LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيلول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.september01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فٱللهُ الَّذِي صَنَعَ ٱلعالَمَ وجَمِيعَ مَا فِيه، وهُوَ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرْض، لا يَسْكُنُ في هَيَاكِلَ مِنْ صُنْعِ ٱلأَيْدي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/السيد رايقا معو اليوم.. بركي ونعمة وحمد

الياس بجاني/إلى المسالخ يسرون بصمت وخنوع ودون حتى "معمعة"

الياس بجاني/قرفتونا حياتنا وكفرتونا بكل شي

الياس بجاني/أهل حكم  وربع سياسة واعلاميين غرباء ومغربين عن لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/صاحب جمال ترست بنك هو مقرب من الرئيس بري وعضو في كتلته

الياس بجاني/احتلال حزب الله سلب من لبنان ال 10452 كلم مربع كل ما هو رسالة ودور وسيادة واستقلال وقرار حر

الياس بجاني/حالة جعجع هي شبه انسلاخ عن الواقع

الياس بجاني/الوسيط هو دور الرئيس الحريري مقابل البقاء في السلطة

الياس بجاني/تبادل منافع ومصالح وخدمات بين نصرالله ونتنياهو

الياس بجاني/دويلة حزب الله تتحكم بقرار دولة لبنان

الياس بجاني/مقلاع وحجارة الضاحية أسقطوا الطائرة الإسرائيلية، وقصة داود التوراتية الذي قتل بمقلاعه وبحجر العملاق جليات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من اين لكم هذا؟ كل فلس سرق من مال الشعب سوف يعود اليه عاجلا ام آجلا، يقول التاريخ

اتيان صقر - أبو أرز/31 آب/2019

اميركا تتجه الى تكثيف العقوبات على "حزب الله"

"حزب الله" يُحقق مع قادة "جيش الإسلام"..في الضاحية الجنوبية!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 31/8/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صورة معبرة تختصر تاريخا خاضه مقاومون في جرود صنين وزحله وباكيش وعيون السيمان بين الاعوام 1975 و 1987 وفي سائر المناطق المحررة/لوسيان عون/فايسبوك

واشنطن تبرر العقوبات ضد «جمال بنك»: نشاطه غير مشروع وينتهك القوانين اللبنانية وجمعية المصارف تؤكد أن لا تأثير على القطاع المصرفي وتطمئن المودعين

الجيش الإسرائيلي يحذر لبنان و«حزب الله» رداً على الحديث عن عمليات انتقامية قال إن «صواريخ الحزب خط أحمر ولا مساومة عليه حتى لو كلفنا الحرب»

من أرشيف جريدة النهار لعام 2013: الوقائع الكاملة لقصة كيسنجر مع الدخول السوري الى لبنان عام 1976/هشام ملحم/النهار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بعد العقوبات الأميركية... الناقلة الإيرانية «أدريان داريا» تتجه صوب سوريا

هل كشف ترمب أسرار التجسس الأميركية بنشر صورة موقع الإطلاق الإيراني؟

تعزيزات وغارات في إدلب... وموسكو تعلن هدنة جديدة وقوات النظام سيطرت على بلدة التمانعة شمال غربي البلاد

وكالة الطاقة الذرية: إيران تجاوزت سقف «التخصيب» من اليورانيوم

السيسي وصباح الأحمد يبحثان في الكويت المستجدات الإقليمية والدولية

الرئيس المصري في ختام مؤتمر «تيكاد»: القارة الأفريقية ترحب بالانفتاح على العالم

البرازيل: «رئة العالم»... في خطر ومصالح سياسية واقتصادية تواجه آراء بيئية في كارثة حرائق الأمازون

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان الذي يساوي صفراً عند إيران/أحمد جابر/المدن

سنّة لبنان: العداوة لحزب الله وإسرائيل وإيران معاً/جنى الدهيبي/المدن

ليس بالصواريخ يحيا لبنان… إنتصر الحزب وهُزمت الدولة/علي الأمين/نداء الوطن

حرب تموز .. حسابات الربح والخسارة/أحمد عدنان/عكاظ

أين تقف حدود الخنق الأميركي لـ”حزب الله”؟.. وإلامَ يؤدي الرقص على حافة الهاوية؟/سابين عويس/النهار

ما دام لبنان تحت سيطرة ”الحزب” الضربات لن تتوقف/علي حماده/النهار

لو يعود الإمام/بشارة شربل/نداء الوطن

الورقة "العونيّة": تغيّر القالب... لا القلب/كلير شكر/نداء الوطن

13 عاماً... "راوح مكانك"/ألان سركيس/نداء الوطن

لبنان وراء حزب الله... شريك العواقب وخارج القرار/موسكو تمنعه من الرد من سوريا على غارة إسرائيلية استهدفت مقاتليه جنوب دمشق/رفيق خوري/انديبندت عربية

استياء فرنسي من الحريري: التنسيق بين باريس والضاحية/منير الربيع/المدن

الحدث اللبناني وصمت فرنسا: غضب من فساد السلطة/نبيل الخوري/المدن

إيقاع المواجهة العسكرية الإقليمية بين إيران وإسرائيل/راغدة درغام/موقع ايلاف

رهانٌ دولي وعربي على الجيش/أسعد بشارة/الجمهورية

جعجع لن يستثني أحداً... والأحد لناظره قريب!/جنى جبّور/نداء الوطن

نظام ماكرون العالمي الجديد/إميل أمين/الشرق الأوسط

مفاوضة السم الزعاف؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

حال حرب في المنطقة/خيرالله خيرالله/العرب

لماذا أقال خامنئي «مخزن الأسرار» الإيراني في سوريا ولبنان؟/القدس العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: تعاليمه ونهجه ركيزة وطنية كلما اجتمع حولها اللبنانيون ثبت لهم أن قوتهم هي في وحدتهم

نصرالله: لبنان ليس للاستباحة ونحن جاهزون للتعاطي مع كل الفرضيات والمقاومة تتصرف بحكمة ومسؤولية والباقي على الله

بري في ذكرى الصدر: لإعلان حالة طوارئ اقتصادية وتنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا

الراعي في قداس افتتاح سنة الحويك ومئوية لبنان الكبير: لتكن المئوية وقفة ضمير ومراجعة للذات بعد مئة سنة: أين كنا وأين نحن؟

حسن يعقوب في لقاء الحقيقة المخفية في الذكرى ال41 لاختفاء الإمام الصدر: أيعقل أن المؤامرات كلها في التاريخ تكشف إلا هذه؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فٱللهُ الَّذِي صَنَعَ ٱلعالَمَ وجَمِيعَ مَا فِيه، وهُوَ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرْض، لا يَسْكُنُ في هَيَاكِلَ مِنْ صُنْعِ ٱلأَيْدي

سفر أعمال الرسل17/من16حتى20//22/22.24.30.34/:””يا إِخْوَتِي: فِيما كَانَ بُولُسُ يَنْتَظِرُهُما في أَثِينَا، ٱحْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رأَى ٱلمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَامًا. فَكَانَ في ٱلمَجْمَعِ يُجَادِلُ ٱليَهُودَ وٱلمُتَعَبِّدِين، وفي سَاحَةِ ٱلمَدِينَةِ مَنْ يُصَادِفُهُم كُلَّ يَوْم. وكَانَ أَيْضًا بَعْضُ ٱلفَلاسِفَةِ ٱلإِبِيقُورِيِّينَ وٱلرِوَاقِيِّينَ يُبَاحِثُونَهُ، ويَقُولُ بَعْضُهُم: «مَاذَا يُرِيدُ هذَا ٱلثَّرْثَارُ أَنْ يَقُول؟». ويَقُولُ آخَرُون: «يَبْدُو أَنَّهُ مُبَشِّرٌ بِآلِهَةٍ غَرِيبَة!»، لأَنَّ بولُسَ كانَ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وبِٱلقِيَامَة. فأَخَذُوهُ وذَهَبُوا إِلى مَجْلِسِ ٱلمَدِينَةِ في ٱلآريُوبَاغُس، وقَالُوا لَهُ: «هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هذَا ٱلتَّعْلِيمُ ٱلجَدِيدُ ٱلَّذِي تَتَكَلَّمُ عَنْهُ؟ فَأَنْتَ تُلْقِي إِلى مَسَامِعِنا أَقْوَالاً غَرِيبَة، ونَوَدُّ أَنْ نَعرِفَ مَا تَعْنِي تِلْكَ ٱلأَقْوَال. ووَقَفَ بُولُسُ في وَسَطِ ٱلآريُوبَاغُس وقَال: «يَا رِجَالَ أَثِينَا، إِنِّي أَرَاكُم أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ تَدَيُّنًا، في كُلِّ شَيء. فإِنِّي بَينَما كُنْتُ أَتَجَوَّلُ وأُشَاهِدُ مَعَابِدَكُم، وجَدْتُ مَذْبَحًا مَكْتُوبًا علَيْه: إِلى ٱلإِلهِ ٱلمَجْهُول. فمَا تَعبُدُونَهُ وأَنتُم تَجْهَلُونَهُ، بِهِ أَنَا أُبَشِّرُكُم. فٱللهُ الَّذِي صَنَعَ ٱلعالَمَ وجَمِيعَ مَا فِيه، وهُوَ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وٱلأَرْض، لا يَسْكُنُ في هَيَاكِلَ مِنْ صُنْعِ ٱلأَيْدي. وهَا هُوَ ٱللهُ يَغُضُّ نَظَرَهُ عَنْ أَزْمِنَةِ ٱلجَهْل، ويَدْعُو ٱلآنَ جَمِيعَ ٱلنَّاس، في كُلِّ مَكَان، لِيَتُوبُوا؛ لأَنَّهُ حَدَّدَ يَومًا سَيَدينُ فيهِ ٱلمَسْكُونَةَ بِٱلعَدْل، على يَدِ رَجُلٍ عيَّنَهُ وجَعَلَهُ ضَمَانَةً لِلجَميعِ حينَ أَقَامَهُ مِن بَينِ ٱلأَمْوَات».فلَمَّا سَمِعُوا بِقِيَامَةِ ٱلأَمْوَات، أَخَذَ بَعْضُهُم يَسْتَهْزِئُون، وقَالَ آخَرُون: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هذَا مَرَّةً أُخْرى». وهكَذا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ بَيْنِهِم. لكِنَّ بَعْضَهُمُ ٱنْضَمُّوا إِلَيْهِ وآمَنُوا، ومِنْهُم دِيُونِيسِيُوس ٱلآرِيُوبَاغيّ، وٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا دَمَارِيس، وغَيْرُهُما.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

السيد رايقا معو اليوم.. بركي ونعمة وحمد

الياس بجاني/31 آب/2019

السيد رايقا معو اليوم.. بركي ونعمة وحمد.. مبين رايق وهادي ومش زعلان ولا عم يصرخ ونبرتو بالتهديد خفيفي. ومنيح طمنا بدو يرد ومش ساكت.

 

إلى المسالخ يسرون بصمت وخنوع ودون حتى "معمعة"

الياس بجاني/31 آب/2019

"بروح وبالدم نفديك يا.." هوبرة يرددها زلم أصحاب شركات الأحزاب كافة، أي أن هؤلاء فعلاً هم اغنام وأضحية ومسيرون وعبيد وأُجراء وأدوات

 

قرفتونا حياتنا وكفرتونا بكل شي

الياس بجاني/31 آب/2019

اطلالات مدوية اليوم لبري والسيد وغداً للمعرابي.. حرام عليكون ارحموا الناس من عنترياتكن والنفاق والمتاجرة حتى بالشهداء.انتم الكوارث

 

أهل حكم  وربع سياسة واعلاميين غرباء ومغربين عن لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/31 آب/2019

حتى خلال حقبة الإحتلال السوري الغاشم والمجرم لم يكن اهل الحكم والمسؤولين والسياسيين ووسائل الإعلام بهذا الدرك من الخنوع والإستسلام والغرق في أوحال الفسادوالإفساد.زمن طرابيش ومحّل وبؤس وبائسين

 

صاحب جمال ترست بنك هو مقرب من الرئيس بري وعضو في كتلته

الياس بجاني/30 آب/2019

بفضل كذبة مقاومة حزب الله أميركا اعدمت بنك جمال ترست بنك. ترى من هي أو هو الضحية التالية للإحتلال الإيراني والإرهابي؟

 

احتلال حزب الله سلب من لبنان ال 10452 كلم مربع كل ما هو رسالة ودور وسيادة واستقلال وقرار حر

الياس بجاني/29 آب/2019

معيب هذا الخضوع "القدري" الرسمي والسياسي والإعلامي لواقع احتلال حزب الله ولفرض ثقافته الملالوية واللاسيادية واللادستورية  واللالبنانية على لبنان الدولة والشعب. خنوع معيب وفاضح وغير مسبوق بتاريخ لبنان.

 

حالة جعجع هي شبه انسلاخ عن الواقع

الياس بجاني/29 آب/2019

جعجع مسؤول عن المصير الذي وصل إليه لأنه حوّل حزب مقاوم وحزب شهداء وقضية ومقاومة ونضالات، حولة إلى شركة يملكها ويتصرف بها على هواه بما يخدم اجندته السلطوية ويحقق أوهامه وأحلامه بكرسي الرئاسة.

هو فشل في العمل السياسي وسوف يفشل بإستمرار في الثبات على وضعية معينة، أو على تحالف مع أي كان، أو حتى الإلتزام بأي اتفاق أو صفقة لأنه دأئما ومنذ دخوله عالم السياسة يتوهم أنه أذكى وأشطر من الجميع وأن بإمكانه اللعب على التناقضات والدخول في مساومات وصفقات واتفاقيات ومن ثم الخروج منها او عدم احترامها وقت يشاء. في كل مرة مارس هكذا تصرف "تشاطري" وواهم كان يدفع ويُدفِع المسيحيين أثمان باهظة.

وهو بالتأكيد لن يتعلم وسوف يكرر اخطائه ويستنسخ نمط تصرفاته الأكروباتية والتشاطرية لأن تكوين شخصيته غير سوي أو متنزن بما يخص الواقع والإمكانيات وقدرات الغير وعواقب افعاله. حالة الرجل هي شبه انسلاخ عن الواقع أما متاجرته بسنوات سجنه وبالشهداء فحدث ولا حرج.


الوسيط هو دور الرئيس الحريري مقابل البقاء في السلطة

الياس بجاني/28 آب/2019

حادثة الضاحية وقرارات مجلس الدفاع الأعلى بينوا بأن الحريري هو عضو فاعل في محور إيران برتبة وسيط بين المحور وبين دول الغرب والعرب. خسارة كبيرة للبنان السيادة والإستقلال والقرار الحر..

 

تبادل منافع ومصالح وخدمات بين نصرالله ونتنياهو

الياس بجاني/28 آب/2019

كذبة الطائرة والحجر وعنتريات وصراخ وهز أصابع السيد المفرغة من أي فاعلية هي كلها خدمات يقدمها لنتنياهو ليتمكن من الفوز في الانتخابات.

 

دويلة حزب الله تتحكم بقرار دولة لبنان

الياس بجاني/27 آب/2019

المسؤولين في لبنان استقالوا من مسؤولياتهم وسلموا حزب الله علناً ملف الحرب والسلم وكل مواقع القرار. لبنان دولة رهينة وفاشلة ومحتلة.

 

مقلاع وحجارة الضاحية أسقطوا الطائرة الإسرائيلية، وقصة داود التوراتية الذي قتل بمقلاعه وبحجر العملاق جليات

الياس بجاني/27 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77875/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%b9-%d9%88%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b3%d9%82%d8%b7/

قال السيد حسن نصرالله يوم الأحد بتاريخ 25 آب/2019/ وذلك تعليقاً على اسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة فوق الضاحية الجنوبية:

“نحن كما قالت المصادر الإعلامية أو الجهات الإعلامية في حزب الله، نحن لم نسقط الطائرة هذه، ولكن شبان في الحي عندما شاهدوا طائرة طولها مترين ومنخفضة وباتت بين المباني، وهذه الأمور كما نتحدث بشفافية وبصدق، يساعد على الفهم لأن الحقائق هي التي يبنى عليها وليست الأوهام والاختراعات، فبدأوا برمي الحجارة على هذه الطائرة ووقعت، سقطت نتيجة خلل فني أو نتيجة رمي الحجارة عليها، لأنها هي أصيبت بأحد الحجارة وهذا واضح في بدن الطائرة .. وقعت الطائرة”.

حتى الآن لم تتوضح حقيقة الطائرة المسيرة التي ادعى حزب الله أنه أسقطها يوم الأحد بتاريخ 25 آب/2019 فوق الضاحية الجنوبية، كما أن الحزب لم يعرض بعد الطائرة هذه على وسائل الإعلام لإجلاء الغموض والشكوك التي لا زالت تكتنف الحادثة برمتها ومن ألفها حتى يائها.

الصحف الإسرائيلية قالت إن الطائرات المسيرة “الدرونز” التي تكلم عنها السيد نصرالله في خطابه يوم الأحد بتاريخ 25 آب/2019، هي من صناعة إيرانية ومن نفس النماذج والمواصفات التي يستعملها الحوثيون في اليمن في استهدافاتهم للسعودية ولمناطق متفرقة من اليمن، وأن إيران تزودهم بها.

وفي عدد لا بأس به من التقارير العلمية الخاصة بالطائرات المسيرة جاء أن لا امكانية لهذا النوع من “الدرونز” أن تقطع المسافة بين إسرائيل والضاحية، وأنه لو كانت الطائرة هذه أطلقت من سفن ترسو قبالة الشاطئ اللبناني لكانت رادارات الجيش اللبناني رصدتها.

في حين كان استنتاج عدد من الخبراء العسكريين اللبنانيين والإسرائيليين وغيرهم المتخصصين بالدرونز بأن الطائرات التي ذكرها السيد في خطابه هي لحزب الله وقد انفجرت واحدة منها بنتيجة خطأ ما، فيما كانت تُحضر لعملية ما.

من هنا فإن العلم والتكنولوجيا والمنطق لا يتوافقون أبداً مع رواية السيد نصرالله التي تقول بأن الطائرة، “سقطت نتيجة خلل فني أو نتيجة رمي الحجارة عليها، لأنها هي أصيبت بأحد الحجارة وهذا واضح في بدن الطائرة .. وقعت الطائرة”.

وبالتالي لم يبقى مجالاً لفهم حقيقة حادثة سقوط الطائرة الدرونز فوق الضاحية غير التفسير الإلهي، خصوصاً وأن السيد يصف كل انتصارات حزبه، وكذلك انتصارات راعيته دولة الملالي الإيرانية “بالإنتصارات الإلهية”

يبقى أن السؤال المحير هو، هل سكان الضاحية فعلاً عندهم حجارة داخل منازلهم، أو أن الحجارة موجودة على طرق وفي شوارع الضاحية؟

وبالعودة إلى الكتب المقدسة لفهم الحادثة كون الأمر بعيد عن المفهوم البشري فإنه من المفيد جداً التذكير بقصة مقلاع داود.. داود الإسرائيلي الذي رمى العملاق جليات الفلسطيني بحجر من مقلاعه وقتله.

*القصة التوراتية هي في أسفل الصفحة باللغتين العربية والإنكليزية مع تقارير صحفية عدد 2 تتناول الحادثة نفسها.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من اين لكم هذا؟ كل فلس سرق من مال الشعب سوف يعود اليه عاجلا ام آجلا، يقول التاريخ

اتيان صقر - أبو أرز/31 آب/2019

بيان صادر عن حزب حرّاس الأرز – حركة القومية اللبنانية

31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78047/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%83%d9%85-%d9%87%d8%b0%d8%a7%d8%9f-%d8%a3%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81/

من اين لكم هذا؟

طرحنا على محرك البحث غوغل السؤال التالي: من هم اول عشر سياسيين الأكثر ثراء في لبنان؟ Top Ten Richest Lebanese Politicans? فجاء الجواب كما يلي:

الأول: نجيب ميقاتي، رئيس وزراء سابق، رجل اعمال، ثروته 2،6 مليار دولار.

الثاني: عصام فارس، نائب رئيس وزراء سابق، رجل اعمال، ثروته 2،3 مليار دولار.

الثالث: سعد الحريري، رئيس وزراء سابق، رجل اعمال، ثروته 1 مليار دولار.

الرابع: ميشال عون، قائد جيش سابق، رئيس جمهورية حالي، ثروته 90 مليون دولار.

الخامس: وليد جنبلاط، وزير سابق، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ثروته 83 مليون دولار.

السادس: نبيه بري، رئيس مجلس النواب، رئيس حركة امل، ثروته 78 مليون دولار.

السابع: تمام سلام، رئيس حكومة سابق ونائب في البرلمان، ثروته 71 مليون دولار.

الثامن: سليمان فرنجية، وزير سابق ورئيس حزب المردة، ثروته 65 مليون دولار.

التاسع: أمين الجميّل، رئيس جمهورية سابق ورئيس سابق لحزب الكتائب، ثروته 58 مليون دولار.

العاشر: ميشال سليمان، قائد جيش سابق، رئيس جمهورية سابق، ثروته 49 مليون دولار.

السؤال البديهي الذي يطرحه كل مواطن لبناني هو: من اين لك هذا؟؟؟،

وهذا السؤال موجّه بنوع خاص الى حديثي النعمة ممّن وردت اسماؤهم في هذه اللائحة، والذين جمعوا كل هذه الملايين بسرعة ضوئية، رغم انهم ليسوا من رجال الأعمال، ولم يزاولوا يوما مهنة حرة، سوى "مهنة السياسة" صاحبة المداخيل السحرية والمزاريب السخيّة.

هذا مع العلم ان الجدول المذكور اعلاه لا يشمل الاموال غير المنقولة من عقارات واملاك خاصة تقدر بملايين من الدولارات، ولا يشمل ايضا الأموال المودعة تحت ارقام سرّية في مصارف أجنبية، او تحت اسماء اخرى مقرّبة من صاحب العلاقة كالأهل وأفراد العائلة وغيرهم، والتي تقدّر هي الأخرى بملايين الدولارات.

وبانتظار ان يأتي الجواب، وقد لا يأتي ابدا، نذكّر هؤلاء السادة بحقيقتين ساطعتين:

الاولى: "تذكّر يا انسان انك من التراب واليه تعود" يقول الكاتب، ما يعني انكم بنيتم على الرمل، وكل هذه الثروات لن تفيدكم في شيء عندما تأتي الساعة، وقد تأتي غدا... او بعد.

الثانية: كل فلس سرق من مال الشعب سوف يعود اليه عاجلا ام آجلا، يقول التاريخ.

لبيّك لبنان.

اتيان صقر - أبو أرز

 

اميركا تتجه الى تكثيف العقوبات على "حزب الله"

 ترجمة ليبانون ديبايت/السبت 31 آب 2019  

بعد وضع الإدارة الأميركية جمال ترست بنك على القائمة الأميركية لممولي الإرهاب هذا الأسبوع ، أخبر مسؤول أميركي بارز صحيفة "ذا ناشيونال" أمس الجمعة أن جهود واشنطن تهدف إلى "طرد حزب الله من النظام المالي اللبناني". وقال المسؤول الاميركي الرفيع في مكالمة هاتفية مع "ذا ناشيونال" أن "جهود العقوبات ستستمر وتتكثف. وأوضح المسؤول الأميركي " إن تعيين "جمال بنك" من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة هو المرة الثانية التي تلاحق فيها الولايات المتحدة مؤسسة مصرفية لبنانية". ولفت المسؤول الأميركي الرفيع الى أننا "تعاوننا عن كثب مع عدد من الدول وعدد البنوك التي لديها فروع "جمال بنك" أو حسابات مقابلة ، وقد عملنا بقوة مع البنوك التعاونية لتجميدها" ، مضيفًا أن مبالغ كبيرة من الأموال قد جمدت بالفعل. وكشف المسؤول أن علاقات "جمال بنك" تتجاوز "حزب الله" وتمتد إلى شبكة أكبر من الوكلاء الإيرانيين. وقال "إن "جمال بنك" يدير حسابات مباشرة على علاقة بمؤسسة الشهداء (الإيرانية)، وهي الآلية التي أمرت إيران حزب الله بتأسيسها لإرسال الأموال إلى منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وتوجيه الأموال إلى الانتحاريين" حسب تعبير المسؤول الاميركي. وعندما سئل المسؤول عن مخاوف من انتقام حزب الله ضد المصالح الأميركية أو المصرفيين اللبنانيين ، بدا المسؤول واثقًا من أن الجميع يفهمون الخطوط الحمراء الأميركية.

 

"حزب الله" يُحقق مع قادة "جيش الإسلام"..في الضاحية الجنوبية!

المدن/السبت 31 آب 2019

تبحث مليشيا "حزب الله"، بالتنسيق مع "الفرقة الرابعة" ودوريات من "المخابرات الجوية"، عن جثث قتلى عناصر الحزب ممن قتلوا ودُفنوا في الغوطة الشرقية، خلال المعارك مع فصائل المعارضة، بين عامي 2013 و2018. مصدر عسكري، قال لـ"المدن"، إن "الفرقة الرابعة" عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث لعناصرها وعناصر من "حزب الله" على أطراف بلدة دوما. وفي 22 آب/أغسطس، نفذت مجموعات تتبع لـ"الفرقة الرابعة" انتشاراً واسعاً على الطريق بين دوما وحرستا في الغوطة الشرقية، في المنطقة المعروفة باسم "أرض كرم الرصاص"، تزامناً مع إغلاق الطريق الوحيد المؤدي إلى دمشق، واستقدام كلاب بوليسية وعناصر من "حزب الله"، إثر اكتشاف المقبرة التي تضم جثث مقاتلين من الحزب والرابعة. واستمر انتشار عناصر الحزب والرابعة في المنطقة، لأكثر من 5 ساعات، جرى خلالها انتشال جثث، بالتزامن مع فرض طوق أمني كبير في الطرقات المؤدية للمنطقة لمنع اقتراب المدنيين وحتى العسكريين من قوات النظام. مصدر "المدن" أكد أن "حزب الله" كان قد تفاوض مع قادة سابقين في "جيش الإسلام" ممن أجروا "تسوية وضع" وبقيوا في الغوطة، للحصول على معلومات حول أماكن دفن مقاتلي الحزب في الغوطة الشرقية، مقابل إيصالهم إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري، وتجنيبهم حملات الاعتقال والتحقيق من قبل استخبارات النظام. ووثقت "المدن"، نقل مليشيا الحزب لأحد القياديين السابقين في "جيش الإسلام"، من الغوطة الشرقية إلى ضاحية بيروت الجنوبية، للتحقيق معه حول مناطق دفن قتلى الحزب في منطقة البحارية على أطراف الغوطة. الحزب نقل القيادي بعد ذلك إلى الشمال السوري، عبر معبر العيس في ريف حلب الجنوبي، بين مناطق المعارضة والنظام. وأكد مصدر "المدن"، إن حالات الاعتقال بحق قياديي "جيش الإسلام" السابقين، تكررت كثيراً في الأشهر الأخيرة، ليتبين نقلهم جميعاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية للتحقيق معهم. ومنهم من فضل الخروج نحو مناطق المعارضة بعد التحقيق، ومنهم من قرر البقاء في لبنان و"تسوية وضع" مع السلطات اللبنانية، باشراف "حزب الله"، مفضلين عدم العودة إلى الغوطة. المليشيات التابعة لإيران في سوريا، كانت قد بدأت منذ تهجير فصائل المعارضة من الغوطة الشرقية في نيسان 2018، عمليات بحث مكثفة عن جثث قتلاها، من جنسيات مختلفة، قضوا في معارك الغوطة الشرقية. ونقلت "المدن" في وقت سابق، أن دوريات تضم عناصر من جنسيات أجنبية، داهمت عشرات المزارع في الغوطة الشرقية وصولاً لمحيط مطار دمشق الدولي، بحثاً عن جثث مقاتلين دفنوا فيها. وليست الميليشيات الإيرانية وحدها من تبحث عن جثث مقاتليها في الغوطة، فلا تزال استخبارات النظام حتى اليوم، تستدعي عناصر "التسوية" الذين ثبت قتالهم مع فصائل المعارضة في الغوطة، للتحقيق معهم حول أماكن دفن قتلى النظام. وشهدت الغوطة الشرقية لدمشق، خاصة في مناطق المرج، معارك عنيفة، كانت المليشيات الإيرانية طرفاً رئيساً فيها، بسبب تمركزها في تلك المناطق منذ 2013.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 31/8/2019

وطنية/السبت 31 آب 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اليوم بلغ لبنان الدولة عتبة المئة عام من عمره، ورئيس الجمهورية العماد عون يوجه في الثامنة مساء، رسالة إلى اللبنانيين يضمنها مواقف ومبادئ، ويطلق فيها احتفالات مئوية لبنان الكبير.

سبق ذلك كلمة لرئيس البرلمان نبيه بري، في الذكرى الواحدة والأربعين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، دعا فيها إلى اعلان خطة طوارئ اقتصادية برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الماضي واجتماع الاثنين وتنفيذ القوانين الصادرة.

والليلة أيضا كلمة للأمين العام ل"حزب الله" السيد نصرالله، في اليوم الأول من مراسم احياء عاشوراء، سيتطرق في جزء منها إلى التطورات الأخيرة.

واليوم عادت التطورات إلى الواجهة عند الحدود، في ظل التحركات التي قام بها العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا، والتي أسفرت عن اشتعال حرائق وتضرر في مركز الكتيبة الهندية من خلال الشظايا التي تطايرت.

وعلى رغم عطلة رأس السنة الهجرية الاثنين المقبل، فإن الاجتماع الاقتصادي سيعقد في قصر بعبدا يوم الاثنين، ويتناول كل المواضيع آنفة الذكر، ومسألة الاصلاحات التي تقنع الدول بإيفاء التزاماتها ووعودها وفق مقررات "سيدر" من اجل لبنان. في الغضون، يوفد الرئيس الفرنسي ماكرون السفير بيار دوكان، الأسبوع المقبل إلى بيروت، للوقوف عن قرب حيال مسار الاصلاحات الذي تعتمده السلطات اللبنانية، والذي يتيح للدول منح لبنان القروض الميسرة جدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لبنان كله حاضر في النبطية، يغرف من بيدرها غلال الضوء في ليالي التغييب الحالكة، ويضيء الشموع على نية العودة. يهتف في ساحة عاشورائها بصوت واحد، محمدي، حسيني، كنسي: والتين والزيتون وطور سينين، سيعود، آمين.

إبيض الزمن ومازالت فتية، وكأنها قبس من الملحمة الكربلائية، بتوقيت موسى الصدر، على وقع نبض قلوب محبيه. وفي آب ربيع قضية بقيت خضراء مخلدة على مدى كل الفصول، لم يمسس الخريف أوراقها رغم تقادم السنين.

هي نهضة عصية على التغييب. هي ثورة من إرث الحسين عليه السلام، خرجت كمارد من القمقم ولن تعود اليه. هي "أمل" لا ينضب زيت قنديلها، هي عمامة تتسع لكل انسان، هي عباءة على مساحة كل لبنان.

وهنا في النبطية، أستاذ نبيه، حفظ الأمانة عن ظهر قلب. هو ضمير الغائب المغيب وصورته وصوته، ليس في مفرداته وثوابته الحركية والوطنية غير العمل على تحرير الامام الصدر وأخويه من معتقلات ليبيا، ويشد على يد القضاء اللبناني المختص في السعي الحثيث بلا سكون، على استخراج المعلومات من الموقوفين في هذه القضية، معلنا عن سلسلة خطوات تم التوصل إليها أو هي محور متابعة للجنة الرسمية، وكل ما عدا ذلك من محاولات التشويش على القضية يجب صم الآذان عنه.

ومن ساحة عاشوراء التي لقنت العدو الإسرائيلي درسا ذات محرم، وكما كان أبناء حركة "أمل" مبتدأ المقاومة، دعاهم الرئيس بري الآن للبقاء على أهبة الاستعداد والجهوزية لإفهام العدو مرة جديدة أن أرض لبنان وكل شبر منها مقاوم، وهي محصنة بثلاثية ماسية توحد اللبنانيين في مقابل أطماع إسرائيل الساعية لترميم صورتها في الشرق الأوسط، وتصفية حساباتها على حساب لبنان، بعدما أن تأكدت ألا حرب أميركية مع ايران، لم يبق لها سوى جبهة لبنان ومقاومته لتصفية حساباتها، لا سيما وأن نتنياهو يحتاح لنصر معنوي قبل الانتخابات.

وكما في المقاومة كذلك في الإقتصاد، أطلق رئيس المجلس النفير العام من خلال اعلان حالة طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الماضي، واجتماع الاثنين المقبل، وتنفيذ القوانين الصادرة عنه.

الرئيس بري دعا إلى تنفيذ إتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يضعنا على مشارف الدولة المدنية.

وربطا بما يجري في سوريا، رأى الرئيس بري أن حفظ وحدتها هو حفظ لوحدة لبنان، وحتى الآن لا حوار معها بشأن النازحين.

أما فلسطين فإن قضيتها هي الأساس، وقد تأكد ذلك من فشل "صفقة القرن"، قال الرئيس بري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أربعون عاما وعاما، وشمسك عصية على كل ظلم وظلام، ونور عينيك الهدى الذي يرتقبه المستضعفون، وعمتك السبيل الذي لا زال يمعن منه الوطن عند كل محنة رسالات الامل ومعاني الصبر والثبات.

أربعون عاما وعاما ولا زلت إمام المقاومين، وعصاك بأيديهم تفلق بحارنا وتثبتنا كالأطواد الشامخة، فتنجينا بالوحدة والقوة، وتغرق أعداءنا.

في ذكراك أيها الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيك الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، يقف الوطن على ثوابت العزة ومكامن القوة، ومعادلة ماسية اسمها جيش وشعب ومقاومة، حملها رئيس مجلس النواب نبيه بري كعنوان لا بديل عنه لحماية الأرض والعرض.

من النبطية حيث أحيت حركة "أمل" الذكرى الواحدة والأربعين لتغييب الامام الصدر، أكد الرئيس بري أننا لن نسمح لاسرائيل بترميم صورتها في الشرق الأوسط على حسابنا، داعيا الحركيين للبقاء على أهبة الاستعداد لافهام العدو أن كل شبر من أرضنا مقاومة، فوحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة التي تعيد للأمة اعتبارها، قال الرئيس بري.

ومن الحساب المفتوح مع الاحتلال، إلى الحسبة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، دعا الرئيس بري إلى اعلان حالة طوارئ اقتصادية لتطبيق ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا.

في فلسطين المحتلة، لا زال الصهاينة عند اتفاقهم أن رد المقاومة آت، وأن حال المستوطنين وكل جبهاتهم لا تحتمل حربا، بل أكمل إعلامهم التعليق على ما نشر من تعزيزات للجيش العبري في شمال فلسطين، مخففين من الصورة بالقول: ليس كل آلية عسكرية أو مدفع يتم تصويره معناه تصعيد أو رياح حرب.

وبعد قليل شرح لآخر تكاوين الصورة، وحديث بريح الحقيقة التي تلفح وجوه المحتلين، مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يطل عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، خلال افتتاح المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، متحدثا عن آخر التطورات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أخذت التطورات التي أفرزها لغز الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية، الاستراتيجية الدفاعية بدربها أو على الأقل تم ترحيلها إلى أجل غير مسمى. البديل الأكثر الحاحا هو الاستراتيجية الاقتصادية التي تبرز الحاجة إليها في سلسلة أحداث- مؤشرات لا تقل أهمية وخطورة عن الملف الأمني- الميداني على الحدود مع اسرائيل، أو في حرب النمر والنسر على الأرض وفي السماء اللبنانية.

ملامح القلق والخيبة عند اسرائيل، في طريقة تعامل واشنطن مع الملف الايراني، وتشغيل محركات الوساطة الأوروبية مع طهران، بديلا عن تحريك حاملات الطائرات ومنظومات الصواريخ الأميركية ضد ايران في الخليج والمنطقة، عوضت عنه واشنطن بجائزة ترضية لتل ابيب تمثلت بادراج "جمال ترست بنك" على لائحة المصارف المغضوب عليها.

إسرائيل اليوم عينها على الحدود مع لبنان، تحسبا لأي مفاجأة غير سارة لها قد يقوم بها "حزب الله"، وواشنطن عينها على النقود التي تدعي انها تذهب إلى المقاومة، عن طريق جهات ومصارف ومعارف للحزب في أميركا وإفريقيا وآسيا.

الارتياح الحذر الذي قوبل به تصنيف "ستاندرز اند بورز" الائتماني للبنان، قابلته الخزانة الأميركية بتنغيص فرحة القطاع المصرفي اللبناني: دخول دولارات مما يخفف من عجز ميزان المدفوعات، لكن في المقابل خروج أحد المصارف من ميدان العمل المصرفي في لبنان والاغتراب.

أما في الداخل فرب ضارة نافعة. الاعتداء الاسرائيلي في قلب الضاحية، قلب المعادلة بين "حزب الله" والرئيس الحريري، من ربط نزاع إلى فك اشتباك. للمرة الأولى يوفد رئيس الحكومة اللواء محمد خير، المسؤول الأول في الهيئة العليا للاغاثة، للتعويض على الخسائر التي لحقت بمنطقة تشكل أحد أبرز المربعات الحيوية والأمنية والحزبية ل"حزب الله". ألحقه بموقف فاجأ الحلفاء قبل الخصوم في مجلس الوزراء، عندما اشتبك الحريري كلاميا مع وزير "القوات" ريشار قيومجيان، ما يضع العلاقة بين "القوات" والحريري مجددا في دائرة التدحرج السلبي والتراجع الدراماتيكي، على أبواب تعيينات لا يبدو أن حصة "القوات" فيها ستكون أفضل من حصتها في المجلس الدستوري.

وبين وساطة الرئيس بري بين جنبلاط و"حزب الله"، تبرز ملامح تهدئة واسعة بين "حزب الله" والحريري، في وقت انتهى مفعول الهمروجة التضامنية التي وقفها البعض مع وليد جنبلاط، لا حبا به بل نكاية بغيره، فكانت النتيجة أنه رفع منسوب الخيبة وخفض منسوب الهيبة.

وبعد دقائق من الآن، كلمة مباشرة للرئيس عون في مناسبة اطلاق فعاليات مئوية لبنان الكبير، الذي أعلنه الجنرال هنري غورو في مثل هذا اليوم منذ 99 عاما من درج قصر الصنوبر في بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

قبل تسعة وتسعين عاما، أعلنت دولة لبنان الكبير. وبعد خمس عشرة دقيقة من الآن يوجه رئيس الجمهورية رسالة إلى اللبنانيين، يعلن فيها اطلاق احتفاليات المئوية.

المناسبة تأتي فيما اللبنانيون كفروا بكل شيء تقريبا. ففترات الهدوء والرخاء والازدهار، التي عاشها أهلهم وعاشوها هم في الأعوام المئة المنصرمة، كانت قليلة نسبيا. فما السبب؟، هل هو عطب بنيوي تكويني من الأساس، أم أن المسؤولية تقع على اللبنانيين لأنهم لم يحسنوا الحفاظ على الكيان، ولم يوفقوا في بناء الجمهورية؟.

في الحالين، المعاناة مستمرة، وهي تتفاقم يوما بعد يوم، وأبرز مظهر لها حاليا: المشكلة الاقتصادية. ولهذه الغاية ينعقد يوم الاثنين في قصر بعبدا، اجتماع اقتصادي هدفه وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية مالية- اقتصادية للخروج من المأزق. فهل يتوصل اجتماع بعبدا إلى تحقيق هذا الهدف الطموح، أم أن ما كتب قد كتب، وبالتالي ليس على اللبنانيين سوى توقع المزيد من التراجع في التصنيفات من المؤسسات الدولية المعنية؟.

وفي رسالته إلى اللبنانيين بعد قليل، ينتظر أن يتطرق الرئيس عون إلى الملف الاقتصادي، الذي يشكل محور اهتمامه في المرحلة الحالية. وهو أمر يشاركه فيه الرئيس نبيه بري، الذي انطلق من ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، ليتحدث عن ضرورة اعلان حالة طوارىء اقتصادية الاثنين المقبل. طبعا أبناء الطبقات الوسطى وما دون، يريدون حالة طوارىء اقتصادية، لكنهم يخشون أن تأتي حالة الطوارىء كالعادة على حسابهم ومن جيوبهم، باعتبار أنهم الحلقة الأضعف في التركيبة القائمة.

توازيا، ستكون للسيد حسن نصرالله بعد قليل كلمة، سيتحدث فيها بايجابية عن وحدة الموقف الرسمي اللبناني، ما يشكل تحية غير مباشرة لموقف الرئيس الحريري، كما سيعيد التأكيد أن "حزب الله" هو الذي يقرر موعد العملية العسكرية المنتظرة.

أيضا، ثمة انتظار لما سيقوله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في خطابه غدا لمناسبة يوم الشهيد. ووفق المعلومات فإن سقف الخطاب سيكون عاليا، وسيعلن فيه جعجع بدء حملة منهجية من "القوات" على كل مظاهر الفساد وتجلياته، كما سيطلق مواقف سياسية تؤسس لعلاقة مختلفة مع العهد و"التيار الوطني الحر".

فهل نحن مقبلون على مرحلة سياسية، ترسم خريطة جديدة للاصطفافات والتموضعات والتحالفات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في مثل هذا اليوم من العام 1920، أصدر المفوض السامي الفرنسي الجنرال غورو القرار 321، ألغى بموجبه لبنان المتصرفية، ممهدا لاعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول من العام نفسه.

في الأول من ايلول، وأمام اللبنانيين الوافدين من مناطق سماها غورو متاخمة، أعلن الجنرال الفرنسي دولة لبنان الكبير، وقال: أصبحتم اليوم في دولة متحدة وفي وطن قوي بماضيه وعظيم بمستقبله، وأحييه في عظمته وكنوزه.

بعد 99 عاما على كلام غورو، يحتفل اللبنانيون اعتبارا من الغد، وعلى مدى عام كامل، بالمئوية الأولى لاعلان دولة لبنان الكبير، من دون أن يكونوا قد تقدموا ولو خطوة واحدة في اتجاه الوطن العظيم الذي تنبأ بقيامه غورو، فهم ولو تكاذبوا، يعيشون حتى اليوم في مناطق متاخمة، أبعد ما تكون عن الوحدة، تطغى عليهم عصبياتهم الطائفية والزبائنية، ويأكلهم فسادهم الذي أصبح جزءا من حياتهم. فشلوا في ادارة أنفسهم وبلدهم، حتى وصلوا إلى مستقبل رمادي لا عظمة فيه ولا كنوز، إنما ضربات اقتصادية ومالية واجتماعية موجعة، تكاد تسقط لبنان الصغير في المحظور.

هذا المحظور وضع له رئيس مجلس النواب نبيه بري، في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، ثلاث ركائز أبرزها اعلان حال طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ورقة بعبدا الاقتصادية.

وفيما كان بارزا عدم تطرق الرئيس بري في خطابه إلى العقوبات الأميركية، ولا سيما بعد وضع مصرف "جمال تراست بنك" على لائحة "أوفك"، علمت الـLBCI أن الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية بعد دقائق، لن تتطرق بدورها إلى العقوبات، لكنها ستتناول الاعتداء الاسرائيلي على لبنان. في وقت سيخصص الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في تمام الساعة الثامنة والنصف، الجزء الأول من كلامه، في افتتاح المجلس العاشورائي المركزي ل"حزب الله"، للحديث عن العقوبات الأميركية والاعتداء الاسرائيلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو الوعد الحادي والأربعون في قضية الإمام المغيب موسى الصدر، العمل على تحريره وأخويه من معتقلات ليبيا- وليس في مفرداتنا غير تحريرهم- ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيب من سجن إلى آخر، بهذه الكلمات تناول رئيس حركة "أمل"، مستجدات قضية الإمام المغيب موسى الصدر.

أما كرئيس للمجلس النيابي، فمن على منبر الذكرى، احتار بري من أين يبدأ، فأمل الإمام المغيب كان في ألا يكون الناس في واد، والدولة وأدوارها في واد آخر، ولكن القيمين على الدولة وبري أحد أعمدتها، أقاموا الحد بين الدولة والناس. وخاطب بري الإمام بلسانه مستعيدا مقولته: "لا أريد معكم سوى صيانة هذا الوطن"، فيما الوطن أصبح تكتلات وبوابات ومواطنين يذهبون فرق عملة بين محاسيب هذا الزعيم وذاك.

أما عن الفساد الذي أعلن بري العصيان المدني عليه بحوار اقتصادي، فحدث ولا حرج، ومن أين تبدأ معركة محاربة الفساد، والفاسدون ممسكون بزمام الدولة من عاليها إلى واطيها.

لكن الحق يقال، ففي معرض الموقف السياسي الرسمي المشترك في وجه اعتداءات إسرائيل، فإن بري أطلق موقفا ثابتا بقوله لن نسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حساب لبنان، وأن لا حرب على إيران، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل إلى مصلحتها، لم يبق لها إلا جبهة لبنان لتعديل ميزان القوى. وبين بري أن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يحتاج إلى نصر معنوي قبل الانتخابات. وختم بالقول: وحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة، داعيا حركة "أمل" إلى البقاء على جاهزية واستعداد لإفهام العدو أن أرض لبنان، كل شبر منه، مقاوم.

من ذكرى المغيب إلى سيد الشهداء، حيث يفتتح الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أولى الليالي العاشورائية، بكلمة عند الثامنة والنصف، تتناول في جزئها الأول آخر التطورات، بحسب بيان العلاقات الإعلامية.

وفي الانتظار، فإن إسرائيل ومنذ خطاب الوعد بالرد، أصيبت بالشلل التام، وانقلب عدوانها عليها. وهي تترقب الضربة، تلقت ضربات ترجيحية، أدت إلى إفراغ حدودها إلى ما وراء الكيلومترات السبعة. أغلقت المجال الجوي للطائرات شمالي الأراضي المحتلة، كثفت تحليقها جوا، وخرقها الأجواء، بغية استدراج رد يكشف قدرات "حزب الله" الدفاعية الجوية، رفعت درجة تأهب قواتها البحرية، تحرشت بمزارع شبعا المحتلة، وأشعلت الحرائق في سنديان المزارع المعمر.

منذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال تخضع لحرب نفسية، وتتوارى خلف دشم من خوف، وتكاد تقول "يا رد قصر ساعاتك"، لغاية في نفس نتنياهو، ونياته المبيتة في تسجيل نصر بالدم، مذ ضرب "الحشد الشعبي" في العراق للمرة الأولى منذ ثمانية وثلاثين عاما، وأغار على موقع ل"حزب الله" في سوريا لتغيير قواعد الاشتباك، واعتدى عليه في عقر داره في الضاحية للمرة الأولى منذ ثلاثة عشر عاما، كل ذلك ليقطع الطريق أمام اللقاء الأميركي- الإيراني بوساطة الفرنسي، ويجرجر حليفه الأميركي إلى حرب بالواسطة ليصرفها في صندوق الانتخابات. لكن سيد البيت الأبيض، مغلوب بدوره على انتخاباته الرئاسية، وزمام الأمور متروك للثلاثي نتنياهو، بولتون والسفير الأميركي في تل أبيب الإسرائيلي الهوى والهوية.

منذ ستة أيام، وسلطة الاحتلال ترمي الطعم تلو الآخر للحزب، لا لينفذ ضربته وترتاح، بل لأن نتنياهو يستعجل الرد ليجر الميدان إلى الصناديق، ويشد عصب المنتخبين في المعركة الانتخابية لمصالحه وللالتفاف حوله كقائد. وعلى هذه الفرضية فإن "حزب الله" كلما أخر الرد إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر المقبل، يكون قد قضى على نتنياهو بالضربة القاضية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

صورة معبرة تختصر تاريخا خاضه مقاومون في جرود صنين وزحله وباكيش وعيون السيمان بين الاعوام 1975 و 1987 وفي سائر المناطق المحررة

لوسيان عون/فايسبوك/31 آب/2019

صورة تظهر وجه المقاومة الشريفة التي واجهت جحافل المحتلين من فلسطينيين وسوريين تلك المقاومة التي بدأت مع الكتائب والاحرار وحراس الارز والتنظيم وحركة الشبيبة اللبنانية ( الباش مارون خوري ) والمردة واستمرت فيما بعد مع القوات اللبنانية والجيش اللبناني .

هذا المقاوم اختار الاستشهاد وسط بيئة تدنت الحرارة فيها عن درجة الصفر بكثير حيث لا ماء ولا غذاء ولا ذخيرة بل إرادة صلبة لمقاومة الاحتلال هذا المقاوم قد يكون من عداد من حمل الصواريخ على كتفه من اعالي صنين الى زحله عام 1981 فكان قدره ان يستريح الى الابد تحت ثقل التضحية والعذابات فيضحي بحياته صونا لكرامته اهله ورفاقه واخوته واقاربه لكي يبقى لبنان صامدا ابيا هذا المقاوم لم يكن في تلك الجرود ليمد يده على صفقات أو سمسرات او سرقات او نهب او فساد بل كانت يده ناصعة كثلج صنين وقلبه بصلابة جروده وصخوره فكان ان صمد لبنان واندحر الغزاة وتحرر من محتليه وكانت مقاومة لم تكن الاولى كما لن تكون الاخيرة في تاريخ هذا الوطن وطن الارز .

 

واشنطن تبرر العقوبات ضد «جمال بنك»: نشاطه غير مشروع وينتهك القوانين اللبنانية وجمعية المصارف تؤكد أن لا تأثير على القطاع المصرفي وتطمئن المودعين

علي زين الدين/الشرق الأوسط/31 آب/2019

تصدرت قضية «جمّال ترست بنك» وشركات التأمين الأربع التابعة له قائمة الاهتمامات اللبنانية أمس بعد اتهامه رسمياً من قبل مكتب مراقبة الأصول الخارجية الأميركي (OFAC) بتقديم خدمات مالية لصالح «حزب الله» وبعض مؤسساته، وإدراجه بالتالي ضمن لوائح العقوبات الأميركية أو اللائحة السوداء المعتمدة من قبل وزارة الخزانة. واقتضى هذا التطور تدخلاً فورياً من قبل السلطة النقدية التي يمثلها «مصرف لبنان» (البنك المركزي) وهيئاته المعنية بهدف احتواء التداعيات التلقائية وضمان عدم تعريض الجهاز المصرفي لأي ضغوط موازية. ذلك أنه للمرة الأولى يتم توجيه مثل هذا الاتهام إلى كيان مصرفي لبناني بكل مكوناته، بينما درج المكتب الأميركي سابقاً على إدراج شخصيات ومؤسسات حزبية ضمن لوائح العقوبات. مع الإشارة إلى اتهام «البنك اللبناني الكندي» في عام 2011 بعمليات غسل أموال، مما فرض بيعه ودمجه بالكامل لصالح مصرف «سوسيتيه جنرال في لبنان».

وأكد رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود لـ«الشرق الأوسط» أن جميع الحقوق الخاصة بالمودعين في «جمّال تراست بنك» محفوظة، تحت إشراف السلطة النقدية. وستتم تلبية أي سحوبات في مواعيد استحقاقها. كما أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن «(البنك المركزي) يتابع عن كثب قضية البنك بعد إدراجه على لائحة (أوفاك)، وكل الودائع الشرعية مؤمنة في وقت استحقاقاتها حفاظاً على مصالح المتعاملين مع المصرف. كذلك فإن السيولة مؤمنة لتلبية متطلبات المودعين الشرعيين للمصرف».

وتوفرت معلومات لـ«الشرق الأوسط» بأن الدخول المبكر لـ«البنك المركزي» عشية عطلة إدارية تمتد حتى صباح الثلاثاء المقبل، وحتى قبل صدور العقوبات علنياً، نجح أولاً في حصر التفاعلات في المؤسسة ذاتها، ثم أمّن عبر مفوضين من قبله المباشرة بمعالجة الذيول داخلها، مما أشاع أجواء اطمئنان لدى المودعين الذين تلقوا تأكيدات بضمان أموالهم وصرفها لهم عند استحقاقها.

وفي المقابل، أسفت «جمعية مصارف لبنان» لإدراج وزارة الخزانة الأميركية المصرف على لائحة العقوبات، وأكدت أن «هذا الإجراء لن يؤثر على القطاع المصرفي في أي شكل». كما طمأنت إلى سلامة أموال المودعين لدى «جمّال تراست بنك»، وأبرزت «قدرة مصرف لبنان على اتخاذ كل التدابير اللازمة لمعالجة الوضع مثلما حصل في مواقف سابقة».

ويؤكد مسؤولون في السلطة النقدية أن «البنك المركزي» سيتولى الإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية بمعاونة إدارة البنك وأقسامه كافة، على أن يتم لاحقاً تحديد الخيار الأنسب قانونياً وإجرائياً الذي ستؤول إليه المؤسسة، من ضمن احتمالين رئيسيين يشملان التصفية الذاتية تدريجياً أو الاندماج مع مصرف عامل. كذلك معالجة أي تمويلات نقدية أو تسهيلات حصل عليها البنك بضمان جزء من أسهم الملكية، وهي عمليات معتادة بين المصارف. ويسهم تدخل البنك المركزي أيضا في استيعاب أي عراقيل مستجدة لدى البنوك الخارجية المراسلة وشركات البطاقات المصرفية ذات العلاقة.

وأعلنت إدارة البنك التزامها بتلبية جميع طلبات أصحاب حسابات التوطين من خلال تسهيل عمليات سحب معاشاتهم من صناديق فروع المصرف. فيما توفرت معلومات لـ«الشرق الأوسط» بأنه يتم التشاور لإعادة تفعيل البطاقات المصرفية الخاصة بالبنك بالليرة اللبنانية فقط، بهدف تسهيل معاملات زبائن البنك، ومن دون تجاوز الإجراءات التي تعتمدها شركتا «فيزا» و«ماستر كارد» اللتان تلتزمان تلقائياً بإيقاف أي تعاملات مالية مع أي مؤسسة أو أشخاص يتم إدراجهم على لوائح العقوبات المالية الأميركية والدولية.

وأسهم في الاحتواء السريع للأزمة وتداعياتها، الحجم الصغير نسبياً للبنك كونه يملك حصة سوقية توازي نحو 0.4 في المائة من إجمالي المؤشرات الأساسية العائدة للقطاع المصرفي، وبالأخص لجهة الأصول ورأس المال. وهذا ما يسهل مهمة البنك المركزي في ضمان حقوق المودعين البالغة نحو 900 مليون دولار وفقاً للبيانات العائدة لنهاية العام الماضي، مقابل تسليفات تبلغ نحو 535 مليون دولار، وأموال خاصة تبلغ نحو 85 مليون دولار، إضافة إلى أصول عقارية مملوكة من بينها المركز الرئيسي في العاصمة (منطقة العدلية).

في السياق، علق نائب وزير الخزانة الأميركية مارشال بيلنغسلي على إدراج «جمّال ترست بنك» ضمن اللائحة السوداء لتقديمه خدمات مالية لـ«حزب الله»، و«حاول البنك إخفاء علاقاته من خلال العديد من الواجهات التجارية لـ(مؤسسة الشهيد) التي سبق للولايات المتحدة أن أدرجتها على قائمة العقوبات. كما تشهد أقسام (جمّال ترست بنك) ارتكاب مخالفات يقوم النائب في كتلة (حزب الله)، أمين شري، الذي يمارس السلوك الإجرامي بالنيابة عن الحزب، بتنسيق أنشطة الحزب المالية في البنك مع إدارته، وذلك بشكل علني». وأوضح: «لقد شهدت وزارة الخزانة الأميركية على الخطوات الجوهرية التي اتخذتها المصارف الكبرى في لبنان لتطبيق تدابير امتثال قوية لقوانين مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب. ويدرك مصرفيو لبنان أن القطاع المصرفي القوي والموثوق يساعد في الحفاظ على الاقتصاد اللبناني ويفيد الشعب اللبناني. وفي حين أن العلاقة الفاسدة والشائنة بين (جمّال ترست بنك) و(حزب الله) تثير القلق، فإن إجراءات كثير من المصارف اللبنانية الأخرى تحافظ على الأمل في وجود قطاع مالي مستقر وسليم وعلى الاستثمار الأجنبي في البلاد أيضاً». وأضاف: «علاوة على ذلك، نحن على ثقة في أن مصرف لبنان سيتخذ الخطوات المناسبة لتجميد (جمّال ترست بنك) وإغلاقه وتصفيته وحل ديونه المستحقة الشرعية لأصحاب الحسابات الأبرياء، الذين يشكل كثير منهم الأشخاص الذين يدعي (حزب الله) تمثيلهم». وختم: «ليس نشاط (حزب الله) المالي غير المشروع مع (جمّال ترست بنك) الذي ينتهك القوانين اللبنانية إلا مجرد مثال آخر ضمن قائمة طويلة ومشينة. تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني والسلطات المالية اللبنانية التي يبدو حبها للبلاد واضحاً في التزامها بالقضاء على تمويل الإرهاب بشكل جذري. لقد اتخذنا هذا الإجراء لحماية القطاع المصرفي اللبناني وتحصينه ضد الاستغلال، وسنواصل العمل عن كثب مع الشركاء في لبنان والمنطقة لمنع «حزب الله» من إساءة استخدام الأنظمة المالية الإقليمية والدولية».

 

الجيش الإسرائيلي يحذر لبنان و«حزب الله» رداً على الحديث عن عمليات انتقامية قال إن «صواريخ الحزب خط أحمر ولا مساومة عليه حتى لو كلفنا الحرب»

تل أبيب/الشرق الأوسط/31 آب/2019

في رسالة تحذير أخرى إلى لبنان و«حزب الله»، أعلن الجيش الإسرائيلي عن حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، بجولة على الوحدات القتالية المرابطة هناك، واستعرض الحشود العسكرية بشكل تظاهري، وقال إن جيشه جاهز لمواجهة أي اعتداء وسيرد عليه بكل قسوة. جاءت هذه التحركات الإسرائيلية رغم أن جهوداً دولية واسعة تبذل لتخفيف التوتر الأمني، تمثلت في تحذير مجلس الأمن الدولي من أن «التصعيد على الحدود مع لبنان قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية» وقيام وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بجولة اتصالات بإسرائيل وإيران لوقف التصعيد «خشية أن يتدهور فيتحول إلى مواجهة موسعة تتجاوز لبنان وإسرائيل، لتشمل المواقع الإيرانية العسكرية في سوريا ومواقع حزب الله في لبنان وسوريا».

وكان الجيش الإسرائيلي قد خفض من حالة التأهب قبل يومين، بعدما تلقى رسائل من لبنان عبر وسطاء أجانب تقول إن «حزب الله» ليس معنياً بالحرب، ولكنه مضطر لأن يرد على الاختراق الإسرائيلي بإرسال طائرتي «درون» إلى الضاحية الجنوبية من بيروت. لكنه عاد إلى رفع حالة التأهب في أعقاب نشر أنباء مفادها أن ضربة «حزب الله» ستتم في غضون 72 ساعة وستكون موجعة. فألغى قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، كل الإجازات لدى جنود الوحدات القتالية في لوائه وعاد إلى إغلاق الشارع الممتد على طول الحدود مع لبنان وفرض قيوداً على الحركة في بعض المناطق من هضبة الجولان السورية المحتلة. وعقد كوخافي جلسة تقويم للأوضاع واجتمع برعام مع رؤساء البلديات وأبلغهم أن قواته متأهبة لصد أي هجوم لـ«حزب الله» والرد عليه بكل قوة.

وأرفق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هذه التحركات بالإعلان أن الجيش كشف عن جهود «حزب الله» لتحديث الصواريخ القديمة لكي يبين للعالم «مدى عدوانيته» ويبرر كيفية الرد الإسرائيلي عليه.

واعتبر المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس (الجمعة)، أن «الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، واستهداف ما وُصف بأنه جهاز لتحسين دقة الصواريخ، كان الهجوم الأهم بين الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي شهدها الأسبوعان الأخيران، في العراق وسوريا ولبنان». وقال المحلل العسكري للقناة 13 التلفزيونية، ألون بن ديفيد، إن «الهجوم المنسوب لنا في بيروت، قد يشكل نهاية 13 عاماً من الهدوء عند الحدود الشمالية، ويقربنا، لأول مرة منذ سنوات، إلى خطر الحرب مقابل حزب الله. والقرار بإرسال طائرات مسيرة مفخخة إلى بيروت وتدمير جهاز نادر يملكه حزب الله، هو الأكثر دراماتيكية، ومؤشر على تغيير بالغ في السياسة الإسرائيلية، بسبب امتناع إسرائيل، منذ نهاية حرب لبنان الثانية سنة 2006، عن شن هجمات في لبنان، فالجهة التي أرسلت الطائرتين المسيرتين من أجل مهاجمة جهاز تحسين دقة الصواريخ، أرادت أن تلمح لحزب الله أن فترة الحصانة في لبنان انتهت... وكذلك تقول للبنانيين إن إسرائيل لا تريد الحرب، ولكنها لن تتحمل إقامة مشروع كهذا في لبنان أيضاً». وكتب المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أن البيان الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، أول من أمس، حول مشروع «حزب الله» لتحسين دقة الصواريخ، والذي تضمن أسماء ضباط إيرانيين ومسؤول في الحزب، ومواقع ووثائق، جاء ليبين مدى عمق التغلغل الاستخباري الإسرائيلي في «حزب الله» ولدى الإيرانيين، ويلمح إلى معرفة بأمور أخرى لم تنشر. وأضاف ليمور أن نشر بيان الجيش الإسرائيلي، والتسريب لصحيفة «التايمز» البريطانية، يوم الأربعاء، بأن إسرائيل استهدفت جهاز تحسين دقة الصواريخ، «هما ذروة جهد إعلامي، يهدف إلى جعل النقاش العام والدولي يقتصر على مكانه الصحيح: ليس على العدوانية الإسرائيلية ورد فعل حزب الله الذي يأتي في أعقابها، وإنما على نشاط حزب الله السري الذي قد يقود الجانبين إلى حرب». وأضاف ليمور أنه «في إسرائيل يأملون بأن هجمة المعلومات هذه ستلجم الانتقام الذي أقسم عليه نصر الله، هذا الأسبوع، ولكن بالأساس أن تجعله، هو وقائد (فيلق القدس)، قاسم سليماني، يعيدان التفكير. فقد أوضحت إسرائيل، هذا الأسبوع، أن صواريخ دقيقة بحوزة (حزب الله) في لبنان هي خط أحمر وهي ليست مستعدة للمساومة بشأنه، حتى لو كان الثمن نشوب حرب».

 

من أرشيف جريدة النهار لعام 2013: الوقائع الكاملة لقصة كيسنجر مع الدخول السوري الى لبنان عام 1976

هشام ملحم/النهار/19 أيلول 2013

http://eliasbejjaninews.com/archives/78040/%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2013-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-%d8%a7%d9%84/

نشرت وزارة الخارجية الاميركية مجلدا جديدا من وثائقها عن عقد السبعينات من القرن الماضي بما في ذلك محاضر الجلسات التي شارك فيها وزير الخارجية انذاك هنري كيسنجر مع مساعديه لمناقشة الحرب الاهلية في لبنان بين ايلول 1975 وآب 1976 أي قبل وبعد دخول القوات السورية الى لبنان.

المحاضر التي تطرقت الى الاتصالات والمداولات التي سبقت دخول القوات السورية الى لبنان، تكشف عن وجود قلق عميق ومعارضة اولية قوية في الحكومة الاميركية لدخول القوات السورية حتى ولو كان موقتاً، نظراً الى اقتناع كيسنجر من ان الدخول السوري سيؤدي الى اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان، وتحديدا المنطقة التي كانت معروفة انذاك باسم Fatahland للقضاء على قوات منظمة التحرير الفلسطينية.

معارضة كيسنجر لاجتياح اسرائيل المحتمل للجنوب كان يدفعه هو وغيره من المسؤولين الاخرين ومن بينهم الجنرال جورج براون رئيس هيئة الاركان العسكرية للتهديد بقطع المساعدات العسكرية عن اسرائيل اذا اجتاحت الجنوب، كما ان كيسنجر اقترح في احدى الجلسات انتقاد اسرائيل علنا في الامم المتحدة وتأييد فرض العقوبات عليها.

المحاضر تظهر ان المسؤولين الاميركيين كانوا يتحدثون عن محدودية قدرتهم في التأثير على سلوك اللاعبين بمن فيهم داخل لبنان.

قلق واشنطن من وقوع لبنان تحت احتلالين سوري واسرائيلي، واحتمال اندلاع الحرب مجددا بين سوريا واسرائيل، دفع بالجنرال براون لان يقترح نشر قوة اميركية في جنوب لبنان " لمنع دخول الاسرائيليين"، ورد عليه كيسنجر " لماذا لا تنظر في هذه المسألة، انا لست واثقا ان اسرائيل لن تتحرك الا اذا ادى ذلك لمنع حرب مع منظمة التحرير".

وفي احدى الجلسات سأل كسنجر" هل نستطيع الاتصال بفئات لبنانية واستخدام نفوذنا ؟"

ورد عليه مساعده لشؤون الشرق الاوسط الفرد آثرتون قائلا انه ليس لواشنطن "تاثير فعال...في هذا الوقت".

وكانت هناك معارضة في اوساط مساعدي كيسنجر ومن بينهم مساعده لشؤون الشرق الاوسط الفريد آثرتون ومدير "السي آي إي" وليم كولبي دعم "المسيحيين" في الحرب الاهلية.

وفي احد المحاضر، نظر كيسنجر الى اثرتون وسأله "افترض انك لا تريد مساعدة المسيحيين" ورد آثرتون " اعتقد انها فكرة سيئة".

ومع ان المحاضر تظهر استياء الاميركيين من سياسيين لبنانيين مختلفين من بينهم الرئيس سليمان فرنجية، او رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي انذاك الراحل كمال جنبلاط، الا انهم كانوا يعبرون عن قلقهم من احتمال تقسيم لبنان، او في حال دخول سوريا الى لبنان ان يؤدي ذلك الى ضمه الى سوريا.

وخلال اجتماع في 23 اذار 1976 وبعد ان ابلغت سوريا، عبر وزير الخارجية انذاك عبد الحليم خدام واشنطن ان الوضع في لبنان يتطلب تدخلها، قال الجنرال بيرنت سكوكروفت مساعد كيسنجر " المشكلة هي اذا دخلت سوريا الى لبنان كيف سنخرجها.

يجب ان يكون هناك تفاهم بانه سيتم استبدالهم خلال فترة محددة بقوة مشتركة (عربية) من قبل قوات تابعة للامم المتحدة" ، ورد عليه كيسنجر "ابدا. انت تعتقد انه اذا دخل السوريون لوحدهم انه سينسحبون لاحقا كي يتم استبدالهم بقوة مشتركة مؤلفة من قوات عربية". وتدخل ريتشارد مورفي السفير الاميركي انذاك في سوريا " هذا يعني عمليا ضم لبنان، وانا لا اعتقد انهم يريدون ان يفعلوا ذلك".

وتكشف المحاضر ان كيسنجر في هذه الجلسات الخاصة كان يوجه انتقادات قاسية ومهينة للحكومة الاسرائيلية ولمسؤولين اسرائيليين محددين، مثل قوله ان "رابين ضعيف"اوان ييغال آلون " غبي"، او قوله"الاغبياء في تل ابيب " غير قادرين على فهم مخاطر استفزاز الرئيس حافظ الاسد في لبنان، او حديثه عن "السلوك الاسرائيلي المشين" او ان عقوبة دخول اسرائيل الى جنوب لبنان "لا يمكن التسامح معها".

احيانا كان كيسنجر يستخدم شتائم خفيفة ضد الاسرائيليين مثل "أولاد الكلابThoses sons of bitches تواقون للغاية لتوجيه ضربة حقيقية للسوريين".

وخلال ملاحظته لهدوء الاسرائيليين خلال فترة سبقت دخول السوريين الى لبنان، قال كيسنجر :"ليست من عادتهم ان يتصرفوا بهذا الشكل. اسرائيل تستغل أي تطور سلبي وتستخدمه للضغط من اجل الحصول على المزيد من الاسلحة او ان يحلبوننا للحصول على مساعدات..."

وبعدما تبين ان السوريين يعتزمون دخول لبنان، بعد ان طلب منهم الرئيس اللبناني انذاك سليمان فرنجية مدعوما من المسيحيين، وبعد دخول قوات فلسطينية من سوريا، كان هم كيسنجر ومساعديه وخيارهم الاول منع دخول اي طرف خارجي، او في حال دخول السوريين بقوات نظامية ان يكون ذلك لفترة اسابيع قليلة، يقومون خلالها بضرب واحتواء "الراديكاليين" و"الشيوعيين" وحلفائهم في منظمة التحرير الفلسطينية، يتبعه انسحاب سوري، حيث تقوم واشنطن خلال ذلك بالضغط على اسرائيل كي لا تتدخل وخاصة اذا كان حجم القوة السورية صغيرا ولم تجتز خط الليطاني.

وسأل كيسنجر "من المهم ان نعرف ماذا في ذهنهم؟

هناك فارق كبير بين الفين وعشرين الف جندي" .

ورد عليه مورفي "اكثر من الفين...". وسأل كيسنجر "الى اي وقت سيبقون هناك؟ وكيف سندفعهم للانسحاب؟"

وكان الجواب هو ان عبد الحليم خدام ابلغ السفارة الاميركية في دمشق انه ليس لديه فكرة واضحة عن عدد الجنود.

وتساءل كيسنجر " ان يقول لنا السوريون انهم سيدخلون لاسبوع وبعدها ان ينسحبوا او حتى ان يبقوا لشهر، ونحن بدورنا نقوم بتقديم الضمانات (لاسرائيل) بانهم سينسحبون، هذا وضع معين" ويتابع " ولكن سيكون هناك وضع مختلف كليا اذا دخل السوريون دون ان يكون هناك اي نية للانسحاب.

الاسرائيليون بكل بساطة لن يقبلوا ذلك".

وهنا اقترح جوزف سيسكو وكيل الوزارة للشؤون السياسية اجراء تعديل محدود على وحدات الجيش الفلسطيني التي دخلت الاراضي اللبنانية من سوريا، وان يتم طمأنة الاسرائيليين الى ان هدف سوريا هو الانسحاب فور التوصل الى حل سياسي. ورد كيسنجر قائلا ان الطريقة الوحيدة لقبول اسرائيل بذلك هي توفير "ضمانات اميركية، لان اسرائيل ستستخدم التحرك السوري في لبنان لتبرير هجومهم ضد جنوب لبنان، واذا قلنا للسوريين اننا نوافق على تدخلهم، عندها سأجد نفسي في مشكلة عويصة مع المصريين". وتبين المحاضر ان كيسنجر كان يدرك ان دخول سوريا الى لبنان سيغضب الرئيس انور السادات الذي سيرحب بدخول الاسرائيليين الى جنوب لبنان لاحراج السوريين. كينسجر رأى ان السادات يرحب بالفوضى في لبنان اذا اضرت بسوريا.

وفي اجتماع عقد مساء الثالث والعشرين من اذار 1976 قال كيسنجر ان اسرائيل " بكل بساطة تريد ان تقوم سوريا باحتلال شمال لبنان، وهذا يعني انهم سيحصلون على جنوب لبنان".

وتبين المحاضر ان الاميركيين حاولوا من خلال بريطانيا حض الاتحاد السوفياتي الذي لم يكن على علم بطلب سوريا من واشنطن الموافقة على دخولها لبنان، لكي يضغط اكثر على حافظ الاسد لعدم دخول لبنان. وفي اجتماع بتاريخ 24 اذار 1976 قال كيسنجر " لدينا وضع غريب في لبنان.

سوريا تدعم المحافظين والمسيحيين ضد منظمة التحرير والشيوعيين. مصر تدعم اليساريين والمنظمة ضد سوريا، والاتحاد السوفياتي يجب ان يدعم سوريا، ولكنه يدعم منظمة التحرير ايضا. واسرائيل بالطبع ضد منظمة التحرير، ونحن لا نستطيع ان نسمح لاسرائيل ان تدخل الى جنوب لبنان..." وفي وقت لاحق في اليوم ذاته قال كيسنجر ان واشنطن لم تحصل على الاجوبة المطلوبة من سوريا، وتابع " واذا دخلوا الى لبنان فانهم قد لا ينسحبوا ابدا.

التدخل يكون مقبولا لو دخلوا وضربوا المنظمة وبعدها يتم استبدالهم بقوة تابعة للامم المتحدة". ومع ذلك فقد كان كيسنجر يبدي دائما تفهما لوضع حافظ الاسد وقلقه من تقدم القوى اليسارية وحلفائها الفلسطينيين في القتال ضد الائتلاف المسيحي. وعاد ليقول انه يعمل على التوصل الى ضمانات دولية التي تضمن بقاء القوات السورية في لبنان "لبضعة اسابيع" بعد ان يتم تحديد عددها وطبيعتها لتفادي نزاع اقليمي اوسع. وراآ انه يجب اعلام الاسد "باننا نتعاطف كثيرا مع وضعه ونوافق على حلوله..

وباننا نتحاور مع الاسرائيليين بالنسبة لحجم القوات (السورية) وفترة بقائها (في لبنان) من اجل ان نقلص من احتمالات تدخل اسرائيل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بعد العقوبات الأميركية... الناقلة الإيرانية «أدريان داريا» تتجه صوب سوريا

واشنطن: /الشرق الأوسط/31 آب/2019

قال وزير الخارجية الأميركي اليوم (السبت) إن ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا» في طريقها إلى سوريا، وذلك بعد ساعات من إدراج واشنطن السفينة على قائمتها السوداء وفرض عقوبات على ربانها.  وكانت بيانات «ريفينيتيف لتعقب حركة السفن» أشارت إلى أن «أدريان داريا» («غريس 1» سابقاً) بعد أن غيّرت مسارها عدة مرات اتجهت أمس إلى ميناء الإسكندرونة التركي على بعد نحو 200 كيلومتر شمال مصفاة بانياس في سوريا التي يُعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة.

وعندما أفرجت سلطات جبل طارق عن الناقلة في منتصف أغسطس (آب) بعد أزمة استمرت خمسة أسابيع، أكدت إيران لبريطانيا أن الشحنة لن تذهب إلى سوريا. ويضع تغيير الوجهة الأخير الشحنة باتجاه سوريا، ويشير لإمكانية نقل الخام إلى سفينة أخرى بمجرد اقترابها من الساحل اللبناني. وذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية «أدريان داريا» اتجهت إلى سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بومبيو على «تويتر»: «لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة اتجهت إلى طرطوس في سوريا. آمل أن تغير مسارها». وأضاف: «من الخطأ الجسيم الثقة بظريف»، مشيراً إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا.

وكان بومبيو قد قال إنه إذا توجهت الناقلة إلى سوريا، فإن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات المتسقة مع العقوبات. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إنه رغم بيانات التعقب فإن الناقلة ليست متجهة لموانئ تركية «بكل تأكيد»، ولكن إلى المياه اللبنانية.

وكان الوزير قد قال إن الناقلة تتجه إلى الميناء «الرئيسي» في لبنان، لكنه قال للصحافيين لاحقاً خلال مؤتمر في أوسلو: «لم أقصد أن هذه الناقلة تتجه إلى ميناء لبناني، لكن وفقاً لمعلومات الإحداثيات فإنها تتجه إلى المياه الإقليمية للبلاد». وأضاف: «هذا لا يعني أنها ستصل إلى ميناء لبناني... نحن نراقب الموقف عن كثب». وكانت «أدريان داريا» تحمل مليوني برميل نفط وقت الإفراج عنها في جبل طارق. وقال وزير المال اللبناني علي حسن خليل إنه لم يتم إبلاغ لبنان بأن الناقلة الإيرانية تبحر متجهة لأحد الموانئ اللبنانية. وأضاف خليل: «لم نتبلغ بقدوم ناقلة النفط الإيرانية إلى لبنان».

تهديدات غربية

يشير الغموض على ما يبدو إلى مخاطر العقوبات التي قد يتعرض لها أي بلد يخاطر باستقبال الناقلة. وكانت «أدريان داريا» تتجه في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش نحو الممر المائي بين تركيا وقبرص بعد سلسلة تغييرات في مساراتها بالبحر المتوسط، وفق بيانات تعقب السفن.

واحتجزت السفينة قبالة جبل طارق لاشتباه بريطانيا في أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي. وتقول الولايات المتحدة إن «الحرس الثوري الإيراني»، الذي تعتبره منظمة إرهابية، هو من يدير الناقلة. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: «الأمر المهم هنا هو أنها تحمل نفطاً يدعم إرهاب نظام الرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف المتحدث الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الإدارة الأميركية عبرت عن «موقفها الحاسم عبر القنوات الدبلوماسية لكل الموانئ في البحر المتوسط بأن عليها توخي الحذر من مغبة تقديم تسهيلات» للناقلة. وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية أمس الناقلة على قائمتها السوداء وفرضت عقوبات على ربانها. وقالت مصادر في قطاع الشحن إن الناقلة ستحتاج إلى عملية نقل لحمولتها من سفينة لأخرى قبل أن تكون قادرة على دخول ميناء مثل بيروت إذ لا يتوفر فيه عمق المياه المناسب لناقلة ضخمة تنقل حمولة كاملة. ونقل عن متحدث حكومي إيراني قوله يوم الاثنين إن إيران باعت النفط على متن الناقلة وإن مالكها، الذي لم يكشف عن هويته، سيقرر وجهتها. وبعد إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة، قالت إن وجهتها هي ميناء كالاماتا اليوناني، ثم غيرتها إلى ميناء ميرسين التركي. ويوم الخميس غيرت الناقلة مسارها فجأة متجهة للغرب أولاً، ثم صوب الجنوب مبتعدة عن الساحل التركي. وأثناء وجودها في منطقة إلى الغرب من قبرص صباح أمس قامت بتغيير مسارها مرة أخرى.

 

هل كشف ترمب أسرار التجسس الأميركية بنشر صورة موقع الإطلاق الإيراني؟

واشنطن/الشرق الأوسط/31 آب/2019

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أمس (الجمعة)، على موقع «تويتر» صورة لما بدا أنه موقع لعملية إطلاق فاشلة لقمر صناعي إيراني، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك قد كشف أسرار عمليات المراقبة والاستطلاع الأميركية. وأظهرت الصورة غير الملونة موقع الإطلاق في مركز للفضاء بشمال إيران، بما في ذلك برج خدمات وقاذفة متنقلة وقد تعرضا للتدمير، حسبما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال باتريك إدينجتون وهو محلل سابق لصور الأقمار الصناعية بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إن الصورة التي بثها ترمب هي فيما يبدو صورة سرية التقطها قمر تجسس أميركي. وأضاف: «إذا نشر الرئيس ببساطة على (تويتر) صورة حصل عليها من إفادة سرية وجرى التقاطها عبر أكثر قدراتنا في مجال الاستطلاع تقدماً، فإن هذه من دون شك أخبار سارة لخصومنا». ومضى يقول: «وفي حين يحظى ترمب بسلطة رفع السرية عن أي وثيقة اتحادية، فإن (تويتر) ليس وسيلة شرعية للقيام بذلك». وأبلغ مسؤول دفاعي أميركي شبكة «سي إن بي سي» أن الصورة التي بدت أنها لقطة من نسخة مادية لصورة القمر الصناعي تم تضمينها في تقرير مخابرات يوم (الجمعة). ولم تعلق وزارة الدفاع (البنتاغون) بعدُ على المسألة.

وأشار ترمب في تغريدته إلى الموقع المحدد لمكان الإطلاق، قائلاً إن الولايات المتحدة ليست ضالعة في «الحادث المأساوي أثناء الاستعدادات النهائية لإطلاق الصاروخ سفير في موقع الإطلاق رقم 1 في سمنان بإيران». وفي حديثه للصحافيين في البيت الأبيض في وقت لاحق، أمس (الجمعة)، دافع ترمب عن نشره للصورة وأكد مجدداً أن الولايات المتحدة ليس لها علاقة بهذا الحادث. وقال ترمب: «كانت لدينا صورة. قمت بنشرها وهو ما لدي الحق المطلق في القيام به».

وأضاف أن «الإيرانيين كانوا سيطلقون صاروخاً كبيراً ولم تسر الأمور بشكل جيد. لا علاقة لنا بذلك». وقال مسؤول إيراني إن الصاروخ انفجر على منصة الإطلاق، أول من أمس (الخميس). وقال مسؤول أميركي إن إيران فشلت في إطلاق قمر صناعي.

وقال ترمب في تغريدته: «أطيب التمنيات لإيران، وأتمنى لها التوفيق في تحديد ما حدث في الموقع رقم واحد». وكانت الولايات المتحدة قد حذرت إيران من إطلاق الصواريخ، وذلك خشية أن تمكن التكنولوجيا المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار طهران من تطوير قدرات صاروخية باليستية تستخدم في إطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران الاتهام الأميركي بأن تلك الأنشطة ستار لتطوير صواريخ باليستية. وكثفت إدارة ترمب الضغوط الاقتصادية على إيران بسلسلة عقوبات اقتصادية لمحاولة إجبارها على معاودة التفاوض على اتفاق توصلت إليه في عام 2015 مع القوى العالمية يحد من برنامجها النووي. وعرض ترمب إجراء محادثات مع إيران، لكن طهران تقول إنه ينبغي رفع العقوبات الأميركية أولاً.

 

تعزيزات وغارات في إدلب... وموسكو تعلن هدنة جديدة وقوات النظام سيطرت على بلدة التمانعة شمال غربي البلاد

عمان - بيروت - لندن الشرق الأوسط/31 آب/2019

قال منشقون من الجيش السوري وسكان، أمس (الجمعة)، إن سوريا وحليفتها روسيا كثفتا هجومهما على آخر معقل كبير للمعارضة بغارات جوية وتعزيزات برية تشمل فصائل مدعومة من إيران، في وقت أعلنت فيه موسكو عن وقف للنار اعتباراً من اليوم. وأعلن الجيش الروسي، أمس، وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد سيلتزم به الجيش السوري على أن يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم (السبت)، في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، التي تسعى دمشق إلى استعادتها. وجاء في بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة في سوريا أنه تم التوصل إلى اتفاق «لوقف إطلاق النار أحادي الجانب من قبل القوات الحكومية السورية اعتباراً من الساعة 6:00 في 31 أغسطس (آب)». وأضاف البيان أن «المركز الروسي للمصالحة يدعو قيادات المجموعات المسلحة إلى وقف الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات نظام الرئيس بشار الأسد في 8 أغسطس هجوماً برياً في هذه المحافظة الخاضعة لسيطرة متطرفي «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً). وحققت قوات النظام السوري، أول من أمس (الخميس)، مزيداً من التقدم في محافظة إدلب بسيطرتها على عدة قرى وبلدات، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وتمكنت قبل عدة أيام من السيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم في محيطها أكثر.

وتسيطر «هيئة تحرير الشام» ومجموعات متشددة موالية لها على مناطق في إدلب ومحيطها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً. ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي - تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر (أيلول) ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه.

وخلال تقدمها في خان شيخون وريف حماة الشمالي الأسبوع الماضي، طوقت قوات النظام نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها بموجب الاتفاق مع روسيا. ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قُتِل أكثر من 950 مدنياً، وفق المرصد. وقال منشقون وسكان إن الجيش السوري وحلفاءه يتوغلون في المنطقة الواقعة على الحدود مع تركيا، وسيطروا على بلدة التمانعة بعد السيطرة في وقت سابق على بلدة خوين، وقريتي زرزور ومزارع التمانعة في جنوب إدلب.

وكانت هذه هي المكاسب الأولى منذ أن استولى التحالف، الذي يقاتل متشددين وفصائل معارضة رئيسية مدعومة من تركيا، على جيب رئيسي للمعارضين في محافظة حماة القريبة الأسبوع الماضي. وأضاف منشقو الجيش والسكان أن الهجوم تلقى تعزيزات من وحدات الحرس الجمهوري وفصائل مدعومة من إيران.

وقال العقيد مصطفى بكور قائد جماعة «جيش العزة» المعارضة: «هناك تعزيزات يومية تأتي إلى النظام من الإيرانيين و(حزب الله) وقوات النخبة في الفرقة الرابعة وبمشاركة من القوات الخاصة الروسية». ووفقاً لنشطاء يرصدون حركة الطائرات الحربية ألقت طائرات تحلّق على ارتفاع شاهق ويعتقد أنها روسية، قنابل على مشارف مدينة إدلب المكتظة بالسكان وعاصمة المحافظة. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أمس، عن وزارة الدفاع قولها إن قوات الحكومة السورية ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح السبت.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الشهر أن موسكو تنشر عسكريين على الأرض في إدلب. وقالت مصادر مخابرات غربية إن موسكو أرسلت في الأسابيع القليلة الماضية المزيد من القوات الخاصة التي ساعدت في كسر جمود دام شهوراً على جبهات القتال حيث أوقف مقاتلو المعارضة تقدم الجيش.

وتآكلت مقاومة المعارضة أمام حملة قصف جوي بلا هوادة على المناطق المدنية منذ أواخر أبريل (نيسان)، تسببت في تدمير عشرات المستشفيات والمدارس ومراكز الدفاع المدني مما أصاب مظاهر الحياة بالشلل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وتنفي موسكو ودمشق استهداف المدنيين وتقولان إنهما تردان على الهجمات المسلحة التي تشنها «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً)، وهي القوة المهيمنة في إدلب. وتقول مصادر في المعارضة إن مئات الجنود من «الحرس الجمهوري»، الذي يقوده ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، انتشروا على خطوط القتال في جنوب إدلب. وقال منشقّ عن الجيش ومصدران كبيران بالمعارضة إن التقدم السريع الذي تحقق في الأسابيع القليلة الماضية يعود لتشكيلة جديدة من القوات المدعومة من روسيا. وقال بكور: «انتقل الروس الآن للاعتماد على قوات النخبة والإيرانيين في هذه الحملة»، مشيراً إلى أن هذا كان بمثابة تحول عن الاعتماد على ما يُسمّى بقوات النمر التي كانت تقدم في السابق معظم القوات البرية للجيش السوري.

 

وكالة الطاقة الذرية: إيران تجاوزت سقف «التخصيب» من اليورانيوم

فيينا/الشرق الأوسط/31 آب/2019

أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن إيران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب كما واصلت التخصيب إلى مستوى يفوق الحد المسموح به.

وقالت إيران إنها ستتجاوز الحدود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق واحدا تلو الآخر ردا على قرار واشنطن الانسحاب منه العام الماضي وإعادتها فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وكانت الوكالة، التي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي الموقع في 2015، قد أعلنت في يوليو (تموز) أن إيران قد تخطت كلا من الحد المتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب البالغ 202.8 كيلوغرام والحد المتعلق بنقاء المادة الانشطارية البالغ 3.67 في المائة. وأظهر التقرير الفصلي الذي توزعه الوكالة على الدول الأعضاء (حسب رويترز) أنه بعد ما يقرب من شهرين من تخطيها تلك الحدود، أصبح مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران 241.6 كيلوغرام بينما تقوم بعمليات تخصيب إلى مستوى تصل نسبته إلى 4.5 في المائة. ولا يزال مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يقل كثيرا عن الأطنان التي كانت بحوزتها قبل الاتفاق. كما يقل معدل التخصيب الحالي بكثير عن نسبة 20 في المائة التي وصلت إليها قبل الاتفاق وعن نحو 90 في المائة التي تعتبر مواد يمكن استخدامها في صنع الأسلحة. ولذلك لم تشكل تلك التجاوزات للحدود المنصوص عليها في الاتفاق فارقا كبيرا في الوقت الذي ستحتاج إيران للحصول على مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية إذا أرادت.

وكان الاتفاق الذي وافقت فيه إيران على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قد مدد الوقت المطلوب لمثل تلك الخطوة من بضعة أشهر إلى نحو عام. لكن تلك التجاوزات كثفت من الضغط على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، التي تقول إنها عازمة على إنقاذه. وبذلت فرنسا بالذات جهودا لتشجيع عقد محادثات بين واشنطن وطهران لكن إيران أصرت على رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها أولا. وقالت إيران مرارا إن برنامجها النووي مصمم لتوليد الطاقة الكهربائية ولأغراض سلمية أخرى.

 

السيسي وصباح الأحمد يبحثان في الكويت المستجدات الإقليمية والدولية

الرئيس المصري في ختام مؤتمر «تيكاد»: القارة الأفريقية ترحب بالانفتاح على العالم

القاهرة/الشرق الأوسط/31 آب/2019

يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الكويت اليوم (السبت)، في زيارة رسمية لمدة يومين، يُجري خلالها مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تتعلق بالمستجدات الإقليمية والدولية. يأتي هذا في وقت أكد السيسي خلال ختام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، المعروف اختصاراً باسم «تيكاد» باليابان، أن «القارة الأفريقية ترحب بالانفتاح على العالم والتعاون مع شركائها التنمويين، في إطار تحدده خطط تنفيذية تعود على شعوب القارة بنتائج ملموسة، سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، أو تحديث منظومة التصنيع القارية وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي». وقال سفير مصر لدى الكويت، طارق القوني، في تصريحات نقلتها عنه وكالة أبناء «الشرق الأوسط» الرسمية بمصر، أمس، إنه «سيتم توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت خلال زيارة الرئيس السيسي للكويت»، مضيفا: «تعد زيارة الرئيس السيسي للكويت هي الثالثة منذ توليه مهام الحكم في يونيو (حزيران) 2014؛ حيث سيكون في استقباله أمير الكويت مساء اليوم (السبت)، في حين ستبدأ جولة المباحثات الرسمية بينهما صباح غد (الأحد)».

وكانت الزيارة الأولى للسيسي إلى الكويت في يناير (كانون الثاني) 2015. أما الثانية فكانت في مايو (أيار) 2017، وأوضح القوني أمس، أن «جولة المباحثات بين الرئيس السيسي وأمير الكويت، سوف تتناول أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك»، مشيراً إلى أن «الرئيس السيسي سوف يلتقي بمقر إقامته، عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين الكويتيين»، مشدداً على أن «الزيارة تعكس الخصوصية التي تحظى بها العلاقات المصرية الكويتية، وتلاحم الشعبين والبلدين على مدار العقود الماضية، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات التي واجهتهما في السنوات الأخيرة».

وواصل سفير مصر لدى الكويت تصريحاته، مؤكداً أن «الزيارة تأتي في إطار ما شهدته العلاقات المشتركة من تطورات ملموسة في مختلف أوجه التعاون، وهو ما ظهر في الزيارات المتبادلة مؤخراً، ومنها زيارة أمير الكويت لمصر للمشاركة في القمة العربية - الأوروبية في شرم الشيخ فبراير (شباط) الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال إلى الكويت في يناير الماضي، وزيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إلى مصر في مارس (آذار) الماضي، بالإضافة إلى عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في الكويت ديسمبر (كانون الأول) الماضي، برئاسة وزيري خارجية البلدين، والتي توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بينهما»، مؤكداً أن «التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة حالياً تضيف بعداً مهماً لزيارة الرئيس السيسي للكويت، بما تفرضه من تحديات جسام على البلدين، وتتطلب تكثيف التشاور الوثيق بين قيادتي البلدين، خاصة أن الكويت تشغل حالياً مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي».

إلى ذلك، قال السيسي في كلمته بختام مؤتمر «تيكاد» باليابان، إن «القارة الأفريقية قطعت شوطاً طويلاً من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن بذلها لجهود كبيرة ومتلاحقة، لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستويين الإقليمي والقاري»، مضيفاً: «لقد شكلت قمة (تيكاد) السابعة منعطفاً مهماً في دفع التعاون بين دول الاتحاد الأفريقي واليابان، حيث وجهت بوصلة الاهتمام لتطوير الموارد البشرية بما يتسق مع الواقع الأفريقي، كما أقرت القمة ما نتطلع لتنفيذه في إطار خطة العمل، وحددت آفاق التعاون للسنوات الثلاث المقبلة، سعياً لتحقيق تطلعات شعوبنا في الاستقرار والسلام والتحديث والرخاء والتصدي للتحديات التي تواجهها، وذلك من خلال تهيئة المناخ المناسب لتحقيق التنمية المستدامة، وإيجاد شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص»، مشيراً إلى أن «دول الاتحاد الأفريقي مُقبلة على مرحلة مهمة تشهد فيها تغيرات كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع».

وجدد السيسي دعوته لمؤسسات القطاع الخاص والشركات اليابانية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية، للتعاون والاستثمار في أفريقيا، لافتاً إلى أن «هذا هو التوقيت الصحيح للانفتاح على القارة السمراء، فأسواق أفريقيا مفتوحة والظروف الاستثمارية مهيأة والرغبة موجودة للتعاون مع الشركاء كافة».

وكان السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، قد أشار إلى استقبال إمبراطور اليابان ناروهيتو، للرئيس السيسي بالقصر الإمبراطوري بالعاصمة طوكيو، أمس. كما أشار إلى مشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي. وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط»، فإن رئيس الوزراء الياباني وجه الشكر إلى الرئيس المصري على جهوده في إنجاح القمة، مشيراً إلى أن «الدول المشاركة بالقمة أقرت (إعلان يوكوهاما 2019)، وخطة عمل 2019 التي تعد خريطة طريق للمستقبل والتعاون البناء بين اليابان والقارة الأفريقية».

من جهته، أكد المتحدث الرئاسي المصري، أن «الرئيس السيسي التقى أيضاً الرئيس الزامبي إدجار لونجو... وشهد اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتطورات القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي... حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تطورات تلك الملفات».

 

البرازيل: «رئة العالم»... في خطر ومصالح سياسية واقتصادية تواجه آراء بيئية في كارثة حرائق الأمازون

مدريد: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/31 آب/2019

اعتاد سكان مدينة سان باولو، كبرى مدن البرازيل، الذين يقارب عددهم العشرين مليوناً، على التعايش مع الظروف المناخية السيئة، إلا أن المشهد الذي خيّم على المدينة ظهر يوم الاثنين الماضي لم يكن مألوفاً: سماء ملبّدة بغيوم سوداء تحجب الرؤيا... وليل يهبط ثقيلاً في الثالثة بعد الظهر. ثم تهطل أمطار متقطعة بين سحب من الدخان الكثيف الذي تحذّر السلطات من تأثيره على المرضى والأطفال والمسنّين. إنه الدخان الآتي من غابات الآمازون... من الحرائق التي تلتهم غابات تمتدّ على خمس ولايات. ويقول الخبراء إنها جاءت نتيجة التعرية الحُرجية المُتسارعة منذ وصول الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو إلى الحكم، وتخفيفه إجراءات الحماية البيئية، ثم إطلاقه تراخيص أعمال التنقيب عن المعادن واستخراج النفط من المناطق التي تعيش فيها مجموعات السكان الأصليين. وعلى بعد 3 آلاف كيلومتر في اتجاه الشمال من ساو باولو، تندلع حرائق كبيرة في المحميات الطبيعية التي يُفترَض أنها تخضع لمراقبة شديدة من أجهزة المكافحة، وتجتاز مئات الكيلومترات حتى تصل إلى مدينة بورتو فيّو (الميناء القديم)، حيث الضباب الكثيف يعيق التنفّس وتكتظّ مراكز العناية الصحية والمستشفيات بالمرضى.

البرازيليون يعرفون أن الحرائق تكثر عادة في فترات الجفاف، وأنها ليست كلها مفتعلة. لكن المعلومات الواردة منذ أيام تتحدّث عن عشرات آلاف الحرائق، وتفيد بأن الحكومة والسلطات الفيدرالية قد فقدت السيطرة عليها، وأن البلاد تعيش اليوم أخطر موجات الحرائق منذ أكثر من 15 سنة.

يفيد المعهد البرازيلي للبحوث الفضائية بأن عدد الحرائق التي اندلعت في البرازيل منذ بداية العام الحالي قد زاد على 76 ألفاً، أي بزيادة قدرها 85 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأن 80 في المائة من الأراضي التي التهمتها النيران توجد في منطقة حوض نهر الأمازون، أغزر أنهار العالم.

ويقول خبراء المعهد المذكور، إن التعرية الحُرجية قد ازدادت بنسبة 34 في المائة في مايو (أيار) الماضي وبـ88 في المائة في يونيو (حزيران) ثم بـ212 في المائة في يوليو (تموز) مقارنة بالأشهر نفسها من العام الماضي. لكن الرئيس جاير بولسونارو شكّك في جدّية المعهد ونتائج أبحاثه، بل سارع إلى إقالة مديره عندما رفض انتقادات الرئيس، وأكد على خطورة الوضع الناجم عن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الحكومة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليمينية الحالية خفضّت أيضاً ميزانية أجهزة مكافحة الحرائق بنسبة 38 في المائة، كما خفضت إلى النصف مخصّصات المؤسسات التي تُعنى بتداعيات تغيـّر المناخ.

سياسات بولسونارو

لقد اعتمد بولسونارو في حملته الانتخابية على دعم الشركات الزراعية الكبرى الواسعة النفوذ، ووعد بتخفيف القيود التي كانت مفروضة على التراخيص لاستغلال المناطق المَحمية التي تطمع هذه الشركات في الاستفادة من مواردها وثرواتها. غير أن ما لم يكن في حسابات الرئيس البرازيلي هي هذه التعبئة الدولية السريعة في مواجهة الكوارث البيئية التي لم يعد الاهتمام بها محصوراً داخل الحدود الوطنية؛ لأن تداعياتها الأليمة والخطيرة ما عادت تقتصر على منطقة بعينها كما يتبدّى من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما أدرج حرائق الأمازون بين البنود الرئيسية على جدول أعمال «قمة مجموعة الدول الصناعية السبع» (السبعة الكبار) التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي في منتجع بياريتز على ساحل فرنسا الأطلسي. وكان ماكرون قد غرّد على حسابه قائلاً: «بيتنا تلتهمه النيران»، بينما كانت الأسرة الدولية تتحرّك انطلاقاً من مبدأ أن غابات الأمازون ليست مُلك البرازيل وحدها، أو مُلك الدول التي تمتد في أراضيها من بوليفيا إلى الإكوادور ومن البيرو إلى كولومبيا، بل هي «رئة العالم» كله.

ويؤكد التقرير الأخير الذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومقرّه في العاصمة الكينية نيروبي، أن حماية غابات الأمازون باتت مسؤولية عالمية لما تختزنه من تنوّع حيوي وما تشكّله من مصدر أساسي للأوكسيجين، ناهيك عن دورها الحاسم في ضبط التقلّبات المناخية وانحباس ثاني أوكسيد الكربون، وتأثيرها على دورة التيّارات المائية في المحيطات. كذلك يفيد التقرير – في سياق أرقامه المقلقة – بأن حوض الأمازون قد خسر 20 في المائة من مساحته الحرجية منذ أواسط القرن الماضي.

المتحفّظون... ومخالفوهم

بعض الجهات العلمية تدعو من جهتها إلى توخّى الحذر وتحاشي الإفراط في المبالغة، منها «البرنامج الأوروبي لمراقبة الأرض» التابع للمفوضية الأوروبية. خبراء «البرنامج» يرون «أن الكثافة اليومية للحرائق في بعض مناطق الأمازون تجاوزت المعدّل العادي خلال الأسابيع الأولى من الشهر الحالي، غير أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تولّدت عن الحرائق خلال هذا الشهر لم تتجاوز المعدلات العادية. وهي حتى إذا تجاوزت معدلات السنوات الست أو السبع الماضية، فإنها ما زالت دون معدلات بداية العقد الماضي».

وفي سياق موازٍ، تنحو «وكالة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا) جانب الحذر أيضاً في تقديراتها؛ فتقول: «الحرائق ليست أمراً غير مألوف في البرازيل خلال هذه الفترة من العام، عندما ترتفع درجات الحرارة وتخفّ نسبة الرطوبة. وحده الوقت يمكن أن يؤكد لنا ما إذا كانت حرائق هذه السنة قد سجّلت رقماً قياسياً أم أنها ما زالت ضمن المعدلات العادية». ويذكّر تقرير صدر مطلع هذا الأسبوع عن «ناسا» أن الحرائق في منطقة الأمازون «نادرة جداً خارج هذه الفترة من السنة، لكن عددها يزداد اعتباراً من يوليو إبّان فصل الجفاف عندما يلجأ كثيرون إلى استخدام النيران لتعرية الأراضي من أجل استخدامها للرعي أو لأغراض أخرى، وأن الحرائق تبلغ ذروتها في سبتمبر (أيلول) وتختفي اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني)».

في المقابل، مانويلا ماتشادو، الاختصاصية في علم الأحياء، لها رأي آخر؛ فهي تجادل قائلة: «صحيح أن غابات الأمازون تتعرّض لحرائق بشكل شبه منتظم، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن الأمر طبيعي اليوم. الحرائق ليست من السمات الطبيعية في ديناميكية الغابات المَدارية، كما هو الحال في مناطق أخرى. الأمازون تحترق إبّان فترات الجفاف... لكن ليس بسبب الجفاف. إنه يحترق لأن ثمة طلباً متزايداً على المراعي والأراضي الزراعية، والحكومة الحالية أهملت كليّاً برامج التنمية المُستدامة وشرعت في تنفيذ خطط تشجّع على التعرية الحُرجية». وتضيف ماتشادو - التي تعمل باحثة في جامعة شيفيلد البريطانية – شارحة: «ليس بإمكاننا أن نعرف في الوقت الحاضر نسبة تأثير هذه الحرائق قياساً بالسنوات السابقة، لكن لا يجوز أن نرى فيها ظاهرة عادية أو طبيعية على الإطلاق».

تقديرات وأرقام

وفي الحقيقة، تتفاوت تقديرات الجهات العلمية حول خطورة هذه الحرائق وفداحة تداعياتها على البيئة والتقلبات المناخية، لكن ثمّة إجماعاً حيال أهميتها الكبيرة بالنسبة للتنوّع البيولوجي المُهدّد في معظم مناطق العالم. فالغابة الأمازونية العملاقة تختزن وحدها 10 في المائة من الأجناس الحيوانية والنباتية المعروفة، وتحبس 100 ألف مليون طن من الكربون سنويّاً... أي عشرة أضعاف الانبعاثات الصادرة عن الوقود الأحفوري، كما تفيد دراسة حديثة وضعها خبراء في جامعة أوريغون الأميركية. الدراسة تذكر «أن المشكلة تكمن في كميات الكربون التي تفقدها الأشجار عند احتراقها؛ ما يؤدي إلى حدوث تقلبّات مناخية كبيرة وخسارة في التنوّع البيولوجي. وليس مستبعداً في حال تكرّرت هذه الحرائق الضخمة أن تتحوّل الغابات المدارية المطيرة إلى مساحات جَرداء شبه صحراوية في المستقبل غير البعيد».

من جهة ثانية، نشير إلى أن مجموعة من العلماء البرازيليين، بقيادة الاختصاصي في علم المناخ كارلوس بوبري من «أكاديمية العلوم الوطنية» في الولايات المتحدة، كانت قد حذّرت في عام 2016 من أن حرارة منطقة الأمازون قد ارتفعت درجة مئوية في العقود الخمسة الماضية، وفقدت 20 في المائة من مساحتها الحُرجية، وأنه في حال بلوغ هذه النسبة 40 في المائة ستدخل المنطقة مرحلة من التصحّر لا رجعة فيها. ومن ثم، تشدّد معظم الدراسات على الأهمية القصوى لتعزيز منظومات الوقاية من الحرائق وأجهزة إخمادها في كل أنحاء العالم، نظراً للترابط الوثيق بين تداعياتها خارج الحدود الوطنية. ويذكّر خبراء «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» أن الحرائق الكبرى تحصل عادة في المناطق التي تشهد تغييرات في النظم الإيكولوجية (البيئية)، وأن غابات كتلك الواقعة في شمال كندا وجبال البرانس (البيرينيه) الأوروبية، وحتى في جزيرة غرينلاند، ما عادت في منأى عن خطر الدمار الشامل بسبب الحرائق. ويبقى أن التغيير الكبير في المعادلة الراهنة هو الوعي الدولي المتزايد حول خطورة هذه الأحداث، وما يتولّد عنه من ضغوط سياسية وشعبية، كتلك المظاهرات الاحتجاجية أمام السفارات البرازيلية في عدد من العواصم، واشتعال وسائل التواصل الاجتماعي.

بولسونارو... والعالم

كل هذا ما دفع بالرئيس بولسونارو إلى الاعتراف بمسؤوليته عن احتراق 20 ألف هكتار من «رئة العالم» الكبرى، وأمر بتكليف الجيش مكافحة الحرائق في المناطق المنكوبة. غير أن الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف أصرّ، مع ذلك، على «أن حرائق الغابات تحصل في شتى أنحاء العالم، ولا يمكن أن تكون ذريعة لفرض عقوبات دولية». وكان بولسونارو يتوجّه في تصريحاته بالذات إلى الرئيس الفرنسي ماكرون الذي كان قد هدّد بتجميد الاتفاقية التجارية الكبرى التي سبق أن وقّعها الاتحاد الأوروبي أخيراً مع دول أميركا الجنوبية بسبب «أكاذيب» بولسونارو.

وتجدر الإشارة، إلى أن قمة «مجموعة الدول الصناعية السبع» خصّصت 20 مليون دولار أميركي مساعدةً فورية لدعم البلدان المتضرّرة من حرائق الأمازون. ومن المنتظر أن تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها المقبلة مطلع سبتمبر المقبل خطة طويلة الأمد وضعتها «مجموعة بلدان أميركا اللاتينية» بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية، لإعادة تحريج المناطق المنكوبة ومساعدة المجموعات المحلية المتضررة. وكان الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي قرّر إدراج موضوع حرائق الأمازون بين أولويات قمة «مجموعة السبع»، قد اعتبر «أن خسارة رئة الأرض الكبرى هي مشكلة عالمية، ولا يمكن لأي بلد أن يدّعي التفرّد بها بغضّ النظر عن وجوب احترام السيادات الوطنية». غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المعجب ببولسونارو والمعروف بموقفه الرافض للالتزامات الدولية في مجال تغيّر المناخ، قد تغيّب عن جلسة القمة في بياريتز، التي خُصصت لمناقشة حرائق الأمازون وتقررت فيها المساعدة الطارئة للبلدان المنكوبة.

عودة إلى الحرائق ذاتها، شهدت الأيام الأخيرة امتداداً لحرائق الأمازون إلى بوليفيا والباراغواي، حيث قضت على عشرات آلاف الهكتارات من الغابات التي تعيش فيها مجموعات من السكان الأصليين. ويفيد بيان صدر عن نقابة المهندسين الزراعيين في بوليفيا «بأن الطبيعة تحتاج إلى 200 سنة لتعويض الأضرار التي سببتها الحرائق، وبخاصة في غابة تشيكيتانو الفريدة من نوعها في العالم، حيث تعيش مئات الأجناس الحيوانية والنباتية المتوطّنة». كما أنه، بينما تتجه أنظار العالم إلى الحرائق التي تلتهم مساحات شاسعة في مناطق متعددة من الغابة الأمازونية، وزّعت وكالة «ناسا» صوراً فضائية تبيّن أن الحرائق المشتعلة حاليّاً في غابات أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في أفريقيا، تضاعف عبر المحيط الأطلسي بنسبة خمس مرات تلك المشتعلة في مناطق الأمازون البرازيلية.

حوض الأمازون يحتضر تحت وطأة السدود

> منطقة حوض نهر الآمازون ليست مجرّد غابات بلا نهاية تمدّ الكرة الأرضية بنحو 20 في المائة من الاوكسيجين، بل هي أيضاً أكبر خزّان في العالم للمياه العذبة تتدفّق من أعظم أنهار كوكبنا غزارة. وللعلم، يزيد طول مجرى الآمازون الرئيس على ألفي كيلومتر ويصبّ في المحيط الأطلسي على مساحة يزيد عرضها على 300 كيلومتر. لكن النهر ينساب أساساً قبل ذلك من منابعه في جبال البيرو مسافة خمسة آلاف كيلومتر مع روافده الثلاثة: ماديرا ونيغرو وخابورا، المصنّفة بين أكبر عشرة أنهار في العالم. وتمتدّ مساحة حوض الآمازون على 6.1 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل عشرة أضعاف مساحة بريطانيا.

إلا أنه رغم هذه الضخامة التي يصعب تخيّلها، فإن حوض الآمازون مهدد من السدود المائية المبنيّة على مجاري أنهاره والتي يبلغ عددها 140 سدّاً، ومن تلك التي يخطَّط لبنائها في السنوات المقبلة ويبلغ عددها 428 في الوقت الحاضر. ويقدّر العلماء أنه حتى لو بُني جزء فقط من هذه السدود، ستكون تداعياتها وتحبس الجزء الأكبر من الترسّبات النهرية التي تغذّي السهول الآمازونية، وتقضي على مقوّمات الحياة في النهر ومصبّه في المحيط الأطلسي.

وتبيّن دراسة شاركت في وضعها مجموعة من علماء البيئة والمهندسين وخبراء الاقتصاد والجيولوجيا في عشر جامعات أميركية وألمانية وبريطانية وبرازيلية، ونشرت في مجلة «نايتشر» Nature العلمية الرصينة، أن من شأن هذه السدود القضاء نهائياً على الفيضانات الموسمية التي تمدّ غابات الآمازون وسهولها بالحياة وتحرمها من الترسبّات التي تشكّل عماد خصوبتها.

كذلك، تفيد الدراسة بأن 60 في المائة من هذه الترسّبات ستقضي عليها السدود التي سبق وقضت على 75 في المائة منها في بعض المناطق مثل بارانا، في جنوب البرازيل. ويقول الخبراء، إن هذه التحوّلات الجذرية في ديناميكية الأنهر ستكون لها تداعيات خطيرة جداً على الحياة النباتية والحيوانية في حوض الآمازون والمناطق المحيطة به، ويرجّح أن يكون لها تأثير كبير على التقلبات المناخية في المنطقة والعالم. أما على صعيد تداعيات السدود على مصبّ الآمازون في المحيط الأطلسي، والذي يمتدّ على مساحة تبلغ 1.3 مليون كيلومتر مربّع - أي نصف مساحة البحر المتوسط - فستكون كارثّية أيضاً على الشعاب المرجانية في كل السواحل الأميركية، كما أنها ستؤثر على التقلبات المناخية المولّدة للأعاصير والعواصف المدارية في منطقة البحر الكاريبي، إضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في المخزونات الجوفية من المياه العذبة.

وهنا نذكر أنه في حين تقول الجهات التي تقف وراء سياسة بناء السدود، إن هذه السدود السبيل الوحيد لتوليد الطاقة التي تحتاج إليها البرازيل والإكوادور والبيرو وبوليفيا لتنفيذ خططها الإنمائية، لخبراء الاقتصاد رأي آخر. إذ يؤكد كثرة من هؤلاء، بينهم البروفسور عاطف أنصار الباحث في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة، أن الحل ليس في هذه السدود الكهرمائية، ويؤكد «أن الدراسات التي أجريناها بيّنت أنه، بسبب مشكلة الزيادة الدائمة في التكاليف واطالة فترات التنفيذ، أصبحت الكلفة الإجمالية للسدود الضخمة غير قابلة للاسترداد في أكثر من 95 في المائة من الحالات، إضافة إلى التداعيات البيئية السلبية التي تنجم عنها».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان الذي يساوي صفراً عند إيران

أحمد جابر/المدن/31 آب 2019

لبنان الوطن يساوي صفراً في الحسابات الإقليمية الإيرانية. هو صفر شعب وصفر عمران وصفر استقلال وصفر تعريف اجتماعي. لبنان الصفر ذاته هو كلّ تصنيفي، وكل محوري وكلّ "هوياتي" وكلّ وظيفي وكلّ تعريفي مقاوماتي في حساب الاستراتيجية الشاملة التي جعلت إيران مشروعاً تدخلياً يمتد نفوذه من طهران إلى جنوب لبنان، مروراً بكل العواصم العربية التي ذكرها أكثر من مسؤول إيراني. لبنان الوطن هذا، الذي هو صفر وكلّ في الجملة ذاتها وفي الواقع عينه، عاد ساحة مفتوحة من دون مواربة، بعد أن استهدف العدو الصهيوني الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة جوية "مسيَّرة"، وبعد أن استجاب حزب الله للتحدي الجوي بإشهار استعداده الجوي، فكشف عن قدراته التي يمتلكها في هذا المضمار.

هجومان مضادان

ما أقدم عليه سلاح الجو المعادي في لبنان، سبقه تمهيد ناري وسياسي في سوريا وفي العراق، وهذا مما هو معلوم، وقد ينطوي الأمر على ما هو غير معلوم من هجمات استخباراتية ظلَّت طي الكتمان لدواع وأسباب تتعلق بسياسات المستهدِف، مثلما ترتبط بسياسات وأسباب المستهدّفين. إذن، لم يكن الانتقال إلى الهجوم على الأرض اللبنانية، وضد "أهداف" تختص بحزب الله أمراً مفاجئاً. لقد سبق للساسة الأعداء أن أعلنوا حربهم الاستباقية ضد تمُّدد النفوذ الإيراني، وبناءً على ذلك جرت الأفعال الحربية مجرى الهجوم المضاد ضد النفوذ المشار إليه، لأسباب سياسية واستراتيجية لا تختصرها عبارة "دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة"، التي ترددها السياسة الأميركية، ولا تلخصها عبارة "توجيه ضربات وقائية ضد التهديد المحتمل للأمن الإسرائيلي"، التي يكررها القادة والمسؤولون داخل فلسطين المحتلة. ما هو خافٍ في هذا المجال، هو سياسة إعادة ضبط وتفعيل الدور الإيراني كلاعب إقليمي، بعد أن استنفدت سياسة إطلاق اليد لنفوذه غاياتها الكبرى، وربما بعد أن بالغ السياسي الإيراني في الاستفادة من غضّ النظر الدولي الذي أتيح عليه، وفي طليعة "الدولي" تأتي السياسة الأميركية التي تشن هجومها "المالي" المضاد على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. نحن إذن أمام هجومين مضادين، أو استدراكيين تتولاهما الولايات المتحدة الأميركية بوسائلها المتعددة، وتسهم فيه إسرائيل فيها بوسيلتها العسكرية وما أمكن من اختراقات ديبلوماسية تجميلية.

تطوير الهجوم

رغم النبرة السياسية العالية، يبدو أن تطوير إيران لهجومها "النفوذي" بات مقيداً بقيود السماح الدولية، مثلما صار خاضعاً لقيود الداخل الإيراني من جهة، ولقيود الوطنيات التي اجتاحتها السياسات الاستقطابية، ونفثت فيها المذهبيات سمومها، وعادت العصبيات القبْلية لتقود حيويتها الهوياتية المتمحورة حول انغلاقها.. عنوان القيود ليس تعميمياً، فالأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعرفة الوضع الإيراني المثقل بمعضلاته، والدول التي صارت مسرحاً للعمليات المتضادة لها خصوصياتها التي توجب معاينتها، من اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان، حيث صورة "الاستتباع" واحدة، لكن خطوطها وقسماتها وخلفيتها تختلف من بلد إلى آخر.

ضمن القيود العامة هذه، يتحرك "محور المقاومة"، ومن خارج هذه القيود والضوابط، يتحرك الأميركي والإسرائيلي مدفوعاً بتقدير ضعف قدرات خصمه استراتيجياً، واطمئنانه إلى تفوق قدراته على هذا الصعيد. تحت سقف القيود يتبادل الخصوم وسائل سياسية هادفة، فمن جهة الأميركي تأتي رسالة إلى الإيراني أن نظامه غير مستهدف بالإطاحة أو الاستبدال، وأن المقصود بالحصار سلوكيات هذا النظام، أي أن التعديل المطلوب لا يتعدى "تقليم الأظافر"، تمهيداً لإعادة إدراج النظام ضمن منظومة "الهدوء الإقليمي" العام. بكلام آخر، هذه معركة تحسين شروط التحاق يخوضها الإيراني محاولاً رفع سقف شروط إعادة انتسابه إلى السياق الدولي العام، في الوقت الذي يبدي فيه "واهب" الأدوار تشدداً إضافياً.  يندرج لبنان الصفر ضمن لعبة تحسين الشروط التي يتولى إدارتها "حزب الله"، وهذه المرّة من دون تورية، فيطلب من "الدولة" الحريصة على أمنها الذهاب إلى الخارج لطلب ضبط إسرائيل إذا كان الأمن مطلباً "دولتياً" عزيزاً.

قاعدة غير آمنة

الأمن الذي يطلبه حزب الله للبنان، هو في الوقت ذاته، بل قبل الوقت، مطلب تأمين القاعدة الخلفية المهمة لدى حزب الله، ولدى إيران ايضاً. لقد وفَّر الوضع اللبناني بتعقيداته وانقساماته منبراً تُطلق منه التهديدات والرسائل التي لا يمكن إطلاقها من إيران، أو من بلاد عربية أخرى، وشكَّل لبنان أيضاً قاعدة تدريب وتسليح وتمويل واتصال – بالعديد من الحركات "الجهادية" من فلسطين إلى البحرين، التي تقول قول إيران وتعلن انتسابها إلى محورها، كذلك ما زال لبنان، وبواسطة حزب الله، يشكل احتياطاً أساسياً في رفد ساحات التدخل الإيرانية بالقوى والخبرات البشرية، ويشكل جسماً قتالياً جاهزاً لتحريك خيوط اللعبة السياسية إذا ما اقتضت الضرورات، ودائماً من بوابة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وتحت يافطة اللبنانية والفلسطينية والقومية والإسلامية. تأسيساً على ما تقدم، يشكل الهجوم المعادي الأخير رسالة تقول: لقد اتسع إطار الهجوم المضاد الأميركي الإسرائيلي ليضم القاعدة الآمنة الخلفية في لبنان، وأن تعكير صفو الأمن من قبل إيران في الخليج، سيقابله تعكير على كافة الجبهات.

الثلاثية مجدداً

تحريك مفعول الثلاثية: جيش وشعب ومقاومة، وفي هذه اللحظة الخطيرة من التصعيد المتبادل في المنطقة عموماً، يقتضي تفعيل تراتبية الثلاثية هذه، طالما أنه لا يمكن تبديلها حتى الآن. التراتبية هي تراتبية أدوار، والمقترح أن يكون الأمر دولة ودولة ودولة الآن، أي أن يتقدم الدور المؤسساتي، وأن يتراجع خطاب الإنذارات والتلويح بتغيير قواعد الاشتباك، وأن يطول التدقيق في تقدير الموقف من كل جوانب معطياته. إخراج لبنان الآن من عين عاصفة الاستهداف ممكن، وهذا منوط بحزب الله الذي عليه أن يدرك أن لبنان لا يستطيع أن يتحمل كل أعباء السياسة الإيرانية، وأن اللبنانيين الحريصين على الدفاع عن أرضهم وحرياتهم ومستقبلهم، يفضلون سياسة تجنب "دفع أي كلفة حربية مجانية". باختصار، سياسة عدم جرّ لبنان إلى حرب، هي سياسة اللبنانيين، فإذا فرض العدو الحرب ممراً وحيداً، نهض بها اللبنانيون مجتمعين محصنين بموقفهم الدفاعي الأخلاقي، ومسلحين بوحدتهم الوطنية، وبرؤيتهم المشتركة لما يجب أن يكون عليه لبنان.

 

سنّة لبنان: العداوة لحزب الله وإسرائيل وإيران معاً

جنى الدهيبي/المدن/31 آب 2019

منذ أن نفذت إسرائيل اعتداءها على السيادة اللبنانية، بطائرتين مسيّرتين في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، دخل لبنان المراحل الأولى من حربٍ غير تقليدية. رد الفعل الشعبي على هذا الاعتداء، وبعد أن أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأنّ "قرار الردّ على اسرائيل سيكون في المكان والزمان المناسبين"، يستوجب الوقوف عنده، انطلاقًا من انقساماته ومكوناته الطائفيّة.

الانكسارات وسلاح "المقاومة"

قد يكون "الضياع" هو السّمة الأبرز للحالة السنية اللبنانية، كما حاله في سائر المشرق، بعد الانكسارات والهزائم المتتالية التي تبعت ثورات الرّبيع العربي، وتحديدًا في سوريا. فالمكوّن السّني في لبنان، الأكبر والأكثر ضعفًا في هذه المرحلة، انقلبت نظرته إلى "المقاومة" ممثلة بحزب الله رأسًا على عقب، مقارنةً مع عدوان 2006 وما سبقه من اعتداءات واجتياحات اسرائيلية. ورغم أنّ عدوان 2006 جاء بعد عامٍ على اغتيال الرئيس رفيق الحريري و"ثورة الأرز" في 14 آذار 2005، إلّا أنّ توجيه السلاح إلى الداخل في 7 أيار 2008، والحرب في سوريا مطلع العام 2011، كانت مرحلة "الفصل" في العلاقة بين الشريحة الأوسع من الطائفة السنيّة وحزب الله، الذي دخل للقتال دفاعًا عن نظام خصمها – العدو بشار الأسد. لم يعد حزب الله في نظر هذا المكوّن، مقاومًا يحمل سلاحه للدفاع جنوبًا عن الحدود في وجه العدوان الإسرائيلي وحسب. فهذا السلاح، وُجّه لها وهدد وجودها مرّات، وكان أداةً (إيرانية) في كسر الثورة السورية وقتلها.

يُدرك السّنة أنّ قوّة حزب الله وسطوته، استمدّت من مكاسب و"انتصارات" حققها محليًا وإقليميًا، بقدرٍ يوازي إدراكهم أنّهم طائفة "متروكة" لم يعد لها رأسٌ ولا مشروع لا في داخل ولا في الخارج. وقد تكون أبرز نقاط ضعف الطائفة السنيّة في لبنان، يكمن في تراكم عجزها عن خلق نوع من التوازن في التعامل مع حزب يملك مقدرات أمنيّة وعسكريّة، بينما بنيتها تأُسست ما بعد الحرب واتفاق الطائف على نحو مدني لإدارة شؤون الدولة وملفاتها الحياتية داخليًا. لكن، في ظلّ ظرفٍ أمني حساسٍ يضع البلد رهن عدوان إسرائيلي، كيف يمكن أن يتعاطى السّنة مع حزب الله؟

لم يهدأ النقاش في الشارع السّني بعد أن خرقت الطائرتين الإسرائيلتين سماء الضاحية. شمالًا، حيث الثقل السّني في عاصمته طرابلس، عادت الذاكرة إلى عدوان تموز، حين شرّعت المدينة أبوابها وبيوتها ومدارسها ومستشفياتها لأهالي الضاحية والجنوب النازحين هربًا من القصف الإسرائيلي، وحين رُفعت رايات المقاومة في شوارعها، وحين هبّ كثيرٌ من شبابها لمساندة هئية دعم المقاومة وجمع التبرعات. كان هذا الفِعل البديهي والإنساني والوطني، نابعًا بالدرجة الأولى من العداء لإسرائيل، وإيمانًا بحقّ لبنان في المقاومة. مرّ 13 عامًا. العداء لإسرائيل بقي راسخًا وثابتًا رغم محاولات "التخوين" والتشكيك الوطني، أمّا حزب الله / المقاوم، فلم يعد الموقف منه هو نفسه. وثبات الأول، لا يُعادله بالضرورة تسليمًا سنيًا لحزب الله.

في الأوساط السنيّة، شعبيًا ورسميًا، الكلّ خائفٌ من الحرب، كحال جميع اللبنانيين، حتّى بيئة "المقاومة"، وإن حاولت أن تظهر خلاف ذلك. "الغضب" السّني الفعلي، يصبّ على قياداتها الحاكمة، التي باتت في الواقع تفقد شرعية تمثيلها الحقيقي. القيادة السنيّة الحاكمة في السلطة في مكان، وشارعها في مكانٍ آخر. وبينما يدور النقاش حول احتمال وقوع الحرب من عدمه، كان الاستغراب "السّني" من التعاطي الرسمي بمنطق تسليم قرار السلم والحرب لحزب الله، ومن رئيس الحكومة سعد الحريري بتصريحاته وانشغاله بالتفاصيل الداخليّة، وهو "رأس" الدولة التنفيذية، فلم يرسم حدودًا فاصلة بين الدولة وحزب الله، ولم يتمايز ولو بموقفٍ دبلوماسي رسمي يحفظ ماء وجه الدولة.

علوش: الدولة عاجزة

يرفض عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش، الغمز من قناة الرئيس الحريري، ويقول: "لا شيء تستطيع الدولة اللبنانية أن تفعله في هذا الشأن". حين تكون اسرائيل صاحبة الاعتداء، "لا يمكن لأحد أن يعتبر نفسه غير معني، أو مؤيد لأيّ عمل عدواني من قبلها". لكن في المقابل، وفق علوش، لا يتعاطف الجميع مع حزب الله أو يلتزم تجاهه، "لا سيما أنّ الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، بمن فيهم السّنة، يعتبرون أنّ هناك عدويّن لها: من جهة إيران ومن جهة إسرائيل".

ويعتبر علوش أنّ الدولة اللبنانية في ظلّ وجود خلافٍ كبيرٍ بين مكوناتها، وبوجود سلاح حزب الله والدعم الإيراني له، أصبحت مشلولة وعاجزة في خيارتها العسكرية والسيادية، وهي بمثابة "المختطفة" والمهددة إمّا بالحرب أو بالانقسام العميق بين مكوناتها. أمّا الرئيس سعد الحريري، فـ "لا يمكن أن نعتبره مسلمًا لحزب الله، وإنّما يتعاطى وفق المعطيات الواقعية، ويريد أن يتجنّب الجدل العقيم الذي لا يُوصّل إلى نتيجة، ويفضل الانصراف إلى شؤون الناس الاقتصادية وإدارة الدولة".

لا يعتقد علوش حتّى الآن، أنّ ثمّة مؤشرات حرب واضحة: "المؤشرات لا تحسم حتمية الحرب، وما كان موجود في الـ 2006، غير متوفر حاليًا". من جهة، "طريق حزب الله تجاه إيران ليست مفتوحة كما الحال في الـ 2006. إيران تعاني من وضع اقتصادي وأمني وعسكري يختلف عن 2006. حتى اسرائيل غير مستعجلة للحرب، وهي تقوم باصطياد جماعة حزب الله والحشد الشعبي أينما كان في سوريا ولبنان والعراق، وهي لا تركض خلف حرب مفتوحة، إلا إذا حصل شيء لدى "الوسيط" في الصراع الاقليمي القائم، وسير المفاوضات بين أميركا وإيران".

لكن الأكيد، حسب علوش، "أن العقوبات على إيران، بالاضافة إلى الصفعات المعنوية التي تمارسها إسرائيل ضدها، من خلال الغارات على سوريا، ومن خلال لبنان والغارات على الحشد الشعبي، بالنسبة لإسرائيل أحد أشكال ممارسة الحرب من دون أن تكون مفتوحة في هذه اللحظة". والمعادلة القائمة، "تجعل من السنة الحلقة الأضعف، من اليمن وصولًا إلى لبنان، وهم لا حول لهم ولا قوّة".

الشريف: الإشكالية ليست في الشارع السّني

وفي سياقٍ متصل، يعتبر مستشار رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف، أنّ الإشكالية ليست في الشارع السّني وإنما في الشارع اللبناني ككل. فـ"ما فعلته اسرائيل، هو اعتداء على سيادة لبنان، ومن واجب الحكومة والجيش وكلّ الدولة بمكوناتها، أن تقف صفًّا واحدًا في وجه هذا العدوان، لأن تاريخه منذ السبعينات حتى الـ 2006 ، لا يتوقف إذا لم يُرد". ويسأل: "من هو الطرف الذي يردع اسرائيل؟ كنا نتمنى أن يكون الجيش اللبناني، هو الطرف الذي يستطيع أن يردعها، ولكن، إذا لم تتوفر الطاقة والجهوزية لدى الجيش، فهذا لا يعني أننا يجب أن نقف مع "المُعتدي" ضد المعتدى عليه، وهو موقف وطني وإنساني طبيعي ينطبق على أي حالة حرب في أيّ بلد كان". يشير الشريف لـ"المدن" أنّ لبنان بالمطلق لا يستطيع تحمل تبعات حرب. و"اللبنانيون جميعًا، بما فيهم السنة، لا يرغبون بحرب مع اسرائيل، وهي نفسها لا ترغب بذلك، وإن دخل الطرفان مرحلة الحرب الذكية". يضيف: "الأولوية حاليًا هي بترقب ردّ حزب الله، وحتّى الآن، لا نعرف طبيعة ردّه وما سيترتب عليه، ولا نستطيع قياس عاطفة الشارع الحقيقية، إلّا بلحظة وقوع الحدث".

 

ليس بالصواريخ يحيا لبنان… إنتصر الحزب وهُزمت الدولة

علي الأمين/نداء الوطن/31 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78031/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a5/

"الانتصارات الإلهية" لم تعزّز من مشروع الدولة ووحدة الشعب وقوة جيشه

لعل من أبرز تداعيات حرب تموز 2006 أن الدولة اللبنانية ازدادت ضعفاً، وتراجع دور المؤسسات الدستورية والقانونية فيها، وزادت المحاصصة وتفشى الفساد، وتراجع الاقتصاد، وتنامى الدين العام. أما الانتصار الذي جرى الحديث عنه في تلك الحرب، فكان في أبرز نتائجه المستمرة، هو انتصار لمنطق الميليشيا على منطق الدولة. والاستراتيجية الدفاعية التي كانت وسيلة من وسائل الاستفادة من سلاح "حزب الله"، لإدراجه ضمن خطة وطنية دفاعية، باتت أثراً بعد عين، وتحوّل سلاح "حزب الله" الى سلاح مقدس، لم يصل إلى قداسته أي سلاح لبناني آخر بما فيه سلاح الجيش اللبناني.

لم تكن وظيفة سلاح "حزب الله"، لا سيما بعد تحرير العام 2000 وظيفة لبنانية، ولا سلاحاً غايته حماية الدولة اللبنانية، بما هي شعب واحد ومؤسسات دستورية وقانونية، كان سلاحاً ولا يزال، له وظيفة سياسية ترتبط بوضوح بما يسمى محور المقاومة ونظام مصالحه القومي الإيراني والاقليمي، ورمز هذا المحور وقائده المرشد الإيراني السيد علي خامنئي. إذ يكفي أن من يمتلك هذا السلاح، والمقرر في وظيفته، يؤمن إيماناً عميقاً، انطلاقاً من أيديولوجيته، أن صاحب القرار في شأن هذا السلاح، في وجوده وفي وظيفته، وفي بقائه وعدمه، يعود إلى ولي الفقيه الذي يتقدم الولاء له على أي ولاء وطني، ويتقدم على أي مصلحة وطنية أو قومية. هذا من الناحية الأيديولوجية التي تتنافى في مضمونها، مع أي مشروع لحماية لبنان، طالما أنها لا تقوم على اعتبار أن الولاء للوطن والدولة يتقدم على أي ولاء آخر.

من هنا لم تكن "الاستراتيجية الدفاعية" سوى مشروع مقابل ومعاند لمشروع المقاومة والممانعة، الذي لم يستطع أن يتقبل فكرة أن تكون المصلحة الوطنية اللبنانية فوق أي مصلحة أخرى وتحديداً لو كانت مصلحة إيرانية.

في نتائج "حرب تموز" بالنسبة إلى "حزب الله" وتداعياتها على لبنان، أن سلطة "حزب الله" اشتدت وزاد ضعف الدولة وانكفأت، والزخم الذي خرج به "حزب الله" من الحرب، هو المزيد من الاستقواء الداخلي، ليس في سبيل رفعة الدولة ومؤسساتها، بل للمزيد من تهميشها. تحوّل انتصار "الحزب" إلى ترسيخ سلاحه في ميزان الحياة السياسية، فبات هو الذي يقرر إغلاق مجلس النواب أو فتح أبوابه، وهو يقرر انتخاب رئيس للبلاد أو الفراغ الدستوري، هو الذي يقرر "الثلث المعطل" أو يهمشه، هو من يسقط حكومة أو يؤلفها، هو من يقرر الدخول في الحرب السورية ويحدد مصلحة لبنان في الحرب والسلم.

هذا السلوك لم يكن في جوهره إلا خلق عقبات وعوائق أمام سيادة الدولة، والاستراتيجية الإيرانية التي طالما عبّر عنها بعض الناطقين باسمها، من أن لبنان هو من إحدى مناطق نفوذها، وعاصمته صارت تحت سيطرتها، هذه الاستراتيجية استمرت في محاولة التعامل مع نموذج ثنائية الدولة اللبنانية ودويلة "حزب الله"، كنموذج ناجح يجب تعميمه على أقطار عربية أخرى في العراق واليمن وحتى سوريا، لكن منطق التاريخ لا يستقيم مع هذا النموذج، إلاّ من زاوية أن الثنائية هذه، هي أفضل وسيلة من وسائل تقويض الدولة والمجتمع، إذ يستحيل أن تحكم دولة وتدار مؤسساتها وسياساتها، في ظل منطق ميليشيا ومنطق دولة، لأن النتيجة هي التفتت والانهيار أو التلاشي وهذا حال "لبنان القوي" اليوم.

السلطة والنفوذ على الدولة ليسا كافيين لتوفير القوة لـ"حزب الله"، ولا يشكلان عنصر الصمود في وجه اسرائيل، أدوات السيطرة التي اعتمدها في الداخل، هي نفسها أدوات تجويف القوة اللبنانية في مواجهة أي ضغط أو عدوان خارجي، فمحاولة القول إنّ قوة لبنان أمام إسرائيل تكمن في القوة العسكرية لـ"حزب الله"، يكشفه واقع حال لبنان اليوم، فيقف عاجزاً أمام العقوبات الأميركية، عاجزاً أمام قدرة الشعب على الصمود في وجه الحرب، عاجزاً أمام حقيقة أنّ لبنان المقاوم والممانع والمنتصر، هو دولة خاوية من مصادر القوة في كل المجالات الاقتصادية والمالية والسياسية.

الاستراتيجية الدفاعية باختصار، هي أن يشعر اللبناني، بأن الدولة اللبنانية هي المرجعية، وسلطتها فوق كل السلطات. أما "الانتصارات الإلهية" فإن لم تعزز من مشروع الدولة ووحدة الشعب وقوة جيشه، فهي بالتأكيد هزائم صافية.

 

حرب تموز .. حسابات الربح والخسارة

أحمد عدنان/عكاظ/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78029/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b8-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b2-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d8%ad/

مرت بنا مؤخرا ذكرى حرب تموز التي دارت في لبنان بين إسرائيل وبين ما يسمى بحزب الله، والتي بدأت حين اختطف الحزب الإلهي بعض الجنود الإسرائيليين.

حين راجعنا الأرقام المتعلّقة بتلك الحرب، كل الأرقام أشارت لمصلحة إسرائيل، خسائرها الاقتصادية والبشرية والعسكرية أقلّ بكثير من خسائر لبنان، لكنّ المحلل العسكري إلياس حنا كان له توصيف طريف «خسرت إسرائيل لأنها لم تنتصر، وانتصر حزب الله لأنه لم يخسر»، والحقيقة أنه إذا انتصر حزب الله فقد انتصر على لبنان وحده.

بعد مرور هذه السنوات لو وضعنا لبنان وإسرائيل تحت مجهر المقارنة فإن النتائج ستكون مؤسفة، في إسرائيل دولة آمنة بينما في لبنان دولة مشلولة ومعطلة، فمن انتصر ومن خسر؟ والمضحك المبكي أنّ ما يسمّى بحزب الله تفرّغ بعد تلك الحرب لحراسة الحدود الإسرائيلية ووجّه سلاحه ضد الدولة اللبنانية وضد سوريا والعراق واليمن والبحرين، انتهت العداوة بين حزب الله وبين إسرائيل، وانصبّ غضب الميليشيا الإيرانية على المملكة العربية السعودية.

بعد حرب تموز أصبح ما يسمّى بحزب الله يشبه إسرائيل أكثر من أيّ طرف آخر، فما مارسه حزب الله من قتل وتهجير وإرهاب وتعطيل ضد اللبنانيين والعرب فاق ما فعلته إسرائيل نفسها في فلسطين، لذلك ليس غريبا القول بأن الحزب الإلهي وسيدته الإيرانية أسوأ من الصهاينة، وهذه مذمة لإيران وميليشياتها لا ثناء لإسرائيل.

ذاكرة العرب قصيرة للأسف، ما هي أسباب حرب تموز؟ لم تكن القضية تحرير الأسرى اللبنانيين كما زعم البعض، آنذاك كان الحديث الدولي دائرا حول العقوبات على إيران وليس مفاوضات إيران كما جرى في عهد أميركا أوباما. وقبيل اجتماع دولي حاسم، قامت ميليشيا حزب الله الإيرانية بالمطلوب لتشتيت الحدث الدولي وتغيير مساره وتحسين أوراق التفاوض الإيرانية.

وكان اللبنانيون هم ضحايا ألعاب الجمهورية الإسلامية. ولا ننسى البعد الداخلي اللبناني، كانت القوى الاستقلالية تتمدد على حساب عملاء إيران وسوريا الأسد. وتعامل الممانعون مع ذلك بالاغتيالات وبالتفجيرات وبالتعطيل، وحين فشل كل ذلك جرّبوا إشعال الحرب.

كانت المملكة العربية السعودية عبر أعلى مرجعيّاتها طالبت أمين عام حزب الله بعدم إفساد الموسم السياحي اللبناني للتخفيف على اللبنانيين بعد تداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعد حزب الله بأخذ متاعب الشعب اللبناني في الاعتبار، لكنه -كالعادة- نكث بالوعد، ونتيجة لذلك أطلقت المملكة تصريحها التاريخي في 15 يوليو 2006:

إن المملكة العربية السعودية كانت، ولا تزال، تؤمن بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في مقاومة هذا الاحتلال بجميع أشكاله، ورفض إجراءاته غير الشرعية الرامية إلى طمس الهوية وتغيير الوقائع على الأرض، ومن هذا المنطلق كانت المملكة تقف، دوماً، وبكل إمكاناتها مع المقاومة الفلسطينية المشروعة التي تستهدف مقاومة الاحتلال العسكري وتجنب إيذاء الأبرياء، ومن المنطلق نفسه وقفت المملكة بحزم مع المقاومة في لبنان حتى انتهى الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني. المملكة إذ تستعرض بقلق بالغ الأحداث المؤلمة الدامية التي تدور الآن في فلسطين ولبنان، تودّ أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية، وبين المغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها، دون رجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها ومن دون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية، فتوجِد بذلك وضعاً بالغ الخطورة يعرّض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون أن يكون لهذه الدول أيّ رأي أو قول. إن المملكة ترى أن الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وأن يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها.

غضب الممانعون من توصيف حربهم الأنانية بالمغامرة غير المحسوبة، ويجدر تذكيرهم بأن أمين حزب الله -من دون أن يدري- أيّدَ توصيف المملكة ودقة حكمها في تصريحه المعروف بعد انتهاء الحرب مباشرة «لو كنت أعلم أن ردة فعل إسرائيل بعد خطف جنودها ستكون بهذا العنف لما خطفت الجنود».

لو كانت السعودية أخطأت في حرب تموز فخطؤها كامن في عدم الالتزام الحرفي بتصريحها «مغامرات غير محسوبة»، كان واجبا على المملكة أن تترك مسؤولية جمهور ما يسمّى بحزب الله على إيران وتستثنيه جغرافيا وبشريا من المساعدات، لكن المملكة دائما تقدم نهجها الأخلاقي على دناءة خصومها، وهذا ما يقتلهم أكثر.

* كاتب سعودي

 

أين تقف حدود الخنق الأميركي لـ”حزب الله”؟.. وإلامَ يؤدي الرقص على حافة الهاوية؟

سابين عويس/النهار/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78034/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

ليس مصادفة أو بريئا ان تصدر الخزانة الاميركية حكم الإعدام بمصرف لبناني على خلفية ارتباطه بـ”حزب الله”، غداة اعتداء اسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على عمق الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 في حين كانت السلطات النقدية والمصرفية تبلغت تعهدا أميركيا بعد استهداف القطاع المصرفي اللبناني، جاء قرار الخزانة الاميركية إدراج مصرف “جمّال ترست بنك” على لائحة العقوبات ليشكل مفاجأة غير متوقعة في هذا التوقيت، نظرا الى ما يحمله في طياته من رسائل تصب في السياسة في الدرجة الاولى.

لم تفلح محادثات رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن قبل أسابيع قليلة في ثني الخزانة عن السير بقرار العقوبات. وفي هذا القرار رسالة سياسية أميركية واضحة، مفادها مضي إدارة الرئيس دونالد ترامب في خيارها اعتماد العقوبات الاقتصادية وسيلة أنجع في خنق الحزب وتجفيف منابعه، بقطع النظر عن ارتدادات العقوبات على لبنان وقطاعه المصرفي.

فهمت المصارف تلك الرسالة منذ العام 2011، تاريخ إعدام البنك اللبناني- الكندي. فانتقلت من سياسة الانزواء وتلقي الضربات الى سياسة المبادرة والتسويق، عبر التواصل المباشر مع الاجهزة الاميركية المعنية في واشنطن ومع المصارف المراسلة في نيويورك، بهدف شرح واقع المصارف والجهود التي تبذلها من أجل مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب وإبقاء القطاع في منأى عن أي تعاملات يمكن ان يجريها اشخاص او شركات او مجموعات مدرجة على لوائح الارهاب.

لكن ظروف 2011 تختلف عن الظروف الحالية، إذ يرزح الاقتصاد تحت وطأة الركود، والمالية العامة تحت عجوزات كبيرة، فيما يحمل القطاع المصرفي الجزء الاكبر من الدين السيادي للدولة، المصنف أخيرا في مرتبة المخاطر الكبيرة من العجز عن السداد.

ورغم شدة هذه الظروف وخطورتها، والتي تضع البلاد على حافة الهاوية مرة جديدة، سارعت السلطات النقدية والمالية والمصارف الى احتواء اي تداعيات على مناخ الثقة بالقطاع، علما ان هذا العمل كان بدأ قبل أشهر، وتحديدا منذ وضع هذا المصرف الى جانب مصرف آخر ضمن دائرة الشكاوى الاميركية. وكما قال حاكم المصرف المركزي، أكدت مصادر “جمال ترست بنك” ان المصرف سبق ان اتخذ كل الاحتياطات من خلال تأمين السيولة الكافية بتلبية كل طلبات المودعين، وبالتالي لا يواجه المصرف ازمة ملاءة، كما أن حجمه لا يشكل أكثر من 0,38 في المئة من مجموع القطاع المصرفي. وهو سيكون امام أحد خيارين، إما التصفية الذاتية وإما اتباع النموذج الذي طبق على البنك اللبناني- الكندي من خلال بيع الموجودات والمطلوبات برعاية وإشراف من المصرف المركزي إذا أبدت مصارف شهيّة على ذلك.

وفي رأي مصادر مصرفية أن الحل للأزمة المستجدة جراء العقوبات موجود، وليس صعبا، ولكن الصعب هو التوقيت الذي جاء فيه القرار والذي يعكس الجدية الاميركية في تضييق الخناق على بيئة “حزب الله” وعلى كل من يشتبه في تعاطفه او تعامله معه، غير مستبعدة أن ترتفع حدة العقوبات لتشمل لائحة جديدة في المدى القريب.

لكن المصادر لم تخف استغرابها لعدم مبادرة السلطات الرسمية من خارج السلطات المالية والنقدية الى التحرك فورا من أجل البحث عن حلول تطمئن وتقلل من حدة المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها البلاد، خصوصا أن كل الاجواء التي ترشح عن طاولة الحوار الاقتصادي المرتقبة في قصر بعبدا الاثنين المقبل لا تشي بإيجابيات في ظل ارتفاع وتيرة الكلام على اجراءات غير شعبية سيتم تأمين الغطاء لإدراجها في مشروع موازنة 2020، والذي بشّر وزير المال أمس بأنه أنجز.

ورأت المصادر أن القرار الاميركي يستوجب التعجيل في اتخاذ قرار على صعيد ملء الشواغر في حاكمية المصرف المركزي بعدما فرغت بانتهاء ولاية نواب الحاكم، مشيرة الى ان الظرف الراهن لا يترك للحكومة والقوى السياسية ترف التلهي بحساباتهم الشخصية والسياسية. فالحاكم اليوم وحيد ولا يمتلك الصلاحيات الكاملة للتحرك اذا ما حظي بموافقة المجلس المركزي، وهذا يتطلب التوافق سريعا على هذه المسألة وادراجها على جدول اعمال اول جلسة لمجلس الوزراء.

 

ما دام لبنان تحت سيطرة ”الحزب” الضربات لن تتوقف

 علي حماده/النهار/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78034/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

يشكل استهداف احد المصارف اللبنانية المرتبطة بالبيئة الحاضنة لـ”حزب الله” بالعقوبات الأميركية التي ستؤدي الى اقفاله بشكل فوري، ضربة أولى موجعة لمصالح تلك البيئة المالية ولا سيما منها تلك المتصلة بالاغتراب في افريقيا الذي تعتبر واشنطن وعواصم قرار اخرى انه يمثل احدى الرئات المالية للحزب، في مرحلة شديدة الصعوبة على مستوى تمويله بسبب العقوبات الشديدة على ايران!

انها حقا ضربة ضمن مسار سلبي يضرب لبنان بأسره، من التصنيفات السلبية الأخيرة للوكالات الدولية، الى الضربة الإسرائيلية المتزامنة بين دمشق والضاحية الجنوبية، فالحرب النفسية التي تشن على شخصيات مرتبطة ماليا وسياسيا وربما اكثر بالحزب في مختلف البيئات اللبنانية، حيث لا يمضي يوم إلا وترمى في بيروت أسماء شخصيات بارزة معرضة لعقوبات مالية أميركية، مع ما يمثل ذلك من ضغط حقيقي كونه يتصل بالمصالح المالية التي تمثل أولوية في بلد تقوم فيه العلاقات السياسية على لعبة تبادل المصالح، على اعتبار ان المبادئ في الوسط السياسي، لا تشكل ركنا راسخا في التحالفات والتعاملات على اختلافها.

لا تجوز الاستهانة بالضربة التي وجهها الاميركيون، وأهدافها لا تقتصر على المصرف المستهدف فحسب، ولا على البيئة الحاضنة لـ”حزب الله”، وانما هي رسالة تحذير شديدة اللهجة موجهة الى المتعاملين مع الحزب في لبنان في السياسة، والامن، والمال تكشف جدية الحرب المالية – الاقتصادية الأميركية ضد ايران واذرعتها في كل مكان، ولبنان واقع في قلب العاصفة في ظل تكون قناعة دولية وعربية مفادها ان لبنان صار تحت سيطرة الحزب التامة، وان الدولة بمؤسساتها تعمل بشكل او بآخر كمظلة لنشاط الحزب في الداخل والخارج على حد سواء. فمنذ التسوية الرئاسية وانتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية لبنان ينزلق يوما بعد يوم نحو حالة تبعية شبه كاملة لقرار الحزب الذي صار بإعتراف معظم اللبنانيين واكثر العالم الخارجي هو القرار السيادي للبلاد، ووسط قناعة بان الرئاسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية تعمل تحت سقف الحزب، وان الحكومة صارت من الناحية العملية اشبه بمجلس بلدي، فيما السلطة الفعلية تتركز بين يدي “مرشد اعلى” للجمهورية يمسك بالقرارات الكبرى فيما تترك للمستوى السياسي في البلد هوامش ضمن لعبة النزاعات البلدية المحلية.

لا يمكن مقارنة الضربة التي وجهها الاميركيون في مرحلة شديدة الصعوبة على لبنان، بالضربة الأولى قبل بضعة أعوام التي استهدفت مصرفا آخر اتهم في ما اتهم به، بتسييل أموال لـ”حزب الله” بواسطة السوق العقارية، فقضي على المصرف الأول خلال ساعات: ان الظروف اليوم اكثر صعوبة ودقة، ولبنان مثقل بأزمات، والحكم اللبناني يفتقد الى الحكمة، فيما الحزب المعني يواصل سياسة القضم المنهجي للدولة ومؤسساتها وسط استتباع شبه كامل لمعظم اطراف الحكم. وبالطبع لا يمكن الاستهانة بعامل وصول الجنرال ميشال عون المنخرط بتحالف “مقدس” مع “حزب الله” والمنضوي من الناحية العملية ضمن محور إقليمي تقوده ايران، الذي سهل اندفاعة الحزب للسيطرة على مقدرات البلاد بشكل شبه تام.

خلاصة القول: الأيام المقبلة اكثر صعوبة ما دام “حزب الله” يتمدد في كل اتجاه.

 

لو يعود الإمام

بشارة شربل/نداء الوطن/31 آب 2019

اليوم في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، يفترض أن يتوقف الانشاء وكلمات المدح والتبجيل. فالرجل المتواضع الذي وضع نفسه في خدمة الناس كان أبعد ما يكون عن المظاهر والخطب الرنانة التي تتكرر كل عام.

لا شيء إضافياً يقال في الإمام الصدر. فذهبُ معدنه لامعٌ رغم عام وأربعة عقود، وسيبقى في ضمير اللبنانيين شيعة وغير شيعة صاحب ذكرى طيبة ونموذجاً يحتذى في السلوك الشخصي القويم، وفي نصرة الضعيف، وفي الحفاظ على السلم الأهلي.

اليوم، وفي ذكراه العطرة، يجب أن نقلب ظهر المجن للغة الخشبية والوعود بكشف ما خفي من اسرار الاختفاء، فنتحدث ببساطة عن وضعنا الحالي، وعن واقعنا المرير، وكيف وصلنا إقتصاداً وسياسةً وثقافةً ومستوى حياة ودولة الى هذا الحضيض.

ومِن وصفنا الصادق لهذا الواقع نخاطب إمامنا المغيّب، فنخبره بما صنعنا بلبنان، وكيف أنّ الحرب الأهلية التي اعتصم وأضرب عن الطعام احتجاجاً على استمرارها تحوّلت سلماً أهلياً بارداً، وكيف أنّ النار تحت الرماد، فلا تمر حادثة عادية الا وحذّر الزعماءُ من "فتنة" كما لو أننا نعيش قبائل لا مواطنين، او كأن الأمن سائر بالتراضي ولا تفرضه دولة ذات سلطان.

ماذا عسانا أن نقول للذي توجه إلى دير الأحمر تحت الرصاص ليفكَّ عنها حصار القوى العشائرية و"الإسلامو- يسارية"؟، هل نحدّثه عن المادة 80 من الموازنة أم المادة 95 من الدستور الخاضعة للقيل والقال، أم عن مشاكل النفايات والكهرباء وقصص لاسا والوقف الماروني، والري والمياه بين بعض مناطق الشمال؟ أم نقول له أنّ المئتي ألف قتيل وجملة الحروب التي حصلت في لبنان انتهت إلى تزوير الديموقراطية ووصول كارهيها إلى أعلى المناصب وأنّ الدولة تخدم الدويلة والانسجام تام بين المتهاونين بالسيادة واستراتيجية الدفاع وبين أصحاب النفوذ والسلاح.

ماذا نقول للإمام؟ أنقول له إنّ من يطالبون بعودته من أهل بيته حلفاءُ نظام يُعتبر نظام القذافي الخاطف بالنسبة إليه كشافَ رسالة أو جمعية صليب أحمر أو هلال؛ وإن إخوتهم تصدّوا لثورة الشعب السوري بغية إنقاذ نظام حزب بزَّ جماهيرية القائد كل "محاسن" الأفعال؟ أم نقول له إننا نرهن البلاد وأهلها لقرار طهران وطموحها النووي وإننا على وشك خوض حرب يمتزج فيها التصدي للعدوان بتحريك ورقة في ملف سميك يحمله جواد ظريف إلى نظرائه في عواصم القرار؟

حبذا لو يعود الإمام. لتخيلناه حاملاً السوط نفسه الذي طرد به المسيح الباعة والفريسيين من الهيكل، ولَأعاد بعض الأمل للبنانيين التائقين إلى الهجرة هرباً من سلطة أفقرتهم بفعل وقاحتها وصفقاتها ومحاصصاتها ومؤتمراتها التي تُفقر الناس وتنوي تدفيعهم "العلاج المؤلم" فيما هي أصل العلّة وبيت الداء.

 

الورقة "العونيّة": تغيّر القالب... لا القلب

كلير شكر/نداء الوطن/31 آب 2019

لا ضرورة لإخضاع مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون في ما خصّ مسألة الصراع مع إسرائيل ودور المقاومة، للاختبار. مواقفه موثّقة بالصوت والصورة، وحتى بالورقة والمستند. لا بل أكثر من ذلك، سبق لها أن خضعت لامتحان ميداني خلال حرب تموز 2006، خرج منها العونيون بشهادة "جدارة" من حليفهم في "وثيقة مار مخايل".

إذاً، لا داعي لرصد البيان الصحافي اليومي الصادر عن رئاسة الجمهورية، للتدقيق بين سطور ما سيدلي به رئيس الجمهورية تعليقاً على الاعتداء الاسرائيلي الجديد على الضاحية الجنوبية. أن تؤكد الرئاسة الأولى أنّ "لبنان يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لأن ما حصل هو بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء إلى حقنا في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا"، هي مسألة محسومة بنظر عارفي الرئيس عون، ولا تثير أبداً الاستغراب أو التساؤل.

قد تحيط علامات الاستفهام موقف رئيس الحكومة سعد الحريري من هذا الاعتداء، وهو الذي سبق له ولفريقه كما لحلفائه أن خاضوا معارك شرسة تحت عنوان تسليم سلاح "حزب الله"، وها هو اليوم ينضم إلى قافلة تحميل اسرائيل "المسؤولية الكاملة عن اعتدائها غير المبرر وغير المسبوق على منطقة سكنية مأهولة في ضاحية بيروت منذ العام 2006، إضافةً إلى خرقها المتكرر للقرار الدولي 1701"... ولكن مع العهد العوني، الموقف غير قابل للجدل، ولا يحتاج إلى "كاتالوغ" الاستراتيجية الدفاعية.

حتى لو ان الرئيس نفسه أثار الشكوك حول موقفه من هذه الاستراتيجية بقوله أمام الصحافيين قبل نحو أسبوعين، إنّ "كل مقاييس الاستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نضعها، قد تغيّرت. فعلى ماذا سنرتكز اليوم؟ حتى مناطق النفوذ تتغيّر. وأنا أول من وضع مشروعاً للاستراتيجية الدفاعية. ولكن هل لا يزال صالحاً إلى اليوم؟".

سبق للجنرال أن قدّم ورقته المكتوبة للاستراتيجية في تشرين الثاني من العام 2008، اعتبر فيها أنّ "الاستراتيجية الدفاعية تتسم بشمولها كل مؤسسات الدولة ومواردها لتتمكن من العمل ضمن آليات متكاملة تعتمد على مركزية القرار ولامركزية التنفيذ"، مشيراً إلى أنّ "الوحدة الوطنية هي ثابتة تبنى عليها الاستراتيجية الدفاعية، وهي ضرورة للبنان كما هي ضرورة أيضاً لبلدان العالم كلها مهما اختلفت مكوّنات مجتمعاتها".

وحدّد الأخطار التي تهدد لبنان بنوعين: الأخطار الداخلية الأمنية: الإرهاب، الوجود المسلح الفلسطيني بشقّيه، خارج المخيمات وداخلها، الميليشيات اللبنانية المسلحة، والأخطار الخارجية العسكرية: إسرائيل وأطماعها في لبنان، محاولة إسرائيل نزع سلاح المقاومة للسيطرة على القرار اللبناني، رفض إسرائيل عودة الفلسطينيين وفرض التوطين.

ولفت إلى أنّ معالجة الاخطار العسكرية الخارجية تقوم على أساس "الردع على تكوين قوتين، الأولى من الجيش النظامي، والثانية من المقاومة، وتكونان قادرتين على تحميل العدو خسائر تفوق طاقته على تحمّلها، وذلك باعتماد أسلوب قتال بوحدات صغيرة تستطيع التخفي والاحتماء، ولا تشكل أهدافاً مهمّة للطيران، بالإضافة إلى تكوين جهاز دفاع جوي حديث".

أما "قوى المقاومة فتتألف من السكان، لذا يجب أن تغطي هذه القوى الأراضي اللبنانية كلها؛ فإمكان الإنزال لدى العدو متوافر في كل الأماكن والأوقات، ولا يمكن قياس ما سيحدث في حرب مستقبلية على ما حدث في حرب تموز؛ فشواطئنا مفتوحة وأجواؤنا مكشوفة، لذا يجب التخطيط لكل الحالات المتوقعة". إذاً، ترتكز الرؤية العونية للاستراتيجية الدفاعية على أساس ركيزتي الجيش والمقاومة. ولذا فإنّ سؤال الرئيس عون عن مدى صلاحية الورقة في الظروف الراهنة، لا ينتقص أبداً من جوهر الاستراتيجية، لكنه يسلّط الضوء على الظروف التي تغيرت بعد أكثر من عشر سنوات على وضعها.

يقول العونيون إن التساؤلات التي طرحها رئيس الجمهورية لا تعني أبداً سقوط الحاجة إلى الاستراتيجية الدفاعية، ولكنها تستدعي تعديلها بشكل يناسب التطورات والمتغيرات، وهذه ليست بقليلة. يضيفون إنّ تغيّر موازين القوى في المنطقة، كما الوضع في سوريا بعد سنوات من الحروب والاقتتال، ودخول لاعبين دوليين إلى الساحة وخروج آخرين، كلها عوامل تدفع إلى اعادة النظر بـ"آليات" الاستراتيجية وليس في مضمونها. كما أنّ تغيّر طبيعة النزاعات العسكرية ونوعية الأسلحة المستخدمة ودخول التكنولوجيا على الخط ليكون السلاح المستخدم ما يضعف من فعالية العنصر البشري، من شأنه أيضاً أن يدفع إلى البحث عن بدائل يفترض أن تلحظها الاستراتيجية.

ولذا يؤكدون أنّه حين وضع "التيار الوطني الحر" ورقته كانت الحرب العسكرية كلاسيكية الطابع، "بينما لاحظنا بالأمس أنّ "مسيّرة" محدودة الحجم كانت كافية لتنفيذ الاعتداء في قلب الضاحية الجنوبية. وهذا ما يفترض أخذه بالاعتبار لتطوير الاستراتيجية. وهذا ما قصده الرئيس ميشال عون في كلامه".

الأهم بالنسبة إلى العونيين، هو أنّ "الأحداث الأخيرة جوبهت بشبه إجماع لبناني قلّ نظيره، ينمّ عن إدراك القوى السياسية على اختلافها، أنّ الإسرائيلي قرر كسر قواعد اللعبة التي كرستها حرب تموز 2006، وبالتالي إنّ الاعتداء على الضاحية له رمزيته في هذا المسار، ولهذا سارعت السلطة السياسية إلى التعبير عن رفضها لما حصل في موقف متجانس من شأنه أنّ يقوي الموقف الرسمي". وبعد هذا كله، يؤكد العونيون أنّ الدعوة إلى طاولة حوار تطرح الاستراتيجية الدفاعية، تحتاج إلى ظروف هادئة، فيما نحن اليوم على شفير التوتر...

 

13 عاماً... "راوح مكانك"

ألان سركيس/نداء الوطن/31 آب 2019

لم يكن شباط 2005 شهراً عادياً، بل إن الرابع عشر منه هو التاريخ الذي بدّل مسار أحداث لبنان والمنطقة، فشكّل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نقطة تحوّل كبيرة.

كان العام 2005 عاصفاً على لبنان، ونتج منه إنسحاب الجيش السوري وقلب الموازين الداخلية والخارجية، ونجحت قوى "14 آذار" بحصد الغالبيّة البرلمانيّة وتشكيل حكومة أكثريّة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، والأهم من هذا كله الدعم الدولي لهذه القوى التي طرحت عناوين عدّة أبرزها ضرورة أن يكون للبنان استراتيجيّة دفاعيّة.

لم يكن "حزب الله" في تلك الفترة في أحسن أحواله، بل كان مطوّقاً، فالنظام السوري، حليفه وداعمه، في عُزلة دولية، والتوازنات الداخلية لا تصبّ في مصلحته، والهجمة الدولية عليه نتيجة صدور القرار 1559 يرتفع منسوبها، في حين أن الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تريد نزع سلاحه، بينما الداخل يطالب بتطبيق مثلّث الحرية والسيادة والإستقلال والذي لا يكتمل بلا حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الشرعيّة.

وأمام هذه الوقائع السياسيّة، كان التحقيق الدولي في جريمة إغتيال الرئيس الحريري ورفاقه يطغى بظلاله على الساحة اللبنانية وحتى الإقليميّة، ويزيد الخناق على "محور الممانعة".

وأمام زيادة الإحتقان ومطالبة قوى "14 آذار" بإسقاط الرئيس الممدّدة ولايته إميل لحّود والتهديد باستعمال الشارع لتحقيق هذا المطلب، إرتأى رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن يمتصّ الغضب ويدعو إلى طاولة حوار وطني تضمّ جميع القوى السياسيّة.

إنطلقت جلسات الحوار في آذار 2006 في مقرّ مجلس النواب لبحث جدول أعمال يتضمن مواضيع "كشف الحقيقة حول اغتيال الحريري والعلاقة مع سوريا وترسيم الحدود معها وسلاح حزب الله".

واستندت مواد الحوار إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 يدعو إلى سحب سلاح القوى اللبنانية وغير اللبنانية غير الشرعية في إشارة إلى "حزب الله" والتنظيمات الفلسطينية الموالية لسوريا في لبنان، بالإضافة إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد.

عقدت سبع جلسات حوار تحت رعاية بري تم خلالها التوافق على ميثاق شرف لتخفيف الإحتقان السياسي وعلى نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات خلال ستة أشهر، فيما أخفق الفرقاء بالتوافق على انتخاب رئيس جديد يحظى بالتوافق وأجلوا البحث في الإستراتيجية الدفاعية.

وفي أوائل تموز من العام 2006، وبينما كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله يشارك شخصياً في جلسات الحوار، طُلب منه عدم القيام بخطوة عسكريّة لأن لبنان بأمس الحاجة إلى فسحة الصيف لكي يحسّن وضعه الإقتصادي الذي كان يعاني من الشلل بعد زلزال إغتيال الحريري، لكن ورغم ذلك أقدم "حزب الله" في 12 تموز على خطف الجنديين الإسرائيليين، فاندلعت حرب تموز المدمّرة.

وفي آخر جلسة عقدت تحت رعاية بري في تشرين الثاني 2006 كان الإنقسام قد تعمّق في البلد بعد حرب "تموز"، فأخفق أطراف الحوار في التوافق على ملف المحكمة الدولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون للفريق الشيعي وحلفائه الثلث المعطّل فيها، فاتخذ الثنائي الشيعي قراراً بالخروج من الحكومة فدخلت البلاد في مرحلة اشتباك سياسي لم ينتهِ إلا بعد أحداث 7 أيار 2008، من ثمّ مؤتمر "الدوحة" وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة في 25 أيار 2008.

وفي حين كان يتوقّع البعض إتفاقاً على الإستراتيجيّة الدفاعيّة في بداية عهد سليمان نظراً إلى الرعاية الإقليمية والدولية لهذا الحوار بعد "الدوحة"، عُقدت أول جلسة حوار برعاية سليمان في 16 أيلول 2008 تلتها ست جلسات أخرى تم خلالها التوافق على ملفي النفط والعلاقة مع سوريا، وكلفت لجنة عسكرية بدراسة موضوع الإستراتيجية الدفاعية، إلى أن انتهى عهد سليمان في 25 أيار 2014 من دون أن يتم الإتفاق على أي استراتيجية دفاعيّة.

إذاً، منذ 13 عاماً، ولم يصل الأطراف إلى أي اتفاق على الإستراتيجيّة الدفاعيّة، لأنه بحسب بعض المشاركين فإن هذه الإستراتيجية تخضع لتوازنات خارجيّة وليست داخليّة، وحتى قرار سلاح "حزب الله" موجود في طهران التي تموّل الحزب وتسلّحه وليس لدى قيادته اللبنانيّة.

وفي النظر إلى المتغيرات التي حصلت منذ انطلاق الحوار الوطني في آذار 2006 إلى يومنا هذا نكتشف الآتي:

أولاً: كان "حزب الله" في وضع أقل خبرة عسكريّة قبل 2006، فقدّ خاض "حرب تمّوز" من ثمّ قاتل في سوريا والعراق واليمن بدرجات متفاوتة، لذلك من الصعب اليوم على إيران التخلّي عن هذه المنظومة العسكريّة التابعة لها.

ثانياً: أصبح "حزب الله" أكثر إلتصاقاً بإيران، خصوصاً أن الحرب السوريّة الأخيرة زادت هذه اللحمة، ومن الصعب التخلّي عن سلاحه بهذه السهولة إن لم تكن إيران موافقة على ذلك، بوصفه فرقة من الحرس الثوري الإيراني.

ثالثاً: في العام 2006 وقبل "حرب تموز"، كان محور "الممانعة" مهزوماً ومطوقاً وكانت قوى "14 آذار" وحلفاؤها الإقليميون في مرحلة الهجوم، ورغم ذلك لم تستطع هذه القوى الوصول إلى أي نتيجة في ما خصّ السلاح غير الشرعي.

رابعاً: تراهن القوى السيادية في لبنان على الموقفين الأميركي والغربي، خصوصاً مع مرحلة العقوبات الأميركية المتجدّدة على طهران، علماً أن مرحلة ما بعد 2005 كانت إدارة الرئيس جورج بوش تحكم، لكنها لم تستطع فعل أي شيء بسلاح "حزب الله".

خامساً: في أيلول 2004 صدر القرار 1559، ومنذ 15 عاماً، ورغم كل التطورات التي حصلت، لم يستطع المجتمع الدولي تطبيق هذا القرار الذي ينصّ في إحدى فقراته على نزع السلاح غير الشرعي.

سادساً: ينتظر الجميع كيف ستنتهي الحرب السوريّة وكيف سيكون شكل التسوية النهائية في المنطقة وكيف سيتم التعامل مع سلاح "حزب الله".

حبذا لو عاد الإمام. لكننا نخشى أن يعود أدراجه مفضلاً استمرار الغياب.

 

لبنان وراء حزب الله... شريك العواقب وخارج القرار/موسكو تمنعه من الرد من سوريا على غارة إسرائيلية استهدفت مقاتليه جنوب دمشق

 رفيق خوري/انديبندت عربية/31 آب/2019

  ما الذي كشفه الخرق الإسرائيلي النوعي الذي اعتُبر الأول والأخطر للقرار 1701 بعد عام 2006؟

 وماذا بعدما واجه لبنان الرسمي والشعبي الاعتداء على الضاحية الجنوبية بموقف وطني واحد غاضب ومستنكر وحريص على الدفاع عن السيادة؟

في البدء كان التوقيت لافتاً، فالاعتداء بطائرتين مسيّرتين جاء، أوّلاً، عشية التمديد في مجلس الأمن لقوات "اليونيفيل" الدولية في الجنوب اللبناني.

وجاء ثانياً، في عزّ أزمة اقتصادية ومالية دفعت شركات التصنيف الائتماني الدولية إلى خفض تصنيف لبنان. وجاء ثالثاً، في ظلّ سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى خفض التوتر في الصراع الأميركي الإيراني، والبحث في ترتيب لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني لا يزال صعباً وسط الشروط المتبادلة مسبقاً، وجاء رابعاً، بعد سلسلة هجمات جوية إسرائيلية على مواقع وأسلحة لإيران ووكلائها في العراق وسوريا.

ولا مجال للخطأ في قراءة البيان الذي صدر عن اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس جمهورية لبنان ميشال عون بعد الموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤكّداً حتمية الرد.

فالبيان الرسمي تحدّث عن "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل"، بدلاً من أن يؤكّد على "حق لبنان".

وهذا يعني أنّ لبنان شريك في تحمّل العواقب، لا في قرار الرد المتروك للأمين العام لحزب الله السيد نصر الله.

أما شريك القرار أو صاحبه، فإنه الولي الفقيه والمرشد الأعلى علي خامنئي في الجمهورية الإسلامية في إيران.

ولم يتأخّر مسؤول إيراني في تحديد حجم الرد بأنّه سيكون "صاعقاً ومزلزلاً"، ولا تأخّر وكلاء إيران في القول إنّ الرد فعل فعله قبل أن يقع، وأنّ ما كان يسمّيه الإسرائيليون "كي الوعي العربي"، صار "كي الوعي الإسرائيلي" بما يعيد الاعتبار إلى قواعد الاشتباك في اللعبة، وهي قواعد اشتباك لم تعد محصورة بين إسرائيل و"المقاومة الإسلامية" في لبنان، بل صارت شاملة نشاط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والحشد الشعبي وكل وكلاء إيران في العراق وسوريا، ولكن بعد تغيير طبيعة الاشتباك.

وليس أمراً قليل الدلالات أن تتصرّف بيروت كأن الضاحية الجنوبية "أرض إيرانية" في لبنان، حيث تتولّى "المقاومة الإسلامية" لا القوات الشرعية، الرد على إسرائيل، لا بل أن تدار أوضاع لبنان وسوريا والعراق واليمن وحسابات الصراع العربي الإسرائيلي على أساس أنها معارك في حرب أكبر هي حرب المشروع الإيراني الإقليمي، والحرب عليه أميركياً وإسرائيلياً وعربياً.

وفي هذه الحرب، حسب الخطاب الإيراني في الأصل والظل، فإنّ "النصر" محسوم لإيران والوكلاء مهما تكن الخسائر والضحايا على الأرض، ومهما اشتدّت العقوبات على طهران، ولا أحد يجهل أنّ لبنان الرسمي في موقفه من تفرّد حزب الله بقرار الحرب والسلم ليس واحداً، فهو في قسم منه حليف متحمّس أو شريك يراهن على دعم حزب الله له داخلياً، وهو في قسم آخر منه مغلوب على أمره أو محكوم بالحفاظ على مواقعه لأسباب عدّة بصرف النظر عن مواقفه الحقيقية.

وليس سراً أنّ لبنان الرسمي محرج، وإن ذهب الى مجلس الأمن، فهو يطالب، على ألسنة المسؤولين الكبار، باستكمال تطبيق القرار 1701، عبر الانتقال من مرحلة "وقف الأعمال العدائية" إلى مرحلة "الوقف العام للنار". وهو يعرف أنّ المرحلة الأولى الحالية ليست مطبّقة بالكامل، وأنّ دون تطبيق المرحلة الثانية حسابات متعدّدة وأهدافاً لدى إسرائيل وأميركا ولدى "المقاومة الإسلامية" وطهران ودمشق.

وما تحاوله بيروت هو العمل الدبلوماسي مع واشنطن وباريس ولندن وبرلين وموسكو في مسعى للضغط على كل الأطراف من أجل ألاّ تصل الردود العسكرية والردود المضادة إلى مرحلة الانزلاق نحو حرب شاملة ليست على جدول الأعمال الأميركي، والإسرائيلي، والإيراني، ولا في حسابات "المقاومة الإسلامية"، المشغولة بدورها في اللعبة الكبيرة بين أميركا وإيران.

والظاهر أنّ موسكو تمنع حزب الله من الرد من سوريا على غارة إسرائيلية استهدفت مقاتليه جنوب دمشق، حيث صار الرد من لبنان أمراً طبيعياً بعد الاعتداء على الضاحية.

لكن من الصعب ضبط الأمور والحسابات بدقّة في أوضاع معقّدة وقابلة للفلتان بقوّة الأشياء.

فلا أي رد يقوم به أي طرف يضع نقطة في نهاية السطر، ولا شيء يقود إلى الخطأ أكثر من تلاقي المُغالين في ادّعاء القوة والمُغالين في الضعف والمداهنة.

وما أصدق الرئيس أبراهام لينكولن الذي قاد الحرب الأهلية لتوحيد الولايات الأميركية في قوله "أنا أدّعي أنني أسيطر على الأحداث، لكنني أعرف أنّ الأحداث تسيطر عليّ". هكذا يتحدّث الكبار بصراحة، ويملأ الغرور رؤوس الصغار بالبخار.

 

استياء فرنسي من الحريري: التنسيق بين باريس والضاحية

منير الربيع/المدن/31 آب/2019

عدا عن اللامبالاة العربية، بما يضاعف الشعور بعزلة لبنان، كان لافتاً الغياب الفرنسي عن التطوارات اللبنانية طوال الأيام الماضية. في هكذا مناخات متوترة، كانت الأنظار عادة تتجه إلى باريس، وخصوصاً إلى الإليزيه، لمتابعة المساعي المأمولة التي غالباً ما يقودها الرئيس الفرنسي، سراً وعلناً، لإيجاد المخرج الملائم لتجنّب الصدامات أو وقفها. مرّت أيام على ما حدث في الضاحية الجنوبية، ولم يصدر موقف فرنسي على ما درجت عليه العادة الفرنسية في التعامل مع لبنان، خصوصاً أن باريس تُعتبر راعية التسوية وراعية حماية لبنان، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، والتي لا تتوانى عن بذل الجهود لتأمين المساعدات له، عبر مؤتمر سيدر راهناً وقبله المؤتمرات الكثيرة.

التجديد لـ"اليونيفيل"

تخوض فرنسا الآن معركة التمديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، من دون أي تعديل يذكر على مهامها. وينصب الاهتمام الفرنسي بهذا الملف لأن هناك حملات دبلوماسية أميركية مكثفة لتقليص عديد اليونفيل، أو تخفيض ميزانيتها، بالترافق مع حملات إعلامية أميركية تركّز على "اعتداءات" حزب الله على قوات الطوارئ الدولية، وآخرها ما نشرته قناة "فوكس نيوز" لفيديو حصري، يصوّر اعتداء من قبل عناصر من الحزب على موكب لليونيفيل عام 2018. في هذا الوقت، كانت باريس توكل مهمة متابعة التطورات اللبنانية إلى موظفين دون السفير، إذ اكتفت بإيفاد القائمة بأعمال السفارة لإبلاغ رسالة إلى رئاسة الجمهورية، تطالب فيها بالتهدئة وضرورة ضبط النفس، خصوصاً أن لبنان على مشارف التجديد لليونيفيل. "البرود" الفرنسي في التعامل مع الشأن اللبناني يعود إلى سببين أساسيين. الأول، هو الانشغال الفرنسي بالأوضاع الدولية والإقليمية، ورغبة الرئيس إيمانويل ماكرون في تقريب وجهات النظر بين الأميركيين والإيرانيين. والثاني، هو الغضب الفرنسي من السلوك اللبناني غير الجدي تجاه الالتزامات التي تعهد بها للحصول على المساعدات.

هموم الاتحاد الأوروبي

بالطبع، لا تسقط فرنسا من يدها أي ورقة من شأنها تعزيز موقعها وحضورها الدولي والإقليمي. ويعرف ماكرون جيداً أن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يلتقيان على غاية أساسية واستراتيجية، هي تفكيك الاتحاد الأوروبي، أو إضعافه مالياً واقتصادياً وسياسياً. وقد قرأ الرئيس الفرنسي بعناية الحملات التي شنّها ترامب على أنجيلا ميركل، وما فعله في بريطانيا، التي أنتجت شبيهاً له في التفكير وهو بوريس جونسون المتحمس جداً للخروج من الاتحاد، على نحو يتماهى به إلى حدّ بعيد مع ترامب. ولو فازت مارين لوبان في الانتخابات، لكانت فرنسا أيضاً سارت على السكة المحببة لدى ترامب ومن يماثله. يعرف ماكرون خطورة كل هذا، ولذلك يحرص على التوازن المتكامل في مختلف الملفات، أبرزها التقارب مع إيران وضرورة العودة إلى الاتفاق النووي، وعمله الحثيث كدولة أساسية على رأس الاتحاد الأوروبي، في ظل المخاطر التي تهدد تماسك الاتحاد. في موازاة صناعة هذا التوازن، يتمسك ماكرون إلى أبعد الحدود في العلاقة الجيدة مع إيران. وهو نجح في فتح المسار أمام مفاوضات غير مباشرة إيرانية - أميركية، تمهد لاحقاً إلى مفاوضات مباشرة. تنطلق فرنسا من الحرص على مصالحها الكبرى، نظراً لحجم طموحاتها في إيران. وقد نجح ماكرون في إعادة فرض الآلية المالية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لتجنب العقوبات على إيران.

علاقات باريس - الضاحية

أما في لبنان، فلا تزال فرنسا توليه أهمية قصوى، وهي الوحيد القادرة على لعب دور بارز فيه مع مختلف القوى السياسية. إذ تمتلك علاقة جيدة جداً مع رئيس الجمهورية، وعلاقة جيدة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، ومع حزب الله. بل وهناك تنسيق متكامل بين باريس والضاحية، وهناك لقاءات مستمرة ودائمة بين الطرفين للتفاهم في العديد من المواقف والقضايا. والأكيد أن باريس تريد تعزيز هذا الحضور والاستثمار في هذه العلاقات مع حزب الله.

لا موعد لسعد الحريري

وتكشف مصادر متابعة، أن البرود الفرنسي في التعاطي مع لبنان، في هذه الفترة، يعود لأسباب متعددة، أولها عدم التزام الحكومة اللبنانية بتعهداتها التي قدمتها في مؤتمر سيدر، ولا بأي من الشروط التي وضعها المؤتمر، خصوصاً في موضوع الكهرباء (الهيئة الناظمة، ومجلس الإدارة) وشروط أخرى تتعلق بالرقابة. وتؤكد المصادر أن الفرنسيين منزعجون من الرئيس سعد الحريري، بسبب بعض ممارساته في الإدارة الحكومية، الأمر الذي أدى إلى تأجيل عقد لقاء للحريري في فرنسا، وعدم تحديد موعد له في الفترة الحالية. ومن بين أسباب الانزعاج أيضاً، تؤكد المعلومات، لجوء الحريري إلى صندوق النقد الدولي للمطالبة بالحصول على قروض، من دون تنسيق مع الفرنسيين، ما اعتبرته باريس التفافاً على مؤتمر سيدر، وعلى المشاريع الاقتصادية والمالية والآليات المتفق عليها، بهدف عقد اتفاق مباشر مع صندوق النقد، واستبعاد فرنسا. أما الأمر الثاني الذي ساهم أيضاً في مضاعفة الانزعاج الفرنسي، هو رصد برنامج سيدر مبلغاً قيمته 400 مليون دولار، لشراء أسلحة فرنسية. صحيح أن المبلغ غير كبير، ولكن المسألة تبقى في رمزية "العلاقة". إذ كان يفترض بلبنان أن يشتري بهذا المبلغ أسلحة من فرنسا، لكن الذي حدث أن هناك من أقنع الحريري بتحويل هذا العقد لشراء السلاح من إيطاليا. وهذا ما دفع الفرنسيين إلى الدهشة والاستغراب من تصرفات الحريري، ويتساءلون عن الأسباب التي دفعته للقيام بهكذا تصرفات، خصوصاً أنهم أكثر من ساعده، وكان إلى جانبه في مختلف الأزمات، على ما تشهده محنة استقالته من الرياض. ويعتبر ماكرون أن له الفضل حينها في إنقاذ "التسوية"، بينما الحريري لا يتوانى عن نسب الفضل في ما جرى إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وليس إلى فرنسا. وبموازاة الانزعاج الفرنسي الذي يصل إلى حدود الغضب، تستمر الاتصالات من أجل إعادة الدفء إلى العلاقة، وترتيب زيارة الحريري إلى باريس بموعد جديد.

 

الحدث اللبناني وصمت فرنسا: غضب من فساد السلطة

نبيل الخوري/المدن/31 آب/2019

كاد التاريخ يكرر نفسه مع الرؤساء الفرنسيين في لبنان. كادت تجربة الرئيس الراحل، فرانسوا ميتران، مع قمة "مجموعة الدول السبع" تتكرر مع الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون. فقد كان ميتران يستضيف نظرائه السبع في اجتماع مجموعة الدول الصناعية الكبرى من 4 إلى 6 حزيران/يونيو 1982 في قصر فرساي، حين باشرت إسرائيل اجتياحها للبنان بهدف ضرب "منظمة التحرير الفلسطينية" وإنهاء وجودها في بيروت. هكذا، خطف موضوع الاجتياح الأضواء وفرض نفسه على الأجندة الدولية، مقللاً من وهج قمةٍ كان ميتران يعوّل عليها لبحث مسائل اقتصادية ملحة آنذاك.

تفصيل صغير

لعل ماكرون راح يستذكر تلك الوقائع المخيّبة بعدما افتتح قمة "مجموعة الدول السبع" في مدينة بياتريس الفرنسية يوم السبت 24 آب 2019، والتي اختتمت يوم الاثنين 26 آب/أغسطس. هو الذي أراد من هذه القمة التصدي لملفات دولية ساخنة، أبرزها الملف الإيراني، كان سيشعر باستياء شديد لو أدى الاعتداء الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد الماضي (والذي هو عمل عدائي محدود مقارنةً بالاجتياح)، إلى إشعال حرب فوراً. لحسن حظه إذاً أن حزب الله تريّث. فتابع ماكرون اجتماعاته مع نظرائه مرتاح البال، مركّزاً جهده وطاقته على الأولويات التي وضعها على أجندته الدبلوماسية. لم يضيّع وقته بتفصيلٍ صغيرٍ (حتى الآن)، ولم يطلق أي موقف رسمي بشأنه. بدا ذلك وكأنه عدم اكتراث لما يتعرض له لبنان "الغالي على قلب فرنسا"، بحسب المقولة العاطفية التي غالباً ما تلازم خطابات المسؤولين الفرنسيين.

إلا أن ماكرون كان منشغلاً بالوساطة التي تقودها بلاده بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران من أجل محاولة التوصل لاتفاق جديد يشمل البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية والسياسة التوسعية الإقليمية لطهران. وفيما كان منسوب التوتر يرتفع على الجبهة اللبنانية بسبب الاعتداء الإسرائيلي وتلويح حزب الله بخيار الرد، كان الرئيس الفرنسي يعلن عن إنجاز دبلوماسي يُسجل له، ويتمثل في تعبيده الطريق أمام اجتماع قمة بين الرئيسين الأميركي والإيراني، دونالد ترامب وحسن روحاني، في الأسابيع المقبلة. هذا اللقاء قد يُعقد من دون تسجيل أي نجاح. لكن الوساطة الفرنسية تحقق على ما يبدو تقدماً إيجابياً وتساهم أقله في كسب الوقت، أي في تأخير انفجار محتمل بين الأميركيين والإيرانيين. وتبشر بإمكانية الانفراج ثم التوصل إلى تسوية واتفاق جديد شامل. وهذا سينعكس بحد ذاته على الوضع في لبنان.

"سيدر" والضاحية

بعد يوم من اختتام قمة "مجموعة الدول السبع"، عاد ماكرون إلى باريس ليُلقي، في اليوم التالي (27 آب /أغسطس)، الخطاب الرئاسي التقليدي أمام مؤتمر السفراء، والذي يحدد فيه توجهات السياسة الخارجية الفرنسية ومواقفها على الساحة الدولية. على غير عادة، لم يتضمن خطاب ماكرون أي إشارة إلى لبنان. لصمته هذا أسباب تتعلق خصوصاً بالاستياء الفرنسي من أداء الحكام اللبنانيين ومن تعامل هؤلاء بشكل غير كفوء وغير جدي مع المخاطر الاقتصادية المحدقة بالبلاد. والبعض يتحدث عن غضب فرنسي من هؤلاء الحكام الذين يكتفون بمحاربة صُوَرِيّة للفساد بدلاً من مكافحة جذرية وجدية له، وهو شرط أساسي من شروط "مؤتمر سيدر".

لكن في ما يتعلق باعتداء الضاحية الجنوبية، فهناك أكثر من تفسير لما يشبه صمت الدبلوماسية الفرنسية حياله، واكتفائها بالتحرك من وراء الكواليس لمحاولة تجنب وقوع أزمة أو حرب، واقتصار موقفها العلني على كلام مقتضب للمندوبة الفرنسية المساعدة في الأمم المتحدة، آن غيغن، أوردته يوم 27 آب/أغسطس، في ختام مداخلة لها خلال جلسة لمجلس الأمن مخصصة لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعبّرت فيه عن قلق بلادها حيال تطورات لبنان، متمنيةً امتناع الجميع عن التصعيد وعن مخالفة قرارات مجلس الأمن وانتهاك "الخط الأزرق".

فإذا كان اللبنانيون يلومونها على عدم إدانتها الواضحة (إلى الآن) للاعتداء الإسرائيلي، فإن لصمتها (المؤقت) معنى يتمثل في أنها تريد من لبنان وحزب الله الالتزام بأقسى درجات ضبط النفس وعدم الرد بالمثل على انتهاك إسرائيل للقرار 1701، والاكتفاء برفع شكوى أمام مجلس الأمن، تفادياً لخطر الانزلاق نحو صراع مسلح لا يحتمله وضع لبنان الاقتصادي. كذلك، لا تريد فرنسا أن يقدّم حزب الله أي ذريعة للإسرائيليين والأميركيين، يمكن أن يستخدمونها لنسف الجهود الفرنسية في مجلس الأمن، والرامية إلى إيجاد صيغة توافقية بشأن قرار التجديد لقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان. وقد تكون هذه المسألة واحدة من أهم دوافع تحرك الدبلوماسية الفرنسية بصمت.

الكواليس الدبلوماسية

على أي حال، المشكلة لا تزال تحت السيطرة الآن. والحرب لم تبدأ بعد. وطالما أنه من الممكن احتواء المشكلة في الكواليس الدبلوماسية، فلماذا قرع الطبول والعزف على المزامير؟ وعادةً، تبدأ الوساطات الرسمية والعلنية بعد اندلاع الحروب، لمحاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وعدم تدهور الأوضاع الميدانية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأدوار الحاسمة التي لعبها الفرنسيون في شأن الصراع الإسرائيلي ـ اللبناني، أو الإسرائيلي ـ الفلسطيني أو الإسرائيلي ـ السوري على أرض لبنان سابقاً، نادرة جداً. يسجل لهم التاريخ نجاحهم الدبلوماسي في إبرام "تفاهم نيسان" الذي على أساسه توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1996. باستثناء هذا الإنجاز، لم يكن للفرنسيين دور رائد في الوساطات خلال حروب إسرائيل ضد لبنان. كان الأميركيون، من موقعهم المؤثر على حلفائهم ووكالائهم الإسرائيليين، الطرف الأقدر على التوسط لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على أرض لبنان، مع أنهم كانوا وسيطاً منحازاً.

بمعنى آخر، يجب عدم تجاهل أن محدودية تأثير فرنسا على إسرائيل، وكذلك على حزب الله من الجهة اللبنانية، تفسر بدورها التعامل الفرنسي الحذر مع الحدث الإسرائيلي ـ اللبناني المستجد.

 

إيقاع المواجهة العسكرية الإقليمية بين إيران وإسرائيل

راغدة درغام/موقع ايلاف/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78043/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

التّحوّل النوعي في تفاهمات وقواعد فك الاشتباك بين إسرائيل وإيران يفيد بأن ضبط أوتار المواجهات العسكرية لم يعد مُتاحاً وفق التناغمات والغمزات كما في السابق، وهذا يترجم نفسه في ساحات الحروب الإيرانية – الإسرائيلية بالنيابة وفي طليعتها لبنان والعراق وسوريا. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صعَّد في الآونة الأخيرة ضد أهداف إيرانية بامتياز – المباشرة منها في مواقع إيرانية في سوريا، وشبه المباشرة عبر "حزب الله" على نسق استهداف تصنيع الصواريخ الإيرانية في لبنان، وتلك ضد "الحشد الشعبي" في العراق. المعادلات على نسق "امتصاص" ردود الفعل مسبقاً، أو تحقيق "توازن الردع" و"توازن الرعب" معاً، أو إبلاغ الآخر بأن هذه أو تلك مجرد "ضربة كف" لا تستدعي الحرب، كلهذه لا ترقى الى ضمان ترجمة تكتيك التطمينات الى ضمان عدم اندلاع حرب نتيجة سوء الحسابات. قيادات "الحرس الثوري" هي التي تنفّذ تعليمات مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي وأبرزها قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني الذي يُشرف ميدانياً على ساحات الحروب بالنيابة. قد تكون المبارزة بين بنيامين نتانياهو وقاسم سليماني مضبوطة على أيقاع التهادنية التاريخية بين إيران وإسرائيل، وبالتالي لن تتطوّر الى مواجهة عسكرية بأبعد من حدودها الحالية. في إطار مثل هذا الافتراض، إذا صحَّ، لن ينفّذ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله توعّداته ذات السقف العالي ضد إسرائيل، وسيكتفي برفع معنويات قاعدته الشعبية عبر رد ما على الاعتداءات الإسرائيلية، يرافقه إجراءات تطمينية لإسرائيل في مسألة تصنيع الصواريخ. أما إذا ارتأت القيادة الإيرانية أن الوقت حان لصدّ الهجوم الإسرائيلي على المواقع والأصول assets الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان، سيؤدي الرد الذي يتوعّد به حسن نصرالله الى استدعاء حرب إسرائيلية على لبنان. القرار سيُتخذ الأسبوع المقبل، حسب المصادر التي توقّعت اجتماعاً فائق الأهمية لقيادات "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني – وربما "الحشد الشعبي" العراقي – ليس واضحاً تماماً أين، إنما بيروت مرشّحة لاستضافته إذا كان التوجه التصعيد ردّاً على الإجراءات الإسرائيلية والأميركية معاً والمُتمثلة في زيادة تضييق الخناق الاقتصادي عبر عقوبات جديدة على كيانات إيرانية ولبنانية. ففي واشنطن أيضاً سيُعقد الأسبوع المقبل اجتماع مهم حول إيران يأتي في أعقاب قمة مجموعة الدول السبع في بياريتز حيث أثبتت فرنسا مرة أخرى أنها أكثر تجميلية في سياساتها مما هي جدّية. فالرئيس مانويل ماكرون تقدم بمبادرة جمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني بدون التهيئة الدقيقة الضرورية للقاء الرئيسين، فسقطت نشوة ماكرون بإنجازاته على وجهها فور انتهاء مؤتمره الصحفي المشترك مع دونالد ترامب. أما بدعة دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بياريتز فإنها لم تكن صبيانية فحسب وإنما "غبية"، قال مصدر، نقلاً عن أجواء تقويم الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لهذه البدعة. فدول الاتحاد الأوروبي تتخبط في سياساتها الإيرانية وتناقضاتها وهي مكبّلة بشركاتها وبنوكها وسط كراهية واضحة لدونالد ترامب وإدارته وشبه غرام مستمر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر شخص وزير الخارجية.

الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية، فيديريكا موغيريني، طرحت شروطها هي باسم الاتحاد الأوروبي على أية محادثات أميركية – إيرانية إذ قالت ان الاتحاد الأوروبي يؤيد المحادثات شرط الحفاظ على الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس زائد واحد. هذا الطرح المدهش الذي يقحم شروطاً أوروبية على محادثات أميركية – إيرانية إنما يبيّن سذاجةً وانحيازاً في آن. واشنطن تريد إعادة التفاوض على الاتفاق النووي، وطهران ترفض أي لقاء أو محادثات أو تفاوض قبل رفع العقوبات عنها. ليس من الحكمة لموغيريني أو الاتحاد الأوروبي اقحام الشروط سيما تلك التي تدعم موقف طرف دون آخر في محادثات أميركية – إيرانية.

ماكرون أراد إعادة إحياء المجموعة التي فاوضت ووقّعت على الاتفاق النووي التي تضم الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، زائد المانيا 5+1 لتضمن السماح لإيران بيع نفطها تحت سيطرة دولية جازمة وذلك كآلية بديلة عن آلية "انستيكس" الأوروبية للالتفاف على العقوبات. ترامب رد عليه بالقول ان هذا ممكن إذا وافقت إيران على تغيير سلوكها الإقليمي سيما في مضيق هرمز الى جانب تلبية المطلوب منها نووياً وفي إطار الصواريخ الباليستية. وهذا ما لم توافق عليه إيران. بل ان روحاني، بعدما أوحى الى ماكرون أنه مستعد للقاء ترامب بدون شروط، عاد وطرح شرطه الأساسي وهو رفع العقوبات أولاً قبل المحادثات. إذاً، سقطت مبادرة ماكرون كما تعرّت البدعة الصبيانية.

الأخطر هو ما يتعلق بموقفيْن أوروبيين يثيرا التساؤلات. الأول، وهو: لماذا لا تحتّج دول الاتحاد الأوروبي على إصرار طهران على انشاء وإدارة جيوش غير نظامية في دول سيادية هي لبنان والعراق بل ان الدول الأوروبية تكاد تعترف بحق شرعي للنظام في طهران ان تكون له جيوش وميليشيات تابعة له في دول مستقلة. أوروبا سمحت لإيران بالتدخل العسكري في سوريا بموجب شروط الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 لأن إيران اشترطت استبعاد أدوارها الإقليمية عن المفاوضات ولأن الاتفاق نفسه قام على إبطال قرارات لمجلس الأمن منعت إيران من التوسع والتدخل عسكرياً في دول المنطقة. ثانياً، ان البلبلة الأوروبية واضحة فيما يتعلق بضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز إذ تبيّن تناقضاً آخر بتمسك أوروبا بضمان الملاحة وسط تحفّظ على قيادة أميركية لعملية حماية الشحن البحري. المانيا وفرنسا تريدان حضوراً بحرياً أوروبياً يشكّل "ردعاً" في مياه الخليج شرط أن يكون دون "استفزاز" إيران.

إذا ثابرت دول الاتحاد الأوروبي في تناقضاتها، انها ستشكل ضرراً أكبر لفكرة وجهود التفاهمات الأميركية – الإيرانية. ولعل من الأفضل لو تراجعت أوروبا قليلاً عن جهود الوساطة الدعائية لتتركها لليابان. فلا يجوز أن يصدر موقف عن الاتحاد الأوروبي يؤيد محادثات بين واشنطن وطهران لكنه يتمسك بالاتفاق النووي. هذا غير منطقي على الإطلاق بل انه سذاجة خطيرة.

من الأفضل لو تقوم دول الاتحاد الأوروبي بدور تشجيع القيادة الإيرانية على تعديل نهجها وضبط سلوكها الإقليمي والكف عن التهديدات الخطيرة التي قد تساهم في انفجار الوضع. فعراقياً، ان طهران مستمرة في تعطيل جهود رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي منح الفصائل شبه العسكرية التابعة لـ"الحشد الشعبي" المدعومة من إيران فرصة الإندماج الكامل مع القوات المسلحة العراقية وإمهالها شهراً لمغادرة الحواجز الأمنية وقطع صلاتها بالكيانات السياسية. طهران تعطّل إمساك الحكومة العراقية بالقرار الأمني والسياسي والسيادي وهي تصرّ على الاستمرار في استخدام "الحشد الشعبي" التابع لها لغايات التخريب عراقياً والتوعّد أميركياً. فأين الدور الأوروبي في دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالكف عن التدخل في شؤون العراق عبر جيوش غير نظامية، أي فصائل شبه عسكرية ذات الولاء لطهران؟

ثم هناك لبنان وخطورة الوضع فيه سيما في هذا المنعطف عقب اختراق طائرتين مسيّرتين اسرائيليتين الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي وتوعّد حسن نصرالله بالرد واستنفار إسرائيل للرد على الرد. الجيش الإسرائيلي اتهم إيران بأنها تكثّف جهود تصنيع منشآت للصواريخ دقيقة التوجه لـ"حزب الله"، كما جاء على لسان المتحدّث بإسم الجيش الإسرائيلي الذي أشار الى قرار إيران عام 2016 إحداث تغيير جوهري بانتقالها الى مشروع تحويل صواريخ موجودة الى صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، بدلاً من نقل صواريخ كاملة لـ"حزب الله". وقال ان هناك مواقع إنتاج وتحويل للصواريخ الإيرانية في عدة مناطق في الأراضي اللبنانية، كاشفاً أسماء "الشخصيات المسؤولة عن مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان".

أمين عام "حزب الله" هو الذي يَحبس الأنفاس في هذه الفترة لأنه أبلغ الجميع في خطابه الأحد الماضي أنه هو الذي يقرر متى وكيف يرد وبأي حجم على اختراق الطائرتين المسيّرتين الإسرائيليتين الضاحية، وانه هو الذي يملك قرار الحرب والسلم في لبنان. الحكومة اللبنانية اختبأت وراء الأصبع في دعمها تناول "حزب الله" المسألة. فبدلاً من إمساك زمام الأمور سيادياً، زجّتْ الدولة اللبنانية الناس في حرب أعصاب وزايدت على المزايدات بلا خطة ولا شرح وأحياناً بعشوائية خطيرة.

لبنان مهدد أميركياً أيضاً وليس فقط إسرائيلياً وإيرانياً في إطار حربهما الباردة أو تلك الساخنة بالنيابة. واشنطن أوضحت انها عازمة على تشديد العقوبات على كل من إيران و"حزب الله" وكل من يؤمِّن لهما التغطية السياسية أو المالية أو الأمنية، وأوضحت ان في حال قام "حزب الله" بعملية ضد إسرائيل استدعت الرد عليها، ستكون إدارة ترامب معها كلياً وستحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية.

وزير خارجية تركيا تشاووش أوغلو صرّح بأن ناقلة النفط الإيرانية الموضوعة تحت العقوبات الأميركية تتجه الى لبنان، لا الى تركيا. إذا استقبلت الموانئ اللبنانية هذه الناقلة، سيكون لبنان موضع عقوبات أميركية مباشرة عليه نتيجة مثل هذا الاستخفاف والاستغباء.

فالرهان على حتمية استيعاب الهفوات والمزايدات والمساومات والمواجهات بين إيران وإسرائيل أو مع الولايات المتحدة سيضع لبنان في عين العاصفة. بنيامين نتانياهو أكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان إسرائيل لن تتوقف عن اتخاذ إجراءات قاسية لإيقاف مشاريع إيران بالذات في لبنان الى جانب مشاريعها في سوريا والعراق. فلاديمير بوتين حاول أن يثني نتانياهو عن عبور الحدود، لكن الرئيس الروسي ليس في وارد تبني مواقف معادية لإسرائيل لأن هذا ليس في المصلحة الروسية. فعلى لبنان أن يراجع حساباته قبل التهوّر الى المواجهة.

 

رهانٌ دولي وعربي على الجيش

أسعد بشارة/الجمهورية/31 اب 2019

لا يمكن وصف قرار الجيش بإطلاق النار على طائرتي «درون» إسرائيليّتين، بأنه قرار يمكن أن يُحدث فرقاً في المعادلة العسكرية التي سرت بعد صدور القرار 1701، حيث تخرق إسرائيل الأجواء اللبنانية، بالطيران الحربي والاستطلاعي على مدار الساعة، لكن تكمن اهمية هذا القرار في أنه وضع في الواجهة داخلياً وخارجياً صورة السلاح الشرعي، وهي صورة تساعد في تلافي التصعيد الذي قد ينتج من اعتداء الضاحية الجنوبية. تضع مصادر عسكرية ما حصل ضمن إطار تنفيذ امر أصدره قائد الجيش العماد جوزف عون، الى جميع الألوية في الجيش بالتصدي للطائرات الاسرائيلية ضمن نطاق عملها وبما يتوافر لديها من اسلحة مناسبة، دفاعاً عن مراكز الجيش، وتشير الى أنّ ما حصل تمثل في قيام مركز عديسة بإطلاق النار على «الدرون» الاولى، من داخل المركز اما ما تم توزيعه من صور على وسائل التواصل، فحصل في نقطة مراقبة تبعد عن المركز حوالى 200 متر، حيث قام العسكريون بإطلاق النار من الاسلحة الخفيفة، وهذه الصور وإن كانت لها رمزية معينة، فهي لا تعكس الصورة الكاملة. واعتبرت المصادر أنّ الامر ليس بجديد على الجيش الذي تعرض عام 2006 لاعتداءات اسرائيلية اسقطت له شهداء وجرحى، والذي بادر الى مواجهة الخرق الاسرائيلي الحدودي بالقوة في العديسة.

واشارت المصادر الى انّ الجيش بحال جهوزية، بعد حادثة الضاحية، وهو يكثف تعاونه وتنسيقه مع قوات الطوارئ الدولية، المنوط بها مراقبة تنفيذ القرار 1701 بمؤازرة الجيش، وهي مهام تنفذ على طول الحدود وفي مناطق عمل قوات الطوارئ من دون ايّ مشاكل تذكر، والعلاقة مع «اليونيفل» لا بديل منها، في اطار حفظ الاستقرار. تجاوزاً لقرار قيادة الجيش الرد على الطائرات الاسرائيلية، تقرأ اوساط دبلوماسية هذا التطور من زاوية تعزيز حضور الدولة، انطلاقاً من دور مؤسسة يجمع عليها الكثيرون في الداخل والخارج، كما يجمعون على دورها في ضمان الاستقرار على الحدود، سواء في مواجهة الارهاب على الحدود السورية، او في ضمان تطبيق القرار الدولي على الحدود الجنوبية.

تعود الاوساط الديبلوماسية الى معركة الجرود، حيث أثبت الجيش قدرته على القيام بمعركة نظيفة، على الرغم من التشويش الداخلي الذي تعرض له قبل المعركة وبعدها، فرغم القرار السياسي الذي قيّد يد الجيش، خيضت هذه المعركة، وسجّلت المؤسسة العسكرية في سجل انجازاتها، حقيقة انها تستطيع ضمان الامن في الداخل وعلى الحدود، وقد ترجم هذا الإنجاز الى المزيد من التعاون الدولي والعربي مع قيادة الجيش، وسجلت زيارات هامة لقائده الى اكثر من عاصمة، في ترجمة واضحة لقرار عربي ودولي باعتبار هذه المؤسسة العمود الفقري للاستقرار.

وتكشف هذه الأوساط انّ للجيش دوراً اساسياً في المساعدة على الخروج من ازمة ما بعد طائرات الضاحية، حيث ينظر له بشكل مختلف عمَّن يمسكون زمام السلطة، على الرغم من انه يأتمر بأوامرها، فالجيش أثبت قدرته على تنفيذ اصعب المهمات، وعلى المرور في الكثير من حقول الألغام، دون أن يصاب بسهام اللعبة السياسية الداخلية، وما تشهده من سلبيات. وتختم الاوساط الديبلوماسية بالتأكيد على انّ المناخ الدولي يستمرّ بالرهان على المؤسسة العسكرية من جهة وعلى القطاع المصرفي من جهة ثانية كون هذين القطاعين، يشكّلان اساس الاستقرار الذي لا يريد ايّ طرف دولي او إقليمي التلاعب به، وبما يتعلق بالجيش، فالمهمة الملقاة على عاتقه اكثر حساسية، في ظل ارتفاع منسوب المخاطر، ودخول لبنان مرحلة تلقّي أزمات المنطقة، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي لا توجد أيّ ضمانة بالخروج منها بشكل آمن.

 

جعجع لن يستثني أحداً... والأحد لناظره قريب!

جنى جبّور/نداء الوطن/31 آب 2019

إنتهى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع من خط كلمته التي سيلقيها غداً، وستلخص خريطة مواقف حزبه على كل الأصعدة. كذلك، استعدت معراب لاستقبال أكبر عدد من المشاركين في قداس شهداء "المقاومة المسيحية" هذه السنة، ولن يتضمن الحضور ممثلاً لرئيس الجمهورية ميشال عون على خلفية أنّ كلمة جعجع أحرجت ممثل الرئيس العام الماضي.

سبعة عناوين أساسية تلخص كلمة جعجع في الذكرى التي ينظمها "الحزب" تحت عنوان "ما راحوا"، في معراب. جعجع لن يطلق ما وصفه البعض بـ"معارضة الداخل" ولن يروي حكاية غير مقتنع بتفاصيلها كما روج آخرون، بل كما جرت العادة، سيستهل جعجع حديثه بكلماته الوجدانية والتحية الى روح الشهداء، متوجهاً إليهم بالقول: "راحوا من الوضع السيئ والهريان الذي يعاني منه البلد، إلّا أنّ تضحياتهم وشهادتهم أبقت الوطن وستستمر بالدفع لقيام الجمهورية القوية التي استشهدوا من أجلها".

لن تمر حادثة طائرتي الضاحية الجنوبية من دون أن يتطرق جعجع الى أهمية "القرار الاستراتيجي" الذي يجب أن يكون ممسوكاً من جانب الدولة اللبنانية، مشيراً إلى الإستهتار وعدم المسؤولية التي يتعاطى بهما المسؤولون إزاء المواضيع الحساسة المتعلقة بسيادة لبنان واستقراره وأمان كل اللبنانيين، خصوصاً أنّ مسائل الحرب والسلم، والسيادة والاستقلال لا تتجزأ، وحان وقت التعامل معها بمسؤولية وطنية لأنه من المرفوض أن يبقى القرار خارج نطاق الدولة، ومن المرفوض أن يستمر الشعب اللبناني بدفع أثمان غيره على أرض لبنان، بسبب نية قوى سياسية باستباحة الأرض اللبنانية لحسابات غير لبنانية.

لهجة جعجع ستكون حادّة جدّاً في ما يتعلق بقيام الدولة ومحاربة الفساد والعمل بحسب القوانين واحترام الدستور. وسيتوجه الى من يتمسك بمبدأ المحاصصة ويبتعد عن المعايير المطلوبة لقيام دولة فعلية، خصوصاً أنّ الوضع بات يتردى أكثر وأكثر بسبب المجموعات السياسية التي توعدت أن تغيّر ذهنية الفساد عند استلامها السلطة، ليصبح الوضع أسوأ منذ استلامها ما أدى الى "قرف" المواطن نتيجة انهيار الدولة أمامه واستخفاف القوى السياسية بتحمل مسؤولياتها الوطنية.

لن تغيب عن الكلمة تداعيات انتخاب عون رئيساً للجمهورية، وقد يترك كلامه في هذا الصدد شرخاً في البيت العوني، مع وجود فريق في "الوطني الحر" يؤمن بالمصالحة ولا بد أن يقتنع بكلام رئيس "القوات". وسيشرح جعجع الأسباب التي دفعت الى انتخاب عون من مبدأ الرهان على ضرورة بناء الدولة والشراكة انطلاقاً من ثوابت الترشيح التي أعلنها أمام عون في معراب. وكان رهان "القوات" أن يقلص انتخاب عون حجم الدويلة انطلاقاً من تعهده بتطبيق المبادئ العشرة التي أُعلنت، إلّا أن الأمور جرت بما لا تشتهيه "القوات"، ما منعها من تطبيق الاستراتيجية التي كانت قد حددتها لدعم العهد.

العنوان السادس في كلمة رئيس "القوات" سيكون عن "الخفة السياسية وبهلوانيات بعض الأطراف السياسية التي تتعاطى من دون مسؤولية، ضاربةً القيم السياسية طول الحائط وعرضه، وتسير باتجاه إثارة الفتن السياسية.

أمّا العنوان الأخير فيتعلق بـ"القوات اللبنانية" ومقاربتها للأمور بمسؤولية وطنية، والتزامها بالقوانين والدستور، وتشكيلها نموذجاً يحتذى به، وقد برهنت ذلك نيابياً ووزارياً في ممارسة الشأن العام. كما أنّ "القوات" تهتم بالشراكة الحقيقية وفق شروط معينة، لأنه لا يمكن تحقيق شراكة وتمثيل مسيحي حقيقيين من دون وجود الدولة وفي ظل سيادة منتقصة. ويختم جعجع كلمته بتحية إلى الشهداء الأبرار وإلى روح البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي يعني لـ"القوات" ما يعنيه.

 

نظام ماكرون العالمي الجديد

إميل أمين/الشرق الأوسط/31 آب/2019

حين تسيدت الولايات المتحدة العالم عقب انتهاء الحرب الباردة في أوائل تسعينات القرن الماضي، أعلن الرئيس بوش الأب أن نظاماً عالمياً جديداً أحادي القطبية قد استعلن، وعلى الرغم من أن التجربة الإمبراطورية الأميركية فاقت منعة وقوة نظيرتها الرومانية، فإنه من الغريب والمثير وما يستدعي علماء الاجتماع والعلوم السياسية تدارسه، أنها لم يطل بها المقام منفردة بمقدرات الكون لعقدين، في حين دانت البشرية للرومان قروناً عدة وليس عقوداً.

طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تساءل الكثيرون «هل انتهى عصر الهيمنة الأميركية المنفردة، وحان الوقت لظهور أقطاب دولية أخرى تعدّل وتبدّل من الخريطة الجيواستراتيجية التقليدية؟».

كثرت الاجتهادات في واقع الحال، وتباينت الردود، ولا سيما في الداخل الأميركي، وتحدثت قامات مثل ريتشارد هاس، أحد أهم المنظرين للسياسة الأميركية الخارجية، عام 2008 وعبر مجلة «الفورين بوليسي» ذائعة الصيت بالقول إننا مقبلون على عالم متعدد الأقطاب، وليس أحادي القطبية.

كان من الواضح أن العالم تغير بالفعل، لكن لم يكن أحد من الدائرة الحضارية الغربية قد تحدث بصراحة عن نهاية الهيمنة الغربية على العالم وبداية مرحلة مغايرة من التوازنات الدولية.

قبل بضعة أيام وخلال لقائه السنوي مع سفراء بلاده العائدين إلى مهامهم عقب انتهاء إجازة الصيف، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصارح أميركا وأوروبا بحقيقة جلية عن قلب العالم الذي تحرك، وعن زمن الحصاد الذي حان، وعن عالم جديد يولد من الرحم القديم، حتى وإن لم يكن على هوى أصحاب الدوائر الإنسانوية والعلمية السابقة.

يقرّ الرئيس الفرنسي بأن الغرب يعيش بلا شك نهاية زمن الهيمنة على البسيطة برمتها، بعد أن اعتادوا على الإمساك بزمام الأمور منذ القرن الثامن عشر، وذلك حين كانت الهيمنة فرنسية في أول الأمر بفضل عصر الأنوار، واستمرت السيادة والريادة إلى أن وصلت إلى بريطانيا من جراء ثورتها الصناعية الكبرى، إلى أن وصلت إلى الولايات المتحدة التي عرفت بقوتها الاقتصادية وثروتها العلمية والتكنولوجية من الأرض إلى الفضاء.

ما الذي تغير وبدّل الأوضاع وغيّر الطباع؟

غالباً أنها الأفكار، محركات التاريخ، ومشاعل دروب الإنسانية، حين تشتعل تنير لحامليها، وحين تنطفئ تخبو حظوظ تابعيها، هذا ما يمكن للمرء استنباطه من حديث ماكرون، الذي أشار إلى أن أخطاء الغربيين هي التي فتحت الباب واسعاً للروس والصينيين للدخول إلى عالم الاقتصاد والنجاحات الكبيرة؛ ما مكّن لهم من عودة جديدة إلى العالم القديم، فروسيا تجد مرة أخرى لها موطئ قدم في أفريقيا، والصين تنافسها بقوة الردع النقدي وليس النووي، بينما حصص الأوروبيين والأميركيين في القارة السمراء على سبيل المثال تتراجع.

تصريحات ماكرون الأخيرة ضرب من ضروب المكاشفة والمصارحة غير المسبوقة، ولا سيما أنه يلفت إلى حقيقة الصراعات الخفية والظاهرة على الصعيد الدولي: «الصين وروسيا اكتسبتا قدرة في العالم لأن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة كانت ضعيفة... أعلنّا خطوطاً حمراء، لكنهما تجاوزتاها ولم نرد، وعلمتا ذلك».

حديث ماكرون الذي يجيء بعد أسابيع قليلة على زيارة الرئيس بوتين إلى فرنسا يطرح علامة استفهام لها وجاهتها في الوقت الحاضر: «هل حان أوان ولادة أوراسيا، كحاجة جوهرية إلى مواجهة التغيرات المثيرة والمخيفة التي باتت صحوة التنين الصيني تمثلها بالنسبة للأوروبيين وربما للروس أيضاً؟».

إنه حلم شارل ديغول يكاد يغازل فؤاد ماكرون وعقله من جديد، وحدة جغرافية وديموغرافية من الأطلسي إلى جبال الأورال، وحدة يمكن بدرجة ما أن تكون بديلاً للتفرد الأميركي وهيمنة العم سام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة.

جزء من التفكير الأوروبي الأرسطي في قاعدته الفكرية ينطلق من براغماتية آنية، إن جاز التعبير، تأخذ في حساباتها المخاوف من التعاظم الصيني، القريب من أوروبا، بل المهدد لروسيا دون مواراة أو مداراة.

رؤية ماكرون وتصريحاته الأخيرة زلزال يضرب أوروبا، ويطلق تاريخاً جديداً لما بعد سقوط حائط برلين، والرجل يقرّ ويعترف بأن الجانب الأوروبي ومنذ توحيد أوروبا أسس لعلاقة مع روسيا قائمة على عدم الثقة، في حين أن روسيا في أوروبا.

من الواضح أننا سنشهد طرحاً أوروبياً جديداً الأيام القادمة، طرحاً أوراسياً يرى أنه لا يمكن التأسيس للمشروع الأوروبي، ابن الحضارة الغربية التي يؤمن بها الأوروبيون، من دون أن يعيدوا التفكير بعلاقتهم مع روسيا، بل إن التفكير الجديد يدرك أن لروسيا بدورها مصلحة في علاقة جذرية ما مع الأوروبيين، فروسيا ضعيفة في مواجهة الصين أمر ليس محبوباً أو مرغوباً.

على الأبواب، يمكننا أن ننتظر استطلاعاً استراتيجياً لأوراسيا الجديدة وإن لم تأخذ الاسم، بل الأهم هو المضمون، ضمن رؤية وشروط معينة، وإلا ستبقى أوروبا مسرحاً لمعركة استراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، بحسب ماكرون.

هل ستضحى أوراسيا بديلاً عن الناتو في نظام ماكرون العالمي الجديد، وكيف سيكون الرد الأميركي والصيني؟

إلى قراءة قادمة.

 

مفاوضة السم الزعاف؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/31 آب/2019

مساء السبت الماضي جرت مناقشات حامية بين الرئيس دونالد ترمب وزعماء الدول الكبرى السبع «G 7» في بياريتز عندما حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إقناع الرئيس الأميركي بإعطاء فترة سماح جديدة للدول الثماني لكي تستورد كميات قليلة من النفط الإيراني، بما يساعد على دفع الوساطة الفرنسية إلى الأمام، لكن ترمب كان متصلباً فوافق على فترة سماح ترفع نسبة مبيعات إيران إلى 700 ألف برميل فقط.

بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، أي يوم الأحد الماضي، قال ماكرون إن محادثات مجموعة الدول السبع هيّأت ظروفاً لعقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي ترمب والإيراني حسن روحاني، وتوالت التصريحات التي توحي بأنه تم التفاهم على عقد هذا اللقاء الذي يمكن أن يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل!

قبل الحديث عن هذا التبدل، والتطرق إلى تصريحات ترمب وروحاني، يتعيّن السؤال: ماذا جرى وبدّل المواقف؟

هنا تقودنا التقارير إلى ذلك الاجتماع الذي حصل بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي دعاه ماكرون إلى بياريتز، بعد موافقة ترمب طبعاً، وقد أُعلن عن ذلك صراحةً، وبين زملائه الفرنسيين والألمان والبريطانيين، وقد استمر ثلاث ساعات، ثم أعقبه اجتماع لمدة نصف ساعة مع ماكرون، وكان من الواضح كما تؤكد التقارير أن الدبلوماسية السرية، وضعت أجوبة عن أسئلة كثيرة ضرورية تمهيداً للتصريحات الإيجابية من ترمب وروحاني!

محمد جواد ظريف قال إنه قدّم أفكاراً إلى الفرنسيين وأنهم قدموا له أفكاراً بدورهم، ما هذه الأفكار؟ إنها بالطبع تتناول المسار الذي ستتبعه الأمور في حال تم الاجتماع بين ترمب وروحاني، والشروط التي يجب الالتزام بها، ومن الواضح تماماً أن الاجتماع استغرق كل هذا الوقت، لأن ظريف كان على الخط مع طهران ليعرف بماذا سيلتزم، ولأن نظيره الفرنسي لو دريان كان على اتصال مع الأميركيين ليعرف بماذا سيعِد!

إنها وساطة ماكرون في كواليس قمة السبع الكبرى، التي نجحت في أن تفتح الباب نصف فتحة، وهكذا قرأ العالم وفي وقت متقارب جداً تصريحات ترمب في مؤتمره الصحافي المشترك مع ماكرون، التي جاءت موازية تقريباً لتصريحات روحاني في طهران يوم الاثنين الماضي!

قال ماكرون إن محادثات القمة هيّأت للقاء محتمل بين ترمب وروحاني، في حين قال الرئيس الأميركي إنه مستعد للقاء روحاني، وإذا كانت الظروف مناسبة فسيوافق على ذلك، والمطلوب من إيران هو امتناعها عن امتلاك أسلحة نووية أو صواريخ باليستية، وأن يكون الاتفاق النووي الجديد أطول من سابقه، بما يعني صراحةً أن على إيران أن توافق على اتفاق جديد خلافاً لكل إعلاناتها عن التمسك بالاتفاق المعقود عام 2015 والذي وصفه ترمب بأنه كارثي وسخيف.

بدا ترمب مستعجلاً في إعطاء طهران شهادة حسن سلوك بالقول إنها لم تعد تلك الدولة التي كانت في بداية عهده راعية للإرهاب في العالم ومنخرطة في 18 موقعاً للنزاعات في العالم، وكانت وسيلتها فيها الميليشيات الطائفية، موضحاً أنه لا يريد تغيير النظام ولكن تغيير سلوك النظام!

في المقابل كان روحاني يستبق هذه «التحية»، عندما لوّح باستعداده للقاء ترمب، بعدما كان المرشد علي خامنئي يقول: «لا تفاوض ولا حرب وإن التفاوض مع ترمب سمُّ زعاف»، معلناً أنه لن يتردد في الجلوس مع أي شخص لمصلحة البلاد، ويجب استخدام كل أداة لمصلحة البلد، معترفاً بالظروف الصعبة التي خلقها «ضغط العدو»، وأنه لا توجد وسيلة أخرى غير تنمية البلاد، وأضاف: «إن الطريق صعب لكنه يستحق المحاولة»، بما يعني ضمناً أن إيران قَبِلَت بمواجهة شروط صعبة!

ماكرون الذي كشف أنه يطمح إلى عقد اجتماع بين ترمب وروحاني بحضوره، يقول إن روحاني كان قد أبلغه هاتفياً أنه منفتح على عقد اجتماع مع ترمب، لكنه تعمّد الإعراب عن التحفظ عندما قال إنه «لم يتم شيء والأمور في غاية الهشاشة... وإن هناك أمرين مهمّين للغاية بالنسبة إلينا: يجب ألا تحصل إيران على أسلحة نووية، وينبغي ألا تهدد الوضع الإقليمي».

يوم الثلاثاء بدأت الأمور تتغيّر عندما أعلن روحاني في خطاب موجه إلى الرأي العام الإيراني هدفه الظهور في مظهر مَن يخرج من الأزمة منتصراً، أنه مستعد دائماً للحوار ولكن على الولايات المتحدة أولاً أن ترفع العقوبات غير القانونية وغير العادلة المفروضة على إيران، وأنه إن لم ترفع العقوبات وترفض المسار الخاطئ الذي اختارته فلن نرى أي تطورات، إذ إن التطورات الإيجابية تبقى في يد واشنطن!

كان واضحاً تماماً أن هذا الكلام يستهدف حفظ ماء الوجه، لأن النظام لا يريد بالتالي ألا يبدو في موقع المنهزم الذي أذعن للعقوبات الأميركية، ولكن لم يكن ظريف ليذهب إلى بياريتز لولا تشجيع النظام، ولم يكن روحاني ليعلن رغبته في لقاء ترمب لولا مباركة المرشد خامنئي. ولكن كلام روحاني واشتراطه رفع العقوبات أولاً سيضع الرئيس ترمب في موقع المنهزم، الذي أذعن أخيراً ورضخ لشروط طهران برفع العقوبات، فهل يقبل ترمب عشية الدخول في معركة تجديد ولايته الرئاسية أن يظهر في مظهر المنهزم، خصوصاً بعدما دأب في الأشهر الأخيرة على الإعلان أن الإيرانيين يرغبون في الجلوس والتحدث؟

الجواب جاء سريعاً ومزدوجاً، أولاً عندما أعلن مستشار الأمن القومي جون بولتون مباشرةً بعد كلام روحاني، أن إعلان ترمب عن استعداده للتفاوض مع إيران لا يعني تغيير الموقف الأميركي تجاه طهران، ولا يعني أن إيران ستحصل على فوائد اقتصادية فقط مقابل كفّها عن أعمال لم يكن عليها أن تقوم بها أصلاً. إذا كان هناك صفقة شاملة يتم رفع العقوبات، وعندما يكون النظام في طهران مستعداً للتفاوض حول ذلك سيكون هناك اجتماع. أما الجواب الثاني العلمي فكان إعلان واشنطن عن اتخاذ عقوبات جديدة ضد شركتين قالت إنهما على صلة بالحكومة والمؤسسات العسكرية الإيرانية.

لكن النظام الإيراني يسعى عملياً لكي لا يظهر في مظهر من قَبِل أخيراً مفاوضة «الشيطان الأكبر» وشرب كأس السم الزعاف، لهذا أُعلن في إيران، الأربعاء، أن 80 نائباً وقّعوا على بيان ينتقد روحاني لأنه يخالف مواقف المرشد خامنئي «الرافض للتفاوض مع الإدارة الأميركية، لأن التفاوض معها سم قاتل»، لكن روحاني رد في اجتماع الحكومة، يوم الأربعاء الماضي، بأنه «لا يمكن لإيران أن تعزل نفسها عن العالم وأن العلاقات مع الخارج مهمة جداً وينبغي التحدث والتعاون مع دول العالم».

ترمب يطالب باتفاق جديد طويل الأمد وبالحد من التجارب الصاروخية وبوقف سياسات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة، فهل يمكن أن يرفع العقوبات ويجلس منتظراً من طهران أن تلتزم ما وعدت به؟ ثم لماذا يتحفظ ماكرون ويضع الشرطين المشار إليهما مثلاً؟

من الواضح أن إيران ذهبت إلى قبول اللقاء بعدما راقبت تطورات الوضع الانتخابي السيئ للديمقراطيين، ما يؤكد أن ترمب عائد إلى البيت الأبيض، فهل يمكنه أن يبدأ عهده الجديد بلحس الموقف الأساس الذي هيمن على كل فترة عهده الأول؟

الأسئلة كثيرة وستتزايد مع ارتفاع المزايدات السياسية لأغراض داخلية في إيران تحديداً، والأجوبة عن كل هذا رهن بالوقت وتطور الموقف.

 

حال حرب في المنطقة

خيرالله خيرالله/العرب/01 أيلول/2019

من بين الأسئلة التي لم تعد من حاجة إلى طرحها هذه الأيّام، هل المنطقة في حال حرب؟ نعم، إنّها في حال حرب ولكن على طريقة الحروب الجديدة التي لا حاجة فيها إلى استخدام السلاح إلّا في حالات استثنائية من نوع الضربات التي توجهها إسرائيل إلى الوجود الإيراني وتوابعه في الأراضي السورية والعراقية وحتّى في لبنان حين تدعو الحاجة إلى ذلك. من الواضح أنّ لإسرائيل حسابات خاصة بها. هذا ما يفترض في بلد مثل لبنان إدراكه. هذه الحسابات مرتبطة بالحسابات الأميركية وهي في معظم الأحيان مكملة لها. لكنّها في النهاية حسابات إسرائيلية. لذلك، نجد كلّ هذا التأييد الأميركي لكلّ ما تقوم به إسرائيل في المنطقة.

يحصل ذلك في ظلّ قبول عربي ضمني للوضع السائد، في معظم الأحيان، بعدما وفّرت إيران كلّ ما تحتاج إليه الدولة العبرية كي تسرح وتمرح حيث تشاء وكيفما تشاء وكي تجعل القضيّة الفلسطينية قضيّة منسية، أقلّه في المدى المنظور.

في وجه الخطر الإيراني الذي يهدّد كلّ مجتمع من المجتمعات العربية، لم يعد من حاجة إلى ممارسة المزايدات في المجال الفلسطيني. صار على كلّ دولة عربية لا تزال فيها حكومة مركزية قويّة النظر إلى مصلحتها أوّلا. تقضي هذه المصلحة بحماية نفسها ومجتمعها من كلّ ما يهدّدهما، خصوصا من خطر إثارة الغرائز المذهبية التي تبقى العنصر الأهمّ في الهجمة الإيرانية على دول الجوار وما هو أبعد من دول الجوار…

هناك على الأرض، حرب إيرانية، وهناك حرب إسرائيلية، وهناك حرب أميركية. تصبّ كلّ هذه الحروب في حرب واحدة تستهدف تمزيق الشرق الأوسط إربا بعدما تبيّن بالعين المجرّدة أن الدولتين الأهمّ فيه، أي سوريا والعراق، هما دولتان فاشلتان لن تقوم لهما قيامة يوما.

من أولى نتائج هذه الحروب كان وضع القضيّة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني على الرف. ليست فلسطين والقدس، بالنسبة إلى إيران، سوى مادة تجارية تستخدم في لعبة المزايدة على العرب بهدف إحراجهم. أمّا الحرب الحقيقية لإيران، فهي في العراق وسوريا ولبنان. وهذا ما كشفه باكرا للعالم، وللعرب أيضا، الملك عبدالله الثاني عندما تحدّث في تشرين الأوّل– أكتوبر2004 عن “الهلال الشيعي” وذلك في حديث إلى صحيفة “واشنطن بوست”.

قامت الدنيا وقتذاك ولم تقعد على العاهل الأردني الذي قصد في الواقع الهلال الفارسي، بمعناه السياسي والعسكري وليس الديني والمذهبي، الذي تحاول إيران تكريسه مستفيدة من سقوط النظام العراقي في العام 2003 واندفاع ميليشياتها للسيطرة على السلطة في بغداد في ظلّ تواطؤ أميركي مكشوف مع النظام الإيراني. هذا النظام الذي خرج رابحا وحيدا من سقوط العراق بفضل الدبابة الأميركية. كان لا بدّ من انتظار أيلول– سبتمبر من العام 2014 حتّى تقول إيران بالفم الملآن إنها صارت تتحكّم بأربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت… وصنعاء. هذا معناه أنّها ذهبت إلى ما هو أبعد من الهلال الشيعي وبلغت اليمن في شبه الجزيرة العربية.

تظلّ هذه الحرب الإيرانية القائمة على فكرة الميليشيات المذهبية العراقية، واللبنانية، والسورية إلى حدّ ما، حربا بالوكالة بدأت تأخذ بعدها الحقيقي بعدما أخذ المشروع التوسعي لطهران مداه في ظلّ صعود “الحشد الشعبي” في العراق والتقدّم الذي حققه “حزب الله” في لبنان، خصوصا بعد الانتخابات النيابية الأخيرة في أيّار – مايو 2018، وهذه انتخابات أسفرت نتيجتها عن وجود أكثرية في مجلس النوّاب يحرّكها “حزب الله” الذي عرف كيف يسوّق قانونا انتخابيا يخدم أهدافه.

يبدو مسموحا لإيران التصرّف في العراق وسوريا ولبنان، بما يخدم مشروعها التوسّعي. لم تكن هناك في يوم من الأيّام أي اعتراضات أميركية وإسرائيلية حقيقية على وجودها في لبنان الذي فضّل الأميركيون الانسحاب منه بهدوء في العام 1983 بمجرّد تفجير مقر المارينز قرب مطار بيروت.

ما الذي جعل أميركا وإسرائيل تستفيقان على الوجود الإيراني في العراق وسوريا ولبنان في ظلّ دور روسي عجيب غريب ليس معروفا هل يمكن أن يصبّ في نهاية المطاف في أيّ اتجاه إيجابي؟

هناك لعبة جديدة في منطقة دخلت حال الحرب. اسم هذه اللعبة الخطوة خطوة في التصعيد. خطت إيران خطوة في اتجاه لعب دور يفوق بكثير حجمها على الصعيد الإقليمي، أكان ذلك عبر صواريخها البعيدة المدى أو الطائرات المسيّرة. الأكيد أن هناك خطوطا تجاوزتها بالنسبة إلى أميركا وإسرائيل التي بدأت تعي معنى الوجود الإيراني في العراق وأبعاده وتحوّل العراق إلى قاعدة خلفية للوجود الإيراني في سوريا ولبنان أيضا.

هناك حرب قائمة في المنطقة. إيران تقاتل على طريقتها، كذلك إسرائيل وأميركا. ليس ما يشير إلى أن أميركا ستذهب إلى أبعد من دعم الضربات التي تشنها إسرائيل في العراق وسوريا ولبنان. هناك إدارة أميركية برئاسة دونالد ترامب لا تريد حربا وتؤمن بأن العقوبات المترافقة مع الضربات الإسرائيلية ستؤدي غرضها.

تكمن مشكلة إيران بكلّ بساطة أن حربها على شعوب العراق وسوريا ولبنان لا تهمّ أميركا وإسرائيل ما دامت هذه الحرب لا تشكلّ تهديدا لأمن الأخيرة. جديد الأسابيع القليلة الماضية أنّ المعادلة بدأت تتغيّر بعدما أخذ الأميركيون والإسرائيليون موضوع الصواريخ الدقيقة التي لدى إيران ولدى “حزب الله” مأخذ الجدّ في ظلّ وجود برنامج للطائرات المسيّرة لدى الطرفين اللذين هما عمليا طرف واحد.

ماذا سيفعل لبنان في ظل هذه المعادلة المعقّدة، خصوصا أن الوضع فيه ليس ميؤوسا منه كلّيا كما الحال في سوريا والعراق؟ الثابت أنّ عليه أن يأخذ على محمل الجدّ مسألة العقوبات الأميركية على مصرف لبناني هو “بنك جمال تراست”. لن تؤثر العقوبات على المصارف اللبنانية ولا على النظام المصرفي اللبناني، أقلّه في المدى القريب، لكنّها تبقى جرس إنذار لا بدّ من التنبّه له.

يبدو المعنى العميق لما حصل أنّ على لبنان أخذ التحذيرات الأميركية بمنتهى الجدّية. إذا كانت إسرائيل أرسلت قبل أسبوع طائرتين من دون طيّار في اتجاه الضاحية الجنوبية، فإنّ الإدارة الأميركية سارعت إلى كشف أنّ العقوبات على إيران و”حزب الله” ليست مزحة وأنّ كلّ استخفاف بما تقوم به ليس في مصلحة لبنان. هل يعي المسؤولون اللبنانيون أنّ هناك حربا دائرة في المنطقة وأنّ ليس أمامهم سوى ممارسة الحذر. هل في استطاعة لبنان في السنة 2019 ممارسة الحكمة وأن يتذكّر أنّه استطاع بفضل الحكمة والابتعاد عن المزايدات الرخيصة الحفاظ على نفسه وسلامة أراضيه في خضمّ حرب حزيران – يونيو 1967… هل فات أوان الحكمة والتعقل؟

 

لماذا أقال خامنئي «مخزن الأسرار» الإيراني في سوريا ولبنان؟

القدس العربي.31 آب/2019

رغم عناصر المواجهة المعلنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فمن الواضح أن هناك جوانب خفيّة وسرّية كثيرة في هذه المواجهة يصعب ربط خيوطها المتشابكة ببعضها.

إحدى هذه العناصر التي كان يمكن أن تمضي من دون ملاحقة، لولا التوقيت الذي حصلت فيه، هي إقالة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لمحمد حسن أختري، «الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت»، والذي يعتبر «الصندوق الأسود» لكل الأسرار التي تتعلّق بنشأة «حزب الله» اللبناني، والعلاقات مع النظام السوري، والترابط بين هذه الأطراف الثلاثة والجغرافيا التي تشملها.

شغل أختري منصب سفير إيران في سوريا لمدة 14 عاماً وذلك في فترتين خطيرتين، الأولى بدأت منتصف الثمانينيات واستمرت قرابة 11 عاما والثانية كانت بعودته «سفيرا» لطهران عام 2005، وقد شهدت المرحلة الأولى العمل في لبنان على شقّ «حركة أمل» الشيعية وتأسيس «حزب الله»، وبناء الشبكة العميقة لمستقبل السيطرة الإيرانية على سوريا، فيما تناظرت المرحلة الثانية مع سنة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري واستكمال بناء القدرات العسكرية لـ«حزب الله»، ويبدو أن هذه التداعيات الارتدادية لعملية الاغتيال، وطريقة تصرّف أختري في التعبير عن النفوذ الهائل لإيران في سوريا وجدت خطّ ذروة انتهى برحيله عن دمشق وتعيين طهران سفيرا جديدا مطلع عام 2008.

يكشف توقيت إقالة شخص بهذه الدرجة الكبرى من الأهمية علاقة بما يحصل حاليّا ضمن جغرافيتين متقاطعتين، الأولى تتعلق بمجال اشتغال أختري، وهو منطقة سوريا ـ لبنان، والثانية تتعلق بمجال اشتغال القياديّ الإيراني الأشهر الجنرال قاسم سليماني، الذي يشرف على مجمل عمليات إيران العسكرية والأمنية من «الهلال الشيعي» وصولا إلى اليمن، من دون أن ننسى طبعا المعركة الأكبر التي تخوضها إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

العنصر المهم المفيد في تحليل الواقعة هو أن الشخص البديل في موقع أختري هو رضا رمضاني، الذي كان يعمل لمدة 12 عاما رئيسا لـ«الاتحادية الأوروبية الإسلامية لعلماء الشيعة، والتي تتخذ من مدينة هامبورغ الألمانية مقرا لها، وهذا الاختيار يمكن تفسيره بأن الاستراتيجية الإيرانية حاليّا مركزة على التعامل مع أمريكا وأوروبا، وهو ما يجعل حركة «حزب الله» اللبناني، وباقي الميليشيات المحسوبة على إيران والموزعة على الخارطة العربية، رهنا بتلك المعركة الكبرى، وليس العكس، وأنه ما دام الخطر يحيق بإيران فالمطلوب هو تركيز الجهود على درء هذا الخطر وليس الانغماس في الشؤون المحلّية لأي ميليشيا بحيث تنخفض قيمة أي مسؤول إيراني «مختص» حصرا بتلك الشؤون، ويوليها أهمّية أكثر من اللازم.

يتلاقى خطّ «مصالح إيران أوّلا» مع خط «مصالح أمريكا أولا»، وكما أن إيران تحتاج إلى خبراء مثل رضا رمضاني أكثر من محمد حسن أختري، وجدنا أن أسهم جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيد للحرب مع إيران، انخفضت لصالح أمثال مايكل دانديرا، المسؤول الكبير في وكالة المخابرات الأمريكية، الذي يعتبر أحد المسؤولين عن اغتيال عماد مغنية، المسؤول العسكري لـ«حزب الله» عام 2008 (عام مغادرة أختري لسفارة طهران في دمشق)، ودانديرا، حسب وسائل إعلام أمريكية، صار يفضل الحوار مع إيران، وبالتحديد مع الجنرال قاسم سليماني.

أما لماذا انتقل رجل الأمن الكبير المسمى «أمير الظلام» من خطّ المجابهة العنيفة مع إيران إلى خط «الحوار» فذلك أمر يحتاج تحليلا آخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية أعلن بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير: أرضنا ليست مستباحة وقادرون على دحر أعتى الجيوش والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا

وطنية - السبت 31 آب 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى ولألف سنة بلد الاشعاع والحريات وتفاعل الحضارات والديمقراطية والابتكار والتنوع وأرض الايمان والتراث"، مشددا على "انه ليس صدفة أن يكون لبنان الصغير بمساحته الجغرافية منارة للديمقراطية ومنبرا للفكر الحر وحقلا لتفاعل الثقافات ومركزا للإبداع". موقف الرئيس عون جاء في رسالة متلفزة وجهها إلى اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، مساء اليوم، أعلن فيها "بدء ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العام 1920، تمهيدا لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة"، معتبرا "ان هذا الحدث شكل في حينه اعترافا دوليا ثمينا بالكيان اللبناني الناشئ، ونواة قيام لبنان بحدوده الحالية، وطنا سيدا حرا، وقد دفع أجدادنا الكثير من التضحيات والمعاناة لبلوغه"، ومؤكدا "اننا لم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية". وإذ دعا رئيس الجمهورية إلى تعليم الأجيال الطالعة تاريخ لبنان، اعتبر في رسالته "أن بقاء الأوطان هو في بقاء سيادتها"، مشددا على "اننا نقول للعالم أجمع ان لبنان هو بلد محب للسلام ولا يسعى إلى الحرب، لكن شعبه لم يتراجع يوما ولن يتراجع أبدا، أمام أي محاولة للاعتداء على سيادة الوطن، والمس بكرامته وسلامة أراضيه"، كما انه "لا يستكين أمام الاحتلال أو الوصاية". ولاحظ "ان الموقف الجامع برفض الاعتداء الاسرائيلي الاخير مع تأكيد الحق المشروع في الدفاع عن الوطن، هو أبلغ دليل على تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها".

وخلص الرئيس عون في رسالته الى "اعتبار المؤسسات وحدها الضامنة للوطن وهي الركائز التي تقوم عليها أسس الدولة القوية والقادرة"، معلنا ايمانه "بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس للزعماء الطائفيين"، ومشددا في الوقت عينه على "ان المعركة الكبرى التي نخوضها اليوم هي معركة مكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها، ليبق لشبابنا الأمل بالمستقبل، فلا يهجرون وطنهم وهو أنقاض نتيجة انهيار المؤسسات تحت وطأة الفساد"، ومطمئنا الى "ان بشائر التغيير والانتصار في هذه المعركة بدأت تلوح في الأفق".

نص الرسالة

وفي ما يلي نص رسالة رئيس الجمهورية:

"أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،

اتوجه إليكم لأعلن بدء ذكرى مئوية لبنان الكبير الذي يصادف في أول أيلول من العالم 1920، تمهيدً لانطلاقة الاحتفالات بهذه المناسبة ابتداء من الأول من كانون الثاني 2020 وحتى نهاية السنة. والمعاناة لبلوغه.وفي خضم الأحداث والخضات التي عاشها وطننا في العقود الأخيرة، فإن استذكار تاريخنا بكل ومضاته ومعاناته ضروري، لأن الشعوب التي تنسى تاريخها تكرر أخطاءها وتهمش دورها وتخاطر بمستقبلها. من العام 1516 إلى العام 1918 أربعة قرون، مضافة اليها سنتان، عاشها جبل لبنان في ظل الاحتلال العثماني، وعلى الرغم من تميزه بنوع من الاستقلال الذاتي، إلا أن شعبه قاسى الكثير وتقلب شكله السياسي ما بين الإمارة والقائمقاميتين والمتصرفية، وتغيرت مساحته وامتداده تبعا للظروف السياسية، فيما كان باقي المناطق اللبنانية مسلوخا عنه تماما وخاضعا للحكم العثماني المباشر ومقسما على مناطق الولاية.

كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية. إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة، من دون أن ننسى أعواد المشانق التي ارادوا من خلالها القضاء على روح التحرر والتمرد. أضف الى ذلك ضرب كل التنظيمات والمؤسسات الإدارية والأمنية الناشئة التي أرساها نظام المتصرفية بعد ما نقضه جمال باشا وأقال المتصرف أوهانس باشا. ومع انتهاء تلك الحرب، وهزيمة العثمانيين ودخول لبنان تحت النفوذ الفرنسي، بدأت مرحلة جديدة من تاريخنا، وصلنا معها الى لبنان الكبير في العام 1920، ثم الاستقلال.

لا شك في أن جبل لبنان شكل الركيزة الأساس التي قامت عليها دولة لبنان الكبير، فكان القلب الذي أعاد جمع الجسم بكامله، بعدما استعاد المناطق المسلوخة عنه. إن بداية نشوء لبنان الكبير كانت عبر المؤسسات والتنظيمات الإدارية والقضائية والمالية والأمنية، التي أرستها السلطات الفرنسية تمهيدا لإعلان الدولة. فالمؤسسات هي وحدها الضامنة للوطن وهي الركائز التي تقوم عليها أسس الدولة القوية والقادرة.

واليوم، ومع بدء ذكرى مئوية اعلان لبنان الكبير التي شكلت من أجلها لجنة عليا أنيطت بها مهمة تنظيمها، أشدد على ضرورة إيلاء كل النشاطات الخاصة بهذه المناسبة أهمية كبرى لتثقيف أجيالنا الطالعة تاريخيا ووطنيا، علموهم تاريخ لبنان؛ فشعبنا في النهاية لا يستكين أمام الاحتلال أو الوصاية، وليس صدفة أن يكون لبنان الصغير بمساحته الجغرافية، في منطقة شاسعة الامتداد، ومتعددة بشعوبها وعاداتها وتاريخها، منارة للديمقراطية، ومنبرا للفكر الحر، وحقلا لتفاعل الثقافات، ومركزا للإبداع.

علموهم كيف أن الطائفية هي مرض مدمر، يستعملها أعداء الوطن كلما أرادوا ضربه فينفذون من خلالها الى مجتمعنا، يفتتونه ويصبح أهلنا وقودا للاقتتال الداخلي الذي يخلف في كل مرة جراحا وندوبا لا تشفى بسهولة.

ومع الأسف، ترسخت الممارسات الطائفية في دماء اللبنانيين، وعروق المؤسسات، ونمط الحكم، ولم نصل بعد إلى مرحلة من التفاهم الداخلي والوعي يكون القانون فيها هو الضامن لحقوق الجميع بالتساوي، والكفاءة هي المعيار. وهذه هي المناسبة المثلى، لأعلن كرئيس للجمهورية، ايماني بضرورة الانتقال من النظام الطائفي السائد الى الدولة المدنية، العصرية، حيث الانتماء الأول هو للوطن وليس للزعماء الطائفيين.

علموا أجيالنا الناشئة أن الوحدة الوطنية صون للوطن، لسيادته ولأمنه ولازدهاره. فعلينا جميعا أن نتعلم دروس الحرب القاسية، حين اقتتل أبناء الوطن الواحد لسنوات، ظنَّ فيها كل طرف أن في مقدوره الانتصار على الطرف الآخر، أو تهميشه، أو دفعه إلى التبعية. ولم يبزغ فجر الحل والسلام، إلا حين تغلب منطق الوحدة والعيش المشترك، على فتنة الانقسام والتفتت.

وليتعلموا أيضا أن بقاء الأوطان هو في بقاء سيادتها. نقولها للعالم أجمع إن لبنان هو بلد محب للسلام ولا يسعى إلى الحرب، لكن شعبه لم يتراجع يوما ولن يتراجع أبدا، أمام أي محاولة للاعتداء على سيادة الوطن، والمس بكرامته وسلامة أراضيه.

ولعل ما حصل قبل أيام من اعتداء اسرائيلي سافر على سيادتنا، والموقف الجامع الذي اتخذه اللبنانيون برفضه وادانته مع تأكيد حقهم المشروع في الدفاع عن وطنهم، أبلغ دليل على تمسكنا بالثوابت التي تحفظ كيان الدول وحقوقها.

لبنان ليس أرضا مستباحة لأي كان، ولم نصل إلى مناسبة الاحتفال بهذه المئوية لو لم نثبت للقاصي والداني، أننا قادرون على دحر أعتى الجيوش عن أرضنا، والحفاظ على استقلالنا ورسالتنا الحضارية.

علموا الجيل الطالع أيضا أن المؤسسات هي ركيزة الدولة القوية وحصانتها، فإن نخرها الفساد فعلى ماذا سنرتكز؟.

هذه هي المعركة الكبرى التي نخوضها اليوم، معركة مكافحة الفساد، وإن ظن بعضهم أننا عاجزون عن تحقيقها أو يدفع لعرقلتها، فليبق لشبابنا الأمل بالمستقبل، فلا يهجرون وطنهم وهو أنقاض نتيجة انهيار المؤسسات تحت وطأة الفساد. وأقولها بكل ثقة، إن بشائر التغيير والانتصار في هذه المعركة بدأت تلوح في الأفق.

علموهم أن لبنان كبير، ليس بمساحته وجغرافيته، إنما بحضارته وقيمه، كبير بدوره ورسالته، وعليهم أن يعملوا ويجهدوا ليبقى كبيرا.

لبنان الكبير نريده لمئة سنة أخرى، ولألف سنة، بلد الاشعاع، والحريات، وتفاعل الحضارات، والديمقراطية، والابتكار، والتنوع، وأرض الايمان والتراث.

وعلموهم أخيرا أن لبنان مهما تقلبت الظروف سيبقى اكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم.

عشتم وعاش لبنان!".

 

رئيس الجمهورية في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: تعاليمه ونهجه ركيزة وطنية كلما اجتمع حولها اللبنانيون ثبت لهم أن قوتهم هي في وحدتهم

وطنية - السبت 31 آب 2019

حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، "النهج الذي أرساه الامام المغيب، والقائم على نصرة الحق واعلاء شأن المؤسسات الضامنة للوطن وتأكيد رسالة العيش معا التي من دونها لا وجود للبنان السيد والمستقل". واعتبر الرئيس عون أن "تعاليم الامام الصدر، إلى جانب نهجه هذا، تشكل الركيزة الوطنية التي كلما اجتمع حولها اللبنانيون بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم، كلما ثبت لهم بالقدر عينه أن قوتهم هي في وحدتهم الوطنية، ولا خروج من الأزمات التي لطالما عصفت بهم أو كانوا ضحيتها إلا بالتسامح الحقيقي وبصلابة الموقف الموحد".وختم: "ان الساحة الوطنية اللبنانية إذ تفتقد قامة الامام، على ما يجمع اللبنانيون على الاعتراف به، فهي بأمس الحاجة إلى جعل ذكرى تغييبه مناسبة للتلاقي الدائم على محاربة كل ما من شأنه أن يجرؤ على التطاول على مقومات هذه الركيزة وهذا النهج اللذين أرساهما وتفعيلهما بالقناعة والعمل،  من أجل منعة وطننا وديمومته، وحق أبنائه بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية".

 

نصرالله: لبنان ليس للاستباحة ونحن جاهزون للتعاطي مع كل الفرضيات والمقاومة تتصرف بحكمة ومسؤولية والباقي على الله

وطنية - السبت 31 آب 2019

رأى الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله أن "لبنان منذ ليل الأحد الماضي يعيش أوضاعا خاصة، وكذلك العدو الإسرائيلي"، معتبرا أن "حالة الترقب، قائمة على مستوى المنطقة كلها". وإذ ثمن مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري من الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وكذلك القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأحزاب، والموقف الشعبي العام، أكد أن "هناك إجماعا وطنيا في الحد الأدنى، حول إدانة ما حصل، واعتباره عدوانا على لبنان".

مواقف نصرالله، أتت خلال كلمة ألقاها، في افتتاح المجلس العاشورائي المركزي، الذي يقيمه "حزب الله" في "مجمع سيد الشهداء" في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

واستهل نصرالله الشق السياسي من كلمته، بالقول: "لا شك أنه منذ ليل الأحد الماضي، لبنان يعيش في مرحلة جديدة، وفي أوضاع خاصة، وكذلك العدو الإسرائيلي، وحالة الترقب القائمة على مستوى كل المنطقة". أضاف: "يجب أن نقدر عاليا الموقف الرسمي اللبناني، ابتداء من فخامة رئيس الجمهورية، منذ الساعات الأولى، ومنذ اللحظات الأولى، كان عنده موقف واضح وعال، واعتبر أن العدوان هو إعلان حرب، أيضا، مواقف دولة رئيس مجلس النواب المعروفة والواضحة، وهو أصلا عندما نتحدث عن الضاحية، وعن المقاومة هو جزء من ذلك كله، وتوج الموقف بما أعلنه اليوم، في خطابه في ذكرى إخفاء الإمام وأسر الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخويه، كذلك، مواقف دولة رئيس مجلس الوزراء، التي كانت أيضا مواقف متقدمة وجيدة ومهمة، الموقف الذي أعلنه المجلس الأعلى للدفاع، باعتبار ما جرى اعتداء، والأهم هو تثبيت حق اللبنانيين، في الدفاع عن النفس، وعن سيادتهم، وعن أرضهم، مواقف مختلف القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأحزاب، والموقف الشعبي العام، هناك إجماع وطني في الحد الأدنى، حول إدانة ما حصل، واعتباره عدوانا على لبنان، هذا طبعا له قيمة سياسية وأخلاقية عالية جدا".

وتابع: "في الساعات الأولى، طلع بعض الأشخاص، الذين لا قيمة لهم، ليشككوا في حقيقة ما حصل، ويبثوا شائعات كاذبة، ولكن في كل الأحوال، كل شيء اتضح سريعا، وعلى كل حال نتنياهو في الأمس، واليوم عمليا تبنى العمل العدواني في العراق، وفي سوريا، وفي لبنان، هذا الموقف الرسمي والمرجعيات الدينية والأحزاب والقوى السياسية والموقف الشعبي والرأي العام، هو مسألة مهمة جدا، وموقف متقدم جدا، وعند العدو الإسرائيلي له قراءته ودلالاته المهمة، لأن من المسائل، التي يشتغل عليها العدو دائما، هو محاولة تحريض الناس على المقاومة، وتحريض الدولة على المقاومة، وتحريض بيئة وجمهور المقاومة على المقاومة".

وأكمل: "الجواب الأول منذ الساعات الأولى إلى اليوم، هو جواب قوي وممتاز ومحكم وتاريخي، طبعا في هذا السياق، يجب التوقف بخصوصية، عند إعلان الرئيس نبيه بري اليوم، ودعوته لأفواج المقاومة اللبنانية- أمل، أن تكون في أتم الجهوزية، هذا يعني أن المقاومة بكل حركاتها، وبكل فصائلها، وبكل جمهورها ومؤيديها، ومن تتشكل منهم هي في موقف صلب ومتين ومتماسك، ويقطع الطريق على أي أوهام عند بعض الواهمين".

وأردف: "النقطة الثانية، التي أريد أن أذكرها: تعقيب على ما قلته في يوم الأحد، مثلا أنا قلت الرد سوف يكون في لبنان، وليس في مزارع شبعا، خلال الأيام الماضية، الكثيرون كان لديهم تحليل ماذا يعني في لبنان وليس من لبنان؟ هذا لا يحتاج إلى هذا المقدار من التحليل، الرد من لبنان، منذ أيام زمان، كان هناك أستاذ نحو، إذا كان لا يعرف بالضبط ما هو الأصح، فيذهب إلى الطلاب، ليقول لهم مثلا إن القاعدة النحوية هكذا، ثاني يوم يأتي إليه الطلاب ليقولوا له: يا أستاذ القاعدة هي "غير شكل"، فيقول لهم: كلا، الذي قلته لكم، أنا رأيي البصريين، وهذا الذي تقولونه هو رأي الكوفيين، طبعا توجد مدارس نحوية، لا نريد أن نعذب قلبنا كثيرا، المقصود الرد من لبنان، البعض ذهب في التحليل إلى القول إن الرد في لبنان، يعني الرد على عملاء إسرائيل في لبنان، موضوع عملاء إسرائيل في لبنان، ليس مسألة تأتي في سياق الردود، بل هي مسألة يومية في أي وقت ينكشف لنا، أو لأي جهة في لبنان، معلومات، أو معطيات عن عميل ما، تقدم الأجهزة الأمنية، أو تكتشف الأجهزة الأمنية شيئا من هذا، يعملون الإجراء ويعتقلونه ويوقفونه ويسجنونه أو يحولونه إلى القضاء، هذا موضوع آخر، لذلك لا يوجد داع كي يتعبوا قلبهم بالتحليل، أنا المصنف، الذي قلته الرد في لبنان، أقصد أن الرد من لبنان".

واستطرد: "في موضوع مزارع شبعا: وليس في مزارع شبعا، باعتبار أنه دائما وسابقا ردودنا كانت في مزارع شبعا، في مزارع شبعا، يعني الرد على عملية شهداء القنيطرة والرد على استشهاد الشهيد سمير القنطار، كان في مزارع شبعا، عادة كنا نرد هناك، أنا أحببت أن أقول إن الرد سوف يكون مفتوحا، أيضا، بخصوص "في" و"من" نوضحها أكثر، ونقول: إن المقصود بأن الرد من لبنان، هو ليس شرطا في مزارع شبعا، هكذا يكون أدق، يعني يمكن في مزارع شبعا، ويمكن في أي مكان على طول الحدود، هم في الأيام الماضية اعتبروا أن مزارع شبعا خارج دائرة الرد، فاطمئنوا، ومع أنهم مطمئنون، كانوا أمس في الليل مرعوبين كثيرا، وكل الليل كانت هناك قنابل مضيئة، وعملوا حرائق، وهذا حصل مع أننا قلنا لهم إن الرد ليس في مزارع شبعا، الآن منذ الليلة نقول لهم: ليس شرطا في مزارع شبعا، وإنما الرد قد يأتي من أي نقطة، أو من أي مكان، وبالتأكيد مزارع شبعا هي مزارع لبنانية، وأرض لبنانية محتلة، ويجب العمل دائما من أجل تحريرها".

النقطة الثالثة، في موضوع الطائرات المسيرة، قال فيها: "أيضا لمزيد من التبيان، أنا تكلمت عن موضوع المسيرات، وفيما بعد، في بعض اللقاءات الداخلية، تكلمت وتم تسريب شيء، عادة التسريبات لا تكون دقيقة، لذلك هذا الأمر أيضا، يستحق التبيان والتوضيح، لأنه على كل حال، الذي تكلمنا عنه، في يوم الأحد كله، كان رسائل مختصرة، في موضوع المسيرات، الذي أنا قلته الآن، أرجع أؤكد عليه، أنه أولا: هذا الموضوع نحن صبرنا عليه طويلا، بعد تحرير في العام 2000 بقيت المسيرات تملأ سماء لبنان، حتى بعد العام 2006، ويوميا، توجد خروقات إسرائيلية على هذا الصعيد، خروقات للسيادة اللبنانية، وأيضا هي خرق أمني، لأنها تأتي وتجمع معلومات عن كل شيء في لبنان، عن كل شيء وليس فقط عن المقاومة".

أضاف: "أول الرد على الاعتداء بالمسيرات المفخخة على الضاحية الجنوبية، يجب أن يكون بدء مرحلة جديدة اسمها: أنه يجب أن نعمل على إسقاط المسيرات الإسرائيلية في السماء اللبنانية، بمعنى أن هذا يجب أن يكون حقا واضحا وبينا، ويجب أن يعمل هذا الحق، هذا حق منذ البداية، لكن لم يعمل به، ولم يعالج، ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي وكل الدول، التي الآن تتصل "وتدقدق" والسفارات التي تتصل "وتدقدق"، منذ العام 2000 " الآن شو بدنا بالعام 2000، إلى اليوم، لم يبذلوا أي جهد لوقف الخروقات الإسرائيلية في الجو، هذا الذي نقوله، على أنه من حقنا، هذا لا يعني أنه كلما تطلع مسيرة في سماء لبنان، نحن نريد أن نضربها ونسقطها، حتى نكون واضحين، ليكون الخطاب واضحا، يمكن كل يوم، أو كل جمعة، أو كل جمعتين، أو أكثر، أو أقل، أو كل ساعة، المهم أن يشعر الإسرائيلي أن الجو ليس مفتوحا أمامه، ومسيراته تذهب وتجيء كما تحب وعلى أي علو".

وتابع: "الآن في بعض المناطق، بدأت المسيرات تعلي أكثر، بدأنا نأخذ نتيجة بالحد الأدنى، حسنا، لم أقدم التزاما لأنني مزحت مع بعض الإخوة في اللقاءات الداخلية وقلت لهم، إنه على مواقع التواصل الاجتماعي، كلما تطلع مسيرة فوق الضيعة، يكتبون يا سيد فوق ضيعتنا يوجد مسيرة، نحن بطبيعة الحال، نريد أن نعمل بأداء معين، تكتيك معين وبشكل محدد، وإلا إذا ألزمنا أنفسنا، أنه كلما خرجت مسيرة يجب أن نضربها، يعني منذ الآن، الإسرائيلي سيرسل عشرات المسيرات، حتى يستنفد إمكانيات الدفاع الجوي الموجودة لدى المقاومة، على ما هو موجود عند المقاومة، ونحن يجب أن نعمل بإرادتنا، بتقديرنا، نحن ننتخب المكان والزمان ومتى، والحيثيات، والمهم أن نصل إلى النتيجة التي تقول للعدو، أنت لست مرتاحا في الجو، لأنه في أي لحظة من اللحظات، وأي ساعة من الساعات باعتبار هذه مرحلة جديدة، فتحت قد تتعرض مسيرتك للضرب والإسقاط، هذا حجم الموضوع من أجل أن لا نرتب عليه نتائج أكثر".

وأردف: "النقطة الرابعة، بعد أن تبين أن ما قام به العدو الإسرائيلي، وما قام به نتنياهو في الضاحية الجنوبية، هو عدوان، كشف هذا العدوان، الآن نحن صححنا قبل أيام، يعني يوم الأحد عندما تكلمت أنا، يعني المعطيات الأولية للمسيرة، التي وقعت في أيدي الإخوة، التفتيش الأولي للبدن والبنية، لم يكن يظهر فيها عبوة ناسفة، أو متفجرات، ولذلك اعتبرناها أنها طائرة استطلاع، وأن الطائرة الثانية هي العملياتية، لكن يوم الاثنين عندما أتى الخبراء، وقاموا بتفكيكها جيدا، ووجدوا في داخلها عبوة، "مثل ما نزل بالبيان" 5 كيلو ونصف سي 4، شديدة الانفجار، ومحكمة ومخبأة داخل المسيرة، بشكل دقيق وقوي جدا ومتين جدا، فتبين أن الأولى للتفجير والثانية أيضا جاءت للتفجير، هناك على كل حال احتمالات، إخواننا قاموا بتحقيقاتهم وقراءتهم، ومخابرات الجيش اللبناني، تعكف على قراءة هذا الأمر، ممكن أن نصل إلى نتيجة، واحدة من الفرضيات، أن هذه المسيرات، كانت في وسط الليل، ستهبط وتلقي العبوة- تقوم بتفكيكها بشكل أيضا متقن جدا- وتضعها حيث تريد أن تضعها، وتأتي الطائرة الثانية وتفعل ذلك وتغادران في وسط الليل، ولذلك لونهما أسود، وبعد ذلك تقوم مسيرة أخرى في السماء بتفجير الهدف، الذي يريدون أن يفجروا فيه، وبالتالي نكون أمام عملية تفجير بدون بصمات ولا دليل، وتخرج إسرائيل لتقول، ما الدليل الإسرائيلي؟ يمكن أن يكون أي أحد دخل على الخط، ممكن التكفيريين، وممكن جماعة إرهابية، وممكن أي أحد".

واستدرك: "ولكن من لطف الله سبحانه وتعالى بنا، أنه ليس فقط دفع البلاء، ولم يسقط شهداء وجرحى، بل أيضا أدى إلى كشف العملية بالكامل واضطر الإسرائيلي، من أول ليلة جماعتهم بالعالم العربي، وبعضهم في لبنان، حاولوا أن يقولوا أمرا آخر، يعني مثلا من السخافات التي قالوها، إن هذه طائرات لحزب الله، ودخل عليها الإسرائيلي ولعب فيها وفجرها، وآخرون قالوا إنها طائرات إيرانية، وكل هذه السخافات".

وقال: "نحن موجودون في الضاحية، وما زلنا نحتاج إلى ساعات لنفهم بالضبط، ما الذي حصل، هناك أناس اكتشفوا وحدهم ما الذي حصل، على كل، الإسرائيليون هم الآن يتحدثون في إعلامهم منذ الساعات الأولى عن العملية، وعن أهداف العملية، ويتحدثون عن أهداف محددة في العملية، وما شاكل، حسنا نحن أمام عمل إسرائيلي وعدوان إسرائيلي واضح، ما هي الشماعة، التي يعلق عليها نتنياهو؟ يعني أنا أحب أن أشرح هذا الموضوع مجددا لأهلنا وشعبنا اللبناني، ولكل المستمعين، وأيضا للاسرائيليين أنفسهم، الذين يخدعهم نتنياهو ويكذب عليهم".

أضاف: "الشماعة هي قصة مصانع صواريخ دقيقة، ولذلك في الأيام الأولى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعض الصحف الإسرائيلية، التي تعطي معلومات من أجهزة المخابرات أو الجيش الإسرائيلي، أو ما شاكل، قالوا إن الهدف هو مصنع للصواريخ الدقيقة موجود هناك، والكل يعرف أنه لا يوجد لا مصنع صواريخ دقيقة، ولا مصنع صواريخ هناك، ولا مصنع أحذية، ولا مصنع ألبسة، لا يوجد مصنع هناك، بعد ذلك بدأوا يعدلون الموضوع ويقولون المقصود، هو هدف يرتبط بصناعة الصواريخ الدقيقة، هذه شماعة الصورايخ الدقيقة، أريد أن أعيد وأوضح هذا الموضوع، رغم أنني تكلمت عنه في يوم القدس، مجددا لو كان لدينا مصانع صواريخ دقيقة، كنت قبل هذا الوقت خرجت لأقول نحن حزب الله لدينا مصانع صواريخ دقيقة، بلا وجل وبلا خوف، وبكل فخر واعتزاز، لو كان لدينا، لأنه أولا هذا من حق المقاومة في لبنان، ومن حق اللبنانيين، وليس لأحد الحق في نقاش هذا الأمر".

وتابع: "الإسرائيلي الذي يصنع الأسلحة النووية، ويصنع أسلحة كيميائية، ويصنع أسلحة محرمة دوليا، لا يجوز له أن يأتي ويرفع يافطة ويناقش ويقول، إنه في لبنان المقاومة تصنع صواريخ دقيقة، ولديها مصانع صواريخ دقيقة، ليس له حق، وهذا من حقنا ولكن نحن ليس لدينا شيء من هذا القبيل، ليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة، هذه كذبةـ هذه شماعة يعتمدها نتنياهو لممارسة العدوان- سأقول كيف بعد قليل، ولذلك أنا قلت في أكثر من مناسبة، أنه نحن لدينا من الصواريخ الدقيقة ما يكفينا، وليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة، وأنا عندما أنفي هذا الأمر نفيا قاطعا، لا يمكن أن أعرض المصداقية، أنا لا أتحدث عن مصداقيتي كشخص، وإنما عن مصداقية حزب الله، عن مصداقية المقاومة المتراكمة منذ 37 سنة، لو كان لدينا مصانع صواريخ دقيقة، أقول للبنانيين وللاسرائيليين وللعالم، وإذا يوم من الأيام إن شاء الله، أصبح لدينا مصانع صواريخ دقيقة، أنا سأقول ذلك بكل فخر، وبشكل معلن، وبكل اعتزاز، لأنه هذا من عناصر القوة، من إمكانيات القوة".

وأردف: "الآن لماذا نتنياهو يريد هذه الشماعة؟ يريد أن يبحث عن حجة للاعتداء، منذ العام 2006، بسبب توازن الرعب والردع والخوف، لم يحصل شيء، يريد أن يبحث عن حجة، ليقصف ويعتدي ويغير المعادلة لينسف قواعد الاشتباك، ليفرض قواعد اشتباك جديدة، ليس لديه حجة، لم يقم أحد بعمليات على الحدود، ولم يطلق أحد النار على الحدود، ولم يطلق أحد صواريخ على الحدود، بالوقت الذي لدينا ألف حجة، لأنه هو لديه كل يوم خرق جوي وخرق بحري وأحيانا خرق بري، لكن نحن نترك هذا الأمر تعالجه الدولة والجيش اللبناني الموجود على الحدود واليونيفيل، وهذه الآلية ال 1701، فإذا هو يبحث عن حجة، وعن حجة بهذا الحجم، ليقنع شعبه وكيانه بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة، ليقنعهم بأنه يقوم بعمل عظيم، وبعمل جبار، ولذلك الآن يكذب عليهم، ويقول إننا من خلال العدوان في الضاحية الجنوبية، عطلنا مشروع مصانع الصواريخ الدقيقة، ودمرنا وما شاكل، ومن هنا، وبالحد الأدنى لسنة للأمام، هذه أوهام نتنياهو وأوهام الإسرائيليين، وهو يتلاكم مع الهواء، هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، قد يستهدفون بعض الأهداف هنا أو هناك، بعض الأهداف قد يكون لها صلة بعتاد المقاومة وتجهيزاتها، ولكن ليس لها صلة بشيء اسمه مصانع الصواريخ الدقيقة".

واستطرد: "ما يخشى منه، أنا أحببت أن أتحدث بهذا الموضوع بوضوح وشفافية وبكامل المسؤولية، حتى أقول هذه شماعة، هذه شماعة يعلق عليها نتنياهو عدوانه، هذه حجة كبيرة يحاول أن يقدمها للمجتمع الدولي وللكيان الغاصب أيضا وللمستوطنين في الكيان الغاصب، بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة، وأنه يدافع عنهم أمام تهديد كبير، هو يكذب عليهم، التهديد الكبير قائم وحصل".

وقال: "أنا أعود وأقول الليلة، ما نحتاجه في أي مواجهة صغرى أو كبرى من صواريخ دقيقة، نحن نملكه في لبنان، أنت تبيع هواء، تبيع كذبا، تبيع نفاقا، لأناسك وللمجتمع الدولي، تحاول أن تقدم حجة أيضا، تكذب فيها على بعض ضعاف النفوس في لبنان".

وفي موضوع الرد على الاعتداء، قال: "طبعا ضرورة الرد هذه، شيء محسوم، وأعتقد من خلال حتى الخصوم، حتى الأعداء، حتى في الوضع الدولي والوضع الإقليمي، خلال الأيام الماضية الذين كانوا يتكلمون مع مسؤولين في الدولة، أو يرسلون لنا، الكل يقول إنه يتفهم أنه أنتم محتاجون أن تردوا، أنتم معنيون أن تردوا، لكن يا أخي إذا أمكنكم عدم الرد يكون أفضل، وإذا كان لا بد من الرد "ظبطوها"، يعني "عينونية"، والإسرائيلي مقتنع ب"العينونية".

أضاف: "وهناك شيء مضحك في هذا المجال، بعض الرسائل التي وصلتنا - لا أريد التكلم الآن عنها، نتكلم عنها لاحقا - وصولا إلى المضحك الذي هو الآلية التي تقودها دمية، يعني لسان حال الإسرائيلي: إضربوا، إفعلوا أي شيء فلننته من هذه القصة، يريدون أن يمرروها هكذا".

وتابع: "الموضوع بالنسبة لنا، ليس موضوع رد اعتبار، إنما الموضوع يرتبط بتثبيت معادلات، بتثبيت قواعد اشتباك، بتثبيت منطق الحماية للبلد، وإلا أنا أحب أن أقول للناس صراحة، حتى لو سيخافون لا بأس، هذه المسيرات التي استخدموها، التي هي على طريقة المروحية، هذه ليس شرطا عندما تهبط، تهبط بانحناء، هذه تهبط عموديا، مثل المروحية تماما، وهناك أفلام، بعض التلفزيونات، بعض مواقع التواصل وضعوا أفلاما لها، بحيث أنه يستطيع الإسرائيلي في أي مكان إذ بقيت السماء مستباحة، أن يركب عبوة على هذه المروحية، ويهبط على سطح أي بيت، على سطح أي بناية، على سطح أي بيت في أي ضيعة، على سطح أي شاحنة أو سيارة أو آلية معينة، على بوابة أي مزرعة، على مدخل أي بناية، يزرعها، تهبط وتزرعها ليلا وترحل ولا أحد يشعر بها، والمسيرة الثانية، التي في السماء تنتظر الهدف، وتفجر فيه".

وأردف: "هذا الموضوع إذا سمح له، هذا لا يفتح بابا لضرب إمكانات وتجهيزات، هذا سيفتح بابا أمام الاغتيالات في لبنان، وآخر شيء تضيع الطاسة، لأنه لا يوجد بصمة، لا يوجد دليل، لا يوجد أثر، اليوم هو لم يعد بحاجة إلى عميل يأتي لك بسيارة مفخخة، أو عميل يزرع لك عبوة، بكثير من المناطق يقدر أن يرسل هذه المسيرة، وهذه التجربة، التي فشلت من أول يوم، واتضحت الآن، ويمكن هذا الذي يعملون عليه في العراق، لا نعرف، فهذه المسيرات بالعكس هي تفتح باب القتل، باب الاغتيال، باب الإرهاب على امتداد الساحة اللبنانية، ولذلك لا يمكن التسامح مع هذا الأمر، الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمن اعتدائه، الآن الأمور كلها تكون في إطار ونطاق المسؤولية"، مؤكدا "إذا لا بد من الرد وهذا واضح، كل التهديد والتهويل، لن يمنع حصول رد من المقاومة".

وأكمل: "الآن خلال الأيام الماضية المحللون، الكتاب، الصحافيون، الناس، مواقع التواصل، كل شخص يحلل أنه ماذا سيكون الرد؟ عند الإسرائيليين هناك نقاش على مدى الساعة، المقاومة ليست معنية أن تقول ما هو الرد، ولذلك كل ما ينقل لكم في وسائل الإعلام أو يقوله أصدقاء، أو مقربون هو غير صحيح، هو غير دقيق، هو ليس مبنيا على معلومات، وإنما مبني على تكهنات، وعلى احتمالات وتحليلات، وهو لا يلزم المقاومة بشيء، هناك أناس يرفعون السقف، هناك أناس يخفضون السقف، هناك أناس يضعون السقف على الوسط، على كل، هناك أناس يقولون سيكون الرد هكذا أو كذلك".

واستطرد: "أنا أقول لكم أيضا بكل صدق كما تعرفونني، هذا الأمر لا يعرفه إلا قلة، ونحن ليس لدينا مصادر، ولسنا معنيين بتقديم معلومات، ولكننا معنيون جدا بأن يبقى العدو حائرا، كما هو الآن حائرا، لأنه نحن تركنا كل الاحتمالات مفتوحة، يعني الذي يرفع السقف، ممكن أن يكون يلزم البلد ويرفع التوقعات، الذي يخفض السقف ممكن أن يكون يطمئن العدو بالمجان، لذلك في هذا السياق، أنا أؤكد لكم كلها تكهنات وتحليلات لا أساس لها من الصحة، المسألة هي الآن وقبل الآن، لكن بالتأكيد هي في يد الميدان، هي في يد القادة الميدانيين، الذين يعرفون ما عليهم أن يفعلوا، ما هي الفكرة، ما هو الطرح، ما هو المشروع، ما هو الأفق، ما هي الحدود، والأمر يحتاج فقط إلى دعائكم إن شاء الله، الدعاء بالتوفيق والدعاء بالنصر والدعاء بردع هذا العدو، وإفهام هذا العدو أن بلدنا ليس بلدا للاستباحة".

وختم "قبل قليل، كنت أستمع لخطاب فخامة الرئيس، كان يؤكد هذه الفكرة، أنه يجب أن نثبت للعالم كله، أن لبنان ليس بلدا للاستباحة، هذا ما سيحصل إن شاء الله بعونه سبحانه وتعالى، ونحن يجب أن نكون في كل الأحوال جاهزين ومستعدين، للتعاطي مع كل الفرضيات والاحتمالات وردود الأفعال، أنتم تعرفون هذه المقاومة، هي كذلك، هي الآن تتصرف بشجاعة وبحكمة وبدقة وبمسؤولية والباقي على الله".

 

بري في ذكرى الصدر: لإعلان حالة طوارئ اقتصادية وتنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا

وطنية - السبت 31 آب 2019

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل"، إلى "البقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأن أرض لبنان وكل شبر منه مقاوم"، كما دعا إلى "إعلان حالة طوارئ اقتصادية، يكون برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا، وما سيفضي إليه اجتماع الاثنين، كموعد لإقرار هذا البرنامج"، وفي الشأن الوطني دعا إلى "تنفيذ اتفاق الطائف بكامله، وكل النصوص الدستورية، التي لم تنفذ، وهو الأمر الذي يضع لبنان على مشارف الدولة المدنية، التي تربط المواطن بوطنه، من دون وجوه مستعارة وسماسرة وطائفية".

وحول العلاقة مع سوريا، أكد أن "لبنان معني بما يجري في سوريا، وأن وحدتها أرضا وشعبا ومؤسسات، هي حفظ لوحدة لبنان، لمواجهة المخططات الإسرائيلية"، وقال: "نحن مع سوريا في تحرير أرضها، كل أرضها، واستعادة وحدتها وعودة أبنائها كل أبنائها".

ورأى أن "الحصار الذي تتعرض له الجمهورية الإسلامية في إيران، سببه موقفها المبدئي مع فلسطين"، مؤكدا أن "لغة الحوار أجدى بكثير من الحرب العبثية المؤلمة في اليمن"، داعيا إلى "وضع حد لهذه الحرب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن".

كلام ومواقف الرئيس بري، جاءت خلال إلقائه كلمة، في المهرجان الجماهيري الحاشد، تلبية لدعوة حركة "أمل"، لإحياء الذكرى 41 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الذي أقيم في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية، تحت عنوان "أمل إرثها في ثورتك"، وشارك فيه مئات الآلاف من مختلف المناطق والأطياف الروحية والسياسية والشعبية.

وحضر المهرجان: الرئيس أمين الجميل، وزير الاتصالات محمد شقير ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الشيخ علي الخطيب ممثلا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الوزراء: إلياس أبو صعب، صالح الغريب، حسن مراد، غسان عطا الله، محمود قماطي، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، علي حسن خليل، حسن اللقيس ومحمد داوود، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل النائب سليم خوري، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب أنطوان حبشي، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من قيادة الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"اللقاء الديمقراطي، فيرا يمين ممثلة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، النواب: عناية عز الدين، فادي علامة، حسين جشي، أمين شري، ابراهيم عازار، غازي زعيتر، هاني قبيسي، علي خريس، محمد نصرالله، أيوب حميد، علي بزي، محمد خواجة، علي عمار، ميشال موسى، أسعد حردان، أنور الخليل على رأس وفد من مشايخ حاصبيا، ياسين جابر، علي عسيران، عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، هنري حلو، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، أسامة سعد، مصطفى الحسيني، بلال عبدالله وقاسم هاشم، النائب السابق زاهر الخطيب.

وحضر أيضا: السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، السفير الفلسطيني أشرف دبور، اللواء مالك شمص ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، محافظ النبطية محمود المولى، حامد الخفاف ممثلا السيد علي السيستاني، عائلة الإمام السيد موسى الصدر: رباب، صدر الدين، حميد ومليحة الصدر، حسن يعقوب ممثلا عائلة الشيخ محمد يعقوب، زاهر بدر الدين نجل الصحافي عباس بدر الدين، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، السيد علي فضل الله، إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، باسم حمود ممثل "الجماعة الإسلامية"، رئيس "المركز الإسلامي" في الشمال كمال الخير، رئيس "اللقاء الإسلامي" عمر غندور، رئيس حزب "الوفاء اللبناني" الدكتور أحمد علوان، ممثلي قادة الأجهزة الأمنية ورؤساء الطوائف والفصائل الفلسطينية، قضاة، مدراء عامون، فاعليات بلدية واختيارية واقتصادية وتربوية واغترابية وكشفية ونقابية.

استهل المهرجان بآي من الذكر الحكيم، للمقرئ الشيخ حسن عيسى، ثم النشيد الوطني، تلاه نشيد حركة "أمل"، عزفتهما الفرقة الموسيقية المركزية ل"كشافة الرسالة الإسلامية".

بعدها قدم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" الشيخ حسن المصري، رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" نبيه بري، الذي ألقى كلمة، فقال متوجها إلى صاحب الذكرى: "سيدي الإمام، أنت أنت الناس، موج البحر الذي لا يهدأ، أنت الارض، روح الأرض، روح البيت والكتب المعتقة العتيقة، والنهار، وشمس هذا الليل والأقمار ونور العلم والأسرار، وأنت لغة تداور غربة الأسماء، وأنت جئت من حزني إلي فردني، لعلي آتي من حزني إليك كي لا ننسى، لكن يبقى هناك حقيقة عصية على الخذلان، هي أنت يا منجل الحصادين، يا ميبرا في يد الأمهات، تشك الوريقات إلى خيط الغلة، يا سلاحا بيد الآباء والرجال الرجال، يا شيخنا في البر، يا أمير الماء مبنى ومعنى، أنت تفتتح التاريخ بلا مراسم، أنت ريح الوقت في هذا السكون، أنت ربيعنا القادم، أنت أنت الصوت في هذا الصمت، أنت النور في هذه الظلمة، أنت جهة الله، وقد كثرت الجهات، يا سيدي: بعض أملك أن نحرس كروم التفاح والكرز واللوز وحقول التبغ، وبعض أملك أن يرتوي عطش الناس والأرض، وكل أملك أن نكون مقاومة للعدوان الإسرائيلي على حدود الوطن، والإرهاب على حدود المجتمع والفساد والاحتكار في المجتمع، أملك في ألا تكون الناس في واد، والدولة في واد آخر، وأنت الذي خاطبت الحشود ذات يوم، لا أريد معكم سوى صيانة هذا الوطن".

أضاف: "من أين أبدأ؟ بالسلام؟ بالكلام؟ طورا بافتراقي أطوارا باشتياقي؟ عن ماذا أخبرك؟ عم تحمله هذا الخط دفاعا عن وحدة الأرض والشعب والمؤسسات؟ وعن قضيتك في الوطن وقضية الوطن فيك؟ عم تحمله هذا الخط، ليبقى الجنوب والبقاع الغربي قلب لبنان، وأنت أنت؟ عم تحمله هذا الشعب في سبيل الدولة وأدوارها؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل عروبة لبنان؟ عم تحمله هذا الخط، حتى لا يبقى محروم واحد، أو منطقة محرومة بقاعا وشمالا بعلبك الهرمل وعكار؟ وما يتحمله في سبيل قيام مجتمع المقاومة؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل فلسطين وشرف القدس، في سبيل ألا يبقى شعبها لاجئا ومحروما من حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس؟ عم تحمله هذا الخط في سبيل الوفاق؟ عن الوفاق الوطني؟ عن تدوير الزوايا؟ عن الحوار؟ عن الاستراتيجيات؟ عن الوفاق الإقليمي سين سين؟ وعن ألف سين وضاد؟ عن العمارة اللبنانية بطبقات ثلاثة؟ على أنه لا يمكن اختصار الزمن والمسافة، على أنه لا بد من المرور بالطبقات الثلاثة لتحقيق السلام، عن أن السلام أقل كلفة من الحروب الجارية ضد إيران وسوريا واليمن، والتي كانت جارية ضد العراق، والتي لا تزال تجري ضد ليبيا وفي أكثر من مكان؟".

بعد المقدمة الوجدانية، قال: "فلنبدأ من البدء، فلنبدأ من قضية تحرير الإمام الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ونؤكد ونقول:

أولا: إننا نعمل على تحرير الإمام وأخويه من معتقلات ليبيا، وعلى حدود المؤامرة، وليس في مفرداتنا وثوابتنا غير تحريرهم، ونتائج التحقيقات والاعترافات تتقاطع حول نقل المغيبين من سجن لآخر من السنوات الثقيلة الماضية.

ثانيا: هذا الهدف المقدس، هو التزام دائم مني، في عنقي، كرئيس لحركة أمل، وكرئيس للسلطة التشريعية، وأشارك هذا الالتزام مع الدولة اللبنانية، والعوائل الروحية والوطنية في لبنان والدول الصديقة.

ثالثا: إن حركة أمل، ما تركت فرصة حقيقية لتساهم في التحرير إلا وخاضتها، وهي مهمة مقدسة، لن تمحوها عجلة السنين، ولا آلام الفراق، ولا إخفاء القضية.

رابعا: بين الحين والآخر، تطل علينا أخبار موجهة، هدفها التضليل والتعمية، لذلك أقول لكم، صموا آذانكم عن كل ذلك، فلدى قيادة حركة أمل وعائلة الإمام الصدر ولجنة المتابعة الرسمية، الخبر اليقين والصحيح.

خامسا: إن التفاعل والتضامن الشعبي، الذي حصل ولا يزال يحصل، مع هذه القضية، نتيجة جهودكم ووجودكم، وهذه الحشود، إنما يدل على عمق تمسك لبنان - كل لبنان - بأولوية هذه القضية، وأن لا تطبيع بأي شكل من الأشكال مع الجانب الليبي، قبل تعاونه في القضية.

سادسا: نشد على أيدي القضاء اللبناني المختص، ومسألة التسريع في إجراء الآليات ذات الصلة، لجلب المتهمين إلى القضاء، والسعي الحثيث لاستخراج المعلومات من الموقوفين في لبنان وغيرها، مما يساعد على تحديد مكان احتجاز الإمام وأخويه وتحريرهم".

أضاف: "في السياق نكرر دعوتنا للحكومة اللبنانية ووزاراتها وأجهزتها المختصة، بالقيام بأقصى ما يلزم تنفيذا للبيان الوزاري، وقد كثفت لجنة المتابعة الرسمية وتيرة اتصالاتها مع الأطراف الليبية ذات الشأن، رغم صعوبة الوضع في ليبيا، خاصة لحث النائب العام هناك، وسائر السلطات المسؤولة على فتح باب التعاون الجدي والصادق معنا، تنفيذا لمذكرة التفاهم حول قضية الإمام بين البلدين، وفي هذا الصدد، نشير إلى أن المحقق العدلي في لبنان، أصدر مذكرات توقيف غيابية، بحق سيف الإسلام القذافي وتسعة ليبيين آخرين، في قضية اختفاء الإمام ورفيقيه، وذلك تمهيدا لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية (إنتربول) لتعميمها وتنفيذها، ونشير إلى أن وزارة الخارجية في الحكومة الليبية، رفضت مرارا، إبلاغ المدعى عليهم وفق الأصول، رغم وجود اتفاق ومذكرة تفاهم، فجرى إبلاغهم لصقا، كما ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية".

وتابع: "نلتقي في النبطية، عاصمة العلم والعلماء، وفي ظل إمامها على خط الخط، كما عبرت سابقا في احتفال مماثل، وفي ساح من ساحات الجهاد، التي اندلعت منها المواجهة مع المحتل الصهيونى عام 1983، ساحة عاشوراء، ساحة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب، الذي اعتبر أن الموقف سلاح وأن المصافحة اعتراف، نلتقي عشية هذه الذكرى، ونلج منها إلى ذكرى أبي عبد الله الحسين، في عاشوراء ونحن على عتبة ذكرى عاشوراء، أن أعداءنا ثلاثة أصناف، كما وصفهم الإمام الصدر (أعاده الله) في نادي الإمام الصادق في مدينة صور، الذي أعطى خلالها صفة الحركة لعاشوراء، إذ قال: إن الصنف الأول، هو من قتل جسد الحسين وأصحاب الحسين وهؤلاء ظالمون، الصنف الثاني، هم الذين حاولوا إزالة آثار الحسين، الصنف الثالث، هم الذين أرادوا تشويه أهداف الإمام الحسين، وتجميد واقعة كربلاء"، معتبرا أن "المعركة الحقيقية، هي بين الظالم والمظلوم، وهي لها أشكال الظلم السياسي، لها أشكال الظلم، الذي هو استعمار، والمستعمرون يظلمون الشعوب ووطنهم، وأحيانا تتخذ المعركة طابعا اقتصاديا، بين المستثمر والمستثمر، وأحيانا تتجسد المعركة بطابع ثقافي فكري".

وأكد أن "معركتنا هذه مع إسرائيل هي استمرار لمعركة الحسين، إنهم يشككون به، إنهم تركوا للعدو أن يضربنا، كل يوم، دون دفاع، إن الاستثمار والاستحمار والاستعمار، هي السياسة الطاغية والمتحكمة".

وقال: "إن حركة أمل، شأنها شأن محور المقاومة، لن تسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا، فهي بعد أن تأكدت أن لا حرب أميركية على ايران، وأن باب التفاوض مع طهران متواصل، عبر الأقنية الفرنسية والأوروبية، وأن الأمور في اليمن وسوريا لا تميل لمصلحتها، لم يبق لها سوى جبهة لبنان ومقاومته لتصفية الحساب، وتعديل ميزان القوى، لا سيما وأن نتنياهو يحتاج لنصر معنوي، قبل الانتخابات في 17 من الشهر القادم (أيلول)، فخرقت قواعد الاشتباك القائمة، منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب 2006"، معتبرا أن "عبارات الإدانة وحدها، لن توقف الاستباحة الإسرائيلية وعدوانيتها المتواصلة على لبنان، وحدهم المقاومون يمتلكون سر المعادلة، التي تعيد للأمة اعتبارها وتحفظ أمنها وسيادتها"، مشيدا ب"الوحدة التي أظهرها كل اللبنانيين، إزاء الاعتداء الصارخ على الضاحية الجنوبية، لا سيما موقف فخامة الرئيس ودولة الرئيس".

وإذ توجه إلى "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل" بالقول: "كما كنتم مبتدأ المقاومة وحجر الزاوية، أنتم مدعوون للبقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد، لإفهام العدو بأن أرض لبنان كل شبر منه مقاوم"، أكد أن "الشعب والجيش والمقاومة، تشكل الثلاثية الماسية بين اللبنانيين وتوحدهم، حماية من الأطماع الإسرائيلية، التي إضافة لما تحتله من أرضنا لا تزال تحاول سرقة مواردنا وأرضنا ومياهنا الإقليمية".

وقال: "منذ خمس سنوات ولبنان يدير مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وبمشاركة الأمم المتحدة، لترسيم الحدود البحرية بيننا وبين العدو الإسرائيلي، ورغم تقدم المفاوضات، وكلما اقتربنا من الانتهاء، يحاولون التملص، في سبيل استلاب هذه المرة مزارع شبعا، بحرية كبيرة، ومياهنا ومخزوننا من الغاز والنفط، هذا عدا 13 نقطة في البر"، مستدركا: "بالمناسبة اليوم تم الاعتداء على مزارع شبعا وأحراجها والحرائق مندلعة هناك".

أضاف: "إلى جانب كل التحديات، التي يواجهها الوطن هناك تحد كبير، يشكل خطرا على المجتمع اللبناني بأكمله، فبعد أن حققنا انتصاراتنا في الميدان، في مواجهة كل أنواع الأسلحة التقليدية، هناك أسلحة خطرة تستعمل هذه الأيام لضرب منظومة القيم والأخلاق، تستهدف الأسر، وبالتالي تريد ضرب مجتمعنا من داخله، بأسلحة خبيثة ومتعددة، منها على سبيل المثال: الكبتاغون والهيرويين، الذي نعتقد أن هناك جهات عدوة تعمل على تفشيها داخل الشباب، الأمر الذي يستدعي أعلى درجات الوعي والانتباه لمواجهة هذه الآفة بكل السبل"، داعيا إلى "مقاومة اجتماعية لحماية منظومة القيم والأخلاق ودفع هذه الأخطار"، كاشفا "لقد أعطيت توجيهاتي لبناء مراكز لمعالجة المدمنين ورعايتهم"، معتبرا أنه "على اجهزة الدولة، أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه المروجين والموزعين والمتاجرين بحياة شبابنا أرواحهم ".

وتابع: "وفي الداخل اللبناني، وكي لا نبقى نتخبط بما نحن فيه، وكي يشعر المواطن اللبناني بمواطنيته وارتباطه مباشرة بالوطن، من دون أي وسيط مناطقي أو مذهبي أو طائفي، وصدقوني كي يتطور هذا البلد، ولا يحمل الغل في سياسته، والفتن ويتعرض عند أقل حادثة إلى ما يشبه انهيار النظام، وكي لا يبقى توجس الماضي ماثلا أمام أعين مستقبلنا، ولأن الأحزاب في لبنان، مع الأسف، هي صبغة للطوائف بالمعنى الطائفي، وكي لا نقع في المحظور، أرى أنه علينا أن نسارع لما يلي:

أولا: إعلان حالة طوارئ اقتصادية، برنامجها تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماع بعبدا الجمعة التاسع من هذا الشهر، برئاسة رئيس الجمهورية، والاجتماع بعد غد موعد لإقرار هذا البرنامج كما آمل وأتمنى.

ثانيا: تنفيذ القوانين الصادرة، التي تجاوزت الـ 50 قانونا، في شتى الحقول الضرورية، والتي تلبي الكثير من متطلبات الشعب اللبناني حاليا، من مشاريع كهربائية وبيئية وخاصة منع الفساد.

ثالثا: لتنفيذ اتفاق الطائف، نعم لتنفيذ اتفاق الطائف بكامله، أي كل النصوص الدستورية التي لم تنفذ، الأمر الذي يدخلنا حتما وتلقائيا، ويضعنا على مشارف الدولة المدنية، التي تربط المواطن بوطنه، بدون وجوه مستعارة وسماسرة وطائفية، ويبقى دائما أن مجلس الشيوخ، الذي نص عليه الدستور، حاميا لحقوق الطوائف والعقائد والأحوال الشخصية والأمور المصيرية، نحن قائدنا من قال: إن الطوائف نعمة والطائفية نقمة".

ووجه "عناية الجميع، إلى أن كتلة التنمية والتحرير، التي لي شرف رئاستها، تقدمت باقتراح قانون للانتخابات النيابية، منذ فترة وجيزة، يعتبر خطوة متقدمة في هذا المضمار"، آملا "التعاطي معه بإيجابية من رفاقنا في الكتل النيابية الأخرى، بعد أن عرض عليهم جميعا".

وفي الواقع الإقليمي، قال: "بداية فلسطين، تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس، وقد تأكد ذلك من فشل صفقة العصر، رغم الإغراءات، ورغم التهديد والوعيد، عبثا، هذه القضية قضية فلسطين، هي أم القضايا ومسراها ومجراها، وهي في عمق الكثير الكثير من الخلافات، التي نراها اليوم في ساحاتنا العربية والإقليمية، ولا أبالغ إذا قلت الدولية، أم القضايا هذه، نحن العرب عندما تفرقنا حولها، غدونا أيادي سبأ، هي قبلة سياسية بقدسيتها وقدسها، فكيف لا نتوجه صوبها؟ تليها مأساة اليمن، هذه المأساة تنتصب سدا دون المصالحة مع الجوار المسلم، ومرة أخرى أصرخ في برية هذا العالم للقول: إن لغة الحوار حولها أقل وأجدى بكثير من الحرب العبثية والمؤلمة، لهذا الشعب، والتي قد تعرضه مرة أخرى للتقسيم، وهي مستمرة في تمزقنا وتفرقنا، رغم أني متفائل بالإشارات التي برزت مؤخرا، من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي أصلا هي قائمة، ويد ممدودة مع الجمهورية الإسلامية في إيران نحوهم، وأرى إمكانية لوضع حد لهذه الحرب، ووجوب إطفائها بهذا التقارب، قبل أن تقضي على وحدة اليمن"، ودعا عربيا، إلى "دور عراقي ثنائي لحل هذه القضية الاقليمية مع الجوار المسلم".

وبالنسبة لسوريا، قال: "رغم الانتصارات التي حققتها وتحققها، فلا تزال تتعرض لمؤامرات حول وحدتها، وقد بدأت فيما لا يصدق حول الجولان، أول مرة قالت إسرائيل إنها تريد ضم الجولان عام 1981، انتظر الأميركان، انتظر ترامب أن يهب ما لا يملك، إلى هذا الوقت الآن، مستغلين تفككنا، الأمر الذي يجعلنا نتساءل أين الأمم المتحدة؟ أين مجلس الأمن؟ أين القرارات الدولية؟ وما الذي يخطط الآن من شريط حدودي في الشمال؟".

وأكد أن "لبنان معني بما يجري في سوريا، وأن حفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ومؤسسات، هو حفظ لوحدة لبنان، بمواجهة المخططات الإسرائيلية، كما أن سوريا معنية بما يجري دائما في لبنان، فكيف إذا كان لبنان يستضيف أكثر من ثلث عدد سكانه من الأشقاء السوريين، وحتى الآن، لا حوار بين الدولتين، صدق أو لا تصدق، وبصراحة نحن مع سوريا في تحرير أرضها، كل أرضها، واستعادة وحدتها وعودة أبنائها، كل أبنائها، وكذلك نحن ضد الحصار المستمر منذ 40 عاما على الجمهورية الإسلامية في إيران، الذي ازداد في الفترة الأخيرة، لا لشيء، إلا لأن الولايات المتحدة الأميركية، نكلت بالاتفاق النووي، واستعملت هذا التنكيل ذريعة للحصار، قديما قال أبو العلاء المعري: نصب شراك الهوى/وكنت أغوي كل قلب هوى، أستغفر الله، والحق الحق، إن كل ذلك بسبب وحيد أوحد، هو الموقف المبدئي للجمهورية الإيرانية مع فلسطين، والباقي من باب (عكرت المي)".

وعربيا تمنى ل"مصر تعميم وجهة نظرها في المحادثات الثلاثية، من أجل النيل، وانتصارها في الحرب ضد الإرهاب، داخل مصر وعلى الحدود بين سيناء وغزة، وعلى الحدود مع الجوار الليبي، وفي السودان نتمنى أن يحتفل الأشقاء هناك، بالانتقال الفعلي إلى الحكم المدني، تنفيذا للاتفاق والوثيقةالدستورية، بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وفي تونس، نؤكد وقوفنا مع إنجاز هذا البلد استحقاقاته الدستورية، بما يجعله أنموذجا عربيا وشرق أوسطي".

وتوجه بوجه خاص إلى "أهلي في صور وقضاء صور"، وقال: "تعلمون أن انتخابات فرعية ستجري بعد أسبوعين عندكم، لملء المركز النيابي الشاغر، وكما أعلن سماحة الأخ السيد حسن نصرالله، انطلاقا من التحالف بين حركة أمل وحزب الله، ترشح الأخ حسن عز الدين عن هذه الدائرة، لذا أتوجه لجميع كوادر الحركة وأعضائها، ولجميع الأهل والأصدقاء، لاعتبار المرشح حسن عز الدين مرشحكم، كما هو مرشح الحزب، والمشاركة بكل فعالية والعمل لدعمه وانتخابه".

وختم "لا يسعني، ولا يفوتني أن أنحني تقديرا وحبا، لكل منكم، ولهذه الحشود التي لم تتردد، ومنذ أكثر من أربعة عقود، على تحمل المشاق، والزحف من أماكن بعيدة وقريبة، ومن كل مدينة ودسكرة، لأجل الوفاء للامام ورفيقيه، وإبقاء هذه القضية نابضة بالحق، وكأنها تناديه في أسره، نحن على العهد والوعد لك وللبنان".

وقد سبق كلمة بري، فقرات موسيقية وأناشيد، قدمتها الفرقة الموسيقية المركزية ل"كشافة الرسالة الإسلامية".

 

الراعي في قداس افتتاح سنة الحويك ومئوية لبنان الكبير: لتكن المئوية وقفة ضمير ومراجعة للذات بعد مئة سنة: أين كنا وأين نحن؟

وطنية - السبت 31 آب 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في باحة الصرح البطريركي الخارجية في بكركي، قداسا احتفاليا لمناسبة افتتاح سنة المكرم البطريرك الياس الحويك والسنة التحضيرية لمئوية اعلان دولة لبنان الكبير، وعاونه المطارنة بولس مطر، منير خيرالله، يوسف سويف وحنا علوان، بمشاركة السفير البابوي جوزف سبيتاري، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان وبطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار العشرون. حضر القداس وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس ميشال سليمان، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل النائب آلان عون، النواب، جان طالوزيان، نعمت أفرام وجورج عقيص، الوزيران السابقان سليم الصايغ وسجعان قزي، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، ممثلون لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية، المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور أنطوان شقير، المديرة العامة للنفط أورور الفغالي، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، السفير خليل كرم، نائبة رئيس المؤسسة المارونية للانتشار روز شويري، منسق العمل بين المؤسسات المارونية أنطوان ازعور، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات البترون مارسيلينو الحرك وحشد من الشخصيات والمؤمنين.

العظة

وألقى الراعي عظة بعنوان "الحب الذي وقع في الأرض الجيدة أثمر مئة ضعف" (لو8:8)، استهلها بالقول: "يدعونا الرب يسوع في مثل إنجيل اليوم "لنسمع كلمة الله بقلب صالح، ونحفظها ونثبت فنثمر" (لو15:8)؛ ولنتجنب ثلاث حالات عندما نسمع كلمة الله: الإهمال المشبه بجانب الطريق حيث يقع الحب، والسطحية المشبهة بالصخر فاقد الرطوبة، وإعطاء الأولوية لهموم الحياة المشبهة بالشوك. فلأن كلام الله يصدر من قلبه وحبه، ينبغي أن نسمعه ونقبله بحب في قلوبنا لكي يثمر فينا". وعن المناسبة قال: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مفتتحين بها سنة المكرم البطريرك الياس الحويك، وهي السنة التحضيرية لإحياء المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. وقد دعت إلى هذا الاحتفال جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، بالتنسيق مع اللجنة البطريركية المعنية بإعداد الاحتفال بالمئوية، وذلك كواجب وفاء لمؤسسهن الكبير البطريرك الياس الحويك، ولاسيما بمناسبة إعلانه مكرما في شهر حزيران الماضي، من قبل قداسة البابا فرنسيس. هذا الإعلان يعني أنه عاش ببطولة الفضائل الإلهية والمسيحية والإنسانية. وبه ختمت الكنيسة تحقيقها في مرحلته الأولى التي بدأت في كانون الأول 2010. والآن نصلي كي يظهر الله قداسته وترفعه الكنيسة على المذابح باجتراح أعجوبة تجري بشفاعته".

وهنأ "جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات بشخص رئيستها العامة الأم ماري أنطوانيت سعاده ومجلس المشيرات"، منوها "بما بذلن من جهد وتضحيات خلال مسيرة التحقيق في أبرشية البترون أولا، ثم في مجمع دعاوى القديسين بروما".

واستطرد: "ويسعدني أيضا أن أحييكم وأهنئكم جميعا، لأن المكرم البطريرك الياس الحويك هو راع مميز غيور لكنيستنا، وعميد لبنان، وحامي كيانه، وحامل مجده بجدارة واستحقاق. فباستعراض مراحل حياته، نرى أنه شكل خاتمة سعيدة لمساعي أسلافه البطاركة، عبر مسار طويل بدأ مع القديس يوحنا مارون، وبلغ ذروته مع المكرم الحويك، عندما ترأس الوفد اللبناني الرسمي إلى مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1919، وطالب "بدولة لبنان الكبير" بحيث تستعيد كل الأراضي التي سلختها عنه السلطة العثمانية. فكان "إعلان دولة لبنان الكبير" في أول أيلول 1920، بحضوره في قصر الصنوبر، على لسان الجنرال غورو، ممثل الدولة الفرنسية".

أضاف: "كل سر الياس الحويك أنه قبل في قلبه كلمة الله منذ طفولته. فأنارت دروب حياته من قريته المتواضعة حلتا- البترون، إلى مدرسة دير مار يوحنا مارون كفرحي، فإلى المدرسة الإكليريكية في غزير، ومنها إلى معهد إنتشار الإيمان في روما، حيث أنهى دراساته العليا في اللاهوت والحقوق الكنسية، متوجا إياها بشهادة الملفنة. والكلمة إياها أنارت وعضدت وشجعت رسالته المثلثة: الكهنوتية لتسع عشرة سنة، والأسقفية لعشر سنوات، والبطريركية لاثنتين وثلاثين سنة". وتابع: "أثمرت كلمة الله في قلب الحويك وعقله وكل شخصه. فكان لامعا في الفضيلة والعلم والتقوى وروح الصلاة والشجاعة والصراحة واللطف والبساطة والجرأة. وعرف كيف يغرف من ينابيع الروح في روما. ولما عاد إلى لبنان، استدعاه البطريرك الكبير بولس مسعد إلى الكرسي البطريركي سنة 1872، وأسند إليه أمانة سره فظهرت كفاءته وأمانته ومقدرته العلمية والإدارية. وقبيل وفاته رقاه إلى الدرجة الأسقفية نائبا بطريركيا في 14 كانون الأول 1889. وكما كان الذراع الأيمن للبطريرك بولس مسعد، كان الذراع الأيمن والفاعل والناجح للبطريرك يوحنا الحاج. وقد خلفه بعد عشر سنوات، على السدة البطريركية بالإجماع منذ اليوم الأول لإلتئام المجمع الانتخابي، وهو بعمر ست وخمسين سنة".

وأردف: "كم اختبر البطريرك الياس الحويك في مراحل حياته صلاة المزمور 119: "كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي"؟ وكان يسمي هذه الكلمة الموجهة لكل ما عاشه واختبره "بالعناية الإلهية"، حتى سمي هو "برجل العناية".

بفضل ثقافته الرومانية وما اكتسب من خبرة ومعرفة للناس على تنوعهم خلال سنوات وجوده في الكرسي البطريركي، كأمين سر البطريرك وكنائب بطريركي، قاد سفينة كنيستنا المارونية كربان ماهر حكيم على مدى اثنتين وثلاثين سنة. فكان عهده عهدها الذهبي على الرغم من كل صعوباتها. وكانت سنوات بطريركيته مسيرة متصاعدة نحو القداسة".

واستطرد مؤكدا: "أجل، لقد أثمرت حبة كلمة الله في قلبه مئة ضعف. ففي سنة 1895 أسس "جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات" لتربية الفتيات، أمهات المستقبل، والضامنات لقدسية العائلة. وإذ كان يعتبر خسارة جسيمة إقفال المدرسة المارونية في روما التي أنشأها البابا غريغوريوس سنة 1584 لتنشئة الإكليروس الماروني، باحتلال جنود نابوليون وتأميمها، إنتدبه البطريرك يوحنا الحاج سنة 1890 لتأسيس معهد ماروني حبري جديد في روما، فكان كذلك. ثم توجه إلى فرنسا ونال من حكومتها ثماني منح جامعية للإكليريكيين الموارنة في معهد Saint Sulpice المشهور، ومعبدا في قصر مجلس الشيوخ الحالي، ليقيم فيها الموارنة شعائرهم الدينية، قبل الحصول على فواييه للطلاب وكنيسة سيدة لبنان في باريس في الثلاثينات. وأم القدس واشترى دارة لاستقبال الحجاج، معروفة بإسم "بيت مارون". كما تملك فوايه للشبيبة مع كنيسة سيدة لبنان في مرسيليا بفرنسا. هذا فضلا عن المهمات الكبيرة التي كان ينتدبه إليها البطريرك يوحنا الحاج". وأضاف: "أما بطريركيته فقد عرفت أحداثا خطيرة وكبيرة، واجهها بالصلاة والاتكال على العناية الالهية وعلى امنا مريم العذراء سيدة لبنان وهو الذي انشأ معبد حريصا مع السفارة البابوية سنة 1904 في ذكرى خمسين سنة على عقيدة الحبل بلا دنس، وترك صلاة ما زلنا نصليها ونرتلها حتى يومنا هذا. في عهده كانت الحرب العالمية الأولى والمجاعة التي حصدت أكثر من ثلث شعبنا. ففتح أبواب الكرسي البطريركي، وأمر بفتح أبواب الأديار بوجه الفقراء والجياع. وكان سقوط السلطنة العثمانية وتقسيمها إلى دول. فكان المناضل السباق من أجل إعلان دولة لبنان الكبير: رئس الوفد اللبناني إلى مؤتمر الصلح في فرساي، وقدم مذكرة بإسم الشعب اللبناني في تموز 1919، ضمنها أربعة مطالب: "إستقلال لبنان، وإعادة الأراضي التي تشكل حدوده الطبيعية، والتي سلخت عنه بطريقة تعسفية، ووضع عقوبات ضد السلطات التركية والألمانية وإلزامها بالتعويضات العادلة عن الخسائر الكبيرة التي سببتها للبنان وشعبه، وجعل لبنان مرحليا تحت الانتداب الفرنسي". فكان إعلان دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920، كما رأينا".

وقال: "كان هم البطريرك أن يكون شعب لبنان، بمسيحييه ومسلميه، عائلة واحدة قائمة على التعددية الدينية والثقافية لا العدد، في دولة يرعاها القانون والمؤسسات في إطار العيش الواحد، على قاعدة الانتماء الوطني، لا الطائفي أو المذهبي. وكان فضله أنه أسس أول كيان دستوري معترف به عربيا ودوليا، يثبت الوجود اللبناني المستقل والحر والآمن على كامل الأراضي اللبنانية، في إطار صيغة تعايش متساو مسيحي- إسلامي، ضمن نظام ديمقراطي برلماني ليبرالي يقر جميع الحريات المدنية العامة". وختم: "في ذكرى الحويك، وفي هذه المئوية لاعلان دولة لبنان الكبير، يجدر بنا ان نعود جميعا، شعبا ومسؤولين ومؤسسات في الدولة وسياسيين الى الروح التي قادت الحويك، وأن نعود إلى الأسس التي وضعها لهذا الوطن. فلتكن المئوية وقفة ضمير ومراجعة للذات بعد مئة سنة، اين كنا واين نحن. وكان على البطريرك أن يعمل جاهدا طيلة إحدى عشرة سنة من أجل تثبيت خصائص لبنان هذه فأسلم بعدها الروح مثل سلفه ليلة عيد الميلاد سنة 1931. فأتت علامة من السماء أن موته على أرضنا ميلاده في السماء. "فالإله صار إنسانا ليؤله الإنسان"، على ما ردد القديس أمبروسيوس. ومعه نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

سعادة

وكانت الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري انطوانيت سعادة، قد ألقت في مستهل القداس كلمة قالت فيها: "عشية الأول من أيلول، نجتمع في الصرح البطريكي في بكركي، وبكركي أم الجميع، كما اعتاد أن يقول لكم البطريرك الياس الحويك. نجتمع كلبنانيين من كل المناطق والطوائف لنحتفل حول غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بمناسبتين: افتتاح سنة المكرم البطريرك الياس الحويك وبدء السنة الاحتفالية لمئوية دولة لبنان الكبير، بدعوة من اللجنة البطريركية للاحتفال بالمئوية الأولى التي يرأسها المطران سمير مظلوم". أضافت: "ليست الصدفة ولا تدابير بشرية، بل عناية الله التي شاءت أن تتزامن هاتان المناسبتان، وتظهر العلاقة التي تربط شخصية البطريرك الكبير، بدولة لبنان الكبير. إنها ذبيحة الشكران نرفعها للآب على نعمتين، نعمة القداسة التي وهبها الله لوطننا فأكثر فيه القديسين، ونعمة الوطن التي وهبها الله لنا بإرادة أجدادنا والبطاركة القديسين أسلاف البطريرك الحويك وإصرارهم وتدبيرهم وقداسة حياتهم؛ هذه النعمة التي تسهر عليها البطريركية المارونية اليوم سهرها على حدقة عينها. إنها ذبيحة الشكران على نعمة لبنان- الرسالة، رسالة الأخوة الإنسانية الشاملة". وختمت بالدعوة إلى أن "لنصلي من أجل لبنان ونطلب شفاعة أمنا مريم سيدة لبنان والمكرم الجديد الذي ما زال، من السماء كما كان على الأرض، يشفع لوطننا العزيز، ويواصل طلب البركات له".

 

حسن يعقوب في لقاء الحقيقة المخفية في الذكرى ال41 لاختفاء الإمام الصدر: أيعقل أن المؤامرات كلها في التاريخ تكشف إلا هذه؟

وطنية - السبت 31 آب 2019

نظمت مؤسسة الشيخ الدكتور محمد يعقوب للتنمية، مع مطرانية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس، إحتفالا حاشدا في قاعة مار يعقوب في البوشرية تحت عنوان "الحقيقة المخفية"، لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لاختفاء الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين، حضره ممثلون عن البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، النائب إدي ابي اللمع، قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، مدير المخابرات العميد طوني منصور، مطران بيروت للسريان الأرثوذكس دانيال كورية، مطران الروم الملكيين الكاثوليك الياس رحال، السيد علي فضل الله، المطران الياس عودة، المطران شارل مراد، القاضي الشيخ يحيى الرافعي، الأب رومانوس جبران، الاب دايفيد ملكي، الأب طوني غانم، الخوري عبدو بو كسم، الشيخ نزيه صعب، إضافة الى جمع من الشخصيات والفاعليات.

علي يعقوب

بداية النشيد الوطني بصوت الأوبرالية العالمية تارا معلوف، ثم ألقى مدير اللقاء الدكتور علي يعقوب كلمة ترحيبية جاء فيها: "سبع سنوات مضت على خطف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وسط صمت مدو لم تنفع معه الإتصالات مع الدول المعنية بالصراع في سوريا، كما مضت إحدى وأربعون سنة على اختطاف السيد موسى الصدر والوالد الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين في ليبيا من قبل النظام الليبي بقيادة معمر القذافي وخلفه مجموعة من الدول وأجهزة الإستخبارات الدولية ضمن مشروع تخريب المنطقة وتعميق التشدد".

أضاف: "ادعى القذافي بعد أيام من الإختطاف أن الإمام الصدر والشيخ يعقوب غادروا إلى ايطاليا ليتنصل من المسؤولية. أجري تحقيق فوري في إيطاليا اكد في أيلول 1978 انهم لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ومن ثم تحقيق آخر بطلب من الدولة اللبنانية في 1979 أكثر تفصيلا يؤكد الأمر ذاته بل يثبت بالدليل أن هناك من انتحل شخصية الإمام الصدر والشيخ يعقوب لتزوير الحقيقة". وتابع: "بعد أكثر من 31 عاما يعني منذ عشر سنوات يفتح القضاء الإيطالي مجددا التحقيق بشكل مريب بمحاولة فاشلة لتغيير بعض الوقائع، مرتكزا على شهادات زور بعيد زيارة القذافي لرئيس وزراء ايطاليا برلوسكوني في مثل هذا اليوم من 30 آب وعقده صفقات اقتصادية مشتركة بقيمة 40 مليار يورو، رغم أن القذافي اعترف قبلها وأيضا في 30 آب بأن الخطف حصل على أراضيه. بعدها بادر الكاتب والصحافي الاستقصائي الشجاع فاوستو بيفيني أوليفانو بتحري الحقيقة المخفية لمدة أربع سنوات من خلال تجميع تفاصيل تتعلق بهذه القضية الذي أسماها الجريمة الدولية والغامضة". وقال: "يحاول الكاتب ان يبحث عن إعادة "الحقيقة المحجوبة" إلى حيز الضوء من خلال عمل دقيق يتخلله قدر عال من الحس المدني للجهد بالقيام على إفراد الوقائع والدوافع والمحرضين لواحدة من أهم المؤامرات الأكثر إثارة والتي يصعب تفكيك رموزها وكانت قد وقعت في النصف الأخير للقرن الفائت، عمل تم خلاله الحفر بدقة المتشكك داخل ذلك اللفيف الداكن من مؤامرات ومصالح دول مع ذلك التزاوج النابي الذكر ما بين المخططات السياسية الدولية والمصالح الإقتصادية العكرة". أضاف: "نشر كتابه فاوستو بعد جهد جهيد وزيارات متعددة إلى لبنان وأعلن عنه في حفل كبير في نقابة الصحافة في روما، بعدها بشهرين تجد الشرطة الايطالية فاوستو ميتا في شقته عن عمر 49 عاما بظروف غامضة". وختم: "بناء على طلب الكاتب ووفاء للقضية، ترجم الكتاب الحقيقة المخفية للعربية، المتوفر هنا بطبعته الاولى بمساعدة دار كتابنا للنشر الممثلة بالأخ فادي عبود، وتبقى القضية مفتوحة، محجوبة ومتلاعب بها في كل ثناياها، بل على العكس فمن الضروري إعادة القيمة للوقائع. هناك من يجب أن يتحمل مسؤولياته ويشرح ما حصل. هناك حاجة للشجاعة بإظهار كل تلك الخيوط التي رمت حقوق الإنسان عامة، والتطلعات الشيعية في هاوية الانحطاط الأخلاقي وذلك بتلاعب من قبل محرك دمى جهنمي مقتدر للغاية. ومنهم من سيتحدث غدا وخلفه صورة الامام والوالد وفي نفس الوقت يكون أكثر الظالمين لعائلته".

العطية

ثم ألقى الدكتور أمير العطية كلمة المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات، فقال: "نجتمع اليوم لنستذكر شخصيات كبيرة غيبت قسريا عن الساحة الإنسانية والوطنية والعربية، شخصيات تركت إرثا عظيما في مجال الحوار والتلاقي بين مختلف الديانات والمذاهب والحضارات والثقافات".

أضاف: "ففي الذكرى الواحدة والإربعين لتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأخويه سماحة العلامة الشيخ الدكتور محمد يعقوب نائب سماحة الإمام ورفيق دربه وخازن أسراره، والإعلامي السيد علي بدر الدين، ومرور ستة أعوام على إختطاف صاحب النيافة المطران الأب يوحنا ابراهيم مطران الكنيسة السريانية الأرثوذوكسيةِ في سوريا، ورفيق دربه صاحب النيافة المطران الأب بولس اليازجي مطران الكنيسةالرومية الأرثوذوكسية في سوريا، فإننا نستذكر اليوم شخصيات فذة تم تغييبها قسريا على يد أنظمة دكتاتورية وجماعات إرهابية مجرمة إرتكبت أبشع المجازر والجرائم الوحشية التي يجب أن تسجل كجرائم ضد الإنسانية والبشرية".

حلبي

وأكد الصحافي والكاتب القسيس جوزيف حلبي أن "مظلومية رجال الدين هي من اخطر ما يكون وأن الامام الصدر والشيخ يعقوب خطفوا لأنهم شرفاء شجعان وكان همهم مصلحة الناس والشعب وليس مصالحهم الشخصية". ورأى أنه "عندما ينتفض الشعب اللبناني بكل طوائفه وأطيافه، ويخرج في مسيرات حاشدة ضد الظالمين والمستبدين والفاسدين وسارقي أموال الشعب، عندئذ ستكشف الحقيقة المخفية للامام الصدر والشيخ يعقوب ورفيقهما".

الكردي

بدوره قال رئيس محكمة حبل لبنان الشرعية السنية القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي: "في كل زمان يتعالى الظلمة والمستعمرون على العباد والبلاد فيقوم العلماء العاملون بمواجهة الظالم والمحتل لدفع الظلم ورفعه عن المظلومين كأمثال عمر المختار وعبد القادر الجزائري وغيرهم كثير وليس آخرهم السيد موسى الصدر وأخويه سماحة العلامة الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين كما المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وما تعرضوا له من إخفاء وحبس وقتل ومظلومية من الطاغية الظالم معمر القذافي ومن الإرهابيين والمجرمين والطغاة. وهذا شأن العلماء والدعاة الربانيين الذين لا تأخذهم الله لومة لائم ويصدحون بكلمة الحق ولو كلفتهم رقابهم، فالإمام موسى الصدر وقف بعزة العلماء وهيبتهم في وجه التسلط والظلم دون خوف العواقب بقوة إيمانه ويقينه وصدق كلامه القوي".

درويش

من جهته قال رئيس اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي المطران عصام درويش: "يأسرني هذا الجمع الوفي لأعلام خمسة غيبتهم جريمتان موصوفتان. الأولى عام 1978 في طرابلس الليبية حيث اختفى كل من الإمام السيد موسى الصدر، والشيخ الدكتور محمد يعقوب، والسيد عباس بدر الدين. أما الثانية ففي حلب السورية حيث خُطف كل من المطران يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي منذ عام 2013". أضاف: "هذا الإحياء الواحد لجريمتين مزدوجتين عنوانهما الخطف والتغييب يؤكد لنا أن أولئك الأقمار الخمسة ما زالوا نابضين في وجداننا جميعا لسببين حاسمين، أولهما أن جرائم من هذا العيار لا يمكن طمسها، وثانيهما أنهم في كل خلجة ناجوا الله، وكلما رنوا إلى حقيقة كانوا يتلقون منه نورها. فالله هو السر الكامن في الجمالات كلها، وهي جمالات تبدو وتحتجب وفقا لتململات الحضارة وتذوقاتها".

الموسوي

وأكد الباحث الإسلامي العراقي والأستاذ الجامعي في الحوزة العلمية في قم المقدسة في إيران سماحة السيد كاظم الموسوي تحت عنوان "الحق نهج لن يموت" على "الصراع التاريخي بين الحق والباطل ضمن مراحله الثلاثة وخطورة الحيادية فيه" مشيرا الى ان "اهدافه عبر العصور تخدم الانسان بالمطلق وتصنيفه بين علماء كانوا في خدمة الحاكم وآخرين حملوا الامانة بأمانة وليست شعارا، وبالتالي فإن تغييب رموز كبيرة مثل الإمام الصدر والشيخ يعقوب وإن كان هدفه تغييب اشخاص حق عن الأمة، إلا أن فكرهم ونهجهم لن يغيب، لأنه مستمد من النور المحمودي الاصيل، فلا بد للحق أن ينتصر ولا بد لليل ان ينجلي ولو بعد حين".

صليبا

ثم ألقى مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا كلمة "تحت عنوان المحبة أقوى من الموت" أكد فيها على "مزايا الإمام الصدر والشيخ يعقوب والمظلومية الكبرى التي واجهتهم، لكن صوتهم ما زال باقيا في ضمير الأمة والإنسانية، وهذا الصوت خافت للذين يعيشون على هامش الحياة، وهو صارخ لأنه مشاعر وأحاسيس الاخرين المضافة الى صوته وأهدافه، بل الإنسان هو هذا الصوت الصارخ في بيداء الحياة، والمهتمون يعرفون قيمة هذا الصراخ المعبر عن قيمة المرء وأهميته". أضاف: "من هؤلاء السامين والمتلألئين في العالم نقرأ سيرة عطرة للإمام المغيب موسى الصدر والشيخ يعقوب الذي نرجو أن يكون في عداد الاحياء لأنه نفح وطنه وشعبه وأمته، نفحات من قلب الله المحب بل الرحمن الرحيم".

حسن يعقوب

في الختام سأل رئيس "حركة النهج" ورئيس مؤسسة الشيخ محمد يعقوب للتنمية النائب السابق حسن يعقوب: "أيعقل أن المؤامرات كلها في التاريخ تكشف، إلا هذه؟ ما هذا الخفاء وما هذه القدرة الخفية التي أقفلت الكهف وحجبت نور الشمس؟" أضاف: "دول وممالك شهدت مؤمرات كثيرة خفية لكن كشفها لم يستغرق نصف هذه المدة. حتى أجهزة المخابرات العالمية تكشف أسرار مؤمراتها بعد وقت". وسأل: "بعد 41 سنة وسقوط نظام القذافي منذ 8 سنوات كيف يمكن التحدث عن قضية خطف؟ وبعد اعتقالي لأني أبحث عن والدي وتكرار الإعتداء بكل الوسائل حتى محاولة الاغتيال الجسدي بعد الاغتيال السياسي كيف لعاقل أن يصدق أنهم يريدون الحقيقة؟ وبعد اعترافهم أن هنيبعل القذافي كنز معلومات وهو موقوف لدى القضاء منذ 4 سنوات والكنز لم يفتح فكيف يكون الحال؟ وبعد تكرار استخدام المناسبة ذكرى لاطلاق الشعارات وتحشيد الناس وتحويل المجلس العدلي الى مجلس مماطلة وتاجيل كيف يمكن تحرير المغيبين؟".

وأردف يعقوب: "سبق أن قلنا إن للقضية وجهان، الذي غيب وخطف والوجه الآخر إدارة التغييب، ولأننا اعترضنا ولم نرضخ كما فعل الجميع تمادوا في الإعتداء علينا والآن يعملون على اخفاء دور الوالد المؤسس ومحاولة مسحه من الذاكرة. نحن باعتدائهم نزداد قوة ونضال الشيخ بكفالة الله وقد اصبحت مظلوميتنا جزء من الحقيقة". وتابع: "ثلاثة وثلاثون عاما حتى 2011 على تغييبهم وقدر الله أن يسقط حكم الطاغية معمر القذافي في نفس اليوم الذي اختطفهم فيه من باب العزيزية، أحد الأمكنة التي سجنوا فيها، وللصدفة أن والدي الشيخ محمد يعقوب عندما اختطف كان عمره 33 عاما وهو أحد عشاق السيد المسيح الذي سيق الى الجلجلة في عمر 33 عاما. في العام 2015 سيق هنيبعل معمر القذافي الى القضاء اللبناني وقال عنه محبو الإمام إنه كنز معلومات والصحيح أنه كنز معلومات لكنهم أنفسهم لم يسمحوا لهذا الكنز المكنون بأن يفتح. بعد أربع سنوات وهو موجود بيد القضاء اللبناني، هذا الكنز من المعلومات لم يفتح باستثناء رفع العتب ببعض مذكرات التوقيف التي لم تنفذ". أضاف: "ظنوا أنهم انتصروا في حركة النفاق وأنهم ضللوا الناس، لكنهم لم يعرفوا أنهم عند اعتقالنا أبلغوا كل العالم أننا على حق. أقول لكم استمروا في طغيانكم وكيدوا كيدكم فإن الحقيقة ليست مخفية لكنها تزداد إشعاعا ونورها قد أضاء كل العالم وأعمى بصيرتهم. يعتقدون أن الحقيقة مخفية لكنهم يتجاهلون أنها مكشوفة، حقيقتهم المخفية هي أن تقبل القضية ذكرى سنوية وأن تصفق للشعر والطلة البهية والعيون الزرقاء وأن تنضم الى صفوف المنتظرين وآيات السحاب وأن تؤمن أن ظهورهم متعلق بظهور الإمام المهدي المنتظر وأن أداة تغييبهم مقدسة وأنهم من مجموعة الممهدين".

وختم: "أي مساس بالحقيقة المخفية هو كفر وخيانة وخروج عن الوفاء والدين وتشريع لارتكاب كل الفظائع والمحرمات، وربما تخرجك من إسمك وكنيتك فيبدأ العمل على استئصال الذاكرة، ويأتي جيل ينكر أن والدك مخطوف أصلا فيكون قد حصل بذلك تغييب التغييب".

وفي الختام تم الاعلان عن نشر كتاب "الحقيقة المخفية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل31 آب- 01 أيلول/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for September 01/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78056/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-september-01-2019/

 

ما دام لبنان تحت سيطرة ”الحزب” الضربات لن تتوقف/علي حماده/النهار/31 آب/2019

أين تقف حدود الخنق الأميركي لـ”حزب الله”؟.. وإلامَ يؤدي الرقص على حافة الهاوية؟/سابين عويس/النهار/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78034/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

 

حرب تموز .. حسابات الربح والخسارة

أحمد عدنان/عكاظ/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78029/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%af%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%83%d8%a7%d8%b8-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b2-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d8%ad/

 

ليس بالصواريخ يحيا لبنان… إنتصر الحزب وهُزمت الدولة

علي الأمين/نداء الوطن/31 آب 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78031/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a5/

 

من أرشيف جريدة النهار لعام 2013: الوقائع الكاملة لقصة كيسنجر مع الدخول السوري الى لبنان عام 1976

واشنطن/هشام ملحم/النهار 19 أيلول 2013

http://eliasbejjaninews.com/archives/78040/%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2013-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-%d8%a7%d9%84/

 

راغدة درغام: لبنان في عين العاصفة من خلال جولة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل

Lebanon is in the eye of the storm in the latest round of Iran-Israeli clashes/Raghida Dergham/The National/Aug 31, 2019

إيقاع المواجهة العسكرية الإقليمية بين إيران وإسرائيل/راغدة درغام/موقع ايلاف/31 آب/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/78043/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

 

Trump and the Deceiving of Mullahs
 Amir Taheri/Asharq Al Awsat/August 31/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78045/amir-taheri-trump-and-the-deceiving-of-mullahs-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%ae%d8%af%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84/

 

ترمب وخداع الملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط»/30 آب/2019

Trump and the Deceiving of Mullahs/Amir Taheri/Asharq Al Awsat/August 31/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/78045/amir-taheri-trump-and-the-deceiving-of-mullahs-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%ae%d8%af%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84/

 

Analysis/First Drone War Pulls Israel’s Conflict With Iran Out of the Shadows
 
عاموس هاريل/هآرتس: حرب الدرون تُظهر للعلن الصراع الإسرائيلي-الإيراني
 Amos Harel/Haaretz/August 31/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/78051/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%aa%d9%8f%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d9%84%d9%84%d8%b9/