المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 07 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september07.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن

الياس بجاني/لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/مرة أخرى جعجع الذمي والمتذاكي يتاجر بدماء الشهداء

الياس بجاني/لا ثقة برئيس لاهي يعمل  اداة عند حزب الله وإيران ويعرقل التحقيق في جريمة المرفأ برفضه التحقيق الدولي

الياس بجاني/شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أقزام السياسة ولبنان الكبير/اتيان صقر _ابو أرز

الطريق من البناء الى الباية/د. وليد فارس

عندما يتحول"/د. وليد فارس

مستشفى الحريري: 79 إصابة بكورونا و25 حالة حرجة

لبنان.. "فورين بوليسي" تتحدث عن "المستقبل المجهول"

 لو دريان يكشفُ سبب الوقوف إلى جانب لبنان

لودريان: إدانة الجناح العسكري لحزب الله والتعاون مع جناحه السياسي

لبنان في صلب اهتمام الفاتيكان/الأب رفعت بدر/الرأي

نهم الأحزاب يهدد “مداورة” الوزارات.. والمهلة تضيق أمام أديب/ عمر حبنجر/الأنباء الكويتية

هنية يدخل عين الحلوة بعد لقاء نصرالله: طوّرنا صواريخنا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/9/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله التقى هنية وتأكيد متانة العلاقة بين حزب الله وحماس

سلامة: لن يفلس أي مصرف.. وهذا هو حجم سيولة مصرف لبنان

السعودية… زمن دفع فواتير “حزب الله” انتهى

8 أزمات إيرانية تتضمن انفجار بيروت… ارتباك وخوف من القادم

الطفيلي يتوجّه بكلام لاذع لنصرالله: أفلامكم مع العدو واضحة.. ويسأل: اليس لكم حلفاء سوى اللصوص؟

سرقة أسلحة في قاعدة اسرائيلية… هل من بصمات لـ”حزب الله”؟!

النهار: غموض في التأليف ومخاوف من التوظيف الإيراني

العربي الجديد: لا علامة على وجود حياة بعد ثلاثة أيام من البحث وسط أنقاض مبنى في بيروت

سيلين ديون تنضم إلى الحملة التضامنية مع بيروت

عون متمسّك بحكومة تكنو- سياسية من 24 وزيراً

لبنان بين “علبة الشوكولا” الفرنسية و”علبة العقوبات” الأميركية

جمعيات وهمية في مناطق بيروت المنكوبة!

كيف استغل “الحزب” ألمانيا كـ”ملاذ” لعناصره؟

فرق إنقاذ تؤكد عدم وجود «مؤشر حياة» تحت مبنى دمره انفجار بيروت

أسعار السلع الغذائية ترتفع رغم تراجع صرف الدولار مع غياب آليات ضبط الأسعار في لبنان ومراقبتها

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

إيران على بعد 3 أشهر ونصف من صنع سلاح نووي

غضب سعودي بسبب مدير طلب سكرتيرة Open Minded.. وفتح تحقيق

تعرّض عدد من الأشخاص للطعن واستنفار أمني في بريطانيا

وزير الدفاع الإيراني: رفع الحظر سيتيح لنا تصدير الأسلحة

غوتيريش يحذّر من خطر المجاعة في 4 دول منها اليمن/أكثر من 50 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي في العالم العربي

ترمب يهاجم «فوكس نيوز» ويطالب بطرد مراسلتها

تسارع التحضيرات لتوقيع الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

ابتهاج في إسرائيل بقرار صربيا نقل سفارتها إلى القدس

مداهمات بحثاً عن أسلحة ومطلوبين في بغداد والبصرة في إطار حملة لفرض القانون بأمر من الكاظمي

حدود» مناطق النفوذ الثلاث تتعمق في سوريا خلال 6 أشهر بسبب التفاهمات الدولية ـ الإقليمية و«كورونا» والأزمة الاقتصادية في دمشق

تدريبات عسكرية روسية ـ تركية في شمال غربي سوريا لتعزيز التحركات المشتركة ضد انتهاكات هدنة إدلب

قصف تركي شرق إدلب واشتباكات جنوبها ولا تحركات عسكرية في منطقة «نبع السلام»

الإدارة الذاتية شرق الفرات تتخلص من نفاياتها الطبية وأنشأت مكباً خاصاً بها بالتزامن مع ارتفاع إصابات «كورونا»

قتيل وسبعة جرحى في حوادث طعن في بريطانيا/الشرطة أعلنت أنها تبحث عن مشتبه به واستبعدت أن تكون مرتبطة بـ"الإرهاب"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماكرون ـ "حزب الله": الدين كغطاء للخبث السياسي/د. منى فياض/الحرة

ما "البديل" الأميركي للخطة الفرنسية في لبنان/فارس خشان/النهار العربي

من يتلقف مِنَ "السنّة" تحوّلات المنطقة/خالد البوّاب/أساس ميديا

بيان الفصائل لا يستجيب لانتظارات الفلسطينيين/كيف اختارت طهران والدوحة وأنقرة بيروت منصة لمواجهة أميركا وفرنسا/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

باسيل وسحر الانتقال من "القانون الأرثوذكسي" إلى الدولة المدنية/إيلي القصيفي/أساس ميديا

ضبط المرافق والمعابر والمطار: "وصاية" دولية على لبنان/منير الربيع/المدن

لو أُحبط التدقيق الجنائي/عصام الجردي/المدن

مصادرة جنازة عبد عباس.. مصادرة طائفة.. مصادرة بلد/نادر فوز/المدن

ماكرون ونحن و... الواقع/حازم صاغية/الشرق الأوسط

لبنان وإيران رمانتان في يد ماكرون/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

شرق المتوسط: «استقرار الفوضى» و«المرتزقة»/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الشرق الأوسط... في مهبّ رياح القوى الإقليمية الثلاث/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

متى يكتشف الفرنسيون ألاعيب السياسيين اللبنانيين؟!/علي الأمين/نداء الوطن

الإخوان مطية إردوغان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

لقاء فلسطيني خارج التاريخ/خيرالله خيرالله/العرب

يأتي على اللبنانيين زمان .. الأموات فيه خير من الأحياء/عبد الجليل السعيد/موقع صوت بيروت انترناشيونال

معادلة القوة الجديدة في شرق المتوسط/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي متوجها الى الرئيس المكلف: ألف حكومة طوارئ مصغرة تثق بنفسها وبها يثق الشعب ولا تسأل ضمانة أخرى

جعجع في احتفال ذكرى الشهداء: إذا أرادوا مؤتمرا تأسيسيا جديدا فأهلا وسهلا ولكن فليعلموا أن محوره الأساسي هو اللامركزية الموسعة

هنية من عين الحلوة: مخيماتنا قلاع المقاومة

وزير المالية ينفي التسريبات حول قيامه بتعديلات جوهرية في عقد التدقيق الجنائي

لقاء موسع لعشائر لبنان في خلدة بمشاركة وفد من عشائر بعلبك الهرمل ممثل دريان: لمنع أي محاولة لحرف الخلاف إلى مزالق الطائفية والمذهبية البغيضة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل

إنجيل القدّيس لوقا17/من05حتى10/:”قالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنَا إِيْمَانًا!».فقَالَ الرَّبّ: «لَوْ كانَ فِيكُم مِنَ الإِيْمَانِ مِقْدارُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُم تَقُولُونَ لِهذِهِ التُّوتَة: إِنْقَلِعِي، وٱنْغَرِسِي في البَحْر، فَتُطِيعُكُم! وَمَنْ مِنْكُم لَهُ عَبْدٌ يَفْلَحُ الأَرْضَ أَوْ يَرْعَى القَطِيع، إِذا عَادَ مِنَ الحَقْل، يَقُولُ لَهُ: أَسْرِعْ وٱجْلِسْ لِلطَّعَام؟ أَلا يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَعِدَّ لي شَيْئًا لأَتَعَشَّى، وَشُدَّ وَسْطَكَ وٱخْدُمْني حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَب، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْرَب. هَلْ عَلَيهِ أَنْ يَشْكُرَ العَبْدَ لأَنَّهُ فَعَلَ ما أُمِرَ بِهِ؟ وَهكذَا أَنْتُم إِذَا فَعَلْتُم كُلَّ ما أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ لا نَفْعَ مِنَّا، فَقَد فَعَلْنا مَا كانَ يَجِبُ عَلَينا أَنْ نَفْعَل».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

 

ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن

الياس بجاني/06 أيلول/2020

ردا على نتاق وهرار جعجع الذمي والمنافق: كلن يعني كلن وانت أولن. اين كان نقدك لتفاهم مار مخايل يوم تآمرت مع عون على تقاسمنا حصصاً ومغانم واين كانت مقاومتك وانت تنخرط في الصفقة الخطيئة وتفرط 14 آذار وتسلم البلد لحزب الله.

انت أسوأ أهل الحكم ومتآمر ع 1559 ولهذا لم تذكره. انت منافق

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً، جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثال.

ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود.

هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”.

لقد غاب عن بال القلة هذه أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرف. نذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا احرقوا مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال.

وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332، لم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع ألفين منهم كعبيد.

أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك.

ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ولأسباب مشابهة. في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية. فيما المؤمن بحقه وحامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون، كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، فيتلون، فيداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه.

عن هؤلاء قال الإمام علي: “إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.

الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر. وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12-39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض بأنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد بعد أن اشبعوا الناس بيانات، عنتريات وتنظيرات، فيما هم أثبتوا ميدانياً وعند أول “قطوع” تعرضوا له أنهم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة.

فيا أصحاب العضلات استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات، وتوبوا قبل فوات الأوان. اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها ولا تنساقوا وراء الأبواب الواسعة وأطماعكم والكراسي، ولا تتركوا بريق العباءات وتفرعاتها يعمي عيونكم ويقسي قلوبكم.

أنه عار على قادتنا أن يتجابنوا عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغضوا الطرف عن واقع الاحتلال الذي ينخر عظامه متحججين بألف حجة وحجة وكلها هروب إلى الأمام وهرطقات تبرر استسلامهم وتعايشهم مع واقع الإحتلال.

في الخلاصة، على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، واستنفذوا كافة حجج التلون والركوع وشذوا عن الطريق القويم، على هؤلاء أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8-32)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

مرة أخرى جعجع الذمي والمتذاكي يتاجر بدماء الشهداء

الياس بجاني/04 أيلول/2020

جعجع الذي داكش الكراسي بالسيادة وشارك في الصفقة الخطيئة وكفر بالقيم وفرط 14 آذار وانتخب عون وتلحف بشعار نفاق الواقعية وحول القوات إلى شركة تجارية وقفز فوق دماء الشهداء لا يحق له اقامة احتفال في ذكراهم.

 

لا ثقة برئيس لاهي يعمل  اداة عند حزب الله وإيران ويعرقل التحقيق في جريمة المرفأ برفضه التحقيق الدولي

الياس بجاني/04 أيلول/2020

لم يعرف لبنان في تاريخه رئيس جمهورية ضعيف ومغرب وغريب عن الناس وجاحد وما عندو بقوي ويعيش في أقفاص أوهامه مثل ميشال عون اللاهي

 

في ظل حكم حزب الله تحول لبنان إلى وكر للإرهابيين من أمثال اسماعيل هنية

الياس بجاني/04 أيلول/2020

استقبال الإرهابي اسماعيل هنية في لبنان وفتح وسائل الإعلام لعنترياته الفارغة يؤكد أن لبنان محتل وحكامه دمى وسيد الأمونيوم هو الحاكم

 

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/04 أيلول/2020

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة. مطلوب تحقيق دولي لا تحقيق يديره سيد امونيوم اللاهي والملالوي مفجر المرفأ نفسه الذي يحتل لبنان ويغتال قادته ويفقر ويهجر شعبه ويضرب كل ما هو لبنان ولبناني

 

سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/03 أيلول/2020

يتأكد يوماً بعد يوم بأن حسن امونيوم وحزبه الأمونيومي هما وراء تفجير المرفأ لإخضاع المسيحيين تحديداً وتهجيرهم . فشرتوا يا أبالسة

 

اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/03 أيلول/2020

لا حلول دائمة في لبنان قبل اقفال ساحته بوجه تجار قضية فلسطين من عروبيين وعجم  واصوليين والإعتراف بإسرائيل كما فعلت مصر والأردن والإمارات علناً ومن تحت الطاولة كل الدول العربية ودفن كل مركبات وعقد العداء والكراهية وحروب التحرير النفاقية

 

لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

الياس بجاني/02 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90039/90039/

كثرة الأقاويل والتحاليل والأراء السياسية في قراءة الأهداف الحقيقة لزيارات الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان، وكذلك في الأسباب الخفية والمبطنة التي من أجلها فرنسا ورئيسها والمسؤولين الكبار فيها مهتمين لهذه الدرجة الكبيرة بحكام لبنان وبحزب الله الأمونيومي الذي يحتله ويعيث فيه اجراماً وفساداً وتدميراً وافقاراً واغتيالات.

ونحن نسأل لماذا يسعى الرئيس ماكرون بقوة وبحماس لافت لإعطاء حبل وطوق نجاة لحزب الله الإرهابي والمجرم “والأمونيومي” في وقت يواجه فيه هذا الحزب اللاهي أسوأ وضعيه له منذ تأسيسه سنة 1982، وكذلك لماذا تعويم الأدوات الطروادية والملجمية التي نصبها الحزب في سدة الحكم بدءً من الإسخريوتي والجاحد ميشال عون وبالنازل؟

بالطبع مشكور الرئيس الفرنسي على جهوده مهما كانت أجندته الحقيقة، ومنطقياً نحن لا نتوقع منه أن يكون لبنانياً أكثر من اللبنانيين أنفسهم… وفرنسا لا تلام إن سعت من خلال لبنان للمحافظة على مصالحها ككل الدول.

ولكن هل السياديين واللبناناويين تحديداً وفي مقدمهم غبطة البطريرك الراعي هم مضطرين ومجبرين على قبول مشروع ماكرون المقترح لبلدهم ولحكمه ولحاضره ولمستقبله ولنظامه إن لم يكن هدفه الأول والأخير هو تحرير بلدهم وأهلهم من احتلال حزب الله وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً القرار 15595؟

بالطبع لا، فلا الصديق ماكرون ولا غيره بمقدورهم فرض أي حل على لبنان إن كانت شرائحه السيادة ترفضه ولا ترى فيه حلاً هدفه إنهاء وضعية الاحتلال الإيرانية لبلدهم وإنهاء دور حزب الله الإرهابي  والمجرم، وفك أسر الطائفة الشيعية التي يخطفها حزب إيران ويأخذها رهينة ويفرض ليها تمثيله له بالقوة والثقافة الملالوية والإرهاب والتمذهب والفرسنة والخوف والمال والأوهام.

أما ما هو فعلاً لافت في زيارتي ماكرون وفي كل ما تخللهما من أحاديث وتصريحات ولقاءات ومقابلات هو غياب وتغييب ماكرون المتعمد للقرارات الدولية الخاصة بلبنان والتي في مقدمها القرار 1559، رغم أن فرنسا هي من أكبر المشاركين في قوات اليونيفل المكلفة تنفيذ القرار الدولي 1701… وحزب الله كما يعرف ماكرون جيداً لا يلتزم به ويخالف معظم بنوده ويعتدي على قوات اليونفيل ويهين عسكرها باستمرار.

ويبقى، أن كان سعي ماكرون فقط يتمحور حول الإصلاحات مهما كانت مهمة، واستبدال وزراء ومسؤولين مخصيين وأدوات ووجوه بربارا ، بمن هم من طينتهم الإبليسية وخامتهم الذمية، وفي ظل احتلال حزب الأمونيوم والاغتيالات والإجرام، فهو بالتأكيد سعي مصيره الفشل.

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي والأمونيومي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أقزام السياسة ولبنان الكبير

اتيان صقر _ابو أرز/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90160/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-_%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a3%d9%82%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

إحتفلت الدولة بمئوية اعلان لبنان الكبير فإعتقد بعض الجهلة ان هذا البلد عمره فقط مئة عام، وان كيانه من صنع الانتداب الفرنسي.

١-ان هذه المئوية لا تمثل سوى حقبة صغيرة في تاريخ لبنان الطويل، فالتاريخ يقول “لبنان اول أرض حملت إسماً و سكنها شعبٌ” (المؤرخ ارنولد توينبي)اذاً هو كيان نشأ قبل كل الكيانات، وبالتالي قبل الكيان الفرنسي بآلاف السنين.

٢- إن الاقضية التي انضمت اليه بمساعي البطريرك الحويك كانت أساساً له، وقد سُلخت عنه في بعض الحقبات بفعل الغزوات التي مرت عليه واقساها الغزوة العثمانيه، إذاً ما يصبو اليه اللبنانيون اليوم هو ليس لبنان الحويك بل لبنان فخرالدين.

٣- ان فشل دولة الاستقلال التي قامت في العام ١٩٤٣ إلى اليوم ، لا يعود إلى تعدد الطوائف كما يتوهم البعض بل يعود أولاً واخراً إلى رداءة الطبقة السياسية الفاسدة، الفاسقة، الفاجرة والمجرمة التي قادته إلى هذا الانهيار المرعب والقاتل … كما وأن التعصب الطائفي الذي يُحمّلونه كل مشاكل البلد لا يكمن في نفوس اللبنانيين كما يتوهم الكثيرون، بل يكمن في عقول زعماء الطوائف والأحزاب اللذين أتقنوا فن اللعب على وتر الطائفية والمذهبية لتفريق المواطنين بعضهم عن بعض تعزيزاً لزعامتهم، وتسهيلاً للتحكم بالشعب على قاعدة فرِق تسد.

٤- اما من يرى ان الحل هو في تقسيم البلاد، أو بإعتماد نظام الفدرالية او الكونفدرالية بهدف حماية “الاقلية المسيحية” ، فهو واهم لان كل تقوقع في كانتون صغير هو بداية نهاية هذه الاقلية وليس حمايةً لها.

لقد سبق وقلنا ان الخطر الأول على “مسيحيي لبنان” هو زعماؤهم، واخر دليل فاقع على صحة هذا القول هو “حرب الالغاء” عام ١٩٩٠، ونموذج الحكم الفاشل القابع حالياً مرذولاً وراء الأسلاك الشائكة في “محمية بعبدا” … ونحن شهودٌ على مجمل الأحداث التي حصلت خلال النصف القرن المنصرم، والتي أدت الى هذا الانهيار المسيحي المخيف، وتالياً إلى انهيار لبنان.

نستنتج مما تقدم ان كل ما يحتاجه لبنان اليوم للنهوض من سقطته القاتلة هذه، هو رجال دولة يقودونه إلى المجد، لا الى اقزام سياسة يقودونه إلى الخراب.

لبيك لبنان

اتيان صقر _ابو أرز

 

الطريق من البناء الى الباية

د. وليد فارس/06 أيلول/2020

كل المشاريع المطروحة التي تصل الى تطبيق القرار ١٥٥٩، الفدرالية، الحياد، الاعمار، الازدهار، العدالة، الديوقراطية، هي ممتازة، مشكورة، جيدة، وضرورية. ولكن السؤال الاصعب، المخيف، والشبح، يبقى دائماً: كيف الوصول الى المشاريع. وكأننا نقول عندما تُبنى هذه البناية الجميلة، سوف الوّنها كذا، واضع قرميداً كذا، واسكن في هذا الطابق. جميل جداً. ولكن كيف تزيل البناء الخطر القائم الان. وكيف ستبني البناية الجديدة مكان الاخيرة؟ اللبنانيون يقفون امام بناء قديم، مُحتل، مُحبط المنظر، متشابك باسلاك كهرباء وهاتف لا يدفعها احد. ومعك بين يديك صورة ملّونة، جميلة لبناء تحلم به. كيف تصل من العمارة الفوضوية الى حلمك المعماري. هذا السؤال الذي اطرحه منذ ثلاثين سنة، منذ الاجتياح وقيام جمهورية السكايبار...

من ضفاف البوتوماك

 

"عندما يتحول"

د. وليد فارس/06 أيلول/2020

البعض يكتب "عندما يتحول لبنان الى فدرالية او كونفدرالية". نأخذ نفساً طويلاً ونقول.

الحمدلله ان كُثٌر الان، وصل الى خلاصة الفدرالية بعد ان طرحها شاب جامعي في ١٩٧٠، منذ نصف قرن، ووصل البعض الى خلاصة الكونفدرالية، بعد ان طرحناها في ١٩٨٠ في الاعلام، منذ اربعون عاماً. جميل جداً.

ولكن يجب ان ننبه من الخطاب السياسي المُريح والطوباوي بعد خبرة وتحليل لعدة عقود. فلبنان لن يتحول لا الى فدرالية، ولا الى كونفدرالية، ولا الى اي نظام شبيه، بمفرده. لن يتحول الى اي شيء الا اذا حوّله المواطنون الى ما يريدون بأنفسهم. ليست هنالك اية عصا سحرية لتأمر "كوني فكانت". وليس العالم اليوم هو نفسه عالم القرن التاسع عشر حيث "تفرض القوى الكبرى متصرفية او "قائم مقامية".

سافروا معنا الى القرن الواحد والعشرين، الى عالم ما بعد الطائف، والاحتلال السوري، وثورة الارز، وانقلاب حزب الله، وغسل دماغ ثلاثة اجيال بثلاثين سنة، وثورة ١٧ اكتوبر، والانفجار.

عندما طرحنا الكونفدرالية منذ عقود، كان الواقع الجيوسياسي على مسافة قصيرة منها، وبالرغم من ذلك كانت الحالة الثقافية والسياسية والنفسية تحتاج الى عقد اواثنين لتصل بالبلاد الى مشارف نموذج ديموقراطي يشبه دستوراً حضارياً متفدرلاً. وكنا نظن ان حظوظ الوصول وقتها "عجائبية".

وانهار التاريخ وسقط "التفدرل" في الهاوية لثلاثين عام، وهجاه محور التطرف بأنه "نظام ميليشياوي تقسيمي صهيوني". وانقرض جيل التفدرل الاول، بمعظمه. والان برز جيل جديد التقط الفكرة ويرفع بيرقها بعد عصر انحطاط طويل. ولهذا الجيل نقول ان شجاعتكم محمودة، وهذا الحل الديموقراطي الانساني لا بديل واقعي له.  ولكن، استفيدوا من خبرات الموجة الاولى. وخلاصتها فكرياَ. ان ما يرسو بين الفكرة وتحقيقها مسافة طويلة، قد يتم تقصيرها بفكر استراتيجي، وصعوبات عميقة، يمكن تخطيها بانضباط استراتيجي. والاهم في الموضوع ان يكون هنالك وعي على واقع انتجه التاريخ. فانتم والعالم لستم في الثاني من ايلول ١٩٢٠. لقد مرت مئة عام من حياة للدولة اللبنانية، ومرت حقبات كثيرة، ومرحلة اليوم فيها تراكمات هائلة.

لذا فلبنان لن يتحول الى شيء بمفرده، بل على اللبنانيين ان يحوّلوه. وهنا التحدي الكبير.

 

مستشفى الحريري: 79 إصابة بكورونا و25 حالة حرجة

الوكالة الوطنية للإعلام/الاحد 06 أيلول 2020

أشار مستشفى رفيق الحريري الجامعي إلى أن “عدد الفحوصات التي أجريت داخل مختبراته خلال الـ24 ساعة المنصرمة بلغ 320 فحصا، وأن عدد المرضى المصابين بالفيروس الموجودين في المستشفى للمتابعة هو 79 مريضًا، وعدد الحالات المشتبه باصابتها بالفيروس خلال الـ24 ساعة المنصرمة 21 حالة”. وأعلن، في تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا، عدم تسجيل أية حالة شفاء جديدة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، وبالتالي استقرار عدد المتعافين من المرضى داخل المستشفى منذ البداية حتى تاريخه، على 363 متعافيًا”، مشيرا إلى “نقل حالة واحدة من العناية المركزة إلى وحدة العزل بعد تحسن وضعها”. كما لفت إلى “عدم تسجيل أية حالة وفاة جديدة، وأن عدد الحالات الحرجة داخله هو 25 حالة”. ودعا من “يود معرفة عدد الاصابات على الأراضي اللبنانية كافة، إلى متابعة التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة العامة”.

 

لبنان.. "فورين بوليسي" تتحدث عن "المستقبل المجهول"

مواقع الكترونية/الاحد 06 أيلول 2020

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالاً أعدّه الباحث في شؤون أفريقيا والشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ستيفين كوك، بعنوان "نهاية الأمل في الشرق الأوسط"، أشار فيه إلى أنّ المنطقة التي تعاني من مشاكل كثيرة، بعيدة عن التعافي في وقتٍ قريب.

وأوضح الكاتب أنّ الصيف غالبًا ما يكون حارًا وقاسيًا في الشرق الأوسط، مذكرًا بالحرب التي وقعت في حزيران 1967، والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، الغزو العراقي للكويت عام 1990، بروز "داعش" في العراق عام 2014، وغيرها من الأحداث الأليمة التي انضمّ إليها صيف 2020.

وبحسب الكاتب فإنّ الواقع المرير يخيّم على دول عدّة في المنطقة، وفي طليعتها لبنان وسوريا وليبيا، فلبنان الذي كان يوصف بـ"باريس الشرق" يتلقّى الضربة تلو الأخرى، من الوضع الصحي إلى الإقتصادي والمالي حيث خسرت الليرة اللبنانية 80% من قيمتها، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، ومع تقديرات البنك الدولي بارتفاع معدّل الفقر في لبنان إذ يعاني اللبنانيون من انعدام الأمن الغذائي. إلا أنّ المجلة نقلت عن مراقبين عن كثب للوضع اللبناني أنه من غير المرجح أن يقع لبنان في دوامة عنف جديدة كالحرب الأهلية. ولفت الكاتب إلى أنّه يمكن التفكير بالكثير من السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في لبنان، لكن لن تكون أي منها إيجابية، فمع مرور الوقت وانهيار الدولة، سيعاني المواطنون أكثر مع ضغط جهات داخلية وخارجية، ما يجعل مستقبل لبنان مجهولاً.

 

 لو دريان يكشفُ سبب الوقوف إلى جانب لبنان

ليبانون ديبايت/الاحد 06 أيلول 2020

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أنّ "الوقوف إلى جانب لبنان يأتي نتيجة العلاقة المتينة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، ثقافياً واجتماعياً وفرانكوفونياً، وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضاً". ورداً على سؤال حول تدخّل الدولة الفرنسية في الشؤون اللبنانية، خلال مقابلة مع "راديو إنتر" الفرنسي، شدد لودريان على أنه "عندما لا يقوم هذا البلد بإصلاحات في زمن الانهيار، ويطلب في الوقت نفسه المساعدة الدولية، من الطبيعي أنّ تكون فرنسا في طليعة الدول التي ستقوم بمساعدته". ولفت إلى أن "الرئيس إيمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت"، مشيرًا إلى أنه على "اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا التأكيد عليها".وأكد أنّ "المجتمع الدولي ثمّن جهود الرئيس ماكرون ودعمها، إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو حتى الفاتيكان".

 

لودريان: إدانة الجناح العسكري لحزب الله والتعاون مع جناحه السياسي

المدن/07 أيلول/2020

شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على وجوب"التمييز بين حزب الله كمنظمة عسكرية ومسلحة التي ندينها، ويدينها الاتحاد الأوروبي ويعتبرها منظمة إرهابية، وحزب الله السياسي، الذي انتخبه لبنانيون. لذا في التعامل مع هذه القضية ثمة عوامل  مختلفة منها السياسي والطائفي والتاريخي". وفي مقابلة مع "راديو إنتر" الفرنسية، قدّم لودريان صيغة جديدة للفصل بين الجناح العسكري والسياسي والاجتماعي لحزب الله، وهي الصيغة التي كانت لجأت إليها بعض الدول الأوروبية قبل تصنيف حزب الله بالكامل منظمة إرهابية ومنع كل نشاط متعلّق به وبمؤسساته، كما فعلت ألمانيا قبل أشهر. وحول دور إيران والنظام السوري وتأثيره على أداء حزب الله في لبنان والمنطقة، أشار لودريان إلى أنّ "اللبنانيين سبقوا وأكدوا على سياسة النأي بالنفس تجاه الصراعات في المنطقة، وإذا لم يستمرّ الأمر وإذا لم تنفّذ الإصلاحات، فإنّ البلد في خطر التحوّل إلى ساحة للصراعات الدولية، ولا نحن ولا اللبنانيون نتمنى حصول ذلك". وجدد لودريان التأكيد على "الوقوف إلى جانب لبنان يأتي نتيجة العلاقة المتينة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، ثقافياً واجتماعياً وفرانكوفونياً وعلى مستوى العلاقات الشخصية أيضاً". ورداً على سؤال حول تدخّل الدولة الفرنسية في الشؤون اللبنانية، خلال مقابلة مع "راديو إنتر" الفرنسي، شدد لودريان على أنّ أنه "عندما لا يقوم هذا البلد بإصلاحات في زمن الانهيار، ويطلب في الوقت نفسه المساعدة الدولية، من الطبيعي أنّ تكون فرنسا في طليعة الدول التي ستقوم بمساعدته. والرئيس إيمانويل ماكرون كان رئيس الدولة الوحيد الذي زار بيروت في اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت".

وتابع أنه على "كل طرف أن يقوم بدوره، على اللبنانيين تنفيذ الإصلاحات وعلى فرنسا التأكيد عليها. كما أنّ المجتمع الدولي ثمّن جهود الرئيس ماكرون ودعمها إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو حتى الفاتيكان".

 

لبنان في صلب اهتمام الفاتيكان

الأب رفعت بدر/الرأي/06 أيلول/2020

نشأت العلاقات الدبلوماسيّة بين لبنان والكرسي الرسولي في تشرين الثاني من العام 1946 حيث فتح لبنان مفوضيّة له وعيّن السيد شارل الحلو أوّل وزير مفوّض. وقد قدّم أوراق اعتماده إلى البابا بيوس الثاني عشر في 17 آذار 1947، وحوّلت المفوضيّة إلى سفارة بتاريخ 2 حزيران 1953.

إلا أنّ اهتمام الفاتيكان بلبنان ليس دبلوماسيًا فحسب، بل هو روحي واجتماعي وثقافي وحواري. فالكنائس الشرقية الكاثوليكية حاضرة في لبنان منذ مئات السنوات، وأهمها الكنيسة المارونية والسريانية والأرمنية والروم الكاثوليكية، وتربطها مع الفاتيكان علاقات ادارية تتبع للحبر الاعظم في حاضرة الفاتيكان، ويعيّن اساقفتها من خلال السينودس الخاص، وبموافقة البابا. لكنّ لبنان يمثّل بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية «أكثر من مجرد وطن، إنّه رسالة». وهذا المصطلح جاء على لسان البابا يوحنا بولس الثاني الذي في 7 أيلول عام 1989، وفي رسالة عامة الى جميع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، حول الوضع في لبنان، قال جملته الشهيرة: «لبنان هو أكثر من بلد، هو رسالة حريّة ومثال للتعدديّة للشرق كما للغرب». وقد زار البابا ذاته لبنان في أيار عام 1997، ووقّع هناك الإرشاد الرسولي بعنوان: «رجاء جديد للبنان».

وفي عام 2012 زار البابا بندكتس السادس عشر لبنان، ووقّع إرشاده الرسولي حول «الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة». وفيه دعا الى تطبيق مبدأ المواطنة والمساواة جملة وتفصيلا، وليس فقط الحديث عن التسامح والتعايش وغيرها من المصطلحات التي نجدها على صفحات الدساتير، دون تطبيق عملي. وفي هذه الأيام اللاحقة لانفجار بيروت، أوفد البابا فرنسيس أمين سر (أو رئيس وزراء) الكرسي الرسولي – الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في ذكرى مرور شهر على الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، وعبّر عن تضامنه الشديد مع عائلات الضحايا والجرحى والمواطنين الذين فقدوا بيوتهم وأعمالهم، وزار عدد من المراكز المتضرّرة، والتقى بالعديد من العائلات المنكوبة، بالإضافة إلى لقائه ببطاركة الكنائس الكاثوليكية وبممثلي الديانات و«الطوائف» المتعدّدة في لبنان، وكان يقول في كل مكان: «لبنان ليس وحيداً، ونحن نقف إلى جانبكم متضامنين لنعبّر عن محبتنا لكم». وشدّد الرجل الثاني في الفاتيكان على «عدم ترك لبنان فهو بحاجة إلى العالم، كما أنّ العالم بحاجة إلى خبرة لبنان الفريدة، ومعًا سنعيد بناء بيروت».

هي إذن رسالة إنسانيّة، أراد البابا فرنسيس إرسالها إلى لبنان، وهو لا يبتغي التدخّل السياسي، ولا الدخول ضمن ترشيحات القيادات السياسيّة المقبلة، لكن جلّ اهتمامه هو الحفاظ على «رسالة» لبنان، والتضامن مع إنسانه المتألم الذي يطمح لبناء مستقبل نقيّ من الفساد باشكاله كافّة، وخالٍ من الانفجارات الغامضة.

 

نهم الأحزاب يهدد “مداورة” الوزارات.. والمهلة تضيق أمام أديب

 عمر حبنجر/الأنباء الكويتية/06 أيلول/2020

يبدو أن مبدأ «المداورة» في الوزارات سقطت، مع تمسك حركة «أمل» بوزارة المال، و«حزب الله» بوزارة الصحة، فيما ينتظر «التيار الحر» وضوح الصورة ليحدد موقفه النهائي، مع المداورة او مع القواعد المحاصصاتية الثابتة كل يحتفظ بحقيبته الوزارية، مع تبديل أحصنة العربة بخيول صديقة، لا من الفصيلة الحزبية الخالصة. من هنا، كان طرح رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اكثر من اسم، على الرئيس المكلف مصطفى اديب، لوزارات «التيار» المعروفة، وهي الخارجية والطاقة والعدل، مثلما فعل أو سيفعل الثنائي الشيعي في وزارة الصحة والمال.

ويفترض ان يتقدم الرئيس المكلف مصطفى اديب بتشكيل حكومته الأربعاء المقبل، التزاما بمهلة الأسبوعين، التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي يحظى الخط العام لمبادرته بقبول الإدارة الأميركية، كما قال مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر قبل أن يغادر بيروت أمس، مع اهتمامه بتوزير مستقلين لحقائب وزارات المال والطاقة والاتصالات. وواضح ان تمسك الأحزاب والتيارات بالوزارات التي كانوا يشغلونها ولو عبر اختصاصيين أصدقاء، ليست الغاية منه استكمال المشاريع والخدمات، إنما لضمان التغطية على موروثاتهم المالية، لأطول فترة ممكنة من الوقت.

وعلى صعيد التحقيقات القضائية، قرر المحقق العدلي فادي صوان الاستماع إلى الوزراء الذين تعاقبوا على وزارتي الأشغال العامة والمال المعنيتين بالمرفأ، بعدما كان استمع الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، حول سبب إلغائه زيارة تفقدية للمرفأ، قبل حصول الانفجار.

وفي معلومات «الأنباء» أن هناك تحقيقات أولية موازية تقوم بها البعثات والوفود المشاركة بأعمال الإنقاذ من فرنسية وأميركية وتشيلية وغيرها، وهؤلاء يرفعون تقاريرهم الى سفارات بلادهم، التي ترفعها بدورها الى المراجع اللبنانية عبر وزارة الخارجية، بما يضمن عدم وضعها في أدراج النسيان، كما حصل في حوادث اغتيال وتفجيرات أخرى.

 

هنية يدخل عين الحلوة بعد لقاء نصرالله: طوّرنا صواريخنا

المدن/07 أيلول/2020

على الرغم من الطابع الشعبي والاستعراضي الذي تميزت به الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، إلى مخيم عين الحلوة إلا أن هذه الزيارة جاءت من ناحية التوقيت والمكان والمواقف التي أطلقها هنية خلالها، سياسية بامتياز. واكتسبت في أبعادها أهمية تتجاوز طبيعة المناسبة، وأهدافها المعلنة.

في "عاصمة اللجوء"

فهنية الذي دخل عين الحلوة على صهوة الإجماع الفلسطيني على إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والذي خرج به اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي انعقد مساء الخميس الماضي في سفارة فلسطين، في العاصمة اللبنانية، بالتزامن والتواصل المباشر مع اجتماع مماثل في رام الله، تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، اختار "عاصمة اللجوء الفلسطيني" في لبنان – أي عين الحلوة - ليكمل منه ومن موقعه السياسي وما يمثل من حيثية فلسطينية وإقليمية، ما بدأه من جولة لقاءات سياسية مع مرجعيات رسمية وروحية وسياسية وأمنية لبنانية وقيادات فلسطينية، قبل وبعد مشاركته في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، مستفيداً من ظروف عقد هذا الاجتماع ومن زخم ووهج أجواء التقارب الفلسطيني – الفلسطيني المستجد، الذي تظهّر في جلساته ومقرراته، لكنه تمايز عن باقي قادة الفصائل الذين حضروا إلى بيروت للمشاركة في هذا الاجتماع، ببرنامج زيارات خاص به، مدلياً بمواقف بعضها متناغم مع هذه المقررات، وبعضها يعبر عن ثوابت حماس ويعزز ارتباطها المصيري بما يسمى "محور الممانعة". وبهذا المعنى كان من الطبيعي ان يستقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هنية، حيث جرى استعراض مفصل لمجمل التطورات السياسية والعسكرية في فلسطين ولبنان والمنطقة وما تواجهه القضية الفلسطينية من أخطار خصوصا مشاريع التطبيع الرسمي العربي" مع إسرائيل، وجرى التأكيد على "متانة" العلاقة بين حزب الله وحركة حماس، حسب ما صدر عن اللقاء .

مشاركة فتح

على الرغم من ترحيب حركة فتح بزيارة هنية لأحد معاقلها الرئيسية في لبنان، والذي بلغ درجة تعبير مصادر الحركة عن الحرص على تسهيلها وإنجاحها ومشاركة قياديين من فتح في استقبال هنية ومرافقتهم له في جولته في المخيم، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الفتحاوية، إلا أن الزيارة لم تلق الصدى نفسه لدى القاعدة الفتحاوية. وهو ما عبر عنه غياب هذه القاعدة عن الاستقبال الشعبي لهنية في عين الحلوة، حيث اقتصر الحشد الجماهيري على مناصري حماس وبعض القوى الإسلامية. فور وصول موكبه إلى المدخل الغربي للمخيم، ترجل هنية والوفد المرافق له، ليتابع سيراً على الأقدام، قبل أن يرُفع على الأكتاف، وصولاً إلى قاعة مسجد خالد بن الوليد، حيث التقى ممثلي الفصائل الفلسطينية وممثلين عن اللجان الشعبية والمجتمع المدني الفلسطيني وحشد من أبناء المخيم. وسجل بالتزامن مع الزيارة انتشار لوحدات من الجيش اللبناني عند المدخل الغربي للمخيم، وتعزيز لإجراءاته على بقية المداخل، فيما تولت القوة الفلسطينية المشتركة وعناصر من حماس مواكبة هنية والوفد المرافق داخل المخيم.

في العزة والكرامة

وفي كلمته أمام الحشود داخل القاعة، حرص هنية على توجيه رسالة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي وصفها بـ"قلاع المقاومة والصمود" مشيداً بصمود أبنائها و"صبرهم على معاناتهم الصعبة والمريرة من أجل العودة إلى الديار التي هُجروا منها في فلسطين"، ومؤكداً "أن مخيمات الشتات هي رمز القضية ومقاومة الشعب، بالرغم مما تعانيه من إجراءات وفقر وألم وجوع، ولكنها غنية بالعزة والكرامة ومنها صنعت الأحداث الكبرى، وخرج منها الأبطال، وفيها ظلّت القضية حية". ومذكراً بأن اللاجئين "هم ضيوف في لبنان حتى تحقيق العودة"، وأن "لا توطين، ولا تهجير، ولا للوطن البديل"، و"أننا أتينا من فلسطين إلى المخيم لنقول إن فلسطين لنا والأرض لنا". وفي موضوع التطبيع مع إسرائيل قال هنية إن "قطار التطبيع يرسو في بعض الدول، ولكنه بالتأكيد لا يمثل شعوب الأمة وضميرها ونبضها وتاريخها وصوتها، وهذا المسار معزول عن حركات التاريخ". وأعلن هنية ان "سرايا القسام هي التي تحدد مسار مقاومتها، وان حماس طورت منظومة سلاحها، وباتت تملك الصواريخ وقد دكت بها تل ابيب وما بعد تل ابيب". وأكد: "لا نتنازل عن ثوابثنا وعن حقوقنا وحق العودة الذي هو حق مقدس، ولا يحق لأي فصيل أو منظمة أو مؤسسة أو زعيم أن يتنازل عنه". وخلال جولته الميدانية في أحياء وشوارع المخيم، حرص هنية على تفقد بعض المنازل ولقاء عائلاتها، مطلعاً على أوضاعهم ومستمعاً إلى معاناتهم .واختتم هنية زيارته لعين الحلوة وصيدا بزيارة لمركز الجماعة الاسلامية في المدينة ولقاء مسؤوليها في الجنوب. علماً أنه كان التقى قبلها بيوم واحد أمين عام الجماعة عزام الأيوبي في بيروت.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/9/2020

وطنية/الأحد 06 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الأزمة المتعددة الأوجه بعد فاجعة المرفأ، في مسار المعالجة الفرنسية، والحكومة في طور الاتصالات البعيدة عن الأضواء لانضاج التشكيلة العتيدة، وسط إجماع على حكومة اخصائيين مصغرة نسبيا، بعيدة عن الالتزام الحزبي.

وبين الحديث عن تذليل وشيك للعقبات الحكومية المتبقية، والترويج لعقبات تعيق التأليف، تشق ترددات زيارة الرئيس الفرنسي طريقها لاجراءات مالية ومشاورات سياسية تتيح الانتقال بالبلاد من حافة الهاوية، إلى استكشاف المسار المقبل، بانتظار الدعم المالي الدولي الموعود.

وبعيدا عن خضم اتصالات التأليف، احتفال "قواتي" دعم خلاله جعجع الحياد، ليس حيادا عن الحق والباطل وفي طليعته حق القضية الفلسطينية، بل حياد عن سياسة المحاور وإطلاق أسر الدولة، كما قال، مطالبا باللامركزية الموسعة. ولقاء للسيد نصرالله سبق جولة المسؤول الفلسطيني هنية في مخيم عين الحلوة، ومعلومات صحافية اسرائيلية عن تعرض مخازن الأسلحة في الجليل المحتل للسرقة، وفق توصيف الصحف الاسرائيلية.

وسط ذلك، عين المواطن على رفع الدعم عن المواد الأساسية، التي قال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال إنه أوعز بوقفه عن السلع المتعلقة بالانتاج الحيواني، معللا قراره بأنه لم يلحظ انخفاضا بأسعار السلع المدعومة. لكن السؤال من يضمن أن لا يرفع التجار أسعارهم بعد رفع الدعم، وكيف لجيب المواطن أن تحتمل المزيد من الأعباء، في ظل شح المداخيل وتراجع الليرة، ولاسيما على أبواب العام الدراسي؟.

ليبقى السؤال الأساسي ماثلا: من يحاسب، وكيف، كل مسؤول عن إفقار المواطنين وضيق عيشهم، عن احتجاز أموالهم والمضاربة غير المشروعة على عملتهم الوطنية؟.

وفي السياق، نفى وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال التسريبات عن قيامه بتعديلات جوهرية وأساسية في عقد التدقيق الجنائي، وأكد أن رأي هيئة التشريع والاستشارات غير ملزم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في عطلة نهاية الأسبوع، لا حركة سياسية ظاهرة وخصوصا على مسار التأليف الحكومي، لكن ذلك لا يعني تراجع الاتصالات من جانب الرئيس المكلف مصطفى أديب، الذي يجريها خلف الكواليس على قاعدة "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".

والواضح أن عملية التأليف مطلوب إنجازها بسرعة، لكن الوقت لم يدهمها بعد، وليس من الحكمة اعتبارها مترنحة. فهل يتبلور المشهد الحكومي الأسبوع المقبل، ويوضع القطار على السكة الصحيحة، ويبدأ العمل الجدي في سبيل إخراج البلاد من الأزمات المختلفة التي ترزج تحت وطأتها؟.

فالمرحلة التي تعيشها البلاد، هي الأخطر ولم يشهد لها لبنان مثيلا منذ الحرب العالمية الأولى، كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث ل"فرانس 24". وحول المبادرة الفرنسية، أكد الرئيس بري أنها المخرج الوحيد الذي من شأنه إنقاذ لبنان من محنته، مشددا على أن أهميتها تأتي من كون اللاعب الفرنسي قادرا على إنجاز مهمته في ظل نية تعاون جميع الأفرقاء في الداخل.

الهدوء الظاهر على مستوى التأليف، قابلته حركة نشطة في أعمال البحث عن فتات أمل تحت انقاض المبنى المدمر في مار مخايل نتيجة الانفجار في مرفأ بيروت. ورشة البحث التي استمرت ثلاثة أيام، لم تسفر عن العثور على أي جثة أو شخص حي، علما بأن فرق الإنقاذ وخصوصا التشيلياني كانت قد تحدثت عن رصد نبض تحت الأنقاض.

تداعيات الأزمات المتوالية التي تسللت إلى قطاعات عديدة، لن تستثني القطاع الاستشفائي على ما يبدو، إذ يعد المئات من الأطباء والممرضين اللبنانيين العدة للهجرة إلى الخارج، توخيا لفرص عمل أفضل، وهربا من المشكلات الاقتصادية والمعيشية.

من بين المشكلات المستجدة، قرار لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة بحرمان سلع الإنتاج الحيواني والزراعي من الدعم. هذا القرار قوبل باستنكار واسع، وخصوصا من النقابات المعنية التي وصفته بأنه قرار لإعدام القطاع الزراعي والحيواني. فهل يعود الوزير عن قراره؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لن تشوش محركات طائرات التطبيع، ولا الأبواق المهللة حتى وإن وصلت إلى كوسوفو، على حقيقة يؤكدها المعنيون الأساس في القضية الأساس، محور المقاومة ثابت وعلى صلابته في مواجهة كل الضغوط والتهديدات، والآمال الكبيرة معقودة عليه، خلاصة لقاء الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية والوفد المرافق له. وتأكيد على متانة العلاقة بين الحركتين المحوريتين في المقاومة، على أسس الإيمان والأخوة والجهاد والمصير الواحد.

ولا شك أن للموقف دلالاته من بوابة الجنوب وبالتحديد من مخيم عين الحلوة، هنية يؤكد أن قطار التطبيع الذي يحاول أن يرسو في بعض دول المنطقة غير معنية به الشعوب، فالأرض لنا وفلسطين لنا والقدس لنا، قال هنية. كلام حاسم في وجه حكام قطعوا علاقاتهم مع شعوبهم ليبنوا علاقات مع عدو الأمة حتى لا تهتز كراسيوهم الدنيوية والدينية.

رابطة علماء اليمن دانت ما أقدم عليه خطيب الحرم المكي "السديس"، من تمهيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني في خطبة الجمعة، واستنكرت أن توظف روايات توظيفا يهدم ثوابت الإسلام ويلغي محكمات القرآن.

في لبنان، هل يحافظ المعنيون في تشكيل الوزراة الجديدة على الثوابت والمحكمات؟. المصادر أكدت أن طريق التأليف سالكة، ومهلة الأسبوعين كافية لإنجاز المهمة. وأشارت مصادر الرئيس المكلف إلى أن من يقوم بعملية التشكيل، هو الرئيس المكلف فقط بالتعاون مع الأطراف الأساسية ورئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من جبران خليل جبران تعلمنا: "ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة".

ومع ميشال عون رددنا: ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها".

أمس قلنا: "ويل لأمة يفضل بعض سياسييها أن يموت شعبهم من العطش، حتى لا يقال إن خصمهم في السياسة نجح في بناء سد. ويل لأمة يتمادى بعض مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولة الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلب التدقيق الجنائي في العلن، ثم يحاولون إفراغه من مضمونه في السر، بالاعيب مفضوحة، وحرتقات كان ينبغي أن يوضع لها حد نهائي منذ زمن بعيد. ويل لأمة تشغل بالها إشاعة وتضيع وقتها كذبة، ولا يتكلف بعض أبنائها عناء البحث عن الحقيقة قبل إصدار الأحكام".

أما اليوم، فنضيف: ويل لأمة تعرف أن ما تراه ضلال وما تسمعه دجل، لكن بعض شعبها يصر على اعتبار الضلال صحيحا، والدجل حقيقة.

ويل لأمة لا تقرأ التاريخ، وإذا فعلت، قرأته بعين واحدة، فحفظت شيئا، لكن غابت عنها أشياء.

ويل لأمة تنسى مسار بعض سياسييها أو تتناساه، أو يستسلم بعض أبنائها لغسل الدماغ، فتقبل من الفاسد أو ممن غطى الفساد أن يطالب بالإصلاح، ومن المرتكب المحكوم أو المعروف، أن ينادي بالعدالة. ويل لأمة يعظ بعض قادتها الناس بحرية القرار، فيما عمرهم في السياسة مجرد ولاءات خارجية متنقلة ومتلاحقة من مرحلة إلى مرحلة، بين عدو وأكثر من شقيق وصديق.

ويل لأمة لا تنظر إلى السارق في عينه، وتقول له: أنت سارق،…وإلى القاتل أيضا في عينه، لتقول له بشجاعة: أنت قاتل، قتلت أبطالنا، قتلت شبابنا، قتلت آباءنا وأمهاتنا وأطفالنا، وقتلت أحلامنا، قتلت تفاهماتنا ومصالحاتنا ووحدتنا، واليوم، أنت تقتل أملنا ومستقبلنا والحقيقة.

ويل لأمة المجرم فيها يحاضر بالعفة، أما البريء النقي الصادق فعليه تصوب السهام، ومن نصيبه يكون التجريح.

ويل لأمة لا تسامح على خطأ مرة ومرتين، بل عشر مرات. لكن ويلها الأكبر إن سامحت ألف مرة من دون أن يتعظ الجاني أو يستخلص العبرة، وظلت تسامح من دون أن تصدر في حقه أقسى أحكام السياسة والضمير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بين فرنسا وأميركا، توزيع أدوار وتكامل في الإستراتيجية المتبعة في لبنان. عنوان التكامل: إتباع سياسة العصا والجزرة. العصا للولايات المتحدة، حيث لم يلتق دايفيد شنكر في زيارته الأخيرة بيروت المسؤولين في رسالة واضحة وقاسية إليهم. والأقسى قد يأتي قريبا جدا، مع معلومات تتحدث عن رزمة عقوبات أميركية تطال هذه المرة شخصيات مقربة من رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر".

في المقابل، فرنسا تدور الزوايا وتتعاون مع المسؤولين اللبنانيين، في سبيل إنتاج حكومة جديدة تحقق الإصلاحات المطلوبة. لكن الحكومة العتيدة، ورغم الأسماء المسربة، لن تولد على الأرجح في الأسبوع المقبل. فالبحث لا يزال يدور حول المواصفات والمعايير. رئيس الحكومة المكلف يريدها مصغرة من أربعة عشر إلى ستة عشر وزيرا، فيما رئيس الجمهورية يريدها من أربعة وعشرين وزيرا. والأرجح أن يستقر العدد على عشرين. بالنسبة إلى هوية الوزراء تم الإتفاق على أن يكونوا من أصحاب الاختصاص المسيسين، لكن غير المستفزين.

وتبقى العقدة الكبرى في المداورة. إذ ذكرت معلومات أن "أمل" ترفض التخلي عن وزارة المال، كما أن "حزب الله" يرفض التخلي عن وزارة الصحة. ما يعني أن "التيار الوطني الحر" سيصر في المقابل على الحقائب التي يتسلمها تقليديا. فهل يسقط مبدأُ المداورة، ويسقط معه إمكان الوصول إلى حكومة من الشعب وللشعب وليس من السياسيين وللسياسيين، كما قال البطريرك الراعي في عظته اليوم؟.

على صعيد أخر، لفتت الزيارة التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية للبنان. فالمسؤول الفسلطيني يطلق، حيث حل، مواقف تكسر مبدأ النأي بالنفس بل تطلق رصاصة الرحمة عليه وتضع لبنان في قلب محور المقاومة. فهل لهذا السبب فتحت السلطة اللبنانية صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي لهنية؟، ومن اتخذ هذا القرار؟. إنه أمر يتطلب تفسيرا من أهل السلطة والحكم، وعليهم تبرير ذلك أمام الرأي العام. كما ان فتح ابواب المخيمات الفلسطينية في لبنان أمام هنية، يطرح سؤالا خطيرا: فهل تخلت المخيمات عن مظلة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، وصارت امتدادا لغزة وللمشروع الايراني في المنطقة، كما هي الحال خارج المخيمات مع "حزب الله"؟، وهل صرنا بالتالي أمام معادلة: "حماس" في المخيمات و"حزب الله" في لبنان كله؟.

في هذا الوقت، أحيت "القوات اللبنانية" ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية". وكانت كلمة لرئيس "القوات" سمير جعجع وجهت رسائل واضحة وقاسية في عدة اتجاهات. جعجع هاجم المسؤولين بحدة. فهل يعني هذا أن "القوات" لن تعطي فترة سماح للحكومة الجديدة، بعكس الحليفين المفترضين: "التقدمي الاشتراكي" وتيار "المستقبل"؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عندما سلم الفرنسيون "ورقة الأفكار" لإنقاذ لبنان إلى السياسيين، حددوا الشروط المطلوبة وتواريخ تنفيذها. أول الشروط، تشكيل حكومة مهمة، في مهلة خمسة عشر يوما تتولى الإصلاح، وأول الاصلاحات، من دون مواربة، التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، في إطار مهل زمنية معقولة.

حتى الساعة، تبين أن السياسيين خسروا الأسبوع الأول من التشكيل، ولم يبق أمامهم سوى أسبوع، في وقت تلف السرية مفاوضات التأليف، التي لن تتوضح حتى يسلم الرئيس المكلف مصطفى أديب رئيس الجمهورية ميشال عون، تصوره الأولي للحكومة، أواخر الأسبوع الحالي.

هذا في الحكومة، أما المعركة الأشرس، فهي التدقيق الجنائي في المصرف المركزي. فبعد يومين على المعلومات الخاصة التي حصلت عليها الـlbci، عن أن وزير المال غازي وزني، عدل في عقد التدقيق الجنائي، ولم يلتزم بالملاحظات التي ذكرتها هيئة التشريع والاستشارات، وأبرزها ما يتعلق بمجموعة Egmont، أفرغ وزني ما في جعبته، ففسر ما أدخله من تعديلات، معلنا أنه لن يطلب من شركة alvarez &marsal، المباشرة بالعمل، ولن يشكل اللجنة الثلاثية المنصوص عنها في العقد، ليضع كل هذه المهام في عهدة وزير المال المقبل.

ما هو واضح حتى الساعة، أن وزني فعلا لم يبلغ الرئيس عون بالتعديلات التي طالت العقد، وهنا يطرح أكثر من سؤال: في التفويض الذي منحته حكومة الرئيس دياب لوزير المال، هل طلب منه الابلاغ عن أي تعديلات قد يدخلها على العقد إلى الرئاسة الأولى أو الثالثة أو إلى الحكومة؟. وهل في التفويض الذي طالب وزير المال بالأخذ بالاعتبار بملاحظات هيئة الاستشارات، جاء ما يؤكد إلزامية الأخذ بهذه الملاحظات، علما أن القانون يتحدث بوضوح عن أن رأي هيئة الاستشارات غير ملزم؟.

قد يكون وزير المال تسلح بهذه الثغرات لعدم الأخذ برأي هيئة الاستشارات، بوضع مجموعة Egmont في صلب عقد التدقيق الجزائي، وقد يكون وزني في بيانه المقتضب فسر أكثر من نقطة، إلا أن الرسالة الأهم من البيان مفادها: فليتحمل من أثار زوبعة العقد مسؤولية التأخير في بدء التدقيق الجنائي.

الرسالة مفترض أن يقرأها المعنيون الرسميون في الداخل اللبناني، وكذلك فرنسا ومن خلفها من دول الغرب، لكن الأسئلة الأخرى التي تطرح هي: لماذا لم يبلغ وزير المال رئيس الجمهورية بالتعديل، ولماذا أسقط نقاطا عدة في العقد أبرزها نقطة مجموعة egmont التي وضعتها هيئة الاستشارات، علما أن egmont تمثل مجموعة هيئات التحقيق الخاصة في المصارف المركزية حول العالم، وأنها لو أبقيت في بنود العقد، لكانت قادرة على تخطي حدود قانون السرية المصرفية، في حال تذرعت به أي جهة؟.

أما تحميل الوزير غازي وزني نظيره المستقبلي مسؤولية إعادة التفاوض مع alvarez، فيرى فيها معنيون رسميون الكثير من الايجابية، لأن هذا الوزير، سيذهب إلى مكامن ضعف العقد ليقويه، وهو متنبه إلى الأفخاخ الموجودة حاليا وأبرزها: الالتزام بالقوانين اللبنانية الملزمة، أي عمليا، بالسرية المصرفية، مع كل ما تحمله من عقبات أمام تقدم التدقيق المحاسبي الجنائي.

بين الأخذ والرد، يعرف اللبنانيون حقيقة واحدة: لبنان سرق، وللسارق أو السارقين هويات، والتدقيق الجنائي في المصرف المركزي أولى خطوات مسار طويل، يمتد إلى الكهرباء ووزارة الطاقة، وسائر المصالح والإدارات والمجالس، وأي محاولة لإسقاط التدقيق الجنائي اليوم تحت أي حجة، يعني وقف مسار الاصلاح، المراقب من كل دول العالم.

وهنا الفرق، فهذه المرة game over، إذا صدقت فرنسا ومعها عواصم العالم، أما اللبنانيون، فلن يستسلموا، فهم وإن فقدوا شيئا من نبض مار مخايل، لن يفقدوا تمسكهم بنبض كشف الحقيقة، ونبض بيروت التي لن تغفو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في سباقها مع الوقت ومهلة ماكرون، بدأت حكومة مصطفى أديب تواجه "تحرشا" سياسيا يرقى إلى مستوى الجرائم في حق التشكيلة الحكومية، المزنرة بالأحزاب والخلان، والمحشوة ببطانة سياسية. وأمام الرئيس المكلف أقل من عشرة أيام، لإعلان التزامه شروط الرئيس الفرنسي، والذي عين حارسا استخباريا على التأليف.

لكن "الحربقة" اللبنانية تقفز على المهل والحراس والشروط. وعلى الأرجح فإن رئيس الاستخبارت الفرنسية المراقب لعملية التأليف، سيصبح مجندا في عصبة الأمم اللبنانية، وسيتم استدراجه إلى الخندق الداخلي إذا ما استطاع السياسيون إليه سبيلا. وتبعا لمجالس فرنسية، فإن الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه، رد على ال"بونجور" بـ"بونجورين" لدى وصوله إلى الإليزيه، فكيف ستكون الحال عندما ينزل الفرنسيون على النورماندي السياسي اللبناني، ويختبرون شروط الزعماء والأقطاب وديوك الأحياء.

وقبل أن يقدم مصطفى أديب أولى مسوداته الحكومية، جاءته الطلبيات المحملة بالمرشحين والمستوزين. وأفيد أن كل زعيم سياسي سيقدم ثلاثة أسماء لاختيار واحد منها، وهي عبارة عن شخصيات تلتزم خيارات أحزابها وتياراتها السياسية. يصر أديب في المقابل على حكومة مصغرة من أربعة عشر وزيرا اختصاصيا، ملوحا بالاستقالة إذا ما رفض طلبه. في حين يعارض رئيس الجمهورية الحكومة المصغرة، ويرى ضرورة في أن تكون الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيرا بهدف الانتاجية. في وقت يصر الرئيس نبيه بري على الاحتفاظ بالمالية، وعون يطمح إلى مال وداخلية.

ووسط غابة الذئاب هذه، يصبح أديب مجرد راعي قطيع سياسي، ولن يعود أمامه خيار سوى قلب الطاولة، وتقديم تشكيلته الخالية من السموم، فليشكلها ويبرق لهم بها، إذا وافقوا تسلك طريقها الى جلسة الثقة، وإذا رفضوا ينزع الشارع عنهم كل ثقة. أما إذا أراد مصطفى أن يكون "أديبا" مع السلطة وملحقاتها، فإنه سيلقى حتفه السياسي كما حكومة حسان دياب، وسيفجرونه من الداخل من دون أن يرف لهم جفن، ولن يكون الشارع رحيما لأنه منذ اللحظات الاولى لم يثق بالتسمية، لكون مصطفى أديب هو خريج مدرستين عنوانا للفساد: نجيب ميقاتي وسهيل البوجي.

وأكاديمية ميقاتي كانت قد افتتحت بازارها قبل ثلاثين عاما، بسرقة خمسمئة دولار من كل مواطن لبناني كضريبة إيداع للخليوي. أما غير المغفور لتزويره سهيل البوجي، فقد كان يتولى تزوير محاضر مجلس الوزراء لصالح ميقاتي، رفيق الحريري، ليبانسل وسيليس.

وعلى هذا الفساد سابقا وراهنا، تحدث مساء اليوم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وسمى الحكم بـ"شلة من الخارجين عن القانون والفاسدين وأكلة الجبنة المهترئين". واعتبر أن هذه الأزمة الممتدة تعود في جوهرها إلى عاملين أساسيين: التعدي الحاصل على الدولة ودستورها وسيادتها وسلطتها ومؤسساتها، وغياب الإصلاحات الفعلية. وقال جعجع إن "انتفاضة 17 تشرين غيرت في مسار الأحداث والذهنيات، لكنها لن تؤتي ثمارها في الشارع فقط، وستجنح إلى الفوضى والمراوحة والاستنزاف الذاتي، إذا لم تكن لها خريطة طريق واضحة توصلها إلى تحقيق أهدافها.

وعن الانتفاضة ومثيري الشغب من حولها، فإن قناة "الجديد" التي لاحقت قبل أيام المشاغبين من حيث اتوا، تعود وتؤكد أن عملها الصحافي الاستقصائي، هو لتنقية طريق الثورة من شوائب وطارئين يدخلون في كل مرة لضرب مسارها، إن أهل طرابلس وعكار تحديدا، هم في صلب هذه الثورة ومن نواتها ومؤسسيها، لما يعانونه من حرمان مزمن، على الرغم من أن مدينة طرابلس هي عاصمة رجال المال. لكن بعض الرموز والأجهزة يستقدمون أدوات ستظهر الليلة في تقرير خاص يوضح حقيقة هؤلاء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله التقى هنية وتأكيد متانة العلاقة بين حزب الله وحماس

وطنية - الأحد 06 أيلول 2020

استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية ونائبه الشيخ صالح العاروري والوفد المرافق، حيث كان استعراض مفصل لمجمل التطورات السياسية والعسكرية في فلسطين ولبنان والمنطقة، وما تواجهه القضية الفلسطينية من أخطار خصوصا صفقة القرن ومشاريع التطبيع الرسمي العربي مع الكيان الغاصب ومسؤولية الأمة تجاه ذلك. وتم تأكيد "ثبات محور المقاومة وصلابته في مواجهة كل الضغوط والتهديدات والآمال الكبيرة المعقودة عليه". كما تم تأكيد متانة العلاقة بين الحزب والحركة و"القائمة على أسس الايمان والأخوة والجهاد والمصير الواحد، وتطوير آليات التعاون والتنسيق بين الطرفين".

 

سلامة: لن يفلس أي مصرف.. وهذا هو حجم سيولة مصرف لبنان

موقع صوت بيروت انترناشيونال/06 أيلول/2020

أكد  حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن “البنك المركزي لديه في الوقت الحاضر سيولة بحدود 19.5 مليار دولار ويمكنه أن يستخدم كل ما يفوق الاحتياطي الالزامي الذي هو بحدود 17 مليار دولار”. وفي حديث تلفزيوني عبر محطة  الـ”MTV”، قال سلامة: “أمامنا وقت وقد بلغنا الحكومة انه لا يحق لنا استخدام الاحتياطي الالزامي لتأمين الدعم”. وأضاف: طلبنا من وزارة الطاقة أن تحدد حاجات البلاد من المحروقات وكيف سيتم توزيع هذه الكميات بهدف أن يكون أمامنا أطول مجال ممكن لتلبية الحاجات وهناك جهد لترشيد الامر بالنسبة للسلة الغذائية لا سيما وأن هناك عمليات تهريب تحصل واستغلال من قبل بعض التجار. وأشار سلامة الى “أننا اقترحنا اعطاء بطاقات للبنانيين تسمح بدعم المواطن بدلا من التجار للحفاظ على القدرة الشرائية والقرار يتمّ العمل عليه”. ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك مصرف قد يتعرض للإفلاس وعن مصير ودائع المواطنين فيه في حال حصل ذلك، طمأن سلامة قائلاً: “لن يفلس أيّ مصرف واتّخذنا قراراً مفاده أنّ المصرف الذي لا يمكنه تأمين المتطلّبات من حيث السيولة أو رأس المال سيقوم مصرف لبنان بتملّكه، والحقوق تبقى محفوظة”.

 

السعودية… زمن دفع فواتير “حزب الله” انتهى

موقع صوت بيروت انترناشيونال/06 أيلول/2020

نشر موقع “عربي بوست” تقريراً عن تبدّل السياسة السعودية إزاء لبنان، بعد عقود ضخت خلالها مليارات الدولارات من المساعدات لحلفائها، حيث رأى مراقبون إنّ السعودية تعيد النظر في تحالفاتها القديمة التي صرفت عليها أموالاً طائلة، لا سيما في وقتٍ يواجه فيه سعيها للسيطرة الإقليمية تحدياً متزايداً من منافسيها، إيران وتركيا وقطر. الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،تقول ياسمين فاروق، قالت إن عدداً من الدول الإقليمية، من الأردن ولبنان إلى مصر وباكستان، بالإضافة إلى الفلسطينيين، كانت على رأس المتلقين للمساعدات السعودية على مدى العقد الماضي.

واعتبرت فاروق أن “التأثير الاقتصادي للضربة المزدوجة المتمثلة في جائحة كورونا، إلى جانب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، قد يدفع بالمملكة إلى إعادة هيكلة مساعداتها وترشيدها أوجه إنفاقها”. واضافت  أن “الدولة السعودية بدأت السعي بالفعل إلى إنهاء التصور السائد عنها على أنها (ماكينة صراف آلي)”. مشددة على ان  السعوديين يتفاقم استياؤهم مما يرون أنه “نكران للجميل” من حلفائهم، وبأن الدول التي لطالما استفادت من الهبات السعودية، ومنها الأردن ولبنان والفلسطينيون، “بدأت بالفعل تشهد حالات جمّدت السعودية فيها المساعدات أو قلّصتها أو قطعتها على نحو تام”.

اما الكاتب السعودي خالد السليمان، فاعتبر في مقال نشرته صحيفة عكاظ ان “السعودية لن تستمر في دفع فواتير حزب الله، وعلى اللبنانيين تحمُّل مسؤولياتهم تجاه بلادهم”. واضاف “لم يعد ممكناً أن تستمر السعودية في دفع المليارات للبنان صباحاً وتلقي الشتائم على شاشاته ليلاً”، مؤكداً على ان  “هذا الوضع لم يعد يتناسب مع المرحلة الجديدة للسياسة الخارجية السعودية، فالمال السعودي لا يهبط من السماء ولا ينبت في الصحراء”.

 

8 أزمات إيرانية تتضمن انفجار بيروت… ارتباك وخوف من القادم

الحرة/06 أيلول/2020

رصد تقرير أعده، الباحث ومحرر في مجموعة أوراسيا، ويليس سباركس، ونشره موقع “Gzeromedia”، ثماني أزمات كبرى، تواجه إيران حاليا، منها انفجار بيروت… هذه الازمات تربك نظام المرشد علي خامنئي، وتهدده بالانهيار، حيث يخشى كبار القادة في طهران مما سيأتي في الأشهر المقبلة، وذلك بحسب موقع الحرة.

الأولى: مقتل سليماني

بدأت إيران، العام 2020، بمقتل، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجمهوري، قاسم وسليماني، وبهذا خسرت طهران ثاني أقوى رجل فيها، والمخطط لعمليات إيران الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. والمسؤول عن مشروعها التوسعي في المنطقة.

الثانية: إسقاط الطائرة الأوكرانية

بعد مقتل سليماني، عاشت إيران في حالة ارتباك وتأهب، وهو ما تسبب لها بأزمة إسقاط الطائرة التجارية الأوكرانية، التي اسقطها صاروج إيراني بعد فترة وجيزة من إقلاعها من المطار، ما تسبب بمقتل جميع ركابها 176 شخصا. ولا تزال طهران تواجه تبعات الكارثة الإنسانية، حيث تطالب دول المواطنين الضحايا بتعويضات.

الثالثة: وباء كورونا

منذ مطلع شباط، أصبحت إيران بؤرة انتشار لفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط، فيما كان قادة النظام في طهران يحاولون إخفاء الحقائق، وعدم الكشف عن الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات. حتى الآن، تجاوزت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في إيران، الـ 20 ألف وفاة، وفق التصريحات الرسمية. فيما تقول جهات أخرى إن الأرقام أعلى بكثير.

وتسببت الجائحة بشلل اقتصادي موقت وبإغلاق الحدود.

الرابعة: العقوبات الأميركية

الاقتصاد الإيراني يعاني بسبب العقوبات الأميركية، وتوقفت صادرات هذا البلد من النفط، ما جعل عملتها تنهار، ودفع النظام لإزالة الأصفار الأربعة من قيمتها، وحتى تغيير اسمها.

ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة ستة في المئة نهاية هذا العام.

الخامسة: استهداف منشآت نووية

تعول طهران على البرنامج النووي الإيراني، رغم اعتراض دول العالم، ومنذ أشهر وتتعرض منشآت نووية وعسكرية وصناعية في إيران لحوادث حرائق وانفجارات مختلفة، وهو ما سيؤخر من عملية تصنيع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتأخير برنامجها النووي لسنوات.

انفجار غامض في مستودع منشأة نووية في مدينة نطنز، خلفت أضرارا عميقة على صعيد النشاط النووي الإيراني، ولكن الضرر الحقيقي بكشف أزمة داخلية وخارجية تتصاعد في إيران، وفق صحيفة جورزاليم بوست. وكانت وكالة بلومبيرغ قد كشفت مؤخرا، أن إيران نقلت أجهزة للطرد المركزي التي تستخدم لتخضيب اليورانيوم، إلى قاعة جديدة في منشأة نطنز النووية.

السادسة: انفجار بيروت

انفجار مرفأ بيروت، شكل ضربة للسياسة الإيرانية في لبنان، وتسبب بإقالة حكومة كان يدعمها حزب الله، وكيل إيران هناك. ويتعرض حزب الله وحلفاء إيران لانتقادات داخليا وخارجيا، وتعالت الأصوات بنزع سلاح الحزب وإنهاء النفوذ الإيراني في هذا البلد الذي يعاني من الفساد وانهيار اقتصاده.

السابعة: اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي

التقارب الإسرائيلي مع دول في الشرق الأوسط، يشكل تحديا جديدا أمام إيران، وسيدفعها إلى مزيد من العزلة في المنطقة، حيث أعلنت الإمارات وإسرائيل أخيرا عن اتفاق سلام، وهو الأول بعد نحو 25 عاما مع دولة عربية. وهذا الاتفاق أثار خوف وقلق إيران التي تستخدم القضية الفلسطينية لإقناع الشارع العربي بشرعية تدخلها في شؤون الدول المجاورة مثل العراق ولبنان واليمن وسوريا. وتسعى الولايات المتحدة لإقناع مجلس الأمن الدولي بتبني مشروع قرار لتمديد الوضع القائم، لكن ذلك يلقى رفضا من الصين وروسيا.

الثامنة: الانتخابات الرئاسية الأميركية

تشكل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تحديا جديدا أمام النظام في إيران، فهي قلقة من بقاء الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو ما يخالف مصالحها ويعني مزيدا من العقوبات المشددة والجدية ضد نظام خامنئي، وعدم التسامح الأميركي مع برنامجها النووي، ومشروعها التوسعي الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

الطفيلي يتوجّه بكلام لاذع لنصرالله: أفلامكم مع العدو واضحة.. ويسأل: اليس لكم حلفاء سوى اللصوص؟

جنوبية/06 أيلول/2020

عقب الإنفجار الفاجعة الذي هزّ لبنان في الرباع من آب بفعل الفساد المستشري في الدولة اللبنانية، والذي جعل اللبنانيون امام خيارين إما عودة السلطة الفاسدة الى الحكم مجدداً او التهديد بحرب أهلية، توجه الأمين العام السابق لحزب الله سماحة الشيخ صبحي الطفيلي الى السيد حسن نصرالله بكلامٍ لاذعٍ وقاسٍ قائلاً: “التهديد بحرب اهلية فتنة ضارية اتظن ان التهديد هذا هو لصالح حزب الله؟ الم تصلوا والجيش السوري وكل حلفائكم الى الفشل ورفعتم شعار: “بكربلاء كلهم ماتوا”، نسبة الى خسائركم في سوريا، الى ان اتيتم بالروسي الذي حاول بطيران دائم يحرق الأرض حتى استطاع ان يقضي على الشعب السوري”، متسائلاً: “لماذا التهديد بحرب اهلية او عودة اللصوص الى الحكم؟ اليس لكم يا حزب الله اعوان وحلفاء في لبنان إلّا اللصوص”؟ أضاف: “ارجعوا لنا اموالنا، حاربوا الفساد، شكلوا وزارات من اشخاص نظيفة شريفة غير فاسدة”. وقال الطفيلي: “انت أحرقت بيروت يا سيد، لأن الدولة التي بنيت والرجال التي عينت اوصلوا البلد الى هنا ، احترقنا بسبب سياستك الغير مباركة، وانصحك بعدم محاولة فرض سلاحك على لبنان لأن هذا عين الإنتحار والجنون وحذار هذا الأمر”.

الاسرائيلي يضحك عليكم وعلى “افلامكم” التي توسلتموه ان يتيح لكم القيام بها لكي تكذبوا بها على اهلكم ولفت الى اننا “في لبنان وصلنا الى الخراب النهائي والمطلوب منا اما الخضوع للجوع والفقر واللصوص او حرب أهلية، لماذا كل هذا؟ لأن ولي امر المسلمين أمر بذلك تحت عنوان وجود العدو الإسرائيلي وغيره وهو يتفق على الرد في مزارع شبعا وغيرها مع الإسرائيلين، والحقيقة ان الاسرائيلي يضحك عليكم وعلى “افلامكم” التي توسلتموه ان يتيح لكم القيام بها لكي تكذبوا على اهلكم وناسكم وتظهر لهم على انك القوي والمدافع وهو ليس اكثر من “فيلم مع عدوي”، متسائلاً: “قديش انت حقير عند هذا العدو”؟ العالم كله يعرف انك تمارس افلاماً “. وتوجه الطفيلي للسيد علي خامنئي قائلاً: “انتم تقولون انكم تحكمون اربع عواصم عربية بغداد دمشق بيروت وصنعاء، وهم فعلاً يحكمون لبنان، حيث يمنع ترشح اي شخص لرئاسة الجمهورية سوى الشخص الذي تريده ايران وتعكل البلد اكثر من سنتين لهذا السبب واقفل باب البرلمان حتى يبقى مرشحاً واحداً وهو مرشح ايران، الى ان عينت ايران رئيساً لجمهوريتنا، وبالتالي لا تقل لي انكم لستم الحكام في لبنان”. اضاف: “30 عاماً نُسرق، وجماعة ايران في لبنان اي حزب الله قالوا انه هناك ملفات فساد عظيمة جداً لو فتحناها، وامس قال جبران باسيل حليف حزب الله اننا مع الحزب في القضايا الاقليمية اي معاداة اسرائيل ولكننا لسنا معهم في الفساد الداخلي اي حزب الله جزء من الفساد، وعون يشهد انه هناك فساد ولكنه ممنوع من الاصلاح، وبري يقول من النبطية ان “الكل يسرق وانا اسرق” اذاً الدولة دولة فساد، تطالبون يا خامنئي بعودتها والا تهددون بحرب اهلية”. اضاف: “كل الدول تحجر مرضى الكورونا، الا في لبنان رفضتم ذلك ولا زلتم تأتون بالمصابين وتنشروهم بين الناس عمداً، بالاضافة الى الفوضى في اجراء فحوصات الكورونا”، وتابع: “انتم نشرتم الوباء في لبنان، كي لا تجتمع الناس وتقف ضدكم ، واعلنتم الطوارىء لمدة شهر كي لا تخرج الناس الى التظاهرات وهذه حقيقة”.

لا يحق لك ان تغمض عينيك وتقول انا لا افهم غيري يفهم ويفكّر عني هذا وخاطب الطفيلي المسلمين قائلاً: “التفتوا الى الحقائق فمن يخدعكم ويقول لكم ان البصيرة هي ان تغمض عينيك وتقلّد كالأعمى فهذا يحاول تظليلك، فالله اعطاكم العقل الذي إما يهديك الى الجنة او الى النار، ولا يحق لك ان تغمض عينيك وتقول انا لا افهم غيري يفهم ويفكّر عني”.

 

سرقة أسلحة في قاعدة اسرائيلية… هل من بصمات لـ”حزب الله”؟!

موقع صوت بيروت انترناشيونال/06 أيلول/2020

افادت وسائل اعلام اسرائيلية انّ “مجهولين دخلوا إلى قاعدة كبيرة في الجليل قرب الحدود مع لبنان وسرقوا الكثير من الأسلحة، بعد ان عُثر على ثغرة في جدار مركز اللواء المناطقي 796”. ولفتت الى انّ “من بين ما سرق 23 بندقية رمي قنابل و15 بندقية أم – 16 والجيش الإسرائيلي يحقق في الحادثة”.وعلى الرغم من ان الجانب الاسرائيلي لم يحدد الى الان هوية من اقدم على سرقة الاسلحة، الا انه في الاسابيع الاخيرة اتهم “حزب الله” بمحاولات التسلل الى داخل الاراضي المحتلة، ما يطرح علامات استفهام فيما ان كان للحزب بصمات بالذي حصل اليوم. وفي ذات السياق اعتبر موقع (24) في الامس ان الحرب هي السبيل الوحيد لميليشيا حزب الله في لبنان للهرب من الضغوط الدولية، فالميليشيات التي ساهمت بتدمير عدد من دول المنطقة لن تجد أمام قضية تفجير مرفأ بيروت إلا إشعال حرب ولو صغيرة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وشارك وزير إسرائيلي في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وأكد أن زعيم حزب الله حسن نصر الله غير معني حالياً بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، لأنه يعرف حجم الرد ويتوقع خسارة كبيرة، ولكن وفق الوزير فإن قياديين آخرين في الحزب ينتمون إلى الجناح العسكري يدفعونه إلى هذا الاتجاه، حسب ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وفي ظل سحب 2500 عنصر من الميليشيات من سوريا، فإن الترقب زاد مع توقع قيام حزب الله بهجوم خلال الأسبوعين المقبلين، والتوقعات أن تكون العملية إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، أو محاولة تسلل مقاتلين من “حزب الله” إلى إسرائيل، أو إطلاق قذائف مضادة للمدرعات. وخلال الأسابيع الأخيرة، برزت دعوات في الشارع اللبناني تحذر من تورط حزب الله بحرب جديدة من خلال اعتقاده أن إسرائيل ليست معنية بتصعيد حربي في الوقت الحالي، خصوصاً وأن القوات الإسرائيلية بحالة تأهب عليا على طول الحدود مع لبنان، منذ أن هدد “حزب الله” بالانتقام لمقتل أحد قادته الميدانيين كمال حسن في يوليو(تموز) الماضي، خلال قصف على موقع في سوريا. ويحاول عدد من المسؤولين بالميليشيات الدفع بعملية تعتبر مثالاً للانتقام، خصوصاً بعد أن فشل في تنفيذ عملية انتقامية مرتين في الشهر الماضي، الأولى عندما تسلل أشخاص من لبنان إلى مزارع شبعا فاكتشفتهم قوة إسرائيلية وأطلقت عليهم رصاصاً غير صائب لتتيح لهم الهرب، والثانية عند إطلاق قناصته النار من الأراضي اللبنانية باتجاه موقع عسكري قرب مستوطنة منارة الحدودية، وردت إسرائيل عليه بقصف مكثف. وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى تقديرات تؤكد أن “حزب الله” لا يريد مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، ولذلك فإنه سيحاول تنفيذ هجوم محدود موجه فقط ضد هدف عسكري، موضحة أن أي عملية ستلقى رداً موجعاً جداً للحزب، ولمن يحيطه بالرعاية في لبنان وخصوصا حلفائه السياسيين. وكان قائد سابق في “اللواء 300” في الجيش الإسرائيلي، المشرف على القسم الغربي من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، اعتبر أن حزب الله هذه الفترة لديه خلل مهني في إدارته لملف الحدود، لافتاً إلى أن خطواتهم أصبحت مثل كتاب مفتوح للجيش الإسرائيلي، وفي الأحداث الأخيرة أظهروا مستوى مهنياً متدنياً، قد يكون ذلك نابعاً من الضغوط الكبيرة عليهم. ويعتبر جنرالات الجيش الإسرائيلي أن الضربة الاستخبارية الأكبر التي وجهت لحزب الله هي قبل عامين عندما كشفت ودمرت سلاحه الاستراتيجي الذي يوصف بـ “سلاح يوم الحساب”، وهي الأنفاق التي تخترق الحدود من لبنان إلى إسرائيل والتي كانت تستعملها الميليشيات لنقل المخدرات وتهريب الأموال، وتحضرها لأي معركة لدخول المناطق الإسرائيلية واختطاف المدنيين فيها والمساومة عليهم.

 

النهار: غموض في التأليف ومخاوف من التوظيف الإيراني

النهار/الأحد 06 أيلول 2020

مع أنّ كل الأنظار المحلية الى أي تحرك يقوم به الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مصطفى أديب والذي تكاد حركته الظاهرة والعلنية تكون منعدمة منذ زيارته اليتيمة لقصر بعبدا غداة إجرائه الاستشارات النيابية في عين التينة يوم الأربعاء الماضي فان الغموض وانعدام اليقين يبدو مسيطرا على الأجواء السياسية والعامة ولا يمكن الجزم باي اتجاهات واضحة حتى الساعة. بطبيعة الحال صارت العناوين الكبيرة المسلم بها لتكوين الحكومة العتيدة معروفة بمعنى ترداد معايير حكومة اختصاصيين في الدرجة الأولى والالتزام بأسرع ما يمكن بانطلاق ترجمة البرنامج الإصلاحي الذي ستستوحيه الحكومة في بيانها الوزاري من الورقة الفرنسية المتضمنة برنامج عمل لكل الأولويات الطارئة التي سيتعين على الحكومة مواجهتها ومعالجتها خصوصا في مرحلة الثلاثة اشهر الأولى المقبلة التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أولا لعودته في زيارة ثالثة للبنان في كانون الأول المقبل وثانيا لانعقاد مؤتمر دولي جديد من اجل لبنان التزم ماكرون تنظيمه في تشرين ودعا اليه مسبقا رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة اللبنانيين. تبعا لذلك تسود لدى أوساط مواكبة للاستحقاق الحكومي انطباعات معززة بمعطيات تجمعت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة ان الرئيس المكلف سيجهد بقوة لجعل ولادة حكومته لا تتأخر ابدا والسعي الى استيلادها في الأسبوع الطالع بما يعني انه في حال تحقق ذلك فستكون الحكومة العتيدة اسرع الحكومات ولادة . ولكن لا يبدو ان الضمانات لهذه الولادة السريعة كافية وحاسمة الى حدود الجزم بان الأسبوع الطالع سيشهد هذا الحدث حتماً. ومع ذلك فان مناخ الضغوط الفرنسية على سائر المسؤولين والقوى السياسية سيشكل كاسحة الألغام التي يفترض ان تعين الرئيس المكلف على تسريع خطواته والنفاد بتشكيلة اختصاصيين قبل ان تدهمه عقبات وعثرات داخل او خارج من شانها ان تؤخر الولادة الحكومية .

واذا صحت المعلومات التي نقلت عن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر خلال لقاءاته البعيدة عن الأضواء مع نواب مستقلين فان الأسبوع المقبل أيضا قد يكون موعدا مفترضا لتطور دقيق وربما يتسم بمستوى بارز من الأهمية اذا صدرت عقوبات أميركية على أشخاص لبنانيين سياسيين واقتصاديين حلفاء لـ"حزب الله". ومع ان التكهنات المسبقة في هذا المجال لا تستقيم والظروف المتلونة التي تحاصر لبنان فان العقوبات اذا صدرت ستترك انعكاسات حتمية على مجريات الأوضاع الداخلية تبعا لهويات الأشخاص التي قد تطاولهم ومواقعهم ودلالات استهدافهم بالعقوبات في هذا التوقيت الحرج. في أي حال وفي انتظار ما سيحمله الأسبوع الطالع الذي يبدو مثقلا بالتوقعات لا تبدو صورة الموقف اللبناني محفزة على التفاؤل اطلاقا بمعزل عما يمكن ان يحصل في الاستحقاق الحكومي وتركيبة الحكومة التي يمكن ان تفضي اليها الاتصالات والمشاورات الناشطة بعيدا من الأضواء وبكتمان واضح . وفي هذا السياق لا تكتم أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع عدم ارتياحها ان لم نقل تشاؤمها حيال المؤشرات المقلقة التي أعقبت الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي لبيروت اذ تصاعدت معالم التوظيف السياسي الفاقع لدى حلفاء ايران في لبنان للمرونة الزائدة التي اعتمدها ماكرون مع "حزب الله" خصوصا لجهة اسقاط كل التحفظات التي تتبعها أطراف دولية وحتى أوروبية حياله كما ان التوظيف الذي تلقفته الجهات التي ترتبط بايران ومحور ما يسمى الممانعة لم يقف عند حدود اللعبة اللبنانية الداخلية بل تمدد نحو استثمار الساحة الفلسطينية نفسها مرة جديدة . وتدرج الأوساط الديبلوماسية المطلعة الزيارة المثيرة للشكوك والجدل التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية لبيروت والتي بدأت فور مغادرة الرئيس الفرنسي بيروت ومن ثم المواقف والاجتماعات والتحركات التي تخللت هذه الزيارة كانها الاستثمار الأكثر إفصاحا لإيران وحلفائها نتيجة المرونة والتمايز الذي أبرزهما الجانب الفرنسي ومسارعة المحور الممانع لتوظيف ذلك ضد الولايات المتحدة والخليج وإسرائيل من الساحة اللبنانية. حتى انه يمكن تفسير جانب من هذا التوظيف في مواجهة ماكرون نفسه لإفهامه بانه ليس سيد الساحة اللبنانية وان أي نجاح لمبادرته يجب ان يمر بموافقة الحزب وداعمته الإقليمية أولا . لذا تبدي الأوساط ظلالا كثيفة من الشكوك والقلق حيال مسار التطورات المقبلة ولو تعاظمت الرهانات الظرفية الان لدى البعض على الحكومة العتيدة والدفع الفرنسي نحو توفير دعم دولي له.

 

العربي الجديد: لا علامة على وجود حياة بعد ثلاثة أيام من البحث وسط أنقاض مبنى في بيروت

النهار/الأحد 06 أيلول 2020

قال عمال الإنقاذ الذين نقبوا وسط أنقاض مبنى متداع في بيروت لليوم الثالث، السبت، إنه لم يعد هناك أمل في العثور على أحياء بعد أكثر من شهر على الانفجار الهائل في المرفأ. وعمل حوالي 50 عاملاً ومتطوعاً من بينهم فريق متخصص من تشيلي على مدى ثلاثة أيام لتحديد موقع أي شخص حي وسط الركام، بعد أن رصدت أجهزة استشعار يوم الخميس علامات على أنفاس وسخونة. وقال فرانشيسكو ليرمانتا رئيس مجموعة الإنقاذ التطوعية "توبوس تشيلي"، في مؤتمر صحافي، مساء السبت، إنه "من الناحية الفنية، لا علامة على وجود حياة". وأضاف أنّ عمال الإنقاذ مشطوا 95%من المبنى، موضحاً أنّ علامات الحياة التي رُصدت، خلال اليومين الماضيين، كانت أنفاس منقذين آخرين كانوا داخل المبنى والتقطتها أجهزة الاستشعار. وذكر أنّ الجهود ستركز الآن على إزالة الركام والعثور على رفات. وقال ليرمانتا "لا نتوقف أبداً حتى ولو كانت نسبة الأمل 1%". وتابع "لا نتوقف أبداً قبل أن تنتهي المهمة". وأودى الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت، في4 أغسطس/ آب، بحياة نحو 190 شخصاً وأقامت السلطات مراسم، الجمعة، إحياء لذكرى مرور شهر على الانفجار الذي عصف بمدينة ترزح بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة. وهيمنت جهود الإنقاذ على وسائل الإعلام المحلية وقنوات التواصل الاجتماعي، حيث كان اللبنانيون في انتظار معجزة، لكنها لم تحدث. ويقع المبنى المتداعي الذي يجري البحث وسط أنقاضه بين حي الجميزة وحي مار مخايل، وهما من الأحياء الأشد تضرراً من الانفجار وبهما الكثير من المباني القديمة التي انهارت من قوة الهزة. وسار العمل ببطء لأن المبنى يوشك على الانهيار التام حسبما يقول عمال الإنقاذ. وقال جورج أبو موسى مدير عمليات الدفاع المدني "هناك خطر كبير على الفريق... البناية متداعية كثيراً". ويبحث عمال الإنقاذ بين الركام بأيديهم وبالمجاريف، بينما تقوم حفارات آلية ورافعة بإزالة الكتل الثقيلة. وأجري مسح للمبنى المتداعي بأجهزة ليزر بالغة الدقة.

 

سيلين ديون تنضم إلى الحملة التضامنية مع بيروت

مواقع الكترونية/06 أيلول/2020

انضمّت الفنانة العالمية سيلين ديون إلى الحملة التضامنية مع بيروت، التي أطلقها مصمم الأزياء الشهير زهير مراد. وتهدف هذه الحملة إلى مساعدة اهالي بيروت المتضررين من الإنفجار الكارثي، عبر التبرّع بالمال، عن طريق شراء قميص من تصميم مراد كُتب عليها  Rise From The Ashes”. ونشرت ديون عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورة ارتدت فيها القميص الخاص بالحملة. ودعت متابعيها الى مساعدة أهالي بيروت من خلال شراء هذه القميص، التي تعود كل ارباحها الى المتضررين.

 

عون متمسّك بحكومة تكنو- سياسية من 24 وزيراً

جريدة الأنباء الإلكترونية/06 أيلول/2020

لا مؤشّرات على اكتمال معالم تأليف الحكومة، وكل المعلومات المسرّبة تفيد أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، وأن القوى السياسية التي تتنازع على تقاسم الحصص عادت لتحاول فرض شروطها على الرئيس المكلّف، الذي أبدى امتعاضه من هذا الاسلوب.

ونقلت مصادر مطلعة عبر “الأنباء” تمسّك رئيس الجمهورية، ميشال عون، بحكومة تكنو- سياسية من 24 وزيراً، والعمل جارٍ على إقناع الرئيس المكلّف بهذا التوجّه. وأبلغ عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب قاسم هاشم “الأنباء” أن “لا شيء في الأفق يمكن التحدّث عنه سوى أن الاتصالات والمشاورات مستمرة على كافة المستويات، وأن الرقم المرجّح لعدد الوزراء هو 24 وزيراً، وعدا ذلك لا يمكن الجزم بشيء”.

 

لبنان بين “علبة الشوكولا” الفرنسية و”علبة العقوبات” الأميركية

صحيفة الراي الكويتية/06 أيلول/2020

تستعدّ بيروت لأسبوعٍ يشكّل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة المبادرة الفرنسية، التي وافقتْ عليها غالبية الأطراف السياسيين اللبنانيين «بالأحرف الأولى»، على إحداث الاختراق المطلوب الذي من شأنه وضْع البلاد على سكة «خطة مرحلتيْن»، قريبة المدى ترعاها باريس على قاعدة إقامة «البنية التأسيسية» للإصلاحات البنيوية والهيكلية وإطلاق مسارها على متن الحكومة العتيدة، وبعيدة المدى تُعتبر واشنطن صاحبة «الإمرة» الرئيسية فيها ومحورها الإصلاحات السياسية التي باتت بمثابة «الاسم الحَرَكي» لوضعية «حزب الله» خارج الدولة وانخراطه في أزمات المنطقة كذراعٍ متقدّمة لإيران ومشروعها التوسعي.

وفي حين تتكامل أهدافُ باريس وواشنطن، وإن اتخذّت كل منها «طريقاً» وتوقيتاً مختلفاً، وتتلاقى عند حتميةِ حدوث تَحَوُّلٍ في «النظام التشغيلي» الذي يحكم الواقع اللبناني في شقيْه الإصلاحي والسياسي، تشي تطوراتُ الساعاتِ الأخيرة كما ما يُرتقب أن تحمله الأيام القليلة المقبلة بأن الولايات المتحدة ستواكب «القوة الناعمة» الفرنسية بالإبقاء على «جزرة» العقوبات بوضعية «التفعيل» رغم إعطائها ما يشبه الـ laissez-passer للمبادرة التي أطلق «رصاصة انطلاقِها» الرئيس ايمانويل شخصياً من بيروت ولمّح إلى أنها بمثابة «الطلْقة الأخيرة» قبل نفْض المجتمع الدولي يده بالكامل من «بلاد الأرز» وجبل أزماتها، وذلك لإدراك إدارة الرئيس دونالد ترمب أن «الحساب الأخير» مع «حزب الله» من ضمن مسار المواجهة الكبرى أو التسوية الكبرى مع إيران لن يكون قبل انتهاء السباق إلى البيت الأبيض بما يجعل أي تقليمٍ لأظافر الحزب ولو من الباب الإصلاحي أمراً يصبّ في «الجيْب» نفسه.

ولم يكن عابراً أن الزيارة التي استمرّت أكثر من 48 ساعة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت طَبَعها عنوان العقوبات على شخصياتٍ سياسية لبنانية ورجال أعمال التي كثُر الكلام عنها سابقاً والتي نَقَلَ العديد ممن التقوا المسؤول في إدارة ترمب أنها باتت قريبة وسترتكز على «السيبة الثلاثية»لقوانين ماغنيتسكي وقيصر ومكافحة الإرهاب.

وفي حين بدأ حبْسُ الأنفاس يسود حيال مَن ستضمّ لائحة العقوبات رغم الإيحاءات بأن عدد المشمولين بها قد يكون محدوداً، تشير أوساط سياسية إلى أن «علبة العقوبات» التي ستعاود واشنطن فتْحها مع توسيعِ رقعتها هذه المرة خارج صحن «حزب الله» لتشمل حلفاء له من شأنها أن ترْفد «علبة الشوكولا» بالطَعْم المُرّ التي قدّمتْها باريس للطبقة السياسية في لبنان بـ «أنياب» يمكن أن تعطي المزيد من الدفْع للمبادرة الماكرونية التي تواكبها على مدار الساعة خليةُ أزمةٍ ديبلوماسية فرنسية، رغم الخشية من أن تؤدي أي «جرعة زائدة» على خط العقوبات إلى استدراج تَشَدُّدٍ داخلي وتالياً تفخيخ المسعى الفرنسي الذي يشكّل مساراً انتقالياً في الطريق إلى الحلول الشاملة.

وبمعزلٍ عن السياق التفصيلي لعملية تأليف الحكومة التي تدخل غداً اسبوعها الثاني ليبقى أسبوع فقط من «مهلة الحضّ» التي حدّدها ماكرون لاستيلاد تشكيلةٍ تعطي الإشارةَ الجدية إلى استشعار الطبقة السياسية بأن الأمور لم يعد يمكن أن تستمرّ على ما كانت قبل التفجير الهيروشيمي في مرفأ بيروت الذي أضيفت فواجعه على «الحُطام» المالي – الاقتصادي المتأتي من الانهيار المتدحْرج الذي ينذر بموجات جارفة أكثر دراماتيكية، فإن الأوساط ترى أن الرئيس المكلف مصطفى أديب ينطلق في المسار الشاقّ بـ «مناعة» يفترض أن تكون كافية بوجه أي محاولة لجرّه إلى «الألاعيب القديمة» بعناوينها المختلفة التي تبدأ بـ «المعيار الواحد» ولا تنتهي بتوازن توزيع الحصص و«عدالته» وميثاقيته، هذا إذا صحّ أن «حزب الله» يمضي في خيار تسهيل مهمته في إطار تراجُع تكتيّ لا يأتي في أي حال من ضمن مراجعةٍ لأكلاف اقتياد البلاد إلى خياراته وتموْضعه الاستراتيجي.

وفي رأي هذه الأوساط أن أديب، الذي أنْهى في الأيام الماضية مرحلةَ «التعارف» مع القوى السياسية ويتجه لأسبوع تحديد «الاتفاق الإطار» للحكومة التي يريدها من اختصاصيين يشكلون فريق عمل متجانساً، يسلك طريق التأليف يُمْسِكه بيدٍ رؤساء الحكومة السابقين وفي مقدّمهم زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي كرّر «المخاطرةَ» وسلّف ماكرون «هدية» تأمين غطاء سني لرئيس الوزراء ولكنه مشروطٌ بعدم تجديد الحاضنة لعهد الرئيس ميشال عون ونهج فريقه الذي يعتبره المكوّن السني كاسرا لتوازنات الطائف، وفي اليد الأخرى الرئيس الفرنسي الذي يخوض بدوره مخاطرةً بحجم دولته ورصيده دفعتْه إلى مواكبة خريطة الطريق التي حدّدها للسلطة في لبنان بلغة «الفرصة الأخيرة» التي أوحى معها بأن أي إفشال لمبادرته تجعل المتسبِّب بها مسؤولاً أمامه والمجتمع الدولي كما الشعب اللبناني عما سيكون.

ومن هنا ترى الأوساط أن الأسبوعَ الطالع سيكشف النياتِ الحقيقيةَ لمختلف الأفرقاء المعنيين بالملف الحكومي ليبْني في ضوئها الرئيسُ المكلف المقتضى، ملاحظة في هذا السياق تسريب مناخاتٍ متناقضة عما يسود كواليس التأليف، تراوح بين «كل عقدة ولها حلّها» وصولاً إلى ضرب مواعيد لولادةٍ حكومية خلال أيام معدودة، وبين أن تعقيداتٍ قديمة – جديدة تكمن للرئيس المكلف ومنها المداورة في الحقائب واشتراط «التيار الوطني الحر» أن تكون شاملة أو لا تكون، بمعنى أن تَمَسُّك رئيس البرلمان نبيه بري بحقيبة المال باعتبارها ذات بُعد ميثاقي يُفْضي إلى تشبّث التيار بحقيبة الطاقة، في موازاة أجواء عن تدوير زوايا يحصل لحجم الحكومة وطبيعتها على قاعدة أن تكون في منزلة وسطية بين تحبيذ أديب أن تكون من 14 أو 16 وزيراً ورغبة عون بأن تكون من 24، كما أن تتألف من اختصاصيين «مُسالِمين» سياسياً أو غير استفزازيين أي أن يكونوا أقلّ من حزبيين وأكثر من تكنوقراط لا خلفيات سياسية لهم.

 

جمعيات وهمية في مناطق بيروت المنكوبة!

الوكالة الوطنية للإعلام/06 أيلول/2020

دعا السفير المفوض لـ”هيومن رايتس” في لبنان رومانوس رعد “اللبنانيين جميعًا وأهالي المنطقة المنكوبة من انفجار مرفأ بيروت خصوصًا إلى التيقظ والتنبه والتعامل فقط مع الجمعيات الأهلية والمدنية والمؤسسات المرخصة رسميًا من السلطات المختصة أو تلك التي تعمل بإشراف الجيش والادارات الرسمية”. وقال: “نرى العديد من الذين ينتحلون صفات جمعيات أهلية وأسماء جمعيات مجتمع مدني وغيرها الذين يستغلون وجع وحزن الناس من أجل تنفيذ أهداف خاصة أخرى كالاحتيال والسرقة”. وشدد، في بيان، على “ضرورة إسراع كل الجهات الرسمية والدولية وهيئات المجتمع المدني في مساعدة أهالي هذه المنطقة المنكوبة والعزيزة علينا جميعا من أجل إعادة إصلاح البيوت المتضررة جزئيا وإعمار ما تهدم ليعود هؤلاء الناس الى بيوتهم قبل حلول الشتاء وبرده وأمطاره”.

 

كيف استغل “الحزب” ألمانيا كـ”ملاذ” لعناصره؟

 قناة العربية.نت/06 أيلول/2020

في نيسان 2020، أصدرت ألمانيا قانونًا يحظر على حزب الله القيام بأي نشاط في ألمانيا. تعد تلك الخطوة بالغة الأهمية، حيث إن الحظر يشمل كامل أجنحة تنظيم حزب الله، بعكس القرار السابق الذي اتبعت فيه ألمانيا موقف الاتحاد الأوروبي في حظر “الجناح العسكري” للتنظيم فقط. ولكن مازال هناك اعتقاد وهمي سائد لدى بعض الدول بأن حزب الله له أجنحة مختلفة، على الرغم من أن حزب الله نفسه يقول إنه لا يوجد سوى منظمة واحدة متكاملة بالكامل تحت قيادة واحدة، وفقا لما جاء في مقال الدكتور ريتشارد بورشيل، كبير الباحثين في معهد “بوصلة” في بلجيكا، الذي نشره موقع مبادرة “عين أوروبية على التطرف”.

الوضع القانوني في ألمانيا

يأتي حظر ألمانيا لتنظيم حزب الله بموجب قانون الشراكة Das Vereinsgesetz لعام 1964 (بصيغته المعدلة). وينص هذا التشريع على أنه من الممكن حظر أنشطة الجمعيات إذا كانت تلك الجمعيات تتصرف بشكل مخالف للقانون الجنائي أو النظام الدستوري أو فكرة التفاهم الدولي (على النحو المنصوص عليه في المادة 9 (بند 2) من القانون الأساسي الألماني). ويسمح قانون الجمعيات بفرض حظر على المنظمات الأجنبية إذا كانت أنشطتها تتعارض مع المادة 9 (بند 2) من القانون الأساسي، وستنطبق على أي أفراد مرتبطين بالمنظمة الأجنبية العاملة داخل ألمانيا. كما يسمح حظر المنظمة بموجب قانون الجمعيات بمصادرة الأصول من الكيانات التي يُعتقد أنها مرتبطة بها، ويمنع ظهور رموز تلك المنظمة في الأماكن العامة وفي الوسائل الإعلامية.

يأتي الحظر على حزب الله كنتيجة لأيديولوجيته وأفعاله العلنية التي تتعارض مع النظام الدستوري لألمانيا وفكرة التفاهم الدولي. وتتعارض كل مواقف حزب الله على وجه التحديد مع القانون الأساسي للدولة. كما أنه من منظور حماية الدستور الألماني، فإن اعتقاد حزب الله بضرورة إدارة الحكومة وفقًا لولاية الفقيه المطلقة يتعارض مع أي مفهوم للسيادة الشعبية والمساءلة، وبالتالي يتعارض مع الدستور الألماني. إن المصدر الرئيسي للمعلومات حول حزب الله في ألمانيا (والذي بُني عليه جزء كبير من هذا المقال) يأتي من مكاتب حماية الدستور في كل من الحكومة الفيدرالية الألمانية وفي الدولة الألمانية، والتي تعد جزءا من أجهزة المخابرات الداخلية الوطنية المعنية بمراقبة أنشطة المنظمات المتطرفة في ألمانيا. تصدر المكاتب الفيدرالية الألمانية تقريرًا سنويًا عن حماية الدستور Verfassungsschutzbericht يشار إليه فيما بعد بـ VsB.

وتستند هذه التقارير إلى معلومات استخباراتية مفتوحة المصدر بالإضافة إلى تدابير أخرى يوافق عليها القانون ولديها مسؤولية قانونية لإبقاء الجمهور على اطلاع لضمان وجود وعي حول التهديدات المحتملة للنظام الدستوري في ألمانيا. ونظرًا لأن هذه أجهزة استخباراتية، فإن التقارير لا تحتوي على تفاصيل أو تفاصيل مهمة حيث يجب الحفاظ على السرية لضمان فعالية العمل الجاري.

يوضح مكتب حماية الدستور الاتحادي بوزارة الداخلية أن حزب الله يستخدم ألمانيا كـ”ملاذ” (Rückzugsraum). يُستخدم هذا التوصيف لشرح كيف تمكن حزب الله، رغم عدم عمله رسميًا في ألمانيا، من القيام بأعمال داعمة – مثل جمع الأموال وتنظيم الأنشطة وتجنيد الأعضاء وجمع المعلومات لدعم أنشطته – مع عدم مواجهة أي تدقيق موضوعي. إن المنظمة قادرة على الاستفادة من المجتمع المفتوح الموجود في ألمانيا من أجل حشد الدعم لأنشطته وتنفيذ أيديولوجيته المتطرفة. ويستطيع حزب الله استغلال الحريات السياسية والاقتصادية لألمانيا، إلى جانب المواقف المتسامحة بشكل عام في المجتمع لتعزيز أيديولوجية شديدة التقييد والقمع لا تحمل أيًا من نفس القيم مثل ألمانيا. إن الرسالة المستمرة في التقارير الواردة من أجهزة المخابرات في ألمانيا هي أن أنصار حزب الله في ألمانيا منظمون جيدًا لضمان عدم إخضاع جهودهم للتدقيق، مما يسمح لهم بتنفيذ الأنشطة بأقل ضغط. كما القول بأن حزب الله يستخدم ألمانيا كـ”ملاذ” هو وصف دقيق.

تاريخ حزب الله في ألمانيا

تعود جذور حزب الله في ألمانيا وعبر أوروبا إلى حقبة السبعينيات من القرن الماضي. ويوضح ماثيو ليفيت، محلل استخبارات وزارة الخزانة الأميركية السابق، في دراسته لحزب الله: “نظر حزب الله إلى أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص على أنها بيئة عمل متساهلة”. وفي عام 1987، ألقت السلطات الألمانية القبض على محمد علي حمادي، أحد المتهمين الذين شاركوا في عملية اختطاف طائرة “تي دبليو إيه 847”. وتم ضبطه أثناء محاولته نقل مواد كيميائية من ألمانيا للمشاركة في تنفيذ المزيد من الهجمات الإرهابية. ويبدو أن حمادي كان يستخدم ألمانيا كقاعدة ونقطة انطلاق لتنفيذ ممارساته كجزء من شبكات إجرامية في ألمانيا وأوروبا.

وفي عام 1992، كان حزب الله مسؤولاً عن هجوم على مقهى مايكنونوس في برلين حيث قُتل 4 إيرانيين أكراد منفيين. وقام أعضاء تابعون لحزب الله بتنفيذ العملية الإجرامية بالنيابة عن إيران، الداعم الأساسي لحزب الله. وتولى التخطيط والتدبير لهذا الهجوم الإرهابي كاظم درابي، وهو مواطن إيراني كان يعيش في ألمانيا منذ عام 1980، والذي تم كشف صلاته بجهاز المخابرات الإيراني وحزب الله. وكانت هناك محاولة لترحيله عام 1982، ولكن بتدخل من النظام الإيراني، سمحت له الحكومة الألمانية بالبقاء، مما سمح له بمتابعة الدراسة وتكوين أسرة. بقي داربي في ألمانيا واستغل وجوده كناشط في الجمعيات الطلابية وفي أنشطة مسجد برلين، حيث تمكن من تجنيد أربعة أفراد آخرين موالين لحزب الله لتنفيذ الهجوم.

اصطياد وتجنيد الشباب

وهناك المزيد من الأدلة على وجود حزب الله ونشاطه في تجنيد العناصر لتنفيذ عمليات إرهابية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، اعتنق ستيفن سمريك الإسلام وجنده حزب الله في هانوفر في أوائل التسعينيات. سافر إلى لبنان لمزيد من التدريب من قبل حزب الله. واعتقل في إسرائيل وأدين بتهمة دعم منظمة إرهابية (حزب الله) بناء على معلومات بحوزته وكانت فيما يبدو ذات علاقة بهجمات إرهابية محتملة. كما أن هناك أيضًا حالة مماثلة وهي خالد ك.، وهو فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيليًا، جنده حزب الله في أوائل عام 2000 عندما كان طالبًا في كلية الطب في غوتنجن. وعاد إلى إسرائيل ثم قام بجمع معلومات ونقلها إلى حزب الله فيما يتعلق بأهداف مستقبلية محتملة.

ازدياد عناصر التنظيم في الآونة الأخيرة

وفي السنوات الأخيرة، شهد حزب الله دعمًا متزايدًا في الكثير من أنحاء ألمانيا. وتنص النسخة الفيدرالية VsB لعام 2007 من التقرير الاستخباراتي على وجود 900 مؤيد معروف لحزب الله في جميع أنحاء البلاد. وقدرت VsB الفيدرالية لعام 2019 العدد بـ 1050 مؤيدًا.

وعلى مستوى ألمانيا، يوجد عدد أكبر من أنصار حزب الله في برلين، إذ يقدر عددهم بـ250 عضوا وفي ساكسونيا نحو 160، أما شمال الراين وستفاليا فيقدر عددهم بحوالي 115. كما أن هناك أيضًا مستويات ملحوظة من المؤيدين في بادن ووتنبرغ حيث يصل عدد أعضاء حزب الله هناك إلى 75 وفي راينلاند بالاتينات 55 عضوًا وأخيرًا في بريمن 50 عضوا. تُعد هذه الأرقام دلالية بشكل أساسي، لأنها تستند إلى منهجية التقييمات الأمنية والاستخبارية، وربما لا تشمل بالضرورة الشبكات الأوسع من المتعاطفين أو جمعيات الأعمال التي تعمل عن علم أو عدم دراية نيابة عن أنشطة حزب الله. كما ثبت أن دعم حزب الله في ألمانيا جزء من الشبكات العالمية الأوسع للأنشطة الإجرامية والإرهابية التي يمارسها التنظيم.

المساجد والمراكز الثقافية

يُشتبه في أن هناك ما يقرب من 30 مسجدًا وجمعية ثقافية مرتبطة بحزب الله أو متحالفة معه. تتمتع هذه الكيانات بوضع قانوني في ألمانيا وتقوم بعدد من الأنشطة النموذجية لهذه الجمعيات. ومن خلال جمعيات المساجد المحلية يتم توليد الكثير من الدعم والتعاطف مع حزب الله وجمع التبرعات. وتوضح تقارير VsB الاستخباراتية أن جمعيات المساجد تعزز أيديولوجية حزب الله وإيران فيما يتعلق بكل من الدين والسياسة، بهدف تجنيد المزيد من المؤيدين ومحاولة تنظيم أيديولوجية حزب الله بشكل عام.

وفي حين أنه من المرجح أن تقل الأنشطة العلنية والعامة لرابطات المساجد بعد الحظر، سيكون هناك دعم مستمر لحزب الله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. بل إن هناك تقارير عن مركز الإمام رضا الإسلامي في برلين، تتحدث عن إعلان أئمة ورواد للمساجد دعمهم لحزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدون الثناء على زعيم حزب الله حسن نصر الله، وينشرون صورا لشعار وعلم حزب الله. يشير تقرير VsB الاستخباراتي بشأن بايرن وبرلين أيضًا إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي محليًا للترويج لرسائل قيادة حزب الله وتكريم الشخصيات القيادية. كما تستضيف جمعيات المساجد هذه قادة حزب الله وأنصاره القادمين من لبنان حيث يتم إلقاء المحاضرات، التي تجتذب أعدادا كبيرة من الحضور.

ولا تقدم تقارير VsB تفاصيل أكثر بكثير فيما يتعلق بما يحدث في جمعيات المساجد أو مؤشرات لشبكة أوسع من أنصار حزب الله خارج نطاق جمعيات المساجد. وكما هو موضح أعلاه، فإن الكثير من الأنشطة الرسمية لجمعيات المساجد تقع ضمن القانون. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الرسالة الموجهة من قيادة حزب الله إلى أنصاره في ألمانيا هي عدم التعرض للشرطة وإبقاء مظاهر الدعم الخارجية لحزب الله محدودة. ومن المحتمل أن يكون هذا نتيجة مباشرة لإغلاق منظمة Farben für Waisenkinder eV عام 2014، وهي منظمة غير حكومية، مقرها في إيسن وتولت جمع تبرعات تبلغ حوالي 3.3 مليون يورو بين عامي 2007 و2013. وتم تحويل الأموال التي تم جمعها إلى مؤسسة “شهداء” حزب الله في لبنان، وهي منظمة تدعم علانية أيديولوجية حزب الله وتمجد استخدام العنف.

ومما لا شك فيه أن جمعيات المساجد المعروفة التي تدعم حزب الله ستخضع لمزيد من التدقيق حيث تم الآن حظر الأعمال العلنية وإظهار الدعم لحزب الله. قد يكون لهذا تأثير غير مباشر فيما يتعلق بالشبكات الإجرامية المعروفة والأنشطة التجارية التي تدعم الوجود العالمي الأوسع لحزب الله، ولكن نظرًا لأن هذه الشبكات غير المشروعة راسخة جيدًا، فربما يكون التأثير ضئيلًا.

ويؤمل أن يحد الحظر من مظاهر الدعم العلني لحزب الله. في الوقت نفسه، من غير المحتمل إجراء أي تغيير فوري في عمليات وأنشطة جمعيات المساجد، بالنظر إلى الوجود الراسخ لحزب الله ووعي القيادة بضرورة استراتيجية عدم لفت الانتباه إلى الأنشطة غير المشروعة.

وستكون أبعاد الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم التعبير عنها لحزب الله منطقة حساسة للمضي قدمًا لأجهزة المخابرات، حيث سيتمكن حزب الله من الاستفادة من الحريات المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. كما أنه من المحتمل أن تستمر الاجتماعات وجهًا لوجه والأنشطة الأخرى خلف الأبواب المغلقة.

إن التنظيمات المتطرفة مثل حزب الله تعمل وفق نظام جيد وقادر على التكيف مع الظروف التي يواجهها. كما أنه لا شك في أن أنصار حزب الله سيستمرون في استغلال الإطار الدستوري مستفيدين من التسامح والحريات التي يتمتعون بها في استخدام ألمانيا كـ “ملاذ وملجأ”.

 

فرق إنقاذ تؤكد عدم وجود «مؤشر حياة» تحت مبنى دمره انفجار بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»»/06 أيلول/2020

قال عمال الإنقاذ الذين نقبوا وسط أنقاض مبنى متداع في بيروت لليوم الثالث، يوم أمس (السبت)، إنه لم يعد هناك أمل في العثور على أحياء بعد أكثر من شهر على الانفجار الهائل في المرفأ. وعمل حوالي 50 عاملاً ومتطوعاً من بينهم فريق متخصص من تشيلي على مدى ثلاثة أيام لتحديد موقع أي شخص حي وسط الركام، بعد أن رصدت أجهزة استشعار يوم الخميس علامات على أنفاس وسخونة. وقال فرانشيسكو ليرماندا رئيس مجموعة الإنقاذ التطوعية، في مؤتمر صحافي: «من الناحية الفنية، لا علامة على وجود حياة». مشيراً إلى أن عمال الإنقاذ مشطوا 95 بالمئة من المبنى. وأضاف أن علامات الحياة التي رُصدت خلال اليومين الماضيين كانت أنفاس منقذين آخرين كانوا داخل المبنى والتقطتها أجهزة الاستشعار. وذكر ليرماندا، أن الجهود ستركز الآن على إزالة الركام والعثور على رفات، لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ «لن تتوقف أبداً حتى ولو كانت نسبة الأمل واحداً بالمئة». وأودى الانفجار الذي وقع بمرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب)، بحياة نحو 190 شخصاً وأصاب 6000 ودمر أحياء بأكملها. وأقامت السلطات، أمس الأول (الجمعة)، مراسم إحياء لذكرى مرور شهر على الانفجار الذي عصف بمدينة ترزح بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة. وهيمنت جهود الإنقاذ على وسائل الإعلام المحلية وقنوات التواصل الاجتماعي، حيث كان اللبنانيون في انتظار معجزة، لكنها لم تحدث. ويقع المبنى المتداعي الذي يجري البحث وسط أنقاضه بين حي الجميزة وحي مار ميخائيل، وهما من الأحياء الأشد تضررا من الانفجار وبهما الكثير من المباني القديمة التي انهارت من قوة الهزة. ويسير العمل ببطء لأن المبنى يوشك على الانهيار التام حسبما يقول عمال الإنقاذ. وقال جورج أبو موسى مدير عمليات الدفاع المدني: «هناك خطر كبير على الفريق... البناية متداعية كثيراً». ويبحث عمال الإنقاذ بين الركام بأيديهم وبالمجاريف، بينما تقومحفارات آلية ورافعة بإزالة الكتل الثقيلة. وأجري مسح للمبنى المتداعي بأجهزة ليزر بالغة الدقة.

 

أسعار السلع الغذائية ترتفع رغم تراجع صرف الدولار مع غياب آليات ضبط الأسعار في لبنان ومراقبتها

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

اعتاد اللبنانيون في الفترة السابقة ومنذ بدء أزمة الدولار على ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل يومي، إذ غالبا ما كانت تأتيهم الإجابة عند السؤال عن سعر أي منتج غذائي مقرونة بعبارة «حتى الساعة وحسب سعر الدولار»، ولما كان هؤلاء المواطنون قد اقتنعوا أن ارتفاع أسعار السلع مرتبط بارتفاع سعر صرف الدولار توقعوا انخفاض الأسعار مع تراجع سعر الصرف، إلا أن هذا الأمر لم يحصل، بل على العكس تظهر جولة صغيرة على عدد من مراكز بيع المواد الغذائية أن الأسعار ليس فقط لم تتراجع بل أكثر من ذلك تستمر بالارتفاع. ارتفاع أسعار السلع الغذائية يؤكده أيضا مؤشر جمعية حماية المستهلك، إذ يبين ارتفاع الأسعار خلال شهر أغسطس (آب) الماضي (حتى الـ15 منه) بنسبة 22.84 في المائة مقارنة مع أشهر أبريل (نيسان) مايو (أيار) يونيو (حزيران)، مع العلم أن سعر الدولار لم يتخط منذ بداية الأسبوع الثاني من أغسطس الـ8000 ليرة وفي بعض الأيام انخفض عن الـ7000 بعدما كان ارتفع إلى حدود تجاوزت الـ10 آلاف ليرة أواخر في شهر يوليو (تموز) الماضي. الارتفاع الأكبر في الأسعار خلال شهر أغسطس، وحسب مؤشر الجمعية، كان في أسعار اللحوم إذ ارتفعت بنسبة 32.70 في المائة تليها أسعار المعلبات والزيوت والحبوب بنسبة 28.60 في المائة ثم بعض أنواع الخبز 25 في المائة والألبان والأجبان 18.20 في المائة، أما الفواكه فكان لها الحصة الأقل من الزيادة 1.8 في المائة فيما انخفضت أسعار الخضار 21.38 في المائة. وفي هذا الإطار تقول نائبة رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتورة ندى نعمة إن أسعار السلع الغذائية «تواصل ارتفاعها وسط غياب لأي دور رقابي وفي مناخ تسيطر عليه الاحتكارات ويتحكم فيه التجار بالأسعار بحجة أنهم كانوا قد اشتروا المواد الغذائية على سعر دولار مرتفع»، مضيفة في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الشراء على سعر صرف مرتفع «لا يبرر للتاجر بيع المنتج على السعر نفسه مع انخفاض سعر الدولار، لأنه بذلك يكون يعمل على زيادة رأس ماله على حساب المستهلك». وتوقعت نعمة في ظل غياب أي آليات ضبط للأسعار ومراقبتها أن يستمر ارتفاع أسعار السلع الغذائية، لافتة إلى أن أسعار هذه السلع في لبنان هي الأغلى في المنطقة وأنه في ظل فوضى الدولار أصبحت مرتفعة جدا. بدوره يستغرب رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي ارتفاع أسعار السلع الغذائية ويراه غير مبرر، أما عدم انخفاض الأسعار فيراه أمرا طبيعيا شارحا في حديث مع «الشرق الأوسط» أن أسعار هذه السلع «محتسبة أصلا على أساس حد أعلى لسعر صرف الدولار لا يتجاوز الـ7000 ليرة حتى عندما كان سعره 10000 وذلك لأن أي زيادة فوق هذا الحد تعني عدم القدرة على تصريف هذه البضائع»، لذلك «من الطبيعي أن تبقى أسعار السلع على ما هي عليه والدولار اليوم في حدود الـ7000». وفي حين اعتبر البحصلي أن أسعار السلع يمكن أن تبدأ بالانخفاض عندما يتراجع سعر الصرف إلى ما دون الـ7000. أوضح أن حتى هذا الأمر «قد يحتاج إلى أسابيع لكي يتمكن المستورد من تصريف ما تم شراؤه على أساس سعر صرف مرتفع».

السلع المدعومة غير متوافرة

وفي الوقت الذي تستمر فيه أسعار السلع الغذائية بالارتفاع يحاول المواطن البحث عن السلع المدعومة ضمن السلة الغذائية التي يوفر مصرف لبنان دولار استيرادها على أساس سعر صرف يوازي 3900 ليرة، إلا أنه وفي معظم الأحوال لا تكون هذه المواد متوافرة والسبب يعود إلى كمياتها المحدودة وتعقيدات معاملاتها التي تدفع بعض أصحاب الدكاكين إلى عدم شرائها. وفي هذا الإطار يلفت البحصلي إلى أن وزارة الاقتصاد لم تلزم التجار بالسلة الغذائية المدعومة ففضل معظمهم عدم الدخول فيها «لأنها تشترط عدم البيع بالجملة أي عدم تسليم المستوردين البضائع إلى الموزعين بل مباشرة إلى المحال التجارية الكبرى والدكاكين الصغيرة مع تحديد هامش الربح»، موضحا أن هذا الأمر «يزيد التكلفة على المستورد إذ يحتاج إلى سيارات نقل وسائقين ما جعل عدد المستوردين للسلة الغذائية المدعومة محدودا وبالتالي جعل كميات المواد الغذائية المدعومة محدودة أيضا». وتؤكد نعمة أن دعم السلة الغذائية لم يساهم في خفض أسعار السلع موضحة أن جمعية حماية المستهلك ترى أن سياسة الدعم التي اعتمدتها الوزارة كانت خاطئة، إذ «اختارت دعم بضعة تجار مستوردين محظيين بحوالي 1.523 مليار دولار بديلا للدعم المباشر للعائلات المحتاجة بالمال والقسائم أسوة بكل تجارب العالم»، وأن هذا الدعم لا يصل منه إلى المستهلكين إلا ما بين الـ10 و20 في المائة في أحسن الأحوال. يُشار هنا إلى أن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة أرسل كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يطلب فيه رفع الدعم عن السلع المتعلقة بالإنتاج الحيواني والزراعي، لما يشكله ذلك من هدرٍ للمال العام.

وكان نعمه غرد على «تويتر» معتبرا أنه «منذ أن بدأ دعم السلع المتعلقة بالإنتاج الحيواني والزراعي، لم تنخفض أسعارها بل ارتفع بعضها ضعف الأسعار السابقة للدعم» وأنه لن يوافق «على دعم هذه السلع حيث يشكل ذلك هدرا للمال العام، مع الاستمرار بالموافقة على دعم السلع الأخرى عند انخفاض أسعارها بشكل ملحوظ». وحول إمكانية انقطاع السلع الغذائية ولا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت، طمأن البحصلي أنه لا يوجد أي مؤشر يدل على إمكانية انقطاعها ولكنه لفت إلى أن عددا كبيرا من البضائع لا تزال في المرفأ وهذا يعني المزيد من التكلفة على المستورد أي إمكانية حصول ارتفاع بأسعارها لاحقا.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

إيران على بعد 3 أشهر ونصف من صنع سلاح نووي

بندر الدوشي/العربية/06 أيلول/2020

قال مسؤولون أميركيون، إن لدى الولايات المتحدة دليلا على أن إيران تقوم بتخزين اليورانيوم المخصب، المكون الرئيسي لصنع سلاح نووي، في انتهاك مباشر للقيود الدولية المفروضة على استخدام طهران للمواد الانشطارية. ويتوقع الخبراء النوويون أن إيران الآن على بعد 3.5 أشهر فقط من “وقت الاختراق”، مما يؤشر لمدى اقتراب البلاد من امتلاك التكنولوجيا والمواد اللازمة لصنع سلاح نووي. كما أن لديها الآن الوقود اللازم لصنع قنبلتين منفصلتين، وفقا لتقرير أوردته “واشنطن فري بيكون” the Washington Free Beacon المختصة بالأمن القومي.

وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، أن إيران ضاعفت تقريبا مخزونها من اليورانيوم المخصب، مما أثار مخاوف بشأن استمرار تقدم البلاد في صنع سلاح نووي. ومنحت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول إلى العديد من المواقع النووية المتنازع عليها والتي كانت في السابق محظورة. وتم إطلاع الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في الأمم المتحدة على تقرير عن أنشطة طهران النووية. ويظهر كشف الوكالة أنها محاولة أخرى من جانب إيران لخرق القيود الواردة في الاتفاقية النووية الأصلية التي تحكم كمية اليورانيوم التي يمكنها تخصيبها والاحتفاظ بها في البلاد. وتقوم إيران أيضًا ببناء صواريخ باليستية متطورة، على عكس لوائح الأمم المتحدة. ومن المرجح أن يكون الكشف الخطير عن تخصيب اليورانيوم مصدرًا جديدًا وداعما لمسعى إدارة ترمب لإعادة فرض مجموعة من العقوبات الدولية على إيران. وقال مسؤول في وزارة الخارجية، متحدثًا إلى صحيفة “واشنطن فري بيكون”، إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسلط الضوء على انتهاك إيران الخطير “لالتزاماتها بموجب الاتفاق الإيراني الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء حاسم لاستعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران”. وقال المسؤول إن هناك دليلًا قاطعًا على أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وحاليا ، يتجاوز مخزون إيران من اليورانيوم المخصب “10 أضعاف الحد المنصوص عليه في [الاتفاق النووي]”، وفقًا لمعهد العلوم والأمن الدولي، وهو مجموعة مراقبة نووية تتابع عن كثب عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت المجموعة إن “وقت الاختراق المقدر لإيران اعتبارًا من سبتمبر 2020 قصير يصل إلى 3.5 أشهر كما أن التطور الجديد هو أن إيران قد يكون لديها ما يكفي من اليورانيوم المنخفض التخصيب لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لتصنيع سلاح نووي ثان، حيث يمكن إنتاج الثاني بسرعة أكبر من الأول، ويتطلب في المجمل ما لا يزيد عن 5.5 شهر لإنتاج اليورانيوم لصنع قنبلة، وقالت المجموعة، يوم الجمعة، إن اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة يستخدم في صنع سلاحين نوويين. وقال المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، إن الإدارة ستواصل الضغط المتزايد على إيران حتى تتراجع عن السعي لامتلاك سلاح نووي. وأوضح المسؤول أنه “لا يوجد سبب يدعو إيران لتوسيع برنامجها النووي سوى الانخراط في سياسة حافة الهاوية المستمرة”.

وأضاف: “سنواصل فرض أقصى قدر من الضغط على النظام الإيراني حتى يتوقف عن أنشطته المزعزعة للاستقرار ويتفاوض على اتفاق شامل. ولهذا السبب اتخذنا إجراءات حاسمة الشهر الماضي لبدء “إعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران”.

وكجزء من حملة الضغط في الأمم المتحدة، سعت إدارة دونالد ترمب إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران والتي تم رفعها كجزء من الاتفاق النووي لعام 2015. ولا يزال نجاح هذا الجهد غير واضح في ظل معارضة القوى الأوروبية، وكذلك روسيا والصين.

 

غضب سعودي بسبب مدير طلب سكرتيرة Open Minded.. وفتح تحقيق!

روسيا اليوم/06 أيلول/2020

أعلنت هيئة العناية بالعملاء التابعة لوزارة الموارد البشرية في السعودية، أنها تحقق في شكوى ضد مدير شركة يواجه اتهامات باستغلال منصبه، بعد أن سعى لتوظيف سكرتيرة “متحررة وبلا قيود”.

وتداول مدونون سعوديون على نطاق واسع محادثة على “واتساب”، تسأل فيها امرأة عن وظيفة سكرتيرة معروضة، قبل أن يرد من يفترض أنه مدير في الشركة، بالطلب من السائلة أن تكون متحررة جدا، “Free” و”Open Minded”.ولفتت الهيئة في ردها على الشكاوى إلى أنه “تم التصعيد للإدارة المعنية للتحقق واتخاذ اللازم”.وأثارت صور المحادثة المفترضة ردود فعل غاضبة بين المغردين السعوديين، وسط مطالب بمحاسبة المدير.

 

تعرّض عدد من الأشخاص للطعن واستنفار أمني في بريطانيا

قناة العربية.نت/06 أيلول/2020

ذكرت الشرطة البريطانية، في الساعات الأولى من الأحد، أن عدد من الأشخاص تعرّض للطعن في مدينة برمنغهام، بريطانيا. ولفتت إلى أن هناك استنفار لكل فرق الطوارئ بموقع الحادث لضمان تلقي المصابين الرعاية اللازمة. وأشارت الشرطة إلى “حادث كبير” من دون التمكن حتى الساعة من تحديد عدد الجرحى ولا مدى خطورة حالاتهم.  وكشفت الشرطة في بيان انها تلقت بلاغا عند الساعة 00:30 بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت الغرينتش) بشأن تعرّض شخص للطعن في وسط المدينة، قبل أن تُبلّغ بحصول حوادث أخرى مشابهة بعد وقت قصير.

 

وزير الدفاع الإيراني: رفع الحظر سيتيح لنا تصدير الأسلحة

قناة الحرة/06 أيلول/2020

اعتبر وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أن رفع حظر الأسلحة المفروض على إيران، والمرتقب في شهر تشرين الأول القادم، سيسمح لإيران بـ”تصدير المزيد من المنتجات الدفاعية”، وفقا لما نقل “راديو فردا”. وقال حاتمي وفي مقابلة نشرتها صحيفة “إيران” الناطقة باسم الحكومة، ان “إيران تنتج في الوقت الراهن أكثر من 90 بالمئة من الأسلحة التي تتطلبها القوات المسلحة”. وأشار حاتمي في المقابلة إلى أن “نسبة 10 بالمئة المتبقية من الحاجة للأسلحة لا تؤثر على القدرات الدفاعية للبلاد.” وكانت الولايات المتحدة قد أعادت فرض عقوباتها على طهران في 2018، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي عقد ما بين إيران ومجموعة دول عظمى.

 

غوتيريش يحذّر من خطر المجاعة في 4 دول منها اليمن/أكثر من 50 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي في العالم العربي

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مذكرة وجهها إلى أعضاء مجلس الأمن، من خطر تفشي المجاعة وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع في أربعة بلدان متأثرة بالنزاعات: اليمن وجنوب السودان وشمال شرقي نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. بينما لفت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في العالم العربي إلى أكثر من 50 مليون شخص.

وأفاد غوتيريش في التقرير العالمي حول أزمات الغذاء لعام 2020 والتحليلات الأخيرة للأمن الغذائي، بأن الدول الأربع تشكل «كبرى أزمات الغذاء في العالم»، لافتاً إلى أن تمويل المساعدة منخفض للغاية. وقال إن «العمل مطلوب الآن» من أجل هذه الدول التي «عانت سنوات من النزاع المسلح والعنف المرتبط به»، مؤكداً أن «سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وشمال شرقي نيجيريا وجنوب السودان مرة أخرى يواجهون شبح تزايد انعدام الأمن الغذائي واحتمال المجاعة». ولاحظ أن المؤشرات الرئيسية «تتدهور بالمثل» في عدد من الدول الأخرى المتضررة من النزاع بما فيها الصومال وبوركينا فاسو وأفغانستان، مستدركاً أن «الوضع يختلف من بلد إلى آخر، لكنّ المدنيين يتعرضون للقتل والإصابة والنزوح، مع تدمير سبل العيش وتعطيل توافر الغذاء وإمكانية الحصول عليه وسط هشاشة متزايدة». وفي الوقت نفسه «تتعرض العمليات الإنسانية للهجوم أو التأخير أو تجري إعاقة توصيل المساعدات المنقذة للحياة». ونبه إلى أن انعدام الأمن الغذائي في البلدان المتضررة من النزاعات «تفاقم الآن بسبب الكوارث الطبيعية والصدمات الاقتصادية وأزمات الصحة العامة، وكلها تفاقمت بسبب جائحة (كوفيد – 19)».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، أن التداعيات الاقتصادية للوباء بما في ذلك عمليات الإغلاق وإغلاق الحدود والقيود على الحركة كان لها تأثير كبير على الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي. وقال: «نحن بحاجة إلى التركيز على الأمور التي ستسبب بالفعل أكبر خسارة في الأرواح». وأكد أن وجود أربع دول يفي بالمتطلبات الواردة في قرار اتخذه مجلس الأمن عام 2018 لتقديم تقرير عندما يكون هناك خطر مجاعة بسبب نزاع ما وانعدام أمن غذائي على نطاق واسع.

ووفقاً لمذكرة غوتيريش، فإن العنف المتصاعد في شرق الكونغو «يؤدي مرة أخرى إلى مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي والجوع»، إذ إن «أكثر من 21 مليون شخص يعانون أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد». وقال إنه مع تمويل 22% فقط من نداء الأمم المتحدة الإنساني حالياً «ستحتاج البرامج الأساسية إلى تقليص أو تعليق»، موضحاً أن «الخطر يعود ببطء» إلى اليمن، بعدما حشد المجتمع الدولي الكثير من الموارد قبل عامين للحيلولة دون أن يؤدي النزاع المتصاعد والتردي الاقتصادي في أفقر دولة عربية إلى المجاعة، محذراً من ظروف مماثلة تظهر اليوم. ونقل عن دراسة حديثة أن 3.2 مليون شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يعانون الآن «انعدام الأمن الغذائي بدرجة كبيرة»، وأن أسعار المواد الغذائية أعلى بنسبة 140% من المتوسط قبل بدء النزاع عام 2015، ونبه إلى أنه «مع تمويل 24% فقط من المتطلبات الإنسانية عام 2020، تضطر الوكالات الآن إلى تقليص البرامج الأساسية أو إغلاقها». وقال غوتيريش إن الوضع تدهور بسرعة في النصف الأول من عام 2020 في منطقتي جونقلي وبيبور الإداريتين بجنوب السودان «بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن»، مشيراً إلى أن القتال رافقته هجمات واسعة النطاق على الأراضي الزراعية والرعوية ونهب الماشية والغذاء، مما ترك أكثر من 1.4 مليون شخص في المنطقة «يواجهون أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد. بالإضافة إلى ما لا يقل عن 350 ألف طفل يعانون سوء تغذية حاداً أو معتدلاً». وكان بيزلي يتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة الوزارية الـ106 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية، فأكد أن جائحة «كوفيد - 19» ستزيد عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية بأكثر من 14 مليوناً، مؤكداً أن الإجراءات التي تُتخذ الآن ستحدد النجاح أو الفشل في الحيلولة دون تحول هذه الأزمة الصحية إلى جائحة جوع. وأوضح أن بعض كبرى عمليات البرنامج موجودة في كل من اليمن وسوريا والسودان وليبيا والصومال، حيث تلقى أكثر من 14.4 مليون شخص المساعدات من برنامج الأغذية العالمي في يوليو (تموز) 2020. وأضاف أن البرنامج يقدم مساعدات لنحو 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن ومصر والعراق وكذلك يقدم الاستجابة لأزمة لبنان الثلاثية المتمثلة في انفجار مرفأ بيروت، وأزمة «كوفيد - 19»، والتراجع الاقتصادي المستمر.

 

ترمب يهاجم «فوكس نيوز» ويطالب بطرد مراسلتها

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 أيلول/2020

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب شبكة «فوكس نيوز» بطرد مراسلتها جينيفر غريفين التي أكدت ادعاءات إعلامية أنه أهان قدامى المحاربين. وتعرض ترمب لموجة انتقادات حادة بعد نشر مجلة «ذي أتلانتك» تقريراً ذكرت فيه أنه وصف جنود مشاة البحرية الأميركية الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بـ«الخاسرين» و«المغفلين»، وذلك عندما تخلف عن زيارة مقبرة عسكرية أميركية خارج باريس خلال زيارته فرنسا في 2018. وكان التبرير الرسمي حينها لعدم زيارته المقبرة العسكرية أن الطقس كان سيئاً، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأفادت جينيفر غريفين مراسلة «فوكس نيوز» بأن اثنين من مسؤولي الإدارة السابقين أكدا لها أن ترمب «لم يكن راغبا بركوب السيارة والذهاب لتكريم الجنود الأميركيين القتلى»، ما يعني أن الطقس لم يكن السبب. كما أبلغها مسؤول أن ترمب استخدم كلمة «مغفلين» لتشويه سمعة قدامى المحاربين، لكن في سياق مختلف يتعلق بحرب فيتنام. ونقلت عن المسؤول الذي لم تسمه قوله: «عندما تحدث الرئيس عن حرب فيتنام قال إنها حرب غبية، وكل من ذهب إلى هناك كان مغفلاً». واعتبر المسؤول أنها «كانت زلة نابعة من شخصية الرئيس هو لم يكن بإمكانه أن يستوعب لماذا قد يموت أشخاص من أجل وطنهم، فالأمر لا يستحق». وقال ترمب في تغريدة غاضبة: «جينيفر غريفين يجب أن تطرد بسبب هذا النوع من الصحافة، هي حتى لم تتصل بنا من أجل التعليق، (فوكس نيوز) انتهت». ودافع ترمب عن نفسه بشدة في أعقاب نشر تقرير «ذي أتلانتيك»، وغرد وأعاد تغريد تعليقات تصف التقرير بأنه «أخبار مضللة»، كما وصف رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ الذي كتب التقرير بأنه شخص «كريه». ودافع العديد من زملاء غريفين في «فوكس نيوز» عنها بشكل علني على «تويتر»، إلى جانب عضو الكونغرس الجمهوري آدم كينزينغر الذي وصفها بأنها «منصفة وشجاعة». وتوجهت غريفين إلى ترمب بالقول على هواء «فوكس نيوز» مباشرة، اليوم (السبت): «يمكنني أن أبلغك بأن مصادري لا يمكن التشكيك فيها»، مضيفة: «مصادري ليست مجهولة بالنسبة إلي وأشك في أنها مجهولة أيضا بالنسبة إلى الرئيس». وقبل نشر «ذي أتلانتك» للقصة، أفاد استطلاع لموقع «ميليتري تايمز» ومعهد جامعة سيراكيوز للمحاربين القدامى بأن 37.4 في المائة فقط من الجنود الموجودين في الخدمة يدعمون إعادة انتخاب ترمب، بينما يؤيد 43.1 في المائة المرشح الديمقراطي جو بايدن.

 

تسارع التحضيرات لتوقيع الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي

رام الله: «الشرق الأوسط»»/06 أيلول/2020

تسارعت الاستعدادات لاستضافة الولايات المتحدة الحفل الرسمي لتوقيع الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لتطبيع العلاقات، وسط توقعات بأن يتم ذلك إما يوم 13 أو 14 سبتمبر (أيلول) الجاري، مع ترجيح اليوم الأول لرمزيته، إذ إنه يصادف ذكرى توقيع اتفاق أوسلو بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وجاء ذلك في وقت استمر الجدل الإسرائيلي - الإسرائيلي في خصوص قضية بيع مقاتلات «إف - 35» أو أي أسلحة أميركية متطورة أخرى إلى الإمارات العربية المتحدة. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين: «نحن نعارض ذلك، لن نوافق على أي عقد بيع، وسنعمل ضد بيع أي سلاح من شأنه أن يضر بالتفوق العسكري النوعي لإسرائيل، وهذا يشمل طبعاً (إف - 35)». وأكد أن إسرائيل ستضغط على الكونغرس الأميركي لمنع بيع طائرات «إف 35» للإمارات. وجاءت تصريحات كوهين بعد يوم من نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقريراً لصحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأنه وافق سراً على تزويد الإمارات بمقاتلات الشبح المتطورة «إف - 35». ورد ديوان نتنياهو على التقرير قائلاً: «تكرار الادعاء الكاذب ضد رئيس الحكومة نتنياهو لا يجعله صحيحاً». وأضاف: «رئيس الحكومة نتنياهو لم يمنح في أي لحظة من المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي أدت إلى انفراج تاريخي مع الإمارات العربية المتحدة في 13 أغسطس (آب)، موافقة إسرائيل على بيع أسلحة متطورة للإمارات». وأيد كوهين تصريحات نتنياهو بشأن «إف - 35» قائلاً: «حضرت اجتماعات مجلس الوزراء. وتحدثت مع رئيس الوزراء الذي قال بشكل قاطع إنه لا يوجد اتفاق (حول الأمر) ولم يوافق على ذلك». ويفترض أن تتضح الصورة بعد توقيع الاتفاق النهائي بين تل أبيب وأبوظبي والمتوقع أن يتم يوم 13 سبتمبر الجاري وهو تاريخ يوافق الذكرى الـ27 لتوقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين. وتسارعت وتيرة الاتصالات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، من أجل الاتفاق على تفاصيل عقد مراسم توقيع الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي في الولايات المتحدة بحضور الرئيس دونالد ترمب ونتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وأفاد تقرير لـ«القناة 12» الإسرائيلية بأنه يتم العمل على أن تقام المراسم الاحتفالية للتوقيع على الاتفاقية في حديقة البيت الأبيض خلال الأيام الـ10 المقبلة. وبحسب القناة فإن الموعدين المقترحين لإقامة المراسم هما في 13 أو 14 سبتمبر الجاري، لكن يوم 13 أقرب للاختيار بسبب الرمزية التي يحملها هذا التاريخ.

 

ابتهاج في إسرائيل بقرار صربيا نقل سفارتها إلى القدس

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن فلسطين باتت «ضحية طموحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية»، متهماً إدارته باتخاذ أي إجراء «مهما كان مدمراً للسلام والنظام العالمي» لتحقيق إعادة انتخابه. وجاء تصريح عريقات تعقيباً على إعلان ترمب اتفاقاً مع صربيا لنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس بحلول يوليو (تموز) 2021. إضافة إلى إعلانه اتفاقا بين إسرائيل وكوسوفو على تطبيع العلاقات بينهما. واتهم عريقات إدارة ترمب بالضغط على الدول لدفعها للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف: «إدارة ترمب تظهر مرة أخرى التزامها الكامل بانتهاك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وإنكار حقوق الفلسطينيين، من خلال تشجيع الدول على الاعتراف بشكل غير قانوني بالقدس المضمومة عاصمة لإسرائيل». وعد عريقات أن كل الاتفاقات التي رعتها الإدارة الأميركية بين دول وإسرائيل «لا تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط». وطالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي باتخاذ إجراءات ضد من يشجع «الجرائم والانتهاكات ضد أرض فلسطين وشعب فلسطين، بما في ذلك الاعتراف بضم إسرائيل، القوة المحتلة، غير القانوني، لمدينة القدس». وكان ترمب قد أعلن أنه في أعقاب وساطة أميركية، تعهدت صربيا بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس بحلول يوليو (تموز) 2021. فيما سيجري تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكوسوفو. وجاء الإعلان تتويجاً لمباحثات استضافها البيت الأبيض بين رئيس وزراء كوسوفو عبد الله هوتي والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تناولت العلاقات الاقتصادية بين بلديهما. وتأمل الولايات المتحدة في المحادثات التي توسط فيها مستشار ترمب الخاص ريتشارد غرينيل، أن يتمكن الطرفان من وضع اللمسات الأخيرة على مقترحات لفتح الطرق والسكك الحديدية والاتصالات الجوية بينهما، بما يؤدي وفق غرينيل إلى تعزيز الاقتصادين. وتسعى كوسوفو التي انفصلت وأعلنت استقلالها بدعم دولي واسع إلى انتزاع اعتراف صربيا بها كدولة مستقلة منفصلة.

وفيما لاقت الجهود الأميركية مزيداً من الغضب في رام الله، رحبت تل أبيب بشدة وقالت إنها ستعترف بكوسوفو كدولة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه «إنجاز آخر في الجهود المبذولة لتوسيع العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل». وأضاف: «نرحب بقرار الرئيس الصربي لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل (...) سنعترف بكوسوفو كدولة». ويفترض أن تفتح صربيا ممثلية لها في القدس حتى حلول يوليو 2021. وقال نتنياهو «هذه أول دولة أوروبية تفتح سفارة في القدس». وأضاف: «أشكر صديقي رئيس صربيا فوتشيتش على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. كما أود أن أشكر صديقي الرئيس ترمب على مساهمته في هذا الإنجاز. وسنواصل جهودنا لدفع المزيد من الدول في أوروبا إلى نقل سفاراتها إلى القدس». وقال رئيس كوسوفو هاشم تاتشي خلال تطرقه إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وعن فتح السفارات في القدس في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»: «أبارك إعلان رئيس الحكومة نتنياهو والنية الحقيقية للاعتراف باستقلال كوسوفو وإقامة علاقات دبلوماسية معها». وشدد على أن «كوسوفو ستلتزم بتعهدها وضع ممثلية دبلوماسية في القدس». ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي بهذا التطور مؤكداً أن «القدس العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل ستكون جسراً للسلام بالنسبة للعالم أجمع». ودعا الدول إلى «الذهاب بنفس الطريق الذي اتخذته صربيا وكوسوفو ونقل سفاراتها إلى القدس عاصمة إسرائيل». وتربط إسرائيل علاقات غير رسمية مع كوسوفو التي أعلنت استقلالها قبل 12 سنة.

 

مداهمات بحثاً عن أسلحة ومطلوبين في بغداد والبصرة في إطار حملة لفرض القانون بأمر من الكاظمي

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أمس، إن «القوات المسلحة مستمرة بملاحقة كل من يعبث بالأمن والقانون». وجاء قول رسول بعد انطلاق حملة مداهمات وتفتيش واسعة شنتها قوى الأمن العراقية فجر أمس، في بعض الأحياء الشعبية ببغداد والبصرة التي شهدت نزاعات عشائرية متكررة خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، أدت إلى قتل وجرح عدد من الأشخاص، وحرق منازل لمواطنين، في إطار عمليات ثأر عشائرية. وشدد اللواء يحيى رسول، في بيان، على أن «الحكومة ستضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بالأمن والنظام»، مشيراً إلى أن «عملية (الوعد الصادق) في البصرة جاءت بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي)، وبتخطيط وإشراف قيادة العمليات المشتركة، وأن القائد العام وجه بفرض قوة القانون، وملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون في جميع المحافظات». وكشف عن عمليات لاحقة تطال «أي منطقة تحاول الخروج عن سلطة القانون، وأن القوات الأمنية والقطعات ستستمر بملاحقة من يحاول زعزعة الأمن والنظام». كان الكاظمي قد قال، الخميس الماضي، خلال زيارته لقيادة العمليات المشتركة، إن حكومته «ورثت تركة ثقيلة من السلاح المنفلت والنزاعات العشائرية التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع، وتهدد أفراده، كما تعمل على عرقلة جهود الإعمار والتنمية في البلاد»، ووجه قادة الأجهزة الأمنية بمتابعة هذا الملف لفرض هيبة الدولة، ومواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار البلد. وشملت عمليات أمس منطقتي الفضيلية والحسينية اللتين شهدتا مؤخراً أعمال ثأر عشائرية. وطبقاً لبيان قيادة العمليات، فإن «قوة أمنية مشتركة نفذت (فجر أمس) عمليات مداهمة في منطقة الفضيلية لتنفيذ مذكرات قبض على مطلوبين، تم خلالها إلقاء القبض على 5 متهمين مطلوبين للقضاء، وفق المادة (4) إرهاب». وكشف البيان عن «قيام أحد المتهمين المطلوبين بفتح النار على القوة الأمنية، ومحاولة الهروب، لكن القوة تمكنت مِن إلقاء القبض عليه، وضبط السلاح المستخدم».

وفي عملية مماثلة في منطقة حسينية المعامل، جنوب بغداد، التي شهدت نزاعاً عشائرياً، الأسبوع الماضي، ذكرت قيادة العمليات أن قواتها نفذت عملية أمنية أسفرت عن القبض على 3 أشخاص، بتهمة حيازة أسلحة متوسطة ومركبات غير قانونية، وضبط رشاشين متوسطين و121 بندقية و17 مسدساً و8 قنابل يدوية و3 أجهزة اتصال و70 مخزن بندقية وأعتدة مختلفة، فضلاً عن 11 هاتفاً يستخدم لتفجير العبوات. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنهم شاهدوا أعداداً كبيرة غير مسبوقة من العناصر والعجلات الأمنية وهي تجوب فجراً شوارع منطقتي الفضيلية والحسينة، وقامت بحملة مداهمات وتفتيش للمنازل للبحث عن الأسلحة والمطلوبين. وفي محافظة البصرة الجنوبية، نفذت قيادة العمليات هناك عمليات مماثلة تهدف إلى «تعزيز الأمن والاستقرار، والقبض على المطلوبين، ونزع الأسلحة غير المرخصة». وذكر بيان العمليات المشتركة أن عمليات المداهمة والتفتيش نفذت عبر محورين في المحافظة: شمالي شمل (المدينة - القرنة - المدير الماجدية - الكرمة)، وآخر جنوبي شمل مناطق (الفاو - صفوان - مخفر جبل سلام - مخفر خرائج - مخفر جريشان). وأسفرت العمليات، طبقاً للبيان، عن «إلقاء القبض على 10 من المطلوبين، وفق مواد قانونية مختلفة، والعثور على 3 أكياس من مادة (C4) مع (TNT) وزورق و12 غراماً من المواد المخدرة ورشاشين و7 بنادق نوع كلاشنيكوف و3 أخرى نوع (جي سي) وبندقية قنص مع ناظور وقاذفة (40 ملم) ومسدس، فضلاً عن 7حاويات عتاد. وقوبلت حملة المداهمات، أمس، بردود فعل شعبية ورسمية مرحبة، وطالب كثيرون أن تشمل الحملات الفصائل المسلحة المنفلتة، ومطلقو صواريخ «الكاتيوشا» على المنطقة الخضراء ومعسكرات الجيش، ولا تقتصر على ملاحقة المطلوبين على خلفية نزاعات عشائرية. ودعت النائبة عن ائتلاف «دولة القانون»، عالية نصيف، أمس، إلى دعم الحملة الأمنية التي تقودها القوات المسلحة بصنوفها كافة للبحث عن الأسلحة في المناطق السكنية. وقالت نصيف، في بيان: «أدعو وسائل الإعلام، وشرائح المجتمع كافة إلى دعم الحملة الأمنية التي تنفذها القوات الحكومية في عدة مناطق من العراق؛ أن تطبيق القانون يبدأ من مكافحة الفساد، وينتهي بتثبيت الأمن في الشارع». وأضافت النائبة أن «الأنظار تتطلع اليوم إلى الحملة الأمنية التي تنفذها قواتنا البطلة في عدة مناطق من العراق باستخدام المئات من العجلات العسكرية والآلاف من رجال الأمن من مختلف التشكيلات. ورغم صعوبة هذه المهمة، فإن الهدف الأساسي سيتحقق عاجلاً أم آجلاً، ويتم حصر السلاح بيد الدولة».

 

حدود» مناطق النفوذ الثلاث تتعمق في سوريا خلال 6 أشهر بسبب التفاهمات الدولية ـ الإقليمية و«كورونا» والأزمة الاقتصادية في دمشق

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

لأول مرة منذ 2012، لم يحصل أي تغير على خطوط التماس العسكرية في سوريا لمدة 6 أشهر متواصلة. وبعد 5 سنوات على التدخل العسكري الروسي المباشر في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015، لا تزال سوريا التي تبلغ مساحتها 185 ألف كلم مربع، مقسمة إلى 3 مناطق نفوذ: الأولى تمتد على ثلثي أراضي البلاد، وتسيطر عليها قوات الحكومة، بدعم روسي إيراني؛ والثانية تشمل ربع مساحة البلاد في شمال شرقي البلاد، وتسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، بدعم من التحالف الدولي، فيما تقع المنطقة الثالثة الواقعة في شمال البلاد وشمالها الغربي تحت نفوذ فصائل مقاتلة يدعمها الجيش التركي.

ذروة التقهقر... والسيطرة

شهدت خريطة السيطرة العسكرية تغيرات كبيرة خلال 9 سنوات. وحسب «مركز جسور للدراسات» السوري، فإنه بعد تحول الاحتجاجات السلمية في مارس (آذار) 2011 إلى «حراك مسلح، أصبح النظام يُسيطر بالكاد على ثلث هذه الأراضي في نهاية عام 2012، فيما كانت المعارضة المسلحة بكل تشكيلاتها تُسيطر على الثلثين الآخرين. وانخفضت سيطرة النظام بعد ذلك إلى نحو ربع الأراضي بين 2015 و2016». وفي منتصف 2015، كانت ذروة سيطرة الفصائل وتقهقر قوات الحكومة. يقول «جسور»: «سيطرة المعارضة انخفضت بشكل كبير حتى قبل أن ترتفع نسبة سيطرة النظام، إذ شكل ظهور (داعش) فاعلاً ميدانياً في نهاية عام 2013 عاملاً أدى إلى تغيير قواعد اللعبة عسكرياً، إذ بدأ التنظيم يقضم بشكل سريع مناطق سيطرة المعارضة، وبدرجة أقل مناطق سيطرة النظام، حتى وصلت نسبة سيطرته في عام 2015 إلى أكثر من نصف الأرض السورية».

وبعد بدء التحالف الدولي، بقيادة أميركا، حربه ضد «داعش» في سبتمبر (أيلول) 2014، بدأت «وحدات حماية الشعب» الكردية بالاستحواذ التدريجي على بعض مناطق سيطرة التنظيم. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2015، تم الإعلان عن تأسيس «قوات سوريا الديمقراطية» التي أصبحت المظلة التي ستتولى قيادة المعركة ضد التنظيم، بدعم من التحالف الدولي. وتوسعت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» بشكل تدريجي، حتى وصلت إلى نحو 15 في المائة من الأرض السورية في عام 2016، ثم نحو 20 في المائة منتصف 2017، ثم في النصف الثاني من عام 2018 إلى نحو 27 في المائة، قبل أن تنخفض بشكل طفيف في خريف العام الماضي. ولم تتمكن المعارضة منذ عام 2015 من السيطرة على أي أرض جديدة، ولا يشمل ذلك بطبيعة الحال الأراضي التي تمت السيطرة عليها بالتدخل التركي، والمعروفة بأسماء عملياتها العسكرية، وهي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام» و«درع السلام»، التي قام بها الجيش التركي مع فصائل موالية في شمال سوريا وشمالها الغربي والشرقي. وأعلن مسؤولون روس أكثر من مرة أنه قبل تدخل جيشهم، في سبتمبر (أيلول) من 2015، لم تكن حصة قوات الحكومة السورية أكثر من 10 في المائة من مساحة البلاد. وبعدها، بدأت قوات الحكومة، بدعم القوة الروسية، إحراز مزيد من التقدم التدريجي، إلى أن «وصلت سيطرة النظام إلى نحو الثلثين منذ عام 2018 حتى الآن».

معارك وتفاهمات

كانت العمليات العسكرية بين 2012 و2016 عاملاً أساسياً في تغيير خطوط التماس ومناطق السيطرة. وفي بداية 2017، بدأ مسار آستانة بين روسيا وإيران وتركيا «بعد خسارة المعارضة الاستراتيجية في مدينة حلب»، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، حسب «جسور»، إذ ساهم المسار في «إعادة جدولة العمليات العسكرية، حيث أخذت طابعاً موسمياً يعكس فشل الأطراف في التوصل إلى تفاهم آني، أو رغبة أحد الأطراف في رفع مستوى الضغط التفاوضي قبيل انطلاق جولة جديدة من المسار». وإلى جانب أساليب العمليات العسكرية و«الأرض المحروقة» و«البراميل»، تمكنت بعض الأطراف، خصوصاً قوات الحكومة، من توسيع سيطرتها بفعل أدوات أخرى، كان أهمها «الحصار»، خاصة في ريف دمشق ودمشق وحمص، التي أوصلت إلى «التسويات»، وهي اتفاقات توقعها الأطراف المحلية داخل المناطق المحاصرة، وأفضت في الغالب إلى خروج المقاتلين نحو الشمال، واستسلام المناطق لقوات الحكومة. وقال المركز: «ساهمت التفاهمات بين الفاعلين المحليين، بوساطات خارجية في بعض الأحيان، إلى توسيع خرائط السيطرة، فقد أدى اتفاق المدن الأربع، في أبريل (نيسان) 2017، برعاية روسية إقليمية، إلى تبادل غير مسبوق للسيطرة على المدن بين المعارضة والنظام، حيث خرجت قوات المعارضة من مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، مقابل تفريغ كامل لبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب». وتسببت التفاهمات الدولية في تغيير خرائط السيطرة دون معارك بين الفاعلين المحليين، ومن أبرز هذه الحالات سيطرة قوات الحكومة، المدعومة روسياً، على محافظتي درعا والقنيطرة، بعد تفاهم أميركي - روسي في منتصف 2018. كما شمل ذلك السيطرة التركية على الشريط الحدودي ضمن عملية «نبع السلام» شرق الفرات، بتفاهم أميركي - تركي، إضافة إلى جيوب أخرى شمال البلاد، أو تثبيت الأمر الواقع في شمالها الغربي، بتفاهمات بين أنقرة وموسكو.

جمود ممدد

وأظهرت خريطة النفوذ العسكري لشهر أغسطس (آب) 2020 التي أعدها «جسور» ثبات نسب السيطرة بين أطراف النزاع منذ فبراير (شباط) الماضي. وحافظت فصائل المعارضة على نسبة سيطرتها البالغة 10.98 في المائة، ويشمل هذا قاعدة التنف الأميركية في زاوية الحدود العراقية - السورية - الأردنية. كما حافظت الحكومة على 63.38 في المائة من البلاد، وبقيت 25.64 في المائة من البلاد تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». وقال المركز: «لم يعد لتنظيم داعش أي سيطرة عسكرية على الأرض السورية منذ فبراير 2019»، لكن لا تزال هناك خلايا للتنظيم في شرق الفرات، إضافة إلى وجود جيوب له في البادية السورية. ويعود ثبات خطوط التماس لمدة 6 أشهر منذ بدء الصراع السوري إلى سلسلة عوامل خارجية وداخلية، تتعلق بالتفاهمات بين روسيا وأميركا وتركيا شمال شرقي سوريا، وبين أنقرة وموسكو في إدلب، وإلى وباء «كورونا» والأزمة الاقتصادية التي تعصف بدمشق لأسباب عدة، بينها فرض واشنطن عقوبات «قانون قيصر».

تفاهم صعب

في منتصف 2017، توصل الجيشان الأميركي والروسي إلى مذكرة تفاهم تتعلق بـ«منع الصدام» لتبادل المعلومات عن تحركات طائرات الجانبين، ورسم خط تماس نظري هو نهر الفرات، بحيث يكون طرفه الشرقي لأميركا وحلفائها، وطرفه الغربي لروسيا وحلفائها. وأبقت أميركا على قاعدة التنف ومنبج غربه، بينما حافظت الحكومة السورية على وجودها في «مربعين أمنيين» في القامشلي والحسكة شرق الفرات. وبقيت الخطوط مستقرة نسبياً إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما سحب الرئيس دونالد ترمب قواته من مناطق قرب حدود تركيا، ما شجع الجيش التركي على التوغل عسكرياً مع فصائل موالية بين تل أبيض ورأس العين، ضمن عملية «نبع السلام». كما لجأت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى دمشق، ووقعت مذكرة قضت بالتعاون مع الجيشين السوري والروسي لنشر نحو 10 آلاف عنصر في مناطق أخلَتْها أميركا، وتسيير دوريات روسية - تركية على الطريق الرئيسية بين حلب والقامشلي، تحت حماية مروحيات روسية، إضافة إلى نشر حرس الحدود السوري على حدود تركيا، عدا منطقة «نبع السلام». وعاد ترمب ووافق على الإبقاء على 500 جندي شرق الفرات، ومائة جندي في التنف، فتحول شرق الفرات إلى مناطق نفوذ بين أطراف مختلفة، ما أدى إلى إرباك الصورة، الأمر الذي استدعى مفاوضات عسكرية روسية - أميركية للتأكد من عمل اتفاق «منع الصدام» بين الجيشين. وفي ديسمبر (كانون الأول)، تم تجديد الاتفاق. وكان لافتاً أن الجيش الروسي استمر في تحديه واختباره براً، وأسس قواعد ونقاط تمركز، وسير دوريات في محافظتي الحسكة والرقة، وعلى الطريق إلى حدود العراق، بالتزامن مع تكثيف الجهود لتجنيد عناصر من السكان المحليين. وأعلن الجنرال كينيث مكنزي، في يونيو (حزيران)، أن قوات التحالف رصدت حشداً لمعدات عسكرية روسية في المنطقة، علماً بأن روسيا أقامت قاعدة في مطار القامشلي. وأشار الجانب الأميركي إلى أن وجود روسيا يعطيها فرصة لـ«تعطيلنا وزيادة صعوبة عملنا»، حسب ما جاء في وثيقة أميركية.

وفي نهاية يونيو (حزيران)، بدأت القوات الروسية في الدخول إلى مناطق توجد بها قوات التحالف، وذلك في إطار حملة متعمدة لـ«طردها» من المنطقة. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، أول من أمس، إن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها لروسيا بشأن حادث في سوريا أصيب فيه عدد من الجنود الأميركيين عندما اصطدمت مركبة عسكرية روسية بمركبتهم. وقال أوبراين، خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: «تم إيصال الأمر إليهم (روسيا) بوضوح شديد... تم ذلك على المستوى المناسب». لكن لا تزال موسكو متمسكة بالاتفاق، وتطلب من دمشق التمسك به، فيما استمر الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع إيرانية في ريف دير الزور.

هدنة هشة... صامدة

خلال السنتين الماضيتين، شنت قوات الحكومة، بدعم إيراني روسي، أكثر من هجوم على «مثلث الشمال» الذي يضم إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، وتقدمت في شمال حماة وغرب حلب، وفتحت طريق حلب – دمشق، وسيطرت على سراقب، وذلك رغم وجود اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا حول «خفض التصعيد» في هذه المناطق. لكنه بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على معرة النعمان، جنوب إدلب، في نهاية يناير (كانون الثاني)، بدأ الجيش التركي، في فبراير (شباط)، بتعزيز قواته بشكل غير مسبوق في شمال غربي سوريا «حيث أرسل إلى داخل الأراضي السورية آلاف من القوات الخاصة التي تعد نخبة القوات المسلحة التركية، مدعومة بدبابات ومدرعات ووحدات مدفعية وصاروخية»، حسب المركز. وقالت مصادر عدة إن الجيش التركي نشر أكثر من 12 ألف جندي وآلاف العربات والمدرعات في إدلب وريفها لـ«ردع» قوات الحكومة من استمرار عملياتها في شمال غربي البلاد.

وفي بداية مارس (آذار)، توصل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان إلى اتفاق في موسكو على ملحق لاتفاق خفض التصعيد في إدلب، نص على «وقف كل الأعمال القتالية على خط التماس القائم في منطقة إدلب، وإنشاء ممر آمن عرضه 6 كيلومترات شمالاً و6 كيلومترات جنوباً من طريق حلب - اللاذقية، ليتم تنسيق المعايير الدقيقة لعمل الممر الآمن عبر قنوات الاتصال بين وزارتي الدفاع الروسية والتركية، وبدء الدوريات الروسية التركية المشتركة على طريق حلب - اللاذقية من بلدة ترنبة غرب مدينة سراقب ووصولاً إلى بلدة عين الحور».

وتعرضت الدوريات المشتركة الروسية التركية على طريق حلب - اللاذقية لهجمات وتحديات كثيرة. كما تبادلت قوات الحكومة والفصائل القصف في جنوب إدلب، إضافة إلى حصول غارات بين فينة وأخرى، واستهداف لمتطرفين بطائرات «درون» في ريف إدلب. لكن الهدنة لا تزال صامدة، رغم الخروقات، واستطاع الطرفان تسيير أكثر من 25 دورية، أنجز بعضها العمل على طول الطريق. وكان لافتاً أن الجيشين نفذا تدريبات مشتركة، ما يمهد الطريق للعمل على «محاربة الإرهاب». وسياسياً، استمر العمل بين الطرفين ضمن صيغة آستانة لرعاية عمل اللجنة الدستورية في جنيف.

الجنرال «كورونا»

في مارس (آذار) الماضي، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق لتأكيد ضرورة الالتزام بالاتفاق الروسي - التركي حول إدلب، وضرورة تجنب معارك شاملة وسط انتشار «كورونا». وبعد بقاء الوباء تحت السيطرة في الأشهر الماضية، بدأ في أغسطس (آب) بتسجيل قفزات كبيرة في دمشق ومناطق سيطرة الحكومة، بما في ذلك بين عناصر الجيش والضباط. يضاف إلى ذلك، تعمق الأزمة الاقتصادية، وانخفاض سعر صرف الليرة السورية لأسباب كثيرة، بينها بدء واشنطن في منتصف يونيو (حزيران) بتطبيق «قانون قيصر»، وإصدار قوائم ضمت عشرات المسؤولين والشخصيات السورية. كما ضغطت واشنطن على دول عربية وأوروبية كي لا تطبع مع دمشق ولا تساهم في إعمار سوريا، بل إن «قانون قيصر» يتضمن بنوداً بفرض عقوبات على من يمول العمليات العسكرية أو الإعمار، سواء كان سورياً أو غير سوري. ويقول مسؤولون أميركيون إن الهدف هو «منع النظام من الفوز بالسلام في حال فاز بالحرب»، إضافة إلى «حرمانه من تمويل العمليات العسكرية، وتغيير خطوط التماس»، مع المطالبة بـ«وقف نار شامل» في جميع الأراضي السورية. ويُعتقد إلى حد كبير أن مصير خطوط التماس في شمال غربي البلاد وشمالها الشرقي، وكيفية التعاطي مع العقوبات الغربية والأزمة الاقتصادية السورية، وسرعة عمل اللجنة الدستورية، وتنفيذ القرار (2254)، ستكون في صلب محادثات الوفد الروسي العسكري السياسي الاقتصادي الرفيع الذي سيحط في دمشق خلال ساعات، ويلتقي الرئيس بشار الأسد، وكبار مساعديه، في وقت برزت فيه تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوط بين مناطق النفوذ الثلاث دائمة أم مؤقتة.

 

تدريبات عسكرية روسية ـ تركية في شمال غربي سوريا لتعزيز التحركات المشتركة ضد انتهاكات هدنة إدلب

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

عكست التدريبات العسكرية المشتركة الجديدة بين القوات الروسية والتركية في مناطق شمال سوريا تأكيدا على «مواصلة العمل بشكل وثيق لتنفيذ اتفاقات الرئيسين في شأن التحركات الثنائية لمواجهة أي تصعيد» وفقا لمعلق عسكري أشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد اتفق مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان على القيام «بخطوات مشتركة لمواجهة استمرار الانتهاكات من جانب الفصائل المتشددة في إدلب». ورغم أن التدريبات التي جرى الجزء الثاني منها أول من أمس، نظمت في إطار محاكاة مواجهة هجوم على قوافل عسكرية أو دوريات تسير على الطرق الدولية، وهو أمر له أهمية خاصة بعد تعرض عدد من الدوريات إلى هجمات باستخدام عبوات ناسفة، لكن المغزى الأساسي وفقا للمعلق، هو دفع العمل المشترك وتوجيه رسائل واضحة إلى المجموعات المتشددة بأن «الطرفين الروسي والتركي قد يتحركان على نطاق أوسع لمواجهة أي استفزاز أو تصعيد إرهابي».

وكان يفغيني بولياكوف، نائب رئيس مركز التنسيق في منطقة خفض التصعيد بإدلب أعلن أن عسكريين من روسيا وتركيا أجروا تدريبات مشتركة على محاربة الإرهاب. ووفقا له فقد ركز التدريب على صد هجمات محتملة من جانب مجموعات مسلحة على قوافل عسكرية. وأشار إلى أن التدريب هدف إلى «صياغة موقف مشترك حيال نشوء حالات طارئة أثناء تسيير الدوريات المشتركة في الطريق )إم - 4(». واشتملت تدريبات القوات الروسية والتركية على التعاون السريع، و«التنسيق أثناء تسيير الدوريات، واستدعاء قوات الإسناد في حال تعرض الدورية لهجوم، بما في ذلك آليات التعامل خلال تعرض الدوريات لقصف من جانب قوات العدو وعمليات إجلاء الأفراد والمعدات».وهذه المرحلة الثانية من التدريبات المشتركة التي انطلقت في جولتها الأولى في بداية الشهر الماضي. والتدريب الأول جرى في أواخر أغسطس (آب) الماضي.

وقال بولياكوف إن هذه المرحلة تهدف إلى تطوير «نهج موحد للإجراءات الواجب اتخاذها بشكل مشترك في حالات الطوارئ». وأضاف أنه تم خلال فترة التدريب تناول مسائل الإجراءات العملية الواجب اتخاذها سريعا لأفراد الدورية المشتركة في مواجهة مجموعات من التشكيلات المسلحة غير الشرعية، واحتمالات تعرض قوافل الدورية لهجمات بأسلحة مختلفة (...) الهدف هو وضع خطة موحدة متكاملة». وتمت التدريبات في ظروف قريبة قدر الإمكان من ظروف القتال الحقيقي، تحت درجة حرارة للجو تبلغ 46 درجة، وأثناء التنقل في عربات مدرعة، وكان كل طرف في حالة تأهب قصوى.

وحاكى التدريب هجوما عنيفا من جانب مجموعة مسلحة على الدورية أعقب تفجير عبوة ناسفة على طريقها، ما أسفر عن إعطاب واحدة من سيارات الدورية، وتعامل الطرفان مع الهجوم عبر انتشار سريع في المنطقة تزامن مع تحديد مواقع إطلاق النار والتعامل معها بنيران المدفعية، وفي الوقت ذاته كان فريق يعمل على إخلاء الجرحى وطلب قوات الإسناد. وبعد انتهاء المعركة تم سحب المعدات المتضررة. ولفت متحدث عسكري مع وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية إلى أن «الأهم، أثناء تنفيذ مهمة التدريب، كان في تعزيز قدرة قوات البلدين على التعامل السريع بشكل مشترك، وتقديم المساعدة لبعضهما، وكمثال فقد لعب جنود روس دور الجرحى وكان على الأطباء الأتراك تقديم المساعدة العاجلة في ظروف استمرار القتال». وبحسب الضباط المسؤولين عن التدريب، فقد «تم ذلك على وجه التحديد بشكل عملت فيه فرق البلدين معاً، وأثبتت أنها يمكن أن تعتمد بشكل كامل على بعضها في حالات الطوارئ».

 

قصف تركي شرق إدلب واشتباكات جنوبها ولا تحركات عسكرية في منطقة «نبع السلام»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

قصفت القوات التركية مواقع للنظام السوري في سراقب شرق إدلب في الوقت الذي تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام في محاورها الجنوبية وفي شمال غربي حماة. وفي الوقت ذاته نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان استعداد القوات التركية لتنفيذ عملية عسكرية وشيكة فيما يعرف بمنطقة شمال شرقي سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع قصف تركي استهدف مواقع نفوذ قوات النظام في محيط سراقب، بعد أن وثق مقتل عنصرين من قوات النظام وإصابة آخرين، أمس (السبت) بعد دخول مجموعة لقوات النظام في حقل ألغام متقدم أنشأته الفصائل على محور قرية البارة في ريف إدلب الجنوبي. وفي الوقت ذاته، وقعت اشتباكات على محور قرية فليفل بريف إدلب الجنوبي، بين الفصائل وهيئة تحرير الشام من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر تزامنت مع قصف واستهدافات متبادلة، في حين استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة، مناطق في قرية العنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة. كما وقعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل من جهة أخرى، على محور كفر تعال غرب حلب، تزامنا مع اشتباكات مماثلة على محور مدينة سراقب بريف إدلب التي قصفتها القوات التركية.

وقصفت الفصائل تجمعات لقوات النظام في قرية الدار الكبيرة بمحيط مدينة كفرنبل جنوب إدلب. إلى ذلك، هز انفجار بلدة الغندورة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي الشرقي نجم عن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس عند أطراف البلدة، بسيارة لأشخاص يعملون ضمن المعبر مع «الجبهة الشامية»، ما أدى لمقتل شخصين وإصابة آخر. على صعيد آخر، نفى المرصد السوري دخول تعزيزات عسكرية للقوات التركية والفصائل الموالية لها خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى محاور ريف رأس العين ضمن ما يسمى بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة تركيا والمحاذية لمناطق نفوذ تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد). ونقل المرصد عن مصادر، لم يسمها، أن القوات التركية نشرت كاميرات مراقبة وقناصة في قاعدتين في باب الخير وداودية، دون أي تغييرات عسكرية في المنطقة، حيث لا تزال القوات التركية تتجول في مناطق «نبع السلام» بشكل اعتيادي. وكان المرصد السوري أفاد بنزوح عائلات من بلدة أبو راسين وريفها ومدينة الدرباسية إلى مدينة الحسكة، الأربعاء، تزامنا مع ترويج معلومات تفيد بوقوع هجوم تركي وشيك على المنطقة. وقالت مصادر المرصد إن نحو 10 في المائة من سكان تلك المناطق نزحوا، خلال الأيام الثلاثة، بعد ترويج تلك المعلومات التي تصدر عن قيادات سياسية من حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي وقيادات عسكرية وأمنية في المنطقة. ويجري بث هذه المعلومات عبر الاجتماعات مع الموظفين والكوادر، بهدف التوعية في حال أي هجوم تركي. وكانت قيادات «الأسايش» عقدت اجتماعا خلال الأيام الفائتة، وطلبت من عناصرها تقرير مصيرهم بالبقاء أو الرحيل مع عائلاتهم عن المنطقة في حال تعرضها لهجوم عسكري، كذلك الأمر بالنسبة للمؤسسات والأحزاب، كما طلبت القيادات من الأعضاء والكوادر اليقظة والحذر. وكشفت مصادر المرصد عن تحركات خفية لـ«قسد» في الريف الشمالي والشمالي الغربي للحسكة، وتفقد عناصرها للمنطقة بشكل كامل.

 

الإدارة الذاتية شرق الفرات تتخلص من نفاياتها الطبية وأنشأت مكباً خاصاً بها بالتزامن مع ارتفاع إصابات «كورونا»

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

تجري الاستعدادات في مقر بلدية القامشلي، الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، للبدء بيوم عمل جديد لجمع مخلفات النفايات الطبية، وإتلافها في مكب مخصص. كان عناصر الفريق يرتدون زياً أحمر اللون ورسم شعار طبي على ظهورهم للدلالة على طبيعة عملهم، تقلهم سيارة شحن كتب عليها «مخصصة لنقل النفايات الطبية». يدخل الفريق المشافي ومراكز الحجر الصحي، الواحد تلو الآخر، وتشمل جولتهم أربعة مشافي في مدينة القامشلي، إلى جانب مشافي بلدة عامودا المجاورة ومراكز العزل، ويتم توزيع بقايا النفايات من علب الأدوية ومصلات الإبر والمواد الطبية و«الشاش» المستخدم التالفة في صناديق مخصصة كل منها لمواد معينة، وذلك لنقلها إلى مكب خاص يقع غرب القامشلي بهدف حرقها. ومع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بعد أن سجلت الإدارة الذاتية، شرق الفرات، أمس، إصابة 15 حالة، ليرتفع العدد الكلي إلى 624 حالة، ووفاة 40 حالة، فيما شفي منها 158 حالة، وخشية من انتشار الوباء وحفاظاً على السلامة الصحية، نفذت الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة ومنظمة «الهلال الأحمر الكردي» بالتعاون مع هيئة الصحة، «مشروع التخلص السليم من المخلفات الطبية».

وأوضحت ميديا بوزان، رئيسة «هيئة الإدارات المحلية والبيئة»، أن الخطوة تعد أول مشروع على مستوى المنطقة للتخلص من النفايات الطبية بالشكل السليم. وقالت: «يعد الأول من نوعه، عبر تجميع مخلفات المشافي، وإتلافها في المكان المخصص لها بعيداً عن اختلاطها بالنفايات التي تخص المدنيين، كون المخلفات الطبية لها آثار سلبية على الأهالي وعمال النظافة». وحرص أعضاء الفريق على ارتداء الأقنعة الواقية وكفوف لحماية اليدين ولباس مخصص لهذه المهمة. وبعد دخول مبنى المشفى، يعطون التعليمات لعمال النظافة والممرضين بضرورة فرز المخلفات وتصنفيها لسهولة نقلها وحملها، واتباع التدابير الصحية لحماية أنفسهم وحالات المرضى التي تتوافد بكثرة جراء انتشار جائحة «كوفيد - 19». ويقول دجوار بيزي، المسؤول الإداري في قسم النظافة ببلدية القامشلي، إنهم يسعون إلى التخلص السليم من المخلفات الطبية لمنع انتشار الأوبئة. و«قامت البلدية بتدريب الفريق وعمال المشافي، ليتمكنوا من معرفة كيفية توزيع المخلفات الطبية المختلفة على أساس اختلاف طبيعتها، صلبة كانت أو سائلة أو مواد قابلة للكسر»، ويتم العمل بشكل يومي ومنتظم، ويتم فرز المواد حسب نوعها وتصنيفها، ودرجة خطورتها، على حد قوله. ويضيف بيزي أن «المواد الجارحة كشفرات العمليات وغيرها، وكذلك المواد القابلة للكسر يتم تحطيمها وجمعها في أحواض خاصة، أما المواد القابلة للحرق فيتم حرقها ضمن محرقة خاصة». أما تحاليل فيروس كورونا والمواد السائلة وتحاليل الدم والتهاب الكبد الوبائي، فقد «تم تجهيز حاوية خاصة بها لمنع انحلال هذه المواد السائلة ضمن مجاري الصرف الصحي، وبالتالي التأثير بشكل سلبي في صحة الأهالي»، حسب المسؤول الإداري ببلدية القامشلي. واختارت البلدية، بالتنسيق مع هيئة الصحة والإدارة المحلية، منطقة تقع غرب القامشلي بالقرب من مكب للنفايات، لكنها حددت نقطة ثانية مخصصة للمخلفات الطبية. ونوّهت ميديا بوزان بأن سبب اختيار المكان يعود إلى «بعده عن المدينة والأهالي والمساكن، وبالأساس توجد فيها مكب خاص للنفايات العادية». وحذرت المسؤولة الكردية من خطورة النفايات الطبية، قائلة إنه «من المحتمل أن تكون معدية أو قابلة للتحلل، وتشمل النفايات الناتجة من منشأ طبي أو مختبر ومراكز ومختبرات الأبحاث، تحتوي على الجزيئات الحيوية أو الكائنات العضوية، التي لا يسمح بإطلاقها بالبيئة».

وشرحت روجين أحمد من هيئة الصحة أن الطرق العالمية المتبعة للتخلص من النفايات الطبية، تتلخص «في الحرق والتطهير الكيماوي والمعالجة الحرارية الرطبة، أي التعقيم البخاري، والأشعة ذات الموجات القصيرة، ثم ردم النفايات». وذكرت أنهم اتخذوا إجراءات السلامة للفريق الذي سيقوم بإتلاف النفايات الطبية الذي سيقوم بحرقها، «حيث سيرتدون ثياباً خاصة، وهي القناع الواقي وقفازات العمل وخوذة وأفرولاً (سترة) وأحذية السلامة»، وشددت على أن المشروع يهدف إلى حماية سكان المنطقة بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، واختمت حديثها لتقول: «سابقاً كانت النفايات الطبية يتم التخلص منها بالمكب المخصص لقمامة المدينة، لكن النفايات الطبية لها تبعات وآثار على البيئة والصحة. لذا قررنا التخلص منها عبر طرق خاصة، وأنشأنا هذا المشروع».

 

قتيل وسبعة جرحى في حوادث طعن في بريطانيا/الشرطة أعلنت أنها تبحث عن مشتبه به واستبعدت أن تكون مرتبطة بـ"الإرهاب"

وكالات /06 أيلول/2020

 قُتل شخص وأصيب سبعة آخرون، بينهم اثنان في حالة خطيرة، في حادثة طعن "عشوائي" في برمنغهام، ثاني المدن البريطانية، وفق ما أفادت شرطة منطقة ميدلاندز الغربية الأحد. وأفاد رئيس الشرطة ستيف غراهام أنه تم فتح تحقيق بالقتل، مشيراً إلى عدم وجود أي مؤشر على أن الحادثة مرتبطة "بالإرهاب". وأضاف "يبدو أنه كان هجوماً عشوائياً"، مشدداً على الطابع "القاسي" لسلسلة الاعتداءات هذه. وقالت الشرطة إنها تبحث عن مشتبه به على صلة بسلسلة حوادث الطعن. وقال غراهام إن رجلاً وامرأة أدخلا المستشفى في حالة خطيرة "بينما أصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح طفيفة". وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه "يفكر بضحايا الهجوم الفظيع"، موجهاً الشكر "إلى فرق الاغاثة". وكانت الشرطة منتشرة، ظهر الأحد، حول مركز "أركاديان" الذي يضم حانات ومطاعم وملاهي ليلية. وتكشف علب أطعمة وقوارير فارغة متناثرة على الأرض الحياة الليلية في المكان.

توتر شديد

وقال وين هوبكينز (67 سنة)، أحد سكان المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية، "فوجئت" بالحوادث. وأضاف "عادة عندما تحدث عملية طعن بسكين، لا يتعدى الأمر الشخص أو الشخصين ولكن ليس هذا العدد". وتابع أن الحادثة قد تكون بدأت بلكمة" ثم تطور الأمر. وأوضحت كارا كوران (18 سنة) التي تعمل في مركز "أركاديان"، المجمع الذي يضم حانات ومطاعم ونوادي ليلية في المدينة التي تقع وسط إنجلترا، إنها شهدت عدة مشادات كانت أعنف من تلك التي تحدث عادة في ليالي السبت، بسبب الإفراط في شرب الكحول أو من أجل فتيات. وتحدثت كوران عن أجواء "توتر شديد". وأضافت "لم تكن مثل المشادات المعتادة التي يشارك فيها شخص أو شخصان"، موضحة "لقد كانت مجموعات تضم 15 أو 16 شخصاً، وأنضم إليها الناس لأن الأصدقاء كانوا يخرجون من النوادي لاستطلاع ما كان يجري". كما أشارت إلى أنها سمعت "شتائم عنصرية" لم يسبق أن ترددت في هذا المكان "المتعدد الثقافات"، لكنها لم تعرف سبب استخدام هذه العبارات. وأكد شهود في تغريدات على تويتر أنهم سمعوا أزيز رصاص، لكن الشرطة قالت إنه لم يتم إبلاغها بهذه الوقائع "حتى الآن".

واقعة كبيرة

وكانت الشرطة أعلنت عن "واقعة كبيرة" في برمنغهام، بعد ورود أنباء عن إصابة عدد من الأشخاص في حوادث طعن في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وأعلنت شرطة وست ميدلاندز في بيان "يمكننا أن نؤكد أنه في حوالى الساعة 12:30 من صباح اليوم استُدعينا بعد ورود تقارير عن حادث طعن في وسط مدينة برمنغهام. تم الإبلاغ عن عدد من حالات الطعن الأخرى في المنطقة بعد فترة وجيزة". وأضافت الشرطة "نحن على علم بسقوط عدد من الجرحى، لكن في الوقت الحالي لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد عدد الإصابات أو مدى خطورتها".

وذكر البيان أن أفراد خدمات الطوارئ انتشروا في مواقع الحوادث لتقديم الرعاية الطبية للمصابين. ونصح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب المواطنين بالتحلي بالحذر الشديد في المنطقة التي شهدت حوادث الطعن. وقال آندي ستريت رئيس بلدية وست ميدلاندز إن سلسلة الوقائع التي شهدتها منطقة شارع هرست في وسط المدينة تبدو متصلة لكن الدافع لم يعرف بعد. وقالت شاهدة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنها رأت "العديد من الناس يتعاركون بالأيدي". وذكرت الإذاعة أن المنطقة التي طوقتها الشرطة تقع قرب حي المثليين في وسط برمنغهام، حيث كان يجلس كثيرون في الهواء الطلق يتناولون الطعام والشراب.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماكرون ـ "حزب الله": الدين كغطاء للخبث السياسي

د. منى فياض/الحرة/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90163/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%80-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%83%d8%ba%d8%b7%d8%a7/

غادرنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن لعب دور الماشطة التي تحاول تزيين الوجه العكر، وبعد أن مارس جاذبيته وخلاصة مهاراته في العلاقات العامة وقام بفصل السياسة عن الاقتصاد، متأملا بإصلاحات إدارية ومالية وإنمائية. أعاد تعويم رجال سلطة غارقة علقت مشانقها في الساحات، علّه يحفظ هيكل لبنان. تجاهل ماكرون سلاح "حزب الله" ووجهه الإرهابي الذي ذكّرته به محطة "الأم تي في" بقولها: "تقول إن اللبنانيين انتخبوا "حزب الله"، فهل تعتقد أنه يمكن أن تحصل الانتخابات بحرية عندما تكون هناك مجموعة مسلحة تخيف الأشخاص بأسلحتها ووضع يدها على السلطة؟ وهل يمكن أن يحصل حوار بوجود سلاح؟".

 

ما "البديل" الأميركي للخطة الفرنسية في لبنان؟

فارس خشان/النهار العربي/06 أيلول/2020

ثمة من يعتقد بأن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، في زيارته للبنان التي بدأت مع مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وضع "خطة احتياطية" لتكون بديلاً جاهزاً عن الخطة الفرنسية، في حال تعرقلت أو فشلت.

و"الخطة الإحتياطية" تقوم، وفق هؤلاء، على ركائز مغايرة للركائز التي تقوم عليها الخطة الفرنسية، ذلك أنّه فيما استند ماكرون الى الطبقة السياسية اللبنانية المتمثّلة في المجلس النيابي، ومن ضمنها "حزب الله"، ذهب شنكر، حاملاً معه التهويل بعقوبات وشيكة على "الفاسدين" بموجب "قانون ماغنيتسكي"، الى القوى السياسية التي استقالت من المجلس النيابي كما الى المجتمع المدني الذي يؤمن بمسار تغييري وثوروي، بالإضافة الى قيادة الجيش اللبناني، بصفتها المؤسسة اللبنانية الوحيدة التي تتمتع، بالحد الأدنى، من الصدقية في الداخل والخارج.

ويعتبر هؤلاء أنّ شنكر رسم "الخطة البديلة" على أساس حقائق العالم الثالث، حيث لم تنجح ثورة واحدة لم تحظ بدعم المؤسسة العسكرية، كما هي عليه الحال، على سبيل المثال لا الحصر، في كل من الجزائر والسودان.

"نادي الرؤساء" والمهلة الأخيرة

لكن، قبل مناقشة صوابية هذا "التخوّف" عند البعض أو هذا "التمنّي" عند البعض الآخر، لا بد من التوقف عند حقائق متصلة بالجدول الزمني للخطة الفرنسية.

وفي هذا الأطار، تكشف مصادر متقاطعة أنّ الحكومة الجديدة، في حال لم تبصر النور في مهلة تحترم مبدأ الأسبوعين المتفق عليه بين ماكرون والقوى السياسية في الأول من أيلول الجاري، فإنّ الخطة الفرنسية المرسومة تسقط بكاملها.

وهذا يعني أن الحكومة الجديدة التي يعمل على تشكيلها الرئيس المكلّف مصطفى أديب يجب أن تبصر النور بين السادس عشر والعشرين من أيلول (سبتمبر) الجاري، كحد أقصى.

وفي حال لم يحدث ذلك، فإن أديب سوف يعتذر عن عدم التشكيل فيما "نادي رؤساء الحكومة السابقين" سيمتنع عن تسمية غيره لهذه المهمة، ويخرج من "التسوية" ويُقفل هواتفه.

وحتى تتشكّل هذه الحكومة، فإنّ ثمة مواصفات لا بد منها، وهي أن تكون مصغّرة ووزراؤها اختصاصيون وحقائبها غير مكرّسة للتقاسم السلطوي، أي أنها يجب أن تضم "أربعة عشر مصطفى أديب".

ويدعم الرئيس الفرنسي هذا التوجّه، وهو يعرف عن كثب الضغوط المحلية والإقليمية والدولية التي تعرّض لها "نادي الرؤساء السابقين" ويتعرّض لها لأنه سار في "الخطة الفرنسية"، وتالياً، فإنّ عدم التزام الأطراف الأخرى بالضوابط المرسومة مسبقاً، بحجج متنوّعة، سيضعها أمام "مسؤوليات تاريخية".

وهذا يعني أنّ "الخطة الفرنسية" تسير على حبل رفيع للغاية، والمراهنون على انقطاع الحبل ليسوا قلّة. الأميركيون من بين هؤلاء.

ولكن، هل "الخطة البديلة" التي استوحاها البعض من حركة ديفيد شنكر في لبنان، تستند الى مقوّمات حقيقية؟

النقاش، لا يحسم الإتجاه، بل يجد فيه شيئاً من الحقيقة... المرجأة.

كيف ذلك؟

السياسيون المخضرمون الذين اجتمعوا بشنكر يقرّون بأنّه "أيّد المبادرة الفرنسية من طرف لسانه"، أي أنّه لم يكن مقتنعاً بها، ولكن غير قادر على إعلان ذلك.

في المقابل، يشيرون الى أنّ الإدارة الأميركية غير مستعجلة على الحلول، أي أنّها تعمل على تجهيز أرضية، قد تكون ملائمة للمستقبل وليس للقريب العاجل.

ويلفتون الإنتباه الى أن شنكر سمع من القوى السياسية التي التقاها ملاحظات كثيرة على قيادة الجيش وعلى أدائها، وتالياً، فهي بنظرهم لا تصلح، حتى إشعار آخر، حليفة لمسار تغييري.

كما أن الضالعين بالشأن اللبناني يدركون أنّ "هامش الحركة" لدى قيادة الجيش محدود للغاية، بفعل تكوين المؤسسة، وتالياً، فهي معرّضة لمخاطر حقيقية، إن لم تراعِ الحقائق اللبنانية المعقّدة.

 وهذا ما يعرفه الفرنسيون، فحركتهم لم تهمّش قيادة الجيش إنّما حيّدتها.

الأميركيون، بدورهم، لا أوهام لديهم في هذا الموضوع، ولهذا فإن أي تصور يمكن أن يكون لديهم للوضع اللبناني يستحيل أن يكون "عاجلاً" بل "مرجأ".

 والتصوّر المرجأ يعني العمل على إعادة تكوين السلطة، عندما يحين أوان الإستحقاقات التأسيسية، مثل انتخابات رئاسة الجمهورية والإنتخابات النيابية.

 وبهذا المعنى، فإن التصوّر الأميركي يُمكن أن يضع قائد الجيش جوزف عون على قائمة الخيارات الرئاسية المقبلة، في وقت يتم "حرق" أكبر منافسيه، بإدراج أحدهم على لائحة العقوبات سواء تلك المقررة الأسبوع المقبل أم تلك التي ستليها.

 كما أن الإدارة الأميركية تُدرك جيّدا أن "المجتمع الثوري" غير مجهّز بعد ليشكّل بديلاً عن "الطبقة السياسية" الحالية، لأنّه مجتمع ممزّق ومتباين ومتنافر وفيه كثير من الأنانيات، وتالياً، فعليه، حتى يكون مؤهّلاً ليلعب دوراً تغييرياً رائداً، أن يستعد وان يوحّد قواه ويستنفر جهوده ويتسقر على رؤية ويخفّف أنانياته.

 وهذه المعطيات تعرفها الإدارة الفرنسية، ولهذا لا تُعير الخطة البديلة اهتماماً كبيراً، بل تركّز جهودها على إزالة العوائق التي يمكن أن تُهدّد خطتها، وهي تبدأ بواشنطن وتمر بإيران وبعض دول الخليج، وتصل الى قيادات لبنانية "سارت" بالإتفاق بشفتيها وتعمل ضده بيديها.

بالنسبة لإيمانويل ماكرون، لا يزال هناك متسع من الوقت لنجاح الخطوة الأولى المتمثلة بتشكيل الحكومة، فعشرة أيّام بالنسبة له طويلة لأنّه "يعدّها" بالثواني وليس بالساعات، فيما هي، بالنسبة للبنانيين، قصيرة جداً، لأنّهم يحسبونها بالأسابيع وليس بالأيّام.

 

من يتلقف مِنَ "السنّة" تحوّلات المنطقة؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الإثنين 07 أيلول 2020

أثبت خيار رؤساء الحكومات السابقين السير بمصطفى أديب رئيساً للحكومة، ضيق أفقهم السياسي، وأنّهم لا يزالون قابعين في حقبة 7 أيار 2008 ونتائجها، وما تلاها. ذهبوا إلى ما فرضه حزب الله وأملاه. وافقوا على طرح رئيس وضع مواصفاته حزب الله وميشال عون، وتركوا الكلمة الأخيرة لرئيس الجمهورية الذي ادّعوا أنهم يريدون التصدّي لكلّ محاولاته في الانقلاب على اتفاق الطائف. خسّروا أنفسهم أوراقاً عديدة كان يمكن الإمساك بها لاستعادة التوازن السياسي في البلد. أما وقد فعلوا ما فعلوه، فأصبح لا بدّ من خروج بطانة جديدة من الطائفة السنية، تكون قادرة على المبادرة، وليس على ردّ الفعل فقط، الذي لا يرقى إلى مستوى الفعل ولا يتمكّن من ردّه. ولو كان فعلاً هناك نفس سنّي مبادر ومبتكر، لما نام هؤلاء الرؤساء مرتاحي الضمير ليلة إعلان بيانهم عن تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة، وهم يتباهون في أنّهم أرسلوا ثلاثة أسماء لرئيس الجمهورية عبر الرئيس الفرنسي، فاختار واحداً من بينها هو مصطفى أديب. تلك معادلة تثبت مرة أخرى عدم قدرتهم على فرض مرشح يريدونه، وتركوا الخيار للآخرين. بذلك كرّس الرؤساء هزيمة السنّة الممتدة في لبنان منذ الانقلاب على حكومة سعد الحريري في العام 2011، وما قبلها هزيمة السنّة في العراق، وما بعدها في سوريا. يصرّ الرؤساء على الانتساب إلى حقبة سنّية مليئة بالهزائم، لذا لن يكونوا قادرين على مواكبة أيّ تحرّكات أو تحوّلات مستقبلية، خاصة أنّ مسار المنطقة لن يبقى قابعاً عند الحدّ الاستشراقي الذي تعاطى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع لبنان، عبر "تقريعه" لكلّ المسؤولين، ومغازلته لحزب الله ووصفه "بغريندايزر"، علماً أنّ أكثر من نصف قوّة الحزب هي بضعف خصومه وضياعهم.

لو كان فعلاً هناك نفس سنّي مبادر ومبتكر، لما نام هؤلاء الرؤساء مرتاحي الضمير ليلة إعلان بيانهم عن تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة

كانت خطيئة الرباعي الرئاسي آخر نتاجات الهزائم السنية، التي أصبح لا بدّ من الخروج منها في قراءة لتطوّرات ووقائع المنطقة المقبلة على مواجهة مفتوحة مع المشروع الإيراني، فإذا كانت السنوات العشرون الفائتة لضرب السنّة ودولهم وحواضرهم، فإنّ ما بعد هزيمة تنظيم داعش، هناك تحوّلات تفترض ضرب التوسّع الشيعي، بالتزامن مع تقارب خليجي إسرائيلي، وبروز مشاريع استراتيجية للسنوات العشر المقبلة، من الاتفاق المصري العراقي الأردني، إلى اتفاقات التطبيع الإسرائيلية الخليجية، والاتفاق الثالث التركي الليبي القطري. هذه المشاريع الثلاثة جميعها تكتسب دعماً أميركياً بنسب مختلفة، فيما يبدو غائباً المشروع الإيراني عن كلّ هذه الخطوط.

يكرّس ذلك خلاصة أنّ حقبة توسّع المشروع الإيراني بدأت بالانقباض، خصوصاً أنه مشروع توسّع أكثر مما لا يستطيع العالم تحملّه. وثمّة مؤشرات جدّية تفيد بأنّ أحلام قورش بدأت بالتقلّص. دخلت إيران في حروب متعدّدة بمنطقة الشرق الأوسط، فوجدت نفسها غارقة بمستنقعات عديدة، ولم تتمكّن من تحقيق أيّ مكاسب حقيقية غير تشظية المنطقة وتمزيق مجتمعاتها. دفعت تكاليف باهظة بشرياً وإنسانياً ومالياً، لكنها ستجد نفسها مضطرة إلى الخروج. وهذا سيرتبط بمتغيّرات كبيرة على صعيد الوقائع، سواء لجهة الاختلاف الروسي الإيراني في سوريا، مقابل تنسيق إسرائيلي أميركي روسي.

سيكون لبنان أمام تحوّلات كبيرة، يفترض على السنّة أن يكونوا حاضرين لتلقّفها، فلا يمكن للبنان أن يستمرّ أو ينهض بدونهم

ذلك حتماً سينعكس على الواقع اللبناني، وكانت من أوائل تداعياته مثلاً، اعتراض النواب المحسوبين بشكل مباشر على النظام السوري على تسمية مصطفى أديب، ما يعني أنهم غير موافقين على المبادرة الفرنسية، ما عدا جميل السيد الذي وضع شروطاً لنجاح الرئيس المكلّف. سار نواب النظام السوري ضد حليفهم الاستراتيجي، لذلك ستكون هناك تداعيات على الصعيد السياسي مستقبلاً، خصوصاً أنّ المبادرة الفرنسية تسعى دون إعلان على انسحاب حزب الله وإيران من الميادين العربية. وسط هذه المعادلات، سيكون لبنان أمام تحوّلات كبيرة، يفترض على السنّة أن يكونوا حاضرين لتلقّفها، فلا يمكن للبنان أن يستمرّ أو ينهض بدونهم. وقد قدّم المسيحيون مشروعاً نهضوياً للبنان يوم كانوا أصحاب القرار والفعل، وقدّم السنة نموذجاً متطوّراً ومتقدّماً مع الحفاظ على التوازنات والعيش المشترك مع عصر ذهبي اقتصادياً، أما المشروع الشيعي في كلّ المنطقة وتحديداً لبنان، فلم يقدّم غير الحروب ومعارك التهجير العربية وأوّلها سوريا. ومعه، سقط لبنان، ووقع في عزلة، ولا يمكن قيامه إلا بتغيير كلّ هذه الموازين.

 

بيان الفصائل لا يستجيب لانتظارات الفلسطينيين/كيف اختارت طهران والدوحة وأنقرة بيروت منصة لمواجهة أميركا وفرنسا؟

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/06 أيلول/2020

حصلت أعجوبة جمع الفصائل الفلسطينية بقدرة قادر، والتقى القادة الـ14 في مؤتمر بالفيديو، أكثريتهم جلس على مقاعد قاعة ياسر عرفات بمبنى السفارة الفلسطينية في بيروت، في ما واكبهم وشاركهم من رام الله الرئيس محمود عباس وقادة فتح ومنظمة التحرير. ساعات المؤتمر الفلسطيني حفلت بخطابات الأمناء العموم، بمن فيهم من جاء من سوريا "الصاعقة "، إلا أن النجم كان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي حط في بيروت لينافس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته التاريخية للبنان ومبادرته لدعمه وإخراجه من أزماته التي لا تنتهي.

كان مجيء هنية في هذا التوقيت لافتاً للأنظار. وقد حاولت وزارة الخارجية اللبنانية إرجاء زيارته، إلا أن "السلطة اللبنانية الموازية" قررت العكس فدخل هنية بمواكبة أقصى الاهتمام من جانب حزب الله وحلفائه، وجرى تنظيم المهرجان الخطابي على أثير الإنترنت بين بيروت ورام الله بعد فراق وصراع وتخوين متبادل ساد الساحة الفلسطينية منذ اقتطاع "حماس" لقطاع غزة وجلوس أبو مازن في المقاطعة. لم يحصل مثل هذا الاجتماع الفلسطيني منذ عقد من الزمان. لا صفقة العصر ولا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ولا اعترافه بضم الجولان، دفع الفصائل إلى اللقاء أو جعلها تفكر بفداحة الانقسام الفلسطيني. وعلى عكس ذلك ذهبت حماس والجهاد الإسلامي بعيداً في مشروع إمارة غزة معتمدين على الرعاية التركية والدعم الإيراني والتمويل القطري، فيما كانت السلطة الوطنية في رام الله تترنح تحت الضغوط السياسية والمالية الأميركية، والأمنية الإسرائيلية. وما كان يجب أن يحصل من لقاء لطي صفحة الانقسام وبدء مواجهة موحدة لم يتحقق، وظهر أن ما يحرِّك الفصائل، أو بعضها، ليس ثوابت القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية العليا للفلسطينيين، وإنما مصالح ضيقة تمليها سياسات المحاور وتقاطعاتها.

كان الحديث يدور قبل لقاء بيروت بأيام عن تحضيرات في موسكو لاجتماع شامل للفصائل المذكورة. وقد أكد المتحدثون باسم حماس تلقيهم الدعوة من جانب مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلا أن المسؤول في "فتح" عزام الأحمد نفى علمه بأي دعوة، وهدأت الأمور قليلاً ليظهر أن القرعة رست على بيروت، ولم توضح موسكو ماذا حصل. وقبل ذلك أيضاً كانت الاتصالات بين الفصيلين الفلسطينيين الأكبر أسفرت عن اتفاق على إقامة مهرجان في غزة يتحدث فيه أبو مازن، ولم يتحقق ذلك وقيل إن وباء كورونا هو السبب في عدم حصول المهرجان.

كان اختيار بيروت مكاناً لجمع الفصائل عملاً هادفاً تقف خلفه مجموعة من القوى الإقليمية، لها حساباتها الخاصة، التي ليس فيها ما يخدم الفلسطينيين واحتياجاتهم.

لقد وصل هنية إلى بيروت قادماً من تركيا حيث استقبله الرئيس التركي رجب أردوغان. وقبل ذلك كان هنية في قطر، وهو في بداية جولته المستمرة منذ بداية العام شارك في طهران بتشييع الجنرال قاسم سليماني معتبراً أنه "شهيد القدس".

لا يمكن فصل حركة هنية عن رغبات داعميه الثلاثة. وهؤلاء شكلوا على الدوام حائط الدعم المادي والمعنوي للحركات الإسلامية في المنطقة، خصوصاً حماس والجهاد، وبينما كان الزعيم الحمساوي متوجهاً إلى بيروت كان السفير القطري في غزه ينقل عبر إسرائيل شنطاً تحوي ملايين الدولارات تمويلاً لسلطة القطاع. كانت إيران وقطر مستاءتين من الاتفاق (الإماراتي - الأميركي- الإسرائيلي)، وأردوغان في أشد الغضب على ماكرون، وطهران في قمة التوتر من الحصار الأميركي، ولذلك جاء اختيار وصول هنية إلى بيروت وعقد المؤتمر "التاريخي" فيها، محاولة من داعمي هنية وأصحابه، للقول لماكرون إنك غير قادر على تغيير صورة بيروت كموقع للممانعة، وامتداد لتركيا العثمانية في مواجهة التحدي الفرنسي شرق المتوسط، ومنبر يُستعمل ضد بلدان الخليج العربي طبقاً للأهداف الإيرانية. في كل ذلك ما يُرضي أطرافاً لبنانية همّشها خطاب ماكرون وخطته، وأبعدها المبعوث الأميركي ديفيد شينكر عن دائرة اهتماماته، وفيه أيضاً ما قيل إنه يرضي أبو مازن، الذي يستشعر منذ فترة محاولة مزعومة مبكرة لوراثته مدعومة من دولة الإمارات حسبما تردد مواقع إعلامية من دون تدقيق بمصادرها. ما لم يقله البيان الختامي للقاء الفيديو البيروتي قد يكون أهم مما قاله، لجهة الرسائل الإقليمية والدولية. أما ما نص عليه من تدابير، مثل إنشاء قيادة للمقاومة الشعبية، فلا يرقى إلى انتظارات الشعب الفلسطيني تحقيق الوحدة عبر انتخابات شاملة وبرنامج وطني موحد.

 

باسيل وسحر الانتقال من "القانون الأرثوذكسي" إلى الدولة المدنية!

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الإثنين 07 أيلول 2020

استبق الائتلاف الحاكم برأسيه الأساسيين، "التيار الوطني الحر" وحزب الله"، زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، بالمطالبة بتغيير النظام السياسي كلّ على طريقته. فالرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل طالباً بالدولة المدنية، وقد وصفها الأخير بـ"الشاملة" مع كلّ ما تعكسه هذه الشمولية من ضبابية، وهي المستوحاة من تعبير "العلمنة الشاملة" الذي كانت "الجبهة اللبنانية" قد ردّت به في بدايات الحرب الأهلية على مطالبة الحركة الوطنية بإلغاء الطائفية السياسية. أمّا السيّد نصرالله، فقد رحّب متأخراً عشرين يوماً تقريباً بدعوة ماكرون إلى عقد سياسي جديد خلال زيارته الأولى بيروت في 7 آب الماضي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الورقة الفرنسية الرسمية لم تأتِ على ذكر قبل هذا المؤتمر لا من قريب ولا من بعيد. بل جاء في السطرين الأخيرين منها ما حرفيته: "إنّ فرنسا ستعمل دون إبطاء بالدعوة إلى مؤتمر دولي تأسيسي يسمح بتمويل لبنان ويضمن كامل سيادته".

من جهته الرئيس نبيه برّي وكعادته، خصوصاً خلال إحياء ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، دعا إلى إلغاء الطائفية السياسيّة. وهذا موقف مقيم في أدبيّات برّي، وهو ما يوجب وضعه في سياق مواقف عون وباسيل ونصرالله الأخيرة.

 لذلك لم يأتِ الرئيس الفرنسي على ذكر "العقد السياسي الجديد" في زيارته الثانية، علماً أنّ تفسيرات كثيرة قد أعطيت لعبارته تلك خلال زيارته الأولى  تراوحت بين القول إنّه قصد اتفاقاً سياسياً جديداً تقتضيه مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت، وبين الاعتبار أنّه يدعو إلى تغيير النظام السياسي اللبناني المرتكز على "وثيقة الوفاق الوطني" . لكن اعتماد التفسير الثاني يحتاج إلى كثير من الجرأة لأنّ اعتبار أيٍّ كان أنّه في الإمكان الشروع بتغيير الدستور اللبناني في السياقين اللبناني والإقليمي الحاليين، يشكّك بقوّة في خبرته السياسية؛ أو يحتاج إلى كثير من الخبث السياسي لأنّ طرحه في التوقيت الحالي هدفه الاستظلال بموقف ماكرون لإعلان الدعوة إلى تغيير الدستور.

فرنسا ستعمل دون إبطاء بالدعوة إلى مؤتمر دولي تأسيسي يسمح بتمويل لبنان ويضمن كامل سيادته

وهذه دعوة مقيمة عند طرفين أساسيين في لبنان. الأوّل هو "التيار الوطني الحرّ" لانّه يعتبر أنّ الطائف حرم رئيس الجمهورية صلاحياته. ولذلك، فالرئيس عون لم يتمكّن من إرساء قواعد الحكم الرشيد! ثمّ إنّ جبران باسيل الذي يصبو إلى الانتقال من الغرفة الجانبية في القصر الرئاسي إلى القاعة الرئيسية، يحلم بإمكان استباق هذا الانتقال باسترداد صلاحيات رئيس الجمهورية المنقوصة، فيتمكن وقتذاك من حلّ كلّ الأزمات اللبنانية! وإلّا فهو سيكّرر المقولة نفسها بأنّ العجز عن العمل سببه نقص الصلاحيات، ولا حرجَ لديه في ذلك أصلاً.

أمّا الطرف الثاني فهو "حزب الله"، الذي يريد تكريس وترجمة نفوذه الأمني والعسكري والسياسيّ في داخل الدستور، باعتبار أنّ موازين القوى الداخلية تبدّلت عنا كانت عليه وقت إقرار "الطائف" والتوقيع عليه. وقد ذهب الشيخ أحمد قبلان صراحة إلى المطالبة بنظام غير طائفي؟!

والحال، فإنّ دعوة رأسي الحكم إلى تغيير النظام، كلّ بحسب أدبياته وإن كانت تصدر عن فائض قوّة وشعور بالغلبة لديهما، إلا أنّها تعكس في الوقت نفسه محدودية قدرتهما على جعل مسألة تغيير النظام السياسي أولوية في الحياة السياسية اللبنانية. وذلك بالرغم من كلّ محاولاتهما، وآخرها دعوة أطلقها رئيس الجمهورية إلى تنظيم حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلاً إلى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية. وقد سارع وليد جنبلاط إلى رفض المشاركة في حوار كهذا، متمسّكاً بـ"اتفاق الطائف"، غامزاً من قناة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ولكن خصوصاً من قناة "رؤساء الحكومة الأربعة" الذين ما عادوا يذكرون الطائف في أدبياتهم!

دعوة رأسي الحكم إلى تغيير النظام، وإن كانت تصدر عن فائض قوّة وشعور بالغلبة لديهما، إلا أنّها تعكس في الوقت نفسه محدودية قدرتهما على جعل مسألة تغيير النظام السياسي أولوية في الحياة السياسية اللبنانية

لكنّ الأهمّ أنّ موقف جنبلاط يعكس مرّة جديدة اصطدام دعوات تغيير النظام بحائط المعادلات الطائفية / السياسية المعقّدة، التي تختزن بحراً من الموروثات التاريخية، لا السياسية وحسب، بل الاجتماعية والنفسيّة أيضاً، ما يجعل أي مسّ بها بمثابة سلوك للطريق الوعر نحو العنف.

واللافت في السياق عينه أنّ دعوة عون وباسيل إلى الدولة المدينة "الشاملة" تلاها ترحيب نصرالله بـ"العقد السياسي الجديد"، تزامنا مع تمسكّ "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" خلال لقاء ماكرون مع ممثلي الكتل السياسي في قصر الصنوبر الأربعاء الماضي بقانون الانتخابات الحالي، فضلاً عن رفضهما أي تقصير لولاية المجلس النيابي.

زيارة الرئيس الفرنسي الثانية لبيروت، كشفت مرّة جديدة، هشاشة الطرح السياسي للائتلاف الحاكم، الذي يحاول تمويهها بنزعات الغلبة، سواء عبر أدوات السلطة أو ترسانة الأسلحة والصواريخ

وغنيّ عن القول إن منطق القانون الانتخابي المعمول به يرتكز على منطق "القانون الأرثوذكسي" الذي يخوّل كلّ طائفة التصويت لنوّابها حصراً، في انقلاب صريح على اتفاق الطائف الذي رسم خريطة طريق لإلغاء الطائفية السياسية أهمّ مندرجاتها اتنخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي بموازاة إنشاء مجلس شيوخ بحسب التمثيل الطائفي. لكن يبدو أنّ للوزير باسيل ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، اللذين تمسّكا بالقانون الانتخابي خشية خسارة الغالبية النيابية، وصفة أخرى لإلغاء الطائفية السياسيّة وذلك من خلال تكريسها كما في القانون إياه؟!

في المحصلّة فزيارة الرئيس الفرنسي الثانية لبيروت، كشفت مرّة جديدة، هشاشة الطرح السياسي للائتلاف الحاكم، الذي يحاول تمويهها بنزعات الغلبة، سواء عبر أدوات السلطة أو ترسانة الأسلحة والصواريخ. لقد كان هذه الائتلاف عاجزاً عن التقدّم خطوة واحدة في طريق الإصلاح التي رسمها "المجتمع الدولي" لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية. خصوصاً بعد المهزلة التي أوقعت الحكومة السابقة نفسها ولبنان بها. فجاء ماكرون رامياً كرة الإصلاح مجدداً بين أيدي الثنائي "حزب الله" "التيار الوطني الحر" بوصفه عمود الحكم الحالي، وفي مهلة أقصاها ثلاثة أشهر، وقد قبلها الحزب مرغماً بالرغم من كلّ تنطّحاته السياديّة الخطابية. وهذا الوهن السياسي لا يمكن أن يعوضّه الانفتاح الفرنسي على "حزب الله"، خصوصاً أنّه انفتاح يفتقد اسباب المتانة والديمومة في لحظة إقليمية انتقالية ومعقدّة قبل نحو شهرين على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ينتظرها العرب والإقليميون قبل الأميركيين!

 

ضبط المرافق والمعابر والمطار: "وصاية" دولية على لبنان

منير الربيع/المدن/07 أيلول/2020

تتوافر مؤشرات عدة تدل على إعداد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيريش، خطّة لتفعيل عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. هذا فيما تخضع المبادرة الفرنسية لمراقبة أو مراجعة أميركية، بحثاً عن كيفية التفاهم على إدخال تعديلات فعلية وأساسية عليها، في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية. وللوصول بها إلى ترابط الملفات اللبنانية كافة، من الإصلاحات التي تطال حتى أصغر إدارة في الدولة اللبنانية، إلى ضبط المرافق العامة وحركة الحدود ومنع التهريب.

إصلاح ورقابة دولية

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد وافقت على المشروع الفرنسي للتجديد لليونيفيل مع إدخال تعديلات عليه: منح القوات الدولية حرية الحركة في عمليات البحث ومراقبة حركة الأسلحة. وهذا بعدما تعهدت فرنسا بإحراز تقدم مع حزب الله وإيران في الملفات العالقة، والتي تعترض عليها واشنطن، وهددت مرات بعدم التجديد لليونيفيل أو بتخفيض عديدها وميزانيتها. وحسب المعلومات تتضمن المبادرة الفرنسية حكماً، مراقبة المطار والمرفأ والمعابر الشرعية وغير الشرعية مع سوريا، وسائر المرافق العامة. وتنص الورقة الفرنسية في أحد بنودها على وجوب سيطرة الدولة على هذه المرافق. وتؤكد المعلومات إياها أن المسعى الدولي المشترك يهدف إلى مراقبة وشبه سيطرة دولية على المرافق اللبنانية.

المطار والمرافئ والحدود

في هذا الوقت تردد الحديث عن فساد وإهمال وتضارب في الصلاحيات في المطار، وعن احتمال حصول انفجار مماثل للانفجار في مرفأ بيروت، بسبب تسرّب وقود الطائرات. وهذا يعني أن ملف المطار فُتح على مصراعيه، ويتفاعل داخلياً وخارجياً. وهناك من يرى أن الكلام عن المطار يعني أن هناك من يبدي استعداداً لتقديم تنازل في شأنه، استباقاً لحصول تطور خطير بعد تحذيرات وتهديدات إسرائيلية وأميركية. تحت هذا السقف، تقوم فرنسا بدورها في إطار مبادرتها، التي ستتوسع أكثر في المرحلة المقبلة، لتشمل مراقبة دولية للمطار والمرافئ الأخرى، من دون إسقاط تطبيق بنود القرار 1701، ربطاً بحدود لبنان الشرقية والمعابر مع سوريا. وهذه ستكون جزءاً من تصعيد دولي مستقبلاً، سواء أكان خاضعاً لمندرجات القرار 1701 أم لا. لكن الأكيد أن وقف تهريب الأسلحة وغيرها من أبرز الشروط الدولية. في المعيار السياسي والاصلاحي أصبحت هذه الشروط ثابتة. فهي أساسية لدى صندوق النقد الدولي، ليتمكن لبنان من الفوز بمساعدات. ما يعني أن الاصلاح الإداري والمالي متلازم مع الاصلاح السياسي والعسكري الحدودي. هذا ما تصرّ باريس عليه في لبنان مع إيران وحزب الله، من دون استفزازهما وتأجيلها البحث في سلاح الحزب، وسعيها إلى عدم جلبه المزيد من الأسلحة لتعزيز ترسانته.

المشروع الفرنسي الإقليمي

في برنامجها هذا تراهن فرنسا على جملة عوامل: تأكيد مبدأ النأي بالنفس، ونصح حزب الله بالانسحاب من الميادين الخارجية والعودة إلى لبنان، لوقف استفزاز العرب. وفي هذا تلاقي باريس البطريركية المارونية المتشددة في مبدأ حياد لبنان، وتلاقي أيضاً دوراً فاتيكانياً ملحوظاً على الساحة اللبنانية. وهي حريصة على التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية. كما أن المشروع الفرنسي في لبنان هو قاعدة لمواجهة تركيا في شرق المتوسط. وتدخل في هذا الاستقطاب دول الخليج ومصر في مواجهة المشروع التركي. وتراهن باريس أيضاً - مستندة إلى فرصتها الأميركية - على جذب روسيا في المتوسط، أو في التشارك بخطوط الغاز والتنقيب عنه، لا سيما في ظل شراكة عضوية بين توتال الفرنسية ونوفاتيك الروسية. وباريس لديها طموح للتأثير في سوريا إنطلاقاً من لبنان. فيما روسيا هي القوة الأبرز على الأراضي السورية وعلى الساحل السوري، ووقعت اتفاقاً مع الدولة اللبنانية لإصلاح مصافي النفط في طرابلس. وهذا ما يدفع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة سوريا ولبنان. وتراهن باريس على التلاقي مع موسكو إنطلاقاً من الثوابت الإسرائيلية، ومن الاتفاق المتوسطي بين مصر واليونان وقبرص، في مواجهة المشروع التركي وخط "تركيا ليبيا"، الذي يشهد خلافاً روسياً - تركياً كبير. وقبل أيام أعلنت تركيا عن اكتشافها أحد أكبر حقول الغاز في البحر الأسود. وهذا سيغنيها عن الغاز الروسي ويمنحها المزيد من الوقت للتنقيب في المتوسط. والاكتشاف التركي تراهن عليه فرنسا لاستقطاب روسيا إلى جانبها. فباريس تحاول، انطلاقاً من مصالحها، الجمع بين مشاريع متناقضة: الروس والعرب الإيرانيون ولبنان بطوائفه المختلفة.

بالطبع لن يكون هذا سهلاً، وقد يقود المنطقة كلها إلى مزيد من احتمالات التفجر.

 

لو أُحبط التدقيق الجنائي

عصام الجردي/المدن/07 أيلول/2020

ما لم تستوعبه المنظومة السياسية بعد، العوامل الهيكلية التي تحول دون قدرة المنظومة على الإستمرار في حكم البلاد إلى أجل مفتوح. أهم تلك العوامل اثنان رئيسان. الأول، عجز المنظومة عن قيادة مرحلة إنقاذ البلاد من الإنهيار المالي والنقدي والاقتصادي. الثاني، تبعات الإنقاذ وتكلفته الفادحة على مستويات الفقر والبطالة والصحة والتعليم. وتحتاج هذه المرحلة إلى ثقة الشعب بالسلطة السياسية. ولا داعٍ للقول أنّ سلطة جديدة لا بدّ استيلادها كي تحوز الثقة. المنظومة الراهنة تجسيد فظيع للفساد والفشل وانعدام الثقة. هي صنعت الإنهيار.

على فرضية شروع لبنان في تنفيذ خطة اقتصادية بعيدة المدى للخروج من الأزمة الراهنة، فما ينتظر اللبنانيين في عقدين مقبلين مرير وقاسٍ. تُجمع تقديرات الخبراء والاقتصاديين الدوليين على أنّ لبنان يحتاج للوصول من جديد إلى ناتج محلي بواقع 59 مليار دولار أميركي كما كان عليه في 2018، إلى 23 سنة من اليوم. أي سنة 2043. التقديرات ذهبت إلى تراجع الناتج في 2020 بواقع يتجاوز 40 مليار دولار أميركي نتيجة نمو سالب فوق 20 في المئة. خلافًا لتقديرات سابقة لصندوق النقد الدولي بنحو 12 في المئة. لو ذهبنا إلى الدخل الفردي إلى الناتج، وهو أحد أهم المؤشرات الاقتصادية الدالّة، فقد استمرّ في السنوات الخمس التي سبقت 2018 عند حدود 11 ألف دولار أميركي للفرد. يمثل الرقم الدخل الفردي للشريحة العليا من البلدان المتوسطة الدخل بمعيار صندوق النقد الدولي (محتسبًا بقاعدة أطلس). لا نعرف تعداد اللبنانيين حاليًا والمقيمين. رئيس جمهورية لبنان لا يعرف. شأنه شأن مجلس النوّاب والحكومات. وفق التقديرات يراوح حاليًا بين خمسة ملايين وبين ستة حدًا أقصى. لاستعادة الناتج المحلي الإجمالي من نحو 56 مليار دولار أميركي أو 59 مليارًا بحسب الخبراء وصندوق النقد الدولي في 2043، وكما تلحظ خطة الحكومة المستقيلة، فسيتراجع الدخل الفردي إلى الناتج أكثر من نصف ما كان عليه في 2018. أي إلى نحو 5.5 مليارات دولار أميركي. هذا من دون احتساب الزيادة المفترضة في تعداد السكان.

23 سنة إلى الوراء!

أسوأ ما في هذا المشهد الكئيب المتوقع، ليس تراجع الأرقام المريع، المصحوب بتراجع مستوى معيشة اللبنانيين وازدياد الفقر والبطالة وحسب، بل وفي هوة القنوط المخيفة. كأن نقول للبنانيين أن عليكم أن تعملوا 23 سنة حتى 2043 كي تعودوا إلى مستوى ما كانت عليه دخولكم في 2018! بينما بمنطق الاقتصاد ونمو سنوي معقول بواقع 4 في المئة معدلًا وسطًا، كان يمكن الناتج المحلي الإجمالي أن يناهز في الحقبة 2018 – 2043 نحو 85 مليار دولار أميركي حدًا أدنى. والدخل الفردي إلى الناتج أكثر من 18 مليارًا. وكل ذلك وفق سيناريو أنّ في البلد المنكوب حكومة، ومجلس نوّاب، ورئيس جمهورية، وقضاء ومؤسسات تعمل. وأنّ الحكومة الجديدة ستجهَز على الفور لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتوصل إلى اتفاق قرض. وبأمل أن تعبر جائحة كورونا بأقلّ المآسي الإنسانية الممكنة. وقد وضعت الجائحة العالم أمام خيارين لا يعرف التمييز بسهولة بين المرّ وبين الأمرّ. إمّا الإغلاق وقايةً لا بد منها في غياب اللقاح، مع كل النتائج الاقتصادية المدمّرة التي تحدّ في آن من القدرة على جبه الوباء، وإمّا التهاون مع الوباء ونتائجه الإنسانية. لبنان مع الخيار الثالث. فتح وإغلاق. وإغلاق وفتح خبط عشواء. دليل إضافي إلى اللّا قرار في دولة تتخبّط في فشلها. لو رحلت المنظومة السياسية الآن، فآثامها وجرائمها باقية عقودًا. لأنها أوليغارشية عتيقة، لا تأبه لهذا المشهد ومستمرّة كي تدافع عن نفسها في النهج نفسه.

كل يوم يمرّ قبل إنجاز اتفاق مع صندوق النقد الدولي يزداد المشهد اسودادًا. الحكومة لم تؤلّف بعد. المتمسكون بحقائب وزارية معينة فيها غنم المنافع وسوء الخدِمة العامّة هم أفسد ما في المنظومة الأوليغارشية. وأفشل وأحطّ أخلاقيًا. إستئخار رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب إنجاز مهمّته والحصول على ثقة مجلس النوّاب في أيلول الجاري، قد يدفع بالمفاوضات مع الصندوق ربّما إلى 2021. وفي كل الأحوال فالإتفاق مع الصندوق ليس مرجحًا في 2020. خريطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقراره بزيارة ثالثة إلى بيروت نهاية أيلول، واستعداده لعقد مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة لدعم لبنان ماليًا، تسريعٌ لخطوات عملية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني 2020. بحسب مصادر التقت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر في زيارته الأخيرة إلى بيروت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يعارض مبادرة الرئيس الفرنسي. فقط طلب تأليف حكومة من دون "حزب الله". لكنه لن يتوقف عند ذلك في حال تألّفت الحكومة وباشرت الإصلاحات. واستبعد أن تعرقل واشنطن اتفاق قرض لبنان مع صندوق النقد الدولي.

"نكاية بماكرون".. بصرف الإعتبار عن المصالح الجيوسياسية الفرنسية في المنطقة ولبنان، فماكرون بات نافذة لبنان الوحيدة على الدول الأوروبية والصناعية، وصندوق النقد كلمة المرور إلى الدعم المالي قروضًا ميسّرة ومساعدات. يعوّل ماكرون جدّا على التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. ذكره في كل المناسبات التي تحدّث فيها خلال زيارتيه. اللافت، أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أبدى استعداده أكثر من مرة في غضون الأسبوعين الأخيرين على تدقيق يجريه مصرف فرنسا (المركزي) في حسابات مصرف لبنان. عِلمًا، أنّ هذه المهمّة لم يطرحها أحد سوى سلامة. صندوق النقد يعوّل كثيرًا على التدقيق الجنائي. لكن بعد توقيع وزير المال في حكومة تصرف الأعمال العقد مع شركة Alvarez Marsal برزت عقبات تبدو شكلية وغير منطقية تتعلّق بمهمّة الشركة قبل المباشرة بعملها. كمثل إدخال مجموعة Egmont التي لا علاقة لها بهكذا أعمال وتضم أكثر من 154 دولة وصلتها مع هيئات مكافحة تبييض الأموال وأموال الإرهاب. بالإضافة إلى حجج أخرى. لتأكيد المؤكّد، هذه المنظومة الأوليغارشية الحاكمة لن تنجز أي تدقيق جنائي حقيقي في مصرف لبنان يطالها مباشرة. كتبنا في "المدن" عن هذا القبو قبل سنوات يوم كان استقرار سعر الصرف نشيدًا وطنيًا. فـ"ظنوا القلوبَ تواليهم وغرّهمُ رضا الذليلِ وقولُ الزورِ والملقِ" على ما قال الشاعر. أن يبدأ التدقيق الجنائي بمصرف لبنان، فحيث يجب أن يبدأ. أن يتعثّر هناك، فلن ينتقل إلى أي مؤسسة أخرى. لا إلى الكهرباء، ولا إلى النفط والمحروقات ولا إلى مكان آخر. و"نكاية بماكرون"!

 

مصادرة جنازة عبد عباس.. مصادرة طائفة.. مصادرة بلد

نادر فوز/المدن/06 أيلول/2020

عملت عناصر شبيحة على تنغيص جنازة الشاب الناشط عبد عباس. حضر عدد من أنصار الـ"شيعة شيعة" إلى الدفن. حاولوا فرض صبغة طائفية ومذهبية مقيتة على المسيرة. رددوا شعارات الصراع الأهلي، نزعوا علم لبنان عن النعش وجرّبوا لفه بآخر مذهبي. مشهد إزاحة العلم اللبناني عن نعش عبد عباس، ترك أثراً مدمّراً على العائلة وأصدقاء الفقيد والناشطين من حوله. تمّت مصادرة لحظات عبد الأخيرة على الأرض. صودرت حياته كلها، وصودر بلده ومؤسساته الرسمية. حتى في مماته، محاولة أخرى لمصادرة الجثمان.

مصادرة الجنازة

وفي تفاصيل ما حصل خلال تشييع عباس في بلدته الجنوبية عيترون، يروي أحد أفراد العائلة لـ"المدن" أنّ مجموعة من الشبان حضرت من منطقة الشويفات حيث مكان سكنه، وحاولت رفع راية حسينية خلافاً لرغبة العائلة. ردّدوا هتافات مذهبية للتأكيد على أنّ الفقيد من المذهب الشيعي. "هو شيعي، ابن الطائفة، ومن لديه كلام آخر فليرحل عنا"، قال أحد الشبيحة خلال عملية المصادرة. وبعد وقوع تدافع اتصلت العائلة بمرجعيات حزبية لضبط الوضع. كما أجرت الاتصالات اللازمة بالقوى الأمنية لتطويق ما يحصل والحؤول دون تطوّر العملية من تشبيح ومصادر إلى إشكال واقتتال. وصلت قوّة أمنية من دون أن تتدخلّ. فبقي حال التشبيح مستمراً، تم مراراً وضع العلم اللبناني على النعش وتناتشه ورميه أرضاً في تأكيد على أمر واقع مفروض، وسيفرض بالقوّة وبأي ثمن كان. فتمّت مصادرة الجنازة.

رمزية العلم

لا يمكن فهم سلوك الشبيحة الذين عملوا على مصادرة الجنازة إلا أنه إسقاط لأمر الواقع. لدى هؤلاء حساسية معنوية وفعلية على العلم اللبناني، لما يمثله من شعور وطني وانتماء سياسي. العلم اللبناني، علم ثورة 17 تشرين خارج عن الطوائف ومنظومات القتل والتشبيح والعصابات الحاكمة. موحّد لا يندرج في الأجندات المذهبية، الداخلية والخارجية، التي يحاولون فرضها. وفي محاولة استبداله بعلم عاشورائي كان السبب في سقوط 3 ضحايا قتلاً بالرصاص في الأسبوعين الماضيين، تأكيد أيضاً على النفس المطلوب في الاقتتال والتعبئة. سحبوا العلم اللبناني عن النعش وحاولوا وضع علم مذهبي. مشهد مكرّر، يعود بنا إلى أيام سبقت اجتياح بيروت في أيار 2008. يومها كانت المعارضة، متمثلةً بالثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ ومن معهم في محور 8 آذار، تنظم اعتصاماً مفتوحاً على باب السراي الحكومي. فالتقطت الكاميرات صور أحد أنصار حزب الله يستلّق عامود كهرباء وينزع عنه علم لبنان ويضع مكانه علم الحزب الأصفر. هذا سلوك عام، تاريخي ومستمرّ.

مصادرة "البيئة"

هذا السلوك يؤكد مصادرة الثنائي للبيئة الشيعية. لا يحتمل الطرفان أي نوع من المعارضة داخل الطائفة. خطاب تخوين وجوه شيعية واتهامها بالعمالة للخارج مشروع حيّ ودائم. قتل هاشم السلمان على أبواب السفارة الإيرانية في بيروت، مشهد لم يمحَ من الأذهان. الاعتداء على الناشطين في بيروت والبقاع والجنوب، لم يمض عليه أشهر. لم يعد الثنائي الشيعي قادراً على استيعاب فكرة أنّ ثمة في الطائفة الشيعية أحداً قادراً على التغريب خارج السرب. البيئة لهما، يعبّران عنها، وعن كل من فيها من دون استثناء. هما يصنعان انتصاراتها حصراً. وحصراً أيضاً، هما مسؤولان عن توظيف أبنائها ومصالحهم الاقتصادية والمالية. حتى أنّ الموت يأتي عبرها. لا سقوط لضحية أو شهيد إلا منهما. وإن حصل، تتمّ مصادرة الجثمان والجنازة كما حصل في عيترون. البيئة كلها مصادرة.

يأسف آل عباس لما حصل في جنازة ابنهم، ويقدّمون الاعتذار لكل من حضر تجاه التقصير أو ما حدث. كان عبد عباس يحلم ببناء بلد، في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يبن بلداً. مات، قُتل أو غُدر، وقبلها كتب كلمات أخيرة قائلاً "حين نموت، سنرفع على الأكتاف". لم يُرفع على الأكتاف في جنازته. طموحه الصغير القليل هذا لم يتحقّق. منعت قوى الأمر الواقع في البيئة الشيعية تحقيق هذا الطلب الأخير. فعباس، أهله وأصدقاؤه، تمّت مصادرتهم. البلد كله مصادر، رهينة فعلية بيد التشبيح والبلطجة والطائفية والسلاح. 

 

ماكرون ونحن و... الواقع!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

قد لا يكون واحدنا متفقاً مع كل ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان. هناك بالتأكيد من أرادوا ويريدون أكثر، خصوصاً في ما يتعلق بسلاح «حزب الله». لكن لا بأس بالتذكير ببعض ما سبق زيارته الثانية:

على صعيد المعارضة الرسمية، لم يحصل أي تثمير سياسي لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الحياد. الرخاوة التي عبر عنها رؤساء الحكومة السابقون، وخصوصاً أبرزهم سعد الحريري، حالت دون تشكيل كتلة ضغط قوية كان في وسع ماكرون أن يبني عليها.

على صعيد المعارضة الشعبية، لم تتحقق إنجازات فعلية على صعيد تشكيل سلطة موازية تكون موحدة ومتماسكة. التكوين الطائفي حال، مرة أخرى، دون تشكل أية أجسام فاعلة أخرى.

على صعيد السلطة: إنها في الحضيض. عاجزة عن إزالة الأنقاض التي تُثقل على ضحايا ما زالوا مجهولي المصير. عاجزة عن وقف الشتائم التي تنهال على رموزها. عاجزة عن أدنى إصلاح وفاقدة لأدنى كرامة.

غير الألم والانهيار، ما الذي وجده ماكرون في لبنان؟ وجد الفولكلور والنوستالجيا، فكانت زيارته إلى فيروز. البلد قاع صفصف.

هذا الخواء المطلق هو الذي جعل الرئيس الفرنسي يتصرف وكأنه ينوب عن الدولة والمجتمع اللبنانيين.

لقد وجد نفسه أمام اللاشيء اللبناني.

لكن بدل الانتباه إلى مسؤوليتنا عن ذلك، وجد البعض فرصته لممارسة اللعبة السقيمة وترداد الكلام القديم: استعمارية فرنسا وماكرون.

الاحتفال بالذكرى المئوية لقيام «لبنان الكبير» الذي أعلنه الجنرال الفرنسي هنري غورو، كان مناسبة نموذجية لتقيؤ هذا الكلام. «سوريا الأسد» التي هجرت شعبها، وتستضيف عدداً لا يُحصى من الاحتلالات، وتستعين بقوات روسية وإيرانية لإسناد نظامها، وتواجه بإيقاع شبه يومي ضربات إسرائيلية تتفرج عليها، أدلت بدلوها محتفلةً بالراحل يوسف العظمة الذي تصدى للفرنسيين وقُتل في ميسلون.

دمار لبنان وسوريا وعدد معتبر من الدول العربية، في ظل أنظمتها المحلية جداً، لم يغير حرفاً في ذاك النقد المضجر لما فعله بنا الاستعمار. الرغبات المعلنة والمتزايدة لدى شعوبنا بـ«عودة الانتدابات» (التي لن تعود طبعاً) لم تستوقف النقاد ولم تدعُ أحداً إلى التأمل في الإخفاق القاتل للمشروع الاستقلالي العربي.

الحجج لا تزال إياها: الفرنسيون والبريطانيون هدموا السلطنة العثمانية (التي انفجر تفسخها المتراكم والمديد في مناخ الحرب العالمية الأولى)، وهم جزأوا منطقتنا (التي لم تكن موحدة بأي معنى)، وأقاموا كيانات مصطنعة (وأكثر من ثلاثة أرباع بلدان الأرض كيانات مصطنعة). هل قدمنا صيغاً بديلة وقابلة للحياة عن النماذج التي حملها إلينا الاستعمار؟ لا. هل أقمنا نماذج معقولة في الحاكمية وتوزيع الثروة وتحرير المواطن والحد من الاعتماد على نظام القرابة الموسع؟ لا.

هذا النوع من النقد ماضٍ في ولائه لمحفوظاته القديمة لا يلوي على شيء. لا يستوقفه أننا جربنا كافة أشكال الأنظمة الموصوفة بمناهضة الاستعمار: جربنا النظام العسكري والأمني الذي يرفع راية القومية. حصل هذا في مصر الناصرية وفي العراق وسوريا البعثيين وليبيا القذافية. جربنا النظام الماركسي – اللينيني و«قيادة الطبقة العاملة» في اليمن الجنوبي آنذاك. جربنا الحكم الإسلامي الذي يرفع راية الصراع مع الغرب، في إيران الخمينية وسودان حسن الترابي وعمر البشير. النتائج كانت، في عمومها، مأساوية، لا فضل فيها لقومي على إسلامي أو يساري إلا بمدى المأساوية. النماذج العالمية التي حاولت تلك الأنظمة محاكاتها، في جنوب أوروبا وفي شرقها، لم تكن أفضل حالاً ولا أشد قابلية للحياة.

ولئن قدم لبنان القديم، بالضبط بسبب علاقاته بالغرب الديمقراطي، تجربة برلمانية أرقى نسبياً، فقد آثر السلاح النضالي والجهادي أن يشده من شعره إلى المستنقع إياه.

لقد آن الأوان كي نراجع هذا المشروع الضحل برمته. لأن نقارن إخفاقاته الطافحة بإنجازاته شديدة الضآلة والمشوبة بالالتباس. والحال أننا، وبسبب هذا الافتقار الفاجع إلى الإنجازات، لم نجد لدينا ما نعرف به أنفسنا إلا مناهضة الاستعمار. فحين ولى الاستعمار، بتنا بلا تعريف ذاتي. بلا معنى. نعيد ونكرر المحفوظات القديمة، ونستحضر الاستعمار من أجل أن نحضر. أليس بالغ الدلالة أن زيارة ماكرون حصلت فيما «حزب الله» وأتباعه يدعوننا إلى «التوجه شرقاً»، فإذا بنا، بمن فينا «حزب الله»، نتوجه غرباً. وهذا، وكما يُجمع الكل، في انتظار الولايات المتحدة وانتخاباتها الرئاسية.

هذا هو الواقع، أحببناه أم كرهناه. فلنعش مرةً في الواقع.

 

لبنان وإيران رمانتان في يد ماكرون

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

كيف سيستقيم هذا التناقض الماكروني؟

الاعتراف بشرعية «حزب الله»، وهو الممثل لإيران في لبنان، مع تحذير إيران من التدخل؟

هل يتصور ماكرون أن روحاني بحاجة أن يدخل قصر بعبدا كي يقرر من هو الرئيس الجديد؟ ما حاجته ونائبه موجود؟

والأهم كيف ستصل رسالة اللبنانيين لماكرون، أن الجمع بين الاثنين هو قتل لما تبقى من لبنان؟

من سيحمل هذه الرسالة التي يؤمن بها كل اللبنانيين، الجميع يخشى على حياته، سماحة البطريرك قالها بخجل، والكتلة السنية صامتة، بما فيهم الرؤساء السابقون، فمن سيحمل هذه الرسالة؟

المفارقة أن ماكرون يعرف ذلك لكنه متغافل عمداً، ويلعب مع اللبنانيين لعبة (بدون كلام) ما دام لا أحد يجرؤ على الحديث عنها معه!!

لبنان كان ورقة رابحة لماكرون على الصعيد الدولي والصعيد الفرنسي، لو أنه أحسن قراءتها واستغلالها، لكنه فشل فشلاً ذريعاً باستشراف المستقبل، وظن أنه قادر على حمل رمانتين (إيران ولبنان) في آن واحد، فخسر الاثنتين!

يوم الثلاثاء بتاريخ 11 أغسطس (آب)، يحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من «أي تدخل خارجي» في لبنان خلال اتصال مع نظيره الإيراني حسن روحاني، بعد ثمانية أيام من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية، وأدى إلى تظاهرات مناهضة للطبقة السياسية.

ثم في زيارته الأخيرة، يقول «إن (حزب الله) جزء من النظام السياسي اللبناني، وممثل انتخابياً في البرلمان»، وأضاف أنه «سيستخدم ثقله من أجل تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات».

كيف يستقيم حرصه على سلامة لبنان بعد تصويته الرافض لمد حظر السلاح على إيران الذي أجراه مجلس الأمن الدولي على المسعى الأميركي بعد ثلاثة أيام من الانفجار، حيث رفضت الصين وروسيا المقترح وامتنعت 11 دولة عن التصويت، من بينها فرنسا، التي لم تؤيد تمديد الحظر!

ماكرون يعرف أن أي حكومة ستتشكل في ظل سلاح «حزب الله» لن تتم إلا بموافقة إيران، ولن تختلف عن سابقتها، فكيف يستقيم هذا التناقض الفرنسي، لا أحد يعلم، دعم لإيران وتحذير لها، ودعم لبنان وعدم التطرق لأزمتها الحقيقية... لا أحد يدري.

لذلك لم يستقبل ماكرون، كما استقبل المرة الأولى التي ظن اللبنانيون أنها ممكن أن تحمل الأمل لهم، وأن الفرنسي سيؤدب من تسبب بالكارثة، بل إنهم قارنوا بين «أبوته» للبنانيين وأبوة رئيسهم الذي لم يخرج ليتواصل مع الشعب ويواسيه.

إنما بعد امتناع فرنسا عن التصويت على حظر السلاح، واعترافه بـ«حزب الله»، المرفوض لبنانياً، انكشفت الاستغلالية الفرنسية لآلام اللبنانيين، بل انكشف التذبذب في القرار الفرنسي، لذلك تحولت زيارته إلى شرب قهوة مع العظيمة فيروز و«فشة خلق» مع الجميلة ماجدة الرومي، وهذه نتيجة المحاولة الفاشلة لماكرون بمسك الرمانتين معاً.

اللعبة أكبر بكثير من مجرد تطييب خواطر و«طبطبة» على رأي حسين الجسمي على الشعب اللبناني، الأمر أن من أراد مساعدة لبنان عليه أن يتجنب خلط الأوراق الآن؛ هذا بلد على شفا هاوية لا يسمح له وقته بالمماطلة.

وما لا يدركه ماكرون، الذي فقد شعبيته في فرنسا، أنه أضعف الموقف الفرنسي المرتقب من لبنان، وفشل في توظيف شعبيته في لبنان من جديد حين اصطف كغيره من الدول الأوروبية في طابور الانتظار إلى ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية، عل وعسى يفوز الديمقراطيون، وتتعطل ماكينة العقوبات الاقتصادية، وتتنفس إيران، ومعها يتنفس اليسار الأوروبي، في حين أن لفرنسا إرثاً في المنطقة يعطيها قدراً من التمييز عن بقية أوروبا.

لكن فرنسا اختارت تحجيم دورها الدولي بنفسها، وقد شهدت ضعف الاستجابة لدعوتها لمؤتمر المانحين، بعد رفضهم تقديمها ما لم يتخل «حزب الله» عن سيطرته على الدولة، وكان بإمكان فرنسا أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في لبنان، وحتى في سوريا، لو أنها نظرت بواقعية إلى منطقة الشرق الأوسط، ووزنت مصالحها فيها في ظل المتغيرات التي لم يحسن ماكرون قراءتها.

تستطيع فرنسا أن تقدم الكثير، وتكسب، لا اللبنانيين فحسب، بل حتى الدول العربية المتضررة من التدخلات الإيرانية، إن هي نظرت بشمولية إلى المنطقة وإلى مصالحها فيها، لا مصالحها مع إيران، إنما يتطلب الأمر من الجانب العربي أن يبين لفرنسا هذا الارتباط ويتطلب من اللبنانيين - وهذا هو الأهم - أن يكون لهم موقف من هذا التناقض، حتى يقرر ماكرون إما الرمانة الإيرانية أو الرمانة العربية اللبنانية، ويتوقف عن محاولته غير الناجحة بحمل الاثنتين معاً.

 

شرق المتوسط: «استقرار الفوضى» و«المرتزقة»

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

وصف دقيق لحالة منطقة الشرق الأوسط تختصره فكرة «استقرار الفوضى»، لقد تحولت الأحوال في هذه المنطقة المهمة والاستراتيجية في العالم من وضع «استقرار الدولة» إلى وضع «استقرار الفوضى» عبر عقودٍ متوالية، ولكنه أمرٌ رسخ في المنطقة قبل عقدٍ من الزمان إبان ما كان يعرف بـ«الربيع العربي».

اجتمعت في نشر «استقرار الفوضى» رؤية أوبامية خطيرة للمنطقة مع نظامٍ ثيوقراطي إيراني يعتقد أنه يحكم باسم الله والدين والمذهب، ونظامٍ تركي أصولي يقوده شخصٌ لا يخلو من جنون العظمة، ودولة قطر الصغيرة والباحثة عن دورٍ في التاريخ حتى ولو كان مخزياً، واصطفت مع هذا كله، جماعات أصولية كجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات إرهابية كتنظيم «القاعدة» و«داعش»، وميليشيات مذهبية، وهذه التنظيمات والميليشيات أخذت في التوالد والتكاثر بأسماء جديدة وأعدادٍ غفيرة وهي برسم الاستغلال وخدمة كل خصوم الأوطان وأعداء الدول.

الفكرة الجامعة التي احتشد خلفها خلق حالة «استقرار الفوضى» هي الكفر بـ«الدولة الوطنية الحديثة» لأسبابٍ متعددة، فالنظام الإيراني لا تكفيه «دولة إيران» بل هو مقتنعٌ تماماً بآيديولوجية الإسلام السياسي التي خلقها تحت اسم «الثورة الإسلامية»، وهو يسعى جهده لبسط النفوذ والتوسع وفرض الهيمنة خارج حدوده عبر مبدأ «تصدير الثورة» الذي جاء به الخميني أو «تصدير الميليشيات» الذي اعتمده خامنئي. النظام التركي هو الآخر تسيطر عليه الآيديولوجية الأصولية والحلم الإردوغاني بالتخلي عن «الدولة التركية الحديثة»، واستعادة «الخلافة العثمانية»، والزعم أن حدود الدولة التركية أصغر من قوة تركيا الحقيقية ومكانتها، فدمّر سوريا بقواته المسلحة والميليشيات التي صنعها على عينه كتنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وبقية الإرهابيين واخترع طريقة «الميليشيات المنقولة جواً»، ليتوسع ويحتل ليبيا وهو من قبل ومن بعد يضرب شمال العراق بطائراته، ويكسر سيادته بقواته المسلحة وها هو يعيث فساداً في شرق المتوسط ويمخر عباب البحر الأبيض اعتداءً واحتلالاً بحثاً عن النفط والغاز والمال، والمرتزقة ليسوا أفراداً أو ميليشياتٍ فحسب بل قد يكونون دولاً.

قطر سعت لتكبير حجمها وتأثيرها عبر التحالف مع كل جماعات الإسلام السياسي وتنظيمات الإرهاب وميليشيات الطائفية، وعبر صرف الأموال السائبة على كل مخربٍ وإرهابيٍ، أما المرتزقة فلا تعريف لهم غير الارتزاق، وإن تسموا بجماعات الإسلام السياسي من إخوان مسلمين وسرورية وتكفيرية تتغير أسماؤهم ويبقى هدفهم واحداً، ألا وهو الوصول للسلطة بالعنف والقتل واستخدام الدين لأغراض حزبية. وقفت في وجه هذه الموجة من «استقرار الفوضى» و«المرتزقة» الدول العربية الفاعلة والمؤثرة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة ومن معها من الدول العربية، وفشل المشروع الفوضوي الواسع وبقيت عناصره تجر أذيال الخيبة والهزيمة كسراً لكل القوانين الدولية المستقرة ونشراً للتخريب لوجه التخريب، فكل ما ضعف استقرار الدولة انتشر استقرار الفوضى.

«شرق المتوسط» هو أحد المصطلحات التي انتشرت إبان الحقب الاستعمارية الغربية للتعريف بهذه المنطقة المهمة والاستراتيجية مثله مثل «الشرق الأوسط» و«الشرق الأدنى» ونحوها ولا مشاحة في الاصطلاح، ولكنه تعريف جغرافي للمنطقة من خارجها وليس من داخلها، وممن ساهم في انتشاره أدبياً، كتابٌ وأدباء من أشهرهم عبد الرحمن منيف في روايتيه «شرق المتوسط» و«الآن هنا، أو شرق المتوسط مرة أخرى»، وإن كان يتحدث عن ظلم الأنظمة العربية في حقبٍ سابقة لا عن الصراع الدولي والإقليمي الدائر في هذه المنطقة.

توازنات القوى في المنطقة واهتمام القوى الدولية بها في تغير مستمرٍ، ويكفي تذكر أن ولي العهد السعودي لم يزل يبشّر بـ«أوروبا الجديدة»، ويرى هذا الحلم أحد مشاريعه الخاصة التي يعمل عليها شخصياً ودولة الإمارات صنعت التاريخ باتفاق السلام الذي عقدته مع إسرائيل، ما أفقد تيار «استقرار الفوضى» توازنهم الذي خرج ظاهراً في تصريحاتهم وارتباكهم، من سياسيين ومسؤولين ومثقفين ووسائل إعلام، فمن يصدق أن دولة مثل قطر تستنكر العلاقات مع إسرائيل، وكأن الناس نسيت سياسات قطر بعد الانقلاب السياسي سيئ الذكر منذ ربع قرنٍ تقريباً واستقبال قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين والأمنيين، وتجولهم في «قناة الجزيرة» من باب «الرأي والرأي الآخر».

«إيران كونترا» أو «إيران غيت» وصفقة بيع أسلحة أميركية لنظام ملالي إيران منتصف الثمانينات عبر إسرائيل فضيحة كبرى، ومن أهم ما فضحت شعارات النظام الإيراني ضد إسرائيل وأميركا. والنظام التركي بقيادة إردوغان يتمتع بعلاقات استراتيجية حقيقية مع إسرائيل وإردوغان بنفسه يستحضر دائماً دعم ما يسميها «الخلافة العثمانية» لليهود في فلسطين لإنشاء دولتهم هناك وهو مستمرٌ في هذا باسم «الدولة التركية» التي يقودها اليوم، أما قطر فلم يكن لها سابقا مكانٌ في التاريخ كما هو معلوم، وهو أحد أسباب تبنيها لسياسة «التناقضات» و«العناد الاستراتيجي».

«فرنسا» التي تبدي عودة قوية للشأن اللبناني لا يجد رئيسها حرجاً من التواصل مع «حزب الله» اللبناني المسؤول مباشرة عن «تفجير مرفأ بيروت»، وهو قائد الدولة التي رجع منها الخميني لحكم إيران، ولكنه يتبنى في الوقت عينه سياسات قوية أيضاً ضد «البلطجة» التركية في شرق المتوسط، ويدفع بالاتحاد الأوروبي المنقسم نحو إيقاف جموح إردوغان في ممارساتٍ سياسية يمكن فهم أسبابها ودوافعها. «ميليشيا الحوثي» في اليمن وكل الدمار الذي سببته منذ سيطرتها على «الدولة»، وعشرات الميليشيات الإيرانية في العراق ومثلها في سوريا وميليشيات الإرهاب التركية في ليبيا، وميليشيا «حزب الله» الإرهابي في لبنان، وغيرها من خلايا الإرهاب والتجسس في المنطقة وحول العالم كلها تعمل تحت مظلة تحالف «استقرار الفوضى» بلا حسيب ولا رقيبٍ، سوى من بعض الإجراءات التي تضطر لها بعض الدول الغربية اضطراراً بعد عجزها عن الصمت عن حجم الفضائح والانتهاكات داخل تلك الدول.

صراعات السياسية لا تنتهي، هذا حديث التاريخ ومنطقة وطبيعة البشر والدول، وهو أمرٌ غير مرشحٍ للنهاية وسيستمر في الحاضر والمستقبل، وهو أمرٌ تتحكم في نتائجه عناصر القوة واستراتيجيات الحاضر ورؤى المستقبل.

بغض النظر عن خلافات الديمقراطيين والجمهوريين داخل أميركا، فإنه لم يعد أحد يجادل في كارثية رؤية أوباما للمنطقة، وسعي إدارة ترمب لتدارك مصالح أميركا نفسها ومصالح دول المنطقة ضد النظام الإيراني، وهو ما أحدث تغييراً مستحقاً، وخيارات المستقبل مفتوحة.

 

الشرق الأوسط... في مهبّ رياح القوى الإقليمية الثلاث

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

إذا كان بالإمكان تصوير حالة المشرق العربي هذه الأيام، قد يكون الوصف الأدق هو قارب تتلاعب به رياحٌ عاتية رُقعتها أوسع بكثير من موضعها المباشر. خلف هذا المشهد عاملان مقلقان، هما:

أولاً، نوعية القيادات العالمية والإقليمية التي تتعامل مع ملفات المنطقة.

وثانياً، الظرف الزمني الضاغط على أصحاب القرار على مختلف المستويات... من الانتخابات الأميركية إلى المشاريع الصينية والروسية، مروراً بالواقع الاقتصادي المأزوم إقليمياً ودولياً، وتداعيات جائحة «كوفيد - 19» وما تخلفه في كل مكان وكل قطاع.

في لبنان – كمثال – توجد الآن مبادرتان علنيتان للتعامل مع الوضع الداخلي بعد كارثة بيروت يوم 4 أغسطس (آب) الماضي، هما المبادرة الفرنسية التي حملها معه في زيارتين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأخرى المبادرة الأميركية التي حرّكها بدايةً ديفيد هايل مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، وتابعها بعده وبعد زيارة ماكرون الثانية، ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط. ولقد تعدّدت الآراء طوال الأسابيع الماضية حول مدى التقارب أو التكامل بين ما تريده باريس وواشنطن، وما كانت الخلافات بين توجهات الجانبين الفرنسي والأميركي «تكتيكية» تقتصر على التفاصيل، أم «استراتيجية» وعميقة في تصوّريهما لمستقبل لبنان والمنطقة... ولكن لا مصلحة عند أيٍّ منهما الآن في تفجيرها، قبل أشهر قليلة من انتخابات الرئاسة الأميركية.

على ما يظهر، فرنسا ترى أنها، بفضل صلاتها الانتدابية والدينية القديمة مع مسيحييه، وعلاقاتها «الطيبة» مع إيران - المسيطرة على لبنان راهناً - تستطيع ممارسة سياسة «العصا والجزرة» مع اللاعبين الصغار داخل البلد. وحقاً، بين التسريب، والتقريع، والتلويح بعقوبات، والتهديد بقطع المساعدات المالية، نجحت فرنسا في إسكات الكتل والشخصيات السياسية وفرض مرشحها على منصب رئاسة الحكومة.

في المقابل، بعد جولة «الإصغاء» التي أنجزها هايل بُعيد كارثة بيروت، وبالتزامن تقريباً مع زيارة ماكرون الثانية، جاء شينكر «ليقاطع» عملياً الطبقة السياسية ويحمل أفكاره إلى الشارع والساسة الذين خرجوا على تلك الطبقة، سواءً عبر الاستقالة من البرلمان، أو تبنّي حراك المجتمع المدني.

موضوع دور «حزب الله» - واستطراداً، مشروع إيران الإقليمي - كان ولا يزال عنصر الاختلاف الأساسي المُعلن فيما تحمله المبادرتان الفرنسية والأميركية. إذ بينما ترى باريس في الحزب «مكوّناً» سياسياً ومذهبياً لبنانياً لا يجوز عزله أو إخراجه من اللعبة، تعدّه واشنطن «تنظيماً إرهابياً» فرض نفسه وسلاحه غير الشرعي على طائفته وعلى البيئة والنظام السياسي في لبنان.

من هذا المنطلق، تمكن قراءة جانب لافت من اعتبارات باريس، ومن خلفها عدد من العواصم الأوروبية التي لا تزال مؤيدة للاتفاق النووي، رغم علمها التام بمخاطر تمدّد مشروع إيران على مستوى دول الشرق الأوسط، وتبعاته.

من هذه الاعتبارات: أن إيران، أولاً، صالحة لأن تكون شريكاً سياسياً واستراتيجياً إقليمياً، إضافةً إلى كونها طاقة اقتصادية وسوقاً استهلاكية واعدة، بعد ظهور الطموح التركي في شرق المتوسط. وثانياً، أنه على الرغم من التفاهم العريض والقديم بين القوى الأوروبية الغربية وواشنطن، فإن اهتمامات إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب باتت بعيدة بعض الشيء عن أولويات حلفائها الأوروبيين ومصالحهم. بل، إن هناك أوساطاً أوروبية وأميركية أعربت، خلال الأسبوع المنصرم، عن خشيتها من تفكير ترمب، في حال إعادة انتخابه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في الانسحاب من حلف شمال الأطلسي «ناتو».

أضف إلى ذلك أنه على الرغم من أن العواصم الأوروبية على علاقة طيبة مع إسرائيل، فهي لا ترى أن إسرائيل –واليمين الإسرائيلي «الليكودي»، بالذات – تصلح لأن تكون مفتاح علاقاتها بدول الشرق الأوسط العربية وغير العربية، كما هي الحال مع إدارة الرئيس ترمب.

في أي حال، في هذه الأثناء، يظهر أن اليمين الإسرائيلي لا يبدو متضايقاً أو خاسراً من تمدّد المشروع الإيراني الاحتلالي في المنطقة، وذلك لأن هذا المشروع أسهم ويسهم في التخفيف من العداء العربي القديم لإسرائيل، ويحوّله نحو التهديد المباشر الآتي من الشرق للدول المهدَّدة تقليدياً بأحلام طهران منذ أيام الشاه، وتحديداً في دول الخليج. وهذا هو الحال بالضبط، ولكن في الاتجاه المعاكس، مع ملالي طهران وحرسهم الثوري الذين يحتلون ويقتلون ويدمّرون في هجمتهم التوسعية الاحتلالية داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن بحجة «تحرير فلسطين». وبالتالي، في توافق ضمني، كان غلاة طهران، وما زالوا، المستفيد الأكبر من سياسات الضم والتهويد والعصا «الليكودية» في عهد بنيامين نتنياهو.

أخيراً، نصل إلى تركيا.

في لبنان بات استنهاض خطر «داعش» والتنظيمات السنيّة المتشدّدة احتياطياً ثميناً للمشروع الإيراني، وبالأخصّ، بعد نجاحه الهائل في سوريا والعراق، بمباركة روسية، وغض نظر إسرائيلي أميركي. وراهناً، هناك مَن يعتقد أن أجهزة استخباراتية داخل لبنان تعمل على اصطناع، ومن ثم، رعاية شراذم وزُمر من المُغرَّر بهم والمتطرفين الهامشيين، سواءً من اللبنانيين، أو اللاجئين السوريين والفلسطينيين، لجملة من الأسباب المترابطة، أهمها:

1 - «شيطنة» السنّية السياسية، وبخاصة، في ضوء عرض العضلات التركي ورعاية أنقرة للجماعات المتشددة في شرق المتوسط وبحر إيجه وليبيا.

2 - إقناع اللبنانيين البسطاء بضرورة احتفاظ «حزب الله» بسلاحه، وصواب تحالف تيار ميشال عون معه في «حلف أقليات».

3 - تسهيل هروب «حزب الله» وحليفه المسيحي من المساءلة والمحاسبة بعد كارثة بيروت، وإلهاء الشارع اللبناني بقضايا الأمن، بعيداً عن السلاح غير الشرعي... المسؤول إلى حد كبير عن تغطية الفساد والفاسدين لقاء تغطيته والسكوت عنه.

الطموح التركي، الظاهر حالياً في الشمالين السوري والعراقي والغرب الليبي، يلوَّح ويهدَّد به الآن في لبنان أكثر من أي وقت مضي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. إذ جارٍ تصوير تركيا «الإردوغانية» كقوة محتملة لملء فراغ «حماية» السنة من التغوّل الإيراني، وشعارات «الحياد» المسيحية.

وكانت قد ظهرت ملامح خجولة في الأيام التالية لكارثة بيروت، عندما رُفضت دعوات لتحويل حركة النقل البحري مؤقتاً إلى مرفأ طرابلس بحجّة أن ثاني أكبر مدن، والمعقل السنّي الكبير، «قاعدة» مستقبلية محتملة لتركيا. وبالأمس، ربطت بهذا الموضوع حادثة قتل مريبة لثلاثة شبان مسيحيين وقعت قبل نحو أسبوعين في قرية بشمال لبنان.

إنها تقاطعات غريبة، لكنها ستظل حتى نوفمبر المقبل... غير مستغرَبة.

 

متى يكتشف الفرنسيون ألاعيب السياسيين اللبنانيين؟!

علي الأمين/نداء الوطن/07 أيلول 2020

يبدو ان ساسة لبنان يجرون "بروفات" على التملّص من "العقد السياسي الجديد"، عبر ممارسات تؤكد المؤكد بالنسبة اليهم: لا تراجع عن نظام المحاصصة تحت شعارات الميثاقية الجوفاء التي ستظل جاثمة فوق صدور اللبنانيين.. "شاء من شاء وأبى من ابى"!.

اركان السلطة المتسلطة يراهنون على خوار قوة اللبنانيين في بيوتهم كما في ساحاتهم، عبر سحب بساط الدعم عن سلعهم الاساسية و يهزمون ما تبقى من شريحة لا تزال صامدة ضد "العدوان الإقتصادي" عليهم، ويلحقون بالطبقة المتمددة تحت خط الفقر.

الفرنسيون والمجتمع الدولي من خلفهم، سيكتشفون عاجلاً أم آجلاً الاعيب وبهلوانيات العهد وصهره و"الثنائي" الذين يعطونهم "من طرف اللسان حلاوة".. وما أوتيوا من دهاء فطري وسياسي.. كي يبقى الوضع كما كان عليه.

حتى آخر العام الحالي ستكون سياسة دعم المواد الاساسية، لا سيما المتصل بالمشتقات النفطية والدواء وبعض المواد الغذائية الرئيسية امام حائط مسدود، بعدما أعلن حاكم مصرف لبنان ان ما تبقى من احتياطي مالي في المصرف يكفي لأشهر قليلة، وبالتالي سيكون لبنان امام مشهد اكثر مأسوية مما كان عليه منذ بدء الانهيار المالي نهاية العام المنصرم حتى اليوم، وسط سياسة المزيد من الشيء نفسه التي تعتمدها السلطة، من خلال منع اي محاولة تغيير اصلاحي نوعي في ادارة الشأن العام، وعبر الاصرار على التمسك بالسلطة من خلال محاولة الالتفاف على المبادرة الفرنسية، عبر تشكيل حكومة ظاهرها محايد، وجوهرها ملتزم بإمرة الطبقة الحاكمة، وهذا ما تكشف عنه المداولات الجارية بين اطراف السلطة والرئيس المكلف مصطفى اديب، التي تؤكد ان تشكيل الحكومة لم يزل تحت سقف المحاصصة مع حدود من مراعاة الفرنسيين في بعض التسميات، ومجافاة مطالب الانتفاضة التي دعت ولا تزال الى حكومة من المستقلين، وانتقالية تمهد لانتخابات نيابية مبكرة.

في زيارته الى بيروت لم يكن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، متفائلاً بالمبادرة الفرنسية، انطلاقاً من ان الأزمة التي يعاني منها لبنان، باتت تتطلب خطوات جذرية على المستوى السياسي، تنقل لبنان من مرحلة الخضوع لـ"حزب الله"، الى مرحلة تحرر الدولة ومؤسساتها من هذه السيطرة التي ادت الى استعصاء الاصلاح من جهة، وعدم وجود مصلحة لـ"حزب الله" باستعادة شروط الدولة بالكامل، لذا هو يرجح ان المبادرة الفرنسية ستصطدم بواقع صلب، طالما انها لم تذهب الى العناوين الجوهرية المتصلة باصل المشكلة وهي منظومة السلطة التي تخضع لـ"حزب الله" وتسير في مسار تدمير لبنان.

الموقف الاميركي من عدم الدخول في عملية تشكيل الحكومة، بوضع معايير للتعاون معها، تتجاوز المطلب التقليدي الذي يتكرر عند تشكيل اي حكومة، اي مطلب عدم ضم اي ممثلين لـ"حزب الله"، يمكن فهمه بعدم الرغبة في الدخول في تفاصيل غير مجدية لواشنطن، انطلاقاً من ان الحكومة المزمعة لن تحقق التغيير او الاصلاح، وبالتالي فان الاشهر المقبلة سوف تكشف الواقع البائس من دون ان تستطيع هذه الحكومة ولا الفرنسيون انفسهم من مواجهته.

وما يؤكد تجذر سلوك المحاصصة في اداء السلطة - وهو لا يحتاج الى تمعن او تحليل - أن الجدل القائم اليوم بين اقطاب السلطة لا سيما على مستوى الثنائية الشيعية وفي قصر بعبدا، هو كيفية تقاسم النفوذ وتعزيزه، من خلال الاصرار على تسمية الوزراء، وبحسب المعلومات، فان الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، يحاولان ان يضمنا تمثيلاً وزارياً، يحول دون اظهار اي اشارة واضحة لتغيير في آلية التمثيل المعتمدة منذ سنين، بحيث ان الرئيس عون يريد ان يوجه رسالة الى المسيحيين واللبنانيين عموماً، ان كل ما جرى لن يهز حجم تمثيل "التيار الوطني الحر"، وكذلك الرئيس بري الذي يسعى الى حسم الجدل منذ البداية، بانه هو من يسمي الوزراء الشيعة بعدما احال "حزب الله" اليه هذه المهمة ولو شكلاً في الحدّ الأدنى.

ربما الرئيس مصطفى اديب كان يحاول ان يتجاوز اقرانه من رؤساء الحكومات السابقين، فما جرى تسريبه خلال لقائه مع ممثلي الثنائية الشيعية، قبل يومين، وتعليقاً على ما نقل اليه من الرئيس بري، بأن الأخير سيرسل له ثلاثة اسماء مرشحة لوزارة المالية من الشيعة، فيختار اديب واحداً منهم. الرئيس المكلف قال انه هو من يرسل اسماء ثلاثة مرشحين ولبري ان يختار واحداً منهم.

هذه الرسالة ربما تعكس جانباً من محاولات تغيير قواعد التشكيل، التي لن يقبل بها الرئيس بري ولا "حزب الله"، لكن بري الذي يكتم غيظه، لن يعدم وسيلة من اجل تفجير غضبه، وفي خضم محاولات الاستحواذ على اكبر قدر من الحقائب والتمثيل، يبدو الرئيس ميشال عون الأكثر قابلية لتفجير الخلاف حول الحكومة، فثمة رهان لدى العديد من الفرقاء من معارضي العهد او شركائه، على ان الرئيس وصهره، لن يقبلا بما يعتقدانه ظلماً للتيار في التمثيل الوزاري، وعملية التربص تبدو متبادلة بين اقطاب السلطة ولا سيما فريق الأكثرية النيابية، تربص يستند الى رهان من سيعلن الرفض لتشكيلة الحكومة، ليخفف عن الآخرين اعباء الرفض وتحمل تبعاته امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

اختبار تشكيل الحكومة يفتح هذه المرة باباً امام الرئيس المكلف، لفرض حكومة بشروطه او بشروط المبادرة الفرنسية، وهو اختبار يفترض تسليم "حزب الله" فعلياً بالنأي عن عملية التشكيل، وقبول الرئيس بري بألّا يكون هو من يسمي كل الوزراء الشيعة، والأهم تسليم الرئيس عون بأن تشكل حكومة لا يكون الرئيس وصهره بيضة القبان المسيحية فيها..

المبادرة الفرنسية والتربص الاميركي بها لا يختلفان عما يجري داخل فريق الأكثرية، وهي حالة مستمرة على وقع الانهيارات المنتظرة والمرتقبة لبنانياً وقدرة الاستثمار في الخراب العميم الذي لا راد له على ما تشي السياسات المحكومة بالمحاصصة والافساد في سلطة لبنان الحاكمة والمتحكمة.

 

الإخوان مطية إردوغان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/06 أيلول/2020

أصبح إردوغان منذ أكثر من عقد من الزمان يستخدم جماعة «الإخوان» مطية لتحقيق أطماعه التوسعية، من أجل إقامة العثمانية الثانية بزعامته، ضمن استغلاله لتقاطع مصلحة «الإخوان» معه في مشروع الخلافة، ضمن علاقة نفعية، حولها إردوغان إلى انتهازية.

إردوغان يستخدم «الإخوان» الآن بيادق لتحقيق مآربه الاستعمارية في الشرق الأوسط، وحلمه في عودة العثمانية الثانية، وتحقيق «الوطن الأزرق»، فوجد ضالته في هذه الجماعة المتعطشة لمشروع الحكم تحت شعار «الخلافة»، لذلك أصبح الهدف الأكبر لإردوغان هو أن يكون خليفة العالم الإسلامي من خلال اتخاذه جماعة «الإخوان» مطية لذلك، التي هي الأخرى تظن أنها تستخدم إردوغان لتحقيق هدفها. فجماعة «الإخوان»، رغم تنظيمها العنقودي، ووجود مرشد ومجلس شورى ومكتب إرشاد، إلا أنها كانت دائمة تائهة مبعثرة في حاجة لقيادة، ولهذا وجدت في إردوغان ضالتها، رغم الموقف الانتهازي من إردوغان في العلاقة النفعية، إلا أن الجماعة قبلت به قائداً لها في هذه المرحلة، والتقارير تشير إلى أن إردوغان يؤوي 20 ألفاً من «الإخوان» الهاربين في بلاده.

الحقيقة أن إردوغان الذي يمجد أتاتورك ومبادئ العلمانية، يتناقض مع شعارات جماعة «الإخوان» التي تناصب أتاتورك العداء، وترفض مبدأ العلمانية في شعاراتها، رغم أن حقيقة «الإخوان» أنها جماعة نفعية براغماتية تقدم المصلحة على المبادئ، ويمكنها أن تتصادم حتى ما تسميه «مبادئ» وثوابت لها.

إردوغان مهووس بالعثمانية الثانية، لذلك أصبحت مسألة الخلافة طريقه الوحيد نحو حكم العالم الإسلامي مجدداً، لذا وجد في جماعة «الإخوان» التي تتبنى مشروع «الخلافة»، وإن كانت برؤية المرشد، حصان طروادة لتحقيق مآربه.

إردوغان متأثر ومتشبع بأفكار الشعبوي والمنظّر والمؤرخ التركي قادر مصر أوغلو، الذي كان يردد «أنا وريث إمبراطورية الكون، ولقد كنت دوماً عثمانياً، وأنا ضد أي شخص يعادي الدولة العثمانية». وعلى هذا الأساس يستطيع المرء أن يجيب عن السؤال التالي: من يستخدم من؟

سؤال جدلي في علاقة جماعة «الإخوان» وإردوغان، ولكن الحقيقة باتت واضحة، وهي أن «الإخوان» هم مطية امتطاها إردوغان لتحقيق مطامعه في المنطقة من تدخل عسكري في سوريا، واجتزاء أراضيها، ونهب ثرواتها، إلى تدخل في ليبيا الذي شرعنه باتفاق غير شرعي مع حكومة غير دستورية، نُصّبت من الخارج، ولم ينتخبها الشعب ولا منحها البرلمان المنتخب الثقة والشرعية، بالتالي فإن هذا الرجل يمثل خطراً كبيراً على الأمن العربي برمته، بل على دول البحر الأبيض المتوسط جميعها.

استخدام إردوغان للجماعة، والتخلي عنها متى شاء، ظهر في قضية ترحيل الإخواني محمد عبد الحفيظ المتهم في قضية اغتيال النائب العام المصري، وترحيله من تركيا إلى القاهرة، رغم المعارضة الشديدة لقيادات الجماعة، الأمر الذي يعكس حقيقة من يتحكم في العلاقة بين إردوغان و«الإخوان»، وبالتالي أصبح واضحاً أن إردوغان هو من يحكم العلاقة وليس الجماعة، على العكس مما هو الحال في قطر، حيث إن التنظيم هو المتغلغل في مفاصل الدويلة لسنوات طويلة، وما نظام الحمدين سابقاً إلا واجهة سياسية يحركها التنظيم كيف يشاء، على العكس من إردوغان في علاقته النفعية مع جماعة «الإخوان»، يمكنه خلع عباءة «الإخوان» ونقض البيعة معهم إذا شعر بالخطر على مصالحه، فعلاقة إردوغان مع «الإخوان» لا يمكن فصلها عن الشراكة الانتهازية مع الجماعات المتطرفة، لاستخدامهم أدوات للتمهيد لعودة النفوذ الطوراني للمنطقة، التي حكمها الأتراك أكثر من خمسة قرون، باسم «الخلافة العثمانية»، وليس الإسلامية، لأن جميع السلاطين والولاة كانوا أتراكاً من القومية الطورانية، مما يعني أن الحكم كان حكم قومية واحدة لقوميات أخرى.

 

لقاء فلسطيني خارج التاريخ

خيرالله خيرالله/العرب/07 أيلول/2020

هناك لقاء خارج التاريخ، عقده ما يسمّى قادة الفصائل الفلسطينية عبر شبكة إلكترونية مغلقة ربطت بين بيروت ورام الله. إذا كان هذا اللقاء دلّ على شيء، فهو دلّ على العجز عن التعاطي مع الواقع ومع التطورات التي طرأت على القضيّة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ سقوط العراق في العام 2003 وظهور المشروع التوسعي الإيراني على حقيقته ثمّ بدء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتباع سياسة أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها من النوع المغامر.

تتاجر إيران وتركيا بفلسطين. تزايدان على العرب وعلى الفلسطينيين أنفسهم. مَن مِن بين الفلسطينيين الذين يدعون أنّهم يتحملون مسؤولية معينة كشف هذا الوضع؟ من هو المسؤول الفلسطيني الذي تحدث صراحة عن الدورين الإيراني والتركي الفارغين من أي مضمون!

ترافق ذلك كلّه مع توجه المجتمع الإسرائيلي أكثر إلى اليمين في ظلّ إدارة أميركية مستعدّة لتغطية كلّ ما يقوم به بنيامين نتانياهو. ثمّة دليل في غاية الوضوح على ذلك يتمثّل في نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتراف أميركا بالقدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل.

لم يوجد بين الذين التقوا بين رام الله وبيروت من يطرح سؤالا واحدا من نوع لماذا مرّ ضمّ القدس الشرقية مرور الكرام؟ أين إيران من ذلك كلّه؟ خصصت “الجمهورية الإسلامية” يوما للقدس هو آخر يوم جمعة من شهر رمضان. هل ساعدت إيران في تحرير بناية من أبنية القدس أو معلما من معالمها؟ أين المزايدات الأردوغانية وما الذي آلت إليه محاولات الرئيس التركي فكّ الحصار عن غزّة في العام 2010؟

أثبت اللقاء الفلسطيني أنّ هناك قيادة لم تعد علاقة لها بالقضية من قريب أو بعيد، هناك قيادة تبحث عن كيفية المحافظة على موقعها في السلطة ولا شيء آخر غير ذلك. في المقابل، تبحث “حماس” عن مصالح محدّدة خاصة بها. تتلخّص هذه المصالح في المحافظة على “الإمارة الإسلامية” التي أقامتها جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية في القطاع بهدف جعل أهله يعيشون في سجن كبير في الهواء الطلق. ما الذي يمكن قوله، غير ذلك، عن حال غزّة التي كان فيها مطار باسم ياسر عرفات في مرحلة معيّنة… كما كان فيها معبر حدودي لائق إلى مصر يشارك في الإشراف عليه مراقبون من الاتحاد الأوروبي؟ الأكيد أنّ “حماس” التي نفّذت انقلابها في منتصف العام 2007 ترفض أن تتذكّر ذلك، مثلما ترفض ان تتذكّر الجرائم المشينة التي ارتكبتها في حق عناصر من “فتح”…

بدل الكلام اللائق الصادر عن إسماعيل هنيّة في مخاطبته لـ”أبومازن”، لماذا لا يطرح رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” مشروعا سياسيا واقعيا يستهدف استعادة الوحدة الفلسطينية بدل ترسيخ الشرخ بين الضفّة الغربية والقطاع وتعميقه أكثر فأكثر؟ هل خدمة إسرائيل وسياستها تمنعه من ذلك؟

أمّا قادة الفصائل الأخرى وممثلوها، فقد أصبحوا خارج التاريخ والجغرافيا. لم تحصل “الجبهة الشعبية” و”الجبهة الديمقراطية”، التي تعيش على سرقة مصرف في بيروت في العام 1976، على أكثر من واحد في المئة من أصوات الفلسطينيين في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الضفّة الغربية وغزّة مطلع العام 2006. هل من فضيحة فلسطينية أكبر من هذه الفضيحة؟

في رام الله، كان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وفي بيروت كان إسماعيل هنيّة، الذي يبدو انّه فضّل العاصمة اللبنانية على إسطنبول أو طهران حيث مصدر الدعم الحقيقي لحركته التي لا تزال خارج منظمة التحرير الفلسطينية. كان في العاصمة اللبنانية آخرون من ممثلي الفصائل الفلسطينية التافهة وقادتها الذين حضروا من دمشق، بما في ذلك ممثل لـ”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” التي يتزعمّها أحمد جبريل، والتي ليست سوى فرع لأحد الأجهزة الأمنية السورية. كيف يمكن لممثلي الفصائل الفلسطينية الموجودين في دمشق تمثيل الشعب الفلسطيني بأيّ شكل من الأشكال ما داموا لم يتمكنوا من حماية مخيّم اليرموك الذي شرّد النظام أهله؟

كلام كثير قيل في اللقاء الذي يبقى أهمّ ما فيه تبادل الكلام المهذّب بين “أبومازن”، في حين بقي الخلاف بين “حماس” والسلطة الوطنية الفلسطينية، أي حركة “فتح”، على حاله. كان اللقاء فضيحة فلسطينية أخرى. كشف أن ليس لدى ما يسمّى قادة الفصائل سوى الشعارات ومواضيع الإنشاء. لا يشبه كلام هؤلاء سوى ذلك الكلام الذي كان يلقى في مهرجانات خطابية في بيروت في سبعينات القرن الماضي وأوائل الثمانينات منه.

تعيش القيادة الفلسطينية وتعيش الفصائل الفلسطينية في الماضي البعيد. ليس ما يشير إلى أن أحدا تعلّم من تجربة الأردن أو تجربة لبنان أو تجربة تونس أو تجربة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو. بين العيش في الماضي وفي ظلّ الشعارات، هناك مخرج من الوضع الراهن. لماذا لا تقدم القيادة الفلسطينية على خطوة تاريخية في اتجاه إجراء انتخابات رئاسية وأخرى تشريعية.

مثل هذه الانتخابات ستؤمن انتقال السلطة إلى جيل جديد من دون عقد قادر على التعاطي مع مستجدات القرن الواحد والعشرين. هناك شعب فلسطيني يمتلك هويّة وطنية راسخة. بات هذا الشعب يعرف ماذا تعني التراجعات التي تعرّضت لها القضيّة الفلسطينية في ظلّ أوضاع إقليمية في غاية التعقيد.

هذا الشعب الفلسطيني، الذي لا يزال نحو سبعة ملايين من أفراده على أرض فلسطين، يعرف كيف يتدبّر أموره والتكيف مع التغييرات إن في إطار دولة واحدة أو دولتين أو كونفيدرالية مع الأردن. هذا الشعب يعرف أن إسرائيل تمتلك هدفا واضحا يتمثل في الاستيلاء على اكبر جزء من الضفّة الغربية وأنّ عليه مواجهتها بغير أسلوب الشعارات والتهديدات التي تطلقها السلطة الوطنية بين حين وآخر.

لا تدلّ هذه التهديدات سوى على رغبة مستمرّة في الهروب إلى الأمام لا أكثر. كيف يمكن لشخص مثل “أبومازن” أو غير “أبومازن” تهديد إسرائيل، وهو يعرف أنّ الخروج من رام الله إلى عمّان في حاجة إلى إذن إسرائيلي؟

الأمل الوحيد الباقي، هو الشعب الفلسطيني. لماذا لا تساعد السلطة الوطنية في خدمة هذا الشعب عبر السماح له بانتخاب قيادة جديدة تواجه الاحتلال بلغة مختلفة. مثل هذه الانتخابات هي الخدمة الوحيدة التي لا تزال السلطة الوطنية قادرة على تقديمها للفلسطينيين…

 

يأتي على اللبنانيين زمان .. الأموات فيه خير من الأحياء

 عبد الجليل السعيد/موقع صوت بيروت انترناشيونال/06 أيلول/2020

حصد إنفجار مرفأ بيروت في ٤ آب الماضي عشرات الشهداء وآلاف الجرحى ، بسبب سوء إدارة السلطة الفاسدة والحاكمة ، تلك السلطة التي كانت ولازالت منفصلة بشكل تام عن الواقع. ولكن القصة لم تنتهِ عند ذلك ، فهناك من تسبب ويريد الآن إخفاء الحقائق ، وتُرك الشعب المنكوب ليموت تحت الأنقاض ، وعليه فإن المحاسبة للقتلة هي الأساس في بناء أي مستقبل للبنان. ‏وإذا كانت العقوبات الأمريكية على مسؤولين لبنانيين قاب قوسين أو أدنى ، فإن اللبناني يذوق اليوم مرارة العيش نتيجة الإستخفاف بحياته ، والرئيس اللبناني مصمم على عدم ترك الكرسي ، ويبحث عن سبل تبرئة نفسه من كل جرائم عهده

والمبادرة الفرنسية التي أعلنها ماكرون تجاه لبنان بدأت تتفاوت حيالها بورصة الموقف الأميركي بالذات ، فواشنطن في وارد الالتفاف عليها تماماً ، إن لم نقل نسفها كلياً بعد أن تنفس السارقون الصعداء.فكون زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر اعقبت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وإمتناع الأخير عن لقاء الساسة في بعبدا ، يمكن القول أن ما تحمله زيارته من رسائل ودلالات تعبر عن موقف أمريكي مغاير تماماً. وحصر زيارة المسؤول الأمريكي بلقاءات مع المجتمع المدني وعدد قليل من النواب المستقيلين ، يوضح غاية الولايات المتحدة القابلة لإنشاء جبهة موحدة تعارض وتناهض تسوية ماكرون. ومن المؤكد أن الولايات المتّحدة وفرنسا في تنسيق حول لبنان ، والتواصل بينهما مستمر وهناك تعاون كبير بينهما ، لكن هذا كله لايعني التوافق المطلق أو إعطاء الرئيس ماكرون شيكاً على بياض في خطة ترضي طهران وتعيد تأهيل حزب الله مجدداً

وصلاحية الاندفاع الفرنسي حيال لبنان ستنتهي قبل تشرين الأوّل ، وهو موعد الإنتخابات الرئاسية في أمريكا ، ففرنسا تسعى إلى حفظ موقعها ودورها في لبنان ، وتؤيد فرصة إنقاذ العهد بطريقة تعادي فيها عموم اللبنانيين. ‏وإذا كان الشعب في لبنان مسروق و منهوب و مُستَعبَد ، و إقتصاده تدمّر و مستقبله ضاع ، و تعرّض لصدمات مخيفة ليس آخرها تفجير مرفأ بيروت ، فلا يجب أن يكون الشعب مشغولاً بشيء آخر غير الحراك الشعبي الكفيل بإسقاط كل من دمروا لبنان.وحسن نصرالله هو مندوب الفساد والمفسدين في لبنان ، فهو الإيراني الذي يمسك لبنان من المطار الى المرفا ، والمخدرات والمعابر غير الشرعية التي يسيطر عليها عناصره ، ويديرون من خلالها تجارة السلاح وتبييض الاموال والتهرب الجمركي أدت وتؤدي إلى تعطيل البلد وإنهاء وجوده .

 

معادلة القوة الجديدة في شرق المتوسط

د. خطار أبودياب/العرب/06 أيلول/2020

تهدئة أم تصعيد

يحتدم التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط في سياق حروب الطاقة والنفوذ، إذ تدخل المبارزة التركية – اليونانية في منعطف دقيق يلامس الانزلاق إلى مواجهة محدودة، ويتزامن الاندفاع الفرنسي من ليبيا إلى لبنان والعراق مع توحيد الموقف الأوروبي حيال التمدد العسكري التركي. ويرسم ذلك من دون شك معادلة جديدة للقوة على مسرح مضطرب يمثل الشرق الأوسط الملتهب خلفيته الاستراتيجية. ولذا تسعى واشنطن إلى الحفاظ على الحد الأدنى من تماسك حلف شمال الأطلسي حتى لا تستفيد روسيا البوتينية من المتغيرات ومن رقصة التحالفات. وهكذا على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية يتزاحم أكثر من طرف لإحراز مكاسب استراتيجية ملموسة لناحية اكتشاف الموارد الهيدروكربونية الوفيرة في شرق المتوسط، وينذر ذلك باختبارات للقوة ولنزاعات عديدة ضمن هذا المدى المهم من العالم.

يستعيد الرئيس رجب طيب أردوغان مجمل الحقب التاريخية لكي يعزز رؤيته وسياساته، ويجمع بين إنجاز الكمالية في حرب الاستقلال (كما تدلل الاحتفالات منذ أيام بالذكرى الـ98 للمعركة الحاسمة في الحرب ضد القوات اليونانية، في وقت يتنامى فيه التهديد بمواجهة جديدة مع اليونان) مع ربطه للتاريخين العثماني والسلجوقي. ولهذا يمثل الصراع مع اليونان تحريكا للشعور القومي التركي وإحياء لعصبية قوية يريد “السلطان الجديد” ربط اسمه بها كي ينتزع بسهولة السباق الرئاسي في 2023 الذي يمكن أن يتأثر بمغامراته الخارجية غير المحسوبة وانهيار الاقتصاد التركي.

وهذه المقاربة لوحدها يمكن أن تفسر عمليا ما كشفته صحيفة «ذي فيلت» الألمانية عن طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جنرالاته افتعال حادث عسكري مع أثينا بإغراق سفينة أو إسقاط طائرة مقاتلة يونانية، من دون التسبب في خسائر بشرية. لكن الجنرالات رفضوا ذلك وفقا للصحيفة الألمانية. وتؤشر هذه الرواية إن تأكدت إلى الترابط بين البعدين الداخلي والخارجي في حسابات أردوغان الذي لا يتورع عن القيام باستفزازات محسوبة أو مواجهات محدودة بغرض تعزيز شعبيته وليس بالضرورة دفاعا عن مصالح بلاده العليا. ومن دون شك إن وجود لاعبين يحكمهم هذا المنطق يجعل من شرق المتوسط إقليما خاضعا لنزوات شخصية ومصالح متضاربة.

في آخر التطورات وبعد تغييرات في الموقفين الألماني والأميركي لغير صالح تركيا، لوحظ أن أردوغان يحاول إعطاء الانطباع بالتهدئة ويقول إنه “مستعد للحوار مع أثينا من دون شروط” ويعوّل على “حوار تقني تحت إشراف أمين عام حلف شمال الأطلسي”. بيد أن اليونان تبدو أكثر حذرا ويؤكد رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس في آخر تصريحاته أن “بلاده تواجه عدوانا تركيا وأفعالا تتحدى ميثاق الأمم المتحدة مما يتطلب ردا دوليا”. وهذا يعني أننا أمام حوار طرشان بين أنقرة وأثينا خاصة أنهما تتنازعان بعض المناطق البحرية مع ملفات تاريخية متراكمة (تحديد الحدود حول بحر إيجه، ملكية جزر، مدى الجرف القاري وجزيرة قبرص)، ولأن اكتشاف حقول كبيرة للغاز في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة أثار “نهم” الدول المشاطئة له وزاد من حدة التوترات.

شهدت المنطقة في الأسابيع الأخيرة تصعيدا في التوتر بين أنقرة وأثينا، على وقع عروض قوة متبادلة وأحداث زادت مخاوف الأوروبيين. ويضاف إلى ذلك التوتر مع قبرص والصراع المفتوح في ليبيا ونجد في كل النزاعات انخراطا تركيا، بينما كانت هناك انقسامات في المواقف الأوروبية ونوع من الضوء الأميركي البرتقالي لتركيا ( بهدف صد النفوذ الروسي ومنع المزيد من التقارب بين الرئيسين بوتين وأردوغان). بيد أن تطورات حديثة زادت من عزلة تركيا التي لم تجد في كل دول الجوار المتوسطي حليفا إلا حكومة الوفاق في طرابلس، بينما هناك تنسيق وتقارب بين باقي دول الجوار (اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر مع دعم فرنسي) المنضوية في “منتدى غاز شرق المتوسط”.

وبالرغم من أن الرئيس أردوغان كان يراهن على موقف متفهم من الرئيس الأميركي ترامب، لكن بلوغ التوترات ذروتها والخشية من نزاع بين بلدين أطلسيين وضغط الناخبين من أصل يوناني في الولايات المتحدة، جعلت الرئيس الأميركي يتدخل في أزمة شرق البحر المتوسط، بطلبه من كل الأطراف تهدئة الموقف. وفي نفس الوقت أدى إفشال أنقرة لمهمة وساطة برلين إبان زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إلى تغيير في موقف المستشارة أنجيلا ميركل، مما أتاح توحيدا لموقف الاتحاد الأوروبي الذي هدد بفرض عقوبات على تركيا خلال القمة المزمع عقدها في الرابع والعشرين من هذا الشهر. ونظرا إلى العزلة السياسية الأردوغانية والتدهور الاقتصادي، أخذت تنقلب معادلة القوة في المتوسط مع الزخم الفرنسي وبلورة الموقف الأوروبي الموحد، والتريث الروسي تحت العين الساهرة الأميركية.

اعتقد الرئيس رجب طيب أردوغان أنه في ظل التحييد العملي لواشنطن من خلال العلاقة الشخصية مع نظيره الرئيس دونالد ترامب، يمكنه ترتيب “أستانة جديدة” في ليبيا مع القيصر الجديد فلاديمير بوتين وفرض سطوته على اليونان وقبرص في غياب وحدة الموقف الأوروبي. لكن حسابات البدر كانت مختلفة مع قيام جمهورية مصر العربية بلعب دور المد الإقليمي في شرق المتوسط من خط سرت – الجفرة إلى اتفاق تعيين الحدود البحرية مع اليونان الذي حدد جزئيا المناطق الاقتصادية الخالصة لليونان، وإعلان أثينا عن تمديد مياهها الإقليمية في البحر الأيوني من 6 أميال إلى 12 ميلا بحريا وأسقط ذلك عمليا مفاعيل اتفاق أردوغان والسراج (حسب تقييم زعيم المعارضة التركية كيليشيدار أوغلو). وهذا المنع لاستفراد اليونان بفرض الأمر الواقع أو القضم أحرج كثيرا الجانب التركي خاصة بعد انخراط فرنسا العلني في دعم أثينا.

وفي مواجهة الرئيس التركي انبرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ربط سياسته الخارجية باعتماد رهان متوسطي لأوروبا والقيام بتحركات تعزز هذا الاتجاه، كما تشهد التحركات الفرنسية في ليبيا وقبالة اليونان، وجولة هذا الأسبوع للرئيس ماكرون في لبنان والعراق والتي فسرها غالبية المتابعين على أنها تندرج في غمار المواجهة الفرنسية – التركية في شرق المتوسط. وممّا لا شك فيه إن الاندفاع الفرنسي نحو لبنان والاهتمام الفرنسي بالعراق يشكلان ترجمة للصراع الدائر في المنطقة وجوارها، وتحديدا حول مصادر الطاقة وثروات أخرى، إضافة إلى رهانات وحسابات استراتيجية في حوض المتوسط، وخصوصا في مواجهة الصعود التركي وتحاشي رسم معادلة القوة الجديدة من دون وجود حيوي فرنسي وأوروبي في منطقة تمثل عمليا العمق الاستراتيجي للقارة القديمة.

استنادا إلى التوازنات الجديدة في شرق المتوسط يصعب تصور السماح بحرب تركية – يونانية أو مواجهة فرنسية – تركية أو مصرية – تركية لأن ذلك سيأخذ أبعادا تخرج عن السيطرة. هكذا نشهد تنافسا بين مشروع أردوغان في إحياء “العثمانية الجديدة” ومشروع ماكرون لإعادة الدور الأوروبي الذي لا يحظى كما يشاع برضا أميركي وعدم اعتراض إيراني. لكن يمكن القول إن الكثير من الدول الغربية تتلاقى حول ضمان المصالح الغربية وأمن إسرائيل واحتواء التمدد التركي… أما المصالح العربية فيتوجب التركيز عليها والدخول في المعادلة الجديدة للقوة.

*د. خطار أبودياب

أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الراعي متوجها الى الرئيس المكلف: ألف حكومة طوارئ مصغرة تثق بنفسها وبها يثق الشعب ولا تسأل ضمانة أخرى

الأحد 06 أيلول 2020

 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران جوزيف نفاع والقيم البطريركي الاب طوني الآغا، المنسق البطريركي الاب فادي تابت وأمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، ومشاركة المطران مطانيوس الخوري والخوري خليل عرب. حضر القداس وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، رئيس بلدية العاقورة الدكتور منصور وهبي واعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة، سفير الاعلام العربي الجديد الملحق الاعلامي في الوادي المقدس الزميل جوزيف محفوض، المحامي طوني خوري، رئيس اقليم كاريتاس الجبة الجديد الدكتور ايليا ايليا مع وفد من المتطوعين وأعضاء رابطة مخاتير قضاء بشري، نائب رئيس بلدية بزعون فارس دانيال، راهبات سيدة ايليج وعدد كبير من المؤمنين التزموا الاجراءات الآمنة.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "لما علمت المرأة أن يسوع جالس في بيت الفرِيسي، جاءت تحمل قارورة طيب" (لو7: 37-38)قال فيها: "1. كان روح التوبة والندامة يفعل في قلب تلك المرأة المعروفة في المدينة أنها خاطئة. فاتخذت قرار التغيير، وآمنت أن يسوع وحده قادر أن يحررها من شواذ حياتها، ويغفر خطاياها، ويجعلها تولد لحياة جديدة. فلما علمت أن يسوع جالس في بيت سمعان الفريسي، جاءت تحمل قارورة طيب (لو7: 37-38)، وسكبتها على قدمي يسوع.

2. إنها حركة نبوية إذ إن سكب الطيب كان أيضا لتكريم جثمان الميت. فلما جاءت مريم أخت لعازر وسكبت قارورة طيب الناردين الغالي الثمن، واعترض يهوذا الاسخريوطي الذي أراد أن يباع الطيب ويوزع ثمنه على الفقراء، لا حبا بالفقراء، بل لأنه كان سارقا والكيس معه، قال يسوع متنبئا: دعوها لقد حفظته ليوم دفني (يو 7:12).

أما الحركة النبوية لدى هذه المرأة الخاطئة فهي أنها علامة موتها عن خطاياها وحالتها القديمة.

3. شهر مضى على كارثة انفجار مرفأ بيروت، بل جريمة تفجير هذا المرفأ. نعم، ما جرى هو جريمة أكان ناتجا عن إهمال، أو عن تواطؤ، أو عن عمل إرهابي، أو اعتداء. شهر مضى والأحزان مفتوحة والعذابات تتوالى والضحايا تتزايد. وإذ نكرر تقديرنا العمل المتفاني الذي تقوم به أجهزة الإسعاف والدفاع المدني والفرق الآتية من دول صديقة بحثا عن المفقودين، نجدد تعازينا إلى جميع العائلات وتمنياتنا بالشفاء للمصابين. ما كانت بيروت مكسورة مثلما هي اليوم، وما كانت عازمة على النهوض وملاقاة الشمس مثلما هي اليوم. ستعود بيروت سيدة الشرق والمتوسط، وستعود مركز النهضة الثقافية والتربوية والاقتصادية، بإذن الله وشفاعة سيدة لبنان وقديسيه.

4. إننا نحيي جميع المشاركين معنا بهذه الليتورجيا الإلهية في كاتدرائية الكرسي البطريركي في الديمان. وفي مقدمة الحضور معالي وزير الخارجية والمغتربين في الوزارة المستقيلة الأستاذ شربل وهبه، وشقيقه رئيس بلدية العاقورة الدكتور منصور وهبه، ونحن نذكر معهما والعائلة المرحوم المهندس المدني فرنسوا، النجل الوحيد للدكتور منصور، الذي توفي في باريس منذ حوالى الشهرين عن 44 سنة من العمر، بعد صراع مع المرض، ونشاط دائم بين فرنسا والجزائر بنوع خاص، في حقل بناء الجسور، متصفا بالأخلاقية وروح السلام والحوار والالتزام الكنسي. نجدد تعازينا لوالديه ولزوجته وأولاده الثلاثة وعمه معالي الوزير وسائر ذويهم. نلتمس له الراحة الأبدية في السماء، ولأسرته العزاء.

ونرحب برئيس إقليم كاريتاس - الجبه الجديد، وأعضاء المكتب وشبيبة كاريتاس وكل الملتزمين في رسالة كاريتاس - لبنان. كما نرحب بأعضاء رابطة سيدة ايليج.

ونحيي جميع المشاركين روحيا عبر محطة تلي لوميار - نورسات والفيسبوك وسواهما من وسائل الاتصال. نصلي ملتمسين نعمة اللقاء الوجداني برحمة المسيح الفادي، مثل تلك المرأة التي قال لها: إيمانك خلصك! إذهبي بسلام (لو 50:7).

5. إن ما قامت به المرأة من أفعال: تبليل قدمي يسوع بالدموع وتنشيفهما بشعرها، وتقبيل قدميه ودهنهما بالطيب، لأبلغ من الكلام. فقرأ يسوع للحال توبتها عن خطاياها، وقرارها في تغيير مجرى حياتها، بفضل حبها لله الذي سبقت وأساءت إليه كثيرا في ماضيها. كما قرأ عزمها على التماس الغفران، ونعمة منه تغسل خطاياها الكثيرة.

أما سمعان الفريسي، الداعي يسوع إلى بيته لتكريمه، فظل في عتيق نظرته ودينونته لتلك المرأة. فلم يفهم شيئا من نبوية حركتها وبلاغة صمتها وأفعالها. ما حمل يسوع على أن يشرح له ذلك بمثل الدائن والمديونين، ليقول أن الخطيئة دين علينا لله نوفيه بفعل حب من القلب نعبر عنه بالتوبة وبقرار التغيير، لا بمجرد كلمات من الشفاه. ثم أعطاه الأمثولة: إن خطاياها الكثيرة مغفورة لها، لأنها أحبت كثيرا. أما الذي يغفر له قليل، فيحب قليلا (لو 47:7). وختم قائلا للمرأة: مغفورة لك خطاياك... إيمانك خلصك، إذهبي بسلام (لو7: 48 و 50).

لقد رسم لنا يسوع، بمثله وغفرانه للمرأة ذات الخطايا الكثيرة، ثقافة المغفرة والمصالحة، بدلا من شريعة العهد القديم: "العين بالعين والسن بالسن" (خروج 24:21). هذه الثقافة مطلوبة من كل إنسان، وبخاصة من المؤمنين بالمسيح. فبولس الرسول يذكرنا نحن المسيحيين أننا سفراء المسيح للمصالحة (2كور 20:5).

6. ولا ننسى أن دين خطايانا، بل خطايا البشرية جمعاء، يقتضي إيفاء بمقتضى العدالة. وبما أن لا أحد من بني البشر يستطيع إيفاء هذا الدين، وفاه الله عنا بفيض من حبه، مرسلا ابنه الوحيد الذي تجسد من مريم البتول، وافتدى خطايانا بآلامه وموته على الصليب. إن عمل الفداء مستمر يوميا في كل ذبيحة مقدسة ترفع على مذابح الكنيسة على وجه الارض.

7. إن توبة المرأة الخاطئة ومغفرة خطاياها وتبدل مسيرة حياتها، دعوة لنا جميعا، وبخاصة للجماعة السياسية. فلا يمكن أن تستمر في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلف من ضحايا ونكبة ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهرا من حراك الثورة الرافضة لاستمرارية الوجوه إياها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والاهمال العام، وبعد الشلل الذي ما زالت تسببه وبكثرة جائحة كورونا منذ حوالى ثمانية أشهر.

بعد كلِ هذه الأمور، من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية. يستطيع الرئيس المكلف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطية الحقة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجا توافق أهل السلطة فيه على المحاصصة والزبائنية والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد.

8. فيا أيها الرئيس المكلف، ألف حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهلة، قوية، توحي بالجدية والكفاية والأمل، تثق بنفسها، وبها يثق الشعب، ولا تسأل ضمانة أخرى. فلا ضمانة تعلو على ضمانة الشعب. ونحن معه. فالزمن المصيري يستلزم حكومة من الشعب وللشعب، وليس من السياسيين وللسياسيين. الزمن المصيري يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصة فيها لمنافع، ولا هيمنة فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطل عملها وقراراتها. الزمن المصيري يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق ورشة الإصلاح الفعلية، وتحيد لبنان عن الصراعات وتحيد اللبنانيين عنها. تعيد للناس ودائعهم المصرِفية، تنقذ العملة الوطنية، تستقطب المساعدات الدولية، تعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقف هجرة العائلات والجيل الصاعد، تسرع في ترميم المنازل ليبيت الناس فيها قبل الشتاء، تؤمن عودة الجامعات والمدارس وتوفر لها المساعدات اللازمة. إن لم تكنِ الحكومة بهذه المواصفات ستموت في مهدها.

9. وكم نتمنى أن تدخل الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أن سياسة لبنان الخارجية الحياد وعدم الانحياز. وقد شرحنا معانيه وقيمته في مذكرتنا التي أصدرناها في 7 آب الماضي.

فالحياد، الذي هو من صميم الكيان اللبناني، لأمر إنقاذي وجودي في الداخل، يمكن لبنان من تأدية واجبه ورسالته، وفي الخارج يعزز تضامن لبنان مع قضايا الشعوب. جميع الجماعات اللبنانية سعت عبر التاريخ، القديم والحديث، إلى تحييد نفسها عن صراعات المنطقة. وكلما كانت تلتزم الحياد كانت تنجو بنفسها وبالبلاد، وكلما كان يراودها إغراء الانحيازِ الجارف كانت تصاب بالخيبات وتجر الويلات إلى لبنان وشعبه. نصلي إلى الله في هذا الظرف العصيب أن يحمي لبنان. فنرفع المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

 

جعجع: إذا أرادوا مؤتمرا تأسيسيا جديدا فأهلا وسهلا ولكن فليعلموا أن محوره الأساسي هو اللامركزية الموسعة

وطنية - الأحد 06 أيلول 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أننا "باقون وبيروت باقية، والأشرفية والصيفي والرميل والجميزة ومار مخايل والمدور والكرنتينا باقون، ومعكم يا شهداء وجرحى ومنكوبي بيروت باقون، ومعكم يا شهداء المقاومة باقون، من أجل كل شبر من بيروت والجبل والشمال والجنوب والبقاع باقون".

وقال: "باقون حتى التخلص منكم يا أهل السلطة والتآمر والفساد والإهمال ولإعادة إعمار ما دمرتموه واستعادة ما نهبتموه، وللمحاسبة، ولكي نقول للعام اننا كما بقينا وقاومنا ورفضنا الاحتلال والعروض والتنكيل والإبتزاز والإضطهاد والإعتقال، هكذا سنبقى، وهكذا باقون، فنحن بقوة الحق والحقيقة باقون، ومن أجل من رحلوا باقون، ومن أجل من سيأتون باقون، ولكي تبقى الأجيال تسلم أجيالا باقون".

كلام جعجع جاء بعد انتهاء قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" السنوي الذي أقامه حزب "القوات اللبنانية" في مقره العام في معراب، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران أنطوان نبيل العنداري، في حضور: نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، سيزار المعلوف، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقين: مي الشدياق، ريشار قيوموجيان، ملحم الرياشي وجو سركيس، أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، جوزيف معلوف، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، السيدة ماري فريد حبيب، الأمين العام غسان يارد، الأمناء المساعدين، أعضاء المجلس المركزي في الحزب، منسقي المناطق، رؤساء المصالح والأجهزة، ورؤساء المراكز. وقد اقتصر الحضور هذا العام على الرسميين الحزبيين فقط بسبب جائحة كورونا.

وقال جعجع: "ما لم يأخذوه من الأشرفية بالحرب، لن يأخذه أحد بالإرهاب والتفجيرات الإجرامية. تحية الى أهلنا في الأشرفية وكل بيروت، أهلنا الصبورون الصامدون، الذين فقدوا اعزاء احباء، وتضررت حياتهم ومنازلهم، وأصيبوا بجروح عميقة لا تلتئم، وعصفت بهم رياح غضب وثورة لا تستكين. أهلنا بإيمانهم الذي لا يتزعزع، بإرادتهم التي لا تضعف، يواجهون هذه الكارثة ويلملمون جراحهم، وسيعيدون إلى بيروت فرحها وألقها. الأشرفية ستنفض عنها عاجلا لا آجلا غبار الموت، وسيكون لها مع الفرح والحرية والحياة لقاء قريب وأكيد".

واعتبر أن "انفجار بيروت، انفجار آثم غادر، ألحق بالمدينة دمارا هائلا ومئات الشهداء، وآلاف الجرحى، وأضرارا مادية ومعنوية كبيرة. وما نجم عنه في لحظات، يفوق بدرجات ودرجات ما نجم عن الحرب في سنوات وسنوات. هذه الجريمة بحق الإنسانية، سواء كانت حادثا ناجما عن إهمال، أم عملا مدبرا وجريمة منظمة، أم اعتداء خارجيا، لن تمر من دون عقاب، فلا يعتقدن أحد أن بإمكانه لفلفة هذا الموضوع. هذا الانفجار أكبر من أي فريق أو مسؤول أو حزب، أكبر من الجميع، ولن يكون بالإمكان الإفلات من العدالة. ولأننا لا نثق بالسلطة القائمة، فإننا نطالب بتحقيق دولي شفاف وموثوق، ولقد نظمنا عرائض نيابية وشعبية لهذا الغرض".

وتابع جعجع: "نواجه أزمة وجودية كيانية. أزمة لا تشبه أيا من الأزمات التي مررنا بها منذ العام 1975. أزمة حاصرت شعبا بكامله، كادت تدمر أحلامه وطموحاته، حاضره ومستقبله، وأفقدته الثقة بدولته وحكامه وكادت أن تفقده ثقته بنفسه. ولكن لا وألف لا، لأن من واجه عبر التاريخ الممالك والإمبراطوريات والسلطنات وصولا لمواجهة أعتى الدكتاتوريات والأنظمة في أيامنا الحاضرة وأخرجها من لبنان، لن تقوى عليه شلة من الخارجين عن القانون والفاسدين وأكلة الجبنة المهترئين".

واستطرد: "هذه الأزمة الممتدة في كل اتجاه ومجال، تعود في جوهرها إلى عاملين أساسيين: أولا، التعدي الحاصل على الدولة، ودستورها وسيادتها وسلطتها ومؤسساتها وقرارها من دويلة نمت في كنفها وعلى حسابها، مما أدى إلى شللها. لا تغيير يرتجى، ولا إصلاحات فعلية ولا انتخابات نافعة إذا لم يتم تحرير قرار الدولة وسلطتها، وإذا لم يصبح سلاح الدولة هوالسلاح الوحيد. لا معادلات ثلاثية تجاوزتها الأحداث ومر عليها الزمن، ولا لتكريس أوضاع شاذة تحت مسمى الضرورة والمؤقت، أو تحت حجة الدفاع عن لبنان. فالدولة اللبنانية الفعلية وجيشها، ومن ورائهم الشعب اللبناني، هم المدافعون الحقيقيون والوحيدون عن لبنان. وثانيا، الفساد المستشري في الدولة والمجتمع، والذي ينخر جسم الإدارات والمؤسسات حتى العظم، وفاق كل تصور في السنوات الأربعة الأخيرة. هذه الآفة يجب استئصالها ومكافحتها من دون هوادة، ولا يكون استئصالها إلا باستئصال شياطينها. وإذا أردنا الذهاب أعمق في الموضوع، هنالك كلمة سحرية تختصر أسباب كل ما وصلنا إليه: "تفاهم مار مخايل" الذي طبعا مار مخايل براء منه تماما، أما التفاهم بحد ذاته فصفقة بين حزبين على تأمين مصالحهما الحزبية الضيقة على حساب لبنان الوطن، لبنان الدولة، لبنان السيادة، وعلى حساب اللبنانيين كشعب وتاريخ ومستقبل".

وقال: "للدلالة فقط هذه جردة مختصرة لنتائج تفاهم مار مخايل:

1- بدلا من أن يدخل حزب الله في كنف الدولة، دخلت الدولة أكثر فأكثر في كنف حزب الله.

2- دمرتم كل فرصة لقيام دولة فعلية في لبنان.

3- ازدادت العلاقات بين المجموعات اللبنانية تشنجا، حتى بين قواعد أطراف تفاهم مار مخايل بالذات.

4- لم يعد أي مبعد من إسرائيل كما كان الوعد، لا بل وصل الأمر إلى حد اتهام بطريرك الجمهورية، بطريرك تاريخ لبنان، بطريرك الموارنة، بالعمالة لإسرائيل.

5- لم يخرج أي معتقل من سوريا.

6- وقع لبنان في عزلة عربية ودولية غير مسبوقة.

7- إنهارت القيم والمقاييس والقوانين داخل الدولة بالذات إلى أبعد الحدود، مما حولها إلى مزرعة صغيرة فاقدة الثقة والمشروعية، إلى حد أن جميع المسؤولين العرب والأجانب أعلنوا جهارا أنهم لن يقدموا أي مساعدات إنسانية من خلال الدولة وإداراتها بل من خلال الجمعيات الأهلية فقط. من جهة أخرى أدى تحويل الدولة إلى مزرعة صغيرة إلى انهيارالنظام المالي وتعطل الاقتصاد بشكل شبه كلي، وانهيار فرص العمل، مما حول اللبنانيين لأول مرة في تاريخهم إلى شعب ينتظر المساعدات الغذائية والاستشفائية وغيرها، ومما حول لبنان إلى سجن كبير للبنانيين".

أضاف: "كل ما سبق، دفع بالقادر من اللبنانيين إلى الهجرة، ومن تبقى منهم هنا إلى الحسرة. ولكن لا وألف ألف لا، لم نتعود لا الحسرة ولا البكاء على الأطلال، بل ثورة بيضاء ناصعة، لكنها قاطعة، تخلص اللبنانيين من هذا الكابوس الجهنمي اللعين، وتوصلهم إلى شاطئ الأمان. إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، وسيستجيب".

وتوجه إلى "حزب الله": "بكل وضوح ومسؤولية أقول له: الى أين تريد بعد أن يصل الوضع في لبنان؟ هل هناك بعد أسوأ مما نعيشه؟ هل تنتظر مجاعة كاملة؟ هل تنتظر أن يموت اللبنانيون كبارا وصغارا إما جوعا أو مرضا أو احتراقا وخنقا وسحلا في انفجارات غامضة؟ حان أوان الاعتراف بالواقع والوقائع، وإجراء مراجعة للسياسات والخيارات. حان وقت العودة إلى لبنان بالمعنى العريض للكلمة، لا يمكننا أن نستمر في ظل أوضاع مماثلة، ولا يمكن لحزب الله أن يستمر من دون أن يغير في توجهاته وسلوكه، ومن دون أن ينظم علاقاته مع الدولة كأي حزب سياسي آخر، وينخرط في مشروع إعادة بنائها. على حزب الله أن يسلم قرار الحرب والسلم للدولة. وعلى حزب الله أن يكف عن تدخلاته الخارجية السافرة غير المبررة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربية، وأن يكف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني المتمدد والمتوغل في المنطقة العربية".

أضاف متوجها الى "حزب الله": "آن الأوان كي تبادر إلى القرار الصعب ولكن الصائب، بأن تضع نفسك في خدمة لبنان وشعبه وأمنه ومصالحه بدل أن تبقى في خدمة الجمهورية الإسلامية ومصالحها، على حساب شعب لبنان وأمنه واستقراره ولقمة عيشه وحاضره ومستقبله".

ورأى جعجع أنه "لم يعد من مجال للمماطلة والتسويف والتأجيل. دقت ساعة الحقيقة، وحان أوان القرارات الصعبة والجريئة. الرؤوس الفاسدة المجرمة يجب أن تسقط وستسقط، الأيادي الفاسدة الفاسقة يجب أن ترفع عن الشعب على يد الشعب الذي انتفض غضبا وسخطا واحتجاجا، ولن يوقف انتفاضته قبل أن تحقق أهدافها، وقبل أن يحدث التغيير في الأشخاص والوجوه والذهنيات والممارسات".

وأكد أن "نقطة البداية في التغيير ستكون في مجلس النواب، وعلى اللبنانيين جميعا تقع مهمة ومسؤولية إحداث هذا التغيير عبر صناديق الاقتراع، وعدم إضاعة فرصة أخيرة متاحة لهم بعد شهور طالت أم قصرت لاختيار من يمثلهم، ويكون الأجدر والأكفأ والأنظف والأجرأ والأشرف. لا سبيل إلى محاربة الفساد على يد من كانوا سببا وصناعا له. الأمر يتطلب إعادة إنتاج سلطة جديدة، واستحداث نخبة سياسية جديدة، وتحويل الانتخابات المقبلة إلى ساحة اختبار للنوايا والإرادات، وإلى منصة للتغيير، والمحاسبة والمساءلة".

واعتبر أن "انتفاضة 17 تشرين غيرت في مسار الأحداث والذهنيات، لكنها لن تؤتي ثمارها في الشارع فقط، وستجنح إلى الفوضى والمراوحة والاستنزاف الذاتي، إذا لم تكن لها خارطة طريق واضحة توصلها إلى تحقيق أهدافها. هذه الانتفاضة كي تحقق أهدافها، يجب أن تنتقل إلى صناديق الاقتراع، وعلى أرض الانتخابات، فتنبثق عنها أكثرية نيابية جديدة معبرة عن طموحات اللبنانيين. والانتخابات المبكرة من الطبيعي أن تجري على أساس القانون الحالي النافذ الذي تطلب الكثير من الوقت والجهد. إن الداعين إلى قانون جديد للانتخابات، حتى ولو صدرت الدعوة عن حسن نية، يخدمون الذين لا يريدون الانتخابات أن تجرى، ولا للأكثرية النيابية أن تتغير".

وشدد على أننا "بقدر ما ننبه إلى محاولات مشبوهة جارية لعدم إجراء الانتخابات لا قبل موعدها ولا في موعدها حتى، فإننا نحذر من أي محاولة لتمرير قانون انتخابات لا يراعي خصوصية التركيبة التعددية للبنان، ويهدف إلى الإطاحة بخصائصه وتوازناته وتركيبته المجتمعية والوصول تحت ستار إلغاء الطائفية السياسية إلى تطبيق الديمقراطية العددية، وفي هذا موت أكيد للبنان".

وتابع: "بعد الانتخابات النيابية المبكرة، سنكون أمام برلمان جديد وحكومة جديدة، وسلطة جديدة. وعندما تدق ساعة الاستحقاق الرئاسي ستكون لنا فيه كلمة وقرار وموقف، ولن نقبل بأن يكون هذا الاستحقاق خاضعا لمساومات وصفقات ووسيلة لضرب الإرادة الشعبية الجامحة التائقة للتغيير".

وتطرق جعجع إلى "اتفاق معراب"، قائلا: "طالما تطرقنا إلى تفاهم مار مخايل المشؤوم، سنتكلم قليلا عن اتفاق معراب المطعون. إن اتفاق معراب، وبخلاف ما يظنه أو يدعيه البعض، هو في منطلقاته الأولية مصالحة وجدانية تاريخية أخلاقية، تطوي صفحة صراع مجتمعي مديد، بدأ منذ تولي العماد ميشال عون مقاليد الحكومة العسكرية أواخر العام 1988، وطال بمآسيه وشظاياه وآثاره السلبية كل قرية وحي وبيت من بيوت مجتمعنا. أضيف إلى ذلك الفراغ الرئاسي المتمادي والذي فرض نفسه على كل اللبنانيين مما شكل سببا إضافيا جوهريا لقيام تفاهم ينهي الفراغ الرئاسي بالإضافة إلى إنهائه الصراع المجتمعي المديد، ويفتح حقبة جديدة. ومع ذلك أصررنا على أن يكون هناك شق سياسي متزامن مع المصالحة، وهو ما عبر عن نفسه أصدق تعبير من خلال بنود ورقة النقاط العشر التي تعنى بقيام الدولة السيدة القوية العادلة، كما في التشديد على مبدأ النزاهة والكفاءة في إدارات الدولة ومؤسساتها".

واستطرد: "أفتح هلالين صغيرين هنا لأقول إن بعض الذين ينتقدون القوات ويتهجمون عليها انطلاقا من اتفاق معراب، كانوا هم أنفسهم من هاجمنا وانتقدنا بسبب عدم التصالح مع التيار الوطني الحر قبلا، وهم أنفسهم من نادوا أن المصالحة بين القوات والتيار هي مطلب عارم، على المستويات الشعبية والسياسية والدينية كافة. إن هذا البعض سيستمر في التهجم على القوات حتى ولو أضاءت أصابعها العشرة، لسبب بسيط جدا وهو أن هدفه هو مهاجمة القوات لأنها القوات وليس لأنها عقدت اتفاق معراب أم لم تعقده، ولأن نفسه ظلماء. كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك من حسد".

وأضاف: "أردنا من اتفاق معراب، بالإضافة إلى كونه مصالحة وجدانية، أن يكون منطلقا لشراكة مسيحية إسلامية حقة في السلطة، وبالتالي خطوة أولية على طريق بناء دولة فعلية، ولكن، وللأسف، مكررة عشرات المرات، تبين لاحقا أن الطرف الآخر أراده مجرد مصلحة سياسية آنية بحتة، وبعكس كل ما ورد في اتفاق معراب. أردناه لبناء دولة المؤسسات، وغيرنا استعمله لبسط سلطة الميليشيات. أردناه لنرضي به طموح العماد ميشال عون الرئاسي منذ العام 1988، ونسدل الستارة على هذه القصة لمرة واحدة وأخيرة لنبدأ بعدها فصلا جديدا، وهم أرادوه ليعيدونا إلى العرض المسرحي ذاته من جديد، فيوقفوا الزمن والمستقبل والسياسة والاقتصاد والحياة الوطنية برمتها، ويرهنوها بانتظار تحقيق الطموح الرئاسي لمن هو بعد عون. وكأن مستقبل اللبنانيين ولقمة عيشهم وحياتهم مسخرة خدمة لمآرب هؤلاء وطموحاتهم. فلا يلبث أن يصل العم إلى الرئاسة حتى يسارع الصهر إلى تمشيط ذقنه وتعريض كتفيه ولو على حساب اللبنانيين ومدخراتهم وأعمالهم وحاضرهم ومستقبل أولادهم، ولو على حساب حياتهم".

وتابع: "لقد كان من المفترض باتفاق معراب أن يكون نقطة ارتكاز أساسية للعهد الرئاسي الجديد وفق قواعد إصلاحية ووطنية واضحة، غير أن القيمين على العهد سارعوا للتخلص من هذا الاتفاق منذ اللحظة الأولى، ظنا منهم أنهم بذلك يتحررون من أعباء الإصلاح ويتخلصون من مشقة التغيير، ويزيحون منافسا لهم، ولكن من دون أن يدروا أنهم يحرمون بذلك أنفسهم من رافعة سياسية وشعبية وإصلاحية كان من الممكن لها إنقاذ العهد وتجنب وصول البلاد لاحقا إلى ما وصلت إليه".

وعن "17 تشرين"، قال: "قبل أن تكون هناك ثورة 17 تشرين، وقبل ان تكون هناك ثورة أرز، كان هناك منذ العام 1975 ثورة على الاحتلال والتوطين والسلاح غير الشرعي واستباحة سيادة الدولة، ثورة على الفساد والتقليد والتوريث وطبقة ال43، مرة بالمقاومة المسلحة، ومرات ومرات بسلاح الكلمة والموقف والمثل الصالح. وهذه الثورة كان عنوانها بشير الجميل. نحن ابناء الثورة واحفادها، نحن إخوتها وأخواتها، ولدنا من رحم أحزان الوطن والشعب، ولن نهدأ حتى يزهر من تحت الرماد لبنان الجديد. لو قدر فقط لثوارنا الشهداء المدونة اسماؤهم في هذا الاحتفال، العودة للحياة من جديد والانضمام للحراك، لأقفلوا وحدهم كل الطرقات، واحتلوا كل الساحات، وفاقوا كل الأعداد. لا نقبل بأن يزايد أحد علينا لا بالوطنية ولا بالنزاهة ولا بالاستقامة ولا بالثورة. منذ العام 1975 ونحن ثورة على لبنان المزرعة، ولبنان الفساد، ولبنان الارتهان، ولبنان السلاح غير الشرعي. لقد دفعنا من عرقنا ودمائنا ومستقبلنا وحريتنا ثمن تمردنا على الظلم، ولم تقدم لنا الثورة لا على طبق من فضة، ولا بملعقة من ذهب. نحن حجر الزاوية والحاضنة التاريخية الطبيعية لكل ثورة وحراك لبناني ينتفض ويناضل ويكافح لتحقيق المثل والشعارات والقيم التي قامت عليها ثورتنا قبل عقود وعقود وكنا السباقين في حمل لوائها وإضاءة مشعله".

أضاف: "نحن الثورة اللبنانية الأولى على الظاهرة الشعبوية عندما كان الكثيرون يطبلون ويزمرون لها قبل أن يثوروا عليها بعد 30 عاما في 17 تشرين، نحن الثورة السيادية الأولى على الاحتلال السوري عندما كان الكثيرون يتجنبونه أو يتزلفون له او يتعاونون معه. ونحن الثورة الدستورية الكبرى داخل مجلس النواب ومجلس الوزراء على الفساد الإداري وصفقات الكهرباء والاتصالات والعشوائية في التوظيفات. لا، ليس كل من عمل بالسياسة مثله مثل الآخرين، وفي هذا الإطار: لا ليس كلن يعني كلن، لأنه من حيث المبدأ لا تزر وازرة وزر أخرى، ومن حيث التطبيق وكما يقول القول الإنكليزي الشائع: بالتعميم تصبح أحمقا. ونحن لا نريد لبعض الحراك أن يبدو أحمقا وأن يضعف المعركة مع أرانب السياسة بمناوراتها وبهلوانياتها. الفاسدون في لبنان معروفون، والنزيهون في لبنان معروفون أيضا، فلا تضيعوا البوصلة بالتعميم حتى لا تضلوا نقطة الوصول وتصبحوا خط دفاع عن الفاسدين والمرتشين والمجرمين الحقيقيين، ولو عن غير قصد. إذا كان المقصود بشعار كلن يعني كلن كل الفاسدين وكل المرتشين وكل المرتكبين أينما كانوا فنحن معه، أما إذا كان المقصود به كل الناس وكل السياسيين وكل الشخصيات وكل الحزبيين وكل شيء، فيكون شعارا عدميا عبثيا ظالما، غير دقيق ومزغولا، يمزج السم بالدسم ويخلط القمح بالزؤان. ان اسلوب التعميم الاعمى يجهل المرتكب الحقيقي ويخفي هويته".

وختم جعجع: "طالما القوات اللبنانية هنا، البوصلة لن تخطئ، وسيكون الصالحون في صميم مستقبل لبنان، وسيذهب الطالحون إلى بئس المصير وغياهب النسيان. نحن حزب يضم عشرات آلاف الثوار والمناضلين والشهداء والأبطال الذين ضحوا بكل شيء في سبيل قضية مقدسة، ولا نرضى بأن يتم تشويه تضحياتهم وتقزيمها لغاية في نفس بعض المعقدين العدميين العبثيين السطحيين الفارغين. فتحية الى شهدائنا وابطالنا ومناضلينا، وتحية إلى كل الثوار الحقيقيين".

وحول المطالبة بالدولة المدنية، قال جعجع: "كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدولة المدنية، بالوقت الذي نعيش أصلا في دولة مدنية، ما عدا الأحوال الشخصية وتوزيع مراكز الدولة على المجموعات اللبنانية تبعا لما ورد في اتفاق الطائف، في ما يتعلق بالأحوال الشخصية، فلقد طرح الموضوع مرات ومرات، وتبين أن أكثرية من الشعب اللبناني، من خلال تمثيلها النيابي، تفضل أن تبقى أحوالها الشخصية مرتبطة بمعتقداتها الدينية، لقد وجدنا صعوبة هائلة لمجرد تمرير قانون في مجلس النواب لتجريم العنف ضد المرأة، فكيف بالحري ستكون ردة الفعل إذا طرح تحويل الأحوال الشخصية كلها إلى مدنية، وعن أي دولة مدنية يتحدثون؟ وفي مطلق الأحوال، نحن منفتحون على أي نقاش وحوار يلبي تطلعات الرأي العام اللبناني، أما في ما يتعلق بتوزيع مراكز الدولة على المجموعات اللبنانية، فلا علاقة له بمدنية الدولة أو عدمها، بل له علاقة بتركيبة لبنان التعددية، في سويسرا مثلا، الدولة مدنية كليا، وعلى الرغم من ذلك، هناك توزيع للسلطات على المجموعات السويسرية وفقا لترتيب معين، هو جغرافي في الحالة السويسرية".

واستطرد: "في هذه المناسبة، أريد أن أقول للبعض الذي يطرح حينا عقدا اجتماعيا جديدا وأحيانا مؤتمرا تأسيسيا، أننا جاهزون وجاهزون دائما، ولكن ليس كما تشتهيه رغباتهم، إذا أرادوا مؤتمرا تأسيسيا جديدا فأهلا وسهلا، ولكن فليعلموا أن محوره الأساسي سيكون اللامركزية الموسعة، أما قول البعض الآخر أننا يجب أن نكمل بتطبيق اتفاق الطائف، فجوابنا أننا يجب ان نبدأ بتطبيق الطائف قبل الوصول الى إكماله، وهاكم ما جاء في البند الأول من خارطة الطريق التي وضعها اتفاق الطائف:الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وتسليم أسلحتها الى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر، تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية، من يريد تطبيق اتفاق الطائف نحن مستعدون، ولكن تبعا لمندرجات الطائف لا تبعا لاجتهاداته هو".

أما بالنسبة لمسألة الحياد التي طرحها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقد أكد جعجع أن "بكركي بتحكي صح، لماذا؟ لأن بكركي تحكي في المبادىء الوطنية والإنسانية الكبرى، وتحكي في المسلمات والبديهيات السيادية والدستورية والميثاقية من دون أي مصالح أو غايات سياسية او انتخابية، ولأنها دائما كانت صوت الحق والحقيقة والوجدان الوطني، ولأنها صانعة الكيان وذاكرة التاريخ اللبناني، منذ البطريرك الأول مار يوحنا مارون، مرورا بالبطريرك الياس الحويك والبطريرك عريضة، وصولا إلى البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، وعند كل مفترق خطر، بكركي بتحكي صح. واليوم كما في كل المرات، تهب البطريركية المارونية، هذه المرة مع أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، تهب لتحكي كلمة الحق، بعد أن طوق الشعب اللبناني بالأزمات من كل الجهات، وبالمناسبة، ندين ونستنكر أشد الاستنكار التطاول على مقام سيد بكركي واتهامه باتهامات ظالمة وجائرة مردودة سلفا لأصحابها، إتهامات لا تنطبق أصلا إلا عليهم، فليعبروا عن مواقفهم من كل القضايا كما يشاؤون، غير أن إطلاق الاتهامات بالعمالة والتواطىء بحق رموزنا ومرجعياتنا لمجرد تعبيرها عن موقف وطني يجسد إرادة غالبية كبرى من اللبنانيين، فهذا لا يمت إلى حرية الرأي بصلة، إنما هو تزوير وتحريف وتحوير للتاريخ بحد ذاته، أما طريق الإنقاذ كما حددها غبطته بشكل واضح، فتقوم على فك أسر الدولة اللبنانية من جهة، وإعلان حياد لبنان من جهة ثانية".

ورأى أن الدولة اللبنانية هي اليوم أسيرة التحالف القائم بين منظومة السلاح من جهة، ومنظومة الفساد من جهة ثانية، هذا التحالف الجهنمي استنزف مقدرات الدولة المالية والاقتصادية والبشرية، واستباح سيادتها وشرع حدودها، إن فك أسر الدولة اللبنانية يبدأ بكف يد هذه الزمرة عن سلطة القرار في لبنان، حتى تستعاد تبعا لذلك الثقة العربية والدولية فيه وتستعيد الدورة الاقتصادية انتعاشها، أما حياد لبنان فهو أحد المبادىء التأسيسية للدولة كما نص على ذلك الميثاق الوطني، إن حياد لبنان المطلوب ليس حيادا بين الحق والباطل كما حاول البعض توصيفه، ولا يعني حيادا تجاه القضايا العربية المحقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ولا حيادا تجاه القضايا الإنسانية الكبرى ولا حيادا تجاه أي خطر يتهدد لبنان وأمنه وسلامته، إنما هو حياد تجاه سياسة المحاور، وحياد لناحية تدخل بعض الأطراف الداخلية عسكريا وأمنيا في حروب المنطقة وصراعاتها وصراعات شعوبها الداخلية، وهو ما أدى ويؤدي اليوم إلى هذا الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي القاتم والمرير".

وتوجه للبطريرك الراعي بالقول: "غبطة أبينا الكاردينال الراعي، ليأخذ الله بيدكم كما أخذ بيد أسلافكم حتى تتقدموا مسيرة تحرير الدولة وفك أسرها من المغتصبين وتجار الهيكل في لبنان، وإعادة إرساء أسس الكيان اللبناني على قاعدة الحياد، للوصول به إلى بر السيادة والدولة الفعلية".

وبالنسبة لحكم المحكمة الدولية، قال جعجع: "بصرف النظر عن الآراء المتعددة تجاه الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أخيرا، غير أن الكل مجمعون بالحد الأدنى أن هناك شخصا أدين بجريمة كبرى بهذا الحجم، إسمه سليم عياش، إن من أبسط واجبات السلطة اللبنانية في هذه الحالة هو إلقاء القبض على هذا الشخص وتسليمه الى المحكمة الدولية. في هذه المناسبة، تحية الى روح الشهيد رفيق الحريري تحية الى أرواح شهداء ثورة الأرز واحدا واحدا، وليتذكر الجميع أن "يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم"، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح".

وتوجه للشهداء بالقول: "رفاقي الشهداء، لقد أصر صيف الـ2020 على ألا يمر من دون أن يضيف إلى لائحتكم الطويلة، لائحة اخرى. كنا نخشى أن يموت البعض من اللبنانيين جوعا أو يقضي قهرا أو يرحل نتيجة فقدان دواء وتعذر استشفاء، فإذ بجائحة الإهمال وبوباء الاستهتار ومرض الفساد المزمن يقتل الأحبة بالمئات، ويجرح أو يعيق الآلاف ويدمر البيوت بعشرات الآلاف ويشرد الأهلين بمئات الآلاف، من أجل راحة أنفسكم يا شهداءنا، شهداء المقاومة اللبنانية، سنصلي دائما، وصلينا ونصلي اليوم لراحة أنفس شهداء التمسك بالأرض والأمل والوطن، وفي الوقت عينه ضحايا أداء سلطة لا تهز أهلها ثورة ولا انهيار ولا انفجار هز العالم وضميره، ولم يهز كرسيا من كراسيهم، ولم يستحق منهم رفة جفن أو اعترافا بتقصير، لقد سقطتم يا ضحايا الانفجار الغادر، في ارض سبق أن روتها دماء الشهداء دفاعا عن أحواضها في وجه أكثر من متطاول ومحتل، فإذ بكم تسقطون بسبب تآمر مخز واستهتار متخاذل وفساد مزمن. لن نقول لكم ناموا قريري العين، لأن أعينكم وأعيننا لن تغمض قبل معرفة الحقيقة وإحقاق الحق".

وختم جعجع: "لا يعتقدن أحد وكأنه قد حكم علينا بالعيش في هذه الجهنم الى أبد الآبدين. فعلى الرغم من فداحة أوضاعنا الحالية، وعلى الرغم من ضحايا انفجار بيروت بشرا وحجرا، وعلى الرغم من اوضاعنا الاقتصادية المالية المزرية والتي تزيد تدهورا يوما بعد يوم، وعلى الرغم من فجور حكامنا وقلة ضميرهم وحيائهم، فإننا مصممون وأكثر من أي وقت مضى، على بذل كل الجهود والتضحيات، وعلى بذل الذات إذا اقتضى الأمر، في سبيل الخروج من هذه الجهنم الى ربوع لبناننا العزيز الأخضر كما عرفناها عبر التاريخ. فلا تأخذن منا الأزمة مأخذا، ولا ندع حفنة من المسؤولين المجرمين الكفرة المتلاعبين بحياتنا ومقدراتنا، أن يتلاعبوا بإيماننا وتصميمنا على الخلاص منهم ورميهم في مزابل التاريخ. من كان له تاريخ كتاريخنا، ومن يستند الى آلاف مؤلفة من الشهداء، لا يصعب عليه التغلب على صعاليك أمسكوا بزمام أموره في غفلة من الزمن، لبنان وطننا، وفيه باقون، أحرارا باقون، أسيادا باقون، مقاومين ثوارا أبطالا باقون. هذا قدرنا هذا خيارنا، هذه عقيدتنا من جيل الى جيل وعليها باقون، باقون، باقون. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. المجد والخلود لشهداء بيروت ومار مخايل والجميزة والأشرفية والرميل والصيفي والمدور والكرنتينا، العزة والكرامة لشعبنا الأبي في انتفاضته المجيدة".

عنداري

وقد احتفل المطران عنداري بالقداس يعاونه لفيف من الكهنة وقد جاء في عظته: "قال الرب لموسى:"إخلع نعليك من رجليك فإن المكان الذي أنت فيه أرض مقدسة" (سفر الخروج 3: 5) أن ينتدبنا للمرة الثانية صاحب الرعاية، غبطة أبينا السيد البطريرك مار يشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ويكلفنا تمثيله في قداس شهداء "القوات اللبنانية"، فهذا فضل منه وشرف لنا. وهل أدعى إلى الخشوع من هذه الذكرى الأليمة، ذكرى دم أريق تعود اللبنانيون الشرفاء أن يبذلوه رخيصا في سبيل الوطن وعزته وحريته واستقلاله؟".

ولفت إلى أننا "نلتقي في هذه الأيام التاريخية المصيرية لنقدم الذبيحة الإلهية السنوية في أعقاب زلزال بيروت، وكأن العاصمة والوطن في رؤيا نهيوية، تتراءى أمام عيوننا النعوش البيضاء في موكب طويل لا ينتهي. في ذمة من كل هؤلاء الضحايا والشهداء؟ في عنق من كل هؤلاء الأبرياء؟ وإلى متى يستمر النزف من قلب لبنان؟".

وقال: "إذا مر بلبنان غريب أو عاد إليه مهاجر، ورأى ما حل بالأرض والإنسان وتنشق التلوث والفساد في كل مكان، ورأى الدماء وتكاثر الفواجع والمناحة في البيوت والساحات، وقوافل التشريد والتهجير وخسارة البيوت والأموال والأعمال والأرزاق وفقدان الراحة والأمان، فهل يدرك أن ما كتب على لبنان هو أن يسير على طريق المجد عبر الصليب، ويدفع غاليا معمودية الأرض والدم؟".

وتابع: "عار عليكم، أيها المتفننون بالإجرام والخالون من كل ضمير ووجدان، فإن تفلتم والمتواطئين معكم من عدالة الأرض لن تفلتوا من يوم الحساب وعدالة السماء، فأنتم وإن طال الزمان فإلى لعنة الأجيال ومزبلة التاريخ صائرون. كفانا إجراما وكفانا ضحايا وشهداء، إن صوت الرب المدوي يقول لكم: "ماذا صنعتم؟ إن صوت دماء إخوتكم صارخ إلي من الأرض"، إن لبنان، مهما جار الزمان عليه، هو أرض مقدسة وأرض القديسين وليس موئلا للإرهاب والمجرمين، إننا في هذا الوطن الجريح نشرك آلامنا بآلام السيد المسيح الفادي، ونعتبر الشهداء والضحايا حملوا في أجسادهم آلام موت يسوع لتظهر حياته فيهم وفق تعبير بولس الرسول. أجل، إن شهداء المقاومة اللبنانية وشهداء وضحايا بيروت وكل لبنان الذين روت دماؤهم هذه الأرض يصح فيهم ما قاله يوما أحد الشعراء: إخلع نعالك قبل دوس ترابه فتراب لبنان رفات رجاله".

وشدد على أننا: "نحن أبناء أرض جبلنا منها، هي أمنا وإليها نعود. أوجدنا الرب فيها لنحافظ عليها بالدم وعرق الجبين، إن البركة الإلهية وميراث الأرض والتجذر فيها منذ الخلق في سفر التكوين هي عطية إلهية ثمينة، وهي مساحة للعيش الحر والكريم وتأدية الشهادة الصادقة للمسيح والتفاعل الإنساني السليم، بحسب تعبير المجمع البطريركي الماروني، مثل الزارع في الإنجيل هو من الأمثال التي كثر التأمل بها لأن الرب شرحها بنفسه. أما الزرع الذي وقع في الأرض الجيدة فهم الذين يسمعون كلمة الله بقلب جيد صالح فيحفظونها ويثبتون فيثمرون، إن حبة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى واحدة، وإن ماتت أتت بثمر كثير، الأرض الجيدة هي عنوان لمجتمع أفضل، شهداء يبذلون حياتهم في سبيل وطنهم وأحبائهم، أفراد يخافون الله، عائلات تحيا إيمانها بصدق، بلدات تسعى إلى نبذ الخلافات، مدائن تفكر بمحتاجيها، وطن يؤمن الأمان والكرامة لمواطنيه، مؤمنات ومؤمنون يقرنون القول بالفعل حتى الشهادة، ماذا ينقصنا لنكون أرضا طيبة؟".

وقال: "إن أرض لبنان في تقليدنا ليست ملكا نتصرف به على هوانا، بل هي إرث من الآباء والأجداد نحافظ عليه ونتجذر فيه، ولا نعيث فيه فسادا وإجراما، إرث نسقيه من دمائنا وعرقنا دفاعا عنه واعتناء به، إرث أشبه بوديعة ثمينة أو ذخيرة مقدسة، إن التعامل مع هذا الإرث الثمين يصلنا بالخالق كما يصلنا بالأجيال السابقة التي تركت فيه بصمات لا تمحى من تعبها ودمها، فالعلاقة التي تربطنا بأرضنا علاقة روحية تؤكد هويتنا الخاصة وتاريخ نضالنا وذاكرتنا الحية، وإذا ما تعرضنا في أرضنا من ضيق ومظالم، فهذا لا يبرر ترك الوطن لغيرنا، لا للتوطين ولا للنازحين، قد تضطرنا هذه الضغوطات في ظروف معينة إلى البحث عن عيش كريم في هجرة قسرية إلى حين، هربا من الجوع وبحثا عن الأمان، لكن لا بد من توطيد العلاقة الروحية بأرض الأجداد، والعودة إليها، لا بل بالحج إليها، والإرتباط بالمقيمين فيها ليحافظوا عليها أرضا للحرية والإيمان والإنسان".

ولفت إلى أنه "لما كان اسم فلسطين أرض كنعان، وسوريا بلاد أرام، والعراق بلاد ما بين النهرين، وإيران بلاد فارس، وفرنسا بلاد الغال، واسكاندينافيا أرض الفايكينغ، وأميركا بلاد العالم المجهول، كان لبنان وبقي اسمه لبنان. نحن في طبيعتنا وأساس كياننا نقدس الأرض ونتقدس بها بالعمل فيها، هي أرض ذكرها الكتاب المقدس إثنين وسبعين مرة، ولما نظر موسى إلى شمال أرض الميعاد، نحو جبل لبنان الطيب أجابه الله: "أغمض عينيك، هذا الجبل هو وقف لي، لن تطأه قدماك لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدك"، أرض وطأها السيد المسيح، هي أرض شربل ونعمة الله ورفقا وأبونا يعقوب والمكرمان الدويهي والحويك، هي أرض زرعناها بالصلاة والعمل والشهادة، نقتلع منها الزؤان والشوك الذي زرعه إبليس في حقلنا، لا مكان فيها لتجار الهيكل والإنتهازيين وباعة الضمير والكرامات والمباديء الإنسانية والمسيحية، أرضنا بيتنا ألبسه الله لوحا من غاب الأرز الأخضر الشاهق الخالد والسنديان الصامد والكروم والعناقيد في مواجهة التصحر وجرائم البيئة المقيتة، فكن مسبحا أيها الرب على عطيتك المقدسة، على إنجيل الخليقة".

وشدد على أننا "إجتمعنا لرفع الصلاة لراحة أنفس الشهداء، ومن بينهم من لم تجف دماؤهم. لكننا نعرف بإيماننا أنهم شهداء أصبحوا لدى الله شفعاء بنا تستصرخه دماؤهم الذكية وطالبة منه العزاء لنا للتغلب على المحنة - الكارثة. فهم ما راحوا، وهم ونحن باقون. وإذا ما رفعنا الصلاة من أجلهم فإننا نرفعها بالوقت عينه لأجلنا نحن الشهداء الأحياء ليهدينا الله السبيل للخروج مما نحن فيه وإن طال الزمان، آباؤنا عانوا من أهوال المجاعة والظلم العثماني ووباء الطاعون، وها نحن في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، سائرون على خطاهم، نعاني أهوال الإنهيار الإقتصادي والمالي، وظلم المافيات الفاسدين وما يستتبعه من جوع المواطنين إلى جانب جائحة الكورونا. ففي قلب مآسي هذه السنة الكبيس، ينطبق علينا في هذه البقعة من الشرق قول السيد المسيح للرسل: "ستكونون لي شهودا"، أجل لقد شهدنا ونشهد للمسيح، نشهد بدمائنا التي نسترخصها في سبيل هذه الشهادة منذ فجر المسيحية وحتى يومنا هذا، ولكننا وإن اشتد علينا الضيق من كل جانب فلا ننسحق، نحار في أمرنا ولا نيآس نتحمل صراعات المحاور في حروب الكبار ولكن لا نسقط، ولا يتخلى الله عنا، علمنا السيد المسيح أن كلفة النضال في المحبة باهظة الثمن، حتى بذل الذات، وأن الألم والصليب خير لنا من ثقافة المتعة والرخاء المؤدية إلى الهلاك. إننا أبناء مجد القيامة".

واعتبر أن "خشبة الخلاص عندنا هي ما طرحه مؤخرا صاحب الغبطة والنيافة عن الحياد الإيجابي والناشط الذي يجب على كل اللبنانيين الحقيقيين أن يدعموه ويساندوه دون تحفظ، إذا كنا نريد حقا بسط السيادة وإعادة الأمن والإستقرار والسلام في بلادنا، فلنفحص الضمير ولنسدد المسيرة من أجل الولاء الوحيد للبنان، لكي نبني الأجيال والوطن، وتخضوضر الأرض ويأنس الناس. فهل من يسمع ويعتبر؟ فيا سلطانة الشهداء إرحمي الشهداء والضحايا، ويا شفاء المرضى إشف المصابين، ويا سيدة لبنان إحفظي لبنان-آمين!".

وقد خدمت القداس جوقة جامعة "سيدة اللويزة" بقيادة الأب خليل رحمة، فيما قدمت ثلة من كشافة الحرية تحية تعظيم وإجلال للشهداء، وتم تقديم القرابين في القداس على راحة أنفس شهداء "المقاومة اللبنانية" بالإضافة إلى شهداء انفجار 4 آب في بيروت، على أنغام أغنية "يا بيروت".

ونظمت القداس لجنة الأنشطة المركزية في حزب "القوات اللبنانية" وشركة "ICE". كما أطلقت "القوات اللبنانية" على ما جرت العادة أغنية في القداس من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان ميشال فاضل، وقام المخرج مارون أبي راشد بإعداد فيلم مصور لها. وتلا الرسالة النائب شوقي الدكاش فيما تلا النوايا كل من: دافيد ملاحي شقيق الشهيد رالف ملاحي، السيدة ماري رين بو صعب إبنة عم الشهيد جو صعب، رئيس منسق منطقة طرابس جاد دميان، مصلحة الطلاب طوني مراد، نائبة رئيس مصلحة المهن المجازة ميراي ماهر، والرفيق فرانسوا أبي راشد.

 

هنية من عين الحلوة: مخيماتنا قلاع المقاومة

وطنية - الأحد 06 أيلول 2020

زار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، قبل ظهر اليوم، مخيم عين الحلوة، حيث كانت في استقباله عند المدخل الغربي قيادة الفصائل الفلسطينية وحشد شعبي.وبعد جولة في أحياء المخيم وزيارة عدد من الأهالي، نوه هنية في كلمة من مسجد خالد بن الوليد، ب"صمود أبناء المخيمات الفلسطينية في الشتات، وصبرهم على معاناتهم الصعبة والمريرة من أجل العودة إلى الديار التي هجروا منها في فلسطين". وشدد على أن "مخيمات الشتات هي رمز القضية ومقاومة الشعب، على الرغم مما تعانيه من إجراءات وفقر وألم وجوع، ولكنها غنية بالعزة والكرامة، وستبقى قلاع المقاومة، فمنها صنعت الأحداث الكبرى وخرج منها الأبطال، وفيها ظلت القضية حية". ولفت إلى أن "اللاجئين ضيوف في لبنان حتى تحقيق العودة، فلا توطين ولا تهجير ولا للوطن البديل، ونحن أتينا من فلسطين إلى المخيم لنقول إن فلسطين لنا والأرض لنا. لن ننسى ولن نغفر الظلم التاريخي". ونوه ب"مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وفي الأراضي المحتلة العام 1948 وفي الشتات، وبالمرابطين في الأقصى بصدورهم ليؤكدوا أن لا وجود لهذا الاحتلال فوق أرضنا، فوق قدسنا، في أقصانا". واعتبر أن "التطبيع لا يمثل شعوب الأمة وضميرها ولا تاريخها وميراثها".

 

وزير المالية ينفي التسريبات حول قيامه بتعديلات جوهرية في عقد التدقيق الجنائي

وطنية - الأحد 06 أيلول 2020

نفى المكتب الإعلامي لوزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور غازي وزني في بيان، التسريبات "التي تولتها جهات رسمية حول قيامه بتعديلات جوهرية وأساسية في عقد التدقيق الجنائي"، وأكد ما يلي:

1- "إن هيئة التشريع والاستشارات هي هيئة تتولى إبداء الرأي في عقود الدولة ورأيها غير ملزم.

2- وزير المالية أخذ بغالبية ملاحظات هيئة التشريع والاستشارات باستثناء الملاحظة المتعلقة بمجموعة إيغمونت للاسباب الاتية: فوضت الحكومة وزير المالية توقيع عقد التدقيق الجنائي مع شركة Alvarez ولم تطلب منه التفاوض مع طرف ثالث اي مجموعة Egmont .

لم يأخذ المطالبون بزج مجموعة إيغمونت في العقد برأيها أو موافقتها اذا ما كانت تود المشاركة في العقد . العقد مع Alvarez هو تدقيق جنائي لمصرف لبنان بينما مجموعة Egmont هي منتدى أو منظمة عالمية مثل مجموعة العمل المالي وصندوق النقد الدولي مؤلفة من 165 وحدة استخباراتية مالية هدفها تبادل المعلومات المالية والتدريب وعمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب ولبنان عضو فيها عبر هيئة التحقيق الخاصة. هذه المجموعة ليس لها علاقة بالتدقيق الجنائي وغير معنية بالعقد. والفضيحة الكبرى هي من أصر على زج اسم مجموعة Egmont في العقد وما هي أهدافه وأسبابه. 3- العقد هو تقرير أولي للتدقيق الجنائي وهذا ما تم التوافق عليه بين اللجنة الوزارية المكلفة بالتفاوض وشركة Alvarez .

4- وزير المالية لن يطلب من شركة Alvarez المباشرة في عملها ولن يشكل اللجنة الثلاثية التي نص عليها العقد لمتابعة التدقيق المالي وسيترك هذه المهمة للحكومة الجديدة .

5- رئاسة الجمهورية كان لديها أربع نقاط وقد تم الاخذ بها كلها".

 

لقاء موسع لعشائر لبنان في خلدة بمشاركة وفد من عشائر بعلبك الهرمل ممثل دريان: لمنع أي محاولة لحرف الخلاف إلى مزالق الطائفية والمذهبية البغيضة

وطنية - الأحد 06 أيلول 2020

زار وفد كبير من عشائر بعلبك- الهرمل، منطقة خلدة، معزيا بضحية الإشكال الأخير في المنطقة الفتى حسن غصن. ثم شارك الوفد في لقاء عشائري موسع، أقامته العشائر العربية في لبنان في دارة آل غصن في خلدة، وحضره الشيخ بلال الملا ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحشد كبير من شيوخ ووجهاء العشائر العربية في لبنان.

الملا

قدم اللقاء الشيخ طلال الضاهر، وكانت البداية تلاوة من القرآن الكريم للشيخ أحمد المزوق. ثم ألقى الشيخ الملا كلمة قال فيها: "لقد أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في خطابه الموحد، الحرص على التهدئة وضبط النفس والاحتكام إلى الدولة العادلة، وترسيخ الثقة بالجيش الوطني وبقوى الأمن الداخلي والأجهزة الامنية والقضائية، والتشديد على حصر الخلاف في إطاره الضيق، ومنع تسلل الاعتبارات المذهبية البغيضة إليه، إيمانا منه بأن الدولة العادلة هي ضمانة الجميع، وأن الأجهزة الأمنية والقضائية هي صمام أمان العباد، وبها تستقيم أمور البلاد".

أضاف: "نحن هنا لنقف مع جميع الخيرين، ولنقول إن استشهاد غصن قضية وطنية بامتياز، وهي موضع اهتمام كبير لدى المفتي دريان، وللتأكيد أن حقه لن يضيع بإذن الله، ولنقف كذلك بكل ما أوتينا من قوة لمنع أي محاولة لحرف الخلاف إلى مزالق الطائفية والمذهبية البغيضة، ولتأكيد الوحدة الإسلامية والوطنية في خلدة وكل لبنان".

وأكد أن "خلدة وكل المناطق هي أمانة الله في أعناق الجميع، من سياسيين وعسكريين وحزبيين وعشائر، ولنا ملء الثقة بضمائرهم في السهر على حفظ دماء وأعراض وكرامات وأمن واستقرار اللبنانيين الذين يكفيهم ما فيهم، وهم عند حسن ظننا بهم في رعاية الأمانة التي أولاهم الله إياها لوأد الفتنة في مهدها".

وشكر الشيخ الملا باسم المفتي دريان، "كل سعاة الخير".

دندش

ثم ألقى طارق دندش كلمة عشائر بعلبك الهرمل وقال: "جئنا اليوم لنقول لكل من يعي ويسمع إننا معكم، دمكم دمنا وعرضكم عرضنا وفرحكم فرحنا ومصابكم مصابنا، لم نتخل عنكم وسنكون يدكم ولسانكم وسنقف الى جانب الحق حتى آخر نفس عندنا".

أضاف: "كونوا للظالم خصما والمظلوم عونا. ونقول لكل المتربصين أن لا فتنة في خلدة بعد اليوم، لان عشائرنا على مر الزمن هي درع الوطن في وجه الفتن لاننا لا نباع ولا نشترى، نقدم الغالي والرخيص لحفظ كرامتنا وقيمنا".

وختم: "في هذه المحنة كلنا يد خلدة حتى إحقاق الحق ودحض الباطل أنى كان مصدره، وسنسلك أيدينا الى كل الايادي المخلصة التي لا تزال تقف معنا حتى ينبلج فجر الحقيقة متسلحين بموقف واحد وحازم لا يسمح بالوقوع في أخطاء قد تضيع حقنا وتذهب بنا الى المجهول".

النمر

وتحدث رفعت النمر باسم العشائر العربية، محييا الجيش والقوة الأمنية قيادة وضباطا وأفرادا، وقال: "لقد قدمت العشائر الكثير من التضحيات في سبيل بقاء لبنان، ومما قدمته الشهداء على مر الزمن ضد كل الاحتلالات، لا سيما الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وإن مثلث خلدة خير شاهد على بطولاتهم، والعشائر العربية وعشائر بعلبك الهرمل هي الخزان البشري لمقاومة العدو الصهيوني" . أضاف: "إن وجود عشائر بعلبك الهرمل بين أهلهم عشائر العرب هنا في خلدة للوقوف على خاطرهم ومواساتهم، لهو خير دليل على الترابط التاريخي بين العشائر وتعاونهم على البر والتقوى، ووقوفهم مجتمعين مترابطين في وجه الباطل وإدانة الظالم". وطالب ب "عدم عودة الجاني الى المنطقة استفزازا لأهل الفقيد حتى لا تذهب الأمور الى ما لا تحمد عقباه حاليا بانتظار تحرك القضاء والاجهزة الامنية واحتكاما الى الأعراف العشائرية".

الضاهر

وقال الشيخ كرم الضاهر: "إننا أبناء العشائر العربية شركاء لإخواننا في الوطن، ونحن متمسكون بكل مقومات الوطنية الحقيقية ومبادئ المواطنة، فكل ما يمس شركاءنا في الوطن يمسنا، المصير واحد والمستقبل واحد، لذلك كنا على الدوام من المحافظين على مبادئ العيش المشترك ومارسناها قولا و فعلا، وتاريخنا يشهد بأن رجال العشائر كانوا دعاة للصلح والسلم. فما يهمنا هو المحافظة على السلم الأهلي وقطع دابر الفتنة ونبذ المفتنين".

عبيد

وأشار الشيخ بدر عبيد الى "أننا وإنطلاقا من إيماننا بالله أولا، وثقتنا بمشايخ عشائرنا وكبار قومنا ووعي شبابنا، علينا أن نشبك الأيدي عند كل مصاب يلم بنا، حيث لا سبيل لنا إلا وحدتنا، ولا ملاذ لنا إلا دولتنا بمؤسساتها وقضائها العادل المستقل وجيشها وأجهزتها الامنية".

أضاف: "ما يجمعنا وعشائر بعلبك الهرمل، والعشائر العربية في لبنان هو وحدة التاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد والانتماء والجذر العربي الواحد إلى وطننا الحبيب لبنان، وهذه الاعتبارات أكبر من أي تفرقة تتسبب بها الايادي المجرمة التي تحاول النيل من وحدتنا وأمننا وعيشنا الواحد".

وأكد أن "العشائر العربية في لبنان وعشائر بعلبك الهرمل تشكلان الضمانة لوأد أي فتنة". بدوره أكد الشيخ جاسم العسكر في كلمته "وحدة العشائر العربية في لبنان". واختتم اللقاء بغداء عن روح حسن غصن.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 06-07 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته/الياس بجاني/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

 

Your Lebanon Is Holy, Defend Its Sovereignty & Independence/Elias Bejjani/ٍSeptember 06/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77734/elias-bejjani/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 07/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90173/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-september-07-2020/

 

أقزام السياسة ولبنان الكبير

اتيان صقر _ابو أرز/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90160/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-_%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a3%d9%82%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

ما “البديل” الأميركي للخطة الفرنسية في لبنان؟

فارس خشان/النهار العربي/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90165/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%af%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

 

ماكرون ـ "حزب الله": الدين كغطاء للخبث السياسي

د. منى فياض/الحرة/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90163/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%80-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%83%d8%ba%d8%b7%d8%a7/