المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 17 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september17.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/الباش الغائب حاضر في حين الحاضرين هم في حالة غياب

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/ما في شي اسمه داعش، بل فرق داعشية تابعة لمحور إيران ولحزبه اللاهي في لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الاليزيه: فرنسا تأسف لعدم تأليف الحكومة اللبنانية حتى الآن ولم يفت الاوان وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم

الولايات المتحدة ستمنع ايران من تزويد حليفها حزب الله بالسلاح، والحصول على أسلحة روسية وصينية.

مسؤول فرنسي يفجر مفاجأة: قد يكون من الصعب أن يحصل المودعون اللبنانيون على كامل أموالهم

“المشهد اليوم”: مبادرة فرنسا في موت سريري والعلاج اميركي‏

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 16/09/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 ايلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مرفأ بيروت قبل الانفجار .. ملاذ “حزب الله” الآمن وبؤرة التهريب والسمسرات المشبوهة

فاجعة لبنانية جديدة .. مواطنون قضوا غرقا وأطفال تم رميهم في البحار

الكتائب: مجهولون أطلقوا النار في محيط البيت المركزي

مشاورات مسدودة الأفق… هذا ما أبلغه “الثنائي” لعون!

“الثنائي” يرفض “الداخلية” مقابل “المالية”

“الحزب” ينسف بطلب إيراني مبادرة ماكرون في لبنان

أديب على مشارف الاعتذار: المبادرة الفرنسية تترنّح

النهار: تعميم "أمر العمليات"… وأديب نحو الاعتذار

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

فرنسا.. توقيفات تطال مسؤولين بجمعية ترتبط بإيران

ترمب: أي هجوم إيراني على أميركا سيواجه برد أقوى بألف مرة

بومبيو: سنواصل جهودنا لمنع رفع حظر السلاح عن إيران

واشنطن: سنعاقب أي مُصدِّر للأسلحة إلى إيران

الاتحاد الأوروبي "حازم" بالدفاع عن قبرص بمواجهة تركيا

ليبيا.. السراج يعلن استعداده التخلي عن منصبه نهاية أكتوبر

ترمب: 100 مليون جرعة لقاح ضد كورونا بنهاية العام

أردوغان لميركل: بالإمكان حل نزاعات شرق المتوسط بالتفاوض

زعيم المعارضة التركية: حزب أردوغان.. ورقي

100 قيادي يدعون الغنوشي لعدم الترشح لرئاسة حركة النهضة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"انحناءة" فرنسية وتصلّب شيعي: خميس الاعتذار أو سبت التنازل/منير الربيع/المدن

وطن عالق بين الشراشيح والتماسيح/د. مصطفى علوش/ الجمهورية

فرنسا تكتشف لبنان "الحزب"/خيرالله خيرالله/أساس ميديا/

الضغوط الفرنسية والتهديدات الأميركية تضطران باسيل إلى الانكفاء/صابرة دوح في/العرب اللندنية

صدام العونيين و”القوات” يوقظ أشباح “حرب الإلغاء”/يوسف دياب/صحيفة الشرق الأوسط

عويدات: حريق المرفأ غير مفتعل ولا علاقة له بالانفجار/يوسف دياب/صحيفة “الشرق الأوسط

أدوية مفقودة من الصيدليات والمواطن قلق من رفع الدعم/مايز عبيد/نداء الوطن

الدروز… “نبكي” على الحقائب السيادية والأساسية ونسير/ألان سركيس/نداء الوطن

هل هذا تكريم لبشير الجميّل؟/محمد علي مقلد/نداء الوطن

“الثنائي”: لا حكومة إذا لم يسمِّ الشيعة وزراءهم/غادة حلاوي/نداء الوطن

6 أشهر للحل أو لـ”معلّم التلحيم”!/طوني عيسى/ صحيفة الجمهورية

عون يقود مشاوراته على قاعدة: “المال” للثنائي الشيعي “حتى لو نزلت السما”/كلير شكر/صحيفة “نداء الوطن

المسيحي “يبقّ” البحصة.. اليوم اللامركزية وغداً الفيدرالية!/ألان سركيس/صحيفة “نداء الوطن

سِرّ أزمة الحقائب: هل ستفضحون فسادنا؟/طوني عيسى/صحيفة الجمهورية

مصطفى اديب ورؤاه الأمنية: “الحزب” احد اسباب ضعف الدولة/قاسم فياض/صحيفة الأخبار

في انتظار المزيد/بشارة شربل/نداء الوطن

الفرنسيون يجتمعون بحزب الله: من ينكسر باريس أم الضاحية؟/منير الربيع/المدن

حدودٌ وهميّــة/غسان العياش/النهار

سقوط المبادرة الفرنسية: هل تبدأ المواجهة في الشارع؟/خالد البوّاب/أساس ميديا

ضاع شادي" يا ماكرون!/النهار/راجح خوري

أيلول تتمة المسيرة/اعداد الباحث روي عريجي – El-haraka El-Ehdeniya  الحركة الإهدنية

صانعة الأطباق/الكولونيل شربل بركات

الفلسطينيون بعد "التطبيع": إسرائيل أم نحن في عُزلة؟!/أدهم مناصرة/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع لازاريني عمل الاونروا في لبنان والدول المجاورة وصعوباتها المالية: لبنان ينتظر تجاوب الدول المعنية لتسهيل عودة النازحين

قائد الجيش بحث مع ديل كول في الاوضاع جنوبا وترأس اجتماعا للاجهزة ضمن نطاق المرفأ

جعجع: إحباط المبادرة الفرنسية جريمة

رئيس السرياني العالمي: على شعب لبنان والشعوب المقهورة الاستفاقة قبل فوات الأوان

جان المشتركة:اقتراح قانون لتجميد بيع العقارات في المناطق المتضررة من الانفجار وحمايتها ونص موحد للدولار الطالبي الفرزلي: محاولات جدية جدا لتسهيل مهمة استيلاد حكومة قدر الامكان

 

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من01حتى09/:”يا إخوَتي، هذِهِ رِسَالةٌ ثانِيَةٌ أَكْتُبُهَا إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وفيهَا أُوقِظُ أَذْهَانَكُمُ السَّلِيمَة، لكَي تَتَذَكَّرُوا الأَقْوَالَ الَّتي نَطَقَ بِهَا مِنْ قَبْلُ الأَنْبِياءُ القِدِّيسُون، ووصِيَّةَ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ التي سلَّمَهَا إِلَيْكُم رُسُلُكُم. فَٱعْلَمُوا قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَنَّهُ سَيَأْتِي في آخِرِ الأَيَّامِ أُنَاسٌ يَسْتَهزِئُونَ ٱسْتِهْزَاءً، ويَسْلُكُونَ وَفْقَ شَهَواتِهِم، ويَقُولُون: «أَيْنَ الوَعْدُ بِمَجِيئِهِ؟ مَاتَ آبَاؤُنَا، وكُلُّ شَيء، مُنذُ بَدْءِ الخَلِيقَة، بَاقٍ عَلى حَالِهِ!». فَهُم يتَجَاهَلُونَ عَمْدًا أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ القَدِيم، والأَرْضَ قَامَتْ مِنَ المَاءِ وَبِالمَاءِ بِكَلِمَةِ الله، وبِهَا غَرِقَ عالَمُ الأَمسِ بِالمَاءِ فَهَلِكَ. أَمَّا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ في أَيَّامِنَا، فَهِيَ بِالكَلِمَةِ نَفْسِهَا مُدَّخَرَةٌ لِلنَّار، مَحْفُوظَةٌ لِيَومِ الدَّيْنُونَةِ وهَلاكِ النَّاسِ الكَافِرِين. ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد. إِنَّ الرَّبَّ لا يُبْطِئُ في إِتْمَامِ وَعْدِه، كَمَا يَزْعَمُ البَعْض، بَلْ إِنَّهُ يتَأَنَّى مِنْ أَجْلِكُم، وهُوَ لا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ بَعْضُكُم، بَلْ أَنْ تُقْبِلُوا جَمِيعُكُم إِلى التَّوْبَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

والفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان نبيه بري، ورغم هالات الحنكة والحكمة والدهاء الكاذبة التي تحيطه بها جماعة الذميين والاستسلاميين والصفقات الخطايا من أمثال جعجع وجنبلاط والحريري، فهو في الحقيقة المعاشة مجرد موظف عند حزب الله “وصبي” بأمرته كما يقال في دول الخليج العربي.

نبيه بري هو بوق وصنج وليس أكثر منذ أن تم تدجينه إيرانياً عقب معارك إقليم التفاح مع حزب الله، ومنذ ذاك اليوم دوره يقتصر على دور الموظف الذي ينفذ ولا يقرر.

أما كذبة وطنية الإستاذ وحرصه على البلد وعلى الطائف والتعايش والميثاقية فهي فعلاً مضحكة وتستحق الشفقة على من يصدقها، واللعنة على من يسوّق لها.

من هنا فإن كل عنتريات بري الفاسد والمفسد والبوق بما يتعلق بوزارة المالية والتوقيع الثالث فهي ليست من عندياته، بل هو في هذا الشأن مجرد صنج يرن، فيما الضارب عليه هو الإيراني مباشرة.

وليس حزب الله أفضل من بري بما يخص تبعية قراره، لأنه هو أيضاً بنفس وضعية بري تماماً مع سيده الإيراني.

وأيضاً فإنه ورغم هالات القداسة والقوة والجبروت والمعرفة التي يحاط به سيد امونيوم، فهو عملياً مجرد موظف عند الحرس الثوري الإيراني وينفذ تماماً كبري ولا يقرر.

يبقى أن الحكام الدكتاتوريين والفجار والأباطرة والمرضى النفسيين والعقليين، وحكام إيران الملالي هم من هذه الفصيلة الشيطانية، فإن هؤلاء وعلى خلفية استكبارهم وغبائهم وهلوساتهم وأوهامهم وانسلاخهم عن كل ما هو واقع وإمكانيات وقدرات، فهم يعيشون في أقفاص أمراضهم.. ولهذا لا مجال للتعاطي معهم بأي منطق بشري، وهم في النهاية ولا يسقطون بغير القوة…. ولنا في مصير هتلر وموسوليني وصدام والقذافي خير أمثلة.

في الخلاصة فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها ملالي إيران وأذرعتهم الإرهابية هي القوة وفقط القوة، وبالتالي هم لن يتنازلوا عن أي شيء بالطرق الإقناعية والمنطقية، ولا بد لإركاعهم من استعمال لغة العصا معهم… لأن كل جزر العالم لن يحركهم عن تعنتهم ولو سنتي متراً واحداً.

يبقى أن على ماكرون والإتحاد الأوروبي والأميركي ودول الخليج العربي وغيرهم من الدول والشعوب الذين يعاديهم حزب الله ورعاته الملالي أن يفهموا التاريخ جيدا ويأخذوا العبر منه،ً ويعلموا بأن لا حلول مع هذه الفئات من البشر بغير لغة العصا..لأن العصا هو لكل من عصا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

استنكار لجريمة الاعتداء على المصور الصحافي في جريدة النهار نبيل اسماعيل

الياس بجاني/14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90382/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%86%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9/

هؤلاء الميليشياويين والزقاقيي الذين اعتدوا على المصور الصحافي نبيل اسماعيل على خلفية رفض الآخر والإرهاب والقمع والاستكبار الفارغ والغباء والجهل، هم أوباش بعقولهم وبثقافتهم وبممارساتهم الشوارعية.

إن عملهم المشين والمستنكر اليوم هو حصاد ونتاج ابليسي لفجور ونرسيسية وجحود وكفر وطروادية قادة أصنام حولوا زلمهم وأتباعهم الأغبياء إلى قطعان هائجة غريبة ومغربة عن كل ما هو إنسان وإنسانية وحضارة وشرع حقوق.

مطلوب إنهاء حالة الاحتلال الإيرانية المبتلي بها لبنان والتي تعيث ليس فساداً وإفساداً في المؤسسات التابعة للدولة، بل الأخطر هو نقل وتعميم ثقافة هذا الاحتلال الهمجية والبربرية إلى بعض الشرائح اللبنانية التي تمظهرت اليوم بأبشع صورها من خلال الاعتداء المستنكر على المصور نبيل اسماعيل.

ما جرى اليوم هو عارض من أعراض ثقافة وعقلية سرطان الإحتلال الإيراني للبنان، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز كبيرة كانت او صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى، قبل تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وفي مقدمها ال 1559 ، وذلك لحصر السلاح بالدولة ولإنهاء دويلة واحتلال وحروب وفجور وبربرية حزب الله الإرهابي، وكذلك لإسقاط كل الأغطية والأدوات التي نصبها في مواقع الحكم والسلطة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الباش الغائب حاضر في حين الحاضرين هم في حالة غياب

الياس بجاني/14 أيلول/2020

بشير الغائب منذ 38 سنة هو حي في ضمائرنا وذاكرتنا في حين ان قادتنا الموارنة كافة حضورهم غياب وهم موتى بنظرنا ونلعنهم ع مدار الساعة

 

 بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

14 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/78473/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-6/

بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/أرشيف 2016)/اضغط هنا للإستماع للتأملات
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/19/(أرشيف 2016)اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.crossday.14.09.16.mp3

 

ما في شي اسمه داعش، بل فرق داعشية تابعة لمحور إيران ولحزبه اللاهي في لبنان

الياس بجاني/13 أيلول/2020

أحداث طرابلس: أن داعش وكل متفرعاتها الجهادية هي فرق احتياط بأمرة حزب الله وراعيته إيران وتسعمل كلما وجد الحزب نفسه في مآزق وضيقة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الاليزيه: فرنسا تأسف لعدم تأليف الحكومة اللبنانية حتى الآن ولم يفت الاوان وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

دعت فرنسا، اليوم، السياسيين اللبنانيين إلى "تحمل مسؤولياتهم"، معربة عن "أسفها" لعدم احترام التعهدات التي قطعوها خلال زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون، لتأليف الحكومة "خلال 15 يوما"، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية. واعلن قصر الإليزيه: "لم يفت الأوان بعد: على الجميع تحمل مسؤولياتهم من أجل مصلحة لبنان فقط والسماح" لرئيس الوزراء مصطفى أديب "بتشكيل حكومة في مستوى خطورة الوضع". وذكرت الرئاسة "ما زلنا نتابع باهتمام الوضع ونواصل اتصالاتنا مع المسؤولين اللبنانيين لتجديد هذه الرسالة الملحة". وأضاف الاليزيه: "نلاحظ اليوم انهم ليسوا على الموعد المحدد اليوم. تأسف فرنسا لعدم التزام السياسيين اللبنانيين التعهدات التي قطعوها للرئيس ماكرون في الأول من أيلو وفقا للجدول الزمني المعلن". وذكرت الرئاسة ايضا بأنه في ذلك اليوم "قطع جميع السياسيين اللبنانيين تعهدا أن الحكومة الانقاذية ستكون قادرة على تطبيق برنامج اصلاحات ملحة تلبي حاجات لبنان وتطلعات اللبنانيين واللبنانيات".

 

الولايات المتحدة ستمنع ايران من تزويد حليفها حزب الله بالسلاح، والحصول على أسلحة روسية وصينية.

The Unsaid Lebanon/الأربعاء 16 أيلول 2020

الخلاف المستتر بين واشنطن وباريس حول المبادرة الفرنسية ظهر إلى الملأ. لأن المبادرة الماكرونية تحمل في طياتها تعويم الطبقة السياسية المتلفة والممسوحة أمام حزب الله، وإبقاء لبنان تحت الإحتلال الإيراني. وذلك للمحافظة على مصالحها مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

وإذ تتزايد في الآونة الأخيرة إنتقادات الإدارة الأمريكية لسياسات فرنسا في المنطقة، وعلى ألسنة كبار المسؤولين وبشكل خاص وزير الخارجية بومبيو. تتخذ واشنطن خطوات وإجراءات تتناقض جوهريا" مع توجهات باريس المرنة والعاجزة في آنٍ معا"، وهذه بعض الدلالات:

١) إمتعاض واشنطن من رفض فرنسا تصنيف حزب الله كله كمنظمة إرهابية، وتمييزها بين الجناح العسكري والجناح السياسي له.

٢) إنتقاد واشنطن لعدم دعم فرنسا لتجديد حظر الأسلحة على إيران الذي تم رفض تجديده في مجلس الامن.

٣) إصدار العقوبات الأمريكية على وزراء سابقين قبل إنتهاء المدة المعطاة من قبل ماكرون لتشكيل الحكومة.

٤) الولايات المتحدة ستمنع ايران من تزويد حليفها حزب الله بالسلاح، والحصول على أسلحة روسية وصينية.

عمليا" إنتهت المبادرة الفرنسية، التي لم تكن إلا تقطيع للوقت لحين موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي مطلق الأحوال، إن تشكيل الحكومة أو عدمها، لم ولن تأتي بأي تغيير على الساحة اللبنانية.

 

مسؤول فرنسي يفجر مفاجأة: قد يكون من الصعب أن يحصل المودعون اللبنانيون على كامل أموالهم

رويترز/الأربعاء 16 أيلول 2020

مع دخول الأزمة المصرفية شهرها التاسع، لا تزال التكنهات أو الآمال منعقدة على مفاضات هناك او هناك، او تسوية سياسية قد تعطي دفعاً وزخماً للنهوض الاقتصادي، لعله ينعكس إيجاباً على قدرة المصارف الإيفاء بوعودها لعملائها ومودعيها. وفي تصريح مغاجئ لمسؤول فرنسي كبير مطلع على سير المفاوضات مع جمعية المصارف، نقلت وكالة رويترز عنه قوله: بأنه “قد يكون من الصعب على البنوك في لبنان التمسك بمبدأ ضرورة ألا يخسر المودعون أيا من ودائعهم، وذلك حسبما جاء في محضر اجتماع حصل في 10 أيلول بين مسؤولين فرنسيين كبار ووفد من جمعية مصارف لبنان”.

وفي محضر الاجتماع الذي يحمل صفة السرية، والتي اطلعت “رويترز” عليه، تصدرت فرنسا جهود دولية لدفع السياسيين المتشبثين بمواقفهم في لبنان لتنفيذ إصلاحات ضرورية لاجتذاب المساعدات وتخفيف أزمة أصابت القطاع المصرفي بالشلل وحالت دون حصول المودعين على معظم أموالهم.

وأكد مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتنسيق الدعم الدولي للبنان، بيير دوكين، خلال الإجتماع، على أنه “بينما هي مسألة مبدأ بالنسبة لجمعية مصارف لبنان أنه يجب ألا يتكبد المودعون أي خسائر، فإنه قد يكون من الصعب الدفاع عن هذا حتى النهاية. لكنها مسألة تفاوض”. من جهته، أكد مصرفي لبناني كبير شارك في المحادثات لـ “رويترز”، أنهم “شعروا خلال اجتماعاتهم مع المسؤولين الفرنسيين التي تناولت مبادرة الرئيس بأنهم يدعمون ازدهار القطاع المصرفي”، في حين شدد مصدر دبلوماسي فرنسي على أن “المحادثات كانت جزءا من جهود تهدف إلى تنفيذ خارطة الطريق الاقتصادية للبنان”.

وإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها دوكين بخصوص الودائع، فقد تناول أيضا إجراءات أخرى مطلوبة، منها التطبيق السريع لقيود رأس المال ودمج البنوك في بلد لديه 64 بنكا تسيطر عليها 32 مجموعة. وبشأن إعادة هيكلة جبل ديون لبنان الخارجية والداخلية، أشار إلى أنه “يتعين اتخاذ مجموعة من الإجراءات”، منوهاً بأنه “لا يوجد حل سحري”. ولفتت “رويترز” إلى أن محضر الاجتماع يظهر أن ممثلي جمعية مصارف لبنان، ومنهم رئيس الجمعية سليم صفير، أشاروا إلى أن “البنوك مستعدة للانضمام إلى جهود جماعية لحل الأزمة، وحددوا اقتراحات شملت تأييد إنشاء صندوق لحشد أصول الدولة”.

 

“المشهد اليوم”: مبادرة فرنسا في موت سريري والعلاج اميركي‏

 صوت بيروت إنترناشونال/الأربعاء 16 أيلول 2020

عملياً لا شيء تغيّر، كل التهويل والعويل و”تهبيط الحيطان” لم يغيّر ‏قيد أنملة في قاعدة “بتمشوا أو بمشي” التي انطلق منها ولا يزال يسير ‏على خطاها مصطفى أديب. كل السقوف العالية والرؤوس الحامية ‏باتت بين بينين لا ثالث لهما: ولادة تشكيلة أديب وفق معايير المبادرة ‏الفرنسية أو اعتذار أديب وانتهاء المبادرة. فما يمكن أن يحققه رئيس ‏الجمهورية حققه وما يمكن أن تحققه قوى الثامن من آذار حققته، الأول ‏حفظ ماء وجهه باستمهال شكلي لإجراء مشاورات “تُحلّل” توقيعه على ‏مراسيم التأليف، و8 آذار رفعت الصوت وتوعدت وهددت فلم يكن لها ‏أكثر من كسر قيد المهلة الزمنية والتحرر من عقدة الانصياع الفوري ‏لتعليمات باريس. أما اليوم فانتهى الوقت وضاق هامش المناورة ‏وأصبح الجميع أمام لحظة حقيقة لتحديد خياراته وحسم توجهاته “يا ‏أبيض يا أسود”، وعلى هذا الأساس ستكون الكرة خلال الساعات ‏المقبلة في مربّع قصر بعبدا ليقرر الرئيس ميشال عون ما إذا كان ‏سيركلها في وجه الرئيس الفرنسي أو يمرّرها إلى ساحة النجمة لينأى ‏بنفسه عن مواجهة الثنائي الشيعي مع الإليزيه!‏ إذاً، خياران متاحان أمام عون وعليه أن يقرر اليوم قبل الغد على أي ‏ضفة سيقف، فتأييده مبدأ المداورة بما يشمل حقيبة المالية تختلف ‏وجهات النظر في قراءته، إذ ثمة من يعتبر بين المتابعين أن في موقفه ‏هذا مؤشراً على كونه لن يخاطر ويخلف وعده مع ماكرون بل ‏سيمضي قدماً في موجبات المبادرة الفرنسية ويوقع مراسيم التأليف ‏ليغسل يده من ذنب تعطيلها، أما بعض المصادر المواكبة الأخرى فلا ‏تستبعد أن يكون تأييد المداورة مجرد “مناورة” ضمن إطار لعبة توزيع ‏الأدوار بين الرئاسة الأولى وبين الثنائي الشيعي لكي لا ينقطع حبل ‏التواصل مع الفرنسيين بالتزامن مع السعي إلى توسيع هوامش المبادرة ‏الفرنسية وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات في تطبيقاتها، فإذا حقق ‏الثنائي مطلبه في إبقاء وزارة المالية تحت قبضته وسمّى هو وزراءه ‏الشيعة في الحكومة عندها سينسحب ذلك حكماً على مختلف الأفرقاء ‏ليعود القديم إلى قدمه في تركيبة الحقائب وتسمية الوزراء.‏ من المتوقع ان يعتذر اديب عن التكليف بعد التشاور مع رئيس ‏الجمهورية، واذا لم يكن ذلك في لقاء اليوم الاربعاء فغداً ، خصوصاً ‏اذا لم يطرأ تدخل فرنسي لانقاذ المبادرة والحكومة قبل الوصول الى ‏هذا القرار الذي يعني عملياً انتهاء المبادرة الفرنسية ، والدخول في ‏مرحلة جديدة من الغموض.‏

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 16/09/2020

وطنية/الأربعاء 16 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ثلاث إشارات من ثلاثة مصادر مختلفة تفيد بأن مبادرة فرنسا الانقاذية التي أطلقها الرئيس ماكرون غداة انفجار مرفأ بيروت ما زالت قائمة وكل الاتصالات الحالية انما تجري تحت سقفها ما ينقض الانطباعات التي خلفها كلام وزير الخارجية الاميركي أمس وبعض الاوساط المحلية.

الاشارة الاولى من رئاسة الجمهورية ومفادها أن المبادرة الفرنسية مستمرة كما الاتصالات الرامية لإيجاد حلول للعقد المطروحة.

الاشارة الثانية من عين التينة التي عادت فأعلنت اليوم عن ليونة في مقاربتها لملف حقيبة المال لجهة التفاوض حول الأسماء المطروحة لتولي الحقيبة.

أما الاشارة الثالثة فجاءت من الرئاسة الفرنسية نفسها إذ أكد قصر الإليزيه اليوم أنه "لم يفت الأوان لتشكيل حكومة والعمل لمصلحة لبنان.

ما يؤكد هذا الانطباع أيضا كلام لبناني ورد من باريس على لسان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ذكر فيه الجميع بأن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لانقاذ لبنان من الزوال.

هذه الفرصة حذر الرئيس سعد الحريري من إحباطها من خلال رفض المداورة بالحقائب معتبرا أن الحقائب الوزارية ومنها المالية ليست حقا حصريا لأي طائفة.

قبل التفاصيل الحكومية نشير الى ان عداد كورونا سجل اليوم سبع وفيات و634 إصابة جديدة..

إذا علام رست آخر الاتصالات الفرنسية والمحلية في ملف تأليف الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لا شيء محسوم حتى الآن التأليف عالق حتى الساعة والأمور مفتوحة على شتى الإحتمالات

الرئيس المكلف مصطفى أديب أرجأ زيارته التي كانت مقررة اليوم إلى بعبدا إلى يوم غد الخميس.

فهل ستحمل زيارته الرابعة إلى القصر الجمهوري ما يخرق الجمود الذي طبع الأيام السابقة على مسار تأليف الحكومة؟.

أجواء قريبة من الثنائي أكدت للـNBN حرصهما على نجاح المبادرة الفرنسية مع التشديد على التمسك بالمسلمات الوطنية وحفظها.

الرئاسة الفرنسية دخلت على الخط وأكدت أن الآوان لم يفت بعد لتشكيل حكومة جديدة والعمل من أجل مصلحة لبنان فيما صعد الرئيس سعد الحريري بموقفه اليوم الرافض لحصرية الحقائب لأي طائفة معتبرا أن رفض المداورة إحباط وأنتهاك موصوف بحق الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان.

مسار تأليف الحكومة لم يحجب التحديات الصحية التي تتفاقم يوما بعد يوم لا سيما بعد إقتحام كورونا سجن رومية وما رافقه من تحرك في الشارع وفي وزارة الصحة.

فهل سيتدارك المعنيون هذه المشكلة قبل وقوع الكارثة؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا جديد حكوميا في اروقة السياسة اللبنانية بعد ، أما بحسب الاليزيه فلم يفت الأوان بعد. وبين الاسف والرجاء، والتغريدات ومحاولات فرض الاملاءات، تتآكل المهل وتضيع الفرص مع معرفة الجميع الا مجال للخروج من هذه الدوامة سوى بادامة الاحترام للمواثيق اللبنانية والاعراف، بعيدا عن الهوبرات والاستعراضات، والاستقواء الذي لا يسمن اهله ولن يغنيهم من جوع سياسي .

فمن يريد التأسيس لمسار اصلاحي، وتشكيل حكومة على مستوى خطورة الوضع، عليه الا يتبع مسارات تخريبية لقواعد العلاقات بين المكونات اللبنانية.

أرجأ الرئيس المكلف زيارته الحاسمة الى بعبدا حتى الغد، وخرج جمر التعطيل من تحت رماد التدليس تغريدا وتصريحا بما يكشف عمن يريد احراق اصابع الرئيس المكلف، او من تكلف عناء التغريد دائرا في دوامة المداورة لاداخة البلد واهله.

قواعد عمل الثنائي حزب الله حركة أمل واضحة، والتسهيل الذي يتمسكان به لا يعني الغاء الذات كرمى لعيون مبادرات او مغامرات من اي كان، على ان احترام المهل ممكن متى قرن باحترام جميع المكونات اللبنانية، وكما قالت الاليزيه يقول اللبنانيون ايضا: انه لم يفت الاوان بعد، ولكن ان خلصت النوايا وصدقت الافعال.

وفيما البلد على انتظار حكومي، لم تنتظر كورونا اللبنانيين حتى يستفيقوا من دوامتهم السياسية، ففتكت بالسجون الصغيرة اي بالقابعين خلف القضبان، وبالسجن الكبير اي الوطن المحاصر بكل انواع الازمات.

اما ازمة الامة المتمثلة بتجار الغباء، المغامرين الخاسرين بكل شيء لا سيما بعقد الصفقات، فلم يناموا بعد على حرير الوعود، حتى كان الصهاينة انفسهم أول المصوبين على اتفاقات العار بين آل زايد وآل خليفة مع بنيامين نتنياهو ، قبل ان يصيبهم الفلسطينيون مقتلا بصواريخ المقاومة التي أكدت ان كل الذي كتب في البيت الابيض لا مكان له على ارض الواقع .

اما الوقائع المكتوبة بالدم الفلسطيني واللبناني في مثل هذه الايام من العام اثنين وثمانين، فما زالت تحكي عن احدى اسوأ مجازر العصر التي ارتكبها هذا الاسرائيلي الذي يوقعون معه معاهدات السلام، وبمساعدة ادواته اللبنانية.

فمن ينسى مجزرة صبرا وشاتيلا ؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من يتحمل مسؤولية تطيير المبادرة الفرنسية، أو على الأقل المخاطرة بتطييرها؟

هذا هو السؤال الوحيد الذي يشغل اللبنانيين اليوم، بعدما رأوا في الخطوة الفرنسية تجاه لبنان بعد انفجار المرفأ، نافذة حل "كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد، فابتدأوا يفرحون"، قبل أن تعود التطورات الاخيرة لتضع آمالهم في مهب الريح.

المشهد اليوم، في نهاية مهلة الخمسة عشر يوما التي اتفق عليها خلال الزيارة الثانية في أقل من شهر واحد للرئيس الفرنسي للبنان، يمكن اختصاره على الشكل الآتي: فريق داخلي يتهم الثنائي الشيعي بالتصلب في الموقف من رفض المداورة والتمسك بوزارة المالية، وفريق داخلي آخر يتهم الفريق الحريري وتجمع رؤساء الحكومة السابقين ومن يمثلون، باستغلال الدفع الدولي، ل فرض موازين قوى جديدة على الساحة المحلية، مهما كان الثمن.

اما رئيس الجمهورية الذي أجرى مشاورات على مدى يومين، فالثابت أن همه الوحيد إنقاذ البلاد من أزمة الثلاثين عاما الماضية، عبر تشكيل حكومة منتجة وفاعلة، قادرة على رسم خطط الإصلاح وتطبيقها، والاستفادة من الجو الدولي الايجابي، لتحقيق مصلحة لبنان.

هل أنهت التناقضات الداخلية المبادرة الفرنسية؟ وهل سبب التعثر الراهن أصلا محض داخلي؟ أم أن المبادرة صامدة، وما يجري مجرد ضعوط ومناورات متبادلة قبل ولادة الحل في اللحظات الاخيرة؟

الغموض كبير، والالتباسات اكبر. لكن الاكيد، أن لا حل في متناول اليد، أقله حتى اللحظة، من دون أن يعني ذلك أن فرنسا أقفلت بابها في وجه لبنان، بدليل تشديد الرئاسة الفرنسية اليوم على أن الأوان لم يفت بعد، وتأكيدها أن على الجميع تحمل مسؤولياتهم من أجل مصلحة لبنان فقط، والسماح لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب بتشكيل حكومة في مستوى خطورة الوضع.

وذكرت الرئاسة الفرنسية بأنها لا تزال تتابع الوضع باهتمان وتواصل اتصالاتها مع المسؤولين اللبنانيين لتجديد هذه الرسالة الملحة.

كل ما سبق، والمنطقة بأسرها في زمن تحولات جديد. أمس اتفاقيتا سلام بين اسرائيل وكل من الامارات والبحرين، وكلام عن دول عربية أخرى ستنضم خلال وقت قريب.

وأمس الأول، تلميح من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي تتصاعد شعبيته تعد تراجه مزمن، إلى الملف الايراني من باب اتفاق جديد.

فلمصلحة من ما يجري اليوم؟ سؤال مشروع، لكن مشروع الجواب ينتظر عناصر اضافية، ومعلومات اكيدة، بعيدة عن التمنيات والتأويلات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

ساعات قليلة تفصلنا عن سيناريو من اثنين:

يقدم الرئيس المكلف مصطفى اديب اعتذاره عن تأليف الحكومة الى رئيس الجمهورية غدا، او يقدم للرئيس عون تشكيلة حكومية متوازنة، تأخذ في عين الاعتبار المداورة، وزراءها غير المحسوبين على اي طرف من الاطراف، تراعي شيئا من مطالب الثنائي الشيعي من دون تكريس اعراف.

حينذاك، تترك لرئيس الجمهورية دراسة كل حقيبة في التشكيلة واسم كل وزير، ليذهب بعد ذلك نحو معالجة العراقيل، وربما التوقيع على التشكيلة واحالتها الى مجلس النواب، حيث تسقط او تنال الثقة.

هذه الساعات ستتكثف في خلالها المشاورات، وقد تتقلب في خلالها ايضا المعطيات.

فالرئيس المكلف، كان يفترض ان يتوجه صباح اليوم الى بعبدا، لكنه طلب تأجيل الموعد حتى الغد.

في معلومات للـ LBCI ، فان تأجيل الموعد جاء اثر اتصال هاتفي بين مصطفى اديب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ابلغ فيه اديب ماكرون نيته الاعتذار، فرد ماكرون طالبا منه التريث حتى الغد.

انطلاقا من هذه النقطة، انطلقت مشاورات اليوم، وكثرت التسريبات، ليتبين وجود ثابتة واحدة:

الثنائي الشيعي يطالب بوزارة المال وبتسمية الوزراء الشيعة، وإلا " شكلوا من دونا ".

فالثنائي، الذي يرآ انه سهل المبادرة الفرنسية، وسهل اختيار مصطفى اديب لتأليف الحكومة، يؤكد ان فرض المداورة واسماء الوزراء عليه، مس بأسس البلد، ومحاولة تكريس اعراف لن تمر، ودفع بالبلد الى المجهول، حسبما ابلغ موفدوه رئيس الجمهورية في استشارات بعبدا امس، ويتساءل : من الذي اطاح بالمبادرة الفرنسية، نحن او من يحاول التلاعب بأسس التمثيل السياسي الفعلي في البلد؟

في المقابل، يتساءل مطلعون على مفاوضات التأليف، ما الذي تغير حتى انقلب الثنائي الشيعي على تعهداته للرئيس الفرنسي بقبول حكومة مصغرة، وزراؤها اختصاصيون غير حزبيين، وتعتمد المداورة؟

حتى الساعة، يلخص الوضع كالتالي:

فرنسا اعلنت رسميا اليوم ان الوقت لتأليف حكومة تنقذ البلد لم يفت بعد.

اعتذار اديب اذا حصل يعني سقوط المبادرة الفرنسية، فهل يرضى الفرنسيون بذلك، لا سيما انه وفي معلومات خاصة بالـ LBCI ، فان حزب الله بلغته رسائل تطمين فرنسية مباشرة و مداورة في الساعات الاخيرة.

اذا لم يستقل اديب بناء على استمرار المبادرة الفرنسية، هل يوقع رئيس الجمهورية تشكيلة لا يرضى عنها الثنائي الشيعي؟

امام كل ما تقدم، البلد كله في مأزق، ولا حكومة في الامد القريب، فهل يأتي الحل عبر العودة الى ما اعلنه الرئيس الفرنسي في الاول من ايلول الفائت، والذي جاء بحرفيته حسبما ذكرت وكالة رويترز هذا المساء: نأمل بتشكيل حكومة مدعومة من الاحزاب السياسية كافة، قادرة على الاصلاح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

صيف 1988 جاء الديبلوماسي الأميركي ريتشارد مورفي إلى لبنان ليسوق انتخاب مخايل ضاهر لرئاسة الجمهورية. يومها رفض الزعماء المسيحيون الفكرة فقال لهم مورفي كلمته الشهيرة: إما مخايل الضاهر أو الفوضى، وبالفعل، كانت الفوضى مدمرة، وأدت إلى ثلاثة حروب في أقل من سنتين وإلى دخول الجيش السوري إلى بعبدا واليرزة.

اليوم يشبه الوضع اللبناني إلى حد كبير ما حصل في صيف ال 1988. فنحن نعيش ساعات حاسمة في لبنان، الخيار خلالها بين اثنين: إما الحكومة التي يطالب بها الشعب اللبناني والمجتمع الدولي أو الفوضى.

حتى الآن الأجواء غير مشجعة، والمواقف السلبية تطغى على المواقف الإيجابية، فالتواصل مقطوع بين رئيس الحكومة المكلف وبين بعبدا. فهو لم يلتق رئيس الجمهورية بعد المشاورات التي أجراها عون مع الكتل النيابية. كما أن الرئيس المكلف لم يلتق الثنائي الشيعي مباشرة، وبالتالي لم يتمكن حتى الآن من إحداث خرق في الجدار الشيعي المسدود.

والأبرز أن فرنسا أسفت لعدم تمكن الزعماء اللبنانيين من الإلتزام بتعهداتهم لماكرون. فهل تعني كل هذه المعطيات أن الفوضى آتية حكما وأن لا أمل على الإطلاق بتشكيل حكومة الإنقاذ المنتظرة؟

حتى الان احتمالات النجاح والفشل متساوية، لكن محاولات ربع الساعة الاخيرة جارية بقوة وتتركز على ثلاثة مستويات: محلية وفرنسية واميركية.

في لبنان أولا الاتصالات مستمرة، ورئيس الحكومة المكلف يجري مشاورات مكثفة بعيدا عن الاعلام، كما ان اللواء عباس ابراهيم دخل كالعادة على خط الوساطة والمساعي الحميدة.

وفي فرنسا الرئيس ايمانويل ماكرون يتابع التفاصيل اللبنانية اولا بأول مع خلية الازمة التي تشكلت لمتابعة الوضع اللبناني. ووفق معلومات ال "ام تي في" فان الحكومة الفرنسية في وارد تمديد مهلة تشكيل الحكومة يومين اضافيين، بحيث لا تتعدى الفترة المعطاة لتشكيل الحكومة عطلة نهاية الاسبوع الجاري.

اما في واشنطن فاجواء الادارة الاميركية توحي التصلب والتشدد الى اقصى الحدود، ويمكن اختصارها بالاتي: اذا لم يتوصل الزعماء اللبنانيون الى تشكيل الحكومة في اليومين المقبلين، فان الحكومة الاميركية ستنزل اقصى العقوبات بعدد كبير من الشخصيات اللبنانية، وهي لن توفر حتى بعض زعماء الصف الاول الذين يعتبرون انفسهم فوق اي نوع من انواع العقوبات.

اذا، الساعات المقبلة حاسمة. فهل تتغلب مصلحة الوطن على هواجس الطائفة فينجو لبنان، ام تكون الطائفة هي الاقوى فيسقط لبنان في الامتحان الكبير، ويعيش الفوضى المدمرة من جديد؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

حكومة مصطفى دياب امام مفترق طريق هو صار عميدا للصمت ومن حوله رئاسات وقصور وبيوت سياسية تجلس على جبال المصادر وتنزف تسريبات ولاءات وشروطا في الخطى المرسومة للساعات المقبلة، أن الرئيس المكلف يزور بعبدا غدا الخميس بدلا من اليوم، وفي يده توجهان: إما يضع تشكيلته امام رئيس الجمهورية، وإما يعتذر عن عدم استكمال المهمة.

لكنه منح التأليف أربعا وعشرين ساعة دخل بين دقائقها اللواء عباس ابراهيم مكلفا من رئيس الجمهورية لفحص التربة السياسية الشيعية ومدى ليونتها على الوصول إلى حل قبل نفاد المهل.

وتبعا لمسار نهار التسريب الطويل فإن مصادر بعبدا حرصت على الاستثمار في صمت أديب فأمطرت معلومات تؤكد أن من بادر إلى الاتصال برئيس الجمهورية كان أديب نفسه طالبا منحه مزيدا من الوقت قد يتخطى ثماني وأربعين ساعة.

بالتزامن تم تسريب حصيلة مشاورات الكتل مع الرئيس عون التي جاءت حاسمة لناحية رفضها أن يسمي الرئيس المكلف أسماء مجهولة لديهم وأن يمنحوها الثقة من دون "سابق معرفة".

ومن غرائب الصدف وعجائب الزمن الحكومي أن يكون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحيدا من بين الكتل التي قالت لرئيس الجمهورية "أنا ليس لدي أي شرط ولا اسم وطلب سموا ما تريدون بالمواصفات المتفق عليها واذهبوا إلى مجلس النواب طلبا للثقة"، وهي المرة الاستثنائية التي يتصرف فيها جبران باسيل كرجل ناء بنفسه خارج عن الطحن السياسي الدائر والمدور والمغمس بالمثياقية والمحلى بالمثالثة والمطعم بروح طائفية.

وإذا كان جبران قد استهدى وارتدى عقل الرحمن متبعا الحياد الحكومي، فإن رئيس الجمهورية ينوب عن الجميع، فهو ألبس مصطفى أديب "رنة الهاتف"، وسربت أوساطه أنه لم يطلع على أي اسم من الرئيس المكلف الذي لم يقدم له لائحة ولا تصورا للتشيكلة، كذلك ولأن المكلف احتفظ باسمائه واستعان على عون وبري بالكتمان.

فإن رئيسي الجمهورية ومجلس النواب تخوفا من الأسوأ في أن يعلن أديب اعتذاره عن عدم التأليف وأن يحملهما مسؤولية العرقلة فهرعا إلى التشاور بفرعه الثاني والتخبط والتمسك بحقائب وإعلان أن الكتل لن تقبل بحصر الوزراء حكرا على الرئيس المكلف.

وفي كلام مغلف بالتسهيل ومفخخ بالتعطيل، رأى رئيس الجمهورية أنه مع المداورة في كل الحقائب شرط التوافق الوطني عليها، وعبارة التوافق الوطني وحدها تحمل على متنها شحنات من المتفجرات السياسية، لأنها عبر التاريخ الحديث هي مكون فاضح عن المحاصصة والمذهبية والتقاسم والسرقات، وهي توافق على غنيمة الوطن.

رئيس الجمهورية يشكو عدم تواصل الرئيس المكلف مع المعنيين، وما يقصده هنا أن أديب لم يفتح باب المناقصة الحكومية مع الرئيس نبيه بري لكن المكلف لم تظهر عليه أي عوارض بالتواصل مع أي من المرجعيات، فهو أقفل عليه باب التأليف ولم يتسرب منه أي اسم أو معلومة، فلماذا يلام على خطة صدق عليها الجميع في قصر الصنوبر؟

وبما يتبين لتاريخه أن هناك انقلابا على الاتفاق الفرنسي، وحيال هذا الانقلاب لم يسع الرئاسة الفرنسية سوى ابداء الاسف على فشل السياسيين اللبنانيين في تأليف حكومة بعد أسبوعين من تحديد الرئيس امانويول ماكرون موعدا نهائيا لذلك، إضافة الى عدم تمكنهم من التزام تعهداتهم.

فهل تستكمل مراحل الانقلاب ؟ ام ان مهمة اللواء ابراهيم وباريس ستقود سفينة اديب الى البر الحكومي ؟ غدا لأديبه قريب .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 ايلول 2020

وطنية/الأربعاء 16 أيلول 2020

صحيفة الأنباء

*تنسيق "الشطحات"

يتردد أن المؤتمر الصحفي الذي عقده أحد النواب كان نسّقه بالكامل، بما فيه بعض "الشطحات الكلامية"، مع حزب ‏فاعل.

*ساهَمَ في الإبعاد‎ ‎

اتّضح أن الدور الذي يلعبه وزير سابق إلى جانب مسؤول رسمي، ساهم في إبعاد العديد من الشخصيات التي كانت ‏مُخلصة لهذا المسؤول

‎ ‎صحيفة البناء

خفايا

قالت‎ ‎مصادر‎ ‎فرنسية‎ ‎إن‎ ‎القرار‎ ‎النهائي‎ ‎حول‎ ‎المبادرة‎ ‎نحو‎ ‎لبنان‎ ‎متخذ‎ ‎سلفاً‎ ‎وهو‎ ‎عدم‎ ‎الفشل،‎ ‎وإن‎ ‎مساعي‎ ‎تصحيح‎ ‎المسار‎ ‎واستيعاب‎ ‎التشنجات‎ ‎أمامها‎ ‎وقت‎ ‎إضافي‎ ‎وإن‎ ‎دوراً‎ ‎مباشراً‎ ‎للإليزيه‎ ‎سيظهر‎ ‎في‎ ‎منع‎ ‎سقوط‎ ‎فرصة‎ ‎حكومة‎ ‎الرئيس‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب.

كواليس

قال‎ ‎مصدر‎ ‎خليجي‎ ‎إن‎ ‎امتناع‎ ‎رأس‎ ‎السلطة‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎البحرين‎ ‎والإمارات‎ ‎عن‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎حفل‎ ‎البيت‎ ‎الأبيض‎ ‎لتوقيع‎ ‎الاتفاق‎ ‎مع "إسرائيل" يدل‎ ‎على‎ ‎حجم‎ ‎الشعور‎ ‎بالضعف‎ ‎عن‎ ‎تغطية‎ ‎الاتفاق‎ ‎ويطرح‎ ‎تساؤلات‎ ‎حول‎ ‎مدى‎ ‎صمود‎ ‎الاتفاقات‎ ‎إذا‎ ‎تصاعد‎ ‎الوضع‎ ‎في‎ ‎فلسطين.

صحيفة نداء الوطن

ـ يشدّد متابع لمسار التأليف على أن العقدة الأساس تكمن في أنّ الاستجابة لمطالب الثنائي الشيعي الحكومية ستفتح ‏الباب أمام مطالبة القوى الأخرى بوقف المداورة وتسمية وزرائهم.

ـ يتردد أنّ مضمون المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده رئيس "التيار الوطني الحر" كان منسقاً مسبقاً مع "حزب الله" ‏الذي تفهّم منطلقات باسيل ومقاربته المستجدة للأمور.

ـ يؤكد سياسي لبناني موجود في الخارج أنّ العقوبات ستزداد في المرحلة المقبلة بغض النظر عن المبادرة الفرنسية.

صحيفة النهار

ـ لوحظ ان اللقاء التشاوري السني بات محصورا بالنائب فيصل كرامي فيما يطل النائب عبد الرحيم مراد عند الكلام عن ‏مرشحين لرئاسة الحكومة فقط.

ـ فوجئت اوساط القوات اللبنانية ببيان المؤسّسة العسكرية بعد مواجهات ميرنا الشالوحي من دون انتظار جلاء الحقيقة، على ‏اعتبار أن علاقة وثيقة بين قائد هذه المؤسّسة وحزب القوات والتواصل بينهما أكثر من إيجابي.

ـ تخوفت مصادر سياسية مطلعة من ان تؤدي المواجهات المبطنة ما بين القوى السياسية الى توسع رسائل الشارع وتحولها ‏مواجهات ومعارك متنقلة.

صحيفة الجمهورية

ـ لا يترك مسؤولون في تيار مناسبة إلا ويشيرون خلالها الى أن التيار سبق وحذر من تداعيات إنتخاب مرجعية ‏دستورية.

ـ أبلغت شخصية مواكبة عن قرب لملف تشكيل الحكومة الى حزب بارز الحرص على تجنب التصعيد السياسي معه.

ـ بدأ مقر غير مدني سياسة تقشفية تعاطفا مع المجتمع اللبناني الذي أصبح يرزح تحت خط الفقر.

صحيفة اللواء

ـ حدث تباين بين قيادة دولية وأخرى عربية على خلفية ضم شخصية صديقة لدولة كبرى إلى لجنة دستورية عليا..

ـ طُلب من نواب وكوادر حزب بارز، حصر التعاطي بمبادرة حسّاسة، بنائب واحد، في هذه المرحلة.

ـ لمس خبراء ماليون، تحسناً في مالية "المركزي" من دون الغوص في حيثيات هذه المعطيات

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مرفأ بيروت قبل الانفجار .. ملاذ “حزب الله” الآمن وبؤرة التهريب والسمسرات المشبوهة

فرانس برس/الأربعاء 16 أيلول 2020

يعتبر مرفأ بيروت من اهم المرافق الحيوية الموجودة في لبنان، وأهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة، وهو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدولة من جهة السمسرات والمحسوبيات كما أنه بؤرة الفساد التي تفرض إحدى القوى السياسية سيطرتها عليه، بحسب تقرير أعدته وكالة الأنباء الفرنسية.

كل ما هو متعلق بمرفأ بيروت مشكوك به، إن من جهة السمسرات، الضرائب والرشاوى، فهو بمثابة دولة صغيرة تديرها ميليشيا تغض الدولة الكبرى الطرف عنها، ويجني العاملين بمرفأ بيروت أرقاما خيالية لا يمكن لأي عامل بأي مرفأ بالعالم أن يحصل عليها، حيث يضم مرفأ بيروت “مافيا” حقيقية تظهر وجه الدولة اللبنانية الغارقة في وحل الاستهتار والقابعة في أحضان الميليشيات، فمن خلال المرفأ يمرر حزب الله أسلحته دون حسيب أو رقيب، ومن خلاله أدخلت شحنة قاتلة لم تعرف الدولة من أدخلها وخزنها وإلى من تعود، في مرفأ بيروت الذي هدد حياة مئات الاف البشر والذي صار نقطة سوداء بعد أن كان المنفذ والأمل في الجغرافيا اللبنانية، ثمة صفقات سوداء تعود بأموال طائلة على التيار الحاكم الذي يطالب الشعب برحيله “التيار الوطني الحر” الأكثر بعدا عن الوطنية والأقرب إلى الاستبداد من الحرية. وهو الشريك الأساسي لميليشيا حزب الله الذي يغطي فساده في لبنان ومشاركته في الحروب الإقليمية، التيار “العوني” الذي أهلك البلد بطائفيته ومحدودية أفكاره، وتشبيح مريديه، التيار الوطني الذي يقول رئيسه “جبران باسيل” أن زوجته تقف كجميع اللبنانيين لتحصل على 200 دولار بينما في الواقع تشتري العقارات بمئات الآلاف من الدولارات ، ومتى ؟ بعد ثلاثة أيام من انفجار مرفأ بيروت ، بينما ينشغل العالم بإرسال المساعدات ورائحة الدماء تسيطر على شوارع بيروت التي أصبحت بلا جدران، والجثث مرتيمة على الأراضي حيث الركام والزجاج يسيطر على الشوارع الرئيسية، كانت زوجة باسيل ابنة الرئيس العتيد تشتري عقارا لزوجها. وفي هذا السياق نشر موقع “فرانس برس” تقريرا مفصلا يشرح عن “مرفأ بيروت” قبل الانفجار وتحدث فيه عن الخط العسكري والتهريب ونشاط حزب الله داخله. ويقول الباحث محمد شمس الدين من مركز “الدولية للمعلومات” الذي نشر دراسات عدة حول الفساد والتهرب الضريبي في لبنان لوكالة فرانس برس، “يُعدّ المرفأ من أكثر المرافق فسادا”، مضيفا: “ليست هناك رقابة فعلية من الحكومة عليه، سواء على جباية الأموال أو إنفاقها”.

وتأسس مرفأ بيروت عام 1894، وكانت تديره شركة فرنسية، ثم شركة خاصة اعتبارا من 1960. في بداية التسعينات، ومع انتهاء امتياز الشركة، عُيّنت لجنة رسمية مؤقتة لإدارته ولا تزال قائمة حتى اليوم، ويقول شمس الدين إنها تعمل وكأنها “شركة خاصة”. وكما في كل مؤسسات الدولة، يتم اختيار أعضاء اللجنة بحسب انتمائهم الطائفي: رئيس سني، و6 أعضاء يمثلون الطوائف الرئيسية، ويكون المحظيون مدعومين من أبرز الأحزاب السياسية. ويقول شمس الدين “نظام المحاصصة ذاته في الدولة ينطبق على المرفأ”.

خط عسكري

يستخدم حزب الله، القوة السياسية الأبرز في لبنان، المرفأ لتمرير بضائع لصالحه أو لصالح رجال أعمال محسوبين عليه، وفق مصادر عدة. ويقول رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي شكري صادر لفرانس برس “من المعروف أن هناك بضائع للمقاومة (حزب الله) تمر عبر المرفأ والمطار”، عدا عن المعابر الحدودية. ويضيف: “في المرفأ كما في المطار، لديه خط عسكري تمر عبره البضائع والسلع من دون تفتيش أو رقابة”، موضحا “خط المقاومة هذا هو نتيجة اتفاق ضمني مع السلطات على ألا يقترب منه أحد”. في العام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المسؤول البارز في حزب الله وفيق صفا بسبب استغلاله “الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية للتهريب وتسهيل السفر بالنيابة عن حزب الله”، وفق ما جاء في بيان للسفارة الأميركية آنذاك. وأورد البيان مثلا على ذلك بالقول “استفاد حزب الله من صفا لتسهيل مرور المواد، بما في ذلك المخدرات غير المشروعة والأسلحة، عبر ميناء بيروت في لبنان”.

بعد الانفجار الذي تسبّب بمقتل أكثر من 190 شخصا، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، تحدث البعض عن سلاح ومواد أخرى غير قانونية يخزنها حزب الله في المرفأ، لكن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله نفى أي علاقة لحزبه بمرفأ بيروت. ولا تقتصر “الأعمال” في المرفأ على حزب الله.

ويسمّي تقرير أعده جهاز أمني قبل أشهر واطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه، بالاسم 5 موظفين على الأقل في مفرزة الجمارك في قسم معاينة البضاعة، “يمنع استبدالهم”، وفق ما ورد فيه. ويورد بالتفصيل تبعيتهم لمسؤولين محسوبين بدورهم على قوى سياسية (التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة امل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، تيار المستقبل، حزب القوات اللبنانية). ويفصل التقرير كيفية تقاضيهم وغيرهم من موظفي المرفأ الرشى لقاء معاملات إخراج البضاعة من المرفأ. ولا يجزم الخبراء إن كانت هذه المداخيل غير القانونية تستفيد منها الأحزاب مباشرة، أو فقط الموظفون المحسوبون عليها. ويرأس اللجنة المؤقتة لإدارة المرفأ حسن قريطم المحسوب على تيار المستقبل، منذ العام 2002 قبل أن يتم توقيفه مع 24 شخصا آخرين، بينهم مدير عام الجمارك بدري ضاهر المحسوب على التيار الوطني الحر في إطار التحقيق الجاري في الانفجار الناتج وفق السلطات عن حريق اندلع في مستودع خزنت فيه 2750 طنا من نيترات الأمونيوم منذ أكثر من 6 سنوات، من دون أي إجراءات وقاية. وعلى الرغم من أن مسؤولي المرفأ على اختلاف وظائفهم ومسؤولين سياسيين وقضائيين وأمنيين كانوا على علم بخطورة هذا التخزين، لم تُتخذ أي تدابير لتجنب الكارثة.

تهرب وتهريب

وحتى وقوع الانفجار، كان لبنان يعتمد في غالبية عملياته التجارية على المرفأ الذي تمر عبره أكثر من 70 في المئة من البضائع المستوردة في بلد يعتمد أساساً على الاستيراد. وتبلغ إيرادات إدارة المرفأ السنوية نحو 220 مليون دولار يعود منها 60 مليون فقط إلى خزينة الدولة، وفق شمس الدين الذي يوضح أن الباقي يفترض أنه يستخدم للرواتب والأجور ولتطوير مرفأ، “إلا أننا فعليا لا نعرف إلى أين يذهب”. أما في ما يتعلق بالجمارك، فيقدّر حجم التهرّب الجمركي سنويا، وغالبيته من المرفأ، بين مليار وملياري دولار في بلد راوح العجز في الموازنة فيه خلال العامين الماضيين بين 5 وأكثر من 6 مليارات دولار.

وعلى مرّ السنوات، خرجت إلى العلن مرات عدة فضائح فساد ما لبثت أن أعيدت ملفاتها الى الأدراج، من دون محاسبة أحد. ويقول شمس الدين أن القوى السياسية البارزة تستخدم نفوذها من أجل توظيف أشخاص محسوبين عليها في المرفأ أو تعيين مسؤولين يغضون الطرف عن عمليات تهريب وتهرب جمركي لرجال أعمال يدعمون هذا الحزب أم ذاك، أو التأثير في عقود الشركات العديدة مع إدارة المرفأ، “إذ إن تلزيم الأشغال يجري بالتراضي، والكل يستفيد”. ويشير شمس الدين الى أنّ عمليات التهريب تتم في معظم الأحيان “عبر جمعيات خيرية وهمية تستحصل على مرسوم من الحكومة يعفيها من الرسوم الجمركية، فيما يعرف الجميع حقيقة الأمر”. ويبيّن التقرير الأمني أن موظفي المرفأ من أصغرهم إلى أكبرهم وعناصر الأجهزة الأمنية الذين يعملون فيه أيضا، يتلقون رشاوى تتنوع بحسب البضائع التي يسرّعون تمريرها أو يخفّضون رسوم مرورها أو يغضّون النظر عنها. على سبيل المثال، يتقاضى، وفق التقرير، رئيس كل فرقة مشرفة على المدخل الرئيسي للمرفأ 200 ألف ليرة عن السيارة المستعملة لتسهيل خروجها. ويتقاضى آخرون في الجمارك أيضا حصتهم على السيارة المستعملة ومهمتهم تخفيض قيمتها في عملية التقييم، وبالتالي تقليل كلفة الضريبة عليها. أما ما هو أخطر من ذلك، فهو “الممنوعات” كالسلاح والمخدرات مثلا التي تهرّب أحيانا داخل سيارات مستعملة، وفق التقرير. والمفارقة أن جهاز الكشف بالأشعة السينية، “السكانر”، الوحيد في المرفأ، معطل. ويقول مصدر في الجمارك رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس، “السكانر متوقف عن العمل منذ أبريل 2019 بسبب عطل تقني”، مشيرا إلى أنه “قديم جدا وكلفة تصليحه وتغيير قطعه تتخطى قيمة سعره”. ولم تُقدم إدارة المرفأ على تغييره نتيجة خلاف داخل الحكومة حول تلزيمه. وتوقف “السكانر” يعني أن عمليات التفتيش تحصل يدويا فقط، ما يسهّل المخالفات. كما أن عمليات دفع الرسوم وإخراج البضائع لا تزال تتم على الورق ويدويا أيضا.

بنجامين فرانكلين

ويرى الصحافي الاستقصائي رياض قبيسي الذي يولي منذ سنوات اهتماما خاصاً بملف الفساد في المرفأ، أن “جهاز الجمارك هو الفاسد الأكبر، وأكبر عملياته تحصل في المرفأ”، مضيفا: “كل ما يهمهم هو أن يروا عملة بنجامين فرانكلين”، في إشارة إلى ورقة المئة دولار. ويتحدث قبيسي لفرانس برس عن “عمليات بيع البضائع المتروكة في مزادات علنية وهمية وأرباح جانبية تُجنى منها”. وتباع في المزاد العلني بضائع تركها أصحابها في المرفأ لأسباب مختلفة قد يكون بينها عدم قدرتهم على دفع رسومها. ويُشكك كثر في قدرة التحقيق الذي تقوم به الدولة اللبنانية على الوصول إلى الحقيقة في موضوع الانفجار بسبب انعدام الثقة بالمؤسسات على اختلافها.ومن هنا مطالبة البعض بتحقيق دولي. يقول صادر لفرانس برس “ليس في المرفأ فقط، بل إن الفساد بأكمله في لبنان لم يعد بحاجة لدليل”. ويضيف “مهما يكن قاضي التحقيق جيدا، وهو كذلك، كيف يمكن أن نؤمن بتحقيق يعتمد على الأجهزة الأمنية ومن يحكمها” من قوى سياسية؟.

 

فاجعة لبنانية جديدة .. مواطنون قضوا غرقا وأطفال تم رميهم في البحار

صوت بيروت إنترناشونال/ الأربعاء 16 أيلول 2020

فاجعة جديدة تضاف إلى سجل الأزمات اللبنانية التي ألمت بالمواطن اللبناني الذي دفع بنفسه إلى البحار بحثا عن حياة كريمة، ليواجه مصيبة كبرى ستتوسع رقعتها في الأيام القادمة بعد خبر وفاة شبان وأطفال لبنانيين غرقا. هجرة غير شرعية أقدم عليها مجموعة من اللبنانيين هربا من واقع مذل وسلطة جائعة لمقدرات اللبنانيين وخيرات بلادهم التي تذهب خارج البلاد لمصلحة دول تساويها إجراما، شبان بعمر الورود وأطفال لم تر الحياة بعد يواجهون مصيرهم الاخير في البحار.

أي توصيف يعبر عن المشهد اللبناني المترهل، سلطة بمقام “جثة” لا تستحق الدفن إكراما حتى، بل تستحق كل أشكال الثورة والانتفاضة على قتلها شعبها بالجوع والفقر والبطالة، سلطة الأمونيوم التي أودت بحياة المئات وشردت الآلاف وهجرت أبنائها بل دفعتهم إلى الموت عير هجرة غير شرعية، انطلقت من المنية طرابلس باتجاه قبرص أملا أن تنقذهم تلك البلاد من فقر مدقع وذل دق أبوابهم، فكانت الهجرة بالنسبة لهم، آخر مسمار يدق في نعوشهم، فكان الموت بانتظارهم. وأثناء الهجرة، توقف المركب بسبب نفاذ المازوت ومشاكل أخرى، وأدى ذلك لموت العشرات وفقدان آخرين

وفي هذا السياق توجه مراسل راديو صوت بيروت انترناشونال غسان فران إلى بيت أحد الأشخاص الذين هاجروا بطريقة غير شرعية من لبنان باتجاه اوروبا، والتقى مع والدة محمد خلدون محمد، وهو أحد المهاجرين، التي أكدت أن ابنها لم يخبرها بأنه مسافر إلا بنفس اليوم وذلك بطلب من الأشخاص الذين قاموا بتنظيم هذه الهجرة خشية أن تعرف السلطات اللبنانية في الامر، فيتم إحباط الرحلة .

وتقول الأم، أن رعاة هذه الهجرة أمنوا للشبان مركبا صغيرا لهم وقد بلغ عددهم 45 إلى 50 شخص، وكان المركب بالكاد يحتويهم مع أغراضهم ومأكولاتهم، وكان المهربين قد وعدوا الشبان بأنه بمجرد دخولهم إلى المياه الإقليمية سيتم تأمين باخرة مجهزة تماما وكبيرة تستطيع استيعابهم جميعا بالإضافة إلى تأمين المأكل والمشرب لهم، ولدى دخولهم في المياه الإقليمية فوجئ المهاجرين بعدم وجود أي باخرة بالتزامن مع نفاذ المازوت وهم وسط البحار ولم يأمنوا لهم طعاما أو حليب للأطفال أو حتى مازوت ليعودوا أدراجهم إلى لبنان. وتتهم والدة محمد شخصا يدعى “برهان القطريب” يسكن في القبة – طرابلس – وصهره أحمد صفوان الذي استلم منهم الأموال قبيل سفرهم من لبنان، وتقول الوالدة” كانوا يأملوننا يوميا بأنهم وصلوا ولكن كان قلبي يشتعل نارا، وقلت لهم لقد تاهوا في البحر أو غرقوا وابني إلى الآن مفقود ولا أعرف عنه شيء وأريده حيا أو ميتا.” وطالبت والدة محمد الجهات المعنية والقوات البحرية وقوات اليونيفل مساعدة الشبان والأطفال.

حرقة بالغة تعيشها الاهالي التي وسعت هذه المأساة جراحهم وأدمت قلوبهم في ظل أوضاعهم الاقتصادية المريرة، التي لو لم تكن لما أقدم الشبان والعائلات على رمي أنفسهم إلى التهلكة.

وقالت والدة محمد أن الشخص الذي كان يقود القارب الذي سافر فيه العشرات هو أحد أقارب المهربين، الذي غدر بقريبه حتى، لا سيما أنه ضل الطريق ولم يجد سبيله، وتقول أم محمد ” لقد تاجروا بأولادنا وبالشبان والأطفال، لقد توفي ابن شقيق زوجي وهو طفل صغير عمره ثلاث سنوات لعدم توفر المياه والحليب أو الأكل، لا سيما أن الشمس كانت قريبة من رؤوسهم فتسبب ذلك بعدم قدرتهم على التحمل فقضى من التعب والجوع، فقاموا برمي الطفل في البحر، وفي اليوم الثاني مات طفلا آخرا وهو حفيد عمي، وأيضا تم رميه في البحر، وأهل الطفل بحالة يرثى لها وهم في صدمة كبيرة، وكانوا يشربون المياه المالحة لعدم توفر شيء للأكل أو الشرب”. انطلقت رحلة الموت منذ تسعة أيام، وتقول أم محمد ” ابني بعد 3 أيام رمى بنفسه في البحر وقال للبقية سأحاول تخليصكم من هذه الازمة بعد رؤيته للطيور شرقا فتوقع أنه باتجاه مكان الطيور ثمة يابسة، فسبح باتجاه توقعاته بعد أن لف نفسه بقطع من إطار هوائي وربط حول يديه عبوات مازوت بلاستيكية فارغة، ومما زاد حماسته تجاه ذلك، هو مشهد رمي أبناء عمه الأطفال في البحار بعد وفاتهم، فسارع لإنقاذ البقية.”

وتساءل مراسل صوت بيروت انترناشونال عن كيفية معرفتهم بهذه التفاصيل فأجابت الوالدة، “ياشين هو من أخبرنا وهو الآن في المستشفى وهو أحد الناجين، ظل يسبح 5 أيام حتى رأته قوات اليونيفل وساعدته، وهو صديق ابني المقرب.” وفيما إذا تحدثوا مع جهات مختصة لمساعدتهم مثل اليونيفل التي تستطيع أن تقوم بمثل هذه العلميات من البحث، أجابت الوالدة ” تواصلنا معهم لكنهم يريدون أمرا من اللسلطات اللبنانية للقيام بالبحث عنهم والسلطات لم تعط الامر.” وتوجهت والدة محمد الذي يبلغ 27 عاما للسلطات قائلة “هؤلاء لبنانيين عاطلين عن العمل هاجروا من أجل لقمة عيشهم وأنا الآن لا أعلم شيئا عن ابني الوحيد وأريده حيا أو ميتا لذا أطلب من الدولة وكل العالم أن تبحث عنه وإيجاده لي في بحر قبرص أو اليونان أو تركيا، أريده بأي حال كان.”وفي حديث مع أخت المفقود محمد، التي قالت بان المهربين كانوا يرسلون للعائلة مقاطع صوتية عبر تطبيق “واتساب” يطمئنون الأهالي بأن أولادهم بخير ليتضح فيما بعد أن الأخبار كلها كاذبة. وقالت أخت محمد ” انطلقوا عند الساعة العاشرة من المنية وكان آخر اتصال لنا معهم عند الرابعة فجرا عند دخولهم المياه الإقليمية، وكان أخي محمد قد أخبرنا بأنهم سيصلوا إلى قبرص عند العاشرة صباحا، وفي اليوم التالي اتصل بنا المهرب برهان القطريب وأخبرنا بأنهم وصلوا إلى قبرص بخير وسلامة والسلطات القبرصية تقوم بإجراءات اعتيادية لهم من أجل كورنا وهم في الحجر الآن بحسب القطريب، ونحن صدقنا كلامه.”

وتتابع الأخت ” لم يتصلوا بنا في اليوم الثاني والثالث لكن في اليوم الثالت أرسل إلينا القطريب مقطعا صوتيا يقول فيه أن الشبان مع الصليب الأحمر الدولي وهم في الحجر الصحي وسحب منهم هواتفهم ولا يسمح لهم بالتواصل مع أحد قبل إتمام 15 يوما في الحجر” والقطريب هو بحسب أخت محمد موظف في بنك الاعتماد . وتستكمل الأخت حيدثها قائلة ” وقد أرسل إلينا المدعو “احمد طليس ” – ابو فهد – مقطعا صوتيا يؤكد لنا فيه وصولهم إلى قبرص، وطليس هو شريك برهان القطريب أيضا، وقد وعدهم بتأمين العمل لهم فور وصولهم، على اعتبار بحسب قوله أنه صاحب سلسلة مطاعم ولديه معاصر زيتون، وهو كان يكذب عليهم طبعا.”

في المقطع الصوتي الذي استعرضته أخت محمد والذي يمكنم سماعة في الفيديو أعلاه يقول المدعو “ابو فهد ” بأن الشبان قد وصلوا إلى قبرص وهم في خيمة للحجر الصحي وتقوم السلطات بإطعامهم وأمورهم جيدة، وتعلق أخت محمد على المقطع بقولها ” الشبان لم يصلوا حتى إلى قبرص في ذلك الوقت الذي أرسل فيه ” ابو فهد ” هذا المقطع حيث كانوا في ذلك الوقت في منتصف البحر يواجهون الموت والجوع بينما يكذب المهربون علينا بان الشبان بخير.”

واستعرضت أخت محمد صور الطفلين اللذين توفيا من شدة الجوع والتعب وقالت ” لقد ماتوا لأنه لم يدخل إلى جوفهم سوى المياه والملح، حيث لم يتوفر مع أهلهم سوى مرطبان من الحر، فكانوا يخلطون لهم المياه والملح والحر ويشربون أطفالهم من هذا الخليط لعدم توفر أي شي آخر معهم، وفي اليوم الثاني وجدوا الطفل ميت، وعند وفاته ظل الطفل في حضن والدته لليوم الثاني، وانتظروا والدته حتى تنام، ليستطيعوا أخذه مها لا سيما ان جسد الطفل بدأ ينتفخ والحرارة مرتفعة، فقاموا بتغليفه وربطه بالمركب في حال تم إنقاذهم يبقى الطفل معهم ويعيدونه معهم إلى لبنان، لكن بسبب تعرضه الكبير للمياه المالحة، بدأت جثة الطفل المربوطة بالمركب من الخارج بالتحلل، وصدور رائحة كريهة منها، وخشية تضرر بقية الأطفال، فكوا وثاق الجئة من المركب لتذهب بعيدا.” لم تستطع عائلته الطفل إكرام جسده الهزيل في مكان يحضنه للمرة الأخيرة، فتركت جثته لتتلقفها البحار، حماية لأرواح أطفال آخرين، ووالدة الطفل الحامل في الشهر السادس، تعيش في حالة من الهلوسة والصدمة بعد الأحداث التي جرت معها والتي تقوق قدرة أي إنسان على التحمل .

4 مليون ليرة لبنانية، ثمن هجرة الموت التي رتبها المهربين للشبان والعائلات، هجرة لا عودة منها ولا وصول حتى، تركوهم لمجهول أسود، ساقهم إلى رمي جثث أطفالهم نحو البحار . ودفع شادي وهو شاب مريض بالسكري إلى رمي نفسه أيضا في البحار بعد أن فقد دوائه “الإنسولين ” فوجد أن البحر قد يكون أكثر رحمة من بقاءه على ظهر المركب، وتقول أخت محمد” إن أمن الدولة قد صرح بان المبلغ الذي تقاضوه المهربين بلغ 400 مليون ليرة لبنانية”. وطلبت أخت محمد من السلطات اللبنانية أن تعطي أمرا لليونيفل للقيام بمهام البحث عن الجثث لإعادة من لا زال على قيد الحياة وجلب الجثث العالقة في البحار، لا سيما أن اليونيفل قد أعلن أنه على استعداد للبحث عنهم بشرط أن تتقدم الدولة بطلب في هذا الامر.

وختاما وجهت والدة محمد رسالة إلى كل الشباب قائلة ” لا تذهبوا في مثل هذه الرحلات الخطيرة، لا تخاطروا بأنفسكم لأنها هجرة موت أيضا فمن لا يزال حيا هناك، يعيش في خيمة ضمن حجر مفروض عليهم وأوضاعهم قاسية جدا ويتمنون العودة.” فاجعة جديدة تضاف إلى مآسي لبنان المتوالية والمتعاقبة في عهد وصف بالقوة فكان الضعف أبرز خصائصه والفساد علامة على جبينه، لبنانيون يموتون في كل مكان وأي لحظة، وحتى في محاولاتهم الأخيرة للنجاة كان الموت بانتظارهم، لا تطالب الاهالي السلطات اللبنانية بالبحث عن أبنائهم بل تطالبهم أن توجه طلبا واحدا فقط لقزات “يونيفل ” للمساعدة في الأمر، فـ حتى هذا الامر تتقاعس الدولة عن القيام به، ربما لعدم رغبتها في مواجهة أزمة جديدة ستطفو إلى الواجهة خلال الأيام المقبلة، لا سيما أن لبنان لم يهدأ من الأزمات منذ أشهر طويلة بعد الانهيار الاقتصادي مرورا بـ 4 آب ثم حريق المرفأ والأزمات اليومية المتعاقبة، تحاول السلطات تجنب تداول أي ازمة جديدة خشية من سيل فضائحها أمام المجتمع الدولي، لا سيما أنه ما يشغل بال سلطة الميليشيا اليوم، حقيبة المال المنهوب الذي يقاتل الثنائي الشيعي لأجلها، دون أي اعتبار لشهداء 4 آب ودون أي احترام للجرحى والمشردين ودون أن تأخذ بالا حتى ىأن ثمة غرقى وأمواتا في البحار يستنجدون. لكن هل تسارع الدولة لإنقاذ غرقى في مياه إقليمية بينما كان المفقودين في 4 آب أحياءً على أراضيها لأيام تحت المباني وداخل المرفأ، وكانت السلطة بكل وقاحة وسفالة قل نظيرها، تتوقف عن عمليات البحث عنهم.

 

الكتائب: مجهولون أطلقوا النار في محيط البيت المركزي

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

صدر عن جهاز الاعلام في حزب الكتائب البيان الاتي: "أقدم مجهولون على اطلاق النار في الهواء صباحا في محيط بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وتعمل الاجهزة الامنية على معرفة ملابسات الحادث".

 

مشاورات مسدودة الأفق… هذا ما أبلغه “الثنائي” لعون!

الجمهورية/16 أيلول/2020

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس الثلثاء، في القصر الجمهوري في بعبدا، مشاوراته مع رؤساء الكتل النيابية حول الوضع الحكومي في ضوء التطورات الاخيرة. استقبل عون لهذه الغاية، تباعاً، كلّاً من رئيس كتلة «الوسط المستقل» رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، رئيس كتلة «َضمانة الجبل» النائب طلال أرسلان، رئيس كتلة «نواب الارمن» النائب هاغوب بقرادونيان، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والنائب علي حسن خليل والنائب محمد خواجة من كتلة «التنمية والتحرير». وعلمت «الجمهورية» أنّ هناك اعتراضاً واسعاً من الثنائي الشيعي على طريقة تشكيل الحكومة، وهذا ما أبلغاه لرئيس الجمهورية، فمصادرهما تؤكّد أنّ «من يراقب التطورات الحكومية يظن أنّ الثنائي يعطّل عملية التشكيل، تحت عنوان التمسّك بوزارة المالية، في حين أنّ التعطيل في مكان آخر». وتؤكّد مصادر «حزب الله» لـ«الجمهورية» أنّ «موقف الثنائي واحد لا يتجزأ. وما قاله الوزير حسن خليل يعبّر عن وجه نظر الحزب». يرفض الثنائي الشيعي أن يقوم فريق سياسي واحد بتشكيل الحكومة وهو سعد الحريري، مستظلاً بسيف العقوبات الاميركية والتلويح بفشل المبادرة الفرنسية. «لن نسمح لأحد بأن يسمّي وزرءانا، فنحن قوة تمثيلية لها وزنها في الحياة السياسية وفي مجلس النواب، ولنا الحق بأن نسمّي من نراه مناسباً لتمثيلنا، ولا نرى مبرراً لتجاهلنا ولن نسمح بذلك». وفي حين، أبدت مصادر سياسية في 8 آذار امتعاضها مما يجري من عرقلات على مسار تشكيل الحكومة، أوضحت لـ«الجمهورية» أنّ القوى السياسية من رئيس الجمهورية الى الرئيس بري الى «حزب الله»، وحتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يعلمون الموقف السلبي الذي يقوم به الحريري لناحية تشكيل الحكومة، بمعزل عن رأي وموقف أياً من هذه الأطراف. «حركة أمل» بدورها، كما أكّدت لـ«الجمهورية» تماهيها مع مواقف «حزب الله»، وأشارت إلى انّ النائب علي حسن خليل أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بوضوح موقف الحركة الثابت، والذي يتلخص بثوابت ثلاث:

أولاً، لا تخلٍ عن وزارة المالية واصرار على التمسّك فيها.

ثانياً، اصرار على تسمية الوزراء الشيعة.

ثالثاً، إصرار على دعم المبادرة الفرنسية وإنجاحها.

 

“الثنائي” يرفض “الداخلية” مقابل “المالية”

الجمهورية/16 أيلول/2020

أفادت صحيفة “الجمهورية” بأن الثنائي الشيعي رفض عرضًا قُدّم إليه بإعطائه وزارة الداخلية مقابل تخلّيه عن وزارة المال التي يتمسّك بها بشدة، خصوصاً بعدما تبيّن له انّ الجميع يعارض تولّيه هذه الحقيبة من رئيس الجمهورية ميشال عون الى الرئيس سعد الحريري الى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وصولاً الى الفرنسيين. وقالت أوساط “الثنائي الشيعي” انه لا يمكن ان يتخلى عن حقيبة المال، وأنه لا مانع لديه ان يقترح الرئيس المكلف اسماء الوزراء الشيعة عليه شرط ان يتشاور معه فيها مسبقاً. ووجهت هذه الأوساط، عبر “الجمهورية”، نصيحة الى الحريري بأن “لا تلحق البوم، لأنّو بِيدلّك عالخراب”. وأشارت الى أنّ هناك أكثر من “بوم” يحوط بالحريري، “واذا قرّر ان يذهب معهم حتى النهاية فإنه هذه المرة لن يجدنا عندما يعود”.

 

“الحزب” ينسف بطلب إيراني مبادرة ماكرون في لبنان

صحيفة العرب اللندنية/16 أيلول/2020

نسف حزب الله الثلاثاء المبادرة الفرنسية التي يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون في لبنان والقائمة على تشكيل حكومة مصغرة تضمّ اختصاصيين من خارج الأحزاب. وتولّى نسف المبادرة النائب محمّد رعد، رئيس كتلة نواب حزب الله في مجلس النواب، الذي زار قصر بعبدا والتقى الرئيس ميشال عون.

وأكد رعد في اللقاء، الذي دعا إليه عون من أجل إجراء مشاورات تمهيدا لتشكيل حكومة لبنانية، أن الحزب مصرّ على أن يكون وزير المال شيعيا وعلى تسمية الثنائي حركة أمل و حزب الله للوزراء الشيعة في الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى أديب.

وقالت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة العرب إن موقف حزب الله، الذي تقف وراءه إيران، يضع رئيس الوزراء المكلّف أمام خيار واحد يتمثل في إبلاغ رئيس الجمهورية اعتذاره عن عدم قدرته على تشكيل حكومة. وكان رئيس الجمهورية دعا، في خرق واضح للدستور اللبناني، الكتل اللبنانية إلى مشاورات في قصر بعبدا من أجل تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى أديب. ورأى السياسيون اللبنانيون في ذلك اعتداء واضحا على صلاحيات رئيس الوزراء المكلّف. وأشار هؤلاء إلى أن الدستور اللبناني ينص صراحة على مشاورات يجريها رئيس الوزراء المكلف لتشكيل حكومة على أن يعرض لائحة بأعضاء الحكومة المقترحة على رئيس الجمهورية. ويستطيع رئيس الجمهورية بموجب الدستور إبداء ملاحظات على التشكيلة الحكومية، كما يستطيع رفض توقيع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة. وكان لافتا أن جبران باسيل رئيس التيّار الوطني الحر ونبيه بري رئيس مجلس النواب كانا أعلنا قبل أيّام عن الاستعداد لـ”التعاون” من أجل تشكيل حكومة لبنانية لا تتمثّل فيها الأحزاب. لكن برّي الذي يرأس حركة أمل ما لبث أن تراجع عن موقفه داعيا إلى أن يكون وزير المال شيعيا. وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرنسا الثلاثاء من أن جهودها لحل الأزمة في لبنان قد تضيع سدى إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلّح جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية، لكن فرنسا ترى أنه يمكن التعامل مع الحزب كأمر واقع في لبنان. ووسعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عقوباتها المتعلقة بلبنان بوضع وزيرين سابقين على قائمة سوداء متهمة إياهما بمساعدة حزب الله. وأثار ذلك تساؤلات عن مدى التنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا في وقت تواجه فيه الفصائل اللبنانية صعوبات في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. وقال بومبيو لإذاعة فرانس إنتر “الولايات المتحدة اضطلعت بمسؤوليتها وسنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح لحزب الله ونسف جهود الرئيس ماكرون في لبنان”. وأضاف “لا يمكن أن ندع إيران تحصل على المزيد من المال والنفوذ والسلاح وفي الوقت نفسه تحاول فصل حزب الله عن الكوارث التي تسبب فيها بلبنان”. وقال ماكرون في الأول من سبتمبر، خلال زيارة للبنان بعد شهر من انفجار مدمر في مرفأ بيروت، إن الساسة اللبنانيين اتفقوا على تشكيل حكومة جديدة بحلول الخامس عشر من سبتمبر، وهو موعد طموح نظرا إلى أن هذه العملية عادة ما تستغرق شهورا. وقال مسؤولون فرنسيون إن الأولوية هي تشكيل حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات على وجه السرعة لكن مسألة تسليح حزب الله ليست ملحة. وذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية في أغسطس أن ماكرون اجتمع مع محمد رعد رئيس الكتلة النيابية لجماعة حزب الله وأبلغه أن على الجماعة أن تنأى بنفسها عن إيران وأن تسحب قواتها من سوريا. ولم تنف الرئاسة الفرنسية عقد الاجتماع، وهو الأول بين زعيم فرنسي وعضو في حزب الله. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “إنه سيف ذو حدين بالنسبة إلى ماكرون. فحزب الله جزء من جوهر النظام الحاكم الذي يحتاج إلى تغيير وأنا لست على ثقة من إمكانية التعامل مع الجناح السياسي لحزب الله دون التعامل مع جناحه المسلح”. وقال دبلوماسي فرنسي آخر إن المبادرة الفرنسية كانت دائما تنطوي على مخاطر. وأضاف “الخطر كان دائما أن تقول لهم يكفي ذلك، لكنهم لا يفعلون شيئا. ماذا سيحدث إذن؟”.

 

أديب على مشارف الاعتذار: المبادرة الفرنسية تترنّح

 الأخبار/16 أيلول/2020

بين الضغط الأميركي والتوازنات الداخلية، تترنّح المبادرة الفرنسية في انتظار خرق ما يعدّل مسارها، أو يدفع بها إلى الهاوية. فطريق تأليف الحكومة حتى مساء الثلثاء، كان لا يزال مليئاً بالمطبات، رغم فرملة الرئيس المكلف مصطفى أديب اندفاعته في اتجاه فرض حكومة أمر واقع، وانتظار دورة المشاورات التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل البرلمانية لتأليف حكومة «المهمات»، وفقَ خريطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. أشارت المعطيات الى أن العقَد التي تعترض الحكومة لا تزال نفسها، خصوصاً لجهة إصرار أديب على عدم التواصل مع الكتل التي سمّته وأخذت عليه عدم تشاوره معها في ملف التشكيل وإصراره على توزيع الحقائب وفرض الأسماء، وهو ما رأى فيه ثنائي حزب الله وحركة أمل انقلاباً سياسياً. وقد أبلغ أديب رئيس الجمهورية، بوضوح، رفضه التواصل مع الكتل النيابية.

وفي اللقاءين اللذين جمعا عون بكل من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل، جدّد الطرفان رسالة سابقة برفض «محاولة البعض، وتحديداً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تشكيل حكومة وحده، أو بالتنسيق مع رؤساء الحكومة السابقين، فهذا أمرٌ خطير»، وأن «حزب الله وحركة أمل لن يقبلا بالتنازل عن وزارة المالية، كما لن يقبلا بتجاوز مكوّن أساسي». وأكد رعد وخليل أن «الأطراف الأخرى حرّة بخيار بالمشاركة أو عدمها، لكننا لم نقبل بإقصاء الطائفة الشيعية من العملية السياسية أو أن يُسمّي أحدٌ الوزراءَ الشيعة من دون التشاور معنا، وأي حكومة من هذا النوع تعني الذهاب إلى مشكل في البلد». وقالت مصادر قريبة من اديب لـ«الأخبار» إنه «سيعتذر عن عدم قبول التكليف في حال لم يتمّ التوصل الى تفاهم، وأنه ربما يعتذر الأربعاء، لأنه لا يريد اشتباكاً سياسياً مع ثنائي حزب الله وحركة أمل عبر فرض حكومة أمر واقع، ولا مع الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين عبر الرضوخ للثنائي». ورغم أن مصادر سياسية مطلعة على خط التكليف نفت ما تقدّم، مؤكدة أن «الموضوع لم يُطرح لا من قريب ولا من بعيد»، برزت امس معطيات إضافية تشير إلى ان المبادرة الفرنسية تترنّح تحت الشروط والضربات الأميركية من جهة، وسوء إدارة الفرنسيين للمبادرة. مصادر فرنسية أجرت «جردة حساب» لمبادرات الأسبوعين الماضيين، تقرّ بأن باريس غرقت في الوحل اللبناني. فهي من جهة محاصرة بشرط اميركي يطالب باستبعاد حزب الله عن الحكومة. وهو ما عبّر عنه مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر في زيارته الاخيرة لبيروت، حين قال لعدد ممن التقاهم ما فُهم منه ان واشنطن تدعم باريس طالما ان مباردتها ستنتج حكومة من دون الحزب. ومن جهة اخرى، عانت المبادرة الفرنسية من عطب أساسي تمثّل بتعدد الطباخين: السفارة في بيروت، الخارجية، المخابرات الخارجية، والإليزيه. ولكلّ من هذه الدوائر «مصادرها» التي تزوّدها بـ«المعلومات» والتقديرات… إضافة إلى لوائح بالمرشحين للتوزير كانت سيرهم الذاتية تُجمع في بيروت وتُرسل إلى العاصمة الفرنسية من اجل التدقيق فيها! وبحسب المصادر الفرنسية، فإن احد الاخطاء المرتكبة كان في استسهال ترك أمر التأليف بيد ثلاثي سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي. الاول انتهى به الامر «مكتئباً» في منزله؛ والثاني محتجاً على مشاركة كتلة «المستقبل» النيابية، ممثلة بالنائب سمير الجسر، في المشاورات التي دعا إليها عون، لأن هذه الخطوة تُعد اعترافاً «بحق» رئيس الجمهورية بمشاركة رئيس الحكومة في التأليف؛ أما الثالث، فانتهى به الامر غاسلاً يديه من مدير مكتبه السابق، أديب، متهماً الحريري وحده بإدارة مفاوضات التأليف (وهنا، تؤكد المصادر الفرنسية أن عزمي طه ميقاتي، ابن شقيق الرئيس السابق للحكومة، يؤدي دوراً تنسيقياً أساسياً مع الفرنسيين). خطأ ثانٍ تسجّله المصادر الفرنسية، متقاطعة مع مصادر لبنانية، لجهة التعامل بخفة مع الواقع اللبناني، واعتقاد ان رمي ماكرون بثقله السياسي سيُنجح مبادرته بسهولة. فعلى سبيل المثال، المشكلة اليوم تتعدى مسألة حقيبة المالية إلى بقية الوزراء والحقائب، وصولاً إلى البيان الوزاري. أمام هذا الواقع، لم يعد امام فرنسا وبعض الدول العربية، ومعها الولايات المتحدة، سوى التهويل باضطرابات ستبدأ في لبنان فور إعلان سقوط المبادرة الفرنسية، و«سيجري تحميل الثنائي الشيعي مسؤولية التعطيل».

السلبية المسيطرة محلياً غذّاها الموقف الأميركي الذي عبّر عنه، ابتداءً من يوم أول من امس، وزير الخارجية مايك بومبيو، عندما أطلق «نيراناً مباشرة» على مبادرة ماكرون، منتقداً لقاء الرئيس الفرنسي بمسؤول كبير في حزب الله. وقال بومبيو إن «حزب الله، الوكيل الإيراني، هو الفاعل السياسي المهيمن لما يقرب من ثلاثة عقود، واليوم في بيروت ينتشر الفساد والنظام المالي والسياسي معطل»، مُعرباً عن أسفه لأن «فرنسا ترفض تصنيف حزب الله كله كمنظمة إرهابية، كما فعلت دول أوروبية أخرى، وقيّدت تقدم الإتحاد الأوروبي في هذا الإجراء». وفي مقال كتبه في صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، رأى بومبيو أنه «بدلاً من ذلك، تحافظ باريس على وهم بوجود جناح سياسي لحزب الله، رغم سيطرة إرهابي واحد هو حسن نصر الله». وذكر أنه «في 14 آب، فشلت فرنسا، إلى جانب المملكة المتحدة وألمانيا، في دعم قرار الولايات المتحدة بتجديد حظر الأسلحة (على إيران) في مجلس الأمن»، متسائلاً: «كيف يمكن لفرنسا أن تصوت على إلغاء حظر الأسلحة، ثم يلتقي الرئيس ماكرون بمسؤول كبير في حزب الله في بيروت في الأسبوع التالي»؟ وكان بومبيو قد حذر فرنسا من أن جهودها لحل الأزمة في لبنان قد تذهب سدى «إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلح جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران».

 

النهار: تعميم "أمر العمليات"… وأديب نحو الاعتذار

النهار/الأربعاء 16 أيلول 2020

ما كان لا يزال خافياً في اليوم الأول من انكشاف بدايات الانقلاب على المبادرة الفرنسية ‏وعلى التشكيلة الحكومية للرئيس المكلف مصطفى أديب، اكتملت حلقاته امس من خلال ‏استكمال ما سمي استشارات جديدة اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رؤساء ‏الكتل النيابية او ممثليهم ممن شاركوا فيها. وهي استشارات كشفت فظاعة الاستهانات ‏السافرة المتكررة بالأصول الدستورية والطائف بحيث سجلت رئاسة الجمهورية في هذه ‏الجولة الجديدة سابقة ناشزة غير مسبوقة في قضم الصلاحيات، فاذا برئيس الجمهورية ‏يبدو في موقع من يشكل الحكومة ويستدعي رؤساء الكتل لجولة استشارات إضافية ليست ‏من صلاحياته، فيما الرئيس المكلف يتوارى بغرابة شديدة مختفيا عن الأضواء. واذا كان ما ‏شهده قصر بعبدا شكل في ذاته الجانب الشكلي السافر من انتهاك الدستور والطائف ‏المتصاعد على ضفة التأزم الذي اصطدم به الاستحقاق الحكومي، فان البعد السياسي الاخر ‏الأشد سوءا تمثل في الطابع شبه الأحادي لهذه الاستشارات، اذ بدت في الغالب كانها ‏استشارات "اهل البيت" السلطوي أي تحالف العهد وقوى 8 آذار، ولم يخترق المشهد الا ‏الرئيس نجيب ميقاتي امس وقبله النائب سمير الجسر. واذا كان العهد في رده على انتقاد ‏اللقاء الديموقراطي للاستشارات التي قاطعها كما فعلت كتلة "القوات اللبنانية" بدا مكابرا ‏حيال اسقاط الأصول الدستورية ومستخدماً اجتهادات باتت مكشوفة لفرط استعمالها كلما ‏أريد لخطوة متجاوزة للدستور ان تفرض كأمر واقع، فان هذا التبرير لم يخدم محاولة العهد ‏وحلفائه التستر عن توزيع الأدوار المكشوف لإجهاض تشكيلة مصطفى أديب وربما دفعه ‏للاعتذار عن تشكيل الحكومة، فيما بدأت تلوح معالم دفع مكشوف من جانب الثنائي ‏الشيعي خصوصا لابقاء البلاد تحت وطأة تصريف الاعمال الطويل الذي تتولاه حكومة ‏الرئيس حسان دياب المستقيلة ربما الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ‏في تشرين الثاني المقبل. ذلك ان التصعيد الكبير الذي طبع موقف الثنائي الشيعي والذي ‏ابلغ بطريقة رسمية مثبتة الى الرئيس عون امس تحت شعار الرفض المطلق للتخلي عن ‏حقيبة المال غير القابل للمراجعة او التراجع، بل واشتراط تسمية الوزير الذي سيشغل هذه ‏الحقيبة، وكذلك تسمية كل الوزراء الشيعة، رسم اطارا صداميا مكشوفا للموقف الشيعي ‏في مواجهة كل من الرئيس المكلف والفريق السني الذي يدعمه وتحديدا الرئيس سعد ‏الحريري ورؤساء الحكومات السابقين كما في مواجهة المبادرة الفرنسية التي راح بعض ‏الغرف السياسية والإعلامية المرتبطة بالثنائي الشيعي يروجون معطيات مزعومة عن ‏اتجاهها الى الأخذ باشتراطات الثنائي بل والضغط المزعوم على الفريق الداعم للرئيس ‏المكلف لاتباع المرونة مع اشتراطات الثنائي الشيعي. في أي حال لم تتأخر الوقائع الحقيقية ‏في تظهير ما انكشف من وجود "غرفة عمليات" سياسية لم تعد مهمتها محصورة بإدارة ‏معركة الثنائية الشيعية وحدها بل اتسعت لتوزيع التوجيهات على حلفاء الثنائي من قوى 8 ‏آذار. وانكشفت هذه المعطيات بوضوح من خلال اتساع عدوى الاشتراطات لدى الكتل ‏النيابية الحليفة للثنائي ولو من أبواب أخرى غير تلك التي يتشبث بها الثنائي بما يكبل واقعيا ‏الرئيس المكلف ويجعله امام احراج شديد بين ان يسلم بقواعد عادت القوى السياسية ‏لتمليها عليه وتفرضها كأمر واقع، وكأنه يحكم على مهمته وحكومته برمتها بالانتحار ‏الاستباقي، وبين ان يرمي كرة التحدي في وجه المعرقلين والمنقلبين على تعهداتهم امام ‏الفرنسيين بما يثير خطر انفجار سياسي ومذهبي لا تحتمله البلاد. ولذا قيل ان الرئيس ‏المكلف سيكون جاهزا لاحتمال اعلان اعتذاره ما لم تخضع اشتراطات المعرقلين لتدوير ‏زوايا وإعادة نظر. ولعل الساعات المقبلة التي ستشهد لقاء في قصر بعبدا بين الرئيس ‏عون والرئيس المكلف مصطفى أديب لاطلاع الاخير على نتائج الاستشارات التي اجراها ‏رئيس الجمهورية ستشكل مفترقا حاسما في قرار أديب الأقرب الى الاعتذار بعدما ضربت ‏مهمته كما أجهضت المبادرة الفرنسية.‎‎ ‎

خيار الاعتذار

ووفق المعلومات ان خيار الاعتذار هو احد ابرز الخيارات الجدية. وتقول مصادر مطلعة ‏على موقف الرئيس المكلّف انه " ليس متمسكاً بالتكليف ولا يريد تحدي اي طرف كما لا ‏يريد ان يتخلى عن مبادئه بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين غير منتمين سياسياً، ‏فحكومته هي "حكومة مهمة" وهو الذي يسمي الوزراء وهو ليس سياسياً لتكون حكومته ‏او وزراءها سياسيين او ممثلين لسياسيين.

وتشير المصادر المطلعة نفسها الى ان أديب "لا يريد معركة مع احد ولا يريد السير بوجه ‏طائفة او اي طرف واذا لم يكن مدعوماً من كل الاطراف فلن تكون "حكومة المهمة" قادرة ‏على انجاز المهمة المطلوب انجازها في اشهر قليلة". لذلك ، تقول المصادر إن الاعتذار ‏يشكل احد ابرز الخيارات الجدية لدى الرئيس المكلّف، وهو لا يريد اضاعة المزيد من الوقت، ‏والاعتذار هو لإفساح المجال امام محاولة ايجاد فرصة جديدة للحل. انطلاقاً من هذه المعطيات ، من المتوقع ان يعتذر اديب عن التكليف بعد التشاور مع ‏رئيس الجمهورية، واذا لم يكن ذلك في لقاء اليوم الاربعاء فغداً ، خصوصاً اذا لم يطرأ تدخل ‏فرنسي لانقاذ المبادرة والحكومة قبل الوصول الى هذا القرار الذي يعني عملياً انتهاء ‏المبادرة الفرنسية ، والدخول في مرحلة جديدة من الغموض.

وكان رئيس الجمهورية انهى مشاوراته التي اكدت المؤكد انما بشكل رسمي: الثنائي ‏الشيعي "أمل" و"حزب الله" يتمسكان بحقيبة المال للطائفة الشيعية وبتسمية الوزراء ‏الشيعة في الحكومة مع استعداد للاتفاق على اسماء الوزراء مع الرئيس المكلّف.

وهذا الموقف الموحد سمعه رئيس الجمهورية من رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد ‏ومن وفد كتلة التنمية والتحرير الذي ضم علي حسن خليل ومحمد خواجة.

والموقف نفسه كان محور اتصال مطول تم اول من امس بين رئيس الجمهورية والرئيس ‏نبيه بري الذي يصر على ان حقيبة المال هي خارج مبدأ المداورة.

والمفارقة ان رئيس الجمهورية مع المداورة الشاملة بما فيها المال وبشرط موافقة جميع ‏الاطراف. وكذلك كل الكتل الاخرى خارج الثنائي الشيعي كانت مع المداورة الشاملة. وعلم ‏ايضاً ان رؤساء الحكومات السابقين الاربعة اجتمعوا اول من امس في بيت الوسط بعيداً ‏من الاعلام للتشاور في ما آلت اليه الازمة، وفِي كيفية الخروج منها بعدما دخلت عملية ‏التأليف في مأزق.

‎ ‎بومبيو وباريس

وسط هذه المناخات المأزومة جاءت مواقف جديدة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ‏لتزيد سخونة الموقف المتصل بالوساطة الفرنسية اذ ان بومبيو انتقد عدم تصنيف فرنسا ‏‏"حزب الله" كمنظمة ارهابية، موجهاً سهامه في مقال نشر على موقعي "لوفيغارو" ‏و"الخارجية الأميركية" الى لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس كتلة "الوفاء ‏للمقاومة" محمد رعد . ومما قاله :"… ترفض فرنسا، للأسف، تصنيف "حزب الله" بأكمله في ‏خانة التنظيمات الإرهابية، أسوةً بما فعلته دول أوروبية أخرى. وقد عطّلت أيضاً تقدّم ‏الاتحاد الأوروبي باتجاه اتخاذ مثل هذا الإجراء. بدلاً من ذلك، تتمسّك فرنسا بالوهم القائل ‏بوجود "جناح سياسي" لـ"حزب الله"، في حين أن الحزب بأكمله يخضع لسيطرة إرهابي واحد ‏هو حسن نصرالله…. تؤدّي الحسابات السياسية أيضاً دوراً في الموقف الأوروبي، إذ يمتنع ‏العديد من القادة عن القيام بأي خطوة بانتظار ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية الأميركية. ‏تنظر هذه المناورة الوقحة إلى ما تمارسه إيران من تشويه وقتل بأنه أضرار جانبية مقبولة، ‏في حين أنها تعتبر، للأسف، أن واشنطن هي أشد خطورة من طهران على العالم. أتساءل ‏إذا كان سكّان بيروت أو الرياض أو القدس - أي المدن الأكثر تعرّضاً للخطر بسبب إيران - ‏يتفقون في الرأي مع هذه النظرة؟ كيف يُعقَل أن تصوّت فرنسا ضد تمديد حظر السلاح، ‏وأن يلتقي الرئيس ماكرون مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" في الأسبوع التالي؟". وفي حديث ‏الى "راديو فرانس إنترناسيونال" اعلن بومبيو ان "الولايات المتحدة ستمنع ايران من تزويد ‏حليفها "حزب الله " السلاح ومن الحصول على أسلحة روسية وصينية ما قد يؤدي الى نسف ‏جهود ماكرون في لبنان".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

فرنسا.. توقيفات تطال مسؤولين بجمعية ترتبط بإيران

دبي - العربية.نت/16 أيلول/2020

ذكر مصدر قضائي، الأربعاء، أن أربعة مسؤولين سابقين في "مركز الزهراء فرنسا" في غراند سانت شمال البلاد أوقفوا قيد التحقيق لدى الشرطة منذ الثلاثاء، للاشتباه في استمرارهم في ممارسة نشاط في هذا الموقع رغم حل هذه الجمعية. وفتح مكتب المدعي العام في دانكرك تحقيقاً في أيلول/سبتمبر 2019 في "مشاركة في جمعية تم حلها أو المحافظة عليها". وقالت النيابة إن المسؤولين الأربعة السابقين الذين اعتقلوا الثلاثاء واصلوا على ما يبدو "نشاطات مثل خطب ولقاءات دعوية" في الموقع أو على شبكات التواصل الاجتماعي. وكانت السلطات حلّت في آذار/مارس 2019 الجمعية. ودان وزير الداخلية آنذاك كريستوف كاستانير نشاطاتها "التي تضفي شرعية بانتظام على الجهاد المسلح". موضوع يهمك?أعربت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، عن أسفها لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس...فرنسا تأسف لعدم وفاء سياسيي لبنان بتعهداتهم لماكرون فرنسا تأسف لعدم وفاء سياسيي لبنان بتعهداتهم لماكرون العرب والعالم كما أشارت محكمة ليل الإدارية إلى "الدعاية التي تهدف إلى تمجيد الكفاح المسلح وإثارة الكراهية والعنف من خلال نقل رسائل معادية للسامية، ما يمكن أن يؤدي إلى خطر ارتكاب أعمال إرهابية". واستهدف مقر الزهراء في غراند سانت في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018 بعملية لمكافحة الإرهاب. أدت عمليات التفتيش الإداري إلى اكتشاف أسلحة نارية تمت حيازتها بطريقة غير مشروعة. وكان تم الكشف عن ارتباط "مركز الزهراء في فرنسا"، بشكل وثيق بالاستخبارات الإيرانية، نظرا للتقارب الأيديولوجي لذلك المركز الذي تأسس عام 2005 مع إيران والترويج لحزب الله، ما جعله محط أنظار أجهزة الأمن الفرنسية. وكانت السلطات الفرنسية قد أغلقت مركز جمعية "الزهراء" وجمدت أصوله بتهمة "نشر التطرف والإرهاب" في أوروبا لمدة 6 أشهر فقط، يذكر أن الجمعيات الشيعية الأربع التي تم حلها وتنضوي تحت مظلة "مركز الزهراء" بينها "الحزب ضد الصهيونية" و"الاتحاد الشيعي لفرنسا" وتلفزيون" فرنسا ماريان تيلي".

 

ترمب: أي هجوم إيراني على أميركا سيواجه برد أقوى بألف مرة

واشنطن - بندر الدوشي/16 أيلول/2020

وجه الرئيس الأميركي تحذيرات قوية إلى النظام الإيراني، وهدد بالرد بشكل مضاعف على أي استهداف يطال الولايات المتحدة انتقاما لمقتل قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني. وقال ترمب على حسابه تويتر: "وفقا لتقارير صحافية، ربما تخطط إيران لاغتيال، أو هجوم آخر، ضد الولايات المتحدة انتقاما لمقتل القائد الإرهابي سليماني، والذي تم تنفيذه لتخطيطه لهجوم مستقبلي، وقتل القوات الأميركية، وزيادة الموت والمعاناة التي تسبب بها على مدى سنوات عديدة". وأضاف "أي هجوم من جانب إيران بأي شكل من الأشكال على الولايات المتحدة سيكون أكبر بألف مرة!". وكانت تقارير استخباراتية قد أفادت بأن إيران تدرس مخططاً لاغتيال السفيرة الأميركية في جنوب إفريقيا لانا ماركس المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق ما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤول في إدارة ترمب اطلع على تلك المعلومات الاستخباراتية. وأكدت "بوليتيكو" تورط سفارة إيران في بريتوريا في جنوب إفريقيا في مؤامرة لاغتيال سفيرة الولايات المتحدة. كما أوضحت أن مخطط طهران لاغتيال السفيرة الأميركية يأتي ردا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطلع العام الجاري بضربة أميركية في حرم مطار بغداد.إلى ذلك، كشف مسؤولون أميركيون عن أن إيران تدير شبكات سرية واسعة النطاق في جنوب إفريقيا.

بومبيو: "نتعامل بجدية مع التقارير"

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، أنه يأخذ "على محمل الجد" تقارير صحافية مفادها أن إيران وضعت مخطّطاً "لاغتيال" سفيرة أميركية، في معلومات سخّفتها طهران، مؤكدة أن "لا أساس لها". وكان موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي نقل عن مسؤولَيْن أميركيَّين لم يكشف عن هويتهما قولهما، إنّ أجهزة الاستخبارات تعتقد أنّ الحكومة الإيرانية تخطّط لاغتيال سفيرة الولايات المتّحدة في جنوب إفريقيا لانا ماركس القريبة من الرئيس دونالد ترمب. ونقل الموقع عن مصادره أن هذه الخطّة اكتشفتها واشنطن في الربيع وأصبحت معالمها أكثر دقّة في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أن طهران خططت لاغتيال السفيرة ماركس انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل بأمر من ترمب في كانون الثاني/يناير بضربة جوية أميركية. والاثنين، قال بومبيو لشبكة "فوكس نيوز" تعليقاً على هذه الأنباء: "نحن نأخذ هذا النوع من التقارير على محمل الجدّ". وأضاف "نعلم أن إيران هي الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في العالم، وأنه سبق لهم (الإيرانيين) وأن نفّذوا هذا النوع من الاغتيالات" في "أوروبا وأماكن أخرى". وتابع الوزير الأميركي "سنفعل كل ما بوسعنا لحماية كل مسؤول في وزارة الخارجية"، محذّراً طهران من أن "مهاجمة أي أميركي، أيّاً يكن المكان أو الزمان، سواء أكان دبلوماسياً أم سفيراً أم عسكرياً أمر غير مقبول إطلاقا". وكانت الخارجية الإيرانية ردّت في وقت سابق على تقرير "بوليتيكو" بالقول، إن ما أورده الموقع الإخباري الأميركي مجرّد "معلومات كاذبة" و"لا أساس لها". واعتبرت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها، أن هذه المعلومات ليست سوى "أساليب متكرّرة ومثيرة للغثيان لخلق مناخ معادٍ لإيران على الساحة الدولية". وأضافت أن إيران "أثبتت التزامها الدائم بالمبادئ والممارسات الدبلوماسية الدولية"، في حين أن إدارة ترمب "ضربت عرض الحائط بالعديد من المعايير والأساليب المقبولة دولياً". وتصاعدت حدة التوترات بين طهران وواشنطن بعدما انسحب ترمب من الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في أيار/مايو 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية أميركية شديدة على الجمهورية الإسلامية، وذلك تطبيقاً لسياسة "الضغوط القصوى" التي يريد من ورائها إجبار إيران على الموافقة على "اتفاق أفضل". وبلغ التوتر بين البلدين ذروته باغتيال سليماني قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني/يناير في غارة نفّذتها طائرة أميركية مسيرة.

 

بومبيو: سنواصل جهودنا لمنع رفع حظر السلاح عن إيران

دبي – العربية.نت/16 أيلول/2020

قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الأربعاء، مع نظيره البريطاني، دومينيك راب، إن واشنطن ستواصل جهودها "لمنع رفع حظر السلاح المفروض على إيران". وشدد بومبيو على أن "إيران ما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.. إيران أنفقت أموالا طائلة على الميليشيات الشيعية في المنطقة"، مضيفاً: "سنعيد تفعيل نظام العقوبات على إيران". وأوضح أن الولايات المتحدة ستتوجه إلى الأمم المتحدة مجدداً الأسبوع المقبل في مسعى لإعادة فرض العقوبات على إيران، وستفعل كل ما يلزم للتأكد من تطبيق هذه العقوبات. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني: "يجب عدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي"، مضيفاً: "نتشارك مع واشنطن الموقف نفسه بشأن إيران". وفي وقت سابق من اليوم كان راب قد شدد أيضاً على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي. وكشف راب، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، أنه ناقش اليوم مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس "الحاجة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "ناقشنا أحدث تطورات السلام في الشرق الأوسط ودعم تطوير لقاح لفيروس كورونا". وتأتي تصريحات راب اليوم بعدما دعا بيان مشترك لكل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إيران إلى الوفاء التام بالتزاماتها النووية والمحافظة على خطة العمل الشاملة المشتركة. وشدد البيان على أن عدم وفاء طهران بالتزاماتها أمر مقلق، ويلحق ضررا خطيرا باتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. وأعربت الدول الثلاث عن قلقها الكبير بشأن إعلان إيران تشييد مبنى لإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة قرب محطة نطنز النووية. وطالبت الدول الثلاث طهران بالتوقف عن إنتاج هذه الأجهزة. يأتي هذا فيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، أن إيران تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاقية، وزادت مخزونها منه بنحو عشرة أضعاف. وكانت الوكالة أكدت أنها ما زالت تحقق في المواد والأنشطة غير المعلنة لإيران. وقال أمين عام الوكالة، رفائيل غروسي، في بداية اجتماع مجلس المحافظي في فيينا: "الوكالة ما زالت تحقق في المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في إيران". كما أكد أن عمل الوكالة للتحقق من عدم تحويل المواد النووية التي أعلنت عنها إيران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها، متواصل.

 

واشنطن: سنعاقب أي مُصدِّر للأسلحة إلى إيران

دبي – العربية.نت/16 أيلول/2020

تعهدت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، بفرض العقوبات الأميركية "كاملةً" على أي شركة سلاح دولية تعقد صفقات مع إيران فور أن يتقرر تمديد حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران. جاء الإنذار على لسان المبعوث الأميركي الخاص بملف إيران إليوت أبرامز خلال إفادة صحافية بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قال فيها إن الولايات المتحدة ستعود للمنظمة الدولية الأسبوع القادم لمحاولة إعادة فرض العقوبات على إيران. وكان مجلس الأمن الدولي قد رفض محاولة أميركية في 14 أغسطس/آب الماضي لتمديد حظر دولي على توريد السلاح لإيران إلى ما بعد انقضاء أجل الحظر الحالي في أكتوبر/تشرين الأول، غير أن الولايات المتحدة ماضية في مساعيها استنادا لتفسيرها القانوني لبند في الاتفاق النووي. وفي وقت سابق من اليوم كان بومبيو قد قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني دومينيك راب، إن واشنطن ستواصل جهودها "لمنع رفع حظر السلاح المفروض على إيران". وشدد بومبيو على أن "إيران ما زالت أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.. إيران أنفقت أموالا طائلة على الميليشيات الشيعية في المنطقة"، مضيفاً: "سنعيد تفعيل نظام العقوبات على إيران". وأوضح أن الولايات المتحدة ستتوجه إلى الأمم المتحدة مجدداً الأسبوع المقبل في مسعى لإعادة فرض العقوبات على إيران، وستفعل كل ما يلزم للتأكد من تطبيق هذه العقوبات. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني: "يجب عدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي"، مضيفاً: "نتشارك مع واشنطن الموقف نفسه بشأن إيران".وبينما يقول المسؤولون الأميركيون إن العقوبات الدولية ضد إيران ستُنفَّذ في إطار "آلية الزناد" الأسبوع القادم، وتحديداً في 20 سبتمبر/أيلول الحالي، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة ستفشل في تفعيل هذه الآلية. ووفقاً لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، قال روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الأربعاء، في إشارة لاقتراب الموعد النهائي لتفعيل "آلية الزناد"، إن يومي السبت والأحد القادمين سيكونان "انتصارا للشعب الإيراني"، حسب وصفه. وتفرض "آلية الزناد"، التي قامت بتفعيلها الولايات المتحدة الشهر الماضي، إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران المنصوص عليها في القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن عقب الاتفاق النووي عام 2015.

 

الاتحاد الأوروبي "حازم" بالدفاع عن قبرص بمواجهة تركيا

العربية.نت – وكالات/16 أيلول/2020

أعرب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، اليوم الأربعاء، من نيقوسيا عن التزام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن حقوق قبرص في خلافها مع تركيا حول حقوق التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. ويدور خلاف بين تركيا واليونان وقبرص حول موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

وتصاعد الخلاف في 10 آب/أغسطس حين أرسلت تركيا سفينة "عروش ريس" لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفنا حربية إلى المساحات المائية، التي تطالب بها اليونان، بينما تعتبرها أنقرة تابعة لها. وعادت السفينة إلى السواحل التركية لإجراء أشغال روتينية عليها، بحسب أنقرة، لكن سفينة التنقيب التركية "يافوز" تواصل أعمالها في المنطقة قبالة قبرص رغم الاحتجاجات الدولية. وقال ميشال للصحافيين بعد لقاء مع الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس: "الاتحاد الأوروبي متضامن مع قبرص التي تواجه وضعاً خطيراً. لذلك قررنا الدعوة إلى قمة أوروبية حول العلاقات مع تركيا". وتابع: "علينا أن نكون حازمين جداً حين يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق جميع الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) بما فيها قبرص". وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد حذّرت اليوم تركيا من أي محاولة لـ"تخويف" جيرانها في الخلاف حول الغاز في شرق المتوسط. من جهته، تحدث أناستاسيادس عن مرحلة "مقلقة للغاية"، متهماً تركيا بـ"مواصلة انتهاك المناطق البحرية" القبرصية بإجرائها أعمال حفر "غير شرعية". ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إبداء استعداده للتحرك دفاعاً عن حقوق أعضائه. وأكد أناستاسيادس أن بلده مستعد للحوار مع تركيا لحل الخلافات، لكن "بدون ابتزاز أو تهديدات". وقال أناستاسيادس: "نيقوسيا كانت دائماً على استعداد للحوار، لكن لكي يكون ذلك فعالاً فإنه يحتاج لتعريف واضح يستند للقانون الدولي دون ابتزاز أو تهديدات". وأضاف أناستاسيادس أن الخطوة التركية بتمديد فترة عمل السفينة "يافوز" تأتي في وقت يتخذ فيه الاتحاد الأوروبي سلسلة مبادرات تهدف إلى تهدئة التوتر. وسيعمل زعماء الاتحاد الأوروبي على إيجاد سبل لنزع فتيل التوتر في شرق المتوسط في قمتهم المقررة في يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول الحالي. وقال أناستاسيادس: "في ضوء اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، أكدنا على أهمية الحفاظ على وحدتنا في الرسائل الموجهة (لتركيا) وعلى عزمنا على تنفيذ قراراتنا إذا استمرت الأعمال غير القانونية".

 

ليبيا.. السراج يعلن استعداده التخلي عن منصبه نهاية أكتوبر

العربية.نت – منية غانمي/16 أيلول/2020

أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، عن رغبته في التنازل عن السلطة وتسليم مسؤولياته للسلطة التنفيذية التي ستبثق عن لجنة الحوار، في موعد أقصاه نهاية شهر اكتوبر القادم. ورحب السراج في خطاب وجهه إلى الليبيين، مساء الاربعاء، بالمشاورات واللقاءات بين طرفي الأزمة التي ترعاها الامم المتحدة والتي تستهدف توحيد المؤسسات قبل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، داعيا لجنة الحوار إلى الإسراع في تشكيل السلطة الجديدة لضمان الانتقال السلمي والسلس والخروج بالبلاد إلى بر الأمان. وتابع السراج أنه باق في السلطة حتى تسليم السلطة لرئيس وزراء جديد، معربا عن أمله في أن تستكمل لجنة الحوار مهامها قبل نهاية شهر أكتوبر القادم. والثلاثاء، أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أنه يريد "إنهاء المرحلة الانتقالية والذهاب لانتخابات". وأضاف أن "حوار المغرب جاء لتوحيد المؤسسات السيادية". وكان وفدا مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة الليبي، وقعا الأسبوع الماضي في المغرب، على المسودة النهائية للاتفاق الذي كانا قد توصلا له مؤخراً. وشمل الاتفاق آليات اختيار الشخصيات التي ستشغل المناصب السيادية في الدولة الليبية، وكذلك آليات لمحاربة الفساد في المناصب السيادية. وسيتم التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي الليبي بشكل رسمي في المغرب في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول الحالي. واستضاف المغرب جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.

 

ترمب: 100 مليون جرعة لقاح ضد كورونا بنهاية العام

واشنطن - رويترز /16 أيلول/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن 100 مليون جرعة على الأقل من أي لقاح للوقاية من وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا قد يتم توزيعها في الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الحالي. ويسبق هذا الموعد بعدة أشهر تكهنات مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والتي أدلى بها في وقت سابق، الأربعاء. وأضاف ترمب خلال المؤتمر الصحفي: "أعلم بوجود إصابات محتملة بكورونا في البيت الأبيض، لكن ليس بالقرب مني". وأعلن الرئيس الأميركي أنه "فور موافقة إدارة الأغذية والعقاقير على اللقاح، سنتمكن من توزيع 100 مليون جرعة بحلول نهاية العام وتوزيع عدد كبير قبل ذلك بكثير". كان روبرت ريدفيلد مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد أكد، الأربعاء، أن أي لقاح للوقاية من كوفيد 19 تتم الموافقة عليه يمكن أن يُوزع على نطاق واسع بحلول منتصف العام القادم أو بعد ذلك بقليل. وحذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن مرض كوفيد 19 ينتشر بوتيرة مزعجة في بعض أجزاء نصف الكرة الشمالي، مع اقتراب حلول موسم إنفلونزا الشتاء خلال عدة شهور.وقالت ماريا فان كيركوف أحد المسؤولين عن مواجهة كوفيد 19 في منظمة الصحة، خلال بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "بدأنا نرى اتجاهات مقلقة في بعض الدول". وأضافت كيركوف: "نرى زيادة في عدد مَن يدخلون المستشفيات، ومَن هم في وحدات العناية المركزة خاصة في إسبانيا وفرنسا والجبل الأسود وأوكرانيا، وبعض الولايات الأميركية، وهذا أمر مقلق لأن موسم الإنفلونزا لم يحن بعد".

 

أردوغان لميركل: بالإمكان حل نزاعات شرق المتوسط بالتفاوض

دبي - العربية.نت/16 أيلول/2020

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إنه ما دامت هناك مقاربة عادلة في مسألة شرق المتوسط فيمكن حل النزاع من خلال المفاوضات. وخلال مباحثات له مع المستشارة الألمانية، ميركل، حول قضية شرق المتوسط عبر تقنية الاتصال المرئي، ألح أردوغان على ضرورة أن يكون موقف دول الاتحاد الأوروبي عادلا ومتسقا في قضية شرق المتوسط. وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل تطبيق سياسة فاعلة وواثقة حتى النهاية فيما يخص حقوقها. يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد طلب قبل أسبوع من المجلس الأوروبي، إقناع اليونان ودول أوروبية أخرى بالتراجع في شرق المتوسط، وذلك مع اقتراب موعد مناقشة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أنقرة لتعديلها على المناطق الاقتصادية لمياه اليونان وقبرص، والقيام بعمليات تنقيب عن النفط والغاز بشكل غير قانوني. وتشهد علاقات عدة دول في الاتحاد الأوروبي مع تركيا، توترا شديدا، خاصة حول القضية الليبية ومسألة الهجرة، فضلا عن الأمن واحتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط، حيث تتهم هذه الدول أنقرة باتباع سياسة توسعية. وأصبح الوضع متقلبا بشكل خاص في المنطقة بعد شهر من التصعيد الذي بدأ في 10 أغسطس عندما أرسلت تركيا سفينة المسح الزلزالي إلى المياه التي تطالب بها أثينا. شدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، قبل أيام على ضرورة استخدام قوة الاتحاد لردع تركيا، معتبرا أن العقوبات ستكون إحدى وسائل الردع.

 

زعيم المعارضة التركية: حزب أردوغان.. ورقي

دبي – العربية.نت/16 أيلول/2020

انتقد زعيم المعارضة التركية، تفرد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بقرارات حزب العدالة والتنمية الحاكم، مؤكداً أنّ حزب الرئيس التركي مجرد حزب ورقي. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، في اجتماع نظمه معهد التنمية الديمقراطية، وحضره صحفيون وسياسيون وممثلون عن منظمات غير حكومية: "عندما تبدأ الحكومة في التلاعب بقوانين الانتخابات، فإن ذلك يُظهر أنها سترحل بالفعل، كل طرف يحاول ذلك سيرحل، لم يعد هناك حزب يسمى حزب العدالة والتنمية، هناك أردوغان، حزب العدالة والتنمية، على الورق فقط، أردوغان لا يتسامح مع وجهة نظر مختلفة". وأضاف كيليتشدار أوغلو، "هناك أكثر من 10 ملايين عاطل عن العمل، معدل البطالة حوالي 30 في المائة، لا أعتقد أن السلطة الموجودة يمكنها حل هذه المشاكل". وختم رئيس حزب الشعب الجمهوري: "سنجلب الديمقراطية إلى هذا البلد، أولئك الذين يدعمون الديمقراطية، والذين يدعمون النظام الاستبدادي، سيكونون في جانب واحد خلال الانتخابات المقبلة".

 

100 قيادي يدعون الغنوشي لعدم الترشح لرئاسة حركة النهضة

دبي - العربية.نت/16 أيلول/2020

طالب عدد كبير من أعضاء النهضة، زعيم حركتهم الإسلامية، راشد الغنوشي، بعدم الترشّح لرئاسة الحركة، في المؤتمر القادم المقرر عقده نهاية السنة الحالية. وأفادت إذاعة موزاييك، الأربعاء، أنّ حوالي 100 عضو من حركة النهضة من بينهم أعضاء في المكتب التنفيذي ومجلس الشورى والكتلة البرلمانية إلى جانب بعض القيادات الجهوية، قد وجّهوا لائحة موقعة إلى رئيس الحزب راشد الغنوشي، طالبوه فيها "بالإعلان عن عدم الترشّح لرئاسة الحركة"، مجددا. وأكد الموقعون على اللائحة وفق المصدر ذاته، أنّ إعلان الغنوشي عن عدم الترشح لرئاسة الحركة، سيؤكد احترام مقتضيات الفصل 31 من النظام الداخلي للحزب، وتكريس "مبدأ التداول القيادي وتوفير شروط نجاح المؤتمر القادم". موضوع يهمك?تُعتبر فلوريدا أكثر الولايات المتأرجحة أهمية وفوضوية في آن واحد في الانتخابات الأميركية. وكانت آخر ولاية تم إعادة فرز...الصراع بين ترمب وبايدن يحتدم في فلوريدا المتأرجحة الصراع بين ترمب وبايدن يحتدم في فلوريدا المتأرجحة أميركا

وينصّ الفصل 31 من النظام الداخلي لـ"النهضة"، على أنه "لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين". يذكر أن مجلس شورى حركة النهضة، قد صادق بأغلبية أعضائه (145)، في جوان /يوينو الماضي، على عقد المؤتمر نهاية السنة، وسط رفض أعداد كبيرة من القيادات التاريخية للنهضة، بقاء الغنوشي لدورة جديدة على رأس الحركة، على خلفية أنه أنهى المدتين النيابيتين اللتين وفرهما له المؤتمر التاسع ولم يعد له الحق قانونيا في الترشح، خاصة أنه ظل في منصبه لمدة تقارب نصف قرن. وفي استطلاع للرأي واصل رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، تصدّر قائمة أسوأ السياسيين في تونس وأكثر شخصية لا يثق فيها التونسيون ولا يريدون أن تلعب أي دور سياسي في بلادهم. واختار 68% من التونسيين، الذين شاركوا في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" المتخصصة هذا الشهر ونشرت نتائجه الثلاثاء صحيفة "المغرب اليومية"، الغنوشي كأكثر شخصية سياسية في البلاد لا يثقون فيها ولا يريدون منها أن تلعب دوراً سياسيا في تونس.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"انحناءة" فرنسية وتصلّب شيعي: خميس الاعتذار أو سبت التنازل

منير الربيع/المدن/17 أيلول/2020

توترت العلاقة يوم الجمعة الفائت بين الرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي. اعتبر حزب الله وحركة أمل أن الحريري دخل في مرحلة انقلابية عليهما وعلى العهد العوني. وكان حزب الله قد رأى في المبادرة الفرنسية فرصة لتعويم نفسه، معتبراً أن باريس دعت حكومة توافق وطني.

وزارة المال وتقلب المفاوضات

وعندما انطلقت المشاورات، وتركزت المفاوضات على تشكيل حكومة مستقلين، كان التواصل بين الخليلين والحريري قائماً، قبل توقفه في ما بعد. وزار الحريري عين التينة طالباً من الرئيس نبيه برّي التخلي عن وزارة المال. فقرأ برّي الطالع سريعاً: كان على مصطفى أديب أن يفاوض القوى السياسية، لا الحريري وحده. علماً أن الثنائي كان على تواصل مع بيت الوسط، ولم يكن ممانعاً للتفاوض على وزارة المال، قبل افتراق الرؤى. فشل لقاء عين التينة، فسارع برّي إلى الاتصال بقيادة حزب الله وأبلغها "بنغمة" الحريري الجديدة، فاعتبر الحزب أن ما يجري انقلاباً لا بد من إجهاضه. ورأى في موقف الحريري استغلالاً للوقت الضيق، لإحراجه أكثر، وإحراج رئيس الجمهورية وجبران باسيل، الذي أخذته موجة ضعف غير مسبوق. وراهن الحريري على تعهد ميشال عون للرئيس الفرنسي بعدم تعطيل أي حكومة.

حزب الله يهدد

بين السبت والأحد تسارعت وتيرة الاتصالات على خطّ حارة حريك - عين التينة - بعبدا. الأحد مساء عقد اجتماع بين الخليلين والأمين العام لحزب الله. والخلاصة، موقف واضح أبلغه الخليلان إلى القوى السياسية كلها: لا تنازل ولا تراجع، والثنائي الشيعي يتمسك باختيار وزرائه وبوزارة المال.

أجرى حسين الخليل اتصالات بكل من الحريري ونجيب ميقاتي ومصطفى أديب، فوجّه لهم كلاماً حازماً وحاسماً، متضمناً رسالة قاسية: لا فرنسا ولا رئيسها ولا غيرهما يتمكنون من كسر حزب الله في لبنان. وحصل تواصل بين حارة حريك وبعبدا، فطلب حزب الله من رئيس الجمهورية عدم التوقيع على أي تشكيلة قد يقدمها أديب ولا تراعي شروط التوافق. وكان حزب الله قد منح عون وباسيل حرية الحركة، للتخفف من الأعباء والضغوط الكثيرة عليهما، قائلاً لهما إنه يأخذ المسألة على عاتقه وبصدره. بعد رسالة حزب الله التحذيرية، وإبلاغه موقفه المتشدد للفرنسيين، تريث مصطفى أديب في تقديم تشكيلته، بموافقة الحريري وميقاتي وبطلب فرنسي. ولما توجه إلى بعبدا الإثنين من دون تشكيلة وبلا أسماء، فتح الباب مجدداً للتفاوض، ومنحت فرنسا تمديداً للمهلة التي كانت قد حددتها.

الحريري وميقاتي يتراجعان

تواصلت باريس مع الحريري وميقاتي، وطلبت منهما المشاركة في اللقاءات النيابية التي يعقدها عون، لإعادة الاعتبار له ولدوره. استجاب الرجلان، ولم يعلّقا على مسألة خرق الدستور والطائف. وحاولت فرنسا البحث بكل الطرق عن إنقاذ مبادرتها.

حملت الفرصة الجديدة الثنائي الشيعي على التصلب. في المقابل تراجع رؤساء الحكومة خطوة إلى الوراء على وقع التصعيد. دفعتهم إلى ذلك، قناعتهم أن الفرنسيين لا يريدون المواجهة مع حزب الله. وهم بدورهم لا يريدون للمواجهة أن تستمر، لأنها خاسرة وتنطوي إما على إفشال المبادرة الفرنسية، وإما على الاضطرار للتنازل لحزب الله. ذلك لأن لا حكومة تقوم وتستمر وتنجز، في حال عارضها الحزب إياه.

نهاية العهد العوني

وتريث أديب وطلب على وقع الضغط الفرنسي، تأجيل موعد لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا ظهر الأربعاء. أجل اللقاء 24 ساعة، فعل فيها الفرنسيون مشاوراتهم على التفاصيل كلها، لعلهم يتمكنون من إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن الأجواء كانت سلبية. وبدأت الصورة تتضح أكثر فأكثر، بعد موقف وليد جنبلاط وسعد الحريري حول خسارة المبادرة فرصتها الأخيرة. عصر الأربعاء 16 أيلول، عقد لقاء بين السفير الفرنسي ومسؤولين بحزب الله. لم يحصل إثر اللقاء أي تطور، أصرّ الحزب على موقفه، وباريس كذلك، وأبلغ السفير برونو فوشيه حزب الله أنه لم يعد قادراً على فعل شيء. بقي السؤال هل أن وزارة المال تستحق إفشال المبادرة الفرنسية، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ موقف سعد الحريري بالإصرار على المداورة، كان محاولة لقطع الطريق على أي تنازل فرنسي قد يحصل لصالح الثنائي الشيعي. وهنا تتضارب المعطيات. رؤساء الحكومة السابقون اجتمعوا في بيت الوسط واتفقوا على الاعتذار قبل ظهر الخميس، ما لم يحصل أي طارئ جديد يبدل المعطيات. بينما معلومات أخرى تفيد أن الفرنسيين أعطوا مهلة جديدة حتى يوم السبت، بحثاً عن إمكانية تحقيق خرق وحصول تقدم. قد يستخدم الفرنسيون أسلوباً آخر بالتفاوض مع الحزب. أولاً، بالإشارة إلى انه لا يمكن للحزب خسارة المبادرة الفرنسية. وثانياً، محاولة العمل للبحث عن ضمانات تقيه العقوبات تدفع الحزب إلى التنازل، أو الإشارة إلى ما تمتلكه باريس من معلومات حول ملفات وشبكات الحزب المالية في افريقيا، وملفات فساد أخرى ليس مناسباً أن تُفتح حالياً، وذلك بهدف إقناعه لتقديم التنازل. بكل الأحوال، كانت حسابات الحزب مختلفة، ولم يرضخ. وأصرّ على موقفه بغية الحصول على موقف فرنسي لا يمانع أن تؤول وزارة المال إلى الشيعة. لذا، تواصل الفرنسيون مع سعد الحريري، لإقناعه بقبول وزير شيعي لـ"المالية"، لا ينتمي لحركة أمل يتم اختياره بالتوافق. ففي نهاية المطاف، فرنسا لا تريد أن تخسر لبنان ولا الشيعة ولا إيران. ولو انتهت المبادرة الفرنسية إلى الفشل التام، فالتداعيات الأكبر للمشكلة ستنصب على رئيس الجمهورية ميشال عون. فشل المبادرة يعني بلا لبس نهاية عهده، ليس على الصعيد الداخلي فحسب، بل على الصعيد الدولي. فأي من الدول لم يعد مستعداً للاضطلاع بمبادرة في المعضلة اللبنانية، التي تترك لبنان في مهب أخطار كبيرة جداً، أبعد من تجديد الحصار والعزلة. 

 

وطن عالق بين الشراشيح والتماسيح

د. مصطفى علوش/ الجمهورية/16 أيلول/2020

«إنّي نزلت بكذّابين ضيفهم عن القرى وعن الترحال محدود

جود الرجال من الأيدي وجودهم  من اللسان فلا كانوا ولا الجود

ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم إلّا وفي يده من نتنها عود

أكلما اغتال عبد السوء سيّده  أو خانه فله في مصر تمهيد

لا تشتر العبد إلّا والعصى معه  إنّ العبيد لأنجاس مناكيد»

(المتنبي)

في أيام الطفولة كنّا نسكن في حي صغير في المدينة، لم يكن لنور الشمس طريق إليه إلّا نادراً، حتى في عز الصيف، لضيقه. وكانت الشبابيك بين الأبنية المتقابلة لا يفصلها سوى مترين أو ثلاثة، فكانت أسرار البيوت معروفة للجيران، فكل شيء مكشوف. المصيبة كانت عندما كانت تختلف شرشوحتان من نساء الحي من أصحاب المشكلات، كانت تبدأ مقامات الشرشحة، والشرشحة تبدأ في أن تفضح الواحدة منهما ما تعرفه عن الأخرى، وبدلاً من أن ترد الأخرى التهم عنها، تذهب مباشرة إلى فضح جارتها بما تعرفه. هنا، قد يتوقف الشجار حتى لا يفضح بقية المستور، أو يبدأ العراك وشَد الشعر، إلى أن يتدخل عقلاء الحي لفك النزاع بقولهم «استرا على بعضكما». لكن مع الوقت، وبعد تكرار مقامات الشرشحة، توقّف العقلاء عن التدخل، وكانت جدتي تقول لي عندما أستفهم عن عدم التدخل «السفيه اكتفيه، وقليل الأصل ما لك فيه؟». قد يكون تكرار الشرشحة أحد أسباب هجرتنا للحي، على رغم كل الحنين والذكريات التي ما زالت تحفر ذاكرتي، عن «زكور» بائع الفلافل، و»أبي مظهر» الحلّاق والمطهّر وطبيب الأسنان في الوقت ذاته...

في دولتنا لا يصل ويتأصّل في الحكم إلّا الشراشيح، وقد يكون من معايير التحكّم بمصائر الناس هو أن ينجح الحاكم أو المسؤول في امتحان رسمي وشعبي للشراشيح، فإن رَسب سيكون حكمه قصيراً ويتعرض للتنكيل من كل حدب وصوب، وإن نجح سيتمكن من الاستمرار لأطول مدة ممكنة في موقعه. هذا يعني أنّ الفجور واللسان السليط هما من الصفات الأساسية لكثيرين من الراغبين في البقاء من أهل السلطة. فالشرشحة سلاح بسلاحين، فمن جهة يردع شرشوحاً آخر عندما يبدأ بفضح المستور، ومن جهة أخرى يرهب من هو غير شرشوح، ولكن سَوّلت له نفسه أن يصبح بطلاً باتهام الشرشوح بما هو فيه، فتنهال عندها على البطل المسكين لواذع الألفاظ وأسفلها، وأحياناً تستنفر عليه مئات الدراجات النارية غير المسجلة في الدوائر الرسمية، والمستوردة خصيصاً، بلا رسوم لخدمة مصالح الشرشوح الحاكم. أو يفلت القبضايات من تيار الشرشوح، كما سمّاهم قائدهم، لقمع «زعران» يتهمون الشرشوح بأنه شرشوح.

في دولتنا لا يصل ويتأصّل في الحكم إلّا الشراشيح، فإن رَسب سيكون حكمه قصيراً ويتعرض للتنكيل من كل حدب وصوب، وإن نجح سيتمكن من الاستمرار لأطول مدة ممكنة في موقعه

في الأسبوع الماضي مرّت شرشحة مجلجلة، ولكن من دون أن تثير كثيراً من الجدال بين الناس، فقد تكسّرت النِصَالُ على النصال فوق جسد الوطن المثخن بالحرائق والفضائح والكورونا، ولم يعد أحد تثيره فضيحة جديدة على مسلسل الفضائح.

الفضيحة كانت عندما تحدث رئيس الجمهورية عن الفساد في وزارة المال والرشى التي يتقاضاها البعض. المثير للاستهجان هو أن يتحدث رئيس الجمهورية عن هذا النوع من الشرشحة، بدلاً من أن يذهب ما لديه من معلومات الى القضاء المختص ليحقق فيها. فهذا الذي أتى على صهوة حصان الإصلاح والتغيير ومحاسبة الفاسدين وطرد تجّار الهيكل، لا يمكن أن يكون مجرد شاك وباك وهو يقول انه «الرئيس القوي». لكن لا عتب، فالتشكيلات القضائية ما زالت محفوظة في درج الرئيس، وربما هو ينتظر أن يأتي بقضاة جدد ليحكموا له كما يشاء. أما الخطير والمقزّز للأنفاس، فقد كان رد وزير المال بشرشحة مماثلة، لا بل تزيدها أضعافاً مضاعفة، متحدثاً عن «شنط» المال التي كانت تصل الى القصر الجمهوري. ومن بعدها توقّف مسلسل الشرشحة، فتوقف عن كشف المستور، «فمن كان منهم بلا خطيئة؟». فلا عرفنا عمّن تحدث الرئيس، ولا أفصَح الوزير عن تفاصيل «الشنط» ومن أرسلها، وعن أي ملف حملت هذه «الشنط»؟

ما يمكن استنتاجه هو أنّ الإثنين كانا على حق في ما قالا، ومن لا يعجبه الشرشحة فما عليه إلّا أن يترك البلد ويهاجر

لم يسعَ لا الرئيس ولا الوزير، ولا من وراء الوزير للرد أو التفسير، أو تفنيد التهم الشنيعة. ما يمكن استنتاجه هو أنّ الإثنين كانا على حق في ما قالا، ومن لا يعجبه الشرشحة فما عليه إلّا أن يترك البلد ويهاجر. أما الجزء المرتبط بالتماسيح، فقد كان في كلام «ولي عهد الرئيس». وعندما نتحدث عن التمساح نتذكر دائماً أنّ جلده سميك فلا يتأثر بشيء، وأنه أيضاً يذرف الدموع عندما يبتلع فريسته. البارحة خرج علينا «ولي العهد» متحدثاً كأنه يطل للمرة الأولى على الناس، أو كأنّ الناس مجرد مجموعة «مساطيل» ستصدّق الدموع التي يحاول جاهداً دفعها للخروج! لكن من صفات المحتال الناجح هو أنه يرمي أحابيله من دون أن يرف له جفن! فجأة أصبح «ولي العهد» المتحدث الرسمي بإسم ماكرون وحامل لواء مبادرته. حتى أنه حاول إقناع الناس بأنّ هذا المشروع هو مَن أوحى به إلى الرئيس الفرنسي، كما أنه هو نفسه مشروع تياره الذي «ما خَلّوه» أن ينجزه. أمّا الجزء الآخر، فهو محاولة الاستلحاق بنسبة الذات للمشاريع الدولية ومشاريع السلام والحيادية، محاولاً أن يسوّغ انغماسه في مشروع «حزب الله» الإقليمي على أساس أنه مسؤول فقط عن الجزء المتعلق بإسرائيل والإرهاب. مع أنّ تفاهم تياره التجاري مع الحزب كان قبل عِقدٍ تقريباً من ظهور الإرهاب الذي يتحدث عنه. كما أنّ هذا العقد، الذي يحاول اليوم التنصّل منه، تجاوز واقع أنّ «حزب الله» في الأساس بنى شهرته على كثير من الإرهاب، ولم يتنصّل منه «ولي العهد» حتى عندما صار معروفاً أنّ الحزب مسؤول عن اغتيال رفيق الحريري، ومتّهم بدماء العشرات من القادة في لبنان. ولم يقل شيئاً عن انغماس الحزب في الحروب في سوريا والعراق واليمن، ولا عن عمليات الإرهاب في الكويت ومصر وبلغاريا... المصيبة النكداء هي في كون البعض ما زالوا حتى اليوم يرون فيه ما هو غير صفات التمساح، أمّا البقية من اللبنانيين الواقعين بين شر الشراشيح والتماسيح فما عليهم إلّا تكرار قول المتنبي:

«وما مقامي بأرض نخلة إلّا كمقام المسيح بين اليهود».

 

فرنسا تكتشف لبنان "الحزب"

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 17 أيلول 2020

المشكلة في غاية البساطة والتعقيد في آن. هناك بلد اسمه لبنان بات تحت هيمنة "حزب الله"، أي إيران. هذا ما كشفه بالملموس، الّا اذا كانت لا تزال هناك من أوهام لدى البعض، الفشل في تشكيل حكومة مصغّرة تقتصر على اختصاصيين برئاسة مصطفى أديب. حكومة تستطيع القيام بالإصلاحات المطلوبة.

تعتبر هذه الإصلاحات شرطاً لا مفرّ منه من أجل الحصول على مساعدات ودعم عربي ودولي يُبقي لبنان على رجليه. ولكن هل يهمّ "حزب الله"، ومن خلفه إيران، تفادي الانهيار الكامل للبلد؟ الجواب بكلّ بساطة أنّ لا وجود لمثل هذا الهمّ لدى إيران أو لدى الحزب الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني ينفّذ ما تطلبه إيران منه. وهذا ما يفسّر ذلك الإصرار على وزارة المال في ظلّ معادلة في غاية البساطة. تقوم هذه المعادلة على أنّه لا يمكن لوزير للمال تسمّيه "أمل" و"حزب الله" القيام بأيّ إصلاحات من أيّ نوع. لا حاجة إلى خبراء عالميين للتأكّد من ذلك.

سيكتشف الرئيس الفرنسي كلّ يوم أكثر أنّه يتعاطى مع وضع لبناني يتميّز بحال من الفراغ السياسي على أعلى المستويات

جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بـ"أفكار بسيطة" كما قال الجنرال شارل ديغول قبل رحلته إلى منطقة المشرق. قال ديغول وقتذاك: "إني أطير إلى هذا الشرق المعقّد بأفكار بسيطة".

جاء ماكرون بـ"أفكار بسيطة" إلى هذا البلد الذي تحوّل فجأة إلى كتلة عُقد. في أساس "الأفكار البسيطة" الفرنسية حكومة اختصاصيين مصغّرة وإصلاحات في العمق على كلّ المستويات تنهي النظام القائم حالياً الذي يستند إلى "السلاح يحمي الفساد والفساد يغطّي السلاح".

سيكتشف الرئيس الفرنسي كلّ يوم أكثر أنّه يتعاطى مع وضع لبناني يتميّز بحال من الفراغ السياسي على أعلى المستويات. استطاع "حزب الله" ملء هذا الفراغ بعدما فرض مرشّحه رئيساً للجمهورية، وهو موقع مسيحي، وبعدما صار يسمّي رئيس مجلس الوزراء السنّي. ما الذي يمكن أن يحمله عن التراجع الآن عن كلّ هذا التقدّم الذي حقّقه في مجال الإمساك بلبنان وكلّ الخيوط فيه... من قصر بعبدا في ظلّ "العهد القوي"، إلى السراي الحكومي التي أوصل إليها شخصاً لا يطيقه جيرانه في الحيّ السنّي الذي يقيم فيه اسمه حسّان دياب. أمّا الرئاسة الثالثة، رئاسة مجلس النوّاب، فأمرها حسم منذ سنوات طويلة، منذ معركة إقليم التفّاح بين "أمل" و "حزب الله".

لعلّ أخطر ما في الأمر الآن أنّ على فرنسا إعادة اكتشاف لبنان، ومعنى أن يكون سلاح "حزب الله" على الطاولة في كلّ وقت، فيما توجد إدارة أميركية لا يهمّها مصير لبنان. في السنوات القليلة الماضية، كانت في واشنطن مدرستان في ما يخصّ كيفية التعاطي مع لبنان. تنادي المدرسة الأولى بمراعاة الوضع الخاص للبنان وتفادي فرض أيّ عقوبات عليه نظراً إلى أنّه مغلوب على أمره، فيما تنادي المدرسة الثانية، التي انتصرت، بترك البلد لمصيره من منطلق أنّ "حزب الله" هو لبنان، ولبنان هو "حزب الله". لن تتخلى إيران عن لبنان بسهولة. لم تستثمر كلّ هذه السنوات في "حزب الله" من أجل الوصول إلى حكومة اختصاصيين في لبنان يحظى رئيسها بغطاء سنّي، هو غطاء رؤساء الحكومة السابقين المشكلة في لبنان واضحة. هذا ما لم يفهمه أولئك الذين نزلوا إلى الشارع ابتداء من 17  تشرين الأوّل 2019. كانت لدى المواطن العادي مطالب عادلة ومحقّة. لكنّ لا معنى لكلّ هذه المطالب ما دام هناك بلد بكامله تحت سيطرة "حزب الله" وسلاحه الذي لا يهمّه ما إذا كانت بيروت مدينة مفعمة بالحياة أو مدينة يلفّها السواد، وغارقة في البؤس والتخلّف.

من الواضح أنّ هناك سوء تقدير فرنسياً لمدى إصرار "حزب الله"، ومن خلفه إيران، على الإمساك بكلّ تفصيل لبناني. ينسحب سوء التقدير هذا على كيفية التعاطي مع إيران. ظهر ذلك جليّاً من خلال المقال الذي كتبه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. تضمّن المقال انتقادات واضحة للسياسة الفرنسية، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر باعتراض فرنسا على تمديد الأمم المتحدة لقرار منع وصول السلاح إلى إيران... أو التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لـ"حزب لله". لم يتردّد بومبيو بدعوة فرنسا إلى "الوقوف مع الحرّية وليس مع طهران". كذلك، لم يتردّد في وصف إيران بأنّها "الدولة التي تقود الإرهاب في العالم" كما أنّها "المصدر الأوّل لعدم الاستقرار في المنطقة". ليس معروفاً هل لدى فرنسا ما تضغط به على إيران من أجل تشكيل حكومة فعّالة تعكس استيعاباً لأبعاد الكارثة التي حلّت بالبلد بدءاً بوصول ميشال عون إلى قصر بعبدا في خريف العام 2016 وصولاً إلى مسلسل التلحيم، أو التلغيم، الذي بدأ بتفجير ميناء بيروت الذي تلته عملية تلحيم أخرى لإحراق كلّ الوثائق التي تكشف ما الذي دخل إلى الميناء في السنوات الأخيرة. يبدو أنّ المسلسل لن يتوقف بعد إحراق المبنى الذي صمّمته المهندسة العراقية الراحلة زها حديد في وسط بيروت.

لن تتخلى إيران عن لبنان بسهولة. لم تستثمر كلّ هذه السنوات في "حزب الله" من أجل الوصول إلى حكومة اختصاصيين في لبنان يحظى رئيسها بغطاء سنّي، هو غطاء رؤساء الحكومة السابقين. كلّ ما تريده هو حسّان دياب آخر. كلّ ما تريده هو أن يكون لبنان مجرّد ورقة في مفاوضات تجريها يوماً مع الإدارة الأميركية وليس فرنسا. لبنان، بالنسبة إلى إيران، ليس سوى ورقة لن تدع إيمانويل ماكرون ينتزعها منها، خصوصا في ظلّ "العهد القوي" والأكثرية التي يتمتّع بها الحزب في مجلس النوّاب. يتمتع الحزب أي إيران، بأكثرية نيابية، حسب قول قاسم سليماني (قائد فيلق "القدس" الذي اغتاله الأميركيون) بعيد إجراء انتخابات السادس من أيّار 2018 بموجب ذلك القانون العجيب الغريب الذي ليس معروفاً بعد كيف كان يمكن لأيّ فريق لبناني يمتلك حدّاً أدنى من المنطق الموافقة عليه! 

 

الضغوط الفرنسية والتهديدات الأميركية تضطران باسيل إلى الانكفاء

صابرة دوح في/العرب اللندنية/16 أيلول/2020

خفف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من اندفاعاته وتصريحاته النارية في الفترة الأخيرة، وربطت أوساط سياسية لبنانية هذا التغير باستشعار الرجل حاجة إلى تقليل الظهور، وتحاشي أي استفزازات جديدة، قد تكلفه ثمنا سياسيا باهظا في ظل وضع داخلي وخارجي مشحون.

وعلى خلاف العادة، بدا باسيل زاهدا في المشاركة بالحكومة المقبلة، وهو الذي كان يضع الشروط تلو الأخرى عند تشكيل الحكومات السابقة، حتى إنه زاحم حلفاءه في حصول حزبه على الثلث المعطل، كما جرى في حكومة سعد الحريري، وأصبح لاحقا المهندس رقم واحد للتركيبة الحكومية كما هو الشأن بالنسبة لحكومة حسان دياب المستقيلة. اليوم الوضع مختلف، فلبنان ما بعد انفجار بيروت في الرابع من آب ليس كما قبله، حيث إن هناك فرنسا التي نجحت في استثمار الحادث المدمر سياسيا للعودة بقوة إلى الساحة اللبنانية وباتت الممسكة بخيط اللعبة في لبنان، أضف إلى ذلك إظهار الولايات المتحدة أنها لا تمازح بتلويحها بسيف العقوبات في وجه داعمي حزب الله السياسيين. وفي ظل هذا الوضع ظهر باسيل كمن يمشي على البيض، حيث أي حركة خاطئة ستنتهي به إلى السقوط السياسي وارتطام أحلامه برئاسة الجمهورية بصخور صلبة. ويجد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل نفسه ممزقا بين فرنسا من جهة، وحليفه حزب الله من جهة أخرى، يحاول أن يجد توازنا بينهما يضمن عدم استفزاز ساكن قصر الإليزيه، وعدم كسر الجرة مع الحزب، ولكن المعادلة هنا جد صعبة. تقول دوائر سياسية لبنانية إن باسيل في موقف لا يحسد عليه فهو الوريث الشرعي لاتفاق مار مخايل الموقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله في العام 2006، ويخشى من أن رفض الاستمرار في تحمل هذه التركة قد يصيبه في مقتل سياسي، في المقابل لا يستطيع استعداء فرنسا لاسيما مع استشعاره دنو سيف العقوبات الأميركية منه.

وفرضت الولايات المتحدة قبل أيام عقوبات على وزيرين سابقين في لبنان بتهمة تورطهما في الفساد، وتقديم دعم لحزب الله. وتقضي العقوبات بتجميد جميع أصول وزير المالية السابق التابع لحركة أمل الشيعية علي حسن خليل، ووزير النقل السابق يوسف فنيانوس المقرب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

باسيل كمن يمشي على البيض، حيث أن أي حركة خاطئة ستجعل أحلامه برئاسة الجمهورية ترتطم بصخور صلبة

وتقضي أيضا بفرض عقوبات جنائية على من يجري معاملات مالية مع أي منهما، وشكل إدراج الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس جرس إنذار لرئيس التيار الوطني الحر بإمكانية أن يجد نفسه هو الآخر في اللائحة التالية. ولطالما تعاطى باسيل مع تهديدات الإدارة الأميركية المكررة بفرض عقوبات على الداعمين السياسيين لحزب الله بنوع من الاستخفاف، لكن القائمة الأخيرة دفعت رئيس التيار الوطني الحر إلى إعادة النظر في حساباته. ويسعى رئيس التيار الوطني الحر لكسب ود فرنسا لضمان مظلة خارجية داعمة له في ظل وجود إمكانية كبيرة لإقدام واشنطن على فرض عقوبات عليه، وهذا ما يفسر تجاوبه اللافت مع كل الطروحات الفرنسية، مهما علا سقفها. في المقابل يرى مراقبون أنه من المستبعد أن يقطع باسيل التحالف مع حزب الله وإن كان يفضل أن يأخذ خطوة إلى الوراء، وهو ما بدا واضحا من تصريحاته الأخيرة التي بدا فيها مهادنا لباريس ومنتقدا ضمنيا لعرقلة الثنائي الشيعي لولادة الحكومة الجديدة.

وقال في أحد تصريحاته قبل أيام “لن نشارك في الحكومة لكن سنساعدها بإنجاز الإصلاح، ونواكبها ونساعدها من المجلس النيابي”. وأضاف “نحن مع المداورة (في توزيع الحقائب الوزارية)، ولو حصلت طائفة على وزارة عدّة مرّات، بما فيها هذه المرّة، فهذا لا يخلق عرفا”، في انتقاد لموقف الثنائي الشيعي المتمسك بحقيبة المالية. وانتهت المهلة الفرنسية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة مصطفى أديب دون تحقيق الهدف المنشود، على خلفية رفض الثنائي الشيعي الممثل في حركة أمل وحزب الله التفريط في حقيبة المالية، رغم التدخلات المحلية والفرنسية.

ويأتي هذا التمسك بحقيبة المالية لضمان عدم تمرير أي قرار حكومي دون موافقة الثنائي. ويصر رئيس الوزراء المكلف بدعم فرنسي واضح على حكومة مصغرة مؤلفة من اختصاصيين، خارجة عن عباءة القوى السياسية، تتولى الإشراف على ورشة الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة.

 

صدام العونيين و”القوات” يوقظ أشباح “حرب الإلغاء”

يوسف دياب/صحيفة الشرق الأوسط/16 أيلول/2020

أحيت الإشكالات التي شهدتها منطقة سنّ الفيل، ليل الاثنين – الثلاثاء، بين مناصري التيار الوطني الحرّ، بقيادة الوزير السابق جبران باسيل من جهة، ومناصري «القوات اللبنانية»، بقيادة سمير جعجع من جهة ثانية، هواجس المسيحيين من توتير الشارع، في ظلّ معلومات تحذّر من تجدد المواجهات بين الطرفين في مناطق لبنانية متعددة. وشهدت منطقة سنّ الفيل، الواقعة شرق العاصمة بيروت، إشكالات تخللها إطلاق نار في الهواء خلال مسيرات سيّارة، نظّمها مناصرو «القوات اللبنانية» في الذكرى 38 لاغتيال رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل، ولدى مرور المسيرة بالقرب من مقرّ قيادة «التيار الحرّ» في مبنى «ميرنا الشالوحي» حصل احتكاك، وتبادل شتائم ورشق بالحجارة، سرعان ما تطوّر إلى إطلاق نار في الهواء من قبل حراس مركز التيار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويفصل بينهما.

وفي هذا الإطار، اعتبر القيادي في حزب «القوات اللبنانية» النائب السابق أنطوان زهرا، أن البلد لا يحمل الدخول في مواجهة جديدة ولا المجتمع المسيحي يتقبّل هكذا مغامرة. واعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتكاكات المتصاعدة بين الطرفين، سببها أن جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحرّ) بات مأزوماً سياسياً، ويحاول الخروج من تحالفه مع (حزب الله) والتنصّل من العقوبات الأميركية، لذلك هو مضطر لفتح جبهات في كلّ الاتجاهات، ويعمل على إحياء أدبيات حرب الإلغاء (التي جرت بين القوات والجيش اللبناني في التسعينات)». ورأى أنه «مهما كانت حدّة الاحتقان بيننا (القوات اللبنانية) وبين التيار الوطني الحرّ، لا يبرر لهم حمل السلاح وإطلاق النار». وأضاف: «نحن لن نسمح بصدامات تقود الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، لكننا لسنا ملائكة لنستطيع لجم أي تحرّك بكبسة زر».

ومع نجاح الجيش اللبناني في لجم الاستنفار على الأرض، بقيت الجبهات مفتوحة بين الفريقين المسيحيين الأقوى، عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي تزيد من حدّة التوتر، وقد اتهم مصدر في «التيار الوطني الحرّ» «القوات اللبنانية» بدفع الأمور نحو التصعيد، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في الوقت التي يبذل فيه رئيس الجمهورية (ميشال عون) أقصى جهوده لتشكيل حكومة جديدة وإنقاذ البلاد من الأزمات ولملمة آثار انفجار مرفأ بيروت، يصرّ الفريق الآخر على الاستفزازات، وشتم رئيس الجمهورية ورئيس التيّار، وأخذ البلد إلى مزيد من التوتر والاحتقان». وسأل «هل كانت (القوات اللبنانية) ستقبل بتنظيم مسيرات باتجاه معراب، تطلق شتائم ضدّ جعجع؟ ولو حصل ذلك ما هي ردّة فعلها؟». وشدد على أن التيار «لا يزال ملتزماً مفاهيم المصالحة التي أبرمت في اتفاق معراب، ولن يسمح بتخريبها وتحميل المسيحيين مجدداً تبعات أي تفجّر أمني، لا سمح الله».

وتختلف مقاربة الخصمين اللدودين حيال شرح معاني تفاهم معراب وأبعاده، ويذكر النائب السابق أنطوان زهرا بأن «القوات اللبنانية تفتخر بأنها ساهمت بمحاولة تاريخية لإيصال الجنرال عون إلى رئاسة الجمهورية، وكان الرهان حينها أن يحقق عون حلم اللبنانيين بالاستقرار، ويعمل على لبننة (حزب الله) كما وعدنا، لكنه انتقل سريعاً إلى تحقيق حلم صهره جبران باسيل بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، وسلّم السيادة الوطنية إلى (حزب الله) وألحق لبنان بالمشروع الإيراني». وسأل: «هل يعقل أن ينقلب رئيس الجمهورية على الدستور في عميلة تشكيل الحكومة، ويطلب من الرئيس المكلّف مصطفى أديب أن يتفاوض مع باسيل، ثم يُجري (عون) مع الكتل النيابية مشاورات تأليف الحكومة في القصر الجمهوري؟». وحذّر زهرا من «وجود ألوية عسكرية تطلق النار على المتظاهرين السلميين، لا تأتمر بأوامر قيادة الجيش، وتحتمي بالقصر الجمهوري». وإذ استبعد حصول اضطرابات مسلّحة في الشارع المسيحي، دعا إلى «موقف مسيحي جامع وواضح يطالب بتنحي ميشال عون عن رئاسة الجمهورية». ويحاول «التيار الوطني الحرّ» التقليل من أبعاد إطلاق النار في الهواء من مقرّه، لتفريق مسيرات تابعة لـ«القوات اللبنانية». وأشار المصدر في «التيار» إلى أنه «منذ اللحظة الأولى لحصول الإشكال، نزل نواب التيار على الأرض لاحتواء الوضع». وقال إن «ضبط الشارع يبقى مسؤولية الطرفين وليس طرف واحد». ولفت إلى أن القواتيّين «الذين زعموا إحياء ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، نسوا أن غالبية مؤيدي التيار تخرّجوا من مدرسة بشير ويؤمنون بنهجه ومشروعه».

 

عويدات: حريق المرفأ غير مفتعل ولا علاقة له بالانفجار

يوسف دياب/صحيفة “الشرق الأوسط” /16 أيلول/2020

لم تحمل التحقيقات القضائية التي يجريها المحقق العدلي في ملفّ انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوّان مفاجآت جديدة، إذ بقيت لائحة التوقيفات عند حدود 25 شخصاً، لكنّ مصادر قضائية رجّحت أن «تشهد الأيام المقبلة بعض التطورات، سواء عبر استدعاء وزراء وسياسيين أو قادة أمنيين وقضاة وإخضاعهم للتحقيق. ولم تستبعد أن «يتحوّل بعض من استمع إليهم كشهود إلى مدعى عليهم، وهذا متوقّف على تقييم إفاداتهم التي أدلوا بها، ومقاطعتها مع إفادات آخرين». واستكمل المحقق العدلي تحقيقاته أمس، فاستمع إلى إفادة وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس بصفة شاهد، ثم استجواب شخصين آخرين مدعى عليهما وتركهما بسندي إقامة، وأوضحت مصادر متابعة لمسار القضية لـ«الشرق الأوسط» أن فنيانوس «أبلغ المحقق العدلي بأنه اتخذ كلّ الإجراءات التي تقع ضمن صلاحياته، وأنه زوّد القاضي صوّان بالمستندات المتوفرة لديه والتي ضمّت إلى الملفّ». وأكدت أن فنيانوس «أبدى استعداده لتقديم كل ما يفيد التحقيق القضائي ويؤدي إلى كشف ملابسات الجريمة». وعلمت «الشرق الأوسط»، أن القاضي صوّان «سيستمع اليوم وغداً (الأربعاء والخميس) إلى مسؤولين أمنيين وعسكريين، بينهم الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، خصوصاً بما خصّ الجانب المرتبط بسحب بند «نترات الأمونيوم» عن جدول أعمال المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد قبل انفجار المرفأ ببضعة أيام». وأشارت المعلومات إلى أن التحقيق «قد يشمل في الساعات القادمة قضاة كانت وردتهم مراسلات بوجود «نترات الأمونيوم» في المرفأ، ومعرفة الأسباب التي حالت دون اتخاذ قرار حاسم بنقلها إلى مكان آمن، أو إعادة شحنها إلى الخارج».

وردّ القاضي صوّان طلبات تخلية السبيل التي تقدّم بها عدد من الموقوفين، وقرر إبقاءهم قيد التوقيف، فيما رفض طلب مدير عام الجمارك الموقوف بدري ضاهر، تمديد مدّة إقامته في المستشفى الذي نقل إليه بعد الوعكة الصحية التي ألمت به، وأمر بإعادته إلى مكان توقيفه في سجن الريحانية التابع للشرطة العسكرية. في هذا الوقت، أمر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بختم التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش اللبناني، بشأن الحريق الذي اندلع في مرفأ بيروت يوم الخميس الماضي، وتسلّم محاضر التحقيقات مع ثلاثة موقوفين من العمال الذين أجروا أعمال التلحيم التي تسببت باندلاع الحريق، وأحال الملف مع الموقوفين على النيابة العامة في بيروت للادعاء عليهم بجرم الإهمال الذي أدى إلى نشوب الحريق، وتخريب ممتلكات عامة وخاصة. وكشف القاضي عويدات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم تتوفر معطيات تفيد بأن الحريق مفتعل، بل هو ناجم عن خطأ وإهمال في أعمال الصيانة». وأوضح أن «لا رابط بين هذا الحريق وانفجار المرفأ الذي وقع في الرابع عشر من آب (آب) الماضي حتى الآن، لذلك أحيل على الملف النيابة العامة في بيروت، بدلاً من المحقق العدلي». وقال عويدات: «إذا توفرت لدى قاضي التحقيق الذي سيجري التحقيقات الاستنطاقية معطيات تثبت وجود ترابط بين هذا الحريق وانفجار المرفأ، عندها يحال الملف مجدداً على القاضي فادي صوّان تبعاً للصلاحية ويضمّ إلى الملف الأساسي».

 

أدوية مفقودة من الصيدليات والمواطن قلق من رفع الدعم

مايز عبيد/نداء الوطن/16 أيلول/2020

أكثر الأحاديث تداولاً في صيدليات الشمال هذه الأيام هو فقدان الأدوية. فقد تدخل إلى صيدلية ولا تجد إبر الكزاز مثلاً، وقد تسأل عن أي دواء ولا تجده. يُدرك من يقصد الصيدليات في الشمال وعكاّر اليوم أنّ أدوية عدّة فُقدت، كما فُقِد بديلها، وهي في معظمها أدوية أمراض مُزمنة، كالسكّري والضغط وغيرها، توقّف المريض عن تناولها يُشكّل خطراً على حياته. لقد دخلنا في أزمة الأدوية وتأمينها، حتى قبل أن يقرّر مصرف لبنان رفع الدعم بشكل رسمي، ما سيشكّل كارثة الكوارث على المواطنين والمرضى من جهة، وعلى أصحاب الصيدليات وشركات التوزيع من جهة أخرى.

عملياً، وصلت الفوضى التي تشهدها القطاعات في لبنان إلى قطاع الدواء الذي كان حتى الأمس القريب، بعيداً منها، ومن الواضح أنّ تهافت اللبنانيين على شراء الأدوية وتخزينها كان من أسباب فقدان الأدوية الرئيسية. أما تهافتهم عليها فسببه خوفهم بعد الحديث عن رفع الدعم عنها وما يسمعونه عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني. وما زاد من منسوب خوفهم، كلام حاكم مصرف لبنان الأخير بأنّ “المصرف المركزي لم يعد بمقدوره الإستمرار بدعم استيراد المحروقات والدواء والقمح على سعر 1515 ليرة للدولار، الأمر الذي أثار هلعهم، فلجأوا إلى شراء الأدوية ولا سيّما المزمنة منها وتخزينها خوفاً من ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وفي حين لا يحبّذ أي صيدلي أن يأتيه أي زبون ويقول له أنّ الأدوية، ولا سيّما للأمراض المزمنة غير متوفرة عنده، صار يفضّل أن يتركها لزبائنه، لأن شركات التوزيع تقنّن في تسليم الأدوية للصيدليات، والمندوب الذي كان يأتي إلى عكّار كلّ أسبوع مثلاً، صار يأتي مرّة كل شهر أو شهرين.

وفي هذا السياق، يقول الصيدلي الدكتور يحيى أيّوب لـ”نداء الوطن”: “هناك تهافت كبير على شراء الأدوية ويبدو أنّ التخزين هو السبب، فالمرضى متخوّفون من رفع سعر الدواء، وهذا التهافت سبب رئيسي في الأزمة. ومن جهة أخرى، الوكلاء يسلّمون الصيدليات كمّيات محدّدة من الأدوية لا سيّما الأدوية المزمنة التي يتوقّعون أنّها تكفي حاجة الصيدلية في الشهر، حتّى لو كان طلبها أكثر من ذلك. وهذا الأمر يحتّم على أصحاب الصيدليات بيع بعض الأدوية المزمنة لزبائنهم فقط لأن شركات الأدوية تمارس تقنيناً على أصحابها في التسليم”.

ويضيف أيّوب: “هناك حديث عن رفع الدعم، ولا ندري هل هو رفع نهائي، وترك الدواء على تسعيرة دولار السوق السوداء أم تسعيرة الدولار على 3900. مما لا شك فيه أنّ رفع الدعم النهائي عن الأدوية سيؤدّي إلى مضاعفات خطيرة بالنسبة لأصحاب الصيدليات والمواطنين وشركات الأدوية أيضاً”.

ويشدّد أيّوب على أنّه “مهما كانت الظروف، فإن قطاع الدواء يجب أن يبقى بمنأى عن أيّ اهتزاز لأنّه عنصر لا يمكن الإستغناء عنه ويؤثّر على حياة الناس وصحّتهم بشكل مباشر”.

فوضى القطاع

يخاف الفقراء في الشمال، وما أكثرهم، من ارتفاع سعر الأدوية أضعافاً كما يُحكى، بحيث يرتفع سعر علبة البانادول مثلاً من 5000 إلى 15 أو 20 ألف ليرة، فهي ليست لحماً لكي يتخلّى عنه، بل مادة لا يمكن الإستغناء عنها. وممّا لا شك فيه أنّ هناك فوضى كاملة يشهدها قطاع الدواء ويعاني منها مباشرة الثلاثيّ: الصيدليات والشركات والمواطنون. وإذا كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد أدّى بالناس إلى التماشي مع الواقع المُستجدّ والتغيير في نمط الأكل والمصروف وشراء المواد الأخرى بأقلّ الأسعار، وإذا كان رفع الدعم عن المحروقات يمكن التعويض عنه بتخفيف التنقّلات ربّما، إلا أنّ المواطن لن يجد أي حلّ في ما خص الدواء، لأنّه لا يمكن الإستغناء عنه أو استبداله، وخصوصاً الأشخاص الذين يحتاجون إلى أدوية مزمنة.

تهريب الدواء المدعوم

من جهته، يرى رامي أسعد (صيدليّ من عكّار) أنّ “ارتفاع سعر الدولار جعل الدواء في لبنان أرخص من باقي الدول، ما أدّى إلى وقف تهريب الأدوية من سوريا وتركيا وزيادة الطلب على الدواء في السوق اللبناني. ويعمد بعض الوكلاء والمستوردين الى تهريب الدواء المدعوم إلى خارج لبنان وبيعه بسعر أعلى طمعاً بالحصول على fresh money بالدولار. يضاف إليها آلية الدعم لمصرف لبنان والأمور الإدارية والروتين الذي يتسبّب في تأخير صرف الإعتمادات، وبالتالي التأخير في استيراد الدواء، ما يجعل المخزون في لبنان يتناقص، وعمد معظم الوكلاء والشركات الى عدم تسليم الدواء للصيدليات وتخزينه في مستودعاتهم طمعاً بربح زائد في حال تمّ رفع الدعم عنه”. ويشدد أسعد على أنّ الصيدلي “هو الحلقة الأضعف في كلّ ذلك، لأنّه خسر قيمة مخزونه من الأدوية منذ رفع سعر الدولار، وهو يبيع على 1515 وكلّ مشترياته كباقي الناس هي على دولار السوق السوداء، لا سيّما المصاريف التشغيلية للصيدليات. نحن كصيادلة، وكما نتمنّى ألا يتمّ رفع سعر الدواء رأفة بالناس، فإنّنا نطالب أيضاً برفع جعالة الصيدلي لكي نتمكّن من العمل في ظروف ملائمة. قطاع الصيدليات يتأثّر سلباً من هذه الفوضى الحاصلة وهناك صيدليات عدّة أقفلت في لبنان وقد يؤدّي رفع الدعم بالعديد من المكاتب العالمية للإنسحاب من لبنان، وتسريح العديد من الموظفين من أعمالهم، وهذه مشكلة إضافية على الواقع الإجتماعي اللبناني”.

 

الدروز… “نبكي” على الحقائب السيادية والأساسية ونسير

ألان سركيس/نداء الوطن/16 أيلول/2020

عند كل إستحقاق حكومي، تطرح الطوائف الأساسية إشكالية حجمها ودورها ضمن النظام اللبناني، وظهر هذا الأمر جلياً من خلال تمسك “الثنائي الشيعي” بحقيبة المال. ليس للدروز ما يفعلونه ضمن معركة صراع الجبابرة، فالطائفة الدرزية التي تعتبر مؤسسة للكيان اللبناني وقادت معركته الإستقلالية منذ بزوغ فجر الإمارة المعنية وانتصار العثمانيين على المماليك في معركة مرج دابق العام 1516، وتسلم الأمير فخر الدين الأول مقاليد الإمارة، ها هي تخوض اليوم قتالاً تراجعياً وتقاوم لكي تبقى فاعلة داخل التركيبة اللبنانية. قبل توقيع “إتفاق الطائف” كان للدروز حصة مهمة داخل النظام اللبناني، فالحقائب السيادية لم تكن حكراً على طوائف، ويذكر الجميع المير مجيد إرسلان الذي تولى حقيبة الدفاع وقاد معركة المالكية الشهيرة مع إسرائيل ودخل الجيش اللبناني إلى الجليل، ويذكر الجميع أيضاً أداء مؤسس الحزب “التقدمي الإشتراكي” كمال جنبلاط خلال توليه وزارة الداخلية، وبالتالي فإن دور الدروز قبل “الطائف” كان أكبر بكثير من وقتنا هذا. وخير دليل على التراجع الدرزي، هو تأليف آخر حكومة برئاسة حسان دياب، فبعد حصر الحقائب السيادية بأربع وهي: الدفاع، المال، الخارجية، والداخلية، تمّ إجراء تصنيف آخر وهي 6 حقائب أساسية وتشمل: العدل، الإتصالات، الطاقة والمياه، التربية، الصحة، الأشغال العامة، وحتى من ضمن الست الاساسية لم يستحوذ الدروز على أي حقيبة منها، فعينت منال عبد الصمد وزيرةً للإعلام ورمزي مشرفية وزيراً للشؤون الإجتماعية والسياحة. وأمام كل ما يحصل، يدرك رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط أن موازين القوى ليست لمصلحة الدروز، في حين رفع رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال إرسلان الصوت مطالباً بإنصاف الدروز، الذين يرون بأم العين الزحف الشيعي نحو مواقع الدولة والتمسك بوزارة المال والإستقواء بالسلاح وبالديموغرافيا، ويتطلعون إلى الزحف السني الديموغرافي في إقليم الخروب والثبات على مستوى الوطن والإمتداد الإقليمي والدولي لهم بفعل العلاقات التي نسجها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتعدّد الرعاة الإقليميين لهم من السعودية والخليج مروراً بمصر وصولاً إلى تركيا حديثاً.

ومن جهة أخرى، يراقب الدرزي العودة المسيحية إلى الحكم والإستشراس في استعادة المواقع والدور الذي فقدوه، وقد ظهر ذلك من خلال الإصرار على انتخاب الرئيس القوي، ومن ثمّ إنتاج قانون انتخاب على أساس النسبية يعيد لهم حجمهم داخل النظام البرلماني.

وأمام كل هذه المعطيات، يحط جنبلاط في باريس في رحلة إستكشافية، لكن الأكيد أن جنبلاط ومعه الدروز لن يقفوا حجر عثرة في وجه ولادة الحكومة الجديدة ونسف المبادرة الفرنسية، خصوصاً انه تمّ إعطاء وعد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسير بالمبادرة وعدم تعطيلها، وقد كان الحزب “التقدمي الإشتراكي” من أول الذين أعلنوا عدم مشاركتهم في حكومة الرئيس المكلّف مصطفى أديب. وتؤكد المعلومات أن جنبلاط لن يذهب إلى التصعيد في المرحلة المقبلة، بل يبحث عن قارب نجاة للبلاد ومعها الطائفة الدرزية، وهو قد ألحّ على الدروز منذ بداية ثورة 17 تشرين في العام الماضي على العودة إلى الأرض وتأمين الإكتفاء الذاتي لأن لبنان قادم على كوارث إقتصادية. ويرى جنبلاط في المبادرة الفرنسية آخر خرطوشة يمكن أن تشكّل خشبة خلاص للبلاد، وإلا فإن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات والوضع سيتدحرج من سيئ إلى أسوأ، وبالتالي فإنه يقدّم كل التسهيلات لمبادرة ماكرون والرئيس أديب، لكنه في الوقت عينه لا يحبّذ أن تسير المبادرة بطريقة لا ترضي جميع الأطراف حتى لو اختار بعضهم وعلى رأسهم صديقه الرئيس نبيه بري رفع السقف. معروف عن جنبلاط أنه قارئ ماهر للرياح الاقليمية والدولية، لذلك اختار أن يكون مثل السنبلة التي تلوي في وجه العاصفة، وترك للمبادرات الدولية أن تفعل فعلها، فإذا وجد من يقاتل عنه، لماذا يخوض هو المعركة، كما أن وضع ماكرون يده على الملف اللبناني يريحه لأنه لا يثق كثيراً بالأميركيين، ومن جهة ثانية، فإنه يضمن عدم إنتقام النظام السوري منه، فهو ما زال يجلس على ضفة النهر وينتظر جثة عدوه.

 

هل هذا تكريم لبشير الجميّل؟

 محمد علي مقلد/نداء الوطن/16 أيلول/2020

كان من الطبيعي، عندما كنت أشاهد على إحدى الشاشات تكريماً لبشير الجميّل، أن أستحضر صوراً ومشاهد عشتها خلال الحرب الأهلية. لم أكن قد بلغت الثلاثين حين تساءلت بسذاجة أمام قائد في الحزب الشيوعي الذي ناضلت في صفوفه، أليس من المُحتمل أن يتواجه المقاتل الشيوعي بالنار مع فتاة أحبّها وهما على مقاعد الدراسة قبل أن تُباعد بينهما الحرب؟ أدركت لاحقاً أن هذا الصنف من الأسئلة الرومنطيقية لا يُطرح على المحاربين. بعد انتخابه رئيساً، شاركت آخرين مسعاهم بمنع أحد رموز الحركة الوطنية من زيارة القصر الجمهوري لتهنئته. وفي ذكرى اغتياله منذ ثلاث سنوات، تساءلت بجدّية وواقعية، في مقالة صحافية، عمّا إذا كان هذا المسعى قد خدم قضية الوطن أو أساء إليها. في التساؤل مراجعة وقراءة نقدية كانت مستحيلة في أيام الحرب، لكنّها صارت واجبة بعدما حطّت رحالها.

بشير الجميل يستحقّ التكريم، لا لأنّه شهيد فحسب، بل لأنّه من طينة من يتركون بصمة في كتابة تاريخ بلادهم، مثل كمال جنبلاط على الضفّة الأخرى من الحرب، ورفيق الحريري في ورشة إعادة البناء. وليس صدفة أن يُصدِر المستبدُّ ذاتُه القرار باغتيالهم. التكريم الحقيقي لهؤلاء الشهداء هو أخذ العبرة من المشترك الذي جعلهم هدفاً لصاحب القرار بالقتل. لم يتّفق هؤلاء الشهداء على كلّ شيء، ولم يختلفوا على كلّ شيء. بشير الجميل اتّفق مع كمال جنبلاط على الإصلاح السياسي، واختلفا على الموقف من المقاومة الفلسطينية. خطأهما المشترك أنّهما حاولا معالجة الأعراض من دون الأسباب. اتّفاق القاهرة لم تصنعه الحركة الوطنية، وإن كانت قد هلّلت له، ولا المارونية السياسية، وإن كانت قد وافقت عليه، بل صنعه إجماع العالم العربي على إبعاد كأس القضية الفلسطينية المرّ عن حدود دوله. أمّا رفيق الحريري بعدما صار رئيساً للوزراء، فقد تبنّى مقولة ماركسية تشدّد على أولية البنية التحتية، مُسلّماً أمر الشأن السياسي وإعادة بناء الدولة للوصيّ السوري وللميليشيات المحلية المسلّحة وغير المسلّحة. اغتيل الثلاثة لأنّ مشروع كلّ منهم عن الدولة الوطنية اصطدم بمشروع الدولة القومية، مع أنّه كان يشكو من عاهة مشتركة، هي غياب الديموقراطية. لا تبنى الدولة إلا إذا احتكرت العنف وحدها. كان بيار الجميل الجدّ على حقّ حين كان يكرّر في مانشيت جريدة “العمل” احتجاجه واعتراضه على قيام دولة داخل الدولة. لكنّه، لا هو ولا نجله بشير ولا كمال جنبلاط، كانوا على حقّ حين توسّلوا العنف واستدرجوا القوى الخارجية، إسرائيل وسوريا والمقاومة الفلسطينية، ليبنوا الدولة، ولا كانوا على حقّ حين حوّلوا الاحتجاج ميليشيات مسلّحة، وجعلوها باباً للدخول إلى جهنّم الحرب الأهلية. استحضار آليات الحرب الأهلية لا يُعدّ تكريماً للشهداء، بل هو أقرب إلى دقّ النفير منه إلى الإعتذار عن فعلة العنف المسلّح. القرار بعزل الكتائب في بداية الحرب لم يكن وحده الخطيئة، بل هو ردّ فعل شنيع على كلام كثير، قيل عن المجتمع المسيحي وعن حماية المسيحيين. الحماية الوحيدة للمسيحيين ولسواهم لا تكون بغير الدولة الديموقراطية. تكريم الشهداء يحتاج إلى قراءة نقدية جريئة تُبرز الجانب المضيء لدى كل منهم، وتستخرج العبرة ليتعلّم منها الجيل الجديد مبادئ الديموقراطية وسبل تفادي مرارات الحروب الأهلية.

 

“الثنائي”: لا حكومة إذا لم يسمِّ الشيعة وزراءهم

غادة حلاوي/نداء الوطن/16 أيلول/2020

المبادرة الفرنسية تعطّلت، ولا حكومة في المدى القريب وربما البعيد. والرئيس المكلف مصطفى اديب يلوح بالاعتذار. لعلها مناورة في سبيل الضغط لكن حقيقة الامر تقول ان فكرة الاعتذار تراوده منذ السبت الماضي نتيجة تعقيد مهمته.

اجتماعات ماراتونية واتصالات مكثفة حفلت بها الايام الماضية تمحورت بمجملها حول امكانية ايجاد المخرج المناسب لعقدة التمثيل الشيعي في الحكومة. والنتيجة بقيت العقد على حالها، يكابر فريق التأليف الذي يقف خلف الرئيس المكلف، ويحاول تضييع الوقت بهدف الضغط. والموقف الشيعي على تصلّبه: “لا حكومة من دون مكون شيعي، ولا حكومة اذا لم يسمّ الشيعة وزراءهم”. لا يحتاج سياق التطورات والمواقف السياسية الى كثير من التدقيق والتمحيص. المطلوب رأس الثنائي الشيعي ومنع “حزب الله” من التمثل في الحكومة ولو على حساب النيل من المبادرة الفرنسية وعرابها ايمانويل ماكرون. كانت الامور اكثر من واضحة منذ أعقبت زيارة ديفيد شينكر زيارة الرئيس الفرنسي الى لبنان وما افصح عنه خلال لقاءاته من تمايز عن المسعى الفرنسي. وما كادت المساعي الحكومية تنضج لاعلان الحكومة قبل مهلة الاسبوعين الفرنسية حتى أعلنت اميركا عن عقوباتها بحق وزيرين سابقين احدهما له دور رئيسي في مفاوضات التشكيل، ليتوّج بالامس بصلية مواقف لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو تقصّد تخريجها عبر الصحافة الفرنسية. يعتبر بومبيو في خلاصة مواقفه ان ماكرون وفي لحظة التصلب الاميركي مع الإيراني حضر الى لبنان محيّداً سلاح “حزب الله” عن سكة البحث ثلاثة أشهر، وهو ما يعد مؤشراً لاستعجال الاميركي بإعلان عقوباته. تفصح مواقف بومبيو عن خلاف اميركي فرنسي حول المبادرة في لبنان ومحاولة عرقلتها سواء بالمباشر او من خلال الحلفاء. حتى الامس القريب كان من غير المعروف بعد ما اذا كان ثمة تناغم اميركي فرنسي او أن لكل منهما وجهته المنفصلة، لكن ما يساق من معلومات لجهات متابعة جعلها تميل للتأكيد أنّ الجانب الفرنسي يعتبر ان الأميركي عطل المبادرة. ورغم كل ذلك اراد الثنائي الشيعي السير على خط تثمين المبادرة الفرنسية والايفاء بوعد تسهيل تشكيل الحكومة. لكن تبين ان “هناك جهات داخلية ارادت الاستفادة من المبادرة الفرنسية لتصفية حسابات سياسية وتحقيق مكتسبات في السياسة”. ادخل هؤلاء الفرنسيين في زواريب التفاصيل اللبنانية مرة بالمداورة ومرة بحكومة وزراء من غير النواب فماذا كانت النتيجة؟

ان يتصل ماكرون بالرئيس المكلف طالباً اليه التواصل مع رئيس “التيار الوطني الحر” واعطاء هامش لرئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة. ولكن لا اتصال اديب كان الحل ولا استشارات عون. كان يمكن للموقف الشيعي ان يكون اكثر مرونة لولا العقوبات الاميركية تلك. وعند الحدود التي رسمها رئيس مجلس النواب نبيه بري “أن وزارة المال من حصة الشيعة وهم من يسمون الوزير مع مرونة في التشاور باسم الوزير مع الرئيس المكلف” توقفت مفاوضات التأليف.

لم يكن ما شهدته الايام الماضية مجرد اختلاف عابر في وجهات النظر بل هو “انقلاب لعزل المكون الشيعي عن الحكومة وإخراج حزب الله منها، تم افشاله. خلال تلك الفترة ابلغ “حزب الله” ما يكفي من الرسائل للمعنيين بأن الامور لا يمكن ان تسير الا على أساس أن تكون وزارة المالية من حصة الشيعة” ووفق مجريات الامور لاحظ “حزب الله” وجود من يريد الاستئثار بالسلطة وهذا منطق في التعاطي غير مقبول بالنسبة إليه.

استدرك الفرنسي الاجواء المشحونة واتصل طالباً من رئيس الحكومة المكلف عدم تقديم تشكيلته الحكومية، واعتبار المهلة الفرنسية للتشكيل غير مقدسة “ورغم ذلك لا يزال الفريق السياسي الذي يقف خلف اديب في تشكيل حكومته مصراً على استغلال الفرصة الفرنسية لتشكيل حكومة وفقاً لتطلعاته ورؤيته”.

منذ الامس وحتى اليوم لم يتغير شيء في الوقائع، بقي الجو مشحوناً وبقي سعد الحريري على رفضه اعطاء حقيبة المالية للشيعة. وخلال اتصال هاتفي بينه وبين المعاون السياسي في “حزب الله” الحاج حسين الخليل ساد العتب واللوم بأن ليس من الحكمة تشكيل حكومة من دون مشاورات سياسية واستئثار فريق واحد بتأليف الحكومة وأن يتحول رئيس الجمهورية الى صندوق بريد. الحريري هو المتهم الاساسي هنا “كان الهدف ان يتم تقديم الحكومة فإما ان يقبل بها الفريق الآخر او يرفضها ويتعرض لعقوبات، منطق فيه مكابرة لمن يرى في المبادرة الفرنسية فرصة مؤاتية لرد الصاع صاعين وتصفية حسابات سياسية”. كان يمكن للفريق المؤلِّف ان يركن الى مبادرة بري “ثبتوا وزارة المال للشيعة واعطيكم لائحة اسماء لتختاروا من بينها ونناقش الاعتراض على اسم المرشح. هذا التعنت سيقود الى تراجع المبادرة الفرنسية او توقفها رسمياً والى تطور دراماتيكي قد لا تبصر الحكومة النور في ضوئه”. كانت العين على مشاورات عون مع رؤساء الكتل والتي شكلت خرقاً لجمود المساعي. خطوة وضعها مقربون في سياق حفظ ماء الوجه وإنقاذ المبادرة الفرنسية نتيجة ما تعرضت له ازاء الهجمة الاميركية. خلال المشاورات تلك سأل عون احد زواره اذا حجبتم وزارة المالية عن الشيعة فماذا ستعطونهم في المقابل، الدفاع؟ ام الداخلية ام الخارجية؟ واذا كانت هذه الحقائب غير متاحة امامهم فماذا تبقّى لهم؟ يؤكد المقربون ان عون لن يقبل بكسر الطائفة الشيعية في عهده وهو حرص، رغم رغبته بالمداورة، على ايجاد حل للخروج من المراوحة يتوافق مع مطلب الثنائي الشيعي. نتائج مشاوراته سينقلها عون الى رئيس الحكومة المكلف خلال الساعات المقبلة لعلها تعيد تحريك ملف التشكيل، خصوصا وان القوى التي تدعم الموقف الفرنسي وتعتبره حبل نجاة لن يكون من مصلحتها افشال هذه المبادرة واحراج الرئيس الفرنسي امام خصومه وهو الذي يعتبر لبنان بوابة لعودة بلاده الى الشرق الاوسط من جديد. يوم مفصلي آخر وساعات عصيبة اللهم الا اذا شهدت الساعات المقبلة بشائر يمكن ان تكون ايجابية رفض المطلعون الإفصاح عن مضمونها.

 

6 أشهر للحل أو لـ”معلّم التلحيم”!

طوني عيسى/ صحيفة الجمهورية/16 أيلول/2020

لقد «استغشَموا» اللبنانيين كثيراً وطويلاً. لكن خلاصة «الاستغشام» هو «إطعامُهم حلاوة في عقولهم»، بأنّ «معلِّم التلحيم» هو الذي أحرق العنبر 12 وفجَّر «نيترات الأمونيوم» وقلبَ بيروت الجميل؟ وأنّ «معلّم التلحيم» يقوم يومياً بإحراق ما بقي في المرفأ، وأنّ «معلِّم التلحيم» هذا هو الذي أشعل المَعْلَم الذي صمَّمته زها حديد في واجهة بيروت! إنّها فعلاً «ضربة معَلِّم» بالكذب. تُرى، «معلِّم التلحيم» هل يُحرِق مصطفى أديب والحكومة والحلّ الفرنسي والبلدَ بأمِّه وأبيه؟ عندما بدأت حكومة الرئيس حسّان دياب تترنَّح، قبل انفجار 4 آب، سُمِع في بعض الأوساط الديبلوماسية الغربية، أنّ موعد الحلِّ في لبنان ربما لم يأتِ بعد، لأنّ الطاقم السياسي الممسك بالسلطة ليس مقتنعاً بالإصلاح الحقيقي وبإبعاد لبنان عن محاور القتال في الشرق الأوسط، وأنّ إنضاج هذا الحلّ يستلزم انتظار التقدّم في عناصر أخرى. وعندما سُئل أحد المطلعين عمّا إذا كان سقوط حكومة دياب وقيام حكومة جديدة يمكن أن يوفِّرا الظروف لهذا الحلّ، أجاب: «يتوقف ذلك على تركيبة الحكومة الجديدة ونهجها ومدى إصرارها على تحقيق الهدف». ولكن، يضيف، «حتى وإن فشلت الحكومة المقبلة في الإنقاذ، فإنّها على الأرجح ستكون آخر حكومات الانهيار، لأنّ لبنان سينزلق معها إلى القعر تماماً، إي إلى حيث لا يمكن الهبوط أكثر!».

ففي هذه الحال، سيستسلم الجميع ويرضخون، لأنّهم سيخسرون كل طاقاتهم وسيعجزون عن الاستمرار في لعبة فرض الشروط والمطالبة بالمزيد. وعندئذٍ، ستولد الحلول غصباً عنهم، ووفقاً لما ترتأيه القوى المعنية وذات المصلحة.

اليوم، يستعيد البعض هذا الكلام لطرح سؤال عمّا إذا كان سيُتاح للرئيس المكلَّف أن يشكّل حكومة الحلّ، أو ستوضع الأثقال في قدميه ليتمّ إغراقُه هو والحكومة والمبادرة الفرنسية، فيكون عملياً قد ترأس آخر حكومات الانهيار؟

ولكن، بالأخصّ، يُطرح سؤال عن مدى التغطية الأميركية للمبادرة الفرنسية. وقد جاء تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من فشل هذه المبادرة ليضع النقاط على الحروف، خصوصاً أنه بعث برسالته من باريس مباشرة، عبر «إذاعة فرنسا الدولية والفيغارو».

بومبيو حذّر فرنسا من أنّ جهودها في لبنان «قد تضيع إذا لم يتمّ التعامل فوراً مع مسألة تسلّح «حزب الله». وقال: «سنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح إلى «حزب الله» ونسف جهود ماكرون».

بعض المحللين سارع إلى القول، إنّ واشنطن سدّدت ضربة إلى المبادرة الفرنسية، في منتصف الطريق، بعدما اكتشفت تراخيها في التعاطي مع «حزب الله» وسلاحه وتمويله ومدى اختراقه للمؤسسات الرسمية اللبنانية، وتوقعت رضوخها له في مسألة تأليف الحكومة، بعد انقضاء مهلة الأسبوعين التي منحها الفرنسيون ودخول رئيس الجمهورية ميشال عون على خط «التمييع».

ويربط هؤلاء بين موقف بومبيو والعقوبات التي بدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب إصدارها، بالتزامن مع مساعي تأليف الحكومة، والتي بدأت بالوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وتستمرّ في الأيام المقبلة بدفعة أسماء جديدة متنوعة الانتماءات طائفياً ومذهبياً وسياسياً.

وفي اعتقاد البعض، أنّ مصلحة واشنطن تقضي بإفشال المبادرة الفرنسية سريعاً لتتمكن من الدخول مباشرة على الخط اللبناني، في مهلة الأسابيع القليلة الباقية، قبل انشغالها بالانتخابات الرئاسية والترتيبات الإدارية والسياسية التي ستعقبها، وبمعزل عن الفائز فيها، ترامب أو جو بايدن.

لكن أوساطاً سياسية تقرأ الموقف الأميركي تجاه باريس بشكل أعمق. فهو سلبي وإيجابي في آن واحد. وترى أنّ الفرنسيين يتحرّكون تحت السقف الأميركي، وأنّ الطرفين يعملان لهدفٍ واحد، هو إبعاد نفوذ إيران عن المتوسط وموارده والأساطيل الغربية وشواطئ أوروبا وحدود إسرائيل. ويناسب الأميركيين أن يضطلع ماكرون بدور الوسيط ما دام يسعى إلى هذا الهدف.

ولكن، إذا تبيّن للأميركيين أنّ فرنسا بدأت تتراخى في مبادرتها وتفسح المجال لكي يتمادى «الحزب» في ممارسة نفوذه، بالمال والسلاح، فإنّهم يصبحون تلقائياً ضد المبادرة الفرنسية، فيعمدون إلى إسقاطها ويعودون إلى الإمساك بالملف مباشرة.

ولذلك، عندما يضغط الأميركيون بعقوباتٍ هي الأولى من نوعها، ضدّ مقرّبين من «الحزب»، فإنّهم عملياً لا يشوّشون عليها بل يقدّمون إليها خدمة ثمينة. فمجرَّد إصدار العقوبات الأميركية أو التلويح بها يمكن أن يساعد الفرنسيين في نجاح مبادرتهم، لأنّه يجمِّد مشاغبات قوى السلطة ويسهٍّل مهمة الرئيس المكلّف.

إذاً، تتكامل المصالح الأميركية والفرنسية حالياً في لبنان. ولكن، بالتأكيد، إذا تبيَّن للأميركيين أنّ باريس ستتراخى، وأنّ «حزب الله» سيستفيد من فرصة الدعم الفرنسية، مالياً وسياسياً، للاستمرار في توسيع نفوذه، فسينقلبون على المبادرة الفرنسية.

وفق المطلعين، يستحيل على ماكرون أن يغامر في خسارة التغطية الأميركية. فصحيح أنّ هناك اختلافات أميركية- فرنسية في التعاطي مع الملف الإيراني وفي النظرة إلى «حزب الله»: هل هو مكوِّن سياسي لبناني أو ميليشيا عسكرية؟ ولكن، بين الحليفين الغربيين مصالح متينة في أوروبا والمتوسط والشرق الأوسط، وتوافق حول لبنان ودوره الإقليمي. وبالتأكيد، ليست صحيحة مقولة أنّ ماكرون يستفيد من كون ترامب مضغوطاً بالوقت للاستفراد بالتسوية في لبنان. فالفرنسيون يعرفون جيداً أنّ واشنطن هي التي تمتلك الأوراق القوية في الشرق الأوسط، قبل الانتخابات وخلالها وبعدها.

وفي هذا المناخ، هناك 3 حالات سيذهب الرئيس المكلّف إلى واحدة منها:

1 – أن يتلقّى الرجل دعماً مطلقاً من فرنسا، والولايات المتحدة أيضاً، ليشكّل حكومة الحلّ.

2 – أن ينسحب تاركاً لحسّان دياب «الأصلي» أن يواصل انحداره.

3 – أن يرضخ للأمر الواقع ويقبل بأن يكون نسخةً ثانية من دياب، فيأخذ عنه مَهمَّة الوصول سريعاً إلى قعر الهاوية.

سيقاتل أديب والفرنسيون والأميركيون لإنجاح الحالة الأولى. لكن المحور المقابل سيستخدم كل أوراقه أيضاً. ولذلك، يمرّ لبنان اليوم بأسبوع حاسم: الذهاب نحو الإنقاذ الحقيقي أو الاهتراء الحقيقي. فلا مجال للتمييع بعد اليوم، على الأرجح.

ويقدّر العارفون أنّ تثبيت فترة النهوض يستلزم قرابة 6 أشهر. وأما إذا سلك لبنان طريق الانهيار فسيصل خلال فترة أقصر من ذلك بكثير، خصوصاً أنّ ذلك سيتمّ برعاية سخيّة من «معلِّم التلحيم».

 

عون يقود مشاوراته على قاعدة: “المال” للثنائي الشيعي “حتى لو نزلت السما”

كلير شكر/صحيفة “نداء الوطن/16 أيلول/2020

سقطت المهلة الزمنية التي وضعها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتأليف الحكومة. ونجحت القوى اللبنانية في تسجيل الخرق الأول في مرمى الإليزيه، ولو أنّه خرق في الشكل لا في المضمون. إلى الآن، تبدو لحظات الحسم مؤجلة حتى يوم الخميس المقبل بانتظار أن يقضي الطباخون أمراً كان مفعولاً.

ولكن من يدقق في وقائع الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وفي المشاورات العابرة للمتوسط كما للمقار الرسمية، يتبيّن له أنّ الثنائي الشيعي يستعد للاحتفاء بتسجيل الخرق الثاني في مرمى ماكرون. ولكن هذه المرة، يطال الجوهر، لا الشكل.

صبيحة يوم أمس، قصد رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب قصر بعبدا، وفقاً للروزنامة الزمنية التي وضعها ماكرون بالاتفاق مع القيادات اللبنانية، لكنه على عكس ما كان متوقعاً ومحضّراً له، لم يحمل مسودة حكومته، ولو أنها صارت جاهزة على مكتبه. اكتفى بجلسة دردشة سريعة بعد الاتفاق على استكمال المشاورات، التي نأى أديب بنفسه عن القيام بها طوال الأسبوعين الماضيين.

خلال الفترة المنصرمة، أقفل رئيس الحكومة المكلف الأبواب من حوله. اكتفى بزخم المبادرة الفرنسية، وبتوصيات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وبهمسات نادي رؤساء الحكومات السابقين. أما غير هؤلاء، فلا مكان لهم على طاولة التأليف الحكومية. حتى رئيس الجمهورية بدا معزولاً عن طبخة مصطفى أديب، مفضّلاً انتظاره على “كوع الختم” الذي لا يزال في يده، ليقول ما لديه.

يوم السبت الماضي، تدخل الرئيس الفرنسي شخصياً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما رفع الأخير صوته اعتراضاً على حجب حقيبة المال عن الثنائي الشيعي وعلى طبيعة التسميات المرشحة لدخول الحكومة من النافذة الشيعية، والتي تناهت إلى مسامعه. قالها لماكرون: شكلوا حكومة من دوننا! وما لم يسمعه للرئيس الفرنسي، صبّ بري زيته أمام سعد الحريري في لقائهما الأخير.

سمع رئيس “تيار المستقبل” كلاماً قاسياً ذكّره خلاله الرئيس بري بكل المحطات التي وقف فيها الثنائي الشيعي مع رئيس “تيار المستقبل” وكل الجهد الذي ساقه كي يعود إلى رئاسة الحكومة، واذ بالحريري ينجرف لا بل يشارك في تركيب حكومة ستقود حكماً الى انقلاب سياسي في البلد، كما يقول مطلعون على موقف “الثنائي الشيعي” الذي لم ير في مسار التأليف إلا محاولة لعزله.

ولهذا يقول هؤلاء تمّ التصدي لهذه المحاولة بعدما رفعت السقوف عالياً لدرجة التهديد بحجب الثقة الميثاقية عن الحكومة، وبالتالي منع ولادتها اذا رفضت عبور معمودية التوافق مع الثنائي الشيعي. بنظرهم، فإنّ تركيب الحكومة بالطريقة التي جرى التعامل فيها، لا يمكن عزله عن عصا العقوبات التي تمسكها واشنطن وجزرة الاغراءات التي تقدمها باريس، حيث اعتبرت واشنطن وباريس أنه بالامكان الضغط على الثنائي الشيعي في هذه اللحظة الصعبة، لنزع حقيبة المال منه وفرض أسماء عليه لا تمثله لا من بعيد ولا من قريب. يضيفون: إلا أنّ الاتصالات التي شهدتها الساعات الأخيرة أفضت إلى فرملة الانقلاب الذي كان يحضّر له، لا بل تمّ اجهاضه بعد موافقة الفرنسيين على تمديد مهلة التأليف وفتح باب النقاش من جديد على قاعدة مزدوجة لا بديل لها: الثنائي الشيعي هو من يتولى تسمية الوزراء الشيعة، ومن بينهم وزير المال. أما غير ذلك، فلتكن حكومة من دون ثقة “حزب الله” وحركة “أمل”.

في هذه الأثناء، فتح رئيس الجمهورية أبواب القصر للقاء الكتل النيابية وهي المهمة التي كان ينبغي أن يقوم بها رئيس الحكومة المكلف، في محاولة لتذليل العقبات التي تعترض ولادة الحكومة. في الواقع، بعض من التقى رئيس الجمهورية بالأمس، لم يفهم الهدف من تلك الدعوة المفاجئة ولا المرتجى منها، طالما أنّها لا تتخطى الشكليات ولا تغيّر في الأساس.

يشير بعض من استقبلهم رئيس الجمهورية إلى أنّ الأخير سأل بداية عن موقف الكتلة من جلسة الثقة وما اذا كانت بصدد حجب الثقة عن الحكومة أم منحها. فشرحت كل كتلة موقفها. ثمّ سأل رئيس الجمهورية عن موقف الكتلة من المداورة خصوصاً وأنّ الدستور ينصّ صراحة على أنّ لا تخصيص لأي طائفة بأي حقيبة. يروي هؤلاء أنّ الرئيس عون استفاض في شرحه كيف أنّ “التيار الوطني الحر” لم يتمكن طوال حقبة مشاركته في الحكومات المتعاقبة من أن يستحصل على حقيبة المال أو حقيبة الداخلية. وقد فهم البعض ممن جالسوا رئيس الجمهورية أمس وكأنّه يمهد للمطالبة بحقيبة المال لتكون من حصته، ولو أنّه أبلغ سامعيه أنّ الثنائي الشيعي لن يتخلى عن وزارة المال “حتى لو نزلت السماء على الأرض”.

في المقابل لم يتوان عن الإشارة إلى أنّ رئيس الحكومة المكلف طرح عليه تسمية وزرائه ليبقى لرئيس الجمهورية حق الفيتو. ولما سئل رئيس الجمهورية اذا كان موافقاً على هذا الطرح، ردّ عون: لو كنت موافقاً لما كنت أجري هذه الاستشارات!

 

المسيحي “يبقّ” البحصة.. اليوم اللامركزية وغداً الفيدرالية!

ألان سركيس/صحيفة “نداء الوطن/16 أيلول/2020

لا شكّ أن لبنان محكوم بالتوازنات الطائفية والمناطقية، وهذا الأمر ليس عيباً لأن كل دول العالم مقسّمة على أساسات معينة، لكن الخطر في إستخدام الطبقة الحاكمة كل تلك التناقضات لضمان استمرارها في الحكم.يحاول البعض تخويف الشعب من المشاريع التقسيمية، في حين أن اللبنانيين أثبتوا، خلال ثورة 17 تشرين وبعدها، أنهم شعب موحّد لديهم نفس العذابات والمشاكل ويجمعهم حلم واحد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وهو قيام الدولة العادلة التي تلبّي طموح أهلها. ومع إستمرار التصعيد الشيعي والتشبث بوزارة المال والدعوة إلى مؤتمر تأسيسي والذي يحمل في طياته أحلام المثالثة، هبّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لإسقاط هذه الفكرة وقالها علناً بأننا سنحاربها حتى النهاية ولن نقبل بتغيير وجه لبنان. ولم تقتصر إنتفاضة الراعي على الكلام، وقد قال كلاماً قاسياً خلال مقابلته الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعتبار الفرنسي يدير الأزمة اللبنانية حالياً، وقد صعّد الراعي لهجته لأن الشعب يموت جوعاً ومن الإنفجارات في حين أن بعض القيمين على الطوائف، وبدل العمل على حل المشاكل الوطنية، يسعى إلى حصد الحصص والتفتيش كيف يمكنه تقليص الوجود المسيحي في الدولة.

وعلى رغم الإختلاف الكبير بين الأحزاب والتيارات المسيحية وعلى رأسها “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ”، إلا أن كلام الراعي أحدث صدى كبيراً داخل البيئة المسيحية والوطنية، ومن يراقب خطابات مسؤولي “القوات” و”التيار” يكتشف أن مواقفهم من القضايا الكبرى هي نفسها تقريباً.

بدايةً، إن تمسّك كل من “القوات” و”التيار الوطني” بقانون الإنتخاب الحالي يعطي إنطباعاً بأن كل طروحات الرئيس نبيه برّي و”حزب الله” ستذهب أدراج الرياح لأن أي قانون لا يتفق عليه كل المكونات لا يمرّ، وبالتالي فإن قانون النسبية على أساس 15 دائرة أعاد التمثيل المسيحي إلى البرلمان وسمح للمكون المسيحي بانتخاب نحو 54 نائباً بأصوات مسيحية، أما القول إن هذا المجلس لم ينتج فذلك يعود إلى خيارات الناخبين ولمن يدلون بأصواتهم وليس الحق على القانون.

أما النقطة الأهم فهي إتفاق كل من أحزاب “القوات” و”الكتائب” و”الأحرار” و”التيار الوطني الحرّ” والكنيسة والمستقلين على دعم اللامركزية الموسعة، ويرى البعض أن الردّ على المؤتمر التأسيسي كان برفع مطلب اللامركزية الموسعة، وذهب البعض إلى إعتبار أن هذا الأمر يطرح اليوم لكن في حال إستكمل الزحف الشيعي نحو المراكز وقضمها فإن المسيحي سيشهر سيف الفيدرالية من دون حياء أو خجل. وكان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع واضحاً في خطاب شهداء المقاومة اللبنانية، وقد أكد أن المسيحي لن يجلس ساكتاً وأن التهديد بمؤتمر تأسيسي سيقابله مطلب واضح وصريح وهو اللامركزية الموسعة. لكن المفاجأة أتت من مكان آخر، فخلال المؤتمر الصحافي للوزير السابق جبران باسيل الأحد شدد على دعم اللامركزية وذهب بعيداً في رفض المثالثة وعدم إحتكار الطائفة الشيعية وزارة المال، معتبراً أن التسلّح بالتوقيع الثالث يعني تطبيق المثالثة وهذا مرفوض، علماً أن اللامركزية الموسعة تدخل في صلب برنامج حزب “الكتائب”.

 

سِرّ أزمة الحقائب: هل ستفضحون فسادنا؟

طوني عيسى/صحيفة الجمهورية/16 أيلول/2020

فجأة، اختفى «القبضايات» عن الشاشة، وصرخوا: «بِأَمْرَك ماكرون» و»بَلَعوا ريقَهم»، ثم كلّفوا الرئيس ميشال عون إيجاد طريقة للحدِّ من خسائرهم وحفظ ماء الوجه. وللحقيقة، لم يتوقع أحد أن يأتي إلى السرايا الحكومية رجل يدعى مصطفى أديب، ويقوم هو نفسه بصنع «العهد القوي».

ما تريده القوى السياسية اليوم هو ضمان بأنّ السلطة الآتية لن تفضح فسادها الذي أوصَل البلد إلى قعر الهاوية، وتالياً أنّ الوزارات التي ستقوم بـ»إخلائها»- بعد عمر طويل- لن تنكشف فيها الموبقات التي ربما تقود إلى تطيير رؤوس كثيرين.

في الواقع، تريد قوى السلطة أن «تسحق» الرئيس المكلَّف ليصبح حسّان دياب آخر. فهي تخشى أن تأتي حكومة إصلاح فعلية، تحظى بدعم دولي وعربي، وتنسف المنظومة السياسية السابقة فقط من خلال إظهار فضائحها.

ولذلك، تتشبّث هذه المنظومة بالوزارات التي تحتلّها، بحيث تبقى لها وحدها القدرة على كشف الأرقام والوقائع الصحيحة فيها. ولكن، من المستحيل اليوم أن يقبل أديب ومَن وراءه بتكرار تجربة دياب. ولا يبدو ممكناً إخراج البلد من مأزقه إلّا باقتلاع المنظومة الحالية، والمستمرة في السلطة منذ خروج السوريين عام 2005.

لقد أظهرت القوى التي تشارَكت في السلطة، من حلفاء سوريا وخصومها، أنها لا تمشي إلّا إذا تعرضت للضغط والإكراه، كما في المرحلة السورية. وثمة مَن يقول إنّ مِن «حسنات» الفساد والانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي اللذين يرزح تحتهما البلد أنهما سيتكفّلان بكشف الموبقات التي ارتكبتها هذه الطبقة، وما زالت، ثم اقتلاعها. المطلعون يقولون: ليس صحيحاً أنّ القوى السياسية تتشبَّث بالحقائب الأساسية والحسّاسة و»الدَسِمة» في الحكومة، كالمال والاتصالات والطاقة وسواها، فقط من منطلقات التوازن الطائفي أو المذهبي أو الحزبي. فقد كان يمكن أن تتخلّى عن «وزاراتها»، ظرفياً لحكومةٍ تعيش بضعة أشهر، ثم تعود لاحقاً تحت لواء الحكومات السياسية.

وفي الحقيقة، تُحاذر هذه القوى أن تتخلّى، ولو يوماً واحداً، عن «المحميّات والحصون» التي أقامتها في الوزارات، على مدى سنوات طويلة، خوفاً من قيام الوزراء الجدد بجردات حساب حقيقية للأرقام والوقائع في هذه الوزارات، يمكن أن تُعرَف أين تبدأ ويستحيل التكهُّن بما ستصل ومَن ستصل إليه.

إذا جرت عمليات إصلاح حقيقية، تنفيذاً لشروط الجهات المانحة والقوى الدولية، سيكون حسّاساً فتح الملفات في عشرات الوزارات والمؤسسات والمرافق والدوائر والمصالح. وإذا لم تكن قوى السلطة الحالية مُمسكة بالقضاء وهيئات الرقابة والمحاسبة، فهذا يعني أنّ رؤوساً تكون «قد أينعَت وحان قطافها».

لذلك، يشير المطلعون إلى رسائل يتمّ تبادلها اليوم، بين القوى السياسية وباريس، محورها الآتي: هل هناك ضمانات بعدم فتح الملفات بلا هوادة، في الوزارات التي سيتمّ «إخلاؤها»؟

مبدئياً، الرئيس مصطفى أديب يضع هذا الملف في أيدي الفرنسيين. لكنّ باريس نفسها لا تستطيع ضمان شيء، والكلمة هنا تصبح للأميركيين، لا لسواهم، خصوصاً أنهم يمتلكون التأثير على المؤسسات الدولية.

والفرنسيون أنفسهم يحتاجون اليوم إلى الضغط الأميركي لتسويق مبادرتهم. فلولا الصفعة التي تلقّاها الطاقم السياسي بقرار العقوبات الأخير لكان اليوم يمارس أقصى درجات التصعيد والخربطة والتحدّي، ولكانت المبادرة الفرنسية قد بدأت تترنح.

وهذا «الهلع» الذي يظهر على بعض قوى السلطة، والتنازلات المثيرة التي قدَّمها البعض على جبهات مختلفة، من باب تظهير «حسن النيات»، ليس سوى ترجمة لعقوبات أميركية ستأتي خلال أيام، ومعها سيتقرَّر مصير كثيرين في لبنان.

فماذا سيبقى لبعض السياسيين أو المسؤولين الحاليين أو السابقين إذا ترافق قرار العقوبات عليهم مع كشف وقائع عن الفساد الذي ارتكبوه، وبالأدلة الدامغة؟ ألن يؤدي ذلك إلى إنهاء مستقبلهم السياسي؟

من البديهي القول إنّ فرنسا أكثر تفهُّماً للطاقم السياسي اللبناني من الولايات المتحدة. فلولا الحصار المالي الأميركي على هذا الطاقم، خصوصاً منذ 2017، لبقي يتلقّى المساعدات و»الترقيع» ولو فاق الدين العام الـ100 مليار دولار. ولولا هذا الحصار، لكانت فرنسا أقنعت الدول المانحة بتسديد أمول «سيدر» 2018. ولولاه لتأخَّر الانهيار الحالي إلى مرحلة أخرى. ولكن، اليوم، تحتاج فرنسا بقوة إلى العقوبات الأميركية من باب الضغط من أجل إنجاح مبادرتها. ويضرب مصطفى أديب رِجْله في الأرض ويؤكد أنه لن يتراجع عن مفهومه للتشكيلة الحكومية، وهو يعرف أن لا أحد في السلطة يجرؤ على مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون، ليس فقط لأنّ معه المفتاح الوحيد للإفراج عن المساعدات، بل أيضاً لأنّ باريس تحظى بتغطية قوية من إدارة الرئيس دونالد ترامب. وهذا التكامل الفرنسي – الأميركي في لبنان سيقود إلى تغيير المنظومة السياسية. وهذا التغيير بات مرجّحاً أن تحقّقه العقوبات، ما دام متعذراً أن تحققه الانتخابات. والرهان معقود على الرئيس المكلف وإصراره على ألّا ينزلق تسووياً إلى الفخّ الذي يريده الطاقم السياسي، أي أن يصبح حسّان دياب آخر.

 

مصطفى اديب ورؤاه الأمنية: “الحزب” احد اسباب ضعف الدولة

قاسم فياض/صحيفة الأخبار/16 أيلول/2020

في ورقة بحثية تعود لعام ٢٠١٢، كتبها رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب تحت عنوان «رؤى لاصلاح قطاع الامن في لبنان»، وكان يومها مدير «مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط» cesmo (مقره طرابلس) يتحدث اديب عن الاجهزة الامنية في لبنان ويعدّد مهامها حسبما تنص عليه القوانين والانظمة. ورغم ان الورقة تفتقد للصياغة اللغوية الصحيحة (ربما كتبها باللغة الإنكليزية او الفرنسية وجرت ترجمتها إلى اللغة العربية)، وإلى نقص الربط بين الافكار، بالاضافة الى بعض المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة، إلا أنها تعبّر بشكل عام عن رأي كاتبها الذي يبدأ ورقته المؤلفة من 8 صفحات، بالحديث عن الجيش ودوره في حفظ الامن، ويعتبر انه «اكتسب مكانة الرمز الوطني بفضل محاصرته لنهر البارد (يقصد مخيم نهر البارد شمال لبنان) إذ جسّد وحدة الطوائف». ويضيف أديب أن «الجيش عجز عن الدفاع عن المدنيين خلال احداث ايار ٢٠٠٨ خاصة السنّة منهم والمارونيين جزئيا وبالتالي فقد اهتزت ثقة اللبنانيين به». وفي تعداده لبقية القوى الامنية التابعة لوزارة الداخلية يذكر جهازا أمنيا يسميه «قطاع معلومات الدرك الاقليمي» (الارجح انه يقصد فرع المعلومات، اما الدرك الاقليمي فدوره مختلف)، ويصفه بأنه «جهاز سنّي».

ويرى أديب ان «نقطة ضعف الامن اللبناني هي ان القوات العسكرية والامنية ليست مركّزة بيد الدولة»، وهذا الوضع يهدّد بشدة استعادة الدولة لصلاحياتها. ويعتبر ان هناك اربعة اصناف من القوات المسلحة تساهم في تكوين المشهد الامني اللبناني من دون ان تكون جزءا من الجهاز الامني وهي ذات ثقل اساسي على الساحة، وهي: قوات اليونيفيل، حزب الله، المخيمات الفلسطينية، وما يسميه بـ«الميليشيات وقوات الدفاع الذاتي». وعلى الرغم من ذكره لوجود اليونيفيل بتسميتها القديمة والحالية في لبنان منذ العام 1978، ويعتبر ان «هذه القوات كان ينبغي ان تتوقف مع تراجع اسرائيل في عام 2000». الا ان الكاتب لم يركز على الخطر القادم من جهة الجنوب وفي تهديده الامني والعسكري اليومي للبنان بل انه يعتبر الاندحار المذل عن لبنان للعدو «تراجعا». أما عندما يتطرق إلى دور حزب الله في المشهد الامني، فيقول: «حزب الله هو بحق دولة داخل الدولة يعتبر رأس حربة الاستراتيجية الايرانية في الشرق الاوسط، فهو يمثل لها وسيلة تواصل مع القضية الاهم في العالم العربي الاسلامي، الا وهي القصية الفلسطينية. وبالرغم من ان القرار ١٧٠١ قد ابعد حزب الله من الحد الجنوبي، الا انه لا زال منتشرا سرا ولكنه في نفس الوقت قد نقل الحرب الى الساحة السياسية التي يمثل فيها مصالح الطائفة الشيعية وهي من الاكثر عددا في البلد. انه لا زال يضم ٢٥ الف رجل واسلحة كثيرة منها حوالي ٣٠ الف صاروخ. يمثل حزب الله قوة عسكرية وسياسية في آن، ولديه شبكة مدارس ومستشفيات وشركات تأمين وحتى اتصالات تجعله مستقلا (…) حزب الله كان قد هُمش بعد استقالة الوزراء الشيعة في تشرين الثاني ٢٠٠٦ بل واكثر بعد احداث ايار 2008، فأعادت له اتفاقات (اتفاق) الدوحة شرعيته السياسية كقوة مشاركة في الحكم وشرعيته العسكرية بوصفه قوة مقاومة. منذ حزيران ٢٠١١ صار يسيطر على الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي. وبما انه يستحيل نزع السلاح من حزب الله نظرا لعدم توازن القوى لصالحه لما له من وزن عسكري وسياسي، فإن تواجده في لبنان هو سبب من الاسباب التي تمنع حاليا اجراء اصلاح قطاع الامن».

إذاً، برأي اديب الحزب هو دولة داخل الدولة، واحد الاسباب التي تعيق اصلاح الامن، لكنه أغفل سبب وجود السلاح بيد الحزب في ظل الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. ويقول تحت عنوان «ضعف الدولة» ان هناك اسبابا كثيرة منها بند بعنوان فرعي هو «وجود قوات غير نظامية قوية جدا»، وفيه: «لا يخفى ان العائق الاقوى امام القيام بإصلاح قطاع الامن هو وجود قوات عسكرية غير نظامية – او غير منظمة قانونا – على الاراضي اللبنانية ومنها قوتان يمكن ان تواجه قوى الدولة وتنتصر».

أديب: منذ حزيران ٢٠١١ صار حزب الله يسيطر على الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي

وفي ختام ورقته يقول أديب: «وفي ما يتعلق بإصلاح قطاع الامن في حد ذاته؛ فلا يمكن ان يتم دون عملية نزع سلاح وتسريح وإعادة ادماج العناصر. ولكن يصعب تخيل ان يقوم حزب الله او حتى الحركات الفلسطينية بذلك. فبالفعل، هي من ناحية حركات مسلحة بشكل زائد، وهي من ناحية اخرى يساندها من الداخل جزء كبير من الفاعلين السياسيين و/او المدنيين، وتساندها من الخارج قوى على مستوى المنطقة توفر لها المعدات وتمولها بسهولة نظرا لأن الحدود غير مانعة».

صحيح ان مشاكل لبنان الامنية عديدة وكثيرة، وهو يعاني يوميا من استنزاف القوى الامنية الرسمية المختلفة في ميادين مختلفة، وهذه القوات بحاجة الى دعم واسناد كبيرين، على كافة صعد التدريب والتجهيز والتسليح، اضافة الى استقطاب العنصر البشري الكفؤ والمؤهل لمواجهة كافة الاخطار، وفي ظل تحويل الجيش كقوة فاعلة لإدارة الامن الداخلي واستنزاف وحداته في تأمين الامن وإشغاله عن المهمة المكرسة له في حماية حدود البلد من المخاطر الخارجية، وفي ظل عدم تزويده بالسلاح المطلوب لمواجهة الخطر الاسرائيلي، ووضع فيتوات على عروض تسليحه من مصادر مختلفة بعيدا عن الولايات المتحدة، ومع إغفال اديب في ورقته للخطر المحدق بالوطن والمتمثل بالكيان الاسرائيلي، لا يمكن تصنيف المقاومة كقوة غير منظمة قانونيا، فهي تستمد شرعيتها من ميثاق الامم المتحدة الذي يحفظ للشعوب حق الدفاع عن اوطانها، وكذلك من البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة. فهل بدل الرئيس المكلف رأيه وغير وجهة نظره هذه عما كانت عليه عام 2012؟ ويشكّل هذا الإجماع المسيحي بقيادة الكنيسة حجر عثرة في وجه كل طامح إلى قلب النظام السياسي في لبنان وحمايةً لبقية المكونات، فاللامركزية الموسعة تضمن عدم سيطرة فريق على مقدرات البلد لأنها محصورة في العاصمة، وفي السياق، فإن تشغيل مطار القليعات يُخرج مطار بيروت من تحت سيطرة “حزب الله” وهذا أمر يرفضه الحزب، في حين أن رحلة تحرير المرافق العامة من القبضة الحزبية لا تزال طويلة. وبحسب المعلومات، فإن المكونات المسيحية لم تطرح مسألة الفيدرالية في هذه المرحلة لأن الحديث عن مؤتمر تأسيسي يبقى في إطار الكلام، لذلك فإن هذا الأمر يُحضر للمرحلة المقبلة عندما يصبح أمراً واقعاً، في حين أن الفيدرالية كما يحاول البعض الترويج لها لا تعني التقسيم وإقامة الحواجز بين المناطق، بل السماح لكل منطقة بإدارة ذاتية مثلما يحصل في أفضل دول العالم تطوراً.

 

في انتظار المزيد

بشارة شربل/نداء الوطن/16 أيلول/2020

هي الصراحة المطلقة يجب ان تكون شعار اللبنانيين وممارستهم إذا كنا نريد استخلاص العبر من جريمة 4 آب وقرّرنا وقف ما خلفته من انفعال وتعميمٍ للقرف واليأس ودعوات الى الهجرة حتى عبر "قوارب الموت".

أول البوح، إعلان الارتياح لفرض عقوبات، وتمنيات بأن تطاول المنظومة الحاكمة من الرأس الى الأساس. لم تحافظ السلطة على قواسم مشتركة تتيح التعاطف والتغني بالسيادة بعدما أثبتت عداءها للشعب بالفساد والإفساد والإفقار والتسبب بتدمير نصف العاصمة وتشريد مئات الآلاف. ومضحك استهجانها "كرباج" العقوبات بعد ابتلاعها "بهدلات" ماكرون والسفراء والموظفين الأجانب الصغار. وليس تجميد الحسابات والحرمان من التأشيرات قصاصاً عادلاً لهؤلاء إذ إن العدالة تقتضي ان يُزجُّوا جميعاً في السجون ويتعرضوا لعملية اجتثاث، أسوةً بدول كثيرة عَلِقت في براثن طُغَم مافيوية وايديولوجيات شمولية أجرمت في حق أوطانها والناس. ليست العقوبات حلاً سحرياً، خصوصاً إذا كانت جزءاً من سياق يتعلق بمصالح دولة مثل الولايات المتحدة، تستخدمها في اطار استراتيجيتها لمحاربة خصومها وأذرعهم، وتحجبُها حين يكون الفساد خادماً لمصالحها، غير ان اللبنانيين الذين انهارت ثقتهم بدولتهم وبنظامهم القضائي واختبروا على مدى ثلاثين عاماً "نجاح" الفساد وإفلات مرتكبي الجرائم والاغتيالات من القصاص، لم يعد لديهم إلا التمسك بقشة العقوبات، علَّ سيف هذا الاجراء الخارجي يردع من يوضع على رقبته ومَن تسوّل له نفسه الإمعان في إرساء شريعة الغاب.

يشبه الأملُ بعقوبات إضافيةِِ المطالبةَ المحقة بتحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت، وقبلَها الاصرار على المحكمة الدولية لكشف اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فالجامعُ فقدانُ الثقة بالدولة والقناعةُ بأن قوى السلطة والأمر الواقع عنوانُها الخداع ووسيلتها الإنكار وإحراق الأدلة، ثم الوقاحة في اتهام الآخرين بالتآمر ضد مصلحة لبنان. يتحمل كل أركان السلطة مسؤولية دفع اللبنانيين الى التعلق بإجراء يتخذه الأجانب، اميركيون او فرنسيون او عرب، في حق مواطنيهم لنيل جزء من الحق وتهدئة النفوس ببعض الثأر، ذلك ان أهل النظام أقفلوه على مصالحهم ومحاصصاتهم وتسلطهم على الدولة ومقدراتها، فعاثوا فساداً طولاً وعرضاً، لا بل أخذوا البلاد الى محور يعادي العرب ومصالح أكثرية اللبنانيين، مصادرين الحاضر والمستقبل وجاعلين الحياة مليئة بمفاجآت مرعبة أصغرها حرب "لو كنتُ أعلم" وأسوأها كارثة "نعم كنتُ أعلم".

ليست العقوبات أوسمة على صدور من تطاولهم، وهي قد تكون ظالمة بحق البعض، لكن من حق اللبنانيين انتظار لائحة طويلة بمرارة وأمل، ذلك ان السلطة التي أنكرت ثورة 17 تشرين وحالت دون أي تغيير يعيد تكوين المؤسسات الدستورية، لم تترك لهم ضوءاََ في نهاية النفق أو بصيص بديل، بل أكثر من ذلك لا تزال مصرة على ابتزاز المبادرة الفرنسية والرئيس المكلف واستخدام الأجهزة الأمنية لقمع الناس متسلحة بضمانة ودور السلاح غير الشرعي.

تقاوم "المنظومة" بالنار والدخان والرصاص والتفجير والتهشيل أي تغيير ديموقراطي إصلاحي من الداخل، فلماذا تستغرب ترحيب المتضررين بالعقوبات وسؤالهم هل من مزيد؟

 

الفرنسيون يجتمعون بحزب الله: من ينكسر باريس أم الضاحية؟

منير الربيع/المدن/16 أيلول/2020

جرى اتصال فرنسي بالرئيس المكلف مصطفى أديب، دفعه إلى تأجيل زيارته قصر بعبدا ظهر الأربعاء، واستمهال المبادرة الفرنسية 24 ساعة إضافية، في محاولة لإنقاذها.

اتصالات مكثفة بمشاركة مصرية

وتوسعت مروحة الاتصالات الفرنسية، مع القوى السياسية اللبنانية، كي لا تعلن باريس وفاة مبادرتها. واستمرت الاتصالات طوال ليل الثلاثاء، ونهار اليوم الأربعاء، في الاتجاهات كلها. في موازاة تحرك مصري على خطّ القوى السياسية المختلفة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وكان السفير المصري في بيروت ياسر علوي يتحرك على أكثر من خط، بعيداً من الإعلام. وكانت زيارته العلنية الوحيدة لقصر بعبدا، ولقاؤه رئيس الجمهورية. وهو التقى أيضاً الرئيس المكلف مصطفى أديب، والرئيس سعد الحريري، لكن بعيداً من الإعلام.

إصرار الثنائي على المالية

وكانت احتمالات تعويم المبادرة الفرنسية قد انعدمت، لكن فرنسا لم تستسلم. فدخل رئيس المخابرات الفرنسية الخارجية بقوة على خطّ الاتصالات، متناولاً التفاصيل كلها. واستمر الثنائي الشيعي على ثباته، في مقابل تصلب رؤساء الحكومة السابقين. ويراهن الثنائي على تقديم فرنسا تنازل جدّي، ومنحهما وزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة. لذا تحدثت مصادر عين التينة عن "تصويب" مسار مفاوضات التأليف. والتصويب يعني للثنائي القبول بمنحهما ما يريدون.

والنتيجة: إما يبرم التوافق خلال الساعات القليلة، وإما تنتهي المبادرة الفرنسية.

في الحالتين التضارب في المعطيات والمعلومات والمواقف، قائم. وفي اللحظات الحرجة يمكن تحقيق خرق معين، فتنقلب وجهة الأمور إلى عكسها تماماً. وهنا أيضاً كل طرف يبحث عن إلقاء أعباء التعطيل عن كاهله، ويرميها على الآخرين. فتشيع أجواء إيجابية خشية إفشال المبادرة.

فرنسا وحزب الله وجهاً لوجه 

وضع اللاعبون غير الأساسيين جانباً، وأصبحت المسألة مباشرة بين حزب الله والفرنسيين. في ساعات مقبلة من هذا النهار، الأربعاء، يعقد لقاء بين الحزب والفرنسيين. لم يُعرف ما إذا كان اللقاء إلكترونياً، أم يعقد في السفارة الفرنسية ببيروت، أم أن وفداً فرنسياً سيزور لبنان.

ليل الثلاثاء كان يفترض ببرنار إيمييه أن يزور لبنان. لكنه عدل عن الزيارة، بعد موقف فرنسي ألغاها طالما أن الأطراف متصلبة على مواقفها. ولكن التطورات قد تبدّل المعطيات، وتحصل الزيارة اليوم الأربعاء، لحسم الأمور قبل غد الخميس.

من سنكسر؟

على خط موازٍ، كانت الولايات المتحدة الأميركية تراقب، وتسرّب أنها منحت مهلة جديدة للمبادرة الفرنسية. المهلة الأميركية المقصودة، هي بتنفيذ شروط واشنطن وتشكيل حكومة مستقلين من 14 وزيراً. وهذا لتحقيق ما كان يفترض أن يحققه نواف سلام مثلاً. وواشنطن لن توافق على دعم المبادرة الفرنسية إلا على على هذا الأساس، خصوصاً بعد المواقف التي اطلقها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. المواقف المتصلبة والمتشنجة، لا بد لها أن تؤدي إلى نتيجة من اثنتين: نجاح المبادرة، أو إعلان فشلها نهائياً، وترك لبنان لمواجهة مصير خطر جداً، في انتظار الانتخابات الأميركية. والمسافة الزمنية هذه مزروعة بالألغام.

لذا، لا بد الآن أن ينكسر أحد الأطراف: إما أن تنكسر الشروط الفرنسية، وتمنح فرنسا الثنائي ما يريده. بذلك يكون الانكسار الفرنسي قد تدرج على مراحل: من تمديد مهلة الـ 15 يوماً، إلى التنازل في مضمون المبادرة، التي تكون باريس قد خسرت في لبنان، في حال فشلها.

أما الاحتمال الثاني فهو تمرير حكومة بضغط دولي - فرنسي، تعاكس تطلعات ومطالب وشروط الثنائي الشيعي. وهذا يعني أن الثنائي انكسر. وفي هذه الحال يسير لبنان نحو وضع أكثر تعقيداً، عنوانه الطلب من حزب الله تقديم المزيد من التنازلات والانكسارات. وهذا ما لا يرتضيه حزب مثله على الإطلاق. فهو يعلم أن أي تنازل مهما كان بسيطاً، سيجر سبحة من التنازلات.

 

حدودٌ وهميّــة

غسان العياش/النهار/16 أيلول/2020

الإنقاذ المرتجى من الواقع الاقتصادي المأساوي يفترض، قبل أي شيء آخر، تظهير الحقائق كما هي، بدون تجميل، والانطلاق منها لصياغة الحلول القريبة والبعيدة. فتحريف الأرقام بالتزوير وتزيين الوقائع بالأكاذيب وتعميم الترّهات، بقصد تضليل الرأي العام، لا توصل إلى الحلول ولا تساهم في إنقاذ البلد.

على مدى السنوات والعقود الماضية، كان سلاح السلطات لتأجيل الانفجار والهروب من الحساب هو تمويه الحقائق لمنع الرأي العام من معرفة عمق المشاكل الاقتصادية وتلمّس مخاطرها المخيفة. تعاونت على تنسيق وإخراج "المهرجان الدائم لتزوير الحقائق" كل مراجع الدولة، السياسية والدستورية والإدارية والمالية والنقدية. ويوم وقعت الواقعة اصطدم اللبنانيون بجدار الأزمة الصلب، وفوجئوا بأنهم، بين ليلة وضحاها، فقدوا أموالهم ومصادر رزقهم وتواصلهم مع العالم، وخسروا الحريات الاقتصادية التي كانوا يعتزّون بها.

يضجّ "الشارع الثائر" والمنابر السياسية بشعارات مفادها أن أموالا طائلة جرى تهريبها من لبنان في فترة الريبة، التي سبقت انكشاف الأزمة العاصفة، وأن إعادة هذه الأموال إلى لبنان تساهم في ردم الخسائر المالية وتمكّن المودعين في المصارف من استعادة أموالهم. هذا الادّعاء هو تضليل صاف، ولا هدف له إلا صرف الأنظار عن المكامن الحقيقة للمشكلة. نشر ت "النهار" قبل أيّام المقال الشهري للدكتور مكرم صادر، الأمين العام لجمعية مصارف لبنان، وهو باحث رصين وكاتب متّزن. وقد استند في مقاله إلى معلومات بنك التسويات الدولية BIS الذي أصبح شبه سلطة دولية معترف بدورها في صياغة قواعد الممارسة المصرفية في العالم. بيّنت الجداول والأرقام التي أوردها الدكتور صادر أن الودائع الصافية للأشخاص اللبنانيين في المصارف الخارجية، التي بلغت في الفصل الأوّل من العام الجاري 5 مليارات دولار تقريبا، زادت بمبلغ 3.5 مليار دولار فقط بين الفصل الثاني من سنة 2017 والفصل الأوّل من سنة 2020، وهي الفترة التي اعتبرت مشبوهة على صعيد تحويل الأموال من لبنان. بالمقابل، انخفضت في نفس الفترة إيداعات المصارف اللبنانية في المصارف الخارجية إلى نصف ما كانت عليه في بداية الفترة.

هذه الأرقام واضحة ومفهومة. لكن غير المفهوم أن تعتقد الحكومة المستقيلة أن باستطاعتها استرجاع 10 مليارات دولار من الأموال التي خرجت من لبنان، والتي لا تزيد بمجملها عن 3.5 مليار دولار، وأن يكون هذا الرقم الوهمي أحد ركائز خطّة الحكومة "للتعافي المالي".

يسود الأوساط المالية اعتقادٌ بأن مصرف لبنان، الذي تعهّد في بداية الأزمة بدعم استيراد المواد الحيوية، لن يكون قادرا على الاستمرار بهذا الدعم إلا لفترة قصيرة جدا، على اعتبار أن موجودات مصرف لبنان المتبقية تقترب من رصيد الاحتياطي الإلزامي للقطاع المصرفي. وحجة المركزي في ذلك، أن هذه الأموال الباقية تعود لمودعي المصارف وهو غير قادر على التصرّف بها. وبسريان هذا الخبر ارتفع منسوب المخاوف من ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية عندما يتوقّف دعم الاستيراد من مصرف لبنان.

هذا أمر غريب. لقد وظّفت المصارف في مصرف لبنان أكثر من 70 مليار دولار، القسم الأكبر منها هو توظيفات اختيارية والقسم الأصغر هو مبلغ الاحتياطي الإلزامي الذي يقارب حاليا 18 مليار دولار، وهو يودع في المصرف المركزي بحكم القانون وتطبيقا لتعليمات مصرف لبنان. إن الخطّ الفاصل بين التوظيفات الاختيارية وبين الاحتياطي الإلزامي هو خطّ وهمي قليل الأهمية، فكلاهما مصدره واحد وهو الودائع المصرفية المودعة في مصرف لبنان. فلماذا استسهل مصرف لبنان استعمال القسم الأكبر من إيداعات المصارف لديه وتوقف عند الخطّ الوهمي، خطّ الاحتياطي الإلزامي؟

ولماذا يتوقّف التحقيق الجنائي عند حدود مصرف لبنان؟ السياسة النقدية هي إحدى العناصر المسؤولة عن انهيار النظام النقدي والمالي وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية. لكن السياسة المالية التي مارستها الدولة عبر "تنفيذها الجنائي والوحشي" لتحقيق الإيرادات والنفقات مسؤوليتها تفوق مسؤولية السياسة النقدية في التسبّب بالانهيار. سنبقى ننتظر تجاوز التحقيق الجنائي الخطّ الوهمي الفاصل بين مسؤولية مختلف السياسات العمومية عن الكارثة، بل عن الكوارث الوطنية، كما ننتظر تجاوز المحاسبة الخطّ الوهمي بين تحقيق جنائي وآخر غير جنائي.

لأن دراسة معمّقة لأداء القطاع العام، بمختلف فروعه، خلال العقود السابقة، يكشف الآثار الكارثية لسياسات دمّرت الاقتصاد اللبناني والمجتمع اللبناني، ولا يعاقب عليها قانون العقوبات.

 

سقوط المبادرة الفرنسية: هل تبدأ المواجهة في الشارع؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الأربعاء 16 أيلول 2020

من اليوم الأوّل لإطلاقها، كانت المبادرة الفرنسية مصابة بعطب بنيوي. وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه في خانة ليست له، حتى استُدرِجَ كرئيس لإحدى أهم الدول الأوروبية للبحث في وزارة لبنانية من هنا وحصّة من هناك. المسار السياسي العام للمبادرة كان فيه الكثير من الخلل. ناقض ماكرون نفسه أكثر من مرّة بين زيارتيه. وفي الزيارة الثانية راهن على حزب الله وأعطاه كثيراً، وبعد الدخول في مشاورات تشكيل الحكومة، وجد الحزب أنّ ماكرون انقلب على ما قاله في بيروت. ووجد آخرون أنّ الحزب انقلب على ماكرون. وكان هناك رأي بأنّ رؤساء الحكومات الأربعة كان يجب أن يسمّوا نواف سلام، كي يكون القبول بمصطفى أديب وطبيعة الحكومة هو التسوية، وليس وزارة المال أو الثلث المعطّل.

في الخلاصة، أُصيبت مبادرة باريس بمقتل، على وقع ضربات أميركية وإيرانية. لم يكن من الوارد أن تسلّم واشنطن لباريس بإدارة الملف اللبناني وتسيّده، وهي التي لا تريد لفرنسا أن تلعب دوراً في أوروبا، ولم يكن وارداً بالنسبة إلى واشنطن أن يعمل ماكرون على التواصل بهذا الشكل مع حزب الله وتعويمه.

إيران من جهتها لم تكن في وارد تقديم تنازل للفرنسيين، وإذا كان لا بد من تقديم التنازل، فيجب تقديمه بمفاوضات مع أميركا. ولا يمكن لطهران أن تتنازل لباريس ما لم تقدّمه لواشنطن. وبعيد ساعات على تأجيل المهلة الفرنسية للأفرقاء اللبنانيين، برزت مواقف أميركية واضحة على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كتب مقالاً في صحيفة "لو فيغاور".

في مقابل التشدّد الأميركي، كان هناك تشدّد إيراني مع الثنائي الشيعي في لبنان للحفاظ على المكتسبات السياسية التي تحقّقت. لم يُبدِ الثنائي أيّ استعداد للتنازل عن وزارة المالية مع تمسك حزب الله منفرداً باختيار وزرائه بنفسه

لم يختر بومبيو "الفيغارو" عن عبث، بل هي الصحيفة التي كتب فيها الصحافي جورج مالبرونو عن رؤية ماكرون لحزب الله، واستعرض ماكرون في توجيهه توبيخاً قاسياً للصحافي الفرنسي أمام كاميرات الصحافيين واللبنانيين في قصر الصنوبر البيروتي. كذلك، فإنّ موقف بومبيو كان واضحاً بأنّه لا يمكن الرهان على سياسة استرضاء إيران وحلفائها. ودعا فرنسا إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، من على صفحات "لوفيغارو".

كان الموقف الاميركي واضحاً في الابتعاد عن المبادرة الفرنسية، التي اعترضتها أفخاخ كثيرة. صباح الثلاثاء، أطلق بومبيو مواقف جديدة كانت أوضح، وقال إن بلاده ستمنع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة، وهذا سيؤثر سلباً في مبادرة ماكرون، وقد يفشل جهوده، قال هذا في مقابلة على إذاعة فرنسية، بعد المقال. في رسالة أميركية بالبريد الفرنسي وجهتها بيروت.

في مقابل التشدّد الأميركي، كان هناك تشدّد إيراني مع الثنائي الشيعي في لبنان للحفاظ على المكتسبات السياسية التي تحقّقت. لم يُبدِ الثنائي أيّ استعداد للتنازل عن وزارة المالية مع تمسك حزب الله منفرداً باختيار وزرائه بنفسه.

لم تكن فرنسا في وارد التنازل لصالح الحزب، على الرغم من حصول مفاوضات جدّية بين الطرفين طيلة يوم الثلاثاء، حتى حُكي عن احتمال زيارة رئيس المخابرات الفرنسية برنار إيمييه إلى بيروت. لكنّ مصادر فرنسية عادت وأكدت أن لا زيارة لإيمييه إلى بيروت لأن ليس هناك ما يستدعي حصولها. كانت هذه إشارة إلى وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، وتوقف المبادرة الفرنسية، بسبب عدم اتفاق الأفرقاء اللبنانيين. فيما كان الحزب يعتبر أنّ باريس لن تخسر مبادرتها وستدافع عنها بتقديم تنازل له. لكنّه كان مخطئاً في القراءة، لأن التنازل الفرنسي يعني مزيداً من التصعيد الأميركي، والفشل في إدارة ملف كالملف اللبناني سيكون له تداعياته على الموقف الفرنسي في الشرق الأوسط وفي الداخل الفرنسي أيضاً.

لخيار الثاني أمام أديب، فهو أن يلتقي عون بدون تسليمه تشكيلته الحكومية، ويعلن بعد اللقاء اعتذاره عن التأليف. وعندها الانهيار الكبير على رؤوس كلّ اللبنانيين

الطرف الداعم لمصطفى أديب، كان يعتبر أنّه لا يمكن تقديم أيّ تنازل لصالح الحزب في تسمية الوزراء الشيعة، حتّى لو وافقت فرنسا. ولذا، لن يسير رؤساء الحكومات بأيّ تسوية تحصل بين فرنسا والحزب. تجمّدت المبادرة الفرنسية نهائياً، فيما أصبح رئيس الجمهورية ميشال عون في ورطة أكبر، ويله عهده، وويله تحالفه مع حزب الله، وويله العقوبات التي ستأتي والصعوبات التي ستتفاقم.

أخطأ حزب الله في تعاطيه مع المبادرة الفرنسية. إذ تمسّك بعقليته اللبنانية البحتة، وظنّ أنه جعل فرنسا كلها أسيرة مطالبه وأسيرة المبادرة كي لا تفشل. بينما باريس كانت تتعاطى مع المبادرة وفق مبدأ أنّ الحزب يحتاج إلى فرصة، ولبنان أيضاً، وهي أعطتهم هذه الفرصة، لكنهم لم يستفيدوا منها.

النقطة الأخيرة التي يمكن أن تنهي المبادرة الفرنسية نهائياً، هي الخطوة التي سيقدم عليها الرئيس المكلف مصطفى أديب. فهو بات أمام خيارين، إما الإصرار على المواجهة والذهاب إلى قصر بعبدا حاملاً تشكيلة حكومية تضمّ 14 وزيراً من المستقلين، ويضعها بين يدي رئيس الجمهورية فتقع عليه مسؤولية توقيعها أو رفضها. فإذا وقعها تُحال إلى المجلس النيابي، وهناك يخوض الثنائي الشيعي معركة كبرى حولها، إما في محاولة لتعطيل الجلسة أو بحجب الثقة عنها. وإمّا أن يفعل الضغط الأميركي فعله على بعض حلفاء الحزب ويصوّتوا لصالح الحكومة، فتكون المواجهة معها في الشارع وبأحداث أمنية متنقّلة. أما الخيار الثاني أمام أديب، فهو أن يلتقي عون بدون تسليمه تشكيلته الحكومية، ويعلن بعد اللقاء اعتذاره عن التأليف. وعندها الانهيار الكبير على رؤوس كلّ اللبنانيين..

 

"ضاع شادي" يا ماكرون!

النهار/راجح خوري/16 أيلول/2020

الإستشارات الرئاسية الملزمة الأولى سارعت الى تسمية مصطفى اديب بأكثرية مفاجئة 90 صوتاً، في ظل وهلة الإنفجار المروع الذي دمر بيروت، وأصاب المنظومة السياسية بالضياع، ثم جاء الرئيس ايمانويل ماكرون مرتين وانتزع تعهداً من الجميع بتسهيل تشكيل "حكومة مهمة" تنفذ برنامجاً واضحاً ومحدداً وسريعاً لبدء انتشال لبنان من الضياع النهائي. لكن المنظومة السياسية التي دمرت لبنان ونسفته وأحرقته مرة تلو المرة منذ أعوام، ستلتقط انفاسها ولن تستسلم قط، فهي تعرف ان "المهمة" هي عملية ستؤدي الى اقتلاعها وانهاء دورها وربما سوقها الى المحاسبة في النهاية، ذلك ان صراخ الثورة لن يتوقف رغم القمع والهراوات وبنادق الخردق، فقد وصلت الأمور الى حد واضح ولا مبالغة في القول:

ان اللبنانيين في مكان والقبائل السياسية في مكان آخر، ولا يمكنها ان تستمر في حكم البلد ونهبه، ولهذا بدا واضحاً انها لن تتأخر حتى عن دفع الهشيم اللبناني الى النيران المذهبية والطائفية، التي قد تشعل حرباً أهلية جديدة، إذا ادركت ان صفحتها انتهت.

ومنذ مغادرة ماكرون بُذلت محاولات للخروج من القاعدة التي حددت لحكومة المهمة، وعندما صعد اديب الى بعبدا بعد أسبوعين تقريباً، خرج ليقول كلمتين "نحن نتشاور"، ولكن من يشاور من وعلى ماذا؟ الرئيس عون يقول انه اجرى مشاورات مع الكتل لتسهيل التشكيل وعلى قاعدة ثلاثة أسئلة غريبة، لا علاقة لها اطلاقاً بالآليات الدستورية لتشكيل الحكومات، ولهذا اعترض الشارع السياسي السني معتبراً ان هذه الإستشارات الثانية، هي حلقة من حلقات تجاوز الدستور والنظام العام، فهو أقسم اليمين لحماية الدستور والإلتزام به، لكن للأسف التخبيص مستمر.

وكذلك قال السنّة ان التمسك الشيعي بحقيبة المال تحت ذرائع مختلفة غير مقبول، فلبنان أكبر واهم من أي حقيبة، والقول ان اتفاق الطائف منح وزارة المال للشيعة غير صحيح، فلقد نوقش الأمر ولم يتم الاتفاق عليه هناك.

مشاورات عون كشفت ايضاً رغبة في العودة التفافاً الى نظرية "الثلث المعطل"، إضافة الى عقدة جديدة هي ان معظم الكتل تريد تسمية وزرائها من قِبلها وليس من قِبل الرئيس المكلف نتيجة التفاوض معها، وهذا يعني اسقاطاً واضحاً وجلياً لفكرة حكومة الإختصاصيين من خارج غابة المنظومة السياسية الفاسدة طبعاً.

إذاً لقد ماتت المبادرة الفرنسية ولن تنفع تهديدات مايك بومبيو عبر "راديو فرنس" من ان "الولايات المتحدة ستمنع إيران من تزويد "حزب الله" السلاح والحصول على أسلحة روسية وصينية، ما قد يؤدي الى نسف جهود الرئيس الفرنسي في لبنان". طبعاً كان  من الواضح ان هذا الكلام الذي جاء متلازماً مع إصرار الثنائي الشيعي على وزارة المال والثلث المعطل، بدا ضمناً اشبه بمحاولة أميركية أخيرة لإزالة العراقيل من امام حكومة المهمة، لكنه حتماً لن ينفع!

إذاً عدنا الى المربع الناري الكارثي الذي أطلق مبادرة  ماكرون، ويمكن القول انه الحريق الرابع الذي سيلقي لبنان كله في نيران المرفأ، بما يعني ان اديب سيحزم حقائبه ويمضي في صمت، وستواصل "تايتانيك اللبنانية" غرقها بينما قادتها السياسيون وليس ركابها كما قال عون، لاهون في الرقص على الجثث كما يقول المطران الياس عودة. لست أدري ما إذا كان ماكرون يعرف شيئاً عن مغناة فيروز التي زارها والتي تقول: وينك رايح يا شادي … علقت عطراف الوادي وشادي راح يتفرج، وضاع شادي، والثلج إجا وراح الثلج، عشرين مرة إجا وراح الثلج وشادي يبعد بالوادي، وضاع شادي!

 

أيلول تتمة المسيرة

اعداد الباحث روي عريجي – El-haraka El-Ehdeniya  الحركة الإهدنية/الأربعاء 16 أيلول 2020

تميّز شهر أيلول في سنة ١٩٧٥ ببداية الحرب التي ادت الى تغييرات في تاريخ وجغرافيا والحياة الاجتماعية والاقتصادية في زغرتا-الزاوية، كما تميز شهر أيلول من العام ١٩٧٦ ببداية نهاية هذه الحرب التي ادت الى حفظ الوجود اللبناني المسيحي ليبقى لبنان وطن الرسالة ولتستكمل المسيرة التي بدأها أسلافنا عبر التاريخ.

في اول ايلول ١٩٧٥ وقبل وقع توقيع اتفاق سيناء بين مصر وإسرائيل في ٤ أيلول، عقد رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش اجتماعا للمنظمات والقوى في طرابلس في مدرسة ابن سينا في القبة، تجيّشت النفوس من بعده وباتت جاهزة للبدء بتنفيذ مخطط كيسنجر القاضي بتهجير المسيحيين من لبنان وتوطين الفلسطينيين مكانهم وهكذا يستطيع الصهاينة انشاء دولتهم العنصرية اسرائيل.

في ٢ ايلول افتعل حادثا فرديا في منطقة القبة قتل احد الزغرتاويين على اثره احد المسؤولين العسكريين في طرابلس ما لبثت ان ارتفعت المتاريس بعد حين. وفي الليل بدأت العصابات بحرق محلات ومنازل المسيحيين بشكل عام والزغرتاويين بشكل خاص في كل شوارع طرابلس.

وبدأت بعدها عمليات الخطف المتبادل. وخاصة على الطرقات في منطقة شكا.

وفي ليل ٣ و٤ ايلول تعرضت مجدليا لقصف شديد فاندلعت الحرب فعليا على جبهة زغرتا .

وفي ٧ ايلول تعرضت عشاش الى عملية تهجير بعد تعرض القرية لاطلاق نار قوي، ما اضطر جيش التحرير الزغرتاوي (لواء المرده الزغرتاوي لاحقا) الى التمركز في عشاش والاشتباك مع الغرباء المرابضين في المناطق المجاورة، ورغم الاتفاق بين اهالي القرى على وقف اطلاق النار هناك تسللت عناصر غريبة الشكل والهوية الى عشاش واشتبكت مع الاهالي ثم حرقت بعض المنازل. كما حصلت معركة في منطقة القبة ارتقى فيها شهيدا بشارة بو الحن فرنجية ليكون اول شهيد في قافلة شهداء زغرتا – الزاوية.

وعلى اثر استشهاد بو الحن حصلت حادثة فظيعة في حافلة على طريق داريا بحقّ مجموعة من الشباب الطرابلسيين والتي أستنكرها اشد استنكار زعماء زغرتا والتي كانت حادثا فرديا ثأريا بكل ما للكلمة من معنى. فاستغلتها القوى المسيطرة في طرابلس للتحريض ضد زغرتا ولحقن الدماء.

وفي ٨ ايلول حصل هجوما على مجدليا التي فرغت من اهلها الذين سبقوا الهجوم وتوجهوا نحو الجبال. فتراجع المهاجمون امام بضعة عناصر من جيش التحرير الزغرتاوي الذي بدأ يضع الخطط العسكرية ورسم المتاريس وتنظيم الفرق التي كانت تنطلق من بيوت الزعامات العائلية الخمسة والتي رمت خلف ظهرها صراعاتها الدموية لصون كرامة زغرتا. كما ضم هذا الجيش عناصر من قرى القضاء الأبطال الذين دافعوا عن قراهم راسمين بطولات تاريخية.

والفصل الجديد في بداية تلك الحرب كان اعلان الجهاد ضد زغرتا في ٩ أيلول.

فشنّت قوات العدوّ المكوّنة من المرتزقة العرب المتعددّي الجنسيات ومن بعض القوى المحلية هجوما على زغرتا من جهة عشاش ومجدليا في ليل ٩ و ١٠أيلول محاولين خرق خطوط الدفاع الزغرتاوية ومستخدمين أسلحة ثقيلة من مدفعية ورشاشة تواكبهم شاحنات مليئة باللصوص المتحضرين لنهب زغرتا بعد اسقاطها، في الوقت الذي اعلنت بعض الاذاعات العالمية عن سقوط زغرتا وعن سقوط مدرسة الكرملية "الحصن"، مستندين على معلوماتهم من القوى الفلسطينية وحلفائها التي لم تصدّق انها لم تخرق اوائل خطوط الدفاع الزغرتاوية، كما انها لم تصدّق انها خسرت هذا العدد من القتلى الذي صودرت بطاقاتها وتسلم الجيش جثثهم. 

وفي الوقت عينه تسللوا الى دير مار جرجس عشاش الرابض على تلة استراتيجية وذبح المرتزقة ٣ رهبان هم الأب بطرس ساسين والأب انطانيوس ثمينة والاب يوحنا مقصود، واحرقوا الدير وخربوه بعد سرقته.

وخلال تلك المعركة ارتقى شهيدا من جيش التحرير الزغرتاوي، قبل تنظيم واطلاق اسم لواء المرده بأقل من شهر، سايد الحلبي المكاري وحبيب دحدح وشفيق المكاري في مدرسة الكرملية  وسعيد الباشا في مجدليا.

في ليل ١٤ ايلول وبعد الاتفاق على تسليم الأمن للجيش، رغم رفض القوى اليسارية، قامت مجموعة من تلك القوى وتوجهت من طرابلس باتجاه الهري حيث نسفت مسبح سان انطون الذي يملكه سمعان انطون فرنجية. واشتبكت مع فرقة المغاوير التي اجهزت على تلك المجموعة.

وكل ذلك يحصل على وقع اشتباكات وانتهاكات عديدة من القوى المتعددة الجنسيات التي كانت تسيطر على طرابلس، وخاصة في استكمال تخريب وحرق المصالح المسيحية والزغرتاوية بالإضافة الى السيطرة على مراكز الدولة اللبنانية. على وقع الانقسام في لبنان بين انزال الجيش اللبناني الى الشارع او لا.

وفي النصف الثاني من شهر ايلول تم الاتفاق على وقف اطلاق النار في طرابلس وجرى اتفاقا يقتضي بمساعدة القوى الفلسطينية التي اتت من سوريا للمساعدة بإمساك الأمن في الشوارع الطرابلسية.

وادى هذا الأمر الى اطلاق سراح ثلاثة رهبان لبنانيين موارنة من احدى المخيمات الفلسطينية. وفي اواخر ايلول حصلت بعض الاشتباكات على جبهة اردة مرياطة.

وفي ايلول من العام ١٩٧٦ كانت الحرب اللبنانية تدخل فصولها الأخيرة بعد سقوط معظم الحصون الفلسطينية في لبنان وصمود المسيحيين في معظم مناطقهم بعد تحريرها، وبعد الاتفاق على انشاء قوات الردع العربية التي ستنتشر في مناطق النزاع في لبنان ابتداء من تشرين الأول. كل تلك الأمور حصلت على وقع اشتباكات متقطعة على طول الجبهة ارتقى فيها شهيدا كل من انطون نخول ( عصفورة) في الكورة (١٣ ايلول) وجرجس وهيب بو طنوس في بيادر رشعين (٢٦ ايلول).

ولكن هذا الأمر لم يرق للذين ارادوا نتيجة الحرب اللبنانية مغايرة عن مخططها، وانتصر فيها الخيار اللبناني، فبدأوا بزرع الشقاق بين القوى المسيحية على مبدأ "فرّق تسُد" فاغتيل العديد من القادة العسكريين في قوات الجبهة اللبنانية بطرق يشوبها الالتباس، ومن بين هؤلاء القادة مارون غالب ناصيف "بو منصور" احد قادة لواء المرده الزغرتاوي على مفرق حوقا الفاصل بين زغرتا وبشري في كمين مدبّر وهو في سيارة طوني بك فرنجية التي كان يقودها احد القادة ايضا ضوميط فرنجية "ابو جبران" لما كانا بمهمة استطلاع اسباب المشكلة التي كانت تحدث في تلك البقعة، وذلك في ١٨ أيلول ١٩٧٦.

كما نتذكر  الضحايا الذين قُتلوا ذبحا فايق ويوسف فرنسيس في ١٣ ايلول ١٩٧٥ ومن جراء القصف على زغرتا ناديا زوجة بولس الغزال معوض (٢٧ ايلول ١٩٧٥) وعلى اهدن حميدة زوجة رزق الخوري سعاده (٥ ايلول ١٩٧٦) وميراي نعمه (٣٠ ايلول ١٩٧٦) كما قتلت بربارة مخول من جراء القصف على رشعين في ١ ايلول ١٩٧٦.  كما نذكر في صلاتنا من سقط نتيجة الفوضى بطرس يوسف يمين في طورزا. لنصلي لهم.

 

صانعة الأطباق

الكولونيل شربل بركات/16 أيلول/2020

كانت تجلس أمام بيتها كلما مررت من هناك وفي يدها شيء من القش تحيكه بكل دقة.

كان ذلك في الزمن القديم يوم كنا صغارا لا نزال نعتبر الوصول إلى تلك الجهة مغامرة كبرى. وكنت وكيروز "نغامر" أحيانا ونبتعد عن البيت إلى المنطقة "البعيدة" ما وراء بيت "جريس مرتى" حيث نتجاوز الطريق التي "ورا السطوح" ثم ننزل من أمام بيت "بطرس فاعور" الذي تظلله اشجار اللوز والتين ويقع مباشرة فوق بيت "ليا" حيث تجلس تلك المرأة العجوز والتي طالما كانت تعمل بصنع أطباق القش تلك.

والطريق "ورا السطوح" تسمى كذلك لأنها بالفعل تمر تقريبا موازية لأسطح بيوت جيراننا بيت رزق. فقد كانت العادة في بناء "البيوت الترابية" (ونسميها كذلك لأن سطوحها من التراب الأبيض الكلسي الذي يمنع تسرب الماء عندما يكون رطبا ويحدل) تقوم على استناد هذه البيوت إلى بعضها لسببين الأول أن بناء القناطر الحجرية يعتمد على ثقل السطح الذي يثبت وزنه القنطرة في مكانها. فهي تفتح صعودا، أي أنها تتحمل الأوزان ولكنها قد تنفتح في حالتين: إما باتجاه الأعلى حيث ينعدم الوزن فوقها، أو بالاتجاه الأفقي إذا لم يكن هناك ما يسندها من الجهتين. ولذا كان على الحائط الخارجي الذي يدعم صفوف القناطر أن يكون قويا مسنودا بحجارة ضخمة أو بما يسمى البغلة وهي حائط مزدوج يبنى بشكل عمودي على الحائط الخارجي مباشرة باتجاه خط القناطر فيخفف من ضغط القناطر ويمنعها أن تنفتح فينهدم العمار. أما الطريقة الثانية فهي أن تستند خطوط القناطر إلى قناطر بيت آخر اي أن يصبح خط القناطر للبيت الثاني مكملا للبيت الأول وهكذا فقد كانت بيوت جيراننا "بيت رزق" تتساند الواحد على الآخر من بيت رزق الذي يسكنه ابنه يوسف إلى بيت شكري الذي تسكنه عائلة ابنته مريم زوجة اسكندر جبران إلى بيت حنا الذي يسكنه ابنه يوسف المعروف بيوسف حنا رزق ومن ثم بيت جريس مرتى في الطرف الجنوبي.

وقد بنيت هذه البيوت في نفس الوقت متساندة على بعضها لتشكل خطا كاملا. وأمام كل واحد منها دارا واسعة وبئر. وينفتح أفقها على الجهة الغربية فوق جنينة جدي يوسف التي تشرف على خط سطوح بيوت آخر تتساند على بعضها، أولها بيت عمي ابراهيم جد كيروز وآخرها بيت العبد، وهي ايضا توازي سطوحها الجنينة من الخلف بينما ارض الدار أمامها يوازي أسطح بيت متى واللوس والجلاد. وهكذا نزولا إلى خط بيوت العتايمي أي نمر مارون وجيرانه. وكأن هذه المنازل المتدرجة بنيت على هذا الشكل لتعكس الانحدار الذي تقع عليه البلدة في هذه الجهة. أما السبب الثاني لتلاصق البيوت فهو لمنع السرقة فقد كانت تفتح بينها "الطاقة السرية" التي تعمل كالهاتف للاعلان عن وجود من ينقب البيت من إحدى الجهات بقصد السرقة فيتجمع الجيران للمدافعة ورد المعتدي. 

كانت هذه السيدة "العجوز" تجلس أمام بيتها تحيك القش بيديها بشكل يجذب النظر. وهي عندما تصنع الطبق تبدأه بعقدة اساسية ينطلق منها خطوط من قش القمح الذهبي بكل الاتجاهات وكأنه قرص الشمس. ومن ثم تحيك هذه الخطوط بمجموعات من نفس القش وبشكل دائري يجعلها تتماسك. وتعود لتجمع الخطوط الدائرية هذه مع بعضها كمجموعات صغيرة متماسكة أيضا انطلاقا من تلك الدائرة الصغرى باتجاه الخارج. وهي تعمل بشكل متواصل وبدون عناء ظاهر. كنا نلتذ أنا وكيروز أن تقف فوق على الطريق نراقب هذه السيدة وهي تعمل ونتمنى أن نقترب لكي نرى هذا الابداع الذي لم نكن نعرف أحدا يوازيه من حولنا. ولكن السيدة العجوز والتي دائما ما كان وجهها مبتسما ناعما كانت تدير نظرها أحيانا صوبنا بدون أن تتكلم وتكمل بالتركيز على عملها.  

التقيتها في إحدى المرات وهي تسير على الطريق وبيدها بعض القش تحيك شيئا صغيرا لم أعرف ما هو ولا لأي شيء ينفع ولكنني تصورت يومها أن بيتها سيكون كله من القش وعلى كل حائط يعلق طبق من شكل أو نوع آخر وأن أغلب الأواني والأشياء التي تستعملها يجب أن يدخل القش بها. ولكنني لم أجروء على زيارتها في البيت للتأكد من تصوراتي. وبقيت في مخيلتي تلك السيدة الناعمة الوادعة والتي تعمل بكل جهد وبدون توقف على اكمال "لوحاتها الفنية" التي تبيعها كأطباق متعددة المقاسات والأحجام ويستعملها أغلب أهالي البلدة.

لم أنسى قط وجه "سيدة القش" هذه ولا شكلها وطريقتها بالتعامل مع جذوع القمح تلك التي بيديها تصبح لوحات فنية وأطباق جاهزة لاستعمال ربات البيوت في أعمالهن اليومية. وأنا متأكد اليوم بأنها كانت سابقا تصنع السلال والبسط من الببير، وهي صنعة مربحة بالتأكيد ولكنها توقفت مع اغلاق الحدود، لأن الببير كان يحضر من مستنقعات الحولا حيث كانت صنعة "قص الببير" وبيعه معروفة، خاصة عند أبناء بلدة بليدا التي تقع فوق التلال المشرفة على سهل الحولا وكان أغلب ابنائها يعملون في تجارة الببير تلك.

 

الفلسطينيون بعد "التطبيع": إسرائيل أم نحن في عُزلة؟!

أدهم مناصرة/المدن/17 أيلول/2020

لم تتعدّ طريقة مواكبة الإعلام الفلسطيني لواقعة التطبيع المشهدية في قلب البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، حدّ الاحتجاج السياسي الذي يتسم به خطاب القيادة الفلسطينية الغاضبة.

وقد جسد هذا الإحتجاج، عناوين مانشيت تصدرت الصحف الفلسطينية الرئيسية، فكانت إما مجرد ناقلة للحدث مثل صحيفتيّ "القدس" و"الأيام" اللتين اقتصرتا على عنوان سردي من دون أي وصف كلماتي، مع تركهما هامشاً للتعبير ضمناً عن موقف ما حينما جعلتا خلفية العنوانين سوداء.

لكن صحيفة "الحياة الجديدة" الرسمية كانت أكثر مباشرة في إطلاق الحكم والوصف، حينما ذهبت إلى وسم احتفالية التوقيع على مسودة التطبيع في واشنطن، بـ"اليوم الأسود" و"اتفاقية العار".

أما تلفزيون "فلسطين" الرسمي فخصص موجة مفتوحة لساعات مطولة قبل توقيع اتفاقات التطبيع في واشنطن وأثناءه وبعده، لدرجة أنه قام ببث مشاهد التصفيق و الابتسامات والكلمات التي استفزت مشاعر الفلسطينيين حدّ الشعور أن خساراتهم تتعاظم سنة وراء سنة بدليل أنهم باتوا بلا عمق عربي.. ونقل التلفزيون ردود الأفعال الشعبية والرسمية على هذا الاتفاق، كما لو أنها وحدها الوسيلة التي تبقت لدى الفلسطينيين وهي "أن يعبروا عن رفضهم وغضبهم، وذلك أضعف الإيمان".

ثمة صحافيين فلسطينيين وجدوا في السوشيال ميديا فرصة أقوى للتنفيس وطرح أسئلتهم الصحافية الملحّة على وقع "التطبيع العربي المتنامي"، فكان منشور للصحافي محمد رجوب في صفحته الفايسبوكية بعنوان استفهامي هو "تطويع بسيف التجويع؟"، وذلك في تعليقه على جملة نطق بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال خطابه في احتفالية التوقيع، عندما قال "لقد قطعت التمويل عن الفلسطينيين، وهم سينضمون خلال مرحلة ما لمسار السلام، ونحن نتحدث إليهم".

وهو ما دفع الصحافي الرجوب وآخرين إلى مطالبة القيادة الفلسطينية بمصارحة الشعب بشأن حقيقة ودوافع ازمة أموال المقاصة التي نعايشها منذ أشهر، والتي نتج عنها دفع أنصاف رواتب للموظفين العموميين وزيادة تعقيدات الحياة المعيشية.

وتساءل أيضاً "إذا كانت الاتصالات الفلسطينية الأميركية الرسمية مقطوعة، مع أي من الفلسطينيين يتحدث ترامب؟ وهل العمل جار من خلال الخنق الاقتصادي لاستبدال القيادة الحالية بقيادة اخرى؟".

اللافت أن فئة من الصحافيين والناشطين فلسطينيين قد واصلوا عملية الصمت وعدم التعليق على حراك التطبيع الحاصل لدوافع مختلفة، بينما شن آخرون نقداً لاذعاً للقيادة الفلسطينية باعتبارها تتحمل مسؤولية المآلات التطبيعية العربية الخطيرة.  ورصدت "المدن" منشورات تستهزئ بطريقة الرد التقليدي من قيادات فلسطينية على اتفاق التطبيع، مشيرةً إلى أن جملة نطقها قيادي فلسطيني قائلاً: "إن القيادة الوطنية الموحدة ومن خلفها الاف الجماهير أكدت كلمتها الامس في الميادين" يمكن أن "تكون على الإذاعات المحلية، ولكن ليس على الفضائيات الدولية"، بحسب ما جاء في هذه المنشورات.

ووجد ناشطون مثل الشاب المقدسي علاء ابو دياب الفرصة كي يقدم عتبه بطريقة ساخرة هادفة على الدبلوماسية الفلسطينية التي لطالما كانت قيادات في السلطة تُنظّر لها من خلال وصفها "بالناجعة في محاصرة إسرائيل دولياً"، فقال ناشطون غاضبون: "دبلوماسيتكم حاصرتنا وعزلتنا نحن فقط.. بدليل عمليات التطبيع العلنية مع دول عربية لاسيما الإمارات والبحرين، والحبل على الجرار". وفي "تويتر"، أعاد مغردون فلسطينيون وعرب غاضبون من التطبيع، نشر صور لأطفال انتفاضة الحجارة الفلسطينية وجرائم الإحتلال، مذيلة بهاشتاغ #التطبيع_خيانة، وغيرها من الهاشتاغات التي تدين هذه الخطوات العربية تحت اي مبرر.

الواقع، أن خطاب القيادة الفلسطينية وردودها الغاضبة تجاه "غزوة التطبيع" في واشنطن يرسخ الشعور العام لدى الشعب الفلسطيني ومفاده "ان القيادة بلا حيلة وفقدت أوراق اللعب وخياراتها باتت ضيقة جداً إن لم تكون معدومة".. وهو ما يدفع البعض إما إلى إنتظار اليوم التالي للتطبيع لإكتشاف تفاصيل مضاره وانعكاساته، أو إعلاء الصوت لمطالبة حركتي "فتح" و"حماس" لترجمة التقارب الحاصل بينهما إلى شيء عملي عبر تحقيق الوحدة بين شطري الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة) بموازاة الدعوة إلى الانتخابات العامة وإفراز قيادة منتخبة تقطع الطريق أمام اي جهة عربية او دولية تلعب بالمشهد الفلسطيني  او تتذرع بالانقسام لتمرير مخططات تصفوية؛ وذلك على أمل المحافظة على ما تبقى من الحق الفلسطيني.

بيدَ أنّ مقربين من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكدون لـ"المدن" أن هناك شيئاً ما لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعيداً من الردود العلنية العاطفية للقيادات الفلسطينية، ويقول هؤلاء: "لو أعلنه للرأي العام لفجّر معلومات خطيرة تتحدث عن خيانات دول عربية وما جرى في غرف مغلقة"، موضحين أنه وثق ذلك في كتاب من أجل نشره لاحقاً بعد وفاته. وفي غضون ذلك، تعكف القيادة الفلسطينية على إنتاج فيلم وثائقي لعرضه على شاشة التلفزيون الرسمي يوضح أسرار اللقاءات الفلسطينية-الإسرائيلية التي قادت إلى ولوج اتفاق أوسلو عام 1993، من أجل الرد على "تضليل الحقيقة" جاء على ألسنة قيادات عربية بشأن ما جرى في اتفاق أوسلو وتحميل القيادة الفلسطينية مسؤولية فشل عملية السلام عبر القول "إنها ضيعت الفرص"..  فالسلطة تستعرض في هذا الفيلم حقائق ومعلومات جديدة بشأن الاتفاق والمحادثات السرية والعلنية التي قادت إليه، باعتبار أن الاتفاق ليس وصفة فلسطينية بل هو عربية، وأن السلطة لا تتحمل فشل اتفاق أوسلو بل ان اسرائيل هي من افشلته بدليل اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين على يد إسرائيلي يميني متطرف. الحال أن مجرد الحديث عن ذلك الكتاب (الغامض) الذي خطّه عباس باعتباره سيكشف في وقت ما حقائق على مدار سنوات حول أدوار "خيانية لدول عربية"، (وربما لن يُسمح بنشر هذا الكتاب إطلاقاً).. وكذلك الفيلم الوثائقي التوضيحي بشأن اتفاق أوسلو، يوحي أن ثمة مرحلة فلسطينية يتم صياغتها دولياً، وأن السلطة الفلسطينية تسابق الوقت من أجل قول كلمتها الأخيرة حول كل ما جرى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية عرض مع لازاريني عمل الاونروا في لبنان والدول المجاورة وصعوباتها المالية: لبنان ينتظر تجاوب الدول المعنية لتسهيل عودة النازحين

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في "ان تتجاوب الدول المانحة مع طلب منظمة "الاونروا"، توفير المال اللازم لها كي تستطيع الخروج من الازمة المالية التي تمر بها وتتابع تقديم سائر خدماتها للاجئين الفلسطينيين في لبنان والدول الأخرى".

واكد الرئيس عون في خلال استقباله المفوض العام ل"الاونروا" فيليب لازاريني قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان ما زال ينتظر تجاوب الدول المعنية مع طلبه تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وكذلك الفلسطينيين الذين أتوا من سوريا الى لبنان نتيجة استهداف مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا"، معتبرا ان "لبنان عانى من تداعيات النزوح السوري واللجوء الفلسطيني ما يكفي لوضع حد لهذه المعاناة". وعرض الرئيس عون مع لازاريني الأوضاع العامة في البلاد، لا سيما في ضوء الصعوبات الاقتصادية والمالية التي يواجهها لبنان، إضافة الى مضاعفات انتشار وباء "كورونا"، والانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، معربا عن امله في "ان تنجح مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

لازاريني

بدوره عرض لازاريني عمل المفوضية في لبنان والدول المجاورة والصعوبات المالية التي تواجهها، لافتا الى انه "على الرغم من هذه الظروف، فان "الاونروا" ستواصل القيام بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على امل ان تتحسن وارداتها المالية في وقت قريب". ورافق لازاريني في زيارته، مدير شؤون "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني والمستشارة القانونية والمسؤولة عن العلاقات الخارجية ماري شبلي. وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي والمستشارون العميد بول مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب.

عطاالله

الى ذلك استقبل الرئيس عون الوزير السابق غسان عطاالله وعرض معه الأوضاع العامة وملف المهجرين في ضوء عملية مكافحة الفساد فيه، كما تطرق البحث الى حاجات منطقة الشوف.

فتوحي

في قصر بعبدا رئيس "الحزب اللبناني الواعد" فارس فتوحي الذي عرض مع رئيس الجمهورية الأوضاع العامة في البلاد، وعمل المؤسسة التي تحمل اسمه في المجالات الاجتماعية والإنسانية، إضافة الى ملف النازحين السوريين والمبادرات التي يقوم بها الحزب في هذا المجال.

 

 

قائد الجيش بحث مع ديل كول في الاوضاع جنوبا وترأس اجتماعا للاجهزة ضمن نطاق المرفأ

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء ستيفانو ديل كول Stefano Del Col، وتناول البحث الأوضاع عند الحدود الجنوبية.

ثم ترأس قائد الجيش إجتماعا للأجهزة العامة ضمن نطاق المرفأ، في حضور مدير المرفأ بالانابة باسم القيسي وممثل المديرية العامة للجمارك محمود مسعود.وتم استعراض الجهود المستمرة لإزالة آثار الانفجار ورفع الأنقاض.

 

جعجع: إحباط المبادرة الفرنسية جريمة

الأربعاء 16 أيلول 2020

وطنية - اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان، أن "ما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة هو مهزلة حقيقية"، وقال: "بعدما أعطى جميع الأفرقاء السياسيين كلمتهم بتسهيل تشكيل حكومة جديدة على أسس مختلفة، حكومة إنقاذ تعمل على لملمة الأوضاع في البلاد بأسرع ما يمكن وإعادة الحياة إلى الدورة الاقتصادية بالحد الأدنى، عدنا لنسمع عند الوصول إلى نقطة تشكيل هكذا حكومة بالنظريات التي كانت قد أدت أصلا إلى خراب البلاد، من قبيل ان الكتل النيابية لن تعطي الثقة للحكومة إذا لم تتم استشارتها في أسماء أعضائها وتوزيع الحقائب عليهم، وهذا ما كان يحصل في السنوات ال15 الأخيرة والذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه". وأشار إلى أن "المبادرة الفرنسية هي محاولة كبيرة وجدية لإنقاذ لبنان، وإحباطها ومحاولة إنهائها بهذا الشكل هما جريمة".وختم: "يوما بعد يوم يتأكد ألا أمل يرجى بوجود هذه المجموعة الحاكمة. ولن ينقذ البلاد، إلا انتخابات نيابية مبكرة سريعا للوصول إلى أكثرية نيابية جديدة ومجموعة حاكمة جديدة".

 

رئيس السرياني العالمي: على شعب لبنان والشعوب المقهورة الاستفاقة قبل فوات الأوان

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

رأى رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد في بيان، أن "إيران قد نجحت نجاحا باهرا في جعل دول الخليج العربية وغيرها من الدول بالتوقيع على معاهدات سلام وتطبيع كامل مع إسرائيل، وطبعا هذه الدول من مصلحتها جاءت تلك الاتفاقات"، مشيرا الى أن "تلك الاتفاقات ستطور مجتماعاتها وأوضاعها من النواحي كافة". وأشار الى أن "إيران وميليشياتها نجحت بجعل لبنان دولة فاشلة، حيث فقد لبنان تمايزه وثقافته وخصوصيته السياسية والتربوية والاقتصادية والسياحية، مما جعله على صورة فنزويلا وقندهار وأفغانستان، خاسرا أدمغته وعباقرته وطاقات شبابه وكل ذلك تحت عنوان مبتذل جوهره ابتزاز وكذب ودجل وهو تحرير فلسطين ورمي اليهود بالبحر، بينما العنوان الحقيقي لكل هذا الفيلم الفاشل هو إقامة مشروع الدولة الإسلامية الفارسية الرجعية". وطالب ب"إحلال ثقافة السلام للشعب والاوطان بدل انتهاج ثقافة الرجعية والموت المستمر"، داعيا "شعب لبنان والشعوب المقهورة الى الاستفاقة قبل فوات الأوان".

 

اللجان المشتركة:اقتراح قانون لتجميد بيع العقارات في المناطق المتضررة من الانفجار وحمايتها ونص موحد للدولار الطالبي الفرزلي: محاولات جدية جدا لتسهيل مهمة استيلاد حكومة قدر الامكان

وطنية - الأربعاء 16 أيلول 2020

عقدت لجان المال والموازنة، الادارة والعدل، التربية والتعليم العالي، الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، جلسة مشتركة قبل ظهر اليوم في مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي وحضور وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم وعدد كبير من النواب وممثلين للادارات المختصة.

الفرزلي

اثر الجلسة، قال الفرزلي: "خصص اجتماع اللجان المشتركة اليوم للبحث في اقتراحات قوانين قدمها السادة النواب وخصوصا ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت وألحق اضرارا وخلف كارثة في عاصمتنا وادى الى ما ادى اليه. انصرف السادة النواب لاعداد اقتراج قانون معجل لتجميد بيع العقارات المبنية الواقعة على المناطق المتضررة، الى جانب قوانين عدة تتعلق بمسائل متعددة هي من تداعيات هذا الانفجار والاضرار التي لحقت بالمواطنين قدمه النواب: نقولا صحناوي ورفاقه: انطوان بانو، ادكار طرابلسي، حكمت ديب، سيزار ابي خليل، والكسندر ماطوسيان وغيرهم، واقتراح قانون حماية المناطق المتضررة ايضا بالانفجار قدمه النواب: عماد واكيم، جورج عقيص، وفادي سعد وغيرهم من النواب يتعلق بنقاط تتصل بالنتائج والتداعيات التي تترتب على هذا الموضوع نتيجة البحث والنقاش المستفيض بعدما كان دولة رئيس مجلس النواب اتخذ قرارا بتحويل كل القضايا المتعلقة بانفجار بيروت وتداعياته، فورا ومباشرة ومن دون المرور باللجان لكسب الوقت، على اللجان المشتركة كي تدرسها دراسة معمقة بحيث عندما تذهب الى الهيئة العامة تكون قد اختمرت نقاشا وبحثا وجاهزة للمصادقة عليها واقرارها سريعا. كان الاتفاق على دمج اقتراحات القوانين ببعضها البعض. وألفت لهذه الغاية لجنة من النواب: جورج عقيص رئيسا، نقولا صحناوي، نزيه نجم، امين شري، نقولا نحاس، فيصل الصايغ، وغازي زعيتر، للبحث في إعداد اقتراح قانون موحد يضم كل النقاط ومشاريع القوانين التي تقدم بها النواب لكي يصار الى اقرارها في اللجان المشتركة بعدما ناقشها بصيغتها الاخيرة النواب اعضاء اللجان المشتركة".

وأضاف: "الموضوع الاخر الذي بحث هو اقتراح الدولار الطالبي او ما سمي بدعم الطلاب الذين سجلوا حتى عام 2020 - 2021 في خارج لبنان, وبعد النقاش، لان الموضوع في غاية التعقيد واخذ معظم الوقت، تألفت لجنة لدرس وإعداد نص موحد لكي يناقش في اقرب وقت، واعتقد الاسبوع المقبل، وتضم السيدة بهية الحريري رئيسة والنواب: ايهاب حمادة، ادكار طرابلسي، بلال عبدالله، فادي سعد، محمد نصرالله، سليم عون، ومحمد الحجار. والجدير بالذكر ان النائب بلال عبدالله تقدم باسم كتلة "اللقاء الديموقراطي" باقتراح قانون يتضمن الزام الجامعات والمدارس الخاصة قبض الاقساط بالعملة الوطنية، هذا الموضوع أحيل على اللجان المشتركة في جلسة لاحقة، وفق ما يقرر دولة الرئيس صاحب الصلاحية، وبالتالي نحن دعونا الى اجتماع للجان المشتركة الاربعاء المقبل لكي يدرس النواب هذه الاقتراحات تمهيدا لاقرارها بسرعة تامة تسهيلا للمهمة".

وتابع: "تعلمون جميعا ان اللجان الفرعية المنبثقة من اللجان المشتركة، والمتعلقة ببعض القوانين او مشاريع القوانين واقتراحات القوانين في غاية الاهمية. وهي جزء مما سمي بورقة الاصلاح الكبيرة مثل لجنة الشراء العام التي يترأسها الاستاذ ياسين جابر، وهو موضع درس شارف نهايته، وسيصار الى اقراره في اللجان المشتركة الى جانب قوانين اخرى".

وختم: "اتفق بالامس مع دولة رئيس مجلس النواب على اعادة تحريك قانون الانتخاب وقوانين اللامركزية الادارية، ودولة الرئيس سيقرر كيف سيرسلها واي لجنتة ستبتها. اما قانون الانتخاب الذي هو في يد اللجان المشتركة فسيصار الى تحريكه وتعيين الوقت المناسب لاستئناف البحث فيه، كما كان قد سبق للجان المشتركة ان ناقشته".

اسئلة واجوبة

سئل عن الدولار الطالبي والعدد الذي اصبح 6500 طالب؟

اجاب: "لا يوجد عوائق، اما العدد 6500 طالب فهو غير دقيق. هذا نوع من التحليل الذي توصل اليه السادة النواب بعد حذف او افتراضات معينة. لا يوجد رقم دقيق علمي تستطيع ان تستند اليه وتقول هذا هو العدد، ولكن لا توجد عقبات. ونية السادة النواب هي التفتيش عن الطريقة التي تسهل مسألة الطلاب واكمال سنتهم الدراسية كما يجب".

سئل عن مصير الحكومة، فأجاب: "هناك محاولات جدية جدا لتسهيل مهمة استيلاد حكومة قدر الامكان، مع الاخذ في الاعتبار الواقع اللبناني بكل خصوصياته وتعقيداته".

وعن موقفه من اصرار الثنائي الشيعي على وزارة المال وموضوع الدولة المدنية، اجاب: "الخلط بين المطالبة بالدولة المدنية والمطالبة اليوم بموقع ارثوذكسي او شيعي او ماروني لا تناقض فيه، لأنه من الان وحتى اقرار الدولة المدنية أنت تعيش في ظل نظام طوائفي، والمادة 95 من الدستور تقول "تمثل الطوائف بصورة عادلة". "تمثل الطوائف" هذا نص دستوري، من الآن وحتى اقرار النص الدستوري الذي يتعلق بالغاء كلمة طوائف والتركيز على منطق الدولة المدنية الذي سنعمل من أجله. واؤكد واكرر وسترون في الغد اننا سنكون رأس حرية هذا المشروع. ومن الان وحتى تاريخه لا نستطيع ان نتصرف على قاعدة "شيء آت" وهو لم يأت بعد".

وردا على سؤال، قال: "عقدت اجتماعات، وانا اجتمعت مع حاكم مصرف لبنان وهناك لجنة ايضا اجتمعت وضمت بعض النواب ممثلة اللجان المشتركة. مصرف لبنان ملتزم نقطتين رئيسيتين، وابلغت النواب في اللجان المشتركة انه لا يستطيع ان يمول هذا الموضوع لجهة طلاب جدد. الطلاب المرتبطون بالسنة الدراسية 2020 - 2021 يعني استكمال الامر الثاني، وهو موضوع النقاش. وهذا من الاسباب التي ادت الى تأجيلها الى الاسبوع المقبل هي مسألة: هل سيشمل هذا القرار الذين لديهم حسابات في المصارف او لا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 16-17 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

لا يمكن ردع فجور ووقاحة واستكبار حزب الله الإرهابي والمجرم بغير لغة العصا… والعصا لمن عصا

الياس بجاني/17 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90456/90456/

إن من يتابع تصريحات “صبي” حزب الله نبيه بري الفاسد والمفسد الأكبر في تاريخ لبنان المعاصر، وما تتصف به هذه التصريحات من استكبار ووقاحة وفجور وعهر، يتأكد ودون ادني شك بأن المحتل الإيراني المتمثل بأذرعه اللاهية والمتمذهبة لا يمكن يفهم بغير لغة العصا.. والعصا كما يقول المثل هو لمن عصا.

 

صانعة الأطباق

الكولونيل شربل بركات/16 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90447/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d8%a7%d9%86%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b7%d8%a8%d8%a7%d9%82/

كانت تجلس أمام بيتها كلما مررت من هناك وفي يدها شيء من القش تحيكه بكل دقة. كان ذلك في الزمن القديم يوم كنا صغارا لا نزال نعتبر الوصول إلى تلك الجهة مغامرة كبرى. وكنت وكيروز “نغامر” أحيانا ونبتعد عن البيت إلى المنطقة “البعيدة” ما وراء بيت “جريس مرتى” حيث نتجاوز الطريق التي “ورا السطوح” ثم ننزل من أمام بيت “بطرس فاعور” الذي تظلله اشجار اللوز والتين ويقع مباشرة فوق بيت “ليا” حيث تجلس تلك المرأة العجوز والتي طالما كانت تعمل بصنع أطباق القش تلك.

 

 

For insulting Erdogan, over 3,800 sentenced to prison in Turkey in 2019: Report/Emily Judd, Al Arabiya English/Wednesday 16 September 2020

الدكتاتور والإخونجي والإرهابي أردوغان سجن 3800 مواطن تركي خلال سنة 2019 بتهمة شتمه

*Turkey’s arrest of lawyers slammed as ‘intimidation’/The Arab Weekly/September 16/2020

اعتقال المحامين في تركيا هو عمل ارهابي

EU describes Turkish row with Cyprus as ‘grave situation, backs Nicosia/The Arab Weekly/September 16/2020

الإتحاد الأوروبي يعتبر التعديات التركية على قبرص عمل خطير ويقف إلى جانبها

http://eliasbejjaninews.com/archives/90454/for-insulting-erdogan-over-3800-sentenced-to-prison-in-turkey-in-2019-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d9%86%d8%ac%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84/