المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 06 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september06.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/مرة أخرى جعجع الذمي والمتذاكي يتاجر بدماء الشهداء

الياس بجاني/لا ثقة برئيس لاهي يعمل  اداة عند حزب الله وإيران ويعرقل التحقيق في جريمة المرفأ برفضه التحقيق الدولي

الياس بجاني/شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 5/9/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 أيلول 2020

لن نترك الموقع»... عمال إنقاذ يواصلون البحث عن ناجٍ تحت مبنى مدمر ببيروت

قلب صغير وأنين تحت ركام بيروت.. "إنه طفل كيف تنامون؟"

عصا شنكر تهتز بوجه داعمي سلاح حزب الله.. عقوبات خلال أيام على شخصيات مهمة!

ماذا حل بأطنان الأمونيوم في بيروت.. الجيش يكشف

البنك الدولي يلغي قرض بناء سد بسري

 عقوبات أميركية على شخصيات لبنانية الأسبوع المقبل!

بين جمهورية الانفجار وجمهورية السكاي بار/د.وليد فارس

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الجيش: توقيف خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان

الأحرار: لرص الصفوف ومواجهة طغيان المنظومة الحاكمة

النهار: انطلاق مفاوضات التأليف : الالتزامات تحت الرقابة الفرنسية

الدعوات إلى تغيير النظام خطر على هوية الكيان

تراجع في قوة ومكانة نصرالله... خلافات داخل "الحزب"

لماذا تجاهل ماكرون القرارات الدولية وهل قصد عدم استفزاز أحد؟

هرطقة جناحي حزب الله الإرهابي

شهر على انفجار باخرة الموت: كلهم كانوا يعرفون

حفل موسيقي في مجلس الشيوخ الفرنسي من أجل لبنان

الجيش: تفجير نيترات الامونيوم التي وجدت في المرفأ

ما هو جديد التحقيقات وصور الأقمار الصناعية في ملف انفجار مرفأ بيروت؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

أردوغان يهدد اليونان: تجارب مؤلمة في الميدان أو الحوار

إيران.. نقل البطل الرياضي من سجنه إلى مكان مجهول

السلاح للدولة فقط.. الكاظمي ماض إلى عراق جاذب للاستثمار

خلاف على منازل أهالي عفرين.. اقتتال جديد بين فصائل تركيا

عمل بتعليمات الأسد وكتب عن الفساد.. فاعتقل!

السيسي يؤكد ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان على المحك بين جشع إيران وغباء حزب الله/ ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

لبنان بين معسكرين ومشروعين وزيارتين/عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشيونال

حكومة وزراء ليسوا من صنع الأحزاب ولا معادين لها/نقولا ناصيف/الأخبار

إسرائيل على تأهبها في الجولان..نصرالله يريد جثة إسرائيلية/المدن/يديعوت أحرونوت

حزب الله لا تعنيه "المثالثة": السيطرة الكاملة على الدولة/منير الربيع/المدن

بيان البنك الدولي يكذّب باسيل: هكذا سقط سدّ بسري/عبادة اللدن/أساس ميديا

عصا العقوبات و«حكومة المهمة»/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ضباط وقضاة وسيكار/بشارة شربل/نداء الوطن

أديب متمسّك بالتشكيلة المصغّرة... و"الفيتو" العوني يتربّص بالأسماء/"نبض" التأليف يخفت... "عادت حليمة/نداء الوطن

عندما تصير شركة خليوي... أقوى من الدولة/كلير شكر/نداء الوطن

أدماها الإنفجار والبلدية مايسـترو الإغاثة/برج حمّود الضاحية الأبيّة/زيزي إسطفان/نداء الوطن

أديب بعد دياب مهمة قاتلة في بيروت/نجم الهاشم/نداء الوطن

ماذا يريد الأميركيون من لبنان؟/حسين عبد الحسين/النهار العربي والدولي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الجمهورية: ولادة الحكومة مرهونة بالحصص.. ومحاولات لإشراك الرافضين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي01/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي : مِنْ بُولُسَ وسِلْوانُسَ وطِيمُوتَاوُسَ إِلى كنِيسَةِ التَّسَالُونِيكيِّينَ الَّتِي في اللهِ الآبِ والرَّبِّ يَسُوعَ المَسيح: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلام! نَشْكُرُ اللهَ دائِمًا مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، ونَذْكُرُكُم في صَلَواتِنَا بِغَيْرِ ٱنْقِطاع. ونتَذَكَّرُ في حَضْرةِ إِلهِنَا وأَبِينَا عَمَلَ إِيْمَانِكُم، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُم، وثَبَاتَ رَجَائِكُم، كَمَا في رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. ونَعْلَم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين، وأَنتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا بَيْنَكُم مِن أَجْلِكُم. فَقَدْ صِرْتُم تَقْتَدُونَ بِنَا وبِالرَّبّ، إِذ قَبِلْتُمُ الكَلِمَة، في وَسَطِ ضِيقَاتٍ كَثِيرة، بِفَرَحِ الرُّوحِ القُدُس، حَتَّى صِرْتُم مِثَالاً لِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَة؛ لأَنَّهَا مِنْكُم ذَاعَتْ كَلِمَةُ الرَّبّ، لا في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَةَ وحَسْب، بَلْ في كُلِّ مَكَانٍ ٱنتَشَر إِيْمَانُكُم بِالله، حتَّى لَمْ يَعُدْ بِنَا حَاجَةٌ إِلى أَنْ نَقُولَ في ذلِكَ شَيْئًا. فَهُم أَنْفُسُهُم يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ دُخُولُنَا إِلَيْكُم، وكَيْفَ رَجَعْتُم عَنِ الأَوْثَانِ إِلى الله، لِكَي تَعْبُدُوا اللهَ الحَيَّ الحَقّ، وتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاواتِ ٱبْنَهُ، الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، يَسُوع، مُنَجِّينَا مِنَ الغَضَبِ الآتي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته

الياس بجاني/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

يعلمنا التاريخ المعاصر والغابر أن ما من أمة من الأمم العظيمة قد تمكن منافسوها من هزيمتها عسكرياً، جميع تلك الأمم انهارت أولاً من الداخل، تزعزعت أسسها وتفككت مقوماتها قبل أن تُطلق عليها رصاصة الرحمة من قِبل أعدائها، ولنا في الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية أفضل مثال.

ويُعلمنا الطب أن الجسم العليل الفاقد لمناعته يكون باستمرار عرضة للأمراض على مختلف أنواعها فيما يقوى الجسم المتعافي على الصمود.

هذا الواقع التاريخي والطبي ينطبق على مواقف البعض من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار على حد سواء. يبرر المنبطح انهزاميته بكلام حق يراد به باطل مفاده “الشطارة تكمن في التعامل مع الأمر الواقع، والإيد يلي ما فيك عليها بوسها ودعي عليها بالكسر” “ومن الضرورة أن لا نغيب عن أي موقع حتى ولو كان تحت هيمنة المحتل”.

لقد غاب عن بال القلة هذه أن الشعب اللبناني ما رضخ في يوم من الأيام لمشيئة محتل أو غازي وصخور نهر الكلب تشهد على هذا الواقع المشرف. نذكر من أصيب بحالة فقدان الذاكرة الطوعية أن سكان مدينة صيدا سنة 350 ق.م وبعد أن قاوموا ببسالة الغازي الفارسي ارتحششتا احرقوا مدينتهم بمن فيها مفضلين الموت بكرامة على الاستسلام والإذلال.

وصور قاومت الاسكندر المقدوني سبعة شهور سنة 332، لم تستسلم ولم تركع مما حذا به بعد الاستيلاء عليها إلى صلب العديد من سكانها وبيع ألفين منهم كعبيد.

أما البطريرك الماروني جبرائيل حجولا فقد فضل الموت حرقاً سنة 1367 في مدينة طرابلس أمام الجامع العمري رافضاً أن يترك أبناء قومه يعذبون ويهانون من قبل المماليك.

ونفس المصير كان اختاره قبله البطريرك دانيال الحدشيتي في نفس المكان سنة 1282 ولأسباب مشابهة. في المبدأ يُعتبر الإنسان مهزوماً لو ربح العالم كله وكان من داخله متجابناً عن قول الحق والشهادة للحقيقية. فيما المؤمن بحقه وحامل راية الكرامة والقيم يبقى منتصراً مرفوع الرأس حتى ولو وضع في غياهب السجون، كبلت يديه بالأصفاد وقيدت قدميه بالسلاسل. نذكر من يخاف اتخاذ المواقف، فيتلون، فيداهن ويتجنب المجاهرة بالحقيقة بأنه يرتكب جرماً بأفعاله هذه.

عن هؤلاء قال الإمام علي: “إن الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.

الجبان هو أعمى بصيرة وضميره متخدر. وفي هذا السياق جاء في إنجيل القديس يوحنا 12-39: “أَعمى عيونهم وقسى قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم ويتوبوا فأشفيهم”.

أوحى البعض بأنهم من الميامين الذين لا يرتدون بوجه الشدائد بعد أن اشبعوا الناس بيانات، عنتريات وتنظيرات، فيما هم أثبتوا ميدانياً وعند أول “قطوع” تعرضوا له أنهم “بالهريبة كالغزلان” وأن خصورهم رخوة تميل مع ريح المصالح والمنفعة.

فيا أصحاب العضلات استفيقوا من ثباتكم، كفاكم كفراً وهرطقات، وتوبوا قبل فوات الأوان. اشهدوا للحق، جاهروا بالحقيقة، وسموا الأشياء بأسمائها ولا تنساقوا وراء الأبواب الواسعة وأطماعكم والكراسي، ولا تتركوا بريق العباءات وتفرعاتها يعمي عيونكم ويقسي قلوبكم.

أنه عار على قادتنا أن يتجابنوا عن الشهادة لقضية وطن الأرز المقدسة، ويغضوا الطرف عن واقع الاحتلال الذي ينخر عظامه متحججين بألف حجة وحجة وكلها هروب إلى الأمام وهرطقات تبرر استسلامهم وتعايشهم مع واقع الإحتلال.

في الخلاصة، على من ارتضوا العبودية، ويخافون الشهادة للحقيقة، ويشعرون بالهزيمة في نفوسهم، واستنفذوا كافة حجج التلون والركوع وشذوا عن الطريق القويم، على هؤلاء أن يتعظوا من قول السيد المسيح: “إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم (يوحنا 8-32)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مرة أخرى جعجع الذمي والمتذاكي يتاجر بدماء الشهداء

الياس بجاني/04 أيلول/2020

جعجع الذي داكش الكراسي بالسيادة وشارك في الصفقة الخطيئة وكفر بالقيم وفرط 14 آذار وانتخب عون وتلحف بشعار نفاق الواقعية وحول القوات إلى شركة تجارية وقفز فوق دماء الشهداء لا يحق له اقامة احتفال في ذكراهم

 

لا ثقة برئيس لاهي يعمل  اداة عند حزب الله وإيران ويعرقل التحقيق في جريمة المرفأ برفضه التحقيق الدولي

الياس بجاني/04 أيلول/2020

لم يعرف لبنان في تاريخه رئيس جمهورية ضعيف ومغرب وغريب عن الناس وجاحد وما عندو بقوي ويعيش في أقفاص أوهامه مثل ميشال عون اللاهي

 

في ظل حكم حزب الله تحول لبنان إلى وكر للإرهابيين من أمثال اسماعيل هنية

الياس بجاني/04 أيلول/2020

استقبال الإرهابي اسماعيل هنية في لبنان وفتح وسائل الإعلام لعنترياته الفارغة يؤكد أن لبنان محتل وحكامه دمى وسيد الأمونيوم هو الحاكم

 

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/04 أيلول/2020

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة. مطلوب تحقيق دولي لا تحقيق يديره سيد امونيوم اللاهي والملالوي مفجر المرفأ نفسه الذي يحتل لبنان ويغتال قادته ويفقر ويهجر شعبه ويضرب كل ما هو لبنان ولبناني

 

سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/03 أيلول/2020

يتأكد يوماً بعد يوم بأن حسن امونيوم وحزبه الأمونيومي هما وراء تفجير المرفأ لإخضاع المسيحيين تحديداً وتهجيرهم . فشرتوا يا أبالسة

 

اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/03 أيلول/2020

لا حلول دائمة في لبنان قبل اقفال ساحته بوجه تجار قضية فلسطين من عروبيين وعجم  واصوليين والإعتراف بإسرائيل كما فعلت مصر والأردن والإمارات علناً ومن تحت الطاولة كل الدول العربية ودفن كل مركبات وعقد العداء والكراهية وحروب التحرير النفاقية

 

لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

الياس بجاني/02 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90039/90039/

كثرة الأقاويل والتحاليل والأراء السياسية في قراءة الأهداف الحقيقة لزيارات الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان، وكذلك في الأسباب الخفية والمبطنة التي من أجلها فرنسا ورئيسها والمسؤولين الكبار فيها مهتمين لهذه الدرجة الكبيرة بحكام لبنان وبحزب الله الأمونيومي الذي يحتله ويعيث فيه اجراماً وفساداً وتدميراً وافقاراً واغتيالات.

ونحن نسأل لماذا يسعى الرئيس ماكرون بقوة وبحماس لافت لإعطاء حبل وطوق نجاة لحزب الله الإرهابي والمجرم “والأمونيومي” في وقت يواجه فيه هذا الحزب اللاهي أسوأ وضعيه له منذ تأسيسه سنة 1982، وكذلك لماذا تعويم الأدوات الطروادية والملجمية التي نصبها الحزب في سدة الحكم بدءً من الإسخريوتي والجاحد ميشال عون وبالنازل؟

بالطبع مشكور الرئيس الفرنسي على جهوده مهما كانت أجندته الحقيقة، ومنطقياً نحن لا نتوقع منه أن يكون لبنانياً أكثر من اللبنانيين أنفسهم… وفرنسا لا تلام إن سعت من خلال لبنان للمحافظة على مصالحها ككل الدول.

ولكن هل السياديين واللبناناويين تحديداً وفي مقدمهم غبطة البطريرك الراعي هم مضطرين ومجبرين على قبول مشروع ماكرون المقترح لبلدهم ولحكمه ولحاضره ولمستقبله ولنظامه إن لم يكن هدفه الأول والأخير هو تحرير بلدهم وأهلهم من احتلال حزب الله وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً القرار 15595؟

بالطبع لا، فلا الصديق ماكرون ولا غيره بمقدورهم فرض أي حل على لبنان إن كانت شرائحه السيادة ترفضه ولا ترى فيه حلاً هدفه إنهاء وضعية الاحتلال الإيرانية لبلدهم وإنهاء دور حزب الله الإرهابي  والمجرم، وفك أسر الطائفة الشيعية التي يخطفها حزب إيران ويأخذها رهينة ويفرض ليها تمثيله له بالقوة والثقافة الملالوية والإرهاب والتمذهب والفرسنة والخوف والمال والأوهام.

أما ما هو فعلاً لافت في زيارتي ماكرون وفي كل ما تخللهما من أحاديث وتصريحات ولقاءات ومقابلات هو غياب وتغييب ماكرون المتعمد للقرارات الدولية الخاصة بلبنان والتي في مقدمها القرار 1559، رغم أن فرنسا هي من أكبر المشاركين في قوات اليونيفل المكلفة تنفيذ القرار الدولي 1701… وحزب الله كما يعرف ماكرون جيداً لا يلتزم به ويخالف معظم بنوده ويعتدي على قوات اليونفيل ويهين عسكرها باستمرار.

ويبقى، أن كان سعي ماكرون فقط يتمحور حول الإصلاحات مهما كانت مهمة، واستبدال وزراء ومسؤولين مخصيين وأدوات ووجوه بربارا ، بمن هم من طينتهم الإبليسية وخامتهم الذمية، وفي ظل احتلال حزب الأمونيوم والاغتيالات والإجرام، فهو بالتأكيد سعي مصيره الفشل.

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي والأمونيومي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 5/9/2020

وطنية/السبت 05 أيلول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما الحراك الدولي في اتجاه المنطقة متشعب الأطراف، وضمنه زيارة وصفت بالمهمة لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على رأس وفد كبير، لدمشق غدا، وفي وقت تتحضر تركيا والجزء التركي من قبرص لمناورات عسكرية واسعة في المنطقة، وأمام أعين اليونان، ووسط ترقب فرنسي لما يجري، تتسارع الاتصالات والمشاورات على المستوى المحلي اللبناني على خطين:

الأول تحسبا لأي سلبيات أو تداعيات للمجريات الاقليمية. والثاني هو مسارالمشاورات التي تنصب الآن على حسم شكل الحكومة، بين أن تكون حكومة تكنوسياسية من غالبية وزراء اختصاصيين مع عدد محدود وغير مستفز من السياسيين، وبين أن تكون حكومة اختصاصيين يسمي وزراءها الأفرقاء السياسيون، على أن تشكل الحاضنة السياسية التي سمت الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة، الحاضنة السياسية الواسعة لها.

ولقد تقاطعت المعلومات على أن هذه المشاورات انطلقت على مختلف الخطوط السياسية، لإنضاج تأليف الحكومة، ضمن سقف زمني يفترض ألا يتجاوز الأيام التسعة المقبلة.

في هذا الوقت، تستمر فرق الإنقاذ منذ التاسعة صباحا، في أعمال رفع أنقاض البناء المهدم في الجميزة، حيث رصد نبض تحت ركامه. فيما أعلنت قيادة الجيش أنه تمت معالجة كمية نيترات الأمونيوم التي وجدت منذ أيام في المرفأ، والبالغة زنتها 4 أطنان و350 كلغ، وقد عملت وحدات فوج الهندسة على تفجيرها.

أمنيا، توقيف خلية إرهابية كانت بصدد تنفيذ عمليات أمنية، وأميرها استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كانت الرادارات السياسية لم تلتقط في الساعات الأخيرة حراكا علنيا ناشطا في فضاء استحقاق تشكيل الحكومة، فإن المشاورات والاتصالات في هذا الشأن جارية على قدم وساق بعيدا من الإعلام.

وبهذا المعنى، فإن التأليف يسير على نحو جدي وبعيدا من الصخب، رغم بعض التشويش السياسي من هنا والتمريك الإعلامي من هناك. وتأسيسا على تلك الجدية، يفترض أن تولد الحكومة خلال فترة الخمسة عشر يوما التي تعهدت بها القوى السياسية أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في شأن آخر، طوت كارثة انفجار مرفأ بيروت شهرها الأول. فصول هذه المأساة متواصلة وكفكفة جراحها أيضا. أما عمليات البحث فتتركز في هذه الآونة في المبنى المهدم في منطقة مار مخايل، على أمل العثور على ناجين تحت الأنقاض بناء على نبض تم استشعاره في الساعات الماضية.

ولأنه تم استشعار خطر كمية نيترات الأمونيوم التي وجدت قبل أيام في المرفأ، فقد عمل الجيش على معالجة هذه الكمية البالغة زنتها أكثر من أربعة أطنان.

الجيش نجح في مجال آخر، بالقبض على خلية "داعشية" إرهابية، قبل أن تنفذ أعمالا أمنية في الداخل اللبناني. اللافت في هذا الموضوع، أن سيارة أمير الخلية استخدمت من قبل منفذي الجريمة التي ارتكبت في كفتون الشهر الماضي وذهب ضحيتها ثلاثة مواطنين.

أما الجريمة التي كان العدو الاسرائيلي سيرتكبها عام 1997 في بلدة أنصارية، فتحل ذكراها السنوية اليوم. ثلاثة وعشرون عاما مرت على تاريخ محفور في ذاكرة اللبنانيين بحروف من نصر وبطولة، عندما جاء العدو كقوة كوماندوس إلى أنصارية وعاد أشلاء، بعد معركة بطولية خاضها مجاهدو "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل" الذين حولوا بساتين تلك البلدة الجنوبية إلى مقبرة للغزاة.

محاولات التصويب على عقد التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان لصالح شركة "الفاريز اند مارشل"، لناحية الادعاء أن وزير المال غازي وزني لم يلتزم بتوصيات هيئة التشريع والاستشارات، هو إدعاء مردود، لاسيما أن الهيئة لم تنتقد الاتفاق بكلمة واحدة ولا ناقشت مضمونه، وهي أعطت نصائح لمرحلة ما بعد توقيع الاتفاق، ولم تطلب تعديلات على مضمونه مطلقا، بل اكتفت برفع توصية غير ملزمة قانونيا، وطلبت أن تتمثل في اللجنة، وهو طلب غير ملزم أيضا وبشكل لا لبس فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تتكثف الاتصالات وتتعدد اللقاءات في مساعي الرئيس المكلف مصطفى أديب للتأليف، وهي مساع تسير بشكل طبيعي ومن دون عراقيل، ويجري البحث فيها عن طبيعة الحكومة وشكلها بين موسعة ومصغرة، بحسب المصادر المواكبة التي أكدت ل"المنار" أن النقاش لم يقارب بعد موضوع الحقائب والمداورة.

في العموم، اهتمامات اللبنانيين تبقى منتظرة أي جديد يخرجهم من محنة الهموم، ويبعدهم عن مرامي المغالين والمتشاطرين الذين لا يكادون يصعدون من حفرة حفروها لأنفسهم حتى يسقطوا في أخرى حفرها لهم حليفهم الأميركي. صورة إحباط هؤلاء من جلد مشغلهم لهم جاءت واضحة على متن الصحافة السعودية اليوم: لا انتخابات مبكرة، لا تشويش على المبادرة الفرنسية المنسقة مع واشنطن، ولاءات أخرى أبلغها ديفيد شنكر للمستقيلين من مسؤولياتهم الوطنية في ساعة عشاء حيث كثرت إدارة الاذن لمطالبهم، بحسب التسريبات.

وإلى حين تبلور المشهد الحكومي، لن يفارق التحدي الأمني المتابعات، في ظل ما أعلنه اليوم الجيش اللبناني حول توقيف خلية "داعشية" كان لأميرها علاقة بمنفذي جريمة كفتون، وهو ما كشفته بالأمس قناة "المنار" في معلومات حصرية أضاءت على إشارات لنشاط إرهابي يرمم خلاياه ويجمع قواه.

قوة اللبنانيين في يقظتهم وفي ايمانهم بقدرتهم على إنقاذ وطنهم، حتى لو اشتد الحصار على لقمة عيشهم، وأيضا شربة مائهم، فأكثر من مليوني لبناني لن يحصلوا على ما يكفيهم من المياه في بيروت الكبرى، بعدما ألغى البنك الدولي قرضه لمشروع سد بسري، المشروع الذي يعد الثاني في الأهمية والحجم بعد مشروع الليطاني منذ ستينيات القرن الماضي، يعطل لأسباب ظاهرها تقني وباطنها لا يبرأ من السياسة والتضييق المترافق مع تطبيل من يطوق أبناء وطنه من دون رادع بالعطش الطويل.

هي فترة من الصمود المطلوب لتجاوز أميال الأزمة، حيث تأتي النهايات بالحلول المربحة وطنيا، ومن يشذ عن الإيمان بوطنه، فله في ما مضى من تجارب الكثير من الدروس. وفي السجلات الوطنية المشرقة، يوم الخامس من أيلول عام 1997، حين لقنت المقاومة العدو الصهيوني في بلدة انصارية الجنوبية، درسا مؤلما بالنار والذكاء على حد سواء، قرب هزيمة تل أبيب المدوية عام 2000.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ضمن ويلاته الشهيرة، قال جبران خليل جبران: ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة.

والى ويلات الأديب اللبناني الكبير، أضاف الرئيس ميشال عون في مرحلة التظاهرات المؤيدة لتحرير لبنان والمنددة بالتلاعب بدستوره عام 1989: ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها.

أما اليوم، وإزاء التمادي في النكد السياسي، ولو كلف الأمر تدمير لبنان أكثر مما هو مدمر، فمن حق اللبنانيين الصادقين أن يضيفوا:

ويل لأمة يقبل علمها قداسة البابا ويزورها رئيس دولة كبرى مرتين في شهر للمساعدة، ولا يعرف بعض مسؤوليها وجزء من شعبها كيف يلتفون حول دولتهم ورئيسهم الذي يعلمون علم اليقين أنه ليس كالآخرين.

ويل لأمة شعبها عظيم وجيشها بطل وتملك كل عوامل القوة والنجاح، فيما يدفع شعبها دفعا نحو الهجرة، وناسها إلى الكفر بوطن قدموا في سبيله آلاف الشهداء.

ويل لأمة يحرم بعض محترفي السياسة فيها دولتهم من الاستفادة من ثروة النفط والغاز لسنوات، لمجرد منع فريق سياسي من تسجيل إنجاز. ويل لأمة يدفع بعض قادتها بالناس نحو العتمة، حتى لا ينسب إنجاز الكهرباء أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين، إلى من لا يوالونه في السياسة. ويل لأمة يفضل بعض سياسييها أن يموت شعبهم من العطش، حتى لا يقال أن خصمهم في السياسة نجح في بناء سد.

ويل لأمة يتمادى بعض مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولة الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلب التدقيق الجنائي، ثم يحاولون إفراغه من مضمونه بالاعيب مفضوحة، و"حرتقات" كان ينبغي أن يوضع لها حد نهائي منذ زمن بعيد.

ويل لأمة تساوي ثورتها المزعومة بين مسؤولين إصلاحيين نهجا ومسيرة حياة، ومنظومة فاسدة لا هم لها إلا عرقلة الإصلاح، وإبقاء البلاد ساحة للفساد لا وطنا للمستقبل.

ويل لأمة تشغل بالها إشاعة وتضيع وقتها كذبة، ولا يكلف بعض أبنائها عناء البحث عن الحقيقة قبل إصدار الأحكام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وسط الأوضاع الحياتية والمالية والصحية السوداء، والجو السياسي الأكثر اسودادا، نقطة مضيئة تمثلت في انتصار الإرادة الشعبية على التغول باسم الإنماء، فسقط مشروع سد بسري.

نقطة مضيئة، ليس لأن الوحدة الشعبية والمطلبية أنقذت البيئة والطبيعة في هذه المنطقة الفردوسية، التاريخية، التراثية، من التخريب فقط، بل لأن الانتصار الذي تحقق يفترض أن يشكل أمثولة للثوار وللناس ولبعض النواب الشرفاء، مفادها أن توحيد الجهود والإصرار والمثابرة والتضحية ونكران الذات لصالح الصالح العام، قادرة على كسر أعتى الكارتلات وأخطر التحالفات. ففيروس الوحدة يجب أن يدخل جينات الثورة والثوار، لتنتصر انتفاضة 17 تشرين، فلا يكون الاحتفال بذكرى انطلاقتها الشهر المقبل محطة لتأكيد وفاتها، بل يوم قيامة لبنان الجديد.

النقطة الأقل بريقا لجهة نتائجها، وليس لجهة مقاصدها النبيلة، تتمثل في عدم إحراز تقدم في البحث عن ناج أو أكثر في مبنى الجميزة المنهار، رغم الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت وتبذل. علما بأن الفريق التشيلي للإنقاذ، ومن يعاونه من أجهزة لبنانية وجمعيات وأفراد، وخصوصا الكلب البطل "فلاش"، شكلوا بأدائهم صفعة على خد كل مسؤول رسمي تقاعس ويتقاعس، ولا بد أن تكتب عن جديتهم ومناقبيتهم أحلى القصص وتنتج أجمل الأفلام.

النقطة السوداء، سياسية طبعا. فتشكيل الحكومة لا يبدو أنه يلتزم مهلة الأيام الخمسة عشرة التي حددها الرئيس الفرنسي للسلطة لإنجاز المهمة. ومما يتسرب من معلومات من مطبخ أديب، أنه يتعرض لقلة أدب من الطبقة السياسية التي اختارته. فقد عاد طباخو البحص إلى خصالهم القديمة بمجرد رحيل الرئيس الفرنسي: هذه الحقيبة لطائفتي، وهذه الوزارة لتياري، وتلك الوزارة إما تكون من حصتي أو لا تكون حكومة.

وهذه اللغة معروف من ينطق بها، عنينا الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر"، وهذا المنطق يدفع الشركاء إلى أن يحذوا حذوهما. والأخطر في الأمر، أنهم يسعون إلى استدراج الرئيس الحريري إلى هذا المطب، وإلى خطف الرئيس المكلف وترويضه على القبول بهذا النهج، كما حصل مع حسان دياب. ومعلومات الـmtv أن الرئيس المكلف الذي يحترم مهلة ماكرون، سيجد نفسه قريبا وسريعا أمام خيار صعب جدا، إما التشكيل وإما الرحيل.

أخيرا، نقطة حمراء وصفارة إنذار صحية هذه المرة، فتوسع كورونا يأخذ بعدا هندسيا خطرا للغاية. فالاصابات ستقفز سريعا من الخمس مئة إلى الألف في اليوم. موسم الأنفلونزا على الأبواب، القدرات العلاجية إلى تناقص وكذلك الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، فكيف السبيل لوقف موجة الانتحار الجماعي الوطني الزاحفة، ووعي اللبنانيين أدنى من الصفر؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بحسب تقويم ماكرون، يفترض بحكومة العهد الرابعة أن تولد منتصف هذا الشهر، بعد أن تكون مهلة الخمسة عشر يوما التي حددها الرئيس الفرنسي لولادة الحكومة قد انقضت. فهل من مؤشرات؟.

العاملون على خط التأليف، بالإضافة إلى الرئيس المكلف طبعا، والثنائي الشيعي من جهة، ودوائر القصر و"التيار الوطني الحر" من جهة ثانية، حتى الآن لم يتبلور أي شيء.

ففي سوابق التأليف، يبدو الجميع في المراحل الأولى "زاهدين" في الحقائب، والمهم السرعة في التأليف، ثم يدخل شيطان التفاصيل في نوعية الحقائب، ولمن تعطى. ثم تبدأ عملية عض الأصابع، من يقول "آخ" أولا.

اللازمة أو ال refrain باتت معروفة، منذ حكومة العهد الأولى: لمن وزارة المال؟، لمن الطاقة؟، لمن الإتصالات؟، لمن الأشغال؟، لمن العدل؟. حين تحسم هذه الحقائب، تصدر مراسيم التأنيف في دقائق.

ما قبل ذلك، شد الحبال هو إياه: هل يتمسك الثنائي الشيعي بالتوقيع الثالث فيتمسك بحقيبة المال؟. هل سيرضى "التيار الوطني الحر" بهذا الواقع، مثلما رضي في الحكومتين السابقتين؟. ماذا عن وزارة الأشغال التي سيكون لها دور استراتيجي بعد انفجار المرفأ، وبعض الملاحظات على المطار؟. ماذا عن وزارة العدل، في توقيت بالغ الأهمية يتعلق بالتحقيقات في انفجار المرفأ؟. ماذا عن وزارة الصحة في زمن تفشي كورونا؟. ماذا عن وزارة الاقتصاد في زمن غلاء سلع واختفاء أخرى؟.

إنها حكومة ما بعد ثلاثة زلازل: استمرارية الإنتفاضة، وتفشي كورونا وكارثة المرفأ والمناطق التي تضررت أو تدمرت. ومع ذلك يأتيك من يقول: اجتمع الرئيس المكلف بالثنائي الشيعي، ليناقش ما ناقشه مع رئيس الجمهورية من طروح ليس بعيدا عنها رئيس "التيار الوطني الحر".

هل هذه هي خريطة الطريق التي وضعها الرئيس ماكرون؟، هل مضمون اللقاءات هو على مستوى المخاطر؟.

مناقشات الأيام الأربعة التي مضت من مهلة ماكرون، لا تؤشر إلى استيعاب المعنيين حجم الكوارث، فهل يجب أن ننتظر صدمة فرنسية جديدة ليعاودوا النشاط؟. لا صدمة فرنسية قبل منتصف الشهر المقبل، موعد المؤتمر الدولي الذي أبدى الرئيس ماكرون استعداده للدعوة إليه، ولا حضور رئاسيا فرنسيا قبل كانون الأول المقبل، موعد زيارة ماكرون الثالثة للبنان، فهل تؤلف الحكومة وتقلع في هذه المهلة؟، وكيف سيتلقفها المجتمع المدني الذي يفترض أن يكون له رأي وربما أكثر في المرحلة المقبلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من شادي المولوي إلى عبد الرحمن مبسوط فخالد التلاوي، تعددت الأسماء والنتيجة واحدة، إرهابي جديد برتبة "أمير خلية" كان نزيل السجون اللبنانية منذ العام 2017، قبل أن يطلق سراحه منذ أشهر، ليعود إلى مزاولة إرهابه على رأس الخلية التي نفذت جريمة كفتون.

وفي بيان للجيش، أكد إلقاء القبض على المجموعة، في حين لا يزال التلاوي متواريا عن الأنظار، وتبين أن مجموعة كفتون تلقت تدريبات عسكرية، وجمعت أسلحة وذخائر حربية تم ضبطها، وامتهنت السرقة بهدف التمويل الذاتي. ومن يدري ربما حظي الأمير "الداعشي" حينها بولي أمر سياسي أمن له النقليات لحظة إطلاق سراح.

وفي غمرة الانشغال بانفجار المرفأ، تسربت الخلية، وعادت ألقاب "أبو بكر" و"أبو الرحمن" لتغزو الساحة الأمنية، متسللة من "خرم الدولة" المفتوحة على كل أنواع الخروقات، من النيترات إلى إعادة تأسيس الولايات والخلافات.

والضحايا منهم من قضى بالإرهاب في كفتون، ومنهم من لا يزال ينتظر على قارعة مبنى الجميزة، بصيصا من تحت أنقاض لا تزال عمليات البحث فيها جارية عن بقايا نبض. في حين عاد النبض إلى الحراك، بعد تسجيل هدف في مرمى السلطة، إذ ذاب السد وبقي المرج. وضغط الشارع حمى بسري وأبقاها محمية طبيعية، ليس من باب النكد السياسي، كما طاب الوصف لجبران باسيل، بقدر ما جاء قرار البنك الدولي بوقف التمويل مع انقضاء المهلة القانونية، منسجما مع القرارات الغربية بأن لا مساعدات قبل الإصلاحات، كي لا تصب الأموال في مجاري الصرف غير الصحي خارج مالية الدولة وخزينتها.

منهم من قرأ في وقف تمويل السد جزءا من العقوبات، لكن بيان البنك الدولي أبدى استعدادا لتحويل المبلغ المرقوم إلى حساب الشعب الجاري في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية.

وكان يوم السد صفعة أخرى أسقطت مشروعا جديدا للسلطة. واحتفى الناشطون بالنصر الأخضر، فيما اعتبرت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان أن المعركة الآن هي على إعلان المرج محمية طبيعية، وإصلاح شبكات المياه المهترئة في بيروت.

لكن في المقابل، كانت الأسئلة تتوالى عن مصير المشاريع العالقة ومناقصاتها قريبا، وعن حوالي ستئمة مليون دولار مرتبطة ببسري. عن عقد الإشراف الذي يدفع شهريا إلى الشركة المشرفة، ومنظومة مياه مبنية على سد كلفت ما يربو على مئتين وخمسين مليون دولار، إضافة إلى متعهد خزن الدفعة المسبقة في جيبه بمئة وخمسين مليون دولار؟. أين ستكون حكومتا الدياب والأديب من تحرير هذه الأموال وإعادة جدولتها وتحصيلها، على درب سد لن يرد.

والآليات الخاطئة هي بدورها نوع من العقوبات الداخلية متوارثة من سلطة الى سلطة. أما العقوبات دوليا فليست بالأمر المستجد، وهي سبقت العراب ديفيد شينكر ولحقت به قادما، و"قيصر" في يمينه و"ماغنتسكي" بيساره، وناظر الحل إيمانويل ماكرون يقف وهو يلوح بعصا "البهدلة"، ما لم يؤلف السياسيون حكومة المهمة، وقد عين مدير استخبارته مشرفا على التنفيذ. لكن للسياسيين مهمة حفظناها عن ظهر تجربة تدوم وتدوم، فما قبل الاستشارات النيابية غير الملزمة يتعففون عن نيل المطالب، وما بعدها تبدأ رحلة العرقلة عبر الاستئثار بهذه الوزارة أو تلك.

استنفر العالم لأجل قيامة لبنان، فأتى الرئيس الفرنسي تحت مظلة الدعم الأوروبي، وبكلمة سر سعودية- إيرانية، فيما وقف الأميركي على الحياد من دون أن يعرقل. وقاد الكرسي الرسولي صلاة عابرة لكل الأديان والحدود، على نية بقاء لبنان- الرسالة، وتثبيت نصفه المسيحي في أرضه، وأولياء الأمر السياسي عادوا إلى نغمة المطالب، وبتنا نحتاج إلى توأم الكلب "فلاش"، ليرصد نبضا على طريق التآلف لتسهيل التأليف.

وإذا كان النائب فيصل كرامي، قد أجاد وصفهم بزعماء من كرتون، فإن المطلوب من الرئيس المكلف مصطفى أديب ألا يسير على خطى دياب، فلا يضيع في شكل الحكومة، ولا يضرب أخماس أرقامها بأسداسها، ولا يقف عند جبر الخواطر، ويقدم سيرة حكومته الذاتية إلى المجلس النيابي بالبريد العاجل، وهناك لن يجرؤوا على عدم إعطائها الثقة، وإلا تكون النهاية على قاعدة: "ما متت.. ما شفت مين مات".

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 أيلول 2020

وطنية/السبت 05 أيلول 2020

أسرار النهار

بدأ نجل رئيس حزب مسيحي بارز بالتحرّك السياسي ومشاركة والده في لقاءاته، وأُفيد أنّه قد يتبوأ مركزاً حزبياً بارزاً في المرحلة المقبلة.

سرب "حزب الله" عبر مصادر قريبة منه انه لا يرى مبررا لتغيير وزير الصحة ردا على اخبار عن نية بتوزير الثورة من ضمن الحصة الشيعية.

عُلم أنّ لقاءات ومشاورات بعيدة من الأضواء جرت بين نواب مستقيلين وأحزاب معارضة، من أجل تكوين لقاء سياسي جامع من ضمن روحية 14 آذار لمواجهة تحديات المرحلة والسلطة الحاكمة.

أسرار الجمهورية

تمنّى مسؤول كبير على شخصية سياسية العودة عن قراره بعدم المشاركة في الحكومة وقال له: موقفك غير مبرّر فلا تهرب من المسؤولية.

تردّد أن أحد السفراء السابقين يدرس عرضَين أحدهما يقول بتعيينه سفيراً لمنظمة إقليمية أو دخول الجنّة الحكومية.

هدّد وزير سابق أحد الوزراء بكشف الشبكة العائلية التي تتحكم بمفاصل حقيبته وهو ما قاد الى وساطات لم تنته بعد.

أسرار اللواء

قال دبلوماسي لبناني ان ترامب يخوض معركة التجديد له، من خلال فتح سفارات لدول إسلامية في القدس المحتلة؟

تدهورت علاقة نائب شمالي "تشاوري" بصورة واضحة مع مرجع كبير، على خلفية تسمية شخصية أكاديمية لتأليف الحكومة..

بات بحكم المؤكد ان الرئيس المكلف يعتمد على فريق اقتصادي واداري مجرَّب، وموثوق به دولياً.

خفايا نداء الوطن

يتواصل رئيس حزب معارض مع مرجعية روحية لتنسيق المواقف في ما خص مسألة حساسة تطال موقعاً مهماً.

لا يتردد سفراء أجانب في التحدث بسلبية عن رئيس تيار سياسي بارز بشكل يوحي وكأنه صار خارج المشهد السياسي بالنسبة للمجتمع الدولي.

تتردد في أروقة وزارة الخارجية انتقادات لسفراء سابقين أنهوا مهماتهم كمبعوثين ديبلوماسيين منذ سنوات، لكنهم لا يزالون في الخارج مع عائلاتهم خلافاً للقوانين المرعية.

اسرار الأنباء

*مستشارو الوزير

يواصل مستشارو وزير في وزارة تعنى بقطاع حيوي، بالتصرف وكأن الحكومة غير مستقيلة.

*ضربة قاسية

شكّلت الورقة الفرنسية المقترحة لبرنامج الحكومة المقبلة ضربة قاسية لفريق سياسي في ملف لطالما تعنّت حياله.

البناء

خفايا

قالت مصادر على صلة بالاتصالات لتسريع تشكيل الحكومة إن هناك تسريبات وتقارير إعلاميّة تعمل على زرع الشكوك على خط بعبدا عين التينة لعرقلة تشكيل الحكومة ويجري العمل لمعرفة مَن يقف وراءها سواء كان جهة داخلية أم خارجية أم كلتيهما لتبين حجم قرار العرقلة.

كواليس

قال دبلوماسي أوروبي سابق إن معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر يحاول تقليد سلفه الأسبق جيفري فيلتمان وليس السلف السابق ديفيد ساترفيلد فيعمل على بناء جماعة سياسية وإعلامية خاصة به في كل بلد من البلدان التي يعنى بالوضع فيها ويتخذ من باريس محطة وسيطة لنشاطاته.

 

لن نترك الموقع»... عمال إنقاذ يواصلون البحث عن ناجٍ تحت مبنى مدمر ببيروت

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 أيلول/2020

يواصل عمال إنقاذ، اليوم (السبت)، لليوم الثالث على التوالي، عمليات البحث عن ناجٍ محتمل تحت أنقاض مبنى تدمر جراء الانفجار الذي وقع قبل شهر في مرفأ بيروت، رغم أن «الأمل ضئيل»، وفق ما أفاد الدفاع المدني اللبناني. ورصد فريق إنقاذ تشيلي، وصل حديثاً إلى بيروت، عبر أجهزة حرارية متطورة، «نبضات قلب»، وفق ما قال مسؤولون قبل أيام، تحت ركام مبنى في شارع مار مخايل، استدلّ كلب مدرّب برفقتهم إليه، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني جورج أبو موسى، «عمليات البحث مستمرة منذ أول من أمس، لكن الاحتمال ضئيل جداً»، مشيراً إلى أنه تم إنجاز الجزء الأكبر من العمل و«لم يظهر شيء حتى الآن». وعلى الرغم من شبه استحالة وجود حياة بعد شهر على الانفجار، أحيت الأنباء عن إمكان العثور على شخص على قيد الحياة، آمال كثيرين، ثم تضاءلت تدريجياً مع عدم رصد أي مؤشرات حياة. وأوضح وولتر مونوز من فريق الإغاثة التشيلي للصحافيين، أن «هناك أملاً بنسبة اثنين في المائة فقط». وقال قاسم خاطر، أحد متطوعي الدفاع المدني في المكان، «لن نترك الموقع قبل أن ننتهي، ونبحث تحت كل الردم، بالرغم من أن المبنى مهدد بالسقوط»، مشيراً إلى أن العمليات تتركز اليوم على سلم المبنى المدمر. ولكن بعد بضع ساعات، أوضح المهندس المشرف على العمليات رياض الأسعد، أنه تمت إزاحة كميات كبيرة من الركام من دون جدوى. وقال: «أزلنا السقفين الأول والثاني، ووصلنا إلى الدرج من دون أن نعثر على شيء، الكلب منحنا أملاً، لكن ذلك أكد في الوقت نفسه الخلل في النظام، كان ينبغي إزالة ركام هذا المبنى قبل أسابيع عدة». وتحوّلت الطوابق العليا من المبنى الذي كان يضمّ في طابقه الأرضي حانة، وفق سكان الحي، إلى كومة ركام نتيجة انفجار الرابع من أغسطس (آب)، ما جعل عمليات البحث تتطلب مهارات عالية ودقة.ولا يملك لبنان تجهيزات لإدارة الكوارث، ولا إمكانات تقنية متقدّمة، وسارعت دول عدة إلى إرسال فرق إغاثة ومساعدات تقنية لمساعدته بعد الانفجار. وأسفر الانفجار عن مقتل 191 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، كما شرد 300 ألف شخص تضررت أو تدمرت منازلهم، وتفيد تقديرات رسمية عن استمرار وجود سبعة مفقودين على الأقل. وقدّر البنك الدولي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار بما يراوح بين 6.7 و8.1 مليار دولار، وتواصل الأحياء المنكوبة محاولة تضميد جراحها. ويعمل متطوعون وطلاب ومنظمات غير حكومية كخلية نحل لمساعدة السكان على إصلاح منازلهم، وتوزيع مساعدات تدفّقت من أنحاء العالم.

 

قلب صغير وأنين تحت ركام بيروت.. "إنه طفل كيف تنامون؟"

 دبي - العربية.نت/05 أيلول/2020

لم تهدأ العاصمة اللبنانية بيروت طوال ليل الخميس وحتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، بحثاً عن ذاك النبض الذي قيل إن فرق الإنقاذ التقطته على أجهزتها بعد أن أومأ كلب باحتمال وجود حي تحت ركام أحد الأبنية في منطقة مار مخايل التي قضى انفجار الرابع من أغسطس على العديد من أبنيتها لا سيما القديم منها. غضب عارم اجتاح مواقع التواصل والشارع، حيث استكشف ما قيل إنه أنين خافت، بحسب ما نقل شهود عيان في المكان، بعد أن أعلنت فرق الإنقاذ ليل أمس توقفها عن البحث خوفا من انهيار المبنى بالكامل. ولعل ما زاد من مستوى القهر، توارد أنباء عن وجود طفل تحت الركام، بعد شهر على الفاجعة. احتمال وجود صغير حمته ربما جثة راشد فوقه، بحسب ما رجح البعض، دب الحماسة والغضب معا في قلوب اللبنانيين. فنزل العشرات إلى عين المكان، هاتفين ومطالبين باستئناف البحث حتى كان لهم ما أرادوا، وعادت فرق الإنقاذ إلى نشاطها. أتى ذلك، بعد أن نقل مراسل وكالة الأنباء الإسبانية، عن مدير فريق الإنقاذ التشيلي قوله إنه يعتقد بوجود شخصين تحت الأنقاض، الأول يعود لشخص ميت، يغطّي الثاني، والذي يعتقد بأنه وإن ثبت بقاؤه على قيد الحياة، عائد لطفل صغير. هكذا أشعلت نبضات هذا القلب الصغير الروح في المدينة المنكوبة، وأحيت آمال الآلاف التي انهارت في ذلك اليوم المشؤوم اثر انفجار أطنان من نيترات الأمونيوم تركت لسنوات في أحد عنابر المرفأ، بعلم العديد من المسؤولين في البلاد.

إشارات حياة

يذكر أن عمال إنقاذ كانوا أشاروا في وقت سابق إلى أنهم رصدوا مؤشرات على وجود أحياء تحت أنقاض مبنى في منطقة مار مخايل السكنية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن فريقا من المنقذين ومعهم كلب مدرب (يدعى فلاش) رصد حركة تحت المبنى المنهار في إحدى أكثر المناطق تضررا من الانفجار وقال المسعف إيدي بيطار للصحافيين، إن إشارات على وجود تنفس ونبض وإشارات على مجسات حرارة الأجسام تعني أن هناك إمكانية لوجود ناجين.

"كيف تنامون؟"

لكن بعد عدة ساعات من الحفر وسط الأنقاض، من قبل فريق إنقاذ ضم متطوعين قدموا من تشيلي، إلى جانب متطوعين لبنانيين وأعضاء في الدفاع المدني، تم تعليق العملية لأن المبنى اعتبر غير آمن. وفي السياق، قال عامل إنقاذ إن هناك حاجة لآلات ثقيلة للمساعدة في رفع الركام بأمان، وإنه ليس بالإمكان جلب تلك المعدات قبل صباح اليوم الجمعة. وأضاف ميشيل المر للصحافيين، إن فريق الإنقاذ معرض للخطر وإن عشرة منهم في الموقع لكن ليس هناك استعداد للمخاطرة بأحد، ما دفع الناس الغاضبين إلى النزول إلى الشارع ضاغطين طوال الليل من أجل استئناف البحث.

وصاحت امرأة في وجه أفراد من الجيش يحرسون الموقع "يا للعار! يا للعار هناك روح بالداخل". فيما ضجت مواقع التواصل بسؤال يتيم إلى جانب موجة من الانتقادات طالت كافة السياسيين في البلاد: "كيف تنامون وهناك طفل تحت الركام"، "كيف يغمض لكم جفن وقلب صغير ينبض هناك؟".

 

عصا شنكر تهتز بوجه داعمي سلاح حزب الله.. عقوبات خلال أيام على شخصيات مهمة!

العربية/05 أيلول/2020

على الرغم من الدعم الفرنسي الذي قدمه إيمانويل ماكرون لرؤوس الطبقة السياسية الحاكمة لجهة إنجاز الملف الحكومي بالاتفاق معهم، عادت السلطة لتحبس أنفاسها متأهبةً و”مرعوبة” من مفاعيل زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر إلى بيروت التي ابتدأها الأربعاء،خاصة للطريقة التي تعامل بها مع أقطاب السياسة، وأيضاً لجهة الإشارة الأمريكية على لسان شينكر بفرض عقوبات خلال أيام على شخصيات لبنانية مهمة. فالمبعوث الأميركي الذي حطّ في لبنان، الأربعاء، بعد مغادرة الرئيس الفرنسي حصر جدول لقاءاته بناشطين في المجتمع المدني ممن يرفضون استمرار الطبقة السياسية القائمة، في رسالة تعكس دعم الولايات المتحدة الأميركية للحراك اللبناني الثائر على الطبقة السياسية وتشجيع للمنضوين تحت لواء حراك 17 أكتوبر بضرورة إفراز قادة لهم ووضع خريطة طريق تتضمّن رؤيتهم للحلّ وكيفية الخروج من الأزمة التي يتخبّط بها لبنان. غير أن الأبرز في جدول لقاءات شينكر تخصيصه اجتماعاً لمجموعة ناشطين ومثقّفين من الطائفة الشيعية المعارضين للثنائي، حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري. وفي حين تمحور لقاء شينكر مع مجموعات الحراك المدني على الإصلاحات المطلوبة، وضرورة أن يكون للحراك قادة ورؤية سياسية بديلة، شكّل سلاح الميليشيات الخارج عن الشرعية صلب لقائه مع الناشطين الشيعة المعارضين للثنائي حزب الله وحركة أمل وفق قاعدة “لا إصلاح في ظل السلاح”.

لا إصلاح بظل السلاح

وقال الناشط لقمان سليم الذي شارك في اللقاء مع شينكر لـ”العربية.نت”: “إنه لا يمكن الفصل بين الإصلاح والسلاح. فالسلاح يحمي الفساد. فطالما هناك تزاحم بين الدولة ودولة الميليشيا التي يُمثّلها حزب الله، فلا إصلاح في لبنان. وعندما تُرفع هيمنة دولة الميليشيا والراعي الإيراني عن لبنان عندها يُمكن الحديث عن إصلاح، وهذا يردّنا إلى المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس ماكرون خلال زيارته لبنان وحدودها”. كما اعتبر “أن أي مبادرة لا تلحظ دولة الميليشيا والسلاح محكومة بأن تبقى في إطار الإغاثة، ونحاول إقناع المعنيين بوجهة نظرنا. وعلينا أن نكون صبورين، لأن التغييرات الاستراتيجية لا تحصل سريعاً وبشكل عاجل”.

تواصل مستمر

كما أوضح “أن اللقاء مع شينكر يأتي من ضمن سلسلة لقاءات وحوارات تحصل بين عدد من الشخصيات الشيعية والإدارات الأميركية المتعاقبة، وهو ليس الأول وبالتأكيد لن يكون الأخير. والتواصل مستمر منذ ما يزيد عن 15 عاماً”.

والمعروف عن شينكر أنه متابع للشأن اللبناني بحذافيره، وهو يتولى ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل. ولعل اللافت في زيارته إلى لبنان خلوها من أي لقاء مع المسؤولين في الدولة أو رؤساء الأحزاب، ما يُعتبر سابقة فريدة في سجل زيارات مسؤولين سياسيين كبار، حيث يأتي سياسي أميركي بهذا الحجم من دون تنسيق مُسبق مع المسؤولين الرسميين في الدولة.

تحفّظ أميركي على مبادرة فرنسا

ونقل أحد المشاركين في لقاءات شينكر لـ”العربية.نت”: “أن واشنطن “متحفّظة” على المبادرة الفرنسية وهي تنتظر نتائجها، بدليل أن زيارة شينكر كانت متوقّعة بعد أسبوعين، إلا أنه تم ترتيبها على عجل لتتم مباشرة بعد زيارة ماكرون، وهو تقصّد لقاء مجموعات من الحراك الشعبي والنواب المستقيلين من البرلمان على عكس ماكرون الذي التقى أركان الطبقة السياسية”.

العقوبات آتية

كما نقل عن شينكر تأكيده “أن رزمة من العقوبات على شخصيات سياسية لبنانية ورجال أعمال ستصدر قريباً، وهي ستكون ضمن ثلاثة أطر: قانون ماغنيتسكي، قانون قيصر وقانون مكافحة الإرهاب”. ومع أن واشنطن تعوّل على الشعب اللبناني من خلال الانتخابات النيابية لإحداث تغيير سياسي، غير أنها في الوقت نفسه لا تؤمن بأن صندوق الاقتراع سيحدث التغيير المنشود، خصوصاً في الساحة الشيعية، حيث سطوة حزب الله وسلاحه على الناخبين. وترى الإدارة الأميركية كما نُقل عن لقاءات شينكر “أنه لا يُمكن إحداث تغيير وهناك تفاوت بين الناخبين: واحد يصوّت بالرصاص (في إشارة إلى حزب الله) وآخر يستخدم صوته الانتخابي في صندوق الاقتراع. التغيير لن يأتي إلا من خلال لجم نفوذ إيران في المنطقة”.

 

ماذا حل بأطنان الأمونيوم في بيروت.. الجيش يكشف

دبي- العربية.نت ة/05 أيلول/2020

بعد يومين على العثور على 4 أطنان من نترات الأمونيوم الخطرة، أعلن الجيش اللبناني أنه قد تم معالجة تلك الكميات التي وجدت في مرفأ العاصمة اللبنانية المنكوب. وأوضح في بيان السبت أن وحدات فوج الهندسة عملت على تفجيرها في حقول التفجير التابعة للجيش. وكان الجيش كشف مساء الخميس العثور على كميات من مادة نترات الأمونيوم، داخل أربع حاويات قرب مدخل مرفأ بيروت الذي يرزح تحت الدمار والركام الناجم عن انفجار الرابع من أغسطس الذي خلف 191 قتيلاً وآلاف الجرحى. وكان المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي كشف بدوره سابقا بأن هناك حاويات أخرى تحتوي على مواد قابلة للانفجار وقال في مقابلة مع قناة محلية "رفعنا كتباً إلى المعنيين وطلبنا من الجمارك إخراجها". كما أضاف "نطلب من الجمارك تطبيق القانون وإجبار شركات الملاحة على إعادة شحن الحاويات". إلى ذلك، أكد أنه سيرفع دعوى بحق مجهول يوم الاثنين في موضوع تلك الحاويات الخطرة.

25 شخصاً إجمالي الموقوفين

يذكر أن العاصمة اللبنانية التي لا تزال تلملم جراحها، أحيت أمس ذكرى مرور شهر على الفاجعة في حين لا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة تفاصيل وأسباب ترك 2750 طنا من نترات الأمونيوم لسنوات في أحد عنابر الميناء بشكل مهمل. وكان عدد الموقوفين الإجمالي في قضية الانفجار المروع ارتفع قبل أيام إلى 25 شخصاً، بعد توقيف أربعة مسؤولين عسكريين الثلاثاء، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس. وذكر المصدر أن المحقق العدلي القاضي فادي صوان أصدر مذكرات توقيف وجاهية بحق أربعة ضباط، ثلاثة منهم برتبة رائد من جهازي الأمن العام وأمن الدولة، ورابع برتبة عميد في الجيش وهو مسؤول المخابرات في المرفأ. وبذلك، بات المدعى عليهم في القضية والبالغ عددهم 25 شخصاً موقوفين جميعهم بموجب مذكرات وجاهية. يشار إلى أن الأجهزة الثلاثة تعمل في المرفأ وتشرف على أمنه بالتعاون مع جهاز الجمارك الذي تم توقيف مديره العام بدري ضاهر ورئيس مجلس إدارته، مديره العام، حسن قريطم في وقت سابق.

 

البنك الدولي يلغي قرض بناء سد بسري

مواقع ألكترونية/05 أيلول/2020

ألغى البنك الدولي قرضاً بقيمة 244 مليون دولار لمصلحة إنشاء سد بسري في لبنان، وذكر أن القرار ساري المفعول فورا، وفقا لما نقلته وكالة “رويترز”. وعزا البنك قراره إلى عدم استكمال المهام المطلوبة لبدء عملية الإنشاء.

وقال البنك في بيان إنه أعلم الحكومة اللبنانية بقراره، الجمعة. يذكر أن القرار تزامن مع انتهاء المدة المطلوبة لأداء المهام، ومع دعوات من الحركات البيئية بوقف المشروع والتركيز على تمويل أولويات أخرى.

 

 عقوبات أميركية على شخصيات لبنانية الأسبوع المقبل!

محمد شقير/الشرق الاوسط/ 05 أيلول/2020

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، أن رزمة جديدة من العقوبات الأميركية ستصدر في الأسبوع المقبل. وقال إن واشنطن لا تميز بين جناحي «حزب الله» العسكري والمدني، ورأى أن لا مبرر لمثل هذا التمييز؛ لأنهما يتبعان قيادة واحدة، كما أن الحزب يتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، ويرعى مجموعات تعمل لزعزعة الاستقرار فيها، ويشكل الذراع الأمنية والعسكرية لإيران.

موقف شينكر هذا نقله عنه عدد من النواب المستقيلين من البرلمان، كان قد التقاهم في مقر «حزب الكتائب» في بكفيا، وهم: مروان حمادة، وسامي الجميل، وهنري حلو، وبولا يعقوبيان، ونعمت أفرام، ونديم الجميل، وإلياس حنكش، وغاب عن اللقاء ميشال معوض لوجوده خارج البلاد.

وتجنب شينكر كما نقل عنه النواب المستقيلون لـ«الشرق الأوسط» الدخول في تفاصيل هذه العقوبات، وما إذا كانت تشمل أسماء جديدة من «حزب الله» أو حلفاء له أو جمعيات ومؤسسات تابعة للحزب.

ومع أن بعض الحضور أصر على طرح مجموعة من الأسئلة ذات الصلة برزمة العقوبات، فإن شينكر جدد قوله بأنها «ستصدر، وانتظروا الأسبوع المقبل لمعرفة كل التفاصيل، وإن كان عدد الأشخاص المشمولين بها ليس بكبير».

ولفت شينكر إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يطلق مبادرته لإنقاذ لبنان، وقال إن تفاهمهما يوفر كل دعم لخريطة الطريق الفرنسية التي تبناها جميع من التقاهم الرئيس الفرنسي في زيارته الثانية لبيروت.

وشدد شينكر كما نقل عنه الذين التقاهم في بكفيا على أن الأولوية تبقى للإصلاحات ومكافحة الفساد، ومن دون تحقيقهما فلن يتمكن لبنان من الحصول على مساعدات مالية واقتصادية تؤدي إلى انتشاله من الهاوية التي يوجد فيها الآن. واعتبر أن المبادرة الفرنسية ما هي إلا خريطة طريق لحل مرحلي ينطلق من تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية، على أن يأتي لاحقاً البحث في الإصلاحات السياسية.

وفسر بعض من التقاهم شينكر إصراره على حصر لقاءاته بقائد الجيش العماد جوزف عون والنواب المستقيلين وممثلين عن المجتمع المدني، بأنه أراد أن يقطع الطريق على من يحاول التذرع بأن اجتماعاته بأركان الدولة وبأطراف معنية بتأليف الحكومة الجديدة أدت إلى تأخير ولادتها، بسبب تدخله في عملية التأليف.

ناهيك أن شينكر ليس في وارد تعويم هذا الفريق أو ذاك مع بدء المشاورات لتشكيل الحكومة، وبالتالي غابت مثل هذه اللقاءات عن جدول أعماله، ولم تشمل أركان الدولة ولا أسماء في الحكومة الراحلة. وتجنب شينكر التعليق على قول عدد من النواب المستقيلين، ومن بينهم مروان حمادة، بأنهم يخشون من أن تكون الحكومة الجديدة رديفة لسابقتها؛ خصوصاً أن الجميع ينتظرون تشكيل حكومة لن تكون على شاكلة حكومة الرئيس حسان دياب وتعمل لإنقاذ البلد.

وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية والمالية، وقال إن لبنان يمر في أزمة غير مسبوقة، وأنه في حاجة إلى مساعدات مالية مشروطة بإقرار خطة الطريق الفرنسية، على أن تتجاوز الدفعة الأولى 4 مليارات دولار. وأكد شينكر أنه عائد إلى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في ظل تعذر الوصول إلى تسوية، وقال إنه كان يتمنى أن يُدرج اقتراح البطريرك الماروني بشارة الراعي بدعوته للحياد الناشط كبند في خريطة الطريق الفرنسية.

وأبدى تفهمه لعدم إدراج مطلب الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في الورقة الفرنسية، وقال إن هذه الدعوة تبقى مثالية وليست واقعية، ونحن نلتقي مع ماكرون في هذا الخصوص، نظراً لوجود عوائق دستورية تحول دون إنجازها قبل موعدها؛ لأن المعبر للوصول إليها يواجه صعوبة ما دامت أكثرية النواب لا يوافقون على التقدم باستقالاتهم التي تدفع باتجاه حل البرلمان، وعندها توجه الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. ولفت شينكر إلى أن التأزم الذي يمر فيه لبنان لا يسمح بربط مصير إنقاذه بما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال إن من يراهن على تبدل الموقف الأميركي في حال وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، سيكتشف أن رهانه ليس في محله؛ لأن الثوابت السياسية الأميركية لا تتبدل؛ خصوصاً بالنسبة إلى التمدد الإيراني في المنطقة والموقف من «حزب الله».

 

بين جمهورية الانفجار وجمهورية "السكاي بار"

د.وليد فارس/05 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90129/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88/

كثيرون يسألوني اذا حل وقت ليهاجروا من لبنان لفقدان الامل، لانهم "لا يروا حلاً". وجوابي لهم: ابداً، بالعكس، فلبنان لم يكن قريباً من مرحلة افضل مما كان عليه، كهذه المرحلة. فيُصعق السائلين ويسألون: وكيف ذالك والاقتصاد منهار، وحزب الله مُسيطر والطبقة الحاكمة قائمة على الفساد، ولا احد يساعدنا؟

فأقول لهم: طبعاً الوضع صعب جداَ، ولكنه استراتيجياً افضل...اذا وفقط اذا، تم التحرك باتجاه معين، دون اخطاء، بتركيز، ودون التأثر ببروباغندا حزب النفسية، مما كان عليه في الثلاثين سنة الماضية. فيعجبون اكثر.

الوضع ما بين ١٩٩١ و ٢٠٠٥ كان الاكثر خطورة لان الجيش السوري ومخابراته كان يحتل لبنان احتلالا كاملا، وحزب الله يكتسب قوة محلية واقليمية متزايدة ويُعتبر "مقاومة" حقيقية بطلة، والمقاومة السابقة للمحور دٌهست، او مبعثرة، وبعد ذلك سُجنت. والاسوأ من ذلك ان الغرب اعتبر لبنان عائد الى الازدهار وحزب الله "لبناني". ومعظم اللبنانيين هرولوا باتجاه الاعمار، والاحتفالات الثقافية، وبات ذاك الزمن رمزٌ لما ما اطلقت عليه "جمهورية السكايبار".

تلك الجمهورية كانت تُنهش من الداخل، وهذا ما ادى الى ثورتي ٢٠٠٥ و ٢٠١٩. اما ثور ة الارز فكانت قصيرة وسقطت بسبب فشل ادارتها. وعات البلاد الى الانحطاط مع فرض حزب الله لحكمه المباشر منذ ٢٠٠٨. وانخرط الحزب في حروبه الاقليمية.

المفارقة ان البلاد دخلت في وضع اقتصادي أسوأ، فشعر اللبنانيون بردآة وضعهم المعيشي، بعكس زمن السكايبار الطائش.

وانفجر الشعب اللبناني في اكتوبر الماضي، فاضحى الوضع الاجتماعي الاقتصادي اسوأ، ولكن وضع الوعي الشعبي بات اقوى من التسعينات. العالم بات يعرف ان اللبنانيين بمعظمهم يرفضون النظام القائم. وبعد ٤ آب، ومنذ الانفجار، شعر معظم اللبنانيين بان لا عودة الى الوراء قبل انهاء السيطرة المسلحة لحزب الله، بطريقة او باُخرى، بشكل كامل او بشكل متدرج. وهذه هي بنظرنا اقوى واهم مرحلة في نضال الشعوب.

عندما يعي الشعب انه لا عودة الى الوراء، وانه لا دواء الا دواء واحد لا غيره ممكن. عندها يفهم الخصم ان ثمن ابقاء موقفه الغير عادل سيكون اغلى من ابقاؤه. ويعرف الصديق ان كل الطرق الاخرى قد جُربت وهي الان مسدودة، ولا مجال للمساعدة الا عن طريق واحد، وهو تطبيق القرار.

لهذا نقول ان افضل ما في هذه المرحلة الان هو الوعي المتزايد، الذي غاب كلياً ومن ثم جزئياً منذ ثلاثين عام.

للاسف فما يُحدث الوعي هو مصائب وكوارث.

اذ ان نفس الكلام الذي قيل في بداية عقود الانحطاط بعد ١٩٩١، لم يسمعه الناس المحتفلة في جمهورية السكايبار.

اما الان وبعد النكبة، فالناس عطشة لكلمة، وتريد الوثوب. الان، وبالرغم من المصائب، وربما بسبب المصائب، المواطنين باتوا اسياد انفسهم، او على الاقل، كثير منهم.

لذلك ما كان "فالج لاتعالج" منذ ٣٠ سنة بات نوماً انقلب يقظة. هذا هو الفارق الذي يُعتمد عليه الان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجيش: توقيف خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ عمليات أمنية في لبنان

السبت 05 أيلول 2020

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف عناصر خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي كانت في صدد تنفيذ أعمال أمنية في الداخل اللبناني، وأظهرت التحقيقات أن أمير تلك الخلية هو الإرهابي المتواري عن الأنظار خالد التلاوي الذي استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 21 /8 /2020. ويأتي استئصال هذه الخلية ضمن إطار العمليات الاستباقية والمتابعة الدائمة للتنظيمات والخلايا الإرهابية المرتبطة بها، وقد تم توقيف عناصر الخلية الإرهابية في سلسلة عمليات أمنية في منطقتي الشمال والبقاع في تواريخ مختلفة، وتبين أن هؤلاء تلقوا تدريبات عسكرية وجمعوا أسلحة وذخائر حربية تمّ ضبطها، ونفذوا سرقات عدة بهدف تمويل نشاطات الخلية المذكورة".

 

الأحرار: لرص الصفوف ومواجهة طغيان المنظومة الحاكمة

وطنية/السبت 05 أيلول 2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء، وأصدر بيانا قال فيه: "رغم انقضاء شهر كامل على انفجار مرفأ بيروت وما سببه من نكبة - مأساة طاولت أرواح المواطنين وأرزاقهم، نرى السلطة بكامل أركانها السبت

وأجهزتها، ترمي ثقل فسادها وإهمالها وعجزها على ركام ما تهدم على رؤوس اللبنانيين".

أضاف: "يحمل الحزب المنظومة الحاكمة مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع المأزومة والانهيارات المتتالية في البلاد على الصعد كافة، ويجدد دعوته إلى رص الصفوف لمواجهة طغيان هذه المنظومة، ويناشد اللبنانيين الأحرار الالتفاف حول سيد بكركي، البطريرك بشارة الراعي، دعما لإعلانه مذكرة حياد لبنان، السبيل الأوحد لإنقاذ الوطن وحماية وحدته وسيادته. ويناشد مسؤولي العالم والأشقاء العرب، تبني هذا الحياد وحمايته بتنفيذ القرارات الدولية عن لبنان وخصوصا القرار 1559 بكامل بنوده ولا سيما نزع سلاح الميليشيات وحماية الحدود اللبنانية ووقف التدخل الخارجي في الشأن اللبناني من أي جهة أتى".

وختم: "يشارك الحزب قداسة البابا فرنسيس بصلاته من أجل ضحايا انفجار بيروت وصونا لرسالة لبنان في العالم، وينوه بكل المبادرات الدولية والعربية للمساعدة في النهوض من الأزمة المأساة".

 

النهار: انطلاق مفاوضات التأليف : الالتزامات تحت الرقابة الفرنسية

النهار/السبت 05 أيلول 2020

اختفت تماماً أمس السياسة واستحقاقاتها وكل ما يتصل بيوميات الثرثرة الرسمية والسياسية، لانه كان يوم مرور شهر كامل على إحدى أسوأ الكوارث التي ضربت بيروت في الرابع من آب. مشاهد مفعمة بالتأثر الشديد لم يكن اقلها اضاءة حقل من ستة الاف شمعة قرب موقع الانفجار في مرفأ بيروت بعدد جرحى الانفجار المزلزل الذي حصل في السادسة والدقيقة السابعة من مساء الثلثاء 4 آب ناهيك عن نشاطات أخرى مختلفة أحيت الذكرى في الساعة نفسها. تجمدت بيروت كلها بمناطقها وشوارعها وأحيائها في دقيقة حزن عارمة وسط قرع أجراس الكنائس ورفع آذان المساجد تحية لأكثر من 190 شهيدا سقطوا في ذاك اليوم المشؤوم بما اختصر مآلا دراماتيكيا ضرب لبنان كله بعاصفة كارثة لم تتضح حتى الساعة ظروفها الكاملة بعد رغم مهلة الخمسة أيام التي حددها العهد ومجلس وزراء الحكومة المستقيلة، قبل ان تستقيل، لكشف وقائع الكارثة الجنائية بكل معايير الجريمة التي ترتد أولا وأخيرا على اهل السلطة أولا ومن ثم الأجهزة والسلطات الأمنية والإدارية الأخرى. ومع ان التحقيق القضائي يستمر مع المحقق العدلي ومع توقيفات عدة حصلت فان ذلك لا يحجب التداعيات المخيفة للكارثة التي بدا احياء ذكرى مرور الشهر الأول عليها امس كأنه استعادة كاملة وثقيلة وشديدة الاسى لكل ما مر على لبنان منذ لحظة الانفجار المزلزل حتى البارحة. واما التطور اللافت الذي واكب احياء الذكرى الشهرية الأولى للانفجار فكانت في إنشداد الرأي العام الداخلي لليوم الثاني الى اعمال البحث بين الأنقاض في مبنى مدمر في حي مار مخايل التي يتولاها فريق إغاثة وبحث تشيلي على فرضية وجود نبض بشري اثار احتمال وجود شخص ناج بين الأنقاض على رغم صعوبة ان يكون هذا الاحتمال واقعيا. ومع ذلك عكس استمرار الفريق التشيلي في البحث الحجم الذي اتخذته هذه القضية في ظل الانفعالات الشديدة التي اثارتها الكارثة بحيث ضجت الساحة التعبيرية والإعلامية بإدانة السلطة اللبنانية مقارنة بتفاني الفريق التشيلي ومضيه في البحث ولو ان رئيس الفريق اعلن مساء عدم التوصل بعد الى أي نتيجة حاسمة رافضا أي استنتاج سلبي او إيجابي قبل انتهاء اعمال البحث.

مفاوضات التأليف

وسط هذه الأجواء بدا مشهد استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة امس جامدا اقله في الظاهر بحيث لم تسجل علناً أي تحركات للرئيس المكلف مصطفى أديب او أي تحركات أخرى سياسية. ولكن المعلومات التي توافرت في هذا السياق لا تعكس واقعيا أي جمود بل تشير الى ان الاتصالات والمشاورات جارية بعيدا عن الأضواء بين اديب ومعظم القوى التي ايدت تكليفه .

وبعيداً من الاضواء بدأت مفاوضات تأليف الحكومة، بعدما تشاور رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بشكلها ومهماتها.

وتشير المعطيات القليلة المتوافرة الى ان عدد اعضاء الحكومة قد يكون عشرين وزيراً اي بين ما كان يفضله رئيس الجمهورية ?? وما كان يفضله الرئيس المكلّف ?? وزيراً من اجل ان يتمكن كل وزير من التفرغ لوزارته وما تحتاجه من ورشة اصلاحات مطلوبة من هذه الحكومة.

وتشير المصادر الى ان مسألة التوقيع الشيعي والاحتفاظ بوزارة المال للطائفة الشيعية لن يثير مشكلة وقد يتم التفاهم عليه بين الثنائي الشيعي ورئيس "التيار الوطني الحر" انطلاقاً من مبدأ الميثاقية. كذلك لن تشكل المداورة عقدة بحيث يسمي رئيس الجمهورية ثلاثة اسماء مقبولة في وزارات الخارجية والعدل والطاقة، وتبقى الحقائب السيادية والاساسية على توزيعها الحالي.

وعلم ان الرئيس المكلّف لم يحسم رأيه بعد بتوزير مسيسين فيما تلقى نصيحة بأخذ رأي رؤساء الكتل في تسمية ممثليهم نظراً لكون الحكومة تحتاج الى ثقة الكتل النيابية.

وأفادت مصادر أخرى مواكبة للاتصالات الجارية "النهار" ان ثمة اتجاها لدى الرئيس المكلف الى تسريع تشكيل الحكومة ضمن فترة قصيرة قياسية. وعلى ضرورة التريث في تحديد أي مواعيد غير ثابتة في هذا الصدد فان المصادر نفسها تلفت الى مناخ عام مختلف تماما هذه المرة في مجريات تشكيل الحكومة الجديدة، وطبعا يعود الكثير من مسبباته الى الرعاية الفرنسية الضاغطة باستمرار للدفع نحو استعجال تأليف الحكومة والشروع في تنفيذ الاجندة الطارئة لمهماتها والتي توافق عليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع القيادات السياسية اللبنانية في اجتماع قصر الصنوبر. ومع ذلك فان الأيام القليلة المقبلة ستشكل الاختبار والمحك الحاسمين لالتزام القوى السياسية ما تعهدته سواء في لقاءاتها مع ماكرون او في الاستشارات النيابية التي اجراها الرئيس المكلف لجهة تسهيل الولادة الحكومية والدفع نحو استعجالها كما لجهة تأليف حكومة اختصاصيين. وتكشف المصادر ان ثمة مسائل لم تبت تماما وبشكل حاسم بعد من شأنها ان تبقي باب المفاجآت قائما بمعنى تأخير الاتفاق على التركيبة الحكومية قبل بت هذه المسائل ومنها توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وما اذا كان الجميع سيوافقون على اسقاط حصرية الحقائب لبعض الافرقاء كحقيبة المال للفريق الشيعي والطاقة للتيار الوطني الحر . ثم ان ثمة شكوكا حيال امكان تحفظ أطراف مثل "حزب الله" على حصر الحكومة باختصاصيين غير سياسيين وغير حزبيين وما اذا كان ذلك سيؤدي الى استيلاد مواقف مقابلة من أطراف آخرين بما يهدد مسعى الرئيس المكلف الى تأليف حكومة اختصاصيين صرفة .

وطبقا لما كانت أوردته "النهار" قبل يومين افادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر لبنانية ان المدير العام لجهاز المخابرات الفرنسية السفير الفرنسي السابق في لبنان برنار إيمييه انضم الى الجهود لدفع لبنان لتشكيل حكومة جديدة واجراء الإصلاحات. وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين ان ايمييه على اتصال بمسؤولين لبنانيين في شأن القضايا التي نوقشت خلال زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الأخيرة لبيروت . وردا على سؤال عما اذا كان ايمييه يلعب دورا في هذا الشأن قالت الرئاسة الفرنسية ان "الرئيس يقوم بالمتابعة وكل شخص داخل الدولة يقوم بعمله وسيقوم وزير الخارجية باجراء الاتصالات اللازمة أيضا. واكد مسؤول لبناني ان ايمييه يتابع جميع الملفات التي قدمها ماكرون في زيارته الأخيرة ولذا فهو على اتصال بالعديد من المسؤولين اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية ويحثهم على الإسراع في تنفيذ الإصلاحات.

الرسالة البابوية

في غضون ذلك برزت مواقف امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين موفدا من البابا فرنسيس الى لبنان تزامنا مع يوم الصلاة والصوم العالمي الذي اعلنه البابا من اجل لبنان . ونقل الكاردينال بارولين خلال محطات تجوله بين بعبدا وبكركي ومنطقة الكرنتينا "رسالة تضامن من قداسة البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني بجميع فئاته في هذا الظرف الأليم الذي يجتازه بعد الانفجار الأليم الذي هز العاصمة بيروت ". وشدد على ان " للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي وهو موضع عناية واهتمام نظرا الى ما يمثله من قيمة ونموذج للعيش معا بجميع أبنائه مسيحيين ومسلمين ". وكرر ان "لبنان ليس وحيدا ابدا في الظرف الأليم الذي يجتازه مشددا على "ثبات الكرسي الرسولي في الوقوف الى جانب لبنان لانه وطن جدير بالحياة والبقاء".

 

الدعوات إلى تغيير النظام خطر على هوية الكيان

وكالة الانباء المركزية/05 أيلول/2020

شهر كامل مر على الكارثة الكبرى التي ما تصور اللبنانيون يوما أنها قد تحصل، انفجار مرفأ بيروت. شهر كامل مر من دون تحديد واضح لبعض المسؤوليات في ظل تقاذف معيب لها، على وقع كتب ومراسلات أرسلها بعض المعنيين إلى السلطات المختصة، وبقيت من دون اجابات شافية. قد يكون هذا هو السبب الذي دفع بعض النواب إلى الاستقالة من مقاعدهم في الندوة البرلمانية للضغط في اتجاه انتخابات مبكرة كانت حناجر المحتجين تنادي بها منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية، إضافة إلى توسيع رقعة الشعارات من “كلن يعني كلن” إلى المطالبة الصريحة والواضحة بتغيير النظام، عل ذلك يحمل تفعيلا لآليات المحاسبة وتحديد المسؤوليات، بدلا من تكريس مبدأ الافلات من العقاب والعدالة. وفي وقت خطفت استقالة حكومة الرئيس حسان دياب وما تلاها من أحداث متسارعة معطوفة على الضغط الدولي الذي مارسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارتيه المتعاقبتين إلى بيروت، خطفت الأضواء من صرخات الحراك الشعبي، فإن مصادر سياسية نبهت عبر “المركزية” من مغبة الوقوع في فخ مطالب كبيرة مثل الاقدام على تغيير النظام السياسي في لبنان. وفي السياق، نبهت المصادر إلى أن الدعوات المكثفة إلى تغيير النظام السياسي قد تشكل خطرا على هوية الكيان اللبناني الذي انطلق في مئويته الثانية قبل أيام، على اعتبار أن النظام المعمول به راهنا يكرس لبنان دولة مدنية تحترم فيها كل الأديان، والحريات الفردية والعامة، وهذه أمور واضحة في النصوص، وإن كانت ممارسات بعض النفوس المشحونة تجنح في اتجاه مناقض. أما على المستوى العملي، فحذرت المصادر من أن دعوات كثيرة إلى نظام سياسي جديد قد تكون تهدف إلى خدمة أجندات لا تصب بالضرورة في صلب المصلحة اللبنانية، حيث أن في وقت يتعرض اتفاق الطائف الذي كرس المناصفة لسلسلة لا يستهان بها من الضربات القوية، ويتهم البطريرك الماروني بالعمالة لمجرد المطالبة بحياد لبنان عن صراعات الخارج، ما خلا الصراع العربي الاسرائيلي، تتهم بعض القوى بالعمل على استبدال المناصفة بالمثالثة، وهو ما بدت إشاراته واضحة في فتح كتلة التنمية والتحرير معركة وزارة المال لأسباب مبدئية، على حد قول النائب أيوب حميد.. ولا يخفى أن في ذلك محاولة لتكريس المكون الشيعي عاملا مقررا في مسارات البلاد، إلى جانب الموارنة والسنة…

 

تراجع في قوة ومكانة نصرالله... خلافات داخل "الحزب"

ليبانون فايلز/05 أيلول/2020

قال وزير إسرائيلي إن «حزب الله» عازم على تنفيذ هجوم في غضون الأسبوعين القادمين، وقال - وفقاً لصحيفة اليمين الحاكم «يسرائيل هيوم» - إن هناك خلافات في قيادة الحزب تدل على تراجع في قوة ومكانة زعيمه حسن نصر الله. فهو يدعو للحذر وعدم التورط في تصعيد حربي كبير، يزيد من غضب الشارع اللبناني عليه؛ لكن الشباب الذين يديرون ذراعه العسكرية يطلبون عملية نوعية لاعتقادهم بأن إسرائيل أيضاً ليست معنية بتصعيد حربي.

وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن استخباراته التي تتابع نشاط «حزب الله» عن كثب، لا تعرف طبيعة الهجوم المتوقع بالضبط؛ لكنها تستعد لمواجهة أحد الاحتمالات التالية: إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، أو محاولة تسلل مقاتلين من «حزب الله» إلى إسرائيل، أو إطلاق قذائف مضادة للمدرعات. وأكد أن قواته ما زالت في حالة تأهب عليا على طول الحدود مع لبنان، منذ أن هدد «حزب الله» بالانتقام لمقتل قائده الميداني كمال حسن، في شهر يوليو (تموز) خلال قصف على موقع في سوريا. وهو على قناعة بأن الحزب لن يتنازل على الانتقام؛ خصوصاً بعد أن فشل في تنفيذ عملية انتقامية مرتين في الشهر الماضي، الأولى عندما تسلل أشخاص من لبنان إلى مزارع شبعا فاكتشفتهم قوة إسرائيلية وأطلقت عليهم رصاصاً غير صائب لتتيح لهم الهرب، والثانية عند إطلاق قناصته النار من الأراضي اللبنانية باتجاه موقع عسكري قرب مستوطنة منارة الحدودية، وردت إسرائيل عليه بقصف مكثف.

وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية إن تقديراتها تشير إلى أن «حزب الله» لا يريد مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، ولذلك فإنه سيحاول تنفيذ هجوم محدود موجه فقط ضد هدف عسكري. ولذلك ردت هذه المصادر بالتهديد بأن أي عملية ستلقى رداً موجعاً جداً للحزب، ولمن يحيطه بالرعاية في لبنان.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت عن وزير شارك في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، قوله إن حسن نصر الله غير معني حالياً بمواجهة مع إسرائيل، غير أن قيادين آخرين في الحزب ينتمون إلى الجناح العسكري يدفعونه إلى هذا الاتجاه.

وفي السياق، قال قائد «اللواء 300» في الجيش الإسرائيلي المسؤول عن القسم الغربي من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، روعي ليفي الذي أنهى خدمته العسكرية قبل أسبوع، إنه يكن «التقدير لـ(حزب الله) كعدو»، و«لكنني أرى وجود خلل مهني عندهم أيضاً. ونحن نعرف قراءة خطواتهم مثل كتاب مفتوح تقريباً، وفي الأحداث الأخيرة أظهروا مستوى مهنياً متدنياً، قد يكون ذلك نابعاً من الضغوط الكبيرة عليهم». وأضاف ليفي، في مقابلة مع صحيفة «معريب»، نشرت أمس: «إن إسرائيل وجهت لـ(حزب الله) ضربة شديدة جداً، عندما كشفت ودمرت سلاحه الاستراتيجي الذي اعتبره (سلاح يوم الحساب)، وهي الأنفاق الهجومية التي تتوغل إلى إسرائيل. واستغرق نصر الله شهراً حتى تطرق إلى هذا الأمر. وهم يشعرون أنهم مخترقون استخباراتياً. ونحن نستهدفهم في سوريا أيضاً. ونعرفهم جيداً. وأعتقد أننا في خطابنا السياسي والإعلامي نقوم بتعظيم (حزب الله)، وننسب مصداقية عالية لنصر الله، رغم أنه يكذب مرة تلو الأخرى، ويأخذ نواة حقيقة ويضخمها. أنا لا أقول إن علينا أن نستخف به، ولكن وضعنا الاستراتيجي مقابله حسن جداً، ليس ممتازاً؛ لكنه حسن جداً. القوة لدينا، ونحن نقرر من لا نقتل، ومن نقتل لدى الحاجة».

لماذا تجاهل ماكرون القرارات الدولية وهل قصد عدم استفزاز أحد؟

المركزية/05 أيلول/2020

سيقال الكثير عن حجم المبادرة الفرنسية التي قادها الرئيس ايمانويل ماكرون في بيروت بعد ان غادر المنطقة في اعقاب الزيارة الثانية الى المنطقة والتي قادته في نهايتها الى العراق. والى ان يعود في زيارته الثالثة الى بيروت قبل نهاية العام الحالي  لن يتوقف البحث في جوانب منها فهي ولدت لتحاكي المرحلة القصيرة التي سبقت وتلي تشكيل الحكومة العتيدة وصولا الى بيانها الوزاري والى مهامها الإدارية والمالية والإصلاحية.

وبعيدا من التكهنات التي تحدد عمرها من اليوم توضح مصادر سياسية ودبلوماسية لـ "المركزية" ان ليس طبيعيا ان يتجاهل اللبنانيون ما قالت به المبادرة عن يومياتنا. فهي ستعيش معنا يوما بعد يوم وان صاحبها لن يهملها، والى الفريق الذي ساعده في التحضير لها قبل اطلاقها والمستمر في مهمته وسيجمع آخرين لتوفير الرعاية والاهتمام المطلوبين، فـ "الهيبة " الفرنسية التي رافقت ولادتها تحتاج الى عملية انعاش يومية لا يجب ان تتوقف. جميع المعنيين بها سيواصلون جهودهم ومنهم مستشار الإليزيه للشؤون الخارجية ايمانويل بون ورئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية برنارد ايمييه الذي امضى الكثير من سنوات حياته الدبلوماسية في لبنان وله فيها اكثر من جيل من الأصدقاء. واي نقص يمكن ان يشعر به هذا الثنائي سيملأه بالتأكيد المكلف بادارة مشاريع مؤتمر سيدر السفير بيار دوكان الذي كلف المضي بمهمته لمواكبة المرحلة المقبلة التي تحدثت عنها المبادرة.

من هذه المنطلقات، بدأت تطرح بعض الأسئلة، منها ما يتصل بالشكل واخرى في المضمون والباقي يتصل بالتوقعات حول مدى وكيفية تجاوب الفرقاء اللبنانيين مع ما قالت به المبادرة عدا عن أخرى متصلة بالرعاية والحضانة الدولية التي قد يتلاقى بعضها مع مضمون ما قالت به او تتناقض معها. فالجميع يدرك ان ماكرون لم يجترح حلا جديدا ولم يفاجىء اللبنانيين والعالم باي خطوة، سبق ان تحدثت عنها مبادرات أخرى للعواصم المهتمة بالملف اللبناني ومن اوراق عمل اعدها اللبنانيون وجمعت معظم ما قالت به من افكار ومقترحات تحقق حولها حد ادنى من اجماع داخلي واقليمي ودولي وبقي الخلاف محصورا بأولوية خطوة على أخرى لا أكثر ولا أقل. في الشكل كثرت التساؤلات حول ما يمكن انجازه في ساعات امضاها الرئيس ماكرون في بيروت عبر نصفها تقريبا في نشاطات مكملة لها، فكان الجواب ان الزيارة لا تقاس بما امضاه الرئيس الضيف على الأراضي اللبنانية وان احتسبت الجهود التي بذلت من قبل وما سيليها يمكن التقدير لجهة ما كلفته من جهود بذلتها فرق متخصصة في الكثير من المهام الإقتصادية والسياسية والمالية والدبلوماسية لتوليدها وحمايتها.

اما في المضمون فلا يمكن الإحاطة بالكثير من الأسئلة والملاحظات المحتملة ، منها  الجدي ومنها الشكلي. فلا يمكن تجاهل الجرأة التي تجلى بها ماكرون عندما صارح اللبنانيين بما طلبه من زعمائهم في الإجتماعات الموسعة والضيقة في آن. لم يجترح شيئا جديدا، ولم يطلق في الخارج ما أخفاه في الداخل. ما قاله في لقائه مع ممثلي الأحزاب اللبنانية مثلا عبر عنه في مؤتمره الصحافي بالنص الحرفي ربما لبعض المواقف والملاحظات.

وعليه، بقيت الإشارة ضرورية الى فهم اسباب تجاهله لبعض المقترحات التي تؤرق اطرافا لبنانيين يعتقدون ان كثيرا مما هو مطروح لا يمكن البت به من اليوم في ظل عدم التكافؤ في موازين القوى في الداخل. بعضه يحتاج الى اجواء من الإستقرار ترفع فيها سطوة السلاح غير الشرعي عن اللبنانيين والى وجود دولة ومؤسسات قادرة على تطبيق القانون بمعايير موحدة على جميع اللبنانيين ما يستلزم جهدا كبيرا لتوليد قناعة داخلية بأن اللبنانيين جميعا متساوون امام القانون وانه ليس بقدرة احد الافلات من العقاب ولا بد من حماية مصالح اللبنانيين وضمان حقوقهم المتساوية في الانماء المتوازن فلا تبقى جزر امنية متفلتة من كل مظاهر الدولة ومؤسساتها واخرى تحصى انفاسهم فيها. وليس من حدود ومعابر مضبوطة لا يمكن خرقها او استغلالها للإساءة الى موارد الخزينة الشحيحة كما لجهة اعادة ترميم العلاقات بين لبنان واصدقائه في الغرب وعند العرب والدول والمؤسسات المانحة.

وان اعتقد البعض ان مفتاح الدخول الى هذه المرحلة يفرض الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة لتوليد سلطة يرتاح لها الشعب اللبناني بعدما فقد ثقته بها، فان ذلك لم تعطه المبادرة اولوية. وان كانت هناك دعوات صادقة الى مزيد من الشفافية في التعاطي مع حاجات اللبنانيين الذين ارهقهم الوضع النقدي والاقتصادي فقيل لهم ان الموارد المالية مفقودة واحياء الدولة يعيدها اليهم. وان الأولوية لما يعيد الامل باستعادة ما يصبون اليه من امن واستقرار اجتماعي واقتصادي هو المطلوب  بالتزامن مع الأمني إن لم يكن قبله.

الى ذلك، كان فاقعا ان يتجاهل الرئيس الفرنسي الحديث عن تطبيق القرارات الدولية بدءا بالقرارات الكبرى كالـ 1559 والـ 1701 قبل الحديث عن كيفية تنفيذ قرارات المحكمة الخاصة بلبنان وتسليم المتهم سليم عياش باغتيال الرئيس رفيق الحريري اليها. وهي امور ظهر انها مؤجلة الى حين استعادة التوازن المفقود بين الدولة والدويلة، وما تفرضه من ضمان للتوازنات الداخلية المختلة. تجاهل ماكرون هذه المعطيات في الزيارة،لكن مما لا شك فيه انها ستكون مطروحة في المرحلة التالية، وما لم تنفذ المرحلة التمهيدية  الأولى لا امل بالإنقاذ وعندها يمكن الحديث عن آليات لمرحلة أخرى مختلفة تماما وليس من الصعب تحديد معالمها من اليوم فعناوينها معروفة واقلها المزيد من الفوضى وانحلال الدولة ومؤسساتها ليعيش اللبنانيون في بلد "كل من ايدو إلو" والنموذج متوفر في بعض المربعات الأمنية المخفية منها والظاهرة الى العيان ولا حاجة للاشارة اليها.

 

هرطقة جناحي حزب الله الإرهابي

/The Unsaid Lebanon/05 أيلول/2020

تمييز بعض الدول الأوروبية ولاسيما فرنسا منها، بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله، هي خرافة ولا داعي للغوص في شرحها إحتراما" لعقول القراء. وهذه البدعة تحمل في طياتها الحفاظ على المصالح الإقتصادية لتلك الدول مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذا نرى فرنسا تحاول تثبيت ومسمرت النفوذ الإيراني في لبنان، عبر تعويم الإستبليشمنت السياسي الذي يحميه حزب الله. وهذه النظرية تتقاطع في الداخل اللبناني مع المتأيرنين الجدد، الذين جالسوا حزب الله في الحكومات المتعاقبة منذ الصفقة الرئاسية، لتبرير نهمهم وغولنتهم على تناتش الحصص والسرقات. ومن جهةٍ أخرى، وجود ميليشا خارج  القانون اللبناني في مجلس النواب، لا يعطيها مشروعية، لا بل بالعكس تماما"، فهي تفقد المجلس النيابي مشروعيته. أما فرنسا فتقدم المقبلات المسمومة، التي لن تحدث أي تغيير في الوضع اللبناني إن شكلت أو لم تشكل الحكومة، وهي مجرد تقطيع للوقت لحين موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهي تريد تهيئة الأرضية لتتلقف فوز بايدن الغير متوقع للمضي قدما" في مشروعها، فيصبح لبنان لقمة سائبة لحزب الله ليبلعه ويهضمه ويخرجه جثة خامدة على ضفة النهر.

 

شهر على انفجار باخرة الموت: كلهم كانوا يعرفون

"درج/05 أيلول/2020

شهر على جريمة مرفأ بيروت لم يتم خلالها مقاضاة أي مسؤول خلال هذه المدة تكشفت وثائق ومعلومات تظهر أن طبقة سياسية وأمنية واسعة كانت تعلم بشحنة الموت، فمن كان يعلم و...لم يفعل شيئاً؟ هل ستسلك جريمة انفجار مرفأ بيروت طريقها نحو المحاسبة؟ السؤال يقلق اللبنانيين الذين يخافون تكرار سيناريوهات ما بعد الحرب الأهلية لجهة انتفاء محاسبة المرتكبين. منذ جريمة 4 آب تتكشف يومياً تقارير وتصريحات تكشف أن سياسيين ومسؤولين وأمنيين وقضاة من أعلى المستويات الى أدناها كانوا يعرفون بشحنة نيترات الأمونيوم المخزنة في العنبر رقم 12 لكن لم يتحرك أحد.  انفجار بيروت هو جريمة موصوفة ارتكبها مجرمون لهم أسماء ورتب ادارية ومواقع سياسية.  ثلاثون يوماً على الجريمة، لم تحصل خلالها أي خطوات محاسبة فعلية ويصر أركان في السلطة على وصف ما جرى بأنه “حادثة”. الأكيد أن شحنة نيترات الأمونيوم التي انفجرت باللبنانيين لم تكن سراً ولا أمراً طارئاًَ. ما يلي خريطة تفاعلية زمنية وظيفية (أي توزع وظائف كل جهة ومسؤولياتها وان كانت تعلم مسبقا) وتوزع المسؤوليات حسب المعرفة المباشرة او غير المباشرة للجهات المعنية.

 

حفل موسيقي في مجلس الشيوخ الفرنسي من أجل لبنان

صوت بيروت انترناشيونال/05 أيلول/2020

أقام الموسيقار اللبناني عمر حرفوش حفلا موسيقيا، برعاية رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، في قاعة المجلس في باريس، “من أجل لبنان” بعد الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت والعالم أجمع، بحضور البرلماني والوزير السابق فيليب دوست بلازي، عضو مجلس الشيوخ ناتالي غوليه، نبال عواضة، وفاعليات فنية وثقافية. وقلد دوست بلازي الموسيقي حرفوش ميدالية باسم مجلس الشيوخ الفرنسي، تقديرا لجهوده من أجل لبنان.

 

الجيش: تفجير نيترات الامونيوم التي وجدت في المرفأ

صوت بيروت انترناشيونال/05 أيلول/2020

أعلنت قيادة الجيش أنه تمّت معالجة كمية نيترات الامونيوم التي وجدت منذ ايام في مرفأ بيروت والبالغة زنتها ٤ اطنان و٣٥٠ كلغ. وأوضحت القيادة أن وحدات فوج الهندسة عملت على تفجيرها في حقول التفجير التابعة للجيش.

 

ما هو جديد التحقيقات وصور الأقمار الصناعية في ملف انفجار مرفأ بيروت؟

صوت بيروت انترناشيونال/05 أيلول/2020

بعد الكارثة المروعة التي هزت مرفأ بيروت في الرباع من آب الماضي، كشفت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت ،مما نتج عنه خسائر بشرية ومادية هائلة. ونشر موقع “فوكس نيوز” جينها الإخباري الأمريكي، منظورًا أكثر واقعية للانفجارين اللذين أوديا بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4000 آخرين، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمستودعات والمباني في المنطقة المحيطة. وأحدث الانفجار أضرارا هائلة في المستشفيات وأدى إلى تحطم نوافذ الأبنية التي تبعد أميالا عن موقع الانفجار، حيث انتقلت موجة الصدمة الناجمة عن الانفجار من الواجهة البحرية الصناعية إلى المناطق السكنية ومناطق التسوق في المدينة. وفي جديد التحقيقات فقد أوضحت مصادر قضائية انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والمحقق العدلي القاضي فادي صوان طلبا من الفرقة الانكليزية والـ FBI صوراً التقطتها الاقمار الاصطناعية الخاصة ببلادهما في تاريخ الانفجار، إلّا أنّ الدولة اللبنانية لم تحصل حتى اليوم على إجابات رسمية عن هذا الامر وعمّا اذا كانت الاقمار موجّهة فوق لبنان أثناء وقوع الانفجار. مع الاشارة الى انّ لبنان طلب الامر نفسه من الاميركيين والفرنسيين، وبحسب المعلومات فإنّ الولايات المتحدة لم تستجب حتى الآن لطلب لبنان ولا يمكن معرفة السبب، ووفق المصادر فإنّ الاقمار ربما لم تكن موجّهة صوب بيروت او لبنان عند وقوع الانفجار، او لم تكن قريبة منها، حسبما نقلت “الجمهورية”. وفي ما خص مدة التحقيق وحجم التوقيفات، فتقول المصادر “انّ كل الاحتمالات واردة، ولا أحد فوق رأسه خيمة في هذه الجريمة”، علماً أنّ القاضي صوّان سيستمع الاسبوع المقبل، وفق المعلومات، الى وزراء الاشغال والداخلية والعدل السابقين الذين وصلتهم تحذيرات في شأن النيترات. وعند سؤال المصادر عن أسباب استبعاد وزراء المال عن التحقيق؟ أجابت: “من قال انه لن يتم استدعاؤهم لاحقاً، فالاستجوابات لم تنتهِ وكذلك التحقيق، وكل مسؤول سيأتي دوره وفق مهماته في الأمرة المباشرة الصلاحية او الاختصاص في مرفأ بيروت”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

أردوغان يهدد اليونان: تجارب مؤلمة في الميدان أو الحوار

دبي - العربية.نت/05 أيلول/2020

على وقع التصعيد اليوناني التركي ومع تعقد المشهد في شرق المتوسط تواصل تركيا استفزازاتها وتهديداتها، فقد صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد اليونان، السبت، وهددها بـ"تجارب مؤلمة" وعواقب وخيمة في الميدان أو الحوار. وقال في كلمة خلال افتتاحه "مدينة طبية" في إسطنبول ونقلها التلفزيون "إن تركيا وشعبها مستعدان لأي سيناريو والنتائج المترتبة عليه". جاء ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم، أن أنقرة نقلت دباباتها إلى الحدود مع اليونان.

نقل 40 دبابة بالقطار

وبحسب صحيفة "هبرلار" فإن قافلتي دبابات، انتقلت من ولاية هاتاي الجنوبية مع سوريا، إلى ولاية إدرنة الحدودية مع اليونان. كما قالت إن الدبابات التي كانت متمركزة في قضائي الريحانية وكوملو بولاية هاتاي، انتقلت ظهر السبت عبر شاحنات إلى ميناء اسكندرون.

وأضافت، أن القافلتين اللتين تضمان 40 دبابة سيتم نقلهما بالقطار من مدينة إسكندرون إلى ولاية إدرنة شمالاً.

نفي تركي

فيما نفت مصادر عسكرية تركية، إرسال دبابات نحو اليونان، وقال إن تحريك الدبابات بولاية "ملاطية" مخطط له من قبل. بالتزامن مع ذلك، يتوجه وزير الخارجية اليوناني إلى نيويورك لإجراء محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وسط توترات مع تركيا، حيث أعلن مسؤولون عسكريون أتراك أنهم سيبدأون الأحد تدريبات عسكرية تستمر خمسة أيام في المتوسط. ودخلت حليفتا الناتو اليونان وتركيا في مواجهة متوترة في منطقة شرق البحر المتوسط، حيث تجري تركيا عمليات استكشاف لاحتياطيات الطاقة في قاع البحر في منطقة تزعم اليونان أنها ضمن جرفها القاري. وتقول أنقرة إن لها كل الحق في الاستكشاف والتنقيب هناك، متهمة اليونان بمحاولة الاستيلاء على حصة غير عادلة من الموارد البحرية. ووضعت القوات المسلحة اليونانية في حالة استنفار. وأرسل كلا البلدين سفنا حربية للمنطقة، وتجري تدريبات بالذخيرة الحية في المنطقة الواقعة بين جزيرتي كريت وقبرص وساحل تركيا الجنوبي، بينما تضاعفت معارك المحاكاة بين الطيارين اليونانيين والأتراك فوق بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط. واصطدمت فرقاطتان تركية ويونانية الشهر الماضي، مما تسبب في أضرار طفيفة بالفرقاطة التركية ولكن بدون إصابات. والأزمة الراهنة هي الأخطر منذ عقود في تاريخ العلاقات بين البلدين.

 

إيران.. نقل البطل الرياضي من سجنه إلى مكان مجهول

دبي - العربية.نت/05 أيلول/2020

تواصل إيران تجاهلها للنداءات الدولية والأممية لإلغاء أحكام الإعدام والسجن ضد معتقلي الاحتجاجات الشعبية، فقد أفاد الناشط السياسي الإيراني مهدي محموديان، بأن نجم المصارعة نويد أفكاري تم نقله من محبسه، مساء الخميس، إلى مكان مجهول. وكتب محموديان على "تويتر"، السبت أن "الأخوين أفكاري معتقلان في عنابر منفصلة داخل سجن شيراز، وقد تم إخراج نويد أفكاري من عنبره حوالي الساعة 9 مساء أول من أمس الخميس، ونقله إلى مكان مجهول"، مضيفًا أن الاتصال بوحيد أفكاري انقطع منذ أمس. يشار إلى أن وسائل إعلام إيرانية كانت أفادت في وقت سابق بأن المصارع نويد أفكاري أدين بـ"القتل العمد" لطعنه مسؤولا في الهيئة العامة للمياه في شيراز (جنوب) بسكين في 2 آب/أغسطس 2018 وقتله. وعلى غرار مدن إيرانية عديدة أخرى، كانت شيراز في ذلك اليوم مسرحاً لتظاهرات مناهضة للسلطة احتجاجاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وذكرت وسائل إعلام قريبة من المحافظين الإيرانيين، أن عددا من المباني الدينية تعرضت لهجمات خلال هذه الاضطرابات. وتعليقًا على هذا الحكم، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطالباً قادة النظام الإيراني على عدم إعدام نويد أفكاري. يذكر أن قضية أفكاري شغلت الشارع الإيراني، ومئات الناشطين خلال الأيام الماضية، وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل تناشد السلطات الإيرانية عدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المصارع الشاب، لا سيّما بعد أن أفادت معلومات صحافية نشرت في الخارج، أن إدانة أفكاري تمّت بناء على اعترافات انتزعت تحت التعذيب. كما حصدت قضيته على إنستغرام دعم شخصيات إيرانية وأجنبية عدة طالبت بإلغاء العقوبة التي صدرت بحقه. ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية التي أعلنت نبأ صدور الحكم على أفكاري، عن محاميه حسن يونسي قوله: إنه تمت المصادقة على الحكم الصادر على موكله، لذلك لا يمكن أن يجري استئنافا. وأضافت أن المحامي تقدم مع ذلك بطلب استئناف أمام المحكمة نفسها بهدف الحصول على محاكمة جديدة استنادا إلى معلومات جديدة أُحيلت إلى المحكمة. ودان يونسي في تغريدة على تويتر الحكم الذي صدر في غياب أدلة، على حد قوله. يشار إلى أن إيران التي أعدمت في 2019 ما لا يقل عن 251 مداناً، هي الدولة الثانية في العالم، بعد الصين، في قائمة أكثر الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام، وفقاً لأحدث تقرير عالمي عن عقوبة الإعدام نشرته منظمة العفو الدولية.

 

السلاح للدولة فقط.. الكاظمي ماض إلى عراق جاذب للاستثمار

دبي - العربية.نت/05 أيلول/2020

يبدو أن الحكومة العراقية الجديدة مستمرة بتحقيق أهدافها التي أعلنت عنها منذ أن وصلت إلى السلطة قبل أشهر، خصوصاً فيما يتعلّق بكبح نفوذ الميليشيات الموالية لإيران وحصر السلاح بيد الدولة، ما يؤدي بدوره إلى استقرار أمني يجذب الاستثمار في العراق.

فبعدما أطلقت الحكومة العراقية، السبت، عمليات تفتيش واسعة للبحث عن السلاح والمطلوبين في بغداد والبصرة، إثر تزايد عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين في الاحتجاجات الشعبية، أعلنت خلية الإعلام الأمني، القبض على 3 أشخاص بتهمة حيازة أسلحة متوسطة وعجلات غير قانونية، وضبط رشاشين و121 بندقية و17 مسدساً و70 مخزن بندقية، أثناء العملية الأمنية التي انطلقت فجر اليوم في منطقة حسينية المعامل شرقي بغداد. كما أكد البيان حينها أن عمليات التفتيش وصلت إلى كل منطقة يستخدم فيها السلاح خلال النزاعات والخصومات، مناشداً المواطنين كافة التعاون التام مِن أجل سلامتهم وأمنهم.

في البصرة أيضاً

بالتزامن، أعلن قائد عمليات البصرة أكرم صدام مدنف، أن عملية عسكرية انطلقت السبت في البصرة، استهداف السلاح المتفلت الذي يستخدم ضد المواطن، مضيفاً أن المحافظة مقبلة على استقرار أمني سيلمسه العراقيون قريباً، وسيكون الوضع جاذبا للاستثمار.

كما أوضح أن المحافظة الجنوبية لن تشهد حظراً للتجوال تزامناً مع العملية، إنما سيكون هناك قطع جزئي عند تفتيش المناطق. وأكد مدنف أن القوات الأمنية لن تسمح بأكثر من قطعة سلاح خفيف في المنازل. إلى ذلك، أشار إلى أن العملية ستستمر 5 أيام، على أن يعقد بعدها مؤتمر لتقييم النتائج وسير العملية.

أهم خطوة

وبحسب مراقبين، فإن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الهادفة إلى السيطرة على السلاح المنفلت، وإنهاء الفساد. وكان من بين أهم الخطوات التي اتخذها الكاظمي أن ضبط خلال الأسابيع الماضية حدود البلاد ومنافذها، التي أضحت في الماضي مورداً مالياً ضخماً للميليشيات الموالية لطهران نتيجة عمليات الفساد والتهريب.

لا علم إلا العراقي!

من جهة أخرى، ألغى الكاظمي، قيادة قوات حفظ القانون، التي شكلت في زمن الحكومة السابقة لمواجهة الاحتجاجات الشعبية، والمتهمة بارتكاب تجاوزات وعمليات تعذيب بحق المتظاهرين في بغداد ومدن عراقية أخرى. كما أصدر قراراً منع فيه أي علم غير العلم العراقي فوق مباني الوزارات والأجهزة الأمنية وهيئة الحشد الشعبي. يذكر أنه منذ أشهر والأصوات تتعالى في العراق مطالبة بمحاسبة القتلة الذين اغتالوا بالرصاص الغادر وكاتمات الصوت حناجر شبان صدحت بعد انطلاق التظاهرات في أكتوبر الماضي احتجاجا على الفساد والمحاصصة في البلاد، وكانت آخر موجات الاغتيال هذه ما شهدته مدينة البصرة أواخر أغسطس الماضي. كما ناشد العديد من العراقيين السلطات بسحب السلاح المتفلت، وحماية المدنيين من عمليات الخطف والتعديات الحاصلة بشكل مستمر.

 

خلاف على منازل أهالي عفرين.. اقتتال جديد بين فصائل تركيا

دبي - العربية.نت/05 أيلول/2020

تستمر الخلافات على "المغانم" والمكاسب بين الفصائل الموالية المدعومة من تركيا شمال سوريا، فضلا عن الانتهاكات التي يقول أهالي تلك المناطق الخاضعة للسيطرة التركية إنها تتكرر بشكل شبه يومي، من سرقات وخطف واعتقالات. وفي آخر جولات الخلاف هذه، وقعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين فصيلي جيش الإسلام وحركة نور الدين الزنكي في ناحية جنديرس غرب مدينة عفرين الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لتركيا، نتيجة خلاف على عدة منازل في قرية قوجمان واشكان، ما أدى إلى سقوط إصابات من الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت. وكانت الفصائل الموالية لتركيا أرسلت تعزيزات الجمعة إلى تلك المناطق لفض الاشتباكات فيما بينهما. هذا وتشهد المناطق الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها، انتهاكات متواصلة ومستمرة بالإضافة إلى تضييق الخناق على السكان الأصليين والمدنيين النازحين لتلك المناطق، وسط تعام تركي عن تلك الانتهاكات. وكانت مصادر المرصد أفادت، في أغسطس الماضي، بأن مسلحين من لواء السلطان "محمد الفاتح" الموالي لأنقرة، طالبوا صاحب أحد المنازل بإخلائه في قرية “كوركان الفوقاني” بريف مدينة عفرين شمال غرب حلب، بحجة أن زوجة صاحب المنزل كانت تعمل إبان سيطرة القوات الكردية على عفرين في كومين قرية “كورونا الفوقاني”، كما أمهلوه فترة زمنية لتسليم زوجته المتواجدة حاليا في مدينة حلب، وإلا سيتم طرده من عفرين بشكل كامل، تزامنا مع ذلك جرى اعتقال مواطن من أبناء القرية لأسباب مجهولة.

 

عمل بتعليمات الأسد وكتب عن الفساد.. فاعتقل!

العربية.نت – عهد فاضل/05 أيلول/2020

أفرجت سلطات أمن النظام السوري، السبت، عن الصحافي كنان وقاف، بعد اعتقال لثلاثة أيام، إثر كتابته تقريرا عن فساد في شركة كهرباء محافظة طرطوس المتوسطية. وجاء اعتقال وقاف، بعد ساعات من إشادة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بما وصفه بمكافحة الفساد في حكومته، ثم الطلب من إعلامه التركيز على قضايا كشف الفساد، في كلمته التي ألقاها بحكومته الجديدة، الأربعاء.

فساد موصوف

وكان كنان الذي يعمل في صحيفة الوحدة التابعة للنظام قد أعد تقريرا، في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، عن حال كهرباء محافظة طرطوس، وصف ما يجري من عمليات فيها، بفساد موصوف، متهماً بعض الأشخاص بالتعاقد عبر تسهيلات خاصة وغير قانونية من شركة كهرباء طرطوس، أدت لجمعه مبالغ مالية كبيرة بعشرات الملايين. وفي تفاصيل الاعتقال، فقد تم استدعاء الصحافي من قبل الأمن الجنائي التابع لداخلية الأسد، في طرطوس، دون إعلان سبب الاستدعاء، فقرر الذهاب بنفسه، ليتم اعتقاله على الفور. يشار في هذا السياق، إلى أن أمن النظام لم يقر مباشرة، باعتقال وقاف، لأسباب تتعلق بتحقيقه الصحافي بل تناوبت شخصيات من النظام، على تبديل التهم الموجهة إليه، بعد ساعات من اعتقاله.

تنصّل من سبب الاعتقال

وكان المبرر الأول الذي روّجه النظام للاعتقال، تشابه الأسماء، كما نقل عن محافظ طرطوس صفوان أبو سعدة الذي زعم أن الذي كان يجب أن يعتقل واحد آخر اسمه خليل وقاف، لا كنان وقاف. ثم أعلن قائد شرطة محافظة طرطوس، العميد موسى الجاسم، أن اعتقال وقاف، كان بسبب تخلّفه عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش النظام، ليعلن بعدها أن سبب الاعتقال هو قيام الصحافي بقيادة سيارة لا أوراق نظامية لها. وبقيت تلك التهم تتبدل بحق الصحافي المذكور، حتى ليل أمس الجمعة، عندما أقرت الشرطة بأن سبب اعتقاله، كان شكوى تقدم بها أحد المذكورين في تحقيقه الصحافي، واتهمه فيه بالفساد. وأعلن عماد سارة، وزير إعلام النظام بعد تدخله لإطلاق سراح الصحافي العامل في إحدى مؤسساته، أنه لن يتم اعتقال صحافي "بعد الآن" إلا بعد إخبار وزارته عن سبب التوقيف، أولاً.

كشف الفساد يفضي إلى الاعتقال

وكان الوزير عمّم من جانبه هو الآخر، لوسائل إعلام محلية، أن سبب اعتقال الصحافي هو تشابه وخلط في الأسماء، كما قال كاشفاً تدخل ثلاثة وزراء، في حكومة الأسد، لإطلاق سراحه، ليعود ويصرح اليوم السبت، لصحيفة الوطن شبه الرسمية، بأن "الصحافي يُحاسَب على ما ينشره، بموجب قانون الإعلام" في تصريح غير مباشر منه لسبب اعتقال الصحافي الذي اتهم إحدى مؤسسات النظام بـ"فساد موصوف". وفي السياق، أصدر اتحاد الصحافيين التابع للنظام منذ قليل، بياناً تحدث فيه عن "مفارقة" هي اعتقال صحافي، بعد كلام الأسد عن "دور الإعلام في مكافحة الفساد" بحسب نص البيان الذي أقر بأن اعتقال الصحافي، جاء بسبب تقريره عن الفساد في مؤسسة كهرباء طرطوس، كاشفاً التهم الحقيقية التي وجهت إلى الصحافي وهي: "قدح إدارة عامة، وتحقير ونيل من هيبة الدولة، باستخدام الشبكة، علماً أن المادة منشورة في صحيفة رسمية". بحسب نص البيان السابق.

 

السيسي يؤكد ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 أيلول/2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على خصوصية العلاقات المصرية البحرينية والممتدة عبر عقود من التعاون المثمر والتنسيق الوثيق بين البلدين. جاءت تصريحات السيسي، خلال استقباله، اليوم (السبت)، وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، وسفير مملكة البحرين بالقاهرة هشام الجودر، حسبما أفاد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي. وأوضح السيسي، أن ذلك يتجسد في التوافق في وجهات النظر والرؤى بين مصر والبحرين تجاه قضايا وأزمات المنطقة المختلفة، والدعم المتبادل لمواقف الدولتين الشقيقتين داخل جميع المحافل الدولية والإقليمية، مؤكداً في هذا السياق استمرار الدعم المصري للبحرين في كافة مواقفها السياسية. من جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني، الحرص على تعزيز وتوطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار للمنطقة، خصوصاً في ضوء الجهود المصرية المقدرة للحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي خلال المرحلة الدقيقة الحالية التي تتعاظم فيها التحديات. وأوضح السفير بسام راضي، أن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما تم استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد السيسي، في هذا الخصوص، ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، مشيداً بالدور المهم الذي تقوم به دولة البحرين وقيادتها في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية. في حين، ثمن وزير الخارجية البحرين دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي، مشيداً بحرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية، والدفع قدماً بالعمل العربي المشترك.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان على المحك بين جشع إيران وغباء حزب الله !!!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/05 أيلول/2020

جاء تصريح إيران بإستعدادها لتصدير الأسلحة إلى دول المنطقة حالما ينتهي الحظر الأممي المنصوص عليه في القرار “٢٢٣١” الصادر من مجلس الأمن عليها كنشوة إنتصارٍ وهميّة بعد وقوف إحدى عشرة دولة إلى جانبها في عدم التصويت على مشروع الولايات المتحدة الأميركية في تمديد حظر السلاح على إيران

‏تصاعدت نبرة الخطاب الإيراني في التهديد بعد أن عزمت الولايات المتحدة الأميركية على تفعيل آلية “السناب باك” القاضية بإعادة العقوبات على إيران منذ عام ٢٠٠٥ في العشرين من الشهر الجاري، والّتي حاولت النيجر مُذ تسلّمها رئاسة مجلس الأمن أن تثبّط المساعي الأميركيّة بإيهامها بأنّ القانون الدولي لا يسمح لها بتفعيل هذه الآلية جرّاء إنسحابها من الإتفاق النووي في العام ٢٠١٨ لكنّها لم تُحبط عزائم الإدارة الأميركية مؤكّدةً في أنّ لها الحقّ في ذلك إضافةً إلى أنّ إيران تحاول جاهدةً في الحصول على منظومة رادار حديثة قادرة على كشف طائرات “إف ٣٥” و “إف ٢٢” بعد أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذريّة بأنّ المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حاليّاً عشر مرّات الحد المنصوص عليه في الإنفاق النووي ممّا يقوّي موقف الولايات المتحدة الأميركية في ضرورة تمديد قرار حظر الأسلحة على إيران وفي إعادة تفعيل العقوبات عليها …

‏وفي المقلب اللّبناني، تأتي الجلسة التمهيدية الثانية للمحكمة الدولية بقضيّة إغتيال الرئيس الحريري في السادس عشر من الشهر الجاري وهذا ما يُثير قلق حزب الله، ولطالما كان التصعيد الإيراني يُترجم عبر ميلشياته المسلّحة المنتشرة في الدول العربيّة وعلى رأسها الحزب في لبنان؛

‏كما وأفادت مصادر حزبيّة أنّ حزب الله يعزم على القيام بعمليّة عسكريّة في الجنوب اللّبناني في الأيام القليلة المقبلة والّتي من المحتمل أن تأتي قبل جلسة المحكمة، وكانت إسرائيل قد صرّحت بعلمها بالعمليّة عبر مصادرها في الحزب وحذّرت من ردٍّ موجعٍ جداً سيلقاه الحزب ومن يحيطه بالرعاية في لبنان، إضافةً إلى نشر صحيفة “جيروزاليم بوست” دراسة عن حزب الله والأماكن التي يخزّن فيها صواريخه وأسلحته بين المدنيّين …

‏على الرّغم من الوضع المزري في لبنان وبيع الفصائل الفلسطينيّة لقضيّتهم وكان آخرها منذ يومين كرمى لوقف إطلاق النار من غزة، جاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنيّة” إلى بيروت وإلتقى بأمين عام حزب الله “حسن نصر الله” في أوّل زيارة له للمدينة منذ عام ١٩٩٣ وصرّح من بعدها بأن صواريخه التي ستطال “تل أبيب” موجودة في بيروت وستُطلق من بيروت؛

‏لم تنفك إيران في إنتهاك حرمات الدول العربيّة والإعتداء عليها والقيام بأعمال إرهابيّة فيها عبر ميليشياتها، بل طال باعها لتجرّها للإنتحار من أجل إبرام المفاوضات على دماء الشعب اللبناني عبر صبيّها المدلّل “حسن نصر الله” وهذا ما تسعى لإيقافه الدول العربيّة والمجتمع الدولي لكنّها ما زالت تصرّ على إقباض سيطرتها برئيسٍ من هنا وعملٍ تخريبيٍ من هناك، وبالفتنة تارةً وبالمكائد طوراً وهذا ما بات جليّاً لأغلبيّة اللّبنانيّين …

‏يعيش محور الممانعة حالة إرتباكٍ شديدة تجعله يتخبّط في تصرّفاته، فبيد أنّ العالم كافّة يسعى لمكافحة الإرهاب وتسيير دول العالم الثالث مسرى التطور العلمي والثورة التكنولوجيّة والسيبرانية، يدأب المحور على محاولة تأجيج الصراعات كي يبقى حيّاً، يبدو لأنّه أدرك أنّه قيد النفاذ …

 

لبنان بين معسكرين ومشروعين وزيارتين

عبد الجليل السعيد/صوت بيروت انترناشيونال/05 أيلول/2020

آلية التسويات الكبيرة التي يريدها الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في لبنان ثبت فشلها من خلال الحراك الشعبي في ساحات بيروت عشية زيارته الثانية التي لم تحظى بقبول أوساط سياسية وشعبية على حد سواء

ولأن الزائر الفرنسي رفيع المستوى تعامل مع الملف اللبناني من زواية ” تحصيل حاصل ” وتحريك المياه الراكدة دون التطرق لأصل المشكلة وهي سلاح ميلشيا حزب الله الذي يهيمن على كل مؤسسات لبنان الدستورية ويحتل الرئاسات الثلاث فإن لبنان بين معسكرين ومشروعين وزيارتين

فمعسكر سيد الإليزيه في باريس يمثل اليوم صفقة رابحة لعهد الرئيس ميشال عون المعزول عربياً وإقليمياً دولياً ، وتعويماً مباشراً لـ الطبقة الفاسدة التي يمثلها نبيه بري زعيم ميلشيا حركة أمل ورئيس مجلس النواب ، وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل وسليمان فرنجية رئيس تيار المردة ، وجبران باسيل رئيس الظل و متزعم التيار الوطني الحر ، ووليد جنبلاط وحزبه ، ومن خلفهم إيران المتفقة والموافقة على مجيء رئيس حكومة مثل مصطفى الأديب يؤيد خيارتها وينفذ أجندتها

وأما المعسكر الآخر حيال لبنان ، فإنه تجلى في شخص بهاء الدين الحريري رجل الأعمال المعروف الذي غرد بالتزامن مع زيارة ماكرون واصفاً طبيعة المشروع الذي يريده للبنان حين قال : إن دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية تتوافق مع رؤيتنا إلى ضرورة نزع سلاح حزب الله و تحميله مسؤولية تدهور الأوضاع الإقتصادية والسياسية في لبنان

وزيارة ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لبيروت أكدت مضمون تغريدة النجل الأكبر لرئيس وزراء لبنان الأشهر الراحل رفيق الحريري رحمه الله ، فإدارة ترمب متمسكة بمبدأ نزع سلاح حزب الله بشكل كامل ، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة ، وعدم التماهي مع الخطة الفرنسية التي وصفها مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية بأنها ” ناقصة وغير مجدية ” ونهج بهاء الحريري الواضح في الممارسات والأولويات ، جاء ليعري جشع المتسلطين على رقاب اللبنانيين ، وطمع عملاء إيران الذين تسببوا ويتسببون بكوارث لبنان كل صباح ومساء ، وقرار البنك الدولي بإلغاء القرض اللبناني ‏⁧على الفور وعدم صرف 244 مليون دولار لمشروع سد بسري يعتبر ضربة مباشرة على سبيل المثال لا الحصر ويتوجب الآن على بقية الأحزاب اللبنانية الرافضة لمعسكر ماكرون ومخططاته ، إغتنام هذه الفرصة التاريخية والمسارعة للإلتحاق بجبهة بهاء الحريري التي تمثل إستعادة السيادة للبنان ، وإنهاء مظاهر الإجهاز على كيان الدولة اللبنانية المهدد بالإندثار كما قال كاردينال بكركي البطريرك بشارة الراعي حين أعلن تبنيه الكامل لمنطق الحياد الخاص بلبنان ولن يحظى لبنان بترف الإنتظار الذي ينشده ماكرون ومن معه ، فالأزمات الإقتصادية الخانقة للمواطنين في لبنان تنذر بمجاعة كبيرة ، وعزوف عربي كامل عن المساعدة إذا بقيت نقاط الحل الحقيقي غير موضوعة على حروف المشهد اللبناني السيء بكل المقاييس المعمول بها .

 

حكومة وزراء ليسوا من صنع الأحزاب ولا معادين لها

  نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 5 أيلول 2020

يوحي التكتم الذي يحوط بمفاوضات تأليف الحكومة، ثم في ضوء ما رشح عن الاجتماع الأول بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أن البلاد ربما مقبلة على حكومة لا تشبه الكتل الرئيسية التي اعتادت صنع الحكومات. بعضلات فرنسية هذا الاستثناء

مذ أجرى الرئيس المكلف مصطفى أديب الأربعاء 2 أيلول مشاوراته مع الكتل الرئيسية لتأليف حكومته، لا أحد يعرف بانقضاء ثلاثة أيام من مهلة الخمسة عشر يوماً، مَن يتفاوض مع مَن؟ حصل اجتماع واحد بين أديب ورئيس الجمهورية ميشال عون غداة المشاورات تلك كي يطلعه على نتائجها، غير ذات الجدوى في الأصل. لا يُعرَف بعد من أين سيأتي الرئيس المكلف بوزرائه، أو تهبط أسماؤهم عليه، ولا المرجعيات التي يقتضي تشاوره معها من بين الكتل، إذا كان ثمة دور لها كونها تمثّل الغالبية التي تمنح حكومته الثقة في مجلس النواب. ما خلا الأحاديث عن حكومة اختصاصيين، لا أحد يسعه التكهن بالحد الفاصل بين الاختصاصي والسياسي.

لعل المفارقة، أن اللبنانيين يعرفون مضمون البيان الوزاري للحكومة الجديدة، المنبثق من ورقة العمل الفرنسية، قبل أن يعرفوا أي حكومة ستبصر النور وممّن.

ما يبدو معلوماً حتى الآن في المسار الذي يسلكه التأليف - إذا صحّ أن التعهدات التي قطعتها الكتل الرئيسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء الفائت ذات صدقية - بضعة معطيات منها:

1 - نجاح تأليف الحكومة في مدة خمسة عشر يوماً كما قال ماكرون، أو أقل حتى، استناداً الى ما وعدته به القيادات اللبنانية، يُسجّل في ذاته سابقة غير مألوفة، بل تكاد لا تصدّق. ذلك أن القوى السياسية، القادرة على إزالة أي عراقيل في طريق تأليف حكومة وتسهيل اختيار وزرائها، هي نفسها التي تلاعبت منذ اتفاق الدوحة عام 2008 بتأليف الحكومات المتعاقبة، بدءاً بالمدة الدنيا مع حكومة الرئيس حسان دياب هذه السنة وهي 44 يوماً، ذهاباً الى المدة القصوى مع حكومة الرئيس تمام سلام عام 2014 وهي عشرة أشهر و9 أيام. يعني ذلك أيضاً، دونما إعفاء أي رئيس مكلف منذ عام 2008، أن القوى السياسية لم تكن تسمح بتأليف حكومة لا تراعي حصصها فيها وتفرض وزراءها. لم يحدث ذلك في حكومات الوحدة الوطنية منذ اتفاق الدوحة فحسب، بل أيضاً في حكومة دياب التي لم تتمثل فيها الكتل تلك مباشرة، إلا أنها هي التي ألّفتها وأدارتها من وراء الستار وعرقلت مهماتها وفرضت على رئيسها استقالتها.

2 - في صلب مبادرة الرئيس الفرنسي، حكومة لا تشبه كل اللواتي سبقتها، بما فيها حكومة دياب التي تتقاطع معها في الظاهر فقط بتوزير اختصاصيين. لم يعد في الإمكان الاستعانة بأدوات الماضي. يقتضي بالحكومة الجديدة أن لا تكون على صورة الأحزاب الممثلة بالكتل النيابية الرئيسية، تتحكم بها في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب. لذا تكمن أهمية اختيار الوزراء الجدد في المرجعية التي ستدلّ على أسمائهم، لا في الأحزاب التي ستكون هذه المرة في منأى عن الاختيار وفرض التسمية. الواقع أن مَن سيدلّ على سلة من الأسماء المرشحة مرجعية أقرب ما تكون في صلب الإدارة الفرنسية، الواسعة الإلمام والكثيرة التوغل، العارفة بأدق تفاصيل الداخل اللبناني. هو ما قد يصحّ على الاستخبارات الفرنسية التي يرأسها السفير السابق في بيروت برنار إيميه.

بعد 4 آب فقدت الكتل مخالبها بتكشّف مسؤولياتها السياسية والأخلاقية

3 - مع أن المواصفات المعلنة للحكومة الجديدة أن تكون من اختصاصيين، إلا أن الأساس فيها أن لا يكون وزراؤها مناوئين للكتل أو استفزازيين لها، وفي الوقت نفسه ليسوا من اختيارها أو في عداد أعضائها، كي تتمكن الحكومة الجديدة من الاضطلاع بالمهمة المنوطة بها داخلياً وخارجياً، وهي إجراء الإصلاحات البنيوية في الاقتصاد والنقد. مواصفات كهذه هي الخيار الوحيد المطروح أمام الرئيس المكلف. ما خلا ذلك سيكون أمام الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. وطأة الضغوط الدولية انطلاقاً مما تمثله المبادرة الفرنسية، كفيلة بأن لا تقوده إلا الى السيناريو الجيد.

4 - سيكون من السذاجة الاعتقاد أن الرئيس الفرنسي لم يُعدّ لمبادرته بعناية - ناهيك بالأميركيين - مع كل من إيران والسعودية، الدولتين القادرتين على ممارسة حق النقض في تأليف حكومة لبنانية، وإن بتأثير متباين: في وسع إيران من خلال الثنائي الشيعي منع تأليفها تماماً، وهو الدور الأقدر على الاضطلاع به حزب الله، فيما في وسع السعودية إحالة الحكومة الجديدة عاجزة كلياً عن أداء أي دور الى حد إصابتها بالشلل، عبر إيصاد أبواب الخليج في وجهها، وعدم محضها الاعتراف - السنّي الحتمي والضروري - بها على نحو ما رافق حكومة دياب من يومها الأول حتى استقالتها. ذلك ما خبرت قسماً أساسياً منه حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2019 حتى استقالتها نهاية العام، بافتقارها الى الغطاء الذي اعتاده من الرياض. استطاعت المملكة أخيراً فرض فيتو على عودته الى السرايا، وحرمته حق التسمية من داخل تيار المستقبل حتى، من غير أن يجرؤ على مواجهتها. لم تعترض على أديب مثلما لم تعترض قبلاً علانية على دياب، مكتفية بإغلاق الأبواب في وجهه. حاجة الدور الفرنسي الى الرياض وطهران مرتبطة ليس بتسهيل تأليفها فحسب، بل إتاحة الفرصة أمام الحكومة الجديدة لإخراج لبنان من عزلته الإقليمية والدولية الخانقة، مضاعفة في اختناقه الاقتصادي والأمني.

5 - منذ انفجار مرفأ بيروت تمرّ الكتل الرئيسية في مرحلة فقدان توازنها، ومقدرتها على الإمساك باللعبة الداخلية التي أفلتت من عقالها. قبل 4 آب بدا من المؤكد أن يستمر الاختناق الداخلي الى أمد غير معروف، بالتزامن مع الانهيارين الاقتصادي والنقدي، ناهيك بتضاؤل دور الحراك الشعبي وضموره الى حد بعدما أضحى ثمة شارع قبالة شارع. كان في وسع الكتل تلك الاستمرار مع حكومة دياب الى ما شاء الله، والتلاعب بها، ومنعها من إقرار أي إصلاح بنيوي يلحّ عليه المجتمع الدولي. بعد انفجار المرفأ، تكشفت عن الكتل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية حيال ما حدث. بذلك فقدت المخالب التي اعتادت نشبها في المعادلة الداخلية منذ اتفاق الدوحة. صار من السهولة بمكان الاستماع الى مراجع ومسؤولين يقولون إنهم لا يتمسكون بحقائب، كانت حتى حكومة دياب أقرب ما تكون الى حقوق وأصول لهم. كذلك الأمر بالنسبة الى الحصة في مجلس الوزراء. صار من البساطة تقبّل إجراء مداورة في الحقائب السيادية والأساسية بلا أدنى اعتراض.

 

إسرائيل على تأهبها في الجولان..نصرالله يريد جثة إسرائيلية

المدن/يديعوت أحرونوت/06 أيلول/2020

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في سلسلة الأحداث العنيفة الأخيرة على الحدود الشمالية مؤخراً، سواء من "حزب الله" أو طهران، تهديداً دائماً لإسرائيل على الرغم من الجهود الروسية لطردهم من المنطقة. وقالت إنه يجب على الجيش الإسرائيلي ألا يأخذ الموقف باستخفاف.

وقالت إن "الهجوم" الذي تم "إحباطه" في آب/أغسطس جنوب مرتفعات الجولان، و"الذي انتهى بالقضاء على أربعة إرهابيين، ليس له علاقة مباشرة بالصراع الأكبر مع حزب الله".

وأضافت "لهذا السبب، فإن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، مقتنعاً بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ما زال مصمماً على تقديم جثث جنود إسرائيليين للعالم".

وتابعت: "هذا هو وعد نصرالله لشعبه الذي يرسله ليقاتل ويموت في أرضٍ أجنبية خارج الهالة الوقائية للردع المتبادل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان". وقالت إن "نصر الله يعتقد أنه كخبير في المجتمع الإسرائيلي، يعرف كيف يعلّم الإسرائيليين وكيف يصدمهم".

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنه "عندما يتنافس القادة الإسرائيليون للتفوق على بعضهم البعض بالتهديدات بعمل عسكري، فإنهم يعملون فقط على تعزيز إحساسه بأن إسرائيل تفرّ من الصراع". وأضافت "على هذا النحو، يمكنه الاستمرار في البحث عن فرصة للرد على الهجمات على مقاتليه في سوريا والتي نُسبت إلى إسرائيل".

من الناحية العملية، تواصل إسرائيل مساعيها العسكرية في سوريا، بما في ذلك العمل ضد المواقع التي يتواجد فيها مقاتلو "حزب الله"، حسب الصحيفة.

منذ وقت ليس ببعيد، سقطت شظايا صاروخ سوري مضاد للطائرات في بلدة مجدل شمس الإسرائيلية، بالقرب من الحدود. رداً على ذلك، هاجمت طائرات "هيليكوبتر" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مواقع للجيش السوري تحتوي على معدات لجمع المعلومات الاستخبارية، وبعضها قد خدم "حزب الله" على الأرجح. تقول الصحيفة إن الهجوم ربما تسبب في وقوع إصابات في صفوف الحزب.

خلية الجولان التي استهدفتها إسرائيل

وأضافت "حقيقة أن الخلية الإرهابية (في الجولان) قد تمّ القضاء عليها بواسطة كمين لوحدة من لواء الكوماندوز تشير أيضاً إلى جهد استخباراتي غير عادي ومستوى عالٍ من اليقظة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يشرك وحدات النخبة في أنشطة أمنية روتينية في الشمال".

وتابعت: "بدلاً من الحرب، أطلقت إسرائيل حواراً دبلوماسياً مع حزب الله بعد تسلله الأخير، على أمل أن يتفهم نصر الله. لكنه لم يفعل. يريد جثة" من عناصر الجيش الإسرائيلي. "كما لا تستطيع إسرائيل استبعاد احتمال أن تكون هذه المحاولة الهجومية (في الجولان) قد نفّذتها ميليشيات موالية لإيران. هؤلاء متطوعون من العراق وأفغانستان يعملون تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ولديهم مسار طويل ودموي مع إسرائيل بعد تصفية العشرات منهم في سلسلة من الهجمات في البلد الذي مزقته الحرب".

وقالت إنه "في هذه الحالة، حاول المتسللون الوصول إلى نقطة حدودية تابعة للجيش الإسرائيلي يتم تشغيلها بشكل متقطع، من أجل زرع متفجرات تنفجر عند وصول الجنود".

وبحسب الصحيفة، يكشف هذا الحادث نقطة ضعف في علاقات إسرائيل مع الروس في سوريا. تعهدت روسيا لإسرائيل بأن الإيرانيين أو القوات الموالية لإيران لن يعملوا تحت أي ظرف من الظروف من الجانب السوري من الجولان. حتى أن الروس نشروا قوات الشرطة العسكرية في نقاط رئيسية في المنطقة للوفاء بهذا الالتزام.

لكن على مدار العامين الماضيين، أصرّت إسرائيل على أن قوات الجيش السوري المسؤولة عن أمن الجولان تضم في الواقع الميليشيات الموالية لإيران وأعضاء "حزب الله". وقالت "يديعوت": "في محاولة للتخلص من النفوذ الإيراني، يحاول الروس إخراج الميليشيات الموالية لإيران من الفرقة الخامسة السورية المنتشرة في جنوب البلاد، واستبدالها بميليشيات محلية تدعم بشار الأسد".

ونقلت الصحيفة عن قناة "العربية" السعودية قولها إن الروس قلقون من احتمال تحرك إيران ضد إسرائيل من جنوب سوريا.

وختمت "يديعوت": "ليس من المستبعد أن تكون محاولة الهجوم على موقع الجيش الإسرائيلي هي إشارة من إيران لإسرائيل وروسيا بأنها موجودة بالفعل هناك، ولا شيء يمكن أن يوقفها".

 

حزب الله لا تعنيه "المثالثة": السيطرة الكاملة على الدولة

منير الربيع/المدن/06 أيلول/2020

مذ طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة الذهاب إلى ميثاق سياسي جديد، بدأت التساؤلات والتحليلات حول الصيغة التي يمكن اجتراحها للبنان، بعد ثبوت عقم النظام والتركيبة اللبنانيين. وسرعان ما توجهت الأنظار كلها نحو حزب الله، لقراءة ردّ فعله وجوابه على المبادرة الفرنسية.

ردّا نصرالله

وردّ أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله بموقفين مختلفين: في الأول قال: "لقد عُرضت علينا أموال ومكاسب سياسية مقابل تغيير وجهة سلاحنا وقضيتنا، لكننا رفضنا". وقال في رده الثاني: "نحن منفتحون على أي مناقشة أو مبادرة للذهاب إلى عقد سياسي جديد، شرط التوافق عليه بين القوى السياسية".

وهكذا فتح حزب الله الباب أمام مسعى التغيير. لكن لا أحد يمتلك صيغة أو تصوراً واضحاً لما يفترض أن يكون عليه هذا التغيير.

وسارع كثيرون إلى استنتاج صيغة المثالثة ضمانة لحزب الله، في مقابل موقف ماكرون حول وجوب انسحاب الحزب من سوريا والعراق واليمن، والدخول في هدنة طويلة مع إسرائيل لتعزيز وضعه الداخلي.

حزب الله طالبان لبنان؟

لا شك في أن موافقة حزب الله على مثل هذا الطرح، تعني إحراجه حيال تاريخه وجمهوره، وتقوّض جذرياً خطابه وأيديولوجيته. وهي تضع قتاله المديد في خانة السعي إلى مكاسب سياسية، مستخدماً شعارات دينية وطائفية لتعزيز مكانته في لبنان. وهذا ينسحب أيضاً على قتاله في سوريا لحماية نظام الأسد، متوسلاً مسوغات دينية تارة، كحماية المراقد الشيعية، وطوراً مسوغات لبنانية كاستباقه محاربة الإرهاب، الذي يطمئن مخاوف المسيحيين من التكفيريين السنّة.

غير أن المعروف عن حزب الله، هو استحالة ذهابه إلى مثل هذه الخيارات التي تسقط عنه تاريخه وصورته وادعاءاته كلها. إذ لا يمكن لحزب مثله أن يرتضي الظهور - ولو لمرة واحدة - على صورة يتراءى فيها منكسراً أو متنازلاً.

لكن المستجد أيضاً أن استمراره على هذه الصورة التي كان عليها طوال سنوات، في واقع لبنان السياسي وخارجه، لم يعد ممكناً. فليست بسيطة موجات مواجهته وتصنيفه إرهابياً بشقيه السياسي والعسكري في الدول الأوروبية، بفعل الضغط الأميركي.

فقبل سنوات كان تنظيم حزب الله العسكري فقط هو المصنف إرهابياً. لكن إدراج الحزب كله اليوم على لوائح الإرهاب، يغيّر الكثير من المعطيات السياسية، التي قد تؤدي إلى احتمالات تسوية أو تفاهم بينه وبين أميركا، على غرار الاتفاق الذي عقده الأميركيون مع طالبان في أفغانستان.

العونية في دور الحريرية

عندما تحمّس التيار العوني للتحالف مع حزب الله، طمح عون إلى المعادلة التي كانت قائمة بين الحزب وسوريا الأسد من جهة، وبين ورفيق الحريري من جهة أخرى: حزب الله مقاومة عسكرية ضد إسرائيل ويتحكم بالسياسة الخارجية اللبنانية بديلاً عن الأسد، في مقابل إطلاق يد التيار العوني في السيطرة على مقدرات ومفاصل المرافق العامة في الدولة.

وتنامى الطموح العوني وجشعه إبان انخراط حزب الله في الصراع السوري واليمني والعراقي. وارتاح العونيون معتبرين أن عمل الحزب وحجمه وثقله منصبة كلها على الخارج. أما الداخل اللبناني، أي شؤون الدولة الداخلية وتفاصيلها، ففي يد العونيين الذين يؤمنون الغطاء المسيحي لحزب الله.

وفي كل محطة خلافية أو مفترق طرق رئيسي، لجأ التيار العوني إلى التهديد بالذهاب إلى الفيدرالية أو الصيغة الجديدة، والانتهاء من اتفاق الطائف. وفي تهديده هذا، اعتبر التيار أن حزب الله يصطف خلفه ويناصره. لكن الحزب كان فعلياً في مكان آخر مختلف كلياً.

وفي طرحه الفيدرالية، ظن التيار العوني أنه يكسب المناطق المسيحية، مسقطاً من حساباته أن هدف حزب الله هو السيطرة على لبنان كله. وفي هذا السياق حرص حزب الله على إدارة علاقات متناقضة مع القوى اللبنانية المتضاربة. فركز على الاهتمام بالبيئات الاجتماعية والطائفية والمذهبية والديمغرافية المختلفة، حتى سجل اختراقات كبيرة فيها.

الحزب الواحد في لبنان

ووصل الحزب أخيراً إلى وضع يمكّنه من رفض المثالثة، في حال عرضها عليه. فما هو قائم حالياً في لبنان، هو أكثر ما يناسبه. فغاية حزب الله ليست تغيير اتفاق الطائف ولا تغيير الدستور والذهاب إلى المثالثة. بل إن معركته الأساسية انتخابية، والذهاب إلى قانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي، وبقاء الصيغة على حالها. وهذا يوفر له القدرة على سحق القوى اللبنانية التي تناهضه، ويمكّنه من انتصار كبير يجعله الأقوى في المجلس النيابي، والمتحكم في الانتخابات الرئاسية وعمليات تشكيل الحكومات. وهذا ما يجعله في موقع الحزب الواحد والقائد للدولة والمجتمع.

وفي حال عُرض على حزب الله مقايضة سلاحه بتغيير صيغة النظام اللبناني، سيكون مستعداً للنقاش والمراوغة في مسألة السلاح، ليقفل الباب على تغيير النظام بشكل قاطع. ذلك لأن السلاح ووهجه والخوف منه ومحاباته تظل كلها تشغل البيئات الأخرى وتخترقها.

وهكذا تظل القوى اللبنانية كلها ضائعة ما بين خوفها من الحزب وسلاحه، وبين رغبتها في الاستناد إليهما والاستقواء بهما على الآخرين.

ألم تكن هذه المعادلة إياها قائمة في لبنان أيام وصاية سوريا الأسد عليه؟

 

بيان البنك الدولي يكذّب باسيل: هكذا سقط سدّ بسري

عبادة اللدن/أساس ميديا/الأحد 06 أيلول 2020

لا يتغيّر جبران باسيل. يسقط سد بسري فلا يبدي صهر الرئيس استعدادا للاتعاظ والبحث عن بدائل، بل يصر على أن لا بديل تحت الشمس إلا أن "نعود إلى السد نفسه بالشروط نفسها، ولكن بكلفة أعلى بكثير".

تغريدة باسيل أمس تضرب رقما قياسيا في حجم التضليل الذي يمكن أن تجمعه أسطر قليلة. فهو أوحى أن سقوط المشروع ليس له من سبب إلا "النكد السياسي"، وفي ذلك تعمية على ما أوضحه البنك الدولي من أسباب لإلغاء ما تبقى من القرض المخصص للمشروع، والبالغ 244 مليون دولار.

إلغاء التمويل سببه تقصير الحكومة في تقديم خطة مقبولة للتعويض الأيكولوجي والترتيبات للتشغيل والصيانة

يحدد البنك الدولي في بيانه ثلاثة أسباب لإلغاء تمويله للمشروع:

- الأول، عدم انتهاء الحكومة اللبنانية من وضع خطة التعويض الإيكولوجي وفقاً للإجراءات القانونية الواجبة وبالتشاور مع أصحاب المصلحة الرئيسيّين (stakeholders)، أي أهالي المنطقة المحيطة بالسد والمتأثرين به، في موعد أقصاه 4 أيلول 2020. ما حصل أن الحكومة لم تقدم مسودّة خطة التعويض الإيكولوجي إلا في 12 آب الفائت، أي بعد فوات المهلة الأولى في 22 تموز، وتلقت ملاحظات من البنك الدولي عليها في 25 منه، من دون أن تعالجها ضمن المهلة الجديدة الممددة حتى 4 أيلول. كما أن الحكومة لم تجر المشاورات التي اشترطها البنك الدولي مع أصحاب المصلحة، بل عقدت جلسة يتيمة معهم، انسحبت منها وزيرة الإعلام المستقيلة منال عبد الصمد في واقعة معروفة.

- السبب الثاني للإلغاء أن مذكرة التفاهم لترتيبات تشغيل السد وصيانته التي تقدمت بها الحكومة أتت مخالفة لاتفاقية القرض مع البنك الدولي. ولم تلتزم الحكومة بتقديم ترتيبات مرضية في المهلة التي حددها البنك الدولي بحلول 24 آب الفائت.

ويجب الالتفات هنا إلى أن شروط البنك الدولي في هذا الصدد كانت ضرورية لتفادي الفشل الذي مني به سدا المسيلحة وبريصا، ولتفادي تكرار سجل الفشل المريع للإدارات اللبنانية في إدارة مشاريع منجزة، مثل مشاريع محطات معالجة الصرف الصحي، التي أنفقت عليها مئات ملايين الدولارات، ولم تدخل حيز التشغيل.

- السبب الثالث عدم التحاق المقاول بموقع العمل.

الواضح أن اثنين من الأسباب الثلاثة يعودان إلى تقصير وزارة الطاقة، وليس لأي طرف سياسي آخر غير التيار الوطني الحر مسؤولية عنه. ولا يُلام الوزير في الحكومة المستقيلية ريمون غجر وحده، بل إن التقصير عائد إلى عهد وزيرة الطاقة السابقة ندى بستاني، التي انصرف جهدها إلى المناكفات الإعلامية، فيما كانت تعرف أن من واجبها أن تلبي هذه المتطلبات منذ سنوات.

لا خروج من هذا الفشل بالعودة إلى "القرض نفسه بالشروط نفسها"... ذاك وهم!

هناك فشل لا يحتاج إلى لجنة تحقيق، بل إن التحقيق ناجز ومختوم بتوقيع دولي؛ هناك وزارة لم تقم بما عليها، لم تقدّم خطة التعويض الأيكولوجي، ولم تجر المشاورات مع أصحاب المصلحة، ولم تقدّم ترتيبات التشغيل والصيانة. انتهى الأمر. ثم يأتي باسيل ليرمي كل هذا الفشل على بضعة ناشطين يقفون في العراء. يجب على اللبناني أن يصدّق أن السلطة التي تفقأ أعين المتظاهرين في وسط بيروت وتحوّله إلى ثكنة كبرى، لا تستطيع أن تؤمن دخول المقاول إلى الموقع!

على أن المشكلة ليست فقط في فشل الإدارة العونية للملف. لا بد اليوم أن يكون لدى المحتفلين بسقوط السد ما يشرحون به أسباب الابتهاج بالانفجار الآتي لأزمة المياه.

الأزمة أكبر بكثير من 1.6 مليون نسمة في جنوب بيروت يحتاجون إلى مياه نظيفة. هناك خمسة ملايين لبناني يحتاجون إلى المياه للشرب والمعيشة والزراعة والصناعة وري المساحات الخضراء والحدائق العامة. لا يحتاج الأمر إلى إعادة اختراع العجلة. هناك دول في محيط لبنان القريب هي من بين أفقر عشر بموارد المياه المتجددة في العالم، وتجد المساحات الخضراء على امتداد مئات الكيلومترات فيها تحت حرارة شمس تتجاوز الخمسين درجة مئوية.

الفشل في سدود المسيلحة وبريصا كان سيتكرر لولا شروط البنك الدولي

مشكلة سد بسري الكبرى أنه كان أحاديّ النظرة من الوجهة التنموية؛ كان الهدف منه نقل 105 ملايين متر مكعب من المناطق المفتقرة إلى المياه، للشرب والزراعة، في البقاع والجنوب، إلى حزام النزوح المحيط بالعاصمة. تلك وصفة قاتلة لمفهوم الإنماء العادل، ولأي مستقبل لتثبيت السكان في قراهم، وتوفير الموارد الاقتصادية لمعاشهم فيها.

لا خروج من هذا الفشل بالعودة إلى "القرض نفسه بالشروط نفسها"، ذاك وهم. لا خروج إلا باعتماد استراتيجية مبسطة وواضحة لاستغلال موارد المياه المتجددة، يكون من أسسها:

- العدالة في توزيع موارد المياه بين المناطق وبين القطاعات، بذهنية الإنماء المتوازن العادل، بين المناطق وبين القطاعات، بحيث لا تجرّ مياه منطقة تحتاج المياه للزراعة والشرب، إلى منطقة أخرى.

- إخراج السياسة من اعتبارات توزيع الإنفاق. فلا يجوز إنفاق أكثر من مئة مليون دولار مثلا، على إنشاء سدين في البترون، ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وترك طرابلس وعكار وبعلبك والجنوب عطشى.

- تأسيس الاستراتيجية على أساس رؤية بعيدة المدى حتى العام 2050، وربطها بالاستراتيجية الاقتصادية التي أعدتها ماكينزي، لأن من غير الممكن تحديد أهداف لقطاع المياه منفصمة عن الأهداف الاقتصادية القطاعية والديمغرافية.

باسيل يرمي الفشل على بضعة ناشطين يقفون في العراء فيما السلطة تفقأ عيون المتظاهرين في وسط بيروت

ما يحتاجه قطاع المياه هو التحرر من الطريقة العونية في الإدارة العامة. فمشكلة باسيل في المياه كما في الكهرباء كما في النفط، أنه ما أدار ملفاً بذمّة تقنيّة صافية من النكد السياسي؛ في النفط رفع شعار "لبنان دولة نفطية"، وملأ الشوارع بلافتات "شكرا باسيل"، للارتزاق السياسي من ثروة هي في علم الله، وفي ملف الكهرباء ملأ الشاشات بإعلانات تخيل للمرء حين يشاهدها أن أديسون خرج من بطون التيار العظيم. وفي المياه كذلك، جيّر الملف كله لمصالح سياسية وطائفية.

هل يمكن أن نفهم مثلا لماذا زج باسيل باسمي بيروت وصيدا ضمن المناطق المستفيدة من السد، خلافا للحقيقة؟ وذلك في تغريدته أمس والتي قال فيها: " سيأتي يوم تطالب فيه الدولة اللبنانية ومعها كل اهالي بيروت وجزين وصيدا والشوف وبعبدا وعاليه بتمويل سدّ بسري".

المطلوب من أية استراتيجية جديدة التوازن والعدالة في توزيع موارد المياه والإنفاق بين المناطق والقطاعات

فالمعروف من وثائق المشروع أن مياهه تقف عند حدود قضاء بعيدا والضاحية الجنوبية، ولا تدخل إلى بيروت. بل إن وزير الطاقة السابقة ندى بستاني طلبت من مجلس الإنماء والإعمار إدخال قرى جزين وشرق صيدا ضمن المناطق المستفيدة ولم تلحظ أية حصة لصيدا!

في كل تلك الملفات، انطلق عمل باسيل من السياسة ووسخها، فتبّت يداه في السياسة وتبّ. وها هو الآن يبكي من "نكد سياسي" كان هو من بدأه.

 

عصا العقوبات و«حكومة المهمة»!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/05 أيلول/2020

قبل أن تهبط طائرة الرئيس إيمانويل ماكرون في بغداد يوم الأربعاء الماضي، بعد زيارته الثانية العاصفة سياسياً إلى بيروت، كان قد وصل تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي قال للمسؤولين وللمنظومة السياسية الفاسدة في بيروت: «إنه لم يعد ممكناً أن يستمر الوضع كما كان سابقاً»، محذراً من أنه يجب الانخراط في الإصلاح فوراً. هذا الكلام وأكثر منه قسوة وأشد سخونة، كان المسؤولون في بيروت قد سمعوه تكراراً من الرئيس الفرنسي، سواء عندما تحدث إلى الصحافيين، أو وهو يخاطب هؤلاء السياسيين والمسؤولين مباشرة، خلال زيارته الثانية يوم الاثنين الماضي، للمشاركة في المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير عام 1920. وصل ماكرون عملياً وكأنه يحمل في يده اليمنى، جزرة تتعهد بإمكان الحصول على الدعم والمساعدات عبر إحياء «مؤتمر سيدر»، وتحريك صندوق النقد الدولي استطراداً، إضافة إلى وعد بتنظيم فرنسا ورعايتها، لمؤتمر دولي جديد لمساعدة لبنان ومنعه من الانهيار، لكنه حمل في اليسرى عصا غليظة لم يتوانَ عن التلويح بها تكراراً بعد وصوله، حتى قبل أن يهبط في بيروت، عندما حذّر المسؤولين من أنهم إن لم ينخرطوا فوراً في التغيير العميق، وفي تنفيذ الإصلاحات الجادة، فإنهم سيتعرضون إلى مروحة من العقوبات المؤلمة، لا تقتصر على وقف المساعدات والدعم فحسب، بل ستفرض عقوبات على ودائع السياسيين وأصولهم، وسيمنعون من السفر إلى دول الغرب.

كان واضحاً أن رسائل التحذير هذه وصلت إلى بيروت قبل ماكرون، سواء عبر الصحافة الفرنسية، وعبر التقارير الدبلوماسية، التي دفعت نواباً للاتصال بمصادرهم في باريس، مستفسرين عن مدى جدية ما نشر عن لوائح اسمية لمسؤولين من رأس الهرم، ونزولاً، وأنهم قد يتعرضون لعقوبات قاسية، ففهموا أن الأمر جاد، وأن هناك تعاوناً فرنسياً أميركياً في هذا السياق، وهكذا ربما لم يكن مستغرباً أن يترك مراراً المسؤولون الرئيس ماكرون، سواء في زيارته الأولى مباشرة بعد الانفجار المروّع؛ حيث نزل وحيداً إلى المرفأ، وجال في الأحياء المدمرة، متفقداً الناس والمنكوبين، وفي زيارته الثانية، عندما ذهب مباشرة من المطار إلى منزل السيدة فيزور في أنطلياس، حتى قبل أن يعرّج على القصر الجمهوري، ليقلّدها أعلى وسام فرنسي لما تمثله في الوجدان اللبناني من حلم بالجمهورية الرحبانية، لأنه يعرف أن اللبنانيين من وجعهم، يحسون يومياً ويتذكرون تماماً مغناة «ناطورة المفاتيح» المشهورة التي غنتها فيروز، والتي تتحدث عن شعب قرر أن يغادر بلده بسبب صلف الحاكم وظلمه، ويترك المفاتيح عند «زاد الخير» الناطورة!

كان هذا مساء الاثنين، لكن الأمر سيتكرر صباح الثلاثاء عندما سينطلق ماكرون وحيداً، لا يرافقه أي رئيس أو مسؤول كبير، في يوم الاحتفال بذكرى المئوية المذكورة، فيصعد إلى منطقة جاج، ليزرع وحيداً أرزة، ثم ينزل للمرة الثانية ليجول على قدميه ساعتين وسط الركام والغبار متفقداً عمليات التحضير لإعادة بناء المرفأ، ومحاطاً بالناس الذين كان قد عانقهم، ورأوه يدمع وهو يتفقد الأحياء المدمرة في السادس من الشهر بعد يومين من فاجعة الانفجار!

بالعودة إلى موضوع الإصلاح، وهو البند الأهم في مستقبل الوضع السياسي، كان من الواضح أن الوضع الخطر، بعد الانفجار، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وإشراف لبنان على الانهيار، أو على الزوال، كما حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد أشعل منذ زيارة ماكرون الأولى إلى بيروت حركة اتصالات حثيثة بين ماكرون والرئيس الأميركي دونالد ترمب، تركزت على ضرورة قيام معالجة سريعة للوضع المتداعي في لبنان، ولهذا لم يكن غريباً أن تتحدث تقارير دبلوماسية عن عملية ضغوط قوية، حتى تهديدات وصلت إلى المسؤولين في بيروت، على قاعدة القول لهم «game over»، أو الإصلاح أو الخراب، وبالأحرى زوال لبنان، كما قال لودريان.

ماكرون لم ينتظر الاجتماع مع المسؤولين، ومع ممثلي الأحزاب حول الطاولة التساعية، مساء، في قصر الصنوبر، فخلال جولته نهاراً في المرفأ عقد لقاء مع ممثلي الأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني على متن البارجة الفرنسية؛ حيث أبلغهم ما كان قد أدلى به إلى موقع «politico»، من أن هناك خطة واضحة للإصلاح لم يعد مسموحاً التغاضي عنها، «وإنني لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسية في لبنان، أنا لا أطرح نفسي بديلاً عنها، هناك انتخابات، وعلى الشعب أن يفرز واقعاً سياسياً جديداً، وإنني أعدكم بأنني سأغير مساري، ذلك أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة فيما يتعلّق بالتغيير في لبنان، وإذا لم يحدث هذا فقد يترتب عليه فرض إجراءات عقابية على الطبقة الحاكمة».

وأَوضح أنه لكي تكون هذه العقوبات ناجحة وصارمة، هناك اتصالات تجري مع الرئيس ترمب في هذا الخصوص، وهو ما يؤكد صحة ما كان قد تسرب إلى بيروت عن وجود لوائح اسمية، وضعتها واشنطن، تضيف أسماء مسؤولين وسياسيين من رأس هرم السلطة، ونزولاً، وكانت صحيفة «لو فيغارو» أشارت إلى هذا في تحقيق موسع يوم وصول ماكرون إلى بيروت، ورغم أنه حاول التخفيف من وطأة ما أثاره من الدوي، عندما وبّخ الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو الذي كتب التحقيق، لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن صحيفة محترمة مثل «لو فيغارو» لم تكن لتنشر التحقيق لو لم تكن تعرف ضمناً أنه يساعد ماكرون، في ضغوطه المنسقة أميركياً على الطبقة الحاكمة في بيروت.

عملياً كانت عصا العقوبات قد بدأت فعلها في بيروت، عشية وصول ماكرون، فبعدما كان الحديث عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون يستمهل تكليف رئيس جديد بعد استقالة حكومة حسان دياب، التي هندسها «حزب الله» كما هو معروف، ودائماً على قاعدة القول إنه سيجري مشاورات سياسية قبل التكليف، هدفها تسهيل التشكيل، وفي حين كانت بورصة التسميات نشطة‏، فجأة حدّد عون موعداً سريعاً لإجراء الاستشارات الملزمة، ورشّح رؤساء الحكومات السابقين مصطفى أديب سفير لبنان لدى ألمانيا، الذي كان يعمل في مكتب الرئيس نجيب ميقاتي، والمتزوّج من فرنسية، تردد أنها تمتّ بصلة قربى إلى السفير الفرنسي السابق في بيروت برنار إيميه. وكان مفاجئاً أيضاً أن يتم تكليف أديب فوراً بتشكيل الحكومة الجديدة بأكثرية 70 صوتاً، رغم أن هناك كثيرين من النواب لا يعرفونه، ولا يعرف أحد شيئاً عن برنامجه مثلاً، لكن بدا واضحاً أنها بداية ثمار الضغوط الفرنسية الأميركية المتفق عليها، التي قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو ليست بعيدة عن هذا، فقد آن الأوان لمحاولة منع لبنان من الانهيار، وما يمكن أن يخلقه هذا من الفوضى على المستويين المحلي والإقليمي.

فور نزوله من الطائرة غرّد ماكرون واصفاً الحكومة الجديدة بأنها يجب أن تكون «حكومة المهمة»، بما يعني أنها ستُشكل لتنفيذ مهمة محددة، وهو ما عمل الرئيس الفرنسي على التحضير له في محادثاته مع المسؤولين في بعبدا ومع السياسيين في السفارة الفرنسية، وهو يتركز عملياً على 4 نقاط...

أولاً؛ تشكيل حكومة من الاختصاصيين البعيدين عن الصف السياسي أو المنتدبين عنه.

ثانياً؛ الانخراط في برنامج إصلاحي شامل يركز على قطاع الكهرباء والاتصالات، وعلى محاولة استئصال كل منظومة الفساد من قطاعات الدولة المتآكلة والمنهوبة، والعمل على إعادة البناء ومواكبة تحديات جائحة «كورونا» التي تتقدم في لبنان.

ثالثاً؛ البحث لوضع قانون انتخابي جديد يكون أكثر تعبيراً عن روح التمثيل الشفاف والصحيح للشعب اللبناني.

رابعاً؛ إجراء انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر أو سنة على الأكثر.

لكن هل هذه مهمة سهلة؟ التصريحات التي أدلت بها الكتل النيابية بعد الاستشارات مع الرئيس المكلف بدت وكأنها مزيج من التواضع والرضا والقبول، بعيداً من لغة الشروط السابقة، وهذا طبعاً نتيجة الضغوط والتلويح بالعصا، لكننا في بداية الطريق. صحيح أن ماكرون أثار حفيظة كثيرين بالحديث عن أن «حزب الله» إرهابي من جهة، وسياسي له حضوره التمثيلي في المجلس، لكن بالنسبة إلى المراقبين بدا الأمر بمثابة صفقة ضمنية تقضي بأن يقول هذا الكلام، الذي لا يتعارض أصلاً مع الموقف الفرنسي، مقابل أن يقبل الحزب بالبقاء خارج حكومة المهمة.

وإذا كانت «حكومة المهمة» تعني أنها لمرحلة انتقالية، فإن العودة إلى صناديق الاقتراع قد تطوي الصفحة السياسية السوداء، لكن مسألة سلاح «حزب الله» قد تجعل «المهمة مستحيلة»، بانتظار الانتخابات الأميركية ونتائجها على العلاقات مع إيران!

 

ضباط وقضاة وسيكار

بشارة شربل/نداء الوطن/05 أيلول/2020

يميل المُشاهد تلقائياً الى تصديق وئام وهاب حين يفتح ملفات الهدر والفساد. فالوزير السابق، محبوب الشاشات، جريء و"مدعوم" وصاحب شخصية جاهزة للدخول في صراعات ولا يتردّد في إفشاء أسماء. وإذا كان انضواؤه تحت عباءة "الممانعة" وضربه بسيف حلفائه عموماً بلا اقتناع يُحسبان ضده وعليه، فإن لديه من الاحساس بوجع الناس وانتفاضه الدائم ضد السارقين والفاسدين ما يغفر له، بل يضع في رصيده حسنات. سمّى وهَّاب امس على "الجديد" ثلاثة ضباط كبار بينهم قائد الجيش السابق واتهمهم بجمع عشرات الملايين والإثراء غير المشروع والتربُّح من موقع موظف عام. ومع ان "البيّنة على من ادَّعى"، فإن تجارب اللبنانيين المريرة مع "جمهورية القراصنة والحمايات"، وعدم رؤيتهم فاسداً واحداً في السجن رغم اقرار الجميع بأن البلاد منهوبة وبأن المنظومة المجرمة عاثت في كل مكان، تدفع الى عكس الآية والطلب ممن لاكَتهم الألسن وحامت حولهم الشبهات المبادرة الى تقديم أدلة تبرّئ ساحتهم قبل الوقاحة بتجنيد محامين وأبواق.

كل لبناني يأمل ان تكون الكارثة التي شهدتها بيروت في 4 آب منعطفاً في كلّ اتجاه، خصوصاً ان هَوْل الجريمة والصدمة التي احدثتها في الوعي الجماعي يفرضان تكريس مبدأ المحاسبة وإخضاع الرؤوس الكبيرة قبل الصغيرة للتحقيق والعقاب. ولا يختلف اثنان على انّ التواطؤ او الاهمال او التغاضي او التقاعس أساسها الفساد، وليس أسوأ من هذه الآفة حين تصيب الذين أوكلَ اليهم فرض القانون وإحقاق الحق، وهم الضباط والقضاة. لا يكمن فضلُ وئام وهَّاب فقط في جرأته على التلفظ بأسماء محددة - يتعين على أصحابها دحض كلامه الذي شهَّدَ عليه رئيس الجمهورية إذ "كان يعلم"- بل ببوحه بكلام كل الناس عن فئة من الضباط والقضاة كان هاجسها الدائم منذ استقل لبنان طول السيكار وتجميع الثروات. ولأنهم أفلتوا على مرّ العقود من العقاب فإن "الثقافة" التي أورثوها لمن خلَفَهم أفقدت البلاد كل حصن أمان. حان الوقت لكسر هذا المحرَّم الذي يسمَّى الضباط والقضاة. صحيح أن الطبقة السياسية مسؤولة قبلهم عمَّا وصلت اليه البلاد من انهيار وإجرام، لكنهم "أبناء الدولة" الذين أخَلُّوا بموجبات مناصب سعوا اليها، وهي تعريفاً تفترض الشجاعة والنزاهة لحماية حياة الناس وحقوقهم في وجه اي تغوُّل او افتئات. لن نبني وطناً ودولة قانون اذا لم ينتهِ زمن "الخروج الآمن" و"عفا الله عما فات". فلتُفتح كلّ ملفات الفاسدين وعلى رأسهم الضباط والقضاة، سواء كانوا عاملين أم تقاعدوا مع عدة السيكار، حينها يتم الاعتذار ممَّن لا يظهر التحقيق مشاركته في الارتكابات، وتؤدَّى التحية للشرفاء.

 

أديب متمسّك بالتشكيلة المصغّرة... و"الفيتو" العوني يتربّص بالأسماء/"نبض" التأليف يخفت... "عادت حليمة"!

نداء الوطن/05 أيلول/2020

ما كان يدور همساً في كواليس التأليف حول وجود "نقزة" وريبة من احتمال عودة ذهنية العرقلة إلى تسيّد المشهد الحكومي، جاهر به أمس عدد من المواكبين لعملية مشاورات التشكيل مستغربين بروز طروحات ومطالب خارجة عن سياق التعهدات التي قطعها بعض المسؤولين أمام الراعي الفرنسي. فبعدما تسارع "نبض التكليف" تحت وطأة وهرة الرئيس إيمانويل ماكرون ووهج زيارته الميدانية للبنان، سرعان ما عاد "نبض التأليف" ليخفت تحت أنقاض المطالب والشروط الرئاسية والسياسية، حتى يكاد البحث عن جديد المعطيات المتصلة بعملية التأليف يحتاج إلى كلب تشيلي آخر على نسق "فلاش" يعيد الأمل بوجود ومضات ضمير قابل للحياة لدى المسؤولين، لكن على ما يبدو "عادت حليمة لعادتها القديمة" وعادت معها "الذهنية نفسها والنهج نفسه" في التعاطي مع استحقاقات تشكيل الحكومات، وفق ما عبّرت مصادر سياسية مطلعة على سير الأمور حكومياً، معربةً عن أسفها لكون "البعض لا يزال يرى الأمور من منظار مصالحه الضيقة رغم أنّ البلد وصل إلى مرحلة مفصلية بلغ معها اللبنانيون منعطفاً مصيرياً حتى أصبحوا حرفياً لا مجازياً أمام قضية حياة أو موت".

وأوضحت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "الرئيس المكلف مصطفى أديب لا يزال على اندفاعته وعلى الخطوط العريضة التي رسمها لتصور تشكيلته الوزارية، غير أنّ عراقيل مقنَّعة عدة بدأت بالظهور تباعاً غداة إقلاع طائرة الرئيس الفرنسي من بيروت، لا سيما لناحية محاولة فرملة جنوحه نحو ولادة تشكيلة اختصاصية مصغرة منزهة عن أي وصمة تسييس أو محاصصة"، موجهةً صراحةً إصبع الاتهام إلى "أطراف لطالما عرقلوا وأخّروا تشكيل الحكومات من أجل تسميات وحصص وحقائب، لا سيما منهم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي تبدو بصماته جلية خلف إلحاح الرئاسة الأولى على مطالب معينة تطال شكل التشكيلة الحكومية وجوهر تركيبتها".

وفي هذا المجال، تكشف المصادر أنّ أديب الذي زار قصر بعبدا على عجل أمس الأول لبلورة آلية تسريع الولادة الحكومية "سمع كلاماً لا يوحي بالاستعجال في التأليف، لا بل تفاجأ بأداء يرفض بعض طروحاته ويفرض عليه طروحات مقابلة"، مشيرةً إلى أنّ "عون رفض على سبيل المثال تشكيل حكومة مصغّرة وأعاد على مسامع الرئيس المكلف تكرار ما كان باسيل قد طالب به حرفياً من على منبر استشارات "عين التينة" لناحية ضرورة أن يكون لكل حقيبة وزير وعدم دمج عدة حقائب بوزارة واحدة". أما في موضوع "المداورة" فلفتت المصادر إلى أنّ "إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على حقيبة المالية أثار حفيظة باسيل فخرج حينها بنظرية المداورة لكي تُسحب هذه الحقيبة من يد الثنائي الشيعي رداً على قبولهم بسحب حقيبة الطاقة من يده".

إلى ذلك، برز خلال الساعات الأخيرة ما نقلته مصادر نيابية لـ"نداء الوطن" عن اتجاه رئيس الجمهورية نحو التلويح بحق "الفيتو" على أي إسم يطرحه الرئيس المكلف في تشكيلته الوزارية من دون رضى عوني، كاشفةً في هذا الإطار عن "إعداد دوائر بعبدا بالتنسيق مع رئيس التيار الوطني مجموعة من الأسماء المطلوب توزيرها على قاعدة وجوب أن يكون رئيس الجمهورية شريكاً في عملية التسميات مع الرئيس المكلف ربطاً بتلازم توقيعيهما دستورياً على مرسوم التأليف".

وإذ ترى المصادر النيابية أنّ "مهمة الرئيس المكلف لن تكون سهلة على ما يبدو إذا لم يتجدد الضغط من الخارج" مرجّحةً أن يبدأ "رنين هواتف" بعض المسؤولين اللبنانيين باتصالات واردة من باريس إذا ما استمرت العرقلة بعد انقضاء أسبوع على التكليف، تؤكد أوساط مطلعة على أجواء الرئيس المكلف في المقابل أنه "عازم على تجاوز العقبات التي برزت خلال الساعات الأخيرة"، لافتةً إلى أنه يواصل مشاوراته الرئاسية والسياسية بإسناد فرنسي مباشر "ولا يزال يبحث في السير الذاتية التي وردته عن شخصيات اختصاصية تتماشى في كفاءاتها مع تصوره لتشكيلته المرتقبة"، مع التشديد على أنه لا يزال يميل إلى أن تكون تشكيلة مصغّرة "باعتبارها أقدر على الحركة والإنجاز بعيداً عن الحكومات الفضفاضة التي تخدم بتركيبتها الموسّعة فكرة المحاصصات السياسية أكثر من كونها تخدم مهمة الإصلاح".

 

عندما تصير شركة خليوي... أقوى من الدولة!

كلير شكر/نداء الوطن/05 أيلول/2020

تستعدّ شركة أوراسكوم لتسليم الإدارة للدولة

وفق الأجندة الفرنسية، يفترض أن يغادر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط، مكتبه، خلال أيام قليلة قد لا تتعدى الخمسة عشر يوماً بعد تسليم الحقيبة إلى خلفه، ليكون بذلك قد أمضى أكثر من سبعة أشهر في وزارة الاتصالات، ولكن بـ"صفر" إنجازات!

وحده تسليم ادارة قطاع الخليوي إلى الدولة، كان يفترض أن يكون "إنجاز" الوزير خلال ولايته بعد رفع خطة متكاملة لتطوير القطاع وتحسين واردات الدولة. ولكن حتى اللحظة، لا يزال هذا البند عالقاً... أما الخطة فستبقى في أدراج الوزير، أو ضمن أغراضه التي سيوضبها لدى مغادرته.

في 30 نيسان الماضي، أعلن رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب أن "خريطة الطريق للتصحيح المالي، تأتي بعد أيام على قرار استرداد الدولة لقطاع الهاتف الخليوي، لنثبت أن الدولة يمكن أن تكون مديراً ناجحاً وليس بالضرورة أن تكون إدارة فاشلة".

سبق لهيئة التشريع والاستشارات أن أفتت في شباط الماضي، بأنه يتوجب على وزير الاتصالات أن يبادر وبشكل فوري إلى اتخاذ الاجراءات الإدارية والعملية لاستلام إدارة قطاع الخليوي. ورأت الهيئة أنّه يجوز لوزير الاتصالات أن يرفع كتاباً إلى مجلس الوزراء يقترح عليه: التمديد للشركتين المشغلتين، أو اجراء مناقصة أو مزايدة، على أن يقوم مجلس الوزراء باتخاذ القرار المناسب من الاقتراحات أو رفضها جميعاً وابقاء الإدارة على عاتق وزير الاتصالات بواسطة المديرية العامة للاستثمار والصيانة.

قبلها، كانت لجنة الاعلام والاتصالات توصي في اليوم الأخير من العام الماضي "ببدء اجراءات استرجاع ادارة القطاع الى الدولة، على ان يتخذ وزير الاتصالات الاجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع المراجع المختصة، ومع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال من اجل حفظ حقوق الدولة وعدم وقوعها في أي مشكلة قانونية، وإجراء عملية التسليم والتسلم، وبالتالي عند تأليف الحكومة العتيدة تقر استراتيجيتها لطريقة ادارة هذا القطاع واتخاذ الاجراءات اللازمة".

ومع ذلك، أدرج البند على جدول أعمال مجلس الوزراء في الجلسة المنعقدة في الخامس من أيار الماضي، كلزوم ما لا يلزم ليوافق المجلس على طلب وزيرالاتصالات استرداد ادارة قطاع الخليوي.

في الرابع من حزيران الماضي وجّه وزير الاتصالات كتاباً خطياً إلى كلّ من الشركتين زين واوراسكوم يبلغهما فيه على نحو رسمي ببدء اجراءات التسليم والتسلم والتي يفترض أن تستمر أسبوعين من الزمن، تتحول بعدهما الدولة بواسطة مجلسي ادارة جديدين هي المدير الجديد لشركتي "ألفا" و"تاتش".

في السادس من حزيران الماضي أطل وزير الاتصالات على اللبنانيين لمرة واحدة وأخيرة، ليكشف عن أسماء أعضاء مجلسي الادارة اللذين سيستلمان القطاع باسم الدولة، وليعلن وبشكل مقتضب عن "إتمام دفتر شروط خلال 3 أشهر لإجراء مناقصة دولية لتفويض وإدارة الشركتين بشروط مالية تصبّ في مصلحة الدولة حصراً". أما الاسماء التي ستتولى ادارة مجلسي "تاتش" و"ألفا" فهي كالتالي:

في شركة "ألفا": جاد ناصيف رئيس مجلس الإدارة، رفيق حداد، الين كرم، محمد ناصر وعماد حامد.

في شركة "تاتش": حياة يوسف رئيسة مجلس الادارة، شربل قرداحي، ماجد عبد الجواد، علي ياسين وجواد نكد.

عملياً، صار عمر قرار الاسترداد أكثر من أربعة أشهر، ولا تزال اوراسكوم وزين تديران القطاع "غصباً" عن الدولة. الحجة أنّ العقود الموقعة مع الدولة اللبنانية تكبّل الأخيرة وتحول دون اتمام الاجراءات اذا لم تكن الشركتان راضيتين. أما ماذا يرضي الشركتين، فهي براءة الذمة. جلّ ما تفعله اوراسكوم وزين هو ابتزاز الدولة للحصول على براءات ذمة.

كان يفترض بالتدقيق المالي الذي تقوم به شركة PWC أن ينتهي في شهر تموز الفائت، ولكن وفق بعض الحقوقيين، فإنّ التدقيق ينتج مخالصة سنوية، في حين أن براءة الذمة تشمل كامل العمليات المشتركة بين الدولة اللبنانية والشركتين أي التأكد من تسليم المعدات والمحطات ونقل الموظفين من ملاك إلى آخر (لم ينقل الموظّفون بعد رغم موافقة النقابة على الخطوة) وغيرها من المسائل التي كانت تتولى الشركتان ادارتها. وبالتالي لا يجوز منح براءات الذمة قبل أن تستلم الدولة لمدة شهر أو شهرين للتأكد من أنّ عملية الانتقال سليمة لا يشوبها أي عيب، في حين أن الشركتين تستعجلان براءات الذمة للمغادرة بعد تحرير الكفالات المالية. وهنا بيت القصيد.

كما أنّ الدولة اللبنانية هي الطرف الثاني الموقع للعقد مع الشركتين، وبالتالي إنّ صلاحية منح براءة الذمة وفق الحقوقيين تبقى لمجلس الوزراء وليس لأي طرف آخر، لأنّ الحكومة هي المرجع الصالح في هذه الحالة.

حتى أنّ نقابة الموظفين والمستخدمين سبق لها أن ناشدت "عدم السماح بابراء ذمة الشركات المشغلة قبل الإيفاء بكامل التزاماتها وتعهداتها تجاه الموظفين خاصة والدولة بشكل عام، ومصلحة الدولة اللبنانية والمواطنين اللبنانيين فوق كل اعتبار"، وذلك في ضوء دعاوى قضائية عالقة بين الشركتين والموظفين.

يوم أمس، عقد اجتماع مطول بين حواط وشركة اوراسكوم استمر حتى ساعات المساء الأولى، للانتهاء من كل المعاملات الادارية حيث يفترض أن يكون اللقاء جلسة اللمسات الأخيرة لنقل صلاحيات التوقيع الى مجلس الادارة الجديد.

أما شركة "زين" فلا تزال حتى اللحظة تعاند اجراء عملية التسليم رغم كل القرارات الرسمية الصادرة وترفض الانصياع لتوجه الدولة اللبنانية، بحجة المطالبة ببراءة الذمة في وقت تعطل فيه انعقاد الجمعية العمومية التي كانت محددة يوم أمس بسبب عدم حضور ممثلي بنك عودة (المساهم الأكبر) وكان جدول أعمال الجمعية يتضمن المطالبة بالتمديد لمجلس الادارة لغاية 18 أيلول، وتسديد مستحقات الموردين...

 

أدماها الإنفجار والبلدية مايسـترو الإغاثة/برج حمّود الضاحية الأبيّة

زيزي إسطفان/نداء الوطن/05 أيلول/2020

حب الحياة

حين دوى انفجار المرفأ، كانت برج حمود، الضاحية الشمالية المسالمة الأقرب الى بيروت، تستعد لإغلاق أبواب متاجرها والعودة الى أحضان بيوتها المتواضعة. متعبة كانت من ظروف اقتصادية وبيئية صعبة، تجاهد مع كل طلعة شمس لاستعادة دور اقتصادي رائد كان لها يوماً، وتعمل بكدّ حتى لا تغوص في أعماق الفقر الذي يجرفها البلد نحوه. في غروب ذلك اليوم انفجر الوجع والفقر والدم في شوارعها واحيائها وبيوتها فأدماها. بكت، تألمت لكنها بسرعة تحدّت الموت ورسمت معالم العودة الى الحياة. إنها برج حمود...

لم تمض ساعتان على الانفجار حتى كان رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان مع أعضاء من المجلس البلدي على الأرض يتفقدون آثار الزلزال ويعاينون الاحتياجات الفورية للناس المصابة والمرعوبة ويتواصلون مع قسم الاشغال ليعملوا فوراً على فتح الطرقات وإزالة الردم والزجاج المتراكم في الشوارع لتأمين التنقلات وإغاثة المصابين. وبسرعة تم التعميم على أفراد شرطة البلدية بمضاعفة الدوريات لتفادي اعمال السرقة والنهب التي بدأت تظهر معالم لها في الشوارع والأزقة المتضررة...

في المساء نفسه توجّه رئيس البلدية بنداء الى أهالي المنطقة طالباً منهم ابتداءً من اليوم التالي أن يكون كل مواطن خفيراً يفتح عينيه لمراقبة التجاوزات وتبليغ البلدية بها وأن يعمل مع أعضاء الهيئات الأهلية وفاعليات المنطقة لتنظيف المساحة الخاصة أمام منزله. لم تكن البلدية وحدها الحاضرة على الأرض الى جانب ناسها في ليل الرعب ذاك، فسيادة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لم يتأخر في الوقوف الى جانب رعيته فكان اول الرسميين الواصلين الى أهل برج حمود المضعضعين الخائفين، برفقة النائب هاغوب بقرادونيان وبعض نواب المنطقة الى جانب رئيس البلدية. في ذاك الليل المشؤوم كان همّ برج حمود بكل فاعلياتها نجدة الأهالي وإسعاف المصابين، فهي فقدت في الانفجار ست ضحايا من أهلها وعدداً كبيراً جداً من الجرحى نزفوا كأهل بيروت دماً وألماً وخوفاً.

روعة التعاضد وأهمية التنسيق

لم تتأخر البلدية، بالتعاون مع غرفة إدارة الكوارث في قائمقامية المتن، في وضع تصور لما يجب ان تكون عليه اعمال التنظيف وإزالة الردم صباح اليوم التالي للإنفجار لكنهم تفاجأوا كما كل الأهالي بـ 12 بلدية من مختلف المناطق اللبنانية وقد أرسلت آليات وعمالاً ومسؤولين ومتطوعين للعمل على إغاثتهم ومد يد العون لهم، وملأ الطرقات أكثر من 1500 شاب وصبية أتوا من مختلف المناطق للمساعدة في التنظيف وإزالة الركام والزجاج. "كان الأمر مفاجئاً ومؤثراً بالنسبة إلينا يقول جورج كريكوريان وهو عضو في المجلس البلدي كان حاضراً بفعالية على الأرض، واضطررنا مع تدفق المساعدة الى تبديل الخطة الاولية التي وضعناها وإعداد تنظيم معين لتنسيق العمل بين مختلف الفئات المتطوعة، وهو الأمر الذي جنّبنا الكثير من الفوضى. ومساء بعد ان هدأت الأمور قليلاً واستجمعنا شتات أفكارنا قمنا بوضع خطة تنظيمية مدروسة لتوزيع المتطوعين والتنسيق بين كل الفئات والمعدات وذلك وفق موقع كل فئة وامكانياتها ما أدى الى تقدّم العمل بشكل سريع جداً". هنا قدمت برج حمود مثالاً مشرّفاً على العمل الجماعي وعلى قدرة الناس متى تضامنوا وانتظموا تحت لواء إدارة جيدة على الإنجاز وهذا ما جعل وزير الداخلية محمد فهمي الذي زار المنطقة لاحقاً ان يقدمها كمثال على فعالية العمل الجماعي ودعا الناس الى المقارنة بين مشهد برج حمود يوم الإنفجار وبعده بيومين إذ كادت أعمال التنظيف وإزالة الردم تعيد الشوارع الى ما كانت عليه.

بلدية، محافظة، قائمقامية، جمعيات وافراد تعاونوا كلهم ضمن فريق متجانس مستعدون لتلقي التوجيهات والعمل كيد واحدة. بعض المتطوعين لم يعرفوا سابقاً اين تقع برج حمود ولم يزوروها ربما، لكن لهفتهم للمساعدة جعلتهم يتحولون بكامل رضاهم الى جزء من ماكنة كبرى تعمل بلا كلل. لبنانيون طيبون أتوا من تلقاء أنفسهم؛ كلهم حضنوا برج حمود بمحبة ومن جهتها اهتمت بسلامتهم وسلّمتهم أماكن عمل لا مخاطر فيها. كلهم كانوا مدركين لأهمية التنظيم والانضباط، وضعوا الأنا جانباً، تلك الأنا التي سببت مآسي كثيرة في لبنان، لم يكن لها في برج حمود مكان. وربما يكون هذا الفهم لأهمية التنظيم والانضباط والاندماج ضمن مجموعة قاعدة يرتكز عليها لبناء وطن ودولة قابلة للعيش.

بين بيروت وبرج حمود

يستغرب المتابع لهذا المشهد الذي ساد برج حمود عقب الكارثة كيف تمكنت هذه البلدية المتواضعة الإمكانيات أن تنسق بفعالية بين مجموعات كبيرة فيما غاب التنسيق، وفق كل المراقبين، عن أعمال التنظيف وإزالة الردم في بيروت رغم وجود بلدية هي الأكبر في لبنان وبإمكانيات أعظم بكثير من جارتها الصغرى. فهل يمكن الحديث عن معجزة أرمنية وعن صلابة شعب عنيد وقدراته على المثابرة والعمل الجدي؟ بتواضع يقول القيمون على بلدية برج حمود ان الأضرار عندهم لا تقارن ببيروت ومن الطبيعي في ظل وجود تضارب في الصلاحيات وشد حبال وكثرة عدد المتطوعين ان تحدث فوضى ونوع من سوء الإدارة. ولكن ألم تنل بيروت الحصة الأكبر من الدعم والمساعدة والعدد الأكبر من المتطوعين و الجمعيات؟ "أخلاقياً لا يمكننا ان نشكو، يقول المسؤولون، فالنكبة هناك أكبر ومن باب العدالة والإنسانية أن يكون الاهتمام ببيروت اكبر". لكن الجارة الأقرب الى بيروت وبحسب المسح الشامل تحملت معها الكثير ودمر فيها ما يقارب 3% من بيوتها دماراً كاملاً ومن 7 الى 13% دماراً جزئياً فيما شهد حوالى 55% من مساكنها اضراراً متفاوتة ولم يسلم إلا 25% من بيوتها خاصة أن معظم مبانيها عتيق يعود تاريخ بنائه الى سبعين وثمانين سنة واكثر.

لكن التحديات لم تتوقف عند إزالة الردم والتنظيف فالاحتياجات كثيرة والناس في هذه المنطقة بحاجة لمساعدات عاجلة فبرج حمود تضم أكثر من 170000نسمة وأكثريتهم من الطبقات الشعبية التي باتت على شفير الهاوية. الجمعيات لم تتخاذل بل اتت باعداد كبيرة لتقديم المساعدات، بشكل عشوائي في البداية ما خلق مشكلة جديدة بين الناس الذين كان بعضهم يحصلون على أكثر من حصة من أكثر من جمعية فيما لا يحصل آخرون على اية حصة، حتى ان البعض حوّل الأمر الى تجارة لكثرة ما ناله من حصص وبات يبيع ما جناه في المحلات. هنا أيضاً كان تدخل البلدية ضرورياً وحاسماً ليس فقط لتحقيق التوازن في المساعدات بل للحفاظ على الأمن الاجتماعي في منطقة تشهد تنوعاً دينياً ومذهبياً واتنياً وحزبياً هائلاً. فبرج حمود لبنان مصغّر لا بل شرق أوسط مصغر، ففيها، مع النبعة، من كل الفئات والاتنيات ولا يمكن إلا تحقيق نوع من العدالة والتوازن بين الجميع في المساعدات حتى لا ينعكس الأمر سلباً على التعايش بين جيران الأحياء المختلفة. سعت البلدية الى كودرة عمل الجمعيات القادمة من خارج المنطقة ودعتها للتعاون مع الجمعيات والهيئات المحلية التي تملك قوائم مفصلة للمحتاجين من أهالي وسكان برج حمود، رغم ان هذه القوائم حسبما يخبرنا السيد جورج كريكوريان، باتت بحاجة لتحديث لأن اعداد المحتاجين قد ازدادت بشكل كبير بعد الازمة الاقتصادية وتراجع مدخول العائلات والأفراد وتحوّل معظمهم من فئات متوسطة الى فقيرة. لكن بهذا التعاون بات بالإمكان توزيع المساعدات العينية بشكل منظم وعادل يطال كل المحتاجين.

عمل الجمعيات يجعلنا نتساءل ألم يكن للأحزاب الفاعلة في المنطقة دورها في تولي الأمور وتوزيع المساعدات كما تعودنا في لبنان عادة؟ لكن الجواب غير منتظر فبرج حمود فيها حضور للأحزاب اللبنانية كافة وليس للأحزاب الأرمنية فقط، فـ"حزب الله" كما حركة امل متواجدان الى جانب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والطاشناق وغيرها. وكلها عملت معاً على خط دعم المجتمع والشرائح المتضررة فيه وساهمت في حفظ الهدوء في منطقتها، فعلى خلاف المناطق اللبنانية الأخرى، هنا أعضاء الأحزاب المختلفة ابناء حي واحد، تربوا مع بعض ولعبوا كرة القدم سوياً وارتادوا المدارس ذاتها لذا هبوا كلهم للمساعدة وتعاونوا مع البلدية لتنظيم كل الأعمال.

مسح الأضرار تحد ناجح

وكان الأمر الأصعب في برج حمود مسح الأضرار مسحاً علمياً دقيقاً وهوالتحدي الذي واجهته وما زالت تتخبط فيه مدينة بيروت واحياؤها المتضررة. لكن البلدية التي كان لها تعاون سابق مع هيئات كثيرة في الأمم المتحدة وإحداها UNHABITAT طلبت المساعدة التقنية من هذه الأخيرة ودعت الجمعيات التي تريد مسح الأضرار الى اجتماع للعمل على التعاون والتنسيق مع البلدية حتى لا تتشتت الجهود لا سيما وان المنطقة تضم اكثر من 5000 مبنى. فتم الاتفاق على جمع كافة الموارد الخاصة بالمسح وتقسيم المنطقة الى قطاعات يتولى كل منها جمعية محددة مع تشارك المعلومات على منصة إلكترونية، بحيث يكون أمام كل جمعية كافة المعطيات عن القطاعات الأخرى ومعلومات شاملة عن الأضرار في كل المنطقة. وبهذا يكون قد تحقق مسح الأضرار بسرعة قصوى لم تتعد الأيام الثلاثة رغم الامكانيات المتواضعة. وما عجزت عنه بيروت، تمّ تنفيذه في برج حمود حيث كان التعاون قوة مرة جديدة.. وفي الوقت نفسه الذي كان يتم فيه مسح الأضرار كان يتم ايضاً مسح للاحتياجات المالية والغذائية والصحية لأهل المنطقة بواسطة آلية المشاركة ذاتها وكانت بلدية برج حمود هي المايسترو الذي ينسق سمفونية العمل المتجانس مع حرصها ألا تسمي قائداً او تشكل هيئة مشتركة منعاً لإثارة اية حساسيات والا تتولى هي نفسها توزيع اية مساعدات حتى لا تكون طرفاً في هذه العملية الحساسة.

في ظل كل هذا العمل الإنقاذي نسأل المعنيين اين دور الدولة ؟ ألم تكن اجهزتها حاضرة للمساعدة؟ "كنا نطلع هيئات الدولة، يقولها السيد كريكوريان، على ما نقوم به اما المشاركة فكانت شبه معدومة". هي الجمعيات والجامعات والهيئات أرسلت طواقمها ونحن تولينا توزيعها فرقاً وطواقم لإتمام العمل تضم مهندسين وعمالاً اجتماعيين وصحيين مع استمارات طلبنا من الناس ملأها وقمنا بتعميمها على الصليب الأحمر وهيئات الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية ليكونوا على بينة من الاحتياجات.

لا شك حدثت فوضى وظواهر مزعجة وفي ظروف كهذه هي مفهومة، فكثرة الجمعيات وعدم التزام بعضها واندساس اشخاص يقومون بادعاء المساعدة وجشع بعض الناس كلها عوامل خلقت بعض التضعضع لكن البلدية عملت على خطة عمل لتوحيد كافة جهود المساعدة عبر منصات إلكترونية تسمح للجميع بالمشاركة ومعرفة احتياجات الناس. وبالتوازي مع أعمال المسح كانت المساعدات تصل الى محتاجيها من افراد ومؤسسات ويتم وضع تصور لما يحتاجه هؤلاء في المستقبل القريب من ترميم للبيوت ومساعدات عينية للعائلات واقتصادية للمؤسسات لإعادة تسييرعجلة الحياة اليومية والاقتصادية في برج حمود.

العمل لا يزال كثيراً والاحتياجات اكثر وبرج حمود الخارجة من مأساتها تنظر الى القادم من الايام بعين حذرة خائفة. فمساعدات اليوم قد يمحوها الغد، والناس التي حضنها المجتمع الاهلي بعد أن تخلت عنها الدولة قد لا تلقى في الغد يداً تمتد نحوها.

 

أديب بعد دياب مهمة قاتلة في بيروت

نجم الهاشم/نداء الوطن/05 أيلول/2020

كان الدكتور حسّان دياب يتابع أشغاله الخاصة في الولايات المتحدة الأميركية عندما تمّ الإتصال به ليعود إلى بيروت من أجل مهمّة عاجلة هي رئاسة الحكومة اللبنانية. لملم بعض أغراضه الخاصة وعاد ليصير دولة الرئيس. مثله كان الدكتور مصطفى أديب يتابع عمله سفيراً للبنان في ألمانيا عندما تمّ الإتصال به للعودة إلى بيروت من أجل مهمة عاجلة أيضا. على عجل توجه إلى المطار ليعود ويصير أيضاً دولة الرئيس. المهمة عاجلة ولكن هل تكون قاتلة كما كانت مهمة دياب؟

صار حسّان دياب وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011 التي ولدت، بعد مخاض عسير وبعد بدء الثورة في سوريا،على جثّة حكومة الرئيس سعد الحريري وسمِّيت وقتها حكومة اللون الواحد أو حكومة "حزب الله". كانت المواجهة السياسية تسمح بالمناورة مع أن الوقت كان قاتلاً أيضاً. كان يتمّ البحث عن تسجيل انتصار في السياسة وتكريس واقع انقلابي على الأكثرية النيابية التي تكونت بعد انتخابات 2009 التي على أساسها تم التوافق على تشكيل الحكومة برئاسة الحريري. قرار التخلّص من الحريري كان كامناً في الطريقة التي تمّ تركيب حكومته على أساسها من خلال احتفاظ تحالف حزب الله وتيار العماد ميشال عون بالثلث المعطل. استقال هذا الثلث فطارت الحكومة. لم يكن بالإمكان تشكيل حكومة من لون واحد لولا تغيير الموازين الداخلية وتبديل موقف الحزب التقدمي الإشتراكي في الإستشارات للإنتقال من تسمية الحريري إلى تسمية ميقاتي بعد موقعة القمصان السود على خلفية تداعيات أحداث 7 أيار 2008 وغزوة بيروت والجبل.

حادث ومريض وسيارة إسعاف

لم يترك حسّان دياب في وزارة التربية أو في الحكومة او في الممارسة السياسية أثراً يذكر. دخل عالم النسيان والإهمال بعد عودته من الوزارة إلى وظيفته الأكاديمية في الجامعة الأميركية. عندما استُدعي ليكون رئيساً للحكومة، على أنقاض جثة حكومة الرئيس سعد الحريري أيضاً بعد استقالته تحت ضغط شارع ثورة 17 تشرين، لم يكن يُعرف عنه الكثير. أكثر ما عرف عنه الكتاب الذي أعدّه على حساب وزارة التربية ويتضمّن صوره في مناسبات كثيرة. لم تكن هناك معلومات كثيرة عن سيرته الشخصية وحياته العائلية غير أنّه سمى ايضاً مدرسة رسمية على اسم والدته. قبل تسميته كانت له تغريدات من وحي ثورة 17 تشرين وبعد تكليفه رسمياً تعهّد أن يعمل بموجب ما تطلبه جماهير هذه الثورة. كان بإمكانه أن يذهب إلى الإصطفاف في جانب هذه الثورة ولكنّه لم يفعل. كانت لديه تعهدات عليه أن يلتزم بها وبدل أن يسمي وزراء مستقلّين واختصاصيين يحظون بالثقة وافق على الأسماء التي قدّمها إليه من كلّفه بالتأليف.

تشكّلت حكومة دياب وأعطيت فرصة. كان لبنان دخل حالة الإنهيار الشامل الذي يحتاج إلى علاج سريع وإلى نقله إلى غرفة العناية الفائقة. أوحى دياب أنّه عملي. أقام في السراي. شكّل لجانًا. عقد اجتماعات. ولكن كلّ ذلك بقي مجرّد حركة بلا بركة. بدل الذهاب إلى الحلول غرق في تحميل المسؤوليات إلى من سبقه رافعاً راية الإستسلام أمام المشكلة التي جاء أساساً من أجل حلّها. ما حصل مع حكومة دياب أنّها أخذت على نفسها مهمّة نقله إلى هذه الغرفة ولكن بدل أن تفعل ذلك اصطدمت بجدار كبير. سيارة إسعاف تنقل مريضاً وتتعرّض إلى حادث سير يصاب السائق والطاقم بالجروح والكسور، والمريض زادت إصاباته وكاد يشرف على الموت. انفجار العنبر رقم 12 في 4 آب كان هذا الحادث الذي استدعى كلّ هذا التغيير. تغيير الحكومة والنهج والإدارة والمستشفى من أجل محاولة إنقاذ المريض. بعد ستة ايام كان دياب يعلن استقالة حكومته.

من السفارة إلى الوزارة

تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان في إطار منع لبنان من الموت. وزير خارجيته الذي أتى قبله إلى لبنان واتّهمه دياب بأنّه يجهل الوضع في لبنان ولا يفهم شيئاً كان قد أطلق التحذير الأخير من أنّ لبنان قد يكون أمام الزوال وأنّه مهدّد وجودياً وقد يختنق. ماكرون لم يكن بعيداً عن هذا التصور. وكما ولد اسم حسان دياب من الغيب هكذا ولد اسم مصطفى أديب ليكون رئيس الحكومة الجديد وسائق سيارة الإسعاف الجديد.

فريق دياب كان يشبه فريق فوج إطفاء بيروت الذي طلب منه التوجه إلى العنبر رقم 12 لإطفاء الحريق. كان هذا الفريق يجهل ما يخفيه هذا العنبر وعجز عن فتح الأبواب المقفلة قبل أن تنفجر كمّيات نيترات الأمونيوم الهائلة وتقضي على الفريق وعلى بيروت وعلى الحكومة. الفارق أن دياب كان يعرف ماذا يوجد في عنابر الحكم ولكنّه لم يفتح الأبواب التي لم تكن موصدة في وجهه على رغم أنّه عندما تمّ تكليفه كان من المفترض أنه أعطي المفاتيح. ولكن الرجل الذي أتى من أجل مهمة عاجلة جعل هذه المهمة قاتلة.

كما دياب يأتي أديب من عالم الغيب. أكاديمي مطعّم بشيء من السياسة. كما بدأ دياب مع حكومة نجيب ميقاتي بدأ أديب مع نجيب ميقاتي في جمعية العزم والسعادة قبل أن يدخل معه إلى السراي في العام 2011، كما دياب، مديراً لمكتبه وقبل أن يتمّ تعيينه سفيراً في ألمانيا من خارج الملاك. كما دياب يأتي أديب أيضاً من سيرة ذاتية عادية. من مواليد العام 1972 في الميناء في طرابلس متزوج من فرنسية ولهما خمسة أولاد ويحمل هو أيضا الجنسية الفرنسية. وكما تم انتقاد دياب على كتابه في وزارة التربية واتهامه بالنرجسية أخذ على أديب أنّه لم يترك أثرًا يذكر في السفارة وأنّه ضمّ راتبه كاستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية إلى راتبه في السلك الدبلوماسي ليصير صاحب أعلى راتب في لبنان(؟) يبلغ نحو 33 ألف دولار بحسب المعلومات التي لم يتمّ نفيها.كما دياب كما أديب

الفارق السياسي بين دياب وأديب أنّ الثاني استطاع أن يسلك طريق التكليف بعد تسميته من قبل رؤساء الحكومة السابقين والرئيس سعد الحريري بتوصية من الرئيس الفرنسي وقبول من رئيس الجمهورية ميشال عون و"حزب الله" وحركة أمل. هذه التسمية حظيت أيضًا بتغطية من دار الفتوى عجز دياب عن الحصول عليها. ولكن كما دياب يبدو أديب كأنّه ينتمي إلى عالم بعيد عن القرار السياسي. لا يبدو أنّه رجل قرار إنّما هو أقرب إلى شخصية من يتلقّى التعليمات. كما دياب بدا أديب في إطلالاته الأولى قليل الكلام. هذا الأمر ليس ناجماً عن حكمة سياسية، حتى لا يقع في الأخطاء قبل مباشرة مهماته، بل عن قلة خبرة سياسية ويعود إلى عدم الجرأة. في وجهه مسحة خجل لا تعبّر عن شخصية رجل الدولة الذي تتطلّبه المرحلة. جمل قصيرة قالها بعد تكليفه طالباً الدعاء له بالتوفيق وكاشفاً فقط أنّه يعمل من أجل فريق عمل متجانس في أسرع وقت. مثله كان دياب قليل الكلام في العلن كثير الكلام الحادّ والجارح في جلسات مجلس الوزراء وكأنّ هناك من كان يكتب له مداخلاته وبياناته وهو لا يقوم إلا بتلاوتها. أديب ليس مضطراً لمثل هذا السلوك. على الأقلّ لم يكشف بعد عن فريق عمله الخاص وما إذا كان سيستعين بعدد كبير من المستشارين. على عكس دياب هو يدخل إلى السراي، إذا دخل، بشبه إجماع دولي على مهمته على أساس أنه سيلبّي خريطة الطريق التي أُعِدَّت في باريس لتُنفَّذ في بيروت. هذه المسألة تتطلّب منه ألّا يكرّر ما فعله دياب في تشكيل الحكومة. حكومة مستقلين لا تفسيرات ولا ترجمة لها إلّا أن تكون كذلك. وبالتالي لا يمكن أن يأتي بوزراء لا تنطبق عليهم هذه المواصفات ولا يمكنه أن يقبل بتوزيع حصص ولا بوزارات ولا بحقائب. نقطة قوّته اليوم هي في الإلتفاف حول مهمته. يبقى عليه أن يكون على قدر هذه المسؤولية. الأيام القليلة التي خرج فيها إلى الناس بعد عودته من ألمانيا لا توحي بأنّه سيستخدم نقاط القوّة التي رافقت التوافق عليه وبأنّه يمكن أن يضرب على الطاولة. تجوّله في منطقة مار مخايل أعطى عكس ما أراده. هنا قد يكمن الفرق بينه وبين نوّاف سلام. سلام يأتي أيضاً من السلك الدبلوماسي ومن تمثيل لبنان في الأمم المتحدة ولكنّه يحمل في سيرته الشخصية نقاط قوّة أكبر يمكنه من خلالها أن يكون رئيس حكومة مستقلّة فعلياً. كان بإمكانه أن يعود إلى لبنان في مهمة عاجلة يجعلها إنقاذية فعلاً.

هل يستطيع أديب أن يتلافى جعل المهمّة العاجلة قاتلة؟ إنّها مواجهة اختار أديب أن يقوم بها. مسؤوليته أكبر من مسؤولية دياب. وفشله سيكون مدوّياً. إدارة الحكومة لا تشبه أبدا إلقاء محاضرة على الطلاب في الجامعة.

 

ماذا يريد الأميركيون من لبنان؟

حسين عبد الحسين/النهار العربي والدولي/05 أيلول/2020

تغيب لدى غالبية اللبنانيين المعرفة اللازمة لفهم الموقف الأميركي تجاه لبنان، وتراوح آراؤهم بين من يعتقد أن للبنان أهمية استراتيجية للأميركيين، ومن يرى أن الولايات المتحدة تكره اللبنانيين - ككرهها المفترض لكل العرب والمسلمين - وأنها تتآمر ضد لبنان كجزء من انحيازها الجائر لإسرائيل.

في الحالتين، تتصور غالبية لبنانية دور الولايات المتحدة في لبنان أكبر من دورها الفعلي، ويذهب البعض للاعتقاد أن لواشنطن رأياً في كل شاردة وواردة، وأن لديها رغبة أو قدرة على ممارسة النقض، الفيتو، على تعيين رئيس حكومة أو وزير أو مسؤول، وكل ذلك غير صحيح، إذ يندر أن تتدخل أي إدارة أميركية في تفاصيل السياسة اللبنانية.

السياسة الأميركية الخارجية لا تأخذ التاريخ بعين الاعتبار، ولا العواطف، بل المصالح، ويمكن النظر الى سياسة واشنطن تجاه مصر لاستخلاص العبر. منذ الثورة التي أطاحت الرئيس الراحل حسني مبارك في 2011 وحتى وصول عبد الفتاح السيسي الى الرئاسة عام 2014. انقسم الرأي في واشنطن حول الموقف من مصر: دعم الديموقراطية أم التمسك بالحلفاء؟ بعدما فشل الأميركيون في التوصل الى قرار، نزعوا الوجه الدبلوماسي وقدّموا الوجه الأميركي الحقيقي تجاه مصر، والذي وصفه وزير الخارجية السابق جون كيري في جلسة استماع في الكونغرس بالقول إن مصالح أميركا في مصر ثلاث: أمن الحدود مع إسرائيل، وحرية الملاحة الدولية في قناة السويس، وحق تحليق الطائرات العسكرية الأميركية. ومقابل استمرار ضمان القاهرة لهذه المصالح الأميركية الاستراتيجية، تمنح واشنطن المصريين مساعدة سنوية بأكثر من ملياري دولار.

يمكن إضافة، الى ما لم يقله كيري، سياسة أميركية عامة تجاه دول العالم من دون استثناء: الاستقرار وعدم تحوّل أي دولة الى دولة فاشلة تصبح مرتعاً للإرهاب الدولي ومصدراً للاجئين والفقر والكوارث الإنسانية. لم يذكر كيري هذه النقطة لأن مصر، التي يمسكها الجيش بغض النظر عن هوية حكامها، ليست عرضة للفشل. لكن الدول الفاشلة موضوع أقلق أميركا، خصوصاً في التسعينات من القرن الماضي، حيث راحت تبحث عن أفضل السبل لمواجهة الفشل في أفغانستان والصومال، الى أن حدثت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) وأجبرت أميركا على استخدام قوّتها العسكرية للهندسة الاجتماعية (بناء الدول)، وهي تجربة لم تنجح، ما أجبر أميركا على العودة إلى التمسك بالأنظمة الاستبدادية، حتى العدوة منها مثل إيران، خوفاً من أن انهيار هذه الأنظمة يؤدي الى قيام دول فاشلة أسوأ من الحالية.

العناصر التي تهمّ واشنطن في لبنان اثنان: أمن الحدود مع إسرائيل، ومنع تحوّل لبنان الى دولة فاشلة تصدّر الإرهاب الدولي. عدا ذلك،لا يهم من يحكم لبنان: إن كان نظام آل الأسد السوري، أم إميل لحود، أم ميشال عون. ولا يهم أميركا كذلك، بل هي بالكاد تلاحظ الفارق، إن كان رئيس حكومة لبنان من عائلة دياب أم أديب. كما لا يهم واشنطن فساد المسؤولين، ولا يوجد قانون أميركي لمحاسبة فساد مسؤولي حكومات العالم، باستثناء عندما يصل الفساد الأراضي الأميركية كما حالة صندوق ماليزيا السيادي.

في سنوات معدودة من إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، تبنت واشنطن مشروع نشر الديموقراطية كبديل للدول الفاشلة، لكنها ما لبثت أن تخلت عنه مع خروج "المحافظين الجدد" من الحكم وتسلم كوندوليزا رايس وزارة الخارجية. ومع أن بعض الدعاية في لبنان سعت لشيطنة رايس، لكن لا بد من ذكر أن رايس هي التي أشرفت على إنهاء "تحالف 14 آذار"، والتوصل لاتفاقية الدوحة، وبدء سياسة الانخراط مع الرئيس السوري بشار الأسد بدعوتها له للمشاركة في مؤتمر انابوليس للسلام في 2007.

أثناء سنوات نشر الديموقراطية، ارتفع اهتمام أميركا بلبنان استثنائياً، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية فصلت "مكتب لبنان وسوريا" الى مكتبين، واحد مخصص للبنان وآخر لسوريا. وأدى الاهتمام الأميركي، بمشاركة فرنسية، الى التفاف لبناني أجبر الأسد على سحب قواته من لبنان و"حزب الله" على التراجع. لكن الميليشيات الموالية لإيران في العراق كبّدت الأميركيين خسارة، فانتهى مشروع نشر الديموقراطية، وعادت أميركا الى سياستها الواقعية التقليدية، بما في ذلك تجاه لبنان.

هذا يعني أن السياسة الحالية تجاه لبنان تتمحور حول تأكيد استقرار الحدود بين لبنان وإسرائيل، ليس بالضرورة عبر اتفاقية سلام، بل استقرار يشبه الاستقرار الحدودي الذي منحه الأسد لإسرائيل على مدى أربعة عقود. ثانياً، تعتقد واشنطن أن "حزب الله" يشارك في هجمات حول العالم، مثلما حدث في بلغاريا أو غيرها، وفي معارك عسكرية خارج لبنان، مثل العراق أو اليمن، وهو ما يعني أن لبنان يستضيف منظمة عنفها عابر للحدود اللبنانية، وهو ما يعني أن أولوية واشنطن هي في وقف هذا الأمر، في الغالب عبر الحوار مع طرف قادر على السيطرة على الحزب. في الماضي، كانت واشنطن تكلف الأسد بذلك، وفي زمن الرئيس السابق باراك أوباما، تعاملت أميركا مع إيران لضبط "حزب الله" ومع "حزب الله" عبر وسطاء أمنيين لبنانيين. أما اليوم، في ظل تدهور العلاقة الأميركية مع إيران وضعف الأسد، المرشح الوحيد لضبط "حزب الله" هو دولة لبنان وجيشه، وهو ما يدفع واشنطن لدعم الجيش مادياً ومعنوياً، والى التمسك بدولة لبنان ومحاولة تعزيز سيادتها الى أقصى حد ممكن. المشكلة أن دولة لبنان تتألف من فصائل متناكفة لا تمانع استبدال سيادة الدولة بمصالحها الخاصة، وهو ما يسمح لـ"حزب الله" بالسيطرة على هذه الدولة وحماية الفاسدين فيها مقابل سكوتهم عن سلاحه غير الدستوري.

اعتقدت واشنطن أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيدعم مبادرة بطريرك الموارنة بشارة الراعي لاستعادة سيادة لبنان وحياده - بدون سلام مع إسرائيل - ليتبين أن مطالب ماكرون في لبنان أدنى بكثير من المتوقع، وأنها تتمحور حول إصلاحات بسيطة لا تتعدى المتفق عليها بكثير.

أبعد من حدود إسرائيل ونشاطات "حزب الله" حول العالم، لا يهم أميركا كثيراً ما يحصل في لبنان أكثر من دعمه عبر برامج التنمية كما تفعل واشنطن في باقي دول العالم. لا أهمية استراتيجية للبنان لدى الولايات المتحدة، وبعض التواضع قد لا يضير اللبنانيين في فهم هذه السياسة الأميركية.

 (*) باحث عراقي مقيم في الولايات المتحدة

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الجمهورية: ولادة الحكومة مرهونة بالحصص.. ومحاولات لإشراك الرافضين

الجمهورية/السبت 05 أيلول 2020

مرّ شهر على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، وصورة ما خلّفه من شهداء وجرحى ومفقودين ودمار، في اكثر من ربع العاصمة، هي الواضحة فقط، فيما الغموض ما زال يكتنف الانفجار وأسبابه الحقيقية، التي كان يُفترض ان يكشف عنها التحقيق الجاري، ويصارح الناس بها، لكنه لم يفعل بعد. وهذا ما يرسم اكثر من علامة استفهام حول سرّ هذا الغموض المريب، وما اذا كان خلف الأكمة ما خلفها، او انّه لم يتوصل الى شيء حتى الآن، وهنا تكمن الفاجعة الافظع من الانفجار نفسه. اذا كان التحقيق العدلي منصّباً على بعض الجوانب الادارية وتوقيفات لبعض الموظفين الحاليين والسابقين، والمرشح لأن يستمر لفترة زمنية طويلة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا لا يوضع المواطنون في حقيقة التحقيقات الجارية وما بلغه هذا التحقيق؟ في موازاة سؤال آخر يتمحور حول المنكوبين من الانفجار، وكيفية التعويض على المتضررين، وخصوصاً انّ آلافاً من الوحدات السكنية اما مهدّمة بالكامل، واما لم تعد صالحة للسكن واصبحت آيلة للسقوط، واما متضرّرة بشكل هائل، فضلاً عن كيفية ايواء من اصبحوا بلا بيوت؟ وهذا بالتأكيد واجب السلطة، التي ثبت انّها الغائب الأكبر عن هذه الكارثة وما اصاب الناس، ما خلا اجتماعات من باب رفع العتب لمتابعة الاغاثة والمساعدات في المنطقة المنكوبة من بيروت.

الى ذلك، وفيما استمر الفريق التشيلي في عملياته في المبنى المهدّم في مار مخايل، بحثاً عن ناجين تحت انقاضه، بناء على النبض الذي تمّ استشعاره في الساعات الاخيرة، مضى امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في جولاته على المتضررين من الانفجار، وكان له لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اكّد خلاله "أنّ الكرسي الرسولي يعطي اهمية كبيرة للبنان، مشدّداً على أنّ لبنان ليس وحيداً وهناك دعم دولي لاعادة اعمار بيروت بعد الانفجار". وقال: "كما قال البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان رسالة" ولبنان يجب أن يحافظ على مكوناته". من جهته، قال عون للكاردينال بارولين: "بعد مرور شهر على كارثة المرفأ نذكر الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والناس الذين خسروا أرزاقهم. ونؤكّد انّ العدالة ستُطبّق على كل متسبب او مهمل، وهذا من حق اللبنانيين الذين وحّدتهم الكارثة وجمعهم الألم". وحمّل الرئيس عون بارولين امتنانه للبابا فرنسيس على مبادرته بالدعوة الى اعتبار اليوم ( امس الجمعة) يوم صلاة وصوم عالمي من أجل لبنان. يُشار هنا الى انّ الصلوات والقداديس رُفعت امس وقُرعت اجراس الكنائس، وكذلك رُفعت الصلوات والآذان في العديد من المساجد، استجابة لدعوة البابا فرنسيس، كذلك أُطلقت صفارات سيارات الاسعاف والاطفاء والدفاع المدني، وتمّ الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، وادّى الجيش اللبناني التحية لارواحهم. كذلك سُجّلت وقفات شعبية تضامنية في ذكرى مرور شهر على الانفجار.

التأليف والتزام الأطراف

سياسياً، انقضى يوم جديد من مهلة الاسبوعين التي التزم بها الاطراف السياسيون بتشكيل الحكومة خلالها، مع وعد قطعوه للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتسهيل تأليفها، وعدم وضع أي شروط تعطيلية مسبقة، او اي عراقيل من اي نوع تؤخّر هذا التأليف. الحضور الفرنسي في لبنان لم ينتهِ مع مغادرة الرئيس ماكرون بيروت، بل انّ باريس، وربطاً بهذا الالتزام، يبدو انّها تلحق بالسياسيين الى باب الدار. فلقد غادر ماكرون بيروت بعد يومه اللبناني الطويل، بما فيه من جهود ومحاولات لإلباس اللبنانيين ثوب المسؤولية والانتماء الى بلدهم للشراكة في انقاذه، الّا انّ الهاتف الفرنسي بقي شغّالاً مع بعض المقرات الرسمية. وفيه تأكيد فرنسي متكرّر على الوفاء بما ألزمت به الاطراف نفسها في التعجيل في ولادة الحكومة. وفي الكلام الفرنسي المتكرّر، وكما تؤكّد مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، "حذر واضح من المماطلة، ومن ان يخنث السياسيون في ما وعدوا الالتزام به، وحثّ على التعجيل، ذلك انّ فترة الاسبوعين التي حُدّدت كسقف زمني لولادة الحكومة، وإن كانت فترة معقولة، الّا انّها تبدو طويلة، طالما انّ كل الاطراف عبّرت عن استعدادها لتقديم اقصى الايجابيات والتسهيلات. وفحوى الكلام الفرنسي المتجدّد، أن ليس هناك ما يدعو الى اي تأخير، او الى اي تباطؤ، وباريس تأمل أن تبصر حكومة مصطفى اديب النور خلال ايام قليلة جدا".

ايام حاسمة

وربطاً بالاستعجال الفرنسي لتأليف الحكومة، اكّدت مصادر مسؤولة من قلب "الحاضنة السياسية الجديدة" التي كلفت الدكتور مصطفى اديب تشكيل الحكومة، "اننا امام ايام حاسمة، وانّ المشاورات انطلقت على مختلف الخطوط السياسية، لإنضاج تأليف الحكومة، ضمن سقف زمني يفترض الّا يتجاوز نهاية الاسبوع المقبل". وقالت المصادر لـ"الجمهورية": "ان النتائج الاولية لهذه المشاورات يمكن اعتبارها ايجابية، الّا انّها ليست نهائية حتى الآن، فما زلنا في بداية الطريق الذي يدرك الجميع انّه طريق قصير جداً، ومحكومون بالوصول خلاله الى حكومة في غضون ايام".

وكشفت المصادر، انّ خريطة المشاورات متوزعة على خطوط عدة:

الخط الأول، بين ثنائي حركة "امل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، حيث تجري هذه المشاورات بوتيرة عالية وبلقاءات متتالية بين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل ورئيس التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. والمطلعون على اجواء هذه المشاورات يقاربونها بإيجابية ملحوظة، مع تأكيد الالتزام بتقديم كل التسهيلات والإسهام الفاعل في ولادة ميسّرة للحكومة.

الخط الثاني، بين عين التينة وبيت الوسط. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اكثر من متحمّس لمشاركة تيار المستقبل تحديداً في حكومة مصطفى اديب، لا أن يكون شريكاً فقط في تسميته في استشارات التكليف، بل شريك بفاعلية في التأليف وفي الحكومة، وبالتالي التشارك مع سائر الاطراف في تنفيذ برنامج الاصلاحات الانقاذية للبنان.

وتشير المصادر، الى انّه على الرغم من اعلان الرئيس سعد الحريري بأنّه لن يشارك في الحكومة لا عبر تيار "المستقبل" ولا عبر شخصيات يسمّيها، فإنّ رئيس المجلس يرى انّ المرحلة تتطلب تعاون الجميع من دون استثناء، وبالتالي هو لا يعتبر انّ باب مشاركة الحريري مقفل، وهذا ما يفترض ان تحسمه المشاورات بينه شخصياً وبين الحريري، او عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل.

الخط الثالث، مع المرجعيات السنّية السياسية والدينية، ومن بينها رؤساء الحكومات السابقون، وذلك سعياً لترجمة غطائها للرئيس المكلّف وحكومته التي يسعى الى تشكيلها، وثمة توجّه بشكل خاص نحو الرئيس نجيب ميقاتي بالنظر الى "علاقة القربى السياسية وغير السياسية" التي تجمعه بالرئيس المكلّف، سعياً لمشاركته في الحكومة، سواء عبر كتلته النيابية مباشرة، او عبر اسماء يسمّيهم من خارجها.

الخط الرابع، مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، حيث تؤكّد مصادر على صلة بخريطة المشاورات، انّ للرئيس نبيه بري دوراً قد يلعبه مع جنبلاط، في محاولة لإقناعه بالمشاركة في الحكومة، برغم ما سبق واعلنه "اللقاء الديموقراطي" خلال استشارات التكليف لجهة عدم المشاركة في حكومة اديب.

شكل الحكومة

بحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ المشاورات تنصّب حالياً على حسم شكل الحكومة، بين ان تكون حكومة تكنوسياسية من غالبية وزراء اختصاصيين، مع عدد محدود وغير مستفز من السياسيّين، يشكّلون الدعامة السياسية للحكومة، وحصانتها ومنصّة الدفاع عنها وحمايتها في المحطات الصعبة. وبين ان تكون حكومة اختصاصيين تسمّي وزراءها الاطراف السياسية، على ان تشكّل الحاضنة السياسية التي سمّت الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة، الحاضنة السياسية الواسعة لها وحصانتها من خارجها.

وتشير المعلومات، الى انّ كلا الخيارين غير مستبعدين حتى الآن. ويقول مرجع سياسي معني بحركة المشاورات لـ"الجمهورية"، انّ كلا الخيارين يحققان الهدف، ولن يكون هذا الامر محل خلاف.

ورداً على سؤال عمّا اذا كان اعتماد صيغة حكومة اختصاصيين يشكّل استنساخاً لحكومة حسان دياب، قال المرجع: "مع كل الاحترام للحكومة السابقة ووزرائها، فقد كانت تجربة جعلتنا نستفيد منها الى اقصى الحدود، وخصوصاً لناحية اختيار الوزراء واختصاصاتهم وكفاءاتهم".

اضاف: "ثم انّ الحكومة الجاري العمل على تأليفها، فحتى لو شُكّلت من اختصاصيين وبلا سياسيين، لن تكون مستنسخة عن حكومة حسان دياب، ذلك انّ حكومة دياب احدى نقاط ضعفها الاساسية، انّها كانت حكومة لون واحد، وكانت مؤيّدة من حاضنة سياسية ثلاثية؛ التيار الوطني الحر، وحركة امل، و"حزب الله" مع بعض الحلفاء، فيما السنّة بمستوياتهم السياسية والدينية بشكل عام كانوا ضدّها، وكذلك قوى سياسية في لبنان كانوا ضدّها، فضلاً عن انّها كانت شبه معزولة دولياً. اما مع الحكومة الجاري تشكيلها، فإنّ الوضع مختلف جذرياً، ذلك انّ الحاضنة السياسية لهذه الحكومة واسعة، يُضاف الى ذلك تمتعها بالغطاء السنّي الكامل، السياسي والديني، وهنا تكمن اهم اسباب قوّتها، اضافة الى الحاضنة الدولية لها، التي تشكّل فرنسا بالتفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية، نقطة الارتكاز فيها".

حجم الحكومة

وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ المشاورات تتمحور حول هدف اساس، هو تقديم صيغة حكومية تحظى بالمقبولية الداخلية، وتنسجم بشكل كلي مع متطلبات المبادرة الفرنسية. ومن هنا، فإنّ ثلاث صيغ حكومية طُرحت على بساط البحث: حكومة واسعة ثلاثينية، حكومة متوسطة 20 وزيراً، وحكومة مصغّرة من 18 وزيراً. الّا انّ التوجّه الغالب كما توحي اجواء المشاورات، هو نحو حكومة متوسطة على شاكلة الحكومة السابقة، مع إصرار على اشراك سياسيين فيها. الّا انّ هذا الأمر لم يُحسم نهائياً بعد، في انتظار مشاورات مباشرة بين اطراف الحاضنة الجديدة والرئيس المكلّف، الذي يُتوقع ان يكون له لقاء قريب مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. علماً انّ خط التواصل مفتوح بينه وبين النائب علي حسن خليل.

تركيبة الحكومة

اما في ما خصّ تركيبة الحكومة، فبحسب مصادر المعلومات، فإنّ الاولوية هي لحكومة بوجوه جديدة، بحيث لا تضمّ في صفوفها اياً من الوجوه الوزارية السابقة. كما انّ المشاركة في هذه الحكومة مفتوحة بالدرجة الاولى على مختلف القوى الحاضنة للتكليف.

وتؤكّد المصادر، أنّ "حزب الله" ليس مستثنى من هذه المشاركة، على الرغم من كل الدعوات التي تدعو الى استبعاده، وآخرها من الاميركيين الذين عبّروا بشكل واضح، وفق ما نقلت "العربية" عن المتحدثة بإسم الخارجية الاميركية، عن انّ واشنطن لا تريد ان يكون "حزب الله" ضمن الحكومة الجديدة.

وقالت مصادر سياسية معنية بحركة المشاورات، انّه بمعزل عن الكلام المنسوب الى المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الاميركية، فإننا لم نتبلغ من الاميركيين لا مباشرة او مواربة، اي كلام من هذا النوع، بل على العكس، فإنّ الاميركيين يدعون الى الاسراع في تشكيل حكومة تنفّذ اصلاحات وتحقق متطلبات الشعب اللبناني. وهذا ما سمعناه مباشرة من وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل، الذي قال صراحة، انّ بلاده تعايشت في السابق مع حكومات كان "حزب الله" شريكاً فيها بوجوه حزبية، وكذلك لمسناه من الموقف الاخير لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، حينما قال انّ الوضع في لبنان غير مقبول، وينبغي ان تكون هناك حكومة تقوم بالاصلاحات الحقيقية لإحداث التغيير، من دون ان يشير الى اي شرط - كإبعاد الحزب عن الحكومة - من شأنه ان يتعارض مع المبادرة الفرنسية، والتي قال بومبيو، انّ بلاده على تواصل دائم مع الفرنسيّين حيال لبنان.

وبحسب المصادر، انّ الفرنسيين اكّدوا انّ مبادرتهم تجاه لبنان منسقة مع الاميركيين، وبالتالي اي اشتراطات من اي نوع، مثل محاولة ابعاد اي طرف عن الحكومة سواء "حزب الله"، هي اشتراطات في وجه المبادرة الفرنسية التي تدعو، من موقع التفهّم الكامل للتركيبة اللبنانية وتوازناتها، الى شراكة كل القوى اللبنانية بما فيها "حزب الله" في عملية الانقاذ.

وتلفت المصادر، الى انّ اي اشتراطات من هذا النوع، ولاسيما لجهة وضع "فيتو" على مشاركة الحزب في الحكومة، لا تساهم في التعجيل بتشكيل الحكومة، بل تعقّد الامور. إذ كلما جرت الاشارة لمثل هذه الشروط بصورة صريحة او مواربة من قِبل الاميركيين المعروف موقفهم من الحزب، او من قِبل غيرهم، تجعل "حزب الله" متصلباً اكثر ومصرًّا على شراكته في الحكومة اكثر فأكثر. وهذا ما تؤكّد عليه اجواء "حزب الله". ولا ينفصل موقف الحزب هنا عن موقف حلفائه في حركة امل والتيار الوطني الحر.

الأحجام والحقائب

وفيما تؤكّد اجواء المشاورات على انّ الهدف هو تأمين فريق عمل حكومي متجانس، وهو ما يؤكّد عليه الجميع، وفي مقدّمهم الرئيس المكلّف مصطفى اديب، الّا أنّ مسألتين اساسيتين تواجهان عملية تأليف الحكومة:

الاولى تتعلق بأحجام القوى التي ستتمثل في الحكومة، وخصوصاً انّ التيار الوطني الحر تحديداً، يؤكّد على شراكة توازي حجمه النيابي والتمثيلي، الى جانب حصّة رئيس الجمهورية.

الثانية، تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية، وهنا يبرز رفض التيار الوطني الحر ان يُحاط وحده بشروط، كمثل استبعاده عن حقائب وزارية معينة وتحديداً وزارة الطاقة، او بشروط القصد منها فقط استهداف التيار، فهذا المنحى مرفوض. بل هو يقبل بشروط تسري على الجميع. ومن هنا جاءت دعوة رئيسه جبران باسيل الى المداورة في الوزارات.

وفي هذا السياق، يبرز ايضاً اصرار الرئيس نبيه بري على انّ ابقاء وزارة المالية اساساً في الحصّة الشيعية في الحكومة، وهذا الاصرار ليس إصراراً سياسياً، بل هو إصرار مبدئي، لأنّه جرى التأكيد على هذا الأمر في الطائف، وتمّ القفز عليه في بعض المحطات، قبل ان يُعاد الأمر الى مساره الصحيح في الحكومات الاخيرة. الّا انّ بعض المصادر لم يستبعد ان يحصل تطوّر ما حيال هذا الامر، ربطاً بإعلان الرئيس بري عن انّه سيكون متجاوباً جداً، اكان في تأليف الحكومة، او في جعل المجلس النيابي ورشة عمل داعمة للحكومة وعلى جهوزية تامة لاقرار ما تطلبه من مشاريع تخدم ورشة الاصلاح الموعود.

جميعهم محشورون

الى ذلك، لفتت مصادر معنية بملف تأليف الحكومة لـ"الجمهورية"، انّ الرئيس المكلّف، وبناء على التجاوب الذي لمسه من مختلف الاطراف، حدّد لنفسه مساحة زمنية محدودة جدًا، يضع خلالها مسودة حكومته لعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في غضون ايام قليلة. على ان تأتي ضمن العنوان الذي حدّده "حكومة عمل منسجمة".

وبحسب المصادر، فإنّ الرئيس المكلّف منفتح على الجميع، ولن يخطو اي خطوة استفزازية لأي طرف، بل انّ التوافق هو الاساس، باعتباره يشكّل عامل التحصين لحكومته، بما يمكنها من تنفيذ مهمتها الاصلاحية والانقاذية الموكلة اليها بالسهولة والسرعة التي يريدها.

واذا كان الرئيس المكلّف لم يُقابل حتى الآن بمواقف متصلبة على مسار التأليف، فإنّ المصادر عينها تلفت الى انّ كل الاطراف محشورة بسقف مهلة الاسبوعين التي يُفترض ان تتشكّل الحكومة خلالها، ومحشورة ايضاً بسقف التزاماتها التي قطعتها امام الرئيس الفرنسي، وبالتالي كل الاطراف، ولتحقيق ولادة سريعة للحكومة، محكومة بتقديم تنازلات وعدم تكرار لغة الشروط المتبادلة، والتي لطالما تسببت بتأخير تشكيل الحكومات لاشهر عدة، فيما وضع لبنان لا يحتمل التأخير ولو لبضعة ايام بعد مهلة الاسبوعين.

تحدّيات تنتظر أديب

مع ظهور بوادر أزمة محروقات قد يشهدها البلد بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل، برزت في المقابل واحدة من التحدّيات الكبرى التي ستواجه الحكومة الجديدة عندما سترى النور. ومن خلال حيثيات أزمة المحروقات المرتبطة بإجراءات ادارية لها علاقة بشح الدولار، وقرار مصرف لبنان ممارسة رقابة اضافية على الاستيراد المدعوم، تمهيداً لالغاء هذا الدعم قريباً، يتبيّن انّ "حكومة المهمات" ستصطدم فور تشكيلها بأزمة داهمة وخطيرة. والسؤال، ما هي الاجراءات التي ستتخذها حكومة الأديب للتعامل مع مسألة نضوب احتياطي المركزي ووقف الدعم؟ هل تسمح بذلك، وتجازف بتعميم الفقر، حتى حدود المجاعة، على شريحة واسعة من اللبنانيين؟ واذا قررت مواصلة الدعم، هل تجازف بإنفاق ما تبقّى من احتياطي الودائع في مصرف لبنان؟

في عودة الى أزمة المحروقات، بدا المشهد متناقضاً، اذ في حين أكّد مستوردون عدم فتح اعتمادات، بما يعني ان لا قدرةعلى تأمين حاجة السوق، قال مستوردون آخرون، ان لا أزمة فعلية، وانّ البعض يبالغ في اشاعة الهلع. هذا التناقض قد يكون عائداً الى صيف وشتاء فوق سطح واحد. وقد تبيّن في أزمة المحروقات السابقة، انّ بعض الشركات نضبت احتياطاتها بسبب عدم قدرتها على فتح اعتمادات، في حين واصلت شركات أخرى تزويد السوق بالمحروقات، ولم تكن تشعر بوجود أزمة! وليس مستبعداً ان يكون المشهد في الاسبوع المقبل شبيهاً بهذا التوصيف.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 04-03 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

لبنانك مقدس فدافع عن استقلاله وسيادته/الياس بجاني/06 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77730/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%83-%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84/

 

Your Lebanon Is Holy, Defend Its Sovereignty & Independence/Elias Bejjani/ٍSeptember 06/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/77734/elias-bejjani/

 


 
 Exasperated by their leaders, Lebanese find hope in a dog named Flash/Layelle Saad/ Al Arabiya English/Saturday 05 September 2020
 
لبنانيون غاضبون من قادتهم وحكامهم يجدون الأمل في كلب تشلي اسمه فلاش
 
لن نترك الموقع»… عمال إنقاذ يواصلون البحث عن ناجٍ تحت مبنى مدمر ببيروت/الشرق الأوسط أونلاين/05 أيلول/2020
 
قلب صغير وأنين تحت ركام بيروت.. “إنه طفل كيف تنامون؟
 Beirut residents race against rain to save historical homes ravaged by explosion
 
سكان بيروت يصارعون لإنقاذ منازلهم الأثرية التي دمهرها تفجير المرفأ قبل قدوم الشتاء
 http://eliasbejjaninews.com/archives/90133/exasperated-by-their-leaders-lebanese-find-hope-in-a-dog-named-flash-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%ba%d8%a7%d8%b6%d8%a8%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%aa%d9%87/