LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september17.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الحرب في لبنان مستمرة لإنهاء الكيان وتهجير المسيحيين

الياس بجاني/لماذا لا ترد السعودية والإمارات على إيران وأذرعتها عسكرياً

الياس بجاني/كفى ظلماً لأهلنا اللاجئين في إسرائيل

الياس بجاني/في زمن العهر والفجور تنقلب المعايير وتشوه الحقيقة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: بشير رسول وطن الأرز إلى السماء

الياس بجاني/ذكرى استشهاد بشير الجميل ال 37: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إيران تتمدد في لبنان وسورية وعينها على مطار القليعات

فيتش تُخفّض تصنيف مصرفي “عودة” و “بيبلوس”

جمعية المصارف: ما يتم تداوله عن اجراءات اميركية تصعيدية ضد 4 مصارف لبنانية غير صحيح

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 16/9/2019

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 ايلول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اتهام “حزب الله” باغتيال حاوي ومحاولتي اغتيال حمادة والمر

المحكمة الدولية أصدرت قرارها... وضو لشركاء التسوية: كنتم شركاء المشروع الإيراني فأصبحتم شركاء الاغتيالات

الأمم المتحدة صوتت على مشروع قرار إنشاء أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي بغالبية 165 صوتا مؤيدا مقابل صوتين معترضين

الخارجية: إنشاء اكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في لبنان يؤسس لمسار دولي قائم على الحوار الدائم'

في أول حديث له كرئيس سابق للمجلس الدستوري، سليمان لنقطة عالسطر: لست راضيا عن عمل المجلس الدستوري بشكل عام وعملية إنتخاب الأعضاء الجدد من قبل مجلس النواب غير دستورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول أميركي: منشأتي أرامكو استهدفتا بـ 19 صاروخ كروز متوسط المدى

البيت الأبيض ينشر صوراً تظهر آثار الاضرار التي طالت المعملين ويستبعد تورط الحوثي

افتتاحية “بلومبيرغ” تطالب ترامب برد عسكري

'ترمب: نعرف مرتكب «هجوم أرامكو»... ومستعدون للرد

واشنطن تنشر صوراً لآثار الهجوم على منشآت «أرامكو»

أمين عام حلف الأطلسي يتهم إيران بـ«زعزعة» المنطقة وأعرب عن «قلق بالغ» إزاء تصاعد التوتر

إيران: لا اجتماع بين روحاني وترامب بالأمم المتحدة

«الحرس» احتجز سفينة بالخليج ويفرج عن ناقلة بريطانيا

التحالف»: أسلحة إيرانية استُخدمت في الهجوم على معملي «أرامكو»

ولي العهد السعودي: تأثير التهديدات الإيرانية يصل إلى العالم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوطُ «حلّ الدولتين» في لبنان/سجعان قزي/الجمهورية

 إيران تلعب بنيران الحرب/صلاح سلام/اللواء

استهداف السعودية بندٌ إيرانيٌّ ثابت/غسان شربل/نداء الوطن

لبنان: انقسام طائفي متوقع في ملف الوظائف/سناء الجاك/الشرق الأوسط

جعجع الذي يصعب على المعادلة هضمه/نقولا ناصيف/الأخبار

حزب الله يصمت في سجال المقاومة و"العونية"/منير الربيع/المدن

لا يحبّون الخريف. أنا أحبّه/عقل العويط/النهار

3 نماذج للإنهيار... و«حزب الله» يختار/أنطوان فرح/الجمهورية

خلّصوا العالم من النّازية الفارسية/ أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

خطاب صفويّ بامتياز/مصطفى علوش/نداء الوطن

إيران أعلنت الحرب... ماذا بعد؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إيران وراء الهجوم على منشآت النفط السعودية/إيلي ليك/الشرق الأوسط

بعد بقيق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

تاريخ جديد للتعامل مع إيران/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

تقارُب وخلافات بين روسيا وتركيا في سوريا/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

الملالي وطوق النجاة: ارتهان أمن المنطقة بمنطق الميليشيا/يوسف الديني/الشرق الأوسط

الإدارة الأميركية تتبع سياسة العصا والجزرة مع نظام طهران/طارق الشامي/انديبندنت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لضرورة العودة لحمل شعار القضية الفلسطينية والتصويت اليوم لانشاء اكاديمية التلاقي والحوار حدث تاريخي وانجاز يسجل للبنان

رئيس الجمهورية أولم واللبنانية الأولى لأرسلان وعائلته

الراعي ترأس قداسا في عيد القدسية صوفيا وبناتها: لاعتماد نهج حبة الخردل في النهوض بلبنان والتجرد من المكاسب والحسابات الضيقة

اجتماع ضم بو صعب والحسن وقيادات أمنية تداول في التدبير رقم 3

الكتلة الوطنية: عامر الفاخوري عميل ومجرم حرب وإدانته واجبة على الصعد كافة

المجلس الوطني لثورة الأرز رفض التعرض لسمعة قائد الجيش: على ذوي المبعدين إلى إسرائيل اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بعودتهم

الراعي استقبل رئيس المجلس الاقتصادي الفرنسي برناسكوني: لتطبيق الإصلاحات بثقة مطلقة من اجل مصلحة لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي04/من01حتى07/:”يَا إِخْوَتِي، أَنْتُمُ الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء. أَطْلُبُ إِلى أَفُودِيَةَ، وأَطْلُبُ إِلى سُنْتِكَة، أَنْ تَكُونَا على رأْيٍ واحِدٍ في الرَّبّ. وأَسأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، أَيُّهَا الرَّفِيقُ الصَّادِق، سِيزِيغُس، أَنْ تُسَاعِدَهُمَا، فقَدْ نَاضَلَتَا مَعِي في الإِنْجِيل، صُحْبَةَ إِكْلِمَنْدُس، وسَائِرِ مُعَاوِنِيَّ، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُم في سِفْرِ الحَيَاة. إِفْرَحُوا دائِمًا في الرَّبّ، وأَقُولُ أَيْضًا ٱفْرَحُوا. لِيُعْرَفْ حِلْمُكُم عِنْدَ جَمِيعِ النَّاس: إِنَّ الرَّبَّ قَرِيب! لا تَقْلَقُوا أَبَدًا، بَلْ في كُلِّ شَيءٍ فَلْتُعْرَفْ طِلْبَاتُكُم أَمَامَ الله، بِالصَّلاةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكْرَان. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ إِدْرَاك، يَحْفَظُ قُلُوبَكُم وأَفْكَارَكُم في المَسِيحِ يَسُوع”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الحرب في لبنان مستمرة لإنهاء الكيان وتهجير المسيحيين

الياس بجاني/16 أيلول/2019

الهيجان المقاوماتي المسرحي على عامر الفاخوري يبين أن الحرب في لبنان لا تزال مستمرة وبضراوة لإنهاء الكيان وأن الخاسر هو المسيحي.

 

لماذا لا ترد السعودية والإمارات على إيران وأذرعتها عسكرياً

الياس بجاني/16 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78548/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5/

قبل عدة أيام نقلت وكالات الأنباء عن أمير سعودي مرموق قوله الجاد والرصين بأن بلاده قادرة عسكرياً على تدمير إيران خلال فترة أسبوعين.

وهذه حقيقة عسكرية عملية وعملانية وعلمية مؤكدة في مقارنة حسابية وموضوعية للقدرات العسكرية لكل من البلدين.

وفي نفس السياق تفيد التقارير العسكرية الغربية الموثقة التي نشرتها مواقع ومراكز دراسات عسكرية دولية ذات اختصاص بأن لدى الإمارات العربية وحدها قوة جوية ضاربة ومتطورة جداً وهي قادرة على إيقاع الأذى الكبير والمدمر بكل البنى التحتية الإيرانية خلال أيام قليلة.

علماً أن الدول العربية الخليجية وفي مقدمها السعودية والإمارات هي من أوائل البلدان في العالم التي تشتري السلاح من العديد من الدول…

وهي دول عربية غنية ومقتدرة اقتصادياً ومسلحة بأكثر التقنيات تطوراً وتقدماً برياً وجوياً وبحرياً وبشرياً.

في حين أن القوات الإيرانية ورغم أعدادها الكبيرة إلا أن أسلحتها في كافة القطاعات قديمة للغاية ولا يمكنها مواجهة السلاح والجيوش العربية وتحديداً الطيران العربي الحربي.

وبما أن الكل عربياً وغربياً بات مدركاً و100% بأن ملالي إيران وقادة أذرعتهم الإرهابية والمذهبية المنتشرين في معظم الدول العربية لا يفهمون ولا يُردعون بغير لغة القوة.

فلماذا إذا وحتى الآن لا تستعمل الدول العربية الخليجية تحديداً لغة القوة العسكرية هذه وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القادة الفرس المعتدين والإرهابيين والمذهبيين الحالمين بإعادة إقامة إمبراطوريتهم الفارسية بالقوة على أنقاض الكيانات العربية كافة؟

من هنا يأتي السؤال الذي يسأله كل متابع للإرتكابات والتعديات والتهديدات الإيرانية على كافة المستويات.. لماذا لا ترد الدول العربية الخليجية عسكرياً على إيران وبنفس الأسلوب الذي يتبعه الملالي وأذرعتهم في هجماتهم وتعدياتهم تلك المباشرة أو التي تأتي من خلال أذرعتهم اليمنية والعراقية والأفغانية واللبنانية؟

لماذا لا تطلق هذه الدول العربية المقتدرة والمسلحة جيداً أقله مسيرات (درونز) حربية وتستهدف من خلالها مواقع داخل إيران تكون حيوية بترولية وعسكرية وغيرها  في كل مرة تستهدف إيران أي موقع في بلادهم. وذلك كما حدث أول أمس من خلال الهجوم الإيراني الفاضح والمدمر على مصافي البترول التابعة لشركة أرامكو في السعودية؟.

المطلوب من الدول العربية الخليجية أن تتكل على قدراتها العسكرية وهي قادرة على مواجهة الجيش الإيراني ورد الصاع صاعين له وتلقينه الدروس الفعلية ليتم ردعه.

إن اتكال الدول العربية على الغرب للدفاع عنها لن يجدي نفعاً وتحديداً الاتكال على أميركا حيث أولوية رئيسها حالياً هي تأمين فرص نجاحه في الانتخابات، وليس الحرب، وهو سيبلع كما بلع حتى الآن كل عنتريات وارتكابات نظام الملالي وهم يعرفون نقاط الضعف هذه ويستغلونها بوقاحة وفجور.

يبقى، أنه إن لم يكن الهدف الأساسي لشراء الأسلحة المتطورة من قبل السعودية والإمارات تحديداً ودفع البلايين ثمناً لها هو لاستعمالها لحماية بلديهما وصون مصالحهما في مواجهة النظام الملالوي التوسعي والمذهبي، فلماذا إذا تخزين كل هذه الأسلحة؟

أهي للزينة والتشاوف فقط؟ لا ..لا نعتقد ذلك.

إن لغة القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي وقادة عسكرهم المتوهمين والفجار، وكذلك هو حال وعي وإدراك كل وكلائهم من قادة أذرعتهم الإرهابية الذين يعيثون دماراً وفساداً وفوضى وفقراً وتهجيراً وتفكيكاً لمقومات ومؤسسات كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة وليبيا والعديد من الدول الأخرى..

باختصار، على من تعتدي عليهم إيران مباشرة أو من خلال أذرعتها أن يتكلموا معها ومعهم بنفس اللغة التي يفهمونها وهي لغة القوة وإلا على الدول العربية الخليجية أن يتوقعوا بالتأكيد المزيد والمزيد من التعديات والانتهاكات والاغتيالات والتدخلات والعنتريات والتهديدات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

كفى ظلماً لأهلنا اللاجئين في إسرائيل

الياس بجاني/15 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78525/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%81%d9%89-%d8%b8%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86/

“الراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ ارْحموا مَنْ في الأرض يرحمكم من في السماء” (حديث نبوي)

إلى كل الذين اليوم الأمر والنهي والسلطة والقرار بيدهم في لبنان المحتل نقول، كفاكم ظلماً لأهلنا اللاجئين في إسرائيل وكفاكم تجنياً عليهم وكفاكم انتقاماً منهم.

والأهم كفاكم اسقاطاً ما فيكم وعليك من علل وشواذات وارتكابات على وضعهم بعد أن تخلى الجميع عنهم… وباتوا ضحايا الجميع.

وكفاكم لعباً مسرحياً ودونكوشتياً لأدوار الأبطال والوطنيين والشرفاء والمقاومين.

أهلنا وأهلكم اللاجئين في إسرائيل ليسوا لا عملاء ولا مرتكبين ولا خونه ولا غرباء، بل هم كباقي كل اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية وجدوا أنفسهم خلال سنين الحرب في أوضاع لم يختاروها في ظل الإحتلالات وتفكك الدولة وانتشار الميليشيات والفوضى.

أهل الشريط الحدودي وهم من كل المذاهب وجدوا أنفسهم ورغماً عن إرادتهم ضحايا بنتيجة اتفاق القاهرة والإنفلاش الفلسطيني والعروبي واليساري الفوضوي وغياب وتغييب الدولة وتخليها الكلي والمعيب عنهم.

فواجهوا وتحملوا ورفضوا ترك أرضهم ودافعوا عنها بكل الوسائل التي توفرت لهم في حينه.

لقد تخلى الجميع عنهم منذ لجوؤهم الإضطراي لإسرائيل منذ العام 2000 ولكل متخلي ومتعامي أسبابه السلطوية أو التبعية أو المصلحية الخاصة.

لن نعود هنا لفتح الملفات ولسرد الأسباب ولتسمية المسببين للجوؤهم. ..ولندع كل التفاصيل للتاريخ.

وأيضاً لن نعود لتاريخ كيفية تأسيس جيش لبنان الجنوبي بكافة مراحله لأن من بيدهم الأمرة اليوم في لبنان يعرفون كل الحقائق، إلا أنهم ولأسبابهم الخاصة يتعامون عنها ويلوذون بالصمت.

نعم تخلى الجميع عن أهلنا اللاجئين في إسرائيل ولا يزال هذا الجميع في نفس حالة التخلي والإنكار حتى باتت قضيتهم ملفاً غير مربح سياسياً وسلطوياً ومنافع ومواقع يتجنبه كل القادة وأصحاب شركات الأحزاب والسياسيين خوفاً على تعطيل أجنداتهم السلطوية الترابية.

اليوم، وبعد مرور 20 سنة على انسحاب إسرائيل من الجنوب لم يعد اللاجئين في إسرائيل يشكلون خطراً على أحد بمن فيهم المحتل الإيراني نفسه.

اليوم وبعد وصول العماد عون إلى الحكم على خلفية ورقة تفاهمه مع حزب الله بات لزاماً على الطرفين (عون والحزب) تنفيذ البند الخاص باللاجئين هؤلاء وهم لم يسموا في الورقة تلك لا عملاء ولا مبعدين ولا لاجئين، بل سمتهم الورقة ب”الموجودين في إسرائيل”.

كفى متاجرة بملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل وليتذكر الجميع ومن بيدهم اليوم السلطة الظاهرة والحقيقية على حد سواء بأنه لو طبقت معايير العمالة القانونية بعدل وأنصاف ومنذ العام 1975 على الجميع من أصحاب شركات الأحزاب المحلية والوكيلة، وعلى السياسيين والرسميين والإعلاميين والناشطين والمتولين والتجار لما كانت أكثرية هؤلاء بقيت خارج السجون ولما كانت حساباتهم البنكية بقيت منتفخة ومتورمة… ولما بقيت أقنعة تغطي وجه الحقيقة.

وإلى الأحزاب المسيحية والمرجعيات الكنسية نقول دافعوا عن رعياكم ولا تخجلوا بهم ومنهم وتذكروا قول السيد المسيح (إنجيل القدّيس لوقا12/من06حتى09): “كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله”.

ونختم مع قول الإمام علي: “الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

في زمن العهر والفجور تنقلب المعايير وتشوه الحقيقة

الياس بجاني/14 أيلول/2019

نسأل: لو طبقت معايير العمالة العادلة في لبنان كم سيكون عدد السياسيين والإعلاميين وأصاحب شركة الأحزاب الذين سيبقون خارج قضبان السجون.

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: بشير رسول وطن الأرز إلى السماء

http://eliasbejjaninews.com/archives/78479/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%b1%d8%b3/

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/WMA/بشير رسول وطن الأرز إلى السماء/14 أيلول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias bachir13.9.19.wma

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/MP3/بشير رسول وطن الأرز إلى السماء/14 أيلول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias bachir13.9.19..mp3

 

ذكرى استشهاد بشير الجميل ال 37: رسول ال 10452 كلم مربع إلى السماء

الياس بجاني/14 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78479/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%b1%d8%b3/

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عال: “نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان”، وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدس فالبشير، “كانت شريعة الحق دائماً في فمه”.

قال الرسول بولس الرسول:”إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن معشر المؤمنين فهي قوة الله”.

يوم عيد الصليب المقدس في 14 أيلول من سنة 1982 كان يوماً مأساوياً لن ينساه لبنان ولن يغيب عن ضمير ووجدان اللبنانيين المؤمنين بالهوية المميزة وبعقيدة ال 10452 كلم مربعاً.

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً وشعاراً في نشر رسالته اللبنانية، رسالة التعايش والمحبة والأخوة والوفاء والحضارة والثقافة والعزة والكرامة.

في ذلك اليوم امتدت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنها فشلت في قتل بشير القضية والطموح والوطنية والطموح والفكر وروح المقاومة.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الذكية والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة.

ارتفع شهيد ال 10452 كيلو متر مربعاً وهو محاطاً برفاق دربه الشهداء ليواجه معهم وجه ربه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدسة.

ارتفع إلى السماء بعد أن أدى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أطر واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أول عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجة للمؤمنين.

لقد أصبحت ذكرى ذلك اليوم محطة بارزة في تاريخ المقاومة اللبنانية التي ما زال مشعلها وهاجاً يحمله بعناد البشيريون بإيمان لا يتزحزح وعزيمة صلبة كعزيمة القديسين.

في ذلك اليوم ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميل محاطاً برفاق دبه البررة الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان ولقضيته المقدسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنة الخلد حيث البررة والقديسين.

لقد أراد الله سبحانه تعالى أن يميز البشير في مماته كما ميزه فيما وهبه من وزنات وإيمان فرفعه إلى جنة خلده في يوم عيد ارتفاع الصليب الذي ارتضى أن يسمر عليه ابنه الحبيب فداءً للإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، ومن أجل أن يعتقه من عبودية الخطيئة الأصلية.

ارتفع البشير إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته، ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة ولن تدنس قداسته حقارة وهرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم ومثالهم. وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة والحساب وهي التي ستقيم لبنان عاجلاً أو أجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت لأنه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير، حلم القضية، ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حر وسيد ومستقل وديموقراطي، وطن تظلله العدالة والمساواة والعيش الكريم. وطن محرر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه ويصون كرامته.

اليوم ونحن نتذكر يوم استهاد بشير نشعر بفخر وعنفوان بلبنانيتنا الحضارية والبشيرية فكراً وعقيدة  ووطنية وممارسات ورؤية ونؤكد على خلفية إيمانية راسخة وصلبة أن حلم البشير حي ولن يموت لأنه متجسد بقوة في همم شباب لبنان السياديين والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم حمل مشعل الحريات والكرامة والتحرير والتحرر والسيادة والاستقلال بنمط سلمي وحضاري سوف يتوج بإذن الله بتحرير لبنان واستعادة استقلاله وحريته.

بشير القضية حي ولن يموت ومن كان الله نصيره الله فلا غالب له.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/تقرير من قناة العربية يسلط الأضواء على تقرير المحكمة الدولية التي اتهمت رسميا المسؤول في حزب الله”سليم جميل عياش باغتيال حاوي ومحاولتي اغتيال حمادة والمرً/16 أيلول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة التقرير

https://www.youtube.com/watch?v=FRPKUMhIAwk&t=689s

 

إيران تتمدد في لبنان وسورية وعينها على مطار القليعات

دمشق – وكالات/16 أيلول/2019

 أثار خبر صحيفة “البعث” السورية منذ أسبوعين عن نية النظام السوري منح امتياز بناء مرفأ جديد جنوب محافظة طرطوس لشركة “خاتم الأنبياء”، التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، الشكوك بشأن حقيقة هذا الأمر، وسط تساؤلات عما تريده إيران من هذه المنطقة. وقالت مصادر سورية إن إيرات ستستأجر مساحات واسعة من الأراضي الممتدة بين قرى عين الزرقا، الحميدية، الدكيكة، بني نعيم، وصولاً إلى قرى العريضة والسماقية وربما القليعات أيضاً داخل الأراضي اللبنانية بمساحة تقدر بمئة كيلومتر مربع، مضيفة إن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا اختارت طهران هذه المنطقة بالذات. وأشارت إلى أن إيران تؤمن بإعادة أمجاد فارس عن طريق الوصول إلى البحر المتوسط، موضحة أن المرحلة الثانية من المشروع، تتمثل في إنشاء مطار وقاعدة جوية قرب المرفأ، وعينها أيضاً على مطار القليعات شمال لبنان. كما تسعى إيران لخلق مينائها الخاص على البحر المتوسط لتستطيع من خلاله تصدير نفطها إلى الإتحاد الأوروبي والعالم بكلفة أقل بكثير من تصديره من موانئ الخليج، ولترسخ وجودها في المنطقة كأمر واقع.

 

فيتش تُخفّض تصنيف مصرفي “عودة” و “بيبلوس”

المدن/الإثنين 16 أيلول 2019

خفّضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، تصنيف المصدر الائتماني طويل الأجل (IDR) لكل من مصرفيّ عودة وبيبلوس من درجة -B إلى دربجة CCC، وتصنيف الجدوى إلى ccc من -b.

ويحتل مصرف عودة رأس قائمة المصارف اللبنانية، فيما يأتي بيبلوس في المرتبة الثالثة. وربطت الوكالة تصنيف المصرفين اللبنانيين بانكشافهما الكبير على الدولة اللبنانية ومصرف لبنان، بعد تصنيف الوكالة لبنان في درجة CCC. ويتحدث تقرير فيتش عن البيئة التشغيلية الصعبة في المصرفين، ويشير إلى ضعف رسملتهما و”شؤون أخرى”. رغم التنويه بقاعدة الودائع المرنة في المصرفين.

 

جمعية المصارف: ما يتم تداوله عن اجراءات اميركية تصعيدية ضد 4 مصارف لبنانية غير صحيح

وطنية/الإثنين 16 أيلول 2019

اعلنت جمعية المصارف اللبنانية في بيان، انه "بعد تداول معلومات صحافية عن اجراءات اميركية تصعيدية ستطال 4 مصارف لبنانية، تؤكد الجميعة ان هذه الأخبار غير صحيحة ولا تمت الى الحقيقة بصلة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 16/9/2019

وطنية/الإثنين 16 أيلول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في المشهد الاقليمي اشتداد التوتر في المنطقة في ضوء التصعيد بين السعودية وايران، بعد استهداف الحوثيين منشآت ارامكو وبرز نتديد قطر بهذه الهجمات مؤكدة أنه ينبغي بذل جهود لوقف الصراعات بالمنطقة.

وفي انقرة وعشية الانتخابات الاسرائيلية غدا التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الإيراني حسن روحاني الذي بدوره التقى الرئيس الروسي وذلك قبيل قمة ثلاثية تركية - روسية - ايرانية حول سوريا.

وفي المشهد الداخلي استمرت قضية عودة المسؤول العسكري السابق لمعتقل الخيام العميل عامر الفاخوري الى لبنان بالتفاعل اليوم شعبيا وقضائيا في وقت يجهد المسؤولون على ابعاد نيران الخارج عن الداخل، وتتركز المعالجات على الوضع الاقتصادي الذي يحضر في لقاءات الرئيس الحريري في باريس مع الرئيس ماكرون يوم الجمعة المقبل تمهيدا لاعلان انطلاق مؤتمر "سيدر" عمليا.

وعشية جلسة مجلس الوزراء غدا والتي ستناقش جدول اعمال عادي تتخلله تعيينات وستجري الحكومة خلالها قراءة "أولية" لمشروع موازنة 2020 اكد الرئيس الحريري، "الالتزام بإقرار موازنة 2020 ضمن المهل الدستورية وكلفة القرارات التي يجب اتخاذها أقل بكثير من كلفة الأزمة إن حصلت"

واضاف "التحديات أمامنا واضحة والحلول معروفة والمهم أن ننتقل الى مرحلة التنفيذ ولا نضيع المزيد من الوقت..

الى ذلك يعقد اجتماع بعد الظهر في وزارة الدفاع يضم الى وزير الدفاع الياس بوصعب، وزيرة الداخلية وقادة الاجهزة استكمالا لاجتماع السراي لمناقشة التدبير رقم 3. كما يعقد إجتماع وصف بـ"المهم جدا"، في السراي في الخامسة والنصف عصرا للجنة الوزارية الخاصة بمتابعة خطة الكهرباء، ستعرض خلاله وزيرة الطاقة ندى بستاني دفاتر الشروط لمناقصتي معملي الزهراني وسلعاتا.

على صعيد آخر، اصدرت المحكمة الدولية القرار الاتهامي في قضية محاولة اغتيال مروان حمادة والياس المر واغتيال جورج حاوي واتهمت سليم عياش.

اذا هجمات أرامكو تزلزل سوق النفط العالمي وأميركا والسعودية تلجآن الى الاحتياطي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

وحده منسوب ال(لا) يعلو ليس في الحناجر فحسب بل بالعمل على عدم السماح لعودة العملاء من خلال الدعوات لمحاكمتهم وهو ما ستشهده يوم غد قاعة المحكمة العسكرية حيث ستنطلق أولى جلسات محاكمة العميل عامر الفاخوري.

صرخات الشارع ترجمها اليوم أولياء الحق والدم فالأسرى المحررون تقدموا بإخبار إلى النيابة العامة لتضمينها في ملف الدعوى المقامة بحق الفاخوري كما بحق خمسين من العملاء الآخرين.

ومن هنا بات من المحسوم أن لا تهاون بتاتا في مواجهة محاولات تسلل العملاء إلى لبنان أو حتى القبول بمنحهم أية تسهيلات أو أسباب تخفيفية وفق ما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبه من أن هناك منحى لتنظيف ملفات عشرات العملاء الآخرين وحذر من خطورة أي محاولة من هذا النوع وقال حاسما: "لا يمكن القبول بها".

مجلس الوزراء الذي سيبحث غدا من ضمن جدول أعماله بندا يتعلق بموازنة العام 2020 سبق جلسته تأكيد كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل على الالتزام بإعداد موازنة في نفس السياق الذي تم الاتفاق عليه عند إنجاز موازنة العام 2019 مع استكمال الإصلاحات وجملة من القوانين المهمة الملتزمة بعمل الموازنة.

ووفق معلومات الـNBN فإن وزير المال سيعرض خلال الجلسة فذلكة الموازنة.

أما في التعيينات فإتجاه نحو تعيين مازن سويد رئيسا لمجلس إدارة إيدال التي تم الإتفاق ايضا على أسماء أعضاء إدارتها الخمسة.

كما علمت الـNBN أن توافقا حصل على إسم فرحات فرحات إمينا عاما للمجلس الأعلى للخصخصة.

وفي عز الزحمة الداخلية أطلت المحكمة الدولية بقرار رفع السرية عن اتهام سليم عياش في ما يتعلق بقضايا مروان حماده وجورج حاوي والياس المر مع اعتبار عياش بريئا إلى أن تثبت إدانته من دون أي شك معقول خلال المحاكمة وفق ما جاء في بيان المحكمة التي احالت قرار الاتهام ومذكرة التوقيف على السلطات اللبنانية.

ومن الهجمات على منشآت أرامكو إلى أنقرة وصولا إلى الأراضي المحتلة يترقب العالم ما ستحمله الايام المقبلة.

خسائر أرامكو وتخفيض إنتاجها من 12 مليون برميل إلى النصف سيترك حتما تداعيات على أسعار النفط العالمي التي سجلت اليوم ارتفاعا غير مسبوق منذ خمس سنوات وعليه فإن الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات .

في أنقرة وإن كانت سوريا الحاضر الأبرز في محادثات القمة الثلاثية الإيرانية - التركية - الروسية إلا أن هجمات أرامكو فرضت نفسها أيضا.

أما في الأراضي المحتلة فترقب لما ستحمله نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية ولا سيما أن استطلاعات الرأي أظهرت عدم إمكانية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة بمفرده بسبب تعادله مع قائمة منافسه أبيض-أزرق ما دفع نتنياهو المأزوم إلى إطلاق وعود بضم مستوطنة كريات أربع والمناطق اليهودية في الخليل للسيادة الإسرائيلية إذا فاز بالانتخابات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا شيء يعلو على السنة اللهب التي تحرق ارامكو السعودية، سوى السنة العويل العالمية، ما يظهر حجم الانجاز الذي حققته الضربة اليمنية التي اصابت مصفاتي بقيق وخريص السعوديتين، ومعهما كل المتغذين على هذا النفط رشاوى او هبات بمئات المليارات من الدولارات او صفقات سلاح يستخدمها النظام السعودي لقتل ابرياء اليمن..

ومع معرفة الجميع ان الجرح السعودي لن يبرأ سريعا من هذه الضربة المحكمة، فإن اليمنيين حاضرون للمزيد كما اكدت قواتهم المسلحة ليثبتوا للسعوديين والاميركيين وكل المدعين التحقيق، ان ما استهدفهم هي طائرات مسيرة يمنية حركتها اوجاع وجراح اطفالهم ونسائهم المجوعين، وان نفط العالم ليس اغلى من الدم اليمني..

وعلى المكابرين السعوديين الذين صرفوا مئات المليارات على حليف لم يغنهم ولو كشفا بالرادارات عن ضربة بهذا الحجم، عليهم ان يعتبروا ويقتنعوا انهم يقاتلون اصحاب حق قادرين وعارفين ومدججين بالعقول الهندسية والعسكرية ومصممين على حماية وطنهم وكسر انوف اعدائهم..

اما الملك الحقيقي لارامكوا المكسور اقتصاديا وسياسيا اي محمد بن سلمان فلم يغنه اللجوء الى دونالد ترامب الذي ادار ظهره سريعا، ولجأ الى نفطه الاستراتيجي، منتظرا انتهاء التحقيق السعودي للتحرك كما قال..

في لبنان تحقيقات منتظرة مع جزار معتقل الخيام عامر الياس الفاخوري، المحاصر بالادلة وباعترافاته وجواز سفره الصهيوني. سيحضر بهم جميعا امام قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا غدا، مضاف اليهم دعاوى شخصية تقدم بها معذبوا معتقل الخيام الذين لم ينسوا صفات الفاخوري قبل صورة وجهه، فكيف سينسون هويته التي حاول التنصل منها، ونسب التهم الى ابن عمه المدعو سلام .. وسؤال اضافي يرفق باسئلة المحققين، من سهل للفاخوري المهمة؟ وكم من امثاله كانوا يمنون النفس ببراءة مزيفة بعد ان أسقطت اسماؤهم من البلاغ 303؟

في فلسطين المحتلة اهتزاز سياسي الى حد السقوط على ابواب صناديق الاقتراع، وسط زحمة الناخبين من المقاومين في غزة ولبنان وصولا الى الطائرات اليمنية في بقيق وخريص التي دعا المحللون الصهاينة الى الالتفات اليها جيدا..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

مع ميشال عون... لا مستحيل في سبيل لبنان.

يوم نادى بالتحرير، وبعودة الدولة، كثر سألوا: "علام يتكل"؟ ولما كان يجب: "على حقي، وفي الله معي"، كانوا يهزأون... لكن التحرير تم، والدولة عادت، ولو بعد حين.

في زمن المنفى، كان مؤمنا أن الوطن عائد إلى الوطن مهما طال الانتظار... وما خلا أقلية مناضلة، كانت الأكثرية تسخر، وتكرر: "انتو مجانين"... لكن الوطن عاد الى الوطن، والأقلية المناضلة أضحت تيارا وطنيا وتكتلا نيابيا ووزاريا، ليأتي التتويج رئيسا للدولة، الأحلام معه يمكن أن تصبح حقيقة...

ميشال عون حلم كثيرا، من أجل لبنان، ومعه حلم لبنانيون كثيرون.

كثير من الأحلام تحقق، لكن يبقى الأكثر... وأكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي جزء من هذا الأكثر.

يوم طرح الفكرة قبل عامين من على منبر الأمم المتحدة، لم يفهمها كثيرون. وكالعادة، تلهوا بالقشور، وأهملوا الجوهر، وعوض التحلي بالثقة بالنفس وبالوطن، أخذتهم النوايا السيئة، أو السبية المعتادة، فتساءلوا: لماذا سيهتم العالم بإنشاء أكاديمية من هذا النوع على أرض لبنان، وماذا يعني لبنان الرسالة الذي نتغنى به، والذي تحدث عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وبماذا ينفعنا أو يفيد العالم؟

أما اليوم، في 16 أيلول 2019، وبإجماع أممي لم تخرقه سوى أميركا وإسرائيل، فصار حلم جديد من أحلام ميشال عون حقيقة. وباتت المبادرة التي أطلقها مشروعا أمميا-لبنانيا على أرض لبنان.

وفور صدور نتيجة التصويت، رحب رئيس الجمهورية بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة تأييد مبادرته بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" بتأييد من 165 بلدا.

ورأى الرئيس عون ان القرار يعطي دفعا اضافيا للبنان للسير قدما في تحقيق هذه المبادرة التي تساهم في ارساء لغة الحوار ونبذ العنف والتطرف، ولفت الى ان انشاء الأكاديمية يضع لبنان في موقعه الطبيعي الرائد على صعيد الحوار بين الثقافات والاديان ونشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب، مؤكدا استمرار التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في سبيل تعميم ثقافة الحوار ومعرفة الآخر خاصة على صعيد الشباب بما يتماشى مع ميثاق وأهداف الامم المتحدة.

وبدورها، لفتت وزارة الخارجية والمغتربين الى ان إن إنشاء الأكاديمية في لبنان، كمنظمة دولية للتلاقي والحوار، يؤسس لمسار دولي قائم على الحوار الدائم لتعزيز روح التعايش وتقبل الآخر في عالمنا المتعدد، مما يصب في ترسيخ السلام والأمن.

لكن قبل الدخول في تفاصيل التصويت الأممي، نشير إلى أن بعد تداول معلومات صحافية عن اجراءات اميركية تصعيدية ستطال اربعة مصارف لبنانية، أكدت جمعية المصارف اللبنانية ان هذه الأخبار غير صحيحة ولا تمت الى الحقيقة بصلة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

يوم آخر لم تبارح فيه قضية العملاء، أرض المعركة ومع التزام النأي بالنفس على أرفع المستويات، فإن الإعلام يأخذ دور المحقق العدلي فيكشف عن الوقائع المخفية فيما يتولى الأسرى المحررون رفع الشكوى والإخبارات في دولة كان من المفترض ألا تشكك في أقوال أسراها وأن تصدقهم من دون تقديم طلب الدليل لأن إثباتاتهم منهم وفيهم ولا تزال آثارها على أجسادهم وبموجبه، فإن السلطة كان عليها أن تحدد الوجهة ولا تدفع المحررين الى قاضي التحقيق لأن ملفات العملاء هي واجب المحكمة العسكرية، على ما تؤكد المناضلة سهى بشارة لكن الأمر متروك على غاربه أسرى محررون يلجأن الى القضاء والإعلام وحده يتولى الحفر في آبار الماضي فيكتشف مسؤوليات على أجهزة وأدوارا لمسوؤلين وقضاء وينقب كذلك عن أسرى مخفيين أحدهم علق على عمود كهرباء في باحة معتقل الخيام، ولم تظهر جثته فيما بعد وليست الجثة وحدها مخفية بل معها أصوات مسؤولين معنيين في الدولة الذي ارتأوا أن يتحولوا الى جثث هامدة لا علاقة لها بما يحدث.

إلا متى تعلق الأمر بسمعة أحدهم أو بنشر صورة تاريخية إلى جانب العميل فاخوري والدولة النائمة أخذت علما بضرورة التحرك اليوم لكن تنقيبا عن المتهم من قبل المحكمة الدولية سليم عياش الذي أنيطت به اليوم ثلاثة اتهامات دفعة واحدة، فهو بموجب القرار الاتهامي تآمر على ارتكاب جرائم قتل متعمدة عن سابق إصرار بحق غازي أبو كروم، جورج حاوي، وخالد مورا ومحاولة القتل العمد عن سابق إصرار بحق إلياس المر ومروان حمادة وسبعة عشر شخصا آخرين، وبذلك تكون المحكمة الدولية قد هيأت لسليم عياش ثلاث تهم على سبيل الاحتياط إذا ما سقطت نظرية اتهامه في القضية الأم وهي اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفشل الادعاء في ثبات أدلته لاسيما أن هيئة الدفاع كانت قد بينت بالأوراق الثبوتية الصادرة من السعودية أن عياش كان يؤدي فريضة الحج في أثناء مراحل الإعداد لعملية الاغتيال.

وإلى جانب ضعف الادعاء واستناده حصرا إلى دليل الاتصالات الذي ثبتت عملية اختراقه فإن المحكمة الدولية بقرارها الاتهامي اليوم تكون قد أمنت موارد رزق للأيام والأشهر المقبلة وهو قرار لزوم البقاء على قيد المحاكمة حتى لا تتهم بأنها محكمة عاطلة من العمل وعليه فإن حكم عياش هو من ضرورات "العيش" لقضاة لاهاي المرفهين حتى لو أن الرجل من موسم "حجه" كان يخطط لاغتيال الحريري وقبله كمن لمروان حمادة، ثم لاحق الياس المر وفي طريقه خطط لرصد "أبو أنيس" وضمانا للمدخول واستمرارية عمل المحكمة الدولية فقد تجهز له مضبطة لاهاي اتهامات بتفجير آرامكو ما دامت الاتهامات الاميركية في هذا الاطار ليست أكثر خبرة وربطا بالحدث، فإن دخان آرامكو غطى العالم أشل الأسهم والحركة النفطية وعطل الاكتتاب وأغلق خط أنابيب لنقل النفط الخام إلى البحرين.

ووسط استمرار الاتهام الاميركي لإيران بالمسؤولية عن هذا الاعتداء كان الحوثيون يعاودون تبني العملية وهم كشفوا أنها نفذت بطائرات مسيرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة مهددين باليد الطولى التي تستطيع الوصول إلى أي مكان تريد ما لم تتوقف الحرب على اليمن" وشرط توقف الحرب هو وحده ما سيعيد إلى الخليج توازنه فالحل السلمي فقط قادر على ضبط الايقاع ومعه تسقط كل مساعي الممرات الآمنة بين المضايق وتعفي أميركا نفسها من المؤتمرات الهادفة الى وضع شرطة على المياه ويوفر أهل الخليج مدخراتهم واموالهم ليصرفوها على شعوبهم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حتى الساعة،السؤال الذي يطرحه كل العالم هو: هل سترد واشنطن والرياض على ضرب آرامكو؟

إذا كان الجواب " نعم " فإن سؤالين يرتسمان مباشرة وهما: " أين ؟ ومتى ؟."

كل الإتهامات موجهة إلى طهران، فهل ستحتمل واشنطن الرد؟ وبالتوازي، هل تحتمل عدم الرد ؟.

الوضع في غاية التعقيد، فالضربة التي تلقتها المملكة ربما هي الاولى في التاريخ المعاصر بهذا الحجم، بدليل ان ارتفاع أسعار النفط جاء بأكبر وتيرة منذ عام 1991... فكيف سيكون الرد إذا لم يتحدد الفاعل رسميا؟ هل من مغامرة، أم إن الحذر سيبقى سيد الموقف ؟.

أسئلة كثيرة تتوالى خصوصا أن الميدان العسكري بات متداخلا مع الميدانين السياسي والديبلوماسي، فالتداخل يشمل التطورات العسكرية مع الإنتخابات الإسرائيلية ولاحقا الإنتخابات الأميركية، وبناء عليه فإن التوقعات تدخل في نطاق " أسرار الآلهة " ...

داخليا، يبدأ مجلس الوزراء غدا ماراتون مناقشة موازنة عام 2020، وعشية الجلسة الأولى، موقف للرئيس الحريري، وقنبلة فجرها رئيس لجنة الإتصالات النيابية ... الرئيس الحريري رأى ان تكلفة الاصلاح وتكلفة القرارات التي يجب اتخاذها اليوم، أقل بكثير من تكلفة ادارة الازمة اذا حصلت، وخصوصا اذا خرجت هذه الأزمة عن السيطرة.

أما القنبلة الخليوية ففجرها رئيس لجنة الإتصالات النيابية بالحديث عن مصاريف هائلة لدى شركتي الخليوي، مطالبا بلجنة تحقيق برلمانية.

في ملف الاغتيالات، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القرارات الظنية في قضية اغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال مروان حمادة والياس المر، فوجهت الاتهام إلى سليم عياش، واضعة مسألة توقيفه وتسليمه للمحكمة على عاتق الحكومة اللبنانية.

وسط كل هذه الأخبار المثقلة بالهموم، خبر مضيئ، الفضل فيه لراعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر الذي أعطى توجيهاته لرؤساء مدارس الحكمة بمختلف فروعها، بأن لا يكون القسط المدرسي في تلك المدارس عائقا أمام أي طالب راغب في العلم.... هذه الخطوة الشجاعة للمطران عبد الساتر، هل تكون البداية، ليسير على خطاها آخرون؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

حدثان دخلا من غير استئذان المشهد اللبناني : قضائي من الطراز الثقيل وانساني من الطراز النادر. أما الحدث القضائي الرفيع، فمصدره المحكمة الخاصة بلبنان، التي أصدرت قرارا اتهاميا في اغتيال المناضل جورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزير السابق الياس المر والنائب مروان حمادة، اتهمت فيه المدعو سليم عياش المسؤول في حزب الله بارتكاب الجرائم الثلاث. عياش متهم مع رفاق له بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وثلاثة وعشرين مواطنا. المحكمة طالبت الدولة اللبنانية كما في جريمة الحريري بالبحث عن عياش وتوقيفه وتسليمه اليها. القرار سيتم إمطاره بسيل التشكيك الذي أصاب القرار السابق المتعلق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، وسيلجأ الحزب الى التذكير بأنه لا يعترف بالمحكمة المسيسة التي تحركها اميركا واسرائيل، فيما توقيت اصدارها القرار الآن، سيربطه الحزب بالحصار الذي يتعرض له وإيران. أما الدولة اللبنانية فموقفها معروف: تجاوب غير منتج: لا يزعل المحكمة ولا يسلم المطلوبين

اما الحدث الانساني الاستثنائي والمسيحي بامتياز فقد صنعه راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر الذي اصدر تعميما الى رؤساء مدارس الحكمة بمختلف فروعها بأن لا يكون القسط المدرسي عائقا أمام أي طالب راغب في العلم ، وعليه "فإن أبواب مدارس الحكمة مفتوحة أمام جميع ابنائنا". الفلسفة الأسمى لهذا التعميم أنه صدر ووضع المدارس مأزوم ووضع الأهل مأزوم وليس العكس ، الأمر الذي أوجب التكافل على قاعدة أن يستوعب الأقوى الأضعف، وهذا يظهر روح المسيح وجوهر الرسالة الرهبانية. القرار يجب أن ينسحب على المؤسسات التعليمية الأخرى، وعلى الدولة أم الكل، فتؤسس فلسفة النهوض في موازنة 2020 على رعاية الضعفاء من ابنائها، فتريحهم من الضرائب و تساعدهم في التعليم والطبابة وفي خلق فرص العمل وتحمل الأقوياء من أبنائها، وقد قـل عددهم، ما في استطاعتهم تحملـه من أعباء. إقليميا، الوضع مقلق على مثلث السعودية-الحوثيين-إيران، فبين الحرب الممنوعة والهدنة المستحيلة تتراقص كل شياطين تفجير المنطقة و مسبباته. من خارج السياق أيضا، ووسط قـرع طبول الحرب في المنطقة وانتشار الكراهية في العالم، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة باكثرية 165 صوتا متبنية مبادرة الرئيس ميشال عون إنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في لبنان.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 ايلول 2019

وطنية/الإثنين 16 أيلول 2019

النهار

عُلم أنّ مستشارا رئاسيا سابقا يستعد مع مجموعة داعمة لإصدار صحيفة يومية والأمور والخطوات اللاحقة موضع ‏متابعة على كل المستويات وقد تم اختيار المقر.

تعاني احدى محطات التلفزيون ازمة في التعامل المالي بعدما كانت اموالها وتحويلاتها الخارجية تتم عبر بنك الجمال.

يقول نائب ان فريقا خفيا يوجه عمل احد الوزراء الجدد لاهداف سياسية وانتخابية واضحة لانه شخصيا لا يجيد فن ‏الحوار ولا تنظيم اللقاءات ولا يملك فريق عمل ناضجا‏.

البناء

خفايا

قالت مصادر أمنية إنّ الصور المنشورة للعميل عامر الياس الفاخوري مع سياسيين لبنانيين ومنها صورته مع قائد ‏الجيش ورئيس حزب الكتائب في مناسبات واستقبالات لا تعني شيئاً إلا حالة الميوعة في ترتيبات مثل هذه الاستقبالات ‏والدعوات للمشاركة فيها التي لم يعد العملاء خط أحمر يمنع تخطيه فيها، لكن الصورة الوحيدة التي توحي بمعنى ‏مختلف هي الفيديو الذي نشرته إبنة العميل لكلمة يلقيها في حفل لحزب القوات اللبنانية لأنّ ثمة فرقاً بين حضور ‏مناسبة والتحدث من منبرها

كواليس

قالت مصادر يمنية إنّ الإصرار على أنّ استهداف تجمع أرامكو السعودي ليس من صنع اليمنيين لا يهدف لاتهام إيران ‏لأنّ الاتهام الدائم لأنصار الله أنهم ذراع إيرانية، وقالت إنّ الهدف هو ستر فضيحة العجز أمام اليمنيين المحاصرين ‏وفشل الدفاعات السعودية والأميركية في منع أنصار الله من تحقيق أهدافهم، والأهمّ هو أنّ التسليم بأنّ الإستهداف يمني ‏لا يتيح الإدانة للعملية طالما يتعرّض اليمن لعدوان سعودي وحصار سعودي وسيكون المنطقي هو المطالبة بوقف ‏العدوان وفكّ الحصار مقابل المطالبة بوقف الاستهداف

الجمهورية

طلب موفد أميركي من وزراء يحملون جنسية بلاده التصرف إنطلاقا من الموقف الأميركي في لبنان والخروج من ‏المهادنات والمساومات تحت طائلة المسؤولية.

كشف دبلوماسي بارز أن هناك أسماء حزبية مسيحية ستشملها العقوبات.

أسرّ مرجع ديبلوماسي أن العميل الموقوف لدى الجهات الأمنية، إسمه مدوّن على سجل السفارة اللبنانية وتتمّ دعوته ‏الى غالبية الاحتفالات التي تقام للجالية اللبنانية.

اللواء

أبلغ مرجع حكومي بعض زواره عدم استعداده لتغيير النهج التحالفي الذي يسير عليه منذ التسوية الرئاسية، رغم ‏الخسائر المتزايدة التي يسببها له في أوساط جمهوره، وخروج الإنتقادات إلى العلن!

لم تفلح المساعي التي بُذلت بعيداً عن الأضواء لمعالجة خلافات قطبي جناحين في فريق مرجع كبير في التوصل إلى ‏نقاط مشتركة بينهما، بسبب تمسك كل فريق بمواقفه في إدارة الملفات المختلف عليها!

يتساءل وزير مقرب عن توقيت خروج وزراء القوات اللبنانية من الحكومة وكأن الأمر متوقع لدى جماعته بين أسبوع ‏وآخر!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اتهام “حزب الله” باغتيال حاوي ومحاولتي اغتيال حمادة والمر

المحكمة الدولية أصدرت قرارها... وضو لشركاء التسوية: كنتم شركاء المشروع الإيراني فأصبحتم شركاء الاغتيالات

بيروت ـ “السياسة” /16 أيلول/2019

في توقيت سياسي بالغ الدقة، وفي حمأة الصراع الإقليمي المحتدم بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وبالتزامن مع سعي واشنطن لخنق “حزب الله” مالياً، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحزب الشيوعي الأسبق جورج حاوي، ومحاولتي اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر، مع ما لذلك من انعكاسات مباشرة على أوضاع لبنان المتوترة، واتهمت المحكمة المطلوب سليم جميل عياش بالوقوف وراءها. فقد أصدر قاضي الغرفة الابتدائية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القرار الظني ضد سليم جميل عياش، أحد أفراد “حزب الله” المتهمين باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، بما يتعلق بقضايا الاعتداءات ضد مروان حمادة وجورج حاوي والياس المر. وأصدر القرار الظني اتهامات بحق عياش تهم التآمر لارتكاب أعمال إرهابية، وجرائم ارهابية، وجرائم قتل متعمدة عن سابق اصرار بحق غازي أبو كروم، جورج حاوي، وخالد مورا، ومحاولة القتل العمد عن سابق إصرار بحق إلياس المر ومروان حمادة و17 آخرين. وقد أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية مذكرة توقيف لتنفيذها من قبل السلطات اللبنانية ومذكرة توقيف دولية لسليم عياش، إشارة الى ان السلطات اللبنانية تبلغت قرار المحكمة الدولية بحق عياش وهي مطالبة بالبحث عنه وتوقيفه وإحالته اليها.

وطلب القاضي فرانسين، أمس، رفع السرية عن القرار الذي صدّق فيه قرار الاتهام، وعن قرار الاتهام نفسه، ومذكرتي التوقيف الصادرتين بحق سليم جميل عياش، إضافة إلى قراره المتعلق بطلب المدعي العام المتعلق بتلازم القضايا. ويعني تصديق قرار الاتهام أن قاضي الإجراءات التمهيدية توصّل إلى اقتناع، استنادًا إلى المواد المؤيدة، بأن المدعي العام قدّم ما يكفي من الأدلة الأولية لملاحقة عياش، وبأن ثمة أسبابًا تدعو للشروع في إجراءات المحاكمة. ويشمل اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان الأشخاص المسؤولين عن الاعتداءات التي وقعت في لبنان بين 1 أكتوبر 2004 و12 ديسمبر 2005، إذا رأت المحكمة أن هذه الاعتداءات متلازمة مع اعتداء 14 فبراير 2005، الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وكثيرين آخرين. ورأى قاضي الإجراءات التمهيدية أن ثلاثة اعتداءات إرهابية ضد السياسيين اللبنانيين مروان حماده وجورج حاوي والياس المر، متلازمة مع اعتداء 14 فبراير 2005، فضمّت المحكمة هذه الاعتداءات إلى اختصاصها في 5 أغسطس 2011.

وتعليقاً على صدور قرار الاتهام في جريمة اغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر، توجه منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو إلى “شركاء التسوية”، قائلا “الآن يا حضرات شركاء التسوية … كنتم شركاء المشروع الإيراني … فأصبحتم شركاء مشروع الاغتيالات! ومع ذلك تصرّرون على الاستمرار في الشراكة؟”.

 

الأمم المتحدة صوتت على مشروع قرار إنشاء أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي بغالبية 165 صوتا مؤيدا مقابل صوتين معترضين

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار إنشاء "أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي"، وهي مبادرة تقدم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقد نال مشروع القرار 165 صوتا مؤيدا، مقابل صوتين معترضين، للولايات المتحدة وإسرائيل. علما بأن الولايات المتحدة هي التي طلبت طرح مشروع القرار على التصويت. وكانت 178 دولة قد شاركت في رعاية مشروع القرار قبل طرحه على التصويت، وتم تبنيه من قبل مجموعة عدم الانحياز ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، اللتين ينتمي لبنان إليهما.

 

الخارجية: إنشاء اكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في لبنان يؤسس لمسار دولي قائم على الحوار الدائم

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي: "بتاريخ 16/9/2019، اعتمدت الجمعية العامة بغالبية 165 صوتا القرار، الذي رحب بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار، وذلك تأكيدا على الإرادة الجامعة والعابرة للثقافات والحضارات لإيجاد مساحات للتلاقي والحوار، وتعزيز الديبلوماسية الوقائية لمنع النزاعات ووقفها ومكافحة التطرف في مختلف مظاهره. إن إنشاء الأكاديمية في لبنان، كمنظمة دولية للتلاقي والحوار، يؤسس لمسار دولي قائم على الحوار الدائم لتعزيز روح التعايش وتقبل الآخر في عالمنا المتعدد، مما يصب في ترسيخ السلام والأمن.

وقد تحققت هذه النتيجة المشرفة نتيجة الجهود التي بذلتها الديبلوماسية اللبنانية عبر وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان والسفارات المعتمدة في الخارج، من خلال حث مختلف الدول والمجموعات السياسية والجغرافية لتأييد هذه المبادرة سعيا لإنشاء الأكاديمية.

تشكر وزارة الخارجية والمغتربين جميع الدول ال165 التي صوتت مع لبنان وجددت ثقتها في هذا البلد الرسالة".

 

في أول حديث له كرئيس سابق للمجلس الدستوري، سليمان لنقطة عالسطر: لست راضيا عن عمل المجلس الدستوري بشكل عام وعملية إنتخاب الأعضاء الجدد من قبل مجلس النواب غير دستورية

صوت لبنان/16 أيلول/2019

اشار رئيس المجلس الدستوري السابق الدكتور عصام سليمان في حديث لبرنامج نقطة عالسطر الى ان الحقبة التي تولى في خلالها  رئاسة المجلس كانت ظروفها صعبة جدا نتيجة الانقسامات السياسية وتدخلات السياسيين لذلك كانت مهمتي الاولى هي الحفاظ على استقلالية المجلس الدستوري وإصدار القرارات كما يجب ان تصدر، ووضع حدّ لتدخلات السياسيين في شؤون المجلس الدستوري ، واكد ان القرارات اتخذت بكل مسؤولية ولم يفسح المجال لتدخل السياسيين . واوضح سليمان الى انه ليس راضيا عن عمل المجلس الدستوري بشكل عام ليس بسبب اداء الفريق الذي كان يرأسه فهو كان جيد جدا ، بل بسبب الصلاحيات المعطاة للمجلس الدستوري كونها محدودة جدا ومقيّدة  ، اضاف : كي يستطيع المجلس لعب دور فاعل في الحفاظ على دستورية القوانين وضبط اداء السلطة السياسية يجب ان تكون صلاحياته اوسع بكثير من الصلاحيات المعطاة له . وكشف سليمان ان احدا من السياسيين لم يكن  يتجرأ ان يتدخل اثناء وجود طعن امام المجلس الدستوري. واشار سليمان الى ان معظم القرارات التي اتخذناها لم تُرض احداً من السياسيين كقانون زيادة الضرائب والرسوم عام 2017 الذي ابطلناه بالكامل ، وقانون  موازنة 2018 الذي ابطلنا فيه  سبع مواد

واكد ان القرار الذي يصدر عن المجلس الدستوري يجب ان يكون واضحا وملزماً لكل السلطات في الدولة بما فيها مجلس النواب ، كما ان المجلس الدستوري لا يحق له ان يُعدل القانون الذي ينظر في دستوريته ، ولا يحق له النظر في الملاءمة التي تعود الى مجلس النواب .

واشار الى ان عمل المجلس الدستوري خلال الحقبة الممتدة بين العامين 2005 و 2009 كان مشلولا بسبب إستقالة خمسة من اعضائه وبقيت مصراً على البقاء وتقويم الاعوجاج والحفاظ على دستوريته، وفي 30 تموز 2013 جمعت اعضاء المجلس واتخذنا قرارا حاسما بإدانة المقاطعة والتغيب عن اي جلسة عندما يكون المجلس الدستوري منعقدا ومنذ ذلك الوقت وضعنا حدا لها ومارسنا عملنا بإستقلالية تامة .، فإذا لم يمارس المجلس الدستوري عمله بإستقلالية فعندها لا مبرر لوجوده.وأكد على انه خلال فترة توليه رئاسة المجلس الدستوري حقق وفرا بالموازنات يُقدر ب 800 مليون ليرة  وإستملاك مبنى المجلس الدستوري الذي وفرّ على الدولة إيجار سنوي بقيمة 330 مليون ليرة اي نحو مليارين و 200 مليون ليرة منذ العام 2013. واعتبر سليمان ان عملية انتخاب خمسة اعضاء للمجلس الدستوري من قبل مجلس النواب ومن خارج جدول الاعمال هي مخالفة للدستور . أخيرا رأى ان المحاصصة هي التي اوصلت الدولة الى ما نحن عليه ، داعيا الاعضاء الجدد الى التحرر من القيادات السياسية التي اوصلتهم والى ممارسة صلاحياتهم بإستقلالية تامة

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول أميركي: منشأتي أرامكو استهدفتا بـ 19 صاروخ كروز متوسط المدى

البيت الأبيض ينشر صوراً تظهر آثار الاضرار التي طالت المعملين ويستبعد تورط الحوثي

زياد احمد الفيفي/انديبندنت عربية/16 أيلول/2019

نشر البيت الأبيض صوراً التقطت بالأقمار الصناعية تعود إلى منشأتي بقيق وخريص النفطيتين في السعودية اللتين تعرضتا لأضرار بالغة جراء هجوم يوم السبت 14 سبتمبر (أيلول)، نجم عنه تعطل العمل في المنشأتين خلال اليومين الماضيين. وقال مسؤولون أميركيون أن 19 موقعاً على الأقل تعرضت لضربات مباشرة عالية الدقة باستخدام صواريخ كروز متوسطة المدى، 17 هدفاً منها كانت في بقيق واثنان على الأقل في منشأة هجرة خريص، وهو ما ينافي الرواية الأولى التي تبنت فيها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران العملية عن طريق استهدافها بعشرات الطائرات المسيرة كما أدعى المتحدث العسكري للحوثيين. وتضيف المعلومات التي نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" على لسان مسؤول أميركي أن فريق تحقيق سعودي -أميركي مشترك وجد حطام لـ19 صاروخ كروز يصل مداها إلى 1000 ميل "متوسطة المدى"، مستبعدين مسؤولية الحوثي عن العملية التي تبدو وفق المعلومات الأولية لفريق التحقيق أنها قادمة من العراق أو إيران.

 انتظار نتائج التحقيق

وفي السياق ذاته لم يستبعد الرئيس الأميركي استخدام الحل العسكري لمعاقبة إيران جراء تورطها في هذه العملية بشكل مباشر، وأضاف في آخر تعليق له على حسابه في منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أن أميركا تنتظر تسمية المسؤول عن الهجوم من قبل المحققين للرد مؤكداً امتلاك أميركا أسبابا كافية تجعلها واثقة من معلوماتها حول المتورطين في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية. وكان ترمب قد لوح بالحل العسكري في وقت سابق لمعاقبة إيران التي اتهمها بشكل مباشر بتنفيذ العملية، وهو ما أكده بدوره وزير الخارجية الأمريكي بعد يومٍ من العملية.

ترمب نفى في تغريدة أخرى على تويتر الأخبار التي تحدثت عن استعداده لقاء روحاني بأي ثمن وقال أنه "أخبار كاذبة".

تعطل أكثر من نصف انتاج الشركة

وكان الهجوم على المنشأتين الكبيرتين قد تسبب في تعطيل إنتاج 5.7 مليون برميل يوماً كانت تتكفل المنشأتين بإنتاجها، وهو ما يعادل 60% تقريباً من الانتاج اليومي لشركة أرامكو التي تنتج ما يقارب 9 مليون برميل يومياً، الأمر الذي دفع بالأسعار للارتفاع قبل ان تمتص تصريحات أرامكو والخزانة الأميركية صدمة السوق بتأكيد قدرتهما على توفير امدادات بديلة إلى حين اصلاح المنشأتين. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر أن المنشأة لم تتعطل بشكل كامل، إلا أن الإنتاج من الجزء السليم منها قد تم إيقافه كإجراء احترازي، على أن تعاود عملها خلال الأيام القادمة، مما سيسمح بإعادة ضخ ما يقارب مليوني برميل يومياً إلى حين اصلاح بقية الأضرار التي ستستغرق عدة أسابيع لعودة المنشأتين للعمل بكامل طاقتهما الاستيعابية.

 

افتتاحية “بلومبيرغ” تطالب ترامب برد عسكري

واشنطن – وكالات/الإثنين 16 أيلول 2019

 تطرقت افتتاحية وكالة “بلومبيرغ” الإخبارية أمس، إلى الهجمات الإرهابية التي طالت منشأتي نفط تابعتين لشركة “أرامكو” في السعودية. واعتبرت الوكالة أن الهجوم الذي استهدف منشآت النفط والغاز في بقيق، أوقف نصف إنتاج المملكة أي ما يعادل ستة في المئة من الإمدادات العالمية، يشكل ضربة لأحد الشرايين الرئيسية للاقتصاد العالمي، داعية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد اجتماعها في نيويورك الأسبوع الجاري لحشد استجابة عالمية. وأضافت ان الأمر سيان سواء أكان الحوثيون أو الميليشيات الشيعية في العراق هي المسؤولة عن الهجوم، “لا فرق من الناحية الجيوسياسية”. وحضت الإدارة الأميركية على تقديم الأدلة على تورط إيران، قائلة: “يجب أن تتحرك إدارة ترامب بسرعة لتقدم الأدلة على مسؤولية إيران ولتضغط على المجتمع الدولي من أجل الاستجابة أو الرد بشكل موحد، خصوصا من القوى العالمية الكبرى كالصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا”.

 

ترمب: نعرف مرتكب «هجوم أرامكو»... ومستعدون للرد

واشنطن «الشرق الأوسط أونلاين»/الإثنين 16 أيلول 2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، أنّ الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" للردّ على الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين لأرامكو السعوديّة، والذي كانت واشنطن حمّلت إيران مسؤوليّته. وقال ترمب على حسابه في "تويتر"، إنّ "إمدادات النفط في السعوديّة تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للردّ على أساس عمليّة التحقّق، لكننا ننتظر من المملكة (السعودية) أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّهُ سبب هذا الهجوم، وبأيّ أشكال سنمضي قدماً". كما نفى ترمب ما تردد عن موافقته على الاجتماع بمسؤولين إيرانيين قائلاً: "الأنباء الكاذبة تقول إنني على استعداد للاجتماع مع قادة إيران "دون شروط". هذا غير صحيح (كالمعتاد!)". من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي، أنّه أجاز استخدام نفط الاحتياطي الأميركي الاستراتيجي بعد أن تسبّبت هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت شركة أرامكو بخفض إنتاج النفط الخام في السعودية وقال ترمب على حسابه في" تويتر": "نظراً إلى الهجوم على أرامكو السعوديّة والذي قد يكون له انعكاس على أسعار النفط، أجزتُ استخدام النفط من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، إذا دعت الحاجة، بكمّية يتمّ تحديدها لاحقاً".

 

واشنطن تنشر صوراً لآثار الهجوم على منشآت «أرامكو»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الإثنين 16 أيلول 2019

كشفت الحكومة الأميركية عن صور التقطتها أقمار صناعية واستشهدت بمعلومات استخبارية للتأكيد على وقوف إيران وراء الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية يوم السبت الماضي. وتسببت الهجمات بانفجارات أدت إلى اندلاع النيران في منشآت لشركة أرامكو في بقيق وخريص شرق المملكة. وتنفي إيران تورطها في هذه الهجمات التي أعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من طهران مسؤوليتها عنها. إلا أن مسؤولين أميركيين، لم تكشف هوياتهم، قالوا لوكالة «رويترز» للأنباء ووسائل إعلام أميركية إن الصور تظهر أن المنشآت النفطية ضربت من الغرب والشمال الغربي وليس من المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيا في اليمن، والواقعة إلى الجنوب الغربي، مما يشير إلى أن الهجمات جاءت من العراق أو إيران. ونفى العراق في مطلع الأسبوع شن الهجمات من أراضيه. وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أكد له في اتصال هاتفي يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تدعم موقف العراق. واتهم بومبيو إيران بتنفيذ الهجمات قائلاً إن طهران تقوم بدبلوماسية كاذبة، وإنه لا توجد أدلة على أن الهجوم جاء من اليمن. وتعليقاً على الهجمات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة ستساعد حلفاءها رغم استقلاليتها في مجال الطاقة. وكتب ترمب، على «تويتر»: «لا نحتاج إلى نفط أو غاز الشرق الأوسط، لدينا في الحقيقة عدد قليل جداً من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا». وكان ترمب قد غرد في وقت سابق اليوم قائلاً إنّ «إمدادات النفط في السعودية تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للردّ على أساس عملية التحقق، لكننا ننتظر من المملكة (السعودية) أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّه سبب هذا الهجوم، وبأي أشكال سنمضي قدماً».

 

أمين عام حلف الأطلسي يتهم إيران بـ«زعزعة» المنطقة وأعرب عن «قلق بالغ» إزاء تصاعد التوتر

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/الإثنين 16 أيلول 2019

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عن «قلق بالغ» إزاء تصاعد التوتر بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين سعوديتين في نهاية الأسبوع، متّهماً إيران بـ«زعزعة» المنطقة. والتصريحات التي أدلى بها ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية للأنباء، هي الأولى حول الهجوم الذي تبنته ميليشيا الحوثي الانقلابية، بينما حمّلت الولايات المتحدة إيران المسؤولية عنه. كان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، قد ناشد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، بعد الهجوم على ناقلات النفط في مضيق هرمز في يونيو (حزيران) الماضي، التنديد علناً بأفعال إيران العدائية، والمشاركة في خطة لضمان سلامة الممرات المائية الاستراتيجية في الخليج. وتعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة «أرامكو» السعودية في بقيق وهجرة خريص لهجوم السبت الماضي. وأكد مسؤول أميركي كبير لوكالة «رويترز» للأنباء، في وقت سابق، أن نطاق ودقة الهجمات تجاه منشآت «أرامكو» يُظهران أنها لم تكن من تنفيذ ميليشيا الحوثي في اليمن، وأنها جاءت من اتجاه غربي - شمالي غربي، وليس اليمن في الجنوب. وأضاف المسؤول: «لا يوجد شك في أن إيران مسؤولة عن هذا، مهما تحاول أن تغير ذلك، لا مجال للهروب، لا احتمال آخر، الدليل يشير إلى أنه لا يوجد اتجاه آخر غير مسؤولية إيران عن هذا».

 

إيران: لا اجتماع بين روحاني وترامب بالأمم المتحدة

«الحرس» احتجز سفينة بالخليج ويفرج عن ناقلة بريطانيا

طهران، عواصم – وكالات»/الإثنين 16 أيلول 2019

 أكدت إيران أمس، أنه لن يكون هناك اجتماع بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الاميركي دونالد ترامب في الامم المتحدة، وذلك بعد أن أبقى البيت الأبيض على احتمال عقد لقاء من هذا القبيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إنه “لا يوجد شيء من هذا القبيل، على جدول أعمالنا ولن يحدث”.

ونقل موسوي عن روحاني قوله: “نحن لا نسعى من خلال اللقاءات لالتقاط الصور، بل يجب إن يكون اللقاء وفقا لجدول اعمال ونتائج ملموسة، لذا فإن مثل هذه التكهنات لا وجود لها في جدول أعمالنا”. وحول زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال موسوي: “لو توافرت الظروف سيرافق ظريف الرئيس روحاني خلال هذه الزيارة”. وعلق على الاتهامات الأميركية لإيران بالمسؤولية عن الهجوم على منشآت نفطية سعودية، بالقول إنها “لا أساس لها… وتعبر عن الفشل”. ورفض تصريحات السيناتور الجمهوري لينزي غراهام التي طالب فيها الولايات المتحدة، بأن “تضع على الطاولة هجوما على مصافي النفط الايرانية، واصفا إياها بأنها “هراء”. على صعيد آخر، توقع موسوي الإفراج قريبا عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة “ستينا إمبيرو”، قائلا: إن “الإجراءات القانونية والقضائية انتهت تقريبا، ويُتوقع الإفراج عن الناقلة قريبا”.

من جهة أخرى، قال موسوي انه “يجري حاليا تنفيذ الخطوة الثالثة من تخفيض طهران التزامها النووي، والخطوة الرابعة قيد الإعداد”. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي: إن “رفع كل العقوبات شرط مسبق لا مجال للتخلي عنه لبدء ديبلوماسية بناءة. نحن نعقد اجتماعات عندما نكون متأكدين من أن مشكلات شعبنا يمكن حلها”. وأضاف ربيعي أن “العقوبات يجب أن ترفع، والولايات المتحدة يجب أن تحترم الامة الايرانية”.

على صعيد آخر، عبر ربيعي عن استعداد بلاده للتعاون مع الامم المتحدة والدول الساعية للسلام والاستقرار في اليمن. في المقابل، قلل الرئيس الاميركي دونالد ترامب من فرص الاجتماع مع مسؤولين إيرانيين، قائلا: إن التقارير التي أفادت بأنه سيفعل ذلك دون شروط غير دقيقة.

من جانبه، رفض البيت الأبيض استبعاد عقد اجتماع بين ترامب وروحاني، وقالت المستشارة بالبيت الأبيض كيليان كونواي، إن ترامب لديه العديد من الخيارات المطروحة على طاولة المناقشات.

في غضون ذلك، أعلن “الحرس الثوري” الايراني عن احتجاز سفينة في الخليج، لمزاعم تهريبها وقود الديزل للامارات. وقال قائد المنطقة الخامسة للقوى البحرية التابعة للحرس الثوري علي عظمائي، إنه “تم ضبط سفينة تحمل 250 ألف لتر من الديزل المهرب، قبالة محافظة هرمزكان جنوب إيران”.

 

التحالف»: أسلحة إيرانية استُخدمت في الهجوم على معملي «أرامكو»

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/الإثنين 16 أيلول 2019

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم (الاثنين)، تورط إيران في الهجوم الإرهابي الكبير الذي استهدف إمدادات الطاقة العالمية والأمن الاقتصادي العالمي بمعامل النفط في بقيق وخريص، شرق السعودية، السبت الماضي. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، خلال مؤتمر صحافي بالرياض: «التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في هجومي خريص وبقيق، إيرانية»، مبيناً أن «نتيجة التحقيقات إضافة إلى صور الأسلحة ستُعرض قريباً». وأضاف العقيد المالكي: «لم يكن الهجوم الإرهابي من الأراضي اليمنية كما تبنّى الحوثيون، حيث إن هذه الميليشيات هي مجرد مطايا لتحقيق أجندة ورغبات الحرس الثوري والنظام الإيراني الإرهابي». وبيّن أن «ميليشيا الحوثي الإرهابية لا تزال تحاول استخدام الأسلحة النوعية سواء كانت صواريخ باليستية أو طائرات من دون طيار كما حدث في الهجوم الأخير، وكان هناك محاولات مستمرة في الفترة الماضية لاستهداف الأعيان المدنية والمطارات بما فيها مطار أبها الدولي وجازان ونجران بعدد من الطائرات خلال الفترة الماضية». وشدد العقيد المالكي على قدرة قوات التحالف على مواجهة هذه الاعتداءات، والدفاع عن المنشآت الحيوية. من جانبه، أفاد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بأن تبني ميليشيا الحوثي للهجوم على منشأتي «أرامكو»، «يبعد اليمن عن السلام».

وأكد غريفيث أن «السعودية وسيط لا غنى عنه لحل الأزمة في جنوب اليمن». وأدانت دول ومنظمات وهيئات دولية الاعتداء الذي استهدف معملين تابعين لشركة «أرامكو» بطائرات «درون» مسيّرة، مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي من شأنه الإضرار بأمن المنطقة والخليج والاقتصاد العالمي.

 

ولي العهد السعودي: تأثير التهديدات الإيرانية يصل إلى العالم

جدة: «الشرق الأوسط أونلاين»/الإثنين 16 أيلول 2019

أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، اليوم (الاثنين)، أن التهديدات الإيرانية ليست موجهة ضد المملكة فحسب، وإنما تأثيرها يصل إلى الشرق الأوسط والعالم. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الذي أكد على دعم بلاده الكامل للسعودية في موقفها تجاه الاعتداءات الأخيرة التي تمت على معملين نفطيين في بقيق وخريص. وأشار مارك إسبر إلى أن بلاده تدرس كل الخيارات المتاحة لمواجهة هذه الاعتداءات على المملكة. وأشاد وزير الدفاع الأميركي بدور السعودية في دعم الجهود الدولية للتصدي للخطر الإيراني في تهديد الملاحة البحرية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوطُ «حلّ الدولتين» في لبنان

سجعان قزي/الجمهورية/الإثنين 16 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78553/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7%d9%8f-%d8%ad%d9%84%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/

حصلت أخيرًا خمسُ ظواهرَ تَـهُــزُّ الوِجدانَ الوطنيَّ:

1) إعلانُ السيد حسن نصرالله الانتسابَ والولاءَ المطلَقين لإيران ومرشدِها على حسابِ انتمائِه اللبنانيِّ، كأنّه يُطلقُ الدولةَ الإسلاميّةَ في لبنان الواردةَ في وثيقةِ حزب الله التأسيسيّة.

2)تضامنُ المسلمين، على اختلافِ مذاهبِهم، مع اللاجئين الفِلسطينيّين في موضوعِ العملِ ليتَساوَوا باللبنانيّين في الحقوقِ المدنيّة والاجتماعيّة، فيكتمِلُ التوطينُ حتمًا.

3)الاختلافُ على أساسٍ طائفيٍّ حيالَ موضوعِ عودةِ النازحين السوريّين سريعًا إلى بلادِهم.

4) الدفاعُ السُنّيُ عن السلطنةِ العُثمانيّة ضِدَّ تاريخِ لبنان ونفيُ ظُلمِها.

5) سكوتُ الشرعيّةِ اللبنانيّةِ عن مختلفِ هذه الظواهر والتعاطي معها كأنّها أحداثٌ متفرّقةٌ، في حين أنَّ كلَّ ظاهرةٍ منها كافيةٌ لفَسْخِ عقدٍ وطنيّ.

إذا كان لا يَجوز تضخيمُ الأمورِ، لا يجوز بالمقابلِ تسخيفُها.

من أجل تفادي المواجهةِ، اعتَدْنا في لبنان، دولةً وشعبًا، الاستخفافَ بالأخطاءِ واختلاقَ الأسبابِ التخفيفيّةِ، فوقَعنا في الأعظم.

هل اتُّفِق سنةَ 1920 على إحياءِ الكيانِ اللبناني في دولةٍ لبنانيّةٍ واحدةٍ أم في مجموعةِ دولٍ وهوّيات؟

هل جرى في «وثيقةِ الطائف» سنةَ 1989 الاعترافُ بــ«لبنان وطنًا نهائيًّا» أم بنهايةِ لبنان؟

وهل رُفِع سنةَ 2005 شعارُ «لبنانُ أوّلًا» أم شعارُ «لبنانُ أخيرًا»؟

هل تَمَّ التسامحُ مع سلاحِ حزب الله من أجلِ تحريرِ الجنوب أم من أجلِ إعادةِ الاحتلالِ والحروبِ إلى لبنان؟

لم نَعد نعيشُ في ظلِّ تعدديّةِ الطوائفِ الصابرةِ على بعضِها البعض، إنما في ظلِّ تعدديّةِ المشاريعِ الطائفيّةِ المتصارعةِ في ما بينَها من جِهة، ومع الكِيانِ اللبنانيّ من جهةٍ أخرى.

لم نَعد نعيشُ في ظلِّ سلاحٍ غيرِ شرعي يجبُ استيعابُه في الدولة، إنما في ظلِّ مشروعٍ عسكريٍّ/عقائديٍّ هو الذي استوعَب الدولة.

لم نَعد نعيشُ في ظلِّ تيّاراتٍ أصوليّةٍ وتكفيريّةٍ عابرةٍ، إنّما في ظلِّ جماعاتٍ تَحمِل مفهومَ حكمٍ يَنقُض قوانينَ الدولةِ المدنيّةِ وتقاليدَها الإسلاميّةَ والمسيحيّة.

لم نَعد نعيشُ في ظلِّ انقسامٍ مسيحيٍّ/إسلاميٍّ، ولا حتى في ظلِّ انقسامٍ سُنّيٍ/شيعيّ، إنما في ظلِّ انقسامٍ وطنيٍّ وحضاريٍّ حادٍّ جَعل مُجملَ فكرةِ لبنان باطلةً ومُلغاة.

لو أتت هذه الظواهرُ السلوكيّةُ قبل اتفاقِ الطائف لوضَعناها في خانةِ المطالبةِ بتعديلِ الدستورِ والإطاحةِ بهوّيتِه اللبنانيّةِ وبالمارونيّةِ السياسيّةِ.

أمّا وأنَّ الدستورَ تعدّلَ وتَنازل المسيحيّون، والموارنةُ تحديدًا، في الطائف، فلا يَسعُنا إلّا أن نضعَ هذه السلوكيات في إطارِ القضاءِ على ما بَقي من ذلك الـــ«لبنان» الحضاريّ.

ولو أتت هذه الظواهرُ السلوكيّةُ في عِشريناتِ وثلاثيناتِ القرنِ الماضي لوَضَعْناها في حسابِ التدرُّجِ على الوطنيّةِ اللبنانيّة.

أَما أنْ يبقى الولاءُ الوطنيُّ منقوصًا، بل مفقودًا، بعد مئةِ سنةٍ على نشوءِ هذه الدولةِ، فالمسألةُ تَخطَّت التدرّجَ إلى عدمِ إيمانِ جماعاتٍ متعدِّدةِ الطوائف بهذه الدولةِ اللبنانيّةِ تحديدًا؛ وتخطّت كذلك إشكاليّةَ الولاءِ للبنان إلى حالةِ الانفصالِ عن باقي المجتمعِ اللبنانيّ المكوّنِ، هو أيضًا، من مواطنين مسلمين ومسيحيّين يؤمنون بلبنان ويريدون الحياةَ معًا. وهذه هي بيئتي.

صار واضحًا أنَّ بعضَهم يَرفض الدولةَ القائمةَ، ويَعمل على تأسيسِ دولةٍ تُشطَبُ من صَكِّها التأسيسيِّ عبارةُ «لبنان البطريرك الحويك»، ومن وثيقةِ استقلالِها بشارة الخوري ورياض الصلح، ومن تاريخِها النضاليِّ بشير الجميل، ومن نهضةِ عمرانِها رفيق الحريري، ومن انتفاضتِها الاجتماعيّةِ الإمام موسى الصدر.

ورغم ذلك، يأتونَك، بوقاحةٍ ما بعدَها وقاحةٌ، يُحدّثونك عن سعيِهم لإلغاءِ الطائفيّة، فيُحقّقون باسمِ فكرةٍ تقدميّةٍ مشروعًا رَجعيًّا.

نَشهَد اليومَ انقلابًا بغطاءٍ شرعيٍّ على الدولةِ، فَتمَّ تجويفُ مؤسّساتِها والتحكّمُ بقادتِها والسيطرةُ على قراراتِها ومصادرةُ ثرواتِها، تارةً باسمِ «التسويةِ» وطورًا باسمِ السلاح.

وبالمناسبةِ، ما نُسمِّيه هدرًا وفسادًا هو عمليًّا مصادرةُ ثرواتِ الدولةِ المركزيّةِ ونقلُها إلى دولةٍ قيدَ التأسيس.

وبانتظارِ انتهاءِ تحضيراتِ التسلُّمِ والتسليم، تركوا للمسؤولين الشرعيّين الإقامةَ الاختياريّةَ وأُبَّهةَ البرتوكول قبلَ الإطباقِ الكاملِ على البلد.

وتركوا للناسِ الترَفَ والبذخَ والسهرَ والخمرةَ والحياةَ الاجتماعيّةَ الزائفةَ والآنيّة.

قالوا لهم: غَنّوا ونحن نَغتني، ارْقصوا ونحن نَحكُم، اصْرفوا ونحن نَجبي، استسلِموا ونحن نَستَلِم، تخاصموا ونحن نُلمْلِمُكم. هكذا كانت حالُ بيئةِ الـمَلَكيَّةِ الفرنسيّةِ عشيّةَ سقوطِها أمام الثورة، وهكذا كانت حالُ بيئةِ قياصرةِ روسيا عشيّةَ انهيارها أمامَ الثورة البولشيـﭭـية. حين يَسقُط المجتمعُ تَسقُط الدولة.

مجتمعُنا الصيغويُّ، وهو الأكثريّةُ المتخاذِلةُ، مبهورٌ بقشور الحياةِ، والآخرون يسيرون بخطى ثابتةٍ نحو إنشاءِ لبنانٍ خاصٍّ بهم وبعقيدتِهم وبديمغرافيّتِهم وبنمطِ حياتهم.

نشهد اليومَ في لبنان تحوّلًا من مرحلةِ التعايشِ مع النظامِ اللبنانيِّ إلى مرحلةِ إلغاءِ هذا النظام. ويترافقُ هذا التحوّلُ الداخليُّ مع تحوّلاتٍ إقليميّةٍ إِذ تَمكّنت إيران من مدِّ نفوذِها في بلاد المشرِق واليمن وهو إنجازٌ لم يَسبقْها إليه أحد، ونَجحت إسرائيل، بدعمٍ أميركيٍّ، في وقفِ مسارِ إنشاءِ دولةٍ فِلسطينيّة.

لكنَّ المؤسفَ أنَّ إلغاءَ «حلّ الدولتين» يُطبَّقُ في لبنان أيضًا، حيث تبدو دولةُ لبنان الشرعيّةُ كأنّها «إدارةٌ محليّةٌ» في دولةٍ أخرى.

لا تزول الأوطانُ من الجغرافيّة، ولو تَعدّلت مساحتُها، بل من التاريخ. وتزولُ من التاريخِ حين يزولُ دورُها.

ويزولُ دورُها حين تَحيدُ عن ثوابتِها ورسالتِها وتَضعُف سلطتُها.

وهذه حالُنا في لبنان، بالإذْن من شعارِ الــ10452 كلم².

فَقدنا نُقطةَ الارتكازِ التي كان اسمُها الشراكةَ الوطنيّةَ في دولةٍ ديمقراطيّةٍ، ميثاقيّةٍ، مدنيّةٍ وعصرية.

فالتعايشُ لا ينجح في المكان إذا لم تُسْعفه وِحدةُ الزمان.

التطوّرُ جَمع الجغرافيا لكنّه لم يَجمع الزمان ولو قَصّرَ المسافة.

لا يكفي التفرّجُ على هذا التحوّلِ الخطيرِ من الشُرفات.

لا يكفي نقلُ مسؤوليّةِ المعارضةِ من طرفٍ إلى طرفٍ آخَر، ومن مرجِعيّةٍ دُستوريّةٍ إلى مرجِعيّةٍ دستوريّةٍ أخرى.

يُفترض باللبنانيّين المؤمنين بلبنان 1920 و1943 أن يَتداعوا إلى تظاهرةٍ مليونيّة، فينزل أهالي القرى إلى ساحاتِهم وأهالي المدنِ إلى شوارعِهم لتجديدِ إعلانِ الإيمان بلبنان.

 

 إيران تلعب بنيران الحرب

صلاح سلام/اللواء/الإثنين 16 أيلول 2019

العبث الإيراني بأمن الخليج العربي تجاوز حدود المناورات المتذاكية، إلى محاولات جر المنطقة بأسرها إلى مواجهة حربية، رغم كل ما تحمله مثل هذه الحرب من مخاطر وتداعيات مدمرة على إيران نفسها أولاً.

لم يعد ثمة مجال للتلطي الإيراني بالحوثيين، تارة، وبغيرهم من الميليشيات تارات أخرى، لأن غارة الطائرات المسيّرة على مجمع بقيق النفطي في السعودية، هي عمل عسكري إحترافي، يتجاوز قدرات الميليشيات التجهيزية والتدريبية والتقنية واللوجستية، وتؤكد من جديد الإصرار الإيراني على الإبقاء على أجواء التوتر والعداء مع دول الجوار. العدوان الإيراني على مجمع أرامكو، ليس إعتداء على السعودية وحدها، بقدر ما هو إعتداء وتحد سافر ضد المجتمع الدولي، من أميركا وأوروبا إلى الصين، المستفيد من الإمدادات النفطية السعودية التي تُصدّر بمعظمها من المجمعين المستهدفين بعشر طائرات مسيّرة إيرانية، تردد أنها إنطلقت من الأراضي العراقية! والرد على مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تبقى مسؤولية دولية بالدرجة الأولى، لأن الغارة الإيرانية تهديد سافر للأمن والسلام العالميين، فضلاً عن إرتداداتها السلبية على الإقتصاد العالمي، سواء من حيث إرتفاع أسعار النفط، أو التأثر المباشر لاقتصاديات الدول التي تعتمد النفط السعودي في صناعاتها وحاجياتها اليومية. أصبح واضحاً أن الإختلاف الأميركي الأوروبي في التعامل مع ملف العقوبات ومتفرعاته، أفسح مجال المناورة أمام إيران التي يبدو أنها تراهن على هذا التباين الأميركي - الأوروبي، إلى جانب الإعتبارات التي تقيد حركة الحلفاء الغربيين في مياه الخليج، وفي مقدمتها دخول الرئيس الأميركي ترامب في دوامة الإنتخابات الرئاسية، والتي تتعطل خلالها ماكينة إتخاذ القرارات الكبيرة، إلى جانب الإرباكات المهيمنة على الحكومة البريطانية بسبب ملف الخروج من «البريكست»، والمشاكل الإقتصادية التي تحيط بحكومة المستشارة الألمانية ميركل عشية الإنتخابات النيابية.

غير أن إستمرار التردد الغربي في التعامل مع التصرفات الإيرانية، من شأنه أن يشجع طهران على الذهاب بعيداً في تحدي القرارات الدولية، وقواعد سياسة حسن الجوار مع الدول العربية، والإمعان في زلزلة أمن المجتمعات العربية والأجنبية.

لسنا من دعاة الحرب على إيران، ولكن لا بد من خطوات تضع حداً للمغامرات الإيرانية، وما تمارسه من إعتداءات تهدد الإمدادات النفطية وسلامة الملاحة في منطقة الخليج العربي، سواء عبر الإعتداءات المتكررة على المنشآت النفطية السعودية، بإسم الميليشيات الحوثية، أو من خلال مصادرة الناقلات النفطية العابرة في مياه الخليج، وذلك رغم وجود كل هذا الحشد العسكري البحري الأميركي - الأوروبي في المنطقة. ويبدو أن الحديث عن لقاء محتمل بين الرئيسين الأميركي والإيراني في إطار المساعي الديبلوماسية التي تبذلها فرنسا واليابان للخروج من الأزمة الراهنة مع إيران، قد شجع بعض أطراف السلطة في طهران على مثل هذه الإستفزازات، بحجة العمل على تحسين شروط التفاوض مع ترامب، ولو من باب تعريض أمن الإمدادات النفطية للخطر، دون التحسب للمضاعفات المتوقعة على مصير اللقاء الرئاسي، أو على صعيد تشديد العقوبات. بيانات الإدانة والإستنكار لم تعد تكفي لردع طهران عن المضي في سياسة حافة الحرب، لأن النيران في حال إشتعالها سيصيب أوارها الجميع، ليس في المنطقة وحسب، بل وفي العالم كله!

 

استهداف السعودية بندٌ إيرانيٌّ ثابت

غسان شربل/نداء الوطن/الإثنين 16 أيلول 2019

استهداف السعودية بندٌ ثابتٌ وقديمٌ على طاولة صاحب القرار في النظام الإيراني الحالي. إنها حقيقة أكدتها الأحداث على مدار عقود. استهداف السعودية ليس قراراً مؤقتاً أو عابراً. إنه خيار يتعلق بطبيعة النظام القائم في طهران ونظرته إلى الآخرين لا سيَّما الدول المجاورة.

حاولت السعودية على مدار عقود استكشاف أي إمكانية لتغيير هذا المسار. التقطت أي إشارة يمكن أن تعدَ بسياسة إيرانية عقلانية أو واقعية. اعتمدت سياسة اليد الممدودة حين تحدث البعض عن واقعية رفسنجاني. وحدث الأمر نفسه لدى شيوع الكلام عن مرونة محمد خاتمي. لم تتردد الرياض في اعتماد سياسة اليد الممدودة حيال أحمدي نجاد. وكانت التطورات تُظهر مرة بعد أخرى أن جوهر السياسة الخارجية موجود في مكتب المرشد لا في مكتب الرئيس. وثمة من وصل إلى حدِّ الاعتقاد بأن الواقعية العابرة التي يبديها الرؤساء أحياناً هي مجرد مساحيق لإخفاء حقيقة النظرة الإيرانية إلى السعودية، وهي نظرة المرشد الذي يأتمن «الحرس الثوري» على تنفيذ السياسات الراسخة في كتابه.

تعاملت السعودية بمسؤولية عالية مع اعتداءات أمنية حصلت على أراضيها أو استهدفت دبلوماسييها ومصالحها في الخارج. سعت إلى منع التصعيد وتفادي الانزلاق إلى مواجهات علنية تضاعف المخاطر في إقليم متوتر أصلاً. وكانت الرياض تراهن على أن يستنتج أصحاب القرار في طهران أن أوهام القوة مؤذية للجميع وليس فقط للآخرين. وأن لغة العداوة تصبُّ الزيت على النار وتضاعف التوتر المذهبي والسياسي والأمني.

حاولت طهران مراراً إخفاء حقيقة سياستها المعادية للسعودية عبر التحدث عن حسن الجوار والدور المشترك في تأمين الخليج وأمن الطاقة. لكن التحركات على الأرض كانت تدلل سريعاً على أن هذه الدعوات الإيرانية إلى أفضل العلاقات بين دول المنطقة كانت جزءاً من الحرب الإعلامية والدبلوماسية التي لا بدَّ من أن تواكب الحملة المفتوحة على الأرض.

ثمة مشكلة عميقة في العلاقات بين إيران والسعودية. مشكلة حاضرة أيضاً بين إيران وغالبية دول المنطقة والعالم. في عالمنا الحالي تبنى العلاقات بين الدول استناداً إلى مبادئ القانون الدولي والمصالح المتبادلة. لإرساء ذلك لا بدَّ من أن يكون مفهوم الدولة هو الغالب. المشكلة أن إيران تتوكأ على منطق الدولة حين تجد مصلحتها في ذلك لكن جوهر سياستها يبقى كامناً في منطق الثورة التي ترفض العيش ضمن خريطتها وترفض الاعتراف بالحصانة التي يعطيها القانون الدولي لخرائط الآخرين. وما كان الأمر ليشكل معضلة لو أن إيران بنت على أرضها نموذجاً سياسيا أو اقتصاديا جاذباً يمكن استلهامه طوعاً ولا تروِّج له خارج لغة الدبلوماسية والإعلام. لكن الذي حدث هو أن طهران حاولت وبذرائع مختلفة التسلل إلى أراضي الآخرين لفرض قدر من نموذجها، وبما يكفي لجعل الدول المستهدفة تدور في فلكها. هذه الاختراقات القسرية وبوسائل من خارج أصول التخاطب بين الدول المستقلة والسيدة حولت التدخلات الإيرانية نهجاً لزعزعة الاستقرار. لا نحتاج هنا إلى سوق الأمثلة. تزايد النفوذ الإيراني في هذه العاصمة أو تلك لم يؤدِ إلى إشاعة استقرار أو التمهيد لازدهار، بل أدَّى إلى إشاعة التوتر وتجويف الدول من مقوماتها الأساسية وزرع أسباب التوتر في علاقاتها بالعالم.

دول كثيرة، وبينها السعودية، حاولت فعلاً بناء علاقة طبيعية مع إيران. لكن هذه الدول اصطدمت باكتشاف أن الدولة الإيرانية ومؤسساتها ما هي إلا عباءة تتحرك تحتها سياسة الثورة التي تجيز لنفسها اختراق خرائط الآخرين والسعي إلى تبديل التوازنات على أرضهم وفي عواصمهم. والواضح هو أن إيران تتصرف كأنها ثورة تخشى التحول إلى دولة، لأن مثل هذا التحول ينسفُ مشروع الانقلاب الكبير المبني على تصدير الثورة.

في إطار سعيها لتنفيذ برنامج الانقلاب الكبير في المنطقة، اعتبرت إيران السعودية عائقاً كبيراً أمام برنامجها وطموحاتها، عائقاً خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، عائقاً لما تتصف به السعودية من ثقل إسلامي وعربي ودولي. ثقل اقتصادي وسياسي تواكبه شبكة من العلاقات الإقليمية والدولية مبنية على خيار الاعتدال والتعاون والحضِّ على الحوار والتفاهمات، وهو ما تجلَّى في أدوار الوساطة التي قامت بها في دول عدة. ولهذا السبب بالذات كان تطويق السعودية بنداً ثابتاً على طاولة الصانع الحقيقي للقرار في إيران. اعتبرت طهران الحالية أن إضعاف الحلقة السعودية يشكل مدخلاً ضرورياً للإمساك بقرار المزيد من العواصم أو على الأقل امتلاك القدرة على تعطيل قدرتها على القرار. وكانت الحلقة الأبرز التي كشفت على نحو لا لبس فيه برنامج تطويق السعودية بالميليشيات والجيوش الصغيرة العابرة للحدود بأفرادها أو صواريخها وطائراتها المسيرة، حلقة الانقلاب الحوثي. وأدركت السعودية منذ اللحظة الأولى أن إيران تحاول تحويل الحوثيين وكيلاً دائماً في زعزعة الاستقرار واختراق الخرائط، ولهذا تجاوبت مع نداء الشرعية اليمنية.

واضح أن السعودية مستهدفة بسبب حاضرها واعتراضها على سياسة تحويل خرائط عربية منصاتٍ لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة على أهداف عربية. والسعودية مستهدفة أيضاً بسبب ما يمكن أن يكون عليه مستقبلها في ظل التحول الكبير الذي تعيشه.

في هذا السياق، يمكن فهم العدوان على منشأتي النفط السعوديتين التابعتين لشركة «أرامكو». إنه تصعيد واسع وخطر والبصمات على الرسالة واضحة مهما نفت طهران. يدلُّ هذا التصعيد على مدى التوتر الذي يعيشه النظام الإيراني بفعل سياسة «الضغط الأقصى» الأميركية. إنه صبٌّ لمزيد من الزيت على نار المنطقة بهدف امتحان الإدارة الأميركية وتذكير واشنطن بقدرة طهران على تهديد إمدادات الطاقة، وجعلها رهينة إضافية في الأزمة المفتوحة. ردود الفعل العربية والدولية الداعمة للسعودية رداً على هذا العدوان تؤكد مرة أخرى حجم الهوة بين قاموس النظام الإيراني وقاموس القانون الدولي. بمضاعفة هذا النوع من الرسائل لا تترك إيران للسعودية إلا خيار توظيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي لوضع المزيد من العوائق أمام الانقلاب الإيراني الكبير. وفي هذا السياق تملك السعودية الإرادة والقدرة، علاوة على ترسانة علاقات دولية مبنية على قاعدة دورها في إبقاء أمل الاستقرار والازدهار حياً في المنطقة.

 

لبنان: انقسام طائفي متوقع في ملف الوظائف

سناء الجاك/الشرق الأوسط/الإثنين 16 أيلول 2019

جدد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، بعد إعادة انتخابه رئيساً لـ«التيار الوطني الحر»، التذكير بـ«وجوب المناصفة في وظائف الدولة بكل درجاتها بين المسلمين والمسيحيين، وليس فقط وظائف الفئة الأولى»، كما ينص الدستور.

أتى ذلك في وقت يفترض أن يبحث البرلمان، الشهر المقبل، في تفسير المادة 95 من الدستور المتعلقة بالمناصفة، بهدف تعديلها، حسب الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مجلس النواب.

ومن المتوقع أن يتوحد موقف النواب المسلمين ضد طرح عون، وصولاً إلى انقسام جديد بين أهل السلطة على خلفية طائفية. ويقول الوزير السابق سجعان قزي لـ«الشرق الأوسط»، إن «لبنان قائم على جمع الطوائف للمشاركة في الحكم. إلا أن المشكلة أصبحت تتعدى الطوائف إلى زعماء يفتقدون الحس الوطني والمسؤولية الأخلاقية. وتجمع الطوائف قبل عام 1975 أنتج دولة ومؤسسات. وكانت الشكوى أقل مما هي عليه اليوم. وقد تغير الوضع على الصعيدين الإسلامي والمسيحي بسبب الزعماء الحاليين». ولفت إلى أنه «لا يمكن للمسيحي اللبناني أن يخطو خطوة باتجاه دولة مدنية ما لم يتقدم المسلم قبله نحو هذا الاتجاه، لأن لبنان في محيط متطرف سنياً وشيعياً. والحالات القومية العربية التي قادها المسيحيون مطلع القرن الماضي سقطت أمام التطرف الديني».

ويقول رئيس «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» زياد عبد الصمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللغط الذي يحصل بشأن المادة 95 يكمن في المحاصصة من خلال الطائفية السياسية لوظائف الدولة. والنظام الحالي يفرز حكومة طوائف في بلد يتحكم بأحواله الشخصية 15 قانوناً مختلفاً. والحديث عن تعديل المادة 95 قد يلغي التوزيع الحالي، لكنه يبقي هيمنة الطوائف». ويحذر عبد الصمد من «إثارة حقوق الطوائف، بما قد يؤدي إلى الصراع العددي. وأخطر ما يثيره بعض السياسيين المسيحيين اليوم هو الكلام عن حقوق المسيحيين، والإضاءة على أمور ليست من مصلحتهم، ليُذَكروا الآخرين الذين أوقفوا العد بواقع الديموغرافيا الحالي. كما أن الصراع في المنطقة القائم على تحالف الأقليات يسيء إلى مسيحيي لبنان، إن هم انخرطوا فيه. فهم سكان لبنان قبل قدوم المسلمين، وهم أسسوا الدولة اللبنانية، وحقوقهم هي في الدفاع عن هذه الدولة، وليس المطالبة بحصة أكبر، وعليهم الانتباه إلى أنهم في بلد رماله متحركة. وحصة المسيحيين لا يستفيد منها المسيحيون كشعب، وإنما من يدعي أنه المسيحي الأقوى، المشكوك أصلاً بقوته».

ويذكِّر قزي بـ«أننا نعيش في نظام ديمقراطي بكل شوائبه. والذين يملأون الدولة بالمناصب هم نتاج المواطن الذي انتخبهم. والدولة أفضل من المواطن. وحينما يأتيها رجال شرفاء وأقوياء تتقدم، في حين أن المواطن كلما أُعطي فرصة، يختار، وبكل وعيه، الأسوأ ليمثله، أو هو يختار الأشخاص نفسهم الذين كان يشكو منهم، عندما يمارس حقه في الانتخابات. والمفارقة أن دولة تعتمد النظام الديمقراطي تسلك طريق التراجع إلى 40 سنة خلت. بالتالي تقع مسؤولية هذا التراجع على الشعب. لو أن الدولة ديكتاتورية، يمكن اتهام الحاكم بما يحصل فيها».

إلا أن عبد الصمد يشير إلى أن «الصيغة المتوارثة منذ عام 1943 تغلِب حقوق الطائفة على حقوق المواطنة. والمواطن الذي يتحكم به قانون أحوال شخصية طائفي، لا مكان يحتمي به ويحفظ له حقوقه إلا الطائفة، فالمواطنون مجردون من أي حقوق أخرى، وتحديداً بوجود قانون انتخاب عاطل».

ويرى الكاتب والباحث سعد كيوان، في ندوة أقامها «مركز بوليتكا»، أنه «كلما كان المسيحيون ينكفئون، أو يساوم أحدهم على الثوابت بخيارات طائفية أو فئوية، كان مصيرهم التهميش، أو الغرق في الإحباط. فمعركة استعادة سيادة الدولة وقرارها الحر لم تنته، إذ اندفع فريق مسيحي إلى التحالف مع من يقيم دويلة داخل الدولة، أي مع (حزب الله) الذي يعمل على تسلم القرار اللبناني، ويمنع قيام الدولة، ويضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية».

وسأل: «ماذا حل اليوم بحقوق المسيحيين الذين يدعي التيار المسيحي الأقوى المطالبة بها بعد مضي ثلاث سنوات على وجود عون في السلطة؟ مواجهة مع الدروز، وابتزاز للسنة، ونار تحت الرماد مع قسم من الشيعة، واستياء لدى الأرثوذكس، وخلاف مع معظم العرب... فهل حقوق المسيحيين ودورهم يختزل بالاستئثار بالسلطة؟ وهل المطلوب رئيس مسيحي صوري لدولة سليبة القرار؟».

 

جعجع الذي يصعب على المعادلة هضمه

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 16 أيلول 2019

ليس اعتراض حزب القوات اللبنانية على التعيينات القضائية هو الاول، ولن يكون الاخير في دولة لها الآن زمانها ورجالها. مشكلته الدائمة، في كل دولة وزمان ورجال، ان اياً من الافرقاء الآخرين يصعب عليه هضمه في المعادلة السياسية

سمير جعجع هو احد اربعة زعماء عاصروا مرحلة مشتركة منذ مطلع الثمانينات ولا يزالون في صدارة الحدث: اقدمهم في دخول المعترك وليد جنبلاط (1977)، ثم نبيه بري (1980)، ثم جعجع (1983)، ثم ميشال عون (1984). ثابتتان منذ فصول الثمانينات ومتغيران منذ فصول التسعينات. الاول زعيم الدروز والثاني زعيم الشيعة قبل انتخابه رئيساً لمجلس النواب. اما الاخيران فانخرطا في مغامرات وضعتهما في صلب الحدث احياناً، وعلى هامشه في احايين اخرى، كسجن جعجع 11 سنة ونفي عون 14 سنة. مع ذلك، فإن الزعماء الاربعة الذين تقاتل بعضهم مع بعض بالجملة، كجنبلاط وبري، وجعجع وعون، وجنبلاط وبري في مواجهة كل من جعجع وعون فرادى ومعاً، ليسوا الآن كما منذ منتصف الثمانينات متساوين في ادارة معادلة التوازنات الداخلية. لا يزال جنبلاط زعيم المختارة الذي يحتاج اليه الحلفاء والخصوم، وبات بري مفتي الجمهورية والمرجع الذي لا غنى عن الاحتكام الى حلوله، وعون رئيساً للجمهورية تتويجاً لمسار استثنائي. بذلك اضحى كل من الثلاثة هؤلاء، في موقعه، مرجعاً لا غنى عنه وحاجة للآخرين اليهم في كل حين تقريباً. اما رابعهم، جعجع، فلم يسعه ان يكون اكثر من رئيس احد الاحزاب المسيحية وليس رئيس الحزب المسيحي الوحيد او الاكبر او الاهم حتى.

منذ صعوده السياسي كقائد عسكري في حرب الجبل عام 1983، مروراً بتزاوج دوريه العسكري والسياسي ما بين عامي 1985 و1990، وصولاً الى ما بعد صدور عفو عام عنه سنة 2005 واستعادته حريته وعمله السياسي، لم يسع جعجع الاندماج في المعادلة السياسية، ولا سُمح له بذلك، والتعامل معه ـ كما جنبلاط وبري على الدوام ـ على انه حاجة ضرورية في تنظيم استقرار التوازنات الوطنية. فالرجل إما معارض كما في مطلع عهد الرئيس الياس هراوي شأن رفضه هو توزيره ومقاطعته انتخابات 1992، او خارج المشهد المحلي وراء القضبان حتى ما قبل نهاية ولاية الرئيس اميل لحود. عندما استرجع حضوره ودوره لم يمنحه حليفاه الجديدان، للمرة الاولى في تاريخ الرجل، السنّي والدرزي سوى مقعد وزاري واحد في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2005، وكان في صلب تحالف الغالبيتين النيابية والحكومية، ثم مقعدين له في الحكومتين التاليتين (2008 و2009)، ثم غيابه تماماً عن حكومتين متتاليتين (2011 و2014) حتى عشية انتخاب عون رئيساً للجمهورية، حينما نال للمرة الاولى حصة غير مسبوقة تمثلت بثلاثة وزراء وأربع حقائب. ليست حاله في الانتخابات النيابية منذ عام 2005 افضل حتى الوصول الى انتخابات 2016: ما خلا مقعدي بشري ومقعد البترون، كانت المقاعد الاخرى ودائع إما لدى جنبلاط في الشوف أو لدى الرئيس سعد الحريري في دوائر غلّب الصوت السنّي ما عداه كزحلة والكورة.

أخفق اتفاق معراب في تكرار تجربة تحالف عون - حزب الله، وبري - جنبلاط

حتى بلوغ انتخاب عون، عوّل جعجع على التحالف العريض في قوى 14 آذار، القائم على نحو اساسي على الركيزتين السنّية والدرزية، وتحديداً الحريري وجنبلاط. في المقابل كان صعود الحزب المسيحي الآخر، التيار الوطني الحر، غير مألوف. في اول حكومة شارك فيها التيار (2008)، بعد استبعاد وعزل متعمدين، تمثّل مع حلفائه بخمسة مقاعد، وفي حكومة 2011 ارتفع عدد وزرائه الى سبعة. لم يكن تحالف عون مع حزب الله، في العلن في احسن الاحوال، اكثر تأثيراً من تحالف جعجع مع الحريري وجنبلاط. مع ذلك لم يتحمّس حليفاه هذان لمنحه حصة تليق بما كانا يعدّانه انه صاحب التمثيل المسيحي الاقوى والاكثر تماسكاً في قواعده. لم يُعطَ مرة، داخل الحكومة او في مراحل تأليفها وتحديد حصته، حق الفيتو وفرض الشروط والتخويف بالانسحاب شأن ما لدى سليمان فرنجيه الاقل تمثيلاً وشعبية. دخول عون في المعادلة السياسية ومقدرة هذه ـ على صعوبة تقبّل ردود فعله ومفاجآته وصدماته ـ بدا اسهل واكثر استيعاباً وضرورة. لم يكن عداء جعجع لحزب الله اقل وطأة من نفور بري وجنبلاط من التعامل مع عون قبل الوصول الى العهد الحالي.

ليست كذلك قليلة الاهمية النزاعات المسلحة الماضية بين جنبلاط وبري، المباشرة وغير المباشرة ما بين عامي 1985 و1987، آخرها اعادت الجيش السوري الى بيروت الغربية في شباط 1987. مع ذلك، مذ انضما الى اتفاق الطائف - ولم يكونا مشاركين فيه - اضحيا حليفين تاريخيين، غالباً ما قيل ان تحالفهما «معمّد بالدم»، وهو كذلك. في مرحلة لاحقة على خروج سوريا من لبنان - وكانت ظهيراً للزعيمين الدرزي والشيعي - صار بري ظهيراً قوياً وصلباً لجنبلاط خصوصاً منذ ما بعد 7 ايار 2008.

يوم تصالح عون وجعجع في «اعلان النيات» في 2 حزيران 2015، قيل انهما تخلّصا من ماضيهما الدامي والمدمر الذي خلّف مئات الضحايا. اتفاق معراب في 18 كانون الثاني 2016 اتى استكمالاً للمصالحة بينهما اكثر منها بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كون صدامهما عام 1990 نشأ عنهما بالذات، شخصياً، كمتنافسين على السلطة في المناطق الشرقية. اقترن اتفاق معراب بترشيح جعجع لعون للرئاسة، فبدوا انهما على طريق معادلة بري - جنبلاط: الرئيس ظهير الحليف الجديد الذي بكّر في توقعاته انه الافضل لخلافته في الرئاسة. بالكاد مرت سنتان على الاتفاق بدأ يتزعزع تدريجاً الى ان اوشك ان يضمحل اخيراً وبدأ التنظيمان، منذ ما قبل انتخابات 2018، ينشران تباعاً غسيلهما على السطوح، في مجلس الوزراء وعند القواعد الشعبية وفي الصالونات السياسية المقفلة والمفتوحة. رغم ان جعجع حاز للمرة الاولى في تاريخ القوات اللبنانية 15 مقعداً نيابياً، في ظل رئاسة عون بالذات وليس من خلال حليفيه السنّي والدرزي، ثم على حصة اكبر غير مسبوقة في التمثيل الحكومي عامي 2016 و2019، يظل غير مفهوم تماماً الدوافع الفعلية لاخفاق الرجل في حمل المعادلة الداخلية - الصلبة الآن اكثر من اي وقت مضى - على استيعاب وجوده فيها بلا ارتياب وشكوك.

ماضيه كماضي الزعماء الثلاثة الذين زاملهم منذ مطلع الثمانينات، ولم يكن اي منهم براء من اقتتال داخلي حتمته الحرب ونزاعات في قلب الطائفة ومع الطائفة المقابلة. بيد ان احداً - الى اليوم - لا يسعه ان يقرّ، أو ربما ان يصدق، بأن للرجل حاضراً يختلف عن السنوات المنقضية.

 

حزب الله يصمت في سجال المقاومة و"العونية"

منير الربيع/المدن/|الثلاثاء17/09/2019

عناوين كثيرة يطرحها منتصف أيلول، تمثل بكل تناقضاتها وتضاربها شروخ الوجدان اللبناني المتعدد كتعدد "الشعوب" اللبنانية المتناحرة. هي عناوين لا تفعل سوى تجديد الصراع على التاريخ والهوية والقيم في لبنان. وتدلل على أن اللبنانيين لا يزالون في حقبة الحروب الأهلية وغير الأهلية، وعياً وانحيازاً وانقساماً.

كان لمنتصف أيلول أن يكون أقل حدّة لولا قضية "عودة" عملاء إسرائيل، التي فجرها تسهيل وصول آمر معتقل الخيام السابق عامر الفاخوري، إلى لبنان، بطريقة ملتبسة تحمل الكثير من علامات الاستفهام حول خلفياتها وما سيأتي بعدها. اللغط والغضب اللذان رافقا انكشاف فعلة الفاخوري ومن ثم توقيفه، أحيا السجال "الوطني" في ذكرى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، وذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا..

قراءات متعاكسة

هكذا انطلقت موجة السعار الطائفي مجدداً ومعها كل الانقسامات السياسية والأيديولوجية والاختلافات في سرد التاريخ. وكأن لبنان لا يغادر ماضيه. ما زال في الاشتباك السياسي الذي كان قائماً ما قبل الطائف، كما في سؤال الهوية ما قبل الاستقلال، وكذلك في إرث الحروب رجوعاً ربما إلى 1840 و1860. استعصاء مزمن ومستمر على الهوية اللبنانية، وسرديات الحرب وتبريراتها ومسؤولياتها. وقراءات متعاكسة إن في التحالفات مع إسرائيل وأميركا، أو التبعيات والارتهانات للخارج، سواء النظام السوري في فترة، أو منظمة التحرير الفلسطينية أو القذافي وصدام حسين.. إلخ، وإيران راهناً.

اللافت هنا، هو أن حزب الله المعني الأساسي حالياً بكل هذه القضايا، نجده محيّداً نفسه وغير معني بكل ما يجري. بما يطرح العودة إلى تاريخ الحزب نفسه من لحظات نشوئه، وعدائيته تجاه كل "المقاومات" الخارجة عنه، وشنه حروب تصفية ضدها، وعلاقته المتينة بالنظام السوري ثم بالتيار الوطني الحر، وحاجته إلى هذه العلاقة الاستراتيجية، بما يتخطى "الصراع على المقاومة". بل يتخطى السجال في ملف العملاء وعودتهم. خصوصاً أن قانوناً في مجلس النواب أُقر في العام 2011 لإعادة هؤلاء العملاء، ويجري الآن العمل على وضع مراسيمه التطبيقية لتنفيذه. وبالتالي، القضية لا تتعلق بالفاخوري فقط، بل بالكثير من أمثاله الذين سيعودون، ولا تنفصل عودة الفاخوري عن وجود 60 إسماً لعملاء كانت عودتهم ممنوعة، تم سحب كل ملفاتهم بشكل يسمح لهم بالعودة، وقد عاد البعض منهم من دون الضوضاء التي رافقت الفاخوري.

التقاء المصالح

هذه المشكلة التي انفجرت، وتفجّرت معها عناوين الصراع على لبنان، أطلقت توتراً سياسياً وشعبياً كبيراً بين طرفين يتعارضان تاريخياً: "المقاومة الوطنية اللبنانية" الخارجة عن سيطرة حزب الله، وقوى "اليمين المسيحي". وهذا ما اختزله نحو مشهود الهجوم على سهى بشارة من قبل التيار الوطني الحرّ، والهجوم على بشير الجميل في المقابل من قبل "الوطنيين".. وسط صمت مطبق من قبل حزب الله، الذي قد لا يعتبر نفسه معنياً بكل ما يجري. وربما في هذه الحال، من المفيد العودة إلى الجذور أيضاً، لنفهم التقاء مصلحة حزب الله مع مصالح القوى المعارضة للمقاومة الوطنية المتحالفة مع منظمة التحرير الفلسطينية. تلك "المقاومة" (الحركة الوطنية) وجدت نفسها بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بعد إجتياح 1982، محاصرة من مختلف القوى المحلية والإقليمية، من الاحتلال الإسرائيلي، ومن سلطة جديدة استقوت بالغزو وبحضور جيوش حلف شمال الأطلسي، وبالنظام السوري الذي وجد الفرصة للتخلص من منظمة التحرير ولاستتباع الأحزاب اللبنانية، ثم اكتمل الحصار مع صعود قوة حزب الله. هذا النوع من التقاء المصالح، وإن بطريقة غير مباشرة، يتكرر حالياً في الصراع الدائر في المنطقة، خصوصاً بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، حين تآلفت القوى المتناقضة في سبيل سحق هذه الثورات، فتلتقي تيارات مسيحية مثلاً وأقليات مع حزب الله وإيران، ومع قوى عربية دفاعاً عن الأنظمة على حساب الشعوب وتطلعاتها.

مضمون التحالفات

بالعودة إلى قضية الفاخوري، هناك أسرار لم تكتشف بعد، فهو لا يمكن أن يعود من دون ضمانات على مستوى عال جداً. ومن لديه القدرة على توفير هذه الضمانات هو "التيار الوطني الحرّ"، القادر أيضاً على تأمين "غض نظر" من حزب الله.

وهذا الواقع يستدعي فتح موضوع عملاء هم أكثر خطورة وإيذاءً من الفاخوري، وكانوا مسؤولي أمن ومخابرات، وارتكبوا جرائم موصوفة. لكنهم "تابوا" فيما بعد، والتحقوا في الأحزاب النافذة. وأصبحوا أصحاب نفوذ وقرار في المناطق الجنوبية، بعد انضمامهم الانتهازي إلى الموجة التي سادت بعد الانسحاب الإسرائيلي. وكما لجأ بعض الشيعة إلى نقل البندقية من كتف إلى كتف، وإعلان التوبة وطلب الحماية من الأحزاب القوية، فإن المسيحيين لجأوا أيضاً إلى من يمثّل القوة في بيئتهم ويوفر لهم الحماية. وهذا يترجم مضمون التحالفات السياسية، سواء مع إيلي حبيقة ونادر سكر وميشال سماحة، وفايز كرم وغيرهم.. حيث لا تحتكم معاملتهم إلى مبدئية المقاومة و"الخيانة" بقدر ما تحتكم للمصلحة السياسية.

 

لا يحبّون الخريف. أنا أحبّه

عقل العويط/النهار/16 أيلول 2019 

الناس عمومًا، في غالبهم الأعمّ تقريبًا، لا يحبّون الخريف، لأسبابٍ جمّة ومتنوّعة، وأحيانًا متضاربة. من هذه الأسباب، أنّه خريف. ومنها أنّه يحمل معه، دفعةً واحدةً، هموم الحياة واستحقاقاتها، فضلًا عن كونه يحمل في طيّاته نُذُرَ الشتاء.

الحياة المفضّلة التي أبتغيها لنفسي، هي حياتي في الخريف.

لا أقصد خريف العمر، ولا ربيعه. بل الخريف، باعتباره زمنًا، أو وقتًا، حيث أواكب أحوال الطبيعة المتغيّرة، غيومًا، أو نسائم، أو أمواج بحر، أو شروقًا، أو غروبًا، أو أواكب – يا لنزقه – ذاك الشجر الذي يروح، كلّ لحظةٍ، يتعرّى من أوراقه ومن ظلاله، في بدايات هذا الفصل، وصولًا إلى مرحلة العري الكامل.

هو يمزّ التعرّي مزًّا محنّكًا، كمَن يشرب العرق بتؤدة، بأريحيّة، بطول أناة، بتبحّر، بنسيان، بشرود، بهذيان. معًا وفي آنٍ واحد.

ذلك عندي، لا يستدعي أيّ حزنٍ، من مثل الأحزان التي تتناهى إلى مُستشعِري الزوال، الرومنطيقيّين، الذين يستدرج عندهم هذا الوقتُ من السنة، أحاسيس السويداء والميلانخوليا، فيغمرهم بها، ويصيرون أسرى كآباتٍ جامحةٍ قد تفضي ببعضهم أحيانًا إلى الانطواء، أو الانهيار النفسيّ، أو الهلوسة، أو الانتحار.

لا شيء من ذلك البتّة. بل العكس تمامًا.

بل أكثر: إمعانٌ في الخريف إلى حدّ الاتّحاد بأرواحه الدفينة، التي تفضي بي إلى نوعٍ من استشعار الحصانة العارية من كلّ قناع، والخالية من أيّ متراسٍ، أو دفاع، حيث ذروة العزاء الأعزل السعيد، الذي لا يوفّره لي أيُّ فصلٍ آخر من فصول السنة، سوى الشتاء نفسه بالذات.

وإذ أدّعي هذا الشعور بالعكس، وأغتبط به أيّما اغتباط، فإنّي أقصد تلك المشاعر المضادّة للاكتئاب، من مثل الامتلاء، أو الانتشاء، أو الشبق الكامل، الذي لا ينغّصه منغّصٌ، ولا يعتريه نقصان.

إنّي لو استطعتُ، لأمضيتُ وقتي كلّه، خلال هذا الفصل، في عيش هذا العري عيشًا كيانيًّا وشعريًّا، هاشلًا في براري الكلمات، وهاشلًا خصوصًا، وأوّلًا، في براري الذات، في دخيلائها، مستمدًّا منها طاقةً ديناميّةً خلّاقة، تجعلني قادرًا، أكثر وأعمق، على امتصاص جهنميّة الشرط البشريّ ومعاييره، هنا والآن.

ها هو يتعرّى الشجرُ أمامي، وفي أعماق روحي، كما في خيالي، مثلما تتعرّى امرأةٌ موهوبةٌ، تحت عينيَّ المغمضتَين.

تحت عينيَّ المغمضتَين، أقول، من أجل أن أرى عريها بكامله، بمراياه، بظلاله، بأحلامه، وبصرخة انتشاءاته الجنسيّة، وارتداداتها المتلاحقة.

ثمّ، هناك عري الغيوم يمنحني الاختفاء، والامّحاء، والانتقال، من دون أنْ أُرى بالعين، ومن دون أنْ أُدرَك بالحواسّ.

هكذا، بموهبة هذا العري، في مقدوري أنْ "أنتقل" لأرى ما لا تتيسّر رؤيته، وأدرك ما يعجز عنه الإدراك، فأحظى بعريٍ نادرٍ غير مسبوق، أستبقيه مؤونةً لفصول الشقاء!

لا يحبّون الخريف. خسارة. أنا أحبّه!

 

3 نماذج للإنهيار... و«حزب الله» يختار

أنطوان فرح/الجمهورية/16 أيلول 2019

«الأفكار» التي يتمّ تداولها في شأن الوسائل التي يرغب «حزب الله» في أن تعتمدها الدولة و»الشعب» لمواجهة موجة العقوبات الأميركية، لا تدعو الى الاطمئنان. واذا ما تبيّن أنّ رغبات «الحزب» أوامر، سنكون في مواجهة تطورات لا نُحسد عليها.

قبل سنتين فقط، كانت عملية إصدار سندات اليوروبوند تتم بسلاسة استثنائية، وفي كل مرة، كان يُعلن في نهاية الاصدار انّ حجم الطلب على الاكتتاب فاقَ أضعاف ما هو مطلوب. وكانت المصارف تتنافس للحصول على أكبر حصة من أي إصدار، وتفرح أو تحرد وفق ما نجحت في تحصيله من حصة في الاكتتاب. في ذلك الوقت كانت أسعار الفوائد على اليوروبوند اللبناني أقل من 7 في المئة. اليوم، يمثّل الارباك في اتخاذ قرار بإجراء إصدار يوروبوند، مؤشراً اضافياً الى النقطة التي بلغها الوضع المالي المأزوم، والذي وصل الى حدّ انّ لبنان الذي كان يتباهى دائماً بدفع أسعار فائدة أقل من الدول المُماثلة له لجهة التصنيف الائتماني، باتَ يخشى من تثبيت فرضية «بلومبرغ» لجهة دفع أعلى اسعار فائدة على سندات حكومية في العصر الحديث، تتجاوز الـ14 في المئة. وبات يخشى أيضاً أن يتعثّر الاكتتاب بسبب ضعف الطلب عليه!

كذلك، قد تواجه المصارف الاجنبية والمحلية، التي قد تُكلَّف بإدارة الاصدار، صعوبات في التسويق. وللتذكير، كانت المصارف المحلية تتبارى ايضاً في مجال الحصول على تكليف بإدارة أي إصدار لليوروبوند، في حين انّ وزارة المالية اليوم تحتاج الى حملة تحفيز، ربما، لإقناع أي مصرف محلي أو أجنبي بإدارة إصدار جديد للسندات! هذه التطورات المعبرّة لا تحتاج الى اجتهادات وتفسيرات. البلد وصل الى مرحلة يواجه فيها صعوبة حقيقية في الاقتراض، وقد استُعيض مرحلياً عن الاقتراض المباشر من خلال اليوروبوند بالاقتراض بالواسطة عبر هندسات مالية يقوم بها مصرف لبنان.

والنتيجة واحدة في الحالتين، اللبنانيون يدفعون بين 14 و15 في المئة فوائد على دينهم الجديد بالدولار. وعلى طريقة «رضينا بالهَمّ والهَمّ ما رِضي فينا» لن تكون الهندسات المالية كافية لسد النقص في الاصدارات، وما يحاول لبنان تجنبّه مؤقتاً بانتظار أن يأتيه ما في الغيب، سيضطرّ الى مواجهته عاجلاً ام آجلاً، والأرجح قريباً.

هذا الوضع الاستثنائي، يعني انّ الوصول الى خط النهاية اقترب. ولا حاجة الى تحديد الفترة المتبقية، إذ يكفي ان يكون الكلام اليوم حول المدة التي يستطيع أن يصمد فيها الوضع المالي بعد، لكي ندرك أننا وصلنا الى حدود القعر.

في موازاة هذه المشهدية السوداوية، تبرز مشهدية أخرى لا تقل خطورة. ويمكن تلخيصها بأنّ «حزب الله» قرّر التصدّي للعقوبات الأميركية المتوقعة في المرحلة المقبلة. وما يتردّد في شأن «الخطط» التي تجري مناقشتها في هذه المواجهة، لا تبشّر بالخير. بدءاً بتوريط الدولة بشكل مباشر في المواجهة، وتشجيعها على «عَزل» أميركا من خلال وقف التعاون معها، والاتجاه الى التعاون مع دول أخرى! وصولاً الى «محاصرة» عوكر والتوابع...

هذه الافكار الخَلّاقة لا تساهم في تسريع الانهيار فحسب، بل انها تجعل مرحلة ما بعد الانهيار أصعب بكثير ممّا ستكون عليه من دون هذا الانتحار القسري. وأمامنا اليوم أكثر من نموذج لِما يمكن أن يلي الانهيار المالي.

النموذج الاول تمثّله اليونان، التي حَظيت بعد الانهيار برعاية استثنائية، ساعَدتها في تَخطّي مرحلة الشفاء في وقت مقبول، وبفعالية واضحة. اليوم، أصبحت اسعار السندات اليونانية تفوق سعرها الاسمي، وهذا مؤشّر أكيد على انّ اليونان تجاوزت الأزمة، واقتربت من مرحلة النمو والتطبيع الاقتصادي.

طبعاً، من دون أن يعني ذلك انّ اليونانيين لم يدفعوا ثمناً باهظاً للصعود من القعر، من خلال إجراءات تقشفية قاسية، من ضمنها خفض رواتب موظفي القطاع العام، بحيث انّ القدارت الشرائية تراجعت حوالى 50 في المئة.

النموذج الثاني تمثّله الارجنتين، التي تعرّضت لتجربة الانهيار في الاشهر الأخيرة. وقد حظيت هذه الدولة برعاية صندوق النقد الدولي الذي أقرّ خطة إنقاذ مالية واقتصادية، خصّص لها مبلغ 57 مليار دولار. هذه الخطة لا تزال في بدايتها، ولا يمكن الحكم على نتائجها منذ الآن، لكنّ مؤشرات المتابعة من قبل صندوق النقد توحي بأن الانقاذ سينجح، خصوصاً انّ الصندوق جاهز لزيادة حجم مبلغ الانقاذ في المرحلة المقبلة. ولكنّ الارجنتينيين سيدفعون ايضاً من جيوبهم ثمن الانقاذ، وقد بدأت معاناتهم منذ اليوم، مع تراجع قدراتهم الشرائية بأكثر من خمسين في المئة، بسبب انخفاض سعر صرف البيزو بنسَب سريعة وكبيرة.

النموذج الثالث قائم في فنزويلا، التي وصلت الى الانهيار منذ سنوات طويلة، ولكنها لم تنجح في بدء خطة إنقاذية حتى اليوم. ووضع الفنزويليين من سيئ الى أسوأ، دولتهم تغرّد خارج منظومة المجتمع الدولي، وهي رأس حربة في «محور المقاومة». وبالتالي، لم تحصل فنزويلا على أي دعم يُذكر للصعود من القعر. وهي مستقرّة اليوم في الهاوية، شعبها جائع، محالها لبَيع المواد الغذائية خاوية، ودولتها تقاوم حتى النصر. من يقول انّ لبنان ذاهب الى الانهيار، اذا استمر الوضع على ما هو عليه، لا يبالغ. لكن اذا قرّر «حزب الله» محاربة أميركا بأموال اللبنانيين، «نضمن» تسريع الانهيار، وإطالة أمد المكوث في القعر، على الطريقة الفنزويلية.

 

خلّصوا العالم من النّازية الفارسية

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/16 أيلول 2019

خرجت مسألة المواجهة مع إيران من نطاق الدفاع عن النَّفس وإحباط المشروع الفارسي التوسعي الإقليمي الذي اضطلعت به دول التحالف العربي في مواجهة العصابات الحوثية في اليمن، إلى تهديد المصالح الدولية، وزعزعة الاستقرار العالمي، وبالتالي فان سياسة الأبواب المواربة والتلطي خلف المناوشات السياسية والتراشق بإمكانية عقد قمة أميركية- إيرانية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تعد سلعة انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب يمكن أن يحصد من خلالها أصوات المعسكر المعارض للحرب في بلاده، ولم يعد هناك من مجال للمساومة الأوروبية في موضوع العلاقة مع إيران، فإما أن يحمي العالم مصالحه ليضمن إمدادات النفط بأسعار معتدلة، أو أنه يستسلم لإرهاب الدولة، ويترك الحبل على غارب مزاج نظام الملالي الذي لا شك أنه لا يزال يراهن على نجاحه في الابتزاز. طبيعة الهجمات على المرافق النفطية السعودية في بقيق وخريص، والأدلة التي كشفتها الولايات المتحدة، وصور الأقمار الاصطناعية، تنفي نفيا قاطعا أن يكون الحوثيون هم من نفذها، لأن ليس لديهم هذه الإمكانات، إضافة إلى بعد المسافة، فيما التصريح الواضح لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر “تويتر” عن أن:” الأدلة تؤكد أن الهجمات لم تنطلق من اليمن”، واتهم إيران “بشن عدوان على السعودية”، ما يعني أن مصدرها العراق أو إيران، وبالتالي لا بد من موقف دولي حازم، وإلا فأزمة عام 1973 ستتكرر بوجه مختلف أكثر حدة، إذ يمكن أن يؤدي أي نقص في إمدادات النفط السعودي خصوصا، والخليجي عموما، إلى إزمة اقتصادية عالمية لا قبل للغرب على تحملها، مهما كان حجم المخزون الستراتيجي الأميركي، أو غيره.

في عصر الأقمار الاصطناعية التي تمسح العالم كل ساعة لم يعد هناك أي أسرار، خصوصا في مجال الصواريخ وقواعدها، ومساراتها، ولهذا فإن أي محاولة دولية لإجهاض الرد على هذه الهجمات، يعني استسلاما مذلا للنظام الإيراني المارق الشرير، وسيكون أكثر إذلالا من معاهدة ميونخ التي أفسحت في المجال لألمانيا النازية لاجتياح دول عدة، ودفع العالم إلى حرب عالمية راح ضحيتها نحو 80 مليون انسان، هذه الحقائق يدركها كل عاقل، ويدرك إلى أين سيؤدي عدم الحسم، لا سيما عندما يتخطى سعر برميل النفط المئة دولار أميركي.

حاليا يمكن إحباط الإرهاب الإيراني، عبر عقاب دولي كبير يساعد الشعب الرازح تحت نير التسلط الملالوي على إسقاط النظام، إما المساومة والعودة إلى سياسة باراك أوباما حين غض النظر عن القصف بأسلحة كيماوية في سورية، فسيؤدي إلى ولادة عشرات الجماعات الإرهابية على شاكلة “داعش”، إضافة إلى وقوع العالم ضحية للتهديد الإيراني، فهل سيقبل المجتمع الدولي أن يكون تحت سلطة عصابة إرهابية، ونازية جديدة؟ هذا السُّؤال برسم المجتمع الدولي الذي يبدو أن بعض أطرافه تحاول استغلال الموقف لإعادة تسويق إيران الملالي دولياً.

 

خطاب صفويّ بامتياز

مصطفى علوش/نداء الوطن/16 أيلول 2019

شرم برم والناس غافلة  والغفلة عالأفهام قافلة

والكذب لعلع في الحفلة  وأغلب السامر مساطيل" (أحمد فؤاد نجم)

من كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي للدكتور علي شريعتي، الملهم الأكبر للثورة في إيران على الشاه، وكان قد اغتيل بظروف غامضة قبل سنتين من عودة الخميني إلى إيران. كان لفكر شريعتي مكانة كبيرة بين الشباب والمثقفين في إيران في أواخر الستينات والسبعينات من القرن العشرين، إلى أن طمست معالم فكره مجموعة الملالي التي حكمت إيران تحت شعار ولاية الفقيه.

طرح شريعتي وجهة نظره في ما يسميه التشيع الصفوي ووصفه بالآتي: "كان على الحركة الصفوية ورجال الدين المرتبطين بها أن يعملوا كل ما من شأنه التوفيق بين القومية الإيرانية والدين الإسلامي، ولتبدو الوطنية والقومية الإيرانية بوشاح ديني أخضر، وفي هذا الصدد أعلن بين عشية وضحاها أن الصفويين أحفاد الشيخ صفيّ الأردبيلي بأنهم سادةٌ من حيث النسب، أي أحفاد للنبي محمد! وتحول المذهب الصفوي فجأة إلى المذهب الشيعي، وصار الفقيه والمحدث بدائل عن المرشد والبديل، وتلبس الصفويون بلباس ولاية علي ونيابة الإمام والانتقام من أعداء أهل البيت... وفي ظل كل هذه المحاولات كان الهدف الأصلي هو إضفاء طابع مذهبي على الحالة القومية، وبعث القومية الإيرانية وإحياؤها تحت ستار الموالاة والتشيع .

في ضوء ذلك يمكن أن نفهم سر تركيز أجهزة الدعاية الصفوية على نقاط الإثارة والاختلاف إلى نقاط خلاف أو يفرغها عن قدرتها على أن تكون أرضية صلبة لموقف مشترك بين الفريقين... وكنتيجة لهذا الفصل المذهبي حصل فصل اجتماعي وثقافي تبعه فصل على الصعيدين القومي والسياسي وبشكل بارز جداً.

لقد حرصت الحركة الصفوية على تعطيل أو تبديل الكثير من الشعائر والسنن والطقوس الدينية وإهمال العديد من المظاهر الإسلامية المشتركة بين المسلمين.

لا يمكن بعد سماع حديث حسن نصرالله الأخير في ختام أيام عاشوراء إلا ربط كلامه بالإرث الصفوي الطويل الذي حول التشيع إلى دين قومي سنة 1502 لمواجهة السلطنة العثمانية التي كانت منشغلة بتوسيع ملكها في الداخل الأوروبي في القرن السادس عشر، أيام سليمان القانوني، فأتت الصفوية لإشغالها في الشرق. وكان شريعتي قد أكد في كتاباته بأن الحلف بين الغرب والصفويين كان واضح المعالم على مختلف المستويات السياسية والعسكرية وحتى الثقافية الدينية. ويؤكد أن الكثير من مظاهر التراتبية عند رجال الدين والشعائر استوردت مباشرة من الحلفاء الأوروبيين.

لكن ما كان مفاجئاً في كلام نصرالله حول كونه يد الخامنئي وامتداده، هو بالفعل ما تم التسطيح عليه من قبل البعض الساعين لغطاء حزب الله للوصول إلى السلطة، والبعض أكد، على عبط، أن حزب الله تطورت عقيدته مع الوقت وأصبح أكثر لبنانية وأقل إيرانية! لكن الواقع هو أن حزب الله العقيدة والوظيفة والمهمة لم يتغير أبداً. لم يتغير البيان التأسيسي الأول سنة 1985 الذي أعلن: "نحن أمة حزب الله الذي نصرالله طليعتها في إيران" وأن التبعية المطلقة هي لوكيل صاحب الزمان "جامع الشرائط". وعندما سئل إبراهيم أمين السيد عن إيران قال: "نحن لبنان في إيران ونحن إيران في لبنان"، وفي خطاب منتشر على وسائل التواصل الإجتماعي لحسن نصرالله الشاب يؤكد فيه وجوب أن يكون لبنان جزءاً من الجمهورية الإسلامية التي يرأسها الولي الفقيه. يومها وصف نصرالله حكومة العماد ميشال عون بالحالة الإسرائيلية في المنطقة الشرقية! ولم يقرأ حلفاء حزب الله المتملقون كتاب نعيم قاسم الذي أكد فيه أن سياسات حزب الله واستراتيجياته يرسمها الولي الفقيه ويترك للقيادة المحلية كيفية تنفيذ السياسات الفقهية والإجتماعية والسياسية والعسكرية. كما أكد على أن أي عمل جهادي، كمواجهة إسرائيل أو القيام بعملية ما ضدها لا يجب أن يكون من دون فتوى شرعية!

حزب الله ثابت، أما المتحولون فهم من يحلمون بركب ركابه والإستقواء به إلى حين تحقيق أهدافهم، ومن ثم يحل معضلة الحزب ألف حلال! لكن ما أكده نصرالله هو أن لبنان وسكانه وبشره، أكانوا حلفاء أم أخصاماً، سيكونون طعاماً للنار "التي ستحرق المنطقة بأكملها إن هوجمت إيران"، ولن يشفع للحليف كونه حليفاً بأن يتجنب المحرقة.

منذ مدة سمعت بدعة من بعض الأصحاب المسيحيين، في محاولة بائسة لفهم ولاية الفقيه، يشبهونه بمرجعية البابا الروحية عند الكاثوليك! وبالطبع فإن هؤلاء الأصدقاء كانوا فقط يرددون ما سمعوه من أحدهم، أو ربما في اجتهاد لتسويغ التحالف مع الحزب ضد آخرين. قد يكون في هذا الكلام بعض الصحة، ولكن مرجعية الولي الفقيه اليوم تشبه مرجعية البابوات الذين أطلقوا الحروب الصليبية في القرون الوسطى. وهذا بالضبط ما أكده وزاد عليه نصرالله في خطابه الأخير.

تصوروا لو أن البابا فرنسيس الذي أحترم وأجل، قرر اليوم أن يحول الرهبانيات الكاثوليكية في العالم إلى ميليشيا مسلحة، كما يفعل اليوم الولي الفقيه!

 

إيران أعلنت الحرب... ماذا بعد؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

لم يعد مهماً، لمعرفة هوية المعتدي، التدقيق في التفاصيل التقنية للعدوان الذي استهدف منشآت لأرامكو، والذي عطل جزءاً من الإنتاج النفطي السعودي. أياً تكن الجهة الفاعلة، والبقعة الجغرافية التي انطلق منها الهجوم، فإن أصابع الاتهام تشير بشكل حاسم إلى إيران.

لكن لماذا تقدم إيران على استهداف بهذا الحجم، في اللحظة التي يضج فيها الإعلام الدولي باحتمال اللقاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفي ختام جولة أوروبية وآسيوية قادت وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى 12 دولة، شرح لمسؤوليها خلالها مظلومية إيران ودورها الاستقراري في العالم؟ يختلف المراقبون في الإجابة عن هذا السؤال. فثمة من يعتبر أن العملية تهدف إلى اختطاف مسار الانفتاح الدبلوماسي بين إيران وواشنطن على الرغم من الإشارات المتناقضة حياله. فقد سبق لروحاني أن رحب بلقاء، أياً كان، إن كان ذلك يضمن تأمين الازدهار لإيران، ومثله فعل ظريف قبل أن تنفجر في وجه الاثنين حملة إعلامية إيرانية في صحف المحافظين وصلت حد اتهام ظريف بالخيانة وروحاني بالجنون.

وفي المقابل عبَّر ترمب عن استعداد، بل حماس، للقاء روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغازل الاقتراح الفرنسي القاضي بالموافقة على خط ائتماني أوروبي لإيران بقيمة 15 مليار دولار، أي ما يوازي عائدات مبيعات سنة لأوروبا محسوبة على أساس 700 ألف برميل في اليوم بسعر 58 دولارا للبرميل! وقد عزز خروج مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، فرص حصول اللقاء، قبل أن تنعاه تصريحات أميركية وإيرانية أمس. فالرئيس الأميركي اعتبر أن التقارير عن استعداده للقاء بلا شروط يقع في باب الأخبار الكاذبة، رغم أنه هو من كان صرح بذلك ووزير خارجيته مايك بومبيو بالصوت والصورة. تلا ذلك نفي الخارجية الإيرانية احتمال أي لقاء بين الرئيسين الأميركي والإيراني.

ثمة من يعتبر أن استهداف أرامكو نجح في تدمير هذا المسار بمثل ما دمر المنشآت التي استهدفها. من يرفضون هذا التفسير يعتبرون أن لعبة تقسيم الأدوار بين المحافظين والإصلاحيين هي لعبة كلاسيكية يلعبها النظام الإيراني منذ الثمانينات، وأن الثابت في سلوك طهران هو استعداء المملكة العربية السعودية، ومن خلالها عموم الخليج لأسباب تتصل بطبيعة الحسابات الجيوسياسية لإيران. وبالتالي يرى أصحاب هذا الرأي أن العدوان على السعودية منفصل بحساباته عن تطور أو تدهور العلاقة بين إيران والغرب، ويستدلون أن إيران ازدادت شراسة في علاقتها بالمنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي، بخلاف توقعات الرئيس السابق باراك أوباما أن التعامل الإيجابي مع مصالح إيران سيؤدي إلى ليونة في سياستها الإقليمية.

وتفيد مدرسة ثالثة في التحليل بأنه لا لقاء أميركياً إيرانياً كان في حسابات إيران منذ البداية، وأن هدف إيران، بحسب رأي للأكاديمي الإيراني الذي يعد من أصوات النظام في الغرب، والي نصر، هو في الواقع التصعيد لدفع واشنطن للتراجع عن العقوبات. ومن ذلك يتفرع رأي رابع يفيد بأن إيران ما زالت ترى أن العدوان على السعودية لن يجر عليها ردود فعل لا طاقة على احتمالها، كمثل الردود المتوقعة لو أن إيران ردت على إسرائيل، وعلى الاستهدافات الإسرائيلية لها في كل من العراق وسوريا ولبنان، أو أنها قررت رفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى حدود توحد الموقف الأميركي الأوروبي ضدها. وبهذا يكون استهداف السعودية بدلاً عن استهدافات أكثر مغامرة وأعلى تكلفة على إيران.

يجب الاعتراف أن إيران دولة مغامرة، لا تتصرف إلا وفق تعريفات صارمة لمصالح أمنها القومي مع الحلفاء قبل الخصوم، وفرضت حتى الآن قواعد لعبتها البسيطة على الجميع. هي تريد لخصومها أن يتلهوا بالاشتباك مع أدواتها وعصاباتها في لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها، ما دام أنها تحتفظ بالقدرة على نفي المسؤولية عن أفعال هؤلاء وتقطف ثمار أعمالهم. يجب تغيير هذه القاعدة والاشتباك مباشرة مع إيران وليس بالاتكال على الاقتصاد والعقوبات وحدهما، ولا بالاتكال على واشنطن وحدها. صحيح أن أميركا لوحت باحتمال ضربات عسكرية، لكن من يتابع التصريحات الإيرانية والأميركية يعلم أنها قد لا تحصل، ولو حصلت فلن تتجاوز الاستعراض، وفي حسابات طهران أنها قادرة على استيعاب الضربة ولو استمرت أياماً.

المطلوب هو تغيير قواعد اللعبة عبر تطوير منظومة أمن إقليمي تضم كل من يعتبر إيران عدواً وتهديداً لأمن المنطقة واستقرارها، على ألا تكون قاعدتها العروبة أو الإسلام ولا أي هوية أخرى، بل التصنيف الدقيق للعدو الإيراني، وفق تعريف واضح للمصالح المشتركة. فأصحاب المصلحة في المنطقة في مواجهة الإرهاب الخميني ليسوا قلة لا بإمكاناتهم ولا بمواقعهم في النظام الدولي. وحدها منظومة من هذا النوع تضع حداً للعلاقة الابتزازية الأميركية ولتبعات التردد الأوروبي، لأن أمن المنطقة يبدأ من داخلها ومن تفاهم مكوناتها على قواعد استقرارها.

والأهم أن يبدأ الأمر بتعزيز الوعي المجتمعي أن إيران هي العدو الأول... والخمسون... ويكون التصرف على هذا الأساس سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً... محاباة طهران بحجة تبعات المواجهة معها أو الخضوع لابتزاز الرأي العام القومي أو الإسلامي تعني أن طهران ستأكلك بالتقسيط.

 

إيران وراء الهجوم على منشآت النفط السعودية

إيلي ليك/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

في أعقاب الاعتداء الحوثي الذي استهدف منشأة تكرير النفط الخام بشركة أرامكو السعودية، أوضح وزير الخارجية مايك بومبيو نقطة واضحة وضرورية، وهي أن إيران تقف وراء الاعتداء. من الواضح أن المتمردين الحوثيين في اليمن يفتقرون إلى طائرات «درون» والصواريخ، وكذلك الخبرة اللازمة لمهاجمة البنية التحتية داخل المملكة العربية السعودية. في عام 2018، فحص فريق من خبراء الأمم المتحدة حطام الصواريخ التي تطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن تجاه المملكة العربية السعودية، وخلصوا إلى أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون مكونات الأسلحة قد شحنت من إيران.

وهنا أتذكر سؤالاً وجهه أحد قادة «حزب الله» لمحللي جامعة جورج واشنطن عام 2016، حيث قال: «في رأيكم، من أطلق صواريخ توشكا على المملكة العربية السعودية؟ إنهم ليسوا الحوثيين في قواربهم الصغيرة بالطبع. نحن من فعلها، نحن». بالطبع، حزب الله، هو فرع للحرس الثوري الإيراني.

إن رد بومبيو ضروري لأن إيران، تاريخياً، تتظاهر بأنها تسعى للسلام، بينما في الحقيقة هي من تصنع الحرب. وهذا هو السبب في أنها أرسلت بوزير خارجيتها جواد ظريف إلى فرنسا الشهر الماضي، للتفاوض مع القوى الاقتصادية الكبرى في العالم في الوقت الذي صعدت فيه حربها بالوكالة ضد المملكة العربية السعودية. فالدبلوماسية الإيرانية تعتمد على خصومها وعلى تعاملهم مع عدوان وكلائها على أنه أمر أكثر تميزاً من فن حكم الدولة. والمدهش هو أن تصريحات بومبيو قد أثارت بالفعل انتقادات كبار أعضاء الحزب الديمقراطي. فحتى السيناتور كريس مورفي الأكثر دقة أخطأ في فهم الصورة الكبيرة، وعلينا هنا أن نحاول فهم السبب. يبدأ مورفي بالإعراب عن أسفه «للتبسيط غير المسؤول» لوزيرة الخارجية في قوله إن «الحوثيين = إيران». إنه ذكي بما يكفي للاعتراف بأن إيران «تدعم الحوثيين وأنها ممثل سيئ». ثم يقول عبارة لا تخلو من سذاجة؛ إن «السعوديين يهاجمون الحوثيين، والحوثيون يردون».

هذا النوع من الحياد أمر مؤسف لعدة أسباب؛ بادئ ذي بدء، فإن حجم الدمار الهائل الذي جرى السبت، هو ما يعد تصعيداً خطيراً لأن التبعات لا تقتصر على اليمن أو الخليج العربي فحسب، بل على الاقتصاد العالمي برمته.

إيران قوة رجعية، تتحدى الوضع الراهن في جميع أنحاء بلاد الشام والخليج، وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها إبقاء إيران تحت المراقبة.

لحسن الحظ، لن يقرر مورفي وغيره من الديمقراطيين كيفية الرد على هذا العدوان الأخير، فهذا القرار يقع على عاتق الرئيس دونالد ترمب. والوقت الحالي هو الأنسب لإعادة تقييم مفاوضاته الأخيرة مع إيران. يمكن للرئيس أن يبدأ بإعادة تأكيد شروط بومبيو الـ12 لتخفيف العقوبات على إيران. في الشهر الماضي، قام ترمب بتخفيضها إلى ثلاثة، تتعلق جميعها ببرنامجها النووي. في الواقع، أظهر الهجوم الحوثي على المملكة العربية السعودية مدى أهمية أن تلتزم أي صفقة مستقبلية مع النظام الإيراني بوضع حد لمغامراته في الشرق الأوسط. يحتاج ترمب الآن إلى إعادة النظر في الخيارات العسكرية لردع التصعيد في المستقبل. وكما ذكرت، قامت وكالات الاستخبارات الأميركية بتحديد المواقع الدقيقة للقواعد والقادة الإيرانيين في اليمن والشرق الأوسط. فإذا أراد ترمب الرد عسكرياً دون مهاجمة الأراضي الإيرانية، فلديه أهداف كثيرة خارج البلاد. إذا واصل ترمب المفاوضات مع النظام الإيراني، فإن هذا يعني مزيداً من الهجمات على حلفاء أميركا. وهذا هو بالضبط الاستراتيجية - والعواقب - التي اتبعها ودفع ثمنها سلفه باراك أوباما خلال ولايته الثانية. فأثناء وبعد المفاوضات حول الاتفاق النووي، قامت إيران بتسليح وتدريب وكلائها في سوريا ثم اليمن. إن الشرق الأوسط يدفع ثمن هذه الأخطاء الآن، ومن الحماقة أن يكررها ترمب.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

بعد بقيق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

لم يكن الحديث على مدى العقدين الماضيين أن إيران تعمل على مشروع السيطرة على المنطقة، وتهديد سيادة كل دولة فيها، مبالغات ظهرت من وحي الأزمات المتكررة معها. القصة بدأت من السنوات اللاحقة للثورة الإيرانية، النظام، مستفيداً من الأزمات المفتعلة، بنى إمبراطورية ميليشيات مسلحة هي اليوم الأكبر في العالم من نوعها. استثمر فيها كل مقدراته. أسس الكثير من التنظيمات المسلحة المدربة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وفي أفغانستان أيضاً، كلها تعمل تحت إمرة الحرس الثوري وتخرج عن سلطة حكوماتها. في الأيام القليلة التي سبقت الهجوم على مدينة بقيق النفطية السعودية كانت المعلومات الواردة من داخل العراق أن ثلاثة تنظيمات عراقية مسلحة تعمل على تجهيز عمليات ضد أهداف أميركية داخل العراق. هذا يعزز رواية أن الهجوم الذي استهدف السعودية جاء من داخل العراق، البلد الذي لم يعد له حول ولا قوة على هذه الميليشيات فوق أراضيه، نتيجة تغلغل الحرس الثوري، أصبح يمسك بقوة عراقية من عدة ميليشيات، تأخذ أموالها من الحكومة العراقية وتعليماتها من طهران. السيناريو نفسه يتكرر في لبنان وسوريا واليمن، دولة مركزية ضعيفة أو فاشلة، وميليشيات تتحكم في قراراتها السيادية لصالح طهران.

والهجوم الضخم الذي استهدف المنشآت النفطية ليس موجهاً للسعودية وحدها، بل موجه للمنطقة كلها، والعالم، بأن عليه أن يقبل بهيمنة إيران وقرارها، وأن يستعد لمرحلة جديدة من الهيمنة الإيرانية على المنطقة.

هل نلوم أنفسنا على تقاعسنا في السنين الماضية عن العمل على مواجهة إيران مباشرة أو بالنيابة؟ هل نلوم واشنطن وبقية الدول ذات المصالح الكبرى في المنطقة؟ الحقيقة أنه لم يكن صعباً علينا أن نقرأ المشروع الإيراني منذ الثمانينات ومع ذلك كانت مواجهته دائما تقوم على استراتيجية دفاعية. وهناك من أضاع البوصلة وفهم ما يحدث على الأرض، وهم من انخرطوا في تصديق نظريات لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه. اليوم القصة جلية والصورة متكاملة. إيران تدير فعلياً صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت وتعمل للهيمنة على الخليج وبقية المنطقة. والخيارات لمواجهة طهران قليلة لأنها لا تعمل مباشرة، وتصدر بيانات نفي كاذبة، وتحمل المسؤولية تنظيماتها التابعة لها، مثل «الحوثي» في اليمن أو «عصائب الحق» في العراق أو «حزب الله» في لبنان. لكن لم يعد الأمر يحتاج إلى الكثير لإقناع دول المنطقة بحقيقة أن الهجوم على بقيق مدبر في طهران، ومعركة واحدة من المعارك التي ستسعى إلى افتعالها.

هل الهجوم على بقيق نتيجة خنق أميركا إيران؟ ليس صحيحاً أنه نتيجة الحصار الاقتصادي عليها بل العكس. فمن أسباب العقوبات الاقتصادية ورفض اتفاق JCPOA إصرار إيران على التمدد وتهديد المنطقة. المشروع الإيراني يهدف للهيمنة الإقليمية وتهديد دول المنطقة، وظهور الميليشيات المسلحة المتمردة على السلطة المركزية في بلدانها مثل «الحوثي» و«عصائب الحق» و«حزب الله» بفرعيه في العراق ولبنان، هو سابق للاتفاق والعقوبات بسنوات وليس العكس. الخلاصة أن إيران دولة شريرة ذات مشروع واسع، ويشبه تفكيرها وطموحاتها عقل تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، خطرها يعم على الجميع. ومن دون أن تكون هناك جبهة موحدة عازمة على مواجهتها فإنها ستتمدد.

 

تاريخ جديد للتعامل مع إيران

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

لا يمكن أبداً التقليل من فداحة وهول الحادث الإرهابي الكبير، الذي أصاب شركة «أرامكو» في بقيق شرق السعودية. إنها لحظة مروعة، وهي بالنسبة للسعوديين تحول الموضوع المتعلق بالصراع مع إيران إلى موضوع «بقاء»، و«شخصي جداً».

استهداف السعودية في عمقها الاقتصادي وعمقها الاستراتيجي، هو استهداف لقوت السعودي ورزقه ومعيشته. فكل سعودي يدرك جيداً قيمة ومعنى وأهمية شركة «أرامكو» في بلاده. استهداف «أرامكو» جاء بعد الإعلان عن البدء العملي لبرنامج اكتتاب أسهمها، والسعوديون يعلمون جيداً أهمية هذا الاكتتاب بالنسبة للاقتصاد الوطني، وحجم الآمال المعلقة عليه. استهداف «أرامكو» جاء قبل أيام قليلة جداً من احتفال السعوديين باليوم الوطني، وهي المناسبة الغالية على قلوبهم، والتي لها مكانة أكثر من خاصة. استهداف «أرامكو» بشكل منظم ودقيق، وبنية مبيتة، مخطط له ليكون كل ما سبق ذكره، بلا أدنى شك.

لا شك في أن إيران قامت بهذه الضربة، سواء أكان ذلك بشكل مباشر منها، أو من قبل مرتزقتها، من أشكال «أنصار الله» و«حزب الله» و«الحشد الشعبي»، ونجح النظام الإيراني في أن يرسخ نفسه في ذهنية الشعب السعودي كله، وأعتقد لأجيال قادمة، على أنه العدو الأول له.

ماذا نقول في النظام الإيراني؟ منذ وصوله إلى الحكم، بدأ الخميني في مشروع تصدير ثورته، فلم تسلم أي دولة من دول العالم العربي من أذاه، حتى حجاج بيت الله الحرام نالهم نصيب من شره أكثر من مرة. وتكفيه كلمته حينما علق على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع العراق، وقال: «إنني أوافق على ذلك وكأنني أتجرع كأس السم»، يا لها من نفس شريرة! إيران لو صدرت حضارتها بدلاً من شرها، لو صدرت ثقافتها بدلاً من ثورتها، لو صدرت فنونها بدلاً من طائفيتها، لكسبت حب العالم العربي كله، ولكنها اختارت طريق الشر، فنالت المرتبة التي تليق بذلك في نفوس العرب.

السعودية مركز ثقل أساسي في العالم العربي. بلد الحرمين الشريفين، وذات الاقتصاد المؤثر. لم يعد مقبولاً من أحد البقاء على الحياد، فالحياد سيفسر بأنه تعاطف مبطن مع إيران أو شماتة فيما حصل، وكلاهما مرفوض.

لم يكن الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله دعاة سلام في أي يوم، ولذلك ليس بمستغرب ما قاموا به. وفي هذه اللحظة التي سيصنف السعوديون موقف العالم بناء على ردة فعلهم الصادقة على هذه الحادثة، سيكون هناك تاريخ جديد للتعامل مع إيران، وهذا التاريخ عنوانه: إيران عدو.

في كل الأمم والشعوب يكون هناك تاريخ مفصلي سببه حدث استثنائي، وهذا ينطبق على ما حصل في السعودية.

 

تقارُب وخلافات بين روسيا وتركيا في سوريا

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

بمناسبة انعقاد القمة «الروسية - التركية – الإيرانية» في أنقرة أمس، يزداد الاهتمام في العالم بوضع وآفاق تسوية الأزمة السورية نفسها، وكذلك بالعلاقات بين البلدان الثلاثة «الضامنة». وكان بمثابة مفاجأة إعلان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، في حديث أدلى به في 13 من الشهر الحالي، أن الحرب السورية قد «انتهت فعلاً»، وبقيت «عدة بؤر توتر منفردة» في المناطق غير الخاضعة للحكومة السورية، ومنها مثلاً إدلب والضفة الشرقية لنهر الفرات.

وفي هذا السياق، كان من الطبيعي أن ينصبّ الاهتمام الشديد على جميع مَن يشغل باله مصيرُ سوريا، والأزمان العصيبة التي يكابدها الشرق الأوسط بأسره، على التعاون بين موسكو وأنقرة المتنامي بصورة ديناميكية بالغة في الفترة الأخيرة.

ورغم أن التقارب الروسي - التركي يمضي بوتائر سريعة للغاية، توجد خلافات ملحوظة جيداً بينهما، ومن ضمنها المسار السوري. وكما هو معروف؛ فبموجب المذكرة الموقعة في 17 سبتمبر (أيلول) 2018، أُعلِن إيقاف إطلاق النار في إدلب، ووجب أن تُستحدَث في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، منطقة منزوعة السلاح هناك بعمق 15 - 20 كيلومتراً، بين ما تُسمّى المعارضة السورية الشرعية (وقد اعترفت روسيا بها بهذه الصفة، رغم أنها تشنّ عمليات قتالية ضد دمشق) والجيش السوري. وتم الاتفاق على إقامة نقاط مراقبة عسكرية تركية (يبلغ عددها اليوم 12 نقطة)، إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية.

أما فصائل «هيئة تحرير الشام» وغيرها من الجماعات المتطرفة، فقد تعهدت مع تركيا بتحييدها، مع أنه لا يُفهم البتة كيف يمكن تحقيق ذلك.

ورغم اللقاءات الكثيرة بين بوتين وإردوغان، ناهيك عن لقاءات رؤساء الدوائر القيادية، لمناقشة الموضوع السوري، تواصَل انتهاك الاتفاق. وأشار الزعيم الروسي إلى أن الإرهابيين واصلوا إطلاق النار على المواقع السورية، وحاولوا مهاجمة مواقع العسكريين الروس، في حين أن منطقة الفصل كان يجب ألا تكون ملاذاً للمسلحين ومنصة لإطلاق النار وشن الهجمات، ولهذا اتفق مع الزعيم التركي على اتخاذ «تدابير مشتركة إضافية»، من دون تحديد ماهية هذه التدابير. وفي أثناء زيارة إردوغان لمعرض الطيران بضواحي موسكو، أبلغت روسيا تركيا بأنها ستوقِف إطلاق النار في إدلب من جانب واحد اعتباراً من 31 أغسطس (آب).

كما أعطت موسكو الضمانات لتركيا بأن الجيش السوري لن يهاجم أكثر نقاط المراقبة التركية. وكان ذلك أمراً مهمّاً بالنسبة إلى أنقرة، علماً بأنه كان مفهوماً لدى الجميع أن دمشق لا تستطيع شن أي عمليات عسكرية ناجحة بلا دعم روسيا.

ورغم أن الدوائر السياسية الروسية قد أعربت عن قلقها من الأنباء حول عقد الاتفاقات التركية - الأميركية بشأن منطقة الأمن في سوريا، التي يمكن أن يُنقل إليها اللاجئون السوريون، فقد كان رد فعل موسكو الرسمي يتسم بالهدوء.

بعبارة أخرى، فإن تركيا تبقى رغم جميع الخلافات القائمة شريكاً مهماً لروسيا، كما تبقى العلاقات الودية جدّاً بين الزعيمين، بمثابة ضمانة نجاح تطور الشراكة بين البلدين.

هل يمكن اعتبار أن أحد الدوافع للتقارب بين موسكو وأنقرة هو خصوصيتهما، التي أصبحت أحد أسباب نسبهما إلى «الدول - الحضارات» التي تقابل «الدول - الأمم»؟ أعتقد أن أول مَن طرح هذا المصطلح للتداول هو مارتن جاك في كتابه «When China Rules the World»، الذي أكد فيه أن تاريخ الصين كـ«دولة - أمة» يبلغ 120 - 150 عاماً، بينما توجد الحضارات خلال آلاف السنين بينها الحضارة الإسلامية.

يعترف الجميع بأن الصين نموذج كلاسيكي لهذا النوع من الدول، وينسب بعض المحللين روسيا والهند وتركيا إليها أيضاً. وقد أكد غيديون ريتشمان في «فاينانشيال تايمز» أن القرن الـ21 سيكون قرن «الدول - الحضارات»، وتقترب من هذه الفئة، ويا لغرابة الأمر، الولايات المتحدة. فما الذي يقربها من هذه الفئة؟ يزعم أن سياسة الرئيس الأميركي الحالي إزاء المهاجرين، نظراً لكون «الدولة - الحضارة» متميزة و«لا يندمج فيها أبداً أبناء الأقليات والمهاجرون، لأنهم لا يشكلون جزءاً من نواة الحضارة». وهنا «نهش» المؤلف الصين مع روسيا وتركيا، وكذلك أميركا.

يتفق محللون في الرأي لدى تحديد مكونات سكان «الدولة - الحضارة». وحسب رأي م. جاك فإنها تتسم بالتنوع الإثني والطائفي الذي توجه الضربة إليه سياسة «نزعة التحضر». وحسب وجهة نظر أخرى، فإن هذه الدول متجانسة عموماً، وتغلب فيها المجموعات الرئيسية من السكان (على سبيل المثال وجود نسبة 90% من قومية الهان في الصين و80% من الروس في روسيا).

ويرد في كتاب شهير آخر – «The China Wave: Rise of a Civilization State»، ومؤلفه جانغ ويوي من جامعة فرانسيسكو، أن الصين حققت النجاح لأنها تخلَّت عن الأفكار السياسية الغربية، واتبعت بدلاً منها النماذج المتجذرة في الثقافة الكونفوشيوسية والقائمة على تقاليد منهج الاختبارات (exam based). واعتماداً على ذلك يتحدث الكتاب الغربيون عادةً عن دور نظرية غوانتسي (guanxi) - وهي نوع من التضامن الذي يزعم بأنه يوجد مثيل له في بعض تقاليد المجتمع الروسي (الانتماء إلى الجماعة، كما يبدو)، رغم أن الثقافة الروسية بعيدة جداً عن الكونفوشيوسية. بالمناسبة، فإن عدم تقبل أحكام الديمقراطية الليبرالية الجديدة تتسم به الدول التي لا تنتمي إلى «الدول - الحضارات».

ويركز بعض المؤلفين، الذين يستخدمون المفهوم الجديد «الدولة - الحضارة» في وصف بلدان، انتباههم على عدم قبولهم أي قيم عامة في العالم الغربي. حقّاً، إنهم يواصلون بتحفظ اعتبار الهند «أكبر ديمقراطية في آسيا». وفي هذا السياق غالباً ما تورد أقوال زعماء الحزب الحاكم في هذه البلاد التي تدل على موقفهم «التحضري»، ويجري التركيز فيه على دور الدين. وهنا ينبغي التحدث عن «الدهارما» (dharma) باعتبارها أهم نظرية مفاهيمية لحزب «بهاراتيا جاناتا بارتي»، والزعم بأنها تنتقل من الديمقراطية إلى النزعة القومية.

ولدى الحديث عن فئة «الدول - الحضارات» تتم الإشارة إلى امتداد وجودها، رغم أنه توجد هنا اختلافات بين البلدان، وكذلك خصوصيتها الحضارية آنفة الذكر، والشفرة الثقافية التي تميّز الهوية الذاتية المتجذرة فيها بعمق، والموروثة عن أجيال الآباء والأجداد الكثيرة.

لكن إذا ما رجعنا إلى التطور العاصف للصين فلا بد أن نورد مقولة أخرى لمارتن جاك، الذي تراوده الثقة بأن الغرب لا يفهم الصين. ويمكن القول في هذه الحالة إن الغرب يتفهم العالمين العربي والإسلامي. يعتقد جاك أن الدول الأوروبية تلج أكثر نحو التهميش، بينما يشير إلى احتمال ذهاب أميركا إلى انحطاط، وتصبح الأمم النامية اللاعبين الدوليين الرئيسيين، وستحل الصين محل الولايات المتحدة بصفتها الدولة القيادية في العالم. ويكفل ذلك النمو الاقتصادي العام لهذه الدولة خلال أكثر من 30 عاماً، والنمو العاصف لمكانتها الدولية.

وثمة أوجه شبه بين روسيا والصين (فكلتاهما «دولة - حضارة»)، كما توجد أوجه اختلاف بينهما. وإذا ما كانت المشكلة التي تواجه روسيا وتتطلب معالجات خاصة والبحث عن الحلول، هي اتساع رقعة أراضيها، فإن مشكلة الصين (وكذلك الهند) هي كثرة عدد سكانها. لكن الدور الوظيفي لهذه وغيرها من الخصائص اللازمة من أجل تحديد الهوية الحضارية هو واحد في جوهر الأمر.

ربما أن التاريخ نفسه يقرّب روسيا من تركيا، ويخفف من حدة الخلافات السياسية بينهما، ويطرح في المقدمة تقاربهما الحضاري، لا سيما أن عدداً كبيراً من سكان روسيا ينتمون إلى العرق التركي، وأغلبهم من المسلمين.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

الملالي وطوق النجاة: ارتهان أمن المنطقة بمنطق الميليشيا

يوسف الديني/الشرق الأوسط/17 أيلول/2019

أصبحت كل أزمات المنطقة مرتبطة بشكل جوهري بوضعية دولة الملالي في طهران التي ترسل أذرعها لتهديد المنطقة عبر الميليشيات التي تدعمها في العراق ولبنان، وبشكل مركز الآن في اليمن من خلال ميليشيات الحوثي.

تركز إيران على استراتيجية نقل المعركة إلى الخارج لتخفيف أزمتها مع المجتمع الدولي في الملف النووي، مستغلة أنه لا يأبه بغير المصالح الاقتصادية. ربما لهذا السبب تحديداً تدرك دولة الاعتدال وفي مقدمتها السعودية أن دولة الملالي، الراعية للإرهاب في المنطقة والمتحالفة مع دول التصعيد ضد استقرار ومنطق الدولة وفي مقدمتها تركيا وذراعها الإعلامية قطر - «الجزيرة» -، تحاول إدارة أزمتها عبر استثمار حالة «الفزع» التي يعيشها المجتمع الدولي تجاه ملفات المنطقة وحضيض الوضع الأمني والاقتصادي وانتعاش الميليشيات، إذ يحاول الملالي في لغتهم مع الدول الأوروبية الضعيفة أمام إمدادات النفط استخدام الشعارات البلاغية في إيصال حقيقة لطالما بشروا بها وهي تفجير الأوضاع في المنطقة واللعب على إمدادات النفط، وكان آخرها، نقل تصعيد ميليشيا الحوثي من الصواريخ إلى الطائرات المسيرة التي قاموا بتدريبهم عليها، بسبب قدرتها على التخريب بأقل الإمكانات في ظل صمت المجتمع الدولي عن إعادة موضعة الميليشيا كمنظمة إرهابية، وليس كطرف نزاع حتى بعد تغير الأوضاع في اليمن واختطاف الدولة وتغيير هويتها السياسية، فإيران تعتبر نفسها كياناً ثورياً عابراً للقارات محكوماً بمنطق الميليشيات والحرس الثوري، وليس الدولة التي تداعب أحلام الدول الأوروبية حول صيغة توافقية في ظل ارتباك البيت الأبيض في اتخاذ خطوات حاسمة تجاه الوضع في إيران، بسبب عامل الوقت والانتخابات. الملالي يرون في المنطقة جغرافيا يجب حرثها من جديد عبر التخريب، بحيث لا تبقى مستقرة في حال انهيارهم الداخلي أو قدرتهم على جر المنطقة إلى حرب كبرى لا يريدها أحد.

في السياسة لا مجال للعاطفة أو التحليل المبني على معطى رمزي عادة ما يتم الحديث عنه بنرجسية بالغة، وهو الوطن العربي الكبير الذي تحول إلى أوطان مهددة بانقسامات صغيرة وهشة، واللافت في الموضوع أن رمزية «الوطن» غير المقسم وبطريقة عاطفية هي الحجة التي يرفعها أنصار الشرعية في اليمن، لكنه لم يرتق إلى مستوى الحتمية التي يجب الحفاظ عليها عبر مصالحة شاملة بين كل الأطراف، خصوصاً الفاعلين في الجنوب الذين لا يرون أبعد من تجاوز إخفاقات صالح في إدماجهم بعد الوحدة القسرية.

الأكيد أن سيناريو التقسيم هو هدف ميليشيا الحوثي والملالي لتفرد ذراعهم بالشمال وتهديد أمن المملكة، وهو ما تدرك السعودية مبكراً خطورته، كما تدرك بالتالي مسؤوليتها في حث الفاعلين في الجنوب على المصالحة، وإيجاد صيغة تفاوضية عادلة تمكنهم من اقتسام السلطة دون استئثار الشمال الذي اتخذ أشكالاً متعددة من رحيل الاحتلال البريطاني.

المعطيات الجديدة التي أفرزتها لنا الأزمة اليمنية التي لعب فيها صمت المجتمع الدولي وتباطؤه وتقاعسه عن طرح حلول جادة أو التفكير خارج صندوق المصالح الضيقة تبدو كارثية جداً، ويوماً بعد يوم تزداد الفجوة بين الأطراف المؤثرة في اليمن بسبب حالة الشره السياسي، وتركة صالح الثقيلة من الانقسام وضعف مستوى النخبة السياسية، وهي معطيات لا يمكن للتحالف تحمل مسؤوليتها دون اليمنيين. يجب على الفاعلين في اليمن الخروج من ثنائية منطق القوة والغنيمة، من خلال التأثير على وضعية الداخل عبر استثمار التقدم على الأرض كل في سبيل أجندته السياسية وليس الوطن الواحد الموحد، ومن هنا فإن الانفصال بين «الثوار» أو المقاتلين الفاعلين على الأرض، وبين من يتحدثون باسمهم في الخارج، يبدو كبيراً في حالة قد تلقي بظلالها على مستقبل اليمن بشكل جذري وغامض. النظام الإيراني يهمه نفوذه وسلطته في المنطقة أكثر من وضعيته المتراخية مع المجتمع الدولي التي يلعب فيها على عامل الزمن، وفيما يخص اليمن يحرص على تقوية وضعية ذراعه في الشمال عبر سيطرة ميليشيا الحوثي على أكبر قدر من الأرض، واستمرار تهديدها العبثي والفوضوي للتخفيف على إيران مما يعرض أمن منطقة الخليج إلى حالة التهديد الدائم، لكن ما لم يدركه الملالي في ظل هذا الصلف والتمادي هو أن الوضع الآن انتقل من تهديد أمن الملاحة الدولية إلى إمدادات النفط التي لا يمكن التعامل معها بذات الوضعية المتراخية للملف النووي، وهو ما يعني المزيد من فرص الانقسام في اليمن، ليس بفعل وضعية التحالف، وإنما نتيجة أخطاء فادحة من التيارات السياسية والفاعلين الذين لا يفكرون أبعد من أرنبة مصالحهم.

 

ما سبب تحميل الولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجمات على السعودية؟

الإدارة الأميركية تتبع سياسة العصا والجزرة مع نظام طهران

طارق الشامي/انديبندنت عربية/16 أيلول/2019 

شكّلت تصريحات المستشارة الخاصة للبيت الأبيض كيليان كونواي التي حمّلت فيها إيران مسؤولية الهجمات الأخيرة على منشآت النفط السعودية، سبباً آخر من أسباب الضغط على النظام الإيراني لوقف سياسة التصعيد التي يمارسها عبر وكلائه في المنطقة والقبول بعقد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك هذا الشهر، بخاصة بعدما قالت كونواي إن الإدارة الأميركية لا تستبعد انعقاد القمة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما وصفه مراقبون باتباع واشنطن سياسة "العصا والجزرة" مع إيران.  كونواي التي عبّرت عن عدم ثقة الإدارة الأميركية بالنظام الإيراني، امتدحت قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع طهران، مؤكدةً استمرار سياسة الضغوط القصوى عليها. اتهام إيران من قِبل كونواي هو الثاني الذي يصدر عن مسؤول كبير في إدارة ترمب، بعد تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الذي حمّل طهران مسؤولية الهجمات عقب الحادثة بساعات قليلة، واصفاً إياها بأنها "غير مسبوقة"، وقائلاً إنه لا يوجد دليل على أن الهجمات التي نُفّذت بطائرات مسيّرة، جاءت من اليمن.

سبب تحميل إيران المسؤولية

وذكرت شبكة "سي بي إس" نيوز الأميركية أن السبب وراء تحميل بومبيو إيران المسؤولية، عائد إلى أن الهجمات أصابت الواجهات الغربية والشمالية الغربية من المناطق المستهدفة وأن الولايات المتحدة تعتقد أنه من الصعب جداً أن يستهدف الحوثيون الواجهة الغربية والشمالية الغربية من الجنوب.

كما عبّر آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عن شكوكه في أن الحوثيين يمتلكون تكنولوجيا متقدمة لتشغيل طائرات مسيّرة، مؤكداً أنه "لا بدّ من أن تكنولوجيا إيرانية استُخدمت في هذه الهجمات". وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حول أن العراق ملتزم بالدستور الذي يمنع استخدام أراضيه في شن أي عدوان ضد دول مجاورة، إلاّ أنّ مسؤولين أميركيين أكدوا أن هجوماً واحداً على الأقل ضد السعودية نُفّذ في السابق بطائرات مسيّرة انطلاقاً من الأراضي العراقية، حيث توجد ميليشيات شيعية تدعمها إيران.

 لهجة تصعيد إيرانية

 وفيما نفت إيران مسؤوليتها عن الهجمات ضد السعودية، واصلت في الوقت ذاته لهجة التصعيد عبر تحذير الولايات المتحدة من أن قواعدها العسكرية وحاملات طائراتها في مرمى الصواريخ الإيرانية، كما قال أحد قادة الحرس الثوري الإيراني الذي صنفته واشنطن منظمة إرهابية، إن طهران مستعدة لخوض حرب شاملة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حشدت خلال الأشهر القليلة الماضية جانباً من قوتها الضاربة في بحر العرب والخليج العربي، فأرسلت حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" ومجموعة سفن قتالية مصاحبة لها، إضافةً إلى طائرات "إف 35" و"إف 22" "الشبحية"، الأكثر تطوراً في العالم وعدد من القاذفات الاستراتيجية "بي 52". لكن ترمب تراجع في اللحظات الأخيرة عقب إسقاط طائرة "درون" عسكرية أميركية فوق الأراضي الإيرانية عن شن ضربة مؤلمة ضد طهران، وفضّل الاتجاه إلى تشديد سياسة "الضغط القصوى"، وهي السياسة التي حذرت بعض مراكز التفكير والدراسات في العاصمة واشنطن من أنها قد لا تكون كافية وحدها لإجبار طهران على التعاطي بإيجابية وقبول التفاوض من دون شروط مسبقة.

 فرص تخفيف العقوبات معدومة

 وفي ظل ما وصفه مسؤولون أميركيون بأن "الهجمات ضد السعودية تمثل أكبر تحد يواجه الولايات المتحدة منذ تصاعد الأزمة مع إيران"، يبدو أن فرص تخفيف ترمب العقوبات على صادرات النفط الإيرانية أصبحت معدومة بعد الاعتداءات الأخيرة. فبعدما لاحت في الأفق مؤشرات على إمكان استثناء بعض مشتري النفط الإيراني، أصبح الأمر غاية في الصعوبة الآن بعد التصعيد الخطير، إذ سيبدو الأمر وكأن واشنطن تكافئ طهران على اعتداءاتها وستضع ترمب في موقع مناقض لكل ما صرح به سابقاً حول نجاح استراتيجيته في الضغط على النظام الإيراني. في الوقت ذاته، يرى آخرون أن مساعي ترمب المتكررة لعقد لقاء قمة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، تُعتبر بمثابة اعتماد سياسة العصا والجزرة، إذ يمكنه أن يواصل الضغط الاقتصادي المنهِك لإيران، بالتوازي مع التهديد بتوجيه ضربات عسكرية إذا تكررت الهجمات انطلاقاً من إيران أو عبر وكلائها في المنطقة، وفي المقابل، التلويح بإمكانية فتح مسار خارج سياق الصراع الحالي، فقد لا تتوقف إيران عن دعمها لحزب الله اللبناني، لكنها قد ترغب في السعي إلى حل سياسي في اليمن والحد من دعمها للحوثيين، كما أنه من غير المحتمل أن تتخلى عن برنامجها الصاروخي، لكنها قد ترضخ لإعادة صياغة اتفاق نووي مقابل رفع العقوبات في النهاية. وتعنّت إيران بإصرارها على عدم التفاوض مع إدارة ترمب بعد تعليمات المرشد الأعلى علي خامنئي من دون رفع العقوبات الأميركية أولاً، تظل عقبة رئيسة قد تُفشل أي مفاوضات.

 مساعٍ لتهدئة الأسواق

 وحذر خبراء ومحللون نفطيون من أن أسعار البترول قد ترتفع بشدة نتيجة الهجمات على مصافي النفط في الخليج، بينما تترقب الأسواق بشدة البيانات الصادرة عن شركة "أرامكو" السعودية بشأن الإصلاحات الجارية للأضرار التي سببتها الهجمات الأخيرة، بخاصة أن معمل تكرير "بقيق" يُعدّ أكبر وأهم معمل تكرير في العالم، بطاقة تزيد على نصف مليون برميل في اليوم، أي نحو برميل من بين كل 20 برميلاً من النفط المستخدم في العالم. غير أن محللين نفطيين قالوا إن السعودية ستسعى إلى الحفاظ على مستويات التصدير قدر الإمكان في حال تأخرت الإصلاحات في بقيق، من خلال تزويد عملائها من مخزوناتها النفطية داخل المملكة وكذلك في دول أخرى مثل مصر واليابان وهولندا. وفي حين قالت شايلين هاينز، المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية في بيان أن وزير الطاقة زيك بيري أكد استعداد الولايات المتحدة لضخ البترول من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي البالغ 630 مليون برميل لتعويض أي نقص ينتج من الأضرار الناجمة عن الهجمات، إلاّ أنّ الولايات المتحدة قد لا تكون مضطرة لذلك، بسبب وجود مخزونات نفطية لدى الدول المستهلكة للنفط في وكالة الطاقة الدولية أو الدول غير الأعضاء في الوكالة مثل الصين والهند، التي تحتفظ أيضاً بمخزونات طوارئ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لضرورة العودة لحمل شعار القضية الفلسطينية والتصويت اليوم لانشاء اكاديمية التلاقي والحوار حدث تاريخي وانجاز يسجل للبنان

وطنية/الإثنين 16 أيلول 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ضرورة العودة لحمل شعار القضية الاساسية والجوهرية وهي قضية فلسطين"، داعيا الى "التنبه للمخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى فرض الحلول على الدول العربية عبر "صفقة القرن"، لا سيما وان اسرائيل ترى ان الظروف مؤاتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم رئيس الهيئة التنفيذية في "رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية" اللواء عثمان عثمان مع وفد من المشاركين في "مؤتمر الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب" الذي بدأ اعمال دورة جمعيته العمومية الـ28 اليوم في بيروت.

ابراهيم

في مستهل اللقاء، القى اللواء ابراهيم مغربي ابراهيم كلمة باسم الاتحاد، شكر فيها رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، مشيرا الى أن "الاتحاد العربي للمحاربين القدماء يمثل أسر اكثر من عشرة ملايين شهيد ومصابي العمليات الحربية"، وقال: "نخص بالشكر رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية لكرم الاستقبال والاعداد الممتاز ومساهمتها الفاعلة التي تعتبر من الاعمدة الرئيسية للاتحاد".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، معربا عن سعادته بلقاء أعضائه وقال: "جميعكم زملائي وحياتنا العسكرية قاسية تتضمن الالم والوجع وأيضا الشجاعة. فالعسكري يعيش شعور الوجع جراء الخسائر التي تسقط، وشعور الفخر لأنه يخوض معركة شرف من اجل الوطن".

ولفت الى "أن المحاربين القدامى يتذكرون دائما صورة رفاق السلاح الذين استشهدوا او جرحوا وهم يحاربون معا، فتبقى هذه الصورة في مخيلتهم. لذلك إن وجودكم في الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب مهم جدا، لانه عندما نقول أن الشهيد خالد عند ربه، يجب أن يرافق ذلك وجود من يستذكره على الارض، وكذلك من يقف الى جانب المصابين والذين يعانون من إعاقة اصعب بكثير احيانا من الاستشهاد".

وأمل الرئيس عون "ان يكون النجاح عنوان المؤتمر الذي بدأ اعماله اليوم في بيروت لان موضوعه يمس كل شخص يشارك فيه"، وتوجه الى أعضاء الوفد بالقول: "الاهم هو أن تلتقوا، فالحرب أفقدتنا الملايين، لا سيما في الفترة الحالية حيث مختلف الدول العربية تتنافر في ما بينها، في ظل صراع النفوذ بين الدول العظمى على المنطقة، ونحن نحصد تداعيات هذا الصراع من جوع ومآس ومعاناة وحروب وارهاب، في مقابل المخطط الاسرائيلي الهادف الى تحقيق ما يسمى ب"صفقة القرن"، لأن اسرائيل ترى ان الفرصة مؤاتية في هذه الظروف لتحقيق مبتغاها في ظل التشتت والانقسام العربي".

اضاف: "ان محاولة فرض الحلول علينا يجب ان توقظ الجميع للعودة الى القضية الاساسية. لأنه في حال حصل غير ذلك، لا نعلم ما هي النهاية التي سنصل اليها ولكن من المؤكد أنها ستكون صعبة جدا. فضم المزيد من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل اصبح من الوسائل الاساسية التي تستعمل في السباق الانتخابي الاسرائيلي. لذلك علينا اليوم العودة لحمل شعار فلسطين، شعار القضية الاساسية، ولنصغي الى صوت العقل والقلب، خصوصا أن اسرائيل لا تعمل فقط على مستوى افراد، بل على مستوى شعوب بهدف بث التفرقة بينها".

وفد من جامعة ستانفورد الاميركية

من جهة اخرى، اعتبر الرئيس عون ان "تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء اليوم في نيويورك لطلب لبنان انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" مركزها في بيروت، هو حدث تاريخي وانجاز يسجل لوطن التعددية والعيش المشترك، بهدف ارساء ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب المختلفة".

واكد رئيس الجمهورية ان "ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد على رغم وجود اختلافات في الرأي السياسي، الا ان هذه التعددية في الآراء دليل ديموقراطية".

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا طلابيا من جامعة "Stanford Graduate School of Business" في الولايات المتحدة الاميركية، ضم نحو 70 طالبا من جنسيات مختلفة يزورون لبنان للاطلاع على معالمه الحضارية والسياحية، وقد حاوروا رئيس الجمهورية في الاوضاع العامة ودور لبنان في محيطه والعالم ورؤية الرئيس عون لمستقبل لبنان.

ضاهر

في مستهل اللقاء، تحدث الطالب كارل ضاهر فأشار الى ان "الزيارة تأتي في اطار التعرف اكثر على ما يتمتع به لبنان من ميزات متعددة تجعله وطنا نموذجا في منطقة الشرق الاوسط"، شاكرا الرئيس عون على استقباله الوفد.

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، متمنيا له "اقامة جيدة ومفيدة في لبنان للتعرف على ما يتمتع به من غنى ثقافي وحضاري".

وردا على سؤال لفت رئيس الجمهورية الى أن "من اهم التحديات التي يواجهها لبنان هي تداعيات عبء النزوح السوري اليه، لا سيما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية"، مؤكدا "أننا نحاول ايجاد انسجام بين مختلف الاولويات، الطارئ والملح منها، وبين بعض القيم الاساسية، خصوصا لناحية ايجاد فرص عمل للشباب عبر تحقيق الازدهار الاقتصادي".

واشار الى أن "اولويات رئيس الجمهورية كثيرة ومتعددة وتحقيقها بالتوازي والتساوي من اهم مسؤولياته، كفرض الامن في البلد والعدالة الاجتماعية والازدهار"، وأوضح أن "ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد"، لافتا الى "وجود اختلاف في الرأي السياسي ولكن هذه التعددية في الآراء هي دليل على ديموقراطية لا تشكل اي خطر على الوطن في ظل الاعتراف بحق الاختلاف واحترام حرية التعبير".

وبعدما تحدث الرئيس عون عن اهمية انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" ودعم الجمعية العمومية للامم المتحدة لانشائها، لفت الى ان "فشل مؤسسات المجتمع الدولي، من عصبة الامم الى الامم المتحدة ادى الى سيطرة سياسة القوي الذي يأكل الضعيف. فسقطت قواعد تحديد واحترام حقوق الضعفاء من الشعوب وبقي السلام حبرا على ورق واندلعت الحروب في العالم".

واكد رئيس الجمهورية ان "الشرق الاوسط شهد عدة حروب جراء تنافس القوى العظمى للسيطرة على الدول الصغرى"، مشددا على أن "من واجباتنا كبلد رسالة، ان نغير سلوك البشر السلبي عبر تعليم وتعميم ثقافة الحوار والتقارب لنبذ التعصب والتطرف، وهذه هي رسالة وهدف هذه الاكاديمية التي نطمح الى إنشائها في لبنان".

الرئيس السابق لحكومة فكتوريا الاوسترالية

الى ذلك، كانت العلاقات اللبنانية - الاوسترالية محور بحث بين الرئيس عون والرئيس السابق لحكومة ولاية فكتوريا الاوسترالية السيد ستيف براكس الذي يتحدر من اصل لبناني، والذي زار قصر بعبدا يرافقه نائبه جون تويتس ورئيس غرفة التجارة اللبنانية - الاوسترالية في ولاية فكتوريا القنصل الفخري للبنان السيد فادي الزوقي والسيد كريستوفر شيروود.

براكس

ونقل براكس الى الرئيس عون تحيات ابناء الجالية اللبنانية في ولاية فكتوريا الاوسترالية ورغبتهم بتعزيز التعاون بينهم وبين لبنان في المجالات كافة، لا سيما من الناحيتين الاقتصادية والتجارية".

واشار الى ان "الفرص المتاحة امام رجال الاعمال الاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني كثيرة"، مشددا على "وقوف اوستراليا الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية".

الزوقي

وتحدث القنصل الزوقي عن التنسيق القائم بين رجال الاعمال اللبنانيين والاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني، لافتا الى "اهمية اقامة خط جوي بين لبنان واوستراليا، وتنظيم زيارات مشتركة لرجال الاعمال في البلدين حيث فرص التعاون كثيرة"، ونوه ب"الدور الذي يلعبه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تقريب المسافات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالرئيس براكس المتحدر من زحلة والوفد المرافق، مؤكدا "متانة العلاقات بين لبنان واوستراليا والحرص على تعزيزها"، لافتا الى ان العمل من اجل تسهيل سفر الاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني الى لبنان من خلال اقامة خط مباشر لطيران الشرق الاوسط بين سيدني وبيروت، مع الاشارة الى ان الخط الجوي بين بيروت ومدريد الذي استحدث قبل عامين تقريبا يشهد حركة اقبال كثيفة من اللبنانيين في دول اميركا اللاتينية.

 

رئيس الجمهورية أولم واللبنانية الأولى لأرسلان وعائلته

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

أولم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، لرئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان وعقيلته الأميرة زينه إرسلان وأفراد العائلة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقرينته السيدة شانتال، ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وعقيلته. وكان اللقاء مناسبة للتداول في عدد من مواضيع الساعة والتطورات المحلية والإقليمية.

 

الراعي ترأس قداسا في عيد القدسية صوفيا وبناتها: لاعتماد نهج حبة الخردل في النهوض بلبنان والتجرد من المكاسب والحسابات الضيقة

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لمناسبة عيد القدسية صوفيا وبناتها الثلاث، قداسا احتفاليا في كنيسة القدسية صوفيا في الصفرا، بمشاركة السفير البابوي جوزف سبيتري، وعاونه لفيف من المطارنة والكهنة، ومن بينهم كاهن الرعية الأب جوني النوري، وخدمته جوقة الرعية، بمشاركة موسيقى قوى الأمن الداخلي.

وحضر النواب: شامل روكز، شوقي الدكاش، روجيه عازار وفريد الخازن، النائب السابق منصور البون، رئيس بلدية الصفرا سمير الهوا وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات ومؤمنون.

عنداري

استهل القداس بكلمة للنائب البطريركي راعي أبرشية جونية المطران أنطوان نبيل عنداري رحب فيها بالراعي، متمنيا "عيدا سعيدا للجميع".

الراعي

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "يشبه ملكوت السماوات حبة خردل تزرع فترتفع وتصير أكبر المزروعات (مر 4: 31-32)"، قال فيها: "ملكوت الله بمفهومه العام، هو الكون الذي خلقه الله وهو سيده. أما بمفهومه الدقيق والواقعي فهو الكنيسة المؤسسة على المسيح التي، مثل حبة الخردل، تبدأ صغيرة، ثم تكبر وتتسع لتشمل الكون كله. في الواقع، ولدت الكنيسة من موت المسيح وقيامته، وبدأت مع جماعة صغيرة محدودة العدد، وراحت تنمو وتتكاثر بعد حلول الروح القدس يوم العنصرة. وها هي الآن تتواجد على كامل سطح الكرة الأرضية. الكنيسة عبر التاريخ هي في طور تحقيق ملكوت الله، إلى أن يكتمل في السماء بعد نهاية الحياة البشرية على الأرض. على صورة الكنيسة تنمو حياة كل مؤمن ومؤمنة، فإنها تبدأ صغيرة لكنها مدعوة لتكبر روحيا وماديا وتنمويا، على مستوى الشخص والعائلة والمجتمع والدولة. هكذا نمت القديسة الشهيدة صوفيا وبناتها الثلاث في الحياة الروحية، وبشهادة الدم أنمين الكنيسة على ما قال أحد آباء الكنيسة القديسين: دم الشهداء بذار المسيحيين".

أضاف: "يسعدني وسيادة أخينا المطران أنطوان - نبيل العنداري النائب البطريركي العام في منطقة جونيه واخواني السادة المطارنة، بحضور سيادة السفير البابوي، أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحيي عيد شفيعة هذه الكنيسة وبلدة الصفرا العزيزة، القديسة الشهيدة صوفيا وبناتها الثلاث الشهيدات: إيمان ورجاء ومحبة، فيطيب لنا أن نهنئكم بالعيد، راجين أن يكون غنيا بالنعم والبركات السماوية. وإنا، إذ نحييكم جميعا، نوجه تحية خاصة إلى كاهن الرعية الخوري جوني التنوري ولجنة إدارة الوقف والجوقة والأخويات والمنظمات الرسولية. كما نحيي رئيس المجلس البلدي والأعضاء والمختار، شاكرين على الدعوة إلى هذا الاحتفال، وعلى تنظيمه. إننا نرجو لكم خير المكافأة، بشفاعة القديسة الشهيدة صوفيا وبناتها، ونوجه أيضا تحية تقدير لموسيقى قوى الأمن الداخلي التي تشارك الجوقة في هذا الاحتفال".

وتابع: "لا يسعني في هذه الزيارة كبطريرك إلى بلدة الصفرا العزيزة، إلا أن أهنئ بلدتكم التي أعطت بطريركا تميز بالقداسة الظاهرة وبأعماله الكبيرة، هو البطريرك يوحنا البواب، الذي دامت بطريركيته ثماني سنوات منذ سنة 1648 إلى سنة 1656 في زمن العثمانيين الصعب، وعاش في قعر وادي قنوبين. يجمع المؤرخون بأنه "بطريرك الزهد والقداسة". فقد تميز بروح الصلاة والتضحية المتفانية ورقة العاطفة والطيبة والبشاشة، وسواها من الصفات الأخلاقية والإنسانية، فكان بها قريبا من شعبه ومحبوبا. أما العلامات الخارجية لقداسته فكان النور الساطع من وجهه كاللهيب، مرة فيما كان ملقى على الأرض يصلي، ومرة عند وفاته ليلة عيد الميلاد. ومن أهم إنجازاته تجديد حماية فرنسا للموارنة برقيم من الملك لويس الرابع عشر في 28 نيسان 1649، وإصلاح رتبة القداس الماروني والأعياد، ونشاطه المسكوني في عودة عدد من الكنائس الشرقية الى الاتحاد بروما. وبفضل قداسته وأعماله، نمت الكنيسة المارونية وتشددت سلسلة بطاركتها، فتحققت فيه صورة حبة الخردل".

وأردف: "لا بد أيضا أن أستذكر معكم، يا أبناء الصفرا الأعزاء، وجها كنسيا آخر عالقا في الذاكرة والأذهان، هو المرحوم الأب جورج خوري اليسوعي مؤسس رابطة الأخويات في لبنان ومرشدها العام. إنه ماثل أمامنا في تفانيه وتنقلاته سيرا على الأقدام في كل المناطق اللبنانية، ولقاءاته مع الأخويات في مختلف أقاليمها. ونعني أخويات الكبار والشباب والطلائع والفرسان. إن له الفضل الأساس في نمو هذه الأخويات، التي زرعها كحبة خردل، ونمت وانتشرت في كل الرعايا والأبرشيات اللبنانية".

وقال: "هاتان الشهادتان من بلدتكم، إلى جانب ما أعطت من عائلات مسيحية مؤمنة ووجوه مدنية وثقافية متنوعة، لخير دليل على أن ملكوت الله مرسخ فيها، بفضل إيمانكم وتكريمكم للقديسة الشهيدة صوفيا وبناتها الثلاث عبر الأجيال، من عهد البيزنطيين الذي فيه تم بناء كنيستها القديمة الأثرية على أنقاض معابد وثنية، ثم كان مشروع بناء الكنيسة الجديدة هذه التي بدأتموها سنة 1994، وشئتموها على طراز بيزنطي يقينا منكم أن القديسة صوفيا هي إياها شفيعة آيا صوفيا في اسطنبول. ثم عدتم في سنة 2017، تجددون العمل فيها من الداخل، لنحتفل معكم اليوم بيوبيلها الفضي، شاكرين الله والقديسة صوفيا على يدها الخفية البناءة معكم. كما أن إيمانكم المتجذر تاريخيا وأثريا، ظاهر في تكريمكم للقديس جرجس، وقد شيد أجدادكم سنة 1914 كنيسة رعائية جديدة، مكان الكنيسة القديمة. وأنتم أعدتم ترميمها في العام الماضي مع ما حولها من مجمعات تربوية وصحية وراعوية ورياضية. كل هذه الأمور تظهر صورة حبة الخردل. ينبغي ان ندرك نحن أيضا ان الحياة يجب ان تعطي ثمارا وثمارا كثيرة بمقدار ما يعطى كل واحد وواحدة منا من مواهب وامكانيات روحية ومعنوية ومادية. لا احد يعطى شيئا لذاته بل يعطى لكي يعطي، فالانانية تخالف تماما كلمات الرب يسوع في إنجيل اليوم".

أضاف: "يبقى أن نلقي نظرة إلى واقع وطننا لبنان، ونحن في بداية الإحتفال بالمئوية الأولى لإعلانه دولة مستقلة في أول أيلول 2020. بعد مسار تاريخي طويل لعب فيه البطاركة الموارنة الدور القيادي منذ أواخر القرن السابع مع البطريرك الأول القديس يوحنا مارون، وصولا إلى المكرم البطريرك الياس الحويك الذي ترأس الوفد اللبناني الرسمي إلى مؤتمر الصلح في فرساي بفرنسا في سنة 1919، بعد انهيار السلطنة العثمانية. فقد وضع الحويك في مذكرته الرسمية لمؤتمر الصلح مطالب اللبنانيين، وهي:

1- إعلان لبنان دولة مستقلة مع إعادته إلى حدوده التاريخية والطبيعية، بإرجاع الأجزاء المقتطعة منه على يد العثمانيين.

2- التعويضات من المتسببين بالقتل والتجويع وارتكاب الفظائع.

3- تكليف فرنسا بفترة الانتداب، من دون أن ينال من السيادة المطلقة للبنان، فكان "إعلان دولة لبنان الكبير" في أول أيلول 1920 في قصر الصنوبر ببيروت بحضور ممثل الدولة الفرنسية الجنرال غورو الذي تلا قرار الإعلان الدولي، بحضور البطريرك الحويك.

6 - لقد وضع البطريرك الحويك وخلفه المباشر البطريرك أنطون عريضه ملامح وجه لبنان الظاهرة في دستوره الأول سنة 1926، وفي الميثاق الوطني سنة 1943، وقد تجددا في مضمونهما الأساسي بوثيقة الوفاق الوطني سنة 1989 في مؤتمر الطائف. أما وجه لبنان الذي يميزه عن مختلف بلدان المنطقة فهو إحلال المواطنة المدنية مكان المواطنة الدينية، واعتماد النظام الديموقراطي الليبرالي، وإقرار التعددية دينا وثقافة بدلا من الأحادية، وجعل العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين بالمساواة وروح التعامل والتكامل أساسا شرعيا للسلطة السياسية، والاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع كامل الحريات العامة، وفي مقدمتها حرية المعتقد.

7 - إننا نتطلع إلى الجماعة السياسية في لبنان، بمناسبة هذه المئوية، وانطلاقا من حالة اللاإستقرار السياسي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، ونناشدهم بأمرين: الأول، اعتماد نهج حبة الخردل أعني القيام بعملية النهوض بلبنان من الحالة التي ذكرت، بتجردهم من مكاسبهم الخاصة وحساباتهم الضيقة، لكي يتمكن لبنان من النمو بفضل قدراته وقدرات شعبه وشبابه؛ الثاني، العودة إلى خصوصيات لبنان التي تميزه عن غيره وعدم تشويه ملامح وجهه التي جعلت منه رسالة ونموذجا على المستويين العربي والدولي".

وختم الراعي: "هذه المناشدة المزدوجة نرفعها صلاة إلى الله، بشفاعة القديسة الشهيدة صوفيا وبناتها الشهيدات الثلاث، راجين قبولها مع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي ختام القداس، أزيحت الستارة عن لوحة تذكارية، تخليدا للبطريرك الراحل يوسف الصفراوي.

وكان الراعي زار كنيسة مار جرجس وبلدية الصفرا، قبل وصوله الى كنيسة مار صوفيا، واختتم زيارته للصفرا بعشاء اقامه الهوا على شرفه في منزله .

 

اجتماع ضم بو صعب والحسن وقيادات أمنية تداول في التدبير رقم 3

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

عقد اجتماع في وزارة الدفاع الوطني ضم كلا من: وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، وعدد من الضباط الرفيعي المستوى. وتم التداول في موضوع التدبير رقم 3، حيث فرق المجتمعون بين تعويض بدل الانتقال اليومي والضمائم الحربية، وتم التوافق على إبقاء تعويض بدل الانتقال اليومي كما هو معمول فيه حاليا وفقا لتدبير الاستنفار رقم 3. أما في ما خص الضمائم الحربية، فتم التوصل إلى صيغة تقضي بتوزيع استفادة العناصر من هذه الضمائم بين تدبير الاستنفار رقم 3 وتدبير الاستنفار رقم 2 وفقا لمقتضيات الخدمة. وتدبير الاستنفار رقم صفر (أي لا تدبير) لذوي الاوضاع الاستثنائية: نقاهة، سجن، مأذون داخل وخارج البلاد.

 

الكتلة الوطنية: عامر الفاخوري عميل ومجرم حرب وإدانته واجبة على الصعد كافة

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

شدد "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" في بيان، على أن "من شجع عامر الفاخوري على العودة إلى لبنان تصور أنه يسجل بذلك هدفا سياسيا، في حين أن هذا الرجل ليس فقط عميلا، إنما مجرم حرب نتيجة الدور الذي لعبه في معتقل الخيام، وإدانته واجبة على الصعد كافة"، متسائلا: "كيف ووفق أي عقيدة سياسية يفترض بأحد السكوت عن شخص نفى عن نفسه كل الصفات الإنسانية عندما أصبح جلادا؟". وسأل أيضا: "كيف كان من الممكن السكوت؟ والمعذبون لا يزالون أحياء وجراحهم الجسدية والنفسية لا تزال تنزف؟ ما هذه الخساسة السياسية التي تنشر صورة عامر الفاخوري إلى جانب قائد الجيش للايهام بمعرفة سابقة، والمعلوم أن أي شخصية لبنانية رفيعة تلتقط صور معها خلال زياراتها في الخارج من دون التدقيق بهويات الحضور". واستغرب "كيفية سماح السفارة اللبنانية في واشنطن دخول عامر الفاخوري إليها، فلا تستقيم الحجة بعدم معرفة ماضيه كونه أشهر من أن يعرف"، وقال: "إن قضية عامر الفاخوري يجب ألا تحجب التغاضي غير المبرر عن عمالات أخرى في فترة الوصاية السورية، التي كانت أيضا احتلالا مهما حاولنا تلطيف واقعها بالعبارات".

أضاف: "إن جروحا جسدية ونفسية لا تزال تنزف عند المواطنين من كل الأطياف، في حين أن بعض الجلادين لا يزالون يسرحون ويمرحون بيننا". وتابع: "كل ما سبق، يجب ألا يثنينا عن إعادة فتح ملف العمالة في لبنان، ليس من باب الإثارة والانتقام لكن للتبصر في أسباب نشوء هذه الظاهرة وأخذ العبر لعدم تكرارها".

وأشار إلى أن "العمالة في لبنان ذات أوجه ومبررات، لكن يبقى الأساس، وهو اعتقاد بعضهم أن التعامل مع الخارج يمكن أن ينقذ لبنان، وخصوصا عبر التحالف معه ضد لبنانيين آخرين، وهذه هي المعضلة الحقيقية".

وأكد الحزب أن "العمالة مع إسرائيل لها خصائصها من دون شك، نظرا إلى القضية الفلسطينية الراسخة في الوجدان العربي، لكن هذا التمايز لا يبرر العمالة مع دول أخرى من سوريا إلى إيران إلى الخليج إلى تركيا إلى الغرب بمنطق الاستقواء على لبناني آخر".

ورأى أن من "إخفاقات الفترة التي تلت انتهاء الحرب اللبنانية، عدم طرح السؤال: لماذا العمالة؟ وعدم طرحه أبقى الوضع على حاله من العمالة ولو بأوجه مختلفة". وأشار الحزب إلى أن "العبرة في السؤال ليست لتراشق الاتهامات أو اعتراف فريق بأنه أخطأ لأن الجميع أخطأ"، وقال: "من المفروض استخلاص العبرة ومفادها أن العمالة تنتج منها عمالة مضادة، وهي في كل الحالات لم ترتد إلا سوءا على اللبنانيين، ولو أدت في فترة ما إلى انتصار ظرفي فهو يبقى وهميا". ودعا "من لديه أي شك في ذلك إلى مراجعة تاريخ لبنان وكل الدول التي استقوى فريق فيها على آخر باللجوء إلى العمالة". وتوجه الحزب إلى "اللبنانيين كي يتصارحوا حول ملف العمالة ليسحبوا من الأحزاب - الطوائف سلاحهم المفضل للسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم، أي تخويف المواطنين من بعضهم البعض". ودعا اللبنانيين إلى "المصارحة كي يقتنعوا بالحجة والبرهان، بأن العمالة الوحيدة المفيدة لطمأنة الكل ودحر التشنجات وتظهير الهوية اللبنانية المتجذرة فينا، رغم التباينات الطبيعية المحجوبة بقشة التخويف من الآخر وفترات الاقتتال، هي العمالة مع اللبناني الآخر".

 

المجلس الوطني لثورة الأرز رفض التعرض لسمعة قائد الجيش: على ذوي المبعدين إلى إسرائيل اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بعودتهم

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

أوضحت الأمانة العامة في "المجلس الوطني لثورة الأرز" في بيان، أنه "بناء على رغبة الأمين العام المهندس طوني نيسي، ونتيجة لمشاورات سياسية قانونية، وبعد التأكد من الصورة التي تتداولها بعض مواقع التواصل الإجتماعي لقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون مصحوبا بشخص موجود حاليا داخل السجن بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي: ان هذه الصورة أخذت منذ فترة بعيدة وتحديدا عندما كان حضرة القائد في السفارة اللبنانية في واشنطن، وبالتالي لا تقع تبعة على حضرة القائد في حال رغب أحد المدعوين أخذ صورة معه"، طارحة "العديد من الأسئلة وفي طليعتها: من سمح لهذا الشخص بالدخول إلى حرم السفارة؟ من دعاه إلى حفل الإستقبال؟ ما الغاية من الدعوة في حينه؟ أين تقع مسؤولية سعادة السفير في توجيه الدعوات؟ أين تقع مسؤولية الملحق العسكري في السفارة؟ ما هي الغاية اليوم من تسويق هذه الصورة؟ ولماذا هذا التوقيت؟ من هو المستفيد من التشهير بسمعة حضرة قائد الجيش؟".

وأشارت الى أن "ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي يستدعي من اللجنة القانونية في المكتب السياسي للمجلس الوطني لثورة الأرز الإضاءة على ما يلي: في شرعة حقوق الإنسان من حقه وشرفه وكرامته هي نعوت لصيقة بالشخصية القانونية والمتفرعة عن الشخص، أيا كانت المكانة الإجتماعية التي يحتلها في المجتمع، فشرف الإنسان وكرامته واعتباره قيمة اجتماعية لا تقل أهمية عن تلك التي تتعلق بحقه في الحياة وفي سلامة شخصه، لذلك كانت جديرة بالحماية القانونية، والتعدي عليها يشكل جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة. وتلفت الدائرة القانونية أصحاب مواقع التواصل الإجتماعي ومن هم وراءهم أن القانون اللبناني عالج الجرائم الواقعة على الحرية والشرف في الفصل الثاني من الباب الثامن من قانون العقوبات ومن بينها جرائم الذم والقدح (المواد 582 إلى 586)، إضافة إلى تجريم تلك الأفعال ضمن إطار الجرائم الواقعة على السلطة العامة المواد 385 إلى 389 عقوبات".

واستنكرت "الأمانة العامة وتحديدا شخص الأمين العام للمجلس الوطني لثورة الأرز وأعضاء المكتب السياسي والمحازبون، كل ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي وما رافقها من تغريدات تستهدف حضرة قائد الجيش اللبناني، ويعلنون دعمهم لأي إجراء قانوني من المفترض أن تقوم به السلطات الرسمية لحفظ سمعة وأمن حضرة القائد وبالتالي الوطن ومؤسساته الشرعية"، مشددة على "أنها والشعب اللبناني لا يقبلان المساس بأي رمز وطني ولا التعرض لسمعته، ويطالبون بتقديم من يثبت تورطه في عملية القدح والذم للمحاكمة والقصاص العادل".

ولفتت الى أن "الإعلام الخاص يتداول موضوع "المبعدين إلى إسرائيل" والمصنفين "عملاء"، ويهم الدائرة القانونية التأكيد على ما يلي: لقد بات من واجب الدولة اللبنانية البت بهذا الملف القانوني بعيدا عن التجاذبات السياسية - الإجتماعية - الأمنية، وهذا الملف يتعلق بأناس تركتهم الدولة اللبنانية خلافا لمبدأ السيادة الوطنية حيث تخلت الدولة في حينه عن سيادتها لصالح ما كان يعرف ب"فتح لاند"، ومن ثم تخلت الدولة عمدا عنهم ولا سيما بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني وشرعتها بموجب القانون الدستوري رقم 18/90، حيث تضمنت تلك الوثيقة بند تطبيق القرار 425 وإلزام دولة العدو الإنسحاب من الأراضي التي تحتلها ونشر الجيش اللبناني، وهذان الإنتهاكان الخطيران يلزمان الدولة اللبنانية تحمل تبعات الجرائم التي حصلت جراء عدم المحافظة على السيادة الوطنية وعلى شعبها. وللتذكير يجيز القانون الجنائي الدولي تحت بند (مسؤولية القيادة) يمكن أن تنجم انتهاكات القانون الجنائي الدولي أيضا عن عدم فعل ما ينبغي فعله للحيلولة دون ارتكابها. وتوضع القوات أو الجماعات المسلحة بوجه عام تحت إمرة قيادة تتحمل المسؤولية عن سلوك مرؤوسيها أو المؤتمرين بها. ولا بد من محاسبة القادة أو الرؤساء في حال عدم قيامهم باتخاذ تدابير مناسبة لمنع مرؤوسيهم أم المؤتمرين بأمرهم من ارتكاب إنتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني إذا ما أردنا جعل النظام القضائي فعالا. ويجوز بالتالي تحميل الرؤساء مسؤولية جنائية عن أنشطة إجرامية لم يساهموا فيها مساهمة شخصية، هذا على صعيد تحمل الدولة مسؤوليتها القانونية المادية والمعنوية".

وأشارت الى أن "على المجموعة التي لجأت إلى دولة العدو العمل بكل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها وضمن أطر القانون الدولي واللبناني يشرحون فيها موضوعهم على كافة المستويات: الإجتماعية - الحياتية - الإقتصادية - الأمنية، وما تعرضوا له من ويلات أثناء وجودهم على الأراضي اللبنانية جراء الإعتداءات التي طاولتهم عسكريا وميدانيا، وعدم اهتمام الدولة بهم وتركتهم يدبرون أمورهم بين فكي كماشتين فلسطينية - إسرائيلية، وبالتالي كانوا ضحية الحرب الضروس بين كلا الطرفين. كما عليهم تقديم شكوى لعدم تطبيق مندرجات القرار 425 والذي كان يرغم شرعيا قوات العدو الإنسحاب من الأراضي اللبنانية ونشر الجيش اللبناني وبالتالي تصبح تحت إمرة الدولة اللبنانية، وعليهم شرح معاناتهم أثناء تبادل عمليات القصف بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، وتعرضهم للقصف وإساءة السمعة، إلى أن كانت مفاوضات الإنسحاب الأحادي، وكانت عملية اللجوء إلى إسرائيل وتخلي الدولة عنهم وتركهم تحت رحمة القدر".

وأعلنت أنها "بعد مشاورات قانونية دولية - لبنانية، ترسخ لديها قناعة أنه بات لزاما على الدولة العمل ضمن الأطر القانونية وتحمل تبعات تجاهل مبدأ السيادة المطلق على أراضيها وما نتج عنه"، مقترحة على "ذوي المبعدين إلى إسرائيل رفع شكوى إلى حضرة المفوض السامي لحقوق الإنسان - مكتب لبنان لشرح قضية أبنائهم وبالتالي اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بعودتهم إلى لبنان وفق ما يقره القانون، وبما يلزم كلا الطرفين".

 

الراعي استقبل رئيس المجلس الاقتصادي الفرنسي برناسكوني: لتطبيق الإصلاحات بثقة مطلقة من اجل مصلحة لبنان

وطنية - الإثنين 16 أيلول 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الفرنسي باتريك برناسكوني وعقيلته يرافقهما رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد، والمستشار الديبلوماسي مايكل كريستوف، في زيارة تم فيها التشديد على ضرورة تفعيل العجلة الإقتصادية في لبنان عن طريق تطبيق الإصلاحات المطلوبة لأن "عامل الوقت بات يهدد اي تقدم ممكن في هذا المجال" وتحدث برناسكوني بعد اللقاء وقال: "لقائي بصاحب الغبطة اليوم يندرج في اطار اللقاءات الإدارية التي نظمها رئيس المجلس الإقتصادي اللبناني شارل عربيد. انه لقاء اخوي يجسد العلاقة التاريخية والمميزة التي ربطت لبنان بفرنسا، كما ان هذه الزيارة تعبر عن ارادة بتطبيق اصلاحات في البلد يعنى بها المجتمع المدني بجمعياته ايضا، اضافة الى المواطنين لكي نتجنب الصعوبات التي يمكن مواجهاتها من خلال اتخاذ بعض القرارات".

اضاف: "لطالما وجدت حلول على مر العصور للصعوبات الإقتصادية. وما من بلد اليوم لا يواجه صعوبات اجتماعية وسياسية واقتصادية. ولبنان يواجه بدوره صعوبات كبيرة طابعها استثنائي ولكنني على يقين ان المواطنين سيتمكنون من ايجاد حلول قد تكون معقدة احيانا ولكنها ستؤدي الى نتائج جيدة وذلك من خلال العمل على تطبيق مشروع "سيدر" الذي يساعد لبنان على ايجاد طرق الازدهار والنمو". وختم برناسكوني:"تشرفت بلقاء غبطة البطريرك للتحدث عن المجتمع المدني ودوره في لبنان وعلاقاته مع السياسة. تبادلنا نقاطا حول هذا الموضوع وحول الصعوبات التي يواجهها لبنان والحلول التي نتصورها لإيجاد حل لهذه الصعوبات. اسئلة كثيرة طرحت يلزمها الكثير من العمل ولا سيما حول مشروع "سيدر" الذي لا بد من انطلاقه. وبالتالي يجب تطبيق الإصلاحات بثقة مطلقة وهذا من اجل مصلحة البلد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 17-18 يلول/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

 

لماذا لا ترد السعودية والإمارات على إيران وأذرعتها عسكرياً

الياس بجاني/16 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78548/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5/