المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 05 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september05.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

الياس بجاني/في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

دعوى قضائية من الـmtv ضد رئاسة الجمهورية

سيناريو "أبو عدس" يُعيد نفسه في انفجارِ العنبر 12

رئيس جميعة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن: 628 معتقلا لبنانيا في السجون السورية...

التواطؤ والتوريط في الملف اللبناني

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/09/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 أيلول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قيادة الجيش اقامت عند الساعة 6 و7 دقائق وقفة رمزية ودقيقة صمت حزنا على ارواح شهداء انفجار المرفأ

قائد الجيش دشن نصبا تذكاريا لشهداء فجر الجرود في رأس بعلبك: بفضل تضحياتهم تحقق النصر ولن نسمح بعودة الارهاب ولو بوجوه أخرى

مجلس كنائس الشرق الأوسط والعالمي: لتحقيق دولي ‏شفاف في “انفجار بيروت”‏

نداء الوطن/الدهان والأسيتون والعطور ومثيلاتها لا تُخزّن لأكثر من 10 أيّام/45 حاوية في المرفأ تحتوي على مواد قابلة للإنفجار

نداء الوطن/"ويك أند" مفصلي يرسم المسودة الأولية... و"الطاقة" و"الاتصالات" بتسمية فرنسية/عون يلجم اندفاعة أديب... وطريق الرياض "غير سالك"

موعد مُهاجمة "حزب الله" لإسرائيل

النائب السابق نديم الجميّل ينتقد النهج الساذج الذي اعتمده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه حزب الله

النهار: شهر بعد 4 آب أي حكومة بحجم الزلزال؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية: إيران تخطت حد اليورانيوم المسموح 10 مرات

"ولاية الفقيه تسفك الدماء".. رجل دين إيراني يخلع عمامته

تسمم 120 شخصاً.. انفجار سيارة غاز في إيران

صطدموا في سوريا.. واشنطن تعبر لموسكو عن قلقها

الرئيس القبرصي: «عدوانية» تركيا أدت إلى وضع «متفجر»

الكاظمي يحذّر من «السلاح المنفلت» ويتحدث عن «تركة ثقيلة» ورثتها حكومته

القضاء يستدعي وزيري الدفاع والداخلية السابقين على خلفية قتلى مظاهرات أكتوبر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إفرض تشكيلتك أو عُدْ إلى برلين/بشارة شربل/نداء الوطن

شهر على جريمة بيروت: رائحة الدم والمال معاً/يوسف بزي/المدن

للمرة الألف: الرباعي يقدّم انتصارًا مجانيًا للحزب../قاسم يوسف/أساس ميديا

الفاتيكان هنا لإنقاذنا وضرب المثالثة... و"بهدلة" السياسيين "مضمونة"/ألان سركيس/نداء الوطن

لماذا تراجعت واشنطن عن شروط التمديد لليونيفيل؟/ثريا شاهين

15 يوماً... أو الاعتذار والمواجهة/محمد نمر/نداء الوطن

مشاورات مكتومة لولادة حكومة... ممنوع التبرّؤ منها/كلير شكر/نداء الوطن

"نبضات" العاصمة النازفة والدولة "الصماء"..4 آب - 4 أيلول... مَن "قتل" بيروت؟/نوال نصر/نداء الوطن

ترشيد الدعم" بدل رفعه/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

الحكومة المستقيلة "تمضي" مع Alvarez & Marsal قبل أن تمضي في سبيلها/التدقيق الجنائي تنقصه الشفافية وشكوك حول تضمينه قطبة مخفية/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

ورع الحاج محمد رعد عن الأحمر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ليست مسألة حكومة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لماذا تركتم الدستور وحيداً؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

مائة سنة من {القوة الناعمة}/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

الأوهام الإمبراطورية وحكايات الخراب!/أكرم البني/الشرق الأوسط

الانتخابات الأميركية: التكهن بما يتعذر التكهن به/أمير طاهري/الشرق الأوسط

تفاهُم على الأثير وتمزُّق على الأرض/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

هل أخطأ الشعب التونسي؟/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

أميركا وألمانيا تواجهان استفزازات تركيا في شرق المتوسط/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل الكاردينال بارولين: لبنان يلبي نداء الحبر الأعظم لاحياء يوم صلاة وصوم والتحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل

بارولين من بكركي: لبنان ليس وحيدا لان الكنيسة ستقف الى جانبه وندرس فكرة حياده فما يهمنا أن يحافظ على هويته

محطة صلاة أمام مرفأ بيروت مع الكاردينال بارولين وكاريتاس لبنان

بارولين تفقد منطقة الكرنتينا وترأس صلاة لراحة أنفس الشهداء: ستنتصرون على مأساتكم

بارولين زار مستشفى الجعيتاوي واكد اهتمام البابا فرنسيس بلبنان الرسالة

قداس في كابيلا القصر الجمهوري لراحة أنفس شهداء انفجار المرفأ تلبية لدعوة الحبر الأعظم الاب نادر: نصلي من أجل لبنان وخلاص شعبه من المحنة

نائب رئيس البرلمان الأوروبي للوطنية: يقلقني النهج الفرنسي الرامي إلى ربط مساعدة لبنان بشروط صارمة

النابلسي :المباردة الفرنسية مناورة أميركية لجعل لبنان بنحو تدريجي ضمن سياق صفقة القرن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار

إنجيل القدّيس لوقا17/من01حتى04/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الشُّكُوك، وَلكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! خَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الحِمَار، وَيُطْرَحَ في البَحْر، مِنْ أَنْ يُشَكِّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار. إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم: إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَأَنِّبْهُ، وَإِنْ تَابَ فَٱغْفِرْ لَهُ. وإِنْ خِطِئَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ في اليَوْم، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَائِلاً: أَنَا تَائِب، فٱغْفِرْ لَهُ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

في ظل حكم حزب الله تحول لبنان إلى وكر للإرهابيين من أمثال اسماعيل هنية

الياس بجاني/04 أيلول/2020

استقبال الإرهابي اسماعيل هنية في لبنان وفتح وسائل الإعلام لعنترياته الفارغة يؤكد أن لبنان محتل وحكامه دمى وسيد الأمونيوم هو الحاكم

 

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة.

الياس بجاني/04 أيلول/2020

شهر مر ع كارثة المرفأ والتحقيق المُسير يحاول تبليعنا مسرحية أبو عدس جديدة. مطلوب تحقيق دولي لا تحقيق يديره سيد امونيوم اللاهي والملالوي مفجر المرفأ نفسه الذي يحتل لبنان ويغتال قادته ويفقر ويهجر شعبه ويضرب كل ما هو لبنان ولبناني

 

سيد أمونيوم وحزب الأمونيومي فجرا مرفأ بيروت

الياس بجاني/03 أيلول/2020

يتأكد يوماً بعد يوم بأن حسن امونيوم وحزبه الأمونيومي هما وراء تفجير المرفأ لإخضاع المسيحيين تحديداً وتهجيرهم . فشرتوا يا أبالسة

 

اقفال ساحة لبنان بوجه تجار ومقاولي ومنافقي قضية فلسطين

الياس بجاني/03 أيلول/2020

لا حلول دائمة في لبنان قبل اقفال ساحته بوجه تجار قضية فلسطين من عروبيين وعجم  واصوليين والإعتراف بإسرائيل كما فعلت مصر والأردن والإمارات علناً ومن تحت الطاولة كل الدول العربية ودفن كل مركبات وعقد العداء والكراهية وحروب التحرير النفاقية

 

لماذا غيب ماكرون القرار 1559، ولماذا يسعى لإعطاء حزب الأمونيوم وأدواته وطروادييه طوق وحبل نجاة؟

الياس بجاني/02 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90039/90039/

كثرة الأقاويل والتحاليل والأراء السياسية في قراءة الأهداف الحقيقة لزيارات الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان، وكذلك في الأسباب الخفية والمبطنة التي من أجلها فرنسا ورئيسها والمسؤولين الكبار فيها مهتمين لهذه الدرجة الكبيرة بحكام لبنان وبحزب الله الأمونيومي الذي يحتله ويعيث فيه اجراماً وفساداً وتدميراً وافقاراً واغتيالات.

ونحن نسأل لماذا يسعى الرئيس ماكرون بقوة وبحماس لافت لإعطاء حبل وطوق نجاة لحزب الله الإرهابي والمجرم “والأمونيومي” في وقت يواجه فيه هذا الحزب اللاهي أسوأ وضعيه له منذ تأسيسه سنة 1982، وكذلك لماذا تعويم الأدوات الطروادية والملجمية التي نصبها الحزب في سدة الحكم بدءً من الإسخريوتي والجاحد ميشال عون وبالنازل؟

بالطبع مشكور الرئيس الفرنسي على جهوده مهما كانت أجندته الحقيقة، ومنطقياً نحن لا نتوقع منه أن يكون لبنانياً أكثر من اللبنانيين أنفسهم… وفرنسا لا تلام إن سعت من خلال لبنان للمحافظة على مصالحها ككل الدول.

ولكن هل السياديين واللبناناويين تحديداً وفي مقدمهم غبطة البطريرك الراعي هم مضطرين ومجبرين على قبول مشروع ماكرون المقترح لبلدهم ولحكمه ولحاضره ولمستقبله ولنظامه إن لم يكن هدفه الأول والأخير هو تحرير بلدهم وأهلهم من احتلال حزب الله وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً القرار 15595؟

بالطبع لا، فلا الصديق ماكرون ولا غيره بمقدورهم فرض أي حل على لبنان إن كانت شرائحه السيادة ترفضه ولا ترى فيه حلاً هدفه إنهاء وضعية الاحتلال الإيرانية لبلدهم وإنهاء دور حزب الله الإرهابي  والمجرم، وفك أسر الطائفة الشيعية التي يخطفها حزب إيران ويأخذها رهينة ويفرض ليها تمثيله له بالقوة والثقافة الملالوية والإرهاب والتمذهب والفرسنة والخوف والمال والأوهام.

أما ما هو فعلاً لافت في زيارتي ماكرون وفي كل ما تخللهما من أحاديث وتصريحات ولقاءات ومقابلات هو غياب وتغييب ماكرون المتعمد للقرارات الدولية الخاصة بلبنان والتي في مقدمها القرار 1559، رغم أن فرنسا هي من أكبر المشاركين في قوات اليونيفل المكلفة تنفيذ القرار الدولي 1701… وحزب الله كما يعرف ماكرون جيداً لا يلتزم به ويخالف معظم بنوده ويعتدي على قوات اليونفيل ويهين عسكرها باستمرار.

ويبقى، أن كان سعي ماكرون فقط يتمحور حول الإصلاحات مهما كانت مهمة، واستبدال وزراء ومسؤولين مخصيين وأدوات ووجوه بربارا ، بمن هم من طينتهم الإبليسية وخامتهم الذمية، وفي ظل احتلال حزب الأمونيوم والاغتيالات والإجرام، فهو بالتأكيد سعي مصيره الفشل.

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي والأمونيومي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89998/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%87%d8%b1%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%b5%d9%87%d8%b1-%d9%81/

إنه فعلاً زمن العهر والفجور و”الأصهر” والقطعان والزقيفة والإرهاب والإرهابيين والذمية والذميين.

ففي أميركا هناك صهر الرئيس ترامب كوشنير.

وفي تركيا صهر أردوغان، برات آلبيراق، صاحب النفوذ المالي القوي.

وفي فنزويلا صهر رئيسها السابق خورخي أرياسا هو وزير الخارجية.

وتجربة تونس مع سليم شيبوب، صهر رئيسها الأسبق زين العابدين لم تكن غير كوارث وفضائح.

وفي لبنان المحتل من قبل جيش إيران الإرهابي والمجرم المسمى كفراً”حزب الله” عندنا صهرين للرئيس عون، الأول هو جبران التاجر والثعلب والكارثة المارونية، والثاني روكز الذمي والمتلون بشي مليون لون.

ونفس هذه الظاهرة، ظاهرة الأصهر هي متواجدة مع الكثير من حكام البلدان.

السؤال هو هل ينجح صهر فرنسا الرئيس المكلف مصطفى أديب (متزوج من سيدة فرنسية) وينسي اللبنانيين تجربة حكومة حسان دياب الأداة والطربوش، وهرطقات حكومة القمصان السود ورئيسها النجيب ميقاتي؟

عملياً فإن احتمالات نجاح “الأديب” هي صفر مكعب لأن هذا الصهر الباريسي هو طارئ على الموقع الذي عُين فيه لدرجة أن غالبية ال 90 نائباً “الطرابيش” الذين سموه في المشاورات الملزمة لا يعرفوه ولا يعرفوا عنه أي شيء وكثر منهم لم يسمع باسمه قبل يوم أمس.

البعض من هؤلاء “الطرابيش” يتذكره فقط يوم كان مديراً لمكتب الرئيس ميقاتي في حقبة توليه حكومة القمصان السود الملالوية.

في نظرة سريعة على سجل الصهر الباريسي CV نجد أنه ومنذ سنة 2013 كان يعيش خارج لبنان، سفيراً في ألمانيا وبعيداً كل البعد عن مجريات وتفاعلات ويوميات الحياة السياسية اللبنانية ومتغيراتها.

هذا ويقال بأن الأديب هو على علاقة ممتازة وبالغالب تبعية مع صهر العهد الثعلب االمهيمن بالبلطجة وبواسطة سلاح واحتلال حزب الله على وزارة الخارجية منذ سنين.

كما أن الأديب يقال أيضاً بأنه قد نال رضا حزب الله اللاهي إلى درجة الإعجاب، وذلك على خلفية تعاطيه “التغطوي” والحامي لجماعة وكوادر وخلايا الحزب في ألمانيا.

وبما أن الميقاتي هوعراب الأديب فلا بد وأن يكون رضى النظام الأسدي عليه تحصيل حاصل كون النجيب وأخيه طه تربطهما بالأسد وبعائلته روابط تجارية قديمة وبالمليارات.

إنه واستناداً إلى كل المعطيات المتوفرة فإن مصير حكومة الأديب، وفي ظل احتلال حزب الله وسلاحه ودويلته وحروبه وهز أصابع وصراخ السيد، لن يكون أفضل من مصير حكومة حسان دياب الأداة، أو حكومة معلمه وعرابه النجيب..حكومة القمصان السود.

يبقى أنه  لو الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه ترأس حكومة لبنان في الوقت الراهن فإن الفشل سيكون بالتأكيد مصيره طالما أن حزب الله الإرهابي يحتل البلد ويتحكم برقاب وركاب وألسنة الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة.. من عون وبالنازل!!

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

ملاحظة: الصورة المرفقة هي للرئيس المكلف مصطفى أديب وزوجته الفرنسية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

دعوى قضائية من الـmtv ضد رئاسة الجمهورية

أم تي في"/الجمعة 04 أيلول 2020    

تقدّمت قناة الـ”‏MTV‏” بواسطة وكيلها المحامي مارك حبقة بدعوى قضائيّة ضدّ رئاسة ‏الجمهورية على خلفية منعها من دخول القصر الجمهوري.‏ ورأى حبقة أن “القرار الذي صدر عن رئاسة الجهورية مخالف لأبسط القواعد ‏القانونية”، لافتاً الى أن “المحطّة لم تتعرّض إلى مقام رئيس الجمهورية ومن المستغرب لجوء ‏الرئاسة إلى هكذا تدبير وعدم اللجوء إلى قضاء المطبوعات وهذه سابقة خطرة تتمثل بالمس ‏بالسلطة الرابعة”.‏ وأشار إلى أن “اللجوء إلى القضاء اللبناني من قبل المحطّة رسالة بأنّها تؤمن بالقضاء وبالمحاسبة ‏عن طريقه وليس من خلال أخذ الحق باليد”.‏ يُذكر أن رئاسة الجمهورية منعت مراسل الـ “‏MTV‏” نخلة عظيمي من دخول القصر الجمهوري ‏يوم الإثنين الماضي لمواكبة الإستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة.‏

 

سيناريو "أبو عدس" يُعيد نفسه في انفجارِ العنبر 12

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 04 أيلول 2020      

بحسب مصادر مطّلعة على سَير التحقيقات الجارية في انفجار المرفأ، فقد تمّ "التّوصل الى قناعة أن العنبر رقم 12 انفجر نتيجة عمل أمني وبِفعل فاعل وليس نتيجة الحريق الذي شبّ قبل الإنفجار المدمر". وشبّهت المصادر "عملية التلحيم والصور الملتقطة بفيديو "أبو عدس" الذي استخدم لتضليل التحقيق وحرف الأنظار عن المجرم الحقيقي الذي قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتابعت المصادر أن هناك "فرضيتين لا ثالث لهما حول عملية التفجير والجهة المنفذة، والفرضية الأولى ترجّح ضرب العنبر من الجو من خلال غارة جوية او صاروخ وبخاصة مع سماع أصوات تشبه أزيز الطائرات سبقت الانفجار الكبير، حيث من الممكن ان تقوم بذلك عدة جهات داخلية وإقليمية". "اما الفرضية الثانية" بحسب المصادر عينها، "فهي تفخيخ العنبر وتفجيره, ويُشتبه ان من قام بذلك هي الجهة التي كانت تستفيد من نيترات الامونيوم وتقوم بتهريبه الى خارج المرفأ، وما يعزز هذه النظرية هو ضبط الجيش لمستوعب يحمل نيترات الامونيوم داخل المرفأ معدّ لإخراجه, والمُلفت ان هذا المستوعب لا يحمل ارقاماً تسلسلية تُعرف به". وترجّح مصادر التحقيق ان "الجهة التي كانت تهرّب نيترات الامونيوم هي من قامت بالتفجير بعد انفضاح امرها من قبل جهاز امن الدولة!". ويُركّز التحقيق اليوم على كشف الجهاز الأمني الذي نَصح رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بعدم زيارة المرفأ، ولماذا قام بذلك وما هي معلوماته ودوافعه؟.

 

رئيس جميعة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن: 628 معتقلا لبنانيا في السجون السورية...

الكلمة أونلاين/4 أيلول 2020

قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية لن تموت وسنظل نطالب بها حتى الرمق الأخير، بهذه العبارات وصف رئيس جميعة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن في حديث لموقع الكلمة أونلاين القضية التي يعمل لأجلها منذ سنوات.

بعتب وحسرة وألم يتكلم أبو دهن عن مصير 628 معتقلا لبنانيا في السجون السورية، ويقول إن هذا العدد موثق وأكيد وموجود لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وبلومٍ كبير يتحدث أبو دهن عن كيفية تعاطي الدولة مع هذه القضية، فيوضح أنها قضية منسية من قبل الدولة اللبنانية وكل الحكومات المتعاقبة، ولم نسمع أحدا منهم يطالب بايجاد حلّ لقضيتنا، ويضيف زار وفد من الجمعية قصر بعبدا، وتحدث مع المعنيين ووضع الأوراق على الطاولة، الا أنه وللأسف الجميع قارب الملف من الزاوية نفسها، فهم لم يعالجوا أي شيء حتى الآن، والذريعة أن السلطات الرسمية السورية والرئيس السوري بشار الأسد لا يعترف بأن لديه معتقلين لبنانيين في السجون، ما يجعل السلطات اللبنانية تعترف بهذا الموضوع بشكل "خجول". وردا على سؤال عن عدم قيام الأحزاب المتضررة والتي لديها معتقلين في السجون السورية كالقوات والكتائب والأحرار بأي عمل رغم وجود بعضهم في السلطة، سأل أبو دهن، ما الذي يمكن أن يقوم به وزيرين أو ثلاثة في الحكم اذا كان القرار بيد الفريق الآخر؟ أبو دهن قال نريد تعاطفا كاملا واجماعا لبنانيا صرفا تجاه قضية المعتقلين اللبنانين، ونريد كلمة موحّدة من الحكومة ومن رئيس الجمهورية ميشال عون يطالبون فيها السلطات السورية اقفال الملف عبر القنوات الرسمية الديبلوماسية.

أبو دهن كرّر مطالبته السلطات السورية بالافراج عن جميع المعتقلين وانهاء ملف شائك ومؤلم بين سوريا ولبنان، سائلا الا يستطيع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استثمار علاقاته الجيدة مع النظام السوري ومع الرئيس بشار الأسد تحديدا، للكشف عن مصير هؤلاء المعتقلين، الذين لا ذنب لهم اليوم وكل التهم التي ألقيت عليهم هي باطلة.

 

التواطؤ والتوريط في الملف اللبناني

صوت بيروت انترناشيونال/04 أيلول/2020

إن أخطر ما يواجهه لبنان وشعبه إذا ما أجرينا مقاربة لتدخل فرنسا وأميركا كذلك في موضوع ميلشيا حزب الله ، أن يذهب لبنان ضحية رخيصة بين تفاصيل مقاربتي التواطوء والتوريط ‏كما إن أخطر سيناريو للتسوية اللبنانية هو القبول بتحويل حزب الله من ميليشيا سلطوية غير شرعية إلى حالة سياسية أمنية تتمتع بشرعية كاملة ، وتحت رعاية إيران وبمباركة دولية ، على غرار الحشد الشعبي في العراق ‏وذريعة داعش الجاهزة أو مقاومة الإحتلال الكاذبة ، وإلى غير ذلك من السياقات التي سوقت حزب الله على مدى سنوات ، وقدمته لجمهوره وللآخرين على أنه حزب مقاوم بينما الواقع يقول إنهم مجرد عناصر إرهابية وقتلة يشاركون في حروب المنطقة بأمر من إيران ‏والواضح في جولة ماكرون أنه إهتم في العراق بالسيادة ‏، وفي لبنان كان همه الإصلاحات والإعمار ، وغاب عن باله أن الإصلاحات والإعمار مسألة تبقى هشّة ومؤقتة في غياب السيادة ، وطغيان فئة مسلحة كحزب الله على قرار الدولة

‏وليت ماكرون أدرك أن إنقاذ لبنان يبدأ من الأساس ، أي استرداد سيادته ، بالتزامن مع الإعمار والإصلاح ، وترف المشاريع التي لا تقدم ولا تؤخر هذه الأيام ، كون الرئيس ماكرون نفسه يخضع حتى الآن للعقلية القائمة على مصالحة إيران وليس مصارحتها

‏فحزب الله مصدر إزعاج ليس فقط للبنان واللبنانيين ، إنما هو مصدر إزعاج للمنطقة ككل ، لأن أولويات حزب الله تقوم على ما تطلبه إيران كونها الممول والراعي الرسمي له ولكل إرهابه وإعلان الجيش اللبناني العثور على أربعة أطنان و350 كجم من نترات الأمونيوم بأحد المستودعات خارج مرفأ بيروت قرب المدخل رقم 9 ، يثبت حجم الخراب والفساد الذي يغطيه حزب الله ، ومن خلاله يدمر لبنان ومستقبل أهله وتسببت ممارسات حزب الله داخل المنافذ البحرية والبرية والجوية في لبنان ، بإيصال البلد إلى الوضع الكارثي حيث كانت ولاتزال سلع كثيرة ومواد خطرة تدخل لصالح حزب الله فقط وتعجز الدولة الضعيفة عن الوقوف في وجهها واللبناني الذي يبحث عن لقمة العيش ، يعلم بأن حزب الله يمنع وصول أي شيء إليه ، كون البلد محتل ونظامه السياسي مختل ، ولايمكن القبول بسيطرة السلاح غير الشرعي على كل شيء وعن المراسلات التي حصلت مؤخراً بين عدد من الدول العربية والغربية حول لبنان ، يتبين عدم التوافق على تسويات ماكرون ، وأن العرب والخليج تحديداً يشترطون أي موافقة على تطبيع العلاقات مع أي حكومة مقبلة بمنع إيران من البقاء مسيطرة على كل مؤسسات لبنان عبر حزب الله .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/09/2020

وطنية/الجمعة 04 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

واحد وثلاثون يوما مرت على زلزال المرفأ وجرح بيروت ما زال ينزف وقلب بيروت ما زال يقطر حزنا على أبرياء قضوا في منازلهم وأشغالها وجسد العاصمة ما زال يترنح من هول الفاجعة، وفيما اتحدت السواعد اللبنانية غداة الإنفجار. في شوارع العاصمة لتضميد جراحها وكفكفة دموع الأمهات والأطفال، تلاقت عند السادسة وسبع دقائق من عصر اليوم صلوات الجوامع وأجراس الكنائس مع تحية من الجيش لارواح الشهداء ولشفاء الجرحى.

سياسيا، وفيما يجري في الكواليس جوجلة الإقتراحات المتعلقة بتأليف الحكومة العتيدة، لجهة الحجم وتوزيع الحقائب، استنادا الى المسعى الفرنسي بدت المهمة الأميركية التي يتولاها مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر لجهة ترسيم الحدود مفرملة بالرفض الإسرائيلي لإقتراحات لبنان بشأن الحدود البحرية.

فقد كشف شينكر أن المفاوضات شهدت تغييرات من الجانب اللبناني لم توافق عليها إسرائيل، ما يطرح تأجيلا في مسألة الترسيم عموما.

والسؤال، هل ينسحب التأجيل على الخط الأميركي حيال لبنان تأجيلا على خط المسعى الفرنسي المتصل بتشكيل حكومة خلال خمسة عشر يوما وفق مبادرة ماكرون.

إذا وبعد مرور شهر كامل على انفجار المرفأ أعمال رفع الأنقاض مستمرة في مار مخايل حيث الأمل لم ينقطع من العثور على أحياء تحت الركام.

الزميل طوني منصور ينضم إلينا من مار مخايل للاطلاع على أعمال الفريق التشيلي والفرق اللبنانية في المبنى المنهار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بعد شهر على زلزال المرفأ ما زالت هزاته الإرتدادية تنبض في كل إتجاه وحتى تحت الأنقاض معلنة إمكانية ولادة الأمل من رحم الألم ... وطائر الفينيق لا بد أن يبعث من رماد الحرقة والوجع ولو بعد حين...

في الحصيلة الرسمية 191 شهيدا وأكثر من ستة آلاف جريح أدموا قلوب الأهل والاصدقاء وأصابوا قلب الوطن في صميم عاصمته.

دول العالم باتت وجهتها بيروت فرق إسعاف وإنقاذ وطائرات وبواخر محملة بالمساعدات الطبية والغذائية ومستشفيات ميدانية وبيروت تواصل رفع الغبار عنها لتعود وتبصر الشمس مجددا تتسلل إلى بيوتها وأزقتها في الأشرفية والكرنتينا والجميزة ومار مخايل والخندق الغميق وزقاق البلاط وغيرها.

منذ ليل الأمس تسلل في غفلة الليل بصيص نور بوجود جثة أو أكثر وربما ناجين بعد كشف أجهزة السكانر والكلاب المدربة عن جسم تحت أحد مباني مار مخايل التي شهدت طوال الليل وحتى الساعة أعمال بحث ورفع أنقاض.

حكوميا طبخة التأليف على النار والرئيس المكلف مصطفى أديب اطلع رئيس الجمهورية على خلاصة المشاورات غير الملزمة التي جرت في عين التينة فيما العد العكسي للمهلة التي ألتزم بها المعنيون قد بدأ.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

السادسة وسبع دقائق في الرابع من آب الماضي الذي لم يمر ، كان الانفجار الزلزال في المرفأ. مئتا قتل، ستة آلاف جريح، وجه العاصمة الجميل تشوه، شرفاتها، قرميدها، ذكريات ابنائها ، حميميات بيوتها ، حكايات الماضي والحلم بالمستقبل ، كلها تناثرت في دقائق .

المسؤولون عن الجريمة بالتكافل والتضامن ومن دون انتظار التحقيقات التي تصيب الرؤوس الصغيرة من دون الكبيرة، هم معظم الطبقة السياسية التي راكمت فسادا يتجاوز بحجمه وقبحه ومفاعيله المدمرة, كل ما اختزنته عنابر العالم من نيترات الأمونيوم .

شهر على الانفجار اهتز كل شيء، انهار كل شيء، الا هذه الطبقة السياسية، تحولت مثل فيروس الكورونا. نجحت حتى الآن في ابتداع الطرق لتأبيد ذريتها السيئة، ساكنة جاثمة على صدر لبنان وعلى أكتاف اللبنانيين.

اليوم بعد مرور شهر بدا كدهر، وقف اللبنانيون على مشارف المرفأ وفي الأحياء المحيطة المدمرة دقائق صمت استرجعوا خلالها لحظات المأساة التي خطفت أحباءهم ودمرت منازلهم والأرزاق.

الصمت والتأمل جعلا الجميع ما عدا الحاكم طبعا، يسمعون نبضات القلب المجهولة التي أوقفت القلوب وفتحت الآذان في منطقة الجميزة، وقد اعتبرها كل لبناني وكأنها تعود لقريب او حبيب او جار او عزيز فقده.

في سياق متصل، واصل القضاء تحقيقاته لكشف المسؤولين عن جريمة العصر ، وسط تحرك غاضب لأهالي الضباط الموقوفين الواثقين من براءة ابنائهم مطالبين بإنصافهم والبدء بالرؤوس الكبيرة التي لم تتحرك يوم أبلغها ابناؤهم بمخاطر تخزين الأمونيوم في المرفأ. الـmtv الباحثة عن الحق ايضا، طرقت باب القضاء واثقة من عدالته ، فتقدمت بدعوى، لا سابق لها، ضد رئاسة الجمهورية لإلزام سيد القصر العودة عن قراره بمنعها من تغطية أنشطة الرئاسة الأولى.

في هذه الأجواء المشدودة عاطفيا وسياسيا، ساد الصمت على ضفة السلطة، فيما واصل الرئيس المكلف مساعيه لتشكيل الحكومة، وسط معلومات تفيد بأنه بدأ يهضم فكرة رئيس الجمهورية الذي طالبه بحكومة عشرينية بحجة ألا يحمل الوزير أكثر من حقيبة بما يساعده على التفرغ لها. والمأمول ألا يهضم أديب الجرعة الرئاسية-السلطوية الثانية المطالبة بوزراء تقنيين مسيسين مقربين. في الانتظار، تسترسل القوى السياسية في تفسير بواطن زيارتي ماكرون وشنكر وتتضارب الآراء بين من يجزم بأنهما خذلا الثوار وعوما السلطة، ومن يؤكد أنهما يتقاسمان الأدوار ، بحيث تضغط فرنسا في لبنان فيما تتولى اميركا الضغط على إيران. وسط هذه الضبابية، الثابت أن السلطة تتمادى في إنكارها، والثوار يتمادون في ترف التفرق والامتناع عن توحيد الصفوف لمواجهته

ا. في المقابل ، الكارينال Pietro PAROLIN أمين سر دولة الفاتيكان أوصل رسائل متقدمة برمزيتها وجرأتها الى أركان الدولة، إذ صنف لقاءه رئيس الجمهورية في خانة المجاملات ، وركز على التوجه الى الناس بعبارات الأمل إذ اكد لهم بأن ليسوا متروكين ، فيما علمت الـ mtv أن الكرسي الرسولي يجند كل طاقاته للأخذ بيد لبنان الى بر الأمان ، والفارق بينه وبين الديبلوماسيتين الفرنسية والأميريكة ، ان البابا فرنسيس لا يتعاطى ببرودة مع اللبنانيين وهو يدرك عمق الجروح والضربات التي تقعدهم عن العمل البراغماتي السريع والمجدي بحسب المفاهيم الغربية، وهو يتولى تعبئة هذا النقص، بدبلوماسيته الأبوية النشطة و بما يملك من مونة على دول القرار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

شهر على جريمة المرفأ ولا من يقدر على لملمة الاوراق اللبنانية المبعثرة، ولا من يكفكف جراح الموجوعين بحق، ولا من يسحب اوراق المستثمرين بوجع اللبنانيين.

شهر على فاجعة المرفأ والتحقيقات مستمرة، وخيوط الجريمة التي ارتكبها الاهمال – ربيب الفساد – تتكشف شيئا فشيئا وتزيد اللبنانيين قناعة انهم في بلد اعياه الفشل .

وفيما المسعى الفرنسي لترتيب الاوراق الحكومية على ايجابيته، فان مشوار التأليف يسير بجدية غير صاخبة، وغير متأثرة بابواق التشويش السياسي والاعلامي، ولا اعتلاء المبعوث الاميركي منبر ما يسمى المجتمع المدني منظرا ومحاضرا بالحاجة الى الاصلاح ومكافحة الفساد والحياد.

ولو يسأل اهل الحياد الذين اجتمعوا بالمبعوث الاميركي عن معنى الحياد؟ وهل تصريحاته وجولاته وتدخلاته معفية من هذا العنوان؟ وليسأل اللبنانيون ديفد شينكر الم يكن الفساد والافساد مرعي الاجراء اميركيا لعقود وسنوات؟ ام ان ادواته قد بلت فاتى ليستبدلها باخرى اسماها مجتمعا مدنيا او غيره، فهل ستغير التسمية بالنوايا والاداء؟ وعلى كل حال فان محاضر لقاءات شنكر مع ادواته الجدد لم تكن على مستوى طموحاتها، وما كانت ترتجيه من اشادات فجاءها بالتأنيب، لانها لم تكن على مستوى ما كان يطلب منها لتحقيقه في الميدان السياسي والشعبي ..

في ميدان الارهاب الذي رعته دولة شنكر لضرب لبنان والمنطقة، كشف جديد اظهرته التحقيقات في حادثة كفتون الكورانية، وبنت خيوطا داعشية لخلايا كانت تستنهض نفسها في المنطقة، فكشفتها الحادثة حيث افتدى شباب كفتون الثلاثة بشهادتهم كل لبنان، وما ستعرضه المنار في سياق النشرة يظهر الكثير وفق اعترافات الموقوفين..

في بيروت وقفة فلسطينية موحدة في مدينة العروبة والمقاومة التي اختارها المقاومون الفلسطينيون ملجأ جامعا لفلسطين وقضيتها، فكان مؤتمر الامناء العامين للفصائل الفلسطينية بين بيروت ورام الله رسالة بوجه التطبيع واهله، وتأكيدا على المضي باتجاه الوحدة التي لا مفر منها لمواجهة التحديات التي تضع القضية امام مفترق تاريخي..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، والبحث عن العدالة مستمر بين الركام: ركام كارثة يوم الرابع من آب، وركام مأساة سنوات ثلاثين أمعنت فيها منظومة متكاملة في منع قيام دولة، والحؤول دون نشوء مؤسسات فاعلة، تمنع تكرار المصائب، التي لا يدفع ثمنها في المحصلة إلا المواطن اللبناني المسكين، وذنبه الوحيد، التمسك بلبنان ورفض الهجرة، والإصرار على مواجهة الأزمات السياسية والمالية والمعيشية المتوارثة بالبقاء على أرض الوطن.

شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، والتحقيق مستمر، محليا، وبدعم دولي، واليوم شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي زار لبنان للمشاركة في يوم الصلاة الصوم الذي أعلنه البابا فرنسيس من أجل لبنان، شدد على ان التحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل، وهذا حق اللبنانيين الذين وحدتهم الكارثة وجمعهم الامل.

شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، لكن محاولات الاستثمار السياسي لدماء اللبنانيين وأوجاعهم مستمرة.

فصحيح ان محاولة اسقاط الدولة بمؤسساتها الدستورية فشلت، واننا اليوم امام فرصة جديدة للبنان إذا أحسن اللبنانيون التصرف هذه المرة، إلا أن محاولة التصويب السياسي في اتجاه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر يبدو أنها لن تتوقف، وآخر تعبيراتها على المستوى الحكومي، الترويج بأن الرئيس عون والنائب جبران باسيل يسعيان إلى تعويم نفوذهما في الحكومة المقبلة، على حد تعبير بعض الأقلام.

وهنا تسأل مصادر معنية عبر الـ OTV، ماذا يمكن أن يقدم اكثر من احتمال عدم المشاركة في الحكومة؟ وماذا يمكن أن يعلن أكثر من التسهيل إلى أقصى الحدود؟ وهل مرد هذه الحملة المتجددة هو الفشل الذريع في المشروع السياسي الكبير الذي كان معدا للبنان؟ وماذا عما سمعه البعض من دايفيد شينكر في اليومين الماضيين؟ أسئلة للتفكير في الآتي من الأيام، حتى لا تؤدي الحملات هذه المرة، اغراضها السياسية المكشوفة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

بئس جمهورية تحتاج إلى كلب ليحيي فيها الأمل بوجود نبض.

صمته كان أقوى من ثرثرتكم. نبضه كان أقوى من موتكم السريري. تفاعله غطى على خمولكم. " فلاش "، يجب ان يعتذروا منك، لأنك حققت في ساعات ما كان يجب ان يحققوه في شهر.

"فلاش "، أثبت أن "الكلب" لم يعد "مسبة" او شتيمة أو توبيخ بل أصبح صفة وفاء وصفة نخوة وصفة إنسانية، وهي صفات ثلاث بات صعبا إيجادها لدى الكثيرين من المسؤولين في لبنان، سواء اكانوا في السلطة التنفيذية ام في مواقع إدارية.

"استحوا". كنتم تنتظرون أن ياتي كلب من تشيلي ليعلمكم شغلكم وما يجب ان تفعلوه؟ ربما لو جاء "فلاش" قبل الرابع من آب لكان انقذ العاصمة من إرهاب نترات الأمونيوم ومن استلشاق المسؤولين في السلطة التنفيذية وفي الإدارة.

"اخجلوا". كنتم تنتظرون وصول "فلاش" لينبض بالخبر اليقين أن هناك نبضا في مبنى أصبح على الأرض ؟

واللي بيقهر أكتر "انه بعدما شعر "فلاش" بأن هناك نبضا، كأنه يعطي إشارة البدء بالبحث وصولا إلى حيث النبض، حاول معنيون ان يوقفوا البحث في الليل، كأن النبض الذي انتظرهم شهرا، يستطيع ان ينتظرهم أكثر، أو كأن النبض يعمل " على الدوام ".

اليوم يمر شهر على انفجار المرفأ، ومنذ ساعتين دخلنا في الشهر الثاني. " دق المي مي " كنا استبشرنا أن تدمير المرفأ والكرنتينا ومارمخايل والجميزة وقسم من الأشرفية، علم المسؤولين شيئا، لنكتشف أن "لا حياة لمن تطالب".

ما زلنا على وتيرة : "خود ورقة وجيب ورقة" و "وانا بلغت وشلتا عن ضهري" أو "روحو شوفو اللي لحمو باب العنبر" !

ومن يدري؟ فقد توجه أصابع الإتهام إلى "فلاش" لأنه استشعر أن هناك نبضا " وقد يتم توقيفه على ذمة التحقيق إلى أن تنجلي كل الحقيقة، هذا إذا انجلت ... لكن الحقيقة في لبنان ، كالرقم ، وجهة نظر ... المهم أن " فلاش" له أنف يستشعر وليس له " لسان يحكي " لأنه لو كان يتكلم لكان اخبر شعب بلده تشيلي أن في لبنان من ينتظرون كلبا ليكتشف نبضهم ...

السياسة ليست أفضل حالا، لبنان يحتاج إلى كل شيء، ومن الخارج، بدءا من تأمين حاجاته وصولا إلى تشكيل حكومة ...

ومن كثرة الإنهماكات، مر خبر أوردته وكالة " رويترز " ليل أمس مرور الكرام علما أنه يشكل مؤشرا بالغ الدقة ...

يقول الخبر وفق " رويترز " إن مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه انضم إلى جهود دفع لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة ... ويتابع الخبر: وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين إن إيمييه على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين بخصوص القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة ماكرون.

حسنا، أو اسفا ... كنا بغازي كنعان ، أبو يعرب، ثم برستم غزالي، ابو عبدو، واليوم برنار إيمييه، أبو لويس.

مع تحيات الطبقة السياسية التي لم تبلغ سن الرشد بعد وإن انتقل الوحي من عنجر إلى قصر الصنوبر ...

إنها جمهورية تحتاج إلى نبض من الخارج ووحي من الخارج ...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

صار لبيروت جمعتها الحزينة أسبوع الآمها من دون سبت نور أو أحد قيامة بيروت اليوم هي الأم العظيمة والحزينة في آن واحدالمصلوبة على رصيف مرفأ بلا ملامح لوجهها البحري فيما يداها تبحثان عن نبض لقلبها بين الركام.

منذ ثلاثين يوما والمدينة تفترش أشلاءها وتلتحف عريها تداوي وهي المجروح أبناؤها وفي حضنها المحروق تطفيء لهيبا من دمع ودم.لكنها بيروت وإن ذبلت على أمها فلن تموت قصيدة كانت وستبقى بيروت خيمتنا ونجمتنا ومديح ظلنا العالي وستظل تغرينا بألف بداية ومن بوابتها ندخل في الوطن. وطن يشبه الفوارس العشرة وعروسهم من فوج الإطفاء وطن على شاكلة من قضى من أجل خمسة آلاف ليرة بدل عمل إضافي في عنابر الموت مدينة بملامح ابن الخامسة عشرة عاما الذي تخرج في نعش محمول على أكتاف رفاقه بلاد مطابقة لمواصفات كل الذين قتلوا وجرحوا وكل الذين قاموا من بين الأموات والذين لا يزالون في عداد المفقودين.

في الرابع من أيلول أحيت بيروت نكبة الرابع من آب وقفت دقيقة صمت أدت التحية أذنت ورتلت رفعت يديها بالصلاة وصلبت على صدرها دعا الفاتيكان فاستجاب العالم : لأجلك نصلي. وفي ذكرى اليوم الثلاثين صلاة الغائب على السلطة وليس لجرح بسلطة ميتة إيلام.

سلطة الثلاثين عاما من الفساد ظهرت على حقيقتها في ثلاثين يوما حقيقة تراكمت في ملفات ومستندات ووثائق أظهرت غيضا من فيض الإهمال والاستهتار والعبث حد جنون أدى إلى تفجير رئة لبنان البحرية سلطة تداولت الكتمان حول القنبلة الموقوتة سنوات طمعا في مزاد علني يدخل الى جيوب المسؤولين حفنة من أموال مغمسة بالدماء وعندما وقعت الواقعة نفضت ما اقترفت يداها وطيا للفضيحة تراشقت المسؤولياتسلطة من "عاليها لواطيها " اثبتت انها على مقام " إجر كرسي" .

اعتصمت الكراسي بالصمت وتماما كنيرون روما اكتفت بالمشاهدة وجلست تراقب المشهد تاركة هم الناس للناس عجزت عن توفير رافعة لسحب أرواح من بين الركام والتقاط أنفاس نبضت ليلة قبل أن تفقد عمليات البحث بين الأنقاض حرارة الوصول إليها وهي ليلة تبوأ فيها كلب منصبا مسؤولا حيث لا يجرؤ المسؤولون ومع الكلب التشيلي خفق القلب وارتفعت صلوات الناس مع المنطقة المكنوبة آملا بأن تخرج الروح سالمة من تحت الأنقاض ظلت القلوب على أيديها طوال أربع وعشرين ساعة وكانت قناة الجديد والزميلة راشيل كرم في مواكبة مستمرة منذ الثانية صباحا وحتى هذه الساعة الى أن أعلن فريق الإنقاذ التشيلي أن النفس الذي التقطناه كان بطيئا ولا نستيطع أن نجزم حتى اللحظة ما اذا كان هناك ناجون أم لا الليلة تنام بيروت على ضيم ثلاثين يوما استدعي فيها إلى التحقيق مسؤولون متوسطو الرتب وما لم ترتق التحقيقات إلى أرفع المستويات فإن الدماء والأرواح التي أزهقت على أسفلت المرفأ ستذهب أدراج القضاء والقدر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 أيلول 2020

وطنية/الجمعة 04 أيلول 2020

النهار

يسجل تناقص في عدد تلامذة مدارس مخصصة للميسورين اكثر من مدارس الطبقة المتوسطة بسبب انتقال عائلات ميسورة كثيرة الى الخليج او الى الدول التي تحمل جنسيتها.

يحاول زعيم سياسي، بعد أحداث خلدة، تجنُّب أي مواقف قد لا تعجب البعض باعتبار أن في فمه ماء حيال ما جرى في الأسابيع الأخيرة من "تخبيص" من الخصوم والحلفاء.

لوحظ أنّ البيان الصادر من دولة خليجية بارزة عن تخفيف دعمها ومساعداتها لعدد من الدول العربية والآسيوية ومنها لبنان، يحمل مؤشرات تؤكد أنّها غير مرتاحة الى ما جرى أخيراً.

الجمهورية

تلقى مرجع روحي نصيحة من جهة أمنية موثوق بها باتخاذ الحيطة والحذر في تحركاته والامتناع عن النزول الى الشارع لتفقّد المنكوبين في بيروت.

لم تستبعد مصادر متابعة أن يتم تغيير أعضاء وفد صندوق النقد الدولي في المفاوضات مع لبنان لتسهيل التوافق على خطة جديدة.

لاحظت أوساط معنية بإعادة الاعمار في المناطق المتضررة من الانفجار أن بعض الاحزاب يساعد إنتقائياً ويعمل على الارض لحسابات إنتخابية.

اللواء

تكاد دولة كبرى لا تبدي اهتماماً بتطورات الوضع، ولكنها تراقب عض الأصابع الأوروبي - التركي شرقي المتوسط؟

قرأت جهات لبنانية بسلبية واضحة عقد اجتماع غير لبناني، في هذا التوقيت، في بيروت.

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوات صادمة، حول حملات يشنها ناشطون ضد تيّار حاكم ومرجعيته.

نداء الوطن

لاحظ معنيون بالملف الحكومي أنّ رئيس الجمهورية تبنى بالكامل موقف رئيس "التيار الوطني الحر" الداعي للمداورة بالحقائب التي تخص باقي الرئاسات والقوى.

تعقد شركة "أوراسكوم" ظهر اليوم جمعية عمومية للمصادقة على تعيين أعضاء مجلس الادارة الجديد الذين تمت تسميتهم من جانب وزير الاتصالات، وهي الخطوة الأخيرة في اطار تسلم الدولة إدارة قطاع الخلوي، فيما يشكو الوزير من مماطلة شركة "زين" بقرار التسليم.

لوحظ أنّ وزيراً في الحكومة المستقيلة يتعمد التهكم في مجالسه على أداء الرئيس حسان دياب وإدارته للجلسات الوزارية لا سيما لناحية "تكراره اللازمة نفسها" عند كل جلسة.

الأنباء

تبدي جهة سياسية مرونة ظاهرة حيال الملفات الداخلية، ما يرفع الكثير من الاسئلة عن الثمن الذي قد تتلقاه مقابل ذلك.

تجمع نيابي محسوب على حزب فاعل، يعيش تململاً كبيراً نتيجة عدم رضاه عن تطورات الأمور في الأيام الماضية.

البناء

توقعت مصادر على صلة بالاتصالات لتشكيل الحكومة الجديدة عدم الدخول في مباحثات من نوع المداورة وسواها ما يؤخر التشكيل ورجحت الحفاظ على هيكلية الحكومات السابقة، بحيث تأتي الحكومة في منتصف الطريق بين الحكومتين الأخيرتين في حجمها وشكلها.

قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن زيارة مرتقبة للرئيس المصري إلى باريس ستؤسس لحلف مصري فرنسي في مواجهة تركيا على أن يحاول هذا الحلف ملء الفراغ الناجم عن الغياب الأميركي السعودي عن الملفات السياسية في المنطقة وبضوء أخضر من واشنطن والرياض.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قيادة الجيش اقامت عند الساعة 6 و7 دقائق وقفة رمزية ودقيقة صمت حزنا على ارواح شهداء انفجار المرفأ

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

اقامت قيادة الجيش اللبناني عند السادسة والـ 7 دقائق، من مساء اليوم، وقفة رمزية تخللها الوقوف دقيقة صمت حزنا على ارواح شهداء انفجار مرفأ بيروت، واضاء قائد الجيش العماد جوزاف عون شعلة الشهداء في مكان الانفجار في المرفأ على نصب تذكاري اقيم في المكان لمناسبة مرور شهر على الحادثة، بحضور أهالي الشهداء وممثلين عن الصليب الاحمر اللبناني والجمعيات الاهلية والمدنية التي شاركت في اعمال الاغاثة ورفع الانقاض ومساعدة المنكوبين. بعد التحية التي قدمها عناصر الجيش وعزف نشيد الموتى ومن ثم الوقوف دقيقة صمت، تقدم اهالي الشهداء باتجاه النصب التذكاري ووضع كل بدوره وردة بيضاء عليه وأدوا الصلاة كل على طريقته على أرواح أحبتهم.

 

قائد الجيش دشن نصبا تذكاريا لشهداء فجر الجرود في رأس بعلبك: بفضل تضحياتهم تحقق النصر ولن نسمح بعودة الارهاب ولو بوجوه أخرى

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

دشن قائد الجيش العماد جوزاف عون في الذكرى الثالثة لمعركة "فجر الجرود"، نصبا تذكاريا في ساحة بلدة رأس بعلبك يحمل أسماء الشهداء الذين سقطوا خلال المعركة وأولئك الذين استشهدوا على يد "تنظيم داعش" الإرهابي، تكريما لهم، في حضور ذوي الشهداء وفاعليات من البلدة والمنطقة.

مهنا

بعد إزاحة الستار عن النصب التذكاري وكلمة لكاهن الرعية الخوري إبراهيم نعمو رحب فيها بالحضور، تحدث رئيس البلدية منعم مهنا، فأشاد ب"الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية على مختلف الصعد"، مؤكدا أن "الجيش هو خط الدفاع الأول عن سلامة الوطن وشعبه وحدوده وأراضيه".

قائد الجيش

وبعد كلمة لوالدة الشهيد جورج بو صعب باسم أهالي الشهداء، ألقى العماد عون كلمة، اشار فيها الى اننا "في الذكرى الثالثة لمعركة "فجر الجرود"، نعود إلى هذه الأرض الطيبة التي تحررت بفضل إرادة شعبنا وتضحيات جيشنا، مستذكرين الدماء التي روت ترابها، فأنبتت عزة وكرامة وحرية".

وقال: "في 30 آب عام 2017، طوينا صفحة أليمة من تاريخنا مع الإرهاب، لكننا لن نستكين ولن نسمح له بالعودة ولو بوجوه أخرى. مسؤولياتنا العديدة، وهي شرف لنا، لن تشتت اهتمامنا عن عدوين لا يستكينان كلما حانت لهما الفرصة، وهما الإرهاب والعدو الإسرائيلي".

اضاف: "قدرنا كعسكريين هو التضحية ذودا عن وطننا وكرامته. شهداؤنا هم وسام نحمله على صدورنا ودماؤهم هي مسؤولية نحملها على أكتافنا. نستذكر اليوم شهداء معركة فجر الجرود، من أجلهم نجتمع لتدشين نصب يخلد أسماءهم في سجل الشرف. بفضل تضحياتهم، عادت لنا الأرض وتحقق النصر. تحية لأرواحهم والعزاء لذويهم. ومن رأس بعلبك، هذه البلدة العزيزة، نحيي صمود أبنائها وأرواح شهدائها الذين سقطوا دفاعا عنها". واذ لفت قائد الجيش الى ان "وطننا يعاني منذ تشرين الماضي أزمات متلاحقة، بدءا من الاحتجاجات الشعبية مرورا بالوضع الاقتصادي المتدهور وانتشار وباء الكورونا، وصولا إلى انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 190 مواطنا وجرح الآلاف وتدمير جزء كبير من عاصمتنا، فيما لا يزال هناك مفقودون"، قال: "لا شك في أن شعبنا يتملكه الحزن والغضب، وهو محق. فالخيبات المتتالية أفقدته الثقة، لكنه بالمقابل شعب عصامي ومحب للحياة وسينهض من جديد، على أمل أن يستعيد ثقته بوطنه فهو يستحق منا كل تضحية وإخلاص ووفاء". وتابع: "منذ اللحظات الأولى لانفجار المرفأ، تولى الجيش أمن المنطقة، فهي مسؤوليته، ولو من دون تكليف. هول الكارثة وحجمها جعلا أولويته أمن المرفأ والسلامة العامة والبحث عن الأحياء تحت الركام، ثم البحث عن المفقودين. عملنا بصمت لأيام عدة، فلا قيمة للكلام أمام دماء الأبرياء وأنين الجرحى ودموع الحزن والأسى. حزِنا معهم لأننا فقدنا ثمانية شهداء ولدينا أكثر من 300 جريح. غضبنا معهم لأنه كان يمكن تفادي هذه الكارثة. لكن، سويا سنتعالى على الجراح، سويا ويدا بيد سنزيل ما سببه الانفجار من آثار في منازلنا وطرقاتنا، سويا سنتعاون في أعمال مسح الأضرار وتوزيع المساعدات التي عكست ثقة محلية ودولية بجيشنا لأننا كنا ولا زلنا العمود الفقري لهذا الوطن، وسنبقى أوفياء لقسمنا بالدفاع عنه مهما غلت التضحيات. كنا ولا زلنا إلى جانب شعبنا في السلم كما في الحرب والأزمات. لسنا مع فريق ضد آخر، ولن نكون. ومن التبس عليه الأمر، فليعلم أن الجيش على مسافة واحدة من الجميع، وسيبقى مدافعا عن الحريات كما الممتلكات العامة والخاصة. مهما كثرت التأويلات وحملات التخوين والاتهامات وتشويه صورة الجيش، ستبقى أولويتنا حماية السلم الأهلي والاستقرار، وذلك انطلاقا من قناعاتنا وواجباتنا ومسؤولياتنا". وفي الختام تسلم العماد عون درعين تقديريتين من رئيس البلدية ومن والدة الشهيد جورج بو صعب. بعدها، انتقل قائد الجيش لافتتاح طريق "مقيال فرح" الحدودي الذي يصل إلى مركز عسكري في جرود رأس بعلبك، حيث التقى عناصر المركز وحيا الجهود التي يقومون بها لحماية الحدود.

 

مجلس كنائس الشرق الأوسط والعالمي: لتحقيق دولي ‏شفاف في “انفجار بيروت”‏

الوكالة الوطنية للإعلام/4 أيلول 2020

تقدم كل من مجلس الكنائس العالمي ومنظمة “آكت أليانس” ومجلس كنائس الشرق الأوسط، في بيان، بـ”أحر التعازي لكل اللبنانيين الذين فقدوا أحباءهم في 4 آب، لمناسبة انقضاء شهر على كارثة إنفجار مرفأ بيروت”، معلنين تضامنهم مع “الثكلى والجرحى والمشردين والمعذبين”.

وأشار البيان الذي وقعه: الامين العام لمنظمة “آكت أليانس” رودلمار بوينو دي فااريا، الأمين العام الموقت لمجلس الكنائس العالمي البروفيسور الدكتور ايوان ساوكا والأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني، الى أنه “بالنيابة عن المجتمع المسكوني الدولي، تطلق منظمة آكت أليانس نداء كجزء من الاستجابة الإنسانية الدولية لهذه الكارثة، ونضم صوتنا من أجل دعوة المجتمع الدولي لإنشاء آلية إنسانية شاملة للتنسيق والتعاون مع المجتمع المدني اللبناني.

إننا نشيد بالإجراءات السريعة والفعالة التي يتخذها المجتمع المدني اللبناني للاستجابة لهذه الكارثة ولتخفيف معاناة المتضررين. تعد استجابة المجتمع المدني لهذه الكارثة علامة أمل حقيقية، حيث تعزز قدرة الناس على التغلب على هذه الأزمة وتسمح باستعادة الأمل في المجتمع بمستقبل الأمة”.

وأوضح أن “منظمة آكت أليانس التي هي جزء من مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط، تشدد على أهمية العناصر التالية باعتبارها ضرورية لتحقيق التعافي المستدام:

1. يجب أن تكون هناك مساءلة حقيقية عن هذه الكارثة من خلال إجراء تحقيق مستقل. ندعو المجتمع الدولي، عبر الأمم المتحدة، إلى ضمان إجراء التحقيق في أسباب هذه الكارثة وإثباتها من خلال عملية مستقلة ذات مصداقية، لمحاسبة المسؤولين ومنع الإفلات من العقاب.

2. على الرغم من أن المساعدة الإنسانية الفورية ضرورية وأساسية، إن تعزيز المرونة على المدى الطويل هو أمر حيوي لضمان التعافي المستدام للبنان في وجه الصدمات المتعددة – فإن الجمع بين العناصر الإنسانية والإنمائية والسلام والأمن البشري يشكل نهجا منهجيا شاملا. أدى الانفجار ونتائجه إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي كان يرزح تحتها لبنان أصلا، حيث يعيش 50% من اللبنانيين تحت خط الفقر ويعاني 400,000 شخص من النزوح. من المطلوب تأمين التزام شامل ومفصل ومستدام لضمان تأثير إيجابي دائم.

3. يدعو كل من مجلس الكنائس العالمي، ومنظمة آكت أليانس ومجلس كنائس الشرق الأوسط أعضاءهم وشركاءهم كافة، إلى حشد مواردهم -البشرية والمالية والتواصلية/الفنية والروحية- لدعم الشعب اللبناني في التغلب على هذه الأزمة العميقة.

4. يدعم كل من مجلس الكنائس العالمي ومنظمة آكت أليانس دور مجلس كنائس الشرق الأوسط واستجابته لهذه الكارثة، والنداء الذي أطلقته آكت أليانس من أجل لبنان، وجميع المبادرات التي تتخذها المنظمات الدينية والكنائس للاستجابة ليس فقط لاحتياجات الشعب اللبناني الإنسانية بل لحاجاته الروحية أيضا من خلال معالجة الصدمات وتقديم المشورة”.

ولفت البيان المشترك الى أن “لبنان الذي لطالما كان ملاذا للتنوع الديني والاجتماعي في الشرق الأوسط، يمر بفترة وجودية حرجة وتاريخية. لذا، نحن جميعنا معنيون ومدعوون إلى المساهمة بضمان بقائه. فعلى الرغم من كل المآسي والتحديات التي واجهها في الماضي وما زال يواجهها، يبقى لبنان علامة ورمزا للعيش معا في إطار من التنوع الغني ويستحق شعبه دعمنا ليصمد ويصبر ويستعيد أمله بالمستقبل”.

 

نداء الوطن/الدهان والأسيتون والعطور ومثيلاتها لا تُخزّن لأكثر من 10 أيّام/45 حاوية في المرفأ تحتوي على مواد قابلة للإنفجار

نداء الوطن/4 أيلول 2020

أعلن رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب نزيه نجم، في مؤتمر صحافي عقده اثر جولة له في مرفأ بيروت ولقاء المدير العام لادارة واستثمار المرفأ بالانابة باسم القيسي، انه سيقوم بالاتصالات اللازمة مع المجلس الاعلى للجمارك للتحقق من وجود 45 حاوية تحتوي على مواد قابلة للانفجار في المرفأ، كما سيدعو الى جلسة نيابية لمتابعة هذا الموضوع. وكان القيسي قد ابلغ النائب نجم عن وجود هذه الحاويات، مشيراً الى انه سيرفع دعوى بحق شركات الملاحة يوم الاثنين المقبل. وقال نجم: "استعاد المرفأ نشاطه مئة في المئة، باستثناء المعابر المتضررة وهي مساحات للتخزين، فقد وصلت 37 الف حاوية كما دخلت 46 باخرة وتم تفريغ ما بين 85 و90 الف طن، منها 85 في المئة من القمح ومواد غذائية وذرة وطحين و15 في المئة من الحديد وأمور اخرى". واضاف: "اجتمعت منذ يومين بعضو المجلس الاعلى للجمارك وطلبت منه ان تكون ادارة المصلحة المشتركة في المرفأ والقبض ايضاً وليس في المطار، كي لا يتعذب المواطن ويذهب الى الصندوق في المطار. نريد تسهيل امور بعضنا البعض". وأعلن انه طلب من وزير المالية والمحافظ ورئيس البلدية ضم قطعة ارض الى المرفأ تملكها البلدية عند مدخل سوق السمك واللحوم والخضار وهي عبارة عن 32 الف متر.

مشكلة الأهراءات

وأعلن انه خلال 72 ساعة من استلامه لادارة المرفأ تم تفريغ 540 حاوية وحوالى 7 آلاف طن، وقال إن "المشكلة الصعبة هي انفجار الاهراءات، اذ لم يعد لدينا اماكن لتخزين القمح والمواد الغذائية، لذا قمنا بطريقة التسليم المباشر من الباخرة الى الشاحنة ومن ثم الى المطحنة او اي مكان لتخزينها خارج بيروت".

وكشف القيسي وجود "نحو 45 حاوية قابلة للاشتعال"، مشيراً الى انه "رفع كتباً عنها الى الجمارك والجيش وأمن الدولة، موضحاً انه بحسب المادتين 436 و437 للجيش الحق بالتصرف المطلق بعد 6 اشهر، طالباً منه ان يطبق القانون من دون الرجوع الى احد ويجبر شركات الملاحة على اعادة شحنها. ممنوع ان تترك اي حاوية في المرفأ، فكما أتت شركات الملاحة بالبضاعة عليها ان تعيدها".

دهان وعطورات...

وعن نوعية هذه المواد، قال: "كل شيء اسمه مواد قابلة للاشتعال مثل مواد الدهان والعطورات والاسيتون وغيرها. اذا بقيت مدة طويلة تشكل خطراً، فهذه البضائع لا يفترض بها أن تخزن لاكثر من 10 ايام". وتابع: "سأوجه كتاباً عبر وسائل الاعلام الى جميع مستوردي هذه البضائع، للتأكيد أن التسليم سيكون فورياً وانه يمنع تخزين هذه البضائع، وسأقوم برفع كتاب رسمي الى رئيس الجمهورية ومجلس النواب وجميع المعنيين في هذا الشأن". وأكّد نجم أنه سيتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسيطالبه بعقد جلسة نيابية في عين التينة اذا لم نستطع عقدها في البرلمان، ودعوة جميع المعنيين. كما سيتواصل مع رئيس المجلس الاعلى للجمارك والمدير العام للجمارك بالانابة لمتابعة هذا الموضوع ومعالجته. وقال القيسي: "أثير هذا الموضوع عبر الاعلام بعد أن وصلتنا ورقة بأنهم بانتظار جواب النيابة العامة. هذا الروتين الاداري، مع احترامي له، لا يصحّ عندما تكون في حالة طوارئ في البلد. نحن في معركة وفي ساحة حرب، توجد حاويات منذ سنوات ويجب أخذ خطوة عملية لاجبار شركات الملاحة على اعادة البضائع كما أتوا بها". واعلن انه سيرفع دعوى الاثنين المقبل ضد مجهول وكل من له علاقة بالموضوع. بعدها، عقد اجتماع بين نجم والقيسي وانضم اليهما رئيس المجلس الاعلى للجمارك اسعد طفيلي، والمدير العام للجمارك بالتكليف ريمون خوري، وتم البحث في موضوع هذه الحاويات. وأكّد قائد الجيش العماد جوزف عون بعد اتصال به أنه "سيعالج الموضوع وأصبح الامر بعهدته وعلينا ان نتابعه بصورة دائمة للوصول الى الخاتمة التي يتمناها الجميع".

 

نداء الوطن/"ويك أند" مفصلي يرسم المسودة الأولية... و"الطاقة" و"الاتصالات" بتسمية فرنسية/عون يلجم اندفاعة أديب... وطريق الرياض "غير سالك"

نداء الوطن/4 أيلول 2020

غاب ماكرون "إلعب يا فار"... هكذا بدا المشهد خلال الساعات الأخيرة بعدما عادت بوادر العرقلة تلوح في الأفق الحكومي وروائح المحاصصة تفوح من طبخة التأليف. فمن واكب بالأمس كواليس الاتصالات الدائرة حول عملية تشكيل الحكومة العتيدة، تلمّس محاولات خفية لوضع العصي في دواليب الرئيس المكلف مصطفى أديب بغية دفعه إلى دخول "بيت الطاعة" السياسي بعد إغراقه في دهاليز ومتاهات شكلية تهدف في جوهرها إلى تدجين مفهومه "الاختصاصي" وتهجين تركيبته الوزارية المرتقبة بمزيج "تحاصصي" يحاكي طموحات الطبقة الحاكمة وتطلعات أركانها الأساسيين. وفي هذا الإطار، لاحظت مصادر مواكبة لعملية التأليف أنّ لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف أمس خلص إلى "لجم اندفاعة أديب عبر جملة من العوائق التي اصطدم بها، وأبرزها إصرار عون على توسعة قالب حكومته وتطعيمه بنكهة سياسية"، ومن هذا المنطلق نقلت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ ما لمسته من الأجواء التي رشحت عن اجتماع قصر بعبدا "سبّب نقزة لدى المعنيين بتسهيل عملية التأليف" وهو ما دفع ربما الرئيس المكلف إلى رفض الخوض في تحديد مهل زمنية لولادة تشكيلته "المتجانسة".

أما على المقلب الخارجي من المشهد، فلفت الانتباه ما كشفته مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" عن عدم وجود حماسة عربية لتلقف الحكومة اللبنانية الجديدة والإقدام على مدّ جسور الانفتاح أمامها، موضحةً أنّ "الدول العربية وعلى رأسها السعودية تدعم بطبيعة الحال المبادرة الفرنسية من منطلق الحاجة الملحة لمعالجة آفة الفساد المستشرية في الدولة اللبنانية والشروع بتنفيذ إصلاحات جذرية وبنيوية تعيد الثقة الخارجية بلبنان، لكن إذا كانت هذه المشكلة لبنانية داخلية بحتة لا يمكن لأي طرف في الخارج أن يحلّها نيابة عن اللبنانيين أنفسهم، فإنّ إعادة تطبيع العلاقات العربية مع لبنان لا تتصل بهذه المشكلة، إنما بمشاكل أعمق وأخطر تتعلق تحديداً بدور "حزب الله" في تهديد الأمن القومي العربي". وبناءً عليه، أبدت المصادر الديبلوماسية اعتقادها بأنّ طريق الرئيس المكلف مصطفى أديب سيبقى "غير سالك" باتجاه الرياض بمعزل عن مفاعيل المبادرة الفرنسية، طالما أنّه "لم يتخذ موقفاً واضحاً ينأى بنفسه وبحكومته عن "حزب الله"، ويثبت فعلاً أنه لا يقف في منطقة رمادية إزاء تدخلات الحزب العسكرية والأمنية في الشؤون الداخلية العربية".

وفي الغضون، يواصل أديب مشوار مشاوراته الرئاسية والسياسية بمواكبة "ديبلوماسية واستخباراتية" فرنسية، وسينكب خلال الأيام المقبلة على محاولة غربلة حصيلة الأفكار والطروحات التي وضعت في عهدته، لتكون عطلة نهاية الأسبوع بمثابة "ويك أند" مفصلي لرسم معالم مسودته الوزارية الأولية، حسبما أكدت المصادر المواكبة لعملية التأليف، مشيرةً إلى أنّ "أديب كان حتى الأمس لا يزال يميل إلى تصغير حجم تشكيلته، لكن رغبة رئيس الجمهورية بتكبير حجمها أعادت الأمور خطوة إلى الوراء اضطر معها الرئيس المكلف إلى إعادة حساباته والسعي إلى التوفيق بين طرحه وطرح بعبدا، سواءً في ما يتصل بالحجم أو بنوعية الوزراء إثر سماعه من عون تمنياً بأن يكون الطابع الاختصاصي للوزراء غير منفصل عن الواقع التمثيلي السياسي للأفرقاء الأساسيين في البلد".

وفي ما اصطدم طرح المداورة بالحقائب الذي طالب به رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل برفض غالبية المكونات والكتل النيابية الداعمة للحكومة الجديدة، أفادت مصادر واسعة الاطلاع لـ"نداء الوطن" أنّ الثابت الوحيد حتى الساعة هو أنّ "التوقيع الشيعي" في وزارة المالية سيبقى مصاناً في التركيبة الوزارية حفاظاً على ميثاقية التواقيع الرسمية، وما عدا ذلك لا يزال خاضعاً للبحث والنقاش على طاولة الرئيس المكلف بغية رسم خارطة توزيع الحقائب والتسميات ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز مطلع الأسبوع المقبل، كاشفةً في الوقت نفسه أنّ مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تضمنت بعض "الخطوط الحمر" المتصلة ببعض الحقائب الأساسية المعنية بشكل مباشر بالإصلاح ووقف الهدر والفساد، لا سيما منها وزارتا الطاقة والاتصالات اللتان أصبحتا على ما يبدو شبه محسومتين لصالح توليهما من قبل شخصيتين تمت تسميتهما سلفاً برعاية مباشرة من الجانب الفرنسي".

وتوازياً، عاد هاجس العقوبات الأميركية ليخيّم في أجواء أركان السلطة تحت وطأة إعلان المبعوث الأميركي ديفيد شينكر عن قرب صدور حزمة جديدة من العقوبات تطال شخصيات لبنانية بموجب "قانون ماغنيتسكي". وفي حين كانت دوائر قصر بعبدا تروّج أنباء تقلل من وقع عدم إدراج المسؤولين الرسميين على جدول لقاءات شينكر على اعتبار أنه "سيعود مجدداً خلال أسابيع في زيارة رسمية"، كانت المعلومات المتواترة عبر قنوات ديبلوماسية وإعلامية تفيد ليلاً بأنّ من بين الشخصيات التي ستنضم إلى لائحة العقوبات المنتظرة "وزيراً مسيحياً سابقاً من ضمن الحلقة المقربة للرئيس عون ونائباً مسيحياً محسوباً على محور الممانعة".

 

موعد مُهاجمة "حزب الله" لإسرائيل

سبوتنيك/الجمعة 04 أيلول 2020     

كشفت قناة إسرائيلية، اليوم الجمعة، النقاب عن موعد مهاجمة "حزب الله" اللبناني لإسرائيل. أفادت قناة "I24 NEWS"، صباح اليوم الجمعة، بأن "الأمن الإسرائيلي يرجّح أن حزب الله اللبناني سيحاول تنفيذ هجوم انتقامي، ردا على مقتل أحد عناصره في سوريا بهجوم إسرائيلي.

وحددت القناة موعد الهجوم، بالتزامن مع احتفالات إسرائيل برأس السنة العبرية، أي خلال الأسبوعين القادمين". وأشارت القناة إلى أن "ما يعزز هذا الترجيح، خطاب ألقاه حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، الأحد الماضي، حينما أعرب عن تصميم حزبه على تنفيذ الهجوم".

ولفتت إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا يعلم على وجه اليقين، "الخطوط العريضة للهجوم"، لكنه لا يستبعد إمكانية إطلاق صواريخ بالقرب من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، أو تسلل عناصر لـ"حزب الله" إلى إسرائيل، أو إطلاق نيران مضادة للدبابات". ومنذ مقتل عنصر من "حزب الله" في سوريا بغارة جوية إسرائيلية بالقرب من مطار دمشق، الشهر الماضي، يحاول الحزب البحث عن كيفية الرد على ذلك، في وقت أبقت إسرائيل على حالة التأهب القصوى على طول حدودها الشمالية مع لبنان.

 

النائب السابق نديم الجميّل ينتقد النهج الساذج الذي اعتمده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه حزب الله

مواقع الكترونية/04 أيلول/2020

في حديث خاص لمجلة "إكسبرس" الفرنسية، انتقد النائب السابق نديم الجميّل "النهج الساذج الذي اعتمده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجاه حزب الله، إذ لا يمكن الفصل بين الفرع السياسي و الجناح العسكري لهذا التنظيم ، فهما لهما نفس الرأس. فإرهاب حزب الله يخدم عمله السياسي. زد على ذلك، كلما كان هناك موعد انتخابي في لبنان، يهدد حزب الله الناس بفرض شروطه." و أضاف الجميّل:" لا يمكنك المجادلة أو الحوار مع أشخاص يوّجهون مسدساً الى رأسك، كما لا يمكنك أن تتفاوض مع محتجزي رهائن."

و عن اسباب الاستقالة من مجلس النواب، قال الجميّل:

بصفتي ممثل الدائرة التي تضررت بشدة من الانفجار ، فقد اعتبرت أنه من الضروري أن أكون على تواصل مع ناخبيَّ وأن تحدث الاستقالة صدمة سياسية في مواجهة الصدمة العاطفية. إضافة الى ذلك ، فقد لاحظت بالفعل أننا ، أي النواب ، لا نستطيع أن نقول شيئًا أمام مؤسساتنا الرسمية ، الواقعة تحت سيطرة حزب الله. لا يوجد حق في الانتقاد أو الطعن ، وليست لدينا أداة ديمقراطية للتحكم في أقوال وأفعال حكومتنا. لو كان لنا السلطة بممارسة سيطرة حقيقية على ما يجري في مرفأ بيروت لتلافينا هذه المأساة. ومع ذلك ، لم يتثنى لنا ذلك.

ورداً على سؤال عما اذا كان يحمّل حزب الله مسؤولية ما حصل في المرفأ في 4 آب، قال الجميّل:" نتساءل مَن هي الجهة المستفيدة من نيترات الأمونيوم المخّزنة منذ 7 سنوات في المرفأ؟ هناك شبكات لحزب الله القي القبض عليها في المانيا و قبرص تستعمل هذه المادة في صنع المتفجرات، كما أن الخبراء يؤكدون أن الكميات التي كانت أساساً مخّزنة اكثريتها فُقدت قبل الانفجار. فمن استفاد منها ؟ بشكل مباشر أو غير مباشر ، يبدو أن حزب الله هو الذي كان يمارس السيطرة على مرفأ بيروت."

وعن رأيه بتعيين رئيس الحكومة الجديد قال:" الطريقة التي تم بها تعيينه هي بالفعل إشارة سيئة. حدث هذا في سرية تامة في القصر الرئاسي ، قبل بدء زيارة الرئيس الفرنسي. تعيينه جاء نتيجة تسوية بين السنّة وحزب الله. لقد اختاروا طوعاً شخصية بدون كاريزما ، بدون وزن سياسي ، بدون سيرة ذاتية ، وبالتالي ، بدون قدرة على الاستقلالية."

وأعرب الجميّل عن أمله" في اعتماد مبدأ الحياد للنظام السياسي اللبناني حتى تصبح بلادنا حقيقةً سويسرا الشرق الأوسط و إعادة بناء دولة ذات سيادة دون تدخل من أية قوة أجنبية، لا اقليمية ولا ايرانية.و يجب أن يكون للبنان دولة محايدة داخل جامعة الدول العربية."

ولفت الجميّل الى أن عدم إشارة الرئيس الفرنسي الى الحدود اللبنانية السورية التي أصبحت المعبر الرئيسي لعمليات التهريب هو عدم معرفة للموضوع، إذ أن حزب الله يعتبر أن إقفال تلك المعابر يفيد مصالح إسرائيل.

وعن رأيه بالاتفاق الاماراتي الاسرائيلي الذي تم أخيراً لفت الجميّل الى" أن لبنان سيكون آخر من يوّقع اتفاقية سلام مع إسرائيل. ليس لأننا لا نريدها ، ولكن لأننا الأضعف. من ناحية أخرى ، إذا تم تصور أي اتفاق مع إسرائيل على مستوى جامعة الدول العربية ، فسنشارك عبر جامعة الدول العربية.

وأكد الجميل أنه سيستمر في عمله السياسي لمنع انزلاق لبنان و تحوّله الى ديكتاتورية على مثال سورية أو جمهورية إسلامية على مثال إيران.

 و سأله المراسل : هل تعتبر أن اسم الجمّيل يفرض عليك أية واجبات؟

إنه اسم ثقيل يجب تحمّله ، لكنني فخور بأن أحمل هذا الاسم. إنه يفرض عليّ مسؤوليات ومحاولة تحقيق حلم والدي الذي تمّكن خلال 21 يومًا من إرساء أسس دولة متينة ووحدة إسلامية مسيحية. كان يمثل أملاَ للبنانيين ولا يزال هناك من يكتب في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي: أين أنت بشير؟

 

النهار: شهر بعد 4 آب أي حكومة بحجم الزلزال؟

النهار/الجمعة 04 أيلول 2020

شهر كامل اليوم على الانفجار المزلزل الذي ضرب بيروت من مرفأ بيروت في الرابع من آب وأحدث دمارا هائلا فيها لا يقاس بحجمه المخيف الدمار الذي خلفته جولات الحروب والاجتياحات كما تسبب بحصيلة بشرية مأسوية فاقت الـ 190 شهيدا و5600 جريح الى اكبر حصيلة من المتضررين من الانفجار تجاوزت الـ300 الف متضرر في منازلهم ومؤسساتهم ومتاجرهم وممتلكاتهم على أنواعها . لم يقف الامر عند حصيلة الضحايا والخسائر البشرية والمادية والاقتصادية المخيفة بل تمدد بقوة الى مجمل المشهد اللبناني بحيث استعاد لبنان صورة البلد المنكوب والمشارف الانهيار الكبير النهائي اذ جاءت كارثة انفجار المرفأ الذي لا يزال التحقيق القضائي والجنائي الجاري فيه بمساعدة من أجهزة غربية جاريا من دون الجزم بعد بالاتجاهات الحاسمة لأسبابه وظروفه الملتبسة لتفاقم بقوة مخيفة الأحوال البائسة والكارثية للبنان واللبنانيين. ولم يكن أدل على الانقلاب الصاعق الذي حفره انفجار المرفأ مع ضحاياه وأضراره ودماره من انقلاب مماثل في تعامل العالم مع البلد المنكوب، اذ بعد شهر من الانفجار، بات يمكن القول ان الرابع من آب صار تاريخا مفصليا لم يعد ما بعده كما كان ما قبله في الكثير من وجوه المشهد اللبناني الداخلي والخارجي. واذا كان لا حاجة للبنانيين لاعادة تذكيرهم بحدث كارثي لا يزال يجرجر ذيوله حتى الان، ولا يزال غبار الركام والحطام وآثار الدمار يعلو مجمل الصورة، فلا بد من التوقف عند حصيلة مجريات المبادرة الفرنسية التي غطت على معظم التحركات الدبلوماسية والإغاثية الدولية التي تدفقت ولا تزال تتدفق على لبنان باعتبار ان زيارتين متعاقبتين للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت في اقل من شهر رسمتا معالم واقع سياسي يفترض ان يحمل تطورات جديدة بدءا من استعجال تشكيل الحكومة الجديدة وانطلاقا نحو برمجة إصلاحية حقيقية وجادة هذه المرة والا انزلقت البلاد نحو عزلة لعلها لم تشهد اقسى منها حتى الان.

والواقع ان مجريات استحقاق تشكيل الحكومة بدت بعد يومين من الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي للبنان كأنها أدخلت مبكرا جدا الى غرفة العمليات السياسية العاجلة ولا نقول العناية الفائقة لان جميع المعنيين بطبخة التأليف من القوى التي محضت رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب موافقاتها على تكليفه واستعداداتها لترجمة التزاماتها بالتعاون لتسهيل ولادة سريعة لحكومته يؤكدون انه لن تكون هناك تعقيدات وصعوبات من النوع الذي يؤخر اندفاعة الرئيس المكلف نحو استعجال تأليف الحكومة ولو ان الخوض في التفاصيل الإجرائية لمسودة التأليف سيبدأ في الساعات والأيام القليلة المقبلة. وتبين بعد اللقاء الأول العملي الذي عقده امس الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتقويم نتائج الاستشارات التي اجراها أديب مع الكتل النيابية والنواب في عين التينة اول من امس انه لم يتم التوافق بينهما بعد على حجم الحكومة، كما لم يتوغل البحث بعد الى الإطار الأولي لتوزيع الحقائب باعتبار ان الغوص في التفاصيل يقتضي بت نقطة الانطلاق الأساسية في عملية تشكيل الحكومة وهي تسليم جميع القوى باطلاق يد الرئيس المكلف بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين ولا حزبيين، وهو الامر الذي لم يبت بعد. وأفادت المعلومات ان أديب ابلغ الى عون ان الكتل النيابية أبدت رغبتها في التعاون من دون طرح مطالب محددة، وان عون وأديب لم يدخلا في موضوع الأسماء المرشحة او المقترحة للتوزير في الحكومة او توزيع الحقائب ولكن جرى التركيز على توزير اختصاصيين. كما توافق عون وأديب وفق المعلومات على أولوية الإصلاحات ومكافحة الفساد. وذكر ان عون ابلغ أديب انه يفضل حكومة بين 20 و24 وزيرا لكي تسند حقيبة واحدة لكل وزير ويتفرغ لها الوزير فيما يفضّل أديب حكومة مصغرة من 14 وزيرا. ويرفض أديب التقيد علناً باي مهلة لتأليف الحكومة لكنه يؤكد انه يعمل لتأليفها بسرعة. ورجحت معلومات ان ينجز تصوره للحكومة في نهاية الأسبوع الحالي. وهو اكد بعد لقائه وعون امس "اقتناعه ورغبته في ان يتشكل فريق عمل متجانسا" مشددا على حكومة اختصاصيين تسعى للعمل بسرعة وبشكل عاجل من اجل وضع الإصلاحات موضع التنفيذ". وأفادت معلومات ان ثمة اتصالات اجريت بين الثنائي الشيعي والرئيس سعد الحريري في اطار البحث في ملف تشكيل الحكومة.

شينكر بلا أضواء

وسط هذه الأجواء بدا لافتا ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر عقد لقاءات في يومه الثاني في بيروت بعيدا من الأضواء علما انه لم يلتق أي شخصية رسمية باستثناء قائد الجيش العماد جوزف عون الذي زاره شينكر في مكتبه في اليرزة وبحث معه في الدعم الأميركي للجيش وبرامج التعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني. وابرز لقاءات شينكر كان ليل امس في زيارة قام بها لبكفيا ملبيا دعوة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الى عشاء مع عدد من النواب المستقيلين. وعلمت "النهار" ان شينكر سيعود الى لبنان بعد أسابيع قليلة علما انه حتى ليل امس لم يطلب أي لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تبعا لما كان يتوقعه البعض في اطار تولي شينكر التفاوض مع بري حول ملف ترسيم الحدود اللبنانية البرية والبحرية مع إسرائيل.

ومن التحركات البارزة نحو لبنان أيضا بدأ امس امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين موفدا من البابا فرنسيس "زيارة تضامن مع بيروت وعائلاتها المسيحية وجميع اللبنانيين" وذلك عشية يوم الصلاة العالمي من اجل لبنان الذي دعا اليه البابا فرنسيس الأربعاء الماضي. وقام الكاردينال بارولين فور وصوله بزيارة لكاتدرائية القديس جرجس المارونية في وسط بيروت حيث عقد لقاء جامعا لرجال دين مسيحيين ومسلمين ثم جال على مسجد محمد الأمين في وسط بيروت وكاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس وكاتدرائية مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك. وقال الكاردينال بارولين "ان لبنان ليس وحده ونحن نقف الى جانبكم بصمت وبتضامن لنعبر عن محبتنا لكم". وشدد على ان رسالة الفاتيكان هي "عدم ترك لبنان وحيدا فلبنان في حاجة الى العالم ولكن العالم يحتاج الى خبرة لبنان الفريدة والتضامن والحريّة التي يمثلها لبنان ومعا سنعيد بناء بيروت".

بين المطار ومار مخايل

اما المفارقة اللافتة التي برزت عشية مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت فبرزت مع الضجة الواسعة التي نشأت عن تسريب مراسلات تتصل بوضع خطير محتمل في مطار رفيق الحريري الدولي جراء عدم اجراء اعمال الصيانة على مباني قديمة تستعمل لتخزين الفيول وتزويد الطائرات الوقود. وعلى جاري ما حصل في ملف انفجار المرفأ بدأت الردود والردود على الردود في المراسلات والكتب بين وزارة الاشغال ورئاسة الجمهورية وديوان المحاسبة ودوائر المطار والشركات المتعهدة والنيابة العامة وصولا الى وزارة المال التي حولت مساء المبالغ المطلوبة للصيانة. اما الواقعة الثانية فكانت في ضجة من نوع مختلف اثارتها معلومات مفاجئة عن تلقي فريق تشيكي كان يعمل في البحث والتنقيب في ركام منزل مدمر في حي مار مخايل إشارات الى امكان وجود جثتين تحت الركام وان إشارات تلقاها الفريق من كاميرات حرارية وكلب مدرب حيال امكان وجود احد الأحياء بين الأنقاض . ومع الاستبعاد الكامل لهذا الاحتمال بعد شهر من الانفجار تكثفت عمليات البحث في الأنقاض بحذر وبطء على ان تستؤنف اليوم بعدما اثارت المعلومات عنه امالا واسعة على رغم الاستحالة الواقعية للعثور على احياء بعد.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية: إيران تخطت حد اليورانيوم المسموح 10 مرات

دبي - العربية.نت»/الجمعة 04 أيلول 2020

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حالياً عشر مرّات الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى. ويشير الاتفاق إلى حد يبلغ 300 كلغ من اليورانيوم المخصّب على شكل مركّب محدد، أي ما يعادل 202,8 كلغ من اليورانيوم. وأفاد تقرير الوكالة أن المخزون الإيراني الحالي يبلغ 2105 كلغ. كما أعلنت الوكالة أن إيران سمحت لمفتشيها بالوصول إلى أحد موقعين يشتبه بأنهما شهدا أنشطة نووية غير معلنة مطلع الألفية الثالثة. وأضاف التقرير أن إيران "سمحت لمفتشي الوكالة بالوصول إلى الموقع لأخذ عيّنات بيئية"، مضيفا أنه سيتم زيارة الموقع الثاني في وقت لاحق هذا الشهر. كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أعلنا في بيان مشترك الأربعاء الماضي، أن إيران تقبل وصول المفتشين إلى موقعين مشبوهين. وذكر البيان أن "إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق بشأن حل قضايا تطبيق الضمانات التي حددتها الوكالة، وقد تم تحديد مواعيد دخول الوكالة وأنشطة التفتيش". ويقع أحد الموقعين المشتبه فيهما بإجراء أنشطة نووية غير معلنة في أوائل عام 2000 بالقرب من شهر رضا في محافظة أصفهان.

 

"ولاية الفقيه تسفك الدماء".. رجل دين إيراني يخلع عمامته

صالح حميد - العربية.نت»/الجمعة 04 أيلول 2020

أعلن رجل الدين الإيراني عين الله رضا زاده جويباري، عن خلعه لعمامته ورداء رجل الدين، وذلك"تكريما لدماء شباب إيران التي قال إنها سفكت ظلما على يد نظام ولاية الفقيه"، بحسب تعبيره. في التفاصيل، هاجم جويباري المعروف بانتقاداته الحادة للنظام الإيراني، خلال فيديو نشره عبر مواقع التواصل، ما وصفه بـ "استغلال الفقه الشيعي من أجل ولاية الفقيه"، قائلا إن رجال الدين الحاكمين في إيران قد حرفوا أحكام الشريعة الأساسية من أجل بقاء سلطتهم". وأضاف أنهم سرقوا الخبز من تحت مسمى محاربة الكفر، مؤكداً أن الدين أصبح ملوثاً على يد رجال الدين السياسيين". كما اختتم رجل الدين المعارض كلامه بالقول: "إني أخلع هذه العمامة وسأرتدي قبعة الشرف الإيرانية والوطنية، وأركع للإرادة الحرة للشعب الإيراني والتي ستتحقق في المستقبل القريب". يشار إلى أن عين الله رضا زاده جويباري يعتبر من رجال المنتقدين للنظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وقد تم اعتقاله وسجنه مرات عديدة على مدى العقود الماضية. ومن بين الاتهامات التي وجهّت إليه عدة مرات أثناء اعتقاله هي "الدعاية ضد النظام"، و"نشر الأكاذيب". وتم اعتقال جويباري أول مرة في عام 1990 لمعارضته قضية ولاية الفقيه وتعيين علي خامنئي كمرشد أعلى، واحتُجز في جناح رجال الدين الخاص بسجن قم المركزي. كما اعتقل في عام 2002 عدة مرات وسجن لمدد تتراوح بين أسبوع وشهرين في كل مرة. وفي عام 2006 كتب رسالة انتقادية من 200 صفحة إلى علي خامنئي من مقر اقامته في سوريا وقضى عاما في السجن بعد عودته لإيران بسبب ذلك. وسجن جويباري مرة أخرى في عام 2017 وحكم عليه بالسجن لثمانية سنوات والنفي لسنتين، لكنه خرج بعفو من المرشد الأعلى الايراني بعد أن أمضى عامًا في سجن مدينة ساري، شمال ايران ومن ثم حُكم عليه بالنفي في مدينة تكاب. ولا تزال قضية جويباري مفتوحة أمام المحكمة حيث اعتقل من قبل وزارة الاستخبارات الايرانية في ديسمبر الماضي، بسبب مشاركته في مراسم تأبين قتلى احتجاجات نوفمبر الماضي، حيث أمضى 5 ليالٍ في مركز استخبارات مدينة أورمية، وأضرب عن الطعام والدواء لمدة 13 ليلة في سجن مياندواب الذي نقل إليه قبل أن يتم إطلاق سراحه لحين موعد محاكمته التي لم يتم تحديدها بعد.

 

تسمم 120 شخصاً.. انفجار سيارة غاز في إيران

دبي - العربية.نت»/الجمعة 04 أيلول 2020

أفادت وسائل إعلام محلية إيرانية، الجمعة، بانفجار سيارة كانت تنقل غاز الكلور في محافظة عيلام الإيرانية، ما أسفر عن وقوع إصابات وفي التفاصيل، أصيب 120 شخصا على الأقل بالتسمم جراء استنشاقهم غاز الكلور السام في إحدى قرى إقليم "إيلام" غربي إيران. وبحسب وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية فإن اسطوانة تحتوي على غاز الكلور السام انفجرت أثناء نقلها على متن شاحنة كانت تعبر القرية، ما أدى إلى تسرب غاز الكلور وتسمم أكثر من 120 شخصا، حالة عدد منهم حرجة بجسب التقارير. كما أفاد مسؤولون بأن الإسطوانة كانت تحتوي على 800 كيلو غرام من غاز الكلور وكانت من بين عدة أسطوانات تقلها شاحنة تعبر القرية، وأن السلطات بدأت التحقيق لمعرفة أسباب الانفجار. يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت أعلنت، الجمعة، أن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حالياً عشر مرّات الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى. ويشير الاتفاق إلى حد يبلغ 300 كلغ من اليورانيوم المخصّب على شكل مركّب محدد، أي ما يعادل 202,8 كلغ من اليورانيوم. وأفاد تقرير الوكالة أن المخزون الإيراني الحالي يبلغ 2105 كلغ..كما أعلنت الوكالة أن إيران سمحت لمفتشيها بالوصول إلى أحد موقعين يشتبه بأنهما شهدا أنشطة نووية غير معلنة مطلع الألفية الثالثة. وأضاف التقرير أن إيران "سمحت لمفتشي الوكالة بالوصول إلى الموقع لأخذ عيّنات بيئية"، مضيفا أنه سيتم زيارة الموقع الثاني في وقت لاحق هذا الشهر.

 

صطدموا في سوريا.. واشنطن تعبر لموسكو عن قلقها

دبي - العربية.نت»/الجمعة 04 أيلول 2020

يبدو أن حادث الاصطدام الذي وقع بين القوات الروسية والأميركية الذي وقع قبل أيام لن يمر مرور الكرام، حيث عبّرت واشنطن لموسكو عن قلقها مما حصل. فقد كشف مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، الجمعة، إن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها لروسيا بشأن حادث في سوريا أصيب فيه عدد من الجنود الأميركيين عندما اصطدمت مركبة عسكرية روسية بمركبتهم. وقال أوبراين خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "تم إيصال الأمر إليهم روسيا بوضوح شديد... تم ذلك على المستوى المناسب". وكان مسؤولان أميركيان قد أكدا قب أيام، أن عددا صغيرا من الجنود الأميركيين أصيبوا في حادث مع قوات روسية في سوريا. وقال أحد المسؤولين طالبا عدم ذكر اسمه، إن الإصابات كانت نتيجة تصادم وليس أي تبادل لإطلاق النار. كما ذكر المسؤول الآخر، أن الواقعة حدثت هذا الأسبوع في شمال شرق سوريا، وأن الإصابات طفيفة.

حينها،امتنعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والقيادة المركزية بالجيش الأميركي، التي تشرف على القوات الأميركية في المنطقة، عن التعقيب. وعلى الرغم من أن مثل هذه الاحتكاكات بين القوات الأميركية والروسية ليست نادرة، فإن الحادث يسلط الضوء على المخاطر التي ينطوي عليها وجود قوات من البلدين تنشط على مقربة من بعضها في شمال سوريا واحتمال تصاعد التوتر. وقال جون أوليوت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الحادث وقع يوم 25 أغسطس بشمال شرق سوريا. وأضاف: "من أجل عدم تصعيد الموقف، غادرت دورية التحالف المنطقة". وقال: "لا يسعى التحالف أو الولايات المتحدة إلى تصعيد مع أي قوات عسكرية لأي دولة، لكن القوات الأميركية تحتفظ دائما بحقها الأصيل وبالتزامها بالدفاع عن نفسها ضد أي أعمال معادية". وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مركبات عسكرية روسية، مدعومة بطائرتين هليكوبتر، تسير بشكل ينطوي على خطورة بالقرب من مركبات مدرعة أميركية. ولم يتضح مصدر المقاطع المصورة. وقال الجيش الأميركي إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي تحدث مع نظيره الروسي الأربعاء، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن ما بحثاه. ولا يعلق الجيش الأميركي بشكل عام بشأن الإصابات. لكن أحد جنود المظلات قُتل الشهر الماضي في حادث انقلاب مركبة في شرق سوريا. وفي وقت سابق هذا العام، أظهر مقطع مصور آخر احتكاكا بين القوات على طريق في سوريا. ولا يزال هناك نحو 500 جندي أميركي في شمال سوريا بعد خفض حاد في عدد القوات التي كانت موجودة في بادئ الأمر لطرد تنظيم "داعش" من جميع معاقله في البلاد.

 

الرئيس القبرصي: «عدوانية» تركيا أدت إلى وضع «متفجر»

نيقوسيا: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 04 أيلول 2020    

ندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، اليوم (الجمعة)، بـ«عدوانية» تركيا، ودعا إلى إجراء محادثات لحل خلاف بشأن الحدود بالحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذراً من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقال أناستاسيادس، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل، لذا نشهد توتراً متزايداً والوضع الناجم متفجر جداً ويثير القلق». وارتفع منسوب التوتر بشكل كبير على خلفية نشاطات التنقيب التركية التي تشير كل من قبرص واليونان إلى أنها تنتهك سيادتهما. وأرسلت تركيا سفينة «عروج ريس للأبحاث» وسفناً حربية إلى المياه المتنازَع عليها في العاشر من أغسطس (آب) في إطار مهمة تم تمديدها. ويتابع الاتحاد الأوروبي النزاع المتصاعد بقلق بالغ، ودعا تركيا مراراً للتوقف عن نشاطات التنقيب، وهدد بفرض عقوبات على أنقرة إذا رفضت حل النزاع عبر الحوار.

 

الكاظمي يحذّر من «السلاح المنفلت» ويتحدث عن «تركة ثقيلة» ورثتها حكومته

القضاء يستدعي وزيري الدفاع والداخلية السابقين على خلفية قتلى مظاهرات أكتوبر

بغداد - لندن: «الشرق الأوسط»»/الجمعة 04 أيلول 2020    

شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس (الخميس)، على ضرورة «فرض هيبة الدولة»، معتبراً أن حكومته «ورثت تركة ثقيلة» تتعلق بـ«السلاح المنفلت». وتزامن موقفه مع إعلان القضاء العراقي استدعاء وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة السابقة على خلفية التحقيق في سقوط قتلى خلال التظاهرات التي شهدها البلد منذ أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي. وأفاد مكتب الكاظمي بأنه زار أمس مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد، حيث كان في استقباله رئيس أركان الجيش، ونائب قائد العمليات المشتركة، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب. وأوضح المكتب في بيان أن الكاظمي «أكد أن الحكومة ورثت تركة ثقيلة من السلاح المنفلت والنزاعات العشائرية التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع وتهدد أفراده، كما تعمل على عرقلة جهود الإعمار والتنمية في البلاد». وتابع البيان أن رئيس الوزراء «وجه قادة الأجهزة الأمنية بمتابعة هذا الملف والتنسيق المشترك بين القوات الأمنية للعمل بكل الجهود المتاحة لإنهائه، وفرض هيبة الدولة، ومواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار البلد». في غضون ذلك، سقط صاروخ كاتيوشا على شركة أمنية في العاصمة العراقية بغداد فجر أمس الخميس.

ونقلت وكالة «السومرية نيوز» للأنباء عن مصدر أمني أن «شركة أمنية في منطقة القادسية ببغداد، تم استهدافها فجر اليوم (أمس) بصاروخ كاتيوشا». وأضاف المصدر أن ذلك «أدى إلى إلحاق أضرار مادية دون تسجيل أي خسائر بشرية»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وجاء ذلك غداة إجراء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء محادثات مع المسؤولين العراقيين في أول زيارة رسمية إلى بغداد بهدف مساعدة هذا البلد على تأكيد «سيادته».

إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان، أمس (الخميس)، أن هيئة التحقيق بقضايا «أحداث التظاهرات» التي شهدتها البلاد على مدى الشهور الماضية، استدعت وزيري الداخلية (ياسين الياسري) والدفاع (حازم الشمري) في حكومة عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء السابق.

وأفاد بيان لمجلس القضاء الأعلى بأن زيدان استقبل كلاً من مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي ورئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي»، موضحاً أن «المجتمعين ناقشوا الإجراءات القضائية بخصوص حوادث استشهاد وإصابة المتظاهرين ومنتسبي القوات الأمنية» خلال التظاهرات الكبرى التي اندلعت في العراق في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019.

وأكد البيان أن «الهيئات التحقيقية المختصة بتلك القضايا أصدرت عدداً من مذكرات القبض بحق عدد من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، إلا أنه وبموجب قانون التبليغات العسكري وقانون تبليغات قوى الأمن الداخلي يجب استحصال موافقة القائد العام للقوات المسلحة ووزيري الداخلية والدفاع لتنفيذ تلك المذكرات». وأشار إلى أن «الهيئة التحقيقية القضائية في الرصافة (بغداد) استدعت كلاً من وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة السابقة للاستيضاح منهما عن معلومات تتعلق بالتحقيق في تلك القضايا»، مبيناً أن «هناك عدداً من الموقوفين من الضباط على ذمة التحقيق في تلك القضايا وآخرين صدرت بحقهم أحكام من المحاكم المختصة تخضع حالياً للتدقيق من قبل محكمة التمييز».

وفي هذا السياق، قال الدكتور فاضل الغراوي عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق لـ«الشرق الأوسط» إن مفوضية الانتخابات ولفترة طويلة من الزمن خلال فترة التظاهرات «عملت على توثيق كل ما يتعلق بالتظاهرات» بما في ذلك التحقق من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان وأصدرت خمسة تقارير رسمية «وثقت كل التفاصيل التي حصلت ورافقت التظاهرات بكل ما لها وعليها من قضايا سلبية وإيجابية». وتابع أن هناك عدداً كبيراً من الإحصاءات والتوصيات رفعتها المفوضية إلى البرلمان والقضاء ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وإلى بعثة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف. وأضاف الغراوي أن «هذه العملية تعد عملية توثيقية كاملة، وعقدنا العديد من الاجتماعات مع الجهات الأمنية وقدمنا كل ما لدينا من ملاحظات، ومن جانبهم وعدونا بأخذ كل ما قدمناه من ملاحظات».

وأوضح الغراوي: «في الفترة الأخيرة قدمت الحكومة رسالة رسمية للمفوضية وطالبت من خلالها بكل الوثائق والمعلومات المتوفرة لديها، وعقدنا بالفعل اجتماعات عدة مع الطاقم الخاص بمكتب رئيس الوزراء، وقدمت الوثائق بشكل رسمي، وتم اعتمادها عبر الإعلان الرسمي الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء بالإحصائيات والأرقام». وأشار إلى أنه «لغاية الآن، وهذا مثبت بشكل رسمي، هناك 561 شهيداً من المتظاهرين والقوات الأمنية، مع كل الإثباتات التي تخص كل شخص وقع (ضحية) في تلك التظاهرات. أما عدد الجرحى من القوات الأمنية والمتظاهرين فقد بلغ 24 ألفاً بإصابات مختلفة بين خفيفة وبليغة». ولفت إلى أن «المفوضية طلبت من رئاسة الوزراء تكثيف إجراءاتها بشأن التحقيق في كل ما جرى، ووعدنا رئيس الوزراء بأنه سيشكل لجنة عالية المستوى، كما سيتحدث مع القضاء بهذا الشأن وإجراء التحقيقات الأصولية وإعلانها للرأي العام بكل شفافية».

من جهته، أبدى الناشط والإعلامي منتظر ناصر رئيس تحرير جريدة «العالم الجديد» الإلكترونية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، شكوكه حيال لجان التحقيق في العراق. وقال ناصر إنه «دائماً ما تلتحق الكثير من المسائل الحساسة بالعديد من القضايا السابقة التي تم إهمالها ونسيانها، وبات الحديث عنها ضرباً من الترف أو سبباً للاستثمار السياسي من قبل الأطراف المتصارعة، من قبيل ما يعرف بملفات المغيبين والمفقودين وضحايا سبايكر، وقد يكون من بينها ملف قتلة المتظاهرين والتسبب بإصابة وجرح الآلاف منهم على مدار عام كامل». وأضاف أن «المعطيات لا تشجع، فمجلس القضاء كمفصل مهم من مفاصل البلاد المهمة خضع منذ فترة طويلة، للأسف الشديد، إلى التسييس، وأصبح التدخل السياسي واضحاً فيه من خلال التسويات القضائية التي شاهدناها ونشاهدها باستمرار». لكنه استدرك قائلاً: «مع ذلك، نتمنى أن تكون خطوته هذه المرة جادة وحقيقية، خصوصا أن هناك قضاة مهنيين ووطنيين، لا سيما في ظل تغير المزاج السياسي الذي قد ينعكس إيجاباً على ملاحقة مثل تلك القضايا».

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إفرض تشكيلتك أو عُدْ إلى برلين

بشارة شربل/نداء الوطن/04 أيلول/2020

نعلم يا دولة الرئيس، وأنت تدخل السياسة من أرفع موقع سُني، أنك ابن أصل وعلم وتطمح الى تحقيق الكثير. ولا نريد مع بدئك مشاورات التأليف هدَّ عزيمتك أو إحباط سعيك الى وزارة ترغب في تحويلها الى فريق عملٍ حقيقي. ولا يغيب عنك، وأنت استاذ العلوم السياسية والدبلوماسي أنك خيار طبقة سياسية أفسدت البلاد وأوصلتها الى الانهيار، بل الى كارثة التفجير التي يحاول الرؤساء والوزراء التنصل من مسؤوليتهم في ارتكابها عبر تحميلها لكبار الموظفين وصغارهم. "من الآخِر" دولة الرئيس، أنت وسط غابة "ذئاب" افترست خيرات البلد وسرقت ودائع المواطنين وتآمرت على سيادة الوطن وأمنه، وستكون مضطراً الى التعامل مع وحوشها ومرغماً على الابتسام لمأجورين قابلتَ جزءاً منهم في غداء بعبدا، على شرف الرئيس الفرنسي واستكملت أمس تكحيل ناظريك بآخرين. شكِّل حكومتك بأقصى سرعة ما دامت آثار سياط الرئيس ماكرون على ظهورهم وأقفيتهم. أنت معتدل وأدرى بوجوب أن يكون وزراؤك معتدلين نزيهين وذوي شخصية مستقلة، حتى ولو كانوا مؤيدين سياسياً لهذا الفريق أو ذاك. لا تخضع لابتزازهم خشية قدرتهم على التعطيل، فهُم عاجزون عن مواجهتك كونهم خدماً عند أي وصي خارجي وحريصين على "لحس" ما تبقى وإن كان شحيحاً. دولة الرئيس. قصر الاليزيه أتى بك فاعتمده مرجعيتك ولا تعتقدنَّ أنّ لقصر بعبدا او زعماء الكتل والأحزاب الذين سمُّوك فضلاً عليك. هؤلاء لاعبون محليون، عضلاتُهم تُستخدم ضدّ شعبهم أو بعضهم، وهم لشدة "لطفهم" مع الأجانب كلَّفوك صاغرين. رأوك في اللون "الميقاتي" الرمادي، وقت لا مكان لخياراتهم القصوى، فقالوا: لنمرّر مرحلة ما بعد 4 آب والضغط الفرنسي ثم نستهلك المولود الحكومي بانتظار الرئيس الأميركي الجديد. دولة الرئيس، لا نحسدك على مهمتك الصعبة، لذا تمتَّع بجرأة المبادرة. ضع تشكيلتك في جيب واعتذارك في الجيب الآخر ولا تخضع لمحاصصاتهم أو ينطلي عليك تظاهرهم الخبيث بالتعاون. تجرّأ على تدوير الحقائب وعساك تُمكّن "الأقليات" من وزارات "سيادية" متخلّصاً من وصاية مافيا المنظومة على "التواقيع". أنت دبلوماسي في تفهُّم التعقيدات فكُن شجاعاً في الخيارات ولا تفتح "بازار" الأسماء. دولة الرئيس، أنت تعلم أنك خيار الضرورة والواقع المرير وعجز الثورة عن ايصال مرشحها الحقيقي. لكن سيرتك تؤهلك لاكتساب ثقة اي لبناني اذا تصرّفت كرئيس حكومة يملأ فعلاً كرسي السراي، فيقوم بالاصلاحات التي حددها الرئيس الفرنسي غير آبه لبرلمان يدَّعي انه "سيد نفسه" فيما هو صناعة قابلة لـ"الطعج" والتدوير، ويدرك ان واجبه الدفع باتجاه الحقيقة الكاملة في التفجير الاجرامي. دولة الرئيس، لن نحمِّل "حكومة المهمة" أكثر مما تستطيع. ولن نطالبك بحل عقدة السلاح، رغم أنه واجب اي مسؤول وطني، لكننا نطالبك بكل خطوة في الاتجاه السيادي الصحيح بدءاً من اقفال أي معبر غير شرعي. كن رجلاً يا مصطفى أديب. تنكَّر لمن عيَّنوك كما القاضي الشريف، فأنت أمام مهمة تاريخية تسجِّل فيها أنك ساهمت في انقاذ شعبك، أو تذهب الى خانة حسَّان دياب ومن شابهه من الدمى والانتهازيين.

دولة الرئيس، إجعل رئاستك محطة أمل بالانتقال الى لبنان الجديد أو إحزم حقائبك وعُدْ الى برلين.

 

شهر على جريمة بيروت: رائحة الدم والمال معاً

يوسف بزي/المدن/04 أيلول/2020

في ليلة تفجير السان جورج نهار 14 شباط 2005، كان واضحاً أن مزاج العالم هو مطاردة القتلة ومعاقبتهم. كانت السياسات الدولية التي كتبت القرار 1559 على أهبة الاستعداد لملاقاة الأغلبية الساحقة من اللبنانيين المنتفضين، واعتبار جريمة اغتيال رفيق الحريري حدثاً لا يمكن التعايش معه أو إغفاله.

على هذا، كان ذاك المسار الدرامي والصدامي والبالغ الدموية الذي أفضى إلى نتائج غير مأمولة ولا متوقعة. فبعد كل تلك الصراعات التي خيضت لأكثر من 15 عاماً، صار لبنان كله يشبه حفرة تفجير السان جورج والخراب المحيط بها.

وكان الشعار: سياسة الإفلات من العقاب انتهت. لكن الواقع المرير والمديد كان أقوى وشديد القسوة، ولم يكن مرة إلا ملتوياً ودهليزياً. وانتهى الأمر بالقتلة أن عمموا تسلطهم وسياستهم على المنطقة بأسرها. وانسحب العالم يائساً من شؤوننا وأحوالنا.

الشعب السوري والشعب العراقي أكثر من عرف إلى أي مدى يمكن لنصْلِ الجريمة أن يتوغل فيهم ويمزق حياتهم. واللبنانيون الذين انهزموا واستسلموا بالتقسيط، "تجنباً للحرب الأهلية"، وجدوا أنفسهم في النهاية وحيدين في مواجهة الوحش، الذي استطاع أيضاً أن "يربي" وحوشاً صغيرة في كل طائفة. أنذال فاسدون يتلذذون برائحة الدم والمال معاً. استوى لبنان على كابوسه: البلد الذي يعيش شبابه اليأسَ هو بلد ميت لا محالة. في آخر شهقة لها معنى، كانت لحظة 17 تشرين 2019. لحظة منفردة غير قابلة للتمديد على ما يبدو. ولدت وماتت في أقل من شهر تقريباً. وإرثها بدأ بالتبدد سريعاً.

في الرابع من آب وقعت الجريمة الكبرى وروعت صورها العالم، ساطعة بفداحتها، حابسة للأنفاس، قاتلة على نحو "هيروشيمي" للروح لا للأعداد، للمدنية لا للأحجار والزجاج، للذاكرة لا لليوميات.. قاتلة للكينونة لا للأجساد، قاتلة لآخر براءة وآخر طموح. ثمة بيروت دُفنت، ولا ندري شيئاً عن تلك الـ"بيروت" الجديدة التي ستأتي. ومن غير المؤكد أن سكانها الذين نجوا سيكون لهم رأي في إنشاء هذه الـ"بيروت الجديدة". أو إن كانوا سيبقون فيها هم أنفسهم. وقعت الجريمة. ومن الليلة الأولى، كان واضحاً أن العالم هذه المرة لن يطارد القتلة ولن يسمي أصلاً ما جرى "جريمة". كان التواطؤ اللغوي أولاً، فسُميت "حادثة" لا جريمة. السياسة المتبعة ستكون تغطية للجريمة وتحويلها إلى حدث مأسوي، وإلى فرصة للمواساة والعطف، وإغفال الفاعل. العالم سيكون هذه المرة "جمعية خيرية" وحسب. سيترك المقترف يفلت من العقاب. بل ستوكل إليه مهمة التحقيق! مطلب "التحقيق الدولي" تم حذفه ودفنه سريعاً. تجربة "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" وقبلها لجان التحقيق الدولية، أدت إلى الكثير من الآلام والدموع والقليل من الحقيقة.. أدت إلى تجبّر أشرس للقاتل، وعجز مميت عن تكبيله أو كبحه. هكذا، ورغم هولها و"فضائحيتها" وصعوبة احتمالها، باتت الجريمة في السياسة المحلية والدولية "فرصة" لتهذيب القتلة، توبيخهم، تحسين سلوكهم. والأفظع من ذلك، هو السعي المحموم لإقناع اللبنانيين بالتسليم للقضاء والقدر، وتشجيعهم على مسامحة الذين ارتكبوا سلسلة الجرائم طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى تفجير العاصمة. ما حدث في بيروت يوم 4 آب كان المآل الطبيعي والبديهي لسنوات من الانتهاك الممنهج، أمناً وسياسة واقتصاداً وأخلاقاً وحقوقاً. مسلسل هدم الدولة والمجتمع أتت خاتمته على شكل خراب مكلل بغيمة الفطر العملاقة. ما بين أيدينا هو الركام. حطام بلد وحطام دولة. شعب ممزق وثورة مجهضة. والمفارقة السوداء والمريرة أن جهود الإنقاذ منصبة كلها على انتشال الذين تسببوا بالكارثة، إعادة تأهيلهم ومسامحتهم وتوكيلهم حكمنا مجدداً.

ستنتهي محاكمة الجريمة عند "عامل التلحيم" الغبي المستهتر.. وسنعود جميعاً إلى الحفرة، إلى الموقع صفر.

 

للمرة الألف: الرباعي يقدّم انتصارًا مجانيًا للحزب..

قاسم يوسف/أساس ميديا/السبت 05 أيلول 2020

ظنّ الراحل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز أنّ جلسة ودّية تغسل القلوب بين سعد الحريري وبشار الأسد قد تصلح لإعادة وصل ما انقطع بين لبنان وسوريا عقب شطب رفيق الحريري، فإذ بها تُقدّم انتصارًا مجانيًا للنظام ولحلفائه الذين تجاسروا على حُسن النيات، وحوّلوها إلى فرصة ذهبية لنسف الاتهام المركزي ولتشويه صورة المحكمة الدولية ولتفريغ الخطاب السياسي والأخلاقي من مضمونه المؤثر والوازن، وصولاً إلى اسقاط سعد الحريري ورفض عودته إلى رئاسة الحكومة وقطع تذكرة نفيه السياسي، تحت عنوان أنّه "رجل كسول لا يريد أن يعمل".

هو محور يحترف المناورات ويبرع في شراء الوقت. ينحني متى هبّت العاصفة، ثم ما يلبث أن ينقضّ على فريسته غير آبه بأيّ اتفاقات أو عهود أو مواثيق. جرّبنا ذلك يوم وعدنا الأمين العام لحزب الله بصيف هادئ يزخر بتدفّق السياح، وإذ به صيف مشتعل وكارثي، دمّر نصف البلد في تموز 2006، لكنه أعاد خلط الأوراق الداخلية والإقليمية لمصلحة المحور الممتدّ من شواطئ الناقورة إلى قلب طهران.

اليوم يلعب حزب الله اللعبة نفسها، ولو على نحوٍ مغاير وبطرق مختلفة. فهو قرّر أن يتماهى مع المسعى الفرنسي باعتباره طوق نجاته قبل الارتطام الكبير، لا سيما في غمرة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن على إيران وحلفائها وأذرعها وأدواتها في المنطقة

جرّبنا ذلك أيضًا في جلسات الحوار الفلكلورية وفي البحث العقيم حول الاستراتيجية الدفاعية، وجرّبناه أيضًا وأيضًا يوم نفض حزب الله يده من إعلان بعبدا بعد التوقيع عليه. وبدل الحياد والنأي بالنفس، انغمس الحزب عسكريًا في عمق الساحات العربية، وتحوّل خطابه من حماية المراقد إلى حتمية المواجهة المفتوحة التي راحت تتمدّد من القصير والزبداني إلى أرياف دمشق وحمص وإدلب وحلب وصولاً إلى صنعاء. وحين كنّا نذكّره بمضمون الإعلان الذي وافق عليه، كان يردّ علينا بالاستهزاء وبسوق الاتهامات التي تبدأ بالعمالة ولا تنتهي بالدعوات المباشرة إلى تحسّس الرقاب.

اليوم يلعب حزب الله اللعبة نفسها، ولو على نحوٍ مغاير وبطرق مختلفة. فهو قرّر أن يتماهى مع المسعى الفرنسي باعتباره طوق نجاته قبل الارتطام الكبير، لا سيما في غمرة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن على إيران وحلفائها وأذرعها وأدواتها في المنطقة، وفي خضّم العاصفة التي هبّت بوجهه وبوجه الطبقة السياسية والأمر الواقع، توازيًا مع ارتفاع جنوني للدولار، وتردّي الوضع الاقتصادي إلى مستويات غير مسبوقة، ومع انفجار رهيب دمّر نصف بيروت ومرفأها، وأصاب نصفها الآخر بندبات لا تندمل.

يريد حزب الله أن يشتري الوقت وأن يمرّر المرحلة بأخفّ الأضرار، وهو مستعد أن يقطع أيّ وعود من شأنها تهدئة الساحة المحلية بانتظار تبلور المشهد الدولي والاقليمي. لكن ذلك لن يُغيّر قيد أنملة في مشروعه واستراتيجياته وحتى سلوكه، بل سيمنحه الأوكسجين المجاني لإعادة ضبط الأمور على النحو الذي يريده ويشتهيه، بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت.

مشكور هو الرئيس الفرنسي على عاطفته ومحبته، ونحن لا نشكّك أبدًا بحرصه المستفيض على لبنان وموقعه ورسالته، لكنّ أهل مكة أدرى بشعابها، وروما التي ينظر إليها الزائر الوسيم من فوق لا تشبه روما التي نعيش فيها ونعرفها، ونعرف كيف يمسك حزب الله بها وبكل مفاصلها الحيوية.

للمرة الألف يهزمهم حزب الله بالطريقة نفسها، وهم في كلّ مرة يكررون وعلى رأسهم الحريري المعزوفة الممجوجة: فعلنا ذلك كرمى لعيون البلد

سلك ماكرون المسلك نفسه الذي سلكه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. هو يريد أن يحلّ مشكلتنا الوجودية المستعصية ببعض الحلول الشكلية التي تعيد إنعاش الواقع القائم، وهو بذلك، من حيث يدري أو لا يدري، منح انتصارًا موصوفًا لحزب الله، وقدّم لميشال عون تلك القشّة التي تحول دون غرقه الأكيد بعد أربع سنوات من التخبّط والارتباك والانهيار. لكن الأكثر خطورة تمثّل في الإجهاز الكامل على ما تبقّى من القوى السيادية المترهّلة، وعلى فعاليتهم وماء وجوههم، وألزمهم بمسار سياسي لن يُفضي في نهاية المطاف إلا لتعويم حزب الله وحلفائه على حسابهم وحساب لبنان.

لكنّ هذا كله، رغم فداحته وكارثيته، قد يكون مفهومًا ومستساغًا في لعبة الضغوط الشخصية التي خضع لها سعد الحريري ووليد جنبلاط وتمايز عنهما سمير جعجع. لكن من غير المفهوم أن يُقدم رؤساء الحكومات على الاندماج المجاني في تغطية من هذا النوع، وهي تغطية جنونية توازي الانتحار السياسي الموصوف، لمجموعة لا يُشكّل رفضها أو حيادها أيّ تأثير مدمّر على المسعى الفرنسي القائم، بينما تمنح موافقتها صكوك البراءة والشرعية والتبنّي. وهذه كبوة تتجاوز كلّ كبوة. وهم لا شك سيندمون عليها ندمًا عظيمًا، ويومذاك لن ينفع الندم.

للمرة الألف يهزمهم حزب الله بالطريقة نفسها، وهم في كلّ مرة يكررون وعلى رأسهم الحريري المعزوفة الممجوجة: فعلنا ذلك كرمى لعيون البلد. قبل أن نعود وندرك أننا سُحقنا وسُحق معنا كلّ شيء في البلد. لكننا لن نستسلم لا لرباعيتهم ولا لحزب لا يملّون من الاندفاع لكسب ودّه. مجاناً للمرة الألف.

 

الفاتيكان هنا لإنقاذنا وضرب المثالثة... و"بهدلة" السياسيين "مضمونة"

ألان سركيس/نداء الوطن/4 أيلول 2020

محبّة استثنائية للبنان

وصل أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت أمس، في زيارة تضامنية موفداً من قداسة البابا فرنسيس الذي يشعر مع وجع اللبنانيين، لذلك دعا العالم الحرّ إلى عدم ترك البلد في عزلته لأنه يعاني خطراً شديداً، وحدّد اليوم للصلاة والصوم لأجله.

لا أحد ينكر أن لكل دولة مصالحها وإن كانت تتعاطف مع لبنان بشكل كبير، لكن بالنسبة إلى الفاتيكان فإنه لا يملك أساطيل أو جيوشاً جرارة يحركها، بل إنه يملك الثقل المعنوي في العالم ولديه كلمته المسموعة في دوائر القرار العالمي.

من حيث الشكل، فإن بارولين هو الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا، وهذا يدل على مدى الإهتمام البابوي بلبنان خصوصاً بعد إنفجار المرفأ، وقد أعطى الحبر الأعظم توجيهاته لفعل كل ما يلزم لنجدة الشعب المقهور والمجروح.

ومعلوم أن الفاتيكان يعرف قيمة لبنان وقد قال عنه البابا القديس مار يوحنا بولس الثاني إنه "أكبر من بلد إنه رسالة"، ويركز الفاتيكان منذ مدة طويلة على التعايش الإسلامي - المسيحي حيث يعتبر بلاد الأرز النموذج الذي يجب الحفاظ عليه لأنه يشكّل صيغة فريدة في تعايش الأديان السماوية.

وتأتي زيارة بارولين على وقع إنتفاضة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وإصراره على مبدأ الحياد الناشط، وتبنّي الكرسي الرسولي لهذا الطرح ومحاولة العمل على "قوننته" عبر ديبلوماسية الفاتيكان المنتشرة في كل دول العالم، لما يشكّل الحياد من مشروع حلّ للقضية اللبنانية.

والأهم أيضاً ان الزيارة تترافق مع تحذيرات البطريرك الماروني من طرح المثالثة في محاولة لتحديد صيغة جديدة وتقاسم للسلطة بين السنة والشيعة والمسيحيين، بحيث يتراجع الحضور المسيحي في النظام اللبناني بعدما تراجع حضور المسيحيين الديموغرافي.

وأمام كل هذه المخاطر، فإن الفاتيكان سيؤكّد رفضه المطلق لضرب الصيغة اللبنانية القائمة على التعايش المسيحي - الإسلامي والذهاب نحو المثالثة لأن بذلك نكون أمام إختفاء النموذج اللبناني.

وعلى هذا الأساس فإن بارولين سيركّز على أهمية الحفاظ على النموذج اللبناني الإستثنائي وعدم الذهاب نحو مغامرات قد توصل إلى ردّة فعل أو ما يشبه الحرب الأهلية، خصوصاً أن همّ الكرسي الرسولي هو إنقاذ الشعب اللبناني من الهاوية التي يغرق بها، وقد بارك البابا فرنسيس ثورة شباب لبنان في 17 تشرين، من ثمّ دعا إلى مساعدة الشعب بعد إنفجار 4 آب، وما مشهدية تقبيله العلم اللبناني أول من أمس إلا دليل على إهتمامه بلبنان وتقديره لنضالات الشعب وعذاباته.

والجدير ذكره، أن زيارة بارولين تأتي بعد أيام من مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت، ولا يختلف الموقف الفاتيكاني عن موقف باريس من الطبقة السياسية اللبنانية، حيث قالها البابا سابقاً بأن حكام لبنان يزيدون من معاناة الشعب.

وفي سياق متصل، قد يكون المسؤولون السياسيون اللبنانيون أمام "بهدلة" ثانية "مضمونة" لا تقلّ شأناً وأهمية عن "بهدلة" ماكرون لهم، لأن الكرسي الرسولي يعلم كيف أوصل الحكام الشعب إلى الفقر والجوع، وبالتالي فإن بارولين سيطالبهم بفعل شيء من أجل الإنقاذ ولا يمكنهم أن يصمّوا آذانهم عن سماع صوت الشعب المنتفض والمتألّم.

يضع الراعي دوائر الفاتيكان دائماً في أجواء ما يحصل في لبنان، كما أن السفير البابوي مطّلع على كل التفاصيل، وبات الفاتيكان على علم مثل كل الدول الفاعلة بأن لا ثقة بحكّام لبنان، وهنا سيتكثّف الضغط على الطبقة السياسية لأنها لا ترحم الشعب.

وإذا كان الفاتيكان يصلّي من أجل نجدة الناس، فان التحرّك الديبلوماسي للكرسي الرسولي سيكون أولوية في المرحلة المقبلة خصوصاً أنه ينسق مع باريس منذ فترة الفراغ الرئاسي في ربيع 2014، خدمة للقضية اللبنانية ولمنع تغيير وجه البلد الحضاري وضرب ثقافته ومدرسته وجامعته ونظام إقتصاده، وكي يبقى مثلما قال عنه البابا أمس الأول "إنه رسالة حرية ومثال على التعددية بين الشرق والغرب".

 

لماذا تراجعت واشنطن عن شروط التمديد لليونيفيل؟

ثريا شاهين/4 أيلول 2020

كيف سلك التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل" طريقه وصولاً الى صدور القرار 2539 في مجلس الامن، كما طلب لبنان، من دون تعديل لا في المهمة ولا في العدد. تؤكد مصادر ديبلوماسية، ان المفاوضات الدولية التي سبقت التمديد في المجلس كانت على جانب كبير من الصعوبة هذه السنة. وكان الأميركيون مصمّمون على أربعة مطالب هي:

أن يكون تفويض القوة لمدة ستة أشهر وليس لسنة كاملة. ثم أن يتم خفض عديدها إلى 11 ألفاً. وأن يتاح ل"اليونيفيل" الوصول الى كل الأماكن التي تريدها. وأن يتم نشر "اليونيفيل" على الحدود الشرقية اللبنانية. وقد ارسل أعضاء في الكونغرس الأميركي رسالةً في هذا الخصوص الى لبنان والى الدول الاعضاء في الأمم المتحدة. لكن لم يأتِ أي رد من أية دولة.

وقبيل يوم واحد على جلسة مجلس الأمن التي أقرّت القرار في 28 آب، كانت لا تزال الولايات المتحدة تهدّد باستعمال حق النقض "الفيتو" ان لم تنفذ الشروط الأربعة.

ووصلت المفاوضات الى أعلى مستوى، إلا أنه في 28 آب، وقبيل الجلسة، فوجىء مجلس الأمن وكذلك لبنان بتراجع أميركي عن المطالب.

كانت المفاجأة كبيرة لا سيما وان مجلس الامن في مسألة العقوبات على إيران منقسم على نفسه، والأوروبيون لم يتخذوا الموقف نفسه الذي اتخذه الأميركيون لا بل كان معاكساً لموقف الأميركيين. وبالتالي كان هناك تخوف ان يرد الاميركيون المعارضة للاوروبيّين في التجديد لـ "اليونفيل". ووقف الاوروبيون ضد الاميركيين في خصوص هذه العقوبات. لكن هذا لم يحصل، وعاد الاميركيون ليضعوا أولوية الحفاظ على استقرار لبنان انطلاقاً من أنّ التوقيت غير ملائم الآن، نسبةً الى الوضع اللبناني الصعب و تداعيات انفجار المرفأ.

وأدى الفرنسيون دوراً مميزاً و مهماً جداً في مجال التفاهم على التمديد لـ "اليونيفيل" من دون معوقات. وساعد في الامر حصول مشاورات أميركية داخلية، بأن لا تحصل مشكلة على التجديد لهذه القوة. فكانت هناك معجزة وليست مفاجأة، نظراً الى التهديدات الاميركية التي سبقت الجلسة، وحيث ليس من المعقول الآن وقف مهمة "اليونيفيل" عبر "الفيتو" الأميركي.

ودعمت الدول الأعضاء في مجلس الامن لبنان قبل أن تغيّر واشنطن موقفها، لما لهذه القوة من دور حيوي في الاستقرار في لبنان والمنطقة، ولما لعدم التمديد لها، لو حصل، من تأثير على السلام والأمن والاستقرار.

لذا، سُجل نجاح للبنان وللديبلوماسية اللبنانية، في تحييد "اليونفيل" عن الخلافات الدولية حول إيران، والتركيز على أن التوقيت لناحية الوضع اللبناني ليس مناسباً الآن لفتح ملف "اليونيفيل" دولياً. وركّز القرار الذي صدر على السيادة اللبنانية وعلى ربط كل المسائل بها، و بذلك حافظ لبنان على حقه.

 

15 يوماً... أو الاعتذار والمواجهة

محمد نمر/نداء الوطن/4 أيلول 2020

بكثير من التسرّع "العاطفي" أطلق أصحاب نظرية "الضربة القاضية على "حزب الله" انتقادات لخيار رؤساء الحكومات السابقين بتسمية مصطفى أديب لتأليف الحكومة. جاءت المواقف المتسرّعة خلال 24 ساعة من الاعلان عن الاسم، مغلّفة بعناوين "تنازلات، تسوية فرنسية – ايرانية، تفريط بالأمانة، غطاء جديد للسلطة والعهد". ولا شك أن المشهد في لحظته كان يوحي بذلك من النظّارات "العاطفية"، فيما كان الأفضل التروي في اطلاق المواقف والعودة إلى السياسة و"فن الممكن"، بعيداً من فوضى المعلومات الإعلامية الملوّثة بالحسابات الضيقة.

ليست مقدمة دفاعية عن خيار رؤساء الحكومات، ولا عن الرئيس سعد الحريري، بل دعوة إلى التدقيق في ما قام به هؤلاء، خصوصاً أنهم مؤمنون بنظرية "تسجيل النقاط إلى حين الانتصار"، لأن الضربة القاضية ستقضي معها على لبنان. ويمكن تعريف هذا الأسلوب في العلم العسكري بـ"معارك الاستنزاف". وليست كلمات للترويج للرئيس المكلف مصطفى أديب، ولا لتبرير مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

تعالوا إلى الطاولة التي جمعت رؤساء الاحزاب مع ماكرون في منزل السفير الفرنسي في بيروت. هناك يصبح المشهد مختلفاً، خصوصاً في ما سرّبته وكالة "المركزية" من كلام للحريري، وهو نص دقيق وحرفيّ، لم يبنه الحريري عن عبث، بل هو أشبه برسالة إلى الخصوم والحلفاء والقريبين في الداخل والخارج. كلمات تؤكد أن عمر الفرصة التي قدمها الحريري بتسميته أديب هي: 15 يوماً، وإذا تحققت مواصفات الحكومة المطلوبة، ينطلق لمهلة الثلاثة أشهر لتحقيق الاصلاحات والمصالحة مع المجتمعين الدولي والعربي، أما إذا هناك من يستعد للعرقلة فحينها "لا يلوم إلا نفسه"، ما يعني أن عمر التشكيل 15 يوماً و"إلا الاعتذار".

هي الفرصة الأخيرة، خسارتها تعني "المواجهة الكبرى"، فالحريري ملّ من القوى السياسية وسئم من أساليبها. يأتيهم بأجندة لبنانية يأتوه بأجندة سلطوية أو خارجية أو طائفية. ولم يعد هناك ما يخسره ولا يهمه مصيره السياسي، خصوصاً في ظل محاولات القضاء عليه سياسياً، فضلاً عن ان التضحيات كلفته مخاصمة الكثير من الناس "لبنانياً ودولياً". اتخذ الحريري خيار محاصرة الجميع، الحلفاء والخصوم وليس في وارد تحمل تقاعس أي فريق. استخدم كل أوراق الفرص، وتسمية أديب كانت الورقة الأخيرة ليبدأ بعدها باستخدام جواكر "الضربات القاضية" التي يملكها منذ العام 2005 إلى 2020.

بنبرة حادة، يقول الحريري: "لم يكن اي شيء يجبرني على التسمية، لا سياسياً ولا سنياً. انا ضحيت الكثير، وليكن واضحاً أنها المرة الاخيرة التي أضحي فيها. واذا كان هناك من لا يريد مواكبة هذه الفرصة، فهي ستكون آخر مرة، وعندها لا يلوم إلا نفسه. لأن الناس هذه المرة ستأكلنا أكلاً". ورسم الحريري خريطة الفرصة التي قدّمها.

- أي تأجيل في تشكيل الحكومة أو محاولة سياسية لفرض أشخاص فيها أو أي عرقلة لبرنامج الاصلاحات فسأسحب يدي بالكامل.

- لست خائفاً على نفسي ولا يهمني مصيري السياسي بل خائف على البلد واللبنانيين.

- الفرصة هذه لا تعني مصالحة مع "الوطني الحر" و"حزب الله".

- خلافاً لما قاله النائب محمد رعد فنحن مع انتخابات مبكرة وشطبها من المبادرة إشارة سلبية.

- في هذه الحكومة أنا لا اريد شيئاً، ولا اريد احداً من تيار المستقبل، ولن ارشح احداً ليكون فيها.

في المقابل، من الواضح أن الفريق الذي جاء بحسان دياب يغرق في مستنقع الاحباط، فورقتهم لرئيس حكومة "باش كاتب" احترقت. 250 يوماً يمسكون بالبلاد والعباد، رفضوا خطة الحريري، حاولوا فرض معادلة سعد – جبران، لم يتركوا رقصة بهلوانية إلا وقدموها للرأي العام، أرادوا الذهاب شرقاً وروجوا لمساعدات إيرانية وتطبيع مع النظام السوري، وحسابات كيدية بالجملة، وكانت النهاية العودة إلى شروط الحريري بمعادلة جديدة عنوانها "أديب – عون". ويستشف من كلام الحريري ان خريطة الطريق واضحة: لا وزارات للقوى السياسية، لا حصة لرئيس الجمهورية ولا لباسيل ولا لـ"حزب الله" "ولا من يحزنون"، ولا تدخّل في مضمون البيان الوزاري. وهي عملية نقل العهد من مرحلة تكريس اعراف على حساب اتفاق الطائف إلى مشرف على تطبيقه، كما لو ان السحر انقلب على الساحر، ومن اتخذ خيار تصغير موقع رئاسة الحكومة من خلال "كتاب انجازاتي يا عين" يجد نفسه اليوم محاصراً. فيما الخلاصة واضحة: كلام الحريري يثبّت المعادلة نفسها التي وردت في رده على رئيس "المردة" سليمان فرنجية، ويكتبها للجميع: "الحريري لن يلدغ من جحر مرتين"!

 

مشاورات مكتومة لولادة حكومة... ممنوع التبرّؤ منها

كلير شكر/نداء الوطن/4 أيلول 2020

قطع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الشكّ باليقين حيال المبادرة التي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: "نعمل مع الفرنسيين ولدينا الأهداف نفسها". اذاً، لا مكان للتضارب بين الأجندتين الفرنسية والأميركية. وشدد الوزير الاميركي على "أننا سنسخّر جهودنا الديبلوماسية كافة لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني ولتكون هناك حكومة تقوم بإصلاحات معتبرة وتحدث تغييرات، كما يطالب الشعب وستستخدم الولايات المتحدة وجودها الديبلوماسي وقدراتها الديبلوماسية للتأكد من حصولنا على هذه النتيجة". أما التمايز حول "حزب الله" فهو بديهي وطبيعي لاختلاف المصالح بين الإدارتين، لكنّ هذا التمايز لا يستحيل فيتو أميركياً قد يعرقل المسعى الفرنسي، خصوصاً وأنّ الإدارتين متفاهمتان حول جدول الأعمال الاصلاحي الذي يشكل مساحة التقاء متينة. وبالتالي اذا نجحت باريس في فرض هذا المسار، عبر استخدام العصا والجزرة، فإنّ واشنطن لن تقف لها بالمرصاد طالما أنّ مصالحها مؤمنة وخطوطها الحمراء محترمة. وهنا بيت القصيد الذي يجعل من المحاولة الفرنسية محمية دولياً.

ولأنّ مواقف وزير الخارجية الأميركي تعبّر عن ضوء أخضر جليّ منحته إدارته لقصر الاليزيه للانخراط في المستنقع اللبناني، لم تعد هناك حاجة وفق المتابعين، للقاءات رسمية يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر في بيروت، خصوصاً أنّ هناك معلومات متداولة في أكثر من مقر رسمي تفيد بأنّ ملف الحدود البحرية شبه منته ولا يحتاج إلا لبعض اللمسات الأخيرة كي يتمّ الإعلان عنه. هكذا، أسقط شينكر من روزنامة لقاءاته كل المواعيد مع المسؤولين الرسميين.

وتشير المعلومات إلى أنّ خطوة الإعلان عن اتفاق ترسيم الحدود متروكة للحكومة الجديدة ولو أنّ السفيرة الأميركية دوروثي شيا، الغائبة عن المنبر للاعتبارات ذاتها التي أملت على شينكر الابتعاد عن اللقاءات الرسمية، سبق لها أن أبلغت رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب أنّ الاتفاق على ترسيم الحدود شبه منته.

في هذا المناخ بالذات، انطلقت محركات رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب بعد جولة الاستشارات النيابية الباهتة التي أجراها طوال يوم الثلثاء مع الكتل النيابية. فكانت الزيارة الأولى إلى قصر بعبدا كرئيس مكلف لوضع الرئيس ميشال عون في أجواء الاستشارات التي قام بها.

في الواقع، فإنّ السؤال الأهم الذي تبادر إلى أذهان المتابعين تلخص بالآتي: هل سيبادر رئيس الحكومة إلى تقديم مسودة أسماء جاهزة ليقوم بمراجعتها وتعديلها مع القوى الأساسية في ضوء ملاحظاتها؟ أم سينتظر الاقتراحات التي سترفعها القوى السياسية الداعمة له لجوجلتها واسقاطها على قالب حكومته؟ وأين تطبخ الأسماء؟ في بيت الوسط أم في طائرة نجيب ميقاتي الخاصة؟

حتى الآن، تبيّن أنّ الرئيس عون يفضل حكومة عشرينية وهي الصيغة التي كان يطرحها على حسان دياب بحجة أنّها حكومة مثقلة بالمهمات السريعة، ويفترض بكل وزير أن يتفرغ لشؤون وزارته، كما أنّ هذه الصيغة تتيح له تسمية وزيرين من حصته لا سيما وأنّ رئيس الحكومة سيطالب بدوره بوزيرين يكونان من حصته، فيما يبدو أنّ الأخير يميل إلى حكومة مصغرة.

أما آلية التأليف، فيبدو أنّها ستحترم الطريقة التقليدية، أي أن تتولى الأحزاب التي أيّدت أديب رفع اقتراحاتها، خصوصاً وأنّ الرئيس الفرنسي لم يتردد خلال لقاء قصر الصنوبر مع رؤساء الكتل النيابية في التشديد أمامهم، على أنّ شراكتهم في الحكومة الزامية بمعنى عدم الهروب من مسؤولياتهم أو الانتقال إلى صفوف المعارضة بعد التبرؤ من الحكومة ووزرائها. ولهذا يسود الاعتقاد أنّ أديب سينتظر من الكتل التي سمته أن ترفع أسماءها واقتراحاتها من الترشيحات ليبنى على الشيء مقتضاه.

ويقلل المتابعون من احتمال حصول مداورة في الحقائب السيادية خصوصاً وأنّ الرئيس المكلف لم يطرحها أمام أي من الكتل التي التقاها، مشيرين إلى أنّ طرح رئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل في هذا السياق، يأتي من خلفية استباقية لتبرير تخليه عن حقيبة الطاقة وهو الذي يدرك جيداً أنّها لن تكون من الحصّة التي سيتولى تسميتها. في هذه الأثناء، يؤكد المتابعون أنّ حركة الاتصالات بين المقار الرسمية والقوى السياسية لم تتوقف خلال الساعات الأخيرة، في محاولة للبحث عن صيغة توافقية يفترض أن ترى النور خلال مدة أقصاها 15 يوماً بالحدّ الأقصى. وثمة من يطرح مشاركة وزراء من الطراز السياسي على أن يتولوا حقائب "متواضعة". كل ما تبين حتى اليوم ان رئيس الحكومة يبحث عن وجوه جديدة ضمن تشكيلة مصغرة ولا يمانع في حصول مداورة في الحقائب الاساسية، لكن "الثنائي الشيعي" يرفض التخلي عن التوقيع الرابع.

 

"نبضات" العاصمة النازفة والدولة "الصماء"..4 آب - 4 أيلول... مَن "قتل" بيروت؟

نوال نصر/نداء الوطن/4 أيلول 2020

مفقودون هنا بعد شهر

شهر بالتمام والكمال، ثلاثون يوماً، 720 ساعة، 43 ألفاً و200 دقيقة، 190 ضحية وأكثر بينهم 4 أطفال، 6000 جريح وجريحة وأكثر، مفقودون، دمار، وبكاء كثير... وها هو الوقت يمرّ. فماذا عن المشهد الواقعي؟ ماذا عن "مشهد الأرض"؟ ماذا تغيّر في شهر؟ الأمل؟ الصبر؟ الإحباط؟ المساعدات؟ الزجاج المشلّع؟ وبيروت النازفة؟ هل بيروت ما زالت بيروت؟

لا، لم ينته المشهد بعد. ما زال من يسرح في بيروت النازفة، ويملك قلباً، "يتش بدنه" لهول المشهد. نكبة الاشرفية ومارمخايل والجميزة والكرنتينا تستمر هائلة والعيون تستمر تائهة والبيوت تستمر مخلعة والأحياء، التي تنغل بالمساعدات والمساعدين، تستمر بلا نبض. “we are not leaving” عبارة عُلقت على آرمة كبيرة على أطلال "بور" بيروت أما بقايا الخرطشات على الحفافي، فواضحة “Good Bye Beirut” فأيها نصدق؟

الجدران مغطاة، على الميلين، بالمنشورات والقصاصات الورقية الإعلانية: دعامات للبيع والإيجار، سقالات، هندسة مقاولات، تعهدات، تصميم، تركيب ألومنيوم، تركيب زجاج... وأصوات "طقطقات" الزجاج لا تزال، بعد شهر، قوية. والتحذيرات من خطر وقوع المباني مستمرة. ثمة مبانٍ، في منطقة مارمخايل وقعت وهناك مبانٍ تقوم المديرية العامة للآثار بأعمال تدعيم طارئة لها. ثمة عمال في كل مكان. فرقة إنقاذ تشيلية وصلت قبل 25 يوماً وستبقى عشرة أيام إضافية. المسؤول عن الفرقة واسمه "توبوس" يسألنا قبل أن نسأله: هل تعرفون تشيلي؟ قوام الفرقة الآتية من تلك البلاد، في أميركا اللاتينية، 20 شخصاً، بينهم صبايا، ومعهم كلب، أتوا به من بلادهم، وهو يلهث منهكاً. هو بالكاد يستريح منذ 25 يوماً ساعات قليلة، واليوم (البارحة) بحث كثيراً بين أنقاض مبنى، أول مارمخايل، عن "مفقودين". هو تنشق رائحة موت وآلة تقنية متطورة جداً، مملوكة من الفرقة التشيلية، التقطت "نبضات" ما أكد وجود مفقودين. مفقودون؟ كيف؟ ألا يعتبر هذا إهمالاً آخر؟ الجواب ليس طبعاً عند التشيليين. نتابع الإصغاء الى "توبوس" وهو يُخبرنا عن مسؤول عسكري (لا يعرف اسمه) تروى في الإيذان لهم بالدخول الى قلب الميناء في الأيام الأولى، ليساعدوا في البحث عن الناجين، وبعدها "اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب". بائع قهوة يسرح في الجوار منادياً "قهوة قهوة". ذكرنا بأيام المخابرات.

وجد... هل من يعرف شيئاً عن أصحابه؟

بعد شهر على المأساة لا يزال يظهر، من بين الركام، حجم الإهمال! لكن، هناك في المقابل، ضربات قلب كثيرة دقت بشدة حين سمعت أن إنساناً قد يكون حياً، بلا مياه ولا طعام، وبلا حتى هواء! ثمة أمل؟ الثابت أن لا مستحيل تحت الشمس.

"بسمة بيروت". هو اسم جمعية اتخذت لنفسِها خيمة. نبحث في الأرجاء عن بسمات، عن بسمة واحدة، فلا نرى إلا القهر العميق. جماعة USAID ينغلون. جماعة "اليونيسف" ينتقلون بين الأحياء ويساعدون في إعادة المياه الآمنة الى المنازل والمباني، ويتحدثون عن 1000 طفل جريح و4 أطفال ضحايا وعن آثار جد خطيرة عليهم ستتردد أصداؤها، إذا لم يتكاتف الجميع، لسنوات طويلة قادمة. نتابع مسارنا. بيت ناجي، بابا ناجي كما يناديه كل المصورين، مشلع. وهو غادر مع عائلته الى مكان ما. جمعية "تمنى" تتمركز في خيمة معلنة "نرمم الأحلام". مهمتها ليست أبداً سهلة. جبهة السيادة اللبنانية ايضاً موجودة وتعلن في شعار “no reform without sovereignty” (لا اصلاح بلا سيادة). ننظر حولنا فنرى شعارات شعارات: أنا أرفض هذه المنظومة السياسية أنا أرفض سلاح "حزب الله".

يقترب منا شاب طالباً مساعدة. إسمه سليمان العقلة من البقاع. لا أهل لديه، وهو كان يسكن قبل الإنفجار في رياض الصلح واليوم اتخذ مسكناً خيمة في الجميزة ويقول: "عمي "زعبني" وليس في حوزتي مال ولا طعام. بدلت ملابسي مرتين في شهر". ينضم إليه حسن فياض الحاج حسن الذي يعمل، او كان يعمل، في "العتالة" في مرفأ بيروت وهو اصبح عاطلاً عن العمل. يُخرج من جيبه اذناً من دائرة أمن عام مرفأ بيروت يُصرح له بالدخول الى الميناء موقعاً من الرائد داود فياض. العم حسن يعيش بدوره على المساعدات.

وجدتا هرّة كانت مفقودة

مجموعة نسوة يتحلقن حول طاولة الليونز يطلبن ربطات خبز. وكل واحدة تريد بدل الربطة إثنتين. بالقرب منهن خيمة الشبكة الوطنية للرعاية التي تعمل "صلة وصل" بين من يساعد ومن يحتاج الى مساعدة. وعلى بعد مسافة قصيرة طاولة الإتحاد النسائي التقدمي. رشا جبر، الناشطة في الاتحاد، تتحدث عن أهداف جلوسها، مع رفاقها، في الأحياء المنكوبة: "نهتم بكبار السن ونقدم رعاية منزلية مجانية لمن يحتاج وإسعافات نفسية أولية للنساء اللواتي "تحت الصدمة" ومنهن الحوامل او اللواتي تعرضن الى الإجهاض بفعل الانفجار". ونحن نصغي الى رشا نتأكد مجدداً أن ارتدادات الرابع من آب لن تنتهي في الرابع من أيلول ولا في المدى المنظور. تنضم إليها المسؤولة الإعلامية في الإتحاد النسائي التقدمي متابعة الحديث عن "المهمات الصعبة" في هذا الزمن الصعب.

نجول في أحياء الأشرفية. ثمة صور نراها لأول مرة لضحايا "فلوا" في ذاك اليوم. جو أندون صوره في كل مكان. صور المهندس يعقوب بولس الجميل على الجدران. صور الصبية ديانا ميشال خوري "شهيدة دولة المافيا والزعران" تتدلى بين أغصان الزيتون والتوت في أحياء الأشرفية... أجمل الوجوه باتت بلا حياة... مبنى شركة الكهرباء يستمر مشلعاً ووحدها آرمة "خدمة الزبائن" لا تزال واقفة. آرمة بلا معنى. الجمعية الطبية الإسلامية أتت من طرابلس مع عربة اسعاف تقدمة محمد بن راشد آل مكتوم والممرضة في الجمعية يسرا عويد تتحدث عن المساعدات المقدمة "البارحة إستقبلنا 70 حالة، عدد من بحاجة الى مساعدات، يرتفع بعدما تضاءل عدد الجمعيات التي تقدم هكذا خدمات بعد مرور شهر على الإنفجار. هناك كثيرون يلجأون إلينا لتنظيف جروحهم ونذهب نحن أحياناً الى بعض البيوت. ونوزع الى من يحتاج الشاش و"البلاستير" والمعقمات".

إستراحة الفريق التشيلي

مكتب المختار بشارة أنطوان غلام، كما منزله الموغل في التاريخ، في حال يرثى لها. التشيليون، بالقرب من المكان، ما زالوا يعملون، والكلب الذي أتوا به معهم، أنبأهم الى وجود رائحة موت في المكان. وصبيتان، في العشرين، تهرولان بعيون فرحة. ثمة هرّة في صندوق بين أيديهن وجدتاها للتوّ. يا الله كم هما فرحتان لنجاة هرة في حين هناك من لم يرفّ له جفن لمئات الضحايا والمفقودين! ننظر الى الجدران ونلتقط صرخات من نوع آخر من سكان مارمخايل والجميزة: القطة "كوكي" فقدت قرب مستشفى الروم ومن يجدها له مكافأة وكثير من الحب. هرة أخرى سوداء وبيضاء مفقودة. وصورة ثالثة لكلب أشقر وجده أحدهم وهو في انتظار اصحابه إذا كانوا لا يزالون أحياء.

"من قلبي سلام لبيروت". عبارة تتكرر. ثلاث واجهات لمحال ستائر في مارمخايل عادت تعمل. وصاحب المحال أعاد تركيب واجهات من ماله الخاص، من عرق جبينه ويقول "دفعت 250 دولاراً عن كل واجهة، بسعر صرف 8000 ليرة. ننتقل الى الكرنتينا. هناك، على الطريق، عند مدخل "فوروم دو بيروت" المشلع بالكامل يافطة كتب عليها: "السلطة قتلت شعبها... علقوا المشانق". دمار وكثير كثير من الأطفال. نراهم يلهون بين الركام. وصل الغذاء. ثمة أطباق تتكدس الى جانب "جمعية أطباء العالم- فرنسا". والسكان يتقاطرون لأخذ حصصهم. هو مشهد بيروتي آخر استجد في شهر.

نعود الى مارمخايل. نقف أمام تمثال العذراء. كل شيء ركام ووحدها العذراء صامدة ونقرأ: هنا، أمام مزار السيدة العذراء كادت تنفجر سيارة رينو 18 في 12 ايار 1986. في ذاك اليوم نجا الحي بمعجزة. ننظر الى اليمين. الفرقة التشيلية وشباب الدفاع المدني ما زالوا يعملون. ثمة معجزات قد تحصل.

 

"ترشيد الدعم" بدل رفعه

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/4 أيلول 2020

إحتياطي مصرف لبنان البالغ 19.5 مليار دولار على شفير "التصفير". من هنا سارع حاكم مصرف لبنان الى تحضير المواطنين نفسياً قبل وقوع "فاجعة" توقف دعم الـ 85% على السلع الأساسية، فدقّ ناقوس الخطر بإعلانه أن دعم "الطحين والمحروقات والدواء" لا يمكن أن يستمرّ أكثر من ثلاثة اشهر، فضلاً عن الإتجاه لوقف دعم السلة الغذائية في وقت قريب. هذا الأمر أثار الهلع لدى اللبنانيين الذين يرزحون أساساً تحت وطأة انهيار سعر العملة الوطنية وتضخّم الأسعار، وتفاقم البطالة، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت الذي أطبق على النفوس والجيوب.

بادر "المركزي" الى خلط الأوراق، بغية التوصّل الى آلية تخفّف من وطأة "صاعقة رفع الدعم" التي ستصبّ الزيت على نار الفقر والوجع وسترفع الأسعار الى أرقام خيالية. اذ يقوم المجلس المركزي للمصرف من خلال الإجتماعات التي يعقدها، كما علمت "نداء الوطن"، بالبحث جدّياً عن سبل "ترشيد الدعم" وليس رفعه. ولا تزال الصورة لغاية اليوم حول آلية التنفيذ ضبابية وقيد "الجوجلة" على أن تتضح الصورة خلال أسبوع أو أسبوعين.

ويعيد طرح فكرة ترشيد الدعم فوراً إلى الأذهان خطة وزير الإقتصاد السابق راوول نعمة، التي تقوم على الدعم المباشر من خلال "كوبونات" لشراء المواد الأساسية... ولكن نظراً الى صعوبة تطبيق تلك الخطة في وضعنا الراهن بسبب ضعف الإحصاءات الخاصة بالمواطنين الأكثر حاجة للدعم، قد تتمّ الإستعانة ببعض النقاط منها. قد يبقى الدعم على بعض السلع الأكثر حاجة وبنسب متفاوتة، ولكن الى متى؟ فلا بدّ في نهاية الأمر من أن يتوقف، ما سينعكس تراجعاً في عمليات التهريب عبر الحدود البريّة، خصوصاً وأن احتياطي "المركزي" يشهد في الأشهر الثلاثة الماضية تراجعاً بقيمة 500 مليون دولار شهرياً، وبينما من المعلوم أنّ الاحتياطي الالزامي في مصرف لبنان يبلغ 17,5 مليار دولار، فإن وكالة "فيتش" قد أعلنت في نهاية العام الماضي ان الإحتياطي لدى "مصرف لبنان" الذي يمكن استخدامه يتراوح بين 5 و 15 مليار دولار، ليتبين وفق تلك المعادلة وبعملية حسابية بسيطة أنه بات يقترب راهناً من الصفر.

 

الحكومة المستقيلة "تمضي" مع Alvarez & Marsal قبل أن تمضي في سبيلها/التدقيق الجنائي تنقصه الشفافية وشكوك حول تضمينه قطبة مخفية

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/04 أيلول/2020

ملأ التدقيق الجنائي في مصرف لبنان "دنيا" الحكومة المستقيلة وشَغَل وزارءها ومستشاريها. عبثاً حاولت في الشكل، البحث عن شركة تدقيق لا تجمعها صلة بالعدو الاسرائيلي. فسقطت "Kroll"، الأكثر اختصاصاً والأقل كلفة، بضربة "العمالة" القاضية. وصعدت Alvarez & Marsal بكلفة 2.2 مليون دولار، وسط ضبابية بما يمكن ان يكون قد تضمنه العقد المبرم من تسوية. بعد نحو شهر و10 أيام على اتخاذ مجلس الوزراء في 21 تموز قراراً بالتعاقد مع شركة Alvarez & Marsal" للتدقيق الجنائي في المركزي، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال العقد في الأول من أيلول. المسافة الطويلة الفاصلة بين اتخاذ القرار والتوقيع على ملف بهذه السخونة يعزوه البعض إلى انفجار المرفأ واستقالة الحكومة، فيما يرده البعض الآخر إلى خلاف على ما تتضمنه مسودة العقد، والعمق الذي قد يصله التحقيق. فهل من قطبة مخفية في العقد ولماذا لم ينشر بعد؟ وما الدور الذي ممكن ان يلعبه المصرف المركزي الفرنسي في عملية الاشراف على إدارة الملف؟

صياغة العقد تحدث كل الفرق

اسئلة كثيرة توصلنا، إذا ما صحّت التوقعات حول استقالة حاكم مصرف لبنان مقابل إبراء ذمته، ودخول التسوية السياسية التي يجري تركيبها حيز التنفيذ، إلى تحويل التدقيق إلى شكلي.

وهو ما يساهم في اضعاف مهمة الشركة المدققة وتفريغها من مضمونها وأهدافها أو التأثير على قدرتها باكتشاف كل الحقائق المرتجاة مع مثل هذا النوع من التدقيق المالي المطلوب.

و"هذا ما يمكن ان تتيحه اتفاقية العقد الموقع بين الحكومة والشركة المدققة"، برأي عضو جمعية "مدراء مؤهلون لمكافحة الفساد - لبنان" والخبير في المحاسبة المجاز والمصرفي الاستاذ عادل كريم. "فالتعابير الفنية والمعيارية المستخدمة في صياغة العقد للتمكين من تحقيق اهداف التدقيق المالي توخياً للشفافية وللتمكين من المساءلة في مرحلة ما بعد النتائج التدقيقية، تحتم تحديد نطاق عمل المهمة، وما اذا كانت هذه المعايير مرتكزة على القوانين وأصول المحاسبة تجنباً لاحتمال تغيير المعنى كله".

وبحسب كريم "إذا كان المرتكز هو "نظام المحاسبة العمومية" وحده دون صياغة اهداف للتدقيق على سبيل المثال، فستكون النتيجة مبهمة لان لا شيء اسمه نظام محاسبة مكتمل في الدولة، بل هناك القيود والتسجيلات والجداول والمعاملات والارشيف، وهذه جميعها قد تشكل مستندات مساعدة فقط في التدقيق وتبقى صحة النتائج مرهونة بعمق البحث في مسارب الفساد المرتبط بالخروج على القوانين، وعدم تحديد مسؤوليات الموقعين على اجراءات الدفع وتحصيل أموال خزينة الدولة، ومطابقتها مع الصلاحيات الممنوحة من أعلى الهرم الاداري وصولاً الى قياداته الوسطى والتنفيذية. أما البديل الذي من الممكن ان نأخذ منه حاجتنا ونؤسس عليه محاسبة الدولة، فهو النظام المحاسبي الدولي للقطاع العام IPSAS لانه يتضمن شروطاً ضابطة لكافة اعمال وانشطة الدولة". من هنا يرى كريم ان "الشروط التي يتضمنها العقد يجب ان تكون مصاغة بشكل معياري صحيح ودقيق وتراعي الشفافية استناداً إلى المعايير وارقامها. حيث ان لكل تدقيق مالي يُطلب تعبير له في المعايير مثل: التدقيق المالي أو اجراءات متفق عليها أو مهمة محددة أو خلافه".

الشفافية غير محترمة

قطع الشك باليقين لا يتم إلا من خلال نشر النسخة النهائية الموقعة من العقد، وهذا ما لم يحصل بعد. وبرأي كريم فان "نشر العقد يعتبر ملزماً، لانه لا يوجد بالنسبة إلى الرأي العام ودافعي الضرائب أهم من قضية سرقة المال العام. هذا وتركّز أصول ممارسة مهنة المحاسبة على احترام الشفافية وعلى ان يكون العقد الموقع واضحاً وصريحاً ومعمماً على ذوي الشأن". وبحسب كريم فانه "لا توجد اتفاقيات سرية في اعمال التدقيق. ذلك ان الشركة المدققة المنوط بها كشف المشكلة لا تستطيع ان تعتم عليها. إلا اذا كانت النية بالمعالجة هي مداوة النار بالنار. ومن ناحية ثانية فان أصول مهنة المحاسبة تفرض في موادها 18 و19 ان يعمل المدقق الاجنبي مع شخص لبناني مجاز من النقابة. وهذان الشرطان لم يحترما".

عائق "النقد والتسليف"

مقابل "الهجمة" بالتدقيق الجنائي يقف كل من قانون النقد والتسليف وقانون السرية المصرفية كساتر بين الصلاحيات المعطاة للشركة المدققة وحق المصرف المركزي في عدم إظهار او كشف كل المطلوب. وهذا ما يعتبر بحسب الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان "بيت القصيد في عملية التدقيق". وللتذكير بقدرة حاكم مصرف لبنان على تكبيل عمل شركات التدقيق والالتفاف عليها يعود أبو سليمان إلى حادثة "فشل المدققين الخارجيين في إحصاء ذهب لبنان. لان هذه الصلاحية معطاة حصراً للحاكم، والقرار النهائي بالموافقة أو الرفض يعود له. وبالتالي فان نتيجة التحقيق ترتبط بمدى استفادة الحاكم من الغطاء الذي يوفره قانون النقد والتسليف لحماية البيانات والحسابات في المصرف المركزي والتستر على ما لا يريد كشفه".

وفي ما خص السرية المصرفية فان القانون حصر حق رفعها بـ"هيئة التحقيق الخاصة" التي يرأسها حاكم مصرف لبنان وذلك بعد اجرائها تحقيقاً في حسابات الشخص المشتبه فيه. وبرأي أبو سليمان فان "السرية المصرفية تشكل عائقاً، حتى أمام المجلس النيابي الذي فشل مؤخراً في رفع السرية عن حسابات سياسيين وموظفين في القطاع العام. ومن المفترض للوصول إلى نتيجة في التحقيق ان تعطى الشركة المدققة صلاحيات استثنائية توازي صلاحيات "هيئة التحقيق الخاصة" تسمح لها بتخطي عائق السرية المصرفية". أما عن الدور الذي ممكن ان يلعبه المصرف المركزي الفرنسي فيرى أبو سليمان انه "كما أصبح للبنان وصي سياسي سيكون هناك وصي نقدي يشرف على اعادة هيكلة القطاع والتدقيق في مصرف لبنان، وذلك بعدما اثبتنا عجزنا عن بلوغ الرشد السياسي والنقدي والمالي" وبرأيه فان "من الممكن ان يكون دوره ايجابياً ودافعاً نحو تحقيق الاصلاحات المصرفية المطلوبة".

"جبالة" المركزي

يُشبّه المصرف المركزي بـ "جبالة" الاموال والنقد، التي تختزن أسرار كل الطبقة السياسية والاقتصادية، وهو ما قد يمثل عائقاً أكبر للتعمق في التحقيقات وكشف المستور، خصوصاً مع التلويح الدولي بالعقوبات على الكثير من الشخصيات، التي لن تحتمل "بطيبة خاطر" فضحها أو اقصاءها. من جهة أخرى يتوقف المراقبون عند طرح اسم النائب السابق لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين لتولي وزارة المالية. ويتساءلون ان كان من الممكن ان تعين "المالية" شركة قد تدين وزيرها بصفته السابقة عضواً في المجلس المركزي؟

انطلاقاً من العوائق القانونية والسياسية والمالية والادارية وغياب الشفافية في نشر العقد الموقع مع الشركة المدققة، تتعاظم المخاوف من ان يكون التدقيق شكلياً، "لا يفني غنم السياسيين ولا يقتل ديب المصرف المركزي".

 

ورع الحاج محمد رعد عن الأحمر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

في حفلة الغداء التكريمية التي أقامها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، على شرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر بعبدا، لفت الأنظار خبر لا علاقة له بخطط الفرنسي ماكرون السياسية «الملحمية العرمرمية». الخبر هو انسحاب «حزب الله» اللبناني، أقصد ممثله، محمد رعد، رئيس كتلة الحزب النيابية، من الحفلة، بسبب وجود كؤوس من النبيذ الأحمر على المائدة. المتابعون اللبنانيون على منصات التفاعل الرقمي، آثروا التعليق على زيارة ماكرون من هذا الخبر، وسخر بعضهم من رعد، وحزبه، وأشاد آخرون بتقواه وورعه، فيما توقف فريق آخر عند عبثية المشهد كله.

أنصار رعد وحزبه، قال بعضهم، أصلاً الحاج رعد كان مشغولاً ومرتبطاً مسبقاً بموعد مهم - لا ندري ما هو الأهم لرعد من حضور اجتماع بين رئيس فرنسا ورئيس لبنان؟! - لكن الصورة بمجملها تبعث على السخرية بصراحة واضحة. ماكرون، كما اتضح لاحقاً، عقد اجتماعاً خاصاً له مع الحاج محمد رعد، وفي وقت تال، وبخ ماكرون، الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو، بسبب نشره تفاصيل اجتماعه مع رعد. بكل حال، فإن «حزب الله» اللبناني ورغم ترحيب حسن نصر الله الحذر بجهود ماكرون في زيارته الأولى بعد الانفجار الرهيب لنترات الأمونيا، عاد فتوجس من خلال إعلامه من الزيارة الأخيرة.

كتب خالد حدادة بجريدة (الأخبار) اللبنانية المعبرة عن «حزب الله»، مخاطبا الرئيس الفرنسي: «يا سيد ماكرون، هذا الشعب قد ذاق طعم الانتصار بالمقاومة، ولن يعود إلى ضعف الحياد». الفرنسي راقت له المبادرات في الشرق الأوسط، وشد رحاله من بيروت لبغداد، تحت عنوان دعم السيادة والوطنية، لكنه لم يأت على ذكر احتلالات إيران وأنها رأس الغزو وأس السلب للوطنيات في العراق ولبنان. عوداً لهزل الأمور، وفي نفس الوقت حزينها، يذكرنا ورع محمد رعد وحزبه من بعض قطرات النبيذ الأحمر، ولو لمجرد الحضور وليس الرشف، لا سمح الله، بالبون الكبير بين التعفف عن أحمر العنب، والولوغ الكبير في دماء مئات الآلاف من البشر بسوريا والعراق واليمن ومواضع كثيرة، بما فيها لبنان. روى الترمذي: أن رجلاً من أهل العراق سأل (الصحابي) ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب. فقال ابن عمر: انظروا إلى أهل العراق، يسألون عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن بنت محمد . وقد روى هذه الحكاية البخاري بصيغة قريبة، كما ذكر المؤرخ عماد الدين ابن كثير. هذا في تراثنا الديني المسلم، أما في واقع لبنان الحالي، فكتبت المغردة اللبنانية (ريتا ظاهر) هذا التعليق: معلومة مفيدة: في دراسات أثبتت أنو النبيذ حرام والأمونيوم حلال! قتل النفس التي حرم الله، أعظم جرما وأقبح ذنبا وأبشع إثما.

 

ليست مسألة حكومة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

منذ الانفجار الجهنمي في مرفأ بيروت، وأنا أكتب يومياً عن لبنان. وبعد نحو أسبوع أخذت أسأل نفسي: هل من الصواب المهني أن أحمِّل سائر القراء موضوع لبنان؟ إن أهمية «الشرق الأوسط» لكتّابها أن قراءها من جميع البلدان العربية، وضمن هذا الإطار، هم أيضاً من جميع الاهتمامات. ولذا؛ يتعين على الكاتب دائماً البحث عن القواسم المشتركة. والحل الأمثل هو المواضيع الأدبية والثقافية. فأنت واثق بأن السوري والموريتاني والأردني سوف يقرأون مقالاً عن 14 عاماً على غياب نجيب محفوظ. أو عن الرواية الجديدة في المغرب. ولكن هل يجوز اللجوء دوماً إلى المواضيع مضمونة الاهتمام؟ بأي عين سوف ينظر القارئ إلي لو أن مقالتي صباح السادس من أغسطس (آب) الماضي لم تكن عن المأساة التي أحزنت بيروت ولبنان والعالم؟ بعد أيام قليلة كتبت صحافية لبنانية شابة، وبيروت لا تزال تحت الركام، أن الصحافة ستنقل اهتمامها بعد قليل إلى موضوع آخر كالمعتاد، فيما لا تزال العاصمة تئن تحت الخراب. وشعرت كأنني المقصود بهذه التهمة. هل أترك بيروت أنا أيضاً، خاضعاً لأحكام المهنة، متخلياً عن مشاعري؟ هل أكتب عن نجيب محفوظ، وأنا أعبر هذه المدينة الحزينة التي تنام على جراح ستة آلاف إنسان ودموع الأطفال المشردين داخل بيوتهم المحطمة بقبضة هرقل الإهمال والموت؟

يبدو لبنان اليوم أهم من خبر وحدث سياسي. كثيرون يعتقدون - مع وزير خارجية فرنسا - أنه على حافة الزوال، أو في طوره. ولا تبدو المسألة كالعادة أزمة حكومية تتناطح عليها القوى السياسية تحت الحقائب الوزارية وفوقها وتحتها. لقد قال إيمانويل ماكرون، حامل الملفات الكبرى، إن الحرب الأهلية سوف تعود، إذا تخلينا عن لبنان. أي إنه لم يأتِ إلى بيروت لكي يساهم في حل مشكلة حكومية، بل وجودية. وهو في ذلك لا يمثل فرنسا وحدها، بل أوروبا، وإلى حد ما، أميركا، الغارقة الآن في حرب انتخابات الرئاسة. ولعل أكثر من عبّر عن حجم المخاوف بابا الفاتيكان الذي حمل علم لبنان يقبله ويقول إن البلد في خطر شديد.

الحقيقة أن الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تعدّ كارثة لبنان حدثاً يستحق الاهتمام، هي روسيا. فقد اقتصر اهتمام بوتين على مكالمة تلقاها من ماكرون، ومن ثم انصرف إلى همومه الأكثر إلحاحاً: طاولة المفاوضات مع تركيا حول سوريا، ومحاولة إنقاذ ديكتاتور روسيا البيضاء، لوكاشينكو، من المصائر التي شهدتها نهاية الحقبة السوفياتية في الدول الدائرة في فلكها. الخوف، قالت تلك الصحافية اللبنانية الشابة، أن ينتقل اهتمام العالم إلى حدث آخر قبل أن ينهمر الشتاء على المنازل الفاقدة سقوفها ونوافذها. والخوف قد حصل حقاً. نسيت الناس فواجع بيروت وراحت تتلهف لسماع أخبار الحكومة. وقد «سربت» على الأقل أربع لوائح بأسماء المرشحين وحقائبهم، الأرجح أن واضعيها هم أصحابها أنفسهم. وعندما نصل إلى لائحة حقيقية فسوف يقرأها علينا الدكتور مصطفى أديب. لا «المصادر الموثوقة».

 

لماذا تركتم الدستور وحيداً؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

أتحدث هنا عن رؤساء الحكومة اللبنانية الأربعة السابقين. وما كنتُ ضدَّ تحولهم إلى ما يشبه القيادة السياسية للمسلمين السنة، وليس منذ استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، بل منذ عام 2017 عندما حصلت «حرب الجرود» ضد «داعش» كما سميت، واشتراع قانون الانتخابات العجيب. وكان سعد الحريري لا يحب ذلك، باعتبار أنّ الاجتماع يؤثّر على توحُّده في القيادة، وأنه لا يريد أن تؤثر الاجتماعات وبياناتها على تحالفه الوثيق مع الرئيس عون. إنما عندما كثر خروج رئيس الجمهورية وصهره عن القوانين والأعراف والدستور، واشتدت ضغوط الجمهور على الحريري وعلى الثلاثة بدون أن يتزحزح الحريري عن موقفه الرافض للمجلس التشاوري؛ فإنّ الثلاثة بدأوا يجتمعون من دون الحريري، ويخبرونه أحياناً أو لا يخبرونه، بل ويُصدرون أحياناً بيانات في الأزمات، كانت تُغضب الحريري فيجفوهم أو يتصرف بما يعني اختلافه مع ملاحظاتهم وبياناتهم. وبالطبع صار الأمر أسهل بعد استقالة الحريري على وقع ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول). إنما رغم ذلك ما استقرّ رأي الرجل على الاستعانة بزملائه الشيوخ إلا بعد أن يئس من إمكان عودته لرئاسة الحكومة.

لقد بقيت اجتماعات الأربعة متقطعة، وصارت البيانات والملاحظات أكثر نُدرة. لكنْ أمكن محاصرة حسّان دياب المعيَّن من طرف الثنائي الشيعي، وجبران باسيل؛ وليس من جانب الأربعة بالدرجة الأولى والذين لم يقاطعه بعضهم إلا بعد أشهُر، وإنما حوصر من جانب الجمهور والإعلام والدبلوماسيين العرب. سميتُه في عدة مقالاتٍ: الرجل الذي لا وجه له ولا ظلّ! وقد أعان على نفسه بقلة الكفاءة، وانعدام الكاريزما، وانعدام الإنجازات، والزعم دائماً أن هناك مؤامرة انقلابية عليه، وأغرقته الأزمة الاقتصادية، والوباء الكوروني تماماً، إلى أن سقط تحت أنقاض المرفأ.

في الشهور الثلاثة الأخيرة ارتفع صوت الرئيس فؤاد السنيورة من بين الأربعة كثيراً لجهة الكشف عن الاستعصاء على الإصلاح، وتوقع الارتطام الكبير، والقول إنّ حزب السلاح غير الشرعي سبب رئيسي في الأزمة والحصار، إلى جانب مخالفات رئيس الجمهورية المستمرة للدستور. لكنْ عندما يجتمع الأربعة، وقد كثرت اجتماعاتُهم بعد سحق كارثة مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) لحكومة حسّان وللعهد القوي - فإنّ صوت السنيورة مع الآخرين يختفي ولا يصدر عنهم شيء لا عن بيروت ومصابها، ولا أخيراً عن حكم المحكمة الدولية يوم 18 أغسطس في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يومها طالب الحريري من لاهاي بالقصاص، ثم لم يقل هو ولا زملاؤه شيئاً عن الموضوع بعد عودته إلى بيروت. وقد دعا السياسيون والقانونيون (ما عدا عون والحزب وبري) إلى تحقيقٍ دولي في كارثة المرفأ. بل إن البطريرك الماروني وقبل كارثة المرفأ وبعدها أطلق ثلاثية لإنقاذ لبنان أضلاعُها: تحرير الشرعية، وتحييد لبنان عن المحاور والنزاعات، وتطبيق القرارات الدولية. وتحت هول الكارثة ووطأتها استقال ثمانية نوابٍ ألماً وضجراً وسخطاً بينهم ستة من الموارنة من مختلف مناطق لبنان، ونائبة أرمنية، والنائب مروان حمادة، وما استقال أحدٌ من نواب السنة من بيروت، ولا من غير بيروت، فيا للفضيحة! يجتمع الرؤساء الأربعة فلا يقولون شيئاً عن المتطلبات السياسية والوطنية للحكم على مرتكب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري! وكنتُ أرى في معظم مقالاتي أنه لا بد من إيقاف الشراكة السياسية مع حزب السلاح في الحكومات والحياة السياسية، ولا بد من ذكر مخالفة رئيس الجمهورية للدستور بعدم دعوته للاستشارات الملزِمة بعد استقالة دياب وحكومته. وهي الممارسة التي تابعها منذ استقالة سعد الحريري، بحجة أنه لا بد من إجراء مشاورات يستطيع هو من خلالها، وليس النواب، تحديد اسم رئيس الحكومة قبل استدعاء النواب للاستشارات الملزمة! هكذا فعل حتى اكتشف له الثنائي الشيعي حسان دياب، وهكذا فعل الآن حتى اكتشف له الفرنسيون مصطفى أديب الذي أدلى جبران باسيل بحقه بتصريحٍ ثنائي مجلجل!

وجاء الرئيس الفرنسي إلى لبنان حاملاً مبادرة مليئة بالأشواك، تتضمن تعويم حزب السلاح، والرئيس عون، في مقابل إجراء الإصلاحات الضرورية لكي يتمكن من مساعدة لبنان في المجال الدولي. لكنه وهو يطوف حانياً ومتعجلاً وموزعاً الابتسامات ووعود الدعم على الشباب والشيوخ، أقنع الجنرال النائم والزعيم الهاجم بالإشفاق على أهل السنة وأن يتركوا للرئيس سعد الحريري حق ترشيح الرئيس الجديد للحكومة باعتباره رئيس أكبر كتلة سنية في البرلمان. وسيقول القراء: لكنْ ما الداعي لذلك ما دامت هناك استشاراتٌ ملزمة بحسب الدستور؟ نعم، هناك داعٍ لسوء الحظ؛ فمنذ عام 2011 ما عاد النواب المسلمون السنة يختارون أو يشاركون في اختيار رئيس حكومتهم! في عام 2011 أسقط حزب السلاح سعد الحريري، واختار نجيب ميقاتي أحد الأربعة سالفي الذكر. ومنذ ذلك الحين صار الحزب المسلَّح مشكوراً إذا استأمر وليس إذا استأذن، إلى أن سمحوا لسعد الحريري عام 2016 بالعودة لرئاسة الحكومة في مقابل انتخاب الجنرال عون مرشحهم للرئاسة. وعندما «تجعلص» عليهم سعد الحريري من دون قصدٍ بالطبع وأتوا بنكرة، قد يكون ارتكب فضيلة واحدة طوال عهده الميمون وهي الاستقالة!

هل اختار الأربعة حقاً لحكومتنا رئيساً هو مصطفى أديب السفير الحالي في برلين، الذي كان موظفاً بمكتب الرئيس ميقاتي وهو الذي عينه سفيراً عام 2013 عندما كان رئيساً للوزراء في الحكومة التي سميناها حكومة اللون الواحد! قيل لي إنهم ناقشوا في مجلس الحريري كل الأسماء الممكنة وغير الممكنة. وسقط أول ما سقط الدكتور نواف سلام بحجة أن الحزب لن يقبله. لكن: ماذا إن لم يقبله المسلحون، وماذا حتى إن لم يحصل على الأكثرية في الاستشارات، لأنّ الغالبية في المجلس للثنائي الشيعي وحزب الرئيس؟ نكون قد رشحنا الأكفـأ والأكثر استقلالية، والذي يريده جمهورنا ويعرفه الدوليون ومنهم الفرنسيون. هل تعرفون ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنكم أيها الأربعة لم تختاروا هذه المرة أيضاً، بل اختار الآخرون كما اختاروا الرئيس ميقاتي عام 2011!

في الوقت الذي كان فيه الأربعة منشغلين بفنقلة الأسماء والاسم المختار أخيراً في جيب أحدهم، كان المفتي الشيعي قبلان يطلب إلغاء الدستور وحتى الميثاق الوطني الأول، لكراهيته للطائفية، ولأنه يريد «الدولة المدنية» تصوروا! وكان حسن نصر الله لا يرى مانعاً في عقد سياسي جديد. وكان رئيس الجمهورية في خطاب المئوية يعتبر تاريخ لبنان سلسلة من الأزمات والحروب، ولذلك يريد الخروج من الطائفية والمحاصصة والفساد، بتغيير الدستور، وإقامة الدولة المدنية، مثل أحمد قبلان، وكل ذلك كراهية للطائف والدستور!

كل هذه الوقائع، أيها الأربعة الأشاوس، ولا كلمة عن كارثة بيروت، ولا عن حكم المحكمة الدولية على كادرٍ من حزب السلاح غير الشرعي، ولا عن الدستور الذي لم يبق له غير البطريرك الراعي. كنا خائفين من افتراقكم، وجمهورنا الآن خائب الأمل في اجتماعاتكم البائسة ونتائجها. أرجوكم لا تعودوا للاجتماع، حتى لا تزداد الكوارث على هذه الجماعة!

 

مائة سنة من {القوة الناعمة}

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

ضربة معلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زيارته لفيروز ووضعها على رأس برنامجه أثناء مشاركته في احتفالات المئوية الأولى لولادة «لبنان الكبير». كأنما فرنسا تقول للعالم، ها هو الوطن الذي رسمناه رغم مآسيه وخواره وعثراته، أنتج منارة مشعّة، يهتدي بها الهاربون من الظلام. وقل ما شئت عن وصولية المهمة الفرنسية، أو مواراة المصالح بأقنعة الفن، أو ترقيع خدش السيادة الوطنية اللبنانية ببهارج نجومية، فإن الرئيس الفرنسي احتفى بالوجه الثقافي المشرق للبنان و«قوته الناعمة» التي شكلت فرادته واستثنائيته - وتبين أن النظام المصرفي لا يصنع حضارة - في اللحظة التي فضّل فيها اللبنانيون الاكتفاء بالنعي، واجترار مسلسلات الفشل السياسي، والتذكير بالحروب المتناسلة، والبعض وجدها مناسبة لدفن الرجاء. لكن فيروز قالت «ايه في أمل»، ومعها كتب روائيون كثر عن البعد الإنساني للحياة في الوطن الصغير في عزّ المعارك، ووقف مئات المسرحيين على الخشبات، يلعنون الطائفية، ويمجون العنصرية، ويدينون البشاعة. ولم يولد لبنان قبل قرن، فارغاً من مضمون، بل جاء محمولاً بمفكرين متنورين. فقبل إعلان الجنرال غورو عن الدولة الوليدة من مرفأ بيروت، بمائة سنة ونيف كانت مدرسة «عين ورقة»، أم المدارس في الشرق، قد فتحت أبوابها، و«عينطورة» تشحذ العقول و«الجامعة الأميركية» تخرّج طلابها وكذلك «الجامعة اليسوعية». حتى مدرسة «تحت السنديانة»، البدائية، القروية، التي عرفها كبار الكتّاب، لم تخيب ظنّ روادها. ولولا أن هذه الأرض كانت انفتاحاً وحبوراً، واحتضاناً للآخر، لما شهدنا «نبي» جبران و«أحاديث قرية» مارون عبود الذي أبى إلا أن يسمى ابنه محمداً، ويتحمل سخط الساخطين ويشد على يده، متنور آخر هو أمين الريحاني، ويرسل إليه كتاباً وقصيدة. «فيلسوف الفريكة» لم يكتفِ ببث فكره الحر، الذي تذوب الأفئدة في تسامحيته، وإنسانيته، فراح يطرق أبواب الملوك والحكام، طالباً معونتهم لتحقيق حلمة في «ولايات عربية متحدة»، ومراسلاته، كما علاقته مع الملك عبد العزيز لا تزال تشغل الباحثين.

قبل هؤلاء وبعدهم، كثر بثوا في الناس قيم الحرية، والتمرد على الطبقية، ورفض التمييز، والانقلاب على الطائفية. من بطرس البستاني إلى رئيف خوري وعمر فاخوري، وأمين نخلة، واللائحة تطول، كلهم بحثوا عن وطن يتسع لأحلامهم وتوقهم للانعتاق. بعضهم لم ينصف، ولم يدرس كما يستحق. جاء لبنان بنظامه الطائفي بسقف منخفض. ضاقت الهامات بالصيغة التي تكبّل بدل أن تحرر، تهدم بدل أن تبني، تشرذم ولا تجمع. بقيت السياسات تمزق والكتابات والموسيقات تنادي بالترفع والتعفف، وكسر القيود.

من أيام «البخيل» التي قدمها مارون النقاش في القرن التاسع عشر وبيروت تنحت في صخر المسرح المشرع على الآداب العالمية، وتبحث عن بناء الجسور وهدم السواتر. الشعراء والمغنون، من زمن عمر الزعني لا يتوقفون عن التعبير عن خيبتهم من واقع لا يشبه تمنياتهم. غنى الزعني «موليير لبنان» وشاعره اللاذع الساخر «بيروت يا حينها ويا ضيعانها، الجهّال حاكمين والأرذال عايمين والأنذال عايشين، والأوادم عم بتموت». قال هذا بعد عشر سنوات من ولادة الوطن الجديد الذي كان يتوق إليه ولم يأتِ على قياس تصوراته. اعتز بمدينته رغم الأسى لأنها «احتضنت أعرق حركة ديمقراطية، وقاومت أعتى الاحتلالات»، وترك خلفه ما يقارب ألف قصيدة، لو أنعشت واستعيدت لاستمعنا لمنجم غنائي نادر، وأشعار لا تزال طازجة كالرغيف الساخن.

قل ما شئت في فشل حكام البلد الصغير، واعترف لزكي ناصيف، وحليم الرومي والأخوين رحباني، وتوفيق الباشا، وفيلمون وهبي بعبقرياتهم، حين ألفوا «عصبة الخمسة» بهدف النبش عن أصالة الغناء المحلي، واشتغاله ككنوز تنحت وتصقل وتطعم، وتخرج حديثة شابة غضة. سفك اللبنانيون دماء بعضهم البعض بفضل خيارات خائبة لسياسييهم، لكن سلوى روضة شقير تلك البديعة الأخاذة، كانت تنحت بإصرار، نساءها الطالعات من شرانقهن، ساحرات معانقات الأفق. وهوغيت خوري كالان، ابنة الرئيس بشارة الخوري تنهي مهمتها الأمومية وعنايتها بوالديها، ثم تسافر على بساط الريح إلى نيويورك وتصبح لوحاتها مطلب المتاحف، وموهبتها عالمية الشهرة.

بموازاة الموت الذي تنشغل به نشرات الأخبار، ويهدر المحللون جهودهم في قراءة أسبابه، ثمة أعمار تفنى في بناء عالم آخر، على النقيض من جلافة ما يدور على الأرض. وأحفاد البناة الأوائل ليسوا أقل مهارة منهم، ولا أدنى تفانياً. في غياب كامل لأي دعم أو مساندة دولة، باعت نفسها للثأر والنكايات الدنيئة، ها هو روجيه عساف حكواتي الألم البارع يفتتح مسرحه «دوار الشمس»، ثم ينتقل بعد أن يتعب الرائد الكبير من الكفاح إلى المسرحي محمد أبي سمرا. ونضال الأشقر تنتزع «مسرح المدينة» من قلب الخراب، وتتوالى المحاولات لإنقاذ «مسرح بيروت» التاريخي فلا يفلح أحد. لكن البدائل كانت مسارح أخرى عديدة، بصيغ مختلفة، لأن الموت ممنوع. وحين لا يتمكن أصحاب الموسيقى البديلة من اختراق التلفزيونات الرسمية، يبزغون من الجدران بتسجيلات اليوتيوب. وشابة يانعة مثل ميشال كسرواني، تأتي بجمل إلى وسط بيروت، بعد تحايل على رجال الأمن، وتصور وهي لا تملك غير كاميرتها وطرافتها، أغنية غاية في المرح والجاذبية، مثبتة لمن لا يعجبه الأمر، أن العاصمة ملك كل مواطن لا حكر على أصحاب المناصب والأموال والنفوذ.

مائة سنة عاش خلالها الناس في استراحات قصيرة بانتظار الحرب المقبلة، مأساة بقيت تشحذ همم أصحاب المواهب الخلاقة، الذين لم يستسلموا لكنهم لم يفلحوا أيضاً في انتزاع فتيل التفجير.

فيروز نجمتنا ومنارتنا، بشخصها ورمزيتها اليوم تختصر مسار مائة سنة من إعادة ابتكار الذات. والأمل أن تكون السنوات المائة المقبلة بنكهة فيروز، لا بمرارة طعم البارود.

 

الأوهام الإمبراطورية وحكايات الخراب!

أكرم البني/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

لم تكن عبثية كلمات إردوغان حين هدد اليونان بأن مصيرها الخراب، إن تجرأت وتصدت لما يعتبره حقوقاً لبلاده في مياه البحر المتوسط، بعد اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز هناك، ما دامت لغة الحرب وحكايات التعدي والتخريب قد غدت صنو هوسه وأوهامه بإحياء الإمبراطورية العثمانية وتاريخها الأسود، وما دام يعلن جهاراً أنه لا يجوز حصر بلاده في مساحة صغيرة حددت لها منذ تسعين عاماً، طامعاً في بعث ما يسمى «الوطن الأزرق»، ومستحضراً تاريخ أجداده الذين سفكوا الدماء في سواحل البحار الثلاثة: إيجه، والبحر الأسود، والأبيض المتوسط، وتالياً شناعة غزوات القتل والتدمير التي قادها خير الدين بربروس، للتمدد في دول الجوار والاستيلاء على أراضيها وثرواتها والتنكيل بشعوبها. باكورة حكايات الخراب الإردوغانية تجلت بمحاولات استثماره أزمات المنطقة التي رافقت ما عرفت بموجات «الربيع العربي»، عندما لم يوفر جهداً في تقديم كافة أشكال الدعم لتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة «الإخوان المسلمين»، لتمكينهم من السيطرة على حراك الناس البسطاء، ما أجج صراعاً تناحرياً بين القوى الدينية والمدنية، وأفضى لتفكيك بعض بلدان الربيع العربي، وتدمير اجتماعها الوطني.

صحيح أن أطماع إردوغان تلقت ضربة قوية مع سقوط حكم «الإخوان» في مصر؛ لكنه سارع للتعويض بتعزيز تدخله في سوريا، وتوغله عسكرياً في أراضيها، متوسلاً تحالفات مغرضة مع الإرهابيين الإسلامويين هناك، وتسخيرهم لخدمة مآربه، ربطاً بإصراره على ترك بعض مخالبه العسكرية في العراق، وتكرار قصفه واعتداءاته على أراضي ذلك البلد، بحجة مواجهة الإرهاب الكردي، من دون أن ننسى دعمه لـ«التجمع اليمني للإصلاح»، أو ما يسمى «إخوان اليمن»، مادياً، تحت ستار العمل الإغاثي، وإعلامياً بتوفير فرص لبث قنوات دعاويه لهم من إسطنبول. وكان الأسوأ تدخله العسكري الشرس في ليبيا، وإرسال بعض قواته البرية والبحرية كما الآلاف من الإرهابيين من مجموعات مسلحة سورية وتركمانية، للقتال إلى جانب الميليشيا الخاضعة لحكومة السراج، معولاً على تحقيق نفوذ كبير في ليبيا، للإفادة من ثرواتها النفطية، ولتعزيز ابتزازه لأوروبا، عبر توسيع تحكمه في فتح وإغلاق منافذ الهجرة إليها.

ما سبق انعكس بحكايات خراب داخلي؛ حيث خلفت اندفاعات إردوغان العدوانية آثاراً اقتصادية واجتماعية وخيمة في المجتمع التركي، أوضح تجلياتها الانهيار الكبير لعدد من مؤشرات البورصة، وتواتر هروب الرساميل وخصوصاً للمستثمرين الأجانب، وتفاقم البطالة والغلاء، والانخفاض المتسارع لقيمة الليرة التركية، عدا عن أنها كشفت مدى انحطاطه السياسي في استغلال العواطف الدينية لتأجيج الفتن الطائفية، عبر قرارات مبيتة لقضم معالم العلمانية الحضارية التي ميزت تركيا، وآخرها قراره المغرض بتحويل كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد، والأهم أنها كشفت حجم ازدرائه لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية التي طالما تبجح بها، كما شدة إمعانه في التنكيل بالمعارضة التي غصت بها السجون، وإصراره على طمس التنوع العرقي، بإنكار حقوق الأقليات الإثنية من أكراد وعرب وشركس وغيرهم، فضلاً عن تشديد الخناق على الصحافة لأوهى الأسباب، وقمع الأقلام الحرة، لدرجة أصبحت معها تركيا تحتل مرتبة متأخرة جداً في مؤشر حرية التعبير، وباتت توصف بأكبر سجن عالمي للصحافيين.

من جهة أخرى، لا يحتاج المرء لكثير من التفكير كي يتمثل حقيقة قالها غير محلل سياسي أو مسؤول غربي، بأنه ليس من مكان تدخلت فيه إيران إلا وغدا مدمراً، ويستجدي المساعدات الأممية كي يستمر في الحياة، في إشارة لحجم الخراب الذي رافق ولا يزال أوهام السلطات الإيرانية لمد سيطرتها وتوسيع نفوذها الإقليمي. والحال، لم يُخفِ زعماء طهران بعد انتصار ما يسمونه ثورتهم الإسلامية، مطامعهم لاستعادة الإرث الإمبراطوري الفارسي؛ لكن عبر شعارات دينية وأدوات طائفية. وإذا أخذنا في الاعتبار تبني نظام الملالي في طهران لما يسميه حقوقاً «عالمية» للإسلام، ومجاهرته بنصرة المستضعفين في الأرض، وبتحرير فلسطين، ومواجهة الصهيونية والشيطان الأميركي الأكبر، ثم الترويج لأوهام التفوق القومي والتمايز كشعب على الآخرين، وتكريس ذلك في الدستور والتعليم، وأخذنا بالاعتبار أيضاً مفاخرة حكام طهران بسيطرتهم على أربع عواصم عربية، وحديثهم عن أن إيران تعيش على 30 في المائة فقط من حدودها التاريخية، يمكننا الوقوف عند أهم أسباب النهج العدواني والتخريبي لحكام طهران، ودوافع دأبهم على منطق القوة والغلبة لتصدير ثورتهم وتوسيع نفوذهم إقليمياً، وتالياً دورهم في تفتيت بعض المجتمعات العربية طائفياً، متوسلين رايات مذهبية وأذرعاً عسكرية منفلتة من كل وازع أو رادع، كالميليشيا الشيعية في العراق و«حزب الله» اللبناني وجماعات الحوثي في اليمن ونظام الحكم الدموي في سوريا، من دون أن يرف لهم جفن إن غدت بغداد وبيروت وصنعاء ودمشق عناوين للدمار والخراب وللدول الفاشلة.

وعن وجوه خراب إيران الداخلي، حدِّث ولا حرج عن عسكرة الحياة وإفقارها وتدمير خلايا التجدد في المجتمع، وتحويله لمجتمع ضعيف ومنهك تأكله أزمات متراكبة ومتراكمة، جراء امتصاص طاقاته وثرواته في معارك النفوذ الإقليمي، بدليل الأوضاع الاقتصادية المأساوية، والتدهور المريع للعملة الإيرانية، وغياب الحد الأدنى من مقومات المعيشة، وذاك الفتك السريع لفيروس «كورونا» بالإيرانيين، ولا يغيب عن المشهد تواتر عمليات التصفية والقتل للمعارضين، وموجات اعتقال وتغييب طالت عشرات الألوف من المتظاهرين الرافضين لاستمرار التسلط والفساد!

ويبقى أن دعاة بعث الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية الذين راهنوا على المشترك الديني وعلى مزايداتهم بنصرة القضية الفلسطينية، لاستمالة الشعوب العربية، قد أخفقوا في رهانهم، بعد أن فضحت النتائج والوقائع في غير مكان زيف ادعاءاتهم، وكشفت حقيقة مطامعهم الأنانية في ثروات الآخرين، ودوافعهم السياسية لتعزيز أوراق نفوذهم وقدرتهم على الابتزاز، والتي لا تمت للإسلام وفلسطين بصلة. صحيح أن ثمة فرص نجاح مؤقت للتمدد وتوسيع النفوذ الخارجي، وتالياً لإحياء وتغذية نزعات إمبراطورية من ماضٍ غابر؛ لكن الصحيح أيضاً أن هذه الطريق باتت اليوم مؤلمة ومكلفة ومرفوضة من مختلف الشعوب، أياً تكن المسوغات، ولنقل تفتح الباب على خيار يفيض بالصراعات العبثية والدمار والضحايا والأزمات، وكلنا يتذكر ما حل بالاتحاد السوفياتي وأوهامه الإمبراطورية، وبعده انكفاء الولايات المتحدة، إثر عجزها عن إدارة طموحها الإمبراطوري تحت وطأة نتائج حربيها في أفغانستان والعراق.

 

الانتخابات الأميركية: التكهن بما يتعذر التكهن به

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

قد تدفع الصورة التي ترسمها المحادثات الدائرة في أوروبا للانتخابات الرئاسية المرتقبة، المرء إلى تكوين تصورين خاطئين عن تنافس انتخابي من الممكن أن تترك نتائجه تأثيرات على كثير من جوانب السياسات الدولية. يدور التصور الأول والأكثر شيوعاً بخصوص الانتخابات الرئاسية الأميركية، حول أن الرئيس الحالي دونالد جيه. ترمب، الخاسر حتماً في الانتخابات. ويدعم هذا التصور عدد كبير من استطلاعات الرأي التي تكشف تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة تبلغ حالياً حوالي 8.2 في المائة. ومع ذلك، فإنه رغم التحسينات الكبيرة التي أدخلت على استطلاعات الرأي خلال السنوات الأخيرة، فإن نتائجها نادراً ما تصدق في خضم نظام انتخابي معقد. جدير بالذكر في هذا الصدد أنه عام 1976، كان الرئيس جيمي كارتر متقدماً بنسبة 26.6 في المائة عبر متوسط نتائج استطلاعات الرأي خلال الفترة ذاتها قبل يوم التصويت. وخلال هذه الفترة كذلك عام 2016، كانت هيلاري كلينتون متقدمة في نتائج استطلاعات الرأي بنسبة 6.6 في المائة. وفي عام 2008، رجحت نتائج استطلاعات الرأي فوز باراك أوباما بهامش شديد الضآلة يبلغ 0.5 في المائة. حتى تعيس الحظ مايكل دوكاكيس أعلنته استطلاعات الرأي فائزاً عام 1988 بفارق 5.6 في المائة.

بطبيعة الحال، من الأفضل لأي مرشح أن يكون متقدماً في استطلاعات الرأي. ومع ذلك، ثمة عامل آخر يزيد صعوبة توقع نتائج الانتخابات الأميركية عن أي من الأنظمة الديمقراطية الكبرى في العالم، ويتمثل في المعدل المنخفض على نحو مزمن لإقبال الناخبين على مراكز الاقتراع داخل الولايات المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي. ويعني ذلك أن هناك نسبة ضخمة من الناخبين يستجيبون لاستطلاعات الرأي؛ لكنهم لا يذهبون إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخاب. في الوقت ذاته، فإن نسبة كبيرة من الناخبين، على جانبي المشهد السياسي، لطالما شعروا بالخجل إزاء الكشف عن نياتهم الانتخابية أمام القائمين على استطلاعات الرأي. وعليه، فإن لدينا «جمهوريين خجولين» و«راديكاليين خجولين إلى اليسار» خلال على الأقل نصف الانتخابات الرئاسية الـ10 الماضية. وتشير بعض الأدلة الشفهية إلى أننا هذه المرة ربما نعاين مزيداً ومزيداً من أمثال هؤلاء الناخبين «الخجولين» في كلا المعسكرين. ويزيد هذا الأمر بدوره أهمية قدرة كل معسكر على تعبئة القاعدة الجوهرية لتأييده إلى أعلى مستوى ممكن. وتكشف الانتخابات الـ10 الماضية أن للحزبين الرئيسيين بالبلاد، «الديمقراطي» و«الجمهوري»، ما يمكن وصفه بـ«قاعدة تصويت متأرجحة» تتراوح ما بين 20 في المائة و25 في المائة، ما يعني أنه ليس من بين الحزبين من باستطاعته الفوز من دون اجتذاب على الأقل البعض من الناخبين المتأرجحين الذين قد يقررون المشاركة في التصويت.

وتزداد أهمية هؤلاء الناخبين المتأرجحين داخل ثمانٍ من بين الولايات المتأرجحة الـ10 التي تقرر النتيجة النهائية داخل المجمع الانتخابي.

وكشف متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت بداية الأسبوع، أن ترمب وبايدن متقاربان داخل ثمانٍ من تلك الولايات. ومن أجل ذلك، فإنه من الحيوي على كلا المرشحين تعبئة الأنصار الأساسيين لهما، والذين قد يوفرون الفوز حتى من دون الفوز بأصوات غالبية مجمل الأصوات.

جدير بالذكر أنه في أول انتخابات يخوضها كرئيس، استفاد بيل كلينتون من حالة تعبئة عامة في صفوف أنصار الحزب الديمقراطي، ووقوع انقسامات داخل المعسكر الجمهوري، ومع ذلك فإنه فاز نهاية الأمر بما يزيد قليلاً على ثلث عدد الأصوات.

وبالمثل، استفاد جورج دبليو. بوش عام 2000 من تعبئة قاعدة أنصار الحزب الجمهوري، الأمر الذي مكنه من الفوز بالرئاسة رغم خسارته الأصوات الشعبية.

في هذا الإطار، يبدو ترمب في موقف أقوى من بايدن، ففي الوقت الذي يثير جنون كثير من الأميركيين بأسلوبه الغريب في العمل السياسي، فإنه يخلق في الوقت ذاته طاقة كبيرة في صفوف القاعدة المحورية لأنصاره.

في الواقع، من غير المحتمل أن يصوّت جميع الـ85 مليوناً الذين يشكلون قرابة 20 في المائة من إجمالي البالغين داخل الولايات المتحدة الذين يتابعون ترمب عبر «تويتر»، لصالحه. إلا أن حقيقة أن حساب ترمب عبر «تويتر» لا يزال يزداد أسبوعياً بمعدل 55 ألفاً تكشف أنه لا يزال يجتذب التأييد.

وجاءت إشارة أهم على ذلك أثناء الانتخابات التمهيدية التي جرت في وقت قريب للمرشحين عن الحزب الجمهوري لعضوية مجلس الشيوخ والنواب. في كل الحالات، ما عدا واحدة، فاز المرشحون المدعومون من ترمب بترشيح الحزب لهم. أما الاستثناء الوحيد فكان ليندا بينيت من نورث كارولاينا.

ويبدو أن محاولات تقسيم الحزب الجمهوري عبر مجموعات رافضة لترمب لم تؤتِ نتائج تذكر على القاعدة الجوهرية لأنصاره، بينما جعلت بعض أنصار بايدن يشعرون بعدم الارتياح.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن بعض المجموعات الديمقراطية الراديكالية نددت بشدة بقرار بايدن توجيه الدعوة إلى بعض الشخصيات الجمهورية البارزة التي انقلبت على الحزب، مثل الحاكم السابق جون كيسيك، ووزير الخارجية السابق كولن باول، لإلقاء كلمة خلال مؤتمر انتخابي للحزب الديمقراطي.

على الجانب الديمقراطي، تبدو الصورة مختلفة، فقد فازت القاعدة الجوهرية من أنصار الحزب، المؤلفة من التقدميين الراديكاليين أو «متمردي» بيرني ساندرز، بـ17 فقط من أصل 217 ترشيحاً لمقاعد الكونغرس، الأمر الذي يكشف مدى قوة الأعضاء الشاغلين الذين يجري الكثيرون منهم من جانب «الراديكاليين» باعتبارهم جمهوريين متخفين. وحتى في الانتخابات التمهيدية المفتوحة، فقد فاز من يوصفون بـ«المتمردين» بخمسة فقط من إجمالي 30 ترشيحاً. وبذلك يتضح أن جزءاً كبيراً من فرصة بايدن في الفوز تعتمد على نجاحه في تعبئة أنصار ساندرز الذين ينظرون إليه، بجانب أنصار كل من باراك أوباما وبيل وهيلاري كلينتون، باعتباره أحد أفراد الحرس القديم الذين حولوا الحزب الديمقراطي إلى نسخة باهتة من الحزب الجمهوري. من ناحية أخرى، يبدو بعض الأميركيين على استعداد لنسف النظام بأكمله، إذا كان ذلك سيدفع بترمب خارج البيت الأبيض. ويزيد هذا الجانب العاطفي من الحملة الانتخابية صعوبة توقع النتيجة النهائية للانتخابات. أما التصور الثاني الخاطئ للحملة الانتخابية الحالية في الولايات المتحدة، فيدور حول النظر إليها باعتبارها مبارزة ضخمة بين اليسار واليمين بالمعنى الأوروبي للمصطلحين. إلا أن هذا التصور تدحضه بعض الخطابات الصادرة عن المعسكرين، مع وصف بعض أنصار ترمب، المرشح الديمقراطي بايدن بأنه «اشتراكي»، ووصف أنصار بايدن الرئيس الحالي ترمب بأنه «موسوليني الأميركي».

ولا يبدو أي من الوصفين دقيقاً.

الحقيقة أن بايدن أحد العناصر الرئيسية في نظام تدور آيديولوجيته الجوهرية حول إطالة أمد الذات، فقد كان بايدن على يسار جيمي كارتر عندما بدا ذلك مواتياً له، وعلى اليمين من أوباما عندما تبدلت الظروف.

ويلمح البعض إلى أنه نظراً لضيق قاعدة أنصاره، فإن بايدن قد ينتهي به الأمر أسيراً في أيدي «المتمردين»؛ لكن حتى لو حدث ذلك فإن الآلة الضخمة المتمثلة في الدولة الأميركية مصممة من أجل الحيلولة دون حدوث تغيير كبير في مسار القضايا الكبرى.

وقد صدم أنصار غولدووتر الذين ظنوا أن رونالد ريغان سيحقق حلمهم في إحداث تغييرات راديكالية، بهذه الحقيقة. على الجانب الآخر، فقد بدأ أوباما رئاسته باعتباره «معبوداً» لـ«المتمردين»، ثم انتهى به الحال إلى أن أصبح خائناً في نظرهم.

وبالمثل، من غير الصائب وصف ترمب بالفاشستي المتخفي. وبخلاف ميله إلى إطلاق التغريدات باستمرار، فإنه لا يوجد في سجل ترمب ما يبرر وصفه بأيقونة لليمين الآيديولوجي. وقد أدرك هذا الأمر بالفعل كثير من المفكرين الآيديولوجيين المنتمين لتيار اليمين، وبينهم ستيف بانون الذي سبق أن وصف ترمب بأنه «لينين اليمين». في الواقع، يدور الاهتمام الأساسي لترمب في الترويج للنمط الخاص به من السياسات مثلما سبق وفعل في مجال العقارات، فهو بطبيعته شخص براغماتي يميل لإبرام الصفقات، ويتطلع دوماً نحو السبيل الأسهل للوصول لهدفه. ويعمل ترمب على السعي وراء أهدافه السياسية من دون أن يشغل باله بآيديولوجيا بعينها. والملاحظ أنه انتهج بالفعل مجموعة متنوعة من الأساليب حسبما اقتضت الفرص المتاحة أمامه، والانتكاسات التي مني بها. إلا أن كل ما سبق لا يعني أن المشهد السياسي الأميركي يخلو من النزعات الآيديولوجية الفرعية؛ لكن تبقى هذه قصة أخرى.

 

تفاهُم على الأثير وتمزُّق على الأرض

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

مفروضٌ على الفلسطينيين أن يدخلوا في سباق دائم مع خصمهم الأول إسرائيل، ولأنهم لا يملكون الإمكانيات المادية للفوز فيه فإن جُلّ ما يسعون إليه هو البقاء في السباق مهما كانت النتائج مؤلمة ومكلفة.

حتى البقاء في السباق لا يكون بدهياً وتلقائياً بحكم الرغبة بل لا مناص من أن تكون أدواته فعّالة ولو بالحدود الدنيا. الملاحَظ أن الفلسطينيين يواصلون البقاء في ميادين السباق مستخدمين خيولاً مُتعَبة فقدت شبابها بحكم تقادم الزمن، وبداهةً أن تفقد فرصها ليس في الفوز وإنما في مواصلة البقاء في الميدان.

هذه المقدمة ضرورية ولا بد منها للدخول في تقويم موضوعي لمؤتمر «سكايب» أو «الفيديو كونفرنس» أو «زووم»، الذي يعقده الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية بين محطتين؛ إحداهما بيروت التي تجسد أفضل ما في الماضي الفلسطيني من مآثر بطولية بلغت ذروتها في حرب الثمانية والثمانين يوماً، تلك الحرب التي حققت إنجازين متناقضين؛ الأول بطولة عزّ نظيرها في التاريخ حين خاضت أصغر قوة عربية مسلحة أطول معركة مع أكبر قوة هي إسرائيل، وحازت من خلال أدائها إعجاب العالم كله. أما الثاني فقد تجسد بخسارة آخر جغرافيا حيوية تمتعت بها الثورة المسلحة بحيث ركبت البر والبحر إلى منافٍ قريبة وبعيدة هي في الواقع مقابر لحقبة الكفاح المسلح. ولقد انفتحت أبواب كثيرة بدخول غير آمن وغير مضمون النتائج إلى حظيرة الحل مع إسرائيل الذي كانت مصر قد سبقت إليه.

من عاصمة مجد الماضي، بيروت، ستنطلق رسائل إلى عاصمتي بؤس الحاضر، رام الله، وكذلك غزة التي ستشارك قيادة أمرها الواقع من بيروت بعد يومين من تفاهم ملتبس أنضجته معادلة الحقيبة القطرية والسكين الإسرائيلية، التي ستقدم لـ«حماس» بعضاً قليلاً ممّا تطالب ولغزة بعضاً أقل مما تحتاج. ستكون رام الله بحكم وجود الرئيس محمود عباس فيها هي رئاسة الحاضر المعذِّب والمعذَّب، وستجاهد رام الله لإثبات حضورها كعاصمة للشرعية المتنازَع عليها في زمن الالتباس الذي لم يجد حلاً حتى الآن بين شرعية محسومة بالنسبة للعالم، وشرعية مدّعاة لم تحظَ حتى الآن باعتراف ذي وزن مع أنها تحظى بدعم أكبر بكثير مما تحظى به الشرعية المحسومة، وهنا يمر طيف السراج وحفتر مع كل الفوارق بين الحالتين. سيحمل «زووم» أصواتاً ينقلها من بيروت إلى رام الله وبالعكس، وسيستمع من لا يزال لديه الفضول للاستماع إلى خطب السادة الأمناء العامين المتحدين على الأثير والمتفرقين على الأرض، ولا بد من أن يخرج بيان ثوابت بعد ساعات من المرافعات الطويلة التي ستكون مكررة بالتأكيد، فالمواقف الجديدة تصدر عن قوى متجددة، أما عراقة الأمناء العامين فهي وإن كانت معتقة بفعل طول الأمد إلا أن العالم كله، ويا للمفارقة، قرر أمراً مختلفاً بشأنهم وشكراً لمن اخترع «سكايب» و«زووم» الذي لم تقتصر مزاياهما على تطوير وتوسيع الاتصالات والتواصل، بل إحياء قوى. بعد صدور البيان الذي وفق الفولكلور السياسي الفلسطيني يُفترض أن يكون قد أُنجز قبل الاجتماع، سوف يفتش الفلسطيني في الضفة وغزة وفي المنافي القريبة والبعيدة في صفحاته وبين سطوره عن حلول يحتاج إليها ولا توفرها بدهية التمسك بالثوابت ولا مقولة: سنواصل الحوار حتى ننهي الانقسام وسنعمل بصورة موحدة لإسقاط مؤامرات الاحتلال وأميركا... بعد تلاوة البيان، الذي أجزم أن قليلاً جداً سيقرأونه، سيعود كل أمين عام إلى مكمنه في البلد الذي يستضيفه، ويظل رئيس الاجتماع في رام الله يكابد أزمات متوالدة كل يوم، وتظل غزة تراوح بين حد السكين الإسرائيلية وحقيبة العمادي، ولا غرابة في أن نسمع وعداً بلقاء آخر وقد نجد من يصفه بـ«المهم».

 

هل أخطأ الشعب التونسي؟

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

يمكن القول إنّه منذ أن كشفت صناديق الاقتراع عن الفائزين في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة قبل قرابة العام، والحياة السياسية في تونس تشكو تأزماً عميقاً لم تفلح جائحة كورونا إلا في إخماده إلى حين.

وفي الحقيقة، ما يحصل من تجاذبات وخلافات وتوترات باتت عصية على التخفي كان متوقعاً، باعتبار أنَّ الانتخابات أفرزت طبقة سياسية متنافرة التوجهات والآيديولوجيات، لكن مطلوب منها الإذعان لواقع التعايش القسري.

ما تمَّ الفشل فيه إلى حد الآن هو تحقيق التعايش القسري: ففي البرلمان تكرَّر قطع الجلسات وتعطيلها مرات عدة؛ بسبب صعوبة تعايش حركة النهضة والحزب الدستوري الحر داخل البرلمان. المعطى الجديد الذي زاد في تأكيد حالة التوتر هو ظهور نوع من البرود السياسي بين رئيس الجمهورية قيس سعيد، ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، خاصة مع الارتباك الذي تزامن مع ظروف تشكيل الحكومة الجديدة، حيث كلّف رئيس الدولة هشام المشيشي بتكوين فريق حكومي جديد، وسلك نهج إقصاء الأحزاب وتهميشها والانتصار لخيار ما سمي حكومة التكنوقراط، التي يبدو أن مسار تكوينها لم يخلُ من تصادمات وضغط وحرب وجود سياسية. طبعاً كان يمكن أن يوضع هذا التوصيف في باب التأويل، لولا ما جاء قبل يومين في مداخلات نواب البرلمان من اتهامات لرئيس الدولة، مثل إرادة الهيمنة على الحكم والاستفراد به، وأنَّه يتعاطى مع نظام برلماني بتصور النظام الرئاسي، إضافة إلى تلويح بعض النواب صراحة بأنَّ الحكومة حكومته وليست حكومة مستقلة. ومن جهته، ردَّ الرئيس أول من أمس في خطاب أداء الحكومة التي نالت ثقة البرلمان، باتهامات أكثر قوة واستعمل في خطابه أوصافاً مباشرة ولاذعة.

إذن، الحرب الكلاميّة قائمة الذات بين رئيس قام بإقصاء الأحزاب، فردَّت الفعل هذه الأخيرة بالمصادقة على الحكومة الجديدة المقصاة منها، وذلك تفاعلاً مع مظاهر نشوب توتر بين الرئيس ورئيس الحكومة المكلف. كما أنَّ الواضح أكثر أنَّ الطبقة السياسية الحالية عجزت عن التعايش ويميز انعدام الثقة العلاقة بين مختلف الأطراف. السؤال: هل إنَّ الشعب التونسي هو المسؤول عن تشكيل هذه الطبقة السياسية غير المتجانسة؟

هذا السؤال بدأ يُطرح في سياق نقد لاختيار الشعب التونسي في الانتخابات، حيث أعطى ثقته لطبقة تُوجه لها اتهامات عدة، على رأسها التعامل مع المناصب والحكم بذهنية الغنيمة علاوة على كونه – أي الشعب - لم يكن واضحاً في اختياره فشتت الناخبون أصواتهم بين أحزاب عدة لم تكن فائزة ولا خاسرة، وبينها اختلافات جوهرية تمنعها من العمل سوية. والمشكل أنَّ الواقع يحتّم على الجميع العمل معاً، في حين أنَّه لا يوجد حزب يستطيع تكوين حكومة بمفرده والحصول على الحد الأدنى من الأصوات اللازمة للمصادقة، الشيء الذي اضطر الحزب صاحب الأغلبية النسبية في البرلمان، إلى إجراء تحالفات، لكن كانت هشَّة إلى درجة رفض منح حكومة الحبيب الجملي المكلف من حركة النهضة الثقة. وهكذا نفهم مدى تعقد الوضع السياسي في الوقت الرّاهن تونسياً، وإذا ما اعتمدنا على الأحداث والمؤشرات المتراكمة على امتداد السنة الأولى لما بعد الانتخابات في توصيف الوضع، سنجد أنّه يفتقد الاستقرار والحد الأدنى من التعايش السياسي. فالكل ينتقدُ الكل، والتقييمات السلبية ديدنُ الجميع.

قد نتساءل هنا: إذن ما الحل؟

الحل هو في إعادة الانتخابات، وهو أمر تمّ التلويح به أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة، وهو أمر لم يجد شجاعة تبنيه لاعتبارات كثيرة؛ أولها سيناريو فقدان الكثير من النواب مقاعدهم، خصوصاً أنَّ صورة البرلمان أصبحت سلبية، والشعب التونسي اليوم يتمثل النائب انتهازياً وتنقصه الجدية والمعرفة والخبرة.

ومع ذلك، فأغلب الظن أنَّ إعادة الانتخابات من السيناريوهات الواردة جداً، ومن الصعب مواصلة التأزم السياسي أربع سنوات قادمة، خصوصاً أنَّ الحكومة الجديدة تبدو رغم منحها الثقة فاقدة للسند السياسي، فلا هي حكومة الرئيس ولا هي حكومة حزب بعينه، ولا هي حكومة ائتلاف حزبي أو وحدة وطنية كما جرت العادة، بل إنَّ حصولها على ثقة البرلمان هو نتيجة تقاطع مصالح، وتقاطع توترات بين الأحزاب التي أقصاها الرئيس في عملية تشكيل الحكومة ورئيس الدولة. وفي صورة الاعتماد على نتائج سبر الآراء، فإنَّ حظوظ الحزب الدستوري الحر تبدو واعدة جداً، وتمثل تهديداً جدياً لحركة النهضة. وخلافاً لما يثق به خصوم حركة النهضة، فمن الصعب الجزم بتراجع شعبيتها وخسارتها للانتخابات، إذا ما انتهى التأزم إلى إعادتها؛ لأنَّ علاقة حركة النهضة بقواعدها ليست رهينة وعود وتحسين الأوضاع المعيشية وبرنامج اقتصادي، بل هي علاقة عقائدية ووجودية أيضاً؛ لأن قواعد النهضة يدركون أنَّ في تقهقر الحركة تهديد لوجودهم الاجتماعي، حتى لو كانت هذه الفكرة لا مكان لها في تونس ما بعد الثورة. فلا ننس أنَّ تاريخ التهميش والقهر السياسي والسجون قد تغلغل في ذاكرة الإسلاميين في تونس، وما زالت ذاكرة ما قبل الثورة حاضرة وشبحاً يحيط بهم. لذلك؛ فما يجمع قواعد النهضة بحركتهم صلة وجود قبل المشروع والبرنامج. وما يقوي هذه الصلة هو استبطان شعور رفض لهم من الخصوم الكثر.

 

أميركا وألمانيا تواجهان استفزازات تركيا في شرق المتوسط

اهدى الحسيني/الشرق الأوسط/04 أيلول/2020

احتفلت تركيا يوم الأحد الماضي بالذكرى الـ98 لمعركتها الحاسمة في حربها من أجل الاستقلال ضد القوات اليونانية، في وقت يتنامى فيه التهديد بمواجهة جديدة مع اليونان في شرق البحر المتوسط. وقد وجه الرئيس رجب طيب إردوغان بمناسبة ذكرى «النصر» بياناً جاء فيه أن «نضال تركيا من أجل الاستقلال والمستقبل مستمر اليوم أيضاً». وأضاف: «ليس من قبيل الصدفة أن أولئك الذين يسعون إلى استبعادنا من شرق البحر المتوسط هم الغزاة أنفسهم الذين حاولوا غزو وطننا قبل قرن من الزمان».

لطالما اختلفت اليونان وتركيا بشأن الادعاءات المتداخلة بالنسبة إلى الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يتبنى كلا الجانبين وجهات نظر متضاربة حول مدى امتداد الرفوف القارية. في الأسابيع الماضية؛ تداخلت القوات التركية واليونانية في سلسلة من التدريبات العسكرية بمناورات شبيهة بـ«مناورات القط والفأر» في البحار ما بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية. وكانت المواجهة اندلعت عندما أرسلت تركيا سفينة أبحاث مصحوبة بسفن حربية للتفتيش عن احتياطات الغاز والنفط.

تؤكد اليونان، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، أن المياه جزء من جرفها القاري، وقد حشدت دعم دول الاتحاد التي أدانت «الأنشطة غير القانونية» لتركيا وحذرت من احتمال فرض عقوبات على أنقرة. ردت اليونان على سفينة الأبحاث التركية بإجراء مناورات بحرية وجوية مع قبرص وفرنسا في المنطقة نفسها، مما خلق مواجهة تصعيدية مع احتمال مواجهة مباشرة مع تركيا. وكانت اليونان وقبرص انضمتا مؤخراً إلى فرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة في القيام بمناورات عسكرية بحرية وجوية في المنطقة، مما دفع بتركيا إلى القول إن اليونان ودولاً أخرى تنكر حقها في التنقيب عن موارد الطاقة في البحر المتوسط.

يوم السبت الماضي، بدأت تركيا مناوراتها العسكرية الخاصة التي ستستمر حتى 11 سبتمبر (أيلول) الحالي قبالة ساحلها الجنوبي، وقال إردوغان: «يجب ألا يشكك أحد في عزمنا في هذا الأمر وإيماننا الراسخ بالنصر». «يوم النصر» تحتفل به تركيا إحياء لمعركة «دام لوبينار» عندما هزمت قواتها القوات اليونانية في غرب الأناضول بحلول نهاية عام 1922. بعدها غادرت قوات الاحتلال الأجنبية الأراضي التي ستصبح جمهورية تركيا عام 1923. ويوم الأحد الماضي زار إردوغان ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذي قاد القوات التركية في النضال من أجل استقلال بلاده بعد الحرب العالمية الأولى، وواصل تأسيس تركيا الحديثة وأصبح أول رئيس لها. وكانت وزارة الداخلية التركية أرسلت في 23 أغسطس (آب) الماضي تعميماً إلى كل المقاطعات يفرض تقييداً على الاحتفالات العامة بالمناسبة بداعي وباء «كورونا». وأدى ذلك إلى اتهام حزب العدالة والتنمية الحاكم وذي الجذور الإسلامية بمحاولة التقليل من شأن إنجازات أتاتورك. هذه تهمة تلاحق حزب إردوغان في كل الأعياد الوطنية، ويأتي الرد عليه من الأتراك غير الملتزمين بحزبه: «لن تكون قادراً على جعلنا ننسى أو نمحو حبنا واحترامنا لأتاتورك... والذين ناضلوا من أجل الجمهورية التركية».

ولأن «يوم النصر» التركي مرتبط باليونانيين، فإنهم يعترفون بأن الأتراك لا يخدعون. لقد تعلموا قراءة نياتهم؛ يعرفون أن الأتراك في البداية يختبرون المياه، ويقتربون جداً من «الخطوط الحمر» التي وضعها المجتمع الدولي حتى لحظة عبورهم لها. بعد ذلك يواجه الجميع ما يصبح الأتراك يعدّونه واقعاً ـ مهما كان غير قانوني ـ وحقاً غير قابل للتفاوض.

يواجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس فترة صعبة بشكل خاص هذه الأيام؛ التحضير لموجة ثانية محتملة من فيروس «كورونا» والسعي إلى تعزيز الاقتصاد ضد تداعيات أزمة صحية غير مسبوقة، كما يجب عليه الاستمرار في التعامل مع التوترات المستمرة مع تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

إن دور الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محوري مع استعداد أثينا لاحتمال استمرار الاستفزازات التركية الأسبوع المقبل بسبب المناورات؛ إذ من الواضح أن أي حادث في شرق البحر المتوسط سيكلف كلا الجانبين تكلفة باهظة، وسيزيد العبء على الاقتصاد التركي المنهك، وقد بدأت تركيا تأخذ ثمن تدخلها في ليبيا باتفاق مالي مع البنك المركزي الليبي، ولو لم يوافق حاكم «المركزي الليبي»، لطار من منصبه. في ضوء ذلك؛ تعتمد أثينا على مشاركة كل من واشنطن وبرلين في محاولة تهدئة التوترات التي تختلقها تركيا.

لا تقلل اليونان من أهمية العلاقات الوثيقة التي طورها الرئيس الأميركي ترمب مع الرئيس التركي إردوغان. ومع ذلك تشجعت أثينا بالاستعداد الذي أظهره ترمب في الاستجابة لأزمة شرق البحر المتوسط، فهو اتصل بميتسوتاكيس يوم الأربعاء قبل الماضي مرتين، عندما بلغت التوترات ذروتها وعرض المساعدة على تهدئة الموقف. فمع مواجهة ترمب انتخابات رئاسية صعبة في غضون شهرين، اكتسب دعم الشتات اليوناني في الولايات المتحدة أهمية أيضاً، ثم إنه من غير المرجح أن يرغب ترمب في تشويه إرثه بسبب صراع عسكري بين دولتين عضوين في الحلف الأطلسي.

الأمر نفسه ينطبق على المستشارة الألمانية ميركل التي لا تريد نزاعاً يونانياً - تركياً، إما بسبب حادث غير محسوب، أو بسبب تصعيد أنقرة التوتر، في الوقت الذي تتولى فيه بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر، رغم أن الزيارة إلى أنقرة مؤخراً التي قام بها هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، لم تسفر عن أي نتائج ملموسة؛ لا بل، وأثناء زيارته إلى أثينا، أوضح ماس أن نوعاً من العقوبات سيكون لا مفر منه في نهاية سبتمبر الحالي إذا استمرت تركيا في تجاوزاتها. تشعر أثينا بأنها حققت مكسبين كبيرين في الوقت الذي يحاول فيه إردوغان إحداث تغيير قوي في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه: الموافقة على صفقة مع مصر تحدد جزئياً المناطق الاقتصادية الخالصة، وإعلان اليونان عن تمديد مياهها الإقليمية في البحر الأيوني من 6 أميال إلى 12 ميلاً بحرياً. ما الذي يحاوله إردوغان؛ هل الإبقاء على أنصاره ملتفين «وراءه»، لصرفهم عن المشكلات الأكثر إلحاحاً، أو التحضير لانتخابات مبكرة؟ وإذا كان يستعد بالفعل للحرب، فما الذي يأمل في تحقيقه؟ سحق اليونانيين، أم لكسب أراض ونفوذ أكبر في المنطقة؟

في حال حققت تركيا مكاسب إقليمية؛ فإنها ستظل دائماً غير قانونية وستكون لها تكلفة سياسية واقتصادية كبيرة وغير متوقعة على أنقرة.

من الأهمية بمكان أن يفهم «المكفوفون» اليوم أنهم سيخدمون السلام ومصالح تركيا الخاصة إذا تبنوا سياسة ديناميكية من شأنها تقييد إردوغان، فهذا يضمن تحويل تهديدات تركيا إلى خدعة، كان صاحبها يعتقد أنها ستنجح. المثير للضحك ما نشرته يوم أمس صفحة مكتب إعلام الرئاسة التركية: «تستمر تركيا في كونها (تركيا من أجل السلام)، في جميع زوايا العالم الأربع، مع الحلول طويلة الأمد والسلمية التي تطرحها للمشكلات الدولية».

أكبر خطأ ارتكبه النقاد الغربيون افتراضهم خطأً أن إردوغان لا يصدق دعايته السامة؛ هو مثله مثل كل الإسلامويين مسكورون بأساطيرهم الخرقاء.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية استقبل الكاردينال بارولين: لبنان يلبي نداء الحبر الأعظم لاحياء يوم صلاة وصوم والتحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه، "بعد مرور شهر على الكارثة التي حلت بلبنان نتيجة انفجار المرفأ، يلبي لبنان نداء الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لاحياء يوم صلاة وصوم، فنذكر أرواح الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والمواطنين الذين فقدوا ذويهم واحباءهم وارزاقهم، ونشدد على ان التحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل، وهذا حق اللبنانيين الذين وحدتهم الكارثة وجمعهم الامل". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، امين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين الذي نقل اليه رسالة تضامن "من البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني بجميع فئاته في هذا الظرف الأليم الذي يجتازه بعد الانفجار الذي هز العاصمة بيروت، إضافة الى مرافقته بالصلاة والمبادرات من اجل النهوض بلبنان من جديد"، مشددا على ان "للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي وهو موضع عناية واهتمام، بالنظر الى ما يمثله من قيمة ونموذج للعيش معا بجميع أبنائه، مسيحيين ومسلمين". وقال الكاردينال بييترو: "ان لبنان ليس وحيدا ابدا في الظرف الأليم الذي يجتازه، فهو بامكانه دوما الاتكال على دعم الكرسي الرسولي كما على التضامن الدولي معه. انني انقل اليكم والى الشعب اللبناني رسالة رجاء من الحبر الاعظم الذي يعتبر ان لبنان يمتلك من المقومات الداخلية ما يجعله ينهض من آلامه، محولا فترة الألم هذه الى محطة رجاء جديد له وللمنطقة وللعالم الذي يقف بجانبه"، ولفت الى ان "لبنان في مئوية وجوده الأولى كدولة اعطى نموذجا يحتذى كصيغة تجمع المسيحيين والمسلمين وتتطلب الكثير من التوازن بين الاختلافات والتنوع، على الرغم من العديد من الازمات التي اجتازها، لكن شعبه وجد دائما في نفسه مصادر قوته للخروج منها والسير قدما. واليوم الرجاء الجديد الذي ينبع من لبنان هو امر واقعي وليس مجرد تمنيات لعبور هذه المرحلة". وشدد على ان "دور الكرسي الرسولي هو الثبات في الوقوف الى جانبكم كما كان على الدوام تجاه لبنان لأنه وطن جدير بالحياة والبقاء، لما فيه خيره وخير منطقة الشرق الأوسط والعالم، فعالم اليوم بحاجة الى نموذج ورجال يشهدون انه بالامكان العيش معا، وهو امر بات ضروريا وملّحا لا سيما بعد سقوط جدار برلين،. وقال: "انتم كشعب لبناني، مسيحيين ومسلمين، تعطون هذه الرسالة للعالم، لأنكم انتم تجسدونها، من دون الدخول في صراعات المنطقة والعالم".

الرئيس عون

من جهته رد رئيس الجمهورية شاكرا الكاردينال بارولين على حضوره ممثلا للحبر الأعظم في هذه الزيارة المهمة للبنان، لاحياء يوم الصلاة والصوم من اجل هذا البلد التي دعا اليها البابا فرنسيس لجميع المؤمنين في العالم، مشيرا الى انه سيشارك والعائلة "في هذا اليوم عبر صلاة خاصة بعد الظهر في كابيلا القصر الجمهوري، وقال: "اتابع ما يقوله البابا فرنسيس عن لبنان، ومحبته الخاصة له عن كثب، وأود ان تنقلوا الى قداسته محبتنا البنوية له، وبالغ امتناننا للعناية التي يوليها للبنان وشعبه بجميع فئاته، وهذا ليس بأمر جديد بالنسبة الى الكرسي الرسولي الذي تربطه بلبنان وجميع ابنائه علاقة مميزة".

وطلب الرئيس عون من الكاردينال بارولين نقل دعوته المتجددة الى "الأب الاقدس لزيارة لبنان"، مشيرا الى ان "اللبنانيين جميعهم ينتظرونه". ورحب الكاردينال بذلك، مؤكدا نقل هذا التمني الى البابا فرنسيس عند عودته الى حاضرة الفاتيكان، ومشيرا الى ان "تفشي وباء كورونا أدى الى الغاء زيارات الحبر الأعظم المقررة للعام 2020"، آملا "الا ينسحب الامر على السنة المقبلة أيضا". واكد الرئيس عون ان ما يبذله من جهود "سواء عبر انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي تبنتها الامم المتحدة او الدعوة المتجددة للحوار بين مختلف المسؤولين اللبنانيين تصب كلها في اتجاه تأكيد دور لبنان ورسالته وتوطيد أسس التلاقي بين جميع أبنائه من اجل مستقبل راسخ".

الكاردينال بارولين

وبعد اللقاء، صرح الكاردينال بارولين للصحافيين، فقال: "يسرني ان اعرب بداية عن امتناني لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية على اللقاء لمناسبة زيارتي السريعة الى لبنان. وقد نقلت اليه تحيات الاب الأقدس البابا فرنسيس الذي شاء ان تكون زيارتي لكي اعرب لهذا البلد وابنائه جميعا عن قربه الابوي منهم وتضامنه التام على اثر الانفجار الهائل الذي هز مدينة بيروت، منذ شهر. في اطار هذا اليوم الذي دعا اليه الحبر الأعظم للصلاة والصوم من اجل لبنان، يوم الأربعاء المنصرم، فإن قداسته يرغب بالتعبير بطريقة حسية وفاعلة عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية بأسرها تجاه لبنان وجميع أبنائه. هذا هو معنى حضوري اليوم". أضاف: "لقد تحدثنا كذلك عن الوضع العام، ونقلت الى فخامته تأكيد الكرسي الرسولي ان لبنان ليس وحيدا وسط الظروف الصعبة التي يجتازها، وهو لقي دعم العديد من الدول التي سارعت الى تقديم يد العون له من اجل إعادة بناء الجزء الذي تهدم من العاصمة نتيجة الانفجار".

ولفت الى ان "اللقاء كان مناسبة أيضا لتأكيد الأهمية التي يوليها الكرسي الرسولي للبنان، وفق الشعار الأشهر الذي قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني "ان لبنان اكثر من وطن انه رسالة" للعيش معا بطريقة سلمية بين مختلف مكونات شعبه. انه وطن شديد الاختلاف لجهة مكوناته ولكنه يؤكد على ان العيش معا امر ممكن وواجب. وقلت للرئيس عون ما اعتبرته امرا هاما، ان واقع لبنان هذا ليس مهما من اجل خير لبنان ورفاهيته، انما أيضا لكل منطقة الشرق الأوسط التي تجتاز مرحلة من الأزمات والصعاب والصراعات، وكذلك بالنسبة الى العالم بأسره، ذلك ان التحدي اليوم يكمن في العيش معا على الرغم من كوننا مختلفين عن بعضنا البعض. ونحن نشجع فخامة الرئيس ودول المنطقة على السير قدما في هذا الاتجاه، مع الحفاظ على هويت لبنان المميزة، فيما نحن نحيي في هذا العام مئوية لبنان الكبير، مع التشديد على الحوار مع جميع الأطراف لأنه فقط من خلال الحوار بإمكاننا ان نصل الى التفاهم والتعاون معا، وتقديم مستقبل افضل لجميع بنات وأبناء هذا الوطن".

وختم مجددا شكره "لفخامة الرئيس على هذا اللقاء، واطيب تمنياتي لهذا الوطن الغالي".

وحضر اللقاء عن الجانب الفاتيكاني الى الكاردينال بارولين، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، المونسنيور ايونوت ستاجاك، امين السر الخاص للكاردينال المونسنيور جيوزيبي فرانكوني. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين وفي حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

 

بارولين من بكركي: لبنان ليس وحيدا لان الكنيسة ستقف الى جانبه وندرس فكرة حياده فما يهمنا أن يحافظ على هويته

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي ببكركي، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في إطار زيارته الى لبنان بعد انفجار الرابع من آب، موفدا من الحبر الأعظم. وشارك في اللقاء البطاركة: يوسف الثالث يونان، يوسف العبسي وغريغوار العشرون، في حضور السفير البابوي في لبنان جوزيبي سبيتيري. بعد اللقاء، قال بارولين: "في ختام هذا اللقاء الأخوي مع غبطة البطريرك الراعي وبطاركة الشرق الكاثوليك، أود أن أحيي اللبنانيين وأن أقول لهم ما قلته مرارا خلال زيارتي التي استمرت ليومين، إنني هنا لنقل تحية قداسة البابا وللتعبير عن تضامنه وقربه من الشعب اللبناني الذي عانى وما زال جراء التفجير الأخير. وقد تمكنت خلال لقاءاتي في لبنان من لمس حجم هذه المعاناة، وما رأيته في زيارتي لمستشفى الجعيتاوي في بيروت خيالي من ناحية الدمار، ولكن من ناحية أخرى لمست إرادة اللبنانيين لإعادة الإعمار والاستمرار والتمسك بالحياة. ونحن هنا بإسم قداسة البابا لتشجيع اللبنانيين والكنيسة التي فعلت الكثير في فترة الطوارىء هذه وبشكل عام، على صعيد التعليم والصحة، ورسالتنا اليوم هي أن لبنان ليس وحيدا والكنيسة ستقف الى جانبه وتساعده على النهوض مجددا والقيامة من كبوته". وعما إذا كان يخشى على مستقبل المسيحيين في لبنان، قال بارولين: "أعتقد أن المسيحيين يجب ألا يخافوا أبدا لأننا جميعا بين يدي الله وهذا هو إيماننا، كما أن حاضرنا ومستقبلنا في يد الله، وقد ذكر في الانجيل المقدس مرارا عبارة "لا تخافوا"، وهذا ما رددته للبنانيين، فصحيح أن المشاكل والعقبات كثيرة ولكن أؤمن أنه بإرداة الله سنتمكن من تجاوز كل الصعوبات وقد أثبت اللبنانيون قدرتهم عبر التاريخ على تجاوز الصعاب". وإذا لمس استياء ومعاناة الشعب اللبناني جراء السياسة المتبعة وسلوك السياسيين في السنوات الأخيرة، قال: "لم تتسن لي الفرصة للقاء الكثير من الناس، ولكن أعتقد أنه من المهم جدا الاصغاء لمطالب الشعب، وهنا أعني الاصغاء والتنفيذ السريع كي يلمس الناس التغيير، فالشعب يطلب الجدية والمسؤولية من السياسيين". أما عن الحياد الناشط الذي طرحه الراعي، فقال: "لقد اطلعنا من صاحب الغبطة على فكرة ومضمون الحياد الناشط، ونحن بصدد درس الفكرة التي أطلقها غبطته بشكل معمق، وأعتقد ان هذا بالنسبة لنا يعني بشكل خاص أن يكون لبنان بعيدا عن الصراعات الخارجية، وما يهمنا بشكل أساسي أن يحافظ لبنان على هويته وعلى دوره في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم أجمع".

 

محطة صلاة أمام مرفأ بيروت مع الكاردينال بارولين وكاريتاس لبنان

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

شارك رئيس رابطة "كاريتاس لبنان" الاب ميشال عبود الكرملي على رأس فريق من "كاريتاس" في محطة الصلاة التي اقيمت امام مرفأ بيروت، في اليوم العالمي للصلاة والصوم الذي دعا إليه البابا فرنسيس من أجل لبنان بمشاركة امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتاري ورئيس اساقفة بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر.

عبود

افتتحت المحطة بكلمة للأب ميشال عبود قال فيها: "من قلب الدمار، من صرخة الموجوعين، من بكاء الحزانى، البابا فرنسيس الذي هو على رأس الكنيسة جمعاء ويمثلها، قلبه في لبنان. لذا، هذا القلب ارسله بواسطة الكاردينال بيترو بارولين أمين سر حاضرة الفاتيكان، نعم، نقدم الدعم المعنوي، والمادي، والإجتماعي على كل الأصعدة، وإنما نقول دائما الله هو الأولوية". اضاف: " اخذوا حياتنا، دمروا كنائسنا ومستشفياتنا، قتلوا أحباءنا، دمروا بيوتنا، ولكن لن يسطتيعوا تدمير إيماننا". ثم، أنشدت المرنمة جومانا مدور والعازف مارك بو نعوم ترتيلة "يا سيد الرحمة" التي تتوجه الى الرب الذي يرحمنا ويولدنا من جديد. بعدها وفع الآباء الصلاة على نية لبنان وشعبه. ووضعوا إكليلا من الزهور بإسم البابا فرنسيس وبإسم الجميع للتعبير عن الحب والرجاء لراحة نفس الشهداء الذين سقطوا في الانفجار.

بارولين

وفي الختام توجه الكاردينال بارولين الى الحضور واللبنانيين بكلمة قال فيها: "صلينا اليوم على نية الجميع، وخصوصا المتضررين من الإنفجار، والجرحى، والعائلات التي هجرت من بيوتها، ولكل الناس الذين يتألمون جراء الحادث الذي حصل. واليوم نشهد على قوة المحبة التي ظهرت من خلال التضامن بين جميع الأفراد والجمعيات والمؤسسات التى أتت للنجدة. لذا هذه إشارات الرجاء، فقد تكلمنا كثيرا على الرجاء في اليومين الآخيرين، فبالرجاء، سنتمكن من عبور هذا الطريق الصعب. لذا نطلب اليوم الصلاة للعذراء مريم لتباركنا وليكون الله معنا".

قداس حريصا

وكانت لـ"كاريتاس" مشاركة كثيفة في القداس الذي احتفل به بارولين امس في ساحة مزار سيدة حريصا بمعاونة لفيف من الكهنة.

 

بارولين تفقد منطقة الكرنتينا وترأس صلاة لراحة أنفس الشهداء: ستنتصرون على مأساتكم

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

قام أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، بعد ظهر اليوم، وقبل مغادرته، بزيارة تفقدية لمنطقة الكرنتينا المنكوبة جراء انفجار المرفأ، يرافقه السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتاري، رئيس الرهبنة المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، حيث بدأ جولته بزيارة مركز فوج إطفاء بيروت الذي سقط له 11 شهيدا في انفجار إلمرفأ، وكان في استقباله محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، قائد فوج الاطفاء واعضاء من مجلس بلدية بيروت وعدد من الشخصيات الامنية وابناء المنطقة حيث قدموا له لوحة "تجسد بيروت التي تنهض من تحت الدمار كطائر الفينيق"، بعدها ترأس صلاة قصيرة لراحة أنفس الشهداء وشفاء المرضى ومساعدة المحتاجين.

بارولين

عقب الصلاة قال بارولين: "امر عظيم بالنسبة لي أن أكون معكم بعد هذا الانفجار المدمر ممثلا قداسة البابا فرنسيس، وحاملا دعم قداسته لكم، وأنكم بعون الرب ستنتصرون على مأساتكم، وانتم كفوج إطفاء اصبتم مباشرة وفقدتم 11 شابا من متطوعيكم راحوا شهداء لإنقاذ الناس، وهنا انا انقل لكم تعازي قداسة البابا لاهل الشهداء ولكم، واشد على أياديكم من أجل المساعدة".

عبود

بدوره شكر عبود الكاردينال بارولين، مشددا على "أهمية الزيارة وأهمية الدور الذي يقوم به فوج الاطفاء".

ثم جال باروليني على "المنطقة المنكوبة" والتقى مع ألاهالي مستعما إلى معاناتهم الصعبة.

 

بارولين زار مستشفى الجعيتاوي واكد اهتمام البابا فرنسيس بلبنان الرسالة

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

زار أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الموفد من قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس، المستشفى اللبناني الجعيتاوي، يرافقه السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري وراعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ورئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود ووفد مرافق من البعثة البابوية.

وكان في استقباله رئيسة مجلس الادارة الاخت ماري انطوانيت سعادة والادارة العامة والراهبات والاطباء والممرضات والممرضين والموظفين. استمع الكاردينال بارولين لشهادة احد الأطباء الذي شرح كيف تعاطى الطاقم الطبي والطاقم التمريضي وجميع العاملين في المستشفى مع المصيبة التي المت بهم.

ونقل نيافته اهتمام البابا فرنسيس بلبنان الرسالة واكد ان "قداسته لن يتخلى عن اللبنانين". وتحدث الى الموجودين وطلب منهم "التشبث بالايمان وعدم التخلي عن الامل بالقدرة على بناء المستشفى من جديد".واختتم الكاردينال كارولين الزيارة بصلاة مع الموجودين من اجل تخطي هذه المحنة.

 

قداس في كابيلا القصر الجمهوري لراحة أنفس شهداء انفجار المرفأ تلبية لدعوة الحبر الأعظم الاب نادر: نصلي من أجل لبنان وخلاص شعبه من المحنة

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

أقيم مساء اليوم قداس في كابيلا القديس شربل والقديسة ريتا في القصر الجمهوري في بعبدا، لراحة أنفس شهداء انفجار المرفأ ولبلسمة جراح المصابين وتعافيهم، بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتلبية لنداء قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الى المؤمنين في العالم اجمع لإقامة "يوم صلاة وصوم من اجل لبنان"، في الرابع من شهر أيلول الجاري، في ذكرى مرور شهر على الانفجار الضخم في مرفأ بيروت. حضر القداس، الى الرئيس عون، اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وعدد من كبار الموظفين في المديرية.

واحتفل بالذييحة الإلهية الاب الانطوني نادر نادر، وعاونه فيها الآباء الانطونيون: إسكندر شهوان، شربل غانم، اندره ضاهر، غانم جبور، بيار أبو جودة، ايلي كعوي، بيو بو سليمان وجورجيو شختورة. وتلا الرسالة المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.

العظة

وبعد الانجيل، ألقى الأب نادر عظة جاء فيها: "فخامة الرئيس، نلتقي اليوم حول مذبح الرب، وفي قصر الشعب، لنرفع الصلاة إلى رب الكون ومع كل أبناء الكنيسة في العالم، الذين يشاركوننا هذه اللحظات المباركة التي فيها نتحد روحيا معكم ومع قداسة البابا فرنسيس وكل أصحاب الارادات الصالحة. نلتقي معكم يا فخامة الرئيس ولنا الشرف أنا وإخوتي الرهبان الأنطونيين، الذين معهم تسلمت المسؤولية الرهبانية على تلة دير مار أنطونيوس - المعهد الأنطوني - الحدت - بعبدا، لنا الشرف أن نكون في جيرتكم وتحت نظركم، ونلتقي لنصلي بعد صيام هذا النهار، فنرفع الابتهالات مع العالم كله من أجل لبنان وخلاص شعبه من المحنة التي أصابته، ومن الوباء الذي ضربه. نعم ان الصلاة هي صلة وحوار محبة بين الله والانسان، تربطنا بعضنا ببعض وهي الجسر الذي نعبر من خلاله نحو رب السماء والارض، الذي يقبل تضرعنا وابتهالاتنا وصلاتنا.

فخامة الرئيس، إذا كانت هذه اللحظات العالمية التي أرادها قداسة البابا فرنسيس، مناسبة لقاء وتأمل وصلاة، بعد مرور شهر على الكارثة التي أصابت لبنان، وأدمت قلبكم، فإنها وبدون شك، مناسبة توقّف وتأمّل وأخذ العبرة من أجل انطلاقة جديدة لأننا نحن شعب الرجاء ونحن قياميون ولا نعرف الموت، لأننا ابناء الحياة. نصلي ونرفع ذبيحة الشكران هذه كي يعود السلام، وكي تعود الطمأنينة والفرح إلى القلوب، إلى أرض لبنان- الرسالة، لبنان المحبة، لبنان الحضارة، ويعود كل واحد إلى ضميره وقيمه ودائما على هدي الروح القدس الذي ينير حياة الجميع.

فخامة الرئيس، يعلمنا الرب يسوع في كلامه عن أهمية الصوم والصلاة أن الأرواح النجسة والشريرة لا تطرد إلا بالصوم والصلاة: فالصلاة النابعة من القلب تعبّر عن الإيمان بمحبة الله لنا وتعود بالسلام الداخلي وتجعلنا شهود حق للرب في حياتنا اليومية. والصوم ليس غاية بحد ذاته بل هو حالة تنمّي الروح المسيحية وتسمح بالمشاركة العميقة بحياة المسيح وآلامه، وتساعد على الالتفات إلى المحتاجين والمتروكين والمجروحين والمتألمين. نرفع صلاتنا من أجل كل العائلات التي أصيبت في هذه المحنة: العائلات المشردة بدون مأوى، العائلات المجروحة والمصابين فيها بأجسادهم، العائلات التي فقدت عزيزا على قلبها، العائلات التي فقدت رب البيت ولم تستطع مشاهدة جثمانه، والعائلات التي فقدت الرجاء والايمان، على نيتهم جميعا صلاتنا، طالبين الشفاء للمصابين والراحة الأبدية للشهداء، والتمسك بالقيم للذين يجاهدون. ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو لكم يا فخامة الرئيس، بطول العمر وأن يلهمكم الرب يسوع كي تقودوا سفينة الوطن التي تعاني من صعوبات الحياة المالية والاقتصادية والوباء، ويعطيكم من روحه القدوس، شجاعة مار بولس، وجرأة مار الياس الحي، وفطنة مار بطرس، وشفاعة مار أنطونيوس كي تتمكنوا مع معاونيكم أصحاب الإرادات الصالحة من العبور إلى الضفة الثانية، ضفة الحياة والرجاء. وفقكم الله وأعطانا جميعا أن نكون ملح الأرض ونور العالم في هذا الوطن الذي ارادنا الرب فيه شعب التطويبات وقديسيه.

دقيقة صمت

وفي الساعة السادسة وخمس دقائق، التي تصادف الموعد الذي حصل فيه الانفجار الكبير، وقف رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى يحيط بهم جميع الحاضرين، دقيقة صمت اجلالا لأنفس الشهداء الابرار الذين سقطوا في الانفجار.

 

نائب رئيس البرلمان الأوروبي للوطنية: يقلقني النهج الفرنسي الرامي إلى ربط مساعدة لبنان بشروط صارمة

وطنية - روما - الجمعة 04 أيلول 2020

وصف نائب رئيس البرلمان الاوروبي والقيادي في "حركة الخمس نجوم" فابيو ماسيمو كاستلدي، في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام"، الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي يوم الثلاثاء المقبل إلى بيروت، والتي تأتي بعد زيارة نائبة وزير الخارجية إيمانويلا ديل ري أمس، والزيارة التي قام بها في 24 آب الماضي وزير الدفاع لورنزو غيريني، بأنها تعبير صادق لتقارب الدولتين والشعبين، خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان". وتحدث عن المساعدات التي تقدمها ايطاليا عبر جسر جوي وبري، فقال: "كانت إيطاليا من أوائل الدول التي استجابت لحال الطوارئ التي سببها الانفجار المدمر في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، بفضل التنسيق الفعال للمساعدات الإنسانية من دائرة الحماية المدنية وفقا للآلية الخاصة للحماية المدنية الأوروبية. منذ الساعات الأولى التي أعقبت الانفجار، أرسلنا ما يقارب 20 طنا من المساعدات الإنسانية وخبراء من الوحدات الخاصة للدفاع المدني لإزالة الركام، ووحدات خاصة لمهندسين عسكريين وأرسلنا مستشفى ميدانيا عسكريا. تم ذلك عبر 3 رحلات جوية، وعبر إرسال 3 سفن إنسانية. كما قدمت إيطاليا مساهمة مالية أولية قدرها 762,000 يورو لمواجهة حال الطوارئ بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني".

أضاف كاستالدو: "بالنسبة إلى زيارة رئيس الحكومة جوزيبي كونتي فهي ليست زيارة رسمية فحسب بل تضامنية، وعنوان لمحبة وتضامن الشعب الايطالي مع لبنان. وعنوان لالتزام ايطاليا الثابت والمستمر تجاه لبنان".

أما عن التنسيق الإيطالي مع فرنسا، فقال: "لبنان يحتل الأولوية بالنسبة للتعاون الايطالي وقد أقمنا معه على مر السنين علاقات تتجاوز مجرد المصالح الاستراتيجية والأمنية الوطنية، بل إنها شملت التعاون الاقتصادي والصحي والعلمي والثقافي، والتنمية المستدامة، وساهمت إيطاليا بالمصالحة الوطنية. إن ما يؤسس لعلاقة صحيحة بين بلدينا، أن الشعب اللبناني ينظر إلى إيطاليا دائما على أنها جهة فاعلة محايدة وغير منحازة، وبالتالي فهي قادرة على التدخل على الأرض وتقديم المساعدة الإنسانية. ويدل على ذلك عمل قيادة اليونيفيل وإيطاليا قادت تلك القوات منذ عام 2006 أربع مرات وعرف لبنان ضباط إيطاليين موهوبين. أما النهج الفرنسي الرامي لربط المساعدة للبنان بشروط صارمة غير منطقي وبصراحة يقلقني ويثير مخاوفي". وتابع:" مع أنني أفهم الحاجة إلى دفع الطبقة السياسية اللبنانية نحو الشعور بالمسؤولية والتزام تنفيذ الإصلاحات، وهي لا شك مهمة للغاية لإنقاذ الاقتصاد ودفع عجلة التنمية وزيادة الكفاءة في إدارة الدولة، لكنني من ناحية أخرى، أخشى أن نهجا كهذا يكون له آثار معاكسة أيضا. فقد تعلمنا من التجربة والواقع مدى أهمية ثقافة الحوار في الشرق الأوسط، والنهج القائم على احترام المحاور، وبالتالي القائم على بناء مسار مشترك بدلا من المنطق التنازلي. فرنسا بلد مرتبط تاريخيا بلبنان وحافظ على علاقته على مر السنين، وعلاقة إيطاليا بلبنان أولوية ومتعددة الأبعاد مع هذا البلد". ولفت الى أن "التنسيق بين باريس وبين جميع الفاعلين الأوروبيين وغير الأوروبيين المحبين والداعمين للبنان هو أمر ضروري لضمان إدارة فعالة للمساعدات الإنسانية ودعم البلد في إعادة إعماره"، آملا في "أن يكون هناك تقارب متجدد وأقوى من أي وقت مضى في الجهود بين إيطاليا وفرنسا في السياق اللبناني الصعب بمنطق بناء ومتساو". وختم: "إيطاليا مستعدة دوما لدعم الشعب اللبناني من دون قيد أو شرط وبحماس كبير في هذه اللحظة الصعبة، وستواصل بذل كل جهد ممكن من أجل وحدة البلاد واستقرارها".

 

النابلسي :المباردة الفرنسية مناورة أميركية لجعل لبنان بنحو تدريجي ضمن سياق صفقة القرن

وطنية - الجمعة 04 أيلول 2020

لفت الشيخ الدكتور صادق النابلسي في موقفه الإسبوعي الى "ان فرنسا تبدو للبنانيين غيورة على مصالحهم، لكن القصة كل القصة أن فرنسا غيورة على مصالحها ونفوذها وتريد أن تحرز نجاحات لم تستطيع أميركا أن تحرزها". وقال:"البربوغندا الإعلامية وضعف اللبنانيين وانبطاحهم أمام الاستعمار جعل من فرنسا دولة راعية ووسيطة وأما حنونا.القضية تتجاوز الوضع الداخلي اللبناني المعقد الذي لا يستقر إلا عبر راع خارجي قوي يبرمج وينظم قواعد الخلاف ويرعى توزيع الحصص والمغانم بطريقة جديدة.الجميع موافقون تقريبا على ترك هذا الدور لفرنسا وهي تظهر على نحو مثالي في أدائه، فنحقق حاجة داخلية بتبريد الأزمة وهي تحصل على ما تريده من مكاسب". أضاف: المباردة الفرنسية هي مناورة أميركية لجعل لبنان بنحو تدريجي ضمن سياق صفقة القرن.هذه المرة كانت الجزرة الفرنسية ولكن إذا لم نحقق لهم من حكومتنا الجديدة ما يريدون فقد يلجأ الأميركيون لاستعمال العصا مجددا وبشكل أقسى وجنوني . لذلك علينا أن ننتبه إلى أن الاستقرار هو سطحي وأن التحسن هو لأجل أن نلبي لهم شروطهم فإذا وجدوا منا مقاومة على ما يريدون قد يفعلون ببلدنا ما فعلوه بليبيا وسوريا والعراق واليمن!".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 04-03 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 


 How the Trump Plan Makes Peace Possible
 Douglas J. Feith and Lewis Libby/Middle East Quarterly/Fall 2020
 
دوغلس فيس ولويس لبي/خطة ترامب وكيفية جعلها خطة السلام ممكنة في الشرق الأوسط
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/90118/douglas-j-feith-and-lewis-libby-middle-east-quarterly-how-the-trump-plan-makes-peace-possible-%d8%af%d9%88%d8%ba%d9%84%d8%b3-%d9%81%d9%8a%d8%b3-%d9%88%d9%84%d9%88%d9%8a%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%8a/