المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 09 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september09.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد، كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

قراءة نقدية في كلمة المعرابي الذمي والمتذاكي التي ألقها في ذكرى شهداء هو أول من تخلى عنهم وقفز فوق دمائهم

اسماعيل هنية إرهابي وعميل إيراني استضافة سيد أمنيوم لا لبنان ولا اللبنانيين

الياس بجاني/ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن

الياس بجاني/لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 08/09/2020

واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين لعلاقاتهما بـ«حزب الله»/وزير الخزانة الأميركي:«تفشى الفساد في لبنان، واستغل (حزب الله) النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث»

“المشهد اليوم”: “المالية” لسيت شركة خاصة لبري والطاقة “مش ملك باسيل”

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 ايلول 2020

على صلة بحزب الله.. واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين هما يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل

وزير ألماني: «حزب الله» خزّن نترات الأمونيوم في ألمانيا عام 2016

عيد سيدة الحصن أم الكون/الباحث روي عريجي – الحركة الإهدنية

الى متى الهروب إلى الأمام/ادمون الشدياق/فايسبوك

رسالة من الثورة اللبنانية إلى سمير جعجع: شو صایر معك، ولماذا لا تقبل الحقيقة وهي أنك منتهي الصلاحية؟ إب باطك وشوف التاریخ انت بلغة الثورة منتهي الصلاحية ومن زمان expired

شينكر مجددا في بيروت: ترسيم الحدود قبل نهاية العام!؟

استنكار سياسي لتهديد هنية إسرائيل من الداخل اللبناني

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: موافقة شيعية على المداورة ولا تسميات سياسية

"شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني".. صورة لاحتلال أذرع إيران واجهات الشوارع في لبنان

أديب يواجه ضغط الوقت وتعنت التحالف الحاكم في لبنان

عون لم يوقّع مرسوم إقالة ضاهر... و"بوادر لفلفة" لانفجار المرفأ

باسيل يلوّح بمقاطعة الحكومة: "عليّ وعلى الثنائي"!

رئيس الوزراء الإيطالي: حان وقت كتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان

المحقق في انفجار بيروت يستمع بعد أيام إلى وزير ومسؤولَين أمنيين

إدانات لـ«السلاح المتفلت» بعد اشتباكات بين «حزب الله» و«عرب خلدة» ومعلومات عن توقيف 4 متورطين... والعشائر تشيع أحد الضحايا

تَعارُض بين المقاربتين الأميركية والفرنسية في لبنان محوره «حزب الله»

وفد قبرصي إلى لبنان لبحث وقف قوارب المهاجرين غير الشرعيين

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

عبدالله بن زايد يرأس وفد الإمارات للتوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل في العاصمة الأميركية واشنطن بحضور ترمب ونتنياهو

4 نصائح روسية إلى «الحليف السوري الصعب»

مقتل جندي تركي بهجوم في شمال غربي سوريا

ترتيبات لاجتماع فلسطيني في موسكو وانتقادات في روسيا لبيان الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية

إسرائيل تتهم «حماس» باستئناف عمليات التفجير وضبط متعاونين قبل التنفيذ

تطورات القضية الفلسطينية أمام وزراء الخارجية العرب غداً

البرهان يلتقي أفورقي في إريتريا في زيارة {ذات طابع أمني}

إدانة خليجية للهجوم الإرهابي في تونس

السجن المؤبد لمصري أدين بتشكيل خلية إرهابية تتبع «داعش»/«الأوقاف» تهاجم جماعة «الإخوان» وتدعو إلى التوعية بخطورتها

«التصالح» ينهي أزمة الاعتداء على مقيم مصري في الكويت

مقتل 3 جنود صوماليين وإصابة ضابط أميركي في هجوم لـ«الشباب»

تفجيران يستهدفان شاحنات عراقية تحمل معدات لقوات التحالف الدولي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: عون يتمسك بالداخلية والمالية لمقايضتهما بتثبيت «الطاقة» في حصته/أديب يحصر التشاور معه في تشكيل الحكومة من دون باسيل/محمد شقير/الشرق الأوسط

الجامعة اللبنانية تستنسخ النظام الأمني: تعهّدات بالصمت للراغبين بالإنتساب/مريم سيف الدين/نداء الوطن

حزب الله يراعي مصالح فرنسا في لبنان ويحفظ سيطرته/منير الربيع/المدن

هنيّة في شارع سليماني بضاحية طهران البيروتية/محمد بركات/أساس ميديا

هنية والحزب ومسؤوليات الانهيار في فلسطين ولبنان/رضوان السيد/أساس ميديا

حزب الله ليس للبنان، بل لإيران، لا تنخدعوا/ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

جبران باسيل "بريء من دم" مشاورات التأليف/كلير شكر/نداء الوطن

صورة لبنان «الكبير» من جبران إلى فيروز/«وطن النجوم» الذي تغنى به الشعراء وعمل السياسيون على تقويضه/شوقي بزيع/الشرق الأوسط

هدنة أو لا هدنة في لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

هل بدأت مرحلة الانتقام السياسي على حساب حكومة أديب/غادة حلاوي/نداء الوطن

الخطّة "ب" إعتذار أديب/وليد شقير/نداء الوطن

قراءة اقتصادية في حسنات وقف التمويل عن مشروع بسري/انفجار السدّ "جافاً" جنّب البلد كارثة مالية/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

هنية V/S شينكر/سناء الجاك/نداء الوطن

الرؤساء السابقون: أمر الطائفة لنا/نقولا ناصيف/الأخبار

مستمرّون في المعركة/ميريام سويدان/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

الدولة المدنية من صلب الدستور اللبناني... والأحزاب بين مؤيد ومشترط/إيناس شري/الشرق الأوسط

ماكرون وفخ «حزب الله»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الأخوة والإبوات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مسميّات المال/مشعل السديري/الشرق الأوسط

مخاطر الطموحات التركية ـ الإيرانية على الأمن القومي العربي/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

سيناريوهات الحل في ليبيا/جمال الكشكي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل دل كول: التجديد لليونيفيل سنة إضافية ليس لمصلحة لبنان فحسب بل لمصلحة الحفاظ على الاستقرار على الحدود الجنوبية

رئيس الجمهورية استقبل نقابة الممرضات والممرضين: تقديركم واجب وعرفان بالجميل

رئيس الجمهورية اطلع من اديب على نتائج المشاورات لتشكيل الحكومة

الرئيس عون شكر رئيس سريلانكا على هدية الشاي السيلاني وتم توزيعها على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري

كونتي تفقد المستشفى العسكري الإيطالي في الحدت: لبنان في حال طوارىء فمعاناته كبيرة ويحتاج الى ميثاق سياسي قوي

بري استقبل رئيس الوزراء الايطالي والسفير السوداني وبقرادونيان

لبنان القوي: لتشكيل الحكومة بأسرع وقت واختيار الوزير الخبير والقادر على الانجاز والانتاج بسرعة

الكتائب: تحقيقات المرفأ تقاذف للمسؤوليات دون اجوبة ويجب اقتلاع المنظومة الحاكمة من اعلى الهرم الى ادناه

من الأرشيف/تقرير سري يكشف مدى تغلغل منظمة حزب الله في مؤسسات الحكم اللبنانية/التقرير الذي ينشره موقع الرؤية الاماراتي يفيد بان لحزب الله عملاء في اعلى المناصب الحكمية في بيروت

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد، كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من01حتى08/:”يا إِخوَتِي، أُنَاشِدُكُم بِمَرَاحِمِ الله، أَنْ تُقَرِّبُوا أَجْسَادَكُم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً لله: تِلْكَ هيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّة! ولا تتَشَبَّهُوا بِهذَا الدَّهْر، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْديدِ عُقُولِكُم، لِكَي تُمَيِّزُوا مَا هِيَ مَشِيئَةُ الله، أَيْ مَا هُوَ صَالِحٌ ومَرْضِيٌّ وكَامِل. فإِنِّي، بِالنِّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لي، أَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم أَلاَّ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَجِب، بَلْ أَنْ يَتَعَقَّلَ في ٱعْتِبَارِ نَفْسِهِ، كُلُّ واحِدٍ بِمِقْدَارِ مَا قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الإِيْمَان. فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد، كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح، ولكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا هُوَ عُضْوٌ لِلآخَرِين. وَبِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ مُخْتَلِفَةً بِحَسَبِ النَّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَنَا، فَمَنْ لَهُ النُّبُوءَةُ فَلْيَتَنَبَّأْ وَفْقَ الإِيْمَان، وَمَنْ لَهُ الخِدْمَةُ فَلْيَهْتَمَّ بِالخِدْمَة، والمُعَلِّمُ بِالتَّعْلِيم، والمُعَزِّي بِالتَّعْزِيَة، ومَنْ يُعْطِي فَلْيُعْطِ بِسَخَاء، ومَنْ يَرْئِسُ فَلْيَرْئِسْ بِٱجْتِهَاد، ومَنْ يَرحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِبَشَاشَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

قراءة نقدية في كلمة المعرابي الذمي والمتذاكي التي ألقها في ذكرى شهداء هو أول من تخلى عنهم وقفز فوق دمائهم

يبقى أن أخطر لوثات ولعنات عون وجعجع هو تحويلهم شرائح لا بأس بها من مجتمعنا إلى قطعان وصنميين وزلم وزقيفي مغربين بالكامل عن كل ما هو قضية وعقل وحس نقدي وبصر وبصيرة.

الياس بجاني/07 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90196/90196/

أعمى الله عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم (يوحنا12/40)

بداية فإن سمير جعجع ومعه ميشال عون هما ليس فقط لاعنات كوارثية واسخريوتية على مجتمعنا المسيحي، بل هما عملياً من خامة المسحاء الدجالين بكل ما في المعنى الإنجيلي من مفاهيم وعّبر وكفر وتخلي وشرود وإبليسية وعشق أبواب واسعة.

وهنا نسأل هل هذا الرجل الفاشل والنرسيسي والمغرب عن الواقع والساكن في أقفاص أوهامه وهلوساته المرّضية، هل هو قدرّ ومفروض علينا ولا مجال لاستبداله بمن يتمتع بالكفاءة والعلم والمصداقية والتوازن العقلي والنفسي ونظافة الكف وليس في تاريخه دم وقتل وإجرام وذمية وتذاكي وتشاطر؟

بالعودة إلى الكلمة التي ألقاها أمس في ذكرى الشهداء فإنه هو شخصياً آخر مخلوق على الأرض يحق له وجدانياً أن يدعى حرصه عليهم لأنه:

خطف تنظيم القوات التاريخي والمقاوم وحوله إلى شركة تجارية واستعراضية يملكها هو ويسخرها خدمة لأجنداته الذاتية السلطوية والرئاسية والدكتاتورية.

باع القضية ورفع شعار نفاق الواقعية الاستسلامي المناقض لروحية القوات البشيرية، وسخِّر واضطهد وسخف كل من عارضه في خيار “الصفقة الخطيئة” الإستسلامي والذمي والمصلحي والغبي من الأحرار والشرفاء.

انخرط في الصفقة الرئاسية الجريمة بكل مكوناتها بدءً من انتخاب عون رئيساً، ومروراً بالقانون الانتخابي المسخ الذي تبناه، وليس انتهاءً بورقة النوايا “الخبيثة” مع عون التي تآمر معه من خلال بنودها السرية على تقاسمنا نحن المسيحيين مغانم وحصص.

فرط تجمع 14 آذار، وخان وكالة ثورة الأرز، وقفز فوق داء شهدائها.

قبل بذل وعلى خلفية أوهامه الرئاسية والسلطوية مساكنة احتلال وسلاح وحروب وإرهاب وفجور حزب الله، ولم يترك مناسبة هو وزوجته إلا وتغزلا به وتملقا له محاولين استرضائه ونيل بركاته.

في كلمته أمس كانت القرارات الدولية مغيبة وغائبة كلياً لأنه وعلى خلفية أوهامه الرئاسية لا يريد إزعاج حزب الله.

كما أن موقفه المعادي للقرارات الدولية ليس جديداً كونه أعتبر في مناسبات كثيرة وعلناً بأن “رفع شعار القرار 1559 يفرق ولا يجمع”.

كما أنه لم يأتي على ذكر زيارة الرئيس ماكرون لا من قريب ولا من بعيد… علماً أن هذا الأخير هو أيضاً تعامى عن القرارات الدولية استرضاءً لحزب الله، مع أن أكبر مجموعة عسكرية من قوات اليونيفل المكلفة تنفيذ القرار 1701 هي فرنسية.

وعندما تطرق المعرابي لملف حزب الله خاطبه وكأنه حزب لبناني مطالباً إياه العودة إلى لبنان ووقف تدخلاته العسكرية الخارجية والعمل من أجل لبنان وليس إيران. وهو لم يسميه بالمحتل ولا طالب المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية وتحديداً القرار 1559.. وهذا ما يريده الحزب ويسعى لفرضه على اللبنانيين بالقوة والإرهاب والتهجير والإفقار.

والسؤال هنا هل من عاقل يعرف تركيبة حزب الله وأجندته الإيرانية وارتباطه العضوي بالحرس الثوري الإيراني يتوقع منه أن يلغي نفسه وعلة وجوده؟

وفيما يتعلق بورقة التفاهم بين حزب الله وعون، فالمعرابي كان بالعها ومش معتبرها مهمة يوم وقع هو مع عون ورقة النوايا التي عملياً هي تكملة أو بالأصح نسخة مكررة عنها مع بعض التعديلات.

وكما يقول المثل: “من لا يعترف بعلته، علته تقتله”، فالمعرابي لم يعترف بخطيئة ورقة النوايا، ولا بخطيئة الصفقة الرئاسية الجريمة، ولا بخيانة ثورة الأرز وفرط 14 آذار، بل وككل مريض عقلي مرضه مزمن وعصي على العلاج أسقط (Projection ) أخطائه وخطاياه على عون وعلى صهره الثعلب.

وربما عدم اعتراف المعرابي بأخطائه وخطاياه يكون حكمة ربانية عملاً بالآية التي تقول: ” أعمى الله عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم (يوحنا12/40).

هذا وحاول التلحف ببشير الجميل وبالبطريرك الراعي مع أن القاصي والداني يعرف بأن عقدة المعرابي هي بشير الجميل، كما أن موقفه من طرح سيد بكركي للحياد تأخر حوالي الشهر، وهنا تتمظهر علة التذاكي بأبشع صورها.

هذا، وإعجاب المعرابي بحزب الله ومحاولة استنساخ نمط مهرجاناته كان ظاهراً في مشهدية الاستعراض الشبه عسكري الذي يبين جلياً عقدة الرجل الرئاسية، وكذلك علل أوهام العظمة التي تسكن عقله وأفكاره.

ونعم المعرابي هو من “كلن يعني كلن،، لا بل من أولن، لأنه شريك كامل الأوصاف لعون وبري وحزب الله وجنبلاط وفرنجية وباسيل والحريري في جريمة خطيئة الصفقة الرئاسية وفي كل متفرعاتها وحواشيها الاستسلامية.

ولأن عقدة المعرابي هي كرسي بعبدا فقد كانت كلمته بمعظم بنودها غير مصوبة على احتلال حزب الله وأخطار هذا الاحتلال اللاغي للبنان ولكل ما هو لبناني، بل على عون وعلى صهره… وهنا نذكِّر من يعنيهم الأمر بقول السيد المسيح: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”

يبقى أن أخطر لوثات ولعنات عون وجعجع هو تحويلهم شرائح لا بأس بها من مجتمعنا إلى قطعان وصنميين وزلم وزقيفي مغربين بالكامل عن كل ما هو قضية وعقل وحس نقدي وبصر وبصيرة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

https://www.youtube.com/watch?v=7k0gvB283WA

 

اسماعيل هنية إرهابي وعميل إيراني استضافة سيد أمنيوم لا لبنان ولا اللبنانيين

الياس بجاني/07 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90182/90182/

من المثير للغضب والاشمئزاز في آن هو أن لبنان المحتل إيرانياً والمتولي حكمه دمى وأدوات طروادية واسخريوتية قد تحول إلى مرتعاً للإجرام وللمجرمين وساحة للإرهاب وللإرهابيين.

سيد أمونيوم الذي هو الحاكم الفعلي للبنان المحتل، وبعد أن فجر مرفأ بيروت مباشرة أو مواربة لا فرق بهدف تهجير المسيحيين وضرب الديموغرافيا اللبنانية عموماً والمسيحية تحديداً وتدمير قلب المناطق المسيحية المقاومة، ها هو بوقاحة وفجور واستكبار يستقبل الإرهابي عباس هنية ويدخله إلى المخيمات الفلسطينية ليهدد منها السلام في المنطقة، وليُعرِّض لبنان وشعبه للأخطار الإسرائيلية المدمرة، وكأن أحتلاله وإرهابه وإجرامه واغتيالاته الملالوية لا تكفي.

هنية هذا الإرهابي والعميل الإيراني إن إراد أن يحارب إسرائيل ويحررها ويرمي اليهود في البحر، فليفعل كل هذا من عزة حيث حماسه الإرهابية تحكم وتتحكم وتمارس كل أنواع الإرهاب والإفقار والقهر والإضطهاد والتنكيل والأصولية ضد سكان القطاع، وليترك لبنان الذي عانى ما عاناه من نفاق ودجل تجار ومقاولي كل المقاومات النفاق من فلسطينيين وعرب وعجم وقوموجيي واصوليين ويساريين ومؤدلجين وكفرة.

وسيد أمنيوم عليه أن يدرك جيداً بأن نهاية احتلاله للبنان المقدس وبلد الشهداء والأبطال لن تكون مختلفة عن نهايات كل الإحتلالات التي شهدها لبنان منذ 7000 سنة.. وليأخذ عبرة من نهاية حليفه البعثي الذي أُجبر على ترك لبنان مهزوماً يجرجر خيباته وذله.

أما الرئيس عون الدمية المدعي وهماً وهلوسة القوة فليعلم علم اليقين بأنه خارج وجدان وضمائر اللبنانيين الأحرار والسياديين واللبناناويين وهم لا يرون فيه غير اسخريوتي باع لبنان بثلاثين من فضة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن

الياس بجاني/06 أيلول/2020

ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن. اين كان نقدك لتفاهم مار مخايل يوم تآمرت مع عون على تقاسمنا حصصاً ومغانم واين كانت مقاومتك وانت تنخرط في الصفقة الخطيئة وتفرط 14 آذار وتسلم البلد لحزب الله.

انت أسوأ أهل الحكم ومتآمر ع 1559 ولهذا لم تذكره. انت منافق

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً، جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثال.

ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود.

هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”.

لقد غاب عن بال القلة هذه أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرف. نذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا احرقوا مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال.

وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332، لم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع ألفين منهم كعبيد.

أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك.

ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ولأسباب مشابهة. في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية. فيما المؤمن بحقه وحامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون، كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، فيتلون، فيداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه.

عن هؤلاء قال الإمام علي: “إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.

الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر. وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12-39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض بأنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد بعد أن اشبعوا الناس بيانات، عنتريات وتنظيرات، فيما هم أثبتوا ميدانياً وعند أول “قطوع” تعرضوا له أنهم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة.

فيا أصحاب العضلات استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات، وتوبوا قبل فوات الأوان. اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها ولا تنساقوا وراء الأبواب الواسعة وأطماعكم والكراسي، ولا تتركوا بريق العباءات وتفرعاتها يعمي عيونكم ويقسي قلوبكم.

أنه عار على قادتنا أن يتجابنوا عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغضوا الطرف عن واقع الاحتلال الذي ينخر عظامه متحججين بألف حجة وحجة وكلها هروب إلى الأمام وهرطقات تبرر استسلامهم وتعايشهم مع واقع الإحتلال.

في الخلاصة، على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، واستنفذوا كافة حجج التلون والركوع وشذوا عن الطريق القويم، على هؤلاء أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8-32)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 08/09/2020

وطنية/الثلاثاء 08 أيلول 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في مثل هذا اليوم من الاسبوع الماضي، انتصف ليل الثلاثاء -الأربعاء على كلام للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قصر الصنوبر عن خارطة طريق للبنان وقيام حكومة فيه لمرحلة مقبلة لها شروطها وظروفها الدقيقة والواضحة، كما المفيدة إذا كانت القيادات اللبنانية فعلا ترغب بالإصلاحات, من أجل الخروج من الأزمات.

كلام ماكرون في ختام زيارته الثانية لبنان مستثنيا فيه "موضوع حزب الله والسلاح" باقتناع ضمني بأن الأمر شأن إقليمي-دولي واسع. هذا الكلام الرئاسي الفرنسي تلك الليلة ثمة من رغب في أن يمحوه النهار أو حاول ذلك، لكن يبدو أن القطار على المسار لن يتوقف، وأن العمل يتقدم نحو تأليف حكومة قادرة وغير مستنسخة, ويتزخم بعيدا من الأضواء أكثر منه في العلن، وذلك من أجل التصدي بكل مسؤولية وجدية لتحديات المرحلة ولمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية إذا لم نقل المنحدرة وإعادة الاستقرار المعيشي أولا والانتقال الى مداخل الازدهار ثانيا وثالثا وأخيرا".

الرئيس المكلف تأليف الحكومة د.مصطفى أديب أمل خيرا وبقوة بعدما التقى على مدى ساعة رئيس الجمهورية العماد عون في قصر بعبدا, حيث أكدت الأوساط أن اللقاء كان جيدا وبناء، وتناول عرضا مفصلا ومفيدا لأجواء ومواقف جميع الأفرقاء.

على مسار حركة الرئيس المكلف ولمجريات كل الاتصالات واللقاءات ذات الصلة، وفهم أيضا أن لقاء آخر سيعقد في خلال الأيام المقبلة ضمن هذا الأسبوع بين عون وأديب يتناول شكل الحكومة والحقائب والأسماء بما يبلور التأليفة الحكومية. كما بلغ لقاء بعبدا اليوم حد الاتفاق على تسريع عمل الحكومة، مباشرة بعد التأليف ما يوحي بأن الحكومة ستولد على أبعد تقدير الإثنين المقبل.

وبالفعل اوساط أخرى مراقبة توقعت أن تتبلور الصيغة النهائية للحكومة في خلال خمسة ايام بعد ان تعالج بعض المطالب للحقائب، ولفتت الى أن الرئيس أديب متمسك بالوعد الذي قطعته المراجع السياسية والحزبية اللبنانية للرئيس ماكرون بتسهيل إنجاز الحكومة خلال أسبوعين من تاريخ انتهاء الزيارة الرئاسية الفرنسية فجر الأربعاء الماضي.

هذا الامر أكدته أيضا أوساط الرئاسة الثانية من عين التينة بقولها: إن الحكومة باتت "قريبة-قريبة" وفي غضون مهلة ماكرون.

إذن، في قصر بعبدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف مصطفى أديب تشاورا وتناولا تصورا أو تصورات من أجل بلورة مسودة الحكومة العتيدة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

في اليوم الثاني من الإسبوع الثاني على التكليف لم تطرأ معطيات جديدة على مشهدية التأليف الحكومي علما بأن الولادة يفترض أن تتم خلال مهلة تعد أيامها المتبقية على الأصابع بحسب التقويم الفرنسي.

على أي حال يواصل الرئيس المكلف مصطفى أديب مشاوراته وإتصالاته وسط كتمان شديد وقد حط اليوم في قصر بعبدا متأبطا ملف ما تجمع لديه من عناصر ذات صلة بتشكيل الحكومة حيث اكتفى بالقول بعد اللقاء مع رئيس الجمهورية: "نحن في مرحلة تشاور وإن شاء الله خير".

وفي المعلومات أن أديب لم يحمل مسودة أولية للتشكيل بل أفكارا سيتبعها جولة إتصالات جديدة مع الكتل النيابية.

ولم يكد يغادر الرئيس المكلف القصر الجمهوري حتى كان تكتل لبنان القوي يسأل بعد اجتماعه الأسبوعي عن الأسباب التي تؤخر عملية تشكيل الحكومة.

في انتظار تصاعد الدخان الأبيض الحكومي يستمر لبنان وجهة للحراك الدولي وجديده زيارة بدأها رئيس الوزراء الإيطالي الذي أكد أن بلاده ستبقى في الخطوط الأمامية لمساعدة لبنان.

وعلى الخط الإقليمي والدولي إتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العائد من لبنان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

البيان الرسمي الصادر بعد الإتصال أشار إلى أن الرجلين بحثا مستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها، فهل كانت الجهود الخاصة بلبنان من بينها؟؟.

في الشأن الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي عناوين كارثية تطل برأسها بعضها جديد وبعضها الآخر قديم - جديد.

عينة من هذه العناوين تمثلها أزمات شح البنزين التي أعلن عن حل منذ بعض الوقت لإعتمادها وغلاء أو فقدان الأدوية ناهيك عن أزمة العام الدراسي الذي تطوقه تساؤلات عن كيفية تعايشه مع كورونا ناهيك عن لهيب الأقساط والكتب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

من غزة الصمود والمقاومة الى صوت المقاومة ومنبرها، تليت رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية عبر قناة المنار.

لقاء خاص بخصوصيات كثيرة، اولاها وحدة المصير والمسار، والتوقيت المضبوط على زمن القدس، ونسائم النصر التي تنبعث من بين ركام الاحداث.

أكثر من لقاء لاقى فيه ابو العبد زحمة الاسئلة المطروحة حول المقاومة ومحورها وزيارته الى بيروت وتداعياتها، فحضر الى المبنى الذي هدمه العدو الصهيوني ذات عدوان في تموز الفين وستة، ليعتلي منبرا للحق والمقاومة عصيا على كل اسكات.

على عهد الوحدة حتى التحرير كان الوعد باكمال المسير ضمن محور بات اقوى من اي وقت مضى، عصيا على التفرقة ، جديرا بحمل الامانة والامل المحمي بسواعد سمر وصواريخ فائقة الذكاء، في معركة واحدة وان تعددت جبهاتها، من الجنوب اللبناني الى غزة ومن الضفة الى الجولان ومن القدس وبيت لحم الى بغداد وطهران ودمشق وصنعاء..

ننتمي الى محور المقاومة العريض في المنطقة، جدد الحاج ابو العبد التأكيد، ونحمل خياراتنا غير آبهين بكل الصعاب. ومن بيروت المقاومة رد على عواصم التطبيع التي تبيع نفسها في مزادات التبعية التي لن تغني ولن تسمن حكامها من جوع وعطش الـملك العقيم.

وبكل وفاء وامتنان لكل ساعد يشبك مع الفلسطينيين لاجل قضيتهم كان الشكر لدمشق كما طهران ولكل اهل المقاومة في كل مكان.

عنوان الوحدة ابقاه رئيس المكتب السياسي لحماس ابرز انجازات المرحلة، والمؤتمر التاريخي بين بيروت ورام الل جدد الثوابت التي تنطلق من عناوين ثلاثة: مسار المقاومة الشعبية وصولا الى انتفاضة، تفعيل منظمة التحرير الفلسطيني، وانهاء الانقسام.

وعلى امل ان تبث قناة المنار مباشرة من القدس المحررة، انهى الرئيس هنية مرددا ما يعتقده كل المقاومين انه نصر يرونه بعيدا ونراه قريبا.

في لبنان وعلى مقربة من المهل المتزاحمة كانت التشكيلة الحكومية محط بحث بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، المتفائل بالخير على الدوام.

اما دوامة الازمات الاقتصادية والاجتماعية فعلى حالها، اما اصعب الاحوال فاعلان احد اكبر المسؤولين عن الازمة انه باق لأنه يمتلك استراتيجية للحل. فالى متى يخبئها ولماذا؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هيك “مش ظابطة”.

“مش ظابطة” ان يبقى من تحكموا برقاب اللبنانيين لعقود على حالهم وعاداتهم.

“مش ظابطة” ان تواظب طبقة سياسية بأغلبيتها الساحقة على نظام المحاصصة الذي اعتمدته منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي ينم عن تشويه مفتعل لمبدأ مراعاة التوازنات ومقتضيات الوفاق.

“مش ظابطة” اتهام الاصلاحيين الفعليين بالعرقلة تحت شعار “رجعت حليمة لعادتها القديمة”، وكلنا يعرف من هي حليمة الحقيقية وما هي عاداتها القديمة-الجديدة المخزية التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم،…علما ان تزوير الحقائق يبقى اساس العمل المتواصل في محاولة يائسة لانهاء حالة لبنانية بات عمرها يفوق الثلاثين عاما، وهنا ايضا نقول “مش ظابطة”.

وفي تعداد ما هو “مش ظابط” لا يغيب عن احد ان في البلاد اليوم وضعا معيشيا ضاغطا نتيجة تدهور اقتصادي ومالي ينذر بكارثة اكبر فيما لو تراخى المعنيون بالمعالجات التي تتطلب حسما لنهج المناورات السياسية وانهاء لاسلوب العرقلة الذي لم يجلب للبنانيين سوا الأزمات المتوالدة…

الأساس اليوم انقاذ الوطن وليس الدخول في الزواريب التي تصر عليها قوى وأحزاب معروفة، اعتمدت منطق التضليل في المقاربة والممارسة، فالمطلوب هو الاستفادة من الدفع الدولي وتجييره باتجاه الشعب اللبناني ومصالحه وليس باتجاه جهات تحاول جاهدة تضييع الوقت عبر الاستثمار بسياساتها السابقة.…

نحن في مرحلة التشاور مع الرئيس عون “ وان شالله خير” مختصر الحركة الحكومية هذا اتى على لسان الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي استبق المواعيد المطروحة صحفيا متوجها الى بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي المضمون الحكومي وعلى عكس ما روج له البعض ممن باتوا معروفي الهوية السياسية والاخلاقية، من اتجاه لدى اديب للاعتذار تحت حجج واهية مصوبين على رئيس البلاد، ها هو أديب يكمل مسيرته غير آبه سوى بانتاج تشكيلة متجانسة منتجة وقادرة على تطبيق الاصلاح بما يتماشى مع تطلعات اللبنانيين التي يصر رئيس الجمهورية منذ سنوات على السير بها مهما كلف الامر.

وأمام الدفع الرئاسي الذي يحارب ركائز الدولة العميقة الفاسدة منذ ما يقارب الاربعة اعوام، يبقى ان اللبنانيين مصرون اكثر من اي يوم مضى على وضع حد لمنظومة الفساد التي ارستها مرحلة ما بعد الطائف، انطلاقا من قاعدة “هيك مش زابطة” ومن حقيقة اننا “اذا كملنا هيك، مش رح تزبط”، بأي شكل من الاشكال.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

على بعد مسافة دقائق من الآن، يرتقب أن تصدر عقوبات أميركية على شخصيات لبنانية مرتبطة أو قريبة من حزب الله، ومن غير المستبعد أن تشمل العقوبات شخصيات مسيحية من دون ان يعرف ما إذا كانت من الصف الأول أو لا ...

هذه العقوبات المرتقبة ليست مفاجئة إذ سبق لأكثر من مسؤول أميركي، ولا سيما ديفيد شينكر ان تحدث عنها، لكن بصرف النظر عما إذا كانت من الصف الاول او الصف الثاني، فإن مجرد صدورها هو رسالة شديدة اللهجة إلى الحكم والحكومة في لبنان، مفادها أن واشنطن غير موافقة على السياسة الرسمية المتبعة ولاسيما في ملاقاة هذه السياسة الرسمية مع خيارات حزب الله.

في الموازاة، تشكيل الحكومة مازال عالقا في مكان ما بين عين التينة وقصر بعبدا وحارة حريك. و google map المساعي ، لم يرصد عند أي نقطة متوقف، وما يزيد في الغموض ان الرئيس المكلف يعتمد منذ تسميته "ديبلوماسية الصمت" ربما لأنه يدرك ان العرقلة ممنوعة، وما هو متاح، هو شيء من "التنتيع" في محاولة لتحسين الشروط، مع أن الجميع يدرك أن هامش المناورة ضيق، وكذلك المهلة المعطاة...

اما التذاكي فولى زمانه، فإذا كان الجميع يدعون أنهم لا يعرقلون، لا بل يسهلون، وأنهم لا يطلبون، في الدنيا والآخرة، سوى حكومة تعمل وتنجز، فمن أين تأتي العرقلة يا ترى؟ هل من الأشباح؟ من وطاويط الليل؟ أم من كائنات فضائية؟

لمرة واحدة: أقلعوا عن التذاكي، ولا تـنفوا أنكم معرقلون، لأنكم لو لم تكونوا كذلك لكانت التشكيلة نضجت .

وفي انتظار الإفراج عن التشكيلة، جملة من الملفات مازالت عالقة، تنتظر قرارات حازمة وحاسمة تحتاج إلى حكومة أصيلة لا إلى حكومة تصريف أعمال في النطاق الضيق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

سحبت حكومة أديب نفسا عميقا وزار رئيسها المكلف قصر بعبدا لعرض الأحرف الأولى من دون مسودة أسماء وقدم مصطفى أديب الدفوع الشكلية لحكومته لناحية مقاساتها وصورتها والمداورة في حقائبها واتفق مع رئيس الجمهورية على العرض الثاني خلال هذا الأسبوع وفي هذا العرض تجري عملية "الداون لود" وينزل الاسم على الحقيبة.

وفي شكل التأليف أيضا أن مصطفى أديب يعزف منفردا لغاية الآن بكتمان وخلف الكواليس متحررا من الكوابيس وفي استقصاء عن مكان إقامته فإن الرئيس المكلف وفور عودته من ألمانيا، نأى بنفسه عن التجمعات السياسية، وأقام في "لاهويا سويت" على الكورنيش البحري في عين المريسة بتكلفة لم تتخط ثلاثة آلاف دولار بعد إجراء حسومات له دفعها من نفقته الخاصة.

وقد حدد أديب مدة إقامته بشهر واحد غير قابل للتجديد فإما ينتقل منه الى السرايا الحكومية وإما يعود الى برلين مكتفيا بالحقيبة الدبلوماسية تاركا للسياسيين مهمة تقاسم الحقائب السيادية والخدماتية على السواء.

ويعكس هذا المسار أن اللعب من تحت الطاولة ومن فوقها متوقف حاليا، وأن رئيس الجمهورية صار عليه أن يكون "أديبا" وأن يسهل عملية التأليف لأنها تشكل الفرصة الأخيرة ما قبل الهاوية، وهو كبقية السياسييين تصل اليه يوميا الإنذارات الدولية وآخرها ما حمله رئيس مجلس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، الذي تحدث كأسلافه بلغة الإصلاح وضرورة تأليف الحكومة سريعا.

وأعلن كونتي أن بلاده أطلقت عملية "طوارئ الأرز" قائلا: "سنبقى في الخطوط الأمامية لمساعدة لبنان بعد انفجار المرفأ وحان الوقت لبناء الثقة بين اللبنانيين ومؤسساتهم"، وهي إدانة للطبقة الحاكمة التي لم يعد بمقدورها أن تبقى على طريق الإهمال وعدم تبني المسؤوليات ومقولة "الحق عالطليان".

وعلى وقع النصح الإيطالي "فتش عن الإصلاح في الشاي السيلاني بعد السمك الموريتاني".

وفي البحث عن الهبة السريكلانية التي تضم ألفا وستمئة وخمسة وسبعين كيلوغراما من الشاي، تبين أن دوائر قصر بعبدا تسلمت هذه الهبة، وقد جرى توزيعها على أسر عناصر الحرس الجمهوري. وإذا كان الإصلاح قد شرب الشاي فإنه سيبيع اللبنانيين والعالم سمكا في بحر.

وعلى بلاد اختلف فيها الوزراء مع الحيوانات وشكل وفد من القطيع للتفاوض فإن الغابة اللبنانية أفلتت من عقالها رصاص وقذائف آر بي جي بين مناطق متعددة من الشراونة وبعلبك ليلا الى شعت فالشمال، لكن الأخطر كان في الطريق الجديدة التي شيعت اليوم طه الكرمبي وقد أعلن الرئيس سعد الحريري أن الطريق الجديدة وأهلها لن يسمحوا للطارئين بإخراجها من كنف الشرعية والقانون، هي معركة عائلية بخلفيات سياسية ذكر ان طرفيها مؤيدان لسعد وبهاء غير أن المحاضر الامنية لم تثبت هذه الواقعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

نصيحة الى الرئيس المكلف، شكل حكومتك، حكومة الناس، حكومة توقف سريعا ذوبان لبنان المتسارع اجتماعيا واقتصاديا وصحيا وأمنيا.

السيد الرئيس المكلف، بعيدا من الأزمة الاقتصادية ومصيبة الكورونا، لا بد أنك تعلم بأن الولايات المتحدة ستصدر بعد قليل لائحة عقوبات جديدة ستشمل لبنانيين، وبأن قبرص اشتكت من مراكب المهاجرين اللبنانيين غير الشرعيين الذي يغزون شواطئها.

في وقت أطاحت زيارة هنية المبرمجة اسرائيليا، والمقوننة رسميا من الدويلة والدولة، أطاحت المحاولات الخجولة التي نشطت بعد زيارة الرئيس ماكرون لإظهار لبنان في مظهر دولة تسيطر على سياستها الخارجية وتنأى بنفسها عن أذية جيرانها.

يتزامن هذا الاهتراء، مع إشارة المانيا المتكررة الى تخزين حزب الله الأمونيوم على أراضيها لغايات قالت إنها إرهابية.

امس ايضا، السيد الرئيس المكلف، اشتعلت الطريق الجديدة بالسلاح المتفلت وسقط ضحايا، وكذلك اشتعلت أحياء في طرابلس، ولاقاهما حي الشراونة ببعض مما تيسر من رصاص ليلي على خلفيات ثأرية وسقط ضحايا، وكنا استفقنا لتونا على هدنة عزيزة تحققت بين العشائر وحزب الله إثر غزوة خلدة.

السيد الرئيس المكلف، هذا الانتحار الجماعي للدولة بناسها ومؤسساتها وسمعتها، يمكن أن يشكل نقطة ضعف وإحباط لمسيرتك الفتية وهي في اسبوعها الأول فتتنحى، لكنه يمكن أن يكون ورقة قوة ترميها في وجه المعرقلين.

في انتظار أي خيار سيلجأ اليه أديب، المعلومات المسربة تشير الى أنه يواجه ثلاث لاءات من الثنائي الشيعي : لا للمداورة، لا لوزراء حياديين غير مسيسين، لا لحكومة مصغرة. وهو سمع في بعبدا اليوم اللاءات نفسها مع تمايز بسيط، وهو أن التيار الحر يتمسك بالحقائب التي يتولاها الآن إن سقط مبدأ المداورة.

والسؤال قبل أن يصاب الرئيس المكلف بالدوار بفعل توزع الأدوار والتمسك بالحقائب ورفض المداورة، هل سيرفض أديب دخول المتاهة متسلحا بالمآسي التي أسلفناها، وبأوراق روزنامة ماكرون التي تطاير نصف أوراقها ؟ هل سيشهر أديب في وجه خاطفي الاستحقاقات، سلاح فرض تشكيلته ام الاستقالة من التكليف، فيضعهم أمام مسؤولية صوملة لبنان ؟ فيقول لهم أنا رئيس مكلف إنقاذ وطن، وأرفض أن أتحول رئيسا مكلفا لوطن متهالك لم يعد قادرا على تسديد الأثمان.

 

واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين لعلاقاتهما بـ«حزب الله»/وزير الخزانة الأميركي:«تفشى الفساد في لبنان، واستغل (حزب الله) النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث»

واشنطن: «الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

وسّعت الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عقوباتها على لبنان، بأن أضافت وزيري المالية والنقل السابقين إلى القائمة السوداء، واتهمتهما بأنهما قدّما دعماً مادياً ومالياً لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران، ويأتي ذلك بعد انفجار قوي الشهر الماضي في بيروت جعل البلاد تترنح.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في بيان، أعلن فيه إدراج الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل في القائمة السوداء: «تفشى الفساد في لبنان، واستغل (حزب الله) النظام السياسي لنشر نفوذه الخبيث». وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «تقف الولايات المتحدة مع أهل لبنان في دعواتهم للإصلاح، وستواصل استخدام سلطاتها لاستهداف أولئك الذين يقمعونهم ويستغلونهم». وتجمد هذه الخطوة أي أرصدة يمكن أن تكون للوزيرين المدرجين على القائمة السوداء في الولايات المتحدة، وبشكل عام تمنع الأميركيين من التعامل معهما. وقالت وزارة الخزانة إن الجهات التي تشارك في تعاملات معينة مع المسؤولين السابقين تخاطر أيضاً بفرض عقوبات ثانوية عليها. وبعد 15 عاماً من اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، صار «حزب الله» قوة مهيمنة في دولة تنهار الآن تحت وطأة سلسلة من الأزمات المدمرة. وأودى انفجار أغسطس (آب) بحياة نحو 190 وإصابة 6000 آخرين وتدمير أجزاء من العاصمة بيروت المطلة على البحر المتوسط، وأدى إلى تفاقم أزمة مالية عميقة تمر بها البلاد. وقالت السلطات إن نحو 2750 طناً من نترات الأمونيا كانت مخزنة في ظروف غير آمنة في مستودع بالميناء منذ سنوات، تسببت في الانفجار.

واتهمت واشنطن الوزير فنيانوس بالحصول على «مئات الآلاف من الدولارات» من «حزب الله» مقابل مزايا سياسية، وقالت إن وزير الأشغال العامة والنقل السابق كان من بين المسؤولين الذين استخدمهم «حزب الله» في الحصول على أموال من الميزانيات الحكومية من خلال ضمان فوز الشركات التي يملكها «حزب الله» بعقود حكومية. وقالت وزارة الخزانة أيضاً إن فنيانوس ساعد «حزب الله» في الوصول إلى وثائق قانونية حساسة لها صلة بالمحكمة الخاصة بلبنان، وعمل وسيطاً لـ«حزب الله» وحلفائه السياسيين. وقالت وزارة الخزانة إن علي حسن خليل، الذي كان وزيراً للمالية حتى العام الحالي، كان أحد المسؤولين الذين أقام «حزب الله» علاقة خاصة معهم من أجل الكسب المالي، واتهمته بالعمل لنقل أموال بطريقة تتملص من العقوبات الأميركية. وقالت واشنطن إن خليل استغل منصبه الوزاري لتخفيف العقوبات عن «حزب الله»، وإنه كان يطلب عمولة شخصية يتم دفعها له مباشرة من العقود الحكومية.

 

“المشهد اليوم”: “المالية” لسيت شركة خاصة لبري والطاقة “مش ملك باسيل”

 صوت بيروت إنترناشونال08 أيلول/2020

سكونٌ يصمّ الآذان سياسياً وحكومياً، وصراخ الناس يتعالى داخل “طائرة” تهوي بسرعات قياسية نحو الارتطام الكبير بأرض التفليسة، بينما المتحكّمون بقمرة القيادة يتعامون عن كل المؤشرات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والحياتية المنذرة بفقدان السيطرة على الوضع وسط تسارع الخطى الآيلة إلى تجفيف منابع الدعم عن السلع الحيوية وجفاف خراطيم البنزين في المحطات وتناقص مخزون الأدوية في المستودعات. فإذا كان من لعنة القدر ونكد الدهر أن توكل مهمة الإنقاذ إلى أرباب الإفساد، لا بد بالتالي من أن يستمر اللبنانيون أسرى ذهنية حكام يائسين بائسين لا يزالون ينقبون تحت أنقاض الهيكل عن أدوار مفقودة وحصص موعودة حتى الرمق الأخير. وليس بعيداً عن هذه الذهنية، تدور المعطيات المتصلة بملف التأليف، لتبرز بين الحين والآخر معضلة تمثيل هذا الفريق أو ذاك، مباشرةً أو مواربةً في تشكيلة مصطفى أديب، والجديد القديم الذي يعود إلى الواجهة مع كل توليفة حكومية مسألة الحصة التمثيلية التي سينالها “التيار الوطني الحر” في الحكومة لا سيما وأنّ إقصاء “التيار” عن حقيبة الطاقة كان له الوطأة الأقسى على رئيسه جبران باسيل، فسعى إلى قلب طاولة المعادلة على الحلفاء عبر طرح فكرة المداورة في الحقائب، لكن بعدما خاب رهانه على إمكانية إقصاء “حركة أمل” عن وزارة المالية أسوةً بسحب بساط الطاقة من تحت أقدامه، يبدو باسيل متجهاً إلى شهر سيف “المقاطعة” والتلويح به في مواجهة حكومة أديب على قاعدة: “عليّ وعلى الثنائي الشيعي” فإما ندخل معاً الحكومة بحصص موازية أو نسحب الغطاء المسيحي عنكم!

وتشير الأجواء المحيطة بحركة تأليف الحكومة، الى انّ المبادرة الفرنسية ضاغطة، الى اقصى الحدود، على كل المعنيين بالملف الحكومي، والقاسم المشترك في ما بينهم، هو ولادة حكومة مصطفى اديب، قبل يوم الاثنين المقبل، الذي تنتهي فيه مهلة الاسبوعين التي التزم بها التكليف، لتأليف الحكومة خلالها.

وعشية توجه الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى بعبدا، في غضون الـ24 ساعة المقبلة، إذا ما توفّر لديه، ما يستدعي الزيارة، كما كان متفقاً عليه، عادت أوساط قريبة من بعبدا إلى النغمة إياها، التي عادة، ما ترافق تشكيل الحكومات، والنغمة تجمع بين بديهيات دستورية وسياسية، ومواقف على طريقة الأمر لي:

1 – الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، ورئيس الجمهورية ينتظر تُصوّر الرئيس المكلف، لإبداء رأيه.

2 – التشكيلة لا ترى النور، ما لم تحظ على موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة.

3 – ما نفي سابقاً، تؤكد عليه مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» من أن الرئيس عون ميال الى حكومة غير مصغرة كي يكون لكل وزير حقيبة، والرئيس المكلف يدرس هذا لأن تجربة حقيبتين لوزير واحد لم تكن منتجة كثيرا.

ولفتت المصادر الى ان لا اسماء حسمت كما ان موضوع الفيتو في ما خص بعض الأسماء المتداولة عار من الصحة لان الرجلين لم يدخلا بعد في الاسماء. وقالت ان ما يطرحه الرئيس المكلف على الرئيس عون يبحث وفق الاصول المتعارف عليها.

4 – حتى ان «حكومة اختصاصيين» التي يفضلها الرئيس المكلف، لم تحظ تماماً، بموافقة رئيس الجمهورية.

5 – تفضل أوساط بعبدا التفاهم على الأسماء، في سياق البحث عن الحقائب والتوزيعات.

6 – اما المداورة، فوفقا لهذه الأوساط، تكون شاملة بين كل الوزارات والطوائف، أو لا تكون.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 ايلول 2020

وطنية/الثلاثاء 08 أيلول 2020

صحيفة النهار

ـ علم أن وزيراً خدماتياً في حكومة تصريف الأعمال، ابدى استياءه من عدم استقباله من نواب إحدى المناطق التي ‏زارها، كذلك غاب الإعلام عن جولته.

ـ يتوقع مرجع سياسي بأن يكون التعاطي مع سفير دولة كبرى سيصل قريباً إلى لبنان مغايراً كلياً عن سلفه الذي ‏كان يتلقى تعليماته من إحدى الأجنحة المتشدّدة في دولته تجاه الفريق السيادي في لبنان.

ـ يربط البعض زيارة اسماعيل هنيه بالتدخل التركي القطري في لبنان في مواجهة التحرك الدولي تجاه لبنان وفي ‏اطار الصراع الذي يحتدم في المنطقة.

ـ يروج بعض المستوزرين لانفسهم بان يطلبوا من مواقع الكترونية نشر لوائح وزارية تتضمن اسماءهم من دون ان ‏يكون احد اتصل بهم

- تبين ان الشقة التي قدمها الرئيس ميقاتي للرئيس المكلف كان اشتراها من رئيس التقدمي ويقيم فيها النائب تيمور ‏جنبلاط .‏.

صحيفة البناء

ـ خفايا

طلبت سفارة أوروبيّة من جهة أمنيّة تفسيرها لسبب قيام محطتين تلفزيونيتين بنقل مباشر لخطاب رئيس حزب ‏انبثق من ميليشيا سابقة بعدما أعلنت وقف نقل خطابات السياسيين بمناسبة كلمة للأمين العام لحزب كبير، وهل ‏هذا عائد لتدخل سفارة خليجيّة مع إحدى المحطات على الأقل؟

ـ كواليس

تُبدي مصادر في فصائل فلسطينية الارتياح لنتائج اجتماع الأمناء العامين ومسار لجان المتابعة التي بدأت عملها ‏سواء على جبهة وقف الانقسام وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية أو لجان تنظيم الانتفاضة وقالت إن ‏الساعة صفر هي عندما تعلن سلطة رام الله إنهاء مرحلة اتفاق أوسلو.

صحيفة الجمهورية

ـ يتابع مسؤولون أمنيون بدقة ما يُحكى عن جمعيات وهمية تدعي ترميم المنازل ويؤكدون أنها ستلاحَق قضائيا.

ـ تقرّ جهات من فريق السلطة أن وجوها سياسية فيها تستفز الشارع ولم يعد ممكنا في هذه المرحلة أن تكون في ‏واجهة المسؤولية والحكم.

ـ ِيوجّه دبلوماسي عريق ملاحظات قاسية على "الهوية السياسية" لشخصية عهد إليها لعب دور كبير في المرحلة ‏المقبلة.

صحيفة اللواء

ـ لا يتوقع دبلوماسي أوروبي حدوث ما يعيق الدور الفرنسي في لبنان، وفقاً لخطة ماكرون..

ـ يحاذر نقابي بارز الإعلام، وهو يُشارك في اللقاءات، ويتحدث ويخرج بسرعة، خوفاً من إعادة الخطأ.

ـ يعيش الصرافون بالفئتين (أ) و(ب) أجواء ارتفاع جديد لسعر صرف الدولار، ويمضون بين تكتم وترقب!

صحيفة نداء الوطن

ـ عُلم أن اجتماع الفصائل الفلسطينية عُقد في بيروت وليس في دمشق لأن الرئيس السوري بشار الاسد اشترط ‏على "حماس" توجيه رسالة اعتذار علنية من سوريا.

ـ حاول عدد من السفراء الاستفسار عن موقف الدولة اللبنانية من زيارة اسماعيل هنيّة، لكنهم فوجئوا بأنّ ‏المسؤولين لا يملكون أي معطيات عن هذه الزيارة.

- يسعى وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال الى تعيين أحد الحسوبين على " تيار المردة" كمدير للتنظيم المدني ‏في كسروان رغم وجود علامات استفهام كثيرة حول أدائه في التفتيش المركزي .‏صحيفة الأنباء

أكاذيب‎ ‎

تبيّن بعد التدقيق في جداول مرسوم ذات صلة بمشروع تم وقف تمويله، أن كل ما قيل عن أموال طائلة قبضتها جهة ‏سياسية ثمناً للاستملاكات، هي أكاذيب عارية من الصحة.

*وزير قمعي

يعيش وزير في الحكومة المستقيلة وَهْم الموقع والسُلطة كأنّه في اليوم الأول من ولايته، ويتصرف بأسلوب قمعي مع ‏الموظفين.

 

على صلة بحزب الله.. واشنطن تعاقب وزيرين لبنانيين سابقين هما يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل

دبي – العربية.نت/08 أيلول/2020

فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على الوزيرين اللبنانيين السابقين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل لضلوعهما في “الفساد” ودعم ميليشيات حزب الله الذي تصنفه واشنطن “منظمة إرهابية”. موضوع يهمك?في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات الليبية في المغرب بين أعضاء في البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة، أفادت معلومات…اقتراح جديد حول سرت.. ووفد يضم مستشار السراج إلى مصر اقتراح جديد حول سرت.. ووفد يضم مستشار السراج إلى مصر المغرب العربي ونبه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إلى أن “الولايات المتحدة تدعم شعب لبنان في مطالبته بإصلاحات، وستواصل استخدام كل السبل المتوافرة لديها لاستهداف من يقمعونه ويستغلونه”. وقالت الخزانة الأميركية إن الوزيرين السابقين ما زالا فاعلين رغم خروجهما من الحكومة، وهما وزير الأشغال العامة في الحكومة اللبنانية السابقة يوسف فنيانوس ووزير المالية السابق علي حسن خليل.

والعقوبات الأميركية على الوزيرين اللبنانيين تشمل تجميد الأصول والعقارات

“كلن يعني كلن”

وأضافت الوزارة أن فنيانوس أمن عقودا حكومية بملايين الدولارات لميليشيات حزب الله، بينما استغل علي حسن خليل منصبه وعمل على تحويلات مالية لتجنيب حزب الله العقوبات. وتعهدت الوزارة بمحاسبة كل من يساعد حزب الله داخل الحكومة أو خارجها.

واعتبرت واشنطن أن شعار “كلن يعني كلن” تعكس جدية اللبنانيين بمطالب الإصلاح، متهمة حزب الله بتغطية الفساد في لبنان مقابل النفوذ. وأوضحت أن 90 شخصية مقربة من حزب الله وضعت على قائمة العقوبات منذ 2017.

“سيحاسب من يساعد حزب الله”

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعم واشنطن للشعب اللبناني، مشددا على أنه سيتم محاسبة أي شخص يساعد حزب الله على تنفيذ أجندته الإرهابية. وقال بومبيو في تغريدة، إن واشنطن فرضت اليوم عقوبات على وزيرين لبنانيين سابقين فاسدين أساءا استخدام مناصبهم لتقديم دعم مادي لميليشيات حزب الله.

 

وزير ألماني: «حزب الله» خزّن نترات الأمونيوم في ألمانيا عام 2016

برلين/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أكد توماس ستروبل، وزير الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ، جنوب ألمانيا، أن «حزب الله» اللبناني قام بتخزين نترات الأمونيوم، في البلاد منذ عام 2016، لصنع القنابل وتنفيذ هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن ستروبل، قوله لصحيفة ألمانية إقليمية، إن «المادة المتفجرة تم إحضارها إلى ألمانيا في عام 2016، ولكن لا توجد أي أدلة أو مؤشرات على علاقة هذه الشحنة المخزنة في ألمانيا بالشحنة التي تسببت في انفجار مرفأ بيروت». وأدى انفجار نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت خلال الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الماضي، إلى مقتل ما لا يقل عن 191 شخصاً وإصابة نحو 6000 آخرين. ويُعتقد أن المادة المتفجرة كانت مخزنة في المرفأ منذ عام 2014. واستخدم عناصر «حزب الله»، نترات الأمونيوم، في مخططات إرهابية في فرنسا وبريطانيا وقبرص وبلغاريا، وفق التقرير. ونفى «حزب الله» أي دور له في تفجير بيروت، لكن يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه المسيطر على العمليات التي تتم في موانئ بيروت. ومن غير الواضح لماذا لم يحظر ستروبل أنشطة «حزب الله» في ولايته، رغم حظر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، في أبريل (نيسان) الماضي، جميع أنشطة «حزب الله» داخل أراضي الجمهورية الفيدرالية. كما أنه من غير الواضح أيضاً ما إذا كان وينفريد كريتشمان رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، قد سمح لـ«حزب الله» بتخزين نترات الأمونيوم في ولايته، أو كان على علم بأنشطة «حزب الله». ويتهم البعض الولاية بتتبع سياسة رقابة متساهلة تجاه «حزب الله». والشهر الماضي، قال تقرير صحافي نشرته صحيفة «دي فيلت» الألمانية، إن جماعة «حزب الله» اشترت كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، بين عامي 2013 و2014. وأوضح التقرير أنه «ليس من المؤكد ما إذا كانت نترات الأمونيوم التي تسببت في انفجار المرفأ هي نفسها التي اشتراها (حزب الله)» لافتاً إلى أن بعض مشتريات الجماعة جرى شحنها عبر المرفأ، وأن بعضها جرى استيراده عبر المطار، أو براً عبر سوريا. وأدى انفجار مرفأ بيروت إلى تعريض «حزب الله» للغضب العام، كما دفع الحادث الحكومة المدعومة من الجماعة إلى الاستقالة، وسط مظاهرات حاشدة تطالب بإصلاحات جذرية.

 

عيد سيدة الحصن أم الكون

الباحث روي عريجي – الحركة الإهدنية/08 أيلول/2020

اليوم في ٨ ايلول تحتفل المجرّات وتتلألأ الكواكب وترقص الطبيعة فرحًا ويمجّد الإنسان الله احتفالًا بمولد من حمِلت بأحشائها الطاهرة من كلّ دنس مخلّص العالم يسوع المسيح بكر الخلائق كلّها.

 وهذا العيد مميز جدًا عند الإهدنيين الذين سلّموا حياتهم وأرضهم للعذراء مريم لتبقى وقفًا أبديًا لها، فبنوا لها كنيسة على أعلى قمة مشرفة على جهات الكون الأربع لتكون منارتهم أينما حلّوا وقُبلتهم.

وفي هذا العيد، عيد سيدة الحصن،  سأعرض لمحة بسيطة عن هذا المزار المريميّ في إهدن.

يقع مزار سيدة الحصن في اهدن على قمة جبل الآلهة الكنعانية " عنات " ومكان معبد تلك الإلاهة الذي بُنيَ بشكل دائريّ ليكشف على ما تحته من كلّ الجهات، ليكون حصناً منيعاً في حال الاعتداء عليه، وهذا الجبل هو تتمة لسلسلة جبال اهدن الثلاثة قرنوإيل اي مثوى الله ( جبل مار سركيس حاليًا) والسنّ أي الإبن الذي نُصِب على صخوره في القديم تمثالا للإله " لبنان " الذي كان يعبده كل سكان جبل ويركعون له.  وكانت "عنات"، بالنسبة للإهدنيين قبل ايمانهم بالمسيح، ملكة السماوات كما كانت الحامية والمحاربة.  وشيّد الإهدنيون في النصف الثاني من القرن الثامن أي بعد حوالي ثلاثة قرون على ايمانهم بالمسيح على أيادي تلاميذ مار سمعان العامودي ، كنيسة سيدة الحصن تكريماً وتخليداً للسيّدة العذراء على انقاض المعبد الكنعاني مُستخدمين حجارته.  وها إنها أصبحت، مرّة أخرى، حصناً منيعاً بوجه الاعتداءات العسكريّة، فاكتسبت اسم سيّدة الحصن لأنّها شكّلت خط الدفاع الأول عن اهدن، الى جانب خط الدفاع الثاني الذي كان يقع من اطراف كنيسة مار بطرس حتى حدود حارة العقيبة. وظلّت الكنيسة شبه مهجورة غير مقصودة الّا نادرًا وفي حالات الخطر، من بعد غزوة المماليك في ٣ تموز ١٢٨٣ حتى قرّر الاب يوسف علوان اللعازاري سنة ١٩٣٥ تقديم صليبًا كبيرًا نُصب على قمة الجبل قرب الكنيسة، وعلى أثر ذلك فتح الإهدنيون طريقًا الى هذا المزار الذي كان يقصدونه للصلاة وللاحتفال بعيدَي سيدة الحصن وارتفاع الصليب ولحراسة اهدن ايام الخطر. وفي سنة ١٩٨٩ دُشنّت كنيسة السيدة الجديدة التي بُنيَت على قمة الجبل مكان الصليب والتي تبرّع بكامل نفقاتها السيد فايز داوود معوض فتميّزت بهندستها الغريبة عن الطراز الماروني.

وفي سنة ١٩٩١ قدّم النشاط سايد مرقص الدويهي وقته ونشاطه بشغف وزرع جبل السيدة بألوف الأشجار من أرز ولزاب وصنوبر وشربين وعزر وسنديان وتفاح بري وقيقب، واهتمّ بها كما يهتم بأطفاله مدعوما من العديد من الإهدنيين على رأسهم الأب بطرس القسحنا الصيصا حتى باتت غابة تسبّح أم الله بعظمتها وجمالها. ناهيك عن الحدائق التي تحيط بها والذي سهر على الاهتمام بها السيد فؤاد طيون. وفي سنة ١٩٩٧ تم الشروع بالمرحلة الثانية من المشروع حيث رفع تمثالا للعذراء مريم على رأس كنيسة سيدة الحصن مصنوعا من الرخام وهو من صنع أوروبي، وهذا التمثال  يعتبر من أكبر التماثيل الرخامية في لبنان ويبلغ طوله 10.60م  وتم تدشينه في ٧ ايلول من العام ١٩٩٧. وتجدر الإشارة الى أن الفنان سايد بو محرز نحت وجه السيد المسيح على الزاوية الجنوبية من كنيسة السيدة القديمة، وزيّن الفنان بول خوام الكنيسة الجديدة بلوحة للعذراء مريم محاطة برسومات تمثّل أبرز معالم اهدن الدينية.

كما انها باتت معلمًا سياحيًا يتميّز بكشفه على مناطق الساحل اللبناني الشمالي من جبيل حتى اواخر ساحل عكار كما يمكن رؤية قسم من الساحل السوري اذا ما كانت السماء صافية، ناهيك عن الاستمتاع بمنظر جبل المكمل وأودية شوريا وقزحيا وقنوبين وقسم من سلسلة جبال لبنان الغربية.

• الصورة المرفقة هي لوحة لجبل السيدة للفنان العالمي صليبا الدويهي الإهدني والمنشورة في كتاب "صليبا الدويهي" (٢٠١٥) واللوحة محفوظة في قصر الرئيس سليمان فرنجية.

El-haraka El-Ehdeniya  الحركة الإهدنية

Municipality of Zgharta Ehden بلدية زغرتا-اهدن

The Saliba Douaihy Foundation

Lebanese Heritage Museum

Les Pères Lazaristes - Orient- ألآباء اللعازريون

 

الى متى الهروب إلى الأمام...

ادمون الشدياق/فايسبوك/08 أيلول/2020

*التذاكي الرياشي الفلسفي لم يعد ينفع في إنقاذ الوطن فالقارب يحترق والبصرة خربت وتدمرت بيروت وزهقت الأرواح وتبدد الأمل وانهار الاقتصاد وتشردت اشرفية البشير وبات أولادها او من بقي منهم حي او بدون إعاقة يلتحفون السماء ويفترشون الارض وعيونهم تنظر إلى ماضي كانت فيه العزة طريقة عيش

*اما ان نبادر ونستعيد زمام المبادرة الفاعلة في مقاومة الاحتلال بطريقة فاعلة وفعالة وجريئة بطريقة تليق بماضينا وتضحية شهادئنا والا ان الفراغ الذي سنتركه سيملئه غيرنا ممن سيبادر ويلتقط المشعل وسنصبح نحن مجرد صفحة من صفحات الماضي والتاريخ فالطبيعة تكره الفراغ  خاصة في قضايا السيادة والاستقلال والحرية وتقرير مصائر الشعوب.والسلام.

الى متى التوصيف والتحليل بدون خطة عمل فعلية منطقية فاعلة لتغيير الوضع...

الترقيع من الداخل ومن خلال مجلس النواب لم يعد ممكن فالنظام كله أصبح في حالة اهتراء كامل لا مجال فيه للترقيع...

الى متى  ستظل أصوات النشاز هي الغالبة على مجتمعنا، إلى متى سنهادن ونوصف ونحث بدون إعلانها ثورة فعلية لوضع الشارع المسيحي واللبناني امام خياراته...

هذا الشعب الذي يموت كالكلاب والفئران من الأفضل اذا كان لا بد  من التضحية ان يموت ليحقق سيادة واستقلال وكرامة.

 اللبناني خلقه الله بلا ركب حتى لا يركع وهو لا يريد من أحد ان يحامي ويداري عنه ويهادن باسمه ويقترح خطط سلام لا تؤدي الا الى تأجيل المحظور.

ما يحتاجه اللبنانيون اليوم هو خطة واضحة معلنة لمواجهة للاحتلال الايراني المباشر وليس خطط لمواجهة ميشال عون وباسيل وبري ووهاب وحردان وباقي الاذناب وخيالات الصحراء والدمى المتحركة التي هي مجرد الظل والصدى.

المجتمع الذي كان دائماً يخربط معادلات القوى العظمى بصموده لن يرضى بانصاف الحلول او الهروب إلى الأمام او انتظار قوى الخارج لتخوض معاركه فالاستقلال اما يوخذ عنوة من قبل اهل البلد او يغتصب عنوة من قبل المحتل.

اللبناني يهاجر ليس خوفاً من المواجهة او لأنه يهاب حزب الله وبهاليله ولكن لأنه لا يرى فرصة أمامه للمواجهة الواضحة، المنظمة، الفاعلة الفعالة الخالية من الاثمان الشخصية الطامحة ومن انصاف الحلول والترقيع. 

يجب ان تكون أفعالنا ومواقفنا متقدمة على شعبنا وليس لاهثة وراءه ولاحقة به ومختبئة وراءه، القيادة الفاعلة تكون من الامام وليس من الخلف فهذه هي القيادة التي اعتاد عليها مجتمعنا ويثق بها وان كان العكس ممكن ان ينفع في بعض المجتمعات الثانية.

التذاكي الرياشي الفلسفي لم يعد ينفع في إنقاذ الوطن فالقارب يحترق والبصرة خربت وتدمرت بيروت وزهقت الأرواح وتبدد الأمل وانهار الاقتصاد وتشردت اشرفية البشير وبات أولادها او من بقي منهم حي او بدون إعاقة يلتحفون السماء ويفترشون الارض وعيونهم تنظر إلى ماضي كانت فيه العزة طريقة عيش والاكتفاء الذاتي قدر يعيشونه بلا منة او معروف من دول أو منظمات إنسانية، ونحن نخطط ونفلسف ونهادن ونوصف ونناوش ونتأهب للوثوب ولكن بلا وثوب، نقارع  الغاصب ولكن بلا سلاح نقاطعه ولكن نتعامل معه على الملف ولمصلحة البلد (وكان هناك أي مصلحة للبلد تأتي من متسلط جزار وعميل يعترف بعمالته لدولة خارجية تحتل لبنان).

في الطبيعة ليس هناك من نصف حبل الا في مخيلة من لا يريد الولادة ...

ان حالة الحبل النصفي التي نعاني منها لن تجدي الا في تعميق الاحتلال وتمكين المحتل وزمرة ذمييه واذنابه من الأطباق اكثر على عنق لبنان لخنق اخر نفس في جسده الواهن،

الحبل النصفي لا يلد الا الأحلام الميتة ومعارك طواحين الهوا التي لا تحصد الا الرياح الواهية التي لا تنقذ أوطان ولا تخلص شعوب ولا تسترد حرية.

مجتمعنا ينتظر منا ان نبادر وان نقود وان نمنع عنه سكين الجلاد وجزمة المحتل وذل الفوقية بان نقطع يد المحتل لا ان نسلم عليها وندعي عليها بالكسر ونتعامل معها على الملف.

اما ان نبادر ونستعيد زمام المبادرة الفاعلة في مقاومة الاحتلال بطريقة فاعلة وفعالة وجريئة بطريقة تليق بماضينا وتضحية شهادئنا والا ان الفراغ الذي سنتركه سيملئه غيرنا ممن سيبادر ويلتقط المشعل وسنصبح نحن مجرد صفحة من صفحات الماضي والتاريخ فالطبيعة تكره الفراغ  خاصة في قضايا السيادة والاستقلال والحرية وتقرير مصائر الشعوب.والسلام.

 

رسالة من الثورة اللبنانية إلى سمير جعجع: شو صایر معك، ولماذا لا تقبل الحقيقة وهي أنك منتهي الصلاحية؟ إب باطك وشوف التاریخ انت بلغة الثورة منتهي الصلاحية ومن زمان expired

08 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90250/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac/

كنا ننتظر خطابك ورأينا بوضوح وسمعنا بذهول قناة المنار تفرد هواء برامجها الصباحیة والمساٸية وعلی منابر التوك شو لتبرٸة شخصك من جریمة اهدن … والغریب استضافوا من لدیه الدلیل ومن الشهود المباشرین الذین أكدوا انو انت كوّعت ورجعت ..

هیدا مش حكی من عنا .. هیدا صار .

عدنا ایضا رأينا یوم الخطاب ان ال او تي في اعطت خطابك دقاٸق كتیرة ثمینة في نشرة الأخبار .. غریب .. بنص معركة حجب الاطلالات عن الشاشات .. والام تي في مبارح عملتو للرٸيس سید .

طیب . نحن منعرف ان كل القصة هي المحاولة الاخیرة لإحیاء المومیاءات المجرمة عبر الهرولة الی تحالف الأضداد وكانت العقدة بینك وبین سلیمان فرنجیة بحاجة لحل .

وصار ضروري ل كلكن انو ولا صوت یعلو علی صوت المعركة ..

وكما نعرف ان حزب الله یرد الك الجمیل لإنقاذه مرارا وتكرارا من ضربات الثورة وذلك عبر الإسراع الی قطع الطرقات وسب حزب الله نصرالله امام الكامیرات واستفزاز جمهوره للدفاع عنه بإصرار ..

بنفس الوقت یللی كل تحركات الموتسیكلات لسب جعجع الصهیوني .

طرة نقشة كانت تلعب بحرفیة واحتراف عبر زووم الكامیرات في الوقت الذي كانت تخرج مظاهرات في النبطیة وصور وكفرمان تواجه حزب الله بالصدور العاریة..

كان یخف ضغط الشارع بعد ان ینجح معرابك بإدارة الكامیرا الی الفتنة المزعومة  ویجري العمل علی تهدٸة الشوارع .

الیوم یبدو ان حزب الله یسرع لإنقاذك بعد أن سُحب بساط السیاسة من تحتك نتعاً مما سیٶدي الی سقوطك المدوي وانعدام وجودك . . وفقدانه علة وجوده.

ویبدو علی ما یبدو ان حزب الله سیبادلك الجمیل لما أنقذت وجوده اواخر الثمانینات لما كان محاصراً في مارون مسك الشیاح تحت ضربات حركة أمل .. وقتها اعلن الحزب عبر بیانه ان المهدي المنتظر خرق الحصار واوصل لهم التموین والذخاٸر .. والیوم یبادلك الإنقاذ.

كل خطابك واضح في هذا السیاق وكل ردود اخصامك علی خطابك واضحة فأنتم تستعدون للمعركة، معركة بقاٸكم معا لأن سقوط أي واحد منكم هو سقوطكم كلكم معاً.

ما یعنینا یا حكیم إنك تتكلم بإسم الثورة اللبنانیة وانت نفسك من كان یصر علی تسمیتها انتفاضة .. وكنت تعطي ساعات من الدروس علی هواء الشاشات لشرح التسمیات وتعلن انها انتفاضة وكانت شعارات الإنتفاضة تملأ الشاشات والهاشتاغات وجرت محاولات قمع كل من یسمی بالثورة.

والاغرب انك تنهي خطابك بالانتفاضة مع انك أسهبت خطابك اسهاباً مدعیا انك الثورة اللبنانیة منذ ومنذ .

طیب حكیم .. صباحو وخلینا نكون واضحین.

بالإذن من معرابك وبما انك قبل الخطاب بكم یوم عملت فیدیو بتقول فیه انك الجعجع . وقلت ولو ما انا جعجع.

منعرفك منیح .. من وقت ما سمعناك عم تطلب دلیفری سنة ١٩٩٧ من نص معتقلك تحت الارض بوزارة الدفاع ومن عند سناك فخري كمان.

وذلك غیر مستغرب لاننا نعرف انك دفعت احدعشر سنة اعتقال ثمن صفقة خاسرة انت مضیت علیها بدمنا ..

انت لم تعتقل لأجل القضیة، أنت وضعت علی الرف لحین الإستعانة بطموحك للقضاء علی القضیة.

مثلك مثل كثر غیرك .. وها هي تُنفَضُ علینا الرفوف بكل غبار ماضیها.

جابولك مبارح كیس بوكس مغبّر من غزة ورح یعلقولك یاه بالمخیمات.. استعد شكل عن زنودك وانتبه علی كتفك.

یبقی الكلام لنرد علی كلامك عن الثورة: انت قلت انك الثورة مع بشیر الجمیل .. الصحیح انك كنت المسمار الذي دق في نعش ثورة بشیر الجمیل.

كیف؟ ببساطة حولت معركة المقاومة اللبنانیة دفاعاً عن لبنان بوجه الغریب المسلح مهما كان دینه الی معركة تحدد العدو حسب دینه.

ودمرت حلم جمهوریة بشیر اللبنانیة عبر رفع شعار امن المجتمع المسیحي فوق كل إعتبار وتحولت الحرب بكلیتها الی حرب طاٸفیة مافیویة نهبت وسرقت وتسلبطت علی كامل التراب اللبناني كل حسب الهته واصبحت اجنحة المقاومة العسكریة تعتمد علی تیوساً ومقاتلین من العراق وسوریا وغیرها فقط لأنهم مسیحیون..

اما بالنسبة لثورة الأرز . . . المضحك ان هناك من یقنعك ان الناس لا تعرف أن المحتل السوري قد أجهض ثورة الأرز عبر إخراجك من المعتقل وعبر إعادة العماد عون من المنفی، وذلك ادی الی سحب المبادرة من الثورة وتحویلها الی فتات سیاسي صرف علی طاولات قمار الصفقات.

واما بالنسبة لثورة ١٧ تشرین وانتفاضتك علی العهد والحلفاء … افاد الثورة اللبنانیة الی الحد لأقصی عبر تركك تعارك السياسة في مستنقع نعرف انه أوشك أن یجف فیه الماء.

یبقی انك تطالب بتطبیق الطاٸف بحذافیره مع كل كلامك ان الطاٸف هو من یتحكم ب حذافیرك.

بإختصار: قد تكون مٶلّهاً وقد یكون لدیك من یحمی رموش عینیك ومن یعتبرك قدیسا تاٸباً تدمع حنانا لدماء شهداء رفاق لنا بینهم من انت قتلت.

وقد تبحث الكامیرا عن الدموع في عینیك وقد تقرأ خطاباً ثوري الصیاغة

ذلك لایعني أحد منا بشيء.

ما یعني الثورة اللبنانیة أن تقول لك : انت من الماضي سید جعجع ولقد انتهت مدة صلاحیتك. انظر الی تاریخك والثورة اللبنانیة بتسلّم علیك.

هون الثورة اللبنانیة

 

شينكر مجددا في بيروت: ترسيم الحدود قبل نهاية العام!؟

المركزية/08 أيلول/2020

تعود السفيرة الاميركية دوروثي شيا من اجازتها السنوية منتصف الشهر الحالي وتستأنف نشاطها لتواكب الخطوات المقبلة بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى اديب. وتسبق السفيرة عودة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر الى بيروت للمرّة الثانية في اقل من شهر في مهمة محددة لاستئناف الوساطة الاميركية لحسم الخلاف الحدودي البحري والبري بين لبنان واسرائيل بعدما وضع صيغة للحل.  وتعمّد شينكر خلافاً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون النأي بنفسه عن لقاء اركان السلطة والمسؤولين السياسيين بإستثناء النواب الثمانية المستقيلين من المجلس النيابي، متوجّهاً الى المجتمع المدني والناشطين ضمن حراك 17 تشرين، واطّلع منهم على خططهم وتحركهم ومشاريعهم المستقبلية لمواجهة الطبقة السياسية التي يتّهمونها بالفساد. ولم يستثنِ شينكر من لقاءاته الاجتماع بقائد الجيش العماد جوزيف عون في رسالة تؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة الاميركية للمؤسسة العسكرية رغم المعلومات المُسرّبة من مصادر واوساط عدة عن وقف الادارة الاميركية دعم الجيش وشطبه من برنامج المساعدات. غير ان برنامج لقاءات شينكر وانّ حُصر بإجتماعات "مدنية" وعسكرية خُرق سياسياً من جانب عين التينة، حيث عقد اجتماعاً بعيداً من الاعلام مع مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان كما كشفت اوساط سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، وبحث معه في ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل. واُحيطت المحادثات التي جرت بين الرجلين بالسرية والكتمان. ولفتت الاوساط الى "ان لبنان ينتظر من الجانب الاميركي ان ينقل له الموقف الاسرائيلي من ترسيم الحدود، وسط اصرار رسمي على تلازم الترسيم البري والبحري".

واوضحت الاوساط "ان الملف بات على طاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عليه ان يبلغ واشنطن موقفه الذي يفترض ان يكون ايجابياً وفق الجانب الاميركي"، متوقّعةً "ان يُحسم الملف وتكون الحدود مُرسّمة هذا العام او بداية العام المقبل". في المقابل، يرفض لبنان كما تقول الاوساط المطّلعة "البحث في اي طلب او شرط جديد بعدما اُشبع الموضوع درساً وتم الاتفاق على الترسيم ولا نقاط خلافية وفق الجانب اللبناني بعدما وافق الاسرائيلي، الا اذا كان يريد تغيير موقفه لغاية في نفس يعقوب".

 

استنكار سياسي لتهديد هنية إسرائيل من الداخل اللبناني

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أثارت المواقف التي أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية من لبنان، ردود فعل مستنكرة، لا سيّما لجهة تهديده إسرائيل من داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، وقوله إنّ «المقاومة في غزة تمتلك صواريخ لتدك بها تل أبيب وما بعد تل أبيب»، الأمر الذي اعتبرته بعض القوى السياسية مسّاً بالسيادة وإمعاناً بعدم احترام السلطات اللبنانية. وفي هذا الإطار، رأى النائب السابق والقيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش، أنّ زيارة هنية تأتي «في إطار الدعاية السياسية والإعلامية لمحور الممانعة الذي يريد أن يقول نحن موجودون»، معتبراً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ توقيت الزيارة «ليس صدفة، فهناك من يريد أن يوجه رسالة إلى الداخل والخارج من خلال زيارة هنية مفادها (إذا ضيقتم علينا فسنفتح في مكان آخر)». وفي حين لفت علوش إلى أنّ «زيارة هنية وتصريحاته لم تحترم السيادة اللبنانية»، لم يستغرب عدم صدور أي موقف رسمي يستنكر ما حدث «لأنّ الأمر يرتبط بحزب الله».

وكان هنية قال خلال جولة له في «عين الحلوة» أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إن «حق العودة حق مقدس ولا يحق لأي مسؤول أو زعيم أن يتنازل عنه، وإن المقاومة في قطاع غزة تمتلك صواريخ لتدك بها تل أبيب وما بعد تل أبيب». واستنكر عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب وهبي قاطيشا «إطلاق التهديدات لإسرائيل من لبنان»، متسائلاً في تغريدة له على «تويتر»: «هل عدنا إلى عام 1969 لفتح طريق جديدة إلى فلسطين تمر في إحدى جونيات (نسبة إلى مدينة جونية التي قيل إن تحرير فلسطين يمر عبرها) لبنان؟». وبدوره، استغرب الوزير السابق ريشار قيومجيان: «كيف يسمح هنية لنفسه بإطلاق تهديدات لإسرائيل من بلد ليس بلده، خصوصاً أن الجيش اللبناني منتشر على الحدود الجنوبية؟»، قائلاً في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «من أعطاه الإذن والحق بذلك؟ أين موقف الدولة اللبنانية؟ يكفينا ما فينا، فلسطين ليست لبنان». وعلى الخطّ نفسه، اعتبر النائب المستقيل نديم الجميّل (حزب الكتائب) أنّ لبنان «ليس منصّة تُطلق منها المواقف، يوماً من أجل السوري ويوماً من أجل الإيراني ويوماً من أجل الفلسطيني». وأضاف في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «وهذا كله على حساب سيادة لبنان وكرامة الشعب اللبناني». وكان هنية وصل إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي في أول زيارة له للبنان منذ 27 عاماً، والتقى خلال زيارته، التي أتت في إطار مشاركته في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. والتقى هنية أيضاً خلال زيارته لبنان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، واستعرضا حسب بيان «حزب الله»، بشكل «مفصل لمجمل التطورات السياسية والعسكرية في فلسطين ولبنان والمنطقة وما تواجهه القضية الفلسطينية من أخطار، خصوصاً صفقة القرن ومشاريع التطبيع الرسمي العربي».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: موافقة شيعية على المداورة ولا تسميات سياسية

النهار/الثلاثاء 08 أيلول 2020

على رغم الستار الكثيف من الكتمان الذي يغلف مجريات الاتصالات والمشاورات لتأليف ‏الحكومة الجديدة والتي يبدو ان الرئيس المكلف مصطفى أديب يحرص على إبقائها في ‏منأى عن الاستنزاف الإعلامي اليومي ولعبة حرق الأسماء، بدأت تتجمع معطيات جدية في ‏شأن الأسبوع الثاني والنهائي من "مهلة ماكرون" لانجاز تشكيل الحكومة بما يفترض معه ‏توقع الولادة الحكومية في نهاية الأسبوع الحالي او مطلع الأسبوع الطالع على ابعد تقدير، ‏ذلك ان البارز في ما تسرب لـ"النهار" من معطيات عن مناخ استحقاق تشكيل الحكومة ‏يتمثل في ان مهلة الأسبوعين التي اتفق عليها بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ‏والقيادات السياسية والحزبية اللبنانية في قصر الصنوبر تفترض ولادة الحكومة ما بين 16 ‏و20 أيلول الحالي كحد اقصى الامر الذي يضفي على العد العكسي الجاري لانجاز استحقاق ‏التأليف جدية استثنائية لم يسبق ان جرت عملية تشكيل حكومة في ظل مهلة مماثلة لها ‏وبهذا الالتزام السياسي شبه الجماعي اقله امام الرئيس الفرنسي. وتبعا لذلك ترجح ‏المعطيات المتوافرة لـ"النهار" ان يضع الرئيس المكلف تصوره الأول لتركيبته خلال ‏الساعات المقبلة وان يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاطلاعه عليه. وبات في ‏حكم المؤكد تقريبا ان الرئيس المكلف الذي لم يقتنع بتركيبة حكومية موسعة من 22 او 24 ‏وزيرا كما اقترح عليه الرئيس عون في لقائهما السابق يتجه الى وضع تصوره من 14 وزيرا ‏لاختصاصيين غير حزبيين وغير منتمين سياسيا الى أي جهات ويعتمد اختيارهم على معيار ‏الاختصاص والكفاءة. وفي المعلومات أيضا ان أديب يتولى الاتصالات اللازمة بالمرشحين ‏المحتملين لتولي حقائب وزارية من داخل لبنان وخارجه أيضا تبعا للاختصاصات وأصحاب ‏الكفايات.

ومن النماذج على محاولات استقطاب أصحاب كفاءات عالية ان البروفسور جمال ‏الأيوبي رئيس مركز الجراحة النسائية وطفل الأنبوب في جامعة باريس المعروف أيضا ‏بنشاطه البارز مع الإدارة الفرنسية في تقديم الدعم الصحي والطبي والاستشفائي الى ‏لبنان تلقى اتصالات من الرئيس المكلف في مجال اقتراح انضمامه الى الحكومة العتيدة ‏ولكنه اعتذر متعهدا المضي بلا كلل في توفير كل مجالات الدعم للقطاع الصحي ‏والاستفائي في لبنان. كما ان أديب يبدو حريصا على استكمال فريق اختصاصيين منسجم ‏ومتماسك ما لم تخترق الحسابات السياسية او بعضها خطته. وتفيد معلومات في هذا ‏الصدد بان أديب يراهن على ان يلاقيه الافرقاء كما وعدوا بالتسهيلات لتأليف فريق عمل ‏منتج ومنسجم ولكن اذا تعذر عليه تشكيل هذا الفريق الوزاري بسبب قيود او شروط فانه ‏سيعتذر عن تأليف الحكومة . ويبدو كما توافرت معلومات لـ"النهار" ان ثمة معطيات برزت ‏في الساعات الأخيرة تشير الى امكان قبول الثنائي الشيعي باعتماد المداورة في الحقائب ‏بما يعني قبوله بذهاب وزارة المال الى غير وزير شيعي وذلك لقطع الطريق على أي ‏فريق اخر للتمسك باي حقيبة كما ان الأحزاب والقوى السياسية لن تسمي مرشحين. وتشير ‏هذه المعطيات الى ان "حزب الله" يبدي حرصا شديدا على عدم اغضاب الجانب الفرنسي ‏اذ يبدي الحزب ارتياحا كبيرا لوساطة ماكرون. ‎ ‎وبرز في سياق المواقف السياسية من استحقاق التأليف تحذير رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي وليد جنبلاط مساء امس من تأخير تشكيل الحكومة اذ وصف مجددا مبادرة ‏الرئيس ماكرون بانها "آخر فرصة انقاذية للبنان بعد كارثة تدمير الأشرفية ومار مخايل ‏والمرفأ ". وقال عقب استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ‏كليمنصو "اذا غرقنا في التفاصيل الوزارية يبقى المرفأ مدمرا ومار مخايل والاشرفية ‏وغيرها مدمرة وقد يغرق لبنان في المزيد من التأزم الاقتصادي".

‎ ‎التدقيق الجنائي

‎ ‎الى ذلك بدا اللقاء الذي عقده امس الرئيس عون مع وزير المال في حكومة تصريف ‏الاعمال غازي وزني بمثابة وضع حد سريع للتداعيات السلبية التي كان ينذر بها الخلاف بين ‏القصر ووزير المال حول عملية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وقد استغرق ‏هذا اللقاء الذي عقد بناء على طلب رئيس الجمهورية ساعة ونصف ساعة في حضور ‏الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير وخصص ‏للبحث في الخلافات حول العقد مع شركة "الفاريس ومارشال " للتدقيق الجنائي . واعلن ‏وزني على اثره ان " العقد الذي تم توقيعه اصبح ساري المفعول وان كان ثمة تعديلات ‏عليه فتناقش مع الشركة لاحقا".

‎ ‎اعفاء بدري ضاهر

‎ ‎في سياق آخر علم ان رئيس الجمهورية لم يوقع بعد مرسوما وقعه رئيس حكومة تصريف ‏الاعمال حسن دياب ووزير المال غازي وزني باعفاء المدير العام للجمارك بدري فؤاد ضاهر ‏من مهماته. وقد أحيل المرسوم الى القصر ليقترن بتوقيع رئيس الجمهورية. واستند مشروع ‏المرسوم الى قرار مجلس الوزراء في 10 آب الماضي الذي يتضمن وضع جميع الموظفين ‏من الفئة الأولى الذين تقرر او سيتقرر توقيفهم بسبب الانفجار في مرفأ بيروت في تصرف ‏رئيس مجلس الوزراء بعد إعفائهم من وظائفهم. وأفادت معلومات ان المحقق العدلي ‏فادي صوان أبقى ضاهر موقوفا في سجن الريحانية لدى الشرطة العسكرية ولم يتم نقله ‏الى سجن مديرية الجمارك .‎‎ ‎على صعيد امني دارت اشتباكات مسلحة ليل امس في منطقة الطريق الجديدة بين ‏جماعات متفلتة مما أدى الى سقوط قتيل وجريحين نقلوا الى مستشفى المقاصد . وضرب ‏الجيش طوقا امنيا حول امكنة الاشتباكات وبدأ بمطاردة مطلوبين.

 

"شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني".. صورة لاحتلال أذرع إيران واجهات الشوارع في لبنان

العرب/08 أيلول/2020

بيروت - تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورا للافتة مثبتة على مدخل شارع “الفانتزي وورد” في بلدية الغبيري التابعة لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، تظهر إعادة تسميته باسم قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد في يناير الماضي “شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني”، وهو ما أثار غضبا إلكترونيا واسعا. ورفض مغردون قرار البلدية التي تتمتع بنفوذ كبير، بالنظر إلى قدرتها المالية وامتداد مساحتها الجغرافية. والشارع المعروف باسم “شارع الفانتزي وورلد”، يعتبر من الأحياء الراقية في الضاحية، ويفصل بين طريق المطار القديمة وأوتوستراد المطار-وسط بيروت، وفيه عيادة هاجم فيها عناصر حزب الله محققي المحكمة الدولية قبل أعوام، واستولوا منهم على أجهزة كومبيوتر محمولة. بحسب الصورة المتداولة، فقد تمت كتابة “شهيد” و”حاج” قبل اسم سليماني على لافتة الشارع وهو ما أثار غضب المغردين الذين اعتبروها إساءة للبنان واستقلاليته ووحدته. وأثار القرار الجدل في الأوساط الشعبية اللبنانية أسوة بقرارات سابقة من هذا النوع اتخذتها البلدية في وقت سابق، بينها تسمية شارع ضمن نطاق البلدية باسم القيادي في حزب الله مصطفى بدرالدين الذي قُتل في سوريا في مايو عام 2016. وبات شارع سليماني واحدا من أسماء 5 شوارع في محيط بيروت تحمل أسماء قياديين في حزب الله أو إيران، هي “جادة الخميني”، “جادة هادي نصرالله”، نجل الأمين العام لحزب الله الذي قتل أثناء مواجهة مع إسرائيل عام 1997. كذلك، هناك “جادة عماد مغنية”، الذي قتل في انفجار سيارته بدمشق عام 2008، و”شارع مصطفى بدرالدين” الذي قتل في سوريا عام 2016، وكان متهما بالإعداد لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأخيرا “جادة سليماني”. ويحق، وفق القانون اللبناني، أن تسمي البلديات أسماء شوارعها، وتخطر وزارة الداخلية التي تصادق على القرار أو ترفضه خلال مهلة سنة. وينصّ القانون على أن تتخذ البلدية القرار بتصويت أغلبية المجلس البلدي.

 

أديب يواجه ضغط الوقت وتعنت التحالف الحاكم في لبنان

العرب/08 أيلول/2020

تأليف حكومة لبنانية جديدة لا يزال يدور في حلقة مفرغة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو تشكيل الحكومات السابقة التي ظلت لأسابيع وأشهر قبل أن ترى النور، فيما وضع البلد اليوم لا يحتمل حالة اللااستقرار الحكومي. بيروت - لم يعد يفصل عن المهلة التي حددتها فرنسا للانتهاء من تشكيل حكومة لبنانية جديدة سوى أيام قليلة، فيما لم تتضح بعد الرؤية حول طبيعتها وتركيبتها. واجتمع رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب ظهر الثلاثاء بالرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، لطرح تصوره، وسط حديث عن ضغوط يتعرض لها لتشكيل حكومة موسعة يتحفظ عليها أديب.

وعلى خلاف الأيام الماضية بدا رئيس الوزراء المكلف متشائما عقب خروجه من اجتماع بعبدا، واكتفى بالقول للصحافيين “نحن في مرحلة التشاور مع الرئيس عون وإن شاء الله خير”. وقالت دوائر سياسية إن اللقاء بحث جملة من النقاط الخلافية من بينها عدد الوزراء في الحكومة المقبلة حيث يتمسك أديب بضرورة ألا يتجاوز العدد 14 وزيرا فيما يصر رئيس الجمهورية وفريقه السياسي على 24 وزيرا. وأشارت الدوائر إلى أن أديب سبق والتقى ممثلي الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) أي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي في حزب الله حسين الخليل، وطلب الثنائي من أديب أن يتخلى عن فكرة حكومة مصغرة بذريعة أن ذلك سيؤدي إلى حصول كلّ وزير على حقيبتين وأكثر، وهو ما يطرح إشكالا كبيرا على مستوى التمثيل الحكومي. ولفتت الدوائر إلى أن لقاء أديب وعون لم يحسم هذه النقطة الخلافية، وكذلك الشأن بالنسبة لطبيعة الحكومة، فرئيس الوزراء المكلف يتبنى خيار تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين وهذا الأمر يرفضه عون والتيار الوطني الحر وحزب الله حيث يتمسكون بحكومة على شاكلة حكومة تصريف الأعمال الحالية، أي مؤلفة من تكنوقراط تسميهم القوى السياسية.

ويخشى من أن تؤدي هذه الخلافات إلى تكرار سيناريو تشكيل الحكومات السابقة التي ظلت لأسابيع وأشهر قبل أن ترى النور. ومن المفترض أن تتشكل حكومة لبنان الجديدة بداية الأسبوع المقبل بحسب الخارطة السياسية التي طرحتها فرنسا، وأن يكون لرئيس الوزراء المكلف اليد الطولى في تأليفها وهو من المفروض ما جرى التوافق بشأنه بين القوى السياسية اللبنانية والرئيس إيمانويل ماكرون. وتهدف خارطة الطريق الفرنسية إلى فتح الطريق أمام لبنان المثقل بشدة بالديون لتلقي مليارات الدولارات من المساعدات الضرورية كي يقف على قدميه مجددا.

ولم يحصل لبنان على شيء من المساعدات التي تم التعهد بها لأول مرة في مؤتمر دولي في 2018، لأن الحكومات السابقة لم تنفذ قط الإصلاحات الموعودة. ويستدعي الأمر من رئيس الوزراء المكلف أن يكون جاهزا بالتشكيل الحكومي بحلول أوائل الأسبوع المقبل كي يظل على المسار المطلوب، لكن لا تبدو الأمور تتجه نحو الهدف المنشود. وقال النائب قاسم هاشم عضو كتلة “التنمية والتحرير”، التابعة لحركة أمل الشيعية في وقت سابق “لا شيء في الأفق الحكومي يمكن التحدّث عنه سوى أن الاتصالات والمشاورات مستمرة على كافة المستويات، وأن الرقم المرجّح لعدد الوزراء هو 24 وزيرا، عدا ذلك لا يمكن الجزم بشيء”.

ويخشى البعض من اللبنانيين من أن يكون حزب الله وحلفاؤه يستغلون فترة “المسامحة” الأميركية في ظل انشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية، لفرض حكومة على شاكلة حكومة حسان دياب المستقيلة، وهذا الأمر لا يعني فقط تشديد العزلة الدولية على لبنان، بل إن من شأنه أن يعزز حالة اللا استقرار في البلاد. وحذر أكبر زعيم ديني سني في لبنان الثلاثاء من انزلاق البلاد إلى دوامة العنف بعد إطلاق نار دام في بيروت أجج المخاوف من تردي الأوضاع الأمنية على وقع الأزمة الاقتصادية الشديدة.

ويُنظر إلى الأزمة الراهنة على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. البحث عن خارطة طريق تنهي مشكلات لبنان المتفاقمة

شكل الحكومة المقبلة.. نقطة خلافية

وقُتل شخص وأصيب اثنان في الاشتباك الذي وقع مساء الاثنين في حي الطريق الجديدة، الذي تقطنه أغلبية سنية في بيروت ويعد أحد معاقل زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وقال الجيش إن مدافع رشاشة وقذائف صاروخية استُخدمت في المواجهة التي قال مصدر عسكري إنها بدأت في شكل نزاع شخصي بين أفراد. واندلعت معركة بالأسلحة النارية في وقت سابق الاثنين في منطقة شمالية بلبنان مما دفع الجيش إلى التدخل. وفي حادثة أخرى في بعلبك بسهل البقاع، لقي رجل حتفه في جريمة قتل بدافع الانتقام، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وقال المصدر العسكري إن هذه الحوادث، إلى جانب أعمال عنف طائفية أخرى وقعت الشهر الماضي، تعكس انهيارا في سلطة الدولة. وأضاف “الرابط هو كسر هيبة الدولة. الرابط إنو ما بقى (لم يبق) في احترام للدولة وهيبتها، عم تكثر الحوادث الفردية بالأمس في الشمال… في بعلبك كمان”. وعقب لقائه بوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، دعا مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان المواطنين إلى “الوعي والحكمة وعدم الانجرار وراء الفتن وأن أي خلاف لا يُحل بالسلاح بل بالحوار والكلمة الطيبة التي تهدئ النفوس وتريح القلوب وتوصل إلى بر الأمان”. وتزداد معاناة لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، بفعل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الفساد الحكومي وسوء الإدارة على مدى سنوات، مما أدى إلى انهيار العملة وارتفاع معدل البطالة بشدة وسقوط الكثيرين في براثن الفقر. وتفاقمت أزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية بعد انفجار بيروت المدمر في الرابع من أغسطس الماضي والذي أدى إلى مقتل العشرات وتشريد الآلاف، فضلا عما خلفه من دمار كبير في البنية التحتية للعاصمة اللبنانية.

 

عون لم يوقّع مرسوم إقالة ضاهر... و"بوادر لفلفة" لانفجار المرفأ

باسيل يلوّح بمقاطعة الحكومة: "عليّ وعلى الثنائي"!

نداء الوطن/08 أيلول/2020

سكونٌ يصمّ الآذان سياسياً وحكومياً، وصراخ الناس يتعالى داخل "طائرة" تهوي بسرعات قياسية نحو الارتطام الكبير بأرض التفليسة، بينما المتحكّمون بقمرة القيادة يتعامون عن كل المؤشرات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والحياتية المنذرة بفقدان السيطرة على الوضع وسط تسارع الخطى الآيلة إلى تجفيف منابع الدعم عن السلع الحيوية وجفاف خراطيم البنزين في المحطات وتناقص مخزون الأدوية في المستودعات. فإذا كان من لعنة القدر ونكد الدهر أن توكل مهمة الإنقاذ إلى أرباب الإفساد، لا بد بالتالي من أن يستمر اللبنانيون أسرى ذهنية حكام يائسين بائسين لا يزالون ينقبون تحت أنقاض الهيكل عن أدوار مفقودة وحصص موعودة حتى الرمق الأخير.

وليس بعيداً عن هذه الذهنية، تدور المعطيات المتصلة بملف التأليف، لتبرز بين الحين والآخر معضلة تمثيل هذا الفريق أو ذاك، مباشرةً أو مواربةً في تشكيلة مصطفى أديب، والجديد القديم الذي يعود إلى الواجهة مع كل توليفة حكومية مسألة الحصة التمثيلية التي سينالها "التيار الوطني الحر" في الحكومة لا سيما وأنّ إقصاء "التيار" عن حقيبة الطاقة كان له الوطأة الأقسى على رئيسه جبران باسيل، فسعى إلى قلب طاولة المعادلة على الحلفاء عبر طرح فكرة المداورة في الحقائب، لكن بعدما خاب رهانه على إمكانية إقصاء "حركة أمل" عن وزارة المالية أسوةً بسحب بساط الطاقة من تحت أقدامه، يبدو باسيل متجهاً إلى شهر سيف "المقاطعة" والتلويح به في مواجهة حكومة أديب على قاعدة: "عليّ وعلى الثنائي الشيعي" فإما ندخل معاً الحكومة بحصص موازية أو نسحب الغطاء المسيحي عنكم!

ولأنّ الأسبوع الجاري سيشهد إنضاج الطبخة الحكومية العتيدة، توقعت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ"نداء الوطن" أن يزيد منسوب الحماوة والضغوط خلال الأيام المقبلة على الرئيس المكلف "لتحصيل ما يُمكن تحصيله منه على مستوى تمثيل المكونات السياسية في تشكيلته على اعتبار أنّ تعطيل التأليف خيار غير متاح فرنسياً ولعبة استنزاف الوقت غير قابلة للحياة خارج نطاق مهلة الـ15 يوماً التي حددها الرئيس إيمانويل ماكرون"، مؤكدةً أنّه "خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستتبلور الكثير من التوجهات في ضوء ما سيخلص إليه اجتماع قصر بعبدا المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف"، وسط ترجيح أن يسبق أو يلي هذا الاجتماع "لقاء مفصلي" بين الرئيس المكلف وباسيل يحدد الأخير بموجب نتائجه اتجاه الأمور على صعيد "الارتباط أو فك الارتباط" بينه وبين حكومة أديب في حال عدم الأخذ بالحد الأدنى من مطالبه الوزارية.

وبينما حسم معظم الأطراف الداعمة للتكليف توجهاتهم إزاء التأليف، سواءً بعدم المشاركة كـ"المستقبل" و"الاشتراكي" أو بالمشاركة كثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" تحت ستار "ميثاقية التوقيع الثالث" في وزارة المالية، كشفت المصادر أنّ الوزير السابق علي حسن خليل أبلغ الرئيس المكلف صراحةً بأنّ الثنائي الشيعي يعتبر "وزارة المال خارج أي مفهوم للمداورة ولا مجال للتراجع عن ذلك"، لافتةً إلى أنّ "ما عزز هذا الموقف هو ما استُشف من الاتصالات الفرنسية المواكبة لعملية التأليف بأنّ باريس لا تعارض هذا الأمر لرغبتها بأن تحظى حكومة أديب بغطاء سياسي لمهمتها الإصلاحية لا سيما على مستوى التعاون المطلوب بينها وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقرار القوانين والمراسيم ذات الصلة بهذه المهمة".

من ناحيتها، تؤكد مصادر التقت الرئيس المكلف لـ"نداء الوطن" أنه يرى الأمور متجهة نحو خواتيم إيجابية ضمن سقف المهلة الفرنسية الممنوحة للتأليف، كاشفةً أنه "سيواصل هذا الأسبوع عملية استمزاج الآراء دون حسم أي من توجهاته، لا في الشكل ولا في تقسيم الحقائب والمداورة، على أن يضع ما يراه مناسباً من تعديلات على تصوره الأولي لحكومته تمهيداً لبلوغ مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب الأسبوع المقبل قبيل زيارته بعبدا حاملاً تشكيلته النهائية".

أما في جديد تحقيقات انفجار المرفأ، فلاحظت مصادر مواكبة للملف "بوادر لفلفة للقضية" من خلال ما أثير خلال الساعات الأخيرة عن عدم إقدام رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم إعفاء المدير العام للجمارك بدري ضاهر من مهامه الوظيفية ووضعه في تصرف رئيس مجلس الوزراء، رغم أنّ المرسوم حاز على كل التواقيع اللازمة من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير المال غازي وزني. وبرز في السياق عينه، ما كشفه مساءً الإعلامي المتخصص في قناة "الجديد" رياض قبيسي عن إحالة ضاهر إلى التوقيف في أحد "مكاتب" إدارة الجمارك رغم أنّ الجمارك لا تملك سجوناً مخصصة للتوقيفات، معتبراً أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار التمهيد لتبرئة ضاهر بضغط عوني من دون أن يستبعد عودته "محمولاً على الأكف" إلى المرفأ. كذلك كشف ان مسؤولين أمنيين آخرين موقوفين نقلوا الى "سجون" اختاروا ان تكون في المؤسسات التي يتبعون لها!

 

رئيس الوزراء الإيطالي: حان وقت كتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

وصل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، في زيارة تهدف لإبداء الدعم للبنان بعد الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت الشهر الماضي. ويستهل كونتي زيارته التي تستمر يومين بزيارة لمرفأ بيروت، لتفقده بعد الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) وأسفر عن مقتل 190 شخصاً وإصابة نحو ستة آلاف، بالإضافة إلى دمار هائل في المرفأ وأجزاء من العاصمة. وسيزور كونتي السفينة الإيطالية التي نقلت مساعدات لرجال الإطفاء في بيروت، وكذلك المستشفى الميداني الإيطالي في ضواحي العاصمة، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وبعد لقائه الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، أعرب كونتي عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جديدة في أقرب وقت ممكن، تمهيدا لإطلاق عملية إعادة الإعمار في البلاد، مشيرا إلى أن الوقت «حان لكتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان». وأضاف: الوقت حان للنظر إلى الأمام رغم كل الصعاب، وحان الوقت لبناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات».

وأكد أن إيطاليا تحترم سيادة لبنان وستبقى بجانب الشعب اللبناني،  مشيرا إلى أن «العلاقات المتينة بين لبنان وإيطاليا قديمة، وإيطاليا كانت وستبقى في الخطوط الأمامية بالنسبة للاستجابة الطارئة وإعادة الإعمار السريعة للمناطق المتضررة جراء انفجار بيروت». وقال كونتي: «التحدي كبير جدا لكن بفضل السلطات اللبنانية التي يمكن أن تلتزم بمسار تجددي للمؤسسات والحكومة يصبح كل شيء ممكنا، وهذه المطالب تطالب بها هيئات المجتمع المدني والمواطنون منذ زمن... يجدر بناء هذا المسار لكي ينعم لبنان بمستقبل مزدهر ويعمه السلام، ولقد عبرت عن موقفي هذا لرئيس الجمهورية وسأتكلم عن هذه الاعتبارات مع كل من سألتقيهم، وايطاليا ستساهم في دعم الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي للبنان»، مؤكدا أن  لبنان يمكن أن يعتمد على ايطاليا ودور ايطاليا في الاتحاد الاوروبي والأسرة الدولية. واعتبر أن انفجار المرفأ هز، ليس فقط لبنان بل الأسرة الدولية بأجمعها، لافتا إلى تدخل بلاده على الفور من خلال الدفاع المدني الايطالي وارسال المساعدات الطبية والصحية. ومن المقرر أن يجري كونتي محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلين للمجتمع المدني. وتأتي زيارة كونتي للبنان بعد أقل من أسبوعين من زيارة قام بها وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني. ومن المقرر أن يزور كونتي كتيبة بلاده العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

 

المحقق في انفجار بيروت يستمع بعد أيام إلى وزير ومسؤولَين أمنيين

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

يستمع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان في الأيام القليلة المقبلة إلى إفادات وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ومديري جهازين أمنيين، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي اليوم الثلاثاء. وتسبّب انفجار ضخم في مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) بمقتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح. كما شرّد نحو 300 ألف من سكان العاصمة ممن تهدّمت منازلهم أو تضررت. بالإضافة إلى تضرر متاجر ومكاتب كثيرة. وقال المصدر القضائي إن صوان استدعى الوزير ميشال نجار والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا للاستماع إلى إفادتيهما الخميس بصفة شاهدين. وأوضح أنه «إذا توافرت معطيات أو شبهات عن تقصير لأي منهما يمكن تحويله إلى مدعى عليه واستجوابه بهذه الصفة». كما استدعى صوان وفق المصدر ذاته المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، للاستماع إلى إفادته الإثنين المقبل بصفة شاهد أيضاً.

ويحقق صوان، الذي استمع الأسبوع الماضي إلى إفادة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، مع كبار المسؤولين عن إدارة المرفأ وأمنه، بهدف تحديد المسؤوليات ومعرفة ملابسات الانفجار المروع وتحديد هوية الأشخاص الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء كميات هائلة من نيترات الأمونيوم مخزنة في المرفأ.

وكان نجار تسلّم في 3 أغسطس، أي قبل يوم من الانفجار الذي حوّل بيروت مدينة منكوبة، رسالة صاغها المجلس الأعلى للدفاع الذي يضم قادة كل الأجهزة العسكرية والأمنية، حول وجود «كمية كبيرة من نيترات الأمونيوم التي تستعمل للمتفجرات» في المرفأ. وقال نجار بعد أيام من الانفجار إنه فور تبلغه الرسالة، طلب من مستشاره الاتصال برئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم الموقوف حالياً للاستفسار، وطلب منه إرسال كل المستندات المتعلقة بالقضية إلى الوزارة، وهو ما حصل. لكن في اليوم التالي، وقع الانفجار. وعزت السلطات الانفجار إثر وقوعه إلى 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في العنبر رقم 12 في المرفأ منذ ست سنوات، من دون إجراءات وقاية كافية. وأعلن جهاز أمن الدولة بعد الانفجار أنه «أعلم السلطات بخطورة» هذه المواد «بموجب تقرير مفصل» حذّر فيه من حصول سرقات من العنبر نتيجة فجوة كبيرة في «الحائط الجنوبي». وذكرت تقارير إعلامية عدة موثقة بمستندات رسمية أن كمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت أقل بكثير من 2750 طناً، إذ تبين أن كميات كبيرة أخرجت من العنبر (سرقت على الأرجح) خلال السنوات الماضية. وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت سلطات المرفأ الى إصلاح الفجوة في العنبر. وأعلنت قيادة الجيش الخميس أنها كشفت على مستوعبات كانت موجودة لدى جهاز الجمارك، تبين أنها تحتوي على «حوالى 4 أطنان و350 كلغ» من نيترات الأمونيوم ، تخلصت منها لاحقاً. ولم يتضح ما إذا كانت هذه جزءاً من الكمية الأساسية. وأوقف صوان منذ تسلّمه ملف التحقيق في الانفجار 25 شخصاً بموجب مذكرات توقيف وجاهية، بينهم المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ورئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم والمدير العام للجمارك بدري ضاهر وأربعة ضباط. ومن بينهم أيضا ثلاثة عمال سوريين كانوا تولوا قبل ساعات من الانفجار تلحيم فجوة في العنبر رقم 12.

 

إدانات لـ«السلاح المتفلت» بعد اشتباكات بين «حزب الله» و«عرب خلدة» ومعلومات عن توقيف 4 متورطين... والعشائر تشيع أحد الضحايا

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

سيطر الهدوء الحذر على منطقة خلدة (جنوب بيروت)، أمس (الجمعة)، وسط انتشار للجيش بعد ليلة تخللتها اشتباكات مسلحة، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة آخرين بجروح، مساء أول من أمس، وسط إدانات واسعة للسلاح المتفلت في مختلف الأراضي اللبنانية. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أنه «إثر وقوع إشكال في منطقة خلدة، قرب سوبر ماركت رمال، بين أشخاص من عرب خلدة وعدد من سكان المنطقة، على خلفية رفع راية لمناسبة عاشوراء، ما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف (آر بي جي)، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، تدخلت وحدات الجيش الموجودة في المنطقة لضبط الوضع، وإعادة الهدوء. كما تم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة، واستقدام تعزيزات عسكرية، وتسيير دوريات مؤللة». وتحدثت معلومات عن أن الإشكال اندلع بين عائلات من عرب خلدة وشبان مناصرين لـ«حزب الله» في أثناء تعليق صور للمسؤول في «حزب الله» سليم عياش، المدان بتدبير عملية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه عام 2005 في المنطقة، الأمر الذي تطور إلى إشكال وتبادل لإطلاق النار، إذ انتشرت مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً يطلقون النار من أسلحة رشاشة وفردية. وعلى خلفية الإشكال، أوقف الجيش 4 أشخاص، بينهم اثنان من الجنسية السورية. وقالت قيادة الجيش إنه «تجري ملاحقة باقي المتورطين في الإشكال لتوقيفهم». وشيعت عشائر عرب خلدة، أمس، أحد الضحايا، وتم تناقل صور لإطلاق نار في أثناء التشييع استهدف مركزاً تجارياً. وقالت العشائر، في بيان، إن «عناصر من (حزب الله) ارتكبت مجزرة آثمة في حق مجموعة من شباب عرب خلدة، وذلك بإطلاق النار عليهم في أثناء تجمعهم في حيهم (حي العرب)، ما أدى إلى استشهاد شابين وجرح عدد آخر، ودفع بشباب العشائر العربية مكرهين إلى الدفاع عن كرامتهم، ورد هذا الاعتداء عنهم». وأكدت أنها «كانت ولا تزال وستبقى متجذرة في خلدة وفي كل لبنان منذ مئات السنين، فإنها في الوقت ذاته تعد نفسها مكوناً أساسياً في المجتمع اللبناني، وداعماً تاريخياً لدولة القانون والمؤسسات والجيش اللبناني، وهذا ما يفسر حرصها الدائم على السلم الأهلي في لبنان، ما دام أن الأمر لا ينتقص من كرامتها». واستنكرت «هذا الاعتداء الذي أصابها على أيدي الظلاميين»، واضعة «هذا الحادث في عهدة الجيش والقضاء»، طالبة «توقيف المرتكبين القتلة المعروفين بالاسم من القاصي والداني. وعليه، سوف يكون للحديث صلة». وإثر اندلاع الاشتباك الذي قطع على أثره الطريق الدولي الذي يربط الجنوب بالعاصمة، قال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط: «طريق الجنوب وأمن المواطنين في منطقة خلدة والجوار فوق كل اعتبار، وممنوع على أي جهة حزبية أو سياسية أو مذهبية العبث بالطريق والمنطقة التي هي للجميع». وتابعت قيادة «تيار المستقبل» تطورات الحوادث الأمنية الخطيرة في منطقة خلدة التي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الأهالي، وانتشار حالة من الفوضى وقطع الطرقات والاستنفارات المسلحة «نتيجة السلاح المتفلت، والاستفزازات التي لا طائل منها»، بحسب ما قالت في بيان، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالاتها مع قيادة الجيش والقوى الأمنية المعنية «للضرب بيد من حديد، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة، وتوقيف المعتدين على أهلها، كائناً من كانوا».

وناشدت القيادة «الأهل في عشائر العرب في خلدة، وفي كل المناطق اللبنانية، الاستجابة لتوجيهات الرئيس سعد الحريري، بالتزام أقصى درجات ضبط النفس، والعمل على تهدئة الأمور، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لضبط الأمن، وتفويت الفرصة على كل العابثين بأمن اللبنانيين وسلامهم، وعدم الانجرار وراء الساعين إلى ضرب السلم الأهلي من خلال افتعال الإشكالات الأمني».

ولم يكن التوتر في خلدة الوحيد في المشهد الأمني الذي يتدهور نتيجة انتشار السلاح المتفلت، فقد تطور إشكال فردي بين شبان في منطقة جرد القيطع في عكار في شمال لبنان إلى إطلاق نار. وأفيد بإصابة أحد الأشخاص، تم نقله إلى مستشفى الحبتور في بلدة حرار للمعالجة. كما أصابت طلقات نارية طائشة سيارة في مركز الصليب الأحمر القريب من موقع حصول الحادثة، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية. وتطور كذلك إشكال فردي في حي الشراونة في بعلبك (شرق لبنان)، ليل الخميس، إلى إطلاق نار كثيف وقذائف صاروخية، وعمل الجيش على ملاحقة مطلقي النار. وأدان مفتي بعلبك الهرمل، الشيخ خالد الصلح، في خطبة الجمعة، أمس «الفتنة المتنقلة والسلاح المتفلت في لبنان الذي أصاب فيها أبرياء، جريمتهم أنهم في بيوتهم وأعمالهم»، ورأى أن «الأحداث المتنقلة بين المناطق، وآخرها خلدة، والأحداث اليومية المتكررة في بعلبك، تدفع البلد باتجاه فتنة لن ينجو منها أحد، وأن السلاح المتفلت الذي يروع الآمنين في مناطقهم يهدم البلد، ويسقط هيبة الدولة»، مشدداً على «ضرورة الوقوف خلف الجيش والقوى الأمنية لوضع حد لهذه الجرائم المتنقلة، وعدم رمي المسؤولية عليهم وحدهم، لأن المسؤولية تقع على الحامين لهذا التفلت».

 

تَعارُض بين المقاربتين الأميركية والفرنسية في لبنان محوره «حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

تنطلق باريس في مقاربتها لأزمة لبنان من أنّ «حزب الله» يشكل لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية، فيما تستنفر واشنطن جهودها للحدّ من نفوذه ومحاولة عزل هذه القوة العسكرية، وهو ما يجعل مساعي فرنسا بحسب محللين أكثر «واقعية»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

تتفق الدولتان على المطالبة بتشكيل حكومة مختلفة عن سابقاتها تنكبّ على إجراء إصلاحات عميقة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية الحادة وعلى دعم اللبنانيين لتخطي محنة انفجار 4 أغسطس (آب). ويقول أستاذ العلاقات الدولية في بيروت وباريس كريم بيطار لوكالة الصحافة الفرنسية: «يميل نهج فرنسا إلى أن يكون أكثر واقعية، إذ ترى لبنان كما هو، فيما تميل إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لرؤيته كما يحلو لها». ويضيف: «تعترف فرنسا بتوازن القوى، أي أن حزب الله لاعب سياسي رئيسي وله حاضنة شعبية واسعة شيعياً، وهو موجود ليبقى». أما الولايات المتحدة فترى لبنان «كبلد يتمتع فيه حزب الله بنفوذ مفرط يجب احتواؤه في أسرع وقت ممكن». وتتابع واشنطن «المحبطة»، بحسب بيطار، من تمييز باريس بين «الرأس الإرهابي» للحزب و«الرأس السياسي»، عن كثب حراك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت مرتين خلال أقل من شهر، وانتزع من القوى السياسية تعهداً بتشكيل حكومة بمهمة محددة خلال أسبوعين مقابل حصولها على دعم دولي. وكان لافتاً أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أبدى إيجابية إزاء حراك ماكرون، من دون أن يصنّفه في إطار التدخل الخارجي في شؤون لبنان، بخلاف توصيفه لأي حراك أميركي مماثل. وشارك رئيس كتلة الحزب النيابية محمّد رعد في لقاءين عقدهما ماكرون في بيروت مع ممثلي القوى السياسية التسع الأبرز. وماكرون، الذي حدد مهمة الحكومة وخريطة طريق لعملها وجدولاً زمنياً لمتابعة التقدّم بنفسه، يحرص على إبقاء قناة التواصل مفتوحة مع حزب الله. ويسوّق نفسه «وسيطاً نزيهاً»، وفق بيطار، بينما التوتر على أشدّه بين واشنطن وحلفائها من جهة وطهران وحلفائها من جهة أخرى. ويدافع ماكرون عن استراتيجيته برغبته في «التحدّث الى الأطراف كافة»، وبينها حزب الله «المنتخب من الشعب اللبناني» و«الشريك السياسي للأغلبية الرئاسية». وقال في تصريحات لموقع «بروت» من بيروت: «إذا كنا لا نريد أن ينزلق البلد تدريجياً نحو نموذج إرهابي، أن ينتصر هذا النموذج اللبناني التاريخي... يجب أن نجعل الناس يتحملون مسؤولياتهم على طريق الإصلاح». وتنطلق باريس من أن «الحفاظ على قناة الحوار مع حزب الله ضرورة لمنع زعزعة استقرار لبنان» وفق بيطار الذي يعتبر أن «نهج باريس وإن بدا محفوفاً بالأخطار، ومفرطاً في التفاؤل»، فإنه «النهج الذي يمكن أن يساعد لبنان في مرحلة انتقالية صعبة». وتعد فرنسا القوة الغربية الوحيدة التي تتواصل مباشرة مع حزب الله. ويربط مراقبون ذلك بشكل أساسي بدور محوري لعبه سفيرها في بيروت برونو فوشيه، بالنظر الى علاقته مع طهران حيث كان سفيراً لسنوات.

*المقاربة الأميركية

ويقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لوكالة الصحافة الفرنسية إن «خطوط التواصل المباشرة بين باريس وحزب الله لطالما كانت مفتوحة». ويشرح أن واشنطن، المنشغلة باستحقاق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، تترك لفرنسا هامش تحرك في لبنان. ويضيف: «صحيح أن الأميركيين يشترطون عدم إشراك حزب الله في الحكومة، لكنهم في الوقت ذاته قد يغضون النظر عن بقائه إذا تم التوصل إلى تسوية وإصلاحات». ويؤكد الأميركيون أنهم يعملون بشكل وثيق مع الفرنسيين، لكن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، تحدث خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي، عن «اختلافات صغيرة» حول نقطتين. الأولى أن تنفيذ الحكومة للإصلاحات هو شرط مسبق لحصولها على دعم مالي، تمسك بلاده بمفتاحه، والثانية أن حزب الله «منظمة إرهابية» لأن «المنظمة السياسية لا تملك ميليشيات»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «النهار». ولطالما شكل نزع سلاح حزب الله، المدعوم من طهران مطلب واشنطن، التي تفرض عقوبات عليه وعلى المتعاونين معه. كما تنادي بحياد لبنان، في مطلب ترفعه قلّة من القوى السياسية ومجموعات ناشطة في لبنان، ويُقصد به فك ارتباط حزب الله عن إيران وعن صراعات المنطقة. وفي ما بدا مؤشراً على امتعاض أميركي، لم يلتق شينكر في بيروت أياً من المسؤولين السياسيين، فيما شملت لقاءاته قائد الجيش العماد جوزف عون، ونواباً استقالوا من البرلمان عقب الانفجار، وناشطين معارضين للسلطة، بالإضافة إلى شخصيات شيعية مناوئة لحزب الله. وتنقل شخصية شيعية شاركت في الاجتماع لوكالة الصحافة الفرنسية عن شينكر اعتباره أن «حزب الله أُعطي فرصا عديدة منذ العام 2005 للانخراط في مشروع الدولة ولم يغير أداءه»، مضيفاً إنه لا «يمكن الثقة به اليوم» بانخراطه في إصلاحات، لطالما اتهمته واشنطن بعرقلتها. وتشعر واشنطن، وفق كريم بيطار، بخيبة أمل من حقيقة أن حزب الله يواصل لعب دور مهم في الساحة السياسية، وهي تبذل قصارى جهدها «لتقليل عدد حلفائه ومحاولة عزله».

وبينما تجاهر قلة من القوى السياسية اليوم على رأسها القوات اللبنانية بمطالبة حزب الله «بتسليم قرار السلم والحرب إلى الدولة»، وبالتالي التخلي عن سلاحه، يبدو أن غالبية القوى السياسية باتت تسلّم بواقع تفوقه العسكري وتحكّمه بمفاصل الدولة، وتجد نفسها بالتالي مضطرة لعقد تسويات.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية قبل أيام رداً على اعتبار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن سلاح حزب الله هو «التحدي الحالي»: «فلينسَ بومبيو الصواريخ الآن، فهذا أمر يعالَج بالسياسة في الوقت المناسب».

 

وفد قبرصي إلى لبنان لبحث وقف قوارب المهاجرين غير الشرعيين

نيقوسيا/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أعلنت قبرص، أمس (الاثنين)، أنّها سترسل إلى بيروت، هذا الأسبوع، وفداً للتباحث في سبل منع قوارب محمّلة بمهاجرين غير نظاميين من الإبحار من السواحل اللبنانية نحو الجزيرة المتوسطية التي اعترضت في الأيام الأخيرة عدداً غير مسبوق من هذه القوارب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس، إن مسؤولين من مختلف الأجهزة القبرصية المعنية بهذه المسألة سيزورون لبنان في غضون 48 ساعة، «للتعامل مع هذه الظاهرة بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية». وتقع قبرص على بعد 160 كيلو متراً فقط من الساحل اللبناني، وهي قريبة لدرجة أنّ الانفجار الضخم الذي وقع في 4 أغسطس (آب) الماضي في مرفأ بيروت، ودمّر أحياء عدّة من العاصمة اللبنانية، سُمع في الجزيرة. أما سوريا الغارقة منذ 2011 في حرب أهلية فتفصل بين سواحلها وسواحل الجزيرة مسافة أقلّ. والسلطات القبرصية في حالة تأهّب بعدما اعترضت في الأيام الأخيرة قبالة سواحل الجزيرة ما لا يقلّ عن خمسة قوارب محمّلة بأكثر من 150 مهاجراً. وأمس، عقدت وزارة الداخلية اجتماعاً طارئاً لبحث هذا الوضع. ووفقاً للسلطات القبرصية، فإنّ القسم الأكبر من المهاجرين غير النظاميين الذين أبحروا من لبنان في الأيام الأخيرة كانوا لبنانيين وسوريين، وقد سُمح لبعضهم بالنزول في الجزيرة، بينما أعيد البقية إلى لبنان على متن سفينة استأجرتها نيقوسيا لهذا الغرض. ولبنان الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري يعاني منذ أشهر من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، فاقمها الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت. وتخشى قبرص، العضو في الاتّحاد الأوروبي، من أن تتحوّل مقصداً لمهاجرين اقتصاديين ساعين للفرار من أزمة سياسية واقتصادية لا تنفكّ تتفاقم في البلد المجاور. وترتبط قبرص ولبنان باتفاقية تنصّ على «إعادة إرسال» المهاجرين الاقتصاديين غير الشرعيين إلى البلد الذي انطلقوا منه. وقبرص هي الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد طالبي اللجوء قياساً إلى عدد السكان.

وقال نوريس: «لم نعد قادرين على استقبال أعداد إضافية من المهاجرين الاقتصاديين لسبب بسيط»، هو أن مراكز إيواء هؤلاء المهاجرين في الجزيرة ممتلئة. وكان نوريس أشاد الأسبوع الماضي بموافقة البرلمان القبرصي على تقليص المدة التي يمكن خلالها للاجئ أن يستأنف قرار رفض طلبه من 75 إلى 15 يوماً.

ووفقاً لوزارة الداخلية القبرصية، فإنّه منذ أغلق في 2015 «طريق البلقان» الذي كان المهاجرون يسلكونه من تركيا إلى وسط أوروبا، ارتفعت طلبات اللجوء في قبرص من 2253 طلباً في 2015 إلى 13 ألفاً و648 في 2019. من جهته، قال متحدّث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في قبرص لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «أي شخص على متن قارب يطلب اللجوء يجب أن يُسمح له بالدخول، على الأقلّ بصورة مؤقّتة لدرس طلبه».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

عبدالله بن زايد يرأس وفد الإمارات للتوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل في العاصمة الأميركية واشنطن بحضور ترمب ونتنياهو

أبوظبي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أكدت الإمارات أن الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية و التعاون الدولي سيكون على رأس وفد رسمي يضم كبار المسؤولين إلى واشنطن يوم 15 سبتمبر (أيلول) الجاري بدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك للمشاركة في مراسم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية بين الإمارات وإسرائيل بحضور بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستضيف حفل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات يوم 15 سبتمبر (أيلول). ويشمل الاتفاق الذي أُعلن عنه في البيت الأبيض في 13 أغسطس (آب) عقب محادثات قال مسؤولون إنها استغرقت 18 شهراً، موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي ستقبل بالاستمرار في خطط تعليق ضم أراض بالضفة الغربية.

 

4 نصائح روسية إلى «الحليف السوري الصعب»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

قبل أسابيع، قال مسؤول أميركي، إنه على الرئيس فلاديمير بوتين أن يسأل نفسه بعد مرور خمس سنوات على التدخل المباشر لجيشه: هل يريد أن تكون سوريا في 2025 كما كانت في 2020؟ لا شك أن زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، تأتي انطلاقاً من هذا السؤال، حيث حمل معه إغراءات اقتصادية ونصائح دبلوماسية إلى «حليفنا الصعب»، على أمل الوصول إلى إجابات مختلفة عما يريده بعض المسؤولين السوريين. عليه، كما كانت زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين استخباراتيين في بداية 2012، بداية حماية «الحلفاء» في دمشق بالوسائل الدبلوماسية والاقتصادية، وكما كان التدخل في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015، بداية التدخل العسكري لـ«إنقاذ النظام» ودمشق، فإن «الزيارة المفصلية» الراهنة أمس، هي بداية الانتقال من العمل العسكري في الأطراف السورية إلى السياسة والاقتصاد والدبلوماسية في قلب دمشق وتمهيد الطريق إلى مخرجات مختلفة في سوريا. قبل أن يغادر الوفد الروسي بلاده، أجرى في الأيام والأسابيع الأخيرة سلسلة مشاورات للوقوف على حصيلة الموقف من الملف السوري؛ كي يحمل معه أربع نصائح روسية إلى «الحليف الصعب»:

«سيف أميركي»

بداية، أظهرت الاتصالات مع الجانب الأميركي نقاطاً عدة. دخلت واشنطن في مرحلة الثبات الانتخابي، وهي بصدد مرحلة معقدة بسبب الانتخابات الرئاسية في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن ليست هناك مؤشرات جدية إلى انسحاب الجيش الأميركي من شمال شرقي سوريا، بما في ذلك لو فاز جو بايدن بالانتخابات. كل المؤشرات الآتية إلى موسكو، تدل إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد صدور قوائم جديدة من العقوبات الأميركية بموجب «قانون قيصر». كانت شملت الرئيس بشار الأسد وزوجته وابنه وكبار مساعديه ورجال الأعمال، وستشمل رجال أعمال ونواباً ومسؤولين عسكريين في قوائم ستصدر قريباً وفق ما بات يعرف بـ«سيف قيصر». أيضاً، «قانون قيصر» هو قانون تشريعي وعليه إجماع من الكونغرس والمؤسسات السياسية والعسكرية في واشنطن. أي، أن العقوبات هي أمر واقع في الفترة المقبلة. لذلك؛ فإن التنسيق بين موسكو ودمشق ضروري لمواجهتها. هنا، تشير معلومات إلى أن الجانب الروسي حمل في جعبته إغراءات مالية واقتصادية، بينها قروض أو منح بمليارات الدولارات الأميركية لإعطاء أوكسجين إلى دمشق يساعدها في الفترة المقبلة، ويخفف عبء الأزمة الاقتصادية وسعر صرف الليرة السورية.

«هلال إيراني»

مقابل هذه الإغراءات، «نصحت» موسكو دمشق بضرورة «مساعدتنا كي نساعدكم» بكسر العزلة الدبلوماسية - السياسية وبدء عملية إعادة الأعمار. كيف؟ الإقدام على بعض الخطوات الملموسة المتعلقة بترتيب البيت الداخلي وإجراء إصلاح دستوري وفق القرار 2254. لكن أيضاً، إعادة تموضع جيو - سياسي يتعلق بالعلاقة مع إيران وتخفيف دور سوريا في «الهلال الإيراني» الذي يمتد من طهران إلى بغداد، ودمشق وبيروت ويتعرض لضربات إسرائيلية بموافقة أميركية وصمت روسي. بين ذلك، ضمان تنفيذ الاتفاق الروسي - الأميركي الذي تضمن إبعاد إيران عن جنوب سوريا. كل هذا، يمهد الطريق أمام دول عربية وأوروبية لـ«تطبيع» العلاقات والمساهمة في إعمار سوريا. أيضاً، يتضمن ذلك، أن تقبل دمشق التفاهمات بين موسكو وواشنطن حول شرق الفرات وبين موسكو وأنقرة حول شمال غربي سوريا. أي، أن ترضخ الرغبات السورية لسقف التفاهمات الاستراتيجية الكبرى بين تركيا وروسيا، التي تخص ملفات أكبر بكثير من خطوط التماس في شمال غربي سوريا. أغلب الظن، بمجرد فتح طريق حلب - اللاذقية وطريق حلب - دمشق، بفضل الدوريات العسكرية الروسية - التركية والتدريبات المشتركة، فإن الجمود سيستمر في «مثلث الشمال» على الأقل، هذا ما تريده موسكو. هي كانت استعدت لزيارة لافروف السورية، بأن استقبلت وفداً تركياً للوقوف على آخر مستجدات هذا الملف وتطبيق اتفاق موسكو الذي أبرم في بداية مارس (آذار) الماضي.

اللامركزية

ضمن جمع أدوات «الإقناع» إلى «الحليف الصعب»، استضافت موسكو توقيع اتفاق بين إلهام أحمد، رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا، وقدري جميل، رئيس «حزب الإرادة الشعبية» المدعوم من موسكو. بعد الاتفاق التقى لافروف أحمد وجميل. اللافت، أن الاتفاق نص على أن «سوريا الجديدة... دستورها ديمقراطي يحقق صيغة متطورة للعلاقة بين اللامركزية (...) والمركزية في الشؤون الأساسية (الخارجية، الدفاع، الاقتصاد)»، والتأكيد على «حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية». كما نص على أن «الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية العامة التي ينحصر بها حمل السلاح ولا تتدخل بالسياسة. وينبغي على أن تكون (قوات سوريا الديمقراطية) منخرطة ضمن هذه المؤسسة على أساس صيغ وآليات يتم التوافق عليها». هذا الاتفاق، الذي تضمن عنصري «اللامركزية» وعلاقة «قوات سوريا الديمقراطية» بالجيش السوري، أبلغ لافروف، أحمد وجميل دعمه الكامل له، وأنه سينقل مضمونه إلى دمشق.

سوريا الجديدة

«سوريا الجديدة» التي تحدث عنها الاتفاق بين حليفي موسكو وواشنطن، تريد روسيا الوصول إليها عبر تنفيذ القرار 2254. بوابة تنفيذ هذا القرار، هي اللجنة الدستورية. لكن الواضح، أن دمشق لم تكن بصدد الانخراط الجدي في هذا المسار. في الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة في جنيف قبل أسبوعين، غيّر وفد الحكومة من شكليات ممارساته، لكنه لم يغيّر من جوهرها. الوفد، رفض أن يسمّي نفسه بـ«وفد الحكومة» أو «المدعومة من الحكومة»، بل إنه انقلب على الاتفاق السابق مع «هيئة التفاوض» المعارضة حول «القواعد الاجرائية»، وأكد أنه «كيان مستقل»، ضمن سياسة ترمي إلى شراء الوقت وصولاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في منتصف 2021. دمشق تريد أن تجرى الانتخابات وفق الدستور الحالي، لتؤجل النقاش حول الدستور إلى ما بعدها. كما أنها متمسكة بعرض نتائج عمل اللجنة على استفتاء عام. المبعوث الأممي غير بيدرسن ذهب إلى موسكو بعد الجولة الثالثة وأطلع لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على نتائج اجتماعات اللجنة التي كان شاهداً على عملها مستشار روسي من داخل القاعة، على أسلوب عمل وفد الحكومة السورية. أيضاً، وعد لافروف بنقل ذلك إلى «حليفنا الصعب» في دمشق. ويُعتقد أن «النصيحة الروسية» ستكون بتغيير أسلوب التعاطي مع اجتماعات اللجنة الدستورية وتسريع عملها لتحقيق اختراقات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. عليه، ستكون الأيام والأسابيع المقبلة اختباراً لمدى استماع دمشق إلى «النصائح» الروسية وما إذا كان سلوكها سيكون مختلفاً عما قاله دبلوماسي روسي سابق «دمشق تأخذ منا كل شيء إلا النصيحة».

 

مقتل جندي تركي بهجوم في شمال غربي سوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أعلنت وزارة الدفاع التركية أن جندياً فقد حياته متأثراً بجراحه جراء هجوم مسلح في إدلب شمال غربي سوريا. وأضافت الوزارة، في بيان عبر حسابها في موقع «تويتر»، أمس (الاثنين)، أن «الجندي سردار أصلان توفي متأثراً بجراح أصيب بها جراء هجوم شنه (إرهابيون) في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، حيث إن الجندي التركي توفي رغم تقديم المساعدات الطبية كافة اللازمة له». وكان مجهولون يستقلون سيارة أطلقوا الرصاص الحي وبشكل مباشر على تجمع للقوات التركية في قرية معترم بالقرب من مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، أول من أمس، ما أسفر عن إصابة 3 جنود كان أحدهم في حالة خطيرة. ودخلت مدرعات تركية إلى مكان الحادث ونقلت الجنود المصابين إلى الأراضي التركية، عبر معبر باب الهوى الحدودي، وقامت القوات التركية بعملية تمشيط للمنطقة. والأسبوع الماضي، أُصيب عدد من الجنود الأتراك ومن فصائل المعارضة جراء هجوم بعربة مفخخة استهدف القوات التركية في مدرسة قرية سلة الزهور بريف جسر الشغور على طريق حلب - اللاذقية الدولية (إم 4). وتمكن عناصر الشرطة العسكرية التركية من تفجير السيارة قبل الوصول إلى القاعدة التركية، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الفصائل السورية التي تشارك في حراسة النقطة التركية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها نقطة عسكرية تركية بشكل مباشر.

وزادت تركيا من تعزيزاتها ونقاطها العسكرية في إدلب، منذ فبراير (شباط) الماضي، عقب هجوم لقوات النظام بدعم روسي على إحدى النقاط التركية في 27 من الشهر ذاته، ما أسفر عن مقتل 33 جندياً تركياً، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة من أنقرة. على صعيد آخر، سيرت القوات التركية والروسية، أمس، دورية عسكرية مشتركة في قرى ريف عين العرب (كوباني) الشرقي، في شرق حلب. وضمت الدورية 4 مدرعات من كل جانب، رفقة مروحيتين روسيتين حلقتا في الأجواء.

   

ترتيبات لاجتماع فلسطيني في موسكو وانتقادات في روسيا لبيان الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

راوح الموقف الروسي حيال نتائج اجتماعات القيادة الفلسطينية أخيراً، بين ترحيب رسمي حذر ببعض ما ورد في البيان الفلسطيني الختامي، وتجديد الدعوة للفصائل الفلسطينية لاستكمال نقاشاتها في العاصمة الروسية. وعلمت «الشرق الأوسط»، أن ترتيبات تجري حالياً لعقد اجتماع جديد للفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية أواخر الشهر الحالي. وكان اللافت في الموقف الروسي، بروز تعليقات ومقالات لشخصيات بعضها قريب من الدوائر الرسمية الروسية، وجهت انتقادات لاذعة لنتائج اجتماعات الأمناء العامين للفصائل والبيان الختامي الذي صدر في ختام أعمالهم. وواكبت الخارجية الروسية التطورات الداخلية الفلسطينية بشكل حثيث، وفي اليوم التالي بعد الاجتماعات الفلسطينية، استقبل نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف سفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، كما تلقى اتصالات هاتفية من عدد من ممثلي الفصائل والقياديين الفلسطينيين. كما أصدرت الوزارة بياناً لفت إلى أن «العنصر الأساسي في الاتفاقات الفلسطينية هو التأكيد على عدم وجود بديل لحل الدولتين، وكذلك رفض أي خطوات أحادية الجانب». ولفت البيان إلى تأييد موسكو «الإشارة الواردة (في بيان الفصائل)، إلى أن مفتاح الحل الناجح والنهائي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، هو عملية سلام يقودها وينفذها الطرفان بأنفسهما». وجددت الخارجية التأكيد على «أهمية إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية سريعاً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، شرطاً أساسياً لبدء المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة». وزاد البيان «تماشياً مع جهودنا للمساعدة في التغلب على الانقسام الفلسطيني، ومن أجل ترسيخ الاتجاه الإيجابي الناشئ، نعيد تأكيد استعدادنا لتنظيم اجتماع جديد للفصائل الفلسطينية في موسكو». وحمل هذا العرض قناعة روسية بأن لقاء الأمناء العامين للفصائل، ليس كافياً لإنهاء الانقسام، وإطلاق مرحلة جديدة، وهو أمر تكرس من خلال تكرار الدعوة الروسية أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الأطراف الفلسطينية أبدت استعداداً لتلبية الدعوة الروسية، وأن ترتيبات تجري حالياً لعقد اجتماع جديد للفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية أواخر الشهر الحالي. في غضون ذلك، برزت تعليقات ومقالات في وسائل الإعلام شككت بـ«قدرة الفلسطينيين على تجاوز الوضع الراهن، بالآليات ذاتها التي تعاملوا بها سابقاً».

وكان لافتاً أن واحدة من هذه المقالات كتبها الدبلوماسي السابق القريب من وزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر، وحملت انتقادات قوية للإدارة الفلسطينية لإدارة الفلسطينية لملف المصالحة. وقال فيها، إن اجتماع الأمناء العامين للفصائل لا يدعو للتفاؤل؛ «لأنهم، وخلال عام ونصف العام مضت، لم يستغلوا فرصة مبادرتين طرحتهما موسكو لاستضافتهم من أجل تجاوز الخلافات واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن «الانقسام الفلسطيني هو الذي مهّد لصفقة القرن، وهو الذي أضعف الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو تحديداً ما مثّل طعنة مؤلمة في ظهر الشعب الفلسطيني».

وتساءل الكاتب «ما الذي يمكن أن تقدمه اللجنة المشكّلة من تصور عن إمكانية استعادة الوحدة، وما هو ذلك (الأمر الغامض) الذي نحتاج إلى 5 أسابيع كي تضع له اللجنة تصوراً له»؟ كما أشار إلى أن تسمية اللقاء بأنه «تاريخي»، «تثير الدهشة». مشيراً إلى استغراب لاستخدام مصطلح «الحدث التاريخي» لوصف تشكيل لجنة لاستعادة الوحدة الفلسطينية، أو اجتماع للقيادات الفلسطينية. كما لفت إلى غرابة إعلان القيادة الفلسطينية، أن مبدأ «لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة»، يعد إنجازاً للاجتماع. وتساءل «هل يدرك القادة الفلسطينيون وجود قرار دولي ثابت ومؤكد، صادر عن هيئة الأمم المتحدة يحدد ما هي الدولة الفلسطينية»؟ معرباً عن تشاؤم حيال قدرة الفصائل الفلسطينية بهذه الآليات، على تحقيق تقدم على صعيدي استعادة الوحدة أو مواجهة المشروع الأميركي في فلسطين.

 

إسرائيل تتهم «حماس» باستئناف عمليات التفجير وضبط متعاونين قبل التنفيذ

تل أبيب/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

اتهمت أجهزة الأمن الإسرائيلية حركة «حماس» في قطاع غزة، بالعمل على إعادة العمليات التفجيرية في مدن المنطقة الوسطى وفي المستوطنات، وذلك بدعوى أنها «تخطط لتصعيد المشهد الفلسطيني». وقال مسؤول في هذه الأجهزة، أمس الاثنين، إن عديداً من المتعاونين مع «حماس» قد ضبطوا في السنة الأخيرة، قبل أن ينفذوا عملياتهم. وتوقع أن تكون الحركة قد جندت عدداً من الفلسطينيين في الضفة الغربية وحتى من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48) لهذا الغرض. وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن «حماس» تنوي استغلال وقف التنسيق الأمني القائم بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية، وكذلك تراجع دور السلطة الفلسطينية ومحاصرتها من إسرائيل والولايات المتحدة، فغياب السلطة أوجد فراغاً تريد «حماس» اليوم ملأه. وهي فضلاً عن كونها تفتش عن إثارة مواضيع تغطي على إخفاقاتها في معالجة الأزمة الاقتصادية والصحية في قطاع غزة، تحاول إثبات وجودها كعنصر أساسي للمفاوضات مع إسرائيل، من أجل تفاهمات على هدنة طويلة الأمد. ووفقاً لتعبير هذا المسؤول، فإن «حماس» تبث رسالة إلى تل أبيب، تفيد بأن «حماس» يمكن أن تكون موجعة أكثر وفي الوقت نفسه مرنة أكثر. وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، قد أعلن، صبيحة الاثنين، عن اعتقال تسعة فلسطينيين من مواطني إسرائيل، سكان بلدة شقيب السلام في النقب، ادعت أنهم خلية تابعة لحركة «حماس» كانت تخطط لتفجير عبوة ناسفة في مفرق بيلو في الجنوب. وقال البيان إن قائد الخلية هو محمود مقداد (35 عاماً) الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية في الخامس عشر من الشهر الماضي، عندما ندم على موافقته على تنفيذ العملية وقام بتفجير العبوة في منطقة بعيدة للتخلص منها، فاعتقلته المخابرات الإسرائيلية. وخلال التحقيق معه أدلى باعترافات أدت إلى الكشف عن شركائه. واتضح من التحقيق معه، أن «حماس» تسعى لتجنيد آخرين من إسرائيل والضفة الغربية لتنفيذ عمليات. وقد تم تقديم لائحتي اتهام بحق محمود وأحمد مقداد لمحكمة بئر السبع، في تهم «أمنية صعبة»، أمس، على أن يحاكم الآخرون بتهم خفيفة في وقت لاحق. ومحمود مقداد في الأصل من سكان رفح، يعيش هناك مع زوجته وأولاده؛ لكنه عمل في إسرائيل وتزوج من امرأة ثانية من عرب النقب. وصار يتنقل من قطاع غزة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون (إيرز) الإسرائيلي، ويوزع حضوره بين الزوجتين.

وحسب «الشاباك»، فقد استغلت «حماس» وضعيته وتم تجنيده على يد الجناح العسكري (كتائب عز الدين القسام)، نهاية السنة الماضية. وفي البداية طلبوا منه أن يمدهم بمعلومات وصور عن منظومة الدفاع الصاروخية (القبة الحديدية) في المنطقة الجنوبية من البلاد ومناطق عسكرية مختلفة، ثم تلقى تدريبات حول كيفية فك وتركيب العبوة الناسفة وزرعها في المكان المناسب وكيفية تفعيلها وتفجيرها. وقام محمود بإطلاع عدد من أشقائه وأقاربه وجيرانه على هذا السر، وحاول تجنيد عدد منهم، وبلغ عدد العارفين والمجندين 9 أشخاص، غالبيتهم من شقيب السلام. وادعت المخابرات الإسرائيلية أن المعتقلين التسعة يعتبرون شركاء في العملية، وتهمة قسم منهم أنهم كانوا يعرفون ولم يبلغوا. ووصف بيان «الشاباك» طريقة عمل محمود، بأنه «اشترى قبل ثلاثة شهور ذخيرة من الرصاص وراح يفككها ويخرج منها مادة البارود، وبدأ في تركيب العبوة وفقاً للإرشاد الذي تلقاه في غزة». وخطط لتفجيرها في مجمع تجاري قائم على مفرق بيلو بقرب مدينة رحوبوت. وأما أحمد مقداد، أخو محمود، فقد كان شريكاً سرياً بحيث إنه لم يعرقل سير التخطيط لتنفيذ العملية، وكان يجمع معلومات عن «القبة الحديدية».

 

تطورات القضية الفلسطينية أمام وزراء الخارجية العرب غداً

القاهرة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس (الاثنين)، أعمال الدورة العادية 154 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة فلسطين، التي أكد مندوبها أمام الاجتماع، أمس، «التمسك بمبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء». وتسلمت فلسطين رئاسة مجلس الجامعة خلفاً لسلطنة عمان، وتجري التحضيرات لاجتماعات المجلس على مستوى وزراء الخارجية غداً (الأربعاء)، والتي ستعقد افتراضياً عبر «الفيديو كونفرنس». وبحث المندوبون الدائمون البنود المدرجة على جدول أعمال المجلس، وفي مقدمتها «تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات التي شهدتها التطورات الأخيرة، ومستجدات الوضع في ليبيا». وأكد مندوب فلسطين بالجامعة العربية السفير دياب اللوح «رئيس الدورة»، حرص دولة فلسطين على «العمل العربي المشترك، وموقفها الثابت والراسخ منه ومن قرارات الشرعية العربية لخدمة القضايا العربية المشتركة». وقال في كلمته إن انعقاد «هذه الدورة يأتي والقضية الفلسطينية تمر بمرحلة معقدة لم تشهدها من قبل، وإنه في الوقت الذي أكدت فيه القيادة الفلسطينية مراراً وتكراراً، أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأشقائنا العرب وحقهم السيادي في قراراتهم ووحدة وتماسك ترابهم الوطني، فإنها أكدت أيضاً مطالبة أشقائنا بالمبدأ نفسه واحترام استقلالية قرارنا الوطني واحترام أولوية حقوقنا الوطنية الثابتة في فلسطين، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري لأرض دولة فلسطين». وأكد اللوح تمسك فلسطين بـ«السلام كخيار استراتيجي لحل الصراع مع إسرائيل، وعلى أن يكون أساس عملية السلام، هو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمرجعيات الدولية المتعددة».طوجدد اللوح «إعلان وموقف فلسطين بالتمسك بتنفيذ المبادرة العربية للسلام من الألف إلى الياء، طبقاً لما نصت عليه المبادرة، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة كافة دون استثناء، حتى الوصول إلى علاقات طبيعية لمن يرغب من الدول الشقيقة مع إسرائيل، أما عدم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله، والدخول في تطبيع العلاقات معه، ستكون له تداعيات كارثية على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة»، على حد تعبيره.

 

البرهان يلتقي أفورقي في إريتريا في زيارة {ذات طابع أمني}

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، والرئيس الإريتري آسياس أفورقي جولة مباحثات، أمس، تناولت الوضع الأمني والحدودي بين البلدين في العاصمة أسمرا، التي وصلها في زيارة قصيرة، فضلاً عن بحث ملف السلام السوداني وما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي.

ووصل البرهان أسمرا، أمس، في زيارة رسمية تستغرق ساعات، وبرفقته وفد أمني وعسكري رفيع، يتكون من مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة، الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن ياسر محمد عثمان. وبحسب متابعات «الشرق الأوسط»، فقد تناول لقاء البرهان أفورقي العلاقات الثنائية والإقليمية، وذلك في أعقاب توتر في مدينة «كسلا» القريبة من الحدود المشتركة بين الدولتين، والتي شهدت أحداث عنف قبلي، على خلفية تعيين الوالي المدني، وأشارت أصابع الاتهام لأيادٍ خارجية لعبت دوراً في تأجيج الصراع. وزار الرئيس آسياس أفورقي السودان في يونيو (حزيران) الماضي لمدة يومين، رداً للزيارة التي قام بها البرهان إلى إريتريا في يونيو 2019. وتبادل المسؤولان الزيارات في أعقاب قطيعة سودانية إريترية وإغلاق الحدود المشتركة في عهد حكم الرئيس المعزول عمر البشير. وشهدت العلاقات بين البلدين توتراً شديداً في فبراير (شباط) 2018؛ حيث أغلقت حكومة المعزول البشير الحدود المشتركة بين البلدين، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق الحدودية، وزعمت أن حكومة أسمرا حشدت قوات كبيرة قرب حدودها مع السودان، وآوت المعارضة، وشجعت تهريب السلع من السودان. ويكشف تكوين الوفد الذي رافق البرهان وتوقيت الزيارة، أنها ذات طابع أمني، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوترات في شرق السودان، وذلك على خلفية الصراعات التي شهدتها ولاية كسلا أخيراً، وهي ولاية محادّة لإريتريا، وتشهد تداخلاً سكانياً بين البلدين. وينتظر أن يكون البرهان قد بحث مع أفورقي آليات إنهاء التوتر في شرق السودان، ولا سيما أن أسمرا تواجه معارضة قوية تستفيد من عدم الاستقرار في شرق السودان، وتشير التحليلات إلى أن عناصر من نظام الإسلاميين المعزول تعمل هناك بتناغم مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة الإثيوبية، على تغذية التوتر في المنطقة الحدودية. وتسعى السلطة الانتقالية السودانية إلى بسط الأمن والسلام في السودان، وتعتبره هدفاً مركزياً، وبعد أن حققت اختراقاً بتوقيع اتفاقية سلام مع حركات مسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، تسعى إلى بسط الأمن والاستقرار في منطقة شرق السودان، التي شهدت نزاعات عرقية في أكثر من منطقة، آخرها ما شهدته مدينة كسلا الأسابيع الماضية.

 

إدانة خليجية للهجوم الإرهابي في تونس

الرياض - أبوظبي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الهجوم الإرهابي الذي استهدف رجُلي أمن في تونس، وأسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وأعرب الأمين العام عن خالص تعازيه ومواساته لأهالي الضحية، وتمنياته للمصاب بالشفاء العاجل، وعن تضامن مجلس التعاون مع الجمهورية التونسية في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها. في غضون ذلك، أدانت الإمارات، بشدة، الهجوم الإرهابي الذي استهدف رجلي أمن في تونس، وأدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الأعمال الإرهابية والإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.

 

السجن المؤبد لمصري أدين بتشكيل خلية إرهابية تتبع «داعش»/«الأوقاف» تهاجم جماعة «الإخوان» وتدعو إلى التوعية بخطورتها

القاهرة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

قضت محكمة مصرية، أمس، بمعاقبة شخص بالسجن المؤبد، في إعادة إجراءات محاكمته بتشكيل خلية إرهابية والانضمام إليها، تتبع تنظيم «داعش» الإرهابي، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«تنظيم داعش الصعيد». وأدين المحكوم عليه، ويدعى أحمد عيد مصطفى، مع آخرين بـ«تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن تولوا قيادة وانضموا إلى جماعة تدعو إلى تكفير الحاكم، وشرعية الخروج عليه، والاعتداء على مؤسسات الدولة». وضمن الاتهامات كذلك «استباحة دماء المواطنين المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة بغرض إسقاط الدولة، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر». وقالت النيابة العامة، إن «الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها مع علمهم بذلك». وسبق أن عُوقب 20 آخرون بالسجن المشدد 7 سنوات؛ لإدانتهم في القضية نفسها. من جهة أخرى، شنّ وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، أمس، هجوماً واسعاً على جماعة «الإخوان المسلمين»، والتي تصنفها السلطات «تنظيماً إرهابياً» منذ عام 2014. وقال جمعة، إن «التستر على أي من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية المجرمة أو أي جماعة تكفيرية أخرى جريمة في حق الدين والوطن والإنسانية». وناشد وزير الأوقاف، في بيان له، المجتمع بأسره بصفة عامة، والإعلام الوطني بصفة خاصة، «تكثيف جهوده في كشف حقيقة تلك الجماعات العميلة المأجورة، وتعريتها وكشف عمالتها وخيانتها، وبيان مدى خطورتها على الدين والدولة والمجتمع». وجاء هجوم الوزير المصري، في إطار رده على أنباء بثتها مواقع وقنوات موالية للجماعة، على مدار الأيام الماضية، تتحدث عن إزالة مساجد مبنية مخالفة للقانون، ضمن حملة تقودها الدولة حالياً لإزالة المباني المخالفة، أو تقنين أوضاعها بموجب قانون «التصالح» الصادر مؤخراً، عبر دفع غرامات مالية. ووصف جمعة الإخوان بـ«جماعة الشيطان»، واتهمها بأنها «دأبت وكتائبها الإلكترونية على الكذب والتلفيق واختلاق الأكاذيب ونسبتها إلى بعض المسؤولين كذباً وافتراء بلا دين ولا ضمير ولا قيم ولا أخلاق». ونفى الوزير وجود علاقة بين قانون التصالح والمساجد، مؤكداً أن إقحام المساجد في قانون التصالح «لم يقل به أحد على الإطلاق، ولا يتضمن قانون التصالح أمر المساجد من قريب أو بعيد». وأشار الوزير إلى أن «الإخوان» ومن يدور في فلكها ومصالحها «لا يستحون في ترويج الأكاذيب وبث الشائعات، مع سرقتهم لشعارات مواقع وصحف محترمة، والافتراء عليها إثماً وبهتاناً، وتقويلها ما لم تقله ولم تنشره دون حياء أو خجل».

 

«التصالح» ينهي أزمة الاعتداء على مقيم مصري في الكويت

القاهرة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

احتوت مصر والكويت أزمة جديدة أثارها فيديو، جرى تداوله على نطاق واسع، وأظهر اعتداء بالضرب على مقيم مصري بالكويت. وبحسب مسؤولي البلدين، فإنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة بمثل هذه الحوادث، وانتهت بـ«الاعتذار للمواطن المصري، وكذا التصالح بينهم».

وشهدت العلاقات بين البلدين، على المستوى غير الرسمي، توترات خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب مشاحنات بين بعض المواطنين، وتلاسنات متبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت حملات تحريض ضد المصريين العاملين في الكويت، بدعوى تعرضهم للإصابة بفيروس «كورونا». وخلال اليومين الماضيين، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر قيام شخصين بالاعتداء وضرب مقيم من الجنسية المصرية داخل متجر لألعاب الأطفال. ووفق وزارة الهجرة المصرية، فإن الفيديو المتداول عن الاعتداء على شاب مصري بدولة الكويت في أحد المحال التجارية «مجتزئ، ولا يشمل جميع تفاصيل الحادث الذي وقع فيه اشتباك بين أطراف الواقعة عقب التعدي»، وأوضحت الوزارة، في بيان، أمس، أن «الواقعة تعود إلى شجار نشب بشأن منتجات في محل لعب أطفال انتهت بالاعتذار للمواطن المصري». لافتة إلى أنه «احتراماً لطلب المواطن المصري، فلن يتم الإعلان عن البيانات الخاصة به».

بدورها، عقّبت السلطات الكويتية، في بيان صادر عن الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية، قالت فيه إن «الجهات الأمنية المختصة تفاعلت على الفور مع مقطع الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الشباب يقومون خلاله بالاعتداء على أحد المقيمين داخل محل خاص بألعاب الأطفال في منطقة الفحيحيل، وانتقلت للموقع للتأكد من تفاصيل الواقعة». وأضافت أنه «بعد اتخاذ اللازم وفق الإجراءات القانونية المتبعة بمثل هذه الحوادث ومواجهة المقيم بالواقعة، أفاد أنه لا يرغب في تقديم شكوى لدى المخفر بالواقعة، هذا وقد حضر ولي أمر الشباب للمحل، وقام بالاعتذار منه، وتم التصالح بينهم». وسبق أن ألقت السلطات الكويتية القبض على مواطن قام بصفع عامل مصري في أحد المتاجر، في يوليو (تموز) الماضي، بعد حملة استنكار واسعة بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي أغسطس (آب) الماضي، استنكرت السفارة الكويتية في القاهرة مقطع فيديو ليوتيبر مصري «تضمن دعوة المارة في الشارع لحرق علم دولة الكويت مقابل 500 دولار أميركي»، ضمن برنامج للعرض على «يوتيوب»، غير أن جميعهم رفضوا، وأبدوا احترامهم وتمسكهم بعلاقات الاحترام المتبادل والأخوة. ويصل عدد المصريين في الكويت إلى نصف مليون شخص؛ حيث تأتي العمالة المصرية في المرتبة الثانية من حيث العدد، بحسب إحصاءات كويتية رسمية. وكانت الكويت قد أعلنت الشهر الماضي تعليق حركة الطيران القادمة إليها من 31 دولة، من بينها مصر. وتؤكد السلطات المصرية والكويتية أهمية الحفاظ على العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، ورفض أي «محاولات للوقيعة»، وسبق أن اتهمت «الخارجية لمصرية» من سمتها «جهات مغرضة» بالوقوف وراءها.

 

مقتل 3 جنود صوماليين وإصابة ضابط أميركي في هجوم لـ«الشباب»

القاهرة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

أفاد مسؤولون صوماليون، أمس، بأن «3 جنود من القوات الخاصة الصومالية قتلوا، وأصيب ضابط أميركي بجروح خطيرة، في انفجار سيارة ملغومة، الاثنين، خارج قاعدة عسكرية في جنوب البلاد». وفي وقت لاحق أعلنت «حركة الشباب» الموالية لتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم، لكنها زعمت أن عدد القتلى «بلغ 20 شخصاً». ووقع الهجوم في قرية «جناي عبد الله»، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من مدينة كسمايو الساحلية، عاصمة ولاية «أرض جوبا». بدورها؛ قالت وكالة الأنباء الصومالية، أمس، إن «القوات الخاصة الوطنية (دنب) استعادت السيطرة على منطقة (جناي عبد الله)، وواصلت عملياتها العسكرية ضد فلول (ميليشيات الشباب)، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار واستئصال (الإرهاب)». ووفق الوكالة الرسمية الصومالية؛ فقد تمكنت «قوات الجيش الوطني» من «استهداف وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة في منطقة (جناي عبد الله)، وذلك لإلحاق الأذى بالسكان المدنيين في مدينة كسمايو، كما ضبطت سيارة أخرى مفخخة في ضواحي منطقة (جناي عبد الله)، وقامت بتدميرها بالفعل»، وأضافت أن القوات المسلحة الصومالية فككت «18 لغماً أرضياً زرعتها (ميليشيات الشباب المتطرفة) في المنطقة نفسها؛ إذ فجّر (الإرهابيون) الآبار التي كانوا يستخدمونها، أثناء فرارهم من المنطقة». ونقلت «رويترز» عن محمد صبري، مدير الاتصالات بقصر ولاية «أرض جوبا»، أن القتلى الثلاثة من القوات الخاصة الصومالية، بينما وصف إصابة الضابط الأميركي بـ«الخطيرة». لكن عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث العسكري باسم «حركة الشباب»، قال في بيان تبني الهجوم: «نفذنا هجوماً بسيارة ملغومة على قوات أميركية، وعلى القوات الخاصة الصومالية المعروفة باسم (دنب) في قرية (جناي عبد الله)، وقتلنا 4 ضباط أميركيين، و16 من أفراد القوات الصومالية كانوا يدربونهم». وتابع أن «الهجوم أسفر عن إصابة 12 جندياً صومالياً، وتدمير 3 مركبات عسكرية أميركية مدرعة»، على حد بيان متحدث «الشباب» الصومالية.

وتسعى «حركة الشباب» منذ عام 2008 إلى إطاحة الحكومة المركزية في الصومال، من أجل إقامة حكمها الخاص.

 

تفجيران يستهدفان شاحنات عراقية تحمل معدات لقوات التحالف الدولي

بغداد/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

ذكرت وسائل إعلام عراقية، مساء اليوم (الاثنين)، أن عبوة ناسفة استهدفت رتلاً لشاحنات عراقية تحمل معدات لقوات التحالف الدولي، شمال بغداد. وأوضحت المصادر أن «عبوة ناسفة انفجرت مساء اليوم لدى مرور رتل يحمل حاويات لإحدى شركات الدعم اللوجيستي المنسحبة من معسكر التاجي على طريق المرور السريع قرب حي الشعلة، شمال بغداد». وقالت إن الانفجار «لم يسفر عن خسائر بالأرواح، واقتصر على أضرار بسيطة»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وفي حادث منفصل، انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور رتل لشاحنات عراقية للدعم اللوجيستي للتحالف الدولي في منطقة جبلة بمحافظة بابل، على مسافة 100 كيلومتر جنوب بغداد، دون وقوع إصابات. وتتكرر بشكل شبه يومي عمليات استهداف أرتال الشاحنات العراقية التي تحمل حاويات لنقل البضائع والمعدات لحساب قوات التحالف، رغم الإجراءات الأمنية التي تفرضها القوات العراقية ومرافقتها حركة الشاحنات.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: عون يتمسك بالداخلية والمالية لمقايضتهما بتثبيت «الطاقة» في حصته/أديب يحصر التشاور معه في تشكيل الحكومة من دون باسيل

محمد شقير/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

قالت مصادر سياسية لبنانية إن رئيس الجمهورية ميشال عون يتحمل مسؤولية حيال تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، عازية السبب إلى أن ما يهمه أولاً وأخيراً تعويم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من خلال حجز العدد الأكبر من المقاعد الوزارية الخاصة بالمسيحيين لأشخاص ينتمون إليه مباشرة، على أن تكون وزارة الطاقة من حصته. وكشفت المصادر السياسية لـ«الشرق الأوسط» أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتحرك بعيداً عن الأضواء لتذليل العقبات التي تؤخر ولادة الحكومة بصورة طبيعية، كان قد التقى أخيراً الرئيس عون الذي أبلغه بأنه يفضل أن تتشكل الحكومة من 24 وزيراً من اختصاصيين مسيسين، بذريعة أن تُسند كل حقيبة إلى وزير لتسهيل تطبيق الإصلاحات. وأكدت أن الرئيس عون يؤيد بطريقة أو بأخرى طلب باسيل تطبيق المداورة في إعادة توزيع الحقائب على الطوائف؛ خصوصاً تلك السيادية أو الخدماتية التي هي أقرب إلى السيادية، قائلة إنه اقترح أن تكون المالية والداخلية من حصة المسيحيين، في مقابل إسناد الدفاع الوطني والخارجية إلى المسلمين. واعتبرت المصادر نفسها أن عون لا يتمسك بمبدأ المداورة ويصر على تطبيقها بحذافيرها، بمقدار ما أنه أراد تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر، مفادها أن إصرار الشيعة على الاحتفاظ بالمالية التي تتيح لهم حق التوقيع الثالث على المراسيم ذات الطابع المالي، لا يعطيهم في المقابل الحق في وضع «فيتو» على إعادة توزيع الحقائب الوزارية التي هي بقوة الوزارات السيادية.

وبكلام آخر، فإن عون - بحسب هذه المصادر - يرفض في المطلق لجوء أي طرف إلى استخدام حق النقض لجهة رفضه عودة وزارة الطاقة إلى وزير مسيحي، يفترض أن يكون من المقربين لتياره السياسي الذي يتزعمه باسيل الذي يعتبرها بمثابة وكالة حصرية لا يحق لغيره أن يتولاها.

فرئيس الجمهورية يلوح من خلال مطالبته بالداخلية والمالية، بأن لا قرار نهائياً لديه بأن ينتزع المالية من الشيعة، شرط أن توافق هذه الطائفة على سحب اعتراضها على إعادة الطاقة إلى حضن «التيار الوطني» الذي يسيطر عليها منذ 11 عاماً، وإنما من خلال شخص يمكنه السيطرة عليه.

لذلك لم تستبعد المصادر أن يكون وراء إصرار عون على الداخلية والمالية هدف واحد، يكمن في عقد صفقة أشبه بمقايضة مع السنة والشيعة، في مقابل إبقاء الطاقة من حصة رئيس الجمهورية.

ولفتت المصادر إلى أن إصرار عون على تشكيل حكومة موسعة يهدف إلى إعادة تعويم باسيل في ظل إصرار «القوات اللبنانية» و«الكتائب» على عدم مشاركتهما في الحكومة، وربما هذا ينسحب على الهيئات والشخصيات المحسوبة على المجتمع المدني. وقالت إن تذرعه بتحقيق الإصلاحات لم يعد يصرف في مكان، وإلا ما الذي منعه من تحقيقها مع اقتراب ولايته الرئاسية من ثلثها الأخير.

وقالت إن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة السفير مصطفى أديب، ليس بوارد الموافقة على حكومة من 24 وزيراً، وأكدت أن موقفه غير قابل للتعديل، من دون أن تجزم ما إذا كان لديه استعداد لرفع عدد الوزراء من 14 إلى 20 وزيراً.

وأكدت المصادر نفسها أن الرئيس عون قد أُعلم مباشرة من الرئيس أديب موقفه، كما أعلمه بأنه سيواصل تشاوره معه، في إشارة إلى عدم حماسته لطلب عون ضرورة اجتماعه بباسيل للاتفاق معه على بعض الأمور ذات الصلة بتأليف الحكومة.

وقالت إن الرئيس أديب يحظى بدعم غير محدود من رؤساء الحكومات السابقين الذين كانوا قد رشحوه لتولي رئاسة الحكومة، وسيبقون إلى جانبه، إضافة إلى أنهم أبدوا تفهماً لموقفه لجهة تريثه بلقاء باسيل، ورأت أن الرئيس عون لم ينفك منذ أن انتخب رئيساً للجمهورية عن الطلب من الذين يراجعونه بأمور أساسية الوقوف على خاطر باسيل الذي كان وراء تدمير التسوية السياسية التي عقدها عون مع الرئيس سعد الحريري وسهلت انتخابه. وعليه، فإن الرئيس أديب، وإن كان يلتزم بالصمت الإعلامي ويتحرك بعيداً عن الأضواء، فإنه ينصرف حالياً إلى إعداد مشروع تشكيلة وزارية يتوقع أن يحملها معه قبل نهاية هذا الأسبوع إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية والتشاور معه بأسماء الوزراء، وفي ضوء موقف الأخير سيكون بعدها لكل حادث حديث، انطلاقاً من تقديره بأن وقف الانهيار الاقتصادي والمالي وإعادة إعمار بيروت لا يحتملان تمديد المفاوضات الخاصة بالتأليف، بينما يتوقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولادة الحكومة قريباً، وبالتحديد في مهلة أقصاها مطلع الأسبوع المقبل، وإلا سيضطر للتدخل، محملاً من يعيق ولادتها مسؤولية إعاقة تشكيلها.

 

الجامعة اللبنانية تستنسخ النظام الأمني: تعهّدات بالصمت للراغبين بالإنتساب

مريم سيف الدين/نداء الوطن/08 أيلول/2020

في خطوة مريبة وتشكّل ضربة من ضروب الإساءة للجامعة اللبنانية، أعلنت إدارة الجامعة عن اشتراطها على الطلّاب الراغبين بالتسجيل فيها التعهّد بـ"احترام سمعة الجامعة ومسؤوليها وأساتذتها، وعدم ارتكاب أي تجاوز تجاههم على شبكات التواصل الاجتماعي، أو عبر أيَة وسيلة من وسائل النشر المرئية أو المقروءة أو المسموعة أو المعلوماتية". وطلبت من الطلاب وفي حال وجود شكوى إرسالها عبر البريد الإلكتروني. وفي حين اعتبرت الباحثة في منظمة العفو الدولية، سحر مندور، القرار استنساخاً لممارسة الأجهزة الأمنية الخارجة عن القانون، والتي تفرض تعهدات الصمت على الناشطين، يرفض رئيس الجامعة البروفيسور فؤاد أيوب، في اتصال مع "نداء الوطن" تفسير الأمر على هذا النحو، معتبراً أن لا علاقة للقرار بالقمع.

وتنذر الخطوة، التي يظهر بأنها ستسلب الطلاب أحد أهم حقوقهم، بالاتجاه نحو مزيد من القمع للطلاب الذين قد يعترضون على المشاكل الموجودة في الجامعة، خصوصاً أن وضع الجامعة سيزداد صعوبة، وهو ما تدركه جيّداً رئاستها. إذ يتوقع أيوب ازدياد عدد الطلاب بين 5 و6 آلاف طالب عن اي سنة سابقة. وفي حين بدأ طلاب يعدون للاعتراض على القرار، يرفض رئيس الجامعة القول إنّ التعهد سيعرض كل من ينتقدها وأساتذتها لعقوبة، وإنما فقط من يشتم، داعياً للنظر بإيجابية إلى القرار، "فهو تأطير للطلاب القادمين إلى الجامعة". ولدى سؤاله عن الحاجة إلى قرار كهذا في وقت يلحظ فيه النظام الداخلي فقرة حول تأديب الطلاب، يجيب أيوب "نداء الوطن" بأن "القرار موجه للذين لم يقرأوا النظام العام".

ويروي أيوب أنه وبعد الحملة التي حصلت من قبل بعض الطلاب رفضاً لإجراء الإمتحانات التي سموها "امتحانات الموت"، وبسبب تفوه البعض بكلام بذيء، ارتأى مجلس العمداء وضع صياغة أشبه باتفاق. مؤكّداً متابعة الجامعة لأي شكوى جدية تصلها من الطلاب على البريد الإلكتروني الخاص بالشكاوى.

وفي اتصال مع "نداء الوطن"، تشبّه الباحثة المختصّة في الشأن اللبناني في منظمة العفو الدولية، سحر مندور، الشرط المفروض للانتساب إلى الجامعة اللبنانية التي هي قطاع عام، بروحيّته، بـ"الممارسة التي وثقتها منظمة العفو قبل ثورة تشرين وبعدها، واستهدفت الناشطين النقديين تجاه الدولة والحكومة". وتابعت "حصل الاستهداف على طريقتين، يبدو أن الجامعة تستنسخهما تجاه طلابها وهو أمر خطير. الأولى تمثلت بتعهدات الصمت غير القانونية التي تفرض على أصحاب الحقوق التنازل عنها مسبقاً. والثانية استخدام التعابير الفضفاضة، مثل "سمعة الجامعة" و"تجاوز"، من أجل تجريم أي قول نقدي. بالتالي يتيح استخدام أي تعبير يضمنه الحق بحرية التعبير، معاقبة أي طالب/ة لأسباب ذات صلة بالاختلاف بالرأي، واسكات النقد أو الاقتصاص منه/ها لأغراض غير تربوية".

وتؤكد مندور أن القرار يشكل مخالفة للقوانين اللبنانية والدولية، "فإدارة الجامعة تطلب من الطلّاب وأثناء الانتساب إليها التّنازل عن حق التعبير والتجمع. وهي تستنسخ تعهدات لا يعترف فيها بالمحكمة، ويبدو أن الغاية منها ترهيب الطلّاب تفادياً لأي نقد مستقبلي، في ظل انهيار اقتصادي وانفجار أمني وعجز عن الوصول لأي من الحقوق الأساسية". وترى أنه وفي ظرف كهذا تسمو حرية التعبير ويصبح الحفاظ عليها مع حرية التجمع مدخلاً للحفاظ على كافة الحقوق الأخرى. "فمنع الانسان من التعبير عن أي انتهاك، يرعى استمرارية الانتهاك ويضمن حصانة للمنتهكين".

ولا تقتصر تداعيات القرار على كم أفواه الطلاب خلال سنوات الدراسة، فالقرار كما تفسره مندور، يبلّغ الطالب بشروط العيش في لبنان قبل انتقاله من موقع القاصر إلى موقع البالغ.

وتذكّر الباحثة بالقوانين الدولية الواضحة التي التزم بها لبنان، والتي تذكّر بالحالات التي يعتبر فيها القول تجاوزاً، ويكون قصاصه مدنياً، من بينها التشهير الذي تحدد شروطه والأذى والحض على العنف... وترى بأن حماية حقِّ التعبير يستلزم من الرئاسات والسلطات في الدولة وفي الجامعة اللبنانية، الالتزام بحد أعلى من التحمّل للشتيمة والإهانة لا النّقد فقط، "لأنهم في مواقع المسؤولية العامة، ويشغلون مناصب يدفع راتبها المجتمع ويتلقى وطأته".

ونظراً لعدم قانونية القرار، وفق مندور، فإنه غير صالح للاستخدام لمعاقبة الطلاب، "ومن الغريب غياب الوضوح حتى في آلية المحاسبة التي تعتزم إدارة الجامعة انتهاجها في حال عدم الالتزام بهذا التعهد".

 

حزب الله يراعي مصالح فرنسا في لبنان ويحفظ سيطرته

منير الربيع/المدن/الأربعاء 09 أيلول 2020

ثوابت ثلاثة لم يتخلّ عنها حزب الله بعد قبوله وتلقفه للمبادرة الفرنسية: مشاركته في الحكومة بوزراء اختصاصيين. استمراره في الحصول على الثلث المعطل، لأنه مسألة استراتيجية. وعدم مناقشة ملف السلاح ودوره.

حزب الأمن والسياسة

ستولد الحكومة مراعية شروط الحزب ومطالبه هذه، مع تأجيل النقاش في الملفات الاستراتيجية حول السلاح والمعابر والحدود وغيرها. ذلك لأنها ترتبط بإيران مباشرة، ومؤجل بحثها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. في المسائل الأخرى تلقف الحزب المبادرة الفرنسية، ويتصرف معها بأهمية استثنائية في ظل هذا الظرف الذي يمرّ به لبنان. فلم يعد سواها يشكل مخرجاً لتخفيف حدّة الضغوط وعملية اختناق البلد المستمر. يعرف حزب الله كيف يستثمر في الوقت في انتظار التطورات. ولديه الخبرة في العمل على أكثر من جبهة. يعلن أنه أبرز الداعمين للإصلاح. وفي الحفاظ على الاستقرار، يبدي حرصه الكامل عليه. وينقل المعارك إلى أماكن أخرى تعيد إليه الاعتبار وتبديه حريصاً على الاستقرار. وهذا ما حمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الإشارة والإشادة بحزب الله في هذا المجال. وسكت الحزب إياه على حادثة خلدة، وما تلاها. لكن المعركة انتقلت إلى مكان آخر: الإشكالات السنية - السنية في الطريق الجديدة مثلاً، والتخوف من عمليات إرهابية، ومن حصول توترات في المخيمات الفلسطينية. هذه الحوادث كلها في صالح حزب الله، الذي يظهر نفسه في دور العامل على التهدئة والحريص على الاستقرار والاستثمار في المبادرة الفرنسية، لتحقيق نجاحات تقنية في عدد من الأمور، وإن لم تكن سياسية تؤدي إلى حلول للأزمة القائمة. في الخلاصة، تتشكل الحكومة من وزراء ترضى عنهم فرنسا ويلبون مصالحها في مجالات متعددة، بينما تكون اللعبة قد عادت إلى سابقها، أو إلى ما قبل تفجير مرفأ بيروت في 4 آب. فيما يحتفظ الحزب بالثلث المعطل، وبكلمة مقاومة في البيان الوزاري، ويعود لبنان إلى انتظار المفاوضات الإيرانية - الأميركية.

الحدود - المعابر المؤجلة

وهدف حزب الله هو إنجاح المبادرة الفرنسية شكلياً من دون مضمونها. هو يعلم أن باريس حريصة على مصالحها في لبنان وفي البحر المتوسط، ولن تتمكن من تحقيق ذلك والاحتفاظ بموطئ قدم جدية في لبنان من دون موافقته أو تقاطع المصالح بينهما. وهذا ما سيمنحها إياه، مقابل أن يبقى هو على مشروعه من دون تغيير. لقاء تمريره بعض المطالب الفرنسية: إصلاح الكهرباء مثلاً وغيرها من القطاعات، من دون الاقتراب من الحدود والمعابر، التي يعمل الحزب على التسويف حولها، أو استخدام هامش المناورة الواسع لديه في هذا المجال: إغلاق معبر معين والاحتفاظ بآخر أو فتح معبر جديد.

ستكون لعبة خاضعة لعض الأصابع وتقاطع المصالح، إلى أن يحل موعد التفاوض الجدي بين إيران وأميركا، والذي يفترض أن يبدأ من ملف ترسيم الحدود. فديفيد شينكر أعلن استعداده للعودة إلى لبنان عندما يتوفر جواب لبناني واضح للمضي في التوافق على عملية الترسيم.

وفي انتظار تلك اللحظة، يحافظ الحزب على مبدأ التسوية، مستفيداً من إعادة تشكيل حكومة تضم القوى المختلفة، ويكون الداعم لها، بينما ستكون المعارك قد انتقلت إلى ساحات أخرى، إما إلى الصعيد الشعبي والمناطقي أو على الحصص والملفات.

 

هنيّة في شارع سليماني بضاحية طهران البيروتية

محمد بركات/أساس ميديا/الأربعاء 09 أيلول 2020

بعد انتخابه في 2017 رئيساً لحركة "حماس"، خرج اسماعيل هنيّة للمرّة الأولى من غزّة في شهر كانون الأوّل 2019. فزار تركيا وقطر، الدولتين الاخوانيتين، وإيران، التي تموّل "حماس"، وماليزيا، المتحالفة مع هذه الدول الثلاثة، وسلطنة عُمان، التي تلعب دور "الوسيط" في المنطقة، واليوم ها هو في لبنان. لبنان الذي يبدو، وفق هذه الخريطة، أحد الدول الخارجة على المجتمعين العربي والدولي، إذا وضعناه في سياق هذه الجولة، مع استثناء عُمان بسبب طبيعة دورها.

ومن بيروت، وصل هنيّة ليعلن أنّ صواريخه تصل "إلى ما بعد بعد تل أبيب". قالها محمولاً على الأكتاف، ومحاطاً بمسلّحين نصف مدنيين، يرفعون أسلحة غير مرخّصة، وخارج الشرعية اللبنانية، واستطراداً العربية والغربية.

هكذا أهدى هنيّة حزبَ الله وأمينَه العام، قبل أن يلتقيه، بهجةَ أن يبدو حاضن المقاومة الفلسطينية وزعيم الممانعين في المشرق، في وقت يسخر الكبير والصغير من شعار "طريق القدس"، الذي وصل إلى الأرجنتين وأفريقيا، مروراً بسوريا واليمن والكويت والسعودية وألمانيا وأوروبا، وليس انتهاءً بقبرص ومصر وغيرها وغيرها، ولم يقترب من القدس. 

ألا يشفق الضيف الثقيل على هذا البلد الذي يخرّ صريعاً بين أنياب الفقر والعَوَز والمرض، والذي أمامه شهر أو اثنان قبل أن يفقد القدرة على استيراد القمح والأدوية والمحروقات

وصل هنيّة إلى بلد الأرجح أنّه لم يقرأ أخباره. لم يسمع بأنّ مصارفنا أفلست، وودائع اللبنانيين تبخّرت. ولم يعرف أنّ سعر صرف الدولار تضاعف 5 مرّات تقريباً. ولا في باله أنّ تفشّي فيروس كورونا ساهم في تدمير ما تبقّى من اقتصاد لبنان، بعدما دمّره الفساد الإداري والسياسي والمالي. ليأتي بعد كلّ هذا تفجير مرفأ بيروت، فيشكّل ضربة قاضية لاقتصاد بيروت ولبنان.

لا يعرف زائرنا أنّنا مثقلون بالمواجع، وغارقون في الأزمات، وتملؤنا الكوارث، ولا نجد من يعيننا، بل وبدأنا ننهش في بعضنا البعض، وبدأ الأمن يتفلّت، وأخذت شبكات الأمان الاجتماعي تنهار، وبتنا عاجزين عن تشكيل حكومة من دون تدخّل عشرات الموفدين والدول في تجميع القادة.

ألا يشفق الضيف الثقيل على هذا البلد الذي يخرّ صريعاً بين أنياب الفقر والعَوَز والمرض، والذي أمامه شهر أو اثنان قبل أن يفقد القدرة على استيراد القمح والأدوية والمحروقات. وأنّ غزّة تكاد تكون جنّة أمام ما وصلنا إليه، وأمام ما ينتظرنا، من انهيار مالي واقتصادي وصحيّ واجتماعي وسياسي؟

وصل الضيف المحمّل بالرسائل، خرج من المطار إلى شارع الخميني، المكتوب اسمه على لافتة كبيرة  تستقبل كلّ واصل إلى لبنان، ليعرف الضيف في أيّ منطقة نفوذ يحطّ رحاله. وعلى طول طريق المطار، صور قاسم سليماني والقادة الإيرانيون، الأحياء منهم والأموات.

ثم انتقل الضيف إلى شارع مصطفى بدر الدين على الجناح، المتهم بالمشاركة في اغتيال رفيق الحريري، والذي اغتيل في سوريا العام 2016. ومن هناك وصل إلى السفارة الفلسطينية.

بعدها سلك طريق جادة حافظ الأسد، ومن هناك إلى شارع قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في الغبيري، المتّهم بالمشاركة في تخريب مدنٍ عربية وتهجير سكّانها، ومن هناك إلى حارة حريك، للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

كان حزب الله بحاجة ماسّة إلى من يعطيه بعض الشرعية "المقاومة" ويرشّ عليه بعض العطر الفلسطيني، فوق روائح البارود من المرفأ الممحو إلى كلّ بيروت

هذه الجولة ليست في ضاحية طهران، بل في ضاحية بيروت الجنوبية، أو ربما ضاحية طهران البيروتية. وزيارة هنية إليها ليست فقط للاستعراض "الممانع". فهنية "يعمل" لدى الإيرانيين، وينفّذ تعليماتهم. وقد استدعوه على عجل ليشارك في "تدعيم" صورة حزب الله في بيروت، العاصمة التي تعجّ بالموفدين الأوروبيين والأميركيين. تدعيم صورة الحزب وقد تدهورت بعد تفجير مرفأ بيروت، خصوصاً أنّه متهم غير معلن رسمياً، بتخزين حشوات صواريخه في العنبر رقم 12 بالمرفأ. ويتحمّل مسؤولية، غير ثابتة حتّى اللحظة، عن تفجير جزء من العاصمة اللبنانية.

كان حزب الله بحاجة ماسّة إلى من يعطيه بعض الشرعية "المقاومة" ويرشّ عليه بعض العطر الفلسطيني، فوق روائح البارود من المرفأ الممحو إلى كلّ بيروت.

كذلك أراد نصر الله، ومن خلفه الإيرانيون، الردّ على توقيع الاتفاق بين دولة الإمارات وبين إسرائيل، عبر التذكير بأنّ محور الممانعة يمسك بعضاً من القرار الفلسطيني، ومن بيروت. وقد استُبق وصول هنية إلى ضاحية بيروت الجنوبية، بإعلان بلدية الغبيري عن تسمية الشارع الأساسي في المنطقة، باسم سليماني، الذي قتلته طائرات أميركية في بغداد قبل 9 أشهر.

بلا شفقة على بطون الجائعين، وآلام المفلسين، جاء هنيّة موجّها صواريخه، الكلامية والحقيقية، إلى صدور العرب واللبنانيين، وليس إلى صدور الإسرائيليين. جاء يثقل علينا بخطاب التحدّي المجّاني. كأنّ اللبنانيين ينقصهم مثل هذا الكلام، ومثل هذه العنتريات الفارغة والممجوجة، التي لا تعبّر إلا عن بؤس قائليها وتعويضهم بالكلام، ما لا يجرؤون على فعله. كأنّ اللبنانيين يحتاجون إلى كلامه ليزدادوا بؤساً وإحباطاً.

حصل هذا وسط صمت الأحزاب السيادية والشخصيات التي يفترض أن تواجه هذا المنطق. وهكذا جاء حاملاً الرسائل، العسكرية والسياسية، في مهمّة تتناقض بشكل كامل ما حمله الموفدون الغربيون من مساعدات ووعود بالمساعدة في الإصلاح السياسي والاقتصادي. فالموفدون الإيرانيون، أيّاً كانت جنسياتهم، لا يحملون إلا الخراب، أينما حلّوا.

كلمة أخيرة:

بعد أن فجّر أعداء لبنان مرفأ بيروت، خرج نصر الله وتحدّث عن مهلة سماح لرفع الأنقاض وتشييع الشهداء، قبل الحديث في السياسة. وبدا حينها كمن يتوجّه إلى "العدوّ"، طالباً هدنة إنسانية، قبل الردّ على تفجير مرفأ إيران الوحيد على البحر الأبيض المتوسّط. ورفض يومها اتهام إسرائيل.

حسناً. اليوم نقول لحزب الله ما قاله لنا قبل شهر: يا أخي ارحمونا قليلاً.

جثث بعض ضحايا المرفأ الذي فجّرته سلطتكم، لا تزال تحت الأنقاض. لم ينقضِ "أربعون" الضحايا الآخرون. ارحمنا قبل أن تستقدم هنيّة ليحمل السلاح في مخيّم هنا، ويهدّد إسرائيل من بيروت هناك. وارحمنا قبل أن تسمّي أكبر طرق الضاحية باسم سليماني، ذلك الجنرال الذي كان يقاتل بشباب العرب، شيعةً وغير شيعة، الدول والأنظمة العربية. وارحمنا قبل أن تعيد تسخين جبهات داخلية، وتعيد إحياء "داعش"، مع ما يعنيه هذا من إيقاظ خلايا أمنية واستخباراتية لتنفيذ عمليات مشبوهة.

دم الضحايا لم يجفّ بعد. ارحمونا.

 

هنية والحزب ومسؤوليات الانهيار في فلسطين ولبنان

رضوان السيد/أساس ميديا/الأربعاء 09 أيلول 2020

خرج اسماعيل هنية من غزة في جولةٍ انتصاريةٍ حملته إلى قطر وإلى تركيا ثم إلى لبنان. المرّة الوحيدة التي رأيتُه فيها عياناً فيما أظن كانت عام 1993 عندما نفت إسرائيل مئات من كوادر الحزبيين الفلسطينيين من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عبر الحدود إلى جنوب لبنان حيث أُقيم لهم معسكرٌ مؤقت في منطقة "مرج الزهور". وأظنّ أنّها كانت المناسبة الأُولى لحماس بالذات، التي أنشأت خلالها علاقاتٍ مع حزب الله عبر زيارات متكرّرة وتدريبات محدّدة تولاها عماد مغنية ووفيق صفا، من القيادات الأمنية للحزب.

في مرج الزهور سمعنا (مستطلعين وصحافيين) أنّهم ضدّ أوسلو، لكنّ وحدة الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني الواحد هما المبدأ الأعلى، والذي لا يمكن الإخلال به، وإلاّ ضاع الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي الذي بدأ في ثورة العام 1936. لكن منذ ذلك الزمن البعيد جرت في النهر مياهٌ كثيرة. فمعظم الذين سمعنا خطاباتهم في ضرورة الوحدة لاستمرار النضال من أجل الاستقلال والدولة، قتلتهم إسرائيل. وفيما بين مقتل ياسر عرفات عام 2004 وانقلاب حماس في غزّة على السلطة الفلسطينية عام 2007، انتصرت في ممارسات حماس والجهاد، كما قال وقتها خالد مشعل، اعتباراتُ "الثورة والتحرير على اعتبارات وأوهام الوحدة الزائفة، والحلول الاستسلامية ". في ذلك الوقت، كانت حماس قد صارت أحد "تنظيمات المقاومة" التي تدعمها إيران في دول المشرق العربي، مرةً من أجل التحرير، ومرةً من أجل هدم السلطات في الدول المزعجة، ومرةً ثالثةً من أجل تصدير الثورة الإيرانية وتقاليدها في القتل والتخريب والاستتباع، ولا بأس أيضاً بالتشييع!

"الحروب" التي تشنّها حماس على إسرائيل والعكس، كانت وما تزال مثل حروب حزب الله: تعمد إيران لإثارتها عندما ترى في ذلك مصلحةً لها في المساومات واضطرابات التفاوض مع الولايات المتحدة

أنفقت إيران مالاً وسلاحاً كبيراً وكثيراً على حماس. ولعب حزب الله، كما لعب النظام السوري، دوراً كبيراً في الاستهواء والاستتباع. ولذلك فشلت كلّ المحاولات العربية، ومن المملكة العربية السعودية، ومن مصر، ومن الإمارات، في الإقناع باستعادة الوحدة، وما يزال "عهد مكة" الذي عقده الملك عبد الله بين الطرفين عام 2007، والذي نقضته حماس، شديد المرارة على العرب في الذكرى وفي الواقع. وما أظهرت حماس بعض التمايز عن السياسات الإيرانية إلاّ في العام 2011 عندما رفضت الدخول في الحرب السورية إلى جانب النظام، وقد دخلها حزب الله وأحمد جبريل وفصائل أخرى باستماتةٍ، وما يزالون. لكنّ ذلك التمايُز زال من سنوات. بل إنّ "الحروب" التي تشنّها حماس على إسرائيل والعكس، كانت وما تزال مثل حروب حزب الله: تعمد إيران لإثارتها عندما ترى في ذلك مصلحةً لها في المساومات واضطرابات التفاوض مع الولايات المتحدة. فغزّة مثل لبنان رهينة ورهان عند إيران!

قلت عام 2014 للدكتور رمضان شلّح، زعيم "تنظيم الجهاد  الإسلامي" رحمه الله، الذي توفي قبل أشهر بمستشفى الرسول الأعظم في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد مرض عضال: "أنا معجبٌ بكم وبحماس لأنكم أبيتم المشاركة في الحرب على الشعب السوري!". فما سُرَّ ولا ابتسم، وقال: "نحن يا أخي للأسف عائدون إلى الحضن الإيراني المليء بالأشواك، لكنْ لا حضن غيره! حماس تنظيم ضخم، وتعويضات لعوائل الشهداء، ومرتبات للمقاتلين، وأجهزة إعلامية، وأُخرى سياسية وليس في غزة ولبنان فقط. تحتاج حماس ونحتاج نحن إلى كل شيء، وإيران أهم مصادرنا، وهذا إذا لم نقاتل، فكيف إذا قاتلنا!". فقلت له: "لكن حماس عندها قطر، وتركيا، وجهات أُخرى!". وهناك ضحك وقال: "حتّى الجهات التي ذكرتَها والتي لم تذكرها تستطيع إيران إيقاف دعمها لنا. كلّ هذه الجهات وفي طليعتها إيران تريد أمرين لاعلاقة لهما بفلسطين: الراية الفلسطينية التي لا يصلح حزب الله وحده لحملها، وإزعاج الدول العربية بنا والحطّ عليها باعتبارها قليلة الإخلاص للقضية الفلسطينية، بعكس إيران والآن تركيا!".

اللبنانيون مصابون إصابات مروِّعة، لكنهم لا يريدون الوصول إلى واقع سوري أو فلسطيني أو إيراني. يتوهّم اللبنانيون أنّ وضعهم ما يزال أفضل، لكن حتى الغزاويين يستطيعون الوصول إلى ودائعهم في البنوك ونحن لا نستطيع

أتى اسماعيل هنية وصحبه من "الفصائل" العائشة بين غزة وسورية وطهران لخدمة حزب الله وإيران. أتوا إلى بيروت في وقتٍ تشتدّ عليه الضغوط الداخلية اللبنانية والأميركية والإسرائيلية. وزعيم الحزب  المعصوم في وقت ضعفه هذا، يريد أن يبدو من جديد زعيماً أوحد للمقاومات في وجه اللبنانيين والعرب والعالم. ولا يحسبنّ أحد أنّ الضغوط التي ذكرناها خارجية فقط، بل هي لأول مرةٍ وبالدرجة الأولى داخلية. فمعظم اللبنانيين ما عادوا يطيقون الحزب وسلاحه. وما عاد أحدٌ على التلفزيونات وفي وسائل التواصل ومقالات الرأي وهتافات المتظاهرين يكتم ذلك أو يجامل فيه. فهو يبتزّ اللبنانيين ويستقوي عليهم ليس بالسلاح فقط، بل وبالسيطرة على المرفأ الذي انفجر فينا، وعلى المطار وعلى المعابر مع سورية، ويفوق فساده فساد سائر الفرقاء اللبنانيين الأماجد!

يأتي اسماعيل هنية مع "الفصائل" الميليشياوية المعروفة لدى اللبنانيين منذ القديم، والتي ترتهن قطاع غزّة لصالح إسرائيل وإيران وتركيا والنظام السوري، ولا ندري لمن ومن أيضاً، ليذكّر اللبنانيين بالمساوئ الهائلة لفترة السبعينات، وليذكّرهم بالحروب الإسرائيلية على لبنان منذ العام 1978 بذريعة المقاومات التي لا تنتهي. وليذكّرهم باللاجئين الفلسطينيين البؤساء الذين يريد هنية وراثتهم من حركة "فتح" و"منظمة التحرير"، ليزدادوا بؤساً. ويزداد سخط اللبنانيين عليهم وسط أعباء النزوح السوري، وأعباء انفجار المرفأ، وأعباء الانهيار الاقتصادي، ومخاوف تداعي الدولة والوطن وزوالهما!

ولم يكتفِ هنية بادّعاء الوراثة، بل عمل عراضة عسكرية، وهدّد إسرائيل، التي لا تخافه بالتأكيد، بقصف تل أبيب وما وراء تل أبيب، تقليداً للزعيم المعصوم القديم. وهذه البهورة كلّها، وفي هذه الظروف، بالذات، لا تفيد لبنان ولا تفيد فلسطين.

اللبنانيون مصابون إصابات مروِّعة، لكنهم لا يريدون الوصول إلى واقع سوري أو فلسطيني أو إيراني. يتوهّم اللبنانيون أنّ وضعهم ما يزال أفضل، لكن حتى الغزاويين يستطيعون الوصول إلى ودائعهم في البنوك ونحن لا نستطيع! 

الحركات الدينية والميليشيات العاملة عند إيران وتركيا لا مجال للحيرة في ضلالها وانسداد الأفق الإسلامي والقومي والإنساني في تصوّراتها وتصرّفاتها. وإسرائيل هي الكيان الغاصب، الذي تُسهم تلك الميليشيات الموالية للإيرانيين والأتراك في دعم سطوته

لقد تكفّلت السلطة العظيمة التي يسيطر عليها الحزب بعزْلنا عن العرب والعالم، وها هي بطلبٍ من حزب الله، تعيد إدخال زعماء ميليشيات مسلّحة فلسطينية بالاسم، إلى لبنان الكسيح، وبموافقة وزير الخارجية المصرّف للأعمال بعد استطلاعه رأي رئيس الجمهورية، بناءً على طلب مدير الأمن العام. كما فعل الإيرانيون عندما أدخلوا إلى سورية عشرات الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية.. إلى آخر "مجاهدي" العالم ومرتزقته وبؤسائه.

هل هذه هي الطريقة الملائمة  لنُصرة قضية الشعب الفلسطيني، والنعْي على العرب الذين لا يشاركون الميليشيات الزاحفة من كلّ حدبٍ وصوبٍ، آراءهم في المقاومة والتحرير؟!

أعجبتني نكتة نشرها الزميل نوفل ضو، قال فيها: "لقد أنفقنا عقوداً في إقناع المسيحيين اللبنانيين أنّهم عرب حتّى صار ذلك دستوراً. وعندما يتلفتون من حولهم اليوم يجدون أنّ المسلمين غادروا العروبة باتجاه إيران وتركيا، فهناك ضرورة الآن لإعادة تذكيرهم بأنّهم لبنانيون، وبأنّهم عرب!".

يحسب العديد من الزملاء أنّ المسلمين اللبنانيين ستطرأ عندهم مشكلاتٌ وحيرة في الوعي والتصرّف، باعتبارهم بين المطرقة والسندان: إيران وتركيا من جهة، وإسرائيل من جهةٍ أُخرى. وهذاغير صحيح. فالحركات الدينية والميليشيات العاملة عند إيران وتركيا لا مجال للحيرة في ضلالها وانسداد الأفق الإسلامي والقومي والإنساني في تصوّراتها وتصرّفاتها. وإسرائيل هي الكيان الغاصب، الذي تُسهم تلك الميليشيات الموالية للإيرانيين والأتراك في دعم سطوته  من طريق تدمير الإنسان والعمران  في ديارنا!

نعم، نحن في محنةٍ كبرى في لبنان وفلسطين، وهي محنةٌ جلبتها علينا مقاوماتُنا الفظيعة، التي نسأل الله أن يخلّص فلسطين ولبنان وسائر ديار العرب منها: {والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون}.

 

حزب الله ليس للبنان، بل لإيران، لا تنخدعوا !!!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/08 أيلول/2020

تبلورت بعض الأطروحات حول وجوب مراجعة للماضي من قبل كافة أقطاب السلطة ومنها حزب الله بهدف الذهاب إلى طاولة حوار وطني وذلك بغية إستجرار العطف والدّعم الدوليّين بعنوان إعتراف بجميع القوى وإنتشال الشعب من الحفرة المالية العميقة …

‏جاءت هذه الأطروحات عقب زيارة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” والّذي فصل بين جناحي حزب الله العسكري والسياسي خلافاً لما يُقرّ به حزب الله وما نعلمه عن الإرتباك الوثيق بين رجالات السياسة فيه والمجلس العكسري لديه؛

‏على أعتاب التغيرات الكبرى إرتأى حزب الله أن يختار مبدأ المواربة للإلتفاف على الشعب الّذي ما عاد يطيق العيش وإيّاه، فالحزب الذي إمتهن كرامات الشعوب العربيّة بتطلعات توسعية وهاجم الدول العربية والغربية وقوّض علاقات البلد الدبلوماسية عاملاً بذلك على تشويه هوية لبنان أقرّ بوجوب دولة مدنيّة وصادقه عليها العنصر في الحرس الثوري رئيس الجمهورية “ميشال عون” !!! ‏حزب الله بدأ يتغنّى بالدولة المدنيّة وهو يملك أكبر ترسانة صواريخ ممكن أن تستحوذ عليها منظمة إرهابية، المشكلة مع حزب الله أعمق ممّا يظنّ البعض، المشكلة معهم هي بسلاحهم ومكرهم الّذي يهدف إلى إعادة تدوير نفسه وأزلامه في السلطة ولو بدّلوا جلدهم، مسكينٌ هو الرئيس الفرنسي !! نعم مسكين، لم يدرِ أنّ هذا الحزب الّذي له نمطه الغاير للبنان واللّبنانيّين وتفرّد بقرارات ومصير البلد، وطوّع الخصم قبل الحليف يعيش على الأزمات، وربّما أنّه علم أم لم يعلم، أنّ طرح الدولة المدنيّة بوجوظ سلاح حزب الله هو إمساكه بالبلد وبقراره أكثر ولو لم يتصدّر المشهديّة … ‏ما لا يعرفه كثر عن حزب الله هو مكره وقدرته على تمويه شكله في السياسة كما حاله في المعارك العسكرية، مطبخه واحد لكلا الجناحين والغاية واحدة، هي تسييد إيران على ادول الشرق أوسطية وإيلاء مقدّراتها لها، بالإرهاب والترهيب والإخضاع وبالحيلة إن إقتضى الأمر، حزب الله لا يستسلم ولا يُسلّم، بل يخدع ويتحايل، واهمٌ من يظنّ لحامل الأيديولوجيّة الإيرانيّة المليئة بالتزمت والتعصب والجنون أنّه يرضى بعودته للبنان أو بعصيان ولاية الفقيه، كيف وهي يعتبرها أنّها من الله !! حزب الله حزب نشأ على العسكر قبل دخوله السياسة، ونهل من الثقافة الفارسيّة مقدار ما نهل كسرى وأكثر

‏ما يحصل من قبل حزب الله في لبنان هو تفريغ للمضمون السياسي الّذي أراده الشعب، وتعويم له وللطبقة السياسية مجدّداً لكن بلغة لطيفة وأكثر دماثة، برزت أنيابه للملأ لا لإبتسامة، بل لشرورٍ يُضمرها، صحيحٌ أنّه إرهابي لكنّه ميكيافيللي الهوى، وكما يقول نيكولا ميكيافيللي: “من يظنّ أنّ المنفعة الحديثة تمحو أثر الإساءة القديمة من نفوس العظماء يُخطئ خطأً جسيماً”؛ ‏وعذراً على التعبير بالعظماء، فالمثل يُضرب ولا يُقاس، ولمن لم يدرك أن المشكلة مع حزب الله هي بأيديولوجيّته وسلاحه فلم يدرك شيئاً عنه، حزب الله عمل على هوان دول الإقليم وصدّر الإرهاب بأمرٍ إيراني تحت شعارات المقاومة وتصدير الثورة والتمهيد لظهور المنتظر بأمر الولي الفقيه، وما هي سوى تدمير للبلدان التي دخلها وأهرق دماء شبابها، عقول مناصريه مسطّحة نعم، لكن عقيدته لا تعترف لا بلبنان ولا بالمدنية، بل تسمح له بالإعتراف بمسوّغات الحفلات الدولية التي توكل إليه، من إحتلالات وممنوعات وإغتيالات التي تصدر بقرارات سياسية إيرانية تعبّد طريقها رجال سياسته الداخلية وينفّذها الجناحان، الأمني والعسكري . ‏الحوار مع حزب الله تحت ذريعة تفكّره بالمرحلة السابقة والإعتراف به سابقاً كمقاومة هو جريمة بحق لبنان، حزب الله ما كان يوماً لبنانيّاً ولا إعترف بسيادته كي يعود للبنان ويعمل على سيادته، حزب الله إيرانيّ الهوى والإنتماء وهو الذراع المُسيّدة لإيران، ومن أكبر الجرائم محاورته وهو يضع سلاحه على الطاولة ويحيك ما يحيك من جهة الجنوب اللبناني وفي الداخل؛ الحلّ يكمن في تطبيق القرارات الدولية وتقصير ولاية رئيس الجمهورية والعمل على إنتخابات نيابية مبكرة …

‏المكر السيئ ليس حكمة وحنكة في السياسة، بل تكريس لمبدأي الغاية تبرّر الوسيلة والسياسة للسياسة …

 

جبران باسيل "بريء من دم" مشاورات التأليف؟!

كلير شكر/نداء الوطن/08 أيلول/2020

يحيط رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب حركة اتصالاته بجدار من الصمت. لا كاميرات ترصد الداخلين والخارجين من مقرّ اقامته في الفندق، ولا رادار يوثّق العابرين في شبكة اتصالاته. مضى على انطلاقته في مهمة التأليف أكثر من خمسة أيام (بينها يوما السبت والأحد)، ولكن لا نتيجة ملموسة حتى الآن.

وفق الحسبة الفرنسية، لا يزال أمام رئيس الحكومة المكلف عشرة أيام قبل أن تتدخل باريس على نحو رسمي وعقابيّ، كما توعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مع العلم أنّ خلية الأزمة التي شكلها ماكرون تتابع بشكل يومي التطورات مع مصطفى أديب بالشاردة والواردة، كما يؤكد المتابعون. من يعتقد أنّ ماكرون عاد إلى بلاده ويتكل على همّة القوى اللبنانية وحسن نواياها، فهو مخطئ، لأنّ باريس تحفظ عن غيب، قلب وقالب التركيبة الحاكمة، وتعرف جيداً من أين يؤكل كتفها!

لا تشبه عملية التأليف الحاصلة، أيّاً من تلك التي سبقتها. وحدها الظروف هي التي فرضت مساراً استثنائياً، في انطلاقته وفي نهاياته. حتى المضمون يبدو خاضعاً للعوامل الطارئة بفعل الوصاية الفرنسية المستجدة، حيث يتصرف رئيس الحكومة المكلف وكأنّه مطلق اليدين والحرية في تركيب "أذن" حكومته كما يشتهي، فيعمل على صياغة كامل تشكيلته الحكومية بمعزل عن بقية شركائه الحكوميين، والأهم من ذلك، بمعزل عما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية ميشال عون.. وهنا العقدة الأبرز.

توحي حركة رئيس الحكومة المكلف بأنّه سيخرج عن الأطر التقليدية في التأليف بمعنى الانكفاء عن فتح باب المشاورات السياسية على مصراعيه، وتالياً مسرح البازار العريض، قبل أن ترسو طبخة التأليف على نار التفاهم بين طهاة الحكومة. الدفع الفرنسي الذي تضخه يومياً ادارة ماكرون في ذهن مصطفى أديب يدفعه للاعتقاد وفق مواكبي حركة التأليف، أنّه قادر على اختيار كل أسماء حكومته على سجيته ووفق معاييره، لرفعها في نهاية المطاف أمام رئيس الجمهورية وتقديمها على أساس take it or leave it!

يقول بعض العونيين إنّ أديب أجرى اتصالاً يتيماً برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، تلا لقاءهما في مجلس النواب خلال الاستشارات النيابية، وقد بقيت مضامينه في العموميات من دون الغوص في التفاصيل. ولكن ما يصل الى مسامع العونيين من أخبار وتسريبات لا يبشّر بالخير. يجزمون بأنّ فريق "بيت الوسط" هو الذي يتولى جوجلة الأسماء وتنقيح السير الذاتية الموضوعة على مكاتب رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري. أكثر ما يستفزهم هو أنّ مروحة الأسماء بلغت الضفة المسيحية حيث يتم الاتصال بشخصيات مسيحية لجسّ نبضها في ما خصّ التوزير واقناعها أنّ الحريري هو من يتولى "تركيب طرابيش" الحكومة. إلى الآن، لم يرصد العونيون أيّ إشارة تشاركية من جانب رئيس الحكومة المكلف. يترك الرجل لنفسه هامشاً واسعاً، يعتقدون أنّه أوسع مما يتيحه الدستور والقانون. أقله حتى اللحظة. وكأنه يحتفظ بورقته حتى يطرق باب قصر بعبدا لعرض أفكاره الأولية، أو مسودته الأولى. حتى الجواب على هذه النقطة، لا يعرف العونيون كيف يصيغونه. هنا، يسود الاعتقاد في صفوف "التيار" أنّ باسيل يتقصّد الجلوس في الصفوف الخلفية. اقتنع أخيراً أنّها ليست مرحلة الاستعراضات والمنابر والمشاكسة. يفضل البقاء في الظل ولو أنّه يعرف أنّ التشكيلة ستكون بين يديه لحظة خروج رئيس الحكومة المكلف من قصر بعبدا ليضع ملاحظاته عليها. إلى الآن، يترك الطابة في ملعب رئيس الجمهورية وينأى بنفسه عن الأضواء وعن مربع الاعتراض بشكل قد ينسف "الفرصة الأخيرة". لا تحتمل المرحلة الكثير من المناورات والتذاكي والقفز على حبال التناقضات والأحلاف. زخم المبادرة الفرنسية أقوى، وباسيل "صوفته حمرا".

ولهذا لا يغيب سيناريو الابتعاد قدر الامكان عن الحكومة، عن أذهان العونيين، واذا ما اضطر رئيس الجمهورية الى ضمّ توقيعه تحت وطأة الضغط والاتهام بالعرقلة، فقد يحجب العونيون ثقتهم عن الحكومة لتترك لها مهمة "تقليع شوكها".

ومع ذلك، يعتقد هؤلاء أنّ الختم الذي يضعه رئيس الجمهورية في جيبه يجعله ممراً إلزامياً لا يمكن تجاوزه بمعزل عن الظروف المحيطة. ولكن أن يكون الرئيس ميشال عون شريكاً لا يعني أبداً أنه سيكون معرقلاً لكنه بالنتيجة قد يعد للعشرة قبل أن يمنح توقيعه "على بياض".

الأهم من ذلك، أغلب الظنّ بالنسبة للعونيين هو أنّ رئيس الحكومة المكلف لن يحيك تشكيلة "غب الطلب"، لا بل سيأخذ بالاعتبار خصوصيات داعميه، والأرجح لن يضم وجوهاً استفزازية وغير مقبولة منهم لا سيما من الجهة المسيحية كي لا يحرج "التيار" ويخرجه.

على هذا الأساس، يتوقع المتابعون أن تحرص "القوى الضامنة" على تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف، فينتهي مشوار التأليف بشكل يكون فيه الجميع منتصرين: مصطفى أديب تحرر من قيود شركائه، أقله بالشكل، فيما يكون لشركائه في المولد "حمص".

 

صورة لبنان «الكبير» من جبران إلى فيروز/«وطن النجوم» الذي تغنى به الشعراء وعمل السياسيون على تقويضه

شوقي بزيع/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

مائة سنة كاملة هي المسافة الزمنية الفاصلة بين وقفة الجنرال الفرنسي غورو في قصر الصنوبر، في بيروت، ليعلن ولادة الكيان اللبناني الجديد، وبين إعلان حفيده الشاب إيمانويل ماكرون، من المكان ذاته، عن تصدع ذلك الكيان الذي أطلقت عليه السلطة المنتدبة آنذاك صفة «الكبير»، لا لاتساع رقعته الجغرافية ونفوذه السياسي، بل لأنها ألحقت به الأقضية الأربعة التي سُلخت عنه زمن الدولة العثمانية، وهو ما يعكس الطبيعة الملتبسة الرجراجة لجغرافيا الكيانات السياسية الجديدة التي تمخضت عنها اتفاقية سايكس - بيكو، والتي لم تحددها وقائع التاريخ وحده، بل موازين القوى القائمة على أرض الواقع، وما استتبعها من تقاسم للنفوذ بين الدولتين العظميين آنذاك. على أن ما تقدم لا يهدف بأي حال إلى دحض العناصر المؤسسة لصورة الكيان اللبناني وهويته ومعناه، فقد بات حقيقة جيوبوليتيكية واقعة، شأنه في ذلك شأن سائر الخرائط المجاورة، بقدر ما يهدف إلى استشفاف الفارق «المأساوي» بين صورتي غورو وماكرون اللتين التقطتا في المكان ذاته، بفارق قرن كامل بين الأولى والثانية، حيث أثبت أمراء الطوائف اللبنانيون، بالأدلة والوقائع الملموسة، أن الزمن لا يعيد نفسه إلا على صورة المهزلة ومثالها.

على أن عجز اللبنانيين التاريخي عن تكوين هوية جامعة، وانقسامهم الطائفي الحاد الذي جعل كل طرف منهم يبحث في الخارج الإقليمي والدولي عن ظهير ملائم لحصته من غنيمة السلطة، لم يكن الوجه الوحيد لصورة لبنان الواقف باستمرار على شفير الانشطار الأهلي، بل ثمة وجه آخر متصل بقدرة هذا البلد المأهول بكل عناصر التفجر على أن يعيد تكوين نفسه باستمرار، وعلى أن يكون مساحة فريدة للتجريب والثراء الإبداعي الطالع من أحشاء الأسئلة الممضة والقلق الوجودي. ومن يتابع تاريخ بيروت الحديث، لا بد أن ينظر بعين الدهشة إلى التطور الهائل الذي أصابته المدينة قبل قرنين من الزمن، حين أمكنها التحول بسرعة قياسية من ميناء صغير على المتوسط إلى مدينة آهلة بالجامعات والمعاهد والصحف والمطابع، لتسهم بشكل فعال في انطلاقة النهضة العربية، وليخرج منها مفكرون وكتاب طليعيون، من أمثال أحمد فارس الشدياق وشبلي الشميل وفرح أنطون ومارون النقاش وسليمان وبطرس البستاني وإبراهيم اليازجي وغيرهم.

سيكون على اللبنانيين بعد ذلك أن ينتظروا ستة عقود كاملة من نظام المتصرفية، وحرباً عالمية مدمرة انتهت بهزيمة الدولة العثمانية على يد الحلفاء، لكي يحصلوا على دولتهم الجديدة في صيغتها الموسعة، إلا أن التزامن اللافت بين إعلان الجنرال الفرنسي غورو عن ولادة لبنان «الكبير» عام 1920، وإعلان جبران خليل جبران وثلة من الكتاب والشعراء عن إنشاء «الرابطة القلمية» في نيويورك، في العام نفسه بفارق شهور قليلة، يتخطى حدود الصدفة المجردة، ليكتسب دلالات أخرى تتعدى الحجم الجغرافي للكيان الناشئ، وتتصل بدوره الطليعي في مجالات الإبداع والفكر والتفاعل بين الثقافات. وإذا كان القائد الفرنسي قد أطلق على البلد المتوسطي صفة «الكبير»، بعد مقايضة صعبة مع البريطانيين قضت ببعض التعديلات على الجغرافيا اللبنانية، فإن هذه الصفة تجد مسوغها في الأدب والشعر والثقافة، لا في السياسة والاقتصاد والجيوش الجرارة. وقد يكون صاحب «النبي» من هذه الزاوية هو التجسيد الأبلغ لصورة لبنان ومعناه الحقيقي الذي لا تصنعه «البهورات» الزجلية والفولكلورية عن وطن التبولة والأرز والحمص والمازات الشهية وأماكن الترفيه، بل الحيوية والتنوع والمغامرة الإبداعية التي عثرت عبر جبران على ضالتها المنشودة. وإذا كانت القيمة الأهم لجبران متأتية من تجاوزه غير المسبوق لحقبة الانحطاط العربي التي بلغت الدرك الأسفل من الركاكة والتنميط والقحط التعبيري، وقدرته الفائقة على اجتراح لغة جديدة نابضة بالحياة معبرة عن الواقع المتغير بعيدة عن التكلف والافتعال، فإن ذلك الإنجاز لم يكن من نتاج الموهبة وحدها، بل هو ثمرة التضافر الخلاق بين الداخل والخارج، وبين المحلية والعالمية، كما بين الجذور والأمواج.

لقد تمكن جبران -بهذا المعنى- أن يحقق اختراقاته التجديدية على جبهتين اثنتين: جبهة اللغة في حساسيتها وجمالياتها المختلفة، وجبهة المشروع الثقافي والفكري النهضوي، حيث البحث المضني عن سبيل ما للخروج من أقبية الجهل والتخلف والخنوع، وعن وسيلة ناجعة للانعتاق من ربقة الظلاميات الطائفية والاستبداد السلطوي. كما أن نتاجه الإبداعي يتراوح بين التحليق الرومانسي فوق واقع بلاده المؤلم المثخن بالجهل والفساد والخنوع، كما في «دمعة وابتسامة» و«عرائس المروج»، وبين نزعة التمرد والرفض والحث على تغيير الواقع بكل طريقة ممكنة، كما في «العواصف» و«الأرواح المتمردة» و«المجنون» وغيرها. وإذا كانت «الأجنحة المتكسرة» تشكل مزيجاً من النزعتين معاً، حيث يتداخل الانكسار العاطفي الرومانسي مع النقمة الواضحة على الإكليروس المتحالف مع الإقطاع المتسلط، فإن هذا التناوب الدائم بين الألم المر والنقمة العارمة سيظل عبر أكثر من عمل واحداً من أبرز سمات الأدب الجبراني. وإذ تتكرر لفظتا الغربة والغريب في أعمال جبران، فلأنه عانى من الغربتين معاً: الغربة في وطنه، والغربة عنه. إضافة بالطبع إلى الغربة الوجودية والميتافيزيقية التي يعيشها المبدعون بوجه عام، وهو ما يؤكده قوله: «أنا غريب عن هذا العالم. لقد جبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد مسقط رأسي، ولا لقيت من يعرفني ويسمع بي». وفي كتابه «العواصف»، يستعيد الكاتب حالتي القهر والمجاعة اللتين حكما على اللبنانيين بالموت أو الرحيل في بدايات الحرب العالمية الأولى، بما يؤكد مرة أخرى التشابه بين الأمس واليوم: «مات أهلي جائعين، ومن لم يمت منهم جوعاً قضى بحد السيف».

إن أي استعادة متأنية لأعمال جبران لا تشعرنا بأن هذه الأعمال قابلة للتجدد والقراءة في كل زمن فحسب، بل تدفعنا أيضاً إلى التساؤل عما إذا كان الجريان والتبدل هو من سمات الزمن الشرقي، أم أن هذا الزمن جامد متخثر غير قابل للتسييل. فلو أزلنا التواريخ المتعلقة بنصوص من مثل: «دينكم رياء ودنياكم ادعاء وآخرتكم هباء، فلماذا تحيون؟»، أو «نحن نبكي لأننا نرى تعاسة الأرملة وشقاء اليتيم، وأنتم تضحكون لأنكم لا ترون غير لمعان الذهب»، أو قوله على لسان «خليل الكافر» مخاطباً الحرية: «بددي بعزمك هذه الغيوم السوداء، وانزلي كالصاعقة، واهدمي كالمنجنيق قوائم العروش المرفوعة على العظام والجماجم، المصفحة بذهب الجزية والرشوة، المغمورة بالدماء والدموع»، لشعرنا من دون أدنى شك بأن المعنيين بالرثاء هم اللبنانيون الجوعى المقهورون الواقفون على أطلال مدينتهم المهدمة، وأن المعنيين بالاتهام هم أهل السلطة الحاليون، بكل مثالبهم وموبقاتهم وجرائمهم الموصوفة.

لم يتَح للأخوين رحباني بالطبع أن يلتقيا بجبران، حيث ولدا قبل رحيله عام 1931 بسنوات قليلة. أما فيروز، فقد ولدت بعد رحيل صاحب «المواكب» بسنوات أربع. ومع ذلك، فإن أحداً من اللبنانيين لم يعمل على تحويل الحلم الجبراني إلى حقيقة إبداعية ملموسة كما هو حال الأسرة الرحبانية. وإذا كان جبران قد أرهص بولادة لبنان، الرسالة والرمز، وواكب فترة انتقاله من حقبة المتصرفية إلى حقبة الانتداب وإعلان الدولة، فإن الرحبانيين وفيروز كانا يعكسان بأعمالهما المسرحية والغنائية تحوّل الحلم اللبناني إلى حقيقة واقعة في الحقبة «الذهبية» التي أعقبت الاستقلال، دون أن يغضوا النظر عن أن بعض ذلك اللمعان كان مخاتلاً خلبي المصدر. وكما جسّد جبران المتعدد، بنثره وشعره ورسومه، روح الكيان اللبناني المتكئة من جهة على صوان الأصالة الصلد، والمصيخة من جهة أخرى إلى نداءات الحداثة وأصواتها الآتية من أقاصي القارات، فقد واصل الرحبانيان وفيروز المهمة نفسها، حيث الإفادة من الفولكلور وعناصر التراث المحلي لا تحول دون حداثة النصوص وشعريتها العالية، أو دون الإصغاء إلى الإيقاعات السريعة للعصر المتغير، وإلى الموسيقى الوافدة من أربع رياح الأرض. وكما واءم جبران بين المحلية والعالمية في رحلته الأدبية الممتدة من «الأجنحة المتكسرة» إلى «النبي»، ومن بشري إلى نيويورك، مروراً ببوسطن وباريس، فقد فعل الرحابنة الشيء ذاته، حيث تتدرج الأعمال الغنائية من عوالم القرية الصغيرة، بمسراتها ومشاحناتها وتقاليدها الزراعية، لتلامس في المقلب الآخر أسئلة الحياة والموت والزمن والحرية والوجود بأسره.

وكما اجترح جبران في كثير من أعماله عالماً من العواطف المشبوبة والتفتح القلبي الأثيري الذي يسمو على دنس الواقع وصغائره، وهو ما يفسر افتتان الشبان في مقتبل العمر بنصوصه وشخصياته، فإن صوت فيروز يقوم بالمهمة ذاتها، حيث الصوت يواكب الصباح في تفتحه، والأشياء في انبثاقها، وحيث الأعمار طازجة باستمرار، بعيدة عن تلف الشيخوخة وتغضناتها. كل شيء هنا محمول على صهوة المجاز، أو مرشّح للتحول إلى أسطورة. وإذا كان الاحتفاء بالثلج في الأغنية الفيروزية انعكاساً طبيعياً للاحتفاء بجبال لبنان الشامخة، فهو يبدو من جهة أخرى نوعاً من «التعازيم» الطقوسية المرافقة لبطالة الزمن، تماماً كما هو حال «شادي» المغدور الذي ما يزال ينزّه طفولته فوق ثلوج الموت، أو حال «نواطير الثلج» الذين يحرسون أحلام البشر الغافين، ويمنعونها من الذوبان. أما جبران الثائر الغاضب المتمرد على الواقع، فله بالمقابل ما يماثله ويكمله في الفن الرحباني وصوت فيروز. فمثلما يهتف المجنون في الكتاب الذي يحمل العنوان نفسه: «إن أذني مثقلتان بنحيب الأمم المستعبدة، والتحسر على الممالك المهجورة»، تطلق فيروز في مسرحية «بترا» نداءها الطالع من الأعماق: «يا ريت فيي روح حرّر هالعبيدْ | ضوّي الفرح بقلوبهن جبلن العيدْ | إحمل السيف بإيدْ وبلادي بإيدْ». ومثلما يقف خليل الكافر في «الأرواح المتمردة» ليهتف بالحرية المغيبة، قائلاً: «من أعماق هذه الأعماق نناديك أيتها الحرية فاسمعينا | من جوانب هذه الظلمة نرفع أكفّنا نحوك فانظرينا»، تخاطب فيروز في «ناطورة المفاتيح» فاتك المستبد بقولها: «ما حدا بيقدر يحبس المي | والناس متل المي، إلا ما تلاقي منفذ تتفجر منو». وعندما يخرج المسجونون من أقبية الظلم، تنشد فيروز باسمهم «طلعنا على الضو | طلعنا على الريح | طلعنا على الشمس | طلعنا عالحرية | يا حرية | يا زهرة نارية | يا طفلة وحشية | يا حرية».

هكذا، يمر قرن كامل على ولادة الكيان اللبناني الحالي، دون أن يتقدم على مستوى الاجتماع السياسي قيد أنملة باتجاه المستقبل، ودون أن يجد الحلمان الجبراني والرحباني - الفيروزي ما يسندهما على أرض الواقع. ففي ظل نظام الملل «الإسمنتية» المتحاصصة، يدور الزمن على نفسه باستمرار، ليس بالمعنى الجبراني المرادف للعوْد الأبدي لدورة الحياة، ولا بالمعنى الفيروزي المرادف للشباب الدائم والسعادة الفردوسية، بل بمعنى التخثر والتكلس، وتحوّل الوطن إلى مستنقع للعفونة وفقدان الجدوى. ومع ذلك، فإذا كان ثمة من خميرة يدخرها هذا البلد الصغير المعذب لأجياله القادمة، فهي بالقطع لا تمت إلى زعمائه السياسيين بأي صلة تذكر، بل هي صنيعة مبدعيه وفنانيه وكتّابه الكبار الذين يضعونه على طريق المستقبل، وينقلون شعلته المتوهجة من جيل إلى جيل.

 

هدنة أو لا هدنة في لبنان!

خيرالله خيرالله/العرب/08 أيلول/2020

ليس ما يؤكّد أنّ رئيس الوزراء اللبناني المكلّف مصطفى أديب سيتمكن من تشكيل حكومة خلال الأيام القليلة المقبلة. لكنّ لا شيء يمنع التفاؤل والتكهّن بأن تغييرا كبيرا سيطرأ على الوضع اللبناني فتحلّ، محلّ الحكومة الحالية، حكومة فاعلة مهمّتها الأولى ملء الفراغ السياسي القائم، ولو مؤقتا. إنّه فراغ قابل للاستمرار إلى ما لا نهاية لسببين. أولهما وجود ميشال عون، الذي لم يتحرّك لتفادي كارثة بيروت، في قصر بعبدا والآخر سيطرة “حزب الله” على البلد. كان أفضل تعبير عن تلك السيطرة الإتيان بإسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إلى لبنان، لأسباب إيرانية، وتمكينه من التصرّف بطريقة توحي بأنّه الممثل الشرعي الوحيد للقيادة الفلسطينية.

مع استقبال هنيّة بالطريقة التي استقبل بها، بدءا بمطار بيروت، كرّس “حزب الله” وجود لبنان في “محور الممانعة” الذي تقوده إيران، وهو محور معاد كلّيا لكلّ ما هو عربي في المنطقة. هل من فضيحة أكبر من فضيحة غياب العلم الفلسطيني عن العراضة المسلّحة في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قرب صيدا، وهي عراضة أقيمت خصيصا لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”؟ لم يجد اللبنانيون الذين ما زالوا يمتلكون بعض المنطق ما يقولونه عن زيارة إسماعيل هنيّة سوى أنّه جاء إلى لبنان من أجل تحرير القدس. صارت طريق القدس تمرّ بلبنان بالنسبة إلى “حماس”، فيما يذهب حسن نصرالله إلى سوريا والعراق واليمن في طريقه إلى القدس أيضا…

يفترض أن يتوجه مصطفى أديب في غضون أقلّ من أسبوع إلى قصر بعبدا ليقدّم إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لائحة بأعضاء الحكومة التي ينوي أن يكون على رأسها. إذا قبل عون اللائحة ستكون هناك حكومة لبنانية جديدة خلفا للحكومة – الكارثة التي سميّت حكومة حسان دياب. يتحمّل حسّان دياب مع رئيس الجمهورية جانبا كبيرا من المأساة التي حلّت ببيروت في الرابع من آب – أغطس الماضي إثر التفجير الضخم الذي وقع في الميناء.

لا يزال الميل إلى رفض رئيس الجمهورية اللائحة التي سيحملها مصطفى دياب، علما أن هناك إشارات من مصادر مختلفة تدلّ على أنّ ميشال عون سيقبل اللائحة كما هي. يعود ذلك إلى الضغوط الفرنسية التي أخذت شكل تسريبات في الصحف تناولت شخص رئيس الجمهورية نفسه وأفراد عائلته، بمن في ذلك صهره جبران باسيل واثنتين من بناته الثلاث إضافة إلى شخصيات أخرى قريبة منه مثل سليم جريصاتي.

في كلّ الأحوال، هناك أمران لا بدّ من التوقّف عندهما. أولهما أنّ مصطفى أديب يبدو، إلى الآن، مصمّما على فرض الحكومة التي يريد على رئيس الجمهورية. في غياب ذلك، تقول أوساط على علاقة به إنّه سيكون مستعدا للاعتذار عن عدم قدرته على تشكيل الحكومة وترك ميشال عون يتحمّل مسؤولية تصرّفه. أمّا الأمر الآخر، فهو مرتبط بـ”حزب الله” وحساباته. أثبت الحزب مرّة أخرى، بما لا يدع مجالا للشكّ أنّه القوّة المهيمنة على لبنان. إذا كان ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان، فهو أشبه  بحسن روحاني رئيس “الجمهورية الإسلامية” في إيران. في المقابل، أنّ حسن نصرالله، الأمين العام لـ”حزب الله”، فهو أقرب إلى أن يكون في موقع “المرشد”، كما حال علي خامنئي في إيران.

هل تسمح حسابات “حزب الله” بتشكيل حكومة جديدة لا يكون ممثلا فيها، هو الذي أصرّ على ذلك منذ العام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وبعد خروج الجيش السوري من لبنان…

سيشكّل قبول “حزب الله” بالبقاء خارج الحكومة تنازلا كبيرا منه. هذا التنازل مطلوب أكثر من أيّ وقت من حزب لعب كل الأدوار المطلوبة منه من أجل إيصال لبنان إلى ما وصل إليه من إفلاس وبؤس على كلّ صعيد. عمل ذلك بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني ليس إلّا، لواء عناصره لبنانية مستعدة لعمل كلّ المطلوب منها إيرانيا، أكان ذلك في لبنان أم خارج حدوده.

ليس سرّا أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يسعى إلى إنقاذ لبنان وذلك لأسباب عاطفية وأخرى مرتبطة بمصالح فرنسية تلتقي تماما مع مصالح بلد مثل لبنان. ليس سرّا أيضا أنّه عمل الكثير من أجل استرضاء “حزب الله”. يكفي أنّه لم يصفه بـ”الإرهابي” وميّز بين جناحيه العسكري والسياسي. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّه لم يتطرّق إلى قرارات مجلس الأمن الخاصة بلبنان. لا إلى القرار 1559 ولا إلى القرارين 1680 و1701.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن المبادرة الفرنسية تستهدف تحقيق هدنة في لبنان في ظلّ حكومة جديدة لا علاقة لها بـ”حزب الله” ولا بـ”التيّار الوطني الحر” الذي حرم اللبنانيين من الكهرباء ويريد استعادة حقوق المسيحيين بالاعتماد على سلاح “حزب الله”!

تستهدف الهدنة الاهتمام بقطاع الكهرباء الذي عبث به “التيار العوني” ما يزيد على عشر سنوات… وإعادة هيكلة النظام المصرفي والمالي اللبناني وإعادة الحياة إلى ميناء بيروت مع العمل على ترميم الأحياء التي تهدّمت في العاصمة اللبنانية. هذه الأحياء، وهي في معظمها مسيحية، في حاجة إلى عملية مسح شاملة وترميم سريع لما يمكن ترميمه كي يعود المواطنون إلى بيوتهم قبل هطول الأمطار الخريفية وقبل أن يتمكن السماسرة من الاستحواذ على عقارات معيّنة.

هل يسير “حزب الله” في هذه الهدنة، على الأصح، هل تسير إيران في هذه الهدنة بدل أن تصرّ على التصرّف في لبنان بطريقة تؤكد أنّه ليس سوى “ساحة” تستخدمها لخدمة مصالحها؟

لا جواب واضحا بعد. الثابت الوحيد أن زيارة إسماعيل هنيّة التي جاءت للتذكير بلبنان “الساحة” لا تبشّر بالخير، خصوصا أنّها جاءت مباشرة بعد زيارتي الرئيس الفرنسي وكلّ من مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل ومساعده الآخر لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر. قد يحصل لبنان على هدنة وقد لا يحصل. أيّام قليلة ويتبين ما إذا كان في لبنان من استوعب معنى الذي حصل في ميناء بيروت وأنّ لا مفرّ من حكومة جديدة مختلفة كلّيا تعني أوّل ما تعنيه أن تغييرا كبيرا حصل وأن ما بعد تفجير المرفأ في الرابع من آب – أغسطس الماضي ليس كما قبله، خصوصا في ظلّ بقاء السؤال الكبير من دون جواب: من وراء تفجير الميناء، ولماذا تلك المواد مخزنة في الميناء ومن حماها طوال كلّ تلك السنوات؟

 

هل بدأت مرحلة الانتقام السياسي على حساب حكومة أديب؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/08 أيلول/2020

لا جديد على مستوى تشكيل الحكومة. والمشاورات يكتنفها الجمود على كل المستويات. ولا موعد محدداً لزيارة الرئيس المكلف مصطفى اديب الى قصر بعبدا لعدم التوصل بعد الى صيغة حكومية ولو أولية للتباحث بشأنها. يركز اديب في اجتماعاته على لقاء شخصيات من المجتمع المدني ما يشكل مؤشراً الى نيته مشاركتهم في الحكومة العتيدة، علماً ان تكليفه جاء نتاج توافق سياسي بالدرجة الاولى. لم يتسلم الرئيس المكلف حتى الساعة اي اسم لمرشح من اي تكتل نيابي، في حين تطفو على سطح المشاورات مشكلة التمثيل المسيحي في حال صحت المعلومات عن نية البعض اقناع الرئيس المكلف، بعدم اشراك "التيار الوطني الحر" في مشاوراته.

وهو ما يربطه معنيون بملف التشكيل بمناكفات سياسية قديمة جديدة بدت تعود ادراجها لتشكل عقبة اساسية في درب التشكيل. ويلمس مقربون ان الخلاف المستحكم بين الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عاد مجدداً، أقله هذا ما يمكن استنتاجه نتيجة عدم اجتماع باسيل بالرئيس المكلف الذي مضت عشرة ايام على تكليفه. واذا صحت المعلومات المتداولة عن نية رئيس الحكومة المكلف استثناء "الوطني الحر" من التمثل في الحكومة، فيعني ذلك ان التأليف امام معضلة حقيقية قد تعترض طريقه.

منذ انطلق التأليف باشر أديب مشاوراته بعيداً من الاعلام. أصر على ان الامور مرهونة بخواتيهما وان الكلام الجدي يكون بعد الانتهاء من عملية التأليف وليس قبلها. اجتمع مع ممثلي الثنائي الشيعي اي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي في "حزب الله" الحاج حسين الخليل، وخارج العموميات لم يرشح عن اجتماعه معهما ما ينبئ بقرب تصاعد الدخان الابيض. يتولى الخليلان وضع رئيس "التيار الوطني" بأجواء اجتماعهما مع أديب ولا يكون بعيداً من ذلك أيضاً وزير "المردة" السابق يوسف فنيانوس. وعلى عكس المرات السابقة كان اللافت ان رئيس الحكومة المكلف لم يستقبل جبران باسيل بعد ولم يناقش معه مسألة تمثيل "التيار" في الحكومة انطلاقاً من موقعه كرئيس كتلة نيابية وازنة. ما يطرح التساؤل عن سبب استثنائه من المشاورات وتركيزه على الاجتماع بالخليلين دون الآخرين.

وخلال اللقاء الذي جمعهما تمنى رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف الإجتماع الى باسيل والإستماع اليه بخصوص الحكومة الجديدة، لكن رئيس الحكومة المكلف آثر عدم الاجتماع به حتى الساعة بناء على طلب كل من رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، وفق ما يعتبر العونيون. بداية لم تلق هذه الخطوة استحسان الخليلين، ولذا ربما ارجئ اجتماع كان مقرراً عقده بين أديب والخليلين ليكون هو الثاني بينهما. علماً ان الاجتماع الاول لم يحمل اي نتائج جدية واعتبر لقاء للتعارف لا سيما بين أديب والحاج حسين الخليل. الانطباع الاولي الذي نتج عنه ان الرئيس المكلف لم يبلور بعد أي صيغة مفهومة للحكومة. ولا يستبعد مطلعون على خلفيات المشاورات الحكومية من قوى الثامن من آذار وجود نية لتطويق اديب وتكبيله لتعكير مهمته، بهدف دفعه الى الاعتذار ورفع الشكوى الى الفرنسيين توحي بأن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" هما الجهة التي تعرقل تأليف الحكومة. علماً ان "التيار الوطني" يعتبر نفسه أنه قد يكون من اكثر المرات عزماً على تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، ويردد أنه معني بتأليف حكومة اصلاحية، فعالة ومنتجة في هذه المرحلة التي ستتسم بالهدوء نظراً لوجود ارادة تعبر عنها المبادرة الفرنسية. وهو بحسب ما يؤكد سيسهل بالحد الادنى بغض النظر عن مشاركته في الحكومة، وأبعد من ذلك يتجه "التيار" الى منح ثقته للحكومة في حال شكلت حتى ولو لم يكن مقتنعاً بها. وفي حين عزت مصادر مواكبة مثل هذا الاتجاه الى وجود رغبة بتوزيع الحصة المسيحية داخل الحكومة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، تماشياً مع ما كان يحصل في عهد حكومات الرئيس رفيق الحريري، استبعد مراقبون ان تتخذ المباحثات منحى كهذا لن يسير به حكماً الثنائي الشيعي، الذي يبحث شأن الحكومة انطلاقاً من كونه مكوناً اساسياً وممثلاً في البرلمان. اسبوع على التكليف. كتمان يستعين به الجميع لقضاء حوائجهم لكنه حمّال اوجه ايضاً، فهل بدأت فعلاً مرحلة تصفية الحسابات السياسية على حساب حكومة مصطفى أديب؟

 

الخطّة "ب" إعتذار أديب

وليد شقير/نداء الوطن/08 أيلول/2020

هناك خطّة "ب" في شأن تأليف الحكومة، في حال استمرّت محاولات عودة حليمة إلى عاداتها القديمة، بتغليب نهج التسلّط تارة، والتذاكي تارة أخرى، والإنتهازية الصغيرة تارة ثالثة، واعتماد الباطنية لتغطية سلوك يُعاكس الأقوال لأهداف نفعية تكرّس المحاصصة بطريقة مواربة. فهناك محاولة لادّعاء تسمية وزراء مستقلّين، يكون قرارهم مرهوناً بقيادات ملّ منها الناس، ومناورات تُعاكس معايير المجتمع الدولي.

الخطّة "ب" تقضي بأن يعتذر الرئيس المكلّف الدكتور مصطفى أديب عن المهمّة، إذا رُفضت تشكيلة حكومية تُشبهه، وتُشبه المواصفات التي ملأت آذان اللبنانيين من شِدّة تكرارها منذ 17 تشرين الأول: حكومة مستقلّين غير حزبيين من الكفاءات التي لا شُبهة على ماضيها، في انصياعها للصفقات المالية باسم الحقوق الطائفية، ولا لُبس على امتناعها عن الإلتحاق بالمحاور والسياسات التي أخذت البلد إلى العزلة. سلاح الموقف هذا، يبدو الخيار الذي تلازم اتّخاذ القرار به مع إعلان تسمية أديب. وهو خيار يرتكز فيه الرئيس المكلّف على تأييد رؤساء الحكومة السابقين ومن معهم بمن فيهم دار الفتوى، وإلى الدعم الفرنسي المجاز دولياً، الذي ميّز تكليفه. فالرئيس إيمانويل ماكرون نفسه لمّح إلى الخطّة "ب" من جهته إذا وجد عرقلة، حين أكّد أنّه سيُسمّي من يُعيق إطلاق العملية السياسية بالمواصفات المعروفة، وسيستخلص النتائج في ضوء ذلك. وهو الخيار الذي قصده الرئيس سعد الحريري في مداخلته خلال اجتماع القيادات السياسية مع ماكرون، حين قال إنّ "أي تأجيل في تشكيل الحكومة، أو أيّ محاولات سياسية لفرض أشخاص فيها، أو حتّى أي عرقلة لبرنامج الإصلاحات بعد تشكيلها، فإنني سأسحب يدي بالكامل". فهؤلاء مثلما كانوا شركاء في التسمية، وضعوا سيناريو المشاركة في الخروج منها مع أديب نفسه، إضافة إلى قرار بعدم تكرار تسمية أي بديل جديد. الرئيس المكلّف بات يستند في سلاح الموقف، إذا مرّت مهلة الأيام الـ 15 (بعد 8 أيام)، من دون أن تتوقّف محاولات فرض صيغ وأسماء عليه، إلى تأييد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي دعاه أمس إلى "تشكيل حكومة طوارئ مُصغّرة توحي بالجدّية والكفاية والأمل، يثق بها الشعب، ولا تسأل ضمانة أخرى". تخضع الخطة "ألف"، أي تأليف الحكومة وِفق الإلتزام الذي قطعه سائر القادة السياسيين لماكرون، لمناورات مُتعدّدة. قد لا يكون بعض ما تسرّب منها صحيحاً، خصوصاً وأنّ بعض من نُسبت إليهم، حول حجمها والحقائب والتسميات... نفوها.

إلا أنّ البازار الذي يجري إقحام مصطفى أديب فيه يُخضع تركيبة الحكومة إلى الأساليب القديمة نفسها، تارة تحت شعارات المداورة في الحقائب، وأخرى تحت إسم الحكومة المنتجة والفاعلة، وثالثة تحت حجّة الميثاقية... في وقت يؤكّد من يعرفون ملابسات تكليف أديب أنّه لا ينوي الأخذ بخطوط حمر تُفرض عليه، سواء بحجّة التمثيل الطائفي، أو بحجّة تسوية واقع إقليمي معيّن، لإدراكه بأنّ الشارع والمجتمع الدولي سيُفنّد الأسماء والحقائب ودلالاتها. وعلى النتيجة، سيتقرّر مستوى الدعم المطلوب لمنع الإنهيار الذي تُقاس مدّته بالأسابيع. وهو دعم سيكون شحيحاً في كلّ الأحوال، لا يتجاوز الـ 3- 4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، هذا إذا عجّلت الحكومة العتيدة في مفاوضاتها معه. أبرز مناورات الإبتزاز في التأليف هي ترك "التيّار الوطني الحرّ" يكثر من مطالبه غير المقبولة، ليتبرّأ "حزب الله" منها ويترك أمر معالجتها لباريس، ليحصل هو في مقابل "تخلّيه" عن الحليف الثقيل، على ما يريد.

 

قراءة اقتصادية في حسنات وقف التمويل عن مشروع بسري/انفجار السدّ "جافاً" جنّب البلد كارثة مالية

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/08 أيلول/2020

أثارت الملفات العتيقة القابعة في خزائن وزارة الطاقة فضول القيمين عليها. بعد اخراجها ونفض الغبار عنها.. اكتشفوا انها تحتوي على "كنز"! مائي لا يقدر بثمن. عشرات الدراسات المنجزة لمشاريع سدود في مختلف المناطق اللبنانية جاهزة للتنفيذ. أعادوا ترتيبها بحسب الاولوية، غيروا تاريخ انتهاء الصلاحية، وأطلقوا ما أصبح يعرف بالاستراتيجية المائية. تضمنت الاستراتيجية 54 مشروعاً مائياً، يمتد أجل تنفيذها من العام 2010 ولغاية 2035. من بين هذه المشاريع 24 سداً بكلفة تناهز 2 مليار دولار. سد "بسري" الذي سقط مؤخراً بضربة حجب التمويل عنه من "البنك الدولي"، كان واحداً من أكثر هذه السدود اشكالية. ليس لانه أتى بعد الفشل الذريع لتجربة السدود في "المسيلحة"، "جنة"، "بقعاتا"، "شبروح"، "بلعا" و"بريصا"... فحسب، بل للارتفاع الهائل في كلفته المادية والايكولوجية والاقتصادية بالمقارنة مع فوائده المائية. وهو ما يسقط عنه حكماً صفة "مشروع ذي منفعة عامة"، ويجعل من الاستمرار به مخالفاً لأبسط القواعد الاقتصادية، وأبرزها: نظرية "موازنة الكلفة إلى العائد" و"دراسة الجدوى".

إخفاء الكلفة الحقيقية

كلفة المشروع الحقيقية ليست 600 مليون دولار كما حاولت وزارة الطاقة إيهام الرأي العام. فالوزارة تعمدت بحسب الخبير في الاقتصاد السياسي رولان رياشي "حجب بعض الحقائق لابقاء التكلفة الحقيقية متدنية. فحددت كلفة التدهور البيئي بـ 148 الف دولار فقط". في حين أن المشروع سيؤثر بحسب الاحصاءات على 3 ملايين متر مربع من المساحات الخضراء، ويقضي على مليون و480 الف متر مربع من الاراضي الزراعية، ويؤدي إلى قطع آلاف الاشجار، بحيث تصبح القيمة المرصودة للتحريج بـ 1.5 مليون دولار غير ذي شأن. وبحسب رياشي فان "الطاقة سوقت بان المياه ستُجر بالجاذبية، في الوقت الذي سيحتاج فيه المشروع إلى مضخات ضخمة لم تحتسب كلفة شرائها وتشغيلها. ولم تذكر دراسات المشروع كلفة جر مياه الاولي التي سيتم تلزيمها إلى شركة خاصة. كما تسترت على كلفة حقن الفجوات والتغليف". هذه التكاليف غير الملحوظة مضافاً اليها الفائدة التي يتقاضاها البنك الدولي، تجعل الكلفة الحقيقية للسد مضاعفة. أي انها لن تقل عن 1.2 مليار دولار. وستتحمل كل أسرة لبنانية برأي رياشي "500 دولار سنوياً بدل مياه شرب وخدمة". هدم السدود لا لإنشائها

الكلفة الباهظة لسد بسري الممولة بالاقتراض، يقابلها تخوف الاختصاصيين من فشل المشروع كما حدث مع سد "الضنية"، وهو ما يراكم الدين العام من دون أي فائدة تذكر. وإذا سلمنا جدلاً بامكانية نجاح المشروع فان "كلفة صيانته وتكرير مياهه وحمايته من التلوث ستكون كبيرة جداً وغير محتسبة"، يقول المحلل الاقتصادي في المعهد اللبناني لدراسات السوق مجدي عارف. وهذا ما يدفع الكثير من الدول في أوروبا وأميركا إلى هدم السدود، واللجوء إلى الخيارات الطبيعية الاوفر والاكثر استدامة". وهذا أيضاً ما توصي به دراسات "الامم المتحدة" التي تعتبر ان السدود مشاريع غير مربحة وستواجه من دون مهرب التلوث نتيجة عدم جريان المياه.

معالجة فوضى المياه

مشكلة لبنان ليست في افتقاره للمياه انما في سوء ادارة القطاع وتحكم الاهمال والفساد في مفاصله. وهذا ما يثبته "عدم اضطرارنا إلى شراء المياه من الخارج كما تفعل سنغافورة على سبيل المثال. فسنغافورة تجر المياه من ماليزيا وتتكبد اموالاً كثيرة على النقل والتكرير. في حين ان مصادر المياه المستخدمة في لبنان هي داخلية. وهذا ما يدفعنا إلى القول إن لب المشكلة هو غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع"، يقول عارف.

"المعهد اللبناني لدراسات السوق"، يقدّر نسبة المياه السطحية في لبنان بـ 84 في المئة، يذهب معظمها هدراً إلى البحر من دون أي استفادة تذكر منها. ويضيع في شبكات النقل والتوزيع المهترئة حوالى 50 في المئة من المياه المنقولة إلى المناطق والمنازل. وتشكل نسبة الطلب الزراعي على المياه 75 في المئة من مجمل الطلب. وبالتالي فان ترشيد استهلاك المياه في الزراعة عبر اعتماد اساليب الري الحديثة، تنتفي عندها أي حاجة إلى السدود وبرك التجميع لتأمين مياه الشفة للمواطنين. هذا فضلاً عما تعانيه إدارات مصالح المياه من الفوضى، الاهمال، البيروقراطية، الرتابة، ونقص الخبرات. ما يجعل بحسب عارف من "إتاحة المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار والتمويل في المياه حلاً يعوض عجز الدولة وسوء ادارتها". وللمثال عن أهمية دور القطاع الخاص يعطي عارف مثالاً حسياً وملموساً من طرابلس. ففي العام 2003 استلمت قطاع المياه في المدينة الشمالية شركة خاصة فرنسية (Ondeo)، استطاعت خلال 4 سنوات تحسين الشبكات وتأمين المياه 24 على 24 ورفع ايرادات الدولة بشكل كبير. ونتيجة لذلك ما زالت طرابلس لغاية اليوم المدينة الوحيدة في لبنان التي لا تعاني من نقص في المياه.

"سيدر" والحلول المنشودة

الاستعانة بالقطاع الخاص والاستفادة من خبراته في مشاريع المياه تتقاطعان مع توصيات مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان وتشجيع الاستثمار من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. و"أمام الدولة فرصة ذهبية لاطلاق مناقصات على المشاريع المراد تطويرها وفتح المجال أمام القطاع الخاص للتمويل والادارة. وهذا من شأنه "تفعيل المشاريع الناجحة والغاء المحسوبيات والتوظيف السياسي غب الطلب وابقاء الافضل من الناحية العملية والمادية. ذلك لان القطاع الخاص يتجنب المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية المنخفضة" يقول عارف.

المفكرة القانونية التي أعدت عدداً خاصاً عن مرج بسري تحت عنوان "مرج بسري في قلب الانتفاض" قدمت مجموعة من البدائل لتأمين مياه نظيفة لبيروت والضاحية من دون الحاجة الى سد بسري واهمها:

- معالجة الهدر في نبعي جعيتا والقشقوش البالغ 600 الف متر مكعب في اليوم.

- استثمار فائض المياه الجوفية البالغ 2.1 مليار إلى 4.7 مليارات متر مكعب في السنة.

- توفير حوالى 42 مليون متر مكعب من المياه في السنة من خلال اصلاح شبكات المياه في بيروت وحدها.

- امكانية استثمار 81 مليون متر مكعب من نهر بيروت سنوياً.

 

هنية V/S شينكر

سناء الجاك/نداء الوطن/08 أيلول/2020

لأنّ "الرطل بدّو رطل وأوقية"، إستحضر المِحور الإيراني رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة الذي حلَّ أهلاً، وصال وجال في مخيّم عين الحلوة، مُستعرضاً الجهوزية العسكرية العالية لمقاتليه المُقنّعين، والمختلفة عن تلك الرثة المعهودة في المخيّم لفصائل تقتصر فعاليتها على أمجاد غابرة، ومُتغنّياً بأنّ "الصواريخ التي ستطال تل أبيب هي في بيروت وسوف تنطلق من بيروت"، ومُشدّداً على "ثبات مِحور المقاومة وصلابته في مواجهة كلّ الضغوط والتهديدات، والآمال الكبيرة المعقودة عليه"، وعلى "متانة العلاقة بين "حزب الله" والحركة الحماسية".

ولعلّ المفارقة مَكمَنها في الخطاب المُسْتَحْضَر عبر تركيا تحديداً، الفاتحة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل على وسعها من دون أن يفسد الأمر للودّ قضية مع رأس المِحور، لها دلالاتها الإستنسابية الخصبة لجهة استكمال التحالفات الإقليمية، التي تحبل بدنس، وتفرض على ساحتنا السائبة من مطارها الى مينائها لُقطاءها. وبناء عليه، جاء استحضار هنيّة في هذه المرحلة الدقيقة للردّ على مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، علّه يفهم هو ومعلّمه "المتغطرس" دونالد ترامب، الحالم برئاسة ثانية، أنّ في جعبة رأس المِحور الكثير من الرسائل التي يُجيد توجيهها في مكانها وزمانها. وهو لا يزال يتحكّم بالأوراق الدسمة التي لن يتورّع عن استخدامها اذا ما واصل الشيطان الأكبر حشره وحشر درّة تاجه على المتوسط في خانة العقوبات.

ولمن ينتقد حضور هنيّة من دون تنسيق مع الدولة اللبنانية، جواب رأس المِحور واضح لا لبس فيه: فقد سبق الفضل مع موفد الشيطان الأكبر الذي أعلن إحتقاره للمنظومة السياسية الحالية.

واستوى الميزان الذي يؤكّد المؤكّد لغياب الدولة حتى التلاشي. لذا، لا جدوى من كلّ هذه البهلوانيات الأميركية المتوهّمة أنّ بالإمكان تغيير قواعد اللعبة بعد "حادث" إنفجار المرفأ "العَرَضي"، الذي لا يستدعي خلط الأوراق.

أيضاً، لا يخرج إستحضار هنيّة عن توجيه رسالة الى "العزيز" إيمانويل ماكرون وخريطة طريقه الوعرة التحقيق، إن لجهة تشكيل حكومة خالية من الأحزاب وخالية من المحاصصة في توزيع الحقائب، أو لجهة تجفيف منابع الفساد وأوّلها ضبط الحدود، ومن يلعب على الجناحين العسكري "إرهابي" والسياسي "برلماني"..نلعب معه.. وفي جراب الحاوي مفاجآت لا تُعدّ ولا تُحصى من رفضٍ لضرب الميثاقية الميمونة، الى ألغام المداورة في الحقائب... وذلك من دون إغفال الألغام الأمنية باختراعات إرهابية لا تحتاج جهداً لتصبح الطربوش الصالح لرفع الضغوط، وصرف الإنتباه المحلي والدولي عن بيت القصيد.

ولا يحسب أولئك الذين سارعوا الى التهدئة على جبهة التحقيقات في "حادث" الإنفجار، "العرضي" مقابل "التسوية" الملغومة"، أنّ رأس المِحور سيكبح جماح أتباعه، ويُلزمهم بالإنكفاء حتى تمرّ العاصفة بأقلّ أضرارٍ ممكنة.

فهمروجة هنيّة في عين الحلوة التي تحوّلت بين ليلة وضحاها "قلعة الصمود والتصدّي" تقول للمجتمع الدولي، بدبلوماسيته الفرنسية وهجومه المباشر الأميركي، إنّ الإسترسال في الأحلام المستحيلة ممنوع، وإلّا سيدفع اللبنانيون مزيداً من الأثمان الباهظة، في حين لن تتأثّر البيئات الحاضنة، سواء في لبنان أو غزة، أو حيث تمتدّ دولارات المِحور، الخارجة عن كلّ رقابة وقوانين.. ويا دار ما دخلك إلا الشرّ.. فالباكورة تبدأ مع هنية vis-à-vis شينكر، ولا تنتهي عند هذه المعادلة.

 

الرؤساء السابقون: أمر الطائفة لنا

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 8 أيلول 2020

تحوّل الرؤساء السابقون للحكومة مرجعية سنّية، صاحبة الكلمة الفصل في مواقف الطائفة وخياراتها. ما بين 4 أيلول 2019 و25 آب الفائت أناطوا بأنفسهم - وكانوا لا يزالون ثلاثة - الدفاع عن الصلاحيات الدستورية لرئيس مجلس الوزراء وموقعه. اليوم هم أكثر من ذلك

عندما نشأ تجمّع الرؤساء السابقين للحكومة، كان الرئيس سعد الحريري لا يزال في السرايا. بعد خروجه منها - وقد أضحى رئيساً سابقاً - انضمّ الى أسلافه: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام. بادئ بدء، إبان وجوده في الحكم، أزعجه دورهم. بدوا له ينافسونه على زعامة طائفة اعتادت منذ مطلع التسعينيات على زعيم واحد لها، هو الرئيس رفيق الحريري حتى اغتياله، رئيساً للحكومة ثم زعيماً سنّياً ألغى القيادات السنّية الأخرى أو أضعفها. لم يتردّد في الإقدام على ما لم يتجرأ عليه أي زعيم سنّي آخر، وهو إسقاط رئيس حكومة منافس له كالرئيس سليم الحص في انتخابات 2000.

بعد اغتيال الحريري الأب عام 2005 حتى الأمس القريب، مرّت الزعامة السنّية، الفاقدة المرجعية الصلبة المتماسكة القوية والجامعة، بتقلّب راح يتكرّر. لم تتوحّد صورتا رئيس الحكومة والزعيم إلا بتقطّع، عندما يترأس الحريري الابن الحكومة (2011 و2016 و2019). سوى ذلك يكون المشهد مختلفاً مزدوج الدور: عندما ترأسها السنيورة مرتين (2005 و2008) وميقاتي مرتين (2005 و2011) وسلام مرة (2014)، كانت زعامة الطائفة والشارع خارج السرايا، عند الحريري الابن. ذلك ما فسّر، قياساً بما رافق الحريري الأب وكان استثناءً غير مسبوق، القول من داخل الطائفة إنها ضعيفة، أو مستضعفة، ومستهدفة. بعد انتخابات 2018 التي أوغلت في إضعاف الحريري الابن، وأفقدته السيطرة على كل الكتلة النيابية السنّية، صار لسنّة الأطراف موقع منافس له، وخصوصاً أن هؤلاء اقترنوا بالتحالف مع حزب الله، نواباً كعبد الرحيم مراد في البقاع الغربي وفيصل كرامي في طرابلس وأسامة سعد في صيدا، ومن خارج البرلمان أشرف ريفي في طرابلس. التعدّدية السنّية هذه، هي القاعدة وليست الاستثناء حتى وصول الحريري الأب إلى السرايا.

في عقود الاربعينيات حتى التسعينيات، كان من السهولة بمكان تعايش المنافسة السياسية والانتخابية بين رياض الصلح وسامي الصلح وأحمد الداعوق وسعدي المنلا وحسين العويني وعبد الله اليافي وصائب سلام ورشيد كرامي وتقيّ الدين الصلح ومعروف سعد ورشيد الصلح وأمين الحافظ وسليم الحص وشفيق الوزّان وسواهم. تنافسوا نواباً وزعماء. تحمّل بعضهم البعض الآخر، ولم يفكر في إلغائه.

نشأت «قمة عرمون» حالة طارئة مستجدة عام 1975، ثم اختفت. كانت خليطاً سنّياً - شيعياً - درزياً انضم إليها عبد الحليم خدام وياسر عرفات كشريكين فعليين في قراراتها، وفرضت رشيد كرامي رئيساً لآخر حكومات سليمان فرنجية عامذاك. منذ النصف الثاني من السبعينيات حتى ما قبل نهاية الثمانينيات، نشأ «التجمّع الإسلامي» تحت عباءة المفتي حسن خالد، ضمّ - الى الرؤساء السابقين للحكومة - شخصيات سنّية معروفة نواباً ووزراء حاليين وسابقين. لم يَسَع «التجمّع الإسلامي» فرض إرادته، إلا أنه وازن ما بين دوره ودور «الحركة الوطنية» في الشارع الإسلامي و«الوطني» تبعاً للصفة الرائجة وقتذاك. انطفأ تدريجاً بالتناقص بين وفاة أعضاء فيه أو اغتيالهم أو هجرتهم.

يستعيد الرؤساء السابقون للحكومة، الحاليون، دور «التجمّع الإسلامي» أكثر منه «قمة عرمون» المختلطة، لكن بلا مظلة مباشرة لدار الفتوى، دونما الانفصال عنها.

بفضل الحريري الابن نشأ تجمّع الرؤساء السابقين الثلاثة. لكن أيضاً بفضل رئيس الجمهورية ميشال عون، وكان كل من الثلاثة قد عانى منه إبّان ترؤسه الحكومة، سواء كرئيس كتلة نيابية كبيرة أو بفعل صهره النائب جبران باسيل وزيراً في حكوماتهم. رفضوا تسوية الحريري مع عون عام 2016، فبدوا في المقلب الآخر منه. بعد انتخابات 2018 وتكليف الحريري ترؤس الحكومة، بدأ الخلاف معه وهم في الوقت نفسه ظهيره. اجتمعوا به ثلاث مرات في بيت الوسط: أولى في 30 حزيران، وثانية في 4 أيلول، وثالثة في 21 تشرين الأول. في المرة الثانية، استهجنوا بياناً أصدره عون ضمّنه «ملاحظات» على مسودة أولى لحكومته سلّمها إليه الحريري في اليوم السابق 3 أيلول. لم يكن ميقاتي والسنيورة وسلام، للمصادفة، في لبنان. تبادلوا مكالمات هاتفية من أماكن وجودهم في الخارج، وصاغوا بياناً دان ملاحظات عون، ووزّعوا صورة قديمة تجمعهم للإيحاء بأن البيان انبثق من اجتماعهم، فيما هم خارجاً. كانت حجتهم حينذاك أن رئيس الجمهورية ليس شريك الرئيس المكلف في تأليف الحكومة: إما يوقّع التشكيلة أو لا يوقّعها.

مذذاك راح دورهم يصعد. لا يتدخّلون إلا في لحظات شعورهم بأن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء مستهدفة أو تتعرض للافتئات. عندما استقال الحريري في تشرين الأول 2019، رفضوا الأسماء المتداولة لخلافته، وأصرّوا عليه. تشبّثه بعدم العودة الى السرايا، حمل الغالبية النيابية على اختيار حسان دياب رئيساً مكلفاً. يومذاك تعذّر عليهم تعطيل هذا الترشيح، فقاطعوا دياب. كذلك فعلت دار الإفتاء في موقف متناغم. في نهاية المطاف، بعدما أسقطه تخلي طائفته عنه، تركته الغالبية النيابية في منتصف الطريق، فاستقال. أخيراً، سمّى الرؤساء السابقون الأربعة السفير مصطفى أديب رئيساً مكلفاً، فدخلوا طوراً غير مسبوق.

ليسوا وحدهم وراء اسم أديب. اختارته بداية باريس، ثم تولى الحريري - بفعل تواصله المفتوح معها - طرحه على رفاقه الثلاثة، فتبنّوه بعدما تداولوا أسماء قضاة وضباط وموظفين كبار سنّة. بذلك يقع اختيار الرئيس المكلف عند تقاطع غير مألوف: أن يكون من اختيار طائفته بإجماع قيادتيها السياسية والدينية، وفي الوقت نفسه انبثق من خيار الرئيس إيمانويل ماكرون. الواضح أن تعامل المفتي عبد اللطيف دريان مع كل من دياب وأديب أفصح عن أن الدار مرآة الدور الذي يضطلع به الرؤساء السابقون.

على غرار الثنائي الشيعي، صاحب الكلمة الفصل في ما يخص طائفته، أضحى هو الآن كذلك لتأكيد حقّ الطائفة في اختيار ممثلها، لا الغالبية النيابية المناوئة لها. للمرّة الأولى منذ «قمة عرمون»، يأتي ترجيح الخيار من مرجعية سنّية بحتة جديدة: ليست دار الإفتاء، ولا الزعيم الأكثر تمثيلاً لطائفته هو الذي أتى رئيساً مكلفاً أو هو سمّى خلفه، ولا نتائج الانتخابات، ولا حتماً الغالبية النيابية المقيمة على طرف نقيض من الرؤساء السابقين. من ذلك أضحوا المرجعية السنّية المسموعة الكلمة، مع أن لكل منهم أكثر من مشكلة عويصة مع عون والرئيس نبيه برّي وحزب الله وباسيل، وحتى داخل الطائفة نفسها كنهاد المشنوق وفيصل كرامي وأشرف ريفي وسواهم.

مطلوب من الرئيس المكلف الخروج من اتفاق الدوحة، والعودة إلى اتفاق الطائف

يقول سلام: «نحن نراهن على الفرصة التي قدّمها الرئيس إيمانويل ماكرون - وهي ذات غطاء دولي وإقليمي - مقدار رهاننا على الرئيس المكلف. المأزق كبير للغاية وصعب. نحن في طريق الانهيار، والتأكيد أننا دولة فاشلة في ظل الاحتدام الإقليمي. الفرصة المُراهن عليها هي مبادرة الرئيس الفرنسي التي لا يسع أحداً التنكر لها، أو تجاهلها، أو التصرّف بحرد كما فعل البعض بالإصرار على استمرار حكومة تصريف الأعمال الى ما شاء الله. الفرصة الفرنسية واضحة المعالم، يبدو أننا نسير على طريقها: حكومة مصغّرة، وزراء اختصاصيون، لا وجود للأحزاب فيها، تؤلف في أسبوعين. لا أحد محايد في السياسة، لكن المطلوب حكومة لا تسميها الأحزاب، ولا يكون وزراؤها أعضاء فيها. لكن طبعاً ليس على صورة وزراء حكومة دياب المستقلين، لكنهم من صنع الأحزاب التي طلب ماكرون هذه المرّة تنحّيها».

يضيف: «لا خطوط حمر وضعناها أمام الرئيس المكلف، سوى حماية موقع الطائفة في السلطة والدفاع عن صلاحياتها. ما نطلبه من رئيس الحكومة أن يضرب بقبضته على الطاولة. أن يخرجنا من اتفاق الدوحة، ويعيدنا الى اتفاق الطائف والدستور. لا ثلث معطلاً، ولا حصة لرئيس الجمهورية، ولا حصراً للحقائب بأطراف محدّدين، بل فرض المداورة على نحو ما حصل مع حكومتي أنا. مداورة شاملة. نريده هو أن يؤلف حكومته لأنها الصلاحية التي أناطها به الدستور، وأن نخرج من كل الأعراف وخصوصاً تلك التي أحدثها رئيس الجمهورية».

 

مستمرّون في المعركة

ميريام سويدان/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/08 أيلول/2020

استمر الحراك الاحتجاجي في صيدا بعد تشرين الأول/أكتوبر 2019، على الرغم من الجهود الحثيثة لقمعه.

في خضم استفحال الأزمة الاقتصادية، من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول وإنما المزيد من الانهيار والفقر، لايزال الحراك الاحتجاجي الذي اندلع في صيدا في تشرين الأول/أكتوبر 2019 مستمراً، على الرغم من تراجع الزخم في مدن لبنانية أخرى، ومحاولات ضبط إيقاع الحراك فيها.

تشهد صيدا سلسلة مسيرات راجلة ووقفات احتجاجية رفضاً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، مركّزة هدفها على المصارف اللبنانية، ومصرف لبنان تحديداً، ومحلات الصيرفة.

استهدف المتظاهرون كذلك "حسبة صيدا"، أو السوق الأساسي للخضار والفاكهة، التي ارتفعت أسعار بضائعها بشكل كبير لم يعكس سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.

مرّ خبر انتحار الشاب علاء الصيداوي البالغ 20 عاماً من العمر، شنقاً داخل غرفته منذ أيام، مرور الكرام على مسامع الشارع الصيداوي واللبناني عموماً. انتحر علاء بعدما طُرد من عمله في مطعم، وهو واحد من كثر في صيدا أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب الأزمة الاقتصادية والتراجع الكبير في قيمة الليرة. فمنذ فترة قصيرة، انتحر رجل صيداوي بسبب ضائقة مالية، وغيرهما كثر وقفوا في ساحات صيدا العامة محاولين سكب الوقود على أنفسهم لإنهاء حياتهم.

لكن هذا لم يمنع الحراك الصيداوي من متابعة مسيرته، التي يؤكد ناشطون فيها إنهم مستمرون على الرغم من الظروف المحيطة، وانحسار الأعداد المشاركة في الساحات واللقاءات، بسبب الخوف من تفشي وباء كوفيد-19. وفي الآونة الأخيرة، برزت مجموعة نشاطات للحراك الصيداوي كان أغلبها أمام مرافق عامة، كشركة الكهرباء والمياه وشركة أوجيرو المسؤولة عن الاتصالات والانترنت. وكان آخرها وقفة احتجاجية أمام مبنى البلدية اعتراضاً على أدائها تجاه معمل النفايات في صيدا، الذي أُنجز منذ سنوات لحلّ أزمة النفايات، إلا إنه لا يزال مقفلاً نتيجة إشكالات ومحاصصات سياسية. بما أن صيدا لا تضمّ وزارات ومراكز أساسية كما العاصمة بيروت، يتركّز أغلب الاعتصامات أمام مبنى البلدية، الممثّل الأساسي لسلطة الدولة.

تكمن المفارقة في الغياب التام للتغطية الإعلامية لهذه التظاهرات. فبعدما كثّفت القنوات اللبنانية تغطيتها لصيدا في أوج الانتفاضة، وتحديداً في الأشهر الثلاثة الأولى منها، غابت كلياً عن المشهد مؤخراً، ما دفع الكثير من الصيداويين إلى تغيير أساليبهم. فعدد المشاركين في أي تحرّك حالي لا يتعدّى المئة، فيما كان يتجاوز الألف سابقاً. لذا، الحراك الصيداوي الآن لا يعوّل سوى على صفحته الرسمية على فايسبوك "صيدا تنتفض"، لنشر أبرز الأخبار والنشاطات.

مرّ الحراك الصيداوي بمحطات أساسية غيّرت مجرى الاحتجاجات. فقد طرأ عليها انعطافة عنيفة عندما هجم المحتجّون على المصارف التي تحجز على ودائعهم، ما دفع قوى الأمن إلى استخدام المزيد من العنف ضد المتظاهرين. المحطة الأولى هي تفجير فرع مصرف فرنسبنك في صيدا في 25 نيسان/أبريل اعتراضاً على استمرار المصارف باحتجاز أموال المودعين ولاسيما بالدولار. وقد اتّهم بتنفيذ هذا التفجير ناشطان في حراك "صيدا تنتفض"، هما وضاح غنوي ومحمود مروّة، بعد تفقّد كاميرات المراقبة.

أما المحطة المهمة الثانية فتمثّلت في ممارسات قوى الأمن القمعية بحق الناشطين، والتي وصلت إلى حدّ الضرب المباشر، والإخفاء القسري، وصولاً إلى التعذيب بالأسلاك الكهربائية. وكان الناشط الصيداوي علاء عنتر، وهو واحد من سبعة شباب اعتقلوا في نيسان/أبريل الماضي بالقرب مبنى بلدية صيدا، وتعرّضوا للتعذيب على مدى أربعة أيام على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، قد روى في فيديو مصوّر، نُشر على الإنترنت، وقائع الاعتداء الذي تعرض له على يد الجيش اللبناني مع عددٍ من الناشطين الذين جرى توقيفهم في حراك صيدا. وقال: "باشروا بضربنا منذ لحظة اعتلائنا سيارة الجيش. تفنّنوا في تعنيفنا ونحن معصوبو العينين، حتى أن أحد العسكريين بلّل أحد جاربيّ ثم صعقني بالكهرباء. ضربونا بوحشية، وأهانونا بشتّى الوسائل".

في هذا السياق، لفتت لجنة الدفاع عن المتظاهرين في بيان إلى أن عدداً من الموقوفين "يتعرضون للعنف الشديد خلال إلقاء القبض عليهم وداخل آليات النقل وأماكن الاحتجاز التابعة لمخابرات الجيش، وذلك وفقاً لشهادة المحامين الذين قابلوا الموقوفين، وشهادة الذين أُفرج عنهم لغاية الآن". [هذا العنف] "يهدف إلى انتزاع المعلومات ومعاقبة الموقوفين، وقد يرقى إلى جرائم التعذيب".

يشار إلى أن هذه الممارسات العنيفة الصادرة عن جهات أمن رسمية ازدادت مؤخراً، وتحديداً في المرحلة التي تلت خطة التعبئة العامة لاحتواء فيروس كوفيد-19، مع العلم بأنها تخالف قانونيْ تجريم التعذيب (الرقم 65/2017) والإخفاء القسري (الرقم 105/2018)، وكذلك المواثيق الدولية التي وقّعها لبنان.

وثّقت مجموعات حقوقية الاعتداءات وأعمال العنف التي مارستها قوى الأمن ضدّ الناشطين. ويوحي ذلك بوجود قرار سياسي بقمع التظاهرات، من خلال إرساء نظام بوليسي يهدف إلى إقصاء أي شكل من أشكال التغيير التي قد تهدّد السلطة أو الأوليغارشية الحاكمة. من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية، في بيان لها، السلطات اللبنانية إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان حماية المتظاهرين السلميين، واحترام حقهم في حرية التجمع، بما في ذلك إغلاق الطرق، والامتناع عن محاولة فضّ التجمعات السلمية بالقوّة.

في المحصّلة، راكم الشارع الصيداوي وعياً طيلة الأشهر الماضية بدءاً من 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عبر حلقات حوارية وندوات تميّزت بتنوّع المشاركين فيها، بين شيوعيّ وإسلامي، وناصريّ وحريريّ - وهؤلاء لم يكونوا ليلتقوا أبداً قبل الانتفاضة. ولعلّ عزيمة المتظاهرين هذه تتجسّد في عبارة واحدة تتردّد على ألسنة أغلب الصيداويين، وهي: "مستمرّون".

 

الدولة المدنية من صلب الدستور اللبناني... والأحزاب بين مؤيد ومشترط

إيناس شري/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

عشية الذكرى المئوية الأولى للبنان الكبير، تحدث رئيس الجمهورية ميشال عون عن «إصلاح النظام وإعلان لبنان دولة مدنية»، بصفتها «وحدها قادرة على حماية التعددية»، داعياً إلى «حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية، توصلاً إلى صيغة مقبولة من الجميع، تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة»، الأمر الذي أثار ردود فعل من الأحزاب السياسية، وتساؤلات عن معنى «الدولة المدنية»، وعن الإجراءات التي ينص عليها الدستور في هذا الصدد. وعند الحديث عن الدولة المدنية، لا بد من التذكير بداية -حسب ما يرى الخبير الدستوري صلاح حنين- أن «لبنان دولة مدنية، فالدستور مدني، وهو ينصّ على حرية المعتقد»، ولبنان ليس «جمهورية إسلامية أو مسيحية مثلاً»، موضحاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ كون الدستور ينصّ على أن يكون البرلمان اللبناني مناصفة بين المسلمين والمسيحين، وكونه يحرص على التوازن في الحكومة «فهذا لا يعني أنّنا لسنا دولة مدنية، فما قصده المشرّع من ذلك عدم استثناء أي طائفة، وليس استعمال الفيتو أو المحاصصة، كما ساد في التطبيق». وفي هذا الإطار، يذكّر حنين بالمادة (95) من الدستور اللبناني التي تنصّ على اعتماد الكفاءة والاختصاص مرجعاً أساسياً، على أن يتم «اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية، بدايتها إلغاء الطائفية، وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية». وانطلاقاً مما تقدّم، يرى حنين أنّه للذهاب أكثر نحو دولة مدنية «لا بدّ من إلغاء الطائفية من المجتمع أولاً، ومن ثمّ إلغاء الطائفية السياسية»، وذلك يكون عبر إقرار «قانون أحوال شخصية يوحد جميع اللبنانيين تحت أحكامه في الزواج والطلاق والميراث، وكلّ ما يتعلّق بالأحوال الشخصية»، مؤكداً أنّ هذا الأمر «لن يكون سهلاً، ولكن في حال تمّ التوصل إليه، سيكون بداية ومدخلاً للتوجه إلى إلغاء الطائفية السياسية». ويشرح حنين أن وضع هذا القانون هو مهمّة الهيئة التي تحدث عنها الدستور في المادة (95)، إذ ورد فيها أنه على الهيئة «اقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية، وتقديمها إلى مجلس النواب والوزراء، ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية». ويعد حنين أن اعتماد قانون موحد للأحوال الشخصية «سيساهم في إلغاء الطائفية من النفوس، وسيخرج الطوائف من قوقعتها، وسيمهد الطريق لإلغاء الطائفية السياسية»، مشيراً إلى أنّه «لا يمكن البدء بالعكس لأن ذلك يمكن أنّ يتسبب بمشكلات، إذ لا بد من إلغاء الطائفية من النفوس أولاً». ويرى حنين أنه في حال نجح لبنان في ذلك، يذهب إلى «مجلس نيابي خارج القيد الطائفي والمذهبي، وربما إلى تعديل دستوري يكون من خلاله انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، وإعطائه صلاحيات واسعة».

مواقف الأحزاب

دعوة عون إلى الدولة المدنية جددها أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال كلمة له مؤخراً، طالباً من «كل الأفرقاء السياسيين في البرلمان وفي المعارضة والموالاة، ومن كل من سماهم (الصادقين في الحراك) إلى ملاقاته في منتصف الطريق، وتحت سقف المؤسسات، للحوار حول لبنان نحو الدولة المدنية، وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس شيوخ تتمثل فيه الطوائف كافة، وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره». أما حزب «الكتائب»، فيرى أنه يجب تحديد معنى شعار الدولة المدنية، إذ يؤكد النائب المستقيل إلياس حنكش أنّه يجب «تحديد المفاهيم، بدلاً من الذهاب إلى شعارات فضفاضة»، مضيفاً: «فليخبرونا ويخبروا المواطن ما المقصود بالدولة المدنية، ولا سيما أن لبنان دولة مدنية أصلاً». ويعد حنكش، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنّ هناك «لغطاً وخلطاً في المفاهيم»، وأنّ بعضهم قد يستخدم مصطلح الدولة المدنية «عن جهل، وبعض آخر للتصويب على الشريك بالوطن، أو تحقيق مصالح سياسية أو مكاسب ضيقة». وإذا كان المقصود من هذا الشعار فصل الدين عن الدولة (أي العلمانية)، وإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، فحزب «الكتائب»، حسب حنكش «لا يؤيد هذا الطرح فقط، بل يطالب به»، وبكل ما يساهم في بناء دولة حقيقية «من تعزيز الديمقراطية، وتعديل المناهج التعليمية، وإيجاد كتاب موحد للتاريخ، والذهاب إلى لامركزية موسعة، وإقرار قانون جديد للانتخابات»، لافتاً إلى أن الأفضل بالنسبة له «قانون الدائرة الفردية لأنه يصون التعددية، ويلغي سوء التمثيل».

وبدوره، يعد حزب «القوات اللبنانية» أنّ هناك حاجة لتوضيح بعض المفاهيم «ومنها على سبيل المثال ما المقصود من الدولة المدنية»، إذ يعد مصدر من «القوات»، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه وبكل بساطة «الدولة التي تستمد قوانينها من الشرائع الدينية تكون دولة دينية، ولبنان ليس دولة دينية».

وفي حين يؤكد المصدر أنه «في لبنان لا دين للدولة»، يوضح أنه إذا كان المقصود من شعار الدولة المدنية قوانين الأحوال الشخصية التي لا تزال تتبع للطوائف في لبنان، فمن المعروف أن «هناك خلافاً حولها، فبعض الجماعات في لبنان ترفض صراحة الذهاب إلى تعديل هذه القوانين، وإعادة النظر فيها، وتعد أنها مرتبطة بدينها وتقاليدها، ولا تقبل بأن يكون هناك قوانين سارية على الجميع». ويضيف المصدر: «أما إذا كان المقصود من هذا الشعار النظام التشاركي، فهدا نظام قائم منذ عام 1860، وتأكد بالاستقلال، ومن ثم في الطائف»، ومن «الممكن الكلام عن تطويره كالذهاب إلى مجلس للشيوخ»، لافتاً إلى أن «أي تطوير للنظام السياسي في لبنان يجب أن يبدأ من البند الأول، ومن الأساس، أي البدء بتطبيق النظام قبل تطويره». وانطلاقاً مما تقدّم، يؤكد المصدر أنّ «القوات» يرى «أنّه من الأفضل البدء بالعمل على أن تكون الدولة سيدة على جميع أراضيها، وأن يكون القرار للدولة، ولا يكون هناك دويلات داخل الدولة، وأن يكون هناك ولاء واحد للبنان»، وأنّ «أي تحديث للنظام، وهو أمر ضروري، يجب أن يكون البند السيادي أساسي فيه، ومن ثم يمكن الحديث عن أمور أخرى». وفي هذا السياق، يقول المصدر: «الحري بنا البدء بالأساس، لا بالديكور، فما دام الأساس غير موجود، لا نستطيع الذهاب إلى إجراء ديكور»، مضيفاً: «نحن في أزمة وجودية في ظل تغييب الدولة عن سابق إصرار وتصميم».

 

ماكرون وفخ «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

لم ترد «السيادة» على لائحة الهواجس الفرنسية في بيروت، خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون، بمثل ما وردت في متن نصه السياسي خلال زيارته إلى العراق، على الرغم من القاسم الإيراني المشترك بين أسباب النقص السيادي في البلدين.

للسيادة في لبنان الراهن عنوان واحد، هو التحرر من سطوة سلاح ميليشيا «حزب الله» على الحياة الوطنية والسياسية، بمثل ما هو سلاح الميليشيات الشيعية في العراق، وسطوة إيران الكبرى على الحياة السياسية في بغداد من خلال ما يسمى إدارة «البيت الشيعي».

بيد أن ماكرون، على عكس أدائه في العراق، بالغ في لبنان في ممارسة الانفتاح على «حزب الله»، بحجة الصفة التمثيلية للحزب التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية. ثم عرض الرئيس الفرنسي رؤيته لنظرية التفريق بين الجناح السياسي المُتمتع بمشروعية التمثيل داخل مؤسسات النظام السياسي، وبين الجناح العسكري «الإرهابي» الذي تضعه فرنسا على قوائم الإرهاب.

كان يمكن، لنظرية ماكرون، التي تراجعت عنها لأسباب عملية كل من ألمانيا وبريطانيا، اللتين ما عادتا تفرقان بين الجناحين، أن تمر، لو أن الكلام الفرنسي لم يسبقه صدور حكم عن المحكمة الخاصة بلبنان يدين سليم عياش، أحد المسؤولين الأمنيين لـ«حزب الله»، في جريمة اغتيال رفيق الحريري.

يكفي ماكرون أن يتابع ردة فعل الحزب، كمؤسسة وإعلام وجمهور، ليستغني عن مرافعة في علم الجماعات الإسلامية المسلحة، ويتأكد من زيف هذا التفريق، بين الشرعي المنتخب وبين الإرهابي.

يافطات علقت تحتفي بالبطل عياش، لا في بيئته المباشرة وحسب، بل وصلت حدود إحداث فتنة مذهبية، في الأحياء التي شعرت أن اليافطة هي عدوان معنوي على أهلها... ومثلها فعل الموقف السياسي الذي تعامل مع الإدانة بأنها تآمر على الحزب بكليته، لا على جناحه العسكري أو الأمني.

فـ«حزب الله» نفسه، على عكس الرئيس ماكرون، لا يقيم وزناً لنظرية الجناحين، التي اعتمدها في فترة من الفترات تنظيم «شين فين»، بينه كحزب سياسي قومي، وبين جناحه العسكري «الجيش الجمهوري الآيرلندي»، ففي حين حرص الأخيران على نفي ترابطهما نفياً قاطعاً، خلافاً للمعلوم في الأوساط الاستخبارية والبحثية، يصرّ «حزب الله» على أنه جسم واحد وقيادة واحدة، كما صرح بذلك نائب حسن نصر الله، الشيخ نعيم قاسم، حرفياً، في مقابلة شهيرة عام 2009 لصحيفة «لوس أنجليس تايمز».

لا يبذل «حزب الله» أدنى الجهود التي بذلها نظراؤه، حتى على سبيل الادعاء، لإثبات أنه وجناحه العسكري جسمان منفصلان.

فعماد مغنية مفتتح عصر العمليات الانتحارية في بيئة الكفاح الشعبي المسلح، بما هي إرهاب موصوف، ومتهم بقتل رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، ومختطف المدنيين كرهائن لديه، يحتفى به في لحظة مقتله عام 2008 بوصفه قائداً من قادة «حزب الله»، بل القائد العسكري التاريخي له.

من السذاجة الافتراض، إذ ذاك، أن ظروف نشأة «حزب الله» اختلفت عن الوضعية التي انتهى إليها، وأنه «تطور» من تنظيم إرهابي إلى تنظيم «مقاوم» يمتلك «جناحاً سياسياً» يحظى بمشروعية التمثيل السياسي داخل الدولة اللبنانية.

فعماد مغنية هو قائد جبهات القتال والعمل الأمني في سوريا ولبنان واليمن وبلغاريا وأفريقيا وقبرص والكويت ومصر وغيرها، وهو القائد السياسي، مع آخرين، لعمل ومسار الكتلتين البرلمانية والوزارية والإعلام وأجهزة التعبئة المتعددة.

والحال، يصير التفريق الفرنسي بين الشرعي التمثيلي وبين الإرهابي عبارة عن قرار سياسي متخذ مسبقاً، ولأسباب لا تتعلق بهوية «حزب الله» الفعلية، بل بمدى انسجام هذا التوصيف أو ذاك مع مصالح سياسية فرنسية محددة.

المسألة الإشكالية الثانية التي يطرحها موقف الرئيس ماكرون تتعلق بنظرة رومانسية لمعنى الصفة التمثيلية لهذا الفريق أو ذاك، بصرف النظر عن طبيعة البرنامج السياسي، ومنظومة القيم للمشاركين في اللعبة الديمقراطية، ومدى انسجام هويتهم ولغتهم وأدواتهم مع المتطلبات الموضوعية للديمقراطية.

فهل يجوز اعتبار النازيين الجدد فريقاً مؤهلاً للعبة الديمقراطية، وأن تقاس مشروعيتهم السياسية بنتائج فرز الأصوات وحسب، حتى إن كان برنامجهم السياسي مضاداً في العمق للقيم الديمقراطية؟!

الجواب الغربي الليبرالي هو كلا...

عن هذه النقطة يتفرع سؤال بالغ الأهمية. من أخبر الرئيس ماكرون أن تنظيمات كـ«القاعدة» و«داعش» و«النصرة» و«الإخوان» و«طالبان» وغيرها من تنظيمات العنف الإسلاموي لا تتمتع بحدود ما من الصفات التمثيلية في المجتمعات الإسلامية والعربية كافة؟ فهل اشتراك هذه التنظيمات في الانتخابات وتحقيقها لنتائج أياً تكن نسبتها، يضفي عليها مسحة مشروعية سياسية تستوجب التعامل معها كمنتجات طبيعية للعملية السياسية؟

الحقيقة أن الرئيس ماكرون يعيب على مثل هذه التنظيمات أن تمارس قناعاتها في العلن، وله خطاب شهير يتحدث فيه عن مخاطر التسامح مع نزعات الانفصال الثقافي عن قيم الجمهورية الفرنسية عند هؤلاء.

في المقابل، لا يبدو أن الرئيس الفرنسي يعير اهتماماً وهو يدعو اللبنانيين لتفهم حواره مع من يمتلكون نزعات انفصالية ثقافية وسياسية وقيمية عن بقية اللبنانيين، بحجة أنهم منتخبون.

فهل ثمة إرهاب شيعي مقبول وإرهاب سني مرفوض؟؟

الحقيقة أن لا فوارق يمكن إثباتها على نحو علمي ورصين بين ما يسمى جناحي «حزب الله»، السياسي والعسكري.

فالحزب واحد بشهادة قادته وسلوكهم. كل ما في الأمر أنهم أكثر تعقيداً من الإرهاب الآخر، وأكثر قدرة على التخفي تحت أستار المشاركة في العملية السياسية وادعاء الالتزام بشروطها.

أما موقف الرئيس ماكرون فهو قرار سياسي مسبق بتصديق ما لا يصدق، لا على قاعدة الإقرار بالوقائع، بل على قاعدة المصالح التي تستوجب استبعاد الإرث الليبرالي العلمي الموضوعي لصناعة القرار في المؤسسة السياسية الغربية.

«حزب الله» ليس ممثلاً شرعياً، بل فريق إرهابي يستغل المناخ شبه الديمقراطي في لبنان، ويستثمره استثماراً ذكياً في تقاليد القبول بالآخر، تحت عنوان التعددية، بغية إدغام الإرهاب بالديمقراطية.

ذكاء القاتل ليس شهادة حسن سلوك. ذكاء القاتل يجعله قاتلاً أخطر.

 

الأخوة والإبوات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

ثمة أحرف في اللغة لا تلتقي. ومثلها عدوى الناس والجماعات والدول والفصائل الفلسطينية. وكان أبو عمار يفلسف هذه الظاهرة المرضية باستسلام قائلاً إنها دليل على روح ديمقراطية. لكنها كانت في الحقيقة دليلاً على استسهال الخلافات، وعلى حدة النزاعات بين الدول العربية التي تحتاجها منظمة التحرير، وخصوصاً سوريا والعراق، اللذين منعا مواطنيهما من زيارة البلدين باعتبارها خيانة عظمى. وذات مرحلة كان العداء الروسي - الصيني شديداً لدرجة أن أبو عمار لم يكن قادراً على إكمال جولته بالسفر مباشرة من موسكو إلى بكين. فكان عليه أن يعود من موسكو إلى تونس ليطير منها إلى بكين. أما السفر من بغداد إلى دمشق، أو العكس، فكان عليه أن يسافر أولاً إلى منغوليا أو فولتا العليا. التقت الفصائل الفلسطينية قبل أيام في بيروت برئاسة أبو مازن عبر الإنترنت. «فتح» و«حماس»، و«الجبهة الشعبية - قيادة عامة»، و«الجبهة الشعبية - قيادة أولى»، وتحيات للجميع يحمِّلها أبو مازن للمتحدثين قبل بداية كل خطاب: سلملي على أبو النوف (نايف حواتمة)، وسلملي على أبو جهاد (أحمد جبريل)، ومع تطاير التحيات بين الأبوات، تذكرت بيروت يوم كانوا في ربوعها مقيمين لا ضيوفاً سائرين.

حرصت على متابعة المؤتمر خطاباً خطاباً. طبعاً كانت كلها متشابهة في التعابير لأنها متشابهة في النوايا. تعابير عمرها من يوم جاءت منظمة التحرير إلى بيروت من عمان قبل 50 عاماً، أو من يوم خرجت منها إلى تونس قبل أربعين عاماً. وهذا ليس بمأخذ، فالقضية لا تزال نفسها ووضعها لم يتغير وطوبى للجميع وللمصالحات ولمعاناة الجميع، خصوصاً الرئيس محمود عباس. لكن لدي ملاحظة على الصورة، لا على الخطب والمواقف: جميع الرؤوس اشتعل فيها الشيب «مثل اشتعال النار في جمر الفضا»، كما قال ابن دريد، أو كاشتعاله في رأس عبد الله زكريا، عليه السلام. وربما وهن العظم منهم أيضاً، كما وهن منه.

الأكثرية الساحقة من هؤلاء السادة أمضوا أعمارهم في خدمة القضية. وبعضهم حضر بربطة عنق لا يزال يضعها منذ نصف قرن. ويومها كانت من سوق الرخيص. لا نريد التقليل من قيمة كل هذا التاريخ. لكن أيضاً هل يجوز للفلسطينيين تقليد الأنظمة في النزعة الأبدية؟ أين هو الجيل الفلسطيني الذي ملأ الساحات والجامعات والمهاجر؟ بدت الهيئة النضالية للمنظمة كأنها شاخت جميعاً وتجاوزت سن التقاعد، ولا أقول الاعتزال، لأنه في النضال خيانة. إنها مسؤولية منظمة التحرير، بجميع فصائلها، ألّا تكون قاعة المؤتمر حاشدة بالجيل الجديد. الجيل الذي سوف يتولى الاستمرارية.

 

مسميّات المال

مشعل السديري/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

المال والبنون زينة الحياة الدنيا - صدق الله العظيم - ولكننا في هذه العجالة سنضع البنين على جنب، (وسنستلبش) المال بالتفاسير - إن جاز التعبير -، فالمال أحياناً يكون (كالحرباء)، وأحياناً صعب الوصول إليه كقمة (إفرست)، وأحياناً كالرمال المتحركة التي تبلع كل من دخل فيها، وأحياناً هي كالسراب؛ كلما اقتربت منه ابتعد عنك، وفي بعض الأحيان ينهمر عليك فجأة كالمطر حتى وإن كنت نائماً، وقد يروغ منك كما يروغ الثعلب، وقد يفترسك كالأسد ويفصفص عظامك، وأحياناً تكون أنت سيده، وغالباً ما تكون أنت عبده. باختصار، المال قد يكون نعمة وقد يكون نقمة، وإليكم بعض من مسمياته:

ففي المدرسة يسمّى (رسوم)، وفي الزواج يسمّى (المهر)، وفي الطلاق يصبح (النفقة)، وعندما تسلف شخصاً يكون (ديناً) - وغالباً تأكل هوا وما يرجع لك -، وعندما ندفع للحكومة يسمّى (ضرائب) - ولا أستبعد أنها مشتقة من الضرب -، وللموظف (مت قاعد) - أقصد المتقاعد - يسمّى (معاشاً)، وللموظف الاعتيادي يسمّى (مرتّب)، وعند العمال تسمّى (الأجور)، وعندما يدفع للوسطاء في صفقات تجارية تسمّى (عمولة) - وفي رواية أخرى هي (السمسرة)، وما يدفع مقابل الخدمات المهنية يسمّى (أتعاباً) - وهي مشتقة من (التعب) قبل طلوع الروح.

وما ترصده في البنك هي (الودائع)، وما تدفعه لأهل القتيل هي (الديّة) - وعندما تدفعها تمشي في جنازة القتيل وأنت مرتاح الضمير -، وما يقدم بعد نهاية الخدمة (مكافأة) - على شرط أن تسكّر الباب خلفك وأنت خارج -، وعند الخاطفين يسمونه (فدية) - وكلما كبر المخطوف كبرت الفدية -، وعندما تقدم المال بشكل غير قانوني يسمّى (رشوة)، وفي لهجتنا الدارجة يسمى (بلصة). وما يقدم للفقراء والمحتاجين يسمّى (صدقة) قد تحسب في ميزان حسناتك، وقد لا تحسب إذا أردت منها (الفشخرة)، وما تدفعه كمساعدة للعائلة أو صديق (هبة)، وما يدفع من ولاة الأمر يسمّى (مكرمة).

وما يتم بين الأزواج المتصالحين بعد خصام يسمّى (رضاوة) - أو دهن سير -، ويسمّى في محلات الملاهي والألعاب (تضييع فلوس)، أما في محلات السهر فهو (انبساط وفرفشة وتنقيط)، وعند المدمنين على التدخين والذي منه فيسمّى (حرق فلوس ونفوس)، وأحلى ما يدفعه العشاق من مال هو (هدية Valentine) - على شرط أن تكون حمراء فاقع لونها. وما يدفع في الركن الثالث من الإسلام يسمّى (زكاة)، وما يصرف لتخفيف الذنوب المتلتلة يسمّى (كفارة). وعند الذي تحفى قدماه ويتمردغ بالتراب ولا يجد المال، يتف عليه واصفاً إياه (بوسخ الدنيا) - وبعضهم من محبتهم لحرف الصاد يسمونه (وصخ الدنيا).

 

مخاطر الطموحات التركية ـ الإيرانية على الأمن القومي العربي

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

قد يتساءل بعض القراء؛ لماذا تركيز كاتب المقال على طموحات تركيا وإيران؟ هل يشكلان وحدهما المخاطر على الأمن القومي العربي؟ فماذا عن طموحات الآخرين من بين القوى الإقليمية، مثل إسرائيل والهند، ناهيك عن طموحات الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، القوة الدولية الصاعدة والمنافسة للولايات المتحدة، ألا تهدد هذه الدول الأمن القومي العربي؟ أليست لها طموحات في المنطقة العربية؟ تساؤلات مشروعة وحقيقية، ولكن حصر موضوع المقال على الطموحات التركية - الإيرانية هو امتداد للمقالات السابقة حول سايكس - بيكو القرن الحادي والعشرين، والتحديات العربية في مواجهتها، الذي نستكمله بتناول أبعاد الطموحات التركية - الإيرانية ومخاطرها على الأمن القومي العربي، وخاصة ما يتعلق بالخليج العربي واليمن ومحاولات فهم الاختلاف والتباين بين طموحات تركيا وإيران.

إحدى نقاط الاختلاف الجوهرية بين التغلغل التركي والتغلغل الإيراني أن الذاكرة الجمعية للشعوب العربية في فترة احتلال الإمبراطورية العثمانية لعدد كبير من الدول العربية، لم تجلب معها الإمبراطورية العثمانية حالة ازدهار ومظاهر حضارية عصرية، وإرساء قيم الحداثة وبناء مؤسسات عصرية تستطيع دولها المستقلة من خلالها عند تحرر تلك الشعوب من القبضة العثمانية، مواكبة بقية الدول التي حصلت على استقلالها في العالم، ومثال واحد سيظهر الاختلاف بين الاستعمار البريطاني في جنوب الجزيرة العربية، والاستعمار التركي العثماني لليمن.

عند مغادرة بريطانيا عدن وبقية أجزاء جنوب اليمن لم تحتج قيادة الجنوب المستقل إلى بناء مؤسسات الدولة المستقلة، حيث ورث الجنوب نظاماً إدارياً ومالياً متقدماً، وكانت هناك حكومة ونظام برلماني ومحاكم وجيش منظم وشرطة ودستور مكتوب، إضافة إلى وجود تعددية حزبية وأعداد من الصحف وعدد من المؤسسات المصرفية والمالية... إلى آخر ذلك من هياكل الدولة ومتطلباتها.

في الجانب الآخر، في اليمن الشقيق، لم يرث اليمن من الدولة العثمانية ما ورثه الجنوب من الإمبراطورية البريطانية، وهذا ليس تمجيداً للاستعمار البريطاني، بقدر ما هو مقارنة بين احتلالين، أحدهما متخلف، وآخر بنى مؤسسات الدولة في المستعمرة، استفاد منها الجنوب بعد حصوله على الاستقلال، بينما حرم منها اليمن الشمالي تحت الحكم العثماني، وبسبب هذا التفاوت في الموروث بين الجنوب والشمال، مثل ذلك أحد أسباب فشل الوحدة اليمنية.

والعامل الآخر في الاختلاف بين تركيا وإيران يتمثل في سعي الأتراك إلى إحياء ماضي الدولة العثمانية في بعض المناطق، وتوسيع دائرة نفوذها عبر إقامة بنية أمنية، ومنطقة نفوذ سياسي وعسكري.

فقبل سنوات قليلة، لم تكن تركيا تملك قواعد عسكرية خارج أراضيها، ما عدا وجودها العسكري شمال قبرص، الذي أقامته عام 1974 بحجة حماية الأقلية التركية في الجزيرة، وأعلنتها تركيا من جانب واحد جمهورية شمال قبرص، ولم تعترف بها أي دولة في العالم، باستثناء تركيا بطبيعة الحال.

وبقدوم نظام إردوغان إلى السلطة، وتوجهه إلى إحياء الإمبراطورية العثمانية، بدأت مساعيه الحثيثة لإقامة قواعد عسكرية في قطر والصومال، خلافاً إلى إنشاء قواعد في سوريا والعراق التي لها وظائف محددة مرتبطة بمنع أكراد سوريا من تحقيق حلمهم بنوع من الاستقلال الذاتي، كما كان من أهدافه بإقامة قواعد في العراق وسوريا التصدي ومحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني.

وقامت تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية لها في مقديشو عاصمة الصومال بموجب اتفاقية عسكرية تم إبرامها بين البلدين في 2012 وافتتحت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ما سيعطي الأتراك امتيازات كبيرة بالقرب من خليج عدن، انطلاقاً من نفوذها في القرن الأفريقي، ما يساهم في تعزيز وجودها في أفريقيا والخليج العربي، عبر وجود قاعدتها العسكرية في دولة قطر.

ومؤخراً، توجّهت تركيا نحو ليبيا التي كانت ضمن هيمنة الدولة العثمانية، في محاولتها الاستيلاء على قاعدة الوطية العسكرية غرب العاصمة الليبية التي كانت تسيطر عليها قوات شرق ليبيا بزعامة خليفة حفتر، وأصبحت حكومة السراج المسيطرة عليها بدعم تركي.

فإذا كانت تركيا الرئيس طيب إردوغان أخذت بخيار الوجود العسكري والأمن بإنشاء القواعد العسكرية، فإن خيار ملالي إيران تمثل في الاعتماد على الأسس المذهبية في المناطق العربية في العراق «الحشد الشعبي»، وفي لبنان «حزب الله»، وفي اليمن «أنصار الله - الحوثيين»، والتغلغل هنا لا يقل خطورة عن إنشاء القواعد العسكرية التي اتبعتها تركيا.

فالقواعد العسكرية تنشأ بموجب اتفاقيات بين تركيا وحكومة الدولة المعنية، مثل نموذج ليبيا والصومال ودولة قطر، فإذا حدث تغيير في سياسات تلك الدول بتغير مصالحها مع تركيا بإمكانها إلغاء تلك الاتفاقيات لأي سبب كان، والمطالبة بإنهاء الوجود العسكري التركي في بلادها، ولن يكون الأمر دائماً بهذه البساطة!! لكن هل يمكن لأحزاب وحركات شيعية وأعضائها، وهم في الأساس مواطنون لتلك الأقطار، أن تعامل معاملة القواعد التركية، أم يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات أخرى مختلفة تماماً؟ فـ«حزب الله» في لبنان يشكل جزءاً لا يتجزأ من المنظومة السياسية والحكومية والأمنية في الدولة اللبنانية، وكذلك «حركة أنصار الله» في اليمن، قد تقبل هذه الأخيرة بفكّ ارتباط علاقاتها بإيران، كما لمح به أحد السفراء الغربيين المعتمدين لدى اليمن، لكن الوضع غير ذلك ومختلف فيما يخص «حزب الله»، والدليل على ذلك تباين مواقف أعضاء دول الاتحاد الأوروبي، إزاء الحزب الذي اعتبره بعضهم منظمة إرهابية، بينما آخرون مثل فرنسا، موقفها مختلف، كما أظهر ذلك بوضوح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقائه بممثل «حزب الله» في الزيارتين التي قام بهما مؤخراً إلى بيروت.

صحيح ما أشرنا أن تركيا ليست لديها كإيران أحزاب سياسية مرتبطة مذهبياً بها، ولكن العنصر الديني حاضر في علاقة بعض الأحزاب المتأسلمة بتركيا، التي تعتبر مقراً دولياً لحركة «الإخوان المسلمين» مثل «حزب الإخوان المسلمين» المصري و«حزب التجمع اليمني للإصلاح»، الذي تحتضن تركيا كثيراً من نشطائه، من سياسيين وإعلاميين يهاجمون المملكة العربية السعودية ودول التحالف المساند للشرعية اليمنية، انطلاقاً من إسطنبول، عبر محطة «الجزيرة الفضائية»، ومؤخراً تناولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي لجنوب اليمن جمعيات خيرية تركية، توزع مساعدات لبعض الأسر الفقيرة.

إن أكثر التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي على المدى القصير، أن تتمكن تركيا وإيران عبر أدواتهما من الأحزاب المتأسلمة الموالية لتركيا و«جماعة أنصار الله الحوثيين» الموالية لإيران، من التغلغل في جنوب اليمن، بسبب موقعه الجيواستراتيجي بإطلاله على باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي.

إيران تتحكم وتسيطر على مضيق هرمز، ولولا مقاومة الجنوبيين لهجوم الحوثيين على الجنوب في 2015، ودعم التحالف، لتمكّنت إيران عبر الحوثيين من السيطرة على باب المندب.

وبتموقع الأتراك في الصومال، بالقرب من باب المندب، يجعلهم مع الإيرانيين فكّي كماشة على الممرات العالمية التي يحتفي بها المجتمع الدولي.

فهل تنتظر الدولُ العربيةُ الأتراكَ والإيرانيين يُحكِمون قبضتهم على مواقعهم الاستراتيجية، وتتصرف كل دولة وفق مصالحها الفردية، أم سيتم رفع التحدي ومواجهة المخاطر بشكل جماعي، مثل تضامن الاتحاد الأوروبي مع اليونان في نزاعها مع تركيا؟! وللحديث بقية.

 

سيناريوهات الحل في ليبيا

جمال الكشكي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

الحراك الشعبي يعيد ترتيب المشهد السياسي في ليبيا، مطالب الشارع صارت رقماً صعباً على طاولة المفاوضات المحتملة، كل الأطراف ترى أنها عصية على الاستجابة، تداخلت الأوراق، حلفاء الأمس صاروا أعداء اليوم. التاريخ مشغول الآن بحوار جغرافيا المستقبل، أنقرة لم تبخل في ممارسة كل صنوف الابتزاز السياسي والاقتصادي، أفاعي إردوغان تواصل الرقص مع الفوضى والتخريب، الصراع على الخريطة الليبية يديره سلاح النفط. كل المؤشرات تقول إن العالم سيعيش فترة ليست قليلة مع الأزمة الليبية. الأطماع الدولية والتناقضات تطيلان أمد الخلاف. مياه جديدة جرت في نهر السياسة. اللحظة تكشف عن صراع المصالح، الوطن لم يعد في أولويات القائمين بأدوار وظيفية، سباق المغانم والمكاسب صار أنيناً في قلب الوطنية الليبية.

يوم 21 أغسطس (آب) تفاءل الليبيون، ثمة متغيرات لاحت في الأفق بإطلاق فائز السراج وعقيلة صالح مبادرة لوقف إطلاق النار. الخطوة مهمة وجريئة، أصداؤها تحيلنا بعلم الوصول إلى «إعلان القاهرة» يوم السادس من يونيو (حزيران) بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر. القاهرة قالت كلمتها بشكل قاطع وفاصل، وضعت النقاط على الحروف، لا بديل عن وحدة الأراضي الليبية وسلامتها، واحترام جميع الجهود والمبادرات الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتزام جميع الأطراف وقف إطلاق النار، والارتكاز على مخرجات مؤتمر برلين، وقد ينتج عنها حل سياسي شامل، واستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية «5+5» في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية.

الموقف المصري تجاه القضية الليبية، يسير منذ اللحظة الأولى في الاتجاه الصحيح، وفقاً لمعطيات مدروسة جيداً، واستناداً إلى تقدير حكيم تجسدت صوره في عدة أحداث، من بينها: ما شهده يوم 20 يونيو 2020، أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قاعدة «سيدي براني» بالمنطقة الغربية لمصر، وإعلان محور سرت والجفرة خطاً أحمر، فضلاً عن المؤتمر الحاشد الذي فوض فيه شيوخ القبائل الليبية الرئيس السيسي بالتدخل العسكري للحفاظ على الدولة الليبية، وهو التفويض الذي أكده البرلمان الليبي، ومجلس النواب المصري. مصر قالت كلمتها، ولن تفرط في أمنها القومي أو الأمن القومي العربي.

مرآة السياسة تعكس تحولات سريعة في التعاطي مع الأزمة الليبية.

على المسرح الدولي يبدو السباق مستمراً على اقتسام المغانم. كل له حساباته ومصالحه، البيت الأبيض لم يمنعه زخم الانتخابات الرئاسية من الانخراط في الأزمة الليبية، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين جبهتي الصراع، وهذا ما أكدته لقاءات جمعت السفير الأميركي لدى ليبيا بكل من فائز السراج وعقيلة صالح. أميركا تعمل على استعادة النفوذ المفقود في ليبيا منذ عام 2011. ترمب لن يقبل أن يكون الوصيف لرجل الـ«كي جي بي» فلاديمير بوتين. الكرملين له حساباته الاستثنائية في هذه الأزمة. موسكو رقم فاعل في معادلة المصير الليبي، لن تتنازل عنها لقوى أخرى، ولن تسمح بأن تكون طرابلس إدلب الليبية. كابوس الإرهاب يطارد سيد الكرملين، عشرات الآلاف ممن يحملون الجنسية القوقازية تمرسوا على العمليات الإرهابية، وعودتهم خطر لا يقبله الروس.

قصر الإليزيه أثبت عقلانية وشجاعة بالغة في التعامل مع العدوانية التركية في ليبيا.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسم خطوطاً حمراء بالأفعال وليس بالأقوال، أرسل طائراته وسفنه إلى شرق المتوسط، وانتظر الرد. الاختبار قاسٍ على إردوغان. البقاء للأقوى، أوروبا عندما تقرر الاصطفاف تختفي فئران السفن.

الأمم المتحدة نزعت الشرعية بشكل عملي عن حكومة السراج، الاعتراف بها لم يعد قائماً، ستيفاني ويليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، دعت للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثله بشكل ملائم، وتطبيق سيادة القانون، والحفاظ على حقوق جميع المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم. إذن، وسط كل هذه التشابكات حول القضية الليبية، وما يدور على مختلف الأصعدة، فإن هناك العديد من السيناريوهات للخروج من هذه الأزمة، يأتي في مقدمتها: توفر الإرادة الكاملة لدى الشعب الليبي للحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية، وحماية وصون أمنها القومي من التدخلات الخارجية كافة، وبذل كل الجهود للتخلص من الميليشيات والمرتزقة والجماعات المسلحة، وطردها خارج الأراضي الليبية، وهنا يتوجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم آلية «إيريني» لمراقبة وضبط الحدود البحرية الليبية، وعدم السماح لتركيا بمواصلة إرسال الإرهابيين والمرتزقة، هذا فضلاً عن ضرورة وضع «آلية تنفيذية» لتفعيل مبادرتي السراج وعقيلة صالح، وتحويلهما من إطار عام وخطوط عريضة إلى خطط تفصيلية يتم تطبيقها على أرض الواقع، وبشكل سريع وفعال من قبل جميع الأطراف الإقليمية والدولية التي رحبت ودعمت هاتين المبادرتين، وذلك لغلق الباب أمام أي مناورات أخرى، والاتفاق على إطار قانوني يحكم التعامل مع أموال مؤسسات الشعب الليبي، حتى لا يتم استغلالها في دعم وتمويل المجموعات الإرهابية، والاستناد إلى ما حققته القاهرة من خطوات فعالة وقوية، بدءاً من توحيد المؤسسة العسكرية الليبية من خلال استثمار دعوات مؤتمر برلين وآلية «5+5» العسكرية، ووصولاً إلى ما تضمنه «إعلان القاهرة» من أطروحات وحلول شاملة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية استقبل دل كول: التجديد لليونيفيل سنة إضافية ليس لمصلحة لبنان فحسب بل لمصلحة الحفاظ على الاستقرار على الحدود الجنوبية

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في 28 آب الماضي، لسنة إضافية، ليس لمصلحة لبنان فحسب، بل أيضا لمصلحة الحفاظ على الاستقرار القائم على الحدود الجنوبية منذ العام 2006"، لافتا الى ان "استمرار نجاح مهام "اليونيفيل" جعلها من مهمات حفظ السلام النموذجية في الأمم المتحدة". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي، لمناسبة تجديد فترة انتداب "اليونيفيل" في جنوب لبنان. في مستهل الاجتماع، شكر الرئيس عون الجنرال دل كول على ما قامت به وحدات من "اليونيفيل" بمؤازرة عمليات رفع الأنقاض والإنقاذ في مرفأ بيروت بعد الانفجار الذي وقع فيه، متمنيا للجنود الدوليين ال- 23 الذين أصيبوا في الانفجار خلال وجودهم في سفينة دولية، الشفاء العاجل.

ولفت الى ان "مساعدة "اليونيفيل" لم تقتصر على التبرع بالدم، بل أيضا شارك الجنود الدوليون في تنظيف الشوارع، كما ساهموا قبلا في مواجهة داء الكورونا". واعرب الرئيس عون عن امله في "الا ينعكس تخفيض القوات الدولية من 15 الف الى 13 الف عسكري على عملها"، مشددا على "أهمية التنسيق مع الجيش اللبناني المنتشر في منطقة العمليات الدولية، كما في كل الجنوب"، داعيا الى "تكرار عقد الاجتماعات المشتركة بين الجيش و"اليونيفيل" لتعزيز التواصل بين "اليونيفيل" والسلطات اللبنانية"، معتبرا ان "التنسيق المسبق مع السلطات اللبنانية يمكن القوات الدولية من الوصول الى أي موقع تريد، مع ضرورة الاخذ في الاعتبار الضوابط المنصوص عنها في القوانين بالنسبة الى الملكيات الخاصة"، مؤكدا "أهمية المحافظة على الاستقرار في الجنوب لما فيه مصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة".

وكان الجنرال دل كول قدم للرئيس عون تعازيه بضحايا انفجار المرفأ، عارضا ما قام به الجنود الدوليون في المساعدة على رفع الأنقاض وعمليات الإنقاذ.

ثم تحدث عن الظروف التي رافقت التجديد للقوات الدولية سنة إضافية، معتبرا ان "هذا الامر عكس توافقا داخل مجلس الامن لتمكين "اليونيفيل" من القيام بواجباتها كاملة".

وركز الجنرال دل كول على "أهمية التعاون بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني"، مشددا على "أهمية إبقاء الوضع مستقرا في الجنوب وإزالة أي أسباب للتوتر".

 

رئيس الجمهورية استقبل نقابة الممرضات والممرضين: تقديركم واجب وعرفان بالجميل

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ب"التضحيات التي قدمها الممرضون والممرضات في لبنان في خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في ظروف صعبة ودقيقة، لا سيما بعد تفشي وباء "كورونا" والانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت"، محييا ارواح الشهداء منهم، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

واعتبر الرئيس عون ان "الجسم التمريضي هو في خط الدفاع الأول عن حياة اللبنانيين وصحتهم، وخصوصا في الأشهر الأخيرة التي دفعوا في خلالها من ارواحهم ثمنا للقيام برسالتهم الانسانية السامية التي تفوق الواجب الذي تفرضه المهنة".

ضومط

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان ميرنا عبد الله ضومط مع وفد ضم، نائبة النقيبة عبير علامة ومديرة النقابة نتالي ريشا، اللواتي عرضن على رئيس الجمهورية الظروف الصعبة التي يعمل فيها الممرضون والممرضات في المستشفيات والمراكز الصحية في كل لبنان. واعتبرت النقيبة ضومط ان "ما يقوم به الممرضون والممرضات منذ حوالى سنة، يصنف في خانة الجهد الاستثنائي. فعند اندلاع حركة 17 تشرين ورغم صعوبة التنقلات بين المناطق لم يتغيبوا يوما عن عملهم ومهامهم، وعند بدء موجة فيروس "كورونا" كانوا في طليعة المدافعين عن صحة الناس والمرضى في الصفوف الامامية وكان لهم الفضل الكبير في حصر العدوى في مراحلها الأولى". وقالت: "اما الامر الذي يستحق فعلا التوقف عنده وتسليط الضوء عليه، فهو العمل البطولي الذي قامت به الطواقم التمريضية عند انفجار مرفأ بيروت، فرغم سقوط ست شهيدات خرج زملاؤهم من تحت الركام وتحدوا الظروف الصعبة وتخطوا جراحهم وقاموا باخلاء المرضى وإنقاذ حياة المصابين والأطفال حديثي الولادة، حتى ان الكارثة دفعتهم الى العناية بالجرحى في مواقف السيارات او على الطرقات وهذه الاستجابة الجبارة انقذت حياة الكثيرين".

وأشارت ضومط الى ان "مهنة التمريض تعاني منذ فترة طويلة ظروف عمل صعبة وقاسية وهي تزداد سوءا يوما بعد يوم، ما أدى الى ازدياد هجرة الكفاءات الى الخارج بحثا عن ظروف عمل افضل. وهذا التحدي يستحق تدخل فخامتكم والبطولات التي تحققت تستحق تقدير فخامتكم، لان ذلك سيؤدي الى تشجيع العاملين في المهنة واستبقائهم من اجل خدمة الوطن".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مؤكدا "أهمية الدور الذي قام به الممرضون والممرضات"، معتبرا انهم "استحقوا عن جدارة محبة جميع اللبنانيين وتقديرهم لهذه العطاءات التي تبرز دور "ملائكة الرحمة" في كل الظروف"، لافتا الى ان "تقدير هؤلاء الأشخاص واجب وعرفان بالجميل".

 

رئيس الجمهورية اطلع من اديب على نتائج المشاورات لتشكيل الحكومة

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف الدكتور مصطفى أديب، واطلع منه على نتائج المشاورات التي يجريها لتشكيل الحكومة. وبعد اللقاء، قال الرئيس أديب للصحافيين: "نحن في مرحلة التشاور مع فخامة الرئيس، وان شاء الله كل الخير".

 

الرئيس عون شكر رئيس سريلانكا على هدية الشاي السيلاني وتم توزيعها على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة الى رئيس سريلانكا غاوتابايا راجاباكسا، شكره فيها على ارساله هدية عبارة عن كمية من الشاي السيلاني، تسلمها الجيش وسلمها الى دوائر رئاسة الجمهورية، حيث تم توزيعها على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري.

كونتي تفقد المستشفى العسكري الإيطالي في الحدت: لبنان في حال طوارىء فمعاناته كبيرة ويحتاج الى ميثاق سياسي قوي

وطنية - لثلاثاء 08 أيلول 2020

تفقد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والوفد المرافق المستشفى الميداني العسكري الإيطالي، في حرم الجامعة اللبنانية -الحدت. وبعد ذلك، عقد لقاء مع الصحافة الإيطالية واللبنانية قال فيه: "كان هذا اليوم حافلا باللقاءات، خصوصا مع المسؤولين اللبنانيين وممثلين للمجتمع المدني، وأصبحت لدي معرفة مفصلة عن كل ما يجري على الارض في لبنان، وهذا سيساعد على برمجة المساعدات والدعم الذي كانت فيه إيطاليا على استعداد لان تكون بجانب الشعب اللبناني، منذ الدقائق الأولى للازمة". أضاف: "في ايطاليا، تجمعنا علاقات صداقة مع لبنان، وليس فقط هذا، بل تجمعنا أيضا علاقات تعاون، وهذا هو الوقت ليتم تكثيف العلاقات بين البلدين. ومن المؤكد يجب أن ينبع هذا الدعم من حس المسؤولية على صعيد المؤسسات اللبنانية وأيضا من تماسك قوي للمضي نحو مسار إصلاحي". وتابع: "نعتبر أن لبنان الآن في حال طوارىء على مختلف الاصعدة من الصعيد المالي إلى الصحي من خلال جائحة كوفيد، وانتهاء بانفجار المرفأ. هناك معاناة كبيرة وألم كبير. نحن في حاجة الى ميثاق سياسي قوي يجب أن يبنى على شخصيات من العالم السياسي والاجتماعي والثقافي إذ من دون ذلك لا يمكن للاسرة الدولية أن تفعل الكثير. ولذلك، منذ الدقائق الأولى أكدت إيطاليا دعمها للبنان وشعبه الذي عليه أن يتمتع بالشجاعة والعزم، لكي يكون لديه تصور لهذا المسار الإصلاحي الذي يحتاج إليه لبنان".

 

بري استقبل رئيس الوزراء الايطالي والسفير السوداني وبقرادونيان

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي والوفد المرافق في حضور السفيرة الايطالية نيكوليتا بومباردييري. واستقبل بري سفير السودان لدى لبنان علي صادق علي، في زيارة بروتوكولية وداعية بعد انتهاء مهامه في لبنان. وعرض رئيس المجلس الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية مع الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.

 

لبنان القوي: لتشكيل الحكومة بأسرع وقت واختيار الوزير الخبير والقادر على الانجاز والانتاج بسرعة

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

عقد تكتل "لبنان القوي"، اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل، ناقش خلاله التطورات، واصدر بعده بيانا اكد فيه "حرصه الشديد على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن واختيار وزرائها على قاعدة الوزير المناسب والخبير والقادر على الانجاز والانتاج بسرعة".

وسأل التكتل "عما آلت اليه المشاورات بخصوص تأليف الحكومة حتى الآن وعن الأسباب التي تؤخر عملية التشكيل فيما البلاد بأمس الحاجة لحكومة مهمتها تنفيذ الإصلاحات بصورة عاجلة".

وطالب "مجلس النواب بتفعيل عمله بشكل منفصل عن عملية تشكيل الحكومة وان يعمد بأسرع وقت الى اقرار القوانين الموجودة لدى اللجان ولا سيما منها المتعلقة بمكافحة الفساد وضبط التحويلات المالية الى الخارج واصول الشراء العام واستقلالية القضاء".

وسأل عن "اسباب التأخر في اقرار هذه القوانين بسرعة خصوصا انها مترابطة ببرنامج الإصلاحات التي يحتاجها لبنان والتي التزم الأفرقاء السياسيون بتسهيل حصولها".

 

الكتائب: تحقيقات المرفأ تقاذف للمسؤوليات دون اجوبة ويجب اقتلاع المنظومة الحاكمة من اعلى الهرم الى ادناه

وطنية - الثلاثاء 08 أيلول 2020

توقف المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الكترونيا، برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، أمام "النهج الذي ما زال يهيمن على أداء أهل السطة في كل الملفات، تأليف الحكومة، تحقيقات المرفأ، ومقاربة الأزمات المالية والحياتية والإقتصادية دون اي رادع"، مشيرا الى أنه "فيما البلد في الهاوية وتنفذ منه المهل، ما زالت الحكومة تطبخ على أصداء المحاصصة ومصطلحات الأكثريات المعطلة ومفردات الحقوق المكتسبة التي تحول دون اتمام المداورة ودائما على طريقة "من بعدي الطوفان" دون اكتراث للتحذيرات الصادرة من كل صوب".

وإذ شكر حزب الكتائب "كل مبادرة ايجابية تصب في مصلحة لبنان"، اعتبر ان "التغيير الحقيقي هو باقتلاع هذه المنظومة لا بالتمديد لها أو بإعطائها جرعات للبقاء"، وعاهد اللبنانيين أنه "باق في نضاله للذهاب دون ابطاء الى انتخابات نيابية مبكرة تكون المقدمة لاعادة انتاج السلطة من اعلى الهرم الى ادناه". ورأى ان "تحقيقات انفجار مرفأ بيروت حتى الساعة، استخفاف بعقول اللبنانيين ولا تجيب على الأسئلة البديهية التي توضح حقيقة ما حصل. حتى الساعة هوية صاحب المواد المتفجرة والسفينة مجهولة فيما المسؤولية السياسية يتقاذفها اهل السلطة مكتفين بوضع بعض المسؤولين في الإقامة الجبرية في أماكن عملهم، كلها اسئلة من دون اجابات تسهل تملص السلطة السياسية من العقاب الذي تستحق".وكرر المطالبة بـ"تحقيق دولي محترف شفاف يضع الجميع امام مسؤولياته". وتوقف المكتب السياسي أمام "عراضة القوة التي حصلت من قبل منظمة حماس تحت انف الدولة وهي في حالة غيبوبة او تغاض متعمد،" ورأى في ذلك "سوء توظيف لحقوق الفلسطينيين وقضيتهم". واعتبر ان "الرسائل التي أطلقت بكل الاتجاهات تغرق لبنان اكثر واكثر في المحور الإيراني الطامح للتوسع والحروب على حساب استقراره ومحاولات النهوض باقتصاده فيما هو يسعى للخروج من كل المحاور". وأبدى تخوفه من "تبعات قرار مصرف لبنان بسحب الدعم عن بعض السلع الغذائية والاستشفائية والمحروقات"، مطالبا بـ"خطة واضحة المعالم لدعم اللبنانيين دون المساس بالاحتياطي الالزامي للمركزي". وهنأ "كل الرفاق والمناضلين الذي وقفوا سدا منيعا في وجه مشروع هدر الماء والمال، بعد قرار البنك الدولي حجب الاعتمادات عن مشروع سد بسري"، ورأى فيه "خطوة بالاتجاه الصحيح، على أمل ان تتحقق المطالب بإلغاء المشروع نهائيا، وليكن ما حصل عبرة كي يعي المسؤولون ضرورة العمل على مشاريع مجدية واقل كلفة وصديقة للبيئة".

 

من الأرشيف/تقرير سري يكشف مدى تغلغل منظمة حزب الله في مؤسسات الحكم اللبنانية/التقرير الذي ينشره موقع الرؤية الاماراتي يفيد بان لحزب الله عملاء في اعلى المناصب الحكمية في بيروت

موقع الرؤية الاماراتي/26 تشرين الثاني 2018

افادت موقع الرؤية الاماراتي اانه حصل على نتائج تحقيق دولي سري، شاركت فيه وكالات استخبارات غربية وشرق أوسطية، بمساعدة لبنانية،  وان هذه النتائج كشفت مدى تغلغل منظمة حزب الله اللبناني وسيطرتها على مؤسسات الدولة اللبنانية، بما يتعارض مع جهود المجتمع الدولي لتقوية الدولة اللبنانية وتعزيز قرارها السيادي. وخلص التحقيق إلى أن تأثير حزب الله في مفاصل الدولة اللبنانية أكبر بكثير مما كان متوقعاً، وأنه سيكون صعباً على الدول الغربية التمييز، ولو بجزء من صغير، إن كانت الحكومة اللبنانية بمنأى عن اختراق الحزب.

"الوحدة 900" في المنظمة تتولى مهام تفعيل عملاء في مناصب رفيعة بالمؤسسة اللبنانية

وأظهر التحقيق للمرة الأولى نشاطاً مكثفاً داخل مؤسسات الدولة لـ «الوحدة 900» في حزب الله، التي تعرف أيضاً بـ «الوحدة الأمنية» ويقودها القيادي الرفيع في المنظمة يوسف نادر والمعروف بالاسم الحركي «عزالدين». وتمكن الطاقم الاستخباري، الذي يتولى التحقيق، من الكشف عن لائحة طويلة من عملاء الصف الأول تحركهم «الوحدة 900» يعملون في مناصب رفيعة المستوى، بينهم مديرو وزارات ومكاتب حكومية ومديرو مصارف وضباط من مختلف الرتب في الجيش والقوى الأمنية، إلى جانب قضاة ومسؤولين في السلك العدلي.

مسؤولون  حكوميون يلتقون الاوامر من قياديين في حزب الله

ويشير التحقيق إلى أن عدداً كبيراً من المسؤولين الحكوميين الذي يلتقون قياديين في حزب الله علناً لأغراض مثل التنسيق السياسي والعلاقات السياسية العادية تبيّن أنهم يدارون من قبل ضباط في «الوحدة الأمنية»، وأنهم يزودون الحزب بمعلومات حساسة بطريقة غير قانونية ومن دون إذن أو تفويض، وبعض هذه المعلومات تستخدم في أعمال ابتزاز مالي وتهديدات وفساد قضائي. وبحسب التقرير الاستخباراتي الذي اطلعت صحيفة «الرؤية» عليه، تمكنت الخلية الاستخبارية من الكشف عن هوية شخصيتين محوريّتين في حزب الله تتوليان التواصل مع العملاء «رفيعي المستوى» داخل مؤسسات الحكومة، هما: سعيد يوسف بيرم، وحسن نزيه صالح، وأنه عبّر مراقبتهما وتتبع لقائهما جرى الكشف عن هويات عناصر وعملاء لـ «الوحدة 900». ويكشف التقرير عن لقاءات سرية بين مسؤول أمني وضباط «الوحدة 900» أثار استغراب مسؤولين أمنيين غربيين اطلعوا على التحقيق وكانوا عقدوا اجتماعات حساسة عدة مع هذه الشخصية، تتعلق بالمساعدات العسكرية للبنان، دون أن يعلموا أن مضمون تلك الاجتماعات سيتسرب بالكامل إلى حزب الله.

رصد اثار حزب الله في الجيش اللبناني.

ويشير التقرير إلى رصد آثار لحزب الله داخل الجيش، ويتحدث تحديداً عن صلة بين «الوحدة 900» والمدير السابق لمكتب قائد الجيش العميد محمد الحسيني، وكذلك قائد الاستخبارات العسكرية السابق العميد كميل ضاهر. ويؤكد التقرير أن الحسيني كان بطل فضيحة أخفيت تفاصيلها عن أعين الشعب اللبناني ووسائل الإعلام. ووفق المصادر، اتهم رئيس الجمهورية ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزيف عون العميد الحسيني في بداية العام 2018 بتلقي مئات آلاف الدولارات خلال سنوات مقابل تقديم معلومات وترقية عملاء داخل الجيش عيّنهم حزب الله وحركة أمل.

وأقيل الحسيني من منصبه من دون أي إجراءات عقابية لعدم إحراج حزب الله أو تعريض التحالف بين الرئيس عون والحزب للخطر.

منظمة حزب الله تتغلغل ايضا في المؤساسات المالية والمصرفية

من جهة أخرى، يلفت التقرير إلى أن الهم الأكبر للدول التي تمنح لبنان ملايين الدولارات من المساعدات هو مدى تغلغل حزب الله في المؤسسات المالية والمصرفية. ونتيجة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حزب الله، تسعى الحكومة اللبنانية لحماية النظام المصرفي والاقتصادي من الاختراق. وأبلغت مصادر تعمل في القطاع المصرفي أن المصارف اللبنانية تتولى أنشطة حزب الله المالية بطريقة سرية بهدف عدم الإضرار بالاقتصاد، لكنهم يواجهون صعوبات لأن مسؤولين كباراً في الحكومة والمصارف يعملون لمصلحة الحزب.

تقاعس الحكومة في بيروت عن اتخاذ اجراءات بحق المتعاملين مع حزب الله

ويشير التحقيق إلى أنه لم يجر اتخاذ أي إجراءات من قبل السلطات الحكومية بحق متعاملين كبار مع حزب الله، أحدهم مسؤول رفيع جداً في مصرف لبنان (البنك المركزي) بيّن التحقيق الدولي تورطه في تحويلات مالية لمصلحة الحزب، فضلاً عن أحد أعضاء لجنة الرقابة على المصارف، وهو صهر مسؤول أمني رفيع في حزب الله وشغل سابقاً مقعداً في مجلس إدارة البنك الكندي الذي أقفل بعد كشف تورطه في غسل الأموال للحزب. وكشف التحقيق،   ، محاولات «الوحدة 900» التأثير في القيادة السياسية. وتمكن المحققون من التأكيد أن مسؤولاً حكومياً رفيعاً شغل منصب محافظ ومنصباً في إدارة حماية المستهلك ومديراً عاماً لوزارة مهمة جداً، هو أحد مصادر «الوحدة 900». وبحسب التحقيق، وفرت العلاقة مع هذا الشخص لحزب الله وصولاً إلى معلومات داخلية عن أنشطة رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء آخرين. وتسلّط هذه المعلومة الضوء على تأثير هذا الشخص المحتمل في مناقشات حكومية وعمله لتحقيق مصالح حزب الله في نطاق واسع من القطاعات التي عمل بها.

الوحدة الخاصة في المنظمة تملك مصادر في الحلقة الداخلية للرئيس عون

وتوصل التحقيق إلى أن «الوحدة 900» تملك مصادر في الحلقة الداخلية للرئيس عون ورئيس البرلمان نبيه بري المتحالفين مع الحزب، الأمر الذي يثير التساؤل حول الهدف من إبقائهما تحت المراقبة الدقيقة. وعلّقت مصادر لبنانية، اطلعت على نتائج التحقيق، بأن حزب الله يعتبر أن المعلومات التي تمكّنه من إبقاء حلفائه تحت سيطرته بنفس أهمية المعلومات عن خصومه.

ابتزاز بعض الساسة اللبنانيين

وتشير هذه المصادر إلى أن المعلومات الحساسة أو المحرجة التي تكتشفها «الوحدة 900» عن بعض السياسيين تستخدم لابتزازهم وإجبارهم على تنفيذ إملاءات الحزب. ولذلك زرعت الوحدة عملاء في أعلى المناصب القضائية والسلك العدلي والضابطة العدلية، بينهم مسؤول كبير في معهد القضاء العالي، نتحفظ عن ذكر اسمه، وقضاة آخرون لم يكشف التحقيق أصلاً عن أسمائهم، لخطورة التحقيقات التي تجري بحقهم.

لبنان انفلت من قبضة النظام السوري ليصبح تحت الوصاية الايرانية

وشبهت المصادر اللبنانية عمل «الوحدة 900» بالنظام الأمني السوري اللبناني في عهد الوصاية السورية عندما كان رستم غزالي أو غازي كنعان يحكمان لبنان بقبضة من حديد، وتضيف هذه المصادر أنه «بدل سوريا أصبح لبنان تحت الوصاية الإيرانية».

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 08-09 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

ماكرون وفخ «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/08 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90227/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%81%d8%ae-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7/

 

الى متى الهروب إلى الأمام…

ادمون الشدياق/فايسبوك/08 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90230/90230/

*التذاكي الرياشي الفلسفي لم يعد ينفع في إنقاذ الوطن فالقارب يحترق والبصرة خربت وتدمرت بيروت وزهقت الأرواح وتبدد الأمل وانهار الاقتصاد وتشردت اشرفية البشير وبات أولادها او من بقي منهم حي او بدون إعاقة يلتحفون السماء ويفترشون الارض وعيونهم تنظر إلى ماضي كانت فيه العزة طريقة عيش

*اما ان نبادر ونستعيد زمام المبادرة الفاعلة في مقاومة الاحتلال بطريقة فاعلة وفعالة وجريئة بطريقة تليق بماضينا وتضحية شهادئنا والا ان الفراغ الذي سنتركه سيملئه غيرنا ممن سيبادر ويلتقط المشعل وسنصبح نحن مجرد صفحة من صفحات الماضي والتاريخ فالطبيعة تكره الفراغ خاصة في قضايا السيادة والاستقلال والحرية وتقرير مصائر الشعوب والسلام.

 

رسالة من الثورة اللبنانية إلى سمير جعجع: شو صایر معك، ولماذا لا تقبل الحقيقة وهي أنك منتهي الصلاحية؟ إب باطك وشوف التاریخ انت بلغة الثورة منتهي الصلاحية ومن زمان expired

08 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90250/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac/

 

 

حزب الله الإرهابي هو من فجر مرفأ بيرو وهذه هي بعض الإثباتات

http://eliasbejjaninews.com/archives/90233/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d9%85%d9%86-%d9%81%d8%ac%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d9%81%d8%a3-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d9%88/

*منظمة العفو الدولية:: التحقيقات في انفجار بيروت غير شفافة وليست محايدة/وكالات/08 أيلول/2020

*وزير ألماني: حزب الله خزن الأمونيوم في جنوب البلاد/قناة الحرة/08 أيلول/2020

*Amnesty International: Lebanon: Only an international investigation can set the course for justice for Beirut blast victims/Amnesty International web page/September 07/2020

*Hezbollah stored explosive material from 2016 in Germany, says minister/Benjamin Weinthal/Jerusalem Post/September 08/2020