المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 02 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september02.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/ كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الجامعة العربية في صدد تشكيل "قوّة عربية مشتركة" لمكافحة الإرهاب/أبو أرز

"المجلس العالمي لثورة الأرز": لعدم السكوت عن الاعتداء على الأمن

نوفل ضو: وقائع برسم الثوار وماكرون

الترويج بأن هناك اتفاقاً فرنسياً-اميركياً حول لبنان/كمال يازجي

الذمية وخميرة عجين الوطن وشهر الشهادة./ادمون الشدياق

زيارة شينكر لبيروت نكهة جديدة وقرارات حاسمة!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/9/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الإرهابي الذي فجّر المرفأ.. رواية ممسوخة عن أبوعدس جديد في لبنان

الشيخ ياسر عودة: مؤسف أن فرنسا تشارك السلطة محاولة اعادة انتاج نفسها

سلاح حزب الله… Delivery فتنة لكافة المناطق

المطران بولس عبد الساتر: لا نضوج لدى المسؤولين في لبنان ولا في الرؤية السياسية

هاهم يبيعون موقع الرئاسة الثالثة في لبنان لإيران

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال

إسرائيل أشعَلَت ليل سوريا ...ودعوة مباشرة تلقّاها "حزب الله" للحرب؟

لا تسوية فرنسيّة مع حزب الله

فرنسا تضع يدها على ملف لبنان… هل تنفس “الحزب” الصعداء؟

رانيا شخطورة/وكالة اخبار اليوم

محمد رعد ينسحب من غداء بعبدا بسبب زجاجة نبيذ... وماكرون يتفاجأ

أول تعليق أميركي على تكليف أديب.. وهذا ما قاله شينكر عن الخلاف الخليجي!

غضب "لبنان الكبير" من نهر الكلب الى ساحة الشهداء.. ومواجهات امام البرلمان

نداء الوطن/حكومة المعجزة أو الانتحار... آخر حكومات "الجمهورية الثانية"؟

نداء الوطن/مصادر الإليزيه لـ"نداء الوطن": نريد الحصول على "التزام واضح"/حكومة ماكرون... لتقطيع "القطوع"!

تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان

أديب أمام تحدي تشكيل حكومة لبنانية إصلاحية سريعاً بعد تسميته بأغلبية 90 نائباً يعمل على اختيار فريق وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص

قصة فيروز مع فرنسا بدأت بصدفة عمرها 60 سنة رؤساء ووزراء ثقافة شغفوا بفنها

لقاء ثلاثي مسائي جمع ماكرون والحريري واديب هذا ما تضمّنه!

أديب مرفوض من الثوار: حكومة دمى وأقنعة أخرى

الحركة: من يقبل بالرئاسة يؤدي دور العداء لشعبه

نديم الجميّل: تسوية إقليمية ودولية كبرى ولبنان ليس مختبرًا لتجريب شخص ليشكل حكومة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

خامنئي: الامارات خانت الشعوب العربية والقضية الفلسطينية

بيان ثلاثي: اتفاق السلام خطوة نحو شرق أوسط أكثر استقراراً

وفد إسرائيلي في الإمارات على متن أول رحلة تجارية بين الدولتين سيضع الأساس لمستقبل العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب

وفد إسرائيلي في الإمارات على متن أول رحلة تجارية بين الدولتين سيضع الأساس لمستقبل العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب

الاكتشاف الغازي التركي في البحر الأسود... غموض وتشنجات وعقد وعدوانية يتزامن مع واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية بالبلاد

السودانيون يوقعون اتفاق سلام ينهي عقوداً من الحروب الأهلية عالج جذور الأزمة ونص على حلول لإنهاء التهميش... والسعودية تبارك «اللحظة التاريخية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بقايا رئاسة الحكومة اللبنانية/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الديمقراطية اللبنانية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لا حوافز للدمج التوافقي مع تعثّر التسليفات وكارثة 4 آب وإنما لملمة الفروع/"غربلة" المصارف... من يصمد ومن يزول؟/باتريسيا جلاد/نداء الوطن

مصطفى أديب... العقل العربي والغربي في "مزرعة" الفُرس/ألان سركيس/نداء الوطن

الصيغة الجديدة: لبنان حزب الله على مثال سوريا الأسد/منير الربيع/المدن

ماكرون المهجوس بالمتوسط: يعيّن مجلس الوزراء.. ويحاور حزب الله/منير الربيع/المدن

إيران وفرنسا: أديب اختير في باريس بموافقة طهران قبل بيروت/حسن فحص/أساس ميديا

في زمن ماكرون: نصرالله بدلاً من الحويّك في المئوية الثانية!/أحمد عياش/اساس ميديا

عملية "التكليف"... إبحثوا عن الألمان والفرنسيين/غادة حلاوي/نداء الوطن

بعد دياب "العاشق" وأديب "المشتاق"... ماذا يحلّ باللبنانيين؟!/علي الأمين/نداء الوطن

100 عام على لبنان الكبير: ماذا تبقى؟ وكيف يعود؟/د.وليد فارس

لبنان: مئة عام من الوصاية/جلبير الأشقر/موقع درج

بين المصطفى العراقي والمصطفى اللبناني!/طوني أبي نجم/نداء الوطن

يا ميشال عون هل تعرف ماذا تعني "الدولة المدنية" قبل أن تطرحها؟؟/المحامي نديم بستاني

الإستشارات... تتويج لمسيرة فرط المؤسسات/طوني فرنسيس/نداء الوطن

الأقوياء.. والمصطفى/سناء الجاك/نداء الوطن

بين لبنان الكبير والكيانات المسخ/الياس عطالله/نداء الوطن

الحَبّةُ التي سَقطَت في غيرِ تُربَتِها/سجعان قزي/نداء الوطن

"المئوية"... ومشروع نهاية "الجلجلة"/بشارة شربل/نداء الوطن

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات السنية واستنساخ الاتفاق الرباعي/شارل الياس شرتوني

من الحويّك إلى الراعي مئوية بين بطريركين/نجم الهاشم/نداء الوطن

لبنان المئة سنة: تجربة ومُستقبل/فادي كرم/نداء الوطن

الأقوى في طائفته يختار الأضعف/نقولا ناصيف/الأخبار

 

تقارير تغطي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان

قمة لبنانية فرنسية في بعبدا الرئيس عون: مهام الحكومة الجديدة تنفيذ الإصلاحات ماكرون: فرنسا تدعم كل خيارات يلتقي عليها اللبنانيون

الراعي زار ماكرون في قصر الصنوبر: سأتولى العمل مع كل الافرقاء اللبنانيين ليدركوا أهمية الحياد كمصلحة للجميع

ماكرون زار المرفأ والتقى ممثلي الامم المتحدة والجمعيات الاهلية: لتوحيد الجهود وتأمين تعقب

ليلة ماكرون الختامية: ترميم النظام والمصرف.. ومساكنة حزب الله

ماكرون: يجب توعية “الحزب” على مسؤولياته

هدية من فيروز الى الرئيس الفرنسي... ماكرون: جميلة وقوية وهذا تعهدي لها

ماكرون للمسؤولين: امامكم 3 اشهر للتغيير وإلا سأغير مساري وسنفرض عقوبات

ماكرون يلتقي الحريري في قصر الصنوبر

رعد ينفي ما نشر عن الكلام خلال لقائه ماكرون

ماكرون أمطر ممثل حزب الله بكلام محرج طوال 8 دقائق

ماكرون التقى رئيسة مدرسة كرمل القديس يوسف في محمية جاج قبيل غرسه شجرة ارز وعرض جوي بألوان العلم اللبناني

ماكرون غرس أرزة في محمية جاج وزار المرفأ والتقى ممثلي الامم المتحدة والجمعيات الاهلية.. وخاطب الطلاب ً: "اعتمد عليكم"

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوقوف دائما الى جانب الشعب اللبناني.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: ليكن الأول من ايلول 2020 محطة انطلاق للبنان جديد

أديب من دار الفتوى: بهمّة الاوادم نُشكّل الحكومة

1 ايلول 1920 - 1 ايلول 2020... لبنان يحتفل بالمئوية الاولى لولادة لبنان الكبير

الجميل: تأكيد على الكيان اللبناني المستقل والنهائي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى08/قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89998/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%87%d8%b1%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%b5%d9%87%d8%b1-%d9%81/

إنه فعلاً زمن العهر والفجور و”الأصهر” والقطعان والزقيفة والإرهاب والإرهابيين والذمية والذميين.

ففي أميركا هناك صهر الرئيس ترامب كوشنير.

وفي تركيا صهر أردوغان، برات آلبيراق، صاحب النفوذ المالي القوي.

وفي فنزويلا صهر رئيسها السابق خورخي أرياسا هو وزير الخارجية.

وتجربة تونس مع سليم شيبوب، صهر رئيسها الأسبق زين العابدين لم تكن غير كوارث وفضائح.

وفي لبنان المحتل من قبل جيش إيران الإرهابي والمجرم المسمى كفراً”حزب الله” عندنا صهرين للرئيس عون، الأول هو جبران التاجر والثعلب والكارثة المارونية، والثاني روكز الذمي والمتلون بشي مليون لون.

ونفس هذه الظاهرة، ظاهرة الأصهر هي متواجدة مع الكثير من حكام البلدان.

السؤال هو هل ينجح صهر فرنسا الرئيس المكلف مصطفى أديب (متزوج من سيدة فرنسية) وينسي اللبنانيين تجربة حكومة حسان دياب الأداة والطربوش، وهرطقات حكومة القمصان السود ورئيسها النجيب ميقاتي؟

عملياً فإن احتمالات نجاح “الأديب” هي صفر مكعب لأن هذا الصهر الباريسي هو طارئ على الموقع الذي عُين فيه لدرجة أن غالبية ال 90 نائباً “الطرابيش” الذين سموه في المشاورات الملزمة لا يعرفوه ولا يعرفوا عنه أي شيء وكثر منهم لم يسمع باسمه قبل يوم أمس.

البعض من هؤلاء “الطرابيش” يتذكره فقط يوم كان مديراً لمكتب الرئيس ميقاتي في حقبة توليه حكومة القمصان السود الملالوية.

في نظرة سريعة على سجل الصهر الباريسي CV نجد أنه ومنذ سنة 2013 كان يعيش خارج لبنان، سفيراً في ألمانيا وبعيداً كل البعد عن مجريات وتفاعلات ويوميات الحياة السياسية اللبنانية ومتغيراتها.

هذا ويقال بأن الأديب هو على علاقة ممتازة وبالغالب تبعية مع صهر العهد الثعلب االمهيمن بالبلطجة وبواسطة سلاح واحتلال حزب الله على وزارة الخارجية منذ سنين.

كما أن الأديب يقال أيضاً بأنه قد نال رضا حزب الله اللاهي إلى درجة الإعجاب، وذلك على خلفية تعاطيه “التغطوي” والحامي لجماعة وكوادر وخلايا الحزب في ألمانيا.

وبما أن الميقاتي هوعراب الأديب فلا بد وأن يكون رضى النظام الأسدي عليه تحصيل حاصل كون النجيب وأخيه طه تربطهما بالأسد وبعائلته روابط تجارية قديمة وبالمليارات.

إنه واستناداً إلى كل المعطيات المتوفرة فإن مصير حكومة الأديب، وفي ظل احتلال حزب الله وسلاحه ودويلته وحروبه وهز أصابع وصراخ السيد، لن يكون أفضل من مصير حكومة حسان دياب الأداة، أو حكومة معلمه وعرابه النجيب..حكومة القمصان السود.

يبقى أنه  لو الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه ترأس حكومة لبنان في الوقت الراهن فإن الفشل سيكون بالتأكيد مصيره طالما أن حزب الله الإرهابي يحتل البلد ويتحكم برقاب وركاب وألسنة الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة.. من عون وبالنازل!!

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

ملاحظة: الصورة المرفقة هي للرئيس المكلف مصطفى أديب وزوجته الفرنسية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مصطفى اديب المجرّب في ألمانيا من حزب الله هو الأداة والخادم والمرمطون

الياس بجاني/31 آب/2020

شحتوا حسان دياب الغبي والفجعان وجابوا مصطفى اديب المجرّب في ألمانيا من حزب الله كأداة وخادم ومرمطون ليغطي احتلال احزب وإجرامه ولينوب بالوكالة عن الحريري وجنبلاط وجعجع في اكمال صفقة العار والخطيئة التي سلمت البلد لإيران ولحزبها اللاهي

 

ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89967/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81/

ترى هل مساعي الرئيس الفرنسي ورغم كل الهالة التي تحاط بها هدفها فقط إعطاء حبل نجاة للطبقة السياسية العفنة للخروج من مأزقها، وتغطية إجرام وإرهاب ودويلة وسلاح واحتلال حزب الله الملالوي؟

في العلن وحتى الآن هذا ما نفهمه مما نراه ونسمعه ونقرأه ..

ولكن هل يا ترى هناك جهود فرنسية في غير هذا المنحى الترقيعي يتم ترتيبها في الخفاء لتحرير لبنان من احتلال وسرطانيات حزب الله وأدواته الطروادية؟ نتمنى ذلك..!!!

إن ما يجب أن يتنه له القادة والناشطين ورجال الدين السياديين من أهلنا وهم قلة، وينبهوا الرئيس الفرنسي بشأنه، هو أن لا حلول كبيرة أو صغيرة، ولا انفراجات من أي ضيقة معيشية أو غير معيشية ممكنة ما دام حزب الله الإيراني والمذهبي يحتل البلد وطرواديوه منصبون في مواقع الحكم بدءً من الإسخريوتي ميشال عون وصهريه الثعلب جبران والذمي والمنافق شامل روكز .. وبالنازل مروراً بمجلسي النواب والوزراء ووصولاً لقذارة أصحاب شركات الأحزاب التعتير كافة.

كما أن ما يجب أن ينقله الأحرار والسياديون والبناناويون إلى السيد مكرون هو أن حزب الله اللاهي وطروادييه من حكام ووزراء ونواب وأصحاب شركات وفي مقدمهم الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” هم من فصيلة الأفاعي السامة، وهؤلاء بمكر ودهاء يغيرون جلودهم ولكن لا يغيرون قيد أنملة ما في دواخلهم من مكامن سموم وغدر ونرسيسية واحتيال وفجع سلطوي.

يبقى أنه ورغم عدم وضوح نهائيات مساعي الرئيس الفرنسي فإنه لا بد من توجيه جزيل الشكر له وللشعب الفرنسي على كل ما يقدمونه للبنان ولشعبه.

وفيما يتعلق بدور الحريري “الخانع” والذي كانت ذكرت وكالات الأنباء بأنه ورؤساء الوزراء السابقون سيقدمون اسم شخصية سنية يرضى عنها عون وحزب الله لترأس الحكومة المنوي تشكيلها، فهو أي الحريري ومنذ قليل وعلى لسان “العروبي الناصري المغوار” الرئيس سنيورة رشح السفير مصطفى أديب لترأس الحكومة.

ترشيح السفير مصطفى أديب وكما علمنا من مطلعين لبناناويين في لبنان قد جاء برضى ومباركة شريكي الحريري في الجريمة الوطنية، جعجع وجنبلاط، وبالتالي يكون هذا الثلاثي الذمي والإستسلامي قد عاد  إلى أغلال “الصفقة الرئاسية الخطيئة” التي سلمت البلد وحكمه لحزب الله من خلال مداكشتهم المذلة الكراسي بالسيادة..وتيتي تيتي..

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/29 آب/2020

كفى شعبنا ما تعرّض له من ارهاب واغتيالات وقهر وافقار وتهجير واضطهاد وإذلال وكوارث.

نعم كفى، ولهذا لا يجب أن يقبل أي حر أو سيادي ولبناناوي بحكومة جديدة تكون غطاء لحزب الله وألعوبة بيده، كائن من كان رئيسها، وكائن من كانوا وزرائها.

كما أن عودة الحريري إلى ترأس الحكومة تحت أي ظرف سيكون رئيس لحكومة كوارث وخنوع واستسلام لأن الرجل هو ألعوبة بيد الحزب اللاهي وفي حال عاد سيعيد القديم إلى قديمه … وتيتي تيتي.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89921/89921/

الحريري هو مخلوق لا علاقة له بالسياسة، كما أنه ضعيف الشخصية وكسول “وخسع” وليس عنده ثوابت وطنية، وكل ما قام به من ممارسات  تسووية ووعود لم يلتزم ولا بواحدة منها منذ مقتل والده، هي كلها تؤكد بأنه غير صالح لأي دور سياسي.

ونفس مقومات تعاسة وتعتير الحريري تنطبق على غالبية الشخصيات التي يتم التداول بأسمائها لترأس الحكومة، وابشع هؤلاء في السياسة وأكثرهم نلالوية هو فيصل كرامي الغارق في أوحال الغباء والأحقاد.

فإن أي حكومة لا تطالب بقوة بتنفيذ كل القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559 هي حكومة غطاء لحزب الله لا أكثر ولا أقل.

كما أن أي حكومة تقارب هرطقة ثلاثية العهر والإجرام والغزوات، “الجيش والشعب والمقاومة” ولو تلميحاً في بيانها الوزاري هي حكومة إيرانية وملالوية بالكامل.

يبقى أن لا معارضة في ظل الإحتلال لا من خارج الحكومة ولا من داخلها.

هذا وقد أثبتت ممارسات الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” نفاق ودجل وذمية مقولة المعارضة في ظل الإحتلال.

فهؤلاء هم جماعة صفقات وتسويات وقد داكشوا السيادة بالكراسي، وعلى خلفية وغرائزية نرسيسيتهم وجوعهم السلطوي وغربتهم عن وجع الشعب سلموا البلد لحزب الله، وهم لا يزالون في نفس الوضعية الطروادية، وعلى الأكيد لن يتغيروا حتى لو دُمر كل لبنان وقُتل وهُجر كل اللبنانيين.

في الخلاصة، فإن لبنان بلد محتل ودولة فاشلة ومارقة وحكامه وأصحاب شركات أحزابة كافة هم “قرطة” طرواديين وملجميين وأوباش، وبالتالي معهم ومن خلالهم وبظل احتلال حزب الله لن يحصد شعبنا غير الكوارث.

كلن بدون نفضة، وكلن يعني كلن، والمحتل اللاهي حزب الله هو أولن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/28 آب/2020

لا فروقات بالمرة بين جبران باسيل وعديله شامل روكز وهشام حداد ونجاح واكيم وشربل نحاس وكل من يقول قولهم بما يخص مقاومة حزب الله الدجل والتجارة ودوره في التحرير الوهم والخدعة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89873/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%82%d9%88%d8%a9/

فهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر، وكل من يدعي مثلهم نفاقاً بأن حزب الله الإرهابي والمحتل هو مقاومة ويرفع معه رايات نفاق محاربة إسرائيل ويروج لكذبة وهرطقة العداء لها ويتلهى بأعراض الإحتلال وبالتركيز فقط على الطرواديين من الحكام والمسؤولين من مثل جبران  وعلى قاعدة قوم تا اقعد محلك لا هو من الثورة ولا هو شامم ريحتها.

هؤلاء وكل من هو من طينتهم السياسية الذين يجهدون في تقديم أوراق اعتمادهم للمحتل اللاهي ويبرؤنه من جريمة الإحتلال لا هم ثوار ولا علاقة لهم بالثورة.

هؤلاء في السياسة والمواقف والممارسات لا هم سياديون ولا هم استقلاليون ولا من يحزنون.

الثائر والسيادي هو من يسمى الأشياء بأسمائها ويقول علناً بأن حزب الله الإيراني يحتل لبنان ويخطف بيئته ويأخذها رهينة ويزور تمثيلها بالقوة والبطش… وهو من يقول بصوت عال بأن هذ الحزب اللاهي لا هو لبناني ولا هو من الشرائح اللبنانية.

إن هؤلاء السادة وكل من هم من خامتهم الذمية وغالباً اليسارية هم بإختصار انتهازيون وصيادو فرص، وبالتالي لا يجب الثقة بهم أو تأييدهم لأنهم عملياً اخطر بمليون مرة من حزب الله ..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الجامعة العربية في صدد تشكيل "قوّة عربية مشتركة" لمكافحة الإرهاب

أبو أرز/01 أيلول/2020

الجامعة العربية في صدد تشكيل "قوّة عربية مشتركة" لمكافحة الإرهاب، والتدخل في نزاعات معينة. لبنان لن يشارك في هذا المشروع تبعاً للقاعدة الذهبية التالية:

كلما ابتعد عن مشاكل العرب، ابتعد عن دائرة الخطر، والعكس صحيح.

"قوّات الردع العربية"، أو هدية العرب الملغومة إلى لبنان عام ١٩٧٦ هي البرهان الفاقع ، و قد علّمتنا الكثير.

لبَّيك لبنان

أبو أرز

 

"المجلس العالمي لثورة الأرز": لعدم السكوت عن الاعتداء على الأمن

المركزية/01 أيلول/2020

بعد الأحداث التي تفجرت في خلدة الأسبوع الفائت والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين من جراء استعمال السلاح الغير شرعي من قبل الميليشيات ضدهم أكد المجلس العالمي لثورة الأرز بأن "مثل هذه الأوضاع لا يمكن القبول بها". وأعلن في بيان: "بناء على هذه التطورات والأحداث التي تهدد حياة وممتلكات المواطنين والتي جرت مؤخرا في منطقة خلدة ولمنع تكرار ما يشبهها فإن المجلس العالمي لثورة الأرز يدرس امكانية إضافة منطقة خلدة هذه إلى المرحلة الأولى من تطبيق القرار الدولي 1559 وذلك لحماية المدنيين فيها من أعمال الميليشيات المسلحة وتوفير الأمن لهم". وختم: "إن المجلس العالمي لثورة الأرز يهيب بالمواطنين عدم السكوت عن الاعتداء على أمنهم من قبل الميليشيات والاعلان فورا عن أي تجاوز للقانون في المنطقة لكي يصار إلى رفعه إلى الجهات المعنية".

 

نوفل ضو: وقائع برسم الثوار وماكرون

المركزية/01 أيلول/2020

توجه منسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو برسالة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والثوار عبر حسايه على "تويتر" فكتب: "وقائع برسم الثوار وماكرون: عندما احتل النازيون فرنسا في الحرب العالمية الثانية، لم يطالب الفرنسيون بالكهرباء ومحاربة الفساد والإصلاح الإداري، ولم يضغط الحلفاء على الجنرال ديغول لتسوية مع الاحتلال النازي وحكومة فيشي، بل طالب الفرنسيون بالحرية والسيادة، ودعم الحلفاء حكومة فرنسا الحرة!".

 

الترويج بأن هناك اتفاقاً فرنسياً-اميركياً حول لبنان

كمال يازجي/01 أيلول/2020

الترويج بأن هناك اتفاقاً فرنسياً-اميركياً حول لبنان الهدف منه تهويل الأمور والإيحاء بأن هناك حتمية تاريخية سوف تُطبق علينا يجب أن نستسلم أمامها لا اتفاق بل اختلاف كما ستبرهن عليه الأيام القادمة اميركا تسعى الى دحر الهيمنة الإقليمية لإيران واحتواء ايران ضمن حدودها

بينما همّ ماكرون هو استرضاؤها طمعاً بمكاسب تجارية رخيصة ماكرون أنقذ الطبقة الحاكمة في لبنان في المرة الأولى قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة عن طريق التعهدات المالية لمؤتمر سيدر وها هو اليوم يأتي لانتشالها وإعادة تدويرها من خلال حكومة يكون لعملاء فرنسا فيها حضور بارز

الى جانب نفايات الطبقة الحاكمة والأخطر أن ماكرون او بالأحرى ماكرو يتكلم عن "تطوير النظام" في لبنان مما يمهّد الطريق أمام مؤتمر تأسيسي يطيح بالمناصفة التي أقرّت في الطائف ويطرح المثالثة المأساة الهزلية المزمنة للسياسة الخارجية الفرنسية: فرنسا قوة وسطى تحاول أن تلعب في ملعب الكبار

 

الذمية وخميرة عجين الوطن وشهر الشهادة.

ادمون الشدياق/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90022/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7-2/

اثبتت زيارة ماكرون بتفاصيلها مدى عمق الاحتلال الايراني ومدى سيطرة حزب الله على كامل مفاصل الدولة اللبنانية، فقد تم تغطية وتشريع هيمنة حزب الله ومن كافة مستويات ومسؤولي الدولة اللبنانية بطريقة مهينة للكرامة الوطنية ضاربة بالحائط اقل مظاهر السيادة واستقلالية الدولة.  وتناسى كل مسؤولي الدولة الشهداء الذين سقطوا في انفجار ٤ آب وقبله منذ ١٩٨٢ وهم يمثلون اكثر من نصف المجتمع اللبناني على ايدي مجرمي حزب الله.

 في ٢٤ ساعة جرى تبييض صفحة حزب الله بالكامل فاصبح حزب قديسين يقاوم من اجل لبنان ووحدة لبنان. وتناسى مسؤولي لبنان الاشاوس والرئيس الفرنسي ماكرونيفللي تفجيرات سفارتي اميركا وفرنسا وذبح حزب الله مقاتلي حركة امل واغتيالاته لكل مقاوم من خارج حزب الله حتى سيطر على مسار المقاومة في لبنان. تناسى مسؤولي الدولة اللبنانية والفرنسية رفيق الحريري وكل شهداء الوطن الذين ماتوا لأنهم كانوا يناهضون سوريا وحزب الله والذين قضوا على يد حزب الله وارهابييه. وتناسى مسؤولي الدولة ٧ آيار وسيطرة حزب الله الكامل على قرار الدولة واصبح مكون لبناني شرعي يتخذ شرعيته من تمثيل شعبي وازن.  هذه ايام قلة فيها الكرامة والسيادة والشجاعة، قلة فيها الرجال واصبحت الذمية سياسة حكيمة وتكتيك مقاومة ومهادنة الهيمنة الغريبة على سيادتنا وتغطيتها سياسة صائبة وبرغماتية وحكمة.

 انا وقد شارفت على الستين من العمر لم اشهد في لبنان هذه الذمية والانبطاحية والإنكفائية والذل والانانية والتنازلات التي تكاد تقضي على اي مقاومة حقيقية لهيمنة حزب الله على سيادة لبنان وكافة مفاصل الدولة بتغطية كاملة من كامل  الطاقم السياسي العفن الانكفائي الفاسد  الذي من المفترض ان يكون مؤتمن على سيادة وكرامة الوطن. لم نعد نسمع عن هيمنة حزب الله هذه الايام الا من قلة قليلة اخذت على عاتقها قول الحقيقة والمجاهرة بها اما بالنسبة لكل الطاقم السياسي المؤتمن على البلد والاحزاب فأن حزب الله هو مكون لبناني شرعي بتمثيله الشعبي وان كان تمثيله الشعبي جاء من خلال هيمنة حزب الله بارهابه على شريحته المجتمعية كما سيطر على ألسنة وضمائر الطبقة السياسية الخانعة. لنصلي في شهر الشهداء و الشهادة أيلول لكي تبقى هذه القلة التي تجاهر بهيمنة حزب الله وسيطرته وتظهر الاحتلال الايراني للبنان على حقيقته خميرة حية كأخر دليل على سيادة فقدناها، وكرامة نحرناها، وحرية خنقناها، واستقلال استشهد مع اخر شهيد من شهداء ثورة الأرز التي نحرت على مذبح المصالح الذاتية والذمية المريرة والمحاصصة الماكيفلية الدنيئة  وشهوة الكراسي والإنكفائية المرضية.

 

زيارة شينكر لبيروت نكهة جديدة وقرارات حاسمة!

المركزية/01 أيلول/2020

 في بيان الاعلان عن زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر للبنان في الثاني من أيلول المقبل، اي بعد غد، حددت وزارة الخارجية الأميركية الاهداف بمناقشة الجهود المتعلقة بالمساعدات الأميركية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، مع ممثلي المجتمع المدني وحضّ القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة الشعب اللبناني في الشفافية والمساءلة، والدعوة إلى تشكيل حكومة خالية من الفساد تلبّي مطالب اللبنانيين.

ستعرض الزيارة الاميركية الثانية من نوعها لبيروت بعد انفجار المرفأ حتما المسائل التي اشار اليها البيان، لكن الاكيد انها ستطرح مواضيع اخرى كثيرة تفوقها اهمية، نتيجة تطورات برزت على الساحتين المحلية والدولية في الايام والساعات الاخيرة، من الملف الحكومي مع التسوية التي افضت الى تكليف مصطفى اديب، الى ترسيم الحدود بجديده الذي تظهر مع زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، فالتجديد لليونيفل بالصيغة التي اقر فيها باجماع الاعضاء الـ15، في القرار 2539 . مجمل هذه الملفات لا بد الا ان تشكل طبقا رئيسا على مائدة محادثات شينكر الذي يعود حاملا رسائل البيت الابيض الجديدة وتوجهاته ورؤيته للمرحلة. وتفيد اوساط دبلوماسية غربية "المركزية" ان مهمة شينكر في لبنان ستتسم هذه المرة بأهمية بالغة تتخذ ابعادها اولا كونها تأتي بعد قرار التجديد لليونيفيل وتعديل مهامها لجهة تحقيق انتشار فاعل لقواتها ما يعني عمليا تقييد حركة حزب الله ونشاطه في الجنوب واستخدام المسيرات في المنطقة والتفتيش عن السلاح اضافة الى تشديد المراقبة في البحر وعلى الحدود الشرقية. وثانيا كون شينكر سيدعو لبنان الى ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل للمباشرة بالتنقب عن النفط والافادة من الثروة الغازية البحرية للبنان وهو في امسّ الحاجة اليها راهنا للخروج من انهياره. وفي السياق، ينتظر الرئيس نبيه بري، وفق ما تقول اوساطه، وصول شينكر للاطلاع على حقيقة الموقف الاسرائيلي من الترسيم والخلافات الحدودية، في ضوء الضغط الدولي للترسيم وضبط الحدود، بحسب ما اشار هيل في زيارته لبيروت اخيرا.

 وتتوقع الاوساط ان يكون شينكر متشددا في مواقفه لجهة ترسيم وتحديد حدود لبنان جنوبا وشرقا في خطوة ضرورية لضبط الحدود ومنع دخول السلاح، لوقف مسلسل الحوادث اليومية التي يسببها السلاح المتفلت وانتشاره تحت ذرائع متعددة ما يهدد الاستقرار الامني، ويشجع على استفاقة الخلايا النائمة وتوظيفها في اعمال امنية على غرار ما حصل في كفتون، وغيرها من المناطق في الايام الاخيرة. وتتزامن زيارة شينكر ايضا مع رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سقف المطالبة بنزع السلاح وحصره بيد الشرعية دون سواها تحت اي عنوان وتنفيذ القرارات الدولية، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وعلامات الاستفهام التي رسمت حول وجود نيترات الامونيوم في العنير رقم 12 ومن يقف خلف ادخاله وابقائه حيث كان لأهداف غير معلنة حتى اللحظة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/9/2020

وطنية الثلاثاء 01 أيلول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ماكرون يغادر لبنان في الساعات المقبلة وشينكر يصل ولكل منهما خارطة طريق لكنهما يلتقيان عند بند وجوب تحقيق الاصلاحات في لبنان ولا أموال ومساعدات للبنان من دون تحقيق الاصلاحات.. وقبل انتهاء الزيارة الفرنسية مهر الانتفاضيون بصمتهم المطلبية وإثبات الوجود في ساحة الشهدا.

ليلة الاثنين -الثلاثاء أضاءتها ابتسامة السيدة العظيمة فيروز بنكهة لبنانية وطنية, ورونق فرنسي صديق ومنحت اللبنانيين فسحة للتعالي على الجراح ولعل الصور التي تسربت على موقعها الرسمي من لقائها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسمت علامة فارقة في الذاكرة الجماعية لمرحلة مفصلية بالتزامن مع الاحتفال بمئوية لبنان الكبير..

وصباح اليوم الثلاثاء بداية المئوية الثانية أشرقت ألوان علم لبنان بعرض جوي فرنسي فوق أرز جاج في قلب لبنان..

لكن مفاعيل الابتسامة الفيروزية - الماكرونية وتجلي ألوان العلم ستبقى سارية ثلاثة أشهر أي من الآن وحتى كانون الأول المقبل_موعد الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي وكأنه حدد للسياسيين والمعنيين في لبنان مهلة (قابلة للتجديد) منبها" إياهم الى أن "الأشهر الثلاثة المقبلة أساسية للتغيير الحقيقي في لبنان، وإذا لم يحصل ذلك: فسأغير مساري، وسنحجب خطة الإنقاذ المالية ونفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة بحسب تعبير الرئيس الفرنسي بكل ثقة في حديثه لـpolitico..

ماكرون الذي التقى الحريري بعيد منتصف ليل امس تنوعت لقاءاته اليوم من أرز جاج الى مرفأ بيروت انتقالا" الى قصر بعبدا حيث كرر الإعراب عن رغبة فرنسا في مساعدة لبنان وعن تشديده على وجوب تحقيق الاصلاحات والتشبث بالحرية والترفع عن المصالح الخاصة والشخصية في هذا البلد لبنان الذي هو بحد ذاته وعد ورسالة وهو في قلب فرنسا.

ومن قصر بعبدا انتقل الضيف الكبير الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي ثم الى قصر الصنوبر حيث التقى البطريرك الراعي..قبل لقائه القوى السياسية.

وكان الرئيس الفرنسي قد صرح من مرفأ بيروت :"لا استطيع ان اطرح نفسي بديلا عن الطبقة السياسية اللبنانية والرئيس عون انتخب من قبل البرلمان اللبناني والبرلمان انتخب من الشعب وحزب الله يمثل جزءا" من الشعب واذا لم نرد أن ينزلق لبنان الى نموذج يسيطر فيه الارهاب يجب توعيته وغيره على مسؤولياتهم".

ومساء اليوم في قصر الصنوبر الذي منه اعلن الجنرال غورو في حضور البطريرك الياس الحويك والمفتي مصطفى نجا قبل مئة عام قيام لبنان الكبير عقد ماكرون لقاء" مع القوى السياسية على غرار لقائه بهم في زيارته الاولى غداة انفجار 4 آب..

في أي حال، وفيما تتوالى قوافل المساعدات لبيروت المنكوبة يصل الثلاثاء رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي كما أفادت سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر مشيرة الى مواصلة اتصالاتها مع مختلف الوزارات ومع الدفاع المدني الايطالي وبعض البلديات الكبرى للمساهمة في إعادة إعمار لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت تمهيدا لتنسيق الزيارة والمساعدات التي سيعلن عنها.

تبقى الإشارة الى أنه وسط هذه الاجواء أعلن رئيس الجمهورية العماد عون أنه تم اليوم توقيع عقد التدقيق المالي الجنائي، وهو الخطوة المفصلية المنتظرة على طريق الإصلاح ومكافحة الفساد أضاف الرئيس العماد عون: وكما سبق وتعهدت بمتابعتي له حتى يأخذ مجراه إلى التوقيع، أجدد التعهد الآن بمتابعتي له حتى يأخذ مجراه في التنفيذ.. من الواجب ان يتم سريعا إقرار القوانين الضامنة لعدالة مستقلة، ما من شأنه ان يفسح المجال امام مكافحة الفساد، وعلى الحكومة المقبلة مسؤولية السهر على وضع هذه القوانين موضع التنفيذ ..

في الغضون، تجدد لحراك الانتفاضة في عدد من أنحاء قلب العاصمة انطلاقا"من ساحة الشهداء حيث تفاوتت هتافات ودعوات الانتفاضيين بين رحيل السلطة وتغيير النظام وذهاب الفاشلين والى ما هنالك من مطالب تدخل في صلب تحقيق العدالة الاجتماعية وضرب الفساد من جذوره.. واذ اندس عدد من مجموعات الشغب حصلت مشاداة مع رجال الأمن وادلاع حريق في مداخل مبنى جريدة النهار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

قبل مئة عام تماما أعلنت دولة لبنان الكبير بحدودها الحالية . بعد مئة عام ، الحدود بقيت ، اما الدولة فاصبحت شبه دولة. الدليل : ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتحدث مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين بلغة التنبيه والتحذير.

اكثر من ذلك، هو يعطيهم مهلا معينة لكي يتصرفوا ويغيروا أداءهم وليقوموا بواجباتهم. وقد وصل به الامر الى حد استعمال لغة التهديد معهم . فقال لهم وبصراحة كلية غير معهودة في العلاقات بين الدول: لديكم ثلاثة اشهر اساسية للتغيير الحقيقي في لبنان ، واذا لم يحدث ذلك فسأغير مساري وسنحجب خطة الانقاذ المالية ونفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة .

اللافت ان لغة التهديد الواضحة تقبلها المسؤولون عندنا برحابة صدر، وكأنهم يعترفون بأخطائهم بل بخطاياهم التي ارتكبوها بحق الوطن. انها صورة مخجلة ومخزية لمسؤولين وحكام. اذ كيف لمن يفتقرون الى عزة النفس والكرامة ان يحكموا بلدا وان يؤمنوا لابنائه مقومات العيش والكرامة؟

في اليوميات، الشارع استكمل حراكه ورفضه لما يجري، وقد واجهته السلطة كالعادة بالقمع والقنابل المسيلة للدموع. سياسيا، مرحلة التكليف انتهت وبدأت مرحلة التأليف. وغدا يجري رئيس الحكومة المكلف استشاراته، وهي كمثل استشارات التكليف ستكون شكلية بحت . فالقرار متخذ مبدئيا وابلغه الرئيس الفرنسي الى المسؤولين ، وفحواه : شكلوا حكومة اختصاصيين او تكنوقراط بأسرع وقت ممكن لأن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل والمماطلة.

صحيح انها ستكون حكومة انتقالية ، لكن فرنسا تعول عليها لتحقيق امرين، اولا، اخراج الوزارات من دائرة المحاصصة الطائفية والسياسية، وبالتالي العودة الى مبدأ المداورة ، ولا سيما بالنسبة الى وزارات اساسية كالطاقة والاتصالات والخارجية. الثاني، البدء بتقديم وجوه جديدة على الصعيد السياسي وتخطي الوجوه التقليدية التي تنتمي الى الطبقة السياسية .

الهدفان طموحان لكنهما سيثيران الكثير من الحساسيات والاشكاليات والعقد. فهل تنجح فرنسا في فكفكة العقد وانتاج حكومة جديدة في اسبوعين كما يتردد ، ام ان التفاصيل اللبنانية ستعود من جديد لتعرقل المبادرة الفرنسية وتفرملها؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

مئة عام من عمر وطن، الا تكفي للرشد والاعتبار.

مئة عام عامرة بكل الوان الحوادث والاحداث، الا تكفي لترتيب صورة تليق بهذا الوطن، عبر حفظ حقوق جميع بنيه بالمساواة والتساوي، وحفظ الانجازات وجميل الانتصارات على كل الاعداء، وبناء وطن المواطنة الحقيقية، الذي اسماه اهله لبنان الكبير؟..

في مئوية لبنان حضر الفرنسي برئيسه وطائراته ومساعداته ليزرع ارزة في جباله، ويعظ سياسييه بل ليحذرهم اذا لم يترفعوا فوق المصالح الخاصة، سيكونون قد خانوا الوعد ولو بعد مئة عام .

زيارة للرئيس الفرنسي في ذروة الوجع اللبناني: من الجبال وارزها المنسي، الى المرفأ وركامه الحزين، الى الفن الذي صرخ باسم لبنان عاليا وسمعه العالم كله، ولم يسمعه لبنانه الرسمي، وانتهى المطاف الى طاولة تجمع الاحزاب بخلافاتها واختلافاتها.

وما بين ذلك كله فتش عن دولة تكفل اهلها على مدى مئة عام بذر كل انجاز لهم في هواء الاختلاف، وضرب كل عناصر قوتهم بترف المناكفات، وخسارة كل مصادر رزقهم بالمقامرات او النهب والسرقات.

فهل نحن عاجزون الى هذا الحد؟ وما هو الحد بين انقاذ الوطن وسيادته، وشكر كل يد تمتد للمساعدة.

على ساعد بعض بنيه بقي هذا الوطن، وبجزيل تضحيات كل اهله ينبت الامل من بين ركام الازمات، شرط ان يبقى: شيخنا والفتى عند صوت الوطن، أسد غاب متى ساورتنا الفتن..

في الحكومة المبنية على صوت الامل بترميم ما امكن من جسد الوطن المحترق بالازمات، ينطلق رئيسها المكلف باستشارات نيابية غير ملزمة لبلورة صورة حكومته التي ان حماها مناخ التكليف فلن يطول التأليف.

استشارات ستعقد في عين التينة غدا لتضرر مجلس النواب من انفجار المرفأ، ولا ضير بوضوح وصراحة النقاش بين الرئيس المكلف مصطفى اديب وسائر الكتل النيابية، لعلنا نستخلص شعورا بالمسؤولية للاسراع في تشكيل حكومة يسابقها الوقت والنزف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الأربعاء الأول من أيلول 1920 ... وقف الجنرال غورو على رأس درج قصر الصنوبر ، واستهل خطابه بالقول : " أبناء لبنان الكبير،قلت لكم قبل بضعة أسابيع في لحظة حاسمة: "اليوم الذي انتظره أباؤكم عبثا، والذي تلمحون فجره يشرق، بسعادة غامرة، هذا اليوم بات وشيكا". وها قد حل اليوم المنتظر!

الثلاثاء الأول من أيلول 2020 يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "إنها الفرصة الأخيرة لهذا النظام ... أدرك أني دخلت مقامرة محفوفة بالمخاطر...أضع على الطاولة الشيء الوحيد الذي أملك: رأس مالي السياسي".

غالبا ما تستخدم فرنسا رأس المال السياسي والشرف في معرض تحقيق ما تصبو إليه ... عام 1990 وضع الرئيس فرنسوا ميتران شرف فرنسا في الميزان للحفاظ على سلامة العماد عون في السفارة الفرنسية وإخراجه لاحقا إلى فرنسا ... بعد عشرين عاما ، ماكرون يضع رأس ماله السياسي لأنقاذ النظام ، فهل ينجح ؟

يدرك الرئيس ماكرون أن لا تقدم من دون ضغوطات ، ربما هو الرئيس الوحيد الذي يزور لبنان ثلاث مرات في خمسة أشهر ، إثنتان في غضون ثلاثة اسابيع ، وثالثة بعد ثلاثة اشهر وتحديدا في كانون الأول المقبل ، وهو أعلن اليوم أنه جاهز لاستضافة مؤتمر دولي لدعم لبنان في الشهر المقبل السؤال المحوري الذي يرتسم في الأذهان هو : هل يعزف الرئيس ماكرون منفردا بمعزل عن الأميركيين أو بالتنسيق معهم ؟ لا جواب عن هذا السؤال قبل وصول الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت غدا ، في الوقت الذي يكون فيه الرئيس ماكرون قد أصبح في العراق .

من سيلتقي شينكر ؟ هل في أجندته الأسماء ذاتها التي التقاها وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل ؟ هل من تبديل لجهة مستوى اللقاءات ؟ تقول مصادر ديبلوماسية إن مستوى اللقاءات يحمل أكثر من رسالة يريد الموفد الأميركي توجيهها.

في ملف انفجار المرفأ ، تطورات بارزة في التحقيق العدلي : ارتفاع عدد الموقوفين اليوم الى 25 ، بعدما استجوب المحقق العدلي القاضي فادي صوان اليوم قائد جهاز امن مرفأ بيروت في مخابرات الجيش ، ورائد في جهاز امن الدولة ورائدين في الامن العام واصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم ... إلى التوقيفات ، تحدثت معلومات عن تجميد حسابات ورفع السرية المصرفية عن حسابات أخرى * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

في ذكرى التغييب حضر الإمام السيد موسى الصدر نصا و روحا في خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اللبنانيين. على رسم عمامته دعا إلى تدوير الزوايا لأن الوطن لم يعد يمتلك فائضا كافيا من الوقت لاستهلاكه واضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة لتحقيق مكاسب آنية

من نموذج إعتصامه في عاملية بيروتحذر الرئيس بري من الاستمرار في السلوك السياسي اللامسؤول لانه يمثل أرضية خصبة لاعادة استيلاد الفوضى وايقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الارهابية والتي تتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان والعبث بالوحدة والسلم الاهلي

عملا بفكره ونهجه إنطلاقا من كون رئيس المجلس داعية حواركانت الدعوة الى المكونات السياسية في لبنان في المعارضة والموالاة والجادين والصادقين في الحراك الى الحوار تحت سقف المؤسسات حول خارطة طريق من نقاط خمس تبدأ بمفهوم الدولة المدنية وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي مرورا بإنشاء مجلس للشيوخ وتعزي ز استقلالية القضاء وتطويره وصولا الى إقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية

هكذا يكون أساس الإصلاح في طبيعة النظام السياسي وفقا لما ورد في اتفاق الطائف والدستور خاصة في بنوده الإصلاحية

يوم فرنسي طويل للرئيس إيمانويل ماكرون في لبنان من بين محطاته البارزة استقبال وغداء رسمي في قصر بعبدا قبل لقاءات مع سياسيين في قصر الصنوبر وفي مواقفه اللافتة إعلانه الاستعداد لتنظيم مؤتمر دولي جديد دعما للبنان الشهر المقبل وعودته إلى لبنان للمرة الثالثة مطلع العام المقبل ودعوته لتشكيل حكومة لبنانية في الأيام المقبلة وتأكيده انه لا يتساهل مع الطبقة السياسية في لبنان وتهديده بعدم تحرير أموال سيدر اذا لذم يتم تنفيذ الاصلاحات.

حديث ماكرون عن الإصلاحات ودور مجلس النواب في إقرارها أجاب عليه الرئيس بري بالتأكيد على جهوزية المؤسسة التشريعية لكل ما ترسله الحكومة في هذا الشأن.

إلى ذلك كشف رئيس الجمهورية ميشال عون عن نيته الدعوة إلى حوار وطني لبلوغ صيغة تكون مقبولة من الجميع.

ماكرون يحل ضيفا على لبنان هذه المرة شاهدا على حراك على مستوى الملف الحكومي الذي سجل نجاحا في التكليف بسلاسة ربما بتزكية فرنسية على أمل أن ينسحب الأمر على التأليف.

وبهذا المعنى يشهد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة غدا استشارات التأليف غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف مصطفى أديب مع النواب والكتل النيابية.

في الاقتصاد والمال وقع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني عقود التدقيق الجنائي والحسابي فيما كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يؤكد أنه يجب إعادة نحو ثلاثين بالمئة من الأموال التي خرجت من المصارف اللبنانية محذرا البنوك التي لا تلتزم برفع راسمالها الإلزامي بأنها ستكون خارج السوق اللبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ايمانويل ماكرون برا بحرا جوا فهو " سكن الليل " سهر على ضوء الربية ليبدأ نهارا آخر "متجولا" على مرافق ومرافىء بلد فيها " القمر بيضوي ع الناس والناس بيقاتلوا".

وبعد "ليل وأوضه منسية " نزل ماكرون إلى يوم ساحة ميس الريم اللبنانية المتضمنة كل أنواع الخلافات لكن، جال مختارا على وقع التهديد والتلويح بعصا العقوبات ووضع اللبنانيين بين حدين: حكومة بإصلاح أو زوال ودفع أثمان .

أما المهلة فلم تتخط الأشهر الثلاثة للتنفيذ. لم يكن صوت ماكرون فيروزيا مع العهد بل رفع " كرباجه " على سلطة قد تلجأ إلى شراء الوقت والمراوغة وقد تتسلل وتنغمس في " الحشوة الحكومية" لتنزرع فيها كالعسس والاستخبارات وتعاود احتلال مقاعدها. وإذ تأثر ماكرون بكذبات الرحابنة المسرحية المحببة وقال إنه لا يعرف مصطفى أديب دعا على نحو قاطع إلى تأليف الحكومة بسرعة وإصلاح الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي كما سمح لنفسه بطلب معرفة الأرقام الحقيقية المتعلقة بالنظام المصرفي اللبناني، داعيا إلى "تدقيق في الحسابات".

وأعلن ماكرون أنه لن يتساهل مع الطبقة السياسية في لبنان لكنه حفز الناس على التغيير من خلال صندوق الانتخاب وفي اعتماده للواقعية السياسية قال إن البرلمان انتخبه الشعب ولا يمكنني تغيير الطبقة بأسرها وقاده ذلك الى الاعتراف بأن حزب الله هو حزب يمثل جزءا من الشعب اللبناني ومن انتخبوه وإن هناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدة أخرى، وإذا لم نرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أخرى، فيجب توعية الحزب وغيره من الأحزاب على مسؤولياتها ولأن رئيس فرنسا لم يشأ الاصطفاف ولو في غابة أزر إلى جانب أي من الأطراف السياسية فإنه تجنب المحميات المصنفة سياسيا سواء في الأرز أو الشوف واختار بلدة جاج في جبيل حيث "النأي بالأرز" .

ورسائل ماكرون كانت أكثر من عابرة ومعبرة فهو أولى المجتمع المدني أهمية على المجتمع السياسي وصرف مزيدا من الوقت في الحوار مع الناشطين المدنيين متأخرا ساعة كاملة عن غداء بعبدا. وعلى المائدة الرئاسية كانت " المازا " الفرنسية بطعم مر وخاطب ماكرون الجموع السياسية والقيادات بالقول: أعرف أنه إذا لم تتحقق الدعوة الى الترفع فوق المصالح الخاصة كما جاء في كلمة الجنرال غورو ولو بعد مئة عام فإنه سيكون قد تمت خيانة الوعد.

وأضاف: مهم جدا أن تنجحوا في ذلك اليوم، في وقت لم ينجح آخرون قبلكم وفي ظروف أسهل. لكن رئيس الجمهورية ميشال عون بدا " خارج الكوكب" في التوصيف وتحمل المسؤوليات وسعى لإقناع ماكرون بأن الأزمات المتتالية في البلاد هي "ضربات القدر" على حد تعبيره معولا على الحكومة الجديدة في الخروج من المأزق ولم يصارح نظيره الفرنسي بأن الأقدار صنعتها أيادي السياسيين أنفسهم سواء عمدا أو عن طريق الإهمال إلى أن انفجر القدر على مرفأ بيروت.

والقضاء اليوم في مطاردة مع هذا القدر إذ سطر القاضي فادي صوان أربع مذكرات توقيف وجاهية في حق ضباط مسؤولين عن أمن المرفأ وهم العميد في استخبارات الجيش أنطوان سلوم ورئيس مكتب أمن الدولة الرائد جوزيف ميلاد النداف والضابطان في الأمن العام داود فياض وشربل فواز وذلك في انتظار ارتقاء المسؤوليات إلى أرفع مستوى حيث يتجرأ المحقق العدلي على استدعاء جميع الوزراء الذين تعاقبوا في العدل والأشغال والمالية وكل من يظهره التحقيق. والى ذلك الحين فإن الشارع لا يعترف إلا بحقيقة ثابتة وفي مئوية لبنان الكبير كانت تظاهرة مدنية انتهت بمطاردات مع قوى أمنية وعاد الغاز المسيل للدموع الى وسط المدينة في وقت كان الرئيس الفرنسي يسيل دموع السياسيين للمرة الاخيرة في قصر الصنوبر .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

اعلن رسميا قيام لبنان الكبير، فيما اشارككم فرحتكم وافتخاركم. واحييه، باسم حكومة الجمهورية الفرنسية، بعظمته وقوته، من النهر الكبير حتى أبواب فلسطين والى قمم السلسة الشرقية”.

بهذه الكلمات، وقبل مئة عام بالتمام والكمال، أعلن الجنرال الفرنسي هنري غورو من قصر الصنوبر في بيروت، نشوء لبنان بحدوده الحاضرة، محاطا بالبطريرك الياس الحويك والمفتي مصطفى نجا والفاعليات اللبنانية، ومتوجا بذلك المساعي الحثيثة التي تلت نهاية الحرب العالمية الأولى، من دون أن يعني ذلك، اختصار قصة لبنان التي تعود إلى آلاف السنوات الحضارية، في يوم واحد فقط.

أما اليوم، ومن قصر الصنوبر إياه، فيعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فتح صفحة جديدة من عمر لبنان، لا عودة فيها إلى انتداب أو وصاية، بل تكريس لصداقة تاريخية، بتشجيع القوى الممثلة للشعب اللبناني، على العمل معا للخروج من الأزمة الراهنة، بتشكيل حكومة تتولى مهمة الإنقاذ الآنية أولا، وإطلاق حوار وطني حول الأساسيات ثانيا، ما يضع الحجر الأساس لقيام الدولة المدنية، أو دولة المواطنة الفعلية، التي لا تقف فيها الخطوط الحمر الطائفية والمذهبية، حاجزا تحول عبره الميليشيات المدنية دون عبور الإصلاح، تماما كم منعت الميليشيات المسلحة في سنوات الحرب اللبنانيين من التواصل والمرور.

من الناحية الفرنسية، الدعم قائم ومستمر، ومساعدة اللبنانيين جارية، شرط أن يساعد اللبنانيون أنفسهم بالحوار، وبترجمة النوايا الإصلاحية المعلنة، أفعالا واقعية في مجلس النواب والحكومة، على منوال الاشارة الواضحة بإعلان الرئيس ميشال عون اليوم توقيع عقد التدقيق المالي الجنائي، الخطوة المفصلية المنتظرة على طريق الاصلاح ومكافحة الفساد. وأكد الرئيس عون في هذا السياق، أنه كما سبق وتعهد بمتابعة التحقيق حتى يأخذ مجراه الى التوقيع، يجدد التعهد الان بمتابعته له حتى يأخذ مجراه في التنفيذ.

الرئيس عون أعلن في الغداء التكريمي على شرف الضيف الفرنسي أن الأمل يرتكز اليوم على تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على اطلاق ورشة الإصلاحات الضرورية، من اجل الخروج بالبلد من الأزمة الحالية. والامل يكمن أيضا في جعل آلامنا حافزا يدفعنا الى ان نغدو دولة مدنية، حيث الكفاءة هي المعيار، والقانون هو الضامن للمساواة في الحقوق. وقال: تحقيقا لهذه الغاية، التزمت الدعوة الى حوار وطني لكيما نبلغ الى صيغة تكون مقبولة من الجميع.

في مئوية لبنان الكبير، نردد مع جبران خليل جبران: لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولنا لبناننا بما فيه من الأحلام والأماني.

وفي مئوية وطن الأرز، نغني مع فيروز التي كرمها ضيف لبنان الكبير: رح نرجع من حرايق، رح نرجع من شوارع، و لبنان الحقيقي جايي، وبضو الفجر الطالع تتوهج الحياة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الإرهابي الذي فجّر المرفأ.. رواية ممسوخة عن أبوعدس جديد في لبنان

الحرة/01 أيلول/2020

في وقت يتطلع اللبنانيون إلى صدور نتائج واضحة وشفافة ومقنعة للتحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت وأسبابه والمسؤولين عن الكارثة التي أسفرت عن عشرات القتلى وخلفت دمارا واسعا في بيروت، خرج تقرير صحفي إلى الرأي العام اللبناني يتحدث عن توسع في التحقيق مع أحد الحدادين الموقوفين في قضية، وذلك بسبب شبهات بشأن ارتباطه بتنظيم متشدد. التقرير الذي نشرته صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله، أثار موجة تعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما وأنه ينقل من تحقيقات الأجهزة الأمنية اعتمادهم على هاتف الحدّاد المشتبه فيه الذي "بيّن أنّه كان قد أجرى بحثاً في وقت سابق عن المرفأ وعن رئيس مصلحة استثمار المرفأ، وكشف عن وجود اهتمام بالجماعات المتشددة، مع نفي ظهور أي ارتباط للمشتبه فيه بأي تنظيم". أول ما استعاده اللبنانيون من ذاكرتهم بعد هذه الرواية، كان رواية "أبو عدس" الذي ظهر في فيديو مفبرك يزعم أنه الانتحاري الذي اغتال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري عام 2005، وهو ما ظهر زيفه في حينها وتبين أنه فبركة أمنية لتضليل التحقيق ثم عادت المحكمة الدولية لتؤكد زيف القصة في حكمها النهائي، بعدما تعذر أصلاً العثور على أي دليل او جثة تعود إلى أبو عدس.

رواية أبو عدس باتت بالنسبة لبنانيين كثر نهجا معتمدا من قبل السلطة الحاكمة والأجهزة الأمنية وميليشيات حزب الله، للتخويف من الإرهاب والتغطية على المرتكبين الحقيقيين، بحسب التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وما ساهم في تقريب رواية أبو عدس من رواية "حداد المرفأ" كان الصورة التي انتشرت بعد ساعات على الانفجار، وتظهر الحدادين الثلاثة وهم يقومون بأعمال عند مدخل العنبر 12 في مرفأ بيروت، دون تحديد مصدرها أو من التقطها، لتعود وتلاقي انتشاراً واسعاً بالتزامن مع الرواية الأمنية المنشورة في صحيفة "الأخبار"، وهو ما يشبه بالشكل والأهداف فيديو أبو عدس الذي اجتاح الوسائل الإعلامية عام 2005 وحرف مسار التحقيق. يرى الأكاديمي والناشط السياسي، مكرم رباح، أن هذا النوع من التسريبات بالأسلوب والقنوات المستخدمة، هو استمرار لنهج تعتمده الأجهزة الأمنية مع كل ملف أمني يطرأ على الساحة، وتحاول من خلاله التأسيس لسردية تخدم هذه الأجهزة أو تفيد مشغليها سياسياً ثم تعممها عبر الإعلام كما حصل مع الممثل المسرحي زياد عيتاني. في الوقت نفسه فإن هذه التسريبات تفضح سرية التحقيق وتضرب الثقة بالقضاء وبالأجهزة الأمنية بغض النظر عن الرواية المسربة وهذا مخالف للقانون ويضر بالتحقيق.

ويستذكر الصحفي والخبير بالجماعات المتشددة، فداء عيتاني، رواية الأجهزة الأمنية عام 2015 حينما تحدثت عن وجود إرهابيين منخرطين في صفوف المتظاهرين يحضرون لأعمال أمنية تخريبية من أجل تفجير الوضع في لبنان، تلك الرواية كانت مسؤولة عن حرف أنظار اللبنانيين عن مشكلة النفايات التي تكدست في الشوارع حينها، وأوصلت إلى قلق الناس من المشاركة في التظاهرات وإفقاد الانتفاضة الشعبية زخمها، وبالتالي حققت مراد المنظومة الحاكمة في لبنان.

عيتاني في حديثه مع موقع "الحرة" يعتبر أن "العهد، ومنذ أن وصل، لم يقدم إلا حل واحد من اثنين، إما ادعاء الإنجازات والكذب على اللبنانيين، وإما اللجوء إلى الحل الأمني والقمع لكل من يحملهم المسؤولية ويعارضهم، وهذه الرواية تأتي اليوم في زمن إعلان حال طوارئ بشكل مخالف للدستور، والهدف من كل ذلك أولا تخويف المجتمع من سيناريو الإرهاب، تمهيداً لقمع كل من يعارض رواياتهم ووضعه في إطار التغطية على "إرهابيين" وبالنتيجة تكون الشبهات أبعدت عن المسؤولين الحقيقيين، ورواية الإرهابيين قد تنجح في تأمين احتقان طائفي ضروري ومفيد بالنسبة لهذه السلطة من أجل المحافظة على وجودها."

يصف رباح هذه التسريبات بالمكررة والقيمون عليها بأنهم "ليسوا خلاقين"، مع أن ذلك لا يعني عدم وجود خطر إرهابي أو تهديد، ولكن طريقة التسريب وتوقيته مفضوح لاسيما وأنها ليست المرة الأولى لجريدة الأخبار. الأخطر وسط كل ذلك أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله كان قد تحدث بالفعل عن محاولة لإعادة خلق داعش، ما يدفع للشك بهذه الرواية والبحث عن أسباب نشرها في وقت يبحث فيه حزب الله عن مخرج يلتحق فيه بالمبادرة الفرنسية، ويدفع بالشكوك عنه، وبالتالي تمثل هذه السردية قارب نجاة للأشخاص المستعدين للانضمام لها وتبنيها.

من جهته، يرى العميد المتقاعد الخبير العسكري، إلياس حنا، أن فرضية الإرهاب لا يمكن أن تقنعه أو تقنع باقي اللبنانيين، لافتا إلى أن "الإرهابي لن ينتظر إلقاء القبض عليه إن كان فعلا هو المنفذ، فإما أن يكون انتحارياً وإما أن يهرب بعد تنفيذ العملية، وهذا ما لم يحصل"، مضيفاً أن العمال الذين قاموا بعمليات التلحيم قبل الانفجار، تم التعاقد معهم من قبل القيمين على المرفأ وليسوا هم من عرضوا خدماتهم أو دخلوا المرفأ بطريقة مريبة بل جرى استقدامهم بكامل إرادة القيمين على الأعمال والصيانة في المرفأ.

يضع حنا هذه الرواية في إطار "التبرير" لحجم الفساد والإهمال والتقصير الذي أدى إلى هذه الكارثة في المرفأ، لافتا إلى أن "التحقيقات لم تصل حتى الآن إلى المالك الحقيقي لهذه المواد وسبب بقاءها كل هذه المدة بظروف تخزين سيئة وهذا أساس في أي تحقيق، في حين أن الكلام عن متشدد هنا أو إرهاب هناك ليس سوى شماعة للتغطية على المسؤولين الحقيقيين وأشخاص غير مناسبين للوظائف التي يشغلونها."

رؤية الخبير العسكري تتلاقى ورؤية عيتاني الذي يرى أن "هذه الرواية تأتي في سياق متبع بدأ مع جبران باسيل يفضي إلى طرح سؤال "كيف انفجرت المواد" بدلاً من طرح السؤال المفيد للتحقيق ولتحديد المسؤوليات الحقيقية، وهو "كيف أتت هذه المواد ولمن وصلت ولماذا بقيت كل هذه المدة، هل انفجرت الكمية كاملة ام كانت ناقصة؟" هذه الأسئلة من شأنها أن تقدم مسؤولين عن كل تفصيل، أما باقي الأسئلة والفرضيات فإنها تأتي اليوم سابقة للتحقيق".

عيتاني استبعد فرضية الإرهاب من خلال معرفته ومتابعته لنشاطات التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن "بيروت لم تكن ضمن أهداف التنظيمات المتشددة في المرحلة الأخيرة، ومن المعروف اليوم أين تركز هذه المجموعات نشاطاتها ولأي أهداف، ليس من ضمنها مرفأ بيروت والمدينة".

ويؤكد أن "هذا ليس أسلوب التنظيمات المتشددة، أي أن تتكل على تجمع كبير من الصدف الذي أوصل القيمين على المرفأ أن يختاروا بأنفسهم عددا من العمال من بينهم الإرهابي المفترض، ثم يدخلونه بالصدفة إلى العنبر 12 دون غيره الذي يحتوي على المواد المتفجرة، ليفجره عبر تلحيم الباب وهو أمر يحتاج إلى تدقيق في امكانيته أصلا، هذه رواية سخيفة والتنظيمات المتشددة لا تعمل بهذه الأساليب البسيطة ولا يتكل العمل الإرهابي على الصدف، ثم أنه لا دليل مطلقاً على كل هذا الكلام غير الموثوق والمدعوم ببراهين".

بحسب حنّا "يمكن لعملية تلحيم أن تؤدي إلى حريق يكون بمثابة الشعلة التي فجرت نيترات الأمونيوم"، لكن العامل الأهم كان طريقة تخزين هذه المواد مكشوفة للهواء، ما أدى إلى تفاعلها مع الهواء وتفكك ذراتها ما سهل انفجارها، وهذا ما يمكن أن يصل إلى انفجارها بوجود عمليات تلحيم أو بدونها. أما السؤال الثاني قبل التطرق إلى عمليات التلحيم هو حول باقي المواد التي كانت بالقرب من نيترات الأمونيوم والتي يمكن أن تكون بمثابة الصاعق الذي أدى إلى توزيع شرارة التفجير على كامل العنبر".

عيتاني يتوقف عند أول إعلان لنوعية المواد جرى التراجع عنه، من قبل اللواء عباس إبراهيم في الساعات الأولى بعد الانفجار، إذ نقل عنه تصريح إعلامي يكشف أنها نيترات الأمونيوم، ثم صدر نفي عن إبراهيم للتصريح الإعلامي فقط دون توضيح للأسباب مع أنه يفترض أن المعلومة التي قدمها صحيحة حول نوعية المواد، "منذ ذلك الحين والأجهزة الأمنية تمسك بأدق تفاصيل التحقيق وباتت المصدر الأول والأخير للمعلومة حول انفجار المرفأ، حتى أنها غطت على نتائج التحقيقات، وهو ما فعله الجيش اللبناني، حين أعلن العثور على حمض الهيدريك، (25 مستوعباً) وهو ما تبين أنه الاسم العلمي للمياه، واستخدام هذا المصطلح والإعلان عن العثور عليه ما هو إلا تغطية على المواد الحقيقية التي عثر عليها."

ويختم العميد الياس حنا، معتبراً أنه حتى لو صحت فرضية المتشدد والعمل الإرهابي، لا يزال الفشل من نصيب الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية التي وفرت بالدرجة الأولى كامل لوازم الانفجار من جهة، ومن جهة أخرى فقد فشلت في العمل الأمني الذي يتطلب حربا استباقية على الإرهاب، أي كشف العملية قبل حصولها، رغم أن الفرضية مستبعدة تماماً.

 

الشيخ ياسر عودة: مؤسف أن فرنسا تشارك السلطة محاولة اعادة انتاج نفسها

صوت بيروت إنترناشونال/01 أيلول/2020

اعتبر الشيخ ياسر عودة عضو الهيئة الشرعية في مكتب السيد حسن فضل الله أن السياسية الطائفية هي البغيضة وليس الطوائف أو الأديان، مشيرا الى أن الأديان والطوائف استغلت من قبل الساسة المهيمنين على السلطة. ورأى في حديث لبرنامج “صوت الناس” مع الاعلامي ماريو عبود عبر “صوت بيروت انترناشونال”، أن الحاكم الكافر العادل، أفضل من المسلم أو المسيحي الظالم. وقال: “إن كان الحاكم عادلا لا ننظر الى دينه أو مذهبه”. واشار الى أن “تدخل رجال الدين في السياسة أدى الى حماية الفساد والى اعطاء الفساد شرعية دينية”. وأضاف: “رجال الدين الذين وقفوا مع السياسيين أعطوا شرعية لهذا الفساد”. وقال في تعليق حول احتضان رجال الدين للسياسيين: “الفاسد إن لم يرتدع لا بد من اقفال الباب بوجهه لا فتح الباب لاستقباله”. واعتبر ان الشرق محكوم للغرب، قائلا: “كل الذين في الشرق لا يمكن أن يصلوا الى الكرسي الا إن كانوا أتباعا للخارج”. ودعا الى التوقف عن الحديث بلغة الطوائف والفرقة بين الناس.

واضاف: “يعنيني أن يكون هناك دولة تحترم الانسان ولا يهمّ من يكون في سدّة رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء أو المجلس النيابي”. وردا على سؤال حول المثالثة قال: “طرح المثالثة، محاولة لانتاج أنفسهم من جديد. طالما أن هناك غيابا لقانون الحقوق والواجبات، سنبقى هكذا في دائرة المثالثة التي ربما تأتي بمرابعة ومخامسة وغيرها، عند كلّ مفترق تاريخي”. واضاف: “مؤسف أن فرنسا تشاركهم في هذه العملية في محاولة اعادة انتاج انفسهم”. واعتبر أن مسألة السلاح تحلّ اقليميا ودوليا وليست بأيدينا. وعن موضوع الحياد قال: “أنا مع تحييد لبنان لأجل الحفاظ عليه ولكن ذلك يحتاج الى لقاء كلّ الافرقاء. لا بد أن نتفق على صيغة”.

 

سلاح حزب الله… Delivery فتنة لكافة المناطق

صوت بيروت إنترناشونال/01 أيلول/2020

انطلقت شرارة الحرب اللبنانية سنة 1975 ودامت خمس عشرة عاماً، من الإقتتال الداخلي في ظلّ تدخّلات خارجية. ولعلّ هذه التدخّلات هي من أشعل فتيل الحرب بين اللبنانيين وأنهكت الدولة التي تصدّعت قوامها، وعلى أشلائها قامت الميليشيات. هذه الدولة العاجزة دفعت شعبها إلى التسلّح لحماية وجوده. سارعت الميليشيات اللبنانية، على كافة انتماءاتها الطائفيّة، لحماية شعبها الذي فقد أمله بالدولة العاجزة. وقد كان للتسلّح أثرٌ في ازدياد الهوّة الفاصلة بين اللبنانيين الذين آمنوا بعباءة الأحزاب التي حلّت مكان الدولة والجيش المنقسم…

في خضمّ تلك الظروف، نشأ حزب االله سنة 1982 وكان هدفه مضايقة الإحتلال الإسرائيلي. بعد سنين من الحرب الدامية، أبصر اتّفاق الطائف النور. اجتمعت الأطراف المتنازعة في لبنان، وذلك بوساطة سعودية في 30 أيلول 1989 في مدينة الطائف وتم إقرار القانون في 22 تشرين الأول. وقد كان البطريرك صفير وسمير جعجع هما من أبرز داعمي هذا الإتّفاق. وقد اختار، قائد أكبر ميليشيا مسيحية وهي القوات اللبنانية، أن يتخلّى طوعاً عن سلاحه، إيماناً منه بقيام دولةٍ قويّة يحميها جيشٌ قويّ يضمن وحدة الشعب اللبناني. بيد أن حزب الله احتفظ بسلاحه وظلّ متمسكاً به، كونه يعتقد بأنه وحده القادر على تحرير الجنوب.

وبعد مرور السنين انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني سنة 2000، ولكن عوض تسليم سلاحه للجيش، حافظ الحزب على سلاحه واستأثر بمفاصل الدولة. لكنّ المعادلات تغيّرت بعد خروج الجيش السوري من لبنان سنة 2005، وهو من كان المسؤول عن حماية سلاح الحزب الخارج عن طاعة الدولة. السلاح غير الشرعي كان كفيلاً بحماية هذا الحزب الذي رفض الإنصياع لأوامر الدولة وكأنّ يحقّ له ما لا يحقّ لغيره. فشهد لبنان منذ سنة 2005 حتى سنة 2020، إغتيالات سياسيّة، فساد مالي، تهريب عبر المعابر غير الشرعية، أزمات إقتصادية متلاحقة أرهقت كاهل المواطنين، وصولاً إلى تفجير مرفأ بيروت…وجرت هذه الأحداث المأساوية، أمام أعين سلطة عاجزة خاضعة لسيطرة حزبٍ يرفض الإنصياع إلى أوامرها ويقوم بترهيب مواطنيها وتخوينهم في حال معارضته…ماذا بعد؟ ألم يحن الوقت بعد لتسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني وقيام دولة قويّة تحمي مواطنيها وتقوم بالإصلاحات المرجوّة؟

 

المطران بولس عبد الساتر: لا نضوج لدى المسؤولين في لبنان ولا في الرؤية السياسية

صوت بيروت إنترناشونال/01 أيلول/2020

اعتبر المطران بولس عبد الساتر أن اللبنانيين كانوا ينتظرون أن يستطيعوا ان يعيشوا بلبنان الوطن المميّز بحرية وكرامة وما خيّب الآمال اخطاء تراكمت على مدى سنوات من مسؤولين كثر ومن الشعب نفسه الذي تزلّم ولم يحاسب. واعتبر المطران بولس عبد الساتر في حديث لبرنامج “صوت الناس” مع الاعلامي ماريو عبود عبر “صوت بيروت انترناشونال”،أنه “بالعودة الى اسباب اعلان لبنان الكبير قد نجد اخطاء مميتة وهناك اليوم من لا يقبل بالاعلان والبعض الآخر يرى الامر بداية لبنان الذي نعرفه وكلّ يرى التاريخ من منظاره”. وقال: “الخطايا بدأت منذ زمن في لبنان منذ أن بدأ الانسان بالتفكير بمصالحه الشخصية”. واعتبر عبد الساتر أن “الحياة تتطور والمجتمعات والفكر السياسي جميعها عوامل تتطور ولا شيء منزل وميثاق الـ43 كان لازما في وقته وكذلك الطائف باعتقاد من وقّعه واليوم ان كان اللبنانيون يجدون أنه يجب أن يتطور أي شيء فلما لا؟ شرط اتفاق الجميع”. ورأى عبد الساتر أن “لبنان لا يقوم بتكسير فئة منه واعطاء دعم وقوة لفئة أخرى منه بل يقوم بكل اطيافه ولا يمكن بناء لبنان الجديد باهمال تاريخ لبنان”.وقال: “لا نضوج لدى المسؤولين في لبنان والرؤية السياسية”. وتابع: “اطلب الفصل بين الطبقة السياسية والشعب اللبناني فالطبقة السياسية بينها فاسدون والشعب يعيش نتيجة قرارات خاطئة ولا يمكن معاقبة الشعب لتربية المسؤولين”. وردا على سؤال حول رسالته للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الطبقة السياسية، قال: “بقلّوا ياخدوا معن على فرنسا” عسى أن يعودوا بتفكير جديد”.

 

هاهم يبيعون موقع الرئاسة الثالثة في لبنان لإيران

 عبد الجليل السعيد/صوت بيروت إنترناشونال/01 أيلول/2020

الحديث المباشر عن عملية بيع رئاسة الحكومة في لبنان لمعسكر إيران وبالأخص حزب الله حديث يحمل في طياته التوصيف الحقيقي لعمق الأزمة في بلد مدمر بالكامل نتيجة ممارسات سلطة فاسدة وتغريدة الشيخ بهاء الحريري عن ذلك بعد يوم ساخن من إستشارات نيابية عكست عدم وجود قيمة لحضور النواب إلى قصر بعبدا ، وأن هناك من طبخ الطبخة بالتعاون مع تيار عون وحركة بري وميليشيا حزب الله و تيار سعد الحريري وستفشل بالتالي حكومة مصطفى الأديب كما فشلت حكومة حسان دياب ، لأن الشرعية الدستورية المهترئة والتي يتمترس خلفها من جلبوا الأديب ، يواجهها الشرعية الشعبية المنتفضة في وجه كل أركان هذا النظام المتهاوي والتنازلات التي قدمها ويقدمها رؤوساء الحكومات السابقون في لبنان لم تجدي نفعاً ، بل أخذت لبنان نحو المزيد من الخراب ، في وقت تمسك به حزب الله والإيراني من ورائه بمواقف متطرفة ليس فيها أدنى درجة من الوطنية كي تنجح مساعي المتنازلين

وما نشرته صحيفك لوفيغارو الفرنسية عشية وصول الرئيس الفرنسي ماكرون الى لبنان من خلال مقال يتضمّن ما يكفي من تحقير واضح لكبار اللاعبين السياسيين اللبنانيين فحين يتهم هؤلاء الفاسدون في لبنان وبالاسماء بمحاولة سرقة ٢٠٪ من وعود سيدر ، وأن ماكرون خاطبهم بلهجة مهددة اياهم بانزال عقوبات اوروبية اميركية إن لم يذعنوا لما يطلبه منهم ، وفي النهاية سارعوا لمعالجة ذلك عبر تسمية رئيس حكومة مكلف وبطريقة مهينة ‏وثورة اللبنانيين التي تستحق التعاطي معها بقيم ثلاثية الثورة الفرنسية ، لا بثلاثية سلاح حزب الله الكاذبة شعب وجيش ومقاومة ، فالشعب الفرنسي لم يعقد آنذاك تسوية مع الاحتلال النازي ، فلماذا تريد فرنسا من لبنان الآن التنازل والخضوع للاحتلال الايراني ، ولسان حال أي لبنان يقول : لسنا شعباً جائعاً ، نحن في دولة مُحتلَّة ‏وفي أي تظاهرات مقبلة في الشارع يتوجب على اللبنايين شعار ‏، لا لحكومة فيشي في لبنان ، فمصطفى اديب هذا هو فيشي جديد ، ولبنان بحاجة لديغول يحرره ، وليس بحاجة لفيشي يغطي الاحتلال الإيراني ومنظومته الحاكمة .

 

إسرائيل أشعَلَت ليل سوريا ...ودعوة مباشرة تلقّاها "حزب الله" للحرب؟

أخبار اليوم/01 أيلول/2020

فيما يكرّر "حزب الله" تهديداته لإسرائيل، عادت الأجواء الأمنية لتظلّل المنطقة من جديد، تماماً كما كانت عليه الأحوال عشيّة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.

فبعد ليلة قصف إسرائيلي عنيف على سوريا، تتضارب المعلومات حول أعداد القتلى والجرحى، فيما تأكيدات كثيرة تُشير الى أن من بينهم عناصر مقاتلة موالية لدمشق من جنسيات غير سورية، بعدما تمّ استهداف مواقع عسكرية لقوات النّظام السوري، وأخرى لمجموعات موالية لإيران، من بينها "حزب الله"، كما أفادت معلومات بإمكانية ارتفاع حصيلة القتلى بسبب إصابات حرِجَة في صفوف بعض الجرحى. هذه المستجدات حصلت بُعَيد الإعلان عن نجاح قطر في التوصّل الى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس" حول قطاع غزة، وبموازاة المسار التطبيعي الإماراتي - الإسرائيلي الذي أُعلن على خلفيّته عن انعقاد اجتماع ثلاثي في أبو ظبي، بمشاركة مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، ونظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات. هذا كلّه في وقت يحطّ مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر في لبنان غداً، من ضمن جوّ أمني طبع زيارته الكويت وقطر، حيث بحث وحدة الخليج، والأمن الإقليمي، وبعدما أعلن عن أن وفداً من "البيت الأبيض" سيزور المنطقة الأسبوع القادم. فأين لبنان من كل هذا؟ وهل سيتمكّن "حزب الله" من الردّ على القصف الإسرائيلي، إذا كان من بين قتلى سوريا عناصر تابعة له؟ وهل باتت الغارات الإسرائيلية مضبوطة على إيقاع روسي أكثر من السابق، يوجّه رسائل روسية الى كلّ اللّاعبين في المنطقة، ولا سيّما على ضوء التمدّد الأميركي والفرنسي والغربي عموماً في لبنان، أكثر من روسيا في الملف اللّبناني، بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت؟

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الموقف الإسرائيلي من تواجُد إيران و"حزب الله" في سوريا واضح، مع العلم أن دورهما ما عاد كما كان عليه خلال فترة قتال الإرهابيين على جميع الأراضي السورية. أما الضربات الإسرائيلية على سوريا، فهي من ضمن الأُطُر المرسومة لعَدَم الوصول الى توتّر كبير يؤدي الى حرب شاملة بين سوريا وإيران وإسرائيل". ورسم المصدر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" خريطة أمنية لكلّ المستجدات التي تحصل على مستوى المنطقة في الآونة الأخيرة، فرأى أن "الهدف من التطبيع الإماراتي - الإسرائيلي هو بدء العمل على انحسار الدور الأميركي المباشر على مستوى الشرق الأوسط، للتفرّغ لملفات الشرق الأقصى، والاستعاضة عن دور واشنطن المباشر هنا بحلفائها، وذلك رغم أنها لن تغادر منطقتنا بالكامل. ومن هذا الباب، تجهد الإدارة الأميركية في تأمين أكبر قدر من التفاهم بين الدول الخليجية وإسرائيل".

ورأى المصدر أن "زيارة شينكر بيروت تتعلّق بدور لبنان المهمّ في رسم الخريطة الجيو - سياسية الجديدة التي تُحضّر لمنطقة شرق المتوسط ، بتسوية أميركية - فرنسية - روسية - تركية - إيرانية، تتفاوت نسبة تأثير هذا الطرف أو ذاك فيها، بحسب قدرته والواقع الخاص به. فروسيا موجودة في سوريا، بطريقة مباشرة، مع الطرف الإيراني، فيما تعمل الولايات المتحدة حالياً على إبقاء دورها من خلال اتفاقات وتحالفات بين الدول العربية وإسرائيل، كنوع من التوازن بين واشنطن وموسكو وحلفائهما في المنطقة". وأضاف:"روسيا موجودة أيضاً في البحر المتوسط، وهي تنسّق مع فرنسا وألمانيا من أجل مسار الحلّ في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة، كتلك التي يُعمَل على تشكيلها حالياً". وتابع:"إذا تمّ الإعلان عن سقوط قتلى من "حزب الله" رسمياً، في القصف الإسرائيلي على سوريا، فهذا يعني أن تل أبيب ترفع التحدّي، بالإضافة الى مؤشّر على أن جميع الأطراف يجرّون "الحزب" الى حرب مع إسرائيل".وختم:"النّزاع في لبنان وسوريا نفطي، تتحدّد من خلفه معالم السياسة. أما في غرب المتوسط، نجد أن ليبيا تحوي أيضاً ثروة نفطية. ومن هذا الباب، نرى أن الصّورة الأمنية متشعّبة، وهي ستتعقّد أكثر مستقبلاً، انطلاقاً من أن فرنسا وأوروبا لن تسمحا بالتمدّد التركي في المنطقة، فيما يقع لبنان بين الجميع".

 

لا تسوية فرنسيّة مع حزب الله

 أخبار اليوم/01 أيلول/2020

مع "وضع فرنسا يدها على الملف اللبناني" منذ انفجار بيروت في الرابع من آب، يبدو ان حزب الله تنفس الصعداء اعتبارا منه ان الضغوط الاميركي لا بد من ان تخف حدة، كون السياسة الفرنسية لطالما قامت على الحوار.

حزب يمثّل

وفي هذا السياق، شدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور لبنان للمرة الثانية في اقل من شهر، على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لا نُريد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها". لذلك، تتوجس الاطراف المعارضة لحزب الله من ان يكون الدور الفرنسي من اجل تعزيز تواجد الحزب في السلطة والحكم بدلا من ان يكون العكس!

مبادرة مستقلة

وتشرح مصادر مطلعة على المبادرة الفرنسية انها "مستقلة"، لكن في الوقت عينه غير معرقلة من قبل واشنطن ودول الخليج، معتبرة ان الخيارات الاميركية حتى اليوم ادت الى المزيد من الانهيار، وفي لحظة من اللحظات الجهة الاقدر على التنظيم (اي حزب الله) هي التي تسيطر حتى ولو كان البلد "مهترئا" على غرار ولاية الفقيه في ايران، حيث البلد منهار لكن السيطرة محكمة من قبل الحرس الثوري والباسيج.

منذ ساركوزي

وتوضح المصادر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان لدى باريس مشروعها الخاص، فالى جانب التعاطف التاريخي والنخبوي والفرنكوفوني، هناك ايضا اهداف متوسطية، كان الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي قد بدأ بها وفشل. واليوم لدى ماكرون مشروع مماثل بصيغة جديدة.

ويقول المصدر:  فرنسا كأي دولة كبيرة تحتاج ان توسّع اسواقها والتبادل التجاري وفتح اسواق جديدة، وقد يكون لبنان بابا في هذا المجال، لكن الامر لا يعني الاتجاه نحو تسوية مع حزب الله فهو قادر على المناورات، اما التسويات فتحصل مع ايران، وبالتالي الحزب لن يقوم بأي تسوية محلية دون ضوء أخضر يأتيه من طهران. ويختم :صحيح ان التأييد الشعبي والرافعة المسيحية لحزب الله قد تراجعت في السنوات الاخيرة، الا انه على الاقل يمثل 30% من اللبنانيين وبالتالي لا يمكن الغاؤه.

 

فرنسا تضع يدها على ملف لبنان… هل تنفس “الحزب” الصعداء؟

رانيا شخطورة/وكالة اخبار اليوم/01 أيلول/2020

مع “وضع فرنسا يدها على الملف اللبناني” منذ انفجار بيروت في الرابع من آب، يبدو ان حزب الله تنفس الصعداء اعتبارا منه ان الضغوط الاميركي لا بد من ان تخف حدة، كون السياسة الفرنسية لطالما قامت على الحوار. وفي هذا السياق، شدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور لبنان للمرة الثانية في اقل من شهر، على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لا نُريد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها”. لذلك، تتوجس الاطراف المعارضة لحزب الله من ان يكون الدور الفرنسي من اجل تعزيز تواجد الحزب في السلطة والحكم بدلا من ان يكون العكس! وتشرح مصادر مطلعة على المبادرة الفرنسية انها “مستقلة”، لكن في الوقت عينه غير معرقلة من قبل واشنطن ودول الخليج، معتبرة ان الخيارات الاميركية حتى اليوم ادت الى المزيد من الانهيار، وفي لحظة من اللحظات الجهة الاقدر على التنظيم (اي حزب الله) هي التي تسيطر حتى ولو كان البلد “مهترئا” على غرار ولاية الفقيه في ايران، حيث البلد منهار لكن السيطرة محكمة من قبل الحرس الثوري والباسيج. وتوضح المصادر، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان لدى باريس مشروعها الخاص، فالى جانب التعاطف التاريخي والنخبوي والفرنكوفوني، هناك ايضا اهداف متوسطية، كان الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي قد بدأ بها وفشل. واليوم لدى ماكرون مشروعا مماثلا بصيغة جديدة. ويقول المصدر: “فرنسا كأي دولة كبيرة تحتاج ان توسّع اسواقها والتبادل التجاري وفتح اسواق جديدة، وقد يكون لبنان بابا في هذا المجال، لكن الامر لا يعني الاتجاه نحو تسوية مع حزب الله فهو قادر على المناورات، اما التسويات فتحصل مع ايران، وبالتالي الحزب لن يقوم باي تسوية محلية دون ضوء اخضر يأتيه من طهران.” ويختم :صحيح ان التأييد الشعبي والرافعة المسيحية لحزب الله قد تراجعت في السنوات الاخيرة، الا انه على الاقل يمثل 30% من اللبنانيين وبالتالي لا يمكن الغاءه.

 

محمد رعد ينسحب من غداء بعبدا بسبب زجاجة نبيذ... وماكرون يتفاجأ

وكالات/01 أيلول/2020

انسحب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من غداء العمل في قصر بعبدا بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وقد تم تعليل انسحابه بإرتباطه بموعد سابق. وقد علم موقع LebanonOn ان النائب رعد لم يكن لديه ارتباط آخر، لأن لا ارتباطات تعلو على موعد موسع مع الرئيس الفرنسي بما خص مستقبل لبنان، خصوصا وان دور حزب الله محوري في كل ما يحصل، بل أكدت المعلومات أن انسحاب رعد أتى بسبب تقديم النبيذ الاحمر الى طاولة الغداء ممّا ادى الى امتعاضه وانسحابه لأن الامر يخالف توجّهاته الدينية مما شكل مفاجأة للحاضرين وعلى رأسهم ماكرون.

 

أول تعليق أميركي على تكليف أديب.. وهذا ما قاله شينكر عن الخلاف الخليجي!

جنوبية/01 أيلول/2020

بعد تكليف السفير في المانيا مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أن “الولايات المتحدة تتابع عن كثب مسألة تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة في لبنان”. وأضاف في حديث لقناة “الجزيرة”: “نحن بحاجة لرؤية شفافية أكثر وحوكمة أكثر وندعم مطالب المحتجين ونتوقع من أي حكومة تحقيق الشفافية والإصلاح، والحكومة السابقة لم تفعل ما يجب، ولا يمكن الاستمرار على نفس النمط وندعم الشعب اللبناني”.

 واعتبر شينكر أن “الخلاف الخليجي لا يخدم مصالح أحد سوى إيران ونحاول رأب الصدع”، مؤكداً أنه “على جميع الأطراف الخليجية إبداء تنازلات لحل الخلاف وبدأنا نشاهد بعض الخطوات الصغيرة”. الى هذا، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لقناة “الحرة”،أنه “على أي حكومة أن تظهر استعدادها للعمل من أجل مصلحة الشعب اللبناني من خلال محاربة الفساد وتنفيذ الإصلاحات التي يمكن أن تلبي مطالب الشعب اللبناني بالفرص الاقتصادية والمحاسبة والشفافية”. وأوضح المتحدث أن “الشعب اللبناني خرج، منذ تشرين الاول الماضي، إلى الشوارع للمطالبة بإصلاح اقتصادي ومؤسساتي وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة”. 

وأشار إلى أن “انفجار الرابع من أب المدمر أدى إلى مضاعفة دعوات الشعب اللبناني والمجتمع الدولي إلى إصلاح الحكومة والشفافية والاستقرار الاقتصادي. هذه الدعوات التي لم يتم تلبيتها”. وختم المتحدث باسم الخارجية الأميركية قائلا: “كما لاحظنا نحن ومجموعة الدعم الدولية، فإن أي حكومة ستأتي يجب أن تلبي التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني عبر تطبيق إصلاحات جادة بشكل عاجل”.  وأضاف “أنه فقط من خلال رسم اتجاه جديد مخصص للإصلاح ومكافحة الفساد يمكن للحكومة المقبلة مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الحالية”.

 

غضب "لبنان الكبير" من نهر الكلب الى ساحة الشهداء.. ومواجهات امام البرلمان

المركزية/01 أيلول/2020

شكّلت ذكرى مئوية دولة لبنان الكبير مناسبة للثوّار للنزول الى الساحات للمطالبة بالسيادة وبرحيل الطبقة السياسية القائمة المسؤولة عن دولة لبنان المنهار.  امام لوحة الجلاء: وفي الاطار،  احتشد محتجون امام لوحة الجلاء في نهر الكلب في وقفة رمزية تحت شعار "من الولادة الى السيادة" في الذكرى المئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير استعدادا للانطلاق بتظاهرة سيارة الى ساحة الشهداء للانضمام الى التجمع المركزي. وطالب المحتجون ب "ضرورة الانتقال من مرحلة الولادة الى مرحلة السيادة من اجل قيام لبنان الجديد الذي نريده، دولة مدنية، دولة القانون والعدالة الاجتماعية والسلام والحرية"، رافضين "السلطة القائمة" مكررين الشعارات المطلبية السياسية منها "اعادة انتاج السلطة عبر حكومة انتقالية وبصلاحيات استثنائية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة". وتوجهوا الى المجتمع الدولي مطالبين ب"مساعدة شعب لبنان في نضاله المحق لاستعادة ارضه وكرامته وعزته وازدهاره من خلال قيام المجتمع الدولي بالعمل الجدي على ضمان حياد لبنان وحريته واستقلاليته عن كل المحاور والحروب الاقليمية والمساعدة على تطبيق الدستور بكل بنوده وكذلك قرارت الامم المتحدة من قبل مجلس الامن والمجتمع الدولي، احترام عضوية لبنان في جامعة الدول العربية ودوره الرائد في العالم العربي وبمساعدته دبلوماسيا واجتماعيا وثقافيا، المساندة في ترسيم واحترام حدود لبنان الدولية البرية والبحرية والجوية ووضعها تحت امرة القوى الامنية الرسمية وحدها والمساندة في نزع كل السلاح غير الشرعي وحصره بيد القوى الامنية الشرعية ومساندة لبنان بالتصدي لمحاولات تغيير هويته وشخصيته ومبادئه".

الى ساحة الشهداء: وافادت  "الوكالة الوطنية للاعلام" ان مجموعات عدة من الحراك المدني، بدأت بالتجمع في ساحة الشهداء، بعنوان "غضب لبنان الكبير"، حاملين الاعلام اللبنانية ورافعين لافتات تعبر عن مطالبهم وعن الحال التي وصلت اليه البلاد على مختلف الصعد الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.

وتنطلق المجموعات بعد ازدياد الاعداد ، في تظاهرة تجوب شوارع بيروت تطالب بحكومة اختصاصيين، لا حكومة حصص وتحاصص". توتر وشغب: لكن سرعان ما توترت الاجواء بين المتظاهرين والقوى الامنية، حيث افادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان مجموعة من المشاركين في تجمع ساحة الشهداء حضرت الى امام مجلس النواب وبدأت برشق الحجارة باتجاه مبنى المجلس من فوق الحاجز الاسمنتي، مستهدفة عناصر قوى الامن الموجودة هناك . وافيد ان القوى الامنية المولجة حماية مجلس النواب تتريث في الرد على المشاغبين الذين يرمون الحجارة باتجاهها، فيما تمكن المحتجون من فتح احد الالواح الحديدية الموضوع عند احد مداخل مجلس النواب لناحية شارع المصارف، وحاولوا الدخول وسط اطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع.

 

نداء الوطن/حكومة المعجزة أو الانتحار... آخر حكومات "الجمهورية الثانية"؟

نداء الوطن/01 أيلول/2020

ها قد دخل مصطفى أديب نادي رؤساء الحكومات من باب الرباعي السني والغطاء الفرنسي، ليرأس حكومة يفترض أنّها انتقالية بمهمة محددة وهي تنفيذ الاصلاحات البنيوية الإدارية والمالية، قبل أن يسلّم الأمانة إلى حكومة ذات عنوان سياسي... فقد انتقلت المشاورات إلى "مثلث برمودا" للتأليف، حيث يمكن لأي مجهود دولي أن يغرق في متاهة المناكفات وصراعات الحصص بين القوى اللبنانية! لا حاجة للتدقيق كثيراً في وقائع الرواية التي نقلت الرجل على وجه السرعة من السلك الديبلوماسي إلى واجهة الانهيار المالي، سواء حصل ذلك من قبيل الصدفة ليكون فلتة شوط الهاربين من تلقف كرة النار، أم أنّ للإدارة الفرنسية دوراً مهماً في تقديمه على طبق تفاهم، يراد له أن يتمّ كي تطمئن باريس إلى أنّ الحكومة العتيدة تحظى برعاية داخلية كافية لتمنع عنها ظلم ذوي القربى. ما يهمّ الآن هو تحديد مدى متانة المظلة الدولية التي يمكن لباريس تأمينها لحكومة مصطفى أديب ليقوم بما عجزت عن إنجازه حكومة حسان دياب المستقيلة، ما يقود إلى البحث عن حقيقة الظروف المحيطة بعملية التكليف والتأليف التي أتت بالأكاديمي رئيساً للحكومة، وليس بسعد الحريري على سبيل المثال أو أي من دائرته السياسية اللصيقة، ليبنى على الشيء مقتضاه. ما يدفع بالنتيجة إلى السؤال: ما الذي تغيّر بين 19 كانون الأول 2019 تاريخ تسمية حسان دياب رئيساً للحكومة، و31 آب تاريخ تسمية مصطفى أديب لينجح الأخير حيث فشل الأول؟

عاملان أساسيان يمنحان سفير لبنان السابق في ألمانيا، قوة دفع يرفعان من حظوظ نجاحه، أولهما الغطاء السني الذي يؤمنه رباعي نادي رؤساء الحكومات السابقين، على رغم تراجع حضورهم الشعبي أسوة ببقية الأحزاب والقوى السياسية، ولو أنّ بعض النواب السنّة رفضوا الانضمام إلى هذه التسوية وفضّلوا المعارضة. وهذا ما كان يفتقده رئيس الحكومة المستقيلة الذي واجه معارضة شرسة من الشارع السني، فضلاً عن عدم قبول كل مكونات حكومته لهذه التركيبة، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يهضم دياب أو حكومته.

ثانيهما، اصرار الادارة الفرنسية على إحداث خرق في جدار الأزمة اللبنانية رغم الخشية التي تعتري عدداً من مستشاري الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن تصل جهوده إلى حائط مسدود، نظراً للممانعة التي تبديها القوى اللبنانية بسبب رفضها تقديم أي تنازلات على طريق اقرار الاصلاحات. إلا أنّ ماكرون الذي يتّسم بالعناد، يتسلّح وفق المتابعين للحراك الفرنسي، بعدم رفض الإدارة الأميركية أن تتولى باريس هذه المبادرة شرط أن تبقى تحت السقف الموضوع أميركياً، لا سيما وأنّ العاصمتين تتفقان على البرنامج الاصلاحي وتسعيان لتطبيقه. من هنا، تتسم الفرصة الممنوحة للحكومة العتيدة بالكثير من الجدية والقدر الكافي من الحصانة الدولية التي قد تسمح لها بتحقيق المهمة المستحيلة.

أبرز ما تغيّر منذ تاريخ تسمية دياب، هو انعدام ترف الوقت. مصرف لبنان يكاد يشهر "افلاسه" بعد تأكيد حاكمه عدم المس بالاحتياطي الإلزامي. ما يعني أنّ المهلة المتاحة للمحاولة الأخيرة، لا تتعدى الأسابيع القليلة. وبالتالي لا تملك القوى السياسية ترف المناورة والتلاعب والتذاكي. إما تنصاع للأجندة الفرنسية، وإما ستواجه الانفجار الكبير الذي لن يعفي أحداً. أكثر من ذلك، هل من فريق يجرؤ بعد الآن على التعطيل؟ من المتغيرات أيضاً، شخصية "دولته". اشتكى كثر من عناد حسان دياب ورفضه مسايرة الجالسين الى طاولته، فيما يبدو أنّ ما تسرب عمن يعرفون رئيس الحكومة الجديد أن الأخير يتسم بالكثير من الديبلوماسية، وقلة الرغبة بالمشاكسة. ما يطرح السؤال حول قدرته على فرض جدول أعماله على "صنّاعه". هكذا، يقول هؤلاء إنّ مسار التأليف سيكون بمثابة مؤشر واضح على المنحى الذي ستسلكه الحكومة. المهلة محدودة جداً. وتذهب المعلومات المتداولة إلى حدّ الجزم أنّ رئيس الحكومة المكلف لن يرضى بإغراقه في مستنقع المحاصصة وسيسارع اذا ما حصلت، إلى رمي ورقة اعتذاره بوجه القوى السياسية، كي لا يُجرّ إلى حيث جُرّ سلفه حسان دياب. يؤكد المطلعون أنّ الأخير لم يتردد حين عرض عليه التكليف في وضع شرط أساسي وهو عدم تدخل القوى السياسية في طبخة التأليف، وإذ بالمناكفات والشروط والشروط المضادة تكبّل مهمته. ولهذا، يصير وجه الشبه بين دياب وأديب هو أنّ كليهما قُدّما بمثابة "كبش محرقة" حيث يخشى الآخرون. الأول فشل في تنفيذ المهمة كون العراقيل كانت من ذوي القربى قبل الخصوم، فيما الأخير يتحضر لخوض الأمتار الأخيرة من "سباق الموت". هكذا، فإنّ السيناريو الانتحاري لكامل الطبقة السياسية، قائم اذا ما وضعت العصي في دواليب آخر حكومات "الجمهورية الثانية"!

 

نداء الوطن/مصادر الإليزيه لـ"نداء الوطن": نريد الحصول على "التزام واضح"/حكومة ماكرون... لتقطيع "القطوع"!

نداء الوطن/01 أيلول/2020

وداعاً حسان دياب، أهلاً مصطفى أديب... خسرت منظومة 8 آذار الأول بالضربة القاضية وربحت الثاني بالنقاط، لتكون خلاصة الجولتين على حلبة السراي: انتقال دفة الحكومة من يد إلى يد وبقاء دفة الحكم بين أصابع اليد الواحدة. في الشكل، صحيح أنّ أديب يبدو نسخة منقحة عن دياب، لكن في الجوهر ثمة علامات ومفارقات فارقة في عملية تكليف كل منهما، لعلّ أبرزها داخلياً التغطية السنية التي حظي بها الرئيس المكلف الجديد، وخارجياً الغطاء الفرنسي الذي مُنح لتكليفه، إلى حد اعتبار تسميته "حصلت في قصر الإليزيه وما حصل في قصر بعبدا كان مجرد "بصم" على هذه التسمية" وفق تعبير مصادر سياسية مواكبة لـ"نداء الوطن"، واصفةً الحكومة العتيدة التي كُلف أديب بتشكيلها بأنها "حكومة إيمانويل ماكرون التي أرادها بمثابة حكومة "تنفيذ مهمات" مطلوبة دولياً في المرحلة اللبنانية الراهنة لتقطيع الوقت و"القطوع" الذي بدأ يُنذر بزوال لبنان كما كان قد حذر حرفياً رئيس الوزراء الفرنسي جان إيف لودريان" عشية وصول الرئيس الفرنسي إلى بيروت لرعاية احتفالية المئوية الأولى للبنان الكبير.

وعلى وقع توجّهه من مدرّج مطار رفيق الحريري الدولي إلى اللبنانيين "إخوة الفرنسيين" بتغريدة قال لهم فيها بالعربية: كما وعدتكم ها أنا أعود لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار"، دشّن الرئيس الفرنسي برنامج عودته ليلاً بزيارة بعيدة عن الإعلام إلى منزل فيروز، حيث لوحظ تجمهر عدد من الناشطين والثوار عند مدخل المنزل مرددين هتافات "NO ADIB" على مسامع ماكرون أثناء دخوله المبنى، بينما كان أديب قد سمع بنفسه اعتراض بعض المواطنين على تكليفه خلال الجولة الميدانية التي قام بها عصراً في شوارع الجميزة المنكوبة لتفقد أضرار انفجار 4 آب، معتبرين أنه مجرد واجهة جديدة للمنظومة الحاكمة الفاسدة التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه من انهيار مالي واقتصادي واجتماعي ناهزت كلفته العشرين مليار دولار، ومؤخراً أضافت إليها منظومة الفساد والإفساد خسائر قدّرها البنك الدولي أمس بحوالى 8 مليارات دولار نتيجة انفجار المرفأ، مع التشديد على حاجة لبنان "في مرحلة أولى إلى مبلغ مليارين و200 مليون دولار من أجل النهوض وإعادة الإعمار".

ومن على متن الطائرة الفرنسية التي أقلت ماكرون والوفد المرافق إلى بيروت، نقلت الزميلة رندة تقي الدين عن مصادر الرئاسة الفرنسية تأكيدها لـ"نداء الوطن" أنّ الرئيس الفرنسي على اطلاع بما يجري في لبنان من مشاورات على الصعيد السياسي "ومتطلباته تشكيل "حكومة مهمة" تكون فعالة ونزيهة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات التي تمكّن لبنان من الحصول على دعم قوي"، مضيفةً: "الرئيس ماكرون ليس ذاهباً إلى بيروت للتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب بل للحصول على التزام واضح وفعّال في إطار العقد الجديد الذي عرضه خلال زيارته السابقة، وهو سيكون حريصاً على أن تأخذ الالتزامات التي ستنفذ بعين الاعتبار متطلبات الشعب اللبناني". وختمت مصادر الرئاسة الفرنسية: "رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سمى شخصية لا تنتمي إلى حزب سياسي ما يعني أنه أدى دوره من هذا العقد، وبعد ذلك سنرى. الوضع (اللبناني) بالغ الصعوبة والرئيس الفرنسي لن يكتفي بتعيين رئيس للوزراء إنما ينتظر تشكيل حكومة فاعلة تنفّذ الاصلاحات".

وفي الشق المتعلق بشرط الإصلاح باعتباره المدخل الوحيد المتاح أمام اللبنانيين للخروج من أزمتهم عبر بوابة صندوق النقد الدولي، لفت ترحيب المتحدث باسم الصندوق أمس بتسمية رئيس وزراء جديد في لبنان، معرباً عن أمله في أن يتم "تشكيل حكومة جديدة قريباً بتفويض لتنفيذ السياسات والإصلاحات التي يحتاجها لبنان لمعالجة الأزمة الحالية واستعادة النمو المستدام ".

في الغضون، وعلى نقيض الرئيس ميشال عون الذي أقفل أبواب قصر بعبدا أمام قناة الـ"mtv"، فتح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "قلبه" للقناة معبّراً في مقابلة خاصة معها عن هواجس "المثالثة" وآمال "الحياد". فالراعي الذي رأى أن لبنان يمر بمخاض "ولادة جديدة"، تساءل "ما هو العقد السياسي الجديد" الذي يُحكى عنه؟ إذا كان المقصود به "المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان"، مشدّداً في مقابل الدعوات إلى قيامة الدولة المدنية على أنّ "لبنان هو دولة مدنية حيث نحن نفصل الدين عن الدولة ولكن هم حوّلوها إلى دولة الطوائف".

وكشف الراعي أنّ "العلاقة مقطوعة مع حزب الله" منذ يوم زيارته القدس لاستقبال البابا، لافتاً إلى أنه كان ينتظر جواباً وتوضيحاً من الحزب حيال مسألة الحياد "بدلاً من اتهامي بالعمالة"، وختم بالإشارة إلى أنه حين يلتقي الرئيس الفرنسي سيعبّر له "عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له، وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو، وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه أخيراً عن المثالثة".

 

تحديات ماكرون الأربعة في زيارته الثانية للبنان

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

نجحت ضغوط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل مساء أمس (الاثنين) إلى بيروت، على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في حمل الرئيس ميشال عون على إجراء المشاورات البرلمانية التي تأخرت كثيراً، وعلى توفير ما يشبه الإجماع على تكليف سفير لبنان في برلين مصطفى أديب لتشكيل الحكومة العتيدة. ولم يكن تزامن الاستشارات مع عودة ماكرون إلى بيروت من قبيل الصدف. ذلك أنه «حذّر» المسؤولين والسياسيين بأنه «عائد» إلى لبنان للتحقق من التقدم الذي حصل. ووفق مصادر واسعة الاطلاع في باريس، فإنه أمضى كثيراً من وقته طيلة نهاية الأسبوع المنصرم في التواصل مع بيروت للدفع باتجاه «أوسع تأييد» لمصطفى أديب الذي خرج من «قبعة» تجمع رؤساء الحكومة السابقين، وبتزكية من الرئيس سعد الحريري شخصياً، ما يشكل فارقاً أساسياً مع حكومة حسان دياب التي وصفت بحكومة «اللون الواحد»، بينما الحكومة القادمة يفترض أن تحظى بـ«أوسع دعم»، وعلى رأسه دعم قادة الطائفة السنية، وهو ما سعت إليه باريس منذ البداية. كذلك حصد ماكرون نجاحاً لدى «حزب الله» وأمينه العام بقوله: «نحن منفتحون على أي مناقشة بناءة، شرط أن تكون حواراً لبنانياً». في إشارة منه إلى دعوة ماكرون لمجيء «ميثاق سياسي وطني جديد». ولاكتمال الصورة، تتعين الإشارة إلى أمرين الأول، أن ماكرون بمجيئه المبكر إلى بيروت بعد 48 ساعة على انفجار المرفأ، أثار موجة تعاطف واهتمام بلبنان، الأمر الذي عكسه تواتر الزوار والدعم متعدد الأشكال الذي انصب عليه. والثاني، أنه «أيقظ» الرغبة في الإصلاح لدى الرئيس عون الذي يطالب اليوم بـ«الدولة المدنية» كمدخل لإعادة ترميم صورته المتآكلة بسبب 4 سنوات من الحكم الحافل بالأزمات، والذي أوصل لبنان، وفق التقارير الدولية، إلى القعر اقتصادياً ومالياً واجتماعياً، ونصف اللبنانيين إلى حافة الجوع.

بيد أن ما حقّقه ماكرون حتى اليوم، رغم أهميته، ليس سوى «نصف نجاح» إذ ما زالت تواجه مساعيه، بحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع في باريس، 4 تحديات رئيسية، أولها تشكيل حكومة أديب. ماكرون يريد حكومة «تحظى بأوسع مروحة من الدعم»، وهذا الأمر تحقق من خلال التسمية. إلا أن طبيعتها) تكنوقراطية، مستقلة عن الأحزاب، مستعدة للسير بالإصلاحات...)، وطريقة تشكيلها ستوفران مؤشرات على مدى استعداد الطبقة السياسية في لبنان للتخلي عن مبدأ المحاصصة والتمسك بالحقائب «الدسمة»؛ خصوصاً ترك الطريق مفتوحة أمامها للقيام بالإصلاحات التي يراها المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، ضرورية لمساعدة لبنان للنهوض. وبالنظر لتقاليد السياسيين في لبنان في العقود الأخيرة، ولقدرة النظام السياسي على امتصاص الصدمات، سيكون من المخاطرة الرهان على استفاقة الحس الوطني وتغليب المصلحة الجماعية لديهم، إذ إن التجربة لا تشي بذلك بتاتاً.

يكمن التحدي الثاني بالنسبة للرئيس الفرنسي في توفير عناصر النجاح للحكومة الجديدة التي تريد باريس تشكيلها بأسرع وقت، لوضع حد للفراغ المؤسساتي. ولا يقتصر هذا التحدي على الداخل اللبناني الذي لكل طرف فيه حساباته المحلية والخارجية، بل له بعدان إقليمي ودولي متلازمان. وليس سراً أن ماكرون تواصل مع واشنطن وموسكو وبرلين وبروكسل والرياض وأبوظبي وطهران والدوحة... لتوفير ما يمكن تسميته «شبكة أمان» للبنان، وهو يحظى في تحركه بدعم أوروبي و«تفهم» أميركي، من باب تأكيده على أن «لبنان ليس ورقة خاسرة» وإن تركه لمصيره سيكون بمثابة تقديمه «هدية» لـ«حزب الله» وإيران. وبكلام آخر، يحتاج ماكرون لإخراج لبنان من مربع التجاذب وتصفية الحسابات بين إيران والولايات المتحدة، وبين إيران والبلدان الخليجية. لذا، فإن القبول المبدئي للوساطة الفرنسية ولغرض إنقاذ لبنان يفترض ترجمة الوعود إلى وقائع وأفعال، وعنوانها توفير الدعم للبنان سياسياً ومالياً واقتصادياً. من هنا، أهمية أن تنجح فرنسا في تعبئة مجموعة الدعم للبنان وإعادة تفعيل مقررات مؤتمر «سيدر» للعام 2018 ودفع المؤسسات المالية الدولية للتعاون مع لبنان، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي.

بيد أن كل هذا الحراك رغم أهميته، يبقى ناقصاً إن لم يتجاوب الشارع اللبناني مع الحكومة ورئيسها، وهو ما يشكل التحدي الثالث. من هنا، حاجة ماكرون لـ«تسويقها» لدى الرأي العام اللبناني الذي اكتوى بالوعود التي لا تنفذ. وتجدر الإشارة إلى أن المصادر الرئاسية تصرّ على أن «خريطة الطريق» التي تطرحها للبنان ليست سوى استعادة لما يطلبه الشارع. لذا، تتعين متابعة ردود الأفعال للشارع والمجتمع المدني ونشطائه لما أفرزته الطبقة السياسية لأن الحكومة المنتظرة تحتاج للقبول بشرعيتها وبفعاليتها. يبقى أن التحدي الأخير لـماكرون عنوانه تفصيل ما اقترحه من أنه يريد للبنان «ميثاقاً سياسياً جديداً» وتجديداً للطاقم السياسي الذي يعيد استنساخ نفسه. لكن دون هذا المشروع عقبات وانقسامات لا بد أن تظهر سريعاً عندما يبدأ البحث الجدي به إذا ما حدث ذلك يوماً.

 

أديب أمام تحدي تشكيل حكومة لبنانية إصلاحية سريعاً بعد تسميته بأغلبية 90 نائباً يعمل على اختيار فريق وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص

بيروت/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون أمس (الاثنين)، السفير مصطفى أديب بتشكيل الحكومة العتيدة بعد أن نال 90 صوتا من أصوات النواب في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها عون أمس، وسط تحدي تأليف الحكومة بسرعة، تحاكي مطالب المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات المطلوبة من لبنان لإنقاذ البلاد من أزماتها. ووصل أديب إلى القصر الجمهوري في ختام استشارات نيابية ملزمة أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وبعد أن أبلغ عون رئيس مجلس النواب نبيه بري بحصيلة الاستشارات، تم استدعاء أديب إلى القصر، وفق ما يفرضه الدستور.

وفيما اكتفى بري بالقول: «عقبال الحكومة في أسرع وقت»، وهو يغادر القصر الجمهوري، أكد الرئيس المكلف أديب أن «لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، بل للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من أجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الأمل بغد أفضل، لأن القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل». كما أكد «العمل لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في إجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة».

وحاز أديب على أغلبية الـ90 صوتا من أصل 121 نائبا في البرلمان (بعد استقالة 7 نواب إثر انفجار مرفأ بيروت)، وذلك بموجب تسوية سياسية بين الأفرقاء، دفع باتجاهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى بيروت مساء أمس للمشاركة في احتفالات مئوية إعلان لبنان الكبير في العاصمة اللبنانية. وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن التسوية لا تقتصر على تكليف رئيس للحكومة، بل تشمل إسراعا في تأليفها وتنفيذ الإصلاحات.

وفي مؤشر على الإسراع في تشكيل الحكومة، بدأ أديب أمس الجولة البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، واستهلها بالرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، ثم زار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، تلتها زيارة الرئيس تمام سلام، قبل أن ينتقل عصرا إلى منزل الرئيس الأسبق سليم الحص، على أن يزور الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس حسان دياب. وتبدأ غدا الأربعاء استشارات التأليف في مقر رئاسة مجلس النواب «عين التينة»، بسبب الأضرار التي لحقت بمجلس النواب جراء انفجار مرفأ بيروت، ويلتقي خلالها الرؤساء بري وميقاتي والحريري وسلام ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، تليها لقاءات مع الكتل النيابية والنواب المستقلين. وانطلقت الاستشارات النيابية صباح أمس، قبل أن تنتهي ظهرا. وصوّت رؤساء الحكومات السابقون وكتلتا «المستقبل» و«الوسط المستقل» لصالح أديب، كما سماه نواب «تكتل لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) و«التنمية والتحرير» (حركة أمل) «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) و«اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي) و«القومي الاجتماعي» و«التكتل الوطني» (تيار المردة) ونواب آخرون، فيما حاز السفير نواف سلام على 15 صوتا بعد تسميته من قبل كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية)، بينما كسبت الوزيرة السابقة ريا الحسن صوتا، وأعطي صوت للفضل شلق بموازاة خروج 8 نواب من دون تسمية أحد.

وخلال الاستشارات، دعا ميقاتي إلى «أن نكون يدا واحدة وقد اخترت مصطفى أديب لكي يكون جزءا من عملية الإنقاذ»، فيما شدد الحريري على أنه «يجب أن يكون هدفنا جميعا إعادة إعمار بيروت وتحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد لنكسب دعم المجتمع الدولي ونسيطر على الانهيار». ولفت إلى أنه «لتحقيق هذه الأهداف على الحكومة أن تتشكل من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب أن تتشكل بسرعة مع صياغة البيان الوزاري بسرعة». وقال: «يجب القيام بالإصلاحات لاستعادة ثقة الخارج، وكلنا نعلم الظروف التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع».

ورأى النائب تمام سلام أن «حمل الرئيس المكلف سيكون ثقيلا وسندعمه وعلى المسؤولين أن يدركوا أنها الفرصة الأخيرة للبنان واللبنانيين أن ينقذوا وطنهم انطلاقا من تفاهمهم وبدعم دولي وعربي».

وأعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنه «تريّث وتحفّظ ووضع ورقة بيضاء في يد رئيس الجمهورية فيما خصّ تسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة». وأضاف من قصر بعبدا «لا أستطيع في أيّام المحنة التي نعيشها أن أرى مِن طرح اسم مصطفى أديب أمرا إيجابيا مع احترامي الشديد له، وكلّ هذه التسميات هدفها الدوران حول حكومة سياسية أو تكنو - سياسية»، معتبرا أنه لا يستطيع أن يركن لأمر غير معروف وأن يراهن على مستقبل عمل شخص لا يعرفه ليكسب الثقة المرجوّة من قِبله.

ودعا رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «الجميع إلى تعاون إيجابي لما فيه مصلحة لبنان وخدمة الأولويات وفي طليعتها تحقيق الإصلاحات وإعمار بيروت والنهوض الاقتصادي».

في غضون ذلك، قال رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط: «نحن كلقاء ديمقراطي وكحزب تقدمي اشتراكي، مطالبنا كبيرة وطموحاتنا كبيرة. أولا الانتخابات النيابية المبكرة، وقانون انتخابات غير طائفي، ونطالب ونحلم بدولة مدنية، وحتى تحقيق ذلك نطلب من الحكومة أن تحافظ على ما تبقى من اتفاق الطائف، ونتمنى منها أن تركز على الإصلاحات، لأن الشعب اللبناني يموت جوعا، ومن أجل الشباب اللبناني الذي يهاجر لتأمين مستقبله في الخارج». وأعلن عدم المشاركة بالحكومة، نافيا حصول أي ضغوط بشأن التسمية.

وأكدت كتلة «الجمهورية القوية» التي سمت نواف سلام «أننا لن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب لبنان»، فيما قال النائب شامل روكز إن «تأليف الحكومة يجب أن يقوم على أشخاص مستقلّين لأنّ ليس لدينا ترف الوقت ولدى مصطفى أديب فرصة كبيرة ليكون رئيس حكومة لأنّه نال ثقة سياسيّة ولكنّ الأهم هي الثقة الشعبية». وتحدث النائب جبران باسيل باسم تكتل لبنان القوي، فقال: «سمينا مصطفى أديب نزولا عند خيار القوة السياسية الأكثر تمثيلا لموقع رئاسة الحكومة، وثانيا هو من أصحاب الاختصاص والخبرة بالعمل الحكومي، وثالثا أنه لديه القدرة على التواصل مع المجتمع الدولي واللبنانيين». وجدد المطالبة بتشكيل «حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية». وتابع: «علينا تقديم التزام للمجتمع الدولي الذي نطلب مساعدته، ولو كان توقيعا، ونحن نلتزم تسهيل تشكيل الحكومة بسرعة وسنبدي المرونة اللازمة لذلك ويبقى الأهم أن تكتلنا سيكون الجهة الدافئة لتسهيل تشكيل الحكومة وأول مهامها إعادة إعمار بيروت ومواكبة المنكوبين في بيروت».

 

قصة فيروز مع فرنسا بدأت بصدفة عمرها 60 سنة رؤساء ووزراء ثقافة شغفوا بفنها

بيروت: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

فيروز بخير، ولقاؤها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس (الاثنين)، دحض كل الشائعات التي كانت تدور حول أنها مريضة، وفي حال صعبة، ووصل الأمر حد إعلان رحيلها. الشائعات المغرضة لم يكن لها أي أساس من الصحة، يقول مقربون منها، ولم تتعرض لوعكة، بل هي تعيش يومياتها العادية، وتمارس طقوسها، وتلتقي الحلقة القريبة منها من الأصدقاء التي اختارتها محدودة جداً، وضاقت أكثر في السنوات الأخيرة، وهم من المتكتمين الصامتين الذين اختيروا بشكل رئيس لقدرتهم على عدم البوح، وحفظ الأسرار مهما صغرت.

وفيروز التي استقبلت الرئيس الفرنسي مساء أمس (الاثنين)، بناء على طلبه، وبرغبة شخصية منه، لشرب «فنجان قهوة» في منزلها في أنطلياس (شمال بيروت)، وجدت من المناسب أن تكون الجلسة حول وجبة خفيفة، وبحضور عدد قليل جداً من المدعوين، بينهم السفير الفرنسي لدى لبنان برنار فوشية، ومحاميها الخاص فوزي مطران، وابنتها ريما التي نسقت هذا اللقاء. وقد اشترطت ريما عدم وجود صحافيين، وتم الاتفاق على الاكتفاء بحضور المصور الخاص للرئيس ماكرون الذي كان له شرف ومسؤولية توثيق هذه اللحظة التاريخية التي يتابعها اللبنانيون والعرب، وتثير فضول الفرنسيين.

ويؤكد مقربون من السيدة التي استطاعت أن تبقى متوارية، كما عادتها، من دون أن يفلح المتلصصون في معرفة شيء عنها، أنها تتابع الأخبار، كما عادتها، ومدمنة على الاطلاع على مجريات الأحداث بتفاصيلها، وأنها عاشت الذهول والحزن بعد الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، في 4 أغسطس (آب) الماضي، كما كل اللبنانيين. وبالتالي، لا بد أن الحديث مع ماكرون كان له جانبه السياسي والإنساني، وأن الرئيس الفرنسي أصغى باهتمام إلى ما تقوله نجمة العرب الأولى، وما تعتقده وتصبو إليه، بصفتها مواطنة في هذه البلاد الحزينة، وفنانة صنعت بحنجرتها أحلام كثيرين، وشكلت وجدانهم. وفيروز (85 عاماً) رغم كل ما مرت به، لا تزال تحتفظ بروح النكتة، وبسخريتها اللماحة، ونضارة الفكر، ومهارتها في اللعب على الألفاظ، وهي تشيع جواً من المرح. وما يبدو غريباً أن فيروز أعطت باستمرار في إطلالاتها الإعلامية القليلة انطباعاً عن شخصيتها مخالف تماماً لحقيقة سجيتها، فلا الصمت من طباعها، ولا اعتزال الكلام من محبباتها. إنما هكذا أراد لها عاصي أن تكون صورتها، واستحسنت الخيار، هي الخجولة بطبعها، فتركت له الحكي واستراحت، حتى إن سئلت. استعاضت النجمة عن الكلام وتطريز الإجابات بالغناء الذي به غزت قلوب العالم، ولم تكن مخطئة.

اليوم، لا تزال فيروز تتبع النهج نفسه. اعتادت الظل واستأنست به، ومن ثم أدمنته. فهي تعرف، لا بد، أنها مشعة أينما كانت، وأنها لا تنسى وإن توارت. بدليل أنها رغم تسع سنوات من الغياب عن المسرح بعد حفلها في بلاتيا في ساحل علما (شمال بيروت)، بحث ماكرون عن جامع للبنانيين الذين نهشتهم الفرقة، فلم يعثر سوى على فيروز. وهذا ليس بغريب، رغم الدهشة التي أبداها كثيرون حين سمعوا بخبر اللقاء.

فقد عرف الفرنسيون فيروز باكراً، حتى قبل أن تغني للمرة الأولى في باريس عام 1975. وغالباً ما كرمها الرؤساء الفرنسيون، وأحب فنها حد الشغف وزراء ثقافة ومدمنو موسيقات العالم. وكان أول الوزراء الفرنسيين المتيمين بغناء فيروز جاك لانغ الذي بدأ حياته بتأليف فرقة مسرحية، جاءت إلى لبنان نهاية الخمسينيات، من مارسيليا عن طريق البحر، لتوفير ثمن تذاكر الطائرة. وشاركت الفرقة في مهرجان راشانا الذي كان ينظمه الفنان التشكيلي ميشال بصبوص، بمسرحية لإسخيليوس، كان يلعب فيها لانغ دوراً تمثيلياً. وجاك لانغ الذي سيصبح من بين أشهر وزراء الثقافة في فرنسا كان في ذلك الوقت في العشرين من عمره. وتشاء الصدف أن يأتي إلى مهرجان راشانا لحضور المسرحيات، في البترون الشمالية، عاصي وفيروز. ويسعد الشاب الفرنسي بلقائهما، وكان سمع عنهما، ثم يذهب إلى بعلبك، لحضور حفلهما الذي أشعره كما يقول «وكأنه في الجنة». ويصف لانغ فيروز بأنها ذات «صوت ذهبي، وصاحبة سحر يحلق بنا، بفضل المعجزة الربانية التي تجسدها».

القصة لم تنتهِ هنا، ففي عام 1988، كان جاك لانغ قد أصبح وزيراً للثقافة، وأحد أقرب المقربين للرئيس فرنسوا ميتران الذي سيمنح فيروز وسام الآداب الفرنسي، ويسلمها إياه لانغ في حفل مهيب في القصر الملكي الباريسي، معرباً عن سعادته الغامرة وتشرفه بهذا التكريم.

جاء كل هذا في أثناء إقامتها حفلها الثاني في باريس في «بيرسي»، في عز الحرب الأهلية، حيث تابعها عشرة آلاف من محبيها بالدموع والشموع والتصفيق، واستقبلها الشهير فريديرك ميتران، ابن أخ الرئيس ميتران، في برنامجه التلفزيوني «دو كوتيه دو شي فريد»، استقبال الملكات، غير مصدق أنه في حضرتها، وهو العاشق للسينما العربية، المتابع اليقظ للفنون، العارف بأهمية فيروز، الذي سيصبح بدوره وزيراً للثقافة، وستبقى فيروز في باله إلى أن يصور عنها فيلمه الوثائقي الشهير الذي سيصبح من بين أشهر ما تم تصويره عنها. ولم يتوقف التقدير لفيروز من حينه، إذ منحها الرئيس الراحل جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف، وهو من أعلى الأوسمة، وكان ذلك عام 1998. وحين سلمها إياه السفير الفرنسي بيار لافون، قال إنه «تكريم لشجاعتها، وهي التي أبت إخضاع صوتها إلا لوحدة اللبنانيين».

وتعود الإطلالة الأولى لفيروز في فرنسا إلى اللقاء التلفزيوني الذي دعتها إليه ميراي ماتيو عام 1975 في برنامج كانت تقدمه. أما أول وقوف لها على مسرح فرنسي فكان عام 1979 في الأولمبياد، بعد أربع سنوات على اندلاع الحرب الأهلية، وكرّت السبحة.

وبالتالي، فإن زيارة إيمانويل ماكرون لفيروز هي جديدة مثيرة في الشكل وفي التوقيت، لكنها في مضمونها استكمال لسلسلة من المبادرات التكريمية لنجمة العرب دون منازع طوال نصف قرن، منذ أن غابت أم كلثوم عام 1975. ومن وقتها، لم ينافسها أحد على هذه المكانة، كما قال فريديك ميتران، في فيلمه الوثائقي.

 

لقاء ثلاثي مسائي جمع ماكرون والحريري واديب هذا ما تضمّنه!

المركزية/01 أيلول/2020

 باستثناء التسوية السياسية بين مختلف القوى والاطراف في الداخل وبعض من في الاقليم وخلف البحار، فإن الظروف التي ضمت الرئيس حسان دياب الى نادي رؤساء الحكومة السابقين تختلف تماما عن تلك التي ادت الى فتح باب النادي امام الرئيس المكلف مصطفى اديب. صحيح ان الظروف السياسية والاقتصادية تشكل امتدادا لحقبة دياب، غير ان انفجار المرفأ خلط الاوراق ليس فقط في الداخل على المستوى الشعبي، باعتبار ان الطبقة السياسية تعيش في عالم آخر غير مقدّرة حجم الجريمة التي اقترفتها، عن سابق علم، ولئن من دون تصور وتصميم، بل ايضا دوليا حيث ان مقولة ما قبل 4 آب ليس كما بعده تكاد تنطبق على المعطى الخارجي اكثر من الداخلي، بالاستناد الى نوعية التحرك في اتجاه لبنان. تقول اوساط سياسية مطلعة لـ" المركزية" ان مهمة اديب الموضوعة تحت المجهر الدولي ليس فيها من هامش للترف او للدلع السياسي او توجيه الاتهامات لهذا الفريق او ذاك من دون اي اجراء عملي. فالرجل الاتي من نادي الدبلوماسيين والمقرب جدا من فرنسا، يفترض انه على علم مسبقا بكمّ المهمات الجسام الواجب ان تنجزها حكومته منذ لحظة نيلها الثقة النيابية، كما بالظروف السياسية التي حكمت حكومة دياب وتاليا تفادي الوقوع في الفخ نفسه. المساحة الزمنية التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم بثلاثة اشهر لاحداث التغيير والا تفعيل سيف العقوبات على الطبقة الحاكمة لا بد ان يحمل اديب ومعه هذا الطبقة على تغيير الاداء السياسي بالكامل والابتعاد الى الحد الاقصى عن حلبة العمل الحكومي. هذا الواقع، يدركه اديب جيدا، وقد حضر كما تكشف المصادر لـ"المركزية" في لقاء ثلاثي اعقب الاجتماع الثنائي بين ماكرون والرئيس سعد الحريري ليل امس في قصر الصنوبر حيث انضم اليه اديب، وكان نقاش معمق في مهمة الحكومة الانقاذية وتم التركيز على ثلاث نقاط: تسريع تشكيل الحكومة، حكومة مصغّرة تضم اخصائيين مستقلين اصحاب خبرة واسعة في مجالاتهم، حكومة غير تقليدية. تشغل محركاتها في اقصى سرعة، اذ لا مجال للتباطؤ لأن الوضع لم يعد يحتمل. وتشير الى ان ما قاله ماكرون علنا اليوم في شأن مهلة الثلاثة اشهر والعقوبات ابلغه الى محدثيه في لقاء العشاء المسائي. تبعا لذلك، تعتبر المصادر ان الرئيس المكلف تبلغ الرسالة الفرنسية مباشرة، ويُفترض ان يسير بهدي النصائح الدولية اذا اراد الانقاذ، لا السياسية الداخلية التي فجّرت اللغم في وجه دياب وحكومته.

 

أديب مرفوض من الثوار: حكومة دمى وأقنعة أخرى

الحركة: من يقبل بالرئاسة يؤدي دور العداء لشعبه

المركزية /01 أيلول/2020

شهدت فترة ما بعد ثورة 17 تشرين على استقالة حكومتين في أقلّ من سنة، ورغم معارضة المنتفضين في الشارع للسلطة الحاكمة واعتبار الاستقالة الأولى انتصاراً، إلا أن التشكيل لم يلب طموحاتهم ولم يحدث أي تغيير، ويبدو أن موقف المعارضين من الحكومة التي على وشك الولادة برئاسة مصطفى أديب لا يختلف، فالنهج واحد وكذلك العقلية فقط الوجوه تتبدل، تبعاً للثوار. والفارق هذه المرّة أن ذلك تحت إشراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكّد إصراره على أخذ مطالب الشعب الثائر في الاعتبار.

وبعد دعوة مجموعات من 17 تشرين في مؤتمر صحافي من ساحة الشهداء أمس قوى الثورة إلى تنظيم جبهة معارضة، مشددين على أن "المواجهة مستمرة حتى إزالة المنظومة الفاسدة" مع إعلان وجود بدائل للحكم في حوزتهم، لم تلق أصواتهم آذانا صاغية حتى الساعة.

وفي السياق، لفت المحامي الناشط واصف الحركة لـ "المركزية" إلى أن "كلّ سلطة تقبل إملاءات خارجية من دون الاستماع في المقابل إلى صوت شعبها تعتبر ساقطة أخلاقياً وإنسانياً ووطنياً وفاقدة لأي شرعية، ولو كانت تحترم نفسها لما وافقت على التدخل الخارجي، لكنها منذ ما قبل الحرب الأهلية واتفاق الطائف تستدعي الخارج للبقاء في مناصبها وتجوّع الناس للغاية نفسها، لكن لا تقبل بالاستماع إلى صوت شعبها حيث طرحت أمس العديد من القوى المعارضة البدائل ولم يتم التجاوب معها".

وعن إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون استعداده للاستماع إلى ممثلي المجتمع المدني، علقّ الحركة قائلاً "لا حوار مع سلطة فاقدة للشرعية سرقت شعبها وقتلته ودمّرته وتقبل إملاءات خارجية، يبقى الكلام في الشارع حتى إسقاطها. نحن في نزاع جدّي على عدم شرعيتها ولا شرعية للجلوس معها وكل من يفعل أو يقبل أن يكون شريكاً لها يُعّد خائنا للذين نزلوا إلى الشارع في 17 تشرين. هذه الألاعيب المتّبعة بقصد حرق أسماء أو المجيء بأخرى لتبرير أو تنظيف سجلاتهم مكشوفة ومرفوضة وهزلية لا تعنينا. معركة الثوار واضحة وهي إسقاط هذه السلطة".

وعن تكليف السفير أديب تشكيل الحكومة الجديدة، رأى أن "هذه السلطة تستخدم الكثير من الوسائل لغاية واحدة: بقاؤها. ومثلما استخدمت واحدة منها عبر تعيين حسان دياب رئيساً لحكومة الأقنعة والدمى، تأتي اليوم بحكومة مماثلة لتنفيذ مشروعها، لكن بوجوه تعتقد أن يمكنها تخفيف ضغط الشارع، إلا أن العكس صحيح، فما يحصل مرفوض ولا ثقة أساساً بالمسؤولين ومن يقبل بتولي رئاسة الحكومة يقبل بتأدية دور العداء لشعبه وناسه".

أما في ما خصّ   إصرار ماكرون على نقل صوت المتظاهرين، فلفت الحركة إلى أن "لا علاقة له أو لغيره بالشؤون الداخلية اللبنانية، وليسع إلى إيصال صوت المتظاهرين الفرنسيين. لا يعنيني ما يريده الرئيس الفرنسي بل ما يريده الشعب اللبناني".

ووسط اتّباع النهج نفسه من قبل السلطة في تشكيل الحكومات، ماذا سيفعل الثوار؟ أجاب الحركة وبناءً على كلّ  ما تقدّم أن "المعركة مع السلطة طويلة ومواجهتها مستمرة، ولا تراجع والتحركات في الشارع ستنطلق من اليوم، وستتخذ المواجهة وجوها أخرى، وكلّ مجموعة لديها وسيلة تستخدمها، لدينا البدائل والعمل الإنقاذي وسنناضل ونواجه في الشارع لفرضها لأن لا أمل ولا ثقة في هذه السلطة". وبعد الكلام عن عقد سياسي جديد وتغيير النظام، اعتبر أن "أي عقد لا ينتج عن هموم ومشاكل الناس وأزماتهم ولا يكون بهدف إقامة الدولة المدنية التي تؤمن العدالة الاجتماعية وحقوق الناس لا قيمة له". وردّاً على سؤال حول دعوة الرئيس عون إلى إعلان الدولة المدنية، أجاب "المشكلة أنه يتكلّم عن موضوع ما، في حين أن تياره وقواه السياسية، التي لا يزال محافظاً عليها، تريد التمسك بالحصص والطائفية وتجاهر بهذه المواقف علناً. هدف هذه الدعوة امتصاص غضب الناس والمعارضة لكن ذلك لن يتحقق".

 

نديم الجميّل: تسوية إقليمية ودولية كبرى ولبنان ليس مختبرًا لتجريب شخص ليشكل حكومة

المركزية/01 أيلول/2020

تعليقًا على ما نقلته "لوفيغارو" عن عقوبات على بعض السياسيين قال نديم الجميّل عبر "الحدث": "لا تفاصيل لدي عن الموضوع، فمنذ 6 أشهر نسمع عنها ومنذ بداية الثورة وعند كل استحقاق يلوّحون بالعقوبات، مشددًا على أن هذا أمر قضائي ودولي لا أحب الدخول فيه".

ورأى الجميّل ان ما أتى بمصطفى اديب هو تسوية إقليمية ودولية كبيرة لم نعرف تماما أهدافها، مؤكدًا أن لبنان بغنى عن التجارب وليس مختبرًا لتجريب شخص ليشكل حكومة، مشيرا الى أن الأزمة سياسية وبحاجة لرجال سياسة يحلّونها فلسنا بحاجة للترقيع.

وتابع الجميّل: "قلت اننا رأينا مسرحية في قصر بعبدا حيث سموا اسمًا، والسؤال من يعرف مصطفى اديب"، مشيرا الى انه من المؤكد ان 5 من الـ90 نائبًا ممن سموا أديب يعرفونه والباقون لا يعرفونه، داعيا لاحترام عقولنا وأردف: على الأقل فليجروا معه مقابلة لنتعرف إليه.

وردا على سؤال قال: "ليس بهذه الطريقة ننقذ لبنان، فالأولوية للدستور واحترام القانون رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي"، لافتا الى اننا بحاجة لحياة ديمقراطية حقيقة. واكد ان المشكلة تكمن في الخلل الناتج لفائض قوة لفريق لبناني في وجه آخرين،موضحًا أن وجود السلاح يهدد يوميًا وفي كل استحقاق السلم الاهلي واللبنانيين في أمنهم وحياتهم ومنازلهم، وقد رأينا انفجار بيروت ونعرف من كان يستخدم نيترات الأمونيوم. ورأى اننا بحاجة للجلوس الى طاولة والحديث عن الاستراتيجية الدفاعية وبعدها نحن منفتحون على كل الطروحات.

وردا على سؤال قال: "اذا كان العقد الجديد على خطى المؤتمر التأسيسي الذي يبشرنا به نصرالله منذ 10 سنوات فنحن نرفضه إن لم تسبقه إعادة ترميم الخلل بين الفرقاء اللبنانيين وخصوصا إزالة سلاح حزب اهل، واستطرد يقول: " أن يضع احدهم البارودة برأسنا ليكرس عقدًا جديدًا أمر مرفوض".

واكد أن الضحايا اللبنانيين الذين توفوا في أحداث 7 ايار ومن توفوا في مجزرة 4 آب هم ضحايا الارهاب والسلاح المتفلت الموجود في بيروت والمعروف لمن يتبع. وشدد الجميّل على اننا منفتحون على أي اتفاقية سلام وعلى التقارب بين البلدان العربية والغربية، إنما ان كان سيتم على حساب مصلحة اللبنانيين ويدفع اللبنانيون ثمنه فنحن نرفضه. اضاف: "نرفض تسويات ال75و80 و90 ففي كل مرة تبرم التسويات على حساب اللبنانيين ولا يمكن تحمّل هكذا تسويات لأن لبنان ليس حقل تجارب ليدفع اللبنانيون ضريبة التسويات".

وعن تغيير النظام الطائفي قال الجميّل: "السلطة بدأت التركيز على موضوع عقد جديد لأن هناك كلمة كبرى قيلت قبل ان يقولها الرئيس، فما إن نطق بها نصرالله حتى بدأدوا يرددونها، جازمًا بأننا نرفض أي عقد تأسيسي طالما هناك فريق مسلح ويضع البندقية برأس كل لبناني".

وذكر كيف بقيت الرئاسة شاغرة سنتين ونصف السنة لان حزب الله يهددنا بسلاحه، كذلك رأينا القمصان السود وهذا يبرهن ان هناك خللا في النظام السياسي. واعتبر الجميّل ان الحل يبدأ بحل سلاح حزب الله واعتماد طرح البطريرك الراعي والكتائب المتمثل بالحياد الذي طالب به حزبنا منذ 6 سنوات لتحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية وبعدها نستطيع الجلوس إلى الطاولة. وقال : "لا يفكر أحد ان يطل علينا بمثالثة أو احادية او ثنائية فنحن نرفضها لان دور لبنان هو دور رائد ومنفتح وأساسي لا يمكن ان يلعب دوره الا إن كان محايدًا عن كل الصراعات".

وردا على سؤال عن استقالة نواب الكتائب من مجلس النواب اجاب: "أنا أؤمن ان الكلمة اهم من أي موقع لاننا إن كنا في المجلس ولا نملك جرأة الموقف فلا يمكننا تحقيق أي أمر، وأضاف: في أي مكان نحن فيه نلعب دورنا كمواطن صالح يجاهد ويكافح لوجود دولة قوية تمثل كل اللبنانيين ويكونون على نفس المسافة مع هذه الدولة. وختم مؤكدا اننا لا نريد إلغاء احد، بل نريد دولة فاعلة يتساوى فيها كل اللبنانيين ولا يهدد فيها فريق بسلاحه لتحقيق غاياته، مشددا على ان موقفنا مبدئي ونريد انقاذ البلد ومن يؤمن بأفكارنا فنحن منفتحون عليه.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

خامنئي: الامارات خانت الشعوب العربية والقضية الفلسطينية

 سبوتنيك عربي/01 أيلول/2020

رأى مرشد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي أن “دولة الامارات خانت الاسلام والشعوب العربية ودول المنطقة والقضية الفلسطينية وستبقى وصمة عار عليهم”، متمنيا أن “تستفيق الإمارات من هذا الوهم وتقوم بالتعويض عن نتائج هذا الفعل المدان”. وقال: “لقد شرّع الإماراتيّون الأبواب أمام الحضور الاسرائيلي في المنطقة وأودعوا قضيّة فلسطين، التي هي قضيّة اغتصابٍ لأحد البلدان، غياهب النسيان وبادروا إلى التطبيع”، معتبرا أن “الشّعب الفلسطيني يتعرّض لضغوط قاسية من الجهات كافّة، ثمّ يبادرون للتعاون مع الإسرائيليّين والأيادي الأميركيّة الخبيثة، مثل ذلك اليهودي في عائلة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يعمل ضدّ مصالح العالم الإسلامي، ويتعاملون مع العالم الإسلامي بمنتهى القسوة”. يذكر أنه في 13 آب أُعلن بشكل مفاجئ عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين الامارات واسرائيل بوساطة أميركية.

 

بيان ثلاثي: اتفاق السلام خطوة نحو شرق أوسط أكثر استقراراً

أبوظبي: مساعد الزياني/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

وصف بيان إماراتي - أميركي - إسرائيلي معاهدة السلام التي تم التوصل إليها بين أبوظبي وتل أبيب برعاية واشنطن في 13 أغسطس (آب)، بأنها «خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً وازدهاراً». وأشار البيان إلى أن المعاهدة التي عرفت أميركيا باسم «اتفاق إبراهيم»، ستوفر «تفكيراً جديداً حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة، إذ تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل». وجاء إصدار البيان الثلاثي المشترك في ضوء زيارة الوفد الأميركي - الإسرائيلي المشترك برئاسة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى أبوظبي، أمس. وضم الوفد مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين ومستشار ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، إلى جانب عدد من ممثلي القطاعات المختلفة في إسرائيل. وأضاف البيان أن «المعاهدة تأتي في الوقت المناسب، فعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة ملحوظة في الحروب والدمار والنزوح وتحول ديموغرافي متزايد نحو الشباب، لذلك فإذا أردنا تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة فإنه يجب أن نستجيب بشكل فعال لكل هذه المتغيرات». وأشار إلى أن «المعاهدة أطلقت فرصة تاريخية في إقامة علاقات اعتيادية بين الإمارات وإسرائيل وأدت إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وتحث الولايات المتحدة والإمارات القادة الفلسطينيين على إعادة الانخراط مع نظرائهم الإسرائيليين في المناقشات الرامية إلى تحقيق السلام». وكانت الإمارات قد ألغت السبت الماضي رسمياً قانون المقاطعة الذي تم إصداره قبل 40 عاماً، مما سمح للشركات والأفراد من الإمارات بإقامة علاقات تجارية مباشرة مع إسرائيل. وبدأ الوزراء من البلدين من مختلف القطاعات، ولا سيما في الشؤون الخارجية والأمن الغذائي، مناقشاتهم الرسمية الأولى حول فرص التعاون الثنائي وآفاقه. وزاد البيان: «لقد فتحنا بالفعل خطوط الاتصال بين البلدين، وبينما نتحدث الآن يتعاون الإماراتيون والإسرائيليون في الأبحاث الطبية والصحية التي نأمل أن تؤدي إلى علاج لكوفيد - 19». ولفت إلى أن «أول رحلة تجارية لشركة طيران العال الإسرائيلية إلى الإمارات، حملت مسؤولين إسرائيليين ووسائل إعلام، وغداً سيبدأ مسؤولو الدول الثلاث مناقشة آفاق التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية التي تتضمن الاستثمار والتمويل والصحة وبرنامج الفضاء المدني والطيران المدني والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية والسياحة والثقافة... لتكون النتيجة إقامة تعاون واسع بين دولتين هما من أكثر اقتصادات المنطقة ابتكاراً وديناميكية».

وأشار البيان الثلاثي المشترك إلى أن «الإمارات وإسرائيل تودان الإعراب عن امتنانهما لردود الفعل الدولية الإيجابية على هذه المعاهدة من قبل عدد من الحكومات من جميع أنحاء العالم، ونحن ممتنون بشكل خاص للرئيس الأميركي ترمب لقيادته ولإدارته للدور الحاسم في تحقيق هذا الإنجاز الدبلوماسي، كما يشجعنا بشدة الدعم الواسع الذي لقيناه من الحزبين في الكونغرس الأميركي على هذا الإنجاز». وأضاف: «نأمل ونتوقع أن تؤدي جهودنا الجماعية في المستقبل القريب إلى إطلاق سلسلة من التغييرات الإيجابية الكبيرة والصغيرة على حد سواء والتي ستضع شعوبنا والمنطقة بأسرها على طريق تحقيق الأمن والازدهار والسلام». واستقبل مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد في أبوظبي، بحضور وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد وعضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي الشيخ خالد بن محمد بن زايد ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية - أبوظبي خلدون المبارك ومفوض الجمارك رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك علي النيادي، الوفد الأميركي - الإسرائيلي المشترك. ورحب الشيخ طحنون بن زايد خلال اللقاء بالوفد متمنياً له «زيارة ناجحة ومفيدة لمختلف القطاعات بما يعود بالخير على الجميع». وتناول اللقاء مسار العلاقات بين الإمارات وإسرائيل «وآفاق تعزيز التعاون المستقبلي في مختلف المجالات، بما يصب في مصلحة البلدين، ويدعم أسس السلام والاستقرار والتعاون والتنمية في المنطقة»، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

 

وفد إسرائيلي في الإمارات على متن أول رحلة تجارية بين الدولتين سيضع الأساس لمستقبل العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب

أبوظبي: مساعد الزياني/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

في رحلة تاريخية، حطت طائرة طيران «العال» الإسرائيلية في مطار الرئاسة بالعاصمة الإماراتية يوم أمس، في حدود الساعة 15:39 بتوقيت أبوظبي، تحمل وفداً مشتركاً من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل برئاسة جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارة للإمارات، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين البلدين. وكتب على أعلى نوافذ قمرة القيادة للطائرة التي حملت رقم رحلة «إل واي 971»، في إشارة إلى رمز الاتصال الهاتفي للإمارات، كلمة «سلام» باللغات العربية والعبرية والإنجليزية. وكان في استقبال الطائرة عدد من المسؤولين الإماراتيين، يتقدمهم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات وعدد من الوزراء. وقال جاريد كوشنر فور وصوله في مؤتمر صحافي، إن «السلام أمر ملح لشعوب المنطقة»، مشيراً إلى أن معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية لاقت ترحيباً واسعاً في العالم، وقال: «أدعو لتوسيع مسار السلام في المنطقة والعالم»، موضحاً أن «مستقبل المنطقة لا يجب أن يبقى رهينة للماضي»، داعياً الفلسطينيين إلى «العودة للحوار والقيام بخطوات تجاه السلام».

واستغرقت طائرة «بوينغ 737» التابعة لطيران «العال» الإسرائيلي نحو ساعتين ونصف الساعة من انطلاقها من إسرائيل، حيث وصل عليها مساعدون كبار للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يترأسه مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، ويضم نحو عشرين مسؤولاً يتوقع أن يبحثوا التعاون الثنائي في عدد من القطاعات.

من جانبه، قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الإمارات وإسرائيل ستكونان أكثر أمناً بهذا السلام، وقال إن التاريخ سيذكر قيادتي البلدين بأنهما صناع سلام، مشيراً إلى أنه سيتم تبادل السفراء بين الإمارات وإسرائيل، والتعاون في مجالات عدة بينها التعليم والصحة والتكنولوجيا.

وشهد الأسبوعان الماضيان تكثيف الاتصالات بين البلدين، وألغت الإمارات السبت، قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاماً من المقاطعة، في الوقت الذي ستبحث فيه الإمارات وإسرائيل التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي.

وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية في تصريحات تلفزيونية بعد وصوله إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن الرحلات المباشرة بين الجانبين ستكون أيضاً على جدول الأعمال.

وهنأ مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي كلاً من إسرائيل والإمارات بعد وصول أول رحلة طيران مباشرة من إسرائيل إلى الإمارات، وقال، في كلمة باللغة العربية من مطار أبوظبي: «وصلنا إلى هنا لتحويل الرؤية إلى واقع»، داعياً دولاً أخرى «للمشاركة معنا في صنع السلام من أجل شعوب المنطقة»، وأضاف: «علينا تعزيز القواسم المشتركة لتغيير الواقع».

وقد ضمت وزارة الصحة الإسرائيلية، الإمارات وثماني دول أخرى، إلى قائمة «الدول الخضراء» ذات معدلات الإصابة المنخفضة بفيروس كورونا المستجدّ، وعليه تم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبوظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوماً عند عودتهم. وتأتي زيارة الوفد المشترك إلى دولة الإمارات، في إطار الإعلان الثلاثي المشترك وخريطة الطريق نحو تدشين التعاون المشترك بين الإمارات وإسرائيل. ويلتقي الوفد، الذي يضم ممثلين عن عدد من قطاعات ومجالات حيوية، في جوانب الاستثمار والمالية والصحة وبرنامج الفضاء المدني والطيران المدني والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية والسياحة والثقافة، عدداً من ممثلي الجهات الحكومية في الإمارات. ويبحث الطرفان آفاق العلاقات في المجالات ذات الصلة وتعزيز العمل المشترك ومناقشة فرص التعاون الكبيرة والواعدة التي تنتظر البلدين نتيجة معاهدة السلام.

إلى ذلك، أشاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بالقرار الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بإلغاء القانون الاتحادي بشأن مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه، واصفاً إياه بالقرار «التاريخي»، وأكد أنه «يظهر قيادة حقيقية». وقال ليور حياة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن قرار إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل للأفراد والشركات يعد خطوة مهمة نحو إقامة العلاقات، وأضاف أن هذه الخطوة التي اتخذها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعد «قراراً تاريخياً يظهر قيادة حقيقية». تجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل للأفراد والشركات في الإمارات، عقد اتفاقيات مع هيئات أو أفراد مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما كانوا، وذلك على الصعيد التجاري أو العمليات المالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام).

وقال ليور حياة إن الوفد الذي وصل إلى الإمارات سيضع الأساس لمستقبل إقامة العلاقات، وقال: «نأمل أن تكون هذه العملية - توطيد العلاقات المباشرة بين الطرفين - سريعة وفي غضون أسابيع أو أشهر قليلة كي نتمكن من رؤية ثمارها».

وأضاف المسؤول الإسرائيلي - الذي عمل قنصلاً عاماً لبلاده في ميامي في الولايات المتحدة، بين 2016 و2019 - أن الوفد سيناقش مع المسؤولين الإماراتيين العلاقات الدبلوماسية، والسياحة، والعلوم والفضاء، والتجارة والاستثمارات، والشؤون الثقافية والبحوث الصحية، وأوضح: «ما نسعى إليه هو بناء بنية تحتية للعلاقة بين دولتينا وشعبينا». ولفت إلى أن «دولة الإمارات وإسرائيل من أكثر الدول ابتكاراً في المنطقة، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون في العلوم والبحوث والتجارة والسياحة».

 

وفد إسرائيلي في الإمارات على متن أول رحلة تجارية بين الدولتين سيضع الأساس لمستقبل العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب

أبوظبي: مساعد الزياني/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

في رحلة تاريخية، حطت طائرة طيران «العال» الإسرائيلية في مطار الرئاسة بالعاصمة الإماراتية يوم أمس، في حدود الساعة 15:39 بتوقيت أبوظبي، تحمل وفداً مشتركاً من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل برئاسة جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارة للإمارات، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين البلدين. وكتب على أعلى نوافذ قمرة القيادة للطائرة التي حملت رقم رحلة «إل واي 971»، في إشارة إلى رمز الاتصال الهاتفي للإمارات، كلمة «سلام» باللغات العربية والعبرية والإنجليزية. وكان في استقبال الطائرة عدد من المسؤولين الإماراتيين، يتقدمهم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات وعدد من الوزراء. وقال جاريد كوشنر فور وصوله في مؤتمر صحافي، إن «السلام أمر ملح لشعوب المنطقة»، مشيراً إلى أن معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية لاقت ترحيباً واسعاً في العالم، وقال: «أدعو لتوسيع مسار السلام في المنطقة والعالم»، موضحاً أن «مستقبل المنطقة لا يجب أن يبقى رهينة للماضي»، داعياً الفلسطينيين إلى «العودة للحوار والقيام بخطوات تجاه السلام». واستغرقت طائرة «بوينغ 737» التابعة لطيران «العال» الإسرائيلي نحو ساعتين ونصف الساعة من انطلاقها من إسرائيل، حيث وصل عليها مساعدون كبار للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يترأسه مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، ويضم نحو عشرين مسؤولاً يتوقع أن يبحثوا التعاون الثنائي في عدد من القطاعات.

من جانبه، قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الإمارات وإسرائيل ستكونان أكثر أمناً بهذا السلام، وقال إن التاريخ سيذكر قيادتي البلدين بأنهما صناع سلام، مشيراً إلى أنه سيتم تبادل السفراء بين الإمارات وإسرائيل، والتعاون في مجالات عدة بينها التعليم والصحة والتكنولوجيا.

وشهد الأسبوعان الماضيان تكثيف الاتصالات بين البلدين، وألغت الإمارات السبت، قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاماً من المقاطعة، في الوقت الذي ستبحث فيه الإمارات وإسرائيل التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي.

وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية في تصريحات تلفزيونية بعد وصوله إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن الرحلات المباشرة بين الجانبين ستكون أيضاً على جدول الأعمال.

وهنأ مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي كلاً من إسرائيل والإمارات بعد وصول أول رحلة طيران مباشرة من إسرائيل إلى الإمارات، وقال، في كلمة باللغة العربية من مطار أبوظبي: «وصلنا إلى هنا لتحويل الرؤية إلى واقع»، داعياً دولاً أخرى «للمشاركة معنا في صنع السلام من أجل شعوب المنطقة»، وأضاف: «علينا تعزيز القواسم المشتركة لتغيير الواقع». وقد ضمت وزارة الصحة الإسرائيلية، الإمارات وثماني دول أخرى، إلى قائمة «الدول الخضراء» ذات معدلات الإصابة المنخفضة بفيروس كورونا المستجدّ، وعليه تم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبوظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوماً عند عودتهم. وتأتي زيارة الوفد المشترك إلى دولة الإمارات، في إطار الإعلان الثلاثي المشترك وخريطة الطريق نحو تدشين التعاون المشترك بين الإمارات وإسرائيل. ويلتقي الوفد، الذي يضم ممثلين عن عدد من قطاعات ومجالات حيوية، في جوانب الاستثمار والمالية والصحة وبرنامج الفضاء المدني والطيران المدني والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية والسياحة والثقافة، عدداً من ممثلي الجهات الحكومية في الإمارات. ويبحث الطرفان آفاق العلاقات في المجالات ذات الصلة وتعزيز العمل المشترك ومناقشة فرص التعاون الكبيرة والواعدة التي تنتظر البلدين نتيجة معاهدة السلام.

إلى ذلك، أشاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بالقرار الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بإلغاء القانون الاتحادي بشأن مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه، واصفاً إياه بالقرار «التاريخي»، وأكد أنه «يظهر قيادة حقيقية». وقال ليور حياة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن قرار إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل للأفراد والشركات يعد خطوة مهمة نحو إقامة العلاقات، وأضاف أن هذه الخطوة التي اتخذها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعد «قراراً تاريخياً يظهر قيادة حقيقية». تجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل للأفراد والشركات في الإمارات، عقد اتفاقيات مع هيئات أو أفراد مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما كانوا، وذلك على الصعيد التجاري أو العمليات المالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام).

وقال ليور حياة إن الوفد الذي وصل إلى الإمارات سيضع الأساس لمستقبل إقامة العلاقات، وقال: «نأمل أن تكون هذه العملية - توطيد العلاقات المباشرة بين الطرفين - سريعة وفي غضون أسابيع أو أشهر قليلة كي نتمكن من رؤية ثمارها».

وأضاف المسؤول الإسرائيلي - الذي عمل قنصلاً عاماً لبلاده في ميامي في الولايات المتحدة، بين 2016 و2019 - أن الوفد سيناقش مع المسؤولين الإماراتيين العلاقات الدبلوماسية، والسياحة، والعلوم والفضاء، والتجارة والاستثمارات، والشؤون الثقافية والبحوث الصحية، وأوضح: «ما نسعى إليه هو بناء بنية تحتية للعلاقة بين دولتينا وشعبينا». ولفت إلى أن «دولة الإمارات وإسرائيل من أكثر الدول ابتكاراً في المنطقة، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون في العلوم والبحوث والتجارة والسياحة».

 

الاكتشاف الغازي التركي في البحر الأسود... غموض وتشنجات وعقد وعدوانية يتزامن مع واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية بالبلاد

وليد خدوري/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اكتشاف «أضخم حقل غازي في البحر الأسود» - حسب كلامه - اهتماماً كبيراً للأسباب التالية: حجم الاحتياطي، وسرعة اكتشافه في فترة شهر واحد، والتوسعات العسكرية التركية الإقليمية.

فقد أعلن الرئيس إردوغان، أن شركة البترول الوطنية التركية «تي بي آي أو» اكتشفت حقلاً باحتياطي غازي حجمه 320 مليار متر مكعب، وأن الباخرة «الفاتح» التابعة للشركة الوطنية بدأت عملها في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي واكتشفت الحقل في 20 أغسطس (آب) المنصرم. وأن الخطط المتوفرة هي لبدء الإنتاج في عام 2023. لفتت بعض هذه المعلومات اهتمامات المراقبين، فاكتشاف حقل عملاق بهذا الحجم من خلال حفر بئر واحدة خلال شهر واحد في مياه عميقة، والبدء باستغلال الحقل في عام 2023، ليس بالأمر الاعتيادي في الصناعة النفطية. ولفت الانتباه أيضاً اكتفاء الرئيس التركي بتزويد معلومة واحدة (رقم الاحتياطي) دون أي معلومات عن الاحتياطي (مؤكد أو مرجح)، أو ما هي كمية الإنتاج المتوقعة. ومن الملاحظ أن الاكتشاف قد تزامن مع واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية التركية، حيث فقدت الليرة التركية أكثر من 20 في المائة من قيمتها منذ مطلع العام الحالي، وحيث يجري تداولها بسعر نحو 7.35 ليرة للدولار. كما بلغ صافي الدين الخارجي للبلاد 256.5 مليار دولار، بما نسبته 33.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

هناك عُرف متبع عند الإعلان عن الاكتشافات البترولية، بذكر معلومات معينة عن الاستكشاف، من قبل رؤساء الدول أو وزراء الطاقة أو رؤساء الشركات العاملة؛ وذلك لتزويد الرأي العام ببعض المؤشرات المهمة حول حجم الاحتياطي المكتشف وتفادي حصر هذه المعلومات عند الأقرباء والمقربين، ولتفادي خلق تطلعات غير دقيقة عند الرأي العام؛ مما يسمح لأولئك في السلطة الاستفادة من المعلومات الحصرية بالمضاربة في الأسواق المالية. وتكمن للسياسيين أهمية خبر اكتشاف بترولي «عملاق» تغطيته مرحلياً على أوضاع محلية متردية.

هناك تعابير معتمدة دولياً للاحتياطي البترولي، فهناك «الاحتياطي المثبت» ويعبّر عن الكميات المقدرة في تاريخ معين، والتي يتبين بالتحاليل الجيولوجية والهندسية، بموثوقية معقولة، أنه يمكن استخلاصها مستقبلاً من المكامن في الظروف الاقتصادية والتشغيلية السائدة في حينه. وهناك «الاحتياطي المثبت نهائياً القابل للاستخلاص» بمعنى الإنتاج المتجمع النهائي. كما أن هناك «الاحتياطي غير المثبت» وهو الكميات المقدرة في وقت معين التي تشير التحاليل الجيولوجية والهندسية إلى إمكانية استخلاصها بمردود اقتصادي. وهناك كذلك «الاحتياطي المرجح» و«الاحتياطي المحتمل» و«الاحتياطي المفترض» (المصطلحات والتعاريف مقتبسة من معجم الطاقة، الصادر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ومجلس الطاقة العالمي). ومهما يكن المصطلح، ومن المعتاد استعمال أحدها، فاكتشاف البحر الأسود ضخم جداً، وسيترك بصماته على صناعة الطاقة التركية وعلى غاز شرق المتوسط. لكن؛ نظراً للحجم الكبير والعميق للحقل البحري، فإن بدء استغلاله والإنتاج منه سيتطلب سنوات عدة طوال هذا العقد لتشييد المنشآت والبنى التحتية، ولاقتراض مليارات الدولارات من المصارف الدولية في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التركية المرتبكة. أما في حال التصدير، فإن المفاوضات معقدة وتأخذ سنوات.

وتدل المعلومات المستقاة من النشرات البترولية المتخصصة، أن عمق بئر «تونا - 1» المكتشفة هو 2.1 ألف متر تحت سطح الماء، بالإضافة إلى 1.4 ألف متر تحت قاع البحر؛ مما يعني أن الطبقة الجيولوجية الموعودة تقع على عمق 3.5 ألف متر. والإنتاج البحري بهذا العمق باهظ التكاليف؛ ما يزيد صعوبة تصديره في ظل انهيار سعر الغاز، كما هو الوضع حالياً.

وتستورد تركيا حالياً أكثر من 90 في المائة من حاجاتها الطاقوية. وسيشكل الاكتشاف الغازي في البحر الأسود ثاني مصدر للطاقة بعد الكهرباء المولدة من السدود النهرية الضخمة التي تستعمل لتوليد الطاقة الكهرومائية. وبالنسبة للغاز، تستهلك تركيا نحو 40 إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. وبلغت تكاليف الغاز المستورد 41 مليار دولار في 2019؛ مما يشكل عبئاً ضخماً على ميزان المدفوعات. ويتم استيراد الغاز من روسيا وأذربيجان وإيران والجزائر، كما تعتبر تركيا من أهم الدول لتجارة ترانزيت الغاز من الشرق إلى أوروبا.

واجهت تركيا حتى الآن مشكلة عدم توفر ثروة هيدروكربونية لديها... وهذا الشعور بفقدانها مصادر للطاقة مع تواجدها عند أغلبية جيرانها أدى إلى خلق «تشنجات» في السياسة التركية الإقليمية انعكست باستخدام قواتها المسلحة لحل مشاكلها، وتداخلت خلفيات أخرى بأنها عضو في حلف الناتو، مع عقدة عدم قبولها عضواً في الاتحاد الأوروبي، واستمرارها في التشبث بإمبراطوريتها العثمانية المتزامن مع وهن الدول المجاورة... كلها أدت إلى تبني سياسات عدوانية عسكرية ضد جيرانها، جنوباً وشرقاً وغرباً.

بدأ العدوان الأول عام 1974 باحتلال الجزء الشمالي لجمهورية قبرص. ثم أعقبه الاعتداءات الجوبة والبرية على العراق منذ عقد الثمانينات بحجة محاربة أعضاء حزب العمال الكردستاني التي تشن حروباً ضده لعقود من الزمن، ضمن عدائها لحقوق الأكراد في تركيا. وهذه المواجهة على الأراضي العراقية لا تزال جارية حتى يومنا هذا. ومن ثم العدوان على سوريا منذ نشوب الثورة في عام 2011 وإلى الوقت الحاضر، أيضاً بدعوة محاربة الأكراد في تركيا. وبدأت منذ العقد الماضي خلافات واسعة مع مصر، أهمها مساندة الرئيس إردوغان جماعة الإخوان المسلمين في حين تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً. وتطور هذا الخلاف في مناحٍ مختلفة، حيث اشتكت تركيا من اتفاقية الحدود البحرية المصرية - القبرصية، وردت عليها مصر برسالة شديدة اللهجة تهدد فيها أي تدخل في شؤونها السيادية. وعارضت أنقرة محاولات مصر تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، الذي اعتبرته تركيا محاولة لعزلها عن بقية دول شرق المتوسط. ثم بادرت تركيا من جانب واحد برسم حدود بحرية بينها وبين ليبيا بحجة الروابط التاريخية (العثمانية) بين البلدين. ورسمت خط الحدود هذا بالقرب جداً من جزيرة كريت اليونانية؛ مما أزعج اليونان التي ناشدت دول الاتحاد الأوروبي التدخل. وساندتها فرنسا بالفعل. وشكّل التدخل العسكري التركي في ليبيا ورسم الحدود حتى أقصى الحدود الليبية الشرقية إلى التدخل وتهديد عرقلة العمليات البترولية المصرية في مياهها الغربية، هذا ناهيك عن التوسع التركي في شمال أفريقيا، بالذات في تونس؛ مما أدى إلى معارضة برلمانية قوية. أخيراً، بدأت تركيا احتجاجاتها التاريخية ضد الجزر اليونانية المحاذية للساحل التركي الغربي؛ نظراً لقرب بعضها لسواحلها، بالذات جزيرة كاستيلوريزو التي تبعد كيلومترين عن الساحل التركي. وتعتبر حدود الجزر في القانون الدولي بمثابة امتداد لحدود دولتها.

تعددت نزاعات تركيا مع جيرانها وأخذت تشكل خطراً على سلام المنطقة. وبعض هذه الخلافات ممكن حلها باللجوء إلى المحاكم الدولية، والأخرى بالحوار. إلا أنه من الواضح، ومع السياسات المتبناة من قبل إردوغان، فإن سياسته المعتمدة على قوة الجيش التركي سيضيف إليها حصوله أخيراً على مصدر طاقوي محلي.

 

السودانيون يوقعون اتفاق سلام ينهي عقوداً من الحروب الأهلية عالج جذور الأزمة ونص على حلول لإنهاء التهميش... والسعودية تبارك «اللحظة التاريخية»

الخرطوم: أحمد يونس ومحمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

وسط أهازيج الفرح وإيقاعات الأناشيد الوطنية، أبرم الفرقاء السودانيون بالأحرف الأولى «اتفاق سلام» ينتظر أن ينهي حروبا أهلية ونزاعات ممتدة لعقود، حصدت آلاف الأرواح، وخلفت ملايين النازحين واللاجئين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

ويعالج الاتفاق ما يعرف بـ«المظالم التاريخية والتهميش» التي لحقت بكثير من مناطق البلاد، إبان حكم رئيس النظام المعزول عمر البشير الذي استمر30 عاما، في وقت تعهدت فيه كل من المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالوقوف مع الشعب حتى يتحقق السلام الكامل.

ولا يشمل الاتفاق الذي وقع في جوبا عاصمة جنوب السودان أمس (الاثنين)، كلا من الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، ولا حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، اللتين تعدان من أبرز الحركات المسلحة، وأكثرها من حيث عدد المقاتلين والعدة والعتاد. وشهد مراسم احتفالات توقيع السلام كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الذي وقع على الاتفاقيات باعتباره شاهدا وراعيا للوساطة بين الأطراف السودانية.

ووقع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيس وفد الحكومة المفاوض، وكل من رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس حركة تحرير السودان الهادي إدريس، بالإضافة لممثلين عن فصائل أخرى، عن مسار إقليم دارفور على 8 بروتوكولات تضمنت تقسيم السلطة والثروة وترتيبات أمنية، فيما وقع عن مسار المنطقتين «جنوب كردفان، النيل الأزرق» رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار، وأقرت البروتوكولات حلولا لقضايا قومية شاملة، وتضمنت إدماج قوات الحركات المسلحة في القوات النظامية السودانية.

حمدوك: يوم تاريخي

ووصف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يوم التوقيع بأنه «يوم تاريخي بحق وحقيقة»، ووعد بتحويل الاتفاقيات إلى «لبنة قوية لبناء الدولة السودانية الجديدة». وقال: «صناعة السلام.. ليست تفاوضا بين متحاربين أو متخاصمين، بل تكون نقاشا شفافا وعميقا، بين شركاء متساويين في الوطن والثورة». وتابع «التوقيع يفتح الباب لطريق صعب وطويل، لكننا سنعبره معا، حتى ننفذ الاتفاق بالكامل». وناشد حمدوك كلا من رئيس الحركة الشعبية غير الموقعة على اتفاق أمس عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد النور، الانضمام لعملية السلام، وقال: «نحن بانتظارهما»، وفي ذات الوقت حيّا شعب السودان، معتبرا السلام أمانة تحمله السودانيون معا، وليس اتفاقا ورقيا يوضع في الأضابير.

البرهان: المسار الصحيح

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في كلمته، الاتفاق التزاما بين القوات المسلحة والشعب السوداني، وقال: «السلام يمكن السودانيين من عبور المرحلة الحرجة الحالية التي تواجه مخاضا عسيرا في الوفاء باستحقاقات الفترة الانتقالية»، وتابع «نستطيع اليوم القول:إننا وضعنا أرجلنا في المسار الصحيح لبناء الوطن... ونثق في أن اتفاق السلام سيخرج بلادنا من دوامة الحروب والنزاعات».

دعم سلفاكير

ووعد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت والذي جرت مفاوضات جوبا تحت رعايته، بدعم تنفيذ الاتفاقية ورعاية السلام والتعاون مع السودانيين، وطلب من المجتمع الدولي توفير الدعم السياسي والدبلوماسي للسودانيين لتنفيذها.

حميدتي: ميلاد جديد

واعتبر نائب رئيس مجلس السيادة «حميدتي» والذي قاد التفاوض التوقيع أنه يمثل فجر «ميلاد جديد للبلاد»، وأشاد بتضحيات النساء والشباب والشيوخ في مناطق النزاع في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وكل أرض السودان، وتابع «نحتاج في هذه الفترة أن نتحرر من فشل وأخطاء الماضي، كي نتحصن لرحلة الانتقال إلى سودان المستقبل».

وأكد حرص السلطة الانتقالية على استئناف المحادثات مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو وانضمام حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور. وأشاد بدور الدول الصديقة والشقيقة، وخص كلا من دولة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتشاد، ودولة جنوب السودان على رعايتها للمفاوضات، وأضاف «تنفيذ السلام يتطلب دعم الأصدقاء والأشقاء والمجتمع الدولي كافة، لكن تعهدات دولة الإمارات بدعم تنفيذ هذا الاتفاق يجعلنا مطمئنين على مستقبل العملية السلمية»، وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية على رعاية مؤتمر أصدقاء السودان لدعم السلام.

إبراهيم: حلول كاملة

من جهته، وصف رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم الاتفاق بأنه «شامل وخاطب جذور الأزمة، وأوجد حلولا كاملة لإنهاء آثار الحرب والنزاعات التي شهدتها مناطق واسعة بالبلاد»، وقال: «عملية التفاوض لم تكن سهلة، لكن الإرداة القوية لأطراف السلام، وجهود الوساطة جعلت من المستحيل ممكنا»، وتابع: «المهمة أمامنا عسيرة، والمحك الحقيقي، تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، لكننا واثقون أننا سنعبر بالإرادة الوطنية القوية التي حققنا بها السلام»، فيما أكد رئيس الحركة الشعبية مالك عقار أير، على أن الاتفاق «فرصة تاريخية» للعمل المشترك من أجل توحيد أكبر قوى اجتماعية سياسية لإنجاز مرحلة الانتقال، ووضع سياسات لصالح المهمشين، وأضاف «الاتفاق يساهم في وضع سياسة خارجية وانفتاح السودان على العالم الخارجي وعلى أشقائنا في المنطقة»، وأضاف «علينا أن ننفذ الترتيبات الأمنية لحماية المدنيين في إقليم دارفور والمنطقتين، وتطوير القوات المسلحة بعقيدة جديدة لبناء جيش مهني واحد»، وأعلن نهاية الحرب وأبدى استعداد قادة حركته للذهاب للسودان والشروع في تنفيذ الاتفاق.

السعودية: تحفيز الإخوة

ومن جانبه، قال سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان وجنوب السودان علي بن حسن جعفر، إن توقيع اتفاق السلام «لحظة تاريخة لأهلنا في السودان، والمملكة العربية تبارك إنجاز السلام الذي تحقق». وتابع «إعلان الرياض الذي صاغته المملكة في مؤتمر أصدقاء السودان، الذي عقد في 12 أغسطس (آب)، رسالة سياسية من المجتمع الدولي لتحفيز الإخوة في السودان للوصول إلى السلام». ووعد بوقوف بلاده إلى جانب السودان حكومة وشعبا حتى تحقيق السلام على الأرض.

الإمارات: عهد جديد

وهنأ سفير دولة الإمارات العربية المتحدة السودانيين على ما سماه «الإنجاز التاريخي»، وبداية لعهد جديد بالوصول لاتفاق سلام شامل، وإنابة عن دولته شكر السفير رئيس جنوب السودان وفريق الوساطة، على احتضان ورعاية المفاوضات بين الأطراف السودانية.

مصر: بداية مرحلة

ووصف نائب وزير الخارجية المصري أسامة شلتوت، توقيع اتفاق السلام بأنه بداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان، وقال إن المفاوضات برغم أنها كانت شاقة وعسيرة، لكنها خاطبت جذور إشكاليات الحرب والنزاع، وأشار إلى دور القاهرة في توحيد الجبهة الثورية، وتواصلها الدائم مع الحكومة والوساطة، ودعا كلا من عبد العزيز الحلو، وعبد الواحد محمد النور للانضمام للسلام.

بروتوكولات السلام

ونصت بروتوكولات السلام الموقعة بين الطرفين على منح جنوب كردفان والنيل الأزرق حكما ذاتيا، وقضى بتخصيص نسبة 40 في المائة من ثروة المنطقتين لمدة 10 سنوات، وكفل حقها في التشريع وصيانة الحريات الدينية. وحصلت قوى الكفاح المسلح وفقا للاتفاق على 5 وزراء اتحاديين، و3 أعضاء في مجلس السيادة، و75 نائبا في المجلس التشريعي المكون من 300 والمشاركة في حكم الولايات إضافة إلى إعادة دمج قواتها في الجيش، وتخصيص 7 مليارات دولار على مدار 10 سنوات لإعادة إعمار ما خربته الحروب في مناطق النزاعات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بقايا رئاسة الحكومة اللبنانية

نديم قطيش/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

بثباتٍ وصبرٍ، والكثير من الجرأة، تتحرر مؤسسة رئاسة الحكومة، الشيعية، في العراق، من براثن الهيمنة الإيرانية. لا ضمانة أن تنتهي هذه المعركة إلى حيث يريد لها أصحابها، لكن مجدهم أنهم يحاولون، بصدق وشجاعة.

بثبات مشابه تتحوَّل مؤسسة رئاسة الحكومة، السنية، في لبنان، إلى لعبة إيرانية، وتواصل انحدارها من سيئ إلى أسوأ.. من ألق رفيق الحريري إلى «لا شيء» هذا الاسم أو ذاك.. الأسماء تفاصيل.. لا شيء.. المحصلة عدم كامل في المخيلة والمبادرة والقدرة والتحفز والاستعداد.. عدم!!

مر مرور الكرام، كلام وزير سابق في حكومة سابقة، هو وزير العدل اللبناني شارل رزق، أنه كان يناقش زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، في كل تفصيل من تفاصيل نظام المحكمة الخاصة بلبنان، قبل الاتفاق عليها بين الحكومة والأمم المتحدة.. لم تثر هذه القنبلة السياسية ما كان ينبغي أن تثيره. صحيح أن المحكمة انتهت إلى إدانة مسؤول أمني رفيع في «حزب الله»، وأن نصر الله حفر بيديه فخه هذا، بيد أن اعتراف الوزير رزق قدم دليلاً حسياً على كيفية إدارة لبنان تحت وصاية «حزب الله». وكشف عن حجم التكاذب والتوريات التي تعمي أبصار اللبنانيين عن واقع دولتهم ونظامهم السياسي، لا سيما حين يقول نصر الله إنه لا يعترف بالمحكمة، ويتنصل من كل علاقة بها، وبقراراتها، وبكل ما يصدر عنها، بعد مناقشته كل تفصيل فيها! اكتفى الرجل بأكل العنب. تدخل في شل المحكمة بالمقدار الذي يناسبه ويقدر عليه، لا سيما شل قدرتها على النيل من الرئيس بمسؤوليته عن عمل مرؤوسيه، أو قدرتها على تجريم حزب أو منظمة أو حكومة! كل ما سيصدر بعد ذلك يمكنه بلعه وهضمه في ظل الاختلال الخطير في ميزان القوى على الأرض. القبول بهذا الواقع يومها كان له ما يبرره ربما. شيء بمثابة تقبيل يد «حزب الله»، وتهيئة الظروف لكسرها، بحكم يؤكد مسؤولية الحزب عن قتل رفيق الحريري.

ما الذي يبرر اليوم القبول بأن يختار «حزب الله»، ووفق شروطه، رئيس حكومة لبنان؟ لا شيء، سوى الشعور العميق بالإفلاس، والإعلان عن استقالة حاسمة من الفعل السياسي، والمبادرة، أو على نحو أدق، محاولة يائسة من معظم القوى الرئيسية للحفاظ على موقع لها ضمن تركيبة «نظام حزب الله»، الذي يضم حلفاء الحزب وخصومه جميعاً. التركيبة، كل التركيبة، تدافع عن نفسها في مواجهة جزء كبير من الناس، الذين ما عاد يهمهم من يحظى بالصفة التمثيلية، ومن لا يحظى بها. وما عاد يهمهم العيش في ظل كذبة الديمقراطية اللبنانية التي تحولت إلى ماكينة مزيفة بمهمة وحيدة:

شرعنة الوجود السياسي للقتلة والفاسدين، لا أكثر ولا أقل... في ظل هذا السواد العميم، ثمة بارقة أمل واحدة، تأتي من جهة الكنيسة المارونية. الصرح الذي قاد ولادة لبنان الكبير قبل مائة عام.

ثمة خطاب مسيحي ينمو، ولو ببطء، نحو منطقة اشتباك استراتيجي مع سلاح «حزب الله»، وإن لم يتحول بعد إلى اشتباك أعمق وأشمل مع «نظام حزب الله» بكامله.

كلام الكنيسة عن الحياد كلام كبير، ويكاد يكون الكلام الوحيد الذي يدرك ويرى ويفهم أن المنطقة برمتها تشهد تغييراً عميقاً واستراتيجياً في وظائف كياناتها، ودولها، وهو ما يطرح على اللبنانيين، أو يجب أن يطرح عليهم، أسئلة أعمق وأعقد حول الدور الذي يريدونه لبلدهم، وأن يقرروا بشكل عاقل وموضوعي ماهية الشروط المؤسسة لهذا الدور. فأولاً، هناك الجهد العراقي، المصري الأردني (الأخيران في واقع اتفاق سلام مع إسرائيل)، لبناء منظومة «مشرق جديد» قاعدته التعاون الاقتصادي والاستقرار الأمني والإدارة العاقلة لعلاقات حسن الجوار، وفق شروط الدول الوطنية والشرعيات الدستورية. أين لبنان في هذا الحراك الكبير؟

ثانياً، هناك منظومة شرق المتوسط، الغازية والنفطية (وإسرائيل جزء رئيسي فيها)، بكل رهاناتاها وصراعاتها الحدودية البحرية والبرية، وبكل إمكانات التغيير التي تحملها، للواقع السياسي والاقتصادي في المنطقة. مرة أخرى، أين لبنان، كدولة حوض متوسط، من هذا الحراك الكبير؟ أين لبنان أكثر في ضوء فقدان عاصمته لمرفئها الذي صنع العاصمة وشكل حجر الأساس للسياق التاريخي لتكونها على حوض المتوسط!!

ثالثاً، هناك الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وما قد يليه من اتفاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى، الذي في ضوئه عاد الحديث عن مشروعات بنية تحتية عملاقة، تربط كيانات المنطقة، واقتصاداتها، ما يمهد لا لمشرق جديد بل لشرق أوسط جديد. مرة أخرى أين لبنان من كل هذا؟

وحدها الكنيسة المارونية في لبنان تبدو متنبهة لحجم هذه الزلازل السياسية والاقتصادية، ذات الطبيعة التغييرية البنيوية في الإقليم، ووحدها تنتج خطاباً يربط بينها وبين سلاح «حزب الله»، من زاوية أي دور يراد للبنان، وأين موقعه في التغيير الحاصل.

ما أخشاه أن تقف معركة الكنيسة عند سقف ما يسمى قرار السلم والحرب، أي أن تنحرف المعركة مع السلاح من معركة حول جوهر السلاح إلى سجال تقني حول قرار السلاح.

يجب التنبه لأن تقزيم الأزمة على هذا النحو هو المنطق الذي لا يمانع «حزب الله» في جر الجميع إليه. ففي نهاية الأمر، ينطوي هذا المنطق على اعتراف غير واقعي بأن «حزب الله» مقاومة، وأنه بهذه الصفة يُخاطَب من شركائه في الوطن، في حين أن المقاومة، أي مقاتلة إسرائيل، باتت النشاط الأقل أهمية في سلوكه. «حزب الله» ليس مقاومة، باعتراف نصر الله، الذي بشر اللبنانيين مؤخراً أن مسؤوليته التدخل في كل جبهات المنطقة، مثله مثل أميركا!!

ولنقل صراحة، إن مشكلات لبنان مع إسرائيل ليست من النوع الذي يحتاج إلى الترسانات التي يطورها ويراكمها الحزب استعداداً لحروب محتملة، حساباتها إيرانية، وقرارها إيراني، ونتائجها تسيل لحساب إيران. «حزب الله» هو سلاحه التدخلي هذا، والسجال معه يجب أن يذهب إلى هذه المنطقة تحديداً، لأنه، وحسب نتائجها النهائية، يتحدد موقع لبنان ودوره. فهل لبنان جزء من مصالح المنطقة في لحظة إعادة التشكل الاستراتيجي الحاصلة في المشرق وحوض المتوسط والخليج، أم أداة اعتداء وشغب عليها بيد محور إيران - تركيا - قطر؟ المشكلة بهذا المعنى هي السلاح، وليس قرار السلاح، وهذا ما يرتجي أن تذهب الكنيسة باتجاهه. وهي بصراحة لن تقوى على ذلك إن بقيت على تحفظها تجاه الهجوم المباشر على رئيس الجمهورية. أما قوى «نظام حزب الله»، أي حلفاء الحزب وخصومه، فهنيئاً لهم تشكيل حكومة سرايا ولاية الفقيه.

 

الديمقراطية اللبنانية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 أيلول/2020

استلحق لبنان نفسه على وجه السرعة كي يكون لديه رئيس حكومة مكلفاً تشكيل الحكومة الجديدة، بدل أن يستقبل الرئيس الفرنسي، وهو على رئيس وزراء مستقيل لم تدم حكومته أكثر من نصف عام، تخلله ظهور «كورونا» وكارثة الميناء وخطاب للدكتور حسان دياب بعد مائة يوم على رئاسته، أعلن فيه أن حكومته حققت 97 في المائة من برنامجها. وبقيت 3 في المائة للأسف، بلا تحقيق. الرئيس الملكف، السفير مصطفى أديب، أكثر شهادات أكاديمية من سلفه. وعلى خبرة دبلوماسية جيدة. لكن النواب الذين يسمّونه لا يعرفون عنه شيئاً، ولا معظم أهل السلطة والسياسة. ولا يعرفه من رؤساء الحكومات السابقين الذين أعلنوا ترشيحه، إلا الرئيس نجيب ميقاتي، الذي كان وراء تعيين أديب في السلك الدبلوماسي، ويبدو أنه وراء طرح اسمه لتشكيل الحكومة. الامتحان، على أهميته، ليس الرئيس المكلف، بل الحكومة التي سوف يشكّلها. وهل سوف يترك له حرية تشكيلها أم أن الأسماء سوف تصل إليه بالهاتف؟ والرئيس الذي لا يعرفه مكلفوه لا يعرف هو أيضاً من الذين سيكلفهم. وقد حملت حكومة دياب بعض الأسماء التي لا كفاءة لها سوى كونها تؤنس أصحاب الاختبار في السلطة. وكذلك الحكومات التي سبقتها وأدت أداءً سقيماً وفيه بهت كثير. سوف يُغرقون الرئيس الجديد بالأسماء. وليس من عادة أهل السلطة في لبنان أن يوصوا بأصحاب الكفاءات إلا بغير قصد. وسوف يكون محرجاً في تسمية وزير الخارجية بعدما كان هو موظفاً. ومن أي نوع سوف تكون حكومته في هذه الأزمة الثقيلة. وهل يستطيع إخراج لبنان من العزلة العربية والدولية التي رماه فيها جبران باسيل خلال سنواته في الوزارة. لا يستطيع الدكتور أديب تجاهل القوى السياسية في عملية الاختيار ولو انتقى وزراءه من غير السياسيين. وبعكس دياب الذي جاءت به جهة واحدة، يحمل أديب أيضاً بركة السنّة. ويبدو أن لا معارضة أمامه سوى «القوات اللبنانية» التي ترى في الدكتور نواف سلام رجل المرحلة والتحديات السياسية. إذ بالإضافة إلى سيرته العلمية والدبلوماسية، فقد كان دائماً جزءاً من الحياة السياسية والوطنية. غير أن سلام قوبل برفض من «حزب الله»، وبالتالي، استطراداً من قبل حليفه رئيس الجمهورية. هل اللبنانيون متفائلون؟ اللبنانيون يتمنون أن يتفاءلوا. كل شيء يتوقف على الحكومة التي سوف يقدمها لهم الرجل. هل يكرر النسخة الأخيرة؟ أم ينتقي أهل اختصاص وقرار وضمير؟ هل بعد كل هذه الكوارث يأتي للبنان رجال دولة وسيدات من طراز ريا الحسن؟ ما علينا سوى الانتظار، وآمل ألا يكون طويلاً وسخيفاً كالعادة. لا شيء في لبنان يحتمل الانتظار. ولا وضع يحتمل مزاجيات ومصالح السياسيين. وما عاد أحد يحتمل الوجوه التي لا ترى سوى نفسها.

 

لا حوافز للدمج التوافقي مع تعثّر التسليفات وكارثة 4 آب وإنما لملمة الفروع/"غربلة" المصارف... من يصمد ومن يزول؟

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/01 أيلول/2020

سحوبات الدولار... "روحة بلا رجعة" ولو استعادت المصارف نشاطها السابق

أما وقد ارتفع منسوب التفاؤل اليوم بُعيد إمكانية الخروج بحكومة حيادية في وقت قريب، فإن منسوب تطبيق التعاميم التي ختم بها "المركزي" الأسبوع المنصرم يزيد بدوره، لا سيما رفع رأس مال المصارف بنسبة 20% تطبيقاً لمستلزمات بازل 3 ولتفادي خروج عدد كبير منها من السوق اللبنانية. أما تلك غير القادرة على تلبية هذا الطلب فسيكون مصيرها التصفية من قبل مصرف لبنان، كيف؟ حارت ودارت حكومة الـ"دياب" لاعتماد خطة الهيركات على الودائع التي تتعدّى قيمتها الـ500 ألف دولار، ولم تفلح.

فغيّر مصرف لبنان صيغة الخطة تلك وأطلق العنان تدريجياً لتطبيق الورقة التي أعدّها وذلك قبيل تشكيل حكومة جديدة، من خلال إصدار أربعة تعاميم أبرزها التعميمان رقم 154 و 567 للمصارف والمؤسسات المالية ولمفوضي المراقبة لإعادة تفعيل نشاط المصارف. فنال الأول ترحيباً تاماً من المصرفيين الذين اعتبروا انه سيجنبنا الهيركات، رغم أنه فرض على أعضاء مجالس إدارة المساهمين والإدارات العليا للمصارف وعملاء البنوك من الأشخاص المعرضين سياسياًPEPs، بفتح حسابات جديدة بنسبة 30% من قيمة المبالغ المحولة الى الخارج التي تفوق الـ500 ألف دولار على أن تجمّد لفترة 5 سنوات. اما المودعون الذين حوّلوا أيضاً بدءاً من 1/7/2017 أو 2018 او 2019 الى الخارج أكثر من 500 الف دولار، فالموسى ستلحقهم ولكن بنسبة أقل وهي 15%.

بالنسبة الى التعميم الثاني، فقد ألزم المصارف بزيادة رؤوس أموالها بنسبة 20% علماً أنه سبق لـ"المركزي" ان طالب بها مراراً منذ نهاية العام 2019 ومدّدها لفترة 6 أشهر إضافية، وإلا ستخرج المتقاعسة منها من السوق وتتمّ تصفيتها من قبل مصرف لبنان، إما ببيع موجوداتها وأصولها لتسديد أموال المودعين أو الدمج على طريقته من دون رضى الأفرقاء. فلا تنحصر عملية استرجاع نسبة الـ 15% من أموال المودعين أو30% من تحويلات المساهمين من مصرفيين مساهمين فقط، بل من سائر السياسيين الذين استبقوا الثورة وتقييد التحويلات الى الخارج، فأخرجوا أو هرّبوا أموالهم لعلمهم بتدهور الوضع المالي ومعه المصرفي في البلاد. وبذلك يكون مصرف لبنان ضرب عصفورين بحجر واحد، اولاً استرجع الأموال التي تمّ تهريبها الى الخارج وحفّز الملاءة، وثانياً دخل في عملية غربلة للمصارف لإعادة هيكلة القطاع والإبقاء على "القوي" منها. فمصرف لبنان سيعمد وفق الخطة التي كانت موضوعة الى تقسيم المصارف الى فئتين:

مصارف قابلة للحياة وهي تلك التي رفعت رأسمالها، وأخرى غير قابلة للحياة أي غير القادرة على زيادة رأسمالها، عندها يجمعها مصرف لبنان تحت مظلّة واحدة تحمل تسمية BB أي Bad bank (مصارف سيئة). ما يعطي ثقة للمودعين وأملاً باسترجاع أموالهم كون مصرف لبنان هو المسؤول مباشرة عنها، فيسدّد منها أموال المودعين بعيداً عن الهيركات.

ماذا عن الدمج والإستحواذ؟

وبالنسبة الى سيناريو الدمج والإستحواذ وفق الأصول المتبعة في السابق، فهو صعب تطبيقه بعض الشيء آنياً نظراً الى عدم قدرة المصارف على تحمّل أعباء إضافية خصوصاً في عمليات الشراء علماً أن دمج مصرفين يفرض التوافق بين الفريقين.

وفي هذا السياق يقول الخبير الإقتصادي نسيب غبريل لـ"نداء الوطن" إن "من يقرر الدمج عادة ليست الحكومة، بل ديناميكية الأسواق والمنافسة بين المصارف والوضع الإقتصادي للبلاد والسيولة لدى البنوك. فمجلس إدارة البنك هو الذي يقرّر الإستراتيجية التي سيرسمها ما اذا كان سيسلك طريق الدمج أو التملّك لمصرف آخر أو الخروج من السوق على أن يحظى بموافقة جمعيته العمومية. وتدخل العملية في ما بعد مرحلة التطبيق تحت سلطة مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف التي تشرف على العملية".

الحوافز الداعمة

ويتطلب الدمج حوافز عدة، وفي هذا السياق يقول غبريل، إنه "لدينا في لبنان 47 مصرفاً تجارياً، منهم من يعتبر العدد بالكبير ومنهم لا. وعادة الحوافز التي تتّبع في الأيام العادية تكمن في عدد الفروع المتزايد أو رفع حجم الودائع أو محفظة التسليفات. اليوم لا يوجد حافز لزيادة عدد الفروع، ولا استقطاب للودائع كون محفظة التسليفات لدى البنوك تتضمّن قروضاً متعثّرة خصوصاً في ظلّ الإنكماش الإقتصادي وكارثة 4 آب".

من هنا وفي ظل انتفاء المعطيات المذكورة آنفاً يوضح غبريل "تسعى المصارف اولاً، الى دمج بعض الفروع الخاصة بها، بعيداً عن عزمها على إجراء عمليات دمج أو شراء مصرف لآخر اذ أن ذلك تترتب عليها تكلفة إضافية، علماً أن زيادة حجم الودائع ليست معياراً لزيادة حجم المصرف".

أما اليوم وقد حدّد مصرف لبنان الفترة القصوى لتحقيق زيادة رأس مال المصارف وهو شباط 2021 وفق أبعد تقدير، فإن من يستطيع القيام بذلك سيبقى في السوق ومن لا يستطيع تحقيق ذلك سيخرج، عندها يقوم مصرف لبنان بالبحث في إمكانية دمجه مع مصرف آخر أو إعطاء حوافز لمصارف أخرى موجودة في السوق لتملّك أصوله، او يصار الى سحبه من السوق وبيع موجوداته وأصوله وتسديد اموال المودعين.

وهكذا تحصل عملية إعادة هيكلة القطاع المصرفي بطريقة "ممكيجة" أو معدّلة لتلك التي أعدتها الحكومة فيتقلّص العدد وينتصر في معركة الوجود ذلك القادر على زيادة رأسماله. اما ودائع اللبنانيين، فمنهم من سيحصل عليها اذا تمت تصفية المصرف وبيع ممتلكاته...، ومنهم من ستبقى حساباتهم بالعملة الأجنبية حبراً على ورق، بذمّة المصرف يتقاضاها صاحبها بالتقسيط بالليرة اللبنانية حتماً وليس بالدولار.

 

مصطفى أديب... العقل العربي والغربي في "مزرعة" الفُرس

ألان سركيس/نداء الوطن/01 أيلول/2020

قالت الكتل النيابية الكبرى كلمتها وسمّت السفير مصطفى أديب رئيساً للحكومة ليدخل نادي رؤساء الحكومات في أخطر مرحلة من تاريخ لبنان، وسط اعتراض شعبي على تكليفه لأن الكتل الكبرى إختارته على عجل من دون أخذ رأي الثورة.

مصطفى أديب، إسم من خارج نادي العائلات السنية الكبرى أو رجال المال والأعمال يقتحم المجال السياسي ويصبح السني الأول، هو ليس إبن صائب سلام أو رفيق الحريري أو عمر كرامي، إنما يتحدّر من أسرة شمالية متواضعة، بنى نفسه بنفسه، وتفوّق في مجال السياسة ودرّس في أفضل الجامعات في لبنان وفرنسا. إنطلاقاً من تجربة شخصية، تعرّفت على الدكتور مصطفى أديب في خريف 2006 عندما كان يُدرّس مادة تاريخ العالم العربي في السنة الأولى علوم سياسية في الجامعة اللبنانية، ويُجمع الطلاب الذين تعرّفوا عليه على أنه شخصية مرموقة ذات مظهر خارجي لائق وشبابي، والأهم أنه يحمل مضموناً سياسياً وواسع الإطلاع. بعد جولات من النقاش معه، طرحت عليه سؤالاً وهو: "أنت تختزن كل هذه المعلومات وواسع الإطلاع في مجال السياسة الدولية والقوانين الدولية أيضاً ومثال لكل طالب، فلماذا لا تتقدّم خطوة إلى الأمام وتدخل المجال السياسي وتترشح إلى النيابة مثلاً، فكان جوابه: "إن السياسة النظرية ليست مثل التطبيق على الأرض، فهناك واقع سياسي لا يمكن تجاوزه، والأمنيات والأحلام ليست مثل ما تواجهه عندما تقرّر خوض المعترك السياسي لأن لبنان معقّد".

طوال فترة التدريس، وخصوصاً المرحلة التي تلت حرب تموز 2006، كان أديب يُحافظ على موضوعيته، فهو لم يكن يوماً إلى جانب "حزب الله" أو "التيار الوطني الحرّ" بل كان أقرب إلى فكر "14 آذار"، لكن هذا الأمر لم يدفعه إلى ركوب الموجات، بل ظلّ يرى الأمور بموضوعية تامّة ويُحلّلها بما تقتضيه قواعد اللعبة السياسية الداخلية والدولية. وفي معرض حديثه عن لبنان وسياسة العالم العربي، كانت له دائماً نظريّة بأن كل ما يُحكى عن تقدّم المحور السوري ليس صحيحاً، وهذا الكلام في الفترة الممتدة من 2006 إلى 2010، أي قبل إندلاع الحرب السورية، إذ يؤكّد أن السعودية الآن هي في الطليعة، من ثمّ مصر وبعدهما سوريا وليس العكس.

يرى معظم الطلاب الذين درسوا واستمعوا إلى محاضرات الدكتور أديب أنه الرجل العربي المنفتح المتأثر بالثقافة الأوروبية والغربية، وهو كان يُدرّس في جامعات فرنسا، وهذا الأمر ساعده في تسمية باريس له رئيساً للحكومة، إضافةً إلى دعم ألماني نظراً إلى أنه كان يشغل مركز سفير لبنان في برلين.

من الخطأ في مكان مقارنة أديب بالرئيس المستقيل حسان دياب، إذ إن شخصيته مختلفة تماماً فهو متواضع وواقعي وموضوعي وليس نرجسياً بعكس دياب، الذي ظنّ أنه بات مالك الدنيا وشاغل العالم، لكن بغض النظر عن المواصفات الشخصية، فإن أديب أمام مهمة صعبة، فهو الممتهن السياسة الدولية يعرف جيداً أن تفكيره العربي والغربي سيصطدم بواقع مرير وهو أن لبنان يقع تحت النفوذ الإيراني الذي حوّل بلد الأرز إلى مزرعة، وبالتالي فحتى لو وافق "حزب الله" على تسميته لأنه ليس شخصاً إستفزازياً، إلا أنه سيضع أمامه العراقيل في كل إستحقاق.

يطمح أديب إلى أن يُعيد لبنان إلى الحضن العربي وأن يطوّره ليعود مثلما كان وقريباً من النموذج الأوروبي، لكن الفرس وحلفاءهم سيكونون في المرصاد، وبالتالي فإن أديب قادم على مهمة سياسية صعبة، والأصعب هو الوضع الإقتصادي.

وبات واضحاً أن أديب يحظى بمباركة أوروبية رفيعة، وهو يفضّل النموذج الأوروبي التطوري على الأميركي ويتمسّك بالقيم اللبنانية حتى النهاية، وهو قالها مرّة غاضباً: "إذا صادفْنا رجلاً مسنّاً في لبنان نأتي إليه ونقبّل يديه إحتراماً وإجلالاً لعمره وكل نضالاته، أما في أميركا فالقيم ليست مهمّة، إذ يتخلّون عن المسنّ ويضعونه في مأوى العجزة".

وفي السياق، فإن الأنظار تتّجه إلى كيفية تعامل السعودية والخليج وواشنطن مع تكليف أديب، وهل يستطيع أن يفتح الأبواب المقفلة، أم أن سياسة العزلة ستبقى مستمرة طالما أن العماد ميشال عون موجود في بعبدا و"حزب الله" يسيطر على القرار السياسي والأمني، في حين يواجه أديب مهمة التخلّص من سطوة القوى التي سمّته رئيساً للحكومة؟! ويبقى الأهم أن لا يُخيّب أديب آمال كل من عرفه وأن يعلم أن هناك ثورة فاعلة تراقب وتحاسب ولا تغرّه الكرسي ويطبّق كل ما كان ينادي به، لا أن يتحوّل مثل كل مسؤول يصل إلى الحكم، فالمطلوب واحد وهو أن يطبّق ما كان يؤمن به على رغم المعرفة بصعوبة الأوضاع وأنه يتسلّم بلداً منهاراً وهو الذي كان يحذّر الطلاّب دائماً قائلاً: "إننا سنصل إلى الهاوية إذا ما استمر الصراع الدولي على أرض لبنان واستمرت الإدارة السيئة للدولة اللبنانية".

 

الصيغة الجديدة: لبنان حزب الله على مثال سوريا الأسد

منير الربيع/المدن/02 أيلول/2020

استخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العصا الأميركية لجرّ اللبنانيين إلى إبرام تسوية تسجّل له.

3 أشهر وإلا العقوبات

هدّد المسؤولين بفرض عقوبات عليهم، إذا لم يتوافقوا على رئيس للحكومة. وأبقى التهديد قائماً بطريقة صارمة لفرض تشكيل سريع لحكومة لا تتعدى 20 وزيراً، ولا تقل عن 14 وزيراً. جميعهم من خامات اختصاصية مالية واقتصادية، في قطاعات متعددة، ولديهم تجارب خارج لبنان.

قال ماكرون للبنانيين إن أمامهم ثلاثة أشهر لتحقيق التغيير الفعلي، وإلا ستفرض عليهم العقوبات. وهذا يعني أن الرئيس الفرنسي حصل على مهلة أميركية مدتها هذه الأسابيع، لمراقبة ما يمكن أن تحققه فرنسا.

تجنّب سلاح حزب الله

رحّب ماكرون بطرح الدولة المدنية. تحدث وكأنه يتبنى خطاب حزب الله ورئيس الجمهورية في مسائل التدقيق المالي، وتغيير سلوك مصرف لبنان، والقطاع المصرفي. لكنه لم يقترب من أي طرح أو نقاش يتعلق بسلاح حزب الله مثلاً، أو النأي بالنفس أو الحياد. وهذا يعني أنه تجنب الكلام والبحث في ما يعتبر من أهم الشروط الأميركية والسعودية للتعاون مع لبنان وتقديم المساعدات له: مسألة حزب الله وسلاحه.

لذا، من الواضح أن ماكرون ينفذ مشروعاً اقترحه في زيارته الأولى إلى لبنان، قوامه تقسيم التسويات على مرحلتين: مرحلة أولى لتشكيل الحكومة وإنجاز الإصلاحات، وتأجيل البحث في الملفات الخلافية إلى مرحلة لاحقة. وهو يستفيد من الانشغال الأميركي بالانتخابات. لكنه حصل على مهلة أميركية لمعرفة ما يمكن أن يحقق من تنازلات.

دولة مدنية للغلبة الشيعية

المؤكد أن الفرنسيين يعملون على الذهاب إلى صيغة سياسية ودستورية جديدة في لبنان، تعيد رسم التوازنات. اجتماع القوى على الدولة المدنية، يؤسس لانتصار سياسي كبير لحزب الله. فهي ستكون مقدمة لاستنساخ النموذج الإيراني بسبب الخلل الكبير في الواقع الاجتماعي، وتكريس الغلبة الشيعية المتراصة خلف الحزب الشيعي المسلح.

والأهم أن ما يجري كله يتجاهل موضوع السلاح أو النقاش فيه. المناقشات والمساعي الدائرة كلها تكرس منطق منح المكتسبات لمن يدخل في صراعات عسكرية مسلحة.

أول طرح بديهي للدولة المدنية مثلاً، يتمثل بقانون انتخابي يتجاوز القيد الطائفي، وتشكيل مجلس نيابي على هذا الأساس، بمعزل عن صيغة وتفصيل الدوائر الانتخابية. وهذا يعني أن الفائز الأكبر سيكون حزب الله، الذي تصطف خلفه الطائفة الشيعية بغالبيتها الساحقة، بينما البيئات والطوائف الأخرى كلها عرضة للاختراقات.

أمن إسرائل

كشف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن عروض كثيرة قدّمت لحزبه الكثير من المغريات مقابل السلاح، لكنه تمسّك به. المبادرة الفرنسية منحته فرصة ليقول للبنانيين: "رفضتم الميثاق الجديد عندما طرحناه، لكنكم وافقتم عليه عندما طرحه الفرنسيون"، على أن تنتج المبادرة الفرنسية تعايشاً مع واقع حزب الله كما هو.

وقد يكون هذا التعايش شبيهاً بالذي نشأ في سوريا الأسد منذ السبعينيات حتى اليوم: التعايش مع واقع حزب الله في لبنان لسنوات طويلة مقبلة، طالما أمن إسرائيل مضمون، ولا كسر لتوازن استراتيجي يهدد أمنها، في حال التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود وتفكيك الصواريخ الدقيقة.

أميركياً، لم يتغير شيء من الشروط. وبمعزل عن نجاح ماكرون في تشكيل حكومة غير سياسية، فإن البحث السياسي سيأتي لاحقاً، وبالعناوين المطروحة نفسها. ما يعني تفريغ مبادرة ماكرون من مضمونها، أميركياً وسعودياً.

 

ماكرون المهجوس بالمتوسط: يعيّن مجلس الوزراء.. ويحاور حزب الله

منير الربيع/المدن/02 أيلول/2020

كثر مرّت في ذاكرتهم "صورة" أبي عبدو. من النهي إلى الأمر فالتحذير والتهديد. الفارق أن إيمانويل ماكرون، يقدّم صورة حضارية، ترتبط ثقافياً بلبنان التاريخي وفكرة ولادته وإنشائه وصولاً إلى استقلاله. إنه استقلال بلا سيادة. لا يمكن اتهام الرئيس الفرنسي فقط بانتهاكها، إنما أمعن اللبنانيون في امتهان كرامة بلدهم، وقوى عديدة أرادت دفن لبنان الكبير أو لبنان الإستقلال، وأرادت إبقاء لبنان الإنتدابات لقوى متعددة. يلتزم ماكرون بكلام منمّق ينطوي على التهديد، بخلاف ما يكشفه جورج حاوي في أحد فيديوهاته عن كيفية تعاطي رجال الأمن السوريين مع المسؤولين اللبنانيين بما فيها من توبيخ وتأنيب وشتائم.

برنامج لثلاثة أشهر

الصورة المختلفة بالشكل والمضمون. لكنها قابلة للاستحضار، من تلويحه بالعقوبات وإلزام المسؤولين بمهلة محددة لإنجاز الإصلاحات وإلا سيكونون عرضة للعقاب، إلى شكل وترتيب اللقاءات في قصر الصنوبر، على نحو استقبل فيه المسؤولين على حدة، وانتظروا جميعهم موعد اللقاء الجماعي على عشاء معه. جاء الرئيس الفرنسي كما في زيارته الأولى، حدد موعداً جديداً ومهلة جديدة لزيارته الثالثة. أمام المسؤولين ثلاثة أشهر لتنفيذ الإصلاحات وسيعود في كانون الأول لمتابعتها. أتى حاملاً برنامجاً متكاملاً ورؤية سلّمها إلى جميع المسؤولين، حول التحضير للمرحلة المقبلة. من شكل الحكومة وتركيبتها، إلى برنامجها وخطتها الإصلاحية، وما يتفرع منها ويتوسع عنها، في إطار الدعوة الى الميثاق الجديد الواجب إقراره.

هذا التحرك والتدخل التفصيلي والمكثف، ربما يكون قد نتج عن فقدان أمل فرنسي من الإتكال على المسؤولين اللبنانيين في اتخاذ القرارات الملائمة لبلدهم. وربما هو التعبير المثالي والتجسيد الفعلي لمقولة طُبعت في أذهان اللبنانيين والعالم، أن لبنان ومسؤوليه دائماً بحاجة لمن يسوقهم ويدير شؤونهم ويكون وصياً عليهم. أدرك الفرنسيون أن القوى اللبنانية عصية على الإستقلال وتحتاج دوماً إلى عصا لتدير القطيع أو تلزمه بالمسير. فقرروا أن لا يتركوا الفرصة لأحد غيرهم، محاولين المقاطعة بين جملة تقاطعات وتوجهات، والحصول على ضوء أخضر من قوى متعددة ومتضاربة.

حزب الله وتغيير النظام

يرتبط ذلك أيضاً بمصلحة فرنسية استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. في إطار معركة ترسيم مناطق النفوذ البرية والبحرية والثقافية والعسكرية. فلا بد لفرنسا من الحضور المباشر في لبنان، بشتى الطرق والمجالات. من لقاء فيروز، إلى غرس الأرزة، ولقاء بعبدا وسط حديث موسع عن الدولة المدنية، إلى اضطرار النائب محمد رعد لمغادرة الغداء، إما بسبب زجاجة نبيذ كما قيل، أو لسبب آخر وهو نقل رسال بين حارة حريك وماكرون، على أن يلتقيه على حدة في قصر الصنوبر. فتتكرر تجربة الزيارة الأولى حين التقى الرجلان مرتين، في الأولى وجه ماكرون جملة أسئلة، ليعود رعد بأجوبة عليها بلقاء ثان.

وربما النقاش الجدي الوحيد هو الذي كان بين ماكرون وحزب الله عبر محمد رعد. حول ما يمكن لباريس أن تحققه بهذه المفاوضات مع الحزب، طالما أنها الجهة الدولية الغربية الأخيرة التي تتواصل مع الحزب بشكل علني ورسمي. أما مع القوى السياسية الأخرى، فكانت النقاشات عادية وتتمحور حول كل الملفات بشكل عام. غلبت الشكاوى على لقاءات المسؤولين مع ماكرون قبل العشاء الجامع، فاشتكى الأفرقاء على بعضهم البعض، وقدم كل منهم رؤيته أو ورقته الإصلاحية، ونظرته لتطوير النظام الذي يريده ماكرون. وكان قد تلقفه في البداية أمين عام حزب الله، وفيما بعد رئيسا الجمهورية ومجلس النواب.

توزيع حقائب الحكومة

كل شخصية طرحت هواجسها ورؤيتها، وطلب من باريس المساعدة للحفاظ على الكيان والنموذج. كان ماكرون مستمعاً في هذا المجال. فيما رؤيته واضحة ومكتملة. هو يعلم ماذا يريد من لبنان، والمدى الذي يمكن من خلاله أن يصل لتحقيق ما يريده بالقدر المتاح، في ظل الظروف الدولية والأميركية خصوصاً. يريد تحقيق إنجاز لبناني يستثمره في داخل فرنسا "بإنقاذ لبنان من التحلل والانهيار والحرب الأهلية". ويريد الإثبات للأميركيين وغيرهم أنه نجح في مساعيه مع حزب الله من دون الحاجة إلى التصعيد أو العقوبات وممارسة الضغوط أو الحروب. قد يكون طامحاً. وقد يغلب عليه فقط طابع صناعة الصورة.

وتغيير حاكم المصرف

الهم السريع والأساسي لماكرون كان تشكيل الحكومة سريعاً. بموازاة تسمية مصطفى أديب، كان إيمانويل بون السفير الفرنسي السابق في لبنان، يتواصل مع المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل لمطالبتهم بتقديم لوائح بأسماء الوزراء المقترحين لديهم، ويجري مباحثات حول كيفية توزيع حقائب الحكومة، مع التشديد على ضرورة تغيير النماذج وتبديل الحقائب. فتتم جوجلة الأسماء لتركيب الحكومة في أسرع وقت ممكن، وبعد إنجاز الاستشارات النيابية غير الملزمة. وأكثر من ذلك، تشير بعض المعطيات إلى أن اهتمام الفرنسيين سيكون مركزاً على القطاع المصرفي والمالي. وهناك مؤشرات تفيد بأن ماكرون اصطحب معه في زيارتيه مديراً مصرفياً كبيراً في باريس، قد يكون مرشحاً لمنصب حاكم مصرف لبنان، وهو سمير عساف، مدير مصرف "أتش أس بي سي" في باريس.

هذا كمرحلة أولية من الآن إلى ثلاثة أشهر، مقابل فتح النقاش حول ما هو أبعد من هذه التغييرات الإجرائية، للبحث في الميثاق الجديد، والذي تلقفه اللبنانيون بإعلان الذهاب إلى الدولة المدنية، والذي سيكون بحاجة إلى نقاش موسع وجلسات حوار طويلة، لن يغيب عنها حجم موازين القوى وتأثيراتها.

السعوديون والأميركيون

تصرفات ماكرون لن تكون منحصرة بمهمة قابلة للإنتهاء، بل للتأسيس إلى واقع جديد يستجد في منطقة الشرق الأوسط، ولا بد من تعزيزه باتفاقيات عسكرية وأمنية واقتصادية بعيدة المدى، ترتبط بالوضع في البحر الأبيض المتوسط، أو في البحث حول التغيير الجذري ببنية النظام أو الدستور، كطرح مجلس الشيوخ وغيرها. قد تمر المرحلة الأولى التي يقترحها ماكرون. وهي تمرير الحكومة وبعض الإصلاحات الاقتصادية. أما النقاش الاستراتيجي الثاني فلن تكون الكلمة الفصل له وحده. ولا بد من انتظار موقف الأميركيين والسعوديين، وسط مؤشرات كثيرة تفيد بأن الردّ لن يتأخر، وسيحمل متغيرات وعرقلات كثيرة للمسعى الفرنسي، فيعيد ماكرون إلى وسيط فاعل بلا تكاليف، بانتظار رئاسيات الولايات المتحدة ومسار الصراع الأميركي الإيراني. تماماً كما كان دور الوصاية السورية يتوسع أو ينقبض في لبنان، وفق العلاقة مع واشنطن وتوجهاتها.

 

إيران وفرنسا: أديب اختير في باريس بموافقة طهران قبل بيروت

حسن فحص/أساس ميديا/الأربعاء 02 أيلول 2020

لم يكن اختيار مصطفى أديب لرئاسة الحكومة اللبنانية مفاجئاً لقيادة حزب الله. ففي حين واجه الحزب ومعه حركة أمل، تمنّع سعد الحريري وهو يرغب، إلا أنّ الثنائي الشيعي ارتضى من الحريري أن يسمّي من يأتي مكانه، مع الاطمئنان إلى أنّه لن يُحرجهما باسم لا يرضونه، مثل الرئيسين السابقين فؤاد السينورة ونجيب ميقاتي، أو حتّى تسمية السفير نواف سلام، لما يعرفه الثنائي الشيعي من اعتبارات خاصة تحكم خيارات الحريري على هذا الصعيد. وإن كانت قيادة الحزب على علم بالإشكاليات التي رافقت مهمة "أديب" خلال تولّيه رئاسة البعثة الدبلوماسية اللبنانية في ألمانيا، والآليات والسياسات التي تعامل بها في القضايا اللبنانية بالمحافل الدولية أو مع الجالية اللبنانية التي يشكّل أبناء الطائفة الشيعية العصب الرئيس فيها، فهي واكبته سياسياً وإدارياً منذ كان في مكتب رئيس الوزراء ميقاتي بعد عام 2011، واستمرت في "تفييشه" حتّى بعد انتقاله إلى السلك الدبلوماسي من خارج الملاك.

حزب الله هو الطرف السَبَّاق من بين الأطراف اللبنانية في الوقوف على التوجّهات الفرنسية حول الخيارات المطروحة للشخصية التي سيرسو عليها بازار التسميات والمشاورات الشكلية بعد إخراج الحريري لنفسه من السِبَاق

وإذا ما صحّت التسريبات التي تتحدّث عن دور فرنسي في حسم هذه التسمية، فإنه من غير الصحيح ما يشاع بأنّ الثنائي الشيعي قد تبلّغ بالاسم عصر يوم الأحد 30 آب 2020، بعد اتفاق "مجمع رؤوساء الحكومة السابقين" عليه، ورفع الاسم لرئيس الجمهورية. فهذه التسريبات تتحدّث عن اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي واللبناني يوم الجمعة تمّ فيه حسم التسمية فرنسياً، ما يعني تلقائياً أن يعمد الرئيس اللبناني لإبلاغ حليفه حزب الله بالقرار والتوجّه الفرنسي على خلفية التناغم الذي لا يغيب عن الرئيس بين الرئيس الفرنسي وحزب الله، والذي ظهر واضحاً في اجتماع قصر الصنوبر خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأولى إلى بيروت بعد انفجار المرفأ.

ويبدو أنّ حزب الله هو الطرف السَبَّاق من بين الأطراف اللبنانية في الوقوف على التوجّهات الفرنسية حول الخيارات المطروحة للشخصية التي سيرسو عليها بازار التسميات والمشاورات الشكلية بعد إخراج الحريري لنفسه من السِبَاق. ليس لجهة وجود خطوط مفتوحة بينه وبين الفرنسيين، وإن كان لا يمكن استبعاد ذلك، بل لارتباطه العضوي بالسياق الإيراني والجهود التي تبذلها طهران في مواكبة تفاصيل ملفاتها الإقليمية، ومن بينها الملف اللبناني بما يعنيه من دور وموقع ومستقبل حليفها حزب الله، وما يمثّله في إطار مشروعها الإقليمي.

طهران لم تكن بعيدة عن الجهود والمساعي التي بدأها ماكرون بعد انفجار بيروت. وهي توقفت جيداً أمام الإشارات التي صدرت عن الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر

فالاتصالات الفرنسية الإيرانية لم تنقطع خلال الأشهر الأخيرة حول جميع الملفات في الإقليم وعلى الصعيد الدولي، خصوصاً ما يتعلّق بالتوتر والتصعيد القائم بين طهران وواشنطن. وهذه الاتصالات كان لها دور فاعل في تمهيد الطريق أمام حسم ملف رئاسة الوزراء في العراق ووصول مصطفى الكاظمي الذي تربطه بباريس علاقة عميقة بدأت خلال تولّيه منصب رئيس جهاز المخابرات، وتعمّقت بعد وصوله إلى رئاسة الوزراء، مستفيداً من الجهود الفرنسية لمنع وصول المواجهة بين طهران والإدارة الأميركية إلى نقطة اللاعودة من البوابة العراقية.

وهنا يمكن القول إنّ طهران لم تكن بعيدة عن الجهود والمساعي التي بدأها ماكرون بعد انفجار بيروت. وهي توقفت جيداً أمام الإشارات التي صدرت عن الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر عن استعداده لتسويق أيّ اتفاق حول حكومة نهوض وطني مع الأطراف المعنيّة بالساحة اللبنانية من بينها طهران وواشنطن. فضلاً عن التواصل المباشر مع ممثّل الحزب في اللقاء الذي شكّل مؤشراً على تعامل مختلف مع هذا الحزب على خلاف تعامل الإدارة الأميركية.

اللاعب الإيراني استطاع توظيف أوراقه بشكل سمح له بإحداث خرق في الموقف الدولي من دوره ونفوذه في الإقليم والشرق الأوسط، وحتّى في الملف النووي والجدل القائم حول الاتفاق الذي سبق أن تمّ التوقيع عليه بين طهران ومجموعة 5+1 في تموز/2015، عندما بدأ بترجمة نيته في التوجّه نحو الشرق وبناء شراكة اقتصادية استراتيجية مع الصين في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والزراعية وحتّى العسكرية، وإمكانية أن تعمّم هذه التجربة باتجاه روسيا، ما يعني خروج الدول الأوروبية من دائرة الاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الإيراني المتهالك، والذي يحتاج إلى كلّ شيء. الأمر الذي دفع هذه الدول لإعادة تقويم التطوّرات واعتماد هامش في التعامل مع إيران يبتعد نسبياً عن الموقف الأميركي ولا يتصادم معه وينسجم مع مصالح هذه الدول الاستراتيجية والاقتصادية، ولتكون على الأقل شريكاً لكلٍّ من بكين وموسكو في السوق الإيرانية أفضل من أن تكون خارجها. ما يعني خسارة كلّ ما عملت على بنائه قبل العقوبات الأميركية المستجدّة في عهد الرئيس ترامب.

بناء على هذه المعطيات، وردت إشارات إيرانية عن جدّية التعاون مع باريس في الملف اللبناني وملفات أخرى

وعلى الرغم من الإشارة السلبية التي وجّهتها دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لطهران في الملف النووي عندما قدّمت مشروع قرار يشكّك بالتعاون الإيراني على خلفية عدم سماح طهران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى منشأتين تدور حولها شكوك، إلا أنّ هذه الترويكا وبقيادة فرنسية واضحة عملت على إسقاط المساعي الأميركية في مجلس الأمن لتمديد الحظر على الأسلحة التقليدية المفروض على إيران، والذي ينتهي في 18 تشرين الأول 2020 بناء على قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يشكّل الشرعية الدولية للاتفاق النووي.

التعاون كما التنسيق الإيراني الفرنسي في الملف اللبناني، وحاجة كلا الطرفين لبعضهما البعض على هذه الساحة لتمرير المرحلة وعبور العواصف التي تحيط بلبنان والمنطقة بأقل الخسارة، لجم العديد من الأصوات الإيرانية التي هاجمت ما وصفته بـ"التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية اللبنانية الذي يستهدف النيل من حزب الله حليف إيران". وشكّل الاتصال الهاتفي بين ماكرون والرئيس الإيراني حسن روحاني نقطة تحوّل أساسي في مسار التنسيق والتعاون، الذي يساعد باريس في الحفاظ على دورها التاريخي في لبنان، ونقطة متقدّمة في مواجهة الطموحات التركية المستجدّة في شرق المتوسط في المياه اليونانية والأزمة الليبية، فضلاً عن حقها في العودة إلى تفعيل استثماراتها في الغاز اللبناني. إضافةً إلى تراجع طهران عن رفضها تفتيش منشآتها، والإعلان عن مرحلة جديدة من التعاون مع الوكالة الدولية بعد زيارة إلى طهران قام بها رئيسها رفاييل غروسي، الذي مهّد الطريق أمام موقف أوروبي جديد رافض لتفعيل آلية العودة التلقائية للعقوبات التي تسعى له واشنطن (سناب باك). وبناء على هذه المعطيات، وردت إشارات إيرانية عن جدّية التعاون مع باريس في الملف اللبناني وملفات أخرى. والأرجح أن تكون باريس قد عملت على تمرير تسمية رئيس مجلس الوزراء بعد انسحاب الحريري من السباق في إطار تفاهم مع طهران. وكان هذا السبب في تخلّي حزب الله عن أيّ حساسية حول الاسم المطروح أو آلية الاتفاق عليه.

 

في زمن ماكرون: نصرالله بدلاً من الحويّك في المئوية الثانية!

أحمد عياش/اساس ميديا/الأربعاء 02 أيلول 2020

يشير تقرير ديبلوماسي عربي تابع تحرّك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، وصولاً إلى إحياء ذكرى المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير، إلى أنّ سيد الإليزيه بدا أقرب إلى "حزب الله" من الطائفة المؤسسة لهذه الذكرى، أي الموارنة. حتى إنّ رئيس الجمهورية الماروني ميشال عون لم يكن له الأولوية في جدول أعمال الرئيس ماكرون سواء في زيارته الأولى أو في زيارته الثانية، ما أعطى وزناً فعلياً للحزب في نتائج الزيارتيّن.

فما هي أبرز التفاصيل في هذا التقرير؟

في التقرير الذي رفعه الديبلوماسي العربي الرفيع، وتسنّى لـ"أساس" الاطلاع عليه، أنّ فتوراً ظهر جلياً في الشهر الماضي بين المرجعية المارونية المتمثّلة بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد المعلومات الأوّلية التي تواترت من باريس تتعلّق بالرؤية حول الإصلاح المطلوب القيام به حيال النظام القائم في لبنان. وترافقت هذه المعلومات مع برودة في تعاطي الإدارة الفرنسية مع دعوة البطريرك الراعي إلى اعتماد "الحياد الناشط" كبديل للواقع الذي يفرض فيه "حزب الله" سياسة انحياز كاملة لمصلحة محور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولم يصدر عن الرئيس ماكرون موقف حازم في تأييده لما طرحه الراعي، بل ذهب أكثر فأكثر، سواء مباشرة أم عبر وزارة الخارجية الفرنسية، إلى رفع منسوب الاهتمام بما تطرحه طهران بشأن مستقبل نفوذها في لبنان عن طريق تغيير النظام الذي أنشأه اتفاق الطائف عام 1989. هذا الموقف الذي تميّزت به "القوات" عن سائر ما يسمّى مكوّنات قوى الرابع عشر السابقة والتي كانت تضمّ تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، أظهر أنّ مرشّح الفرانكوفونية، أي أديب، قد تفوّق على مرشّح الأنكلوساكسونية، أي سلام

ويخلص التقرير إلى القول إنّ العبارة الأشهر في تاريخ العلاقات اللبنانية – الفرنسية منذ العام 1920، وهي "الأم الحنون"، لم تعد تعني موارنة لبنان حالياً، بل صارت تعني عملياً ما يمثّله "حزب الله" على مستوى الطائفة الشيعية نتيجة التوجّهات التي تطبع السياسة الفرنسية النشطة في هذا البلد.مع اختلاف الصفة من الأم إلى الأخ، بدليل اصطلاح الأخوة اللبنانية – الفرنسية الذي استعمله في بداية زيارته الثانية.

ما يدعم معطيات تقرير الديبلوماسي العربي، الموقف الذي اتخذته "القوات اللبنانية" في الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة. فقد انبرت إلى تسمية الدكتور نواف سلام في هذه الاستشارات خلافاً لما أرادته باريس بتكليف الدكتور مصطفى أديب بهذه المهمة. وهذا الموقف الذي تميّزت به "القوات" عن سائر ما يسمّى مكوّنات قوى الرابع عشر السابقة والتي كانت تضمّ تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، أظهر أنّ مرشّح الفرانكوفونية، أي أديب، قد تفوّق على مرشّح الأنكلوساكسونية، أي سلام. فهل من عبرة مما جرى حتى الآن؟

ربما يتطلّب الجواب على هذا السؤال، الإحاطة بأسرار الاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية، والتي أفضت إلى تحقيق رغبة الرئيس ماكرون في الخروج من دوّامة استشارات التكليف سريعاً نحو استشارات التأليف تمهيداً لولادة الحكومة العتيدة المنتظرة. ومن قليل هذه الأسرار، لكن لم يعد سراً، الاتصال الذي تلقّاه الرئيس سعد الحريري من الرئيس الفرنسي عشية الاستشارات الملزمة، ما غيّر الأجواء في الاجتماع الأخير لرؤساء الحكومات السابقين الذين أعلنوا تأييدهم لتكليف الدكتور أديب مهمة تشكيل الحكومة. فهل قدّم ماكرون ما يكفي من اسباب كي يحمل هؤلاء الرؤساء على تبنّي ما اختاره سيد الإليزيه؟

عبارة "لننتظر كي نرى"، هي السائدة هذه الفترة، التي ينتهي مفعولها الأسبوع المقبل، وفق المعلومات التي ترافق مساعي التأليف

في غياب المعلومات الكافية، تبدو خطوة رؤساء الحكومات السابقين محفوفة بالتساؤل والمخاطر عما ستؤول إليه الأمور في حال انتهت تجربة الحكومة الجاري تأليفها إلى المصير نفسه الذي آلت إليه الحكومة المستقيلة، التي وُصِفَت بأنّها حكومة "حزب الله"؟

من المخاوف التي بدأت تلوح، ما ورد في تقارير إعلامية فرنسية عن أنّ ما أحرزته جهود الرئيس الفرنسي حتى الآن ينحصر في الشكل، أي في الاستجابة لرغبته في تشكيل حكومة جديدة. فرحلت حكومة دياب في العاشر من آب الماضي، وأتى رئيس مكلّف لتشكيل الحكومة المقبلة. أما في المضمون، فتشير هذه التقارير إلى أنّ سياسة المحاصصة ما زالت حيّة ضمن فريق السلطة إضافة الى أنّ "حزب الله" ما زال متمسّكاً بتمثيله في الحكومة الجديدة، كما كان الحال منذ العام 2005 .

عبارة "لننتظر كي نرى"، هي السائدة هذه الفترة، التي ينتهي مفعولها الأسبوع المقبل، وفق المعلومات التي ترافق مساعي التأليف. لكنّ ذلك لن يغيّر من واقع الصورة الشاملة في المنطقة التي تضع التحرّك الفرنسي في لبنان في حيّز محدود.

الصورة الشهيرة التي ما زالت منذ العام 1920 الأكثر تعبيراُ عن حدث ولادة لبنان الكبير، هي التي جمعت حشداً في قصر الصنوبر، مقرّ سلطة الانتداب الفرنسي، يتوسّطهم الجنرال غورو والبطريرك الياس الحويك .أما الصورة التي لم تُلتقط حتّى الآن، لكنّ معالمها موجودة، فهي حشد مماثل للذي تجمّع قبل قرن، يتوسّطه الرئيس ماكرون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.   

 

عملية "التكليف"... إبحثوا عن الألمان والفرنسيين

غادة حلاوي/نداء الوطن/01 أيلول/2020

من استقالة حكومة حسان دياب الى تكليف مصطفى أديب كانت فرنسا هي المحور. أجمع غالبية الفرقاء السياسيين في لبنان على اسم رئيس لتشكيل حكومة جديدة. وأفضت الإستشارات النيابية إلى تكليف سفير لبنان لدى ألمانيا، الدكتور مصطفى أديب، برئاسة الحكومة وبعدد أصوات بلغ التسعين.

جاء الاتفاق على الرئيس المكلف استجابة للضغط الفرنسي الذي يبدي اهتماماً كبيراً بالعودة الى الساحة اللبنانية. تقاطعت هذه الرغبة مع كارثة المرفأ في الرابع من آب، حيث لم تعد حكومة دياب قادرة على الصمود وكانت تعاني ما تعانيه من حصار مزدوج من الخارج والداخل معاً. بقوة دخلت فرنسا ولولا أصرت وضغطت من اجل التسمية وتم تحديد موعد الإستشارات لكنا ما زلنا امام مفاعيل خلافات محلية. إتصل الرئيس الفرنسي برئيس الجمهورية يبلغه ان الرئيس سعد الحريري أعدّ لائحة مؤلفة من ثلاثة اسماء هي محمد الحوت ومدعي عام التمييز غسان عويدات ومصطفى اديب ليقع الاختيار على الاخير. النقطة الايجابية بالنسبة الى الثنائي الشيعي أن الحريري لم يضمّن اللائحة الأسماء الاستفزازية اي نواف سلام ومحمد بعاصيري أو اسماً من بين رؤساء الحكومات السابقين، كما استبعد من اللائحة كل من له علاقة بـ"تيار المستقبل" كي لا يبقى في الواجهة.

في قراءة اولية، خرج الحريري من الاستشارات يقول انا من يسمي رئيس الحكومة لا رئيس الجمهورية ولا المسيحيين ولا الشيعة. ضمن لائحته اسم رئيس الحكومة المكلف، منهم من يقول ان ذلك تم بتعاون مع الرئيس نجيب ميقاتي بناء على نصيحة شقيقه طه ميقاتي، لكن آخرين يجزمون ان التسمية أتت من الخارج ليتبناها الحريري ويسوق لها مع اسمين اضافيين. وتقول رواية هؤلاء، بعد أن فهم الحريري انه لن يكون رئيساً للحكومة لأسباب خارجية وداخلية أعلن عزوفه عن قبول التكليف، وامتنع عن اختيار اي شخصية من داخل تياره السياسي او من المقربين مباشرة اليه لوجود فيتو سعودي يشمله واياهم. لم يكن المسار الداخلي تصادمياً واعتبر الجميع ان للحريري حيثيته السياسية والطائفية التي تخوله تسمية المرشح للرئاسة الثالثة، فمُنح فرصة اضافية لإختيار من ينوب عنه. هنا دخل الحريري في خضم اجتماعات ماراتونية لرؤساء الحكومات السابقين المصرين على تبني ترشيح السفير نواف سلام المرفوض من قبل باقي المكونات. ومع اعلان الرئيس فؤاد السنيورة إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة ورفضهم الاعلان عن اسم المرشح قبل صبيحة الاثنين اي يوم الاستشارات، اتصل رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طلب من الحريري ضرورة التسمية وضمن مهلة التزم بها وأبلغ ماكرون مساء السبت لائحة من ثلاثة اسماء. إتصل ماكرون برئيس الجمهورية يبلغه بالاسماء صباح يوم الاحد كما اتصل بأفرقاء آخرين ومن بينهم رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي لم يكن بوارد التسمية. فهم عون كما الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" ان الاتفاق هو على تسمية أديب الموجود اسمه إلى جانب اسمين آخرين لكل منهما عقبات تحول دون تكليفه. يحتاج عويدات الى آلية قانونية معينة تستلزم وقتاً لمعالجتها، فيما يعد الحوت من الاسماء غير المتفق عليها داخلياً. لم يكن اسم السفير مشابهاً للإسمين الآخرين ما فهم على وجود رغبة غير محلية على تبني ترشيحه. والقبول باسمه لم يكن لمجرد طرحه من قبل رؤساء الحكومات بل لكونه شخصية منفتحة على الغرب وتربطه علاقات معه، ويتقاطع مع نواف سلام لكونهما متحدرين من الوسط الديبلوماسي.

وإذا كان سلام سفيراً لدى الامم المتحدة فالرئيس المكلف كان سفيراً لدى كبرى الدول الاوروبية وصاحبة الديبلوماسية السرية في التعاطي مع الملفات. وفي ضوء ترشيح سلام انطلاقاً من كونه سفيراً له صلات مع الغرب، انطلقت عملية بحث هادئة عن شخصية سنية تربطها أيضاً علاقات مع الغرب، وجدها الفرنسيون في سفير لبنان لدى المانيا التي زكّت اسمه. ساعده فرنسياً زواجه من سيدة فرنسية والدها ديبلوماسي فرنسي سابق. يؤكد مشاركون في الاتصالات التي افضت الى ترجيح كفة أديب ان طبخة ترشيحه كانت خارجية تمّ الباسها لبوساً محلياً. إختلفت الآراء هنا حول حسابات الحريري، فبينما كان ينظر اليه فريق على كونه الخاسر الأول شخصياً لخروجه من سدة الرئاسة، وخسارة السنة الذين تركوا في لبنان فصارت الرئاسة الثالثة مكسر عصا ورئيسها الاكثر عرضة للتغيير، يرى الثنائي الشيعي ان الحريري خرج الرابح الاكبر. حصر تسمية الرئيس السني به شخصياً وليس بيد رئيس الجمهورية او الشيعة ولا المسيحيين، وان كل اجتماعات الثنائي الشيعي مع الفريق المسيحي لم تتمكن من الاتفاق على مرشح. وحده "اللقاء التشاوري" عبّر عن انزعاجه وخرج سنياً عن التوافق احتجاجاً على عدم وقوف "حزب الله" على رأيه، وخرج "الاشتراكي" مكرساً حضوره ودوره في المعادلة من جديد الى جانب الثنائي و"التيار" و"المستقبل"، فيما غردت "القوات اللبنانية" وحدها. الفارق بين دياب وأديب ان الاخير ليس محسوباً على "حزب الله" ويحظى بغطاء سني مصدره رؤساء الحكومات السابقون وضمنهم زعيم السنة سعد الحريري، وهو كلف بمساعدة فرنسية ستفتح امامه ابواب المجتمع الدولي وصندوق النقد للمساعدة. ومعنى تكليف مرشح الحريري تشكيل حكومة ليست من لون واحد بل بمشاركة "المستقبل" معنوياً، وسيكون الحريري معنياً بالمسؤولية عن انتاجيتها وبالتالي باتت الازمة الاقتصادية منقسمة على ثلاثة اطراف هي "8 و14" آذار والفرنسيون ما يساعد في بلورة الحلول والإصلاحات مطلوبة.

يعتبر الثنائي الشيعي انه من المبكر الحديث عن الحكومة، أقله لتبدأ المشاورات النيابية ولكن من حيث المبدأ ستكون حكومة تكنو سياسية، واذا كانت ممثلة بسياسيين مباشرة يعني ان "حزب الله" سيتمثل بمحازبين والا فسيكون وضعه كوضع بقية الاطراف، ولكن المهم ألا تكون حكومة على شاكلة حكومة حسان دياب.

ومع الخوف من ألا تكون خطوة التكليف أبعد من خطوة هدفها تمرير زيارة ماكرون، فإن إختيار مصطفى اديب ومجيء ماكرون ومواكبته لمسار التكليف، لا بد سينسحب على تشكيل الحكومة تحت عنوان سهلوا مهمة هذا الرجل الذي ستقرن تسميته بالادوات اللازمة لتشكيل حكومة ولمسار اصلاحي مطلوب دولياً، وهذا ما ستكشفه الساعات المقبلة ولا سيما إبان لقاء ماكرون مجدداً مع رؤساء الاحزاب في جلسة مطولة ستتناول الاتفاق على تفاصيل المراحل المقبلة.

 

بعد دياب "العاشق" وأديب "المشتاق"... ماذا يحلّ باللبنانيين؟!

علي الأمين/نداء الوطن/01 أيلول/2020

لم يكد يتنفّس اللبنانيون الصعداء بعد توديع "العاشق" حسّان دياب حتّى أتاهم "المشتاق" مصطفى أديب. أوجه الشبه كبيرة بالشكل، مع الإختلاف بخلفية التسمية حيث حظي أديب بمظلّة دولية ومحلية تجعله يتفوّق على خلفه بالنقاط.

إسمان لشخصيتين أكاديميتين سنّيتين مغمورتين، نُفض عنهما الغبار السياسي لترؤس حكومتين في أكثر الظروف حراجة، ولم يتذوّقا طعم السلطة من قبل، فأقبلا عليها بعرفان الجميل، واستخدما الخطاب الرنّان الطنّان الشعبي والشعبوي في آن، مع فارق أنّ دياب عرف ما ينتظره من نهايته المدوية، فيما أديب لم يمت، ولا يريد أن يرى من مات.

قدرٌ أحمق الخطى ينتظر شريحة كبيرة من ثوّار لبنان وفقرائه وضحاياه. فبين ليلة وضحاها، سقط القناع البشع تلو القناع الأبشع أكثر فأكثر عن وجوه السلطة، لتضع حراكهم وتضحياتهم في مهبّ الريح وتُعيدهم الى المربّع الأوّل الأشدّ سواداً، وعليهم ان يستنهضوا قواهم الخائرة بفِعل السلطة الفاشلة والمارقة التي سلبتهم أرواحهم وعافيتهم وأرزاقهم، وأنزلتهم الى ما دون خطّ الفقر.

لم تكن تسمية السفير المعيّن مصطفى أديب رئيساً للحكومة نِتاج استجابة لانتفاضة اللبنانيين، بل حصيلة جهد فرنسي باركه أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله، واستجاب له رئيس الجمهورية ميشال عون، وخضع له رؤساء الحكومات السابقين الذين استجابوا لمطلب أن تنطلق التسمية من قبلهم، في خطوة تزيد من ترسيخ أعراف مخالفة للدستور، مفادها أنّ تسمية رئيس الحكومة تتمّ قبل الإستشارات النيابية الملزمة، ويأتي تعيين موعد الإستشارات ليثبّت النواب هذه التسمية. واذا كان رئيس الحكومة المستقيلة حسّان دياب، اختياراً صافياً لـ"حزب الله"، فإنّ مصطفى أديب، كما تشير المعلومات، هو اختيار فرنسي بالدرجة الأولى، اختيار لا يُزعج "حزب الله" طالما أنّ التسمية ترافقت مع اتصالات فرنسية مع ايران، وساهمت الدولة الألمانية في إنضاج القبول الإيراني ليس بتسمية أديب، بل بالدخول في مرحلة جديدة في لبنان، تقوم على إنضاج حكومة تضع مساراً إصلاحياً يقوم في الدرجة الأولى على المباشرة بإصلاح قطاع الكهرباء، والدفع بمسار التحقيقات المالية في مصرف لبنان، والإنخراط في مسار تعاون سريع مع صندوق النقد الدولي.

التفاهم الفرنسي ـ الإيراني بمظلّة المانية، ترى فيه مصادر سياسية انّه تفاهم الوقت الضائع، وهو يعكس حال الإستعصاء الذي يعانيه لبنان حيال التغيير في بنيان السلطة التي تعاند أي تغيير جدّي وإصلاحي.

الرهان الفرنسي يقوم على استثمار هذه اللحظة السياسية، من أجل استعادة زخم الفرنكوفونية، بالتقاط حاجة إيرانية لتخفيف الضغط الدولي والأميركي تحديداً، على منظومة السلطة التي تحكم بقوة "حزب الله" في لبنان من جهة، ومحاولة تنشيط دورها في لبنان في سياق حماية دورها في شرق المتوسط من جهة ثانية، في ظلّ احتدام المواجهة الإقليمية والدولية حوله.

وبالرغم من إعلان السفيرة الأميركية في بيروت أنّها غير معنية بالمبادرة الفرنسية، فإنّ الأوساط السياسية المتابعة للجهود الفرنسية، تلفت الى أنّ واشنطن ان لم تكن مؤيّدة، فهي غير معارضة، وترجّح وجود "قبة باط" أميركية لا تلزم واشنطن بدعم الحكومة، ولا تقوم بعرقلة مسارها اسوة بموقفها من الحكومة السابقة.

مصادر متابعة للقاء رؤساء الحكومات السابقين، تشير الى أنّ جوهر المبادرة الفرنسية لا يتوقّف عند تسمية رئيس الحكومة، بل يتعدّاها نحو خطوات عملية تتّصل بتشكيل الحكومة، لعلّ أبرزها الإتيان بحكومة تكنوقراط، يعيّن وزراءها الشيعة الرئيس نبيه بري، وليس هناك من وجود مباشر فيها لـ"حزب الله"، ويتراجع فيها نفوذ جبران باسيل، ولا سيّما في وزارتي الطاقة والاتصالات، اللتين يُعتقد انّهما ستكونان في عهدة وزيرين من خارج الإنقسام السياسي الذي كان وبالاً عليهما.

في المقابل، فإنّ الثابت في وسط هذه المبادرة الفرنسية، غياب أي حضور عربي يعكس وجود دور فاعل في عملية تخريج المشهد الحكومي الجديد، من دون أن نغيّب الدور المصري الذي بدا مشجعاً على دعم المبادرة الفرنسية، فيما غاب عن المشهد أي دور سعودي في هذه المبادرة، وهو ما يؤشّر الى انكفاء، أو عدم اقتناع بالمبادرة الفرنسية التي لا تلبّي السياسة السعودية تجاه لبنان، والتي لا ترى مجالاً للحلول من دون الذهاب الى صلب موقع لبنان في المعادلة الإقليمية.

ويبقى لبنان حقل تجارب إقليمية لاختبار "فأرة التوافق" المزمنة، التي أضيف اليها المكوّن الدولي لإنجاحها ولو بالترهيب والترغيب، بالرغم من تلوّع اللبنانيين من هذا التوافق الذي يأتي على حسابهم أولاً وأخيراً.. وعلى قاعدة ربما: "إسأل مجرّب ولا تسأل حكيم"!

 

100 عام على لبنان الكبير: ماذا تبقى؟ وكيف يعود؟

د.وليد فارس/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90017/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-100-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa/

منذ سنة 2011 حّول “حزب الله” البلد الى قاعدة كبرى للانفلاش الإيراني لينطلق منه للانخراط في حروب المنطقة في سوريا والعراق واليمن

مرت 100 عام على إعلان دولة لبنان الكبير من قبل السلطة الفرنسية المنتدبة على لبنان وسوريا في أول سبتمبر (أيلول) 1920، وفي ذلك اليوم وقف الجنرال غورو، قائد القوات الفرنسية في المشرق وعلى جانبيه البطريرك الماروني والمفتي، من على درج القيادة وأعلن قيام لبنان الكبير، مستقلاً عن سوريا وهي أيضاً كانت تحت الانتداب الفرنسي. وكان العديد من العقائديين والمؤرخين في المنطقة، وبعض الأكاديميين في الغرب خلال القرن الـ20 ينظرون إلى أن لبنان "خلقه" الفرنسيون عام 1920، وكأنهم يلمحون إلى أنه لم يكن هناك لبنان قبل ذلك التاريخ، وأن لبنان أصبح عمره قرناً واحداً، في 2020. ويضيف المنظرون، أن هذا الكيان وحدوده هو أول كيان لبناني، ونظام التوزيع الطائفي الذي اعتُمد عام 1943 هو النظام الوحيد الملائم للبنان.

هذا بالطبع غير صحيح تاريخياً وغير صحيح سياسياً، فالكيان اللبناني قديم جداً كمصر وبلاد ما بين النهرين، وغير دقيق التشدد على أن هناك صيغة واحدة تصلح للبنان، إذ إن هناك أفكاراً كثيرة طرحها لبنانيون من كل المكونات.

وهذا تلخيص لما قبل لبنان الكبير، ثم الوضع الحالي، وبعد ذلك تلخيص للخيارات الممكنة، ولعل أزمة الكيان اللبناني ليست وحيدة لا في العالم العربي، ولا في الشرق الأوسط الكبير، من اليمن، إلى العراق، والسودان، وإيران وتركيا، الدول المتعددة المجموعات القومية مرت ولا تزال باختبارات تاريخية هائلة لم تكن دائماً هادئة.

تاريخ ما قبل "لبنان الكبير"

على الرغم من أن الوقائع التاريخية واحدة، إنما هناك قراءات مختلفة ومتناقضة، وقد بدأت منذ انطلاق لبنان الكبير، وكان هناك انقسام لدى اللبنانيين أنفسهم حيال مشروع الجمهورية اللبنانية برمته. إلا أن الانقسامات السياسية والعقائدية لم تمنع أن المولود الجديد عاش حياته لمدة قرن بكامله، بين عهود ذهبية، وسلام وحرب، وعهود كارثية. وهو الآن على حافة انهيار لم يسبق له مثيل في مئويته الأولى.

تاريخ الوجود البشري في لبنان، كتاريخ الشعوب والحضارات المصرية الفرعونية والآشورية الآرامية الكلدانية والسومارية، والفارسية واليونانية، وشعوب الجزيرة القديمة، طويل جداً، وتطور من الفينيقيين إلى مردة جبل لبنان، إلى ما بعد الفتح العربي فالإمارة اللبنانية تحت السلطنة العثمانية. خلال الحرب العالمية الأولى اتفقت فرنسا وبريطانيا على تقاسم مناطق الشرق الأوسط بعد انكسار السلطنة، وانبثق عن اتفاق سايكس بيكو، ووعد بلفور والاتفاق البريطاني - الحجازي عدد من الدول الحديثة، ومنها دولة لبنان الكبير.

منذ القرن السابع ميلادي، والديموغرافيا تتغير في لبنان مع تكتل المسيحيين، وخصوصاً الموارنة، وبعدهم الدروز في الجبال، بينما باتت السواحل والسهول بأكثريتها من الطوائف الإسلامية، وتوسع جبل لبنان وانحسر تحت الخلافات المتتالية، فوصل كيانه السياسي إلى شمال سوريا وانحسر إلى شمال لبنان الحالي، فكَبُر وصغر حسب المراحل، إلى أن جاء العثمانيون وأخرجوا المماليك، وتحول جبل لبنان إلى إمارة بقيادة درزية وعمق ماروني، لثلاثة قرون، وبعد حربين أهليتين في الجبل عامي 1840 و1860 أعلنت القوى العظمى إقامة "متصرفية جبل لبنان"، المستقلة ذاتياً عن السلطنة العثمانية، أو ما عُرف "بلبنان الصغير" وهو أول كيان لبناني حصل على اعتراف دولي في التاريخ الحديث، ولكنه كان من دون بيروت، وطرابلس وسهل البقاع.

تعرض لبنان الصغير لحصار عثماني خلال الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى تجويع أهله وهلاك ثلث سكانه، وهجرة ثلث آخر، وبعد انتصار الحلفاء والعرب على تركيا، أعطت فرنسا خياراً للبنان الصغير أن ينال استقلاله بحدوده، أم تُوسع رقعته لتضم بيروت والساحل والجنوب والبقاع، فاختارت حكومة جبل لبنان أن توسع حدوده، وأُعلنت الدولة الجديدة في أول سبتمبر 1920.

الانتداب الفرنسي

عام 1926 اتفق السياسيون اللبنانيون على دستور شبيه بالدستور الفرنسي، ولكنه مُطعم بنظام طائفي، مما زرع بذور الصراعات المستقبلية، فلا هو علماني، ولا هو فيدرالي، فاتحاً أبواب التأثير الخارجي عليه بعد الاستقلال، واستفاد اللبنانيون من دون شك من التنظيم الإداري والمؤسسات الثقافية الفرنسية لعقدين.

معادلة الاستقلال عام 1943 

ولكن البورجوازية اللبنانية المسيحية- الإسلامية التي تشكلت تحت الانتداب الفرنسي أرادت الاستقلال الوطني "للبنان الكبير" وأنتجت ميثاقاً وطنياً قائماً على قاعدتين، الأولى، معادلة توزيع طائفي غير فيدرالي، وثانية، هي معادلة هوية نصفية بين من يؤمن بالقومية العربية، وأكثريتهم من المسلمين، ومن يؤمن "بقومية لبنانية"، ومعظمهم من المسيحيين، ولعل هذه الخيارات نجمت عن انتقال لبنان من كيان جبل لبنان إلى دولة لبنان الكبير عام 1920، فأنتجت البورجوازية الحاكمة شعار "لبنان ذي وجه عربي" لإرضاء الطرفين، بدلاً من فيدرالية دستورية كلاسيكية.

لبنان الجمهورية الميثاقية

بين عامي 1943 و1975 عاش اللبنانيون فترات الازدهار الاقتصادي، والاجتماعي والتجاري، مستفيدين من الخليج، وعدم المشاركة بالصراع العربي الإسرائيلي (إلا في عام 1948)، والصداقات الدولية، فتحول البلد إلى ما كان يُسمى "سويسرا الشرق"، وباتت هناك طبقة غنية وأخرى بورجوازية تستفيدان من السلم الأهلي، ودم التموضع الإقليمي، واقتصاد الخدمات، إلا أن "الاتجاهات القومية" القديمة استمرت تحت الرماد وقد وُصفت خطأً طائفياً.

وتوالت الأحداث والتأثيرات على لبنان منذ الاستقلال في محطات كانت تهز الجمهورية الميثاقية من دون أن تسقطها من الانتساب إلى الجامعة العربية، إلى حرب فلسطين واستقبال اللاجئين، إلى حرب أهلية عام 1958 التي كانت إنذاراً أولياً أن الخلاف على الهوية كان قابعاً تحت الرماد، وعلاقات لبنان الإقليمية كانت أصبحت موضوع خلاف بين فريقين داخل "لبنان الكبير" على الاتجاه غرباً أو شرقاً، والرئيس كميل شمعون، المؤيد للغرب اصطدم مع اليسار المؤيد للسوفيات والناصريين وتدخل الأميركيون.

وأتى حكم شبه عسكري، ولكنه برلماني الوجه، وأعاد الرئيس الجنرال فؤاد شهاب الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لعقد ونصف العقد، ونعم لبنان الكبير بالازدهار لبضع سنوات إضافية، بيروت كانت تصطف مع الدول المحافظة العربية بوجه الأنظمة العربية الحليفة لموسكو، على الرغم من أن الطبقة الحاكمة كانت تسعى لتجنب الصدامات والحروب، إلا أن هذه الأخيرة أتت إلى لبنان، وليس العكس.

وبعد خروجها من الأردن، استوطنت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان واشتبكت مع إسرائيل في الجنوب، واصطدمت أحياناً مع ميليشيات اليمين المسيحي، انقسمت الأحزاب اللبنانية تحت الرئيس شارل حلو بين مؤيد ومعارض للمنظمة، اليمين ضد، واليسار والقوميون العرب مع، بينما مؤسسات الدولة برئاسة الرئيس سليمان فرنجية منذ عام 1970 حاولت إيقاف المواجهة، ولكنها فشلت، وانفجرت حرب طويلة عام 1975.

لبنان الحرب الطويلة

وانقسم "لبنان الكبير" بين مناطق سيطرت عليها منظمة التحرير، وانضمت إليها ميليشيات "اليسار العروبي" تحت راية "الحركة الوطنية"، ومناطق سيطرت عليها أحزاب اليمين، التي توحدت تحت الجبهة اللبنانية والقوات اللبنانية، وبعض قطع الجيش بشكل غير رسمي، في صيف 1976، دخلت قوات حافظ الأسد لبنان، واشتبكت أولاً مع الفلسطينيين لتردعهم، وبعد ذلك هاجمت المناطق المسيحية لسنوات.

واجتاحت سوريا وإسرائيل لبنان، واحتلتا أجزاء واسعة منه حتى عام 1990، وكانت الدول العربية ساعدت النواب اللبنانيين لتوقيع اتفاق الطائف في ما بينهم في السعودية عام 1989، إلا أن قوات الأسد تمكنت من اجتياح كامل المناطق المسيحية بعد حرب داخلية طاحنة، داخلية بين القوات اللبنانية والجيش، وركزت وضعها في المناطق الإسلامية بمساعدة "حزب الله"، وسيطرت على بيروت نهائياً، فسقط 90 في المئة من "لبنان الكبير" بين يدي محور إيران.

لبنان ما بعد الطائف: الاحتلال السوري

بعد 15 سنة من حرب أهلية مدمرة، انتقل لبنان إلى مرحلة احتلال سوري شامل لـ15 سنة ثانية ما بين عامي 1990 و2005، تخللها تمدد للمنظومة الأمنية لنظام الأسد "حزب الله"، وحرب محدودة مع إسرائيل، وحملات قمع داخلية للمعارضة اللبنانية، في الجنوب، استمرت منطقة يديرها "جيش لبنان الجنوبي" المتحالف مع إسرائيل، في خروجها عن السلطة اللبنانية و"حزب الله" والأسد، حتى عام 2000، عندما انسحبت إسرائيل وانسحب معها عديد الجيش الجنوبي إلى داخل أراضيها في مايو (أيار) عام 2000.

ثورة الأرز عام 2005

بعد عام 2000 تحركت المعارضة، والمجتمع المدني والاغتراب اللبناني على محاور عدة ضد الاحتلال السوري، وتمكن لبنانيون في أميركا والغرب من إنتاج قرار دولي رقم 1559 دعا إلى سحب قوات الأسد من لبنان، رد المحور باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، فانفجرت تظاهرات وحدت المعارضة من كل الطوائف، ورد "حزب الله" بمسيرة حاشدة "لشكر الأسد"، فردت ثورة الأرز بحشد أكثر من مليون مواطن، فتدخلت أميركا وفرنسا ودعت النظام لكي يخرج من لبنان، وهكذا فعل في أبريل (نيسان)، إلا أن "حزب الله"، الذي رفض نزع سلاحه، استمر بمحاولة إبقاء "لبنان الكبير" تحت سلطة إيران، عبر اغتيالات وتحركات أمنية.

انقلاب حزب الله عام 2008

في مايو 2008، اجتاح "حزب الله" غربي بيروت ذات الأكثرية السنية، وهاجم القرى الدرزية في الجبل، وأسقط حكومة فؤاد السنيورة، ونسق مع قطر، لإعادة تركيب السلطة في لبنان، تحت نفوذ الحزب، ومنذ الانقلاب، أُضعفت ومن ثم أُخمدت ثورة الأرز. أضف إلى ذلك حكم إدارة أوباما في أميركا، الذي ترك ملف لبنان جامداً بسبب الاتفاق النووي الإيراني.

الربيع العربي و"حزب الله"

منذ عام 2011 حول "حزب الله" لبنان إلى قاعدة كبرى للانفلاش الإيراني في المنطقة، لينطلق منه إلى الانخراط في حروب المنطقة في سوريا والعراق واليمن، ووصل إلى فنزويلا، وزوايا أخرى من العالم، فحول الدولة الصغيرة التي ساعد الفرنسيون على إنشائها عام 1920 إلى مساحة جغرافية يستعملها الحزب ليقوم بعمليات عسكرية وأمنية ومالية في مختلف بقاع العالم، مورطاً هذا البلد المتعدد الطوائف في أزمات دولية، وضد العالم العربي والغرب معاً.

ثورة أكتوبر 2019 

في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تفجرت ثورة شعبية عارمة عابرة للطوائف في بيروت ومعظم المدن اللبنانية رافضة كل الطبقة السياسية منذ عام 1943، ومطالبة بإسقاط النظام برمته. فتصدى لها "حزب الله" وقمعها، ولكن نار الثورة لم تنطفئ، وسقط لبنان تحت سحاب كورونا عام 2020 وسقط اقتصاده أيضاً، وفي الرابع من أغسطس (آب) دمر انفجار المرفأ نصف بيروت، فانفجرت عواطف المواطنين بكل الاتجاهات، "حزب الله" لا يزال متربعاً على صدور اللبنانيين، والعالم منشغل بكورونا ومشاكله، والعرب يواجهون إيران في عقر دارهم.

اللبنانيون يفجرون خياراتهم

ثورة أكتوبر وانفجار بيروت وكأنهما أحدثا فجوة في ثقة أكثرية الشعب اللبناني في نظامهم وفي عمق كيانهم، منهم من يريد إسقاط كل المؤسسات وإقامة دولة جديدة من دون ميليشيات، ويختلفون على شكلها، وهويتها، وحياديتها وعلاقاتها، واقتصادها، وطائفيتها. والبعض يريدها اشتراكية، والبعض الآخر ليبرالية علمانية، وآخرون يتمسكون بهوية تقليدية طائفية، ولكن أكثرية اللبنانيين الساحقة تريد دولة من دون أي ميليشيات وانتماءات إقليمية لإيران والتكفيريين، إلا أن عدداً متزايداً من اللبنانيين بات رافضاً الاستمرار "بلبنان الكبير" ما دام "حزب الله" ملتصقاً به، ونقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات من عمق الألم تعلن سقوط الكيان الذي أعلن في سبتمبر 1920، فما دام "حزب الله" متمترساً في لبنان الكبير، يدعو هؤلاء اللبنانيون المقهورون لإقامة "لبنان صغير" على أرض لبنان الكبير، بعيداً عن مناطق "حزب لله". والملفت للانتباه أن هؤلاء اللبنانيين الداعين للانفصال عن الحزب عملياً يريدون مساحة للعيش المشترك بين سنة، ومسيحيين، ودروز، وكل من انفصل عن الحزب من الشيعة.

بكلام آخر، أكثرية اللبنانيين يريدون لبناناً أصغر يعيشون فيه، بسلام وبعيدين عن الميليشيات الإيرانية، وما يقصدون فعلاً هو رفض العنف، والفاشية، والإرهاب، وثقافة الموت، ولو اضطروا إلى أن يعيشوا في "ألمانيا غربية" بعيداً عن ستالينية "ألمانيا الشرقية" التي يمثلها "حزب الله"، وحلمهم أن يسقط "الاتحاد السوفياتي" الذي يمثله النظام الإيراني، لأنه بعد التغيير الكبير في مرحلة ما بعد "حزب الله"، سينتج اللبنانيون نظاماً ديموقراطياً، تعددياً، فيدرالياً، مسالماً، منفتحاً على المنطقة، يجمع سلام وبساطة "لبنان الصغير" بمقدرات وتنوع "لبنان الكبير"، ولأكثر من 100 عام.

 

لبنان: مئة عام من الوصاية

جلبير الأشقر/موقع درج/01 أيلول/2020

ها هو ماكرون يسعى جهده إلى إحياء الائتلاف والوصايتين، بما يعزّز وصاية ثالثة هي وصاية الوسيط الفرنسي.

عند نهاية الحرب العالمية الأولى، عام 1918، احتلت القوات البريطانية دمشق بينما احتلت القوات الفرنسية بيروت. وإذ حاول البريطانيون تسليم فيصل، ابن شريف مكّة، الحسين بن علي، سوريا، تعويضاً عن وعدهم الكاذب بوضع سلالته على رأس مملكة عربية تشمل الأراضي العربية في غرب آسيا – وهو وعدٌ لم يمنعهم من تقاسم السيادة على هذه الأراضي مع الفرنسيين سرّاً (اتفاقية سايكس – بيكو، 1916). ولم يمنعهم ومن قطع وعد للصهاينة بفسح المجال أمامهم كي يُنشئوا دولة لهم في فلسطين (وعد بلفور، 1917). أصرّ الفرنسيون على حكم كامل الأراضي السورية، وفق الاتفاق. فانسحبت القوات البريطانية من سوريا عام 1919 وما لبث الفرنسيون أن طردوا فيصل، الذي عيّنه البريطانيون بعد ذلك ملكاً على العراق.

هذا ولم تكتفِ الدولتان الاستعماريتان بتقسيم المنطقة بينهما، بل عمدتا إلى تقسيم فلسطين وسوريا ذاتهما، إذ خلق البريطانيون إمارة في شرق الأردن سلّموها لشقيق فيصل، عبد الله، وبالغ الفرنسيون بتقسيمهم “سوريا ولبنان” إلى ستة كيانات، إذ أنشأوا في أيلول/ سبتمبر 1920، “دولة لبنان الكبير”، و”دولة دمشق”، و”دولة حلب”، و”دولة جبل العلويين”، وفي العام التالي “دولة جبل الدروز”، فضلاً عن “لواء إسكندرون”. وقد وسّع الفرنسيون رقعة “دولة لبنان الكبير” قدر المستطاع ضمن حدود اعتقدوا أنها لن تُبطل غلبة الموارنة في حكم الدولة الجديدة، وهي غلبة رأت فيها الدولة الاستعمارية ضمانة لديمومة وصايتها في إطار النظام السياسي الطائفي الذي أرسته.

بيد أن التنافس بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي بقي قائماً، وقد استفادت بريطانيا من تقهقر الدولة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية كي تصعّد تدخّلها في لبنان وتحفّز استقلاله عن فرنسا. ففرضت لندن على السلطات الفرنسية في لبنان الإفراج عن بشارة الخوري ورياض الصلح ورفاقهما بعدما اعتقلهم الفرنسيون إثر تحدّيهم وصايتهم. كما أن كميل شمعون، ثاني رؤساء الجمهورية اللبنانية المستقلة، كان معروفاً بعلاقته الوطيدة بالبريطانيين، وكان سفيراً لديهم بعد الاستقلال وحتى عام 1946. غير أن إخفاق العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الإسرائيلي على مصر عام 1956 بضغط من الولايات المتحدة الأميركية شكّل منعطفاً حاسماً نحو استبدال نفوذ الدولتين الاستعماريتين الأوروبيتين بنفوذ القوة العظمى الإمبريالية الأميركية.

ومن عواقب هذا المنعطف أن الأميركيين هم الذين أنزلوا قواتهم في لبنان عام 1958 للحؤول دون سقوط الحكم فيه وبسط مصر الناصرية هيمنتها عليه من خلال الدولة السورية المجاورة، التي باتت للقاهرة اليد العليا فيها إثر اندماج البلدين في إطار “الجمهورية العربية المتحدة”. وانتهى النزاع الأهلي اللبناني بتسليم رئاسة الجمهورية لقائد الجيش، فؤاد شهاب، بعدما اتفقت واشنطن والقاهرة على مساومة قوامها دعم حكمه. هكذا انتقل لبنان من وصاية مزدوجة فرنسية – بريطانية إلى وصاية مزدوجة أخرى أميركية – مصرية، وبقي على هذه الحال حتى رجّحت هزيمة مصر وسوريا في حرب حزيران/ يونيو 1967 كفّة الوصاية الأميركية بشكل حاسم.

غير أن صعود دور “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان، بخاصة بعد طردها من الأردن عام 1970، أعاد لبنان إلى لعبة التوازنات، هذه المرّة بين الوصاية الأميركية والدويلة الفلسطينية التي نمت داخل الدولة اللبنانية والتي استندت إلى دعم جملة من الدول العربية المتنافسة. وما لبث هذا التوازن الهشّ أن انفجر في الحرب التي نشبت في لبنان عام 1975، لكنّ تدخّل قوات النظام السوري في العام التالي بضوء أخضر من أميركا وإسرائيل، لإنقاذ حلفائهما اللبنانيين أفضى إلى وصاية مزدوجة جديدة. فقد كرّس اتفاق الرياض في خريف 1976 وصاية سورية – سعودية/ أميركية على لبنان، لكنّه لم يدم، إذ إن تأييد واشنطن مبادرة الرئيس المصري أنور السادات بسلوك طريق التسوية المنفردة مع الدولة الصهيونية، بدءاً من عام 1977، أعاد تأجيج صراع الوصايات على لبنان، الذي ظلّ محتدماً في عهد إلياس سركيس وحتى الاجتياح الصهيوني للبلاد عام 1982.

التنافس بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي بقي قائماً، وقد استفادت بريطانيا من تقهقر الدولة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية كي تصعّد تدخّلها في لبنان وتحفّز استقلاله عن فرنسا.

حاولت واشنطن تعزيز نفوذها المطلق من خلال رئاسة أمين الجميّل بعدما انهار مشروع الوصاية الصهيونية المباشرة مع اغتيال شقيقه بشير وتعثّر الاحتلال، إلّا أن عهد الجميّل انتهى بأزمة عميقة بعد استعادة دمشق نفوذها في لبنان. وقد حاول ميشال عون، قائد الجيش آنذاك، أن يغتنم الفرصة كي يستولي على الحكم ويُخرج القوات السورية من لبنان من طريق “حرب تحرير”، أعلنها بصورة دونكيشوتية أكثر منها بونابرتية (ولو أطلق عليه وليد جنبلاط يومها لقب “نابولعون”)، وذلك رفضاً لاتفاق الطائف الذي أبرم عام 1989. بيد أن عون لم يفطن إلى أن النظام السوري كان قد انقلب نحو إعادة التوافق مع أميركا وحليفتها السعودية، بحيث جاء اتفاق الطائف تجسيداً لهذا المنعطف الجديد، الذي تعزّز بانخراط دمشق في التحالف الذي قادته واشنطن ضد العراق في العام التالي. فهُزم عون عام 1990 بلا أن يهبّ أحد إلى نجدته، واضطرّ إلى الهروب من البلاد.

دخل لبنان مذّاك في مرحلة “الإعمار” التي دامت حتى عام 2002 بتوافق مجدّد على وصاية مزدوجة بين طرف سعودي/ أميركي، كان رفيق الحريري ممثّله الرئيس، إضافة إلى طرف سوري مثّله غازي كنعان، رئيس المخابرات السورية في لبنان ومفوّض دمشق السامي فيه. انتهت مرحلة “الإعمار” هذه، ومعها التوافق السوري – السعودي/ الأميركي، عندما بدأت إدارة جورج دبليو بوش تمهّد لاحتلال العراق. فحيث لم يتورّع الحكم البعثي السوري من المشاركة في حرب بقيادة أميركية لطرد قوات “شقيقه اللدود”، الحكم البعثي العراقي، من الكويت، ما كان بإمكانه أن يشارك في حرب هادفة إلى إسقاط النظام العراقي وإحلال “ديمقراطية توافقية” تحت وصاية أميركية محلّه، حيث إن ذلك يشكّل تهديداً مباشراً له. فانهار التآلف السوري – السعودي/الأميركي في لبنان، وقامت واشنطن بمعونة باريس بتمرير القرار 1559 في مجلس الأمن الدولي سنة 2004 (امتنعت موسكو وبكين في التصويت عليه لتمريره)، وهو الداعي إلى خروج القوات السورية من لبنان ونزع سلاح “حزب الله”. كان هذا الأخير قد نشأ إثر الاجتياح الصهيوني تحت إشراف إيران المباشر، وقد توصّل بعد اتفاق الطائف إلى تناغم مع النظام السوري وحليفته “حركة أمل” كي لا يتدخّل في حكم لبنان مقابل فسح المجال أمامه كي يمضي في بناء دويلته داخل الدولة اللبنانية، فيما يقارع الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان بما يتناسب مع استراتيجية دمشق.

رفيق الحريري

كان اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط / فبراير 2005 نتيجة مباشرة لانهيار التوافق بين واشنطن/ الرياض ودمشق. بيد أن مفعول الاغتيال جاء بغير ما اشتهاه الذين أمروا به والذين نفّذوه، فأدّى إلى تسونامي شعبي فرض على دمشق سحب قواتها تنفيذاً لقرار مجلس الأمن. لكنّ نفوذ الحكم السوري استمر من خلال حلف ثلاثي جمع “حركة أمل”، شريكته اللبنانية، و”حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، وميشال عون الذي ما لبث، بعد أن عاد من منفاه الفرنسي، أن انقلب من المغالاة في العداء لدمشق و”حزب الله” إلى التحالف معهما. ومن مقتضيات الوضع المستجدّ أن “حزب الله” أنهى تعفّفه عن المشاركة في حكم لبنان الرسمي.

وأدّى إخفاق حرب الثلاثة وثلاثين يوماً التي شنّتها إسرائيل على “حزب الله” عام 2006 إلى إعادة التوازن وتجديد صيغة الحكم الائتلافي تحت وصايتين لم تعدا متآلفتين. واستمرّ هذا الوضع حتى انفجار الحرب في سورية إثر “الربيع العربي” لعام 2011، وقد نتج عنها إضعاف كبير لسطوة النظام السوري على لبنان بالتوازي مع إضعافه بالمطلق، وصعود متلازم لسطوة إيران على سورية ولبنان كليهما إثر تدخّلها لإنقاذ نظام آل الأسد، بالتزامن مع تعزيز وصايتها على العراق، إثر انسحاب القوات الأميركية منه في آخر عام 2011. واستمرّ هذا الوضع برضى إدارة باراك أوباما التي كان همّها الرئيس التوصّل إلى الاتفاق النووي مع طهران، وقد أبرم عام 2015.

أشار وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية إلى إعادة تأجيج التوتّر في الوصاية المزدوجة على لبنان، وهو معروف بتشدّده ضد طهران ورفضه للاتفاق النووي. فحاول حليفه السعودي بامتياز، وليّ العهد محمّد بن سلمان، أن يفرض على سعد الحريري وقف التعاون مع “حزب الله” باحتجازه في الرياض. عندها تدخّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كي يخرج الحريري من المملكة ويعيده إلى لبنان وإلى الصيغة الائتلافية، وقد نصّب ماكرون نفسه وسيطاً بين الوصايتين، يسعى من خلال توازنهما وراء تعزيز الوصاية الفرنسية. واندرج موقفه هذا في نهج عام من التوسّط بين طهران وواشنطن، وصل به إلى محاولة تنظيم لقاء بين ترامب ووزير خارجية إيران على هامش قمة مجموعة الدول السبع في مدينة بياريتز الفرنسية في صيف العام الماضي.

كان اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط / فبراير 2005 نتيجة مباشرة لانهيار التوافق بين واشنطن/ الرياض ودمشق.

وفي حين توخّت الحركة الشعبية المعارضة للنظام اللبناني بأطرافه كافة، والتي نشأت من خلال “انتفاضة 17 تشرين”، أن يتحوّل انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس الماضي إلى مدخل للتخلّص من الائتلاف الحاكم ومن الأوصياء عليه وعلى لبنان، ها هو ماكرون يسعى جهده إلى إحياء الائتلاف والوصايتين، بما يعزّز وصاية ثالثة هي وصاية الوسيط الفرنسي. هكذا جاء تخليد مئة عام من الوصاية على لبنان تحت إشراف ممثّل الوصاية الأولى وهو يطمح إلى تجديدها في مطلع الحقبة الجديدة. إن حكاية الوصاية على لبنان طويلة جداً، فلنأمل ألّا تكون بلا نهاية كحكاية إبريق الزيت.

 

بين المصطفى العراقي والمصطفى اللبناني!

طوني أبي نجم/نداء الوطن/01 أيلول/2020

أراد البعض للوهلة الأولى أن يجري مقارنة، على قاعدة تشابه الإسمين، بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة في لبنان مصطفى أديب. وإذا كان الإسمان يتشابهان، إلا أنّ لا الظروف ولا المعادلات تتشابه ما بين التسوية في العراق بين واشنطن وطهران والتي أوصلت مصطفى الكاظمي، وما بين التسوية في لبنان بين باريس وطهران والتي أوصلت مصطفى أديب رئيساً مكلّفاً. في العراق، اضطرّت إيران مُرغمة على القبول بالكاظمي، مدير الإستخبارات السابق الأميركي الهوى والذي اتّخذ مجموعة من القرارات والإجراءات الجريئة في مواجهة الميليشيات الإيرانية وبالإنفتاح على السعودية ووقف التعامل الإقتصادي مع إيران. أمّا في لبنان، فاضطرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يستجيب للمواصفات الإيرانية بتسمية رئيس حكومة مكلّف من دون لون أو طعم أو رائحة، وعاجز بطبيعة الحال عن خوض أي مواجهة سياسية مع "حزب الله". لا بل على العكس من ذلك، من المرجّح أن يكون مطواعاً لإرادة "الحزب"، ما يريح إيران في لبنان في انتظار المفاوضات الحقيقية مع الولايات المتّحدة بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل.

لا يمكن لفرنسا، المنبطحة أمام إيران منذ الإتفاق النووي، أن تحصل من نظام الملالي على أي مكسب استراتيجي، باستثناء وعود باستثمارات اقتصادية محتملة في الداخل الإيراني، والسماح لباريس بلعب دور الوسيط في لبنان. ولا يمكن الرهان على أي دور فرنسي فعلي في لبنان طالما القرار الاستراتيجي في لبنان هو بيد إيران، وطالما القرار المالي الاستراتيجي لإنقاذ لبنان هو في واشنطن والرياض وأبو ظبي والكويت. بناء على كل ما تقدّم، لا يمكن للرئيس المكلّف في لبنان مصطفى أديب أن يكون "المصطفى المختار" لقيادة عملية الإنقاذ المطلوبة، الإنقاذ المالي والاقتصادي كما الإنقاذ من الهيمنة الإيرانية، ولن يكون له شرف المحاولة على طريقة مصطفى الكاظمي العراقي، لأنّ الدعم الذي يحظى به "المصطفى اللبناني" لا يتخطّى عتبة تمرير الوقت في المرحلة الضائعة حتى الإنتخابات الأميركية. فلا الإصلاح ممكن لأي حكومة بمعزل عن قرار "حزب الله" الذي يعاني من ضائقة مالية كبرى تحتّم عليه عدم السماح بأي مسّ بمصادر تمويله الخارجة عن الشرعية، ولا الإنقاذ المالي ممكن في ظلّ القرار الأميركي - العربي بحجب الأموال عن لبنان الواقع تحت هيمنة "حزب الله".

المؤسف في ما جرى أن تكون التسوية الفرنسية - الإيرانية على الساحة اللبنانية حصلت بمباركة سنيّة داخلية على طريقة تقديم المزيد من التنازلات أمام "حزب الله" من دون أي مقابل، لا بل إنّ هذه التنازلات ستنعكس سلباً وبقوّة على الساحة السنّية اللبنانية الناقمة على الأداء المتخاذل لقياداتها.

إنّها العودة المتجدّدة إلى منطق "ربط النزاع" مع "حزب الله" في حين أنّه لم يعد ثمّة ما يمكن ربطه بعدما أحكم "الحزب" سيطرته على كلّ مفاصل البلد ومؤسساته!

 

يا ميشال عون هل تعرف ماذا تعني "الدولة المدنية" قبل أن تطرحها؟؟

المحامي نديم بستاني/01 أيلول/2020

بعد انطلاق الربيع العربي انبرى الإخوان المسلمون في كل من مصر وسوريا إلى المطالبة بالدولة المدنية، وقد أوضحوا أنها لا تتعارض مع واقع أن تكون الدولة المدنية ذات مرجعية إسلامية. وكانوا يطمحون من ذلك أن يأمنوا صكاً بمواءمة طروحاتهم السياسية مع الحداثة جذباً للجماهير. فيبدو أن ميشال عون المأزوم في آخر سنوات عهده يتوخى صك البراءة ذاته جذباً للجماهير وذلك بعدما كان في العلن يطالب باستعادة حقوق المسيحيين حين كان الشعار مربحاً، أما وقد انطلقت الثورة وراحت بعض الأبواق تطالب بالدولة المدنية دون وعي أو مضمون لهذا الشعار سوى إلغاء الطائفية السياسية انساق رئيس الجمهورية لركوب هذه الموجة لعلّه يسترضي الشارع، فيما هو تخلّ صادم عن مبدأ صون التعددية.

ولكن المفاجأة تزيد قباحة بعد معرفة أن التيار الوطني الحرّ قد اعتمد المطالبة بـ"الدولة المدنية" بموجب المحضر رقم 75 بتاريخ 15/1/2015 الذي أتى انقلاباً وتغييراً لأهدافه الأصلية الواردة في نظامه الأساسي حيث كان يطالب بـ"الدولة العلمانية"، بحسب ما يرد في العلم والخبر رقم 163 بتاريخ 2/5/2006. فيتجلى أنه لم يقدر من حمل الأهداف الواضحة ذات المفاهيم الحقوقية الثابتة فآثر التخلي عن المبادئ ليحمل الطروحات الرمادية التي تؤمن المرونة خدمة للوصولية السلطوية وإن كان على حساب حقوق المسيحيين وضربهم في الصميم، فيما بالعلن كان الصنج يطن بالعكس.

نحن في لبنان لا نعيش في ظل دولة دينية بل إن الدستور علماني وهو يرسي المساواة بين المواطنين دون تمييز على أساس العرق والجنس والدين، والقوانين لا تستند إلى عقيدة إيمانية معينة، والقضاء ينطق أحكامه بإسم الشعب اللبناني وليس بإسم أي سلطة ما ورائية، وأصول المحاكمات المدنية والجزائية منفصلة عن القواعد الروحية، والشريعة الجزائية لا تطبق نظام الحدود الإسلامية أو ضوابط النجاسة اليهودية أو معايير الفضيلة المسيحية،  والسلطة التشريعية منتخبة من الشعب وتخضع القوانين فيها لتصويت الأكثرية دون أي مرجعية دينية، والحكومة لا تتكون من علماء دين أو من الكهنة وهي تحتكر السلطة التنفيذية بأدوات مدنية من قوى أمن وجيش ووزارات. فإن أنظمة الأحوال الشخصية الدينية التعددية هي الإستثناء بحيث ليس من شأنها أن تقوض المنظومة الحقوقية للدولة التي تبقى بكل هيكليتها منظومة مدنية. وبالمقابل لا دخل لعلمنة الدولة من عدمها بمسألة الطائفية السياسية أي توزيع السلطة بين الطوائف التي هي جماعات ثقافية حضارية وليسيت فرقاً دينية بالمعنى الحصري للكلمة. بماذا يطالب المطالبون بالدولة المدنية ونحن نعيش أصلاً في دولة علمانية؟! ليس المطلب إذاً العلمنة بل المقصود إلغاء الطائفية السياسية.

نقول لميشال عون ولحزبه المتلوّن بالتفضل وقراءة كتب القانون والعلوم السياسية فيدرك أن تعبير الدولة المدنية تعبير مخادع وغير علمي ولا بل غير موجود، إذ هناك فقط مفهوم "الدولة العلمانية"، والهدف المفضوح لمن يستخدم تعبير الدولة المدنية هو إخفاء الحديث عن العلمنة في مقابل استيعاب الأحزاب الإسلامية والتيارات اليسارية المتحالفة معها ما سيفسح المجال أمام الطائفة الأكثر عدداً أن تتحكم بالدولة عبر حكم الأكثرية العددية فتمارس ممارسات فئوية بحق الآخرين، وتمارس الشمولية وتلغي التعددية بذريعة إلغاء الضمانات التي توفرها الطائفية السياسية إنفاذاً لمقومات الدولة المدنية.

فيكون الشعار البراق في ظاهره أداة للقمع في باطنه، وأداة للمارسة أبشع أنواع العنصرية. إن إلغاء الطائفية السياسية شيء وإلغاء الطائفية شيء آخر، وإذا كانت الأولى تلغى بقرار فالثانية لا تستجيب إلا إلى معادلات التطور الحضاري الحر للبشر. إن "الدولة المدنية" بحسب ما يقصد منها إلغاءً للطائفية السياسية هي مؤجج للطائفية وليست طريقاً للتخفيف من وطأة التصادم بين الطوائف المختلفة، بل إن الحلّ يكمن في نقل التعددية من المجتمع إلى بنيان الدولة.

 

الإستشارات... تتويج لمسيرة فرط المؤسسات

طوني فرنسيس/نداء الوطن/01 أيلول/2020

توّج الطاقم السياسي الحاكم مسيرته بالقضاء على آخر مكتسبات اللبنانيين التي تحقّقت بُعيد إعلان لبنان الكبير، ثمّ الجمهورية اللبنانية.

كان هذا الطاقم قاد البلد الى الإفلاس، في مناورات التكسّب وتقاسم الجبنة، والسطو على ودائع المواطنين ومدخراتهم. وأرسى نظام الدولتين في دولة واحدة بعد نظرية الأسد عن شعب واحد في دولتين، في بدعة لم يسبقه اليها دينغ شياو بنغ في الصين الشعبية. وهذا الطاقم نفسه كان ليعتبر كارثة بيروت انفجاراً لإطار شاحنة على الرينغ، لو لم يهرع العالم الى التضامن مع المدينة المنكوبة، وكان مُستعدّاً لتأبيد حسّان دياب وحكومته في السراي حتى ينسى الناس البرنامج الإصلاحي الذي وعدت به.

آخر ضحايا طاقم تحالف الميليشيا والفساد كان مجلس "سيّد نفسه". والمجلس أنهى دوره منذ الإنقلاب على نتائج انتخابات 2009، وهو خَبِرَ عملية التطويع في الزمن السوري، ولم يطل به الأمر حتى سقط في خضوع كامل لـ"عصابة الأربعة" حسب التعبير الماوي، فانتظر في الممرّات الخلفية، على رِجْلٍ واحدة، عامين ونصف عام، ليقوم بأبسط واجباته في انتخاب رئيس للجمهورية، ثم انتظر شهوراً إنجاز تكليف وتشكيل الحكومات، الى أن جرى الاستغناء عن خدماته كلّياً في مناسبة تعيين السفير مصطفى أديب رئيساً للحكومة.

جرى تعيين مصطفى أديب في تتويج لمسار فرط المؤسسات وتغييبها عن أدوارها الدستورية المُفترضة. لم تجر الدعوة الى الإستشارات في تخلٍّ من الرئاسة عن صلاحياتها الّا بعدما تبلّغت باسم الرئيس المكلف، وأمضى نواب الكتل ورؤساؤهم أسابيع في التبصير قبل أن تصلهم كلمة السرّ من باريس، فهبّوا هبّة رجل واحد الى زيارة القصر ليحتفلوا جميعاً بعرسٍ لا ناقة ولا حمار لهم فيه.

عشية مئوية لبنان الكبير، وفي ذكرى مرور 94 سنةً على الدستور وقيام الجمهورية ومجلس النواب، أعادنا الطاقم المُخْجِل الى ما قبل الدستور، حيث تولّى "المجلس التمثيلي للبنان الكبير" بقرار نائب المفوض السامي صلاحيات اللجنة الإدارية العثمانية في جبل لبنان.

لم يكن أمام ذلك المجلس سوى أن ينفّذ رغبات المفوّض، وهذا ما يفعله المجلس التمثيلي اليوم بناء على رغبة ماكرون. وإزاء ذلك، لا عتب لنا على الرئيس الفرنسي وتمنّياتنا بالنجاح للرئيس أديب، لكن مع طاقمٍ من هذا النوع، قد تنقلب أطيب التمنيات جحيماً.

 

الأقوياء.. والمصطفى

سناء الجاك/نداء الوطن/01 أيلول/2020

لا نعرف شيئاً يُبنى عليه عن رئيس الحكومة العتيد مصطفى أديب. ما ورد عبر وسائل التواصل الإجتماعي لا يكفي لنحكم عليه. لكن ما نعرفه أنّ الأقوياء المُتحكّمين بمنظومة السلطة، حتّى تاريخه، لن يتراجعوا عن إصرارهم على السيطرة أكثر فأكثر على مفاصل مصيرنا، وبإستشراس ووحشية. لذا كان إبداعهم الثاني، بعد الإبداع الأول المُتمثّل بالساكن السابق للسراي، والذي صار نسياً منسياً ما ان أنهوا له دوره. ولأنّ جانب هؤلاء الأقوياء لا يُؤْمَن، لا نجرؤ على إقتراف فعل الأمل بالرقم الثالث في تراتبية الحكم، وبقدرته على تذليل العقبات التي تطيح بحاضر اللبنانيين ومستقبلهم.

ولا نحتاج الى فيض من الإستبصار لنتلمّس العناوين التي تشير الى أنّ إختيار "المصطفى" هدفه واحدٌ أوحد، وهو بقاء هؤلاء الأقوياء على قوّتهم، فالسفير المغمور لا يملك العراقة في السلطة والنفوذ لمواجهتهم، والجلوس ندّاً الى جانبهم، ولا ظلّ له في الحياة السياسية. كان في سفارته سلطاناً مكفياً، فجاؤوا به وشرّعوا له أبواب الحلم بلقب "دولة الرئيس"، بمعزل عن النتائج. أمّا ما بعد اللقب، ففي باطن الأيام المقبلة سنكتشف المستور. بداية، في كيفية تشكيل الحكومة، وما إذا خضعت العملية لأسلوب شبيه بما كان يحصل في زمن رستم غزالي، أو أنّ العصي ستوضع في دواليب السفير، إمّا لإفشاله ودفعه الى الإعتذار، أو لضمان ترويضه. ومن ثمّ في أداء هذه الحكومة وتعاملها مع الإستحقاقات الموجودة والمستجدّة والمقبلة.

ولا لزوم لإستكشاف ملامح خطّة الأقوياء الداعية الى هذا الإختيار. لكن في خضمّ كل الأعاصير التي تعصف بلبنان، تصبح مسألة تشكيل حكومة تفصيلاً تافهاً مع خريطة الطريق التي تمّ فرضها على اللبنانيين قبل الإعلان عن التسمية.

والواضح، كما أبلغنا أقوى الأقوياء، أن لا تساهل في المعايير التي يُمكن أن تصدّع إطباق مِحور إيران وتوابعه على لبنان. وحدّد حصراً معيار وسيلة التظاهر للإحتجاج، فوضع خريطة طريق لهذه الوسيلة، رفع السقف. ففي حين يستطيع بفتوى شرعية إنزال عشرات الآلاف الى الشارع، على الرافضين هذه المنظومة والسلاح غير الشرعي والوصاية الإيرانية على لبنان، أن يحشدوا أكثر من مليون. حينها فقط يمكن لأقوى الأقوياء أن يلاحظهم، أقلّ لا ينفع. ولا ينفع كذلك، إجتراح العهد القويّ مهزلة الدولة المدنية، بالتزامن مع بضع درّاجات نارية يقودها حاملو هتافات "شيعة.. شيعة" ليقوضوا أي نية للتعبير عن رفض المنظومة. أي دولة مدنية هذه التي يعِد بها من لم يوقّع مرسوم حرّاس الأحراش لأنهم من طائفة غير طائفته؟؟

أيّ دولة مدنية هذه مع القمع المتصاعد للإعلام ووسائله، من العهد القويّ ومن أقوى الأقوياء؟؟

فهذه الوقائع تدفعنا الى الاستنتاج أنّ من يحتقر القوانين والدستور سيواصل الإلتفاف على أي مطلب لهؤلاء الذين لا تنطبق عليهم المعايير، العدّة جاهزة مع ارتفاع وتيرة الحروب الصغيرة والافتعال الإرهابي ومزيد من التجويع مع الأزمات الإقتصادية المرتقبة، والتلويح برفع الدعم عن سلع أساسية.

بالتالي، لن يقدّم أو يؤخّر في انهيار لبنان تشكيل حكومة جديدة، وتحديداً مع تسمية ضعيفة، بمعزل عن "المصطفى" لها، فالهدف من هذه التسمية هو إبراز قوة الأقوياء، في اعتبار أنّ الضدّ يظهر حسنه الضدّ...

 

بين لبنان الكبير والكيانات المسخ

الياس عطالله/نداء الوطن/01 أيلول/2020

في بدايات القرن الماضي، شهد لبنان حالة من النهوض والإزدهار، على مستوى الحالة الشعبية السياسية المتنوّعة التي واكبتها مجموعة من الرجال الكبار، الذين بِكِبَرِهِم كبر الوطن معهم، وتحوّل الى لبنان الكبير. هذا اللبنان الذي حاولوا أن يجعلوه أجزاء متقطّعة غير متعايشة، تنتسب بانتماءاتها الى الخارج، وتنطلق بمصالحها بمجموعات مختلفة، مُنغلقة على نفسها. جاء هذا المنطق النهضوي الذي حملته مجموعة من القيادات، على رأسهم البطريرك الياس الحويك يوم طُرح موضوع مصير الدول التي كانت محكومة من الإستعمار العثماني، وانتقلت الى الإنتداب الفرنسي سنة 1920، فنهضت مجموعات من القيادات اللبنانية ودفعت برؤية متطوّرة، ساعية لجعل لبنان وطناً فريداً كبيراً كما سُمّي لبنان الكبير، مُتعايشاً ومُنفتحاً على بعضه في الداخل، ومُنفتحاً على الخارج.

كانت هناك وجهات نظر تحاول أن تُبقي لبنان الصغير أو لبنان القائمقاميتين التي كانت عبارة عن تقاسم نفوذ ما بين الموارنة والدروز، وسعت بكل امكانياتها من أجل ضمّ الأقضية الأربعة وحلّ ولاية بيروت بهدف جعلها عاصمة للكيان الجديد الذي اسمه لبنان الكبير، والذي يشتمل على الأقضية الاربعة في البقاع والجنوب والشمال.

وهكذا، فُوّض البطريرك الحويك بالذهاب الى باريس للتفاوض مع عصبة الأمم، ومع فرنسا بالتحديد، ودافع بشراسة عن ضرورة عدم تحويل لبنان كياناً غارقاً بخصوصيته ومُنكفِئاً على ذاته، مؤكّداً بأنّ هذا التنوع في الصيغة اللبنانية والتنوّع ذو طبيعة إيجابية وفريدة من نوعها، وقادرة على التفاعل وعلى إغناء العيش المشترك الذي يفتقد له هذا الشرق، وحيث لا يوجد الكثير من البلدان التي تتشابه وهذا الكيان اللبناني الجديد الذي سيكون اسمه لبنان الكبير.

تمكّن البطريرك الحويك من إقناع المجتمعين بضرورة أن تكون حدود لبنان هي الحدود الحالية، من الشمال الى الناقورة، ومن البحر حتى السلسلة الشرقية بمساحة الـ 10452 كلم مربّع بعدما كان اقلّ من 3 آلاف كلم مربّع.

ولادة لبنان الكبير استمرّت تحت الوصاية حتى سنة 1926، وقد أعطت التجربة ثمارها. صحيح أنّ هناك تيّاراً معارضاً في لبنان خصوصاً من سكّان الساحل، ولكنّ هذا التيّار لم يستطع مواجهة المنطق الإنفتاحي للإنتماء اللبناني بهوية عربية. وتمكّن اللبنانيون من إرساء قواعد الوطن المستقلّ الذي نعيشه اليوم ونعيش محنة وجوده اليوم، لأنّ هذا اللبنان الكبير، لبنان رجال الرؤى العظيمة والكبيرة المنفتحة، لا يزال يتعرّض لهجمات منذ نشوئه، لمحاولة إعادته الى القوقعة وقد ارتكب أخطاء كبيرة. طبعاً لا أستطيع أن أتجاوز مرحلة الاستقلال فقد توفّي البطريرك الحويك سنة 1931 ولم يشهد استقلال لبنان سنة 1943.

ولكن، بالرغم من هذا، فأي لبناني يتمتّع بحسّ يتلاءم مع دور لبنان الذي سمّاه البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة"، لا يمكن إلّا أن يكون مُمتنّاً من دور البطريرك الذي أمّن حضور هذا الكيان العظيم.

إستقلّ لبنان سنة 1943، وعاش فترة طويلة من الإزدهار الإستثنائي في العلاقة ما بين مكوّناته، والعلاقة ما بين الدول المحيطة به، من عهد الرئيس بشارة الخوري مروراً بعهد الرئيس كميل شمعون وصولاً الى عهد الرئيس فؤاد شهاب، وبدأت الصيغـة اللبنانية تعانـــي من أزمات تحت ضغط التجاذبات الإيديولوجية التي اخترقت وعي تيارات كثيرة من اللبنانيين، منهم من كان يسعى ولم ينسَ الحنين للراحة الكسولة التي يؤمّنها الإنكفاء والقوقعة، ومنهم من أخذتهم الايديولوجيات المافوق وطنية الى محاولة تجاوز الوطن والكيان ومحاولة إعادة تذويبه في إطار المحيط الأوسع، غير مُبالية بمصير الدولة ككيان. هذان التياران بقيا على صراع منذ 1969 حتى هذه اللحظة. طبعاً لأنّ هذه التيارات لم تتّعظ وتنظر بعمق للحظة نشوء هذا الكيان ومدى عمق القيادات والتيارات التي انشأته سنة 1920، ولكن كلّ هذه التيارات المتصارعة، والتي أقدم جميعها على تقديم نقد ذاتي لتجاربه يميناً ووسطاً ويساراً ما قبيل الحرب الأهلية وأثناءها وبعدها، لأنّ هذه التجارب كلّها كانت ستنال من الكيان وما زال الخطر قائماً. ولكنّ هناك وعياً متّسعاً لأهمية حضور لبنان بصيغته التي تمّ تعديلها جزئياً، ولكن بنفس الجوهر، باتفاق الطائف سنة 1989 بأن جعل من لبنان كياناً نهائياً، بهوية عربية، مبنيّاً على أساس الوفاق الوطني والعيش المشترك.

طبعاً، مررنا بمحن استثنائية، منها محنة الوجود القسري للثورة الفلسطينية في لبنان بعد أيلول 70 حين طُردت من الاردن وجاءت الى لبنان، وسبّبت ما سبّبته نتيجة أخطاء التيارات السياسية المتعاملة معها والمتفاعلة مع الخارج. واسوأ ما حصل بمحصّلة هذه التجربة أنّ لبنان وقع في براثن النظام السوري الذي قدّم خدماته للقوى العظمى، وخصوصاً للولايات المتّحدة الأميركية، مُتعهّداً بأن يُخمِد دور الفلسطينيين في لبنان شرط ان تُطلَق يده في لبنان كلّه. هذا الخطر تعزّز بعد دخول صدّام حسين الى الكويت سنة1991، وقد أُقرّ اتفاق الطائف في سنة 1989 وكان هذا الإتفاق هزيمة لمشروع سوري كان يُعدّ، واسمه الإتفاق الثلاثي.

ولكنّ النظام السوري أعاد الكرّة سنة 1991 مُستفيداً من مساعدته للجيش الأميركي في الكويت في مواجهة الجيش العراقي، وقبض الثمن في لبنان، وحاول أن ينال من كيانية لبنان. وإن انسى لا أنسى كلاماً سمعته شخصياً من رئيس النظام السوري حافظ الأسد، كان قد سمعه جورج حاوي قبل يوم، يدعو الى الوحدة بين لبنان وسوريا. في اليوم التالي، عُقد لقاء بين وفد من قيادة الشيوعي مع الأسد، وفي نهاية الإجتماع قال الأسد لجورج حاوي: وِحدة لبنان وسوريا "بتِنشَغَل بتِنعَمَل ما متِنحَكى"، وهذا الفهم لحافظ الأسد كان هو أساس عنوان "شعب واحد في بلدين"، أي أنّ هناك بلداً يجب أن يزول. طبعاً لم يكن يقصد سوريا، بل لبنان. ومن هنا نشأت النظرية التي نعاني منها الآن، تحالف الأقليّات، أي الشيعي والعلوي والماروني. هذا في ايديولوجية سلطة آل الاسد، لأنّ الخوف هو ابتلاع لبنان من قبل العرب تحت عنوان أنّ السنّة هم الأكثرية وهذا يهدّد وجود لبنان. والآن نستطيع أن نقرأ ذلك عبر تحالف "حزب الله" ـ عون والنظام السوري الذي أوصل البلاد الى ما وصلت اليه اليوم.

لهذا السبب، أقول انّ الخطر على لبنان في مئويته، هذا لبنان الكبير الذي حلم به رجال كبار، جاء رجال صغار ليحاولوا أن يجعلوه كيانات صغيرة ومجموعات متعصّبة مُنغلقة على نفسها، بدل أن تكون منفتحة على العالم كما يطالب صاحب أي فكر نيّر أن يكون دور لبنان كذلك. نحن سويسرا الشرق، نحن الجسر بين الشرق والغرب، نحن البلد الذي يستطيع أن يختزن الحضارة المسيحية والإسلامية وغيرها من الحضارات الإثنية. يريدون أن يجعلوه كارهاً لمكوّناته ولمحيطه. فهذا اللبنان الذي لم يمض بعد على اغتيال عاصمته اسابيع، هذه العاصمة التي شكّلت جسراً حضارياً ثقافياً اقتصادياً بين شرق متوسط وباقي العالم. يريدون إلغاء دور بيروت من خلال تدميرها لأنّ هذا الاساس. كان مطلوباً أن يكون لبنان كياناً مُهمّشاً مُلحقاً ببلاد الشام.

مشروع لبنان الكبير وواقع لبنان الكبير يواجهان اليوم أزمة مصيرية، وهذه الأزمة يُخطئ من يظنّ بأنّها أزمة نظام أو أزمة دستور، فليس النظام مأزوماً ولا الدستور مأزوماً. إنّ تكرار الإحتلالات في لبنان ولّد طبقة سياسية مفكّكة وأورثتنا أمراً واقعاً جديداً يعطّل الدولة. أزمة لبنان بهذه الطبقة السياسية التي حوّلته مجموعة من العصبيات الخائفة المدافعة عن وجودها وغير المتواصلة وغير المتفاعلة. إنّ هذه الطبقة السياسية لا يُمكن أن تُنتج رجال دولة يُعيدون للبنان دوره كدولة ذات كيان وذات هوية عربية وذات دور عالمي. من هذا المنطلق، أزمة لبنان هي أزمة سياسية، أزمة رجال دولة فقدوا شجاعتهم وحلمهم ببناء وطن، ومن المؤكّد أنّ الخائف والمُنكفئ على نفسه والرافض للآخر والكاره للآخر لا يُمكن أن يُنتج وطناً بحجم لبنان الكبير.

 

الحَبّةُ التي سَقطَت في غيرِ تُربَتِها

سجعان قزي/نداء الوطن/01 أيلول/2020

مَن مِنّا يَستحقُّ بعدُ أن يُحييَ مئويّةَ لبنان الكبير؟ مَن يَجرؤُ ويَرفعُ أُصبَعه؟ لبنان يرجو تأخيرَ مئويّةِ تأسيسِه ريثما تَرحَلُ هذه المنظومةُ التي تَتسلّطُ على دولتِه وتَستبِدُّ بشعبِه. لا يريد أن تكونَ ذِكرى ولادتِه يومَ جِنازة. وأشعرُ بالبطريرك الياس الحويّك وبرجالاتِ لبنانَ الكِبار الّذين أسّسوا هذا الوطنَ وصَنعوا مجدَه يَتحرّكون في قبورِهم وهي تَصلُهم أصداءُ ما بَلغَه هذا الوطنُ العظيم.

ليست صُدفةً أن تأتيَ مئويةُ دولةِ لبنانَ الكبير الأولى، ورئيسُها متهاوٍ وحكومتُها مستقيلةٌ ومجلسُها النيابيُّ مُتداعٍ، وعُملتُها منهارةٌ، وشعبُها ثائرٌ. بكلمة: دولةٌ ساقطةٌ ومأوى فاشلين. أنريدُ أدلّةً دامغةً أكثرَ، وزمنًا أطوَل من مئةِ سنةٍ لإصدارِ القرارِ الظَنيِّ بأولئك الّذين اغتالوا هذه الدولةَ العظيمة؟ والمصادفةُ أنَّ حالَ لبنانَ الكبيرِ مثلُ حالِ مرفئِه: أشلاءُ تلو أشلاء، حتى أنَّ أحياءَ بيروت الـمَبنيّةَ زمنَ الفرنسيّين تَدمّرت. ورمزيّةُ إصرارِ الرئيس إيمانويل ماكرون على العودةِ إلى بيروت (31 آب/‏01 أيلول) هي التالية: "سنُنقِذُ إعلانَ 1920 وما دَمَّرتُموه سيُبنَى أحلى". مصادفاتُ التاريخِ قَدَرُ الشعوب، وأخطاءُ الشعوبِ مَحطّاتُ التاريخ.

واجبُ اللبنانيّين، بل حقُّهم، أن يَعتصِموا بالأملِ في عزِّ المآسي. وواجبُهم أيضًا أن يَبتَدِعوا فلسفةَ تفاؤلٍ رغم الواقعِ المتشائم. كانت المغامرةُ جُزءًا من كلِّ قراراتِنا المصيريّة. هذه حالُ جميعِ القراراتِ الكبرى السلميّةِ والعسكريةِ في تاريخِ الشعوب. واليوم، نحن مَدعوّون إلى إنقاذِ لبنان ولو بِحدِّ المغامرة. فلا حلَّ للبنانَ إلا بلبنان. لدى تأسيسِ دولةِ "لبنان الكبير" في القرنِ الماضي، كانت توجدُ بدائلُ منها (البقاءُ على مساحةِ المتصرفيّة، وطنٌ قوميٌّ مسيحيٌّ، الاتّحادُ مع دمشق، إلخ.). أما اليوم فأيُّ بديلٍ مُتاح؟ التقسيمُ؟ الزوالُ كما قال وزير خارجية فرنسا (الفيغارو 27 آب 2020)؟ التغييرُ الوحيدُ الواردُ هو إعادةُ هندسةِ الدولةِ ضِمنَ حدودِها الدوليّةِ وميثاقِها الوطني في إطارِ دُستورٍ لامركزيٍّ وحِياديٍّ ومدنيّ. الخروجُ عن هذه القواعد يؤدّي إلى الانفصالِ أو التقسيم.

رَبطَت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ مفهومَ الدولةِ/‏الوطن بالليبيراليّةِ، ورَبطَتْه أوروبا بالديمقراطيّة، ورَبطَتْه آسيا بالنظام، ورَبَطهُ العربُ بالدين. أما مؤسِّسو لبنان فربطوا لبنانَ الدولةِ/‏الوطن بالليبراليّةِ والديمقراطيّةِ والشَراكةِ الدينيّة. أرادوه متعدِّدَ التحصينات أيضًا. لكن، عِوَضَ أن تُشكِّلَ هذه التحصيناتُ نِقاطَ قوّةِ لبنان تَحوّلَت نقاطَ ضُعفِه. حين يَغزو الانحطاطُ النهضةَ تَحتجِبُ الحضارة. فكيف إذا كانت هذه الحضارةُ متعدِّدةَ المستويات؟

كأني ببعضِ اللبنانيّين الذين يَعبَثون بصيغةِ لبنان وشرعيّته وحدوده، يريدون إيهام المسيحيّين بأنَّ خِيارَ البطريرك الحويّك كان خاطئًا، فتعالوا إلينا نَصنعْ لبنانَ آخَر. مهلًا، لم يأتِ نضالُ البطريرك الماروني الياس الحويّك من أجل لبنان الكبير نزوةَ قائدٍ في التوسُّع، بل إرادةَ رجلٍ اختَبر مآسي لبنان: وُلد البطريركُ الياس الحويّك سنةَ 1843 وتوفي سنة 1931، أي أنّه عَرَفَ نظامَ القائمقاميّتين (التقسيمُ بين سنتَي 1843/‏1861)، وعاش نظامَ المتصرفيّة (وِحدةُ إمارةِ الجبلِ الكبير 1861/‏1918)، وقاسى ويلاتِ الحربِ العالميّةِ الأولى والمجاعةَ والتنكيلَ العُثمانيَّ باللبنانيّين (تعليقُ سلطاتِ المتصرفيّة 1914/‏1918)، ثم ابتهجَ بلبنان الكبير (عَقْدٌ من الانتدابِ الفرنسيِّ 1920/‏1931).

استنادًا إلى اختبارِه الحالاتِ الدستوريّةَ والكيانيّة المختلِفة، اختار الوِحدةَ على التقسيم، والتعايشَ على الأحادية، والحكمَ الوطنيَّ على الحكمِ الأجنبيّ، والوطنَ على الطائفة. يومَ اختار البطريركُ الحويّك لبنانَ الكبير، بما يعني من تعايشٍ إسلاميٍّ/‏مسيحيّ، لم يُراهن على لُعبةِ العدَد بل على قيمةِ الشراكة، ولم يُفكّر بالأكثريّةِ والأقليّةِ بل بالتكاملِ الحضاري. فلو استَشْرفَ آنذاك أن لبنانَ سيُمسي ما هو الآن، بالتأكيد لما كان عَرّضَ شعبَه لهذِه التجربةِ البشعة. كان قلبُ البطريرك الحويّك يَخفُق لهذا الوطنِ الاستثنائيّ المترامي بالـــ 10452 كلم² على البحر المتوسّط مَهدِ الحضاراتِ التاريخية. كان واثقًا من الآخَر لأنَّ نيّتَه كانت صافيةً ووطنيّة.

لذا أشاحَ البطريركُ الحويّك، المؤمنُ بدورِ المسيحيّين في محيطِهم، عن جميعِ الخِيارات الأخرى ـــ وكانت ممكنةً من دونِ جُهدٍ ـــ وكافحَ من أجلِ لبنان النُّموذج. يومَها لم يَكن خِيارُ التعايشِ المسيحيِّ/‏الإسلاميِّ تجربةً جديدةً للبنانيّين فقط، بل للشرقِ الخارجِ من الولاياتِ العُثمانيّة، وحتّى لأوروبا الخارجةِ من الإمبراطوريّاتِ والباحثةِ عن كياناتٍ أصغَر وتوازنٍ بين مكوّناتِ شعوبِها. لكنَّ المؤسفَ أنَّ هذا النُموذجَ لم يُحترم لا في لبنان ولا في الشرقِ ولا في أوروبا. وكان ما كان، وما سيكون في الأشهرِ المقبلة...

وإذا كان البطريركُ الحويّك رَحّب بالانتدابِ الفرنسيّ موَقّتًا سنة 1922 فليس اغتباطًا به، إنّما لتأمينِ سلامةِ انطلاقِ هذا المولودِ الجديد، لبنان، وَسْطَ المشاريع القوميّةِ السوريّةِ والعربيّةِ والإسلاميّة. لقد آثَرَ البطريركُ الانتدابَ لخمسةِ أسبابٍ أساسيّة: حمايةُ الكِيانِ اللبناني، التأكّدُ من التعايشِ، تنظيمُ التعدديّةِ، تدريبُ كوادرِ إدارةِ الدولةِ الناشئة، والحؤولُ دون التدخّلِ الإنكليزيِّ أو عودةِ الأتراك. وحسنًا فَعل.

بعد مئةِ عامٍ على القرارِ التاريخيّ يَتبيّنُ أنَّ نِسبةَ المغامرة كانت كبيرةً مقارنةً بنسبة المعطيات الموضوعيّة. ويَتَّضِحُ أن اللبنانيّين لم يكونوا على مستوى لبنان 1920، بل على مستوى لبنان 2020. لبنان الحويّك، وهو خِيارٌ عظيمٌ، يحتاج شعبًا مشمولًا بالحضارة والاعتدالِ وبحبّ السلام. كلُّ فئةٍ لبنانيّةٍ تعاطَت مع لبنان من مفهومٍ مختلِف. اعتبروه مُلكيّةً لا شراكة، وهديّةً لا إنجازًا، ومَحطّةً لا وطنًا نهائيًّا، ورديفًا عن وطنٍ مُضْمَر، وبديلًا عن حلمٍ مكبوت، وقاعدةً لمشروعٍ غريب. مَـنَّـنَّـاهُ ألفَ مرّةٍ كلَّ شروقِ شمسٍ بأنّنا صِرنا نُحبّه ونَعترفُ به ونُسمّيه بالاسمِ، رغمَ أنّنا قَبضْنا الثمنَ ألفَ مرّةٍ، ولم نُسدِّد دَيْنَنا له. تَبادلنا إهانتَه وخيانتَه. ولما فَقدْنا القدرةَ على العُشقِ عُدْنا إليه حاملين كلَّ الذُنوب. أيَغفِرُ لنا؟ أَشُكُّ: تأخَّرنا في طلبِ الـمَغفِرة. (سنَنتصر).

 

"المئوية"... ومشروع نهاية "الجلجلة"

بشارة شربل/نداء الوطن/01 أيلول/2020

هل نحتاج الى عقد سياسي جديد؟ سؤال مشروع بعد مئة عام على قيام "لبنان الكبير" وجلجلة عذابات توَّجها يوم 4 آب الذي سيدخل في التاريخ الأسود لمنظومة الجريمة والفساد.

ليست أسباب النزاعات اللبنانية بعد الاستقلال في 1958 و 1975 ومتفرعاتها وما نجم عنها من وصاية سورية واحتلال اسرائيلي وهيمنة ايرانية، أسودَ على أبيض. بل تقع في منازل كثيرة من الألوان لصعوبة أن يحتكر طرف لبناني الحقيقة كاملة متنكراً لطبيعة تكوين المجتمع ونزعاته الطائفية والوطنية والقومية وتمايزاته الثقافية. هي تركيبة لبنانية خاصة تحتاج ميزان ذهب لتبقى "الخلطةُ" متوازنة. تَوفَّر الميزان لكنْ اختلّت الأوزان وقراءات حامله. هكذا انفجرت الصيغة ودفعنا الأثمان الباهظة حتى اقتضى ميزان القوى الداخلي وتوازنات المصالح الاقليمية ان يتحقق "اتفاق الوفاق" في الطائف ويتحول دستوراً ارتضاه كل الفرقاء، باستثناء المغامرين والمتطرفين والطامعين الى مشاريع أقلوية أو مغالبة واستقواء... ومثل هؤلاء موجود في كل المجتمعات.

ليس "الطائف" نصاً مُنزلاً. ويحتاج تطويراً جدياً واغلاقاً لكثير من الثغرات. لكنه "المسطرة" التي شاءتها أكثرية اللبنانيين فاصلاً بين زمني الحروب والسلام. وللحقيقة، لم يطرح حتى الآن مشروع أفضل من حيث الحفاظ على "العيش المشترك" والمناصفة في المناصب والمسؤوليات والواجبات، ومن حيث الواقعية في مقاربة حساسيات الطوائف والمذاهب وموقع لبنان. كلنا نطمح الى لبنان المواطنية والعلمانية وإلى "الفردية" الخلاقة بدل "القطيعية" العمياء. وكلنا نأمل ان نعيش في بلد الكفاءة والنزاهة والحوكمة الرشيدة. لكن الفرق كبير بين ان نعلن فشل النظام السياسي برمته، وبين ان نعترف بانتهاء مرحلة تاريخية وخيار استراتيجي قسري وبفشل الطبقة السياسية وحقارتها وتنكرها لواجب خدمة المواطنين.

بعد مئة عام على ولادة "لبنان الكبير" يحتاج البلد الصغير الى تجديد فرح تلك الولادة ولو من بين المآسي والركام، ليس عبر مشاريع انقلاب وابتزاز، ولا عبر نزعات الانكفاء، ولا عبر ألاعيب قوانين الانتخاب التي تضمر التهديد بالهيمنة العددية تحت ستار "الدولة المدنية". يحتاج لبنان الى تغيير إنقاذي بعدما انهار نظامه الاقتصادي والمالي، وثبت ان الفساد والزبائنية والتواطؤ ضد سيادة الدولة دمرت البشر والحجر.

لهذا التغيير عنوان عريض واحد، هو قيام لبنان الحيادي. وهو صعب وبسيط. صعب لأنه مشروع نضال مرير لتأمين التقاء ارادة اللبنانيين مع الإرادة الدولية لتشكيل رافعة تضعه على طريق النجاح. وبسيط اذا اقتنع من يجب عليه الاقتناع بأن تجربة خطف لبنان على مذبح الصراع الاقليمي وأطماع المحاور وصلت الى خاتمتها السيئة. وليس الحياد نقضاً لـ "الطائف" لكنه تطوير ذو بعد وطني تاريخي تقتضيه تناقضات "هوياتنا" التي تُغْني وتدمِّر منذ مئة عام وتوجبُه التجارب المرة التي نمر بها منذ ثلاثة عقود وكوارث ما بعد الانقلاب التام على الدستور بعد العام 2005.

إذا كان هناك من دعوات جدية لـ"عقد سياسي جديد" فليكن مشروع "الحياد" أول العناوين، وليأخذ الصراع السياسي مداه لتحقيق مطلب لبنانيين كثيرين يقولون: نلنا نصيبنا الكافي، وعلينا ما على الآخرين. فلبنان "الطائف" يُستكمل بـ"الحياد" كخيار استراتيجي. أما ما تبقى فيقع ضمن الممارسة السياسية اليومية ولا يحتاج أي مؤتمرات ونصوص، وسيتحقق الكثير لو يرحل المسؤولون وأذيالهم وأدواتهم، فكلّهم مرتكبون بالتغاضي أو التواطؤ أو الاهمال أو الاجرام المشهود.

بعد مئة عام، حان وقت التغيير، وبات اللبنانيون مستحقين دولة قانون وسيادة وحريات، فاعلة في محيطها العربي، وحيادية قولاً وفعلاً وقانوناً إزاء أيّ محورٍ اقليمي ودولي.

 

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات السنية واستنساخ الاتفاق الرباعي

شارل الياس شرتوني/02 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90031/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84-3/

ان تكليف مصطفى اديب او سواه ليس الا مناورة جانبية تظللها سياسة هيمنة شيعية مكابرة تستهدف هوية البلاد الوطنية، وخياراتها الديموقراطية والليبرالية، وتوازناتها البنيوية، كما تفصح عنها تصريحات حسن نصرالله ونبيه بري، وكما ظهرها انفجار المرفأ الارهابي الذي يندرج ضمن السياق الانقلابي الذي يقوده حزب الله .

المسعى الاول والاساس للفاشيات الشيعية هو تأمين التواطاءات السياسية المرحلية، والتمديد لسياسة المحاصصة، وتأمين الغطاءات اللازمة من اجل متابعة سياسة القضم التي تقوم بها على غير منحى.

اللعبة المؤسسية في هذا البلد اسم لا غير مسمى، ميشال عون، حسان دياب، مصطفى اديب مستخدمون اتي بهم لخدمة سياسة انقلابية لم تبلغ حتى اليوم اهدافها، ومن الصعب ان تتخلى عن وهاماتها.

******

ان تكليف مصطفى اديب مهمة تشكيل الحكومة القادمة، بعد انقضاء ٨ اشهر على تأليف حكومة قاصرين برئاسة حسان دياب، ما هو الا تكملة لسياق سياسي مبني على القبول بسياسات الهيمنة الشيعية مع موافقة من قبل الائتلاف السني، الامر الذي يعيد تكرار السيناريو الذي اسس لانهيار ثورة الارز في العام ٢٠٠٥ لحساب الاقفالات الاوليغارشية المعهودة منذ بدايات جمهورية الطائف.

المسعى الاول والاساس للفاشيات الشيعية هو تأمين التواطاءات السياسية المرحلية، والتمديد لسياسة المحاصصة، وتأمين الغطاءات اللازمة من اجل متابعة سياسة القضم التي تقوم بها على غير منحى.

ان تكليف مصطفى اديب او سواه ليس الا مناورة جانبية تظللها سياسة هيمنة شيعية مكابرة تستهدف هوية البلاد الوطنية، وخياراتها الديموقراطية والليبرالية، وتوازناتها البنيوية، كما تفصح عنها تصريحات حسن نصرالله ونبيه بري، وكما ظهرها انفجار المرفأ الارهابي الذي يندرج ضمن السياق الانقلابي الذي يقوده حزب الله .

لقد امن حزب الله تواطاءات داخل الاوليغارشيات القائمة من خلال استخدام ميشال عون كحصان طروادة في الوسط المسيحي، وتهميش الدور السني عبر اصطناع شخصيات سياسية باهتة وتابعة، او من خلال سياسات المحاصصة بجوانبها المالية والسياسية، وما نشهده اليوم مع تسمية مصطفى اديب، لا ينأى عن سياسات الاحتواء والتعطيل والتواطؤ الارادي ايا كانت دوافعه.

ان السقوط السياسي لميشال عون وتياره في الاوساط المسيحية، والطابع الاوليغارشي الدامغ للتسوية السنية الحالية كفيلان باسقاط شرعية الحكومة القيد التأليف وتظهير حقيقة دورها القادم، الذي لا ينأى عن النهج المعتمد منذ بدايات الطائف، التصفية المنهجية للحيثية السيادية والديموقراطية للحكم في لبنان، كمقدمة لتصفية الكيان الوطني اللبناني لحساب توتاليتارية شيعية واضحة المعالم. ان مأساة لبنان الكبير قد دارت منذ بداياته حول حكم الظلال، والتوريات السيادية المضللة، وواقع القضم الفعلي لما اسس له هذا الكيان الوطني والدولتي من نموذج لدولة القانون، واستقلالية المجتمع المدني وحرياته ومؤسساته، تجاه ثقافة سياسية اقليمية قائمة على منع نشوء المجتمع المدني وخنقه، لحساب دوائر سلطوية مغلقة وخيارات ايديولوجية نافية لمبدأ ” المجتمع المنفتح ” وركائزه الدستورية والمؤسسية.

ان التسويات السياسية المضللة بين اطراف الاوليغارشيات المتحالفة منذ بدايات الطائف، والمظللة بوصايات اقليمية وتفاهمات هشة بين سياسات انقلابية، ليست بوارد ايجاد الارضية المناسبة من اجل القيام باصلاحات هيكلية تنقل البلاد من حالة الاندثار التدريجي الى واقع اصلاحي تراكمي يأتينا بحلول فعلية لمشاكل سياسية ومالية واقتصادية واجتماعية وبيئية مدمرة.

يبدو ان المعادلات الاوليغارشية المضللة لا تزال قائمة، ولعبة قضم الفاشيات الشيعية مكملة في مكابرتها حتى تصطدم بالحدود الخارجية التي سوف تضع حدا لها، وتدمر ما تبقى لهذه البلاد من حيثية وطنية وسياسية وبنيوية.

لا بد للمعارضات من اخذ بعدها عن مقولات حزب الله التي يعبر عنها شعار ” الدولة والشعب والمقاومة” وعدم التفتيش عن اي تسوية على اساسها، واعلان الحياد تجاه الصراعات الاقليمية التي تستدعيها على غير محور، والتأسيس لحوكمة فدرالية فعلية تخرجنا من الاحتباسات الايديولوجية والاستراتيجية الآسرة، لحساب معالجة فعلية للمشاكل البنيوية التي تحول دونها المصالح الاوليغارشية المتحالفة.

الفاشيات الشيعية لا تريد حلا، وهذا ما جعل وضاح شرارة يوصف اداءها منذ ربع قرن على انه قائم على مبدأ ” تناسل الازمات “، وتحويل لبنان الى قاعدة عملانية مفتوحة على صراعات المنطقة انطلاقا من الاستراتيجية الانقلابية للنظام الاسلامي الايراني، واقتصاد الجريمة المنظمة والعمل الارهابي الذي يقوده بشكل دؤوب. اللعبة المؤسسية في هذا البلد اسم لا غير مسمى، ميشال عون، حسان دياب، مصطفى اديب مستخدمون اتي بهم لخدمة سياسة انقلابية لم تبلغ حتى اليوم اهدافها، ومن الصعب ان تتخلى عن وهاماتها.

 

من الحويّك إلى الراعي مئوية بين بطريركين

نجم الهاشم/نداء الوطن/01 أيلول/2020

من سخريات القدر أن يكون لبنان في ذكرى مئوية إعلانه "دولة لبنان الكبير" بحاجة إلى إعلان جديد يعيد تأكيد هويته وكيانه. كأنّ الملابسات والصراعات التي رافقت تلك الولادة الصعبة تعيد نفسها من جديد وتطرح التحديات نفسها من جديد. ولكن ليس من قبيل الصدف أن تكون البطريركية المارونية في قلب معركة تثبيت حدود الدولة والهوية والكيان في العام 1920 ثم في العام 2020. بين البطريركين الياس الحويك وبشارة الراعي تتكرّر التجربة ولا بدّ من أن تنجح المحاولة.

في 20 أيّار 1919 أعلن مجلس إدارة جبل لبنان استقلال لبنان ضمن حدود المتصرفية. بعد هذا الإعلان صرح الأمير فيصل من دمشق بأن لبنان ليس إلّا جزءاً من سوريا. بعد هذا التصريح أمّت وفود شعبية من كلّ لبنان الصرح البطريركي وسلّمت البطريرك الياس الحويّك تفويضاً للتكلّم باسمهم وحمل قضية لبنان إلى مؤتمر الصلح في باريس. في 9 كانون الأول 1918، بعد شهر تقريباً على إعلان انتهاء الحرب العالمية الأولى، أرسل مجلس الإدارة الوفد اللبناني الأول إلى باريس برئاسة داود عمّون ولكن من دون أن يؤدّي ذلك إلى نتيجة تذكر، بسبب عدم تبلور الصورة التي سترسو عليها المنطقة بعد زوال الإحتلال العثماني وقيام النظام العالمي الجديد.

لبنان بين يدي العالم

نتيجة هذا التفويض ركب البطريرك الحويّك البحر ووصل باريس في 23 آب 1919 ونزل ضيفاً على الحكومة الفرنسية، وحمل معه خطاباً وجّهه إلى رئيس مؤتمر الصلح ورئيس الحكومة الفرنسية كليمنصو، يتضمّن مطلب الإستقلال المطلق والسيادة التامة الداخلية والخارجية قبل أن يضمّنه لاحقاً مطلب الإنتداب الفرنسي على لبنان. في 10 تشرين الثاني 1919 حصل الحويّك على تعهّد كليمنصو بإعلان استقلال لبنان بجبله وسهوله ومرافئه. ولكن هذا التعهّد بقي من دون تأكيد ومن دون تثبيت.

قبل مئة عام أراد البطريرك الحويّك تثبيت هويّة لبنان ضمن ثلاثة حدود: تأكيد الشرعية المحلية برعاية الشرعية الدولية وتثبيت الحدود الجغرافية والسيادية. وهذا ما يريد أن يفعله البطريرك الراعي اليوم بعد مئة عام: تحرير الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية وإعلان حياد لبنان.

قبل مئة عام حمل الحويّك قضية لبنان وهو خارج من جراح ومآسي الحرب العالمية الأولى ومن الجوع، ومن إلغاء الأتراك لوضعية متصرفية جبل لبنان التي كانت نشأت في العام 1860 في ظلّ الوصاية والرعاية الدولية. كانت هناك مرحلة تنتهي وتبدأ مرحلة جديدة تُرسم فيها خريطة المنطقة وحدود الدول الجديدة. بعد مئة عام يتحرّك البطريرك الراعي ليحمل من جديد قضية لبنان في ظلّ عدم الخروج من مآسي الحرب وإدخال لبنان في خضم حروب ومآسٍ جديدة ألغت امتيازاته كما ألغيت امتيازات المتصرفية، ومن وضع يشبه مآسي المجاعة، وفي مرحلة تعاد فيها عملية رسم خرائط المنطقة إن لم يكن على صعيد الدول والحدود فقد تكون على صعيد الأنظمة والشعوب.

قبل مئة عام لم تكن ولادة لبنان الكبير مسألة بسيطة. بين الحلم بالإستقلال وبين استتباع لبنان إلى المملكة السورية بقيادة الملك فيصل كانت المحاولة تمرّ بعقبات كثيرة. لم يكن من الممكن الوصول إلى ذلك الإعلان لو لم تنكسر الحلقة التي كانت لا تزال تقف في طريقه. معركة ميسلون في 24 تموز 1920 كسرت هذه الحلقة. أنهت حلم فيصل الكبير وأحيت حلم لبنان الكبير. بعد مئة عام هناك حلقة لا بدّ من أن تنكسر حتى يعاد بناء صورة لبنان الكبير، وهذه الحلقة ترتبط أيضاً بسوريا وبالمحور الممتد من الضاحية الجنوبية حتى طهران هذا المحور الذي يشكل اليوم تهديداً جدّياً لتلك الهوية التي صنعها إعلان دولة لبنان الكبير.

علم على سارية سفينة

في 11 شباط 1920 وصل إلى باريس الوفد اللبناني الثالث برئاسة المطران عبدالله خوري مكلّفاً من البطريرك الحويّك متابعة ملفّ لبنان في مؤتمر الصلح. سبعة أشهر بقي الوفد هناك. لم تكن صورة لبنان الجديد واضحة المعالم بينما كان الأمير فيصل يطالب بأن يستقلّ لبنان من دون أن تتوسّع حدوده حتى أن بيروت لم تكن ثابتة في خريطة لبنان الجديدة. بعد هزيمة جيش فيصل في معركة ميسلون فتحت الطريق نحو إعلان دولة لبنان الكبير ويظهر ذلك في المراسلات التي كانت تحصل بين البطريرك والمطران. ولكن هزيمة ميسلون لم تمنع من أن يحصل فيصل على حصة في الحلّ الكبير. بموجب الإتفاق بين فرنسا وبريطانيا كانت سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي بينما أعطي فيصل مملكة العراق وإنشئت المملكة الأردنية الهاشمية لتكون تحت حكم الملك عبدالله ومن ضمنها القدس والضفة الغربية.

بعد سبعة أشهر من المشاركة في المفاوضات في باريس أعلن الجنرال غورو في بيروت من أمام قصر الصنوبر في أول أيلول 1920 قيام دولة لبنان الكبير. في 16 أيلول يسجّل المطران خوري في يوميّاته أنّه مع الوفد اللبناني عادوا من فرنسا إلى بيروت "ويوم الأحد 19 ايلول قدّسنا اليوم في البابور بحضور جمع غفير، وكان المذبح مزيناً بالأعلام ومن جملتها العلم اللبناني فباركناه ووضعناه في صدر المكان حيث قدّسنا... اليوم (20 ايلول) وصلنا إلى الإسكندرية. فلما أطلينا على المدينة عند الصباح رفع العلم اللبناني على ساري الباخرة الكبير إشارة إلى وجود الوفد اللبناني عليها، ثم دخلنا الميناء...".

صباح 25 أيلول وصلت الباخرة إلى بيروت وكان يرتفع على ساريتها أيضاً "العلم اللبناني الذي كان يخفق بأعلى الزينة". في أول تشرين الأول تغدّى المطران خوري في بكركي ثم غادر إلى الديمان ليلتقي البطريرك الياس الحويك ويبلغه أنّ المهمة نُفّذت وليعيد وضع الأمانة بين يديه.

على مدى مئة عام اهتزّت السارية التي تحمل العلم اللبناني أكثر من مرة ولكنّها لم تقع. وعلى مدى مئة عام بقيت بكركي رافعة راية الدفاع عن لبنان وعن الإنجاز الذي تحقّق ذات أول أيلول من العام 1920، وكان نتيجة نضال امتدّ طويلاً في الزمن وسيمتدّ أكثر من مئة عام جديدة.

يوم إعلان لبنان الكبير

إهتزّ ولم يقع

إهتزّ الكيان اللبناني أكثر من مرّة ولكنّه لم يقع. إهتزّ قبل إعلان الدستور الأول في العام 1926 واهتزّ قبل إعلان استقلاله في العام 1943. ولكنّه لم يسقط. على مدى 23 عاماً في ظل الإنتداب الفرنسي كان هذا اللبنان يحظى بالحماية الدولية التي أناطت بسلطة الإنتداب تأهيل لبنان لينال الإستقلال. زمن الإنتداب بنى أسس الدولة والشرعية والمؤسسات والإدارة والجيش. قد يصحّ القول أن هذه الدولة بتلك المؤسسات كانت الأقرب إلى الشفافية وحسن الإدارة وعدم سرقة المال العام وإن كانت ناقصة السيادة الكاملة. وليس من قبيل الصدف أن يأتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بعد كارثة انفجار العنبر رقم 12 في المرفأ، وأن يرى بعينيه آثار الدمار الكبير لتلك الدولة التي كان لبلاده الأثر الكبير في ولادتها، وأن يسمع من عدد كبير من الذين كانوا في استقباله طلب العودة إلى زمن الإنتداب وعدم تقديم المساعدات عبر مؤسسات الدولة غير الجديرة بالإحترام، والمتهمة بالفساد وبإضاعة الدولة والجمهورية والمؤسسات.

في الحرب العالمية الثانية انتقل لبنان من الإنتداب الفرنسي الحرّ إلى الوصاية الألمانية الإيطالية في ظلّ حكومة فيشي الفرنسية، ولكنه في النهاية نال الإستقلال بعد دخول قوات الحلفاء إلى الشرق. بعد الحرب العالمية الأولى تم رسم الخرائط الأولى للمنطقة. بعد الحرب العالمية الثانية تم رسم الخرائط الجديدة. في عمليتي الترسيم بقي لبنان بحدوده السياسية والجغرافية دولة لبنان الكبير بينما كانت ثمّة دول تولد تباعاً في المنطقة وثمّة حدود تتغيّر وأخرى تندثر وحروب تندلع، خصوصاً بعد قيام دولة إسرائيل ونكبة فلسطين في 15 أيار 1948. اعتباراً من هذا التاريخ ستدخل المنطقة الحديثة الولادة عصر الإهتزازات والحروب ولن يكون لبنان بعيداً عن تأثيراتها الكبيرة والكثيرة.

بسبب هزائم 1948 العربية في فلسطين بدأت عمليات التغيير في الأنظمة. في سوريا بدأت الإنقلابات العسكرية منذ العام 1949 مع انقلاب الزعيم حسني الزعيم في آخر آذار من ذلك العام. وتبعتها مصر في 23 تموز 1952. بينما كانت الجيوش العربية تغزو القصور الرئاسية وتنظم البيانات الإنقلابية كان النظام اللبناني يحافظ على ديموقراطيته وانسيابه السياسي. ولكن هذه الميزة التي جعلته نقطة جذب في المنطقة مالياً وسياسياً وسياحياً لم تمنع انفجاره.

توالي الإنفجارات

الإنفجار الأول الكبير كان في أيار 1958. كان الهدف إلحاق لبنان بمحور الوحدة المصرية السورية بزعامة جمال عبد الناصر الذي أراد أن يكون القائد العربي الجديد الذي يعيد رسم خريطة المنطقة. قاوم رئيس الجمهورية كميل شمعون تلك المحاولة. بعد الإنقلاب الذي أطاح الملكية في العراق في 14 تموز 1958 تمّ إرسال قوات المارينز إلى بيروت لتنتهي تلك الأيام الصعبة بالإتفاق على انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية. وعلى صيغة لا غالب ولا مغلوب عادت اللعبة إلى إطارها السياسي. ولكن فترة الهدنة لم تدم طويلاً.

منذ العام 1965 وتأسيس حركة فتح وازدياد العمليات الفلسطينية من لبنان وبدء عسكرة المخيّمات وتفلّتها من رقابة السلطة العسكرية بدأت أطر الدولة القوية والقادرة تنهار. اتفاق القاهرة في العام 1969 لم يكن إلا تعبيراً عن هذا الإنهيار وعن بدء تفكّك الدولة ومؤسّساتها. تأجّل الإنفجار الكبير حتى 13 نيسان 1975. تدفّقت الحرب في كل لبنان أهوالاً ومآسي كبيرة وخطوط تماس وعمليات انتقام وقتل ومعارك. ولكن كلّ ذلك لم يقضِ على أسس الكيان. تبدّلت الخرائط والتحالفات الداخلية وتغيّرت هويّات المحاربين من الفلسطينيين إلى جيش النظام السوري إلى الجيش الإسرائيلي، ورسمت خرائط لتقسيم لبنان ووضعت مشاريع لتقاسمه ولكن في النهاية بقي لبنان كما كان في أول أيلول 1920. انتهت الحرب وخرجت منظمة التحرير في العام 1982 وخرج الجيش الإسرائيلي في العام 2000 وجيش النظام السوري في العام 2005 ولكن ثمّة محور لا يزال يتحكّم بالقرار اللبناني. المحور الذي يسمّيه الأمين العام لـ"حزب الله" محور الممانعة ويقول إنّه مع هذا المحور سينتصر وسيعكس هذا الإنتصار في الداخل. كل ذلك أوصل لبنان إلى الإنهيار.

هذا الإنهيار الذي بات يهدد روح الكيان اللبناني جعل البطريرك الراعي يرفع الصوت عالياً في استعادة للدور الكبير الذي قاده البطريرك الحويّك. كما حمل الأخير قضية لبنان إلى مؤتمر الصلح في باريس، لا شكّ في أن البطريرك الراعي سيعيد حمل هذه القضية إلى كل المحافل الدولية من أجل أن تعود الروح إلى هذا الكيان، ولو بعد مئة عام ومن أجل التأسيس لمئة عام جديدة. هذه هي روح الممانعة التي ستنتصر على محور الممانعة.

 

لبنان المئة سنة: تجربة ومُستقبل

فادي كرم/نداء الوطن/01 أيلول/2020

كرم: الجيل الحالي مسؤول عن الدفاع عن لبنان المئة سنة

إنّ التحدّي الكبير الذي يُواجه اللبنانيين بعد مئة سنة من عمر نشوء لبنان الكبير يتمثّل بالتساؤل التاريخيّ، وهوَ هل إنّ تجربة لبنان الميثاقيّ قد نجحت؟ وهل نستطيع إنقاذها لدخولِها عُمر ما بعد المئة سنة؟

وتقييماً لهذا الأمر، علينا العمل على عدم حصره بالمرحلة الحالية الفاشلة للدولة اللبنانية. فالتجربة اللبنانية الحقيقية ليست بالتأكيد ما نعيشه الآن، والواقعية والموضوعية تدفعنا للدخول إلى كافة مراحل المئة سنة التي مرّت بها الدولة اللبنانية، من أجل تحليل التصنيفات السياسية لكلّ مرحلة من هذه المراحل المتنوّعة والمختلفة جذريّاً، وأخطرها ما نمرّ به اليوم، كونه فعلياً قد يُعتبر أبعد ما يكون عن هوية لبنان المئة سنة.

إنّ التجربة اللبنانية القاسية والناجحة والفاشلة، وما بينَ بينْ، هيَ تجارب جمّة، تتعلّق بالتوازنات الإقليمية والدولية والصراعات والحروب الباردة والحامية. فلبنان الدولة الصغيرة المناقضة لجوارِها، بصيغتها وبذهنيتها وبتركيبتها وبنظامها وبطريقة عيشها وبنجاحاتها، كانت دائماً تحت ضغط التأثيرات الإقليمية بكافّة قطاعاتِها، فهذا اللبنان الذي أزعج إسرائيل بميثاقِه التعايشيّ المُناقض لتكوينها، وهذا اللبنان الذي أضرّ النظام السوري بنظامه الإقتصادي والتّحرّري والإنفتاحي المُناقض لمفاهيمه الحديديّة، هذا اللبنان الفاضح لهاتين الدولتين المُجاورتين، أصبح نتيجة ذلك فريستهما الدائمة، فأطماعهما به وطموحهما بضمّه بات إستراتيجية لا تنطفئ، ولم تستطع كافّة الحمايات الدولية والأُمَمِيّة من ردّ شرورهما عنه، ولم يكن لِلبنان فترات هادئة إلّا بلحظاتٍ قصيرة من المئة سنة، ولأسبابٍ ربّما تفيد سياساتهما الإقليمية، وقد كان لِتدخّلاتهما إنعكاس واضح على بعض الأطراف اللبنانية وغير اللبنانية، المتواجدة على أرض لبنان. فمثلاً، أُدخِلت القضية الفلسطينية إلى المسألة اللبنانية، وأصبح لحروب الآخرين في لبنان الدور الأكبر في فترات كثيرة من المئة سنة.

قد يكون من المنطقي إعتبار أنّ التركيبة الضعيفة الفاقدة للمناعة لِلُبنان الميثاقيّ، هيَ التي عرّضته للإنكسار وللإنفراط وللتبعيّة وللإحتلالات، ولكن من الموضوعية أيضاً إعتبار أنّ للتركيبة التّعددية والمتوازنة للبنان دوراً في حمايته وصمود فئاته، حيث حالت دون تحوّلِه دولة شبيهة بالدول المجاورة له. فبالرغم من جميع الضغوطات العسكرية والأمنية والغلبة المتنقّلة وبين الفئات المؤلّفة للمجتمع اللبناني، إستطاعت هذه الفئات اللبنانية الدفاع عن نفسها والبقاء في مكانتها، ولم تُؤدّ المواجهات والغزوات والتّغيُّرات في القيادات الوطنية إلى إلغاء أي فئة من فئات نسيجه الإجتماعي المركّب. وهذا الواقع يؤكّد أنّ لبنان الكبير لم يكن وليد لحظة إنبثاق خاطئة، ولم يكن تجربة فاشلة، بل بالفعل قاسية، ولكنّها بالتّأكيد ناجحة. ففي كثيرٍ من مراحله، كان لبنان يُعدّ من أنجح الدول إقتصادياً وسياسياً ومجتمعياً وأمنياً، واستطاع نتيجة ذلك تحقيق التّقدم والإزدهار، حتى بات قبلةً للسياحة العالمية، وملجأً للسياسيين والمفكّرين الدوليين وللصحافة العالمية.

إنّ المشاهدات التاريخية تدفعنا الى اعتبار لبنان المئة سنة من دول العالم المتعثّر، ولكن الكثير من تعثّره كان نِتاج جغرافيّته، التي طالما اعتُبِرت نعمةً له، ولكنّها بالفعل أضحت نقمةً عليه بفضل جِواره المناقض له. وبمقارنةٍ بسيطة بينه وبين هذه الدول، نرى أنّها لم تكن بحالٍ أفضل من حاله، ولم تصبح. فأنظمتها الحديدية وأفواجها العسكرية وفرقها الأمنية وطائراتها القاصفة وعلاقاتها الدولية، لم تضعها في وضعٍ آمن ومستقرّ أكثر من لبنان، ففي الوقت الذي عملَت الدولتان المُجاورتان للبنان على هزّ الإستقرار اللبناني، إنهارت إحداهما بشكلٍ سريع، أما الأخرى فمع كلّ جبروتها وعلاقاتها الدولية، فلم تنلْ السلام والتّطبيع والعيش الهنيء مع جيرانها، وتخشى دائماً الهجرة المعاكسة التي تهدّد كيانها.

إذاً، لبنان المئة سنة، بواقعه وتركيبته وعيشه الحرّ، كان تجربة ناجحة ولكنّها قاسية، لأنّ الفُسيفِساء الذي تمتّع به كان غِناه، ولكنّه كان دائماً بحاجة للصيانة، لأنّ لبنان ليس جزيرة بمنأَى عن التّدخلات، وجماله ونجاحاته المتعدّدة جعلته جاذباً للمشاريع السوداء البغيضة والقاتمة والإستغلالية.

كلّ ذلك كان لبنان المئة سنة، أمّا الحالي فهو مُخالف لكلّ المراحل السابقة التي لم يكن فيها مُهدّداً بهويته وعيشه ووجوده. فالحكّام الحاليون لا يشبهونه أبداً، ولا يؤمنون بحريّته ولا يعترفون بديمومته، المرحلة الحالية هيَ المرحلة الوحيدة التي يُحكَمُ لبنان بها من فريقٍ يسعى لقتل المئة سنة، ولخلق دولةٍ جديدة تابعة لعقلية فاشيّة إلغائية بوليسية متزمّتة وزبائنية، وإن نجاح هذا الحكم بالإستمرار بالتسلّط يعني أنّ لبنان قد طبّق مقولة "عقبال المية" وتوقّف عندها. فإن أردنا الحفاظ على أزليّته، علينا الدفاع عنه، الدفاع عن ذهنيّته وحريته وعقليّته، وليس فقط عن يابسته وبحره وأرزاقه. لبنان الرسالة ليس جامداً، بل هو روح وعقل وفكر وعلاقات إنسانية، ولا يحميه إلّا بناء الدولة الحقيقية العميقة، دولة المؤسسات البعيدة من مفهوم المزرعة، دولة الجمهورية القوية المُناقضة للسلطة القوية المتْبعة بزعيم واهم بالقوّة. فالشعب اللبناني يريد المؤسسات القوية والقضاء القوي والأمن القوي والسلطات القوية والسيادة القوية، ويُريدها جميعها قوية بعدالتها وبشفافيّتها. إنها المسؤولية التاريخية للجيل اللبناني الحالي أن يُدافع عن لبنان المئة سنة، وأن يُسقط لبنان السنوات القليلة الأخيرة الفاشلة. أما اللبنان الجديد الذي يجب بناؤه لضمان إستمرارية لبنان المئة سنة، فهو دولة الإدارة المتلائمة مع تطلّعات الشعب الحضاري، إدارة صديقة للمواطنية وللعالم المتقدّم وللإنسانية جمعاء وللحرية وللإنفتاح، مُصانة بالديموقراطية وبالمحاسبة وبالإستقلالية القضائية، وبالإبتعاد عن مفاهيم الزعامات التي لا تُحاسب، وبإختيار القيادات التي تخضع للمحاسبة وللعقاب أو للمكافأة.

 

الأقوى في طائفته يختار الأضعف

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 1 أيلول 2020

في الغالب أسهل الخيارات تسمية الرئيس المكلف، وأصعبها تأليفه الحكومة. يحدث ذلك منذ اتّفاق الدوحة. تسمية الرئيس المكلّف مصطفى أديب كان كذلك. مشكلته المقبلة أن يكون أقوى من حكومته لا ـ كسلفه ـ أضعف منها لئلا تنهار من الداخل

منذ إقرار اتفاق الطائف، لم يسبق أن دُعي إلى ترؤس حكومة موظف أياً علا شأنه وموقعه. امتحان خبرته رئاسة الجمهورية مرتين عامي 1998 و2008. أسلاف الرئيس المكلف مصطفى أديب إما رؤساء حكومات سابقون أو وزراء أو نواب. وحده الرئيس رفيق الحريري جاء من عالم مختلف اختلطت فيه المقاولات والأعمال بالوساطات. لم يكن موظفاً في الإدارة، وبدا مذ انخرط في العمل العام اللبناني منذ أواخر السبعينات حتى عام 1992، بصعود متدرّج، أنه أكثر أهمية من كل أولئك الذين سبقوه أو خلفوه. لذا على مرّ حقب تأليف حكومات ما بعد إقرار اتفاق الطائف، كان الحريري الأب الاستثناء الوحيد من بين مواصفات أولئك. لأن المرحلة كانت استثنائية، كان حضوره، في أولى حكوماته استثنائياً في ظل أزمة نقدية واقتصادية خانقة، وانتقال للسلطة اللبنانية مثّلتها انتخابات ذلك العام، فعُدَّت مهمته استثنائية في ظروف استثنائية. لذا قيل إن ترؤسه الحكومة كان أهم من الحكومة نفسها، بفعل الآمال المعقودة عليه منذ ما قبل تكليفه. مع ذلك كبّلته دمشق بحكومة وضعت نصابها الموصوف بين يديها. لم يسبقه، أو يخلفه، رئيس استثنائي للحكومة في ظروف استثنائية، بما في ذلك ما حدث بعد اغتياله عام 2005، ثم بعد الحرب المذهبية الصغيرة في أيار 2008.

الاستحقاق الحالي أكثر من استثنائي. يشبه ما رافق عام 1992، ويفوقه في وطأة الضائقة النقدية والاقتصادية وخطورتها، مع انهيار يكاد يكون شبه تام. ويشبه ما رافق عامي 2005 و2008 ويفوقهما، خصوصاً بعد قرار المحكمة الدولية واستعادة تسعير الشارع السنّي - الشيعي. إلا أن الرئيس الجديد للحكومة ليس استثنائياً في حجم المرحلة الاستثنائية التي أُدخِل في أتونها.

قد لا يكون في مواصفاته - إلى اختصاصه وشهاداته العالية - ما يُغري كي يوازن ما سيُقبل عليه. أن يكون سفيراً في ألمانيا من خارج الملاك ليس كافياً. ولا كونه يحمل الجنسية الفرنسية. ولا لأنه زامل وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان عندما كان سفيراً في ألمانيا بضعة أشهر عام 2019. ثمّة مَن يقول إن الزمالة تلك عزّزت حظوظه في التواصل الفرنسي - السعودي لاختيار رئيس مكلف للحكومة اللبنانية. الرجل المجرَّب في السفارة طوال سبع سنوات، ليس كذلك في السياسة اليومية للبنان بكل توازناتها وانقساماتها ومناوراتها وآلاعيبها. وإذا صحّ ما نُسب إلى الرئيس سعد الحريري قوله في اجتماع رؤساء الحكومات السابقين، إن حكومة أديب عمرها أربعة إلى ستة أشهر فقط كي تأتي بالمال إلى البلاد، من ثم «الشغل علينا»، فذلك يعني أنه سيكمل ما كان بدأه سلفه الرئيس حسان دياب وأخفق. اللهم إلا إذا أنزل الفرنسيون الخشبة.

كان في الإمكان أن يعني تكليف أديب حدثاً استثنائياً لو لم يتم تعيينه بطريقة أقل من عادية. عندما سمّاه الرؤساء السابقون للحكومة، من بين اسمين آخرَين لم يلقيا فعلياً أي اهتمام أو إصرار، كان المقصود هو بالذات. الرئيس نجيب ميقاتي اقترحه بعدما عمل أديب مستشاراً لديه مدة طويلة، وتبنّاه الحريري الذي فاتح الفرنسيين به. لم يكن ليمرّ من دون موافقة مسبقة من الثنائي الشيعي. في ظاهر ما حدث أن الحريري سمّاه، والواقع أنه صاحب الإعلان عنه، بينما باطنه أن الاسم دار على أكثر من دائرة قرار في لبنان وخارجه، من غير أن يكون الفرنسيون والسعوديون بعيدين من تسهيل اختيار اسم يحلّ محل الحريري في السرايا. بذلك يشبه وصول أديب إلى السرايا الطريقة التي كُلّف بها كل أولئك الذين ألّفوا منذ عام 2008 حكومات الوحدة الوطنية، كالحريري والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام. باستثناء حكومتي ميقاتي عام 2011 ودياب عام 2020، ووُصِفتا بأنهما «حكومة اللون الواحد»، اختير سائر رؤساء الحكومات من بيت الوسط.

بيد أن تكليف أديب اتّسم بأكثر من ظاهرة لافتة:

أولى، كسر قاعدة الأقوى في طائفته، فجيء بالموظف لا بالزعيم ولا بصاحب الغالبية السنّية في البرلمان والشارع. بالتأكيد لم يكن دياب الأقوى في طائفته، ولا أظهر أنه مشروع زعيم سياسي محتمل، وطُبِعَ بصفة رئيس حكومة 8 آذار من غير أن يُوزَّر أحد من أحزابها، إلّا أن هذه هي التي أدارتها، وإحداها هي التي أرغمتها على الاستقالة عندما دعاها الرئيس نبيه برّي إلى المثول أمام مجلس النواب. هذه المرة الأضعف في طائفته يترأس حكومة تحظى برضى الأقوياء فيها. وقد يكون ما حدث - إذا صحّ أن الخارج ضالع في الوصول إلى مواصفات كهذه - أول محاولات إنهاء القاعدة التي أفضت إلى تدمير الدولة واقتصادها.

الحريري: حكومة 4 إلى 6 أشهر كي تأتي بالمال ثم الشغل علينا

ثانية، مع أن الحريري - المفوَّض إليه في الظاهر أن يسمّي الرئيس المكلف - هو الأكثر تمثيلاً في طائفته، من غير أن يكون الوحيد، إلا أن الإصرار على انبثاق اسم أديب الأحد من اجتماع الرؤساء السابقين للحكومة، أحال تجمّع هؤلاء إلى المرجعية الشرعية للسنّية السياسية الحالية أو الجديدة. لم يعد الحريري يتقدّم ميقاتي والسنيورة وسلام سوى بالرصيد المتبقي الذي خلفه له والده، أكثر حاجة إلى وقوفهم إلى جانبه بعدما أضحوا فعلياً حلفاءه الوحيدين، منكفئاً إلى الساحة السنّية وحدها بعد تخلّي وليد جنبلاط وسمير جعجع عنه، ودخوله في مواجهة ضارية مع رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل. لا يسعه أن يحسب نفسه الأفضل بين شركائه السنّة الثلاثة الآخرين في حكوماته: اثنتان من حكوماته الثلاث إما سقطت بالثلث+1 أو بالشارع، فيما غادرت حكومات ميقاتي والسنيورة وسلام السرايا في استحقاقاتها الدستورية. لم يعد هو أكثرهم ثراء كي يتداخل المال لديه بالسلطة على غرار ما فعل والده. لم يعد الابن المدلل في السعودية التي طوت، على ما يبدو، صفحة هذه العائلة النافذة منذ الحريري الأب نهائياً.

ثالثة، يُجرَّب بأديب ما جُرِّب بدياب معكوساً. كان سلفه السياسي الوحيد تقريباً في حكومته (باستثناء دميانوس قطار)، وعُدَّ وزراؤها موظفين تارة واختصاصيين مرات فاقدي الفاعلية بحجة أن اتفاق الطائف وضع حدّاً نهائياً لحكومات الاختصاصيين والموظفين - مع أن الأمر ليس كذلك بالضرورة بشهادة حكومات الحريري الأب وحكومة الحص الثانية عام 1998 - وبات على كل حكومة أن تكون سياسية، ولذا فشلوا أو أُفشِلوا. اختيار أديب الموظف السابق منذ الآن رئيساً للحكومة، وقوله أمس إنه يأمل أن لا يكون فيها سياسيون، يعيد طرح الإشكالية نفسها في مواجهة طبقة قوية هي الآن أكثر تماسكاً، لأن مكوّناتها الأساسية أعادت لمّ شملها كتيار المستقبل والتيار الوطني الحر وثنائي حزب الله وحركة أمل. في الأيام الأولى لتكليفه قال دياب بثقة مبالغ بها إنه سيؤلف حكومة اختصاصيين حيادية، فألفوا له حكومته. قال أديب أمس كلاماً مطابقاً من غير أن يتغيّر مِن حوله الضباع.

 

تقارير تغطي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان

قمة لبنانية فرنسية في بعبدا الرئيس عون: مهام الحكومة الجديدة تنفيذ الإصلاحات ماكرون: فرنسا تدعم كل خيارات يلتقي عليها اللبنانيون

وطنية - الثلاثاء 01 أيلول 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "عملية تشكيل الحكومة الجديدة لا يجوز ان تستغرق وقتا طويلا وتكون حكومة قادرة على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة بكل ابعادها"، متمنيا ان "تتجاوب كل القيادات اللبنانية في مسار تشكيل الحكومة التي سيكون من مهامها تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد وتصحيح الخلل في القطاع المصرفي". وامل في "جعل آلامنا حافزا يدفعنا الى ان نغدو دولة مدنية حيث الكفاءة هي المعيار والقانون هو الضامن للمساواة في الحقوق"، وقال: "انني تحقيقا لهذه الغاية، التزمت الدعوة الى حوار وطني لكي نصل الى صيغة تكون مقبولة من الجميع"، داعيا الى ان "يكون الأول من ايلول 2020، محطة انطلاق للبنان جديد، حيث المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف: دولة حديثة تستجيب لانتظارات الشعب وتطلعات شبيبتنا الذين هم مستقبل البلد".

من جهته، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وقوف بلاده الى جانب لبنان في الازمة الراهنة، مبديا "كل استعداد للمساعدة في تحقيق النهوض المطلوب ضمن خطة واضحة تقوم على تحقيق الإصلاحات في المجالات التي سبق ان تحددت في القطاعات المهمة". وابدى ارتياحه "لما اعلنه الرئيس عون عن أهمية قيام الدولة المدنية في لبنان"، مؤكدا ان "فرنسا تدعم كل الخيارات التي يلتقي عليها اللبنانيون"، معربا عن استعداده "للمساهمة المباشرة في عقد لقاء مخصص للبحث في حاجات لبنان ضمن خطة النهوض الاقتصادية تشارك فيه دول عدة يشكل دعم لبنان القاسم المشترك في ما بينها". وكرر انه "يمكن للبنان ان يتكل على فرنسا القادرة على تأمين الأجواء الدولية الملائمة لمساعدته كي يبقى على خصوصيته ويقوم بدوره وبرسالته الفريدة في الشرق". وأشار الى ان "كل الالتزامات التي أعلنت في مؤتمر "سيدر" جاهزة للتنفيذ مع إقرار الدولة للإصلاحات الضرورية التي يطالب بها المجتمع الدولي".

الوصول

وكان الرئيس الفرنسي وصل الى القصر الجمهوري عند حوالي الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، حيث عزفت له موسيقى الجيش في الباحة الخارجية للقصر التحية العسكرية والنشيد الوطني الفرنسي، وقد رفع العلم الفرنسي وعلم الاتحاد الاوروبي الى جانب العلم اللبناني. وبعد استعراض الرئيس ماكرون ثلة من لواء الحرس الجمهوري، استقبل الرئيس عون نظيره الفرنسي عند الباب الرئيسي لبهو القصر حيث شاهدا معا سربا من الطائرات الحربية اللبنانية-الفرنسية في عرض جوي مشترك في أجواء بعبدا رسم خلاله العلم اللبناني، وذلك لمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

خلوة بين الرئيسين

ثم توجه بعد ذلك، الرئيسان عون وماكرون الى مكتب رئيس الجمهورية حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية، انضم اليها لاحقا رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي الخلوة الثنائية، رحب الرئيس عون بالرئيس ماكرون مجددا في لبنان، شاكرا له زيارته والمشاعر التي يبديها تجاه لبنان، مشددا على ان "اللبنانيين يقدرون ما ابداه من اهتمام باوضاعهم خصوصا بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وما نتج عنه من اضرار سارعت فرنسا الى المساهمة في ازالتها وشاركت في التحقيقات التي جرت في أسبابه". واكد الرئيس عون ان "التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة بمن يثبت تقصيره او اهماله القيام بواجباته الوظيفية".

ثم تحدث الرئيس عون عن المسار السياسي بعد تكليف السفير الدكتور مصطفى اديب تشكيل الحكومة، لافتا الى ان "عملية التشكيل لا يجوز ان تستغرق وقتا طويلا وتكون حكومة قادرة على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة بكل ابعادها". وتمنى رئيس الجمهورية ان "تتجاوب كل القيادات اللبنانية في مسار تشكيل الحكومة الجديدة التي يؤمل ان تلقى تأييد المجتمع الدولي، لا سيما وان من مهامها تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد وتصحيح الخلل في القطاع المصرفي".

وبدوره، شكر الرئيس ماكرون للرئيس عون الحفاوة التي لقيها في زيارته الثانية الى لبنان، مجددا تأكيد وقوف بلاده الى جانب لبنان في الازمة الراهنة، مبديا "كل استعداد للمساعدة في تحقيق النهوض المطلوب ضمن خطة واضحة تقوم على تحقيق الإصلاحات في المجالات التي سبق ان تحددت في القطاعات المهمة".

واعرب الرئيس ماكرون عن استعداد بلاده للمساهمة في إزالة اثار الانفجار الذي استهدف المرفأ، متحدثا عن مشاركة الوحدات الفرنسية بالتعاون مع الجيش اللبناني في تنظيف المرفأ وتنفيذ اعمال إغاثة فرضتها قوة الانفجار والخسائر البشرية التي نتجت عنه.

وابدى اارتياحه "لما اعلنه الرئيس عون عن أهمية قيام الدولة المدنية في لبنان"، مؤكدا ان "فرنسا تدعم كل الخيارات التي يلتقي عليها اللبنانيون"، لافتا الى "الدور الإنساني الذي لعبته القوة الفرنسية التي أرسلت الى بيروت في السفينة الحربية le tonnerre".

وفي الشأن الاقتصادي، اعرب الرئيس ماكرون عن "استعداده للمساهمة المباشرة في عقد لقاء مخصص للبحث في حاجات لبنان، ضمن خطة النهوض الاقتصادية، تشارك فيه دول عدة يشكل دعم لبنان القاسم المشترك في ما بينها".وأشار الى انه "حاضر دائما لتذليل أي عقبات تواجه لبنان على مختلف الأصعدة"، متمنيا ان "تشكل الحكومة الجديدة بسرعة لاطلاق مسار الإصلاحات المرجوة بالتعاون مع مجلس النواب".

وجدد الرئيس ماكرون التزام بلاده مساعدة اللبنانيين مكررا انه "يمكن للبنان ان يتكل على فرنسا القادرة على تأمين الأجواء الدولية الملائمة لمساعدته كي يبقى على خصوصيته، ويقوم بدوره وبرسالته الفريدة في الشرق".

وفي ما يتعلق بمؤتمر "سيدر"، اكد الرئيس ماكرون للرئيس عون ان "كل الالتزامات التي أعلنت في هذا المؤتمر جاهزة للتنفيذ مع إقرار الدولة للاصلاحات الضرورية التي يطالب بها المجتمع الدولي".

مأدبة غداء

ثم اقام الرئيس عون مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الضيف، حضرها الى الرئيس بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، الرئيس المكلف مصطفى اديب، الرئيس نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزيرا الخارجية والمغتربين شربل وهبة والصحة حمد حسن، رؤساء الكتل النيابية السادة: جبران باسيل، محمد رعد، آغوب بقرادونيان، تيمور جنبلاط وبهية الحريري، أعضاء الوفد الفرنسي المرافق، رئيس وأعضاء لجنة الصداقة اللبنانية -الفرنسية في مجلس النواب، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي المونسيور جوزف سبيتري، سفراء دول الاتحاد الاوروبي، قادة الاجهزة الامنية، وعدد من كبار الموظفين، إضافة الى عدد من رجال الاعمال والاقتصاد اللبنانيين ونظرائهم في الوفد الفرنسي.

كلمة الرئيس عون

والقى الرئيس عون كلمة هنا نصها: "فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، الصديق العزيز، اهلا وسهلا بكم في لبنان! اهلا وسهلا بكم في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا. ان وجودكم في ما بيننا، والوفد المرافق، يسطر فصلا جديدا من التاريخ المميز الذي يربط بلدينا وشعبينا.

إن ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير تجمعنا اليوم. مئة سنة عبرت منذ 1 ايلول 1920، حيث قال الجنرال غورو من على درج قصر الصنوبر في بيروت: "اعلن رسميا قيام لبنان الكبير، فيما اشارككم فرحتكم وافتخاركم. واحييه، باسم حكومة الجمهورية الفرنسية، بعظمته وقوته، من النهر الكبير حتى أبواب فلسطين والى قمم السلسلة الشرقية."

وبالرغم من اقتصار الاحتفال بهذا الحدث التاريخي، الى اقصى الدرجات، الا ان التأثر يبقى موجودا ها هنا. وهو تأثر يبلغ ذروته في الوقت الذي يجتاز فيه لبنان حاليا فترة ألم عميق، نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي، والازمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا، إضافة الى المأساة غير المسبوقة في تاريخنا الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت.

فخامة الرئيس، السيدات والسادة، امام ضربات القدر هذه، هناك احتمالان: الاستسلام او الحفاظ على الأمل. لقد علمنا تاريخنا ان ننهض، ونعيد البناء، متطلعين ابدا نحو المستقبل. ان الماضي الغني بالتجارب، يحضنا اليوم على العمل، وهو خير معلم لنا كي يدفعنا الى عدم تكرار الأخطاء.

ان حدود لبنان هي حدود الحرية في هذا الشرق! ولبناننا كبير بتعدديته، وفكره الخلاق، وروح التسامح لديه إضافة الى سخائه وما يميزه من روح الانفتاح. لأجل ذلك، رأى فيه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ما هو اكثر من بلد، انه رسالة. ودعوتنا للجميع هي في الحفاظ على هذه الرسالة.

يرتكز املنا اليوم على تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على اطلاق ورشة الإصلاحات الضرورية، من اجل الخروج بالبلد من الأزمة الحالية. والامل يكمن أيضا في جعل آلامنا حافزا يدفعنا الى ان نغدو دولة مدنية، حيث الكفاءة هي المعيار والقانون هو الضامن للمساواة في الحقوق. وانني تحقيقا لهذه الغاية، التزمت الدعوة الى حوار وطني لكي نصل الى صيغة تكون مقبولة من الجميع.

فليكن الأول من ايلول 2020، محطة انطلاق للبنان جديد، حيث المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف: دولة حديثة تستجيب لانتظارات الشعب وتطلعات شبيبتنا الذين هم مستقبل البلد.

عاشت فرنسا، عاش لبنان".

الرئيس ماكرون

ورد الرئيس ماكرون بكلمة قال فيها: " شكرا فخامة الرئيس، شكرا لكم ايتها السيدات والسادة على استقبالكم لنا مع الوفد الذي يرافقنا. نحن سعداء ان نكون معكم اليوم. والوفد الذي يرافقني مكون من وزراء ونواب وعدد من الدبلوماسيين ومن كبار الموظفين، إضافة الى عسكريين وفنانين ومهتمين بالشأن الانساني، ومقاولين. وهذا يدل على غنى العلاقات التي تجمعنا ويعبر عن إرادة فرنسا بأن تكون الى جانب لبنان اليوم.

كما ذكرتم فخامة الرئيس، نحن هنا لمناسبة ذكرى هامة نحيي فيها مئوية لبنان الكبير، وهي تصادف بعد أيام قليلة من الانفجار الرهيب الذي وقع في 4 آب المنصرم، وكان بمثابة صورة معبرة عما كان يحصل منذ زمن بعيد. لقد ذكرتم عبارات الجنرال غورو، لمناسبة إعلانه دولة لبنان الكبير: امل وافتخار. ولكن في هذه الكلمة المختصرة التي قالها يومها، كانت هناك دعوة لكل احد لكي يترفع فوق مصالحه الخاصة. وكانت هذه الدعوة لوحدها بمثابة الفكرة الأساسية لكلمته. وهي دعوة لما تزل حديثة بما تحمله من عبر وقسوة.

انا لا اعرف ما ستحمله الأسابيع والاشهر المقبلة، لكنني اعرف امرا واحدا فحسب، وهو انه اذا لم تتحقق هذه الدعوة للترفع فوق المصالح الخاصة، ولو بعد مئة عام على اطلاقها، فإنه سيكون قد تمت خيانة الوعد، لأن بلدكم هو بحد ذاته وعد لنفسه، كما انه وطن شقيق وصديق لوطننا.

وهذه الصداقة لا تتم المصادقة عليها من خلال تواريخ والتزامات ومصائر متقاطعة فحسب، ولو كان كل ذلك في غاية الأهمية، من خلال مصير العديد من النساء والرجال، في حقول الفن والفكر المعاصرين او السابقين، إضافة الى العديد من المستثمرين الحاليين منهم والسابقين أيضا. انما هناك اكثر من ذلك في الرسالة التي يشكلها لبنان وهو في قلب فرنسا: عشق غير مشروط للحرية وتعلق بالمساواة بين المواطنين، إضافة الى ارتباط بما نسميه تعددية، وهو يعني في العمق الاعتراف انه إذا ما قررنا ان نكون مواطنين في دولة واحدة، أيا كانت عائلتنا وايا كان ديننا وايا كانت مصالحنا، فإننا قبل أي شيء مواطنين في هذا البلد، وفق رابط يجمعنا بما هو كوني له الاعتبار الأول. وهذا ما يجعل، اليوم بشكل خاص، وتحديدا في هذه المنطقة بالذات، رسالة لبنان ترتدي أهمية اكثر مما كانت عليه قبل مئة عام، لأنكم، من دون أي شك، آخر من يحمل هذا الإرث. وأن ينجح ذلك اليوم من قبلكم، في وقت ربما لم ينجح من قبل آخرين قبلكم وفي ظروف اسهل، فسببه انتم لأنكم انتم تحققون ذلك وفي ظروف اشد قسوة تبلغ حد المستحيل.

نحن سنكون هنا، وفق الصداقة عينها وروح الأمانة وحدها: امانة في هذا التاريخ وما يجمعنا من خلاله، وفق التزام بالسيادة والعشق غير المشروط للحرية.

هذا ما رغبت في قوله لكم في هذا اليوم، الذي هو بمثابة احتفال، ولكن ارجو من كل قلبي ان يشكل بداية لعصر جديد. عاش لبنان الكبير! عاش لبنان! عاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان".

وبعد الغداء، غادر الرئيس الفرنسي قصر بعبدا وودعه الرئيس عون عند المدخل الخارجي للقصر.

 

الراعي زار ماكرون في قصر الصنوبر: سأتولى العمل مع كل الافرقاء اللبنانيين ليدركوا أهمية الحياد كمصلحة للجميع

وطنية - الثلاثاء 01 أيلول 2020

زار البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في قصر الصنوبر في بيروت، وفي مستهل اللقاء الذي حضره وزير الخارجية الفرنسية ايف لودريان، اعرب الرئيس ماكرون عن "سروره بلقاء غبطته وبخاصة في ذكرى المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير".

ورحب البطريرك الراعي من جهته، بزيارة الرئيس الفرنسي لبنان، "مع ما تضمنته من معان معبرة في هذه المناسبة"، شاكرا لفرنسا "تضامنها مع الشعب اللبناني".

وقدم إليه مذكرة في مناسبة ذكرى المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير، تضمنت ست نقاط نوقش معظمها.

الراعي

واستمع الراعي الى وجهة نظر ماكرون حيالها، وبخاصة في شأن "أهمية الحياد الناشط" الذي طرحه الراعي لخير جميع اللبنانيين، مع اصراره - كما اوضح خلال اللقاء - على "توضيح كل ما يتعلق بهذا الطرح، لكي يعرف اللبنانيون قيمة هذا الأمر، لأنه سيكون مصدر خير اقتصادي ومالي واجتماعي للشعب اللبناني، الذي سيتوقف عن العيش في دوامة الحرب، ويصبح منفتحا على كل الدول، ويستعيد دوره الذي كان يتمتع به في السنوات الخمسين الأولى من هذه المئوية".

كما وأشار الراعي - بحسب بيان للبطريركية المارونية - إلى انه "سيتولى العمل داخليا مع كل الافرقاء اللبنانيين، لكي تدرك اهمية الحياد الذي هو لمصلحة الجميع".

ولفت الى "الرمزية الخاصة للقاء مع الرئيس الفرنسي، لكونه اعاد الى الاذهان ما حصل منذ مئة سنة"، شاكرا للرئيس الفرنسي "قيامه بزيارتين متتاليتين للبنان: أولهما اتت تضامنا مع الشعب اللبناني في محنته اثر انفجار مرفأ بيروت، معربا عن اهتمامه الكبير بلبنان، وهذا دليل عاطفة شعرنا بها، وهو يذكر لبنان في كل المناسبات، كما حصل في خطابه الشهير في 29 آب في مؤتمر لوغانو. واليوم تأتي الزيارة الثانية للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير".

ماكرون

كذلك تطرق البحث الى موضوع المدارس، وابدى الرئيس ماكرون اهتماما واضحا بهذا الأمر، ووعد بمضاعفة الإهتمام، ومساندة المدارس.

وأعرب ماكرون عن "تأثره الكبير بلقائه مع الطلاب في جاج صباح اليوم، والإستماع الى تطلعاتهم المشروعة".

وفي الشق الإجتماعي، حظي موضوع اعمار بيروت، وعودة السكان الذين تضررت منازلهم بفعل الإنفجار بأهمية كبيرة".

ورأى الرئيس ماكرون وجوب ان يكون ثمة تنظيم دولي ومساهمة دولية للاغاثة.

وأكد الراعي من جهته، أن "ليس المطلوب من فرنسا ان تتحمل كل العبء، ووزر ما حصل، وهي مشكورة لأنها بشخص رئيسها اكدت تبنيها هذه القضية. ونحن نشكرهم على هذه المساعدة. ونستمر بمطالبتنا بان يكون ثمة تنظيم دولي لموضوع الإغاثة".

وفي ختام اللقاء شكر الرئيس الفرنسي للبطريرك الراعي "المذكرة التي قدمها إليه"، مؤكدا انه سيجيب عليها خطيا اذا ما اقتضت الحاجة، بعد الإطلاع عليها في شكل دقيق.

 

ماكرون زار المرفأ والتقى ممثلي الامم المتحدة والجمعيات الاهلية: لتوحيد الجهود وتأمين تعقب المساعدات لمعرفة مآلها

الثلاثاء 01 أيلول 2020

وطنية - زار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مرفأ بيروت عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ورافقه وزير الخارجية جان ايف لو دريان والسفير الفرنسي برونو فوشيه والوفد الإعلامي المرافق.

بداية اطلع الرئيس ماكرون على الأعمال التي قامت بها البحرية الفرنسية وفريق Ventoux من تنظيف وازالة الأنقاض من المرفأ وفقا لمراحل عدة منها المرحلة الأولى لرفع الأنقاض، وثانية لتحديد الأضرار، وثالثة لتقييم قدرات المرفأ.

واستمع الرئيس الفرنسي الى شرح مفصل عن كيفية عمل الفرق الفرنسية المؤلفة من الجيش الفرنسي والبحرية والدفاع المدني بالتعاون مع الجيش اللبناني على رفع الأضرار من المرفأ ومن الشوارع والاستجابة الى حاجات السكان وتقديم الدعم لهم.

لقاء

بعد ذلك، عقد الرئيس ماكرون لقاء على متن حاملة الطوافات "تونير"، مع ممثلي الأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة التي ستساعد في عملية اعادة البناء، شارك فيه ممثلون عن الصليب الأحمر اللبناني، "بيت البركة"، مؤسسة "عامل"، "فرح العطاء"، "أركنسيال"، الوكالة الفرنسية للتنمية وسفراء من الإتحاد الأوروبي وممثلون عن الأمم المتحدة وعدد من الهيئات الدولية.

وتطرقت المنسقة في الأمم المتحدة نجاة رشدي الى العمل الذي يتم وللمنصة التي انشئت من اجل التنسيق بين المشاريع المختلفة من اجل الإستجابة للحاجات الكثيرة والمتعددة.

مهنا

بدوره، قال ممثل مؤسسة "عامل" الدكتور كامل مهنا: "لقد لاحظتم خلال زيارتكم التضامن بين اللبنانيين ودور الشباب على الأرض في منطقة مار مخايل، واردنا ان ننظم العمل على الأرض منذ البداية".

أضاف: "لدينا 6500 جريح الف منهم بحالة حرجة، وقد علمنا ان فرنسا دفعت 20 مليون دولار في هذا الإطار، وهناك مصابون سيحتاجون الى جراحات تجميلية جراء اصابتهم".

وطالب ب"مساعدة العائلات التي خسرت منازلها وبترميم المنازل التي تضررت"، وقال: "هناك امر ايجابي هو الحراك الشعبي الذي بدأ في 17 تشرين الأول، ولبنان الكبير اكبر من ذاته، ويجب حماية هذا البلد الذي ساهم في اعمار الكثير من الدول الأخرى ولكن لسوء الحظ وصلنا الى مرحلة اضطررنا فيها لطلب المساعدة والأدوية والأغذية، ونحن نعاني من الفقر، إذ 22% من الشعب اللبناني يعانون من الفقر المدقع، ونحن بحاجة الى هذا التضامن، فالوضع الإقتصادي صعب جدا، ونحن نقدر لكم هذه اللفتة".

الزعبي

من جهته، قال رئيس الصليب الأحمر اللبناني انطوان الزعبي: "ان الصليب الأحمر اللبناني يشكركم على هذه البادرة، فهو في لبنان منذ 75 سنة تقريبا، وفي وسط الأزمة ثم أتت هذه النكبة التي اضيفت الى الوضع الصحي والإقتصادي الصعب الذي مني به لبنان. ولا ننسى جائحة كورونا التي تؤثر على كل نواحي الحياة في هذا البلد، يجب ان نضع خططا لمواجهة كورونا لأن الوضع جد مقلق، ونحن نعمل من اجل وضع خطة للمساعدة، واشكر الصليب الأحمر الفرنسي على مساهماته وتعاونه معنا".

ابو جودة

وقالت سمر ابو جودة من الصليب الأحمر اللبناني: "نحن نعمل بكل حياد واستقلالية، يوم 4 آب كان يوما صعبا في تاريخ الصليب الأحمر اللبناني، فقد عمل مئات المسعفين على نقل المصابين الى المناطق اللبنانية كافة لأن قدرة المستشفيات بلغت الحد الأقصى".

أضافت: "بات الصليب الأحمر متواجدا في نقاط ثابتة في بيروت، منها المرفأ من أجل تقديم المساعدة في ما يتعلق بالصحة الأولية والأدوية والخدمات الطبية. ونحن نعمل على تقييم اكثر من 150 الف منزل لنعرف كيفية مساعدة 10 الاف عائلة اكثر تأثرا جراء الانفجار، وهذا العمل سيبدأ الأسبوع المقبل".

ريشا

وأشار المدير العام لـ"أركنسيال" روبن ريشا الى أن الجمعية "تعمل منذ 35 سنة على التنمية المستدامة، كما على مواجهة الأزمة في بيروت". وقال: "لم نهمل النشاطات الأخرى التي نقوم بها، فنحن نعالج نحو 85 بالمئة من النفايات الطبية. والحاجات التي حددناها هي تطوير الزراعة والصناعة والمهن لكي تتقلص اعداد الواردات ولنعتمد على اقتصادنا".

خلف

اما نقيب المحامين ومؤسس "فرح العطاء" ملحم خلف فقال: "ان لبنان يعاني منذ فترة طويلة، وفي حضوركم وجدنا مواساة معينة لنا، سأتحدث عن هؤلاء الشباب الموجودين على الأرض وقد شكلوا املا لوطن جديد. اذا كان علينا ان نصف الحاجات، فنحن بحاجة الى دولة قانون لأنها الحاجة الأولى لتمكين الشباب من ان ينطلقوا، وهذا ما ينقصنا في لبنان. نحن لسنا هنا لنستبدل الدولة الا اننا نبحث عن هذه الدولة وعن مسؤولين حقيقيين، لدينا سياسيون الا اننا نبحث عن مسؤولين، هذا البلد قائم فقط على الشباب، ان حركة المتطوعين تبعث الأمل".

أضاف: "بدأنا العمل في المناطق وركزنا على 6 احياء وبدأنا في حيين، وقد تلقينا مئات الطلبات للتطوع ومعنا 300 متطوع يوميا، ومن اليوم حتى بضعة اشهر سنتمكن من اعادة السكان الى منازلهم. قمنا بعملنا بسرعة فائقة وسنبدأ بتقديم المساعدات الى الأشخاص المسنين".

الرئيس الفرنسي

وعن الرابط بين المنظمات غير الحكومية والدولة اللبنانية، قال الرئيس ماكرون: "عندما أستمع إليكم أشعر بالقلق، لقد فهمت ان السيدة هنا تقوم بعملية التنسيق، وانتم تتحدثون عن تقييم، وما زلتم تتحدثون عن نتائج تقييم، هذا يعني ان هناك مشكلة فهم. لقد فهمت ان هناك مشكلة نقص وعجز معين من قبل المؤسسات الحكومية، لذلك في المساعدات الثنائية هناك حاجة للتنسيق، وللامم المتحدة دور في ذلك، وأظن ان هناك مشكلة تكمن في الشفافية او تبادل المعلومات".

أضاف: "أحسنتم، أنتم كمتطوعين كنتم مثالا لكل اللبنانيين واللبنانيات والعالم، فالإلتزام من قبل الأمم المتحدة وغيرها في هذا المجال صعب جدا. أريد ان أشكر ايضا الشركاء المختلفين، سفراء الإتحاد الأوروبي الموجودين هنا اليوم للمساعدة الدولية وللالتزام الدولي، وزارة الدفاع الفرنسية، وزيرة الجيوش التي تستضيفنا هنا اليوم والتي تقوم بعمل ممتاز منذ اليوم الأول، انا فخور جدا بهذه الوزارة. وأريد ان أشكر الشركات الخاصة الفرنسية التي بذلت مجهودا لتأمين المساعدة، اكان طبية او اعادة اعمار، والتحدي الذي ذكرتموه هو تنظيمي في مناخ معين، ودائما ما نعود لنذكر بأن هذه الأزمة سياسية وهذا الأمر خطير. لذلك اذا اردنا المساعدة بأفضل طريقة ممكنة فعلينا مواصلة دعم الجهات التي ذكرتها للتو، وانا اثق بسفرائنا الأوروبيين الموجودين هنا للدعم الذي قدموه. والرسالة التي اريد ان أبعث بها، هي وجوب العمل دائما على منصة الأمم المتحدة من اجل توحيد الجهود والتنسيق، ويجب تأمين تعقب المساعدات لمعرفة مآلها".

وتابع: "السلطات الرسمية اللبنانية لديها دور لتلعبه، احيانا نسمع امورا ليست متطابقة مع الواقع، ولكن ما هو مطلوب عملية تعقب شفافة، ونحن سنبذل قصارى جهودنا لمساعدتكم في هذا المجال. إننا نفهم الصعوبات التي تواجهونها على الأرض، لذلك أشكر مجددا الأمم المتحدة من اجل تنسيق الجهود، وأعتقد انه علينا الاستمرار بالدعم. فهمنا ان هناك حالة طارئة من ناحية كورونا لذلك ركزنا المساعدة في الأيام المقبلة، على مستشفى رفيق الحريري الحكومي".

وأردف: "لقد ذكر بعض منكم الشق الدراسي والأكاديمي، ونحن ايضا سنضيف نحو 7 ملايين اورو على مساعدتنا لمواكبة جهود اعادة بناء المدارس وتأمين حاجات المدارس. الموجودون هنا يقومون بعمل رائع بمعية المؤسسات الحكومية على الأرض، ومن الضروري ايضا ان نفهم هذه الحاجات، وربما هناك حاجة لأنظمة محددة للدعم، ونعتمد هنا على وزارة التربية للمساعدة، ونتابع هذا الأمر مع الوزير المعني".

وختم: "العديد منكم يؤدي مهام محددة الى جانب مهامكم الأصلية لمساعدة السكان، وهنا اقترح ان نعمل بالتوازي على سد الحاجات والتفكير بالإطار الأوسع، اظن انه علينا في الأسابيع الستة المقبلة أن نعمل على تعبئة المجتمع الدولي وأن نحسن الشفافية، ويجب ان نعتمد على المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي رعته ايضا الأمم المتحدة التي بفضل جهودها نسعى الى دعم من الدول المختلفة التي مولت هذا المشروع، واظن ان ذلك قد يتجاوب مع الحاجات التي عبرتم عنها، ويساعد في مكافحة عدم التنسيق، لذلك علينا التركيز على الشفافية والتنسيق وسد الحاجات في الوقت نفسه".

 

ليلة ماكرون الختامية: ترميم النظام والمصرف.. ومساكنة حزب الله

المدن/02 أيلول/2020

اختتم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته إلى لبنان، ولقاءاته مع مختلف القوى السياسية والمدنية، بمؤتمر صحافي عقده في قصر الصنوبر، فنّد فيه كل المبادرة الفرنسية التي عرضها على المسؤولين.

وأكد الرئيس الفرنسي، انه "مسرور أن أكون هنا اليوم من جديد. وهذا هو التعهد الذي أخذته في المرة السابقة، ولن نتوقف عن الاهتمام بالمأساة اللبنانية. وفرنسا تحركت مباشرة بعد انفجار بيروت على كل الصعد، ونشطت لتقديم الدعم عبر خط بحري وجسر جوي لإيصال مساعدات ومتطوعين. وفرنسا لن تترك لبنان، ولن نغض النظر عن ضرورة تقديم الدعم للشعب".

المساعدة وإعادة الإعمار

ولفت إلى أنه "حصلت اجتماعات وتبادل للقدرات بين أجهزة التحقيق المختلفة للتحقيق بانفجار بيروت وأمّنا مساعدة طبية، ووفرنا كمية كبيرة من المساعدات الطبية والغذائية ومساعدات للبناء أيضاً. وهذا العمل الثنائي أنجزناه بمساعدة أممية، ونظمنا مؤتمراً دولياً لمساعدة الشعب اللبناني. ونستمر بمناشدة المجتمع الدولي. ونود أن نؤكد أن هذا الدعم يحصل ضمن الإطار الذي حددناه لمصلحة الشعب مباشرة. واللقاءات التي عقدناها اليوم لرؤية النتائج والثغرات. وهناك مساعدات كثيرة ما زالت في طريقها للبنان، ومساعدات ستأتي لاحقاً"، مبيناً ان "700 عنصر من الجيش الفرنسي انتشروا، وعملوا بالتعاون مع منظمات غير حكومية على الأرض في بيروت. كما عمل قسم منهم على مؤازرة الجهات المعنية في التحقيق في انفجار المرفأ، وسنقدم 7 ملايين يورو لمستشفى بيروت الحكومي، الذي يركز عمله على مساعدة مرضى كورونا. وسنوفر المساعدات للمستشفيات الأخرى أيضاً. ومسألة التربية من أولوياتنا ومن الضرورة أن يعود التلامذة إلى المدارس والجامعات. وهذه مشكلة تواجهها عدة دول بسبب كورونا. وفي لبنان ازدادت هذه الصعوبة بسبب الانفجار". معلناً عن "تعزيز قدراتنا.. وسنرافق إعادة إعمار مرفأ بيروت، الذي يجب أن يُنجز من أجل الشعب اللبناني فقط. ونعمل على إعادة البناء، ولا يجب أن نستسلم أمام صعوبة العمل، لأننا نعرف أن اللبنانيين الذي خسروا منازلهم علينا إعادة بناء مبانيهم بكل شفافية وسرعة، مع كل مستلزمات الأمن والسلامة، والمحافظة على الإرث والتراث اللبناني. ونحن هنا إلى جانبكم، وسنبقى إلى جانبكم. لكن اللحظة أتت.. على المسؤولين بأن يأخذوا دروساً مما حصل. ولست هنا من أجل إعطاء خيار معين. وهذا ليس دور فرنسا. ولم آت لأفرض أي تنبيه لأي فريق".

الحكومة وخارطة الطريق

وشدد ماكرون على أن "تشكيل الحكومة مهمة أساسية، وتم اقتراح اسم رئيس مكلف لتشكيل الحكومة. واختيار الاسم والتشكيل هو من مسؤولية الدولة اللبنانية وقواها. وتم تعيين مصطفى أديب من قبل الفرقاء السياسيين. والجميع التزموا بأنه سيتم تشكيل حكومة تقوم بالخدمات الضرورية، من شخصيات كفوءة، وبدعم الفرقاء الذي وقفوا وراء الرئيس المكلف. وما هو مهم هو خريطة الطريق التي أكد عليها مجمل الفرقاء السياسيين، والتي وضعها الرئيس عون واتفق عليها مجمل الرؤساء من دون أي استثناء. وتشكيل الحكومة يجب ألا يستغرق أكثر من 15 يومًا. وأنا تمنيت أن يتم تنظيم مؤتمر دولي في باريس، ووجهت دعوة للرؤوساء الثلاث وسنقوم بتجنيد المجتمع الدولي، والجميع، لبناء هذا الدعم الدولي".

الإصلاحات وإلّا..

وأوضح ماكرون "إن نفذت القوى السياسية في لبنان التزاماتها فسنفي بالتزاماتنا، ولن نقدم شيكاً على بياض. ونحن حصلنا على موافقة الجميع اليوم على خريطة طريق. وعلى اللاعبين اللبنانيين الاتفاق على طريقة تنفيذ هذا البرنامج. وأنا سررت، وقد رأيت حماسة الجميع للعمل والإنجاز. وبعض المواعيد سيتم تأجيلها لحين تشكيل الحكومة وإعطائها مدة زمنية للبدء بالعمل. وأتعهد بالبحث عن دعم دولي. وهذا هو دور فرنسا. ولا بد من أن أذكر هذا الموعد 1 أيلول 2020، الذي يُسجل مناسبة مئوية لبنان الكبير. وأشدد على الصداقة بين فرنسا ولبنان. وهي ستستمر وتفرض نفسها علينا. والثقة هي مشكلة الآخر. وانا أمنح الثقة هذا المساء. لكن قلت بوضوح إذا لم يحققوا في نهاية شهر تشرين الأول ما التزموا به، سأقول للمجتمع الدولي انه لن نتمكن من تقديم المساعدة للبنان. وسأسمي من عرقل ذلك. وسنلعب دور الحكومة ونقول انه وضعنا هذا العقد وتعهد مسؤولوكم بهذا العقد انه سينفذون ذلك. لكن بالمقابل هناك مساعدات المجتمع الدولي وإذا لم تنفذ الوعود فلا مساعدات. وخارطة الطريق تشمل إصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي. ونطالب بإحراز تقدم خلال الأسابيع القليلة المقبلة. والمجتمع الدولي سيدعم الإصلاحات في لبنان بتقديم مساعدات مالية. وانا اجتمعت مع الرئيس المكلف مرتين. وما أستطيع ان أقوله انه يتمتع بدعم كبير أوسع من الذي حصل عليه حسان دياب. وسيرته تظهر مسيرة واعدة. وهو يعي ما يحصل، ويعرف انه ربما لا ينظر إليه انه الرسول، بسبب تعيين هذه القوى السياسية. وهو يعرف ذلك، والانتخابات النيابية المبكرة لم تحصل على توافق من القوى السياسية الموجودة. وهذا ليس جزءًا من أجندة الإصلاحات. ولكن قانون انتخاب جديد هو مدخل للإصلاحات التي قد تستمر لسنوات".

المراقبة والمعاقبة

"وهدد ماكرون الطبقة السياسية اللبنانية أنه إذا ضلعت في الفساد فقد تكون هناك عقوبات". ولفت إلى أن "هناك فنانون ومثقفون يقولون أن حرية التعبير غير محترمة حالياً. وهذا النقاش خضته مع المسؤولين. وفرنسا تساعد في هذا المجال". ورداً على سؤال، قال إنه لا يتحدث عن حزب الله كتشكيلة إرهابية، بل كحزب سياسي انتخب من الناس ممثلاً بالبرلمان، فربما قوى أخرى لم تستطع إدارة البلد بشكل أفضل". وأضاف: "أستطيع القول أنه يجب تسليم سلاح "حزب الله" وأعود الى بلدي. لكن كيف نخرج من هذا الوضع سوى بالنقاش؟ وقد أثرت هذا الموضوع اليوم".

البطريرك ومحمد رعد

وكشف ماكرون ما دار في لقائه مع البطريرك بشارة الراعي والنائب محمد رعد، وقال: "التقيت بالبطريرك الراعي وتحدثنا عن الوضع في لبنان وتحدث عن مبادرته حول الحياد الناشط. ولدى البطريرك النية للتقدم بالموضوع. وأبلغته أن فرنسا ملتزمة بهذا الفكر".

وفي شأن لقائه مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، أشار ماكرون إلى أن "رعد تعهّد بالإصلاحات، وعارض الانتخابات المبكرة. وقلت له بوضوح أنّ هناك اختلافاً حول السلاح والوجود العسكري للحزب في أماكن عدة. وهذا لن يكون ضمن الإصلاحات في الـ3 أشهر المقبلة. لكن سيأتي في وقت لاحق".

 

ماكرون: يجب توعية “الحزب” على مسؤولياته

اي ام ليبانون/01 أيلول/2020

أشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى أن “حزب الله” هو حزب يمثّل جزءاً من الشعب اللبناني وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيها الإرهاب على حساب أمور أخرى يجب توعيته وغيره من الأحزاب على مسؤولياتها. ماكرون، وخلال جولة له في مرفأ بيروت، قال: “لا أتساهل مع هذه الطبقة السياسية في لبنان ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها والانتخابات الجديدة هي المساحة التي سيعبّر من خلالها الشعب عن غضبه وعليه أن يفرز مسوؤلين جدد.” وعن الملف الحكومي، قال: “لا أعرف الرجل الذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات وأتى نتيجة المشاورات ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة ولا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفسادة وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي.” وأضاف: ” بعد التكليف الذي حصل في أسبوعين على خلاف العادة إذا كان يأخذ أشهراً ننتظر الآن مرحلة التأليف ونأمل في أن يتمّ الدفاع عن مصلحة الشعب.” وتابع ماكرون: إقترحت آلية متابعة للأشهر القليلة المقبلة لأنّنا لن نحرّر أموال سيدر طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات. وأردف: أمّنا المساعدة في المدارس والمساعدات الغذائية للبنانيين والبلد كان يعيش بأزمة قبل الانفجار وهناك ضرورة لتشكيل حكومة. وشدد ماكرون على أن هناك أخوّة بين فرنسا ولبنان ومن هذا المنطلق لدى فرنسا واجب تجاه الشباب اللبناني عبر إعطائه فرصة تحقيق أحلامه أو أقلّه التعبير عنها ولبنان نموذج للتعايش والتسامح والتعددية.

 

هدية من فيروز الى الرئيس الفرنسي... ماكرون: جميلة وقوية وهذا تعهدي لها

المركزية/01 أيلول/2020

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المطربة فيروز بأنها "جميلة وقوية للغاية" بعد لقاء بينهما جاء بعد قليل من وصوله إلى بيروت، ليل أمس الاثنين. وقال الرئيس الفرنسي في بث تلفزيوني، عقب اللقاء "قطعت التزامًا لها (فيروز)، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم". وعقب اللقاء الذي دام قرابة الساعة ونصف الساعة قال ماكرون للصحفيين: "اللقاء مع السيدة فيروز كان استثنائيًا"، واصفا اياها بـ"رمز لبنان"، ومتابعا: "هي الحب والحياة".اضاف: "فيروز تعطينا الأمل وتعطي صورة حالمة عن لبنان". وقال "تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا". وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز، أجاب بأنها "لبيروت" التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورًا للانفجار وتبعاته. ومنح الرئيس الفرنسي السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا انشأه نابليون بونابرت عام 1802، وأهدت السيدة فيروز ماكرون لوحة فنية، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه بها في منزلها في الرابية بحضور ابنتها السيدة ريما الرحباني.

https://twitter.com/i/status/1300565462271619072

 

ماكرون للمسؤولين: امامكم 3 اشهر للتغيير وإلا سأغير مساري وسنفرض عقوبات

المركزية/01 أيلول/2020

 "سأغيّر مساري"... كلامٌ عالي النبرة وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المسؤولين مهددا وأعطاهم 3 اشهر للتغيير الحقيقي في لبنان وإذا لم يحدث ذلك سيحجب خطة الإنقاذ المالية وسيتم فرض عقوبات على الطبقة الحاكمة.

كلام ماكرون جاء في حديث لصحيفة"Politico"   فقال: الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بتحقيق التغيير في لبنان، وإذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية ، ان الإجراءات العقابية المحتملة يمكن أن تتراوح بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة.

ولاحقا، أعلن الرئيس الفرنسي أنه "لا يعرف الرجل الّذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة، وهو أتى نتيجة المشاورات، ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة"، مركّزًا على أنّه "لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي".

حديث لـ “brut  الفرنسية: وقال ماكرون خلال جولته في المنطقة المدمّرة في مرفأ بيروت لمحطة brut الفرنسية: "اقترحت آليّة متابعة للأشهر القليلة المقبلة، لأنّنا لن نحرّر أموال "مؤتمر سيدر" طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات. لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسيّة في لبنان ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها"، مبيّنًا أنّ "المجلس النيابي تمّ انتخابه من الشعب، ولا يمكنني القول إنّه يجب أن تتغيّر الطبقة السياسيّة بأسرها، وهناك انتخابات نيابية وعلى الشعب أن يفرز واقعًا سياسيًّا جديدًا إذا أراد ذلك".

وأوضح ماكرون أنّ "هناك أخوّة بين فرنسا ولبنان، ومِن هذا المنطلق لدى فرنسا واجب تجاه الشباب اللبناني عبر إعطائه فرصة تحقيق أحلامه، أو أقلّه التعبير عنها، ولبنان نموذج للتعايش والتسامح والتعدديّة". وشدّد على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيها الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها".

وركّز على أنّ "بعد التكليف الّذي حصل في أسبوعين، على خلاف العادة إذا كان يأخذ أشهرًا، ننتظر الآن مرحلة التأليف ونأمل في أن يتمّ الدفاع عن مصلحة الشعب اللبناني". كما شدّد على "أنّنا نريد معرفة الأرقام الحقيقيّة بشأن النظام المصرفي اللبناني، وندعو إلى تدقيق في الحسابات".

المركزية ـ "سأغيّر مساري"... كلامٌ عالي النبرة وجهه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المسؤولين مهددا وأعطاهم 3 اشهر للتغيير الحقيقي في لبنان وإذا لم يحدث ذلك سيحجب خطة الإنقاذ المالية وسيتم فرض عقوبات على الطبقة الحاكمة.

كلام ماكرون جاء في حديث لصحيفة"Politico"   فقال: الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بتحقيق التغيير في لبنان، وإذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية ، ان الإجراءات العقابية المحتملة يمكن أن تتراوح بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة.

ولاحقا، أعلن الرئيس الفرنسي أنه "لا يعرف الرجل الّذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة، وهو أتى نتيجة المشاورات، ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة"، مركّزًا على أنّه "لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي".

حديث لـ “brut  الفرنسية: وقال ماكرون خلال جولته في المنطقة المدمّرة في مرفأ بيروت لمحطة brut الفرنسية: "اقترحت آليّة متابعة للأشهر القليلة المقبلة، لأنّنا لن نحرّر أموال "مؤتمر سيدر" طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات. لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسيّة في لبنان ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها"، مبيّنًا أنّ "المجلس النيابي تمّ انتخابه من الشعب، ولا يمكنني القول إنّه يجب أن تتغيّر الطبقة السياسيّة بأسرها، وهناك انتخابات نيابية وعلى الشعب أن يفرز واقعًا سياسيًّا جديدًا إذا أراد ذلك".

وأوضح ماكرون أنّ "هناك أخوّة بين فرنسا ولبنان، ومِن هذا المنطلق لدى فرنسا واجب تجاه الشباب اللبناني عبر إعطائه فرصة تحقيق أحلامه، أو أقلّه التعبير عنها، ولبنان نموذج للتعايش والتسامح والتعدديّة". وشدّد على أنّ حزب الله هو حزب يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ومُنتخَب وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيها الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب على مسؤوليّاتها". وركّز على أنّ "بعد التكليف الّذي حصل في أسبوعين، على خلاف العادة إذا كان يأخذ أشهرًا، ننتظر الآن مرحلة التأليف ونأمل في أن يتمّ الدفاع عن مصلحة الشعب اللبناني". كما شدّد على "أنّنا نريد معرفة الأرقام الحقيقيّة بشأن النظام المصرفي اللبناني، وندعو إلى تدقيق في الحسابات".

 

ماكرون يلتقي الحريري في قصر الصنوبر

المركزية/01 أيلول/2020

استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، الرئيس سعد الحريري في قصر الصنوبر،  وتناول اللقاء اخر المستجدات السياسية والاوضاع  العامة في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي السياق، نشر الحريري صورة على حسابه عبر تويتر تجمعه بماكرون وعلق عليها بالقول: "حوار ممتاز مع الرئيس والصديق إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر في بيروت".

 

رعد ينفي ما نشر عن الكلام خلال لقائه ماكرون

المركزية/01 أيلول/2020

 نفى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد صحة الخبر الذي نشرته "لوفيغارو" حول لقائه رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون وذلك في بيان أصدره مكتبه الإعلامي هذا نصه:

"نشرت العربية نت على موقعها بتاريخ اليوم 1-9-2020، خبرا منسوبا إلى كمال قبيسي - لندن يدعي فيه أن الرئيس الفرنسي ماكرون قال لممثل "حزب الله" النائب محمد رعد على هامش اللقاء الذي جمعه به مع قيادات لبنانية، في 6-8-2020 كلاما افترضه المصدر من عنده وليس له أي نصيب من الصحة على الإطلاق.  يهم مكتب النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أن ينفي، نفيا قاطعا صحة الكلام الذي ادعى المصدر أن السيد ماكرون قد قاله للنائب رعد وسنحتفظ بالكلام الصحيح والإيجابي الذي سمعه النائب رعد فعلا من السيد ماكرون "لأن المجالس بالأمانات".

 

ماكرون أمطر ممثل حزب الله بكلام محرج طوال 8 دقائق

العربية/01 أيلول/2020

كشف صحافي فرنسي عما دار في "خلوة قصيرة" عقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع النائب محمد رعد، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" في البرلمان اللبناني، وكانت بعد اجتماع عقده حين زار لبنان في 6 أغسطس الماضي مع زعماء القوى السياسية الرئيسيين، ومن ضمنهم رعد كممثل عن حزب الله.

ورعد هو من طلب اللقاء، لذلك ما أن انتهى الاجتماع حتى التفت إليه ماكرون "ومنحه 8 دقائق" لعقد الخلوة التي بدا واقفا خلالها، ويتحدث همسا لرعد الذي آثَر إبقاء ما دار بين الاثنين طَي الكتمان، إلى أن كتب الصحافي Georges Malbrunot المرافق لماكرون حاليا في لبنان، تقريرا الأحد الماضي لمناسبة الزيارة، طالعته "العربية.نت" في موقع الصحيفة التي يعمل فيها كمتخصص بشؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الاسرائيلي، وهي Le Figaro الفرنسية.

"عودوا إلى الوطن.. اتركوا سوريا واليمن"

كتب في التقرير "نقلا عن مصدر فرنسي في بيروت" أن ماكرون قال لرعد في تلك الخلوة: "أريد العمل معكم لتغيير لبنان، لكن اثبتوا أنكم لبنانيون، فكلنا يعلم أن لكم أجندة إيرانية. نعرف تاريخكم جيدا، ونعرف هويتكم الخاصة، ولكن هل أنتم لبنانيون. نعم أم لا؟ هل ستساعدون اللبنانيين؟.. نعم أم لا. هل تتحدثون عن اللبنانيين؟.. نعم أم لا. إذن عودوا إلى الوطن. اتركوا سوريا واليمن، ولتكن مهمتكم هنا لبناء الدولة، لأن الدولة الجديدة ستكون لصالح أبنائكم" وفقا لما نشره "مالبرونو" الذي ذكر أن رعد سيكون بين من سيجتمع إليهم ماكرون اليوم الثلاثاء في "قصر الصنوبر" ببيروت.

بعد هذا الاجتماع الشهر الماضي في قصر الصنوبر، اختلى 8 دقائق برعد، وصورة للصحافي مالبرونوبعد هذا الاجتماع الشهر الماضي في قصر الصنوبر، اختلى 8 دقائق برعد، وصورة للصحافي مالبرونو قصر الصنوبر، كان مقرا للمفوضين السامين الفرنسيين زمن الانتداب الفرنسي على لبنان، واشترته الحكومة الفرنسية من مالكيه اللبنانيين بعد عام من قيام "المندوب السامي للانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا" الجنرال Henri Gouraud بإعلان "دولة لبنان الكبير" من شرفته، وهو إعلان صدر في أول سبتمبر 1920 ويحتفل لبنان بمئويته اليوم. وكان الصحافي "مالبرونو" كشف عن أمر آخر ومهم أمس الاثنين، وفي "لو فيغارو" أيضا، ملخصه أن الرئيس الفرنسي كان يعد مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، لسلة عقوبات تطال شخصيات لبنانية، تفاصيلها واردة بخبر منفصل في "العربية.نت" اليوم، وذكر أن المستهدفين بالعقوبات هم رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما ورئيس مجلس الوزراء الأسبق سعد الحريري، إضافة إلى سليم جريصاتي، مستشار رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى جانب رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر الرئيس، جبران باسيل، حتى وبنات الرئيس عون نفسه، ولكن يبدو أن كل شيء تم تجميده بعد تكليف سفير لبنان لدى ألمانيا، مصطفى ديب، بتشكيل حكومة جديدة خلفا للمستقيل حسن دياب.

 

ماكرون التقى رئيسة مدرسة كرمل القديس يوسف في محمية جاج قبيل غرسه شجرة ارز وعرض جوي بألوان العلم اللبناني

وطنية - الثلاثاء 01 أيلول 2020

قدمت دورية الاستعراض الجوي الفرنسي عرضا بألوان العلم اللبناني صباح اليوم فوق بلدة جاج، بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير وزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إلى لبنان وذلك قبيل توجهه إلى محمية أرز جاج لغرس شجرة أرز.

وفي المحمية، التقى الرئيس الفرنسي رئيسة مدرسة كرمل القديس يوسف الأخت مريم النور - انطوانيت العويط التي سبق ومنحها الوسام الفرنسي الأرفع لجوقة الشرف، وليخصصها قبل شهر بتوجيه وزير خارجيته في زيارة لحرم مدرستها في المشرف عارضا المساهمة الفرنسية للقطاع التعليمي الفرنكوفوني في لبنان. واشارت العويط الى ان ماكرون شجعها على "الاستمرار في حملها الرسالة المميزة على الصعيدين التربوي والوطني". وأعلنت ان الرئيس الفرنسي استمع مع الوفد المرافق إلى النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي من جوقة مدرسة كرمل القديس يوسف، كما أنصت جيدا إلى ما باح به جوقة طلبة المدرسة من ألم ومن أمل ودعاهم الى الصبر وطمأنهم أنه إلى جانبهم في السير نحو مستقبل أفضل".

 

ماكرون غرس أرزة في محمية جاج وزار المرفأ والتقى ممثلي الامم المتحدة والجمعيات الاهلية.. وخاطب الطلاب ً: "اعتمد عليكم"

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوقوف دائما الى جانب الشعب اللبناني.

المركزية /01 أيلول/2020

واصل ماكرون زيارته لبيروت واستهل يومه الثاني بارز جاج، حيث كان في استقباله رئيس بلديتها غبريال عبود والمطران ميشال عون ورئيسة لجنة محمية ارز جاج فاديا كيوان، الذين قدموا له منحوتة ترمز الى ارزة لبنان وبرج ايفل في باريس. 

ثم غرس ماكرون ارزة في محمية جاج بمشاركة طلاب لبنانيين وخاطبهم قائلاً: "اعتمد عليكم". وغرّد ماكرون عبر حسابه على موقع "تويتر" باللغة العربية فقال: "الحرية والحوار والتعايش: إنها قيم مترسّخة في لبنان، هذا البلد الذي يستمدّ قوّته من التاريخ المئوي لدولة لبنان الكبير. سيتمكّن لبنان من التعافي من الأزمة التي يمرّ بها. ودعوني أقول لكم بالنيابة عن الفرنسيين إننا سنقف دائماً إلى جانب الشعب اللبناني"

وأرفق التغريدة بصور من أرز جاج.

https://youtu.be/-2giOx_galE

رئيس بلدية جاج: وقال رئيس بلدية جاج غبريال عبود مرحبا بماكرون: "بحضوركم سيدي الرئيس، تستقبل قريتنا اليوم كل فرنسا. نرحب بكم في منزلكم. وكما حفر لامارتين في ذاكرتنا منذ مئتي عام، كذلك تفعلون انتم اليوم.  أضاف: لقد حان الوقت كي تقوم بلدان منطقتنا بحل مشكلاتها بعيداً عنا، لأننا نستحق ان نعيش بسلام.  وتابع: الشعب اللبناني يثق بكم في هذه المرحلة الصعبة ويتكل على حكمة وصداقة فرنسا التي تمثلون.  وختم: نشكرك لكل ما تقوم به من اجل لبنان العزيز، ونتمنى لكم حظا موفقا في هذه المهمة المعقدة. عاشت فرنسا عاش لبنان". مدرسة كرمل القديس يوسف: وفي خلال الزيارة التقى الرئيس الفرنسي رئيسة مدرسة كرمل القديس يوسف الأخت مريم النور - انطوانيت العويط التي سبق ومنحها الوسام الفرنسي الأرفع لجوقة الشرف، وخصّصها قبل شهر بتوجيه وزير خارجيّته في زيارة لحرم مدرستها في المشرف عارضاً المساهمة الفرنسيّة للقطاع التعليمي الفرنكوفوني في لبنان.  وشجع ماكرون العويط على الاستمرار في حمل الرسالة المميّزة التي تحملها على الصعيدين التربوي والوطني، واستمع مع الوفد المرافق إلى النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي من جوقة مدرسة كرمل القديس يوسف. كما أنصت جيداً إلى ما باح به جوقة طلبة المدرسة من ألم ومن أمل ودعاهم الى الصبر وطمأنهم أنه إلى جانبهم في السير نحو مستقبل أفضل.

الحواط: وغرّد النائب زياد الحواط، بالفرنسيّة، وكتب: "أهلا بكم فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون في جاج على مرمى حجر من مدينة الحرف. نرحب بكم ضيفاً عزيزاً وصديقاً للبنان.

فرنسا قدمت الكثير حتى يبقى وطننا أرضاً للحرية والثقافة.

نتمنى أن تزهر شجرة الأرز التي تزرعها في جاج  اليوم تعزيزاً لرسالة لبنان جسر الحوار ووطن الحياد الناشط المنشود".  مجموعة تستوقفه: وخلال زيارته أرز جاج في جبيل، استوقفت مجموعة من الاشخاص الرئيس الفرنسي حيث تحدثت سيدة طالبة منه الوقوف الى جانب الرئيس ميشال عون في معركته لمحاربة الفساد.  عرض جوي: إبان زيارة الرئيس ماكرون الى محمية أرز جاج قامت دورية الاستعراض الجوي الفرنسي، في مناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير وزيارة ماكرون إلى لبنان، بعرض بألوان العلم اللبناني صباحا، فوق بلدة جاج.

مع المجتمع المدني: في لقاء مع ممثلي الامم المتحدة وجمعيات المجتمع المدني في مرفأ بيروت، شكر ماكرون جميع الشركاء وسفراء الاتحاد الاوروبي على المساعدة الدولية والالتزام الدولي وشكر الشركات الفرنسية الخاصة التي بذلت مجهودا كبيرا لتأمين المساعدة. ودعا ماكرون الى العمل على منصة الامم المتحدة لتوحيد الجهود والتنسيق، وتأمين تعقب المساعدات.

وقال: "السلطات الرسمية اللبنانية لديها دور، احيانا نسمع امورا ليست متطابقة مع الواقع لكن المطلوب عملية تعقب شفافة وسنبذل قصارى جهودنا لمساعدتكم في هذا المجال".

وأعلن "في الاسابيع الستة المقبلة علينا العمل على تعبئة المجتمع الدولي وتحسين الشفافية، ويجب ان نعتمد على المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي رعته الامم المتحدة وبفضل جهود الامم المتحدة نسعى الى دعم من الدول المختلفة التي مولت هذا المشروع وهذا قد يتجاوب مع الحاجات التي عبرتم عنها".

وشكر الامم المتحدة من اجل تنسيق الجهود وتنظيم المساعدات في لبنان وقال: فهمنا انّ هناك حالة طارئة لجهة كورونا لذلك سنركز دعمنا لمستشفى الحريري لمكافحة هذه الجائحة.

في المرفأ: وبعدها، انتقل ماكرون إلى مرفأ بيروت عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ورافقه وزير الخارجية جان ايف لو دريان والسفير الفرنسي برونو فوشيه والوفد الإعلامي المرافق.

بداية اطلع الرئيس ماكرون على الأعمال التي قامت بها البحرية الفرنسية وفريق Ventoux من تنظيف وازالة الأنقاض من المرفأ وفقا لمراحل عدة منها المرحلة الأولى لرفع الأنقاض، وثانية لتحديد الأضرار، وثالثة لتقييم قدرات المرفأ.

واستمع الرئيس الفرنسي الى شرح مفصل عن كيفية عمل الفرق الفرنسية المؤلفة من الجيش الفرنسي والبحرية والدفاع المدني بالتعاون مع الجيش اللبناني على رفع الأضرار من المرفأ ومن الشوارع والاستجابة الى حاجات السكان وتقديم الدعم لهم.

لقاء

بعد ذلك، عقد الرئيس ماكرون لقاء على متن حاملة الطوافات "تونير"، مع ممثلي الأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة التي ستساعد في عملية اعادة البناء، شارك فيه ممثلون عن الصليب الأحمر اللبناني، "بيت البركة"، مؤسسة "عامل"، "فرح العطاء"، "أركنسيال"، الوكالة الفرنسية للتنمية وسفراء من الإتحاد الأوروبي وممثلون عن الأمم المتحدة وعدد من الهيئات الدولية. وتطرقت المنسقة في الأمم المتحدة نجاة رشدي الى العمل الذي يتم وللمنصة التي انشئت من اجل التنسيق بين المشاريع المختلفة من اجل الإستجابة للحاجات الكثيرة والمتعددة.

مهنا

بدوره، قال ممثل مؤسسة "عامل" الدكتور كامل مهنا: "لقد لاحظتم خلال زيارتكم التضامن بين اللبنانيين ودور الشباب على الأرض في منطقة مار مخايل، واردنا ان ننظم العمل على الأرض منذ البداية". أضاف: "لدينا 6500 جريح الف منهم بحالة حرجة، وقد علمنا ان فرنسا دفعت 20 مليون دولار في هذا الإطار، وهناك مصابون سيحتاجون الى جراحات تجميلية جراء اصابتهم".

وطالب ب"مساعدة العائلات التي خسرت منازلها وبترميم المنازل التي تضررت"، وقال: "هناك امر ايجابي هو الحراك الشعبي الذي بدأ في 17 تشرين الأول، ولبنان الكبير اكبر من ذاته، ويجب حماية هذا البلد الذي ساهم في اعمار الكثير من الدول الأخرى ولكن لسوء الحظ وصلنا الى مرحلة اضطررنا فيها لطلب المساعدة والأدوية والأغذية، ونحن نعاني من الفقر، إذ 22% من الشعب اللبناني يعانون من الفقر المدقع، ونحن بحاجة الى هذا التضامن، فالوضع الإقتصادي صعب جدا، ونحن نقدر لكم هذه اللفتة".

الزعبي

من جهته، قال رئيس الصليب الأحمر اللبناني انطوان الزعبي: "ان الصليب الأحمر اللبناني يشكركم على هذه البادرة، فهو في لبنان منذ 75 سنة تقريبا، وفي وسط الأزمة ثم أتت هذه النكبة التي اضيفت الى الوضع الصحي والإقتصادي الصعب الذي مني به لبنان. ولا ننسى جائحة كورونا التي تؤثر على كل نواحي الحياة في هذا البلد، يجب ان نضع خططا لمواجهة كورونا لأن الوضع جد مقلق، ونحن نعمل من اجل وضع خطة للمساعدة، واشكر الصليب الأحمر الفرنسي على مساهماته وتعاونه معنا".

ابو جودة

وقالت سمر ابو جودة من الصليب الأحمر اللبناني: "نحن نعمل بكل حياد واستقلالية، يوم 4 آب كان يوما صعبا في تاريخ الصليب الأحمر اللبناني، فقد عمل مئات المسعفين على نقل المصابين الى المناطق اللبنانية كافة لأن قدرة المستشفيات بلغت الحد الأقصى". أضافت: "بات الصليب الأحمر متواجدا في نقاط ثابتة في بيروت، منها المرفأ من أجل تقديم المساعدة في ما يتعلق بالصحة الأولية والأدوية والخدمات الطبية. ونحن نعمل على تقييم اكثر من 150 الف منزل لنعرف كيفية مساعدة 10 الاف عائلة اكثر تأثرا جراء الانفجار، وهذا العمل سيبدأ الأسبوع المقبل".

ريشا

وأشار المدير العام لـ"أركنسيال" روبن ريشا الى أن الجمعية "تعمل منذ 35 سنة على التنمية المستدامة، كما على مواجهة الأزمة في بيروت". وقال: "لم نهمل النشاطات الأخرى التي نقوم بها، فنحن نعالج نحو 85 بالمئة من النفايات الطبية. والحاجات التي حددناها هي تطوير الزراعة والصناعة والمهن لكي تتقلص اعداد الواردات ولنعتمد على اقتصادنا".

خلف

اما نقيب المحامين ومؤسس "فرح العطاء" ملحم خلف فقال: "ان لبنان يعاني منذ فترة طويلة، وفي حضوركم وجدنا مواساة معينة لنا، سأتحدث عن هؤلاء الشباب الموجودين على الأرض وقد شكلوا املا لوطن جديد. اذا كان علينا ان نصف الحاجات، فنحن بحاجة الى دولة قانون لأنها الحاجة الأولى لتمكين الشباب من ان ينطلقوا، وهذا ما ينقصنا في لبنان. نحن لسنا هنا لنستبدل الدولة الا اننا نبحث عن هذه الدولة وعن مسؤولين حقيقيين، لدينا سياسيون الا اننا نبحث عن مسؤولين، هذا البلد قائم فقط على الشباب، ان حركة المتطوعين تبعث الأمل". أضاف: "بدأنا العمل في المناطق وركزنا على 6 احياء وبدأنا في حيين، وقد تلقينا مئات الطلبات للتطوع ومعنا 300 متطوع يوميا، ومن اليوم حتى بضعة اشهر سنتمكن من اعادة السكان الى منازلهم. قمنا بعملنا بسرعة فائقة وسنبدأ بتقديم المساعدات الى الأشخاص المسنين".

الرئيس الفرنسي

وعن الرابط بين المنظمات غير الحكومية والدولة اللبنانية، قال الرئيس ماكرون: "عندما أستمع إليكم أشعر بالقلق، لقد فهمت ان السيدة هنا تقوم بعملية التنسيق، وانتم تتحدثون عن تقييم، وما زلتم تتحدثون عن نتائج تقييم، هذا يعني ان هناك مشكلة فهم. لقد فهمت ان هناك مشكلة نقص وعجز معين من قبل المؤسسات الحكومية، لذلك في المساعدات الثنائية هناك حاجة للتنسيق، وللامم المتحدة دور في ذلك، وأظن ان هناك مشكلة تكمن في الشفافية او تبادل المعلومات".

أضاف: "أحسنتم، أنتم كمتطوعين كنتم مثالا لكل اللبنانيين واللبنانيات والعالم، فالإلتزام من قبل الأمم المتحدة وغيرها في هذا المجال صعب جدا. أريد ان أشكر ايضا الشركاء المختلفين، سفراء الإتحاد الأوروبي الموجودين هنا اليوم للمساعدة الدولية وللالتزام الدولي، وزارة الدفاع الفرنسية، وزيرة الجيوش التي تستضيفنا هنا اليوم والتي تقوم بعمل ممتاز منذ اليوم الأول، انا فخور جدا بهذه الوزارة. وأريد ان أشكر الشركات الخاصة الفرنسية التي بذلت مجهودا لتأمين المساعدة، اكان طبية او اعادة اعمار، والتحدي الذي ذكرتموه هو تنظيمي في مناخ معين، ودائما ما نعود لنذكر بأن هذه الأزمة سياسية وهذا الأمر خطير. لذلك اذا اردنا المساعدة بأفضل طريقة ممكنة فعلينا مواصلة دعم الجهات التي ذكرتها للتو، وانا اثق بسفرائنا الأوروبيين الموجودين هنا للدعم الذي قدموه. والرسالة التي اريد ان أبعث بها، هي وجوب العمل دائما على منصة الأمم المتحدة من اجل توحيد الجهود والتنسيق، ويجب تأمين تعقب المساعدات لمعرفة مآلها". وتابع: "السلطات الرسمية اللبنانية لديها دور لتلعبه، احيانا نسمع امورا ليست متطابقة مع الواقع، ولكن ما هو مطلوب عملية تعقب شفافة، ونحن سنبذل قصارى جهودنا لمساعدتكم في هذا المجال. إننا نفهم الصعوبات التي تواجهونها على الأرض، لذلك أشكر مجددا الأمم المتحدة من اجل تنسيق الجهود، وأعتقد انه علينا الاستمرار بالدعم. فهمنا ان هناك حالة طارئة من ناحية كورونا لذلك ركزنا المساعدة في الأيام المقبلة، على مستشفى رفيق الحريري الحكومي". وأردف: "لقد ذكر بعض منكم الشق الدراسي والأكاديمي، ونحن ايضا سنضيف نحو 7 ملايين اورو على مساعدتنا لمواكبة جهود اعادة بناء المدارس وتأمين حاجات المدارس. الموجودون هنا يقومون بعمل رائع بمعية المؤسسات الحكومية على الأرض، ومن الضروري ايضا ان نفهم هذه الحاجات، وربما هناك حاجة لأنظمة محددة للدعم، ونعتمد هنا على وزارة التربية للمساعدة، ونتابع هذا الأمر مع الوزير المعني". وختم: "العديد منكم يؤدي مهام محددة الى جانب مهامكم الأصلية لمساعدة السكان، وهنا اقترح ان نعمل بالتوازي على سد الحاجات والتفكير بالإطار الأوسع، اظن انه علينا في الأسابيع الستة المقبلة أن نعمل على تعبئة المجتمع الدولي وأن نحسن الشفافية، ويجب ان نعتمد على المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي رعته ايضا الأمم المتحدة التي بفضل جهودها نسعى الى دعم من الدول المختلفة التي مولت هذا المشروع، واظن ان ذلك قد يتجاوب مع الحاجات التي عبرتم عنها، ويساعد في مكافحة عدم التنسيق، لذلك علينا التركيز على الشفافية والتنسيق وسد الحاجات في الوقت نفسه".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عون: ليكن الأول من ايلول 2020 محطة انطلاق للبنان جديد

الوكالة الوطنية للإعلام/01 أيلول/2020

القى رئيس الجمهورية ميشال عون كلمة خلال الغداء الذي اقامه ظهرا في قصر بعبدا على شرف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فقال: "فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية الصديق العزيز، اهلا وسهلا بكم في لبنان. اهلا وسهلا بكم في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا. ان وجودكم في ما بيننا والوفد المرافق، يسطر فصلا جديدا من التاريخ المميز الذي يربط بلدينا وشعبينا. ان ذكرى اعلان دولة لبنان الكبير تجمعنا اليوم. مئة سنة عبرت منذ 1 ايلول 1920، حيث قال الجنرال غورو من على درج قصر الصنوبر في بيروت: "اعلن رسميا قيام لبنان الكبير، فيما اشارككم فرحتكم وافتخاركم. واحييه، باسم حكومة الجمهورية الفرنسية، بعظمته وقوته، من النهر الكبير حتى أبواب فلسطين والى قمم السلسة الشرقية". وبالرغم من اقتصار الاحتفال بهذا الحدث التاريخي، الى اقصى الدرجات، الا ان التأثر يبقى موجودا ها هنا. وهو تأثر يبلغ ذروته في الوقت الذي يجتاز فيه لبنان حاليا فترة ألم عميق نتيجة الانهيار الاقتصادي والمالي والازمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا، إضافة الى المأساة غير المسبوقة في تاريخنا الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت". اضاف: "فخامة الرئيس، السيدات والسادة، امام ضربات القدر هذه، هناك احتمالان: الاستسلام او الحفاظ على الأمل. لقد علمنا تاريخنا ان ننهض ونعيد البناء، متطلعين ابدا نحو المستقبل. ان الماضي الغني بالتجارب يحضنا اليوم على العمل، وهو خير معلم لنا يدفعنا الى عدم تكرار الأخطاء". واكد الرئيس عون ان "حدود لبنان هي حدود الحرية في هذا الشرق، ولبناننا كبير بتعدديته وفكره الخلاق وروح التسامح لديه، إضافة الى سخائه وما يميزه من روح الانفتاح، لأجل ذلك رأى فيه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ما هو اكثر من بلد، انه رسالة. ودعوتنا للجميع الى الحفاظ على هذه الرسالة". وتابع: "يرتكز املنا اليوم على تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على اطلاق ورشة الإصلاحات الضرورية، من اجل الخروج بالبلد من الأزمة الحالية. والامل يكمن أيضا في جعل آلامنا حافزا يدفعنا الى ان نغدو دولة مدنية، حيث الكفاءة هي المعيار والقانون هو الضامن للمساواة في الحقوق. وانني تحقيقا لهذه الغاية، التزمت الدعوة الى حوار وطني لكيما نبلغ الى صيغة تكون مقبولة من الجميع. فليكن الأول من ايلول 2020، محطة انطلاق للبنان جديد، حيث المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف: دولة حديثة تستجيب لانتظارات الشعب وتطلعات شبيبتنا الذين هم مستقبل البلد. عاشت فرنسا، عاش لبنان".

 

أديب من دار الفتوى: بهمّة الاوادم نُشكّل الحكومة

المركزية/01 أيلول/2020

 في زيارة هي الاولى بعد تكليفه تشكيل الحكومة لمرجعيته الدينية والوطنية، حطّ الرئيس المكلف مصطفى اديب في دار الفتوى للقاء  مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وقال على الاثر "تشرفت بلقاء سماحته وبزيارة هذه الدار المباركة لأخذ بركته والاستنارة بآرائه، التي تتمثل دائما بالموضوعية والاعتدال والوسطية، ادعوا لنا بالتوفيق وان شاء الله نسعى في أسرع وقت ممكن إلى تشكيل الحكومة الجديدة".  ورداً على سؤال قال "الوقت اليوم ليس للكلام بل للعمل، وبهمة الأوادم وبدعم الجميع نتوصل إلى تشكيل الحكومة".  وهنّأ المفتي دريان الرئيس أديب "بتكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وبالثقة التي أولاه إيّاها النواب، وتمنى له التوفيق في تشكيل حكومة وطنية، والنجاح في المهام الملقاة على عاتقه"

 

1 ايلول 1920 - 1 ايلول 2020... لبنان يحتفل بالمئوية الاولى لولادة لبنان الكبير

الجميل: تأكيد على الكيان اللبناني المستقل والنهائي

المركزية /01 أيلول/2020

شهد لبنان في 1 أيلول 1920 الحدث الأكبر والأكثر تأثيراً في تاريخه. ففي مثل هذا اليوم، ومنذ مئة عام، انتهت الحرب العالمية الاولى وسقطت الامبراطورية العثمانية وبدأت فترة حكم فرنسا للبنان بحسب تقسيمات اتفاقية سايكس-بيكو. وفي ذلك الزمن، كانت متصرفية جبل لبنان مقاطعة عثمانية مستقلة عن بقية الولايات. فقام الفرنسيين بضم عدد من المدن الساحلية، جبل عامل، سهل البقاع والسهول الشمالية لتتوسع المتصرفية وتصبح ما أطلق عليه الجنرال غورو دولة لبنان الكبير. وبعد صراع سياسي، اتحد المسيحيون والمسلمين اللبنانيون معا فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية. وأعلن عن استقلال لبنان عام 1943 وانسحبت القوات الفرنسية كليًا بحلول 17 نيسان 1946.  واليوم بعد مئة عام، يستذكر اللبنانيون هذا اليوم المجيد باحتفالات ولقاءات، إلى جانب تغريدات ومواقف وطنية جامعة.  وفي السياق، اعتبر الرئيس أمين الجميّل أن الأمير فخر الدين أنشأ دولة حديثة، وأنه حتى ضمن اطار الامبراطورية العثمانية، كان واقع بعض المناطق في لبنان يتمتع بالاستقلال الذاتي وبالتالي فان اعلان دولة لبنان الكبير جاء بشكل طبيعي. الرئيس الجميّل وفي حديث لصوت لبنان، قال: المئوية هي استمرار وتأكيد الكيان اللبناني، هذا اللبنان الذي لطالما كان مميزا في منطقة الشرق الأوسط. وشدد على ان عائلة الجميّل بشخص جده الطبيب أمين الجميّل وشقيقه الصيدلي يوسف، واكبا وشاركا في اعلان دولة لبنان الكبير، وكان الشيخ يوسف عضواً في الوفد اللبناني الى فرنسا، تماماً كما كان حزب الكتائب شريكاً أساسياً في النضال لحيازة استقلال لبنان.  وعن ضم الأقضية الأربعة، قال الرئيس الجميّل: هذا حق طبيعي للبنان وفي ظل الامبراطورية العثمانية تم سلخ الأقضية لأسباب امنية واقتصادية، مضيفا: في عهد الامير فخر الدين كانت الاقضية جزءاً لا يتجزأ من لبنان. واعتبر ان استرجاع الاقضية الاربعة أمر طبيعي جدا ولم تكن هذه الأقضية جزءاً من سوريا أو أي كيان آخر. واعتبر أن لبنان الكبير انجاز تاريخي.

رامبلينغ: كما غرد السفير البريطاني في لبنان كريس راملينغ عبر حسابه على "تويتر": "يصادف اليوم مرور 100 عام على اعلان دولة لبنان الكبير. لقد شهد شعب لبنان كل شيء - وستكون هناك المزيد من التحديات في المائة عام القادمة. لكن الروح الدائمة للبنان هي في الحمض النووي لشعبه، المنفتح على الخارج، غير المهزوم في مواجهة المحن".

عبد الصمد: غردت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد نجد عبر حسابها على "تويتر": "بمئوية لبنان الكبير. الغيمة السودا ما لازم تحجب ماضينا".

وأرفقت التغريدة بفيديو أطلقته للمناسبة.

http://www.ministryinfo.gov.lb/54832#.X032n-E79KB.whatsapp

نجم: كذلك، غردت وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم على حسابها على "تويتر" قائلة:" بالمباشر... وبلا لف ودوران! لا دولة في نظام بيجبرنا نحمل بطاقة انتماء من طوايفنا لنمارس حقوقنا".

أضافت: "فليكن عصف انفجار مرفأ بيروت قوة دفع لاسقاط المحميات الطائفية، ولتكن مئوية لبنان الكبير مدخلًا لعقد مجتمعي جديد وجريء يكرّس فعلاً علمانية الدولة اللبنانية".

الجيش: وللمناسبة أطلق الجيش اللبناني وثائقياً يخلد هذا التاريخ. للاطلاع عليه اضغط على الرابط التالي: https://youtu.be/endtIYYLC6Q

روكز: وغرد النائب شامل روكز عبر حسابه على "تويتر": "في الذكرى المئوية للبنان الكبير، نستذكر كلام ميشال شيحا: "قدر لبنان أن يكون رائدًا، لا تابعًا، وأن يظل متماسكًا متضامنًا في وحدة لا تقوى عليها النزعات العنصرية والنزوات الشخصية والمصالح الفردية..." بين الحلم والواقع، مئة عام ونحن نبحث عن لبنان!" حبيش: غرد النائب هادي حبيش عبر حسابه على "تويتر": "في ذكرى مئوية لبنان الكبير، سنبقى نجاهد لبناء هذا الوطن وحماية هذا الوطن، وقيام دولة المؤسسات الحقيقية مهما اشتدت الصعاب وكبرت التضحيات".

المراد: وكتب نقيب المحامين في طرابلس والشمال محمد المراد عبر صفحته على تويتر قائلاً :" عل َّ الذكرى المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير، ان تكون محطة حقيقية للعمل لتحقيق الحلم ، حلم اجدادنا كما شبابنا بوحدة الشعب اللبناني بكل مكوناته المتمثل بتطويره، والذهاب الى دولةٍ متقدمةٍ بدلاً من الدولة الفاشلة كما حالنا ، الى دولةٍ تحترم الجميع وتحفظ الحقوق وتمنح الامان والاستقرار والسلام، وهذا يعني تقدم مبدأ المواطنة على كل الولاءات الاخرى ، وهذا هو معنى الدولة المرجوة التي تسود فيها المساواة والعدالة والانصاف والانتماء الوطني ، فهل يبقى حلم اللبنانين حلماً في المئوية الثانية ام نذهب في حلمنا الى واقع الدولة الحديثة؟؟.

نورا جنبلاط: أما السيدة نورا جنبلاط فنشرت عبر حسابها على "تويتر" صورة وكتبت: "لبنان الكبير في مئويته الأولى..."

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 01-02 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89998/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%87%d8%b1%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%b5%d9%87%d8%b1-%d9%81/

 

الذمية وخميرة عجين الوطن وشهر الشهادة.

ادمون الشدياق/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90022/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7-2/

 

Lies and Terrorism: From Beirut to Washington/Elie Aoun/September 01/2020

ايلي عون: كذب وإرهاب من بيروت إلى واشنطن

http://eliasbejjaninews.com/archives/90025/elie-aoun-lies-and-terrorism-from-beirut-to-washington-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88/

The truth shall make us free. That is why, the truth is often the first casualty in order to keep the public in bondage.

 

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات السنية واستنساخ الاتفاق الرباعي

شارل الياس شرتوني/02 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90031/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84-3/

 

100 عام على لبنان الكبير: ماذا تبقى؟ وكيف يعود؟

د.وليد فارس/01 أيلول/2020

منذ سنة 2011 حّول “حزب الله” البلد الى قاعدة كبرى للانفلاش الإيراني لينطلق منه للانخراط في حروب المنطقة في سوريا والعراق واليمن

http://eliasbejjaninews.com/archives/90017/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-100-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa/