المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 01 أيلول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

”يا إِخوَتِي : أَيُّهَا الأَحِبَّاء، فَلْنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله. وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ هُوَ مَولُودٌ مِنَ الله، ويَعْرِفُ الله. مَنْ لا يُحِبُّ لَم يَعْرِفِ ٱلله، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّة.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/ كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ماكرون وذئاب السياسة اللبنانية/اتيان صقر- ابو ارز

تقرير مستشفى الحريري: 3 وفيات و25 حالة حرجة/استيعاب امثولة قرن/د. وليد فارس/فايسبوك

لبنان الكبير اصغر من لبنان الصغير؟/د. وليد فارس/فايسبوك

دولة مدنية... تقولون؟/الياس الزغبي/فايسبوك

البطريرك الرّاعي: سنرفُض المثالثة وسنُحاربها وهذا ما سأقوله لماكرون

المحكمة الدولية: قاضي الإجراءات التمهيدية حدد 16 أيلول موعدا لعقد جلسة تمهيدية ثانية في قضية عياش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 31/8/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السفير أديب: كل ما ينسب إليّ مختلق ومزوّر

هل تُسلب “الطاقة” من “التيار” و”المالية” من الشيعة؟

الحريري سمّى محمد الحوت وغسان عويدات… وعون رفض

لقاء سيدة الجبل: سلاح حزب الله نسف الدستور

الحكومة الجديدة.. مصغرة من 14 وزيرا وغير حزبية

نقابة المحررين: تتابع قضية منع “mtv” من تغطية زيارة ماكرون للقصر الجمهوري

نواف سلام في أول تعليق له عقب التكليف: شكراً

ميقاتي: سعد الحريري هو “عرّاب” أديب

تسوية سياسية حملت مصطفى أديب لرئاسة الحكومة

الدولةُ المدنيّةُ؟/أحمد بيضون/

النهار: الفيتوات سقطت فجأة: مصطفى أديب لرئاسة الحكومة

هذه هي أكثر كلمة بحث عنها اللبنانيون على “غوغل” منذ كارثة مرفأ بيروت

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التعاون بين مملكة صور ومملكة اسرائيل/الكولونيل شربل بركات

مراوغة حزب الله بمصطفى أديب والعلاج بالصدمة/ ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال

 بين الأمبراطور قورُش خامنئي والسلطان عثمان أرطغرل أردوغان: التحدي الكبيرأمام اللبنانيين لمئوية جديدة متطورة/الياس كسّاب/الكلمة اولاين

أديب مطروداً من الجمّيزة: ماكرون التايواني/شادي علاء الدين /أساس ميديا

بعد استنزاف الاحتياطي: الدولار إلى 21 ألف ليرة؟/علي نور/أساس ميديا

عن فيروز والرئيس/شاكر الأنباري/ المدن

حكومة الانتداب الفرنسي والتفويض الإيراني.. وللأميركيين الكلمة الأخيرة/منير الربيع/المدن

طرابلس بعد تسمية مصطفى أديب: الصمت المريب/جنى الدهيبي/المدن

أموال السياسيين المهرَّبة إلى سويسرا.. "تبخّرت"/سامي خليفة/المدن

أوباما في سوريا.. ماكرون في لبنان/يوسف بزي/المدن

حزب الموتسيكلات/محمد قواص/سكاي نيوز

لبنان في حقبته الشيعية/يوسف بزي/المدن

حكومة " تصريف أعمال خارجية "/توفيق شومان

خطاب الجامعة اليسوعية بذكرى لبنان الكبير: أيّ مستقبل؟/المدن

لبنان الكبير ... مئة واحدة لا مئتان/حبيب شلوق/المرصد

لبنان أمام تحدي الوجود/بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب

مصطفى أديب… وصَغَارة سعد الحريري/حازم الأمين/موقع درج

هل ستُشرِقْ شمس مقاومتكم من جديد/ايفا بركات/شقية الشهيد كيروز

فوضى المساعدات وغياب التنسيق و الشفافية/د.منى فياض/الحرة

 

تقارير تغطي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان

السفارة الفرنسية وزعت برنامج زيارة ماكرون الى لبنان

رئيس الجمهورية استقبل الرئيس الفرنسي في المطار ماكرون:اذا التزمت الحكومة الجديدة بالاصلاحات سيتمكن المجتمع الدولي من الالتزام بدعم لبنان

ماكرون: فرنسا ملتزمة لكي تكون معكم وتدعم لبنان والشعب اللبناني

ماكرون منح فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي واهدته لوحة فنية

ماكرون: قضيت أوقاتاً مؤثرة جداً مع السيدة فيروز… كان لقاء استثنائياً

ماكرون من أمام منزل السيدة فيروز: “أنا معكم”

“لوفيغارو”: ماكرون هدّد بالتنسيق مع الرئيس الأميركي بعقوبات تشمل بري والحريري وباسيل

ماكرون التقى الحريري في قصر الصنوبر

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الاستشارات النيابية في بعبدا افضت الى تكليف مصطفى اديب تشكيل الحكومة الرئيس المكلف: لا وقت للوعود والتمنيات بل للعمل بقوة بتعاون الجميع

أديب زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري

الحص استقبل رئيس الحكومة المكلف اديب: نأمل تعاون الجميع والدعوات بالتوفيق لحكومة فعالة من أجل لبنان

دياب استقبل اديب واكد أهمية الاسراع بتشكيل الحكومة واستكمال اصلاحات أطلقتها حكومته

السنيورة استقبل الرئيس المكلف: أمام الحكومة مهمات كبيرة أولها استعادة الثقة وحماية الحريات واحترام القضاء

سلام استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

الحريري استقبل اديب وتمنى له النجاح والتوفيق في مهمة تشكيل الحكومة

ميقاتي بعد استقباله الرئيس المكلف : لا مجال لترف الوقت وتضييعه فالصعوبات والتحديات كبيرة جدا

أديب تفقد منطقتي مار مخايل والجميزة: ما شاهدته يجب ان يشكل حافزا للاسراع في تشكيل الحكومة والانطلاق في ورشة اعادة البناء والاعمار

طرد أديب من الجميزة: “نحن الثوار مش معترفين فيك”

بري في الذكرى ال 42 لاخفاء الامام الصدر ورفيقيه: لتشكيل حكومة قوية تمتلك برنامجا انقاذيا اصلاحيا وليأخذ التحقيق مجراه بانفجار المرفأ

 

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

”يا إِخوَتِي : أَيُّهَا الأَحِبَّاء، فَلْنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله. وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ هُوَ مَولُودٌ مِنَ الله، ويَعْرِفُ الله. مَنْ لا يُحِبُّ لَم يَعْرِفِ ٱلله، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّة.

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى04/من07حتى21/:”يا إِخوَتِي : أَيُّهَا الأَحِبَّاء، فَلْنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله. وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ هُوَ مَولُودٌ مِنَ الله، ويَعْرِفُ الله. مَنْ لا يُحِبُّ لَم يَعْرِفِ ٱلله، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّة. بهذَا ظَهَرَتْ محبَّةُ اللهِ لنَا، أَنَّ اللهَ أَرسَلَ ٱبْنَهُ الوَحِيدَ إِلى العَالَم، لِنَحْيَا بِهِ. بهذَا تَكُونُ المَحَبَّة، لا بِأَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا الله، بَل بِأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ أَحَبَّنَا، وأَرسَلَ ٱبْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايانَا. َيُّهَا الأَحِبَّاء، إذَا كَانَ اللهُ قَد أَحَبَّنَا هكذَا، فَعلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُحِبَّ بَعضُنَا بَعضًا. أَللهُ ما رآهُ أَحَد. إِنْ كُنَّا نُحِبُّ بَعضُنَا بَعْضًا فَٱللهُ يُقِيمُ فِينَا، وتَكُونُ مَحَبَّتُهُ فِينَا كَامِلَة. هذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وهُوَ فِينَا، بِأَنَّهُ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ.ونَحْنُ رأَيْنَا، ونَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَ ٱلٱبْنَ مُخَلِّصًا لِلعَالَم. فمَنْ يَعْتَرِفُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ اللهِ يُقِيمُ اللهُ فِيه، وهُوَ في الله. ونَحْنُ عَرَفْنَا مَحَبَّةَ اللهِ لنَا، وآمَنَّا بِهَا. أَللهُ مَحَبَّة، ومَنْ يَثْبُتُ في الْمَحَبَّةِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه. بِهذَا تَكْتَمِلُ المَحَبَّةُ فينَا، بِأَنْ تَكُونَ لنَا ثِقَةٌ أَمَامَهُ يَوْمَ الدَّيْنُونَة، لأَنَّهُ كَمَا كَانَ المَسِيح، كَذلِكَ نَكُونُ نَحْنُ في هذَا العَالَم.لا خَوفَ في المَحَبَّة، بلِ ٱلْمَحَبَّةُ الكامِلَةُ تَنْفِي الخَوْف، لأَنَّ الخَوْفَ يَأْتِي مِنَ العِقَاب، ومَنْ يَخَافُ لا يَكُونُ كامِلاً في المَحَبَّة. ونَحْنُ، فَلْنُحِبَّ الله، لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَولاً. إِذَا قَالَ أَحَد: «إِنِّي أُحِبُّ الله»، وهُوَ يُبْغِضُ أَخَاه، كَانَ كَاذِبًا، لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاهُ وهُوَ يَرَاهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ وهُوَ لا يَرَاه. ولنَا مِنْهُ هذِهِ الوَصِيَّة، أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَيْضًا أَخَاه!”.

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89998/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%87%d8%b1%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%b5%d9%87%d8%b1-%d9%81/

إنه فعلاً زمن العهر والفجور و”الأصهر” والقطعان والزقيفة والإرهاب والإرهابيين والذمية والذميين.

ففي أميركا هناك صهر الرئيس ترامب كوشنير.

وفي تركيا صهر أردوغان، برات آلبيراق، صاحب النفوذ المالي القوي.

وفي فنزويلا صهر رئيسها السابق خورخي أرياسا هو وزير الخارجية.

وتجربة تونس مع سليم شيبوب، صهر رئيسها الأسبق زين العابدين لم تكن غير كوارث وفضائح.

وفي لبنان المحتل من قبل جيش إيران الإرهابي والمجرم المسمى كفراً”حزب الله” عندنا صهرين للرئيس عون، الأول هو جبران التاجر والثعلب والكارثة المارونية، والثاني روكز الذمي والمتلون بشي مليون لون.

ونفس هذه الظاهرة، ظاهرة الأصهر هي متواجدة مع الكثير من حكام البلدان.

السؤال هو هل ينجح صهر فرنسا الرئيس المكلف مصطفى أديب (متزوج من سيدة فرنسية) وينسي اللبنانيين تجربة حكومة حسان دياب الأداة والطربوش، وهرطقات حكومة القمصان السود ورئيسها النجيب ميقاتي؟

عملياً فإن احتمالات نجاح “الأديب” هي صفر مكعب لأن هذا الصهر الباريسي هو طارئ على الموقع الذي عُين فيه لدرجة أن غالبية ال 90 نائباً “الطرابيش” الذين سموه في المشاورات الملزمة لا يعرفوه ولا يعرفوا عنه أي شيء وكثر منهم لم يسمع باسمه قبل يوم أمس.

البعض من هؤلاء “الطرابيش” يتذكره فقط يوم كان مديراً لمكتب الرئيس ميقاتي في حقبة توليه حكومة القمصان السود الملالوية.

في نظرة سريعة على سجل الصهر الباريسي CV نجد أنه ومنذ سنة 2013 كان يعيش خارج لبنان، سفيراً في ألمانيا وبعيداً كل البعد عن مجريات وتفاعلات ويوميات الحياة السياسية اللبنانية ومتغيراتها.

هذا ويقال بأن الأديب هو على علاقة ممتازة وبالغالب تبعية مع صهر العهد الثعلب االمهيمن بالبلطجة وبواسطة سلاح واحتلال حزب الله على وزارة الخارجية منذ سنين.

كما أن الأديب يقال أيضاً بأنه قد نال رضا حزب الله اللاهي إلى درجة الإعجاب، وذلك على خلفية تعاطيه “التغطوي” والحامي لجماعة وكوادر وخلايا الحزب في ألمانيا.

وبما أن الميقاتي هوعراب الأديب فلا بد وأن يكون رضى النظام الأسدي عليه تحصيل حاصل كون النجيب وأخيه طه تربطهما بالأسد وبعائلته روابط تجارية قديمة وبالمليارات.

إنه واستناداً إلى كل المعطيات المتوفرة فإن مصير حكومة الأديب، وفي ظل احتلال حزب الله وسلاحه ودويلته وحروبه وهز أصابع وصراخ السيد، لن يكون أفضل من مصير حكومة حسان دياب الأداة، أو حكومة معلمه وعرابه النجيب..حكومة القمصان السود.

يبقى أنه  لو الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه ترأس حكومة لبنان في الوقت الراهن فإن الفشل سيكون بالتأكيد مصيره طالما أن حزب الله الإرهابي يحتل البلد ويتحكم برقاب وركاب وألسنة الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة.. من عون وبالنازل!!

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه الذميين والطرواديين بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

ملاحظة: الصورة المرفقة هي للرئيس المكلف مصطفى أديب وزوجته الفرنسية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مصطفى اديب المجرّب في ألمانيا من حزب الله هو الأداة والخادم والمرمطون

الياس بجاني/31 آب/2020

شحتوا حسان دياب الغبي والفجعان وجابوا مصطفى اديب المجرّب في ألمانيا من حزب الله كأداة وخادم ومرمطون ليغطي احتلال احزب وإجرامه ولينوب بالوكالة عن الحريري وجنبلاط وجعجع في اكمال صفقة العار والخطيئة التي سلمت البلد لإيران ولحزبها اللاهي

 

ترشيح الحريري لمن يمثله في رئاسة الوزراء معناه أن الصفقة الخطيئة مع حزب الله مستمرة برضى ومباركة مكرون جنبلاط وجعجع

الياس بجاني/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89967/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81/

ترى هل مساعي الرئيس الفرنسي ورغم كل الهالة التي تحاط بها هدفها فقط إعطاء حبل نجاة للطبقة السياسية العفنة للخروج من مأزقها، وتغطية إجرام وإرهاب ودويلة وسلاح واحتلال حزب الله الملالوي؟

في العلن وحتى الآن هذا ما نفهمه مما نراه ونسمعه ونقرأه ..

ولكن هل يا ترى هناك جهود فرنسية في غير هذا المنحى الترقيعي يتم ترتيبها في الخفاء لتحرير لبنان من احتلال وسرطانيات حزب الله وأدواته الطروادية؟ نتمنى ذلك..!!!

إن ما يجب أن يتنه له القادة والناشطين ورجال الدين السياديين من أهلنا وهم قلة، وينبهوا الرئيس الفرنسي بشأنه، هو أن لا حلول كبيرة أو صغيرة، ولا انفراجات من أي ضيقة معيشية أو غير معيشية ممكنة ما دام حزب الله الإيراني والمذهبي يحتل البلد وطرواديوه منصبون في مواقع الحكم بدءً من الإسخريوتي ميشال عون وصهريه الثعلب جبران والذمي والمنافق شامل روكز .. وبالنازل مروراً بمجلسي النواب والوزراء ووصولاً لقذارة أصحاب شركات الأحزاب التعتير كافة.

كما أن ما يجب أن ينقله الأحرار والسياديون والبناناويون إلى السيد مكرون هو أن حزب الله اللاهي وطروادييه من حكام ووزراء ونواب وأصحاب شركات وفي مقدمهم الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” هم من فصيلة الأفاعي السامة، وهؤلاء بمكر ودهاء يغيرون جلودهم ولكن لا يغيرون قيد أنملة ما في دواخلهم من مكامن سموم وغدر ونرسيسية واحتيال وفجع سلطوي.

يبقى أنه ورغم عدم وضوح نهائيات مساعي الرئيس الفرنسي فإنه لا بد من توجيه جزيل الشكر له وللشعب الفرنسي على كل ما يقدمونه للبنان ولشعبه.

وفيما يتعلق بدور الحريري “الخانع” والذي كانت ذكرت وكالات الأنباء بأنه ورؤساء الوزراء السابقون سيقدمون اسم شخصية سنية يرضى عنها عون وحزب الله لترأس الحكومة المنوي تشكيلها، فهو أي الحريري ومنذ قليل وعلى لسان “العروبي الناصري المغوار” الرئيس سنيورة رشح السفير مصطفى أديب لترأس الحكومة.

ترشيح السفير مصطفى أديب وكما علمنا من مطلعين لبناناويين في لبنان قد جاء برضى ومباركة شريكي الحريري في الجريمة الوطنية، جعجع وجنبلاط، وبالتالي يكون هذا الثلاثي الذمي والإستسلامي قد عاد  إلى أغلال “الصفقة الرئاسية الخطيئة” التي سلمت البلد وحكمه لحزب الله من خلال مداكشتهم المذلة الكراسي بالسيادة..وتيتي تيتي..

وفي خلاصة الخلاصات فإن لا تحرير للبنان من احتلال وبربرية حزب الله الإرهابي، ومن أدران حُكم جراويه بغير تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1680 وال 1701 وال 1559.. وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أي حكومة لا تطالب بتنفيذ ال 1559  تعود لهرطقة ثلاثية  عهر جيش وشعب ومقاومة هي حكومة إيرانية و100% ملالوية

الياس بجاني/29 آب/2020

كفى شعبنا ما تعرّض له من ارهاب واغتيالات وقهر وافقار وتهجير واضطهاد وإذلال وكوارث.

نعم كفى، ولهذا لا يجب أن يقبل أي حر أو سيادي ولبناناوي بحكومة جديدة تكون غطاء لحزب الله وألعوبة بيده، كائن من كان رئيسها، وكائن من كانوا وزرائها.

كما أن عودة الحريري إلى ترأس الحكومة تحت أي ظرف سيكون رئيس لحكومة كوارث وخنوع واستسلام لأن الرجل هو ألعوبة بيد الحزب اللاهي وفي حال عاد سيعيد القديم إلى قديمه … وتيتي تيتي.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89921/89921/

الحريري هو مخلوق لا علاقة له بالسياسة، كما أنه ضعيف الشخصية وكسول “وخسع” وليس عنده ثوابت وطنية، وكل ما قام به من ممارسات  تسووية ووعود لم يلتزم ولا بواحدة منها منذ مقتل والده، هي كلها تؤكد بأنه غير صالح لأي دور سياسي.

ونفس مقومات تعاسة وتعتير الحريري تنطبق على غالبية الشخصيات التي يتم التداول بأسمائها لترأس الحكومة، وابشع هؤلاء في السياسة وأكثرهم نلالوية هو فيصل كرامي الغارق في أوحال الغباء والأحقاد.

فإن أي حكومة لا تطالب بقوة بتنفيذ كل القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559 هي حكومة غطاء لحزب الله لا أكثر ولا أقل.

كما أن أي حكومة تقارب هرطقة ثلاثية العهر والإجرام والغزوات، “الجيش والشعب والمقاومة” ولو تلميحاً في بيانها الوزاري هي حكومة إيرانية وملالوية بالكامل.

يبقى أن لا معارضة في ظل الإحتلال لا من خارج الحكومة ولا من داخلها.

هذا وقد أثبتت ممارسات الثلاثي المرح “جعجع والحريري وجنبلاط” نفاق ودجل وذمية مقولة المعارضة في ظل الإحتلال.

فهؤلاء هم جماعة صفقات وتسويات وقد داكشوا السيادة بالكراسي، وعلى خلفية وغرائزية نرسيسيتهم وجوعهم السلطوي وغربتهم عن وجع الشعب سلموا البلد لحزب الله، وهم لا يزالون في نفس الوضعية الطروادية، وعلى الأكيد لن يتغيروا حتى لو دُمر كل لبنان وقُتل وهُجر كل اللبنانيين.

في الخلاصة، فإن لبنان بلد محتل ودولة فاشلة ومارقة وحكامه وأصحاب شركات أحزابة كافة هم “قرطة” طرواديين وملجميين وأوباش، وبالتالي معهم ومن خلالهم وبظل احتلال حزب الله لن يحصد شعبنا غير الكوارث.

كلن بدون نفضة، وكلن يعني كلن، والمحتل اللاهي حزب الله هو أولن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

كل من لا يرى في حزب الله قوة إحتلال إيرانية ومذهبية وإرهابية لا هو ثائر ولا هو سيادي ولا هو جدير بالثقة

الياس بجاني/28 آب/2020

لا فروقات بالمرة بين جبران باسيل وعديله شامل روكز وهشام حداد ونجاح واكيم وشربل نحاس وكل من يقول قولهم بما يخص مقاومة حزب الله الدجل والتجارة ودوره في التحرير الوهم والخدعة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89873/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b1%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%82%d9%88%d8%a9/

فهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر، وكل من يدعي مثلهم نفاقاً بأن حزب الله الإرهابي والمحتل هو مقاومة ويرفع معه رايات نفاق محاربة إسرائيل ويروج لكذبة وهرطقة العداء لها ويتلهى بأعراض الإحتلال وبالتركيز فقط على الطرواديين من الحكام والمسؤولين من مثل جبران  وعلى قاعدة قوم تا اقعد محلك لا هو من الثورة ولا هو شامم ريحتها.

هؤلاء وكل من هو من طينتهم السياسية الذين يجهدون في تقديم أوراق اعتمادهم للمحتل اللاهي ويبرؤنه من جريمة الإحتلال لا هم ثوار ولا علاقة لهم بالثورة.

هؤلاء في السياسة والمواقف والممارسات لا هم سياديون ولا هم استقلاليون ولا من يحزنون.

الثائر والسيادي هو من يسمى الأشياء بأسمائها ويقول علناً بأن حزب الله الإيراني يحتل لبنان ويخطف بيئته ويأخذها رهينة ويزور تمثيلها بالقوة والبطش… وهو من يقول بصوت عال بأن هذ الحزب اللاهي لا هو لبناني ولا هو من الشرائح اللبنانية.

إن هؤلاء السادة وكل من هم من خامتهم الذمية وغالباً اليسارية هم بإختصار انتهازيون وصيادو فرص، وبالتالي لا يجب الثقة بهم أو تأييدهم لأنهم عملياً اخطر بمليون مرة من حزب الله ..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ماكرون وذئاب السياسة اللبنانية

اتيان صقر- ابو ارز/01 أيلول/2020

اللبنانيون ينتظرون بشغف زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، معتبرين انها الفرصة الأخيرة لإنقاذ بلدهم التعيس، ليس فقط من الانهيار المالي والاقتصادي المرتقب، بل وبالاخص من العصابة السياسية المسيطرة عليه أو بالأحرى من براثن هذا القطيع من الذئاب الكاسرة التي استحكمت في خناقه منذ عقود، ونهشت في لحمه حتى صار هيكلاً عظمياً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/90009/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b0%d8%a6%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9/

لا شك في أن مهمة الرئيس ماكرون لن تكون سهلة أبداً، بل ستحاول العصابة الحاكمة جاهدةً تفشيل أي مسعى لتشكيل حكومة خبراء جديدة ومستقلة عن الاحزاب كما يرغب الرئيس ماكرون، تكون مهمتها الأساسية مكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات المطلوبة للافراج عن المساعدات الدولية المقررة لإنقاذ لبنان من الانهيار المحتوم.

واذا تمكن الرئيس الفرنسي من النجاح في تخطي عقبة التشكيل، فإن أفراد هذه العصابة سوف يستخدمون كافة اساليبهم الشيطانية لعرقلة عمل الحكومة المفترضة، ومنعها من فتح ملفات الهدر والفساد خوفاً من افتضاح أمرهم، وكشف الغطاء عن فسادهم وسرقاتهم وسمساراتهم التي قصمت ظهر الدولة وافرغت  خزينتها وافلست البلاد وافقرت الشعب.

نحن نتوقع ان تكون المرحلة المقبلة اشبه بحفلة مصارعة قاسية ما بين الحكومة الفرنسية من جهة والعصابة الحاكمة من جهة ثانية، لأن هذه الأخيرة سوف تستشرس في الدفاع عن نفسها بإعتبار ان هذا الصراع هو بالنسبة لها صراع وجود وبقاء، اي حياة او موت.

ونعتقد  أيضاً ان السلاح الوحيد الذي قد يحسم المعركة لصالح الفريق الفرنسي ( هذا اذا كان فعلاً  مدعوماً من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي)  هو سلاح العقوبات الذي قد يشمل تجميد أموال هذه العصابة المودعة في المصارف الأجنبية والتي تقدر بأكثر من ٣٢٠ مليار دولار.

لقد قلنا هذا الكلام من باب الحرص على نجاح المساعي الفرنسية التي تشكل، كما سبق و أشرنا، بارقة الأمل الأخيرة  وطوق النجاة الوحيد لانتشال لبناننا من قعر الجحيم الذي بلغه على يد هذه العصابة الفاجرة والمجرمة.

واخيراً نلفت نظر الفريق الفرنسي إلى ان هذا   القطيع من الذئاب الكاسرة لن يتورّع عن القيام   بأي عمل إجرامي من أجل إنقاذ رقبته من المقصلة التي تنتظره، وانه اذا خّير ما بين القبول بمسيرة الإصلاح  ومكافحة الفساد او بين زوال لبنان ( كما صرح وزير  خارجية فرنسا السيد لو دريان) فإنه حتما سيختار  زوال لبنان، والشاهد على ذلك عمليات القمع الوحشية التي ارتكبها هؤلاء الذئاب في حق المتظاهرين السلميين، وكمْ أفواه المنتقدين وملاحقة المعارضين أمام قضائهم المسيس، و الأخطر من ذلك هو تعاطيهم الفاتر والمشبوه والمخجل و الحقير مع فاجعة العصر التي دمرت بيروت في ٤ آب، ولم يرف لهم جفن، وكأن شيأً لم يكن.

واخيراً نقول أمام الله والحقيقة ان لبنان لم يشهد في تاريخه الطويل حكاماً على شكل ذئاب، تمادوا في افتراسه وخيانته وبيعه إلى الأعداء بثلاثين من الفضة كهولاء اليوضاسيين، حتى صح فيهم القول المأثور :

اذا اردت تحرير وطنك ضع في مسدسك عشرة رصاصات، تسعة لخونة الداخل، وواحدة لعدو الخارج، فلولا أعداء الداخل لما تمكن منك عدو الخارج.

لبيك لبنان

اتيان صقر- ابو ارز

 

تقرير مستشفى الحريري: 3 وفيات و25 حالة حرجة

وكالات/31 آب/2020

صدر التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا، وجاء فيه:

– عدد الفحوصات التي أجريت داخل مختبرات المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة: 725 فحص

– عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا الموجودين داخل المستشفى للمتابعة: 75

– عدد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة المنصرمة: 22

– عدد حالات شفاء المرضى المتواجدين داخل المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة: 0

– مجموع حالات شفاء مرضى من داخل المستشفى منذ البداية حتى تاريخه: 358 حالة شفاء

– عدد الحالات التي تم نقلها من العناية المركزة الى وحدة العزل بعد تحسن حالتها: 0

– عدد الحالات الحرجة داخل المستشفى: 25

حالات وفاة: 3

 

استيعاب امثولة قرن

د. وليد فارس/فايسبوك/31 آب/2020

يجب ان لا ننسى في ٢٠٢٠، ان الذين اختاروا الانتقال من "لبنان الصغير" الى "لبنان الكبير" في ١٩٢٠، كانوا ممثلي حكومة المتصرفية انفسهم. وقد انقسموا الى اثنين. اكثرية التجار الذين ارادوا اسواقاً اوسع، واصحاب الاراضي الواسعة الذين ارادوا يد عاملة ارخص، وبعض الاكليروس الذي كانت له اراض ومؤسسات خارج المتصرفية. هؤلاء  طالبوا بالتوسيع. وجاءت عرائض من مسيحيي المناطق خارج الجبل للانضمام.

الذين طالبوا بأبقاء لبنان الصغير، وتعديل حدوده بشكل طفيف، كان عامة الاكليروس، اكثرية المخاتير، واعضاء في المجلس التمثيلي للمتصرفية. كان قلقهم ان ينجر البلد "الاكبر" بصراعات الجوار.

المثير للاهتمام، انه اساساً اراد الفرنسيون (وزارة الخارجية) ان يندمج الجبل اللبناني بسوريا، ليعزز الاقليات العلوية، والدرزية، والمسيحية، والكردية، لمساعدة الفرنسيين هناك. الا ان المجلس الاداري للمتصرفية  والبطريرك رفضوا المقترح واصروا على لبنان اوسع.

انطلق لبنان الكبيرمتسرعاً نحو الازدهار تحت حماية الفرنسيين، كما كتبُت في كتابي "التعددية في لبنان" في ١٩٧٩. فصانعو لبنان الكبير شعروا ان البلاد ستبقى تحت الفرنسيين لزمن طويل، وكان ذلك قبل الحرب العالمية الثانية وقبل كل التطورات الهائلة في القرن العشرين. فأسرعوا بحماستهم ولم ينظموا تلك الجمهورية الفتية لتتعايش فيها، ليس فقط طوائف، بل قوميتين تاريخيتين: القومية اللبنانية والقومية العربية، وذلك عبر الوعاء الوحيد القادر على الدفاع عن هكذا معادلة وهي الفدرالية او الكونفدرالية. واصطدم لبنان الكبير باكبر الازمات والحروب، ووصل الى نهاية قرنه الاول، اليوم.

تُرى ماذا سيفعل مواطنيه؟ احياء البداية، ام استيعاب امثولة قرن؟

 

لبنان الكبير اصغر من لبنان الصغير؟

د. وليد فارس/فايسبوك/31 آب/2020

في اول ايلول ١٩٨٠ كتبت في جريدة اسبوعية لبنانية (نعم من اربعين عام) ان "لبنان الكبير بعد ستين عاماً بات اصغر من لبنان الصغير." وقصدت وقتها ان المناطق الحرة من قوات الاسد والتنظيمات الحليفة له كانت تغطي حوالي ثلث مساحة متصرفية جبل لبنان، بينما لبنان الكبير كان بمعظمه مُحتلاً.

بعد عشرة سنوات، في ١٩٩٠، سقط لبنان الكبير، ومن ضمنه لبنان الصغير تحت الاحتلال الكامل. وبعد خمسة عشر عاماً، في ٢٠٠٥، خرج الاحتلال الخارجي وتمترس الاحتلال الداخلي المرتبط بالخارج. ومرت خمسة عشر سنة، وجاءت ٢٠٢٠، وحّلت المئوية للدولة الحديثة. فكيف يحتفل بها اللبنانيون؟

مسألة صعبة، خاصة على الذين اختبروا مراحلها المتتالية. فأنا مثلاً ولدت في لبنان الكبير عن اب وُلد في لبنان الصغير، وانتقلنا لنعيش في لبنان أصغر، وترك والدي هذا العالم قبل ان يرى زوال آخر مساحة للحرية للدولتان. ورأيت هذا الزوال لسبعة ايام فقط قبل ان اهاجر. وعاش الناس لثلاثين سنة في ظل انعدام الحرية وانحسار الامل. ولكن للتاريخ مطبات وعجلات تدور. فمن كان يعاني الامريّن خلال قمع العثمانيين للبنان الصغير في ١٩١٤ لم يكن يعلم انه بعد الهول والويلات خلال الحرب الاولى، سيأتي انتصار، وسلام وازدهار. وكان الناس فاقدين للامل، يريدون الالتحاق بالمغتربين. ومنهم لم يكن يصدق ان الحلفاء سيحرروا لبنان. وكانوا يقولون لبعضهم "ما في الا عجيبة بتخلصنا" (من روايات الاجداد في القرى). وكان البعض يحدق بتلك المدمرة الفرنسية الوحيدة، تمخر ما بين جزيرة ارواد وفيها قاعدة فرنسية وصور، واحيانا تُنزل مساعدات للاهالي الجائعين. وكانوا يقولون لبعضهم البعض. "وما بأمكان مدمرة وحيدة ان تقوم به؟". وجاءت ١٩١٨، وحدثت العجيبة. وكم هي تلك الايام، منذ مئة عام، شبيهة ببعض ايام التي مر ويمر بها اللبنانيون على مدى العقود...

 

دولة مدنية... تقولون؟

الياس الزغبي/فايسبوك/31 آب/2020

وكأنّ يداً سحرية قذفت نوراً في صدور أهل السلطة الغارقين حتّى النخاع في رجس الطائفية ومحاصصاتها، فتهافتوا على المطالبة ب"الدولة المدنية"، ولعنوا شرور الطائفية والمذهبية، وكلّ من يشدّ على مشدّهما! ولكن، مهلاً أيها المراءون الدجّالون، إمسحوا على الأقل عفنهما عن جباهكم،

وحاولوا أن أن تخرجوا قليلاً من وحولهما في تياراتكم وحركاتكم وأحزابكم وسواد نيّاتكم... وبعد ذلك، قولوا لنا عن أي دولة مدنية تتحدّثون، وهي عبارة مطّاطة تتلطّون خلفها للإيغال في مَكْركم وانتهازيتكم. نذكّركم بنموذج واحد من هذا المكر:

نعم، إن عبارة "دولة مدنية" وردت في ذاك "التفاهم" - الكارثة في ٦ شباط ٢٠٠٦، وأحد طرفيه حزب طائفي مذهبي، بل ديني بامتياز، وفوق ذلك مدجّج بالسلاح حتّى أسنانه! نقيضا المدنية هما: المذهبية والعسكريتاريا، وقد جمعاها في نصّ يدعو إلى الدولة المدنية.

فبئس هذا الخبث المقيت! إذا كنتم تناورون امام الضيف الفرنسي لكسب المزيد من ودّه، فأوراقكم مكشوفة، وغاياتكم معروفة... وأجنحتكم منتوفة. واعلموا أنّ الدولة المدنية معقودة على إرادة الجيل الجديد الثائر، العائد إلى الساحات،... فهو إلى عروشكم، وأنتم إلى النعوش!

 

البطريرك الرّاعي: سنرفُض المثالثة وسنُحاربها وهذا ما سأقوله لماكرون

أم تي في/31 آب/2020

عشية الاحتفال بمئوية ولادة لبنان الكبير، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للـ mtv: “مجاعة 1914 ولّدت لبنان الكبير والاحداث التي نعيشها اليوم وصلت الى ذروتها مع انفجار المرفأ وأنا أؤمن أنه سيولد لبنان الجديد”.

اضاف: “نحن أمام ولادة جديدة علينا جميعا أن نلتزم بها وعلينا أن نناضل من أجل الوصول الى نظام الحياد الناشط”. وتابع: “يجب تحرير الدولة من الفساد وتصويب سياستها الخارجية والحوكمة وأن نقوم بتنفيذ الدستور لأنه الطريق الى بناء الدولة الأمر الذي لا يحصل وكذلك لم يتم الالتزام باتفاق الطائف لا نصاً ولا روحاً”. واعتبر ان لا خلاص للدولة الا بالعودة الى كينونتها الأساسية أي الحياد. وعن قضية المرفأ، قال: “من أجل ضخامة الكارثة الكبيرة التي حصلت في انفجار المرفأ يجب أن يحصل تحقيق دولي يساعد القضاء المحلي”.

واكد غبطته ان البلد لا يحتمل وننتظر أي حكومة ستُشكل واذا كانت على نهج الحكومات السابقة أي محاصصة بين الكتل النيابية فهذا لا يبشّر بالخير.

ورأى ان حكومة الوحدة الوطنية “ضحكة” لأنها تجمع فئات لا تثق ببعضها ونأمل من رئيس الحكومة الجديد تشكيل حكومة طوارئ ومصغّرة وتضم شخصيات لا تنتمي الى أحد وغير مقدّمة من قبل أحد: على الحكومة الجديدة العمل بسرعة وأن يكون لديها صلاحيات تشريعية لاتخاذ قرارات سريعة والا سنبقى في مكاننا ونأمل من الرئيس المكلّف ان يقوم بذلك وإلا سيكون وضعنا أسوأ ممّا كنّا. وقال الراعي: “أنا داعم للثورة لأنني أرى فيها بارقة أمل ويجب أن نعمل معها لتكون ثورة حضارية لا فوضى ونحن نجري لقاءات مع مجموعات الثورة، وأضاف: يهمنا أن لا تفلت الثورة وتصبح غوغائية وهذا ما نعمل عليه وقد تسلّل الى صفوفها من قام بالتكسير والتحطيم ويجب ان نحميها لتكون على المستوى الذي نأمله”.

واعتبر الراعي ان شعبنا يحترم ويحبّ السلطة ولكن السلطة لا تحترم ولا تحبّ الشعب. وعن احتمال دعوته يوماً ما لاستقالة رئيس الجمهورية اجاب: “من المؤكد لا”.

وشدّد على أنّ “الحكومة هي المسؤولة، ومجلس النواب وليس رئيس الجمهورية، وأطالب بانتخابات نيابية في أسرع وقت ممكن”، موضحا أنّ “لا توتّر بيني وبين رئيس الجمهورية، وأزوره كلما كانت هناك نقاط استفهام ونتصارح في المواضيع”.

وسأل البطريرك الراعي “ما هو العقد السياسي الجديد؟ فالمطلوب هو نظام الحياد الناشط، وواقعنا يحتاج لميثاق استقرار واذا كان المقصود المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة وسنقوم بحرب معنوية ضدها لأن هذا موت للبنان”، مشدّدا على أنّ

“لبنان دولة مدنية فنحن نفصل الدين عن الدولة ولكن حوّلوها الى دولة الطوائف”. وأردف البطريرك الراعي “نحن مع القانون المدني الالزامي واستكمال روحانية الميثاق الوطني باللامركزية الادارية وبمجلس الشيوخ الذي هو ضمانة للجميع وعدم خلق “بعبع” فهناك دستور”، وتابع “يجب التمييز بين المقاومة وبين مشكلة السلاح وعلى الدولة حلّ هذه المشكلة، ولكن لماذا ترك هذا الموضوع لخلق مشاكل داخلية حتى وصلت التهمة لي بالعمالة؟ فلنجلس الى طاولة واحدة ولنخلق النسيج اللبناني فنحن لدينا طائفة واحدة هي لبنان”. وأوضح البطريرك الراعي “كنت أنتظر جواباً من “حزب الله” وتوضيحاً بدلاً من اتهامي بالعمالة، فبالتخوين لا جواب، وكنت أتمنى أن يحصل لقاء مع “حزب الله” للحديث حول مختلف القضايا، وهذا ما بلّغته للسفير الايراني عندما قام بزيارتي”، كاشفا أنّ “العلاقة مقطوعة مع “حزب الله” منذ يوم زيارتي الى القدس لاستقبال البابا”. وختم البطريرك الراعي مقابلته مع الـmtv بالكشف عمّا سيقوله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائهما: “سأعبّر له عن شكرنا وتقديرنا للزيارتين الأخيرتين له، وسنتحدث بالهموم المشتركة وبأننا لا نستطيع الاستمرار بالوضع كما هو، وسأثير معه موضوع الحياد وما نسمعه أخيراً عن المثالثة”.

 

المحكمة الدولية: قاضي الإجراءات التمهيدية حدد 16 أيلول موعدا لعقد جلسة تمهيدية ثانية في قضية عياش

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تعميم، أن "قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين يعقد يعقد جلسة تمهيدية ثانية في 16 أيلول/سبتمبر 2020. وتهدف الجلسة إلى استعراض وضع ملف قضية عياش وضمان سرعة الإعداد للمحاكمة، من خلال تبادل لوجهات النظر بين الادعاء والدفاع والممثلين القانونيين للمتضررين". وأشار التعميم الى أنه "في قرار تحديد الجدول الزمني الذي صدر اليوم، أعلن قاضي الإجراءات التمهيدية أن الجلسة ستبدأ في الساعة 10 صباحا بتوقيت وسط أوروبا. وستكون الجلسة علنية، غير أن القاضي قد يقرر تحويلها إلى جلسة سرية إذا دعت الحاجة إلى مناقشة مسائل سرية. وستعقد هذه الجلسة التمهيدية في قاعة المحكمة، ويمكن للمشاركين الذين يتعذر عليهم الحضور أو يفضلون عدم الحضور أن يشاركوا عبر نظام المؤتمرات المتلفزة بعد الحصول على إذن مسبق من قاضي الإجراءات التمهيدية. وستعرض وقائع الجلسة على الموقع الإلكتروني للمحكمة بتأخير مدته 30 دقيقة، وباللغات العربية والإنكليزية والفرنسية". وذكر بأن "الجلسة التمهيدية الأولى في قضية عياش قد عقدت في 22 تموز/يوليو 2020. وعملا بالمادة 94 من قواعد الإجراءات والإثبات للمحكمة، يدعو قاضي الإجراءات التمهيدية إلى عقد جلسة تمهيدية في خلال فترة لا تتجاوز ثمانية أسابيع من تاريخ أول مثول للمتهم - أو ما يعادله في الإجراءات الغيابية. ويدعو قاضي الإجراءات التمهيدية أيضا إلى عقد جلسات تمهيدية في غضون ثمانية أسابيع من تاريخ انعقاد الجلسة الأولى، خلال الإجراءات التمهيدية، إلى أن تصبح القضية جاهزة لمرحلة المحاكمة". وذكرت المحكمة أن "الحصول على بطاقة اعتماد إلزامي لجميع الإعلاميين الراغبين في تغطية وقائع الجلسة. ويرجى ملء استمارة الاعتماد المتاحة هنا قبل الساعة 17:30 (بتوقيت أوروبا الوسطى) من يوم 9 أيلول/سبتمبر 2020". وأوضحت أنه "نظرا إلى جائحة كوفيد-19 وتماشيا مع التوجيهات الوطنية في هولندا، لن يسمح إلا لعدد محدود من الإعلاميين بدخول شرفة الجمهور وقاعة الإعلام في المحكمة. وستتاح المقاعد حسب أولوية الوصول. ويمكن للاعلاميين الذين يتعذر عليهم الحضور متابعة الإجراءات من خلال مشاهدة البث على الموقع الإلكتروني للمحكمة بتأخير مدته 30 دقيقة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 31/8/2020

الإثنين 31 آب 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

مصطفى اديب رئيسا مكلفا للحكومة بـ90 صوتا.

واستشارات التأليف يوم الاربعاء في مقر رئاسة مجلس النواب "عين التينة" يتوقع ان تنسحب عليها مفاعيل اتفاق القوى السياسية بدعم فرنسي لتسهيل عملية ولادة الحكومة العتيدة التي اجمعت المصادر على ان العمل سيتكثف للاسراع نحو تشكيلها مرجحة ان تكون مصغرة وغير مؤكد مشاركة الاحزاب فيها وقد اعلن اللقاء الديمقراطي الذي سمى اديب امتناعه عن المشاركة في حكومته العتيدة.

أول ترحيب دولي بتكليف اديب جاء من صندوق النقد الدولي الذي اعرب عن امله أن يتم تشكيل حكومة جديدة قريبا بتفويض لتنفيذ السياسات والإصلاحات التي يحتاجها لبنان لمعالجة الأزمة الحالية واستعادة النمو المستدام ومحليا ترحيب من الهيئات الاقتصادية التي طالبت القوى السياسية بتسهيل مهمته

على اي حال وبعد تكليفه في القصر الجمهوري اكد اديب العمل لاختيار فريق عمل من اختصاصيين للانطلاق بالعمل بسرعة مشددا ان لا وقت للكلام والوعود والتمنيات والوقت للعمل من أجل تعافي وطننا،

وقبل جولته البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين باشر اديب مهمته من بيروت المنكوبة حيث جال في الجميزة متضامنا وواعدا بإعادة اعمارها..

إذا التكليف جاء يتزكية فرنسية قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يحط في مطار بيروت بعد قليل ويستهل زيارته بلقاء أيقونة لبنان السيدة فيروز في منزلها في الرابية..

التفاصيل مباشرة من امام منزل السيدة فيروز مع الزميل بيار البايع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

اثنان واربعون عاما على تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، والوطن الذي احب ما زال ضائعا بين اوهام البعض واحلام آخرين، وكلما انبت املا بالخلاص اضاعوه في غيابة الخلافات والاحقاد.

وحده زرع الامام الصدر من اثمر لهذا الوطن شيئا من العز الذي يليق بعينيه – المقاومة – التي اهتدت بعمته فظللت الوطن بعباءة الامن والامان من كل عدو او خائن كان ..

اثنان واربعون عاما ومنبر الامام يلهج بحقه، وتعاليمه اسمى من كل الزواريب والمتاهات، والوحدة هدف منشود لبناء وطن بات على اهله ان يعلموا ان قدرهم التفاهم، وان علة عللهم هذا النظام الطائفي – بحسب الرئيس نبيه بري الذي اعتلى منبر الامام الصدر، وأكد ان لا بد من تغيير في هذا النظام، وانهاء حالة الإنكار التي يعيشها البعض ويضعنا على شفير زوال الدولة.

وعن شفير الانهيار التام عاد المشهد السياسي خطوات نحو الامان، فانبت التوافق رئيسا مكلفا للحكومة بتسعين صوتا، بعد ان بحت اصوات العارفين بأن لا خيار سوى بحكومة تحظى باكبر قدر من التأييد، لعلها تستطيع رسم شيء في هذا المشهد المتكدس بالازمات.

دخل السفير مصطفى أديب المشهد السياسي من بوابة التوافق، واعتلى منبر التواصل مع اللبنانيين بلقب دولة الرئيس وبواقعية وهدوء سياسيين، على امل ان ينسحب دفع التكليف على التاليف، فلا يضيع الوقت المتقلص الى حد النفاد.

لم تستطع السلطة ان تستقبل الرئيس الفرنسي العائد الى لبنان بعد حوالي ساعة من الآن بحكومة مكتملة المواصفات، فاستقبلوه برئيس مكلف رتبت اوراقه بثمان واربعين ساعة، على امل أن لا يتكلف احد من اللاحقين بماكرون الى بيروت، اي ديفد شنكر – باعادة خلط الاوراق.

في اوراق المنطقة التي يتبرع بعض العرب بترتيبها وفق الحاجة الاميركية الاسرائيلية، حطت طائرة العال الصهيونية في مطار ابو ظبي الاماراتي، في رحلة مباشرة من تل ابيب وعلى متنها جاريد كوشنير الاميركي، ومسؤول الامن القومي الصهيوني الذي تحدث باللغة العربية، شاكرا بعض العرب الذين اتقنوا الاداء العبري بتضييع الحق الفلسطيني .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إنه رئيس الحكومة الثالث للحكومة الرابعة في السنة الرابعة من عهد الرئيس العماد ميشال عون... الحكومة الأولى كانت برئاسة الرئيس سعد الحريري، وقال عنها العماد عون انها " ليست حكومة العهد الأولى "...

الثانية أيضا جاءت برئاسة الحريري لكنها استقالت تحت ضغط انتفاضة 17 تشرين... الحكومة الثالثة رفضها الشارع وعاشت عزلة عربية... اليوم هناك رئيس مكلف، جاء تكليفه وفق توقيت فرنسي حيث سمته الإستشارات الملزمة كنتيجة حتمية بعدما سماه رؤساء الحكومات السابقون والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.

مباشرة بعد التكليف حاول التودد إلى الشارع ، لكن النتيجة لم تكن كما أرادها حيث صرخت امرأة في وجهه وهو يتفقد منطقتي الجميزة ومار مخايل "أولادنا ماتوا ونحن غير معترفين بك، انت لا تمثلنا" ... هذا الإختبار الأول يؤشر إلى مرحلة غير سهلة سيختبرها الرئيس المكلف وهو الآتي من العالم الأكاديمي وعالم الديبلوماسية... الرئيس سعد الحريري حاول السير على خطى والده... الرئيس حسان دياب حاول السير على خطى الرئيس سليم الحص ... فأي مسار سيختار الرئيس أديب؟

لا كلام قبل انتهاء زيارة الرئيس ماكرون، وقبل ذلك تحاليل واجتهادات، فمنذ هذه اللحظات ينهمك لبنان بالضيف الفرنسي الذي يمضي في بيروت اربعا وعشرين ساعة، بعدها يبدأ البكاء وصرير الأسنان: هل ستطلق يداه في التأليف؟ أم سيكون هناك من يؤلف عنه ويودعه الأسماء؟ ما هي المدة التي سيستغرقها للتأليف؟ هل يحتمل البلد ترف التأخير في ظل كارثة المرفأ، والشتاء على الابواب، وتفشي كورونا والمدارس والجامعات على الابواب؟ ما هي نوعية الوزراء: مستقلون ؟ اختصاصيون ؟ مستشارون؟ هل سيكون هناك من يحرك الوزراء في الظل ؟ سريعا ذهبت سكرة التكليف لتأتي فكرة التاليف ...

حسان دياب، حين سمي، تحدث عن " ركام الجمهورية " ... انفجار المرفأ قد يلهم مصطفى أديب للذهاب أبعد من الركام، إلى " دمار الجمهورية "، فمن اين سيبدأ إزالة الركام ومحو الدمار في آن؟ لعلها مهمة شبه مستحيلة.

وما إن يغادر الرئيس ماكرون حتى يحل الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر، ليس في برناج شينكر زيارة للسيدة فيروز وغرس ارزة، بل كلام واضح سيقوله لمن سيلتقيهم، ورسائل واضحة لمن لن يلتقيهم ...

شينكر يأتي من أجواء إنجاز حققته إدارته: التطبيع بين اسرائيل والإمارات، واليوم حطت أول طائرة إسرائيلية في مطار أبو ظبي، عبر الأجواء السعودية وهي تقل وفدا أميركيا اسرائيليا رفيعا ... قائد الطائرة خاطب الركاب : "نتمنى للجميع السلام" ورددها بالإنجليزية والعربية والعبرية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قبل مئة عام كان الجنرال هنري غورو يطلق دولة لبنان الكبير بدءا من ضم الأقضية الأربعة في مدينة زحلة .. قرن بسنواته المئة ويعلن جنرال السياسة الفرنسية اللبناينة ايمانويل ماكرون، ضم مصطفى أديب إلى نادي رؤساء الحكومات حاصلا على تفويض سام دولي وتأييد سياسي من التيارات والأحزاب المحلية. وبتسعين صوتا ارتقى أديب رئيسا على فوهة الدمار ..وعلى بلاد مفلسة بوطن مكنوب واقتصاد تحت الركام. حلت المكرمة الفرنسية وقبيل وصول ماكرون بساعات كان النواب يصدقون في استشارات بعبدا على الاتفاق السياسي المبرم سابقا. فيتدافعون نحو رفع الأيدي في مشهد يعكس قدرة نواب التسعين على التأييد والتفويض.

لكن قلة من نواب الموقف خرجوا عن السرب وربما اختصرهم اسامه سعد بوصف الاستشارات بأنها شكلية ولزوم ما لا يلزم وأن التسمية أوكلت إلى جهات ما واستخبارات ما شرقا أو غربا ولم تعد شأنا نيابيا

وبتكليف أديب وما سبقه من استشارات ملزمة سياسيا فإن لبنان أثبت أنه لا " يترك"..وأن جهة عربية أو غربية ستشرف على حكمه وحكومته .. لكن القادة اللبنانيين يستدعون العالم في كل مرة الى الميدان السياسي . ولما وجد الرئيس الفرنسي أن العهد لا يمشي إلا والعصا معه ... فرض خريطة طريق واختار رئيسا للتكليف ووزع سيرته الذاتية على الاطراف اللبنانية .

ولو لم يفعل .. لكان رئيس الجمهورية يستبد الى اليوم بالاستشارات ويحجزها رهينة القصر .. ويفتي بأمرها ويساوم عليها مع بقية المكونات السياسية. أنذرنا ماكرون بالانهيار والزوال والتلاشي وأبرق لنا مع وزير خارجيته لودريان برسائل تشي بأننا سوف نتبخر ..وحمل العصا بلا جزرة على السياسيين وبدأ بتعذيبهم في سلسلة تصريحات شكلت إهانة لهم وللكيان. إمتثل "الشطار " من التيارات والأحزاب ورؤساء الحكومات وذهبوا نحو البصم لكن المرحلة الثانية التي سيصل فيها مكرون إلى بيروت هي الأصعب .. لأن الجميع سيكون ملتزما الإسراع بتأليف الحكومة وبعدم اللعب على الزمن. والآتي يتطلب دفن الغزائز الوزارية وعدم التهافت على الحقائب .. وتنحي جبران باسيل عن التصلص على كل اسم ووزارة وإبداء رأيه الفقهي في التأليف والتوزيع وزرع ودائع وزارية في التركيبة الجديدة

فالعين الفرنسية ستكون علينا .. تليها عيون أميركية أكثر تدقيقا في زيارة شنكر لبيروت غدا

أما العدسات العربية اللاصقة فيبدو أنها مشغولة عن لبنان .. فيما الصامت الاكبر هو السعودية وتبعا للرئيس المكلف فإنه "وبإذن الله " سيوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل لبناني متجانس من أصحاب الكفاءة والاختصاص ..وهو وعد بإجراء الإصلاحات الأساسية وبسرعة لوقف النزف المالي

والاقتصادي والاجتماعي الخطر. وبعد قبوله التكليف اختار الرئيس اديب أن تكون المناطق المدمرة في الجميزة ومار مخايل أولى زياراته لتفقد الناس والأضرار قبل أن ينطلق إلى الزيارات التقليدية نحو رؤساء الحكومات السابقين أو مسقط الرأس السياسي.

على توقيت تفقد الركام لمصطفى أديب كان "أبو مصطفى" يخرج أديبا في الإصلاح وضرب الفساد وخفايا كارثة المرفأ التي كشفت عن دولة فاشلة وكاد المريب يقول أعدموني وليس خذوني .. إذا تحدث الرئيس نبيه بري عن ضرورة سقوط هيكل النظام السياسي بالكامل قائلا إن هناك أربعة وخمسين قانونا لم تطبق مهاجما تجار السياسية الذين يغذون النعرات للمحافظة على وجودهم ومكاسبهم الرخصية لكن الثغرة الوحيدة أن بري لم يصارح اللبنانيين عن الجهة التي تفعل بنا ذلك منذ ثلاثين عاما.

رئيس مجلس ينتقد نفسه .. ورئيس جمهورية يمنع قناة تلفزيونية من دخول القصر الرئاسي.. وإذا كانت محطة الأم تي في قد لجأت الى أسلوب الشتائم والتجريح بموقع الرئيس فإن هذا لا يعطي القيمين على القصر حق المنع والقطع والحجب واستكمال سياسية الإلغاء.

ومنع الام تي من دخول القصر ضرب لمبدأ الحريات لكنه " نقطة في بحر " قرار أمل وحزب الله قطع بث قناة الجديد منذ عام كامل وحرمانها مشاهدين كثر في لبنان .

وسواء رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب .. فإن الطرفين أثبتا اليوم عداءهما للاعلام

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

أربع ساعات وعشرون دقيقة تقريبا، ويبلغ لبنان الكبير المئة عام من العمر.

“أول مية صعبين”. هكذا يقال. غير أن عمر الأوطان لا يقاس بالسنوات، ولا بالصعوبات، بل بالتوق إلى مواجهة التحديات، والقدرة على انتزاع الفرص من بين براثن الأزمات، وإرادة تحويل السلبيات إلى إيجابيات… وهكذا كان تاريخ لبنان على مدى مئة عام.

فالحرب العالمية الأولى والمآسي التي رافقتها، وبينها المجاعة، حولها اللبنانيون فرصة لتركيز حدود لبنان التاريخية، فكان الأول من أيلول 1920، ونشوء لبنان الكبير، في يوم واحد توج آلاف السنوات من عمر الحضارات.

ومرحلة الانتداب بين عامي 1920 و1943، وما اعتراها من انقسامات، حولها اللبنانيون إلى فرصة لتأسيس جمهورية ووضع دستور وإنشاء مؤسسات.

والحرب العالمية الثانية وأوجاعها، حولها اللبنانيون فرصة لتحصيل الاستقلال، فكان الميثاق الوطني، ثم الثاني والعشرون من تشرين الثاني 1943، فالجلاء في الواحد والثلاثين من كانون الأول 1946.

ونشوء الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين، حوله اللبنانيون فرصة للتضامن بين العرب، فكانت المواقف المشرفة لكبار الرموز اللبنانيين دعما للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ومن على أعلى منابر الأمم.

والتحولات الشرق أوسطية المتسارعة بين عامي 1948 و1975، حولها اللبنانيون فرصة لتعزيز الاقتصاد والوضع المالي، فكانت سنوات البحبوحة، ولبنان ما قبل الحرب.

أما حرب 1975-1990، وما أدت إليه من خسائر في الأرواح ودمار في الممتلكات، فجعل منها اللبنانيون فرصة لتعزيز الانتماء إلى لبنان، وكان أن جاء في مقدمة الدستور المعدل أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين، وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.

ومرحلة الوصاية السورية بتوافق إقليمي-دولي بين عامي 1990 و2005، حولها اللبنانيون فرصة لتعزيز التوق إلى الحرية والسيادة والاستقلال، في موازاة مقاومة العدو الإسرائيلي، فكان دحر الاحتلال عام 2000 وإخراج الوصاية سنة 2005.

أما مرحلة 2005-2020، التي شهدت فوضى دستورية غير مسبوقة، وتفلتا من تطبيق القوانين، وفسادا استشرى اينما كان، فحولها اللبنانيون فرصة لتكريس الميثاق على أسس سليمة، والانفتاح على طروحات تطويرية للنظام السياسي، حتى باتت الدولة المدنية مطلبا عابرا للطوائف والمذاهب، وصولا إلى جعله محور رسالة رئيس الجمهوية إلى اللبنانيين في مئوية لبنان الكبير.

“أول مية صعبين”. هكذا يقال. وهكذا كان عمر لبنان الكبير. لن نقول “عقبال تاني مية يكونوا هينين”، بل “عقبال تاني وتالت ورابع مية”، أن تكون سنوات تصبح فيها إرادة اللبنانيين أقوى على مواجهة التحديات، والانتصار على الصعوبات، بدءا بتحدي إخراج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية الحالية، التي تلوح في شأنها بارقة أمل، يمكن بتضافر الجهود أن تتحول إلى فرصة جديدة، لتأسيس وطن جديد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

مساء الخير ، بعد قرار القصر الجمهوري منع فريق اخبار الـ mtv من دخول قصر بعبدا لتغطية الاستشارات لتكليف رئيس للحكومة ، صدر عن إدارة التلفزيون البيان الآتي :

أولا ، يؤسفنا شديد الأسف القول بأن هذا القرار البوليسي لم يفاجئنا أبدا ، لأنه جاء من ضمن سياق طويل من الارتكابات التي زينت سجل الساكن الحالي للقصر ، عنينا السيد الرئيس ميشال عون، في حق الاعلام عموما و في حق الـmtv خصوصا ، وكان ليفاجىء نفسه قبل أن يفاجئنا لو أنه كسر التقليد.

ثانيا ، لقد هالنا حقا ، أن رئيس الجمهورية الذي يفترض أن تكون عملية إنقاذ البلاد همه الأوحد الآن ، وجد الوقت الكافي للكيد واستصدر القرار بمنعنا من دخول القصر .

ثالثا، وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فإننا نذكر ساكن القصر وحاشية المستشارين القانونيين و الإعلاميين ، بأنهم يشغلون بناء عاما تعود ملكيته للشعب اللبناني ، وهو ليس ملكية خاصة، وإن حلم شاغله دائما بتطويبه على اسمه . كما نذكره بأن كل مواطن من الشعب الجائع يقتطع قدر لقمة خبز من أمام افواه ابنائه، وليرات عزيزة من جيبه المفلس لدفع رواتب سيد القصر وجيش الموظفين والمستشارين الذي "يبعطون" في أرجائه الفسيحة . وبالتالي لا يحق له ، لا أخلاقيا ولا قانونيا منع وسيلة إعلامية من دخول القصر لممارسة حقها في التغطية الصحافية . باختصار ، هذا ليس القصر عام 1989 ومش بيت بيك ، السيد عون .

رابعا ، إن القانون واضح لجهة حق كل مواطن بدخول أي ادارة رسمية مهما علا شأنها للحصول على المعلومات ، فكيف بالسلطة الرابعة و بوسيلة إعلامية رائدة في المجال. وبقرار المنع هذا حسبنا للوهلة الأولى أنه صادر عن ميليشيا حليفة للعهد، إذ جاء وكأنه ملحق تنفيذي لتهديدات تلقيناها امس من السيد نصرالله، وليس قرارا صادرا عن دوائر القصر الجمهوري، ما دفعنا الى سؤال فريق العمل، إن كان أخطأ العنوان ودخل مربعا من المربعات الكثيرة الممنوعة ، فأجابنا بالنفي.

خامسا ، إن الجريمة المرتكـبة اليوم إنما أصابت العهد المتهالك وسمعته وأضافت وساما جديدا على صدر الـmtv ، لم تسع اليه ، هي الحريصة على مصلحة الوطن الجريح الذي ما عاد يحتمل المزيد من الجرصة

سادسا ، نذكر من يكتب بيانات غب الطلب في القصر ، بأن البيانات لا تغطي المحظورات ، خصوصا أنها تكتب ساعة للاعتداء على القضاء ، وساعة لتشريع مخالفة الدستور ، وساعة للاعتداء على الاعلام .. فهذا المسار دمر سمعة العهد والمؤسسات وسمعة لبنان ، شارك سيد القصر في صياغتها أم كان مستمعا . فالـmtv لم تهن سيده ، و كل ما فعلته أنها طبقت قرارا صادرا عن مجلس الوزراء رقم 5 بتاريخ 22 اب 2019 , اي في عهد السيد ميشال عون نفسه ، منع بموجبه ألقاب التفخيم عن كل متعاطي الشأن العام لأنهم يقومون بواجباتهم . ونحن نضيف بأن غالبيتـهم الساحقة مقصرة ، إضافة الى أن الرأي العام الجائع والغاضب لم يعد يطيق سماع عبارات التفخيم لأنه يرى فيها بطونا رسمية منتفخة فيما بطون الناس خاوية جائعة.

سابعا ، إن الجنوح الظاهر نحو القمع والتلويح بإقفال الـmtv معناه أن هناك , لا سمح الله , قضاءا قاتلا يتحرك بأمر من أي متسلط سياسي كما في زمن النظام الأمني البائد هذا الجنوح الاستبدادي لم يقلقنا بقدر ما أخجلنا ، ولبنان يستعد لاستقبال رئيس جمهورية الحريات ، فرنسا . وكأن ساكن القصر لم يكن يعلم ، أم أنه قصد منح الرئيس ماكرون مادة جديدة يحقر من خلالها القيمين على دولتنا في مئوية لبنان الكبير ، هذا اللبنان الذي قام أصلا ليكون ملاذ الاحرار ومنبرا لحرية التعبير والتنوع الثقافي والحضاري.

ثامنا وأخيرا ، إن محاولة الانتحار الذاتي للعهد ومحاولة الاغتيال الجديدة للـ mtv والاعلام ، نستغلهما لدعوة النقابات المهنية والمؤسسات الاعلامية والرأي العام الثائر للانتفاض ومقاومة كل من يريد تشويه الوجه المضيء الباقي للبنان ، والمتمثـل بالاعلام الحر . وفي السياق ، نتعهد امام الرأي العام بأن الـmtv ستظل وفية لرسالتها صوتا حرا في خدمة الحرية ، وقصرا للاحرار ولا كل القصور ، ولن يخيفـنا حاكم طارىء و لا مستبد عابر ، وقد شهدنا العشرات منهم وواجهناهم ، و ذهبوا جميعا الى حيث يستحقون ، وبقينا .. وبقي لبنان

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

كجبل الصبر… واعدنا سيدنا أربعين وأتممناها بعامين… وقد بلغ رشده كحل العين فما بال ميقات العودة ما اكتمل !! أكثر من أربعين ونحن نقطع رأس الشك بيقين أنك إشراقة في أيام أخر

أكثر من أربعين ونحن عطاشاك نحمل قرب حضورك وأنت ساقينا لا محال شربة لن نظمأ بعدها أبدا.

أكثر من أربعين على خروج موسانا لا أشرا ولا بطرا بل لطلب الإصلاح في أمة العرب علها تجتمع على كلمة سواء وهي لا تنفك تتفتت

أكثر من أربعين و نحن نلقى من سفره نصبا و لما نزل

آب آخر آخره قد آب ولم ينطفأ لظى الغياب

هو الذي شق درب الوطن فبات معه لا يخاف دركا ولا يخشى

رفع عمود الخيمة وصار صورة طبق الأصل عن لبنان وطنا نهائيا وهكذا فقط يكون لبنان كبيرا أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبتلع

هو جغرافيا روح المكان وتاريخ عبق الزمان وبندقية مقاومة العدوان ودوي رفع الحرمان

جسد إختزال شعاع الضوء الذي ينتج ألوان العلم: خطان شهيدان ويد خرجت بيضاء وأرزة لا تهرم

هو موسى ومن مثله رسولا للإنسان في أرض لبنان؟

بعمامته قدس العيش المشترك وتوضأ على نية خلاص لبنان وتحرير فلسطين ووحدة الأرض والشعب.

وفي الانتظار ما برح أنيس الصدر في تراتيل التغييب نبيه قبض على جمر القضية بأمانة وحمل مشروع أمل وخير العمل حركة لا تحبسها قضبان السجن وأفواجا لا تهدأ في وجه كيد القذافيين وأذنابهم في كل مكان وزمان.

بصدر رحب مثل الصدر الإمام إحتضن الكل كوطن عندما عز الجمع فكان للناس إماما في الحوار المكتمل والمقاومة الثلاثية والدولة المدنية…نبيه عند كل نكبة ومحنة.

بيد صاحب الأمانة … بري رسم بصمات عقله الراجح وطنية وقلبه الكبير مواطنيةعلى جبين الجبال والشواطئ وفلق خطوط البحر من تغريبة لبنان المقيم عبر محيطات الهم الى شوق لبنان المغترب في أربع رياح الأرض … أتعبناه كثيرا وما تعب … معه القضية كالشمس الطالعة المجللة بنورها وهي في الأفق لا يحجبها غيم ولا تنالها الأيدي العابثة والألسن المأجورة.

بوجوده لن يمحوا ذكر الصدر ولا يرحض عنهم العار والشنار وهل رأيهم الا فند وأيامهم الا عدد وجمعهم الا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين

سيعود…سيعود

في الذكرى هذا العام غصة مضاعفة فرضتها إجراءات كورونا فغاب حشد الوفاء عن الساحات وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين بكلمة متلفزة شدد فيها على أن قضية الامام الصدر جريمة متمادية حصلت على الاراضي الليبية على ايدي القذافي وهي قضية مركزية لدى عائلة الامام ولدى حركة أمل وهي قضية لن تموت ولن تنتهي لان هناك رجال اشداء لا يساومون عليها.

على المستوى الوطني دعا الرئيس بري لتشكيل حكومة قوية جامعة تمتلك برنامجا اصلاحيا محددا بجدول زمني وجدد بإسم حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير الدعوة الصادقة الى الحوار بين الموالاة والمعارضة والصادقين بالحراك حول العناوين التالية: لبنان نحو الدولة المدنيةصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي على اساس لبنان دائرة واحدة او محافظات خمس انشاء مجلس الشيوخ تعزيز استقلالية القضاء وتطويره اقرار ضمان اجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب متصاعدة.

وحذر الرئيس بري من الكيدية التي يمكن ان تضع لبنان في اطار الخطر الوجودي لافتا في هذا الاطار إلى عدم امتلاك فائضا من الإستقرار السياسي والمالي أو فائضا من الإستقرار الأمني.

واليوم حمل أيضا تطورات على المستوى السياسي حيث منحت الإستشارات النيابية الملزمة السفير مصطفى أديب تأشيرة دخول إلى نادي رؤساء الحكومات رئيسا مكلفا بتسعين صوتا بدفع من الكتل الكبرى التي رجحت كفة تكليفه مقابل سفير آخر هو نواف سلام الذي حصل على أصوات كتلة القوات اللبنانية.

بعد التكليف السريع … والسلس هل يكون التأليف كذلك؟؟ على أية حال فإن الرئيس بري تمنى ذلك من بعبدا وقال: عقبال الحكومة بأسرع وقت قبل ان يحدد موعد الاستشارات غير الملزمة يوم الاربعاء المقبل في عين التينة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السفير أديب: كل ما ينسب إليّ مختلق ومزوّر

مواقع الكترونية/31 آب/2020

أشار السفير مصطفى أديب الى انه “يتم تداول أخبار ومواقف وتغريدات منسوبة إليّ عبر حسابات مزوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، يهمّني التأكيد أنّني لم أدلِ بأيّ تصريح أو تغريدة، وبالتالي فكلّ ما يُنسب إليّ مختلق ومزوّر”.

 

هل تُسلب “الطاقة” من “التيار” و”المالية” من الشيعة؟

جريدة الجريدة الكويتية/31 آب/2020

ذكرت مصادر لصحيفة “الجريدة الكويتية” أن “الحكومة الجديدة لن تشبه سابقاتها فهي ستكسر المحظورات لجهة تمسك بعض الأطراف ببعض الحقائب، فمثلا من المرجح أن يتسلم وزراء مقربون من رئيس الحكومة وزارتي المالية التي كانت محصورة بالطائفة الشيعية خلال السنوات الماضية، والطاقة التي كانت حكرا على التيار الوطني الحر”. وقالت مصادر دبلوماسية إن على “الحكومة الجديدة أن تكون قادرة على ترميم علاقات لبنان الخارجية وإدارة مرحلة إعمار ما تهدم، وتنفيذ مجموعة الإصلاحات المطلوبة في بعض القطاعات الأساسية التي يمكن أن تؤثر في مسار المعالجة الاقتصادية والنقدية ولا سيما تلك التي تتقدم المسار المجمد في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وباقي المؤسسات المانحة التي تنتظر ضوءاً أخضر منه ومن الحكومة اللبنانية التي يمكنها أن توحي بالثقة منذ اللحظة الأولى لتشكيلها في حال ابعدت الأسماء النافرة من تركيبتها واستبدلتها بأسماء توحي بالثقة”.

 

الحريري سمّى محمد الحوت وغسان عويدات… وعون رفض

صحيفة الشرق الاوسط/31 آب/2020

انتهى المخاض الحكومي اللبناني إلى تسوية سياسية حملت سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب ليصبح المرشح الأوفر حظاً لتأليف الحكومة الجديدة بتزكية من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورؤساء الحكومات السابقين، وموافقة الثنائي الشيعي، أي حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله». وأديب مقرب من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي حيث شغل منصب مدير مكتبه، قبل أن يتم تعيينه في عهد حكومة ميقاتي الثانية سفيراً للبنان في برلين. وبتسمية أديب يكون الحريري ورؤساء الحكومات السابقون قد باتوا جزءاً من التسوية، خلافاً للمرة السابقة، حيث امتنعوا عن التسمية، وتم الإتيان بالرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أسماء عدة طرحت لتولي المنصب، بينها عمة الرئيس الحريري النائب بهية الحريري والنائب سمير الجسر والوزير السابق رشيد درباس، غير أن الحريري قال إن «أي واحد من هؤلاء كأنه أنا، ونحن لا نريد دوراً مباشراً». وافادت المعلومات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يصل بيروت اليوم (الاثنين)، تواصل هاتفيا امس مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، واطلع منهما على موافقتهما على التسمية، فيما قالت مصادر في قوى «٨ اذار» لـ«الشرق الاوسط» إن التسوية فرضت بعد إصرار ماكرون على تأليف حكومة توافقية وربطه اي مساعدات للبنان بعملية اصلاح حقيقية. واشارت المصادر الى ان الحريري اقترح ثلاثة اسماء هي رئيس مجلس ادارة شركة الطيران الوطنية محمد الحوت والمدعي العام التمييزي غسان عويدات ومصطفى اديب، فرفض عون الحوت بسبب خلافات سابقة معه، وتحفّظ على عويدات. وقال المصدر ان التسوية غير متكاملة بعد، بحيث أنها اقتصرت الان على اسم رئيس الحكومة، اما شكلها فمتروك للانصالات اللاحقة.

وعلى جدول أعمال ماكرون في بيروت لقاءات سياسية عدّة تبحث في سبل إخراج البلاد من مأزقها السياسي، ودفع الطبقة السياسيّة اللبنانيّة إلى الإسراع في تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات اللازمة.

في هذا الإطار، جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العتيدة، وذلك عبر اتصال مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تطرق خلاله إلى زيارته إلى بيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، كما أفادت الرئاسة اللبنانية، أمس. وسيستهل جولته بلقاء مع صاحبة «بحبك يا لبنان» السيدة فيروز، بزيارة لمنزلها، بعيداً عن الإعلام. وعلى خطّ تشكيل الحكومة، طالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بحكومة «طوارئ مصغرة مع ما يلزمها من صلاحيات لتنهض الدولة من حضيض بؤسها الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وتحقق الإصلاحات المطلوبة»، مؤكداً رفضه «التسويات والمساومات على حساب جوهر الكيان اللبناني». من جانبه، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على ضرورة «الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ، حكومة غير مرتهنة إلا لمصلحة اللبنانيين، وغير متمسكة بشرق أو غرب إلا بما يخدم استقرار لبنان، ويحصنه في مواجهة لعبة الإفقار والتجويع، وبدعة الوكالات الحصرية والغرف السوداء المشبوهة»، معتبراً أنّه «من مسؤولية الحكومة الجديدة اتخاذ قرارات مصيرية كبيرة بحجم أزمة البلد، وهذا يحتاج إلى قامات وطنية جريئة تتعامل وتستفيد من أي أحد دون قطيعة مع أحد، وإلا فلبنان سيكون تابعاً وألعوبة بيد من يقرر نجدته».

 

لقاء سيدة الجبل: سلاح حزب الله نسف الدستور

صوت بيروت إنترناشونال/31 آب/2020

شدد لقاء سيدة الجبل على أن “الأزمة التي يعانيها لبنان في ذكرى مئويته الأولى، هي نفسها أزمة فقدان السيادة الممتدة منذ نحو خمسين عاماً، وقد تفاقمت مع تغول “حزب الله” في الإستناد الى سلاحه”، معتبراً أنها “أزمة سلاح تابع لمشروع التوسع الإيراني في المنطقة وليست أزمة دستورية”.وقال في بيان: إن “سلاح هذا الحزب نسف الدستور كما نسفه للأسف سلوك رؤساء الحكومة السابقين، الذين ارتضوا تشكيل “مجلس ملة” بدل الدفاع عن الدستور واتفاق الطائف”. وعقد “لقاء سيدة الجبل” إجتماعه الدوري، في حضور:أمين بشير، أسعد بشارة، الدكتور أحمد فتفت، أنطوان قسيس، أنطوان اندراوس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حسان قطب، ربى كبارة، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد.

 

الحكومة الجديدة.. مصغرة من 14 وزيرا وغير حزبية

جريدة الجريدة الكويتية/31 آب/2020

في مفاجأة جاءت قبل ساعات من الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، أصبح سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب الأوفر حظاً لنيل التكليف، بعد توافق معظم الأطراف السياسية على تسميته. تتجه الأنظار في بيروت الاثنين إلى قصر بعبدا حيث سيستقبل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الكتل النيابية لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة. وشخصت الأنظار خلال الساعات الماضية إلى بيت الوسط حيث بات واضحا أن معظم القوى السياسية تميل إلى السير بمرشح رؤساء الحكومة السابقين (الكتلة السنية الوازنة) الذين سيكون دورهم حاسماً في لعبة الاستشارات. وتردد خلال الأيام الماضية بعض الأسماء المتداولة، وهم الوزيران السابقان ريا الحسن ورشيد درباس، إلا أن المفاجأة كانت بروز اسم سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب ليصبح المرشح الأوفر حظاً. وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إن “أديب يحظى برضا غربي وتوافق محلّي، بحكم علاقته الجيدة برؤساء الحكومة السابقين فقد عمل مديراً لمكتب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قبل تعيينه سفيراً، كما أنه على تواصل دائم مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري”. وأضافت المصادر أن “أديب تربطه علاقة جيدة أيضاً برئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلاقاته جيدة أيضاً بكل الأحزاب الفاعلة اللبنانية، كما أن وجوده سيكون له مؤشر وارتباط بملفات عديدة تتعلق بموضوع الإصلاح وتمثّل أولوية ومدخلاً أساسياً للإصلاح”. وذكرت مصادر سياسية رفيعة لـ “الجريدة”، الاحد، أن “لبنان سيكون لديه رئيس مكلف للحكومة مساء الاثنين، وسيكون في عداد الحاضرين لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلثاء”. وأشارت المصادر إلى أن “رؤساء الحكومة السابقين وضعوا تصورا مفصلا لشكل الحكومة الجديدة”، كاشفة انها ستكون “مصغرة من 14 وزيرا وستضم اختصاصيين من غير الوجوه الحزبية”. ومن المتوقع أن ينال المرشح بتزكية سياسية ونيابية واسعة بدءاً بالثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” مروراً بـ “التيار الوطني الحر” ووصولاً إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي” في وقت لم يحسم حزب “القوات اللبنانية” خياره بعد.

 

نقابة المحررين: تتابع قضية منع “mtv” من تغطية زيارة ماكرون للقصر الجمهوري

الوكالة الوطنية للإعلام/31 آب/2020

أعلنت نقابة المحررين أنها تلقت اتصالا من رئيس التحرير في محطة “MTV” الزميل وليد عبود، اعلمها فيه بمنع فريق المحطة الإعلامي من تغطية نبأ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقصر الجمهوري. وقد أخذت النقابة علما بذلك.

وأعلنت في بيان أنها تجري اتصالاتها ومع الدوائر المعنية في القصر الجمهوري لمعالجة الوضع.

يذكر أنه تم منع محطة الـ”mtv” من الدخول إلى قصر بعبدا لنقل الاستشارات النيابية اليوم في قصر بعبدا. وردّ القصر الجمهوري في بيان، معتبراً ان المحطة هاجمت رئيس الجمهورية ونزعت صفته الرسمية عنه، واكتفت باسمه من دون لقبه، وتمادت بشتمه وتجريحه واطلاق النعوت غير اللائقة بحقه. وأكد المكتب الإعلامي ان محاولات عدة بُذلت مع المحطة لإعادة النظر بالأسلوب غير اللائق من دون ان تسفر عن نتيجة، علماً ان كل هذه المخالفات تعاقب عليها القوانين ولاسيما قانون الاعلام المرئي والمسموع الذي يجيز إقفال المحطة عند تكرار المخالفة.

وقال: “لم نحجب الاخبار المتعلقة بالرئاسة عن المحطة، ولا يمكن اعتبار الاجراء المتخذ في حقها اي مساس بالحرية الاعلامية، التي تحرص الرئاسة على التمسك بها وممارستها”.

يذكر أن القصر الجمهوري منع محطة الـ”mtv” الدخول إلى قصر الشعب لتغطية الاستشارات النيابية الملزمة.

 

نواف سلام في أول تعليق له عقب التكليف: شكراً

الوكالة الوطنية للإعلام/31 آب/2020

شكر السفير نواف سلام “كل السادة النواب الذين اختاروا تسميتي اليوم لتولي مهام رئاسة الحكومة، لاسيما ان نتائج الاستشارات كانت قد أصبحت معروفة سلفا للجميع”. وقال في أول تعليق له عقب تكليف مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة: “لا يسعني في هذه المناسبة، الا ان اتوجه مجددا بالتحية الصادقة الى كل من منحني ثقته من أهل بلادي، ولاسيما الى الشابات والشباب منهم، وبالاخص هؤلاء الذين لم يتوقفوا، رغم شدة الاحوال وكل الصعاب، عن مواصلة السعي للتغير واقامة الدولة المدنية القوية والعادلة، دولة الحرية والمساواة في المواطنية”. واعتبر أن شابات وشباب لبنان هم الامل الحقيقي، ولهم كل الحق في دولة ديموقراطية لا طائفية تسود فيها أحكام القانون وقواعد الشفافية والمحاسبة من أجل ان ينهض لبنان من كبوته، وان يكون لهم فيه مستقبلا على قدر طموحاتهم”.

 

ميقاتي: سعد الحريري هو “عرّاب” أديب

مواقع الكترونية/31 آب/2020

بعد تسميته للسفير مصطفى اديب كمرشح لرئاسة الحكومة، ردّ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، من قصر بعبدا،  على سؤال مراسل “صوت بيروت انترناشونال” ربيع شنطف، عن “عرّاب” أديب، بالقول” سؤالك يشير انه أنا من اخترته، لكن للصراحة الرئيس سعد الحريري هو من اقترحه وإن كان لي الشرف ان يكون اديب قريباً مني”.و تجدر الاشارة انه تم تكليف السفير مصطفى أديب رئيساً لتشكيل الحكومة الجديدة، بـ90 صوتاً في حين حصل السفير نواف سلام على 15 صوتاً، وصوت للوزيرة السابقة ريا الحسن وصوت لفضل شلق مع خروج 8 نواب من تسمية أحد.

وبدأ رئيس الجمهورية ميشال عون بالاستشارات النيابية صباح اليوم الإثنين واستمرت اللقاءات مع الكتل النيابية حتى الـ1:30 من بعد الظهر.

 

تسوية سياسية حملت مصطفى أديب لرئاسة الحكومة

الشرق الأوسط/31 آب/2020

انتهى المخاض الحكومي اللبناني إلى تسوية سياسية حملت سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب ليصبح المرشح الأوفر حظاً لتأليف الحكومة الجديدة بتزكية من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورؤساء الحكومات السابقين، وموافقة الثنائي الشيعي، أي حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله». وأديب مقرب من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي حيث شغل منصب مدير مكتبه، قبل أن يتم تعيينه في عهد حكومة ميقاتي الثانية سفيراً للبنان في برلين. وبتسمية أديب يكون الحريري ورؤساء الحكومات السابقون قد باتوا جزءاً من التسوية، خلافاً للمرة السابقة، حيث امتنعوا عن التسمية، وتم الإتيان بالرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أسماء عدة طرحت لتولي المنصب، بينها عمة الرئيس الحريري النائب بهية الحريري والنائب سمير الجسر والوزير السابق رشيد درباس، غير أن الحريري قال إن «أي واحد من هؤلاء كأنه أنا، ونحن لا نريد دوراً مباشراً». وافادت المعلومات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يصل بيروت اليوم (الاثنين)، تواصل هاتفيا امس مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، واطلع منهما على موافقتهما على التسمية، فيما قالت مصادر في قوى «٨اذاز» لـ«الشرق الاوسط» إن التسوية فرضت بعد إصرار ماكرون على تأليف حكومة توافقية وربطه اي مساعدات للبنان بعملية اصلاح حقيقية. واشارت المصادر الى ان الحريري اقترح ثلاثة اسماء هي رئيس مجلس ادارة شركة الطيران الوطنية محمد الحوت والمدعي العام التمييزي غسان عويدات ومصطفى اديب، فرفض عون الحوت بسبب خلافات سابقة معه، وتحفّظ على عويدات. وقال المصدر ان التسوية غير متكاملة بعد، بحيث أنها اقتصرت الان على اسم رئيس الحكومة، اما شكلها فمتروك للانصالات اللاحقة.

وعلى جدول أعمال ماكرون في بيروت لقاءات سياسية عدّة تبحث في سبل إخراج البلاد من مأزقها السياسي، ودفع الطبقة السياسيّة اللبنانيّة إلى الإسراع في تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات اللازمة.

في هذا الإطار، جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العتيدة، وذلك عبر اتصال مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تطرق خلاله إلى زيارته إلى بيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، كما أفادت الرئاسة اللبنانية، أمس. وسيستهل جولته بلقاء مع صاحبة «بحبك يا لبنان» السيدة فيروز، بزيارة لمنزلها، بعيداً عن الإعلام. وعلى خطّ تشكيل الحكومة، طالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بحكومة «طوارئ مصغرة مع ما يلزمها من صلاحيات لتنهض الدولة من حضيض بؤسها الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وتحقق الإصلاحات المطلوبة»، مؤكداً رفضه «التسويات والمساومات على حساب جوهر الكيان اللبناني». من جانبه، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على ضرورة «الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ، حكومة غير مرتهنة إلا لمصلحة اللبنانيين، وغير متمسكة بشرق أو غرب إلا بما يخدم استقرار لبنان، ويحصنه في مواجهة لعبة الإفقار والتجويع، وبدعة الوكالات الحصرية والغرف السوداء المشبوهة»، معتبراً أنّه «من مسؤولية الحكومة الجديدة اتخاذ قرارات مصيرية كبيرة بحجم أزمة البلد، وهذا يحتاج إلى قامات وطنية جريئة تتعامل وتستفيد من أي أحد دون قطيعة مع أحد، وإلا فلبنان سيكون تابعاً وألعوبة بيد من يقرر نجدته».

 

الدولةُ المدنيّةُ؟
أحمد بيضون/31 آب/2020

الدولةُ المدنيّةُ؟ لا غرَابةَ أنْ يَطْلُبَها ميشال عون وقد سَبَقَ أن طَلَبَها مَنْ هُوَ أَصْرَحُ منهُ طائفيّةً وسَبَقَ أنْ عَدَّها بَعْضُ عتاعيتِ السَلَفيّةِ في مِصْرَ دولةً إسْلاميّة...

أنا أقولُ: الدَولةُ العَلْمانيّةُ انحيازاً إلى ما هو بَيِّنُ الأوصافِ وعُزوفاً عَمّا هو لَزِجُها. أقولُ العَلْمانيّةُ حتّى لا يكونَ الخروجُ المفتَرضُ من الطائفيّةِ السياسيّةِ كَمِيناً طائفيّاً أو كَمائنَ طائفيّةً مُتَآزِرةً أو متقابلةً وتَكونَ الأُضْحيةُ أهْلَ الضَعْفِ من الهوامِشِ الطائفيّة.

أقولُ العَلْمانيّةُ مفْتَرِضاً أنّ ما ظَهَرَ في طولِ الحَركةِ الشعبيّةِ وعَرْضِها، في مدى سنواتِها الأخيرةِ، من رفضٍ للطائفيّةِ  يُمَثّلُ إرْهاصاً بانتِقالٍ ديمُقْراطيِّ (لا يَسْتَقيمُ سٰواهُ!) إلى النِظامِ الجَديد. أقولُ العَلْمانيّةُ يقيناً منّي أنّ نظاماً مترامي الجُذورِ والفُروعِ لا يَتَغَيَّرُ (وإنْ يَكُنْ قد ماتَ!) باعتمادِ المراوغةِ أو التَهريبِ أسلوباً في تَسْمِيةِ بديلِه. العَلْمانيّةُ خِيارٌ جامِعٌ للدولةِ تُعَبِّرُ عنه سياساتُها في التربيةِ وفي الإنماءِ وفي الإدارةِ وفي الإعلامِ وفي الجَمْعِيّاتِ والأحزابِ وفي قانونِ الانتِخابِ، إلخ. وتَرْمي سياساتُها هذه إلى تغليبِ المواطنةِ والحُرّيةِٰ في الانتِماءِ وفي التنظيمِ والتعبيرِ على  تَصارُعِ الفِطْراتِ المَزْعومة... وقَدْ سَبَقَ أن اقتَرَحْتُ مَبْدَأً أساسيّاً لنظامٍ لُبْنانِيٍّ جَديدٍ هو تَجْريمُ التَمْييزِ الطائفيِّ على غِرارِ تَجْريمِنا التَمْييزَ العُنْصُريَّ والتَمْييزَ الجِنْسِيَّ، إلخ. وهذا عِوَضَ اعْتِمادِ التَمييزِ الطائفيِّ (على ما هي حالُ النظامِ القائمِ) أساساً للدولةِ واعتِمادِ سياساتٍ للدولةِ قُصاراها رِعايةُ الطائفيّةِ وتَعْزيزُها في تضاعيِفِ المُجْتَمَعِ كُلّٰها.

هذا ما عندي... ومُؤَدّاهُ قَلْبُ الأُمورِ رَأْساً على عَقِب. فَعَسى ألّا تنتهي بِنا المُعاناةُ التي طالت قرناً (أو يزيدُ!) إلى مَطَبٍّ سَفيهٍ آخَرَ يَكُبُّنا على وجوهِنا مَرّةً أُخْرى. تَسْتَحِقُّ خساراتُ اللبنانيّين ويقتَضي خلاصُهُم ما هو خيرٌ من مَخْرَجٍ لفظيٍّ... نَحْوَ ما هُوَ أَسْوَأ!

 

النهار: الفيتوات سقطت فجأة: مصطفى أديب لرئاسة الحكومة

النهار/الإثنين 31 آب 2020 الساعة 06:21سياسة

 فككت العقد من امام التكليف دفعة واحدة، وزالت التحفظات، وسقطت الفيتوات، وازيلت المحرمات، ‏وانبرت الكتل النيابية الى تأييد خيار رؤساء الحكومات السابقين الذين قرروا في لحظة معينة تسمية ‏السفير لدى المانيا الدكتور مصطفى اديب، مرشحا شبه وحيد لدخول السرايا. واذا كانت اسماء عدة ‏سربت في اليومين الماضيين، فقد علمت "النهار" ان بعضها كان دعائيا، والبعض الاخر لغايات ‏شخصية، والبعض الثالث كان بالون اختبار قبل ان ترسو بورصة المرشحين على اسماء قليلة معدودة ‏تم تناقلها بوساطة شبه رسمية قبل ظهر السبت بين الاطراف المؤثرة في القرار، من دون الاعلان ‏عنها، او تسريبها، الذي تم امس قبل ساعة من اجتماع رؤساء الحكومات السابقين للاعلان عن ‏الاسم، في اشارة ضمنية الى ان القرار ليس ملكهم وحدهم، وان الاسم بات متفقا عليه، وهو ‏موجود لدى المعنيين. وهذه الاشارة ليست الا وليدة مصادر القرار لدى الثنائي الشيعي الذي يعتبر ‏نفسه الشريك الاساسي في القرار، والذي اراد ان يبعث برسائل ايضا الى حلفائه، بضرورة المضي ‏في هذا الخيار.

ويعتبر اديب مرشحا تسوويا لدى معظم المكونات لانه ليس مستفزا لاحد على الصعيد الشخصي، ‏ولا يملك زعامة مستقلة يمكن ان تشكل خطرا على احد، وليس بيروتيا، وهو يملك شبكة علاقات ‏داخلية وخارجية مقبولة من خبرته في ادارة مكتب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ، كما من ‏عمله الديبلوماسي.

لكن الواقع ان خيار اديب وقع مفاجئا على معظم القوى السياسيىة، وقال مصدر سياسي موالي ‏لـ"النهار" انه يتجه الى وضع ورقة بيضاء اي تسمية لا احد، لانه لا يرى الى اديب "رجل المرحلة". ‏ويضيف "اللبنانيون كانوا ينتظرون اسما يوحي بالثقة لانهم دخلوا مرحلة من اللاثقة بالدولة ‏ومؤسساتها، كما يطمحون الى صاحب خبرة وعلاقات دولية يمكن ان يرفع الويلات عن البلد الغارق ‏في ازماته. لكن اسم اديب لا يمكن ان يوفر المطلوب. وان البلاد معه يمكن ان تكرر تجربة حسان ‏دياب".

واللافت في مسارالعملية حتى مساء امس، كيف توالت اجتماعات الكتل، وسقطت المحرمات، ‏لمجرد انها لمست ارادة خارجية، باخراج فرنسي، لتكليف يتبعه تأليف سريع، ربطا باي مساعدة ‏خارجية، ما يظهر بوضوح ان لبنان في مئويته، لا يزال اسير الارادات الخارجية، وكأنه لم يخرج من زمن ‏الوصايات على انواعها.

ومن المتوقع ان تلي التكليف، حركة استشارات سريعة للتأليف، من ضمن برنامج اصلاحي تعتمده ‏الحكومة، خصوصا بعدما تعثرت مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، والتي يراد اعادة اطلاقها مع ‏الحكومة الجديدة.

وعشية وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان عصر اليوم للمشاركة في احتفال المئوية ‏الاولى للبنان الكبير الذي ولد باعلان فرنسي من قصر الصنوبر في بيروت، اطل رئيس الجمهورية ‏ميشال عون قائلا ان "اللبنانيين هم مَن سيُحدّدون الصيغة الجديدة ومَن يرفع شعار "كلن يعني ‏كلن" هو جزء من هذا الكل وهناك مَن يمتلك القوّة والصبر وقادر على الخروج من الأزمة.

ودعا عون الى "إعلان لبنان دولة مدنية"، متعهدا "الدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات ‏السياسية توصلا الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة"، ومجددا ‏الايمان بأنه "وحدها الدولة المدنية قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية".

وإذ أشار الى "ان النظام الطائفي القائم على حقوق الطوائف وعلى المحاصصة بينها كان صالحا ‏لزمن مضى"، معتبرا "انه صار اليوم عائقا أمام أي تطور وأي نهوض بالبلد، عائقا أمام أي إصلاح ‏ومكافحة فساد، ومولدا للفتن والتحريض والانقسام لكل من أراد ضرب البلد"، فإنه اكد "ان هناك ‏حاجة لتطوير النظام، لتعديله، لتغييره. سموها ما شئتم، ولكن الأكيد أن لبنان يحتاج الى مفهوم ‏جديد في إدارة شؤونه، يقوم على المواطنة وعلى مدنية الدولة".

 

هذه هي أكثر كلمة بحث عنها اللبنانيون على “غوغل” منذ كارثة مرفأ بيروت!

 رويترز/31 آب/2020

لطالما تعرض اللبنانيون على مر السنوات الماضية لضغوط كثيرة طالت الحالة المعيشية والصحية والبيئية والأمنية، ومع ذلك استطاعوا التغلب على الصعوبات تعللاً بأن القادم قد يكون أقل مرارة. ولكن مع تفشي حالات الانهيار على شتى الصعد في جميع أشكال الحياة في لبنان، ومع كارثة انفجار المرفأ التي قصمت ظهر التمسك بالبقاء ببلد تحكمه سلطة منهارة لا تملك زمام أمرها، بدأت دعوات الهجرة والرحيل تقوى شيئاً فشيء وفي تقرير مثير للهتمام لوكالة “رويترز” أشارت فيه إل أن كلمة “الهجرة” كانت هي الأكثر بحثا على محرك غوغل في لبنان، والتي تضاعف البحث عنها خلال العقد الماضي، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز. مغادرة البلاد، لطالما كانت الحلم الأبرز لدى اللبنانيين في بلد عانى لسنوات من حرب أهلية، وبعدها أزمات اقتصادية جعلت نحو 50 في المئة من اللبنانيين فقراء بحسب بيانات البنك الدولي. ودفعت أحدث أزمات لبنان، وهي انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، والذي أسفر عن مقتل نحو 180 شخصا وإصابة 6000 وتدمير مساحات شاسعة من المدينة، اللبنانيين إلى إعادة التأمل في تاريخ البلاد المضطرب وعمقت مشاعر القلق على المستقبل. وبالنسبة للكثيرين، فإن الكارثة هي امتداد للماضي، سببها بشكل أو بآخر النخبة الطائفية ذاتها التي قادت البلاد من أزمة لأخرى منذ نشأتها، بإعطاء الأولوية للفصائل والمصالح الذاتية على حساب الدولة والشعب. كما تأتي وسط تدهور اقتصادي شديد، إذ خرب انهيار مالي غير مسبوق اقتصاد البلاد، مما فاقم الفقر وأطلق موجة جديدة من الهجرة من بلد بات عصره الذهبي في الستينيات ذكرى طواها النسيان.

البحث عن حياة عادية

خلال الأسابيع الماضية، أعلن الإعلامي اللبناني في تلفزيون لبنان، وسيم عرابي، استقالته، وقراره الهجرة من البلاد، معتبرا أن الطبقة السياسية حولت لبنان إلى مقبرة الأحلام. وسبقه في ذلك إعلان من الممثلة اللبنانية، نادين نجيم، التي قالت إنها ستبحث عن الأمان في بلد آخر، خاصة بعدما تعرضت له من إصابة بانفجار بيروت. دارين تامر (30 عاما)، متخصصة في ملء طلبات واستمارات الهجرة، قالت لرويترز إنه طريق قديم للبنانيين الباحثين عن عيش حياة عادية. وأشارت إلى أنها تواجه أوقاتا صعبة، إذ أنها تعمل في وظيفتين حتى تستطيع تلبية احتياجاتها، وتقول إنها آخر شقيقاتها التي بقيت في البلاد، فيما يعيش شقيقها في أستراليا، وشقيقتها في كندا. وتقول دارين إن “حياتك هنا لا قيمة لها، فلا يمكنك البناء على شيء، كل بضعة سنوات عليك البحث عن وظيفة، وسط حالة أقرب منها للجنون أو اليأس ولكن ليس الأمل”. وتذكرت دارين أثناء إجرائها مقابلة للتقدم لوظيفة، عندما سألها أحدهم، “أين ترين نفسك بعد خمس سنوات؟”، الأمر الذي جعلها تضحك وتجيبه “إنها لا تستطيع أن تعرف أين ترى نفسها غدا، ولكن من المؤكد ليس هنا”.

النزوح الأخير

وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ”النزوح الأخير” والذي سيجرد البلاد من الأكاديميين والأطباء والفنانين، وغيرهم من ذوي الخبرة العلمية والعملية، التي تحتاجها البلاد. يشمل هذا الأمر من عادوا في التسعينيات بعد الحرب الأهلية، التي لم تتعاف منها البلاد، إذ أصبحوا يرسلون أولادهم للخارج.

الشابة العشرينية، جيسي تلحمي، تقول لرويترز إنها ستلجأ إلى جنسيتها المزدوجة، والتي اكتسبتها من عائلتها التي كانت مهاجرة سابقا، خلال الحرب الأهلية، حيث عاشا لعقود ثلاثة في كندا. وزادت أنها من دون عمل منذ عام، ولكنها ستحجز تذكرة ذهاب فقط، خاصة وأن الأيام الأخيرة كانت صعبة، إذ أنها تنقلت بين أسرة المستشفيات برفقة زميلتها بعد الانفجار الذي حطم عظام وجنتي صديقتها، وبعد ذلك بأيام أصيب صديقها برصاصة مطاطية في الرأس أثناء مشاركته في تظاهرات ضد الحكومة. وأوضحت تلحمي أن الوضع الحالي كما لو أنك تريد القتال من أجل بلدك، وفي الوقت ذاته تريد أن تبقى على قيد الحياة لتتمكن من الاستمرار. وبحسب تقرير سابق لرويترز بالنسبة للبعض، لم تنته الحرب الأهلية قط. فالصراع السياسي مستمر في الحكومة حتى في وقت الناس فيه في أمس الحاجة إلى حلول للأزمة المالية والدعم في أعقاب انفجار مرفأ بيروت. ويشعر الكثيرون أن ضحايا الانفجار لم يلقوا ما يستحقون من التأبين على مستوى البلاد، الأمر الذي يعكس الانقسامات. البعض يرفض فقدان الثقة في لبنان، لكن بالنسبة لآخرين، كان الانفجار هو القشة التي قصمت ظهر البعير، البعض يعتزم الرحيل أو يخطط لذلك.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التعاون بين مملكة صور ومملكة اسرائيل

الكولونيل شربل بركات/31 آب/2020

تعتبر اسرائيل اليوم بالنسبة للحكم في لبنان دولة عدوة ومغتصبة لا بل في قاموس البعض "طارئة" أو غريبة عن دول المنطقة. وقد كان هذا راي الكثير من الدول العربية المحيطة. ولو أن الرئيس المصري الراحل انور السادات "بطل العبور" ورئيس أكبر واقوى دولة عربية كان قد أنهى حالة الحرب ووقع اتفاقية سلام معها منذ سنة 1978 أي قبل نجاح الثورة الخمينية في ايران. وقد لحقه فيما بعد ملك الأردن الحسين بن طلال الهاشمي. وبعد تفاوض حافظ الأسد، راس جبهة "الصمود والتصدي"، معها حول شروط السلام في مدريد لعدة جولات، تجاوز ياسر عرفات كل العوائق "التاريخية" ووقع اتفاقية أوسلو التي ولدت بعدها "السلطة الفلسطينية" واعترفت باسرائيل لتحقق له ولأتباعه من "منظمة التحرير" العودة "المشرفة" إلى "الوطن السليب" وقيادة مفاوضات انشاء الدولة الفلسطينية العتيدة.

اليوم وبعد كل النجاحات والفشل في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حول الوضع النهائي، وخاصة قيام "حماس" بتأخير الاتفاق الكامل ونشؤ الدولة الفلسطينية، بدأ العرب بالالتحاق بقطار السلام. وها هي الامارات العربية المتحدة أول دولة خليجية في طريقها لتوقيع السلام الكامل. وهي بذلك تكون الثانية بعد قطر بتطبيع العلاقات مع إسرائيل فقد افتتحت قطر مجالات التعاون مع الاسرائيليين منذ زمن طويل وأنشأت مكتب للعلاقات التجارية فيها وزارها قادة إسرائيليين بدون أدنى وجل. بمعنى أنها طبّعت العلاقات قبل أن توقع السلام، بعكس ما كان مطلب الرئيس الأسد الأب "نعم للسلام ولا للتطبيع".

ولكن وبما أن الاسرائيليين يحبون العودة إلى التاريخ القديم ويبنون كل تصرفاتهم استنادا لحقوقهم التاريخية في "أرض الميعاد"، فلنعد إلى ذلك التاريخ حيث قمة قوة واستقرار ورفاهية إسرائيل التاريخية، وكيف كانت علاقاتها مع جيرانها خلف الحدود الشمالية، ولماذا وعلى اي أسس قام هذا التعاون الذي أعطى ملوك أسرائيل وفينيقية تلك الحقبة الذهبية في العلاقات التي جنى منها الشعبان الكثير من الثروات وبقيت في تاريخهما نقطة ساطعة لتعاون الجيران مع الاحترام المتبادل لخصائص كل منهما.

التعاون بين ملك صور احيرام وداوود، الذي يعتبر من أهم ملوك اسرائيل والذي باركه الله لكي ينتصر على أعدائه، لم يكن وليد ساعته ولا كان نتيجة الجيرة فقط. ولكي نعرف اسبابه ونتائجه علينا أن نغوص في تسلسل أحداث تلك الفترة من تاريخ المنطقة.

نحن نتكلم على بداية الألف الأول قبل الميلاد حوالي سنة 1000ق.م وقد كان سبق ذلك قبل حوالي مئتي سنة تقريبا انتصار رعمسيس الثاني فرعون مصر على "الفلسطو" الذين نسميهم "شعوب البحر" (ويقال بأنهم من سكان جزر بحر أيجه وغيرها من الشواطئ المتاخمة) في معركة حامية اعتمد فيها رعمسيس على استدراج مراكب هؤلاء إلى مياه الدلتا حيث حاصرهم وقضى على قوتهم منهيا تلك الهجمات التي كانوا يقومون بها حول السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. وكان المصريون يخافون البحر ويعتبرونه نجسا، ولذا فلم يكن لهم أسطولا بحريا، ولكنهم اعتمدوا دوما على خبرة الفينيقيين في ذلك. وقد كان هؤلاء "الفلسطو" هاجموا مملكة الحثيين ودمروا مدنها الرئيسية والحقوا ملك الحثيين الذي خسر المعركة بقواتهم وأكملوا باتجاه مصر حيث قضى عليهم رعمسيس كما سبق. ولكنهم لم يهاجموا اي من المدن الفينيقية يومها. وبعد استسلامهم اسكنهم رعمسيس على حدوده الشرقية جنوب بلاد كنعان فيما عرف بعدها باسمهم (فلسطين) ليشكلوا حاجزا لمنع القبائل الكنعانية وبدو الصحراء من دخول مصر من تلك الجهات. واستعمل بعضهم لكي يقوموا بالاعمال المطلوبة في البحر. وقد كانت هجمات "الهكسوس" الذين حكموا مصر سابقا لفترة دامت أكثر من مئتي سنة (حوالي 1700 ق.م – 1500 ق.م) بقيت في الذاكرة وهي تمت يومها من خلال استدعاء القبائل الكنعانية التي وصلت مصر في هجرات أيام الجفاف الكبير واستوطنت في شرق الدلتا. ومن ثم ولما ضعف الحكم وبدأت القلاقل في البلاد، قام هؤلاء باستدعاء قوات مساندة من الحوريين الذين كانوا يسكنون السهول جنوب الحرمون. وكان هؤلاء قد عرفوا ترويض الحصان واستعماله في جر عربات القتال. وكانت قواتهم مزودة باسلحة ذات رؤوس معدنية قضت بسهولة يومها على جيش الفرعون الذي لم يكن يتسلح بأكثر من العصي الخشبية. ما جعلهم يحكمون مصر السفلى، أي منطقة الدلتا الغنية، أكثر من قرنين من الزمن. وجعل المصريين يهربون صوب الداخل ليشكلوا دولتهم في مصر العليا، أي المناطق الجنوبية من وادي النيل. ومع الزمن غيّروا أسلحتهم ووسائل القتال قبل أن يعودوا مجددا للسيطرة على كامل البلاد. ويعتبر بعض المؤرخين أن موسى وخروج العبريين من مصر كان قد تم في ايام رعمسيس الثاني المذكور. من هنا نفهم الحروب التي قامت فيما بعد بين قبائل العبرانيين هؤلاء، الذين أمضوا حوالي الأربعين سنة في الصحراء (وقد تكون الصحراء العربية وليس فقط سيناء) والذين قرروا الدخول إلى أرض كنعان من الجهة الشرقية (الأردن اليوم)، ومن يسمونهم الفلسطينيين الذين كانوا يتحكمون بالمنطقة الساحلية الجنوبية أي منطقة غزة وجوارها اليوم.

لم تكن القبائل الكنعانية المقيمة في السهول جنوب فينيقية تتبع لسلطة المدن الفينيقية، ولكن كان لهذه المدن فيها مراكز لقوافلها التجارية، وكانت تمتد أحيانا سلطة صور حتى تخوم عكا، وربما حيفا، ولو أن الدفاع عنهما لم يكن سهلا بسبب السهول المنبسطة حولهما والمفتوحة على الجنوب. من هنا لم تتأثر المدن الفينيقية كثيرا من دخول القبائل العبرية هذه إلى أرض كنعان الجنوبية. وقد اعتبروا مثل بقية القبائل التي تسكن المنطقة وقتالهم كتقاتل هذه القبائل فيما بينها.

حوالي سنة 1100 ق.م قام الفلسطو، وبسبب ضعف الحكم المصري، بتجديد الهجمات (الغزوات) على بعض المدن الساحلية في المناطق التابعة لفينيقية. فهاجموا أرواد ودمروها، ومن ثم هاجموا صيدون، وكانت عاصمة فينيقيا وأهم مركز تجاري فيها، ودمروها تدميرا شبه كامل، ما نتج عنه هجرات فينيقية صوب بلاد اليونان ولجوء كبير إلى صور. ومنذ ذلك التاريخ اصبحت صور عاصمة فينيقية وأطلق على ملكها لقب ملك الصيدونيين. من جهة أخرى استغل ملك الآراميين في دمشق الدمار الذي لحق بأرواد وقام بالهجوم على حماة الفينيقية ودمرها. من هنا كان السخط الكبير لدى الفينيقيين على الفلسطو من جهة وعلى الآراميين من جهة أخرى ما دفع بأحيرام الأول ملك صور والصيدونيين إلى التطلع صوب هذه القوة الفتية الناشئة في جنوب كنعان والتي تقاتل الفلسطو، ولو أن أحد اسباطهم كان قام سابقا بالاعتداء على "لايش" التي للصيدونيين، والتي تقع على اقدام الحرمون الجنوبية، وقد كانت مركز لقوافل صيدا، إلا أن هذه الهجمة اعتبرت عملية بسيطة وعابرة ويمكن تقبلها مقابل تدمير المدن الكبرى مثل صيدا وأرواد وحماة. من هنا قام أحيرام بالاتفاق مع داوود الذي حارب الفلسطو وقضى على قوتهم ومن ثم حارب ملك دمشق الآرامي ووصل إلى حماة.

وقد كان لهذا الاتفاق الذي ساهمت فيه مرحلة انحسار السلطة في ما بين النهرين وانكسار الحثيين في الشمال كما ذكرنا سابقا، ومن ثم انعزال مصر القوة الكبرى في الجنوب، كان له اثرا كبيرا على نجاح التجربة العبرية في السيطرة على "أرض الميعاد"، ما أعطى ايضا لقوافل التجار الفينيقيين المتوجهة إلى الجنوب والشرق مجالا أكثر وحرية في الحركة. ومن ثم صارت هذه المملكة الجديدة والتي سادها الاستقرار سوقا جديدا لتجارتهم أيضا. وقد ساهم اتفاق احيرام الأول وداوود، ومن بعده ابنه أبيبعل الذي خلف أحيرام وسليمان ابن داوود الذي خلف والده، بتمتين العلاقات بين الدولتين. ويذكر الكتاب المقدس بأن داوود طلب من أحيرام أن يبني له الصوريون قصرا في مدينته أورشليم، التي كان احتلها من اليبوسيين وجعلها عاصمته، مقابل أن يدفع له حبوبا وزيتا. فقام هؤلاء بتصميم وبنأ القصر الملكي لداوود واستقدموا أهم المهندسين الفينيقيين مع خشب الأرز لهذه الغاية. وكانت هذه خطوة رمزية للدلالة على مجالات التعاون بين البلدين. ومن بعد داوود استمرت علاقات التعاون بين سليمان وابيبعل كما ذكرنا ومع خليفة أبيبعل أحيرام الثاني الذي بنى الهيكل لسليمان.

ويروي الكتاب المقدس عمليات المبادلة التي جرت بين احيرام وسليمان والتعاون الذي ساد علاقاتهما ما نشأ عنه استقرار وبحبوحة كبيرة في كل البلاد. وعلى ما يبدو إن المهندسين الذين بنوا الهيكل كانوا من جبيل لأن مهندسيها كانوا الأشهر في فينيقيا. وقد قطعت الأخشاب، خاصة الأرز من الجبال في منطقة جبيل، وجمعت في أطواد ارسلت بحرا إلى قرب يافا حيث نقلت إلى اورشليم. وقد تشارك الفينيقيون والاسرائيليون، ليس فقط في بناء الهيكل، ولكن في التجارة والرحلات البحرية التي قام بها بحارة صور لصالح سليمان الملك. وقد قام هؤلاء بالسفر خاصة من ايلة على البحر الأحمر التي كان اسمها "عصيون جابر" وتقع على "البحر الهادئ" وقام بحارة صور هؤلاء بالسفر باتجاه افريقيا الشرقية وجزر الهند وسواحل عمان اليوم وحتى بالدوران حول اقريقيا ما تظهره الكتابة التي وجدت على صخرة "باراييبا" في البرازيل، ومقاطعة باراييبا هي الراس الأقرب لأفريقيا من قارة أميركا الجنوبية.

وبقيت العلاقات جيدة بين ملوك صور وملوك اسرائيل بالرغم من التغييرات والقلاقل وانقسام مملكة سليمان بعد موته إلى مملكتين؛ اسرائيل في الشمال ويهوذا في الجنوب. فملك يربعام ابن ناباط على اسرائيل بينما ملك رحبعام ابن سليمان على يهوذا. وبعد أن تسلّم ايتوبعل الملك في صور وأصبح عمري ملك اسرائيل تزوج آحاب ابن عمري من ايزابيل ابنة ايتوبعل ملك صور ما يظهر استمرار الصداقة والتعاون بينهما. بينما أتجه ملوك يهوذا إلى التفاهم مع المصريين. وقد كثرت القلاقل في مملكتي اليهود كما في مملكة صور بعد تلك الفترة.  

هذا المسار التاريخي والذي يعتبر الفترة الذهبية لصور واسرائيل على السواء نشأ إذا عن تعاونهما ضد عدو مشترك ومن ثم الانفتاح واستغلال الفرص بشكل بناء باتجاه العمران وتمتين الاقتصاد والتوسع في مجال التجارة، ولكن مع المحافظة على استقلال واحترام كل في دولته ومعتقداته وبيئته. وبغياب سيطرة القوى الكبرى الآتية من الشمال (الحثيين أو تركيا اليوم) أو الشرق (الآشوريين والفرس أي أيران اليوم) أو الجنوب (مصر وغيرها). فهل يبقى لبنان لينعم بالسلم الآتي إلى الشرق الأوسط والذي سيجعله يزدهر بوجود ذلك التعاون مع جيرانه في الجنوب والشرق والشمال، وبانفتاحه على البحر (الغرب) مصدر كل خيراته؟ أم أنه سيسقط قبل بلوغ المراد وسيصبح في خبر كان قبل أن يرتاح الكل من صعوبات المرحلة الحالية ومشاكل التغييرات الجارية في العقليات والأهداف، لأن بعض ابنائه لم يدركوا أهمية العمل بروح العصر فتركوا الأحقاد تتآكلهم والتعطش للدماء يخنق أحلام مستقبلهم؟... 

 

مراوغة حزب الله بمصطفى أديب والعلاج بالصدمة !!!

 ربيع طليس/صوت بيروت انترناشيونال/31 آب/2020

‏كان طرح إسم سفير لبنان في ألمانيا “مصطفى أديب” من أجل تكليفه لتشكيل حكومة في لبنان تِلو خطاب نصر الله صادماً على اللّبنانيّين، ليس لأنّه وليد علاقة فرنسيّة حزباللهيّة خارج إطار الإدارة الأميركيّة، بل لوقاحة الخيار وصلافة المختارين كرمى للإلتفاف على الشعب وتسليم السلاح …

‏”مصطفى أديب” الّذي هو يبعد عن الحياد في تجاذبات المحاور والبوصلة الممانعة كان نتاج صفقة بين حزب الله وفرنسا بوساطة أحد الأشخاص الّذين يدورون في فلك الرّئيس السابق “نجيب الميقاتي” ويقطنون في فرنسا، وبصورة أدقّ أحد أقربائه، حسبما ذكرت المصادر، وكان الإتفاق خارج سرب المفاوضات السارية بين إيران وحزب الله والإدارة الأميركية متحيّنين الظرف في صبّ معظم تركيزها في الإنتخابات الرّئاسية، وهذا ما خفي عن الأوساط العامة اللبنانيّة حتى بان وكأنّه تسوية أُبرمت بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران …

‏إثر ذكر نصر الله في خطابه الأخير العقد السياسي الجديد وموافقته عليه، وبعد ثناء “ميشال عون” على كلامه بإعلان لبنان دولة مدنيّة، نجح إيحاؤهم للشعب اللّبناني والأوساط السياسيّة أنّ ما حصل هو تسوية أميركية إيرانية بوساطة فرنسيّة، وكلّه من أجل تقويض عزائم المطالب بوصول السفير “نواف سلام” إلى سدّة الرئاسة إضافةً إلى الإمعان في تفريغ الخريطة السياسيّة الجديدة المطروحة على مسار لبنان السياسي، متغافلين ومتجانفين عن الأخطار الّتي ستُحدق بالبلد وبمواطنيه إن كان على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي وحتّى الديمغرافي …

‏وفي إشارة إلى أنّ تكليف “أديب” لا يشابه تكليف “الكاظمي” في العراق وهو مغاير تماماً له، فالأول هو تكرار لسيناريو حسان دياب وتكرير لصورة المشرب الممانع الّذي يتبع له، وهو ما ليس بمسموح من قبل الشعب والمجتمع الدولي والدول العربيّة، وهذا ما سيضع لبنان تحت طائلة العلاج بالصّدمة ولو إقتصر الأمر على التكليف دون تشكيل الحكومة، وهذا هو المتوقّع، لا تشكيل للحكومة وتعنّت إيراني حزباللهي يصدر عنها نتائج لن ترحم …

‏رصاصة الرّحمة على إيجابيّة المفاوضات تجسّدت بالمراوغة والمواربة السياسيّة بخطابات نصر الله، وبالتّجميل لوليد العلاقة بين فرنسا وحزب الله، وهذا ما ستظهر تجلّياته بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى “ديفيد شينكر” بعد غد إن بقي الإصرار على “مصطفى أديب” …

 

بين الأمبراطور قورُش خامنئي والسلطان عثمان أرطغرل أردوغان: التحدي الكبيرأمام اللبنانيين لمئوية جديدة متطورة

الياس كسّاب/الكلمة اولاين/31 آب/2020

حين وقف الجنرال غورو في قصر الصنوبر، (١٩٢٠)، وعن يمينه البطريرك الياس الحويّك، وعن يساره المفتي الأكبر مصطفى نجا، وشخصياتٌ روحية ومدنية من كل الطوائف، لإعلان لبنان الكبير، كان ذلك تتويجاً لحركة قام بها البطريرك، ومع شخصيّاتٍ لبنانيّةٍ عديدة، في موقفٍ مُتقدمٍ لانتهاز الفرصة التاريخيّة تمهيداً لاعتراف دولي بلبنان مُستقل، فكان الحضور في مؤتمر فرساي، ومن ثمّ مؤتمر الصلح في باريس، تتويجاً لهذه الجهود التي أسفرت عن إعادة الأقضية التي سُلخت عن لبنان أبّانَ الحكم العثماني (١٥١٦-١٩١٨).

واقع لبنان حتى ١٩٢٠

لكي نكون موضوعيين، ولنحكم بواقعيّة تاريخيّة على مبادرة البطريرك الحويّك، دعونا نُظهّر في التاريخ اللبناني، وفي الحياة اللبنانيّة، محطاتٍ ووقائع، ما كان لبنان الكبير لِيولد بدونها.

- البطريرك الحويّك (١٨٤٣-١٩٣١)، والذي جلس على السُّدةِ البطريركية لمدة ثلاثين عاماً، كان عليه أن يواجه الدولة العثمانيّة في أوج غضبها، وهي "الرجل المريض" الذي تتنافس القوى العظمى على وراثته، وقد زادت من التنكيل باللبنانيين، فأرسلت رجالهم إلى "السُّخرة"، وضيّقت على قياداتهم، ولم يسلم البطريرك نفسه من جمال باشا الذي وضعه في الإقامة الجبريّة، إن في صوفر، أو في قرنة شهوان، وعلّقَ المشانقَ للوطنيين، مسلمين ومسيحيين.

- كان على البطريرك أن يواجه المجاعة، وأن يقف مع شعبه في المحنة، وأن يوزعَ بيديه الخبز على المحتاجين، تلك المجاعة التي مرّت على لبنان واللبنانيين مع بدايةِ الحرب العالمية الأولى، خاصّةً بين ١٩١٥-١٩١٦، لم يكن سببها الجراد فحسب، بل تجويع اللبنانيين المقصود من قبل سلطة "الباب العالي" عن طريق مصادرة المؤن من جهة، وقطع طرق الوصول إليها أمام اللبنانيين من كهةٍ أخرى، وهي جريمةٌ لمّا تزل دون حساب أو عقاب حتى اليوم، قتلت آلافاً مؤلفةً منهم، وكانت وراء موجة الهجرة الضخمة التي تعدّت بلادَ مصرَ إلى بلادِ العالم الأخرى، خاصّةً الأميركتين، وأفقدت لبنان خيرةَ شبابه. فالدعوة إلى الاستقلال والاستقرار أصبحت مطلباً مُلِحّاً.

- تجربة "المتصرفيّة" في جبل لبنان (بدأت سنة ١٨٦١)، والتي فُرضت على الدولة العثمانيّة على أثر المجازر الطائفية (١٨٤٠و١٨٦٠)، لم تشكل ضمانةً للمسيحيين، بل أجَّجت الصراعات الطائفيّة، بالإضافة إلى تدخلات الولاة من الأقضية المنزوعة عن لبنان، وإحكام السيطرة العثمانيّة في ولاية بيروت، وولاية صيدا جنوباً، وولاية طرابلس شمالاً، ومن والي الشام بِقاعاً. هذا الواقع أذكى النزعة نحو "لبنان كبير"، لإحياء "تجربة" تعايشٍ جديدة.

- تيارات تحرُّرٍ فكريٍّ وثقافيٍّ جديدة، يطلقها مفكرون وأدباء وفلاسفة لبنانيون، في لبنان، أو في المهجر، ومنها دور النشر التي أسسها لبنانيون في مصر (كدار الأهرام مثلاً)، والتي راحت، وباللغة العربيّة، وكردّةِ فعلٍ على "التتريك"، تُحيي اللغةَ العربيّة التي حفظها الرهبان الموارنة من موجة التتريك هذه، وتُنمّي، عبرَ هذا الإحياء، الحركات الاستقلالية في العالم العربي، (ومنها انطلقت الدعوات القوميّة العربيّة فيما بعد)، لإنهاء الاحتلال العثماني، وما البطريرك الحويّك إلا إبنُ هذه البيئة الثقافية التي رعتها الكنيسة في مدارسها، وحملها أحبارها عبرَ القرون، فأضحى إحياء الثقافة العربيّة مِفتاحَ "صداقة" وعلاقة وتاريخ مع العرب، ربّما تساعد على إقناع الطوائف الأخرى، الإسلاميّة خاصّةً، أنّ لبنان الكبير بجناحيه تجربة ثقافيّة وحضاريّة جامعة (نقيض المتصرفيّة التي قامت على النزاع الطائفي)، وجسر عبور بين الحضارات قد يفتح الطريق أمام "تجربة وطنٍ" فذّة.

- أما بعد إطلاق لبنان الكبير، كان لا بُدَّ من تثبيت الكيان، خاصّةً وأنّ صراع القوميّات بدا على أشده قبيل الحرب العالمية الثانية، ومنها بالطبع انطلاق الدعوات القوميّة العربيّة، وانطلاق الدعوات للقومية اللبنانية بالمقابل، وخوف المسيحيين في لبنان من الامتداد العربي الذي قد يؤدي إلى سيطرة "السنية" السياسية، مذهب الأكثرية العربية، وخوف المسلمين من استجرار "الاستعمار" الغربي من خلال علاقة المسيحيين، ثقافيّاً، بالغرب، فبدأ المفكرون اللبنانيون الاستقلاليون يرسمون ملامحَ لبنان المستقل، أمثال يوسف السودا (١٨٩١-١٩٦٩)، وميشال شيحا (١٨٩١-١٩٥٤) واضع دستور الاستقلال سنة ١٩٢٦، و"مُفكِّر لبنان" و"فيلسوف الصيغة اللبنانية". وما "الميثاق الوطني" إلا ترجمة لاستقلال "يُحيِّد لبنان"، فهو "ليس للشرق مقرّاً، ولا للغرب ممرّاً"، وتُوِّجَ الميثاق باستقلال لبنان ١٩٤٣.

- ماذا أمّنَ الحياد للبنان: حُرّيات مُقدسة، إقتصادٌ حُرٌّ منيع، نظامٌ مصرفيٌّ فريد، بحبوحة، سياحة تنشر وجه لبنان الجميل، وأضحى لبنان جامعة الشرق ومستشفاه. هذا غيضٌ من فيضِ مما أمنته الصيغة، ولكن هي نفسها ما أُطلقَ عليها، سلبيّاً، "المارونية السياسية"، والتي مرّت بعثرات وكبوات حتى انتهينا باتفاق الطائف (٣٠ أيلول ١٩٨٩).

الخروج عن الحياد وعثرات الصيغة اللبنانية في عناوين

- أولى العثرات أنّ الصيغةَ قامت على اتفاقٍ مسيحي – سُني، أهملت المُكونين: الشيعي والدرزي في لبنان.

- كبرى المشاكل، قيامُ دولة إسرائيل (١٩٤٨) كجائزة ترضية لمذابح النازية بحقّ اليهود، على "أرض الميعاد" فلسطين، وشعور الشعوب العربيّة بالخُزي من الهزيمة، فبدأت نقمتُهم على أنظمتهم "الخائنة". نتيجة ذلك، لبنان يستوعب اللاجئين الفلسطينيين بالآلاف بصورة "مؤقتة"، أصبحت دائمة دون حلول حتى يومنا هذا.

- ونتيجةً لازدياد النقمة على الملوك العرب، ظهرت الدكتاتوريات العربيّة وتعددت الانقلابات، وانعكس الصراع بين هؤلاء على الساحة اللبنانية، السنّية منها بنوعٍ خاص: ظهور جمال عبد الناصر (١٩٥٦) وتأسيس "الجمهورية العربية المتحدة" والوحدة مع سوريا بدت تطويقاً للبنان، وأدت إلى فتنة فيه على عهد الرئيس كميل شمعون (١٩٥٨).

- حرب ٥ حزيران ١٩٦٧ بين مصر والأردن وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى: الهزيمة العربية وخسارة الجولان وسيناء والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتدمير الطيران المصري على الأرض، وإدارة الحرب الفاشلة، كل ذلك ألهب الدعوات في لبنان لفتح الجبهة من جنوبه، هم يريدون لبنان، ليس جبهةَ مساندة، كما اتُفِقَ عليه في الجامعة العربية، بل جبهة مواجهة.

- بعد النكبة، الدكتاتوريون العرب الجُدُد يغتنمون الهزيمة وغضب الشارع لينقضوا على السلطة: حافظ الأسد (١٩٧٠)، معمر القذافي (١٩٦٩)، صدام حسين (١٩٧٩)، كلهم أوغلوا بالتدخل في أمور لبنان حتى الخراب.

- إنطلاق العمل الفلسطيني المسلح من لبنان بأموال عربية ودعم من المنظومة الشيوعية: الصينية والسوڤياتية، وتأسيس منظمات مختلفة، كل واحدة تابعة لديكتاتور عربي، (مثلاً: الصاعقة تابعة لسوريا، جبهة التحرير للعراق، الجبهة الشعبية للاتحاد السوڤياتي..)، مع دعم شعبي لبناني من الحركة الوطنية اليسارية ومن المسلمين في لبنان.

- ٣ تشرين الثاني ١٩٦٩، لبنان يُرغم على توقيع "اتفاق القاهرة"، بموجبه أصبح الجنوب اللبناني "فتح لاند"، وجبهة مفتوحة، وتنازلَ لبنان عن سيادته للمنظمات الفلسطينية تحت ضغط الشارع مما أرعب المسيحيين الذين بدأوا يتسلحون.

- ١٣ نيسان ١٩٧٥ بدأت الحرب الأهلية اللبنانية: برز حزب الكتائب كقوة عسكرية أساسية، بالإضافة إلى الوطنيين الأحرار وحراس الأرز والتنظيم الماروني، تحولت الحركة العسكرية المسيحية فيما بعد لما يعرف بالقوات اللبنانية سنة ١٩٧٦ بقيادة بشير الجميّل، بغطاء من الجبهة اللبنانية.

- ١٥ تشرين الثاني ١٩٧٦، "قوات الردع العربية" تدخل بيروت، تبدأ "عربية" وتنتهي "سورية" باحتلال دام حتى شباط ٢٠٠٥ مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

- ١٩ أيار ١٩٧٩ تمرّدَ الرائد سعد حداد على قيادته وأنشأ جيش لبنان الجنوبي في منطقتي القليعة ومرجعيون لمحاربة الفلسطينيين وبدعم من إسرائيل.

- ٦ حزيران ١٩٨٢ تاريخ اجتياح إسرائيل للبنان والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وهجرة قيادييها لتونس.

- ١٩٨٢، تأسيس حزب الله، عمليات على القوات المتعددة الجنسيات في بيروت، وعلى الإسرائيليين، وبداية التدخل الإيراني الإيديولوجي والمسلح، عملاً بشعار "تصدير الثورة" الإسلامية الخمينية.

- ٣٠ أيلول ١٩٨٩ إتفاق الطائف، تعديل الدستور الميثاقي للبنان، ضُمور صلاحيات رئيس الجمهورية، نشوء نظام محاصصة طائفي فاقع ألهبَ الفساد، استفاد منه الاحتلال السوري لوضع يده على لبنان.

- منذ انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهورية وحتى عهد الرئيس إميل لحود، لم تنكفئ سوريا عن التدخل، بنسب وقدرة مختلفتين، بحسب مطواعيّة، وعناد، وتجاوب وشخصية الرئيس، تراوحت بين الرضوخ الكلي مع الهراوي ولحود، ومن النسبي حتى الرفض مع الآخرين، ولكن المُمَيَّز أنَّ من أظهر، ليس اعتراضاً على الاحتلال فقط، بل انفتاحاً على كل اللبنانيين، اغتيل، كبشير الجميّل ورينيه معوَّض من الرؤساء، وكمال جنبلاط ورشيد كرامي ورفيق الحريري وموسى الصدر وحسن خالد .. وغيرهم من النواب والزعماء الروحيين والسياسيين وقادة الفكر والصحافة .. واستُبدِلَ "الانتداب السوري" المفضوح بآخر إيراني "بالمواربة" بعد خروج سوريا تحت الضغط العالمي.

عشية المئويّة الثانية، والتحدي الكبير

إنّ "لبنان الرسالة"، الذي طوّبه البابا يوحنا بولس الثاني، هو لبنان التحدي لكلِّ محيطه، لأنّه نقيض الكيانات المذهبيّة التي تحاول الأمبراطورية الفارسية الجديدة، أمبراطورية "الولي الفقيه"، أو العثمانيّة المُستجدة، أمبراطورية أردوغان "إبن عثمان"، من ليبيا وحتى اليمن، مروراً بسوريا والعراق. ولبنان هذا هو نقيض الكيان الصهيوني أيضاً. لا بل، وللأسف، إنَّ إسرائيل، التي تهاوى حكمها من التأثير الغربي مع حكم الأشكيناز فيها، إلى التأثير الشرقي مع الليكود في أواخر السبعينات، تُعتبر المُنتصرة حتى الآن، لأنها استطاعت أن تُثبتَ للعالم أنَّ وجودها العنصري ضرورة، وأنَّ العرب ليسوا مُهيّئين للديمقراطية بعد، فربيع العرب وهمٌ، لأنّهم أسرى: إمّا الديكتاتور، أو السلفي، وما حصل في مصر خير دليلٍ على ذلك، أو أنهم أسرى التطييف المذهبي، كما يحصل في اليمن والعراق، مروراً بسوريا ولبنان.

إنَّ تأجيج المذهبيّة، الذي حصلَ خلال الحكم السوري للبنان (١٩٧٦-٢٠٠٥)، بدأ، مع النفوذ الإيراني منذ خروج السوريين وحتى اليوم، وبواسطة أداته حزب الله، يأخذ أبعاداً خطيرةً، حيث أطبقَ على الجمهوريّة، وأجهزَ على الدولة، وأطلقَ يدَ الفساد في تدميرٍ مُمَنهج لمقومات لبنان. وفي تعدادٍ سريعٍ للنتائج على الأرض نتبيّن حجمَ الكارثة:

- لبنان بلدٌ منهوبةٌ ثرواته على يد طبقةٍ سياسيةٍ وبيروقراطيةٍ فاسدةٍ برعاية مشروعٍ إقليميٍّ مُريب.

- سياحتنا في الحضيض.

- نظامنا المصرفي، والذي اعتبر من أهمِّ الأنظمة المصرفية في العالم، قُضِيَ عليه.

- مدارسنا وجامعاتنا، عماد حضارتنا وقُدراتنا الفرديّة والجماعيّة، أُفلست.

- ودائع المغتربين والمقيمين تبخّرت، ومعها انهارت المبادرة الفرديّة عماد الاقتصاد اللبناني.

- رؤساؤنا، ورؤساء حكوماتنا، وزراؤنا ونوابنا، يملكون ولا يحكمون.

- خمسون في المئة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، بعضنا أقرب إلى المجاعة.

- إدارة سياسيّة فاشلة أودت بلبنان واللبنانيين إلى الثورة في ١٧ تشرين، وإلى انفجار بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠، حيث دُمِّرَ الإنسان والبنيان، ودُمِّرت الثقة بغدٍ أفضل.

لقد علمنا التاريخ أنَّ الشعوب لا تتعلّم إلا من أخطائها، وهذا الكمّ الهائل من الأخطاء اللبنانيّة خلال تطبيقنا للصيغة شاخصٌ أمام أعيننا كالقدر، ولا بدَّ من وقفةٍ ضميريةٍ أمام الله والوطن، منطلقين من نقدٍ ذاتيٍّ بنّاء عماده ما يلي:

- لبنان أولاً، هذا ما تعلمه المسيحيون والدروز والسنّة من أخطائهم، وهذا ما ننتظر أن يتعلمه الشيعة من أخطائهم أيضاً.

- لبنان للجميع، فلا تستطيع مجموعة أن تسيطر، لا سياسيّاً، ولا عسكريّاً، على لبنان، كما لا يمكن أن يكون لبنان لفئةٍ دون أخرى، هذا ما تعلمناه من التاريخ.

- لبنان فوق الجميع، فلا للقوى الإقليمية، قوميّةً أو مذهبيّةً، من سلطانٍ عليه.

- لبنان حرٌّ، سيّدٌ، ديمقراطيٌّ، قوامه العدالة والمساواة والدولة المدنيّة المحكومة بعقدٍ إجتماعيٍّ جديدٍ وفق شرعة جديدة لحقوق الإنسان فيه.

- لبنان العالمي، العدد الأكبر من بناته وأبنائه منتشر في أصقاع المعمور، يؤثر ويتأثر بأنظمة بلدان الإقامة، ولا بد من مشاركة هؤلاء في تقرير مصيره.

- لبنان الدولي، المنتمي للمجموعة العربية تاريخاً وقضايا، وللأمم المتحدة تأسيساً وشرعةً لحقوق الإنسان، مُطبّقاً لقراراتها الدولية للحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.

- لبنان الميثاق الجديد، فدعوتنا هي لحوارٍ وطنيٍّ جديد لا يستغيب أحداً، فلا محرومٌ، ولا مُستبعدٌ، ولا غبنٌ يطال مُكوّناً، ولكن، اللهمّ، في حوار العقل والمسؤولية الوطنيّة، فلا حوارَ في ظل السلاح، لأنَّ السلاحَ، إنْ قضى على غُبنٍ، ولّدَ غُبناً جديداً.

إنفجار الرابع من آب لم يهدم بيروت فقط، لقد هدم لبنان القديم، والنظام السياسي الفاسد، وهدم هالات السياسيين وأحزابهم كافةً، ولو لم يعترف قادتُها بذلك، وهذه الأحزاب مدعوّة إلى مراجعة نقديّة إيجابيّة قبل فوات الأوان.

وإذا كان وعيُ اللبنانيين يُشحذُ اليوم على سيفِ ثورتهم التي بدأت في ١٧ تشرين، نقول لأصحاب الدعوات "المغالين"، سياسيّاً أو مذهبيّاً، والعاملين لدى "السلاطين الجدد"، إنّ اللبنانيين يلفظون ما هو غريبٌ عنهم، فلن يلبسوا لَبوسَ هؤلاء، ولن يقتدوا بعاداتهم، ولن ينالوا من الأفئدة والعقول، وإنّ نفوذهم فإلى زوال.

إنَّ مصيراللبنانيين اليوم معقودٌ على قياداتٍ تاريخيّةٍ تتلقف مبادرة بكركي، وريثة إرث البطريرك الحويّك، بالحياد الإيجابي، ليعود لبنان واحة سلام، فلا للغرب ممرّاً، ولا للشرق مقرّاً، نعم للبنان حُرّاً.

 

أديب مطروداً من الجمّيزة: ماكرون التايواني

شادي علاء الدين /أساس ميديا/الثلاثاء 01 أيلول 2020

سارع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب إلى التماهي مع رئيس الجمهورية ميشال عون والسيد حسن نصر الله وكل الطبقة السياسية في مشروعها الرامي إلى التعاطي مع جريمة تفجير المرفأ وكأنها قد باتت تاريخاً، وأنّ كل الدم الذي ما زال طازجاً وحارّاً على الأرض قد بات مأساة تعلق في رقبة الحدادين الثلاثة الذين تحرص الرواية الرسمية على تحميلهم مسؤولية الجريمة وفق تخريجة تصف التفجير بأنه كانت "غلطة لحّام".

المشروع الذي جاء به أديب ليس سوى خطاب محو إذن. هذا ما يفسّر إخراجه من المجهولية ووضعه السريع والمباشر في دائرة الضوء في صيغة حرص صنّاعها على أن يجعلوا منه نوعاً من ماكرون لبناني موازٍ للرئيس الفرنسي الذي يزور لبنان حالياً، فكانت النتيجة أن خلقوا من أديب نسخة كاريكاتورية لا تستدعي سوى السخرية والرفض.

تقليد ماكرون المستند إلى خلفية امتلاكه للجنسية وزواجه من مواطنة فرنسية في اللباس والحركات والمشية والنظرات والهمسات أدى وظيفة معاكسة

وعلى جري عادة اللبنانيين إذا ما ركنوا إلى المبالغة، فإن كل شخصية تقلد شخصية أخرى تميل إلى أن تعتبر نفسها أصلاً وليس نسخةً. لكنّ منظومة النسخ التي حاولها الرئيس المكلف بدت مفتقدة للعناصر الأولية للتقليد. بدت نوعاً من الكارثة الإخراجية والمشهدية، والأسوأ أنّها كشفت عن خلل عميق في التقدير السياسي يمكن للملاحظ أن يستشفّ من ورائه طبيعة الحكومة المنوي تشكيلها وخطابها وكل مشروعها.

تقليد ماكرون المستند إلى خلفية امتلاكه للجنسية وزواجه من مواطنة فرنسية في اللباس والحركات والمشية والنظرات والهمسات أدى وظيفة معاكسة إذ ان اللحظة التي حظي فيها ماكرون نفسه بالحفاوة والترحيب كانت مرتبطة بما أشاعه حول نيته ترويض الطبقة السياسية ولجمها وليس إعادة إنتاجها وإحياء سلطتها.

يعني ذلك أنّ الرئيس المكلف حرص على أن يقلد ماكرون في لحظة اكتشف اللبنانيون أنّ زيارته لم تكن سوى خداع وبيع للأوهام والأشعار، فكان بذلك كمن يستعير قربة مثقوبة. كلّفه  الأمر أن تلتصق صورته الافتتاحية التي كان يريد لها أن تستعير زخم الترحيب بماكرون بصورته وهو يفرّ مطروداً من شوارع الجميزة، بعد لحظات على وصوله إليها وسط صرخات تهتف في وجهه أنّه قاتل. وقد "شلح" الجاكيت، وشمّر عن زنود قميصه الأبيض، واضعاً يديه على بعض المشرّدين، محاولاً الإيحاء بأنّه رجل المرحلة، ورجل الأرض.

الخروج من الجمّيزة مشفوعاً باللعنات والإدانة يعني حالياً الخروج من الشرعية الشعبية، ويعني تالياً أنّ حكومة أديب في حال تم تشكيلها لن تكون سوى الحكومة التي قامت على أنقاض بيروت وعلى جثث ضحايا المرفأ

الأرجح أنّ ماكرون نفسه حالياً لا يمكنه أن يزور الجميزة الآن، فكيف بنسخته الصينية المصنوعة على قياس عجز الطبقة السياسية اللبنانية من الخروج من تحت عباءة الظل الإلهي الحاكم، وحرصها على التناغم مع السلاح وزمنه، وإعادة إنتاج نفسها تحت ظلاله.

الخروج من الجمّيزة مشفوعاً باللعنات والإدانة يعني حالياً الخروج من الشرعية الشعبية، ويعني تالياً أنّ حكومة أديب في حال تم تشكيلها لن تكون سوى الحكومة التي قامت على أنقاض بيروت وعلى جثث ضحايا المرفأ.

من هنا نستنتج أنّ اختيار هذا الرجل في هذه المرحلة والإجماع العام الذي حظي به من جل القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة، يعود إلى أنّه الرجل الذي لا يطمح سوى أن يكون ظلاً يعكس حضوره في كلّ لحظة حضور كل المرجعيات التي أخرجته من ظلمات منصب سفير لبنان في برلين، واستدعته على عجل ليكون الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة في لحظة الالتباس الكبير الذي تغرق فيه البلاد.

ميزة الرجل أنّه لا يمتلك مشروعاً ولا هوية ولا وجهاً، ولذا فإنّ دمه السياسي والمعنوي، الذي نعلم سلفا أنّه معدّ للإهدار، سوف يتفرق بين قبائل المرجعيات، فهو الشخص الذي لا بواكي له لأنّه لا دور له. إنّه الرجل الالتباس المعدّ لقيادة لحظة التلعثم والتأتأة العامة في البلد عموماً وفي الساحة السنيّة خصوصاً، الذي استفاد من أنّه "الرجل الذي لا صفات له"، كما يقول عنوان رواية روبرت موزيل الشهيرة، ولذا فانّ كلّ طرف محلي أو إقليمي أو دولي يمكنه أن يملأ صفحة الصفات الفارغة كما يحب ويشتهي.

لا راحة تتفوق على راحة الركون إلى الخيال في ظلّ وضع مأزوم كالذي يعيش فيه البلد الآن. مصطفى أديب وليد لحظة التخلّي عن السياسة والركون إلى الخيال. فما من شخصية ظهرت على المسرح السياسي مؤخرا وكانت تمتاز بإمكانية استجابتها لخيال الجميع مثل هذا الرجل.

حركة أمل اعتبرته منها، مؤيدو المستقبل اعتبروه خرج من تحت عباءة سعد الحريري، وعارضوه، وحزب الله يرى فيه شخصية مناسبة، واسمه خرج بالفرنسية من فم ماكرون مباشرة.

إنّه رجل الحفلة الذي افتتح مهرجانه بمشهده مطروداً من الجميزة، فكان ماكروناً بائساً لا يمثل سوى خفة التخريج اللبناني البدائي في لحظة الكارثة التي يريد الجميع من ماكرون إلى عون والحريري ونصر الله تغطيتها بالأشعار والأغاني.

لا يدلّ كلّ هذا اللغو سوى أنّ البلد عشية الاحتفال بمئويته لم يبلغ سنّ الرشد بعد والدليل الذي لا يخطئ على ذلك خفّة أديب التي لا تحتمل في الجميزة.

 

بعد استنزاف الاحتياطي: الدولار إلى 21 ألف ليرة؟

علي نور/أساس ميديا/الثلاثاء 01 أيلول 2020

لم تتضح حتّى اللحظة الآليّات البديلة التي ستلجأ إليها الحكومة لدعم السلع الحيويّة، في حين يستنزف مصرف لبنان كامل احتياطاته القابلة للاستخدام من العملات الأجنبيّة. لكنّ من المؤكّد أنّ هذه الآليات لن تتمكّن بعد تلك اللحظة من الاعتماد على احتياطي مصرف لبنان لتوفير الدولار بشكل مباشر لاستيراد هذه السلع، ما سيعني أنّ الطلب على الدولار لاستيرادها سيذهب تلقائيّاً إلى سوق الصرف الموازية، أو ما يُعرف بالسوق السوداء، وهو ما سيشكّل مقدّمة لإطلاق العنان للتضخّم الجنوني كنتيجة للمزيد من الانهيار في سعر الصرف.

بإختصار، بإمكان هذا التطوّر أن يرفع الطلب على الدولار في السوق السوداء إلى ثلاث أضعاف قيمته الحاليّة، وهو ما سيعني بحسب مصادر مصرفية جدّية إمكانيّة تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء مستوى الـ21 ألف ليرة مقابل الدولار في أوّل موجة من الإرتفاع في سعر الصرف، بعد رفع الدعم مباشرة.

ولكلّ هذه الأسباب، من المتوقّع أن تشهد السوق اللبنانيّة موجة من التضخّم المفرط وغير المسبوق نتيجة تقاطع عاملين في الوقت نفسه: أولاً ارتفاع سعر السلع المدعومة بعد توقّف المصرف المركزي عن دعم الاستيراد من الاحتياطي، وثانياً ارتفاع سعر الصرف بعد الضغط المستجدّ على الطلب على الدولار، وما سينتج عن هذا الأمر من ارتفاع جنوني في أسعار جميع السلع المستوردة. مع العلم أنّ آليات الدعم البديلة التي قد تلجأ إليها الحكومة، وإن قامت بترشيد الدعم عبر توجيهه لفئات معيّنة، لن تستطيع التدخّل للسيطرة على أسعار السلع المستوردة بشكل عام في الأسواق، لعدم امتلاك الحكومة أيّ احتياطات من الدولار يمكن استعمالها لدعم الاستيراد.

استورد لبنان خلال النصف الأوّل من السنة أيضاً ما يقارب الـ 1.12 مليار دولار من المواد الغذائيّة الأخرى (باستثناء القمح)، وهي مواد كانت تُموّل خلال الأشهر الماضية من خلال السلّة الغذائيّة المدعومة من مصرف لبنان

لمعرفة أثر هذه التطوّرات، يكفي العودة إلى أرقام الجمارك اللبنانيّة، التي تفيد بأن لبنان استورد في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة ما تقارب قيمته الـ 1.5 مليار دولار أميركي من المحروقات على أنواعها، وحوالي الـ550 مليون دولار أميركي من الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبيّة، وأكثر من 77 مليون دولار أميركي من القمح. في الخلاصة، يمكن القول بأن مصرف لبنان دفع من احتياطاته بشكل مباشر 2.13 مليار دولار لاستيراد السلع الحيويّة الثلاث خلال النصف الأوّل من السنة، فيما من المتوقّع أن ينتقل هذا الحجم الضخم من الطلب على الدولار إلى السوق الموازي بعد توقّف مصرف عن توفير هذه الدولارات بشكل مباشر من احتياطاته.

بالإضافة إلى ذلك، استورد لبنان خلال النصف الأوّل من السنة أيضاً ما يقارب الـ 1.12 مليار دولار من المواد الغذائيّة الأخرى (باستثناء القمح)، وهي مواد كانت تُموّل خلال الأشهر الماضية من خلال السلّة الغذائيّة المدعومة من مصرف لبنان، وفقاً لسعر صرف المنصّة الإلكترونيّة. مع العلم أنّ مصرف لبنان كان يستخدم لهذه الغاية الدولارات التي كان يحصل عليها من التحويلات الواردة عبر شركات تحويل الأموال، مقابل سداد قيمة هذه التحويلات بالليرة إلى مستحقيها. وبعد إلغاء قرار تسديد قيمة التحويلات بالليرة، ومع قرب وصول الاحتياطي إلى حدّه الأدنى وعدم قدرة مصرف لبنان على استخدامه لدعم استيراد هذه المواد، من المتوقّع أن ينتقل الطلب على الدولار لاستيراد هذه المواد إلى السوق الموازية أيضاً، بعد توقّف مصرف لبنان عن دعم هذا النوع من الاستيراد.

إذا أضفنا قيمة هذه السلع التي كانت مشمولة بالسلة الغذائيّة، إلى قيمة السلع الحيويّة الثلاث (قمح ومحروقات وأدوية) التي كان يدعمها مصرف لبنان من احتياطاته، يصبح إجمالي مجموع السلع المدعومة التي استوردها لبنان في أول نصف من السنة، والتي سيتوقّف مصرف لبنان كليّاً عن دعمها في الأشهر المقبلة، حوالي الـ 3.25 مليار دولار أميركي، وهو ما سيمثّل ضغطاً مفاجئاً وغير مسبوق على سعر الصرف في السوق الموازية.

تفيد مصادر حكوميّة مطّلعة على النقاشات المتعلّقة بموضوع سعر الصرف وآليات الدعم البديل، أنّ خيارات الحكومة باتت محدودة جدّاً

بالإضافة إلى كلّ هذه العوامل، من المتوقّع أن تمثّل بعض تداعيات تفجير المرفأ عاملاً إضافياً ضاغطاً على سعر الصرف، وتالياً على معدلات التضخّم في الأسواق. فعمليّاً، من المرتقب أن تشكّل عمليات الترميم وإصلاح الأضرار ضغطاً باتجاه شراء الدولار من السوق الموازي، خصوصاً أنّ هذه العمليات تنطوي على حجم كبير من الاستيراد لمواد البناء. علماً أنّ شركات التأمين تتجه إلى التعويض على المتضرّرين بالليرة في حال ثبت أنّ خلفيات التفجير لا ترتبط بعمل تخريبي أو إرهابي مقصود، وقد أبلغت ذلك إلى الشركات التي تتعاقد معها كي تقوم بالفوترة بالليرة اللبنانيّة حصراً.

عمليّاً، تفيد مصادر حكوميّة مطّلعة على النقاشات المتعلّقة بموضوع سعر الصرف وآليات الدعم البديل، أنّ خيارات الحكومة باتت محدودة جدّاً. فاستمرار الدعم وفقاً لآليات توفير الدولار للاستيراد كما كان يجري سابقاً بات متعذّراً كون مصرف لبنان أبلغ الحكومة موقفاً حاسماً بخصوص عدم قدرته على المساس بما تبقّى من احتياطات تمثّل احتياطي المصارف الإلزامي. أما البحث عن مصادر بديلة للدولارات لدعم الاستيراد، فمتعذّر بعد أن تلقّت الحكومة موقفاً حاسماً من صندوق النقد والبنك الدولي بخصوص توفير أيّ دعم خلال المرحلة المقبلة قبل إنجاز الاتفاق على برنامج قرض متكامل. مع العلم أنّ جميع الجهات المانحة كانت واضحة لجهة عدم استعدادها لمنح أيّ قروض أو هبات مباشرة للدولة اللبنانيّة قبل إنجاز التفاهم مع صندوق النقد. وقد ظهر ذلك بشكل واضح في مؤتمر المانحين الأخير الذي اقتصرت مساعداته على الدعم الإنساني الموجّه للمنظمات غير الحكوميّة.

وعلى هذا، لن تملك الحكومة الكثير من الخيارات، باستثناء توفير قسائم دعم مباشرة للأسر الأكثر حاجة، وتمويل العمليّة من خلال طباعة العملة المحليّة، كما تفعل الحكومة اليوم لتمويل جميع عمليّاتها، وهو ما سيمثّل المزيد من الضغط على سعر الصرف وأسعار السوق، والمزيد في الارتفاع في نسبة المواطنين الذين ينحدرون إلى ما دون خطّ الفقر.

 

عن فيروز والرئيس

شاكر الأنباري/ المدن/01 أيلول/2020

لم يلتق رئيس فرنسا بأي من المسؤولين اللبنانيين وسياسييه، لا رئيس الجمهورية ولا النواب ولا الوزراء، نزل في المطار والتقى بروتوكولياً بعون ثم يمم وجهه صوب أيقونة السحر الإلهي. صعد بدءاً إلى روح لبنان الحقيقية الخالدة. صعد إلى فيروز في دارتها. نعم إنها فيروز الساحرة. نسمعها دائماً، في الصباح والمساء، في الشتاء والصيف، نسمعها ونحن حزانى، ونسمعها ونحن سعداء. نسمعها حين نعشق، ونسمعها حين نكون وحيدين، أو منقوعين في زمان الغربة والنفي، وهذه ميزة لفيروز وحدها، من بين المغنين العرب والمغنيات. لقد اجتمعت في صوتها عذوبة الطفولة ولعبها، هوى العشاق وحنينهم، فلسفة الحياة ووحشتها، لأن اللوحة التي رسمتها فيروز ممتدة في الزمان والمكان، إذ هيئ لها خزين من الشعر الزجلي الشامي والشعر الفصيح، الغناء الكورالي والغناء الفولكلوري وترنيمات الأمهات لأطفالهن. كل ذلك معجون بمدرسة فنية عالية الثقافة، وسعة الأفق، والتنوع، هي المدرسة الرحبانية. وإذا بها تجول في أفق التاريخ وحضاراته، منذ زرياب وموشحات الأندلس وحتى عتابا جبال لبنان.

فرنسا لن تلتقي السياسي المنتفخ بالهواء الطائفي، ولا زعيم الغيتو الأدرد المتربع فوق صدر لبنان منذ الطفولة، ولن تلتقي بسمسار الحروب بوجهه الكالح، ولا قائد الجيش المهزوم منذ عقود، فرنسا تعرف روح لبنان جيداً. إنها فيروز التي لم يسألها أحد ذات يوم عن لبنانها الذي تحلم به. سمعنا فيروز ونحن في أوج المراهقة في بغداد، وكانت نمطاً جديداً قادماً إلينا من مدرجات بعلبك، وجبل صنّين، وصخرة الروشة، يشتت قليلاً رتابة الغناء العراقي وحزنه. تعودنا على سماعها في صباحات هادئة، ونحن نلملم أنفسنا للذهاب إلى الجامعة أو إلى العمل، وكانت تصعد بنا إلى عوالم المثل، والصور، والخيالات، والطفولة. سمعناها لاحقا حين كبرنا وبدأ الشيب يغزو عوارضنا، وإذا بها تتجدد على مر الزمن.

كلما تأصلت تجربة الفرد في هذه الحياة، وازدادت حكمته، كلما لامست فيروز روحه بعمق أكبر، وهذا يعود إلى الصدق الفني، والبراعة الموسيقية، ونمط الكلمات المختارة لكل أغنية. أحياناً تفهم الرسالة الفنية بشكل أعمق حين يلم المرء بالفضاء الذى أنتجها، وهذا ما هي عليه أغاني فيروز وصورتها وإيحاءاتها، حين يزور المرء لبنان، ويتعرف على جباله، وسهوله، وبحره، وأصوات ناسه في الضيع والمدن الصغيرة التي تلامس الغيوم. هنا يستطيع الإنسان أن يشعر بالمدى الذى تبلغه حنجرة فيروز، ويتلمس هموم البشر ورغباتهم وهيامهم وبحثهم عن الحب، وتمجيد العمل، وقراءة الدموع في عيون الفتيات وهن يعبرن فضاءات الحروب الأهلية إلى عتمة المتاهة. ولا ينفصل كل ذلك عن تواشج فيروز مع الهم العام للشعوب العربية. ولعل أغنية عروس المدائن، وتقصد القدس الفلسطينية، خير مثال على ذلك.

عبرت الأغنية الفيروزية حاجز اللهجات بين الشعوب العربية، بجدارة، وهذا من النوادر، لم يتمتع بهذا التفرد سوى نسبة قليلة من الفنانين العرب، كما عبرت فيروز حاجز اللغات والأديان، لذلك هي معروفة جيداً في أغلب اللغات، وبين معظم شعوب الأرض. ولو فتشنا في النتاج الإبداعي من شعر، وقصة، ورواية، لرأينا وجود أغاني فيروز في عدد هائل من تلك النتاجات، وهذا دليل على توغلها الشعبي في عقول الناس ووجدانهم سواء كانوا بشراً عاديين أم مثقفين. ورغم أن براعة فيروز الفنية لها دور في وصولها لهذا الحجم من الشيوع، إلا أن امتداد التجربة الزمنى أسهم هو الآخر في شيوع الأغنية الفيروزية، إذ تواترت لأكثر من ستين سنة، وعاصرت مختلف الظروف والتطورات والأجيال، سواء في لبنان أو البلدان العربية الأخرى. لكل ذلك يمكن اعتبار التجربة الفيروزية مادة ملائمة لدراسة الواقع العربي بتقلباته، وإحباطاته، ولعبه، ولهوه، وتوقه إلى مجهول سعيد، رائق، سيأتي يوما ما.

هو ليس ماكرون رئيس فرنسا من زار السيدة، بل جان جاك روسو، وفيكتور هوغو، وفولتير، وسارتر، ورامبو، وأندريه جيد، وصاموئيل بيكيت، وجان جينيه. هم من سيكونون في حضرة فيروز وينحنون لها. هو ليس ماكرون رئيس فرنسا من يبتدئ بفيروز بل الثورة الفرنسية، وسجن الباستيل المحطّم، وكلود مونيه، وهنري ماتيس، والشانزليزيه، ومونمارتر وشريعة حقوق الإنسان. لم أجلس جلسة صفاء مرة مع الأصدقاء والأحبة، في العراق أو البلدان العربية الأخرى، إلا وكانت فيروز حاضرة، وكثيراً ما تذكرت الأمكنة الحميمة التي تواجدت فيها عبر أغنية لفيروز سمعتها ذات يوم في ذلك المكان. وكثيراً ما تجسدت وجوه الحبيبات في أثير أغنية من أغانيها. من هنا فأغاني فيروز بتعبيريتها المليئة، والثرية، بكلماتها البسيطة والعميقة والمتنوعة الإيحاءات، تحيلنا دائماً إلى الذكريات، إلى الماضي، إلى الأمكنة التي فارقناها، النساء اللواتي أحببناهن، الصداقات التي تلاشت في هدير الزمن وضاعت، وأحلامنا المؤجلة. لهذا، يصعب تخيل حياتنا، نحن الذين عاصرنا صعود فيروز والرحابنة، دون أغاني فيروز، ومسرحياتها، وأوبريتاتها، ومراثيها الكنسية. دخلت في أرواحنا مثل خمر معتقة، ونعود إليها ما إن تزدحم هواجسنا، وتفور شكوكنا، وتلوب أجسادنا من البعد، والحنين، والهجر، والقطيعة.

فيروز رقصة إلهية وهبت لنا في غفلة من الموت الذى يحيط بنا من كل حدب، وصوب. زيارة رئيس فرنسا إلى فيروز هي زيارة وجه فرنسا المضيء بكل ما يحتويه من رمزية، فنونها، وأناقتها، وآدابها، وجيوشها، ومفكروها، برج إيفل، وكاتادرائية نوتردام، ونهر السين، وساحة الحرية. ولم تجد فرنسا أي غضاضة في الانحناء لهذه القامة العالمية، والأيقونة التي هبطت من سماء غامضة لتختصر في أغانيها رقة الملائكة، وعنفوان آلهة كنعان القديمة.

سلام لبيروت.

(*) مدونة نشرها الروائي العراقي شاكر الأنباري في صفحته الفايسبوكية

 

حكومة الانتداب الفرنسي والتفويض الإيراني.. وللأميركيين الكلمة الأخيرة

منير الربيع/المدن/01 أيلول/2020

طويت صفحة التكليف، وفتحت صفحة التأليف. سيعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً رؤيته لتشكيل الحكومة وبرنامجها، بعدما اقترح إسم رئيسها على القوى السياسية كلها في لبنان.

ورقة إيرانية لفرنسا

صار مؤكداً أن باريس نجحت في تمرير اسم رئيس الحكومة، وسارع حزب الله إلى تبنّيه. إنها من المرات القليلة التي يسمّي فيها حزب الله رئيساً للحكومة. سمّى حسان دياب، وقبله نجيب ميقاتي في العام 2011، وقبله سليم الحص في العام 1998.

ولا يسمّي حزب الله رئيساً مكلفاً، إلا إذا كان متطابقاً مع مصلحته، ويعبّر عن حاجته. وللقصة بعد إيراني أصبح ثابتاً: منحت طهران هذه الورقة لماكرون، الذي رفض التصويت إلى جانب الأميركيين في مجلس الأمن لتشديد العقوبات على طهران، وفي التجديد لقوات اليونيفيل.

شينكر لن يلتقي السياسيين 

يشكل أديب نقطة تقاطع إيرانية فرنسية في لبنان. من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج خارج هذا التقاطع وخارج المشهد. منحت واشنطن فرصة لماكرون ليحاول. والأرجح أن الإدارة المنشغلة بالانتخابات الرئاسية وقفت في موقع المتفرج.

واليوم الثلاثاء يلتقي ماكرون كل الزعماء السياسيين اللبنانيين، ويعمل على تجديد التسوية في ما بينهم. لكن شينكر الذي يصل الأربعاء لإلى بيروت، لن يلتقي بالسياسيين. وهذه رسالة واضحة لماكرون وللبنانيين. تنتظر واشنطن ما يمكن لباريس أن تحققه، مع تأكيدها على عدم تقديم أي مساعدات للبنان.

وفي الصورة العامة تبدو واشنطن خارج المشهد. وهذا حتماً ينعكس على 800 مليون دولار تقدمها سنوياً للبنان. قد تلجأ أميركا إلى وقف هذا الدعم، إذا لم يتحقق لها ما تريد من مصالح استراتيجية بفعل المبادرة الفرنسية.

برنامج ماكرون اللبناني

يمتلك ماكرون تصوراً كاملاً للحكومة، حسبما تكشف المعلومات. التصور كان قد عرضه عندما زار لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت، ويعيد عرض تفاصيله في زيارته الحالية: حكومة لا تتمثل فيها وجوه سياسية، تشهد تغييراً جوهرياً في بنيتها ومهامها وبرنامجها. يركز ماكرون على البرنامج الذي أصبح واضحاً أن فرنسا ترعاه وتحدد بنوده. سيدفع الرئيس الفرنسي إلى تشكيل سريع للحكومة، على الرغم من بروز صعوبات في وجه بعض القوى اللبنانية، خصوصاً التيار العوني الذي يجد نفسه أمام شروط قاسية عليه، لا سيما إذا تمسك الفرنسيون بمبدأ المداورة في الحقائب، وعدم تسليم أي شخص محسوب على التيار وجبران باسيل وزارة الطاقة مثلاً. كما أن باريس هي التي تريد تولي ملف الكهرباء مباشرة. وما ينطبق على التيار العوني ينطبق على قوى أخرى، حول ضرورة تقديمها تنازلات عن حصصها ومكاسبها في الحقائب، حسب الرؤية الفرنسية المفترضة.

حكومة ومرحلة انتقاليتان

الوزراء سيكونون من التكنوقراط. الأهم لدى الفرنسيين هو برنامج الحكومة، وليس الأشخاص والأسماء، على أن تكون حكومة في مرحلة انتقالية، قد تؤسس لصيغة جديدة في حكم لبنان. وربما تؤسس لإبراز شخصيات جديدة يكون لها دور، بدلاً من الاستمرار بشخصيات قديمة.

تبقى العبرة في تأليف الحكومة وشكلها وتركيبتها، والوقت الذي تستغرقه لتولد. ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا ما كانت فرنسا تمتلك التصور كاملاً، وما على اللبنانيين إلا الإلتزام به وتطبيقه، أم أن هناك عقبات كثيرة تعترض طريق ولادة الحكومة.

في انتظار الانتخابات الأميركية

ليس بسيطاً أن يمرر ماكرون مثل هذه الحكومة، بعد أسابيع على موقفه من ضرورة الذهاب إلى ميثاق لبناني جديد، وبعد تلقف رئيس الجمهورية ميشال عون، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، هذه الدعوة. وهنا يمكن توصيف الحكومة والمرحلة بأنهما انتقاليتان، لما يتأسس عليهما لاحقاً.

ولبنان اليوم أمام خيارين: انتظار نتائج الانتخابات الأميركية، لمعرفة الوجهة التي ستسلكها الأمور، وإما أن تستمر واشنطن على موقفها وزيادة ضغوطها بمعزل عن المسار الفرنسي. وبالتالي تستمر العقوبات ووقف الدعم والمساعدات. ما يعني المزيد من الانهيار، إلى أن تقرر واشنطن تغيير موقفها أو تتحقق مصالحها. صحيح أن فرنسا مررت هذه التسوية الحكومية من دون مشاركة أميركية. ولكن لا أحد قادر على تمرير مساعدات للبنان من دون موافقة مرتبطة بتحقيق الشروط التي تفرضها الولايات المتحدة.

 

طرابلس بعد تسمية مصطفى أديب: الصمت المريب

جنى الدهيبي/المدن/01 أيلول/2020

منذ ترشيح اسمه لتشكيل الحكومة المقبلة، شغل اسم الدبلوماسي مصطفى أديب عاصمة الشمال على المستوى القيادي والشعبي، لا سيما أنه يتحدر من طرابلس، ومن واحدة من أقدم عائلاتها، آل أديب.

فعلى مستوى معارفه وأصدقائه في الحقلين العام والشخصي، كان لافتاً تشارك الانطباع تجاهه، ووصفه بالخلوق والمهني والدبلوماسي في التعامل. لكن ذلك، لم يمنع كثيرين من التعبير عن غضبهم من الآلية التي كُلف فيها أديب، والنظر إليه كمرشح للسلطة، قد لا يكون أكثر من نسخة منقحة عن سلفه حسان دياب. وما بين النقاش الهزلي والجاد على الصفحات الافتراضية أو المقاهي وفي الجلسات المغلقة، يقول البعض أن لا فرق بين دياب وأديب سوى بتقديم حرف الألف، أو أن كل من يتشارك في الحكم مع هذه السلطة فهو متواطئ أو شاهد زور، لا سيما بعد نكبة بيروت بانفجار المرفأ في 4 آب الفائت.

الخوف أقوى من الغضب

أما الغضب الشعبي الأكبر، فقد صُبّ على رؤساء الحكومة السابقين الأربعة، واتهامهم بتقديم مزيد من التنازلات للعهد وحزب الله على حساب الطائفة وموقع رئاسة الحكومة. وبينما كان تبرير أنصار الرؤساء أن لا خيار آخر لهم في هذه المرحلة الدقيقة، وأنهم أجبروا على اختيار أديب تماشياً مع الطرح الفرنسي، فقد كان لافتًا أن الغضب من ترشيح رؤساء الحكومة السابقين لأديب لم يتخطَ في طرابلس الإطار الكلامي. إذ منذ صدور حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 18 آب، عاكست طرابلس كل التوقعات، ولم تشهد أي تحرك في شوارعها. كذلك اعتكفت عن أي تحرك ثوري استكمالاً لما بدأته في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. وفي موازاة هذا الصمت المريب الذي يعم أرجاء المدينة، يبقى الخوف الأكبر لدى أبنائها من إعادة إقحامها بسنياريوهات "داعشية" على غرار "فتح الإسلام"، لا سيما بعد جريمة مقتل شباب كفتون، وبدء الحديث عن خلايا إرهابية تنمو في الشمال!

طلاب أديب ومعهده

في المقابل، ولأن مصطفى أديب كان أستاذاً جامعياً في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث في القبة سابقاً)، منذ العام 2000، كان لعدد كبير من طلابه السابقين رأيهم بترشيحه لرئاسة الحكومة، بعد أن كان أحد أصغر الأستاذة الجامعيين، إذ دخل إلى سلك التعليم في "اللبنانية" وهو لا يتجاوز 28 عاماً.

وفي السياق، يقول محمد الدهيبي (40 عاماً) لـ"المدن"، وهو أحد طلابه السابقين من العام 2001 حتى العام 2005، سبق أن درس معه مواد متعددة في العلوم السياسية: "في بداية تعليمه، كان أديب يميل لتلقين الطلاب من الكتاب مباشرة، ثم في السنة الرابعة صار أكثر تمكنًا من مواده، وأصبح يميل مرات لشرح جزء من المقررات من دون القراءة الحرفية للمقررات".

ويشير الدهيبي وفق شهادته أن أديب كان قد تزوج قبل مجيئه إلى الجامعة من زوجته الفرنسية بعقد مدني. وكان الأمر دائماً موضوع نقاش مثير بين طلابه في الجامعة، لا سيما أنه يتحدر من عائلة طرابلسية معروفة في المدينة بعاداتها وتقاليدها المحافظة.

وبعد أن أسس في طرابلس مركزًا لـ"الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط" في العام 2005، صار يدعو الطلاب للتطوع فيه، بحسب الدهيبي. وقد كان لديه مشروع ممول من السفارة البريطانية. وأضاف الدهيبي: "لكن اللافت أن المركز لم يكن يُصدر أي دراسات استراتيجية متعلقة بأهدافه. وفي العام 2006 ترددت على المركز للحصول على داتا بشأن دراستي العيا، فلم أجد شيئًا، وإنما وجدت أبحاثاً أخرى متعلقة بشؤون المرأة مثلاً". وعن علاقته بالطلاب، يصفها الدهيبي بـ "الجيدة"، و"لم يكن يتدخل في شؤون انتخابات الطلاب ولا في الشؤون السياسية أبداً، كما كان متحفظًا ولا يقبل أن يتدخل أحد بشؤونه الشخصية، وكان أكاديمياً غالبًا ما يلبي الطلاب في شرح الدروس أو تقديم أي استشارة أخرى". وبعد أن برزت صورة زوجة أديب الفرنسية وهي تدعى Flavia، علمت "المدن" من مصادر مقربة من العائلة، أن عقيلة الرئيس المكلف هي ابنة طبيب كان رئيساً في البعثة الطبية الفرنسية، وقد توفي منذ حوالى العام. وهي تحوز الجنسية الإيطالية إلى جانب جنسيتها الفرنسية، لأن والدها من أصول إيطالية. وفي السنوات الأخيرة كانت تعيش مع زوجها وأولادها في ألمانيا.

 

أموال السياسيين المهرَّبة إلى سويسرا.. "تبخّرت"

سامي خليفة/المدن/01 أيلول/2020

طلبت النيابة اللبنانية من هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان المركزي، بتاريخ 2 كانون الثاني 2020، التواصل مع السلطات السويسرية للكشف عن حجم الأموال المحولة إلى هناك منذ 17 تشرين الأول 2019، وما إذا كان مصدر الأموال مثار شبهة. واستناداً لذلك، فقد طلبت الهيئة من جميع المصارف في لبنان مراجعة حسابات شخصيات سياسية، ومسؤولين في القطاع العام، قاموا بتحويلات منذ التاريخ المذكور آنفاً إلى نهاية 2019. تبع ذلك إعلان مصرف لبنان المركزي أنه يواصل التحقيق بشأن تهريب أموال خارج لبنان بعد انزلاقه في أزمة مالية كبرى. وحتى تاريخ اليوم، ما زلنا ننتظر دون طائل إجراءات ملموسة تعيد بعض الأموال المهربة، فيما يعاني اللبنانيون للوصول إلى ودائعهم.

تهريب الأرصدة

حين كانت البلاد، التي يبلغ دينها العام 166 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، معرضة لخطر التخلف عن السداد في أي وقت، قام جزء كبير من ساسة لبنان بتهريب معظم أموالهم إلى سويسرا، تاركين المودعين لمصيرهم. وهكذا فإن أموال هذه الفئة، التي تشكل الأكثرية الساحقة من أثرياء لبنان، وفق تقرير نشره موقع Globalwatchanalysis الفرنسي، المختص بتتبع الشؤون الأمنية ومحاربة الإرهاب والتطرف والفساد، تتبخر على شواطئ بحيرة جنيف وزيورخ. لم يعد خافياً على أحد خسارة لبنان منذ زمن بعيد لقب "سويسرا الشرق الأوسط". خصوصاً أن بيروت اليوم، حسب الموقع، لم تعد قادرة على الوفاء بديونها. واضطرت الدولة إلى طلب المساعدة الفنية من صندوق النقد الدولي، للتفاوض مع دائنيها بشأن إلغاء أو تأجيل قروضها، لا سيما من الصناديق الأنغلو ساكسونية.

أربعة مليارات دولار

تلقى مكتب العدل الفيدرالي في سويسرا بتاريخ كانون الثاني المنصرم، إنابة قضائية دولية من لبنان تطلب منه "المساعدة القانونية" في عمليات تحويل الأموال "المشبوهة". وقد بينّت الأرقام الرسمية اللبنانية، أنه بين 17 تشرين أول 2019 و 14 كانون الثاني 2020، وصلت المبالغ المحولة إلى المؤسسات المالية السويسرية لحوالى 2.376 مليار دولار.  يضيف الموقع أنه كان من المقرر تهريب حوالى 300 مليون دولار بين أيلول و17 تشرين أول 2019، تاريخ إغلاق المصارف. فالنخبة السياسية اللبنانية، إدراكاً منها لخطورة الوضع، بدأت في اتخاذ إجراءات تهريب أموالها قبل اندلاع الأزمة، وكان ذلك يحدث جهاراً نهاراً. ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، تلقت جميع المصارف اللبنانية طلباً من لجنة الرقابة على المصارف للحصول على معلومات حول جميع التحويلات التي تمت إلى المصارف السويسرية، "بما في ذلك الفروع السويسرية للمصارف اللبنانية".

في المجموع، تشير تقديرات الموقع أنه تم تحويل ما لا يقل عن أربعة مليارات دولار إلى الخارج، على الرغم من مزاعم القيود الرسمية الصارمة المفروضة على التحويلات المالية خارج البلاد.

مصير الأموال

تكافح مجموعات قانونية لبنانية، استجابةً لمطالب الشارع وثوار لبنان، منذ أشهرٍ، لمحاولة استرداد جزء من الأموال المهربة التي جُمعّت نتيجةً للفساد. لكن المشكلة تبقى، كما يكشف الموقع، بأن عمليات التحويل هذه نادراً ما تتم بأسماء الأفراد. وعادةً ما يختبئ الحكام والأثرياء وراء "شركات وهمية موجودة على الورق وحسب"، بحيث لا تظهر أسمائهم. ويؤكد الموقع أن سويسرا لن تتمكن من حظر أي حسابات، إلا إذا نجح لبنان في إثبات أن الأموال هي أموال سوداء أو رمادية. وهذا يعني أنه تم كسبها بطريقة غير مشروعة (كأن يكون مصدرها فساد، مخدرات، إلخ..) أو أموال غير مصرح بها. والمؤسف أنه في جنيف وزيورخ ما يكفي من محامي الضرائب المخضرمين الذين يمكنهم دفن هذه القضايا لعقود. ولعل المثال الأبرز على ذلك، أصول الدكتاتور السابق لهايتي، جان كلود دوفالييه، الذي توفي عام 2014، وما زالت أمواله المخبأة تحت غطاء مؤسسة، مجمدة في سويسرا.

طلب مكتب العدل الاتحادي في برن من السلطات اللبنانية "معلومات إضافية ضرورية عن التحويلات، لكي تحصل على رد إيجابي". وهنا يشير الموقع أن على بيروت التحلي بالصبر. فسويسرا، على سبيل المثال لا الحصر، رفضت منذ فترة طويلة تنفيذ الإنابة القضائية الفرنسية التي تضمنت عبارة "إساءة استخدام الأصول لشركة أو منظمة ما". لأن هذه الجريمة لا وجود لها في سويسرا، حيث ما يعترف به القانون السويسري هو تهمة "الإدارة غير العادلة". وربما قد يتكرر الأمر عينه إذا وصلت الإنابة القضائية اللبنانية إلى مكتب المدعي السويسري الناطق بالألمانية.

والجدير ذكره هنا، أن تسريبات "سويس ليكس" عام 2015، تضمنت قائمة بمئة ألف حساب مصرفي في الفرع السويسري لبنك "أتش أس بي سي"، يستعمل أصحابها نظام السريّة المصرفيّة المعمول به هناك للتهرّب الضريبي، وإخفاء مصادر الأموال المودعة. وفي هذه القائمة، حلّ لبنان في المرتبة 12، حيث ناهز الرصيد الإجمالي للعملاء اللبنانيين في هذه القائمة الـ5.8 مليار دولار، بينما بلغ رصيد أكبر حساب مملوك من شخص واحد على صلة بلبنان 236.6 مليون دولار. وقد تضمّنت اللائحة المذكورة أسماء كبيرة معروفة على الساحة اللبنانية.

 

أوباما في سوريا.. ماكرون في لبنان

يوسف بزي/المدن/01 أيلول/2020

عين الرئيس السوري، بشار الأسد، حسين عرنوس رئيساً للحكومة السورية. وسمّى أيضاً جميع الوزراء. صلاحيات الأسد "الدستورية" معروفة. الديكتاتور بكامل سلطته. وهؤلاء "الموظفون" في الحكومة هم بالطبع من أقرب الأتباع والمخلصين.

لا تعوز الأسد تعقيدات "الاستشارات" أو استمزاج آراء كتل نيابية أو قادة أحزاب. يسمّي ويكلف ويؤلف بلا منغصات أو عراقيل. تشكيل سلس وسهل للحكومات يحسده عليهما رؤساء آخرون، خصوصاً أولئك المتبرمون من وجود "شركاء مزعجين". 

وكعادة الأسد في كل أفعاله وقراراته، وضع لمسته الاحتقارية الخاصة (التي لا تخلو من تلذذ سادي بسلطته) فرأى أن يعين طبيباً بيطرياً، متخصصاً بأمراض ضرع الأبقار، وزيراً للتربية. وحسب نميمة المواطنين السوريين، فهذا البيطري "هو الرجل المناسب في المكان المناسب"، طالما أن الأسد ينظر إلى "رعيته" بوصفهم ماشية وقطيعاً في بلد تحول إلى مزرعة عائلية.

وعلى الأرجح، لم ينس بشار الأسد ولم يغفر وهو يفكر باختيار الشخص الأنسب لوزارة التربية، أن الثورة التي اندلعت قبل تسع سنوات، إنما يمكن اختصارها رمزياً بتلك الصرخة الشهيرة: "أنا ماني حيوان". ولذا، وثأراً من هذا تحديداً، لم يتورع الأسد كل هذه المدة عن أي اقتراف ممكن لإجبار السوريين على إعادتهم إلى الحظيرة وإلى تعريتهم من الكرامة ومن كينونتهم الإنسانية. قضى الأسد سنوات تسع في "تربية" السوريين كبيطري، لا حسب اختصاصه الأصلي: طبيب عيون.

ليس بشار الأسد شديد الاستثنائية عن رؤساء وحكام الكثير من بلداننا العربية، الذين تتملكهم نزعة "أبوية" صارمة وعنيفة تجاه رعاياهم الذين هم غير ناضجين ولا يعرفون صالحهم وليسوا مؤهلين للديموقراطية وما شابه. أما وزيره الملمّ بأمراض ضرع البقر، فهو أيضاً لا يختلف كثيراً عن وزراء في دول مجاورة لديهم المهارات الكافية في الوصول إلى هكذا منصب. مهارات لا علاقة لها بالشهادات الأكاديمية أو الخبرات العملية أو التجربة السياسية بقدر ما هي خصال وبراعة في التسلق أو التقرّب أو التزلف.. أو يكفيهم أن يكونوا من الأقارب والمصاهرين أو من الطائفة نفسها أو من الحزب ذاته.

على بعد كيلومترات قليلة من دمشق، يحدث في لبنان ترتيب حكومات ربما بكمّ أقل من العنف، لكن بجرعات مهانة تشبه إلى حد بعيد تلك المقاربة البيطرية. فأعضاء العصبة الحاكمة (ستة أو سبعة على الأكثر) الذين ينصاعون لـ"الأخ الأكبر"، هي بنظر دول العالم كما بنظر المؤسسات المالية العالمية أو المنظمات الأممية أو أي صحيفة أجنبية.. واحدة من أسوأ السلطات الحاكمة فساداً ورياء وانحطاطاً أخلاقياً وكذباً متمادياً. والاحتقار العلني للسلطات اللبنانية بأشخاصها يكاد يشبه الاشمئزاز الذي يبدونه تجاه بشار الأسد مثلاً، وإن اختلفت الأسباب.

وهذه العصبة اللبنانية المرذولة لا يسعها أن ترمي البراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيماوية على "شعبها" (أو شعوبها) على طريقة الأسد. إنها أكثر ديبلوماسية وحصافة، إذا جاز القول. فهي تنزل الكوارث من العيار نفسه تدميراً للعمران وتحطيماً للبشر على نحو مغاير ومخاتل. إنها تنسب ما تقترفه إما إلى الشعب نفسه أو حتى إلى القضاء والقدر.. وأحياناً إلى "مؤامرة" خفية.

وعلى هذا المنوال، مثلاً، يمكن لهذه العصبة أن تكون طليعة محاربي الفساد، الأشد مقتاً للطائفية، الأكثر حماسة للقضاء والشفافية، الأسرع تبنياً لشعارات الثورة.. بل الأحرص على الثورة وأهدافها وصورتها.

المرونة الفائقة لديهم في تلبية "مطالب الشارع" تدهش أعرق الديموقراطيات. تريدون حكومة تكنوقراط؟ لما لا؟ تريدون استقالتها وتأليف حكومة أخرى؟ لا مشكلة. نظام بديع في قدرته على التكيّف. صحيح أن كل ذلك يشكل إهانة فظيعة لذكاء اللبنانيين، لكن هذا ثمن زهيد مقارنة مع التفاني الذي تبذله السلطة "من أجل مستقبل أفضل". الرئيس عون كان خير معبّر، حينما قال: "لبنان كان عصياً على التغيير. والحوادث التي حصلت أخيراً ستكسر هذا الواقع فيصبح التغيير أقرب". بمعنى آخر يجب أن نبتهج بالكارثة الاقتصادية وبانهيار الدولة وبجريمة تفجير نصف بيروت. إنها فرصة تاريخية لا تعوض، ليقودنا الجنرال إلى مأثرته الرابعة بعد "حرب التحرير" و"حرب الإلغاء" و"حرب الرئاسة" (نعم، حرب الرئاسة منذ نهاية ولاية إميل لحود 2007 ولغاية العام 2016). مأثرة سيكون عنوانها كمفارقة تاريخية ساخرة "إعادة الإعمار". أليس هو من قال: سأسلم البلد أفضل مما كان؟

لا حسان دياب ولا مصطفى أديب على شبه برئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، وليسا طبيبين بيطريين. وبالتأكيد، من الصعب تشبيه عون بالأسد. لكن الواقعة الحزينة أن العالم الخارجي، الدول المؤثرة كأميركا وفرنسا، لديهم قناعة أن دولنا المتهالكة تشبه بعضها البعض وحكامها من الطينة الفاسدة عينها، وأن شعوبنا لا تستحق أفضل من ذلك. هذا ما فعله أوباما في سوريا.. هذا ما يفعله ماكرون في لبنان. أما "أركان" الثورة ومجموعاتها التي لا تعرف أن توقّع ولو بيان بورقة واحدة معاً، فلها حسابها المؤجل. 

 

حزب الموتسيكلات!

محمد قواص/سكاي نيوز/31 آب/2020

يستبق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بخطاب "حنون" يتّسق مع الدور الذي تسعى فرنسا للعبة بصفتها تاريخيا "الأم الحنون" للبلد.

والجزرة التي يلوح بها نصر الله لماكرون تناقض العصا التي يلوح بها داخل شوارع بيروت وأحياء خلدة والبقاع والجنوب ومناطق أخرى قبل ذلك.

وواقع الحال أن حزب إيران في لبنان يمارس ابتزازا خبيثا لباريس، مفاده أن مفتاح الأمن والحرب والسلم وأي تسوية تتوسلها باريس لها مرجع واحد تدلكم "موتسيكلات" الحزب على عنوانه.

بالمقابل يتعامل ماكرون مع لبنان متغافلا عن واقع أنه بلد محتل وسبق لطهران أن فاخرت بوقوع عاصمته داخل خرائط احتلالاتها.

يرى رجل فرنسا في البلد فيروزا وأرزاً، فيجول مفاخراً، معتقداً أن في رمزية عبوره من منزل فنانة لبنان الأولى وأيقونته إلى غابات الأرز في جباله، ما قد يستدعي أساطير تخجل منها موازين القوى ولعبة المصالح الخبيثة.

والحال أن ماكرون يوحي لنصر الله بما يتيح لحزب الله الإيمان أنه بات من الثوابت التي يعترف بها العالم ويتموضع وفقها. والحال أيضا أن شكل الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري أوحت للحزب بأكثر من ذلك، من حيث أن "قِدِّيسيه" تتم تبرأتهم، وأنه حين تجرّم واحدهم فإن فعلته إثم فردي لا وحي له.تلعب فرنسا بارتباك دور الشرطي اللطيف مستفيدة من غلاظة دور الشرطي الشرير الذي تلعبه الولايات المتحدة. يصعد الشرير الأميركي إلى أعلى الشجرة مشددا مواقفه المطالبة بتخشين مهام قوات اليونيفل وتوسيع صلاحياتها ومد مهامها باتجاه الحدود مع سوريا. بيد أن النص الفرنسي الوسطي هو الذي يمرر في مجلس الأمن والذي، رغم انخفاض سقفه عما توعد به الأميركيون، يشي، بإجماع المجلس، أن المجهر الأممي بات أكثر عزماً على التعامل بجدية مع "ملف" حزب الله.

والواضح أن ماكرون، وبالتوافق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، يعمل على منع "وفاة" لبنان واختفائه، وفق التعبير الدقيق لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. وبناء على هذا التوافق الأميركي الفرنسي الصعب، سيكون على الرئيس الفرنسي اجتراح معجزة هدفها وضع لبنان في حالة تنفس اصطناعي بانتظار ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر بما تحمله من تداعيات على ملفي إيران وسوريا .

كل الأطراف في لبنان كما مراجعها الخارجية تعرف جيداً أن لا طائل من الانخراط في أي ورشة حل جذري في لبنان. الرياض وواشنطن لن تدعم حكومة يخترقها حزب الله وهو ما يفسر اعتكاف سعد الحريري وزهده بمنصب رئاسة الحكومة. حتى أن باريس أيضا أوحت بتفضيلها ابتعاد الحريري (ربما لتسهيل ابتعاد وجوه سياسية مقابلة أيضا)، وكأن ذلك بات مطلوبا للإيحاء بأن حكومة ماكرون اللبنانية (برئاسة مصطفى أديب) لا تهدف، حاليا، إلى أي تغيير بالمعادلة السياسية اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله.

غير أن باريس لا تتحرك بعيدا عن ملاعب واشنطن. تحتاج الولايات المتحدة إلى قيام حكومة في لبنان بإمكانها أن تتلقى رسميا رسائل الولايات المتحدة الخشنة ولوائح مطالبها.

بات ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى (الذي يزور لبنان غداة مغادرة ماكرون)، يشعر أن حزب الله بات في عجلة لإبرام صفقة ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأنه كما زميله ديفيد هيل الذي زار لبنان قبل أسابيع يتدللان على نحو لا يوحي بعجلة أميركية لإقفال هذا الملف.

وعلى الرغم من حراك موتسيكلات الحزب في زواريب البلد، غير أن ذلك لا يخفي أن البوارج الحربية التي ترسو وقد ترسو في مينائه، كما الاجتياح الدبلوماسي الدولي لعاصمته، كما تحول المزاج الأممي حيال اليونيفل، يوحي أن ورشة كبرى جارية لتحرير البلد من وضع بات نافراً لا تتسق مفرداته مع مشهد الصراع الكبير في شرق المتوسط.

يتطور غضب واشنطن من فرنسا وبقية الحلفاء في أوروبا بسبب عدم مساندة المشروع الأميركي في مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران. ولو كان لماكرون مشروع فرنسي مستقل في لبنان لعمل الأميركيون على الإطاحة به. وعلى هذا يتحرك الرجل وفق لغة فرنسية لا تعاند اللهجة الأميركية، ذلك أن تواصلا خلفيا يجري بين واشنطن وطهران لإعداد ملفات التسوية الحتمية المقبلة أيا كانت هوية الرئيس الأميركي.

والثابت أن تلك التسويات المستندة على موازين قوى لا تميل لصالح طهران لا تناقش مصير حزب الموتسيكلات في لبنان.

 

لبنان في حقبته الشيعية

يوسف بزي/المدن/31 آب/2020

ابتدأ "لبنان الشيعي" مع تفجير موكب رفيق الحريري، وحملة الاغتيالات المتناسلة منذ منتصف شباط 2005، "مشفوعة" بتفجيرات ليلية متواترة آنذاك، ومتوّجة بغزوة أيار 2008، ومرفقة بعراضات القمصان السود ثم بجيش الموتوسيكلات، و"مترجمة" بخطابات الإصبع الغليظة المهددة، ومدعومة بمئتي ألف صاروخ،  وسلسلة انتصارات لا تصريف لها ولا تعريف خارج المقابر، إلا بهذا الدرك الذي وقعنا فيه.

ولبنان الشيعي هذا، الذي تأسس بالاستيلاء والغلبة وفائض العنف، أتى انقلاباً على الجمهورية الثانية وعلى إرث الجمهورية الأولى أيضاً. ويمكن اختزال هذا رمزياً في تلك المواجهة الوجيزة التي حدثت بين جمهور متنوع ومدني وسلمي في وسط بيروت يلهج بأفكار ومطالب وشعارات تستبطنها مجتمعات المواطنة والحقوق والديموقراطية والدولة الحديثة والحريات، وجمهور آخر هو كتلة من الذكور العنيفين والموتورين لا تستبطن سوى سلاحها وصرختها الراعدة: شيعة، شيعة.. بلا زيادة أو نقصان.

كانت تلك آخر المواجهات المبتدئة في ربيع 2005 جمهوراً مليونياً لا قيمة له أمام الزمر المسلحة، أو هي كانت خاتمة كئيبة أشبه بلفظ الأنفاس وانطفاء الروح، التي سبقت النهاية الأبوكاليبسية في انفجار بيروت.

ولبنان الكبير الذي تقدمه "الموارنة" ما بعد نهاية المتصرفية، وارتضاه السنّة، وكان الدروز من أهله وصلبه، فيما أخذ الشيعة فيه موقعاً خلفياً وهامشياً رغم أنهم لأول مرة بتاريخهم المديد اكتسبوا في هذا الكيان الوليد حريتهم الدينية والاجتماعية والطقوسية والثقافية.. إنما قام على هذا "الاعتراف"، كما على تعريفٍ مركّب يميزه عن الدول المجاورة إلى حد التناقض. ورغم أن القيادة المارونية (إن صح التعبير) ارتكبت أخطاء تاريخية فادحة، ومنها التأخّر المتعمد في إرساء دولة المساواة، إلا أن كل ما يمكن مدحه في لبنان، عمراناً وثقافة واجتماعاً ونمط حياة كان بفضل تلك الخيارات المسيحية السياسية أولاً، التي قطفت ثمارها الجماعات الأخرى أيضاً، إن في الترقي الاجتماعي والاقتصادي أو في التقدم السياسي والثقافي. فالصيغة اللبنانية هذه، إنما كانت باستمرار مفتوحة على المنازعة السياسية بمعناها "الطبيعي"، للجماعات والطوائف والأفراد، كوجه من وجوه الديموقراطية اللبنانية.

وإذ أتت الحروب اللبنانية و"الملبننة"، باقتراف أهلي وإقليمي ودولي، على تلك التجربة المسماة "الجمهورية الأولى"، إلا أن اتفاق الطائف الذي دشن بداية "الجمهورية الثانية" لم يغيّر لا تعريفاً ولا أيديولوجياً بالهوية التي قام عليها لبنان الكبير عام 1920، وإن منح "السنّة" موقعاً متصدراً في القيادة، التي مثّلها رفيق الحريري ومشروعه. فالعقيدة السياسية للحريري ونظرته إلى لبنان كانت أشبه بـ"إعادة إعمار لبنان المسيحي" بإرادة المسلمين ورضاهم. بل أنه جمح على عكس التقليد العروبي الوحدوي (1958، 1969، 1975)، وتحوّل إلى طالب استقلال في حلف شبه معلن مع الكنيسة والفاتيكان، وبهما استقوى ولهما لجأ.

والحق أنه لم تكن المعضلة المسيحية في "الطائف" بل في انتهاكه على نحو منهجي بما يؤذي المسيحيين أو يعزز مخاوفهم ويقوي "تروما" موت الجمهورية الأولى.

كان قرار تفجير الحريري إعلاناً عنيفاً لابتداء مشروع شرق أوسطي مضاد، إيراني المصدر، خميني العقيدة، بالغ القسوة والتصميم على تصوير العالم حرباً مقدسة بلا نهاية تقريباً. وفي خضم العقود المنصرمة، كان العمل الأيديولوجي والتعبوي والتثقيفي وحتى الإعاشي المواكب للمحنة الدموية في معجن الحروب الأهلية وتحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، قد أحال الشيعة اللبنانيين إلى "جالية" إيرانية الولاء والسلاح والمال والوجدان.

ومن هذا التاريخ، خرج الشيعة بعد العام 2005، في مسيرة المواجهات مع سائر الطوائف وفي الحرب السورية والعراقية واليمنية، كما في حرب تموز 2006، بزخم اسبارطي قتالي ومتعصب ومدجج بالسلاح والإرادة لتثبيت الغلبة والقوة، ثأراً مختمراً منذ مئات السنين، ومضمخاً بتهويمات دينية مأسوية ومضنية تتحرق إلى مشاهد القيامة المهدوية.  

إزاء كل هذا، اختارت الطوائف الأخرى - كل على طريقتها- سبيلها في "معايشة" هذا الجبروت ومهادنته واتقاء شروره وصون رأسها وجسمها ومصالحها، فأسلمت مقاليد الدولة وسيادتها واتبعت التقية أو ارتضت "الذمّية" أو اعترضت لفظاً ولغواً بعيداً عن الخطوط الحمراء. وإذ منحت أصحاب فائض القوة سلطة تقرير المصير والسيادة والسياسة، انصرفت إلى تعويض خسارتها للكيان الجامع وللصيغة الوطنية بتأمين "رزقها" فساداً ولصوصية ونهباً وتحاصصاً، وتأمين وجودها بتعزيز طائفيتها ومذهبيتها ولحمتها العصبية. ولما سادت القناعة أن "ليست هذه دولتنا"، استسهلت الجماعات اليائسة والخائبة استباحة مقدرات هذه الدولة وماليتها وإداراتها وجباياتها، تحت عين المتسيّد المرتضي لهكذا رشوة ليست من كيسه، والمنشغل عن هذا الـ"لبنان" الصغير والفاسد والتركة الاستعمارية البائدة، بحروب سرية وعلنية تمتد من فنزويلا إلى أفغانستان من دون حدود أو جغرافيا.. التي من أولى شروطها استحالة الدولة في لبنان.

والمصيبة التي أولى ضحاياها هم الشيعة أنفسهم، أن لبنان بقيادة الموارنة كان عمراناً مختلاً أفضى إلى تصدعه، ولبنان بقيادة السنة كان إعادة إعمار مفخخاً باحتلالين انتهى بتفجيره، أما لبنان الشيعي فلا يقدم ولا يقترح أياً من مفردات العمران. فالعواصم الأربع التي أعلن الحرس الثوري سيطرته عليها تعتاش الآن على "المساعدات الإنسانية" التي يرسلها الغرب الكافر!

 

حكومة " تصريف أعمال خارجية "

توفيق شومان/31 آب/2020

لا أعرف الرئيس المكلف  بتشكيل  الحكومة مصطفى  أديب ، ولكني سألتُ أصدقاء مشتركين  عنه وعن أحواله ، فقيل إن الرجل خلوق وعصامي ومن الآكاديميين الأكفياء .

هذه سمات وميزات مطلوبة لرجال السياسة والإدارة في لبنان ، بعدما  عز على اللبنانيين وندر، وجود رجال عصاميين وخلوقين يديرون شؤون البلاد  بعفة  ويتدبرون أمور العباد برأفة ، فلا يُفقرونهم  ولا  يفجرونهم ولا يتحاربون بهم ولا يجعلونهم شحاذين  طالبين للصدقات أو متسولين لتأشيرات الهجرة . 

رحم الله أيام زمان

رحم الله فؤاد شهاب الذي كانت زوجته مدينة بثلاثمائة دولار لحانوت مجاور ، وطلبت من الرئيس الياس الهراوي  عندما زارها أن يسدد هذا المبلغ ، كما يقول الهراوي نفسه .

الخلوقون هم من يحتاجهم لبنان لإنهاضه ، فالإنهيار اللبناني هو انهيار أخلاقي أولا وأخيرا ، فحينما انهارت أخلاق السياسيين انهار كل شي ، من الإقتصاد الوطني إلى النقد الوطني ، ومن ممارسة السياسات العامة إلى ممارسة السلوكيات العامة ، ومن الكلام الأنيق الذي كان يتميز به اللبنانيون إلى كلام السفلة وزعران الشوارع الذي بات سمة اللبنانيين وتعبيرا عن انحطاطهم. 

هذه بطاقة ترحيب بالرئيس الخلوق كما قيل لي .

لكن ثمة بطاقة أخرى تفترض نقاشا وجدالا في السياسة والقضاء والإقتصاد وما بين هذا الثلاثي بأركانه مجتمعة .

ـ 1: ـ في السياسة أولا :

في الشكل ، تبدو تسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب توافقا بين رؤساء الحكومة السابقين ، وهذا التوافق أنتج توافقا مماثلا من قبل قوى سياسية أخرى ، وإلى هذا الحد ينطوي الأمر على حُسن محمود ، ولكن ثمة من يقول ويروي إن اختيار السفير مصطفى  أديب بالإسم والمسمى ، جاء من جانب الرئيس إيمانويل ماكرون عبر أكثر من مستشار رئاسي فرنسي  ضليع بالشؤون اللبنانية ، فمصطفى أديب بحسب الفرنسيين ، غير مستفز لأي من القوى السياسية اللبنانية ، فعلاقته مع الرئيس نجيب ميقاتي ممتازة ، ومع تيار " المستقبل " حسنة ، ولا موقف سلبيا حياله من حركة " أمل " و " حزب الله " ، ولا يلقى معارضة من " التيار الوطني الحر " ، وفوق ذلك فهو السفير اللبناني في ألمانيا التي شكلت أرضية لحوار كان وحوار منقطع الآن بين طهران وواشنطن ، وبحسب الرواة أن التقدير الذي يحظى به مصطفى أديب لدى الخارجية الألمانية ، أملى على نظيرتها الفرنسية تنسيقا عاليا معها ، لم  يكن الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي بعيدا عنه .

وعلى ذلك يمكن القول إن الفرنسيين " بحثوا " عن رئيس للحكومة اللبنانية ووجدوه في ألمانيا ، وهذا الرئيس يفترض أن تكون خارطة طريق عمله الحكومية ، قائمة على أساس " الحكومة ذات المهمات  الفاعلة " ، كما يقول الفرنسيون أنفسهم ، أي أن خارطة الطريق تلك ، هي فرنسية ، ابتداء من الضغوط التي مارستها فرنسا على اللبنانيين للتعجيل باختيار الرئيس المكلف ، ومرورا بالورقة الفرنسية المثلثة الأضلاع حول الإصلاح والتحقيق الجنائي المالي ، والحكومة المؤقتة ، والإنتخابات النيابية المبكرة ، وصولا إلى العقد السياسي الجديد ، والحوار الوطني المفترض أن يسبق العقد العتيد .

وحيال ذلك يمكن القول إن الحكومة المقبلة هي حكومة من " إنتاج فرنسي " أولا  ، ولا ذم ولا قدح بذلك ، طالما الفاعلون متوافقون عليها .

ـ في القضاء ثانيا :

لا يمكن إغفال تداعيات كارثة الإنفجار شبه النووي الذي ضرب العاصمة اللبنانية ، بإنتاج حكومة ذات صناعة فرنسية ، وإلى جانب ذلك ، لا يجب إغفال الأدوار الدولية في التحقيق بأسباب الإنفجار ، فالفرنسيون في مرفأ بيروت ، والأميركيون كذلك ، ومع الإثنين الألمان وغيرهم ، وهذا يعني أن مرفأ بيروت أصبح مدولا من دون الإشهار بذلك ، والحكومة الجديدة في حال كُتب  نصيب الولادة لها  ، ستتعامل مع ملفين : الأول : ملف التحقيقات المتعددة الجنسية حول انفجار المرفأ ، والثاني : إعادة الإعمار ، وعلى ما يظهر أن الإعمار سيكون للأوروبيين ( وربما الأميركيون ) يد طولى بخطوطه العريضة والدقيقة .

في القضاء أيضا ، ليست مسألة عرضية تلك المرتبطة بالتحقيقات المالية الجنائية ، فحين تسقط ثقة اللبنانيين ببعضهم بعضا ،  يلوح أمام  أنظارهم طوق النجاة الخارجي ، وبصرف النظر عن  نتائج التحقيقات  وما ستؤول إليها ، فلا شك  ان فقدان الثقة  يمثل ذروة التراجيدية اللبنانية من جهة ،  وذروة الطواعية والإستكانة إلى أحكام الخارج وتحقيقاته وقضائه . 

ـ في الإقتصاد ثالثا :

لا يخفى على أحد ، أنه قبل الإنهيار المالي والإقتصادي في العام الماضي  ، كانت رهانات الطبقة السياسية اللبنانية على عوامل ثلاثة لا رابع لها للحؤول دون الإنهيار ، والرهانات الثلاث خارجية القوالب والركائز وهي النفط والغاز وإعمار سوريا ومؤتمر " سادر ".

وإذ نوقش وجُودل كثيرا بخطأ الرهانات المذكورة ، لإرتباطها العضوي بالخارج وتقلباته وصراعاته ومناخاته السياسية والأمنية  المعقدة وتجاهلها قطاعات الإقتصاد الحقيقي داخليا ، فإن سقوط لبنان في قاع الإنهيار خلال صيف السنة الفائتة ، كشف عن هُزال اقتصادي في الداخل وعن خواء الرهان على قطاعات تحتاج إلى توافقات إقليمية ودولية لا تتوافر عناصر وجودها .

ماذا يبقى ؟

يبقى صندوق النقد الدولي وشروطه ، ويبقى مؤتمر " سادر " وشروطه المستجدة والمتضافرة مع شروط صندوق النقد ، وبما يعني أن الإدارة المالية ـ الإقتصادية  اللبنانية ستكون خاضعة لآليات يشرف صاحب القرارالدولي على تنفيذها ، فصاحب القرار ذاك ، هو من يقرر قنوات وصول القروض والمساعدات المالية  إلى لبنان ، ونوعية المشاريع المنوي إقامتها ، وكيفية الصرف المالي ومراقبته .

بهذا المعنى ، فالحكومة المقبلة هي حكومة " تصريف أعمال خارجية ودولية " ، في السياسة والقضاء والإقتصاد .

ألم يكن بالإمكان تشكيل حكومة بتوافق وطني صرف وخارطة طريق وطنية صرفة وبرنامج إصلاحي سياسي ـ اقتصادي وطني صرف  ومحض وبالمطلق ؟

من لديه توصيف آخر ؟

 

خطاب الجامعة اليسوعية بذكرى لبنان الكبير: أيّ مستقبل؟

المدن/31 آب/2020

في التاسع عشر من آذار 2020 كان من المقرّر أن يلقي رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ خطابه السنوي لمناسبة عيد القدّيس يوسف شفيع الجامعة، وحمل عنوان: جامعة القدّيس يوسف في بيروت ولبنان الكبير: أيّ مستقبل؟ بسبب جائحة كوفيد 19 وإجراءات الحجر، أُلغي الاحتفال، ولم يلقِ الخطاب.

اليوم، عشية الأول من أيلول 2020، الذكرى المئوية الأولى للاحتفال بولادة لبنان الكبير، نشرت "اليسوعية" الخطاب كاملاً، كوثيقة تشهد على تاريخ الجامعة، على تاريخ لبنان، خصوصًا ان الخطاب ما يزال يتمتّع بآنية "موجعة" لجهة عدم تغيّر أحوال البلاد والتعاطي مع المشكلات الكبرى فيها، إضافة إلى تطرّقه إلى موضوعات حساسة وأساسيّة في الحياة الوطنيّة اللبنانيّة كالطائفيّة والأزمة الأخلاقيّة السياسيّة والفكريّة الحالية وما غيّرته ثورة 17 تشرين، وبالطبع دور الجامعة في كل ذلك، وخاتمةً ضمنّها حلولاً عملية للأزمة الحالية.

وهنا مقتطفات لأبرز ما جاء في خطاب رئيس الجامعة الذي تضمّن ثلاثة محاور رئيسيّة هي:

لبنان الكبير: وعدٌ بالمستقبل (المؤرّخون اليسوعيّون وآثار لبنان الكبير: مارتين Martin ولامنس Lammens؛ دعوة لوسيان كاتين Lucien Cattin؛ ملاحظة من لويس شيخو؛ "محبّة الوطن" لسيادة المطران المونسينيور الحويّك؛ التنديد بنمط العيش ومتغيّراته...)

الإدانات الثلاث الحاسمة التي جلبتها ثورة 17 تشرين الأوّل: التنديد بعدم أخلاقيّات السلوك السياسيّ أو الأزمة الأخلاقيّة؛ التنديد بالطائفيّة أو إعادة النظر في الانكفاء على الهويّة، واختفاء المساحة العامّة.

إستجابة الجامعة (نداء 27 تشرين الأوّل): أبعاد الإعلان المشترك بين الجامعة الأميركيّة في بيروت وجامعة القدّيس يوسف؛ نداء إلى يقظة الفكر اللّبنانيّ؛ دعوة إلى يقظة الهويّة اللّبنانيّة.

لبنان الكبير: وعدٌ بالمستقبل

"ها هو لبنان هذا الذي أراده أسلافنا كبيرًا، وكبيرًا جدًّا، والذين حافظوا عليه في قلبهم وروحهم، يرزح تحت وطأة أزمة سياسيّة، واقتصاديّة، وماليّة، واجتماعيّة ولا سيّما أخلاقيّة تكاد تكون مميتة. ومع ذلك، في آخر ثلاث خُطب ألقيتها من هذه المنصّة، حذّرتُ مرارًا وتكرارًا من الإعصار الوشيك الذي يضرب البلاد اليوم. لقد دعونا بإصرار إلى مواطنة متساوية بدلًا من طائفيّة متحزّبة وممارسة الزبائنيّة في الحياة السياسيّة التي تُثير النزاعات بكافّة أنواعها وتؤجّجها وتفكّك مكوّنات الدولة اللبنانيّة. لقد طالبنا بالخروج من الأزمة الاقتصاديّة التي تؤدّي إلى بطالة تطال شبابنا وخاصّةً خرّيجي جامعاتنا، وتدفعهم إلى الهجرة خارج بلدهم. 

لقد قمنا بإدانة الفساد ذات النطاق الواسع والناجم عن الزبائنيّة، والذي يهدّد أسس التعليم العالي، بينما نسعى إلى تحقيق دعوتنا الجامعيّة كمهمّة في خدمة تميّز الوطن. اليوم، من المحزن أن نتبيّن أنّ توقّعاتنا المشؤومة كانت للأسف قائمة. ولكن، بالنسبة إلينا، لا مجال أن نستسلم اليوم. لبنان هذا، ساهمت جامعتنا في نشأته ونموّه. نحن لا نزال مخلصين لالتزامنا وسنظلّ فاعلين في مجال التنمية. كجامعة، سنواصل مسؤوليّاتنا بلا كلل في ما يتعلّق بمستقبلها".

وتوقف دكّاش على دور الآباء اليسوعيين التاريخيّ في بناء لبنان ونموّه لا سيّما الآباء لامنس ومارتين وشيخو وكاتين، وما قاموا به من دور تربوي ووطني قبل أن يتطرّق إلى الدور الكبير والأساسيّ للبطريرك الياس الحويك الذي "أسس الحكم الرشيد، سواء للأفراد أو لقوى السلطة القائمة آنذاك". وبعد أن أورد دكّاش أربع رسائل للبطريرك الحويك قام بالتعليق عليها فقال:

"1- إنّ رسالة نيافة البطريرك، الأب المؤسّس للبنان، ليست موجَّهة فقط إلى جيل المسؤولين في ثلاثينيّات القرن العشرين. لا يزال خطابه موضوعيًّا للغاية. إنّه يتوجّه أيضًا إلى من يحكموننا اليوم. إنّه يذكّرهم بالقيمة التي لا تُقدَّر بثمن التي تتمتّع بها الموَاطَنة اللبنانيّة المتساوية، الواحدة وغير المجزّأة التي كان يجلّها. لقد ناشدهم بإنهاء كلّ شكل من أشكال الإفلات من العقاب.

2 - أيّ صَمَم يُصيب حكّامنا منذ ثلاثينيّات القرن العشرين وحتّى اليوم؟ أليس التحزّب العشائريّ الطائفيّ والتجاريّ هو شعارهم؟ ألا يزال يسيّر تصرّفاتهم؟ إنّ دعوة البطريرك العظيم واضحة: إذا لم يضع السياسيّون حدًّا لهذا التحزّب للمحسوبيّة، سيكون لبنان في خطر يهدّد وجوده.

3 - في دعوته إلى تغيير المواقف والسلوكيّات، كان البطريرك الحويّك يُعرب عن حقيقة خالدة. اليوم، أكثر من أمس وأكثر من أي وقت مضى، لا يزال هناك وقت للقيام بذلك. لن يفوت الأوان أبدًا للقيام بذلك لأنّ الوقت قد حان للتصرّف بجرأة بغية تحقيق التغيير.

سيّداتي سادتي، أعتذر منكم على إصراري على التكرار بأنّ التغيير لم يعد خيارًا بين خيارات أخرى. لم يعد بإمكاننا تحمّل ترف المماطلة. التغيير موجود، إنّه يفرض نفسه علينا كواجب وضرورة. لقد دخل في كلّ منزل، واستقرّ في ضمائرنا لكي لا يخرج منها أبدًا.

لقد ترك لنا البطريرك الحويّك وصيّة لا تُقدَّر بثمن ونحن مؤتمنون عليها. إنّه يعهد إلينا بمعنى قيم الجمهوريّة العليا التي يتوجّب على الحكّام والمواطنين أن يحترموها ويدرجوها في واقع البحث عن الصالح العامّ المتوجَّب على الجميع. في أسس استدامة الحياة الوطنيّة، يفضّل الحويّك التعليم، وتعزيز العقلانيّة واللّغة العربيّة، وهي لغة وطنيّة لا يمكن للغة أخرى أن تحلّ محلّها مهما كانت قريبة.

أنتم تبحثون عن القيم الأساسيّة ليكون لبنان واقعًا سياسيًّا دائمًا؟ الحويّك يعدّدها على النحو التالي: التعلّق الراسخ بالمصالح والصالح العامّ، وكذلك بالمؤسّسات الاجتماعيّة وباللّغة الوطنيّة، وبشهداء الوطن، والتاريخ المشترك، ووحدة الأرض، وروح الوطن، أو الوحدة السياسيّة للعيش معًا في ظلّ الدستور وحكم القانون. وهو يقول إنّ حصانة الوطن تتشكّل من خلال السعي إلى تحقيق الصالح العامّ ومصلحة الجميع. لا يمكنكم أبدًا جعل لبنان الكبير واقعًا ملموسًا، إذا كنتم لا تمنحونه الدولة التي يستحقّها والتي يتمثّل سبب وجوده في ضمان قيم جمهوريّتنا".

الإدانات الثلاث الحاسمة التي جلبتها ثورة 17 تشرين الأوّل

عندما تفشل الدولة...

"السؤال المطروح اليوم هو التالي: أين نحن من دولتنا الوطنيّة التي أُعلِنَت في العام 1920، وكذلك من تعاليم أولئك الذين كانت لديهم الإرادة والاقتناع للمطالبة ببناء لبنان الكبير كوعد وكمشروع اجتماعيّ وسياسيّ؟"

"أظهر مجتمعنا اللّبنانيّ صمودًا مستمرًّا في إخلاصه في حمل رسالة حقيقيّة تتضمّن احترام التعدّديّة، والحرّيات التي تُعتَبَر الاسم الآخر للبنان. لقد أنشأنا أيضًا شبكة كثيفة من معاهد التدريب المهنيّ، وقبل كلّ شيء، المدارس والجامعات التي تمثّل بلدنا ورأسمالنا الذي لا يُقدَّر بثمن. واليوم، أصبحت كلّ هذه الإنجازات في خطر بسبب الليبراليّة والزبائنيّة الوحشيّتين والفاسدتين اللتين تغصّ بهما العديد من مؤسّسات التعليم العالي التي تمنح الشهادات بطريقة لاأخلاقيّة. هذه الدولة التي أُنشِأت بصبر هي اليوم غائبة للأسف".

وأضاف: "عندما تتعثّر الدولة، تصبح السيادة فيها موضع تشكيك، والقرار السياسيّ هو الذي يصبح في حالة متردّية. عندما تذبل السلطة العامّة، فإنّ صاحب السيادة هو الذي لا يعود قادرًا على القيام بالمهمّة الأساسيّة الموكلة إليه ألا وهي الدفاع عن كلّ مواطن والذود عن حقوقه. من دون دولة، لا يعود المواطن ذلك الشخص المستقلّ الذي نبجلّه".

التنديد بعدم أخلاقيّات السلوك السياسيّ أو الأزمة الأخلاقيّة

عن مصدر هذه الأزمة قال: " أليست ناتجة عن الاستقالات المتعدّدة والتخلّيات المتعاقبة عن نُخب فكريّة وروحيّة تحتاج إليها الديمقراطيّة؟ من خلال عدم قيام هذه النُخب بدورها المواطنيّ كحُماة لمقياس القيم، تتوقّف هذه النُخب عن تحمّل المسؤوليّة الأخلاقيّة بنفسها وتدع المجتمع يُصاب بالضعف والوهن. وبالتالي، ما هو الموقف الأكثر لا أخلاقيّة من موقف الإذعان الإجراميّ للطبقة الحاكمة في مواجهة البطالة الجماعيّة التي تضرب الخرّيجين الشباب المرغمين على مغادرة هذا البلد. هل يعلمون أنّ الآلاف من خرّيجينا الشباب المُجازين يقومون بإعداد ملفّات الهجرة نحو الجامعات الأجنبيّة خارج لبنان؟

التنديد بالطائفيّة أو إعادة النظر في الانكفاء على الهويّة، واختفاء المساحة العامّة

اعتبر دكّاش أن "ثورة 17 تشرين الأوّل هي تنديد بالطائفيّة. تبدأ الطائفيّة دائمًا بالحدَّين المشهورين: "نحن وهم"، وهما جسمان متميّزان ومستقلّان عن بعضهما البعض في التصوّر والممارسة (جورج غورفيتش Georges Gurvitch). يقدّم هذا الثنائيّ المتناقض نفسه كمبدأ للمعرفة، لأنّه وسيلة لمعرفة الآخر على المستوى الفكريّ والإنسانيّ، مع العلم أنّه يوجد دائمًا جدار فاصل بينهما".

وأضاف: "الطائفيّات المختلفة، سواء كانت طائفيّة أو دينيّة، هي أنظمة عاموديّة فكريّة وسلوكيّة. إنّها تهتمّ فقط بالخيرات الدنيويّة وباكتسابها، وليس بالتأمّل الروحيّ أو الاتّحاد مع خالق هذه الخيرات. إذا كان الايمان يلتمس وجود مؤمن بعقيدة ما، فإنّ الروح الطائفيّة، بالمقابل، تلتمس دعم الفرد الذي يخضع لها في سعيه الحصريّ وراء المصالح الماديّة الخاصّة بالجماعة الطائفيّة. هذه الأخيرة قائمة على رمال متحرّكة من القيم والتقاليد والمصالح الخاصّة، وليس على مبادئ ثابتة مثل الإيمان.(...). غاية الدين هي تحقيق الخيرات الروحيّة، والغاية من الطائفيّين هو الحصول على الخيرات الماديّة وجميع مجالات الاقتصاد (الغلب بالعربيّة). بالنسبة إلى ابن خلدون، هذا الغلب هو سمة من سمات روح وسلوك السياسيّين وغير السياسيّين الذين تسيطر عليهم الطائفيّة. هذا هو بالضبط ما نتبيّنه اليوم في لبنان، لأنّ الدَّين العامّ هو في الواقع عمليّة استيلاء ونهب متنكّر لممتلكات اللّبنانيّين. المسافة بين الدين والروح الطائفيّة تشكّل هاوية هائلة، من وجهة نظر فكريّة وروحيّة وأخلاقيّة. إذا كان الإيمان يسعى إلى وضع الإنسان على المستوى الكونيّ، فإنّ الروح الطائفيّة تدفع الجميع إلى الانكفاء على أنفسهم وعلى جماعتهم الطائفيّة. إنّ وحدة اللّبنانيّين، من جميع الجماعات، وضمن الثورة المستمرّة، لهي شهادة واضحة على أنّ الطائفيّة العميلة هي من أسوأ العلل التي نعاني منها!"

التنديد بنمط العيش ومتغيّراته

أكّد دكّاش أن "ثورة 17 تشرين الأوّل هي تنديد لنمط العيش الذي ألزمنا به الساسة اللّبنانيّون. في نمط العيش، الخطأ هو الذي يكون له ما يبرّره دائمًا في حين أنّ ما هو حقيقيّ وصحيح يتمّ دائمًا إعادة النظر فيه. يتمّ إهمال المساءلة أو تجاهلها أو حتّى نسيانها، لأنّ الأمر يستغرق وقتًا حتّى تكتمل. لذلك فإنّ الإفلات من العقاب هو الذي يصبح القاعدة المتّبعة بمكر".

ويقول: "بفضل قوّة وسائل التواصل الاجتماعيّ، لا يحتاج الجيل الجديد إلى السفر حول العالم ليفهم أنّ هناك بديلًا آخر لممارسة السلطة في لبنان كما بناها جيلنا. إنّهم يدركون بوضوح كيف ينبغي أن يكون بلدهم، بلد احترام سيادة القانون، وعدم الفساد وغياب أي "واسطة" مهينة. الشباب والأقلّ شبابًا من الجيل الجديد، يشكّلون، مع الشتات اللبنانيّ، آفاقًا دوليّة وشبكة تشكّل خطرًا حقيقيًّا على السلطة الطائفيّة. وبما أنّ السياسيّين اللبنانيّين ليسوا قدوة يُحتَذى بها، فإنّ الجيل الجديد يفضّل عليهم الاقتداء برجال الدولة ونسائها في رحاب العالم". (...) "ترفض أجيالنا الشابّة عدم المساءلة والإفلات من العقاب. كانت حركة الشباب ولا تزال ثورة مواطن لاستعادة الكرامة المنهارة والمساحة العامّ المجتزأة ضمن مناطق النفوذ. إذا كانت الطبقة الحاكمة تحدّ ممارسة السياسة بعلاقات إنتهازيّة زبائنيّة، يرفض اللّبنانيّون أن ينخدعوا بوعود غامضة تتعلّق بالإصلاحات. إنّهم يندّدون بعدم مسؤوليّة حكّامهم بشأن مسائل حيويّة متعلّقة بالخدمات العامّة، مثل الطاقة، والنفايات المنزليّة، ناهيك عن الأزمة الماليّة المستعرة والتي تقوّض مستقبل البلاد. لا يزال المواطنون مروّعين، مثل عدد كبير من المراقبين الأجانب الملتحقين ببلدنا، من دولة انعدم فيها القانون، دولتنا، ومن عدم احترام قوانين الجمهوريّة وكذلك التطبيق المجتزأ لها".

إستجابة الجامعة

"لا يمكن للجامعة أن تكون محايدة لأنّها ليست حزبًا سياسيًّا ولا تشارك في الاستيلاء على السلطة" يقول دكّاش في خطابه، "قضيّتنا هي إعادة بناء وطننا لبنان أخلاقيًّا وروحيًّا وماديًّا، أرى أنّ هذه المهمّة تنمو ضمن المحاور الثلاثة التالية: نداء 27 تشرين الأوّل: أبعاد الإعلان المشترك بين الجامعة الأميركيّة في بيروت وجامعة القدّيس يوسف؛ نداء إلى يقظة الفكر اللّبنانيّ؛ دعوة إلى يقظة الهويّة اللّبنانيّة".

أكّد دكّاش أن "تماشيًا مع روح الإعلان المشترك ورسالته التي وقّعها في 27 تشرين الأوّل 2019 رئيس جامعة القدّيس يوسف ورئيس الجامعة الأميركيّة في بيروت، فإنّ العمل من أجل التغيير سيستمرّ ويتطوّر. هذه الوثيقة ليست نصًّا ظرفيًّا يأتي لدعم ثورة، ولا ردّ فعل عابر على حدث، ناهيك عن تعبير انتهازيّ يسعى إلى وضع نفسه على رقعة الشطرنج السياسيّة في الوقت الراهن. يعبّر هذا الإعلان عن قناعة جامعتَينا بأنّ الطريقة التي يُدار بها هذا البلد، من خلال الزبائنيّة الجامحة والوقحة، لا تؤدّي إلاّ إلى تبديد ثرواته الماديّة والفكريّة". وتابع: " إنّ دعم الحركة الشعبيّة وإعلانها لبنانيّة أصيلة يتطلّب اتّخاذ خطوة بسيطة للغاية قمنا بها. "جامعتانا اللتان تلتزمان تاريخيًّا في بناء لبنان الكبير، منذ إنشاء دولته، لا يمكنهما إلاّ الانضمام إلى التزام المعلّمين والطلّاب والموظّفين الإداريّين والقدامى الذين يكافحون من أجل حقوق جميع اللّبنانيّين بلا استثناء". ويتبع هذا الالتزام نداءٌ إلى حكّامنا حتّى يتمّ اتّخاذ مبادرات حقيقيّة تجاه مطالب هذه الحركة: "يجب على السلطات الرسميّة اللبنانيّة أن ترحّب بالروح الجديدة التي يحملها كلّ اللّبنانيّين، والتي تدعو إلى الوحدة وإلى لقاء جميع اللّبنانيّين، وإلى دولة مدنيّة تتجاوز الطائفيّة وتقاسم المصالح، وقائمة على أساس قيم الحريّة والأخوّة والمساواة والعدالة والحقوق والواجبات للجميع".

واعتبر أن "الأزمة الأخلاقيّة والفكريّة الحاليّة هي استمرار لأزمة جامعيّة وأكاديميّة (...) إنّ التكاثر الفوضويّ الذي شهدته المؤسّسات الجامعيّة، في غضون عشر سنوات، (لدينا حاليًّا 58)، أدّى إلى تفاقم اللّيبراليّة الوحشيّة على الطراز اللّبنانيّ ممّا جعل الجامعة أداة من بين أدوات أخرى في خدمة الزبائنيّة الطائفيّة أو السياسيّة" وأضاف: "كانت الجامعة هي البوتقة الرئيسيّة للفكر اللّبنانيّ في الدولة وواقع المواطنة. سياسيّونا ليسوا بمفكّرين. إنّهم من هواة القتال باللّكمات والقدح والذمّ، وهم غير قادرين على بناء المستقبل لأنّهم يفتقرون إلى رؤية إستشرافيّة تستند إلى العلم. الجامعة هي الطريق الملكيّ الذي يسلكه الفكر اللّبنانيّ القادر على مواجهة إحباطنا الحاليّ".

وعن الدعوة إلى يقظة الهويّة اللّبنانيّة قال دكّاش "لن أخوض في تفاصيل إشكاليّة الهويّة الوطنيّة اللّبنانيّة. في ما يتعلّق بالهويّة المماثلة، أكتفي بنقل ما قاله البطريرك الحويّك في رسالته والذي يشاركه فيها جميع اللّبنانيّين: التديّن، واللّغة العربيّة، والنبل هي عناصر دائمة لهذه الهويّة المماثلة، كإرث من الماضي. من الواضح أنّ البطريرك الحويّك كان يستبق الرابط الذي يتوجّب تعزيزه بين اللّبنانيّين تحت مصطلح محبّة الوطن وأبنائه حتّى ينجح لبنان".

وختم دكّاش خطابه بالقول "من أجل تكريم الذكرى المئويّة الأولى لإعلان ما نحن اليوم عليه من قوّة، لبنان الكبير، بقيمه وطاقة شعبه، من شهدائه الأموات والأحياء، وكذلك 145 عامًا من وجود جامعتنا، يجب أن ننتقل، بشكلٍ طارئ، من كتاب الواقع اللّبنانيّ الأسود إلى الكتاب الأبيض الذي ينطوي على التغييرات والإصلاحات. في هذه الأوقات حيث نواجه الأمواج العاتية، نريد أن نؤمن بقدرتنا على التعافي من أجل صنع مستقبلنا وتعزيزه، وذلك بفضل براعتنا وإبداعنا. نحن نعتمد على أنفسنا، وعلى عزمنا على البقاء في أرض أجدادنا. نحن نعتمد على مهارتنا من أجل أن نبتكر لكي ننقذ وظيفة شبابنا، لا سيّما الخرّيجين الثلاثة آلاف لدُفعة الذكرى 145 على تأسيس جامعة القدّيس يوسف. نحن نعتمد على توطيد أواصر علاقاتنا مع الشتات اللّبنانيّ لكي يكون هذا الشتات مصدر إلهام ودعم معنويّ ومادّي من أجل إنشاء مركز توظيف في جامعة القدّيس يوسف، وتطوير العمل عن بُعد بواسطة ريادة الأعمال، وتطوير صناعة الأدوية اللّبنانيّة. كمثال، نذكر اللّجنة المكوَّنة من عدّة جامعات ومستشفيات التي تجتمع لهذا الغرض تحت قيادتنا".

 

لبنان الكبير ... مئة واحدة لا مئتان

حبيب شلوق/المرصد/31 آب/2020

 مع ولوج لبنان الكبير عتبة المئوية الثانية، يبدو هذا البلد "مخلـّعاً" لا يستطيع الوقوف ولا السير ولا الحركة. فهذا البلد أوصله حكامه منذ الطائف إلى اليوم إلى ما يشبه الإعاقة التامة. فلا إقتصاد ناجحاً ولا مالية مدروسة ولا أمن نُحسد عليه، والفلتان مستشرٍ والسلاح مُتفلّت، والتطاول على الغارب على مَن هم مكلفون تولي الأمر من أكثر من ميل، وكأن رجال الأمن خُلقوا ليموتوا في سبيل الزعيم أي زعيم.

 لا أحزاب وطنية غير طائفية إذ لكل حزب طائفته، سقى الله أيام الأحزاب الوطنية مثل الكتلتين الوطنية والدستورية أيام الإنتداب الفرنسي وبعده حتى الإستقلال وما بعد الإستقلال،و"النهج" و"الحلف" في الستينات والسبعينات، و14 و8 آذار في مطلع القرن الحادي والعشرين، ثم ثورة 17 تشرين الأول 2019 .

كلهم كانوا من هنا وهناك...

هذا جمال لبنان.

اليوم وحده حزب الفساد عابر للطوائف!!

ومع نهاية المئوية الأولى وعلى عتبة المئوية الثانية، هذا تابع لما أوصلنا حكامنا إليه: لا قضاء موضع ثقة بعدما عشّـشت السياسة في كل شرايينه، ولا سياحة ولا بيئة ولا مواد غذائية ولا أدوية ولا محروقات، أضف إلى ذلك فقرٌ مدقع، وتعليمٌ أرداه فيروس كورونا وحوّله On line   أو نوعاً من "البازل" أو الكلمات المتقاطعة أو "فكّر واربح" أو "إملأ الفراغ بكلمة مفيدة"، ويباس في العقول، ما هكذا يكون التعليم ولا هكذا تكون الثقافة.

 أما "مستشفى الشرق" فأعدَمَها وقفُ تسديد الدولة ما يتوجّب عليها للمستشفى من ديون، وعجّزت المستشفيات عن استيراد كل ما تحتاج اليه من مواد طبية وأدوية ومستلزمات جراحة وعلاجات للأمراض المستعصية. وفاقم الوضعَ الدمارُ الذي ألحقه التفجير، تفجير المسؤولين عن ضلوع أو غباء أو عدم تحمل مسؤولياتهم تجاه المواد المتفجّرة التي علموا بها ولم يتصرّفوا، هذا التفجير الذي أصاب بما يشبه الإعدام ثلاثة من المشتشفيات الأكبر في لبنان، وألحق دماراً كبيراً في مستشفيين آخرين، أحدهما (الكرنتينا) أو "مستشفى الفقير"، علماً أن الدولة بوزرائها لم تزر هذا المستشفى إلا للصورة.

لقد حصل خطأ إعلامي في المئة الأولى للبنان الكبير ... لقد ظهّر الإعلام بعض الطحالب!وجعل الصغار كباراً.

وإن ننسى لا ننسى الجوع والسرقة والسلب والإستعداد لارتكاب جريمة في سبيل الحصول على لقمة العيش، والحدود السائبة بحراً وبراً وجواً، والتهريب الفاقع للمواد المدعومة من الدولة اللبنانية "على عينك يا مسؤول"، والكهرباء الموعودة والتي لا تزال منتظرة منذ 15 عاماً على رغم كل الصفقات التي شربت (بما فيها البواخر التركية) من معين مَن في يدهم الحل والربط، والفضائح المالية والسمسرات، وتقاسم غير المتضرّرين في تفجير المرفأ  المساعدات مع المتضررين!

أما الوحدة الوطنية فحدّث ولا حرج، فهي تعيش على الأوكسيجين، وكل يوم خضّة، وهي دائماً عرضة للإهتزاز، ناهيك عن أن الطائفية اندثرت لتأتي بوليدتها المذهبية... كل شيء وراثي في لبنان!

تبقى الحرية التي أصبحت في خبر كان. فلا الكلمة مصانةٌ ، ولا المعتقد محصّنٌ،ولا التفكير مباحْ.

لبنان الكبير لم يكن هكذا. بات نموذجاً موضوع نقاش. لبنان الكبير الذي ولد في العشرين قد يموت في العشرين!

أخشى أن يكون لبنان الكبير انتهى برئيس حكومة آدمي ولكنه لم يفعل شيئاً على مدى المئوية.

 لم يفعل شيئاً على رغم تغنّيه بالإنجازات ولا إنجازات على الإطلاق ، والمؤسف أن  تفجير مرفـــأ بيروت حصل  خلال ولايته. كابوس سيلازمه.

 رئيس لا لون له ولا رائحة ولا  نكهة ...

 Sans Saveur) , Odeur Sans, Couleur  Sans)

"حكومة تفجير بيروت" أوقعت 200 قتيل و6000 جريح و3 مليارات دولار أضراراً؟

إنجاز حسان دياب الوحيد أنه أصبح عضواً في نادي رؤساء الحكومات السابقين السنيورة وميقاتي والحريري وسلام ، وزميل  رؤساء حكومات كبار من مثل بشارة الخوري وحبيب باشا السعد واميل اده وشارل دباس وخيرالدين الأحدب وعبدالله اليافي  ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وأحمد الداعوق ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وسامي الصلح ورشيد كرامي وصائب سلام  ورشيد الصلح وتقي الدين الصلح وشفيق الوزان وأمين الحافظ وسليم الحص وميشال عون وعمر كرامي  ورفيق الحريري وغيرهم كثر.

حلم... تحقـّـق.

وفي الخلاصة: مئة واحدة لا مئتان... فتّشوا أيها السياسيون عن وطن ، ولا تبكوا كالنساء على مُلك أضعتموه لأنكم لم تعرفوا كالرجال الحفاظ عليه.

 

لبنان أمام تحدي الوجود

بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/31 آب/2020

تغييرات وخرائط إقليمية تخطط لها الدول الكبرى! من تفجير المرفأ ستبدأ السلسلة كما يبدو.. وقد هوّن على التغييرات القادمة حزب عون والثنائي الشيعي اللذان ملآ كل وظائف الدولة بأنصارهم وصادف أن هؤلاء الأنصار ليسوا على المستوى الذي يمكن الإدارة من ان تسير بسلام وأمان بل هم ليس لهم من المؤهلات سوى انتمائهم الحزبي.. لهذا أخذت تظهر في التحقيقات القضائية العرجاء جهل تشيب له الرؤوس، وزيادة على ذلك فإنّ الإنتماء الحزبي سمح للمئات من الموظفين الحزبيين ان ينشروا الفساد في الدولة ويحولوها الى دولة فاشلة!

 العالم العربي مقبل على تغييرات كثيرة.. فإذا قلنا ان القضية الفلسطينية هي التي جعلت الدول العربية كلها دولاً فاشلة، فلأنّه منذ سقوط فلسطين، وسقوط الحروب العربية لتحريرها! منذ ذلك الوقت وإلى اليوم انتقلت سلطة الحكم من المدنيين الى العسكر واستولت الجيوش العربية كلها على السلطة لتحرير فلسطين!! فضاعت الدول العربية وتحوّلت الى دول فاشلة، لأن العسكر لا يعرفون إدارة أمور الدولة، وفشلت الدولة وإداراتها وأعمالها ومشاريعها والعسكر ايضاً لم يحاربوا، تخلّوا عن الأمور العسكرية وفشلوا في إدارة الأمور المدنية.

 كل البلاد العربية اليوم محكومة من الجيوش. بعد سقوط فلسطين دشّنت السلسلة بإنقلاب حسني الزعيم في سوريا ثم توالت الإنقلابات من سوريا الى مصر ثم إلى العراق ثمّ الى السودان فإلى الجزائر فإلى تونس فإلى فإلى..

 وتدنى مستوى العالم العربي الى ما هو عليه اليوم، لأن الذين يحكمونه لا يعرفون من أمر الحوكمة شيئاً!

 ثلاث دول سترسم الخريطة الإقليمية الجديدة: إسرائيل وإيران وتركيا!

 ماذا عن لبنان؟

 لبنان مجموعة أقليات، كانت الأقلية الكبرى هي المسيحيين! وأصلاً لو لم يكن المسيحيون اقلية كبرى لما كان هناك مبرر لقرار الدول الكبرى بوجود لبنان، لأن لبنان لو كان كلّه من المسلمين لكان جزءاً من سوريا!

في لبنان تغيّر البلد بعد سنة 1975 اي عندما نشبت الحرب الأهلية!

 وسط تلك العواصف صارت تدير البلد طبقة سياسية من اللصوص الأميين الذين انتظموا في أحزاب وميليشيات نهبوا مال الدولة وأقفلوا المدارس والمصارف والمطاعم و.. و..

 وجاءت هذه المجموعة في أدق وقت يمر به البلد، يحتاج الى الرجال العظام والأدمغة والأبطال، فإذا الحكم بيد الأقزام!

 كان المسيحيون قوّة متكتّلة متراصّة، كانوا جنوداً يحرسون لبنان!!! الى أن كانت الحرب الأهلية، ثم اغتيال بشير الجميل الذي كان بطل 10452 كلم2 ليأتي بعده من لعب على المسيحيين وعلى المسلمين وعلى الدول، فخسر المسيحيون الحرب. جاء ميشال عون يعلن أنّه المنقذ وأنّه سيستعيد الهزيمة المسيحية. وكان الحكم في ذلك الوقت تحت الوصاية السورية، وكان باب رئاسة الجمهورية يمر بقصر حافظ الأسد، فجيّر ميشال عون كل طاقاته وكان قائداً للجيش تجيير كل طاقاته بإتجاه كسب ود حافظ الأسد، ونجح وتبنّاه حافظ الأسد، إلى ان جاء ياسر عرفات يعرض عليه التخلي عن حافظ الأسد، ومحاربته والإنضمام إليه أي إلى صدام حسين الذي كان قوياً في ذلك الوقت! وأقنعه بأن باب الرئاسة اللبنانية يمر من دعم صدام حسين الذي كانت تربطه في ذلك الوقت أحسن الروابط بالدول الكبرى. وإقتنع ميشال عون وتخلّى عن حافظ الأسد، وإنضم إلى جبهة صدام حسين! إلى أن كانت الخطيئة المميتة ألتي ارتكبها صدام حسين بإحتلال الكويت وفقد صدام حسين كل قوّته، إذ ذلك عاد ميشال عون الى حافظ الأسد يستغفر منه ويطلب منه العفو.. فطرده حافظ الأسد. إذ ذلك أعلن ميشال عون حرب التحرير وإذ ذاك برز لدى المسيحيين بشير الجميل جديد!

ولكن حافظ الأسد الذي استعاد قوّته بفعل الخطيئة المميتة التي ارتكبها صدام حسين بإحتلال الكويت اشترط حافظ الأسد على الأميركيين لدخول الكويت مع الجيوش العربية، أن تسلّم مفاتيح لبنان إليه!! وهكذا كان. وهرب ميشال عون من لبنان الى فرنسا كبطل من أبطال التحرير. ثم كانت "قلبته" الأخيرة بإتّفاقه مع حزب الله في مار مخائيل.

 ما هو مصير لبنان في الأيام القادمة ودول العالم تقاطعه؟ فتح له رئيس فرنسا باباً ليخرج من الحصار، فيقلب الطبقة السياسية ويتخلص من حزب الله، ومرّت الأيام فإذا هو يزداد تمسكاً بحزب الله ويشكّل الحكومة هو وليس رئيس الوزراء الذي ينال الأكثرية الإلزامية، فينقلب الوضع اللبناني الداخلي عليه والوضع الدولي مقفل والسعودية قطعت كل الجسور..

 في هذه الأعاصير.. كيف سيخرج لبنان؟

أمامنا أعاصير، وتغييرات في خرائط الدول!

والمسيحيون بحكم ضعف ميشال عون ضعفاً شديداً، وبفعل أنه لم يعد لهم قائد كبشير الجميل لم يعودوا حراس الهيكل بل أصبحوا بحاجة الى من يحرسهم. السّنّة بحكم مقاطعة السعودية للحريرية وبحكم الفراغ الكبير الذي يعصف بهم هم ايضاً من اضعف الضعفاء.

وليس هناك فرقة في الجيش من الشباب يمكن ان تقلب الوضع الى حين وتجري الإصلاحات التي ترضي الدول الكبري.

الطائفة الشيعية قوتها بضعفها، فإيران وسط الحصار الأميركي وصارت ضعيفة في أوضاعها الداخلية، ولم تعد قادرة على مساندة حزب الله!

بقيت اسرائيل وتركيا وايران!

والدول الكبرى ترسم خارطة جديدة غير خارطة سايكس بيكو.

وحين قال وزير الخارجية الفرنسية ان الطبقة السياسية اذا لم تقم بإصلاحات فإن لبنان سيزول، كان يعرف ما يقول!

اصلاحات فؤاد شهاب، وبطل ماروني كريمون اده وبشير الجميل ورياض الصلح وصائب سلام!

أمثالهم، اذا تحالفوا واذا وُجِد امثالهم، هل يمكن للبنان ان يبقى موجوداً؟

 

مصطفى أديب… وصَغَارة سعد الحريري

حازم الأمين/موقع درج/31 آب/2020

لبنان في لحظة مصيرية فعلاً لا قولاً. وجوده على المحك. وفي هذه اللحظة قرر سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، أن رجلاً مغموراً تشوب سيرته شوائب كثيرة هو من سيتولى إدارة هذه المهمة الهائلة.

مصطفى أديب صغارة ارتكبها سعد الحريري، وهي صغارة وليست حماقة، ذاك أن الحريري يعرف أن خلافته قد آن أوانها، وها هو يحاول تأجيلها. الاتيان بموظف مغمور ولا يعول عليه لرئاسة الحكومة يكفل لسعد مزيداً من الوقت في قصره وفي زعامته. لم تعد حماية هذا الرجل ممكنةً إلا بأثمان باهظة سيدفعها لبنان في نهاية المطاف. لكن الصغارة تبلغ ذروتها حين نعلم أن سعد الحريري قرر أن موقعه المُهدد أهم من توظيف فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا البلد المحتضر، فقرر مع صحبه، رؤساء الحكومات السابقين، أصحاب الوجوه البائسة والمراوغة، والخبرات الكبيرة في الفساد والارتهان، أن لديهم فرصة لغسل أيديهم من الذنوب الكبيرة التي اعترت مسيراتهم في الحكومات.

لبنان في لحظة مصيرية فعلاً لا قولاً. وجوده على المحك. وفي هذه اللحظة قرر سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، أن رجلاً مغموراً تشوب سيرته شوائب كثيرة، ولا أثر له في الحياة العامة سوى شهادة أدلى بها مقرب من “حزب الله”، هو من سيتولى إدارة هذه المهمة الهائلة. لبنان واللبنانيون، ليسوا جزءاً من حسابات رباعي الشؤم هؤلاء. الأهم بالنسبة إليهم حماية ما تمكن حمايته من مواقعهم في طائفتهم. أكثر من 300 ألف لبناني دمرت منازلهم لا يعنون شيئاً لهم. حجز المصارف على ودائع أكثر من مليون لبناني ليس جزءاً من الاعتبارات التي دفعتهم لتسمية مصطفى أديب، إذ إنةودائعهم بأمان، وسبق لهم أن هربوها في أسبوعي الإغلاق الأولين.

المهمة الواضحة الوحيدة فقط تأجيل النهاية السياسية لسعد الحريري، ومد النظام، أي “حزب الله”، بمزيد من الوقت والفرص! أما لبنان المنكوب، واللبنانيون المفجوعون بمدينتهم وبأحباء خسروهم، فهذه الأمور ليست جزءاً من هموم مُوَظفي مصطفى أديب.   

ليس ما نعنيه هنا أنه كان على سعد أن يتولى المهمة بنفسه وأن يقبل التكليف، فهذه مصيبة من نوع آخر كنا سنتناولها على نحو مختلف في ما لو وقعت، لكن تسمية طارق أديب كانت بمثابة إنقاذ للسلطة مما تكابده من اختناق. “حزب الله” وميشال عون كانا في لحظة شبه احتضارية. مدانان بالانفجار، وبالانهيار الاقتصادي، وبفشل يشل أداءهما، إلى أن جاءهما الإنقاذ من بيت الوسط. وأي انقاذ هذه المرة، فمن الآن وصاعداً سيكون لهم شركاء في الفضيحة وفي المنهبة وفي السقوط. لم يعد “حزب الله” لوحده مع شريكه الصغير ميشال عون في مشهد السقوط. الآن أصبح السقوط ميثاقياً. لدينا رئيس حكومة قدمته لنا الطائفة السنية الكريمة هدية معززة بمباركة رجالاتها. هل اختبرتم الآن جوهرية شعار “كلن يعني كلن” وعبقريته؟ لا أحد بريئاً من دماء اللبنانيين، ولا أحد بريئاً من عملية النهب الكبرى التي تعرضوا لها.

الفرصة التي كانت أمام سعد تتمثل في أن ينكفئ في منزله وألا يدفع لبنان ثمناً لتأجيل لحظة نهايته السياسية، ذاك أن تلك اللحظة آتية لا محالة. القرار اتخذه النظام السعودي قبل أن يتخذه لبنانيون انفضوا عنه. أما نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، شريكاه في الصغارة، فحمايتهما من لوائح الفساد والقروض المدعومة والصفقات اقتضت أن يفرطوا بلبنان بأسره، وهذا ما يفترض أن يضاف إلى لائحة الحساب معهم عندما تحين.

الكارثة التي يقبع لبنان في قلبها، والتي لم يسبق أن اختبرها منذ نشوء الكيان، قررت الطبقة السياسية مجتمعة أن تواجهها برجل لا يعرفه أحد اسمه مصطفى أديب. الاسم نفسه يوحي بأنه ليس لرجل حقيقي، أما المهمة المطلوبة منه، فلا يملك أحد تصوراً عما اذا كان لديه فكرة عنها. محرك البحث لن يوصلك إلى شيء عن شخصية هذا الرجل، ولا عن تصور لمشكلة واحدة من بين آلاف المشكلات التي تنتظر حكومته الغامضة. المهمة الواضحة الوحيدة فقط تأجيل النهاية السياسية لسعد الحريري، ومد النظام، أي “حزب الله”، بمزيد من الوقت والفرص! أما لبنان المنكوب، واللبنانيون المفجوعون بمدينتهم وبأحباء خسروهم، فهذه الأمور ليست جزءاً من هموم مُوَظفي مصطفى أديب.   

 

هل ستُشرِقْ شمس مقاومتكم من جديد

موقع المقاومة اللبنانيّة

إستشهد كيروز بركات في ١٠ أيلول ١٩٨٣- كتبت النصّ شقيقة الشهيد السيدة Eva Barakat

ايفا بركات/شقية الشهيد كيروز

 عاد أيلولُ كئيبًا عازفًا الحانَ المغيب ومرِّ الغياب

 كيروز يا أخي ...

كيروز يا قطعةٌ من القلب أضعتها

يا دمعة بالعين ٍ ما جفّت مساكبها

يا حنينًا بالبالِ يؤرّقُ خاطري ...

يا زهرة  شبابٍ ذَبلت في عزِّ تألُقها ...

يا عُمرًا فتيًّا ضاع في متاهات الأيٌام ...

يا بسمةً على الشفاهِ نديّة ...

آهٍ يا قمري !!

لوقُدِّرَ لي لأعطيتك عُمرًا جديدًا لتحيا به، ولأطعمّتُكَ حبات فؤادي،

وأسكنتُكَ ما بينَ جوارحي.

ليت شعري، كيف مرّت السنون قاسية في غيابك!!

أخي.... ها قد عاد أيلول  بغيومهِ المُّكفهرّة الكالحة ...

... قد عاد أيلولُ كئيبًا عازفًا الحانَ المغيب ومرِّ الغياب،

بسمفونيّة الرحيل الحزينة، فتناثرت في أرجاءِ الكون مرايا الموتِ القاتلة،

وأنا الملتاعة أنادي، والكلمات تهربُ منّي، أخي حبيبي ...

لكنَّ الكيروز كان قد مضى وانْكَسرَ ضؤ القمر ...

حينها، بكيت، وبكيت، ومعي بكتِ السماء، وانْهمرتِ الدّموعُ سيولاً وأنهارًا، وبكى الوادي مرّجعًا صدى زفراتٍ وتنّهُدات ..

فما أصعبَ البين في زهوةِ العمرِ... !!

وما أقسى أن تُفارقَ روحًا، هِيَ منّكَ الرُّوح والجسد،

وأن ترى عيوننا، نامت للأبد ..!!

فيا عيون أخي النّائمة.

بلّغيه كم أوجعني رحيله، هُوَ الذي ترّبعَ على عرش صدري، وغفى ما بينَ أضلعي ...

فيا تلكَ الأعين ُالنّائمة ..أستحلفكِ بالله أفيقي، وبلسمي الجراح النّازفة، واطْفئي لهيبَ الشّوق واللهفة الخانقة، وكفّكفي الدّموع الحارقة ...

قولي للكيروز، أننا ما زلنا على العهد، وأننا نبحث عن مزاياه،

التي اجتمعت فالتقت ضيفًا للزمان يشابهها تضحيةً ونضالاً، ولكّن الضيف قد غاب، لتبقى عيون الحقيقة في المجهول. ويبقى سؤالنا الحائرالذي نطرحه في كل عام في ذكرى استشهادك  الأليمة، سؤالٌ يجول في خاطرنا كالطائر المكسور، ويناجي طيفك الذي سكن الماضي  والحاضر في أفئدةٍ من نارٍ ونور، نسأل للأمانة والوفاء في زمنِ أُفولِ العمالقة:

هل ستشرق شمسُ مقاومتكم من جديد ؟؟؟!!

وهل ستتفّجّر أحلامكم أمآلًا وفجرًا جديدًا ما زلنا نرجوه بعد سأم الإنتظار ؟؟

إكرامًا  للأبطال ؟

أخي .. يا جوهرة ثمينة من زمرد وعقيق سرقتها منّا يدُ الغدرِ في ظلمةِ الأيّام ،

ستظل الشوق اللآهبَ في القلوب ، والبسمة النّديّة فوق الشفاه ، والحنان الدّافئ في الخلايا ..

وستبقى حنايا الرُّوح مسكنك، وستبقى حيّا في ضمائرنا، ولحناً شجيّاً نشدوه في أصباحنا وأماسينا..يا طيبَ أخٍ ما نسيناه يومًا، ولن ننساه ما دامَ في العمرِّ بقيّة.

فيا عيون قمر الغافية على ألحان المغيب، بلّغي الكيروز سلامي، سلامًا معطرًا بأريج المسك وعبق البخور  ....

بلّغي أخي وقولي جراحُ غيابه، هي جراح العمر، محالٌ أن يطويها النّسيان .

(إستشهد كيروز بركات في ١٠ أيلول ١٩٨٣- كتبت النصّ شقيقة الشهيد السيدة Eva Barakat )

 

فوضى المساعدات وغياب التنسيق و الشفافية

د.منى فياض/الحرة/31 آب/2020

في الفيديوهات التي تتناقلها وسائل الإعلام الرقمي في اللحظات التي أعقبت الانفجار المرعب، تشاهد الناجين يهرعون لمساعدة الجرحى والمصابين متغلبين على صدمتهم وخوفهم. مدهشة ثقافة التعاون والتعاطف السائدة، وكأنها امتصت وصادرت كل أحاسيس التعاطف ولم تترك شيئا لمعظم السياسيين من العصابة الحاكمة كإحتلال.

فورا نزل مئات الشبان والصبايا وسائر الأعمار، ومنهم من أتى من الخارج، للإسعاف والمواساة والمساعدة وكنس الركام. في لبنان نستخدم جملة (شي بكبّر القلب). تشعر حقا أن قلبك اتسع وامتلأ حبا لهؤلاء المنتمين إلى المجتمع المدني وإنجازاتهم في ظل غياب وتقصير أجهزة سلطة غابت عن السمع وانشغلت بقمع التظاهرات. مؤخرا نزل أفراد من الشرطة عند المفارق يسجلون الأضرار. كيف يسجلونها نسأل السكان: لا ندري! يتفق الجميع أن أرقام الخسائر غير دقيقة، لا جهة مركزية تسجلها بشكل سيستيمي ولا تنسيق.

أسير في شارع الجميزة، الأحب إلى قلبي، الذي كان مفعما بضجيج حياة تنبعث أغان وأصوات وأحاديث عبر مشاة الأرصفة ورواد المقاهي والمطاعم على أنواعها والغاليرهات والمحال ودور العبادة والمدارس والمباني الاثرية. يغرق اليوم في صمته الكئيب. غادرته الحياة مع رحيل 97% من ساكنيه، (تقدير نقابة المحامين الذين يسجلون خسائر السكان لرفع قضايا لحفظ حقوقهم). الوف المنازل متضررة. أكثر من 600 منها مصنفة أثرية، مهددة.

اختفت الأصوات. كأنما امتصتها أشلاء البنايات المعلقة، أو سُحلت كشظايا الزجاج المتطاير كسلاح سري.

بهدلة، بهدلة، بهدلة.. تتمتم السيدة المسرعة.

السؤال الذي تغص به الحناجر: لماذا حصل لنا ذلك؟ لماذا يعرضوننا للإبادة؟ لماذا؟ نحن بشر ولسنا أرقاما! لا يمكن الاستمرار هكذا، لم نعد نحتمل.

تقتصر معظم المساعدات في الجميزة على تلك الآنية، تقديم وجبات وحاجات غذائية. توزع المساعدات في الشارع لكل من يريد دون بطاقات أو سؤال. يأتي البعض من خارج المنطقة يأخذون حاجاتهم ويمشون دون أي تحقيق من القيمين. يعترض البعض بغضب، ألا يكفي مصابنا؟ يزاحموننا في منطقتنا؟ يفضلون توزيع المساعدات على البيوت مباشرة. بعض الجمعيات تقوم بذلك.

زرت مع فريق Lebanese DNA عددا من المنازل التي تعهدوا بإصلاحها، زجاج وأعمال الباطون، لجعلها صالحة للسكن بسرعة. أصلح حتى الآن 23 منزلا من التبرعات التي تكفل بها الأعضاء. مساعدة غير كافية، لكنها تخفف العبء عن البعض وتسمح بإعادة ترتيب حياة البعض. مع أنه يصعب تخيل ذلك أمام حطام بيوت مشرعة على الخارج، لا نوافذ ولا أبواب وخزائنها مبقورة اختفت محتوياتها وأغراض مبعثرة يختلط بعضها ببعض مع الركام. يقفون وسط الحطام يبحثون عن بقايا ذكريات، لا يعرفون بم يبدأون وكيف!!

أشعرتني البيوت بثقل المعاناة ووجعها. ذهب جنى العمر. أتخيل نفسي مكانهم وأشعر بالدوار. كل مواساة ستظل عاجزة وبكماء. يقصون كيف حمل جرحاهم، تغطيهم الدماء، المصابين بإصابات خطرة وذهبوا سيراً على الأقدام من مستشفى الى آخر، فمعظمها كان متضرراً وعاجزا عن استقبالهم. لا تزال آثار الندوب حية تركت علاماتها في الأجسام.

أشاهد صور مفروشات آل معماري وثرياتهم وصالوناتهم قبل الانفجار وبعده، ولا أصدق. كيف سيستخرجون بعضا من حياتهم من هذا الخراب؟ أحد الأبناء أصبح عاطلا عن العمل والاخر متزوج وخسر 80% من قيمة الراتب؟ ولم تتوضح بعد آلية إعادة الإعمار.

في ورشة إعادة البناء والترميم التي يديرها متطوعون من جمعية "فرح العطاء" في الكرنتينا، الجمعية الأكثر تنظيما والموثوقة، تصلها المساعدات مباشرة من الدول المانحة، تحلقت مجموعة من السكان في فسحة على حافة الطريق التي لا رصيف لها. فقدوا منازلهم ومحالهم. يجلسون بانتظار ترميمها. أسكنوهم في مناطق متفرقة، ينزلون منها يوميا لتفقد منازلهم يراقبون فرقا من المتطوعين الشباب.

بعضهم يتكلف 35 ألف ليرة (أكثر من 20 دولار بقليل بحسب سعر الصرف الرسمي) بدل التنقلات؛ بعد أن فقدوا جميع ممتلكاتهم ومصادر دخلهم. يجلسون في الشارع بصمت، ساهمون، ضائعون. السيدة هدى ضو جوني تشير بيدها إلى محلها المتضرر أمامها مباشرة:" أنظري فقدت كل ما أملك، لنفترض أنهم رمموا المحل، من يعيد بضاعتي (أدوات كهربائية)؟ كيف سأستعيد تجارتي وحياتي السابقة ومتى؟ أختها التي تعمل في مؤسسة إعلام كبيرة تجلس الآن برجلها المكسورة على الرصيف وتستنكر:" كيف أصبحت بلا مأوى واجلس على الرصيف ولماذا؟؟؟"

قصة جولييت صعب عودة، أرملة لعسكري، ترقد الآن في غيبوبة في المستشفى بعد وقوعها على ظهرها وإصابة رئتيها قد ينتج عنها عجز دائم وهي أم ليتيمين صبي وبنت. أصبحوا بلا مأوى. تسألني جارتها: من سيعتني بها عندما تخرج باعاقة دائمة؟ جولييت لم تكن قد قبضت تقاعد زوجها بعد عام ونصف العام على وفاته. السبب؟ عدم اكتمال الأوراق المطلوبة!! فبحسب طقوس البيروقراطية اللبنانية، كل معاملة تتطلب عددا لا يحصى من الأوراق. الأمر نفسه يطبق في الكوارث، فكل من دمر منزله؛ عليه أن يصور الأضرار ويحصل على وراق من عدد من الدوائر. حتى جثث ضحايا الانفجار لم تسلّم لذويهم قبل الحصول على "نشرة" تفيد عدم وجود مخالفات عليهم!!

دولة وقحة لا تخجل. توكل مهاهما في اسعاف الناس وتضميد جراحهم ومساعدتهم للمجتمع المدني الذي يستنفر جميع طاقاته من جمعيات ومؤسسات ومتطوعين. ثقافة تعاون تطورت مع الحروب ودورات العنف والقتل المستمرة منذ العام 1969.

لم لا ينزلون جيوش الموظفين الذين أدخلوهم جنة الوزارات والإدارات عند كل استحقاق انتخابي؟ وثلثهم عاطلين عن العمل. يعتمدون على الجيش. فالى متى سيحمل هذا الجيش جميع مهمام الدولة؟؟ بينما لا تتواصل الأجهزة مع بعضها البعض، فكل جهاز يتبع لزعيم ويغرقون بالتناقضات والمنافسات والعداوات.

يوضح تصريح شاب لإذاعة صوت لبنان، رفض الكشف عن اسمه، التناقض الوجداني الذي ينتاب المنتمين الى أجهزة الدولة والشعور بالعجز والغضب الذي يعانونه:" أخذت يوم off  لأساعد اخوتي المتضررين، خسرت 5 من اصدقائي وكلهم عندهم اطفال.

ننام ونقول يا رب انتقم لنا منهم. انا ندمت عالنهار اللي تطوعت فيه في مؤسسات الدولة، طبقة حاكمة زبالة. بعد خدمتي نهارا اخلع بدلتي وانزل للمساعدة.

الإصابات لا تتعلق فقط بالقتلى. تنقل إحدى العاملات في المستشفى الحكومي أنها شاهدت مصابين فقدوا أعين أو اذن أو أنف أو أيدي أو أرجل. فقد بعضهم عدة أعضاء. بحيث فكرت أنها تتمنى الموت في هذه الحالة. من قتل في الانفجار فطر قلوب اهله وقلوبنا، ولكن الحياة ستستمر بعد فترة حداد تطول او تقصر. لكن ماذا عمن سيعيشون بأجساد مشوهة وجروح نفسية لمصدومين لا ندري هل تشفى ومتى!! ماذا عن كوابيس الأطفال والإحباط وتروما ما بعد الصدمة وآثارها؟ السؤال مع فيروز:

"شو منعمل باللي بيقيوا"؟ مصدومين وبلا بيت ومتاع، بلا ثياب أو مورد أو مدخرات؟ وتعويضات مسروقة من  المصرف والدولة؟

دمر الحجر، لكن الأصعب تمزيق البشر وأرواحهم ووجودهم ونسيجهم الاجتماعي وتعمق خراب الاقتصاد والقضاء على كنوز التراث. من سوف يعوّض الخسائر وكيف؟ وبحسب اي معايير؟ كيف توزع المساعدات وبحسب اي آلية؟ لماذا لا يعتمدون داتا البنك الدولي وطريقة توزيعه للمساعدات؟

الصعوبات الميدانية برزت منذ اللحظة الأولى، تخبرني كوثر شيا:" حاولنا أن نسجل اسمنا وجمعيتنا على خط 1701 للطوارئ، أو على بلدية بيروت، فلم يرد أحد. حتى التسجيل يحتاج إلى واسطة. سجلت اسمها عن طريق وسيط ربطها مع موظف في البلدية، ليتوسط لأخذ موعد مع احد العمداء ورقم طوارئ لتسجل جمعيتها وتفصح عن العمل الذي انجزته. اكتشفوا وجود 3 فرق مسؤولة عن التنظيم: الصليب الأحمر وطوارئ الجيش وبلدية بيروت لنعطيهم علم وخبر. الاتصال بالصليب الأحمر يحصل مباشرة ودون واسطة. حددنا موقعنا بعد اتصال بالنقابة تنتفض وال zone التي ننوي العمل بها كي لا يتسجل أحد غيرنا ويأخذ مساعدات لا يوزعها.

في العشرة أيام الأولى حصلت فوضى كبيرة وبدا أن "كل واحد فاتح عحسابه".

وصلت مساعدات ضخمة، أقيمت خيم يأتي اليها الناس عشوائيا يأخذون المساعدات دون رقابة. هكذا حصلت تسريبات المساعدات التي تم تصويرها في سوبر ماركت الرمال في الضاحية الجنوبية. لم تعدّ جردة بأسماء الذين ذهبت إليهم المساعدات وهل تصل لمستحقيها حقاً.

أما عن الفيديوهات التي سربت لشاحنات محملة بالمساعدات متجهة جنوباً ، فقد اصدر الجيش بيانا اوضح فيه ان البضائع تنقل بعلمه الى صيدا للتخزين!! أضاقت الأمكنة في بيروت!!  لكن سربت صور مجدداً للمساعدات تهرّب فور وصولها الى المطار. ولا يملك المعنيين سوى الإنكار، والإنكار مجدداً.

ناهيك عن السرقات في الشوارع من البيوت المهدمة حتى بوجود ساكنيها بحسب شهادة السيدة عازوري. قد يأتي شبان على اساس انهم عمال وشغيلة، لكنهم يأخذون الابواب والنوافذ خلسة ويذهبون بها. صار عملنا أن نكون حراس المنطقة في ظل غياب السلطات الرسمية!! في الكرنتينا ايضا يشكو شباب المنطقة من الإرهاق، يعملون نهاراً ويحرسون ليلاً؟ اين الاجهزة الامنية؟ أسأل الشرطي الذي ينظر اليّ بحيرة!

الخوف الأكبر ان تذهب أموال إعادة الإعمار كما حصل في الحروب السابقة، إلى جيوب من عصابات السلطة ومحاسيبهم. فتكونت طبقة من الأثرياء أصبح معظمهم في الحكم بعد اتفاق الطائف. من هنا حذر المواطن اللبناني والمجتمع الدولي.

هذا حال بلد قيل فيه يوما: نيال مين الو فيه مرقد عنزة". كأن المستقبل لم يعد في مكان اسمه لبنان.   

تنتابك مشاعر متناقضة. يطفح قلبك حزنا وغضبا ومرارة. لكن همة بعض الشباب وانتشار منظمات ال  NGO’S في خيمهم المنتشرة للمساعدة، تنفحك ببعض أمل بمستقبل سيعرف هذا الجيل كيف يبني لبنان الجديد عندما يزيح عن قلب لبنان هذه المافيا التي عفنت وزكمت روائحها انوف الكرة الارضية.

 

تقارير تغطي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للبنان

السفار ة الفرنسية وزعت برنامج زيارة ماكرون الى لبنان

وطنية/الإثنين 31 آب 2020

وزعت السفارة الفرنسية برنامج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، وجاء فيه: "سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان من الاثنين 31 آب ولغاية الاربعاء 2 ايلول، كما تعهد للشعب اللبناني في 6 آب المنصرم بعد الانفجار المأساوي الذي ضرب بيروت.

هذه الزيارة ستشكل ايضا فرصة للرئيس ماكرون للاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

الاثنين 31 آب

20,00 مساء: وصول الرئيس ماكرون إلى مطار بيروت حيث سيستقبله الرئيس ميشال عون.

21,00: لقاء السيدة فيروز في منزلها، من دون إعلام.

23,00: لقاء مع الرئيس سعد الحريري.

الثلاثاء 1 أيلول

9,30: وصول الرئيس ماكرون إلى محمية أرز جاج للاحتفال بمئوية لبنان الكبير.

10,45: زيارة مرفأ بيروت

- لقاء مع ممثلي الأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني المجندين لبناء المرفأ والمدينة على متن حاملة الطوافات لو تونير.

- لقاء مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة الذين ساعدوا في البناء.

- لقاء مع فرق camp ventoux الذين ساهموا في تنظيف وإزالة الأنقاض من المرفأ.

13,30: حفل الاستقبال الرسمي في قصر بعيدا.

13,45: غداء رسمي في قصر بعبدا يقيمه الرئيس عون على شرف الرئيس ماكرون.

15,15: زيارة الرئيس ماكرون لمستشفى الرئيس رفيق الحريري.

17,00: لقاء الرئيس ماكرون مع البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي، في قصر الصنوبر.

17,30: لقاء الرئيس ماكرون مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين في قصر الصنوبر.

19,30: مؤتمر صحافي للرئيس ماكرون في قصر الصنوبر، يشارك فيه الإعلاميون المعتمدون".

 

رئيس الجمهورية استقبل الرئيس الفرنسي في المطار ماكرون:اذا التزمت الحكومة الجديدة بالاصلاحات سيتمكن المجتمع الدولي من الالتزام بدعم لبنان

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

وصل رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون عند التاسعة والربع من مساء اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رأس وفد رسمي.

ولدى ترجله من الطائرة قدم الرئيس عون لضيفه اعضاء الوفد اللبناني الذي ضم: وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة، وزير الصحة الدكتور حمد حسن، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية رفيق شلالا، قائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط، قائد منطقة جبل لبنان في الجيش العميد عفيف صالح، وقائد منطقة جبل لبنان في الامن الداخلي العميد جهاد الاسمر.

ثم قدم الرئيس ماكرون للرئيس عون اعضاء الوفد الفرنسي وابرزهم: وزير الخارجية جان ايف لودريان، ووزير التضامن والصحة اوليفييه فيران، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، اضافة الى عدد من الدبلوماسين والمستشارين.

وبعد استراحة قصيرة للوفدين في قاعة الشرف في الجناح الرئاسي، تم خلالها تبادل الحديث حول التطورات الاخيرة في لبنان، غادر بعدها الرئيس الفرنسي المطار.

تصريح ماكرون

ولدى خروجه من الجناح الرئاسي، أدلى الرئيس ماكرون الى الصحافيين بالتصريح التالي:

"انا سعيد بالعودة كما وعدت الى بيروت وكما والتزمت في زيارتي السابقة، لأعاين أولاً المساعدات الانسانية على أثر الانفجار الذي حصل وهو ما التزمت به، وقد عقدنا في التاسع من آب مؤتمرا دوليا في فرنسا تحت اشراف الامم المتحدة لتنظيم هذه المساعدات مع تأكيد على الشفافية واشراك المنظمات غير الحكومية والمدنية، وسأتوجه غدا الى المرفأ لأكشف على ذلك شخصيا، وسننظر ايضا في موضوع تنسيق المساعدات الصحية لأن لبنان يعاني كذلك من تأثيرات كوفيد 19 وذلك من خلال زيارتي لمستشفى الحريري. ونحن نتابع ايضا برامج المساعدة في التعليم واعادة البناء وكل انواع الدعم الضروري الشعب اللبناني، وهذا نفس التعهد والالتزام الذي رافق التعاون التقني الذي بدأنا بتقديمه منذ 3 اسابيع الى جانب الحكومة اللبنانية بناء على طلبها في اطار التحقيق الحاصل في موضوع الانفجار.

السبب الثاني لزيارتي هو مئوية لبنان الكبير، وستكون لنا غدا الفرصة لاستخلاص الدروس من هذه المناسبة والتطلع نحو المستقبل. والهدف الاساسي ايضا لزيارتي متابعة الاوضاع السياسية، وموقفي هو نفسه ويقوم على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ورأيت ان العملية قد انطلقت في الساعات الاخيرة في تسمية رئيس للحكومة. وبالتأكيد لا يعود لي ان اوافق عليه او لا، لأن ذلك منوط بالسيادة اللبنانية، ولكن علي ان اتأكد انه سيتم تشكيل حكومة مهمة لخدمة الشعب اللبناني ولبنان، واطلاق الاصلاحات، ومكافحة الفساد من اجل العدالة، واصلاح مجال الطاقة، وادارة افضل للمرفأ، وادارة افضل للبنك المركزي والنظام المصرفي. كل هذه الاصلاحات الضرورية التي التزمت من جهتي بمتابعتها، اذا تم الأخذ بها من قبل حكومة المهمة التي ستتشكل سيتمكن عندها المجتمع الدولي وفي طليعته فرنسا، من الالتزام بدعم لبنان والشعب اللبناني. هذه هي الاهداف الثلاثة لزيارتي اليوم، اضافة الى رغبتي بتحقيق وعدي الذي كنت قد اطلقته في زيارتي الماضية.

 

ماكرون: فرنسا ملتزمة لكي تكون معكم وتدعم لبنان والشعب اللبناني

وطنية - المطار - الإثنين 31 آب 2020

اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبيل مغادرته مطاررفيق الحريري الدولي حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في صالون الشرف "لقد عدت كما كنت قد وعدت الى لبنان وبيروت، وكما كنت قد التزمت في زيارتي السابقه، اولا لأتأكد مما حصل في المساعدات الإنسانية التي تبعت الإنفجار، وقد نظمنا في التاسع من آب تحت اشراف الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا في فرنسا لتنظيم هذه المساعدات مع رغبة وتمني التأكيد على الشفافية ودور المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والمدنية، وغدا سأتوجه الى المرفأ اكشف على ذلك شخصيا وسننسق ايضا المساعدات الصحية، واعرف ايضا ان لبنان يعاني من آفة covid 19 ونحن نتابع برامج المساعدة في التعليم والمدارس وكل انواع الدعم الضروري للشعب اللبناني، وهذا نفس التعهد والإلتزام الذي رافق ايضا التعاون التقني الذي قدمناه وبدأنا تقديمه الى جانب الحكومةاللبنانية بناء لطلب الحكومة اللبنانية، لا سيما في اطار التحقيق الحاصل في موضوع الإنفجار.

اضاف : "السبب الثاني لزيارتي الأن هو الذكرى المئوية لدولة لبنان الكبير، وبالتأكيد نحن نود ان نمضي قدما، وايضا هدف هذه الزيارة هو الاطلاع على ما استجد من الوضع السياسي، وموقفي ما زال نفسه وهو ضرورة تأكيد ما سيحصل، واني قد رأيت ان العملية قد انطلقت في الساعات الأخيرة بتسمية رئيس وزراء وبالتأكيد لا يعود لي ان اوافق عليه او لا، لأن ذلك يعود الى السيادة اللبنانية ولكن علي ان اتأكد انه حقا سيتمكن من تشكيل حكومة مهمة لخدمة الشعب اللبناني ولبنان واطلاق اقتراحات بشأن مكافحة الفساد من أجل العدالة واجراء اصلاحات ايضا في مجال الطاقة واعادة بناء المرفأ وادارة افضل ايضا للبنك المركزي والنظام المصرفي، كل هذه الإصلاحات الضرورية التي بالتأكيد التزمت من جهتي بمتابعتها لأنه بالتأكيد يجب ان تعتمدها هذه الحكومة وان فرنسا ملتزمة لكي تكون معكم وتدعم لبنان والشعب اللبناني .هذه هي الأهداف الثلاثة لهذه الزيارة اليوم وايضا لأنني كنت اود ان احقق وعدي الذي اطلقته في زيارتي الأخيرة للبنان.

 

ماكرون منح فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي واهدته لوحة فنية

وطنية - المتن - الثلاثاء 01 أيلول 2020

غادر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منزل السيدة فيروز في الرابية بعد لقاء استمر ساعة وربع الساعة، منحها خلاله وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، واهدته هي بدورها لوحة فنية.

 

ماكرون: قضيت أوقاتاً مؤثرة جداً مع السيدة فيروز… كان لقاء استثنائياً

مواقع الكترونية/الثلاثاء 01 أيلول 2020

اختار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن تكون زيارة السيدة فيروز في منزلها، المحطة الاولى من زيارته الى بيروت، حيث قلّدها ارفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة Commandeur ، وبدورها شكرته السيدة فيروز وقدمت له هدية تذكارية.

وخلال مغادرته منزل السيدة فيروز، توجه ماكرون بكلمة الى المحتجين كما قال للصحافيين أنه “يعد بأن يكون لبنان افضل من ما هو عليه وأن السيدة فيروز ايقونة ولها مكانة خاصة بقلوب الفرنسيين وقد قضيت معها اوقاتاً مؤثرة جداً، وكان لقاء استثنائيا”.

 

ماكرون من أمام منزل السيدة فيروز: “أنا معكم”

مواقع الكترونية/الثلاثاء 01 أيلول 2020

اعلن الرئيس الفرنسي من أمام منزل السيدة فيروز في الرابية: “أنا معكم”.

وكان في استقبال ماكرون السيدة ريما الرحباني، كما كان في انتظاره مجموعة من المتظاهرين الرافضين لما اعتبروه دعم ماكرون للطبقة الحاكمة، مطالبين اياه بالاستماع لأصوات الناس فقط. وألقى ماكرون التحية على المتظاهرين المتواجدين وعلم أن ماكرون سيمنح السيدة فيروز وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا انشأه نابليون بونابرت عام 1802. وكانت بلدية الرابية زينت المنطقة بالاعلام الفرنسية واللبنانية ورفعت اللافتات المرحبة بالرئيس الضيف باللغة الفرنسية. واختار الرئيس الفرنسي أن يبدأ زيارته إلى لبنان بالاجتماع مع السيدة فيروز، والتي تمثل صورة وحدة لبنان، حيث أدرج قصر الإليزيه اسم السيدة فيروز في صدارة برنامج الرئيس الفرنسي. وكتب ماكرون في برنامجه عبارة “موعد على فنجان قهوة مع فيروز في انطلياس مساء الاثنين”.

 

“لوفيغارو”: ماكرون هدّد بالتنسيق مع الرئيس الأميركي بعقوبات تشمل بري والحريري وباسيل

مواقع الكترونية/الثلاثاء 01 أيلول 2020

أفادت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هدد، بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعقوبات تشمل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري”. وذكرت الصحيفة ان ماكرون قال “إنّه سيذهب إلى أقصى الحدود في الحضّ على مكافحة الفساد، ولن يكون هنالك امتياز أو استثناء لأحد”، وبأنه صرّح لها قبيل زيارته الى بيروت قائلاً “نعم نفكّر بالعقوبات، لكن يجب أن نفعل ذلك مع الأميركيّين كي يكون الأمر فعّالاً”. ونقلت لو فيغارو نقلا عن مصدر لم تكشف عن هويته أن “الرئيس ماكرون بدأ فعلاً بإعداد لائحة بالشخصيات المعنية بالعقوبات بالتعاون مع نظيره الأميركي دونالد ترمب”. واشارت الصحيفة الى أن ضغوطات الرئيس الفرنسي أتت بثمارها، وبعد أسبوعين من المماطلة، تم تعيين موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة قبل ساعات قليلة من وصوله.

 

ماكرون التقى الحريري في قصر الصنوبر

وطنية - الثلاثاء 01 أيلول 2020

استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، الرئيس سعد الحريري في قصر الصنوبر،  وتناول اللقاء اخر المستجدات السياسية والاوضاع  العامة في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية تسلم من وفد مشترك من البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تقريرا حول أضرار المرفأ: لبنان سينهض مجددا بدعم المجتمع الدولي

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفدا مشتركا من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، خلال استقباله له بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان سوف ينهض مجددا من كبوته بدعم المجتمع الدولي، وان الحكومة المقبلة سوف تركز على خطة للنهوض بهدف مواجهة تداعيات ما حصل خلال الأشهر الأخيرة".

واعرب الرئيس عون عن تقديره "للجهود التي قام بها البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لدعم لبنان، سواء من خلال المساعدات الإنسانية والتقنية التي قدمت، او من خلال الخبرات التي أرسلت بعد الكارثة التي حلت بلبنان نتيجة الانفجار في مرفأ بيروت".

وضم الوفد المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار جا، سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، المنسقة المقيمة للمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة نجاة رشدي والخبير في البنك الدولي رجا ريهان ارشاد.

وقدم أعضاء الوفد الى الرئيس عون، التقرير الذي اعده البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حول الأضرار التي تسببب بها الانفجار في المرفأ والذي تضمن تقييما اوليا للاضرار، وسيتم تباعا تحديثه كلما توافرت معلومات إضافية.

كومار جاه

وأوضح السيد كومار جاه ان "الخسائر الأولية بلغت حوالى 8,1 مليار دولار، وهي تشمل اضرار البنى التحتية والخسائر التي تكبدتها الحركة الاقتصادية، وسيحتاج لبنان في مرحلة أولى تنتهي في كانون الأول 2021 الى مبلغ مليارين و 200 مليون دولار من اجل النهوض وإعادة الاعمار، إضافة الى الانكماش الذي سيحصل في الاقتصاد الوطني"، وأوضح ان "مستويات الفقر والفقر المدقع سترتفع نسبتها"، وأشار الى ان "الجهد سينصب ليكون العمل مستقبلا فرصة لتحقيق الأفضل".

طراف

كذلك تحدث السفير طراف، فأكد "عمل الاتحاد الأوروبي مع الحكومة اللبنانية"، مع التشديد على "أهمية توحيد الجهود وتنظيم العمل مع القطاع الخاص والمجتمع المدني"، متطلعا الى "تشكيل حكومة جديدة شفافة وقادرة على إدارة المال بشكل سليم".

رشدي

وأوضحت السيدة نجاة رشدي ان "إعادة بناء الشأن الاقتصادي يقابلها بالاهمية نفسها إعادة بناء الشأن الاجتماعي وتحقيق حاجات الناس والبرامج الخاصة بالاهتمام بهم".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا "الجهد الذي بذله البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في اعداد هذا التقرير"، مركزا على "اهمية الإسراع في ترميم المنازل والشقق المصدعة والاهتمام بالشق السكني قبل حلول فصل الشتاء حتى تتمكن العائلات المشردة من إيجاد المكان المناسب للسكن"، معتبرا ان "التقرير الذي أعدته الأطراف الثلاثة، اضاء على الكثير من الاضرار والخسائر الاقتصادية وحدد حاجات التعافي وإعادة الاعمار"، مشيرا الى ان "لبنان يتطلع الى دعم دولي لاصلاح ما سببه الانفجار الذي زاد الأزمات التي يعيشها لبنان أزمة إضافية".

وحضر الاجتماع من الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون العميد بولس مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب وميشيل فنيانوس.

 

الاستشارات النيابية في بعبدا افضت الى تكليف مصطفى اديب تشكيل الحكومة الرئيس المكلف: لا وقت للوعود والتمنيات بل للعمل بقوة بتعاون الجميع

الإثنين 31 آب 2020

وطنية - أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استشارات نيابية في قصر بعبدا طوال فترة قبل ظهر اليوم، لمعرفة الشخصية التي يسميها النواب لتكليفها تشكيل الحكومة الجديدة. وقد افضت هذه الاستشارات الى تكليف السفير مصطفى اديب بهذه المهمة، بعد ان ابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري حصيلة هذه الاستشارات، فيما تم استدعاء السفير اديب الى القصر الجمهوري لتكليفه.

وفي وقت اكتفى الرئيس بري بالقول: "عقبال الحكومة في اسرع وقت"، وهو يغادر القصر الجمهوري، اكد الرئيس المكلف اديب ان "لا وقت للكلام والوعود والتمنيات، بل للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من اجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الامل بغد افضل، لان القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل".

كما اكد "العمل لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من اصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في اجراء الاصلاحات الاساسية وبسرعة".

ميقاتي

وكان الرئيس عون استهل الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا عند الساعة التاسعة صباحا بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس في اطار الاستشارات النيابية الملزمة. تكلمنا عن الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهنا اليوم على كل الأصعدة الاقتصادية والبيئية والتربوية والاجتماعية خاصة بعد الكارثة الكبيرة التي حصلت بعد 4 آب الحالي، كلنا واعون لهذا الامر ونعلم ان شخصا بمفرده لا يمكن ان يخرج كما يقول المثل الزير من البير. ان الوضع صعب جدا وامامنا الكثير من التحديات ونريد ان نكون جميعا يدا واحدة. ولكن في النهاية لدينا اليوم خيارات متعددة وسميت الدكتور مصطفى اديب سفير لبنان في برلين للقيام بمهمة ان يكون على رأس فريق عمل ورئيسا للحكومة كي يكون هذا الفريق مع وزرائه المختصين قادرين على القيام بالعمل المطلوب في هذه المرحلة الصعبة جدا. ان شخصا بمفرده لا يمكن ان يكون في هذه المرحلة ويواجه كل الصعوبات، اما اذا كان فريق العمل كاملا متكاملا منسجما مع بعضه ومن اختصاصيين فيمكن ان نعد اللبنانيين ساعتئذ بمستقبل واعد".

وردا على سؤال، قال: "تحدثت مع فخامة الرئيس أيضا عن ان الوقت له ثمن كبير وكفانا تضييعا له وللفرص، تم اختيار شخص وأتمنى ان تتألف الحكومة في اسرع وقت ممكن. ان الرئيس الذي سيكلف والذي آمل ان يكون الدكتور مصطفى اديب، سيقوم بعدها بالاستشارات مع الكتل النيابية ليشكل الحكومة ويتقدم بعرض التشكيلة لفخامة الرئيس".

سئل: هل ستكون الحكومة حكومة وحدة وطنية او ماذا؟ لانه بمجرد اختيار الدكتور اديب هذا يعني انها ليست سياسية؟ فأجاب: "اخترنا ان يكون الدكتور اديب لكي تكون رسالة اننا نريد حكومة وليدعوا العمل السياسي للسياسيين، لدينا اعمال يومية إصلاحية أساسية في البلد، انريد ان نواجهها ام لا؟ هل نواجهها بالقال والقيل وبالتواصل الاجتماعي او بالعمل الجاد والجدي. هذا هو المطلوب في الوقت الحاضر".

وردا على سؤال عمن طرح اسم اديب، قال: "اننا في لقاءاتنا كرؤساء حكومة سابقين استعرضنا مروحة كبيرة من الأسماء ووجدنا ان لديها جميعا القدرات كي تكون في هذه المرحلة. وقد حافظنا على سرية المداولات في هذه الاجتماعات طيلة هذا الأسبوع، هو قريب مني واتشرف بذلك ولكن الذي طرح الاسم هو الرئيس سعد الحريري".

سئل: هل سيكون مصطفى اديب حسان دياب ثان، أجاب: "بدعمنا لا".

سئل: كنتم داعمين لحسان دياب، اجاب: "ابدا".

الحريري

بعدها، استقبل الرئيس عون الرئيس سعد الحريري الذي تحدث بعد اللقاء الى الصحافيين فقال: "سميت السفير مصطفى اديب لتشكيل الحكومة، كما سبق واعلنا بالامس بعد اجتماع رؤساء الحكومة السابقين. يجب ان يكون هدفنا جميعا اعادة اعمار بيروت، خصوصا بعد التفجير، وتحقيق الاصلاحات المالية والاقتصادية التي بات يعلمها الجميع، والوصول الى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي، ليعاود المجتمع الدولي دعمه للبنان للسيطرة على الانهيار الاقتصادي الحالي وتحقيق النمو بعدها، بإذن الله. تعلم الكتل النيابية انه للوصول الى الهدف، على الحكومة ان تتشكل من اشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب تشكيلها بسرعة وصياغة بيانها الوزاري بشكل اسرع، وقد ابدت الكتل النيابية نيتها التعاون مع الحكومة للاسراع في تنفيذ الاصلاحات. اود ان اجدد القول ان الهدف هو اعادة اعمار بيروت، لان ما حصل هو دمار شامل، واذا اردنا تحقيق ذلك، علينا وضع خطة واضحة مع مساعدات من الخارج لاعادة صورتها الى ما كانت عليه، وهذا هو الهدف الاساسي بالنسبة الي وبالنسبة الى رئيس الحكومة، ويجب تحقيق الاصلاحات لاعادة ثقة اللبنانيين والعالم باقتصادنا للخروج من الازمة".

سئل: ما الفارق بين هذه الحكومة والحكومة السابقة؟ وكان اسمك مطروحا بقوة، فما الذي حصل؟

اجاب: "كلنا نعلم الظروف التي اوصلت الى هذا الموقف، ومعروف سبب اعتراض الكتل النيابية علي، وقد رأيت ان البلد ليس بحاجة الى مناورات بل الى حلول والنهوض والالتقاء مع مبادرة الرئيس الفرنسي. فالرئيس ماكرون يعمل مع المجتمع الدولي من اجل نهوض لبنان من الركام واجراء اصلاحات حقيقية والتعاون مع صندوق النقد. وقد عاينا سابقا ما كانت عليه نتيجة عدم التعاون بين الافرقاء السياسيين على البلد، والتجربة السابقة كانت فاشلة جدا. من هنا، ليس هناك فريق سياسي اكبر من مطالب الشعب، ولا من حاجة هذا الشعب الى الحلول، وليس عليه ان يترك البلد تحت شعار اما اصلاح كل شيء او الاعتكاف. لا اعتقد ان هذا هو الحل، بل ان نقول موقفنا السياسي بوضوح في ظل الخلاف مع افرقاء سياسيين، والمواجهة. اخيرا، سيكون لي حديث خلال اليومين المقبلين لشرح المرحلة المقبلة".

وردا على سؤال حول شكل الحكومة، اوضح الحريري انه "يجب ان تكون من اختصاصيين، وغير تابعين لاي حزب سياسي، بل اناس عملوا وبرعوا في مجالهم (الطب، الهندسة، الزراعة، الاقتصاد...). ولا اعني هنا ان يكونوا تكنوقراط، فهؤلاء هم اكاديميون، ونحن في حاجة الى اختصاصيين حققوا نجاحا".

سئل: القوات اللبنانية اعلنت انها ستسمي نواف سلام. اجاب: "كل شيء له حسابه".

سلام

ثم التقى رئيس الجمهورية الرئيس تمام سلام الذي صرح بعد اللقاء، فقال: "ان البلد يمر بمأزق صعب جدا وحالة عصيبة وتراكم للكثير من الأمور التي أوصلت الجميع الى مكان مطلوب فيه ان تبذل جهود جبارة وكبيرة. على كل المسؤولين ان يدركوا ان هذه فرصة للبنان واللبنانيين، لانقاذ وطنهم انطلاقا من تفاهمهم وبدعم عربي ودولي مطلوب لنتمكن من المضي في طريقنا ونشكل في اقرب فرصة، ومن دون تأخير، حكومة انقاذ تضع امامها هدف العمل السريع لتلافي وتصحيح كل الأخطاء التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه".

أضاف: "من هنا سميت الدكتور مصطفى اديب وهو اديب بكل معنى الكلمة وحمله سيكون ثقيلا. لكن من جهتنا، التزمنا بتسميته مع اخواني رؤساء الوزراء السابقين وليقدرنا الله ان نتمكن من دعمه وتوفير كل ما يلزم له كي ننطلق الى مرحلة فيها بعض الامل خلافا لكل المرحلة السابقة التي شابها الكثير من السلبيات".

سئل: هل سيتمكن من القيام بما اتفقتم عليه؟ أجاب: "نتأمل ونسعى الى ذلك، لانه ليس في استطاعتنا ان نتخلى. ادرك ان الأمور وصلت في البلد الى حيث لم يعد احد يعجبه شيئا كما لم يعد لاحد الامل به، واعرف ان الكثير من اللبنانيين يتخذون قرارا صعبا بالرحيل الا ان لبنان سيبقى لبنان وسنبقى فيه جميعا وسنتحمل المسؤولية. انها ليست سهلة أقول ذلك بموضوعية لا سيما بعد التراكمات التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه، لم يعد الامر سهل ابدا".

وردا على سؤال، أجاب: "كان لا بد من التوصل الى توافق حول اسم، من الطبيعي ان ثمة من يرى في غيره فرصة أيضا او انهم يريدون هم ان يكونوا في هذا الموقع، الا ان هذا لا يمنع اننا وصلنا الى هذا المكان وسنعطيه اوفر الحظوظ".

وعن رفضه تحمل هذه المسؤولية، أجاب: "كنت واضحا وقلت أسباب رفضي وشرحتها بالتفصيل ولا زلت عند موقفي، ولكن هذا لا يعني انني اتخلى عن مؤازرة ودعم أي فرصة يمكن ان تكون فيها فائدة للبلد وان شاء الله تكون هذه هي الفرصة".

الفرزلي

واستمر شريط الاستشارات النيابية بلقاء الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي قال بعد اللقاء: "هناك قول يقضى على المرء في محنته ان يرى بالحسن ما ليس بالحسن. لا استطيع في ايام المحنة التي نعيشها، ان ارى حسنا ما تفضل به السادة رؤساء الحكومة السابقين من طرح لاسم لترؤس الحكومة، مع احترامي الشديد له ولسمعته الايجابية، الا انني، من موقع انني لا استطيع الركون الى امر غير معروف من قبلي، لا يمكن ان اراهن الا على مستقبل عمله كي يكسب الثقة المرجوة والمرغوبة والمنشودة من قبلي، عبر ترؤس الحكومة والعمل على قاعدة الاصلاحات المطلوبة بالتنسيق مع فخامة الرئيس. لذلك، تريثت وتحفظت ووضعت ورقة بيضاء بين يدي فخامة رئيس الجمهورية".

سئل: لماذ لم تسم احدا؟ اجاب: "ليس هناك من داع لذلك، طالما ان النية لدى معظم الكتل، فالمسألة ليست مسايرة لاحد، بل تحقيق الغاية المرجوة، وعندما سميت الرئيس الحريري لضرورة ترؤسه هذه الحكومة، كان هناك غاية وطنية اساسية بعنوان لم الشمل الذي دعيت اليه منذ مدة. اما وقد شاء السادة رؤساء الحكومة السابقون تسمية من سموه، فلا بد لي من الانتظار، فتحفظت".

سئل: ما تعليقك على ان تكون الحكومة من اختصاصيين؟

اجاب: "منذ متى كانت تأتي الحكومة غير اختصاصية؟ الاختصاص موجود في كل مكان، داخل المجلس النيابي وخارجه. لذلك هذه التسميات وخلافها، غايتها فقط المناورة والدوران حول فكرة التهرب من شكل حكومة سياسية او تكنوسياسية، لذلك فلننتظر".

كتلة تيار المستقبل

ثم التقى الرئيس عون كتلة "تيار المستقبل" التي تحدث باسمها النائب سمير الجسر فقال: "ابلغنا فخامة الرئيس قرار كتلة المستقبل النيابية بتسمية الدكتور مصطفى اديب لتكليفه برئاسة الحكومة العتيدة".

سئل: بـ18 صوتا؟ أجاب: "نعم".

كتلة الوفاء للمقاومة

بعدها، التقى رئيس الجمهورية وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، فقال: "ابلغنا فخامة الرئيس موافقة الكتلة الصريحة والواضحة على تسمية الرئيس المرشح تكليفه تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى اديب. ابدينا استعدادنا الكامل للتعاون الايجابي وندعو الجميع الى ابداء مثل هذا التعاون لما فيه مصلحة لبنان، خدمة الاولويات لهذه المرحلة وفي طليعتها تحقيق الاصلاحات، اعمار بيروت، تثبيت الامن، النهوض بالوضع الامني والاقتصادي".

كتلة التكتل الوطني

بعد ذلك، استقبل الرئيس عون كتلة "التكتل الوطني" التي تحدث باسمها النائب فريد الخازن فقال: " نظرا للتوافق او شبه التوافق العام على اسم رئيس جديد لحكومة لبنان، قررنا ككتلة "التكتل الوطني" ان نسمي سعادة السفير اللبناني في برلين السيد مصطفى اديب رئيسا لحكومة لبنان على امل، وهذا هو الأساس، ان يتم تأليف حكومة من شخصيات واناس أصحاب نزاهة وكف نظيف وكفاءة، ويكونوا حاملين لمشروع انقاذي للبلد. ان لبنان بحاجة الى إصلاحات جذرية مطلوبة داخليا وخارجيا. نتمنى التوفيق له وان تكون هذه الخطوة بادرة خير للبنان وللشعب اللبناني".

وردا على سؤال عن شكل الحكومة، أجاب: "ان ما يهمنا اكثر من هذه التسميات التي استهلكت في البلد ان تكون الحكومة من أصحاب كفاءة ونزاهة وان تحمل مشروعا اصلاحيا حقيقيا".

كتلة نواب اللقاء الديموقراطي

ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب "الحزب التقدمي الاشتراكي". وتحدث بعد اللقاء النائب تيمور جنبلاط فقال: "نحن كلقاء ديمقراطي وكحزب تقدمي اشتراكي، مطالبنا كبيرة وطموحاتنا كبيرة. أولا الانتخابات النيابية المبكرة، وقانون إنتخابات لا طائفي، ونطالب ونحلم بدولة مدنية، وحتى تحقيق ذلك، نطلب من الحكومة أن تحافظ على ما تبقى من اتفاق الطائف، وأن تركز على الاصلاحات لأن الشعب اللبناني يموت جوعا، ومن أجل الشباب اللبناني الذي يهاجر لتأمين مستقبله في الخارج. ونتمنى ان تتشكل هذه الحكومة في اسرع وقت ممكن. واسمي باسمي وباسم الكتلة والحزب، مصطفى اديب لترؤس الحكومة".

سئل: هل هناك ضغوط عليكم للمشاركة في الحكومة؟

اجاب: "كلا ولن نشارك، ونتمنى للحكومة كل النجاح والتوفيق".

الكتلة الوسطية

بعد ذلك، التقى الرئيس عون "الكتلة الوسطية المستقلة" التي تحدث باسمها النائب جان عبيد فقال: "نحن ولاعتبارات عديدة منها التاريخ والصداقة والمواهب والأفكار التي يملكها، نرشح الأستاذ مصطفى اديب وان شاء الله يكون موفقا وتكون اموره مسهلة ومجيئه جذابا ومقنعا".

الكتلة القومية الاجتماعية

بعدها، استقبل الرئيس عون وفد "الكتلة القومية الاجتماعية". وبعد اللقاء تحدث النائب اسعد حردان الى الصحافيين، فقال: "ما قلناه لفخامة الرئيس هو اننا ضد الفراغ في المؤسسات لانه اضعاف لمنطقها ولمنطق الدولة، ونحن في هذه الفترة احوج ما نكون الى الابتعاد عن الفراغ. لذلك، نحن مع الاسراع في تكليف رئيس حكومة وتشكيل الحكومة. ونحن مع الاستقرار في لبنان كونه قاعدة اساسية وقناعة بالنسبة الينا، كما تعزيز السلم الاهلي والوحدة الوطنية، وهي مسائل لبقاء لبنان والا نعلم جميعا ما سيؤول اليه الوضع، وما نعيشه اليوم. انسجاما مع هذا الموقف، ومع التوافق السياسي الحاصل، وتسهيلا للامور، نحن نؤيد هذا التوافق السياسي".

كتلة اللقاء التشاوري

ثم التقى الرئيس عون كتلة "اللقاء التشاوري" التي تحدث باسمها النائب الوليد سكرية فقال: "اننا في اللقاء التشاوري ينقصنا اليوم النائب فيصل كرامي الذي تغيب بداعي السفر، موقفنا واحد وبالاجماع أي أربعة أصوات، لم نسم لاسباب عديدة. كلنا نعرف ان البلد يواجه تحديات كبرى ابتداء من تحديات طارئة تمثلت بانفجار بيروت وما الحقه من دمار وما يتطلبه من معالجة سريعة الى معالجة الوضعين الاقتصادي والمالي، وخصوصا السياسي لمعالجة الدين العام الذي كان احد أسباب الخلاف عليه الإطاحة بالحكومة السابقة، الى نظام سياسي جديد للبنان القرن الحادي والعشرين لان النظام للقرن العشرين اعتقد انه اوصلنا الى التعثر ولم يوصلنا الى الحلول السليمة رغم ان اتفاق الطائف رسم حلولا بان يكون مجلس الشيوخ وفق القانون الأرثوذكسي ومجلس النواب خارج القيد الطائفي ولكن لم ينفذ".

أضاف: "واجهنا اليوم بدعة تتمثل في ان من يسميه بعض رؤساء الحكومات السنة يكون هو رئيس وزراء السنة او رئيس وزراء لبنان. ان رئيس الوزراء هو رئيس وزراء كل لبنان وليس رئيس وزراء فريق من الطائفة السنية وإلغاء الفرقاء الاخرين للطائفة. كذلك يكون الامر في الطائفة الشيعية والطائفة المارونية وفي كل الطوائف والا نكون وكأننا نذهب الى قانون ارثوذكسي في مجلس الوزراء والمجلس النيابي في وقت ان القانون الأرثوذكسي وفق اتفاق الطائف هو لمجلس الشيوخ فيما مجلس النواب خارج القيد الطائفي".

وتابع: "اننا بحاجة الى نظام سياسي يطور الأوضاع ويعالج المشاكل الكبرى الاستراتيجية في النظام السياسي وصولا الى المشاكل الطارئة. وامام هذه التحديات تفاجأنا بتسمية لرئيس حكومة لا نعرف ما هو برنامجه السياسي كما لا نعرف انه تعاطى السياسة سابقا وله رأي، وما هو البرنامج الذي اتفق عليه بين بعض الكتل الكبرى التي اتفقت سرا وما هي السياسية الاقتصادية التي ستكون وكيف سيعالجون خدمة الدين والمسألة المالية والدين العام للدولة اللبنانية وكيف سيتعاطون مع النظام السياسي. نحن لا نعرف شيئا من ذلك، لذلك نحن لم نسم وعند تشكيل الحكومة يكون لكل حادث حديث ونتمنى للحكومة الجديدة النجاح والتوفيق لحل مشاكل لبنان".

وعن موقفه فيما هم حلفاء "حزب الله": أجاب: "انا مع المقاومة التي هي شيء فيما تشكيل الحكومة شيء اخر". وعن سبب عدم سير الحلفاء باحدهم، أجاب: "اسألوا حلفاءنا".

وردا على سؤال، أجاب: "نحن مع تنفيذ اتفاق الطائف بانشاء مجلس الشيوخ الذي يمثل الطوائف ويحميها من خوف تآكل الأقليات والمجلس النيابي خارج القيد الطائفي واكبر دائرة انتخابية على مستوى الوطن. اننا مع لبنان دائرة انتخابية واحدة لانتاج مشاريع وطنية وخطاب وطني للخروج من الخطاب الطائفي والمذهبي والمناطقي، فهذا هو الخلاص للبنان المستقبل. واذا ما كان بحاجة الى التطوير فنحن مستعدون لذلك لكن ان نقف متمترسين امام ما نحن عليه وراء طوائفنا ومذاهبنا ومناطقنا فاعتقد ان على لبنان السلام ونكون بذلك ندفنه".

كتلة الجمهورية القوية

ثم التقى الرئيس عون كتلة "الجمهورية القوية"، وتحدث باسمها النائب جورج عدوان فقال: "اتينا كقوات لبنانية للمشاركة في الاستشارات لنبرهن مرة جديدة اننا نستطيع من خلال المؤسسات نقل وجهة نظر الناس بعيدا عن التسويات وتجربة من تم تجربته. ان ترف الوقت لم يعد موجودا وحان وقت الخيارات لتغيير الواقع المذري. من هذا المنطلق، اخترنا الاستاذ نواف سلام لان لا تجارب مجهولة معه. نعلم استقلاليته ونظرته السيادية وعلاقاته الدولية، وهو لا يخضع للضغوط، ونحن بحاجة في هذه المرحلة إلى أناس من هذا النوع، وليس لمن ينتظر الاستشارة لاتخاذ قراره، وحان الوقت لأخذ القرار والعمل على ان يكون من يكلف هو المسؤول، وليس واجهة لغيره او لتسويات اللحظة الاخيرة. الم نتعلم من الممارسات السابقة والتجارب التي كان آخرها 4 آب كم كلفت الناس والى اين اوصلتنا؟ نحن لا نشبه من يقومون بذلك، وسنعارض من داخل المؤسسات ونرفع صوت الناس والتغيير ونعدكم بالنجاح، ولن نقبل بتسويات لا داخلية ولا خارجية على حساب الشعب اللبناني، نعرف كيف نجري الاصلاح ومن بامكانهم تحقيقه، ونخوض اليوم تجربة جديدة ستخسرنا الوقت ولن توصلنا الى مكان. كنا نأمل ان يكون من استقال من النواب، معنا اليوم لابداء رأيهم ولرفع الصوت ومنع مرور أي قوانين لا تترجم وجع الناس".

اضاف: "كنا صادقين بموضوع أهم طرحه علينا فخامة الرئيس ويتعلق بالدولة المدنية وقلنا إن كل الأمور تبحث عندما يجرد فريق مسلح من سلاحه، فلا يمكننا الجلوس الى طاولة مع فريق يملك كل قدراته واسلحة ويتحدث بهذه القدرات فيما نتحدث معه بالديموقراطية. نحن منفتحون على الحوار لكن مع أفرقاء أحرار لا ضغوط عليهم. ان الوقت حاليا لا يسمح بذلك، وأيا كانت الدولة، صديقة أو غير صديقة، لا يمكنها ادراك مصلحتنا اكثر منا. نحن سياديون ونعلم ما الافضل للبنان، ولن نغير موقفنا، وكل هذا الموضوع يحصل بعد ان تسيطر الدولة على كل اراضيها، ويعود اليها قرار الحرب والسلم".

سئل: ما الفرق بين نواف سلام ومصطفى اديب؟ وقد رفضتم تسمية الرئيس الحريري بنصيحة سعودية، فيما طلب الرئيس ماكرون في اتصال مع رئيس القوات تسمية اديب ولكنه رفض ذلك؟

اجاب: "بعد ما قلته، هناك نصائح دولية بالبحث بتغيير النظام، وقد اتت هذه المرة من اصدقاء. ولكن ما نطرحه يثبت ان قرارنا في يدنا ونحن سياديون. اما تسمية سلام وليس الاستاذ اديب، فهو لان الاول خاض تجربة ومواقفه واضحة وموقعه الدولي معروف، ويمكنه قول لا".

سئل: في هذه المرحلة يجب تضافر كل الجهود، فيما القوات تسبح عكس التيار.

اجاب: "نحن نسبح بتيار الشعب اللبناني، والناس في الشارع، والتيار الذي لم يسمح بتدمير البلد بينما كان يتم هذا التدمير على مراحل وآخرها في 4 آب. ولو كان لدينا حسابات وتسويات لكان موقفنا مختلفا اليوم ونحن راضون بمواقفنا وبما يريده الناس".

سئل: ألم يعد سعد الحريري ووليد جنبلاط يشبهان القوات اللبنانية؟

اجاب: "ببعض المواقف لا يشبهاننا وليس من المعيب ان نقول ذلك. ويجب على كل منا ان يكون له رأيه واسلوب عمله، ويجب ان نملك الصدق والشفافية لقول الامور كما هي".

سئل: لماذا لم تسمون سلام في المرة السابقة؟

اجاب: "لكل ظرف حيثياته ومعطياته. ورسالتنا اليوم هي انه يمكنكم الاستمرار في التسويات التي تريدون ولكننا غير مستعدين ان نكون الى جانبكم وفق الطريقة التي تعملون فيها".

سئل: لماذا لا تبحثون قيام الدولة المدنية اليوم؟

اجاب: "عندما يجلس أفرقاء على الطاولة يجب ان تكون ارادتهم حرة ومتساوون، وبوجود السلاح نحن لسنا مستعدين للبحث بالدولة المدنية".

سئل: هو لا يضع الصواريخ على الطاولة. اجاب: "لكنه يضعها في مكان آخر".

سئل: سبق ان اقمتم تحالفا رباعيا مع حزب الله عام 2005. اجاب: "جربنا 15 سنة، ولسنا مستعدين للتجربة بعد".

دمرجيان

والتقى الرئيس عون النائب ادي دمرجيان الذي اعلن بعد اللقاء انه سمى السفير مصطفى اديب.

ضاهر

بعد ذلك، استقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال ضاهر الذي قال:" نظرا للوضع الدقيق في البلد لا سيما الوضعين الاقتصادي والمالي، اعتقد ان حكومة تسويات لا تنجح. ان ما يحصل اليوم لجهة تسمية الدكتور اديب يعني انها حكومة تسوية. لقد سبق ان جربنا حكومة مماثلة ونريد حكومة انقاذ، نريد أناسا يفهمون ملفاتهم لان الناس لا يهمهما اليوم الوضع السياسي بل همها كيف ستعلم أولادها وكيف ستأكل فيما نحن نخسر خيرة المجتمع اللبناني نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمالية".

أضاف: "اننا نريد حكومة انقاذ بكل ما للكلمة من معنى وبكل صراحة سميت الوزيرة السابقة ريا الحسن لانها كانت وزيرة مالية ناجحة، ونحن نريد حكومة انقاذية لديها رؤية. وقد تحدثت الى الرئيس عون وتمنيت عليه الاتيان بأناس ناجحين باعمالهم ولا يعملون بعقلية الموظف مع احترامي لكل الموظفين. أناس يدفعون معاشات كل اخر شهر ومدركون للوضع الاقتصادي والاجتماعي. سننتظر التركيبة السياسية ومن هم الوزراء وعلى ضوء ذلك نعطي الحكومة الثقة او نحجبها عنها".

روكز

ثم استقبل رئيس الجمهورية النائب شامل روكز الذي قال للصحافيين:" لم اسم أحدا لاني اعتبر ان النهج والأسلوب لا يزالان كما كانا عليه في السابق، خصوصا انه بات هناك عادات جديدة في الحياة الديموقراطية. لذلك لم اسم لترك المجال للاسم المطروح بقوة لمرحلة تأليف الحكومة لانه بالنسبة لي، فاني مع تأليف حكومة مستقلين مع صلاحيات استثنائية ليترك لها المجال لتكون فاعلة في ظل عدم امتلاكنا لترف الوقت. اني اعتبر ان الدكتور اديب لديه فرصة كبيرة ليكون رئيسا للحكومة بالثقة السياسية لكنني آمل ان يحظى بالثقة الشعبية التي هي في مكان فيما الطروحات السياسية في مكان اخر".

سئل: ماذا تعني حكومة مستقلة وكيف ستنال ثقة قوى سياسية في البرلمان؟ أجاب: "اني اعتبر ان كل القوى السياسية فشلت في المرحلة السابقة واوصلت البلد الى ما هو عليه. واعتقد ان حكومة مستقلة مع فاعليات مهمة اقتصاديا قادرة على احداث الفرق مستقبلا، لان الطبقة السياسية ذاتها ستنتج الفشل ذاته، لذلك فلنذهب الى طبقة ثانية تكون قادرة على إعطاء نتيجة للبلد لأننا لا نملك ترف الوقت".

وعما اذا كان موقفه من عدم التسمية ينسحب على جلسة الثقة، أجاب: "الامر يتوقف على نوعية الحكومة التي سيأتي بها الرئيس المكلف، فاذا كانت حكومة مستقلين سنكون ايجابيين اما اذا لم تكن كذلك فسنكون في الوضع الذي نحن عليه".

سعد

بعدها، تحدث النائب اسامة سعد بعد لقائه الرئيس عون، فقال: "في مكرمة، لا ندري من اين اتت، سيكون للبنان رئيسا للحكومة. ولم اسم احدا اليوم، لان التسمية اوكلت لجهة ما، ولسياسات ما، ولمخابرات ما، ولتفاهمات ما، اكانت من الشرق او الغرب. الاستشارات لا تقرر وباتت شكلية مع الاسف. لذلك، لم اسم دياب قبلا وتوقعت لحكومته الفشل، ولم اسم اليوم اديب لاعتبارات مشابهة. واوجزت للسيد رئيس الجمهورية رأيي في الاوضاع والمخاطر والمخارج المطلوبة لتخطي الانهيارات الكبرى والازمة المستحكمة، ولا ادري اذا كان هذا الرأي سيحظى بالاهتمام. ولكن، في العجز والفساد والتبعية، تآكلت الشرعية الدستورية. والصمت على التقريع والتأنيب والتدخل من حكام الدول، لم يسئ للمرجعيات بقدر الاساءة للكرامة والسيادة الوطنية. لقد تصارعوا وتفاهموا ونهبوا وفي النهاية، انفجر لبنان على اوضاع مذرية".

اضاف: "نحن امام انهيار دولة، 17 تشرين ثورة الشباب والغضب العارم ومطلب التغيير والارادة الشعبية الجديدة التي لا ينفع معها انكار او قمع او احتواء. ان الحل الذي نطرحه بسيط وديمقراطي ووطني، وهو ادارة صراع، وليس تسوية، بين شرعية دستورية متهالكة ومرتكبة واخرى شعبية تريد الدولة المدنية والتغيير. هذا الصراع تحكمه ضوابط ووقائع على الارض، هو صراع سلمي وصحي، والمجال الوحيد لادارته هو مرحلة وحكومة انتقالية في ملفات محددة يجب وضع اليد عليها، مرتبطة بالانهيارات الكبرى والازمات وقانون الانتخاب وباستقلالية القضاء وشبكة الامان الاجتماعي، وبصلاحيات تشريعية. كفى تجارب فاشلة واستهتارا بالبلاد وانحدارا في السياسة وانكارا لمطالب بالناس بالتغيير والمحاسبة".

سئل: لماذا لم تسم احدا؟ اجاب: "انا اسمي مشروعا وليس اشخاصا".

مخزومي

والتقى الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي قال: "سمينا السفير نواف سلام لأننا نعتبر انه مستقل في هذه المرحلة وباستطاعته القيام بالواجب في رئاسة مجلس الوزراء".

السيد

بعدها، التقى رئيس الجمهورية النائب جميل السيد الذي قال: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وقد اتيت لياقة واحتراما لفخامته. لم اسم احدا لانني اعتبر ان الطريقة والاسلوب المعتمدين غير ملائمين لهذه المرحلة، كما ان هذا التوافق، بغض النظر عن الشخص الذي يملك صفاتا جيدة، يدفع الى التساؤل عن مدى قدرته على التحرر من الذين سموه وان يعمل في المرحلة القادمة، وهو ليس ب"سوبرمان"، لانه سيعمل في دولة مصادرة باداراتها ومؤسساتها. لذلك اقول ان التسوية هي مسألة شكلية عنوانها "وضع القطار على السكة"، اما العبرة الاساسية فهي تشكيل الحكومة وتركيبتها لاحقا، فإلى اي مدى ستكون هناك حكومة متحررة تستطيع ان تعود الى الوراء للمحاسبة وان تتقدم الى الامام للبناء، وهذا المطلوب من اي حكومة. فهل سيطلق من سموا هذه الشخصية، يده لمحاسبتهم ومحاسبة ازلامهم؟ هذا السؤال الكبير. هل سيتخلون عن مواقع اساسية في الدولة مكرسة للطوائف والمذاهب بالوراثة؟ يجب ايجاد اداة للعمل، والا فلا اصلاح. وبالتالي، نحن نحكم على رئيس الحكومة والحكومة لاحقا في مجلس النواب، وسنمنح الثقة وفق التركيبة الحكومية، وقد شهدنا ما حصل في حكومة الرئيس دياب، هو شخص جيد ونظيف، ولكنه تعرض لصراع مع نصف فريق العام 2005 الذي اتى به. اما اليوم، فمهمة الرئيس المكلف ستكون مزدوجة الصعوبة مقارنة بالذي سبقه، لانه عندما يتواجد الجميع يكون الهم اكبر ولو ان الانطباع في السياسة يكون اكثر راحة".

اضاف: "ان عنوان المرحلة المقبلة المال والاصلاحات، وانا طبعي غير تشاؤمي، انما اقول انه حتى الآن، نشكر الرئيس ماكرون على مسعاه، وليس صحيحا انه ابلغ الاسم الى فخامة الرئيس لانني سألت فخامته عن الموضوع ونفى ذلك، وما حصل ان الرئيس عون ابلغ نظيره الفرنسي وجود ثلاثة اسماء. ولكن، لولا جهود فرنسا لما كان هناك من اسم، ونتمنى ان يبقى في لبنان بضعة اسابيع لانه لا يفيد التكليف فقط. اما بالنسبة الى الاسماء الثلاثة التي طرحت، فأعتبر ان الانسب بينهم هو مصطفى اديب ولو انني لم اسمه، ولكن انا انظر الى الشخص وليس بالسياسة، ولو كانت هناك ارادة حقيقية كما يجب وحتى لو كان من تيار المستقبل، فكان يمكن مثلا تقديم اسم سمير الجسر فهو يملك المواصفات والمؤهلات، وتجربتنا النيابية معه تظهر امتلاكه حدودا عالية من الاستقلالية في القرارات، ولو كان بين الاسماء الثلاثة، لما كنت محرجا في تسميته، ولو اردت ان اكون لئيما، لسميت محمد الحوت مثلا كونه يليق بكم اكثر من غيره من هذه الاسماء، ولكنني لا اريد ذلك، فلم اسم احدا".

سئل: ماذا عن غسان عويدات؟

اجاب: "هو قاض له مركزه، وفي نظري مدعي عام التمييز اهم من رئيس الجمهورية لان قراره لا يرد وغير قابل للمحاسبة. لذلك، فإن هذا المنصب هو الافضل من وجهة نظري".

وردا على سؤال، اوضح "اننا نقوم بواجبنا وننشد الحد الاقصى الذي يلائم تطلعاتنا وهو موقفي منذ زمن بعيد، ويجب اعمار الدولة قبل وضع الاستراتيجية والا نكون كمن يبني السقف دون اساس، وهذا هو الفارق بيننا وبين الآخرين".

وعن الوقت الذي سيستغرقه تشكيل الحكومة، اجاب: "اذا ما ارادوا التقسيم وفق الطريقة السابقة، بقي الرئيس دياب اكثر من شهر لتشكيل الحكومة دون نتيجة، قبل ان يهدد الحزب بالخروج لتصطلح الامور. لن يهدد الرئيس ماكرون بالاستقالة طبعا، ولكنه طلب حكومة بمواصفات معينة لفتح المجال امام المساعدات للخروج من الازمة، الا ان رأيي انه "سيكفر".

الصمد

والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك النائب جهاد الصمد الذي قال: "التزاما بالمسؤولية والوكالة التي حملني إياها الناس الذين لي الشرف بتمثيلهم، ونظرا لما يمر به البلد وللطريقة التي يتم فيها الاستهزاء والاستخفاف بمقام رئاسة الحكومة، سميت شخصا مستقلا لديه كفاءة وصاحب علم ومعرفة ولديه التزام، انه انسان مجرب ولديه خبرة كبيرة وهو رجل المرحلة على ما اعتقد القادر على القيام بالمهام المصيرية، وهو المهندس الفضل شلق ووضعت الاسم لدى فخامة الرئيس".

تكتل لبنان القوي

كما التقى الرئيس عون "تكتل لبنان القوي" الذي تحدث باسمه النائب جبران باسيل فقال: "سمى تكتل لبنان القوي السفير مصطفى اديب لرئاسة الحكومة وذلك لثلاثة أسباب رئيسية: أولا استجابة ونزولا عند خيار القوة السياسية الاكثر تمثيلا لموقع رئاسة الحكومة، وثانيها لانه من أصحاب الاختصاص والخبرة بالعمل الحكومي والديبلوماسي ومعرفة بالدولة في وقت نحن بامس الحاجة للإسراع في المعرفة بتطبيق برنامج إصلاحي نطالب ان ينفذ بسرعة. اما ثالثا: فللجانب الشخصي المتعلق بمعرفتنا بسفير لديه الحس الوطني والأخلاق والقدرة على التواصل مع المجتمع الدولي وهو ما اثبته في عمله والذي لبنان بحاجة له في هذه المرحلة، كما لديه القدرة على التواصل مع كل اللبنانيين وقد اثبت ذلك أيضا في عمله في سفارة ودولة فيها جالية لبنانية كبيرة ومتنوعة".

أضاف: "املنا ان يكون جميع الوزراء في الحكومة على هذه الشاكلة من الاختصاص والكفاءة والقدرة الشخصية بغض النظر اذا كان لدى بعضهم ميول سياسية او لا، فهذا هو حق لكل لبناني يقوم بعمل عام. ان هذه المرحلة تقتضي القدرة على اتخاذ القرار والانجاز. نحن بطبيعة الحال طالبنا ونعود اليوم لنطالب من جديد بتشكيل حكومة منتجة وفاعلة واصلاحية بمعنى ان تكون ملتزمة بتنفيذ برنامج إصلاحي محدد البنود والزمن لتنفيذه. وكنا قد قمنا نحن وعدد من القوى البرلمانية بالعمل على هذا البرنامج، اما لماذا أقول القوى البرلمانية فلان هذا البرنامج الإصلاحي لا يتطلب الالتزام من الحكومة فحسب بل أيضا من المجلس النيابي لان الالتزام فقط من الحكومة لا يكفي. وهنا اعتقد ان علينا جميعا ان نقدم هذا الالتزام ولو كان توقيعا، التزام امام الشعب اللبناني، ولدينا فرصة لاستكمال الامر والاستفادة من زيارة الرئيس الفرنسي لنقدم هذا الالتزام امام المجتمع اادولي الذي نطلب مساعدته. وهذا الامر يجب ان يترجم في البيان الوزاري الذي على أساسه نقرر اذا ما كنا سنعطي الثقة او لا في المجلس النيابي"

وتابع: "نحن في نهاية الامر نلتزم بتسهيل تشكيل الحكومة بسرعة وسنبدي كل المرونة اللازمة بكل الاشكال المطلوبة ليحصل اتفاق سريع على حكومة بصيغتها وطريقة تشكيلها. وطبعا ننتظر تصور رئيس الحكومة بمناقشاته ومشاوراته مع الكتل البرلمانية ولكن الأهم واستباقا لكل ما يمكن ان يقال والذي يتبين كل مرة عدم صحته، فان "تكتل لبنان القوي" سيكون الجهة الدافعة للتسهيل والإسراع في تشكيل حكومة ينتظرها اللبنانيون وأول مهماتها الاهتمام بالمنكوبين في بيروت. ان البيروتيين ينتظرونها وإعادة اعمار بيروت يجب ان تكون اولويتها والناس الذين لا يزالون مشردين لهم الحق علينا بالإسراع لكي تكون لديهم حكومة تهتم بامورهم".

كتلة نواب ضمانة الجبل

واستقبل الرئيس عون وفد نواب كتلة "ضمانة الجبل". وتحدث النائب طلال ارسلان بعد اللقاء، فقال: "سمت الكتلة السفير مصطفى اديب، مع الامل بالالتزام ببرنامج عمل محدد بوقت زمني، وليس بأشخاص بغض النظر عن اسماء رئيس الحكومة والوزراء، لانقاذ البلد من الوضع الذي يقبع فيه والوقت الطويل ليس لصالحنا".

كتلة نواب الارمن

ثم التقى الرئيس عون كتلة "نواب الارمن"، وتحدث باسمهم النائب آغوب بقرادونيان، فقال: "انطلاقا من مبدأ التوافق الوطني وخصوصا في هذه الظروف العصيبة، نسمي باسم الكتلة السفير مصطفى اديب ونتمنى له النجاح. كما ندعو الى تشكيل حكومة انقاذية تتمثل فيها اكبر نسبة من الشرائح اللبنانية بما في ذلك ممثلون عن المجتمع المدني، تكون اولويتها محاربة الفساد وانقاذ البلد من الازمة المالية واعادة اعمار بيروت والمناطق المجاورة المتضررة والتعويض على المتضررين، وضرورة اقامة برنامج اصلاحي جذري لقيامة لبنان الغد".

كتلة التنمية والتحرير

واختتم رئيس الجمهورية شريط الاستشارات النيابية بلقاء وفد كتلة "التنمية والتحرير". وبعد اللقاء، تحدث النائب انور الخليل باسم الكتلة، وقال: "تماشيا مع ما اعلنه الرئيس نبيه بري من موقف صريح لتأييد من يرشحه الرئيس الحريري، فإننا سمينا سعادة السفير مصطفى اديب ليكون المكلف في تشكيل الحكومة العتيدة، متمنين له التوفيق في مهامه لتأتي حكومة جامعة وقادرة متجانسة ومنتجة من اخصائيين مشهود لهم بالخبرة والكفاءة ونظافة الكف وحسن السيرة، تنكب على انجاز الاصلاحات المطلوبة، وحكومة انقاذ مالي واجتماعي تتمكن من انتشال لبنان من هذا المستنقع الذي هو فيه ومن استعادة الثقة من جميع اللبنانيين ومن المجتمعين العربي والدولي".

بيان التكليف

وبعد انتهاء الاستشارات النيابية، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير بيان التكليف، جاء فيه: "صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان التالي: عملا بأحكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الإثنين الواقع فيه 31 آب 2020، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الثالثة عشرة والنصف السفير الدكتور مصطفى أديب لتكليفه تشكيل الحكومة".

لقاء ثلاثي

وعند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، وصل رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب الى قصر بعبدا، لينضم الى لقاء الرئيسين عون وبري.

بري

وبعد انتهاء اللقاء، خرج الرئيس بري وسئل عن انطباعه وتوقعه، فاكتفى بالرد: "عقبال الحكومة في اسرع وقت".

الرئيس المكلف

وبعد انتهاء الاجتماع مع الرئيس عون، ادلى الرئيس المكلف اديب بالتصريح التالي: "تشرفت بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وابلغني قرار النواب في الاستشارات الملزمة تكليفي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فشكرته وشكرت السادة النواب على ثقتهم، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن.

في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا، لا سيما بعد التفجير المدمر في المرفأ وسقوط شهداء وجرحى ومفقودين، لا وقت للكلام والوعود والتمنيات. الوقت للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من اجل تعافي وطننا واستعادة شعبنا الامل بغد افضل، لان القلق كبير لدى جميع اللبنانيين على الحاضر والمستقبل.

وباذن الله سنوفق في هذه المهمة لاختيار فريق عمل وزاري متجانس من اصحاب الكفاءة والاختصاص وننطلق سريعا، بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، في اجراء الاصلاحات الاساسية وبسرعة، ما من شأنه ان يضع البلد على طريق التعافي الصحيح ووقف النزف المالي والاقتصادي والاجتماعي الخطير، فنستعيد نحن اللبنانيين مبادرة الامل والعمل لانهاض وطننا وتحقيق عافيته.

الفرصة امام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على ان كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الاصلاحات فورا من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

واقول للبنانيين: قدرنا ان نتغلب على الاحزان والاوجاع وننهض باستمرار بوطننا. ايماننا ثابت بالله سبحانه وتعالى وببلدنا وبقدرته على النهوض مجددا. عزمنا راسخ بأن ارضنا ستبقى مصانة رغم النكبات المتتالية التي تتعرض لها. معا نصنع الامل بالحاضر والمستقبل فادعوا لنا بالتوفيق، ونحن واياكم بالعزيمة والقوة ذاتها دفاعا عن لبنان. وشكرا".

 

أديب زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

زار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب مساء اليوم، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، وقرأ الفاتحة عن روحه وارواح رفاقه الشهداء.

 

الحص استقبل رئيس الحكومة المكلف اديب: نأمل تعاون الجميع والدعوات بالتوفيق لحكومة فعالة من أجل لبنان

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

استقبل الرئيس الدكتور سليم الحص في دارته في الدوحة، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى أديب في إطار زياراته البروتوكولية التي يقوم بها الى رؤساء الحكومة السابقين.

وأكد أديب أن "الزيارة لا بد منها لأخذ توجيهات الرئيس الحص"، متمنيا "طول العمر لهذه القيمة الوطنية". وامل أديب من "الجميع التعاون والدعوات بالتوفيق لحكومة فعالة من أجل لبنان".

 

دياب استقبل اديب واكد أهمية الاسراع بتشكيل الحكومة واستكمال اصلاحات أطلقتها حكومته

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب في منزله في تلة الخياط، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب في إطار زياراته البروتوكولية التي يقوم بها على رؤساء الحكومة السابقين. وأكد الرئيس دياب "أهمية الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة واستكمال الاصلاحات التي أطلقتها حكومته".

 

السنيورة استقبل الرئيس المكلف: أمام الحكومة مهمات كبيرة أولها استعادة الثقة وحماية الحريات واحترام القضاء

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

استقبل الرئيس فؤاد السنيورة عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، في مكتبه في بلس، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى أديب، وقد تركز البحث خلال الاجتماع على الاوضاع الراهنة والمهام المطروحة امام الحكومة الجديدة والآمال المعلقة عليها.

وفي نهاية الاجتماع، قال الرئيس السنيورة: "بداية، أود أن أعبر عن تمنياتي القلبية للرئيس المكلف بالتوفيق في مسعاه لتأليف حكومة مستقلة من اختصاصيين وأصحاب كفاءات لكي تشكل فريق عمل متجانسا وهادفا للتصدي للمشكلات الهائلة التي يعاني منها لبنان، وذلك بشكل كفوء وفعال. ولذلك، فإني أقدر له شجاعته وإقدامه في تولي هذه المهمة البالغة الصعوبة، وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة على المستويات المختلفة".

أضاف: "إن الشعب اللبناني ينتظر من الحكومة العتيدة الكثير، إذ ان أمامها مهمات كبيرة، أولها أن تضع نفسها على المسارات الصحيحة لاستعادة الثقة التي انهارت بين المواطنين والدولة، وبينهم وبين السياسيين المسؤولين عن هذا العهد. وهذا الانهيار كان نتيجة استمرار عدد من الممارسات السابقة اللامسؤولة، والتي أدت إلى استمرار الاستعصاء والامتناع المزمن عن القيام بالإصلاح المنشود".

وتابع: "إن هدف العمل السياسي والوطني في هذه المرحلة يجب أن يتركز على التصدي لمهمة إنقاذ لبنان مما يعانيه على مختلف المستويات: الاقتصادية والمالية والقطاعية والنقدية والإدارية. ولكن يبقى في مقدمها العمل على استعادة التوازن السياسي الداخلي الذي حصل فيه اختلال كبير بما يستدعي الحرص على استعادة الاعتبار لاتفاق الطائف والدستور وللدولة اللبنانية ودورها وسلطتها. وكذلك في استعادة التوازن السياسي الخارجي في سياسة لبنان الخارجية بالحرص على استعادة الاعتبار والاحترام للشرعيتين العربية والدولية من أجل فك العزلة عن لبنان. إذ لا انقاذ للبنان من دون ولوج باب الإصلاح الحقيقي والشامل، فالإصلاح بهذا المعنى ليس قصيدة عصماء تلقى من على المنابر من أجل خدمة الأجندات الشعبوية، بل هو فعل إيمان والتزام وممارسة ومثابرة على حمل لواء وتنفيذ الإصلاح الحقيقي والشامل في كل شأن من الشؤون العامة".

وقال الرئيس السنيورة: "إن من جملة الأمور الأساسية التي ينبغي على هذه الحكومة القيام بها فور تأليفها، هي في التأكيد على أن يجري التحقيق بجريمة التفجير المروعة التي حصلت في مرفأ بيروت من أجل كشف جميع الحقائق وليس طمسها، ولا يكون ذلك إلا من خلال تحقيق دولي كفوء ومتجرد. من جهة ثانية، في أن تبادر الحكومة وبمعونة الأشقاء والأصدقاء، الى تقديم وتنظيم خطة وبرنامج لتقديم المساعدة العاجلة والفعالة للمواطنين المنكوبين الذين أصيبوا جراء هذه الكارثة التي حلت بهم".

أضاف: "أعتقد أن من أهم ما يمكن أن تقوم به هذه الحكومة العتيدة يكون وإلى جانب التركيز على إيجاد الحلول الصحيحة، بالمبادرة إلى المصارحة الكاملة مع الرأي العام بهدف جمع اللبنانيين واستنهاض هممهم من أجل تبني واعتماد الإصلاحات المنشودة. وكذلك في حماية الحريات الاعلامية وحرية التعبير التي هي من المهمات الكبيرة المطروحة أمام هذه الحكومة لأنه لا يجوز أن تستمر بعض الممارسات التي حصلت في المدة الأخيرة، والتي ولدت انطباعا أن الحريات أصبحت مستهدفة في لبنان، وهو بالتالي ما شكل مصدر حيرة وتخوف ونقمة لدى الرأي العام اللبناني".

وختم: "أود أيضا أن أشدد في هذه المناسبة، على أنه من الواجب على هذه الحكومة التمسك بفضيلة احترام القضاء وتحصينه أمام التدخلات السياسية. ومن ذلك أيضا، المبادرة السريعة إلى احترام ارادة مجلس القضاء الاعلى الذي يضم أعلى الكفايات القضائية في لبنان. ذلك مما يشكل رسالة قوية وسريعة ترسلها هذه الحكومة للبدء في التقدم على مسار طويل لاستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم وحكومتهم. صحيح ان المهمة صعبة ومعقدة لكننا نعول على عزيمة الرئيس المكلف، وعلى إرادته وتصميمه وعلى علمه وخصاله الحميدة المعروفة، وهي صفات أساسية من أجل تحقيق النجاح في هذه المهمة العسيرة".

 

سلام استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

استقبل الرئيس تمام سلام عند السادسة من مساء اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى اديب، في اطار الزيارات البروتوكولية التي يقوم بها.

 

الحريري استقبل اديب وتمنى له النجاح والتوفيق في مهمة تشكيل الحكومة

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري عصراليوم في "بيت الوسط"، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور مصطفى اديب، في اطار الزيارات البروتوكولية التي يقوم بها، وتمنى له الرئيس الحريري "النجاح والتوفيق في مهمته".

 

ميقاتي بعد استقباله الرئيس المكلف : لا مجال لترف الوقت وتضييعه فالصعوبات والتحديات كبيرة جدا

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب بعد ظهر اليوم في دارته في بيروت، في اطار لقاءاته البروتوكولية مع رؤساء الحكومة السابقين.

وقال الرئيس ميقاتي بعد الزيارة : "نرحب مجددا بدولة الرئيس المكلف، وتمنيت له كل الخير. نحن بحاجة الى عمل وجهد اضافيين، ولا مجال لترف الوقت وتضييعه ، لأن الصعوبات والتحديات كبيرة جدا ، ودولته شرح لي ماذا دار في زيارته الى المناطق التي تضررت بفعل انفجار المرفأ، وكيف أن الالم ، ليس فقط بالحجر، بل بالناس الذين أصبحوا من دون منازل ويرفضون مغادرة بيوتهم رغم الاضرار الكبيرة، وبالتالي نحن اليوم أمام تحديات كبيرة جدا، وأولها، بعد تشكيل الحكومة، إعادة الناس الى منازلها. كما شرحت للرئيس المكلف أن هناك مساعدات كبيرة تقدم حاليا للبنان ، وقال إن من اولويات عمله اعداد كشف كامل بالمساعدات لتكون هناك شفافية كاملة بما تم تقديمه عبر الجمعيات والمؤسسات او عبر الدولة.

أضاف ميقاتي:"خلال اللقاء، عبرت للرئيس المكلف، عن رأيي بتشكيل الحكومة، لأن الجلسة هذه هي ايضا بديلا عن زيارة الاربعاء للمشاركة في الاستشارات ، وفي رأيي انه يجب أن يتم تشكيل الحكومة بسرعة ،عقب الاستشارات مباشرة وأن تضم شبابا اختصاصيين، كالدكتور اديب. وان اختيارنا للدكتور مصطفى بنيناه على أن تكون التشكيلة الحكومية من اشخاص مهنيين ، كل في مجاله، ونتمنى ان يتحقق هذا الطلب وان يكون وجه الدكتور اديب خيرا على لبنان".

 

أديب تفقد منطقتي مار مخايل والجميزة: ما شاهدته يجب ان يشكل حافزا للاسراع في تشكيل الحكومة والانطلاق في ورشة اعادة البناء والاعمار

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

تفقد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مصطفى اديب، فور مغادرته القصر الجمهوري، المناطق المتضررة جراء انفجار المرفأ في منطقتي مار مخايل والجميزة، واستمع الى هواجس المواطنين ومطالبهم. وفي ختام الجولة قال في تصريح: "قررت أن تكون أول محطة لي بعد تكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة من هنا، من هذه المنطقة ، لأوكد لجميع الناس وقوفي الى جانبهم في هذه المحنة الكبيرة التي مرت على لبنان . لا كلام يعبر عن الوجع الذي شعرت به لما شاهدته من مآسي ودمار، وليس عندي ما اقوله الآن الا التضامن الكامل مع ذوي الشهداء والجرحى والمفقودين والمنكوبين". اضاف: "ما شاهدته يجب ان يشكل حافزا لنا جميعا للاسراع في تشكيل الحكومة والانطلاق في ورشة اعادة البناء والاعمار وتخفيف معاناة الناس، بالاضافة الى القيام بالخطوات المطلوبة لاجراء الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية ، مما يشجع اصدقاء لبنان على الوقوف الى جانبه ودعمه". وختم بالقول: "قلبي وعقلي مع اهل بيروت وكل لبنان لا سيما ابناء المناطق التي تضررت في التفجير الاخير، والاهم هو انجاز التحقيقات القضائية لتحديد المسؤوليات والمحاسبة".

 

طرد أديب من الجميزة: “نحن الثوار مش معترفين فيك”

مواقع الكترونية/الإثنين 31 آب 2020

طرد عدد من المواطنين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة مصطفى أديب من منطقة الجميزة أثناء معاينته الأضرار التي وقعت إثر انفجار مرفأ بيروت. ويظهر في الفيدية الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي امرأة تصرخ بوجه أديب وتقول له: “ما بدنا ياك، نحن الثورة بدنا حكومة، إنت ما بتحمينا من الطبقة السياسية اللي ما بدنا ياها”. وعاد وسأل آخر: “إنت بتعتبر حالك من السلطة الحاكمة أو من الشعب؟”.

فأجاب: “أنا من الشعب”.

وعادت وأجابت الامرأة وقالت: “إنت منك من الشعب، إنت من السلطة الحاكمة، نحن الثوار مش معترفين فيك”.

يذكر أنه تم تكليف الرئيس مصطفى أديب لتشكيل الحكومة اليوم الإثنين عقب إقامة استشارات نيابية في قصر بعبدا تنيله 90 صوتاً.

في السياق، طلب الرئيس المكلف مصطفى أديب من الله أن يوفقنا في تشكيل الحكومة بأسرع وقت.

وأعلن من بعبدا ان الوقت للعمل بكل قوة بتعامل الجميع من أجل تعافي وطننا لان القلق كبير وبإذن الله سنوفق بهذه المهمة لاختيار فريق عمل متجانس وتنطلق لإجراء الإصلاحات الأساسية لوضع البلد على الطريق الصحيح لنستعيد المبادرة.

وقال: “الفرصة أمام بلدنا ضيقة وعلى كل القوى السياسية أن تدرك ذلك وأقول للبنانين ان قدرنا التغلب على الأحزان وعزمنا راسخ بان أرضنا ستبقى صامدة ومعاً نصنع الأمن بالمستقبل”. وأضاف: “ادعو لنا بالتوفيق”.

 

بري في الذكرى ال 42 لاخفاء الامام الصدر ورفيقيه: لتشكيل حكومة قوية تمتلك برنامجا انقاذيا اصلاحيا وليأخذ التحقيق مجراه بانفجار المرفأ

وطنية - الإثنين 31 آب 2020

أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ان "الوطن لم يعد يمتلك فائضا كافيا من الوقت لاستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية"، لافتا الى ان "الوطن ايضا لم يعد يمتلك فائضا من الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا المالي ولا فائضا من ثقة المواطن وثقة الخارج بالدولة وسلطاتها وادوارها، وأن الوطن لم يعد يمتلك فائضا من الاستقرار الامني الذى بدأ يهتز".

وحذر من "الاستمرار في الاداء والسلوك السياسيين اللامسؤول"، لافتا الى ان هذا السلوك "يمثل أرضيه خصبة لاعادة استيلاد الفوضى وايقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الارهابية والتي تتحين الفرصة للانقضاض على الاستقرار في لبنان والعبث بالوحدة والسلم الاهلي".

ونبه رئيس المجلس من ان "الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج انما من الداخل"، قائلا: "اذا كان الفساد والاهمال والاستهتار اسبابا مباشرة لكل الازمات التي نعاني منها في لبنان وكانت ايضا سببا للانفجار الذي كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود، فإن الاستخفاف والحقد والانانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والانكار كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي".

وفي الشأن الحكومي، دعا الى "وقف الحملات الاعلامية والتراشق الكلامي"، مشددا على "ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا انقاذيا اصلاحيا محددا بفترة زمنية توازي بين اعادة الاعمار لما تهدم في بيروت والقيام بالاصلاحات الضرورية".

كما دعا الرئيس بري باسم كتلة "التنمية والتحرير" وحركة "أمل"، كافة "المكونات السياسية في لبنان، في المعارضة والموالاة والجادين والصادقين في الحراك، الى الحوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس للشيوخ وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره".

وجدد دعوته "أبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل الى أن يبقوا على أتم الجاهزية والاستعداد من موقعهم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة اي اعتداء صهيوني على لبنان الى جانب حزب الله". كما دعا الى "العمل لمنع الانزلاق الى المكان الذي يريد العدو اخذ الوطن اليه"، مؤكدا ان "الوحدة بين ابناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد يحمى بها لبنان وتدرأ فتنة هي أشد من القتل".

وفي الوقائع المتصلة بالمنطقة، أكد الرئيس بري ان "كل ما يحصل في المنطقة والاقليم من سد النهضة الى مأرب الى الجولان الى حصار ايران، هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة اغوار الاردن".

وفي قضية الامام الصدر ورفيقيه، شدد على ان هذه القضية "لن تموت الى ان يرث الله الارض ومن عليها، ولن تنتهي الا بعودة الامام الصدر ورفيقيه وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة".

كلام ومواقف رئيس مجلس النواب جاءت في الكلمة التي ألقاها احياء للذكرى الثانية والاربعين لجريمة اخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في عين التينة، بحضور عائلة الامام الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين وكريمته السيدة مليحة الصدر والسيد رائد شرف الدين واعضاء هيئة الرئاسة في حركة "أمل".

وجاء في كلمة الرئيس بري:

"بسم الله الرحمن الرحيم

أيها اللبنانيون..

أيها الحسينيون..

يا أبناء الإمام الصدر

للحسين في عاشورائه.. حيث يسبقنا الحزن ويشدنا الإنتماء..

للصدر في ذكراه يحدونا الأمل والرجاء..

إمامان بعضهما من بعض.. دفق نبوة وقبس من ضياء..

بين السلة والذلة.. صرخة دوت من كربلاء هيهات.. هيهات أطلقها سيد الشهداء..

رجع الصدى صوت موسى إرثنا في ثورتك يا وارث الأنبياء..

كما عهدنا لم ينقطع مع عاشوراء.. سيدي أبا صدري أبدا ما بقي الليل والنهار، عهد لن ينقطع معك ورفيقيك الى أن يحين اللقاء..

إثنان وأربعون عاما لن نمل الإنتظار هو عهد ووعد ونهج وانتماء.. لكل اللبنانيين على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم.. لكل الأحرار في هذا العالم الذين يستوطن الصدر في جوارحهم وعقولهم ووجدانهم داعية حوار ومشعل هداية نحو الطريق المستقيم.

لأبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، تلامذة قائدهم العظيم يقرأون في كفيه آيات النصر ويتلون بلسانه سورة العصر إن الإنسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

للذين لا زالوا يرددون إبتهالاته في الكنائس، "لا يستوي حب الله وكره الإنسان".. "أبتاه اغفر لهم إنهم لا يدرون ما يفعلون".

لهؤلاء الأوفياء الذين حال تفشي الوباء بينهم وبين المشاركة والإحتشاد في يوم الوفاء لإمامهم وقائدهم... لهم جميعا.. لأسرة الإمام الصدر، وعائلة فضيلة الأخ الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين، للاعلام الوطني والعربي والدولي المسؤول ألف تحية وبعد..

من جريمة إختطاف الإمام الصدر وما آلت إليه التحقيقات بهذه القضية أبدأ لأؤكد:

أولا: إن قضية إخفاء الإمام جريمة متمادية حصلت على الأراضي الليبية، على أيدي الطاغية معمر القذافي قبل 42 عاما، هي قضية لبنانية سيادية بقدر ما هي قضية محورية، وقضية مركزية لدى عائلة الإمام ولدى الحركة التي لا زال الإمام الصدر مؤسسها وقائدها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قضية لن تموت ولن تنتهي الا بعودة الإمام وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة.

ثانيا: إن كل الروايات التي سمعناها ونسمعها عن هذه الجريمة الجبانة، عبر الشاشات وعلى ألسن البعض تبقى من نسج الخيال ولا ترتكز على أي معطى حقيقي يمكن الركون إليه وهي تناقض حقيقة ما هو متوافر لدى القضاء ولدينا من معطيات، وإن تسويق مثل تلك الأراجيف يندرج في سياق تضييع بوصلة التحقيق الذي يواكب بشكل حثيث ومستمر من قبل لجنة المتابعة لقضية الإمام ورفيقيه ومن قبل القضاء العدلي في لبنان والذي له وحده كلمة الفصل بكل ما يتصل بهذه القضية.

فلا تنخدعوا بإشاعة خضراء من هنا... ولا كلمة يابسة من هناك، وكونوا على ثقة، لهذه القضية رجال أشداء لا يساومون.

ثالثا: علينا أن نعترف أن الأوضاع الأمنية التي شهدتها ولا تزال تشهدها ليبيا خاصة في الأشهر العشر الماضية، لم تساعد على الإطلاق لفتح قنوات التواصل مع السلطات الليبية المتناحرة وإن إنعدام حالة الإستقرار والأمن في المدن الليبية حالت أيضا دون استكمال التحقيقات وجمع المعلومات أو استحضار المطلوبين بموجب المذكرات التي صدرت عن القضاء العدلي.

ونأمل قريبا وبعد أن توصل الفرقاء الليبيون الى صيغة جديدة لوقف إطلاق النار العودة مجددا للتواصل وصولا لجلاء الحقيقة كاملة بعودة الإمام ورفيقيه.

أيها اللبنانيون

من التفجير الفاجعة للعاصمة بيروت التي احتضنت ولا زالت تحتضن آمالنا وأحلامنا وخلافنا واختلافنا وتتقاسم آلامنا.. أدخل الى جرح الوطن المثخن بالأزمات.. لكن البداية هي لبيروت التي لم يسقطها إحتلال، لبيروت التي قاومت وانتصرت وثأرت للقدس.. بيروت الثكلى اليوم بفعل إنفجار مرفأها.. المتشحة بالسواد حدادا على الشهداء من أبنائها.. المكلومة والمفجوعة على إرثها المعماري والثقافي الذي كاد أن يمحوه عن الوجود فعل الإهمال والفساد والإستخفاف والتقصير ولأنني أؤمن بأن الألم مهما كان قاسيا لا بد أن يستولد الأمل والقيامة والخلاص وإنصافا لبيروت وإنحيازا دائما لها.

أؤكد على أن جرح العاصمة العزيزة هو جرح لبنان كما هو جرح للانسانية..

وان الشهداء الذين سقطوا هم فلذات أكبادنا وان البيوت والمؤسسات التي تهدمت أو تضررت هي ضرر وخسارة وقعت على كل بيت ومؤسسة لبنانية.

وفي هذا الإطار وقطعا للطريق أمام كل من يبحث عن مآتم كي يشبع فيها لطما مزيفا تحقيقا لإستثمار سياسي رخيص على الدماء الغالية التي أزهقت.. أدعو الى أن يأخذ التحقيق في ملابسات هذا الزلزال مجراه دون إبطاء ودون تسرع، وليستعن القضاء اللبناني بمن يريد فنيا وتقنيا تحت سقف حفظ سيادة لبنان وعدم إستباحة سلطاته، ولتكن هذه الجريمة على فداحتها إمتحانا للقضاء اللبناني وفرصة له لإثبات جدارته وتحقيق استقلاليته وتنقيته من التدخلات السياسية وغير السياسية وذلك من خلال تمكينه وتمكنه من الوصول الى الحقيقة وإقرار العدالة والإقتصاص من المجرمين ومن كل من يثبت تورطه كائنا من كان وفي أي موقع كان، مهملا أو فاسدا أو متسببا أو معتديا.

وأيضا من جرح بيروت أتوجه بالشكر الجزيل وبالعرفان والإمتنان لكافة الدول الشقيقة والصديقة ومن كل الشعوب والأمم على وقفتهم ومبادرتهم الفورية والسريعة لتقديم يد العون والمؤازرة والمواساة للبنان لبلسمة الجراح وإعادة إعمار ما تهدم.

الشكر موصول أيضا للمبادرات الوطنية الداخلية والفردية والجماعية التي تحركت ولا زالت تتحرك في كل الأحياء المتضررة، كل ذلك إن دل على شيء إنما يدل على أن الوحدة بين ابناء الوطن الواحد ليست خيارا إنما قدرا وهي القاعدة وإن إشاعة أجواء الإنقسام المصطنع هي الإستثناء..

أيها اللبنانيون..

من الوضوح الذي تمثله عاشوراء كقيمة إنسانية وعنوانا للفداء والتضحية ومدرسة للإصلاح ومقاومة الإنحراف..

واهم ومخطىء وفاقد للبصر والبصيرة السياسية والوطنية من يعتقد في لبنان وخاصة بعض السياسيين، الذين للأسف لم يشعروا بعد، بالترددات الناجمة عن الزلازل التي ضربت ولا تزال تضرب لبنان، شعر بها العالم اجمع من أقصاه الى أقصاه.. ولم يشعر بها هؤلاء وبقوا يتصرفون وكان شيئا لم يحصل.. وكأن الوطن لا زال يمتلك فائضا كافيا من الوقت لإستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية.

لا ايها السادة الوطن لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار السياسي ولا الإقتصادي ولا المالي ولا فائضا من ثقة المواطن ومن ثقة الخارج ايضا بالدولة وسلطاتها وأدوارها، ألم يقرأوا عن ارتفاع نسبة الفقر 55% حسب تقرير الأسكوا؟

والأخطر ان الوطن للأسف لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار الأمني الذي بدأ يهتز ونحن نسمع ونرى الحوادث المتنقلة من منطقة الى اخرى، حوادث مشبوهة في أمكنتها وتوقيتها ومفتعليها وليس آخرها ما حصل في بلدة كفتون الكورة وفي خلدة، والتي تهدف الى أمر وأدهى، وما كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عن حرب أو فتنة داخلية هو كلام عبثي؟

حذار ثم حذار الإستمرار في هذا الأداء والسلوك السياسيين اللامسؤول، فهو يمثل أرضية خصبة لإعادة استيلاد الفوضى وإيقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الإرهابية والتي تتحين الفرصة للإنقضاض على الإستقرار في لبنان والعبث بالوحدة وبالسلم الأهلي.

بصراحة مطلقة أقول وأنبه.. الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل.

إذا كان الفساد والإهمال والإستهتار أسبابا مباشرة لكل هذه الأزمات التي نعاني منها وسببا لإنفجار كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود... فإن الإستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي... وهو خطر يمكن تفاديه اذا ما أحسن الجميع التقاط اللحظة الدولية والإقليمية والمحلية المتاحة حاليا والتي توفر لها الكثير من الدول الصديقة والعديد من الدول العربية الشقيقة، المناخات الملائمة لتقديم كل مساعدة للبنان واللبنانيين وإنقاذهما من هذه المحنة شريطة ان تكون النوايا صادقة وان نحب للبنان، وان نقدر أهمية هذا الوطن في الموقع والدور بنفس المقدار الذي ينظر إليه العالم وان نحترم طاقات وإبداعات إنسانه وطموحاته بنفس الإحترام والقيمة التي يحترمها العالم.

أيها اللبنانيون

بإسم محمد (ص) نبي الرحمة ومتمم مكارم الأخلاق.

بإسم عيسى المسيح (ع) بما يمثل من قيم المحبة والرجاء والخلاص والقيامة.

بإسم الحسين (ع) بما يمثل من مشروع لإرث النبوة من آدم الى موسى وعيسى ومحمد كمشروع حياة وإصلاح لكل زمان ومكان.

بإسم كل الأولياء والقديسين الذين يحتضنهم تراب لبنان.

بإسم موسى الصدر الذي اعتصم في "عاملية العاصمة" رفضا للحرب الأهلية وشرع صدره للرصاص كي يطلق عليه وعلى محرابه بدل ان يطلق على مسيحي في القاع ودير الأحمر ورأس بعلبك.

بإسم كل هؤلاء أدعو كل المخلصين سياسيين وقادة احزاب وتيارات وحركات سياسية وقادة رأي وفكر وقيادات روحية وإعلام، ان تعالوا الى كلمة سواء... ننصت فيها الى صوت الضمير ونسمع ما يريده اللبنانيون، ونحفظ لبنان، ونجنبه خطر الزوال، ونبنيه للأجيال وطنا نصون فيه نعمة الطوائف وننبذ منه نقمة الطائفية الى غير رجعة.

عشية مئوية لبنان الكبير إن أخطر ما كشفته كارثة المرفأ عدا عناصر الدولة الفاشلة هو سقوط هيكل النظام السياسي والإقتصادي بالكامل ولا بد من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علة العلل.. هو الفساد.. هو الحرمان.. بل كان السبب والمسبب لعدم تطبيق أكثر من 54 قانونا بل ولمخالفات دستورية لا تعد ولا تحصى.. هو اللاعدالة بل هو اللاإنتماء للبنان الواحد الموحد ولا بد للخلاص منه. وليكن وبأسرع وقت وحجر الزاوية الى ذلك:

اولا: وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي بين مختلف الاطراف والقوى والشخصيات السياسية وتهذيب الخطاب السياسي والإعلامي الذي انحدر الى مستوى بات يسيء الى سمعة لبنان في الداخل والخارج وبالتالي يسهم في تعميق الإنقسام السياسي والوطني، وكأننا دولة غير قابلة للحياة وغير قابلة للموت.

وأستعير هنا من محاضرة للامام السيد موسى الصدر في جرجوع بتاريخ 27-8-1967.

الوحدة الوطنية في لبنان لا يجب أن تعني، كما يعتقد البعض، ذوبان الجناح المسلم في الجناح المسيحي، أو ذوبان الجناح المسيحي في الجناح المسلم، بل تعني أن يظل المسيحي على مسيحيته مئة بالمئة ويمد يدا مخلصة إلى أخيه المسلم، وأن يظل المسلم مسلما مئة بالمئة، ويمد يدا مخلصة إلى أخيه المسيحي، فإن ذلك يكون أجدى وأنفع، ونكون بذلك نعيش الوحدة الوطنية اللبنانية فعلا لا قولا؟

إنهم مساكين أولئك الذين يعتقدون أن هناك تعارضا بين الدين والوطنية، إذ أن كلا منهما يكمل الآخر في مسيرته في لبنان، وإن تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم ومكاسبهم الرخيصة، بحجة المحافظة على الدين في الوقت الذي يكون الدين فيه بحاجة إلى من يخلصهم ويحميه منهم.

إن غدر الصهاينة ومؤامراتهم لم ينج منها لا المسيحيون ولا المسلمون على حد سواء، والتاريخ شاهد على اضطهادهم للسيد المسيح (ع) وعلى تحريفهم للأحاديث النبوية الشريفة ومقاومتهم للدعوة الإسلامية ومنذ بدايتها وانطلاقتها في الجزيرة العربية. وها هو خطرهم اليوم يتهددنا جميعا مسيحيين ومسلمين، أولئك الأعداء لا يفرقون في غدرهم بين مسلم ومسيحي.

علينا العمل لاسترجاع كل جزء اغتصب، وإن ذلك لن يتحقق إلا بالتهيئة والإستعداد والبذل والتضحية في سبيل لبنان، الذي هو الوطن النهائي لجميع أبنائه.

ثانيا: من دون شروط مسبقة الإسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا إنقاذيا إصلاحيا محدد بفترة زمنية ورؤية واضحة حول كيفية إعادة إعمار ما تهدم من بيروت، وبالتوازي المباشرة بالإصلاحات الضرورية على المستويات كافة بدءا من الكهرباء الى المالية العامة ومكافحة الهدر والفساد واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة.

واولا وأخيرا الإصلاح في طبيعة النظام السياسي وفقا لما ورد في اتفاق الطائف والدستور خاصة في بنوده الإصلاحية.

وفي هذا الإطار، أجدد بإسم كتلة التنمية والتحرير وبإسم حركة أمل، الدعوة الصادقة لكل الأطراف السياسية في البرلمان وخارجه في المعارضة والموالاة، وأدعو الجادين والصادقين في الحراك الى ملاقاتنا في منتصف الطريق وتحت سقف المؤسسات التي يجب ان يحترم أدوارها من الجميع الى الحوار حول العناوين التالية:

1. لبنان نحو الدولة المدنية من العام 1980 وأنا أطالب بهذا.

2. صياغة قانون إنتخابي خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة إنتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى والإقتراع في اماكن السكن.

3. إنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كافة الطوائف وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية.

4. تعزيز إستقلالية القضاء وتطويره وتحصينه.

5. إقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية.

هذه العناوين لا نطرحها للمناورة او الهروب الى الامام هي دعوة مفتوحة لمن يريد ان يختبر جدية وصدق حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير في رؤيتهما حول مستقبل لبنان وإنسانه وتأمين الشراكة بين الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع والإنسان وحفظ وحدته وصيانتها ليحتفل أولادنا وأحفادنا بمئوية أخرى لا بموات.

وهذه العناوين سنواكبها دستوريا وتحركا في كل المجالات، وعلى الحركة أن تستخدم حيويتها وتسخر طاقاتها كلها في سبيل إحداث هذا التحول الذي أنادي به منذ الثمانينات.

عود على بدء

لأبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل في ذكرى تغييب القائد المؤسس وفي ذكرى استشهاد سبط رسول الله الإمام الحسين وأبنائه وأصحابه عليهم السلام فوق رمال الطف... لكم يا كوكبة الفداء... يا من تشكلون إمتدادا للصرخة الحسينية المدوية عبر الأجيال...

يا من عمدتم وصيتكم الأولى بالدم بأن كونوا مؤمنيين حسينيين... واقسمتم ان يكون سلوككم في الدنيا والدين إمتدادا لسلوك الحسين (ع) وإرثكم من ثورته.

ولأن المظلومية هي نفسها من الحسين عليه السلام الى المظلومية والتجني والإفتراء الذي تعرض إليه إمامكم قبل الخطف والإخفاء هي نفسها ما تتعرض إليه حركتكم وخطكم وتاريخكم ومستقبلكم ولأننا في لحظة تشبه في كل حيثياتها اللحظة التي خير فيها الحسين عليه السلام بين السلة والذلة والإختيار بين معسكر الحق ومعسكر الباطل.

اليوم وبلسان الإمام الصدر وقدسية الدماء التي ارتقت في كربلاء الحسين وفي كربلاء لبنان في المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي وحماية وحدة لبنان وصنع سلمه الأهلي وصون عيشه المشترك.

أدعوكم كما دعوتكم العام الفائت من ساحة عاشوراء في النبطية، الى اختيار الموقف الذي اختاره الحر بن يزيد الرياحي في مثل هذه اللحظة باختياره معسكر الحق ومعسكر الحق هنا هو الوطن.

أدعوكم ان تكونوا على أتم الجهوزية والإستعداد من موقعكم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة اي اعتداء صهيوني على لبنان الى جانب أخوتكم في حزب الله.. موقعكم مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود.. وفي الداخل موقعكم دائما دعاة حوار بالكلمة الطيبة.

ممنوع الإنزلاق الى المكان الذي يريد العدو أخذ الوطن إليه.

الوحدة ثم الوحدة بين أبناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد... بها نحمي لبنان وندرأ فتنة هي أشد من القتل.

أخواتي إخواني.. بالنسبة للوقائع من حولنا أقول بإيجاز، كل ما يحصل في المنطقة والإقليم من سد النهضة الى مأرب الى الجولان الى حصار إيران الى الى.. هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة الأغوار.

فلسطين كانت وستبقى تحتل الأولوية في وجداننا وميثاقنا والقدس تأبى أن تتحرر الا على أيدي المؤمنين.

(وعذرا من شاعر بلاد الرافدين مظفر النواب)

فيا سيدي وفي عاشوراء لست أبكي فإنك تأبى بكاء الرجال..

لكنها ذرفتني أمام الضريح عيوني.

يطاف برأسك فوق الرماح.

ورأس فلسطين أيضا يطاف به في بلاد العروبة... يا للمروءة.. واعرباه..

في الختام كما البداية للحسين والمستشهدين بين يديه ولحفيد الحسين الصدر السجين لن يكون آخر العهد معكما ولن يكون آخر العهد مع حفظة لبنان، عظم الله لكم الأجر باستشهاد سبط رسول الله وأصحابه وأبنائه وأمل بنصره تعالى قريب وعودة الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 31 آب-01 أيلول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

في زمن الأصهر، هل ينجح صهر فرنسا، مصطفى أديب بظل احتلال حزب الله وفجع صهر العهد؟

الياس بجاني/01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89998/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%87%d8%b1%d8%8c-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d8%ad-%d8%b5%d9%87%d8%b1-%d9%81/

إنه فعلاً زمن العهر والفجور و”الأصهر” والقطعان والزقيفة والإرهاب والإرهابيين والذمية والذميين.

ففي أميركا هناك صهر الرئيس ترامب كوشنير.

وفي تركيا صهر أردوغان، برات آلبيراق، صاحب النفوذ المالي القوي.

وفي فنزويلا صهر رئيسها السابق خورخي أرياسا هو وزير الخارجية.

وتجربة تونس مع سليم شيبوب، صهر رئيسها الأسبق زين العابدين لم تكن غير كوارث وفضائح.

وفي لبنان المحتل من قبل جيش إيران الإرهابي والمجرم المسمى كفراً”حزب الله” عندنا صهرين للرئيس عون، الأول هو جبران التاجر والثعلب والكارثة المارونية، والثاني روكز الذمي والمتلون بشي مليون لون.

ونفس هذه الظاهرة، ظاهرة الأصهر هي متواجدة مع الكثير من حكام البلدان.

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 01 أيلول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90012/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-811/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/90014/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-september-01-2020/

 

فوضى المساعدات وغياب التنسيق و الشفافية

د.منى فياض/الحرة/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89986/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%81%d9%88%d8%b6%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ba%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%86%d8%b3%d9%8a/

في الفيديوهات التي تتناقلها وسائل الإعلام الرقمي في اللحظات التي أعقبت الانفجار المرعب، تشاهد الناجين يهرعون لمساعدة الجرحى والمصابين متغلبين على صدمتهم وخوفهم. مدهشة ثقافة التعاون والتعاطف السائدة، وكأنها امتصت وصادرت كل أحاسيس التعاطف ولم تترك شيئا لمعظم السياسيين من العصابة الحاكمة كإحتلال.

 

 

ماكرون… أَنقذوا لبنان وليس “حزب الله”!

أحمد الجارالله/السياسة/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89989/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a3%d9%8e%d9%86%d9%82%d8%b0%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

ربَّما على الرِّئاسة الفرنسية سماعُ صوت اللبنانيين قبل أن تتبرَّع بتعويم أصل البلاء في بلدهم، ونقصد به “حزب الله” الذي ضرب المناعة الوطنية من خلال فرضه منطق الدويلة المأجورة لإيران على خمسة ملايين مواطن، وخطف الدولة التي تحتفل غدًا بالمئوية الأولى على إعلان “دولة لبنان الكبير“، إذ بعد مئة عام على هذا الكيان يرفض شعبه أن يعود إلى المتصرفيات والملحقيات، وحكم الزعامات الذين يوظفون زعرانهم لقمع الناس.

 

ماكرون وذئاب السياسة اللبنانية

اتيان صقر- ابو ارز/01 أيلول/2020

اللبنانيون ينتظرون بشغف زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، معتبرين انها الفرصة الأخيرة لإنقاذ بلدهم التعيس، ليس فقط من الانهيار المالي والاقتصادي المرتقب، بل وبالاخص من العصابة السياسية المسيطرة عليه أو بالأحرى من براثن هذا القطيع من الذئاب الكاسرة التي استحكمت في خناقه منذ عقود، ونهشت في لحمه حتى صار هيكلاً عظمياً.

http://eliasbejjaninews.com/archives/90009/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b0%d8%a6%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9/

 

 

التعاون بين مملكة صور ومملكة اسرائيل

الكولونيل شربل بركات/31 آب/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/89992/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%85%d9%84%d9%83/

تعتبر اسرائيل اليوم بالنسبة للحكم في لبنان دولة عدوة ومغتصبة لا بل في قاموس البعض “طارئة” أو غريبة عن دول المنطقة. وقد كان هذا راي الكثير من الدول العربية المحيطة. ولو أن الرئيس المصري الراحل انور السادات “بطل العبور” ورئيس أكبر واقوى دولة عربية كان قد أنهى حالة الحرب ووقع اتفاقية سلام معها منذ سنة 1978 أي قبل نجاح الثورة الخمينية في ايران. وقد لحقه فيما بعد ملك الأردن الحسين بن طلال الهاشمي.