المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 13 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/السرطان هو في الدويلة أما من في القصر فهو مجرد عارض لهذا السرطان

الياس بجاني/الإخونجي والنصاب الجهادي أردوغان هو من أكبر حلفاء إسرائيل ومن أكبر تجار ومقاولي قضية فلسطين

الياس بجاني/ضرورة تطبيع علاقة لبنان مع إسرائيل واقفال ساحته بوجه تجار ومقاولي نفاق المقاومة/مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

الياس بجاني/حزب الله يحرق مرفأ بيروت لطمس أدلة جريمته، وليس مستبعداً أن يبدأ باغتيال المحققين والشهود

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من منطلق ان الطبيعة لا تقبل الفراغ/ادمون الشدياق/فايسبوك

كباش على الرماد/الياس الزغبي/فايسبوك

ضباط إسرائيليون: لتغيير “قواعد اللعبة” مع “الحزب”!

“الرسالة وصلت الى باسيل”… فهل تطالُه العقوبات؟

حزب الله عن خطوة البحرين: إنها "الخيانة العظمى"

دفعة جديدة من العقوبات الأسبوع المقبل… باسيل على اللائحة؟!

ريفي بهجوم غير مسبوق على المشنوق: هو فاسد

وزارة الصحة: 686 اصابة كورونا و10 حالات وفاة

اتصال هاتفي بين ماكرون وبري لم يحل عقدة “المالية”

بنود سريّة في المبادرة الفرنسية… فهل آن أوان الكشف عنها؟

هكذا كان اللقاء بين ” العونيين ” و “الثوار” على طريق بعبدا

الحريري يفشل بمسعاه: برّي متمسّك بـ"المالية" رغم ماكرون

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/9/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 12 أيلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

“المشهد اليوم”: “كرباج” ماكرون يعجّل بولادة الحكومة إلا إذا… 

باريس عن العقوبات: لا علاقة لنا

بعبدا تتّصل ببعض رموز الثورة لتوزيرهم

ما هو موقف عون من مسألة إعفاء بدري ضاهر من مهام وظيفته؟

بعد تدهور صحته.. نقل بدري ضاهر ليلاً الى المستشفى

رفع الدعم عن الدواء: زيادة الأسعار 5 أضعاف وإفلاس مؤسسات!

نداء الوطن ليس بمقدور وهبة أن يلتقي شيا/عون وحصار السفارة

نداء الوطن/تظاهرة "قمصان سود" أمام القصر الجمهوري اليوم/تشكيلة أديب إلى بعبدا "بتمشوا أو بمشي"!

تحركان متقابلان لأنصار عون وخصومه على طريق القصر الجمهوري

الجيش اللبناني يستخدم العيارات النارية لتفريق متظاهرين تعرضوا لعناصره بالحجارة

الأمم المتحدة تدعو لتشكيل الحكومة اللبنانية بأسرع وقت

نديم الجميل: البشير طالب ب 10452 كلم2 من السيادة والكرامة

نديم الجميل: لا الدستور ولا اتفاق الطائف كرسا وزارة المالية لفريق أو طائفة معينة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

“الغضب” يكشف… ترامب أصرّ على قتل سليماني وأثار محيطه

البحرين: الاتفاق إجراء سيادي يخدم المصالح العليا للمملكة

تنفيذ حكم الإعدام بحق بطل المصارعة الإيراني

بومبيو من قبرص: أميركا «قلقة للغاية» من تحركات تركيا في المتوسط

اليونان تعزز جيشها بـ18 مقاتلة «رافال» و4 فرقاطات من فرنسا

واشنطن: يجب حلّ النزاع سلمياً في المتوسط و ماكرون «قلق» من الدورين الروسي والتركي

قصف إسرائيلي على «موقع إيراني» قرب حلب و«المرصد» يشير إلى أنه الاستهداف الرابع في سوريا منذ بداية سبتمبر

قيادي في «مسد»: أبلغنا موسكو رفض دمشق الحوار معنا

تجدد الغارات الروسية على شمال غربي سوريا

روسيا تطوّر «استراتيجية جديدة» في التعامل مع الملف السوري/خلافات بين موسكو ودمشق حول الأكراد والعلاقة مع أنقرة

وفاة محمد مخلوف خال بشار الأسد جراء «كورونا»

تحذير ألماني لبريطانيا من تداعيات عدم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي

غضب»: ترمب يكشف عن أسلحة غير معروفة لموسكو وبكين/25 «رسالة حب» تبادلها الزعيمان الأميركي والكوري الشمالي

انتهاء المناورات البحرية الإيرانية

انتقادات في طهران لاستعجال إعدام مصارع اتهم بالقتل خلال احتجاجات 2018

محكمة إيرانية تقضي بالسجن 31 عاماً لمسؤول سابق في السلطة القضائية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تولد الثورة من رحم الأحزان/محمد علي مقلد/نداء الوطن

المبادرة الفرنسية آخر فرصة إنقاذية للعهد... وصدقية باسيل على المحك/كلير شكر/نداء الوطن

نهاية عصر "الخليلين".. والعونيون للخروج من تفاهم مار مخايل/منير الربيع/المدن

غارات إسرائيل وثأر نصرالله: معادلة جديدة في لبنان وسوريا/سامي خليفة/المدن

استراتيجية "التعفين الخلّاق" تتقدّم/نديم قطيش/أساس ميديا

أميركا للبنان: الحدود و"حزب الله".. أو الجوع/منير الربيع/المدن

مات لبنان وابتدأت المواجهة مع الفاشيات الشيعية/شارل الياس شرتوني

مرفأ بيروت ونموذج الدولة الفاسدة/غادة حلاوي/نداء الوطن

كفى/محمد السماك

المثالثة واللامركزية تضييع للبوصلة، الورم هو حزب الله وهذا هو الحل/ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

كيف يحشد “حزب الله” بيئته المتململة/"فيديل سبيتي/إندبندنت عربية

التحقيق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حكومة إنقاذ أم صومال لبناني/راجح الخوري/الشرق الأوسط

هل سفارة عوكر في خطر/نجم الهاشم/نداء الوطن

متواطِئون و"نفوذٌ خبيث"/سناء الجاك/نداء الوطن

نصرالله وما بعد مرفأ بيروت/أحمد العياش/النهار/نداء الوطن

بري: لن نشارك من دون «المالية»/ نقولا ناصيف/الأخبار

ثقل التاريخ في مسارات السياسة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

حالة الجمهورية الأميركية/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

التغوّل التركي... لكنها ليست سوى خطوة أولى/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون لم يرفض توقيع مرسوم إعفاء بدري ضاهر والأجراء المطلوب تطبيقه عليه يجب ان يطبق على جميع الموقوفين عدليا عملا بمبدأ المساواة

حزب الله: التطبيع مع العدو خيانة عظمى وطعنة لقضايا الأمة العادلة

النهار: ساعات مصيرية للحكومة وبري يتمسك بالمال ميثاقيا

نداء الوطن: تظاهرة قمصان سود أمام القصر الجمهوري اليوم

الجمهورية: أديب يُنجز مسودته بلا تشاور.. والعقوبات مسلسل أميركي طويل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا14/من07حتى11/لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد! ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

السرطان هو في الدويلة أما من في القصر فهو مجرد عارض لهذا السرطان

الياس بجاني/12 أيلول/2020

الثوار مضيعين البوصلة وبدل ما يروحوا ع الضاحية حيث دويلة الحاكم الفعلي سيد امونيوم ويطالبوا بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً ال 1559 وانهاء الإحتلال الإيراني ومحاكمة المتأيرنين... المتظاهرين مضيعين ورايحين ع بعبدا حيث الصنم بحماية قطعانه..تعتير وعمى بصر وبصيرة وضياع بوصلة

 

الإخونجي والنصاب الجهادي أردوغان هو من أكبر حلفاء إسرائيل ومن أكبر تجار ومقاولي قضية فلسطين

الياس بجاني/12 أيلول/2020

الإخونجي اردوغان ينتقد الإمارات والبحرين لإعترافهما بإسرائيل وبلاده حليفة لها ومعترفة بها والعلاقات التجارية معها سنويا بالمليارات

 

ضرورة تطبيع علاقة لبنان مع إسرائيل واقفال ساحته بوجه تجار ومقاولي نفاق المقاومة/مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

الياس بجاني/11 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90310/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9/

يلي بدو يحرر فلسطين ويرمي اليهود بالبحر ويصلي بالقدس ما حدا واقف بوجه ولا حدا مانعه، ولكن ليذهب إلى بلاده ويشن حروبه منها ويفك عن ضهر لبنان واللبنانيين.

الملالي المنافقين وعميلهم حسن امونيوم ومعو بري الفاسد والمفسد وكل يلي بيشد ع مشدون إذا فعلاً بدون يحابوا إسرائيل ويستعيدوا القدس ويكبو اليهود بالبحر عندون صواريخ بإيران بتوصل ع إسرائيل ولما هو أبعد من إسرائيل كما يقولون ويفاخرون ويتبجحون.

فليتفضلوا ويفرجونا صدق مراجلهم وشعاراتهم، ولكن ليس من لبنان ولا ع حساب الشعب اللبناني.

الأسد وكل تجار ومقاولي نفاق المقاومة والممانعة من مؤدلجين وبرابرة ويساريين وعروبيين وجهاديين.. جبهتم مع إسرائيل من سوريا كبيرة فليتفضلوا يفرجونا كمان صدق كذبهن وهيدي إسرائيل قدامن.

وأكيد الدول العربية يلي اعترفت بإسرائيل (الإمارات والبحرين ومصر والأردن) منون أبداً مانعين جماعات التحرير والمقاومة والممانعة الدجالين من شن حروبهم ضد إسرائيل.

وكمان ربع حماس التجار والفاسدين، ومعون كل المنظمات الفلسطينية يلي حابين يحرروا ويقاوموا، هيدي ساحتون بغزة طويلة وعريضا يصطفلوا فيها وينقردوا. ولكن يفكوا عن ضهرنا ويتركوا لبنان يعيش ويتنفس بعيداً عن مراجلهم العنترية الفارغة.

دولة الإمارات مش مانعا حدا يحرر فلسطين، ولا البحرين، ومبروك عليون الصلح مع إسرائيل والتطبيع معها.

أما لبنان، بلدنا المنكوب والمحتل فيكفيه حروب ودمار واغتيالات وفقر وتهجير بسبب كذبة تحرير فلسطين. بيكفي ونعم مليون مرة بيكفي.

مطلوب اقفال ساحة لبنان إلى الأبد وأمس وليس اليوم بوجه كل تجار ومقاولي كذبة المقاومة والتحرير.

إن مصلحة لبنان القصوى والطارئة والكيانية والمصيرية كما هي تماماً مصالح مصر والأردن والبحرين والإمارات تكمن في اقفال فوري لساحته المباحة والمستباحة بوجه الدجالين والكتبة والفريسيين والملجميين من عرب وعجم ويساريين وجهاديين والتطبيع مع إسرائيل والخروج من أوهام ومآسي الحروب العبثية.

مبروك للبحرين عملية تطبيعها مع إسرائيل، ومبروك لحكمة وعقلانية انحيازها لمفهوم السلام وع قبال لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

"حزب الله يحرق مرفأ بيروت لطمس أدلة جريمته، وليس مستبعداً أن يبدأ باغتيال المحققين والشهود

الياس بجاني/10 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90285/90285/

ما راح يخلي حزب الله وأمل وشركائهما في الفساد والإرهاب والأيرنة والملالوية ولا دليل واحد للتحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت .. والله يستر ما يبلشوا يغتالوا المحققين والشهود، متل ما عملوا بكل من كان له علاقة في التحقيق الخاص باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

..وع قول عادل إمام…متعودا؟؟!!

من هنا لا يمكن أن يكون الحريق في مرفأ بيروت اليوم صدفة أو اي شيء آخر.. هو بالغالب حريق مفتعل قام به حزب الله المجرم وذلك لطمس وإخفاء كل الأدلة والإثباتات الباقية التي تدينه وتدين شركائه من الذميين والإسخريوتيين.

وهنا لائحة المتهمين طويلة وعريضة وتضم كل أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكيلة والمؤدلجة واليسارية والقومجية والجهادية وليس فقط في قاطع 08 آذار، بل أيضاً وربما بنسب مرتفعة جداً في قاطع 14 آذار، ربع الصفقة الخطيئة والتجار الطرواديين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة، وتحديداً جنبلاط الإخطبوط والحرباية، والحريري الخانع والراكع وكل من لف لفهما.

هذا، وكل يوم يتم التأكد أكثر وأكثر بأن حزب الله اللاهي هو من فجر المرفأ في بيروت بهدف تدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة وتهجير المسيحيين وتغيير الديموغرافيا في العاصمة لمصلحته الإيرانية، والأهم هو تخويفه وإخضاعه الشرائح المسيحية السيادية واللبناناوية الرافضة لاحتلاله وللمشروع الفارسي التوسعي والاستعماري.

أما الصنم الطروادي واليوداصي الذي نصبه حزب الله في قصر بعبدا والرافض التحقيق الدولي لتولي جريمة تفجير المرفأ، فهو فعلاً صنم والتاريخ سيلعنه وحسابه سيكون عسيراً يوم ساعة الحساب، لأن البشري الذي يتفلت من قضاء وعدل الأرض، لن يقدر أن يتفلت من عدل وقضاء السماء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من منطلق ان الطبيعة لا تقبل الفراغ...

ادمون الشدياق/فايسبوك/12 أيلول/2020

ما بتفتكروا انه صار لازم الطبيعة تفعل فعلها وحدن يجي ويعبي الفراغ ولو بالقوة. الفراغ يلي بيعبي الفراغ  بفراغ هوي مقصر وادانة لتاريخ كل واحد بيحلم  بلبنان القوي  والسيادي والشفاف، لبنان الحلم.  الوقفة على ضفة النهر هي وقفة العاجز الذي يقاوم بضربات الريح وطلاسم العدم وسيوف الاخرين.  الحياة قصيرة ان لم تفعل بها وتواجهها بإرادة وتصميم مقاوم، فعلت بك العجائب وسحقتك والادهى ستسحق روحك وحلمك وعنفوانك وبالتالي قضيتك.  كما علمنا رافقنا الشهداء لبنان يستحق تضحياتنا وليس وقت كاليوم ولبنان يئن على الصليب يصلبه الفرس والعرب والعجم. او ليس هناك من مغيث ؟؟؟؟؟؟؟

 

كباش على الرماد

الياس الزغبي/فايسبوك/12 أيلول/2020

المسألة التي لا تقبل النقاش هي أنّ اتساع دائرة معاهدات السلام بين إسرائيل والدول العربية، يشدّ الخناق أكثر فأكثر على المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة. وهذا الأمر يدفع طهران إلى التشدد حيث لا تزال قبضتها قوية، وبالطبع في لبنان كساحة مباحة للصراعات الإقليمية والدولية.

التشدد الإيراني في بيروت ظهر سريعاً في أداء "حزب اللّه" وبري، فالأول لوّح بالخروج من المبادرة الفرنسية، بعد ترحيب وتهليل، بحجة رضوخها للعقوبات الأميركية، والثاني نقل التمسّك بوزارة المال إلى مستوى "القداسة الميثاقية". وقد شاءت طهران أن تواجه واشنطن في لبنان باعتباره الخاصرة الرخوة، ولعدم قدرتها على المواجهة في الساحات الأخرى، وتحديداً في سوريا والعراق، بفعل التحوّل الجزئي في موازين القوى لغير كفّتها. وهنا، بدأ الكباش القوي على طاولة تشكيل الحكومة الجديدة، بين الثنائي الشيعي مع ذراعه المكلّف بالتوقيع أو عدمه، في قصر بعبدا من جهة، وبين الرئيس المكلّف مصطفى أديب بخلفيتيه: باريس ورباعي رؤساء الحكومة السابقين، من جهة ثانية. وهو كباش محكوم بمهلة ضيّقة تحتدم اليوم وتبلغ ذروتها بعد غد الإثنين. فما هو مصير الوضع اللبناني بين جبهتين تتكابشان على أرض محروقة،... وفوق رماد بقايا دولة!؟

 

ضباط إسرائيليون: لتغيير “قواعد اللعبة” مع “الحزب”!

 صحيفة الشرق الاوسط/12 أيلول 2020

مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بسقوط طائرة مسيرة تابعة له فوق أراضي قرية عيتا الشعب، في الجنوب اللبناني، خرجت مجموعة من الجنرالات الحاليين والسابقين في الجيش الإسرائيلي يطالبون بتغيير قواعد اللعب وتوجيه ضربة تؤدي إلى قواعد جديدة: «حتى لو كان ثمنها حرباً مع لبنان».

وقال أحد هؤلاء الضباط، وهو عضو في رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش، إن الوضع على هذه الحدود لم يعد محتملاً، منذ اندلاع أجواء التوتر وقرار اللواء الشمالي للجيش إعلان حالة التأهب تحسباً من هجوم يشنه «حزب الله» بغرض الانتقام لمقتل أحد قادته الميدانيين، كمال حسان، خلال غارة إسرائيلية على منطقة دمشق قبل شهرين. وأضاف الجنرال المذكور، في حديث نشرته أمس الجمعة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن هذا التوتر أدى إلى وضع متناقض: المواطنون الإسرائيليون يتحركون في الطرقات بحرية، والجنود الإسرائيليون يختبئون كي لا يتم استهدافهم من قناصة «حزب الله». فالجيش يقدر بأن «حزب الله» يعتزم قتل جندي، لكي يثبت المعادلة: جندي مقابل جندي، ولن يستهدف مدنيين. وتعززت هذه التقديرات الإسرائيلية في أعقاب خطاب أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، في نهاية الشهر الماضي، بقوله إنه «بالنسبة لنا قرار الرد قرار قاطع وحاسم ولسنا مستعجلين… والمعادلة التي يجب أن يفهمها الإسرائيلي جيداً: عندما تقتل لنا أخاً سنقتل لك جندياً، والمقاومة جدية في إنجاز هذه المهمة»، وأن «حزب الله»: «ملتزم بالمعادلة، وهي معاقبة القتلة وليس الانتقام، وتثبيت ميزان الردع للحماية». وقال الجنرال الإسرائيلي إنه في حال نجح «حزب الله» في قتل جندي إسرائيلي، فإنه ينبغي أن يكون رد إسرائيل شديداً، وأن «يجبي ثمناً كبيراً من (حزب الله)، حتى لو أعقبت ذلك أيام من القتال، وذلك من أجل تغيير المعادلة التي وضعها نصر الله. فمن المحظور تقبل وضع كهذا. وإذا تمكن نصر الله من استهداف جندي إسرائيلي، فسيكون على الحكومة أن تسمح للجيش بالرد بقوة لتحقيق هدف تغيير المعادلة». وكانت هذه المجموعة من الضباط قد حذرت من خطر تقاعس الحكومة عن اتخاذ قرار بالحرب، في الظروف الحالية، وقالوا إنه على الرغم من أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، هددا بردٍّ شديد في حال مقتل جندي، فإن الماضي يشير إلى تقاعس الحكومة في الماضي عن الدفع إلى حرب مع لبنان. وهذا الوضع يخلق أجواء إحباط بين الجنود اليوم، وهم يختبئون من قناصة «حزب الله». وقال أحدهم: «يجب أن يخاف رجال (حزب الله) وليس نحن». وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في المنطقة الشمالية، لقناعته بأن «حزب الله» سينتقم بشكل مؤكد. وهو يرسل طائرات مسيرة لرصد تحركات رجال الحزب قرب الحدود بين البلدين. وفي مساء أول من أمس الخميس، تم إسقاط إحدى هذه الطائرات في لبنان. وغردت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على موقع «تويتر» بأنه «في حوالي الساعة 17:10 اخترقت طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي (Drone) الأجواء اللبنانية فوق بلدة عيتا الشعب، وقد أسقطها عناصر أحد مراكز الجيش على مسافة تبعد 200 متر من الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية».وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً اعترف بسقوط المسيرة أثناء «نشاطات عملياتية» لوحدة تابعة له عند الحدود اللبنانية. وقال البيان إنه «لا خوف من تسرب معلومات».

 

“الرسالة وصلت الى باسيل”… فهل تطالُه العقوبات؟

وكالة الانباء المركزية/12 أيلول 2020

باب العقوبات الاميركية على مسؤولين سياسيين ورجال أعمال لبنانيين متورّطين بتقديم الدعم لـ”حزب الله” وبقضايا فساد وهدر للمال العام، فُتح على مصراعيه، ومفاتيحه أربعة: قانون مكافحة أعداء أميركا، قانون “أوفاك” المتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، قانون “ماغنيتسكي” الذي يفرض عقوبات على المتورطين بعمليات فساد وإنتهاكات لحقوق الانسان، وقانون “قيصر” الذي يفرض عقوبات على كل من يتعامل مع النظام السوري ويقدم له المساعدات السياسية أو المالية أو العسكرية. وتتولى لجان مختصة متابعة تطبيق كل قانون على حدى ووضع تقارير في شأنه تُرفع الى الكونغرس في شكل دوري، ما يعني ان قوانين العقوبات لا تُلغى الا بقوانين اخرى، وحتى اليوم لا يبدو ان واشنطن ستتخلى عن هذه المفتايح ليس في لبنان فقط وانما في الدول المعنية بها كلها. ومنذ أيام صدرت رزمة جديدة من العقوبات طالت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، في خطوة كانت متوقعة ومنتظرة.

ويبدو أن باب العقوبات لن يُقفل في هذه الفترة، اذ كشفت مصادر مطّلعة على أجواء واشنطن لـ”المركزية”، عن “أن دفعة جديدة ستصدر الاسبوع المقبل من بوابة قانون مكافحة أعداء اميركا وقانون “ماغنيتسكي” تتضمّن شخصيات سياسية متورّطة بالفساد ورجال اعمال، خصوصاً مقاولين متورّطين بصفقات فساد وهدر للمال العام”. ولفتت الى “ان الولايات المتحدة بإدارتها الجمهورية والديموقراطية ماضية بسياسة معاقبة المتورّطين بجرائم متّصلة بالارهاب والفساد في لبنان، وهي لن تتراجع عن ذلك مهما كانت هوية الرئيس المقبل لأميركا سواء دونالد ترامب او جو بايدن”. وفي حين تشير معلومات الى ان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سيكون على لائحة العقوبات المقبلة، انطلاقاً من تموضعه السياسي الى جانب حزب الله المُصنّف ارهابياً، اكتفت المصادر المطّلعة بالقول “الرسالة وصلت الى باسيل”.

 

حزب الله عن خطوة البحرين: إنها "الخيانة العظمى"

وكالات/12 أيلول/2020

دان حزب الله، في بيانٍ له بـ "شدة خطوة النظام الحاكم في البحرين الاعتراف بـ"الكيان الاسرائيلي"، وسائر اشكال التطبيع المزمعة معه، ويرى ان هذه الخطوة تأتي في سياق انتقال الانظمة العميلة والخائنة لشعوبها من علاقاتها السرية مع العدو إلى العلاقات العلنية". وأكّد "الحزب"، أن "كل المبررات التي يسوقها هؤلاء الحكام المتسلطون لا يمكن أن تبرر هذه الخيانة العظمى والطعنة المؤلمة للشعب الفلسطيني وقضايا الامة العادلة". ووفق بيانه، يرى حزب الله أن "الرد على هذه الخطوات الخيانية التي قام بها حكام الامارات والبحرين هو من قبل الشعوب العربية والاسلامية الحرة وخصوصا الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وسائر حركات المقاومة في المنطقة، المتمسكة بحق الشعب الفلسطيني بتحرير ارضه كاملةً والرافضة لكل اشكال التطبيع والتعاون مع هذا الكيان الغاصب، والتي سيكون النصر حليفها بإذن الله"

 

دفعة جديدة من العقوبات الأسبوع المقبل… باسيل على اللائحة؟!

المركزية/12 أيلول/2020

كشفت مصادر مطّلعة على أجواء واشنطن أن "دفعة جديدة ستصدر الاسبوع المقبل من بوابة قانون مكافحة أعداء اميركا وقانون ماغنيتسكي تتضمّن شخصيات سياسية متورّطة بالفساد ورجال اعمال، خصوصاً مقاولين متورّطين بصفقات فساد وهدر للمال العام". ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة بإدارتيها الجمهورية والديموقراطية ماضية بسياسة معاقبة المتورّطين بجرائم متّصلة بالارهاب والفساد في لبنان، وهي لن تتراجع عن ذلك مهما كانت هوية الرئيس المقبل لأميركا سواء دونالد ترامب او جو بايدن". وفي حين تشير معلومات الى ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سيكون على لائحة العقوبات المقبلة، انطلاقاً من تموضعه السياسي إلى جانب "حزب الله"، اكتفت المصادر المطّلعة بالقول "الرسالة وصلت الى باسيل".

 

ريفي بهجوم غير مسبوق على المشنوق: هو فاسد

القناة 23/12 أيلول/2020

وجه الوزير السابق أشرف ريفي كلامًا قاسيًا الى وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، مشيرًا الى أن سبب خلافه مع المشنوق سببه أننا "لا نشبه بعضنا إطلاقًا، فأنا واضحٌ بطروحاتي، وملتزمٌ وطنيًا ولستُ فاسدًا، بينما نهاد المشنوق لديه حساباته الخاصّة، ولكننا نعلم عن صفقات وزارة الداخلية التي جرت في عهدهِ كم هي فاسدة.وأنا لا أشبهُهُ لأنني لا أشبه سلوكه في الفساد". وتابع ريفي الهجوم على المشنوق، فقال في حديث مع موقع "ليبانون ديبايت": "أنا لا أحتاج شهادة حسن سلوك من حزب الله بعكس المشنوق الذي يفعل ذلك دائمًا، لذلك فأنا أختلف كثيرًا معه في موضوع الفساد، كما أن هناك إختلاف آخر بيني وبينهُ أيضًا وهو أنني لا أطعم أولادي من مالٍ حرام". وذكر ريفي بأنه "في يومٍ من الأيام كان قد طُرح إسمي وإسم الوزير السابق جمال الجراح بالإضافة الى إسم المشنوق لتولي حقيبة وزارة الداخلية، وحينها، قام المشنوق "بالحرتقة" لحؤول دون توليَّ أنا والجراح الوزارة على حسابهِ، متوسطًا بهذا الأمر عند حزب الله، الذي ساهم بوصوله الى الوزارة... وهو الآن يدفع الفاتورة".

 

وزارة الصحة: 686 اصابة كورونا و10 حالات وفاة

وكالات/12 أيلول/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 686 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي منذ 21 شباط الماضي الى 23669 حالة.

 

اتصال هاتفي بين ماكرون وبري لم يحل عقدة “المالية”

صوت بيروت انترناشيونال/12 أيلول/2020

تداولت معلومات صحفية أن إتصالاً جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النواب نبيه بري من دون ان يثمر الى حلّ عقدة حقيبة المالية، ما يعني استمرار عرقلة ولادة الحكومة، حيث ان بري ليس متمسكاً بوزارة المالية فقط بل بتسمية من يشغلها كذلك.

 

بنود سريّة في المبادرة الفرنسية… فهل آن أوان الكشف عنها؟

صوت بيروت انترناشيونال/12 أيلول/2020

توقفت مراجع سياسية ودبلوماسية عبر “المركزية” عند الغموض الذي يلف مصير مهمة الرئيس المكلّف مصطفى أديب جراء بروز الاسلوب الجديد المعتمد من قبله والذي لم يعرفه لبنان منذ فترة طويلة وتحديداً في عمليات تشكيل الحكومات الثلاث حتى قبل تلك التي ولدت منذ وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا في اعقاب التسوية السياسية العام 2016. فقد اثبتت التجارب ان هذه التسوية قادت الى تشكيل حكومتين تتمتعان بمواصفات حكومة “التوافق الوطني” قبل تشكيل حكومة دياب التي حملت صفة حكومة “اللون الواحد” التي رئسها حسان دياب بفعل انهيار التفاهم السياسي الذي رعى بداية العهد وخروج تيار المستقبل وحزبي القوات اللبنانية والتقدمي الإشتراكي منها على عكس مشاركتهما في الحكومتين السابقتين برئاسة الرئيس سعد الحريري فبقيتا نموذجاً مستنسخاً بنسبة كبيرة عن منطق المحاصصة السياسية الذي طبعت تشكيل الحكومات الموسعة منذ التعديل الدستوري الذي اعقب اتفاق الطائف.

وعند الحديث عن النموذج الجديد المعتمد من قبل أديب، يتوقف المراقبون الدبلوماسيون أمام ما عكسته المبادرة الفرنسية باتجاه لبنان من جوانب غير مالوفة تتحكم بآلية التشكيل الحكومي هذه المرة توحي باحتمال وجود “بنود سرية” ولم يحن أوان الكشف عنها قبل أن تأخذ عملية التأليف المنحى الجديد في اي لحظة في الساعات المقبلة ولا سيما تلك المتصلة بالتشكيلة التي يجهزها اديب انطلاقا من المهمة الموكلة به شخصياً بعد التكليف للتاليف وقيل انها ستكون جاهزة اليوم أو غداً على ابعد تقدير وان لم يطلب اديب موعدا لزيارة القصر اليوم قد يكون ذلك ممكنا في مهلة اقصاها الإثنين.

 

هكذا كان اللقاء بين ” العونيين ” و “الثوار” على طريق بعبدا

صوت بيروت انترناشيونال/12 أيلول/2020

تظاهراتان متناقضتان تتجهان إلى المكان نفسه، “قصر بعبدا” واحدة تناصر الرئيس وتبصم له على ما فعل وعلى ما لم يفعل، وأخرى ذهبت لتقول له “إرحل” ” و “كنت تعلم”، فصل بينهما الجيش اللبناني الذي لم يسمح للثوار بالعبور باتجاه “ٌقصر الشعب” وهي تسمية أطلقها الرئيس ميشال عون في بداية عهده المأساوي، بينما سمح الجيش برحابة صدر أن يكمل “العونيين” سيرهم وسط تأمينات لعدم حصول أي احتكاك بينهم وبين الثوار. شتائم من كل صوب وحدب، لم يوفرها الجمهور العوني الذي يرفض كل صوت يمثل الشعب، ويحتدم صوته أمام أي وسيلة إعلامية تغطي أي تحرك للثوار، فلا يتردد بشتم وسائل الإعلام التي تفتح هوائها لحرية التعبير للمواطن الذي يتجرع الموت يوميا، وخلال التظاهرة، تمكن مناصرو التيار من اجتياز الحاجز البشري للقوى الأمنية، ووصلوا إلى قرب مطعم “ماكدونالدز”وقاموا بالاعتداء على مواطنين عزّل. ولم تخل الأجواء من التوترات حيث أطلق الجيش اللبناني رصاصه في الهواء بعد أن تم رشقه من أحد الأشخاص بالحجارة، واستخدم الرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين من الثوار. وقد أعلن الجيش عبر في بيان أنه “يعمل على تشكيل حاجز بشري للفصل بين تظاهرتين في محيط القصر الجمهوري، ويضطر لاطلاق النار في الهواء بعدما قام متظاهرون برشق عناصره بالحجارة وضربهم بالعصي وحاولوا الوصول الى القصر الجمهوري”. ومن جهة أخرى اصيب أحد عناصر قوى الأمن الداخلي في التظاهرة على طريق القصر الجمهوري، وعلى الفور أطلق الغاز المسيل للدموع. وخلال تظاهرة الثوار “السلمية” جرى تعليق المشانق كصورة تعبيرية بأن الحساب قادم لا محال، كما وقف الثوار دقيقة صمت على أرواح شهداء 4 آب الذين مر على رحيلهم 40 يوما، وأتى تحرك الثوار اليوم تعبيرا عن تضامنهم مع كل نقطة دم سقطت على الأرض منذ 17 تشرين وحتى اللحظة، وأكد الثوار الذين يرددون شعار ” يلا ارحل ميشال عون” على مضيهم في مسيرة الثورة حتى إسقاط آخر رمز في السلطة.

واكد الثوار من على مفرق القصر الجمهوري انه حان زمن العدالة والعدالة تقتضي ان تكونوا في السجون ورفعوا شعارات ضدّ رئيس الجمهورية على الجدران والأعمدة على طريق القصر الجمهوري كرسالة إلى عون بأنه يتحمل مسؤولية انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب وكان يعلم بوجود المواد المتفجرة. وقام عدد منهم بتعليق المشانق على إحدى اللافتات ويعمل الجيش حتى اللحظة على تفرقة الثوار من نقطة تجمّعهم على طريق القصر الجمهوري. كما أعلن منذ قليل الناشط واصف الحركة إعتقال ثلاثة أشخاص على الأقل خلال التحرك باتجاه قصر بعبدا

 

الحريري يفشل بمسعاه: برّي متمسّك بـ"المالية" رغم ماكرون

المدن/12 أيلول/2020

تكشف المعلومات أن زيارة الرئيس سعد الحريري للرئيس نبيه بري في عين التينة، اليوم السبت، كانت بهدف محاولة من الحريري لإقناع رئيس المجلس بالتخلي عن وزارة المال، وتثبيت مبدأ المداورة. لكن برّي رفض طرح الحريري. واعتبر أن الموضوع غير قابل وغير خاضع للنقاش، وليس هناك ما تغيّر ويستدعي تغيير موقفه وموقف حزب الله من خلفه.

باسم "الميثاقية"

وشدد بري على انه متمسك بوزارة المال حرصاً على الميثاقية، ولن يتنازل عنها. وتوجه إلى الحريري بالقول: "بماذا تفكرون؟ وكيف تطرحون معي هذا الأمر؟ خصوصاً بعد كل الضغوط التي تحصل". لكن الحريري قال لبرّي إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيتصل به ويدخل على الخط مباشرة، في محاولة لإقناعه بالموافقة على التنازل عن وزارة المالية. إلا أن برّي رفض ذلك أيضاً، وتمسك بمبدأ اختياره لوزير المال، وأن لا شيء تغير منذ زيارة اللواء عباس ابراهيم إلى باريس ليتغير.

استياء من أديب

وتكشف المعلومات أن برّي بدا منزعجاً جداً من تصرف الحريري. واعتبر أنه كان يجب على رئيس الحكومة المكلف أن يتحرك هو لا أن يفاوض الحريري عنه. وأشار برّي ان هذا المبدأ هو من بديهيات التكتيك السياسي. فقد كان يفترض بمصطفى أديب أن يزور عين التينة للتشاور مع برّي في هذا الموضوع. وبحال رفض، يدخل الحريري على الخط أو يستشرف الموقف ليخطو خطوته، كي لا يصد من البداية ويُجهض مسعاه. لا يبدو ان برّي سيغير موقفه، حتى وإن تدخّل ماكرون، الذي يفترض أن يتصل به في الساعات المقبلة. وهو سيبلغه بموقف حاسم في موضوع وزارة المال. وتكشف المعلومات أنه قبل زيارة الحريري إلى عين التينة، كان قد تم التواصل مع شخص من الطائفة السنية لتولي وزارة المال. وهذا الشخص هو عامر البساط. لكنه رفض ذلك، لأنه لا يريد الدخول في أي مواجهة مع أي طرف.

تعقيدات وسيناريوين

ومع هذا التطور، برزت في المساء مؤشرات سلبية حول عملية تشكيل الحكومة، في ظل التشبث بالآراء لدى كل الافرقاء. وهنا تستبعد المصادر ان تكون ولادة الحكومة سهلة، ما لم يتم تقديم تنازلات حقيقية وجدية. وهنا تتحدث المعلومات عن سيناريوين، إما ان يؤجل مصطفى اديب زيارته الى القصر الجمهوري وتسليم تشكيلته الحكومية، التي قد تكون مرفوضة من قبل الثنائي الشيعي او رئيس الجمهورية. واما ان يسلّمها ولا يكون هناك توافق فتزداد الازمة تعقيداً. مقابل دفع رئيس الحكومة المكلف الى الاعتكاف، وليس الاعتذار بانتظار تغير الظروف والاجواء. بعض المعطيات تفيد بأن المسؤولين اللبنانيين قد يطلبون المزيد من الوقت من الفرنسيين لإعادة بلورة اتفاق محتمل، بمعنى ان يتم تجاوز مهلة الخمسة عشر يوماً التي حددها الفرنسيون. لكن ذلك لا ينفي ان الاسبوع المقبل سيكون حافلاً بالاستحقاقات والضغوط على مختلف الاصعدة لا سيما العقوبات الاميركية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/9/2020

وطنية/السبت 12 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اللقاح الروسي لوباء كورونا دخل الحيز العملي، ببدء توزيعه محليا، لتبقى الفعالية رهن التجربة.

إقليميا، بعد الإمارات صعدت البحرين قطار التطبيع مع اسرائيل، وذلك بالتوازي مع انطلاق محادثات السلام الأفغانية برعاية قطرية، وبرغبة من بومبيو بشراكة دائمة مع افغانستان.

محليا، الشارع شارعان، والجيش أقام حاجزا بشريا بينهما منعا للاحتكاك، والهم المعيشي يطغى على الشارعين دون أن يوحدهما، ولاسيما على أبواب العام الدراسي، والمخاوف من رفع أسعار السلع مع تفاعلات رفع الدعم. فيما البلاد لا تزال ترزح تحت أثقال نكبة المرفأ، وتتلقى المساعدات من كافة أنحاء العالم، واليوم وصلت دفعة مساعدات أوروبية جديدة للصليب الأحمر والدفاع المدني.

حكوميا، تتآكل المهلة الفرنسية لتشكيل الحكومة العتيدة، التي تنتهي زمنيا الثلاثاء المقبل، فيما البعض يلعب على حافة المهل. ويعمل الرئيس المكلف مصطفى أديب، بصمت لبلوغ الهدف. وأشارت أوساط مطلعة أنه جهز المسودة الأولى لتأليفة حكومية، وسيحملها في الساعات الأربع والعشرين المقبلة إلى قصر بعبدا لعرضها مع رئيس الجمهورية، على أن يعقد لقاء آخر قبل إصدار مراسيم التأليف.

الأوساط تحدثت بحذر عن وجود اتجاهات إيجابية لولادة الحكومة مطلع الأسبوع المقبل.

بالتوازي، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن موضوع "غربلة الشخصية" التي سيتفق عليها لتولي وزارة المال، قابل للنقاش مع الرئس المكلف مصطفى أديب، من واحد إلى عشرة أسماء وأكثر، إلى أن يقبل بواحد منها. الرئيس بري أكد أيضا أن حقيبة المال تعادل أي أمر ميثاقي، وأن حصول الطائفة الشيعية عليها مسألة ميثاقية لا غبار عليها، مؤكدا أن كل شيء خارج وزارة المال قابل للأخذ والرد والفهم والتفاهم.

في المقابل، كررت أوساط الرئيس سعد الحريري، نفي أن يكون رؤساء الحكومات السابقين طلبوا من الرئيس أديب التريث في بلورة وعرض تأليفة حكومية، بعدما صدر قرار أميركي بعقوبات على الوزيرين فنيانوس وحسن خليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على حبال الصعود تارة، والهبوط تارة أخرى، يتأرجح التأليف الحكومي. فهل تكون الساعات المقبلة حاسمة؟. هذا التأرجح يعكس غموضا على مستوى سياقات التأليف، يغذيه تكتم الرئيس المكلف مصطفى أديب، الأمر الذي يطلق العنان للتحليلات والتوقعات المتناقضة أحيانا.

التوقعات المتفائلة ركزت على زيارة مرتقبة للرئيس المكلف خلال الساعات المقبلة إلى قصر بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. لكن دوائر القصر أكدت ألا موعد حتى الآن لاجتماع بينهما اليوم.

المراقبون رصدوا خطوطا هاتفية باردة، ولقاءات غائبة على خط التأليف. وبحسب معلومات الـ NBN، فإن الرئيس المكلف وبعد مغادرته بعبدا الثلاثاء الماضي واتفاقه مع رئيس الجمهورية على إجراء مروحة إتصالات ومشاورات مع الكتل النيابية التي سمته، لبحث عدة نقاط أبرزها المداورة قبل العودة إليه بمسودة تشكيلة حكومية قبل نهاية الأسبوع، لم يقم بأي تواصل مع هذه الكتل التي وعدته بالتسهيل إلى أقصى الحدود. والسؤال: ما الذي يحكم معايير التشكيل، وماذا ينتظر الرئيس المكلف للبدء بمرحلة التشاور الضرورية مع من سيعطيه الثقة في المجلس النيابي؟.

من جانبه، رئيس مجلس النواب نبيه بري "مش عم يتدخل"، على ما أكد في تصريحات صحفية. وأشار إلى أن إسناد حقيبة المالية إلى شيعي مسألة ميثاقية لا غبار عليها، قائلا في هذا الشأن: ليراجعوا محاضر الطائف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يغرق حكام البحرين في بحر الخيانة، إلا بعد أن غاص بعض متسيدي الأمة العربية وجامعتهم في محيط الانحطاط. ولم تجرؤ شرذمة كهؤلاء على إشهار سيوف الغدر لفلسطين- التي يشحذونها لسنين- إلا بعد أن دفعهم سيدهم إلى هذا الخراب.

لن ينجو هؤلاء الذين عادوا شعوبهم وفلسطين، مقابل فتات وعد من عاجز يبحث عن ورقة في صندوقة انتخابات أميركية، أو تائه في السياسة والأمن والاقتصاد بين الخيبات الإسرائيلية.

سيسقطون كما سقط أسلافهم من المتخاذلين والمطبعين، ولن تحميهم أوهامهم يوم يقرر شعبهم وأصوات القدس وفلسطين، إنزال القصاص العادل بهؤلاء التائهين الحاقدين.

مشى آل خليفة بهدي آل زايد ودفع آل سلمان، ظنا أنهم سيسلمون إن باعوا القدس وفلسطين بثمن بخس، ولم يتعظوا من تجارب السابقين، ولم يعرفوا أن من رموهم في غيابة الجب سيعودون أعزاء الامة، وسيحيلون سنيهم السمان إلى قحط سياسي مدقع لا يضاهيه إلا القحط الأخلاقي الذي يصيب هذه الزمرة الحاكمة.

لن تقع الأمة بزلة هؤلاء، وستبقى عزيزة ما دام فيها مقاومون شرفاء من أسوار القدس إلى غزة وجنوب لبنان، والجولان وصنعاء وصعدة يطرقون أبواب نجران. وستبقى الذلة سمة المطبعين والمستسلمين، وحتى الساكتين الذين باتوا يخونون الحق.

والحق يقال إن أقوى الأوراق باتت اليوم بيد الشعب البحريني العروبي اللاهج باسم فلسطين على طول السنين، والذي لم يتركها حتى يوم ضاقت القيود ونزفت رجالا وعذابات.

في العذابات اللبنانية لا جديد يذكر، المهل الحكومية تزداد اختناقا والصمت ما زال سيد المشكلين. لم يرصد موعد لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في بعبدا إلى الآن، ولا مجال لكي يكون هذا اللقاء بعيدا. وعلى مقربة من كل هذا الغموض كان الكلام الواضح لرئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن عودوا إلى الميثاق واتفاق الطائف لمعرفة أحقية مطالب الثنائي، مع الاستعداد للتساهل عبر النقاش بالأسماء حتى اختيار وزير للمالية، وإلا فشكلوا حكومة من دوننا، قال الرئيس بري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مرة جديدة، اخطأتم في العنوان. أنتم، ومن أرسلكم، ومن يقف وراءكم، ومن يصفق لكم، ومن ينتظر ما تقومون به منذ عام تقريبا، ليستثمره في السياسة. فالقصر الجمهوري اللبناني هو قبل كل شيء مقر رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، وفق التعريف الدستوري لرئيس الجمهورية.

والقصر الجمهوري اللبناني هو تاريخيا، رمز حرية لبنان وسيادته واستقلاله، واستهدافه بالتالي هو استهداف لهذا الاقنوم المثلث الذي من دونه لا وجود ولا بقاء.

والقصر الجمهوري اللبناني هو وجدانيا، بيت الشعب. الشعب الصادق، المؤمن بلبنان الواحد الكلي السيادة والاستقلال، الذي لا شريك له في أرضه ولا وصي على قراره، وفق ما جاء في نص رسالة الاستقلال الأولى التي وجهها رئيس الحكومة العماد ميشال عون للبنانيين في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1988.

القصر الجمهوري اللبناني هو إذا بيت الشعب. بين عامي 1988 و1990 صار بيت الشعب. وبين عامي 1990 و2016، تعاقب عليه رؤساء، ولكن هجره الشعب. أما بعد عام 2016، فعاد إلى حيث يجب أن يكون، والفصل بين قصر بعبدا والشعب، إذا كان متعذرا بين عامي 1988 و2016، فهو على عهد العماد ميشال عون رئيس الجمهورية بحكم المستحيل.

أيها المخطئون في العناوين، الذين تصرون على التعميم: ميشال عون فوق سقف الأذى السياسي، ورأسماله اليوم كما في كل يوم منذ عام 1988 هو الشعب، ولا أحد أو شيء إلا الشعب.

عناوين الفساد معروفة، فاطرقوا أبوابها التي تعرفونها جيدا. أما باب قصر بعبدا، فسيبقى مفتوحا للأوفياء. وبعد الشرف والتضحية، لا نصر إلا للوفاء.

أما في الملف الحكومي، فالترقب سيد الموقف، في انتظار الكلمة التي يلقيها العاشرة والنصف من صباح الغد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، والتي كانت الOTV أعلنت أمس أنه سيضمنها موقفا من ملف تشكيل الحكومة، متطرقا إلى المبادرة الفرنسية وترسيم الحدود من ضمن عناوين أخرى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كيف تسمح السلطة لنفسها أن تقمع مواطنيها بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب؟. فبعد انفجار الرابع من آب وحريق العاشر من أيلول، كان على السلطة أن تستحي وأن تخجل من نفسها، وأن تدفن رأسها في تراب المرفأ المنكوب. كان عليها أن تعتذر من مواطنيها، وأن يستقيل رموزها ويعودوا إلى بيوتهم ليحاكموا وليحكم عليهم، وربما لتعلق مشانقهم. فإهمالهم واضح، وتقصيرهم مفضوح، وفسادهم ظاهر وتواطؤهم لا يختلف عليه اثنان. فكيف أعطوا الأمر للقوى الأمنية أن تطلق النار على الناس، بدلا من أن يستمعوا إلى وجعهم وصرختهم وألمهم؟.

إنها السلطة الفاجرة والمسؤولون الفاجرون، وقد وصل بهم الفجور إلى حد محاولة زرع الخلاف والفتنة بين المنتفضين وبين الجيش. لكن فات أهل السلطة وركاب الكراسي، ولو على جثث الضحايا، أن المنتفضين لن ينجروا إلى هذا الأمر. فكما أن الشعب خط أحمر، فإن الجيش خط أحمر ايضا. أما المسؤولون المهملون، الفاسدون، السارقون، المجرمون، فإن مصيرهم المشانق التي علقت اليوم على الطرقات. اليوم علقت المشانق، فمتى تتدحرج الرؤوس؟.

سياسيا، اللبنانيون بدأوا يستعيدون كلمة الرئيس الفرنسي في زيارته الثانية للبنان. إيمانويل ماكرون قال: أنا أضع على الطاولة الأمر الوحيد الذي أملكه: رصيدي السياسي. والظاهر أن الرهان الذي تحدث عنه ماكرون في بداية أيلول أصبح واقعا. رصيده السياسي صار على المحك، في ظل الأخذ والرد الذي يتحكم في تشكيل الحكومة، وفي ظل التعثر الذي بدأ يطبع عملية التشكيل. فمعلومات اليوم غير مشجعة ولا ايجابية.

إثنا عشر يوما انقضت على تكليف أديب، وحتى الآن لا بوادر ايجابية. الرئيس المكلف لم يصعد إلى بعبدا كما كان مقررا، ما يعني أحد أمرين: إما أن التشكيلة المنتظرة لم تجهز بعد، وإما أن أديب يدرك أن تشكيلته ستواجه بالرفض، لذا فضل ألا يصعد إلى القصر الجمهوري. علما أن مصادر معنية أكدت لل "ام تي في" أن أديب سيلتقي غدا رئيس الجمهورية، ربما ليضع بين يديه التشكيلة الحكومية المنتظرة. فهل يقبل عون تشكيلة أديب ويوقع، أم يرفضها فيدخل البلد في أزمة حكومة وحكم، بل حتى أزمة وجودية؟، ذاك أن المعادلة المطروحة بسيطة وواضحة: فإما القبول بالمبادرة الفرنسية كما هي، وإما الانهيار والفوضى. فهل يريد زعماء ومسؤولو آخر زمان، أن يضحوا بمستقبل لبنان واللبنانيين في سبيل وزارة من هنا وصفقة من هناك؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري الخط الفاصل بين تأليف الحكومة وعدم تأليفها، فقال: لن نشارك في حكومة من دون وزارة المالية، وروحوا ألفوا بلا الشيعة.

كلام بري لصحيفة "الأخبار"، جاء مبنيا على عنصرين: عنصر العقوبات الأميركية التي طالت علي حسن خليل، فاعتبر بري أن الرسالة من خلفها وصلت، وهي سحب وزارة المالية من الشيعة. وعنصر المعلومات التي لوحت بأن رئيس الجمهورية، سيوقع على التشكيلة الحكومية متى عرضها عليه الرئيس المكلف مصطفى أديب، أي عمليا سيرمي الكرة في ملعب مجلس النواب حيث يفترض أن تنال الحكومة الثقة.

على وقع هذه المعلومات، عقد لقاء في الساعات الأخيرة بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، كان محوره عقدة المالية. في وقت حكي عن إمكان أن يؤجل مصطفى أديب، تسليم رئيس الجمهورية تشكيلته الحكومية إلى ما بعد الثلثاء، أي المهلة المبدئية التي وضعها الفرنسيون لإعلان الحكومة.

فهل تمكن الحريري من تهدئة الأجواء، والتوصل ربما إلى حل وسط، يقضي بأن تبقى المالية في عهدة الشيعة، وبأن يؤتى بوزير لها، يقبل به بري ومن خلفه طبعا "حزب الله"، أم يبقى بري على إصراره، بتسمية وزير المالية، وبرفض المداورة بموجب ما أسماه هو بنود الطائف والأعراف؟.

حتى الساعة، الصورة غامضة والسيناريوهات هي التالية: هل يقدم مصطفى أديب صيغة الأمر الواقع، أم تنجح المساعي في تليين موقفه؟. هل يقبل رئيس الجمهورية صيغة الأمر الواقع، فينتقل الخلاف إلى داخل مجلس النواب فتصبح المواجهة مع الثنائي الشيعي هناك، وماذا تكون ردة فعل الثنائي حينها؟، أم لا يقبل عون الصيغة فيحاول تعديلها ويكون جنب البلاد قطوعا خطيرا؟، وفي حال فعلها رئيس الجمهورية، ماذا سيكون موقف الرئيس المكلف، هل يعتذر؟.

اليومان المقبلان حاسمان، فإما تخلق الحلول الوسط، وتؤلف حكومة ولو خارج المهلة الفرنسية، وإما يذهب البلد إلى صدام سياسي قاس، تكون نتيجته المباشرة، إسقاط حكومة أديب في مهدها، وإسقاط المبادرة الفرنسية مع كل شروطها الإصلاحية، مع كل ما يحمل ذلك من تداعيات على المستويين المالي والاقتصادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على أبواب بعبدا تظاهرتان: في حب الرئيس، وضده لكرامة الجمهورية ولعدل بيروت في ذكرى أربعينها الدامي. لكن التظاهرتين وقعتا تحت خطوط الاستنفار والاصطدام والمبارزة، فكان التوتر المصحوب بمواقف التحدي من كلا الطرفين. وإذ تدخل الجيش للفصل، فإنه رد على الماء بالرصاص، في مشهد أحدث ترويعا للناشطين والصحافيين، مبررا إطلاق النيران بتعرض جنوده لرشق الحجارة وضربهم بالعصي ومحاولتهم الوصول إلى القصر الجمهوري.

لكن المتظاهرين تسلقوا أعلى اللوحات المؤدية إلى بعبدا، وبدلوا العنوان من القصر الجمهوري إلى "قصر الثوار"، وأقدموا على تعليق المشانق.

والطريق الى بعبدا كان مقطوعا على خطين: إيابا في التظاهرات، وذهابا لناحية زيارة الرئيس المكلف مصطفى أديب، الذي لم يطلب موعدا من رئيس الجمهورية لعرض التشكيلة قبل انقضاء مهلة الرئيس الفرنسي. وبدا أديب ملتزما توصيات الكورونا سياسيا، محافظا على التباعد الاجتماعي السياسي بينه وبين الكتل والأحزاب والتيارات. وهو إذا كان ثابتا على معادلة "بتمشوا أو بمشي"، فهو اليوم عدل في أحرفها فارضا عنوان "بتمشوا أو.. بتمشوا، ولست ملزما ميثاقيتكم الوبائية".

وينطلق أديب من ميثاقية فرنسية لا ثلث معطل فيها، ولا جبر لخواطر الزعماء المتنازعين على الحصص، المتصالحين على المكاسب في وقت واحد، والمنتجين في النهاية مجلس وزراء هو تمثيل واقعي لمجلس القبائل والطوائف وفساد الأحزاب والتيارات.

وتجارب "التلحيم" السياسي التي علمت في جلد حكومة حسان دياب، بدا أنها درس لحكومة أديب، بحيث لم يأخذ لتاريخه بمقدسات الثنائي الشيعي، ولم يركن إلى صمت جبران باسيل وإعلانه العفة الوزارية، ذلك أن رئيس "التيار الوطني" سبق أن أقسم على عدم التدخل لدى تشكيلة دياب، وإذا بالحكومة تكشف عن الوجوه، فتصبح وزيرة العدل خبيرة بشؤون سلعاتا القانونية. واليوم فإن التشكيل واقع على حرب صامتة، طرفاها: ماكرون.. والماكرون.

ضمانة فرنسية وحربقات لبنانية تلتف على التأليف، وتتهيأ لضياع الفرصة الأخيرة المتبقية، ولبنان بين حكومة أديب بـ"دهان فرنسي"، أو حكومة بدهاء لبناني اعتاد تعطيل التشكيلات، سواء الوزارية أو تلك القضائية، فتفجير الرابع من آب حمل معه لهيبا دوليا لمساعدة لبنان، لكن يد العون من الخارج اصطدمت بعون الداخل، وسياسة رئيس الجمهورية واستمراره في رعاية الفساد وحمايته، ما تسبب بمزيد من العزلة للبنان.

وما عدا دعم "حزب الله"، فإن الرئيس ميشال عون بات محاصرا من الداخل والخارج، ومحصنا متهمين في جريمة المرفأ، معلنا في خرق واضح للدستور، تدخله في عمل القضاء. وفي آخر مراسيمه الجوالة أن عون لم يرفض التوقيع على مرسوم إعفاء السيد بدري ضاهر، لكنه طلب، عملا بمبدأ المساواة إصدار جميع المراسيم المتعلقة بالموظفين المعنيين الذين ينتمون إلى الفئتين الأولى والثانية والموقوفين عدليا، ولم يتخذ في شأنهم أي تدبير إداري بعد.

أي ان رئيس الجمهورية يطلب هنا مساواة مذهبية طائفية بغيضة، ويحمي بدري ضاهر بذريعة المساواة، فمن يأذن للرئيس المؤتمن على حماية الدستور، أن يحصن متهما بقتل مئتي شخص وجرح آلاف وتشريد مدينة كاملة، من آذنه خرق الدستور وخطاب القسم، وهو الذي أقسم على فصل السلطات ووعد بالاستقلالية القضائية؟. كيف حل رئيس البلاد في مقام المدعي العام التمييزي ومحقق عدلي، وقرر منح الحصانة لشخصية حرست نيترات الأمونيوم وفاوضت عليها وأهملتها وأشرفت على بيع أجزاء منها، قبل أن تنفجر فينا.

رئيس يحتجز التشيكلات القضائية بمرسوم، ويحفظ بدري ضاهر بمرسوم آخر، قد يحتاج في وقت قريب إلى مرسوم ثالث بمادة وحيدة، "مع فنجان شاي"، تقضي بمحاكمته بتهمة خرق الدستور.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 12 أيلول 2020

وطنية/السبت 12 أيلول 2020

النهار

يقول أحد الخارجين من خط العهد والتيار الوطني الحر، إنّ هناك إرباكاً في دوائر القصر حول مسألة العقوبات وإنّ اكثر من معني قريب من العهد يديرون مسار الأوضاع ويدرسون التنازلات خوفاً من الآتي.

يؤكد مرجع قانوني في مجالسه أنّ العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية لا تتعلق بالفساد فحسب إنّما عناوينها الأبرز الإرهاب والاتجار بالمخدرات ومس الأمن القومي في أكثر من دولة.

تنضح مواقع التواصل الاجتماعي بحملات لا يمكن وصفها باقل من مخجلة ومخيفة لجهة الحقد المتبادل الذي تتسم به بين المتراشقين او لجهة الهبوط المخيف في لغة التخاطب على نحو غير مسبوق

الجمهورية

تتبادل قوى السلطة الإتهامات بالفساد بنحو مباشر وعميق في أحاديث الصالونات إنما من دون المجاهرة بذلك.

نُقل عن قطب سياسي قوله: الأميركيون اقتنعوا بأننا حلفاء للمقاومة والبعض في خطنا لم يقتنع بعد.

قيل في أحد المجالس الأمنية إن التنسيق الأمني في الماضي كان يأخذ نحو ساعة ونصف الساعة بين لبنان وسوريا والآن أصبح يأخذ 4 ساعات بين لبنان وفرنسا.

أسرار اللواء

نُقل عن دبلوماسي لبناني في عاصمة أوروبية أن لا بديل عن الطبقة السياسية إلا الإمتثال في نهاية المطاف إلى مبادرة ماكرون، الوحيدة اليوم.

يسعى موظفون سابقون من خارج الطاقم السياسي، إلى تلميع صورهم وحضورهم، علَّ وعسى، يهبط الحظ عليهم، في الوزارة.

يحيط تكتم شديد بنتائج مهمة رسمية، وبموقف الجهات الفاعلة من نتائجها السلبية!

نداء الوطن

عُلم أنّ الثنائي الشيعي قرر عدم التدخل في عمل الرئيس المكلف وتركه حتى ينجز تشكيلته ليبني على الشيء مقتضاه.

نقلت أوساط مطلعة أنّ عباس ابراهيم سمع في باريس إصرار الفرنسيين على المداورة في الوزارات باعتبارها وسيلة تعزز الشفافية في العمل الحكومي.

يؤكد سفير دولة كبرى سيعتمد قريباً في لبنان أنه سيتّبع "سياسة وسطية" تماشياً مع توجيهات دولته بالبقاء على مسافة قريبة من كل الأفرقاء

الانباء

تردد إحدى الجهات أن بعض الوجوه الوزارية من الحكومة المستقيلة مرشحة للتوزير أيضا في الحكومة العتيدة.

توقيت غير موفّق لإطلالات تصعيدية لرئيس تيار سياسي، إذ غالباً ما تأتي على بعد ساعات من تسوية مرتقبة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“المشهد اليوم”: “كرباج” ماكرون يعجّل بولادة الحكومة إلا إذا… 

 صوت بيروت إنترناشونال/12 أيلول/2020

إذا صدقت الوعود المقطوعة على أعتاب “الباب العالي” الفرنسي، من المفترض أن تكون نهاية الأسبوع أقرب إلى نهاية حقبة زمنية كانت حافلة بالسلبطة والعرقلة والتسلط على تأليف الحكومات في لبنان، ليشهد الأسبوع الطالع تسجيل مولود استثنائي، قلباً وقالباً، في دفتر سجلات الولادات الحكومية. ففي الشكل، سرعة قياسية في التأليف لم يعتد اللبنانيون المعاصرون عليها عند مقاربة الاستحقاقات الحكومية، وفي المضمون كسرُ حواجز وقيود وبدع لطالما كانت تكبل الرئيس المكلف وتحاصر صلاحياته بمعادلات ما أنزل الدستور بها من سلطان، من قبيل “الثلث المعطل” و”التأليف قبل التكليف” وتناتش الحصص والحقائب بين سيادية وخدماتية وصولاً إلى محاولة تحويل أي رئيس مكلف تشكيل الحكومة مجرد ساعي بريد بين القوى السياسية المتناحرة يقتصر دوره على تلقف رسائلها وشروطها ومطالبها، ليخلص بعد جهد جهيد إلى تكوين مخلوق وزاري هجين تتنازع جيناته أطراف غير متجانسة متخندقة ضد بعضها البعض تحت سقف مجلس الوزراء. وبات في حكم المؤكد ان ساعات حاسمة تفصل بين انجاز الرئيس المكلف مصطفى أديب تشكيلته الحكومية والتوافق عليها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والافرقاء السياسيين بما يؤذن بولادة الحكومة في مطلع الأسبوع المقبل على ابعد تقدير وبين احتمال تعثر الولادة وعرقلة انجاز الاستحقاق الحكومي في لحظاته النهائية الحاسمة . ومع ان المؤشرات والمعطيات المتجمعة من مختلف الأوساط المعنية استبعدت اخفاق المشروع الحكومي في لحظة اقترابه من الاختراق لان ذلك سيرتب أثماناً كبيرة لن يرغب أي فريق داخلي الان في تحمل تبعتها خصوصا لجهة التداعيات التي ترتبها أي عرقلة على العلاقات اللبنانية مع فرنسا الراعية والرافعة القوية للوضع اللبناني في الظروف الحرجة الحالية التي يجتازها فان ذلك لم يرق الى مستوى الضمانات الحاسمة الكافية للجزم بالولادة الحكومية في الساعات المقبلة. وبدا واضحا عقب الجولة الأخيرة من الاتصالات اللبنانية الفرنسية  لا سيما منها بعد زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لباريس ولقاءاته مع خلية العمل الرئاسية الفرنسية لمتابعة الوضع في لبنان ان باريس تتشدد حيال التزام ما اتفق عليه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية خصوصا لجهة التزام مهلة الأسبوعين التي تعهد الافرقاء اللبنانيون احترامها لتشكيل الحكومة وهو ما يجب ان يترجم في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وتكشف هذه المعطيات حذرا فرنسيا كبيرا حيال احتمال اختلال المهلة المحددة لان من شأن ذلك فتح الباب على بدء التهرب من الالتزامات وهو الامر الذي لن تتسامح معه الرئاسة الفرنسية. فاذا استلزم الامر يومين إضافيين لحل آخر العقد التي تعترض تشكيل الحكومة فهو امر ممكن ولكن تجاوز أي مهلة تقنية محدودة سيرتب نشؤ حالة جديدة مشوبة بأخطار عرقلة المبادرة الفرنسية . أما مع حكومة مصطفى أديب المرتقبة، فتحت رهبة السوط الفرنسي، يقف الصف الرئاسي والسياسي اليوم نظاماً مرصوصاً لا يجرؤ على تجاوز أي من الخطوط الحمر التي رسمها الرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت، حتى بات أديب قاب قوسين من ولادة قسرية قيصرية لتشكيلته على قاعدة “بتمشو أو بمشي”، كما ان”مسودة هذه التشكيلة الأولية ستكون خلال ساعات على طاولة قصر بعبدا من باب التشاور الدستوري بين الرئاستين الأولى والثالثة قبل إحالتها بصيغتها النهائية إلى دائرة استصدار المراسيم”.

 

باريس عن العقوبات: لا علاقة لنا

 الجمهورية/12 أيلول 2020

أكدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية أنّ باريس كانت على علم مسبق بسلّة العقوبات الاميركية، ولكن هذا شأن اميركي لا علاقة لفرنسا به. وشددت المصادر على انّ باريس تفصل في الاساس بين هذه العقوبات وبين المبادرة التي أطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون لإعادة إنعاش الوضع في لبنان، وتؤكد أن لا رابط بينهما، وهي تعتبر انّ هذا الاجراء الاميركي ينبغي ألّا يؤثّر على الجهد اللبناني بتأليف حكومة في القريب العاجل. وأكدت المصادر انّ باريس ماضية على الالتزام الذي قطعه الرئيس ماكرون بتقديم كل العون للبنان لتمكينه من تجاوز محنته ووضعه الصعب، إلّا انّ الشرط الأساس هو في التجاوب الكلي والمبادرة الى تأليف الحكومة للقيام بالمهمات الكثيرة التي تنتظرها، وهي تتطلّع الى تعاون اللبنانيين جميعهم لإنجاز المتطلبات الاصلاحية. ولفتت المصادر الى انّ الحريق الذي شهده مرفأ بيروت يوم الخميس، كان محل متابعة في الاليزيه، والرئيس ماكرون اهتمّ شخصياً بهذا الأمر. وقالت: كل هذا الذي يحصل في لبنان يؤكد مسؤولية اللبنانيين في بدء عملية إنقاذ بلدهم، ولا موجب لأيّ تأخير. يُذكر في هذا السياق انّ الموقف الفرنسي من التطورات اللبنانية جرى التأكيد عليه في اتصالات مباشرة في الساعات القليلة الماضية بين الرئيس ماكرون وبعض المراجع السياسية اللبنانية، ويأتي ذلك في وقت تحدثت مصادر مواكبة لعملية التأليف عن زيارة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت.

 

بعبدا تتّصل ببعض رموز الثورة لتوزيرهم!

الانباء الالكترونية/12 أيلول 2020

كشفت مصادر بعبدا لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، عن أن الفريق السياسي المعاون لرئيس الجمهورية ميشال عون اتّصل بأكثر من إسمٍ من رموز ثورة 17 تشرين المسيحيين، وتحديداً الذين كانوا يعملون في الظل، وطلب منهم تزويده بالسيَر الذاتية العائدة لهم، لأنّ هناك رغبة لدى عون بتوزيرهم. وفيما تردّد أن هؤلاء تردّدوا بإرسال سيَرهم الذاتية للقصر الجمهوري خوفاً من إحراق أسمائهم، تقول المصادر إن موقف البعض منهم كان إيجابياً لدرجة الإعلان عن استعدادهم للمشاركة في أي تشكيلة حكومية.

 

ما هو موقف عون من مسألة إعفاء بدري ضاهر من مهام وظيفته؟

 رئاسة الجمهورية اللبنانية/12 أيلول 2020

أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية موقف رئيس الجمهورية ميشال عون من مسألة اعفاء المدير العام للجمارك السيد بدري ضاهر من مهام وظيفته، ووضعه تحت تصرف رئيس مجلس الوزراء. و”منعا لأي تفسيرات لا تنطبق مع الواقع”، أكد المكتب الاعلامي ان “رئيس الجمهورية لم يرفض توقيع مرسوم اعفاء السيد ضاهر، لكنه طلب، عملا بمبدأ المساواة، اصدار جميع المراسيم المتعلقة بالموظفين المعنيين بقرار مجلس الوزراء تاريخ 10/8/2020 المتضمن “الموافقة على وضع جميع الموظفين من الفئة الأولى والذين تقرر او سيتقرر توقيفهم، بتصرف رئيس مجلس الوزراء، مع اعفائهم من مهام وظائفهم الخ…”.

وتابع “ان الموظفين الموقوفين عدليا، منقطعون حكما عن القيام بوظائفهم بموجب القوانين والأنظمة المرعية الاجراء ولا يمكن بالتالي تكليفهم بمهام جديدة”. واضاف “ثمة موظفين، غير السيد ضاهر، ينتمون الى الفئتين الأولى والثانية موقوفين عدليا لم يتخذ في شأنهم أي تدبير اداري بعد، الامر الذي يفرض ان يُطبّق الأجراء المطلوب تطبيقه على السيد ضاهر، على الجميع من دون استثناء عملا بمبدأ المساواة.”

 

بعد تدهور صحته.. نقل بدري ضاهر ليلاً الى المستشفى

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/12 أيلول 2020

تم نقل مدير عام الجمارك بدري ضاهر ليلاً الى احد مستشفيات جبل لبنان بعد تدهور وضعه الصحي بقرار من القاضي غسان عويدات، بحسب ما أفادت الـLBCI. ويذكر أن ضاهر  ساءت حالته منذ أيام وتعرض لأكثر من عارض ضيق تنفّس بسبب تعطل المكيّف في الغرفة التي يحتجز فيها داخل سجن الريحانية.

 

رفع الدعم عن الدواء: زيادة الأسعار 5 أضعاف وإفلاس مؤسسات!

 الجديد/12 أيلول 2020

أشار نقيب الصيادلة في لبنان غسان الأمين الى انّ هناك شحاً في بعض الأدوية في السوق، ولا سيّما أدوية الأمراض المزمنة بسبب الآلية المعتمدة من مصرف لبنان التي كانت تتأخر، وهذا أدى إلى اضطراب في حركة الاستيراد والتأخير في شحن الأدوية. وقال الأمين في حديث لـ”الجديد”: “إنّ رفع الدعم عن الدواء يعني زيادة أسعار الأدوية 5 أضعاف إذا بقي سعر الدولار في السوق السوداء كما هو اليوم، وإفلاس المؤسسات الضامنة وإغلاق أبوابها وتهديد الصيدليات وشركات الأدوية وحلول الأدوية المزوّرة والمهرّبة مكان الأدوية الصحيحة”. ورأى أنّ الحلول تكمن في تحييد الدواء عن رفع الدعم وإصدار تعميم يطمئن الناس وعقد اجتماعات سريعة بين وزارة الصحة ومصرف لبنان ونقابة الصيادلة لإيجاد آلية لصمود المؤسسات الضامنة والصيدليات. وتابع “للأسف نحن لا نسمع أيّ تطمينات وآخر المعلومات لدي هي أنّ حاكم مصرف لبنان يقول إنّه في نهاية العام سيوقف الدعم”.

 

نداء الوطن ليس بمقدور وهبة أن يلتقي شيا/عون وحصار السفارة

نداء الوطن/12 أيلول 2020

في 6 أيلول 1989، قرّرت الولايات المتحدة الأميركية إغلاق سفارتها في عوكر. كان دايفيد ساترفيلد السكرتير الثالث والمستشار السياسي في السفارة، وقد أدرك خطورة الوضع في ظلّ العلاقة المتوتّرة مع العماد ميشال عون رئيس الحكومة العسكرية وقتها، بعد توجيه تظاهرات مؤيّدة له إلى عوكر، ومحاصرة السفارة الأميركية فيها. كان ذلك بعد عام تقريباً على ليلة 22 أيلول 1988 التي أصبح فيها عون رئيساً للحكومة العسكرية، بموجب المرسوم الذي أصدره رئيس الجمهورية أمين الجميل في اللحظات الأخيرة، قبل انتهاء ولايته، وتعذّر انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً له. وكان ذلك أيضاً قبل ثلاثة أسابيع من توجّه النواب اللبنانيين إلى الطائف في المملكة العربية السعودية، بحثاً عن تعديل الدستور، وصولاً لما أصبح لاحقاً يُعرف باتّفاق الطائف الذي عارضه بشراسة العماد عون. كان عون مُقتنعاً بأنّ الإدارة الأميركية تشارك في حصاره، ولذلك قرّر أن يحاصر السفارة ويطرد الدبلوماسيين منها. اليوم هل يمكن أن تتكرر التجربة؟

لا شيء يمكن أن يثني عون أو تيّاره "الوطني الحرّ" برئاسة صهره جبران باسيل، عن ارتكاب مثل هذا العمل. عون اليوم يدرك أنّه محاصر من جميع الجهات، وأنّه يدفع ثمن أخطائه السياسية وأخطاء صهره، ولكنّه يريد أن يُحمِّل المسؤولية لغيره. طالما صدر القرار الأميركي بفرض العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، يترقّب عون أن يتمدّد القرار ليصل إلى المحسوبين عليه. يدرك مع باسيل أنّهما ايضاً من ضمن الأهداف الأميركية بسبب التحاقهما بخيار التفاهم مع "حزب الله"، ولذلك قد يكون هناك تفكير مُماثِل لما حصل مع السفارة قبل واحد وثلاثين عاماً، على أساس وقاعدة "لنحاصرهم بدل أن يحاصرونا" و"لنعاقبهم بدل أن يعاقبونا". ولكن، هل ما كان مُتاحاً في ظلّ عهد حكومة عون العسكرية يمكن أن يتكرّر في ظلّ رئاسة عون للجمهورية؟

واشنطن واستخدام القوة

هذا القرار لا يمكن أن يتّخذه عون أو باسيل لوحدهما، بل بمشاركة وتغطية من "حزب الله" ومن يدور في فلكه. ولكن في المقابل، هل الإدارة الأميركية اليوم في وارد التراجع أمام تحرّك من هذا النوع وإقفال السفارة، بينما هي تواصل عملية الهجوم المكثّف من كلّ الإتجاهات على "حزب الله"؟ وهل يمكن أن يسمح الجيش اللبناني المدعوم أميركياً بالوصول إلى مبنى السفارة ومحاصرتها؟ في المقابل، هل هذا الخيار هو الوحيد المتاح أمام عون؟ هل يفضّل عون أن يذهب في المواجهة إلى النهاية، ويعرض ما تبقّى من عهده لمزيد من الإذلال، أم يختار أن يفكّ عن "حزب الله" ويلجأ إلى خيار تحرير قرار الشرعية، كما جاء في نداء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي؟ هل يملك الرئيس قراره أم أنّه مستسلم لقرار باسيل ولخيار "حزب الله"؟ وهل يعتبر أن فكّ تحالفه مع "الحزب" سيؤدي حتماً أيضاً إلى وضع حدّ لعهده، والقضاء على حلم راوده منذ تولّى الرئاسة، بترئيس باسيل خلفاً له، بالتكافل والتضامن مع "حزب الله"؟

لا شكّ في أنّ العهد أمام ثلاثة خيارات صعبة، بين أن يتجاوب مع السياسة الأميركية، وبين أن يبقى تحت عباءة "حزب الله"، وبين أن يردّ على قرارات العقوبات الأميركية بالمثل. عادة، لا تتهاون الإدارة الأميركية مع الإعتداءات التي تتعّرض لها مصالحها. فكيف يمكن أن يحصل مثل هذا التساهل مع إدارة ترامب المُتشدّدة والمُنادية باستعادة القوّة الأميركية وبعدم الإكتفاء بالتهديد باستخدام هذه القوّة، بل باللجوء إليها، كما حصل أكثر من مرّة مع إيران و"حزب الله"، خصوصاً مع قرار اغتيال اللواء قاسم سليماني، وهو ما عبّر عنه ترامب ووزير خارجيته مايكل بومبيو حول امتلاك القوة وحول استخدامها. فالإدارة الأميركية لم تتسامح أبداً في مسائل تفجير سفارتها في عين المريسة عام 1983، وفي عوكر عام 1984، وتفجير مقرّ المارينز في بئر حسن عام 1983، وفي خطف طائرة الـ"تي دبليو إي" عام 1985، ولم تنسَ تجربة خطف الرهائن الأميركيين في بيروت، ولم تنسَ أيّاً منهم في السجون الإيرانية. وهي لذلك، تُشهر سيف العقوبات ولا تتوانى عن تطبيقه، ولا تقف أمام الأسماء التي قد يشملها. وهي لذلك، تمضي في إنجاز بناء المقرّ الجديد للسفارة في عوكر، وهي ستكون أكبر السفارات الأميركية في المنطقة. هذا العمل يعطي صورة واضحة عن الإتّجاه الذي ستسلكه الأحداث في المستقبل. وربّما على من يعنيه الأمر، أن يعتبر حتى يبني على الشيء مقتضاه. وتبقى المشكلة إذا كان رئيس الجمهورية لا يعرف فعلاً الظروف التي اقتضت اتّخاذ هذا القرار الأميركي، وما إذا كان وزير الخارجية لا يعرف أيضاً، وما إذا كانت المسألة تحتاج إلى سؤال السفيرة الأميركية في لبنان والسفير اللبناني في واشنطن. إذا كان يعلم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يعلم، فتلك مصيبة أكبر.

 

نداء الوطن/تظاهرة "قمصان سود" أمام القصر الجمهوري اليوم/تشكيلة أديب إلى بعبدا "بتمشوا أو بمشي"!

نداء الوطن/12 أيلول 2020

إذا صدقت الوعود المقطوعة على أعتاب "الباب العالي" الفرنسي، من المفترض أن تكون نهاية الأسبوع أقرب إلى نهاية حقبة زمنية كانت حافلة بالسلبطة والعرقلة والتسلط على تأليف الحكومات في لبنان، ليشهد الأسبوع الطالع تسجيل مولود استثنائي، قلباً وقالباً، في دفتر سجلات الولادات الحكومية. ففي الشكل، سرعة قياسية في التأليف لم يعتد اللبنانيون المعاصرون عليها عند مقاربة الاستحقاقات الحكومية، وفي المضمون كسرُ حواجز وقيود وبدع لطالما كانت تكبل الرئيس المكلف وتحاصر صلاحياته بمعادلات ما أنزل الدستور بها من سلطان، من قبيل "الثلث المعطل" و"التأليف قبل التكليف" وتناتش الحصص والحقائب بين سيادية وخدماتية وصولاً إلى محاولة تحويل أي رئيس مكلف تشكيل الحكومة مجرد ساعي بريد بين القوى السياسية المتناحرة يقتصر دوره على تلقف رسائلها وشروطها ومطالبها، ليخلص بعد جهد جهيد إلى تكوين مخلوق وزاري هجين تتنازع جيناته أطراف غير متجانسة متخندقة ضد بعضها البعض تحت سقف مجلس الوزراء. أما مع حكومة مصطفى أديب المرتقبة، فتحت رهبة السوط الفرنسي، يقف الصف الرئاسي والسياسي اليوم نظاماً مرصوصاً لا يجرؤ على تجاوز أي من الخطوط الحمر التي رسمها الرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت، حتى بات أديب قاب قوسين من ولادة قسرية قيصرية لتشكيلته على قاعدة "بتمشو أو بمشي" وفق تعبير مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن"، مؤكدةً أنّ "مسودة هذه التشكيلة الأولية ستكون خلال ساعات على طاولة قصر بعبدا من باب التشاور الدستوري بين الرئاستين الأولى والثالثة قبل إحالتها بصيغتها النهائية إلى دائرة استصدار المراسيم".

ونقلت المصادر أنّ "الرئيس المكلف الذي يحرص على التزام الأصول الدستورية الناظمة لأطر التشاور والتوافق مع رئيس الجمهورية والاستماع إلى ملاحظاته في عملية تأليف الحكومة، يحرص في الوقت عينه على تشكيل حكومة منسجمة ومتضامنة قادرة على الإنجاز والعمل بعيداً عن التجاذبات السياسية داخل صفوفها، أولاً لأنّ الدستور نفسه لم يلزم أي رئيس حكومة مكلف الأخذ بالاستشارات النيابية بعدما اعتبرها "غير ملزمة" وتهدف فقط إلى استمزاج آراء الكتل والاستماع إلى مطالبها دون التقيد بها، وثانياً لأنّ المبادرة الفرنسية التي تم تكليف أديب بموجبها تشكيل الحكومة تقتضي ترشيق العمل الحكومي وترشيده ضمن إطار إصلاحي بحت لتكون حكومته "حكومة مهمات" فعلاً تتصدى للتحديات الداخلية وتلاقي التطلعات الخارجية في سبيل استنهاض البلد من أزمته المستفحلة". وعليه، فإنّ الرئيس المكلف سيخوض نهاية الأسبوع في عملية وضع "اللمسات الأخيرة" على مسودة تشكيلته بعد جوجلة خارطة الأسماء والحقائب التي رسمها في ضوء مشاوراته واتصالاته خلال مهلة الـ15 يوماً الفرنسية للتأليف، تمهيداً لإدخال أي تعديلات أو "روتوشات" أخيرة عليها قبل أن يحملها مجدداً مطلع الأسبوع إلى رئيس الجمهورية ويضعها في عهدته لقبولها أو رفضها.

وإذ لم تستبعد أوساط سياسية إمكانية اصطدام المسودة الوزارية التي سيكشف الرئيس المكلف النقاب عن تصوره لتركيبتها خلال زيارته قصر بعبدا "بعراقيل ومطبات هادفة في اللحظات الأخيرة إلى محاولة تدوير بعض زواياها الحادة"، أكدت في المقابل أنّ "الرهان لا يزال مرتكزاً على كون جميع الأفرقاء السياسيين يعلمون جيداً أن المبادرة الفرنسية تشكل مركب النجاة الوحيد للبلد، والمخاطرة بإعاقتها يعني حكماً انهيار سقف الهيكل فوق رؤوس الجميع"، لافتةً إلى أنّ "باريس تواكب عن كثب مدى التزام الأطراف الرئاسية والسياسية بتعهداتها إزاء تسهيل تشكيل حكومة اختصاصية غير مسيّسة برئاسة مصطفى أديب، والرئيس ماكرون لا يبدو أنه في وارد التسامح أو التهاون مع أي محاولة من الأفرقاء اللبنانيين للنكث بوعودهم". وفي السياق نفسه، برز أمس سعي الرئيس الفرنسي إلى حشد دعم عربي للبنان عبر القاهرة، وذلك من خلال الاتصال الذي أجراه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتأكيد على "توافق الجانبين على أهمية تكثيف التنسيق لدعم ومساندة لبنان حكومةً وشعباً بكل السبل الممكنة لتجاوز تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت، ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها حفاظاً على استقراره وسيادته ووحدته". وبالتزامن مع مرور 40 يوماً على زلزال الرابع من آب، سيكون محيط قصر بعبدا اليوم على موعد مع تظاهرة دعت إليها مجموعات شعبية من الحراك المدني للمشاركة في مسيرة "باللباس الأسود" إلى القصر الجمهوري، تأكيداً على وجوب محاسبة كل المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. في وقت يأتي هذا التحرك على وقع لهيب حريق العاشر من أيلول الذي أودى بالمنطقة الحرة في المرفأ وأسفر عن خسائر فادحة تناهز قيمتها نحو 15 مليون دولار جراء الأضرار الهيكلية والبنيوية التي لحقت بالتجهيزات بالإضافة إلى احتراق البضائع والمواد الغذائية وغير الغذائية التي كانت مخزنة في المكان... ليبقى "السؤال الأكبر" الذي حيّر العقول الدولية وطرحه بالأمس المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش على المسؤولين اللبنانيين: "كيف يمكن أن تبقى مواد شديدة الاشتعال وغيرها من المواد الخطرة موجودة في المرفأ؟" بعد انفجار 4 آب!

تحركان متقابلان لأنصار عون وخصومه على طريق القصر الجمهوري

الجيش اللبناني يستخدم العيارات النارية لتفريق متظاهرين تعرضوا لعناصره بالحجارة

بيروت: «الشرق الأوسط»/13 أيلول/2020

تدخل الجيش اللبناني أمس لتفريق المتظاهرين على طريق القصر الجمهوري، وللفصل بين مناصري «التيار الوطني الحر» وخصومه الذين خرجوا في تظاهرتين متقابلتين، أولهما تطالب برحيل الرئيس اللبناني ميشال عون في ذكرى مرور أربعين يوماً على انفجار مرفأ بيروت، والثانية تؤيده. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عناصر عسكرية تطلق عيارات نارية لتفريق محتجين بعد أن عمد عدد من المتظاهرين على رمي الحجارة باتجاه عناصر الجيش. وأعلن الجيش أنه عمل على تشكيل حاجز بشري للفصل بين تظاهرتين في محيط القصر الجمهوري، و«اضطر لإطلاق النار في الهواء بعدما قام متظاهرون برشق عناصره بالحجارة وضربهم بالعصي وحاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري». ولبى ناشطون معارضون لعون، دعوة «اتحاد ساحات الثورة» للاعتصام على مقربة من قصر بعبدا للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية. وعمل الجيش اللبناني على تشكيل حاجز بشري أمام مناصري ومؤيدي «التيار الوطني الحر» الذين أرادوا التقدم إلى أوتوستراد القصر الجمهوري، لمنع الاحتكاك مع المجموعة الأخرى التي تتظاهر للمطالبة برحيل الرئيس. وقال ناشطون معارضون لعون: «لا مشروعية لهذه السلطة»، و«علينا أن نسقط رئيس الجمهورية لأننا لا نثق فيه». ورفع المحتجون شعارات بينها أنه «حان زمن العدالة والعدالة تقتضي أن تكونوا في السجون»، كما رفعوا شعارات ضدّ رئيس الجمهورية على الجدران والأعمدة على طريق القصر الجمهوري. واتخذت القوى الأمنية والجيش اللبناني تدابير مشددة لمنع المتظاهرين ضد عون من الوصول إلى طريق القصر الجمهوري.

وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية إن التظاهرة التي انطلقت من أمام قصر العدل في بيروت، وصلت إلى أوتوستراد طريق القصر الجمهوري، وسط انتشار كبير للقوى الأمنية. وردد المشاركون فيها هتافات تدعو الرئيس عون إلى الاستقالة، ورفع المعتصمون العلم اللبناني باللون الأسود، وعصياً قال عدد منهم إنها «للدفاع عن النفس». واصطدم المتظاهرون مع عناصر من الجيش، الذي تصدى لهم ومنعهم من الاقتراب وتخطي السياج الشائك. وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن المتظاهرين «رشقوا عناصر الجيش بالحجارة وقاموا بضربهم بالعصي، مما اضطر عناصر الجيش لإطلاق النار في الهواء». واستقدم الجيش تعزيزات من فوج المغاوير لمنع تقدم المتظاهرين، الذين عمدوا إلى رفع المشانق على طريق القصر الجمهوري. وفي المقابل، احتشد مناصرو «التيار الوطني الحر» أمام المدخل المؤدي إلى القصر الجمهوري في بعبدا، تحت شعار «كرامة الجمهورية»، في وقفة تضامنية مع رئيس الجمهورية، في ظل انتشار أمني للجيش والقوى الأمنية. وتجمع مناصرو التيار العوني على أوتوستراد الصياد مقابل مفرق القصر الجمهوري، قبل أن يتمكن بعضهم من اختراق الحاجز البشري، حيث حصل تدافع بين قوات مكافحة الشغب ومناصري «التيار الوطني الحر» الذين نجحوا بالوصول إلى أحد المداخل المؤدية إلى القصر الرئاسي. واتجهت أعداد كبيرة من مناصري «التيار العوني» إلى نقطة تجمع «تظاهرة الحراك». وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر اعتداء مناصري التيار على سيارة كانت تمرّ بالمكان وتكسيرها وضرب سائقها. وشارك عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب حكمت ديب في الوقفة التضامنية مع الرئيس عون. وقال إن «الانضباط والآدمية هما طابع هؤلاء الأشخاص الموجودين هنا اليوم، ولكن ما يستفزهم هو الشتائم والنيل من فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي هو رمز الشرف ورمز الشرعية الشعبية والشرعية القانونية». وأضاف: «التحرك اليوم هو طبيعي وردة فعل للاستفزازات دفاعاً عن الشرعية التي يجسدها الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري». ورداً على سؤال عن انهيار الدولة، قال ديب: «يجب توجيه السهام إلى النقاط التي سببت هذه الأمور، وهذا الانهيار عمره 30 سنة، ومعروف من هم الفرقاء الذين تسببوا به، والرئيس عون هو الذي جاء بمشروع إصلاحي، وتحالف مع بعض الأفرقاء للوصول إلى تمثيل صحيح لمشاركة السلطة وهذا الأمر صحيح، وأعتقد أنهم منزعجون بأنه أصبح هناك اليوم صحة تمثيل ومشاركة من فريق استبعد أكثر من عشرين عاماً خارج السلطة وخارج الندوة البرلمانية».

 

الأمم المتحدة تدعو لتشكيل الحكومة اللبنانية بأسرع وقت

بيروت: «الشرق الأوسط»/13 أيلول/2020

دعا المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أمس «إلى ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت، لأن لبنان يحتاج إلى الاستقرار من أجل القيام بالإصلاحات وإعادة الإعمار»، وسط سرية تحيط بملف المباحثات التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى أديب، قبل أيام قليلة على انتهاء مهلة الـ15 يوماً التي وضعها لنفسه لإنجاز التشكيلة الحكومية. وأمل البطريرك الماروني بشارة الراعي في أن «تمر الغيمة السوداء عن وطننا ويتمكن الرئيس المكلف من تأليف حكومة طوارئ توحي بالأمل ليثق بها الشعب اللبناني الذي يعاني على مختلف المستويات». ودعا إلى «التضامن بين بعضنا البعض لنتمكن من تحقيق الحياد الإيجابي الذي يعيد للبنان تألقه ودوره في محيطه والعالم». وفي غياب معلومات حاسمة عن موعد زيارة الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا لإبلاغ رئيس الجمهورية بالتشكيلة الحكومية التي يعمل على إنجازها، نقلت وكالة «أخبار اليوم» عن مصدر قريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيده أنه «لا يجوز إدخال وزارة المال في بازار السجالات، لأنه أصبح واضحا ما تعنيه هذه الحقيبة على مستوى التوازن السياسي الوطني والشراكة في القرار التنفيذي، وهذا بات من الأعراف التي كرستها المراحل السابقة»، مؤكدا أن كثيرا من الأعراف لها قوة الدستور، مذكرا أن القضايا الوطنية المتعلقة بتركيبة النظام، بمعظمها قائمة على الأعراف.

 

نديم الجميل: البشير طالب ب 10452 كلم2 من السيادة والكرامة

وطنية - السبت 12 أيلول 2020

رأى النائب المستقيل نديم الجميل، في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل والتي تصادف الاثنين 14 أيلول الحالي، أن "لبنان يستشهد يوميا منذ 30 عاما على نمط الاحتلالات وطريقة تعاطي السياسيين مع المواطنين".

واعتبر في حديث عبر "صوت لبنان" اليوم، أن "الحريق الذي اندلع أول من أمس عاد وأحرق قلوب الكثير من اللبنانيين، وأعاد الى الذاكرة حادثة 4 آب". وقال: "وعدونا بظهور نتائج التحقيق بعد 5 أيام، وجواب المعنيين أن لا تقرير عن طريقة حصول الانفجار، فهم يفتشون عن كبش محرقة، ولا خيمة فوق رأس أحد". أضاف: "المطلوب من القاضي صوان أن تكون لديه سلطة مستقلة، واذا كانت العملية 6 و6 مكرر وشمل كل الأجهزة الأمنية لتضييع الشنكاش، فالأمر لن يحصل. نريد إجابات واضحة عن مصدر نيترات الامونيوم وكيف وصل الى لبنان ومن استفاد منه كل هذه السنوات، ولماذا لم يطالب به أحد طوال كل هذه السنوات، وهناك تأكيد أن النيترات لا ينفجر من دون مواد متفجرة. نريد إجابات على كل هذه الاسئلة". وتابع: "لا أتحدث بصفتي نائبا مستقيلا، بل مواطنا لبنانيا عاديا وشخصا يرفع الصوت وينقل صوت اللبنانيين. أعتبر نفسي مواطنا وأريد خوض مواجهة شاملة مع هذه السلطة التي دمرت البلد، فإما نسكت ونهاجر أو نواجه ونقول إننا قادرون على العيش في هذا البلد مع أولادنا وفق أحلامنا وتطلعاتنا الى المستقبل". وشدد على أن "المطلوب من اللبنانيين الكلمة ومواجهة هذه الطبقة السياسية الفاسدة، وأطلب من كل لبناني شريف الوقوف وقفة عز وكرامة للانتهاء من المماطلة وهذه العقلية التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه". ولفت الى انه استقال من المجلس النيابي "لكي أتمكن أكثر من مواجهة هذا العهد الفاشل والأسود. قدمت استقالتي لانني أعتبر أن تحريري من المجلس يمكنني من المطالبة باستقالة أي شخص سيىء أوصل لبنان الى الخراب، لأن الأوان آن للانتهاء ممن أتى بالقمصان السود و7 أيار واتفاق الدوحة. هذه ليست أمورا صحيحة لتداول السلطة والحكم في بلد ديموقراطي. عدلوا الكثير من المعايير والمفاهيم السياسية في البلد بحكم السلاح والتهويل والقوة، والوقت حان للانتهاء من كل هذه المفاعيل التي لا تمت للبنان بأي صلة". أضاف: "نريد رؤساء حكومة يفرضون من يرونه مناسبا لإجراء إصلاحات حقيقية، أما الرضوخ للضغط والتهويل، فنكون بذلك تأكدنا أن الإتيان بشخص بالبراشوت لن يقدم ولن يؤخر، ما دام السلاح يسيطر على القرار. وإذا نجح الرئيس المكلف بتخطي الحواجز والعراقيل والشروط، سأرفع له القبعة". وذكر بأن "البشير طالب ب 10452 كلم2 من السيادة والكرامة والحرية والأمن، بالإضافة الى ذلك، إذا كنا كمسيحيين في خطر فإن الخطورة تأتي أولا من عدم رؤية واضحة لمستقبلهم وأمنهم والاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان". وختم الجميل: "المطالبة بنزع سلاح حزب الله لا يعني اننا خائفون منه، بل هذا السلاح يخلق خللا في الاستقرار اللبناني والاقليمي، في حين أن الاستقرار ضروري لأمن، ليس فقط المسيحيين، بل كل اللبنانيين، لكي لا نراهم أمام السفارات طلبا للهجرة للحصول على السلام والاستقرار".

 

نديم الجميل: لا الدستور ولا اتفاق الطائف كرسا وزارة المالية لفريق أو طائفة معينة

وطنية - السبت 12 أيلول 2020

غرد النائب السابق نديم الجميل، عبر "تويتر": "لا الدستور ولا اتفاق الطائف كرسا وزارة المالية لفريق أو طائفة معينة. ولمدة 15 عاما لم نعان من هذه العقدة".أضاف: "لن نقبل ولن نرضخ لشروط فرضتها أحداث 7 أيار، أو اتفاق مار مخايل أو الدوحة اللذين لم يسببا للبنان إلا اغتصاب الحياة الديمقراطية والسياسية".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

“الغضب” يكشف… ترامب أصرّ على قتل سليماني وأثار محيطه

بندر الدوشي – “العربية”/12 أيلول/2020

حاول اثنان من كبار مستشاري الرئيس دونالد ترامب يائسين منعه من اغتيال المسؤول العسكري الإيراني الأعلى رتبة، الجنرال قاسم سليماني، في الأيام التي سبقت الضربة في 3 كانون الثاني، وفقاً لكتاب الصحافي المخضرم بوب وودوارد “الغضب”.

وحصلت Insider على نسخة مبكرة من الكتاب الذي من المقرر إصداره الثلاثاء المقبل. وأفاد وودوارد أنه في 30 كانون الاول، أخبر ترامب سيناتور كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام بالقول “أفكر في ضرب سليماني”، زعيم القوة شبه العسكرية الإيرانية المتشددة التي تدعم المسلحين الذين يهاجمون القوات الأميركية.

وكان ترامب وغراهام حينها يلعبان الغولف في نادي ترامب الدولي للغولف في “ويست بالم بيتش” بولاية فلوريدا، عندما طرح ترامب الفكرة. رد غراهام “يا فتى، هذه خطوة عملاقة!”، وكان منزعجًا على ما يبدو من اقتراح ترامب، كما جاء في الكتاب. وأخبر السيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية ترامب أنه إذا أمر باغتيال سليماني، فسيتعين عليه أيضًا التخطيط للخطوات التي يجب اتخاذها إذا صعدت إيران الصراع. وقال “إذا قاموا بالانتقام بطريقة ما، وهو ما سيفعلون، يجب أن تكون على استعداد للتخلص من مصافي النفط”. لكنه أضاف أنه إذا فعل ترامب ذلك “فستكون هذه حربا شبه كاملة”.

وبحسب الكتاب، قال ترامب عن سليماني: “إنه يستحق ذلك”. وأضاف “لدينا كل هذه المعلومات التي تظهر أن سليماني يخطط لشن هجمات”. ورد غراهام قائلا إن سليماني “كان يفعل ذلك دائما”. وأضاف أن على ترامب التفكير في رده وما قد تفعله إيران للرد، خاصة “مع اقتراب الانتخابات”. وقال غراهام “هذا يخاطر بحرب كبرى”. ثم تحدث ترامب عن الضربات الصاروخية التي تقودها إيران والتي قتلت متعاقدًا أميركيًا في العراق في 27 كانون الاول. وفي اليوم التالي لمحادثة ترامب وغراهام، اقتحمت الميليشيات الموالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد. وقال الرئيس “لن ندعهم يفلتون من هذا”.

ولا يزال غراهام يحث على توخي الحذر الشديد، حيث قال لترامب: “سيدي الرئيس، هذا مبالغ فيه. ماذا عن ضرب شخص بمستوى أدنى من سليماني، والذي سيكون من الأسهل على الجميع استيعابه؟”. لقد كان تصريحًا مذهلاً من غراهام، أحد أكثر أعضاء الكونغرس تشددًا والذي حث كثيرًا على المزيد من التدخل العسكري الأميركي على الأراضي الأجنبية. وذكر وودوارد أن غراهام لم يكن الوحيد الذي كان قلقًا. أيضا ميك مولفاني، القائم بأعمال رئيس موظفي البيت الأبيض في ذلك الوقت، وقدم “طلبًا عاجلاً” إلى سيناتور كارولينا الجنوبية. وقال: “يجب أن تجد طريقة لوقف هذا الحديث عن ضرب سليماني”، كان يتوسل لغراهام “ربما سوف يستمع إليك.” وبعد أربعة أيام، كتب وودوارد أن ترامب أمر بالضرب. وعلى الرغم من تحفظات غراهام غير المعلنة بشأن الضربة، فقد أيد علنًا قرار الرئيس. وقال غراهام خلال مقابلة مع برنامج “فوكس آند فريندز” في 3 كانون الثاني: “كانت هذه ضربة استباقية ودفاعية مخططا لها للقضاء على منظم الهجمات التي لم تأت بعد. وعلى حساب المنطقة وفي جميع أنحاء المنطقة. وقد تم إبلاغ الرئيس بهذه الهجمات المحتملة، وقد تصرف”. وعلى الرغم من أنه تم الاتفاق على نطاق واسع على أن سليماني كان مسؤولاً عن مقتل القوات الأميركية، إلا أن قرار ترامب كان مثيراً للجدل إلى حد كبير. لقد كانت خطوة تجنبها سلفا ترامب المباشران، الرئيسان جورج دبليو بوش وباراك أوباما، مدركين أن العواقب قد تكون كارثية.

 

البحرين: الاتفاق إجراء سيادي يخدم المصالح العليا للمملكة

سكاي نيوز عربية”/12 أيلول/2020

أكد وزير الداخلية البحريني، الفريق أول، راشد بن عبدالله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، يعد إجراء سياديا ويمثل موقفا شجاعا يعكس حكمة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وقال الشيخ راشد بن عبدالله آل الخليفة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البحرينية، إن هذا الأمر سينعكس على خدمة المصالح العليا لمملكة البحرين، داخليا وخارجيا، ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار. وأشار الى أن البحرين تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر، وهو نهج أصيل، وممتد في إطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية الأصيلة . ورحب مجلسا الشورى والنواب في البحرين، في وقت سابق الجمعة، بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في “خطوة تاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.

 

تنفيذ حكم الإعدام بحق بطل المصارعة الإيراني

روسيا اليوم”/12 أيلول/2020

نفّذت ايران حكم الإعدام بحق بطل المصارعة الإيراني، نافيد أفكاري، صباح السبت. وقال رئيس المحكمة العليا في محافظة فارس كاظم موسوي: “تم تنفيذ حكم القصاص بالإعدام بحق نافيد أفكاري صباح السبت بعد اتخاذ الإجراءات القانونية وبإصرار من عائلة القتيل حسن تركمان على تنفيذ الحكم”. وكان القضاء الإيراني قد أصدر حكما بإعدام البطل الرياضي أفكاري البالغ 27 عاما لإدانته بقتل مسؤول أمني خلال تظاهرة في مدينة شيراز جنوب إيران عام 2018، ووجهت له تهما بارتكاب 20 جريمة مختلفة، بما في ذلك “حضور تجمعات غير قانونية، والتجمع والتآمر لارتكاب جرائم ضد الأمن القومي، وإهانة المرشد الأعلى”.

 

بومبيو من قبرص: أميركا «قلقة للغاية» من تحركات تركيا في المتوسط

نيقوسيا/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (السبت)، إن الولايات المتحدة لا تزال «قلقة للغاية» من تحركات تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط، ودعا للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وتصاعدت حدة التوتر في منطقة شرق البحر المتوسط بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي. وقال بومبيو، في زيارة خاطفة لقبرص، مساء السبت، التقى فيها بالرئيس نيكوس أناستاسياديس: «تحتاج دول المنطقة للتوصل دبلوماسياً وسلمياً إلى حل لخلافاتها، بما في ذلك ما يتعلق بقضايا الأمن ومصادر الطاقة». وأضاف: «تصاعد حدة التوتر العسكري لن يساعد أحداً سوى أولئك الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة الدول عبر الأطلسي».

 

اليونان تعزز جيشها بـ18 مقاتلة «رافال» و4 فرقاطات من فرنسا

أثينا/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم (السبت)، إن اليونان ستعزز قواتها المسلحة من خلال شراء 18 طائرة رافال التي تصنعها شركة داسو وأربع فرقاطات وستقوم بالاستعانة بنحو 15 ألفا من أفراد الجيش خلال السنوات الخمس القادمة.

وذكر ميتسوتاكيس أن اليونان «ستعزز» أيضا قدراتها الدفاعية بأسلحة جديدة وطوربيدات وصواريخ، فضلا عن تحديث صناعة الدفاع التي تكبدت خسائر.

 

واشنطن: يجب حلّ النزاع سلمياً في المتوسط و ماكرون «قلق» من الدورين الروسي والتركي

واشنطن/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

بعد قمة دول جنوب أوروبا التي رعتها فرنسا من أجل شحذ الهمم لمجابهة طموحات تركيا الجيوسياسية والاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط، قالت واشنطن إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، سيزور قبرص اليوم (السبت)، سعياً للتوصل إلى حل سلمي يُنهي التوتر المزايد في منطقة المتوسط، في وقت دعا تركيا إلى سحب قواتها. وقال بومبيو: «نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي ونأمل أن يتم سحب العتاد العسكري ليكون من الممكن عقد هذه المحادثات». وتأتي زيارة بومبيو بعد وقت قصير على رفع الولايات المتحدة الحظر المفروض منذ عقود على قبرص، ما أثار حفيظة تركيا.

وقال بومبيو للصحافيين من طائرته الخميس، خلال توجهه إلى الشرق الأوسط، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، إنه «يجب حل (النزاع) بطريقة دبلوماسية وسلمية». وأفاد بومبيو بأن زيارته لقبرص ستأتي استكمالاً لاتصالات أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس. وأضاف: «لذلك سأعمل على هذا الأمر في محاولة للتأكد من أنني أفهم الأخطار المرتبطة به من وجهة نظر القبارصة». وأثنى بومبيو على دور ألمانيا في السعي لخفض التوتر، مضيفاً أن فرنسا لعبت دوراً أساسياً في النزاع البحري، إذ دعمت بشدة اليونان وقبرص.

ونشرت تركيا التي تبحث عن احتياطات الغاز والنفط في مياه تطالب بها اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي، سفينة استكشافية الشهر الماضي مدعومة بفرقاطات عسكرية. وردّت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية. واحتلت تركيا الشطر الشمالي من قبرص منذ عام 1974 عندما اجتاحته رداً على انقلاب دبّره قادة عسكريون في أثينا في مسعى لتوحيد الجزيرة التي تقطنها غالبية يونانية مع اليونان.

وفي ختام قمة دول الاتحاد الأوروبي المتوسطية مساء الخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ هذه الدول السبع تريد «حواراً بنيّة حسنة» مع تركيا، محذّراً في الوقت نفسه أنقرة من فرض عقوبات أوروبية عليها إذا لم توقف سياسة «المواجهة» في شرق المتوسط. وضمّت القمة السابعة لمجموعة «ميد 7»، وهو الاجتماع غير الرسمي للدول الجنوبية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ماكرون، كلاً من رؤساء وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، وإسبانيا بيدرو سانشيز، واليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، والبرتغال أنطونيو كوستا، ومالطا روبرت أبيلا، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس. وقال ماكرون في اجتماع جزيرة كورسيكا: «نعتقد أنّه إذا لم تمضِ تركيا قُدماً على طريق الحوار وتضع حدّاً لأنشطتها الأحادية الجانب، فإنّ الاتحاد الأوروبي مستعدّ لوضع قائمة بإجراءات تقييدية إضافية تمكن مناقشتها في المجلس الأوروبي الذي سيلتئم يومي 24 و25 سبتمبر (أيلول) 2020». وأضاف خلال تلاوته البيان الختامي للقمة أنّه في حال لم تمتثل أنقرة لهذه الشروط و«رفضت الاستماع إلى المنطق» فلن يكون أمام القادة الأوروبيين من «خيار آخر» سوى فرض «عقوبات كبيرة» عليها. وشدّد الرئيس الفرنسي على «الرغبة في إطلاق حوار مسؤول وإيجاد سبل للتوازن (...) من دون أي سذاجة» و«بنيّة حسنة». وقال إن «بحرنا الأبيض المتوسّط اليوم مسرح لنزاعات مستمرّة، في سوريا، في ليبيا (...) للعبة هيمنة تمارسها قوى تاريخية تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة كافة، والدور الروسي كما التركي يثيران قلقنا في هذا الصدد». ومنذ أشهر يتصاعد التوتر في شرق المتوسط، حيث ينتهج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سياسة توسعية تقع اليونان وقبرص على خطّ المواجهة فيها. وفرنسا هي إحدى الدول الأكثر ثباتاً في دعمها لأثينا ونيقوسيا، وقد ذهبت إلى حدّ نشر قطع عسكرية في المنطقة. من جهتها، تحث تركيا الاتحاد الأوروبي على البقاء «محايداً»، مؤكدةً أن التهديد بفرض عقوبات «لن يساعد في حل المشكلة». وكان ماكرون قد دعا قبيل انعقاد القمة دول أوروبا إلى التحدث بصوت ينمّ عن مزيد من «الوحدة والوضوح» تجاه تركيا التي «لم تعد شريكة» في شرق المتوسط. وقال الرئيس الفرنسي: «نحن كأوروبيين علينا أن نكون واضحين وحازمين مع حكومة الرئيس إردوغان التي تقوم اليوم بتصرفات غير مقبولة».

 

قصف إسرائيلي على «موقع إيراني» قرب حلب و«المرصد» يشير إلى أنه الاستهداف الرابع في سوريا منذ بداية سبتمبر

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

تصدّت وسائط الدفاع الجوي السوري فجر الجمعة، لـ«عدوان جوي» إسرائيلي استهدف «مواقع إيرانية» في محيط حلب في شمال سوريا، وذلك في رابع استهداف إسرائيلي لـ«مواقع إيرانية» في سوريا منذ بداية الشهر الجاري. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري: «في الساعة الأولى والنصف صباح اليوم (أمس)، قام العدو الصهيوني بعدوان جوي مستهدفاً محيط مدينة حلب برشقات من الصواريخ».وأضاف المصدر: «تصدّت وسائط دفاعنا الجوي للعدوان وأسقطت معظم الصواريخ المعادية». ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد أهداف في سوريا معظمها هي مواقع تتمركز فيها قوات إيرانية أو موالية لإيران، وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني، كما طالت الغارات مرات عدة مواقع للجيش السوري. ولا تعلّق إسرائيل إجمالاً على هذه الضربات، إنما أعلن مسؤولون إسرائيليون مراراً أنهم لن يسمحوا بتجذّر إيران بالقرب من حدود إسرائيل. في الأسابيع الأخيرة، استهدفت غارات نُسبت إلى الدولة العبرية، مواقع في جنوب دمشق وفي وسط سوريا وكذلك في أقصى الشرق قرب الحدود مع العراق، ما تسبب بمقتل مقاتلين موالين لإيران وجنود تابعين للنظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الثالث من سبتمبر (أيلول)، قُتل 16 مسلحاً موالياً لإيران على الأقل في ضربات شنّتها طائرات يُرجّح أنها إسرائيلية على شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد بعد ساعات من إعلان دمشق تصديها لصواريخ إسرائيلية على مطار عسكري في منطقة أخرى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، وقتها إن القتلى ينتمون إلى «فصائل عراقية موالية لطهران». وتسببت ضربات إسرائيلية، الاثنين، على منطقة في جنوب غربي العاصمة وفي ريف درعا الشمالي (جنوب) بمقتل ثلاثة جنود سوريين وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى مدنية، وفق المرصد. وفي 28 يونيو (حزيران)، أحصى المرصد مقتل ستّة مقاتلين موالين لإيران، أربعة منهم سوريون، جرّاء غارات يُعتقد أنها إسرائيلية استهدفت مواقع لقوات النظام ومجموعات مقاتلة موالية لطهران في ريف مدينة البوكمال (شرق). كما أفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلاً عراقياً وإيرانياً في السابع من الشهر ذاته في غارات إسرائيلية استهدفت أحد مقراتهم في ريف دير الزور الشرقي (شرق).

وتوعّد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالردّ على مقتل أحد عناصره في سوريا في 20 يوليو (تموز). وقال في كلمة متلفزة: «على الإسرائيلي أن يفهم: عندما تقتل أحد مجاهدينا، سنقتل أحد جنودك». في تل أبيب، تم الاكتفاء بنشر الأخبار التي صدرت عن دمشق بشأن الهجوم على القواعد الإيرانية الواقع شرقي حلب، من دون تعليق ومن دون اعتراف أو نفي رسمي للجيش أو الحكومة الإسرائيلية. لكن وسائل الإعلام العبرية ذكّرت بأن آخر مرة تعرضت فيها هذه المنطقة بالذات، في ضواحي حلب، لقصف نُسب لإسرائيل كانت في شهر مايو (أيار) الماضي، إذ تم ضرب نشاط لميليشيات إيرانية. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «حزب الله» اللبناني يحافظ على وجود راسخ في هذه القواعد. وأوضح المرصد أنها المرة الرابعة التي تقصف فيها إسرائيل مناطق في سوريا منذ بداية الشهر الجاري. إذ إنه في «3 سبتمبر، استهدف طيران يرجَّح أنه إسرائيلي، مواقع للقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، في منطقة الثلاثات ضمن بادية البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وفي اليوم ذاته، استهدف طيران حربي يُرجح أنه إسرائيلي، موقعاً تابع لـ(ميليشيا حزب الله العراقي)، يقع على بُعد 5 كلم عن قلعة الرحبة بأطراف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي. وفي الثاني من سبتمبر، استهدف قصف إسرائيلي حرم مطار التيفور بريف حمص الشرقي بالإضافة لمواقع إيرانية».

 

قيادي في «مسد»: أبلغنا موسكو رفض دمشق الحوار معنا

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

قال العضو في «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) حكمت حبيب، إن وفد المجلس أبلغ الجانب الروسي رفض دمشق إجراء حوار مع «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سوريا. وكانت رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية» إلهام أحمد، قد وقّعت «مذكرة تفاهم» مع رئيس «حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل، ثم التقى الوفدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال حبيب إن لافروف سمع من الوفدين رأيهما بما يخص الحل السياسي و«تمسكهما بالحل السياسي وتوسيع الحوار السوري – السوري وضم كل الأطراف دون إقصاء». وأشار إلى أن لافروف «طلب من نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، العمل على توسيع ممثلين الإدارة الذاتية و(مسد) وإشراكهم في المباحثات الدولية الخاصة بالأزمة السورية، وكيفية ضمهم إلى اللجنة الدستورية». وعندما سأل لافروف الوفد القادم من القامشلي عن عقد لقاءات ومباحثات مع الحكومة السورية، «أجبناهم بأن النظام لم يبادر بأي خطوة عملية تجاه الحوار السياسي، وعمد إلى زعزعة الوضع بريف دير الزور وأعطى التوجيهات لتحريض سكانها على الإدارة وقواتها العسكرية». وتحدث القيادي بـ«مجلس سوريا الديمقراطية» عن أهمية الاتفاق مع حزب الإرادة الشعبية ومنصة موسكو. وقال: «منصة موسكو معترَف بها دولياً وجزء من هيئة التفاوض ولديها ممثلون باللجنة الدستورية، وتوقيع التفاهم حتى نصبح جزءاً من العملية السياسية، ونحن نريد أن نكون جزءاً من المباحثات الخاصة بمستقبلنا». وعن الدور الروسي في شرق الفرات، قال: «هي مع تثبيت وقف إطلاق النار بالمنطقة عبر تسيير دورياتها وتثبيت حدود التماس ووقف التهديدات التركية، من طرفنا التزمنا بالهدنة ونقلنا إلى الروس التجاوزات التركية وفصائلها السورية الموالية واستهداف المنطقة». وشدد حبيب على أن كبار مسؤولي الخارجية الروسية أكدوا خلال اجتماعاتهم «أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة استقرار، وسيعملون مع شركائهم الدوليين على تثبيت وقف إطلاق النار ولن يسمحون بالمزيد من التصعيد العسكري».

 

تجدد الغارات الروسية على شمال غربي سوريا

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

أفيد أمس بقيام طائرة حربية روسية بشن غارتين في إدلب في شمال غربي سوريا، الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد بين موسكو وأنقرة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه رصد صباح أمس «تحليقاً لطائرة حربية روسية في أجواء محافظة إدلب، بالتزامن مع شنها لغارتين على المنطقة الواقعة بين مدينة إدلب وقرية الشيخ يوسف، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة». وكان «المرصد السوري» أشار إلى أن 5 مقاتلات روسية حلقت في أجواء منطقة شمال غربي سوريا، واستهدفت الأطراف الغربية لمدينة إدلب، تزامنا مع شنها لغارة جوية جديدة على تلال الكبانة في «جبل الأكراد» شمال اللاذقية. كما رصد تحليقا لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة، بالتزامن مع تجدد القصف الصاروخي من قِبل قوات النظام على مناطق في جبل الزاوية جنوبي إدلب. كما أشار «المرصد» إلى تناوب أربع طائرات حربية روسية على قصف مواقع تنظيم داعش في البادية السورية ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، تزامنا مع هجوم عناصر من التنظيم على مواقع القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، في باديتي المنصورة والرصافة جنوب محافظة الرقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وكان «المرصد» تحدث عن مواصلة القوات الحكومية برفقة المليشيات الموالية لها، حملتها الأمنية في البادية السورية ضد خلايا تنظيم داعش المنتشرة بكثافة في تلك المنطقة، حيث تتركز الحملة الجديدة التي بدأت مطلع الشهر الجاري، في كل من الريف الحمصي ومثلث حلب - حماة - الرقة. وتشارك الطائرات الروسية بشكل رئيسي عبر غارات مكثفة تنفذها بشكل يومي، مستهدفة مناطق انتشار التنظيم.

وبدوره، يواصل تنظيم داعش عملياته ضد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، عبر نصب كمائن وزرع عبوات وألغام، وشن هجمات مباغتة بمناطق متفرقة من البادية السورية. من جهة اخرى أفادت دورية «ذي ناشيونال إنترست» الأميركية بإرسال روسيا منظومة «غيرميس» الصاروخية المضادة للدروع المطورة إلى سوريا. وحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن المجلة الأميركية المتخصصة في الشؤون العسكرية أشارت إلى «تقارير متعددة» بأن وزارة الدفاع الروسية أرسلت أنظمة صواريخ «غيرميس» إلى سوريا. ولفتت المجلة إلى أن نظام صواريخ «غيرميس» الروسية قادرة على تدمير عدة عربات مدرعة للعدو من مسافة تصل إلى 100 كيلومتر، مشيرةً إلى أن إرسال مثل هذا النوع من السلاح هو بمثابة «رسالة واضحة». وذكرت المجلة أن روسيا عرضت نسخة مطورة لأنظمة صواريخ «غيرميس» الموجّهة خلال منتدى «الجيش – 2020» الشهر الفائت، مشيرةً إلى أن القدرة الاحتمالية التدميرية للمنصة عند إطلاقها حُددت بنسبة 98 – 99%، بما في ذلك من مسافة 100 كيلومتر. ويتكون نظام توجيه هذا السلاح المضاد للدبابات من عدة طائرات استطلاع وتوجيه مسيّرة، تساعد في اكتشاف الهدف وحتى إضاءته من مسافة بعيدة. ويتميز هذا النظام الصاروخي أيضاً بوحدة قتالية مدمجة مع قاذفات لستة صواريخ، ويمكنه إطلاق نيران الصواريخ ضد ستة أهداف في وقت واحد، ويمكن أن يحمل كل من هذه الصواريخ رأساً حربياً شديد الانفجار يحتوي على عشرين كيلوغراماً من مادة «تي إن تي». وأشارت إلى أن العلاقات بين تركيا وروسيا غريبة ويمكن تشبيهها بعبارة «الأصدقاء الأعداء»، لا أصدقاء ولا أعداء. وقال التقرير إن «البلدين من المؤكد أنهما يجدان نفسيهما على خلاف في سوريا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن سوريا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع روسيا، بينما تركيا أصبحت أكثر هجومية في المنطقة».

 

روسيا تطوّر «استراتيجية جديدة» في التعامل مع الملف السوري/خلافات بين موسكو ودمشق حول الأكراد والعلاقة مع أنقرة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

أطلقت الزيارة التي قام بها أخيرا، وفد روسي بارز إلى دمشق، مرحلة جديدة في تعامل موسكو مع الملف السوري، يمكن اعتبارها «المنعطف الكبير» الثالث لروسيا منذ اندلاع الأزمة السورية، بعد أن دشن المنعطف الأول وزير الخارجية سيرغي لافروف، عندما زار دمشق برفقة رئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف في فبراير (شباط) 2012 ممهدا لانخراط روسي واسع في الأزمة، قبل أن يطلق التدخل العسكري المباشر في سوريا نهاية سبتمبر (أيلول) المرحلة الثانية. لكن ملامح المنعطف الجديد، لا تحمل «انقلابا» في النهج الروسي الذي يصفه دبلوماسيون، بأنه «نهج ثابت يستند إلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية ولا يذهب نحو قفزات استعراضية»، بقدر ما يمهد لبلورة استراتيجية جديدة للتعامل مع انسداد أفق التسوية السياسية.

- برنامج روسي لسوريا

وتعمدت موسكو عدم إطلاق إشارات تدل إلى تحول كبير في مواقفها، خلال التصريحات العلنية لوزير الخارجية أو لنائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف. وأكثر من ذلك، فقد حصلت دمشق على تأييد ضمني روسي لإجراء الانتخابات الرئاسية «في موعدها المقرر» العام المقبل حتى لو لم يحصل أي تقدم على صعيد عمل اللجنة الدستورية. في مقابل ذلك، لم يستبعد محلل بارز أن تكون موسكو وضعت على الطاولة ما يشبه أجندة زمنية تضمنت إنجاز تعديل دستوري، وعرضه على الاستفتاء الشعبي بحلول مارس (آذار) المقبل، يليه انتخابات برلمانية في مايو (أيار)، ثم انتخابات رئاسية في يوليو (تموز) وهو ما يتوافق من وجهة نظر موسكو مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. مستبعدا في الوقت ذاته، أي توجه روسي للموافقة على تشكيل هيئة حكم انتقالية مؤقتة. في المقابل، برز التباين واضحا بين آليات تعاطي موسكو ودمشق في أكثر من مفصل مهم في ملفات الأزمة، وهذا انسحب على العلاقة مع الأكراد، والدفاع الروسي عن مساعي إشراك الإدارة الذاتية لشمال سوريا في العملية السياسية، في مقابل التحفظ السوري الرسمي على أي تحرك من هذا النوع. وبرز تباين أيضا، في موضوع العلاقة مع تركيا، إذ تجاهلت موسكو الخطاب الحكومي السوري عن «احتلال أنقرة لأجزاء من سوريا»، ووجه لافروف رسالة واضحة بأن اتفاقات موسكو وأنقرة ساهمت في تحسين الوضع و«إعادة أجزاء مهمة من الأراضي لسيطرة الحكومة السورية»، مؤكدا استمرار التزام الطرفين الروسي والتركي بهذه الاتفاقات. ومع استمرار الحملة الروسية على الوجود الأميركي في شمال شرقي سوريا، فإن موسكو وجهت هنا أيضا إشارات واضحة إلى عدم نيتها دعم أي تحرك عسكري في هذه المناطق، وجاء حديث بوريسوف حول «حرمان سوريا من الجزء الأعظم من ثرواتها» ليقر بواقع اقتصادي لكنه ليحمل رسالة في المقابل، إلى الحكومة السورية بأن التعاون مع موسكو وحده الكفيل بمواجهة التداعيات الاقتصادية لذلك.

- 40 مشروعا

اقتصاديا، ومع الحديث عن 40 مشروعا لإعادة تأهيل البنى التحتية الصناعية في أحياء وتوسيع لـ«خريطة طريق» للتعاون الاقتصادي التي وقعها الجانبان قبل عامين، تبدو موسكو وضعت مخططا لتوسيع حضور شركاتها الاقتصادية الكبرى في حصة مهمة من مشروعات البى التحتية السورية، وفضلا عن المرافئ (طرطوس واللاذقية) تطرقت المشروعات إلى طيف واسع يحكم سيطرة موسكو على مشروعات الطاقة والطاقة الكهربائية ويفتح أمامها خطط التنقيب واستخراج النفط من الحقول البحرية وغيرها من مشروعات كبرى. لاعلى هذه الخلفية، تتبلور الملامح الأولى للتحرك الروسي المقبل، عبر التأكيد على أنه «لا حل عسكريا» للأجزاء التي ما زالت غير خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وخلافا للفكرة التي كانت ترددها موسكو سابقا عن ضرورة «أن يعود كل شبر من الأراضي السورية لسيطرة الحكومة الشرعية» يبدو المدخل الروسي حاليا قائما على المحافظة على مناطق النفوذ الحالية للأطراف المختلفة، وأن يكون الحل فيها جزءا من التسوية النهائية.

في هذا الإطار، فإن موسكو تنتظر توجهات الإدارة الأميركية الجديدة بعد الانتخابات، لجهة الالتزام بقرارات الانسحاب، وفي الوقت ذاته فهي تفتح قنوات الحوار مع الأكراد، وتعمل على إيجاد صيغة لتمثيلهم في العملية السياسية من دون أن تغضب أنقرة. وفي إدلب يقوم التوجه على أن الشكل النهائي للتسوية يجب أن يقوم على أساس حوار تركي سوري يفضي إلى توافق يرسخ الاحترام المتبادل للمصالح والأمن الحدودي، ما يعني أنه يمكن أن يقوم على أساس اتفاق أضنة (1998) مع احتمال توسيعه بعض الشيء. الرسالة الأساسية إلى دمشق، بأنها يجب ألا تعرقل تحالفات روسيا القائمة مع الأطراف المختلفة، وبالدرجة الأولى تركيا، فضلا عن أن موسكو تدير مواجهتها مع واشنطن في مناطق الشمال الشرقي بآليات تضعها عبر تفاهمات محتملة مع واشنطن بعد الاستحقاق الانتخابي. وهذا ما انعكس في تعليق كتبه خبير قريب من الخارجية: «ناقش الوفد الروسي مع الجانب السوري الخطوات الواجب اتخاذها في الظروف الراهنة في شرق وغرب شمال سوريا، حيث تقوم روسيا بدور الوسيط بين كافة الجهات المعنية، وعلى أساس تطور الأحداث، واستنادا إلى موقف روسيا الثابت بشأن السيادة ووحدة الأراضي السورية».لاوفي المسار ذاته، أكدت موسكو على ضرورة القيام بتحركات سريعة ومحددة للإصلاحات الداخلية، وهذا ينسحب على ضرورة عدم عرقلة عمل اللجنة الدستورية أو المسار السياسي عموما. وهنا من المهم الإشارة إلى ما نقلته وسائل إعلام عن مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة رأى أن جوهر الرسالة الروسية هو «إذا لم يُقدم الأسد على إصلاحات، فسيبقى بلا تمويل، وفقط في جزء من سوريا. سيكون هذا قراره، وعليه أن يتحمل نتائجه».

 

وفاة محمد مخلوف خال بشار الأسد جراء «كورونا»

باريس/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

توفي رجل الأعمال السوري محمد مخلوف، خال الرئيس بشار الأسد ووالد رجل الأعمال البارز رامي مخلوف، في دمشق، اليوم (السبت)، بعد إصابته بفيروس «كورونا» المستجد، وفق ما أكّد مصدران مقربان من العائلة لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدران إن محمد مخلوف (88 عاماً) وهو شقيق أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد، وكان يعدّ أحد أعمدة نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، «توفي جراء إصابته بكوفيد - 19»، ونعاه حفيده محمد مخلوف عبر حسابه على منصّة «إنستغرام». وتناقلت وسائل إعلام سورية أنّ مخلوف دخل مستشفى الأسد الجامعي في دمشق في 23 أغسطس (آب)، إثر مضاعفات صحية بسبب فيروس «كورونا» المستجد، وتوفي السبت نتيجة تدهور حالته الصحية. وتصاعد دور مخلوف في البلاد في السبعينات والثمانينات، وتسلّم عدة مناصب وكانت مؤسستا التبغ والمصرف العقاري، أبرز ما أداره رجل الأعمال الراحل الذي تولّى تباعاً إدارة مؤسسات أخرى. وينحدر مخلوف من بلدة بستان الباشا في ريف مدينة جبلة التي تتبع لمحافظة اللاذقية غرب سوريا.

 

تحذير ألماني لبريطانيا من تداعيات عدم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي

برلين/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

حذّر وزير المال الألماني أولاف شولتز من أن بريطانيا ستتحمّل العبء الأكبر من تداعيات عدم التوصل إلى اتفاق في المحادثات التجارية لمرحلة ما بعد «بريكست». وارتفعت حدة السجال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن المحادثات التجارية مذ قررت لندن العودة عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع التكتل بشأن «بريكست» من خلال قانون جديد أقرته. وغادرت بريطانيا التكتل في 31 يناير (كانون الثاني) وتتفاوض حاليا مع الاتحاد الأوروبي للاتفاق على مستقبل العلاقات التجارية عند انقضاء الفترة الانتقالية نهاية العام الحالي. وأثار القانون الجديد في لندن مخاوف من احتمال قطع بريطانيا العلاقات بشكل حاد مع الاتحاد الأوروبي عند انقضاء الفترة الانتقالية، ما من شأنه إحداث فوضى في العلاقات بين الطرفين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال شولتز للصحافيين بعد اجتماع عقده وزراء المال في الاتحاد الأوروبي في برلين: «تقديري هو أن الوضع غير المنظم (أي بدون اتفاق) سيحمل تداعيات كبيرة جدا على الاقتصاد البريطاني». وأضاف: «سيكون بمقدور أوروبا التعامل معها ولن تكون هذه عواقب صعبة جدا عليها بعد التحضيرات التي قمنا بها في الأساس». وحذر الاتحاد الأوروبي من أن القانون المثير للجدل «يضر بشكل جدي بالثقة» بين الطرفين وهدد بمقاضاة بريطانيا ما لم يتم سحبه بحلول نهاية الشهر الحالي.

 

غضب»: ترمب يكشف عن أسلحة غير معروفة لموسكو وبكين/25 «رسالة حب» تبادلها الزعيمان الأميركي والكوري الشمالي

واشنطن/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

يبدو أن دونالد ترمب كشف معلومات دفاعية بالغة السرية في واحدة من 17 مقابلة مسجلة أجراها الكاتب بوب وودورد مع الرئيس الأميركي وأوردها في كتابه الذي يحمل عنوان «غضب». ويقول ترمب إن حكومته أنشأت نظام أسلحة لا يعرف أحد شيئاً عنه، ولا حتى قادة روسيا والصين، وألمح إلى إنه «نووي». لكنّ خبراء الأسلحة يقولون إنهم غير متأكدين ما إذا كان الأمر الذي تحدث عنه ترمب صحيحاً أم أنه كان مجرّد محاولة جوفاء للتباهي. ويعتقد آخرون أن ترمب لم يقصد أسلحة نووية على الإطلاق. وأثار الكتاب جدلاً واسعاً في أوساط المحللين العسكريين في أنحاء العالم بشأن التصريحات التي تباهى فيها ترمب للصحافي الشهير وودورد، الذي لعب دوراً أساسياً في إجبار الرئيس نيكسون على الاستقالة بسبب فضيحة «ووترغيت»، بشأن نظام أسلحة نووية محتمل «لم يملكه أحد من قبل». لكن مقطع المقابلة الصوتية المؤلف من 54 كلمة والمسجل في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2019 والذي أصدره وودورد مع الكتاب، يثير الحيرة بقدر ما يكشف من معلومات، إذ عندما يقول ترمب «نووي» يتوقف في منتصف الكلمة، كما لو كان يصحح لنفسه، ثم يقول: «نظام أسلحة». ويضيف «لدينا أمور لم ترها أو تسمع عنها حتى. لدينا أمور لم يسمع عنها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ولا (الرئيس الصيني) شي (جينبينغ)، لا أحد. ما نملكه لا يُصدَّق». وأوضح وودورد أنه تأكد بشكل منفصل مع مصادر أن الولايات المتحدة لديها سلاح سري جديد، لكنه لم يذكر ما إذا كان نووياً أم لا. وقال هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، إنه يمكن أن يكون رأساً نووياً منخفض القوة «دبليو 76 - 2» استُخدم للمرة الأولى على غواصة نووية في يناير (كانون الثاني) بعد شهر من ذكر ترمب الأمر لوودورد. أما شيريل روفر، عالمة نووية أخرى، فقالت إن تلك التصريحات يمكنها أن تشير إلى رأس حربي جديد قيد التطوير، وهو «دبليو 93» الذي كشف عنه البنتاغون في وقت سابق من هذا العام.

فقد جاءت التصريحات في الفترة التي بدا فيها أن روسيا والصين أخذتا زمام المبادرة في تطوير صواريخ «أفانغارد» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يكاد يكون من المستحيل مواجهتها في الوقت الحالي.

كما يتناول الكتاب العلاقة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي. ويسرد تعابير الإطراء المنمّقة في الرسائل التي بعث بها كيم لترمب ووطدت دبلوماسية الغزل بينهما. وشكّلت العلاقة الشخصية بين الزعيمين المحرك الرئيس للدبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ التي تحوّلت من تبادل الإهانات والتهديدات بشن حروب، إلى إعلان ترمب حبه للزعيم الكوري الشمالي. ويكشف الكتاب عن 25 رسالة تبادلها الزعيمان واستخدم فيها كيم تعابير مبالَغاً بها في إطار تودده إلى ترمب، بينما تشكلت صداقة غير اعتيادية بينهما. وتوجه كيم إلى ترمب في رسائله المفعمة بالثناء والملاحظات الشخصية بلقب «صاحب السعادة»، وفق مقتطفات نشرتها شبكة «سي إن إن». ففي رسالة بعث بها كيم إلى ترمب يوم عيد الميلاد عام 2018 عقب لقائهما الأول في سنغافورة: «حتى الآن ليس بإمكاني نسيان هذه اللحظة التاريخية عندما شددت بيد سعادتك في ذلك المكان المقدس والجميل في حين كان العالم بأكمله يشاهد باهتمام بالغ وأمل بأن يحيا مجدداً هذا اليوم المشرّف». وأضاف كيم في رسالة بعث بها في يونيو (حزيران) عام 2019: «أنا أعتقد أيضاً أن الصداقة العميقة والخاصة بيننا ستعمل كقوة سحرية».

وبعد ثلاثة أسابيع، عقد الزعيمان اجتماعاً أُعلن عنه قبل فترة وجيزة في المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية. وقبل اللقاء كتب ترمب إلى الزعيم الكوري الشمالي قائلاً إنهما تشاركا «أسلوباً فريداً وصداقة متميزة». وأضاف: «أنت وأنا فقط وعبر العمل معاً بإمكاننا حل القضايا بين بلدينا وإنهاء نحو 70 عاماً من العداء»، واصفاً هذا التعاون بأنه «سيكون تاريخياً». ووصلت المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن إلى طريق مسدود منذ انهيار قمة هانوي في فبراير (شباط) العام الماضي. ولكن حتى مع توقف الدبلوماسية، فقد تباهى ترمب مراراً بتلقيه رسائل «جميلة جداً» و«ممتازة» من كيم. وبعد بضعة أشهر من اجتماع سنغافورة، تحدث ترمب أمام حشد من أنصاره عن الحب الذي وُلد بينه وبين كيم: «لقد كتب لي رسائل جميلة ورائعة. لقد وقعنا في الحب». ويذكر وودورد أن وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» لم تتمكن من تحديد مَن صاغ رسائل كيم التي صنفتها من الـ«روائع»، وأضاف وودورد: «المحللون شعروا بالذهول إزاء المهارة التي توصل إليها أحدهم في إيجاد المزيج الدقيق من الإطراء وفي نفس الوقت إثارة إحساس ترمب بالعظمة وبأنه يتبوأ مركز الصدارة في التاريخ».

 

انتهاء المناورات البحرية الإيرانية

طهران - لندن/الشرق الأوسط/13 أيلول/2020

انتهت أمس المناورات الإيرانية، المسماة «ذي الفقار»، التي استمرت ثلاثة أمس، في وقت نفت واشنطن إعلان طهران عن اقتراب طائرات «درون» أميركية من مجال المناورات. وكان الجيش الإيراني أعلن الجمعة، أن دفاعاته أبعدت ثلاث طائرات أميركية بعد دخولها منطقة تعريف الدفاع الجوي في إيران. وأضاف أنه أثناء مناورات «ذو الفقار» جنوب البلاد دخلت ثلاث طائرات أميركية وهي طائرة P - 8 وطائرة استطلاع غلوبال هوك MQ - 9 وطائرة RQ - 4 المسيرة، منطقة الاستطلاع الدفاعي، مشيراً إلى أن الجانب الإيراني أطلق تحذيرات وأن الطائرات الأميركية ابتعدت بعد ذلك. وقال شهرام إيراني، المتحدث باسم المناورات «ذو الفقار 99»، أن «وحدات القوات الجوية والبحرية، ومن ضمنها طائرات P3F وF - 27 وطائرات استطلاع، وجهت تحذيرات للقوات الأجنبية لمغادرة منطقة المناورات». وأشار إيراني إلى أن «طائرات استطلاع أميركية كانت تعمل على جمع المعلومات من منطقة المناورات». ومنذ الخميس الماضي، بدأ الجيش الإيراني مناورات بحرية قرب مضيق هرمز، اختتمت السبت، ونشرت البحرية الإيرانية خلالها معدات عسكرية مصنّعة محلياً، من بينها غواصة وصواريخ «كروز». وجرت المناورات في مساحة بحرية تمتدّ على أكثر من مليوني كيلومتر مربع؛ بدءاً من شمال المحيط الهندي إلى الطرف الشرقي لمضيق هرمز، الذي يُعتبر نقطة عبور استراتيجية يمرّ منها خمس إنتاج النفط في العالم.

 

انتقادات في طهران لاستعجال إعدام مصارع اتهم بالقتل خلال احتجاجات 2018

محكمة إيرانية تقضي بالسجن 31 عاماً لمسؤول سابق في السلطة القضائية

اطهران - لندن/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، أن السلطات نفذت حكم الإعدام بحق المصارع الشاب نويد أفكاري، الذي أدين بقتل موظف حكومي على هامش «أعمال شغب» جرت في جنوب البلاد في صيف 2018، في وقت ظهرت تساؤلات ما إذا كانت السلطات المعنية «مستعجلة لتنفيذ الحكم؟».

ونقل الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء والتلفزيون «إيريب نيوز»، عن المدعي العام لمحافظة فارس (وسط) كاظم موسوي، قوله إنه تم تنفيذ حكم «القصاص» بحق أفكاري، صباح أمس، في سجن عادل آباد بمدينة شيراز.

كان موقع «ميزان أونلاين»، التابع للسلطة القضائية، أفاد سابقاً بإدانة أفكاري «بالقتل العمد» لحسن تركمان، المسؤول في الهيئة العامة للمياه في شيراز، من خلاله طعنه بالسكين في الثاني من أغسطس (آب) 2018. وعلى غرار مدن عدة أخرى، كانت شيراز في ذلك اليوم مسرحاً لتظاهرات مناهضة للسلطات احتجاجاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. وذكرت وسائل إعلام قريبة من المحافظين الإيرانيين أن عدداً من المباني الدينية تعرض لهجمات خلال هذه الاضطرابات. ونقل موقع «إيريب نيوز» عن موسوي قوله إن تنفيذ حكم الإعدام تم بعد «إصرار عائلة الضحية».

من جهته، كتب محامي أفكاري حسن يونسي، عبر حسابه على «تويتر»، أنه كان من المقرر أن يزور عدد من أهالي شيراز، أسرة تركمان، غداً (اليوم) الأحد، من أجل طلب العفو عن أفكاري. وأضاف أنه بناء على القوانين الإيرانية «للمدان الحق برؤية عائلته مرة أخيرة قبل إعدامه»، سائلاً عما إذا كانت السلطات المعنية «مستعجلة لتنفيذ الحكم لدرجة حرمان نويد من هذه الزيارة الأخيرة؟». وأثارت قضية أفكاري (27 عاماً) جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لعدم تنفيذ حكم الإعدام بحقه. ونفى موقع «ميزان أونلاين» ما تداوله مستخدمون لمواقع التواصل، وبعض التقارير الصحافية، عن أن إدانة أفكاري تمت بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب. كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أبرز الداعين إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام. وهو كتب عبر حسابه على «تويتر»، في مطلع الشهر الحالي، «علمت أنّ إيران تستعدّ لإعدام نجم كبير في المصارعة، نويد أفكاري (27 عاماً)، وكلّ ما فعله هو أنّه شارك فحسب في تظاهرة مناهضة للحكومة». وأضاف: «أقول للقيادة الإيرانية، سأكون ممتنّاً حقّاً لو أنقذتم حياة هذا الشاب ولم تعدموه. شكراً لكم». وحسب منظمة العفو الدولية، تعد إيران الدولة الثانية في العالم بعد الصين، في قائمة البلدان الأكثر تنفيذاً لعقوبة الإعدام.

ووفق المنظمة نفسها، نفذت إيران، العام الماضي، حكم الإعدام بحق 251 مداناً على الأقل، علماً بأنها أشارت في تقريرها الأحدث بهذا الشأن، إلى أن «عدد الإعدامات المسجّلة» في إيران في 2019 «انخفض إلى النصف» مقارنة بعام 2018.

إلى ذلك، قضت محكمة إيرانية، السبت، بالسجن 31 عاماً بحق أكبر طبري، المسؤول الكبير السابق في السلطة القضائية، بعد إدانته بالفساد وتبييض الأموال واستغلال النفوذ، في إحدى أكثر العقوبات تشدداً بحق مسؤول سابق. وأفاد المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، بأن طبري دين بـ«تشكيل وترؤس شبكة رشوة»، وحكم عليه بالسجن 31 عاماً ومصادرة أملاك، إضافة إلى غرامات مالية بقيمة 430 مليار ريال إيراني (1.65 مليون دولار). كما حكم على طبري بالسجن 12 عاماً، وغرامة مالية قدرها نحو 600 مليار ريال (2.3 مليوني دولار) لإدانته بتهمة تبييض الأموال، حسب المصدر نفسه. وحسب القانون الإيراني، يقضي المدان عقوبة السجن الأقصى الصادرة بحقه (31 عاماً في حالة طبري)، دون إضافة مدة الحكم الثاني (12 عاماً) إليها. وأوضح إسماعيلي أن من حق طبري استئناف الحكم الصادر بحقه. وبدأت في يونيو (حزيران) الماضي محاكمة طبري و21 من شركائه المفترضين بتهمة الفساد وتبييض الأموال واستغلال النفوذ. وحظيت الإجراءات باهتمام إعلامي واسع، إذ بث التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة افتتاح الجلسة أمام الغرفة الخامسة لمحكمة الجنايات في طهران، فيما اعتُبرت خطوة نادرة. وقضت المحكمة بسجن المتهمين فرهاد مشايخ فريدن ورسول دانيال زاده 15 عاماً، حسب إسماعيلي الذي أشار إلى أن العقوبة المخففة نسبياً بحقهما تعود لتعاونهما في القضية. كما حكم بالسجن 10 أعوام على كل من القاضيين السابقين بيجان قاسم زاده وحميد رضا علي زاده، لإدانتهما باستغلال النفوذ وتلقي الرشاوى.

وعرف قاسم زاده لإصداره في 2018 أمراً بحظر تطبيق «تلغرام»، بشكل تام، الذي كان حينها الأكثر شعبية في إيران. وأفاد المتحدث باسم السلطة القضائية، أن محاكمة المشتبه بهم الآخرين متواصلة. وأقيل طبري من منصبه من قبل الرئيس الحالي للسلطة القضائية إبراهيم رئيسي، الذي عينه «المرشد» علي خامنئي في منصبه في مارس (آذار) 2019، داعياً إياه لمواجهة «الفساد» بقوة. ومنذ تولي رئيسي مهامه، ازدادت محاكمة بعض المسؤولين السابقين وقضاة بشبهات الفساد.

واكتسبت قضية طبري بعداً إضافياً في أواخر يونيو (حزيران)، مع وفاة القاضي رضا غلام منصوري إثر سقوطه، في ظروف غامضة، من طابق مرتفع في أحد فنادق بوخارست، حيث كان يقيم. وكان منصوري مطلوباً في طهران بتهم تتعلّق بتلقيه رشاوى بقيمة 500 ألف يورو (560 ألف دولار)، كجزء من القضية التي يحاكم فيها طبري. وهرب منصوري من إيران، العام الماضي، فتوجّه في البداية إلى ألمانيا، ومن ثم رومانيا، في وقت صدرت مذكرة توقيف إيرانية بحقّه. وأوقفته السلطات الرومانية في البداية لتسليمه قبل أن تطلق سراحه مع إخضاعه للرقابة القضائية.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تولد الثورة من رحم الأحزان

محمد علي مقلد/نداء الوطن/12 أيلول 2020

الصراخ من أعراض الغضب، إلا أنّه لا يشفي الموجوع. إذا توقّفت الثورة عند حدود الغضب ماتت. ما أسهل وصف الأعراض. جوع وبطالة وتشرّد وهجرة. قتل مُتنقّل ولصوص وشريعة غاب. ما أسهل الوصف. الروائي رشيد الضعيف يقول، لا شيء يفوق الوصف. لكنّ وصف الحالة يضيع في العموميات فيما الشيطان يكمن في التفاصيل. يستسهل ابن الرومي القول في المغنية إنّها الأجمل إطلاقاً، ويصعب عليه التحديد. هذا هو مأزقنا يا رفاق الثورة. الثورة كلمة سهلة في فم شاعر. قد يكون نزار قباني على حقّ في قوله إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان، ويطربنا القول بصوت ماجدة الرومي، لكنّ الأحزان رحم فحسب، إن بقيت الثورة في داخلها ماتت. قد يكون محمود درويش على حقّ حين صرخ في وجه المحتلّ، حذار حذار من جوعي ومن غضبي. مضى على القصيدة ستّون عاماً من الأحزان والجوع والغضب خرجت من أرحامها ثورات وماتت ثورات. خرجت من رحم التشرّد والقهر وقتلها الجهل.

الثورة مغامرة يخطّط لها العقلاء، ومنهم من يقول العباقرة. ويخوضها الشجعان، أو المجانين، ويقطف ثمارها الجبناء، أو الإنتهازيون. ينسب هذا القول على اختِلاف مفرداته تارةً إلى نابليون، وأخرى إلى تشي غيفارا، ونسبه أحدهم إلى نجيب محفوظ، وقد لا نتفاجأ إن عثرنا عليه يوماً ما في نسخة من نهج البلاغة. قد نتّفق على تفاصيل هذا القول المُتعدّد الأنساب والألفاظ، لكن الأكيد أنّ الثورة لا تحيا إلا بالوعي. لماذا الثورة؟ وماذا تريد الثورة؟ الثورة اللبنانية مشغولة اليوم بالبحث عن قيادة. هذا ما طالبتها به السلطة يوم ولادتها، جواب العقلاء تمثّل في برنامج جمع أطيافها من أربعة أرجاء الوطن. كسبت الثورة جولتها الأولى حين توحّدت في وجه السلطة، مُحمّلة إياها مسؤولية تدمير الدولة ومؤسساتها وانتهاك سيادتها ونهب خيراتها. وتمكّنت، بفضل وحدتها ودقّة تصويبها، من تفكيك منظومة الفساد.

السلطة وراء استدراج بعض قوى الثورة وزجّها في مواجهات ثانوية. ليست الثورة من أضافت القضية الفلسطينية إلى قائمة مهمّاتها، ولا هي التي استقدمت هنيّة من غزّة، ولا هي التي أحيت المطامع السلطانية في المتوسّط، ولا هي التي أثارت قضية المفاوضات على الحدود مع إسرائيل ومع قبرص، وليست هي من أثارت مسألة السلاح غير الشرعي. لكن بعضها انزلق إلى جعل هذه القضايا تحتلّ الأولوية في جدول عمل الثورة، حتى صار الدفاع عن الدولة ودستورها ومؤسّساتها وسيادتها، لدى هذا البعض، قضية من قضايا. هذه القضايا ليست قليلة الأهمية، غير أنّ قدرة الثورة على مواجهتها والتأثير فيها محدودة. السلاح غير الشرعي الذي يُمثّل عدواناً على سيادة الدولة، على تنوّع حامليه، أتى بتوازنات عربية ودولية، ولن يُعالج إلا بها. لن يُغفر للثورة إن أغفلت أياً من هذه القضايا، ولن يُغفر لها إن أعطتها الأولوية. هي كلّها أجزاء من قضية مركزية تتعلّق بالدولة والسيادة والدستور وستبقى مادّة للسجال على كلّ المستويات. لكن على الثورة أن تركّز تصويبها على من يصمّ آذانه عن الشكاوى والنصائح، وعلى من يُمعِن في إلغاء الدولة ويُدمّر مؤسساتها، وأن تستذكر قولاً لماركس معدّلاً، "التاريخ لا يطرح من المشكلات إلا ما تكون البشرية قادرة على حلّها".

 

المبادرة الفرنسية آخر فرصة إنقاذية للعهد... وصدقية باسيل على المحك

كلير شكر/نداء الوطن/12 أيلول 2020

يواظب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والنواب العونيون على التأكيد مراراً وتكراراً وعلى نحو واضح لا لبس فيه، أنّهم مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة لقيام حكومة مصطفى أديب، حتى لو اضطرهم الأمر للبقاء خارجها بشكل كلي مع منحها كامل الثقة، كي تستثمر الفرصة الأخيرة الممنوحة للبنان. هذا يعني أنّ الفريق العوني، وهو صاحب أكبر كتلة نيابية، قرر في الثلث الأخير من عهد الرئيس ميشال عون تغيير كامل استراتيجيته في التعاطي مع الشأن الحكومي. في حكومات العهد الثلاث، كان "تكتل لبنان القوي" صاحب الكلمة الفصل والشريك المسيحي الأقوى في تركيب الحكومة.

حتى في حكومة حسان دياب التي ألبست لباس الاختصاصيين، وادعى "التيار الوطني الحر" أنّه ما من صلات قربى تربطه بالوزراء المسيحيين، تبيّن مع الوقت أنّ العديد منهم "مسيّرون عن بُعد" ويتمّ استدعاؤهم عند الحاجة إلى اللقلوق. أما قبلها، فقد تصرّف باسيل على أنّه الشريك المضارب لرئيس الحكومة المكلف حتى في الحصّة السنية حين رست التفاهمات على تسمية حسن مراد ممثلاً عن "اللقاء التشاوري". يومها لم يكن رئيس "التيار الوطني الحر" بعيداً عن تلك الطبخة.

راهناً، يعلن باسيل ومعه "تكتل لبنان القوي" أنّ رئيس الحكومة المكلف متروك لصلاحيته في حياكة مسودته الحكومية. فعلياً، لم يُرصد خلال الأيام الأخيرة أي تواصل بين مصطفى أديب وجبران باسيل من شأنه أن يبيّن أن الاخير بصدد التفاوض على أي اسم أو حقيبة وهو المعروف بغرقه في تفاصيل التفاصيل. من يعرفون وزير الخارجية السابق عن كثب يجزمون أنّه غير مطلع على الطبخة الحكومية لا بالمباشر ولا بالواسطة. وهذا سيف ذو حدين.

في الحدّ الأول، يخشى أي فريق سياسي أن يتقدم خطوة الى الأمام ليلقى عليه بالجرم المشهود معرقلاً مهمة مصطفى أديب شبه المستحيلة. عادة، أكثر المتهمين بالعرقلة، هو جبران باسيل. ولذا تراه ينأى بنفسه ويلوذ بالصمت والترقب بانتظار وصول المسودة إلى قصر بعبدا. ومن بعدها لكل حادث حديث. وفي الحدّ الثاني، ثمة خوف من ألّا تأتي تركيبة مصطفى أديب على قدر الآمال والطموحات فيوضع "تكتل لبنان القوي" خارجها بشكل فاقع، فيما يدخل الآخرون من الشركاء على حصان "الاختصاصيين" والوجوه المقنّعة.

ولهذا لا يُحسد "التيار الوطني الحر" على موقفه، لا سيما وأنّ سلوك رئيسه تحت المجهر الدولي. في الداخل كما الخارج، يترقبون تلك اللحظة التي سيضع فيها رئيس الحكومة المكلف مسودته أمام رئيس الجمهورية. الكل يجمع على أنّ نسخة منها ستصير سريعاً أمام باسيل للاطلاع عليها وإبداء الرأي فيها.

حتى اللحظة يؤكد رئيس الجمهورية في مجالسه أنّه سيمنح المبادرة الفرنسية كل الدعم الممكن، وهذا يعني أنّ حجم الحكومة وطبيعتها وحتى طرح المداورة، لا يمكن أن تشكل مادة خلافية الى حدّ العرقلة لقيام الحكومة. كما يشير بعض المطلعين على موقفه إنّ تضمينها أسماء غير مستفزة لـ"التيار الوطني الحر" هو سقف مقبول من جانبه ليضمّ توقيعه إلى توقيع رئيس الحكومة.

لماذا كل هذا التساهل؟

"التيار الوطني الحر" مأزوم على كل المستويات. هو واقع لم يعد بالإمكان إنكاره. على المستوى التنظيمي ثمة حالة تخبّط ولو أنها لا تزال مكتومة نسبياً ولم تخرج بعد إلى العلن. على المستوى السياسي، العهد يقبل على سنته الخامسة ويحتاج الى معجزة لإنقاذ ما تبقى من رصيده، فيما البلاد تقبل على انفجار اجتماعي- مالي- اقتصادي غير مسبوق سيحرق الأخضر واليابس. التداعيات ستكون كارثية. وسقوط العهد يعني سقوط "التيار الوطني الحر"، سواء اعترف بذلك أم كابر على الوقائع، هو أكثر المتضررين من سقوط العهد بضربة الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي. لن يكون بمقدوره النفاذ اذا لم ينقذ العهد نفسه والمبادرة الفرنسية، على صعوبتها، وحدها هي التي تقدم قارب النجاة لفتح آفاق جديدة لإنقاذ ما تبقى. اذا، ثمة مصلحة استراتيجية في إنجاح هذه الفرصة بكل شروطها مهما كلفت من أثمان سياسية قد يضطر "التيار الوطني الحر" إلى تسديدها في هذه اللحظات الصعبة. كما لديه مصلحة في إنجاح الحكومة في مشروعها الإصلاحي كي تتمكن من الحصول على جرعات دعم تبقي البلد على قيد الحياة. يعني بالنتيجة، يخضع "التيار" لاختبار وجودي صعب، سيحدد مصيره المستقبلي... من دون إغفال تبعات العقوبات الأميركية بعد توسّع مروحتها.

 

نهاية عصر "الخليلين".. والعونيون للخروج من تفاهم مار مخايل

منير الربيع/المدن/12 أيلول/2020

كانت حكومة حسان دياب آخر مظاهر قوة حزب الله السياسية في لبنان، وآخر المؤشرات على تسيّده السياسي في مختلف الملفات، واتخاذ القرار بتشكيل الحكومات وتحديد مصائر الاستحقاقات. أصبح تعبير الحزب واضحاً عن مدى انزعاجه من "عدم احترام نتائج الانتخابات النيابية في عملية تشكيل الحكومة". يمتلك مع حلفائه الأكثرية لكنه لم يعد قادراً على ما يريد، بينما سابقاً كان يفرض إرادته حتى ولو كانت الأكثرية مع خصومه. المسار الذي تسلكه عملية تشكيل حكومة مصطفى أديب يؤشر إلى تغيّر كبير في الآلية السياسية، ينتج "نهاية عصر الخليلين".

تغيّر الموازين

كان حزب الله ممسكاً بلبنان عبر حركة أمل والتيار الوطني الحرّ. ويُراد لهذا العصر أن ينتهي، بفعل الضغط الأميركي والغربي. حتى الموقف الروسي يبدو ملفتاً عندما أعلن السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين أن روسيا ليس لديها مشروع في لبنان. وعندما لا يهتم الروس، يعني لا يمكن لسوريا أن تكون مهتمة. فروسيا مثلاً لم تقدم أي مساعدات للبنان، ولم تعلن الاستعداد للمشاركة في إعادة إعمار المرفأ. من عمل قبل أشهر على تشكيل حكومة موالية له بشكل كامل، لم يعد قادراً إلا على القتال في سبيل الحصول على وزارة المالية، وربما تُمنح لشخصية شيعية غير محسوبة -كما في السابق- على الثنائي الشيعي. هذا يوضح حجم التغير الذي حصل في لبنان. وأكثر من ذلك أن هناك رئيساً مكلفاً للحكومة لا يخوض في مناقشات سياسية تفصيلية مع باسيل، الذي أصبح في وضع ضعيف جداً حتى داخل التيار أو غيره. في مقابل الوقائع الجديدة هناك من يريد الإيحاء بوجود تفاهم إيراني تركي في لبنان، من خلال الاستثمار بزيارة اسماعيل هنية، ولكن كل المؤشرات تفيد بأن لا نفوذ سيكون قادراً على الحضور في ظل النفوذ الفرنسي الأميركي.

الخروج من "تفاهم مار مخايل"؟

حسب التقديرات، فإن الحكومة ستولد الأسبوع المقبل، على الرغم من كلام الرئيس نبيه برّي عن أن الثنائي الشيعي لا يريد المشاركة إذا لم تحصل حركة أمل على وزارة المال. هذا يفتح الباب على احتمالين، إما التوافق على شخصية شيعية للوزارة، وإما المضي بتشكيل حكومة من دون رضى الثنائي. رئيس الجمهورية ميشال عون وصل إلى قناعة أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتساهل بعد اليوم في العلاقة مع حزب الله. لذلك، لم يعد قادراً على الاستمرار بتغطية الحزب كما يجب. وهناك تغيرات كثيرة سنشهدها في الأيام المقبلة. وهو يعلم أنه بحال عدم اتخاذ موقف يوضح خروجه من اتفاق مار مخايل، فسيكون أمام صعوبات كثيرة، خصوصاً أن ما يصله من الخارج حول علاقته مع الحزب ودعمه له، لن يقدم له شيئاً في المقابل، ولن يوصل من يريد إلى رئاسة الجمهورية. لذا، سيتخذ باسيل مواقف تختلف عن مواقف الثنائي الشيعي. وسيعلن عدم المشاركة في الحكومة أو في مفاوضات تشكيلها. ولن يصر على وزارات ويتمسك بها. وحده رئيس الجمهورية هو الذي سيفاوض. كذلك سيعلن باسيل عدم حجب الثقة عن هذه الحكومة. مواقف باسيل ستكون مرتبطة بهاجسه لتجنّب المزيد من العقوبات. وبحال لم يتخذ مواقف تتمايز عن الحزب ويؤشر إلى الإبتعاد عنه، فإنه سيكون عرضة لعقوبات هو وكل المقربين منه. لذلك سيكون موقفه يوم الأحد غير موجه للبنانيين، بل للمجتمع الدولي ولوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتحديد. ربما تكون الفرصة الأخيرة لدرء العقوبات، هي في الموقف الذي سيعلنه والمسار الذي سيسلكه. بالمقابل، يراهن حزب الله في أي تنازل يقدّمه على الاستثمار بالوقت، بانتظار الانتخابات الاميركية. فإذا عاد ترامب سيكون الحزب أمام صعوبات عديدة، تفرض عليه تقديم تنازلات. أما إذا فاز جو بايدن، فإن الحزب ومن خلفه إيران، يعتبران أن جانباً من الضغوط سيخفّ. لكن هناك تقديرات مختلفة عن تقديراتهما. فبايدن لن يكرر تجربة باراك أوباما، والقوانين ضد حزب الله في لبنان تحظى بتأييد واسع من الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وبالتالي، لا يمكن الرهان على إلغاء العقوبات أو تخفيفها. كل ذلك سيقود لبنان إلى حقبة جديدة من الانتداب السياسي والاقتصادي. إذ أن كل المشاريع ستكون تحت إشراف المؤسسات الدولية، وتحديداً الأوروبية، على غرار ما حصل في اليونان بعدها انهيارها المالي.

 

غارات إسرائيل وثأر نصرالله: معادلة جديدة في لبنان وسوريا

سامي خليفة/المدن/12 أيلول/2020

ترجح المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، استمرار محاولات حزب الله تنفيذ عملية ضد الجيش الإسرائيلي، انتقاماً لمقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية نُفذت قبل نحو شهرين في دمشق. والتقدير لدى المحافل الأمنية والعسكرية، مواصلة الحزب محاولة الثأر، ما يحتم بقاء مستوى التأهب في قيادة المنطقة الشمالية عالياً.

إصرار حزب الله

حاول حزب الله مرتين الثأر لمقتل علي كامل محسن في تموز المنصرم، عقب غارة جوية على مطار دمشق نُسبت لإسرائيل. لكن العمليتيّن، وفق الدولة العبرية، أُحبطتا على الحدود اللبنانية. أما المحاولة الثالثة، التي بدأتها إيران على ما يبدو لتصفية حسابات مختلفة، فتم إحباطها أيضاً على الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان. ورغم تغيير الانفجار المدمر الذي أصاب مرفأ بيروت في الرابع من آب المنصرم، جدول الأعمال اللبناني بالكامل. سرعان ما اتضح، كما كشف المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، في تقريره الأخير، أنه ليس للحادث الجلل أي تأثير على خطط أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، المصمم على قتل جندي إسرائيلي قبل إعلان عودة الهدوء على الحدود.

استنزاف واحتواء

يشير هرئيل أن نصرالله يحاول أن يمسك الحبل من الطرفين. وهو إذ ينفي التقارير الإسرائيلية حول إحباط محاولات هجوم لحزبه، يفاخر في الوقت عينه بالتوتر الذي يعيشه الجيش الإسرائيلي بينما ينتظر رد حزب الله. يرى هرئيل أن ادعاء نصرالله بأن الحزب لم يخطو أي خطوة انتقامية على الحدود، ما هو إلا كذبة فاضحة. في حين ينظر إلى ادعاءه الثاني حول حالة الاستنزاف التي يعيشها الجيش الإسرائيلي بأنه ليس بعيداً عن الحقيقة. لقد كان التأهب على طول الحدود طويلاً ومرهقاً للأعصاب، واستنزف الاستخبارات العسكرية لوقتٍ طويل، تجاوز بأشواطٍ ما كان يعتقده الإسرائيليون. ويواصل الجيش اليوم استدعاء ضباط الاحتياط لتعزيز مراكز القيادة، ونشر قوات كبيرة نسبياً في الشمال وإبقاءها بعيدةً عن السياج الحدودي. ويذكر المحلل العسكري للصحيفة الإسرائيلية، أن كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس وقائد الجيش أفيف كوخافي، اتخذوا قراراً باتباع سياسة الاحتواء. ففي الحادثة الأولى، عندما أرسل حزب الله ثلاثة مقاتلين لعبور الحدود وفتح النار على موقع استيطاني في مزارع شبعا، شنت إسرائيل "هجوماً تحذيرياً" من الجو، أعاد المتسللين إلى مواقعهم. وبعد نيران قنص أخطأت قوة استخباراتية قرب كيبوتس المنارة في شمال إسرائيل، رد الجيش الإسرائيلي بشن هجوم على مواقع فارغة لحزب الله.

معادلة جديدة تشمل سوريا

قبل أربعة عشر عاماً، حرص نصر الله على عدم تجاوز الخطوط الحمراء ضد إسرائيل. وقد تم توبيخه من قبل رعاته الإيرانيين على قراره بأسر إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف إثر هجوم على دورية إسرائيلية، أطلق حرب تموز عام 2006، ما عرّض حينها مصالح طهران للخطر. وعلى الرغم من الإخفاقات السابقة، والتحذيرات الإسرائيلية وانفجار المرفأ، يسير حزب الله، حسب هرئيل، في طريقه الخاص، معتقداً أنه قادر على تحمل الثمن الذي سيدفعه عندما يرد الإسرائيليون على أي هجوم من قِبله. ذلك أن نصرالله مستعد للمخاطرة لأنه يعتقد بحرص إسرائيل على عدم التصعيد. ويضيف هرئيل أن شرف حزب الله على المحك هنا. فمنذ سنوات تخوض إسرائيل حرباً بين الحروب في الشمال هدفها منع تهريب الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان. وإذا أنشأ نصرالله ميزاناً جديداً للتهديدات، وسط استعداد لتحمل مخاطر أكبر، فيمكنه أيضاً التأثير على التحركات المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا. يفرض نصرالله معادلته الجديدة للردع كما يأتي: "سيرد الحزب على كل مقاتل لبناني يسقط في هجوم إسرائيلي، حتى لو حدث هذا الهجوم في سوريا". إغراء نصرالله يكمن في توسيع المعادلة لإجبار إسرائيل على التفكير ثلاث مرات قبل كل هجومٍ في سوريا. وهو يعتقد بالفعل أنه يحرز النقاط من خلال إبقاء القوات الإسرائيلية محاصرة في الشمال.

وضعٌ متناقض

من ناحيةٍ ثانية، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن ضابط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قوله إنه في حال نجح حزب الله بقتل جندي إسرائيلي، ينبغي أن يكون رد إسرائيل شديداً وأن يجبي ثمناً من الحزب، حتى لو أعقب ذلك أيام من القتال، وذلك من أجل تغيير المعادلة التي وضعها نصر الله. ووصف الضابط الوضع عند الحدود الإسرائيلية بأنه ينطوي على تناقض، في ظل التوتر وتأهب القوات الإسرائيلية، فالمواطنون يتحركون في الطرقات بحرية، فيما يختبئ عناصر الجيش ويبتعدون عن المناطق الحدودية كي لا يتم استهدافهم. مضيفاً "من المُعيب أن نكون في مثل هذا الوضع. وليس جيداً أن يختبئ الجيش بهذا الشكل، ولذلك ينبغي تغيير المعادلة في أول فرصة من أجل منع حالة مشابهة في المستقبل". وتسود شكوك في الجيش الإسرائيلي من إعطاء الحكومة ضوءاً أخضر لشن هجمات واسعة في لبنان إذا ما نفذ نصرالله وعده. وأشارت الصحيفة في هذا السياق، أن الضابط علّق على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، حول ردٍ شديد بحال مقتل جندي، مشيراً أن الجيش الإسرائيلي لم يرد على هجوم نفذه حزب الله في مزارع شبعا عام 2015، أسفر عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليّين، رغم تصريحات وتهديدات القيادة السياسية الإسرائيلية في حينه. وعلى غرار ما نقله هرئيل بشأن تعزيزات القوات الإسرائيلية على الحدود، قالت "يديعوت أحرونوت" إن الجيش الإسرائيلي وضمن استعداداته لمواجهة هجوم من قبل حزب الله، نقل قوات للجليل وقدرات نارية، ونشر وحدات خاصة مثل "ماجلان" ووحدات للمظليين، في قيادة المنطقة الشمالية، كما كثّف أيضاً نشاط سلاح الجو.

 

استراتيجية "التعفين الخلّاق" تتقدّم

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 13 أيلول 2020

مجدّداً يثبت أنّ الخزانة الأميركية هي وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأميركية معاً في عصر حرب الدولار وترسانة العقوبات. خرج الذين التقوا مساعد وزير الخارجية لشؤؤن الشرق الاوسط دايفيد شنكر في بيروت، بانطباعات محبِطة، ما كانت توحي بأن العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، آتية، وهي عقوبات ليست بسيطة على الرجلين بما يمثّلان في هرمية داخل حزبيهما كما موقعهما في بنية قرار مجموعتيهما السياسيتين.

ثمة ثلاث سيناريوهات لتفسير ما حصل.

فالاحتمال الأول أن يكون أسيء فهم وتفسير مواقف شنكر، كما يؤكد ديفيد شنكر نفسه، الذي ما التقى الا مجموعات وأفراداً محسوبين على ثورة 17 تشرين الأول، أو النواب المستقيلين الذين يعلنون الانتساب السياسي للثورة. والطرفان، بحكم موقعيهما السياسيين، شديدا المعاداة لجبران باسيل، ولا يعتبران أنه ثمّة ما له قيمة في أيّ خطوة سياسية لا تطال باسيل بشكل مباشر. ولئن نفى شنكر أن يكون باسيل بين المعاقبين، ربما هذا ما يفسّر مناخات الإحباط التي هيمنت على التسريبات والروايات حول زيارة المسؤول الأميركي ومضمون لقاءاته. فرنسا غير راغبة في سياسة مفاقمة الضغط على لبنان واللبنانيين لأنها ترى، على عكس السعوديين والأميركيين، أنها سياسة تخدم حزب الله. الاحتمال الثاني أن يكون شنكر فعلاً خارج دائرة الاطلاع الجدّي على التوجّهات الفعلية للإدارة الأميركية، التي يتميّز عملها بالكثير من الارتجال والقرارات الانفعالية للرئيس دونالد ترامب شخصياً. أما الاحتمال الثالث، ذو الصلة بالاحتمال الثاني، فهو أن يكون ثمّة ما استجدّ في حسابات واشنطن بين زيارة شنكر إلى لبنان وبين القرار بفرض عقوبات كالتي فرضت على معاونين سياسيين رئيسيين لرئيس مجلس النواب ولمرشح لرئاسة الجمهورية. المؤكد أنّ واشنطن والرياض تراقبان بحذر المبادرة الفرنسية ولا تبديان ارتياحًا لمقاربة الرئيس إيمانويل ماكرون، ورهانه أن بوسعه تحييد حزب الله عن التصرّف كأداة إيرانية في لبنان، وانطلاقاً منه، في المنطقة. وهما كانتا تفضّلان ضرب الحديد وهو حامٍ بعد انفجار مرفأ بيروت، والعري الفاضح الذي ظهرت فيه الطبقة السياسية في مواجهة شارع يتنامى غضبه على نحوٍ غير مسبوق.

والمؤكد أيضًا أنّ فرنسا غير راغبة في سياسة مفاقمة الضغط على لبنان واللبنانيين لأنها ترى، على عكس السعوديين والأميركيين، أنها سياسة تخدم حزب الله. في هذا السياق، كان لافتًا أنه فيما تميّزت لغة الرئيس الفرنسي تجاه حزب الله باللين والطراوة، مضت أميركيًا قدمًا بالعقوبات على نقاط التقاطات بين الحزب وبقية القوي السياسي. وبالتزامن أيضاً صدرت مواقف سياسية عنيفة ضد طهران علي لسان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد فيها أنّ النظام الإيراني يهدّد المنطقة العربية عبر دعم الميليشيات المسلحة، مشدّداً أنّ الميليشيات تبثّ الخراب والفوضى في كثير من الدول العربية. وأضاف الفرحان في الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إنه "لا بدّ لنا من وقفة جادة ضد كافة التدخّلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية".

من رحم هذا التعارض، ومن دون تنسيق مسبق، ولدت معادلة تكاملية بين شرطي سيء (السعودية-أميركا) وشرطي جيد (فرنسا)، يلوح الأول بالعصي الغليظة، ويغري الثاني حزب الله بالجزر، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. بات من الصعب التفكير في أنّ أيام التفاؤل الأولى التي بشّرت بها المبادرة الفرنسية قادرة على استيلاد المزيد من التفاؤل، لا سيما إذا ما ألحقت حزمة العقوبات الأحدث بحزمة جديدة كما هو متوقّع في الأسابيع المقبلة. من جهته، يبثّ حزب الله كلّ اشكال الرسائل المتناقضة. ففي ذروة ليونته تجاه المبادرة الفرنسية وترحيب حسن نصرالله العلني بمبادرة ماكرون، قرّر الحزب استضافة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية لتكون بيروت العاصمة العربية الوحيدة التي صدرت منها إشارات التصعيد الخطير ضد قرار دولة الإمارات العربية المتحدة (والآن البحرين) بعقد اتفاق سلام مع إسرائيل. والحال، بات من الصعب التفكير في أنّ أيام التفاؤل الأولى التي بشّرت بها المبادرة الفرنسية قادرة على استيلاد المزيد من التفاؤل، لا سيما إذا ما ألحقت حزمة العقوبات الأحدث بحزمة جديدة كما هو متوقّع في الأسابيع المقبلة. أما المنتظر من العقوبات الجديدة، فهو ما قد تؤكد عليه من أنّ المجتمع الدولي بات هو أيضاً يتبنّى نظرية "كلن يعني كلن"، بمعنى سقوط الأوهام حول إمكانية الاصلاح بالاستناد إلى أيٍّ من قوى "نظام حزب الله"، أي حزب الله وحلفائه وخصومه معاً.. إستراتيجية "التعفين الخلاق" ماضية.. لا عودة للبنان من حافة الهاوية إلا بتغيير كامل لقواعد اللعبة. شدّوا الأحزمة.

 

أميركا للبنان: الحدود و"حزب الله".. أو الجوع

منير الربيع/المدن/12 أيلول/2020

 تجدد الحديث بقوة عن ترسيم الحدود اللبنانية، بعد صدور قرار العقوبات الأميركية على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. سريعاً جرى الربط بين العقوبات على المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، وبين عملية الترسيم التي يتولاها برّي منذ سنوات، مفوضاً من الدولة اللبنانية.

برّي: انفجار المرفأ لترسيم الحدود عندما أعلن الرئيس نبيه بري في 5 آب - أي بعد 24 ساعة على انفجار مرفأ بيروت - إن ملف ترسيم الحدود أصبح في خواتيمه، فُهم هذا الموقف كإشارة موافقة لبنانية على السير في الاتفاق حتى توقيعه. وما بين الروايات الإسرائيلية، والأميركية، واللبنانية، تضارب واضح حول الجهة المعرقلة لعملية الترسيم. في بيان رئاسة حركة أمل، الذي صدر تعليقاً على قرار العقوبات على خليل، اتهام للأميركيين بعدم السير بالاتفاق لأسباب إسرائيلية "غير مفهومة". وعندما يتحدث البيان عن أسباب غير مفهومة، يمكن الاستنتاج أن هناك شروطاً جديدة مطلوبة من لبنان، وعليه تقديم تنازلات في شأنها. أما الرواية الأميركية - الإسرائيلية فمناقضة لرواية حركة أمل اللبنانية، وتعتبر أن لبنان هو الذي يجب أن يقدّم جوابه على المبادرة الأميركية والذهاب إلى التوقيع.

نصرالله يعرقل وشينكر يؤجل

يقول لبنان إنه ينتظر جواباً أميركياً - إسرائيلياً، فيما تحدثت واشنطن عن انتظارها جواباً لبنانياً. وبالعودة إلى موقف برّي حول الوصول إلى خواتيم الملف، تؤكد المعلومات أن نيّة لبنانية كانت جاهزة آنذاك، للسير نحو إنهاء الملف. ولكن موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أدى في ما بعد إلى تغير جوهري في الموقف، فتراجعت احتمالات التوقيع. هنا، لا بد من العودة إلى ديفيد شينكر الذي كان يستعد للمجيء إلى لبنان، قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأول من أيلول. كان يفترض بشينكر أن يصل يوم 27 آب، للقاء برّي والتفاوض على ملف الترسيم وإنهائه. لكن الديبلوماسي الأميركي أجّل زيارته أسبوعاً، وعندما أتى لم يلتق المسؤولين السياسيين، في مؤشر إلى إجهاض المفاوضات أو الإتفاق.

أميركا: فصل لبنان عن إيران

بعيداً من الضياع اللبناني، لا يزال ملف ترسيم الحدود عند نقطة واحدة، وهي المبادرة الأميركية التي أطلقها فردريك هوف، وليس ساترفيلد ولا شينكر، اللذين ابتعدا عن المبادرة والخطة المرسومة، وأبديا ليونة في مناقشتهما، أو أجلا مناقشة بعض البنود وبتها. لأن مبادرة هوف تتعلق بمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المتنازع عليها، مقابل 40 في المئة لإسرائيل. والتعديل الذي حصل هو منح لبنان 60 في المئة، مقابل تأجيل البت بمساحة الـ 40 في المئة المتبقية. لبنان رفض ذلك، إنطلاقاً من رفضه التنازل. لكن الأسباب الأساسية للرفض سياسية، وترتبط بالتصعيد الإيراني - الأميركي، فيما يسعى الأميركيون إلى فصل الملف اللبناني عن إيران.

شينكر: اللنانيون يماطلون وسيجوعون

وفي إطار الضياع اللبناني حول هذا الملف، طرح الرئيس نبيه برّي قبل مدة، أن المقصود هو وضعه مع الأميركيين اتفاق إطار لآلية للتفاوض والترسيم. على أن تكون العملية في ما بعد من مهمة رئيس الجمهورية والحكومة والجيش اللبناني. وهنا رأى الأميركيون في ذلك مزيداً من محاولات كسب الوقت. لذا، لا بد من العودة إلى زيارة شينكر إلى لبنان في الخريف الفائت. وكان برّي قد استقبله عارضاً خريطة للمنطقة الخالصة في الجنوب، وللبلوكات النفطية. وهذا في إشارة من برّي إلى رفضه تقديم أي تنازل. لم ينظر شينكر يومها إلى الخارطة، وجلس أقل من دقائق خمس، وسأل سؤالاً واحد: "هل تريدون السير بالاتفاق أم لا؟". قال بري إن الموضوع يحتاج إلى تحديد واضح للإطار التفاوضي، قبل البدء بالتفاوض. ورفض شينكر الاستمرار في الحديث وغادر. وفي ما بعد قال إن اللبنانيين سيجوعون.

نزاعات عون وبرّي

استمر الضغط الأميركي بالوسائل كلها، حتى أصبح لبنان هو من يريد العودة إلى مفاوضات الترسيم، بينما الأميركي لا يبدي اهتماماً في إطار استراتيجية ضغط وتفاوض جديدة وضعها. لذا اقترح رئيس الجمهورية إعداد مرسوم لبناني لترسيم الحدود، والذهاب به إلى الأمم المتحدة ليبدأ التفاوض على أساسه،. لكن اقتراحه هذا قوبل بالرفض، لأنه كان سيستدعي المزيد من الضغوط الأميركية. واستمر عون في محاولات سحب الملف من يد برّي. وعلى الطريقة اللبنانية، تم التوصل إلى صيغة تحفظ ماء وجه الرجلين: ابتدعت صيغة اتفاق الإطار التي يضعها برّي، لينتقل الملف التفاوضي والتفصيلي إلى عون في ما بعد.

حزب الله: لتنازلات بالجملة

ما كان يصحّ قبل أشهر لم يعد يصح اليوم: لا فصل لملف ترسيم الحدود عن ملفات أخرى، خصوصاً في ظل التشدد الأميركي واستمرار الضغوط. لم يعد وارداً فصل ترسيم الحدود عن إرساء الإستقرار في الجنوب. وهذا ربما يوضح "الأسباب المجهولة" التي تحدث عنها بيان حركة أمل الرئاسي. قد تكون الأسباب مرتبطة بملف الصواريخ الدقيقة، ونشاط قوات الطوارئ الدولية ومنحها تعزيزات تمكنها من رصد حركة السلاح، والسيطرة الكامل على طول الخط الحدودي الجنوبي. وهذا كله يعني ضرورة تقديم حزب الله تنازلات قاسية، لتخفيف الضغوط وتسهيل عملية التفاوض. وما ينطبق على الجنوب، ينطبق على المطار والمرفأ والمرافق العامة والمعابر في مرحلة لاحقة... وسط هذا الترهل والانهيار اللذين تعيشهما الدولة اللبنانية".

 

مات لبنان وابتدأت المواجهة مع الفاشيات الشيعية

شارل الياس شرتوني/12 أيلول/2020

ان المواجهات التي جرت بين المتظاهرين في القصر الجمهوري ووسط بيروت تؤكد اننا دخلنا في انعطافة نوعية  في المواجهة مع الفاشيات الشيعية التي وضعت سيطرتها التامة على مؤسسات الدولة الدستورية من اجرائية وتشريعية وقضائية وامنية وعسكرية. نحن امام انقلاب دموي ابتدأت مراحله الاولى، وبالتالي ان اي عودة الى السياق السياسي المؤسسي هو مضيعة للوقت ومشاركة في لعبة التضليل السياسي التي تديرها الفاشيات الشيعية. هذا يتطلب حركة سياسية  تذهب بالاتجاهات التالية :

١ - دعوة مجلس الامن للانعقاد من اجل تطبيق الفصل السابع بكل مندرجاته الامنية والسياسية لحماية المدنيين، والحركات المدنية، والمسيحيين، من  سياسات القمع والابادة التي اعدت لها هذه الحركات الارهابية والاجرامية بالتواطؤ مع مسؤولين سياسيين وامنيين وعسكريين.

٢- عقد اجتماع فوري لمجلس بطاركة واساقفة الكنائس المسيحية واطلاق نداء الى كنائس العالم قاطبة من اجل وضعهم في افاق واهداف هذه المرحلة الانقلابية، وطلب تدويل الازمة اللبنانية فورا، والدخول في مفاوضات حول مستقبل البلاد من خلال المؤسسات الدولية.

٣- اعلان العصيان المدني في المناطق المسيحية التي يجب ان تكون النواة الاساسية لمواجهة المخطط الاجرامي الذي يلي ما جرى في سوريا، كجزء من السياسية الانقلابية    الايرانية على مستوى المنطقة.

٤- تأليف حكومة في المنفى والدخول في منازعة الشرعيات على المستوى الدولي لجهة الحصول على اعترافات دولية، واحتلال السفارات والخوض في عمل دبلوماسي سريع الوتيرة.

ان الانقلاب الفاشي يردع بانقلاب مضاد .

 

مرفأ بيروت ونموذج الدولة الفاسدة

غادة حلاوي/نداء الوطن/12 أيلول 2020

في نهاية العام 1990 شكلت الحكومة لجنة موقتة لإدارة مرفأ بيروت تحولت مع مرور الوقت الى لجنة دائمة بحكم استمرارها رغم افتقادها إلى اطار قانون مؤسساتي. لا تخضع لأية رقابة على الرغم من أنها تدير مرفأ عاماً وتنفق أموالاً عمومية. مع الوقت تحول هذا المرفأ الى مؤسسة فاشلة من خلال عدم تعيين مجلس ادارة ولعدم قانونية ادارته، وليس هذا فحسب، فالمرفأ الذي يضم كل الاجهزة الامنية يفتقد الى الأمن. تعددت الجهات المسؤولة عنه حتى ضاعت المسؤوليات وكثرت الاجهزة الامنية حتى ضاع قرارها. القطاع الذي يفترض انه يدر اموالاً على الدولة موارده عرضة للهدر.

كانت تنقصه كارثة الرابع من آب لتكشف فشل ادارته. لكن مأساة ذاك التاريخ المشؤوم لم تكن لتكفي، وفيما البلد يخضع ضمناً لحالة طوارئ، تسببت ورشة تلحيم ثانية بحريق هائل قضى على معظم المواد المخزنة داخل السوق الحرة. ألف سؤال وسؤال وليس من عذر واحد يسمح بخلق أسباب تخفيفية للجناة. ليس المجرم من يقتل بقوة السلاح فقط فالاهمال الذي يتسبب الاذى ويودي بأرواح الناس هو جرم يعاقب عليه. لم يكد يمضي اربعون يوماً على كارثة المرفأ الاولى حتى اقترنت الذكرى الاليمة بحريق هائل شب داخل السوق الحرة، وقبله كان شب حريق تمكنت الفرق المختصة من اخماده في المكان ذاته. مسافة جغرافية تفصل بين الكارثتين لكن قاسمهما المشترك بقي واحداً وهو الحادث المتعمد أو الاهمال. فرضيتان تضعهما مخابرات الجيش التي باشرت تحقيقاتها امس على طاولة الاحتمالات قبل ان تستعرض ملابسات ما حصل بتفاصيله. ولكن كيف يمكن اثبات الجرم المفتعل في مثل هذه الحوادث؟ وهل شهد لبنان سابقة مماثلة من قبل؟ قبل أيام طلب الى الشركات معاودة العمل لترتيب بضائعها داخل السوق الحرة. هذه السوق التي يمنع دخولها الا على اصحاب الشركات التي تستأجر مساحات داخل المرفأ لتخزين بضاعتها، وعناصر ادارة المرفأ. ويتم الدخول اليها عن طريق شارل حلو وليس عن طريق المرفأ. 142 حاوية من المواد الغذائية والاطارات إشتعلت بسبب عملية تلحيم جرت بطلب من احدى شركات نقل البضائع. وبناء على التحقيقات الاولية للشرطة العسكرية تم توقيف 23 شخصاً خضعوا للتحقيق ليطلق سراح 14 من بينهم ويبقى 9 قيد التحقيق.

المشكلة ان هذه الشركة أوكلت للعمال القيام بأعمال التلحيم من دون وجود مراقب على عملهم او اتخاذ اجراءات الحماية الوقائية، لا سيما وان عملها مشابه للعمل الذي قيل إنه تسبب بوقوع كارثة الرابع من آب الماضي. ولذا تم توقيف المهندس المسؤول عن الورشة بسبب تغيبه عن عمله وآخرين.

على فداحة ما حصل يمكن لاهمال بسيط ان يتسبب بكارثة. ذاك الاهمال الموجود في كل ادارات الدولة والسبب الرئيسي في تخلفها، ولو كان الفساد وسوء الادارة يؤديان دائماً الى حريق كما حصل في المرفأ لكنا رأينا كل إدارات الدولة ملتهبة. ولكن ماذا عن فرضية العمل التخريبي وهل يعقل ان يقع حادثان بهذه الضخامة من دون مسبب وفي مرفأ بيروت؟ يؤكد مصدر عسكري متابع ان فرضية العمل المفتعل واحدة من الفرضيات التي سيتم التحقق منها ولكن بالمقابل قد يكون الحريق نشب بناء على شرارة لهب بسيطة بالفعل، وبالنظر لما يحتويه من بضائع فالمرفأ عرضة دائمة للإشتعال. ولكن كيف لورش التنظيف والترميم الا تتخذ اجراءات حماية لتجنب وقوع حوادث مماثلة؟ هنا ايضاً لا بد ان تدخل فرضية ثالثة وهي رغبة الشركات التخلص من بضائع تضررت في الكارثة الاولى بهدف التعويض بطريقة قانونية.

الخوف الاكبر من عدم وجود رادع بحيث يصعب الوصول الى نتيجة للتحقيقات لكون العمل المفتعل يصعب تحديده في حادث بهذا الحجم، كفيل بالاطاحة بأي أدلة ممكنة اللهم الا من خلال الاعتراف المباشر لاحد الموقوفين. لغاية اليوم لم يتم الحسم اذا كان سبب الانفجار الاول شرارة تلحيم انتقلت من مخزن المفرقعات الى المواد المشتعلة وصولاً الى نيترات الامونيوم. المشكلة هي في تأثير الرأي العام على سير التحقيق بحيث يستحيل اذا ما اتضح وجود اهمال ان تخرج نتيجة التحقيق مجرد إهمال، ولذا قد يلجأ المحقق الى تطبيق احكام المادة 547 اي القتل قصداً والمادة 189 التي تتحدث عن القصد الاحتمالي وهذا غير ثابت بعد. ليس مرفأ بيروت سوى نموذج من نماذج الدولة الفاسدة. تم تصويره دائماً على انه والحدود ممرات التهريب لـ"حزب الله"، بينما كانت وضعيتهما كما المطار ترضي زعامات الطوائف في لبنان وتتوافق مع مصالحهم. عبر مرفأ طرابلس عبرت داعش الى لبنان وعبر الحدود تم التهريب الى جماعات المعارضة في سوريا. المطلوب اليوم الغاء دور مرفأ بيروت وجعله والحدود من ضمن الاسلحة التي يضغط من خلالها على "حزب الله". توظيف سياسي جديد في مجتمع قابل للإشتعال في اي لحظة تماماً كما المرفأ.

بلد يرزح تحت عبء 150 مليار دولار من الدين بفضل نظام المحاصصة، تغذى من غياب الدولة وسيطرة زعماء الطوائف ورؤسائها، لا عجب ان كان مرفأه شريعة غاب بلا حسيب أو رقيب.

 

كفى

محمد السماك/12 أيلول/2020

أثناء الاجتياح الاسرائيلي لبيروت في عام 1982 ، لجأ فصيل من الفصائل الفلسطينية من مخيم صبرا وأقام مركزاً له في بناية (تحت الإنجاز) في شارع مار الياس ملاصقة لبناء كنت أقيم مع عائلتي في احدى شققه في الطابق السابع . زرع الفصيل فوق سطح المبنى جهاز التقاط وبثّ للرسائل الهوائية . حدد الاسرائيليون موقع هذا الفصيل من خلال التقاط موجات الجهاز . فقصفوا المبنى من البحر بثلاث قذائف فوسفورية . لم تصب القذائف الثلاث المبنى . أصابت بيتي المجاور له . اخترقت احدى القذائف الصالون وانفجرت في المركز التجاري التابع لجمعية المقاصد الاسلامية . ربضت القذيفة الثانية من دون أن تنفجر أمام المدخل . أما القذيفة الثالثة فانفجرت في الصالون وأحدثت فجوة مع الطابق السادس . كانت القنابل الثلاث فوسفورية حارقة لم تترك شيئاً إلا والتهمته . من نِعم الله انني وعائلتي لم نكن في البيت . كنا نقيم كلاجئين في منتجع هوليداي بيتش في انطلياس . ولولا تدخّل الرئيس أمين الجميل شخصياً لتعذر تأجيري الشقة الصغيرة . وربما لاضطررنا الى البقاء في بيروت .. ولِما كانت كل هذه القصة ولا من يرويها .

أستذكر هذه الوقائع اليوم في ضوء المؤتمر الذي عُقد في بيروت بين حركة حماس وحزب الله، وهو المؤتمر الذي أعطى انطباعاً عاماً بأن لبنان سيعود –او سيبقى- الموقع الوحيد في العالم العربي (من المحيط الى الخليج) المقاوم للعدوان الاسرائيلي .

لم يصدر الإعلان عن هذا الموقع عن الدولة اللبنانية ولا حتى عن مؤتمر وطني لبناني . صدر من وراء ظهر الاثنين معاً ، الدولة اللبنانية والشعب اللبناني . وصدر في وقت يشهد تهافتاً في عمليات التطبيع العربي مع اسرائيل سراً وعلانية بحيث يبدو لبنان وكأنه "العاشق الوحيد " لتلقي تبعات المقاومة على كتفيه !!.

نستذكر بألم كيف أدى استفراد لبنان بالمقاومة الفلسطينية ، واستفراده بالعدوان الاسرائيلي الى تدمير بنيته التحتية ، والى تدمير وحدته الوطنية . وكيف دفع –ولا يزال يدفع- ثمن التدميرين حتى اليوم غالياً جداً .

علّمتنا التجربة اننا نستطيع ان نذهب بعيداً في التضحيات دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة ، والتصدي للعدوان الاسرائيلي التوسعي ، ولكن ليس على حساب وحدتنا الوطنية ومصيرنا الواحد .

خطأان ارتكبناهما كلبنانيين ودفعنا ثمنهما غالياً جداً . خطأ تجاوز مساوئ وأخطار التسلح الفلسطيني خارج المخيمات  واستعمال السلاح في لبنان وليس من لبنان ، وتجاوز العمل المسلح بإسم المقاومة مظاهر سيادة الدولة اللبنانية وشرعيتها ؛ وخطأ تجاوز الولاء الوطني والارتماء في أحضان العدوان الاسرائيي بحثاً عن نصير (وهمي).

ولقد أثبتت التجربة انه لا الاحتماء بالسلاح الفلسطيني ولا الاستقواء بالسلاح الاسرائيلي أنقذ لبنان ، أو ساعده على إنقاذ نفسه . وكانت النتيجة ان الخطأين تكاملا في عملية التدمير الذاتي للدولة ولسيادتها ، فلم يلغِ أحدهما الآخر ، ولم يؤدِ حتى الى ليّ ذراع الآخر . بل انهما تعاونا من حيث لا يريدان ومن حيث لا يدركان عل المزيد من قتل البشر ومن تدمير الحجر ، حتى انه لم يعد يبقى للدولة من أثر .

من أجل ذلك ، وحتى يستطيع لبنان أن يدعم القضية الفلسطينية اليوم ، يجب ان يكون لبنان أولاً. وأن يكون قادراً على تقديم الدعم ثانياً . غير ان تجاوزه من خلال تجاوز الدولة باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة التي لها حق إمتلاك السلاح واستخدامه ، وتجاوزه ايضاً كصاحب الحق الشرعي والحصري باتخاذ القرارات السيادية بما فيها قرارات الحرب والسلم .

إن هذا التجاوز ببعديْه يستدرج لبنان الى حيث يجب أن لا يكون . أي الى الجبهة القتالية الوحيدة ضد عدو تتسارع دول عربية الى السلام معه والى السلام عليه !!

لا مصلحة للبنان في ان ينضم الى هذه المسيرة ، ولا مصلحة له ايضاً في أن يتصرف وكأنه العاشق الوحيد للحرب وللقتال ، فيما هو عاجز تماماً عن تحمّل تبعات الحرب وأعباء القتال .

إن حركة حماس تشكل في غزة دويلة داخل مشروع الدولة الفلسطينية كما يشكل حزب الله في لبنان دويلة داخل الدولة اللبنانية . والسلبيتان لا تشكلان إيجابية تحت اي شعار أو حتى تحت أقدس الشعارات وأنبلها : المقاومة .

رحِم الله إمرئٍ عرف حدّه فوقف عنده .

لم يكن لبنان مرحِّباً بكمب ديفيد ..

ولم يكن شريكاً في وادي عربة ..

ولم يكن شاهداً في اوسلو ، وما بعدها ..

وهو لم يصفق لصفقة القرن ..

لم يرتكب اللبنانيون إثماً يسيء الى القضية الفلسطينية ولن يفعلوا .. ولكنهم دفعوا ولا يزالون يدفعون ثمن آثام الآخرين .. كل الآخرين .. كفى !!.

 

المثالثة واللامركزية تضييع للبوصلة، الورم هو حزب الله وهذا هو الحل !!!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/12 أيلول/2020

‏ينضوي لبنان ضمن مرحلة دقيقة وحسّاسة تقودها الأهواء الحزباللهية، الإيرانيّة الهوى، فبينما يتخبّط اللّبنانيون بتشكيل حكومة المبادرة الفرنسيّة المولودة ميتة، وبين مثابرة حزب الله على إستجلاب رد عسكري إسرائيلي، تُنسى السيادة المنقوصة ضمن شقّي رحى المثالثة واللّامركزيّة الموسّعة !!!

‏تدور المشاورات بين أقطاب السلطة كافّة في لعبة التشكيل الوزاري بغية تلبية طلبات الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في ظلّ تمسّك الثنائي الشيعي بحقيبة وزارة الماليّة، وهذا ما يثبت ضلوع المشاركة لحزب الله في الحكومة المزعومة ولادتها وهو الأمر المرفوض من قبل الشعب اللبناني ودعمته فيه الإدارة الأميركيّة، ممّا أدّى لخروج تصاريح من قبل “مصطفى أديب” مفادها أنّه سيتنحّى عن التكليف المولج إليه حالما تنتهي المدّة التي وضعها لنفسه …

‏وفي إشارة إلى الصراع الّذي نشب بين قوى الثامن من آذار وبين رئيس حزب القوات اللّبنانيّة حول تبنّي صيغة من إثنين هما “المثالثة” و “اللّامركزيّة الموسّعة”، فالأولى مرفوضة داخليّاً ودوليّاً لكونها تعود لمحور الإحتلال الإيراني والثانية من الإستحالة المضيّ بها لكون لبنان فاقدٌ لسيادته ولا وجود للدّولة فيه، فلبنان يعيش مرحلة البداوة أي ما قبل قيام الدّولة الحقيقيّة، وقبل تقديم طروحات متقدّمة تؤدّي إلى فرض سيطرة زعماء نهب المال العام بشكل أقوى على مناطق نفوذهم وبتسلّط مجحف وأوّلهم حزب الله وحلفائه الظاهرين أمثال “الحزب القومي السوري” و “حركة أمل” و “تكتّل لبنان القوي” المندرج فيه كرأس حربة تيّار “جبران باسيل” الموصوف بفساده والغطاء المسيحي المعطى لحزب الله من قِبله والمقنّعين أمثال “التكتّل المستقل” و “تكتّل لبنان أولاً” الّذي يضمّ تيار المستقبل، عرّاب مصالح الحزب وغطاؤه السّنّي ولو إختلفت الشعارات …

‏إنّ طرح “اللّامركزيّة” أو “اللّامركزيّة الموسّعة” قبل إستعادة الدّولة وسيادتها والتغاضي عن الإحتلال الإيراني المقنّع للبلد عبر ميليشيا مسلّحة كحزب الله وما تُسمّى بسرايا المقاومة اللّبنانيّة هو جريمة بحق لبنان واللّبنانيّين، وخدمة مجّانيّة لإيران وللحزب …

‏يحتاج الشعب اللّبناني بسط سيادته على أرضه، فالكيان الحالي يتضوّر للمواصفات الخاصّة للدّولة الحقيقيّة والتي هي إحتكار العنف والقوّة المنظّمتين بيد سلطة مهنيّة ومناقبيّة ومؤسساتيّة تهتم لمصلحة النّاس، وحصر العلاقات الدّبلوماسيّة بسلك دبلوماسي شأنه الأوحد رعاية مصلحة البلد وإستجلاب العلاقات الحسنة ما جميع الدّول وليس له إرتباطات بأجندات إرهابيّة كما السائد الآن في الوقت الحالي إضافةً إلى إتمام المهام الماليّة بشكلٍ نزيه وأداء الدّور العلائقي العام بشكلٍ رصين ذات عمق سياسي ومن غير الممكن الحؤول إلى حلول في لبنان وسلاح حزب الله ما زال بيده، يهدّد بها الأمن والسّلم الدّاخلي والأهلي ويروّع المواطنين بسياساته الإرهابيّة عليهم وعلى الدّول العربيّة …

‏البوصلة الصحيحة في إسترداد سيادة لبنان تكمن في تطبيق الحياد النّاشط مع القرارات الدّوليّة الثلاث وما يتبعها من بنود وهي “١٧٠١” و “١٥٥٩” و “١٦٨٠” بعد تشكيل حكومة مصغّرة مؤقّتة تتألّف من مستقلّين يوافق عليها الشّعب وتصادق عليها الثّورة تطبّق إتفاق الطّائف بعد إلغاء المادة الرابعة والعشرين من الدستور اللّبناني والتّشدّد في إنشاء الهيئة الوطنيّة لإلغاء الطائفية وإقرار قانون مدني للأحوال الشخصيّة وقانون إنتخابي خارج القيد الطائفي من بعدها العمل على إنتخابات نيابيّة مبكرة على أساس وطني مع خضوعها لمراقبة دوليّة ومن ثمّ إنفاذ المادّة الثانية والعشرين من الدّستور القاضية بإنشاء مجلس شيوخ تتمثّل فيه جميع العائلات الروحيّة وتنحصر صلاحيّاته في القضايا المصيريّة، وبهذا نكون قد عبرنا إلى الدّولة المدنيّة لننتقل بعدها إلى الدّولة العلمانيّة المدنيّة وحينها يمكننا طرح اللّامركزيّة واللّامركزيّة الموسّعة لأنّنا نكون قد إستعظنا السيادة وخرجنا من الطّائفية …

‏أي طرح خارج هذه الطّروحات هو يخدم إيران وحزب الله ويبسط سيطرتهم على البلد أكثر فأكثر، لبنان يرزح تحت نير إحتلالهم والأولى هو إستعادة الدّولة والسّيادة وتحرير لبنان من براثن إرهابهم فالهروب من الموضوع الأساسي عبر مواقف وآراء تضيّع البوصلة تجعل ضحكة خامنئي تصل لأذنيه وتؤبّد إستحكامه ونصر الله وإرهابهم فينا …

 

كيف يحشد “حزب الله” بيئته المتململة؟

"فيديل سبيتي/إندبندنت عربية/12 أيلول/2020

استخدم “حزب الله” اللبناني كل الأدوية الممكنة لكبح وصول “الألم” إلى عصب جمهوره في الطائفة الشيعية، أو ما يسميهم إعلام الحزب “البيئة الحاضنة”.

وكما هو معلوم في ميدان الطب، فإن تواتر التخدير يؤدي بالمريض إلى طلب جرعات إضافية إلى أن يتوقف جسمه عن الاستجابة للمخدر، فلا تنفع معه إضافات جديدة. أما الداء فهو كثير أيضاً، يبدأ من خفوت تصديق الجمهور بروباغندا الحزب حول مقاومة إسرائيل، ثم تبرير حربه في سوريا، ثم مواجهة تداعيات أزمة كورونا، تليها مباشرة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، والحصار المالي على الحزب وتأثيره في البيئة الحاضنة، ثم الصمود في مواجهة ثورة الشعب اللبناني على الطبقة الحاكمة ابتداءً من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ثم قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، الذي طال أحد قادة الحزب الميدانيين، والتعاطي معه كأنه لم يكن، يليه الانفجار الكبير في مرفأ بيروت الذي يحمل معظم اللبنانيين “حزب الله” المسؤولية عنه، ثم دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى حياد لبنان، الذي واجهه الحزب بتحشيد سياسي طائفي داخل البيئة الحاضنة.

أما الأدوية التي استخدمها “حزب الله” لشد أواصر البيئة الحاضنة ومنع تفككها، فهي في أغلبها لم تعد تقنع هذه البيئة إلا القلة القريبة من نواة الحزب، المستفيدة منه مباشرة، وهي تدور حول بروباغندا المقاومة، ومن ثم التحشيد الطائفي والمذهبي عبر التخويف من الآخر ومن فقدان المكتسبات التي حصدتها الطائفة في العقود الماضية، ثم تأتي المساعدات المادية والعينية المباشرة التي تصل إلى البيئة الحاضنة القريبة، التي تدور في فلك الحزب مباشرة من دون غيرهم من الشيعة اللبنانيين.

معادلات جديدة

العابر في قرى وبلدات جنوب لبنان، يمكنه الانتباه إلى الإهمال الذي طال صور الذين سقطوا في القتال مع إسرائيل، وكان آخرهم قبل 14 عاماً في حرب يوليو (تموز) 2006، ولو أن الشعارات واللافتات التي تثير النخوة في نفوس الجنوبيين في ما يخص “المقاومة الأبدية” في مواجهة إسرائيل، وأهمية السلاح المقاوم وغيرها من شعارات “محور المقاومة” لا تزال على نصاعتها الإنشائية على الرغم من خفوت سطوتها العقائدية. وحلت صور قتلى الحزب في الحرب السورية جديدة ولامعة على مداخل القرى محل تلك القديمة، كما لو أن المعركة الجديدة في سوريا هي المعركة الأم الآن، لمواجهة المشاريع الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، في ترديد مكرر داخل البيئة لفكرة الخطر الوجودي الذي يتهدد الطائفة الشيعية، أو الدفاع عن لبنان في مواجهة الإرهاب في الخطاب الموجه إلى العموم.

ما استخدمه الحزب من شعارات وأدلجة متكاملة لتبرير معاركه السورية في السنوات التسع الماضية، إضافة إلى المساعدات المالية والرواتب التي توزع على المقاتلين وعوائل القتلى بشكل كثيف دائم، استطاعت امتصاص التملل في البيئة الحاضنة من جدوى هذه المعارك وموت أبنائها فيها. لكن الحزب يجد نفسه اليوم أمام معضلة استدامة هذا الإقناع، أولاً بسبب فقدان شعارات الحرب السورية مفاعيلها التحشيدية بسبب استطالة أمد المعارك من جهة، وبسبب نقص الإمداد المالي والعيني للبيئة الحاضنة من جهة أخرى. وبعدما كان أغلب الجنوبيين الشيعة يعتقدون أن الحرب السورية هي معركة وجود، أتت الأزمات المتتالية في الداخل اللبناني لتشعرهم أن حزبهم الأثير ينقل معركة الوجود إلى الداخل اللبناني نفسه ويضعهم في مواجهة اللبنانيين الآخرين، أصحاب الآراء والمواقف المتعارضة مع مواقفهم، خصوصاً أن تقارير إسرائيلية تؤكد أن إيران قد خفضت عدد قواتها في سوريا، الأمر الذي يمكن أن يشمل “حزب الله” نفسه. “ويمكن الربط بين المعاناة المالية والسياسية لرعاة النظام السوري، وما ظهر إلى العلن من تراشق بين أقطاب رئيسة في الدائرة الحاكمة في دمشق، اتخذت شكل خلافات مالية عميقة. يظهر مأزق النظام التمويلي العويص بعد سلسلة من تناقص المواد الأولية الأساسية من الأسواق، الأمر الذي يعكس فقدان التمويل الإيراني”، بحسب ما جاء في أحد هذه التقارير.

الاستقطاب المادي وشح الأموال

جميع الذين التقيناهم أثناء إجراء هذا التحقيق من المحازبين والمناصرين والأصدقاء قالوا إن “حزب الله” كان يدفع لمقاتليه خلال الحرب السورية رواتب شهرية ثابتة، في كل بلدة جنوبية يوجد فيها، أي لما يزيد عن 500 شخص في كل بلدة. والرواتب الشهرية كانت توزع على المحازبين المتفرغين، أي أولئك المنضوين في الإطار العسكري للحزب، أو في الإطار التربوي والثقافي والجمعيات والمدارس والمؤسسات التابعة للحزب وهي كثيرة، تضاف إليها رواتب شهرية لعائلات القتلى. وبحسب هؤلاء المناصرين، لم يكن الدعم المالي يقتصر على الرواتب الثابتة، إذ كان يشمل تقديمات مالية ومساعدات اجتماعية تصل إلى أهالي البلدات من غير المحازبين المتفرغين من معوزين وأرامل وأيتام، وهذه المساعدات قد تكون عينية أو نقدية. لكن في الوقت الراهن تقلص الدعم بشكل كبير، فضاقت دائرة المستفيدين في “البيئة الحاضنة”، وباتت تطال المقاتلين وعائلاتهم والحزبيين العاملين في مؤسسات الحزب، من دون المعوزين أو الأنصار في هذه البيئة. وهذا ما أضاف أزمة جديدة على أزمات هذه البيئة، وبالتالي على كاهل الحزب نفسه، الذي بات يتلقى انتقاداً شديداً في داخل الاجتماع الشيعي الذي يعاني كغيره من اللبنانيين من تأثيرات الأزمة المالية العامة ومن انعكاسات الأزمة “الكورونية”، فقد راح الفيروس يتفشى في مختلف المناطق اللبنانية ومنها المناطق التي يسيطر عليها “حزب الله” بشكل مباشر.

17 أكتوبر والرد

الإضاءة على الشح المالي في بيئة الحزب، يحفزه كون المساعدات المالية والرواتب والتقديمات الاجتماعية إحدى الأدوات الرئيسة التي تثبت دعائم شبكته الاجتماعية. وعلى هذا الأساس، أبعد الحزب الطبقات الفقيرة من الطائفة الشيعية عن انتفاضة 17 أكتوبر التي أطلقها اللبنانيون لإسقاط منظومة الفساد والمحاصصة. فراحت وسائل الإعلام التابعة للحزب بالتصويب على التحركات الاحتجاجية مباشرة بعد خطب الأمين العام حسن نصر الله الأولى بشأن الانتفاضة، التي اتهم فيها المحتجين بأنهم ممولون ومدفوعون من “السفارات”، فخرج المشاركون الشيعة الذين كانوا في صلب الانتفاضة منها وراحوا يرددون ما يدلي به الأمين العام في خطبه حول الانتفاضة. وأخذت مقدمات نشرات أخبار تلفزيون “المنار” وتقاريرها تحوي إشارات إلى تسييس الأمور والخوف من أن تكبر أكثر وتأخذ منحى طائفياً. ووصف من يلجأون إلى قطع الطرق بـ”قطاع الطرق” وشُوهت صورة الانتفاضة وأهدافها عند كثيرين من أبناء بيئته الحاضنة. وبعد ارتفاع وتيرة الانتفاضة واتساع مروحتها، انطلق الخطاب التخويني من خلال ادعاء تغلغل ثقافة التطبيع والمجاهرة بها في الانتفاضة.

تمكن الحزب من تحييد الطائفة الشيعية عموماً عن ثورة 17 أكتوبر، بل وهاجمها على الأرض وليس لفظياً فحسب، فأحرق مناصروه خيم المعتصمين واعتدوا على الناشطين. لكن عموم الشيعة في لبنان ليسوا بعيدين عن التأثر بمجريات الفساد اللبناني، فانطلقت اعتصامات مناطقية ضد انقطاع الكهرباء المتمادي، وارتفاع فاتورة مولدات الكهرباء وتقنينها، ثم ارتفاع أسعار المواد الغذائية الخيالي الذي بلغ أربعة أضعاف. فارتفعت وتيرة التململ، واعتصم الأهالي في المناطق التي يسيطر عليها الحزب الذي عمل على إخمادها في مهدها ونجح في ذلك، ملتجئاً إلى أساليب التخدير الموضعي، أي الخطابة التحشيدية، ووضع الناس أمام مصائر شديدة، أولها الحرب مع إسرائيل، ثم التهديد بالعنف الداخلي، وقد وقعت مجموعة حوادث في مناطق مختلطة طائفياً وأدت إلى وقوع قتلى. والتخويف بحرب داخلية غالباً ما ينجح في ضبط الاعتراض وكم الأفواه. ثم أعاد الحزب ترداد الأسطوانة المشروخة حول نزع سلاحه، والسيطرة الأميركية على البلد، وتحرير فلسطين والقدس، واتهام اللبنانيين المطالبين بحياد لبنان عن المعارك الخارجية والإقليمية وإخراجه من المحاور، بالخيانة والعمالة، وهذا يسهم أيضاً في التحشيد والتكتيل. وهذا ما نجح به “حزب الله” في بيئته الضيقة، وبين أكثر أعضاء الطائفة في لبنان، ولو أن قسماً كبيراً من شيعة لبنان، ما عادوا يصدقون هذا النوع من الكلام، بل وانطلقوا بالسخرية من مواقف “حزب الله” اللبنانية ومن خطب أمينه العام، خصوصاً حين طلب من اللبنانيين اللجوء إلى “الجهاد الزراعي” لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وقبلها حين أعلن عدم معرفته بعملية تسليم عامر الفاخوري إلى الولايات المتحدة، ثم بإعلانه عدم علمه بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، بل وعدم معرفته بأي شي حول مرفأ العاصمة. وهذا القول أثار سخرية كثر لعلم اللبنانيين جميعاً بأن المرفأ من المؤسسات التي تقع تحت سيطرته. والصحافي اللبناني فارس خشان المقيم في أوروبا منذ فترة طويلة، فإنه يرى أن وسائل الإعلام التابعة مباشرة أو غير مباشرة للحزب لم تعد قادرة على إقناع الرأي العام بالبروباغندا التي يرغب الحزب بها. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، لم تصل، يوماً، إلى حالة من التعبئة المعادية لـ”حزب الله”، كما وصلت إليه حالياً، وقد خسر الملف الذي كان يجيد استعماله سابقاً، أي العداء لإسرائيل. لأن كثراً في لبنان باتوا يرون أن الحزب يتوسل عداءه لإسرائيل، من أجل تبرير احتفاظه بسلاحه غير الشرعي الذي يستعمله، ولو من باب التلويح في غالبية الأحيان، في بسط سطوته على الداخل اللبناني.

 

التحقيق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

بعد تفجير مرفأ بيروت، بقوة قنبلة نووية، أو ألف قنبلة عادية، أعلن الرئيس ميشال عون على الفور أن التحقيق يجب أن يكون محلياً، لأن التحقيق الدولي بطيء. وكان يستند في هذه الحجة إلى الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد مطالعات ومحاكمات ومرافعات استمرت 15 عاماً، خلصت إلى أن الذي أعد للجريمة ودبرها ونفذها وتسبب في قتل 20 شخصاً وإصابة 200، هو متهم واحد. مرفأ بيروت ليس جريمة ارتكبها سوبرمان واحد. كل يوم يكتشف اللبنانيون والعالم أن التفجير الذي في قوة ألف قنبلة وقع في مؤسسة حكومية سائبة بحجم ألف مغارة علي بابا. وخلف الألف مغارة ألف مغارة. وليس من تحقيق دولي، أو محلي، أو مشترك قادراً على الوصول إلى آخر المغاور. وأحد الأسباب أن التحقيق لا يستطيع أن يتحمل ما يسمع، خصوصاً إذا كان الذين يستجوبهم يقولون الحقائق. وفي مثل هذا الكوارث هناك، إضافة إلى الألف قنبلة، و2750 طناً من نترات الأمونيوم وعشرة أطنان من المفرقعات وآلاف بوابير الكاز («نيويورك تايمز») ألف حقيقة، وألف رواية. وفي مواجهة هذه الآلافات، لا يمكن لفريق محققين صغير أن ينهي عملاً بهذا الحجم. لا في يوم، ولا في شهر، ولا في سنة.

صحيح أن وزير الداخلية كان قد وعد بإنجاز التحقيق خلال 5 أيام، لكن الناس لم تكن تعرف عن الوزير أنه يحب المزاح، خصوصاً الحالك منه، ليس في مصلحة أحد من سياسيي لبنان أن تحدد أي مسؤولية. فالمرفأ شركة ارتكابات ينخرط فيها الجميع. كل فريق له حصته حسب حجمه. وبالعدل والقسطاس، لأن السياسيين اللبنانيين لا هَم لديهم ولا مهمة سوى العدالة والمساواة. ولا حاجة إلى المزيد من الأدلة، فهناك منها، حتى الآن، ألف ألف دليل. بعد يوم من الانفجار بدأت الأحزاب في التدخل. واعترض حزب التيار الوطني على توقيف مدير المرفأ، المحسوب عليه. ولو حدث انفجار في مثل هذا الحجم في ميناء بهذا الحجم، لبدأت جنابك التحقيق مع المسؤول الأول. لكن ليس في لبنان. في لبنان يحدد المتهم تهمته وقاضيه ونوعية سجنه. وحسب تحقيق «نيويورك تايمز» فإن شركة واحدة لتخليص البضائع في المرفأ تدفع رشاوى بقيمة 200 ألف دولار في العام. فقط على سبيل العينات. وبحسبها أيضاً تمر في الميناء كل أنواع البضائع، خصوصاً المحظورة. ووفقاً لمسؤول تحدث إليها فإن الماسح (الكاشف) الكهربائي معطل منذ سنوات، والحكومة ترفض دفع تكاليف إصلاحه. والتوفيق للتحقيق.

 

حكومة إنقاذ أم صومال لبناني؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

كان لبنان لا يزال غارقاً في كارثة الانفجار الذي دمر المرفأ ونصف العاصمة بيروت، عندما صعد مصطفى أديب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة قبل أيام إلى بعبدا لمقابلة الرئيس ميشال عون والتشاور في مهمته الدقيقة، لكن سرعان ما تبيّن أن كل ما قيل في خلال زيارتَي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن ضرورة تشكيل «حكومة مهمة» حُددت مهماتها بوضوح في المحادثات مع عون ومع ممثلي القوى والأحزاب السياسية التسعة، لكي تقوم بانتشال لبنان من أزمته المصيرية، قد وُضع جانباً في بعبدا!

ذلك أن عون بدا وكأنه يريد صيغة حكومية تحاكي حكومة حسان دياب، التي شُكلت وفق دفتر شروط «حزب الله»، فهو يقترح صيغة حكومة موسعة من 22 إلى 24 وزيراً، وأن تكون من اختصاصيين سياسيين، وهو ما يتناقض كلياً مع كل ما قيل عن حكومة اختصاصيين مصغرة، بعيدة عن العقد والشروط السياسية، وهو ما يتناقض مع اقتناع مصطفى أديب بأن حكومة المهمة يحب ألا تتجاوز 14 وزيراً من خارج المنظومة السياسية وبعيدة عن التأثر بها؛ لكي تتمكن فعلاً من البدء بعملية النهوض، واستعادة الثقة الدولية التي دمرتها الحكومات السابقة.

بدا أن كل ما قيل أمام ماكرون عن «حكومة مهمة» تنخرط فوراً في محاربة الفساد الذي أفلس الدولة، وكأنه مجرد تكرار للوعود الفارغة التي لطالما سمعها العالم ولم تنفذ، رغم أن لبنان ينوء أمام سلسلة من الكوارث لا تتوقف على فاجعة المرفأ، ولا على جائحة كورونا، ولا على الأزمة الاقتصادية المستفحلة التي جعلت 50 في المائة من اللبنانيين تحت خط الفقر، ولا على توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، بسبب عجز الدولة عن الاتفاق على رقم موحد لخسائرها المهولة طبعاً، ولا على غرق البلاد في ثورة شعبية ضد كل المنظومة السياسية الفاسدة والمهترئة كما قيل على لسان وزراء في الحكومة المستقيلة، بل على ما هو أخطر وأهم، وهو يأس دول العالم من سرطان الفساد السياسي، ومن الانحياز الأعمى إلى تيار الممانعة؛ ما أقفل على لبنان كل نوافذه العربية والخليجية والدولية.

كان الانفجار المروّع في المرفأ مناسبة لعودة الاهتمام الدولي، خصوصاً الفرنسي بالوضع المأسوي، لكن ما لا يصدق أن البعض لم يستيقظ على هول ما جرى، ولا على ضرورة قلب الصفحة السوداء، ولا توقف جيداً عند تكرار الرئيس الفرنسي في خلال زيارتيه، أنه إذا لم يبدأ الإصلاح الحقيقي الذي يفترض أن تقوم به حكومة من خارج الغابة السياسية، فإنه لن يكون هناك تساهل إطلاقاً من كل الطقم السياسي الذي سيتعرض إلى سلسلة من العقوبات الموجعة، وأنه ينسّق في هذا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتكون هذه العقوبات فعّالة أكثر!

كان من المستغرب فعلاً أن يفهم البعض أن زيارة ديفيد شينكر إلى بيروت، إنما هي لإفشال المبادرة الفرنسية، ولم يفهموا أن الرئيس ماكرون عندما يهدد بالعقوبات فهو يعرف أن فرنسا وحدها لا تقدر على هذا، وأنها تراهن على العصا الأميركية الغليظة التي تطاول إيران و«حزب الله» وتهدد حلفاء الحزب في لبنان، فالقصة هنا لا تتوقف عند حصة لبنان من «قانون قيصر» فحسب، بل وصلت إلى التهديد بتنفيذ بنود «قانون ماغنيتسكي» على لبنان، وهو ما يصل إلى فرض العقوبات على تبييض الأموال.

سافر ماكرون على خلفية القول إنه يجب تشكيل حكومة المهمة خلال 15 يوماً، لكن سريعاً اصطدمت سفينة التشكيل بأرخبيل العُقد إياها، أي حكومة موسعة لها بُعدها السياسي، الغاية الواضحة منها محاولة الاحتفاظ بعنصر التعطيل الذي أدخله «اتفاق الدوحة» على «اتفاق الطائف» الذي يشكّل دستور البلاد، وهذا العنصر كان فُرض بفائض القوة، وهو يتمثّل بما يسمّى «الثلث المعطّل»، الذي أمسك به تحالف عون مع الثنائية الشيعية، فأسقط كل حديث عن «إعلان بعبدا» وسياسة «النأي بالنفس» وأقفل الباب على كل الوعود التي أطلقها عون حول بحث «الاستراتيجية الدفاعية».

وعلى امتداد الأيام العشرة الماضية، حاول الرئيس المكلّف التكتم على مساعيه، في حين ظل الحديث قائماً حول إصراره على صيغة حكومة اختصاصيين مصغرة من 14 وزيراً، وظلت مصادر عون تتحدث حكومة تكنوسياسية موسعة، ولا تخفي أنه ممتعض من الطريقة المتكتمة التي يدار بها التشكيل، بعيداً عن بعبدا ورأي التكتل النيابي الذي يمثله «التيار الوطني الحر»، بينما كان السفير الفرنسي برونو فوشيه ينشط في التوسط بين الجانبين، وفي السياق نفسه قالت مصادر بعبدا قبل أيام إن عون يرفض ما يتردد عن سعي فرنسا، إلى إسناد الحقائب التي استأثر بها تحالفه، وهي المالية والطاقة والاتصالات والخارجية إلى أسماء من دون العودة إليه رغم تأييده المبادرة الفرنسية وتعهده لماكرون بالمساعدة في تشكيل «حكومة المهمة»!

مع الإعلان عن أن الثنائية الشيعية تتمسك بوزارة المالية، وبعد كل ما رددته مصادر بعبدا عن حكومة تكنوسياسية، بدا أن الأمور تدور في حلقة مفرغة، وتردد أن المدير العام لجهاز الاستخبارات الفرنسي برنار ايمييه السفير الفرنسي الأسبق لدى لبنان، زار بيروت قبل أيام لمحاولة دفع مهمة التشكيل، لكن مصادر دبلوماسية تقول إن مساعيه اصطدمت بالعراقيل إياها!

وقد يكون ضرورياً هنا التوضيح، أن مصطفى أديب هو صهر أحد المستـشارين في قصر الإليزيه وتربطه علاقة دافئة مع إيمييه، الذي لعب دوراً في اقتراح اسمه على رؤساء الوزراء السنة السابقين الذين سمّوه عشية الاستشارات!

أمام العراقيل التي تواجهها عملية تشكيل الحكومة، تتواتر معلومات تقول إن الرئيس المكلف يصر على حكومة اختصاصيين مصغرة، فإما أن يقبلها عون وإما أن يحزم حقائبه حتى من دون أن يعتذر عن عدم التشكيل، بما قد يضع العهد أمام فراغ حكومي مديد في وقت قد تنحدر البلاد إلى الفوضى الكاملة بسبب التردي الاقتصادي والجوع الزاحف في البلاد. يوم الثلاثاء الماضي كان واضحاً أن إعلان واشنطن العقوبات على الوزيرين السابقين علي حسن خليل الذي يمثل «حركة أمل»، ويوسف فنيانوس من «تيار المردة» والمقرب من النائب السابق سليمان فرنجية المتحالف مع «حزب الله»، جاء بمثابة تحريك للجرافة الأميركية لإزالة العقبات أمام حكومة اختصاصيين، التي يراهن اللبنانيون على أن تشكّل مدخلاً لقلب الصفحة السياسية السوداء في لبنان.

ومع صدمة الإعلان عن العقوبات على الوزيرين، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية «أن واشنطن يهمها تشكيل حكومة قادرة على استجابة مطالب الشعب اللبناني»، وجدد مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر تلويحه بأن «هناك سلسلة من العقوبات الأميركية ستعلن أيضاً في خلال أيام على داعمي (حزب الله)، وسنحاسبهم»، بما أوحى أن هناك محاولة لفكفكة تحالف عون والثنائية الشيعية، وخصوصاً أن اسم صهره جبران باسيل قد يكون في مقدم لائحة العقوبات. شينكر حدد جلياً ما هي وظيفة «حكومة المهمة» أو ما هي المهمة التي من الواضح أن هناك اتفاقاً فرنسياً - أميركياً عليها، عندما قال يجب أن تتبنى الحكومة الجديدة البرنامج الإصلاحي وأن تنفذه، «عليها محاسبة من لم يتحلوا بالشفافية أو من لم يخضعوا للمساءلة. يجب أن تكون حكومة مكرسة لمحاربة الفساد، ويجب أن تتمسك بمبدأ النأي بالنفس. ينبغي أن تكون حكومة تخرج من سياسات دول المنطقة، ونحن سنعمل مع أي حكومة إذا قامت بهذه الأمور والتزمت بها».

يشكل كلام شينكر صيغة مكررة لوظيفة «حكومة المهمة» كما حددها ماكرون بالتفصيل؛ ولهذا يبرز السؤال، هل ستساعد العقوبات الأميركية المتسلسلة على إزالة العراقيل التي تواجه مهمة الرئيس المكلف، والتنسيق هنا واضح بين باريس وواشنطن، أم أنها ستعقّد مهمته، عندما يصر تحالف «8 آذار» بقيادة «حزب الله» على موقفه من الحكومة فتتمسك «حركة أمل» بوزارة المال، و«المردة» بوزارة الأشغال، و«التيار الوطني الحر» بوزارة الطاقة التي كلفت لبنان نصف دينه العام، أي ما يتجاوز 50 مليار دولار، و«حزب الله» بوزارة الصحة، فيما يمثّل رداً على العقوبات الأميركية، على قاعدة المراهنة الإيرانية المعروفة، على أن الانتخابات الأميركية على الأبواب وقد تغيّر من المشهد رغم الموقف الفرنسي الحازم؟ يوم الثلاثاء المقبل تنتهي مهلة الـ15 يوماً التي حددت أنها لتشكيل الحكومة، فهل يصعد مصطفى أديب مع تشكيلة حكومة المهمة ويقبلها عون، أم أنه سيرفضها على الأغلب، فيخرج أديب إلى اعتذار، بل إلى اعتكاف طويل، ويغرق العهد والبلد في فراغ أطول، أم يذهب الجميع إلى فوضى عارمة لا تقتصر على المجاعة فحسب مع الملامح التصعيدية النارية المتزايدة، التي قد تعيد بلد الجائعين إلى المتاريس؟

 

هل سفارة عوكر في خطر؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/12 أيلول 2020

السفارة الجديدة ستكون الأكبر في المنطقة

بالرغم من أنّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة يحجر نفسه بسبب إصابته بفيروس "كورونا"، طلب منه رئيس الجمهورية ميشال عون في 9 أيلول إجراء الإتّصالات اللازمة مع السفارة الأميركية في بيروت والسفارة اللبنانية في واشنطن، للإطّلاع على الظروف التي دفعت وزارة الخزانة الأميركية في 8 أيلول، الى فرض عقوبات على الوزيرين السابقين النائب علي حسن خليل والمحامي يوسف فنيانوس "وذلك كي يبنى على الشيء مقتضاه". ماذا يمكن أن يبنى على ما يمكن أن يعرفه الوزير المُصاب؟ وماذا يمكن أن يفعل الرئيس عون؟

بطبيعة الحال، ليس في مقدور وزير الخارجية الذي يصرّف الأعمال، أن يلتقي السفيرة الأميركية دوروثي شيا، بحكم وضعه الصحّي الذي لا يسمح له بالإختلاط. يُمكنه أن يتّصل بها ليسألها عن خلفيات القرار الأميركي. السؤال جائز ومطلوب. ولكن، ماذا يمكن أن يكون الجواب حول قضية معروفة سلفاً في خلفياتها وأسبابها وأبعادها، إلى درجة كأنّ القرار كان مُعلناً سابقاً ومعروفاً ومتوقّعاً باستثناء مسألة التوقيت المناسب. ويمكنه أيضاً أن يسأل السفير اللبناني في واشنطن غبريال عيسى، ولكن هل يعرف السفير المذكور أيّ شيء غير معروف يضيفه على القرار الأميركي؟

وهبة وسوء الطالع

منذ تولّى وهبة حقيبة الخارجية في 3 آب الماضي خلفاً للوزير الذي استقال ناصيف حتّي، لحقه النحس. في 4 آب، حصل الإنفجار المريع الذي دمّر مرفأ بيروت ومقرّ وزارة الخارجية في قصر بسترس في الأشرفية. في 8 آب، دخل متظاهرون مقرّ الوزارة وسيطروا عليه بعض الوقت قبل إخلائه. في 10 آب، شارك وهبة في حضور أول جلسة له في مجلس الوزراء، وفي تلك الجلسة قدّم رئيس الحكومة حسّان دياب استقالة حكومته. في 8 أيلول، تم تأكيد إصابة وهبة بفيروس "كورونا". قبل أن يصير وهبة وزيراً للخارجية، كان سلفه المستقيل حتّي قد استدعى السفيرة الأميركية للمثول أمامه في مقرّ الوزارة في 29 حزيران، لسؤالها عن تصريح لها تهجّمت فيه على "حزب الله"، على خلفية القرار الذي كان أصدره القاضي محمد مازح، ويقضي بمنعها من التصريح وإجراء المقابلات الصحافية. شيا كانت قالت إنّ بلادها "تشعر بقلق كبير حيال دور "حزب الله" المُصنّف منظّمة إرهابية". واتّهمت "الحزب" بأنّه "حال دون إجراء بعض الإصلاحات الإقتصادية التي يحتاج اليها الإقتصاد اللبناني إلى حدّ بعيد". انتهى اللقاء بين الوزير والسفيرة بالتشديد على حرية التعبير، وعلى استمرار العلاقات بين لبنان وواشنطن، الأمر الذي اعتبر تنازلاً رسمياً أمام السفيرة بدل أن يتمّ "توبيخها". عادت السفيرة إلى السفارة والتصريح، وذهب القاضي مازح إلى التقاعد المُبكر بعد قبول استقالته التي قدّمها. اليوم، إذا استمع وهبة إلى السفيرة، فأيّ كلام مختلف يمكن أن يسمعه بعدما سبق القرار الأميركي أيَّ كلام آخر؟ وإذا حصل ذلك، فكيف يمكن "أن يبنى على هذا الشيء مقتضاه"، كما جاء في طلب رئيس الجمهورية، الذي له سوابق كثيرة مع السفارة الأميركية في عوكر ومع الإدارة في واشنطن؟

 

متواطِئون و"نفوذٌ خبيث"

سناء الجاك/نداء الوطن/12 أيلول 2020

تطوي جريمة تفجير مرفأ بيروت أربعينها بالنار. وكأنّ الإصرار على استكمالها لا توقفه أي عقوبات دولية او أي خسائر مالية. ولا يهتمّ صاحب المشروع بإبادة أبرياء، ذنبهم أنّهم يعيشون تحت رحمة مِحور، إهتمامه مُنصبّ على تنفيذ أجندته، مهما كانت الأثمان الدموية.

لذا، يبدو نافراً سعي الوسطاء الدوليين الى مقايضة المجرمين، بتلميح الى غَضّ النظر عمّا اقترفت أيديهم، مقابل التضحية بمن يُمكن التضحية به من المتواطئين، شرط إنسحابهم، وإفساحهم في المجال أمام من يمكن أن يضع قطار محاولة الإصلاح الفعلي على السكّة. ويخوض هؤلاء الوسطاء رهاناً خاسراً على إمكانية إنسحاب المجرمين الذين يديرون المنظومة السياسية، لعِلمهم بأنّ من يقايضهم قابضٌ على أدلّة تدينهم. فهذه المقايضة لا تستوي أسسها، لأنّ أتباع المشروع الإقليمي لا يتورّعون عن إستخدام الورقة اللبنانية من دون أي توقّف، بالرغم من انهيار مقوّمات هذه الورقة. وكلّما حشرتهم المعطيات في الزاوية، يرفعون منسوب الإجرام والشراسة في وسائل استثمارهم. ولا نعرف الى أين ستقود لعبة عضّ الأصابع بين إيران والولايات المتّحدة، وما سيؤول إليه مصير لبنان واللبنانيين، بعدما كشف المولى الحجاب عن بصيرة الإدارة الأميركية لتستنكر وتعاقب "المتسبّبين بالفساد في لبنان، والمسهّلين لـ"حزب الله" إستغلال النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث". فالحماوة في الإقليم على أشدّها، ومدمّرة إرتدادات سيل العقوبات لترويض أتباع المِحور.

وفي ردّ على باكورة العقوبات، أحيا المرتكبون أربعين التفجير بإصرار على منع أي سعيٍ للكشف عن مجاهل الإجرام، في المكان الذي عاثوا فيه فساداً طوال عقود، تحت أنظار متواطئين متغاضين فاسدين بموجب إتفاق بنده الوحيد تبادل الخدمات وِفق مبدأ "إطعم الفم تستحي العين". وكيف إذا كانت العين لا تستحي أصلاً. لذا، يبدو إتّهام المتواطئين، مِمّن تولّوا مسؤوليات إدارية وعسكرية في موقع الجريمة، بالإهمال خطأً بنيوياً. فهم كانوا على بيّنة ممّا يرتكبه من يسيطر على الموقع. ولعلّ صدمتهم بالعقوبات والتوقيفات، مردّها الى تحوّلهم ورقة يمكن إحراقها في سبيل إستغلال القرارات الدولية، لمزيد من الإطباق على مفاصل الدولة. وكان الله في عون من يسحب اسمه في قرعة لعبة عضّ الأصابع خلال احتدام المواجهة بين المِحور والشيطان الأعظم.

وفي حين لا يمكن قراءة جريمة تفجير المرفأ بمعزل عن الجرائم المتعاقبة والمُؤَسِّسَة للتصرّف بالبلد ومرافقه ومفاصله، لا يمكن لتحقيق يتميّز بالحدّ الأدنى من النزاهة والموضوعية، أن يستند في إنطلاقته الى ملاحقة الأخطاء التقنية أو الجهل أو الإهمال أو التلحيم. والإكتفاء بمثل هذا التوجّه يشكّل جريمة موصوفة تنخرط في دورة الفساد التي تغطّي دورات متعدّدة، وعلى مستويات تبدأ بإدخال البضائع من دون جمرك ولا حسيب أو رقيب، ولا تنتهي بنيترات الأمونيوم والأسلحة الذكيّة والمخدّرات وكلّ عدّة الإرهاب والتخريب خدمة للأجندة.

كذلك العقوبات للضغط على المِحور وأتباعه، هي جريمة موصوفة، إذا اكتفت بالحدّ من "النفوذ الخبيث" حتى تستوي الصفقة المقبلة، التي سيدفع ثمنها اللبنانيون.

 

نصرالله وما بعد مرفأ بيروت!

أحمد العياش/النهار/نداء الوطن/12 أيلول 2020

تحت أعين اللبنانيين وأبصار العالم تتحقق نبؤة الامين العام ل"حزب الله" التي أطلقها بشأن مرفأ حيفا، ولكن هذه النبوءة تحققت اليوم في مرفأ بيروت.

بعدما أطلق نصرالله في 27 تموز 2006 تهديدا صاروخيا ب"بعد بعد حيفا" يطال كل مدن إسرائيل، أطل زعيم الحزب في 16 شباط عام 2016،قائلا:" "بعض الصواريخ من عندنا بالإضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية،بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة يُقتل منهم عشرات الآلاف". وبعد هذا التهديد، اتخذت السلطات الإسرائيلية آنذاك خطوات عاجلة لإخلاء مخازن ميناء حيفا من الأمونيا. هدد نصرالله بإزالة مرفأ حيفا من الوجود بتهديده خزانات الامونيا في ذلك المرفأ المتوسطي، فأخذت الدولة العبرية تهديدات زعيم الفرقة الاقوى في الحرس الثوري الايراني على أقصى محمل الجد، فقامت كما ورد آنفا بناء على "خدمة" نصرالله  المزدوجة لإسرائيل بإبعاد مواد خطرة عن مناطق مأهولة في الدولة العبرية (التي يتمنى شعار مؤسس الجمهورية الاسلامية منذ العام 1979 الموت لها دوما)،  كما "خدمها" بتقديم إحداثيات صواريخه الايرانية فقاست مداها ونقلت امونيا حيفا الى أبعد من مدى هذه الصواريخ.

في معلومات ل"النهار" ان شخصية علمية فلسطينية تعيش في طهران منذ عقود وتعمل في الميدان الاستشاري على مستوى رفيع بما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني زارت بيروت قبل أيام والتقت اصدقاء لها .وفي مداولات هذه الشخصية مع احد اصدقائها إستغرب الزائر إعلان نصرالله بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي انه لا يعلم شيئا عن المرفأ .وروى أمرا يتعلق بسقوط الطائرة الاوكرانية في 8 كانون الثاني الماضي فقال ان المرشد علي خامنئي إتصل بعد سقوط الطائرة بالرئيس حسن روحاني وسأله:هل تعتقد ان الطائرة سقطت بسبب خطأ تقني، أم ان صاروخا أطلقه خطأ الحرس الثوري فأسقطها؟" فاجابه روحاني، والكلام ما زال للشخصية الفلسطينية :"انه صاروخ الحرس الثوري وراء سقوط الطائرة".عندئذ طلب خامنئي من روحاني العمل بلا إبطاء وفق هذه المعطيات بإعلان حقيقة سقوط الطائرة وبدء التحقيق والمحاسبة.

بعيدا عن مناقشة دقة هذه الرواية، لكن الوقائع اللاحقة لسقوط الطائرة الاوكرانية تمنحها الصدقية.وما يهم لبنان، لماذا لا يصح ما جرى للطائرة الاوكرانية ما جرى لمرفأ بيروت؟

قرابة 2800 طن من نيترات الامونيوم البالغة الخطورة موجودة رسميا في مرفأ بيروت منذ العام 2014 وبقيت بكاملها او ببعضها حتى إنفجرت  في 4 آب 2020 بالطريقة التي هدد بها نصرالله  في شباط 2016.

تلقت "النهار" بعد حريق مرفأ بيروت الاخير ما نشره مركز الصحافة والاعلام الدولي في باريس وله فرع في بيروت الاتي:"أكدت المعلومات من فرنسا ان الحريق حصل ليخفي تماما جميع الوثائق والمراسلات في إدارة الجمارك، وأيضا لطمس حقيقة سرقة المواد الغذائية والسلع الممنوحة الى المنظمات الانسانية والاجتماعية ". ماذا بعد مرفأ بيروت ؟

 

بري: لن نشارك من دون «المالية»

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 12 أيلول 2020

يضع الرئيس نبيه برّي العقوبات الأميركية في كفّة مقابلة للترسيم. لا علاقة لها بالحكومة الجديدة. مُصوَّبة إليه مقدار ما تطاول الوزير السابق المُعاقَب. لا شروط للتأليف لديه، لكنه وضع سلفاً معادلة موازية: بلا حقيبة المال للشيعة، ألّفوا حكومة من دونهم

إذا كان من الضروري ربط العقوبات الأميركية الأخيرة بما كان قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اختتام زيارة الثانية لبيروت في الأول من أيلول، حيال درسه وحلفائه الأميركيين والأوروبيين فرض عقوبات على الأفرقاء اللبنانيين المعرقلين، فإنّ ثمّة تفسيراً محتملاً لهذا الربط: الاقتصاص من الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ليس سوى مواكبة أميركية للمبادرة الفرنسية مع جرعة إضافية، هي أن العقوبات في هذا الوقت بالذات - قبل كشف المعرقلين الذين تحدّث عنهم ماكرون - ليست إلا خطوة استباقية لئلّا يطلّوا برؤوسهم.

لرئيس مجلس النواب نبيه برّي وجهة نظر مناقضة، سمعها منه متّصلون به. مفادها أن العقوبات تلك تتوخّى إبطاء الديناميّة الفرنسية لتأليف الحكومة وإخراج لبنان من محنته، كما أن المعلومات المتوافرة لديه من مصادر مهمة تشي بأن لا علاقة للفرنسيين بها.

ما سمعه المتصلون ببرّي أنه هو المعني مباشرة برسالة العقوبات، وخصوصاً أن المُعاقَب هو الرقم واحد الذي يليه في حركة أمل من حيث الموقع الذي يشغله قربه كمعاون رئيسي. أضف أن رئيس المجلس يفصل بين الوظيفة التي ترمي إليها رسالة العقوبات وبين تأليف الحكومة الذي لا يخرج - مهما تكن وطأة التدخلات الخارجية - عن قواعد وأعراف لا يسع أحداً تجاهلها أو القفز من فوقها: نحن مع حكومة اختصاصيين مئة في المئة، بحد أدنى من النكهة السياسية وإن البسيطة. لا نريدهم حزبيين، ولا قريبين من حزبيين حتى. لكن لا نريدهم حتماً يُسقطون علينا وهم ممّن يعيشون في الخارج ولا علم لهم بما هي عليه البلاد. أنا أعطي الاسم. إذا رُفِض أريد تفسيراً مقنعاً لرفضه، فأعطي اسماً آخر، إلى ما شاء الله.

ما لا يخفيه برّي، خشيته من الضغوط على الرئيس المكلف بغية إيصاله الى الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة.

في التوقيت الملتبس الذي أثار أكثر من تكهّن، جاءت العقوبات الأميركية في منتصف مهلة 15 يوماً التي منحها ماكرون للرئيس المكلف مصطفى أديب لتأليف الحكومة. البعض عدَّها خشبة اعتراضية لوقف اندفاعة المبادرة الفرنسية، فيما حسبها آخرون في صلب برنامج المبادرة، بعدما ربط ماكرون في بيروت ما بين العقوبات والفساد. ليست تلك المقاربة الأميركية لمفهوم العقوبات المتمحورة حول محاصرة حزب الله، وتجفيف مصادر تمويله كهدف وحيد ورئيسي منها. في سبيل ذلك، أصدرت واشنطن في ما مضى عقوبات في حق مسؤولين في الحزب ونواب وقياديين أمنيين كجزء لا يتجزّأ ممّا حسبته مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال وتوظيفها في هجمات.

رئيس المجلس: أخشى على الرئيس المكلّف من الضغوط لحمله على الاعتذار

ما حدث أخيراً مع خليل وفنيانوس أنهما عُوقبا بصفة الفساد مقدار معاقبتهما لعلاقتهما بحزب الله. معلومات وافرة من مصادر أميركية وصلت الى مراجع لبنانية رسمية معنية أوردت وقائع عدّها الأميركيون «دامغة في الفساد» - مع إصرارهم على العبارة هذه - عن ضلوع الرجلين. بذلك تقاطع الموقفان الأميركي والفرنسي عند توظيف العصا الجديدة في سياق سياسي يتجاوز القلق الأمني الذي غالباً ما عبّر عنه الإرهاب، الى الدخول في عقر النظام السياسي اللبناني.

بيد أن ما يرافق التأليف من الغرابة غير مشهود قبلاً عن حالات مماثلة. يضع الرئيس المكلف التكليف بين يديه وحده: اجتماع واحد بالكاد في الأسبوع برئيس الجمهورية ميشال عون. لا يجتمع برئيس مجلس النواب نبيه برّي، ما خلا الاجتماع الذي أُعلن عنه قبل العقوبات مع خليل وحسين الخليل. لا اتصال بالنائب جبران باسيل، ولا بأحد سواه. لا مسودة حكومة بعد، ولا أسماء جدية أو للتلهي بها حتى على جاري العادة عندما تتدفق في الأيام الأولى من التكليف.

الطامة الكبرى في اللعبة الغامضة الدائرة، أن البيان الوزاري لحكومة لم تولد بعد، كُشف عنه قبل تسمية الرئيس المكلف، هي ورقة العمل الفرنسية. ورد بعد ذلك اسم أديب كرئيس مكلف قبل أن يختاره النواب ويسميه رئيس الجمهورية. عرفه الفرنسيون عن قرب لأسباب شتى: زوجته فرنسية، حامل بدوره الجنسية الفرنسية. ثم فوق ذلك فإنّ حماه مسؤول جهاز الصحة في حزب ماكرون «إلى الأمام». لم يكن الاسم الوحيد المطروح لترؤس الحكومة، لكنه أضحى الآن أقوى من أي رئيس مكلف سبقه: ليس في حاجة الى أحد، ولا استرضاء أحد، ولا الرضوخ لشروط أحد. ليس ملزماً وضع كل أوراقه على الطاولة، ممسكاً بالمناورة الأغلى ثمناً، وهي أن أحداً لا يعرف أي أوراق بين يديه؟ هل يملكها فعلاً أو في أحسن الأحوال وصلت إليه؟ هل هو حقاً رئيس حكومة من المتوقع أن تهبط أسماء وزرائها بالطريقة نفسها لهبوط الورقة الفرنسية بعد الزيارة الأولى لماكرون لبيروت، وبعيد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب، وبالطريقة نفسها لهبوط اسم الرئيس المكلف. يومذاك، ما شاع أن الرئيس سعد الحريري هو مَن يسمّي الرئيس المكلف بدا ساذجاً للغاية. تحوّل الرئيس السابق للحكومة الى صندوق بريد ما بين باريس وبيروت، مروراً ببيت الوسط يوم اجتمع زملاؤه الرؤساء السابقون.

المفارقة المحزنة أن ما طالب به الحريري كي يترأس الحكومة، مرتين على التوالي بعد استقالته في تشرين الأول 2019 وقبل تسمية الرئيس المكلف أخيراً، ولم يُعطَ تماماً لدياب، يحصل عليه أديب دونما أن يتوقّعه، وفي المهلة الملزمة للأفرقاء اللبنانيين جميعاً ما دام سيف العقوبات مصلتاً على رقابهم.

 

ثقل التاريخ في مسارات السياسة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

يمكننا أن نصفَ اليوم منطقة الشرق الأوسط، بأنَّها مختبر السياسة الدولية. عالم يتغير بمستويات مختلفة من التفاعلات التي يختلط فيها صوت السلاح مع الأطماع في الثروات، وحفيف العنف المعمم بتطرف ديني مسترد من غياهب الزمن الرميم.

التاريخ لا يغيب عن حلقات الصراع الذي تخوضه الشعوب في كل أصقاع الأرض. للتاريخ مسارب ومضارب ونتوءات وحفر وذرى. أمم ترى في ماضيها أمجاداً وسيادة وقوة تحفّزها وتستنهضها إلى استعادة قوتها ودورها الغابر. وأمم أخرى، تعيد قراءة ماضيها المؤلم المظلم الذي عانت فيه الضعف والاستبداد من الآخر قريباً كان أو بعيداً. الدكتور هنري كيسنجر، الأستاذ الأكاديمي والسياسي والدبلوماسي الأميركي الذي جمع بين التنظير العلمي والممارسة السياسية، ملأ صالونات القرار في منعطف سياسي عالمي غير مسبوق. تربع على مركز القرار السياسي الخارجي في الولايات المتحدة، عندما جمع بين وظيفتي مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية في مرحلة كانت الحرب الباردة بين الكتلتين الشيوعية والرأسمالية على أشدها، وحرب فيتنام تشتعل في آسيا ويمتد لهبها السياسي إلى داخل الولايات المتحدة. نجح في ضربة سياسية مسرحية في فتح دروب التواصل مع الصين وهيا لنهاية حرب فيتنام، لكن جهده العملي الدبلوماسي، لم يوقف إبداعه العلمي في مجال السياسة النظرية، وقدم نتاجاً ريادياً تكامل فيه الرافدان مما أنتج ما يمكن أن نسميه رؤية العقل والعمل.

اختلف الكثيرون مع كيسنجر ورؤاه النظرية وممارساته السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعمه إسرائيل في حرب أكتوبر (تشرين الأول)، واتفق معه آخرون في الجانب العملي من حياته وإن اختلفوا معه في أطروحاته النظرية. ذاك أمر طبيعي، رجل بهذا الحجم من العلم والدور السياسي العملي في مرحلة عالمية حساسة، لا بد أن يكون له حشد من المؤيدين والمعارضين. في شيخوخته وقد تجاوز التسعين من العمر، هجر الشيخ العمل، لكن ظلَّ للعقل فاعلية؛ فنشر كتابه الذي ملأ الآفاق وهو «world order» النظام العالمي الذي صدر سنة 2014، لم يغب عنه ما كتبه في أطروحة شبابه عن النظام الدولي الذي أرساه كل من الأمير مترنيخ وزير خارجية النمسا والكونت كاسلراي وزير خارجية بريطانيا. اعتقد أن اتفاقية وستفاليا، أسست لنظام عالمي جديد قام على سيادة الدولة الوطنية، وأنهت سنوات طويلة من الحروب في أوروبا وساهمت في تحقيق توازن قاد إلى عقود من السلام.

التوازن الدولي، غير محصن من الخلل بسبب تدافع الأمم نحو بناء قدرات القوة وتحقيق طموحاتها ومصالحها ولو على حساب دول أخرى. طاف كيسنجر في محطات كثيرة من تاريخ العالم ليؤكد ما ذهب إليه من تأثير التاريخ في السياسة. نستطيع اليوم أن نقرأ خرائط مسارات السياسة بمقاسات تهتدي بما ذهب إليه كيسنجر وأسس عليه نظريته، وهو الخوف من الماضي، أو الاستقواء به، أو الاثنان معاً.

الصراع الدولي اليوم يتحرك فوق كل الكرة الأرضية. روسيا عاشت سنوات حرب ضروس عندما اجتاحت القوات النازية الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، قتلت الملايين ودمرت الأخضر واليابس. سنوات الدم والنار التي لا تمحى من العقل والضمير الروسي. انتصر الاتحاد السوفياتي وصار قوة دولية ضاربة سياسياً وعسكرياً. بعد سقوط الإمبراطورية السوفياتية، تراجع دور روسيا الدولي، وهي تعمل اليوم للعودة بقوة إلى منصة الفعل والقرار الدولي. تدخلها في سوريا هو في صلب فعل التاريخ السياسي في الحراك الروسي. الصين عانت ويلات الهيمنة البريطانية واليابانية، وهي اليوم بفضل قفزتها الاقتصادية الضاربة تتحرك بسرعة لتكون القوة الدولية الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. التاريخ يدفعها والتحديات تحفّزها ودخلت في سباق مفتوح مع القوة القائمة الولايات المتحدة الأميركية التي لا تخفي حجم تخوفها من الصعود الصيني السريع واتساع دورها الاقتصادي والسياسي الدولي. وتشكل إسرائيل حالة مركبة جداً من فعل التاريخ في كل حركتها السياسية والعسكرية، ليس في إقليم الشرق الأوسط فقط، بل في العالم كله. الخروج من مصر، والسبي البابلي والشتات ثم المحارق النازية، كل ذلك شكّل العقل والفعل السياسي الإسرائيلي بحكم ثقل التاريخ إلى درجة اعتناق خيار شمشون والإلغاء الكامل لكل ما هو فلسطيني. تركيا التي كانت لقرون قوة دولية تسود العالم في عهد الدولة العثمانية، عانت ويلات الهزيمة وإذلالها في نهاية الحرب العالمية الأولى، وجرى تقاسم ممتلكاتها وكادت تختفي كوطن من الوجود، يحركها اليوم ثقل التاريخ لتستعيد بعض ما يمكنها استعادته من دور دولي فاعل في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وتتحرك في مواجهة متدحرجة مع اليونان التي كانت يوماً جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، واشتبكت معها في حرب بقبرص وفرضت وجودها بالقوة في شمال الجزيرة، وتعمل على أن يكون لها مجال حيوي في شرق المتوسط. ثقل التاريخ الفاعل سياسياً لا يتوقف ونراه اليوم يهزّ مساحات واسعة من العالم في صور شتى. ألمانيا وفرنسا وأميركا، وكذلك دول كثيرة في أميركا اللاتينية لا يغيب عن عقلها وحركتها مهماز التاريخ بثقله الذي لا يغيب. النظام الدولي يشهد تخلخلاً تتفاوت أعراضه من منطقة إلى أخرى في العالم، لكنه يهتزّ بقوة في منطقة الشرق الأوسط. منذ القرن السابع عشر وبعد اتفاقية وستفاليا وترسيخ قاعدة الدولة القومية شهد العالم حالة من التوازن الدولي المحدود. بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وتأسيس منظمة الأمم المتحدة، ساد تفاؤل في العالم بتحقيق توازن دولي يجنّب البشرية حروباً واسعة بعدما عانته من ويلات الحربين العالميتين، لكن ثقل التاريخ لا تخففه الاتفاقيات والمنظمات الدولية أو تزيله، يبقى فاعلاً في دوائر القرار وآليات الفعل السياسي.

 

حالة الجمهورية الأميركية

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

انصبّت التحليلات الصحافية في ملاحقة السباق إلى البيت الأبيض على التكهن بمن هو الفائز القادم بعد ثمانية أسابيع من اليوم، هل هو جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي أم بقاء دونالد ترمب لأربع سنوات قادمة؟ في مثل هذه التحليلات يختلط التوقع المبنيّ على قاعدة معلوماتية، مع توجه رغائبي نابع من تجربة أو تمنيات الكاتب. لا تحمل ذاكرتي معركة انتخابية للرئاسة الأميركية حادة وقطعية وشرسة كما هي المعركة الدائرة أمامنا، والبعض يرى أن مثل هذا النوع من الاستقطاب ليس جديداً، وبقراءة تاريخ الجمهورية الأميركية والتي تقارب اليوم 250 عاماً منذ أن نشأت، على أنها (الحل السياسي النهائي) في هندسة المجتمعات الحديثة، نجد أن مثل هذا الاستقطاب قد ظهر قبل ذلك. لنقرأ النص التالي: «حالة الحزب الجمهوري في هذا الترشيح هي إشارة للتوجه إلى المصالح الصغيرة، ودليل على الذكاء المحدود، لقد تخطى (المجتمعون) رجال دولة قادرين، واختاروا مُحاضراً من الدرجة الرابعة لا يعرف حتى قواعد اللغة». يظن من يقرأ هذا النص أن الإشارة إلى السيد دونالد ترمب، ولكن النص جاء من كتاب المؤرخة الأميركية التي درست تاريخ الرؤساء وهي دورس جودوين، والتعليق نشرته جريدة «نيويورك هارولد» في 19 مايو (أيار) 1860، وكان المعنيّ به أبراهام لينكولن الذي أصبح على مر التاريخ بطلاً قومياً.

المعنى أن هناك دائماً صراعاً في السباق إلى البيت الأبيض، إلا أن السباق الحالي غير مسبوق في حدّته، لا لأن شخصيات المتسابقين تختلف، ولكن كما يظهر لأن الزمن يفعل فعله، الذي قد لا يلاحظه من هم في داخل الصورة. إن الاستقطاب الحاد المشاهَد في المجتمع الأميركي هو عَرض لمرض أعمق. إنه الميل الحتمي من جميع الأنظمة التي اخترعها البشر إلى الاضمحلال والموت، فالآباء المؤسسون عندما اخترعوا ما اعتقدوا أنه دائم، جاء الوقت ليشهد نهايته. ما يشاهَد اليوم من خلال غبار المعركة الانتخابية هو أمراض الليبرالية السياسية، فقد أدى نجاحها في القرن الماضي إلى ظهور بثور مَرضية كثيرة على سطحها لم تُعالَج. كانت صيحة المساواة والعدل تجذب الكثيرين في العالم والتي تمناها المؤسسون أن تكون كذلك، ولكنها تباطأت جداً في التطبيق وولّدت اللامساواة وعززت التدهور المادي والروحي بل حتى الأخلاقي في الأرض التي نبتت فيها، فأصبحت شرائح واسعة من الشعب الأميركي يتفاقم لديها الشعور بالعجز. ذاك الذي أطلق ما تكاد تصبح حرباً أهلية مصغرة نشهدها في المدن الأميركية وحول بعض مراكزها وهي تتحول إلى مناطق مطوَّقة ومعزولة، واتسع الشك بين المواطنين بسبب لون بشرتهم.

في كتاب صدر أخيراً بالعربية عن «عالم المعرفة» بعنوان «لماذا فشلت الليبرالية؟» لباتريك دنيين، جاء أن «قرابة 70% من الشعب الأميركي يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، كما يعتقد نصف سكان أميركا أن أفضل أيام بلادهم قد ولّت بدون رجعة»، ذاك الشعور بالتراجع ليست له علاقة بالأشخاص ولكن بهيكلية النظام، والذي أصبح في السنوات الأخيرة كبندول الساعة، من أقصى اليسار (عصر أوباما) إلى أقصى اليمين (عصر ترمب).

إن عدم الثقة بالمؤسسات الرسمية أصبح وجهاً واضحاً للأزمة ونابعاً من الشكوك التي انتشرت بأن تلك المؤسسات أصبحت خاضعة للتسييس وفقدت مهنيتها وحياديتها؛ من مؤسسة الشرطة إلى المؤسسات الناظمة للشأن العام. حتى الثقة بدواء أو لقاح لجائحة حصدت مئات الآلاف من الأرواح الأميركية أكثر بكثير من معظم حروب أميركا في الخارج، شُكك فيه! أصبحت الانتخابات تشهد أقل نسب الإقبال بسبب فقدان الثقة بأن نتائجها سوف تغيِّر من المشهد. بل أصبحت الانتخابات نفسها في ظل الجائحة اليوم مشكوكاً في نتائجها. ولأول مرة يتم الحديث في العلن عن أن الرئيس الحالي قد لا يغادر منصبه (مهما كانت نتائج الانتخابات)! تشهد الولايات المتحدة احتضار زعامتها الأخلاقية حول العالم، فلم تعد قيم مثل الحرية والمساواة وحقوق الإنسان مهمة للإدارة، المهم كيف يمكن تعظيم الدخل المادي للشرائح التي تقوم بانتخاب الرئيس. البعض من المعلقين الأميركان الأكثر دراية يرون أن الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة فقدت أصدقاء ولم تربح الأعداء، وبدلاً من شعار «نجعل أميركا عظيمة» تحقق شعار «أميركا معزولة»!

هل شاخ النظام السياسي الأميركي ولم تعد أدواته قادرة على انتشاله؟ وقد زادت الفجوة بين مَن يملك ومَن لا يملك، ونزح البيض من وسط المدن إلى الضواحي في تجمعات سكانية محمية، ذات أسوار عالية، وانقسم الناس بين «متدينين» وآخرين «علمانيين»، بين سود وملونين وبيض! بين أحزاب حديثة تحولت إلى قبائل! بين ما كان يُقال بأن «المهاجرين ثروة» وما ساد مؤخراً أن «المهاجرين خطر»...! كل تلك الأسئلة مطروحة في الدوريات الجادة، وتناقَش بين الأكاديميين وعلى وسائل الإعلام. والسؤال الأكثر إلحاحاً: هل يمكن ترميم النظام الأميركي والعودة به إلى مثالية المؤسسين، أم أن الوقت قد فات بصرف النظر عمّن سوف يأتي إلى البيت الأبيض هذا الخريف؟ ما نشاهده هو مخاض يعتمل في أحشاء النظام القديم، والممثلون على المسرح هم نتاج ذلك المخاض، وقد يأتي هذا المخاض بنظام جديد من العسير التكهن بملامحه، ربما نشهد جمهورية جديدة تعتمد الشعبوية في ندائها للجمهور العام، مع ما يصاحبها من تحفيز للعنصرية والنخبوية، أو يأتي نظام ينظر إلى داخله لإصلاحه جذرياً. المعضلة أن القائم وإن بدا مغرياً للبعض فهو يتناقض كلياً مع مسيرة التاريخ الإنساني الذي تدل كل الشواهد على أنه يسير باتجاه العولمة القسرية التي مهّدت لها الطفرة التقنية الهائلة، فالعالم اليوم يتعامل بعضه مع بعض بشكل أسرع وأعمق وأرخص، كما لم يشهده التاريخ الإنساني من قبل، والعزلة ليست مطروحة للمناقشة، حتى لو ظهر أنها تتفوق في بعض الأماكن، الشعوب مجبَرة على التواصل، لأنه لا يمكن إيقاف نتائج العملية الاقتصادية المعولمة التي تنادي بتنظيم السياسات فوق الوطنية، لأن هناك قضايا إنسانية تُرغم الجميع على التعاون، منها التلوث ومسؤولية البشر في إنقاذ الأرض، فالطبيعة كما نرى لم ترفع الراية البيضاء، وهي تفترس البشر من خلال التغيير المناخي وأمراض فتاكة من دون الاعتراف بالحدود، طبعاً إلى جانب حقول الإنسان وتخفيض النزاعات، والتأثير المتبادل بين الثقافات، الذي يحققه اليوم جهاز صغير منتشر ويتطور بسرعة اسمه الهاتف النقال! من هذا الجانب فإن ما يحدث في الجمهورية الأميركية، كونها أقوى اقتصاد وتقنية، يعني العالم بأجمعه إن كان خيراً أو شراً.

آخر الكلام: وصول قليلي الخبرة أو المؤدلجين إلى سدة القرار في الولايات المتحدة يُسمّع سلباً في بقية أصقاع العالم.

 

التغوّل التركي... لكنها ليست سوى خطوة أولى!

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

من الطبيعي أن ينزعج الرئيس إردوغان وهو يستمع إلى نغمة عربية جديدة لم يألفها من قبل، وأن تجارته قد باءت بالفشل وهو الذي راهن على محاولة استغفال الشعوب العربية بالخطاب الدوغمائي ومتاجرته بالقضية الفلسطينية، وتوظيف دعمه جماعة الإخوان لأجندته السياسية. لم يتصور إردوغان أن يأتي يوم وتُشكل في قلب الجامعة العربية لجنة معنية بمتابعة التدخلات التركية للشؤون الداخلية للدول العربية. لم يصدق الرئيس التركي أن انحراف سياسة بلاده أوصل بها الحال إلى هذه النتيجة، وأنه اليوم يدفع ثمناً باهظاً لقراراته المتهورة.

جاء البيان الذي صدر عن الجامعة العربية بالأمس لافتاً هذه المرة، وتضمن رسائل واضحة، ومثّل صفعة قوية للنظامين التركي والإيراني. يبدو أن العرب أدركوا أخيراً، أنه قد آن الأوان للمواجهة، وأن الأمن القومي العربي مهدد ولا يعيش أفضل حالاته. مضامين كلمة وزير الخارجية السعودي أيضاً شملت توصيفاً دقيقاً لحال العرب ولم يكتفِ بذلك، بل طرح حلولاً ناجعة للمشكلات كمطالبته «بوقفة جادة ضد جميع التدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية ورفض تحويل دولنا ومجتمعاتنا إلى ساحات لمشاريع الآخرين لبسط الهيمنة والتوسع والنفوذ على حساب أمن واستقرار ووحدة دولنا».

إيران وتركيا دولتان جارتان للعرب، ولا نقلل من قيمة الحضارة والتاريخ، ونحترم الشعوب وعقائدها، لكن ما يحدث أحياناً أنه قد يتعرض هذا الشعب أو ذاك في بعض الأوقات إلى محن ومصائب بوصول زعامات وقيادات تتولى السلطة، وبالتالي تتحكم في مصائر تلك الشعوب التي لا حول لها ولا قوة. حزب العدالة في تركيا ونظام الملالي في إيران نموذجان يجسدان تلك الحالة وبامتياز، ويلعبان اليوم بسياسة بلديهما ويقحمانهما في مشاكل ونزاعات، ويضمران الشر والبغض للأمة العربية، ولا يستطيعان الانفكاك من رواسب الزمن والتاريخ.

كان من المهم أن تخرج لغة مباشرة وصارمة تجاه أفعال النظام التركي الذي تمنعه غطرسته من رؤية الواقع، ويحسب للجامعة تغير أسلوب تعاطيها مع الملف التركي الذي كان خجولاً لفترة فعندما تدعو الجامعة علانية «الدول الأعضاء للطلب من الجانب التركي عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، والكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة، وتهديد أمن واستقرار المنطقة»، وكذلك سحب قواتها كافة الموجودة في الأراضي العربية، فإن ذلك يعد تحولاً مهماً وملحاً في ملف حماية القضايا العربية.

بيان الجامعة العربية في تقديري ما هو إلا مجرد خطوة أولى و«فركة أذن» ستتبعها خطوات أكثر تأثيراً إن لم يذعن نظام إردوغان. قطر كالعادة تحفظت على البيان ومعها الصومال وجيبوتي. ما زال النظام القطري يمارس أساليبه وتمرده ويكون خنجراً مسموماً يستخدمه الآخرون لطعن الخاصرة العربية للأسف الشديد. لماذا يبقى النظام القطري عضواً في الجامعة العربية وفي منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وهو الذي يسير عكس التيار ويغرد خارج السرب، بل ويدعم تلك الدول والجماعات التي تمثل خطراً على الأمن القومي العربي؟ سؤال صارخ وحارق وفي حاجة إلى إجابة واضحة من الدول الأعضاء التي لا يمكن لها قبول السلوك القطري المنافي للقوانين والمواثيق الدولية. إذن، ما الذي يجب فعله في حالة عدم الاستجابة التركية؟ لا بد من عقوبات متنوعة تدفع النظام في نهاية المطاف لمراجعة سياساته. يجب اتخاذ إجراءات جماعية لمواجهة العدوان التركي، سواء في سوريا أو ليبيا أو شمال العراق، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا، وهكذا تدريجياً إلى أن يستوعب النظام حقيقة ما يفعله ويتراجع عما اقترفه من أفعال سيئة وممارسات وانتهاكات خطيرة. قبل سنوات رحب العرب بحزب التنمية والعدالة على اعتبار أن إردوغان نصير لهم ولقضاياهم قبل أن يتبين لهم لاحقاً أن ما يلوح في الأفق ليس سوى مشروع تركي إقليمي يسعى للسيطرة والهيمنة، وأن خطاباته ما هي إلا شعارات لاستمالة وجذب الشارع العربي. الرئيس التركي له مشروعه الذاتي ويسعى لدور ونفوذ إقليمي وإعادة الخيالات العثمانية.

داخل حزب العدالة والتنمية هناك أيضاً أصوات لها مكانتها غادرت الحزب رفضاً لتفرد الرئيس المفرط والمطلق بالسلطة؛ ما دفع تركيا لعزلة دولية تكلفها كثيراً. غُلب البعد الآيديولوجي على المصلحة الوطنية آنذاك وتلاشى مبدأ تصفير المشكلات، وبدأت أنقرة تمارس السلوك الإيراني ذاته من دعم جماعات وأحزاب وأطراف في دول عربية، فالمسألة إذن لم تعد نفوذاً وهيمنة فقط، بل الحصول على غنائم، وما أدراك ما الغنائم!

السياسة التركية لا تلقى رواجاً في العالم وأعداء النظام في تزايد بسبب تخبط سياساته وفجوره في الخصومة. وحتى لا نخدع أنفسنا، أساليب الاحتواء والعصا والجزرة وغيرها لا تنفع ولا تجدي مع عقليات منتفخة بالغطرسة وداء العظمة. تركيع تركيا يبدأ بالعقوبات الاقتصادية وتشديدها إذا لزم الأمر، وهنا فقط يمكن أن ننجح إن أردنا الحقيقة، ولنا في التعاطي الدولي مع نظام إيران عبرة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون لم يرفض توقيع مرسوم إعفاء بدري ضاهر والأجراء المطلوب تطبيقه عليه يجب ان يطبق على جميع الموقوفين عدليا عملا بمبدأ المساواة

وطنية - السبت 12 أيلول 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "توضيحا لموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مسألة إعفاء المدير العام للجمارك السيد بدري ضاهر من مهام وظيفته ووضعه تحت تصرف رئيس مجلس الوزراء، ومنعا لأي تفسيرات لا تنطبق مع الواقع، يهم مكتب الاعلام تأكيد ما يلي:

أولا: لم يرفض رئيس الجمهورية توقيع مرسوم إعفاء السيد ضاهر، لكنه طلب، عملا بمبدأ المساواة، إصدار جميع المراسيم المتعلقة بالموظفين المعنيين بقرار مجلس الوزراء تاريخ 10/8/2020 المتضمن الموافقة على وضع جميع الموظفين من الفئة الأولى والذين تقرر او سيتقرر توقيفهم، بتصرف رئيس مجلس الوزراء، مع إعفائهم من مهام وظائفهم الخ...

ثانيا: إن الموظفين الموقوفين عدليا، منقطعون حكما عن القيام بوظائفهم بموجب القوانين والأنظمة المرعية الاجراء ولا يمكن بالتالي تكليفهم بمهام جديدة.

ثالثا: ثمة موظفون، غير السيد ضاهر، ينتمون الى الفئتين الأولى والثانية موقوفون عدليا لم يتخذ في شأنهم أي تدبير إداري بعد، الامر الذي يفرض أن يطبق الأجراء المطلوب تطبيقه على السيد ضاهر، على الجميع من دون استثناء عملا بمبدأ المساواة".

 

حزب الله: التطبيع مع العدو خيانة عظمى وطعنة لقضايا الأمة العادلة

وطنية - السبت 12 أيلول 2020

دان "حزب الله"، في بيان، "خطوة النظام الحاكم في البحرين، الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وسائر أشكال التطبيع المزمعة معه"، معتبرا "أن هذه الخطوة تأتي في سياق انتقال الأنظمة العميلة والخائنة لشعوبها، من علاقاتها السرية مع العدو، إلى العلاقات العلنية". ورأى أن "كل المبررات التي يسوقها هؤلاء الحكام المتسلطون، لا يمكن أن تبرر هذه الخيانة العظمى والطعنة المؤلمة للشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العادلة". وختم معتبرا "أن الرد على هذه الخطوات الخيانية التي قام بها حكام الامارات والبحرين، هو من قبل الشعوب العربية والاسلامية الحرة وخصوصا الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وسائر حركات المقاومة في المنطقة، المتمسكة بحق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه كاملة، والرافضة لكل أشكال التطبيع والتعاون مع هذا الكيان الغاصب، والتي سيكون النصر حليفها بإذن الله".

 

النهار: ساعات مصيرية للحكومة وبري يتمسك بالمال ميثاقيا

النهار/السبت 12 أيلول 2020

بات في حكم المؤكد ان ساعات حاسمة تفصل بين انجاز الرئيس المكلف مصطفى أديب تشكيلته الحكومية والتوافق عليها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والافرقاء السياسيين بما يؤذن بولادة الحكومة في مطلع الأسبوع المقبل على ابعد تقدير وبين احتمال تعثر الولادة وعرقلة انجاز الاستحقاق الحكومي في لحظاته النهائية الحاسمة . ومع ان المؤشرات والمعطيات المتجمعة من مختلف الأوساط المعنية استبعدت اخفاق المشروع الحكومي في لحظة اقترابه من الاختراق لان ذلك سيرتب أثماناً كبيرة لن يرغب أي فريق داخلي الان في تحمل تبعتها خصوصا لجهة التداعيات التي ترتبها أي عرقلة على العلاقات اللبنانية مع فرنسا الراعية والرافعة القوية للوضع اللبناني في الظروف الحرجة الحالية التي يجتازها فان ذلك لم يرق الى مستوى الضمانات الحاسمة الكافية للجزم بالولادة الحكومية في الساعات المقبلة. وبدا واضحا عقب الجولة الأخيرة من الاتصالات اللبنانية الفرنسية لا سيما منها بعد زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لباريس ولقاءاته مع خلية العمل الرئاسية الفرنسية لمتابعة الوضع في لبنان ان باريس تتشدد حيال التزام ما اتفق عليه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية خصوصا لجهة التزام مهلة الأسبوعين التي تعهد الافرقاء اللبنانيون احترامها لتشكيل الحكومة وهو ما يجب ان يترجم في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وتكشف هذه المعطيات حذرا فرنسيا كبيرا حيال احتمال اختلال المهلة المحددة لان من شأن ذلك فتح الباب على بدء التهرب من الالتزامات وهو الامر الذي لن تتسامح معه الرئاسة الفرنسية. فاذا استلزم الامر يومين إضافيين لحل آخر العقد التي تعترض تشكيل الحكومة فهو امر ممكن ولكن تجاوز أي مهلة تقنية محدودة سيرتب نشؤ حالة جديدة مشوبة بأخطار عرقلة المبادرة الفرنسية.

وحتى مساء البارحة لم تكن المخارج الممكنة لمعالجة عقدة حقيبة المال التي يتمسك بها رئيس مجلس النواب نبيه بري مدعوما من حليفه في الثنائي الشيعي "حزب الله" قد تبلورت بل ان موقف الثنائي لا يقتصر على اسناد المال لشيعي فقط بل يتمسك بري بطرح مرشحين لملء المقعد الوزاري . وفي هذا السياق اكد الرئيس بري في حديث ل"النهار" ان موضوع غربلة الشخصية التي سيتفق عليها لوزارة المال قابل للنقاش مع الرئيس المكلف مصطفى أديب "من واحد الى عشرة أسماء واكثر الى ان يقبل بواحد منها ". ويؤكد بري ان حقيبة المال تعادل في رأيه أي شيء ميثاقي وان حصول الشيعة عليها مسألة ميثاقية لا غبار عليها . وإذ يرفض اعتبار موقفه عثرة لتأخير تشكيل الحكومة يقول "ان هذا الكلام لا صحة له ومن يعمل على طرحه يهدف الى الاستفادة من حقائب أخرى" . ويؤكد بري ان كل شيء خارج وزارة المال "قابل للأخذ والرد والفهم والتفاهم" .

ولكن معلومات ترددت ليلا عن انجاز الرئيس المكلف توزيع الحقائب على الطوائف على ان يعرض اليوم مع رئيس الجمهورية المسودة الأولى للتشكيلة الحكومية والتشاور حولها قبل إعلانها الاثنين المقبل .

لقاء القصر

وافادت معلومات امس ان الرئيس المكلف سيقوم بزيارة القصر الجمهوري اليوم للتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تركيبته الحكومية التي يرجح انه انجزها بتوزيع الحقائب وإسقاط الأسماء عليها . وأشارت هذه المعلومات الى انه في حال توافق الرئيس المكلف مع الرئيس عون على مشروع التركيبة الحكومية فلن يبقى مانع مبدئيا من توقع ولادتها مطلع الأسبوع بما يعني بالضرورة حل موضوع حقيبة المال لتسلك الأمور مجراها ولذا توقف المراقبون امام تسليط "التيار الوطني الحر" الأضواء الإعلامية امس على موقف سيعلنه رئيسه النائب جبران باسيل الاحد بعدم مشاركة التيار و"تكتل لبنان القوي" في الحكومة ولكن مع دعم الحكومة ومنحها الثقة . ولكن هذا الموقف يبدو انه يكتسب دلالات أخرى لان أي حزب او تيار آخر لن يشارك في الحكومة اذا شكلت من اختصاصيين مستقلين غير حزبيين .وهو الامر الذي يتصل بالمخرج الصعب الجاري البحث عنه لمسالة حقيبة المال والتي اذا لم يكن شاغلها غير حزبي وغير موصل ب"امل"فانها ستتسبب بإرباك وتعقيد يصعب تجاوزهما . وتجدر الإشارة في هذا السياق الى ان المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري حسين الوجه نفى امس ما أوردته "النهار" لجهة علاقة رؤساء الحكومات السابقين بتريث الرئيس المكلف في موضوع تشكيلته عقب فرض العقوبات الأميركية الأخيرة على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس ،واكد ان رؤساء الحكومات السابقين لم يطلبوا من الرئيس المكلف مصطفى أديب التريث في طرح تشكيلته وهم يدعمونه في كل ما رسمه من مبادئ لتشكيل الحكومة العتيدة .

بعد الحريق

في غضون ذلك تفاقمت الأجواء الداخلية بقوة غداة الحريق الجديد الذي اتى قبل يومين على معظم مستودعات المنطقة الحرة في مرفأ بيروت والذي اثار بقوة تساؤلات عن فداحة التقصير والإهمال وكذلك القصور الاحترافي الذي يطبع إدارة مرفق حيوي وأساسي كمرفأ بيروت علما ان هذه التساؤلات لم توفر الجيش الذي يعتبر المسؤول الأساسي راهنا عن كل ما يتصل بمرفأ بيروت . وإذ بدأت امس التحقيقات في حادث الحريق وشملت نحو عشرين شخصا ومسؤولا إداريا وعسكريا معنيين بإدارة الحركة ومراقبتها في المرفأ قدرت الخسائر الناجمة عن الحريق بنحو خمسة ملايين دولار . وحرص الرئيس سعد الحريري على توجيه التحية الى فرق الإطفاء ولم يتناول ملابسات الحادث فقال "ليس غريبا على ابطال الدفاع المدني ورجال الإطفاء سرعتهم في تلبية نداء الواجب لإنقاذ الأرواح والمحافظة على الممتلكات وتفانيهم فداء للوطن كما حصل في المرفأ" . ووجه "تحية احترام وتقدير الى هؤلاء الأبطال ومعهم جنود الجيش اللبناني والمتطوعين والمتطوعات ". كما لفت في هذا السياق ان المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش غرد شاكرا "زملاءنا في اليونيفيل على المساعدة التي قدموها الى الدفاع المدني والجيش اللبناني وآخرين الذين عملوا على اخماد الحريق في مرفأ بيروت ". لكنه تساءل باستغراب "كيف يمكن ان تبقى موجودة مواد شديدة الاشتعال وغيرها من المواد الخطرة في المرفأ ؟". وسط هذه الأجواء عادت المخاوف تتصاعد بقوة من الأعداد المرتفعة باطراد للإصابات بفيروس كورونا في لبنان اذ يشهد تفشي الفيروس حالة تصاعدية لم تتراجع منذ أسابيع عدة بل ان مناطق عدة باتت تصنف بانها موبوءة ولا تتخذ فيها الإجراءات الحاسمة المطلوبة لاحتواء الانتشار وبدء محاصرته . وسجل امس عدد مقلق في الوفيات بلغ عشر حالات وفاة فيما سجل وزارة الصحة 546 إصابة .

 

نداء الوطن: تظاهرة قمصان سود أمام القصر الجمهوري اليوم

نداء الوطن/السبت 12 أيلول 2020

تشكيلة أديب إلى بعبدا بتمشوا أو بمشي

اذا صدقت الوعود المقطوعة على أعتاب "الباب العالي" الفرنسي، من المفترض أن تكون نهاية الأسبوع أقرب إلى نهاية حقبة زمنية كانت حافلة بالسلبطة والعرقلة والتسلط على تأليف الحكومات في لبنان، ليشهد الأسبوع الطالع تسجيل مولود استثنائي، قلباً وقالباً، في دفتر سجلات الولادات الحكومية. ففي الشكل، سرعة قياسية في التأليف لم يعتد اللبنانيون المعاصرون عليها عند مقاربة الاستحقاقات الحكومية، وفي المضمون كسرُ حواجز وقيود وبدع لطالما كانت تكبل الرئيس المكلف وتحاصر صلاحياته بمعادلات ما أنزل الدستور بها من سلطان، من قبيل "الثلث المعطل" و"التأليف قبل التكليف" وتناتش الحصص والحقائب بين سيادية وخدماتية وصولاً إلى محاولة تحويل أي رئيس مكلف تشكيل الحكومة مجرد ساعي بريد بين القوى السياسية المتناحرة يقتصر دوره على تلقف رسائلها وشروطها ومطالبها، ليخلص بعد جهد جهيد إلى تكوين مخلوق وزاري هجين تتنازع جيناته أطراف غير متجانسة متخندقة ضد بعضها البعض تحت سقف مجلس الوزراء. أما مع حكومة مصطفى أديب المرتقبة، فتحت رهبة السوط الفرنسي، يقف الصف الرئاسي والسياسي اليوم نظاماً مرصوصاً لا يجرؤ على تجاوز أي من الخطوط الحمر التي رسمها الرئيس إيمانويل ماكرون في بيروت، حتى بات أديب قاب قوسين من ولادة قسرية قيصرية لتشكيلته على قاعدة "بتمشو أو بمشي" وفق تعبير مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن"، مؤكدةً أنّ "مسودة هذه التشكيلة الأولية ستكون خلال ساعات على طاولة قصر بعبدا من باب التشاور الدستوري بين الرئاستين الأولى والثالثة قبل إحالتها بصيغتها النهائية إلى دائرة استصدار المراسيم".

ونقلت المصادر أنّ "الرئيس المكلف الذي يحرص على التزام الأصول الدستورية الناظمة لأطر التشاور والتوافق مع رئيس الجمهورية والاستماع إلى ملاحظاته في عملية تأليف الحكومة، يحرص في الوقت عينه على تشكيل حكومة منسجمة ومتضامنة قادرة على الإنجاز والعمل بعيداً عن التجاذبات السياسية داخل صفوفها، أولاً لأنّ الدستور نفسه لم يلزم أي رئيس حكومة مكلف الأخذ بالاستشارات النيابية بعدما اعتبرها "غير ملزمة" وتهدف فقط إلى استمزاج آراء الكتل والاستماع إلى مطالبها دون التقيد بها، وثانياً لأنّ المبادرة الفرنسية التي تم تكليف أديب بموجبها تشكيل الحكومة تقتضي ترشيق العمل الحكومي وترشيده ضمن إطار إصلاحي بحت لتكون حكومته "حكومة مهمات" فعلاً تتصدى للتحديات الداخلية وتلاقي التطلعات الخارجية في سبيل استنهاض البلد من أزمته المستفحلة". وعليه، فإنّ الرئيس المكلف سيخوض نهاية الأسبوع في عملية وضع "اللمسات الأخيرة" على مسودة تشكيلته بعد جوجلة خارطة الأسماء والحقائب التي رسمها في ضوء مشاوراته واتصالاته خلال مهلة الـ15 يوماً الفرنسية للتأليف، تمهيداً لإدخال أي تعديلات أو "روتوشات" أخيرة عليها قبل أن يحملها مجدداً مطلع الأسبوع إلى رئيس الجمهورية ويضعها في عهدته لقبولها أو رفضها.

وإذ لم تستبعد أوساط سياسية إمكانية اصطدام المسودة الوزارية التي سيكشف الرئيس المكلف النقاب عن تصوره لتركيبتها خلال زيارته قصر بعبدا "بعراقيل ومطبات هادفة في اللحظات الأخيرة إلى محاولة تدوير بعض زواياها الحادة"، أكدت في المقابل أنّ "الرهان لا يزال مرتكزاً على كون جميع الأفرقاء السياسيين يعلمون جيداً أن المبادرة الفرنسية تشكل مركب النجاة الوحيد للبلد، والمخاطرة بإعاقتها يعني حكماً انهيار سقف الهيكل فوق رؤوس الجميع"، لافتةً إلى أنّ "باريس تواكب عن كثب مدى التزام الأطراف الرئاسية والسياسية بتعهداتها إزاء تسهيل تشكيل حكومة اختصاصية غير مسيّسة برئاسة مصطفى أديب، والرئيس ماكرون لا يبدو أنه في وارد التسامح أو التهاون مع أي محاولة من الأفرقاء اللبنانيين للنكث بوعودهم". وفي السياق نفسه، برز أمس سعي الرئيس الفرنسي إلى حشد دعم عربي للبنان عبر القاهرة، وذلك من خلال الاتصال الذي أجراه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتأكيد على "توافق الجانبين على أهمية تكثيف التنسيق لدعم ومساندة لبنان حكومةً وشعباً بكل السبل الممكنة لتجاوز تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت، ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها حفاظاً على استقراره وسيادته ووحدته". وبالتزامن مع مرور 40 يوماً على زلزال الرابع من آب، سيكون محيط قصر بعبدا اليوم على موعد مع تظاهرة دعت إليها مجموعات شعبية من الحراك المدني للمشاركة في مسيرة "باللباس الأسود" إلى القصر الجمهوري، تأكيداً على وجوب محاسبة كل المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. في وقت يأتي هذا التحرك على وقع لهيب حريق العاشر من أيلول الذي أودى بالمنطقة الحرة في المرفأ وأسفر عن خسائر فادحة تناهز قيمتها نحو 15 مليون دولار جراء الأضرار الهيكلية والبنيوية التي لحقت بالتجهيزات بالإضافة إلى احتراق البضائع والمواد الغذائية وغير الغذائية التي كانت مخزنة في المكان… ليبقى "السؤال الأكبر" الذي حيّر العقول الدولية وطرحه بالأمس المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش على المسؤولين اللبنانيين: "كيف يمكن أن تبقى مواد شديدة الاشتعال وغيرها من المواد الخطرة موجودة في المرفأ؟" بعد انفجار 4 آب.

 

الجمهورية: أديب يُنجز مسودته بلا تشاور.. والعقوبات مسلسل أميركي طويل

الجمهورية/السبت 12 أيلول 2020

المشهد اللبناني يشبه تلك الغيمة السوداء التي كوّنها الحريق المشبوه في في مرفأ بيروت، في سماء العاصمة أمس الأول، فمسلسل التأليف يلفّه الغموض، ولم تنقشع معالمه في الوقت الذي تآكلت فيه مهلة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في معظمها، ولم يبق منها سوى أقل من 48 ساعة. وفي الموازاة، تبقى كلّ التفاصيل الداخليّة والمكوّنات السياسيّة مأخوذة بكلّ حواسها نحو مسلسل العقوبات الذي بدأت الولايات المتحدة الاميركية بدَحرجته بشكل متتابع على الواقع اللبناني، مستهدفة حلفاء "حزب الله". في مسلسل التأليف، وبحسب المعلومات، يبدو انّ الرئيس المكلف مصطفى أديب ماض في العزف المنفرد على هذا الوتر، فليس هناك تواصل أو تشاور ولو بالحد الأدنى بينه وبين القوى السياسية والنيابية التي سَمّته لرئاسة الحكومة، في وقت يتزايد الحديث عن انّ أديب قد أنجز وضع مسودة حكومته وسيعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة، ربما اليوم السبت. وإن صحّ الكلام عن إعداد أديب لمسودة حكومية لعرضها على رئيس الجمهورية، فإنّ تلك القوى الممتدة على حركة "أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" وسائر القوى التي سمّته، "مُرتابة من هذا المنحى المستغرَب، الذي يتجاوز المسار الطبيعي لتشكيل الحكومات في لبنان، والذي ينطلق من مبدأ التشاور حول الحكومة وبالتالي التفاهم عليها، وليس ان تُفرَض حكومة على قاعدة "هذه حكومتي فاقبلوا بها". وفيما تحدثت معلومات عن أنّ الرئيس المكلّف عكفَ في الأيام القليلة الماضية على إجراء اتصالات ولقاءات على شكل اختبارات، مع مجموعة شخصيات يسعى الى ضمّها الى حكومة الـ14 التي يصرّ عليها، يبرز موقف اعتراضي لدى القوى السياسية المنضوية كلها في خانة "8 آذار" حيث قلّلت من إمكان نجاح تمرير الحكومة بالشكل الذي يُعمل عليه.

وأكدت أوساط هذه القوى لـ"الجمهورية" انها "باتت متيقّنة أنّ من يُشكل الحكومة ليس الرئيس المكلف، بل انّها تتشَكّل من "بيت الوسط"، وانّ هناك من يعتبر في هذا الجانب انّ المبادرة الفرنسية ضاغطة على الجميع، وعلى هذه القوى تحديداً، ولذلك يحاول ان يعتبر انّ الوضع الضاغط يمنحه الفرصة لكي يشكّل الحكومة بالشكل الذي يخدمه، وبالشروط التي يريدها ويفرضها على الآخرين". واعتبرت هذه الاوساط "انّ هذا المنحى لا يُساعد على تشكيل الحكومة، ولا يُسهِّل مهمّة الرئيس المكلف، إلّا اذا كان هذا هو المقصود من سلوك هذا المنحى التفرّدي في تشكيل الحكومة واختيار وزرائها بمعزل عن القوى السياسية والتمثيلية في البلد، لا بل اكثر من ذلك، يشكّل عاملاً تعطيلياً للمبادرة الفرنسية، وهناك سؤال نضعه في يد فريق التأليف: هل هو متأكد من أنّه سيتمكّن من تمرير حكومة كهذه؟ وهل هو قادر على أن يشكّلها هكذا من دون تشاور مع أحد؟ وهل هو في اعتماده هذا المنحى ضامن لتمرير مسودة حكومة يضعها طرف واحد، مع الشريك الاساس في عملية التأليف أي رئيس الجمهورية؟ وهل هو مقتنع أساساً بأنّ القوى السياسيّة التي أخرجها من حلقة التشاور معها، ستقبل بذلك، علماً انّ لهذه القوى موقعها ووزنها، ولها رأيها، ولها حقّها في اختيار ممثليها في الحكومة، وهي التي ستمنح الحكومة الثقة في مجلس النواب؟

المحسوم حتى الآن، بحسب معلومات "الجمهورية" هو الحجم المصغَّر للحكومة الجديدة، والرئيس المكلّف على إصراره على حكومة 14 وزيراً وليس أكثر. والمحسوم ايضاً بشكل أكيد أن لا تمثيل حزبياً مباشراً في الحكومة، وهو أمرٌ باتَ مُسلّماً به لدى مختلف الاطراف، التي أكّدت بدورها على وجوب أن تأتي التشكيلة الحكومية من دون أسماء مُستفزّة أو فاقعة، بل أسماء تتمتع بالجدارة والكفاءة والاختصاص. لكنّ المشكلة المستحكمة هنا، تكمن في كيفية اختيار هذه الاسماء.

الرئيس المكلّف

في هذا السياق، تؤكد أوساط فريق التأليف لـ"الجمهورية" أنّ "كلّ الاطراف ومن دون استثناء التزمت بتسهيل مهمة الرئيس المكلف، وتسهيل تشكيل الحكومة من دون أي معوّقات، وهذا الالتزام ينبغي أن يُترجم على أرض الواقع، للوصول الى حكومة قوية وفاعلة وقادرة على مواجهة الكمّ الهائل من التحديات والأزمات التي يتخبط فيها لبنان. الّا انّ هذه الأوساط، عندما تسأل عن سبب عدم التشاور في ملف تأليف الحكومة مع سائر القوى السياسية، تقول انّ الرئيس المكلّف، في عملية التأليف، يمارس صلاحياته الدستورية ولا يتجاوزها. ولا يرى ما يبرّر ألّا تَتجاوب القوى السياسية معه، خصوصاً أنّه يعمل على إعداد تشكيلة كفريق عمل من الاختصاصين، متجانس ومتعاون مع بعضه البعض، في وضع العلاجات اللازمة للأزمة.

ماذا في المقابل؟

وكما انّ التأليف يجري من طرف واحد، ففي المقابل هناك تشاور مفتوح بين "الثنائي الشيعي" على مستوى الخليلين، وكذلك بينهما وبين "التيار الوطني الحر"، وأجواء هذا الثلاثي لا تفيد بوقوفهم على ما يحضّره الرئيس المكلف. والمسلَّم به في هذا الجانب "هو ان لا جدال على الاطلاق في مسألة صلاحيات الرئيس المكلّف ودوره في تأليف الحكومة، لكن هذا التأليف ينبغي أن يُقارب بطريقة واقعية وموضوعية استناداً الى واقع البلد وتوزّع القوى فيه. ما يعني أنّ التأليف هو عمل مشترك وليس عملاً أحادياً، فالعمل الأحادي في هذا الملف هو إجراء مقنّع لمحاولة فرض حكومة، علماً انّ الدستور نَصّ في المادة 95 على ما حرفيّته "تُمثّل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة". ما يعني انّ الوزير هو الممثّل لطائفته في الحكومة، ويعني ذلك ايضاً أنّ طائفته هي التي تختاره، وليس أي طرف آخر أو طائفة أخرى. وبالتالي، لا بد من التشاور مع مرجعيات هذه الطائفة السياسية والتمثيلية. وفي الخلاصة إنّ الاصرار على هذا المنحى لن تكون له سوى نتيجة وحيدة وهي خلق مشكلة إضافية بدل التَشارُك في الوصول الى حكومة لحل الأزمة".

فرضيّتان

وبحسب هذه الاجواء، فإنّ هذا المنحى يعزّز فرضيتين:

الأولى، شعور البعض في فريق التأليف الأحادي بأنّ المبادرة الفرنسية بِحَشرها كل الاطراف، مَدّتهم بشيء من القوة، التي يحاولون من خلالها فرض التشكيلة الحكومية التي يريدونها بمعزل عن كل الاطراف. على اعتقاد منهم انّ الفريق الذي كان حاضِناً لحكومة حسان دياب، أي حكومة اللون الواحد، لم يكن قادراً على تشكيلها في ظل الجو الدولي المقفل أمامها، كما انّ هذا الفريق ليس في مقدوره ان يُعارض التشكيلة الحكومية التي توضِع، لأنه يخشى من أن يبدو معارضاً ومعطّلاً للمبادرة الفرنسية، ومن أن يكون عرضة للعقوبات التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

الثانية، أن يكون في خلفيّة فريق التأليف نفسه، بسلوكه منحى التشكيل منفرداً، مَن يسعى إلى تعطيل الرئيس المكلّف وحَمله على الاعتذار عن إكمال مهمته، ليفتح الباب من جديد أمام عودة شخصية نافذة في هذا الفريق الى رئاسة الحكومة من جديد، وهذه الفرضيّة هي الأقرب الى الأخذ بها.

عقدة المال

وفي الجانب الآخر للمشكلة، فإنه حتى يوم أمس لم يطرأ ما يؤكد أنّ حقيبة وزارة المال قد خرجت من مدار الاشتباك حولها. ذلك انّ فريق التأليف ما زال يضع هذه الحقيبة في خانة المداورة، وبالتالي إخراجها من الحصة الشيعية في الحكومة.

بري

وسألت "الجمهورية" رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الموقف من وزارة المالية، فأجاب بشكل قاطع: لا مجال للبحث فيها، وليراجعوا محاضر الطائف. وعن تأليف الحكومة، قال: "مش عم إتدخّل". وبحسب أوساط عين التينة لـ"الجمهورية" فـ"إننا نشعر وكأنّ هناك من يحاول عرقلة المبادرة الفرنسية، وإفشال الرئيس المكلّف ودَفعه الى الاعتذار، عبر طروحات تثير الغبار على أصل المشكل". وتؤكد هذه الأوساط انّ "المستغرب هو هذا الإصرار على محاولة انتزاع وزارة المالية وإسنادها لوزير غير شيعي، وكأنّ هذا الوزير غير الشيعي سينقذها، والوزير الشيعي هو الذي يخربها. هذا الكلام مرفوض، فلا تقاربوا الأمور من الباب الغلط، بل يجب أن تقاربوها بموضوعية وعقلانية وواقعية، وغَير هَيك ما بيمشي الحال". وبحسب معلومات مصادر سياسية، فإنّ فريق التأليف، وبعد تبلّغه بموقف الثنائي الشيعي لجهة التَمسّك النهائي بوزارة المالية من حصة الطائفة، سعى الى التوَسّط مع الفرنسيين، وتحديداً الرئيس ماكرون لمحاولة التدخّل لدى الثنائي وإقناعه بالتخلي عن هذه الوزارة، الّا انّ موقف الثنائي لم يتغيّر.

العقوبات

وفي مسلسل العقوبات الاميركية، تبدو القوى الحليفة لـ"حزب الله" كمَن على رأسه الطير، بعد الاعلان الاميركي عن حلقات متتالية لهذا المسلسل، واعتبارها العقوبات التي طالت الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، رسالة الى السياسيين اللبنانيين، وعلى وجه الخصوص الحلفاء منهم لـ"حزب الله". على أنّ ما يزيد من حال التوتر والارباك لدى هذه القوى، هو الأخبار غير المطمئنة الآتية من واشنطن، والتي تؤكدها شخصيات لبنانية على صِلة بنافذين في الادارة الاميركية، وأيضاً جهات ديبلوماسية غربية وضعت بعض المستويات السياسية في لبنان في انّ واشنطن تحضّر لدفعة أوسع من العقوبات ستصدرها الخزانة الاميركية في المدى القريب.

وبحسب المعلومات، فإنّ الديبلوماسيين الغربيين أبلغوا مسؤولين لبنانيين بأنّ واشنطن أعدّت لائحة طويلة بأسماء سياسيين لبنانيين وغير سياسيين ستشملهم العقوبات، وغالبيتهم تتهمهم واشنطن، الى جانب حماية "حزب الله" وتحقيق مصالحه على حساب الدولة اللبنانية، بالشراكه معه في عمليات فساد. وتشير المعلومات الى انّ الديبلوماسيين الغربيين تحفّظوا عن ذِكر أسماء محددة، لكنهم بَدوا واثقين من أنّ دفعة العقوبات هذه ستصدر في غضون ايام قليلة، وستطال بين 7 أشخاص و10، والبارز فيها انها لن تكون محصورة فقط بحلفاء "حزب الله" بل ستشمل أيضاً شخصيات تنتمي إلى تيارات وأحزاب سياسيّة مختلفة، ومن طوائف مختلفة (شيعة وسنة ودروز إضافة الى مسيحيين)، ومن دون أن يستبعد هؤلاء الديبلوماسيون أن تشمل هذه العقوبات شخصيات مصنفة تاريخياً في خانة الحلفاء او الاصدقاء لواشنطن، وتقف على خط النقيض مع "حزب الله".

إستفسار

في سياق متصل، أبلغت شخصية لبنانية على صِلة وثيقة بالأميركيين الى "الجمهورية" قولها انّ العقوبات الاميركية الواسعة تجاه أطراف وشخصيات وسياسيين لبنانيين، تندرج في سياق المواجهة القاسية التي قرّرتها الولايات المتحدة مع حلفاء "حزب الله" وغيرهم. وبحسب الشخصية المذكورة، فإنّ واشنطن حدّدت هدفاً أساسياً، وهو فرض التغيير بحده الأعلى في لبنان، وهي بدأت السير في اتجاه تحقيقه، وتعتبر انّ العقوبات هي التي ستفتح الباب امام هذا التغيير. وهنا ينبغي التمعّن ملياً في الاشارة الواضحة التي تضمّنها بيان الخزانة الاميركية، والتي ورد فيها انّ إطلاق المتظاهرين في لبنان لِشعار "كلّن يعني كلّن"، يُظهر جدية رغبتهم في الاصلاح وكشف الغطاء عن فساد مجموعات بعينها، بما في ذلك "حزب الله". فهذا الشعار تَبنّته الادارة الاميركية، ووضَعته العنوان الاساس لحرب العقوبات التي بدأتها". ولفتت تلك الشخصية الى انّ جهات لبنانية تسعى الى طَرق باب السفارة الاميركية في لبنان للاستفسار حول حجم الدفعة الثانية من العقوبات الاميركية والجهات التي ستشملها، كما انّ جهات محددة مِمّن سُرِّبت أسماؤها بأنها مُدرجة في خانة العقوبات، سَعت عبر جهات صديقة الى الوقوف على حقيقة التسريبات المتعلقة بها، ولكنها لم تحصل على التطمينات. على أنّ أهم ما كشفته تلك الشخصية هو انّ شخصيات لبنانية مسؤولة، كانت في صورة الاجراء العقابي الأخير الذي اتّخذته وزارة الخزانة الاميركية بحق الوزيرين السابقين خليل وفنيانوس قبل صدوره. وإذ أشارت الشخصية نفسها الى طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى وزير الخارجية الاطّلاع من الاميركيين على الظروف التي دفعت وزارة الخزانة الاميركية الى فرض عقوبات على الوزيرين السابقين، سألت عن الحكمة من هذا الطلب، خصوصاً انّ بيان الخزانة الاميركية حول العقوبات عليهما قد أوضح كل الظروف والاتهامات؟ وبحسب معلومات "الجمهورية" فإنّ طلب رئيس الجمهورية هذا لم يكن له وَقع مريح لدى الجهات السياسية المعنيّة بالعقوبات على خليل وفنيانوس، وسألت هذه الجهات عمّا اذا كان هناك رابط او تَقاطع ما بين قرار العقوبات وبين كلام رئيس الجمهورية عن خوّات وارتكابات في وزارة المال، وما المقصود بقوله في ختام طلبه الى وزير الخارجية "كي يُبنى على الشيء مقتضاه"، فهل يعني إجراء المقتضى الدخول في مواجهة مع الاميركيين، أم طلب مستندات لمحاكمة الوزيرين"؟

باريس: لا علاقة لنا

في هذا الوقت، أكدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية أنّ باريس كانت على علم مسبق بسلّة العقوبات الاميركية، ولكن هذا شأن اميركي لا علاقة لفرنسا به. وشددت المصادر على انّ باريس تفصل في الاساس بين هذه العقوبات وبين المبادرة التي أطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون لإعادة إنعاش الوضع في لبنان، وتؤكد أن لا رابط بينهما، وهي تعتبر انّ هذا الاجراء الاميركي ينبغي ألّا يؤثّر على الجهد اللبناني بتأليف حكومة في القريب العاجل. وأكدت المصادر انّ باريس ماضية على الالتزام الذي قطعه الرئيس ماكرون بتقديم كل العون للبنان لتمكينه من تجاوز محنته ووضعه الصعب، إلّا انّ الشرط الأساس هو في التجاوب الكلي والمبادرة الى تأليف الحكومة للقيام بالمهمات الكثيرة التي تنتظرها، وهي تتطلّع الى تعاون اللبنانيين جميعهم لإنجاز المتطلبات الاصلاحية. ولفتت المصادر الى انّ الحريق الذي شهده مرفأ بيروت يوم الخميس، كان محل متابعة في الاليزيه، والرئيس ماكرون اهتمّ شخصياً بهذا الأمر. وقالت: كل هذا الذي يحصل في لبنان يؤكد مسؤولية اللبنانيين في بدء عملية إنقاذ بلدهم، ولا موجب لأيّ تأخير. يُذكر في هذا السياق انّ الموقف الفرنسي من التطورات اللبنانية جرى التأكيد عليه في اتصالات مباشرة في الساعات القليلة الماضية بين الرئيس ماكرون وبعض المراجع السياسية اللبنانية، ويأتي ذلك في وقت تحدثت مصادر مواكبة لعملية التأليف عن زيارة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 21-13 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

حكومة إنقاذ أم صومال لبناني؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط/12 أيلول/2020

A Rescue Government or a Lebanese Somalia?/Rajeh Khoury/Asharq Al Awsat/September 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90328/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b0-%d8%a3%d9%85-%d8%b5%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/