LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october31.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

احِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

الياس بجاني/مع احترامنا لشخص سالم زهران هو مخلوق مدعي ومزعج ومستفز ومتعجرف ويا ليت محطة ال أم تي في تريحنا قليلاً من تنظيراته الملالوية الفجة

الياس بجاني/لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله

الياس بجاني/لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

فيديو مداخلة للياس بجاني تتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله والنظام والحراك الشعبي، وذلك مع تقارير وتعليقات لآخرين/شارك في الحلقة معلقين أخرين

ملخص مداخلة الياس بجاني

مداخلة  تلفونية للياس بجاني عبر تلفزيون i24NEWS Arabicتتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله وذلك مع تقارير فيديو وتعليقات لآخرين

من محطة تلفزيون(I24 News ) مقابلة مع الياس بجاني من خلال برنامج هذا المساء تناولت الإنتفاضة اللبنانية الشعبية مع 3 معلقين

اعتقال اللبناني الكندي ثابت ثابت في مطار بيروت على خلفية معارضته للحكم وللإحتلال الملالوي معيب وأكيد لن يرعب السياديين في الإغتراب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/الاحتلال الإيراني وإرهابه مشكلة لبنان

الياس بجاني/تعليق بالصوت: ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة

الياس بجاني/ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مداخلات ومقابلات سياسية ةتتناول الوضع اللبناني الحالي: الحراك الشعبي

تقرير من قناة اورينت تحت عنوان "ثورة لبنان في مواجهة شبيحة إيران... هل الجيش اللبناني (متفرج) فقط ؟؟

فيديو تقرير من الجديد لجاد غصن تحت عنوان "ماذا عن انتصار الشعب و فتح الطرقات بعد استقالة الحكومة وهل هناك فراغ دستوري أم سياسي"؟

ماذا عما تحقق خلال 13 يوما  وماذا عن استقالة الحكومة ؟  هل يمكن توقع السيناريو المقبل؟

فيديو مقابلة من الحدث للكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي

فيديو مداخلة من العربية للكاتب الصحافي لقمان سليم ضيف

فيديو تقارير من سكاي نيوز عربية تحت عنوان لبنان.. سيناريوهات ما بعد استقالة الحريري

فيديو مقابلة من الحدث مع وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي ضيف قناة

فيديو مداخلة من العربية للمنسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو

الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف قناة الحدث بتاريخ 3

فيديو مداخلة من الحدث للأستاذ القانون و العلاقات الدولية أنطوان سعد/تعليق على كلام الخامنئي

فيديو مداخلة من الحدث للكاتب الصحافي ايلي الحاج ضيف

فيديو مداخلة من الحدث للكاتب الصحافي مصطفى فحص ضيف

فيديو مداخلة من العربية الناشط في الحراك اللبناني مارك ضو ضيف قناة العربية

قدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 30/10/2019

المرشد الأعلى.. لساحات الوغى

خامنئي: مطالب اللبنانيين والعراقيين تتحقق حصرًا ضمن “الأطر القانونية”

قائمة جديدة بداعمين لحزب الله على لائحة "الإرهاب"

واشنطن تدعو لبنان إلى «الإسراع» في تشكيل حكومة جديدة والجيش يطلب من المحتجين فتح الطرق

السفارة البريطانية: لبنان عند مفترق طرق

الرئيس اللبناني يطلب من حكومة الحريري تصريف الأعمال وفتح الطرق في ظل استمرار الأزمة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الثنائي الشيعي يستنفر لـ"تأمين" الخط الساحلي.. وقصر عين التينة

الحريري في بيان الاستقالة: وصلت إلى طريق مسدود وبات لزاماً إحداث صدمة وأعلن تجاوبه مع إرادة اللبنانيين

جمعية المصارف: نعاود العمل الطبيعي ابتداءً من الجمعة

الحريري يرمي استقالته بوجه العهد والثنائي الشيعي

صراخ" بين عون والقاضي عويدات... "ما إلك حق"

صيدا تستعيد "ساحة الثورة": القصة لم تنته بالحريري..

توتر في العبدة: اطلاق نار وسقوط جرحى

بعد عودة التحركات الشعبية.. بيان جديد لوزير التربية

تجدد التحركات في اليوم الرابع عشر.. قطع للطرقات ومواجهات مع الجيش!

«حزب الله» لن يقبل بحكومة تكنوقراط و«الفيتو» على باسيل مرفوض!

انصار الحريري يقطعون طريق الجديدة.. نرفض تشكيل أي حكومة لا يرأسها

الثنائي الشيعي يستنفر لـ"تأمين" الخط الساحلي.. وقصر عين التينة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أول محاكمة عالمية لمسؤولين سوريين سابقين بتهمة التعذيب

ظريف يسوق مبادرة «هرمز» لبناء الثقة مع دول المنطقة

عبد المهدي يعرض «استقالة مشروطة» ورمى الكرة في ملعب الصدر والعامري بعد نحو شهر من احتجاجات الشارع العراقي

قتلى في أول اشتباك مباشر بين قوات النظام والجيش التركي شرق الفرات

بريطانيا تلجأ إلى ثالث انتخابات خلال 4 سنوات للخروج من مأزق «بريكست» ومجلس العموم أقرّ تنظيم الاقتراع في 12 ديسمبر

ترمب يؤكد تصفية «خليفة البغدادي} وولي العهد السعودي هنأ الرئيس الأميركي بنجاح القضاء على زعيم «داعش»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طرابلس "تجدد" الثورة في لبنان.. والعبدة تنتفض مصطدمة بالجيش/جنى الدهيبي/المدن

الحريري: كبش الفداء الاول/ساطع نور الدين/المدن

مخطط جهنمي لضرب الجيش بالمدن السنّية وتدمير الانتفاضة الشعبية/منير الربيع/المدن

فائض القوة" يجبر الحريري على الاستقالة: المواجهة الكبرى بدأت/منير الربيع/المدن

ثورة لبنان وأعداؤها من ذوي العزم الفاشي/ياسين الحاج صالح/المدن

"ناشطو الثورة": لبنان في مرحلة انتقالية وانتفاضة دائمة/وليد حسين/المدن

أين نحن اليوم، مراجعة استعادية وتوقعية/شارل الياس شرتوني

سقوط الهالات والهامات المنحولة/راشد_فايد/النهار

ما التدابير الاقتصادية التي يتعيّن على الحكومة اللبنانية اتّخاذها لتهدئة السخط الشعبي حيال أدائها؟/مايكل يونغ/مركز كارنيغي

خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ/ألان سركيس/نداء الوطن

استقالة الحريري/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟!/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني!/طوني عيسى/الجمهورية

لبنان بين صيغتين/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

لو فعلها جبران باسيل.../كلير شكر/الكلمة اونلاين

الحريري يحاصر حصاره... وحزب الله يستعد للجولة الثانية/طوني بولس/انديبندت عربية

سياسة الفشل الإيراني/فايز سارة/الشرق الأوسط

الموجة الجديدة من الحراك العربي/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

الإنترنت والاحتجاجات الجماهيرية/تيلر كوين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وفد الرابطة المارونية: ستكون للبنان حكومة نظيفة وما حصل في الشارع فتح الباب على الاصلاح واذا ما برزت عوائق فالشعب سينزل الى الشارع مجددا

رئاسة الجمهورية: قبول الاستقالة وطلب الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة

رئيس الجمهورية طلب من الحريري والوزراء الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة ومساء غد يوجه رسالة الى اللبنانيين في ذكرى انتخابه

المكتب الاعلامي لبري عن الدعوة المتداولة للتظاهر حول عين التينة: دعوة مشبوهة يراد منها الفتنة والفوضى

بري استقبل كوبيتش ونواب الاربعاء: للاستعجال بتأليف الحكومة وفتح الطرق والخشية من الضغوط الدولية ابتداء من اليوم

بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان: من الملح تشكيل حكومة جديدة بدون تأخير وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية وإجراء حوار شامل مع المجتمع المدني

المطارنة الموارنة أيدوا مطالب المعتصمين ودعوهم لتوخي الحكمة: لتلقف استقالة الحكومة بروح بناءة والالتفاف حول رئيس الجمهورية

شخصيات سياسية ووزارية ونيابية وهيئات في بيت الوسط عبرت عن دعمهما وتأييدها لخطوة استقالة الحكومة

ابو الحسن في بكركي موفدا من جنبلاط: لحكومة تكنوقراط أولى مهامها استعادة الثقة بالدولة توتطبيق القوانين والإصلاحا

الاحرار: لتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين مستقلين تضع قانون انتخاب عصريا وعادلا

سامي الجميل: للاسراع بتشكيل حكومة حيادية وتقدمنا باقتراح قانون لإجراء إنتخابات نيابية في أيار 2020

الطاشناق: مجلس النواب الأميركي اعترف بالإبادة الأرمنية بغالبية ساحقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

احِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/:”“قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بيان المطارنة الموارنة أضاع البورصة وطالب بالإلتفاف حول حزب الله كونه طالب بالإلتفاف حول ممثله في قصر بعبدا الرئيس عون

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

طالب بيان المطارنة بالإلفاف حول الرئيس. ترى ألا يعني طلب الإلتفاف هذا حول المحتل الذي هو حزب الله..كون الرئيس ممثلاً له في بعبدا؟

 

مع احترامنا لشخص سالم زهران هو مخلوق مدعي ومزعج ومستفز ومتعجرف ويا ليت محطة ال أم تي في تريحنا قليلاً من تنظيراته الملالوية الفجة

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

عملياً الإستاذ زهران ومع احترامنا لشخصه هو مجرد أداة ملالوية اعلامية ومن أكثر ادوات حزب الله نفخة صدر واستعلاء وعنجهية..ولا ندري لماذا هو من المقيمين الدائمين على شاشة الأم تي في؟؟اسئلة كثيرة تطرح وهي غير بريئة

 

لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

عملياً وواقعاً معاشاً لا وجود لسلطة في لبنان غير سلطة حزب الله وهو لن يمرر أي أمر يتعارض مع دوره الإقليمي الملالوي إلا مجبراً وبالضغط ومن هنا يجب فتح ملفه من خلال المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وتنفيذ بنودها من خلال جدول زمني محدد وعدم تكرار الثلاثية اياها في البيان الوزاري.. الليمون لا تأثير له ولا لليمونيين وهم تابعين وملحقين.. التركيز على المرض وليس ع الأعراض.. في كتير غير ليمونيين جاهزين يحلوا محلون ويعملوا مية ورقة تفاهم مع حزب الله..المشكلة هي حزب الله

 

لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80029/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83/

عملاً بكل مبادئ الديمقراطية ومبدأ تنادل السلطات مطلوب محاسبة كل أصحاب شركات الأحزاب الذين فرطوا 14 آذار وتنازلوا عن السيادة وداكشوها بالكراسي وتعايشوا مع احتلال ودويلة وحروب وإرهاب حزب الله ومن ثم طلعوا ع فافوش… وهم السادة سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط.

مطلوب احقاقاً للحق وعملاً بمبدأ وقواعد المحاسبة عزلهم وإخراجهم من الحياة السياسية ومن كل الأحزاب..

راهنوا وفشلوا وقفزوا فوق دماء شهداء 14 آذار ولم يستمعوا للشعب ولا في يوم من الأيام. الانتفاضة وحراكها عرتهم وفضحتهم وبينت كم أنهم تجار هيكل وفريسيين وحربائيين.

هؤلاء هم عملياً أخطر من حزب الله بمليون مرة لأنهم يغيرون ويبدلون ألوانهم السياسية والتحالفية غب مصالحهم الذاتية ولأنهم في نظر كثر من أهلنا كالآلهة.

ثم أن من خان الشعب وباع مرة القضية سوف يخون ويبيع كل مرة..

فشلوا فليذهبوا إلى بيوتهم بعد أن يحاسبوا وتصادر الأموال التي سرقوها..

وهنا كلون يعني كلون يلي فرطوا 14 آذار الحريري وجعجع وجنبلاط.

الثلاثة هؤلاء التزموا بخطوط نصرالله الحمراء التي حددها لهم في خطاب من خطاباته الأخيرة حيث سمح لهم التعاطي بالأمور المعيشية ومنعهم بالتهديد والوعيد والقضاء إن اقتربوا من الملفات السياسية أي من دويلته وسلاحه وحروبه واحتلاله والقرارات الدولية.

وفي هذا السياق الاستسلامي قال أمس السيد جنبلاط في مقابلة له مع تلفزيون المستقبل (رابط المقابلة مرفق مع المقالة) بأنه من الغباء فتح ملف سلاح حزب الله..

والثلاثة لم يأتوا  خلال أيام الحراك ال 13 لا من قريب ولا من بعيد على ذكر السرطان الإحتلالي الذي يضرب البلد ويفتك وينهش بمؤسساته ويدمر الكيان.

شباب الانتفاضة الذين سبقوا بأميال أصحاب شركات الأحزاب قادرون على اختيار قادة شباب أكفاء وكفى لبنان سرطانيات الزعماء.

لبنان يحتاج لسياسيين وليس لزعماء. ..أما مشكلة لبنان الأولى والأهم فهي احتلال حزب الله ولا حل لأي أزمة في أي مجال بظل هيمنة وإرهاب وتشبيح هذا الاحتلال.

فيديو مقابلة من الجديد مع السيد وليد جنبلاط/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=HkXj1mMgdpk

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فيديو مداخلة للياس بجاني تتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله والنظام والحراك الشعبي، وذلك مع تقارير وتعليقات لآخرين/شارك في الحلقة معلقين أخرين

http://eliasbejjaninews.com/archives/80018/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7/

ملخص مداخلة الياس بجاني

*مشكلة لبنان هي بالدرجة الأولى الاحتلال الإيراني من خلال تنظيمه المسلح والإرهابي المسمى زوراً “حزب الله”

*استقالة الحريري لن تؤدي إلى أي تغيير ما لم تشكل حكومة جديدة يكون من أهم مهماتها إيجاد حل للاحتلال الإيراني ولدويلة حزب الله وسلاحه وحروبه من خلال تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان.

*المشكلة ليس في النظام اللبناني الخلاق والمبدع والأنسب للدول التي يكون شعبها مكون من شرائح متنوعة مذهبياً وقوميات وحضارات.

*التركيز على النظام من قبل البعض هو غير بريء وهدفه تبرير الأنظمة المذهبية والدينية في الشرق الأوسط وتحديداً في دول جوار لبنان.

*التركيز من قبل أبواق النظام الإيراني على القطاع المصرفي اللبناني وعلى البنك المركزي وحاكمه رياض سلامة يأتي على خلفية التزام هذا القطاع بالعقوبات الأميركية على إيران وحزب الله.

*لا حل في لبنان إلا من خلال القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة.

*الحاكم الفعلي للبنان هو حزب الله وأي حكومة في ظل احتلاله ستكون أداة ومجرد أداة بيده وفي خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والإرهابي.

*ملاحظ أن غالبية المعلقين والسياسيين الذين يعلقون من خارج لبنان على الأزمة اللبنانية إما هو جهلة لنظام لبنان الخلاق والتعايشي ويريدون اسقاطه أو أنهم أبواق وصنوج إيرانية مأجورة .

https://www.youtube.com/watch?v=Y4kkRqxWQ9I

 

 مداخلة  تلفونية للياس بجاني عبر تلفزيون i24NEWS Arabicتتناول استقالة الحريري وما هو متوقع بعد الإستقلالة إضافة إلى الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله وذلك مع تقارير فيديو وتعليقات لآخرين

29 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80013/%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7%d8%b3%d8%aa/

ملخص مداخلة الياس بجاني

*مشكلة لبنان هي بالدرجة الأولى الاحتلال الإيراني من خلال تنظيمه المسلح والإرهابي المسمى زوراً “حزب الله”

*استقالة الحريري لن تؤدي إلى أي تغيير ما لم تشكل حكومة جديدة يكون من أهم مهماتها إيجاد حل للاحتلال الإيراني ولدويلة حزب الله وسلاحه وحروبه من خلال تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان.

*المشكلة ليس في النظام اللبناني الخلاق والمبدع والأنسب للدول التي يكون شعبها مكون من شرائح متنوعة مذهبياً وقوميات وحضارات.

*التركيز على النظام من قبل البعض هو غير بريء وهدفه تبرير الأنظمة المذهبية والدينية في الشرق الأوسط وتحديداً في دول جوار لبنان.

*التركيز من قبل أبواق النظام الإيراني على القطاع المصرفي اللبناني وعلى البنك المركزي وحاكمه رياض سلامة يأتي على خلفية التزام هذا القطاع بالعقوبات الأميركية على إيران وحزب الله.

*لا حل في لبنان إلا من خلال القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة.

*الحاكم الفعلي للبنان هو حزب الله وأي حكومة في ظل احتلاله ستكون أداة ومجرد أداة بيده وفي خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والإرهابي.

*ملاحظ أن غالبية المعلقين والسياسيين الذين يعلقون من خارج لبنان على الأزمة اللبنانية إما هو جهلة لنظام لبنان الخلاق والتعايشي ويريدون اسقاطه أو أنهم أبواق وصنوج إيرانية مأجورة .

 

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر محطة تلفزيون(I24 News ) يعلق من خلالها على استقالة الرئيس سعد الحريري وعن الحاكم الفعلي للبنان الذي هو حزب الله

29 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79997/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2/

الياس بجاني: اي حكومة بديلة بظل الإحتلال الإيراني ستكون نسخة 100% عن المستقيلة

استقالة الحريري هي فعلاً انكسار لعناد السيد نصرالله واسقاط لأهم لاءاته الثلاثة (لا اسقط للحكومة ولا اسقاط للعهد ولا انتخابات مبكرة) وهي أيضاً انتصار كبير للحراك الشعبي، ولكن في الواقع العملي والمعاش على الأرض في لبنان المحتل وحيث الدولة الفاشلة، فإنه ما دام حزب الله متحكم بالبلد ويحتله ويسيطر على قرار حكامه ومؤسساته ويتفرد بقرار الحرب والسلم فيه ودويلته أقوى من الدولة فأي حكومة بديلة ستكون نسخة 100% عن المستقيلة.

الإحتلال هو المشكل والمواجهة الفعلية هي بين حزب الله المحتل والحكم التابع له واذنابه من أصحاب شركات الأحزاب التجارية مسيحة واسلامية ويسارية على حد سواء، وبين الشعب اللبناني الحر السيادي المقهور والمضطهد والعابر للمذاهب والمناطق..الحل الوحيد هو من خلال تنفيذ القرارات الدولية التي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و1559 و1701.

 

اعتقال اللبناني الكندي ثابت ثابت في مطار بيروت على خلفية معارضته للحكم وللإحتلال الملالوي معيب وأكيد لن يرعب السياديين في الإغتراب

الياس بجاني/29 تشرين الأول/2019

ثابت ثابت مواطن كندي لبناني وعسكري سابق في الجيش اللبناني. تم اعتقاله أمس في مطار بيروت على خلفية معارضته للإحتلال الإيراني والحكم اللبناني التابع له.. ساعد هذا الموطن الكندي-اللبناني المعتقل اعتباطاً ودون مضوغ قانوني ووقع العريضة الموجهة إلى الحكومة الكندية.

 

من محطة تلفزيون(I24 News ) مقابلة مع الياس بجاني من خلال برنامج هذا المساء تناولت الإنتفاضة اللبنانية الشعبية مع 3 معلقين

http://eliasbejjaninews.com/archives/79961/%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%ad%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86i24-news-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86/

شارك في الحلقة من كندا عبر السكايب إلياس بيجاني ناشط سياسي لبناني ومن أميركا د.عماد ومن الإستديو د. جاك نيريا مستشار سياسي سابق / د. حسن مرهج خبير/

28 تشرين الأول/2019

https://www.youtube.com/watch?v=-IT_59551w4&t=223s

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الاحتلال الإيراني وإرهابه مشكلة لبنان/الياس بجاني/28 تشرين الأول/2019/ضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%87-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة

http://eliasbejjaninews.com/archives/79952/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7/

الياس بجاني/تعليق بالصوت فورمات/MP3/:ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة/28 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias28.10.19.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت فورمات/WMA/:ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة/28 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias28.10.19.wma

 

ضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79952/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7/

بعد مرور 12 يوم على بدأ الحراك الشعبي الاحتجاجي في لبنان المحتل وفي سياق عدم استجابة الحكم لأي من مطالبه بعناد وشيطنة له وتخوين وتهديد المشاركين فيه وهم من الشرائح اللبنانية والمذهبية والمناطقية كافة وفي مقدمهم مناطق بيئة الثنائية الشيعية يؤكد أن الحكم اللبنانية بمجمله هو صوري وغير فاعل والقرار ليس بيده وبرضاه الكامل.

هذا العناد برفض التجاوب مع المطالب وتهديدات واستكبار وفوقية السيد نصرالله الفجة يبين ودون أي لبس بأنه هو وحزبه ودويلته ومرجعيته الإيرانية هم الحاكم الفعليين لوطن الأرز وبالتالي الحكام جميعهم من كبيرهم حتى صغيرهم ينفذون ولا يقررون.

من هنا وبواقعية فإن ذهابهم أو بقائهم من خلال حكومة جديدة أو معدلة في ظل الستاتيكو الإحتلالي المفروض على لبنان بقوة السلاح والإرهاب لن يغير شيء في واقع الاحتلال وتبعية الحكم والحكام له.

لتحقيق نتائج إيجابية ولو أولية المطلوب تسمية المشكل والاعتراف بأنه فعلاً هو المشكل.

المشكل هذا هو احتلال حزب الله وطالما هو باق في سيطرته وهيمنته واستكباره فلا شيء تغييري ممكن أن يتحقق.

الحل لن يكون سحرياً ولكن البدء بالتعاطي معه مباشرة وليس مواربة وبواقعية وبجرأة ضرورة ملزمة.

الحل يبدأ من خلال المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية تحت إشراف مجلس الأمن الصادرة القرارات عنه.

القرارات هذه هي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل والقرارين الدوليين 159 و1701.

نشير هنا وبقراءة جدية وواقعية لخطابات السيد نصرالله التهديدية والتخويفية ولمواقف إيران المشيطنة للحراك بأن السيد ومن خلفه الملالي لن يتنازلون للحراك عن أي من لاءات السيد الأربعة (لا حكومة جديدة  أو معدلة، ولا إسقاط للعهد، ولا انتخابات مبكرة ولا خروج لباسيل من الحكومات) لأنه يعتبر أي تنازل ولو شكلي هو انكسار لمحور إيران...عناد مستقوي بفائض السلاح وتبعية الحكم والحكام.

الفرصة سانحة حالياً لوضع سلاح ودويلة وحروب واحتلال حزب الله على الطاولة إضافة إلى الدويلات الفلسطينية ال 13 والقواعد العسكرية السورية والفلسطينية في كل المناطق اللبنانية.

يبقى أن التوأمة لا يمكن أن تتم تحت أي ظرف بين نفاق مقاومة وممانعة وحروب واحتلال حزب الله وبين أي وضعية اقتصادية ومعيشية وسيادية واستقلالية مقبولة ولو بحدها الأدنى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مداخلات ومقابلات سياسية ةتتناول الوضع اللبناني الحالي: الحراك الشعبي

تقرير من قناة اورينت تحت عنوان "ثورة لبنان في مواجهة شبيحة إيران... هل الجيش اللبناني (متفرج) فقط ؟؟

https://www.youtube.com/watch?v=b4RSjTo8FVs

 

ماذا عما تحقق خلال 13 يوما  وماذا عن استقالة الحكومة؟ هل يمكن توقع السيناريو المقبل؟

https://www.youtube.com/watch?v=TuCDdcULxKo

 

فيديو مقابلة من الحدث للكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي

https://www.youtube.com/watch?v=tV75IpQUqNo

 

فيديو مداخلة من العربية للكاتب الصحافي لقمان سليم ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=-4a05OUXKYs

 

فيديو تقارير من سكاي نيوز عربية تحت عنوان لبنان.. سيناريوهات ما بعد استقالة الحريري

https://www.youtube.com/watch?v=6Iw31ZdJfck

 

فيديو مقابلة من الحدث مع وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي ضيف قناة

https://www.youtube.com/watch?v=348BMvjLf3A

 

فيديو مداخلة من العربية للمنسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو

https://www.youtube.com/watch?v=t3DzqCebClw

 

الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف قناة الحدث بتاريخ 3

https://www.youtube.com/watch?v=IgFSDBIJ4N0

 

فيديو مداخلة من الحدث للأستاذ القانون و العلاقات الدولية أنطوان سعد/تعليق على كلام الخامنئي

https://www.youtube.com/watch?v=Dytf6zOdoYE

 

فيديو مداخلة من الحدث للكاتب الصحافي ايلي الحاج ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=3oCc8Sqq5a0

 

فيدية نص بيان المطارنة الموارنة: تحية إلى المعتصمين من كل الطوائف والمناطق مقرونة بتأييد مطالبهم المحق

https://www.youtube.com/watch?v=rUb4u5jJPzk

 

فيديو مداخلة من الحدث للكاتب الصحافي مصطفى فحص ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=-fIB69n0VwM

 

فيديو مداخلة من العربية الناشط في الحراك اللبناني مارك ضو ضيف قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=2iIF4TTVf1w

 

قدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 30/10/2019

وطنية/الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

غدا يوم آخر فيه استئناف لحركة الناس والبلد وفيه ايضا مواقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة انتهاء نصف ولايته..

اليوم فتحت الطرق وغدا المدارس والجامعات والمصارف ايضا لكن للجمهور بعد غد..

وبعد غد كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله..

ويبقى السؤال متى الاستشارات للتكليف ومتى الحكومة الجديدة؟.

الاستشارات في القصر الجمهوري لم تحدد مواعيدها بعد لكن هناك كلام على انها قد تتم آخر الاسبوع.

الرئيس المكلف قد يكون الرئيس سعد الحريري مجددا في ضوء مواقف الدول الصديقة للبنان، وبرز موقف بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان التي رأت انه من الملح تشكيل حكومة جديدة بدون تأخير وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وإجراء حوار شامل مع المجتمع المدني ومن بيت الوسط قال نائب رئيس المجلس النيابي إن الرئيس الحريري صمام أمان مالي إقتصادي إجتماعي..

وهناك سؤال ايضا كيف سيكون شكل الحكومة؟.

الحراك يريدها تكنوقراط والبعض يريدها نصف نصف مع السياسيين..

أول خطوة للحكومة ستكون طمأنة دول العالم الى ان لبنان حي يرزق لا يموت..

إذن الطرق فتحت اليوم غداة الصدمة التي أحدثتها استقالة الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

سيكون للبنان حكومة نظيفة، والحراك فتح الباب أمام الاصلاح الكبير..

هي الخلاصة الرئاسية للمشهد اللبناني المأزوم، والذي استوى على استقالة للحكومة وفتح لكافة الطرقات المقطوعة، على امل ان تشمل تلك السياسية منها لرسم الصورة المقبلة..

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي سيدعو لاستشارات نيابية قريبا على ما علمت المنار، فانه طلب من الحكومة المستقيلة في بيان تصريف الاعمال، على ان يخاطب اللبنانيين الخميس في كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه الرئاسة..

اما الرئاسة الثانية التي تخشى الضغوط الدولية، فقد حذرت من فقدان الامل بالامن في لبنان. وفي الاربعاء النيابي دعا الرئيس نبيه بري للاستعجال بتشكيل الحكومة، فالبلد لا يحتمل المزيد من المتاعب والمخاطر الاقتصادية والمالية كما قال، ويجب ان تسود لغة الانفتاح والحوار..

حوار او تواصل سياسي بعيدا عن الاعلام يسبق الدعوة الى الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة، وان كانت بعض التسريبات والبيانات قد وضعها المعنيون تحتى مسمى التخمينات، فان الصورة لم تتضح بعد، وهي مفتوحة على كل الاحتمالات..

اما ما تحيكه الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل لسلب الامن من بعض دول المنطقة باموال الدول الرجعية، فقد حذر منه الامام السيد علي الخامنئي، مع تأكيده على أحقية المطالب الشعبية التي يجب أن تبقى في اطار السلمية..

لبنان الذي لم يسلم يوما من النوايا العدوانية الصهيونية، فقد ظهرت تلك النوايا تحريضا خطيرا، ودخولا في صلب الازمة اللبنانية لا سيما الاقتصادية منها، حيث وجهت وزارة الخارجية الصهيونية رسالة تحريضية الى الولايات المتحدة وفرنسا ودول اخرى طلبت فيها وضع معالجة الصورايخ الدقيقة للمقاومة، كشرط لتقديم مساعدة دولية للبنان..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

نصائح ووقائع وأسئلة الى أهل السلطة يطرحها عقال كثر يخافون على الوطن:

أولا، وحدوا خطابكم وتوصيفكم للغضب الشعبي العارم. هل ما جرى قام به مأجورون أم لبنانيون تواقون الى التغيير؟، إذ من المعيب أن تتبنى الرئاسات ما حصل وتسعى الى تجييره لمصالحها وتذهب الى حد التهديد بالشارع إن امتنع شركاؤها عن المساعدة في تشكيل حكومة الإختصاصيين الحيادية، فيما إعلام السلطة وأحزابها المؤثرة يتهمان المنتفضين بالعمالة.

ثانيا، إذا كان تبنيكم مطالب المنتفضين صادقا، فلماذا التأخير إذا في الدعوة الى الإستشارات لتكليف رئيس حكومة جديد بدءا من اليوم؟.

ثالثا، هل أصابتكم ضربة الناس على رؤوسكم بالهذيان؟، لأن كل ما تصرحون به وكل ما يسرب عن مجالسكم من أنباء يؤكد بما لا يقبل الجدل أنكم في الحقيقة تبحثون عن استنساخ طبعة غير منقحة من الحكومة الراحلة.

نطرح هذه التساؤلات لأن أهل السلطة كادوا يقنعون المنتفضين بأنهم تظاهروا أربعة عشرة يوما ضد مجهولين، وبأن أهل الحكم هم من صلب نسيجهم . والمقلق جدا هو التركيز الرسمي على كيفية قمع الناس، وتجاهلهم الخطر غير القابل للقمع والمتمثل في قرب انفجار البركان الإقتصادي- المالي أو التسونامي الشعبي الثاني. أما التوقعات المتشائمة بأن أهل السلطة لن يخرجوا من إنكارهم ، فتنبع من تعاطيهم غير الجدي مع ما حصل . فكل ما رصد من معالجات للأزمة إقتصر على محاولات التفاف واستيعاب لما جرى، وقد سجلت اليوم حفلة مشاورات في مطبخ كل مرجعية، استعدادا للاستشارات الرسمية الملزمة التي لم يحدد تاريخها بعد وسط ارتياح الى أن فتح الطرقات سيهدم انجازات الحراك الشعبي. وكل ما دار يتركز على دور كل مرجعية في الحكومة المقبلة وحصتها، وكيف تعزز موقعها في التركيبة.

لكن ما لم يجرؤ أحد على تسميته صراحة بعد هو أن عقدة العقد تكمن في تريث حزب الله في التعاطي مع الأزمة، وهو يبحث لأول مرة بعد حرب تموز عن فذلكة حكومية تمدد له تغطيته الشرعية ولا تفقده دور الآمر الناهي في لبنان، بما لا يخرج إيران من منظومة الدول المؤثرة في الإقليم إذا انكمش دوره في لبنان. هذا القلق عبر عنه الإمام الخامنئي بتحذيره القوى المنتفضة في لبنان والعراق من مغبة الخروج بتحركاتها عن الأطر الدستورية، فيما وصف مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني التظاهرات في بيروت وبغداد بنسخة جديدة من الارهاب السياسي.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في التقويم الزمني، اليوم هو الرابع عشر على الحراك الشعبي ... في التقويم السياسي، اليوم هو الأول غداة استقالة الحكومة، هذه الإستقالة التي شكلت حافز الإنتفاضة للقبول بفتح الطرق، لكنها لم تشكل حافزا لفتح الطريق أمام تشكيل حكومة العهد الثالثة ... لماذا؟ ما حدث في الأيام الثلاثة عشر ترك ندوبا في العلاقات بين بعبدا وبيت الوسط، وبين بيت الوسط وميرنا شالوحي ... بعبدا ترى ان الرئيس الحريري قدم استقالته من دون أي تنسيق مع الرئاسة ... وميرنا شالوحي ترى ان الرئيس الحريري لم يتحدث الى الوزير باسيل في موضوع الإستقالة ... فإذا كانت الرئاسة الاولى، ورئاسة التيار، تعتبران ان الرئيس الحريري قذف بكرة النار نحوهما، فهذا من شأنه ألا يسهل مسار الخطوة التالية، لا عند التكليف ولا عند التأليف ...

إذا، تصدع سياسي بين بيت الوسط وبعبدا وميرنا شالوحي قد يكون احد اسباب التريث الرئاسي في الدعوة إلى استشارات التكليف، فهناك ميل إلى ان تأتي الدعوة إلى الإستشارات بعد ان يكون التوافق، بالأحرف الأولى، قد تم على شكل الحكومة وحجمها ... حتى الساعة، لا توافق على الشكل والحجم، بل إن المشاورات الأولية مازالت عند النقطة الصفر، فالثقة بين الأطراف المعنية ضعيفة، وكل طرف يرى أن الطرف الآخر يمارس المناورة لاستكشاف الموقف الحقيقي ... وفي ظل انعدام الثقة المتبادل، يبدو ان التوافق الوحيد بين الجميع هو على " أخذ وقت " وتحديدا إثنتين وسبعين ساعة قبل البدء بالتحرك الجدي... في هذا الوقت يجري تمرير فتح المصارف وما يمكن ان تكون عليه الاسواق النقدية وسعر الدولار الأميركي بعد اسبوعين على الإقفال، إضافة الى كلمة رئيس الجمهورية مساء غد في الذكرى الثالثة لانتخابه، علما ان أوساطا عليمة تشير إلى ان الكلمة لن تقارب الملف الحكومي ...

ما جمع من معطيات يسمح برسم المشهد التالي:

حكومة التكنوقراط غير مقبولة " لألف سبب وسبب "، وبالتالي سيكون النقاش فيها من باب مضيعة الوقت .

إذا أعيد تكليف الرئيس الحريري، فإنه يشترط أن تطلّق يده في عملية التشكي ، أما إذا كانت الإستشارات ستذهب في اتجاه عدم تسميته فإنه يشترط أن يسمي أحدا من فريقه السياسي .

هذه المعطيات تحتاج إلى الإجابة على أكثر من سؤال لتجميع " بازل التشكيلة " ، ومن هذه الأسئلة :ما هو موقع الوزير جبران باسيل في المرحلة الآتية ؟ هل سيكون داخل الحكومة أو خارجها ؟.. الإشارات تدل على أن هناك رفضا صارما للفيتو على إعادة توزيره ، حتى ولو طال أمد التشكيل ، وهناك من يذكر بسوابق مشابهة .

ما هو موقع الحراك في الحكومة. هل تمثل مطالبه أم يريد أن يكون تمثيله عبر حصة داخل الحكومة ؟ وفي حال لم تستجب مطالبه، هل سيعود مجددا غلى خيار الشارع ؟

الأسئلة ليست سهلة، والأجوبة عنها ليست قريبة، هناك " إجازة تمتد إلى يوم الأحد المقبل، موعد مهرجان التأييد لرئيس الجمهورية في بعبدا، فهل سيكون المهرجان لتثبيت السقف السياسي أم لرفعه؟ ومن علامات الصراع الخفي بين بعبدا وبيت الوسط، المواجهة التي انفجرت بين مدعي عام التمييز غسان عويدات والنائب العام الاستئنافي في جبل لبنان غادة عون، فهل المسألة مسألة صلاحيات أم مسألة قرار القاضي عون في فتح ملفات الفساد؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

مثل إفتح يا سمسم كان كل من الجيش والقوى الأمنية يقوم بفتح الطرقات امام المواطنين منذ الصباح بعد اسبوعين من قطعها، ما أعاد ضخ الحياة في شرايين الوطن ومكن المواطن من الحصول على الحاجات الضرورية من إستشفاء ودواء وخبز ومحروقات.

وحدها الطريق إلى الجنوب عند مفرق الجية بقيت مقطوعة رغم تواجد الجيش والقوى الأمنية في المنطقة آلاف المواطنين علقوا في سياراتهم لساعات، وتلقت الـ nbn منهم عددا من الاتصالات ناشدوا خلالها فتح الطريق، وعندما توجه فريق الـ nbn إلى الجية تعرض للاعتداء من قبل قاطعي الطريق وطاول الاعتداء أيضا فريق قناة المنار مع العلم أنه تم قطع طريق السعديات أيضا هذا المساء.

ولأن البلد لا يحتمل المزيد من المتاعب والمخاطر لا اقتصاديا ولا ماليا وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداء للإستعجال في تأليف الحكومة وفتح الطرقات ورفع عناوين الوحدة والانفتاح والحوار بين اللبنانيين لتسود خلال المرحلة المقبلة.

رئيس المجلس لم يخف خشيته من الضغوط الدولية بدءا من اليوم لكنه حذر في المقابل من فقدان الأمل.

على الخط الحكومي طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري والوزراء الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة.

عون غرد امام زواره مؤكدا أنه ستكون للبنان حكومة نظيفة لافتا إلى أن الحراك الذي حصل فتح الباب أمام الاصلاح الكبير وقال: إذا ما برزت عوائق أمامنا يعود الشعب من جديد إلى الساحات.

هذا في وقت رصد فيه نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي في بيت الوسط حيث أكد ألا خلاف في العمق حيال ما إذا كان الرئيس سعد الحريري هو الذي يجب أن يكلف تشكيل الحكومة أم لا لأنه صمام أمان في القضايا المالية والنقدية والإقتصادية والإجتماعية إلى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب لافتا إلى أن المسألة ليست ترفا في التسمية.

وبعد فتح الطرقات وخطوط التواصل السياسي ما بعد الإستقالة عادت المصارف والجامعات والمدارس إلى العمل هي أيضا إبتداء من يوم غد بعد أسبوعين من التعطيل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون OTV"

بسحر ساحر، عاد الوضع إلى طبيعته.

رفعت القوى السياسية يدها عن الحراك الشعبي المحق، فعادت الحياة إلى شرايين الوطن، وفتح الحراك الذي حصل الباب امام الإصلاح الكبير، على ما اكد رئيس الجمهورية، الذي يتوجه غدا برسالة الى اللبنانيين في الذكرى الثالثة لانتخابه، معلنا أنه ستكون للبنان حكومة نظيفة، واذا ما برزت عوائق امامنا، فالشعب يعود من جديد الى الساحات.

فتحت الطرقات اليوم، والتلامذة والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم غدا، فيما موعد الزبائن مع المصارف بعد غد الجمعة، علما أنها قررت تمديد دوام العمل يومي الجمعة والسبت المقبلين حتى الخامسة بعد الظهر، على ان يكون غدا الخميس مخصصا للأعمال الداخلية والتحضير لاستقبال الزبائن.

في كل الأحوال، قد يكون من المبكر إجراء تقييم لما حصل... ومن الأبكر الاستنتاج أنه انتهى... لكن أسئلة كثيرة تداولها المواطنون اليوم، وسيتداولونها في الآتي من الأيام، حول حقائق الخلفيات والأهداف. لكن، مهما يكن من أمر، وإذا وضعنا جانبا ما رافق الأيام الأخيرة من شواذات بات يعرفها الجميع، وهي لا تمت إلى القيم اللبنانية بصلة، فإحدى أبرز الخلاصات الوطنية تبقى أن شعب لبنان أثبت مرة جديدة أنه شعب حي وعظيم، والأهم أنه شعب واحد في وطن واحد، مهما حاول البعض تقسيمه، أو إثارة الحقد بين أبنائه

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من العهد القوي الى سعد الدين الحريري القوي.. الرئيس المستقيل والحاكم في آن.. متربعا على ركيزتين هما: شعب لم يقطع الصلة بالشارع.. وحاجة السياسيين إلى الحريري تحديدا من دون وكلائه أو ممثلين عنه في الحكومة، فبعد ثلاثة عشر نهارا ثورة جلس الحريري على مقعد لويس الرابع عشر.. وهو العارف أنها دامت إليه ولن تؤول لغيره، وأنها مع أموال سيدر ستدفع المرجعيات صوبه وأول المستطلعين كان نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، رجل التيارين فهو يمثل رئيس الجمهورية وضنين على رئيس مجلس النواب وبكلامه العصي على الترجمة، وجد الفرزلي أن الرئيس الحريري هو أحد أعمدة وحدة الوطن وصمام أمانه ماليا ونقديا واستكشف ميزاته في الحفاظ على العيش المشترك وبناء على مقادير الفرزلي ومعاييره فإنه لا مشكلة اليوم في حكومة تكنوقراط أو حكومة تكنو سياسية أو سياسية، وهذا يصبح تفصيلا لكن الرئاسة الأولى لم تكن قد خرجت من حال الصدمة بعد فعنصر المفأجاه دفعها الى إصدار مراسيمها بالتقسيط.. وهي طلبت الى الحكومة تصريف الأعمال من دون إصدار بيان آخر يحدد وجهة الاستشارات الملزمة وقال مصدر على صلة للجديد إن الأمور أزالت اليوم حملا كان على كاهل الرئاسة ورأى المصدر المطلع عن قرب أن الشراكة الرئاسية عندما سويت إنما تمت بين الحريري وجبران باسيل..

وأن هناك وحدة مسار ومصير تستوجب التلازم وفي بيت الوسط كانت مصادر الحريري تؤكد أن ما قبل الاستقالة ليس كما بعدها وأن العودة ستكون مشروطة حيث لا يمكن أن يفرض عليه أي طرف سياسي أي موقف أو توجه سياسي وسيكون هناك وقع لصوت الشارع في المرحلة المقبلة و"عرف الحريري مكانه فتدلل".. فحزب الله وإن سبر أغوار الأسماء البديلة.. فسيختار الأصل لا التقليد لاسيما بعدما تقدم الثلاثي السنيورة سلام ميقاتي بعروض رئاسية يوم أمس وظهروا في اجتماع يحمل شعار "شوفيني يا منيرة" ولسان حال الحريري تجاه هذه العروض يقول "تفضلوا إن كنتم تريدون البديل عني.. فهذه نسخ غير منقحة" لكن ليلة القبض على الشارع أمنيا سرعت في قرار الاستقالة ودفعت الحريري الى "بق البحصة" بمعدل ثلاثة عشر يوما فساعات الاستقالة سبقتها غوغائية افتعلها مناصرو أمل وحزب الله وخاضوا غزوات عجز الجيش والقوى الأمنية عن ضبطها ولم تعلن الجهات المتهمة نفض يدها من شبيحة الشارع في الرينغ وساحة الشهداء إنما ذهب النائب علي عمار إلى إلقاء الملامة على الجيش عوضا من شكره على ما تحمله من عصبيات نافرة وفائرة ولحظة الاستقالة إنما حسمتها مشاهد العنف في الشارع التي قد تودي بالبلاد إلى قتال تصيب عدواه كل المناطق أما التهديد الأخطر الذي سرع في ورقة الاستقالة فجاء من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.. سواء بالتصريح إلى الـCNN أو لاحقا بالتوضيح الى روتيرز وهو أعطى في كلا الموقفين رأيا سلبيا في الوضع النقدي المالي وحذر من الانهيار على بعد ايام وللايام الآتية.. مدارس تفتح أبوابها غدا.. مصارف يوم الجمعة.. مع فتح طرقات ثم اعادة إغلاق مساء.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 30 تشرين الأول 2019

وطنية/الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

النهار

قال مسؤول قواتي ان التهديدات التي تطاول الحزب ورئيسه لا تنفع، خصوصا الكلام عن عدم تمتع جعجع بحصانة لان "زمن الاول تحول" والوصاية الجديدة لا ترقى الى مستوى الوصاية السابقة وان الحزب حاليا كلما حوصر كلما ازداد قوة.

كان أكثر من مسؤول في أجواء حصول الفوضى أمس من خلال حراك سجل في أكثر من منطقة وعبر تواصل وتنسيق لافتين بين أحزاب 8 آذار و"التيار الوطني الحر" وخصوصاً عبر الرسائل الصوتية الى أنصارهم.

يتناقل اللبنانيون مجموعة تسجيلات هاتفية لمسؤولين حاليين وسابقين يحذرون من ذهاب البلد نحو الفوضى ووجوب الحرص لعدم الانجرار السريع فيها.

الجمهورية

تراجع أحد نواب تكتل كبير عن الإستقالة التي كان ينوي التقدم بها إلى التكتل خشية من ملف قضائي متعلِّق به.

سألت أوساط سياسية عن غياب أحد وزراء تكتل كبير عن وفد التكتل الذي زار مرجعية غير مدنية.

لاحظت أوساط سياسية أنه بدل تنفيس الإحتقان الذي يُترجم غضباً في الشارع يحاول البعض تسريب أسماء مستفزة لرئاسة الحكومة لن يقبل بها المنتفضون إطلاقاً.

اللواء

إعتبر دبلوماسي غربي أن الوضع يقترب من الوضع الذي ضرب لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري..

عمّم حزب وسطي على كوادره القيادية ونوابه الإحجام عن الإدلاء بمواقف، والاكتفاء بما يصدر عن قيادة الحزب.

يراهن قيادي في حزب معارض عى مزيد من التفكك في تيّار موالٍ!

نداء الوطن

تعرّض الحزب الشيوعي الفاعل في الثورة في الجنوب لضغوط شديدة من أجل الانسحاب من الساحات وخصوصاً من قِبل أعضاء مكتبه السياسي موالين لـ"حزب الله".

عُلم أن تكتل "لبنان القوي" يشهد تباينات حول المسار الحكومي.

يُنظّم "التيار الوطني الحر" تظاهرة عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الأحد المقبل إلى قصر بعبدا، وتحدّدت الدعوة قبل استقالة الرئيس سعد الحريري ولا تزال قائمة.

 

المرشد الأعلى.. لساحات الوغى

جنوبية/30 تشرين الأول/2019

على الرغم من أنه آيه الله العظمى والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، إلا ان الإمام السيد علي الخامنئي لا يوفق دوماً في إشاحة وجهه “البراغماتي” خلال ممارسة اللعبة السياسية وإحدى وجوهها “التقية”، وتحديداً عندما يأتي دوره في مقاربة حقوق الناس قبل مطالبهم في بلاده أو في “بلاده” أيضاً خارج الحدود.

يستشكل على قارئ كلام الخامنئي، ما إذا كان يتوجه به لنفسه ولديه مشكلة في سماعها أو انه لا يرى الجموع التي يتوجه إليها، او انه يتم اختيارهم أو سوقهم وفقا لمرتبة التابعية العمياء. كلام لا يشبه أي كلام، يقول المرشد “للناس مطالب أيضاً وهي محقة”، عبارات “تقشعر لها الأبدان” للوهلة الأولى، أما الوهلة الثانية فهي العبارات الثانية تجُب ما قبلها، ” لكن عليهم ان يعلموا ان مطالبهم إنما تتحقق حصراً ضمن الأطر والهيكليات القانونية لبلدهم”، وهنا بيت القصيد، إذ أن لا صوت يعلو فوق صوت “الأطر والهيكليات” الحديدية والإستبدادية النظام الإيراني السياسي والديني، ليكمل مزيداً في الشعر بيت، ” متى إنهارت الهيكلية القانونية يستحيل القيام بأي عمل”، أي الويل والثبور وعظائم الأمور لكل من تسول له نفسه المساس ب ” الهيكلية القانونية” وهي الوجه الآخر ل “المنظومة المارقة” غير القانونية بالحد الأدنى. اما الطامة الكلامية الكبرى، بما يأتي تالياً، ” لقد خططوا أيضاً لبلدنا العزيز ولحسن الحظ حضر الناس في الساحات في الوقت المناسب وأحبطوها”. كلمات تحمل الكثير من التسلط والحق الذي يراد به باطل، وااتي تحول المريدين إلى ألعوبة وأداة يمثل بهم متى أراد، يمنع عليهم الساحات متى شاء ويزج بهم لقمع ساحات متى شاء، و بالطبع شاء من شاء وأبى من أبى، من إيران إلى سوريا إلى اليمن وصولا إلى لبنان.. وهكذا صار.

 

خامنئي: مطالب اللبنانيين والعراقيين تتحقق حصرًا ضمن “الأطر القانونية”

وكالات/30 تشرين الأول/2019

“أوصى” المرشد الإيراني علي خامنئي من وصفهم بـ”الحريصين على العراق ولبنان أن “يعالجوا أعمال الشغب وانعدام الأمن “الذي تسببه في بلادهم أميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية بأموال بعض الدول الرجعية”. وتابع: “للناس مطالب أيضاً وهي محقة، لكن عليهم أن يعلموا أن مطالبهم إنما تتحقق حصراً ضمن الأطر والهيكليات القانونية لبلدهم. متى ما انهارت الهيكلية القانونية يستحيل القيام بأي عمل، عندما يحدث فراغ في اي بلد لا يمكن القيام باي خطوة ايجابية ابداً”. وأردف قائلا: “لقد خططوا أيضاً لبلدنا العزيز ولحسن الحظ حضر الناس في الساحات في الوقت المناسب وأحبطوها”.

 

قائمة جديدة بداعمين لحزب الله على لائحة "الإرهاب"

ليبانون ديبايت/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019       

صنّف "مركز استهداف تمويل الإرهاب" اليوم الأربعاء شبكة من الشركات والمصارف والأفراد الداعمين لأنشطة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. وبالتفاصيل، قامت الدول السبع الأعضاء في "مركز استهداف تمويل الإرهاب" (دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية) بالتصنيف المشترك لـ 25 اسمًا مستهدفًا لانتمائه لشبكات النظام الإيراني. وبحسب قناة "العربية"، فإنّ العديد من الشركات المستهدفة في هذا الإجراء توفر الدعم المالي لقوات "الباسيج" الإيرانية، وهي قوة شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. ويُعد هذا الإجراء أكبر تصنيف مشترك في عمر المركز حتى اليوم. وقد ركَّز على كيانات تدعم الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في المنطقة ومنها حزب الله. كما صنفت السعودية 3 أفراد آخرين إضافة إلى قائمة الـ 25 على لائحة تمويل الإرهاب.

 

واشنطن تدعو لبنان إلى «الإسراع» في تشكيل حكومة جديدة والجيش يطلب من المحتجين فتح الطرق

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 تشرين الأول/2019

دعت الولايات المتحدة لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل، وذلك في بيان لوزير الخارجية مايك بومبيو، أوردته وكالة الأنباء الألمانية مساء أمس (الثلاثاء). وقال بومبيو: «في ضوء استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، تدعو الولايات المتحدة قادة لبنان السياسيين إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة قادرة على بناء لبنان مستقر ومزدهر وآمن يستجيب لاحتياجات مواطنيه». وأضاف: «وجهت المظاهرات السلمية والتعبير عن الوحدة الوطنية على مدى الأيام الـ13 الماضية رسالة واضحة. الشعب اللبناني يريد حكومة فعالة وإصلاحا اقتصاديا ووضع حد للفساد المستشري». وتابع: «يجب أن يتوقف أي عنف أو أعمال استفزازية، وندعو الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية إلى مواصلة ضمان حقوق المحتجين وسلامتهم». وجاء بيان بومبيو بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة حكومته. من جهة أخرى، دعا الجيش اللبناني اليوم (الأربعاء) المحتجين إلى فتح الطرق التي يقطعونها. وقال الجيش في بيان، نشره على «تويتر»: «بعد التطورات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقَّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذاً للقانون والنظام العام». وأكد الجيش في الوقت نفسه «حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط». وكان المحتجون في الساحات اللبنانية قد أعربوا أمس عن ترحيبهم بخطوة استقالة الحريري، إلا أنهم أعلنوا بقاءهم في الشارع حتى استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. ويشهد لبنان احتجاجات منذ السابع عشر من الشهر الجاري بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وللمطالبة بمكافحة الفساد وإسقاط النخبة السياسية.

 

السفارة البريطانية: لبنان عند مفترق طرق

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

أكدت السفارة البريطانية في بيروت اليوم (الأربعاء) أن «لبنان عند مفترق طرق»، ودعت إلى تشكيل حكومة قادرة على تقديم إصلاحات حقيقية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت السفارة، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر» أن «لبنان عند مفترق طرق. وأيا يكن الحل السياسي، فإن لبنان يحتاج إلى حكومة قادرة وبشكل عاجل على تقديم إصلاحات حيوية وضرورية لإنشاء بلد أفضل للجميع». وفي إشارة إلى الاشتباكات التي شهدتها بعض الاحتجاجات أمس (الثلاثاء)، قالت السفارة إن «العنف أو التخويف خلال الاحتجاجات السلمية من أي مجموعة يساهم فقط في تقويض وحدة لبنان واستقراره». وكانت السفارة أكدت دعمها للشعب اللبناني ودعت للاستماع لمطالبه. وشددت على أن «المملكة المتحدة ستواصل دعم أمن لبنان واستقراره وسيادته وازدهاره، بما في ذلك اقتصاد أقوى وأكثر إنصافاً، وفرص تعليم نوعية للجميع، وتحسين الخدمات وتعزيز الأمن».

 

الرئيس اللبناني يطلب من حكومة الحريري تصريف الأعمال وفتح الطرق في ظل استمرار الأزمة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

طلب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الأربعاء) من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وذلك عقب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري أمس (الثلاثاء). وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: «عطفا على أحكام البند (1) من المادة (69) من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما أحكام الفقرة (أ) من البند المذكور، وبعد استقالة رئيسها السيد سعد الدين الحريري، أعرب رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة»، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وأطاحت استقالة الحريري بحكومته الائتلافية. وهو قال إنه وصل إلى «طريق مسدود» في محاولة حل أزمة أثارتها احتجاجات مستمرة منذ 13 يوما رفضا للنخبة الحاكمة في البلاد.

وفُتحت الطرق في معظم المناطق اللبنانية صباح اليوم بعد أن أغلقها المتظاهرون على مدى أسبوعين، غداة إعلان الحريري استقالته، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وعلى الرغم من عودة الوضع في البلاد تدريجياً إلى طبيعته، شدّد بعض المحتجّين على أن الاستقالة لا تكفي ليخرجوا من الشارع، وذلك في ظلّ غموض يحيط بالمرحلة المقبلة سياسيا. وكانت قيادة الجيش قد دعت اليوم إلى «فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها»، وفتح بعض المحتجين الطرق بأنفسهم، كما في مدينة جبيل على مسافة نحو 40 كيلومتراً إلى شمال العاصمة، أزال المعتصمون سواتر ترابية كانوا وضعوها وسط الطريق على مدى أيام.

لكن في منطقة جل الديب شمال بيروت، عمد الجيش على فتح مسلكي الطريق السريع عبر إزالة الخيم والأغراض التابعة للمحتجّين، وفق ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. ومعظم الطرق التي قطعت هي طرق رئيسية تربط مناطق في شمال لبنان وجنوبه بالعاصمة. ولجأ المعتصمون إلى هذه الطريقة في الاحتجاج لزيادة مستوى الضغط على السلطة للاستجابة إلى مطالبهم، لكنها أثارت استياء بعض المواطنين. وعلى جسر الرينغ الذي يصل غرب بيروت بشرقها، رفضت مجموعة من المتظاهرين فتح الطريق رغم مفاوضات مع قوى الأمن التي طوّقتهم بشريط أصفر وأبعدت وسائل الإعلام عنهم، وفق ما أفاد مصوّر من وكالة الصحافة الفرنسية. لكن مجموعة أخرى من المعتصمين نجحت في إقناعهم وفُتحت الطريق أخيراً. وفي ساحة الشهداء، تجمع العشرات صباح اليوم حيث كان عددهم أقل من الأيام الماضية، كما أن الساحة تغيرت معالمها وتراجع عدد الخيم فيها.

وأمس، هاجم معارضون للحراك من أنصار «حزب الله» و«حركة أمل» مركزين للمحتجين في ساحتي رياض الصلح والشهداء قرب مقر رئاسة الحكومة واعتدوا بالضرب على من كانوا موجودين في المكان وأحرقوا خيما ومزّقوا لافتات قبيل كلمة الحريري. لكن صباح اليوم، وضع المتظاهرون حطام الخيم التي تم تكسيرها بالأمس تحت مجسّم يرمز إلى الثورة شُيّد في الساحة. وراحت شابات ينظّفن الساحة، فيما أعاد المحتجون تركيب خيم جديدة وجلسوا فيها. وفي طرابلس شمالاً، احتفل المتظاهرون في ساحة النور كما في ضواحي هذه المدينة الواقعة في شمال لبنان، باستقالة الحريري معتبرين أنها انتصار كبير سجلته ثورتهم.

وفيما قد تختلف المطالب بين منطقة وأخرى وأحياناً بين شخص وآخر، فإن معظم المتظاهرين يرون أن المرحلة المقبلة يجب أن تتضمن أولاً تشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين استعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد. ومطلع الأسبوع الماضي، أعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع. كما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمة له إلى إعادة النظر في الواقع الحكومي. لكنّ المتظاهرين اعتبروا أن ورقة الإصلاحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم وواصلوا قطع الطرق والمطالبة برحيل كل مكونات الطبقة السياسية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري في بيان الاستقالة: وصلت إلى طريق مسدود وبات لزاماً إحداث صدمة وأعلن تجاوبه مع إرادة اللبنانيين

بيروت: «الشرق الأوسط»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة سعد الحريري تقديم استقالة الحكومة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والشعب اللبناني في كل المناطق: «تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية»، داعيا «كل اللبنانيين لأن يقدموا مصلحة لبنان وسلامته وحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي على أي أمر آخر». جاء كلام الحريري في كلمة وجهها عصر أمس إلى اللبنانيين من «بيت الوسط»، قال فيها: «منذ ثلاثة عشر يوما، والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور، وأنا حاولت طوال تلك الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية. اليوم، لا أخفيكم، وصلت لطريق مسدود، وبات لزاما أن نحدث صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة. أنا سأتوجه إلى قصر بعبدا، لتقديم استقالة الحكومة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون وللشعب اللبناني في كل المناطق، تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية». وأضاف «ندائي إلى كل اللبنانيين أن يقدموا مصلحة لبنان وسلامته وحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي على أي أمر آخر. ولكل الشركاء في الحياة السياسية أقول: مسؤوليتنا اليوم هي كيف نحمي لبنان ونمنع وصول أي حريق إليه. مسؤوليتنا هي كيف ننهض بالاقتصاد، هناك فرصة جدية يجب ألا تضيع». وقال الحريري: «استقالتي أضعها بتصرف فخامة الرئيس وكل اللبنانيين. المناصب تذهب وتأتي، المهم كرامة وسلامة البلد. وأنا أيضا أقول: (ما في حدا أكبر من بلدو)، حمى الله لبنان، حمى الله لبنان، عشتم وعاش لبنان».

 

جمعية المصارف: نعاود العمل الطبيعي ابتداءً من الجمعة

وكالات/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

عقد مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان اجتماعاً لمواكبة التطورات وصدر عنه البيان الآتي نصّه: تعاود المصارف العمل الطبيعي ابتداءً من يوم الجمعة في الأول من تشرين الثاني 2019 . ونظراً لتراكم العمل بسبب الإقفال ، تقرّر تمديد دوام عمل المصارف يومي الجمعة والسبت في 1 و2 تشرين الثاني حتى الساعة الخامسة بعد الظهر. تذكّر الجمعية بأن المصارف ستستمرّ يوم الخميس 31 تشرين الأول الجاري في توفير مروحة خدماتها للزبائن عبر الصيرفة الإلكترونية، كما سيكون يوم غد الخميس مخصّصاً للأعمال الداخلية بغية إنجاز الأعمال المتراكمة والتحضير لمباشرة استقبال الزبائن بدءاً من صباح الجمعة في 1/11/2019. وكان مجلس إدارة الجمعية قد عقد اجتماعاً مع سعادة حاكم مصرف لبنان تمّت خلاله مناقشة الأوضاع القائمة.

 

الحريري يرمي استقالته بوجه العهد والثنائي الشيعي

النهار/30 تشرين الأول 2019

يحيي الرئيس ميشال عون غداً الذكرى الثالثة لتسلمه مقاليد رئاسة الجمهورية، وسط ازمة عميقة تصيب منتصف عمر الولاية، مع حكومة مستقيلة، وتحركات تنذر الى اليوم بتصعيد متواصل، لتحقيق كثير من الوعود التي اطلقها الرئيس في مطلع عهده، وفشل مع الحكومات المتعاقبة في تحقيق الحد الادنى منها، ومع وضع اقتصادي ومالي يوشك على الانهيار في غياب أي دعم عربي ودولي تدفع في اتجاهه المواقف السياسية للعهد المتحالف مع "حزب الله" الذي تلاحقه العقوبات الدولية. واذا كان الرئيس سعد الحريري استجاب لنداء الشارع، وقدم استقالة حكومته عصر أمس، نزولا عند الرغبة الشعبية في ذلك، ظنا منه ان هذه الخطوة ترضي الحراك المدني، فان غارات "القمصان السود" التي نفذها عناصر الثنائي الشيعي "حزب الله - أمل" والشعارات الطائفية التي اطلقها هؤلاء، والشتائم التي وجهوها الى المتظاهرين، ولدت ردات فعل عكسية، ودفعت الى مواصلة الحراك، والمؤسف انها أعادت تحريك الفتنة المذهبية السنية الشيعية. اذ ان نداءات "شيعة شيعة" و"حزب الله" وحركة "أمل" أيقظت الشارع السني الذي خرج ليلاً في غير منطقة، ورد على عناصر الشغب التي اسقطت هيبة الدولة اولا، وحركت المشاعر الدفينة ثانياً، وولدت نقمة على العهد ثالثاً اذ حملته مسؤولية الاعتداء على الناس واضعاف هيبة مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية. وتأتي الغارات بعد تحذيرات ولاءات حددها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أعلن فيها رفضه استقالة الحكومة. وتبعتها سلسلة تصرفات ضيقت على المتظاهرين في غير منطقة خصوصاً في الجنوب.

والاسئلة الصعبة التي تواجه القيمين حالياً، لا تجد الى اليوم اجابات شافية بدليل عدم اصدار الرئاسة أي بيان عن الاستقالة أمس، في انتظار بلورة أفكار ورؤى حول شكل الحكومة الجديدة، خصوصاً بعد التصلب الذي اصاب المفاوضات السابقة حول التعديل الوزاري، مع اصرار الرئيس على عدم التخلي عن اعادة توزير جبران باسيل، كمثل تجاربه السابقة في تأليف الحكومات عندما كان يعطلها أشهراً لفرض توزير باسيل بالحقيبة التي يشتهيها.

وبدا من مصادر بعبدا ان خطوة االرئيس الحريري بالاستقالة لم تكن منسقة مع رئيس الجمهورية. وعلم ان البيان الرئاسي سيصدر بعد معرفة التوقيت المناسب لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس تشكيل حكومة جديدة.

وسربت المصادر ان "حزب الله يرفض تشكيل حكومة يكون باسيل خارجها، انطلاقاً من رفضه كسر حليف أساسي يمثل اكثرية مسيحية نيابية وشعبية". ولم تستبعد ان يكون المخرج باعادة تسمية الحريري وبدخول الحكومة الحالية بفترة تصريف أعمال قد تمتد طويلاً اذا لم يتفق على الحكومة المقبلة. وكان الحريري اتخذ قراره مساء الاثنين، وأبلغه الى من يعنيهم الامر، في انتظار أي خطوة ايجابية تلاقيه في منتصف الطريق، لكن الجواب جاءه في الشارع عندما انطلقت مجموعات الشغب لضرب المتظاهرين بحجة فتح الطرق. وهذا المشهد جعل الاستقالة حاسمة ولا عودة عنها. وبدأت منذ أمس حركة اتصالات واسعة للتعجيل في التوصل الى حل مع اتجاه مبدئي الى اعادة تكليف الحريري مرة جديدة، خصوصاً ان الوجوه التي يمكن ان تكون مطروحة، باتت اسماء محروقة في الوسط السني قبل غيره في ظل تضامن مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين مع الرئيس المستقيل، في مواجهة اسماء بدأ تسريبها عبر الاعلام تكون أقرب الى التكنوقراط في ظل استبعاد كل وجوه 8 اذار.

وأكد لـ"النهار" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ان حزبه لن يشارك في اي حكومة لا يرأسها الحريري، وأن "الاستقالة أتت نتيجة تعنّت تيّار سياسيّ معيّن بعدم الاستجابة لطلب الرئيس الحريري تغيير بعض الوجوه في الحكومة لتلبية الحد الأدنى من متطلّبات الحراك".

وفي أول رد فعل دولي، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، السلطات اللبنانية إلى التعاون لضمان وحدة لبنان، قائلاً إن البلاد تمر بأزمة "خطيرة للغاية" إثر استقالة الحريري. وأضاف أن لبنان "يمر بأزمة خطيرة للغاية منذ أسبوعين، مع زيادة احتجاجات المواطنين والحوادث والتوترات ووجود أزمة ثقة".

مالياً، عرفت السندات السيادية للبنان أحد أسوأ أيامها على الإطلاق أمس بعد اعلان الاستقالة، اذ أجج حالة عدم التيقن في شأن الطريقة التي سيتجاوز بها البلد أزمته الاقتصادية الأشد في نحو 30 سنة.

وشهد إصدارا 2021 و2022 أشد تراجعاتهما اليومية على الإطلاق، إذ هويا ستة سنتات، وفقا لبيانات "تريدويب".

وقفزت عائدات بعض السندات لتصل في حالة إصدار 2020 إلى 38 في المئة، مما يشير إلى أن تكاليف الاقتراض أصبحت باهظة على نحو معظل للبلد المثقل بالديون.

وقال رئيس دين الأسواق الناشئة العالمية لدى "أبردين ستاندارد انفستمنتس" بريت ديمنت: "من الصعب النظر الى ذلك (استقالة الحكومة) كعامل إيجابي"، مضيفاً أن لا وضوح في شأن شكل أي حكومة بديلة.

وفقدت بعض إصدارات السندات الدولارية، مثل إصدار 2020، نحو 16 سنتاً منذ انطلاق التظاهرات في 17 تشرين الأول.

واستناداً الى بيانات "آي.اتش.اس ماركت" قفزت عقود مبادلة مخاطر الائتمان لخمس سنوات للبنان، وهي مقياس لتكلفة التأمين على الدين السيادي من خطر التخلف عن السداد، 54 نقطة أساس عن اقفال الاثنين إلى مستوى قياسي عند 1435 نقطة.

وينطوي مستوى العقود الحالي على احتمال نسبته 26 في المئة أن يتخلف لبنان عن سداد ديونه خلال سنة و59 في المئة في غضون خمس سنوات، وفقا لحسابات "آي. اتش. اس ماركت".

وقال مدير استراتيجية الأسواق الناشئة في "تي.دي" للأوراق المالية كريستيان ماجيو: "لو كانت هذه الحكومة مسؤولة عن هذا الوضع الأليم لكانت استقالتها إيجابية، لكن من المعتاد أن رحيل أي حكومة دون خطة واضحة للمستقبل ليس شيئاً إيجابياً أبداً.

 

"صراخ" بين عون والقاضي عويدات... "ما إلك حق"

ليبانون ديبايت/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

كشفت النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، تفاصيل ما جرى بينها وبين النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات. وقالت في حديث الى "الجديد": "القاضي عويدات صرّخ وقال لي "ما إلك حق"، ناطرني عالمفرق حتى يدّعي علي". واضافت: "لا يريدون لي أن أُكمل يريدون الاستمرار في السرقات". وأكدت عون، أنّ "كل الحراك غير مجد إذا لم يكن هناك مؤسسة لتحاسب وحتّى المؤسسة ممنوعة وتتعرّض للضغط عليها كي لا تتجرأ على ملاحقة أي فاسد". وأصدر عويدات، عقوبة مسلكية بحق عون سندا للمادة 16 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، وقد أبلغ القرار من وزير العدل وهيئة التفتيش القضائي. كما وجّه كتابًا الى ادارة الجمارك يطلب فيه عدم الاخذ باشارات القاضية عون من دون المرور بوزير العدل ولا بوزير المال.

 

صيدا تستعيد "ساحة الثورة": القصة لم تنته بالحريري..

المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

لم تكد تمضي ست ساعات على اعادة فتح طريق تقاطع إيليا في صيدا، وتحول الاعتصام المفتوح منها إلى جانبي ووسطية الطريق، حتى أعاد الحراك الشعبي إقفال هذه الطريق، رغم محاولات الجيش اللبناني ثنيهم عن ذلك.

إعادة إغلاق الطريق

قرابة الساعة السابعة من مساء الأربعاء، وفي الوقت كان فيه عدد كبير من المتظاهرين يواصلون اعتصامهم بمحاذاة تقاطع إيليا والحديقة الوسطية الفاصلة بين مسربي الطريق، ووسط انتشار لعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، بدأ توافد المزيد من المتظاهرين بشكل تصاعدي إلى المكان، وكان اللافت بينهم حشد كبير من الشباب والطلاب، ومن بينهم مناصرون لمختلف الأحزاب والتوجهات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فظهر شباب الحراك إلى جانب مناصرين للتنظيم الناصري والمستقبل والجماعة الاسلامية و"أحرار صيدا" والحزب الشيوعي، حيث تجمعوا في وسط الطريق وأعادوا إغلاقها أمام السيارات، وهم يهتفون بشعارات الثورة ومن بينها هتاف "كلن يعني كلن".

وعلى أثر استقدام الجيش اللبناني تعزيزات إضافية من عناصره إلى المكان وإعادة فتح الطريق، توجه قسم من المعتصمين في تظاهرة راجلة من تقاطع إيليا جنوباً باتجاه تقاطع سبينسن ومن ثم عادوا من جديد إلى "إيليا" لينضموا إلى المعتصمين هناك، ويفترشوا معهم الأرض حيث أغلقوا الطريق بشكل نهائي.

ولدى محاولة بعض المعتصمين إعادة نصب خيم في المكان، حصل تدافع بينهم وبين الجيش الذي منعهم من ذلك، ما أدى إلى وقوع بعض الإصابات في صفوفهم.

المطالب كلها

عدد من المتظاهرين عبروا عن سبب قطع طريق إيليا مجددا، فقال بعضهم إنهم نزلوا ليتضامنوا مع أهلهم في طرابلس. وقال آخرون أنهم أصيبوا بخيبة أمل بعدما شعروا بأن هناك التفاف على مطالبهم من قبل السلطة، وانه لا يكفي استقالة الحكومة بل يريدون "إسقاط الجميع": "الكل يعني الكل مش بس سعد الحريري.. والمشكلة هي مش مع سعد الحريري، المشكلة معهن كلهن.. مع كل العهد وما يفكروا أنهم أعطونا مسكناً وخلصت القصة باستقالة الحكومة! الحل بتشكيل حكومة مدنية مؤقتة لا تشمل أي حزب، حكومة تقر قانون انتخابات نيابية مبكرة على أساس دائرة واحدة" .

وقال أحدهم: "ما قدرنا نتحمل نشوف كل اللي بنيناه عم يروح.. عالم رايحة عا أشغالها وطلاب عا مدراسها.. فنزلنا لنحمي تحركنا ونؤكد على استمراريته". وحسب بعض منظمي الحراك فإنهم كانوا قد دعوا طلاب المدارس والجامعات للنزول إلى الساحة، لتنسيق أنشطة اليوم التالي، باعتبار أن التحرك والإضراب مستمران، لكنهم فوجئوا بقرار وزير التربية في الحكومة المستقيلة باستئناف التدريس الخميس، والتوجه لدى المعنيين لاستئناف الأشغال بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن. ما أثار حفيظة الحراك والطلاب معاً، فقرروا إعلان "العصيان المدني"، رافضين المماطلة في تحقيق بقية المطالب، التي لا تنحصر فقط بإستقالة الحكومة.

 

توتر في العبدة: اطلاق نار وسقوط جرحى

جنوبية/الاربعاء 30 تشرين الأول

تشهد ساحة العبدة في عكار حالة من التوتّر، وذلك بعدما حاول المواطنون إعادة إغلاق الطريق، حيث حصلت عمليات كرّ وفرّ بين الجيش والمواطنين الذين قاموا برمي الحجارة على الجرافة التي تفتح الطريق، كما أقدموا على إحراق الإطارات ووأضرموا النيران في مستوعبات النفايات رفضاً لفتح الطريق. و أكّد رئيس بلدية ببنين – العبدة كفاح الكسار في تسجيل صوتي انتشر عبر تطبيق “واتساب”، أنّ “أهالي ببنين – العبدة ليسوا في مواجهة الجيش، ونحن لا نقبل أن تكون هناك مواجهة، فهم أهلنا”. وأشار إلى أنّ “قدر عكّار أن تدفع الثمن، لكن أناشدكم أن تضبطوا أنفسكم لأنّ سلامتكم تهمني ويفعل الله ما يريد”. وفي تسجيل آخر، قال الكسار إنّ “مَنْ أعطى القرار بإطلاق النار والإعتداء على المواطنين سيدفع الثمن، ولو كان وزير الدفاع شخصياً”.

 

بعد عودة التحركات الشعبية.. بيان جديد لوزير التربية

جنوبية/الاربعاء 30 تشرين الأول

بعد التطورات التي شهدتها عدد من المناطق وعودة الاحتجاجات وقطع الطرقات مساء اليوم، عدل وزير التربية بقرار فتح المدار غدا، وصدر عن المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي البيان الآتي : بعد صدور قرار فتح المدارس يوم غد الخميس الواقع فيه ٣١ تشرين الثاني ٢٠١٩ إثر الإعلان الرسمي عن فتح الطرق في مختلف المناطق اللبنانية. وبعد الذي حدث مساء هذا اليوم من إعادة إقفال بعض الطرق وحفاظاً على سلامة المعلمين والطلاب, يترك وزير التربية والتعليم العالي لمدير المدرسة دراسة الأوضاع المحيطة بمدرسته واتخاذ قرار على مسؤوليته لجهة فتح المدرسة ومباشرة التدريس أو تمديد الإقفال حيث تدعو الحاجة

 

تجدد التحركات في اليوم الرابع عشر.. قطع للطرقات ومواجهات مع الجيش!

جنوبية/الاربعاء 30 تشرين الأول

عد الهدوء النسبي الذي شهدته مختلف المناطق في اليوم الرابع عشر للثورة، مع فتح الجيش اللبناني لكافة الطرقات التي كانت مقطوعة وعودة الحياة الى طبيعتها، إثر اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته عاد المتظاهرون منذ بعض الوقت لقطع عددٍ من الطرقات مجدداً، مؤكدين ان استقالة الحكومة ما هي الا خطوة اولى وانهم مستمرون في انتفاضتهم. وتم قطع طرقات جب جنين وغزة وحوش الحريمة في البقاع الغربي، كما تم قطع الطريق عند تقاطع بر الياس المرج على الطريق الدولي شتورا – المصنع. كما تشهد بلدة تعلبايا وسعدنايل تجمعات وانتشار كثيف للجيش اللبناني. وقطع المحتجون أوتوستراد خلدة بالاطارات المشتعلة، كما قطع عدد كبير من المتظاهرين جسر الرينغ. ووقع خلاف بين المعتصمين والجيش على طريقة فتح الطريق عند ساحة الاعتصام في العبدة – عكار. ومع تصاعد حال التوتر، اضطر الجيش إلى إلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق المعتصمين. وافادت الـmtv بسقوط 6 جرحى نتيجة التصادم بين الأهالي والجيش وقد سقط 6 جرحى في صفوف المتظاهرين وعدد من الجرحى في صفوف الجيش. وسقط ثلاثة جرحى عند دوار إيليا في صيدا جراء التدافع بين الجيش والمحتجين. وتم قطع أوتوستراد طرابلس-بيروت مقابل منتجع البالما. وفي طرابلس تجمع عشرات آلاف المتظاهرين في اليوم الرابع عشر للثورة. وتقاطر مشاركون الى جانب الطرابلسيين من انحاء عدة من الشمال.

 

«حزب الله» لن يقبل بحكومة تكنوقراط و«الفيتو» على باسيل مرفوض!

جنوبية/الاربعاء 30 تشرين الأول

بعد استقالة الحكومة في اليوم الثالث عشر على انطلاق الانتفاضة العشبية، وتداول اخبار عن امكانية تشكيل حكومة تكنوقراط بحسب مطالب الشارع، أشارت قناة الـ “mtv” أن حزب الله لن يقبل بحكومة تكنوقراط تبعده عن المشهد الحكومي بل حكومة مسيّسة وصاحبة قرار سياسي خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الحزب. فيما افادت “ال بي سي اي” ان رفض صارم للفيتو على إعادة توزير باسيل حتى ولو طال أمدُ التشكيل وهناك مَن يُذكِّر بسوابق مشابِهَة”. وقد لاقى الشارع المنتفض خطوة الرئيس الحريري، بمبادرة حسن نيّة اكدت مجددا سلمية حراكه وتوقه الى تحصيل حقوقه المشروعة لا أكثر. توافق الثوار، وان بتفاوت، على الانسحاب من الشوارع وفتح الطرقات انسجاما مع تمني قيادة الجيش من دون ان يقطعوا طريق العودة الى الشارع في ما لو لم تستجب السلطة السياسية الى مطالبهم او عمدت الى الالتفاف مجددا عليها. بالورود البيضاء اعتذر المتظاهرون من اخوانهم في الوطن عن اضطرارهم الى قطع الطرق ثلاثة عشر يوما، فوزعوها على السيارات والمارة.

 

انصار الحريري يقطعون طريق الجديدة.. نرفض تشكيل أي حكومة لا يرأسها

جنوبية/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

قطع مناصرو رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري، طريق الجديدة مؤكدين دعمهم له ورفضهم تشكيل أي حكومة لا يرأسها. كان قدم الحريري استقالته أمي استجابة لطلب الشارع بعد ثلاثة عشر يوما على انطلاق الانتفاضة الشعبية.

 

الثنائي الشيعي يستنفر لـ"تأمين" الخط الساحلي.. وقصر عين التينة

المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

أعلنت "هيئة نصرة الجنوب" أنها "باشرت الإجراءات العملانية، الرامية إلى حماية الطرق المؤدية إلى الجنوب ومحاسبة قطاع الطرق وفارضي الخوات".

"كرامة أهلنا وسلامتهم"

هذه الجملة جزء من بيان باسم هذه الجهة غير المعروفة من قبل، نشرت قرابة التاسعة من مساء الثلاثاء على صفحة فايسبوكية، تحمل اسم أبو جمال الأمين، وعلى خلفيتها صورة لأحد قادة حركة أمل داوود داوود مذيلة بعلم خركة امل، والذي اغتيل في أواخر الثمانينات في منطقة الأوزاعي. وهو والد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد داوود. ويتابع البيان الذي كتب بلغة احترافية: "مرة جديدة يقوم قطاع الطرق وشذاذ الآفاق بأخذ أهلنا كرهائن على أوتوستراد الجنوب (إشارة إلى قطع الطريق الساحلي في منطقة الجية – برجا)، حيث عشرات الآلاف من السيارات بركابها يواجهون خطر التعرض للأذى الجسدي مع أطفالهم. ولصون كرامة وسلامة أهلنا، نعلن باسم هيئة نصرة الجنوب وأهله، أن هذه الجريمة لن نسمح باستمرارها وتماديها وتكرارها. كما تؤكد أن ردها على حصار الجنوب وأخذ أهله رهائن سيكون قريباً، وبخطوات ستذهل قطاع الطرق وكل من يتخاذل عن تأمين سلامة أهلنا".

يأتي هذا البيان بالتزامن مع احتقان كبير في البيئة الشيعية، بعد إشاعة الكثير من "الأخبار" عن تعرض رموز "الثنائي" الشيعي (أمل وحزب الله) لكيل من الشتائم والسباب "في عقر دارهم"، فكان رد الفعل الأول بغزوات لأنصار الفريقين على ساحات رياض الصلح والشهداء وجسر الرينغ، وقبلهما في صور والنبطية.

البيان هذا لم يأت من فراغ أو للتهويل والتخويف فقط، وإنما ينطوي (حسب أنصار أمل وحزب الله وجمهورهما الكبير) على واقع لا مفر منه عند احتدام الأمور و"خنق" أبناء الجنوب ومواصلاتهم من الجنوب إلى بيروت وسائر المناطق اللبنانية. وهذا "التحذير" من قبل الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله، الذي يعتبر أن الخط الساحلي الذي يتهدده القطع عند أي إشكال سياسي في البلد، من المنطقة الممتدة من خلدة وحتى صيدا، مروراً بالسعديات والناعمة والجية وبرجا (المحسوبة على تيار المستقبل والجماعات الإسلامية السنّية) هو "خط أحمر" لا يمكن السكوت عن أي محاولة لقطعه، مذكرين بمحاولات التضييق التي مارسها أحمد الأسير قبل سنوات، والتي كان لحزب الله اليد الطولى في التخلص من حركته، التي كانت تحمل طابعاً مذهبياً.

الاستراتيجية السكنية 

كل السيناريوهات والخطط والبروفات موجودة، لمنع إقفال هذا الخط الحيوي و"الاستراتيجي"، الذي يُعد الممر الوحيد لأبناء الجنوب في التنقل وفي تأمين الدورة الاقتصادية، وله أهمية عسكرية قصوى. وهذا ما يتداوله بشكل واضح أنصار الطرفين، وبالتحديد حزب الله، الذي عمل على مدى سنوات طويلة على تأمين حضور "سكني" شيعي كبير على طول الطريق، وعلى المرتفعات المطلة على الأوتوستراد، ضمن استراتيجية شاملة لتأمين دائم للخط الساحلي. وهو يمتلك، إلى جانب حليفته حركة أمل التي تحظى بحضور لافت في منطقة خلدة، جميع القدرات في تلك المناطق التي تخوله حماية الطريق مهما كانت التعقيدات.

ويقول مصدر مقرب من الحزب: "لا نحبذ الوصول إلى هذه المرحلة. لكن كل ما يهمنا هو إيصال رسالة فقط. ونحن نعتبر أن أبناء هذه المناطق هم جزء من مكونات هذا البلد، ومن بينهم الكثير من مؤيدي وداعمي المقاومة ونحترمهم ونجلهم".

تداعيات إقفال هذا الطريق في منطقة برجا فجّرت إشكالاً بين مجموعة من المحتجين وفريقين صحافيين من المنار والـnbn  التابعين لحزب الله وحركة أمل، أخذ طابعاً سياسياً في ظل إعادة خلط الأوراق سياسياً ومحاولات ركوب "الانتفاضة"، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، التي اعتبرها جمهوره استفراداً به، فيما بقي الآخرون في مناصبهم، في إشارة إلى الرئيسين عون وبري.

مقر عين التينة

في سياق متصل، وبعد سيل من التحذيرات عبر صفحات الفيسبوك، نشرها ناشطون من حركة أمل، موجّهة ضد متظاهرين يعتزمون الاعتصام والتظاهر عصر السبت أمام قصر عين التينة، مقر الرئاسة الثانية، صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري، بياناً جاء فيه: "تتداول وسائل التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر والتواجد والانتشار حول مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نهار السبت في الثاني من تشرين عند الساعة الرابعة عصراً. يهم المكتب الإعلامي للرئيس بري أن يؤكد أن هذه الدعوة المدسوسة يُراد منها الفتنة وإغراق البلاد بمزيد من الفوضى. ويدعو جميع الأخوة الحركيين وأنصار الحركة ومحبي ومؤيدي دولة الرئيس بري، البقاء في قراهم ومنازلهم وأعمالهم درءاً للفتنة ووأدها، وتفويت الفرصة على الساعين لزعزعة استقرار لبنان". هذا المناخ المتوتر والمشحون، هو بالضبط ما تريده أطراف كثيرة في السلطة للانقضاض على الانتفاضة الشعبية وتمزيق صورتها الجامعة لكل الطوائف.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مركز استهداف تمويل الإرهاب» يصنف قوات «الباسيج» منظمة إرهابية يعد أكبر تصنيف مشترك لـ25 اسماً مستهدفاً لانتمائها لشبكات النظام الإيراني

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

صنّف «مركز استهداف تمويل الإرهاب»، اليوم (الأربعاء)، قوات «الباسيج»، وشبكة من الشركات والمصارف والأفراد الداعمين للأنشطة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» على قائمته. وصدر عن رئاسة أمن الدولة في السعودية وشركائها في مركز استهداف تمويل الإرهاب بيان صنف بشكل مشترك شبكة من الشركات والمصارف والأفراد الداعمين للأنشطة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله». وقامت الدول السبع الأعضاء في «مركز استهداف تمويل الإرهاب» (دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية) بالتصنيف المشترك لـ25 اسماً مستهدفاً لانتمائها لشبكات النظام الإيراني الداعمة للإرهاب في المنطقة. ويعد هذا الإجراء أكبر تصنيف مشترك في عمر المركز حتى اليوم، وقد ركَز التصنيف على كيانات تدعم الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في المنطقة، ومنها «حزب الله» الإرهابي. إن الكثير من الشركات المستهدفة في هذا الإجراء توفر الدعم المالي لقوات (الباسيج) وهي قوة شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي لطالما استخدمها النظام لتجنيد المقاتلين وتدريبهم، ونشر المقاتلين للقتال في النزاعات التي يشعلها الحرس الثوري الإيراني، وفي تنفيذ الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة.

ويعد ما قام به مركز استهداف تمويل الإرهاب من تعطيل منسّق للشبكات المالية المستخدمة من قبل النظام الإيراني لتمويل الإرهاب، موقفاً موحداً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية بأنه لن يسمح لإيران بتصعيد أنشطتها الإرهابية الخبيثة في المنطقة، إن الإجراء المتخذ هذا اليوم هو إجراء متعدد الأطراف من قِبل الشركاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب لكشف وإدانة الانتهاكات الجسيمة والمتكررة للمعايير الدولية من قبل النظام الإيراني، بما فيها الهجوم الذي يهدد الاقتصاد العالمي من خلال استهداف المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وإثارة الفتنة والقيام بأعمال تخريبية في البلدان المجاورة من خلال الوكلاء الإقليميين كـ«حزب الله» الإرهابي. ويعد هذا الإجراء المنسق خطوة ملموسة نحو حرمان النظام الإيراني من القدرة على تقويض استقرار المنطقة. وجاء في البيان الذي صدر اليوم، أن الإعلان عن هذا التصنيف من قِبل مركز استهداف تمويل الإرهاب يعد جهداً فعالاً لتوسيع وتعزيز التعاون بين الدول السبعة (المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت) في مجال مكافحة تمويل الإرهاب ويعمل مركز استهداف تمويل الإرهاب على تنسيق الإجراءات التي تعطل تمويل الإرهاب، ومشاركة المعلومات، وبناء قدرات الدول الأعضاء على استهداف الأنشطة التي تشكل تهديدات للأمن القومي للدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب. وصنّفت السعودية ثلاثة أسماء أخرى بالإضافة إلى الـ25 اسماً المُصنفة من قبل المركز، حيث إنه بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في السعودية، ونتيجة لإجراء هذا اليوم، يتم تجميد جميع أصول الأسماء المصنفة الـ28، كما يحظر على جميع الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين القيام بأي تعاملات مباشرة أو غير مباشرة ذات صلة بالأسماء المصنفة، وهي «قوات المقاومة الإيرانية الباسيج، والمعروفة بأسماء: باسيِج، باسيّج، باسيجي ملي، تعبئة المنظمة المقموعة، منظمة التعبئة الوطنية، تعبئة المقاومة الوطنية، قوة تعبئة المقاومة، منظمة الباسيج للمقاومة». وضمن الأسماء أيضاً: «بونياد تافون باسيج، وبنك اقتصاد مهر، وبنك ملة، وشركة اقتصاد مهر الإيرانية للاستثمارات، وشركة الاستثمارات الإيرانية تادبير جان عطية، وشركة نيجن ساهل للاستثمارات الملكية، ومجموعة اقتصاد مهر المالية، شركة تكنوتار الهندسيــة، وشركة تكتر للاستثمار، وشركة إيران لصناعة الجرارات، وشركة إيران لتطوير مناجم الزنك، وكالسيمين، وشركة قشم للصهر والتخفيض، وشركة بندر عباس لإنتاج الزنك، وشركة زانجان لإنتاج الحمض، والشركة الإيرانية للمحفزات الكيميائية، وشركة أصفهان مباركة للحـديد، وشركـة أنديشه مهفاران للاستثمار، والبنك الفارسي، وبنك سينا، ومجموعة باهمان، وشبل محسن الزيدي، ويوسف هاشم، ومحمد عبد الهادي فرحات، وعدنان حسين كوثراني، وجـواد نصر الله، وقاسم عبد الله».

 

أول محاكمة عالمية لمسؤولين سوريين سابقين بتهمة التعذيب

برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

وجّهت ألمانيا لسوريين كانا من عناصر أجهزة الاستخبارات السورية تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، في خطوة قال نشطاء حقوقيون، اليوم (الثلاثاء)، إنها تمهد الطريق لأول محاكمة في العالم لمسؤولين سوريين عن أعمال تعذيب ارتُكبت في سوريا.

وأوقِف الرجلان اللذان عرّفت عنهما وسائل الإعلام باسمي أنور رسلان، وإياد الغريب، معاً في فبراير (شباط)، فيما ألقي القبض في اليوم نفسه على مشتبه به ثالث سوري في فرنسا، في عملية تمت بالتنسيق بين الشرطتين الألمانية والفرنسية، حسبما أوضح بيان مكتب المدعي العام الفيدرالي في مدينة كارلسروه في ألمانيا. ويشتبه بأن رسلان الذي كان يقود وحدة تحقيق لها سجنها الخاص في منطقة دمشق وتستهدف عناصر المعارضة السورية، «متواطئ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، حسبما جاء في لائحة الاتهامات المقدمة في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بحسب بيان النيابة العامة الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف البيان: «وفي هذا الإطار؛ وُجهت له 58 تهمة قتل، وتهم بالاغتصاب والاعتداء الجنسي الشديد» في السجن حيث تعرض أكثر من 4 آلاف سجين «لتعذيب وحشي وواسع النطاق» بين أبريل (نيسان) 2011 وسبتمبر (أيلول) 2012. أما إياد الغريب، وهو ضابط استخبارات سابق كان يدير حواجز ويتصيد المحتجين، فيشتبه بأنه ساعد وحرّض على خطف وتعذيب 30 شخصاً على الأقل في خريف 2011. وآنذاك في بلدة دوما استخدمت السلطات الأمنية القوة لفض مظاهرة معارضة للحكومة. ويُعتقد أن غريب ساعد في القبض على متظاهرين كانوا يحاولون الفرار، واحتجزهم في السجن الذي كان يديره رسلان.

واندلع النزاع في سوريا في مارس (آذار) 2011 مع سلسلة من المظاهرات الحاشدة المطالبة بحريات مدنية، مما أثار حملة قمع من النظام الذي سرعان ما بدأ في استخدام «القوة الوحشية» ضد المتظاهرين المعارضين للحكومة، وفق النيابة العامة.

وقُتل أكثر من 360 ألف شخص في النزاع السوري فيما نزح الملايين. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن 60 ألف شخص قضوا تحت التعذيب أو بسبب ظروف شديدة القسوة في سجون النظام منذ اندلاع النزاع. وقالت النيابة العامة إن «أجهزة الاستخبارات السورية لعبت دوراً كبيراً في ذلك، بهدف وقف الحركة الاحتجاجية في أسرع وقت وتخويف الشعب». وغادر رسلان سوريا أواخر عام 2012 ووصل إلى ألمانيا في يوليو (تموز) 2014، فيما غادر غريب في فبراير 2013 ودخل ألمانيا في أبريل 2018. وفي اليوم نفسه الذي اعتُقل فيه المشتبه بهما في فبراير، أوقِف سوري آخر في منطقة باريس بتهمة ارتكاب «أعمال تعذيب وجرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في هذه الجرائم»، حسبما ذكرت آنذاك نيابة باريس. ولا يزال كثير من الدعاوى القضائية معلقاً ضد نظام الرئيس بشار الأسد في ألمانيا، التي استقبلت أكثر من 1.2 مليون طالب لجوء منذ 2015 بينهم مئات آلاف السوريين. والعام الماضي أصدر المدعون الألمان مذكرة توقيف دولية بحق اللواء جميل حسن، رئيس إدارة الاستخبارات الجوية السورية المتهم بالإشراف على تعذيب وقتل مئات المعتقلين. ورغم عدم وقوع التجاوزات المفترضة في ألمانيا، فإن الدعوى رُفعت بموجب مبدأ التحكيم الدولي القانوني، الذي يسمح لأي دولة بملاحقة جناة بغض النظر عن المكان الذي ارتُكبت فيه الجريمة. وانضم «المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية»، وهو منظمة غير حكومية مقرها برلين، إلى ضحايا التعذيب الناجين في تقديم دعاوى جنائية بحق 10 مسؤولين سوريين كبار، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

ورحبت المنظمة، (الثلاثاء)، بتوجيه الاتهامات، وقالت إن «أول محاكمة في العالم بتهمة التعذيب الذي تمارسه الدولة في سوريا، يُتوقع أن تبدأ في ألمانيا مطلع 2020... خطوة مهمة في مكافحة الإفلات من العقاب». وصوّر المدعون نظاماً من الاستجوابات الوحشية بحق أفراد من المعارضة يشمل أساليب مختلفة للتعذيب؛ بينها «ضربات بالقبضات والهراوات والأنابيب والكابلات والسياط والخراطيم... وكذلك الصدمات الكهربائية». وكان يتم تعليق السجناء في السقف من معاصمهم، وضربهم، والاعتداء جنسياً عليهم، وحرمانهم من النوم، وتهديدهم بإلحاق الأذى بأحبائهم. وقالت النيابة العامة إن «سوء المعاملة الجسدية والنفسية الوحشية بشكل منهجي عمل على انتزاع الاعترافات والمعلومات حول حركة المعارضة». وقال «المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية» الذي يدعم ضحايا التعذيب السوريين بصفتهم شركاء في المرافعات القانونية، إن 14 شاهد عيان شاركوا في التحقيقات الألمانية. ونقل «المركز» عن سوري لم تُحدد هويته تعرض للتعذيب في سجن «الخطيب» حيث كان المشتبه بهما يعملان: «هذه العملية في ألمانيا تعطي أملاً، حتى وإن كان كل شيء يستغرق وقتاً طويلاً ولا يحصل شيء غداً، أو حتى بعد غد». وأضاف: «واقع استمرارها (العملية) يعطينا نحن الناجين أملاً بتحقيق العدالة... أنا على استعداد للإدلاء بشهادتي».

 

ظريف يسوق مبادرة «هرمز» لبناء الثقة مع دول المنطقة

لندن: «الشرق الأوسط»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تسويق مبادرة «السلام لهرمز» التي طرحتها طهران في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر (أيلول) الماضي، وقالت طهران إنها لـ«بناء الثقة» مع دول المنطقة، وسط جهود دولية لضمان أمن الملاحة في الخليج والممرات الدولية.

ونقلت وكالات إيرانية عن ظريف قوله خلال مشاركته في ورشة مؤتمر ميونيخ للأمن حول الأمن الإقليمي، في الدوحة، أمس، إنه يدعو كل دول المنطقة إلى «مبادرة بناء الثقة» التي تطلق عليها إيران مبادرة «السلام لهرمز». ولم تعلن إيران بعد عن تفاصيل المبادرة، لكنها قالت إنها وجّهت إلى 8 دول إقليمية. وتأتي المبادرة بعدما حاول ظريف إقناع دول في المنطقة إبرام اتفاقية مع إيران، تحت عنوان «عدم الاعتداء». وهي مبادرة تطرحها الحكومة الإيرانية، بعدما ارتفعت حدة التوتر مع واشنطن. ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى ظريف قوله، أمس، إن مبادرة «هرمز للسلام» تتكون من 4 أسس، هي «عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي». واقتربت الولايات المتحدة وإيران من مواجهة عسكرية في يونيو (حزيران)، على خلفية التصعيد العسكري في الخليج، والتوتر بين البلدين، منذ أن قررت واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو (أيار) 2018 وفرضها عقوبات جديدة على إيران، تهدف خصوصاً إلى منعها تصدير نفطها. وتواجه إيران تهماً من الدول الغربية بالسعي إلى الهيمنة على المنطقة، عبر حلفائها في لبنان والعراق وسوريا.

وتهدد إيران أيضاً بإغلاق مضيق هرمز، المعبر الاستراتيجي لتجارة النفط العالمية، في حال نفذت واشنطن عملاً عسكرياً. ويبقى هذا التوتر قوياً، خصوصاً بعد اتهام واشنطن والرياض وبرلين ولندن وباريس، طهران بالمسؤولية عن الهجمات التي طالت منشأتين نفطيتين سعوديتين في 14 سبتمبر. ودعت الدول الأوروبية الثلاث إلى اتفاق جديد، يشمل قضايا الأمن الإقليمي وملف الصواريخ الباليستية، إضافة إلى الاتفاق النووي.

واقتربت فرنسا وبريطانيا وألمانيا من ترمب، بعدما حذرت إيران خلال اجتماع مشترك في نيويورك الشهر الماضي من أن اتخاذ خطوات جديدة لخفض الالتزامات النووي سيجبرها على الانسحاب من الاتفاق النووي، وفق ما نقلت وسائل إعلام بريطانية.

ورغم جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء محادثات بين إيران والولايات المتحدة، قال ترمب إنه سيكثف العقوبات على طهران، في إطار سياسة «الضغوط القصوى» الأميركية لإجبارها على التفاوض بشأن اتفاق أوسع نطاقاً. وفي المقابل، أغلق المرشد الإيراني علي خامنئي الباب أمام أي مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين، وقال للمسؤولين إن المفاوضات ممكنة في إطار الدول الموقعة على الاتفاق النووي، إذا ما رفعت الولايات المتحدة العقوبات على طهران، وعادت للاتفاق النووي. ويريد ترمب اتفاقاً يقلص بدرجة أكبر برنامج إيران النووي، ويقيد عملها فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية، وينهي دعمها لقوات تعمل بالوكالة في الشرق الأوسط. واستبعدت طهران التفاوض على أي اتفاق جديد. ونقلت وكالة مهر الحكومية عن ظريف قوله إن «الحرب لن تكون في صالح أي أحد، ولا يمكن لترمب أن يفرض اتفاقاً أحادي الجانب على إيران». وقال: «أي توافق حول البرنامج النووي الإيراني يجب أن يلبي مصالح جميع الأطراف».

بدورها، أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية أن ظريف أجرى مشاورات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش الورشة الإقليمية لمؤتمر ميونيخ للأمن، وشملت العلاقات الثنائية وآخر تطورات المنطقة. وتوجه ظريف أول من أمس إلى الدوحة لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن.

إلى ذلك، أجرى وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي مباحثات مع رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، حول مشاركة الشركات الإيرانية في تنظيم كأس العالم في قطر. وقالت وكالة «إرنا» الرسمية إن المسؤول القطري «رحّب» بمقترحات الوزير الإيراني، الذي أعرب عن ارتياحه لنمو اقتصاد تكنولوجيا المعلومات في ظل العقوبات الأميركية. ومع ذلك، قال آذري جهرمي لرئيس الوزراء القطري إن «المستوى الحالي للعلاقات التجارية في هذا القطاع لا يتناسب مع الأجواء الودية بين البلدين، ويجب تحسينه بشكل كبير».

من جهته، نقلت وكالة «إرنا» عن رئيس الوزراء القطري إشادته بالعلاقات الودية بين البلدين، وقال إن «أمير قطر أصدر أمراً بتطوير العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات». ويتردد اسم آذري جهرمي على أنه مرشح التيار المؤيد للحكومة الحالية في الانتخابات الرئاسية المقبلة لخلافة روحاني. وشغل جهرمي آذري منصب مسؤول القسم التكنولوجي بوزارة الاستخبارات الإيرانية، وهو القسم المسؤول عن مراقبة محتوى الإنترنت، قبل تسميته وزيراً للاتصالات. وهذا الأسبوع نشرت مجلة «فورين بوليسي» بروفايل للتعريف بالوزير الشاب، ويشبّهه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غير أن الصلات التي تربط كاتب المقال بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أثارت تساؤلات في الأوساط الإيرانية بشأن إمكانية تلقي المجلة مقابلاً مادياً لنشر المقال، وهو ما نفته المجلة.

 

عبد المهدي يعرض «استقالة مشروطة» ورمى الكرة في ملعب الصدر والعامري بعد نحو شهر من احتجاجات الشارع العراقي

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

بعد نحو شهر من الاحتجاجات التي أوقعت مئات القتلى والجرحى في العراق، أعاد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الكرة إلى ملعب زعيمي «التيار الصدري» مقتدى الصدر و«الفتح» هادي العامري، ودعاهما إلى الاتفاق على بديل له في رئاسة الوزراء، في خطوة بدت بمثابة «استقالة مشروطة». وفيما رفض عبد المهدي خطة الصدر المتعلقة بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي، فإنه تعهد بتسليم منصب رئاسة الحكومة إلى أي بديل متفق عليه من قبلهما (الصدر والعامري) «في غضون ساعات».

وقال عبد المهدي، في رسالة طويلة إلى الصدر الداعم لكتلة «سائرون» البرلمانية التي حلت بالمرتبة الأولى في انتخابات العام الماضي، إنه «لا يكفي ذهاب رئيس مجلس الوزراء إلى البرلمان لإعلان الانتخابات المبكرة ليتحقق الأمر، بل هناك سياقات دستورية (المادة 64) يجب على رئيس مجلس الوزراء الالتزام بها». وأشار، في هذا الإطار، إلى أن «الانتخابات المبكرة تستدعي أن يوافق رئيس الجمهورية على طلب من رئيس مجلس الوزراء على حل البرلمان، والدعوة لانتخابات مبكرة خلال 60 يوماً، وهذا لن يتحقق إلا بتصويت مجلس النواب على حل المجلس بالغالبية المطلقة لعدد أعضائه، أي بأغلبية 165 صوتاً، وتعتبر الحكومة مستقيلة وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال يومية».

وأشار عبد المهدي مخاطباً الصدر: «إذا كان هدف الانتخابات تغيير الحكومة فهناك طريق أكثر اختصاراً وهو أن يتفق سماحتكم مع الآخر (هادي) العامري لتشكيل حكومة جديدة، وعندها يستطيع رئيس مجلس الوزراء تقديم استقالته وتسليم الحكومة الجديدة مهامها خلال أيام إن لم نقل ساعات من تحقق هذا الاتفاق». وتابع أن «الكتل السياسية ستتعاون بشكل واسع لتحقيق التصويت اللازم»، إلا أنه قال إن «الانتخابات المبكرة مجهول أمرها. فمتى سيتسنى إجراؤها؟ وهل سيتم الاتفاق على كامل شروطها؟ وهل ستأتي نتائجها حاسمة؟ وغيرها من أمور قد تتركنا أمام مجاهيل كبيرة». وحذّر عبد المهدي من تحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال، لأن ذلك معناه «عدم تمرير الموازنة، ومعناه التوقف عن التوقيع على المشروعات الجديدة والقوانين المطلوب تشريعها بأسرع وقت، والتي بها نحقق خطوات تم الاتفاق عليها للإصلاح وتوفير فرص العمل وتشجيع الاستثمارات والأعمال الجديدة، ناهيك عن أمور أخرى كثيرة يجب الالتفات إليها».

إلى ذلك، أكد حيدر الملا، النائب السابق في البرلمان العراقي والقيادي في حزب «تقدم»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ملخص رسالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى السيد مقتدى الصدر هو أن عليك الاتفاق مع زعيم كتلة الفتح هادي العامري والإتيان برئيس وزراء جديد، وهو ما يعني أنه يريد أن يرمي الكرة في ملعبهما باعتبارهما زعيمي أكبر كتلتين جاءتا به إلى منصبه». وأضاف أن «الجميع يعرف أنه تم تجاوز مفهوم الكتلة الكبرى خلال اختيار رئيس الوزراء العام الماضي وإنما جرى اتفاق بين (الفتح) و(سائرون) على ترشيح شخصية توافقية هو السيد عادل عبد المهدي الذي يرى أن مفتاح الحل للخروج من الأزمة هو أن تتفق الكتلتان على بديل له». أما جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والقيادي في الحراك المدني فقد أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تفكير السياسيين كلهم وفي مقدمهم رئيس الوزراء بالمنهج السابق الذي بنيت عليه العملية السياسية منذ عام 2003 وإلى اليوم بكل ما فيه من آليات، قد تكون صحيحة لو كانت الأوضاع مستقرة، وليست كالأوضاع التي نعيشها اليوم، التي هي أوضاع استثنائية بكل المعايير». وأضاف الحلفي أن «انتفاضة الشباب هذه وانضمام العراقيين إليها ومساندتهم لها، فضلاً عن النقابات والاتحادات ونزول الطلبة بهذا الزخم الكبير، بالإضافة إلى مشاركة النساء والصمود أمام ما يتعرضون له من ضغوط وعمليات قتل، إنما يدل على أن هذا الحراك مستمر، ولا يمكن وقفه». وتابع: «كلما تم اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد المتظاهرين، فإنها تزيد من الاحتجاجات». وحول مضمون رسالة عبد المهدي، قال الحلفي إن «رسالة رئيس الوزراء إنما هي تعبير عن النهج السابق نفسه، ولا جديد فيها، حيث إن الوقت ليس وقت مناكدات ومحاولات التنصل من المسؤولية»، مبيناً أن «الحل هو فقط في استقالته من منصبه وأن يخلي مسؤوليته، وعند ذلك فإن البرلمان وبقية الكتل السياسية هي من يتحمل المسؤولية». وأشار إلى أن «الاتجاه العام هو الوصول إلى الإضراب العام في البلد، وهو ما يعني عدم التراجع إلى الوراء أبداً؛ حيث إن هناك شعوراً وطنياً عاماً باتجاه الرغبة في التغيير الحقيقي». وأوضح أن «مطالب الناس لم تعد فقط الإصلاحات، إنما هي التغيير الشامل لطبقة سياسية بنت كل شيء في البلد على أساس مصالحها هي لا مصالح الشعب العراقي، وبالتالي فإن كل هذه الطبقة السياسية مسؤولة عما يحصل في البلاد منذ 16 عاماً». وتابع الحلفي أنه «في حال هدأت الاحتجاجات لأي سبب، فإن الصراعات ستستمر حتى بين الكتل وفي حال حصلت احتجاجات أخرى فسوف تكون أكبر وأكثر خطورة، علماً بأن الاستقالة ليست وحدها هي الحل، لكنها في الأقل، الخطوة الأولى في التغيير».

 

قتلى في أول اشتباك مباشر بين قوات النظام والجيش التركي شرق الفرات

«الجيش الوطني» المعارض يعلن أسر 16 عنصراً ودمشق – لندن/الشرق الأوسط»/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

قتل 6 من عناصر قوات النظام السوري، وتم أسر آخرين، في مواجهات الثلاثاء مع القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة، في شمال شرقي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 5 عسكريين من قوات النظام «بقصف مدفعي» للقوات التركية، فيما «أعدم» آخر من طرف الفصائل الموالية لتركيا، خلال مواجهات في بلدة الأسدية، جنوب مدينة رأس العين، قرب الحدود السورية - التركية، بحسب المرصد. واندلعت «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام السوري والقوات التركية للمرة الأولى منذ بدء الهجوم التركي في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية، حسب ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القوات التركية شنّت صباحاً قصفاً مدفعياً على قوات النظام، ووقعت «اشتباكات بالرشاشات» على أطراف قرية الأسدية، قرب الحدود مع تركيا. وأشار إلى أن هذا «أول صدام مباشر بين الطرفين» منذ إطلاق أنقرة هجومها لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها. وفتح الأكراد قنوات اتصال مع دمشق، وحليفتها روسيا، بعد بدء الهجوم التركي عليهم في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ويجري نتيجة ذلك انتشار لقوات النظام في نقاط حدودية عدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، وقعت مواجهات متفرقة بين قوات النظام والفصائل السورية الموالية لأنقرة المشاركة في الهجوم التركي. وتوقف الهجوم منذ أن توصلت روسيا وتركيا في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الكردية لنحو 30 كيلومتراً على طول الحدود التركية البالغة 440 كيلومتراً خلال 150 ساعة، رغم تواصل المعارك المتفرقة في مدينة رأس العين الحدودية. ويتعيّن على الشرطة العسكرية الروسية، وحرس الحدود السوري، بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في سوتشي، «تسهيل انسحاب» قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد «الوحدات» الكردية عمودها الفقري، مع أسلحتها من المنطقة الحدودية خلال مهلة 150 ساعة، تنتهي الثلاثاء. وسينتشر مكان «قوات سوريا الديمقراطية» حرس الحدود السوري، الذي سبق أن انتشر في مناطق عدة كانت خارجة عن سيطرته منذ سنوات. وينصّ الاتفاق الروسي - التركي أيضاً على انتشار القوات الروسية في المنطقة الحدودية، وقد سيّرت موسكو دورياتها الأولى هذا الأسبوع. وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، مستولية على منطقة بطول 120 كلم على الحدود منذ بدء عمليتها العسكرية في شمال سوريا. ومن جهته، أعلن الجيش الوطني السوري المعارض، الموالي لتركيا، أسر 16 عنصراً من الجيش السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، قرب مدينة رأس العين، في ريف محافظة الحسكة. وقال الناطق العسكري باسم الجيش الوطني، يوسف حمود، لوكالة الأنباء الألمانية: «خلال محاولة عناصر من القوات الحكومية و(قسد) التسلل إلى قرية عنق الهوى، شرق مدينة رأس العين، تم أسر 16 عنصراً، بينهم ضابط برتبة ملازم من القوات الحكومية، ولكن أغلب الأسرى من قوات (قسد)، إضافة إلى سقوط أكثر من 25 عنصراً بين قتيل وجريح». كما أكد قائد عسكري في الجيش الوطني سيطرتهم على قرية النويحات وعبد الحي، شرق مدينة رأس العين، على طريق الدرباسية، والسيطرة على موقع للقوات الحكومية السورية، ومسلحي «حزب العمال الكردستاني» في قرية عبد الحي. وأضاف القائد: «خلال الأيام الماضية، تمت السيطرة على 13 قرية في محيط مدينة رأس العين، بعد أن بدل عناصر (قسد) ملابسهم بملابس القوات الحكومية التي تقدمت إلى نقاط (قسد)، وتشاركت مع (قسد) السيطرة على تلك المواقع».

وكشف القائد عن انشقاق مجموعة تضم 15 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» من بلدة تل تمر، ووصلوهم إلى نقاط الجيش الوطني. ومن جانبها، قالت مصادر إعلامية رسمية سورية إن الجيش التركي أطلق قذيفة «هاون على معبر الدرباسية، بريف الحسكة الشمالي الغربي، في أثناء مرور دوريات الشرطة العسكرية الروسية، مما أدى لإصابة 6 مواطنين بجروح». وأوردت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصرع مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية»، يدعى اندوك، و«يحمل الجنسية الألمانية».

 

بريطانيا تلجأ إلى ثالث انتخابات خلال 4 سنوات للخروج من مأزق «بريكست» ومجلس العموم أقرّ تنظيم الاقتراع في 12 ديسمبر

لندن/الشرق الأوسط»/الاربعاء 30 تشرين الأول/2019

تستعد بريطانيا لإجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد دعم حزب العمال المعارض خطة رئيس الوزراء بوريس جونسون في هذا الاتجاه، سعياً للخروج من المأزق السياسي الناجم عن عملية «بريكست».

وصوّت مجلس العموم ليلة أمس على إجراء الانتخابات التشريعية في 12 ديسمبر، بغالبية 438 صوتاً في مقابل اعتراض 20 نائباً. وهذه المرة الأولى منذ العام 1923 التي تجري فيها بريطانيا انتخابات مجلس العموم في شهر ديسمبر. ومازال تاريخ الاقتراع يحتاج إلى تأييد مجلس اللوردات وهو أمر متوقع حصوله قبل نهاية هذا الأسبوع. ويحاول زعيم المحافظين بوريس جونسون، الذي يترأس حكومة تتمتع بأقلية في مجلس العموم، إخراج بريطانيا من الأزمة العميقة المحيطة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وكان من المفترض أن يحدث ذلك غداً (الخميس).

لكن في ظل عدم تمكنه من الحصول على تأييد برلماني للاتفاق الذي أبرمه مع بروكسل، اضطر إلى التخلي عن تعهده بالانفصال بأي ثمن في الموعد المحدد، وقبل مرغماً بطلب التمديد الذي حصل عليه من بروكسل حتى نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأدى عجز بريطانيا عن فك ارتباط نصف قرن مع الاتحاد الأوروبي إلى وقف الاستعدادات الباهظة لخيار الخروج من دون اتفاق، ومن بينها مشروع لسك قطعة نقدية تذكارية للمناسبة بقيمة 50 سنتاً. ونظمت بريطانيا انتخابات عامة مرتين في السنوات الأربع الماضية، في عامي 2015 و2017، وكان يفترض أن تجرى الانتخابات التالية في عام 2022.

لكن جونسون يحاول الفوز بأغلبية تسمح له بالمضي قدماً في إقرار قوانين تفعيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفشلت محاولته الثالثة للحصول على موافقة البرلمان على الانفصال مبكراً، وإجراء انتخابات عامة يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أول من أمس الاثنين، بعد أن ظل بعيداً تماماً عن نيل التأييد المطلوب لثلثي النواب، لكنه قدم عرضاً جديداً للتاريخ نفسه أمس، باستخدام إجراء برلماني مختلف لا يتطلب سوى أغلبية بسيطة. وأيد مجلس العموم هذا التاريخ ليلة أمس.

وقال جونسون للمشرعين بعد إسقاط مقترحه يوم الاثنين: «هذا المجلس لا يمكنه أن يُبقي هذا البلد رهينة»، لكن خطة جونسون الانتخابية تلقت دفعة كبيرة، عندما أعلن زعيم حزب العمل المعارض الرئيسي، جيريمي كوربن، دعمه لها.

وكان كوربن يتخبط بين التيارات المتنافسة داخل حزبه، ويواجه تدني شعبيته في استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم المحافظين. وكانت حجته من قبل أنه لا يمكنه تأييد انتخابات مسبقة إلى أن يسحب جونسون خيار «بريكست» دون اتفاق تجاري جديد من على طاولة البحث، عندما تنتهي الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية 2020. فحتى ذاك التاريخ، ستواصل بريطانيا تطبيق أنظمة ولوائح الاتحاد الأوروبي. وقال كوربن، أمس: «لقد قلت باستمرار إننا على استعداد لإجراء انتخابات، ودعمنا يتوقف على سحب (خيار) بريكست من دون اتفاق من على الطاولة».

وأضاف أن قرار الاتحاد الأوروبي بتأجيل خروج بريطانيا من التكتل حتى 31 يناير (كانون الثاني) عنى أنه «خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، تمت تلبية شرطنا المتمثل في سحب (خيار) من دون اتفاق عن الطاولة». وتابع: «سنطلق الآن أكثر الحملات طموحاً وراديكالية من أجل تغيير حقيقي لم تشهده بلادنا على الإطلاق». وكان هناك خلاف بين مختلف الأطراف حول موعد إجراء الانتخابات. وفيما كان جونسون مصراً على تاريخ 12 ديسمبر (كانون الأول)، اقترح الليبراليون الديمقراطيون المؤيدون للبقاء في الاتحاد الأوروبي والحزب القومي الاسكوتلندي موعد 9 ديسمبر (كانون الأول)، وفضل حزب العمل كذلك الخيار الثاني. ويقول البعض في الحزب إن التاريخ المتأخر يقلل من عدد الطلاب الليبراليين الذين يدلون بأصواتهم، لأنه يأتي بعد انتهاء فصولهم الدراسية وبداية الإجازة. وقال باري غاردينر، المتحدث باسم حزب العمال، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن «أول شيء» فعله جونسون للحصول على دعم حزبه هو «ضمان عدم حرمان الطلاب من الاقتراع في 12 ديسمبر (كانون الأول)». لكن كوربن لم يحدد تاريخاً في بيانه. وقال مصدر في حزب العمال لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستكون الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول)»، وهو أمر غير اعتيادي. وتعافى الجنيه، أمس، في مقابل الدولار واليورو، على وقع الاتفاق على إجراء انتخابات عامة، مسجلاً 1.28 دولار و1.15 يورو. ونُظّمت آخر انتخابات في شهر ديسمبر (كانون الأول) في بريطانيا في عام 1923، عندما خسر مرشح حزب العمال، رامزي ماكدونالد، أمام المحافظين، بقيادة ستانلي بالدوين.

وحض زعيم كتلة الحزب القومي الاسكوتلندي، إيان بلاكفورد، حزب العمل على عدم «الخنوع» لرغبات جونسون، والإصرار على الموعد المبكر. وجونسون قلق بشكل أساسي من التعديلات التي يمكن إرفاقها بمشروع القانون. ومن الخيارات المقترحة توسيع حقوق التصويت لمواطني الاتحاد الأوروبي، وهي مجموعة تعارض بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ وخيار آخر سيخفض سن التصويت من 18 إلى 16 عاماً.

 

ترمب يؤكد تصفية «خليفة البغدادي} وولي العهد السعودي هنأ الرئيس الأميركي بنجاح القضاء على زعيم «داعش»

واشنطن: هبة القدسي – الرياض/الاربعاء 30 تشرين الأول 2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صباح أمس (الثلاثاء)، عبر حسابه على «تويتر»، أن الجيش الأميركي قتل الشخص الذي من المحتمل أن يخلف أبو بكر البغدادي، على رأس تنظيم {داعش}. وقال ترمب: «تأكد للتو أن الرجل الأول المحتمل لخلافة البغدادي قد تمت تصفيته من قبل القوات الأميركية، وكان على الأرجح أنه سيحتل الصدارة. والآن، هو أيضاً قتل». وجاء ذلك في وقت هنأ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الرئيس ترمب، خلال اتصال هاتفي، بنجاح العملية التي نفّذتها القوات الأميركية الخاصة وأدت إلى مقتل أبو بكر البغدادي. وأكد ولي العهد خلال الاتصال أن هذه العملية تؤسس لحقبة جديدة، وخطوة تاريخية في الحرب على الإرهاب والتطرف والكراهية. من جهته أثنى الرئيس الأميركي على التعاون المستمر والمثمر بين الولايات المتحدة والمملكة في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.

ولم يحدد ترمب، في تغريدته أمس، اسم الشخص المحتمل أن يخلف البغدادي الذي تم قتله، لكن مصادر كثيرة أكدت أنه «أبو الحسن المهاجر»، الناطق باسم داعش، وأحد أبرز القادة داخل التنظيم الإرهابي.ويعد مقتل المهاجر ضربة أخرى قوية لتنظيم داعش. ويشير الخبراء إلى أن الخليفتين المحتملين بعد البغدادي هما: أبو عثمان التونسي (وهو مواطن تونسي يرأس مجلس شورى «داعش»؛ الهيئة التشريعية والاستشارية للتنظيم)، وأبو صالح الجزراوي (المعروف أيضاً باسم الحاج عبد الله، وهو خليجي يقود ما يسمى «اللجنة المفوضة لداعش»، وهي هيئة تنفيذية)، فيما توقع الخبراء حدوث انشقاقات داخل التنظيم الإرهابي.

واستطاع مصدر كردي إيصال معلومات تفصيلية للمخابرات الأميركية تتعلق بزعيم تنظيم داعش، أبي بكر البغدادي، وهي قطعة مستعملة من «ملابسه الداخلية، وعينة دم»، وفق ما كشفه القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مظلوم عبدي.

وضم التقرير الذي زودهم به المصدر الكردي معلومات تفصيلية حول مخطط المكان الذي يختبئ فيه، وعدد الحراس، والأنفاق حول المجمع الذي لجأ إليه. وفي حوار خاص لشبكة «فوكس نيوز»، تحدث الجنرال مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، عن تفاصيل الدور الذي قامت به قواته في تعقب البغدادي، والتعاون مع الاستخبارات الأميركية، وأشار إلى أنه أبلغ الاستخبارات الأميركية أن البغدادي انتقل للسكن في محافظة إدلب، في منزل محدد.

وقال: «أنشأنا معاً خلية سرية، تضم 3 أميركيين فيها، وأخبرنا الأميركيين عن الأنفاق الموجودة تحت المجمع السكني، وعدد الأشخاص الذين كانوا مع البغدادي، وأنه كان يستعد للتحرك، حيث مكث في هذا الموقع لعدة أشهر، ولذا نفذت الولايات المتحدة الهجوم على المجمع يوم السبت، وأخرجت مصدرنا الذي كان يعيش داخل المجمع بأمان».

وقال مظلوم إن الغارة ما كانت لتحقق النجاح من دون الاستخبارات الكردية، ووجود عميل متخفٍ من «قوات سوريا الديمقراطية» داخل المجمع، وبشكل قريب من البغدادي، وهو إنجاز رائع للقوات الكردية. ومن جانب آخر، أشار بولات جان، وهو أحد القادة الأكراد في «قوات سوريا الديمقراطية»، إلى أن مصدراً سرياً حصل على الملابس الداخلية لأبي بكر البغدادي، لإجراء اختبار الحمض النووي لإثبات هويته، قبل العملية التي نفذتها القوات الأميركية لقتله.

وأضاف بولات، عبر مجموعة من التغريدات: «إن (قوات سوريا الديمقراطية) هي الجهة الوحيدة التي تعقبت البغدادي، وجمعت المعلومات الاستخبارية عنه، وحددت مكانه؛ وكل ذلك كان حصيلة جهدها الذاتي. ونحن الذين أعطينا إحداثيات المكان، ووجهنا عملية الإنزال الجوي، وشاركنا في العملية، وساهمنا في نجاحها حتى اللحظة الأخيرة». وقدم بولات، عبر موقع «تويتر»، تفاصيل حول الطريقة التي ساعدت بها استخبارات «قوات سوريا الديمقراطية» في تحديد موقع البغدادي، وقال: «مصدرنا كان قادراً على الوصول إلى البغدادي، وقام بإحضار ملابسه الداخلية لإجراء اختبار الحمض النووي، والتأكد بنسبة 100 في المائة من أن الشخص المستهدف كان البغدادي». وكما أكد الرئيس ترمب على مشاركة الأكراد بمعلومات أدت إلى نجاح عملية تصفية البغدادي، أوضحت مصادر أن «قوات سوريا الديمقراطية» كانت تعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في تعقب البغدادي من مايو (أيار) الماضي، وتمكنت من تقديم معلومات عن أنه انتقل من مدينة دير الزور (شرق سوريا) إلى مدينة إدلب (في الغرب)، حيث قتل. وأشارت إلى أن البغدادي كان على وشك تغيير مكانه، والانتقال إلى بلدة جرابلس السورية.

وكان الرئيس ترمب قد رفع السرية عن صورة الكلب البوليسي في قوة «ك 9» (المسؤولة عن الكلاب البوليسية)، الذي تعقب أبو بكر البغدادي في النفق أسفل مجمعه السكني في إدلب، وأصيب بجروح نتيجة قيام البغدادي بتفجير حزامه الناسف. وقال ترمب، عبر «تويتر»، مساء الاثنين: «إننا نرفع السرية عن صورة هذا الكلب الرائع (اسمه لم يرفع عنه السرية)، الذي قام بعمل رائع في ملاحقة وقتل زعيم (داعش)، أبي بكر البغدادي». ونشر ترمب صورة للكلب من فصيلة «مالينوز» البلجيكية. وأشار الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، في مؤتمر صحافي بالبنتاغون، ظهر أول من أمس، إلى أن هذا الكلب «قام بعمل هائل خلال الغارة الأميركية، وأصيب بجروح، لكنه يتلقى العلاج، وسيعود للخدمة في وقت قريب». وأوضح أن عدم نشر اسم الكلب هو «أمر منطقي، كإجراء وقائي يتم اتباعه بالطريقة نفسها مع هوية الجنود الذين يشاركون في الغارة، لأنه قد تكون هناك عمليات انتقامية».

ويستخدم الجيش الأميركي، بشكل عام، كلاباً من فصيلة «مالينوز» البلجيكية، المعروفة بذكائها وقدرتها العالية في التعقب والهجوم. وقد أثني الرئيس ترمب، في خطابه، يوم الأحد، على الكلب البوليسي. هذا، ولا يزال الغضب مشتعلاً في أروقة الديمقراطيين في الكونغرس، الذي انتقدوا، منذ إعلان مقتل البغدادي، إخفاء ترمب معلومات عن شن هذه الغارة عنهم، كما هو متبع كبروتوكول بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية. واتهم الديمقراطيون الرئيس الأميركي بتوجيه إهانة للكونغرس بأكمله. وبرر ترمب عدم إبلاغ قادة الكونغرس بمعلومة شن غارة أميركية، قائلاً: «أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يتحدثون عنه هو لماذا لم أقدم معلومات إلى آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، لكنني أعتقد أنه أكبر مسرب للمعلومات في واشنطن؛ إنه سياسي فاسد».

ومن جهته، قال النائب الديمقراطي إليوت إنغل، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: «التسريبات تخرج من الإدارة، وليس من الكونغرس. وبغض النظر عن ذلك، فإن إخفاء الرئيس لهذه المعلومات عن قادة الكونغرس يشير إلى مقدار الثقة بين هذه الإدارة والديمقراطيين».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طرابلس "تجدد" الثورة في لبنان.. والعبدة تنتفض مصطدمة بالجيش

جنى الدهيبي/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

في ليلة الأربعاء 30 تشرين الأول، يمكن القول أنّ طرابلس استحقّت بجدارة لقب "محرِّك الثورة" في لبنان. وكأنّ هذه المدينة تأبى أن يخمد نبض الشارع، وتصرّ على إعادة إحياء صوته وانتفاضته، من وسط ساحة النور، عروسة الثورة والساحات في لبنان.

ليلة مجيدة

وبينما كانت جميع المدن والمناطق اللبنانية تتماشى مع قرار فتح الطرقات إفساحاً لمهلة الـ 48 ساعة، وبينما كان الناس يستعدون ليومٍ عاديٍ في تنشيط دورة العمل المشلولة، وفتح أبواب المدارس، تفوّقت عاصمة الشمال على نفسها، وفاجأت اللبنانيين بكسر هذا القرار. نزل أبناؤها بالآلاف إلى الشارع ليلًا، بعد نهارٍ طويلٍ من الحشد لهذه الليلة المجيدة، عبر المواكب السيّارة والدراجات النارية والمسيرات الشباب والطلابية التي تجوب الأحياء والطرقات لدعوة الناس للنزول إلى الساحة والتظاهر، واستكمال طريق الانتفاضة ردًّا على القرارات الهادفة للقضاء عليها.

وتحت شعار "كلن يعني كلن"، وعلى وقع الأغاني الوطنية والهتافات الداعية لـ"الثورة"، اكتظّت الساحة بالحشود الذين أحيوا نبضهم من جديد، وحوّلوا هواتفهم إلى مشاعل مضاءة، ورفعوا الأعلام اللبنانية، وهم يصدحون ضدّ السلطة ويرفعون اللافتات التي تتضمن عبارات تؤكد على المضي بالحراك والاحتجاجات على كل الأراضي اللبنانية: "من الشارع مش طالعين"، "يسقط حكم الأزعر"، "كلن يعني كلن"، و"بدنا دولة مدنية".. كما تم في هذه الليلة، استكمال رسم العلم اللبناني على مبنى الغندور في الجهة الثانية المطلة على ساحة النور تأكيدا على استمرار الثورة.

عكار: تطور خطير

وفيما كانت طرابلس تحيي ليلتها الطويلة، عاشت عكار توترًا أمنيًا خطرًا على أوتستراد العبدة – ببنين، إثر وقوع تصادم بين أهالي المنطقة وعناصر الجيش، نتج عنه سقوط 6 جرحى في صفوف المتظاهرين. وذلك، بعدما حاول المواطنون إعادة إغلاق الطريق، وقاموا برمي الحجارة على الجرافة التي تسعى لفتحها، كما أقدموا على إحراق الإطارات وأضرموا النيران في مستوعبات النفايات رفضًا لقرار فتح الطريق بالقوة. لم تمرّ حادثة العبدة على خير، لا سيما أن ردود الفعل جاءت في سياق الرفض لأن يكون الشمال مكسر عصا، لمن يسعى إلى إشعال وقود الفتنة المفتعلة مع الجيش، في الوقت الذي يصدح فيه أبناء الشمال طوال انتفاضتهم بنصرة الجيش والوقوف معه وإلى جانبه. هذا الحادث، أثار غضبًا عارمًا في المنطقة. وفي تسجيل صوتي نُشر لرئيس بلدية ببنين – العبدة كفاح الكسار، أكد أنّ أهالي العبدة ليسوا في مواجهة الجيش، و"نحن لا نقبل أن تكون هناك مواجهة، فهم أهلنا". وأشار إلى أنّ قدر عكّار أن تدفع الثمن، وناشد الأهالي قائلًا: "أناشدكم أن تضبطوا أنفسكم، وإنّ من أعطى القرار بإطلاق النار والاعتداء على المواطنين سيدفع الثمن، ولو كان وزير الدفاع شخصيًا". وعلى إثر الحادث، قطع المتظاهرون الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بالمنية - العبدة، وصولًا إلى الحدود السورية، عند نقطة البداوي بالاتجاهين. واحتشد عدد كبير من أبناء بلدة ببنين والقرى المجاورة على الطريق المؤدية الى ساحة العبدة، ودعوا إلى عودة الاعتصام إلى الساحة، وقد اسفرت الاتصالات عن عودة المعتصمين إليها وانسحاب الجيش منها، كما أفيد عن حشود غفيرة توافدت من وادي خالد وببنين وبرقايل ومشمش وفنيدق نحو ساحة العبدة.

مناشدة قائد الجيش

وكذلك، ناشد النائب محمد سليمان قائد الجيش العماد جوزاف عون التصرف بحكمة مع المتظاهرين السلميين في ساحة العبدة، و"عدم التعدي عليهم بأي أسلوب يقمع أي شكل من أشكال التظاهر سلمي". ورفض سليمان مسّ أي متظاهر بهذه المؤسسة "التي اثبتت أنها الضامن لاستقرار هذا الوطن والحامية له". وقال: "ساحة العبدة وببنين شاهدتان على محبة كل عكار لهذه المؤسسة، ولهم تاريخ في الوفاء والتضحية لهذا الوطن، والجيش لنا ونحن أهل لهذه المؤسسة". وبعد حادثة العبدة، قام المحتجون في طرابلس بقطع اوتوستراد طرابلس بيروت مقابل منتجع البالما بالعوائق الحديدية، مؤكدين أن احتجاجاتهم مستمرة حتى تحقيق مطالبهم كافة، كما قطعوا أوتوستراد التبانة - الملّولة وأوتوستراد البداوي. وبعد أن كانت طرابلس تمضي ليلتها، وحين أعلن المتظاهرون الرفض الكامل لفتح الطرقات وفتح أبواب المدارس، وكانت تُعقد على هامش التظاهرة ندوات شبابية وطلابية حول الثورة وأطر المطالبة بالتغيير وخوض المعارك المطلبية، تفاجأت الحشود في ساحة النور بتوافد قوّة من مكافحة الشغب إلى الساحة، رغم وجود عناصر الجيش وعدم وقوع أيّ اشكال. وتفاديًا لأيّ تصادم بدأت المتظاهرون ينسحبون من الساحة من دون فهم سبب مجيء هذه القوّةَ!

 

الحريري: كبش الفداء الاول

ساطع نور الدين/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

ليست استقالة الرئيس سعد الحريري هي الوحيدة المطلوبة. فالرجل كان في العامين الماضيين أشبه بدرعٍ واقٍ للسلطة وفرقائها الاقوياء، وقناع يخفي تشوهات الرئاسة والحكومة، ويتلقى الضربات التي توجه الى الحكم من مختلف الجهات. وها هو يرتقي اليوم من رتبة موظف الى رتبة مسؤول ، وربما صانع قرار.  

الأزمة السياسية الطويلة والعميقة التي دخلها لبنان، في أعقاب إستقالة الحريري وحكومته، لن تكون بالأمر السيء أبداً، ولا الخطر طبعا. هي إنجاز لا شك فيه للثورة الشعبية الكبرى التي أطلقها اللبنانيون للمرة الاولى في تاريخهم، يحتاج الى حماية ورعاية، وتحديث دائم، لكي لا تتمكن منه قوى الثورة المضادة.

تأخرت إستقالة الرئيس الحريري أسبوعاً على الاقل. لم تأت إستجابة لصرخة الشارع المليونية التي دوت يوم الاربعاء الماضي، بل نتيجة صراع حاد بين أهل السلطة، وهو ما لا ينتقص من قيمة ما حققته الثورة الشعبية، التي باتت قادرة على صون السلم الاهلي أكثر بكثير من الطبقة السياسية، كما برهنت كل يوم منذ السابع عشر من تشرين الاول أكتوبر الحالي. وهو مكسب وطني تاريخي أيضا.

الاستقالة تركب موجة الشارع وتتنصل من مسؤولية الازمة، التي لم يكن رئيس الحكومة وفريقه مجرد شاهد عليها، وإقتراحات الضرائب دليل لا يحتمل الشك.. وتلقي العبء على صناع القرار اللبناني، الرئيس ميشال عون وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتتحداهما، بعدما هددا الحريري صراحة بالمحاكمة، إذا إستقال، ولوحا له ولفريقه بما هو أسوأ من القضاء. وما شهده الشارع من إختراقات من جانب الحزب، امس الثلاثاء، وقبله بايام، كان بمثابة إنذار. ولأن الثورة فككت حتى الآن الكثير من المسلمات والرموز السابقة، بات من المستحيل على سبيل المثال، اعتماد أدوات التحليل القديمة، في قراءة الاستقالة بوصفها تمرداً سنياً متأخراً على الارادة المارونية والشيعية الحاكمة، او في حصر نتائجها فقط في الاخلال بموازين القوى بين الطوائف والمذاهب. قلة قليلة من الثوار إعتبرت ان خروج الحريري من السلطة هو عزل للسنة، أما الكثرة فإنها تطلعت على الفور الى الاسماء الاخرى التي يراد لها ان تخرج من الحكم. وليس من المستبعد ان تؤدي الاستقالة الى إلتحاق المترددين السنة (البيارتة تحديداً) بالثورة التي قدمت مدينة سنية مركزية واحدة من أبهى صورها.

الاستقالة خطوة الى الامام، بلا أي جدال، ومهما كان الثمن المباشر لها، والذي لا يعادل الاثمان الباهظة التي دفعها ولا يزال يدفعها جمهور الثورة من فساد السلطة وسوء إدارتها للدولة ومؤسساتها. إضطراب العلاقة بين أهل الحكم، الذي كان في الماضي يفجر السلم الاهلي، سيكون اليوم واحداً من أمتع مشاهد الثورة وأهم مكتسباتها البعيدة المدى. في الايام ال13 الماضية، إستمتع جمهور الثورة بالنزاعات والانشقاقات والمؤامرات التي دارت بين أهل السلطة، او داخل كل فريق من فرقائها وعائلاتها، بشكل درامي مثير. لكنه كان ولا يزال يطلب المزيد، ويترقب الكثير.. ويتوقع ان يؤدي التشقق الظاهر في جدران هياكل السلطة الى إنهيار كامل، يبشر بالغد المختلف الذي يتطلع اليه الثوار، من مختلف الطوائف والمذاهب من دون إستثناء.  الحريري هو الان كبش فداء، قدمه عون ونصرالله امام الشارع الذي لم يتمكنا من ضبطه وإحتوائه. وعلى سلوك رئيس الجمهورية وأمين عام حزب الله يتوقف الآن مسار الأزمة وحجمها. ليس من المستبعد ان يستحضر الرجلان إرثهما العسكري والامني، وثقافتهما السياسية الضحلة، المبنية على نظريات المؤامرة، وفرضيات الصراع الاقليمي، لكي يحاولا تنفيذ إنقلاب مضاد، بحكومة دمية ، إختصاصية او عسكرية، او مختلطة.. لن يكون من شأنها سوى تصعيد الثورة، وتقديم موعد تحقيق أهدافها النهائية. 

 

مخطط جهنمي لضرب الجيش بالمدن السنّية وتدمير الانتفاضة الشعبية

منير الربيع/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

ليس قليلاً ولا سهلاً ما حققته انتفاضة اللبنانيين على مدى 13 يوماً. وهي 13 يوماً من تشرين الأول، بعد الثالث عشر منه، التاريخ الذي يعني الكثير لرئيس الجمهورية ميشال عون.

نشوة باسيل وفجيعته

ففي هذا التاريخ من العام 1990 غادر عون قصر بعبدا، بعد اتفاق إقليمي أخرجه عنوة من القصر، وألجأه إلى السفارة الفرنسية القريبة من بعبدا. وفي 13 تشرين الأول الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من بدء انتفاضة اللبنانيين، وقف رئيس التيار العوني، جبران باسيل، خطيباً مسعوراً منتشياً معلناً استعداده لقلب الطاولة على الجميع، إذا طلب منه عمه الرئيس ذلك. لكن لبنانيي انتفاضة 17 تشرين إياه، فاجأوا طفل الرئيس المدلل، قلبوا الطاولة في وجهه، وعلى تسوية هو طرفها الأقوى، وأعيت من يداوي الحريري منها. أصابت الانتفاضة المفاجئة مكونات التسوية وأركان السلطة بالارتباك، وصولاً إلى استقالة الحريري التي لم يصدقها رئيس الجمهورية، وأزعجت حليفه حزب الله. وهذا كله إنجاز كبير لشعب الانتفاضة، ولخروجه على أطر الولاء للزعامات وأجهزتها ونظامها. وهذا ما يشكل فجيعة كبرى لجبران باسيل.

المخطط الأسود

لكن الرد، على الانتفاضة يبدو أنه لم يتوقف على مشهد غزو الشبيحة لساحات بيروت. فمحاولات اختراق الانتفاضة وتطييفها تستمر. ما أراد فعله حزب الله والتيار العوني بعد فشل تصوير الصراع وكأنه بين السنة الحريريين والمسيحيين القواتيين، وبعد فشل محاولتهم في البداوي قبل أيام بجعل المواجهة بين السنّة والجيش، للعودة إلى المشهد القديم في طرابلس والشمال واختراع فزاعة الارهاب. بدأ التحضير للمخطط بعد بيان المطارنة الموارنة للالتفاف حول رئيس الجمهورية، وفتح الطرقات في بيروت ومختلف المناطق. فجرى تصوير المعركة وكأنها ضد السنة ورئاسة الحكومة. في هذا الوقت كانت مجموعات للحريري تجوب في شوارع بيروت مؤيدة له، ومجموعات أخرى تلتحق بالمتظاهرين في صيدا وطرابلس لأخذ القضية إلى مكان آخر هدفه الاستثمار السياسي. وهنا، كان الماكرون يتحضرون لإيقاع الشرخ بين المدن السنّية الكبرى وبقية اللبنانيين، عبر تصوير السنّة بأنهم مستهدفون، ومعزولون في تحركاتهم من صيدا إلى طرابلس الى عكار. وبعد عملية العزل يصبح من السهل الانقضاض على هذه المدن بسيناريوهات أمنية، لإنهاء التحركات كلياً. فصيدا تستنهض الذاكرة لأحداث عبرا مع أحمد الأسير، وطرابلس تهمة الارهاب ترافقها دوماً، وعكار ليست بعيدة. كل ما جرى من إشكالات في طرابلس وصيدا وعكار، هو عملية مدبرة لأخذ الحراك إلى معركة بين السنّة والجيش، تثار بنتيجتها غرائز الشيعة والمسيحيين، فينتهي الحراك، ويعود الساسة إلى قواعدهم التحاصصية سالمين.

انهيار التسوية

لكن ماذا جرى قبل ذلك، ومهد للسيناريو المخيف الذي يتحضر أصحابه لتنفيذه، ابتداء مما شاهدناه ليل الأربعاء؟

عرّت استقالة الحريري منطق التسوية وما يتحكم بمفاصلها. وهي استقالة جاءت بفعل ضغط الشارع، الذي خرج من قمقم الولاء لزعماء الطوائف - أقله مرحلياً - بمطالب موحدة. العجز السياسي لأركان الحكم دفعهم إلى تحويل المعركة في اتجاه آخر: تطييف الانتفاضة. وهو اتجاه يستقطب مؤسسات دينية وقوى سياسية - طائفية راسخة في "التركيبة اللبنانية العميقة". والعودة إلى ما حصل إبان اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعدم سماح الصرح البطريركي بإسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود، مثال على ذلك. أما بعيد استقالة الحريري الابن، فبدأ اللعب على وتر استنهاض الهمم الطائفية والمذهبية. وذلك بالإيحاء أن من سقط هو الرئيس السني، فيما خرجت بكركي ببيان تدعو فيه اللبنانيين إلى فتح الطرق، والالتفاف حول رئيس الجمهورية. وهذا منطق لن يرتدّ إلا سلباً على أصحابه، وإن ليس في وقت سريع.

الحريري يرمم زعامته

لعبة الطوائف وفتح الطرق، أظهرا أن المعركة كانت مع الحريري حصراً، ومن شأنها أن تعود على رئيس تيار المستقبل بمردود سياسي وشعبي. ولعل شطراً واسعاً من جمهوره الذي خسره، سيلتف حوله مجدداً. فخطوة الحريري أظهرت أنه رمى استقالة الحكومة في وجه الرئيس وباسيل ومضى. وهذا يرضي جمهوره المحبط ويرفع معنوياته، ويمكنه من استعادة شعبيته. ثم إن استقالة الحريري أظهرته بمظهر المستجيب الوحيد لمطالب الشارع، والمتخلي الوحيد عن المنصب، من دون أن يلجأ للاحتماء بالمؤسسة الدينية أو الطائفة، على خلاف ما فعل رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي. وقد يكون خروج الحريري من منصبه، أيضاً لأنه الأضعف في المعادلة التي تكرّست في التسوية الرئاسية. لكن على الحريري أن يجيد التقاط فرصته الذهبية لإعادة تعويم زعامته وشعبيته وفرض قوته. هو يعبّر في أوساطه عن ارتياحه لهذه الخطوة، لأنها حررته من عبء التسوية مع رئيس الجمهورية وباسيله، الذي فرض نفسه شريكاً مضارباً للحريري، ورئيس ظل للحكومة. كان الحريري يريد التحرر من هذه المعادلة، وفعل في ظرف ملائم له. وهو إن أراد وأجاد، قادر على تحويل هذه الفرصة المواتية إلى معمودية سياسية يخرج منها أقوى، شعبياً وسياسياً على غرار ما فعل والده في العام 1998، وعلى غرار ما فعلت زعامات 14 آذار 2005، التي انتفضت إلى جانب جمهورها بعد اغتيال رفيق الحريري. منذ اليوم الأول لانتفاضة 17 تشرين الأول، بدا الحريري أشد المستجيبين لها. هو حتماً لم يكن يريد الخروج من منصبه، وبدأ يحاول تحسين شروطه. وهذا ما مارسه في طرحه تعديل الحكومة، أو تغييرها، في مقابل الحصول على ضمانات بإعادة تكليفه. لكنه اصطدم بتصلّب باسيل ورئيس الجمهورية. وقد يكون الخطأ الأساسي الذي يلام عليه الحريري، منذ اختياره الذهاب في التسوية الرئاسية، أنه لم يكن يعلم مع من يتحالف، وأن حليفه لا يتوانى عن الانقلاب عليه، عندما لا يتمكن من الوصول إلى ما يريده وما تقتضيه مصلحته، الاستئثار به.

ضحالة الممانعة

وهناك انتصار كبير حققه في الشارع السلمي الخارج عن الاصطفاف الزعامي الطائفي، في مواجهة محاولات إنهاء الانتفاضة وإخراج الناس من الشوارع. استجاب الحريري لمطلب الناس، بينما أصيب حزب الله ورئيس الجمهورية وتياره بارتباك، أظهرهم غرباء وبعيدين عن واقع ما يجري. ومتمسكين مراوغين وشرسين بالسلطة، ومتجاهلين مشهد اللبنانيين وما تلهج به ألسنتهم في الشوارع، معتبرين أن ما يجري مؤامرة. وقد هزلت هذه الكلمة وصارت تافهة، ولا تدل إلا على رياء مردديها وتسلطهم وتمسكهم بالسلطة. وأظهرت الوقائع ضحالة كلمة المؤامرة وسواها كـ"السفارات"، وضحالة منطق منظومة الممانعة التي راحت تشيطن الانتفاضة والمنتفضين، قبل أن يرسل حزب الله وحركة أمل الزعران في غارتهم الهمجية على المعتصمين في الساحات. وهكذا كشفت الممانعة عن أكاذيبها، وأوقعت نفسها في تناقضات ادعاءاتها: تارة تؤيد مكافحة الفساد والورقة الإصلاحية، وطوراً تعيب على الناس المنتفضين على الفساد وتتهمهم بالمتآمرين وأرباب السفارات، وتغير عليهم! وسرعان ما استعادت مهازل الممانعة حضورها على الشاشات، بعد احتجاب ألسنتها التلفزيونية طوال أيام الانتفاضة. لقد اجتاحوا الشاشات بعد استقالة الحريري، والهدوء النسبي الذي عاشته البلاد. وهكذا سعت القوى السياسية إلى إعادة انتاج نفسها إعلامياً. إما بالاستثمار في ما جرى، أو بمحاولة اللحاق به. حتى رئيس الجمهورية اعتبر ما يجري، إنما هو تنفيذ برنامجه الإصلاحي المزعوم. وهو قال أيضاً إن الناس سيكررون النزول إلى الشارع، في حال تعرض الإصلاح لعراقيل. فأهل السياسة صمّوا آذانهم عن كلام الناس في الشوارع، لم يقتنعوا بأن الانفجار الاجتماعي والسياسي يطالهم جميعهم بالتنحي.

العهد اللحودي الجديد

الانتصار الذي حققه الناس، ليس على رئيس الحكومة، بل على التسوية والعهد وجبران باسيل في المقام الأول. والعهد العوني قابل لأن يتحول إلى ما يشبه مرحلة إميل لحود ما بعد انتفاضة الاستقلال في العام 2005. بمدنيتهم وسلميتهم حقق الناس ما كان يستحيل تحقيقه: تضعضع السلطة وارتباكها وخوفها واختفاء رجالها من المشهد العام. واستغراقهم في البحث عن كيفية التعاطي مع ما جرى، إلى حدّ فرض بعضهم شروطه على البعض الآخر. كشرط الحريري بأنه لن يترأس إلا حكومة تكنوقراط خالية من السياسيين. وهو يقصد بذلك استبعاد باسيل من الحكومة الجديدة. لكن "الثورة المضادة" الآن، قد تفضل خيار الفوضى ولا السقوط.

 

"فائض القوة" يجبر الحريري على الاستقالة: المواجهة الكبرى بدأت

منير الربيع/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

وُضع الرئيس سعد الحريري بين خيارين: إما إعطاء غطاء سياسي من قبل الحكومة للجيش والأجهزة الأمنية لفض الاعتصامات بالقوة وفتح الطرقات. وهذا ما يرفضه بشكل قطعي.. وإما استمرار الاستعصاء، الذي سيؤدي إلى توتر وربما صدامات في الشارع، في ظل القرار الحاسم الذي اتخذه حزب الله بضرورة فتح الطرقات.ما بين الخيارين كان الحريري مكبّل اليدين. هو مقتنع بضرورة تعديل حكومي حقيقي، أو تغيير الحكومة وتشكيل حكومة جديدة. لكن ما أراده اصطدم بـ"فيتوين". الأول، من رئيس الجمهورية برفض استبعاد الوزير جبران باسيل من الحكومة المعدلة أو الحكومة الجديدة. والثاني، من حزب الله برفضه حكومة التكنوقراط.

الانزعاج من باسيل و"الحل الأمني"

طوال ليل الإثنين ونهار الثلاثاء، كان الحريري يجري اتصالاته، للبحث عن مخرج حقيقي. وحسب المعلومات، فإنه طرح أثناء تواصله مع باسيل التعديل الحكومي بشكل جدي وإلغاء وزراء الدولة. لكن حصل تباين في الآراء، ما أدى إلى انزعاج الحريري الشديد من باسيل. وهذا ما دفعه أيضاً إلى اتخاذ خيار الاستقالة، فيما استمر الاستعصاء السياسي. وكانت ترده معلومات أن مجموعات من حزب الله ستتوجه إلى الشوارع صباح الثلاثاء لفتح الطرقات، لأن الحزب لن يسمح باستمرار قطعها. عندها لوّح الحريري بتقديم استقالته، مشترطاً التراجع عن تقديمها بعدم اللجوء إلى أي "حلّ أمني" أو ممارسة القوة ضد المتظاهرين، ومشترطاً أيضاً تقديم تنازلات سياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.

العنف واستنساخ التجربة العراقية

لم يحصل أي تقدّم سياسي، وتحركت مجموعات أمل وحزب الله تجاه جسر الرينغ لفتح الطريق، وبعدها توجهت إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح عامدين بالعنف إلى تحطيم الخيم وإحراقها والإعتداء على المعتصمين هناك. في هذا الوقت، كانت مصادر الحريري تتحدث عن كلمة سيوجهها إلى اللبنانيين، وسيعلن فيها استقالته. وهنا، ثمة من ربط بين التصعيد على الأرض، ومحاولات تخويفه من تقديم استقالته، لأن الاستقالة بلا اتفاق سياسي ستدخل لبنان في فوضى عارمة بكل الاتجاهات، سياسياً، اقتصادياً وحتى أمنياً.

في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى، تعتبر أن تحرك مجموعات حزب الله على هذا النحو العنيف، بالتوازي مع تلويح الحريري باستقالته، كان يهدف إلى دفعه إلى الاستقالة أكثر وتأكيدها. فلو كان الحزب حريصاً على بقاء الحريري لما كان لجأ إلى العنف، بل عمد على إرساء الهدوء لتأجيل استقالته. في هذه القراءة، لا بد من ربط كل التطورات المحلية بما يجري من اتصالات إقليمية ودولية في الكواليس. فإذا ما أراد الحزب استقالة الحريري بعد كل المحاولات لإبقائه ومعالجة الموضوع، فهذا يعني أن هناك تواصلاً دولياً بين إيران وبعض الدول أفضت إلى قناعة بالإنقلاب على الحريري، أو أن حزب الله ومن خلفه إيران أرادوا استنساخ التجربة العراقية، في أخذ لبنان كله أسيراً، وإزاحة الحريري عن المشهد للتأكيد على قدرتهم على الإمساك بكل المفاصل اللبنانية، وحكمه من دون الحاجة إلى شراكة مع أي طرف. وعندها يكون لبنان بكامله أصبح ضمن المحور الإيراني، كما هو حال العراق وسوريا. وهذه النظرة هي نتاج لقراءة سابقة، تعود إلى فترة حاول فيها رئيس الجمهورية ميشال عون الدفع إلى إقالة حكومة الحريري واختيار شخصية بدلاً منه، بذريعة الوضع الاقتصادي وعدم نجاح مساعي الحريري لمعالجتها. وتضيف القراءة، أن عون وحزب الله تمسكا بالحريري نظراً لعلاقاته الدولية والتي يمكن أن يوظفها لخدمة العهد والتسوية التي ترضي حزب الله وتلبي مصالحه. وبالتالي، طالما أنه لم ينجح بذلك ولم يتلق لبنان المساعدات الدولية، فلا بأس من التضحية بالحريري، والذهاب إلى حكومة أحادية.

إلى مواجهة كبرى؟

وحسب المعلومات، فإن الحريري أبلغ الجميع أنه لم يعد قادراً على تحمل جبران باسيل والتعايش معه ومع طروحاته. ما دفع بقوى أخرى لتشجعيه على الاستقالة، وهي التي كانت سعت إلى ثني الحريري عن تقديم استقالته، وفق مبدأ أنه لا يجوز اتخاذ هذا القرار، في هكذا لحظة دقيقة بسبب باسيل، بعد أن كان عقد توافقات كبيرة معه استثنيت منها كل القوى السياسية الأخرى، وكانا على انسجام تام في إدارة أمور البلاد، وهو الذي سمح لباسيل بأن يحقق ما حققه بسبب تنازلاته.

في المقابل، علم الحريري أن حزب الله نظر إلى استقالته بشكل سلبي، ويصفها بالانقلاب أو بالتماهي مع الضغوط الخارجية، التي تهدف إلى تغيير الموازين السياسية في البلاد. ما يعني التوجه إلى عدم إعادة تسمية الحريري. والسؤال يبقى حول ما سيحدث في الشارع، وإذا كانت التظاهرات ستستمر. وبحال عدم التوافق فإن الأمور ستذهب إلى مواجهة كبرى في البلد.

 

ثورة لبنان وأعداؤها من ذوي العزم الفاشي

ياسين الحاج صالح/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

استطاع الثائرون اللبنانيون احتلال فضاءات عامة مركزية في العاصمة بيروت والعديد من المدن اللبنانية. هذا المعطى المكاني أساسي، أبقى الثورة اللبنانية خلال أسبوعين ونيف ملء البصر والسمع، يجري نقل فاعلياتها في الزمن الحقيقي. وأهم من ذلك أتاح أن يكون للثورة إيقاع يومي، وليس أسبوعياً، خلافاً للثورة السورية في بواكيرها.

المحرك الأول

الثورة اللبنانية في انعقاد دائم إذا جاز التعبير، على نحو يُغني عن قيادة خاصة. الثورة تقود نفسها، إنها الجمعية العمومية لنفسها. وهي تحقق تقدما مستمراً بفضل شرطيْها المكاني (ساحات عامة) والزماني (إيقاع يومي)، ثم بفعل مساحة التماس الواسعة بين الثورة والمجتمع، أو النسبة العالية من اللبنانيين المشاركين في الثورة. لقد أمكن السير إلى الأمام  خلال أسبوعين طويلين، وتحقق مطلب أول باستقالة الحكومة، مروراً بالتغلب على تهديدات حزب الله واعتداءاته المتكررة. محرك الثورة الأول معيشي، يرتبط بتدهور مداخيل وتضاؤل فرص قطاعات متسعة من اللبنانيين، وبنهب فاجر من قبل الطبقة السياسية ومحظييها ومحمييها. وبأثر هذا المحرك سجلت الثورة انتشاراً جهوياً واسعاً من جهة، وكانت عابرة للطوائف من جهة أخرى. هذا غير مسبوق في تاريخ لبنان المعاصر. ليس الطريق إلى إسقاط "العهد" والتقدم نحو نظام غير طائفي ممهداً، وقد يُسدُّ بالقوة والدم، لكن هذه أول مرة في لبنان يرى طيف وطني شعبي واسع ومتنوع، يخص بشتائمه ألأقذع السياسيين الأكثر طائفية، والتركيبة كلها: "كلّن يعني كلّن"! و"كلن" تعني النظام بوصفه نظام نهب وفساد وإفقار، كما تعني تركيبته الطائفية.

ملكيّة البلد وحزب الله

الطائفية صمام أمان نظام النهب العمومي في لبنان، وهي التي توفر هوامش حرية ومناورة واسعة لطغم فاسدة عبر سهولة تفريق المنهوبين وتأليبهم ضد بعضهم البعض وضربهم ببعضهم البعض، كما جرى في أوقات سابقة. إفشال هذا المسعى ليس جهداً ناجحاً ضد الطائفية فقط، وليس تضييقاً لهوامش لعب المركب النهبي الطائفي الميليشياوي فقط، وإنما هو الخطوة الأهم نحو استعادة ملكية البلد والمعالجة الجذرية للأزمة الوطنية الاجتماعية المتجددة. "كلن" تعني أيضاً حزب الله من حيث أنه الميليشيا الحارس للنظام اليوم، القوة المسلحة التي شعرت قبل غيرها بتضيّق مساحة مناورتها، فوضعت نفسها في مواجهة الثائرين، وأظهرت أن بقاء "العهد"، وليس تغييره، هو خيارها. تُعطل المشاركة الشيعية الواسعة عملية نزع وطنية الشيعة اللبنانيين التي يشرف عليها حزب الله عبر شبكة مالية عسكرية عقدية مشدود إلى إيران. لكن الامتلاء بالنفس، الذي صدر عنه كلام حسن نصرالله منذ البداية، يثير الخشية من مسالك دموية. عبر عقود رفع الحزب نفسه فوق شجرة عالية جداً، وجعل من النزول منها صعباً عليه وعلى أنصاره قبل الجميع. هناك مكون عدمي في تكوين الحزب وتفكيره، يظهر في ميله إلى التعامل مع الصراع الحالي كصراع وجود، مثلما خاض الصراع ضد الثورة السورية. وتبدو "تغريدة" خامنئي يوم 30 تشرين الأول بمثابة أمر عمليات تنفيذي، بالنظر إلى أن الرجل هو "الولي الفقيه"، المسموع الكلمة عند أتباعه، ومنهم نصرالله وحزبه. يقول المرشد الإيراني: "أوصي الحريصين على العراق ولبنان أن يعالجوا أعمال الشغب وانعدام الأمن الذي تسببه في بلادهم أميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية بأموال بعض الدول الرجعية". ما يلفت النظر ليس انتحال الولي الفقيه موقعاً "تقدمياً" لا يُعلم له سند فكري أو واقعي، بل عطف لبنان على العراق في كلامه، وما يضمره هذا العطف من موقع امبراطوري يصدر عنه خامنئي تلقائياً. هذا نذير أقوى بعدُ بمسالك دموية، لا يملك المرء حيالها إلا أن يأمل وجود أصوات عاقلة في بيئة حزب الله وبين صفوفه، أصوات تجد في انفضاض قطاعات مؤثرة من البيئة الشيعية عن سياسة نصرالله ما يشد أزرها في نزع إيرانية الحزب، وفي لبننته.

الغرب.. تحول بنيوي

وفي مواجهة امبراطورية الجماجم الإيرانية، يعرض الوضع اللبناني اليوم خاصية لا يبدو أنها تنال ما تستحق من اهتمام تحليلي: ليس هناك سند أوروبي أو غربي للثورة اللبنانية، ولا حتى تعاطف. القوى الغربية التي كانت تولي الاستقرار دوماً أولوية عليا في الشرق الأوسط، صارت توليه أهمية أعلى بعد. وهذا في ارتباط بكل من "الحرب ضد الإرهاب" و"أزمة اللاجئين". هناك تحول بنيوي في "أوروبا القلعة" وأميركا نحو المحافظة والتثبيت، بخاصة حيال منطقتنا. والتفضيل يتجه نحو ضامني الاستقرار، ولو ميليشيات عنيفة مثل حزب الله، على أوضاع مضطربة، ولو في سياق ثورة سلمية تحررية. يستطيع حسن نصرالله ومرشده الإيراني وبشار الأسد زعم العكس، لكن القوى الغربية تفضلهم كحرس استقرار، وإن لم تحبهم.

على أنه يقف إلى جانب الثورة اللبنانية سوريون وعراقيون ويمنيون ومصريون... توحدهم خبرة "كلنا في الهم شرق".

الحذر واجب

بنظرة عن بعد، يرى المرء مشهد الثورة اللبنانية المتعددة الأصوات، الكثيرة الألوان، الواعدة بلبنان جديد والمفعمة بالأمل، ويلمح المخاطر القاتمة الأحادية الصوت، الداعية للاستسلام والحليفة لليأس تترصد الثورة بالشر. لا يستطيع السوري الذي هو كاتب هذه السطور أن لا يخشى كثيراً. لا تزال الدماء على إيادي الحزباللهيين في سوريا، ولا تزال رائحة الدم في خياشيمهم، وتصور أنهم لن يكونوا دمويين في لبنان لا يبدو لي مما يمكن الركون إليه. لكن إذا كان الحذر واجباً فإن استمرار احتلال الساحات و

السير نحو العصيان المدني والإضراب السياسي العام هو السلاح الأقوى بيد اللبنانيين في وجه سلاح الوكيل الامبراطوري.

لا نعلم ماذا سنقول بعد أسابيع من اليوم أو شهور. الثورات تفاجئ وتخلق المفاجآت، وأعداؤها من ذوي العزم الفاشي قادرون على مفاجأتنا في التوحش. لكن رغم كل المخاطر التي تُخوِّف من الأمل وتشجع على اليأس، فإن الموقع الصحيح هو في الثورة ومع الثورة.

 

"ناشطو الثورة": لبنان في مرحلة انتقالية وانتفاضة دائمة

وليد حسين/المدن/الخميس 31 تشرين الأول/2019

يصعب التكهن بما سيبدر عن الشارع المنتفض بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والذي اشتعل ليلاً. فجميع الاحتمالات مفتوحة. لكن الثابت لدى المجموعات والناشطين - وهم كثر ويصعب حصرهم أو حصر توجهاتهم - أن المعركة مع السلطة مستمرة، ولا تراجع قبل تحقيق المطالب. أي قبل استماع أركانها إلى الناس والأخذ برأيهم في إدارة الشأن العام. وعدم إسقاط الخيارات والقرارات عليهم، على ما اعتادت السلطة فعله في السنوات الفائتة.

اتفاق واختلاف

هذا أهم إنجاز تحقق في لبنان خلال الأسبوعين الماضيين من انتفاض اللبنانيين على زعمائهم وحكامهم. وللمرة الأولى يبرز رأي عام متفق، رغم تناقضاته، على أن إدارة الشأن العام يجب أن تنطلق من الإرادة الشعبية المتمثلة بما يسمه الناشطون ثورة 17 تشرين.

قامت "المدن" بجولة على المجموعات والناشطين، المتفقين على الخطوط العريضة، والمختلفين على التفاصيل. وبدا أن ثمة هماً أساسياً يجمعهم: الخلاص من التركة السابقة التي أودت بالبلاد إلى التهلكة. لكن ثمة خلافات تصل إلى حد التناقض في رسم وتنفيذ الخطوات العملانية على الأرض.

يعتقد البعض أن هذه الخلافات تشكل حيوية الحراك ونقاط قوته في مواجهة السلطة. فالشارع ليس حزبا ولا حتى نادياً، على المنضوين فيه تنفيذ أجندة واحدة يتفق عليها الجميع. بل هنالك هوامش تتسع للجميع، وتسمح بتنفيذ ما يرى أنه الأنسب في الظرف والزمان المحددين. في المقابل يعتبر البعض الآخر أن هذه الخلافات تؤدي إلى تفكك الشارع وضياع الناس، وبالتالي يسهل على قوى السلطة استثمار تنفيذ مخططاتها.

وفي هذا الإطار ثمة من يصر على استكمال اسقاط المنظومة الحاكمة كلها، والتحرك المستمر (وهذا ما حدث ليلاً في مناطق كثيرة)، وعدم انتظار أي خطوة أو مبادرة من السلطة. بينما يرى البعض الآخر أن ثمة ضرورة لالتقاط الأنفاس، وانتظار كيف ستتحرك قوى السلطة على صعيد تشكيل الحكومة المقبلة، وإذا ما كانت ستحمل جديداً يرضي اللبنانيين المنتفضين في الساحات.

بعبدا - عين التينة

بعض المجموعات تعتبر أن بيان رئيس الجمهورية - بتكليف الحكومة تصريف الأعمال، من دون تحديد مهل لإجراء الاستشارات النيابية، ولتشكيل الحكومة - مماطل ومرفوض، ويريد القضاء على الثورة. هذا فيما تحاول القوى السياسية ركوب موجة الثورة، على قاعدة أن نزول الناس إلى الشارع أتى لدعم خطواتها الإصلاحية التي تعمل الأطراف السياسية على عرقلتها.

لذا دعت هذه المجموعات إلى التظاهر وصولاً إلى قصر بعبدا يوم الجمعة المقبل. ورغم أن مجموعات أخرى ترى أن هذا النوع من التحرك قد يعطي صورة سلبية عن الانتفاضة، خصوصا أن ثمة رفضاً لهذا النوع من التحرك غير المجدي حالياً، راحت مجموعات أخرى تعمل على التنسيق لحشد أكبر عدد ممكن لتنفيذ هذا التحرك الميداني، الذي سيليه تحرك آخر أمام قصر عين التينة يوم السبت. وهنا يعتقد بعض الناشطين أن هذه التحركات مؤذية، لأنها ستزيد من شراسة مناصري رئيس مجلس النواب نبيه بري، في استعداء المتظاهرين.

تظاهرة الخميس

هذه الاختلافات الحيوية، لا تمنع وجود خطوات تحظى بإجماع كبير حول تحركات ميدانية أخرى: دعم قرار النقابات والقطاعات والطلاب في الإضراب العام. والحراك يستجيب لكل تحرك يذهب في هذا الاتجاه، لأن هدفه الضغط لتشكيل حكومة مستقلة عن المنظومة الحاكمة، وتستجيب مطالب المتظاهرين. وفي هذا الإطار توافقت أغلبية المجموعات على تلبية دعوة تجمع مهنيات ومهنيين (يضم أطباء صيادلة، ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعات، وصحافيين وخبراء في الاقتصاد، وسينمائيين) للتظاهر الخميس 31 تشرين من أمام مصرف لبنان، وصولا إلى ساحة رياض الصلح، وذلك للتأكيد على رفض عنف بلطجية "تجمع ميليشيات السلطة التي اجتاحت بهمجيتها السافلة ساحتي الاعتصام في رياض الصلح والشهداء، لترهيب الانتفاضة وإجبار الناس على إخلاء الساحات، للمرة الثالثة على التوالي". وللتأكيد على مطلبهم "إسقاط النظام الطائفي الأوليغارشي الذي نهب البلاد وأفقر اللبنانيات واللبنانيين، وتشكيل حكومة مدنية انتقالية لا تتمثل فيها أحزاب السلطة وتحظى بثقة الشعب".

الحراك الدائم والخاطف

ورغم أن الجميع ينتظر ما سيبدر عن السلطة، لناحية تشكيل الحكومة الجديدة، والبيان الوزاري الذي ستعتمده، والأشخاص الذين تضمهم، ثمة من يرفض إعادة تشكيل سعد الحريري لحكومة مقبلة، مفضلة حكومة اختصاصيين، بينما يرى آخرون أن الأهم من رئيسها تركيبتها وبرنامجها، وإذا ما كانت ستلبي طموح اللبنانيين. لذا، ستشهد المرحلة الفاصلة إعادة تصعيد في الشارع، تبدأ بتحركات ميدانية خاطفة على بعض الإدارات العامة ومحاولة احتلالها، ولا تنتهي بقطع الطرق وشل حركة البلد من جديد. وأكدت أكثر من مجموعة أن التحرك الميداني، حتى لو لم يكن منسقاً، يخدم أهداف الجميع في حمل السلطة على الصدوع لإرادة الشارع.

الشارع ما زال مستنفراً، ولن ينام على الحرير بعد تمكنه من تحقيق استقالة الحكومة. فهناك إجماع على دفع السلطة إلى تشكيل حكومة مستقلة، للانتقال إلى تحقيق مطلب تقصير عمر المجلس النيابي الحالي والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة.

وفي هذا الإطار ثمة اجتماعات مكوكية وسلسلة مشاورات بين المجموعات للتوصل إلى جمع أكبر عدد ممكن من المجموعات لتنفيذ تحركات ميدانية. وهذا من شأنه منع الزعماء من تقاسم جمهور الشارع وجعله مطية لهم، وجره لأجنداتهم الخاصة.

وعصيان مدني

المعركة الحالية مطلبية - سياسية في الدرجة الأولى. وعلمت "المدن" أن الأيام المقبلة ستشهد تحركات نوعية مفاجئة في جميع المرافق الحيوية التي تعنى بشؤون الناس اليومية، وخصوصا في ظل ارتفاع اسعار السلع، وعدم تحرك الجهات المعنية لمحاسبة التجار الذين يستغلون الوضع الحالي غير المستقر، وارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق. وستكون الخطوات المقبلة اختباراً لكيفية تحرك إدارات الدولة لمعالجة الخلل الحاصل. وقد يصل الأمر إلى إعلان العصيان المدني، وعدم دفع الضرائب والرسوم.

إلى جانب هذا الحراك الميداني، تستمر ساحتي رياض الصلح والشهداء في التعبير عن الفعل المدني بشكل مختلف عن مظاهر الاحتجاج والتظاهر أيضاً. فقد تحولت الساحتين إلى منصة متحركة للنقاشات العامة التي تجريها المجموعات وأساتذة الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية وجامعة القديس يوسف، ويشارك فيها مواطنون. وتتناول المواضيع المستجدة، حول الأزمة السياسية والاقتصادية وتقديم استفسارات قانونية ودستورية وعملية، حول المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان.

 

أين نحن اليوم، مراجعة استعادية وتوقعية

شارل الياس شرتوني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80038/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%8c-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9/

ان استقالة سعد الحريري هي تعبير واضح عن انفراط التماسك الحكومي بحدوده الدنيا، والشرخ الحاد بين ديناميكية حزب الله السياسية والأولويات السياسية اللبنانية، وهذا ليس بالأمر المستحدث. حزب الله يعمل بوحي من استراتيجية إيرانية وشيعية إقليمية، وتعاطيه مع المعطى اللبناني يتم من هذه الزاوية وما تمليه من سياسات تلغي كل المعوقات التي تحول بينه وبين أهدافه السياسية الكبرى التي تتجاوز الاعتبارات السيادية اللبنانية. لقد اصطدمت هذه الديناميكية التصاعدية بمعوقات سياسية وعسكرية سابقة وعملت على الالتفاف عليها وتجاوزها مهما كلفت الأمور من تكسير إرادي للاعتبارات السيادية، وصياغة لتحالفات مرحلية تحمي حرية مبادرته الداخلية، وتحول دون استفراده أو النيل من موقعه داخل المعادلات السياسية القائمة في البلاد، تضاف إلى قوته العسكرية وارجحيته داخل الوسط الشيعي، وموقعه داخل اعادة التموضع الاستراتيجي الناشىء عن الانسحاب الاميركي من شمال شرق سوريا .إذن نحن أمام انقسام قديم ومتجدد بين الديناميكية الشيعية الغالبة والأولويات السياسية لمعظم اللبنانيين التي تتمحور حول أولويات الإصلاح في السياسات العامة، التي تأتي على رأسها مفكرة القضاء على الفساد العميم والبنيوي الطابع الذي يحكم مفاصل العمل الحكومي والسياسي والإداري في بلادنا، وضرورة اجراء إصلاحات نسقية تطال المبنى الدستوري لجهة اعادة تركيب آلية الحكم على أساس فدرالي، واستئصال الشؤون التدبيرية، والتجهيزية، والبيئية، والخدمات العامة، والحقوق التربوية والاستشفائية من إقفالات سياسات النفوذ ونقلها إلى دائرة الحقوق الأساسية والعمل المهني الصرف. هذا يعني بالتالي اننا أمام انقسام أساسي حول أولويات الحياة الوطنية وما تمليه بالحد الأدنى من التماسك بين المكونات الناظمة للاجتماع السياسي اللبناني.

تنبىء قراءة الخريطة السياسية الآنية عن توزع الديناميكية السياسية في البلاد بين فاعليات سياسية متعددة تلتئم، على اختلاف مصالحها، حول ضرورة صيانة اللعبة القائمة والتحرك ضمن محدداتها: تيار رئيس الجمهورية متمسك بتحالفه مع حزب الله بحكم علاقة وظيفية مديدة خدمت أهداف الطرفين لجهة تكوين لحيثيته السياسية الداخلية وتحصين حرية المبادرة داخليًا وخارجيًا، وتثبيت الموارد الريعية والحيازات الفردية والمذهبية الشيعية (حزب الله)؛ استعادة الموقع السياسي للمسيحيين بعد سياسات الإقصاء والاستتباع والاستخدام التي اعتمدت تجاههم طوال حقبة الطائف الأولى (١٩٩٠-٢٠٠٥ ) ، واستخدامها من اجل تدعيم مواقع النفوذ والمصالح الريعية والزبائنية ( التيار الوطني )؛ تثبيت سياسة النفوذ الشخصية والموارد الريعية والحيازات وشبكات الزبائنية الشيعية، ونهج ارهاب الرعاع الذي اعتمده نبيه بري سبيلا لتأمين ديمومته على رأس السلطة التشريعية وتأمين مصالحه ( تيار أمل )؛ تثبيت زعامة ال الحريري على مختلف ارجاء التوزع السني وتأمين الموارد الريعية والحيازية والشبكات الزبائنية في الأوساط السنية وحمايتها من المداخلات الشيعية، والتحديات التي تطرحها التوجهات الأصولية والجهادية فيها، وأخيرا منافسة الاوليغارشيات السنية المتأهبة عند كل منعطف ( تيار المستقبل )؛ حماية المواقع السياسية والموارد الريعية والحيازات وتثبيت المقاطعة السلطوية الدرزية في الجبل الشوفي وحرية المبادرة في الحركة السياسية الداخلية والخارجية ( الإقطاع الدرزي بزعامة وليد جنبلاط )؛ استعادة الموقع داخل خريطة النفوذ الاوليغارشية من خلال اللعبة المؤسسية القائمة، وحرية المبادرة الخارجية، وتأمين التمويل الخارجي من خلال التموضع على خريطة الصراع السني-الشيعي والتحالف مع المحاور السنية المتمثلة بالسعودية وقطر ( سمير جعجع / القوات اللبنانية ).هذه هي مندرجات اللعبة السياسية القائمة ومحاور انتظاماتها ودوائر حركتها المنعقدة على تقاطع سياسات النفوذ المحلية ومضاربها الإقليمية.

بالمقابل تتمفصل حركات المعارضة على قاعدة رفض اللعبة الاوليغارشية التي حكمت البلاد على مدى عقود ثلاث من خلال ركائزها الثلاث (السنية، الشيعية، الدرزية وملحقاتها النافلة في الأوساط المسيحية والتابعة حاليا لمراكز النفوذ الشيعية والسنية الإقليمية )، وبشكل أساسي وجامع رفضها لواقع الفساد العميم الذي دمر مفهوم الخير العام وجعل من البنية الدولاتية متغيرا تابعا لسياسات النفوذ الداخلية والخارجية، ومصدرًا أساسيًا للإثراء الشخصي عبر نهب الأموال العامة، والعمل الاقتصادي المنحرف وتبييض الأموال، وحال دون بناء سياسات اعادة إعمار متماسكة ومتكائفة، ومؤهلة للتعاطي مع تحديات العولمة، وحامية لمبادرات مجتمع مدني خلاق. هذه التيارات المعارضة تجمع غالبية المواطنين والحركات والرؤى التي تتوخى اصلاحا ديموقراطيا ومؤسسيا بعيدا عن الترهات الأيديولوجية، والتطرف غير المتبصر، والعمل المشبوه الذي يستهدف السلم الأهلي والاداء المدني الراقي.خارجًا عن ذلك تتمفصل المعارضات الإصلاحية حول مفكرات ليبرالية مبدئية خاصة بالأجيال الجديدة تنقصها القراءة السياسية والتاريخية للواقع السياسي اللبناني، ومدغمة بحس نقدي ورؤى اصلاحية تتناول مختلف القطاعات، ومبادئ اخلاقية تناقض بشكل حاسم اداء نهج القضم الذي تعتمده الكواسر الاوليغارشية التي تستبيح الحقوق والحريات والأموال العامة دونما وازع. ضف إلى ذلك اليسار الشيوعي والفاشي الذي لم يجر أي مراجعة نقدية لسقوط مقولاته الأيديولوجية عامة وسياساته التي دمرت السلم الأهلي في الأعوام الممتدة بين ١٩٦٥-١٩٩٠، والذي يبنى مداخلته على اجترار مقولاته الأيديولوجية البائدة دون أي قراءة لطبيعة الإشكالات الإصلاحية المعاصرة، والأسوأ من كل ذلك سعيه المألوف إلى توسيع رقعة العنف العدمي الذي يسود المنطقة، والدفع بمرارة هامشيته.

تنتظم السيناريوهات الاحتمالية حول المحاور التالية: أ-العودة إلى واقع الفراغ الحكومي وتصليب المواجهات بين الشوارع المتقابلة، والانتقال المبرح إلى العنف الفاشي وارهاب الرعاع الذي تظهر صباح هذا اليوم من خلال الهجوم المنهجي على مخيمات المعارضة في وسط بيروت، والعمل التدريجي على تهميش دور الجيش من خلال تصليب المواجهات الأهلية وتعطيل دوره على خطوط تقاطع نزاعاتها. ان معظم أعضاء الاوليغارشيات ميالون للمواجهة الأهلية المستخدمة بشكل استنسابي من قبلهم ولأغراض تتعلق بكل واحد منهم: حماية حرية حركتهم ومكاسبهم السياسية والمالية، والحؤول دون بناء سياق قانوني وإجرائي يقود إلى محاكمتهم و مصادرة الأموال المسروقة.

لابد للمعارضات المعتدلة من بناء برنامج عمل مشترك يدور حول النقاط التالية:أ-اعتماد ملف الفساد مرتكزًا جامعًا وقاعدة لأية عملية تفاوض تهدف إلى مقاضاة أعمال النهب المبرمج سياسيا بعد احصاء محاورها، وآلياتها ، وأقطابها، وسبل تصفيتها من خلال المحاكمات والإصلاح السياسي والإداري والقضائي والأخلاقي؛ ب- التحضير لانتخابات نيابية مسبقة من اجل تصحيح الاختلالات التمثيلية، والدفع بمجلس نيابي تأسيسي يضع الخيارات المنشئة للجمهورية الثالثة انطلاقًا من التفاهمات المبدئية حول القيم السياسية الناظمة لها. لا يمكن الاستمرار بسياسة الإضراب المطلق دون تحديد معالم الخيارات السياسية البديلة وتحديد الآليات الانتقالية للمرحلة الجديدة. كما انه لا بد من تصليب موازين القوى الناشئة عن الانتفاضة المدنية لانه لا بديل عنها، من اجل مواجهة الغطرسة المتمرسة وارادة الالتفاف على هذه الانعطافة التاريخية التي تعيشها بلادنا بفعل حركات مدنية تعبر عن حيوية الثقافة الديموقراطية في بلادنا ودورها الحاسم في تحفيز العمل الاصلاحي.كما عليها مراجعة أنماط حركتها القادمة على ضوء موجبات عودة الحركة الاقتصادية والحفاظ على الاستقرار المالي، وتلافي مطبات الحرب الأهلية في ظل الانهيارات الإقليمية المتلاحقة. هذه الشروط مجتمعة تتطلب حركة سياسية باتجاه الخارج تحمي المد الديموقراطي وتضعه في سياق التسوية الديموقراطية للنزاعات في المنطقة.

 

سقوط الهالات والهامات المنحولة

راشد_فايد/النهار/30 تشرين الأول/2019

كان ينقص "أمين عام الجمهورية" أن ينهي خطابه الأخير بنص منسوج على منوال بشار الأسد، حين أبلغ الرئيس الشهيد رفيق الحريري: التمديد لأميل لحود أو بكسّر البلد على راسك ورأس وليد جنبلاط، أو على نسق شعار شبيحته في وجه الثورة السورية "يبقى الأسد أو يفنى البلد".

صحيح أنه بدأ خطابه بسعي إلى إحتضان الإنتفاضة الشعبية، وكاد يدعي أبوتها، واتخاذ دور الحامي لأهدافها، لكن الأصح ان المضمون زعم البراءة من الفساد، والتطهر من الإرتكابات، لكأن التهرب الجمركي اختصاص كائنات مريخية، ومثله تصنيع الكابتاغون، وكذا خوض حروب إقليمية لحساب دولة ايران، وتعطيل الحياة السياسية السليمة بديموقراطية تواطئية، وثلث معطل، وقانون انتخاب تشارك الجميع، تحت مظلة حزبه، في تبني الخزي والعار الذي يلصقه بأي مفهوم للديموقراطية. وهل يغيب عن الفساد إختلاق صدام مع الدول العربية، ورميها بأقذع الشتائم السياسية، خنوعا لمصالح طهران، فيما الموارد السياحية، قبل زمن الحزب، كانت تأتي من أهلها.

يوحي الجزء الأول من الخطاب بأن قائله مراقب أجنبي يسرد ما رآه في أيام الإنتفاضة، وينسى أنه، وجماعته الحزبية، في أساس ما بلغته الدولة اللبنانية من ترهل وخواء، بفضل وصايته "السرية المعلنة" على مقدراتها، ومعابرها، التي لا تمارى. مشكلته هنا أنه لا ينظر إلا قدّامه،فلا يلمح الفساد على يمينه ويساره، ووراءه وفي حضنه. ربما الإستماع إلى أصوات صور وبنت جبيل والنبطية، والضاحية، أي ما سمّاه يوما بـ"البيئة الحاضنة"، يعطيه الصورة الحقيقية، لما يعنيه الغضب الشعبي. هي من المرات النادرة، والجماعية التي يرفع فيها الجنوبيون صرختهم الى ما فوق مظلة "الثنائية الشيعية". ففي العام 2000 توج الحزب سنين المقاومة، التي انطلقت عام 1982 مع "جمّول"، بطرد الإحتلال الإسرائيلي من الجنوب، لكنه احتل إرادة الجنوبيين، حتى اندلاع الثورة الراهنة: لم يعد باستطاعة اللبنانيين أن يكونوا شهودا على موتهم ووطنهم، لتحقيق هيمنة الولي المرشد في ايران.

تدرج الخطاب من توصيف الوقائع، وتفهمها، وحتى تبنيها، إلى رفع ثلاث لاءات في وجه الثورة الشعبية: لا لإسقاط العهد، ولا لاستقالة الحكومة، ولا لانتخابات نيابية مبكرة. وأغرق صاحبه في تبرير، غير مقنع، لتعطيله البلاد والحياة العامة سنتين ونصف باحتلال وسط بيروت، وتجميد العمل بالدستور بإغلاق مجلس النواب. وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية حتى يخنع خصومه لاختياره. فما يفعله، حلال له، وحرام على الآخرين.

شب الشعب عن الطوق، واسقط الهويات الطائفية التي استخدمها الحزب (وغيره) لكن جماعته حاولت خرق الحشود بأعلامها الحزبية، فبدت المواجهة واضحة: شارع ضيق ضد ساحات مفتوحة. ماحدث أوضح للحزب أزمته. فالأمين العام لم يستغن عن التلويح بسبابته بعد 19 سنة من سعيه لـ"تقريش" النصر جنوبا، بالهيمنة على الدولة. رسائل الإصبع المرفوع لم تجد، ولن تجدي، ولم تعد تخيف.

 

ما التدابير الاقتصادية التي يتعيّن على الحكومة اللبنانية اتّخاذها لتهدئة السخط الشعبي حيال أدائها؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي/30 تشرين الأول/2019

مطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن.

مكرم رباح | محاضر في قسم التاريخ والآثار في الجامعة الأميركية في بيروت

أي حديث أو تركيز على التدابير الاقتصادية حالياً في الانتفاضة اللبنانية يُعتبر عقيماً، ويُعزى ذلك ببساطة إلى أن الإصلاح الاقتصادي يحتاج إلى أرض مؤاتية لتنفيذه وحكومة راغبة في ذلك، والعاملان غائبان على السواء. وعلى عكس ما يقوله البعض، لاتُعتبر الانتفاضة اقتصادية ببساطة. فقد نزل الناس في جميع أنحاء لبنان وبلاد الاغتراب إلى الشوارع للمطالبة بتغيير النظام السياسي، وليس فقط بتطبيق خطة إصلاح اقتصادي. في هذا السياق، لايمكن القول سوى إن خطة الإصلاح الاقتصادي التي طرحها رئيس الوزراء سعد الحريري تحمل في طياتها مزيداً من الفساد، ذلك أن الإصلاح لم يلقَ آذاناً صاغية.

أما السبيل الوحيد لإحراز تقدّم نحو التأكد من انخراط المتظاهرين مع النخبة الحاكمة في أي شكل من أشكال الحوار، فهو إعلان هذه الأخيرة عن استعدادها لتشكيل حكومة انتقالية تعيد النظر في النظام السياسي ككل، كما هو منصوص عليه في المادة 95 من الدستور اللبناني. ومن شأن ذلك أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تطهير النظام السياسي اللبناني من أي عنصر طائفي، وبالتالي أن يقود لبنان نحو حقبة حديثة من الحوكمة.

في الوقت نفسه، ستحمل هذه المرحلة الانتقالية بقيادة مجلس وزراء قادر ومؤهل خطة إصلاح اقتصادي طويلة الأمد تعالج بشكل منهجي القضايا المعروفة لدى العامة، بدءاً من قطاع الكهرباء الذي يطرح تهديداً أكثر من أي وقت مضى، وصولاً إلى قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية. فقط عند تحقّق ذلك، يغادر اللبنانيون الشوارع ويستأنفون مسار حياتهم المعتاد.

مهى يحيَ | مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت

لا أعتقد أن التدابير الفردية في هذه المرحلة، سواء كانت اقتصادية أو غيرها، ستخفّف من حنق اللبنانيين وتجعلهم يغادرون الشوارع. وفي حين أن النقطة الحاسمة التي أشعلت فتيل التظاهرات كانت اقتصادية، إلا أن فجوة الثقة كبيرة بين الأحزاب السياسية، الممثّلة جميعها في الحكومة، وبين المواطنين اللبنانيين. بالنسبة إلى المتظاهرين، لم يستفد من سوء إدارة النخبة السياسية الطائفية لشؤون البلاد السياسية والاقتصادية إلا هذه النخبة وحدها، بينما تراجعت مستويات معيشة المواطنين باختلاف طوائفهم، وباتت آفاقهم المستقبلية مُبهمة.

إن تشكيل حكومة جديدة من الخبراء أمر ممكن، لكنه يحتاج إلى توافق الأحزاب السياسية. فمؤسسات الدولة خاضعة بشكل كبير إلى مختلف الأحزاب التي تملك القدرة على عرقلة أو دعم عمل الوزراء. وقد تتوّصل الأحزاب السياسية إلى هذا التوافق ما إن تُدرك أن البلاد ستغرق في لُجج الفوضى في حال استمرت في تجاهل المتظاهرين أو حاولت استغلال الوضع الراهن لتسوية حسابات محلية.

في غضون ذلك، يمكن أن تتّخذ الحكومة بعض الإجراءات السريعة لمعالجة أزمة الثقة. صحيحٌ أن هذه الإجراءات قد لا تحلّ الأزمة، بيد أنها ستسهم على الأقل في إرساء الاستقرار. أولاً، في وسع الحكومة أن تشرح كيف ستؤثّر خطتها الاقتصادية في حياة المواطنين اللبنانيين العاديين، وتحسّن حصولهم على الخدمات الأساسية، ولاسيما الصحية منها. كذلك، يمكن إخضاع خطة الإصلاح الاقتصادي إلى إشراف دولي، فيما تنكبّ الحكومة على صياغة آليات واضحة وقابلة للتطبيق ترمي إلى ضمان الشفافية والمحاسبة والمساءلة في أنشطتها المالية وعقودها كافة.

ثانياً، تستطيع الحكومة بلورة خطة فعّالة ومنخفضة الكلفة وصديقة للبيئة لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي، على أن يتضمن ذلك تحديد مهلة زمنية واضحة وآليات لوضعها حيّز التنفيذ. واقع الحال أن هذه قضية يطالب بها اللبنانيون منذ فترة طويلة، كما أنها خطوة ضرورية من أجل تخفيض العجز الهائل في الموازنة. ثالثاً، يمكن للحكومة أن تحدّد الإجراءات الاقتصادية الطارئة التي قد تُتّخذ من أجل دعم السكان الأشد هشاشة وفقراً، والذين سيتأثّرون حكماً بتراجع قيمة الليرة. فثمة مؤشرات على أن أسعار بعض السلع قد ارتفعت بنسبة تتراوح بين 15 و30 في المئة خلال الأسبوع الفائت. وقد يؤدّي تراجع قيمة العملة إلى انحدار الوضع المعيشي لعدد كبير من اللبنانيين إلى ما دون خط الفقر، بفعل انهيار قيمة رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية.

لقد انتظر مئات آلاف اللبنانيين عقوداً طويلة لإطلاق شرارة الثورة. لذا، لا شك أن إعادة بناء ثقتهم المفقودة في الدولة والنظام ستتطلّب بذل جهود حثيثة وبعيدة المدى. لكن بعض التدابير السريعة قد تبدأ في توجيه الأمور نحو هذا المسار.

محمد العكاوي | خبير اقتصادي في "كلنا إرادة"، مجموعة مناصرة من أجل الإصلاح في لبنان

هذا ليس وقت الإجراءات التقليدية. من المهم إدراك فداحة الوضع الاقتصادي وتشكيل حكومة فعّالة بصلاحيات تنفيذية وتشريعية تمكّنها من إدارة الأزمة والحد من مضاعفاتها على النسيج الاجتماعي.

يشي إغلاق المصارف راهناً بأن الناس سيهرعون إليها عند فتحها، ما سيؤدي إلى انهيار اقتصادي. لقد أُخرجت أموال كثيرة من النظام المصرفي، وما إن تعاود المصارف فتح أبوابها سيتم إخراج المزيد منها، باعتبار أن الناس سيسحبون ودائع بالدولار لدواعٍ أمنية، وستحتاج الشركات إلى دفع الأجور، ودفع الأموال للمورّدين الأجانب. ونظراً إلى أن الحصول على السيولة يزداد صعوبةً يوماً بعد يوم، ينبغي معالجة الوضع بشكل مدروس. بعبارة أخرى، ينبغي فرض ضوابط على رأس المال، وإعادة هيكلة الدين واتّخاذ قرار بشأن شبكات الأمان الأساسية، وضمان استخدام احتياطي العملات الصعبة بالدرجة الأولى للحفاظ على واردات حيوية مثل النفط والدواء وسائر الحاجات الماسّة.

 

خريطة الكتل النيابية... اللعبة سياسية وليست بالعدّ

ألان سركيس/نداء الوطن/30 تشرين الأول 2019

نطق الرئيس سعد الحريري بالكلمة التي انتظرها الشعب طويلاً، أعلن إستقالته ملبّياً رغبة الشعب بفتح مرحلة جديدة تتألف فيها حكومة جديدة تحقق الإصلاح المنشود. إنتظر الشعب 13 يوماً، نزل إلى الطرق، سهر الليالي، تحمّل الحرّ والأمطار على حدّ سواء، سمع أبشع النعوت من المسؤولين الذين استهزأوا بثورته، لكنه في النهاية حقق الإنتصار تلو الآخر، مع العلم أن الطريق لا تزال طويلة لأن نتائج الثورة لا تتحقق بين يوم وآخر. نجح الشارع الثائر في تحقيق جزء من مطالبه، رؤوس كبيرة تهاوت، ورؤوس كانت تظن نفسها أنها متحكمة بمفاصل البلد وخالدة سقطت بضربة الشعب، المسيرة لا تزال طويلة وهناك مهمة إسترجاع الأموال المنهوبة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه دائماً ماذا بعد إستقالة الحريري وكيف سيكون الوضع السياسي والأمني في البلاد؟ بعد تقديم الحريري إستقالته إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدأ العدّ العكسي لمسيرة ما بعد الإستقالة، فحكومة الحريري الحالية تحوّلت إلى حكومة تصريف أعمال وتكمل مهمتها حتى تأليف حكومة بديلة، وسيدعو عون إلى إستشارات نيابية ملزمة ينتج منها تسمية رئيس جديد للوزراء على أن يبدأ إستشاراته لتأليف الحكومة الجديدة. وإذا ما تمّ تكليف الحريري مجدداً، فإنه سيكون التكليف الرابع لرئاسة الحكومة في مسيرته السياسية، وقد حصل التكليف الأول له بعد إنتخابات 2009 ونال 86 صوتاً من أصل 128 نائباً، ولم تصمد حكومته طويلاً إذ سقطت بفعل إنقلاب قوى "8 آذار" عليها في كانون الثاني من العام 2011 عندما كان الحريري في زيارة للبيت الأبيض.

أما التكليف الثاني فحصل بعد التسوية الرئاسية العام 2016 وإنتخاب عون رئيساً للجمهورية، وقد نال الحريري 110 أصوات كلفته تأليف الحكومة، وصمدت هذه الحكومة وأجرت الإنتخابات النيابية. وجرت الإنتخابات النيابية العام 2018 وقد حصد "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والحلفاء الغالبية البرلمانية، ولكن على رغم ذلك، وإلتزاماً بمندرجات التسوية الرئاسية، فقد تم تكليف الحريري التأليف بعدما نال 111 صوتاً. ويقف الحريري اليوم أمام تحدّ جديد، ففي حال تمّت إعادة تكليفه، فإنه سيمسك كرة النار الملتهبة بين يديه، وليست المهمة سهلة، خصوصاً أن الشارع يطالب بحكومة تكنوقراط تبدأ مسيرة الإصلاحات وسط إستمرار ضغط الشارع الثائر. ولا بدّ من النظر إلى تركيبة المجلس الحالي لمعرفة كيف تتجه البوصلة الحكومية، فحجم الكتل النيابية بات واضحاً وهي تتوزع كالآتي: 20 نائباً لكتلة "المستقبل" النيابية، 15 نائباً لتكتل "القوات اللبنانية"، 9 نواب لـ"اللقاء الديموقراطي"، 4 نواب لتكتل الرئيس نجيب ميقاتي، 3 نواب لكتلة "الكتائب اللبنانية"، وبالتالي يكون حجم النواب الذين قد يسمون الحريري 51 نائباً، وفي حال لم يسمِّ "حزب الكتائب" الحريري ينخفض هذا الرقم إلى 48 نائباً مع الحريري. وفي الجهة المقابلة، فإن حجم نواب تكتل "لبنان القوي" هو 27 نائباً بعد إنسحاب النائبين شامل روكز ونعمت إفرام منه، 3 نواب لتكتل "المردة"، 35 نائباً للثنائي الشيعي، 3 نواب للحزب "القومي السوري الإجتماعي"، ويبقى هناك عدد من النواب المستقلين مثل النواب السنة المنتمين لفريق "8 آذار"، والنواب: إدي دميرجيان، ميشال المرّ، فؤاد مخزومي، أسامة سعد وعدنان طرابلسي. وأمام هذه الوقائع تبقى الغلبة النيابية لقوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحرّ"، فهم قادرون على إختيار من يريدون لتولي سدّة رئاسة الحكومة، خصوصاً إذا ما وصل غضب هذه القوى من الحريري إلى ذروته. وفي السياق، فإن القرار يخضع للّعبة السياسية وليس للعبة العدّ والأرقام لأن الجميع يعرف لمن هي الغلبة، في المقابل لا يستطيع العهد وحلفاؤه إستنساخ تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام 2011 لأن الوضع السياسي لا يحتمل مثل هكذا نوع حكومة، كما أن الشارع المنتفض على حكومة الحريري الحالية يطالب بحكومة إختصاصيين، وليس بحكومة اللون الواحد، وأي خطوة في الإتجاه الخاطئ ستُشعل الثورة الشعبية مجدداً وبوتيرة أقوى.

 

استقالة الحريري

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

هذه الجملة التي قالها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وهو يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهورية ميشال عون، جملة سياسية تؤسس لمرحلة جديدة.

الحريري في بيان استقالته، أو للدقة، وضع استقالته تحت يد الرئيس عون، أمس (الثلاثاء)، أعلن أنه فعل ذلك بعدما وصل الحال في لبنان لـ«طريق مسدودة»، على هدير أكثر من نصف الشعب اللبناني تقريباً، من شتى الأعمار والطوائف والفئات المهنية.

حاولت جماعة نصر الله، وحزبه الموالي لإيران، الارتقاء بطرفهم فوق تهم الفساد وتعطيل الدولة، كانت خطبة نصر الله الأولى، التي مسح فيها على لحيته متوعداً الجميع بعدم رحيل العهد، وتخوين من يستقيل من تركيبة السلطة الحالية، وكان طبعاً يقصد أساساً سعد الحريري، ومعه جنبلاط وجعجع، لكن الردّ الأول عليه كان من رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي أعلن استقالة كل وزراء حزبه من الحكومة، وجنبلاط كان يرغب لولا خوفه من الإبحار وحيداً، أو ربما خشيته من غزوة خمينية جديدة على جبله ومختارته وشوفه، أو ربما خوفاً من تحريك ملفات فساد ما، على غرار ما حصل لنجيب ميقاتي المخاصم لعهد عون.

ما حصل، حصل، واستقالة الحريري هي المسمار الأخير والأكبر في نعش التركيبة التي نسجتها بمزيج من الترغيب والترهيب، أنامل النساج الأصفر «حزب الله»، لاستخدام الدولة اللبنانية من أجل خدمة مصالحه الخاصة، التي هي مصالح النظام الإيراني حكماً.

الحريري حاول، من دون جدوى، الهروب من السياسة، التي يمسك بها «حزب الله»، مباشرة، أو من خلال أداته المسيحية جبران باسيل، والتركيز على الاقتصاد والاستثمارات، وكأن لبنان إمارة موناكو المستقلة المحايدة.

الدرس هو أنه لا فكاك بين السياسة والاقتصاد... وحاكم بنك لبنان المركزي رياض سلامة الذي عمله، من طرف العهد اللبناني الحالي، تطمين الناس، لم يطق صبراً، وقال صراحة، بعدما حاول تلطيف كلامه الصادم لـ«سي إن إن»، ومفاده قرب الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، إنه لم يقل ذلك، لكنه قال إن لم يحصل حلّ سياسي قريب فالانهيار آتٍ... شكراً، كلّفنا خاطرك! هل تحدث استقالة الحريري الصدمة الإيجابية المطلوبة؟ وما هذه الصدمة المطلوبة أصلاً؟

صفوة القول، لبنان مخطوف من إيران عبر «حزب الله»؛ سياسته وأمنه واقتصاده، والثورة الحالية هي ثورة على هذا الاختطاف وأدواته، وهو الرهان - أعني الثورة - الذي كان ينتظر من محاصرة اقتصاد «حزب الله» وأدواته المسيحية وغير المسيحية.

جماعة نصر الله في الزاوية الآن... وحمى الله لبنان.

 

استقال الحريري... هل انتهت مشكلة الدولة؟!

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

في حومة الأحداث الثورية ليست كل الشعارات عقلانية، وإنما يخلق التداعي الجماهيري تلقائياً مناخات مشحونة بالطموحات والأحلام، قد تنفرج العقد، وأحياناً يبدو الواقع السيء أكثر تمكناً وتغلغلاً.

ليست النهاية أن يستقيل الحريري ولا أن تأتي حكومة أخرى بصفاتٍ مختلفة، وإنما الرهان على تغيير طريقة الحكم من المحاصصة الطائفية إلى نظامٍ مدني علماني، به تتجه الدولة بناسها نحو المساواة وقوة الفرد بدلاً من التركيب الطائفي والانضواء خلف الزعيم. إن الانتقال من «حالة الطبيعة» الذئبية بين البشر إلى مفهوم الدولة ونظامها من أعظم ما أنجز في التاريخ، وذلك بعد قرونٍ من الاقتتال والدم منذ الحرب الأهلية الانجليزية التي عاصرها توماس هوبز وإلى الحروب الدينية وإضافات روسو وكانط وراولز، والاقتراب من مشاعر التناحر والاقتتال أقرب لحالة الطبيعة منها لمفهوم الدولة، ببساطة كيفية وضع عقد اجتماعي راسخ يحقق الحريات ويحدد الواجبات.

ارتفع سقف مطالب المتظاهرين بلغ حد المطالبة بتنحية رئيس الجمهورية، وأياً كانت المآلات فإن الحدث اللبناني تأخر كثيراً، على الأقل برفع صوت احتجاج على الأوضاع القائمة، وإطلاق صرخة بوجه الزعامات التاريخية المغرورة والفاسدة والمنهارة والمتآكلة. الطريق وعرة، ومابني في ثلاثين سنة، يصعب هدمه في ثلاثين يوما، وإنما يستعان بهذه الأحداث وآثارها على تغييرات محورية في النظام السياسي، وإحداث هزة تاريخية يبنى على إثرها نظام أكثر إحكاماً وأقرب إلى مفهوم الدولة، ليست الفكرة في استقالةٍ حكومة ومجيء أخرى، وإنما في بناء دستوري جديد يحرر لبنان من أغلال الطائفية وقيودها.

هناك، في وسط الأحداث يهتف العديد بتجربة السعودية، وتحديداً باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتمنون تحقيق حملة ساحقة على الفساد كالتي قادها الأمير، وهذا مجرد فصل واحد من كتاب التطوير، من مثل هذه التجارب تتعلم المجتمعات كيف تصنع الدول نماذجها الساحرة للأقربين والأبعدين.

يحلم العرب برؤيةٍ كالتي رسمها الأمير محمد بن سلمان، في البرامج المتنوعة وساحات الاحتجاج بلبنان وحتى العراق، يطالب الناس بالقبض على الفاسدين، من يصدق أن بلداً مثل لبنان يعاني من هذا المأزق الاقتصادي المدمر؟! رغم توفره على إمكانيات مهولة يمكنه الاستناد عليها لتحقيق اقتصاد ناجح، والعجب أن الصراع على النفط وربما التخطيط لاقتسامه قد بدأ أو انتهى قبل التنقيب عنه، هذه مهزلة تاريخية كان على اللبنانيين الاحتجاج عليها منذ عقود.

قبل استقالة الحريري، ساد العناد السياسي ضد مطالب المحتجين وهذا يفسر ضعف المؤسسة الديمقراطية في لبنان، عناد الذهنية المستبدة، ما الفرق بين طاغية يقول أحكمكم أو أقتلكم كما فعل القذافي وبشار الأسد وصدام حسين.

في لبنان هناك من يعتبر نفسه الأجدر بحكم البلاد، أو المتفضل على الناس بعبقريته في إدارة الدبلوماسية وملفات الخارجية، بل قد يدعي حقه الأوحد بالسلطة في لبنان وشرعية الانفراد بها، وبالتالي فإن المحتجين مجرد هوامش لا قيمة لهم في التداول الديمقراطي.

في عام 1993 طرح المفكر اللبناني فؤاد إسحق الخوري، كتاباً بعنوان: «الذهنية العربية - العنف سيد الأحكام» فيه يحلل اللعب والآيديولوجيا، وقد كتبتُ عن تفسيره للفرق بين لعبة طاولة الزهر والشطرنج؛ في الأولى تصور لا هرمي للكون والمجتمع، أحجارها متساوية القيمة، بينما الشطرنج تختلف أحجارها بالقيمة. وهذه تشرح المشكل السياسي الأساسي في الصراع بين الزعامات وإنتاجها لعلامات اجتماعية خطيرة، يورد فؤاد ملاحظة مهمة عن لبنان: «انشلت قوى الأمن الوطني بفعل الاقتتال، وضعفت قدرة الدولة المركزية على السيطرة على الوضع الأمني، فقامت إثر ذلك حركات وتجمعات وتنظيمات محلية شبه عسكرية (ميليشيات) تؤدي وظيفة الأمن، تدافع عن مناطق سكنها، وتحميها من الاعتداءات الخارجية المحتملة، كما وأنها كانت تؤمن للناس بعض الخدمات المعيشية الخاصة، وفي سنة 1980 وبمساعدة بعض الطلاب في الدراسات العليا في الجامعة الأميركية، استطعت أن أحصي نحو 32 مجموعة من هذه التنظيمات المحلية المنتشرة في كل أنحاء المدينة. غير أن هذه التنظيمات شبه العسكرية لم تكن لتبرز هكذا بطريقة عشوائية، وإنما جاءت لتعكس البنية الاجتماعية بالذات، كان كل تنظيمٍ يقوم بالأساس على الروابط العصبية التي تجمع بين الأعضاء».

أزمة لبنان تعكس الخلل في مفهوم الدولة من جذره، أمر يعزوه المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري، إلى خلل في «تكوين العرب السياسي»، كما بعنوان كتابٍ أساسي له، ضم عدة أبحاثٍ في مأزق تصور تكوين الدولة، والمفاجئ أن لبنان لا يفشي عن آلامه السياسية فقط، وإنما يطرح معضلة نظرية للمثقفين المتمسكين بالديمقراطية بوصفها مقدمة لكل تنمية، وهذا تصور ساذج واهم، اليوم تتفوق نماذج خليجية، على رأسها السعودية، وتحتل مراتب متقدمة بالنمو الاقتصادي والقضاء على الفساد.

يصح على الحدث اللبناني قول نورينا هرتز في كتابها: «السيطرة الصامتة - الرأسمالية العالمية وموت الديمقراطية»: «قد لا يكون من الغرابة أن يدير جمهور الناخبين ظهورهم لسياساتٍ تقليدية حتى في بلدانٍ تعلن أن الديمقراطية هي واحدة من أعظم إنجازاتها، عندما تكون الحكومات في ضعف مطرد، غير مستعدة أو غير قادرة أن تتدخل إلى جانب مصالح مواطنيها، وفاقدة كما يبدو لأي إحساسٍ بالغاية الأخلاقية».

 

الحريري انقلب على 4 تشرين الثاني!

طوني عيسى/الجمهورية/30 تشرين الأول/2019

فعلها الحريري واستقال. كثيرون توقعوا أن يخاف. والخوف ليس فقط من أن يُدَفِّعه «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ» ثمن إطاحته التسوية، بل الخوف أيضاً من أن يكون لقراره ثمن باهظ يدفعه البلد. فهو لا يعرف بالضبط ما سيجري بعد الاستقالة: حكومة نظيفة تلبّي طموحات «الانتفاضة» أم فوضى تفتعلها القوى النافذة؟ ولكن، في أي حال، سَحب الحريري يديه من الأزمة. وإذا كان شريكاً أساسياً في المنظومة التي أوصلت البلد إلى الكارثة، فإنه غسل أيديه مسبقاً من أي تطورات آتية!

وضع الحريري أركان الانتفاضة أمام التحدّي: هل ينسحبون من الشوارع ويتابعون جولات النضال من مكاتبهم وجامعاتهم ومدارسهم ومؤسساتهم؟ أم يواصلون الضغط لإجبار الطاقم السياسي على تنازل جديد؟ أم يقيمون تسوية بين الخيارين؟

على مدى 13 يوماً، كثيرون طالبوا المُنتفضين بالخروج من الشارع بعدما أثبتوا حضورهم، لكنّ هؤلاء أصرّوا على البقاء. وفي رأيهم، إنّ انسحابهم سيعيد الوضع إلى ما كان عليه عشيّة 17 تشرين الأول، وهو يختصر بالآتي:

1 - صعد الدولار من سعره الرسمي مقابل الليرة إلى سقوف أعلى بين الصيارفة وفي التعاملات التجارية (1600 ليرة - 1700 ليرة). فيما أبقى حاكم المركزي رياض سلامة على التسعيرة الرسمية الثابتة للتعامل فقط في المصارف.

ولذلك، بدأ شحّ الدولار في السوق، وتوقفت نهائياً عمليات التحويل إلى الدولار في المصارف، أي بالسعر الرسمي. وهذا يعني أنّ فقدان الليرة جزءاً من قيمتها قد حصل عملانياً وبدأ يتّسع قبل الحراك.

2 - كان أركان الحكم في أقصى استنفارهم للحصول على دولارات من الخليج العربي أو مساعدات من الجهات المانحة في «سيدر»، لعل ذلك يؤخّر الانهيار، كما اعتادوا أن يفعلوا منذ سنوات. ولكن لم يتمكن الحريري من تحصيل دولار واحد في زيارتيه الأخيرتين لفرنسا والإمارات العربية المتحدة.

3 - كان الأميركيون يضغطون على الحكومة اللبنانية وقطاعه المصرفي، ويوجّهون إليه تحذيرات واضحة من مغبّة استمراره منصّة لنفوذ «حزب الله» وأعماله الأمنية والمالية في العالم. وتسارعت الإشارات بقوة في الأسابيع الأخيرة مُحذّرة من أخذ لبنان وقطاعه المصرفي في جريرة العقوبات على «الحزب»، إذا لم يتبدّل هذا الواقع.

4 - كانت قد انتهت على مَضض أزمات شراء المحروقات والقمح والدواء، بتدخّل من مصرف لبنان الذي وَفّر الدولارات للاستيراد. لكنّ مواد وسلعاً وقطاعات أخرى بدأت تطلب التعامل معها بالمِثل، التزاماً بمبدأ العدالة بين المواطنين.

5 - كانت موازنة عام 2020 تماطل في التزام الإصلاحات التي تعهّد بها الحريري أمام صديقه الرئيس إيمانويل ماكرون، متذرّعاً بأنّ الوقت لم يسمح بالتزام الإصلاحات في موازنة 2019.

6 - وهذا أمر مهم جداً، كانت قد بدأت تظهر ملامح النقمة الشعبية والانفجار الاجتماعي، لأنّ الناس لم يعد لديهم ما يخسروه، خصوصاً على مستوى الجيل الشاب النظيف والحالم، والذي شعر بأنه رهينة طبقة فاسدة تقوده إلى المجهول.

إذاً، في رأي المنتفضين، عندما يطالب أهل السلطة بوقف الانتفاضة الآن، ومن دون تحصيل كامل مكتسباتها، فإنما يريدون العودة إلى هذه النقطة تماماً، أي إلى المآزق الستة التي وقعت، وكان كل منها، في تلك اللحظة، يتجه نحو التصعيد. وهي معاً تضع البلد في وضعية كارثية خطرة جداً.

والآن، صارت المخاطر أكبر. وللتذكير: الدولار اليوم في السوق السوداء أعلى ممّا كان يوم 17 تشرين الأول، وإقفال المصارف والمؤسسات أدى إلى التغطية على الكارثة موقّتاً، وكل أبواب المساعدات مقفلة.

وزاد في الكارثة تَلهّي أهل السلطة، قبل استقالة الحريري، بالبحث عن سبل لإفشال الانتفاضة، بالقوة أو بوضع شارع مقابل شارع، أو بالخداع من خلال «ورقة الإصلاحات» الوهمية.

إذاً، بالنسبة إلى العديد من المعنيين بالانتفاضة، إنّ العودة إلى واقع 17 تشرين، من دون استكمال الانتصار الأولي الذي تحقق باستقالة الحريري، قد يضيع جهود الانتفاضة، بل إنه يضع البلد على المنزلق الخطِر الذي كان ينزلق فيه قبل 17 تشرين الثاني.

ويقول هؤلاء: إذا كانت هناك نيّات جدية للإنقاذ، فمن الممكن تأليف الحكومة الإنقاذية في مدى لا يتجاوز نهاية الأسبوع الجاري. فإذا تحقق ذلك يصبح وارداً أن تدرس الانتفاضة خطتها الجديدة للمرحلة المقبلة.

ولكنها، كما كانت واعية وحكيمة ولم تنخدع بورقة الإصلاحات المزعومة، وفرضت استقالة الحريري، فإنها لن تنخدع ولن تتسرَّع وستنتظر من أهل السلطة أن يتقدموا خطوات أخرى في طريق الإنقاذ.

ويضيف هؤلاء: سننتظر ولادة الحكومة التي تلائم تطلعاتنا، حاملة برنامجاً إصلاحياً شفافاً. وعندئذٍ، بَدل الخوف من انهيار الليرة عند فتح المصارف، يمكن الرهان على انقلاب الصورة من سلبية إلى إيجابية. فعلى الفور ستتبدّل نظرة المجتمع الدولي، الولايات المتحدة، فرنسا والجهات المانحة وفق «سيدر» والخليجيين. وسيُبادر المغتربون إلى العودة بأموالهم بعد غياب.

وهذا سيقود إلى عودة الثقة، وتوفير سيولة بالدولار، ووقف انهيار الليرة. ووفق بعض خبراء المال، يمكن أن تنشأ فوراً ردّة مُعاكسة فيحصل إقبال على العملة الوطنية، فتستعيد مستواها السابق مقابل الدولار، أي الـ1500 ليرة.

لذلك، استطاع الحريري باستقالته أن يفتح الباب للحل. وثمة مَن يعتقد أنّ استقالته في اليوم الثالث عشر أفضل للانتفاضة من استقالته في اليوم الثالث. فلو استعجَل بعد 72 ساعة من انطلاقها واستقال لكانت «نفَّست» قبل أن تُظهِر قوّتها الجماهيرية.

وثمة مَن يقول: ربما لهذا السبب، حرصت واشنطن والسفراء الأوروبيون، في الأيام الأولى، على دعوة الحريري إلى عدم الاستقالة. في السياسة، المواعيد لها أهميتها.

الإثنين المقبل، 4 تشرين الثاني، ستكون ذكرى مرور عامين على أزمة «استقالة» الحريري الشهيرة. آنذاك، عانَد الحريري ودعمَه شركاؤه ليتشبّث بحكومته.

إذا لم تكن هناك مناورة ما، تشبه «الورقة الإصلاحية»، خلف الأكمة، فإنّ الحريري يكون قد «انقلب» على 4 تشرين الثاني وشركائه... وعملياً فكّ ارتباطه بالتسوية.

ويكون هو أيضاً عاد إلى ما قبل خريف التسوية، خريف 2016، وربما إلى ما قبل شتاء 2011، الشتاء الذي جرى فيه إسقاط حكومته باستقالة الوزير الملك، وكان سقوطه عظيماً. والآن، إلى أين؟

 

لبنان بين صيغتين

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

بعد أسبوعين فقط على انطلاقتها، نجحت ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) في تفكيك منظومة السلطة اللبنانية الحاكمة منذ نهاية الحرب الأهلية سنة 1989. تفكيك يمكن البناء عليه من أجل إعادة تأسيس الحياة السياسية اللبنانية وفقاً للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي فرضتها انتفاضة اللبنانيين ضد الفساد المالي والسياسي للسلطة مجتمعة من دون استثناء لأحد أو لجهة حزبية أو طائفية، فالانتفاضة التي تحولت إلى ثورة تغيير رفع شبابها وشاباتها شعارات القطيعة مع الماضي والحاضر، وتجاوزت مطالبهم في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى بلورة هوية وطنية جديدة، في إطار صيغة اجتماعية مدنية مخالفة وبشكل صريح للأعراف والثوابت الديموغرافية والطائفية التي قامت على أساسها الصيغة اللبنانية الأولى والثانية، كما أنها - أي الثورة - قطعت الطريق على من كانوا يهيئون المسرح اللبناني للانتقال إلى الصيغة الثالثة، وفقاً لما يعدّونه متغيرات (ديموغ - طائفية) جرت خلال 45 عاماً، وباتت تفرض واقعاً جديداً في التركيبة الاجتماعية اللبنانية، حيث تتمسك هذه القوى الصاعدة بتفسيرها الطائفي المذهبي لمبدأ المجتمع المتداول، ولكنها تشدد على أن يحصل هذا التداول وفقاً لشروطها، وهي لم تزلْ حتى الآن متمسكة بمشروعها رغم اصطدامها المبكر بثورة 17 تشرين (أكتوبر)، ما أدى إلى تراجع مشروعيتها نتيجة لظهور فجوة واسعة بينها وبين جيل جديد يطالب بمجتمع مفتوح يحقق المساواة والحرية بعيداً عن فكرة الهويات الاجتماعية الدينية المغلقة. وفي هذا الصدد يقول مدير المعهد الملكي الأردني للدراسات الدينية أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتور وجيه قانصو إن «ما يحصل هو أفق جديد لا يحتاج إلى من يرشِده أو يوجهه أو يرسم له طريق خلاصه، هو أفق مولد لذاته ويخلق حاضره ويتولد مستقبله من داخله، أفق يمتد لأجيال وعقود، أفق يطوي صفحة واقع قائم وأنماط تفكير وأطر علاقات وتضامنات وصلت إلى طريق مسدودة، ويفكك واقعاً أنتج هويات قلقة خائفة عدوانية متضخمة».

إعادة إنتاج القلق الهوياتي كان أحد أبرز الأسلحة التي استخدمها النظام للتصويب على الانتفاضة، حيث لجأ الطرف الأقوى الذي يستحوذ على كامل السلطة إلى عزل مكون أساسي في التركيبة الطائفية اللبنانية نتيجة شعور هذا الطرف بخطر استراتيجي يتشكل على المدى البعيد إذا نجحت ثورة 17 تشرين في فرض التغيير، خصوصاً أن التغيير سيكون بعدة مستويات؛ أبرزها تحرير الفرد أو الجماعة اللبنانية من قيود المنظومة الريعية والزبائنية السياسية، ما يفتح مجالاً للخروج من القيود الطائفية إلى المتسع الوطني الذي من الممكن أن يعيد تركيب الهوية المتعددة التي لخصها المؤرخ اللبناني الراحل كمال صليبي في عنوان كتابه الشهير عن الكيان اللبناني «بيت بمنازل كثيرة»، هذا الكيان الذي يستعد للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيسه «دولة لبنان الكبير 1920» كان منذ الاستقلال سنة 1943 إلى 17 أكتوبر 2019 يشهد صراعاً بين تيارين مؤسسين للكيان حول تعريف الهوية اللبنانية، هذا الصراع كان أحد عوامل اندلاع الحرب الأهلية، ولكنه استمر بعدها وأخذ بُعداً أخطر في السنوات الأخيرة بعد أن اجتمعت القرارات السيادية بيد طرف واحد يتصرف بغلبة مطلقة، ويحاول فرض تفسيره للهوية اللبنانية الجديدة، لكنه من دون أدنى شك يكرر أخطاء التيارين السابقين ويضع نفسه في أزمة الجمع بين الانتماء والخصوصية.

عود على بدء، إلى أزمة المفاهيم بين صيغة السلطة التقليدية في التعاطي مع الدولة والمجتمع وثورة تغيير تمثل جيلاً جديداً يرى مستقبله ضمن صيغة اجتماعية مختلفة تمثل النقيض الكامل للسائد الطائفي والسياسي، لذلك اجتمعت السلطة من أجل الغدر بها وإجهاضها بكل الوسائل، فالصراع بين الطرفين لم يزل في بدايته، ولا يمكن التكهن بمجرياته، خصوصاً أنها انتفاضة غير تقليدية تستمد جزءاً من قوتها من ارتباك السلطة وارتكاباتها، سلطة تعاني من فشل أدواتها في إمكانية إنهاء هذه الانتفاضة، ولكنها مصرة على التمسك بامتيازاتها وترفض التنازل رغم أن الشارع قد تجاوزها في خطابه.

وعليه فإن العودة إلى ما قبل 17 أكتوبر صعبة، كما أن الوصول إلى تسوية ما بين الصيغتين مستحيلة، فالصراع بين شارع يريد إعادة تأسيس الدولة مقابل طرف يريد الحفاظ على امتيازاته سيمر بمعركة مد وجزر وعض أصابع، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية باتت مفتوحة على مخاطر ستؤدي تداعياتها إلى زعزعة المتاريس الطائفية التي لجأت إليها قوى تكابر وترفض الاعتراف بالمتحولات.

 

لو فعلها جبران باسيل...

كلير شكر/الكلمة اونلاين/30 تشرين الأول/2019

فعلها الرئيس سعد الحريري وقدّم استقالته. في اليوم الثالث عشر، تجاوب مع الطوفان الشعبي الناقم على السلطة ممثلة بوجهها الحكومي، وقرّر أن يقدم رئاسته "هدية" لساحات الاعتراض التي تهتف يومياً ضدّ اسقاط الحكومة. نجح الحريري خلال الأيام الأخيرة في "تبييض" صفحته أمام المنتفضين من خلال إظهار حرصه على عدم إراقة نقطة دماء في الشارع مصرّاً على حماية المتظاهرين ولو هتفوا ضدّه، ما حوّله لحظة تقديم استقالته واحداً من "أبطال الثورة"، بعدما كان في بدايتها، على رأس قائمة "المغضوب عليهم". مفارقة لن تسجّل إلا في اليوميات اللبنانية.

رغم تأخّره ثلاثة عشر يوماً، لاقى قرار تنحّيه أصداء إيجابية في شارعه الذي انفلش أمس في مناطق نفوذ "تيار المستقبل" فيما بدا "الشارع المنتفض" مزهواً بـ"انتصاره" بعدما "كسر" كلمة السلطة وفرط عقدها. تمكّن الرجل من "إنقاذ" نفسه من نيران الحرائق الممتدة على طول الوطن... ليستعيد مكانته لدى جمهوره. ولكنّه في السياسة، خسر التسوية الرئاسية من جهة وتفاهمه الحديث مع "حزب الله". وما سرى على الحريري، كان يمكن أن يسري على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لو أنّه تعاطى بحكمة مع الأزمة، لكان "قطفها" قبله، كما يقول عارفوه. صحيح أنّ الرجل يتمتع بشخصية غير محببة تجذب "العداوات" من كل حدب وصوب، ولكن في المقابل لا يمكن تجاوز العامل السياسي الذي لعب دوراً بارزاً في "شيطنته" حيث دفع باسيل ثمن خياره السياسي التحالفي مع "حزب الله" ما عرّضه لأقسى حملات التشويه، والتي تمّت بشكل منظم ومحترف يهدف إلى "تصفيته" سياسياً.

وأن يبقى باسيل وحده على قائمة "المكروهين" فتلك إشارة غير بريئة بنظر عارفيه. فيها الكثير من الدلالات السياسية على انحراف أجندة الحركة الشعبية وتوجيهها. ولكن هذا لا يمنع أبداً أنّ الرجل كان عليه تطويق الحملة التي شنّت ضده. لكن الأهم من كل ذلك، هو سلوك رئيس "التيار الوطني" السيئ على المستويين السلطوي والحزبي، ما عرّاه شعبياً عند أول اختبار جدي تعرض له بسبب فقدانه نواة حزبية صلبة قادرة على شدّ العصب من حوله.

ورغم ذلك، كان من الممكن لباسيل التصرف بعقلانية والتخلي عن المكابرة لاستيعاب غضب الشارع وامتصاصه في أيامه الأولى، من خلال الاستقالة مع فريقه الوزاري والدعوة الى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشارع. كان من الممكن أن يربح نفسه لو فعلها في تلك اللحظة، ويربح الناس من جديد.

بالنتيجة، تغيّرت قواعد اللعبة. من الواضح جداً، كما حاول رئيس الحكومة المستقيل، إظهاره في بيانه المقتضب، أنّه فشل في تدوير الزوايا للخروج من مأزق التحول في المزاج الشعبي. جرّب أكثر من وصفة حكومية يمكنه بواسطتها إطفاء حريق الهتافات التي عمّت الشوارع اللبنانية، ولكنه لم ينجح.

يقول أحد الوزراء المطلعين إنّ الحريري لم يفاجئ سامعيه. إذ أبلغ من يعنيهم الأمر منذ ليل الاثنين الماضي، أنّه لن يكون بمقدوره الثبات في قيادة "المركب" الآخذ في الغرق. ولا بدّ من خطوة صادمة من شأنها أن تهدئ غضب الجمهور. ويذهب أحد النواب المتابعين للتأكيد أنّ الحريري وجّه أكثر من تحذير خلال الأسبوع الماضي بضرورة تعديل الحكومة أو تغييرها اذا اقتضى الأمر لتفادي الأسوأ. لكنه كان يواجه على الدوام بعلة أساسية وهي رفض باسيل الخروج من الحكومة.

يؤكد النائب ذاته أنّ تعنّت رئيس "التيار الوطني الحر" كان حجر العثرة الذي حال دون تجديد التسوية الرئاسية وتنقيحها من بعض الوجوه الأساسية.

ويؤكد الوزير المطلع أنّ الاستقالة لم تكن منسقة مع شركائه الحكوميين وتحديداً "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي، بمعنى أنّ هؤلاء غير موافقين على تلك الخطوة، وكانوا يفضلون لو أنّ رئيس الحكومة تريّث في موقفه إلى حين ايجاد معالجات جدية. وبالتالي إنّ إعادة تكليفه لرئاسة الحكومة غير متفاهم عليها، وقد يفتح قرار الحريري الأحادي الجانب، الباب أمام سيناريوات تكليف جديدة. في المقابل، فإنّ رئيس "تيار المستقبل"، وفق الوزير ذاته، شبه متيقّن أنّ التضحية بالحكومة سيريح الجمهور ويعيده إلى المنازل تمهيداً للبحث في كييفة إعادة ترتيب السلطة. ويضيف: لذا علينا الآن انتظار رد فعل الناس وكيف سيتصرفون إزاء خطوة رئيس الحكومة، ومن بعدها لكل حادث حديث.

 

الحريري يحاصر حصاره... وحزب الله يستعد للجولة الثانية

طوني بولس/انديبندت عربية/30 تشرين الأول/2019

فعلها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وكسر الطوق الذي وضعه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لمنع استقالة الحكومة، وأطاح بالتسوية الرئاسية التي قبضت على لبنان لمدة ثلاث سنوات وحولت لبنان إلى منصّة نفوذ لحزب الله وأعماله الأمنية والمالية حول العالم.

معظم ردود الفعل المحلية والدولية أيدت خطوة الحريري بالاستقالة، وجرأته بتخطي هاجس الضغط والتهويل الذي مورس عليه لثنيه عن الاستقالة حتى اللحظة الأخيرة. وحدها القوى المتحالفة مع إيران شجبت الخطوة ووضعتها في خانة الهروب من المسؤولية، إذ اعتبر مصدر وزاري لبناني أن التيار الوطني الحر وحزب الله توليا مهمة الضغط المعنوي والميداني لمنع الاستقالة، ليس حباً بالحريري إنما استغلالاً لشبكة العلاقات العربية والدولية التي يملكها الحريري والتي شكلت المظلة الدولية لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله.

وشدد المصدر على أن التيار الوطني الحر استمر بممارسة أقصى درجات التهويل على الحريري بالتهديد أن استقالته تعني خروجه النهائي من المشهد السياسي في لبنان وانتحاراً سياسياً، وذلك بالتوازي مع الرسالة الميدانية التي وجهها حزب الله وحركة أمل عبر "غزوة" ساحات الاعتصامات في وسط بيروت بتهديد علني للإشارة إلى أن الاستقالة تعني الفوضى. ولفت المصدر إلى أن الحريري لم يقدم على خطوته إلا بعد اطمئنانه على أن الجيش لن يسمح لأي فريق باللعب بالورقة الأمنية حيث بدا واضحاً وفي سابقة جديدة، الحزم بمنع تفلت الشارع وانزلاقه إلى مواجهات تنتهي بسيطرة حزب الله على المرافق الاستراتيجية للدولة كما حصل في 7 مايو (أيار) عام 2008.

خلية التصدي

وعن كواليس التصدي التي كان يسعى التيار الوطني الحر إلى الاتجاه إليها خلال أسبوعي الثورة، كشفت مصادر سياسية أن وزير الخارجية جبران باسيل أخذ على عاتقه إدارة "الأزمة"، إذ مكث لأيام في قصر بعبدا وشكل خلية مصغرة تضم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير الدفاع الياس بو صعب لاتخاذ القرارات المناسبة لخنق الانتفاضة الشعبية. وكان من أبرز الطروحات تكليف الجيش اللبناني بفتح الطرق العامة تحت عنوان حرية التنقل بين المناطق. الأمر الذي رفضه رئيس الحكومة سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي.

وأشار المصدر إلى أن الخطوة الثانية كانت التوجه إلى إعلان حال الطوارئ في البلاد ومن ضمنها منع التجول لمدة ثلاثة أيام، الأمر الذي لم يحظ بموافقة الرئيس الحريري الذي أصر على حق التظاهر وحرية التعبير، إضافة إلى التحذيرات الغربية التي رفضت المساس بالحريات العامة. ولفت إلى أن قيادة الجيش اللبناني ومنذ بدء الاحتجاجات اتخذت قراراً واضحاً بأنها لن تجاري أي محاولات لتحويلها إلى أداة قمعية ووضعت معادلة واضحة تضمن الحريات العامة وتحفظ الأمن والاستقرار.

لوائح الانتقام

وأضاف المصدر أنه بعد مرور الأسبوع الأول ونجاح الضغوط بمنع الحريري من الاستقالة وعدم بروز مواقف دولية ضاغطة تطالب الاستجابة لمطالب الشارع، اعتبر التيار الوطني الحر أنه تم تجاوز الأزمة، وتردد على لسان مسؤوليه "الأزمة باتت وراءنا والانتفاضة فشلت وقد استوعبنا الصدمة". وشدد المصدر على أن مسؤولين بارزين في التيار وبالتنسيق مع حزب الله بدأوا إعداد لوائح "الانتقام"، وهي تضم أسماء شخصيات رسمية وحزبية وإعلامية تم تخوينها سواء على لسان نصرالله أو قيادات ووزراء تابعين للتيار الوطني الحر، إذ رُصدت اتصالات مكثفة قام بها وزراء في التيار للاستفسار عن معلومات خاصة بصحافيين وناشطين.

ورأى المصدر أن القوى المنضوية تحت تحالف "العهد" أبدت صدمتها من عدم مجاراة معظم الأجهزة الأمنية لأهوائها ومصالحها، ما دفعها إلى الارتكاز على قوة حزب الله الميدانية كخط دفاع أخير عن "العهد"، ولم تمانع أي إجراءات ميدانية قد ينفذها الحزب تسهم باستعادة الفريق الحاكم توازنه في الشارع. وشبّه المصدر الأمر وكأن قوى السلطة تتجه نحو النموذج الإيراني بالارتكاز على النظام الموازي لاحتواء الأزمات، وكأن الحزب بات "الباسيج" في حماية الحكم.

ارتياح سني

وعن ردود الفعل التي شهدتها المناطق السنية في بيروت لناحية قطع الطرقات وإحراق الدواليب، أشارت مصادر موثوقة إلى أن أحد رجال الأعمال المقربين من تيار المستقبل والمعترضين على خطوة الاستقالة، دفع بعض الشباب إلى هذه الخطوة في محاولة للإيحاء بوجود غضب عارم في الشارع السني نتيجة استقالة الحريري، مضيفة أن الرئيس الحريري دخل على الخط سريعاً وطلب من المسؤولين الميدانيين الخروج من الطرقات، وقد أصدر تيار المستقبل بياناً حاسماً بهذا الشأن. وأشار المصدر إلى أن استقالة الحريري عكست جواً من الارتياح في الشارع السني عامة وجمهور تيار المستقبل الذي كان محرجاً بين مطالب الشارع التي يعاني منها ومقتنعاً بها ووجود الحريري على رأس الحكومة المطالَبة بالاستقالة.

 

سياسة الفشل الإيراني

فايز سارة/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

ظهر مفهوم «الهلال الشيعي»، بوصفه تجسيداً لطموحات إيران في إحكام سيطرتها الإقليمية في شرق المتوسط، خصوصاً في تمددها عبر جوارها في الغرب: انطلاقاً من العراق، مروراً بسوريا، وصولاً إلى لبنان. وقد تجاوز المفهوم حدود الطموحات إلى الواقع العملي في سياسات إيران نحو جوارها، بل يمكن القول إن المفهوم تطور أساساً على هامش سياسة إيران في شرق المتوسط، التي شهدت تغيراً عميقاً بعد مجيء الملالي، بزعامة الخميني، إلى السلطة عام 1979، بعد إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

كانت الخطوة الأهم في تغييرات السياسة الإيرانية في شرق المتوسط انفتاح الحكم على الفلسطينيين، فاستبدلت السلطة الجديدة بعلاقات النظام السابق مع إسرائيل علاقة من الفلسطينيين، وتحول مقر السفارة الإسرائيلية في طهران إلى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية. واحتل نظام الأسد مكانة الأفضلية في علاقات إيران الخارجية، ونشطت سياسة طهران في لبنان الذي يضم أقلية شيعية هي الثانية في لبنان، وأنشط الأقليات الشيعية في البلدان العربية، وصار العراق إلى المقدمة في سياسة إيران، التي كانت تعتمد في حينها فكرة تصدير الثورة نحو محيطها القريب، خصوصاً أن العراق يضم أكثرية شيعية بين سكانه.

رسمت سنوات الملالي الأولى ملامح السياسة التي نتابع نتائجها اليوم في شرق المتوسط. فقد عززت إيران حضورها في لبنان، بإحكام سيطرتها على حركة أمل التي أسسها موسى الصدر، ثم قادها نبيه بري، بعد اختفاء الصدر عام 1978، ثم عملت على توليد قوة سياسية - عسكرية مسلحة بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وصلت إلى إعلان «حزب الله» اللبناني عام 1985، وكرست حسن نصر الله على رأس الحزب في عام 1992، وهو الذي أعلن نفسه وكيلاً للمرشد العام الإيراني. وبواسطة تحالف بري ونصر الله، أحكمت إيران قبضتها على لبنان، وصارت صاحبة القرار فيه، عبر سياسة الترغيب والترهيب.

وذهبت طهران في سياستها السورية نحو توثيق علاقاتها مع نظام الأسد (الأب)، عبر سياسة الدعم المادي والسياسي، مقابل تأييدها في الحرب على العراق، فأغرقت النظام بالمساعدات، وفي مقدمتها النفط، وشكلت داعماً قوياً لسياسته الإقليمية، خصوصاً في الصراع العربي - الإسرائيلي، مما سمح لها بوضع أسس لتمدد مذهبي وثقافي واقتصادي في سوريا، وساهم في تطور كبير لعلاقات إيران معها بعد مجيء الأسد (الابن) للسلطة عام 2000، تمهيداً لتحول سوريا إلى محمية إيرانية، عبر امتدادات بشرية وطائفية وسياسية واقتصادية وعسكرية، بعد ثورة السوريين على النظام عام 2011. وصارت طهران مع موسكو صاحبتي أكبر تأثير في القرارات السورية.

أما في موضوع سياسة إيران العراقية، فبدأ بعد ثورة الملالي تصعيد صراع وخلاف مع العراق، أدى إلى حرب مدمرة بين البلدين انتهت بهزيمة إيران، ولم يستفد نظام بعث العراق من دروسها، فاندفع إلى حروب لاحقة بدأت باحتلال الكويت، مما أدى إلى تحالف دولي ضده انتهى بإسقاط النظام، وتولى آنذاك عملاء إيران زمام السلطة هناك، من خلال الحكومة والأحزاب والميليشيات والجيش، بدعم مباشر من المخابرات الإيرانية الحاضرة في غالبية مناطق العراق، وفي معظم أجهزته ومؤسساته.

ووسط صورة الحضور والسيطرة الإيرانية في الدول الثلاث، يمكن فهم التصريحات المتعددة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين عن تأكيد سيطرة إيران على البلدان الثلاثة، إضافة إلى سيطرتها على الفصائل الفلسطينية المسلحة، لا سيما حركتي «حماس» و«الجهاد»، مما يعني أن «الهلال الشيعي» أصبح «حقيقة واقعة»، في تعبيره عن علاقة إيران بالمنطقة، وأن هذه البلدان لم تصبح فقط تحت السيطرة الإيرانية، بل صارت جزءاً من جبهة المواجهة مع خصوم إيران ومعارضي استراتيجيتها في المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وتشمل جبهة المتضررين من سياسات إيران شعوب كل من العراق وسوريا ولبنان والفلسطينيين، التي تسللت إيران مباشرة، أو عبر أدواتها المحلية، أو بالحالتين معاً، بما فيها الحكومات القائمة، لإحكام قبضتها على تلك البلدان، ومقدراتها البشرية والمادية، الظاهرة والكامنة، وهذا ما تم القيام به في البلدان الثلاثة. كما تشمل الجبهة أغلب دول المنطقة، التي تأذت من سياسات إيران على مدار العقود الماضية، خصوصاً لجهة تدخلات نظام الملالي في شؤونها الداخلية، عبر إثارة النعرات الطائفية بين جناحي الإسلام من السنة والشيعة، وادعاء إيران أنها تمثل مرجعية الشيعة، وعبر مطامع إيران بأراضي الدول المجاورة في الخليج، خصوصاً في البحرين، ومن خلال تكريس احتلالها ثلاث جزر إماراتية منذ عام 1969، وعبر تعزيز سياسة المحاور، وتصعيد الصراعات البينية بين دول المنطقة.

ويتجاوز البعد الإقليمي صراعات إيران مع البلدان العربية، ليشمل بلداناً أخرى ذات تماس مباشر مع العرب، كما هي حال تركيا وإسرائيل اللتين تتجنب إيران الدخول في اشتباك مباشر معهما، وإن كان ذلك لا يمنعها من التحرش بهما، على نحو دفعها عملاءها إلى تأسيس «حزب الله التركي»، ودعمها «حزب العمال الكردستاني» في تركيا (PKK)، واتباعها استراتيجية في تمزيق المنطقة، بالتوازي مع ما تقدمه إيران من دعم متعدد للتنظيمات الإسلامية في فلسطين، خصوصاً لحركتي «حماس» و«الجهاد»، ودعمها «حزب الله» اللبناني الذي أصبح أداة إيران في صراعاتها الخارجية، تحت لافتة العداء لإسرائيل.

إن الأهم في البعد الدولي لصراعات إيران يتمثل في مشروعها النووي، وفي تطويرها صناعات عسكرية، بينها المجموعات الصاروخية. وقد سعت المجموعة الدولية «5+1» إلى الحد من طموحات إيران النووية، عبر اتفاق بين المجموعة وإيران، لكن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أعاد إلى الواجهة صراع إيران مع القوى الدولية، الذي نجد له تعبيرات في عقوبات وحرب إعلامية وتحشدات سياسية وتماسات عسكرية، خصوصاً في الخليج.

ووسط لوحة واسعة من صراعات إيران المتعددة المستويات، تتوالى تحركات شعوب سوريا والعراق ولبنان نهوضاً في وجه السلطات الحاكمة، بما تمثله من أنظمة ديكتاتورية مستبدة فاسدة مرتبطة بإيران واستراتيجيتها في المنطقة، وهي تحركات تتجاوب في مضمونها مع التحركات الأخيرة للإيرانيين في مواجهة سلطة الملالي، ومطلبها الرئيس إسقاط النظام الحاكم، مما جعل نظام الملالي بإيران، وأدواته من حكومات دول، هدفاً لتحركات عموم شعوب شرق المتوسط.

إن صعود شعوب شرق المتوسط في مواجهة إيران وأدواتها بات يتطلب مواقف حاسمة ضد إيران وأدواتها والأنظمة المرتبطة بها، ليس انتصاراً للنضال من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فقط، بل دعماً وتأييداً لنضال الشعوب في مواجهة إيران وسياساتها وتدخلاتها في شؤون دول وشعوب المنطقة والعالم؛ لقد بات من المطلوب تغييرات جوهرية إقليمية ودولية، تتجاوز ما تم اعتماده من سياسات حيال العراق وسوريا ولبنان في أوقات سابقة.

 

الموجة الجديدة من الحراك العربي

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

يأبى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين أن يذهب دون أن يدخل بنا إلى موجة جديدة من الحراك الجماهيري في دول عربية أطلق عليها الإعلام الغربي اسم «الربيع العربي» في البداية، لكن المسمى سرعان ما ذهب مع الرياح الحارة والساخنة للحروب الأهلية وفشل الدولة والزلازل الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط.

بشكل ما، فإن الموجة الأولى التي بدأت بين عامي 2010 و2011 لا تزال باقية معنا في شكل حرب طاحنة في اليمن، وأخرى في سوريا، وثالثة في ليبيا؛ بينما نفذت منها الأردن والمغرب بالإصلاحات الدستورية والقانونية، ومصر بالثورة الشعبية والدور القوي للقوات المسلحة الذي قاد البلاد إلى عملية تنمية وإصلاح واسعة النطاق، وتونس بقوة دفع علمانية وديمقراطية. وفي ظل هذا التباين، فإن الموجة الأولى ولدت حالة من نقص المناعة العامة في النظام العربي استغلته القوى الإقليمية الأخرى، خصوصاً إيران، وتركيا، وإسرائيل، وإثيوبيا، فخلقت الأولى مجالاً حيوياً في العراق وسوريا ولبنان واليمن من خلال جماعات تابعة مثل الحشد الشعبي في العراق، والنظام البعثي في سوريا، و«حزب الله» في لبنان، والحوثيين في اليمن؛ وفي كل هذه البلدان كان الحرس الثوري الإيراني ينتشر ويعبث. أما الثانية فإنها سعت إلى التدخل لصالح جماعة الإخوان المسلمين في مصر وسوريا، ثم تدخلت مباشرة عسكرياً وسياسياً في العراق وسوريا، وأخيراً قامت بالغزو المباشر بغية التخلص من عقدتها الكردية في داخلها وفي دول الجوار. الثالثة انتهزت فرصة نقص المناعة وتولي دونالد ترمب للسلطة لكي تدفع باعتراف الدول بالقدس عاصمة لها، وضم الجولان إلى أراضيها، ونشر المستوطنات في الضفة الغربية. الرابعة انتهزت فرصة ثورة يناير (كانون الثاني) المصرية لكي ترسي سداً على النيل الأزرق بهدف خلق أمر واقع مخالف لمبادئ القانون الدولي وقوانين الأنهار الدولية التي ترسي قواعد الحقوق التاريخية.

الموجة الثانية ضمت حزمة جديدة من الدول العربية وجرت كلها في أواخر عام 2018 والعام الحالي (2019)، فإنها شملت الجزائر والسودان والعراق، وأخيراً لبنان.

ما جمع بين الموجتين جوهر كل منهما، وهو قدرة الجماهير على التكتل في جموع كبيرة، سميت «مليونية»، تمارس ضغطها السياسي على النخب الحاكمة، إما لإصلاحها أو الإطاحة بها. لكن ما فرّق بينهما أن الموجة الأولى سقطت فريسة جماعة الإخوان المسلمين وما شابهها من جماعات راديكالية حاولت الوصول إلى الحكم، وعندما نجحت فإنها أنتجت فشلاً كبيراً وعجزاً مروعاً. ونتج من الموجة أيضاً حركات إرهابية كثيرة استغلت حالة الفوضى لتجنيد الشباب في صفوف جماعات متطرفة نجحت واحدة منها «داعش» في إنشاء «دولة الخلافة» على الحدود العراقية - السورية. الموجة الثانية على العكس تماماً، فقد كان التغيير في السودان هزيمة كبرى لـ«الإخوان»؛ ومن الجائز تصور أن الثورة المصرية في 30 يونيو (حزيران) 2013 كانت في جوهرها التحضير للموجة الثانية عندما أطاحت بحكم الإخوان في مصر. وبينما نجح السودانيون في خلق معادلة صحية بين المجلس العسكري والحركة الثورية المدنية؛ فإنهم نجحوا سوياً في وضع أساس للسلام والتعايش السوداني. لكن الموجة الثانية لا تزال في عنفوانها، ورغم أنها نجحت في الجزائر في الإطاحة بحكم عبد العزيز بوتفليقة، فإن الكر والفر بين السلطة والجماهير لا يزال جارياً. في العراق ولبنان، فإن مهمة بناء الدولة الوطنية والتخلص من الهيمنة السياسية والعسكرية الإيرانية تتصدر مطالب الكتل الجماهيرية الضخمة التي تريد تغييراً أكبر وأعمق في طبيعة الدولة ذاتها بحيث تنتقل من الطائفية السياسية، والمحاصصة في الحكم، إلى الدولة الوطنية التي تقوم على أساس المواطنة التي لا تفرق علي أساس الطائفة أو العرق أو المذهب. وفي كل حالات الموجة الثانية من مصر إلى لبنان، فإن الجيش الوطني يبدو ملاذاً أساسياً للحفاظ علي سلمية التغيير، والأهم المحافظة على الدولة الوطنية القادرة على احتكار القوة الشرعية ورفض الميليشيات العسكرية من أمثال الحشد الشعبي و«حزب الله».

ورغم أن الموجتين الأولى والثانية قامتا على محاولة تغيير العلاقة بين السلطة والجماهير، فإنه لم يكن معروفاً بشكل دقيق ما هي وجهة المستقبل في الدولة الجديدة. كانت الآمال دائماً عريضة، والطموحات هائلة، والتصورات مثالية عن الوصول إلى مراتب الدول الغربية المتقدمة، لكن تعريفها وتحديد الثمن المدفوع فيها ظل دائماً غائماً ومائعاً. ومن المدهش أنه في أغلب الأحوال، فإن تجارب التغيير الكبرى منذ الربع الأخير من القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين لم تكن حاضرة في مخيلة الطلائع الشبابية. فالحقيقة هي أن موجتي التغيير في العالم العربي جاءتا في أعقاب انقلابات عالمية كبرى تجسدت ليس فقط في ثورات تكنولوجية كبرى، وإنما فيما تبعها من تغيرات. فخلال العقدين الأخيرين انتقل أكثر من مليار من البشر من الفقر إلى اليسر في الطبقات والشرائح الاجتماعية الوسطى؛ وكانت الأغلبية الساحقة من دولتين: الصين والهند. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن أحوال العالم باتت أفضل عما كانت عليه قبل عقود، وبالتأكيد قبل قرون حيث ارتفعت مستويات المعيشة في دول كثيرة، وتراجعت معدلات حدوث المجاعة، والأوبئة. ولم يكن لذلك أن يحدث لولا الثورة العلمية والتكنولوجية، وتزايد الثروات في الدول، والأهم من هذا وذاك، وربما باستثناء منطقة الشرق الأوسط، تراجع الصراعات الدولية والحروب الأهلية. كل ذلك لم يكن ممكناً حدوثه لولا أن الغالبية من دول العالم أصبحت تسعى إلى التقدم والتنمية، وحدث ذلك من خلال حشد وتعبئة الاستثمارات الداخلية والخارجية وراء تحقيق تراكم رأسمالي يسمح للدولة بتحقيق معدلات عالية للنمو تنقلها من صفوف الدول النامية إلى تلك المتقدمة.

سد هذه الفجوة في العالم العربي لم يأتِ من الموجات الثورية أو الحراك العنيف، وإنما من بزوغ الحركات الإصلاحية التي استلهمت من عمليات التغيير في العالم والدروس المقدمة من المؤسسات الدولية الخاصة والعامة ما يلهم عملية التقدم فيها. ما حدث في إطار «رؤية 2030» في كل من مصر والسعودية شكل سداً لنقص كبير في الحركات الثورية التي استحكمت فيها الشعارات الكبرى حتى صارت بديلاً عن العمل الشاق الذي يجعل التغيير ممكناً في اتجاه التقدم المستدام. هذا الاتجاه الإصلاحي رغم ما يقوم به من تغييرات عميقة في البنية الإنتاجية والفكرية العربية لا يزال في مراحله الأولى من التأثير في الموجات السياسية العارمة التي ألمت بالعالم العربي خلال هذا العقد الصعب في التاريخ العربي، كما أنها لأسباب كثيرة ليس مكانها هنا لم تصل رسالتها إلى بقية العالم العربي. ولعل ما يحدث في المنطقة العربية الآن لا يختلف كثيراً من حيث الجوهر عما جرى في القارة الأوروبية بعد الثورة الفرنسية وموجاتها العاصفة، حينما أصبح الإصلاح العلمي والاقتصادي يمثل قوة الدفع الأساسية للتقدم الأوروبي الذي نراه الآن.

 

الإنترنت والاحتجاجات الجماهيرية

تيلر كوين/الشرق الأوسط/30 تشرين الأول/2019

اليوم، نجد العالم محاصراً بالاحتجاجات بشكل متزايد، فمع دخول الربع الأخير في 2019، باتت هناك مظاهرات ضخمة وعنيفة، في كثير من الأحيان، في لبنان وتشيلي وإسبانيا وهايتي والعراق وقبله في السودان السودان وأوغندا وإندونيسيا وأوكرانيا وبيرو وهونغ كونغ وزيمبابوي وكولومبيا وفرنسا وتركيا وفنزويلا وهولندا وإثيوبيا والبرازيل ومالاوي والجزائر والإكوادور، من بين أماكن أخرى. ولكن ما الدافع وراء هذه المظاهرات؟ هناك احتمال أن تكون كل هذه الاحتجاجات هي مجرد مصادفة عشوائية، وهناك احتمال آخر وهو أن انتشار أخبار مثل هذه الاحتجاجات قد أصبح الآن واسع النطاق، وبالتالي فإنها باتت تبدو أكثر انتشاراً في العالم، لكن يجب أيضاً التفكير في السبب أو الأسباب التي قد تتقاسمها هذه الاحتجاجات.

وهناك موضوع متكرر في أغلب هذه المظاهرات وهو اعتراض المحتجين على زيادة الأسعار، ففي الإكوادور كانت النقطة المحورية في الاحتجاجات هي المطالبة بعودة دعم الوقود، كما كان دعم أسعار النفط أيضاً محور الاحتجاجات في هايتي، وفي لبنان خرج المواطنون بسبب غضبهم من فرض ضريبة جديدة على استخدام تطبيق «واتساب» الإلكتروني، كما أن وجود ضريبة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان أيضاً سبب المشكلات في أوغندا، وفي السودان كانت إعانات الغذاء والوقود هي الشكوى الرئيسية، أما في تشيلي فهم يحتجون على رفع أجرة مترو الأنفاق.

ويبدو أن هناك اليوم اتجاهاً عالمياً لأن تستمر الزيادات في الأسعار في مواجهة رفض شعبي لدى السكان، والأهم من ذلك أن الإنترنت سيساعد هؤلاء السكان على تنظيم الاحتجاجات على هذا الارتفاع في الأسعار.

ويجب أن نضع في اعتبارنا أنه في الماضي كان يمكن تنظيم المظاهرات العمالية على الطراز القديم في مكان العمل أو المصنع نفسه، وذلك من خلال التقنيات الميدانية التي كانت تُستخدم قبل دخول الإنترنت، حيث توجد لغة مشتركة بين العمال، كما أن هناك مجموعة من الشبكات الاجتماعية التي تجمعهم معاً بما في ذلك ربما الاتحادات العمالية، ولكن في المقابل، أولئك الذين يعانون من زيادة الأسعار، لا يعرف عادةً بعضهم بعضاً ولا تكون لديهم روابط اجتماعية مشتركة، ولكن الشيء المشترك بينهم هو أن الجميع يشتري البنزين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومع ذلك، فإن الإنترنت يجعل من الممكن تعبئة هؤلاء الأشخاص لتنظيم الاحتجاجات مع اعتبار ارتفاع الأسعار هو الموضوع المشترك بينهم، وبمعنى آخر فإنه يبدو أن احتجاجات العمال قد أصبحت أقل أهمية، فيما أصبحت احتجاجات المستهلكين هي الأكثر أهمية اليوم.

وقد نتذكر أن أحد المطالب الأصلية لاحتجاجات السترات الصفراء في فرنسا كان بسبب رغبتهم في وجود موقف مجاني للسيارات في مدينة ديزني لاند الترفيهية في باريس، ففي حال كنت تعتقد أن هذا قد يبدو مجنوناً بعض الشيء، فإنك لم تستوعب بعد طبيعة الألفية الجديدة.

وفي المستقبل، قد يكون من الصعب للغاية على المستوى السياسي إحداث تغييرات في الأسعار بهدف تعزيز الكفاءة أو بسبب التقشف، فالاتجاه الجديد هو ليس التخطيط المركزي ولا القيام بإصلاحات ليبرالية للسوق، بل القيام بتجميد الأسعار، خصوصاً عندما يكون تحديد تلك الأسعار يتم من قِبل السياسيين.

وأحد الدروس التي نتعلمها اليوم هو أن مكافحة تغير المناخ ستكون أكثر صعوبة في المستقبل، حيث تحظى عملية دعم الوقود الأحفوري بشعبية كبيرة في العالم، ولا يبدو أن المواطنين مستعدين لمواجهة التضحيات الاقتصادية هذه الأيام، خصوصاً أن تغير المناخ لا يعد مصدر قلق كبير في معظم البلدان الأكثر فقراً، فقد كان معظم المظاهرات التي حشدت لها غريتا ثونبرغ (ناشطة سويدية تعمل على وقف الاحتباس الحراري وتغير المناخ) في البلدان الأكثر ثراءً، لكن يبدو أن انبعاثات الكربون في المستقبل ستأتي بشكل متزايد من الاقتصادات الناشئة، فحتى في هولندا، يحتجّ المزارعون من أجل حقهم في مواصلة الانبعاثات النيتروجينية.

وهناك درس آخر وهو أن إعادة التوزيع الفعَّال للثروة قد يصبح أكثر صعوبة أيضاً في المستقبل، ففي حين أن الاقتصاديين يميلون إلى اعتبار التحويلات النقدية البسيطة هي وسيلة أكثر فاعلية لإعادة توزيع الثروة، فإن إبقاء الأسعار منخفضة يؤدي بمرور الوقت إلى إحداث نقص في السلع وجودتها، فالاحتجاجات ليست شكلاً مفيداً من أشكال الضغط من أجل المساواة، ولذا فمن غير المرجح أن تتحسن المشكلات الأساسية كثيراً من خلالها، مما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم الضغوط السياسية.

ومن غير المرجح أيضاً أن تكون هناك آيديولوجية معينة لاحتجاجات المستهلكين التي يتم تنظيمها على الإنترنت، وذلك بالمعنى التقليدي للآيديولوجيات من حيث الانتماء إلى اليسار واليمين، حيث يمكن للناس من ذوي الآراء السياسية المختلفة على نطاق واسع، بما في ذلك الأشخاص الذين ليس لديهم الكثير من الرأي على الإطلاق، أن يشعروا بالانزعاج من ارتفاع الأسعار، وقد يشجع الإنترنت أيضاً على تنظيم أكبر الاحتجاجات الممكنة، ولكن النقطة المهمة هي أن أي شخص يتوقع أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى إحداث التغيير السياسي المنشود سيخيب أمله.

وأود أن أحذر من ضرورة عدم تفسير الاحتجاجات على أنها ضمن الإطار الأميركي لمكافحة عدم المساواة، ففي حين أن الحرمان الاقتصادي هو أحد الأسباب الرئيسية للاحتجاجات الحالية، فإنه لا يبدو أن الحرمان المطلق ولا عدم المساواة يفسران الكثير من هذه الاحتجاجات، فالاحتجاجات التي تشهدها هايتي، وهي الدولة الأفقر في نصف الكرة الأرضية، كما أن الأداء السياسي فيها هو الأكثر اختلالاً في العالم، ترجع لأن الوضع الاقتصادي فيها سيئ للغاية، وفي تشيلي الدولة الأكثر ثراءً في أميركا اللاتينية ومع تراجع معدلات عدم المساواة فيها إلا أن المظاهرات هناك ترجع لارتفاع سقف التوقعات لدى السكان.

والحقيقة هي أن هناك شيئاً واحداً فقط مؤكداً وهو أن الإنترنت يستطيع تغيير كل شيء فيما يتعلق بالاحتجاجات الجماهيرية، كما هو الحال مع الكثير من الأشياء الأخرى.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل وفد الرابطة المارونية: ستكون للبنان حكومة نظيفة وما حصل في الشارع فتح الباب على الاصلاح واذا ما برزت عوائق فالشعب سينزل الى الشارع مجددا

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "ستكون للبنان حكومة نظيفة"، معتبرا ان "ما حصل في الشارع فتح الباب على الاصلاح الكبير، واذا ما برزت عوائق فإن الشعب في حالة ترقب ومتحفز وسينزل الى الشارع مجددا"، مشيرا الى ان "مكامن الفساد معروفة ويجب محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم، وعلى من يشتكي من الفساد ان يقدم اثباتات عما يرتكبه الفاسدون امام القضاء المختص، لا الاكتفاء بمجرد الكلام العام عن الفساد في الصالونات"، وقال: "اليوم لن ننتظرهم وسنقوم بما يجب القيام به".

وشدد رئيس الجمهورية على انه "من الآن وصاعدا تغير الجو الاجتماعي وصار اللبنانيون يصرخون معنا بما نطالب به في توجهاتنا".

ابي نصر

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله وفد المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر الذي ألقى كلمة، اشار فيها الى ان "اساس تكوين الرابطة المارونية يقوم على دعم الرئيس ورئاسة الجمهورية. وهذا موقف اتخذناه عن قناعة وليس مجرد واجب".

وقال: "لقد تابعت الرابطة المارونية باهتمام كبير كلمتكم التي وجهتموها الى اللبنانيين في ساحات الاعتصام والمنازل حول التطورات الاخيرة، ورأت انها في غاية الاهمية. فقد تبنت وجع الناس واقرت بأحقية مطالبهم ومشروعيتها. كما اشارت الى مواطن الفساد والخلل في بنية الدولة وسوء ادارتها ونهب اموالها منذ اكثر من ثلاثين عاما. واللافت ايضا في رسالتكم هو الدعوة الى قيام الدولة المدنية وتجاوز الحالة الطائفية التي تعيق الاصلاح المنشود، كما دعوتم ممثلي الحراك الشعبي الى القصر الجمهوري للحوار معهم. واكدتم ان الورقة الاقتصادية التي اقرت ستكون الخطوة الاولى لانقاذ لبنان وابعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه".

أضاف: "سبق للرابطة المارونية ان دعت وتدعو الى التعامل مع كلمة فخامتكم بإيجابية، بهدوء ومسؤولية، وترى أن الاصلاحات التي تحدثتم عنها وعلى رأسها القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين، يجب أن تتولاها حكومة تتشكل من ذوي الاختصاص، حيادية، كفوءة ومسؤولة، تؤلف حسب الأصول الدستورية، تعمل على الاسراع بإقرار قانون إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية الذي سبق وتقدمتم به في العام 2013 وعلى مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، كما رفع السرية المصرفية في لبنان والخارج والعمل على رفع الحصانة عن المسؤولين المرتكبين حسب الأصول، وحسبما يقرره قضاء مستقل وعادل".

ورأى أن "ولادة هكذا حكومة بات أمرا ملحا لكي يتلمس الشعب المصداقية في طروحاتكم الوطنية لئلا تبقى بنظره مجرد وعود، والرابطة المارونية تدعو إلى حوار جاد وبناء، بين أركان الدولة والقوى السياسية وهيئات المجتمع المدني المتمثلة في الحراك الشعبي، تلبية لمطالبه المحقة، كل ذلك، توصلا لعقد طاولة حوار وطني تساهم في وضع خارطة طريق إنقاذية لإخراج البلاد مما هي عليه حفاظا على الوحدة الوطنية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: "لقد كنت دائما انادي بمحاربة الفساد، وكان مرتكبوه يشكلون حاجزا امام تحقيق ما نريده. وقد سبق وحذرت في كلمتي لمناسبة الافطار الجامع في قصر بعبدا هذا العام، من ان اللبنانيين لن يدفعوا ما سيفرض عليهم من ضرائب لأن الثقة بالدولة مفقودة، وهم يعتبرون الضرائب بمثابة خوة لا تعود عليهم باي فائدة، ويومها صفق الجميع للامر، وطالبتهم بالعمل على استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم"، واشار الى انه "لما بدأنا بإحالة الملفات امام القضاء، وهي تقارب نحو 15 دعوى، من بينها ما يتعلق بالضمان الاجتماعي والمرفأ والمنطقة الحرة في المطار وغيرها، لا تزال بعضها بالدفوع منذ ما يقارب السنتين ولم يتم بعد البت بها".

واعتبر الرئيس عون "اننا في المقابل حققنا الكثير، ولعل الابرز يكمن في قانون الانتخاب الذي صحح التمثيل النيابي وقد جرت الانتخابات على اساسه، وتمثلت في المجلس النيابي كافة التوجهات السياسية من اقلية واكثرية، كل فئة بحسب نسبة تمثيلها".

وقال: "لقد انصب جهدنا في البداية على الناحية الامنية، فقضينا على الارهاب والقينا القبض على نحو 50 خلية نائمة، وارسينا الاستقرار"، لافتا الى "العوائق السياسية التي وضعت على طريق مسيرة العهد"، مؤكدا ان "اضاعة الوقت في السلطات المركزية امر غير مقبول والمطلوب العمل بسرعة بما يرضي تطلعات اللبنانيين وانتظاراتهم"، كاشفا عن انه عمد الى "ايقاف العديد من الامور التي كانت تفوح منها روائح فساد والتلزيمات بالتراضي".

وكشف الرئيس عون من جهة اخرى، ان "بعض الخارج لا يساعد في اعادة النازحين السوريين الى سوريا، وسبق ان قلت كلاما كبيرا في هذا الاطار من على منبر الامم المتحدة يجب ان اقوله"، مشددا على ان "لبنان يخشى من ان يكون هذا الخارج يأخذ النازحين السوريين رهينة لديه كي يفرض علينا حلا معينا".

 

رئاسة الجمهورية: قبول الاستقالة وطلب الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: "عطفا على احكام البند (1) من المادة (69) من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما احكام الفقرة (أ) من البند المذكور، وبعد استقالة رئيسها السيد سعد الدين الحريري، اعرب فخامته عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة".

 

رئيس الجمهورية طلب من الحريري والوزراء الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة ومساء غد يوجه رسالة الى اللبنانيين في ذكرى انتخابه

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري والوزراء "الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة"، وذلك على اثر تقديم الرئيس الحريري امس استقالة الحكومة الى رئيس الجمهورية.

وقد صدر في الاولى من بعد ظهر اليوم عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الاتي: "عطفا على أحكام البند /1/ من المادة /69/ من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما أحكام الفقرة /أ/ من البند المذكور، وبعد إستقالة رئيسها السيد سعد الدين الحريري، أعرب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة".

رسالة لرئيس الجمهورية غدا

على صعيد آخر، يوجه الرئيس عون رسالة الى اللبنانيين عند الساعة الثامنة من مساء غد الخميس لمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه سلطاته الدستورية، يتناول فيها التطورات الراهنة، عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة.

بقرادوني

وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في مكتبه في قصر بعبدا الوزير السابق كريم بقرادوني واجرى معه جولة افق تناولت المستجدات الاخيرة.

 

المكتب الاعلامي لبري عن الدعوة المتداولة للتظاهر حول عين التينة: دعوة مشبوهة يراد منها الفتنة والفوضى

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019 

اصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري البيان التالي: "تتداول بعض وسائل التواصل الاجتماعي، دعوة للتظاهر والتواجد والانتشار حول مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وذلك نهار السبت في الثاني من تشرين الثاني في الساعة الرابعة عصرا.

يؤكد المكتب الاعلامي لرئيس المجلس النيابي، ان هذه الدعوة مشبوهة ويراد منها الفتنة واغراق البلاد بمزيد من الفوضى، وعليه دعا المكتب في بيانه جميع الحركيين، وانصار الحركة ومحبيها ومؤيدي دولة الرئيس بري الى البقاء في قراهم ومنازلهم ومزاولة اعمالهم كالمعتاد وذلك درءا للفتنة، ومن اجل تفويت الفرصة على الساعين لزعزعة استقرار لبنان".

 

بري استقبل كوبيتش ونواب الاربعاء: للاستعجال بتأليف الحكومة وفتح الطرق والخشية من الضغوط الدولية ابتداء من اليوم

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "البلد لا يحتمل المزيد من المتاعب والمخاطر اقتصاديا وماليا"، جازما أن "الوحدة والإنفتاح والحوار بين بعضنا البعض كلبنانيين يجب ان تسود المرحلة المقبلة". وطالب بري خلال لقائه نواب الاربعاء، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ب"الاستعجال في تأليف الحكومة وفتح الطرقات"، محذرا من "فقدان الأمل بالأمن في لبنان"، مبديا خشيته من "الضغوط الدولية ابتداء من اليوم". وكان رئيس المجلس استقبل في اطار لقاء الاربعاء، النواب: عناية عز الدين، قاسم هاشم، علي بزي، ايوب حميد، عدنان طرابلسي، الوليد سكرية، فادي علامة، غازي زعيتر، ابراهيم عازار، فيصل الصايغ، انور الخليل، مصطفى الحسيني، ابراهيم الموسوي، علي عمار، ياسين جابر، امين شري وعلي المقداد. كما عرض بري الأوضاع العامة وآخر المستجدات، خلال استقباله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش.

 

بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان: من الملح تشكيل حكومة جديدة بدون تأخير وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية وإجراء حوار شامل مع المجتمع المدني

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بيانا، بالاتفاق مع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في لبنان، جاء فيه: "يقر رؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لبنان بأن مواطني لبنان قد خرجوا إلى الشوارع وعبروا عن خيبة أملهم إزاء الوضع السياسي في البلاد. لقد دعوا إلى مساءلة القادة السياسيين وإلى أداء حكومي أفضل وكذلك إلى تجاوز الانقسامات المجتمعية، ويجب سماع دعواتهم.

بعد استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، من الملح تشكيل حكومة جديدة بدون تأخير وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية. وندعو الحكومة إلى إجراء حوار شامل مع المجتمع المدني.

إننا نعرب عن قلقنا البالغ حيال أي انتهاك لحرية التجمع والتعبير للمواطنين وحلقات العنف الأخيرة التي طاولت الاحتجاجات. وإننا نشيد بالقوى الأمنية على سياسة ضبط النفس التي أظهرتها حتى الآن، ونواصل دعوة السلطات لحماية جميع الاحتجاجات السلمية. وتتحمل الأحزاب السياسية مسؤولية سلوك أنصارها، وندعو جميع القادة السياسيين إلى الامتناع عن الكلام الذي قد يحرض على العنف خلال الفترة الحرجة المقبلة.

يؤكد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه من جديد على الشراكة القوية والدائمة مع لبنان وشعبه ودعمنا لاستقرار لبنان وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي".

 

المطارنة الموارنة أيدوا مطالب المعتصمين ودعوهم لتوخي الحكمة: لتلقف استقالة الحكومة بروح بناءة والالتفاف حول رئيس الجمهورية

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، وجاء فيه:

1- يأمل الآباء أن يتلقف اللبنانيون جميعا إستقالة الحكومة التي قدمها دولة الرئيس سعد الحريري بروح بناءة، ويدعون المسؤولين السياسيين إلى الالتفاف حول فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور، للإسراع في اتخاذ التدابير الدستورية الواجبة "لحماية لبنان ووحدته ومنع وصول الحريق إليه والنهوض بالاقتصاد"، تجاوبا مع طموحات جميع اللبنانيين.

2- يود الآباء توجيه تحية صادقة إلى إخوتهم وأبنائهم المعتصمين من كل طوائف لبنان ومناطقه، مقرونة بتأييد مطالبهم المحقة. ويدعونهم إلى توخي الحكمة، بحيث لا تشل اعتصاماتهم الحياة في البلاد، وتغلب على مواقفهم في الوقت نفسه سمات سلمية، بعيدا عن الاستفزاز وكل مؤشرات النزاع والعنف. وهي دعوة موجهة أيضا إلى كل وسائل الإعلام، لتعمل على إعادة اللحمة بين المواطنين.

3- كما يوجه الآباء تحية تقدير خاصة إلى المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية المختلفة، داعينها إلى الاستمرار في احتضان مسيرة شعبها نحو الخلاص من الواقع السياسي والحياتي المزري الذي يعاني نتائجه المدمرة على اقتصاد البلاد واستقرارها.

4- يرى الآباء في ظاهرة الساحات والشوارع التي بلغت ذروتها الأحد الماضي بالسلسلة البشرية، اليد باليد من عكار إلى صور الحدث الأول من نوعه في تاريخ لبنان. إذ تتقدم المواطنية على الانتماءات الطائفية والحزبية، ويكتشف اللبنانيون كم توحدهم جملة من المبادئ والقيم المستقاة من معتقداتهم المتنوعة، تحت راية الوطن الواحد، والدستور والميثاق والمطالب المشتركة. كل ذلك يشكل مداميك لأي إصلاح شامل ينقل لبنان إلى سوية الأوطان الراسخة الأركان والدول السائرة في معارج التقدم.

5- يشكر الآباء قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس على موقفه الخير والنبيل من انتفاضة اللبنانيين، والذي يتلاقى مع نداء رؤساء الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والإنجيلية وأساقفتها ورؤساء الرهبانيات العامين والعامات، ويؤكدون دعمهم لمواقف صاحب الغبطة المعبر عنها في عظاته. ويناشدون الدول النافذة في المنطقة والدول الكبرى التلاقي عند استشعار حاجة اللبنانيين إلى الخلاص من محنة عقود من الألم والانتظار، والمبادرة إلى تحريرهم من الصراعات الإقليمية والدولية الجارية على أرضهم، إنطلاقا من شرعة الأمم المتحدة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

7- يتوجه الآباء إلى الله بصلواتهم من أجل بلوغ لبنان أمانه وسلامه. ويحثون أبناءهم في الأبرشيات والرعايا على الصلاة أيضا للغاية نفسها، وعلى النظر إلى الآخرين نظرتهم إلى إخوة يجمعهم بهم نشدان إنقاذ لبنان".

 

شخصيات سياسية ووزارية ونيابية وهيئات في بيت الوسط عبرت عن دعمهما وتأييدها لخطوة استقالة الحكومة

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

توافدت الى "بيت الوسط" مساء اليوم شخصيات سياسية ووزارية ونيابية وهيئات نقابية ووفود من بيروت ومختلف المناطق اللبنانية، حيث استقبلهم رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وقد عبروا له عن دعمهم وتأييدهم للخطوة التي اتخذها أمس باستقالة الحكومة.

ومن أبرز هذه الشخصيات، الوزيران في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح ومحمد شقير، والوزير السابق ميشال فرعون والنواب: مروان حمادة، رلى الطبش، فيصل الصايغ، ديما جمالي، نزيه نجم ومحمد سليمان.

كما استقبل الرئيس الحريري وفدا من اتحاد العائلات البيروتية برئاسة محمد عفيف يموت في حضور النائب رلى الطبش وشخصيات وفاعليات بيروتية ورؤساء جمعيات.

في مستهل اللقاء تحدث يموت فأثنى على قرار الاستقالة الذي اتخذه الرئيس الحريري، وقال: "جئنا من كل مناطق بيروت لنؤكد دعمنا وتأييدنا لمواقفك الوطنية التي تصبّ دائما في خدمة لبنان واللبنانيين جميعا".

 

ابو الحسن في بكركي موفدا من جنبلاط: لحكومة تكنوقراط أولى مهامها استعادة الثقة بالدولة وتطبيق القوانين والإصلاح

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، النائب هادي ابو الحسن موفدا من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. وعلى الاثر، قال ابو الحسن: "تشرفت اليوم بزيارة الصرح البطريركي حيث التقيت صاحب الغبطة ونقلت اليه تحيات رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط. ونقلت اليه ايضا، رسالة تتضمن كل الثناء والتقدير على مواقفه الوطنية الكبيرة لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من عمر الوطن، خصوصا موقفه الداعي الى صون الحريات العامة وحماية المتظاهرين ومنع الإعتداء عليهم واحترام حرية الرأي والتعبير، والإلتزام أيضا بالقوانين ومنع الإنزلاق الى الفوضى او الفراغ". أضاف: "كما كانت مناسبة للبحث العميق في واقع الحال في البلد وكيفية اتخاذ الخطوات والإجراءات السريعة لتشكيل حكومة تكنوقراط، تكون أولى مهامها استعادة الثقة بالدولة والشروع بتطبيق القوانين والخطوات الإصلاحية الضرورية بما يلبي حاجة البلاد، وتستجيب لنداء وطموحات الشعب اللبناني، بالإضافة الى إقرار الموازنة بما يحفظ الإستقرار النقدي والمالي ومواجهة التحديات الإقتصادية المحدقة بالوطن". وختم: "لقد كان هناك تطابق مع غبطته في النظرة الى خطورة الأوضاع التي تواجهنا كلبنانيين وإيجاد السبل اللازمة للخروج من هذه الأزمة عن طريق الحوار البناء والهادىء، آخذين بعين الإعتبار مطالب الشعب اللبناني المحقة التي عبر عنها من خلال إنتفاضة 17 تشرين، والتي تجاوز فيها كل الإعتبارات الطائفية بما يرسخ الوحدة الوطنية التي هي أمانة بين أيدينا جميعا وعلينا تعزيزها والبناء عليها لبلوغ مرحلة الإستقرار السياسي والنهوض الإقتصادي وتطوير نظامنا السياسي الذي تعتريه الكثير من الشوائب وفي مقدمها الطائفية السياسية".

 

الاحرار: لتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين مستقلين تضع قانون انتخاب عصريا وعادلا

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

جدد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان اثر اجتماع استثنائي برئاسة رئيس الحزب دوري شمعون، في البيت المركزي للحزب - السوديكو، "التحية لانتفاضة الشعب اللبناني المجيدة والبعيدة عن أي اعتبار مناطقي او طائفي"، معلنا "استمرار دعمنا لها ولأنشطتها تحقيقا للأهداف التي أعلنت عنها".

وأثنى على "خطوة رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته التي لبت أحد مطالب الانتفاضة"، داعيا الى "تشكيل حكومة مصغرة فورا من اختصاصيين مستقلين يكون في رأس اولوياتها:

- وضع قانون انتخاب عصري وعادل على اساس الدائرة الفردية وإجراء الانتخابات في اسرع وقت ممكن، يتبعه تجديد للمؤسسات الدستورية وصولا الى قيام الدولة المدنية التي ينشدها اللبنانيون والتي تشكل أحد المرتكزات الرئيسية التي تأسس عليها حزب الوطنيين الاحرار.

- معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية الحرجة". وأكد الحزب أنه "يأتي في طليعة مطالبه تكريس استقلالية القضاء والكف عن التدخل في شؤونه، بأن يتم تكوين مجلس القضاء الأعلى بواسطة الجسم القضائي نفسه، لكي يتمكن من القيام بواجباته، بدءا بمحاربة الفساد والمفسدين، واسترداد الاموال العامة المنهوبة، بعيدا من أي تأثير خارجي". ودان "الاعتداءات المبرمجة التي حصلت بالأمس في وسط بيروت والتي مارسها اصحاب القمصان السود في تكرار لعملية 7 أيار المشؤومة"، مطالبا ب"محاسبتهم لا سيما وانهم معروفون بوجوههم واسمائهم وبمرجعياتهم السياسية".

 

سامي الجميل: للاسراع بتشكيل حكومة حيادية وتقدمنا باقتراح قانون لإجراء إنتخابات نيابية في أيار 2020

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل "إنتفاضة الشعب اللبناني بأنها انتصار لمستقبل لبنان والاجيال المقبلة"، وقال: "هذا انتصار لاهلنا في كل المناطق اللبنانية، هذا انتصار كبير للمرأة اللبنانية التي كانت رمزا للثورة وطالبت بمستقبل افضل للبنان والاجيال المقبلة، والتحية الاكبر للمرأة اللبنانية، هو انتصار لكل جيل الشباب الذي نزل بكل قوة ومن كل الطوائف يدا بيد ورفع العلم اللبناني ونبذ كل انواع التبعية للأحزاب والطوائف والى اي انتماءات اخرى وبات الانتماء لبنانيا بامتياز".

اضاف: "هذا انتصار للجيش اللبناني الذي كان منذ اليوم الاول رمزا لوحدة لبنان وبرهن اكثر وأكثر انه جزء من الشعب وللشعب والطريقة التي تصرف بها خلال الايام الـ13 كانت مثالية ونشكره على حماية الناس والمتظاهرين الاحرار الذين طالبوا بحقوقهم بوجه كل محاولات الترهيب التي تعرضوا لها".

وشدد الجميل على ان "الانتفاضة كانت حضارية وسلمية ونالت تنويها من كل دول العالم"، وقال: "لا اعتقد انه في اي دولة في العالم وفي تاريخ البشرية حصلت ثورة كبيرة وعميقة وكانت سلمية وحضارية الى هذه الدرجة، وهذه ميزة عند الشعب اللبناني بأنه الوحيد القادر على القيام بهذا الأمر".

وتابع: "اهنئ ايضا الكتائبيين الذين كانوا جنودا مجهولين في هذه الفترة، ناموا في الطرقات وتعبوا، حملوا العلم اللبناني، عبروا عن رأيهم كمواطنين من دون اي حسابات صغيرة او حزبية وهذا بالنسبة لي كان تجربة كبيرة بأن ارى رفاقي يدافعون عن بلدهم بهذا الشكل ويؤكدون مرة جديدة ان كل ما نريده هو مصلحة لبنان وليس لدينا مصلحة اخرى"، وتوجه اليهم بالقول "نحن فخورون بكم".

وإعتبر ان "الانتصار الاهم هو ولادة المواطنية اللبنانية نتيجة الثورة"، وقال: "كان الشعب يتصرف حسب الطوائف والاحزاب لكن اليوم اصبح كل مواطن يحاسب قياداته ومن انتخبهم، والمواطن الذي يحاسب قادر على بناء دولة ومستقبل".

وأكد ان "إستقالة الحكومة ليس سوى بداية ولا يجب ان نعتبر ان المعركة قد انتهت"، وقال: "كمعارضة نخوض المعركة منذ 4 سنوات نعتبر ان الاستقالة بداية المسار، ويجب الاستمرار بالمطالبة والبقاء لتحقيق التغيير الحقيقي والجذري والا نخسر فرصة حقيقية".

وقال: "عندما تلتقي ارادة الناس مع الآليات الدستورية يمكن تحقيق التغيير المطلوب بطريقة حضارية وسلمية شرط احترام ارادة الناس والمباشرة بالآليات الدستورية للوصول الى الغاية من هذه الثورة وهي تغيير الوجوه والنهج الذي يحكم البلد ويدمره".

واشار الى انه "بعد استقالة الحكومة، الخطوة الثانية هي تكليف رئيس حكومة جديد"، وقال: "هذا التكليف تأخر ونسمع عن امكانية تأخيره اسبوعا اضافيا، من دون وجود اي مبرر لذلك الا اذا كان الهدف هو العمل على تسوية جديدة او تركيبة جديدة، الامر الذي نبذه الشعب اللبناني".

وتابع: "الشعب قال كلمته انه يريد حكومة حيادية تضم اشخاصا كفوئين يستلمون زمام الامور هذه الفترة، ويجب احترام الارادة الشعبية لهذا السبب يجب اجراء استشارات سريعة بين اليوم والغد لتكليف رئيس حكومة حيادي من خارج اطار الاحزاب ليشكل حكومة اختصاصيين من خارج الانتماء الى الاحزاب ويكونون احرارا".

وقال: "بعد تكليف حكومة الاختصاصيين يجب ان تبدأ بمسار الإصلاح، هناك موازنة اصلاحية يجب ان تقر بالمهل الدستورية وتتناسب مع كل ما نعمل عليه، اما المهمة الثانية فهي اجراء انتخابات نيابية مبكرة لان الناس تريد تغيير الوجوه والمحاسبة والطريقة الوحيدة للقيام بذلك تكون من خلال الآليات الدستورية وعبر الانتخابات النيابية".

واكد ان "المطلوب اليوم رد القرار للناس وانبثاق السلطة وهذا يبدأ من المؤسسة الأم للنظام اللبناني اي مجلس النواب، وعلى النواب الجدد انتخاب حكومة جديدة ورئيس جديد، ويكون بذلك قد أخذ الشعب المبادرة لتغيير كل المنظومة وهذا سينعكس تغييرا في النهج".

وكشف الجميل عن "اقتراح قانون تقدم به حزب الكتائب لتقصير ولاية مجلس النواب لإجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وقال في هذا الاطار: "باسم كتلة نواب الكتائب المعارضة انهينا قانونا لتقصير ولاية مجلس النواب لاجراء انتخابات نيابية في ايار المقبل، أي بعد 6 اشهر، احتراما للمهل القانونية لاجراء الانتخابات".

وتابع: "حددنا انتهاء ولاية المجلس في 6 ايار 2020 على ان تجرى الانتخابات ابتداء من آذار"، معتبرا ان "هذا الاقتراح يسهل عملية الانتقال الديمقراطي"، وقال: "المطلوب اليوم ان تنتخب الناس من تريد وان تكون صاحبة القرار في تغيير كل المنظومة الحالية".

وأكد أن "الناس اصبحت في موقع المحاسبة والمطالبة"، مشددا على "ضرورة ألا يراهن أحد على القيام بتسويات وتركيبات على حساب الناس، فالتسوية التي دمرت البلد اسقطتها الناس ومنطق المحاصصة وتقاسم مقدرات الدولة والاموال والمناقصات قد انتهى"، لافتا الى "اننا نشعر انهم في الكواليس يحاولون ترتيب اوضاعهم لكن هذا الامر مرفوض".

وقال الجميل: "احترموا ارادة الناس ودعوها تقرر، شكلوا حكومة اختصاصيين واجروا انتخابات مبكرة وليقرر الشعب من يريد".

ولفت الى ان "بعد الانتخابات النيابية المبكرة هناك اصلاحات وقوانين يجب ان تقر منها قانون استعادة الأموال المنهوبة الذي تقدمنا به في العام 2017، وقانون رفع السرية المصرفية الذي تقدمنا به في 2019 والذي لا يشمل السياسيين فقط بل المقاولين وكل من يتعاطى بعقد مع الدولة اللبنانية، اضافة الى اقرار قانون إلغاء رواتب النواب السابقين الذي تقدمنا به عام 2018 لنكون مثل كل الدول الاخرى التي تعطي النائب راتبا لستة اشهر فقط بعد انتهاء ولايته لا ان يكون له حقوق على مدى الحياة كما في لبنان، كذلك القانون الذي تقدمنا به في العام 2015 الذي يقضي بحسم رواتب النواب الذين لا يعملون، فالنائب الذي لا ينتج لا يحصل على راتب".

وقال: "هذه القوانين كلها تقدمنا بها وهي موجودة في مجلس النواب وهناك قوانين تقدمت بها كتل اخرى مثل استقلالية القضاء، كلها يجب ان تقر وعلى هذه الورشة ان تبدأ، واذا لم يكن المجلس النيابي الحالي قادرا على التصويت على هذه القوانين فالانتخابات النيابية المبكرة ضرورية للاتيان بنواب يلتزمون اقرار هذه القوانين لنقل لبنان من مكان الى اخر".

واستشهد الجميل "بأحد الشباب الذي كان ينام في الشارع، فطلبنا منه ان يرتاح في منزله ويعود لاحقا لانه لم يرى منذ 10 ايام ابنه كريستيان فكان جوابه انه لا يريد ان يراه قبل ان يبني له بلدا". وقال: "هذه هي الروحية الموجودة عند شباب لبنان اليوم، كلنا تحررنا وهمنا فقط بناء بلد ومستقبل لاولادنا، وكلنا في مركب واحد ولا نفرق بين منطقة واخرى وطائفة واخرى المطلوب ان نكون موحدين بعيدا عن كل الحسابات الصغيرة".

ودعا الى "عدم التخلي عن هذه الفرصة التاريخية لنعيش بهذا البلد ورأسنا مرفوع ونفتخر بجواز السفر اللبناني"، معتبرا أن "أجمل ما رأيناه خلال ال13 يوما هو أن اللبنانيين عادوا ليحبوا بلدهم وعلمهم ونشيدهم، وهذا امر لا يجب التخلي عنه بأي شكل من الاشكال فهذه الفرصة يجب ان نستغلها حتى النهاية لقلب البلد وبناء مستقبل افضل لنا ولاولادنا".

وقال: "نعيش حلما يجب الا ينتهي قبل تحقيق اهدافه"، وتوجه الى الشباب بالقول: "تعرفون من لديه حسن نية، لنكن كتفا على كتف ولا ندع احدا يفرقنا ولنبق على جهوزية لتحقيق خارطة الطريق ونبني هذا التغيير الذي نطمح اليه ونعمل عليه منذ فترة طويلة".

وختم: "هذا اللبنان الجديد الذي ولد سنحافظ عليه بكل الامكانيات وكل قوتنا".

وأكد الجميل ردا على سؤال ان "الشعب اللبناني لا يريد ان يسمع كلمة تسوية بعد الان، بل قال كلمته وعلى المسؤولين ان يسمعوها والا سيدفع هؤلاء المسؤولون الثمن ونحن نصحناهم بأن يستقيلوا والا سيغادرون طردا ولكن لم يستمعوا لنا، فلبنان تغير وعليهم ان يستوعبوا ذلك والا فلن يواكبوا المرحلة المقبلة".

وعن قانون الانتخابات، قال: "نتمنى تغيير القانون لكن بغض النظر سيغير الشعب اللبناني المجلس النيابي وهذا الامر يجب الا يكون عائقا امام اجراء الانتخابات والتغيير".

وأكد ان "لا وجود لما يسمى بالفراغ وتكليف رئيس حكومة جديد يجب ان يحصل اليوم قبل الغد على ان يتم تشكيل حكومة خلال اسبوعين وان تبدأ بالعمل سريعا".

 

الطاشناق: مجلس النواب الأميركي اعترف بالإبادة الأرمنية بغالبية ساحقة

وطنية - الأربعاء 30 تشرين الأول 2019

لفت حزب الطاشناق، في بيان، الى ان "مجلس النواب الأميركي اعتمد قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية، وأقر بأكثرية 405 أصوات لمصلحة القرار في مقابل 11 ضده".

أضاف: "افتتح جلسة مناقشة القرار جيم ماك افيرني بخطاب مثير للإعجاب، مشددا على أن إقرار القرار 296 يمثل فرصة لمجلس النواب للإدلاء بموقف واضح حول الإبادة الجماعية الارمنية، والاعتراف بحصولها. وأدلى كل من أعضاء الكونغرس آنا إيشو وإليوت إنكل وكريس سميث بشهادتهم تأييدا للقرار، وشكر افيرني المدير التنفيذي للجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في الولايات المتحدة الأميركية آرام هامبريان". وذكر الحزب بان "قرارا مماثلا اعتمده مجلس النواب في 1975 و1984 واعترف الرئيس الاميركي رونالد ريغن عام 1981 بـ"الابادة الارمنية"، وستتم ايضا مناقشة قرار في مجلس الشيوخ الاميركي في وقت قريب".

ورأى ان "اعتماد هذا القرار يؤكد، إلى جانب الاعتراف بالإبادة الجماعية الارمنية التي تعرض لها الشعب الارمني عام 1915 على يد الامبراطورية العثمانية وذهب ضحيتها اكثر من مليون ونصف مليون من الرجال والنساء والأطفال، الإحياء المناسب لضحايا هذه الجريمة، والرفض الحاد لإنكار الإبادة الارمنية وأهمية تعليمها وسيلة مهمة لمنع إبادات جديدة".

وشدد على ان "لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في لبنان تحيي قرار مجلس النواب الأميركي بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية وتؤكد أن بالاعتراف بهذه الابادة تتحقق العدالة وتنتصر حقوق الانسان". وختم: "إن لجنة الدفاع عن القضية الارمنية في لبنان تعرب عن آمالها بإعتراف مجلس الشيوخ الاميركي بـالابادة الارمنية"، كذلك استخدام الرئيس الاميركي دونالد ترامب مصطلح "الابادة الارمنية" خلال كلمته السنوية في مناسبة 24 نيسان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29- 30 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

لا أمل ولا رجاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية الثلاثة الذين خانوا ثورة الأرز…اطردوهم واعزلوهم

الياس بجاني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80029/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83/

 

 

أين نحن اليوم، مراجعة استعادية وتوقعية

شارل الياس شرتوني/30 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80038/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%8c-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9/