LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ك أعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل سيُلم لبنان للملالي كما سُلِم سابقاً للجزار حافظ الأسد؟

الياس بجاني/إسرائيل وملالي إيران ونصرالله ونظام الأسد هم شركاء وحلفاء

الياس بجاني/فصل جديد من مسلسل المسّيرات بين حزب الله اللاهي والإسرائيليين

الياس بجاني/لا تنسى يا أيها المتجبر والمتكبر والمستبد والظالم

الياس بجاني/هل يتمرد د. جعجع عملياً على الصفقة الخطيئة؟

الياس بجاني/المعرابي يلغي جولته الشوفية وتيمور في ضيافة الصهر!!

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالصوت والنص مستوحاة من سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله

الياس بجاني/الياس بجاني/تأملات إيمانية بالصوت والنص مستوحاة من سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله

الياس بجاني/ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نصر الله : لبنان مخيَّم خامنئي/حلقة اليوم من DNA لنديم قطيش

لقمان سليم: أولويات حسن نصرالله وحزبه هي إيران وملاليها وليس لبنان

المعابر غير الشرعية... لوجستية لـ"حزب الله"

محاولة لاحداث شرخ والباسه الى رأس الكنيسة المارونية؟

أسرار الصحف الصادرة في لبنان اليوم الثلاثاء 10 أيلول 2019

تركنا 140 ألف صاروخ بيد الحزب... إسرائيل: إيران تسعى للإحاطة بنا من لبنان

بعد المسيّرات... إسرائيل تطلق كلباً مجهّزا بكاميرات مراقبة على الحدود!

بسام قضى بعملية سطو مسلح في نيجيريا... والحريري طلب تسهيل إعادته

جعجع يضع كلام السيد نصرالله برسم الرئيس عون.. "مع كامل الاحترام"

الياس الزغبي: ستبقى كل الإجراءات الإصلاحية والمساعدات الدولية عرضة للسقوط طالما أن السلطات الشرعية لا تمسك بزمام الأمور

حزب الله يصعّد للإمساك بملف التفاوض بشأن التنقيب عن النفط والغاز

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رفض واسع في لبنان لخطاب “ذراع الخامنئي” /نصرالله يرفع التحدي: لا خطوط حمراء مع إسرائيل

واشنطن: تصعيد “حزب الله” سيؤثر سلباً على مفاوضات الحدود

عون: أي عدوان إسرائيلي على لبنان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة

فارس سعيد لـ “السياسة”: نصرالله نسف كل شيء

محاولة انقلابية على الأسد عن طريق “حزب الله” وروسيا

جعجع يفاوض الأحزاب المسيحية.. براغيد يلتقي سعيد/علاء الخوري/ليبانون ديبيت

المخاصمة فالمصالحة: سياسة العشائر والعصابات/يوسف بزي/المدن

تلفزيون "المستقبل": صرف جماعي.. ثم إعادة توظيف؟ط

توافق إعلامي بين إسرائيل و"حزب الله"/أدهم مناصرة/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الرئيس الأمريكي ترامب يقيل مستشاره للأمن القومي جون بولتون

من «تهدئته» إلى عزله... كيف خرج جون بولتون من البيت الأبيض؟

الطائرة الإسرائيلية المسيّرة بحوزة "كتائب القسام"

نتنياهو يتّهم إيران بتدمير «موقع نووي» سرّي اكتشفته إسرائيل

واشنطن تتهم طهران بالقيام بـ«أنشطة نووية محتملة غير معلنة»

مقتل 18 عنصراً موالياً لإيران في غارات غامضة على مواقع شرق سوريا وتل أبيب تعلن أن ميليشيات تدعمها طهران أطلقت صواريخ من قرب دمشق

نتانياهو: غور الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد

وفاة مشجعة كرة قدم إيرانية أشعلت النار في نفسها خشية سجنها

أنقرة تتهم واشنطن بتعطيل اتفاق «المنطقة الآمنة» شمال سوريا

إرودغان: تركيا لا يمكنها تحمّل موجة هجرة جديدة

بعدما ظلت ملاذاً لهم لسنوات... تركيا تدير ظهرها للاجئين السوريين

عشرات القتلى والجرحى إثر تدافع خلال إحياء ذكرى عاشوراء في كربلاء

طائرة مسيرة تقصف مخزن عتاد لـ”الحشد الشعبي” في الأنبار والتحالف قصف مواقع "داعش" بصلاح الدين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شينكر يدشّن «طاقماً جديــداً» لواشنطن في المنطقة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

جنبلاط يستفقد جعجع... و«قوات الجبل» ثابتة/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

لماذا يدوّل سعد الحريري مشكلة حزب الله/محمد قواص/العرب

لماذا لم يخسر لبنان أرضا في 1967/خيرالله خيرالله/العرب

جنبلاط الخارج من «الكسّارة»!/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

”ضبّ” السياسيين في قاووش؟/راجح الخوري/النهار

شراء العقارات في قبرص: المسيحيون قلقون/ غسان الحجار/النهار

«العدوان على حزب الله» ليس «العدوان على لبنان»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إيران وسلاح الأقليات في الشرق الأوسط/ محور "طهران والأسد" تلاعب بورقة المسيحيين في بيروت ونفذ عمليات اغتيال لسياسيين لبنانيين تصدوا له/د.وليد فارس/انديبندت عربية

الرئاسة لن تتراجع والزعامات السنية مكشوفة/عماد الشدياق/ليبانون ديبايت

مهمّة شينكر وردع إيران/طوني فرنسيس/نداء الوطن

"الإشتراكي" و"المستقبل"... طريق التسوية لن توصل إلى "قصر المهاجرين"/ألان سركيس/نداء الوطن

شينكر يُكمل في بيروت ما بدأه في واشنطن/غادة حلاوي/نداء الوطن

حل خلاف الرياض ـ أبوظبي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الأمانة في يد الأمين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل تزخم إيران حروبها بالوكالة؟/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: على واشنطن مساعدة لبنان لتسهيل عودة النازحين شنكر شدد على دعم بلاده استقرار لبنان واستعدادها المساهمة في بحث ترسيم الحدود

بري بعد لقائه شينكر: العدو مسؤول عن الخروقات وضرب الاستقرار

ميقاتي بعد استقباله شنكر: تطورات الجنوب الاخيرة تظهر الحاجة الى بذل كل المساعي الممكنة لمنع التصعيد

سفارة روسيا: لقاء للجنة الحكومية الروسيةاللبنانية المشتركة للتعاون العسكري وتحضيرا لزيارة الحريري لموسكو

رئيس القوات امام وفد من مخاتير قضاء عاليه: لن نتراجع قيد انملة عما نراه صوابا حتى لو بقينا لوحدنا

الراعي التقى في الديمان رئيس اتحاد بلديات الكورة ووفدا بولنديا وقمير

قاووق من بنت جبيل: عمليات المقاومة فضحت عجز العدو وثبتت مجددا عمليات الردع وحمت انجازات المقاومة

التيار المستقل: لضبط المعابر غير الشرعية بالطرق الشرعية السريعة تحضيرا لترسيم الحدود البرية مع البحرية

نص خطاب نصرالله لليوم

نصرالله في ختام العاشر من محرم: الحكومة تحترم ال1701 والحزب جزء منها ولكن أي اعتداء إسرائيلي سيرد عليه دفاعا ولا خطوط حمراء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى08/:”يا إِخوَتِي، أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! فإِنِّي أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيّ، مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيم، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين. لا، لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ، وقَدْ عَرَفَهُ مُنْذُ القَدِيم! أَوَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُ الكِتَابُ في شَأْنِ إِيلِيَّا، كَيْفَ كَانَ يُخَاطِبُ اللهَ شَاكِيًا إِسْرَائِيلَ وَيَقُول: «يَا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي!». ولكِنْ مَاذَا يُجِيبُهُ اللهُ في الوَحي؟: «إِنِّي أَبْقَيْتُ لي سَبْعَةَ آلافِ رَجُل، مَا حَنَوا رُكْبَةً لِلبَعْل!». كَذلِكَ أَيْضًا في الوَقتِ الحَاضِر، لا تَزَالُ تُوجَدُ بَقِيَّةٌ بَاقِيَةٌ بِفَضْلِ ٱخْتِيَارِ النِّعْمَة. فإِذَا كَانَ الٱخْتِيَارُ بِالنِّعْمَة، فَلَيْسَ هُوَ إِذًا مِنَ الأَعَمَال، وإِلاَّ فَمَا عَادَتِ النِّعْمَةُ نِعْمَة. فمَاذَا إِذًا؟ إِنَّ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ لَمْ يَنَلْهُ، بَلْ نَالَهُ المُخْتَارُون. أَمَّا البَاقُونَ فَتَصَلَّبَتْ قُلُوبُهُم، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل سيُلم لبنان للملالي كما سُلِم سابقاً للجزار حافظ الأسد؟

الياس بجاني/10 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78363/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d9%8f%d9%84%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%83%d9%85%d8%a7/

في السياسة الدولية عموماً، وهنا نعني في سياسات وأطماع ومخططات الدول الكبرى، فلا وجود لثوابت أو لأخلاق أو لقيم أو لما يعُرّف بالعرفان بالجميل..

والأخطر لا وجود لأي خوف من الله ومن يوم حسابه الأخير من قبل هؤلاء الحكام والقادة والمتمولين الأقوياء،

كما أن في ثقافتهم ومعاييرهم وقواميسهم لا إلتزام دائم لا بصدقات ولا بعداوات..

ممارساتهم ومواقفهم وتحالفاتهم تتميز حربائية وزئبقية وباستدارات فجائية، وبما يزيد بأشواط عن ال 180 درجة..

وذلك كله غب مصالح هؤلاء الكبار وعملاً بما يخدم مخططاتهم والأطماع.

وبالتالي ومن هنا دائما تتم التضحية ب بمصير الدول الصغيرة وبشعوبها من مثل لبنان..

هكذا كان حالنا التعيس والجائر والظالم يوم سُلّم وطننا، وطن الأرز، للنظام الأسدي ولإجرامه ولبطشه ولتوحشه ليعيث به قتلاً وتهجيراً وإذلالاً وتعذيباً وإضطهاداً وقمعاً للحريات واستهانة ومهانة للكرامات.

والخوف كل الخوف أن يتم تسليم هذا الوطن المقدس اليوم مع شعبه وبالكامل للمحتل الإيراني.

في المحصلة، فإن الصغار من الدول ومع شعوبها هم دائما يدفعون الأثمان وينتهون أضاحي وهدايا على طاولات الكبار وفي مقدمة هؤلاء الكبار أميركا بلحمها وشحمها.

يبقى أن الاتفاقات المصلحية بين الكبار لا تعرف ولا تعترف بغير الأقوياء.

ونحن للأسف بتنا نحن كلبنانيين أكثر من ضعفاء.

بتنا مهمشين وغائبين ومغيبين عن الساحات كافة.

وذلك بسبب وعلى خلفيات غباء وجشع وترابية وفجع وقصر نظر قادة وزعماء نرسيسيين وطرواديين أين منهم إبليسية الإسخريوتي والملجمي.

نسأل..اليوم وفي أجواء كل ما نواجهه كلبنانيين من الشرائح كافة مع وبسبب جحود وكفر قادتنا المتسرطنين أخلاقياً وإيمانياً وضميرياً ...

وفي ظل كل ممارستهم النتنة من تناطح وفساد وإفساد وإفقار للناس وتعميم للفوضى وتشرّيع للمحسوبيات وتعهير للقيم وساعات تخلي وتجلي وعاهات ميزاجيات والكفر والجحود ..

في ظل، ومع كل هذه المصائب وأصحابها ومسببيها..

ترى هل لبنان سائر اليوم في المنحى الدركي الذي واجهناه مع جزار سوريا حافظ الأسد..

وبالتالي سوف يسلم بلدنا ومعه شعبنا لملالي لإيران ولحزبهم اللاهي بالكامل؟

لم يعد ينجدنا وينجينا من مصير مخيف ينتظرنا غير عودتنا إلى ينابيع الإيمان والثقة بالنفس والرجاء..

ورذل وعزل كل القيادات التي باعتنا ولا تشبهنا واختيار من هم مثلنا ويخافون الله ويوم حسابه الأخير ولا يريدون لأنفسهم أي شي،

بل كل ما يطلبونه ويسعون إليه ومستعدون ليكونوا قرابين على مذبحه هو الشعب والوطن والاستقلال والسيادة والحرية والقرار الحر والعيش الكريم.

لبنان مقدس ومعطاء وفيه ترك الرب الكثير من الخمائر الطيبة، فلنبحث عنها ونسلمها دفة القيادة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إسرائيل وملالي إيران ونصرالله ونظام الأسد هم شركاء وحلفاء

الياس بجاني/10 أيلول/2019

منذ قيام دولة إسرائيل لم يقدم لها أحد أكثر من نصرالله وملالي إيران الخدمات والمبررات والتغطية والتسويق. مجموعة منافقين ودجالين.

 

فصل جديد من مسلسل المسّيرات بين حزب الله اللاهي والإسرائيليين

الياس بجاني/09 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78328/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%91%d9%8a%d8%b1%d8%a7/

في إطار عروض مسلسل إسقاط وتطيير المسيرات اللاهية (حزب الله الملالوي) والإسرائيلية تم الكشف اليوم صباحاً عن فصل جديد من هذا المسلسل الكرتوني المسلي والترفيهي حيث تم الإعلان في كل الضاحية الجنوبية وتل أبيب عن فصل جديد منه.

الفصل اليوم جاء قصيراً وغير مشوقاً وليس فيه لا بطولية خارقة ولا مؤثرات فوتوشوبية.

العرض الجديد اقتصر على بيان صغير صدر عن حزب الله جاء فيه: " تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها للحدود الفلسطينية اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية، حيث تم إسقاط الطائرة المسيّرة في خراج البلدة وأصبحت في يد المقاومين وذلك يوم الاثنين 9-9-2019". البيان هذا ترافق مع إعلان قناة "المنار" عن أنّ "حزب الله" أسقط اليوم الاثنين طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء عبورها للحدود ‏الفلسطينية - اللبنانية باتجاه بلدة رامية (بنت جبيل) الجنوبية. ونقلت القناة عن الحزب قوله إنّ العملية تمت باستخدام "الأسلحة المناسبة". كما نقلت عنه أنّ الطائرة المسيرة وقعت في خراج البلدة، ‏وأصبحت في عهدته.

بدورها إسرائيل وفي بيان رسمي قصير للغاية أيضاً قالت بأن طائرة استطلاع صغيرة تابعة لها قد تحطمت فوق الأراضي اللبنانية بنتيجة عطل تقني وفني ونفت أن يكون حزب الله هو من أسقطها مؤكدتاً بأن لا خطر من الحصول على معلومات من حطامها.

الإستنتاج هو بأن التوافق المسرحي والتشويقي السابق بين اللاهيين الإيرانيين في لبنان وبين والإسرائيليين ما زال قائماً وبأحسن أحوله تأليفاً وانتاجاً وإخراجاً وتسويقاً، حيث يستفيد كل منهما وعلى طريقته وبأسلوبه وغب حاجته من كل حدث مسرحي من هذا النوع.

فصل اليوم أعطى حزب الله وأمينه العام رصيداً من مصداقية تنفيذ وعود السيد بإسقاط مسيرة رداً على حادث المسيرات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية من بيروت والمعتبرة عاصمة للدويلة اللاهية.

في حين أنه إسرائيلياً تم إظهار الحادث بأنه عادي للغاية وعبارة عن تحطم مسيرة (درون) صغيرة جداً بنتيجة عطل فني وتقني وليس هناك أي إمكانية للحصول من خلالها على أية معلومات ذي قيمة.

يبقى أن التناغم الكامل وتبادل المصالح والخدمات بين حزب الله ومن خلفه راعيته جمهورية الملالي، وبين إسرائيل ومنذ سنوات لا يزال قائماً وفاعلاً وهو ولم يعد بخافي على أحد ويتمظهر بوضوح كلي في كل حادث أو حدث بينهما.

في الخلاصة، فإن كل شعارات وأطروحات وهوبرات وعنتريات إيران وأذرعتها الإرهابية وفي مقدمها حزب الله بالعمل على رمي إسرائيل في البحر وإزالتها من على الخريطة وتحرير القدس، هي كلها غش وحِيل وأدوات نفاق وخداع ودجل ولعب على عواطف الناس لا أكثر ولا أقل.

إيران أوجدت حزب الله بهدف احتلال لبنان وتحويله إلى قاعدة ومعسكر تابعين لها، وهي حققت هدفها، ومن خلال هذه القاعدة ومن خلال حزب الله وباقي أذرعها في المنطقة هي تعمل على تنفيذ مشروعها التوسعي والإمبراطوري وتفكيك وإسقاط كل الأنظمة العربية...

في حين أن في كل ساحات حروب الملالي الأعداء هم الشعوب والدول العربية وليس لا إسرائيل ولا الإسرائيليين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

لا تنسى يا أيها المتجبر والمتكبر والمستبد والظالم

الياس بجاني/09 أيلول/2019

تذكر بأن كل ما على هذه الأرض باق عليها وليس بمقدور الإنسان يوم يسترد الله منه نعمة الحياة أن يأخذ معه منها غير زوادته اعماله الإيمانية

 

هل يتمرد د. جعجع عملياً على الصفقة الخطيئة؟

الياس بجاني/08 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78311/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%af-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89/

نُشرِّت قبل أيام رزمة من الأخبار والتقارير المنسوبة إلى مصادر ادعت أنها قريبة من حزب القوات اللبنانية (دون أن تتبناها أو تنفيها معراب) شرحت وفصلت بالوقائع كيف أن الجهود الملالوية بواسطة حزب الله والمتحالفين والمتماهين معه وتحديداً التيار الوطني وتيار المستقبل منصبة حالياً وبقوة وبجدية ومباشرة ومواربة على عزل القوات اللبنانية وإحراجها لإخراجها من الحكومة، وبالتالي إزالة كل العوائق الاعتراضية من درب حزب الله وتركه دون حسيب أو رقيب مسيطراً على القرار اللبناني الحاكم وتجييره لراعيته إيران في مواجهتها مع أميركا دون مضايقات أو حتى ولو احتمال اعتراض.

ترى هل الغضب على “المعرابي” وعلى حزبه مرده إلى خوف من احتمال انقلابه عملياً على “الصفقة الخطيئة” التي دخلها مع الحريري وجنبلاط ونتج عنها فرط 14 آذار، وانتخاب عون رئيساً، وإقرار القانون الانتخابي، وتشكيل الحكومة، والمساكنة والتعايش “الصامت” تحت راية “نفاق الواقعية” مع وضعية حزب الله الإحتلالية والملالوية ووضعها خارج التداول وفي الأدراج، والتركيز فقط وفقط على الملفات المعيشية من ماء وكهرباء واقتصاد ونفايات وغيرها؟

د. جعجع في مقابلته الأخيرة مع مرسال غانم أعلن الحرب الوقائية على جبران باسيل بأسلوب التهكم الذي لم يوفر حتى رئيس الجمهورية، وأكمل في نفس المنحى التصعيدي من خلال الكلمة التي ألقاها في ذكرى الاحتفال بالشهداء، وكذلك فعل ويفعل منذ أسابيع كل المقربين منه من نواب وإعلاميين.

ولكن، وحتى الآن فإن اعتراضات جعجع وثورته هي كلامية وإنشائية وتتركز فقط على عدم مشاركة التيار الوطني له في الحصص والمواقع والمغانم الحكومية المسيحية عملاً ببنود تفاهم معراب، وهي لم تصل حتى الآن إلى تناول وضعية حزب الله الإحتلالية إلا تلميحاً، وحتى دون ذكر اسم الحزب كما كان حال الحكيم في إنشائية كلمته الشعبوية بإمتياز خلال الاحتفال بذكرى الشهداء في معراب.

ترى هل بإمكان “المعرابي” أن ينتقل بثورته وباحتجاجاته من مجرد الكلام إلى الأفعال على الأرض، وبسبب هذه القدرة والإمكانية الخوف منه، ولهذه المخاوف اللاهية الحرب الملالوية والباسلية الوقائية قائمة ضده؟

في سياق محاصرة د.جعجع وتفشيل أي إمكانية له للانتقال من الكلام إلى الأفعال، تم رصد الوقائع التالية:

*إبعاد القوات اللبنانية عن المجلس الدستوري وعن كامل التعيينات.

*قيام حزب الله بعملية الرد على إسرائيل خلال الاحتفال بذكرى الشهداء في معراب.

*تنفيس وتقزيم وتفشيل جولة جعجع الشوفية حيث وفي نفس اليوم المقرر لانطلاق الجولة هذه:

*قام النائب تيمور جنبلاط بزيارة مفاجأة وغير معلن عنها مسبقاً إلى الصهر جبران في منزله الصيفي في بلدة اللقلوق.

*وفي نفس اليوم أيضاً تم لقاء تصالحي سُلطت عليه الأضواء بين وفد من حزب الله على مستوى عال، مع وفد مماثل من الحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري حيث تمت المصالحة بين الحزبين.

*وفي نفس الإطار ذكرت الأخبار غير المؤكدة بأن سيدنا الراعي لم يتوافق مع د.جعجع (حتى لا يزعل باسيل) على أمر التنسيق بينهما بخصوص بعض التفاصيل الأساسية لجولة الرجلين الشوفية.

السؤال هو، هل فعلاً د. جعجع يخطط للخروج من الصفقة الخطيئة والعودة إلى موقع القوات اللبنانية السيادي والاستقلالي والتاريخي والمقاوم للإحتلالات الغريبة، أم أن ثورته هي شعبوية وكلامية ولن تترجم أعمالاً ومقتصرة فقط على حرمانه من حصص ومواقع كان تم التوافق عليها في ورقة تفاهم معراب؟

في التحليل، فإن الحرب الدروس والوقائية والإستباقية على د. جعجع وعلى حزبه تبين أن حزب الله فعلاً يحسب ألف حساب للمعرابي المقاتل ولحزبه المقاوم، وهو بالتالي يعمل فعلاً وبمنهجية وبجدية مباشرة ومن خلال المتماهين والمتحالفين معه، ومع شركائه في الحكومة وفي مقدمهم الرئيس الحريري على عزله وقائياً وعلى تفشيل مسبق لأي استدارة سيادية واستقلالية عملية قد يقوم بها.

يبقى أنه وبعد استيعاب حزب الله للسيد جنبلاط والعودة إلى مساكنته حبياً، وبعد استدارة الرئيس الحريري ال 180 درجة لاهياً، كان لا بد لحزب الله من تعطيل كل إمكانيات جعجع الانقلابية على بنود الصفقة الخطيئة.

وهذا بالتحليل ما يفسر مجريات ومنحى وأهداف غالبية الوقائع الأخيرة التي استهدفت وتستهدف د.جعجع ودور حزبه بالمباشر، وهي كلها تصب في تنفيذ هدف الحزب عزل جعجع وإبقائه داخل بيت الطاعة الملالوي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالصوت والنص مستوحاة من سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/78282/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84/

07 أيلول/2019 (من أرشيف الكاتب لعام/25/01/2015)

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعبر سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب/07 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias younan25.01.15.wma

 

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعبر سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب/07 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias younan25.01.15.mp3

 

ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب

الياس بجاني/07 أيلول/2019

في التأملات الإيمانية في أعلى (بالصوت) قراءة وشرح مبسطين لسفر يونان من الكتاب المقدس الذي يعلمنا أن لا قدرة فوق قدرة الله، وأن الإنسان ليس بمقدوره كائن من كان أن يهرب وجه الله ووفي التأملات تركيز على عناوين رئيسية ومهمة مستوحاة من السفر نفسه هي:

*الرب يحب الإنسان ابنه الذي خلقه على صورته ومثاله ودائماً يهب لنجدته عندما يقع في تجارب الشيطان.

*الرب الذي هو أب يغفر ويسامح ولكن على الإنسان ابنه ليستحق المغفرة والمسامحة أن يتوب ويؤدي الكفارات ويعود إلى الطريق القويم.

*ليس بقدرة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله، أي من دعوته عندما يدعوه للقيام بأي مهمة أو واجب.

*رجال الدين هم أصحاب دعوة، أي أن الله أنعم عليهم بكم كبير من الوزنات والمواهب واختارهم ليحملوا البشارة ويبشروا بها. ولكن بعضهم وعلى مثال الإسخريوتي يقع في تجارب إبليس ويعبد المال وتراب الأرض.

*المؤمن معياره ودستوره هو الكتاب المقدس، وبالتالي الغلط والصح، أي الخير والشر يقاسون بهذا المعيار.

*الله يقبل التوبة كما قبلها من أهل مدينة نِينَوَى عندما تابوا، وكما قبلها من على الصليب من لص اليمين.

الرب ينتقم ويقاصص عندما لا يتوب الإنسان، كما كان غضبه على مدينتي سادوم وعامورة لأنهما رفضتا التوبة، فحرقهما.

*من لا يغفر لأخيه الإنسان لا يغفر له الله.

*من لا يخاف يوم الحساب لا يخاف الله ونهايته تكون في نار جهنم التي لا تنطفئ نارها، ولا يهدأ دودها ولا نهاية لعذابها.

*الموت هو الخطيئة والإنسان عندما يسترد الله وديعة الحياة منه يرقد على رجاء القيامة ويوم الحساب الأخير.

*كل ما على هذه الأرض باق عليها، وليس بقدرة الإنسان أن يأخذ معه غير زوادته الإيمانية يوم يسترد الله منه نعمة الحياة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الحلقة

نصر الله : لبنان مخيَّم خامنئي/حلقة اليوم من DNA لنديم قطيش/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الحلقة

https://www.youtube.com/watch?v=3mSnNBDV5Nw

 

لقمان سليم: أولويات حسن نصرالله وحزبه هي إيران وملاليها وليس لبنان

فيديو مداخلة للكاتب والمعلق السياسي لقمان سليم من قناة الحدثة يقرأ من خلالها في خطاب السيد حسن نصرالله الذي ألقاه اليوم وأعلن دون أية مواربة تبعيته المطلقة لملالي إيران وأكد أنه مستعد أن يفعل أي شيء للدفاع عنهم..أما وجود حزبه في منطقة عمل القوات الدولية في الجنوب المغطاة بالقرار الدولي 1701 فهذا مخالف للقرار هذا ويلغي دور الدولة اللبنانية المستسلمة لة وهي الطرف الرئيسي فيه./اضغط هنا على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخة

https://www.youtube.com/watch?v=-k27kJmjKeg&fbclid=IwAR33YfwprU_0VtL4u-END1-WploYmGg8ONK4gOQScayq0mUu08qgO7-d8W8

 

المعابر غير الشرعية... لوجستية لـ"حزب الله"

الكلمة اولاين/10 أيلول/2019

يقول ناىب حزبي بأن مسألة المعابر في منطقة البقاع الشمالي، مرتبطة أيضا بالواقع اللوجستي لـ "حزب الله "الذي يعتمد هذه المنطقة للانتقال الى داخل سوريا، ولا يتطلب الأمر هذا السجال طالما ان الحكومة تسلم بدور المقاومة تحت عناوين مختلفة.

 

محاولة لاحداث شرخ والباسه الى رأس الكنيسة المارونية؟

الكلمة اولاين/10 أيلول/2019

في وقت يعلم فيه الجميع من هم "اصحاب الفضل" في عملية اعادة شراء الارض في كفرفالوس، كانت لافتة خطوة تفقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المشروع حيث اقتصر التكريم على ثلاثة أشخاص (نائب رئيس اتحاد بلديات جزين رئيس بلدية لبعا فادي رومانوس ورجلا الاعمال شارل حنا وسمير عون). لهؤلاء دور في العملية المشار اليها، الا ان المستغرب كان تغييب عدد من المساهمين الاساسيين الذي عملوا ليل نهار على انجاح اعادة الشراء ولم يقتصر دورهم فقط على دفع الاموال. هذا ما دفع اوساط مارونية الى التسؤال عمن يتحمل هذا الخطأ، في حين انه يفترض ان تكون الدعوات قد وجهت الى الجميع وفي مقدمهم النائب نعمة افرام النائب السابق امل ابو زيد، رئيس الرابطة المارونية للانتشار شارل الحاج السيدة روز الشويري، واحد افراد عائلة الراحل ميشال ابو نادر. وبحسب اوساط مارونية، لا يطمح "اصحاب الفضل الاساسي" الى اي تكريم، لان ما قاموا به نابع من ايمانهم بضرورة الحفاظ على ارض المسيحيين، انطلاقا من اهمية العيش المشترك في جزين وجوارها، الا ان هناك من يستغرب هذا التكريم، الذي ظهر وكأنه يهدف الى الاضاءة على اشخاص معينين في العملية، في حين لم توجه الدعوة الى الآخرين. وكان البطريرك الراعي قد قام الاحد الماضي بجولة على جزين من ضمنها تفقد مشروع كفرفالوس. وخلصت الاوساط الى التساؤل: هل هناك من يحاول احداث شرخ في الصفوف .... والباسه الى رأس الكنيسة المارونية؟!

ابناء كفرفالوس

من جهة ثانية ظهر امتعاض على مواقع التواصل الاجتماعي من بلدية كفرفالوس وابنائها حيث قال المحامي جوزف نهرا: نرحب اشد الترحيب بزيارة ابينا البطريرك مار بشاره الراعي وصحبه الكرام الى بلدتنا كفرفالوس لتفقد احد المشاريع. ولكن الم يكن من المستحسن اعلام اهالي البلدة وبلديتها وفعالياتها بهذا الزيارة التاريخية حتى على الاقل يقومون بالواجب؟

هل يمكن لزيارة بهذا الحجم ان تختصر دلالتها على تفقد مشروع؟

الم يكن من الاجدى ان يتم تفقد الاهالي الصامدين الذين عانوا الكثير من الحروب والمشاريع واستمروا متشبثين بارض الاباء والاجداد . نحن لا نتوجه بالسوءال فقط الى غبطة ابينا البطريرك ونحن متاكدون بان لا علاقة له بالموضوع. بل سوءالنا لمن نظم هذه الزيارة :هل بتحاهلكم لبلدة والقفز فوق اسوارها وبدون حساب للكرامات والمقامات لا بل لوجود البلدة بالذات واقتصار النظر اليها فقط بعين صاحب المشروع والمستثمر ،وهل هذا يفيدكم ؟

 

أسرار الصحف الصادرة في لبنان اليوم الثلاثاء 10 أيلول 2019

وطنية/الثلاثاء 10 أيلول 2019

البناء:

كواليس

توقعت مصادر خليجية تبلور مبادرة جديدة للمبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيت تاخذ بالاعتبار ما توصل إليه الأميركيون وأنصار الله في مفاوضات مسقط عبر الوسيط العُماني وتلحظ المتغيّرات اليمنية بعد أحداث الجنوب، وقالت المصادر إنّ الأكيد هو أنّ مكانة أنصار الله في أيّ مشروع سياسي لليمن أصبحت متقدّمة على كلّ المكونات اليمنية الأخرى، سواء الحراك الجنوبي أو حكومة منصور هادي، وأنّ الانسحاب الخليجي من اليمن صار من ثوابت الحلّ، والجدل يدور حول صيغة اليمن وطرح الفدرالية بين أقاليمه كمشروع أميركي خليجي يرفضه أنصار الله…

خفايا

تتحدث أوساط قواتية عن قناعة لدى رئيس القوات سمير جعجع بعد عدة اختبارات بأنّ الرئيس سعد الحريري قد عقد تفاهماً إستراتيجياً مع الوزير جبران باسيل يتناول كلّ القضايا بما فيها كيفية إدارة العلاقة مع حزب الله وسلاحه، وأنّ الإتفاق يحظى بمباركة من حزب الله، ولذلك لجأ القواتيون إلى الأميركيين لفرض عقوبات على الوزير باسيل لكنهم لم يجدوا الإستجابة اللازمة، ويربط القواتيون بين هذا الإتفاق ومستقبل الإستحقاق الرئاسي الذي يبحثون عن خيارات تحرج الحريري في خوضه بغير إسم جعجع الذي بات مسلّماً بخروجه من الاستحقاق إلا كمناورة تكتيكية…

الجمهورية:

تداول مسؤولان كبيران في أجواء التقارب التي يعمل عليها بين بعض القوى السياسية، ّ والتقيا على التأكيد أن هذه الأجواء تساهم بشكل أو بآخر في معالجة الاأزمة الاقتصادية.

اللواء:

همس

وفقاً لدبلوماسي مطلع تتخطى مهمة الموفد الأميركي الجديد ترسيم الحدود إلى نقل رسائل حول الوضع غير المستقر في المنطقة الحدودية.

غمز

تمكن موظفون من قبض رواتبهم من بنك تعرض لعقوبات أميركية، بانتظار المرحلة المقبلة.

 

تركنا 140 ألف صاروخ بيد الحزب... إسرائيل: إيران تسعى للإحاطة بنا من لبنان

ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 أيلول 2019

قال كاتب إسرائيلي إن "المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المستمرة منذ عهد الخميني وحتى قاسم سليماني تشير إلى وجود مصلحة إيرانية لاستمرار هذه المواجهة معنا، ما يطرح أسئلة حول مآلات الحوادث الأخيرة بين البلدين، وإمكانية أن تتدحرج إلى حرب شاملة".

وأضاف آساف غولان في سلسلة حوارات أجراها مع كبار الجنرالات الإسرائيليين، نشرتها بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21"، أن "استمرار الضربات الإسرائيلية على الحدود الإيرانية العراقية ضد المليشيات الشيعية، وإسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية من قبل حزب الله في لبنان، يشير إلى نوع جديد من المواجهة الجارية في شمال البلاد في السنوات الأخيرة". ونقل عن الجنرال غرشون هكوهين أن "المواجهة الإسرائيلية الإيرانية ستبقى مستمرة على المدى القريب؛ نظرا لأسباب عميقة مختلفة، فإيران معنية باستمرار الوضع على هيئته الحالية؛ لأن لديها تطلعات توسعية بالعودة إلى أيام الامبراطور كورش، صحيح أنهم اليوم شيعة، لكنهم ما زالوا يرون في أنفسهم امتدادا للإمبراطورية الفارسية، ولذلك لديهم مصالح للتواجد في سوريا والعراق وبلدان أخرى".

وأضاف الجنرال الذي ترأس الكليات العسكرية وقيادة التجنيد، أن "استمرار المواجهة مع إسرائيل يخدم المصالح الإيرانية، ما يتطلب منا التجهز لإمكانية اندلاع مواجهة في مستويات عدة، في ظل قناعة إسرائيلية بأن الولايات المتحدة لا تريد المساس بإيران، وهي تواصل تثبيت نفسها كقوة إقليمية". الجنرال يوسي كوبرفاسر قال إن "تعاظم العمليات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان وجبهات أخرى هدفها إيصال رسالة للأمريكان بتحسين شروط طهران في المفاوضات حول المشروع النووي، هدف طهران هو واشنطن، والقول لها إن أي محاولة لمهاجمتها فإن الإيرانيين سيستهدفون حلفاءهم في المنطقة، ولذلك من الأفضل الدخول في مفاوضات معها". وأضاف كوبرفاسر، رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "هذا سبب زيادة عمليات حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا، الإيرانيون ليس لديهم مصلحة كبيرة للدخول بمواجهة واسعة مع إسرائيل، هذا ليس جيدا لمصالحهم، لذلك تسير إيران مع الولايات المتحدة وفق سياسة شفا الهاوية، لكن إسرائيل تجد نفسها تعمل ضد المحاولات الإيرانية للمس بها واستهدافها، ولذلك فإن المواجهة الحالية ستستمر في مستواها المنخفض الحالي، فليس لديها مصلحة في حرب شاملة".

البروفيسور آيال زيسر قال إن "ما يحصل حاليا بين إسرائيل وإيران وحزب الله هو استمرار لاستخلاص الدروس والعبر من كل الأطراف، إيران لديها هدف أسمى، وهو السيطرة على سوريا، حتى لو تخلل ذلك فتح جبهة عسكرية أمام إسرائيل، لأن ذلك ينطلق من أسباب استراتيجية واسعة، في حين أن إسرائيل تعمل كل ما بوسعها لإحباط هذه التطلعات". وأضاف زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أننا "أمضينا خمس سنوات من المواجهة منخفضة الوتيرة، وحين رأى الإيرانيون أن إسرائيل تهاجم سوريا، نقلوا مصانع الصواريخ إلى لبنان، وحين تمت مهاجمته قاموا بتفعيل وسائلهم الدفاعية، ومن ذلك إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة". وختم بالقول إن "كلا الطرفين لا يريد مواجهة واسعة، وليس معنيا بها، ولذلك نرى ردودا محدودة، على اعتبار أن الحرب لا تخدم أحدا، وفي حال أضفنا عنصرا ثالثا للمواجهة الدائرة متمثلا ببشار الأسد، فهو لا يمتلك تأثيرا يذكر على الأوضاع الدائرة". الجنرال عاموس غلعاد قال إن "المواجهة دائرة مع إيران طيلة الوقت؛ لأن لديها هدفا واحدا، وهو تدمير إسرائيل، بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه تحقيق هذا الهدف، وهم يسعون للإحاطة بنا من سوريا ولبنان وغزة والعراق، ومن أجل ذلك يبنون مفاعلهم النووي، فلديهم تاريخ ونفس طويل". وأضاف غلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب السابق، أن "التاريخ سيحاكمنا على أننا تركنا خلفنا 140 ألف صاروخ بيد حزب الله، واليوم في سوريا نحاول منع تكرار ذلك، وبالتالي ففي حالة وجود مصلحتين متناقضتين، فإن المواجهة حتمية، لكن ذلك سوف يستغرق سنوات طويلة".

 

بعد المسيّرات... إسرائيل تطلق كلباً مجهّزا بكاميرات مراقبة على الحدود!

ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 أيلول 2019

حلقت طائرتان مسيرتان تابعتان للعدو الاسرائيلي فوق اجواء نقطة البانوراما في العديسة على  مستوى منخفض،وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام. وعند استنفار الجيش اللبناني عند النقطة، عادتا أدراجهما الى داخل اراضي فلسطين المحتلة واختفتا في الاجواء. وبعد قليل، عادتا الى التحليق على مستوى منخفض في اجواء عديسة، وتحديدا فوق نقطة البانوراما كما اطلق الجنود الاسرائيليون بين الجدار الاسمنتي والسياج التقني كلبا مجهزا بكاميرات مراقبة ثم ادخلوه من البوابة الحديدية في الجدار الاسمنتي.

 

بسام قضى بعملية سطو مسلح في نيجيريا... والحريري طلب تسهيل إعادته

ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 أيلول 2019

طلب الرئيس الحريري من الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء خير اجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات النيجيرية والقنصلية اللبنانية هناك، لتسهيل إعادة جثمان المواطن اللبناني بسام الخضري الذي قضى نتيجة عملية سطو مسلح هناك، الى لبنان بأسرع وقت ممكن وتسليمها الى ذويه ليدفن في بيروت.

وكانت السفارة اللبنانية في أبوجا أعلنت وقنصليتها في لاغوس عن صدمتهما وعن حزنهما العميق لتعرض اللبناني بسام أمين الخضري لجريمة قتل مروعة في شقته في لاغوس بعد ان اقدمت مجموعة لصوص بعد ظهر امس على سرقة شقته اثر عودته من لبنان.وتقدمت السفارة باسمها وباسم الجالية اللبنانية بخالص التعازي من عائلة الفقيد ومن أصدقائه وأكدت تضامنها معهم في هذا المصاب الأليم. وطلبت السفارة من مواطنيها توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم ومحيطهم، في ظل الفوضى الامنية وأعمال الشغب التي تشهدها بعض المدن النيجيرية مؤخراً لا سيما مدينة لاغوس بسبب الازمة مع دولة جنوب افريقيا.

 

جعجع يضع كلام السيد نصرالله برسم الرئيس عون.. "مع كامل الاحترام"

ليبانون فايلز/الثلاثاء 10 أيلول 2019

غرّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع على حسابه الخاص عبر "تويتر"، قائلاً: "برسم فخامة رئيس الجمهورية، مع كامل الاحترام، بعضاً مما قاله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم: "نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره"."نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات".

 

الياس الزغبي: ستبقى كل الإجراءات الإصلاحية والمساعدات الدولية عرضة للسقوط طالما أن السلطات الشرعية لا تمسك بزمام الأمور

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

لفت عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي إلى "خطورة تمادي المرجعيات الشرعية في التخلي عن حقها الدستوري لحماية لبنان، وتسليمها السهل بما يقرر حزب الله وينفذ من خطوات ميدانية وأمنية". وقال في تصريح: "إن غياب هذه المرجعيات عما يجري أسبوعيا من الضاحية إلى الجنوب، وتنازلها عن مسؤوليتها الحصرية في قرار الحرب والسلم، يضعانها في موقف حرج ومرتبك أمام الموفدين الدوليين من دوكان إلى شنكر والأمم المتحدة، ويسقطان حجتها الواهية في تسييب المصلحة العليا للدولة، وإيكالها إلى قوة من خارج صلبها".

وأضاف: "ستبقى كل الإجراءات الإصلاحية والمساعدات الدولية عرضة للسقوط، طالما أن السلطات الشرعية لا تمسك بزمام الأمور، وطالما أن لبنان خاضع لقرار استراتيجي من خارج إرادة دولته".

 

حزب الله يصعّد للإمساك بملف التفاوض بشأن التنقيب عن النفط والغاز

العرب/11 أيلول/2019

بيروت – كشفت أوساط سياسية مطلعة لبنانية أن التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية وكثرة الحديث عن احتمال نشوب حرب كبرى، لا ينفصلان عن مساعي حزب الله للدخول على خط المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة لإيجاد تسوية لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل. ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، واشنطن لاستئناف وساطتها بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، في وقت يستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية. والتقى عون، الثلاثاء، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر الذي بدأ، الاثنين، زيارة إلى لبنان تستمر يومين ضمن جولة في المنطقة. وتعتبر الزيارة التي يقوم بها شينكر مفصلية داخل ملف الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وتمثل مسألة ترسيم الحدود مطلبا دوليا لاسيما من قبل الدول المنخرطة في مسألة استغلال الغاز في شرق المتوسط، مثل مصر وقبرص واليونان وتركيا وروسيا وإسرائيل. وأثيرت هذه المسألة مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن.

ويصر لبنان على تلازم مساري ترسيم الحدود البرية والبحرية. وقد تم الاتفاق في وقت سابق على إجراء المفاوضات في مقر قيادة اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان) وبإشراف أميركي. إلا أن الوساطة توقفت مع مغادرة الوسيط السابق ديفيد ساترفيلد مهامه. ويؤكد خبراء في الشؤون الإسرائيلية أن إسرائيل تعتبر أن أنشطة التنقيب في الآبار الواقعة داخل مياهها، لاسيما تلك المحاذية للمياه اللبنانية، لا يمكن أن تغري شركات التنقيب الدولية إلا إذا تمت إزالة الخطر الذي يتهددها من قبل حزب الله. ويضيف هؤلاء أن إعادة إسرائيل إثارة مسألة حيازة حزب الله على صواريخ دقيقة، وتقديمها أدلة على وجود مصانع للحزب لتصنيعها، يتجاوز مسألة استغلال الأمر داخل حملة نتنياهو في الانتخابات التشريعية التي تجري في 17 من الشهر الجاري، وأن الأمر بات يتعلق مباشرة بصناعة الطاقة في إسرائيل كما بالتسوية التي سترسو عليها مسألة النزاع الحدودي مع لبنان.

وتقول مصادر لبنانية مراقبة إن حزب الله ومن ورائه إيران يسعى لاستغلال هذا النزاع بكونه ورقة ابتزاز تستطيع طهران استخدامها في مواجهتها للمجتمع الدولي وللدول المعنية بهذا الملف. وتضيف أن الإصرار على إمساك نبيه بري، رئيس مجلس النواب وحليف الحزب، بملف التفاوض في شأن النزاع الحدودي هدفه عدم ذهاب لبنان إلى أي اتفاق دون موافقة الحزب.

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب لمناسبة ذكرى عاشوراء، الثلاثاء، من التفاوض مع “مندوب أميركي صديق لإسرائيل وحريص على مصالحها”. وقال إن على “اللبنانيين أن يتصرفوا من موقع أنهم القوي القادر على حماية النفط والغاز”. ولا يستبعد خبراء في الشؤون العسكرية نشوب حرب كبرى بين إسرائيل وحزب الله هدفها خلق قواعد جديدة وتعويم توازنات أخرى تضع أسسا لكيفية استغلال وتطوير عمليات التنقيب عن الغاز في مياه المنطقة. ويضيف هؤلاء الخبراء أن التصعيد الذي طرأ مؤخرا في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ومواقف حسن نصرالله ترفع من منسوب نشوب هذه الحرب.

وقال نبيه بري، الثلاثاء، إن بلاده حريصة على الاستقرار وعدم الانجرار إلى حرب. جاء ذلك خلال لقاء مع شينكر الذي بدأ، الاثنين، زيارة لمدة يومين إلى لبنان.

وقال بري في بيان صادر عقب اللقاء إن “لبنان ملتزم بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701، والعدو الإسرائيلي مسؤول عن الخروقات وضرب الاستقرار الذي كان قائما منذ عام 2006”. والقرار 1701 تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 11 أغسطس 2006، ويدعو إلى وقف كامل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل إثر اندلاع مواجهات بين الطرفين في يوليو من العام نفسه. وترى مصادر دبلوماسية غربية أن مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل كما مسألة التنقيب عن الغاز في مياه المنطقة باتت جزءا من الملفات التي يفترض أن تكون على طاولة أي مفاوضات محتملة بين واشنطن وطهران.

وتعتبر أن هذا الأمر بات يعقّد هذا الملف ويجعله عصيا على الحلّ على المستوى الثنائي بين لبنان وإسرائيل دون أن تكون لإيران الكلمة الفصل. ويستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في رقعتين في مياهه الإقليمية، رغم التوتر القائم مع إسرائيل على خلفية جزء متنازع عليه في الرقعة المعروفة بالرقم 9. ومن المفترض أن يبدأ الحفر في الرقعة رقم 4 منتصف ديسمبر، على أن يليه البلوك رقم 9 بعد أشهر. ووقعت الحكومة اللبنانية العام الماضي للمرة الأولى عقودا مع ثلاث شركات دولية هي “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في هاتين الرقعتين. ولن يشمل التنقيب الجزء المتنازع عليه. وأطلق لبنان العام الحالي دورة التراخيص الثانية في خمسة بلوكات. وتتخوف أوساط حكومية لبنانية من أن قرار رد حزب الله على ضربات إسرائيلية وجهت إلى موقع للحزب في سوريا، يكشف عن تفاهمات دولية تمنع نشوب حرب كبرى في سوريا وغياب هذه التفاهمات في لبنان. وتضيف أن تعقد المخارج الدبلوماسية سواء تلك المتعلقة بالصراع الأميركي الإيراني، أو ذلك المتعلق بالنزاع اللبناني الإسرائيلي حول مسألة الطاقة والحدود، قد تستدرج حاجة لصدام عسكري محدود من خلال الساحة اللبنانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رفض واسع في لبنان لخطاب “ذراع الخامنئي” /نصرالله يرفع التحدي: لا خطوط حمراء مع إسرائيل

بيروت ـ “السياسة”/الثلاثاء 10 أيلول 2019

على وقع حالة التوتر التي تلف المناطق الحدودية الجنوبية، وغداة إسقاط “حزب الله” طائرة مسيرة إسرائيلية في خراج بلدة رامية، جدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله، التأكيد على أن “لا خطوط حمراء على الإطلاق مع إسرائيل”. ولاقت كلمة نصرالله، العديد من ردود الأفعال والانتقادات، التي عارضت نبرته “التصعيدية” والولاء الذي يقدمه الى ايران، حيث أعرب نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري عن استيائه من كلام نصرالله الذي قال فيه إن “حزب الله” يخوض بقيادة إيران معركة كبرى، وقائد مخيّمنا هو خامنئي!”. وتوجه مكاري في تغريدةٍ على حسابه عبر “تويتر” الى نصر الله قائلاً: “يا سيّد حسن، اللبنانيون لا يريدون اصلاً خوض معارك لا تعنيهم، بل يتطلعون إلى الاستقرار، ولا يريدون أن يكونوا في أي مخيّم. وإذا كان لا بدّ من معركة، دفاعاً عن بلدهم فقط، فلا يقبلون قائداً لها إلاّ دولتهم”. وتعليقاً على ذلك، انتقد الإعلامي نديم قطيش كلام نصرالله الذي أعرب فيه عن استعداده بأن يقاتل تحت قيادة خامنئي، فرأى قطيش أن “العهد القوي والحكومة يجب أن يكفوا عن ترداد نظريات المقاومة وحق الرد والدفاع عن لبنان”. وأضاف قطيش، عبر “تويتر”: “لو أن نصرالله يحترمكم لكان اعطاكم بعضاً مما يحفظ ماء وجوهكم، لكنه قالها علناً: أنا ذراع سيدي إمامي ومولاي علي خامنئي في لبنان”.وكان نصرالله، في كلمته المتلفزة في العاشر من محرم، أمس، أمام عشرات الآلاف من مناصريه الذين أحيوا ذكرى عاشوراء، في ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق أخرى، رفض “أي مشروع حرب على الجمهورية الاسلامية في ايران”، مهدّدا بأن “هذه الحرب ستشعل المنطقة وستدمر دولاً وشعوباً”.

وقال إنه “ذراع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في لبنان”. وأشار إلى أن “أحد مظاهر قوة المقاومة أنه دائما في لبنان كان العدو الاسرائيلي يبحث عن أحزمة أمنية”، كاشفاً أنه “لأول مرة في الصراع بين لبنان والعدو الاسرائيلي ينشيء العدو حزاماً أمنياً داخل الأراضي المحتلة من الحدود بعمق 7 كلم”.

وتوجّه نصرالله إلى الاسرائيليين بالقول: “مش لح نلحّق أفلام هوليوودية”. وأكد أن “لبنان يحترم القرار 1701 وحزب الله جزء من الحكومة، لكن اذا اعتدى الاسرائيلي في لبنان فمن حق اللبنانيين الدفاع عن سيادته”، لافتاً إلى أنه “سيرد الرد المناسب المتناسق، من أجل الدفاع عن لبنان، وشعبه وسيادته وكرامته، ولا خطوط حمراء على الإطلاق”.وأوضح نصرالله أنّ، “كسر الخطوط الحمر لا يعني التخلي عن القرار 1701 علماً أن اسرائيل لا تحترمه”. وبالتزامن مع إلقاء نصرالله كلمته، كثف الطيران الحربي الاسرائيلي تحليقه على مستوى منخفض فوق الجنوب، وصولاً إلى بيروت، في حين سُمع دوي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة في قرى العرقوب، والتي تبين انها ناتجة من مناورة للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا والجولان. كما حلقت طائرتان مسيرتان تابعتان للجيش الاسرائيلي فوق اجواء نقطة البانوراما في العديسة على علو منخفض، ما استدعى استنفاراً للجيش اللبناني عند النقطة، ما اضطرهما للعودة الى داخل إسرائيل.

وبعدها، عادت الطائرتان الى التحليق على مستوى منخفض في اجواء عديسة، وتحديدا فوق نقطة البانوراما، كما اطلق الجنود الاسرائيليون بين الجدار الاسمنتي والسياج التقني كلبا مجهزا بكاميرات مراقبة ثم ادخلوه من البوابة الحديدية في الجدار الاسمنتي.

 

واشنطن: تصعيد “حزب الله” سيؤثر سلباً على مفاوضات الحدود

عون: أي عدوان إسرائيلي على لبنان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة

بيروت ـ”السياسة” الثلاثاء 10 أيلول 2019

كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن تطورات الأوضاع المتوترة في الجنوب اللبناني، طغت على لقاءات مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، مع المسؤولين اللبنانيين، مشيرة الى تأكيد المسؤول الأميركي، على أن “من مصلحة لبنان أن تبقى الحدود هادئة، وألا يقوم “حزب الله” بأي استفزاز عسكري، من شأنه أن يأخذ الأمور إلى مكان آخر، مشدداً على أن واشنطن يهمها استقرار لبنان وأمنه، ومشيراً إلى أن أي تصعيد عسكري لحزب الله سيؤثر سلباً على مفاوضات ترسيم الحدود”. وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، شنكر الذي استقبله، أمس، في قصر بعبدا، ان “لبنان يأمل في ان تستأنف الولايات المتحدة الاميركية وساطتها للتوصل الى ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب من حيث توقفت مع السفير ديفيد ساترفيلد، لا سيما وان نقاطا عدة تم الاتفاق عليها ولم يبق سوى القليل من النقاط العالقة في بنود التفاوض”. وجدد الرئيس عون التأكيد على “التزام لبنان قرار مجلس الامن الرقم 1701، في حين ان اسرائيل لا تلتزم به وتواصل اعتداءاتها على السيادة اللبنانية في البر والجو والبحر، علما ان اي تصعيد من قبلها سيؤدي الى اسقاط حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة الحدودية منذ حرب تموز 2006”. من جهته، نقل شنكر الى الرئيس عون دعم بلاده لاستقرار لبنان، مؤكدا “الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيلها في المجالات كافة، لا سيما في مجال دعم الجيش والقوى الامنية الاخرى”. كما اكد استعداد بلاده “تجديد مساعيها من اجل المساهمة في البحث في ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب”. كما التقى المسؤول الأميركي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد لضيفه، أن “لبنان صادق على قوانين مالية تجعله مطابقا لأرقى المعايير العالمية بمحاربة تهريب الاموال وتبييضها”، لافتا الى أن الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي لا يستطيعان تحمل هذا الحجم من الضغوطات. وشدد بري، على أن لبنان “حريص على الاستقرار وعدم الانجرار للحرب وملتزم بالقرارات الدولية لا سيما 1701، مشيراً الى أن “العدو الاسرائيلي مسؤول عن الخروقات لهذا القرار وضرب الاستقرار الذي كان قائما منذ 2006 “. الى ذلك، التقى الدببلوماسي الأميركي الرئيس نجيب ميقاتي، الذي شدد على أهمية العلاقات اللبنانية الأميركية، إضافة إلى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وكان شينكر، استهل لقاءاته التي سيتكملها، اليوم مع القيادات السياسية، بلقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث تركز الحديث على وضع الجنوب المتأزم وملف ترسيم الحدود .

 

فارس سعيد لـ “السياسة”: نصرالله نسف كل شيء

بيروت ـ”السياسة”/ الثلاثاء 10 أيلول 2019  

شدد النائب السابق فارس سعيد، على أن “التواصل مع القوى السياسية، ومن بينها حزب القوات اللبنانية، يجب أن يكون على قاعدة سياسية”، رداً على اللقاء الذي جمعه بمدير مكتب رئيس “القوات” سمير جعجع، وقال لـ “السياسة” : “كان اللقاء اجتماعياً، وقد احترمت الاختلاف في وجهات النظر معهم، وهم أيضاً، لكن ليس هناك من مفاوضة سياسية مع أي طرف في هذا الاتجاه” . ولفت سعيد، إلى أن “كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في العاشر من محرم لخص كل شيء عندما قال إنه يقاتل تحت خيمة وراية الإمام الخامنئي، وبالتالي أن أي كلام آخر في السياسة ليس له طعم”. واضاف “نصرالله لم يحترم الدولة اللبنانية، ولم يحترم رؤساء المؤسسات الدستورية، ولا التركيبة السياسية، ولا الأحزاب اللبنانية، وهو قال إنه لا يرى أحداً في لبنان، ولا يرى رادعاً له في لبنان”، مشدداً على أن “القرار 1701 لا يتضمن أي بند عن قتال لبنان تحت راية الخامنئي، وبالتالي فإن نصرالله نسف كل شيء في لبنان، ومن ضمنه الـ1701”.

وشدد على ان “ما قاله يشكل انقلاباً سياسياً على الدستور اللبناني”، داعياً إلى “حالة وطنية لمواجهة هذا الانقلاب بالوسائل السلمية، كما واجهناً جيش الوصاية السورية” .

إلى ذلك، أكد جعجع، “أننا كحزب القوات اللبنانية لن نتراجع قيد أنملة عما نراه صوابًا حتى لو بقينا لوحدنا مدافعين عن المبادئ التي نؤمن بها ويؤمن بها أهالي الجبل بجميع أطيافهم”، داعيًا الحاضرين للعمل “يدًا بيد بشكل موحد وبجهد من أجل الحفاظ على مصالحة الجبل وصون العيش المشترك فيه”.

 

محاولة انقلابية على الأسد عن طريق “حزب الله” وروسيا

موسكو – وكالات/الثلاثاء 10 أيلول 2019

 نشر موقع “نيوز ري” الروسي تقريراً، تحدث فيه عن رامي مخلوف، الذي يخضع للإقامة الجبرية في سورية، مشيراً إلى خوف رئيس النظام السوري بشار الأسد من فقدان سلطته. وذكر الموقع أن العديد من المصادر الموثوقة تؤكد أن الأسد يتخذ تدابير تقييدية ضد مخلوف، نظراً لوجود أدلة تثبت أن القيادة الروسية تعتبره رئيساً محتملاً للبلاد في المرحلة الانتقالية، لكن السلطات السورية تبرر فرض الإقامة الجبرية على مخلوف بأسباب أخرى، متحفظة عن السبب الحقيقي. وأفاد بأن السبب الحقيقي لفرض الإقامة الجبرية على مخلوف يرتبط بشكل مباشر بالروس، مشيراً إلى أن الأسد تلقى معلومات تفيد بأن مخلوف يتفاوض مع القيادة الروسية ليتمكن من بلوغ سدة الحكم خلال المرحلة الانتقالية. وقالت شخصيات مطلعة على الوضع في سورية، إن المعلومات المتعلقة بـ”مؤامرة” مخلوف مع الروس وصلت إلى القصر الرئاسي عن طريق قيادة الجماعات غير النظامية المؤيدة لإيران، خصوصاً تلك التابعة لـ”حزب الله”. واشارت إلى اعتقال سامر درويش المقرب من مخلوف، مضيفة إن الأسد أمر بنقل حصة مخلوف من شركة “سيريتل” للاتصالات لوزارة الاتصالات.

 

جعجع يفاوض الأحزاب المسيحية.. براغيد يلتقي سعيد

علاء الخوري/ليبانون ديبيت/الثلاثاء 10 أيلول 2019  

أن تُنشَر "تغريدة" للنائب السّابق فارس سعيد عبر اعلام "القوات اللبنانية" الالكتروني أو الاذاعي، بعد انقطاعٍ طويلٍ فتلك خطوة وإن دلّت على شيء فهي تعكس حكمًا تغيّرًا في سياسة معراب تجاه "أصدقاء الامس"، حين دفعت التسوية السياسيّة الجديدة برئيس الحزب سمير جعجع الى شنّ حرب الغاء على حلفائه المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار. سعيد هو واحدٌ من أطراف وأحزاب أخرى قرّر رئيس القوات "الغاءها" عن الخريطة السياسيّة المسيحيّة، ظنًا منه بأنّ ولادة "ثنائيّة مسيحيّة" قد تدر على القوات "الغلة" وتكسبها الكثير من النفوذ، خصوصًا وأنّ "الحكيم" راهن على الحاق التيار بقافلة تلك الاحزاب أو القوى المسيحية ليتفرّد حزبه بالشارع المسيحي ظنًا منه بأنّ "العقيدة" التي يملكها الحزب هي الاصلب والاقوى للامساك بالشارع ووراثة التيار الوطني الحر بعد فترة زمنيّة، الّا أنّ رياح العهد لم تجرِ كما أرادت سفن "الحكيم"، بل هزّت "شراع معراب" التي استدركت الامر واستدارت باتجاه معاكس، اذ أنّ القوّة الجارفة التي حملها حزب الله لوزير الخارجية جبران باسيل باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لجعجع وتتطلب منه انسحابًا تكتيكيًا في هذه الفترة لاعادة ترتيب الصفوف.

يتحرّك جعجع على أكثر من خطٍ لاعادة ترتيب البيت الداخلي، فلقاء مدير مكتبه ايلي براغيد بالمنسّق السّابق للامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد في مقهى المندلون في ضبية بحضور رئيس حركة التغيير ايلي محفوض وبتفويضٍ من جعجع لم يكن وليدة ساعته فربّما وصل جعجع بعد انتكاسات عدّة الى الحائط المسدود الذي حذّره منه قبل "التسوية" و"ورقة" معراب صديقه "سعيد" فوجد "ضالته" واراد تصحيح المسار بانتهاج سياسة العودة الى "بيت العائلة".

جعجع الذي يدرس المواجهة للخروج من المأزق، يدفع ايضًا باتجاه ترطيب الاجواء مع "الكتائب"، ويريد من رئيس الحزب النائب سامي الجميل ملاقاته عند منتصف الطريق، غير أنّ "طي" البيانات الهجومية بين الحزبين بعد الكلام الواقعي الذي قاله الجميل لجعجع بأنّه استسلم وخضع لـ"تسوية غير متوازنة"، يلزمه الكثير من اللقاءات لاعادة ما انقطع بين الصيفي ومعراب، وهو ما عبَّر عنه أكثر من مسؤولٍ كتائبيٍّ في المجالس الحزبيّة وشنّ هؤلاء هجومًا على رئيس "القوات" وخياراته السياسيّة ومواقفه التي قادت البلد الى ما نشهده اليوم.

ولكن ثمّة مشكلة أمام رئيس حزب القوات، وهي بكلّ بساطة تغير الظروف السياسية بين الامس واليوم، وكما أنّ للقوات حضورها في المناطق والقرى كذلك للتيار تمثيله الشعبي، وكما "أدار ظهره" للاحرار والكتائب وسعيد وغيره من الاحزاب المسيحيّة بحجّة التمثيل الضعيف، هؤلاء أيضًا ينتظرون الظرف المناسب لـ "ردّ الجميل" لجعجع، وكما ينظر الى "حجم كتلته" النيابيّة كذلك ينظر هؤلاء الى عددِ مؤيّديهم وهم يشكّلون، رغم كلّ الحصار من قبل "الثنائي المسيحي" "بيضة قبان" في كثير من المناطق، ويحتاجها جعجع قبل التيار في حال استمرّ الحصار على القوات.

مرحلة جديدة يشقّها "حكيم" القوات، استوجبت منه دراسة بعض التغييرات في صفوف المسؤولين في معراب، رغم التكتّم والنفي الّا أنّ القرار قد اتُّخِذَ بهيكلة جديدة تساوي تلك التي طرأت على الحلفاء بعض الوجوه التي يرى فيها جعجع جسر تواصل مع القوى والأحزاب التي أعلن الانفصال عنها سابقًا.

 

المخاصمة فالمصالحة: سياسة العشائر والعصابات

يوسف بزي/المدن/|الثلاثاء 10 أيلول/2019

من عاش في بيروت الشرقية أو بيروت الغربية في الحقبة الممتدة بين منتصف السبعينات ونهاية الثمانينات، اختبر مسلسلات مروّعة من حروب الزواريب بين الأخوة الأعداء أو بين الحلفاء أو "أبناء الصف الواحد" (حسب رطانة سائدة)، كانت تبدأ وتنتهي في ساعات أو في أيام قليلة. فجأة يبدأ الاشتباك وينهمر الرصاص وتنطلق القذائف الصاروخية ويسقط القتلى والجرحى، وتقفل المحال والمدارس وتفرغ الشوارع من المدنيين المذعورين، ويحل الخراب وتقع الخسائر ويسقط الضحايا.. ثم تحل "المصالحة".

كان بإمكان أي زمرة مسلحة في أي شارع أن تصطدم بزمرة أخرى، لأتفه سبب أو لمجرد الاستعراض والمباهاة، ما يكفي لرفع السلاح والبدء بإطلاق النار.. قبل أن "ينضبّوا" ويتصالحوا.

أما ما يحل بالسكان وبالشارع وبالمدينة من إعدام للحياة وللأمن فلا يُساءل أحد عليه. حتى القتلى الأبرياء يخسرون أرواحهم سدى من غير محاسبة أو مساءلة للقتلة والمجرمين والعابثين بحياة الناس.

في واحدة من تلك المعارك الشهيرة، اكتملت "المصالحة" حين تم الاتفاق على تقاسم المسروقات من أحد المحال التجارية في شارع الحمرا.

كما أن الاشتباكات المتواترة في منطقة الروشة مثلاً كانت من أجل الوصول إلى "مصالحة" و"تفاهم" حول النفوذ على بارات الدعارة وأوكار القمار وجمع الخوّات من المؤسسات التجارية.

في أحيان، كانت زمرة طلاب تفتعل اشتباكاً وهمياً كي تقفل مدارس المنطقة، فيتسنى لهم الغياب عن الصفوف.

كذلك، سُجلت في تلك الحقبة بعض الاشتباكات بين طوابق بناية واحدة قامت بها نساء جارات اختلفن على المياه أو على شريط كهربائي.. وينتهي الأمر بـ"مصالحة" تتولاها أحزاب وشخصيات وقادة ميليشيات.

أما خريطة الحلفاء والأعداء فهي متقلبة ومختلطة ومتداخلة ومتفاوتة، وتتغير بين ليلة وضحاها، ولا ينظمها خطاب عقلاني ولا قيم ولا مبرر سياسي، هي أشبه بمهادنات بين غارات غدر وكمائن، وهي لا تعفي الجماعة الواحدة من أن تفتك بنفسها عصبة ضد عصبة، وشلة منقلبة على شلة.

على هذا المنوال، حلّ تقليد في الحياة السياسية اللبنانية متناسل من تاريخ الميليشيات قوامه افتعال الاشتباكات الإعلامية والكلامية والتحريض على القتال لفظاً وضغينة ومخاصمة، كوسيلة للمنازعات السياسية اليومية التي تبتغي "مصالحة" تثبت مكاسب أو مغانم أو مكانة ونفوذاً.

ومسلسل المخاصمة والمصالحة السائد في السنوات الأخيرة وفي أيامنا هذه، يُدخِل اللبنانيين باستمرار في دوامة الهلع وانعدام الأمان ودفع الأثمان وتكبد الخسائر والسكوت عن الاقترافات وعن ما حلّ بهم، من غير مساءلة أو محاسبة للمسؤولين عن نكباتهم المتكررة.

وهذا ما يتيح للسياسيين و"القادة" الاستخفاف بالناس ومشاعرهم ومصالحهم، طالما أنهم طيعون في الاستجابة لهم ساعة يشاؤون تعبئة طائفية أو حزبية أو مناطقية أو عائلية، ومتطوعون حتى لبذل أرواحهم وممتلكاتهم افتداء لما يطلبه زعيمهم.. وبالحماسة نفسها، والقبول ذاته، يمكن لهؤلاء "الزعماء" أن يجرّوا أتباعهم ومريديهم بلحظة واحدة من خنادق العداء إلى "مهرجان المصالحة" بغمضة عين ومن دون مقدمات.تصاب "الرعية" بالحمية حين يستدعيهم النفير إلى الاعتصاب والاحتشاد، كما تصاب بالغشية السادرة حين تتفرج على مصافحة مباغتة بين القادة الأعداء، أو حين تشاهد تبادلهم القبلات والضحكات.

وانعقاد "السياسة" على هذا التقليد وحده، أفضى بلبنان وأهله إلى حال مزرية ومشينة، إذ بات ينظر إلى هذا البلد وأحواله وأخباره كمن ينظر إلى قبائل السلب والغزو والثأر والديّة والفدية ومصالحات "تبويس اللحى" وتفاهمات عصابات الجريمة المنظمة، المنتكسة كل حين، عندما تأتي سانحة الانقضاض أو الاستيلاء.

والفارق بين سبعينات وثمانينات القرن الماضي والعشرية الثانية من هذا القرن، أن سلاح الفوضى والعصابات المنظمة ورجال الميليشيات ارتقوا إلى سوية السلطة والدولة وإلى سدة تمثيل الجماعات والطوائف، وأمسكوا السياسة وشؤونها كما تربّوا واعتادوا.

والأسوأ منهم هم أولئك "الجدد" الذين اعتنقوا مسلك الميليشيات من غير خبرة ولا ذاكرة ولا تجربة، فأظهروا "شراسة" فاقت العتاة القدماء الذين اكتسبوا ربما بعض الروية أو بعضاً من حكمة الشيخوخة.

وكما تورث الزعامة ومناصبها وحصصها ورعاياها (وأسلحتها ووزاراتها ومقاعدها النيابية وقضاتها وضباطها ومدراؤها)، يرث الأبناء والأحفاد تقاليد الحروب العابرة والمصالحات المؤقتة بما لا يمت للسياسة ولا معانيها، وبما يتصل بالعشائرية شكلاً والمافيوية مضموناً.

 

تلفزيون "المستقبل": صرف جماعي.. ثم إعادة توظيف؟

المدن/الثلاثاء 10 أيلول/2019

سُرّب اليوم أنّ الاجتماع الذي عُقِدَ، أمس الإثنين، بين موظفي "تلفزيون المستقبل" والمدير رمزي الجبيلي، أفضى إلى اتفاقٍ شبه نهائي يقضي بإصدار بيان من الإدارة، الجمعة المقبل، يكون بمثابة بلاغ صرفٍ جماعي وإنهاء عقود الموظفين كافةً، على أن تتّصل هيئة شؤون الموظفين بالمصروفين كي تتّفق معهم على حجم التعويضات وآليّة جدولة الرواتب المتراكمة. وستبلِّغ هيئة شؤون الموظفين، مَن ترغب بالتعاقد معهم مجددًا، بشروطٍ مختلفةٍ قد تتضمَّن رواتب أقلّ. بيد أنّ مصادر في "المستقبل" رجّحت أن يكون الحديث عن إعادة التوظيف، جرعة تهدئة لنفوس المصروفين خوفًا من توجّههم الى مجلس العمل التحكيمي ووزارة العمل مثلما فعل موظّفو الجريدة قبل أشهر.

 

توافق إعلامي بين إسرائيل و"حزب الله"

أدهم مناصرة/المدن/|الثلاثاء 10 أيلول/2019

مرت أيام على "رد حزب الله المضبوط" العابر للخط الأزرق، قبل أن ينتهز الحزب الفرصة لتوجيه رسالة إعلامية مزدوجة "لإسرائيل والداخل"، من خلال إسقاطه طائرة استطلاع إسرائيلية بعد دقائق على تحليقها في سماء بلدة رامية الحدودية جنوبي لبنان.

والواقع أن الحزب والدولة العبرية توافقا "إعلامياً" على مسألة سقوط الطائرة على الأرض اللبنانية، لكنهما اختلفا على "الكيفية" وحجم الضرر. فالناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، تحدث عن "سقوط"، أما حزب الله فتحدث عن "إسقاط". وبينما قلل الأول من أهمية الحادثة عبر وصفها بـ"الصغيرة" وأنه لا معلومات سرية تتضمنها، منح الحزب قيمة أكبر لـ"المُسيّرة الإسرائيلية" عندما أشار من خلال قناته "المنار" إلى اشتمالها على أجهزة تجسس وأنها قابلة للتحليل لأنها "لم تتعرض لكثير من الضرر".

إذاً، ولّدت موقعة "المُسيرة" حرباً دعائية بين الطرفين، تأرجحت بين تبسيط الحادثة، وتضخيمها. غير أنها أخفت فعلياً أمراً آخر ذا بُعد عسكري وأمني، وهو "امتحان جس النبض وقدرات كل طرف".. فرصدت "المدن" تحليلات عسكرية أولية عبر وسائل إعلام عبرية، مفادها "أن إطلاق الطائرة المسيرة كان القصد منها اختبار مدى جدية حزب الله وقدرته على الإسقاط، وما يمتلك من مفاجآت". حتى أن البعض اعتبر ما جرى بمثابة "شِرك" إسرائيلي، قُصد به الكشف عما هو في حوزة "حزب الله" من قدرات وأسلحة مخصصة لإسقاط "المسيرات". ولعل هذا ما يعيدنا إلى تحليل وثّقته "المدن"، وورد في صحيفة "هآرتس" مُستبقاً "إسقاط المسيرة"، واعتبر أن الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل تنتقل إلى "امتحانات تكنولوجية" قائمة على دفع الحزب إلى الكشف عما يمتلك من "مفاجآت".

بموازاة ذلك، بعثت إسرائيل، ضمناً، برسالتها التي تؤكد أنها ماضية في إطلاق طائراتها الإستطلاعية والإستخبارية، لكنها ستعمل على تطوير وسائلها لإخفاء هذه الطائرات، حيث أن هنالك مشروعاً إسرائيلياً أميركياً في هذه الأثناء لصناعة طائرات مسيرة قادرة على الإختفاء ويصعب رصدها.

ورغم ذلك، فإن غالبية محطات التلفزيون الإسرائيلية لم تتعمق كثيراً في البحث والتحليل لـ"موقعة المُسيرة" خلال الساعات الأولى لحدوثها، وهنا دليل على تحكم "الرقابة العسكرية" بطريقة المعالجة الإعلامية لما جرى، رغم أن الخبر كان ضمن المواد الأولى في النشرات الإخبارية لهذه المحطات. علماً أن الجيش الإسرائيلي أراد أيضاً توجيه رسالة للداخل من وراء هذه "المسيرة"، كي يقول للرأي العام الإسرائيلي، وبالتحديد تلك الأصوات التي تنتقد طريقة معالجته لـ"خطر حزب الله"، بأنه "لم يسكت"، بل أن حربه مستمرة بشكل آخر.

بموازاة تلك الحرب التكنولوجية، يتضرع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إلى الله، رفقة "صديقه من طهران"، كما يصفه في صفحته الفايسبوكية، ثم يدعوه "لحماية المنطقة من الإرهاب". ثم تشتكي إسرائيل مما تسميه مصانع "حزب الله" لإنتاج الصواريخ "الدقيقة" بدلاً من اقتناص فرصة التصعيد الأخيرة مع الحزب، للهجوم عليها وتدميرها. وهذان أسلوبان جليّان للبروباغاندا المضادة الدالّة على عدم رغبة إسرائيل في كسر قواعد الإشتباك المعهودة مع لبنان على الإطلاق.

والحال أن إسرائيل بدلاً من الحل العسكري، اكتفت بالدعاية وتكذيب "حزب الله" اللبناني، ولو إعلامياً، في ما يخص مصانعه للصواريخ "الدقيقة" المزعومة، لدرجة أن أدرعي شارك جزءاً من حديث أحد الضيوف في حلقة حوارية في فضائية "او تي في" اللبنانية التابعة لـ"التيار الوطني الحرّ". وعلق عليها بطريقة وكأنه أشد حرصاً على "سيادة لبنان"، قائلاً: "في لبنان هناك أصوات تتحدث عن السيادة وكيفية استثمار أرض لبنان (لبنانياً) وليس (إيرانياً)".

أدرعي استسلم لحقيقة "كره" اللبنانيين، بمرجعياتهم السياسية، لإسرائيل، في مقابل التصدي للنشاط الإيراني في دولتهم اللبنانية، حينما قال "نعي ونعرف أن هذا الكلام ليس حباً بإسرائيل وإنما هو انعكاس لواقع مرير يدفع اللبنانيون ثمنه استقراراً ومستقبلاً"!.

إلى ذلك، كان هروب الدولة العبرية، من المعالجة العسكرية، إلى أسلوب الإحتواء للجبهة الشمالية، بدلاً من الضربات الإستباقية التي تقلل من حجم الضرر الناتج عن "سلاح وصواريخ العدو"، مثار نقد قدّمه كتّاب إسرائيليون في عدد من الصحف الإسرائيلية، بعد أيام قليلة على "موقعة هجوم حزب الله ثم الرد الإسرائيلي بقصف أراضٍ لبنانية فارغة". يبرز هنا، مقال كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي، يسرائيل هرئيل، في صحيفة "هآرتس" ذات التوجه اليساري، حيث اعتبر أنه، خلافاً لما يبثه الجيش الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو، فإن المعركة الأخيرة انتهت بانتصار ردعي على "حزب الله".

لم يتردد هرئيل في وصف "الضربة المضادة الساحقة" التي هدد بها نتنياهو ضد "حزب الله" ولبنان، بأنها كانت مرة أُخرى ضربة وهمية، والأمر نفسه بالنسبة إلى مناورة "التضليل" الصبيانية، كما يصفها. قبل أن يقارن بين سياسة الإحتواء التي اتبعها نتنياهو مع "حزب الله" قبل أيام، وبين تلك التي يتبعها مع حركة "حماس" في غزة؛ الأمر الذي يجعل "المبادرة لإطلاق النار ووقفه" في يد "حزب الله"، كما هي الآن في يد "حماس".

في اليوم التالي، طرحت وسائل إعلام عبرية، أسئلة صعبة، من قبيل: ماذا تغيَّر؟!".. وهل الحيلولة دون وقوع قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين، وحده ما يمثل معيار الهزيمة والإنتصار؟.. ثم، ماذا عن خطر 100 ألف صاروخ "غير ذكي" يمتلكهما "حزب الله" الآن، وسيكون هدفها الوحيد هو "القتل والدمار" في إسرائيل؟

صحيفة "هآرتس" رأت في مقال، كتبه يسرائيل هرئيل، أن الضربات الإستباقية التي تقلل "خطر العدو" في المواجهة المقبلة، وتهديد إيران مباشرة كي تأمر الأخيرة "حزب الله" بوقف التسلح، هما العاملان الوحيدان اللذان يكبحان مخاطر الحزب. ورغم ذلك، حاولت صحف إسرائيلية أخرى، تحديداً اليمينية منها، الإستعاضة عن الإنتقاد، بالذهاب إلى الإستنتاجات من التصعيد الأخير في الجبهة الشمالية. وقد مثّل هذا التوجه، مقال للمحلل السياسي الإسرائيلي إرييه إلداد في صحيفة "معاريف".غير أن إلداد، كان صريحاً لأقصى درجة، عندما رأى أن "دولة تعرض مصابين وهميين لتضليل حزب الله ووقف ضرباته، تكشف ضعفها، وأن سقوط 100 قذيفة مدفعية على هضاب خالية من الناس لا يغطي على ذلك". ولأنّ كلفة قذائف مدفعية إسرائيلية من عيار 155 ميليمتر، حتى المنتهية صلاحيتها، تصل إلى آلاف الشواكل، فإن إرييه إلداد يقترح ساخراً على إسرائيل "شيئاً آخر أوفر وأكثر أماناً"، ألا وهو استخدام الألعاب النارية في المرة المقبلة عندما تُقصف أراضٍ لبنانية فارغة! ولاحق الإعلام العبري، خلال الأيام الأخيرة، كل تحليل عسكري أو سياسي بارز، من شأنه طمأنة الرأي العام الإسرائيلي وإبعاد شبح الحرب، وحتى "ّذلك الرد الإضافي المحتمل من حزب الله". فالإذاعة الإسرائيلية الرسمية "مكان"، تلقفت تصريحاً لوزير الشباب والرياضة اللبناني، المحسوب على "حزب الله"، محمد فنيش، يوضح فيه أنه جرى "تحريفٌ" كلام أمين عام الحزب، حسن نصر الله، مؤخراً، حول كسره الخطوط الحُمر. واعتبرت "مكان"، تصريح فنيش، تأكيداً على عدم رغبة الحزب في الحرب، بل ومحافظته على قواعد الإشتباك والإلتزام بالقرار الأممي 1701.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الرئيس الأمريكي ترامب يقيل مستشاره للأمن القومي جون بولتون

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- »/الثلاثاء 10 أيلول 2019

 أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مستشاره للأمن القومي جون بولتون، وأشار ترامب في تغريدة له على تويتر أن ذلك جاء بناء على طلب من بولتون للاستقالة في الليلة السابقة.

وجاءت تغريدة ترامب بعد ساعة واحدة فقط من إعلان البيت الأبيض، أن بولتون سيقدم بيانًا موجزًا إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو في غرفة اجتماعات البيت الأبيض في وقت لاحق من يوم الثلاثاء. وجاءت إقالة بولتون على إثر خلافات متزايدة لبولتون مع وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولين آخرين في غدارة الرئيس ترامب، فضلا عن معارضته للعديد من السياسات الخارجية للرئيس ترامب. ودعم بولتون خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وعرف بمواقفه المتشددة من إيران، لكنه تصادم كثيرًا مع رؤية الرئيس الأمريكي فيما يخص كوريا الشمالية وتركيا وأخيرًا أفغانستان. وقال مصدران مطلعان، إن مناقشة حادة جمعت الرئيس الأمريكي ترامب بمستشاره بولتون، مساء الاثنين،  حول خطة الرئيس لاستضافة قادة طالبان في منتجع كامب ديفيد، ولم يوضح المصدران ما إذا كانت تلك المناقشة عبر الهاتف أم بشكل شخصي مباشر.

 

من «تهدئته» إلى عزله... كيف خرج جون بولتون من البيت الأبيض؟

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الثلاثاء10 أيلول/2019

أقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، جون بولتون مستشاره للأمن القومي، بسبب عدم «الاتفاق مع كثير من اقتراحاته».

وكتب ترمب، في تغريدة: «أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أننا لم نعد بحاجة إلى خدماته في البيت الأبيض». وأضاف: «أنا لا أتفق مع كثير من اقتراحاته». في إشارة إلى الرجل المعروف بمواقفه الصارمة حيال إيران وروسيا وكوريا الشمالية. وبدأ الخلاف بين ترمب وبولتون، الذي لم يستمر في منصبه سوى عامٍ و7 أشهر من تاريخ تعيينه، منذ بداية العام الحالي في ضوء معارضة الأول لآراء مستشاره في كثير من قضايا الأمن القومي، وذلك بحسب تقرير نشره موقع شبكة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية. وحاول ترمب احتواء هذه الخلافات، عبر التصريح في مناسبات عدة بسعيه «لتهدئة» بولتون، في إشارة لخلاف معه حول آرائه، قبل أن تفشل محاولات الرئيس الأميركي، وينتهي الأمر بالإقالة عبر تغريدة على حسابه بـ«تويتر». وتحدث ترمب، في مايو (أيار) الماضي، عن عدم موافقته بولتون على مواقفه الصارمة إزاء بعض قضايا الشرق الأوسط، قائلاً: «أختلف معه كثيراً، ولا سيما نهجه إزاء الشرق الأوسط والعراق، وهو أيّد التدخل في العراق، وأنا أعتقد أن هذا كان خطأ فادحاً، وثبت أنني محق، وكنت دائماً ضد هذا الأمر». وأضاف ترمب أن مستشاره للأمن القومي يؤدي عملاً جيداً جداً، لكنه يتخذ بشكل عام موقفاً صارماً، وشدد على أن الكلمة الحاسمة في جميع القضايا تعود له وحده.

كانت مفاوضات السلام في أفغانستان على رأس هذه القضايا الخلافية بين الرجلين، بعدما قرر ترمب إزاحة بولتون من هذا الملف، وتسلمه هو بنفسه، فضلاً عن استبعاده مؤخراً من الاجتماعات المتعلقة بالحرب في أفغانستان، والتي تدخل ضمن أولويات مهام بولتون، كما ذكر تقرير منشور عن شبكة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية.

وجرى استبعاد بولتون من اجتماع رفيع المستوى، خاص بمناقشة خطة السلام المحتملة مع جماعة «طالبان» في أفغانستان، في نادي الغولف المملوك لترمب في نيوجيرسي، في وقت سابق من أغسطس (آب) الحالي. وأعلنت أميركا مؤخراً إلغاء محادثات سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية، وتعثر توقيع اتفاق سلام «من حيث المبدأ» مع «طالبان»، بعد 9 جولات محادثات بينها وممثلي الحركة انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة. وسيطر شعور على معظم حلفاء ترمب الداخليّين، الساعين للتوصل إلى اتفاق سلام مع أفغانستان، يسمح بسحب معظم أو جميع القوات الأميركية منها، أن بولتون يقف وراء تعثر الاتفاق، وأنهم لا يثقون فيه. وانعكس انعدام الثقة في بولتون تجاه هذا الملف، في رفض المبعوث الخاص لترمب في أفغانستان زلماي خليل السماح لبولتون بأخذ نسخة مسودة لاتفاق أفغانستان من قاعة المؤتمرات حيث كانا يجتمعان.

وامتد الخلاف بين ترمب ومستشاره السابق حول الموقف الأميركي تجاه إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية، بعدما كان بولتون مسؤولاً رئيسياً في نسف اتفاق بين ترمب ورئيس كوريا الشمالية الشاب، كيم يونغ أون، في ظل إصراره على الحصول على تنازلات واسعة من كيم بشأن أسلحة الدمار الشامل. ووصف مسؤولون من كوريا الشمالية، في وقت سابق، بولتون بأنه «ضعيف البصر»، في إشارة لدوره في إفشال الوصول للاتفاق بين بلادهم وأميركا. وكان دونالد ترمب وكيم جونغ أون التقيا للمرة الأولى في يونيو (حزيران) 2018 في سنغافورة؛ حيث وقّعا إعلاناً غامضاً عن «نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، قبل عقد لقاء ثانٍ في فيتنام في فبراير (شباط) الماضي، من دون التوصل إلى اتفاق بسبب طلب النظام الكوري الشمالي رفع العقوبات عن بيونغ يانغ. ونقل مسؤولون في إدارة ترمب، في تقارير صحافية، مشاعر القلق المُسيطرة على ترمب تجاه رؤية وتحركات بولتون في كثير من القضايا، التي انتهت غالباً بتجميد المفاوضات حولها، والتي كان من بينها كذلك المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.

 

الطائرة الإسرائيلية المسيّرة بحوزة "كتائب القسام"

المدن/الثلاثاء10 أيلول/2019

قالت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إنها سيطرت، الثلاثاء، على طائرة إسرائيلية مسيرة شرقي رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مسيرة تابعة له. وفي بيان نشر على موقع الكتائب الرسمي، قالت "القسام" إن الطائرة التي تم إسقاطها هي "حوامة" كانت في "مهمة خاصة داخل قطاع غزة وتحمل كاميرات حرارية ونهارية وجهازا معدا لتنفيذ المهمة، حيث تم التعرف على نوايا العدو وإحباطها". ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصدر مقرب من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة قوله، إن مقاومين في "سلاح القنّاصة" التابع لكتائب عز الدين القسام هم من تمكنوا من إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيّرة التي كانت تحلق على مستوى منخفض شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأضاف المصدر -مفضلا عدم الكشف عن هويته- أن المقاومين في وحدات "سلاح القنّاصة" يمتلكون أسلحة خاصة ودقيقة مزودة بمعدات للرؤية الليلية للتعامل مع الأهداف المعادية، ومنها الطائرات المسيّرة، وقد نجحوا في إسقاط هذه الطائرة بإطلاق النار عليها فور اختراقها أجواء القطاع. وأوضح أن وحدات القنّاصة ترابط على مدار الساعة في مراصد على امتداد السياج الأمني المحيط بالقطاع من الجهة الشرقية، لرصد أي محاولات لجيش الاحتلال لاختراق حدود القطاع برا أو جوا. وذكر المصدر أن لدى هذه الوحدات أوامر بالتعامل المباشر مع الطائرات الإسرائيلية المسيّرة التي تخترق أجواء قطاع غزة، وقد نجحت غير مرة في الآونة الأخيرة بإسقاطها والسيطرة عليها. وقال المصدر إن المقاومين سيطروا على الطائرة بعد إسقاطها، كي يتم إخضاعها بعد ذلك للفحص والدراسة من قبل مهندسين وفنيين مختصين، بهدف الاستفادة منها والحصول على أي معلومات تفيد المقاومة في معركة "صراع الأدمغة" مع الاحتلال. ووصف المصدر نجاح المقاومة المتكرر في غزة بإسقاط هذه النوعية من الطائرات بأنه "إنجاز كبير"، رغم قلة الإمكانيات، وقد يفيدها في تطوير ما تمتلكه من طائرات مسيّرة بسيطة، نجحت في استخدامها في الآونة الأخيرة في عمليات تصوير قوات الاحتلال ومواقعها خلف السياج الأمني، واستهداف آلياته. وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر صباح الثلاثاء، أن طائرة مُسيّرة سقطت خلال ساعات الليل في جنوب قطاع غزة، دون أن يوضح طبيعة مهمتها أو أسباب سقوطها. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تصريحات نقلتها "الأناضول"، أن الطائرة "سقطت، في ساعات الليلة الماضية، طائرة مُسيّرة صغيرة في جنوب قطاع غزة". وعادة ما يستخدم الجيش الإسرائيلي هذا النوع من الطائرات، لجمع المعلومات الاستخبارية.

 

نتنياهو يتّهم إيران بتدمير «موقع نووي» سرّي اكتشفته إسرائيل

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 أيلول 2019  

اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إيران بامتلاك موقع لم يُكشَف عنه سابقاً لـ«تطوير أسلحة نووية في موقع سري»، مضيفاً أنها دمرته لاحقاً «بعد أن أدركت أن إسرائيل اكتشفته». وقال نتنياهو إن الموقع الذي كانت إسرائيل قد تمكنت من الكشف عنه في السنة الماضية، بات معروفاً دولياً، إذ إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية استجابت لطلبي وقامت بفحصه وعثرت هناك على إشعاعات نووية، وعملياً تحققت مما كشفناه. وأدركت أن المشروع النووي السري لإيران مستمر، وما فعلته الآن هو محاولة إخفاء المعالم». وكشف نتنياهو عن موقع سري آخر ضمن المشروع النووي الإيراني، يشتمل على موقع لتطوير السلاح النووي في منطقة آباده في محافظة فارس وفي الحد الفاصل بين مدينتي شيراز وأصفهان. وعرض صوراً لهذا الموقع وكيف قام الإيرانيون بتدميره، إذ فهموا أننا قد كشفناه. وقال: «هكذا هم الإيرانيون، عندما تكشف إسرائيل نشاطهم المحظور، الذي يخرقون به الاتفاق النووي، يحاولون التغطية وطمس المعالم». وخاطب الإيرانيين قائلا: «أقول للطغاة في طهران إن إسرائيل تعلم ما تقومون به، وتعلم ما يجري في إيران، ومتى وأين. نحن نكشف أكاذيبكم، وأن إسرائيل مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي».. وعرض نتنياهو صورتين التقطتا بواسطة الأقمار الصناعية للموقع يعود تاريخ إحداهما إلى نهاية يونيو (حزيران)، والأخرى تظهر أن إيران دمرت الموقع في يوليو (تموز) «بعد أن علمت بأننا اكتشفناه». ولم يقدم نتنياهو أدلة على اتهاماته لإيران بأنها تعمل على تطوير أسلحة نووية منذ اتفاق عام 2015 الذي أبرمته مع القوى الكبرى وانسحبت منه واشنطن العام الماضي.

وفي ختام كلمة متلفزة مساء أمس، دعا نتنياهو المجتمع الدولي مرة أخرى إلى «التيقظ»، وممارسة المزيد من الضغوطات على إيران لمنعها من حيازة سلاح نووي. وحث على التخلي عن الاتفاق كما فعل الرئيس دونالد ترمب. وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها نتنياهو الموقع، الذي قال إنه تم اكتشافه في مجموعة من الوثائق الإيرانية التي سبق أن حازتها إسرائيل وكشفت عنها العام الماضي. ونقلت «رويترز» عن نتنياهو قوله: «أجرت إيران في هذا الموقع تجارب لتطوير أسلحة نووية». وجاءت تصريحات نتنياهو بعد يوم من كشف «رويترز» أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على آثار لليورانيوم في موقع كشف عنه نتنياهو في أبريل (نيسان) 2018 بجنوب طهران ولم تفسرها إيران بعد. وجاءت تصريحات نتنياهو، الاثنين، قبيل الانتخابات المرتقبة في إسرائيل في 17 سبتمبر (أيلول) التي يواجه فيها حملة صعبة لإعادة انتخابه. وقد عقب زعيم في المعارضة الإسرائيلية على اللقاء الصحافي «الدرامي» قائلاً إن «النشاط الإيراني خطير جدا، ولكن نتنياهو لم يأت بجديد. وهدفه من هذا التصريح الدرامي هو التغطية على فشله في تمرير قانون الكاميرات وتسخير الشؤون الأمنية الحساسة لخدمة أهدافه الانتخابية». وعقبت وسائل الإعلام الإسرائيلية قائلة إن «نتنياهو في أحسن الأحوال يحاول تحذير الغرب من تصديق الإيرانيين ولفت نظر الرئيس دونالد ترمب إلى أن المطلوب الآن هو الضغط على إيران وليس إجراء لقاء مصالحة مع رئيسها. ولكن لا مجال لتجاهل حقيقة أن أهم محفز لنتنياهو هو أزمته الانتخابية».

 

واشنطن تتهم طهران بالقيام بـ«أنشطة نووية محتملة غير معلنة»

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/الثلاثاء 10 أيلول 2019 

اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إيران، اليوم (الثلاثاء)، بالقيام بـ«أنشطة نووية محتملة غير معلنة».وكتب بومبيو، في تغريدة على موقع «تويتر»، أن «غياب التعاون التام للنظام الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة يثير تساؤلات بشأن وجود أنشطة أو مواد نووية محتملة غير معلنة» لدى الجمهورية الإيرانية التي طالبتها الوكالة الأممية بالرد على أسئلة متعلقة ببرنامجها النووي. وأضاف بومبيو أن «العالم لن يُخدع... وسنحرم النظام الإيراني كل السبل التي قد تقود لامتلاكه سلاحاً نووياً»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتأتي تصريحات بومبيو غداة دعوة المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا، إيران، للرد سريعاً على مخاوف منظمته المرتبطة ببرنامج طهران النووي، في وقت تتخذ الجمهورية الإيرانية خطوات لخفض التزامها ببنود الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015. واتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، إيران، بامتلاك وتدمير موقع لم يُكشَف عنه سابقاً لتطوير أسلحة نووية. وأعلنت طهران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، في ثالث خطوة تتخذها إيران للتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي، في محاولة لإجبار سائر موقعي الاتفاق على الوفاء بالتزامهم عبر تخفيف العقوبات الأميركية. واتّخذت طهران سلسلة خطوات لخفض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، بعدما انسحبت واشنطن منه في مايو (أيار) 2018 وأعادت فرض عقوبات عليها. وفي 1 يوليو (تموز)، أعلنت طهران أنها زادت مخزونها من اليورانيوم المخصّب ليتجاوز السقف الذي حدده الاتفاق (300 كلغ). وبعد أسبوع، أعلنت أنها تجاوزت الحد الأقصى لتخصيب اليورانيوم المنصوص عليه بالاتفاق (3.67 في المائة). وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، السبت، أنه تم تشغيل 20 جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر - 4» و20 جهازاً من طراز «آي آر - 6» المتطور. وبموجب الاتفاق النووي، يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي من الجيل الأول «آي آر - 1». وتحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنقاذ الاتفاق النووي الذي بات في خطر منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه في شكل أحادي العام الفائت.

 

مقتل 18 عنصراً موالياً لإيران في غارات غامضة على مواقع شرق سوريا وتل أبيب تعلن أن ميليشيات تدعمها طهران أطلقت صواريخ من قرب دمشق

بغداد: فاضل النشمي - موسكو - تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 10 أيلول 2019

أدت ضربات جوية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية ومجموعات موالية لها في شرق سوريا ليل الأحد - الاثنين إلى مقتل 18 مقاتلاً، في وقت أعلنت إسرائيل أمس (الاثنين)، أن قوات موالية لإيران أطلقت صواريخ عدة على أراضيها من سوريا، في حادث نادر، لكنها لم تبلغ هدفها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «عدة ضربات جوية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في منطقة البوكمال وأسفرت عن مقتل 18 مقاتلاً لا نعلم حتى الآن جنسيتهم». كما لم يتمكن «المرصد» من تحديد الجهة التي نفّذت الضربات. وجاءت الضربة في محافظة دير الزور التي تشهد عمليات معقّدة وحيث توجد مجموعات مقاتلة متعددة. في يونيو (حزيران) 2018، أدت ضربات على أقصى شرق سوريا قرب الحدود العراقية إلى سقوط 55 مقاتلاً من القوات الموالية للنظام، بشكل خاص سوريين وعراقيين، حسب «المرصد». وألقى مسؤول أميركي في واشنطن، طلب عدم الكشف عن اسمه، بالمسؤولية في شن الهجمات على إسرائيل لكن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق. وتشارك إيران عسكرياً في الحرب في سوريا دعماً لقوات الرئيس بشار الأسد. ونفّذت إسرائيل هجمات عديدة في سوريا ضد مواقع للقوات الإيرانية أو «حزب الله» اللبناني المدعوم من طهران والنظام السوري. وتقوم قوات النظام في محافظة دير الزور بعمليات بدعم من مجموعات أجنبية، تضم خصوصاً مقاتلين عراقيين وإيرانيين. وتنتشر في هذه المحافظة أيضاً «قوات سوريا الديمقراطية»، وهو تحالف يضم مقاتلين أكراداً وعرباً، بدعم جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأعلنت إسرائيل، أمس (الاثنين)، أن قوات موالية لإيران أطلقت صواريخ عدة على أراضيها من سوريا، في حادث نادر، لكنها لم تبلغ هدفها. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «في وقت مبكر من صباح (الاثنين) أُطلق عدد من الصواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل، وأخفقت كلها في بلوغ الأراضي الإسرائيلية».

وأضاف البيان أن «الصواريخ أطلقها من ضواحي دمشق أفراد في ميليشيا مرتبطة بفيلق القدس» التابع لحرس الثورة الإيراني. من جهته، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، أنه رصد عدة محاولات لإطلاق قذائف صاروخيّة، باتجاه أهداف إسرائيليّة، من الأراضي السورية، وكذلك من قطاع غزة. ومع أن الجيش أكد أن الصواريخ لم تصب أهدافها وسقطت في البلدين المذكورين، ولم تتخط الحدود مع إسرائيل، فقد اعتبرها خطيرة، وحمل إيران مسؤوليتها. وقال الجيش الإسرائيلي إنّ القصف من سوريا، تم بمبادرة «ميليشيات موالية لإيران» بقيادة «الحرس الثوري» الإيراني، وإنه انطلق من مشارف العاصمة السورية. وأضاف أنه يعتبر «النظام السوري مسؤولاً عن كل عملية تنطلق من أراضيه»، وتوعّد بتدفيع رئيس النظام السوري، بشار الأسد: «ثمناً باهظاً لسماحه للإيرانيين بالعمل من داخل أراضيه؛ حيث يغضّ طرفه؛ بل ويتعاون معهم». كانت شبكة الأخبار الأميركية «فوكس نيوز» قد تحدثت عن موقع إيراني أُقيم شمال شرقي سوريا، عند الحدود مع العراق، وفيه أيضاً يتم تخزين صواريخ إيرانية دقيقة موجهة ضد إسرائيل. وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، إن الرسالة من هذا الكشف واضحة، وهي أنه في حال عدم إخلاء الموقع، فإن إسرائيل ستتولى ذلك بنفسها.

وكانت إيران سعت إلى السيطرة على معبر البوكمال بين سوريا والعراق، بعدما سيطرت أميركا على قاعدة التنف لقطع بوابة القائم بين سوريا والعراق ومنع قيام إيران بنقل أسلحة وصواريخ إلى سوريا ولبنان. ونقلت قناة «آر تي» التلفزيونية الحكومية الروسية، عن مصدر أمني عراقي، أنه تم تأجيل فتح منفذ القائم الحدودي بين العراق وسوريا، بسبب القصف الجوي الذي تعرضت له فصائل عراقية مسلحة في منطقة البوكمال السورية. في بغداد، تضاربت الروايات العراقية أمس، بشأن تعرض بعض الفصائل المسلحة العراقية لضربات جوية جديدة من قِبل طائرات مجهولة يُعتقد أنها إسرائيلية قرب الحدود العراقية - السورية.

ونفى المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة العمليات العميد يحيى رسول، أنباء قصف مواقع لـ«الحشد الشعبي» داخل الأراضي العراقية، ورجح أن يكون القصف داخل الأراضي السورية، تقول بعض المصادر إن الضربات طالت مواقع لـ«الحشد» على المناطق الحدودية المشتركة بين سوريا والعراق، وتشير مصادر أخرى إلى أن الضربات وقعت في عمق الأراضي السورية بعيداً عن العراق. وأعلن قائمقام قضاء القائم في محافظة الأنبار أحمد المحلاوي، أمس، عن أن «القصف استهدف ودمر موقعاً جديداً يتم إنشاؤه من قِبل فصائل تابعة لـ(الحشد الشعبي)».

بيد أن فصيل «حركة الأبدال» العراقي، يؤكد تعرض مواقع له قرب معبر القائم الحدودي مع سوريا إلى قصف بطائرات مسيّرة. وقال نائب رئيس الحركة كمال الحسناوي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «مقرات حركة الأبدال المرابطة في القاطع الحدودي بين العراق وسوريا، استُهدفت مع افتتاح المنفذ الحدودي بين منطقة البوكمال والعكاشات». واتهم الحسناوي إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بـ«استهدف مقرات الحركة قرب معبر القائم بطائرات وصواريخ مسيّرة ولكن المقاتلين الموجودين في فصائل المقاومة تمكنوا من إسقاط الطائرات، والقصف لم يوقع أي شهيد، واقتصرت الخسائر على المادية فقط ببعض المواقع». مشيراً إلى أن «تعاون الفصائل بين العراق وسوريا عن طريق منفذ القائم يزعج الأميركان».

غير أن الخبير في الشؤون الأمنية هشام الهاشمي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الضربات التي نفّذتها طائرات مجهولة وقعت داخل العمق السوري وليس قرب الحدود كما يقول بعض الجهات». وأوضح الهاشمي أن «طائرات مجهولة قد تكون إسرائيلية استهدفت 4 فصائل عراقية توجد بمقر ونقاط مشتركة في دير الزور السورية وعدد الضحايا الأولي، حسب المعلومات يشير إلى وقوع 6 قتلى و17 جريحاً». وتتطابق تصريحات الهاشمي مع المعلومات التي أفاد بها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، وكشف فيها عن مقتل 18 عنصراً مما سماها «القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها في منطقة البوكمال السورية التابعة لمحافظة دير الزور». ومعروف أن فصائل عراقية عديدة موالية لإيران تقاتل منذ سنوات في سوريا إلى جانب قوات نظام الأسد، ومنها حركة «النجباء» و«كتائب حزب الله» وحركة «الأبدال» وغيرها. ودرجت قيادات «الحشد الشعبي» ومن بينهم نائب رئيس «الحشد» أبو مهدي المهندس، منذ أسابيع على اتهام الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بالوقوف وراء عمليات الاستهداف المتكررة التي طالت مواقع ومعسكرات لـ«الحشد» في مناطق مختلفة من العراق ومنها العاصمة بغداد. وفي سياق متصل بالاستهدافات المتواصلة ضد بعض الفصائل المسلحة، بحث رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، أمس، مع الأمين العام لحركة «النجباء» أكرم الكعبي، المستجدات على الساحة العراقية. وذكر بيان لمكتب الفياض، أن «الجانبين استعرضا موضوع الاعتداءات التي استهدفت مقرات (الحشد الشعبي) وشددا على أهمية حفظ سيادة البلاد ورفض أي انتهاكات» وعلى «ضرورة تكاتف الجهود من أجل السير بالبلاد نحو الأفضل».

أمنياً، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب، أمس، عن قتل 15 إرهابياً بينهم انتحاريون وإلقاء القبض على تسعة آخرين بعمليات إنزال جوي في مطيبيجة وصحراء محافظة صلاح الدين. وما زالت منطقة صحراء صلاح الدين ومنطقة مطيبجة تشكل تحدياً أمنياً كبيراً للقوات العراقية، نظراً إلى مساحتها الشاسعة وارتباطها بصحراء الأنبار واستخدامها من قبل الجماعات الإرهابية كملاذات آمنة. وقال بيان لجهاز مكافحة الإرهاب إنه «طبقاً لمعلومات استخبارية دقيقة واستمراراً لتعقب فلول عصابات (داعش) الإرهابية نفّذت قوات جهاز مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي عمليات إنزال جوي في منطقتي مطيبيجة وصحراء صلاح الدين أسفرت عن مقتل 15 إرهابياً من ضمنهم انتحاريون وإلقاء القبض على تسعة آخرين». وكشف البيان عن «تدمير عدة مضافات وكهوف وأنفاق ومعسكر تدريب لعصابات (داعش) الإرهابية بضربات جوية من طيران التحالف الدولي».

 

نتانياهو: غور الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد

سكاي نيوز/الثلاثاء 10 أيلول/2019

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم إخلاء أي مستوطنة في الضفة الغربية، في حال أعيد انتخابه في الانتخابات المقررة في 17 أيلول الجاري، مؤكدا أنه سيفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت. وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي: "إذا أصبحت رئيسا للوزراء بعد الانتخابات المقبلة فلن أخلي أي مستوطنة في الضفة الغربية... سنفرض السيادة الإسرائيلية على كل المستوطنات والمناطق الاستراتيجية بالاتفاق مع واشنطن". وأضاف: "سأفرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت، بمجرد إعلان الحكومة المقبلة... غور الأردن سيكون تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي منافسة كبيرة من رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أزرق أبيض. ويسعى نتانياهو للحصول على أصوات قبل الانتخابات التي يحارب من أجل الفوز بها، وتمديد حكمه في أطول مدة يمضيها رئيس وزراء إسرائيلي في منصبه. وكجزء من استراتيجيته، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي سحب الأصوات من منافسه أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" القومي، الذي يعتمد على دعم الإسرائيليين المتحدرين من الاتحاد السوفياتي السابق. ويحاول نتانياهو تقديم نفسه كزعيم لا غنى عنه في إسرائيل عبر التركيز على علاقاته مع زعماء العالم بمن فيهم الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

 

وفاة مشجعة كرة قدم إيرانية أشعلت النار في نفسها خشية سجنها

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»»»/10 أيلول/2019

في حادث مأساوي، توفيت مشجعة كرة قدم إيرانية كانت قد أشعلت النار في نفسها خارج ملعب بعد أن علمت أنها قد تضطر إلى قضاء عقوبة بالسجن لمدة ستة أشهر لمحاولتها دخول ملعب لكرة القدم، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء. وأثارت حادثة الوفاة المأساوية على الفور غضباً بين بعض نجوم كرة القدم والشخصيات المعروفة في إيران، حيث يُحظر على النساء دخول ملاعب كرة القدم، رغم أنه يُسمح لهن بحضور مباريات بعض الألعاب الرياضية الأخرى، مثل الكرة الطائرة. وتوفيت سحر خضياري في مستشفى بطهران، أمس (الاثنين)، وفقاً لما ذكرته وكالة «شفقنا». وكانت الفتاة البالغة من العمر 30 عاماً تُعرف باسم «الفتاة الزرقاء» على وسائل التواصل الاجتماعي، نسبةً إلى ألوان فريق كرة القدم الإيراني المفضل لديها «استقلال». وأشعلت خضياري النار في نفسها الأسبوع الماضي، بعد أن علمت أنها قد تضطر إلى الذهاب إلى السجن لمحاولتها دخول أحد الملاعب في مارس (آذار)، لمشاهدة مباراة لفريقها المفضل. وكانت تتظاهر بكونها رجلاً وتلبس قطعة شعر زرقاء ومعطفاً طويلاً عندما أوقفتها الشرطة. وخضياري، وهي خريجة علوم الكومبيوتر، أمضت ثلاث ليالٍ في السجن قبل إطلاق سراحها بانتظار إصدار حكم في قضيتها. ولم يصدر أي حكم حتى الآن وفقاً للتقرير. وأصدر فريق خضياري المفضل بياناً قدم فيه تعازيه لعائلتها. ودعا لاعب خط وسط بايرن ميونيخ السابق علي كريمي، الذي لعب 127 مباراة مع منتخب إيران وكان من أبرز الداعين لإنهاء الحظر المفروض على النساء الإيرانيات فيما يتعلق بدخول الملاعب، إلى مقاطعة استادات كرة القدم احتجاجاً على وفاة خضياري. وقال لاعب كرة القدم الإيراني أندرانيك «أندو» تيموريان في تغريدة، إن أحد ملاعب كرة القدم الرئيسية في طهران سيُطلق عليه اسم خضياري في المستقبل.ووصف وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محمد جواد عزاري جهرومي، الوفاة بأنها «حادث مرير».

 

أنقرة تتهم واشنطن بتعطيل اتفاق «المنطقة الآمنة» شمال سوريا

إرودغان: تركيا لا يمكنها تحمّل موجة هجرة جديدة

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»»/10 أيلول/2019

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم (الثلاثاء) إن الولايات المتحدة تعطل تنفيذ اتفاق لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا. وأضاف جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، أن نهج الولايات المتحدة في اتفاق المنطقة الآمنة «غير مرض» مضيفا أن الخطوات التي اتخذتها «شكلية» فحسب. من جانبه، قال الرئيس رجب طيب إردوغان  قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا لا يمكنها تحمل موجة هجرة جديدة من شمال سوريا. وكانت مصادر تركية قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أمس (الاثنين) استمرار الخلافات والتباين في مواقف أنقرة وواشنطن فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة من حيث عمقها ومساحتها، وكذلك فيما يتعلق بوجود الوحدات الكردية، العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية، في شرق الفرات واستمرار الدعم الأميركي لها. ورغم بدء تسيير دوريات عسكرية تركية أميركية مشتركة في شرق الفرات، أول من أمس، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة وواشنطن على خلاف مستمر بشأن إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا وذلك بعد ساعات فقط من تسيير الدورية الأولى. وأبدى إردوغان انزعاجه من إرسال الولايات المتحدة أكثر من 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى قوات سوريا الديمقراطية متسائلاً: «ضد مَن سيقاتل هؤلاء؟ هناك بلد وحيد هو تركيا، ونحن لن نتهاون معهم». وكانت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي قد اتفقتا على إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية فصيل «إرهابي» لحزب العمل الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في تركيا منذ 1984.

 

بعدما ظلت ملاذاً لهم لسنوات... تركيا تدير ظهرها للاجئين السوريين

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/10 أيلول/2019

منذ أسابيع عدة، بدأت تركيا في ترحيل آلاف اللاجئين السوريين من مدنها الرئيسية، وقامت بنقل الكثير منهم إلى حدودها مع سوريا في حافلات بيضاء وعربات للشرطة، وذلك بعد أن كانت تعتبر ملاذاً لملايين من هؤلاء اللاجئين خلال السنوات الثماني الماضية. وتسيطر تركيا، التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري، على أجزاء من شمال سوريا، حيث تقول إن 350 ألف سوري عادوا بالفعل إلى هناك، وتقيم «منطقة آمنة» مع الولايات المتحدة في الشمال الشرقي، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه يمكن نقل المزيد إليها. وهدد إردوغان، الذي كان يُنظر إليه على أنه منقذ اللاجئين السوريين، الخميس الماضي بفتح الحدود أمام اللاجئين إلى أوروبا حال عدم تقاسم الأعباء مع تركيا، قائلاً إن بلاده أنفقت على اللاجئين المقيمين على أراضيها نحو 40 مليار دولار، وإن المساعدات الخارجية التي وصلت إلى اللاجئين لا تتجاوز 3 مليارات يورو. وقد زاد استياء إردوغان ضد السوريين، بعد أن فرّ مئات الآلاف من اللاجئين إلى الحدود التركية إثر هجمات لروسيا والنظام السوري في إدلب، حيث إنه قال إن التطورات الحاصلة في هذه المحافظة السورية تنذر بخطر تدفق أفواج جديدة من اللاجئين نحو تركيا، قد تصل أعدادهم إلى المليون. ومنح الاتحاد الأوروبي تركيا نحو 6.7 مليار دولار منذ عام 2015 للمساعدة في السيطرة على تدفق المهاجرين. لكن تركيا تقول إن مشكلة المهاجرين تتزايد بشكل كبير جداً. وأدار السوريون أنظارهم إلى أوروبا مرة أخرى، حيث زاد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بطرق غير شرعية بشكل ملحوظ الشهر الماضي، وأغلبهم سوريون. وقد وصل أكثر من 500 لاجئ على متن قارب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية قبل أسبوع. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يرجع كثيرون التحول الذي حدث في سياسة إردوغان تجاه اللاجئين إلى هزيمة حزبه في انتخابات رئيس بلدية إسطنبول في يونيو (حزيران) الماضي، حيث أكدوا أن هذه الهزيمة جاءت نتيجة لارتفاع معدلات البطالة والتضخم، التي يقول بعض الأتراك إن السوريين ساهموا فيها بشكل كبير.

ومؤخراً، كثفت وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية من انتقادها للاجئين السوريين، في الوقت الذي تعجّ فيه وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات المناهضة لسوريا. بالإضافة إلى ذلك، قام المسؤولون الأتراك باتخاذ إجراءات صارمة ضد السوريين الذين يعملون بشكل غير قانوني أو من دون أوراق إقامة، وفرض غرامة على أصحاب العمل الذين يشغلون اللاجئين من دون إذن عمل. فعلى سبيل المثال، قال فاتح بلماز، المتحدث باسم منطقة إسنيورت في إسطنبول، والتي تعرف باحتضانها عدداً كبيراً من العمالة السورية، إن البلدية أصبحت توفر حافلات لنحو 100 شخص في الأسبوع للعودة إلى سوريا.

وأضاف بلماز، إن مغادرة هؤلاء الأشخاص «ستسعد المواطنين الأتراك حتى وإن اشتكى أصحاب المصانع وأصحاب العقارات من فقدان عمال ومستأجرين». ويعد هذا التحول في السياسة والموقف التركي تجاه اللاجئين السوريين بمثابة صدمة مؤلمة لهم. وقال مهند غباش، وهو سوري يعمل في منظمة غير حكومية في مدينة غازي عنتاب الجنوبية، بالقرب من الحدود السورية: «إن هذا الترحيل كارثة للشعب السوري». وأضاف: «تم إخبار العمال السوريين بضرورة الحصول على تصاريح عمل ودفع الضمان الاجتماعي حتى يتمكنوا من الإقامة في تركيا، لكن الكثيرين لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف الإضافية».

يذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي، قام ضباط شرطة في غازي عنتاب بزيارة عدد من متاجر البقالة والمعجنات السورية وأمروا أصحابها بإزالة اللافتات التي تحتوي على كتابات باللغة العربية، مهددين إياهم بفرض غرامة كبيرة عليهم إذا لم يمتثلوا لهذا الأمر.

وقد قالت تقارير إعلامية في ذلك الوقت، إن هذا القرار اتخذ للتخفيف من السخط الشعبي الناشئ عن تزايد أعداد اللاجئين السوريين في المدينة. وتعليقاً على ذلك، قال محمد الأزور، وهو صاحب متجر حلويات في المدينة، إنه قام بتغطية مقولة بالعربية لجلال الدين الرومي كانت معلقة على الحائط داخل متجره خوفاً من الغرامة. وأضاف قائلاً: «غرامة واحدة من الشرطة سترهقني بشدة. أنا لست عبئاً على أحد. جئت من حلب ومعي أموالي الخاصة وفتحت بها هذا المتجر، فلا تضغطوا علينا ودعونا نعيش». وبحسب تقرير «نيويورك تايمز»، يشكل السوريون نحو 20 في المائة من سكان غازي عنتاب، وقد قاموا باستثمار رؤوس أموالهم بها. ويرفض السوريون بالمدينة اتهامهم بالمساهمة في تدهور الاقتصاد التركي، ويقول نور موسيلي، وهو مصنّع للنسيج خسر مصنعاً بقيمة 12 مليون دولار في حلب في الحرب، وقام بفتح متجر لملابس الرجال في غازي عنتاب «يمكننا العمل والإنتاج في أي مكان يتم وضعنا فيه. أعمالنا فائدة صافية للاقتصاد التركي». وسبق أن صرّحت رئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، وهي مسؤولة رفيعة المستوى في حزب إردوغان، بأنها مؤيدة قوية لوجود اللاجئين السوريين بالمدينة، مشيرة إلى أنهم قاموا بتعزيز اقتصادها بشكل ملحوظ، إلا أنها أكدت «ضرورة امتثال هؤلاء اللاجئين للقوانين التركية». وأوضحت قائلة: «ما نقوله للسوريين هو أن هناك قواعد للعيش هنا؛ لذلك عليك أن تطيع هذه القواعد». لكن السوريين يرون أن السياسات الجديدة تهدف إلى دفعهم لمغادرة البلاد. وقال عبد الكريم الرحمن، الذي يدير فرعاً من عطور سورية شهيرة في غازي عنتاب: «إنهم يريدون إقناعنا بأنه من الأفضل أن نرحل إلى المنطقة الآمنة».وقد أشارت فاطمة شاهين إلى أنها تؤيد خطة إنشاء منطقة آمنة في سوريا، وتتوقع أن ينتقل نصف اللاجئين السوريين البالغ عددهم 500.000 لاجئ إلى هذه المنطقة.

 

عشرات القتلى والجرحى إثر تدافع خلال إحياء ذكرى عاشوراء في كربلاء

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/10 أيلول/2019

قتل 31 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات اليوم (الثلاثاء) في تدافع أثناء إحياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء العراقية التي تبعد 100 كلم جنوب بغداد. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر «مقتل 31 شخصا وإصابة مئة بينهم عشرة أشخاص في حالة خطيرة في حصيلة غير نهائية» خلال حادث التدافع، مضيفاً أن «فرق وزارة الصحة استنفرت طواقمها» بعد الحادث. ونشر ناشطون صورا بعد الحادث لأعداد من الزوار الفاقدي الوعي على الأرض بينما يحاول آخرون إسعافهم. وتوافد الزوار منذ مطلع الأسبوع الماضي من مختلف المدن العراقية إلى كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء. ويشارك في إحياء ذكرى عاشوراء في كربلاء مئات الآلاف على مدى الأيام العشرة الأولى من شهر محرم يفدون من مناطق مختلفة في العراق. ووصل وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري إلى مدينة كربلاء منذ أمس (الاثنين) للإشراف على الإجراءات الأمنية، وسبقه وزير الدفاع نجاح الشمري. وأصدر الياسري توجيهات لقوات الأمن لتشديد التدابير حول مجالس ومواكب العزاء وتكثيف الجهود الأمنية لحماية الزوار. وتعرض الزوار العام 2013 خلال زيارة عاشوراء لسلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا. والعام 2005 شهدت زيارة الإمام موسى الكاظم حادث تدافع كارثياً على جسر الائمة أودى بنحو ألف من الزوار.

 

طائرة مسيرة تقصف مخزن عتاد لـ”الحشد الشعبي” في الأنبار والتحالف قصف مواقع "داعش" بصلاح الدين

بغداد – وكالات/10 أيلول/2019

 قصفت طائرة مسيرة، مخزن عتاد تابع لـ”الحشد العشائري” في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، ما أدى إلى احتراق المخزن وانفجاره، من دون أن يتحدد مصدر القصف أو الجهة التابعة لها الطائرة من دون طيار.

وقال مصدر رفيع المستوى ليل أول من أمس، إن “الأنباء التي تحدثت عن أن سبب احتراق مخزن للحشد العشائري في منطقة المعمورة بقضاء هيت غرب الأنبار هو تماس كهربائي، كلام غير دقيق”. وأضاف إن “الانفجار ناجم عن قيام طائرة مسيرة أطلقت صاروخا باتجاه المركز”، مشيراً إلى أن “سيارة كبيرة كانت تحمل أسلحة متنوعة أفرغت حمولتها داخل المركز قبل عملية استهدافه”. وأشار إلى أن “كل مخازن أسلحة الحشد العشائري لا تحتوي على أسلحة ثقيلة وإنما فقط متوسطة وخفيفة”. وكان رئيس المجلس المحلي لقضاء هيت مهند المحمدي قال في وقت سابق، إن “مخزن العتاد التابع للحشد العشائري تعرض لتماس كهربائي أو خلل معين أدى لحدوث حريق صعبت السيطرة عليه، فبدأت تتفجر الأسلحة الموجودة داخله”. وفي سياق آخر، قال عضو البرلمان عبدالخالق العزاوي أمس، إن الجانب الأميركي أبلغ العراق بأن طائرات مسيرة إسرائيلية أغارت على مواقع لـ”الحشد الشعبي”.

وأضاف إن “واشنطن أبلغت العراق أن استهداف مواقع الحشد في المرتين الأولى والثانية كان من خلال طائرات إسرائيلية مسيرة”. وأشار “نحمل الجانب الأميركي المسؤولية، فهم يملكون القواعد في العراق وهم المسؤولون عن حماية ومراقبة الأجواء العراقية، ولولا موافقتهم لما ضربت إسرائيل هذه المواقع”. في غضون ذلك، نفذت طائرات التحالف الدولي أمس، غارات عنيفة على مواقع “داعش” في محافظة صلاح الدين، شملت توجيه ضربات موجعة ضد 37 هدفاً في المحافظة. كما شنت قوات عراقية أمس، هجوماً على أحد معاقل التنظيم شمال مدينة تكريت، في عملية أطلق عليها اسم “التراب الأسود”، شملت منطقة جزيرة كنعوص، التي تعد من أخطر المناطق التي ما زالت تشهد تواجدا مهما لعناصر “داعش” فيها. إلى ذلك، أعلن وكيل وزير الخارجية العراقي مؤيد صالح أمس، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور العراق في السابع من أكتوبر المقبل. وقال “لقد تم تحديد موعد الزيارة مبدئيا في النصف الأول من أكتوبر (المقبل)، وموعد الزيارة بشكل تقريبي هو السابع من الشهر”، مشيراً إلى أن كل شيء يمكن أن يتغير، كما لم يستبعد أن يتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقات بين البلدين. وفي سياق متصل، أعرب صالح، خلال لقائه برئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف، عن أمل بغداد بنمو الاستثمارات الروسية في تطوير حقول النفط العراقية، وأن تصل إلى 20 مليار دولار بحلول العام 2030.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شينكر يدشّن «طاقماً جديــداً» لواشنطن في المنطقة؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 أيلول 2019

بدأ الموفد الأميركي دايفيد شينكر زيارته بيروت، مكلّفاً بتسهيل المفاوضات لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل. فهو يخلف مسؤولين كباراً تعاطوا بالملف منذ سنوات من دون تحقيق اي إنجاز. لذلك، من السابق لأوانه توقّع ما يمكن أن يحققه، فالمهمة صعبة وليس من الحكمة تقدير نتائجها، خصوصاً إن ارادها جولة تعارف. فمن هو شينكر؟ وهل يمكن القول إنه يدشّن عهداً وطاقماً اميركياً جديداً في المنطقة؟ دايفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، الذي جاء الى موقعه في فريق وزير الخارجية مايك بومبيو من خارج السلك الديبلوماسي. وهو آتٍ من خلفيته الأكاديمية باحثاً لمدة زادت على 15 عاماً في معهد واشنطن للشرق الأدنى، وهو معهد أبحاث أميركي أسسته في 1985 لجنة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية المعروفة بـ«أيباك»، ويقع مقره في العاصمة الأميركية واشنطن.

وبحسب موقعه الإلكتروني، انّ المعهد سعى لفهم متوازن وواقعي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، يتعاطى بكل ما يحصل فيها ويقود الادارات الأميركية المتعاقبة الى ما يمكن ان يوفر لها مصالحها لمجرد ان يكلف بمهمات مماثلة من وزارات وإدارات تريد ان تفهم واقع الأمور قبل ان تقرر كيف تبني سياساتها وتبني قراراتها وإجراءاتها في اي ملف من ملفاتها. على هذه الخلفية، يُعرف شينكر بأنه «الإبن الشاطر» لمؤسس المعهد مارتن انديك، الذي دخل وزارة الخارجية قبله بعقدين ونصف بالطريقة عينها التي قادت شينكر اليها. وتولى بعد عمله في الإدارة المركزية لفترة وجيزة سفيراً لبلاده في تل ابيب على مرحلتين ما بين عامي 1995 و2000، قبل ان يعيّنه الرئيس السابق باراك اوباما مبعوثاً خاصاً للسلام في الشرق الأوسط في تموز 2013.

كان شينكر يتابع في معهد واشنطن قضايا لبنان وسوريا والأردن والعراق، لذلك لم يأتِ الى منطقة مجهولة بالنسبة اليه، بل هو يعرف الكثير عمّا يميّز علاقات حكوماتها وزعمائها بواشنطن، وبتاريخ المواجهة العربية - الإسرائيلية، كما قرأها المعهد في تاريخها الحديث. وفي مهمته الجديدة سيتولى إكمال المهمة من اجل «تسهيل» عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل من حيث انتهى سلفه دايفيد ساترفيلد، قبل ان يعيّن مطلع الصيف الجاري سفيراً لبلاده في أنقرة، ومن قبله كان دايفيد هيل وعاموس هولكشتاين وكريستوفر هوف.

وبعيداً من هذه المقاربة التي لا بد منها، للتعريف بالموفد الأميركي الجديد، يبدو واضحاً من خلال جدول الأعمال الذي وضع لشينكر في زيارته المستمرة مبدئياً الى الخميس المقبل، انها زيارة تعارف اكثر مما هي زيارة تقريرية. فهو يرغب في التعرف الى من لم يتعرف اليه بعد من المسؤولين اللبنانيين. ففي لبنان جيل جديد من المسؤولين يتوزعون على مواقع عدة رسمية وسياسية وحزبية لا يعرفهم جيداً، كما يعرف آخرين من آبائهم ومستشاريهم ورؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين وديبلوماسيين وأكاديميين. فهو من موقعه كان يستقبلهم في المعهد وزار لبنان من قبل في وفود بحثية واكاديمية.

ولذلك، قالت مصادر تشارك في الترتيبات الخاصة بالزيارة، انّ لدى شينكر مجموعة من الأسئلة التي سيطرحها على من سيلتقيهم، ويريد بكل بساطة التعرف الى الكثير من النقاط التي تلقي الضوء على مهمته. ومن أولاها بالإضافة الى إبرازه التعريف الأميركي لـ«حزب الله» كمنظمة ارهابية وضرورة ابتعاد اللبنانيين عنه وعن مدار العقوبات الممكنة، سيسأل هل نظرة اللبنانيين موحّدة الى ملف الترسيم؟ وهل الجميع يتابعون هذه القضية الحساسة؟ وهل من مصلحة «حزب الله» إقفال هذا الملف لينهي مهمته في مواجهة اسرائيل؟ وهل هناك من لا يعنيه الملف من باب اعتقاده انه ملف جنوبي بعدما أوكل الى رئيس مجلس النواب التفاوض في شأنه؟ فما هو معروف مبدئياً انّ مهمة التفاوض منوطة دستورياً بمواقع رسمية اخرى في السلطة التنفيذية وليس التشريعية. كما انّ مفاوضات من هذا النوع لا تكتمل إلا بموافقة رئيس الجمهورية، فهو بحكم موقعه الدستوري يقود المفاوضات ويوقع الإتفاقيات والمعاهدات مع الحكومات والهيئات والدول الخارجية. وبعيداً من هذا العرض المستفيض، هناك من يعتقد انّ مهمة شينكر الجديدة تأتي في وقت تعيد فيه الإدارة الأميركية النظر بكامل طاقمها الديبلوماسي في المنطقة. فالسفيرة الأميركية في بيروت تستعد لترك موقعها بعدما أمضت سنوات الخدمة الكافية في بيروت، وهناك ترتيبات جديدة على مستوى المكلفين بإدارة المصالح الأميركية في المنطقة. وما استقالة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قبل ايام سوى ورقة مهمة من ملف جديد تجمع أوراقه. وقد سمّي خلفه، آفي بيركوفيتش، الصديق الشخصي لصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره الأول جاريد كوشنر وأحد أعضاء فريق الممثل الخاص لوزارة الخارجية لشؤون إيران بريان هوك، وهو يستعد للقيام بمهمة صعبة عجز عنها كبار الديبلوماسيين الأميركيين وأكثرهم خبرة.

وبعيداً من الظروف التي قادت غرينبلات الى الإستقالة قبل اكتمال الإعلان عن «صفقة القرن»، والتي كان احد ابرز المخططين لها. فقد طرح السؤال عن الأسباب التي دفعته الى الإستقالة في منتصف الطريق الى الصفقة. فهو صقر من صقور كوشنر على مدى عامين ونصف العام، كان حاضراً في كل المحطات التي جرى فيها التحضير لـ«مؤتمر المنامة» الإقتصادي، والذي اعتبر انه في توقيته وشكله ومضمونه «النسخة الإقتصادية» المتقدمة من مجمل وجوه هذه الصفقة.

على هذه الخلفيات والحقائق بنيت أهمية الحديث عن تغييرات كبيرة واساسية طرأت على تركيبة الفريق الأميركي الذي يقود الصفقة في المنطقة، وقد آن أوان ان يغيب عن مواكبتها من لم يعد مقتنعا بها او يعارضها. وعلى هذه المستجدات بنيت النظرية التي تقول إنّ مهمة شينكر مرتبطة بعمل فريق اميركي جديد يقود الديبلوماسية الأميركية في المنطقة. وعلى رغم اقتناع البعض بصوابية هذا السيناريو، هناك من يعتقد انّ مهمة شينكر لا تَتّصِل بكل هذه القضية، فلا علاقة مباشرة له بما يسمّى «صفقة القرن»، رغم أنّ مهمته ترتبط كثيراً بما سيكون عليه مستقبل العلاقات بين دول المنطقة واسرائيل. وانه لا يمكن الفصل بين الدور الأميركي لترتيب الحدود البرية والبحرية اللبنانية - الإسرائيلية وما يخطط على مستوى إدارة ثرواتها، كما بالنسبة الى مصير «حزب الله» وأي حديث آخر لا معنى له خارج هذه الحلقة المترابطة.

 

جنبلاط يستفقد جعجع... و«قوات الجبل» ثابتة

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 أيلول 2019

تزامَنت «مواسم الصلحة» التي لا تُفوّت، مع موعد صعود جعجع المفترَض الى الجبل لاستفقاده واستفقاد أهله بعد غيبة. وبالرغم من التأكيدات الجنبلاطية والقواتية «الاستلحاقية» من عدم صحّة التسريبات التي عَزت تأجيل زيارة جعجع بسبب غياب «آل جنبلاط» عن الجبل تزامناً مع زيارة «الحكيم»، وبسبب «المواعيد الطارئة» في الجبل الشمالي، ما زالت الشكوك تراود البعض عن حقيقة تزامن المواعيد الضاغطة، غير مقتنعين بأنّ لقاء تيمور بك والوزير باسيل حكمته صدفة غير مدبّرة، وبأنّ غياب «الحكيم» سَبّبته «صدفة صحية» و«ضرورة» طبيعية أنتجت ضَرورة التأجيل. وتقول أوساط مشكّكة مقرّبة من «القوات» إنه لا التباس حول موعد لقاء موفد الحزب الاشتراكي مع موفد «حزب الله» الذي يُحضّر له منذ مدة، وكان معروفاً مسبقاً ومتوقعاً في أي وقت، إنما الالتباس الذي لم تتمكّن حتى الساعة كثرة التحليلات الصحافية والتصريحات السياسية من تبريره، هو توقيت لقاء تيمور مع الوزير باسيل نهار السبت الفائت الواقع في 7 ايلول، أي انه تزامنَ مع موعد الزيارة المعلن قبل يوم واحد لزيارة رئيس حزب «القوات» الى جبل الشوف. وبالرغم من مصادر الوزير باسيل التي نقلت انّ تيمور بك رغب في لقاء باسيل قبل حادثة قبرشمون وطلب اللقاء، وجُمّد بعد الحادثة، لتعاود المصادر التأكيد أنّ تيمور جنبلاط عاوَد طلب اللقاء بباسيل بعد لقاء وليد جنبلاط مع الرئيس عون في بيت الدين.

نقلت مصادر الاشتراكي خلاف هذا الكلام، بحسب ما أوردته بعض الصحف عن مصادرها، موضِحة أنّ الدعوة وجّهها باسيل من دون ان يأتي الطرفان على تحديد موعد اللقاء او إعلانه. وتقول اوساط مقرّبة من «القوات»: «اذا كان الوزير باسيل هو مَن حَدّد فعلاً تاريخ 7 أيلول عن سابق تصميم، بعد إعلان نائب الجبل جورج عدوان قبل يوم تاريخ موعد زيارة جعجع، فعتبنا ليس على الوزير باسيل بل على الطرف الآخر الذي لبّى الدعوة في التاريخ المذكور». وتضيف: «لا نفهم لماذا لم يرجئ تيمور جنبلاط زيارته اللقلوق الى السبت المقبل، ليس لأنّ القوات ضد مصالحة الرجلين، بل لأنّ القوات بكل بساطة أرادت الترحيب بجعجع في الجبل برفقة «حكماء» الجبل، وليس من قبل «قوات الجبل» فقط». مصادر «القوات اللبنانية» الرسميّة لم تتبنَّ «قراءة الأوساط المقرّبة منها»، وفَنّد نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان لـ «الجمهورية» أسباب عدم تبنّي عتب «أوساط القوات» على آل جنبلاط، فقال إنّ الزيارة غير مرتبطة بجنبلاط. فجعجع أراد صعود الجبل لملاقاة أهله وجميع مكوّنات الجبل وبنوع خاص «مَشايخه»، لأنّ برنامج زيارة «الحكيم» كان لقاء الوفود السنية والدرزية، والبرنامج الاساسي نهار السبت كان اللقاءات مع الفاعليات المسيحية. وبالتالي، إنّ الزيارة لم تكن تتضمن لقاء مهماً مع جنبلاط، إن لم نَقُل ليس بأهمية لقاءاته الاخرى، كذلك لقاء «الحكيم» مع جنبلاط لم يكن محدداً السبت.

ولفت عدوان الى أنّ مساء السبت في 7 ايلول كان الجبل على موعد مع عشاء سنوي يواظِب شخصيّاً على التحضير له، وتُشارك فيه البلديات. ولم يكن مرتبطاً بموعد صعود جعجع الى الجبل، انما حين أبدى الحكيم نيّته في الصعود، أرَدنا الاستفادة من تزامن الزيارة مع موعد العشاء. فلو صعد جعجع في الموعد المحدد لم يكن ليتزامَن لقاؤه مع جنبلاط السبت، لأنّ الزيارة «لأهل الجبل» وليس لجنبلاط، و«عندما تُفهم الرأي العام ويستوعب هذه الحقيقة، يفهم ما «يُحاك» حول الباقي وغير المرتبط بالزيارة. ويرى عدوان انّ تيمور قد لا يكون ارتأى تأجيل موعد زيارته اللقلوق، لأنه أدرك انّ مواعيد جعجع السبت غير مرتبطة بضرورة وجودهم في الجبل او حضورهم في الحدث. ولتلك الاسباب يقول عدوان: «نحن لا نعتب على جنبلاط ولا على تيمور لأننا في الاساس لا نربط الامرين ببعضهما». وتساءل: «عندما تبدأ زيارة جعجع السبت بـ 50 موعداً في القرى أو لفاعليات ويليها في الليلة نفسها عشاء موسّع، وفي كل تلك المناسبات، لا يتضمن جدولها حضور جنبلاط فكيف نَعتَب؟ كما كشف عدوان عن أنّ قرار جعجع جاء قبل ايام قليلة، وليس قبل اسبوع او اكثر لنقول انه معروف. وتساءل: «اذا كان باسيل قد دعا تيمور في اليوم نفسه أو قبل يومين فقط مثلاً، ام انه كان متّفقاً على هذا الموعد منذ اكثر من اسبوع، اي قبل قرار جعجع الصعود»، معلّقاً «هذا الأمر هو الذي لا أعلمه». وأوضح عدوان أنّ أولوية القوات في الجبل هي أن يكون المناخ المسيحي الدرزي السني ممتاز، وجيد، ومفصول عن السياسات الضيّقة، وهو كذلك.

ويؤكد أنّ «قوات الجبل» تقرأ في كتابه وهي مُتنبهة لهذا الامر، بل أكثر من ذلك أوضَح الأمر للقاعدة القواتية خلال العشاء ليل السبت. عندما أعلنّا التأجيل، إتصل جنبلاط بعدوان مستوضحاً ومستفهماً بالتفصيل عن الاسباب، وكان مهتمّاً كثيراً، وكان أكثر من ايجابي في الاتصال وأراد معرفة السبب بالتحديد، وأفهمناه أنّ الصدفة هي بحت صحية، الأمر الذي زاده اهتماماً. فاستوضَح اكثر عن صحة «الحكيم»، ولم يَستكن الّا عندما اطمأن الى صحته بالتفصيل. ونحن كنّا شفافين وقلنا الحقيقة، ولا ندري اذا اراد الغير فهمها على طريقته. فهي مشكلة الآخر.

ويختم عدوان بالجواب اذا كان لديه شكوك في ثبات دعم جنبلاط للقوات في يوم من الايام او قلق من عدم تقدير ٍٍ لمواقفها في الأيام المحرجة... فيجيب: "اولا القوات ليست عتلانة هم الحصار مذكرا انه تقدم أمس باقتراح قانون لوضع آلية للتعيينات وبرأيه سوف يكون هناك جلسة سريعة للمجلس... فلننتظر ونرى كيف سيتعاطى جميع الفرقاء مع هذا القانون، فهذا القانون يدل اذا كانوا يريدون ان تكمل التعيينات محاسيب ومستتبعين، او يريدون الدولة. هذا هو الميزان بالنسبة لنا، وهناك سوف "نزين" كلمة الخصوم والحلفاء وعلى ضوئها.. نكرّمهم ام ندينهم.

 

لماذا يدوّل سعد الحريري مشكلة حزب الله

محمد قواص/العرب/11 أيلول/2019

يثير طلب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن يتعامل المجتمع الدولي مع حزب الله باعتباره “مشكلة إقليمية” عدة تساؤلات حول أسباب هذا التدويل وحقيقة القول إن حزب الله لا يتحكم في إدارة البلد، وهل حقا هو لا يمسك بقرار الحرب والسلم، وهو الذي يقحم لبنان في مشاريع إيران وأجندتها؟ وهل بتدويل حزب الله يكون الحريري قد أبعد الخطر على لبنان؟ لافت جدا أن يخاطب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المجتمع الدولي، معلنا أن مشكلة سلاح حزب الله هي مسألة إقليمية (دولية) وليست لبنانية. وعلى هذا قد يلتقي، بشكل غير مباشر، مع اكتشاف رئيس الجمهورية ميشال عون أن الظروف تغيّرت ولم تعد تستدعي حوارا داخليا للاهتداء إلى الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان. لافت أيضا أن حزب الله لم يعلّق على تصريحات الحريري لـ”سي.أن.بي.سي” الأميركية حول ما فُهم أنه تبرؤ لحكومته من سلاح الحزب وسلوكه (المشرّع وفق البيان الوزاري). وأنه إحالة للأمر، وفق ما قد تفسره مواقفه، إلى معالجة كبرى تتجاوز قدرات لبنان وتضعه ربما داخل ملف الصراع الذي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران. يخبر الحريري العواصم المهتمة بشؤون لبنان واستقراره، ودوره واقتصاده، وآبار الطاقة في مياهه، أن حزب الله لا يحكم البلد، لكنه يتحّكم بقرار السلم والحرب فيه. يبلغ الرجل من يهمه الأمر، بصفته رئيسا لحكومة بلد مستقل ذي سيادة، أن عنوان حزب الله ليس في لبنان، وأن قراره يأتي من خارج البلد، وأن معالجة أمره لا يمكن أن تتم من داخله.

دعوة لتخليص لبنان

لا يُفهم من خطاب الحريري لقناة تلفزيونية أميركية بعد أسابيع من عودته من رحلة مثيرة للجدل إلى الولايات المتحدة إلاّ أن رئيس الحكومة يستدرج تدويلا لمسألة حزب الله، ليس بالمعنى الذي قد يثير الداخل اللبناني، بل بالمعنى الاستراتيجي المتعلّق بما يُرسم هذه الأيام للمنطقة. ولا يُفهم من منطق الرجل إلا دعوة لتخليص لبنان، بكيانه وتياراته ومذاهبه ومؤسساته، من مهمة التصدي لظاهرة تعملقت لأسباب خارجة عن إرادة لبنان، وتتحمل مسؤوليتها سياسات اعتمدها المجتمع الدولي في التعامل مع إيران ونظام “الثورة الإسلامية” هناك منذ أربعة عقود.

حزب الله مشكلة إقليمية

على أن ما ينطق به الحريري يختلف في الجوهر عما ينطق به عون. في ثنايا كلام رئيس الحكومة بعض مما تجاهر به بيئته السياسية الصغرى وتلك الكبرى الممتدة بارتباك باتجاه حلفاء الأمس. يعتبر هؤلاء أن سلاح حزب الله يصادر هيبة الدولة ووحدة قرارها في شأن سيادي أساسي، وأنه يعظّم من ثقافة الدويلة ويهدد اللحمة الداخلية ويصدّع الاستقرار الداخلي ويساهم في تفشي مظاهر العبث والفوضى والاستهتار بمؤسسات البلد كما بموقعه في العالم وعلاقاته مع دول العالم.

"مشكلتكم وليست مشكلتنا"

باعتباره مشكلة خارجية، لا يؤمن الحريري بلزومية سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان على منوال ما يكرر رئيس الجمهورية ميشال عون. يرى الأخير أن سلاح الحزب لبناني في أجندته الدفاعية عن البلد وهو جزء بنيوي لا تمرد داخليا عليه، لا بل تتم رعايته من قبل الدولة وحكومتها.

وفيما يتحدث الحريري عن “مشكلة” أن قرار الحرب والسلم في يد حزب الله، لا يرى رئيس الجمهورية ذلك على نحو لا يوجب هذه الأيام أي حوار بيتي لاستحداث استراتيجية دفاعية تنهي ظاهرة سلاح الحزب من خارج منظومة الدولة. “حزب الله مشكلة إقليمية”. وفق ذلك يطالب الحريري بألا يرتبط أمر الجدل حول دور حزب الله من قبل واشنطن وحلفائها بأمر ما يمكن لهذا العالم أن يقدمه لتخليص لبنان من أعبائه الاقتصادية. وفيما يكثر الحديث عن ربط ثمار مؤتمر “سيدر” وكرم الدول المانحة بشروط معينة متعلقة بما هو مطلوب من الدولة للجم حزب الله والقبض على سلاحه، يرمي الحريري الكرة إلى حضن هذا العالم وتلك الدول المانحة مستخدما لغة بسيطة مفادها أن “الأمر مشكلتكم وليس مشكلتنا”. وعلى أساس تلك المعادلة يطلب الحريري من العالم أن يتعامل مع لبنان بصفته دولة تديرها حكومة يرأسها، وأن لحزب الله حصة برلمانية ووزارية لا تتيح له إدارة البلد، وأن مسألة إمساك هذا الحزب بقرار الحرب والسلم (الذي يمكن بالمناسبة أن يدمر البلد ويطيح بحكومته ومؤسساته)، هي مسألة وجب لهذا العالم التعامل معها، مع التسليم بأن بيروت لا تستطيع في مواجهتها شيئا.

وللمفارقة فإن تصريحات الحريري لم تستفز حزب الله. التدويل الذي تشي به تلك التصريحات يؤمن للحزب موقعا خاصا، ليس داخل المشهد اللبناني المحدود، بل داخل ذلك الدولي الكبير. قد يقرأ الحزب أن مواقف رئيس الحكومة اللبنانية تظهر للعالم أجمع، وهذه المرة بشكل رسمي صادر عن مرجع رسمي، حقيقة أن حزب الله ليس حزبا لبنانيا بل قوة إقليمية داخل لبنان تؤثر في قراراته السيادية، وجب التعامل معه دوليا بصورة مستقلة عن تعامل دول العالم مع لبنان، أو أكثر من ذلك التعامل معه بصفته ملحقا نهائيا ملتصقا بكيانية لبنان القانونية في العالم، وليس حادثة ظرفية مؤقتة يتم تدبيرها داخل منظومات الحكم والسياسة والأمن في لبنان. وفي الهمّة التي تقودها الولايات المتحدة هذه الأيام بشخص ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى الذي يطل على لبنان (الأربعاء) ما قد يؤسس لقواعد عمل جديدة سترسيها أعراف أميركية في التعامل مع لبنان وحزب الله كحالتين منفصلتين.

تعمل واشنطن على تفعيل وساطتها لإنهاء النزاع الحدودي، البري والبحري، بين لبنان وإسرائيل. وترسل واشنطن موفدها آخذة بعين الاعتبار أن نجاح مهمته يحتاج منطقيا إلى تبديد احتمالات نشوب حرب جديدة تشنها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان. ولا يمكن أن تبنى أي استراتيجية جدية لإقفال الملف الحدودي وفتح ملف التنقيب عن الطاقة في المياه اللبنانية وتفعيل ذلك القطاع في منطقة شرق المتوسط إلا بالانكباب جديا على معالجة “حالة” حزب الله.

حسابات داخلية

منذ أيام، وخارج أي سياق، وربما من صلب سياقات ليست ظاهرة، يتنبأ وزير الداخلية اللبناني السابق نهاد المشنوق بأن “لا نفط ولا غاز، من دون الاتفاق الجدّي والحاسم على الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية”. ربما في ذلك الموقف حسابات داخلية تنتقد دفن عون لتلك الاستراتيجية بسبب “تبدل الظروف”، وتغمز من قناة لا مسؤولية لبنان عن سلاح حزب الله وفق اجتهادات الحريري الجديدة. إلا أن ورشة الرسم الجارية حاليا لخرائط المنطقة ومسار التوازنات الدولية داخلها، لا يمكن إلا أن تلحظ معالجة ما لظاهرة حزب الله في لبنان. تدفع إسرائيل بملف مصانع الصواريخ التابعة للحزب، وتتهدد بالنار ممر طهران بيروت الشهير. باتت ورش التنقيب عن الغاز التي تهتم لها واشنطن كما فرنسا وإيطاليا وروسيا ودول البحر المتوسط مفعّلة لإطلاق إحدى أكبر ثروات العالم الجديدة. وتعد ترتيبات للمسألة السورية التي بدا أن التلويح التركي بإعادة دفع اللاجئين إلى أوروبا يعيد إيقاظ العالم عليها. على هذا تتعملق الملفات على النحو الذي يعيد تسليط المجهر على حزب الله ودوره داخل تلك الملفات. الأمر يتطلب تدويلا، وفق ما يتسرب من تصريحات الحريري، ومع ذلك على لبنان أن يقرر ما إذا كان يريد العالم أن يتعامل معه بصفته دولة مستقلة أم يريد للعالم أن يقبل بأمره الواقع ويتبنى ويرعى وصاية حزب الله عليه كما قبل ورعى وصاية نظام دمشق قبل ذلك.

 

لماذا لم يخسر لبنان أرضا في 1967…

خيرالله خيرالله/العرب/11 أيلول/2019

خيار الحرب مع إسرائيل سيزيد من مشاكل لبنان الداخلية والاقتصادية

هل تعلّم اللبنانيون شيئا من أحداث حرب العام 1967، التي أسست لحربهم الأهلية ولحروب الآخرين على أرض لبنان ومما سبقها ومما تلاها؟

ليس ما يشير إلى أنّهم تعلموا شيئا، بما في ذلك أخذ العلم بأنّ العرب رموا كل هزيمتهم على لبنان كي يتحمل وزرها وكي يهربوا منها. انتهى لبنان إلى إجباره على توقيع اتفاق القاهرة في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1969 كي يتبرّأ العرب من الهزيمة. لو كان جمال عبدالناصر فهم فعلا معنى الهزيمة التي لحقت بمصر في العام 1967، هل كان قبل أن يوقّع لبنان اتفاق القاهرة؟

لا تزال مفاعيل الاتفاق تدوّي إلى اليوم لأنّ قائد الجيش الماروني إميل البستاني أراد أن يكون رئيسا للجمهورية… في وقت كان زعماء الموارنة الآخرون، باستثناء ريمون إدّه، يسعون، كلّ بدوره إلى أن يكون في موقع يسمح له بالوصول إلى قصر بعبدا.

ليس من العدل إلصاق كلّ التهم بالعرب. يتحمّل اللبنانيون مسؤولية كبيرة عن قبول اتفاق القاهرة الذي يكشف ضعف أي ماروني لبناني أمام رئاسة الجمهورية. وحده ريمون إدّه بين الزعماء الموارنة تجرّأ في العام 1969 على رفض اتفاق القاهرة، لا لشيء سوى لأن رئاسة الجمهورية لم تكن تعني له شيئا إذا كان الثمن التخلي عن سيادة لبنان على جزء من أرضه لمصلحة “المقاومة” الفلسطينية التي لا تشبه حاليا إلا “المقاومة” التي يمارسها “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، عناصره لبنانية.

ثمّة حاجة إلى شجاعة سياسية هذه الأيّام. تفرض هذه الشجاعة طرح سؤال من نوع كيف يمكن الردّ على إسرائيل، انطلاقا من لبنان، بسبب غارة شنتها في سوريا وقتل فيها عنصران من "حزب الله"

يكمن جزء من مأساة لبنان في غياب أي منطق من أيّ نوع لدى سياسييه. لو كان هناك مثل هذا المنطق، لكان أي سياسي يحترم نفسه تجرّأ وقال إن لبنان استطاع المحافظة على أرضه لأنّه لم يشارك في حرب 1967 التي كانت حربا خاسرة سلفا. امتلك وقتذاك رئيس الجمهورية شارل حلو ما يكفي من الوعي. مكّنه ذلك من اتباع سياسة حكيمة حالت دون سقوط لبنان في الفخّ الذي سقطت فيه مصر وسوريا والأردن. لا تزال المنطقة تعيش إلى اليوم تداعيات حرب الأيّام الستة قبل ما يزيد على نصف قرن.

لا تزال الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967 محور أي عملية سلمية وهمية، وذلك على الرغم من أن مصر استطاعت استعادة كلّ ما فقدته في تلك الحرب. استطاعت ذلك بفضل أنور السادات الذي امتلك الجرأة ليقول إن لا عودة للأرض من دون مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، في حين فضّل حافظ الأسد استمرار حال اللاحرب واللاسلم إلى ما لا نهاية من منطلق أنها تشكل أفضل حماية للنظام الذي أنشأه بعد السنة 1970. انتهى الأمر بأن ضمّت إسرائيل الجولان، فيما مستقبل سوريا الدولة الموحّدة على كفّ عفريت، خصوصا في ضوء الاتفاق الأميركي – التركي القاضي بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري وتسيير دوريات مشتركة فيها. أمّا الأردن، فهو فقد في العام 1974 الورقة الأساسية التي كان يمكن استخدامها لاستعادة الأرض المحتلة في 1967، أي الضفّة الغربية والقدس الشرقية. لم يوجد في العام 1974، لدى انعقاد قمّة الرباط من يقول إن القرار 242 لم يعد ينطبق على الضفّة الغربية والقدس الشرقية لمجرّد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.

في الواقع، لم تكن لا الضفّة ولا القدس تحت السلطة الفلسطينية في 1967 عند وقوع الاحتلال الإسرائيلي. كان الأردن في وضع قانوني أفضل لاستعادة الأرض تمهيدا لإعطائها إلى الفلسطينيين في حال وجدت صيغة لذلك. هذا ما كان مفترضا بالعرب أن يعوه وقتذاك، بدل تصفية حسابات مع الأردن الذي دافع عن نفسه في العام 1970 وحال دون قيام كيان فلسطيني في شرق الأردن. لم يكن هذا الكيان سوى خيار إسرائيلي لا أكثر استطاع الملك حسين قطع الطريق عليه.

من قرار صائب وحكيم مكّنه من حماية نفسه في 1967، انتقل لبنان فجأة إلى مرحلة الجنون والتهوّر التي تمثلت بقبول اتفاق القاهرة في ظلّ ضغوط مورست على شارل حلو في 1969. هل هناك عاقل في هذا العالم يعتقد أن في الإمكان تحرير فلسطين انطلاقا من لبنان؟

إذا كانت مصر التي خاضت سلسلة من الحروب مع إسرائيل لم تستطع، في نهاية المطاف، تحقيق انتصار عليها وذلك لأسباب مختلفة، بينها الموقف الأميركي المنحاز كلّيا للدولة العبرية، فما الذي يستطيعه لبنان؟

ليس مطلوبا توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. الإجماع اللبناني والمحافظة على السلم الأهلي يظلّان أولوية لبنانية. لكنّ ذلك لا يمنع استخدام لغة المنطق والعقل والحكمة والعمل على حماية البلد في وقت يمرّ فيه بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه. فمثلما أنّ القرار الصائب اتخذ في 1967، هناك قرار صائب يمكن اتخاذه حاليا بعيدا عن المزايدات والكلام الفارغ والشعارات الطنانة.

لا خيار آخر أمام لبنان سوى التمسّك بالقرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حتّى لو خرقت إسرائيل القرار، لا مصلحة للبنان في أيّ خرق له، لا لشيء سوى لأن خيار الحرب ليس خياره ولا مصلحة له فيه. إن أيّ حرب ستعود عليه بالدمار وستزيد من مشاكله الداخلية ومن أزمته الاقتصادية في وقت ليس معروفا ما الذي ستؤول إليه الأوضاع في سوريا. هل يوجد سياسيون لبنانيون قادرون على قول الحقيقة للمواطن وأن خلاصه يكون بوجود قرار واحد في البلد، وليس دويلة تابعة لإيران تتحكّم بقرار الدولة اللبنانية لأسباب مرتبطة بأجندة بـ”الجمهورية الإسلامية”؟

ثمّة حاجة إلى شجاعة سياسية هذه الأيّام. تفرض هذه الشجاعة طرح سؤال من نوع كيف يمكن الردّ على إسرائيل، انطلاقا من لبنان، بسبب غارة شنتها في سوريا وقتل فيها عنصران من “حزب الله”؟ الأهمّ من ذلك ما الخيار اللبناني البديل من القرار 1701 الذي أمنّ ثلاثة عشر عاما من الهدوء في جنوب لبنان، وذلك للمرّة الأولى منذ ما يزيد على نصف قرن؟ ألا يحقّ لأهل الجنوب أن ينعموا بالهدوء وأن يعملوا على تطوير منطقتهم… أم عليهم العيش في كلّ وقت تحت رحمة عدوان إسرائيلي يأتي بالدمار ولا يفرّق بين مواطن وآخر وبين قرية وأخرى؟

من لديه أي وجهة نظر معترضة تدعو إلى خرق لبنان للقرار 1701 يستطيع العودة إلى العام 1967 وسؤال نفسه لماذا لم يخسر لبنان أرضا في الحرب التي شهدتها تلك السنة؟ الأكيد أن قلة تستطيع أن تطرح على نفسها مثل هذا النوع من الأسئلة ذات العلاقة بالمنطق والواقع اللذين يمكن أن يشكلا حماية للبنان لا أكثر ولا أقل…

 

جنبلاط الخارج من «الكسّارة»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 أيلول/2019

وجوهُ الجالسين في حضرة الرئيس نبيه بري، سواء من الاشتراكي أو من «حزب الله»، كانت تعبِّر تماماً عن الواقع، وكذلك وجوهُ الذين تحدثوا بعد اللقاء. بَدا معظمها كلوحة «الموناليزا». يمكن أن تقرأه بتفسيرات متناقضة، لكنّ المهم بالنسبة إلى المختارة أنّ اللقاء حصل، وأنّ زعيمها وليد جنبلاط تجاوز قطوعاً كبيراً... أكبر بكثير من المختارة، وكسّارة عين دارة! تقول الأوساط القريبة من جنبلاط إنه لن ينسى أبداً ما فعله الصديق بري هذه المرّة، فالتجربة التي عاشها أخيراً كانت أشدّ قساوة عليه من أي تجربة أخرى، منذ 7 و8 أيار 2008، التاريخ الذي دفعه إلى الخروج عن خطّ 14 آذار والتموضع «وسطياً»، حمايةً للرأس والزعامة.

أكثر من ذلك، إنّ المناخ الذي يسود الجبل منذ حادثة قبرشمون لا يدعو إلى الارتياح تماماً، ولاسيما حيث القرى الدرزية والشيعية متجاورة: من كيفون والقماطية نزولاً إلى الشويفات والعمروسية. ويسجّل الجانب الاشتراكي دينامية لافتة لـ«الحزب» في هذه المناطق، علماً أنّ لجان التنسيق المحلية في القرى، تأخذ على عاتقها إزالة الشوائب حتى الصغيرة، لئلّا تقود أي حادثة شخصية وعفوية إلى اصطدام أكبر. إلتقطت «أنتينات» جنبلاط مسعى جدياً إلى محاصرته وعزله، هو والدكتور سمير جعجع، والرئيس سعد الحريري إذا لم يلتزم ضوابط التسوية التي جاءت به إلى السراي. ويدعِّم جنبلاط معلوماته من خلال جولات الاستطلاع الخارجية التي يقوم بها في هذه الفترة، وكان آخرها في القاهرة. إستنتج جنبلاط أنّ المعطيات القائمة على الساحة المحلية ربما تتيح لبعض القوى أن ينفّذ بنجاحٍ عملية عزله، في لحظة التَخلّي الإقليمية والدولية، على رغم التحذير الذي صدر عن السفارة الأميركية. فغالباً ما كانت اعتبارات القوى الداخلية أسرع وأفعل من اعتبارات القوى الخارجية على الساحة اللبنانية.

وهو لذلك تلقّى نصائح من «أصدقاء» بالمسارعة إلى استيعاب الموقف قبل فوات الأوان. فعمل على 3 خطوط في وقتٍ واحد: لقاءان للتبريد مع «حزب الله» وعون - باسيل، وتجميد للقاء مع جعجع، لئلّا تفسّر زيارته للجبل وكأنها تحدٍّ سياسي لمحور «حزب الله» وحلفائه. لن يتخلى جنبلاط عن جعجع، لأنه الوحيد الذي «يحلب صافي» معه سياسياً، والذي يتفهَّم حاجته إلى المناورة وحماية الرأس. كما أنّ القاعدة «القواتية» في الجبل تتصرف بمنتهى التعاون مع الاشتراكيين، ولا تقحم نفسها في مسائل الزعامة الدرزية، كما يفعل «التيار الوطني الحرّ». ولذلك، سيعود جعجع إلى جولته الجبلية، لاحقاً، عندما يزول أي التباس حولها.

ولكن، ماذا يريد جنبلاط اليوم؟

يقول العارفون: منذ ان انتهت انتخابات 2009 النيابية، بغالبية لـ14 آذار، دخل «حزب الله» في تفاهم جديد مع جنبلاط، بضمانة الرئيس بري، يهدف إلى إضعاف تلك الغالبية، ويقوم على الآتي:

يخرج جنبلاط من 14 آذار ويتموضع سياسياً في كتلة وسطية. ويطوي خطاب 2005 الناري ضد السلاح والتحكُّم بقرار الحرب والسلم ومسائل الحدود، على أن يحتفظ بموقفه من النظام في سوريا. وأما تموضعه في الملفات الداخلية فيأتي «على القطعة»، إلى جانب «حزب الله» أو خارجه.

وفي المقابل، يضمن «الحزب» أن يتعامل مع جنبلاط بصفته الزعيم الدرزي الأقوى، فلا يعمد الى تقوية إرسلان أو وهّاب على حسابه. وتكون له الحصّة الأساسية في تمثيل الطائفة في المجلس النيابي والحكومة والإدارات.

وضمن هذه المعادلة، اكتسب جنبلاط موقع «بيضة القبّان» التي سمحت له بأن يكون جزءاً فاعلاً في القرار السياسي. وبقي هذا التموضع قائماً حتى الصدمة الأخيرة، في نيسان الفائت، عندما أعلن جنبلاط موقفه القنبلة: «مزارع شبعا ليست لبنانية. وبعض الضباط اللبنانيين، في مرحلة التحرير عام 2000، استبدلوا الخرائط بالتعاون مع ضباط سوريين، لإبقاء ذرائع التحرير في يد سوريا وغيرها». وفوق ذلك، انتقد جنبلاط «حزب الله» لدخوله في خصومة مباشرة مع السعودية، خلال حرب اليمن، وقال: «كان يمكننا تفادي ذلك».

عن هذا الموقف يقول «حزب الله»: هل علينا أن نفهم أنّ جنبلاط يستهدفنا في سياق الحملة الأميركية علينا وعلى إيران؟ فإذا كان الأمر كذلك، سنواجهه ونُحبط مسعاه.

لكنّ الأوساط الاشتراكية تنفي تماماً هذا الربط، وتذكِّر بأنّ «الحزب» هو الذي شجّع حلفاءه، ولاسيما «التيار الوطني الحرّ»، على أن يستقووا عليه في عملية تأليف الحكومة و»يلعبوا» بالساحة الدرزية. وموقف «الحزب» من حادثة قبرشمون يؤكد ذلك. وهذا الأمر يجب إيضاحه وتصحيحه في المرحلة المقبلة، تثبيتاً للتهدئة. وفي اعتقاد المطّلعين أنّ هدف جنبلاط من لقاء التبريد مع «الحزب» في عين التينة، هو العودة إلى «الستاتيكو» السابق. فالهواجس عصفت به في الأشهر الأخيرة، وأول الأهداف وَقف تلاعب «الحزب» وحلفائه بالساحة الدرزية، والتوقف عن استثمار ورقة إرسلان على حساب المختارة.

وهذا يعني أن يبلغ «الحزب» حليفه «التيار» بوقف الضغط على جنبلاط. وعلى الأرجح، لقاء اللقلوق «الفوري» جاء ترجمة لذلك. وفي المقابل، سيتراجع جنبلاط عن نغمة مزارع شبعا، ولن يوجّه انتقادات جديدة إلى «الحزب».

لكنّ لـ«التيار» مشكلة أخرى أساسية مع جنبلاط، هو يعتقد أنّ عهد الرئيس ميشال عون أنهى الحاجة إلى «بيضة القبّان» التي كانت تضطلع بدور التوازن، خصوصاً بين السنّة والشيعة. وغالباً ما كان دورها على حساب المسيحيين. ويرى «التيار» أنّ إنهاء احتكار جنبلاط للتمثيل الدرزي من شأنه أن ينهي تلقائياً وظيفة «بيضة القبّان». وبالتأكيد، الإشكال مستمر بين جنبلاط و»التيار» حول هذه المسألة. ولكن، بعد لقاءي المصالحة، صار رئيس التقدمي أكثر ارتياحاً.

لقد اعتاد جنبلاط السير على حافة الهاوية، والتراجع في اللحظة الأخيرة تجنباً للسقوط. هذا ما فعله في 2005 وفي 2009. إنه «أستاذ» في البراغماتية، ومن ميزاته أنه لا يتقدم في هجومه إلا بعد أن يحفظ خط الرجعة.

سيتموضع جنلاط مجدداً في «الستاتيكو» السياسي المطلوب… حتى إشعار آخر طبعاً. وبعد ذلك، سيكون ممكناً حلّ الخلاف حول «كسّارة الجبل» في عين دارة، حيث يختلط النفوذ السياسي بالمنافع المالية الوافرة.

المهمّ حالياً أنّ جنبلاط خرج من «الكسّارة» سالماً. لا من كسّارة عين دارة، بل من «الكسّارة» التي بدأ ينزلق إليها في الفترة الأخيرة، هو... وآخرون!

 

”ضبّ” السياسيين في قاووش؟

راجح الخوري/النهار/10 أيلول/2019

جاء كلام الرئيس سعد الحريري خلال جولته في المرفأ عالي النبرة وعلى طريقة “البلاغ رقم ١”، لكن محتواه يدفع عملياً الى طرح ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول، عندما يقول “لينضبّ السياسيون خَلَص” فانه يحتاج حتماً الى مجلس لقيادة الثورة، يساعده على تنفيذ هذا الإنقلاب التاريخي الرائع، الذي يمكن ان ينتشل لبنان من قاع الفشل. ولكن من يصدق أنه يمكن فعلا ضبّ هؤلاء السياسيين، عندما يكون قرار “الضب” وتنفيذ فصوله وبنوده، دائماً في ايديهم المتشابكة والمتشاركة في السراء والضراء، وحتى آخر فلس في جيب آخر أرملة لبنانية، لأنهم هم الدولة ولهم القرار والفعل؟!

نعم دولة الرئيس، من الذي سيضّب هؤلاء السياسيين الأبالسة إذا كان كل شيء في البلد في أيديهم: الأمن والقضاء والقانون والإدارة والتدبير والتقرير والعقاب والثواب والأبيض والأسود، ولم يعد للمواطنين سوى الصمت يأساً أو الهجرة هرباً؟

السؤال الثاني، هل يكفي ان تقول “خَلَص”، لكي تتوقف القطط عن أكل فتات الجبنة المتبقية في لبنان، وهل من المعقول ان نقول “خلص”، بمعنى أنهم “تخنوها” من غير ان يُقام الحساب لهؤلاء، الذين أوصلوا البلد الى حافة الإفلاس والفشل، ثم تكراراً من الذي “سيضبّ” ومن الذي سيحاسب، إذا كنت تقول : “نحن كنا في مرحلة إنقسام، وكل أسباب التأخر والفساد هو الإنقسام الذي حصل”؟

تقول “كنّا”؟ كنّا، بمعنى أننا لم نعد منقسمين الآن بنعمة الله سبحانه وتعالى، وأنت في مقدم الذين يعرفون ان جمر الإنقسام لا يزال يتأجج تحت قشرة رفيعة من الرماد، فهل انتهت الإنقسامات وولّى زمن التحاصص ونزلت علينا نعمة التفاهم والتعاون والوحدة الوطنية، أم اننا باقون اشبه بمجموعة من اللاجئين المتقاتلين المتدافعين في قارب يشرف على الغرق؟

هل انتهت الإنقسامات بين السياسيين اللبنانيين، ومتى وعلى أي أساس ووفق أي تفاهم أو صيغة، وهل صارت الحكومة التي شكلتها بحماسة بعد ثمانية أشهر من المعاناة، ولم تتردد في ان تسميها حكومة “الى العمل”، حكومة عمل فعلاً يسود الوئام بين وزرائها الميامين. وهل انتهى الحفر والنقر مثلاً في النصوص الدستورية وما تفصّله من الصلاحيات والأدوار، وبعدما ذهبت الى “مؤتمر سيدر” الذي وفّر فرصة جيدة للإنقاذ، هل ترى ان هناك الآن في هؤلاء السياسيين والمسؤولين من يعي فعلاً، معنى ما قاله بيار دوكين سابقاً من “ان لبنان غير قابل للإصلاح”، والذي كان صريحاً عندما أشعل أمامنا الضوء الأحمر قبل يومين؟

السؤال الثالث، وهو الأهم، تقول دولة الرئيس إنه “تم وقف الإعفاءات لأن مصلحة الدولة أهم من مصلحة الطوائف”. لن نسأل لمن كانت هذه الإعفاءات، لكننا عملياً في فيديرالية طوائف وحتى في سعي الى الحصريات والإنقسامات داخل كل طائفة، وليس من الواضح قطعاً ان كل الطوائف وكل السياسيين والمسؤولين، باتوا مقتنعين ويعملون وفق ما تقول، من ان مصلحة الدولة أهم من مصلحة الطائفة!

دولة الرئيس، بسبب الطائفية والطوائف والمذاهب، صدّقني لن يكون من الممكن “ضب السياسيين”، لأنهم لا يأخذون التكليف العام من الشعب وصناديق الإقتراع وقوانين الانتخابات ولو كانت مسخرة المساخر، بل لأنهم ينتزعون التكليف من الطائفة والمذهب بإسم “السماء” أو حتى غصباً عنها!

ليتك تستطيع فعلاً ان “تضبّهم” في قاووش، لنقيم عليهم الحراسة وننزل بهم ما يستحقون من الفلق لأن معظمهم من شرّ ما خلق!

 

شراء العقارات في قبرص: المسيحيون قلقون

 غسان الحجار/النهار/10 أيلول/2019

يروي لي سمير انه قرر اخيرا شراء شقة في قبرص، تكون للاستجمام وتمضية بعض الوقت في الجزيرة الهادئة والآمنة والممتعة والقريبة من لبنان. ويضيف: “ربما تكون لنا ملجأ إن توترت الاوضاع في لبنان، او ربما موطئ قدم في انتظار الحصول على تأشيرة الى بلد اوروبي او اميركي اذا اندلعت حرب جديدة. قبرص هذه شكلت ملجأ للبنانيين كثر انتقلوا اليها زمن الحرب، وقصدها البعض بالهليكوبتر او بقوارب او سفن بحرية”.

وسمير ليس سوى واحد من عشرات اللبنانيين الذين باتوا يفكرون جديا في “الاستثمار القبرصي”، أضف الى ذلك، ان الجزيرة، ولجذب الاموال المستثمرة، باتت تقدم بطاقة الاقامة الدائمة لكل شخص يشتري عقارا تفوق قيمته 300 الف اورو، وتشمل الاقامة الشخص مع عائلته. وهذه الاقامة، اذا التزم اصحابها قوانين البلد، ولم يسجلوا انتهاكات ومخالفات، تتيح لهم بعد حين، التقدم بطلب للحصول على الجنسية. ويأمل لبنانيون كثر في أن تنضم قبرص رسميا الى الاتحاد الاوروبي، فيكتسبوا الجنسية الاوروبية مباشرة.

تبرز من حين الى آخر اعلانات تحض اللبنانيين على الاستثمار العقاري في قبرص القريبة من لبنان، ببُعد لا يتجاوز الـ25 دقيقة طيراناً. ويقنع اصحاب الاعلانات “المستثمرين الجدد” بان شراء شقق في قبرص لا يهدف بالضرورة الى الاقامة هناك، وانما يمكن الافادة من تأجير تلك العقارات، الرخيصة نسبيا بالمقارنة مع الاسعار في لبنان، اذ يمكن شراء شقق متوسطة المساحة بمبالغ لا تتجاوز المئة الف دولار. وهذه الشقق والفيلات، تشكل استثمارا مرحليا وللاجيال المقبلة، ويمكن بيعها لاحقا.

لكن الملاحظ ان المقبلين على الشراء، وإن كانوا جميعا في مستوى اجتماعي معيّن ومالي مقتدر، فان غالبيتهم من المسيحيين. وإقبال المسيحيين يعود لاسباب متعددة:

اولا: ان قبرص بلد مسيحي ارثوذكسي، ترأس الجمهورية منذ استقلالها المطران مكاريوس واستمر حتى وفاته عام 1977. وقد اقبل عليها الموارنة منذ زمن بعيد، ولهم في الجزيرة مطرانية ورعايا، وقصدها مسيحيون في زمن الحرب عندما اقفلت المعابر عليهم وحوصروا، فيما كان المسلمون يقصدون دمشق. وبالتالي فان لقبرص في الوجدان المسيحي حصةً وتاريخاً.

ثانيا: ان القلق الذي يساور المسيحيين في لبنان بات وجوديا، ويلجأ معظم المسيحيين، المقتدرين طبعا، للحصول على جنسية اجنبية لابنائهم، او في الحالات الدنيا الى ضمان الحصول على تأشيرات الى تلك البلدان. وهذا القلق يدفع باتجاه خيارات مُرة ومكلفة، كمثل شراء منزل في قبرص يكون ملجأ وموطىء قدم.

ثالثا: ان إقدام مستثمرين لبنانيين على انشاء مشاريع سكنية في مدن قبرصية عدة، وتشجيعهم مواطنيهم، وتوفير التسهيلات، دفعت ميسوري الحال الى الإقدام على تلك الخطوة التي تقرب من شراء شاليه على البحر او منزل صيفي في الجبال.

رابعا: تنعم الجزيرة بهدوء واستقرار وامان ونظافة في البر والبحر، ويسودها القانون، وهي مقصد سياحي عالمي، وليس فيها صراعات حزبية، وليس فيها اصوليات، ما يجعلها قبلة للراغبين في التنعم بحياة اوروبية نسبيا.

عوامل عدة تصب في مصلحة قبرص، لكن اساسها القلق الوجودي في بلد اخذ في التراجع وليس فيه مَن يعمل على معالجة اسباب الهواجس المتكاثرة.

 

«العدوان على حزب الله» ليس «العدوان على لبنان»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78361/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af/

بلسانين على الأقل، تصوغ السلطة السياسية في لبنان، جملتها بشأن «حزب الله». للخارج تقول إنه مشكلة إقليمية، وترجمة ذلك ألا تطالبوني، كدولة ومؤسسات سيادية، بسياسات ومواقف وإجراءات أكبر من إمكانات لبنان. وللداخل تقول إن «حزب الله» مقاومة شرعية مكفولة بما تعارفت عليه الدول من حق الدفاع عن النفس بإزاء الاعتداءات الخارجية. وترجمة ذلك ألا تطالبني يا «حزب الله» بما لا طاقة لي على حمله كدولة ومؤسسات سيادية.

يقيم لبنان في هذه المساحة المرتبكة بين قولين متعارضين، ينفي أحدهما الآخر نفياً قاطعاً، إذ كيف يستقيم القول إن «حزب الله» مشكلة إقليمية، من دون أن يكون ما يؤتيه الحزب من أفعال صادراً عن إرادة إقليمية، وفاعلاً ضمن أجندة إقليمية، ومحققاً لأهداف إقليمية؟ وكيف تصير أفعال الحزب الإقليمي، محلية الطابع، تسبغ عليها الشرعيات كافة، لا سيما شرعية الدولة - الأمة السيدة المستقلة، تحت عنوان «حق الرد».

حقيقة الأمر أن «حزب الله» مشكلة إقليمية، كما وصفها رئيسا الجمهورية والحكومة في لبنان في مناسبات مختلفة، وكذلك هي سياساته وقرارته، بما يجعل أي مواجهة بينه وبين إسرائيل مواجهة تدور في هذا الفلك الإشكالي الإقليمي، الذي يصدف أن ساحته لبنان.

فحين ترسل إسرائيل طائراتها المسيرة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ«حزب الله»، لا يعود ممكناً إلا بحدود شديدة الضيق، وبالمعاني المحض قانونية، القول إن ما حصل هو «عدوان إسرائيلي على لبنان» يبرر حق الرد ويستدعيه.

ما حصل في الضاحية هو الترجمة العملية لكون «حزب الله» مشكلة إقليمية، وهو اشتباك إقليمي معه صدف أن ساحته لبنان، كما كان يمكن أن تكون ساحته سوريا أو العراق أو أي مكان آخر على مستوى جغرافيا الاشتباك الإقليمي.

فإسرائيل زعمت أنها استهدفت في الضاحية أجزاء من برنامج تطوير الصواريخ الدقيقة، الذي تقول إن «حزب الله» يديره بالتعاون الوثيق مع «الحرس الثوري» الإيراني. وهي لا تكف عن تسريب صور ملتقطة من الجو لمواقع في بيروت وبعلبك وغيرها، تقول إنها معامل ومخازن لهذه الصواريخ. أما «حزب الله» فكان قد سبق له أن أكد أن إيران لن تكون وحدها في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، وأنه بات يملك من الصواريخ الدقيقة ما يكفي لأذيتها بما يفوق تصورها.

كان ليكون اعتداء على لبنان، استهداف هذه الصواريخ، لو أن السلطة السياسية وعبر المؤسسات الدستورية، قررت الحصول على هذا النوع من الأسلحة وفق حاجات أمنية لبنانية معرّفة بدقة، ووفق آلية واضحة لاتخاذ القرار بشأن استخدامها. فالسلاح ونوعه ومصدره ليس عتاداً وذخيرة بقدر ما هو قرار سيادي كبير، وقرار سياسي معقد، يدخل في معادلته كثير من الحسابات الإقليمية والسياسية والأمنية والدبلوماسية. لو لم يكن الأمر كذلك لما كانت دولة بحجم تركيا تعيش أزمة السجال حول شراء صواريخ «إس 400» من روسيا، في الوقت الذي هي فيه شريكة للولايات المتحدة في تطوير وصناعة المقاتلة الأميركية «إف 35»، ولا كانت أزمة نشر بطاريات الصواريخ السورية مطلع الثمانينات في لبنان سبباً للمواجهة العسكرية بين سوريا وإسرائيل. والأمثلة كثيرة.

إن تفرد «حزب الله» بقرار الحصول على سلاح محدد يسقط عن المواجهة مع هذا السلاح، من أي جهة أتت، صفة العدوان على لبنان، ويخرج مسألة الرد أو عدم الرد من دائرة حق الدفاع عن النفس، التي حاولت السلطة السياسية في لبنان التلطي خلفها لمسايرة «حزب الله».

إن المواجهة مع هذا السلاح هي جزء من الاشتباك الإقليمي الذي لا ناقة للدولة اللبنانية فيه ولا جمل، ويجدر بها النأي بنفسها عن التذاكي في استخدام عبارات وصياغات تعطي شرعية غير مستحقة لـ«حزب الله»، وتلغي المسافة بين موقف الدولة وبين موقف ميليشيا أمر واقع، هي جزء من مشكلة إقليمية. أما غير ذلك فإن لبنان الرسمي يعلن طوعاً عن اندراجه التام والكامل في منظومة «حزب الله»، ويرتب على لبنان واللبنانيين أثمان قرارات يتخذها الحزب منفرداً، وبالتضامن والتكافل مع الحرس الثوري الإيراني.

على الدولة اللبنانية أن تطور خطاباً سياسياً ودبلوماسياً، يحصر تداعيات الاشتباك الإقليمي بين إسرائيل و«حزب الله» - إيران، بغية تحييد مقدرات لبنان وبنيته التحتية عن الاستهداف، وكي لا تتحول المواجهة مع «حزب الله»، وهو اختارها لأسباب مصلحية وعقائدية، وبسبب من طبيعة ارتباطه العضوي بإيران، إلى عدوان على لبنان برمته.

إن كان لبنان غير قادر، وهو غير قادر فعلاً، على صيانة قواعد الاشتباك التي أرساها القرار الأممي 1701 القاضية بمنع وجود السلاح غير الشرعي جنوب نهر الليطاني، وبدء الحوار حول معالجة هذا السلاح، وخلق أطر سيادية للتحكم في قرار استخدامه، فالأجدى الانصراف إلى صيانة قواعد «التعايش القسري» مع هذا السلاح. وأولى هذه القواعد النأي بالنفس عنه، وعما يقوم به، والإقلاع القطعي عن استخدام عبارات من نوع: حق الدفاع عن النفس، وحق الرد، والمقاومة، وما شابهها من عبارات هي في العمق تشريع لسلاح إقليمي، ورخصة تدمير تعطى لم يرغب في مزيد من ضرب لبنان.

 

إيران وسلاح الأقليات في الشرق الأوسط/ محور "طهران والأسد" تلاعب بورقة المسيحيين في بيروت ونفذ عمليات اغتيال لسياسيين لبنانيين تصدوا له 

د.وليد فارس/انديبندت عربية/10 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78350/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

منذ انفجار الربيع العربي لاحظ المراقبون والمحللون في واشنطن أن مقولة إيران تحمي الأقليات في الشرق الأوسط من الإرهاب التكفيري ومن التطرف السني بشكل خاص انتشرت بشكل واسع في أوروبا وأميركا ودول الغرب.

هذه المقولة المفبركة أصبحت بمثابة عقيدة سياسية اقتنع بها الكثير من السياسيين والصحافيين واستخدمتها البروباغندا الإيرانية بكثافة ما أدى إلى التأثير على ميزان القوى ضد التحالف العربي والأقليات نفسها.

شخصيا رافقت مسألة التطور التاريخي لقضايا الأقليات منذ ثمانينيات القرن الماضي في بيروت حيث شاركت في إطلاق اللجنة المشرقية التي مثلت عددا من الأقليات، ومن مشاهدتي للمسارات وقتها، تبين أن نظام الأسد الأب منذ السبعينيات، وإيران بعد 1979 حاولا السيطرة على ورقة الأقليات المسيحية والأخرى لتنفيذ برامجهما، غير أن تصدي ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية في لبنان، وبزوغ قيادة بشير الجميل، ودور الجبهة اللبنانية وقتها كسر هذه المقولة وحُمِّل نظام الأسد ومعه إيران مسؤولية قمع وضرب الأقليات المسيحية.

انكسار المسيحيين اللبنانيين في عام 1990 بعد حرب أهلية طاحنة بين قواهم الرئيسية فتح الباب واسعا أمام استيلاء إيران على قضاياهم، وبدأت مسيرة الألف ميل للسيطرة على الورقة المسيحية وورقة الأقليات من قبل محور إيران دمشق وامتداده في لبنان عبر حزب الله.

ومع دخول الجيش السوري للمناطق المسيحية في لبنان بعد عام 1990 تم كسر آخر مقاومة فعلية من قبل الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط وخلال تلك الفترة وبفعل سيطرة هذا المحور على البطريركيات والكنائس الأساسية بين بغداد ودمشق ولبنان، مدت قوى هذا المحور نفوذها على مؤسسات الكنائس والسياسيين المتأثرين بها فاخترقت صفوفهم رويدا ولا سيما عبر مؤسسات الدولة اللبنانية.

إلا أن انتفاضة ثانية ضد محور إيران- الأسد تفجرت في العام 2000 بقيادة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، ثم توسعت لتشمل قيادات الاغتراب اللبناني أسهمت في الضغط للحصول على القرار 1559 الذي دعا لانسحاب سوري من لبنان وتسليم حزب الله لسلاحه، ومع ثورة الأرز 2005 تحالف المسيحيون مع السنة والدروز والليبراليين الشيعة وضغطت باريس وواشنطن، فكانت النتيجة انسحابا مذلا للأسد من لبنان مما شكّل هزيمة لهذا المحور ووجه ضربة قاسية لمقولة حماية الأقليات.

لكن هذا المحور لم يستكين وشرع في الإعداد لهجوم كاسح لاستعادة ما فقده، بدأ مع عمليات اغتيال شملت سياسيين لبنانيين مسيحيين وسنة كجبران تويني وبيار الجميل، ووليد عيدو ثم جاء هجوم حزب الله عام 2008 ضد بيروت الغربية وعلى وجه الخصوص سكانها السنة، والدروز في الجبل، ليعمم حالة من الإرهاب على السياسيين خصوصا المسيحيين بهدف إلغاء عدائهم للمحور الممتد من إيران، وفي 2014 ومع صعود داعش وانتشاره في العراق وسوريا وارتكابه مجازر بحق الأقليات المسيحية والإيزيدية، دب الرعب عند المسؤولين المسيحيين في العراق وسوريا ولبنان، واقتنعوا رغما عن أنفسهم بألا سبيل لديهم سوى الالتحاق بهذا المحور لا سيما بعد شعورهم بتخلي إدارة باراك أوباما عنهم.

واستخدمت إيران وذراعها حزب الله الخوف من داعش للسيطرة على جزء كبير من شبكة الطوائف وتمكنوا من تشكيل لوبي مسيحي في أوروبا وأميركا ووظفته بشكل ذكي ولبق لصالحها، ولإعادة ترويج مقولة حماية الأقليات، ومنذ 2014 تمكن هذا المحور من الدخول إلى العمق الأميركي عبر كنائس أميركية وجماعات ضغط ولعب أركانه على عواطف أعضاء في الكونغرس لتنظيم لقاءات ومؤتمرات في واشنطن وعواصم غربية أخرى، وأرادت هذه الجماعات الإيحاء بأن لقاءاتها تهدف لحماية المسيحيين في الشرق، وأن نظام الأسد يحمي المسيحيين، أما حزب الله فهو  شر لا بد منه، ونصبوا إيران على زعامة مواجهة من سموهم بالمتطرفين السنة وعلى رأسهم داعش.

وبعد انحسار داعش انتشرت الميليشيات المؤيدة لإيران في العراق، وظهرت الحقيقة سريعا فمن قدّم نفسه على أنه يريد حماية المسيحيين منعهم من العودة لديارهم بحيث عملت هذه الميليشيات على تغيير الواقع الديموغرافي لمصلحة من يؤيدها من أبناء الطائفة الشيعية، فأصبح المسيحيون يتعرضون للقمع تماما كما السنة والشيعة والليبراليين، أما في لبنان فسيطر حزب الله على الدولة واستخدم المسيحيين كصوت في الغرب لترديد ما تريده دمشق وايران.

اما بالنسبة لاقباط مصر فإن خوفهم التاريخي كان ولا يزال من الجماعات التكفيرية المتشددة وفي السنوات الماضية ايضا من الأعمال العدوانية التي استهدفتهم من قبل جماعة الإخوان المسلمين. وقد حاولت الأجهزة المرتبطة بالنظام الايراني والسوري مراراً وتكراراً اختراق بعض الكوادر القبطية تحت عنوان مواجهة السنة بالتحالف مع نظام الاسد في سوريا مما زاد في هذا  التأثير التقارب ما بين قطر والاخوان وايران منذ العام 2015.

الخطة الايرانية تقضي بإبعاد الاقباط عن مؤسسات الدولة المصرية بحجة انها تقمعهم وان يتعاونوا مع الانظمة ( العلمانية) كنظام الأسد في سوريا . إلا ان الاكثرية الساحقة من الاقباط رفضت هذه المحاولات الإيرانية وهي مصممة على مواجهة المتشددين والإخوان بموازات عملها من أجل إقامة عدالة اكثر  انصافاً بحقهم ضمن الدولة المصري.

ولانهيار الأقليات ووقوعها بين أيدي المحور الإيراني-السوري أسباب عديدة أبرزها:

1 - غياب القوى المشرقية عن الساحة السياسية وانقسامها وتبعثرها

2 - عدم فهم السياسية الأميركية بفعل حكم أوباما

3 - عدم اهتمام الدول العربية بموضوع الأقليات مما سمح بإفلات هذه الورقة من أيدي الدول العربية وسمح للوبي الإيراني باستخدامها حتى في الكونغرس

وعلى الرغم من الواقع الحالي، فإن إيران لن تنجح على المدى الطويل في الاستمرار بالاستيلاء على ورقة الأقليات لأن هناك مقاومات مختلفة برزت في العراق عبر الآشوريين والكلدان أو في سوريا عبر السريان، بالإضافة الى أجيال جديدة في لبنان ترفض الاستراتيجية الإيرانية وهذه المجموعات المختلفة لا بد أنها ستلاقي تحرك إدارة ترمب لمواجهة النفوذ الإيراني، وبالتالي أصبحت مسألة بناء جسر بينها وبين أميركا مسألة وقت فقط، والمطلوب الآن أن ينفتح التحالف العربي على هذه الأقليات داخل المنطقة وخارجها لدق آخر مسمار في نعش استخدام إيران لهذه الورقة.

 

الرئاسة لن تتراجع والزعامات السنية مكشوفة

عماد الشدياق/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 10 أيلول 2019

لاقى خطاب "مئوية لبنان الكبير" الذي تلاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأوّل من أيلول الفائت، رفضًا داخليًّا كبيرًا، لم يكن مبررًا ولم تُفهَم خلفياته، خصوصًا في صفوف الطائفة السنية التي حملت أوزار الخطاب على أكتافها بلا طائل، فنصّب بعضها نفسه محامي دفاع عن السلطنة الغابرة. وبما أنّ الرفض سكن تفاعله السياسي والشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي الى حدٍ كبيرٍ، فكان لابدّ من مقاربة هذه الظاهرة بهدوء.

قد يكون الرئيس عون جافى أصول فنّ الخطابة الدبلوماسية في كلمته، لكنه لم يجافِ الحقيقة الى حدٍ كبيرٍ. قال الأمور كما هي وهذا ما تسبَّب بالرفض السني الذي تلقفته الخارجية التركية في بيان الإدانة، فاتهم الرئيس عون بابتذال "الأحكام المسبقة" وبـ"تحريف التاريخ من خلال الهذيان وحب الخضوع للاستعمار والافتقار الى الوعي"، مؤكدةً، على "التسامح الذي ساد في تلك الحقبة"، رابطة استغرابها لمضمون الخطاب، بزيارة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قبل نحو أسبوع، فرأته "لا ينسجم مع العلاقات الودّية القائمة بين البلدين، وتصريح مؤسف وغير مسؤول".

بعض الجهات المتابعة، حاولت ربط الخطاب الرئاسي بجملة من أزمات الداخل والمنطقة، بدءًا بفرضية مساندة النظام السوري في حربه بإدلب، الى ملف النفط العالق بيننا وبين العدو الإسرائيلي من جهة وبين تركيا وقبرص من جهة أخرى، مرورًا بظاهرة "حج" اللبنانيين الى تركيا على مدار السنة والتسرّب الحاصل بعملة الدولار نتيجة التبضّع وشراء الأدوية والنقاهة والسياحة، وصولًا الى طلب أنقرة تفعيل "اتفاقية التجارة الحرّة" الموقعة بين البلدين والمرمية في أدراج وزارة الخارجية. إلا أنّ أوساط قصر بعبدا، أكّدت لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "الموضوع انتهى ولم يكن سوى توصيفًا للوقائع التاريخية فقط"، كاشفةً، أن "لا رغبة رئاسية بالردّ بل أنّ الجدل لا يستأهل الرد أصلًا".

وفيما تنفي وجود أي خلفية للخطاب أو نية استهداف علاقة العهد بالدولة التركية الحالية، تؤكّد، أنّ انكار الممارسات العثمانية في حينه أمر مستحيل، لأنها تمثُلُ في شواهد ومعالم كثيرة مازالت موجودة حتى يومنا هذا، وتسأل في هذا الصدد الغيارى على سمعة السلطنة عن "حقيقة ساحة الشهداء وسط بيروت"، كما تطلب منهم التوجه الى قرى جبل لبنان وسؤال معمريها عن معاناة الأهالي خلال المجاعات و"سفر برلك" (تعني باللغة العثمانية اطلاق النفير العام والتأهب للحرب وقد جسَّدها الاخوين الرحباني وفيروز في فيلم سينمائي وكذلك فعل المخرج السوري نجدة أنزور في المسلسل الملحمي الشهير "اخوة التراب").

الاوساط نفسها، تكشف أنّ قصر بعبدا لم يتوقّع ردّة فعل داخلية (إسلامية) على الخطاب بهذا الشكل الهستيري، لأنه ببساطة "لم يكن يقصد الخلافة العثمانية في شقها الديني"، وتذكِّر في هذا الصدد بتعظيم الأتراك (بما فيهم حزب العدالة والتنمية الحاكم) لمؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذي أرسى علمانية الدولة الحالية ومدنيتها! وتعتبر أن أصوات النشاز الداخلية "معيبة"، ربما لأنها فضّلت الوقوف الى جانب الغريب ضد رئاسة الدولة!

الخارجية اللبنانية أصدرت بيان ردٍ على نظيرتها التركية، وأشارت إلى أن البيان التركي "تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الاصول الديبلوماسية والعلاقات التاريخية بين الدولتين والشعبين اللبناني والتركي"، وتفاقمت الأمور الى حد استدعاء السفيرين، فيما ذهب البعض لحدود توقّع قطع العلاقات أو إعادة فرض التأشيرة بين الدولتين كإجراء عقابي للبنانيين (وهذا غير وارد حتما لأنه يضر بتركيا حصراً وإن حصل فسيُعدّ هدية للمصرف المركزي الذي يعاني من تسرّب الدولار الى الخارج).

اللافت في كل الأزمة كان الحنق السني دفاعاً عن السلطنة العثمانية، فبخلاف الهرج الذي ساد مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت أولى الردود من شيخٍ في دار الفتوى، ثم تبعه كلام المفتي السابق محمد رشيد قباني اتهم فيه مستشاري الرئيس عون بالإيقاع به بسبب مغالطات الخطاب. وفيما قارب الرئيس فؤاد السنيورة الأزمة بلا اتهامات مباشرة وأكد أهمية العلاقات مع تركيا، كان رد الوزير السّابق أشرف ريفي الأكثر شراسة، فاتهم بتسرّع، العهد بمعاداة تركيا (من دون أن يسميها) لصالح ايران، متجاهلًا عن قصد في ما يبدو، مساندة أنقرة لطهران بأكثر من ملف وكذلك الاتهامات التي يطلقها غالبًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد السعودية وبعض دول الخليج!

وسط هذا كله، يتفتق سؤال في النُهى: أين كانت الطائفة السنية من تركيا خلال مرحلة حكم العسكر العلمانيين قبل وصول حزب "العدالة والتنمية" الى الحكم، وما سبب هذه "الردة" صوب تركيا؟

تقول المتخصصة بعلم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتورة وديعة الأميوني، أنّ "رد فعل رجال الدين والسياسيين السنة على خطاب الرئيس هو نتيجة السياسة الشعبوية التي يمارسها الحكام كل اليوم، والتي تعمل على تغذية النعرات الطائفية. وكذلك بسبب ثقافتنا السياسية التي تعود غالبًا الى التاريخ بأسلوب غير موضوعي لا يخدم الا الطائفة والحزب والزعيم بعيدًا من الانتماء الوطني".

وترى، أنّ الرئيس عون قد "اخفق في تعبيره السياسي لجهة الأسلوب في ايصال رسالة سياسية ربما، خصوصًا حينما اتهم السلطنة العثمانية بالإرهاب. فهذا المصطلح يثير حساسية كبيرة لدى السنة لربطه عادة بالتنظيمات المتطرفة والارهابية التي مارست أعمالًا وحشية في المنطقة والعالم مثل تنظيمي القاعدة وداعش، فالسلطنة العثمانية لم تمارس الإرهاب بقدر ما مارست الاحتلال وما يتبعه من ممارسات. وفي المقابل اخفقت المرجعيات الدينية والسياسة حين أتت ردود أفعالها مدافعة عن السلطنة لمجرد أنها سنية، علمًا أنّ تركيا اليوم مدنية بامتياز. كما نسيَ الجمهور السني، أنّ لبنان أولًا، وهو شعار رفعه زعيمهم الرئيس سعد الحريري".

هذا السلوك لدى بعض السنة تراه الأميوني، "نابعٌ من أزمة ضعف في المواطنة وعدم ثقة بين المواطن عمومًا ودولته من جهة، وكذلك بين اللبناني نفسه وزعيمه من جهة أخرى. ففي ظل اخفاقات الزعامات السنية (وغير السنية)، أكان الحريري أو غيره من السياسيين، بات لدى بعض مواطني الطائفة ميولًا وتطلعات صوب تركيا لأنها دولة قوية ولها كلمة فصل في السياسات الاقليمية والدولية قادرة ربما على حمايتهم اقليميّاً من خارج إطار الدولة اللبنانية".

وتختم:"السنة وغيرهم يراقبون ممثليهم في السلطة فيشاهدون عجزهم وفشلهم في مواجهة الصعاب السياسية واحتواء الأزمات الاقتصادية مثل الفقر وخلق فرص العمل وتأمين التغطية الصحية والتيار الكهربائي والمواصلات وحل أزمة النفايات، وبالتالي، هذا مسبب رئيسي للجوئهم الى تركيا ومطالبتهم الرئيس عون باعتذار برغم أنه كان ينطق بالحقيقة".

 

مهمّة شينكر وردع إيران

طوني فرنسيس/نداء الوطن/10 أيلول 2019

يفترض ألّا تشكل زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر الى بيروت مفاجأة لأحد، لا في الشكل ولا في المضمون.

في الشكل تم الحديث عن هذه الزيارة منذ أن خلف شينكر سلفه ديفيد ساترفيلد، وفي منتصف الشهر الماضي التقاه رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته إلى واشنطن، وبعد ذلك اللقاء بأسبوع أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه على موعد مع شينكر لبحث سير الاتصالات بشأن الحدود الجنوبية.

في المضمون يمكن توقع أهداف الزيارة بوصفها جزءاً من جولة شرق أوسطية، يقوم بها مساعد لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى يعرف المنطقة جيداً، خصوصاً سوريا ولبنان وفلسطين، منذ عمله مع USAID ثم كمستشار للبنتاغون في زمن الرئيس بوش الابن وبعدها تفرغه في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى.لم يخف شينكر توجهاته وآراءه فهو يكتبها ويعبر عنها في كل مناسبة. إنه يدعم الحضور الأميركي الفاعل في المنطقة وسياسة محاربة التطرّف والارهاب، وفي أولوياته، مثله مثل بقية المسؤولين الأميركيين، أمن اسرائيل. وفي الآونة الاخيرة عبر عن مخاوفه من حرب بين إسرائيل و"حزب الله" بنتيجة تطورات الصراع في المنطقة واحتدام الخلاف مع ايران.مباحثات شينكر البيروتية ستكون محكومة في جانب كبير منها بهذه النقطة، خصوصاً بعد تطورات الاسبوعين الاخيرين والتوتر الحدودي الذي رافقها، ولن تخرج مباحثات الترسيم الحدودي النفطي عن سقف ضمان الهدوء في إطار القرار 1701، اما الهدف الاستراتيجي الأبعد فيراه شينكر في نص أعده في تشرين الاول 2017 وجاء فيه: "المسار في لبنان ليس بمنأى عن التطورات الإقليمية، فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنفوذ إيران المتنامي... ولمنع تدهور الوضع في لبنان سيتعين على واشنطن ردع ايران في النهاية".

 

"الإشتراكي" و"المستقبل"... طريق التسوية لن توصل إلى "قصر المهاجرين"

ألان سركيس/نداء الوطن/10 أيلول 2019

الحريري وجنبلاط يرفضون مطلقاً التطبيع مع النظام السوري

تمرّ في كل فترة ملفّات ومواضيع حسّاسة على الساحة السياسيّة الداخلية وتكون في معظمها جدليّة وخلافيّة، ومن أبرز تلك المواضيع مسألة التطبيع مع النظام السوري.

في السياسة، لا يمكن القول إن نظام الرئيس السوري بشّار الأسد ما زال موجوداً لأن سوريا أصبحت تحت السيطرة الروسيّة المباشرة، فلولا تدخّل روسيا لكان النظام سقط منذ مدّة، كذلك، فإن سوريا أصبحت ساحة مشرّعة لكل التدخلات الدوليّة، فلكل دولة فاعلة منطقة نفوذ وتواجد في بلاد الشام. لكن عملياً، فإن النظام السوري لم يسقط وما زال الاسد رئيس البلاد، وقواته متواجدة وتُمسك المداخل والمعابر بين لبنان وسوريا، ولا يمكن القول ان النظام غير موجود على الأرض.

وأمام كل هذه الوقائع، حاول "حزب الله" ومعه قوى "8 آذار" إعادة تطبيع العلاقات مع النظام، فتمّت مواجهة هذه المحاولات بموجة رفض مطلقة من قِبل الثلاثي "القوات" و"المستقبل" و"التقدّمي الإشتراكي".

وكانت مسألة النزوح السوري في لبنان الممرّ والمدخل لقوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحرّ" لتمرير مسألة التطبيع مع النظام، لكن هذا الأمر لم يمرّ على قوى "14 آذار" التي تصدّت له بقوّة.ويحاول البعض تسويق فكرة أنّ تمسّك رئيس الحكومة سعد الحريري بالتسوية الرئاسيّة وتحالفه مع رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل، من ثمّ لقاء اللقلوق بين باسيل ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، ولقاء عين التينة بين "حزب الله" والحزب "التقدّمي الإشتراكي" ستُعيد كلها التموضع السياسي لهذه القوى، وربما فتح صفحة جديدة مع النظام السوري، في حين يدرك الجميع ان موقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ثابت في هذه النقطة ويرفض التطبيع بالمطلق. في 19 كانون الأول 2009، كسر الرئيس الحريري كل الحواجز، والتقى الرئيس الأسد في دمشق، وأتت هذه الزيارة بعد أشهر على فوز قوى "14 آذار" بالإنتخابات النيابية. وعلى رغم الإتهامات بقتل النظام للرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلا أن المتطلبات السياسية في تلك المرحلة جعلت الحريري يتخطّى كل شيء ويلتقي خصمه الأسد. وما هي إلا أشهر، وفي 31 آذار 2010 بالذات، تخطّى جنبلاط بدوره كل مرحلة ما بعد 14 شباط وزار الأسد في دمشق وفتح صفحة جديدة لم تدم طويلاً.

التاريخ المفصلي كان 15 آذار 2011، حيث انفجرت الثورة السورية من درعا، فوقف كل من الحريري وجنبلاط في صفوف الثوّار، وعادت القطيعة مع النظام السوري.وعلى رغم كل ما يُحكى عن العودة القوية للأسد، إلا أن لا الحريري ولا جنبلاط في وارد إعادة وصل ما انقطع مع النظام، خصوصاً أن عوامل عدّة تحول دون ذلك، وسط تأكيد الرجلين أنه لن يكون هناك أي تخلّ عن الثوابت الكبرى ومن ضمنها العلاقة مع نظام الأسد.

ويحاول الحريري أن يؤمّن مظلة أكبر تحمي لبنان من التدخلات السوريّة في المرحلة المقبلة، وهذه المظلّة تأتي من واشنطن التي زارها منذ مدّة، ومن موسكو، سيّدة اللعبة في سوريا، التي يشبك معها الحريري أفضل العلاقات، وبالتالي فإن "بيت الوسط" مطمئن إلى عدم عودة نفوذ النظام السوري، ولن يضطّر الحريري إلى التعامل معه كأنه أمر مفروض على لبنان. ولا يؤشّر تمسّك الحريري بالتسوية وتعايش جنبلاط تحت سقفها، إلى أن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء، وسط التأكيد المشترك أن طريق التسوية لن تصل إلى قصر المهاجرين مجدداً.

وفي الموازاة، فإن نغمة إعادة التنسيق مع النظام غير مطروحة في مجلس الوزراء، مع تأكيد عدد من الوزراء أن هذا الأمر لم يُطرح على طاولة المجلس منذ مدّة، ولا علم لأحد بقيام عدد من الوزراء المحسوبين على فريق "8 آذار" بزيارات قريبة إلى سوريا.

ويأتي تأجيل هذا الملف، لأن الأولوية التي حدّدت في مجلس الوزراء هي للإنتاج وإبعاد الملفات الخلافية في هذه الفترة، كما أنّ لا رغبة سورية حالياً بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ويترافق كل ذلك مع الرفض المطلق من "القوات" و"المستقبل" و"الإشتراكي" ما قد يسبب شرخاً في مجلس الوزراء لا يريده فريق العهد في هذه الفترة. ولا يستطيع أي فريق داخلي التحرّك وبناء سياسات على المدى البعيد من دون انتظار التسوية الدولية في سوريا، والتي لا تزال مستبعدة، في حين أن النظام ليس بحاجة إلى التدخل مباشرةً في الشأن اللبناني لأن "حزب الله" ورثه وبات حجر الأساس في اللعبة الداخليّة.

 

شينكر يُكمل في بيروت ما بدأه في واشنطن

غادة حلاوي/نداء الوطن/10 أيلول 2019

ثلاثة أسابيع فصلت بين عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن وزيارة المبعوث الأميركي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى لبنان. نقل الحريري أجواء زيارته إلى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، لكن النقاش لم يبلغ مداه والسبب التطورات الأمنية بالغة الأهمية التي تمثلت بالإعتداء الإسرائيلي على عناصر "حزب الله" في سوريا، ثم استهداف مكتب العلاقات الإعلامية في ضاحية بيروت الجنوبية بطائرتي "الدرون" المسيّرتين، ورد "حزب الله" في مستوطنة أفيفيم الحدودية، ثم إسقاطه بالأمس مسيّرة إسرائيلية أثناء عبورها للحدود اللبنانية باتجاه بلدة رامية الجنوبية. تطورات يرى "حزب الله" حسب مصادره أنها ستلقي بظلالها على زيارة شينكر وملف التفاوض حول الترسيم، فما كان يرفضه لبنان قبل الاعتداءات والرد عليها لن يقبله بعدها. الوقائع تغيرت وكذلك شروط التفاوض.

في ضوء ما تقدم عاد الحديث بقوة عن القرار الدولي 1701 وإعادة تثبيت قواعد الاشتباك التي تجاوزتها إسرائيل للمرة الأولى منذ العام 2006. وجدت أميركا في التطورات التي حصلت فرصة كي تعيد طرح القرار المذكور على طاولة البحث بهدف تعديله بما يؤمن مصلحة إسرائيل وتثبيت أمنها انطلاقاً من لبنان. لكن التعديل دونه عقبات فأرسلت تؤكد ضرورة استمرار العمل به وهي التي سعت الى ضمان عدم توسع "حزب الله" في رده على اعتداءات إسرائيل الأخيرة على لبنان.

تطورات ستنعكس بالتأكيد على مباحثات المبعوث الأميركي الذي يستهل مهمته في الشرق الأوسط بزيارة الى لبنان الذي يشهد على اتساع رقعة العقوبات المالية الأميركية.

من بوابة أمن إسرائيل، يطل شينكر محمّلاً برسائل لوم وعتب أميركية. يريد الزائر الأميركي كما بلاده الإطمئنان الى ما يصفه بمخازن الأسلحة الصاروخية لـ"حزب الله" والحد من تواجدها بقاعاً وجنوباً. في جعبته يحمل شينكر أيضاً ارتياحاً لدور الجيش اللبناني الذي تتخوف إدارته، وفق آخر تقرير أعدته، أن يستفيد "حزب الله" من أي مساعدات عسكرية قد تعطى للجيش على سبيل دعمه. خلال الاجتماع الذي جمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن، كان لشينكر الدور الأكبر في إدارة المحادثات. كلف أخيراً بمتابعة ملفّ ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، خلفاً لسلفه دايفيد ساترفيلد الذي عيّن سفيراً لبلاده في اسطنبول. ينقل متابعون أن شينكر بدا ملماً بتفاصيل الوضع اللبناني وهو من تولى الحديث بإسهاب عن ملف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل مفنداً ما يتوجب فعله في هذا المجال.

وينقل عارفوه من الديبلوماسيين أن المبعوث الأميركي ملم بالملف اللبناني عن كثب تابع قضاياه وشؤونه في فترات سابقة. المدير السابق لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمعروف بتأييده لإسرائيل، متحمس للعودة إلى المنطقة مجدداً، ويصر على تحقيق نجاح في أي مهمة تلقى على عاتقه. يصفه عارفوه بالمتشدد، ويُعدّ من الفريق القريب للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصديق لصهره جيرارد كوشنير، وفي لبنان تربطه علاقات صداقة بالعديد من الشخصيات اللبنانية ولا سيما رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي يفترض أن يتوجه الشهر المقبل إلى واشنطن في زيارة كان لشينكر الفضل الأساس في ترتيبها.

يوم زار واشنطن حمل الحريري اقتراحاً اميركياً بأن يصار إلى تشكيل لجنة ثلاثية مؤلّفة من اليونيفيل وممثلين اثنين عن الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، تقوم بتحديد النقاط الحدودية المختلف عليها كنقطة انطلاق للترسيم وليس ترسيم خط الحدود. وفي مجال ترسيم الحدود البحرية إقترح الجانب الأميركي تشكيل لجنة من اليونيفيل وفريقين اقتصاديين من إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية. كما حمل الحريري اقتراحاً آخر مختلفاً عن الاقتراحين السابقين يقضي بإقامة منطقة تنمية مشتركة تتسلمها لجنة متعدّدة الجنسيات، وتقوم بتشغيلها واستثمارها وتوزيع ثروتها بين الدولتين.

ومن غير المعروف بعد إن كان شينكر سيعيد طرح النقاط التي طرحها خلال زيارة الحريري أو أنه يحمل اقتراحات جديدة، ومن أي نقطة بالتحديد سينطلق في مهمته في لبنان، أم أنه سيستكمل ما سبق وطرحه ساترفيلد.

وقالت مصادر ديبلوماسية إنّ "الهدف من زيارة شينكر هو معرفة الموقف اللبناني الحالي بعد زيارة الحريري إلى واشنطن وإذا ما كان حصل تغيير في التعاطي اللبناني مع ملف ترسيم الحدود". واستبعدت المصادر الوصول إلى تفاهمات ولو أولية حول الملف قبيل الانتخابات الإسرائيلية المقررة الأسبوع المقبل لعدم استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم أي تنازلات في المرحلة الراهنة.

في المقابل يتوقع أن يتمسك لبنان بموقفه القائم على تلازم مساري الترسيم البري والبحري ورفض تحديد مدة زمنية للاتفاق، لعدم حصول أي تلاعب أو غش من الجهة الإسرائيلية، ويعتبر أن الخلاف هو حول نقطتين برّيتين بالإضافة إلى مسافة الـ 56 كلم من الحدود البحرية.

وأكدت مصادر لبنانية مواكبة لملف الترسيم أنّ الموقف اللبناني كان موحّداً إلى حين زيارة الحريري إلى واشنطن. مفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة ولو مع حضور أميركي وترسيم متلازم بين البر والبحر. قَبِل الجانب الإسرائيلي ثم تراجع بحجة ما زعمه عن وجود معامل صواريخ تابعة لـ"حزب الله". أطاحوا المفاوضات لكن من دون أن يعرف لبنان هل أن السبب الحقيقي تراجع الإسرائيلي عن قبوله بالصيغة اللبنانية أم رفض الأميركي رعاية الأمم المتحدة، أو أنّ مصلحة الإسرائيلي تقتضي البدء بالترسيم البحري لا البري.

لا يزال لبنان عاجزاً عن تفسير أسباب التراجع الأميركي والرفض الإسرائيلي للصيغة التي سبق ووافقا عليها، كما كان لافتاً ما قاله الحريري في واشنطن وعبّر عنه مستشاره الوزير السابق غطاس خوري الذي قال: "إذا اقتضى الأمر التصويت في مجلس الوزراء للترسيم في البحر قبل البر فإنّ ثروة لبنان المستقبلية هي في البحر"، فعارضه رئيس الجمهورية وبري ووزير الخارجية جبران باسيل. وفعلياً يمكن القول إنّ التبديل في الموقف حول مفاوضات الترسيم كان بين ساترفيلد وساترفيلد ذاته وليس في الموقف اللبناني الذي يتوقع أن يأتي المبعوث الأميركي محمّلاً بالشروط الإسرائيلية.

يستقبل لبنان شينكر موحد الموقف لكن من دون أن يكون بمقدوره القفز فوق التطورات الأمنية التي سترخي بدون شك ظلالها على سير المفاوضات التي تأتي بعد الاعتداء الاسرائيلي ورد "حزب الله" عليها، فبالنسبة إلى "الحزب" إن ما لم ينله المفاوض الأميركي في السابق لن يناله بعد ما حصل، لأنّ "حزب الله" يرى أنّ المفاوضات حول هذا الملف بعد الضربة الإسرائيلية والرد عليها ستكون مختلفة.

 

حل خلاف الرياض ـ أبوظبي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 أيلول 2019

أي خلافٍ مهما كان صغيراً ليس بالحدث السعيد، لكنه قد يكون صحياً في امتحان العلاقة وتمتينها، وهذا ينطبق على ما حدث في التعامل مع النزاع اليمني اليمني في جنوب اليمن. قد يفيد العلاقة السعودية الإماراتية، ويقدم نموذجاً يحتذى في العلاقات الإقليمية بين دول المنطقة المليئة بالثقوب والنزاعات.

وكلنا ندرك على مستوى الأفراد والحكومات أنه لا توجد علاقات بلا خلافات، إلا أن الحكومات الأكثر نضجاً هي تلك التي تسعى لوضع الخلاف في إطاره، وليس بالضرورة حله إن لم يمكن ذلك. الحكمة تسيَّدت عندما حسم البيان السعودي الإماراتي الموضوعات المعلقة وأنهى المشكلة حول اليمن.

أعرف أن هناك من سيطعن في طرحي ويذكرني بالخلاف مع قطر، وقد شاركت في نقاشات فردية وسمعت آراء قوية بشأنه. يقولون إن الخلاف المثلث، أي السعودي الإماراتي القطري، يشبه بعضه، وهذا ليس صحيحاً، البتة. الخلاف مع قطر عمره ربع قرن، وليس من عشرين يوماً. منذ عام 1994، عندما تولَّى الشيخ حمد بن خليفة الحكم، غيَّر سياسة والده حيال السعودية، وكذلك الإمارات، وكان حمد على خلاف مع والده في هذا الجانب. بكل أسف قطر بعدها نشطت في استهداف أنظمة هذين البلدين بلا توقف، رغم المصالحات والاتفاقات الموقعة، والوساطات من حسني مبارك، رئيس مصر الأسبق إلى الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت. كلها فشلت لأن قطر استمرت في زعزعة أمن جاراتها، وتحديداً البحرين والسعودية. لم تبقَ هناك جماعة معادية للسعودية في الداخل والخارج لم تقم قطر بدعمها مادياً وإعلامياً. هذه الممارسات ليست مجرد خلافات بل تهديد لكيانات الدول، والخلاف مع قطر وجودي. أما الاختلاف في التعاطي في القضايا بين الحكومات أمر طبيعي ومتوقع، والحكمة تبقى في حله أو تحييده، وهذا ما نراه يتكرر بين دول ناضجة مثل فرنسا والولايات المتحدة، كثرة الخلافات لم تلغِ التحالف بين البلدين.

مشكلة بعض سياسيي العالم العربي أنهم يضعون كل القضايا في سلة واحدة، لهذا ممكن تقطع علاقات كاملة على برنامج تلفزيوني أو تصريح سياسي. والخلاف مع قطر أبداً ليس حول قناة «الجزيرة»، فقد كان إعلام العراق البعثي ضد السعودية أكثر حدة وسوءاً ولم يتسبب في قطع العلاقات في السبعينات.

تتميز العلاقة «الحديثة» السعودية الإماراتية عن غيرها بأنها تنشط على كل المستويات، وتحقق نتائج على الأرض في كثير من المجالات. سياسياً، تتعاونان في ملفات إيران والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا والعراق وتركيا وفي الدوائر الغربية والعلاقة مع باكستان والهند والصين وروسيا. حالة التنسيق هذه من الشمول والدقة تجعلها نادرة، لم نعهد لها مثيلاً، ليس السبب في نقص الرغبة في التعاون مع بقية الحكومات، بل لأن إدارة السياسيين للعلاقات نشطة بشكل إيجابي، عدا عن التوافق السياسي بشأنها.

وهذا ما كنا نتمناه أن يحدث مع قطر، الدولة المارقة، لأنها ستكون أقوى وأكثر احتراماً لو انضمت إلى هذا التنسيق، إنما سبب القطيعة مع الدوحة لم يكن أبداً حول رأي سياسي في كيفية التعاطي مع اليمن أو من يحكم مصر، رغم أهمية هذه القضايا، بل على أمن واستقرار وبقاء الدولة.

ماذا عن الشأن اليمني، سبب الأزمة؟ حسمته فطنة السياسيين وحكمتهم. واليمنيون يستطيعون حل خلافاتهم بينهم، وأمامهم خياران، اللجوء إلى القانون الدولي والمؤسسات الدولية المعنية، أو التفاهم والتوصل إلى اتفاقات مبدئية على طبيعة الحكم المنشودة لاحقاً. عدا عن ذلك يعطون فرصة لتدخل أطراف إقليمية ودولية لإيقاد حروب أهلية تمتد عشرة وعشرين عاماً.

 

الأمانة في يد الأمين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 أيلول 2019

تختلف معاني الوزارات السيادية باختلاف الظروف والبلدان والمراحل التاريخية؛ فالسيادة في هذا المعنى هي الاستقلال والتمتع بالقدرات الذاتية والموارد التي تحمي الدولة وشعبها من الحاجة والطلب. المورد الأكبر في دولة مثل نيوزيلندا هو المراعي؛ حيث تقوم أكبر مزرعة للأبقار في العالم. والمورد الأكبر في إسبانيا هو السياحة التي حوّلتها من دولة فقيرة في أوروبا إلى دولة متقدمة. وتشكّل السرّية المصرفية وصناعة الساعات ثروة سويسرا السيادية. يُشار إلى هذه الموارد علمياً بمصطلح «الثروات الطبيعية»؛ منها ما ينبت في الأرض، ومنها ما يتفجّر من الأرض، ومنها ما يُستخرج من المناجم كالألماس والذهب في جنوب أفريقيا. لذلك تقوم سياسات الأمم والدول على المصالح التي تحمي هذه الثروات وتدير استثمارها وتطوّر من خلالها جميع مناحي العمل والحياة.

السعودية تميّزت بين جميع الأمم بثروتين؛ واحدة نزلت من السماء، وأخرى طلعت من الأرض. كلتاهما لها الطابع الكوني والعلاقة الواسعة مع سائر الأمم. وكلتاهما أمانة كبرى في عمق السيادة الإنسانية. ومن تابع مشاهد الحجّ ورأى كيف يتحرّك مليونا بشري في تناغم وانسجام الساعة السويسرية، أدرك أي نوع من المسؤوليات أُلقي على المملكة. إدارة الثروة الطبيعية لا تقلّ صعوبة ودقّة وآفاقاً. ومنذ اللحظة الأولى وأيام الراحل المؤسس الملك عبد العزيز، تعاملت الرياض مع هذا الواقع بكل مسؤولية وحرص. ولم تحاول مرة واحدة أن تستغلّ هذه الميزة الهائلة لكي تبتز أو تؤذي أحداً. المرة الوحيدة التي حوّلت فيها النفط سلاحاً كانت من أجل رفع الخناق عن عنق الأمّة العربية. كانت السعودية تصرّ على حصر التعامل بالمؤسسات؛ محلية أو دولية، خصوصاً من خلال «أوبك». ولطالما رجّح دورها في «أوبك» قرارات العقل والاستمرارية، وأوقف سخافة المهاترات والشعبويات الفارغة، وحمى الاقتصاد العالمي من المقامرات المؤذية للشعوب. منذ 35 عاماً؛ يتولّى هذه العلاقة مع «أوبك»، أمير من أمراء الثقافة والاجتهاد والخلق العالي، هو الأمير عبد العزيز بن سلمان. وكنت تشاهده في أي مؤتمر من مؤتمرات المنظمة، كأنه مجرّد باحث عادي لا يغيب عن اللقاءات لحظة واحدة، ويتولى بنفسه تصحيح ما يرد من أخطاء في الخطب أو الأخبار. وبدبلوماسيته ودماثته، كان يوفّر على المؤتمرين مشادّات الشغب والصخب الدعائي. واليوم إذ يصبح الأمير عبد العزيز بن سلمان وزيراً للطاقة؛ فإنما هي الذروة في رحلة طويلة عبر هذا العالم بالغ الدقّة. إنها مسؤولية المورد الطبيعي الأساسي. وهي الأمانة التي أوكلها الملك سلمان بن عبد العزيز إلى رجل أثبت خلال أكثر من ثلث قرن، أنه من أكفأ الأمناء وأكثرهم نزاهة.

 

هل تزخم إيران حروبها بالوكالة؟

حنا صالح/الشرق الأوسط/10 أيلول 2019

عندما يعلن الرئيس الأميركي ترمب أن إيران «لم تعد الدولة نفسها منذ عامين ونصف العام»، في إشارة إلى فعالية العقوبات الأميركية التي تكاد توقف التدفقات المالية على نظام الولي الفقيه، ويضيف: «لا نتعامل من خلال دولة أخرى بل نتعامل مباشرة»، يكون بالواقع قد طوى صفحة الجهود الفرنسية التي قادها الرئيس ماكرون، والتي يقول الفرنسيون إن أساسها حرص فرنسي على السلام واستبعاد الحرب.

لكن «الجهود» الفرنسية التي أُحبطت، انطلقت من رفض التسليم بأن الاتفاق النووي في حالة موتٍ سريري، لتطرح إمكانية تخفيف العقوبات بطلب تسهيل تصدير 700 ألف برميل يومياً، وتضمنت خطاً ائتمانياً قيمته 15 مليار دولار يسدد خلال أربعة أشهر، دون أن يقترن ذلك بجدول أعمال واضح في نقاطه وبتواريخ محددة، كأن يتناول بعد المسألة النووية، المشكلة الأساسية المتمثلة بقضايا السلاح الباليستي، ودور إيران الإقليمي، ومسؤوليتها عن زعزعة استقرار المنطقة، هذه الجهود لم تكن لتنجح لأن باريس التي راهنت على «التفهم» الأميركي، لم تُحسن قراءة طبيعة النظام الإيراني، وفهم حقيقة صنع القرار في طهران. صحيح أن الوزير ظريف يبتسم كثيراً، لكن الأمر الأكيد أن «كل شيء يتعلق بالحوار مع الأميركيين»، يقول الرئيس روحاني: «هو بيد المرشد»، وطالما يعتقد المرشد أن لديه مساحة للمناورة حتى الانتخابات الأميركية، فهو لن يقبل بالذهاب إلى المفاوضات، وهو متمسك باتخاذ القطيعة مع الأميركيين عنواناً لسياسته!

أي قراءة جادة للسياسة التي رسمها المرشد في منحى الابتزاز الإيراني للغرب، تنطلق من أن الاتفاق النووي لا يُمس، لأنه قام على بيع بضاعة لم تمتلكها إيران أصلاً، ولا تفاوض على الصواريخ الباليستية، ولا على النفوذ الإقليمي، لكن خطب روحاني المتناقضة وابتسامات ظريف أمور مفيدة في عملية شراء الوقت واستغلاله لرفع مستوى التخصيب. وما المرحلة الجديدة بالذهاب إلى إنتاج جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، إلاّ تأكيد على المضي في طريق الوصول إلى السلاح النووي، الذي تُراهن طهران على إنتاجه خلال سنة، وربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وطبعاً ما من جهة دولية تأخذ بالنفاق الإيراني الذي يقول بفتوى تحرم هذا السلاح!! فوجود سلاح نووي بيد نظام الملالي من شأنه أن يغير أجندة التعاطي مع إيران وأطماعها، لأنه الغطاء لنهج تهديد دول المنطقة من أجل الهيمنة عليها، وبسط المشروع الإمبراطوري الإيراني... هذا المنحى لحكام طهران أكبر من حجم الوساطات، وتحديداً الفرنسية، وقبلها اليابانية!

تدرك واشنطن حقيقة ما تسعى إليه طهران، لذا تمضي في نهج العقوبات، وليس خفياً سعي إدارة الرئيس ترمب الوصول إلى الانتخابات الرئاسية، وقد نجحت في لي الذراع الإيرانية دون أي طلقة، وقد حددت الهدف من العقوبات الآخذة بالاتساع بحرمان طهران من الحصول على موارد لتمويل الأنشطة الإرهابية، وإجبارها على العودة إلى المفاوضات للتوصل لاتفاق جديد شامل. ويعبر برايان هوك الموفد الأميركي إلى إيران، عن النهج الأميركي، بأنه التزام «بحملة الضغط الأقصى من دون منح أي استثناءات أو تنازلات»، أي فرض تغيير السلوك، وقد قرأته طهران بأنه «تغيير للنظام»، وبالتالي ضرب المشروع الإقليمي.

ولأن طهران تعرف ما ستؤول إليه العقوبات من نتائج كارثية على الوضع الداخلي الإيراني، وتالياً على نفوذها الإقليمي، ولأنها تلمس أبعاد الإطاحة الأميركية بالمبادرة الفرنسية، التي تزامنت مع موجة عقوبات طاولت كيانات وأسماء «لبنانية وإيرانية وهندية»، وشركات بديلة لتهريب النفط الإيراني لتوفير التمويل لـ«فيلق القدس» و«حزب الله»، فقد بات مستحيلاً أن تبقى المواجهة تحت سقفٍ منضبطٍ، لأنه لا السياسة الأميركية ستتغير في المدى القريب، ولا السياسة الإيرانية، لم يبق إلاّ تسخين الجبهات، وإن كان مرجحاً أن يكون التسخين مرفقاً بمواقف معلنة عن رفض الذهاب إلى حربٍ شاملة ومدمرة. غير أن ما لا يجب إغفاله، هو أن أي خطأ إيراني في حساب التغيير الاستراتيجي، فإن أميركا في الظرف المناسب لها قد تقلب الطاولة حتى في عام الانتخابات الرئاسية.

بهذا السياق، ينبغي النظر بدقة إلى كل ما جرى في الأول من سبتمبر (أيلول) على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، وأبعاد المواقف التي أعلنها حسن نصر الله عن كسر الخطوط الحمر، كما ينبغي التوقف أمام ما يدور على مستوى «الحشد الشعبي» الذي قرر إنشاء قيادة جوية (..) الأمر الذي اعتبره مقتدى الصدر بمثابة إعلان نهاية حكومة عادل عبد المهدي، وتشريع الأبواب أكثر أمام التغول الإيراني. وفي الخلفية خوف حقيقي في طهران من نتائج تكثيف العقوبات الأميركية، والعالم يشهد إذلال العنجهية الإيرانية في مسألة ناقلة النفط التي تهيم في المتوسط، ولا تجرؤ أي جهة على التعامل معها! وخوف نظام الملالي أكبر، لأن كل المعطيات الأميركية تُفضي إلى ترجيح بقاء الرئيس ترمب ولاية ثانية في البيت الأبيض.

يعود مرجوعنا إلى لبنان الذي بات في عنق الزجاجة، فمنه قد تُزخِّم إيران حروبها بالوكالة، بوهم القدرة على إحداث خرق يعيد خلط الأوراق، ما سيعزل البلد أكثر فأكثر، لأن افتعال حرب مع العدو، لا ناقة له فيها ولا جمل، لن تجلب تعاطفاً عربياً ولا تفهماً دولياً، والدليل الأبرز أن دعم الجامعة العربية للبنان حمل تحذيراً واضحاً من خطر أن تأخذ فئة البلد إلى حربٍ مدمرة.

بعد قضية «جمال ترست بنك» يزداد الحديث عن تورط بنوكٍ أخرى، ولا يُعول على نفي جمعية المصارف، ويتم وضع لبنانيين وشركات لبنانية على لائحة العقوبات، وتضج بيروت بأخبار عن لقاء ثلاثي جمع نصر الله وسليماني ووزير الدفاع الإيراني بحث في بنك أهداف إسرائيلية وأميركية (..)، وفيما يطالب علناً قائد «اليونيفيل» بإخلاء جنوب الليطاني من السلاح والمسلحين، يستمر غياب السلطة عن تحمل مسؤوليتها حيال اللبنانيين ومصالحهم، ويكتفي الحريري بتصريح للإعلام الأميركي (CNBC)، وفيه قوله؛ «(حزب الله) مشكلة محلية وإقليمية... نحن عاجزون عن كبح جماحه، ولا نتحمل المسؤولية عن هجماته الأخيرة على إسرائيل، ولا أتعاطف مع أي مؤسسة مالية تخالف العقوبات الأميركية»، في حين أن الطريق الأقصر، المُؤيدة شعبياً، أياً كانت النتائج السياسية، تتطلب طرح هذه المسائل على مجلس الوزراء، والذهاب إلى بحث دون لبس في الاستراتيجية الدفاعية، حجر الرحى في فك الارتباط بين الدولة والأجندة الخارجية لـ«حزب الله».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون: على واشنطن مساعدة لبنان لتسهيل عودة النازحين شنكر شدد على دعم بلاده استقرار لبنان واستعدادها المساهمة في بحث ترسيم الحدود

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد شنكر الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان يأمل في ان تستأنف الولايات المتحدة الاميركية وساطتها للتوصل الى ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب من حيث توقفت مع السفير ديفيد ساترفيلد، لا سيما وان نقاطا عدة تم الاتفاق عليها ولم يبق سوى القليل من النقاط العالقة في بنود التفاوض".

وجدد الرئيس عون التأكيد على "التزام لبنان قرار مجلس الامن الرقم 1701، في حين ان اسرائيل لا تلتزم به وتواصل اعتداءاتها على السيادة اللبنانية في البر والجو والبحر، علما ان اي تصعيد من قبلها سيؤدي الى اسقاط حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة الحدودية منذ حرب تموز 2006".

واشار الرئيس عون الى ان "لبنان ماض في تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وان عدد العائدين اراديا بلغ حتى الآن 352 الف نازح لم يواجهوا اي مشاكل"، داعيا الولايات المتحدة الى ان "تساعد لبنان على تسهيل عودة النازحين الى ارضهم، لان لبنان لم يعد قادرا على تحمل المزيد بعد التداعيات السلبية التي طاولت كل القطاعات اللبنانية نتيجة تزايد اعدادهم". واكد الرئيس عون "ضرورة تقديم منظمات الامم المتحدة والهيئات الانسانية الاخرى، مساعداتها الى النازحين داخل سوريا، لان ذلك يساعد في عودتهم الى قراهم وارضهم". واعرب الرئيس عون عن خشيته من ان "يكون موضوع النازحين السوريين قد تحول الى مسألة سياسية يجري استغلالها بدلا من التعاطي معها من زاوية انسانية". وقد شكر رئيس الجمهورية الولايات المتحدة الاميركية على المساعدات التي تقدمها للبنان عموما وللجيش بشكل خاص.

شنكر

وكان شنكر نقل الى الرئيس عون دعم بلاده لاستقرار لبنان، مؤكدا "الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيلها في المجالات كافة، لا سيما في مجال دعم الجيش والقوى الامنية الاخرى". كما اكد استعداد بلاده "تجديد مساعيها من اجل المساهمة في البحث في ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب".

 

بري بعد لقائه شينكر: العدو مسؤول عن الخروقات وضرب الاستقرار

الثلاثاء 10 أيلول 2019

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى دايفيد شينكر، ترافقه سفيرة الولايات المتحدة إليزابيت ريتشارد ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جويل رايبرن، وأكد بري أن "لبنان صادق على قوانين مالية تجعله مطابقا لأرقى المعايير العالمية في محاربة تهريب الأموال وتبييضها، وأن الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي لا يستطيعان تحمل هذا الحجم من الضغوطات". وأكد "حرص لبنان على الاستقرار وعدم الانجرار للحرب والتزامه القرارات الدولية ولا سيما 1701، وأن العدو الإسرائيلي مسؤول عن الخروقات للقرار الأممي وضرب الاستقرار الذي كان قائما منذ العام 2006".

وكان حديث عن الحدود البحرية.

سلامة

وكان بري عرض الأوضاع المالية والاقتصادية، فاستقبل لهذه الغاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان ورئيس جمعية المصارف سليم صفير.

الخازن

واستقبل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وأعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس. وبعد اللقاء قال الخازن: "كانت مناسبة للتزود برأيه في الأوضاع الداخلية وشكره لما يبذله من جهود للحفاظ على أجواء التضامن الداخلي بين كل المرجعيات السياسية والتي كانت لها المفاعيل الإيجابية في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الدقيقة. ونوهنا بكلمته لمناسبة تغييب سماحة الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ومواقفه المتشددة عن حدود لبنان البحرية والبرية. وإذا كان الرئيس نبيه بري نجح في ترميم العلاقة بين "حزب الله" ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فلأن هذه المسألة الحيوية تندرج في خطته الجامعة والموحدة في إطار الموقف اللبناني الرسمي لمواجهة مخاطر أخذ الوطن الى أوضاع أكثر ترديا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية، والتي تفاقمت بحادثة الطائرتين المسيرتين على حي سكني في الضاحية الجنوبية من بيروت". أضاف: "أكد لنا الرئيس بري أن لا شيء غير قابل للمعالجة ما دام يخضع الأمر لمواد الدستور والميثاق الوطني الذي ارتضيناه جميعا بعد اتفاق الطائف. ولأن الرئيس بري متمسك بميثاقية العيش، لخص نظرته هذه، معتبرا أن لبنان لا يمكن أن يعيش من دون مسيحييه، لذا فهو يولي أهمية لروحية المشاركة الحقيقية كما نص عليها اتفاق الطائف، أي المناصفة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين، مشددا على أن الطريق الأسلم هو ترك الأمر بيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لكي يعالج الموضوع بحكمته من موقعه كحكم، الموازن لكل الصلاحيات الدستورية في البلاد". وختم: "تمنينا على الرئيس بري أن تسلك العلاقات المميزة، القائمة بينه وبين الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، طريقها الى التحرر من كل العوائق، لئلا تؤثر سلبا على أوضاع البلد الحياتية والاقتصادية. فاليوم الفرصة متاحة أمام الجميع لإعادة وصل ما انقطع في الحوار والتشاور وبناء جسر من الثقة يدعم التسليم بمنطق التوازن المفقود، إذ من دونه لن تقوم قائمة لدولة أو حكومة أو سلطة".

 

ميقاتي بعد استقباله شنكر: تطورات الجنوب الاخيرة تظهر الحاجة الى بذل كل المساعي الممكنة لمنع التصعيد

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى دايفيد شنكر بعد ظهر اليوم في دارته، في حضور السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد.

وفي خلال اللقاء شدد الرئيس ميقاتي على "اهمية العلاقات اللبنانية -الاميركية في المجالات كافة"، منوها ب "الدعم الاميركي للجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية، بما يساعدها على حفظ الامن والاستقرار". وإذ شدد على "تمسك لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701"، رأى "ان التطورات الاخيرة في الجنوب والاعتداءات الاسرائيلية تظهر مدى الحاجة الى بذل كل المساعي الممكنة للحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد". ونوه "بتجديد الولايات المتحدة استعدادها للمساهمة في ترسيم الحدود البرية والبحرية"، مشددا "على ان هذه الخطوة هي نقطة التقاء جميع اللبنانيين".

 

سفارة روسيا: لقاء للجنة الحكومية الروسيةاللبنانية المشتركة للتعاون العسكري وتحضيرا لزيارة الحريري لموسكو

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

اعلنت سفارة روسيا الاتحادية في بيان انه "منذ أيام عدة، عقد الاجتماع الرابع للجنة الحكومية الروسية-اللبنانية المشتركة للتعاون العسكري التقني، الذي أكد توجه الطرفين الى تعزيز التعامل البناء.

وفي المرحلة القادمة، سوف يواصلان تطورا مستداما في هذا المجال، في سياق التحضير لزيارة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى موسكو وعبر الاتصالات بين وزارات الدفاع والداخلية في كلا البلدين".

 

رئيس القوات امام وفد من مخاتير قضاء عاليه: لن نتراجع قيد انملة عما نراه صوابا حتى لو بقينا لوحدنا

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، وفدا من مخاتير قضاء عاليه، ضم: رئيس رابطة مخاتير القضاء مختار بلدة دوير الرمان زياد الأصفر، الرئيس الفخري للرابطة مختار بلدة بشامون أنور الحلبي، نائب الرئيس مختار بلدة بتاتر فوزي غريزي، مختارا بلدة عاليه صلاح شرف الدين شهيب وعصام حداد، مختار بلدة عين تراز أنطوان موسى، مختار بلدة دقون أنطوان شعيا، مختار بلدة بحمدون فؤاد جبور، مختار بلدة بيصور وهيب العريضي ومختار بلدة أغميد يحيى بو غادر، في حضور منسق قضاء عاليه في حزب "القوات اللبنانية" اميل مكرزل.

وأبلغ الوفد رئيس "القوات" دعمه لمواقفه الوطنية وسياسته المستقيمة الصلبة في الدفاع عن الوطن وبناء الدولة. من جهته، أكد جعجع للوفد أننا كحزب "القوات اللبنانية" "لن نتراجع قيد أنملة عما نراه صوابا حتى لو بقينا لوحدنا مدافعين عن المبادئ التي نؤمن بها ويؤمن بها أهالي الجبل بجميع أطيافهم"، داعيا الحاضرين للعمل "يدا بيد بشكل موحد وبجهد من أجل الحفاظ على مصالحة الجبل وصون العيش المشترك فيه".

 

الراعي التقى في الديمان رئيس اتحاد بلديات الكورة ووفدا بولنديا وقمير

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رئيس بلدية دار بعشتار اسحق عبود، كاهن الرعية المونسنيور جورج عبود، رئيس بلدية كفرصارون الكورة ميشال الحلو.

ودعا عبود البطريرك لتكريس وتدشين وازاحة الستارة عن تمثال القديس مارون الذي أقامته البلدية بالتعاون مع الاتحاد عند مستديرة البلدة مطلع شهر تشرين الاول .

بعدها، التقى الراعي الوزير السابق ابراهيم الضاهر الذي عرض مع البطريرك الاوضاع العامة على الساحة المحلية.

ثم استقبل وفدا من الكهنة البولنديين الذين يقومون برحلة حج الى قنوبين والارز والاماكن المقدسة في لبنان برئاسة المطران ميخايانوخا الذي قدم للراعي مجلدا يحوي صورا لايقونات كنائس بولندا من تاليفه.

ورحب البطريرك بالوفد باللغة الايطالية، متمنيا لهم زيارة حج مباركة، وداعيا الى توطيد العلاقة مع لبنان.

الى ذلك، استقبل الراعي رئيس بلدية اميون السابق غسان كرم الذي اشار الى ان الزيارة تقليدية سنوية للترحيب بالراعي في جبة بشري، مؤكدين "الالتزام الدائم بالتواصل مع هذا الصرح الذي نكن له كل الاحترام والتقدير وقد بحثنا مع غبطته الوضع الاقتصادي الصعب وامورا انمائية تخص منطقة الكورة".

وظهرا استقبل الراعي المدير العام لوزارة الطاقة والمياه المهندس فادي قمير وعرض معه اوضاع وزارة الطاقة والمياه وما تقوم به الوزارة في سبيل الوصول الى مرحلة تتمكن من خلالها تقديم افضل الخدمات للمواطنين.

 

قاووق من بنت جبيل: عمليات المقاومة فضحت عجز العدو وثبتت مجددا عمليات الردع وحمت انجازات المقاومة

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

أحيا "حزب الله" مراسم العاشر من محرم في مدينة بنت جبيل، بمسيرة جماهيرية انطلقت من أمام مجمع أهل البيت، بعد انتهاء السيد إسماعيل حجازي من تلاوة المصرع الحسيني.

وتقدمت المسيرة فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي وحملة الرايات والصور والمجسمات، فضلا عن مواكب اللطم التي شارك فيها الآلاف من الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة.

وشقت المسيرة طريقها في شوارع المدينة، لتختتم في الساحة العامة، حيث تم رفع راية حسينية ضخمة، بمشاركة عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، إضافة لعوائل الشهداء إلى جانب عدد من علماء الدين والفاعليات والشخصيات، وحشود من المشاركين الذين تقاطروا إلى المدينة من مختلف القرى والبلدات المحيطة.

قاووق

وألقى الشيخ قاووق كلمة توجه فيها بالشكر للعتبة الحسينية في العراق ولوفد العتبة الحسينية، والدعاء بطول العمر والتوفيق والنصر للسيد علي السيستاني وقال: "إننا نرفع راية للحسين لنجدد أن معسكر الحسين هو واحد من لبنان إلى كربلاء، فمن هنا من يوم عاشوراء، نجدد البيعة والعهد لحامل راية الحسين في زماننا الإمام القائد علي الخامنئي". وأكد أن "المقاومة في أفضل أيامها، وهي في الأيام الذهبية رغم كل التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية والعقوبات الأميركية، وهي ازدادت قوة شعبية وسياسية وعسكرية، وميادين القتال وعملية "أفيفيم"، وإسقاط المسيرة الإسرائيلية في راميه، يشهدون أننا في موقع القوة، والعدو في موقع الهزيمة والمذلة، فعمليات المقاومة فضحت مذلة وعجز العدو الإسرائيلي، وثبتت مجددا عمليات الردع، وحمت انجازات المقاومة". وشدد على أن "معادلة الجيش والشعب والمقاومة تحمي وتصون الوطن أمام كل الغطرسة والعدوانية الإسرائيلية، وتشمخ المقاومة انتصارا لتكون زينة أمجاد الوطن ودرعه المنيع، فهي المقاومة تقدم أبهى وأجمل صورة عن لبنان، صورة الانتصارات والانجازات والرد النوعي في "أفيفيم" وإسقاط المسيرة الإسرائيلية في راميه، وعليه، فإن لبنان لا يزال وسيبقى لبنان المقاومة والانتصار الذي سيبقى عنوان هزيمة إسرائيل، ومذلة أميركا وأدواتها في لبنان والمنطقة" .

وختم قاووق: "في عملية "أفيفيم" هرب الصهاينة خمسة كيلو مترات، وانكفأوا إلى العمق، وتركوا المواقع والمتاريس والحواجز والمستوطنات، وإذا كانت عملية واحدة أبعدتهم خمسة كيلو مترات، فماذا سيفعلون إذا جاء وعد الجليل، وأين سيختبئون وإلى أين سيفرون، فإنها ستكون النكبة الكبرى للكيان الغاصب لفلسطين ".

 

التيار المستقل: لضبط المعابر غير الشرعية بالطرق الشرعية السريعة تحضيرا لترسيم الحدود البرية مع البحرية

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا، برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيانا اعلن فيه "ان المجتمعين ناقشوا ما تنتجه سياسة العبث بالدولة ومقدراتها، التي لا أهداف لها سوى تقاسم الحصص بالصفقات، وفقا للنفوذ داخل وخارج مجلس الوزراء، لا الكفاءة بالاختبار، وتمنوا ان يعم الوفق فلا تبقى مسدودة سبل حل الازمات السياسية والادارية المالية والبيئية والمعيشية وما نتج وينتج عنها من مشاكل امنية مقلقة في الداخل وعلى الحدود، وهي التي باتت حصرا هاجس كل مواطن". وتساءلوا عن طريقة التعاطي بمشكلة المعابر الحدودية غير الشرعية وعدم ضبط الجيش ما تبقى فالتا منها وعدده لا يتجاوز العشرة معابر، كما اذاع وزير الدفاع، وطالبوا الوزارة بمعالجة ضبطها بالطرق الشرعية السريعة، تحضيرا لترسيم الحدود البرية مع البحرية. اما ضبط المعابر الشرعية التي تديرها الاجهزة المختصة من الدولة وضخامة ما يتم تمريره بوجود وعلم وتغاضي اجهزة الدولة المعنية خلال العامين الاخيرين مثل فضيحة تهريب مئات السبائك الذهبية عبر مطار بيروت بمساعدة عناصر امنية مفترض ان تتولى هي ضبط تهريبها، وقبلها سرقة شاحنة تحمل مستوعبا من المرفأ دون معرفة محتواه ومصيره!! ما يوجب توجيه سؤال الى الوزارة أو الادارة المعنية من قبل الرؤساء والنواب واجهزة الرقابة المعنية لمعرفة اسباب هذا الفلتان ومعالجة العجز عن ضبط المعابر ومحاسبة المسؤولين، فلا يتكرر الفلتان الضريبي وتعم الفوضى في ادخال كل شيء عبرها!!! وعن دعوة رئيس الحكومة السياسيين خلال جولته على احد المعابر: "أن ينضبوا ...... تساءل المجتمعون لماذا؟. هل ان العمل في هذا المعبر الكبير باهميته يسير بانتظام رغم كل ما يضبط وينشر ويذاع عن التهريب عبره؟ وماذا يقول للمسؤولين عن الزبالة المنتشرة منذ سنوات على جوانب الطرقات وفي الساحات وعلى التلال وفي الانهر وعلى شواطىء البحر وفي عرضه وروائحها وميكروباتها في الاجواء وما تسببه من امراض مختلفة لا تحصى. وهل يجوز ان تبقى سنوات وسنوات دون جمعها والجدل البيزنطي حولها على السنة المتربعين على كراسي الدولة والاحزاب الكبرى الطامحة للوصول الى الكراسي! واللبنانيون جميعا يعانون من سرطانها وباقي امراضها التي لا تعوف أحدا. ولماذا يبقى اهل الحكم على الكراسي ولا يعودون الى منازلهم وينضبوا تينستروا؟. واخيرا لا آخرا ذكر المجتمعون وزارة المالية ان لا تنسى ضم قطع حساب العام 2019 مع موازنة 2020 لكي لا يعالج الخطأ بخطأ أفدح".

 

نص خطاب نصرالله لليوم

نصرالله في ختام العاشر من محرم: الحكومة تحترم ال1701 والحزب جزء منها ولكن أي اعتداء إسرائيلي سيرد عليه دفاعا ولا خطوط حمراء

وطنية - الثلاثاء 10 أيلول 2019

أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ختام مسيرة العاشر من محرم التي نظمها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن "المقاومة ليست على الحياد ولن تكون على الحياد في معركة الحق والباطل وفي معركة الحسين ويزيد، والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا".

وشدد على أن "لبنان يحترم ال 1701 و"حزب الله" جزء من الحكومة التي تحترم القرار 1701، لكن إذا اعتدى الاسرائيلي على لبنان، سيرد عليه بالرد المناسب المتناسب ومن أجل الدفاع عن لبنان وشعب لبنان وسيادة لبنان وأمن لبنان وكرامة لبنان، لا خطوط حمراء على الإطلاق، هذا انتهى".

وقال: "نتوجه في البداية بالعزاء إلى رسول الله، إلى أهل العزاء، ونقول لهم كما ورد في بعض الزيارات يوم عاشوراء: السلام عليك يا رسول الله، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا فاطمة، يا بنت رسول رب العالمين، أحسن الله لك العزاء في ولدك الحسين، السلام عليك يا أبا الحسن، يا أمير المؤمنين، أحسن الله لك العزاء بولدك الحسين، السلام عليك يا أبا محمد الحسن، أحسن الله لك العزاء بأخيك الحسين، ويمكننا أن نضيف: السلام عليكم يا سادتي وأئمتي، أحسن الله لكم العزاء بأبيكم وجدكم الحسين عليه السلام، وأنتم أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم أنتم المحتشدون هنا وفي كل مكان، أيها الأوفياء الذين كنتم وما زلتم تلبون نداء إمامكم وتواسون نبيكم وأهل بيت نبيكم، وتثبتون أنكم بحق أنصار الله وأنصار نبيه، أحسن الله لكم العزاء وعظم الله لكم الأجر بإمامكم الحسين عليه السلام، وشكر الله سعيكم. الشكر لكم جميعا على هذا الحضور الكبير في يوم الحسين، وعلى هذا الحضور الكبير في كل لبنان في هذا اليوم وعلى إمتداد الليالي العشر والأيام الماضية، وهذا يعبر عن إلتزامكم وإيمانكم وعشقكم ومحبتكم وولائكم. الحمد لله على رعايته وعنايته ورحمته ولطفه بنا جميعا، على أن يسر هذا العام وهذا الموسم لكل أشكال الإحياء بأحسن وجه وعلى كل صعيد وبشكل آمن وهادىء ومعبر وقوي ومؤثر".

أضاف: "يجب أن نتوجه بالشكر إلى كل من دعا وأقام وأدار وساهم في إحياء هذه الليالي والأيام. وعلى المستوى الأمني، يجب أن نتوجه بالشكر الخاص إلى الجيش اللبناني وإلى القوى الأمنية الرسمية على جهودها الأمنية ليل نهار، ليتمكن الناس من إحياء هذه المناسبة بأمن وسلام، وعلى تعاون الناس مع كل المولجين بالشأن الأمني. والشكر لكل الإخوة والأخوات، الذين تعبوا وجهدوا وفي كل المجالات، لتتم إحياءات المناسبة في أحسن حال وأتم وجه وعلى كل صعيد".

وتابع: "قبل أن أبدأ، وبعد توجيه الشكر وأبدأ بالكلمة، يجب أن نعبر عن حزننا لفقد أخ عالم ومجاهد ومقاوم وعزيز، فقدناه في الأيام الماضية، هو سماحة العلامة المجاهد الشيخ حسن ملك رحمة الله عليه، والذي كان في مثل هذا اليوم وعلى مدى سنوات طويلة، يقرأ السيرة الحسينية بصوته، نفتقده اليوم وهو الذي كان في مسيرتنا منذ أيامها الأولى، منذ دوراتها العسكرية الأولى في مخيمات البقاع، وصوره في ذلك الثوب، ثوب المتدربين والعمامة تعلو رأسه حاضرة دائما، رحمه الله سبحانه وتعالى، وأسأل الله عز وجل أن يحشره مع رسوله وأهل بيته الأطهار والشهداء، وخصوصا شهداء المقاومة".

وقال: "في يوم الحسين، في يوم عاشوراء، هذا الحضور الكبير هو تعبير عن إستجابتنا وعن إستجابتكم لذلك النداء التاريخي يوم العاشر من محرم، من وسط صحراء كربلاء، ومن قلب الحصار والخطر والمواجهة الدامية، وعلى مدى الأجيال، واليوم كما على مدى الأزمنة، نشعر أن الحسين عليه السلام ينادينا، ينادي كل جيل إلى يوم القيامة، ها هو صوت الحسين في آذاننا، يصرخ من حناجر كل مظلوم في العالم اليوم وكل معذب وكل مضطهد وكل محاصر، صوت الحسين ينطلق من حناجر كل المظلومين والمعذبين والمستضعفين في بلادنا وفي العالم، ويصرخ في آذاننا، في آذان كل شرفاء هذا العالم، عندما وقف يوم العاشر وقبل شهادة الأصحاب وبعد شهادة الأصحاب، كان هذا النداء ليبقى خالدا، عندما توجه وكأني به يخاطب كل الآتين في الأزمنة المقبلة، في أزمنة الظلم والجور والإحتلال والإستبداد والإستكبار، ليخاطبهم وليقول لهم: "هل من ناصر ينصرني؟ هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ "

أضاف: "الحسين عليه السلام في ملكوته يسمع تلبيتكم وصرختكم، ويرى قبضاتكم، ويبتهج ويشعر بأن دماءه حفظت، وأن صوته وصل، وأن شعاره وموقفه بقي مدويا ، لم تنسه السنوات ولا القرون ولا العقود، وها هو يراكم وأنتم تعيدون نفس الموقف، ونبني عليها كل مواقفنا، الموقف الذي نبني عليه كل مسيرتنا الجهادية والسياسية، إنطلق من يوم عاشوراء ، عندما أرادوا أن يستسلم الحسين وأن يخضع الحسين، قال لهم أبو عبد الله الحسين عليه السلام: "والله لا أعطيكم بيدي‌ إعطاء الذليل؛ ولا أقر لكم إقرار العبيد"، قالوا له: إذا، الحرب والقتل وقطع الأيدي والرؤوس والأرجل، فقال كلمته التي نبني عليها كل حياتنا وكل جهادنا وكل إيماننا وكل كرامتنا: "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية ، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام".

وتابع: "في إستشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، شهيد كل مظلوم ومستضعف ومعذب، وفي يوم الإصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي رفع عنوانه وشعاره الإمام الحسين عليه السلام، وقدم دمه من أجله، ليصل إلينا جيلا بعد جيل، وهي الأمة التي قدم الحسين نفسه وعائلته وأصحابه لإحياء إنسانيتها وكرامتها وعزتها في وجه الطغاة الفاسدين، وفي يوم إنتصار الدم على السيف نطل بشكل مختصر جدا على بعض قضايا أمتنا وشعوبها المظلومة والمستضعفة، بالإحتلال ونهب الخيرات ومحاولات سلب إرادتها والإنتقاص من حقوقها".

وقال: "نبدأ من فلسطين، من القضية المركزية لنجدد مع شعبها وحركات المقاومة فيها التأكيد على أنه لا خيار لأمتنا وللشعب الفلسطيني سوى المقاومة، كسبيل لتحريرها ومنع تصفية قضيتها. نؤكد إلتزامنا الأبدي إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب قضية فلسطين، ونحن نعرف أن هذا الموقف يكلفنا الكثير محليا وإقليميا ودوليا، ولكن هذا هو إلتزامنا، ومواجهة ما يخطط لها في هذه المرحلة من صفقة القرن، التي رفضها الفلسطينيون بمختلف قواهم وفصائلهم، وموقف الشعب الفلسطيني هو الركيزة الأساسية للتصدي لهذا المخطط الأمريكي الإسرائيلي التصفوي، وإسقاطه مهما كان حجم التآمر، مهما كان حجم التآمر، ولأن هذا الشعب صامد يقدم التضحيات، فإنه سيحمي قضيته ومقدساته من المسجد الأقصى الى الحرم الإبراهيمي الذي نندد ونستنكر تدنيس نتانياهو الخبيث لهذا الحرم الشريف والمطهر. إننا مع الشعب الفلسطيني، مع مقاوميه الأبطال في الضفة وغزة، مع أسراه الصابرين الصامدين في سجون الإحتلال، مع شعبه في 48 وفي الشتات، مع كل مقاوميه ومناضليه، في خندق واحد وفي معركة واحدة وسوف نبقى الى جانبه. وأيضا في لبنان نؤكد إلتزامنا بحقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية والمشروعة كلاجئ شريف في أرضنا يريد ويعمل للعودة الى وطنه، هذه الحقوق نحن ملتزمين بها وسندافع عنها".

أضاف نصرالله: "في اليمن، يمضي عام هجري جديد، وعاشوراء جديدة في اليمن، وكربلاء جديدة في اليمن، ويبقى اليمن وشعبه صلبا شامخا كجباله يواجه الحرب الظالمة، الشعب اليمني اليوم هو عنوان المظلومية وهو عنوان الحصار وهو عنوان الغربة، كما كان الحسين في كربلاء، والحرب عليه تحولت الى حرب عبثية، الى جرائم ترتكب ضد الانسانية في ظل صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفي ظل شراكة أميركية بريطانية تقتل النساء والأطفال وهمها أن تبيع بعشرات مليارات الدولارات السلاح والذخائر والقذائف لقوى العدوان على الشعب اليمني. إن استمرار السعودية والإمارات في هذه الحرب لن يجلب لها أي نصر، لن يجلب لها سوى الهزيمة والذلة والعار الأبدي والتاريخي والخزي والعذاب يوم القيامة، وقد سقطت جميع الأهداف أو الشعارات التي أعلنها هؤولاء لتبرير حربهم على اليمن، وما أحداث جنوب اليمن، في عدن وأبين وغيرها إلا دليل على زيف الادعاءات لقوى العدوان السعودي - الإماراتي على اليمن، زيف ادعاءاتهم بحماية ما سموه الشرعية اليمنية، وها هي نواياهم تتكشف وتتضح على الملأ، نواياهم ومشاريعهم الهادفة إلى تمزيق اليمن ليس إلى دولتين بل يمكن إلى دول من أجل إضعافه ومن أجل استضعافه ومن أجل احتلال موانئه التي يحتاجون إليها بقوة ويطمعون بخيراته ثم يمنون عليه ببعض الفتات تحت اسم المساعدات. أما آن لكل فئات الشعب اليمني، لكل أولئك الذين مازالوا يحملون السلاح في مواجهة جزء من شعبهم تحت دعاوى وعناوين كاذبة وواهمة كعنوان مواجهة النفوذ الإيراني والمد الإيراني وما شاكل، أما آن لهؤلاء اليمنيين أن يدركوا وأن يعوا حقيقة الأهداف السعودية والإماراتية في اليمن ويتخلوا عن معسكر قوى العدوان ويلقوا السلاح ويمدوا أيديهم إلى بعضهم ليدخلوا في حوار داخلي وطني يستعيدون فيه وحدة يمنهم السعيد، يمنهم المبارك، ويحافظوا فيه على أعراضهم ودمائهم وأطفالهم ونسائهم وخيراتهم وموانئهم من النهب والسلب، أما آن لهذا الوعي أن ينتصر على كل هذا الزيف الذي تنشره وسائل إعلام قوى العدوان؟ في كل الأحوال، إننا اليوم في يوم الحسين، نجدد الدعوة لوقف العدوان الغاشم على اليمن وشعبه، وترك اليمنيين يقررون مصير بلادهم ومعالجة مشكلاتهم".

وتابع: "في البحرين، شعب البحرين ما زال يعاني أيضا، عام هجري جديد والاستبداد والبطش من هذا النظام الفاسد، ونضيف إليه النظام الخائن، وزاد عليه في هذه الأيام إعتداءه على الشعائر الحسينية، ومحاربته لهذا الإحياء الذي يشكل جزءا من هوية شعب البحرين الثقافية والدينية والإجتماعية والتاريخية، واستدعائه وظلمه للعلماء والخطباء، إضافة إلى ذهابه بعيدا في التطبيع مع العدو الصهيوني، بل أسوأ من ذلك، إلى تبريكه ودعمه لكل اعتداءات الصهاينة في الأسابيع الماضية، على الفلسطينيين، على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، وهذا أبشع أنواع الخيانة. واستضافته الخيانية للمؤتمر الاقتصادي المتعلق بصفقة القرن. نقول في يوم الحسين عليه السلام لشعب حسيني مجاهد، لشعب البحرين، أنتم في ثورتكم السلمية وصرخاتكم المدوية وثباتكم على المطالبة بحقوقكم تمارسون جهادا كبيرا في سبيل الله، وتزدادون بصيرة بحقانية جهادكم مع كل انكشاف جديد لحقيقة هذا النظام الباغي والفاسد والخائن، ولا بد أن يثمر جهادكم الكبير لأن هذا وعد الله للمجاهدين الصادقين. أيضا اليوم، نجدد إيماننا بحقكم وصدقكم وصمودكم، ونعبر عن تضامننا ووقوفنا إلى جانبكم".

وقال: "في العقوبات الأميركية، ان العقوبات الأميركية الظالمة والمدانة والمستنكرة على دول محور المقاومة، على الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى الجمهورية العربية السورية، وأيضا على حركات المقاومة، في فلسطين ولبنان والعراق، هي عدوان تمارسه الإدارة الأميركية للضغط المالي والاقتصادي بعد فشل أمرين، الأول، بعد فشل حروب كيانه الصهيوني ضد المقاومة في لبنان وفي فلسطين، كل حروب "إسرائيل" ما استطاعت أن تغير كلمة واحدة أو حرفا واحدا أو عزما من عزائم المقاومين في فلسطين وفي لبنان، والثاني، هو فشل السياسة الأميركية في حروب الواسطة، عبر الجماعات التكفيرية الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق، وفشل سياساتها اتجاه دول وحركات المقاومة".

ولفت إلى أن "المقاومة في لبنان ومنذ سنوات طويلة على لوائح الإرهاب، وعلى لوائح العقوبات، وقلنا هذا الأمر ليس جديدا بيننا وبين الإدارة الأميركية وهي تقوم بذلك من أجل إسرائيل ولحساب الكيان الصهيوني، لكن أن يتوسع هذا العدوان ليطال آخرين في لبنان، بنوك لا يملكها حزب الله ولا علاقة لها بحزب الله، أو أغنياء أو تجار لمجرد انتمائهم الديني أو المذهبي أو موقفهم السياسي فهذا يحتاج إلى تعاط مختلف، نحن في حزب الله يجب أن نعيد النظر وأن ندرس خياراتنا جيدا، لأننا قلنا في السابق أنه إذا كان الظلم علينا وحدنا نصبر أما إذا طال الظلم أناسنا وشعبنا فيجب أن نتصرف بطريقة مختلفة وعلى الدولة أيضا وعلى الحكومة أيضا أن تدافع عن اللبنانيين وأن تحميهم لا أن تسارع بعض مؤسسات الدولة إلى تنفيذ الرغبات والقرارات الأميركية على هذا الصعيد بل أن يكون بعضهم أن يكون ملكيا أكثر من الملك، هذا غير مقبول، هذا مرفوض وهذا مدان، هذا الملف يجب أن يفتح لأنه وضع لبنان والاقتصاد اللبناني في دائرة الاستهداف".

وتابع: "أصل إلى لبنان، في لبنان لدي عنوانين سريعين، العنوان الأول ما يرتبط بالموضوع الإسرائيلي والعنوان الثاني ما يرتبط بالمسألة الداخلية وخصوصا الوضع المالي والاقتصادي. في الموضوع الإسرائيلي، لقد أسقط اللبنانيون المحاولة الاسرائيلية الأخيرة لتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006، العدو دائما كان عنده خروقات طويلة، مئات الخروقات شهريا، آلاف الخروقات سنويا على مدى 13 سنة، لكن في النهاية كانت هناك خطوط حمراء أن تتعرض مناطق في لبنان للقصف أو للغارات الجوية أو للقتل أو ما شاكل كان هذا يعني حساسية عالية، المحاولة الأخيرة، العدوان الأخير على الضاحية الجنوبية وإرسال مسيرات مفخخة لتنفيذ تفجيرات في الضاحية الجنوبية كان عدوانا كبيرا، الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي كان قويا وكبيرا جدا وجاء رد المقاومة، رد المقاومة في الميدان في داخل أرض فلسطين من أرض لبنان عبر الحدود اللبنانية الفلسطينية وردها الآخر بالأمس عند إسقاط أول طائرة مسيرة إسرائيلية في خراج بلدة رامية. رغم كل التهويل والتهديد، نحن اليوم نثبت المعادلات ونعزز قوة الردع التي تحمي بلدنا، ما أثاره الإسرائيليون وما رأيناه في الأيام الماضية عندما شاهدنا الدمى الإسرائيلية، هذا يعبر عن ضعف الجيش الإسرائيلي، وعندما وصل الأمر فيما سموه بعملية الخداع وانهم أتوا بأشخاص وحملوهم على الحمالات ووضع عليهم دم وأنهم يخدعون حزب الله، لنفترض أنكم خدعتمونا ولكن في بعض دلالات هذا الخداع كلمة مختصرة، ، الجيش الأسطوري، الجيش الذي كان لا يقهر تحول إلى جيش هوليوودي، يمثل أفلام سينما، لأنه بات عاجزا على الأرض وواهنا وضعيفا وخائفا وجبانا، ومنسحبا عن الحدود وبعمق 5 كيلومتر و7 كيلومتر".

واعتبر أن "أحد مظاهر قوة المقاومة أنه دائما في لبنان كان العدو الإسرائيلي يبحث عن أحزمة أمنية، في 78 أقام حزاما أمنيا، وفي 82 اجتاح، وفي 85 أقام الشريط الحدودي المعروف، لأول مرة في الصراع بين لبنان والعدو الإسرائيلي ينشئ العدو الإسرائيلي حزاما أمنيا داخل فلسطين، من الحدود بعمق 5 كيلومتر، من الحدود بعمق 7 كيلومتر ويخلي مواقعه وجنوده ودورياته ودباباته، أليس هذا من مظاهر القوة. أيها الجيش الهوليوودي، سنستفيد من هذه التجربة إن كانت حقيقة، لنقول لكم في المرة المقبلة أنتم تقولون لنا لا تضربوا آلية واحدة ولا تضربوا في مكان واحد، اضربوا أكثر من آلية واضربوا أكثر من مكان لأنه لن "نلحق" أفلام هوليوودية جديدة، هذا دليل وهم، هذا دليل ضعف. في مسألة الصراع بيننا وبين العدو أريد أن أؤكد على نقطة وهي عندما أنا تكلمت عن موضوع أنه من اليوم لا يوجد خطوط حمر هذا لا يعني على الإطلاق التخلي عن القرار 1701، هناك أناس في لبنان يستعجلون كثيرا، أولا إسرائيل لا تحترم هذا القرار ولا تعترف به ولا تطبقه، والآن نحن نتحدث ونحن في الشوارع بالتأكيد هناك خروقات إسرائيلية في السماء في مكان ما من لبنان. حسنا، نحن هنا، من أجل أن لا يقلق أحد ويخاف ويسأل ويتساءل، لبنان يحترم الـ 1701 وحزب الله جزء من الحكومة اللبنانية التي تحترم القرار 1701، لكن هذا شيء وهناك شيء آخر، إذا اعتدى الاسرائيلي على لبنان، إذا قصف في لبنان، إذا اخترق في لبنان، إذا أرسل مسيرات مفخخة في لبنان، إذا اعتدى على لبنان، فمن حق اللبنانيين - هذا حقهم القانوني والإنساني والشرعي وحقهم أيضا في البيان الوزاري، وحقهم الذي أكده المجلس الأعلى في الدفاع- حق اللبنانيين في الدفاع عن لبنان، عن سيادة لبنان، عن كراماتهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم. لذلك بعيدا عن بعض الضجيج في الداخل والكثير من التهديد في الخارج أعيد في يوم الحسين المعادلة التي ثبتها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان بصبرهم وحضورهم وجهادهم الكبير خلال الأيام الماضية، واحتضنها شعبها وجمهورها، لأقول: نعم، إذا اعتدي على لبنان بأي شكل من أشكال الاعتداء الذي يمثل اعتداء، هذا العدوان سيرد عليه بالرد المناسب المتناسب ومن أجل الدفاع عن لبنان وشعب لبنان وسيادة لبنان وأمن لبنان وكرامة لبنان، لا خطوط حمراء على الإطلاق، هذا انتهى".

أضاف: "اليوم لبنان هو يفرض احترامه على العالم، أنا أذكر قبل الرد لم تبق دولة في العالم من الدول المهتمة بالمنطقة إلا واتصلوا بالمسؤولين اللبنانيين، يعني لبنان يفرض نفسه على دول العالم، الأميركيين اتصلوا، الفرنسيين اتصلوا، الإنكليز اتصلوا، الألمان اتصلوا، الأمم المتحدة اتصلت، المصريين اتصلوا، كثير من الدول اتصلت قبل رد المقاومة وأثناء رد المقاومة. على اللبنانيين أن يعرفوا أنهم اليوم أقوياء، أقوياء بالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، وعندما يأتينا مندوب أميركي صديق لإسرائيل وحريص على مصالح إسرائيل ويريد أن يفاوض رؤساءنا على النفط والغاز والحدود، على اللبنانيين أن يعرفوا وأن يتصرفوا من موقع أنهم الأقوياء، القادرين على حماية النفط والغاز والأرض والبحر والسماء إن شاء الله، وبالتالي الأمانة كبيرة جدا في عهدة الرؤساء ومسؤولي الدولة في الحفاظ على حقوق اللبنانيين في النفط والغاز والماء والأرض والحدود".

وتابع: "في الموضوع الاقتصادي الداخلي، في الموضوع الداخلي، الهم الطاغي هو الوضع المالي والاقتصادي، الجميع يتحدث عن مخاطر الأزمة القائمة ووجوب وضع أسس للمعالجة، والوضع الاقتصادي ليس ميؤوسا منه - يعني هناك أحيانا تهبيط جدران زائد - وهناك إمكانية للمعالجة إذا توفرت الجدية العالية والتصرف بمسؤولية وطنية، وأن هناك اقتصاد وطني وهناك مصير اقتصادي وطني، ليس اقتصاد طوائف ولا اقتصاد مذاهب ولا اقتصاد مناطق. ما وصل إليه لبنان في الأزمة المالية لا يتحملها الجميع، هناك من يتحمل مسؤولية وهناك من لا يتحمل مسؤولية ولها أسبابها وفي مقدمها الفساد والهدر والسرقة وسوء الإدارة والأوضاع السياسية، لكن إيجاد المعالجات يحتاج إلى تظافر الجهود والتعاون، العبء الأكبر يقع على الحكومة، على عاتق الحكومة، هي من تقترح الموازنة، هي المسؤولة عن صرف المال العام بعد موافقة المجلس النيابي، الهيئات الرقابية عندها وهي مسؤولية عن تطبيق القوانين، الحكومة مدعوة إلى تفعيل عملها وتحمل مسؤولياتها بجدية وسد الثغرات وملء الفراغات في الإدارة على قاعدة الكفاءة والنزاهة، لأنه لا يمكن القيام بأي عملية إنقاذية إصلاحية من دون إدارة كفوءة وقضاء نزيه. قبل أيام جرى حوار اقتصادي في بعبدا برعاية فخامة رئيس الجمهورية، وتم تقديم أفكار للمعالجة، نحن في حزب الله بدأنا دراستها في لجان متخصصة، بكل إيجابية ومسؤولية وحريصون على التعاون مع الجميع لإيجاد المعالجات، كما ناقشنا بجدية في موازنة 2019 سنفعل في موازنة 2020".

وقال نصرالله: "المبادىء التي تحكم موقفنا هي نفسها التي عملنا من ضمنها في الموازنة السابقة، نلتزم أي نقاش لمعالجة الأزمة الحالية، في طليعة هذه المبادئ عدم المس بذوي الدخل المحدود أو فرض ضرائب جديدة تطال الفئات الشعبية الفقيرة، لا يجوز أن تكون المعالجة على حساب هؤلاء، أمثال هذه الفئات يجب أن تحمى وأن ترعى وأن تدعم، هناك خيارات أخرى، لم تؤخذ بالجدية الكافية في نقاش موازنة 2019، يمكن العمل على زيادة الإيرادات وتخفيض الإنفاق ولكن الأهم هو حماية المال من الفساد والهدر، والأهم الأهم والذي ندعو إليه بقوة اليوم استعادة الأموال المنهوبة، يعني بدل أن نذهب إلى جيوب الفقراء فلنبحث عن الأغنياء الأغنياء الكبار الأباطرة الذين ملأوا أرصدتهم وجيوبهم بالأموال اللبنانية بشكل غير شرعي وبشكل غير قانوني، استرداد الأموال المنهوبة يجب أن يكون في مقدمة الخيارات لمعالجة الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، ونحن في يوم العاشر من محرم نجدد التزامنا الدفاع عن حقوق اللبنانيين وأموالهم في سياق مشروعنا لمكافحة الفساد والحد من الهدر. بالتأكيد المعالجة تحتاج إلى عمل جاد يأتي في مقدمته استعادة الثقة الشعبية بمؤسسات الدولة، أنا أدعو المسؤولين الذين يضعون الخطط للمعالجة الاقتصادية والمالية أن يأخذوا هذا الأمر على أنه شرط أساسي ووجودي، إذا أردنا من الناس أن تضحي وأن تتحمل وأن تصبر وأن تساهم حتى من جيوبها، قبل ذلك يجب أن تحصل الدولة على ثقة الناس، وإلا الناس عندم يشعرون أو يرون بأن الضرائب التي ستفرض عليهم وعلى جيوبهم لن تذهب لا إلى معالجة الوضع الاقتصادي ولا إلا تأمين فرص عمل لشبابهم وأبنائهم وبناتهم ولا إلى معالجة الإهمال والحرمان وخصوصا في المناطق المحرومة، حينئذ لماذا يدفعون الضريبة ولماذا يتفاعلون ولماذا يتجاوبون؟"

وشدد على أن "استعادة الثقة شرط أساسي في المعالجة المالية والاقتصادية، انظروا في تجربة المقاومة، في تجربة المقاومة، لأن الناس شاهدوا ثمار التضحيات تحريرا للأرض، تحريرا للأسرى أمنا وسيادة وكرامة وعزة، ارتفع لديهم الاستعداد لمزيد من التضحية، عندما قدموا أموالهم ووجدوا أمام أعينهم ثمار الأموال، عندما قدموا فلذات أكبادهم وشاهدوا أمام أعينهم ثمار الدماء الزكية تحريرا وحرية وكرامة، لذلك في مسألة المقاومة كثير من أبناء شعبنا يدعمون ويؤيدون ويعلنون استعدادهم لتحمل التبعات والتضحيات لماذا؟ لأنهم وثقوا بالمقاومة وبقدرتها على الإنجاز وعلى صنع الانتصار، هذا شرط طبيعي في أي بلد، في أي دولة. أما إذا بقي الناس في موقع المتهم للدولة ومؤسسات الدولة ومسؤولي الدولة لن يكون هناك تقدم حقيقي في بلد مثل لبنان في معالجة على هذا الصعيد".

أضاف: "أما في الموقف العام، في الموقف الأساسي لهذا اليوم، نحن أيها الأخوة والأخوات، ما قلته في آخر ليلة العاشر، نحن نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولا وشعوبا ولأنها ستكون حربا على كل محور المقاومة وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات، وستفتح الباب - في ظنهم - أمام الهيمنة المطلقة لأميركا وإسرائيل في بلادنا ومنطقتنا".

وتابع: "في يوم الحسين، في يوم عاشوراء، نحن نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل وفي معركة الحسين ويزيد والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا، هذا المحور، هذا المخيم، هذا المعسكر الذي يقف على رأسه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره. لذلك نقول لكل الذين من خلال الترغيب أو الترهيب أو التهويل أو التهديد بالحرب، بالعقوبات، بالتجويع، يراهنون أن نخرج من هذا المحور، أن نخرج من هذه المعادلة، نقول لهم اليوم في يوم عاشوراء الحسين عليه السلام، نحن أبناء وبنات ذلك الإمام الذي وقف يوم العاشر من محرم وأعلن موقفه بوضوح وأيا تكن النتائج وصرخ في وجه الأدعياء ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة هيهات منا الذلة".

وقال: "لسيدنا وإمامنا الإمام الخامنئي نقول، يا سيدنا وإمامنا وحسيننا نقول لك كما قال أصحاب الحسين للحسين ليلة العاشر من المحرم يا سيدنا، يا إمامنا، يا قائدنا، لو أن نعلم أن نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيا ثم نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء يفعل بنا ذلك ألف مرة، يفعل بنا الأميركيون والصهاينة ذلك ألف مرة ما تركناك يا ابن الحسين. نقول لك كما قال أصحاب الحسين للحسين عليه السلام ليلة العاشر، أنبقى بعدك، ماذا قال أصحاب الحسين للحسين؟! أنبقى بعدك، لا طيب الله العيش بعدك يا حسين. نحن في هذا المحور ما رأينا إلا الانتصارات وإلا الكرامة وإلا الحفاظ على الوجود وعلى المقدسات وعلى السيادة. هذا المحور هو الأمل الوحيد أمام الشعوب المظلومة المضطهدة المغتصبة. أما الرهان على مد يد العون والإنقاذ من أميركا التي تتبنى إسرائيل بالمطلق، من الغرب الذي يتبنى إسرائيل بالمطلق، من أميركا والغرب الذين لا يشعرون بنا إلا إذا كنا أقوياء وواقفين على أقدامنا نهدد عدونا وندافع باليد والسلاح عن أرضنا، لا نراهن على أولئك ولا على كذبهم ولا على نفاقهم، نحن نراهن على محورنا، على قوتنا، على شعوبنا، على أناسنا، على حركات المقاومة، على جهادنا وعلى روحنا الحسينية التي نختم بها في كل عام في آخر اللحظات من يوم عاشوراء".

وختم نصرالله: "نجدد بيعتنا للحسين ونجيب نداءه لنودعه ونؤكده على مدى العام إلى يوم العاشر المقبل ليبقى حيا في عقولنا وقلوبنا وثقافتنا وأدبياتنا وسلوكنا وممارستنا وبرامجنا، اليوم وغدا وإلى الأبد لبيك يا حسين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 10-11 يلول/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

إيران وسلاح الأقليات في الشرق الأوسط/ محور "طهران والأسد" تلاعب بورقة المسيحيين في بيروت ونفذ عمليات اغتيال لسياسيين لبنانيين تصدوا له 

د.وليد فارس/انديبندت عربية/10 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78350/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

 

«العدوان على حزب الله» ليس «العدوان على لبنان»

نديم قطيش/الشرق الأوسط  10 أيلول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78361/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af/

 

 

من موقع ممري ترجمة للإنكليزية لعدد من انتقادات سياسيين وصحافيين لبنانيين تركز على هرطقات وممارسات حزب الله الإحتلالية

In Lebanon, Criticism Against Hizbullah For Dragging Country Into War For Sake Of Iran, And Against Lebanese Leaders For Supporting Hizbullah

Wehbe Katicha: Israel Would Not Attack Us If We Had A Real Government; We Will Have No Economy So Long As We Have Extralegal Militias

http://eliasbejjaninews.com/archives/78357/%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d9%85%d9%85%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7/