LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september09.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل يتمرد د. جعجع عملياً على الصفقة الخطيئة؟

الياس بجاني/المعرابي يلغي جولته الشوفية وتيمور في ضيافة الصهر!!

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالصوت والنص مستوحاة من سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله

الياس بجاني/إن لم لكن الحريري سياسي فهو إذا ماذا؟

الياس بجاني/العثماني والملالوي وجهان لعملة واحدة

الياس بجاني/يتبين يوميا أكثر وأكثر بأن حزب الله وإيران هما وإسرائيل شركاء متضامنين في كل الدمار والفوضى والحروب التي تضرب لبنان والمنطقة

الياس بجاني/مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

الياس بجاني/صحيح بأن نظامي الأسد والملالي هما جماعات إجرام ولكن الاستعمار التركي العثماني كان أسوأ منهما بمليون مرة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/9/2019

تحذير أممي: تنصل “حزب الله” من القرار “1701” عواقبه وخيمة على لبنان

نتنياهو : سنتخذ حطوات ضدّ "حزب الله" بالتنسيق مع أميركا قبل غيرها

جنرال إسرائيلي: نصرالله يعرف "حمضنا النووي" ويتفوق على سليماني

ماتيس: إيران استخدمت الإرهاب لقتل رفيق الحريري

جعجع : سبب تأجيل زيارتي للشوف شخصي وبسيط وعلاقتي بباسيل تحت الصفر

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: اجتماع وزاري أمني بوزارة الدفاع للتصدي لعمليات التهريب عبر المعابر غير الشرعية

"القوات" لـ"السياسة ": زيارة جعجع إلى الشوف ستحصل قريباً

القيادي في «حزب الله» حاطوم «يقضى نحبه».. وقائع تدحض المزاعم

صفحة جديدة في علاقة «حزب الله» و«الاشتراكي» واتفاق على «تنظيم الخلاف»..لقاء مصارحة ومصالحة جمع الطرفين نتيجة جهود بري

يوم لبناني بائس: أطنان المدح والردح.. والمقاومة

الموت المنتشر على طرقات لبنان: جسر البالما يقتل شابتين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكتشف آثار يورانيوم في «مخزن نووي سري» بإيران

إيران تنتقد الأوروبيين: لم يلتزموا بتعهداتهم في الاتفاق النووي

إيران قد تفرج عن الناقلة «ستينا إمبيرو» في «الأيام المقبلة»

أميركا تدمّر نسخة لمنشأة “فوردو” النووية الإيرانية وتزيد عزلة طهران

لودريان: طهران أمامها شهور لصنع قنبلة نووية... و"ها آرتس": نتانياهو مرعوب من مصافحة ترامب وروحاني

إسبر: سنمنع أي تهديدات إيرانية في مياه الخليج

بدء الدوريات الأميركية التركية المشتركة شمال سوريا

اجتماع ثلاثي جديد لـ«كبح» إيران... «هدية انتخابية» من ترمب وبوتين إلى نتنياهو بمشاركة مسؤولين سياسيين وأمنيين في القدس الغربية - مستشار الأمن العراقي طلب من موسكو منظومة صواريخ متطورة

ليبرمان يتهم نتنياهو بالضعف أمام «حماس» والأحزاب الدينية وتقارير حول عمليات تزوير في الانتخابات السابقة تطال «الليكود» و«شاس»

تقرير: القاهرة تسلم الكويت قائمة تضم 15 «إخوانياً» يحوّلون أموالاً لمصر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حرب من خارج السياق/وجيه قانصو/المدن

"هذيان" كاد يطيح بالعلاقات التركية اللبنانية.. ومنطق المصالح يتفوق/منير الربيع/المدن

شكراً دوكان/سامي نادر/نداء الوطن

"الإشتراكي": لقاء اللقلوق لن يهزّ علاقتنا بـ"القوّات"/ألان سركيس/نداء الوطن

قطيع حائر عالق بين ساعة الصفر وساعة السفر/مصطفى علوش/نداء الوطن

الاستعمار العثماني لتركيا.. واللبناني لبيروت (1)/وسام سعادة/المدن

هكذا «إنتصر» حزب الله في العملية الإنتخابية.. «النظيفة»/علي الأمين/نداء الوطن

الجولة الآتية بين واشنطن وطهران وبين "إسرائيل" و"حزب الله" في لبنان/راغدة درغام/ايلاف

رئـيــــس التقدمي يـتجه نحو «صفر مشاكل»/كمال ذبيان/الديار

الفلسطيني وإقامته اللبنانية الدائمة/أحمد جابر/المدن

إردوغان... الأيام الذهبية ذهبت/غسان شربل/الشرق الأوسط

ما الصحافة في عصر الكذب؟/مأمون فندي/الشرق الأوسط

الاستثمار «الإخواني» ـ الإيراني في 11 سبتمبر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

دبلوماسية ماكرون... التسرع والحلول غير الناضجة/سام منسى/الشرق الأوسط

رحل موغابي وبقي الفقر/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

المال القطري وقود الإرهاب/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

الدرون» قادرة على الوصول إلى هدفها من أرخص وأقصر نقطة وانتقلت من يد الدول إلى المنظمات والميليشيات... واستخدام الحوثيين لها هو المثال الأبرز/خالد عكاشة/الشرق الأوسط

الطائرات المسيّرة سلاح فعال في الحروب الحديثة/العميد ركن المتقاعد رزق عقلـة الخوالدة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي اختتم جولته الشوفية بزيارة كفرقطرة: الجبل قلب لبنان النابض والعامود الفقري الذي علينا أن نحميه معا مسيحيين ودروز

راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله افتتح درب البطريرك الحويك في حلتا البترونية: درب القداسة تبدأ في العائلة

أبو فاعور: تيمور جنبلاط حاسم بأن لا يكون لقاء اللقلوق على حساب الثوابت أو القضاء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/:”حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟». وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين». وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل يتمرد د. جعجع عملياً على الصفقة الخطيئة؟

الياس بجاني/08 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78311/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%af-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89/

نُشرِّت قبل أيام رزمة من الأخبار والتقارير المنسوبة إلى مصادر ادعت أنها قريبة من حزب القوات اللبنانية (دون أن تتبناها أو تنفيها معراب) شرحت وفصلت بالوقائع كيف أن الجهود الملالوية بواسطة حزب الله والمتحالفين والمتماهين معه وتحديداً التيار الوطني وتيار المستقبل منصبة حالياً وبقوة وبجدية ومباشرة ومواربة على عزل القوات اللبنانية وإحراجها لإخراجها من الحكومة، وبالتالي إزالة كل العوائق الاعتراضية من درب حزب الله وتركه دون حسيب أو رقيب مسيطراً على القرار اللبناني الحاكم وتجييره لراعيته إيران في مواجهتها مع أميركا دون مضايقات أو حتى ولو احتمال اعتراض.

ترى هل الغضب على “المعرابي” وعلى حزبه مرده إلى خوف من احتمال انقلابه عملياً على “الصفقة الخطيئة” التي دخلها مع الحريري وجنبلاط ونتج عنها فرط 14 آذار، وانتخاب عون رئيساً، وإقرار القانون الانتخابي، وتشكيل الحكومة، والمساكنة والتعايش “الصامت” تحت راية “نفاق الواقعية” مع وضعية حزب الله الإحتلالية والملالوية ووضعها خارج التداول وفي الأدراج، والتركيز فقط وفقط على الملفات المعيشية من ماء وكهرباء واقتصاد ونفايات وغيرها؟

د. جعجع في مقابلته الأخيرة مع مرسال غانم أعلن الحرب الوقائية على جبران باسيل بأسلوب التهكم الذي لم يوفر حتى رئيس الجمهورية، وأكمل في نفس المنحى التصعيدي من خلال الكلمة التي ألقاها في ذكرى الاحتفال بالشهداء، وكذلك فعل ويفعل منذ أسابيع كل المقربين منه من نواب وإعلاميين.

ولكن، وحتى الآن فإن اعتراضات جعجع وثورته هي كلامية وإنشائية وتتركز فقط على عدم مشاركة التيار الوطني له في الحصص والمواقع والمغانم الحكومية المسيحية عملاً ببنود تفاهم معراب، وهي لم تصل حتى الآن إلى تناول وضعية حزب الله الإحتلالية إلا تلميحاً، وحتى دون ذكر اسم الحزب كما كان حال الحكيم في إنشائية كلمته الشعبوية بإمتياز خلال الاحتفال بذكرى الشهداء في معراب.

ترى هل بإمكان “المعرابي” أن ينتقل بثورته وباحتجاجاته من مجرد الكلام إلى الأفعال على الأرض، وبسبب هذه القدرة والإمكانية الخوف منه، ولهذه المخاوف اللاهية الحرب الملالوية والباسلية الوقائية قائمة ضده؟

في سياق محاصرة د.جعجع وتفشيل أي إمكانية له للانتقال من الكلام إلى الأفعال، تم رصد الوقائع التالية:

*إبعاد القوات اللبنانية عن المجلس الدستوري وعن كامل التعيينات.

*قيام حزب الله بعملية الرد على إسرائيل خلال الاحتفال بذكرى الشهداء في معراب.

*تنفيس وتقزيم وتفشيل جولة جعجع الشوفية حيث وفي نفس اليوم المقرر لانطلاق الجولة هذه:

*قام النائب تيمور جنبلاط بزيارة مفاجأة وغير معلن عنها مسبقاً إلى الصهر جبران في منزله الصيفي في بلدة اللقلوق.

*وفي نفس اليوم أيضاً تم لقاء تصالحي سُلطت عليه الأضواء بين وفد من حزب الله على مستوى عال، مع وفد مماثل من الحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري حيث تمت المصالحة بين الحزبين.

*وفي نفس الإطار ذكرت الأخبار غير المؤكدة بأن سيدنا الراعي لم يتوافق مع د.جعجع (حتى لا يزعل باسيل) على أمر التنسيق بينهما بخصوص بعض التفاصيل الأساسية لجولة الرجلين الشوفية.

السؤال هو، هل فعلاً د. جعجع يخطط للخروج من الصفقة الخطيئة والعودة إلى موقع القوات اللبنانية السيادي والاستقلالي والتاريخي والمقاوم للإحتلالات الغريبة، أم أن ثورته هي شعبوية وكلامية ولن تترجم أعمالاً ومقتصرة فقط على حرمانه من حصص ومواقع كان تم التوافق عليها في ورقة تفاهم معراب؟

في التحليل، فإن الحرب الدروس والوقائية والإستباقية على د. جعجع وعلى حزبه تبين أن حزب الله فعلاً يحسب ألف حساب للمعرابي المقاتل ولحزبه المقاوم، وهو بالتالي يعمل فعلاً وبمنهجية وبجدية مباشرة ومن خلال المتماهين والمتحالفين معه، ومع شركائه في الحكومة وفي مقدمهم الرئيس الحريري على عزله وقائياً وعلى تفشيل مسبق لأي استدارة سيادية واستقلالية عملية قد يقوم بها.

يبقى أنه وبعد استيعاب حزب الله للسيد جنبلاط والعودة إلى مساكنته حبياً، وبعد استدارة الرئيس الحريري ال 180 درجة لاهياً، كان لا بد لحزب الله من تعطيل كل إمكانيات جعجع الانقلابية على بنود الصفقة الخطيئة.

وهذا بالتحليل ما يفسر مجريات ومنحى وأهداف غالبية الوقائع الأخيرة التي استهدفت وتستهدف د.جعجع ودور حزبه بالمباشر، وهي كلها تصب في تنفيذ هدف الحزب عزل جعجع وإبقائه داخل بيت الطاعة الملالوي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ساعة تخلي من البيك رجعت المعرابي ع معراب

الياس بجاني/08 أيلول/2019

كربجت وتنفست جولة المعرابي الشوفية لأنو البيك وليد بالخارج ووفد من الإشتراكي مع حزب الله بضيافة الإستاذ بساعة تجلي وتيمور باللقلوق مع الصهر وكمان لأنو سيدنا ما بدو يزعل الجنرال..ساعة تخلي البيك رجعت المعرابي ع معراب وخيرها بغيرها.

 

عنتريات السيد باسقاط ال 1017 مجرد هوبرات لأن حكومة السنيوة اسقطت القرار يوم صدوره

الياس بجاني/08 أيلول/2019

القرار الدولي رقم 1701 ولد معطوباً لأن حكومة السنيورة لم تكن صادقة في جهدها لوضه تحت البند السابع ومن يومها القرار صوري وحزب الله غير ملتزم به

 

المعرابي يلغي جولته الشوفية وتيمور في ضيافة الصهر!!

الياس بجاني/07 أيلول/2019

شو عم يصير حدا يخبرنا، المعرابي قضى ليلته في دير القمر  وصباحاً ألغى جولته الشوفية وعاد إلى معرابه وتيمور في ضيافة الصهر باللقلوق!!

 

الياس بجاني/تأملات إيمانية بالصوت والنص مستوحاة من سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/78282/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84/

07 أيلول/2019 (من أرشيف الكاتب لعام/25/01/2015)

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعبر سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب/07 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias younan25.01.15.wma

 

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعبر سفر النبي يونان على قاعدة أنه ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب/07 أيلول/2019/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias younan25.01.15.mp3

 

ليس باستطاعة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الرب

الياس بجاني/07 أيلول/2019

في التأملات الإيمانية في أعلى (بالصوت) قراءة وشرح مبسطين لسفر يونان من الكتاب المقدس الذي يعلمنا أن لا قدرة فوق قدرة الله، وأن الإنسان ليس بمقدوره كائن من كان أن يهرب وجه الله ووفي التأملات تركيز على عناوين رئيسية ومهمة مستوحاة من السفر نفسه هي:

*الرب يحب الإنسان ابنه الذي خلقه على صورته ومثاله ودائماً يهب لنجدته عندما يقع في تجارب الشيطان.

*الرب الذي هو أب يغفر ويسامح ولكن على الإنسان ابنه ليستحق المغفرة والمسامحة أن يتوب ويؤدي الكفارات ويعود إلى الطريق القويم.

*ليس بقدرة أي إنسان كائن من كان أن يهرب من وجه الله، أي من دعوته عندما يدعوه للقيام بأي مهمة أو واجب.

*رجال الدين هم أصحاب دعوة، أي أن الله أنعم عليهم بكم كبير من الوزنات والمواهب واختارهم ليحملوا البشارة ويبشروا بها. ولكن بعضهم وعلى مثال الإسخريوتي يقع في تجارب إبليس ويعبد المال وتراب الأرض.

*المؤمن معياره ودستوره هو الكتاب المقدس، وبالتالي الغلط والصح، أي الخير والشر يقاسون بهذا المعيار.

*الله يقبل التوبة كما قبلها من أهل مدينة نِينَوَى عندما تابوا، وكما قبلها من على الصليب من لص اليمين.

الرب ينتقم ويقاصص عندما لا يتوب الإنسان، كما كان غضبه على مدينتي سادوم وعامورة لأنهما رفضتا التوبة، فحرقهما.

*من لا يغفر لأخيه الإنسان لا يغفر له الله.

*من لا يخاف يوم الحساب لا يخاف الله ونهايته تكون في نار جهنم التي لا تنطفئ نارها، ولا يهدأ دودها ولا نهاية لعذابها.

*الموت هو الخطيئة والإنسان عندما يسترد الله وديعة الحياة منه يرقد على رجاء القيامة ويوم الحساب الأخير.

*كل ما على هذه الأرض باق عليها، وليس بقدرة الإنسان أن يأخذ معه غير زوادته الإيمانية يوم يسترد الله منه نعمة الحياة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إن لم لكن الحريري سياسي فهو إذا ماذا؟

الياس بجاني/06 أيلول/2019

قال الحريري اليوم ومن البور أنه على السياسيين ان "يضبضبوا" وهو استعار هذا المصطلح من السيد نصرالله. ترى ما هي وضعيته وأين يضع نفسه، وهل هو سياسي أم ماذا؟

 

العثماني والملالوي وجهان لعملة واحدة

الياس بجاني/06 أيلول/2019

العثماني علق المشانق واباد تلث شعبنا والملالي وحزبهم اللاهي الإرهابي عم يكملوا على الباقيين افقاراً واغتيالاً وتهجيراً وكفراً.

 

يتبين يوميا أكثر وأكثر بأن حزب الله وإيران هما وإسرائيل شركاء متضامنين في كل الدمار والفوضى والحروب التي تضرب لبنان والمنطقة

الياس بجاني/05 أيلول/2019

أما جماعتنا في لبنان هم مجرد ادوات لا أكثر ولا أقل..أدوات اجرها فتات سلطة ونفوذ وسماح بنفخة صدور لا تقدم ولا تؤخر في الصورة الكبرى. مجرد موكبارس والشعب كل الشعب هو الضحايا والمحزن هنا أن كثر من شعبنا الغفور هم غاشيين ومغشوشين

 

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ -العنكبوت: 41 

الياس بجاني/05 أيلول/2019

لا حزب الله ولا نصرالله ولا إيران أقوياء عسكرياو سياسياً ، بل أن القيادات والأحزاب اللبنانية هي الضعيفة والمستسلمة والفاقدة للإيمان والترابية بثقافتها والعاشقة الأبواب الواسعة والمغانم.

 

صحيح بأن نظامي الأسد والملالي هما جماعات إجرام ولكن الاستعمار التركي العثماني كان أسوأ منهما بمليون مرة

الياس بجاني/04 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78196/78196/

كم تمنينا ولو مرة واحدة كلبنانيين مسيحيين بأن يكون ولاء وانتماء وحب وفخر وأولوية كثر من أهلنا في لبنان من المذاهب الأخرى وخصوصاً في أزمنة الشدائد والصعاب هو للبنان الهوية والانتماء والوطنية والإنسان والمصير المشترك.

إلا أن تمنياتنا وللأسف كانت ولا تزال باستمرار تحبط وتصاب بالخيبة في كل مرة تتعارض المصلحة اللبنانية مع مصالح العرب أو الأتراك أو إيران تحديداً.

ونعم فإن النظامين الحاليين في كل من سوريا وإيران هما أدوات وماكينات حكم ابليسية ومذهبية وإجرامية وبراميلية وكيماوية وتهجيرية ولا تعرف لا الرحمة ولا أي شيء هو أخلاقي أو إنساني.

ولكن وهنا نشدد على كلمة ولكن.. فإن النظام التركي الحالي هو ليس أفضل بكثير من نظامي الأسد والملالي بعنصريته ومذهبيته وأحلامه العثمانية والاستعمارية التوسعية.

كما أن اضطهاده للمسيحيين في تركيا بكافة مذاهبهم كبير وعلني ويأخذ أشكالا وأنماطاً كثيرة ومتنوعة من الإذلال والحرمان من الحقوق والدونية والذمية والظلم والعنصرية والمذهبية.

وفي نفس الوقت هو في إعلان حرب إبادة مستمرة على الأكراد (وهم من المذهب السني) في تركيا وكل بلاد الجوار على خلفية عنصرية وتوسعية واستعمارية.

وهو في نفس الوقت نظام توسعي بفكره وممارساته ونهجه ومثله مثل نظام الملالي متورط حتى أذنيه في حروب ليبيا وسوريا والعراق وغزة وغيرها من البلدان العربية، وذلك على خلفية مذهبيته وعنصريته وأحلامه العثمانية والاستعمارية.

أما أجداد النظام التركي الحالي، العثمانيين، الذين حكموا بلادنا بالحديد والنار وأعواد المشانق والإبادة والظلم والتجويع والتهجير لحقبة ظالمة ومظلمة تتزيد عن 430 سنة فلم يكونوا أبداً مثالاً مشرفاً يحتذى به في أي حقل أو مجال.

العثمانيون ابادوا الملايين من الأرمن والكلدان والأشوريين والسريان، وقضوا بالتجويع على ثلث سكان الجبل من أهلنا الموارنة، وأذلوا واحتقروا واستعبدوا كل الشعوب التي حكموها ومنها شعبنا اللبناني بكل شرائحه ومذاهبه.

من هنا معيب ومخجل فعلاً هذا الدفاع الأعمى والمذهبي البغيض عن العثمانيين وعن الحقبة العثمانية، ومهاجمة رئيس البلاد لمجرد أنه فتح صفحات التاريخ وقرأ فيها إجرامهم دون زيادة أو نقصان.

لأهلنا هؤلاء الذين يعادون لبنان ويقفون ضده أكان مع التركي أو مع أجداه العثمانيين، أو مع النظامين الإرهابيين الأسدي والملالوي، نقول خافوا الله ودافعوا عن لبنان وعن أهلكم من اللبنانيين، كل اللبنانيين وعن لبنان الدولة، لأن لا النظام التركي الحالي ولا أجداده العثمانيين، ولا نظامي الأسد والملالي هم أقرب إليكم من أهلكم من اللبنانيين، ولا مصيركم مرتبط بمصيرهم، بل هو مرتبط بمصير لبنان الدولة والكيان وباللبنانيين..كل اللبنانيين.

نذكر من يعنيهم الأمر بأن جمال باشا، المجرم العثماني لم يفرّق بإجرامه الموصوف بأعواد مشانقه بين لبناني وآخر ومذهب وآخر.

يبقى، بأن الولاء المطلق ودائماً ودون تردد لكل لبناني لأي مذهب انتمى يجب أن يكون للبنان وليس لأي دولة أو شعب أخر. ونعم وألف نعم لبنان أولاً اليوم وغداً وإلى أبد والآبدين.

*الصورة المرفقة مع المقال هي لعمليات شنق جمال باشا الأحرار والمثقفين من اللبنانيين والسوريين ومن كل المذاهب

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/9/2019

وطنية/الأحد 08 أيلول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على أبواب العام الدراسي، لا صوت يعلو فوق صوت الأقساط المرتفعة للمدارس والجامعات، فيما الخطط الاقتصادية للمعالجات قيد التبلور، تحت سقف ورقة بعبدا ومتطلبات "سيدر"، وبينهما اجتماعات في القصر الجمهوري وفي السراي الحكومية وتنشيط للتشريعات.

وفي روزنامة الأسبوع المقبل، لقاء خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة لرئيس الجمهورية مع ديفيد شنكر، الوسيط الأميركي الجديد بشأن ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي.

أما المصالحات فأبوابها مفتوحة في كل الاتجاهات، ولاسيما أن المنطقة تغلي على صفيح ساخن، من ايران التي أعلنت أن ناقلة نفطها المحظورة، أفرغت حمولتها في سوريا، ما استتبع تصعيدا دوليا ضدها، حاذرته فرنسا بالقول إن الحوار لا يزال مأمولا مع طهران. إلى اسرائيل التي يقارب رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الانتخابات، بمزيد من التصعيد الكلامي ضد المقاومة، والعسكري في قطاع غزة والضفة في فلسطين المحتلة.

والتحول العملاني بدا جليا في سوريا، حيث أوحت الخطوة الأميركية- التركية في شمالي البلاد فجر اليوم، باتجاه لاقامة المنطقة الآمنة المرفوضة من النظام وحلفائه. دمشق أدانت ما تنفذه تركيا من دوريات مشتركة مع الأميركيين، ووصفته بالإعتداء السافر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هدوء نهاية هذا الأسبوع، لن ينسحب على الأسبوع الطالع، الذي تضيق أجندته بالمواعيد والمحطات والاستحقاقات التي تتداخل فيها الشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية والإدارية.

أقرب المحطات، زيارة يبدأها غدا لبيروت خليفة ديفيد ساترفيلد، ديفيد شنكر، لمتابعة الحراك الأميركي على خط ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وفي المواعيد أيضا، تزخيم للعمل الحكومي على تخصيب توجهات اللقاء الاقتصادي الذي عقد في بعبدا. من هنا سيأتي الاجتماع المالي المنتظر في السراي الحكومي، والاجتماع الوزاري- الأمني الذي سيعقد على نية المعابر غير الشرعية.

أما مجلس الوزراء، فما زالت التوقعات تدور حول عقد جلستين له الأسبوع المقبل، واحدة مخصصة لموازنة 2020 في قراءة أولى، وثانية قد تطرح فيها قضية التعيينات القضائية.

ومن المفارقات الإيجابية، أن هذا الحراك يدور على إيقاع انفراجات سياسية واسعة، كان أبرز تجلياتها لقاء المصالحة الذي حاك خيوطه الرئيس نبيه بري بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي". أحد المشاركين في اللقاء، الوزير وائل أبو فاعور، أوضح اليوم أنه تم برعاية الرئيس بري الاتفاق مع "حزب الله"، على إنهاء القطيعة السياسية، والعودة إلى المعادلة السابقة، وهي الاحترام المتبادل وتنظيم القضايا السياسية التي نختلف عليها، والتعاون في القضايا التي نلتقي بها.

وإلى الانفراج السياسي الذي عكسه لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي"، كان الانفتاح "البرتقالي"- "الاشتراكي" هو الآخر إشارة "تصالحية" مهمة، وفيه قال أبو فاعور إن النائب تيمور جنبلاط سمع في اللقلوق كلاما طيبا من الوزير جبران باسيل.

في المقابل، لم يحصل ذوو الفضول السياسي بعد، على أجوبة شافية على تساؤلاتهم عن أحجية الأسباب الحقيقية التي دفعت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى إلغاء زيارته للشوف، وإن كان كثيرون قد ربطوه بانفتاح الحزب "الاشتراكي" على خصوم "الحكيم". وبحسب مصدر "قواتي"، فإن جعجع سيكشف عن الأسباب خلال الساعات المقبلة.

إقليميا، باشرت الولايات المتحدة وتركيا تسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية، شرق الفرات، في أول خطوة عملية على طريق إقامة المنطقة العازلة. هذه الخطوة لقيت تنديدا شديدا من جانب دمشق، التي اعتبرتها عدوانا موصوفا، مؤكدة العزم على اسقاط كل المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة الأراضي السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يبدو الأمر صعب التصديق للوهلة الأولى ايراد خبر أن طائرة مسيرة فلسطينية قصفت هدفا داخل كيان الاحتلال، ثم عادت إلى قواعدها سالمة، إلا أنه يصبح يقينا مع معادلات أيلول.

مسيرات غزاوية تدخل معادلة الردع مع كيان الاحتلال، في صفعة للاحتلال على الحدود الجنوبية، وهو لم يستفق بعد من الضربة المدوية على الحدود الشمالية في صلحا. فمهابة وقوة وشجاعة المقاومة، فرضت على هذا العدو لمدة أسبوع، حزاما أمنيا داخل شمال فلسطين المحتلة، وهو الذي فرض حزاما أمنيا لمسافة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية في العام 1985، بحسب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله.

ومع انقلاب الصورة على الحدود مع فلسطين المحتلة، فإن البلد يحتاج داخليا إلى صورة وطنية جامعة للخروج من الأزمات. ولا شك أن اللقطات من أعالي اللقلوق إلى عين التينة، تدعم ذلك، شرط استبعاد فرضية الانقلابات السريعة.

في السعودية، انقلاب غير مسبوق على تقاليد الحكم. فللمرة الأولى يعين الملك نجله وزيرا للطاقة. أمر ملكي يقيل خالد الفالح من منصبه، وينصب عبد العزيز بن سلمان على رأس امبراطورية الذهب الأسود، في توقيت يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب. فهل وصل كابوس عدم الثقة الذي يعيشه ولي العهد، إلى حد أن يكلف أخاه بهذا المنصب، في خطوة تزيد من شدة القبضة السلمانية على مقاليد الحكم في السعودية؟، أم أن المرحلة المفصلية التي تعيشها المملكة تفرض هذا التغيير الاستثائي؟، فمحمد بن سلمان في أمس الحاجة إلى المزيد من الأموال، لتمويل حروبه وتعويض هزائمه، ورفد ما يصفها بروئيته الاقتصادية المستقبلية، خاصة مع انخفاض أسعار النفط عالميا، وانعكاساتها على أسهم "أرامكو" التي يستعد لطرحها في البورصة العالمية بهدف الحصول على مئة مليار دولار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على عكس مشهد التصعيد الاقليمي- الدولي، الصورة الداخلية تميل نحو الهدوء النسبي، استنادا إلى المعطيات الآتية:

أولا: الموقف الوطني الموحد إزاء الاعتداء الاسرائيلي الأخير، على رغم "نتعات" البعض، وهو ما كان كفيلا بإرسال إشارة واضحة إلى العدو الاسرائيلي ومن وراءه، بأن المس بالسيادة اللبنانية بات ضربا من الجنون.

ثانيا: الحكم القائم على شراكة الأقوياء بقدرتهم التمثيلية، والتوازن الميثاقي الواضح، الذي أعاد إلى الموقع الأول هيبة كانت منقوصة، وإلى نص الدستور روحا كانت ضائعة.

ثالثا: التصميم الرئاسي الأكيد على الدفع بالوضعين الاقتصادي والمالي نحو النهوض، على رغم تداعيات أزمة النزوح وموروثات السياسات السيئة التي اعتمدت منذ عقود.

رابعا: الرسالة المباشرة التي يبعث بها بدء حفر أول بئر بترولي استكشافي في تشرين الثاني المقبل، إلى المجتمعين المحلي والدولي، وعنوانها المثابرة والمواجهة، وصولا إلى تحقيق المشاريع التي كان كثيرون يظنون حتى الأمس القريب أنها مستحيلة.

خامسا: جو المصالحات الداخلية التي افتتحتها بعبدا بختم جرح قبرشمون، ثم اجتماع عين التينة الذي أطلق محاولة جديدة من تنظيم الخلاف بين "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".

وسط هذه الأجواء، ينطلق أسبوع يفترض أن يكون حاسما لناحية بدء الترجمة العملية لما رسم من خطط وما اتفق عليه من مبادئ. وعند الامتحان تكرم غالبية الطبقة السياسية، أو تهان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بين رحيل المبعوث الفرنسي بيار دوكان ومجيء المبعوث الأميركي ديفيد شنكر، تتظهر صورة الواقع اللبناني في واجهتها المطلة على العالم أكثر فأكثر، وما بدا منها بوضوح حتى الساعة، أن لبنان موضوع في غرفة المراقبة المكثفة، منعا لسقوطه اقتصاديا وماليا، ومنعا لسقوطه الكلي في أحضان إيران.

وما يتضح أيضا، أن الغرب بقيادة فرنسا، يملك صورة واضحة وخريطة عقلانية لإخراج لبنان مما هو فيه، وهو ينتهج مسارا علميا يأخذ في الإعتبار تركيبة الدولة، وهو يقسمها إلى قسمين: الأول سياسي، لا يضغط من خلاله عليها بما يمزق هذه التركيبة، إذ يأخذ في الإعتبار عظمة تورم "حزب الله". والقسم الثاني اقتصادي- إداري، وهنا بدا "دوكان" أكثر صرامة وقساوة، فطالب الدولة بلملمة شتاتها الإداري وتنقية نفسها من الفساد وإقفال أبواب الإهدار.

أما النموذج الأميركي في التعاطي مع الملف اللبناني، الذي يتولاه ديفيد شنكر الآن، فهو وإن بدا فجا في مقاربة المشاكل المتداخلة بين لبنان وإسرائيل، وبدا منحازا إلى تل أبيب، إلا أن واشنطن في العملي لا تريد هي الأخرى زعزعة الإستقرار اللبناني من خلال هز بنيته المالية- المصرفية، إضافة إلى دعمها المطلق لتعزيز قدرات الجيش اللبناني.

الترجمة العملية للسياسة الأميركية لاحظها الخبراء، إذ لم تمانع أو تعرقل وديعة المليار وأربعمة مليون دولار التي تلقاها مصرف الـ SGBL، والتي جاءت أشبه برد أو تعويض عاجل عما أحدثه تخفيض "ستاندرد أند بورز" تصنيف لبنان من سلبيات.

في الشق اللبناني المواكب للتحذيرات الدولية، وعود من الحكومة بالعمل على أخذ كل التدابير العملية الموصى بها دوليا، وهي ستقارب، الأسبوع الطالع، ملفات موازنة 2020 والكهرباء والتعيينات القضائية والمفاوضات الحدودية مع اسرائيل.

في الأثناء، انشغلت البلاد: حلفاء سمير جعجع وخصومه والمحايدون، انشغلوا بتأجيل رئيس حزب "القوات" زيارته المقررة إلى الجبل، وازدهرت السيناريوهات وتعددت حول حقيقة الدوافع التي حدت به إلى التأجيل، الأمر الذي كاد يحجب لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي" في رعاية الرئيس بري، وزيارة النائب تيمور جنبلاط الوزير جبران باسيل في اللقلوق.

ولوضع حد للتأويلات والسيناريوهات، شرح الدكتور جعجع للـ "ام تي في" حقيقة ما جرى، وأوضح نظرة "القوات" إلى الملفات المالية والاقتصادية والاصلاحية كافةالمطروحة، والأصدقاء والخصوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بعد لقاءات لم الشمل التي شهدها الـ week end، حان وقت الحقيقة وترجمة الأفعال بالأقوال. فهذه اللقاءات، وعلى الرغم من أهميتها ليست جديدة، والوعود التي أطلقت بعدها كذلك، والمطلوب اليوم وضع خطة تعتمد توحيد الرؤية بين الأفرقاء، تحقيقا لهدف الانقاذ الاقتصادي.

حتى "القوات اللبنانية"، التي تغيبت عن لقاءات نهاية الأسبوع، لأسباب غير سياسية وغير أمنية، فهي تصر أكثر من أي وقت مضى على دعم هذه اللقاءات، تمهيدا لتهدئة سياسية، يعمل من خلالها على انقاذ الوضع الاقتصادي الذي يهدد الجميع.

تحقيق هذا الانقاذ له مسارات عدة، من التوافق على موازنة العام 2020 ببنود اصلاحية حقيقية، إلى تطبيق خطة الكهرباء، إلى وقف الهدر والفساد.

مهلة الستة أشهر التي أعطيت للبنان كفترة سماح، سقط منها أسبوعان حتى اليوم، ونحن لا زلنا ندور في مراوغة الموازنة والكهرباء ووقف الهدر. فالموازنة التي أعدت مسودتها، لن تعرض على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، إنما ستكون محور مشاورات يترأسها الرئيس سعد الحريري في السراي غدا، في محاولة للخروج بأطر للاصلاحات قبل بدء المناقشات.

أما ملف وقف الهدر والفساد، والذي يتمدد من المعابر الشرعية وغير الشرعية إلى عمق المؤسسات، يبقى كالصدى في البرية، إذ يعلو الصراخ حوله من دون خطوات ملموسة تحد منه، باستثناء ما أعلنه مصدر وزاري من أن إقرار بند التعيينات القضائية في جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع، سيعطي العهد والحكومة يدا تنفيذية لمكافحة الفساد.

لبيقى الملف الأدق، وهو ملف خطة الكهرباء، العالقة حاليا بين إصرار ممثل مؤتمر "سيدر" على رفع كلفتها، مقابل إعلان "حزب الله" اليوم أن لا نقاش في التعرفة في ظل الانقطاع والتقنين، ما يبقي الدولة أمام خسائر ضخمة قدرت بـ10 مليارات دولار في الأعوام السبعة الأخيرة.

هذا كله يحدث، ولبنان برمته أصبح تحت خطر العقوبات الأميركية، التي لم تعد في اتجاه "حزب الله" ومناصريه وحدهما، إنما أصبحت تشكل تهديدا جديا للبنان الذي يكاد ينكسر، حسب ما أعلن علي حمدان، مستشار الرئيس نبيه بري للـLBCI، قبل أيام من لقاء بالغ الأهمية يعقده رئيس مجلس النواب، وديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، المكلف مناقشة ملف الترسيم البحري والبري بين لبنان واسرائيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ما لم يكتشفه رئيس الحكومة سعد الحريري في مغارة الجمارك في مرفأ بيروت، تستكمله "الجديد" من العنبر رقم واحد، برتبة مدير عام ظن أن الكلام "ما عليه جمرك"، فاستمر في مخالفاته الإدارية والقوانين الجمركية.

في العالم السفلي للجمارك، حيث شيدت أمبراطورية من مال عام منهوب بمهربين شرعيين وغير شرعيين، قصة مزادات تدار افتراضيا. وهذه المرة، فإن الحكاية تبدأ بمزاد وهمي لمستوعب تمت سرقته من أصحابه المجهولين، وعند الاستفسار أصيب بدري ضاهر بطرش مؤقت، وهدد بالقضاء كرد على حق الرد لكن "لارا حكيت"، وما قالته لارا في تحقيق استقصائي للزميل رياض قبيسي في نهاية النشرة، يفند فيه مخالفات مدير عام الجمارك، وكيف يهدر الرسوم العائدة إلى خزينة الدولة، بعمليات انتحال صفة وبسرقة موصوفة.

ما كان بدري لينشرح صدره ويلتزم الصمت، لو لم تكن فوق رأسه خيمة سياسية في دولة تسير إداراتها من هذا الزعيم أو ذاك، والجمارك عينة مطابقة لمواصفات السياسيين، إذا اختلفوا شغلوا البال، وإذا اتفقوا عملوا "طنة ورنة"، في وقت صار فيه اجتماع بين اثنين حديث البلد، من لقاء اللقلوق إلى مصارحة عين التينة. حيث كاد غداء تيمور- جبران يدخل التاريخ، وضجت المواقع بالتحليلات والتفسيرات، ولوهلة كدنا نستعين بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لفهم تخصيب العلاقة بين "الاشتراكي" و"التيار". وكدنا نقول ما بعد لقاء "حزب الله"- "الاشتراكي" ليس كما قبله، علما أن زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وفي أحلك العلاقات بين كليمنصو وحارة حريك، قال إن التواصل لم ينقطع.

وفي كلا الحدثين، ثمة لاعب منفرد، جمع الخصم والحكم، حتى طوب رجلا لكل المراحل وحلال المشاكل وجامع الأضداد. عادت الأمور إلى نصابها، والعلاقات عادت إلى مجاريها، إن لم نقل ما هو على وزنها، وصبت المصالح في قنواتها، في سياسة متبعة منذ أكثر من ثلاثة عقود، خبرهم الناس فيها عن ظهر قلب، يختلفون فيأخذون البلد رهينة، ويتفقون فيقدموا أنفسهم كمخلصين.

أما الذي وقع في الفخ، فكان رئيس الجمهورية، استدرجوه إلى عقد لقاء بعبدا الخماسي، لمصارحة لم ترتق بعد إلى مستوى المصالحة، وهناك في بيت الشعب جرى اختزال المؤسسات بخمسة رؤوس والسادس لاعب الخفة.

 

تحذير أممي: تنصل “حزب الله” من القرار “1701” عواقبه وخيمة على لبنان

بيروت ـ”السياسة” /الأحد 08 أيلول 2019

 لا يحجب الموقف الوطني اللبناني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، قلقاً دولياً متصاعداً تبلغته بيروت، وفقاً للمعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من كسر “حزب الله” للخطوط الحمراء مع إسرائيل، وإعلان الأول عبر أمينه العام حسن نصرالله، سقوط القرار 1701 وعدم الاعتراف به، بعد الخرق الإسرائيلي للضاحية الجنوبية، قبل ما يقارب الأسبوعين. وأشارت المعلومات إلى أن الأمم المتحدة وسفراء عواصم القرار، أبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن تنصل “حزب الله” من هذا القرار الذي أوقف العمليات العسكرية بينه وبين إسرائيل في الـ2006، مؤشر بالغ الخطورة بالنظر إلى عواقبه الوخيمة على لبنان، باعتبار أن ذلك قد يعطي ذريعة لإسرائيل، لشن عمل عسكري ضد لبنان، رداً على أي عملية قد يقوم بها الحزب الذي لم يعد يعترف ب1701. وكشفت المعلومات أن لبنان الذي لا يملك قرار الحرب والسلم، كما أظهرت الوقائع الميدانية، بحيث أن القرار هو لـ”حزب الله” وحده، حاول في المقابل وعلى لسان كبار مسؤوليه التأكيد على التزامه القرار الدولي، كما كل قرارات مجلس الأمن، وهو ما أبلغه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون، وسعد الحريري، إلى الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان، وإلى سفراء الدول الكبرى، كونهما يدركان مخاطر خروج لبنان عن قرارات الشرعية الدولية، وما قد يتعرض له لبنان جراء ذلك .

وأشارت معلومات “السياسة”، أن سفراء مجلس الأمن الدولي، ركزوا في كل محادثاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، على ضرورة التمسك بالقرارات الدولية، لأن فيها مصلحة للبنان، ولا يمكن ل”حزب الله” أو غيره إعلان التنصل من هذا القرار الذي يحمي لبنان ويؤمن مظلة دولية له، في مواجهة تهديدات إسرائيل المتواصلة، مشيرين إلى أن استمرار الحزب في تباهيه بالخروج عن هذا القرار، سيعطي ذريعة لإسرائيل باستهداف لبنان . وأبلغ سفير أوروبي “السياسة”، أن “وضع الجنوب اللبناني لا زال مقلقاً، بعد التطورات الأخيرة التي تنذر بخروج الأمور عن السيطرة، في حال استمرت أجواء التشنج من الجانبين، مشدداً على أن لبنان يتسلح بالقرار 1701، ولا يجوز تجاوزه لما يحمل ذلك من تداعيات سلبية للغاية على الاستقرار فيه” . وكان نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش،أكد، “أن لبنان بفعل معادلة الجيش والشعب والمقاومة وقوة المقاومة، لم يعد ضعيفا”.

وشدد، على ان “حق لبنان بالرد على العدوان كان عليه شبه اجماع لبناني رسمي، وبعد عملية أفيفيم أصبحنا أمام مرحلة جديدة، هي مرحلة الرد المفتوح الذي لا يراعي أي خطوط حمراء على أي عدوان يمكن أن يقوم به العدو الإسرائيلي على بلدنا”، معتبرا “أن هذه نقطة محسومة في معادلة الردع التي أعادت المقاومة تكريسها من جديد”.

وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه بحث خلال زيارته إلى لندن، الخطوات التي تطالب إسرائيل باتخاذها، والتي ستتخذها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة قبل غيرها ضد إيران و”حزب الله”.

وكشف نتانياهو، في مستهل جلسة الحكومة، أمس،، أنه بحث “خلال زيارة لندن مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ووزير الدفاع البريطاني، بن والاس، ووزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الخطوات التي تطالب إسرائيل باتخاذها والتي اتخذتها بالفعل وستتخذها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة قبل غيرها”. وأوضح أن “المحادثات تناولت بالدرجة الأولى القضية الإيرانية وأتباع إيران في منطقتنا وخاصة حزب الله”.

 

نتنياهو : سنتخذ حطوات ضدّ "حزب الله" بالتنسيق مع أميركا قبل غيرها

ليبانون فايلز/الأحد 08 أيلول 2019

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه بحث خلال زيارته إلى لندن الخطوات التي تطالب إسرائيل باتخاذها، والتي ستتخذها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة قبل غيرها ضد إيران و"حزب الله". وأضاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة، اليوم الأحد، أنه بحث "خلال زيارة لمدينة لندن مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ووزير الدفاع البريطاني، بن والاس، ووزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الخطوات التي تطالب إسرائيل باتخاذها والتي اتخذتها بالفعل وستتخذها، بالتنسيق مع الولايات المتحدة قبل غيرها". وأوضح نتنياهو أن "المحادثات تناولت بالدرجة الأولى القضية الإيرانية وأتباع إيران في منطقتنا وخاصة حزب الله". وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "هناك احتمالا كبيرا أن يزور موسكو أيضا هذا الأسبوع، لمناقشة استمرار التنسيق العسكري مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وذلك بغية تفادي أي اشتباك في ظل النشاط المتزايد لإيران وأتباعها ضدنا، مقابل نشاطنا المتزايد ضدهم".

كما تطرق نتنياهو إلى الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي شن الليلة الماضية غارات على أهداف في عمق القطاع.

 

جنرال إسرائيلي: نصرالله يعرف "حمضنا النووي" ويتفوق على سليماني

ليبانون فايلز/الأحد 08 أيلول 2019

ذكر ضابط إسرائيلي رفيع المستوى أن هناك نقاط تحول جوهرية في العلاقة بين بلاده وإيران، تتعلق ببلد عربي.

وأفاد الضابط الإسرائيلي، درور شالوم، أن نقطة التحول الرئيسة في العلاقات بين إسرائيل وإيران كانت في شهر مايو/آيار من العام الماضي، حينما هاجم جيش بلاده قاذفات الصواريخ الإيرانية في سوريا، بدعوى أنها كانت على استعداد لاستهداف مناطق استراتيجية في إسرائيل. ووجه شالوم، رئيس قسم الأبحاث بالجيش الإسرائيلي، الأنظار إلى هذه الضربات الإسرائيلية التي وقعت في شهر مايو 2018، كانت ضربات إسرائيلية استباقية للحيلولة دون استهداف بلاده، وأوقفت أي طموح إيراني أو مطامع تجاه بلاده. وأشار العميد شالوم، المسؤول عن فيلق القدس في الجيش الإسرائيلي، إلى أن قاسم سليماني، قائد الفيلق الإيراني يعرف إسرائيل جيدا، لكن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أفضل منه، كونه يعلم "DNA" (الحمض النووي) الإسرائيلي. وأجرى الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، مساء أمس السبت، حوارا مطولا مع العميد درور شالوم، جاء فيه أن الإيرانيين يحاولون معرفة الثقافة الإسرائيلية، وإن حال البعد الجغرافي دون ذلك، ولكنهم يحاولون بالفعل عبر مساعدة نصر الله لهم. وأوضح الجنرال شالوم أن نصر الله وسليماني أصدقاء، ويتفقان في كثير من العوامل المشتركة، ولكن نصر الله يفوقه علما وفهما للثقافة الإسرائيلية، وللداخل الإسرائيلي، حتى إن نصر الله يعلم الحمض النووي الإسرائيلي نفسه، وغالبا، ما يعتمد الإيرانيون في فهمهم لإسرائيل على نصر الله والحزب اللبناني. وأوضح الضابط الإسرائيلي أن نصر الله لا يريد مواجهة إسرائيل، على عكس الجنرال سليماني، الذي يختلف معه في ذلك، حيث يرغب قائد فيلق القدس الإيراني مواجهة إيران، عبر الكوادر الإيرانية الموجودة في سوريا. الى ذلك، قال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى أن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، يؤثر على الوعي الإسرائيلي. وذكر العميد بالجيش الإسرائيلي، درور شالوم، أن وحدة الأبحاث بالجيش تدرس نصر الله والحزب اللبناني، وتناقش كل خطواته، ومدى تأثيرها على لبنان وعلى مستقبل بلاده. ونقل الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، مساء أمس السبت، عن العميد درور شالوم، رئيس قسم الأبحاث بالجيش الإسرائيلي، أن بلاده تفحص خطوات الأمين العام لحزب الله اللبناني، بدعوى أنه يؤثر على الوعي الإسرائيلي، ويبحثون ويناقشون كل ما يدور حول نصر الله، ومن حوله، كونه شخصية حكيمة، ويعلم جيدا الحمض النووي الإسرائيلي. وأكد الموقع الإلكتروني العبري أن لجنة الأبحاث بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" تقوم بعقد حلقات عصف ذهني حول شخصية نصر الله، والحزب اللبناني، لمعرفة كيف يفكر ويتصرف تجاه إسرائيل. وقال العميد درور شالوم: إن الإيرانيين يحاولون معرفة الثقافة الإسرائيلية، وإن حال البعد الجغرافي دون ذلك، ولكنهم يحاولون بالفعل عبر مساعدة نصر الله لهم.

 

ماتيس: إيران استخدمت الإرهاب لقتل رفيق الحريري

واشنطن – وكالات/08 أيلول/2019

 تحدث وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس أمس، عن التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة، مشيراً إلى أن طهران استخدمت الإرهاب لقتل رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، بجانب استخدامه في البحرين واليمن والمنطقة ككل، معتبراً أنه لا يمكن تخيل حصول بلد كهذا على سلاح نووي.

وقال ماتيس في حديث لشبكة “سي أن أن” الإخبارية، إنه عندما كان قائداً للقيادة المركزية، أمسك بإيران وهي على بعد ثلاثة كيلومترات من البيت الأبيض، في محاولة فاشلة لاغتيال سفير عربي، متسائلاً: “هل يمكن تخيل أن يقوم بلد بأمر كهذا، وحالياً يكون مسلحاً نووياً، وقوته أكبر؟”. من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أن أحد الأسباب المحتملة لاعتقال الباحثة الإيرانية – الفرنسية فريبا عادلخاه، هي أن السلطات الإيرانية تنوي أن تبادلها مع سجين إيراني في فرنسا، وهو الخبير ببرنامج الصواريخ التابع لـ “الحرس الثوري” جلال روح الله نجاد. وتنظر محكمة في فرنسا حالياً في طلب تسليم نجاد إلى أميركا، لأنه مطلوب لديها بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على إيران لشراء قطع صواريخ أميركية لغرض إرسالها إلى داخل إيران.

 

جعجع : سبب تأجيل زيارتي للشوف شخصي وبسيط وعلاقتي بباسيل تحت الصفر

وطنية - الأحد 08 أيلول 2019

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلة عبر الـ"mtv"، "أن سبب تأجيل زيارته إلى الشوف والتي كانت مقررة، أمس السبت، ليس حرزانا"، لكن هناك أموراً صغيرة ليست مهمة لكنها تعطل، وما حصل مسألة بسيطة لا علاقة لها لا بالسياسة ولا بالامن". وردا على سؤال عما اذا كان السبب صحياً أجاب: "شو شايفين؟". ونفى جعجع ان يكون سبب تأجيل الزيارة الى الشوف اي علاقة بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل والنائب تيمور جنبلاط في اللقلوق، مرحّباً "بأي تقارب يتم بين الافرقاء السياسيين". وقال:"حسناً ان يأتي اللقاء بين باسيل وتيمور متأخراً خيراً من الا يأتي ابداً". وأضاف: "لدي فقط تعليقين على هذا اللقاء، الأول هو أنني كنت أتمنى لو حصل قبل حادثة البساتين لكنّا تجنّبنا مقتل شخصين من الجبل من جهة، وشهراً ونصف الشهر من تعطيل العمل الحكومي من جهة أخرى، أما المسألة الثانية فهي: اتساءل هل كان هناك محاولة اغتيال لباسيل؟ إذا نعم، كيف حصل اللقاء واذا لا، لماذا حصلت كل هذه الأمور؟". ولفت جعجع إلى انه "كان على جدول الزيارة لقاء مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وكان متفقاً عليه، واصفاً العلاقة مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" بأنها قائمة على مجموعة ثوابت منذ العام 2005". على صعيد آخر، أوضح جعجع "ألا علاقة بينه وبين باسيل والعلامة التي ممكن أن يعطيها لهذه العلاقة على 20 هي تحت الصفر"،مشيرا الى "ان سبب الخلاف ليس تقاسم الحصص كما يقول بعضهم". وقال:"لكن باسيل جزء أساسي مما يحصل اليوم بالذهاب نحو الخراب، لذلك قررنا ان نقول لا، والموضوع ابعد بكثير من التعيينات التي كررنا مراراً بأننا لا نريد منها سوى إنجازها تبعاً لآلية معينة". وأشار جعجع إلى ان "محاولات اقصاء "القوات اللبنانيّة" التي نشهدها تعود إلى ان وجودنا لا يناسبهم، فالشأن العام بالنسبة الينا ليس مكاناً لـ"البيزنس" واكثرية من يجلسون إلى طاولة مجلس الوزراء ينزعجون من مواقفنا لأننا نزعجهم بطريق نظرتنا للأمور وآدائنا". وشدد جعجع على ان "أداء الدولة فاسد ومخزٍ في معالجة الوضع المالي، والامر ليس بحاجة إلى كل هذه الخطط إنما يجب تنفيذ بعض الأمور البسيطة، فعلى سبيل المثال لا الحصر لقد كشفت لجنة المال والموازنة منذ ثلاثة أشهر عن 5300 موظف غير قانونيين، ولغاية اليوم لم يتخذ أي تدبير، والحكومة لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن. الوحيدة التي اتخذت تدابير بحق 7 موظفين غير قانونيين هي وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق ولغاية اليوم يمارسون الضغوط عليها بشكل يومي كي تعيدهم". وتطرّق جعجع إلى موضوع المعابر غير الشرعية، قائلاً: "هالقد بدا؟"، نتحدث عن 8 معابر رئيسية تمر عبرها البضائع والشاحنات وقد صوّرت أحدها محطة الـ"mtv"، ولم نرَ أي تدخل من قبل الدولة لمعالجة الموضوع. لذلك، فإن الطرح الوحيد الذي يمكن ان يخرجنا مما نحن فيه هو تغيير الطاقم السياسي واستبداله بآخر من رجال اعمال واخصائيين، وخلال عام يستطيعون انقاذ البلد من ازمته المالية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: اجتماع وزاري أمني بوزارة الدفاع للتصدي لعمليات التهريب عبر المعابر غير الشرعية

"القوات" لـ"السياسة ": زيارة جعجع إلى الشوف ستحصل قريباً

بيروت ـ”السياسة/الأحد 08 أيلول 2019

في خطوة تهدف إلى إيجاد معالجة جذرية لملف المعابر غير الشرعية، بالتوازي مع وقف التهريب عبر المعابر الشرعية، يعقد اجتماع، اليوم، في وزارة الدفاع، يحضره وزيرا الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية، سيخصص لسد كل الثغرات التي يحصل منها تهريب، عبر معابر غير شرعية كثيرة، قال رئيس الحكومة سعد الحريري، أن عددها يقارب ال140 معبراً، وهو ما اعترض عليه وزير الدفاع الياس بوصعب. وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، إلى أن اجتماع اليرزة الذي سيعقبه اجتماع موسع برئاسة الحريري، في اليومين المقبلين، سيعرض خطة متكاملة للسبل الآيلة للتصدي لعمليات التهريب التي تحصل على المعابر كافة، وبما يضع حداً لكل حالات التهريب التي تحصل، وعلى مختلف الأصعدة، على أن يصار إلى تكليف الجيش والأجهزة الأمنية تطبيق بنود الخطة لوقف التهريب على أنواعه.

إلى ذلك، يتوقع أن تبدأ الحكومة مناقشة مشروع موازنة الـ2020 هذا الأسبوع، بعقد جلسات متتالية، بعد توصية سفير مؤتمر “سيدر” بيار دوكان، على أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس المقبل، ستكون مخصصة لإجراء بعض التعيينات القضائية.

على صعيد آخر، دعت أوساط بارزة في حزب “القوات اللبنانية” إلى “عدم إعطاء تأجيل زيارة رئيس الحزب سمير جعجع إلى الشوف، أكثر من حجمه”، مكتفية بالأسباب التي أعلنت، ومؤكدة ل”السياسة”، أن “الزيارة ستحصل في وقت قريب، وأن لا علاقة لها مطلقاً باللقاء الذي جمع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل”. وشددت، على “عمق العلاقة مع الاشتراكي وأهمية تطويرها على مختلف الأصعدة، في سياق تعزيز الوحدة الوطنية، وخصوصاً مصالحة الجبل”، في وقت رجحت فيه بعض المعلومات تأجيل الزيارة لأسباب صحية.

وقال وزير الصناعة وائل ابو فاعور، إن “رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط سمع كلاما طيبا من وزير الخارجية جبران باسيل، وهو منفتح ويقارب الامور بشكل ايجابي أما علاقتنا مع القوات اللبنانية فهي ممتازة”. وكشف ان “لقاء اللقلوق، حصل بدعوة من باسيل ويهدف الى الحرص على المصالحة وفتح الحوار واستكشاف آفاق العلاقة السياسية المستقبلية دون الغاء الاختلافات التي حصلت في الفترة السابقة”.

وأكد أن “تيمور جنبلاط حسم ان لا يكون هذا اللقاء او غيره على حساب الثوابت او القضاء تحديدا في قضية البساتين، وننتظر مثول المطلوبين امام القضاء”.

وأوضح، أن “كل اللقاءات التي حصلت أخيرا بالأمس وأول من أمس، هي لقاءات تهدف بشكل اساسي الى تصفير المشاكل بين اللبنانيين، والى قرع ابواب الحوار بين القوى السياسية وفتح ابواب النقاش السياسي المسؤول”. وحول اللقاء مع “حزب الله” في عين التينة، أشار وزير الصناعة، الى أنه “تم الإتفاق مع حزب الله على إنهاء القطيعة السياسية والعودة الى المعادلة السابقة وهي الإحترام المتبادل وتنظيم القضايا التي نختلف عليها والتعاون في القضايا التي نلتقي بها”. من جانبه، أكد النائب نعمة طعمة، “أن كل التجارب في البلد أثبتت أنه لا مناص إلا بالتلاقي والتواصل بين جميع المكونات السياسية والعائلات الروحية”، معتبرا “أن الطائف هو نقطة الارتكاز للسلم الأهلي، وهو جاء ثمرة جهد من المملكة العربية السعودية ولولاه لبقيت الحروب قائمة”.

إلى ذلك، شدد النائب السابق فارس سعيد، على أن “مواجهة حزب الله تبدأ بمواجهة رئيس الجمهورية ميشال عون، و تيّاره”، مشيراً الى أن ” نظريّة “التوازن الاسلامي المسيحي” سقطت امام فقدان توازن لبنان لأن تسليم لبنان لإيران بحجُة اننا نحصل على “مأمور أحراج إضافي” خيانة أخلاقيّة تجاه لبنان”.

ولفت سعيد الى أن “ما يسمح بتثبيت أقدام التيار العوني في السياسة الداخلية التزامه الدقيق بالدفاع عن حزب الله تجاه الخارج”، معتبراً ان “للمتضررين او المعترضين منفذاً واحداً مواجهةً الحزب او رئيس الجمهوريّة او الإثنين معاً و الاّ الإنتظار”، ومشدداً على أن “مواجهة الرئيس عون يعني إضعاف النفوذ الايراني في لبنان”.

 

القيادي في «حزب الله» حاطوم «يقضى نحبه».. وقائع تدحض المزاعم

جنوبية/09 أيلول/2019

لا يمكن وصف خبر مقتل المسؤول السابق لمنطقة برج البراجنة والمسؤول السابق في “السرايا اللبنانية لمقاومة اسرائيل في بيروت والضاحية الجنوبية” في حزب الله الشيخ علي حاطوم، إلا بالتطور الخطير سواء أكان قضى إغتيالاً أم تصفية أم "نحرا وإنتحاراً" في منطقة كما كل الضاخية بمثابة "غيتو"، لا تحصل الأشياء مصادفة أو عفواً. الخبر الذي تم تداوله على المواقع الإخبارية جاء مقتضباً بسبب النقص في المعلومات أو الخلفية الحزبية فيما اقتصر بعضها على خبر العثور على جثته داخل منزله، والبعض الآخر القريب من حزب الله الذي سرعان ما روج فرضية الإنتحار، في وقت نشطت مجموعات حزبية على الواتس اب، تقديمه على انه أسهم في ملاحقة مروجي المخدرات وتسليمهم للدولة للإيحاء بأن هذه المافيات تريد الإنتقام منه.

وفي محاولة موقع “جنوبية” التقصي عن الخبر، تبين انه كان قد نشر تغطية ميدانية قبل نحو سنتين ونصف، يمكن ان تشي بمعلومات، من شأنها ان تأخذ القضية إلى مكان آخر حول عدم رضا الحزب عن حاطوم وعزله وذلك ربطا بالترويج عن مقتله لأسباب “شخصية”. الخبر يقول انه “تظاهر عدد من أنصار حزب الله في برج البراجنة لليوم الثاني ضد قرار صادر عن قيادتهم بعزل الشيخ علي حاطوم واستبداله بآخر. وقاموا بقطع الطريق وإحراق الاطارات لليوم الثاني على التوالي، يقوم عدد من الشبان المنتسبين لحزب الله بقطع طريق عام برج البراجنة عند محلة عين السكة واشعال الاطارات”. حزب الله عاد وإستدرك ان الترويج للانتحار يضر بسمعته الدينية والحزبية ويبث الوهن في صفوف محازبيه ومناصريه، فإنبرى ينشر على الواتس أب ” وقائع لا تركب على قوس قزح” مشبعة بالشيء ونقيضه، وبدا كمن “يبلع الموسى”، فهو من ناحية لا يناسبه ان “شيعة حزب الله” ينهارون، ومن ناحية عدم التمكن من التهرب من واقعة انه مقتول، فكانت إحدى الترويجات المتسرعة المفككة ان الحاج المرحوم “كان يلهو بمسدسه بحضور زوجته وانطلقت رصاصة أصابت منه مقتلاً”، والحمدالله على سلامة الزوجة!

حادثة تضع الجميع مجددا أمام مسؤوليتاهم، وتحديداً الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وشعبة المعلومات، وليس الإكتفاء بحضور بعض المحققين وعناصر من الأدلة الجنائية “صورياً”، والتي من واجبها ان تحضر قبل أمن الحزب الذي ضرب طوقاً أمنيا حول المكان، الأمر ااذي يؤثر سلباً على التحقيق في مسرح الجريمة _ الحادثة ويحرف مسار التحقيق. فهل يجوز ان يقضي احد الأشخاص في نطاق حزب الله ويكون مصيره كما يريد الحزب، من دون القدرة على إجراء تحقيقات لتبيان الحقيقة من تحليل الكاميرات والإفادات و الأسباب والدوافع الكامنة. وهي “موقعة” لن تمر مرور الكرام في بيئة حزب الله التنظيمية والشعبية. كثر بتحسسون رؤوسهم.

 

صفحة جديدة في علاقة «حزب الله» و«الاشتراكي» واتفاق على «تنظيم الخلاف»..لقاء مصارحة ومصالحة جمع الطرفين نتيجة جهود بري

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 أيلول/2019

نجحت جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تعبيد طريق المصالحة، وفتح صفحة جديدة في العلاقة بين حليفيه «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، بعد أشهر من التوتّر والخلافات بينهما بلغت مرحلة غير مسبوقة إثر حادثة الجبل بين مناصري «الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، على خلفية زيارة وزير الخارجية جبران باسيل، إلى المنطقة، ومقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب. ومع إجماع الطرفين على نيّتهما تخطّي ما حصل، عقد الاجتماع أمس في مقر إقامة بري في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، والوزير السابق غازي العريضي ووزير الصناعة وائل أبو فاعور من «الحزب الاشتراكي». وبعد اللقاء، قال حسين الخليل: «الرئيس بري أخذ على عاتقه مسؤولية لم الشمل، ومن أجل مواجهة الاستحقاقات الكبرى التي يمر بها البلد، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي، وبالفعل لقاء سابق مهد لهذا اللقاء، وحصلت تطورات عديدة تارة كانت ترفع وتيرة الاختلاف وتارة كانت تنخفض، واليوم جاء هذا اللقاء كي يتوج ما يمكن أن نسميه المصالحة والمصارحة، وكان الجو ودياً». وأضاف: «قيادة (حزب الله) وقيادة (التقدمي الاشتراكي) فوضتا بري لوضع أسس لحل كل المشكلات التي اعترت الفترة الماضية، واتفقنا على عودة الأمور إلى مجاريها، يعني الأمور التي نتفق عليها وهي كثيرة منها في الأمور السياسية التي تشكل قاسماً مشتركاً بين الطرفين من أجل خدمة الوطن، وبالأمور التي نختلف نتفق على تنظيم الخلاف بما يفيد الاستقرار ومصلحة البلد أمنياً واقتصادياً». بدوره، أكد العريضي أن اللقاء كان إيجابياً ومثمراً وصريحاً وودياً، على أن تعود الأمور إلى مجاريها، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على تنظيم الخلاف. وقال: «مرحلة العمل المشترك والإنجازات بيننا وبين (حزب الله) مرحلة طويلة، ونشكر الرئيس بري على ما يقوم به من جهود استثنائية، وعلى ما تحقق سابقاً في مرحلة صعبة مرت بها البلاد وما تحقق اليوم». وأملت مصادر «الاشتراكي» أن تسلك العلاقة مع «حزب الله» التي مرّت بمطبات في الفترة الأخيرة مساراً إيجابياً، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «من الأساس كان الحوار مطلبنا، ولذا تجاوبنا مع مبادرة الرئيس بري مشكوراً، لأن العنوان الذي طالما تمسكنا به منذ الأزمة السورية عام 2011، هو تنظيم الخلاف، وفصل الأمور الداخلية عن الخارجية، لعدم اقتناعنا بالقطيعة السياسية، ليس فقط بيننا وبين (حزب الله)، إنما مع أي طرف آخر في البلاد». من جهتها، قالت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» إن «اللقاء هو عودة إلى اللقاء الذي كانت أولى جلساته قد عقدت قبل حادثة الجبل، وتوقفت نتيجة الأحداث المستجدة». وتلفت المصادر إلى «أن بري كان يلحّ منذ فترة على استئناف الاجتماعات، لكن الحزب كان يطلب الانتظار لإنهاء مفاعيل حادثة الجبل، وتحقيق المصالحة بين (الاشتراكي) و(الديمقراطي)، وبعد إتمام المصالحة برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 8 أغسطس (آب) الماضي عاد رئيس البرلمان وحرك مبادرته تحضيراً للقاء أمس». ونقلت قناة «lbc» عن مصادر المجتمعين قولها «إن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل الخلاف على قضية عين دارة، والملف يعالج في القضاء»، لافتة إلى أن اللقاءات الثنائية بين «حزب الله» و«الاشتراكي» ستعود، والحوار المباشر والتنسيق على المستوى القيادي.

 

يوم لبناني بائس: أطنان المدح والردح.. والمقاومة

المدن/لبنان|الإثنين09/09/2019

كان يوم الأحد. لا حدث ولا عمل. مع ذلك "السياسة" حسب التعريف والممارسة في لبنان لا تتوقف عن فصاحتها ولا تنزل عن منابرها ولا تصمت عن ميكروفوناتها. كان يوماً نموذجياً في "لا شيء يحدث هنا" لكنه نموذجي أيضاً بفائض الضجيج والكلام الملقي هنا وهناك، أطناناً لا أكياس كافية لتعبئته.

ابن الشهيد

في أثناء حفل تخرّج طلاب مدارس في بلدة بقاعية، ولكي يكتسب هذا الجيل الجديد درساً مفيداً، ومباشراً من فم أحد وجوه السلطة، راح وزير الاتصالات محمد شقير يقول: "الرئيس سعد الحريري رجل على قياس وطن، ولن يدخل في زواريب السياسة، وبكل تأكيد لن يقف متفرجاً على غرق البلد. إنه ابن الرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل لبنان، لذلك سيبقى الرئيس الحريري رأس حربة في الدفاع عن لبنان ومصلحة جميع اللبنانيين من دون استثناء. والأهم كذلك الحفاظ على هوية لبنان كمركز للعلم والثقافة والسياحة والاستشفاء والاقتصاد في المنطقة". وبعد هذا المديح جاء الهجاء، فتوجّه إلى "المزايدين" بالقول: "الرئيس الحريري أكبر منكم ومن أحلامكم الفارغة".

البعثي والدولة المدنية

وعلى منبر آخر، كان النائب البعثي قاسم هاشم، ينافح في فضائل الرئيس نبيه برّي، قبل أن يتحف الحضور بخلاصة تاريخية: "إذا كانت الطوائف والتنوع غنى لهذا الوطن، فالطائفية نقمة، وهي أساس علة هذا الوطن، ولم ولن تستقيم الأمور ونصل إلى وطن العدالة والكفاءة إلا بالدولة المدنية. والسبيل إلى ذلك ليس بما يتفق عليه البعض من أصحاب العبقريات والاجتهادات بل باعتماد قانون انتخابات يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة وفق النسبية وخارج القيد الطائفي. وهكذا تبني الأجيال الطالعة مستقبلها واستقرار الوطن على دعائم سليمة".

"طمث" الحقيقة!

وكان نائب حركة أمل وعضو مكتبها السياسي، هاني قبيسي، قد أبلغ الحاضرين في مجلس عاشورائي أن "العقوبات التي تفرض على لبنان هي حصار اقتصادي لمشروع المقاومة وللمغترب اللبناني ولكل دولة تريد أن ترسل مالاً للبنان بل لكل فرد يرسل مالاً للبنان. عقوبات تفرض على أشخاص ومؤسسات ومصارف ونواب". واستنتج: "هذه العقوبات هي إرهاب وسعي لطمث الحقيقة. وهذا الحصار على ثقافة المقاومة ورسالتها. وما تتعرض له المصارف لا يمكن مواجهته إلا بالصمود كما صمدنا في ساحات القتال والحرب. فقوتنا بوحدتنا وتماسكنا". ثم ظهرت علامات الأسف لأن "الدولة ليست على مستوى المواجهة. لأنها جزر ومقاطعات وكل يسعى إلى ربح خاص. والدولة ككيان ومؤسسة في مهب الريح والفساد والهدر ولا سيما في مؤسسة الكهرباء والجمارك والمرفأ والمطار وأخيراً في مؤسسة البريد".

"الاحتلالان الأميركي التركي"

طبعاً ليس مهماً هنا التساؤل عن قفزاته من حال إلى حال، على منوال البيان الذي أصدره الحزب السوري القومي الاجتماعي، ودان فيه "قيام الولايات المتحدة الأميركية وتركيا بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية"، معتبراً "أن في هذا التطور الخطير إصراراً من الاحتلالين الأميركي والتركي على مواصلة العدوان الإرهابي ضد سوريا (..) إن مقاومة الاحتلال والعدوان حق مشروع، ونحن متمسكون بهذا الحق، وخيارنا المقاومة حتى تحرير كل شبر محتل من أرضنا".

عظة جبيل ويقظة مرهج

وهناك في بلاد جبيل، كان المطران الناشط هذه الأيام، ميشال عون، يعظ: "وطننا بحاجة لعودة كل واحد من أبنائه إلى الرب وليس فقط المسؤولين فيه، فالواجب علينا كبير في اختيار المسؤولين، أناس يتمتعون بالقيم والايمان وتوكيلهم عنا في إدارة شؤوننا الوطنية على ان نحاسبهم عندما يخطئون".

واستيقظ من سبات التسعينات النائب والوزير السابق بشارة مرهج، ليقدم مطالعة: "الدستور اللبناني يعتبر في بابه الثاني أن القضاء اللبناني هو السلطة الثالثة، ويعترف ضمنا بإستقلاليته واستقلالية القاضي في إصدار الأحكام باسم الشعب اللبناني. لكن السلطة السياسية بدلا من أن تحترم السلطة القضائية وتسعى لتكريس هذه الاستقلالية بالابتعاد عن التدخل الفظ في شؤونها تشدد قبضتها على القضاء. في هذا السياق نشهد اليوم احتدام الصراع بين الكتل السياسية وداخلها على إجراء التشكيلات القضائية والتدخل السافر في عملية تعيين القضاة، وفقاً لمصالحها الفئوية".

القضاء والقدر

هذا وكان رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل"، مصطفى الفوعاني، خلال المجلس العاشورائي في حسينية بلدة شعت، أعلن أن "حركة وثورة الإمام القائد السيد موسى الصدر هي امتداد لثورة جده الإمام الحسين. نحن عندما نتحدث عن المقاومة لا نتحدث على أنها مجرد سلاح وخبرات عسكرية في الميدان، وإنما نتحدث عنها أنها أصبحت قدراً وقضاء وثقافة، وهي التي أسست لمجتمع متماسك لا في لبنان فحسب، وإنما على امتداد هذا العالم العربي والإسلامي، وصارت أيضا هدفاً ونهجاً لكل الشرفاء في العالم". نائب حزب الله، حسن فضل الله، وخلال مجلس عاشورائي أيضاً في مدينة بنت جبيل، خطب قائلاً: "لبنان لم يعد الساحة المستباحة أمام العدو الإسرائيلي، وهذا ليس كلاما لرفع المعنويات، وإنما هذه وقائع، وتكاملت الأدوار، ففي العام 2006 لم نجد موقفا منسجما للحكومة اللبنانية كما نرى اليوم بالرغم من بعض الأصوات التي نسمعها من هنا وهناك، والتي لا معنى ولا تأثير لها (..) إن المقاومة التي ارتقت ببلدها إلى هذا المستوى، معنية بأن تسعى وتسهم في إصلاح مؤسسات الدولة اللبنانية، وهذا الإصلاح يحتاج إلى وقت وصبر، لأن حجم الانحراف في مؤسسات الدولة كبير، وحجم الالتواء في موازنات الدولة متراكم من سنوات طويلة".

معجزات الرئيس ونجاة سوريا

وفي حفل فطور للتيار العوني، كان النائب إدي معلوف يطنب في وصف الرئيس ميشال عون: "هذا الرئيس الذي اطلق عملية تحرير الوطن، وأنجزها. هذا الرئيس الذي اتخذ قرار الوقوف إلى جانب المقاومة، فانتصرت وشاركها الانتصار. هذا الرئيس الذي وعد باسترجاع الحقوق واعادة التوازن، وحققهما. فعندما يطمئن هذا الرئيس بأن الوضع الاقتصادي سيتحسن ويعد بأنه سيسلم خلفه وطنا افضل من الذي استلمه، فإنني مثل كثيرين منكم كلي ثقة بأن هذا الرئيس الاستثنائي سيضع البلد على السكة الصحيحة وسيوصله إلى بر الأمان." بالطبع، لا يمكن إغفال خطبة الشيخ نعيم قاسم الذي قال أن لبنان يقوم على دعامتي المقاومة والإعمار، وروى كيف "مرت الأزمة السورية بطريقة صعبة جدا منذ العام 2011، والحمد لله أن سوريا نجت في نهاية المطاف، ولكن مع كل الغليان في المنطقة، بقي لبنان مستقرا على المستوى الأمني والسياسي، وهذا ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة. وبالتالي، على المسؤولين أن يعملوا بالدعامة الأخرى التي لها علاقة بالاقتصاد ومستقبل الناس". وبعد هذا كله، ربما علينا الأخذ بنصيحة وزير حزب الله محمد فنيش، التي قالها في خطبة عاشورائية: "ضرورة أن نكون دائما على مستوى مسؤولياتنا، لأنه بحضورنا نستطيع أن ندحر مخططات الأعداء، وبثقتنا بالله سبحانه وتعالى، وباقتدار مجاهدينا، وبجهوزية مقاومتنا، قادرون على مواجهة العدو الإسرائيلي وإلحاق الهزيمة به".

 

الموت المنتشر على طرقات لبنان: جسر البالما يقتل شابتين

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين09 أيلول/2019

لبنان العالق في أزماته ونفاياته، عالق أكثر فأكثر بمصيدة الموت على الطرقات. الحديث عن "تراجيديا" الموت في حوادث السير، أصبح جزءًا من يومياتنا البائسة. بالأمس مثلًا، أفادت إحصاءات غرفة التحكم المروري للحوادث، عن سقوط 5 قتلى و25 جريحًا في 21 حادث سير خلال 24 ساعة من يوم السبت 7 أيلول 2019! وهذا غيضٌ من فيض، في بلدٍ قد يموت فيه المئات على طرقات نائيةٍ ووعرة من دون أن يدري بهم أحد. أرقام حوادث السير التي تحصيها غرفة التحكم المروري، وكذلك "أليازا"، تبدو مخيفة للغاية، وجلّها يجري ربط أسبابها بالسّرعة وعدم التقيّد بإشارات المرور.

نحن السبب!

لا شكّ أنّ نسبة الحوادث في لبنان مرتفعة وغير منطقية قياسًا لعدد سكانه. أغلب الضحايا شبان وشابات لم ينهوا العقد الثاني من عمرهم، فيما نسب الموت على طرقاتنا في اتجاهٍ تصاعديّ مرعب. من جهة، لا تكترث الدولة للفلتان المستشري على طرقاتٍ مهترئة في بنيتها، ولا تبادر لحلٍّ جذريٍّ يكون على مستوى الكارثة، ومن جهةٍ أخرى، تستغلّ فئة من اللبنانيين غيبوبة الدولة، لممارسة هواية الفوضى والسرعة الجنونية وانعدام المسؤولية، من دون أن حسبان لتبعات هذه "الهواية" اللعينة، ومن دون أخذ العبر من حوادث دامية ذهب ضحيتها الآلاف.

يومٌ واحد من التجول في إحدى طرقاتنا من الشمال حتّى الجنوب، قد يكون كفيلًا لنرى فيه العجائب. أوتوسترادات تتحول مسرحًا لمحبي السرعة، عدم احترام اشارات المرور (إن وجدت في معظم المناطق)، سيارات أجرة تتوقف من دون إشارةٍ أو إيماءةٍ لتصيّد الزبائن قبل غيرها، "فانات" تكاد تطير من سرعتها حتّى داخل المناطق المأهولة سكنيًا، سائقو دارجات يقفزون فوق السيّارات، وبعض المشاة "المسرعين" وغير المتنبهين لما حولهم،  يرمون أنفسهم على الطرقات وبين المركبات من دون حسيب ولا رقيب، ناهيك عن الأزمة التي تختلقها ثقافة "الصفّ الثاني" من ضيقٍ في الطرقات ينتج عنه الحوادث.

كلّ هذه السلوكيات، التي أصبحت ثقافةً ونمطًا معاشًا، لم تأتِ من عدم، وهي نتيجة فسادٍ مستشرٍ بكلّ مرافق حياتنا، لدرجة تحولت القيادة في لبنان، إلى ميدانٍ إضافيٍ لإظار القوّة والتّباهي بالسلطة أو "الدعم" منها. كثيرون يقودون سياراتهم من دون رخصة قيادة، وآخرون وصلتهم الرخصة "هدية" إلى بيت من دون الخضوع للامتحان القانوني، وغيرهم لا نعرفهم ولا يعرف أحد من الدولة عنهم أيّ شيء، لأنهم يتمترسون خلف زجاجهم "الفوميه"، أو يبرزون بطاقة "حزبية" أو "أمنية" تحميهم من "شرّ" التفتيش أو السؤال عن أوراقهم الثبوتية. ليست هذه الأمور تفاصيل عابرة، إنّما هي أصلٌ أساسيّ من المشكلة، وكلّ ما يتحججون به هو التفاصيل التي لن ينهي حلّها أسباب موتنا على الطرقات. وفي دولةٍ غير مؤتمنة على بيئتنا وصحتنا وأرواحنا، ولم تفكّر بعد بوضع مجرد خطط استراتيجية تعطي الأولوية فيها للتدابير الكفيلة بتدني نسبة الموت الناتجة عن حوادث السير، هناك مئات من المواطنين الذين يقضون موتًا في هذه الحوادث، ولا ذنب لهم غير أنّهم يعبرون على طرقات مهترئة في بنيتها، ومحفوفة بالمخاطر، أو لأنهم اصطدموا بسرعة من لا يخشى على حياته ولا على حياة الآخرين.

فاجعة في عكار

آخر الكوارث المفجعة، وقعت الأسبوع الماضي، برحيل شابتين من عكار، وهما نادين محمد وريان المقصور، في حادث مروعٍ بعد عودتهما مساءً من عملهما، عند جسر البالما باتجاه مدينة طرابلس. هذا الجسر، الملقب بـ "جسر الموت"، لا يمرّ يوم من دون أن يصطاد أرواحًا تعبره، لدرجة قد يستحق الأمر أن يُعلّق على أحد أعمدته صورةً جامعةً لمن رحلوا عليه، تخليدًا لذكراهم. هذا الحادث الأليم، وكحال غيره من الحوادث على جسر "البالما"، كان نتيجة انحرافٍ للسيارة التي تستقلها الشابتين عن مسلكها، واصطدامها بسيارةٍ أخرى على المسلك الآخر من الجسر، ما أدى إلى إصابات خطرة آلت إلى وفاتهما على الفور.

يمكن لجسر "البالما"، أن يكون نموذجًا عن جسورٍ أخرى خطرة في لبنان، يموت عليها المئات من دون بذل أيّ جهدٍ رسمي لمعرفة الأسباب التي آلت ليكون أحد الجسور أو المعطفات عبارة عن كمائن للموت ومصيدة لعابريها. فكيف أصبح جسر "البالما" جسرًا للموت ؟ يشرح رئيس اتحاد حوض المتوسط للمعماريين UMAR المهندس وسيم ناغي، وهو صاحب مكتبٍ هندسي، الأسباب التقنية والهندسية التي حولت جسر "البالما" إلى جسرٍ للموت والحوادث. فـ"منذ تاريخ تخطيطه، وهو على شكل حرف S أيّ فيه انعطافتين وراء بعضهما البعض، في أقلّ من كيلومتر واحد. إذ هناك أول انعطافة، وثاني انعطافة، وفي النصف موقع الجسر". هندسيًا، الانعطافتان القريبتان، بحسب ناغي، يشكلان خطرًا كبيرًا وفق علم النقل والتخطيط. وإذا كان لا بدّ منهما، يجب أن يكون هناك  Super Elevation، أيّ أن يميل كلّ منعطف عند المركز، حتّى يمنع قوّة دفع السيارة للسرعة، وحتى لا تخرج عن مسارها". يقول ناغي: "انحدار الجسر، وخطّاه القريبان، ووصلاته التي تعاني من مشاكل كبيرة، وعدم توفر إشارات تنبيه، جعلت منه جسرًا للموت".  الخطأ الكبير، "هو في السرعة. هذا الطريق، سرعته القصوى 100 كيلو متر في الساعة. ومن يقودون سياراتهم على الجسر، لا يدركون خطورة هذا المسار، وأغلب الحوادث تنتج عن فقدان السيطرة على السيارة، وهي غالبًا كانت تقع بين الجسرين، أو تسقط من جنب لآخر". لاحقًا، "وضعوا شبك، لكنه تحول إلى منحدر، وأصبحت السيارات حين تفقد سيطرتها تمشي على الشبك وتقع من الاتجاه الآخر. كل ذلك كان عملية تخبط، فوضعوا بعض العواكس، وإشارة تدل على سرعة السيارات".

حلول مؤقتة لتصميم خاطئ

يشير ناغي أنّ مكتبه اقترح حلًا، وهو سريع وعملي، لا سيما بعد تكاثر ضحايا الجسر، ومعظمهم من أعمارٍ فتيّة لا تدرك معنى المخاطر الناجمة عن السرعة وفقدان السيطرة على السيارة". الحلّ هو "خفض السرعة القصوى على هذا التقاطع، خصوصًا أنّ طريق الجسر تبدأ من دوار الميناء، وهناك السرعة 80 كيلومتر، واقترحنا أن تبقى السرعة على الجسر بحدود الثمانين، لغاية اجتياز المنعطفين، أي تجاوز حرف S". يضيف: "بيروت الكبرى، من كازينو لبنان حتى المطار، لا تتجاوز السرعة فيها الـ 80. لماذا لا يتداركون الأمر على هذا الجسر؟ ومن الاجراءات الاحترازية، وهي غائبة عن هذا الجسر، تكون وفق ناغي بضرورة وضع رادار ثابت واشارات له على امتداد الجسر، حتى يراه السائقون ويخشون منه. هذا الرادار، مع اشارات واضحة وإنارة ليلية مكثفة، لا سيما أن المخاطر تزداد أثناء الليل وخلال موسم الأمطار، يمكن أن تنحسر مع هكذا تدابير نسبة الحوادث عند هذا الجسر". وهذا الاقتراح، "ليس مكلفًا، ويمكن تنفيذه بسرعة. أما تغيير مسار هذا الجسر، فهو أمر غير وارد حاليا، لأنه مكلف جدًا، ويحتاج لاستملاكات يستغرق تنفيذها سنوات طويلة". وفي الأصل، ثمة خطأ هندسي في تصميمه وتنفيذه، "إذ كان يجب أن يكون الجسر مستقيمًا، وجرى تحويله بهذا الشكل الهجين. كما أنّ تنفيذه لم يكن بالمستوى المطلوب، لتفادي خطر فقدان السيطرة على السيارة، وهذا موضوع آخر".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكتشف آثار يورانيوم في «مخزن نووي سري» بإيران

فيينا/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

قال دبلوماسيان يتابعان عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن عينات أخذتها الوكالة من موقع في طهران، وصفه رئيس وزراء إسرائيل بأنه «مخزن نووي سري»، أظهرت وجود آثار لليورانيوم لم تقدم إيران أي تفسير لها حتى الآن. وأضاف الدبلوماسيان أن الوكالة تحقق لمعرفة مصدر جزيئات اليورانيوم، وأنها طلبت من إيران تقديم تفسير، لكن طهران لم تفعل ذلك، مما يؤجج التوتر بين واشنطن وطهران. وأدت العقوبات الأميركية على إيران إلى تقليص مبيعاتها من النفط، وردت إيران على ذلك بانتهاك الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعارض الاتفاق بشدة، قد دعا في خطاب ألقاه قبل عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة الموقع على الفور، قائلاً إن به 15 كيلوغراماً من المواد المشعة غير المعروفة التي نُقلت من هناك منذ ذلك الحين. وكانت «رويترز» أول من ذكر في أبريل (نيسان) الماضي أن الوكالة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق النووي فتشت الموقع، في خطوة قالت إنها تقوم بها «عند الضرورة فقط»، وإنه تم أخذ عينات بيئية لتحليلها. وذكرت وسائل إعلامية أميركية وإسرائيلية آنذاك أن العينات كشفت عن آثار مواد مشعة، وهي اللغة الغامضة نفسها التي استخدمها نتنياهو. وقال الدبلوماسيان إن آثار اليورانيوم هذه هي للعنصر نفسه الذي تقوم إيران بتخصيبه، وأحد عنصرين انشطاريين يمكن استخدامهما في صنع قنبلة نووية. وقال دبلوماسي إن اليورانيوم ليس من النوع عالي التخصيب، وهو ما يعني أنه لم يتم تنقيته إلى المستوى المطلوب لصنع أسلحة. وأضاف الدبلوماسي: «هناك كثير من التفسيرات الممكنة»، لكن نظراً لأن إيران لم تقدم أياً من هذه التفسيرات لوكالة الطاقة الذرية، سيكون من الصعب التحقق من أصل جزيئات اليورانيوم. وقال الدبلوماسيان إنه من غير الواضح أيضاً ما إذا كانت آثار اليورانيوم هي بقايا مواد أو أنشطة سابقة على تاريخ توقيع الاتفاق النووي عام 2015، أو أنها أحدث من هذا التاريخ.

ولم ترد الوكالة على طلب للتعليق، ولم يتسنَ الاتصال بمسؤولين إيرانيين للتعقيب. وفرض الاتفاق قيوداً صارمة على البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف العقوبات، والتركيز على وضع حد للأنشطة السابقة لإيران في هذا المجال. وتعتقد الوكالة وأجهزة المخابرات الأميركية أن إيران كان لديها برنامج للأسلحة النووية أنهته قبل أكثر من 10 سنوات من الاتفاق. وتقول إيران إن طموحاتها النووية كانت دوماً سلمية. ويشير الصقور، مثل نتنياهو الذي اتهم إيران مراراً بالسعي لتدمير إسرائيل، إلى ماضي طهران، بوصفه سبباً لعدم الوثوق بها مطلقاً. وقد يفسر النهج السري للجمهورية الإسلامية في السابق السبب في وجود آثار يورانيوم في موقع لم يكشف عنه لوكالة الطاقة الذرية من قبل. وتأخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عينات بيئية لأنها قد تتضمن جزيئات تدل على وجود آثار، حتى إذا مر وقت طويل على نقل المادة من الموقع. وعلى سبيل المثال، قد تشير آثار اليورانيوم في مكان ما إلى أنه سبق أن كانت به معدات أو مواد متصلة بطريقة أو أخرى بهذه الجزيئات. واجتمع كورنيل فيروتا، القائم بأعمال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم (الأحد)، مع مسؤولين إيرانيين. وذكر بيان صدر عن الوكالة لاحقاً أن «فيروتا أكد ضرورة تعاون إيران الكامل، وفي الوقت المناسب». وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي، إثر قرار من الرئيس دونالد ترمب، وهي تحاول إرغام طهران على التفاوض بشأن اتفاق جديد أكثر شمولاً من الاتفاق الحالي، على أن يغطي برنامج إيران للصواريخ الباليستية وسلوكها في المنطقة. وتقول إيران إنها لن تتفاوض إلا إذا حصلت على ضمانات بتخفيف العقوبات الأميركية عنها، وهو ما تسعى فرنسا لتحقيقه. وفي الوقت ذاته، تنتهك إيران تدريجياً القيود التي يفرضها الاتفاق النووي، رداً على ما تصفه بأنه «حرب اقتصادية» تشنها الولايات المتحدة عليها.

ولم يشر التقرير ربع السنوي الذي أصدرته الوكالة الأسبوع الماضي إلى نتائج العينات، إذ إن الأمور المرتبطة بالتفتيش تعد سرية للغاية. لكن التقرير قال إن تعاون إيران يمكن أن يكون أفضل. وأضاف: «العمل المشترك الذي يجري حالياً بين الوكالة وإيران... يتطلب تعاون إيران الكامل، وفي الوقت المناسب. وتواصل الوكالة العمل على هذا الهدف مع إيران». وهذه ليست المرة الأولى التي تماطل فيها إيران في تعاملها مع الوكالة، فيما يتصل بتفويضها بمنع الانتشار. وقد صدرت عن الوكالة مناشدات مماثلة في تقارير سابقة حول منح تصاريح فورية لدخول المفتشين. وتقوم الوكالة بالفحص المتأني للبيانات الصادرة عن الدول، فيما يتعلق بالأنشطة والمواد النووية، وتطلب مزيداً من التوضيح عند الضرورة، قبل الخروج بنتيجة نهائية، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً. وقال دبلوماسيون إن مسؤول الضمانات في الوكالة قد أبلغ الدول الأعضاء، في إفادة يوم الخميس، بأن عملية طلب توضيح من إيران استغرقت شهرين، لكنه تحدث عن ذلك بصورة عامة نظراً لأن التفاصيل سرية. ورداً على سؤال عن الأزمة الحالية مع إيران، قال دبلوماسي كبير: «هذا الأمر لا يقتصر أبداً على إيران. الوكالة تتعامل مع حالات مماثلة في كثير من المواقف الأخرى... قد يستغرق الأمر شهرين أو ستة أشهر بناء على عملية التواصل». ولا يعني ذلك أن كل الدول الأعضاء مستعدة للانتظار. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، على «تويتر»، يوم السبت: «المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتوجه إلى إيران، بعدما أبلغت الوكالة مجلسها بأن إيران ربما تخفي مواد أو أنشطة نووية أو كليهما... حريصون، ومعنا باقي الدول الأعضاء في المجلس، على تسلم تقرير شامل في أقرب وقت ممكن». ويبدأ مجلس محافظي الوكالة، المؤلف من 35 من الدول الأعضاء، غداً (الاثنين)، الاجتماع الفصلي، ولمدة أسبوع.

 

إيران تنتقد الأوروبيين: لم يلتزموا بتعهداتهم في الاتفاق النووي

لندن/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

شنّ رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية اليوم (الأحد) هجوماً على القوى الأوروبية، مؤكداً أنه لم يكن أمام إيران خيار آخر سوى تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي بسبب «الوعود التي لم يفوا بها». وقال رئيس المنظمة الإيرانية علي أكبر صالحي: «كان من المفترض أن يكون الاتحاد الأوروبي بديلاً من الولايات المتحدة، لكن لسوء الحظ فشلوا في الوفاء بوعودهم»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال في إشارة إلى التسمية الرسمية للاتفاق (خطة العمل الشاملة المشتركة): «سمعنا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي يقول إنهم ملتزمون خطة العمل الشاملة المشتركة طالما كانت إيران ملتزمة بها». وتابع متهكماً: «أنا أتساءل: هل هم ملتزمون عدم الالتزام؟ هل هم ملتزمون عدم الوفاء بالوعود؟ لسوء الحظ، قام الأوروبيون بذلك حتى الآن». ووصف صالحي الاتفاق النووي بأنه بات «طريقاً باتجاه واحد». وقال إنّ «الطريق كان من المفترض أن يكون باتجاهين. إذا كان سيصبح اتجاهاً واحداً، ستتخذ إيران القرارات الصحيحة في الوقت الصحيح مثلما فعلت في هذه الخطوات الثلاث». وكان رئيس المنظمة الإيرانية يتحدث للصحافيين بجوار المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا الذي يزور طهران ليوم واحد. وخلال زيارته، تم إبلاغ فيروتا بـ«الأنشطة الإيرانية المعلنة المتعلقة ببحوث وتطوير أجهزة الطرد المركزي»، بحسب ما جاء في بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتأتي الزيارة غداة إعلان طهران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، في خفض جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وفي آخر تقرير أصدرته في 30 أغسطس (آب)، ذكرت الوكالة الدولية أنها تواصل التحقق من مدى امتثال إيران لنصوص الاتفاق من خلال الكاميرات وعمليات التفتيش التي تجريها. لكنها لمحت إلى قلقها حيال قدرتها على مواصلة عمليات التفتيش قائلة إن «التواصل المستمر يحتاج إلى تعاون كامل وفي الوقت المناسب من قبل إيران». وتحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنقاذ الاتفاق النووي الذي بات في خطر منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه في شكل أحادي العام الفائت وبدأ بإعادة فرض إجراءات عقابية ضد إيران. وهذه ثالث خطوة تتخذها إيران للتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي في محاولة لإجبار سائر موقعي الاتفاق على الوفاء بالتزامهم عبر تخفيف العقوبات الأميركية.

واتّخذت طهران سلسلة خطوات لخفض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي بعدما انسحبت واشنطن منه في مايو (أيار) 2018 وأعادت فرض عقوبات عليها. وفي 1 يوليو (تموز)، أعلنت طهران أنها زادت مخزونها من اليورانيوم المخصّب ليتجاوز السقف الذي حدده الاتفاق (300 كلغ). وبعد أسبوع، أعلنت أنها تجاوزت الحد الأقصى لتخصيب اليورانيوم المنصوص عليه بالاتفاق (3.67 في المائة). و(السبت)، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه تم تشغيل عشرين جهازاً للطرد المركزي من طراز «آي آر - 4» وعشرين جهازاً من طراز «آي آر - 6» المتطور. وبموجب الاتفاق النووي، يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي من الجيل الأول «آي آر - 1». ورغم الإجراء الإيراني الأخير، شددت طهران على أنها ستواصل السماح لمفتشي الأمم المتحدة بمراقبة منشآتها النووية، تماشياً مع ما ينص عليه الاتفاق النووي. ورداً على ذلك، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن مفتشيها على استعداد للتأكد من مدى امتثال إيران للاتفاق. وتأتي زيارة كورنيل فيروتا لطهران قبل يوم من اجتماع فصلي مرتقب لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، ستتم فيه مناقشة مهمتها للتحقق والمراقبة في إيران.

 

إيران قد تفرج عن الناقلة «ستينا إمبيرو» في «الأيام المقبلة»

لندن/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

لمّحت إيران، مساء اليوم (الأحد)، إلى أنها قد تفرج «في الأيام المقبلة» عن ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» التي احتجزتها بمضيق هرمز في يوليو (تموز) الماضي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي للتلفزيون الرسمي عبر الهاتف، إن «الخطوات الضرورية لإنهاء احتجاز هذه الناقلة السويدية التي ترفع علم بريطانيا، قائمة». وأضاف أن «المراحل النهائية للعملية القضائية قائمة، وفي الأيام المقبلة سيتم الإفراج عن السفينة»؛ حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت الشركة السويدية التي تملك السفينة (الأربعاء الماضي) عن أن 7 من أفراد طاقمها الـ23 تم الإفراج عنهم. وردّ الموسوي أيضاً على سؤال بشأن الناقلة «آدريان داريا» الموجودة في البحر المتوسط منذ 18 أغسطس (آب) الماضي؛ يوم غادرت جبل طارق بعد احتجازها 6 أسابيع. وكان اسم هذه الناقلة الإيرانية هو «غريس وان»، واحتجزت في 4 يوليو الماضي قبالة جبل طارق من جانب السلطات البريطانية بعد الاشتباه بأنها تنقل كميات من النفط إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأوروبية على دمشق. وقال الموسوي من دون تفاصيل إضافية: «لقد وصلت الناقلة إلى وجهتها، وتم بيع النفط»، وإن السفينة موجودة حالياً «في البحر المتوسط قرب أحد السواحل». وأورد موقع «تانكرز ترايكرز دوت كوم» المختص برصد النقل البحري للنفط، أن «آدريان داريا» كانت موجودة، مساء (الأحد)، أمام ميناء طرطوس السوري، لكنها لم تفرغ حمولتها. ونهاية أغسطس الماضي، كشفت إيران عن أنها باعت النفط الذي كانت تنقله «آدريان داريا» من دون أن تحدد هوية المشتري، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تكون «شفافة» فيما يتعلق بوجهة نفطها ما دامت واشنطن تحاول «ترهيب» الزبائن عبر عقوبات تهدف إلى منع الجمهورية الإيرانية من بيع برميل واحد من النفط للخارج. ولمح بعض الضباط الإيرانيين إلى أن «ستينا إمبيرو» التي اتهمتها إيران بانتهاك قواعد الملاحة الدولية، احتجزت رداً على احتجاز «غريس وان». وباتت حركة مرور الناقلات عبر مضيق هرمز محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرّت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضاً، فيما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ مايو (أيار) الماضي. وفي أغسطس الماضي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إعادة فرضه عقوبات ضد الصناعة البترولية الإيرانية، وتم وضع خطة أميركية لـ«تصفير صادرات النفط الإيرانية»، وأعلنت واشنطن عن أنها ستعاقب أي دولة تستورد نفطاً من إيران.

 

أميركا تدمّر نسخة لمنشأة “فوردو” النووية الإيرانية وتزيد عزلة طهران

لودريان: طهران أمامها شهور لصنع قنبلة نووية... و"ها آرتس": نتانياهو مرعوب من مصافحة ترامب وروحاني

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/08 أيلول/2019

 كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن سلاح الجو الأميركي، وعلى سبيل المحاكاة، تمكّن من تدمير نسخة لمنشأة “فوردو النووية” الايرانية، التي تعتبرها طهران عصيّة على الاستهداف، والتي تقع على عمق ثمانين مترا تحت الأرض، والخاضعة لسيطرة “الحرس الثوري”، وتم تشييدها بشكل سري عام 2002 في سلسلة جبلية معروفة بصلابة صخورها، قبل أن تسقط عنها صفة السرية. ووفقا للصحيفة، فإن المنشأة النسخة عن “فوردو” قامت واشنطن ببنائها قبل عشر سنوات على عمق ثمانين مترا تحت الأرض، وتم قصفها في مايو الماضي بأم القنابل، ونشر سلاح الجو الأميركي فيديو يظهر قنبلتين من طراز “GBU-57” تُطلقان على أهداف أرضية في منطقة مجهولة، ومن ثم تختفيان تحت الأرض بعد إطلاقهما لتتسببا في انفجار هائل. في غضون ذلك، أكدت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب والمخابرات المالية سيجال مندلكر، أن الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على كل من يشتري النفط الايراني أو يتعامل مع “الحرس الثوري”، مضيفة أن واشنطن لن تمنح مجددا أي اعفاءات تتعلق بمشتريات النفط الايراني. من جانبه، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية، مواصلة بلاده عزل النظام الإيراني، ردا على مواصلة طهران اتخاذ خطوات تثير القلق من برنامجها النووي، معتبرا “إعلان إيران اتخاذ خطوات بشأن أجهزة الطرد المركزي ار اند دي، محاولة للحصول على قدرة تفاوضية ولابتزاز الأسرة الدولية”. بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت مجلس المحافظين لديها بأن إيران ربما تخفي مواد نووية.

ونشر بولتون صورة لناقلة النفط الإيرانية “أدريان داريا 1” على بعد ميلين بحريين من ميناء طرطوس السوري، قائلا إن أي شخص يقول إن الناقلة لم تكن متوجهة إلى سورية فإنه يعيش في حالة إنكار. وأضاف أن العقوبات لن ترفع عن طهران إلا عندما تتوقف عن الكذب ونشر الإرهاب. في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن الناقلة “أدريان داريا 1” وصلت إلى وجهتها وتم بيع النفط الذي كانت تحمله، آملا اكمال الناقلة البريطانية المحتجزة في بندر عباس، الاجراءات القانونية والافراج عنها قريبا.

من جانبه، زعم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن الاتفاق النووي يسمح لبلاده بتقليص التزاماتها، حيث أبلغ القائم بأعمال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة كورنيل فيروتا خلال لقائه في طهران أمس، أن إيران تتصرف وفقا للبند 36 من الاتفاق، الذي يسمح لاي طرف بتقليص التزاماته إذا لم ينفذ الآخرون التزاماتهم.وبينما كرر فيروتا موقف الوكالة، بأنها ستنفذ أنشطة التحقق من الالتزام بالاتفاق بطريقة احترافية ومحايدة”، اتهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي، الأطراف الأوروبية، بأنها أخفقت في الوفاء بالتزاماتها، مضيفا عقب اجتماع مع فيروتا أن  “الاتفاق ليس طريقا من اتجاه واحد، وإيران ستتصرف بناء على هذا مثلما فعلنا بتقليص التزاماتنا تدريجيا”. من جهته، كشف قائد ميليشيا “الباسيج” غلام رضا سليماني عن تشكيل 1000 كتيبة سيبرانية، قامت بتجنيد الآلاف من مستخدمي مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، ما يعني تجنيد نصف مليون شخص لمراقبة الإنترنت ومواقع التواصل، التي تخشاها السلطات الإيرانية لدورها المحوري في الاحتجاجات الشعبية. من ناحيته، أعلن رئيس منظمة التنمية التجارية الايرانية بالوكالة حميد زادبوم، عن تصدير بلاده سلعا لـ 15 بلدا مجاورا بقيمة 24 مليار دولار في السنة التصديرية المنتهية 21 مارس الماضي.

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن “إيران لا يزال أمامها شهور، قبل أن تصبح قادرة على صنع قنبلة نووية”. وقال: إن “قنوات الحوار مع طهران لا تزال مفتوحة”، معتبرا الاجراءات التي اتخذتها لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب “سلبية”، لكنها “ليست نهائية ويمكن التراجع عنها”. ودعا إيران لوقف تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، مؤكدا أنها “ردت بشكل سيئ على قرار سيئ اتخذته أميركا، ما أدى إلى التصعيد”. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه يعتزم زيارة روسيا خلال أيام، لبحث “التنسيق العسكري مع الرئيس فلاديمير بوتين، بغية تفادي أي اشتباك إزاء النشاط المتزايد لإيران وأتباعها ضدنا، مقابل نشاطنا المتزايد ضدهم”. بدورها، أشارت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية إلى أن نتانياهو يتأهب لاحتمال تحسن العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران، واصفة سيناريو احتمال مصافحة ترامب الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأنه مرعب لنتانياهو، وأنه يصلي من أجل ألا يحدث هذا قبل الانتخابات المقررة الشهر المقبل.

 

إسبر: سنمنع أي تهديدات إيرانية في مياه الخليج

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

مرة أخرى، تبرز التمايزات بين باريس وواشنطن بشأن الملف النووي الإيراني والمحافظة على أمن الخليج وحرية الملاحة في المضائق. وفي أول زيارة رسمية له للعاصمة الفرنسية بوصفه وزيرا للدفاع، لم ينجح مارك إسبر في إقناع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي بتخلي باريس عن تحفظاتها إزاء الانضمام إلى المبادرة الأميركية من أجل تشكيل تحالف دولي تكون مهمته حفظ الأمن في مياه الخليج ومواكبة السفن التجارية التي تمر في مضيق هرمز وحمايتها مما تعتبره واشنطن تهديدات إيرانية. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد بعد لقائهما في مقر وزارة الدفاع الفرنسية، حرصت بارلي على التخفيف من وقع الاختلافات من خلال «التأكيد على وحدة الهدف المشترك وهو تعزيز الأمن في منطقة الخليج». لكن وحدة الهدف، وفق الرؤية الفرنسية، لا تعني بالضرورة وحدة الوسائل وهو ما برز من خلال تصريحات الوزيرة الفرنسية التي شاركت نهاية الأسبوع الماضي في مباحثات غير رسمية في هلسنكي مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي بشأن أمن الخليج والوسائل الآيلة إلى توفيره. وبلغة لا تفتقر للصراحة، قالت بارلي أمس وإسبر إلى جانبها: «علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للمساهمة في تخفيف التوتر مع إيران وضمان سلامة الملاحة البحرية».

وأضافت الوزيرة الفرنسية: «قبل أسابيع، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة (لإقامة تحالف بحري) ولكن في سياق كان فيه هم فرنسا الأول المساهمة في خفض التصعيد إزاء إيران» ما يعني ضمنا أن باريس رأت في المبادرة الأميركية عاملا يؤجج النزاع ولا يدفع باتجاه الهدف الذي تسعى إليه.

وبحسب بارلي، فإن فرنسا «اعتبرت أنه من المفيد إطلاق مبادرة (منفصلة) يمكن أن تضم بعض الشركاء الذين لن ينضموا إلى المبادرة الأميركية ما يمكنهم من المساهمة في توفير الأمن البحري في مياه الخليج». والمقترح الذي تدور حوله المشاورات الأوروبية التي لم تفض حتى اليوم إلى أي اتفاق بسبب تضارب الآراء هو العمل من أجل إقامة تنسيق أوروبي بين الوسائل المتوافرة في الخليج. ومن غير إرسال قطع بحرية جديدة من أجل «تحسين الوضع الأمني» في مياه الخليج. بيد أن اختلاف المقاربة بين باريس وواشنطن لا يعني أن فرنسا غير آبهة بما يحصل هناك. لذا ذكرت الوزيرة الفرنسية بضرورة التزام الجميع بحماية الملاحة في الخليج وبأمن المضائق. كذلك، فإنها سارعت لتوضيح الموقف الفرنسي ــ الأوروبي بقولها: «إننا نتمنى بطبيعة الحال أن نقوم بذلك بالتنسيق الكامل وبالتكامل وبالشفافية مع أصدقائنا الأميركيين» مضيفة أنه «ليست هناك أي منافسة بين المبادرات بل ثمة تنسيق جيد» مع الجانب الأميركي.

خلاصة القول بأن باريس لا تريد التسابق مع واشنطن أو منافستها. لكنها مصرة على أن تكون المبادرة الأوروبية مستقلة عن المبادرة الأميركية التي تضم، إلى الولايات المتحدة، أستراليا والبحرين وإلى حد ما بريطانيا التي تخلت عن مبادرتها الأولى في آخر أيام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والتحقت جزئيا بواشنطن.

وسبق للطرف الأميركي أن طلب من ألمانيا يوم الثلاثاء الماضي المساهمة مع بريطانيا وفرنسا في مهمة حماية بحرية علما بأن برلين كما باريس رفضتا الالتحاق بالمبادرة الأميركية. من جانبه، حرص الوزير الأميركي، بداية، على تأكيد أن «الأمن البحري أولوية للولايات المتحدة»، مضيفاً أن بلاده «ستمنع أي تهديدات إيرانية» في الخليج أو حتى صينية في أماكن أخرى. وأردف مارك أسبر قائلا: «كنا نفضل، بكل وضوح، أن تنضم إلينا كافة البلدان» في إطار المبادرة الأميركية.

حقيقة الأمر أن مارك أسبر لم يكن يطمع بأن تغير باريس مقاربتها. فقد استبق وصوله إلى العاصمة الفرنسية بتأكيد أن الغرض من الزيارة إقامة «تنسيق» الجهود والوسائل المتوافرة في المنطقة. أما كيف سيتم ذلك ميدانيا وعمليا، فإن أي طرف لم يكشف عن التفاصيل.

إذا كان لهذا الجانب الأولوية في محادثات الوزيرين، إلا أنهما تناولا آخر التطورات المرتبطة بالملف النووي خصوصا أن لقاءهما جاء عقب إعلان طهران مباشرة إطلاق تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة ولكن بأعداد محدودة من الجيلين الرابع والسادس في إطار الضغوط على البلدان الأوروبية التي تتهمها بعدم القيام بما التزمت به لتعويض إيران عن خسائرها الاقتصادية بسبب العقوبات الأميركية. وفي هذا السياق، أعلن إسبر أنه «لم يفاجأ» بإعلان إيران أنها ستخرق بنود الاتفاق حول النووي مضيفا: «إنهم يخرقونه أصلا. يخرقون معاهدة الحد من الانتشار النووي منذ سنوات بالتالي الأمر ليس مفاجئا». لكن أيا من الطرفين لم يخص في تفاصيل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها فرنسا من أجل خفض التصعيد ودفع إيران للبقاء داخل الاتفاق النووي رغم العقوبات الأميركية. واكتفت الوزيرة الفرنسية بالقول إن بلادها ستواصل الجهود الرامية إلى دفع إيران للالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 واحترامه احتراما تاما. وشددت بارلي على أن كل الجهود الدبلوماسية تدفع في هذا الاتجاه وأنه يتعين الاستمرار في بذلها. وشكل لقاء باريس فرصة لمناقشة رغبة باريس في الانفتاح على روسيا وفق ما يريده الرئيس ماكرون. ويقوم وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان اليوم بزيارة إلى موسكو وهو اللقاء الأول مكن نوعه منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014. وسبق للرئيس الفرنسي أن استقبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حصن بريغونسون في 19 الشهر الماضي. وفيما يريد الرئيس دونالد ترمب إعادة روسيا إلى مجموعة السبع التي ستترأسها بلاده العام القادم، فإن الوزير إسبر نبه من «التأثير المضر لروسيا على القارة الأوروبية» والتي تستهدف إضعاف الحلف الأطلسي. وردا على المخاوف الروسية، أعلنت بارلي أن الغرض محصور في «إقامة إطار طبيعي للمناقشات وليس التقارب من غير شروط».

 

بدء الدوريات الأميركية التركية المشتركة شمال سوريا

أنقرة: «الشرق الأوسط اونلاين»/08 أيلول/2019

أطلقت أنقرة وواشنطن صباح اليوم (الأحد) أولى دورياتهما المشتركة قرب الحدود التركية في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا، تنفيذاً لاتفاق توصلتا إليه لإنشاء «منطقة أمنة» وحال دون شن تركيا عملية عسكرية. وبعد تصعيد في التهديدات التركية بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا، تحركت الولايات المتحدة دبلوماسياً لحماية حلفائها في سوريا من عملية عسكرية. وإثر محادثات ثنائية مكثفة، توصلت واشنطن وأنقرة، في السابع من أغسطس (آب) الماضي، إلى اتفاق على إنشاء «منطقة آمنة» تفصل بين مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية» أبرز مكونات «قوات سوريا الديموقراطية»، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي. وتنفيذاً لأحد أبرز بنود الاتفاق، انطلقت اليوم دوريات أميركية تركية مشتركة في منطقة تل أبيض في ريف الرقة (شمال) الشمالي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأفادت الوكالة بأن ست آليات مدرعة تركية دخلت إلى الأراضي السورية لتنضم إلى المدرعات الأميركية، تزامناً مع تحليق مروحتين حربيتين في أجواء المنطقة. وبحسب مصور الوكالة، فإن سيارة إسعاف وشاحنة «بيك أب» صغيرة رافقت المدرعات المشتركة التي توجهت شرقاً بعد دخولها إلى سوريا. ومن المفترض أن تستمر الدوريات حتى منتصف اليوم قبل أن تعود القوات التركية أدراجها إلى تركيا، وفق وزارة الدفاع التركية التي أشارت إلى مشاركة طائرات مسيرة في العملية. وقال رياض خميس الرئيس المشترك لمجلس تل أبيض العسكري التابع لقوات سوريا الديموقراطية، إن الدوريات ستقتصر اليوم على بضعة كيلومترات شرق تل أبيض.

وأضاف «نحن نطبق الاتفاق وليس لدينا مشكلة به طالما يبعد آلية الحرب عن أرضنا وشعبنا»، مشيراً إلى أن موعد الدوريات المقبلة غير واضح حتى الآن». وتعهدت قوات سوريا الديموقراطية في وقت سابق ببذل كافة الجهود اللازمة لإنجاح الاتفاق وعمدت إلى تدمير تحصينات عسكرية في المنطقة الحدودية. كما بدأت الإدارة الذاتية قبل عشرة أيام بسحب مجموعات من الوحدات الكردية من المنطقة الحدودية في محيط بلدتي تل أبيض ورأس العين، فضلاً عن الأسلحة الثقيلة.

وبدلاً عن الوحدات الكردية، أنشأت الإدارة الذاتية مجالس عسكرية محلية قوامها مقاتلون محليون مهمتهم حماية مناطقهم. وتعد الوحدات الكردية، التي تصنفها أنقرة منظمة «إرهابية»، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، الشريك الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «داعش».

وطالما شكل هذا التحالف بين واشنطن والأكراد مصدر قلق لأنقرة إذ إنها تعتبر الوحدات الكردية إمتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.مع توسّع دور الأكراد في سوريا وإنشائهم إدارة ذاتية شمال وشمال شرقي البلاد، زادت خشية تركيا من أن يقيموا حكماً ذاتياً قرب حدودها. ولمواجهة توسّع الأكراد، شنّت أنقرة منذ 2016 عمليتين عسكريتين في سوريا، سيطرت خلالها على مناطق حدودية. وتمكنت في العام 2018، من السيطرة مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين، ثالث أقاليم الإدارة الذاتية. ومنذ ذاك الحين، لم تهدأ تهديدات أنقرة بشنّ هجوم جديد على مناطق الأكراد شمال وشمال شرقي سوريا، والتي يطلق عليها تسمية «شرق الفرات»، وينتشر فيها المئات من أفراد القوات الأميركية الداعمة للأكراد.

وحذّر الأكراد مراراً من أنّ أيّ هجوم تركي قد يخرج الوضع الأمني عن السيطرة في مناطقهم ولن يتمكنوا بالنتيجة من حماية السجون والمخيمات التي تؤوي الآلاف من مقاتلي «داعش» الأجانب وأفراد عائلاتهم، ولا من مواجهة خلايا التنظيم النائمة. وصعدت أنقرة تهديداتها أكثر خلال الصيف. ولإثنائها عن تنفيذها، خاضت واشنطن محادثات مكثفة معها إلى أن تم التوصل إلى اتفاق «المنطقة الأمنة». وتنفيذاً لبنود الاتفاق، تم الشهر الماضي إنشاء «مركز العمليات المشترك» التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة «المنطقة الأمنة». إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل حول الإطار الزمني للاتفاق وحجم المنطقة برغم إشارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الى أن نظيره الأميركي دونالد ترمب وعده بأنها ستكون بعرض 32 كيلومتراً. وأفادت «قوات سوريا الديموقراطية» بدورها أن عمق المنطقة التي وافقت عليها يصل إلى «خمسة كيلومترات»، ولكن سيتراوح في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض «بين تسعة (كيلومترات) و14 كيلومتراً». والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين هي ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي هي ذات غالبية كردية. وأبدت دمشق بدورها رفضها «القاطع» للاتفاق الذي يرى مراقبون أن أحد أهداف أنقرة منه هو ضمان مناطق جديدة في سوريا تعيد إليها اللاجئين السوريين لديها. وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجىء سوري. وحذرت تركيا مراراً من أي تأخير يطاول تنفيذ الاتفاق. وكرر إردوغان الأسبوع الحالي تهديداته بشن عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في حال عدم إحراز تقدم حول «المنطقة الآمنة».وأكد رئيس هيئة الأركان العامة التركية يشار غولر أمس (السبت) لنظيره الأميركي جوزيف دانفورد، وفق بيان لوزارة الدفاع التركية، أنه يجب إنشاء المنطقة الأمنة «من دون إضاعة الوقت».

 

اجتماع ثلاثي جديد لـ«كبح» إيران... «هدية انتخابية» من ترمب وبوتين إلى نتنياهو بمشاركة مسؤولين سياسيين وأمنيين في القدس الغربية - مستشار الأمن العراقي طلب من موسكو منظومة صواريخ متطورة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «هدية انتخابية» بإقناع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين بعقد اجتماع ثلاثي سياسي - عسكري بمشاركة وزراء الخارجية والأمن قبل الانتخابات في 17 الشهر الجاري، لـ«كبح» نفوذ إيران في سوريا.

وكان رؤساء مكاتب الأمن القومي الأميركي جون بولتون والإسرائيلي بن شبات والروسي نيكولاي بتروشيف، اجتمعوا في القدس الغربية في يونيو (حزيران) الماضي، لبحث النفوذ الإيراني في سوريا وغيرها، ذلك في أول لقاء ثلاثي من نوعه وحمل الكثير من الإشارات الرمزية عن عمق التفاهمات الأميركية - الإسرائيلية وإعطاء أولوية لضمان إسرائيل. ويسعى نتنياهو للسفر إلى سوتشي الروسية للقاء الرئيس بوتين وإقناعه بعقد لقاء ثلاثي جديد لكن بمشاركة وزراء الخارجية وربما الدفاع، وبين الاقتراحات أن يكون بمشاركة وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو والروسي سيرغي لافروف والإسرائيلي يسرائيل كاتس. ونتنياهو قام بزيارة عاجلة إلى لندن للقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. كما اجتمع بصفته وزيراً للدفاع مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ووزير الدفاع البريطاني بن والاس. كما أن إسبر أجرى محادثات مماثلة في باريس أمس. بحسب المعلومات، فإن المحادثات الأميركية - الأوروبية - الإسرائيلية، تناولت ملفين: الأول، تنسيق المواقف إزاء «الاتفاق النووي» الإيراني. إذ إن لندن وباريس لا تزالان تعتقدان أن الخطوة الإيرانية الأخيرة إزاء الانسحاب التدريجي من اتفاق عام 2015 «لم تغلق الباب مطلقاً» أمام مبادرة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وهي تنص على توفير خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار أميركي إلى طهران مقابل تراجعها عن جميع الخطوات التصعيدية بدءاً من 8 مايو (أيار). ولا يزال مطروحاً أمر مرحلية خط الائتمان بحيث يتم سداد 5 مليارات لإيران مقابل عدم اتخاذ خطوات تصعيدية والإفساح في المجال لعقد اجتماع بين الرئيسين ترمب والإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من الشهر الجاري. وتضمن الاقتراح الفرنسي أن تكون المرحلة الثانية بدفع 5 مليارات أخرى مقابل التراجع عن الخطوات الإيرانية منذ 8 مايو قبل الدخول في المرحلة الثالثة لبحث الدور الإقليمي لإيران في المنطقة وخصوصاً في سوريا ولبنان والعراق والصواريخ الباليستية. ويتخذ نتنياهو وبولتون موقفاً متشدداً بالإبقاء على سياسة «الضغط الأقصى» على إيران بالتزامن مع استمرار المفاوضات، بما في ذلك توفير أمن الملاحة البحرية في الخليج. وكان هذا موضوع بحث بين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين للتنسيق بين اقتراح واشنطن إقناع الدول لإرسال قطع بحرية ضمن جهود دولية لحماية الملاحة وبين الاقتراح الفرنسي - الألماني بتشكيل قوة أوروبية خصوصاً أن الدول الأوروبية ليس لديها القدرة العسكرية للقيام بذلك وحيدة.

وانتقدت واشنطن لندن بسبب وثوقها بوعود طهران بعدم إيصال نفط الناقلة الإيرانية إلى سوريا مقابل إطلاق الناقلة من جبل طارق، باعتبار أن المعلومات أفادت بتفريغ قسم من النفط لسفن ونقله إلى سوريا.

الثاني، الدور الإيراني في سوريا ولبنان والعراق. ولوحظ أن الجانب الإسرائيلي لجأ قبل زيارة نتنياهو إلى لندن واحتمال سفره إلى سوتشي وعقد الاجتماع الأميركي - الروسي - الإسرائيلي في القدس الغربية، إلى تسريب صورة لـ«مواقع إيرانية» شرق سوريا و«مصنع صواريخ دقيقة» في البقاع اللبناني، إضافة إلى تسريب معلومات وأسماء شخصيات لمسؤولين إيرانيين ومن «حزب الله» لهم علاقة بالبرنامج الإيراني. وسرب موقع «دبكا» الإسرائيلي أن وزير الخارجية الأميركي أبلغ نظيره اللبناني جبران باسيل بضرورة «تفكيك المصنع في لبنان فوراً ودون تأخير، حيث إن جيش الإسرائيلي كان قد دخل في مرحلة الإعداد الفعلي لقصف المصنع وتدميره»، وأن بومبيو «شدد على أن إسرائيل ستتخذ إجراءاتها بدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية، بصرف النظر تماماً عن عواقب وتداعيات العملية». وتردد أن واشنطن تستخدم ثلاث أدوات للضغط على بيروت هي: العقوبات على المصارف وإمكانية توسيعها، تجميد المساعدات عن الجيش اللبناني، والتلويح بالخيار العسكري. وإذ جلب نتنياهو معه إلى لندن كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين لتقديم عرض مفصل لـ«القواعد الإيرانية في سوريا ولبنان والعراق»، قال مسؤول غربي إن الدول الأوروبية كانت حذرة في التعاطي مع الطلبات الإسرائيلية لتقديم الغطاء الاستخباراتي والعسكري للعمليات الإسرائيلية المحتملة، لاعتقادها بأن ذلك «لن يحصل الملف استراتيجياً وأن هذا قد يؤدي إلى حرب واسعة»، ذلك بعدما سمع مسؤولون أوروبيون من نتنياهو أنه «يريد توجيه ضربات إضافية لمخازن صواريخ وقواعد إيرانية في العراق وسوريا ولبنان، لكنه لا يريد حرباً شاملة».

وكانت إسرائيل وجهت خمس ضربات على الأقل إلى مواقع ومخازن سلاح في العراق، لكن التساؤل لا يزال عن مدى انعكاس ذلك على الوجود الأميركي هناك. كما أن الصورة التي سربت عن «القاعدة الإيرانية» في البوكمال شرق سوريا، تقع على بعد مئات الأمتار من القواعد والقوات الأميركية شرق الفرات ومن قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية. بناء عليه، يستعجل نتنياهو إقناع «صديقيه» ترمب وبوتين دعم عقد الاجتماع الثلاثي في القدس الغربية. ونجح تفاهم الدول الثلاث سابقاً في ترتيب عودة قوات الحكومة السورية إلى الجنوب مقابل إخراج «القوات غير السورية» في إشارة إلى ميليشيات إيران لمسافة تزيد على 80 كلم من حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان، إضافة إلى إعادة «القوات الدولية لفك الاشتباك» إلى الجولان. ويسعى الجانبان الأميركي والإسرائيلي، في حال انعقاد الاجتماع، إلى تجديد الطلب من روسيا لإبعاد إيران وتجميد جهودها بتشكيل تنظيمات سورية في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى انخراط الجيش الروسي والشرطة العسكرية في العمليات الميدانية على الأرض، والتأكيد على التنسيق العسكري بين تل أبيب وقاعدة حميميم خلال الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد مواقع في سوريا. وتزامن هذا مع قيام مستشار الأمن الوطني العراقي رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بزيارة إلى موسكو، حيث التقى أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف وعددا من مسؤولي قطاعات التعاون العسكري - التقني وعددا من مسؤولي قطاعات التعاون الأخرى بين البلدين. وأفادت مصادر عربية بأن طهران شجعت بغداد على طلب منظومة صواريخ «إس 300» المطورة أو «إس 400»، ذلك بعد أيام على قرار «الحشد» تشكيل «قوة جوية» على خلفية تعرض مواقعه لغارات إسرائيلية. وسعت قوى سياسية عراقية إلى الحشد للضغط لإخراج القوات الأميركية من العراق.

 

ليبرمان يتهم نتنياهو بالضعف أمام «حماس» والأحزاب الدينية وتقارير حول عمليات تزوير في الانتخابات السابقة تطال «الليكود» و«شاس»

رام الله/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

هاجم زعيم حزب «يسرائيل بيتينو» المعارض، أفيغدور ليبرمان، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك قبل 10 أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، متهماً إياه بالخضوع لـ«حماس» وللأحزاب الدينية في إسرائيل. وقال ليبرمان في «منتدى السبت الثقافي» الذي عُقد في مدينة كفار سابا الإسرائيلية، شمال شرقي تل أبيب، إن «مصطلحات الاحتواء والتسوية التي يُطلقها نتنياهو حول تعامله مع حركة حماس في غزة، ما هي إلا تجميل لمصطلح الخضوع للإرهاب». وأضاف: «أكثر ما يُقلقني في التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة هو غياب قوة الردع الإسرائيلية، ما يسرّع المواجهة والحرب بين الجانبين».

وجاء حديث ليبرمان تعقيباً على استخدام نتنياهو تعبير «الاحتواء والتسوية» في التعامل مع «حماس»، في إشارة إلى الرُزم الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، مثل فتح المعابر وتوسيع مساحة صيد الأسماك وإدخال أموال المنحة القطرية. وأعرب ليبرمان عن أمله في أن ينعكس غياب الردع الإسرائيلي في تصويت البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع، التي «تتعرض للقصف في كل يوم جمعة»، في الانتخابات الإسرائيلية. ومن المعروف أن تلك البلدات تصوّت بكثافة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، علماً أن ليبرمان يعوّل على كسب الأصوات من تلك البلدات. وكان المدافعون عن نتنياهو قد عزوا «التعامل اللين مع غزة» إلى «وجود توتر في شمال إسرائيل مع حزب الله». ورفض ليبرمان هذه «الأعذار»، مؤكداً أن «اللين مع غزة كان مُعتمداً قبل وجود التوتر مع حزب الله، وأن باستطاعة الجيش الإسرائيلي العظيم العمل على أكثر من جبهتين»، على حد تعبيره.

وانتقد ليبرمان «تخوين نتنياهو لكل من لا يوافقه الرأي في القضايا الأمنية» من جهة، و«خضوعه المُستمر للأحزاب الدينية اليهودية» من جهة أخرى. وقال: «افتتحنا السنة الدراسية قبل 7 أيام، ورأيت أن وزير التربية الحاخام رافي بيريتس، عيّن 7 مدُرّسين للفيزياء، و477 معلماً للدين اليهودي؛ هو بنفسه يعتقد أن التعليم العصري والحضاري ليس إيجابياً، والمهم هو تعلّم الشريعة اليهودية. فشريكه في الحزب يتمنى العودة إلى حكم التوراة كما كان قائماً قبل 3 آلاف عام». ويمثّل ليبرمان اليهود من أصول روسية المعروفين بتوجههم اليميني العلماني المناهض للدين. وقال ليبرمان: «مخطئ من يعتقد أن الانتخابات المقبلة هي بين نتنياهو وغانتس، بل هي بيني وبين المتدينين اليهود، الانتخابات هي على معالم الحكومة المقبلة، وعلى سلّم أولوياتها، هل ستكون التقليصات بميزانيات المعاهد الدينية أم من الميزانيات المخصصة للرفاه والتعليم؟». وأعلن ليبرمان أنه «لن ينضم لأي حكومة يوجد بها أحزاب يهودية مُتدينة»، وأوضح أنه «لا يوجد أي فرق بين بنيامين (بيني) غانتس وبنيامين (بيبي) نتنياهو، فالأخير هو الذي عيّن الأول قائداً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وهو أكثر الذين كالوا له المديح في حينها». ووصف ليبرمان، نتنياهو، بـ«الرهينة لدى الأحزاب المُتدينة»، نافياً أن يكون حاقداً على المتدينين اليهود، ولكنه أشار إلى أنهم «تمادوا في انتهاكهم للوضع القائم في العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل». وتقام الانتخابات الإسرائيلية يوم 17 الشهر الحالي بعد أن فشل حزب الليكود في تشكيل ائتلاف حاكم في المفاوضات التي أجريت بعد الانتخابات الأخيرة في أبريل (نيسان) الماضي، حيث لم يتمكن سوى جمع ما مجموعه 60 مقعداً مع شركاء الائتلافيين، بفارق مقعد واحد عن الغالبية الضرورية، حيث يوجد 120 مقعداً في الكنيست. لذلك قام نتنياهو بحل الكنيست ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة. ويتنافس الليكود مرة أخرى ضد حزب «أزرق أبيض» الذي يرأسه الجنرال غانتس، فيما أصبح ليبرمان بيضة القبان التي يمكن أن ترجح كفة أي الرجلين.

إلى ذلك، كشفت تحقيقات الشرطة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية حول سير الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل التي أجريت في 9 أبريل (نيسان) الماضي، أن ثمة شبهات بالتزوير تحوم حول مندوبي حزب الليكود الحاكم وحليفه في الائتلاف الحكومي حزب «شاس». وأخضعت الشرطة معطيات عن 29 مركز اقتراع وردت تقارير تتحدث عن شبهات بالتزوير فيها، وتبين أن من بينها 5 مراكز اقتراع جرى التلاعب فيها، بينما الصناديق الـ24 الأخرى التي وردت تقارير عنها تبين أن عملية الاقتراع فيها جرت بطريقة سليمة.

ومن بين الصناديق الخمسة التي تحوم الشبهات حولها هناك صندوق اقتراع في قرية عربية تقع في شمال إسرائيل، كفر سميع، وتبين أنه بالفعل وقعت خروقات لقانون الانتخابات هناك، وأن من انتهك عملية الاقتراع السليمة هم مندوبو حزب الليكود الحاكم، علماً أن حزب الليكود هو من تقدم بشكوى إلى لجنة الانتخابات المركزية لفحص شبهات التزوير ظناً منه أن التزوير تم بفعل مندوبي الأحزاب العربية في هذه القرى. وقالت الشرطة إن التحقيقات أفضت أيضاً لغاية الآن عن وجود مركز اقتراع آخر في مدينة طمرة العربية التي تقع هي الأخرى في منطقة الجليل، وقعت فيه انتهاكات وتزوير، لكن المشتبهين بالتزوير هم مندوبو حزب «شاس» للمتدينين اليهود الشرقيين، وهو حليف في الائتلاف الحكومي مع حزب الليكود. وتتلخص عملية التزوير، وفقاً لما ورد في نتائج التحقيق، في أن يضيف المندوب بطاقات تحمل شارة حزبه في صندوق الاقتراع بالنيابة عن أشخاص لم يحضروا لممارسة حقهم في الاقتراع. يذكر أن حزب الليكود تقدم بتقرير حول 140 مركز اقتراع في البلدات العربية مرفق بـ21 شريط تسجيل، قال فيه إن ثمة عمليات تزوير وقعت في هذه البلدات. ويريد الليكود وضع كاميرات سرية في هذه المراكز في خطوة أثارت الجدل في إسرائيل.

 

تقرير: القاهرة تسلم الكويت قائمة تضم 15 «إخوانياً» يحوّلون أموالاً لمصر

القاهرة/ الشرق الأوسط اونلاين»/08 أيلول/2019

كشف مصدر أمني كويتي رفيع المستوى، أن الجهات الأمنية المصرية قامت بحصر لعناصر تابعة لتنظيم «الإخوان»، هربت من مصر في السنوات الماضية بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) وأغلبهم متورطون في قضايا تمس الأمن المصري، ومشاركة «الإخوان» في أحداث عنف.

ونشرت صحيفة «القبس» الكويتية في عددها الصادر اليوم (الأحد) عن المصدر القول: «إنه جرى التنسيق مع جهات أمنية كويتية رفيعة المستوى، بشأن ملف عناصر (الإخوان) المصرية في الكويت؛ خصوصاً المتورطين في أحداث عنف، لا سيما أن التحقيقات التي يجريها الجانب المصري كشفت أن تلك العناصر تتواصل مع عناصر إخوانية هاربة في دول أخرى، وتحديداً تركيا». وأضاف أن الأجهزة الأمنية المصرية أرسلت قائمة جديدة للكويت تضم 15 شخصاً، ومنظمات خيرية يعمل فيها عناصر من «الإخوان»، موضحاً أن القائمة لأشخاص نفذوا تحويلات بنكية عبر «ويسترن يونيون» وفروع بنوك مختلفة لأشخاص مصريين. ومن خلال البحث عنهم تأكد أن الأموال مرسلة لأسر تابعة لـ«الإخوان»، لديهم أشخاص محبوسون في قضايا عنف وإرهاب في مصر، وتحديداً بعد «30 يونيو»، وأن الجهات المصرية أكدت أن هناك عمليات إرسال أموال جرت من منظمات خيرية في الكويت لمصريين، ولكن بعد التدقيق ثبت أن هذه العناصر تقوم بتسليم الأموال لعناصر تنظيم «الإخوان» في مصر. ولفت المصدر إلى أن الجانب المصري كشف أن عناصر «الإخوان»، الذين يعملون في منظمات ومؤسسات خيرية، قاموا بتضليل هذه المنظمات عبر إعطائها معلومات مغلوطة، لمنع كشف أن الأموال التي ترسل لـ«الإخوان»، وأعطوها معلومات عن حالات غير صحيحة وأسماء وهمية.

وكشف المصدر أن مصر أرسلت مذكرة جديدة تضمنت عدداً من عناصر «الإخوان»، من بينهم خالد المهدي، الذي يجري التحقيق معه في البلاد حالياً، إضافة إلى محمد مصطفى، وهو «إخواني» طلبت مصر أيضاً تسليمه، وقد ألقت أجهزة الأمن الكويتية القبض عليه. وحسب المصدر، فقد تعهدت الأجهزة الأمنية الكويتية لمصر بتسليم العناصر الإخوانية بعد التحقيق معها، على أن ترسل نسخة من التحقيقات لمصر. ووفق المصدر، فإن البعض طالب بعدم تسليم المهدي لمصر وترحيله إلى دولة أخرى، ولكن الكويت متمسكة بالتنسيق الأمني مع مصر.

وأكد المصدر أن تحقيقات الأجهزة الأمنية كشفت علاقة المهدي بيحيى موسى الهارب إلى تركيا، والمتورط في قضية اغتيال النائب العام؛ حيث كان يلتقيه في القاهرة، وأن يحيى موسى وشخصاً آخر كانا مسؤولين عن تعيين عناصر «الإخوان» في وزارة الصحة ومكاتب المحافظات لإحكام سيطرتهم عليها، وأن المهدي شارك في اعتصام رابعة العدوية. وبيّن أن عناصر خلية الكويت خلال التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية والقضائية المصرية، أتت على ذكر اسم المهدي. وتبين من التحقيقات أنهم التقوه أكثر من مرة، وتعرفوا عليه عبر وسطاء، وكانوا يلتقون به كل فترة، وتحديداً كل جمعة بعد الصلاة مباشرة، وأن التحقيقات كشفت أنه كان على علاقة بهم، وكان من بين الأشخاص الذين خططوا لنقل عناصر من «الإخوان» من القاهرة إلى الكويت للعمل هناك. وكشف المصدر أن المذكرة المصرية كشفت أن خالد المهدي قام بإنشاء ميليشيات إلكترونية في الكويت ودول أخرى، للهجوم على الدولة المصرية والقيادة السياسية، والتشكيك في المشروعات القومية، ونشر الإشاعات، وأن الأجهزة الأمنية المصرية قبضت على عناصر من «الإخوان» منذ فترة في محافظة الشرقية، كانت تعمل في لجان إلكترونية تابعة للمهدي، وأنه كان يقوم بإرسال أموال لهم عبر وسطاء آخرين في القاهرة. وتابع المصدر أن المهدي قام بتشكيل خلايا إلكترونية في تركيا، كانت مهمتها الهجوم على مصر ودول الخليج، وتحديداً الإمارات والسعودية، والتركيز في الهجوم على قيادات هذه الدول حسب المذكرة الأمنية المصرية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حرب من خارج السياق

وجيه قانصو/المدن/08 أيلول/2019

ضربت إسرائيل ورد حزب الله وانتهى المشهد. ضربة بضربة وأعلن كل طرف اكتفاءه بالرد وتحقيق أغراضه.  لكن شتان بين الضربة الإسرئيلية في انتهاكها شبه اليومي للداخل السوري واختراقها العمق الأمني لحزب الله في الضاحية من جهة، وبين ضربة الحزب التي هي بالمقاييس العسكرية عادية ومتوقعة وربما حتى ممسرحة من الجانب الإسرائيلي من جهة أخرى.  إسرائيل تستتبع آداءها العسكري لأدائها السياسي ومنظورها الاستراتيجي. فتراها نجحت إلى حد بعيد في ضبط الوجود الإيراني والتحكم بمواقع انتشاره وإرباك حضوره، ووجهت ضربات موجعة لهذا التواجد، سواء أكان بعدد الضحايا أو التدمير المباشر لمنشآته وعتاده، من دون أن نرى رداً إيرانياً ولو بدرجة حفظ ماء الوجه.  كما إن إسرائيل قتلت العديد من عناصر حزب الله في سوريا، واعترفت بقتل عماد مغنية، ومع ذلك عجز الحزب عن الرد المناسب رغم وعوده الكثيرة بذلك.   

إسرائيل اخترقت العمق الأمني لحزب الله. وبرهنت أنها قادرة على الوصول إلى أخص مواقعه وأكثرها سرية وكتماناً وحراسة. وهو اختراق اعترف السيد حسن نصر الله بدقته وتعقيده التقني. جاعلاً حزب الله في مرمى الاستهداف الدقيق لإسرائيل، بإصابة شقة في مبنى أو غرفة خاصة في شقة إصابة دقيقة.  أي بات مكشوفاً أمنياً. في حين كانت ضربة حزب الله تقليدية وعادية وبحدود ضيقة، لا تتناسب مع حدة التهديد والوعيد المسبقين من نصر الله لإسرائيل، ولا تتوافق مع القراءات المتضخمة والاستثمارات المعنوية اللاحقة لها، والتي جاءت لتخدم أغراضاً تعبوية خاصة بجمهور الحزب لتضخيم شعوره بالتفوق. فالضربة حصلت بانضباط شديد من حزب الله وتقيد حازم بخفض السقف. ما يعني أن غرضه هو رد الإعتبار المعنوي أمام جمهوره، مع قطع النظر عن نتائج هذه الضربة وأثرها المعنوي والعسكري على إسرائيل، أي مع قطع النظر عن جدوى الضربة وخدمتها لاستراتيجية مواجهة متقنة معها.

في المحصلة، ضربات إسرائيل نوعية، تخدم استراتيجية هذا الكيان في التحكم بمصائر وترتيبات الداخل السوري، سياسياً وعسكريا، وفي إحداث اختراقات نوعية في الداخل اللبناني مع فرض سقوف منخفضة في حجم ونوعية ردود حزب الله انصاع لها الحزب بطواعية.  ما يعني أن إسرائيل هي التي خرقت قواعد اللعبة، وهي التي تتحكم بأداء خصمها، بأن تفرض عليه شروطاً صارمة في ردات فعله.

هذا في المعطى، ماذا في الدلالة؟

إسرائيل تعمل كدولة راعية لأمن شعبها راهناً ومستقبلاً، أما حزب الله فيعمل كقوة منعزلة عن اي سياق محلي وإقليمي، غرضه إثبات ذاته وجدارته في مناخ خطاب تعبوي وتبجيلي للذات يصل إلى حد الاعتقاد بعصمتها. ما يجعل حسابات الربح والخسارة عند إسرائيل هي حسابات الكيان كله، أما حزب الله فحسابات الربح والخسارة عنده تقتصر على عناصره وعتاده وسمعة قائده. إسرائيل تراعي في فعلها العسكري مقتضيات وضعها الإقتصادي والظرف السياسي والدولي إضافة إلى تأمين الشروط الكاملة لسلامة مواطنيها، الأمر الذي مكنها من تأمين غطاء دولي يتفهم أو يوافق على كل أعمالها العدوانية، ويجعل مردود العمل العسكري يصب في قوة الدولة والمجتمع الإسرائيلي معاً.  في حين يقيم حزب الله فصلا تاماً بين المواجهة والقضايا الجوهرية التي تمس المجتمع اللبناني، ما يجعل حزب الله يجني لوحده مردود أي إنجاز عسكري، ويدفع المجتمع اللبناني بأسره ثمن تخبط الفصل والعزل وفقدان التناغم بين إيقاع الأمن الخارجي وإدارة ملفاته الداخلية. إضافة إلى الأذى الذي تلحقه إسرائيل بلبنان عبر تدمير بناه التحتية وتنصل الحزب بالكامل من تبعات ومسؤولية هذا التدمير.  نجاحات إسرائيل العسكرية تجعل دولتها أقوى ومجتمعها أكثر تماسكاً، أما نجاحات حزب الله العسكرية فتزيد من هشاشة الدولة اللبنانية ووهنها وعدم ثقة المجتمع الدولي بقدرتها على صون سيادتها وإدارة ملفاتها الأمنية بكفاءة، وتزيد من الإنقسام العمودي بين مكونات المجتمع اللبناني، وترفع أسهم وصاية الحزب عليها، وتعزز حكم الغلبة، الذي أخذت معالمه تترسخ يوما بعد يوم.

إسرائيل تدير معاركها مع الحزب من منطلق الصورة الكبرى التي ترسمها لواقع المنطقة بأسرها، والحزب يواجه إسرائيل من منطلق عقائدي-تعبوي خاص لا يقبل التعميم وتصب عوائده بالكامل في طهران. ما يحول دون تحول مواجهة كهذه إلى أن تكون قضية لكل الوطن أو قضية عربية تخدم القضايا العربية الكبرى. وهو ما جعل حروب الحزب مع إسرائيل خارج السياق التاريخي والاجتماعي والسياسي للصراع العربي الإسرائيلي.  فلا نجاحات الحزب عززت من شروط التفاوض مع العدو، ولا حسنت حظوظ تحرير مزارع شبعا، ولا منعت إسرائيل من التمادي في تهميش القضية الفلسطينية إلى حد التفكير الجدي بضم الضفة الغربية رسمياً بعد ضم كامل القدس لها.

الغريب هو إعلان السيد حسن توسيع حدود المواجهة مع إسرائيل، بحيث لا تقتصر على حيز مزارع شبعا، أي إعلان ضمني بإلغاء القرار 1701، وهو قرار يصب في مصلحة لبنان أكثر من إسرائيل، لأنه يوفر ضمانة دولية رسمية للجنوبيين بتأمين حدود آمنة وحياة مستقرة، ويوفر عليهم مذلة البحث عن ملاذ آمن عند اشتعال الجبهة على طول الحدود مع إسرائيل، بخلاف المستوطنات الإسرائيلية التي تتوفر فيها كامل البنى التحتية للحروب. القرار 1701 مكسب لبناني، وإلغاؤه هو تنازل مجاني من رصيدنا لصالح إسرائيل، لا يبعد أن تعمد إسرائيل إلى استدراجنا للتنازل عنه.  كما أن توسيع حدود المواجهة مع إسرائيل يُميِّع قضية مزارع شبعا المحتلة، التي يبدو أن حزب الله قد محاها من بياناته وخطبه وبرنامج مقاومته، بعدما فشل في انتزاع اعتراف سوري بلبنانيتها، وبعد تشتت سلاحه في ساحات جهاد غير ذات صلة بأصل مقصد المقاومة والتحرير.  يريدنا حزب الله أن ننسى مزارع شبعا بعدما نسيها هو، ويعمد إلى التقليل من أهميتها بتوسيع مدى المواجهة مع إسرائيل وخلق جبهات افتراضية غير حقيقية معها. لنتذكر أن مفهوم الدولة بدأ يظهر تاريخيا مع مبدأ السيادة، الذي كشف عنه المفكر الفرنسي جون بودان، في زمن كانت تتعدد المرجعيات وتزاحم السلطة العامة داخل المجتمع على سلطة القرار والأمر.  لم يكن غرض مبدأ السيادة الحد من اعتداء الدول الأجنبية على بلد ما، بل ليحسم مرجعية الدولة الحصرية في إدارة المجتمع، لتكون المسؤول الأول والأخير في توفير الأمن الداخلي والخارجي. ما يجعل أي انتزاع لمهام الدولة وهتك أو مزاحمة لمرجعيتها النهائية في سلطة الأمر والقرار العام اعتداءً على سيادة الدولة نفسها.

هو مبدأ، أي السيادة، عبّر عنه ماكس فيبر في مطلع القرن العشرين بلغة حاسمة، بأنه عبارة عن احتكار الدولة للإكراه المشروع، أي احتكار الدولة لكل استعمال مشروع للسلاح.  هو تعريف يشترط في مشروعية أي سلاح أن يتخذ صفة العموم، بأن تتوزع منافعه على الجميع، لا ليكون مدعاة افتخار حزبي أو مذهبي خاص أو حتى عنصر استقواء على مكونات المجتمع الأخرى. وهو شرط لا يستقيم إلا بأن يكون السلاح، إدارة وتنظيماً وقراراً من مختصات الدولة، وإلا بات سلاحاً مقوضاً للدولة بحكم أنه ينتزع منها أهم خصائصها ويزعزع المسوغ الاساس لوجودها والولاء لها، وهو الحماية والأمن. ما يدفع المواطن إلى البحث عن ملاذات أمن بديلة، فيتقلص ولاؤه من ولاء للدولة إلى ولاء خاص وضيق يجده في العشيرة والدين والطائفة والحزب والمنطقة. ما يزيد الوطن تفتتاً والدولة ذبولاً ويدفع بها إلى الإنهيار. وهو ما بتنا نشهده داخل الطائفة الشيعية نفسها للأسف، بعد سيادة ثقافة ولايتية وخطاب يدعو ضمناً إلى حصر الولاء بالحزب والتندر على مرجعية الدولة ومقدراتها، أي تعزيز ثقافة ومسلك اللادولة. حجم القوة العسكرية لحزب الله لا يعدو أكثر من أمر واقع يفرض نفسه على الدولة ليزيدها ارتباكاً وعجزاً، وعلى المجتمع اللبناني ليزيد مكوناته المتعددة هلعاً وخوفاً وقلقاً. لكن تضخم حجم هذه القوة وجدارة استعمالها، لن يلغي أصل الإشكال القديم في علاقة هذا السلاح بالدولة وضرورة خضوعه لسقفها والتقيد بمرجعيتها، بل يتناغم مع مقولة سلطة المتغلب، التي تعطي للقوة بذاتها أساساً حصريا لمشروعية أي فعل سياسي، ومؤداها البعيد المدى حرب الكل ضد الكل وفق ما حذر منه الفيلسوف توماس هوبس.

فائض القوة وترسيخه أمراً واقعاً، لن يعطي الحزب الشرعية في أن يحصر قرار الحرب والسلم بيده، ولا الحق في أن يختزل وطناً ومصير شعب بأسره، بتعدديته الغنية ونزعة الحرية المتأصلة فيه، بقرار وتقدير شخص واحد.

 

"هذيان" كاد يطيح بالعلاقات التركية اللبنانية.. ومنطق المصالح يتفوق

منير الربيع/المدن/08 أيلول/2019

في الحربين العالميتين، زهقت أرواح ملايين البشر، خصوصاً بين فرنسا وألمانيا. وتجاوزت الدولتان تلك الحقبة الدموية والعدائية ووصلتا إلى التحالف والاتحاد. وهذه عبرة عن تجاوز الدول لحالات الحروب والصراعات والمجازر، على طريق بناء علاقات سياسية، اقتصادية، اجتماعية. وفي التاريخ نماذج كثيرة عن هكذا حالات بين الدول. إنما استحضار فرنسا وألمانيا هنا، يأتي لمناسبة الخلاف الذي طبع العلاقة اللبنانية التركية مؤخراً، إثر خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون عشية مئوية لبنان الكبير، تضمن عبارات من قبيل "إرهاب الدولة" في وصفه للعثمانيين وأعمالهم في لبنان في فترة الحرب العالمية الأولى.

في التاريخ

كانت ألمانيا حليفة السلطنة العثمانية، بمواجهة الحلفاء فرنسا وبريطانيا. تجاوز الأعداء خلافاتهم وبنوا علاقات اتحادية، أو استراتيجية. بينما لبنان لا يزال قابعاً في تاريخ متحجر لم يخرج منه. وأكثر من ذلك، فإن الخطأ اللبناني الذي ارتكب، يتفرّع إلى جملة أخطاء. أولاً لم يكن لبنان دولة قائمة في تلك الفترة، ليصف رئيس الجمهورية في خطابه بأنه كان قابعاً تحت الاحتلال العثماني. وهذا لا علاقة له بالإنتماء أو عدم الإنتماء، إنما نقاش في علم السياسة وبناء الدولة. فكيف يكون هناك احتلال لدولة غير قائمة؟ وحتّى بعد انتهاء الحرب العالمية وهزيمة السلطنة العثمانية، كانت الجماعات اللبنانية مختلفة فيما بينها، على ما يريدونه لهذا البلد، الانضمام إلى فرنسا، أم إلى سوريا، أم الاستقلال. ثانياً، اتهم عون العثمانيين بارتكاب المجازر في جبل لبنان ومحاصرته ما تسبب بالمجاعة، وهذا أيضاً خروج على منطق التاريخ، فأسباب المجاعة، كانت نتيجة حصار الحلفاء لكل الشواطئ والموانئ اللبنانية والسورية، في إطار استراتيجية الحرب، والمجاعة كانت على جبل لبنان وسواحله المعتبرة جزءاً من الولايات العثمانية، كما أصابت ما غدا لاحقاً جزءاً من أراضي الجمهورية التركية. بمعنى أن ليس الأتراك هم الذين تسببوا بذلك، إذا ما ذهبنا إلى قراءة واقعية وهادئة للتاريخ، بعيداً عن ما تمّ فرضه في الكتب التربوية. أما تحميل المسؤولية إلى العثمانيين، ففي تلك الفترة لم يكن للسلطنة العثمانية أي قوة أو فعالية، كانت قد خارت قواها مع إسقاط السلطان عبد الحميد الثاني في العام 1909، ليتسلّم الدفة فيها القوميون الأتراك الذين اتبعوا سياسة التتريك، وليس العثمنة، بل هم إنقلاب على العثمانية وما تمثّلها، لكنّهم استخدموا الدين لباساً لتحشيد "المسلمين" في معركتهم ضد الحلفاء.

ثالثاً، وصف عون الارتكابات العثمانية بإرهاب الدولة، مع العلم أن هذا المصطلح لم يكن سارياً في تلك الفترة، ما يعني أن عون استخدم اصطلاحات حديثة لأحداث حصلت قبل مئة سنة، فهل هذا خطأ أم أمر متعمّد؟ الأكيد أن وضع الخطاب في هذا القالب، له هدف سياسي، في مبنى الموقف الذي يصيغه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ، الذي يعتمد على خلط مفاهيم سياسية من حقبات زمنية متباعدة، شريطة تحقيق المصلحة السياسية المراد تحقيقها.

حلف الأقليات أم استرضاء دول أخرى؟

ليس بسيطاً أن تظهر هذه الهفوات في هذه الفترة، إذ تطرح تساؤلات عديدة حول أسبابها، فهل لها علاقة بموجة تنامي العنصريات القومية والطائفية؟ خصوصاً بعد اجتماع العالم على مصطلح محاربة الإرهاب المتمثل بداعش، الذي يطلق على نفسه "دولة الخلافة الإسلامية" كما كان يطلق على السلطنة العثمانية، ما يخدم وجهة نظر يؤمن بها عون وفريقه، على أبواب انعقاد مؤتمر للتحالف المشرقي الشهر المقبل في لبنان. هذا التحالف يُراد له ان يكون تمهيداً لمنطق تحالف الأقليات من جهة، وصرحاً سياسياً غير لبناني يفتتح به معركة جبران باسيل الرئاسية على صعيد العلاقات مع الدول والجماعات الضاغطة.

من بين الأسباب التي قد تقف خلف خروج رئيس الجمهورية بهذا الخطاب، وفق اعتقاد البعض، هو الطمع بالحصول على دعم عربي وخليجي ومصري خصوصاً، في ظل الموقف المعروف للإمارات والسعودية ومصر من تركيا وضد الإسلام السياسي. وقد يكون منطق الخطاب تزامن مع حديث عن إستعداد إماراتي لدعم لبنان وإرسال وديعة مالية له، كما أن فتح هذا السجال مع الأتراك، يهدف إلى حشد الدعم للعهد من دول الخليج، التي قد تتجاوز كل الحسابات الأخرى، لصالح دعم موقف عون وباسيل هذا. بكل الأحوال، كادت العلاقات اللبنانية التركية المتينة أن تتأثر سلباً، خصوصاً بعد صدور بيان الخارجية التركية، الذي استفز الدولة اللبنانية واللبنانيين، فجرى استدعاء السفير التركي في بيروت.

منطق المصالح

لكن مصادر متابعة تؤكد أن الاجتماع في وزارة الخارجية اللبنانية كان إيجابياً. إذ أن الطرفين حرصا على تبديد الخلاف وإيجاد المخرج الملائم له. وتكشف المعلومات، أن اللبنانيين طالبوا الأتراك بحذف كلمة واحدة من البيان، وهي كلمة "هذيان"، بينما الأتراك أكدوا حرصهم على عدم التعرض لرئيس الجمهورية، وأن خطأ وقع بالترجمة. وكلمة "هذيان" الواردة في النص التركي مختلفة عن معناها العربي، فالأتراك ينطقون بهذه المفردة بمعنى مختلف. كان هذا المسعى الملائم للملمة القضية. إلا أن ما حدث عند مدخل السفارة التركية، أعاد توتير الأجواء. وهنا استدعى الاتراك السفير اللبناني في أنقرة احتجاجاً. وتكشف المصادر أن البحث يستمر عن إيجاد مخرج، يتركز على تصحيح الأتراك لنص بيان وزارة الخارجية، مقابل اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الأشخاص الذين أساؤوا للعلم التركي واعتدوا على السفارة. فالطرفين لا يريدان تصعيد الموقف، خصوصاً وأن حجم العلاقات الاقتصادية والسياحية والتبادل التجاري كبير جداً.

 

شكراً دوكان

سامي نادر/نداء الوطن/09 أيلول 2019

من حسنات مؤتمر سيدر والدينامية التي أطلقها، ليس فقط أنه سلط الضوء على الإصلاحات وجعلها شرطاً مسبقاً لأي مساعدة مالية أو قرضاً ميسراً، إنما أيضاً لكونه أضفى أخيراً منسوباً من الواقعية طال انتظارها في المقاربات الإقتصادية والمالية، وبالتالي قطع الطرق على كل محاولات طمس الحقائق و"الطمأنة" التي كانت سمة المرحلة السابقة . ومن إيجابيات الحركة المكوكية للموفد الفرنسي دوكان أنه وضع إصبعه على الجرح، وقال بموضوعية المراقب الخارجي والشريك الحريص على مساعدة لبنان وفق معايير الحوكمة الرشيدة ما يجب أن تكون عليه أولويات المرحلة. فمن الصعب بمكان إتهام الموفد الفرنسي بالتهويل أو بـ"صناعة اليأس" أو بأجندات سياسية داخلية، وسائر التهم التي كانت تلقى جزافاً على إقتصاديين (من خارج البلاط) وناشطين في الحقل العام طالما دقوا ناقوس الخطر لجهة الطريقة التي يدار فيها الملف الإقتصادي. ولا شك أن تقارير وكالات التصنيف وبياناتها في الفترة الأخيرة أتت لتكرس هذه المقاربة الواقعية فوضعت الجميع في مواجهة حقائق الأرقام على مرارتها. ورب قائل أن بداية الخروج من الأزمة تكمن في مواجهة الحقائق كما هي ومعالجتها بالإصلاحات الهيكلية وليس القفز فوقها بالتمنيات أو ما يعرف بسياسات النعامة. وقد تكون باكورة قول الحقائق كما هي من قبل صانعي القرار ما سمي بـ "ورقة بعبدا" الإصلاحية. نجحت هذه الورقة نصف نجاح في امتحان الواقعية، فأتى تشخيصها دقيقاً لجهة غياب النمو، وتوقعات الركود للسنة المقبلة، وتراكم العجز والدين العام، خاصة لجهة تركيزها على التفاقم الخطير لميزان المدفوعات الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الإستقرار النقدي وسعر صرف الليرة. لم تغفل ورقة بعبدا أياً من المؤشرات السلبية التي تكلم عنها دوكان كما أبلت بلاء حسناً في مرافعتها ضد الإقتصاد الريعي.

لكنها سقطت في امتحان الدقة والتفصيل لجهة الإصلاحات وآليات تنفيذها. طرحت عناوين إصلاحية عريضة من دون الخوض في تفاصيل تنفيذها كمثل تلك المتعلقة بتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتغييب إصلاحات أساسية لبنان مطالب بها من قبل المجتمع الدولي كتلك المتعلقة بتشكيل الهيئات الناظمة للقطاعات لا سيما قطاعي الكهرباء والإتصالات. لكن الدقة والتفاصيل لم تغب عن سلة الضرائب التي بدت وكأنها معدة سلفاً علماً أنها لن تعالج في الأزمة شيئاً لا بل على العكس سوف تسرّع إنفجار القنبلة الإجتماعية. تبدو الضرائب كما لو أنها "الإصلاح" الوحيد في متناول هذه السلطة ؛ وكأن هذه الأخيرة عاجزة عن القيام بالمطلوب، والمطلوب أولاً: حصر النفقات الحكومية، هي عاجزة حتى عن النطق به، لكن دوكان قالها: حصر النفقات أولاً. شكراً دوكان.

 

"الإشتراكي": لقاء اللقلوق لن يهزّ علاقتنا بـ"القوّات"

ألان سركيس/نداء الوطن/09 أيلول 2019

تواصلت التحليلات منذ يوم السبت الماضي عن سبب إلغاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع زيارته إلى الجبل، في حين أن البعض أعادها إلى خلاف مع الحزب "التقدمي الإشتراكي"، قبل أن يكشف جعجع في إطلالته المسائية السبب الأساسي لإلغائها. يوم السبت لم يكن يوماً عادياً، إذ انّ الجبل كان ينتظر وصول جعجع في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها بعد خروجه من السجن العام 2005. ومعلوم حجم العلاقة التي تربط الحكيم بالجبل، إذ لا ينسى أحد معارك الجبل وحصار دير القمر العام 1983 التي كانت من المحطات الأساسيّة والهامة في سطوع نجمه ومساعدته على صعود سلّم القيادة وصولاً إلى استلام الهيئة التنفيذيّة في "القوات" العام 1986. وبعيداً من الأسباب التي كشفها جعجع عن عدم زيارته الجبل، فقد استفاق الشعب اللبناني صباح السبت على صورة تجمع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط مع رئيس "التيار الوطني الحرّ" الوزير جبران باسيل في دارة الأخير في اللقلوق، فكان التعليق الأهم من معظم الشعب "ضيعان الشباب يلي راحوا بأحداث قبرشمون"، وبعد مرور بعض الوقت خرج خبر تأجيل زيارة جعجع، من ثم تبع ذلك لقاء بين الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"حزب الله" في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

ويعتبر البعض أن جنبلاط الأب يحاول تسوية أوضاعه مع العهد و"حزب الله"، خصوصاً أن ملف قبرشمون ما زال "فزّاعة" يحاول البعض التلويح به، كما انّ هناك عدداً كبيراً من الإستحقاقات المقبلة والتي لا يستطيع جنبلاط خوضها منفرداً أو على خلاف مع العهد، لذلك فضّل التحالف مع "الوطني الحرّ" على حساب "القوات".وفي السياق، لا بدّ من إجراء مقارنة بين علاقة "القوات اللبنانية" والحزب "التقدّمي الإشتراكي" وبين علاقة "الإشتراكي" و"التيار الوطني الحرّ". في نظرة إلى العلاقة بين "القوات" و"الإشتراكي"، يكتشف البعض أنها علاقات قوية وثابتة واستراتيجيّة على رغم كل تقلّبات جنبلاط السياسيّة.

وبدأت علاقة "القوات" و"الإشتراكي" منذ بيان المطارنة الموارنة العام 2000، واستكملت أثناء مصالحة الجبل التي كرّسها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وجنبلاط وشاركت "القوات" فيها، من ثمّ أتى لقاء "البريستول" وتموضع جنبلاط ضدّ الإحتلال السوري، وكانت المحطة المفصلية العام 2005 بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل محطات "14 آذار" اللاحقة. وبقي تحالف "القوات" و"الإشتراكي" ثابتاً في إنتخابات 2005 و2009 و2018، وسط تأكيد الطرفين على صون مصالحة الجبل وحمايتها، وعدم العودة إلى لغة الحرب، والتأسيس لمرحلة جديدة. أما الناظر إلى علاقات "التيار الوطني الحرّ" و"الإشتراكي" فيرى أن "النزلات" فيها أكثر من "الطلعات"، فقد بدأت منذ أن زار جنبلاط العماد ميشال عون في باريس قبل إنتخابات 2005 طالباً منه تأجيل عودته إلى لبنان، من ثم وصفه بـ"التسونامي"، ولم يخوضا أي إنتخابات جنباً إلى جنب، كما ان "التيار الوطني" كان يطالب جنبلاط دائماً بإعادة أجراس الكنائس، ويفتح ملف الحرب عند أول تصادم سياسي. والملفت أيضاً أن الطرفين قاما بقداس المصالحة والغفران في دير القمر هذا العام من ثمّ أتت حادثة قبرشمون لتطيح كل شيء ويُعاد استعمال لغة الحرب، حيث تمّ إتهام "الإشتراكي" بمحاولة إغتيال الوزير باسيل، والمطالبة بإحالة القضية إلى المجلس العدلي، لكن بعد مصالحة بعبدا، إستقبل عون جنبلاط بحفاوة في بيت الدين وحصل لقاء اللقلوق السبت.

وبعد كثرة الكلام عن جلوس "الإشتراكي" في حضن عون وباسيل، وتخليه عن "القوات"، يؤكّد مصدر في "الإشتراكي" لـ"نداء الوطن" أن "التفسيرات والتحليلات للقاء اللقلوق مبالغ فيها، واللقاء ليس إستثنائياً كما وصفه البعض".

ويشدّد المصدر على أن "اللقاء حصل بناءً على دعوة وجّهها باسيل إلى جنبلاط، والنقاش كان صريحاً، خصوصاً أن العلاقة الإيجابية بدأت منذ لقاء المصالحة في بعبدا، من ثمّ زيارة جنبلاط للرئيس في بيت الدين والغداء الذي أقامه على شرفه بحضور باسيل".

ويلفت المصدر إلى أنّ "النقاش بين تيمور جنبلاط وباسيل لم يقتصر على قضية قبرشمون، بل تناول موضوع الشراكة الحقيقية والوضع في الجبل، والهمّ الإنمائي، إضافة إلى مستقبل البلد ووضع الشباب فيه".

من جهة ثانية، يجزم المصدر الإشتراكي بأن "لا شيء يؤثّر على علاقتنا بـ"القوات اللبنانية"، فهي ثابتة وأساسية، والتجارب السابقة دلّت على هذا الامر". ويوضح "الإشتراكي" أنه "لا يضحي بعلاقته مع "القوات" إذا جلس مع طرف آخر، فلكل علاقة خصوصيتها وإيجابياتها، وبالتالي فكل التحليلات التي تقول إنّ علاقتنا مع "القوات" بعد لقاء اللقلوق ستهتزّ لا أساس لها من الصحّة لأنها علاقة استراتيجية وثابتة".

 

قطيع حائر عالق بين ساعة الصفر وساعة السفر

مصطفى علوش/نداء الوطن/09 أيلول 2019

"وسرت وحدي شريداً محطم الخطوات تهزني أنفاسي، تخيفني لفتاتي كهارب ليس يدري من أين أو أين يمضي شك، ضباب، حطام، بعضي يمزق بعضي سألت عقلي فأصغى وقال لا لن تراها وقال قلبي أراها ولن أحب سواها ما أنت يا قلب قل لي أأنت عنة حبي أأنت نقمة ربي... إلى متى أنت قلبي؟"

"حتى لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"! يروى أنه في يوم من الأيام عُقد وعد صادق بين الذئب وراعي الغنم. فراعي الغنم تعبت كلابه من نوبات السهر المستمرة، وأرهق هو من حَملِ بندقية أدمت كتفه. لكن الراعي بحاجة لرواية لا نهاية لها يقنع بها القطيع بضرورة أن يحترموه ويتبعوا تعليماته لكون الذئب الخبيث يستهدفهم ويريد فناءهم! والذئب من جهته يحتاج لرواية تسوغ له أسباب استهدافه للقطيع، فهو إن لم يأكل سيضعف، وإن ضعف فسيأتي الراعي وكلابه فيقضون على عشيرة الذئاب بأكملها. من أجل ذلك، وبما أن الراعي والذئب قد فهما قواعد اللعبة، توصلا إلى تفاهم غير مكتوب، وربما عبر وسطاء من أهل الخير، بأن يأكل الذئب ما يكفيه من القطيع بحيث تستمر أسطورته بأنه يحمي عشيرته من شر المتربصين بها بأنه المعيل الوحيد لها.

الراعي كان يطلق مع كل غزوة للذئب بضع عيارات في الهواء، فتبدأ الكلاب بالنباح ويحلّ الهرج والمرج، فتسقط عيارات طائشة على مرج فتحرقه، والذئب يعود هارباً تحت جنح الليل كالجبناء، ومعه حملٌ يحمله بين أنيابه. وفي اليوم التالي يحتفل الطرفان بالإنتصار المبين، وتزغرد النعجة الثكلى لارتقاء فلذة كبدها إلى مرتبة أعلى، وتعلن عن تقديم المزيد من الحملان في سبيل أن يرضى الراعي ويبقى محتفظاً ببندقيته، حتى وإن كان الرصاص خلبياً. وبلحظات سينشر الكبش الهائج بفحولته، ذو القرنين المعكوفين، بذرته الطيبة بين النعاج لينتج المزيد من الحملان للتعويض. ولكن، وفي اليوم الثاني، يذهب القطيع ليرعى فيكتشف أن حقل البرسيم الرحب قد أحرق بالكامل، ليقودهم الراعي عبر مسار شاق ووعر إلى حقل ثانٍ. هذه رواية من نسج الخيال ولا تمت إلى الواقع بصلة.

لكن القصة الواقعية هي أن مواطنين لبنانيين تجمعوا منذ أيام، في تظاهرة غير مسبوقة، أمام السفارة الكندية وهم يطالبون بحقهم بالهرب من ساعة صفر يقررها ذئب أو راع، بعد أن تعذر عليهم التقرير من هو الذئب حقاً ومن هو الراعي، ولم يعد يفرق الواحد منهم بين حقيقة شعوره نحو الذئب ونحو الراعي! فصار يعتبر أن الذئب والراعي سيان! حيرة ذاك المواطن هي أنه منذ مدة ليست ببعيدة، كان يقدس الراعي ويضع صورته على مدخل بيته وفي الرواق وعلى حائط غرفة الإستقبال والطعام والجلوس، وإلى جانب صور العائلة في غرفة النوم. كان يسند ظهره إلى يقين أن الراعي هو الخير المطلق الذي يحميه من الذئب المطلق، ولم يخطر في باله، وقد سقط اليقين، بأنه حائر الآن ما بين ساعة الصفر التي لا قرار ولا دخل له بها، وهي كساعة الغفلة، لا يعلم من أين ومتى وكيف ستأتي، وبين ساعة السفر التي يقررها هو، هذا إن منّت عليه سفارة ما، لتعده بحقل برسيم لا تحرقه الرصاصات الطائشة، وراع يرعى الرعية، وذئاب لا تأكل اللحم الحي لأنها منضبطة تحت سقف القانون. مواطن آخر طاعن في السن ظهر هو الآخر على شاشات التواصل الإجتماعي، بدا واضحاً بأنه ما زال يفرق ما بين الراعي والذئب، ويعترف بجميل الراعي عليه، لكنه تمنى على راعيه أن يؤجل ساعة الصفر إلى ما بعد يوم قبض المعاش حتى يتمكن من تدبير أحواله متى حلت تلك الساعة المؤكدة بوعد الراعي الصادق! هذا المواطن تمت تلبية تمنياته فكانت ساعة الصفر في أول الشهر، لكن أول الشهر كان يوم عطلة نهار الأحد، ولا أظن أن الرجل كان قد قبض معاش تقاعده! لكن من قبض قبل يومين، وذهب ليقضي نهار الأحد مع أولاده على شاطئ البحر أو في متنزه جنوبي شعبي، وجد نفسه يلملم حصيره وبعضاً من ملابس أولاده الممزوجة بالرمل أو الملوثة بالوحل، مستدركا ساعة الصفر بالرحيل نحو الأمان. هذه ببساطة حال القطيع الحائر بين ساعة الصفر وساعة السفر!

 

الاستعمار العثماني لتركيا.. واللبناني لبيروت (1)

وسام سعادة/المدن/الإثنين09 أيلول/2019

أهمل لبنان الجمهورية الأولى، لبنان المارونية السياسية، ذاكرة الجبل اللبناني فترة المجاعة - زمن الحرب الكبرى. اقتصر خبرها على بضعة سطور في المقرر المدرسي الرسمي، وقليل من الأعمال الأدبية. هكذا، كُتب على التلميذ النجيب أن يبيّن كيف خرق أحمد جمال باشا نظام بروتوكول المتصرفية، كما لو كان واقعياً الحفاظ على اتفاق وضع خاص لإقليم من السلطنة، هو تحديدا سنجق ضمن ولاية بيروت - وهو ما يتناساه الكتاب المدرسي تماماً - اتفاق أبرم مع دول دخلت معها السلطنة في حالة حرب.

شهداء 6 أيار النخبويين

لا تحضر مأساة المجاعة في المقرر الرسمي إلا كملحقة في طيّات "خرق" جمال باشا نظام البروتوكول. ويفترض بالتلميذ النجيب أن يخرج "متيلته كرجة ماي" هنا، فيظهر كيف تضافر الحصار العثماني من جهة البر، مع حصار الحلفاء من جهة البحر، واجتياح الجراد. وكيف أن الحصار الأصلي (العبرة من الدرس) يتمثل بحرمان المتصرفية من سهلي البقاع وعكار وبلاد البشارة، ومن الموانئ. الثابت في كل هذا إنكار مطلق لواقعة إدارية: وهي أن متصرفية الجبل، على نظامها الخاص ومجلس إدارتها الطوائفي، صارت واحداً من ست سناجق تتكون منها ولاية بيروت التي استحدثت عام 1888 ومركزها مدينة بيروت وتمتد من اللاذقية إلى حيفا ونابلس. بعد ذلك، على التلميذ المثالي، أو بالأحرى "المتيلي" (نسبة إلى "المتيلة" التي يتقنها وعليه أن يفرغ حمولتها في الامتحان) أن يرمي المئة أو مئة وخمسين ألف ضحية للمجاعة وراءه، ويركز اهتمامه على المشانق التي نصبها جمال باشا "مناصفة" بين معارضين مسلمين ومسيحيين، أبدوا تعاطفهم مع "ثورة" الشريف حسين، أو تعاونوا مع الفرنسيين والإنكليز. في عز غلبة الموارنة على الدولة اللبنانية، كان شهداء 6 أيار في ساحتي البرج ببيروت، والمرجة بدمشق، هم الأوْلى بإحياء ذكراهم، وتحويل تمثالهم إلى مركز الأيديولوجيا اللبنانية، وإفرادهم بيوم عطلة سنوي.

أما المجاعة فلا يوم يخلد ذكراها، ولا نصب، ولا تمويل لبحث تأريخي أرشيفي جدي وممنهج. مطرحها فقط في المتيلة الرسمية، الملحقة بالسؤال التقليدي عن خرق جمال باشا نظام البروتوكول. أطنب لبنان الجمهورية الأولى في الحديث عن "النير التركي"، إنما وفقاً لمعادلة رمزية أساسية: الأولوية لشهداء 6 أيار النخبويين. المجاعة بقيت عنده مسألة ثانوية.

تعددت الأسباب هنا: عدد ضحايا كبير من شأنه أن يبعث على الشك بعدد الناجين من المجاعة، وما دام أكثر الضحايا مسيحيين، فهذا باعث على التشكيك بالأكثرية المسيحية، التي جرى الاكتشاف سريعاً عن كونها تأمنت في احصائي 1921 و1932، بسبب استمرار نسبة من المسلمين في مقاطعة الإحصاء، والمطالبة بالوحدة السورية. تلك الوحدة التي رفعت النخب السنية البيروتية والطرابلسية لواءها حتى مؤتمر الساحل 1936، ليس فقط كنوستالجيا للمملكة العربية السورية، التي أعلنها فيصل بن الحسين في دمشق، بل لأنها كانت خسرت كياناً ليفانتينياً أخذ يتطور في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين كنوع من وطنية محلية ساحلية ضمن الكومنولث العثماني، واسمه ولاية بيروت.

حرج البرجوازية

ثم إن كثرة التركيز على المجاعة تحرج البرجوازية المسيحية. أبناء هذه لم ينقصهم ما لذ وطاب طيلة سني الحرب الكبرى، والأكثرية الريفية الفلاحية أذلّت وجاعت. أنى لهذه البرجوازية أن تقود البلاد بعد ذلك إذا حلّت المجاعة في مركز الذاكرة؟ ليس هذا بتفصيل ولا بأمر نافل، إلى اليوم. كادت أن تمر ذكرى المجاعة المئوية سهواً في لبنان قبل أربع سنوات. حينها، ما كان داع لمقولة "إرهاب الدولة العثماني". فقط لإطلاق فعاليات مئوية لبنان الكبير وجد ما يدعو لهذه المقولة. تهميش جياع ما بعد المجاعة، أدى إلى تهميش ذكرى المجاعة نفسها. أيضاً، في المسابقة بين الطوائف، كل واحدة تحب أن تخبر عن حرمانها، لكنها تقتصد في أخبار الحرمان حين يتعلّق الأمر بالجوع. حين يداهمها حديث الجوع تجوع للابتعاد عنه إلى حديث البطولات. فالجوع غير ملحمي. خصوصاً إذا كان الفخر الصميم للعائلات التي تولت حكم لبنان لاحقاً هي أنها لم تجع ولم تعطش خلال الحرب الكبرى.

لقد ضحى موارنة الجمهورية الأولى بذاكرة المجاعة. من جهة، كي لا ينقص عددهم فوق اللزوم. من جهة ثانية، لأن الجوع غير ملحمي، والبطولة هي لشهداء النخبة. من جهة ثالثة، لأن البرجوازية المسيحية، في الغالب غير مارونية، ليست هذه هي ذاكرتها "البيولوجية" خلال الحرب الكبرى.. ولأن المضاربين الذين ساهموا في تجويع الناس خلال الحرب كانوا أيضاً في سلّم البرجوازية بعدها.

أهملوا المجاعة. ألحقوها بسؤال رتيب في صف البريفيه. ركزوا على المشانق لأبناء العائلات. على مناصفة جمال باشا بين المسلمين والمسيحيين خلالها. على الميثاق الوطني الذي أَوجده جمال بعملته تلك، وكل ما كان يتوجب استرداده كميثاق عهد إسلامي مسيحي، بالكلام المعسول عن لبنان "بجناحيه".

بدت المجاعة أيضاً، في حال التركيز عليها أمراً خلافياً بين المسيحيين والمسلمين، يفضل اجتنابه بالحفاظ على ذكرها بالشكل المحدود، وبتوزيع أسبابها بين حصار العثمانيين البري وحصار الحلفاء البحري للسواحل العثمانية. أن يكون للمجاعة أي صلة بعلاقة غير إيجابية بين المسلمين والمسيحيين، بنظرة سلبية للمسيحيين انتابت المسلمين خلال الحرب العالمية الأولى، فهذه نافذة محرّم فتحها. لأجل هذا، كان دائماً الحرص على عدم التركيز على المجاعة، وعلى "سلقها" مع سواها، وإلحاقها بسواها. مع الإبادة التي حلّت بأرمن الأناضول مثلا. أو لصالح تحويل رصيدها الرمزي لشهداء 6 أيار. ما من أحد من هؤلاء جاع قبل أن يلتف حول رقبته حبل المشنقة.

الإغفال الفظ

مع كل ما قاله ميشال عون، عن "ارهاب الدولة العثماني"، فهو لم يخرج عن المعادلة الرمزية الذي قام عليها التلاعب بمستويات وأبعاد الذاكرة في "الجمهورية الاولى"، تسييل مأساة المجاعة إما بردّها إلى فصل من فصول نير عثماني خرافي امتد لأربعة قرون، وإما بحشوها في الإبادة الأرمنية، بدافع اسلاموفوبي، كما لو أن السلطنة اغتنمت الحرب الكبرى لقتل كل المسيحيين داخلها، في إغفال فظ لكون السلطنة كانت في تلك الحرب شبه مستعمرة اقتصادياً وعسكرياً للامبراطورية الألمانية بقيادة فيلهلم الثاني، وإلى جانبها الإمبراطورية الكاثوليكية الرئيسية في ذلك الوقت، امبراطورية آل هابسبورغ النمساوية المجرية.

واليوم، إذ يتبين أكثر فأكثر أن الألمان لم يكونوا خارج سياق الفتك بالأرمن خلال الحرب الكبرى، سيصبح من الهزل بمكان تصوير الأمور كما لو أن العثمانيين اغتنموها مناسبة للتخلص من كل المسيحيين. خاضت الامبراطورية العثمانية الحرب، ليس فقط بقيادات شبه علمانية عرضت خدماتها على البلاشفة لاحقاً بعد الهزيمة. خاضتها تحت قيادة ألمانيا والنمسا. أي أنه، إذا كان لا بد من اختزالات طائفية كاريكاتيرية، فهي جاهدت تحت قيادة إمبراطورين واحد لوثري والثاني كاثوليكي، بل كاثوليكي للغاية، وبضباط ألمان أشرفوا على سائر قطاعات الجيش العثماني خلال الحرب. طبعا، ليس المتوخى من هذا التذكير دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية للمطالبة بمحاسبة فيينا، فيينا التي كان لها بالمناسبة اليد الطولى في تسمية أغلب متصرفي جبل لبنان، المشترط فيهم أن يكونوا كاثوليك عثمانيين. تعني ذاكرة المجاعة قسماً أساسياً من اللبنانيين. الجزء الشمالي من متصرفية الجبل. لا يزال البحث التأريخي حولها بدائياً ومحلوياً.. لم يجتز بعد محك النثرية. ولا يزال التعامل الرسمي معها متصل بتفاديها، كونها موضوعاً خلافياً بين اللبنانيين. وهي بأقل تقدير موضوع اختلافي. ليست هي نفسها بين شمال المتصرفية وجنوبها، ولا بين جرودها والقرى الأقرب للسواحل، ولا هي نفسها عند الفلاحين وعند المقاطعجية وكبار التجار، ولا هي نفسها عند المسيحيين والمسلمين.

بالتوازي، لبنان الكبير أيضاً موضوع اختلافي وخلافي بامتياز. تهرّب فعاليات مئويته من هذا هو مكابرة لا ترغي ولا تزبد. نجح قسم من الجبل لبنانيين في اقناع المستعمر الفرنسي بهذه التوسعة لجبل لبنان إلى لبنان الكبير، مع رفض قسم آخر لهذه التوسعة وتحذيره من خطرها. أما المناطق التي جرى ضمها لهذا الكيان من خارج المتصرفية فلم تكن سعيدة بذلك البتة. بل إن أكثر سكانها اعتبرها نكبة، مثلما اعتبرت هزيمة السلطنة بحد ذاتها نكبة، أو أقله صدمة. المسكوت عنه هنا أن جزءاً من ولاية، أي متصرفية جبل لبنان، استعمر، رمزياً أقله، مركز ولاية بيروت وأقضية منها، وانتزع أقضية من ولاية دمشق.

العمق المسكوت عنه، هو الاستعمار "الكياني اللبناني"، الفرانكو - ريفي، لولاية بيروت العثمانية، مع تفكيك أوصالها، هي الممتدة من اللاذقية إلى حيفا. وهكذا، التاريخ الرسمي، "المتيلة" اللبنانية، تقوم على اختراع تواصل خرافي بين متصرفية جبل لبنان، كنواة، وبين لبنان الكبير، كمدى طبيعي للفكرة اللبنانية، في تغييب، بالحد الأدنى، لدراسة تداعيات دمج ولاية بيروت، أو القسم الأوسط منها، بمتصرفية الجبل، التي كانت جزءاً له وضع خاص ضمن هذه الولاية. (يتبع جزء ثانٍ وأخير)

 

هكذا «إنتصر» حزب الله في العملية الإنتخابية.. «النظيفة»

علي الأمين/نداء الوطن/09 أيلول/2019

رب سائل، لماذا يكبد حزب الله "الذكوري" نفسه عناء ملاحقة أنثيين شيعيتين، وممارسة كل وسائل "الترهيب والترغيب" بحقهما لإزاحتهما من أمام مرشحه الرجل القوي حزبياً، في عملية الانتخابات الفرعية في دائرة صور الانتخابية في الخامس عشر من الجاري؟

الجزء الشكلي والعملاني من الإجابة عن هذا السؤال جاء إثر اعلان بشرى الخليل الانسحاب من السباق الانتخابي، وقد سبقتها دينا حلاوي قبل أيام، بعد توقيع ورقة الانسحاب أمام كاتب العدل في مكتب الشيخ نعيم قاسم، وبالتالي:  طارت” الإنتخابات وأصبحت في مهب الريح، بعد إعلان حزب الله مواربة فوز مرشحه الشيخ حسن عزالدين بالتزكية.

الإجابة عن الشق الجوهري من السؤال في المضمون، تأتي تحت عنوان ان حزب الله يحلو له تاريخياً إستخدام كلمة “النظافة” وقد أدخلها إلى أدبياته السياسية، بمعنى الكلية التي لا يشوبها شائبة، على مثال “المال النظيف” أبان حرب تموز، وعليه أراد ان تكون “إنتخابات نظيفة” مائة بالمائة لمصلحته في الأصوات طبعاً، ولا يحتمل حتى ناقصة صفر فاصلة واحد. وتفاصيل الجواب الشافي” تأتي تباعاً في سياق الرواية الكاملة وتبعاتها.

فقد سجل أكثر من طرف قانوني إعتراضات صارخة على مقولة الفوز بالتزكية، انطلاقا من أن القانون حدد المهلة النهائية للانسحاب منتصف ليل الاربعاء المنصرم، فيما الخليل أعلنت انسحابها بعد يومين من انتهاء المهلة اي بعد لقائها نائب أمين عام حزب الله مساء الجمعة.

في المقابل وبحسب أوساط قريبة منها، تستعد وزارة الداخلية والبلديات لإعلان إلغاء عملية الاقتراع المقررة وإعلان فوز مرشح حزب الله، حسن عزالدين بالتزكية، لكن من دون أن تتضح الصيغة القانونية التي يمكن أن تستند إليها، لإلغاء الاقتراع.

وكان حزب الله الذي استقال نائبه السابق نواف الموسوي من مهمته النيابية، رشّح بديلاً منه الشيخ حسن عزالدين ابن بلدة معروب في قضاء صور وهي أيضا مسقط رأس الوزير الحالي والنائب السابق محمد فنيش، وكانت أعلنت مرشحة الحراك المدني في صور دينا حلاوي انسحابها من السباق وعزوفها عن الترشح كما بررت في بيان صادر عنها والذي جاء فيه “انا ابنة عائلة وبيت مقاوم.. وبرغبة من عائلتي ومنعا لاتاحة اي فرصة للعب على وتر الانقسام الداخلي… ولاظهار الموقف الشعبي الموحد تجاه قضية الوطن المركزية وهي صون حريته وسيادته واستقلاله..” وختمت بيانها بشعار “عشتم وعاش لبنان حرّاً مقاوماً مستقلا”.

لكن حلاوي عادت ووجهت رسالة اعتذار صوتية مؤثرة الى مؤيديها، تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثت فيها عن حجم الضغوط التي تعرضت لها لمنعها من الاستمرار في الترشح، وأشارت إلى ضغوط شديدة من عائلتها، حذّرتها من أن استمرارها في الترشح سيستتبع ببيان من العائلة يتبرأ منها. وقالت إنها تلقت عشرات الاتصالات من لبنان وخارجه التي تثنيها عن الاستمرار في الترشح في مواجهة مرشح حزب الله.

في المقابل يتقدم الشيخ حسن عزالدين الى المقعد النيابي بثقة، فمرشح حزب الله وحركة أمل لا خوف عليه من الفشل في معركة انتخابية مضمونة النتائج، لكن الواضح أن حزب الله عمل على ممارسة جملة ضغوط مباشرة وغير مباشرة لمنع المرشحتين حلاوي والخليل من الاستمرار في الترشح، وهذا ما قالته حلاوي في سياق حديثها عن الضغوط، التي كانت تتم بعنوان أن تنافسها مع مرشح حزب الله هو استهداف للمقاومة، وكذا الخليل التي كانت على رغم اعتبار نفسها مؤيدة ومناصرة لحزب الله، إلا أنها كانت أكدت في أكثر من مناسبة أنها لن تنسحب من السباق، حتى لو طلب أمين عام حزب الله الذي تقدسه ذلك، لكن ذلك لم يمنع من أن تستجيب لاحقا لطلب حزب الله انسحابها من السباق الانتخابي.

ولكن لماذا لا يريد حزب الله خوض عملية انتخابية، يرجح كثيرون أنه سيفوز مرشحه فيها، لا سيما أن الرئيس نبيه بري أعلن تبنيه مرشح حزب الله ودعا محازبيه لانتخابه؟

في الوقت الذي تردد لدى أوساط حزب الله أن الغاية تخفيف الكلفة المالية للعملية الانتخابية عن كاهل حزب الله، تعتقد بعض أوساط متابعة للانتخابات في مدينة صور، أن حزب الله، أنهى ظاهرة المرشحين المنافسين لمرشحه، بغاية تفادي اي نتيجة غير متوقعة يمكن أن تصدر عن الناخب، ولفتت إلى جملة عناوين يمكن أن تزعج حزب الله ويتخوف من وقوعها:

اولا، يدرك حزب الله أن الاعتراض الشعبي هو أقوى بكثير من المجموعات المعارضة له والتي تفادت المشاركة في الانتخابات، إما خوفا، أو بسبب مالي.

ثانيا، حزب الله لم يعد قادرا على تقبل نتيجة انتخابية تظهر نسبة اعتراض عليه ولو كانت ضئيلة، فمأزق حزب الله أنه لم يعد قادرا على تحمل فكرة وجود آخر معارض لسياساته ليس لدى الشيعة فحسب بل في كل لبنان.

ثالثا، حركة أمل التي كانت تعتبر مدينة صور قاعدتها الشعبية، كشفت انتخابات ٢٠١٨ أن حزب الله تفوق عليها بآلاف الأصوات، لذا تفادى حزب الله اختبار العلاقة مع امل، من خلال ما يمكن أن تقوم به لإظهار أن حزب الله ليس هو القوة الفعلية في هذا القضاء.

رابعا، يسعى حزب الله الى ترسيخ فكرة لدى المواطنين وبالقوة، وفي الجنوب تحديدا، أن بوجوده لا مكان لمرشحين من خارج حزبه، فحتى الخليل التي كانت تعلن صباح مساء التزامها خط حزب الله المقاوم، لم يحتمل حزب الله فكرة أن تترشح وتستمر في ترشحها.

هذه بعض الأسباب التي يمكن أن تفسر رفض حزب الله إجراء الانتخابات الفرعية في صور، لكن ما يمكن الإشارة اليه، في خلاصة هذا المشهد الانتخابي وما خلص اليه، أن حزب الله الذي يبدو لكثيرين قوياً شعبياً، هو في حالة ضعف بائنة، لأنه يدرك في اعماقه، أن قوته ناتجة عن سلاحه، وماله، وسلطته على مؤسسات الدولة، لذا هو لا يريد اختبار سلطته المطلقة في معركة انتخابية، كانت ستظهر بمعزل عن شخصيتي المرشحتين المنسحبتين، اشارات من الاعتراض على حزب الله، والأهم تظهير تنوع سياسي شيعي من خلال الأصوات، يلغي فكرة النظام الشمولي الذي لا يقبل بأقل من تسعين في المئة من المؤيدين، أزمة حزب الله هنا، أنه لا يستطيع تقبل أنه يمثل ستين بالمئة من الشيعة مثلا..

 

الجولة الآتية بين واشنطن وطهران وبين "إسرائيل" و"حزب الله" في لبنان

راغدة درغام/ايلاف/07 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78297/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88/

يترافق التأهّب والتمهّل في قطار المواجهة الأميركية –الإيرانية، والإسرائيلية – اللبنانية عبر "حزب الله"، وذلك بتصاعدٍ وهبوطٍ على وتيرة الحرص ألاّ تتحوّل المواجهة الى حرب شاملة في هذا المنعطف.

الاجتماعات المهمة التي عُقِدّت في لبنان بين قيادات إيرانية وقادة "حزب الله" أقرّت إجراءات احترازية وتصعيدية لكنّها شدّدت على عدم اتخاذ خطوات تفعيلية لفترة الأسبوع المقبل، على الأقل.

طهران تأهّبت في إطار المعادلة النووية والنفطية بحيث استعدّت لاتخاذ إجراءات ومواقف "راديكالية" تتعلق بالاتفاقية النووية على ضوء فشل الجهود الفرنسية لضمان صيغة لبيع النفط الإيراني.

الولايات المتحدة استبقت التصعيد الإيراني بإعلان عقوبات إضافية، وهي تستعد لعقوبات إضافية نوعية الأسبوع المقبل في حال تنفيذ طهران وعود رفع نشاطاتها النووية وخفض التزاماتها بالاتفاقية النووية.

أما إسرائيل فإنها، كما نقلت المصادر المطّلعة على سياساتها، تجهّز لما يسمّى بـ"عملية محدودة" في جنوب لبنان من نوع العمليات "الوقائية" التي تعالج مسألة الصواريخ الدقيقة التي يقول "حزب الله" أنه يملكها لكنه ينفي أن تكون هناك مصانع لتصنيع هذه الصواريخ كما تقول إسرائيل.

وبحسب المصادر تدرس إسرائيل إطلاق اسم "الدفاع المعذور" Justified defence أو "الدفاع المُبرّر" على العملية.

فالكل يتأهّب. الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لجهة القرارات التي ستُتخذ لكن مواعيد جولات المواجهة الآتية لم يتم إقرارها أمّا رهن عنصر المفاجأة، أو في إطار الحرص على التمهّل كي لا يؤدي التهوّر الى حرب شاملة.

الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله اعتبر أن عملية "أفيفيم" التي قام بها ضد إسرائيل، ولم تسفر عن سقوط قتلى، قد حقّقت قفزة نوعية في المقاومة التي يملك مفاتيحها كما في المواجهة مع إسرائيل، متعهّداً بالمزيد.

إسرائيل ردّت بقصف خجول لمزارع لبنانية مما أثار حماس وابتهاج جمهور "حزب الله" معتبراً ان "حزب الله" حقق "الانتصار العظيم" واستطاع "تحجيم" و"تكبيل" إسرائيل عسكرياً.

وفيما توعّد نصرالله بإسقاطٍ لطائرات مُسيّرة إسرائيلية حينما يرتأي وبعمليات إضافية يقوم بها بتغييب تام للدولة اللبنانية مستولياً على قرار الحرب والسلم، توعّدت إسرائيل لبنان بأكمله إذا لم يوقف أنشطة "حزب الله".

تم احتواء جولة التوتر الأولى بين إسرائيل و"حزب الله" بجهود روسية، وكذلك فرنسية وأميركية.

أتى الاشتباك على شكل تفاهمٍ مدروس بين إسرائيل و"حزب الله" سبق رد "حزب الله" على قتل إسرائيل اثنين من عناصره في سوريا، وردّ إسرائيل على رد "حزب الله" بما تجنب سقوط قتلى.

وبقي الرد على عملية إرسال إسرائيل الطائرتين المسيّرتين الى الضاحية الجنوبية في بيروت قبل عشرة أيام، والذي تقدّر اسرائيل أنه آتٍ من "حزب الله"، وتسّتعد للرد عليه – امابتنفيذ للإنذارات المتتالية للحكومة اللبنانية بأن إسرائيل سترد "بقسوة" بما يكبّد لبنان كله بمدنييه ومنشآته الخسائر الضخمة، أو بعمليات محدودة ضد مواقع تصنيع الصواريخ الدقيقة تزعم أنها في البقاع والجنوب اللبناني.

أمين عام "حزب الله" حذّر إسرائيل من تهديدها مهاجمة لبنان وقال ان "الخط الأحمر الذي أقامته إسرائيل على حدودها مع لبنان قد تم تجاوزه. وإذا ما تمت مهاجمة لبنان، فإن كل جنودكم ومستوطناتكم سوف تكون مهددة".

الجولة الثانية، إذاً، آتية والأرجح أنها لن تكون مظبوطة ومنسّقة ومتفاهم عليها مسبقاً كما الجولة الأولى.

الحكومة اللبنانية تتذاكى بمواقف خطيرة على السيادة اللبنانية وعلى السلامة اللبنانية تارةً بدعم استفراد "حزب الله" بقرار الحرب، وتارةً بإعلان عجزها من السّيطرة عليه.

جولة التطمين المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" أسفرت عن تضليل الرأي العام التابع لـ"حزب الله" وزادت من التعجرف الذي يؤدّي الى زج الذات في خانة الإضطرار الى التهوّر والمواجهة، فيما الدولة اللبنانية في إجازة إجبارية فرضتها على نفسها تجنّباً لتحمّلها المسؤولية عن البلد.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجّه رسالة تحذير الى الرئيس اللبناني ميشال عون طالبه فيها بتفكيك المصنع الثاني الذي أقامه "حزب الله" وإيران لتطوير الصواريخ في البقاع، وأبلغ بومبيو وزير الخارجية جبران باسيل أنه "يجب على لبنان أن يقوم بتفكيك المصنع الثاني، وإلاّ فإن إسرائيل ستهاجمه وتدمّره في الأيام المقبلة". وأضاف ان أميركا "ستدعم الهجوم الإسرائيلي على لبنان".

واشنطن تتعامل مع رئيس الجمهورية وصهره من منطلق علاقاتهما المميّزة مع "حزب الله" لكنها تتوقّع من رئيس الحكومة سعد الحريري أن يميّز نفسه عن تلك العلاقة ولا يهمّها أعذار أو تفاهمات "التسوية" بين عون والحريري و"حزب الله" التي تتحكّم بالعلاقة ذات الإطمئنان المتبادل بين الحريري ونصرالله. فبالرغم من مخاطبة الحريري الرأي العام الأميركي بلغة تبدو وانها مصوّبة ضد "حزب الله"، بقيت اللغة المحلّية على نغم "التسوية".

كان الحريري يتحدث الى CNBC عن "حزب الله" كمشكلة "محلّية وإقليمية تحتاج  الى علاج" ويقول: "أنا شخص براغماتي وأعرف حدودي. لا أوافق على تصرفاته، لكننا عاجزون عن كبح جماحه ولا نتحمل المسؤولية عن هجماته الأخيرة على إسرائيل. ولا أتعاطف مع أي مؤسسة مالية تخالف العقوبات الأميركية عليها". هذا الكلام هو بمثابة الهروب الى الأمام، والاختباء وراء الأصبع، والتهكّم على ذكاء الأميركيين واللبنانيين معاً. في نظر الإدارة الأميركية، كما في نظر شطر من اللبنانيين بمن فيهم شطر من قاعدة الحريري الشعبية، هذا الكلام يعني ان رئيس الحكومة يترك القرار السياسي والسيادي والأمني وقرار الحرب والسلم لـ"حزب الله" – وهذا لا يلقى تفهّم أو تعاطف إدارة ترامب، بغض النظر عن نغمة العجز وعدم تحمل المسؤولية.

أثناء الاجتماعات المهمّة في بيروت بين قيادات "حزب الله" وقيادات إيرانية رفيعة المستوى شملت قيادات "الحرس الثوري" هذا الأسبوع، تم الاتّفاق – بحسب المصادر المطّلِعة على ما حدث – على تسليم إيران لـ"حزب الله" أسلحة اضافية في غضون أسبوعين. كما تقرّر، بحسب المصادر نفسها، ايفاد طهران الى لبنان مجموعة من "المستشارين الإيرانيين للعمل على سيناريوهات عسكرية في جنوب لبنان" مع "حزب الله".

إنما، أضافت المصادر، تقرر عدم اتخاذ خطوات فعليّة في غضون أسبوع، على الأقل لأسباب غير واضحة. إنما الواضح ان "شيئاً ما يُطبخ على الجبهة اللبنانية بين الحرس الثوري وحزب الله" قالت المصادر المطّلِعة.

في هذه الأثناء، ترتفع وتيرة التصعيد في طهران بسبب الإحباط وخيبة الأمل بالأوروبيين وبالمبادرة الفرنسية.

فإيران لن توافق على عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإيران الذي تضمَّن خطة ائتمان أوروبي بـ15 مليار دولار مقابل تراجع طهران عن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم والالتزام بالاتفاقية النووية – والسبب هو رفض "الحرس الثوري" للعرض وإصرار مرشد الجمهورية علي خامنئي على رفع كامل للعقوبات التي تفرضها أميركا على إيران.

تقول المصادر ان قرار طهران في هذه المرحلة هو إعطاءماكرون والاتحاد الأوروبي مهلة إجراء جولة محادثات إضافية واحدة، تليها الإجراءات "الراديكالية"، إذا فشلت. والأرجح انها ستفشل لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يوافق على أيّة من طروحات ماكرون، أكّدت مصادر مطّلِعة، وأضافت ان القرار في واشنطن أثناءالاجتماع الخاص لبحث التطورات، هو المزيد من العقوبات المالية على إيران وأذرعتها ومَن يؤمّن لها التغطية السياسية أو الأمنية، وان التركيز سيكون أيضاً على ناقلات النفط للحؤول دون تمكّن إيران من بيع نفطها. وأضافت المصادر ان جملة عقوبات جديدة سيتم الكشف عنها الأسبوع المقبل فيما تتخذ طهران إجراءات بدء العمل على تطوير أجهزة طرد مركزي تخصّب اليورانيوم بطريقة أسرع – وهذا يعني الاقتراب من انهيار الاتفاق النووي.

السباق يقع بين عناد واشنطن وعناد طهران وبين مخاوف أوروبية وابتزازها إيرانياً.

قد تنجح طهران في دفع الاتحاد الأوروبي الى إجراءات تتيح لإيران بيع نفطها بالنسبة التي تريدها طهران. لكن أركان إدارة ترامب، بالذات مستشار الأمن القومي جون بولتون، سيعطّل تنفيذ مثل هذه التفاهمات، إذا وقعت.

فالقرار في واشنطن ما زال قائماً على ممارسة "أقصى الضغوط"، بالذات نفطياً، على إيران. والقرار في طهران هو رفض الحوار أو التفاوض على صفقة جديدة قبل رفع العقوبات عنها.

وفي لبنان، ان غطرسة كل من الأمين العام لـ"حزب الله" ورئيس الحكومة الإسرائيلية قد تدفع لبنان وإسرائيل الى حرب تخرج عن حدود التفاهمات المسبقة.

سيناريوهات المعارك والحروب عبر الجبهة اللبنانية يتم إعدادها من قِبَل إسرائيل ومن قِبَل إيران.

"حزب الله" سيتلقى ويتلقى طائرات مسيّرة جديدة هذا الأسبوع عبر "الباب الخلفي"، قالت المصادر، وهي "صينية الصنع".

وبحسب هذه المصادر ان الصواريخ الدقيقة أتت الى "حزب الله" من إيران على "متن باخرة"، إنما هذا "لا ينفي استعدادات تصنيع الصواريخ بجهود إيرانية في لبنان".

فإسرائيل و"حزب الله" يتأهبان ويجهّزا عمليّات عسكرية بعضها مضبوط على إيقاع التفاهمات، وبعضها يسير على منطق التمهّل، والبعض الآخر يقع على حافة اخطار الغطرسة وسوء الحسابات.

 

رئـيــــس التقدمي يـتجه نحو «صفر مشاكل»

كمال ذبيان/الديار/07 أيلول/2019

كل من يلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يلمس منه توجهه نحو «تصفير» او صفر مشاكل، مع الاطراف السياسية، بعد اشهر من التوتر والاشتباكات السياسية، والتي كان اخطرها ما حصل في قبرشمون، وقبلها بنحو عام في الشويفات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني، برئاسة النائب طلال ارسلان، على خلفية الانتخابات النيابية، وسقط فيها ضحايا.

فخلال الاشهر، كان جنبلاط بمواجهة مع عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ظناً منه انه سيتم تحجيمه سياسياً، وان الاتجاه هو لتقوية خصومه السياسيين داخل الطائفة الدرزية، من خلال التحالف الذي نشأ بين الحزب الديموقراطي اللبناني و«التيار الوطني الحر» في الجبل، لكن الرئيس عون تمكن من صياغة تسوية طمأنت جنبلاط، واتت بصالح الغريب الذي سماه ارسلان، وزيراً في الحكومة.

فالتوجس الذي كان يعيشه جنبلاط من انه ستتم محاصرته سياسياً، ومعاقبته على موقفه من الازمة السورية، بوقوفه ضد النظام السوري، بدأ يتبدد، وفق مصادر سياسية مطلعة على آراء وافكار جنبلاط، الذي اعاد فتح باب التواصل مع شخصيات حليفه «لحزب الله» ولسوريا، يستطلع اراءها، حيث خرجت بانطباع ان السقف السياسي العالي لجنبلاط سيخفض، اذ يتحدث بايجابية عن «حزب الله»، كما لم يتناول النظام السوري كما في مرات سابقة، وهو يكثر الاسئلة حول الاوضاع في سوريا، وما ستؤول اليه المعارك في ادلب، اضافة الى انه يرصد الادوار الروسية والتركية والايرانية كما الاميركية في سوريا، التي ستخضع في نهاية المطاف لنفوذ اقليمي ودولي، بناء على المصالح.

من هنا، فان الخطاب السياسي لجنبلاط، سيكون هادئاً في المرحلة المقبلة، فهو تصالح مع الرئيس عون الذي اقام مأدبة غداء عائلية على شرفه في قصر بيت الدين، وهو لا يريد ان «يكسر الجرة» مع زعيم المختارة، الذي لبى الدعوة للقاء ارسلان في القصر الجمهورية في بعبدا لخفض مناطق التوتر، لا سيما في الشويفات، التي تمكنت الاتصالات السياسية والامنية وبشكل سريع من طي صفحة الحادثة التي حصلت بين وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في الشويفات مروان ابو فرج، والعضو في الحزب الديموقراطي اللبناني فهد عزام، اذ ان الطرفين طوقا الحادثة، ووضعاها في اطار الاشكال الفردي، واصر جنبلاط على حصرها، وهو ما فعله ارسلان.

ومن ضمن توجهه لمرحلة «صفر مشاكل» فان الحزب التقدمي الاشتراكي، و«حزب الله»، عاودا الحوار وبدأ في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري وتوقف، لاسباب عدة، منها ما يتعلق بمعمل فتوش للاسمنت، والتصويب الجنبلاطي على لبنانية مزارع شبعا، لتزيد حادثة قبرشمون تعقيداً على العلاقة بين الحزبين، بعد ان قطع «حزب الله» الحوار مع الاشتراكي الذي يقول ممثله في الحوار الوزير السابق غازي العريضي لـ«الديار»، بان القطيعة للحوار، لم تكن من قبلنا، ونحن دائماً ايجابيون، ودعوتنا الى الاستقرار ثابتة.

فمن العلاقة الجيدة مع الرئيس عون، الى المصالحة مع ارسلان، التي لم تكتمل بعد، واستئناف الحوار مع «حزب الله» وعودة الانفتاح على «التيار الوطني الحر» الذي ظهر في اللقاء الذي جمع الوزير جبران باسيل بالنائب تيمور جنبلاط في اللقلوق وضبط الخلاف مع «تيار المستقبل» الذي يظهر بين وقت وآخر، فان جنبلاط الذي يعرف المخاطر التي تهدد لبنان لا سيما الاقتصادية منها، فانه قرر التوجه نحو مرحلة «صفر مشاكل» وفق المصادر التي ترى بان زعيم المختارة يقدم نموذجاً للسياسيين، لتخطي الخلافات، نحو المصلحة الوطنية.

 

الفلسطيني وإقامته اللبنانية الدائمة

أحمد جابر/المدن/الإثنين09 أيلول/2019

الإقامة الدائمة

النظر إلى مسألة "العمل الفلسطيني" في لبنان ليس مسألة معالجة عابرة، والتصدي لمعضلة معالجته عماده الاعتراف الواقعي بديمومة الوجود الفلسطيني في الجغرافيا اللبنانية، هذا من دون أن تمنع واقعية الاعتراف بالديمومة التواجدية الفلسطينية، من تكرار الشعارية السياسية اللبنانية التي ترفض التوطين، وتحرص على عودة الفلسطينيين إلى دولتهم المستقبلية المستقلة.

توطين أم تهجير

خط التمييز بين موضوعي التوطين والتهجير رفيع جداً، وكلام الافتراق عن الموضوعين دقيق جداً أيضاً، أما المرجعية التمييزية فكامنة في الإجراءات العملية التي يُعامل بموجبها الفلسطيني المقيم قَسْراً في لبنان، فهذه وحدها كفيلة بالفصل بين من "تباكى ومن بكى" على القضية الفلسطينية بكل تشعباتها وتعقيداتها.

وللوضوح، كان العامل الفلسطيني وما زال موضع نظرات مختلفة بين اللبنانيين، والصداقة مع الفلسطينيين مثل العداء لهم، كانت وجهة نظر بين الأطياف السياسية اللبنانية، مثلما كانت استقواء وتوظيفاً في الداخل اللبناني من جهة الأصدقاء والحلفاء، ووسيلة استدعاء استقواء وشحن "لبنانوي" طائفي من جهة الخصوم والأعداء. لقد طوى زمن ما بعد اتفاق الطائف هذه الثنائية، وكان اتفاق أوسلو وما تبعه العنصر الأهم في إعادة رسم السلوكات حيال الموضوع الفلسطيني، لكن مسألة التوجس و"النقزة" من "الفلسطينية" لم يغب عن أدبيات وسلوكات التجمعات الأهلية اللبنانية، في السر السياسي وفي جهره وإعلاناته. الجديد في هذا السياق كان دخول الاستتباع السوري زمن الوصاية على لبنان، والإجراءات والقرارات التي استهدفت الكتلة الشعبية الفلسطينية بالمنع من العمل في عشرات من المهن والمجالات، والتضييق الإضافي على المخيمات، وتصعيب حياة سكانها، أمناً واقتصاداً واجتماعاً، بحيث بدا أن المقصود أمران أساسيان: دفع الفلسطيني إلى الهجرة أولاً، بدعوى الحرص على حقه في العودة إلى دولته، والتغطية على التوطين السوري الحقيقي الذي تمَّت تغطيته بعملية تجنيس واسعة للعائلات السورية، وبحبل خطاب سياسي ممانع دعم "رقبة الفلسطيني" حتى إزهاق روح صاحبها.

حق التنظيم وحدوده

ما ورد لا يعني عدم تنظيم العلاقة مع "اليد العاملة" الفلسطينية، ولا يعني من الجانب الآخر عدم حماية اليد العاملة اللبنانية وتوفير فرص العمل لها. انطلاقاً من هذا الحق، وتأسيساً على مندرجاته، يطرح السؤال: ما هي المجالات التي ينافس فيها العامل الفلسطيني العامل اللبناني؟ الجواب يجب أن تحمله الإحصاءات الدقيقة، لكن مما يتيح إعطاء رأي عملي وقريب من الواقع، اللجوء إلى معاينة المعطيات العيانية التي تنفي جوانب كثيرة من مسألة المنافسة التي تشكل دافع "التنظيم" لدى المرجعية السياسية اللبنانية. من الجوانب العملية: لا يتقاضى الفلسطيني أجراً أقل من أجر العامل اللبناني في مجال الأعمال الزراعية وأعمال البناء والعمل اليومي المأجور حيث تكون له فرصة عمل. يخضع الفلسطيني لشروط المعيشة اليومية ذاتها ويتحمل ضغطها في غلاء الأسعار وفي تأمين الخدمات التي لا تؤمنها الدولة اللبنانية من ماء ومن كهرباء. يشتري الفلسطيني ما يحتاجه من السوق اللبنانية، فلا يأتيه "مدد" مهرب من خلف الحدود، ولا يحمل حاجياته من بلده الأصلي... يمكن أن تطول اللائحة أكثر، هذا للقول، أن الفلسطيني يشارك اللبناني ضغط البطالة، وغياب فرص العمل، مما يجعل "ابتكار" الخصومة مع اليد العاملة اللبنانية قناة تهريب للمشكلة الأساس: مسؤولية "الدولة" عن خلق فرص عمل جديدة للبنانيين، وتأهيل القوة العاملة لرفع مهنيتها وإنتاجيتها، وتأمين دعمها من خلال برامج مالية ومشاريع اقتصادية... إلى آخر ما يتم تداوله اليوم من إجراءات لمعالجة الأزمة الاقتصادية المستفعلة. هل يعني ما تقدم استثناء الفلسطيني من كل الإجراءات التنظيمية "التشغيلية"؟ ليس هو المقصود، إنما المقصود أولاً وأساساً إدراك حقيقة الموضوع بما هو عليه، ولحظ الاستثناء "التشغيلي" الذي يوجبه وضع الإقامة الدائمة للكتلة الفلسطينية، هذا يعني أن السياسة مجدداً هي المدخل إلى التعامل مع الفلسطينيين من منظار سياسي شامل، وليس من مداخل "نظرية" ضيقة ترتد سلباً على مصالح وحقوق الشعبين اللبناني والفلسطيني.

التنظيم "الفخ"

توقيت طرح تنظيم "التشغيل" الفلسطيني غير ملائم، ومرجعيته، أي الوزير "القواتي" تطرح علامات استفهام، هذا يستدعي انتباهاً سياسياً وحذراً أداتياً، من القوات ومن وزيرها، فهذه الأخيرة، أي القوات اللبنانية، ترث عبء الماضي الثقيل مع القضية الفلسطينية، ووزيرها أُلقي إليه جمر ملف تنظيمي طرح على جدول الحكومات السابقة وأُهمل، ثم لم يتابعه فريق لبناني بهذا الدأب، فلماذا يبدي وزير العمل الحالي كل هذه الحماسة؟ من مدخل التنافس اللبنانوي في وسط المسيحية السياسية، هذه معركة مضرَّة للقوات اللبنانية، وقد يكون المستفيد منها التيار الوطني الحر الذي يوغل في رفع لواء "الممانعة" ويلبس لبوس "القومية والفلسطينية"، تاركاً، وإلى حين، لخصمه القواتي الاكتواء "بشوك" ملف العلاقة اللبنانية الفلسطينية، ومن مدخل مسألة تمس قوت الكتلة الفلسطينية، واستقامة أدنى شروط حياتها.

أخيراً

ينبغي القول أن التنظيم يبدأ من السياسة، والسياسة شاملة، ومن هذا المدخل، يسهل اقتراح المعالجات... و"فلسطين" عون للبنان وليست عبئاً عليه، هنا وفي كل مجال.

 

إردوغان... الأيام الذهبية ذهبت

غسان شربل/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

في أغسطس (آب) 2014 زرتُ الرئيس عبد الله غل بعد أيام من انتهاءِ ولايته الرئاسية. كانتِ الزيارة للمجاملة، فقد كان الرجل شديد الدماثة يوم كنَّا نقصد أنقرة وإسطنبول لمحاورة الثلاثي غل - إردوغان - داود أوغلو لاستكشاف ملامح السياسة التركية الناشطة في الإقليم. ولم يكن سراً أن غل كان رئيساً «في عهد إردوغان» تماماً، كما تولى ديمتري مدفيديف رئاسة روسيا في عهد فلاديمير بوتين. ثم إن التجارب تقول إن هاتف المسؤول في منطقتنا يتوقف عن الرنين حين يخسر لقبه، خصوصاً إذا غادر موقعه بعد تراجع منسوب الودِّ مع «الرجل القوي» في البلاد.

تحدثنا عن الأزمة السورية التي كانت مستعرة. تفادى المتحدث أي كلامٍ مباشر عن سياسة إردوغان هناك أو عن علاقته معه. خامرني شعورٌ أن الرجل يريد التقاط أنفاسه ولا يريد خوض معركة مبكرة مع رفيقه القديم هذا إذا كان يريد خوضها. وشعر غل أنه تباخلَ على الزائر بالإشارات، لهذا تعمّد أن يقول حين صافحته مودعاً: «في أي حال النبرة العالية لا تحل المشاكل لا في الخارج ولا في الداخل». وكانت الرسالة صريحة وهي تقصد احتجاجه على أسلوب إردوغان في إدارة العلاقات مع الدول مستخدماً العبارات النارية كانتقاله من عبارة «صديقي بشار» إلى عبارة «الديكتاتور في دمشق». وربما كان غل يحرص على عدم الصدام باكراً مع رجل لم يعرف بتسامحه مع الرفاق الذين يغادرون السفينة ويحمّلون قبطانها مسؤولية ارتطامها بالصخور.

عاودني السؤال عن سياسة إردوغان في سوريا بعد ثلاث سنوات. في سبتمبر (أيلول) 2017 ذهبت من الشرق الأوسط إلى إقليم كردستان. تيسَّر لي أن أقابل في مقر مكافحة الإرهاب في أربيل عدداً من المعتقلين من «تنظيم داعش» بينهم صيني وكازاخي وأميركي. كان الخيط المشترك في رواياتهم أنهم قدموا إلى الأراضي التركية وتولت شبكات نقلهم من هناك إلى «دولة الخلافة»، حيث انخرطوا في صفوف «داعش». ولأنني ابن الشرق الأوسط بحساسياته وحساباته هالني أن تكون تركيا تتصرف كمن يلعب بالنار حين فتحت حدودها أمام آلاف المقاتلين الجوالين وبذريعة «إسقاط نظام الأسد». ولم يخطرْ يومها في بال إردوغان أي هدية يقدم، ومن غير قصد، للرئيس الروسي الذي يفضِّل الانقضاض على المتشددين على المسرح السوري، بدلاً من دفع أثمان مواجهتهم على المسرح الروسي ومحيطه.

نموذج آخر من السياسات الإردوغانية المتعجلة. في ديسمبر (كانون الأول) 2008، استقبل إردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وخلال اللقاء انتقل أكثر من مرة إلى غرفة جانبية للاتصال بالأسد آملاً تحويل اللقاء الثنائي قمة ثلاثية. لم يحضر الرئيس السوري واشترط تعهداً إسرائيلياً علنياً بالانسحاب من الجولان. كان إردوغان يراهن على رغبة دمشق في اختراق العزلة التي دخلتها بعد اضطرارها إلى سحب قواتها من لبنان في 2005 إثر اغتيال رفيق الحريري. قبل ذلك كانت إسطنبول استضافت، في أحد فنادقها وفي طابقين منفصلين، وفداً سورياً وآخر إسرائيلياً في مفاوضات غير مباشرة. وكان أحمد داود أوغلو ينتقل بين الطابقين حاملاً أفكاراً وصياغات. لم تنجح المحاولة، وغادر أولمرت وسرعان ما اندلعت الحرب في غزة.

استفاد إردوغان إلى حد بعيد من تحسن الاقتصاد في بلاده. استفاد أكثر من اعتقاد جهات غربية أن «النموذج التركي يشكل جسراً لإبرام مصالحة بين الشعوب الإسلامية وقيم الحداثة». وتباهت أنقرة في تلك الأيام بقدرتها على التحدث إلى الجميع وفضلت التغاضي عن الهجوم الإيراني الواسع في الإقليم، معتبرة إيران مجرد «منافس» وليست «خصماً أو عدواً». تبدلت الصورة مع اندلاع حرائق «الربيع العربي». وتزايدت الشواهد على ما سماه المراقبون «برنامجاً تركياً - قطرياً بنكهة إخوانية» ظهر جلياً في الموقف مما عاشته مصر وليبيا وسوريا. ولاحظ مراقبون في أوروبا أن امتداح النموذج التركي تضمن قدراً غير قليل من التسرع ومن نقص المعلومات حول السياسة العميقة لإردوغان، التي اختبأت سنوات تحت ابتسامة داود أوغلو وشعار «تصفير المشاكل».

في الحلقة السورية سارت الرياح خلاف ما يشتهيه إردوغان. التدخل العسكري الروسي حسم مسألة بقاء الأسد. وهكذا تقلَّصت طموحات أنقرة السورية إلى إبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها. إسقاط تركيا الطائرة الروسية أوقعها في عملية تطويع روسية تتجاوز في أبعادها إقدام تركيا الأطلسية على شراء صواريخ «إس 400» الروسية وإغضاب واشنطن. اهتمام روسيا بهذا الاختراق الذي حققته داخل حلف «الناتو» عبر البوابة التركية لم يدفعها إلى تقديم هدايا كبرى لأنقرة على الأرض السورية. موضوع نقطة المراقبة التركية المحاصرة خير دليل ومعه الغارات الجوية على إدلب. اتبع الكرملين مع أنقرة أسلوب الهدايا الصغيرة لضمان الاستمرار في تعكير علاقتها مع أميركا. واشنطن التي باتت تراودها الشكوك في وفاء إردوغان للأطلسي اتَّبعت بدورها أسلوب الخطوات الصغيرة والهدايا المحدودة. تساير أنقرة في موضوع «المنطقة الآمنة» وتشارك فيه لوضع ضوابط للحركة التركية. هكذا بدت السفينة التركية حائرة بين الالتزامات القديمة حيال أميركا والأطلسي والالتزامات الجديدة حيال روسيا.

هذه العلاقات الرجراجة جعلت السياسة الخارجية التركية تتميز بالانعطافات المفاجئة والتوتر في ظروف إقليمية معقدة ومشهد دولي يتَّسم بضبابية عالية. خير دليل تهديد إردوغان أوروبا بفتح الأبواب لإغراقها باللاجئين السوريين إذا لم تدفع المبالغ المناسبة. لغة غير معهودة في التخاطب بين الدول. انتقلت السفينة التركية من تصفير المشكلات إلى تصفير الصداقات. سادت لغة سوء التفاهم.

ترافق ذلك مع انحسار موجة التفاؤل باستمرار الازدهار التركي. تراجعت العملة وتزايد تردد المستثمرين الأجانب. وجاء الأسلوب الثأري الذي عالج به إردوغان ما عرف بـ«انقلاب غولن». حملة تطهير واسعة تخطت الجيش إلى القضاء والإدارة والمدارس والجامعات. ووشوشات حول حملة تفجيرات «غامضة». جرحته إسطنبول حين رفضت أن تبايعه. فرض إعادة الانتخابات فيها فعمَّقت جرحه. لا يحق للسلطان أن يخسر إسطنبول. هذه الصفعة لا تنساها الكتب. تضاعفت شكوكه بأبرز الرفاق القدامى. استنتجوا أن مشكلة السفينة في قبطانها فبدأوا القفز منها قبل أن يطردهم. وها هم يستعدون لإطلاق حزب جديد.

يتمشى إردوغان متوتراً في القصر الشاسع. التانغو متعب مع ترمب. والتانغو باهظ مع بوتين. لا يريد أن يصدق أن الأيام الذهبية ذهبت.

 

ما الصحافة في عصر الكذب؟

مأمون فندي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

دونالد ترمب عرَّف عالمنا بأنه «عالم الأخبار الكاذبة» (fake news)، منذ عقود كتب الفيلسوف الفرنسي جين بودريارد كتابه عن عالم الصور الزائفة (Simulacra and Simulation)، الذي يبدو فيه الكذب أكثر جاذبية ولمعاناً وإقناعاً من الحقيقة.

والسؤال هنا، وفي عالم الإنترنت، الذي يشبه إلى حد كبير محيطات من المعلومات أكثرها كذب بالصوت والصورة والنص، ماذا يجب أن يكون دور الصحافي والصحيفة؟ هل ينجرف الصحافي إلى زيادة عدد متابعيه في أدوات التواصل الاجتماعي من «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما من الوسائل، وبذلك يصبح جزءاً من عالم الزيف والكذب؟ أم يستخدم عقله ليصبح حكماً، ويساعد القارئ في فرز الحقيقة من الغش، والكذب من الصدق؟ وهل تصبح مصداقية الصحافي وتاريخه وتاريخ الصحيفة التي يعمل بها جزءاً من بناء الثقة؟ من متابعتي لما يكتب في وسائل التواصل، بعديد من اللغات، ألحظ أن هناك عملية تبدو ممنهجة لتزييف الوعي في المجتمعات، ليستبدل ما هو كذب بما هو حقيقة، وكيف يبدو الكذب أكثر مقبوليةً وتصديقاً من الحقيقة، تلك هي أسئلة مجتمعاتنا. للأسف دراسات الكذب محدودة في علمي الاجتماع والإنسانيات (الإنثروبولوجي)، رغم وجود بعض الدراسات الخاصة بسوسيولوجيا أو علم اجتماع السرية والكتمان، ولم يدرس الموضوع في حالة العالم العربي إلا في دراسة يتيمة لأستاذ الإنثروبولوجيا في جامعة أكسفورد، مايكل جلسنان، حول الكذب في لبنان.

ويجب أن أعترف أولاً بأن الصدق والكذب، رغم أنهما قيمتان اجتماعيتان، فإن عملية إنتاجهما تختلف من مجتمع إلى آخر، فمؤسسات إنتاج الكذب، على سبيل المثال، في مصر تختلف عنها في اليابان أو ألمانيا أو أميركا، كما أن كذب القرية يختلف عن كذب المدينة، ذلك لأن المكان له دور أساسي في رسم ملامح الكذب، وقدرته على المرور، كما لو كان عبارات صادقة. فالقرية هي مكان محدود يعرف الناس فيها بعضهم بعضاً بطريقة حميمية، ويعرفون التاريخ العائلي لبعضهم بعضاً منذ النشأة، أي أن الكذب في القرية على الأغلب يكون كذباً في الفروع، وليس الأصول، في الهامشي وليس في المتن. الكذب في القرية الكونية من خلال أدوات التواصل الاجتماعي كذب في المتن وفي الأصول. وظيفة الصحافة الجادة اليوم هي فرز الصدق من الكذب، الزيف من الحقيقة، الخبر الصادق من المزور.

للأسف في عالمنا العربي هناك الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية التي تستقي أخبارها من بحر الزيف المعروف بوسائل التواصل الاجتماعي، مع أن المفروض أن تكون الصحيفة والقناة التلفزيونية حكماً يفرز الكذب من الحقيقة. لا شك أن هناك قنوات مثل «بي بي سي» مثلاً لديها ما يعرف بفريق التحقق من المصداقية (verifying team)، لفرز الصادق من الكاذب في الأخبار. وبينما يجد الإعلام الغربي نفسه في ورطة فرز الصدق من الكذب في محيط المعلومات المختلطة، ويحاول الصحافي أن يكون أداة مصداقية، نجد الصحافي عندنا، وكذلك المؤسسة الصحافية، يبحثان عن الشهرة في زيادة عدد المتابعين في «تويتر» أو «فيسبوك». الصحافي عندنا ينخرط في عالم الزيف بدلاً من مقاومة إغراءاته. المفروض أن الصحافي الجاد ينظر إلى نجوم التواصل بتعالٍ، لأن معلوماتهم في أفضل الأحوال مخلوطة، إن لم تكن كاذبة. الصحيفة الجيدة هي التي ترفض الصحافي نجم التواصل، لأنه غارق في عالم الزيف، أما الصحيفة فيجب أن تكون مرجعية المصداقية، عندما يختلط الأمر لدى المواطن يعود إلى الصحيفة للتأكد من صدق المعلومة. ولكن حتى هذه اللحظة لم تخصص صحفنا على كثرتها وحدات للتحقق من صحة المعلومة، صحفنا لديها أقسام تدقيق لضبط قواعد اللغة، ولكن ليس لديها أقسام لتدقيق المعلومة، وهذا هو تحدي الصحافة في عالم الكذب. لا بد لنا أن نبحث اليوم في سؤال: ما الصحافة، وما الصحافي، في عصر يتسيد فيه الزيف، ويتفوق فيه الكذب على الحقيقة. تحدي الصحافة ليس منافسة الصحافة الإلكترونية للصحافة الورقية، بل تحديها الأول هو فرز الصدق من الكذب.

 

الاستثمار «الإخواني» ـ الإيراني في 11 سبتمبر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

نحن الآن في خضم ذكرى حزينة، هي ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن، التي ذهب ضحيتها، خاصة في برجي التجارة بنيويورك، آلاف الضحايا، والتي تركت أثراً غائراً في الوجدان الأميركي العام، بل العالم كله. الجاني معلوم، وهو تنظيم «القاعدة»، والمجني عليه كذلك، وهم الضحايا وأسرهم، ودولة الولايات المتحدة ذاتها. بقي البحث عمن يريد «حلب» هذه الفاجعة في محلب مصالحه السياسية، أو ربما المالية النفعية. كل مستفيد أو محاول لذلك، من محامين أو باحثين عن شهرة، قد نفهم موقفهم، ولا نقبله، ضمن فهم نوازع الطمع والتشوّف للبروز، التي هي من صفات السوء عند البشر، وما أكثرها، غير أن الذي يتجاوز هذا السوء، أن يزايد في الأمر، وربما على أهالي الضحايا، من ساهم في وقوع الجريمة، جريمة 11 سبتمبر، من خلال دعم فَعَلَتِها واحتضانهم، مثل دولة قطر التي كانت مزارع بعض شيوخها، مثل وزير الداخلية عبد بن خالد آل ثاني، ملاذاً للعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، الباكستاني خالد شيخ محمد. ضعْ مع قطر، إيران الخمينية، وبعض «مهاويس» اليسار الأميركي المدمن على مرض كره السعودية، كلهم تجمعوا وفكّروا وقدّروا، وغازلوا غريزة الطمع، وحاولوا، وما يزالون، إغراء أهالي الضحايا بتوجيه غضبهم نحو السعودية، وإبعادهم عن المتورط الحقيقي، وما يزال، مثل النظامين الإيراني والقطري، في تغذية قيادات تنظيم «القاعدة» واحتضانهم وإخفائهم، مثل أبناء أسامة بن لادن، ورئيس اللجنة العسكرية بتنظيم «القاعدة» المصري سيف العدل، ورئيس «تنظيم كتائب عبد الله عزام» الإرهابية، السعودي صالح القرعاوي، ومن قبلهم مؤسس «تنظيم التوحيد والجهاد» الإرهابي في العراق، الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وغيرهم عشرات. بل وصل المكر «الإخواني» والتخطيط، إلى زنزانة مدبر هجمات 11 سبتمبر الأميركية الحصينة، وأقنعوه أنه لو اتهم السعودية بدعم هجمات سبتمبر الدامية، فسوف ينجو من حكم الإعدام! نعم، بكل هذه الصفاقة، كما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية سابقاً.

صحيح أن أولي النُّهى من الأميركان يعرفون حقيقة الأمر، كما في هذا المثال، حين قال «ريتشارد إيه كلارك» المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي الرئيسين الأميركيين بيل كلينتون وجورج بوش، هذه العبارة الكاشفة: «لو سلَّم القطريون خالد شيخ محمد استجابة لطلبنا عام 1996 لكان العالم اليوم مختلفاً». في مقالة له بـ«ديلي نيوز». كل هذا صحيح، غير أنه من وهن العزم أن نركن إلى سطوع هذه الحقائق، فمَكَرة الليل والنهار لا يكفّون عن إيقاد نار الفتن وإثارة رهج الدجل، ولديهم دوماً من يريد تصديقهم. لدى السعودية الغزير والكثير من الأدلة على تورط هذه الشبكات الإرهابية، برعاية قطرية وإيرانية، بقي فقط من يقدُم غير هيّاب على منازلة القوم هناك... في حلبات الإعلام الأميركي وقاعات المراكز الفكرية والجامعات.

 

دبلوماسية ماكرون... التسرع والحلول غير الناضجة

سام منسى/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

في الوقت الذي يمنِّي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه باختراق صناعة القرار في إيران، وإعادة عقارب الساعة الأميركية إلى ما قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، يجد المتابع للأزمة الإيرانية الأميركية نفسه أمام سؤال محوري: ما هي الدوافع الحقيقية وراء محاولة فرنسا تذويب آثار سياسة الضغوط القصوى التي تمارسها أميركا على إيران، في وقت بدأت تعطي بعضاً من ثمارها المرجوة؟ حاول الرئيس الفرنسي خلال استضافته قمة «G7» أن يتألق ويقدم ما يخرجها من رتابتها، فكانت دعوته المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للقائه على هامشها، متجاوزاً المتشددين الأميركيين كما انفعالية الرئيس الأميركي دونالد ترمب المعهودة، فترك هذا الأخير لنفسه هامشاً للمناورة، وأدلى بتصريحات دافئة تجاه إيران، فيما اعتبر حينها دفعاً للدبلوماسية الفرنسية، أعاد إليها الرونق الذي افتقدته منذ زمن.

ويبدو أن ماكرون حصل على تكليف مبدئي من الدول الأوروبية لمهمته، لا سيما من ألمانيا وبريطانيا؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم أكبر الخاسرين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في خطوة تركت الساحة الإيرانية مفتوحة أمام الصين والهند. فجاءت مبادرة ماكرون بما يصعب هضمه، إذ تفترض منح إيران خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار للتفاوض بشأن عودتها إلى الالتزام باتفاق فيينا، الموقع عام 2015، وعدم تهديد أمن الخليج والتعرض لحرية الملاحة البحرية، والدفع باتجاه محادثات لاحقة بشأن الأمن في الشرق الأوسط، وترتيبات طويلة الأمد للملف النووي.

العارفون في الشأن الإيراني يدركون أن طهران وضعت الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، حيث تريد. فالنظام الإيراني لطالما استخدم سياسة اختلاق المشكلات، لفرض واقع جديد يشيح الأنظار عن لب القضية الأولى، ليتفاوض بعدها على المشكلة التي اختلقها. وقد عرفت إيران كيف تؤلم الغرب مؤقتاً، فهددت حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي، وسلامة ناقلات النفط، لتصبح هذه المسألة القضية الأساس، يليها في الدرجة الثانية الهم النووي الإيراني، وتوغل طهران في المنطقة، وممارساتها المزعزعة لاستقرارها وسيادة دولها.

مرة جديدة، تستفيد إيران من تناقضات المصالح داخل الكتلة الاستراتيجية الغربية حيال سياسة الضغوط القصوى الأميركية، التي ظهر أنها أربكت الأوروبيين أكثر من إيران.

السؤال اليوم هو: هل ستنجح إيران في وضع أميركا أيضاً حيث تريد، لتنجح بذلك المبادرة الفرنسية، أو أقله يحصل لقاء روحاني - ترمب؟ في الواقع، يسير الرئيس الفرنسي في حقل ألغام. والعوائق أمام نجاح مبادرته كثيرة، أولها عدم رغبة ترمب تسليفه هذا النجاح، وتجلى ذلك عندما قال الأسبوع الماضي إن واشنطن لا تحتاج طرفاً ثالثاً للتفاوض مع إيران، مشدداً على أنه لن يخفف العقوبات عنها. وثانيها التعامل مع الانقسام داخل الإدارة الأميركية بين المتشددين الذين يتمسكون بسياسة الضغوط القصوى ضد إيران، وعدد قليل من المسؤولين الآخرين الذين يؤمنون بوجود فرصة لعقد صفقة جديدة معها. وثمة أيضاً انقسام داخل منظومة الحكم الإيراني، بين الرئيس حسن روحاني المرن نسبياً، والجناح المتصلب المتمثل بـ«الحرس الثوري» الإيراني.

وحتى الآن يبدو أن كفة المتشددين عند كلا الطرفين غلبت، بما يقوض مبادرة ماكرون ويفشل محاولته والأوروبيين التسلل بين تصلبهما. فالقرار الإيراني الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الخروج من التزامات الاتفاق النووي، يلقي ظلالاً قاتمة على جهود ماكرون، ويشي بأن مبادرته مرتجعة. وفي المقابل، فإن فرصة قبول ترمب بخط الائتمان تجاور الصفر. وأعرب مستشار الأمن القومي جون بولتون عن رفضه لفكرة منح إيران أي حوافز اقتصادية «لتكف عن القيام بما لا يجدر بها أساساً القيام به». ويشكل تشدد المبعوث الأميركي الجديد لإيران، بريان هوك، قلقاً لفرنسا، وهو الذي وصف النظام الإيراني بأنه «خارج عن القانون» وأن «اللغة الدبلوماسية لا تنفع معه».

ولا يمكننا تجاهل الموقف الإسرائيلي من المبادرة الذي عبر عنه رئيس حكومتها، قائلاً إن الوقت لم يحن بعد للتفاوض مع طهران. وفي قبعة بنيامين نتنياهو أكثر من أرنب قد يخرجهم لإفشال أي تقارب أميركي إيراني، وهو على قاب قوسين من انتخابات مصيرية لمستقبله السياسي.

حتى الطرف الفرنسي صاحب المبادرة، ربط مصيرها «بافتراض أن يصدر الرئيس ترمب إعفاءات»، على ما قاله وزير الخارجية جان إيف لودريان، بينما إيران تطالب برفع العقوبات وليس إعفاءات من بعضها.

يبقى أن تقلب الرئيس الأميركي وشغفه باللقاءات «التاريخية» قد يفاجئ الجميع، ويلتقي روحاني. لو حصل ذلك، فسيكون الرئيس الإيراني قد سجل اختراقاً مشهوداً للحصار الأميركي لبلاده، وفوزاً - ولو رمزياً - على منتقديه في الداخل، ويكون ترمب قد حقق نصراً على غريمه أوباما طالما سعى إليه، مثبتاً من جهة أنه ليس داعية حرب، ومن جهة أخرى أنه ليس عقائدياً متزمتاً؛ بل براغماتياً بامتياز، ما يدعم حظوظه في السباق المقبل إلى البيت الأبيض. إنما لن تتخطى نتائج هذا اللقاء المردود الداخلي لكل من الرئيسين، وهنا بالضبط تبرز الفراغات في السياسات المتبعة لدى الطرفين. فحتى الآن، لم تحسم واشنطن ما تريده فعلاً من طهران. لم تقّيم بدقة ما تستطيع طهران تقديمه عملياً دون أن يكون النظام الإيراني يطلق النار على نفسه. أما إيران، فلم تحسم بعد ماذا تتوقعه من واشنطن، وما تستطيع هذه الأخيرة تقديمه لها، دون أن يطلق ترمب رصاصة الرحمة على رؤيته.

فلماذا هذه العجلة الفرنسية لتسوية لم تنضج بعد، ومحاولة ماكرون بيع ما لا يملكه؟

يتصرف الأوروبيون المستميتون في الدفاع عن الاتفاق النووي كمنظمات غير حكومية، همها الأول والأخير منع الحرب، دون التطلع إلى النتائج السياسية المترتبة على سياستهم تلك. فسوء الأداء الأوروبي تجاه الأزمة بين واشنطن وطهران، تظهره سياسة التسرع وغياب التروي، وعدم انتظار نضوج ثمار العقوبات، لا سيما في ظل وجود أكثر من استحقاق قد يؤثر بعمق على مسار الأزمة المتعرج والمتشابك خاصة؛ وعلى الأوضاع في الإقليم عامة، بدءاً من الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، والسياسة التي قد يتبعها ترمب خلال الحملة الانتخابية، أو بعد فوزه في حال نجح، أو في حال عودة المكتب البيضاوي إلى كنف الديمقراطيين مجدداً، وصولاً إلى الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها، مروراً بألغام أزمات المنطقة، واحتمال انجرافها عن قصد أو غير قصد إلى حرب جديدة.

أخيراً: هل تتضمن المبادرة الفرنسية، ووراءها كل الرؤية والمقاربة الأوروبية للأزمة ولأوضاع المنطقة، ما يراعي هواجس الطرف العربي، وهو المعني الأول والمتضرر الأساس من الأداء التوسعي الإيراني في الإقليم؟ بكلام آخر: ما هي ذيول نجاح التسوية العتيدة إن تركت الحبل على غاربه للتمدد الإيراني، ولم تلحظ مقتضيات التوافق على ما بعد عام 2025، أي حين إسقاط عدد من القيود الموضوعة في الاتفاق النووي؟ اليقظة العربية واجبة وملحة أكثر من أي وقت مضى.

 

رحل موغابي وبقي الفقر

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

التقيت بنيلسون منديلا وجهاً لوجه. كان ذلك في مؤتمر صحافي، في غلاسكو، بأسكوتلندا. كان جالساً، أمامي، يرد على أسئلة صحافيين. لم تكن المسافة التي تفصلنا تتجاوز المترين، وكان هو، كعادته، مرتدياً قميصاً مزركشاً، حريرياً، وعيناه تدوران بين الوجوه. وكانت عيناي مسمرتين على تفاصيل وجهه وتعبيراته. لدى انفضاض المؤتمر، نهض من كرسيه، مرفوقاً بسكرتيرته، ومرافقيه، بينما بقيت أنا في مكاني، مستغرقاً في أفكاري عن رجل من لحم ودم، استطاع، عبر سنوات من الألم والمعاناة، افتكاك بلاده وشعبه من بين أنياب وحش عنصري، ووضعهما، معاً، من جديد، على خريطة العالم. لكني لم ألتقِ روبرت موغابي رئيس زيمبابوي. ولم أكن، حقيقة، أحمل في نفسي رغبة لمقابلته، أو حتى رؤيته من بعيد، رغم ما بينهما من أرض مشتركة: كلاهما ناضل لسنوات طويلة في سبيل تحرير بلادهما من العنصرية في جنوب أفريقيا، ومن حكم الأقلية البيضاء في زيمبابوي. وكلاهما ذاق مرارة السجن، وإن بتفاوتٍ في المدة، وخرجا ليتبوآ رئاسة بلديهما. الفرق بين الرجلين أن منديلا قبل السجن، وبعده، وخلال سنوات توليه الرئاسة وبعدها، حافظ على كرامته، وعلى شرف ماضيه النضالي، وترك السلطة طواعية. في حين أن موغابي تنكر لماضيه النضالي، وحولته السلطة إلى كائن آخر، مستبد، ومات، مؤخراً، في المنفى، عن عمر قارب المائة عام، تاركاً زيمبابوي تنوء تحت ثقل سنوات طويلة من القمع، غائصة في وحل الفساد، والفقر، والبطالة، والتضخم، والمعونات الأجنبية، بعد أن كانت توصف بسلة طعام أفريقيا. ما أوسع البون، ما أمكر الزمن، وما أفظع المأساة!!

ها هو روبرت غابرييل موغابي، أو كما أطلق عليه «التمساح العتيق»، يعود في كفن، من سنغافورة، حيث كان يعالج، ليوارى جثمانه في تراب الأرض التي كافح من أجل تحريرها، وليشيّع كفنه، إلى مثواه الأخير، الناسُ الذين انتمى لهم، وحاربَ من أجل تخليصهم من الاستعمار، وأحبوه، وناصروه، خذلهم، مختاراً الانحياز إلى السلطة، وأذاقهم الويل والفقر والذل. لم يكن موغابي، خلال ما يقرب من العقود الأربعة التي قضاها متربعاً على السلطة مجرد رئيس عادي، منتخب، وبتاريخ نضالي مشرّف، وحنكة ودهاء، بل كان كذلك حاكماً مستبداً، من طراز مختلف. جاء إلى الدنيا فقيراً، وتولت البعثة التبشيرية اليسوعية أمر تعليمه. وحينما اعتلى تلك الدرجات التي قادته إلى حيث يريد، تحول إلى وحش كاسر، بأنياب، وأجهزة بوليسية، وسجون، وأطلق رجاله في مطاردة معارضيه، وحوّل زيمبابوي إلى إقطاعية خاصة به وبعائلته، وبطانته.

لماذا تحول المناضلون الأفارقة بعد دحرهم الاستعمار إلى مستبدين؟ وكيف تخلوا عن نبلهم، وحبهم لأوطانهم وشعوبهم، وتنكروا لنضالهم ومبادئهم، ليصيروا قتلة، وسجانين، وإقطاعيين، وأصحاب ثروات مكدسة في مصارف الغرب، ومحاطين بالأسوار، ومحروسين بالحراس، وكأنهم أنصاف آلهة؟

زيمبابوي، ليست حالة فريدة. وموغابي، في وصوله إلى السلطة، قد يكون مختلفاً عن حكام أفريقيا الآخرين، الذين جاءوها من معسكرات الجيش محمولين على دبابات، لكنه، في التصنيف النهائي، لم يكن إلا وجهاً آخر، من تلك الوجوه العديدة، التي جثمت على قلوب العباد والبلدان في أفريقيا، واعتقلت تنميتها، وأنهكتها سلباً ونهباً، وأودت بها إلى الفقر، والهلاك، وبشعوبها إلى الهجرات والمنافي. أسئلة كثيرة في حاجة ملحة إلى إجابات. وتفاصيل كثيرة في أَمَسِّ الحاجة لمن يَفُضُّها، ويغوص في تشعباتها، لكي يكون قادراً على فهم الدوافع والأسباب التي جعلت حكام أفريقيا يحولون بلدانهم من أراض واعدة بمستقبل مزهر لأبنائها إلى ما يشبه المقابر، وأحالوا أناسها إلى مهاجرين يقطعون الصحاري المميتة، ويركبون البحار المخيفة على أمل أن يحظوا بالعيش في عالم لا يريدهم، وبلدان تغلق الأبواب في وجوههم، ولا تتردد في استغلالهم، وسرقة ثروات بلدانهم، من دون رحمة أو شفقة.

حين مات الجنرال ساني أباتشه، الذي أذاق نيجيريا وشعبها الهوان، حرص العديد من النيجيريين، لفترات طويلة، على الذهاب إلى المقبرة التي دفن فيها بغرض إنزال اللعنات عليه. فكيف يا ترى سيتصرف الزيمبابويون مع موغابي؟ هل سيخرجون من بيوتهم، ويقفون في الشوارع ليشهدوا عرض موكب جنازته الرسمي، متناسين كل سنوات الجمر التي قضوها تحت جبروته، أم سيتجاهلونه؟

لدى الاستقلال كانت بلدان أفريقيا، مقارنة ببلدان آسيا، في أوضاع أفضل اقتصادياً، فكيف انعكست الأمور، ولماذا تمكن الآسيويون من تغيير أحوال بلدانهم إلى أوضاع أفضل، في حين أن بلدان أفريقيا تقهقرت إلى ما هي عليه الآن.

في آخر أيامه في الحكم، قام موغابي بطرد نائبه من منصبه، بغرض أن يخلي الساحة أمام زوجته لخلافته. لكن السحر انقلب على الساحر، وتحرك قادة الجيش ضده، وأجبروه على مغادرة البلاد، وعاد نائبه إلى هراري، وتولى مقاليد الأمور. لكن الأمور، في الحقيقة، بقيت على حالها، إن لم تزد سوءاً.

 

المال القطري وقود الإرهاب

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

يمكن وصف دور النظام القطري، بالنملة التي تحاول لعب دور الفيل، حتى أصبح النظام القطري، ما ينفك عن استخدام أمواله الضخمة في النفخ في البالون القطري، لإثبات وجوده على الخريطة السياسية، التي لا تبين الدولة في خرائط الجغرافيا من بين الدول إلا بمكبر. علاقة النظام القطري، بتمويل تنظيم «الإخوان» كانت وما زالت مستمرة ومتنوعة الأشكال والمظاهر، ومنها علاقة النظام القطري بطارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس «الإخوان»، المتهم بقضايا اغتصاب، بحكم الاعتراف، والذي تم تعيينه رئيساً لمركز التشريع الإسلامي بالدوحة عام 2012، وتربطه علاقات وثيقة بالنظام القطري.

ووفق ما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية، فإن مصرف «الريان» في لندن، الذي تسيطر عليه الحكومة القطرية، يقدم خدمات مالية لعدة منظمات مرتبطة بمجموعات الإسلاميين، وخاصة جماعة «الإخوان».

كما أن مؤسسة «قطر الخيرية»، دفعت مبالغ مالية، بلغت نحو 72 مليون يورو، للترويج لجماعة «الإخوان»، من خلال بناء مقرات ومؤسسات، ظاهرها إسلامي، وواقعها نشر المنهج «الإخواني» في 7 بلدان أوروبية. النظام القطري وفق التقارير المختلفة، صرف لـ«الإخوان» في أوروبا مبالغ مالية، بلغت 350 مليون يورو، ما يظهر حجم التمويل الضخم وضخّ الأموال لتثبيت تنظيم «الإخوان» في أوروبا، ناهيك عن الملايين التي دفعها النظام القطري من خزينة الشعب القطري، لتمويل تنظيم «الإخوان» الإرهابي في ليبيا ومصر؛ حيث ضخ الملايين، بل إن النظام القطري هو من كان يشترى الأسلحة التي يرسلها النظام التركي للميليشيات في طرابلس، ومنها المدرعات والطائرات المسيرة، وذلك باعتراف الحكومة التركية، حين اعترفت بأن الطائرات المسيرة التي أسقطها الجيش الليبي في طرابلس، كانت باعتها تركيا لقطر، وليس لليبيا، بينما كان إسقاطها في سماء طرابلس. «حرب النفوذ على الإسلام في أوروبا» وثائقي من إعداد الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان تشيسنو؛ حيث كشف الفيلم الوثائقي عن أن قطر أنفقت أكثر من 120 مليون يورو في الفترة الممتدة بين 2007 و2017 لاختراق جميع أنحاء أوروبا. قطر تعتبر مأوى للفارين من بلدانهم، مثل المصري يوسف القرضاوي، والليبي على الصلابي، وغيرهما ممن شملتهم قوائم الملاحقة القضائية، من الرباعية العربية، أو في ليبيا خاصة، بعد تجريم تنظيم «الإخوان» واعتباره منظمة إرهابية، ولعل آخر الملاحقات القضائية القرار رقم 6 لسنة 2019 الصادر عن مجلس النواب الليبي، بشأن جماعة «الإخوان» المسلمين، والذي نص على: «يعد تنظيم (الإخوان المسلمين) وجماعة (الإخوان المسلمين) المنبثقة عنه، وأي حزب أو مؤسسة متفرعة منها أو تابعة إليها أو منشأة بأموالها أو تتلقى منها دعماً مالياً أو أي نوع من أنواع الدعم منظمة إرهابية».

النظام القطري وبسبب هوس حكامه بإيجاد مكان لهم بين الكبار، دفعوا الأموال الضخمة التي تعج بها الخزائن القطرية، في دعم جماعات إرهابية، تستخدمها قطر والنظام القطري في زعزعة استقرار كثير من الدول، وخاصة العربية، ولكن بكشف التقارير الصحافية والوثائقية الأخيرة عن حجم التغلغل القطري في تمويل تنظيم «الإخوان» الإرهابي في أوروبا، يصبح خطر زعزعة الاستقرار يهدد السلم والاستقرار الأوروبي. الأمر الذي إذا استمر الصمت عنه كما حدث في بلاد العرب، لهدد الأمن المجتمعي والاستقرار في أوروبا، خاصة أن حجم الجماعات التابعة للفكر «الإخواني» في ازدياد، ما يجعلها تشكل خطراً وقنبلة موقوتة في القارة الأوروبية، في ظل ازدياد حجم اليمين المتطرف فيها. الأمر الذي سيجعل السلم والاستقرار الأوروبي مهدداً من داخله، وليس من خارجه، كما يظن بعض الساسة الأوروبيين، ممن تجمعهم شراكة اقتصادية مع النظام القطري، وهذا جعلهم يغضّون البصر عن الأموال القطرية التي تضخ من حسابات النظام القطري إلى جيوب كل من يخدم أجندة حكام الدوحة، لتحقيق الوهم والهوس بدور قيادي لا ضرورة له، بل يُوقعها في تصادمات مع الدول الكبرى.

 

الدرون» قادرة على الوصول إلى هدفها من أرخص وأقصر نقطة وانتقلت من يد الدول إلى المنظمات والميليشيات... واستخدام الحوثيين لها هو المثال الأبرز

خالد عكاشة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

صارت طائرة «الدرون» علامة فارقة في الحروب الحديثة. وفي منطقتنا تبرز هذه الطائرات في مختلف المواجهات قادرة على اختراق الأجواء والوصول إلى الهدف وتنفيذ الاغتيالات بتقنية عالية بعيداً عن عيون أجهزة الرادار. العملية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل بطائرتين مسيرتين أصابتا هدفهما في الضاحية الجنوبية من بيروت كادت تشعل حرباً واسعة بين لبنان وإسرائيل. لكن امتلاك «الدرون» الصغيرة وقليلة التكلفة لم يعد مقتصراً على الإسرائيليين، مع أنهم أكثر من توسع في إنتاجها وتصديرها. لقد صارت في أيدي دول كثيرة وميليشيات مختلفة، والصواريخ الموجهة التي يطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية هي دليل على خطر امتلاك ميليشيات وتنظيمات إرهابية لهذا النوع من السلاح. إنها مرحلة أخرى من النزاعات، بواسطة سلاح خطر، لم يعد مقتصراً على الدول، بل صار قادراً على الوصول إلى أيدٍ عاجزة عن امتلاك السلاح التقليدي الذي كان عنوان الحروب السابقة. وفي هذه الصفحة من «قضايا» عرض من 3 خبراء عسكريين لمخاطر «الدرون» وتوسع انتشارها.

خلال ثلاثة أشهر مضت، وهي فترة زمنية قصيرة للغاية، في حال اعتبارها نموذجاً للتدقيق والبحث، نجد أن «الطائرات المسيّرة» أو (Drones) وفق التسمية المختصرة الأكثر شيوعاً، قد احتلت مساحة تأثير وتداول عريضة، على مختلف الأصعدة وساحات الصراع في المنطقة العربية، في صور بها قدر عالٍ من التنوع، بين دول تقوم باستخدامها في مهام نوعية ضد دول أخرى، مثل حالة الطائرة الأميركية «مهمة استطلاع وتجسس» التي أسقطتها المضادات الإيرانية، إلى أخرى تستخدمها في «مهام تأمين» لمصالحها، كحالة بريطانيا عندما أعلنت منذ أيام عن دفعها لسرب من تلك الطائرات إلى الخليج، في ظل حالة التوتر وتهديد الناقلات مع إيران. قبلهما عشرات الوقائع في ذات الفترة الزمنية، احتلت فيها «الدرونز» الموقع المركزي للأحداث، بل ربما المحرك لها وفق تعبير أدق، المثال في ذلك قصف الجيش الليبي مؤخراً لمطار «زوارة» المدني، على خلفية استخدامه كمركز لتشغيل وتخزين سرب من «الدرونز»، قادم من تركيا ويُستخدم لحساب حكومة الوفاق في طرابلس وفق الرواية الرسمية للجيش. وهي واقعة سبقتها مئات الأحداث المتشابهة، وإن ظلت الأخيرة تتميز بتمدد تأثيرها لمستوى أسهم في إحداث تغيير ملموس في مواقف الأطراف الدولية من الأزمة الليبية برمّتها، وفي أروقة الأمم المتحدة، التي تابعت باهتمام إفادة مبعوثها حول الأمر منذ أيام.

هذا ربما على مستوى استخدامات وأحداث لها علاقة بالدول، لكن تبقى المساحة الأخطر هي الحضور الواسع الأخير لـ«الطائرات المسيّرة»، في حلبة استخدامات «الميليشيات» المسلحة غير النظامية و«التنظيمات» الإرهابية. وهي بطبيعة نشاطاتها تخوض «حروباً غير متماثلة - Asymmetric Wars»، وتخطط وتشكل «تهديداً مبرمجاً - Programmed threat»، ضد دول وكيانات وفي بعض من أشكال الصراعات الداخلية. النموذج الأبرز في هذا المضمار يتمثل في ميليشيا الحوثي باليمن الذي استحدثت إيران عبر استخدامها بالوكالة، متغيرات عديدة في نمط التهديد الذي يشكله هذا السلاح المنخفض الكلفة، والقادر على إحداث قدر لا يستهان به من المخاطر للجوار الإقليمي، لدول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، أو استخدامها في معادلات داخلية في الصراع على السلطة وهدم أركان الدولة الشرعية. فضلاً عن قدرة «الدرونز» المرنة، التي مكّنت تلك الميليشيا من التلويح باستثمار الميزة الجغرافية، من أجل تهديد ممرات ملاحية استراتيجية (باب المندب) أو حركة التجارة العالمية عبر استهداف «سفن الحاويات». هذا التنوع العريض لأنماط التهديد والاستخدامات القادرة عليها تلك التقنية الجديدة «الطائرة المسيّرة»، تدعو إلى الوقوف أمام النقاط التي ربما تستجلي المتغيرات التكتيكية المهمة التي تمكنت من استحداثها في مضمار الصراعات العسكرية، والاستخدامات المدنية على حد سواء.

شهدت الطائرات المعروفة اليوم بـ«الدرونز» على مدى عمرها، وتطورها التقني السريع الذي بدأ في عام 1946 داخل شركة «نورث روب» الأميركية، توسعاً مماثلاً في مهامها المتنوعة، فبدايتها كطائرة لجمع المعلومات الاستخبارية «استطلاع»، سرعان ما انتقلت بها للدخول إلى مجال الطائرات المقاتلة «من دون طيار»، لتزوَّد بالأسلحة بهدف القيام بالمهام الهجومية من خلال ما سُمي (UCAV)، حيث بدأت تضع بصمتها في مجال القتال التقليدي. في الوقت نفسه الذي لم يتوقف فيه تطوير ونمو الطرازات التي تُستخدم كمنصات للاستطلاع الجوي تقوم بمهام متنوعة ومعقدة. فالأنظمة الحديثة منها تمثل «منظومة قيادة، وتوجيه عملياتي»، يُسمح لها بتغطية معلوماتية على مساحة كبيرة من الأرض، ومن ثم تقوم بتوزيع المعلومات على شكل تقارير وصور للقوات الأرضية ووحدات القيادة والسيطرة، حيث تبدأ الأخيرة عملها عبر تحليل تلك الذخيرة المعلوماتية، التي تمكّنها من ترشيد إنجاز المهام الأرضية، وتطويرها عبر التصوير والبث المباشر لحظياً، الذي أصبحت أجيال «الدرونز» قادرة على أدائه بكفاءة. هذا النسق استطاع أن يحقق تغيرات تكتيكية هائلة، فقد حقق ضمانة وجود نظام متكامل للقيادة والسيطرة المعلوماتية، لم يكن متحققاً من قِبل «الدرونز»، وحقق قدرات عالية للمناورة بالنظر إلى أنها لا تحتاج إلى مطارات، فالكلفة الاقتصادية المحدودة في الإنتاج والتشغيل والصيانة انسحبت أيضاً على البنية العسكرية التحتية، فضلاً عن عوامل الأمان والحفاظ على حياة الطيارين، في اتجاه عكسي ومكافئ لتطور منظومات الدفاع الجوي والردارات الإلكترونية وأساليب الكشف الجوي.

«يمكنك أن ترى هذه الأرقام الصغيرة تتدحرج، وانفجاراً كبيراً يقع. وعندما ينقشع الدخان، هناك فقط الركام والأشياء المتفحمة»، هذه مقولة لأحد ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية السابقين، وهو هنا يتحدث عن الجانب الآخر من الصورة التي ما لبثت هي الأخرى في التنامي، قاصداً التعبير عن قدر المخاوف من التوسع الحالي والمتسارع في استخدام «الطائرات المسيّرة» القتالية. ولعل أشهر مَن دقّ ناقوس الخطر المبكر -إلى حد ما- التقرير البريطاني الصادر في عام 2010 بعنوان «القتل المريح - الطائرات المسلحة من دون طيار وعقلية (البلاي ستيشن)»، عبر التقرير عن حقيقة الهواجس من سيطرة عقلية «ألعاب البلاي ستيشن»، على نمط استخدام وتشغيل تلك الطائرات، وأنها في العادة تُستخدم من مسافات تقدّر بآلاف الأميال، وهي بذلك تخفّض حواجز المسافة الجغرافية والنفسية ما بين مشغّل الدرونز، وبين الهدف الذي يُشن عليه الهجوم. مما يحول الأمر بدلاً من الرؤية الطبيعية للإنسان ككائن حي، إلى مجرد شفرات على شاشة التحكم، وهذا لا يُسقط كوابح الأمان فقط إنما يؤدي بالضرورة إلى ثقافة القتل المريح، الذي يدعو بالفعل إلى مراجعة هذا النوع الجديد من التكنولوجيا الفتاكة. فالقلق ينتج عن استخدام الدرونز في «القتل المستهدف» الدقيق خارج القانون، خصوصاً في مناطق النزاعات التي تزدحم بأطراف غير حكومية، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.

ولهذا تظل عملية التصدي لطائرات الدرونز هي التحدي الذي يؤرّق فعلياً القائمين على نشاطات التقنية والتصنيع العسكري حتى اليوم. فهي تنطوي على حزمة من المعضلات؛ إذ يصعب رؤيتها وتحديدها بالعين المجردة، وغير قابلة للكشف بواسطة «رادار» الدفاع الجوي التقليدي المخصص للكشف عن الطائرات الكبيرة، وأجيال أنظمة الدفاع الجوي العالية التقنية الفعالة –جزئياً- حتى الآن، ما زالت عالية التكلفة بالمقارنة بتكلفة الدرونز التي لا تتعدى 500 دولار في طرازات قادرة على أداء مهامها. وقد قدم أرثر ميشيل المدير المشارك لمركز دراسات الطائرات من دون طيار في «كلية بارد»، تقديراً بأن حجم عمليات الاستحواذ على التكنولوجيا المضادة للدرونز، والاستثمار في تطويرها، هي الفئة الأسرع نمواً من مجمل إنفاق وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) خلال هذا العقد. وهي تعكس ليس فقط حماية الوحدات والقواعد والأساطيل العسكرية، إنما الاهتمام المتزايد له علاقة بالأنظمة المحمولة والمتنقلة، التي يمكن استخدامها لحماية الوحدات البرية المتحركة، وتمتد لتؤمّن الاستخدامات المدنية الحالية الآخذة في النمو، مثل حماية أجواء الموانئ والمطارات وتأمين الفاعليات الضخمة والشخصيات المهمة، فضلاً عن مكافحة نشاطات التهريب المتنوعة عبر الحدود البرية والأماكن التي ينشط حولها. لهذا تعكف معامل التقنية التكنولوجية على التوسع والتطوير، لإحكام السيطرة والمراقبة لهذا التنوع في المهام، باستحداث تقنيات جديدة من الترددات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار العاملة بالأشعة تحت الحمراء، ونظيرتها المعتمدة على النبضات الصوتية. حتى يكون هناك ما يمكن تسميته بالحد شبه الآمن من قدرات الاختراق، التي صار يملكها، بتوسع «محدودية الكلفة» وبسهولة «ارتفاع التقنية»، هذا السلاح الجديد «الدرونز».

*عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف ومدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»

 

الطائرات المسيّرة سلاح فعال في الحروب الحديثة

العميد ركن المتقاعد رزق عقلـة الخوالدة/الشرق الأوسط/08 أيلول/2019

أصبحت الطائرات المسيّرة تشغل فكر القادة العسكريين في أي صراع قد ينشب في العالم نتيجة لتطورها والتوسع في استخدامها، وعلى الرغم من ظهور أجيال عديدة منها فإن أساليب استخدام هذه الطائرات أضافت إليها أبعاداً جديدة أحدثت ثورة في مجال الاستخدام مما أدى إلى فتح آفاق متعددة للطائرات المسيّرة، واهتم كثير من الدول المنتجة للسلاح بإنتاج الطائرات المسيّرة لاستخدامها في تنفيذ العديد من المهام التي تكلَّف بها طائرات القتال الحديثة. وتأكدت أهمية الدور الذي تقوم به الطائرات المسيّرة كسلاح فعال في الحرب الحديثة، مما جذب الانتباه إليها لما حققته من مميزات كبيرة في هذا المجال، كان من نتيجتها تسابق الدول المنتجة للسلاح على تصميم أنواع متطورة من هذه الطائرات وتزويدها بوسائل وأجهزة مع «داتا» إلكترونية تتيح إمكانية استخدامها في مهام متعددة تتناسب مع مطالب الحرب الحديثة، ولقد ظلت الطائرات المسيّرة في بداية عملها مقصورة على استخدامات معينة مثل: الإنذار، والاستطلاع، واكتشاف الأهداف المعادية، وتدريبات الدفاع الجوي... إلا أنها شهدت تطورات متتالية في تنوع الاستخدام خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وأضافت القوات المسلحة الأميركية من خلال العمليات العسكرية التي تمت في أفغانستان والعراق والبلقان قدرات جديدة لهذه الطائرات المسيّرة. الطائرات المسيّرة هي طائرات موجّهة لاسلكياً ويمكنها أن تطير في أي اتجاه أو ارتفاع، ويتم تشغيلها والتحكم بها عن بُعد، ويمكن إطلاقها من قاذف أرضية أو من على سطح السفن أو إسقاطها من طائرات أخرى، ويمكن استعادتها مرة أخرى إلى مكان الإطلاق أو إلى أي مكان آخر بعد الانتهاء من مهمتها. وتنقسم أنواع الطائرات المسيّرة من حيث التوجيه إلى: الطائرات الموجهة ذاتياً – الطائرات الموجهة عن بُعد)، ومن حيث إمكانية الاستعادة إلى: (طائرة مسيّرة يمكن استعادتها – طائرة مستهلكة)، ومن حيث الشكل الخارجي إلى: طائرة مسيّرة على شكل طائرات ذات جناح ثابت، أو طائرة موجّهة من دون طيار على شكل طائرات عمودية.

- الخصائص الفنية والتعبوية للطائرات المسيّرة

تعتمد الخصائص الفنية على استخدام وتطوير التقنية لتصميم الطائرة من مواد وشكل انسيابي، وخصائص المحرك تساعد على صعوبة اكتشاف الطائرة وزيادة قدرتها على البقاء. ونتيجة التطور السريع والمتلاحق للطائرات المسيّرة صارت تتمتع بالعديد من الخصائص التعبوية مما يحقق إمكانية تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة عالية. ومن أهم مميزات الطائرات المسيّرة: عدم القدرة على تغيير مهمتها أو إعادة توجيهها لتنفيذ مهمة أخرى بعد عملية الإطلاق. ضعف هيكل الطائرة يقلل إمكانية صمودها بعد إصابتها بنيران الدفاع الجوي. فقد الطائرة كفاءتها عند تدمير محطة التحكم الأرضي. إمكانية الإعاقة الإلكترونية على محطة التوجيه الأرضية لها وبالتالي يتم فقد السيطرة عليها. عدم القدرة على اكتشاف العدائيات المخططة والموجودة في منطقة عمل الطائرة أو خلال خط السير والتعامل معها. طاقة حمل أوزان محدودة في بعض الأنواع تؤثر على قدرتها في أثناء تنفيذها مهامها. تستخدم الطائرات المسيّرة في المهام التالية: مهام الاستطلاع الذي يعد المهمة الرئيسية للطائرات المسيّرة بهدف جمع المعلومات الدقيقة على امتداد وعمق منطقة العمليات وفي جميع الأوقات والظروف لمساعدة القائد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وتتعدد صور الاستطلاع وفقاً لطبيعة التجهيزات المزودة بها.

وتستخدم الطائرة المسيّرة لتنفيذ الحرب الإلكترونية بالتنسيق مع طائرات القتال التقليدية لتأمين أعمالها ومعاونتها على اختراق الدفاعات الجوية المعادية وإحداث شلل وإرباك نظام القيادة والسيطرة المعادي. وتتم أعمال الخداع بتنفيذ مهام مخططة خلال توقيت محسوب وأماكن واتجاهات محددة مستخدمةً وسائل إلكترونية مختلفة بغرض شغل المجال الكهرومغناطيسي المعادي لتحقيق هدف محدد ضمن التخطيط الشامل للعملية العسكرية. كما يتم تجهيز الطائرات المسيّرة بأجهزة إعادة الإرسال للعمل فوق مسرح العمليات لزيادة مدى وكفاءة الاتصالات اللاسلكية وبالتالي تمكن السيطرة على القوات الصديقة العاملة في مواجهة وأعماق كبيرة للعدو. وتُجهز الطائرات المسيّرة بقنابل ذات أوزان صغيرة ومتوسطة يتم إطلاقها من الجو على أهداف محددة أو استخدام الطائرة المسيّرة نفسها كقذيفة موجهة تقوم بالهجوم المباشر على الأهداف المهمة والحيوية. كما يمكن تجهيزها بالمستشعرات الخاصة بحالات الطقس وخدمة محطات الأرصاد الجوية للحصول على معلومات الطقس المختلفة مثل الحرارة، والرياح، والضغط سواءً في المجال العسكري أو المدني. وتُستخدم الطائرات المسيّرة من دون طيار في جميع الجيوش المتقدمة وتعمل قبل وخلال المعركة وتقدم خدمات كبيرة لفروع القوات المسلحة الرئيسية كافة.

ويواجه استخدام الطائرات المسيّرة تحديات مستقبلية منها التطور المتسارع في أنظمة الكشف الراداري لوحدات الدفاع الجوي، والقيود التقنية التي تفرضها الدول المصنِّعة على نقل تقنيات هذه الطائرات مما يجعل تطويرها وإنتاجها رهناً للقدرات التقنية للدول المستخدمة، وتطور أنظمة وسائل الحرب الإلكترونية مما يجعل إعاقة الطائرات المسيّرة والتشويش عليها أمراً ممكننا ويفقدها إنجاز مهامها ويمكّن من تدميرها أو تعطيل عملها، ومهما تقدمت تقنية الطائرات المسيّرة فلا بد أن يتأثر عملها بأحوال الطقس.

أما الخطر الأكبر من الطائرات المسيّرة فيكمن في إمكانية استخدامها من قِبل المنظمات الإرهابية لسهولة تصنيعها، مما يفرض على القوات الحكومية إيجاد الوسائل اللازمة لتدميرها وبالتالي تطور أنظمة الحماية ضدها.

*باحث عسكري أردني

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي اختتم جولته الشوفية بزيارة كفرقطرة: الجبل قلب لبنان النابض والعامود الفقري الذي علينا أن نحميه معا مسيحيين ودروز

وطنية - الأحد 08 أيلول 2019

اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الثاني من زيارته الراعوية الى ابرشية صيدا، بزيارة بلدة كفرقطرة - الشوف حيث ترأس الذبيحة الالهية في كنيسة القديسة تقلا، عاونه فيها راعي الابرشية المطران مارون العمار والنائب العام المونسنيور مارون كيوان، كاهن الرعية الخوري طانوس طانوس ولفيف من الكهنة والرهبان. في مستهل القداس ألقى كاهن الرعية كلمة ترحيبية قال فيها: "نرحب بكم، انتم يا من حملتم راية الشركة والمحبة منذ توليكم السدة البطريركية على كرسي انطاكيا وسائر المشرق. ونحن كهنة وابناء رعايا الشوف وبتوجيهات راعي الابرشية سيادة المطران مارون العمار نعمل على عيش هذا الشعار بالقول والفعل مع جميع العائلات الروحية في هذا الجبل الاشم الذي هو قلب لبنان النابض، وهل يستطيع الجسد ان يستمر في الحياة اذا توقف قلبه عن الخفقان؟ وكل ذلك من اجل ان يبقى لبنان وطن الشركة والمحبة، وطن الانسان والانسانية، وطن الرسالة والحرية والسلام".

الراعي

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان "إن أمي وإخوتي هم هؤلاء الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لو21:8)

وجاء فيها: يرفعنا الرب يسوع بهذا الكلام إلى شرف رابطة الأمومة الروحية والأخوة معه. وهو يبين بذلك أن ما جعل مريم الكلية القداسة أما له بالجسد كان أولا إيمانها الذي به قبلت الكلمة الإلهية في عقلها حقيقة، وفي قلبها حبا. هذه "الكلمة صارت بشرا في حشاها"، كما نقرأ في مستهل إنجيل يوحنا (راجع يو14:1). والكلمة هي يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلص العالم". أضاف: "يسعدني أن أقوم مع سيادة أخينا المطران مارون العمار، راعي الأبرشية، بزيارة رعية كفرقطرة العزيزة التي تكرم القديسة تقلا، أولى الشهيدات، في هذا اليوم الثاني من زيارتنا الراعوية لجزء من الأبرشية. فأسعدنا أمس بزيارة ثماني رعايا، ختمناها بالاحتفال بالذبيحة الإلهية في كرسي المطرانية ببيت الدين. وأحيينا عيد أمنا مريم العذراء سيدة الخلاص، شفيعة المطرانية، في ذكرى مولدها. وها نحن نحتفل معكم بهذا الليتورجيا الإلهية، إحياء لعيدها الذي يذكرنا بعقيدة الحبل بلا دنس. فعندما تكونت مريم في حشا أمها، كثمرة حب والديها يواكيم وحنه، ككل إنسان، عصمها الله منذ اللحظة الأولى لتكوينها من الخطيئة الأصلية الموروثة من أبوينا الأولين آدم وحواء، والتي تغسل فينا بماء المعمودية والروح القدس. إن الله بسابق تدبيره اختار مريم لتكون، في ملء الزمن، أما لابنه المتجسد، فادي الإنسان ومخلص العالم. فكان لا بد من أن تكون منزهة عن كل عيب تلك التي سيولد منها بالجسد الإله - الإنسان". وأردف الراعي: "يطيب لي مع سيادته، أن نحييكم ونهنئكم بالعيد. فنوجه التحية إلى عزيزنا كاهن الرعية الخوري طانيوس طانيوس، ورئيسة البلدية السيدة ألين نصار ومجلسها، ومختاري البلدة السيدين زياد فضول ومالك منذر ومجلسيهما، ولجنة الوقف وأخويات الكبار والطلائع والفرسان. ونوجه تحية خاصة إلى إخواننا الروم الملكيين الكاثوليك، وبني معروف أبناء طائفة الدروز الأعزاء متمنين للجميع كل خير وبركة. أزور رعية كفرقطرة العزيزة والذكريات تعود بي إلى أواخر الخمسينات، عندما كنا إخوة ناذرين نقضي عطلة الصيف في دير مار عبدا - دير القمر، ونأتي إلى الرعية لتلقين الأولاد التعليم المسيحي، وبخاصة لنحيي عيد القديسة تقلا. وكان في تلك السنوات رئيس الدير يتولى خدمة الرعية، ويعاونه الآباء المتواجدون فيه. أقول هذا تأكيدا للروابط الروحية القديمة التي تشدني إليكم.

إننا ندعم توجهكم إلى توطيد الوحدة في الجبل والتضامن والتعاون من أجل إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إليه بشكلها الفاعل. ومن الملح بمكان الإفساح في المجال للجميع ليجدوا وظيفة سواء في مؤسسات الدولة العامة، أم في مؤسسات خاصة. وهذا عنصر أساسي لحفظ الاستقرار في الجبل، ميزان الاستقرار في البلاد". وقال: "كل سر مريم العذراء أنها قبلت بفضل إيمانها كلمة الله في قلبها وحفظتها وعملت بها. فأجرى فيها الله العظائم: جعلها أما عذراء لابنه المتجسد بقوة الروح القدس، ودائمة البتولية، بقوة النعمة الإلهية صانت هي نفسها من كل خطيئة شخصية، غذت وربت مع يوسف ابنها يسوع الإله المتجسد، فكان ينمو بالقامة والحكمة والنعمة (لو52:2)، وهذا واجب الوالدين تجاه أولادهم في تأمين نموهم المثلث الأبعاد: الجسدي والعلمي والروحي؛ أشركها الله في آلام الفداء، من فقر الميلاد في مغارة بيت لحم، واضطهاد هيرودس، والهرب إلى مصر، فإلى آلام ابنها يسوع وموته على الصليب مخذولا ومرذولا من الجميع، جعلها أما لكل إنسان بشخص يوحنا الحبيب، وللبشرية جمعاء وللكنيسة في ذروة آلام الصليب: "يا امرأة، هذا ابنك، يا يوحنا، هذه أمك" (يو26:19)؛ نقلها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وتوجها ملكة السماء والأرض".

وشدد على ان "الإيمان ليس أمرا سهلا، بل يقتضي تضحيات وجهودا وتجردا وبذلا للذات حتى استشهاد الدم. هكذا كان إيمان القديسة تقلا شفيعتكم، وهي أولى الشهيدات. وهكذا كان إيمان مريم. الله لا يخدع ولا يغش، إذ يكشف أن طريق الإيمان صعب، على ما ردد الرب يسوع: "من أراد أن يتبعني، فليكفر بنفسه، ويحمل صليبه، ويتبعني" (متى 24:16). وهذا ما نراه واضحا في جميع دعوات الله الكبيرة. لقد نبه إرميا النبي: "سيحاربونك ولا يقوون عليك، لأني معك لأنقذك" (إر9:1). وبشأن شاول - بولس قال الرب لحنانيا: "سأريه كم يجب عليه أن يتحمل من الآلام من أجل إسمي" (أعمال 16:9)، وسمعان الشيخ تنبأ لمريم بعد ثمانية أيام لميلاد طفلها: "وأنت سيجوز قلبك سيف من الآلام" (لو35:2). ولا ننسى ألمها المعنوي وخوفها من نظرات الناس إليها المتسائلة والهازئة، وهي حبلى من الروح القدس، وقبل أن تتساكن مع زوجها الشرعي يوسف. من يصدق هذه الرواية؟ ولم تكن تجهل أن شريعة موسى تأمر برجم المرأة بالحجارة حتى الموت، إذا وجدت حبلى من خارج الزواج (تثنية 22: 20 وما بعدها). يوسف نفسه فكر بتطليقها سرا (راجع متى19:1). لقد عاشت مريم مغامرة الإيمان الواقعية الصعبة، وليس فقط مغامرة عقلية. فكانت تلك المؤمنة بامتياز التي ارتمت بين ذراعي المطلق، الذي هو الله. إن ما يميز إيمان مريم عن سواها هو أنها الوحيدة التي آمنت في "حالة تزامن"، أي بينما كان تصميم الله يحدث، وقبل أي إثبات وتأكيد من قبل الأحداث والتاريخ (S. Kierkegaard: l'école du christianisme)".

وأضاف الراعي: "يا مريم أمنا، في يوم مولدك، بزغ فجر الخلاص على البشرية جمعاء. نسألك نعمة الانفتاح على هذا الفجر، بانتظار شمس المخلص والفادي، فنعيش في نور كلمته التي تشركنا في أمومتك الروحية. لقد أعطيت جسدا للكلمة المقبولة في قلبك، ساعدينا كي نجسد نحن بدورنا الكلمة إياها في أفعالنا وثقافتنا، فنرفع معك نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". بعد القداس التقى الراعي ابناء الرعية ووفدا من المشايخ الدروز ثم كانت كلمة لرئيسة بلدية كفرقطرة قالت فيها: "كفرقطره هي ارض "الشركة والمحبة"، وايقونة المصالحة ولا احد مثلنا يدرك معنى المصالحة وكلفة الخلاف. ان الاحداث الدامية التي عصفت بنا اصبحت للعبرة والذكرى. فما يجمعنا مع اخواننا من طائفة الموحدين الدروز اكثر بكثير مما يفرقنا". ثم كانت كلمة للراعي شكر فيها كل من شارك في تنظيم الزيارة الراعوية الى جانب راعي الابرشية المطران مارون العمار مؤكدا للجميع "صلاته والتواصل معهم من خلال الكهنة خدمة الرعايا من اجل تعزيز الحضور والحياة في الجبل". بعد ذلك زار البطريرك الراعي والوفد المرافق كنيسة السيدة للروم الكاثوليك حيث كان في استقباله كاهن الرعية الاب وسام فرح وابناء الرعية. وبعد الصلاة قال الراعي: "انها لفرحة كبيرة ان نزور كنيسة السيدة في عيدها ونبارك اعمال بناء الكنيسة الجديدة مجددين التهاني والتمنيات لكم بالعيش بطمأنينة بالرغم من كل الصعوبات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها. ولكن نحن جماعة الرجاء لا نخاف لان ايماننا يبدد الصعوبات. وكلمة يأس لا توجد في قاموسنا المسيحي. وانتم اختبرتم المحنة في الجبل لتعودوا فتعيشوا القيامة. وكونوا على ثقة ان شفعاءنا وقديسينا لن يتركونا يوما".

البيت الدرزي

ومن هناك توجه الراعي الى البيت الدرزي في كفرقطر وكان في استقباله حشد من المشايخ ومن ابناء طائفة الموحدين الدروز الذين ألقى باسمهم الشيخ فؤاد نصر الدين كلمة ترحيب جاء فيها: "استقبلناكم اليوم في صالون الرعية، ونستقبلكم الآن في بيتكم الثاني، بيت دروز كفرقطرة. لقد عودتنا بكركي على رعايتها الدائمة في تكريس كل ما يجمع على المحبة والالفة في هذا الوطن. بدءا بالمصالحة التي قادها البطريرك صفير مع الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط لاعادة العيش الواحد لهذا الجبل، فلا جبل بدون الدروز والمسيحيين. نعم لا جبل بدون الدروز والمسيحيين معا، هكذا كان وهكذا هو اليوم وهكذا سيبقى. والآن غبطتكم اخذتم على عاتقكم إكمال هذه المسيرة الوطنية تحت شعاركم الكبير "شركة ومحبة". وختم نصر الدين: "غبطة البطريرك، كنا نراقب رعايتك لابناء الرعية قبل وصولك الى هذا المقام واثقين من ان هذا الزاهد المتواضع سيصل يوما ما ليحمل مشعل المحبة بكل جدارة. فأهلا وسهلا بكم في كفرقطرة بلدة المحبة، بلدة الوفاء، بلدة العيش المشترك." من جهته رد الراعي بكلمة قال فيها: "أصحاب السماحة والفضيلة، المشايخ الكرام وبني معروف الأحبة الدروز الحاضرين معنا. تحية كبيرة نوجهها لحضرتكم مع المطران مارون العمار، والى رئيسة البلدية، ومخاتير البلدة ومجالسهم وكاهن الرعية والاباء وكل الحاضرين معنا اليوم. نحن في الحقيقة نعتبر بأننا توجنا الزيارة الرعوية لكفرقطرة بزيارة بيت الأخوة الموحدين الدروز، وهذا امر طبيعي والا تكون الزيارة ناقصة. انتم عودتمونا على المعروف وسبقتمونا انتم بالدعوة الى زيارتكم. نحن ندرك محبتكم واختبرناها وعشناها معا خلال قرون من الحياة في الجبل، والغيمة مرت ومرت بدون رجعة. اننا نؤكد على المصالحة التي اجراها المثلث الرحمة البطريرك صفير والأستاذ وليد بك جنبلاط. واصبح علينا اليوم ان نصونها ونواصلها. تلك المصالحة وضعت الأساس ونحن علينا بناء المداميك كما في كل بناء. الجميع يعلم ان الحياة تبدأ بولادة طفل وحتى قبل ولادته يبقى تسعة أشهر في بطن امه. وعندما يولد لا تتوقف القصة هنا، فهو يحتاج الى عناية ورعاية، ثم الى تعليم. وفي كل المراحل يحتاج الى صحة. ما يعني ان هناك كينونة وهناك صيرورة. الحياة الزوجية تبدأ لكن صيرورتها تحتاج الى بناء يومي والا يحكمها التنافر. الامر عينه ينطبق على حياتنا الوطنية. وبالنسبة لكلامنا عن المصالحة، فانها حصلت ولكن صيرورتها اصبحت بين أيدينا. علينا ان نبنيها كل يوم كمواطنين صالحين، وعلى الدولة ان تساعدنا كي يتمكن اهل الجبل من العيش فيه. يجب على الدولة أن تقوم أيضا بتأمين فرص عمل لهم ونحن أيضا نتأمل من المؤسسات الخاصة أن توجد ظروف عمل ووظائف لشعبنا حتى يبقى هنا وأن لا يضطر للنزول إلى بيروت ويعود كل يوم أو لفتح بيت آخر في بيروت. هذا ما اعنيه بالصيرورة التي على كل واحد منا ان يعمل ويحافظ عليها من جهته".

واضاف: "نحن فيما يختص بنا ككنيسة، وكما ترون، حافظنا على كل مؤسساتنا، مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا وهيكلياتنا في الجبل. وهذا واجب اساسي بالنسبة لنا كي يشعر الشعب برجاء وأمل بأنه ليس متروكا، ولذلك نحن بحاجة لان تبقى أيدينا مشبوكة لكي يشعر الجميع بفرح العيش معا من جديد".

وختم الراعي: "كما تفضلتم، بلدة كفرقطرة كانت السباقة في عيش المصالحة والعيش معا. أود ان اتمنى لكم كل التوفيق مع الدعاء إلى الله لكي يستمر هذا العيش معا في هذا الجبل الذي نعتبره العمود الفقري للحياة اللبنانية. فاذا كان الجبل بخير يكون لبنان كله بخير لان الجبل هو قلب لبنان النابض. هو العامود الفقري الذي علينا ان نحميه معا. ولدينا مع أخواننا الموحدين الدروز، بني معروف، تاريخ طويل من التعاون من أيام فخر الدين. وهذا التعاون ادى الى تأسيس الكيان اللبناني واعلان دولة لبنان الكبير 1920. لذلك نحن معنيون موحدين الدروز ومسيحيين بالمحافظة على هذا الوطن ليبقى وطن التعددية، وطن التنوع الديني والثقافي والحزبي والسياسي كي يبقى وطن الديموقراطية ووطن الحريات العامة، وطن الإنسان."

 

راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله افتتح درب البطريرك الحويك في حلتا البترونية: درب القداسة تبدأ في العائلة

وطنية - الأحد 08 أيلول 2019

افتتح راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله والرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت ماري أنطوانيت سعادة، "درب البطريرك الحويك" بمشاركة جمهور الراهبات، خادم رعية حلتا الخوري زياد اسحق، أهالي بلدة المكرم وأفراد من عائلته، اهالي القرى والبلدات المجاورة وعدد من المشاركين من مختلف القرى البترونية. وبعد صلاة الافتتاح أمام كنيسة السيدة في حلتا انطلق المشاركون في مسيرة صلاة سيرا على الاقدام على الطريق التي كان يسلكها المكرم البطريرك الحويك عبر بلدتي بقسميا وكفرحي للوصول الى دير مار يوحنا مارون في كفرحي حيث تعلم وعلم في المدرسة الاكليريكية.

وفي كنيسة الدير ترأس المطران خيرالله القداس في حضور الاخت سعادة، رئيس بلدية بقسميا العميد المتقاعد شارل شيخاني، الرئيس الفخري لنقابة الوسطاء والاستشاريين العقاريين مسعد فارس، وحشد من المؤمنين بالاضافة الى الراهبات.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها: "يوم الأحد هذا هو يوم مميز لأننا أولا نحتفل بعيد مولد امنا مريم العذراء، ثانيا نفتتح درب البطريرك الحويك، درب القداسة التي سار عليها البطريرك الياس الحويك ولكي نكون مثالا لنا نحن المؤمنين اليوم".

واضاف: "لقد احتفلنا في ابرشيتنا التي هي ابرشية القداسة والقديسين بمسيرة المجمع الابرشي الذي دام 6 سنوات وافتتحناه في عيد مار يوحنا مارون في 2 آذار 2013 واختتمناه في 2 و3 آذار في عيد مار يوحنا مارون في العام 2019 بمشاركة الرئيسة العامة واخواتنا الراهبات وعدد كبير من الكهنة والرهبان والعلمانيين الذين رافقونا في هذه المسيرة واتخذنا لها شعارا "على خطى آبائنا القديسين نتجدد ونتقدس بالمسيح". وبعد أشهر قليلة حصلنا على نعمة كبيرة من الرب يوم أعلن البابا فرنسيس البطريرك الياس الحويك مكرما على طريق القداسة لكي نسير على خطاه كما خطى أبائنا القديسين من مار مارون الى مار يوحنا مارون وكل تلامذتهم من بطاركة ومطارنة ورهبان وراهبات وكهنة ونساك وآباء وآمهات وعلمانيين. واليوم، وفيما نحن نفتتح درب البطريرك الحويك فنحن نكمل مسيرة المجمع الابرشي الذي من خلاله سنتقدس ونتجدد لأن الرب دعانا جميعا الى القداسة."

وتابع: "درب قداسة البطريرك الحويك بدأت في بلدته حلتا حيث ولد في عائلة كهنوتية ووالده كان كاهنا وتعمد في كنيسة السيدة في حلتا ثم قصد مدرسة مار يوحنا مارون للتعلم وكانت مدرسة شهيرة في القرن التاسع عشر وتحولت من دير الى مدرسة اكليريكية سنة 1812 وكانت ثاني مدرسة في لبنان وفي الشرق بعد مدرسة عين ورقة وخرجت كبارا ومنهم البطريرك الحويك. من هنا بدأت طريقه لكي يلبي دعوة الله الى القداسة، تنشأ كولد ثم انتقل الى المدرسة الاكليركية في غزير التي أسسها الآباء اليسوعيون ومن ثم انتقل الى روما لاكمال دراسته وسنوات اختصاصه وعاد الى لبنان حيث سيم كاهنا وأكمل طريقه التي دعاه اليها الرب".

وأردف: "خلال كل حياته عرف برجل العناية الالهية، سلم ذاته لإرادة الله وهذا ما وضعه على طريق القداسة ليتمم مشيئة الله ويعمل برضى الله بعدها قادته ارادة الله لان يعلم في المدرسة نفسها التي تعلم فيها في صغره ثم انتقل الى البطريركية في بكركي ليكون امينا للسر فيها ثم عين مطران فبطريركا. حياته هي مثال لنا ودربه نستطيع ان نتشبه بها اليوم فنعرف كيف نأخذ منه أمثولتين مهمتين: أولا الاتكال على ارادة الله وعلى العناية الالهية التي ترسم طريق حياتنا والمهم ان يكتشف كل واحد منا هذا الدرب ليتمم ارادة الله في حياته وثانيا ان نطلب شفاعة مريم العذراء التي كان البطريرك الحويك يكرمها كثيرا وكان يطلب من والدته اضاءة شمعة عندها في كنيسة السيدة يوم كان في روما. انها تسليم كامل للرب وشفاعة مريم لانها هي التي عرفت ان تقول نعم لمشيئة الله فتدخل في سر الحب، سر الله الذي سيصير انسانا بصمت وتواضع، بتضحية ومحبة كبيرة وقالت نعم فلتكن لي بحسب قولك. كان البطريرك الحويك يؤمن ان مريم تدلنا على طريق ابنها يسوع الذي اوصلنا الى القداسة وضحى في سبيلنا وهو قبل الموت على الصليب، حملنا في ضعفنا وخطايانا وبقيامته اعطانا الحياة وجعلنا ابناء الله. انها ارادة الله بخلاص جميع البشر".

وقال: "في هذا اليوم الاول من افتتاح درب البطريرك الحويك، درب القداسة، فيما هو مكرم على طريق اعلانه قديسا نريد ان نسلمه ذاتنا وكنيستنا مع رأسها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل المطارنة والرهبان والراهبات والنساك الذي يعيشون اليوم على قمم الجبال أو في كهوف في الوديان وكل الامهات والآباء الذين يربون اولادهم تربية صالحة نصلي لهم اليوم ونقدمهم للرب ونعرف ان درب القداسة تبدأ في العائلة وكل قديسينا وقديساتنا سلكوا درب القداسة انطلاقا من عيش القداسة في عائلاتهم التي كانت تلبي دعوة الله الى القداسة، والبطريرك الحويك الذي كان مؤمنا بأهمية العائلة ودورها في درب القداسة أسس جمعية راهبات العائلة المقدسة. انها أكبر علامة ان نعود مع كنيستنا وشعبنا واكليروسنا وعلمانيينا لنقدم عائلاتنا فتكون نواة تعلم على الصلاة والايمان بالله والاتكال عليه والتسليم بمشيئته وعلى تتميم ارادته في حياتنا جميعا".

وختم: "انه نداء البطريرك الحويك لنا جميعا لكي نسلك نحن ابناء الموارنة دربه، درب القداسة فنصير قديسين ونحن قادرون على ذلك كما قال لنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني."

وبعد القداس تابع المشاركون رحلة المشي الى الدير الام لجمعية راهبات العائلة المقدسة في عبرين حيث ضريح المكرم الحويك وكانت صلاة اختتام رحلة تدشين "درب البطريرك الحويك".

درب البطريرك الحويك

أما "درب البطريرك الحويك" فتنطلق من حلتا مسقط رأس المكرم مرورا بكفرحي حيث كانت المدرسة الإكليريكية سابقا والتي فيها تعلم وعلم وصولا إلى عبرين حيث الدير الأم لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات وضريح المكرم.

وتقول الاخت نورا الخوري حنا من راهبات العائلة المقدسة أن "درب البطريرك الحويك" هي طريق حج وصلاة ورياضة لمحبي السير في الطبيعة. فيها الكثير من المعالم الطبيعية والأثرية ومنها النهر وبساتين الزيتون، والطواحين القديمة والبيوت التقليدية. وهي أيضا درب تاريخية ثقافية، تضم في القسم الأول منها، من حلتا إلى كفرحي، "درب الأبجدية السريانية"، وهي الدرب التي سلكها المكرم البطريرك الياس الحويك يوميا، ذهابا وإيابا، إلى المدرسة الإكليريكية في كفرحي ومنها إلى بيته الوالدي في حلتا. يتعرف السائر على هذه الدرب على حروب اللغة السريانية وكلمات من روحانية البطريرك الحويك.

 

أبو فاعور: تيمور جنبلاط حاسم بأن لا يكون لقاء اللقلوق على حساب الثوابت أو القضاء

وطنية - الأحد 08 أيلول 2019

كشف وزير الصناعة وائل أبو فاعور ان "لقاء رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط بوزير الخارجية جبران باسيل في اللقلوق، حصل بدعوة من باسيل ويهدف الى الحرص على المصالحة وفتح الحوار واستكشاف آفاق العلاقة السياسية المستقبلية، دون إلغاء الاختلافات التي حصلت في الفترة السابقة"، مؤكدا أن "تيمور جنبلاط حاسم ألا يكون هذا اللقاء او غيره على حساب الثوابت او القضاء وتحديدا في قضية البساتين، وننتظر مثول المطلوبين أمام القضاء". كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته العشاء التكريمي الذي أقامته جمعية "نحنا راشيا" لمتقاعدي منطقة راشيا في القطاع التربوي، تقديرا لمسيرتهم التربوية والانسانية، تخلله تكريم الطبيبة لور مالك التي شغلت حيزا كبيرا في عملها على مدى عشرات السنين، واقيم الاحتفال على مدرج قلعة راشيا بمشاركة تربوية واسعة. حضر الاحتفال النائبان السابقان اللواء انطوان سعد والدكتور أمين وهبي، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور، رئيس بلدية راشيا بسام دلال، القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي وهبي ابو فاعور، رئيس دائرة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية انطوان جبران، الإكسيرخوس إدوار شحاذي والبروتوباباس ابراهيم كرم، رئيس مجلس أمناء جامعة MUBS الدكتور حاتم علامة، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد كبير من المتقاعدين التربويين المكرمين. وقال أبو فاعور في كلمته: "عندما يعاد تنزيه التعليم إلى الموقع الرسولي الذي هو فيه تعود المدرسة الرسمية، طبعا هذا لا يلغي أنه لا زال بين المعلمين الكثير من الرسل، وان بين المعلمين والمعلمات الكثيرين الذين يحملون هذا الصليب، صليب التعليم بكل قناعة وأمانة. أحسدكم أنكم عشتم تلك المرحلة ولا أحسدكم على ما تؤول إليه الأمور، عندما يقف استاذ ليستجدي الدولة على حق مكرس، على ما تم اغتصابه، المشكلة بكل المواقف وكل الوضع المالي والاقتصادي، وللأسف تم تحميل القسم الأكبر منه للمعلمين المتقاعدين، وأنا أقول باسم اللقاء الديموقراطي هذا حق مكرس لكم يجب أن تحصلوا عليه، وأقول باسم اللقاء الديموقراطي وباسم رئيسه تيمور جنبلاط، سنسعى مع وزير المال الذي لا أعتقد أنه بعيد من هذا الأمر، إلى تحصيل هذا الحق لأنه حق مكرس".

وأمل بأن "تعيد الدولة التعليم إلى مكانته، وتعي القوى السياسية قيمة التعليم في البلاد". وقال: "كان كمال جنبلاط يقول، على لبنان أن يتبوأ موقع الصدارة والريادة والقيادة الفكرية في الوطن العربي، لم يعد هناك وطن عربي، صرنا أجزاء متنافرة مقسمة متخاصمة، ولكن لا يجوز أن يتقدم العالم العربي والوطن العربي وتتقدم كل الدول المحيطة ونحن نتأخر، فيما لبنان يجب أن يكون في موقع الريادة العلمية والفكرية على مستوى المنطقة. كيف يمكن أن نكون بهذا الموقع بالتعليم؟ كيف يمكن أن نتطور بالتعليم؟ ليس فقط بالتعليم العشوائي، بل على مستوى التعليم ونوعيته".

وأمل بأن "يوفق الوزير أكرم شهيب الذي يخوض منازلة كبرى وصراعا كبيرا في وزارة التربية، في إعادة الاعتبار إلى التعليم الابتدائي والرسمي بشكل عام وإلى الجامعة والجامعات الخاصة والتعليم الخاص، حتى عندما يقوم أكرم شهيب ببعض الإجراءات من أجل حماية التعليم يهاجم. قام بإقفال عدد من المدارس الخاصة أو الدكاكين التي تسمي نفسها مدارس وأيضا يهاجم، لماذا؟ لأن هناك مصالح كبرى في التعليم، يقال سوق التعليم، وكأنه سوق تجارية. هو قطاع التعليم كما يقال سوق الدواء، وكأن أيضا الدواء هو سوق تجارية بينما هو قطاع الدواء. نأمل بأن يوفق الوزير أكرم شهيب في إنهاض قطاع التعليم وأنا أعرف أنه كلما توغل في هذه الإجراءات الإصلاحية كلما زادت الحملة عليه".

وقال: "أعود إلى هذه المنطقة لأقول إنني بإسم كل أبناء هذه المنطقة أنحني أمامكم أنحني أمام المعلمين والمعلمات الذين جاهدوا وصبروا وعملوا وتركوا بصمات لا يستطيع أن ينكرها أحد، وعلى كل حال، على ألسنة الخلق تسمعون هذا الكلام في من يجلون بمن قام بواجبه في التعليم ومن قام بدوره في الحفاظ على المدارس، الاهالي يعرفون ويشهدون لمن حافظ على المدارس والتربية وعلى التعليم وعلى المستوى التربوي في هذه المنطقة. أحييكم شخصا شخصا وارفع لكم القبعة باسم كل الأجيال في هذه المنطقة، وأشكركم على كل التعب وعلى كل العمر الذي أفنيتموه في التربية والتعليم وأوجه تحية خاصة للدكتورة لور مالك التي كم من الأجيال والأجيال أبصرت هذه الحياة وقابلت هذه الحياة على يدها، بكل حرصها ومحبتها، وعبرها أوجه التحية للخواجا رستم، هذا الرجل الأخلاقي الحر الذي أحييه ألف تحية في هذه الامسية".

ووجه التحية لرئيس دائرة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية أنطوان جبران "الذي يمثل القانون والأخلاق، هذا الذي نحبه ونفتخر بوجوده بيننا، ونفتخر انه لا يزال في الادارة أمثاله وامثال فاطمة عويدات، في مؤسسة مجلس الخدمة المدنية التي يريد البعض ان يضع حجرا فوق رأسها، ولن نسمح لهذا البعض مهما سمت به الألقاب ومهما بلغت به السلطة، بأن يدفنوا هذه المؤسسة الشريفة النظيفة التي تعطي الحقوق لكل أبناء الشعب، والذي يحصل هو طوف موقت لن يطول به الوقت. واجبنا الحفاظ على هذه المؤسسة على ما تقيمه من عدل بين اللبنانيين".

في السياسة قال أبو فاعور: "كل اللقاءات التي حصلت أخيرا بالأمس وقبل أمس، هي لقاءات تهدف بشكل اساسي الى تصفير المشاكل بين اللبنانيين، والى قرع ابواب الحوار بين القوى السياسية وفتح ابواب النقاش السياسي المسؤول ولو على اختلاف، وفتح ابواب النقاش الاقتصادي المسؤول لاجل هذه المرحلة المصيرية التي نعيش فيها، والتي تتقدم فيها الاولوية الاقتصادية على ما عداها من أولويات، سواء بالنسبة الى اللقاء الذي عقد بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط ووزير الخارجية جبران باسيل بدعوة من الوزير باسيل، او اللقاء الذي عقد بين وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ووفد من "حزب الله" برعاية الرجل القلق والدائم القلق على وحدة لبنان وحمايته، الرئيس نبيه بري، فكل هذه اللقاءات تهدف الى رأب الصدع بين اللبنانيين والنقاش المسؤول والرصين رغم كل الاختلافات السياسية التي لا تلغيها كل هذه اللقاءات". وعن اللقاء بين النائب جنبلاط والوزير باسيل، قال: "هذا اللقاء يهدف اولا واخيرا الى الحرص على المصالحة وتكريسها وفتح ابواب النقاش واستكشاف آفاق وامكانات الاتفاق السياسي المسبق دون إلغاء الاختلافات التي حصلت في الفترة الاخيرة، ولكن كل هذه اللقاءات وتحديدا اللقاء الذي حصل قبل أمس، لا يمكن ان يكون بالنسبة الى تيمور جنبلاط على حساب التوافق او الاسس التي نتمسك بها، وهذه الثوابت هي المصالحة والحفاظ على كل شركاء المصالحة، والحفاظ على القانون والتزام الدستور واتفاق الطائف، وألا نجانب الحق في مسألة القضاء وتحديدا في قضية قبرشمون جراء الحادثة التي حصلت والتي لا يرضى تيمور جنبلاط ان تكون اي تسويات سياسية على حساب تساوي الجميع امام القانون. هناك جلسة استجواب الاثنين المقبل ونأمل بأن يتواضع الجميع ويذهب المطلوبون الى الشهادة او الى التحقيق، كما ذهب المطلوبون الى الشهادة من انصار الحزب التقدمي الاشتراكي، فلا يمكن لأي لقاء سياسي ان يكون على قاعدة المساومة على هذه الثوابت، بل كل اللقاءات التي تحصل هي لترشيد الخطاب السياسي الذي للاسف فاقنا وقادنا في الماضي الى ما قادنا من أهوال وخلافات ومشاكل".

وشكر ابو فاعور جمعية "نحنا راشيا"، "هذه الجمعية الراقية الحضارية المتميزة بشبابها وشاباتها الذين نفتخر بهم، دأبوا طوال العامين الماضيين على تقديم النشاطات النوعية".

دلال

وكانت كلمة لرئيس بلدية راشيا، شدد فيها على أهمية الدعوة "فالمعلم صاحب الرسالة الأسمى في المجتمع وأساس النهوض والرقي والتطور في محيطه، واليوم، أمامنا مجموعة من المعلمات والمعلمين أتقنوا هذه الرسالة في وقت كان التعلم مشقة كبرى في ظل الحروب وصعوبة التنقل ومركزية الجامعات والاكلاف الباهظة، فكان خيار متابعة التعلم خيارا صعبا وفيه الكثير من العوائق والصعوبات. اجتزتموها وكنتم على مستوى التحدي حتى تتابعوا رسالة المحبة والتربية والتطور في مجتمعكم، وكنتم في وقت الانقاسامات الطائفية والمناطقية والحزبية صلة الوصل الوحيدة بين الكل حتى تحافظوا على رسالة المحبة والتلاقي وحتى تصنعوا جيلا متعلما ومثقفا". ونوه بتكريم الدكتورة لور مالك، وقال لها: "على مدى عقود وبأقسى الظروف، كنت دائما الى جانب اهالي راشيا ونسائها واطفالها تحديدا، انقذتي الكثير من الامهات والاطفال عندما لم يكن هناك مستشفيات وعيادات، كان همك الاساسي معالجة الحالات الصعبة ومتابعة المرضى في بيوتهم بعيدا من أي غاية مادية. خدماتك طالت منطقة راشيا ولك بصمات خيرة في معظم بيوتات المنطقة، شكرا لك ولزوجك الصديق الخواجا رستم مالك الصحة والعافية والعمر الطويل".

وختم دلال شاكرا الجمعية وابو فاعور والمكرمين.

الشقرا

وألقى المربي الدكتور غسان الشقرا كلمة التربويين المتقاعدين شدد فيها على أن "معظم المكرمين شاركوا في صنع مجد التعليم الرسمي الذي ازدهر وتوسع منذ اوائل سبعينيات القرن الماضي رغم كل الصعوبات"، لافتا الى ان "المدرسة الرسمية ولا سيما التعليم الثانوي حقق نقلة نوعية في منطقتنا". وقال: "كما للمدرسة الرسمية حق علينا كذلك لنا حقوق لا بد من نيلها وبخاصة ما نصت عليه المادة 18 من القانون 46 اي قانون تعديل سلاسل الرتب والرواتب للقطاع العام".

الحلبي

ولفتت المهندسة كريستين توفيق الحلبي باسم الجمعية إلى دور الجمعية على مستوى راشيا والمنطقة والنجاحات التي تحققها في نشاطاتها التي تكرس وجه راشيا الحضاري والجمالي.

مالك

وبعد تكريمها ألقت المكرمة لور مالك كلمة مؤثرة عبرت فيها عن حبها لمنطقة راشيا وناسها، وتحدثت عن مسيرتها في هذه المهنة الشاقة في مرحلة صعبة ودقيقة، وشكرت للجمعية مبادرتها ولفتتها، ونوهت برعاية ابو فاعور التكريم.

وقدم فادي مهنا واعضاء الجمعية لوحة فنية من اعمال الفنان امير سلامة لأبو فاعور ودرعا تقديرية لمالك، وقدم دلال درعا تكريمية لها.

واختتم الاحتفال بسهرة موسيقية لعازفة الكمان العالمية الفنانة حنين العلم وفرقتها.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 07 -08 يلول/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

هل يتمرد د. جعجع عملياً على الصفقة الخطيئة؟

الياس بجاني/08 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78311/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%af-%d8%af-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89/

 

 

Israel must target the real root of the problem - Iran
 Gilad Sharon/Ynetnews/September 08/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78309/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%84%d8%ac%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%88%d8%aa-%d8%b9/

 

 


 Christians Massacred, Media Look the Other Way
 
المسيحيون بتعرضون للمجازر ووسائل الإعلام تغض الطرف
 Giulio Meotti/Gatestone Institute/September 08/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78300/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d8%b6%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%a7%d8%b2%d8%b1-%d9%88%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5/
 
https://www.gatestoneinstitute.org/14827/christians-massacred-media-ignore

 

 

Why appeasing Iran is the road to disaster
 Sir John Jenkins/Arab News/September 07, 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78306/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%ac%d9%86%d9%83%d9%8a%d9%86%d8%b2-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1/

 

الجولة الآتية بين واشنطن وطهران وبين "إسرائيل" و"حزب الله" في لبنان/راغدة درغام/ايلاف/07 أيلول/2019

The calm before the storm: expect more clashes between Hezbollah and Israel/Raghida Dergham/The National/September 07/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78297/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88/

 

 

الجولة الآتية بين واشنطن وطهران وبين "إسرائيل" و"حزب الله" في لبنان

راغدة درغام/ايلاف/07 أيلول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78297/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88/

 

 

The calm before the storm: expect more clashes between Hezbollah and Israel
 Raghida Dergham/The National/September 07/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/78297/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%aa%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d9%88/