المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october28.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم”.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/كفى لبنان واللبنانيين عهر ونفاق وإرهاب تجار المقاومة والتحرير

الياس بجاني/كلن يعني كلن كذابين وطرواديين وجرمين بحق لبنان وأهله

الياس بجاني/التاريخ ولعنه عون وورقة ذله مع حزب الله

الياس بجاني/نجاح وكيم دينسور فصيلته انقرضت منذ زمن

الياس بجاني/مهرطيقون ودجالون المنجمون

الياس بجاني/غداً قم بواجبك الوطني في مدينة زحلة وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للإحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كورونا في لبنان.. 11 حالة وفاة ورقم كارثي في عدد الإصابات

لبنان.. جولة ثانية من مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل/من المرتقب أن تستمر هذه الجولة حتى الخميس وذلك في حضور الوسيط الأميركي جون دروشر

اجتماع ثلاثي استثنائي في الناقورة بحث في الوضع على الخط الازرق ديل كول: للمضي الى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة

وجر ثعالب ام عرين اسود؟/الأب سيمون عساف

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 27 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: إيجابيات مسار التأليف تقاوم محاولات التفخيخ!

المرض العضال المتجسد بالإحتلال الإيراني للبنان

الياس االزغبي يحذّر من خرق الدستور بإشراك الكتل النيابية في تشكيل السلطة التنفيذية

خارطة طريق من الحريري.. و”الحزب” مستعد للتخلي عن “الصحة”

“شحنة مخدرات” الى الحوثيين بإشراف “الحزب”!

جعجع لا يرى "أملاً" والجميّل يدعو إلى "المواجهة" ... التأليف يخوض "المعمودية المسيحية" والتسميات "شراكة حلبية"

فتفت لـ"نداء الوطن": لا أوافق الحريري وجهة نظره

الحريري لن يستسلم.. والراعي يخشى من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية: إيران تبني منشأة نووية تحت الأرض بعد انفجار نطنز

متحدث باسم الشرطة الفرنسية: إخلاء منطقة برج إيفل لفترة وجيزة بعد العثور على حقيبة مليئة بالذخيرة

أرمينيا تتهم أذربيجان بقصف أراضيها قرب الحدود الإيرانية

إصابة قائد “جيش دفاع قره باغ”

زوجة رئيس وزراء أرمينيا تعلن استعدادها للمشاركة في الحرب

بومبيو: داعش لا يزال يشكل تهديداً

لا يملك الرئيس الفرنسي صلاحية من دستور فرنسا وقوانينها ليمنع نشر الرسوم

تزايد التوتر بين باريس وأنقرة وفرنسا تدعو إلى «وقف فوري» لمقاطعة منتجاتها وحماية مواطنيها

المفوضية الأوروبية: مقاطعة المنتجات الفرنسية «ستُبعد تركيا أكثر عن الاتحاد»

وزير خارجية فرنسا: الحوار مستحيل مع «القاعدة» و«داعش» في مالي

عشرات القتلى بقصف روسي على فصيل سوري موالٍ لتركيا في إدلب «الجبهة الوطنية» المعارضة تلوّح بالرد على خرق الهدنة

صمت رسمي روسي حيال قصف معسكر في شمال غربي سوريا وتباين بين أنقرة وطهران حول إدلب

مصر والسودان تتمسكان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزِم بشأن مل وتشغيل سد النهضة

السلطات الإسرائيلية توافق على بناء 31 وحدة استيطانية في الخليل

السرطان يقهر عزة الدوري وحياة «ظل صدام» أصبحت لغزاً بعد 2003

تداعيات سياسية وأمنية تحول دون كشف قتلة الهاشمي وورقة إعلان المسؤولين تلوح في ذكرى «انتفاضة تشرين»

رفع خيام «التحرير» في بغداد خشية من مجموعات مسلحة وإصابة 32 متظاهراً و138 عنصر أمن في الذكرى الأولى للحراك

جبهة سنية عراقية جديدة تطلق ماراثون تغيير التحالفات والنجيفي والخنجر من أبرز قياداتها وهدفها إزاحة الحلبوسي

مقتل رجل أسود برصاص الشرطة يشعل الاحتجاجات في فيلادلفيا الأميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الثانية/المنسقية

المؤكد أن حكومة الحريري العتيدة سوف تكون حكومة حزب الله فعلا" وحكومة الطبقة السياسية المارقة شكلا"./توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية

مسودّة حكومة أولية يسلّمها الحريري لعون الأسبوع الجاري/غادة حلاوي/نداء الوطن

"العونيون": محاذيرنا كثيرة... والثنائي الشيعي يرفض 90% من الورقة/كلير شكر/نداء الوطن

أردوغان يحلم وماكرون يواجه وطرابلس استنكرت إغتيال أستاذ التاريخ والجغرافيا... قصة رمانة أم قلوب مليانة/نوال نصر كلير شكر/نداء الوطن

من ماكرون الذي حمل المحبّة الى لبنان، الى الشيشاني الذي ذبح الأستاذ الجامعي!...أليس المسلمون الحقيقيون هم الذين يجب ان يؤكدوا ان ذبح استاذ التاريخ ليس إسلاماً؟/المحامي عبد الحميد الأحدب

لبنان يقاطع العالم: "ألو، هل تسمعني؟"/رامي الأمين/أساس ميديا

 حكومة الصقور والريموت كونترول/زياد عيتاني/أساس ميديا

إلى سعد الحريري: سِرّك في البطريرك الشجاع/قاسم يوسف/أساس ميديا

تدخّل روسي في الترسيم مع سوريا وقبرص وإسرائيل/منير الربيع/المدن

أن تقر الأحزاب بإخفاقها ... حكومة بلا حزبيين/توفيق شومان

كي لا يبقى العراقيون واللبنانيون أسرى عند ايران/مينا العريبي/الشرق الأوسط

وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إيران مصنع لإنتاج دول فاشلة/داود الفرحان/الشرق الأوسط

الانتخابات الأميركية وإيران: لماذا يكترث الملالي بشياطينهم/يوسف الديني/الشرق الأوسط/

سؤال صائب/نديم قطيش/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع الحريري الوضع الحكومي في جو من التفاهم على ما تحقق من تقدم

نقابة المحامين: كوبيش تسلم من خلف طلبا خطيا للوصول الى معلومات حول تفجير المرفأ

القوات اللبنانية: جعجع يرسل غدا وفدا لزيارة مراجع كنسية وسياسية أرمنية

لبنان القوي: تنفيذ البرنامج الاصلاحي للمبادرة الفرنسية جزء اولي من الاصلاح والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان منطلق لمكافحة الفساد

الكتائب: اركان التسوية فوضوا التشكيل لحزب الله وعلى النواب الاستقالة

التيار المستقل انتقد طريقة التعاطي في مسار تأليف الحكومة

دريان اطلع من نقيب محامي بيروت على مبادرة النقابة خلف: خطة وطنية متكاملة لاعادة تشكيل السلطة وانقاذ الوطن

يوسف سلامة: المشرق يتموضع من جديد

لقاء في نقابة الصحافة والمجتمعون توافقوا على برنامج مرحلي يحذر من الخروج عن الطائف ويؤكد عروبة لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَثَلَ الزَّارِع: أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين

إنجيل القدّيس متّى13/من18حتى23/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع: كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛ ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ. أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

كفى لبنان واللبنانيين عهر ونفاق وإرهاب تجار المقاومة والتحرير

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2020

السلام في لبنان يتطلب اقفال ساحته بوجه تجار المقاومة الدجالين وتنفيذ القرارات الدولية والإعتراف بإسرايل اسوة بغالبية الدول العربية

Peace in Lebanon requires freeing it from all resistance imposters and evil Iranian merchants, implementation of UN Resolutions & recognizing Israel as most Arab countries did.

 

كلن يعني كلن كذابين وطرواديين وجرمين بحق لبنان وأهله

الياس بجاني/28 تشرين الأول/2020

ما في صاحب شركة حزب بلبنان ادمي وبيخاف ربنا ويوم حسابه. كلن منافقين ونرسيسيين وتجار هيكل وفريسيين وثقافتهم اسخريوتية وكلن يعني كلن

 

التاريخ ولعنه عون وورقة ذله مع حزب الله

الياس بجاني/27 تشرين الأول/2020

إن ذكر التاريخ عون فسوف يذكره بخطيئة وطنية مميتة هي ذوبانه في ورقة تفاهم طروادية مع حزب الله وتسليمه البلد والقبول بدور الغطاء

 

نجاح وكيم دينسور فصيلته انقرضت منذ زمن

الياس بجاني/25تشرين الأول/2020

نجاح وكيم انسان حقير ومنحط ولا يعرف من الوطنية والقيم والأخلاق شيء. عروبي ناصري منافق وحرامي. حاقد على المسيحيين لأنهم نبذوه وحاقد على لبنان لأنه سخفه ورفضه. كلامه نتاق وهرار لا أكثر ولا أقل

 

مهرطيقون ودجالون المنجمون

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2020

رغم كل غضب الله علينا لقلة إيماننا وخور رجائنا وفسقنا لا زالت وسائل اعلامنا المسيحي تسوّق لإبليسية ميشال حايك وليلى عبد اللطيف.

 

غداً قم بواجبك الوطني في مدينة زحلة وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للإحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91361/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

بات الوضع الإحتلالي الملالوي والإرهابي في لبنان أمر إبليسي لا يطاق وقد تخطى في مأساويته كل التوقعات وأمسى بصعوباته وإجرامه بحق المواطنين العزل غير مسبوق في تاريخ وطن الأرز المقدس منذ سنين طويلة.

المحتل الإيراني البربري والمذهبي والمجرم يتحكم بكل مفاصل الدولة ولم يترك مؤسسة واحدة لا خاصة ولا حكومية إلا وعهرها وأفرغها من محتواها وشلها وجعل منها أداة مجيرة لخدمة مشروعه الإيراني الاستعماري والتوسعي والإرهابي.

وعن ذمية واستسلام وخنوع وركوع طاقم الحكم الإسخريوتي على كافة المستويات ومعهم المخصيين من أصحاب شركات الأحزاب التجارية البالية والتعتير فحدث ولا حرج.

من هنا فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة في وطن الأرز قبل تحريره من سرطان احتلال حزب الله الملالوي، والإتيان بطاقم سياسي وطني وسيادي ولبناناوي يخاف الله ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير، وضميره حي، ومؤمن بحق لبنان وأهله بالكرامة والسيادة والحرية والاستقلال، وذلك من خلال تنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، وال 1559 و1701 وال 1680

أما عن النظام اللبناني المدني الحالي فهو جيد وممتاز، وربما هو من أفضل الأنظمةفي العالم التي تناسب البلدان التي فيها مجموعات أقلوية اثنية وقومية ومذهبية متنوعة كما هو الوضع اللبناني… وبالتالي العلة ليست في النظام بل هي في الحكام والأطقم السياسية النرسيسية وفي جشع وفجع وعهر أصحاب شركات الأحزاب كافة المحلية منها والوكيلة للخارج على حد سواء.

لهذا ندعوك أخي المواطن اللبناني للمشاركة في كل التجمعات اللبناناوية والإستقلالية والسيادية التي تقوم بها مجموعات مدنية وحزبية حرة أدركت أن مشكلة لبنان لا هي اقتصادية ولا مالية ولا طائفية، بل هي الاحتلال الإيراني المجرم والإرهابي المتمثل بحزب الله، وأدركت أيضاً بأن لا آلية للتحرير بغير تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان كافة ونقطة ع السطر.

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 24 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي الذي سيقام في مدينة زحلة الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كورونا في لبنان.. 11 حالة وفاة ورقم كارثي في عدد الإصابات

مواقع الأكترونية/27 تشرين الأول/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، “تسجيل 1809 حالة جديدة مُصابة بفيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19) جميعها محليّة، يوم أمس الأحد، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 73995 حالة”. وأوضحت أنّه “تمّ تسجيل 11 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 590، مشيرةً إلى أنّ “عدد حالات الاستشفاء خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 732، من بينها 239 في العناية المركّزة”، لافتةً إلى أنّ “عدد الفحوصات المخبريّة المحليّة الّتي أُجريت يوم الثلاثاء وصل إلى 14320 فحصًا، فيما أُجري 892 فحصًا في المطار

 

لبنان.. جولة ثانية من مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل/من المرتقب أن تستمر هذه الجولة حتى الخميس وذلك في حضور الوسيط الأميركي جون دروشر

وكالات وعربية نت/الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

عقد الوفدان، اللبناني والإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والتي من المرتقب أن تستكمل غداً الأربعاء. وعُقد اجتماع ثلاثي في مقر الأمم المتحدة في الناقورة (جنوب لبنان) الثلاثاء برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" ورئيس البعثة اللواء ستيفانو ديل كول. وتناول الاجتماع، بحسب بيان للجيش اللبناني، "الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق" الفاصل حالياً بين البلدين. وبحسب البيان، دان الجانب اللبناني "الحرائق المستمرة والمفتعلة" من قبل الجانب الإسرائيلي على الحدود، وأعاد "تأكيد التزامه بالقرارات الأممية، لا سيما القرار 1701 ومندرجاته كافة". وشدد على ضرورة انسحاب الإسرائيليين "من جميع الأراضي المحتلة، ومنها: المناطق المتاخمة لشمال الخط الأزرق، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من منطقة الغجر وبقعة B1 المحتلة". وأعاد الجانب اللبناني تأكيد "ضرورة إدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة"، حسب البيان. وطالب الجانب اللبناني عبر "اليونيفيل" تسلمه "خرائط التحصينات" التي كان الجانب الإسرائيلي قد أقامها أثناء الاحتلال، وقد عثر الجيش اللبناني واليونيفيل على إحداها بتاريخ 24/4/2020 في محيط بلدة الغجر. من جهتها أصدرت وزارة الطاقة الإسرائيلية بياناً أكدت فيه انعقاد لقاء ثان غداً بين الطرفين في الناقورة لبحث ترسيم الحدود، وذلك بحضور الوسيط الأميركي جون دروشر. كما من المرتقب عقد لقاء آخر يوم الخميس، حسب ما جاء في البيان. وأوضح البيان: "تهدف البعثة في هذه اللقاءات إلى النظر في احتمالية التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بشكل سيسمح بتطوير الموارد الطبيعية في المنطقة". وكانت أول جلسة مفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين قد انعقدت في 14 أكتوبر الجاري في الناقورة بجنوب لبنان.

 

اجتماع ثلاثي استثنائي في الناقورة بحث في الوضع على الخط الازرق ديل كول: للمضي الى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة

وطنية - الناقورة - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

ترأس قائد اليونيفيل الجنرال ستيفانو ديل كول اجتماعا ثلاثيا استثنائيا مع كبار ضباط الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي، في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة. وتركزت المناقشات خلال الاجتماع، الذي كان مصغرا بسبب القيود التي فرضتها جائحة الكوفيد-19، على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وأكد ديل كول "أهمية المنتدى الثلاثي، باعتباره آلية تهدف إلى الحد من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول". وقال: "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق". وأضاف: "أود أن أدعوكم إلى المضي الى أبعد مما حققناه وإكمال العمل على النقاط العالقة على النحو الذي شجع عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2539". وأثنى ديل كول على الأطراف "للدور البناء الذي لعبوه في تهدئة التوترات على طول الخط الأزرق"، وقال: "أود أن أشيد بجهود كلا الطرفين بعد دعواتي المتكررة لاتخاذ تدابير استباقية وإحداث تغيير في الديناميكية السائدة في ما خص التوتر والتصعيد. إن استمرار هذه الديناميكية الإيجابية سيسهل إلى حد كبير المشاركة البناءة بين الأطراف بشأن القضايا العالقة". يذكر أن الاجتماعات الثلاثية تعقد بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، وهي آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة.

 

وجر ثعالب ام عرين اسود؟

الأب سيمون عساف/27 تشرين الأول/2020

(وجر هو مسكن الثعلب جمعه اوجار، والعرين مسكن الأسود جمعه عرائن).

نستهل مقالنا عن وطن الأرز، الحافل بتاريخٍ بطوليٍّ مشرِّف، مخاطبين شعبنا المبلو بالخيبات، متسائلين بعد المحن والتجاريب التي اوصلنا اليها الصعاليك، هل لبنان وجر ثعالب ام عرين اسود؟

مرآة الشرق، قبلة العربان، مزار الاجانب ومحجة السيَّاح لبنان انسمى. للرجولة عنوان للمروءة مرجع وللشجاعة مصدرٌ ومآل. فرسانُه والعنفوان صنوان. خلع على بنيه المؤرخون القاب اسود إذ رضعوا حليب الشموخ حيث ترعرعوا ونشأوا.

في معارك الشرف كانوا ضياغم وفي معمعات العز كانوا غضافر. في كل شوط لهم احرزوا قصب السبق وفي كل امتحان نالوا القِدْحَ الْمُعَلَّى.

انها حكاية شعب افرز ابجدية ونوابغ ورجالات دمغوا الوطن في كل هيجاء بزمجرات مجد فصار عرين اسود.

هكذا لبنان في الأمس كان، اما اليوم فماذا ترانا نقول، والخزي والخجل والعار يحاكي مسؤولين وماسكين زمام القيادة والحكم في مراكز القرار؟

انهم مبدعون في ابتكار الشر، بسلوكياتهم ومناقبياتهم والأخلاق، وقد حولوا عرين الأسود الى اوجار ثعالب.

اجل، يصفع الجوع والفقر والقهر والبؤس والحاجة اصغر غرفة في بيوتاتنا وحاراتنا الحاملة آثار الدمار والدماء والدموع.

نكبة شعبنا سببُها الزعماء والقادة الذين امعنوا في تحقير كرامة اللبناني وانَفَته.

يحضرني قول الشاعر الذي يصح عندنا: تموت الأسودُ في الغابات جوعا... ولحم الضأنِ تأكلُه الثعالبْ

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 27 تشرين الأول 2020

وطنية/الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

صحيفة النهار

ـ يقول أحد السياسيين إنّ المعلومات المضللة لنائب سابق بحق "القوات اللبنانية" وتسلحها وتخزينها السلاح في ‏الاديار الرهبانية تؤكد ان الرجل لا يزال يعيش زمن ما قبل انتهاء الحرب الاهلية يوم فتح الرهبان اديارهم ‏لاحزاب الجبهة اللبنانية وقد طوي هذا الملف زمن حروب الساحة المسيحية.

ـ عُلم أنّ كلام البطريرك الراعي ورسالته إلى الرئيس المكلف إنّما كي لا تتكرر تجربة العام 1992 من خلال ‏تجاهل المسيحيين ودفعهم إلى المقاطعة في ظل "الترويكا" التي كانت سائدة حينذاك.

ـ سربت امس لوائح مفترضة باسماء وزراء الحكومة الجديدة اقل ما يقال في اكثرها انه مثير للاحباط ولا يمكن ان ‏يحدث صدمة ايجابية في المجتمع.

صحيفة البناء

ـ خفايا

قالت مصادر مالية إن عملية ضخ الدولار في السوق السوداء بدأت مع تكليف الرئيس سعد الحريري ونجحت ‏باستدراج الذين يخزّنون دولاراتهم في البيوت للإفراج عنها نحو سوق العرض لتبدأ عملية دومينو يصعب وقفها، ‏طالما ان مصرف لبنان يتولى جمع السيولة بالليرة اللبنانية من السوق، متوقعة اذا تشكلت الحكومة سريعاً أن يصل ‏سعر الصرف الى الـ 5000 ليرة.

ـ كواليس

أبدت مصادر أمنية خشيتها من توترات على خلفية الموقف الفرنسي من الرسوم المسيئة للنبي محمد وأن تكون ‏ساحات عالمية عديدة مسرحاً لهذه التوترات وأن تنعكس هذه التوترات على الصراع الأرمني التركي فتضعه في ‏خانة طائفية في أكثر من ساحة.

صحيفة الجمهورية

ـ أكدت مصادر حزبية أن المسائل في لبنان خرجت من أيدينا وحتى من أيدي الكبار في الشرق الأوسط.

ـ تخوّفت مصادر إقتصادية من الهجمة الجماعية على إقفال الشركات العالمية مؤسساتها في لبنان عبر وكلائها ‏المعتمدين معتبرة أنه مؤشر سيئ للمستقبل.

ـ ساءت العلاقة بين وزير ومدير عام عُيّن حديثا بالنظر الى رؤيتين مختلفتين حول كل موضوع بما فيها الشؤون ‏الحيوية المتصلة بأساس ومهمة الوزارة.

صحيفة اللواء

ـ تجري اتصالات، بعيدة عن الأضواء، للحؤول دون انعكاسات سلبية للصدام بين فرنسا والعالم الإسلامي، على ‏مبادرة ماكرون للإنقاذ..

ـ تدقق جهات رسمية بالأسباب التي آلت بمرجع روحي إلى إعلان ما أعلنه عشية تأليف الحكومة..

ـ على الرغم من أهمية تكليف شخصية قوية تأليف الحكومة، لكن إجراءات إقفال مؤسسات ومتاجر لبنانية، ذات ‏امتداد عالمي!

صحيفة نداء الوطن

ـ نقل مقربون من الثنائي الشيعي أنّ الموقف بات محسوماً لجهة رفض أي إجراء إصلاحي في الحكومة العتيدة ‏يقضي بتقليص عدد موظفي الإدارة العامة.

ـ رأت مصادر سياسية أنّ كلام كلودين عون المتعلق بالدعوة إلى "السلام مع إسرائيل" لم يأت في سياق منفصل ‏عن أجندة تعزيز حظوظ زوجها "أميركياً" كمرشح لرئاسة الجمهورية.

ـ تردد أنّ "حزب الله" بصدد إيفاد مسؤول حزبي رفيع للاجتماع مع أعضاء "اللقاء التشاوري" بهدف "تطييب ‏خاطرهم" إثر تهميشهم حكومياً.

صحيفة الأنباء

*الغاء زيارة يثير التساؤلات*

إلغاء زيارة مسؤول دولي رفيع الى لبنان تثير تساؤلات عدة حول الخلفيات الحقيقية والدوافع لهذا الارجاء.

*تمنيات لا وقائع

يؤكد مصدر دبلوماسي أن بعض ما نُقل عن مسؤول دولي زار لبنان مؤخراً كان تمنيات لا وقائع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: إيجابيات مسار التأليف تقاوم محاولات التفخيخ!

النهار/الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

على رغم زيادة منسوب الغموض حيال مسار تأليف الحكومة الجديدة، في ظل انقطاع ‏معالم التحركات واللقاءات العلنية على الأقل التي يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري، كما في ظل ستار الكتمان الشديد الذي يفرضه بيت الوسط على مجريات ‏المشاورات والاتصالات، كما بدا واضحا ان بعبدا فرضت بدورها ستارا مماثلا من الكتمان ‏منذ الاحد الماضي، علمت "النهار" مساء امس ان مسار التأليف لا يزال يسير في اتجاه ‏إيجابي. وفيما حافظت المعطيات المتوافرة عن مسار التأليف على المناخ الإيجابي الذي ‏ذكر انه لا يزال يشكل نقطة ارتكاز في الاتصالات الجارية بعيدا من الأضواء، فان ذلك لم ‏يحجب المعالم الحذرة حيال مسعى الرئيس الحريري الى استكمال تصوره للتركيبة ‏الحكومية التي يدفع في اتجاه استيلادها بأسرع وقت من وزراء اختصاصيين وذوي خبرات ‏ولا ينتمون الى أحزاب. ويبدو ان الساعات الثماني والأربعين الأخيرة بدأت تشهد بلورة قوية ‏لترابط نشأ بين مسألة المداورة في تولي الحقائب الوزارية، ولا سيما منها الحقائب السيادية ‏والخدماتية وتمثيل المسيحيين في الحكومة العتيدة في ظل حصر التفاوض حول هاتين ‏النقطتين الشائكتين بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ميشال عون، الامر الذي يوحي ‏بان الحل او التعقيد في هذه المفاوضات سيغدو في يد الرئيس عون تحديداً. واذا كان قرار ‏الحريري واضحا لجهة التزام التشاور مع الرئيس عون في كل ما يتصل بالحقائب والوزراء ‏المسيحيين، فان الامر سينشئ ارباكات ومحاذير بدأت تثير من الآن انتقادات ومواقف سلبية ‏للقوى المسيحية باعتبار ان أي توافق بين عون والحريري سيؤدي الى احتكار عون وعبره ‏تياره الحصة الوزارية المسيحية، وفي حال التعقيد والعرقلة ستنشأ مشكلة محتملة بين ‏الرئيسين من شأنها وضع عملية التأليف برمتها على كف الاهتزاز.

عقدة المداورة

وبازاء طرح موضوع المداورة في اللقاء الأخير بين عون والحريري الاحد الماضي في قصر ‏بعبدا، وبعد استثناء حقيبة المال التي ستبقى من حصة الشيعة، بدت هذه المسألة مرشحة ‏لتعكير الإيجابيات التي حكي عنها في اليومين الماضيين، ولو ان الأوساط المتصلة بالرؤساء ‏والمعنيين لا تزال تشير الى ان مناخات الإيجابيات لم تتراجع. وتقول هذه الأوساط ان ‏المشاورت تجري حاليا حول مجمل هيكلية الحكومة العتيدة بما يعني الخوض تفصيليا في ‏شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها ونوعية الوزراء ومعايير تعيينهم. وفهم ‏في هذا السياق ان عدد الوزراء لم يحسم نهائيا بعد وان كان الاتجاه الغالب هو الى حكومة ‏ما بين 20 و24 وزيرا وان الحريري حريص للغاية على عدم حصول أي تعقيد يتصل بالتمثيل ‏المسيحي والحقائب التي ستسند الى المسيحيين، وان هذا الامر سيعالج بروية مع الرئيس ‏عون . كما ان الأوساط تؤكد ان الحكومة لن تضم وزراء سياسيين بل اختصاصيين من ذوي ‏الخبرات الذين توافق عليهم القوى السياسية. وتحدثت معلومات مساء امس عن إشكالية ‏جديدة نشأت حول حقيبة الصحة التي يطالب بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط في حين يتشدد "حزب الله" برفضه التخلي عنها ويريدها من حصته. ناهيك عن ان ‏الفريق الجنبلاطي قد لا يحصل الا على حقيبة واحدة لان النائب طلال أرسلان يطالب ‏بحقيبة أخرى لكتلته مع انه قاطع استشارات التكليف ورفض عودة الحريري الى رئاسة ‏الحكومة. وفيما يكثف الحريري مشاوراته بعيدا من الأضواء ولا سيما مع الرئيسين عون ‏ونبيه بري، يبدو في حكم المستبعد ان ينتهي مخاض تأليف الحكومة هذا الأسبوع خصوصا ‏وان نقاطا أساسية لم تحسم بعد ولا يبدو حسمها وشيكا ومنها موضوع المداورة وتوزيع ‏الحقائب بين القوى الأساسية. ولكن اوساطا سياسية معنية بالملف الحكومي لاحظت تركيز البعض على ما وصف ‏بالعقدة المسيحية في حين انه لا وجود فعليا لهذه العقدة من الناحية الطائفية ولن يكون ‏واردا ان يسمح الرئيس الحريري باي مزايدات عليه في هذا السياق. وأكدت ان المواقف ‏السياسية المبدئية من الحكومة شيء والمزايدات التي يراد لها ان تلصق بالرئيس الحريري ‏اتهامات غير موضوعية شيء أخر، ولذا لن يطول الوقت ليدرك الجميع ان الرئيس المكلف ‏يتخذ نهجا وطنيا شموليا حيال جميع الطوائف والفئات والأحزاب في مسار تشكيل الحكومة ‏بما لا يبقي مجالا لاي مزايدات. في أي حال تفاوتت التقديرات حيال الموعد المحتمل للولادة الحكومية هذا الأسبوع او اكثر ‏والتي تبقى رهن نتائج المساعي التي يبذلها الرئيس الحريري في الأيام المقبلة التي ‏تكتسب طابعا مفصليا لا يفترض معه ان تطول فترة التأليف اكثر من أيام بعدما حصرت ‏النقاط الأساسية التي ستنطلق منها عملية استكمال التشكيل. وفي المواقف السياسية انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس مجريات ‏تأليف الحكومة وقال انه "اذا كان هناك مسعى لاي اصلاح فعلي فيجب تشكيل حكومة ‏مستقلين فعلية بالدرجة الأولى من وزراء كفوئين واختصاصيين لان الامر يتطلب عملا ‏وخطوات يومية وسرعة في اتخاذ القرارات. فاذا تم تشكيل حكومة على هذا الشكل فللبحث ‏صلة لكن يبدو ان لا أمل في هذه الحكومة لانها بدأت التشكيل على أساس وعود للثنائي ‏الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائهم حقائب معينة وهي احد أسباب جمود ‏الوضع أضف الى ذلك انهم يسمون وزراءهم. وسينسحب ما يحصل مع الثنائي الشيعي ‏على التيار الوطني الحر والآخرين". واعتبر جعجع "ان الحكومة ستكون في احسن الحالات ‏شبيهة بحكومة حسان دياب فماذا نكون قد فعلنا ؟ لا شيء سوى تضييع وقت إضافي".

 

المرض العضال المتجسد بالإحتلال الإيراني للبنان

The Unsaid Lebanon/27 تشرين الأول 2020

حزب الله هو الحاكم المطلق في لبنان، والباقي من الزعماء الذميين، ولا سيما الذين شاركوا في الخطيئة الرئاسية عام ٢٠١٦، هم مجرد تفصيل مبتزل. والكلام عنهم كحالات مؤثرة في المشهد السياسي، هو تعمية بحد ذاته عن المرض العضال المتجسد بالإحتلال الإيراني للبنان. إذا شكلت الحكومة ستكون بشروط حزب الله، وإن لم تشكل  ستكون بقرار منه. إستئصال براثن حزب الله من جذورها، عبر تطبيق القرار ١٥٥٩، هو الحل الأساسي والرئيسي لخلاص لبنان. كون تطبيق هذا القرار، يخرج لبنان من شرنقة الإحتلال الإيراني، وهو المدخل الضروري للإطاحة بالطبقة السياسية المارقة، المسؤولة عن عذابات لبنان واللبنانيين.

 

الياس االزغبي يحذّر من خرق الدستور بإشراك الكتل النيابية في تشكيل السلطة التنفيذية

وكالات/27 تشرين الأول 2020

 رأى الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي أن "سماح الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية بمشاركة رؤساء الكتل النيابية في تشكيل الحكومة، يشكّل انتقاصاً من صلاحياتهما التي نصّ عليها الدستور". وقال في تصريح: "إن إشراك الكتل النيابية في تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب، بحجّة منح الثقة، يعني خرق المبدأ الدستوري القاضي بالفصل بين السلطات، فليس لها أن تتدخل في عمل السلطة التنفيذية إلّا من باب المراقبة والمحاسبة في مجلس النواب، واستخدام حقها في منح أو حجب الثقة عن الحكومة الجديدة." وأضاف: "من واجب الرئيسين عون والحريري ان يواجها الأحزاب والكتل بهذا المبدأ الدستوري ويمنعا تدخّلها في تشكيل السلطة التنفيذية، حفاظاً على الفصل بين السلطات وانتظام العلاقة بينها، بحيث يتم تأليف حكومة مستقلة عن الأحزاب، وخارج بدعة التحاصص السياسي الذي راكم الفشل في الحكومات السابقة".

 

خارطة طريق من الحريري.. و”الحزب” مستعد للتخلي عن “الصحة”

الجديد/27 تشرين الأول 2020

أشارت قناة الجديد، نقلًا عن معلومات، إلى أن “المداورة ستشمل مختلف الحقائب باستثناء حقيبة المال، وانطلاقًا من هذا الواقع فـ”حزب الله” مستعد للتخلي عن وزارة الصحة”. وأضافت: “هناك اتفاق شبه نهائي على حكومة من 20 وزيرًا”. ولفتت إلى أن “الرئيس المكلف سعد الحريري قدم خارطة طريق والحديث يدور على توزيع الحقائب على الطوائف. وانطلاقًا من موافقة الجميع على المداورة، ستقايض الداخلية بالخارجية للطائفة السنية”. وكانت مصادر قناة الـotv قد أفادت في وقت سابق ان “حزب الله متمسك بحقيبة الصحة ومحاولات إسنادها لرئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لم تنجح وهو تبلغ ذلك.”

 

“شحنة مخدرات” الى الحوثيين بإشراف “الحزب”!

الحدث.نت/27 تشرين الأول 2020

أحبطت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، ومن خلال تنسيق أمني دقيق، تهريب شحنة مخدرات قادمة من البرازيل إلى ميناء عدن. وأكدت المعلومات أن كمية المخدرات كانت في طريقها للمليشيا الحوثية وبإشراف من “حزب الله”. والشحنة تم إخفاؤها داخل إحدى الحاويات والتي تحمل كمية من السكر. وتشمل الشحنة كمية من المخدرات تقدر بنصف طن من (الكوكايين والهروين).

 

جعجع لا يرى "أملاً" والجميّل يدعو إلى "المواجهة" ... التأليف يخوض "المعمودية المسيحية" والتسميات "شراكة حلبية"

نداء الوطن/27 تشرين الأول 2020

بين تكتم شديد وصمت مطبق يحبس الأنفاس، يواصل القيّمون على الطبخة الحكومية عملية تطعيم مكوناتها والمزج في مقاديرها بين النكهتين الاختصاصية والسياسية لترضي مذاق "طهاة" التأليف، بما يتيح تسريع إنضاجها على نار حامية تمهيداً لتقديمها إلى قصر بعبدا ووضعها على طبق "المراسيم". لكن حتى الآن، لم يتسرّب من مطبخ التأليف أكثر من مجرد روائح تفوح بالإيجابيات وتفرط بالتفاؤل بولادة وشيكة للحكومة العتيدة، من دون اتضاح الأسس التي سترتكز عليها عملية مطابقة حساب الحقل الاختصاصي مع حسابات البيدر السياسي، ليبقى السؤال المحوري: هل سيتمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من سدّ الشهيات المفتوحة على تقاسم القالب التخصصي، ليخرج بتوليفة غير حزبية وغير سياسية قادرة على فتح الأبواب الموصدة دولياً وعربياً في وجه مساعدة لبنان؟ فإذا كان الثنائي الشيعي قد حُلّت عقدته "المالية" وفق الصيغة التي اعتمدت أيام تكليف مصطفى أديب ولا تزال مفاعيلها سارية حتى اليوم، فإنّ الأوساط المواكبة للملف الحكومي تؤكد لـ"نداء الوطن" أنّ "إبصار الحكومة النور في وقت قريب مرهون بعبورها بنجاح "معمودية" الحصة المسيحية التي باتت عملياً العقبة الجدية الأخيرة أمام استيلاد التشكيلة المرتقبة"، موضحةً أنّ "الرهان راهناً هو على أن تستمر أجواء التوافق مخيمة على المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف، خصوصاً وأنّ الأسبوع الحالي سيشكّل منعطفاً مفصلياً في مسار الأمور مع تبلور طرح الحريري لخارطة التوزيع الطائفي للحقائب الوزارية، بما سيؤدي تلقائياً إلى اتضاح التصوّر العوني للحصة المسيحية في الحكومة، وتبيان هل سيشكل هذا التصوّر عنصراً مسهّلاً أو مفرملاً لاندفاعة الحريري، باعتبار أنّ حسم حصة رئيس الجمهورية كمًّا ونوعاً في التشكيلة الحكومية سيكون بمثابة مفتاح حل وربط في حصص القوى المسيحية الأخرى المشاركة فيها".

وفي هذا السياق، تداولت مصادر سياسية خلال الساعات الأخيرة معطيات تتحدث عن إمكانية أن يصطدم الحريري بطلب عون حصة وزارية من 7 اختصاصيين بالأصالة عن رئاسة الجمهورية وبالنيابة عن "التيار الوطني الحر"، الأمر الذي قد ينتج عنه استحواذ عون ومن ورائه رئيس التيار جبران باسيل على "الثلث + واحد" ضمن حكومة عشرينية، ما قد يضع الرئيس المكلف أمام خيار من اثنين إما رفض طلب رئيس الجمهورية أو إعادة توسعة الحكومة لتكون مؤلفة من 22 وزيراً على سبيل المثال".

أما ما يتصل بمسألة التسميات الوزارية، فتشير الأوساط المواكبة إلى أنّ الحريري لا يزال يصرّ على عدم العودة إلى صيغة "تسليم" القوى السياسية أسماء وزرائها لإسقاطها على مراسيم التأليف، معربةً عن اعتقادها بأنّ تسمية الوزراء ستخلص إلى إنتاج ما يشبه "الشراكة الحلبية" بين الرئيس المكلف ومختلف القوى المشاركة في الحكومة لاختيار شخصيات محسوبة "إسمياً لا تنظيمياً" على الأحزاب والكتل"، مع إشارتها إلى أنّ "الاتجاه حتى الساعة هو نحو تغليب عقلية تدوير الزوايا في مسألتي المداورة والتسميات على ما عداها من نزعات تعطيلية وكيدية".

وفي المقابل، بدأت تتكون معالم جبهة مسيحية معارضة للحكومة العتيدة، تصدّرها بالأمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من خلال تشبيهها "بحكومة حسان دياب"، مؤكداً أنه لا يرى "أملاً في هذه الحكومة لأنها بدأت التشكيل على أساس وعود للثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائهما حقائب معيّنة، وهو ما سينسحب على "التيار الوطني الحر" والآخرين". واستدرك: "لا أريد أن أحكم على الأمور قبل أن تصبح واقعاً، لكن ما هو ظاهر لغاية الآن هو business as usual يعني كما كانت تجري العادة، ولو كان هناك نتيجة من المجموعة الحاكمة لما أوصلت البلاد إلى هنا".

تزامناً، شنّ رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب المستقيل سامي الجميل هجوماً موازياً على "حكومة المحاصصة والتعطيل بناء على توجيهات حزب الله الذي بات يقرر شكل الحكومة ومن يشارك فيها" داعياً "القوى التغييرية الى توحيد الجهود للمواجهة". وأضاف إثر لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش: "مرة جديدة حدد السيد حسن نصرالله قوانين اللعبة والجميع يلتزم بها، قال إنّ على الأطراف السياسية ان تسمي الوزراء وهذا ما يحصل اليوم. عدنا الى منطق المحاصصة والى ارتكاب الأخطاء نفسها بتشكيل حكومة شبيهة بسابقاتها وستحمل معها التناقضات ولن تشكل فريق عمل واحداً بل ستدخل في المتاهات التي شهدناها في الحكومات السابقة".

 

فتفت لـ"نداء الوطن": لا أوافق الحريري وجهة نظره

نداء الوطن/27 تشرين الأول 2020

لم يوافق القيادي في تيار"المستقبل" النائب السابق احمد فتفت رؤية الرئيس المكلّف سعد الحريري، وقناعته بالتكليف، وقال فتفت لـ"نداء الوطن": "تحدثت مع الرئيس الحريري في الموضوع، فهو مقتنع بأنّ خطوته محاولة أخيرة لإنقاذ البلد من الإنهيار، وبأنّ لا أحد يستطيع فعل شي لوقف هذا الإنهيار وعدم الاتّجاه نحو الأسوأ، ويأمل في أن يُضيف الجميع بعض الماء الى النبيذ ويقدّم تنازلات. لكنّني أُشكّك في حصول ذلك، استناداً الى تجاربنا السابقة وتحديداً مع "حزب الله" و"الوطني الحرّ"، واتمنّى أن أكون مُخطئاً، وأن يكون الحريري على صواب".

وأضاف: "هناك مشكلة جوهرية لا نعالجها، وتتمثّل في استمرار تسلّط الاحتلال الايراني على لبنان بواسطة ميليشيات "حزب الله". فطالما التسلّط قائم والسلاح غير الشرعي موجود فـ"فالج لا تعالج"، وكلّ المعالجات السياسية ستصطدم في النهاية بهذا الواقع السياسي. هناك سرطان في البلد، ولا يكفي معالجة العوارض بل يجب تشخيص الداء الأساسي ومعالجته، ورؤيتي مختلفة عن رؤية الرئيس الحريري، هناك مشكلة اسمها "حزب الله" وعبثاً المحاولة اذا لم تتمّ معالجتها". ورأى أنّ "حزب الله" لن يسمح بولادة الحكومة قبل اتّضاح نتائج الإنتخابات الأميركية، وإلّا، لماذا الحديث عن عشرة ايام؟". وقال: "اذا كانت مناخات الإتفاق والايجابية حقيقية والنيات حسنة، فيجب ان تبصر الحكومة النور في خلال 24 او 48 ساعة، اما المماطلة فمعناها اننا ننتظر تغييراً ما، و"الحزب" ينتظر الاستحقاق الاميركي لمعرفة ماهية الاستراتيجية الايرانية الجديدة، لكن اعتقد ان نتائج الانتخابات لن تغير في شيء، اما "الحزب" فيترقّب ما سيكون عليه القرار الايراني في شأنها، فنحن مُحتلّون من ايران وميليشيات "حزب الله". واعتبر ان رئيس "الوطني الحر" جبران باسيل "اضطرّ للتراجع خطوة الى الوراء بعدما حاول مراراً وضع نفسه في نفس موقع الرئيس الحريري، من دون أن يدرك انه كاد يتسبّب بمشكلة ميثاقية وطائفية عميقة. فهناك ميثاق وطني و3 رؤساء وهذا هو الواقع، لكنّ باسيل كان يتصرّف وكأنّه الرئيس الفعلي للبنان، واعتقد ان الضغط الشعبي الذي تعرّض له وتراجع شعبية "التيار" أساس موقفه المستجدّ، فأدرك أنّ عليه "التكويع" في مكان ما". واضاف: "صحيح ان تراجع باسيل يُعدّ تنازلاً، ولا يقدّم تنازلاً عن طيبة قلب، فلكلّ شخص تاريخ وحالة نفسية، وحالته لا تدلّ على انّه من الذين يتنازلون من اجل المصلحة الوطنية، فمصلحته الذاتية قبل كل شيء ثمّ مصلحته العائلية ثم الحزبية، واعتقد انه تنازل مُرغماً نتيجة الحالة الشعبية والأزمة الإقتصادية وبعدما لمس أنّ توجّهات "حزب الله" اليوم هي التهدئة وليس التصعيد، وبالتالي لا يريد باسيل ان يجد نفسه في المواجهة السياسية مُنفرداً". وإذ شدّد فتفت على "ان لا احد يستطيع اسقاط تمثيل المكوّن المسيحي من الحكومة احتراماً للميثاقية"، توقّف عند تسمية الوزراء، وقال: "إما نحن في بلد ديموقراطي ونريد فعلاً الخروج من الازمة، واما عندها ليُسمِّ البطريرك والمفتي الاسماء، فاذا اراد كل حزب ان يسمي "شو منكون عملنا"؟ لقد عشنا التجربة 20 مرة، وكل فريق يريد ان يسمّي ولا نخرج بنتيجة. الحكومة يجب ان تتشكّل من اخصائيين مستقلّين واصحاب كفاءة، كما كان ينادي البطريرك في الامس، اما المكوّن المسيحي فلا يمثّله فلان وعلتان، بل يمثّله الوجود الفعلي في الدولة والذي كفله الدستور والمناصفة، والتسمية ليست من سيبدّل هذا الامر، والا لن نخرج من الازمة ابداً، فما الفارق عندها بين ما حصل مع حكومة الرئيس حسان دياب وحكومة الرئيس الحريري؟ بقينا "مكانك راوح"، فهل بهذا الامر نكون نؤلف حكومة انقاذ حقيقي؟ برأيي محاولة تكرار هذا الامر مجدداً انتحار للرئيس الحريري وللبلد".

 

الحريري لن يستسلم.. والراعي يخشى من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات

جريدة الأنباء الكويتية/27 تشرين الأول 2020

لم تعد جرعات الأمل وحدها تكفي اللبنانيين بعد كلّ السمّ الذي تجرّعوه على مدى سنوات، فقد باتوا يخشون التفاؤل كي لا ينصدموا لاحقاً بواقع سيّئ. وإذا كانت بورصة التأليف توحي بأن ولادة عاجلة للحكومة العتيدة، إلا أن الخيبات الكثيرة التي تكررت طوال مسيرة تشكيل الحكومات في لبنان لا تسمح بتصديق تسريبات الغرف المغلقة إلى أن تصبح واقعاً. وقد أشارت مصادر متابعة عبر “الأنباء” إلى أن الخلاف الحالي على توزيع الحقائب فرمل اندفاعة الرئيس المكلّف سعد الحريري، وهو ما جعله أكثر تكتّماً عما يواجهه من عقبات حتى يتمكن من حلّها. المصادر أبلغت “الأنباء” أن “الحريري الذي سلّم باعطاء وزارة المال للثنائي لمرة واحدة على أن تسري المداورة على كل الحقائب بما فيها الداخلية والخارجية والطاقة والصحة، تفاجأ بإصرار حزب الله أن تبقى وزارة الصحة من حصته، أي أن الثنائي متمسك بالمالية والصحة ما جعل رئيس الجمهورية ميشال عون يتمسك بالخارجية والطاقة، مقابل ابقاء الداخلية لتيار المستقبل، ما يعني استحالة تطبيق المداورة في الحقائب”. لكن المصادر شددت على أن “الحريري لن يستسلم”؛ معتبرة أن “إحراز أي تقدم في مسار التأليف بات يستند الى صدقية النوايا الحسنة التي سادت في اليومين الماضيين”، لافتة الى ان جلّ ما اتفق عليه هو ان تكون “الحكومة عشرينية”. وعلى الرغم من ذلك، فإن أجواء بعبدا ما زالت مرتاحة لمقاربة الملف الحكومي، كما علمت “الأنباء”، وللطريقة التي يعتمدها الرئيس الحريري، معتبرة أن عملية المداورة في الحقائب ممكن تخطيها ولن تقف عائقًا في مسار التأليف. مصادر بيت الوسط أشارت عبر “الأنباء” الى ان العمل جار على انجاز الحكومة بأقصى سرعة، وأن الحريري يعمل على تحقيق المداورة الشاملة في الحقائب من دون استثناء، وأن اعطاء المالية للثنائي لمرة واحدة سيكون من ضمن هذه المداورة. المصادر أكدت ان الحكومة قد تُشكّل هذا الأسبوع وأن عدد الوزراء اتفق على أن يكون 20 وزيراً. من جهتها، مصادر الثنائي الشيعي أكدت لجريدة “الأنباء” ان حقيبة المال اصبحت خارج التداول، وأن الحكومة قد تشكل هذا الأسبوع او الأسبوع المقبل، لكنها خالفت مصادر “المستقبل” لافتة الى ان عدد الوزراء قد يصل إلى 24. مصادر التيار الوطني الحر وصفت الأجواء بالايجابية، ونفت وجود خلافات تتعلق بالمداورة، كما انها لا تمانع اعطاء المالية للثنائي، مشددة على تشكيل حكومة تكنوسياسية. من جهة ثانية، اكدت مصادر بكركي لـ “الأنباء” ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “يخاف على الرئيس الحريري أكثر مما يخاف منه، وهو على قناعة تامة انه لن يدير ظهره الى المسيحيين لا بل على العكس، لكن الراعي يخشى من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الوكالة الذرية: إيران تبني منشأة نووية تحت الأرض بعد انفجار نطنز

برلين – أسوشييتد برس/عربية نت/27 تشرين الأول/2020

علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة النووية الإيرانية، قال بأنه تم استبدال المنشأة المدمرة فوق الأرض بأخرى “في قلب الجبال المحيطة بنطنز”.

أكد مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران بدأت في بناء محطة لتجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بعد انفجار محطتها السابقة، فيما وصفته طهران بهجوم تخريبي خلال الصيف، حسبما صرح رئيس الوكالة رافائيل غروسي لأسوشيتدبرس اليوم الثلاثاء. وقال غروسي في مقابلة ببرلين إن إيران تواصل أيضًا تخزين كميات أكبر من اليورانيوم منخفض التخصيب، لكن لا يبدو أنها تمتلك ما يكفي لإنتاج سلاح.

وفي أعقاب انفجار يوليو/تموز في موقع نطنز النووي، قالت طهران إنها ستبني محطة جديدة أكثر أمانًا في الجبال المحيطة بالمنطقة. ولم تظهر صور الأقمار الصناعية لنطنز التي حللها خبراء بعد أي علامات واضحة على البناء في الموقع الكائن بمحافظة أصفهان وسط إيران.

وقال غروسي: “لقد بدأوا، لكنه (المبنى) لم يكتمل. إنها عملية طويلة.” ولم يذكر تفاصيل أخرى، قائلا إنها “معلومات سرية”. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق. وكان علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة النووية الإيرانية، صرح للتلفزيون الحكومي الشهر الماضي بأنه تم استبدال المنشأة المدمرة فوق الأرض بأخرى “في قلب الجبال المحيطة بنطنز”. وتستضيف نطنز منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد. وفي قاعاتها الطويلة تحت الأرض، تقوم أجهزة الطرد المركزي بتدوير غاز سادس فلوريد اليورانيوم لتخصيب اليورانيوم. وأصبحت نطنز بؤرة ساخنة لمخاوف الغرب بشأن برنامج إيران النووي عام 2002، عندما أظهرت صور الأقمار الصناعية إيران تبني منشأة تحت الأرض في الموقع، على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب العاصمة طهران. وفي العام 2003، زارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نطنز، التي قالت إيران إنها ستضم أجهزة طرد مركزي لبرنامجها النووي، مدفونة تحت حوالي 7.6 متر من الخرسانة. يوفر ذلك حماية من الضربات الجوية المحتملة على الموقع، والذي تحرسه أيضًا مواقع مضادة للطائرات.

واستهدف محطة نطنز بفيروس ستكسنت الإلكتروني من قبل، والذي يعتقد أنه من صنيعة الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن إيران لم تعلن عن المشتبه بهم الذين يقفون وراء التخريب في يوليو/ تموز. وطالت الشبهات إسرائيل أيضا، بالرغم من إعلان مجموعة مجهولة آنذاك مسؤوليتها. وبموجب الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية، والذي عرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، يسمح لإيران بإنتاج كمية محددة من اليورانيوم المخصب لأغراض غير عسكرية. وفي المقابل، قدمت الدول المعنية لإيران حوافز اقتصادية.

ومنذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات على إيران، تجاهد الدول الموقعة الأخرى -ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين- الحفاظ على الاتفاق صامدا.

ووفي الوقت نفسه، تجاوزت إيران باستمرار الحدود المفروضة على حجم اليورانيوم المسموح لها بتخزينه، ونقاء اليورانيوم الذي يمكنها تخصيبه، وقيودا أخرى في محاولة للضغط على تلك الدول للخروج بخطة لمواجهة العقوبات الأميركية.

لكنها أيضا استمرت في السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوصول كامل لمنشآتها النووية، ومنها نطنز، وفقا لغروسي. في أحدث تقرير ربع سنوي للوكالة، سجلت أن إيران حتى 25 أغسطس/ آب لديها مخزون 2105.4 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، وهو أكبر من 202.8 كيلوغرام مسموح بها بموجب الاتفاق النووي. وتخصب إيران أيضا اليورانيوم بنقاء 4.5 بالمائة أعلى من 3.67 بالمائة مسموح بها في إطار الاتفاق.

وفي التقرير المقبل المنتظر خلال الأسابيع المقبلة، قال غروسي “مستمرون في رؤية الاتجاه نفسه الذي كنا نراه حتى الآن”. ووفقًا لتحليل تم الاستشهاد به على نطاق واسع من قبل جمعية الحد من الأسلحة ومقرها في واشنطن، ستحتاج إيران إلى ما يقرب من 1050 كيلوغرامًا من اليورانيوم منخفض التخصيب- أقل من 5 بالمائة – في شكل غاز وستحتاج بعد ذلك إلى تخصيبه بشكل أكبر للأسلحة درجة نقاء، أو أكثر من 90 بالمائة، لصنع سلاح نووي.

ومع ذلك، فإن التقييم الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أن إيران لا تمتلك في الوقت الحالي “كمية كبيرة” من اليورانيوم – التي تحددها الوكالة على أنها كافية لإنتاج قنبلة- وفقًا لغروسي. وقال “فكرة كمية كبيرة هي معيار تقني … ينطبق في سياق اتفاقية الضمانات لتحديد الكميات التي يمكن نظريا استخدامها لتطوير سلاح نووي”.

وأضاف غروسي “حقيقة أنه يمكن أن يكون هناك مثل هذه الكمية لا يشير تلقائيًا إلى أن سلاحًا نوويًا يتم تصنيعه، لذلك أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين للغاية عند استخدام هذه المصطلحات”. وزار غروسي طهران في أواخر أغسطس/آب لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين، وتمكن من كسر الجمود الذي دام شهورًا حول موقعين يُعتقد أنهما يعودان إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث يُشتبه في قيام إيران بتخزين أو استخدام مواد نووية غير مُعلنة وربما أجرت نشاطات لها علاقة بالأسلحة النووية.

وأخذ المفتشون الآن عينات من هذين الموقعين، وقال غروسي إنها ما زالت تخضع للتحليل المعملي. وأضاف “لقد كان حلاً بناءً لمشكلة نواجهها.. وأود أن أقول إنه منذ ذلك الحين حافظنا على المستوى الجيد من التعاون، بمعنى أن مفتشينا يوجدون بانتظام ويزورون المواقع”.

 

متحدث باسم الشرطة الفرنسية: إخلاء منطقة برج إيفل لفترة وجيزة بعد العثور على حقيبة مليئة بالذخيرة

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

اعلن متحدث باسم الشرطة الفرنسية اليوم، ان "متنزه شان دي مارس في باريس المحيط ببرج إيفل، أخلي لفترة وجيزة عقب اكتشاف حقيبة مليئة بالذخيرة"، مشيرا الى ان "إخلاء المتنزه انتهى الآن". وكانت الشرطة قد ذكرت في وقت سابق أن "المنطقة المحيطة بقوس النصر قد أُخليت عقب تهديد بوجود قنبلة، وتواصل الشرطة البحث هناك".

 

أرمينيا تتهم أذربيجان بقصف أراضيها قرب الحدود الإيرانية

 روسيا اليوم/27 تشرين الأول 2020

قالت شوشان ستيبانيان السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع في أرمينيا، إن القوات الأذربيجانية، قصفت بالمدفعية وبطائرات مقاتلة بدون طيار، قطعة عسكرية أرمنية قرب الحدود الإيرانية. وأضافت ستيبانيان، على صفحتها عبر “فيسبوك” اليوم: “انتهكت أذربيجان هذا الصباح، في الساعة العاشرة- العاشرة والربع بالتوقيت المحلي، مرة أخرى وقف إطلاق النار، وقصفت بواسطة الدرونات والمدفعية الصاروخية، موقعا حدوديا أرمنيا قرب الحدود الايرانية”. وبحسب ستيبانيان، “بعد أن سجلت انتهاكا آخر لنظام وقف إطلاق النار وقصفت حدود الدولة، تعلن وزارة الدفاع في جمهورية أرمينيا أنها ستضطر للرد في اتجاه القوات الأذربيجانية”.

 

إصابة قائد “جيش دفاع قره باغ”

 روسيا اليوم/27 تشرين الأول 2020

وقع رئيس جمهورية قره باغ غير المعترف بها أرايك اروتونيان اليوم الثلاثاء، مرسوما بإقالة وزير دفاع وقائد جيش الجمهورية الفريق جلال أروتونيان بسبب تعرضه لإصابة. وأوضح الرئيس أن قائد الجيش أصيب بجروح قبل أيام خلال تواجده في أحد المواقع العسكرية، متمنيا له الشفاء العاجل. وعين أروتونيان بمرسوم آخر ميكايل أرزومانيان وزيرا جديدا للدفاع وقائدا للجيش، ومنحه رتبة فريق.

 

زوجة رئيس وزراء أرمينيا تعلن استعدادها للمشاركة في الحرب

وكالات/27 تشرين الأول 2020

أعلنت زوجة رئيس وزراء أرمينيا، آنا هاكوبيان، عزمها الخضوع للتدريب العسكري والذهاب إلى “حماية حدود الوطن” في قره باغ. وقالت هاكوبيان في منشور فيسبوكي: “ابتداء من الغد، ستبدأ كتيبة مكونة من 13 امرأة، بمن فيهم أنا، التدريب العسكري”.

وأشارت الى أنها ستذهب إلى قره باغ في غضون أيام قليلة. وشددت هاكوبيان على أنه “يجب ألا نتنازل عن وطننا وكرامتنا للعدو”. يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت، الأحد، التوصل لهدنة إنسانية جديدة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم قره باغ، لكن اشتباكات جديدة اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا بعد عدة دقائق من دخول نظام وقف إطلاق النار حيز النفاذ، وتبادل الطرفان الاتهامات في خرق الهدنة وعرقلة تسوية سلمية للنزاع.

 

بومبيو: داعش لا يزال يشكل تهديداً

وكالات/27 تشرين الأول 2020

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ان تنظيم “داعش” لا يزال يشكل تهديداً، فيما سيواصل التحالف الدولي عمله لهزيمته. وغرد بومبيو عبر حسابه على تويتر، قائلا: “اليوم يمر عام على إطلاق الولايات المتحدة لعملية أسقطت زعيم داعش أبوبكر البغدادي. على الرغم من هذا الإنجاز البارز لا يزال داعش يشكل تهديداً، وسنواصل العمل مع التحالف الدولي لضمان هزيمته بشكل دائم”.

 

لا يملك الرئيس الفرنسي صلاحية من دستور فرنسا وقوانينها ليمنع نشر الرسوم

صلاح بكري27 تشرين الأول/2020

الكاريكاتورية المسيئة للرسول (ص) ، ولا يستطيع التدخل في عمل الصحافة . - هذه فرنسا يا أولادي وليست تركيا ولا إيران ولا روسيا ولا الصين دول الإستبداد والقمع والقهر أعداء الحرية الفكرية والحرية السياسية والحرية الإقتصادية .

- لم يُوجه الرئيس الفرنسي ماكرون ولا الدولة الفرنسية أية إساءة للرسول (ص) ولا للمسلمين ولا للإسلام .

- يتشكل مناخ معاد لفرنسا في العالمين العربي والإسلامي وتجري شيطنة الرئيس الفرنسي ماكرون كعدو للمسلمين والإسلام وتنشط حملات مشبوهة لمقاطعة المنتجات الفرنسية وتتصاعد لغة الكراهية والشعارات السهلة الموجهة لتهييج الجماهير وإثارة الغوغاء وزجها في الحملات الموتورة ضد عدو وهمي .

- فصل جديد خبيث من فصول الإبتزاز التركي الإخواني القطري لفرنسا وأوروبا يهدف إلى إبعاد فرنسا عن شرق المتوسط حتى يتسنى للأتراك سرقة احتياطيات الغاز والنفط .

 

تزايد التوتر بين باريس وأنقرة وفرنسا تدعو إلى «وقف فوري» لمقاطعة منتجاتها وحماية مواطنيها

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

احتل التأزم في العلاقات بين باريس وأنقرة واجهة الاهتمامات السياسية والإعلامية في فرنسا بعد الإهانات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ليومين متتاليين (السبت والأحد) لإيمانويل ماكرون، ملمحاً إلى أنه مصاب باختلال عقلي، طالباً منه أن يعمد لإجراء فحوصات للتأكد من صحته العقلية. ولم تهبط ردود الفعل الفرنسية، أكانت تلك الصادرة عن قصر الإليزيه أو عن وزارة الخارجية، إلى حد استهداف شخص إردوغان، بل بقيت في الإطار السياسي. والرد العملي الوحيد الذي قررته باريس هو استدعاء سفيرها في أنقره «للتشاور»، ما يعني في العرف الدبلوماسي التعبير عن «غيظ» فرنسي حاد من تصرفات إردوغان، والسلطات التركية بشكل عام. بيد أن التصعيد الجديد بين البلدين الذي انطلق بسبب تهجمات إردوغان، رداً على خطاب الرئيس ماكرون يوم الأربعاء الماضي في تكريم ذكرى صامويل باتي، أستاذ التاريخ والجغرافيا الذي قتله متعصب شيشاني، لم يبقَ محصوراً في الحيز الثنائي الدبلوماسي والإعلامي، بل فاض عنه إلى ردود فعل من عدة عواصم، احتجاجاً على نهج ماكرون ومضمون خطابه الأخير. يضاف إلى ذلك انطلاق حملة لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية، مقرونة باحتجاجات بقيت حتى اليوم محدودة على مستوى الشارع في عدة بلدان. ورداً على ذلك، سارعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إصدار بيان عدت فيه أن دعوات المقاطعة والتظاهر «تحرف المواقف التي تدافع فيها فرنسا عن حرية الضمير والتعبير والحرية الدينية، ورفض كل ما يدعو إلى الحقد». وأضاف البيان أن هذه الدعوات «في كثير من بلدان الشرق الأوسط تحور وتستغل لأسباب سياسية الكلام الصادر عن رئيس الجمهورية»، أكان في خطابه عن «الانفصالية الإسلاموية» الذي ألقاه بداية الشهر الحالي أو خطابه في جامعة السوربون في الـ21 من الشهر نفسه. وطالبت باريس «بوقف فوري» لدعوات المقاطعة، ولكل الهجمات التي «تستغلها أقلية راديكالية».

وفي السياق عينه، دعت الخارجية الفرنسية سلطات الدول المعنية إلى رفض دعوات المقاطعة وأي استهدافات لفرنسا، مع ضمان أمن الفرنسيين ورعاية الشركات الفرنسية العاملة في البلدان المعنية. وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها إردوغان نظيره الفرنسي بهذا العنف. فقد سبق أن قال عنه إنه «يعاني من حالة الموت السريري» في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، رداً على تصريح لـماكرون أشار فيه إلى أن الحلف الأطلسي يعاني من موت سريري، في تلميح لمبادرات إردوغان أحادية الجانب التي تورط الحلف في مآزق متنوعة، منها التدخل التركي ضد أكراد سوريا، وابتزاز الاتحاد الأوروبي في موضوع الهجرات، والتدخل التركي في الحرب الليبية، ولاحقاً التعدي على سيادة اليونان وقبرص في مياه المتوسط.

أما المواجهة الأخيرة فجاءت حول دور أنقره في الحرب الأرمنية - الأذرية. لكنها المرة الأولى التي يدخل فيها الإسلام عنصراً في التصعيد الفرنسي - التركي، وذلك منذ خطاب ماكرون في مدينة «ليه مورو» الذي كرسه لمحاربة الانفصالية الإسلاموية والإسلام السياسي بشكل عام. ثم جاءت العملية الإرهابية التي قام بها عبد الله أنذوروف، وقتله مدرس التاريخ وفصل جسده عن رأسه، وبث ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، والصدمة التي أحدثتها في فرنسا، مع ما رافقها من ردود أفعال، لتزيد الطين بلة. كما أنها وفرت الفرصة لإردوغان لمعاودة استهداف ماكرون.

وتعد مصادر فرنسية متابعة لملف العلاقات بين باريس وأنقره أن مواقف الرئيس ماكرون المتشددة داخل الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ودفاعه عن الحاجة لفرض عقوبات على تركيا، ودفعه الحلف الأطلسي لكي «يفتح عينيهّ إزاء سياسات إردوغان الخطيرة»، تجعل باريس، من بين البلدان الأوروبية كافة، في المرمى التركي. بيد أن للتصعيد بين الجانبين سبباً آخر لا يقل أهمية، وهو يعود لعدد من التدابير التي كشف عنها ماكرون في استراتيجيته لمواجهة الراديكالية الإسلاموية والتطرف، والتي فصل الكثير منها في خطابه بداية الشهر الحالي.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة بصدد إعداد مشروع قانون سيعرض في مجلس الوزراء بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بحيث ينقل بعدها مباشرة إلى مجلسي الشيوخ والنواب لمناقشته والتصويت عليه. وفي الأيام الأخيرة التي تلت عملية عبد الله أنذوروف في مدينة كونفلان سانت هونورين، دعا ماكرون وزراءه لمده بمقترحات إضافية من أجل جعل مشروع القانون أكثر صرامة. ويستهدف المشروع وضع حد لاستجلاب أئمة مسلمين من الخارج، وتفضيل تنشئتهم وتأهيلهم محلياً، وتحويل الإسلام من «الإسلام في فرنسا» إلى «إسلام فرنسا»، وفرض الرقابة على المدارس الخاصة غير المتعاقدة مع الدولة التي تخرج عن رقابتها إلى حد بعيد، وحجب التمويل الخارجي، والرقابة على الجمعيات الإسلامية، وبشكل عام محاربة الإسلام السياسي في البلاد الذي يعده وزير الداخلية جيرالد دارمانان «العدو الداخلي». ولا بد من الإشارة إلى أن مزاج الرأي العام في فرنسا يميل يميناً، وماكرون واقع بين مطرقة الإسلامويين والإرهاب من جهة، وسندان ضغوط اليمين واليمين المتطرف. وهذه التدابير المتشددة لا يبدو أنه تلقى قبولاً لدى الرئيس التركي الذي يعد نفسه، وفق المصادر الفرنسية، المدافع عن الإسلام والمسلمين ونصيرهم. ومشكلته أن تفعيلها سيحرم إردوغان من «رافعة» تمكنه عادة من فرض سيطرته على الجالية التركية «وبعض الجالية الإسلامية التي يقدر عددها بنحو 6 ملايين نسمة، وهي الأكبر في أوروبا». فوقف استجلاب الأئمة يعني أن باريس لن تسمح لاحقاً بمجيء ما لا يقل عن 300 إمام تركي. وفرض الرقابة على الجمعيات سيحد من التأثير الخارجي. كذلك، فإن وضع المدارس الإسلامية الخاصة تحت رقابة وزارة التربية، ومنع تدفق التمويل الخارجي، يمكن أن تحول دون طموحات إردوغان على المستوى الإسلامي الفرنسي والأوروبي، الأمر الذي يزيد من سكب الزيت على نار العلاقات الملتهبة بين الجانبين. وتتعين الإشارة إلى أن ماكرون أقر، عقب وصوله إلى الرئاسة، إقامة يوم لذكرى مذابح الأرمن في السلطنة العثمانية في العامين 1915 و1916، وذلك في شهر أبريل (نيسان) من كل عام. ولا شك أيضاً أن زيارة وفد مشترك من البرلمان الفرنسي إلى يريفان، عاصمة أرمينيا مؤخراً، وقبلها استقبال ماكرون لرئيس الوزراء الأرمني، ومهاجمته الدور التركي؛ كل ذلك راكم الملفات الخلافية، ووفر لإردوغان الفرصة للتركيز على مهاجمة ماكرون، وعد أنه «مهووس» به. وجاءت إشكالية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة في عام 2015، وأعادت نشرها بداية سبتمبر (أيلول) الماضي، والتركيز عليها بعد ذبح الأستاذ صامويل باتي لأنه أظهرها لتلامذته في إطار حصة عن «حرية التعبير»، وإعلان أعلى السلطات الفرنسية التمسك بها، بما في ذلك حرية نشر الرسوم، لتدفع إلى مزيد من التصعيد بين أنقره وباريس؛ وما نراه اليوم قد لا يكون سوى محطة من محطاته.

 

المفوضية الأوروبية: مقاطعة المنتجات الفرنسية «ستُبعد تركيا أكثر عن الاتحاد»

بروكسل/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية، اليوم (الثلاثاء)، أن الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «تتنافى مع روحية» الاتفاقات الدبلوماسية والتجارية الموقعة من جانب تركيا مع بروكسل و«ستُبعدها أكثر» عن الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث، إن «اتفاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا تنصّ على التبادل الحرّ للسلع. ينبغي احترام بشكل كامل الموجبات الثنائية التي تعهدت تركيا الالتزام بها في إطار هذه الاتفاقات». وأضاف «الدعوات لمقاطعة منتجات كل دولة عضو تتنافى مع روحية هذه الموجبات، وستُبعد تركيا أكثر عن الاتحاد الأوروبي».

ويربط بين الاتحاد الأوروبي وتركيا اتحاد جمركي دخل حيّز التنفيذ في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1995. وبحسب المفوضية الأوروبية، كانت تركيا عام 2019 الشريك التجاري الخامس للاتحاد الأوروبي، وهو «بفارق كبير» الشريك الأول بالنسبة لأنقرة. ودعا إردوغان، يوم أمس (الاثنين)، إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية. وتُرجم تصعيد التوتر بين تركيا وفرنسا باستدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة السبت للتشاور. واندلعت الأزمة الأخيرة بعد تأكيد ماكرون تمسك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، خلال مراسم تكريم أقيمت للمدرس صامويل باتي الذي قُتل بقطع الرأس في 16 أكتوبر (تشرين الأول) بيد روسي شيشاني متطرف ذبح أستاذ التاريخ لأنه عرض هذه الرسوم على تلامذته في المدرسة خلال صف حول حرية التعبير. وشكّك إردوغان بـ«الصحة العقلية» لماكرون واتّهمه، أمس، بأنه «يقود حملة كراهية» ضد المسلمين.

 

وزير خارجية فرنسا: الحوار مستحيل مع «القاعدة» و«داعش» في مالي

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارة خاطفة أمس (الاثنين) إلى مالي، إن الحوار مع الجماعات الإرهابية في الساحل «غير ممكن»، بل زاد ووصفه بأنه «مستحيل»، فيما لم تُغلق السلطات المالية الباب أمام إمكانية هذا الحوار، ولكنها ربطته بمصالح «المجموعات المحلية». وكان لودريان يعقد مؤتمراً صحافياً رفقة الوزير الأول المالي الانتقالي مختار وان، في ختام زيارة إلى باماكو استمرت لساعات فقط، وكانت أول زيارة يقوم بها مسؤول فرنسي رفيع إلى مالي منذ انقلاب 18 أغسطس (آب) الماضي، الذي أطاح بالرئيس إبراهيم ببكر كيتا. وقال وزير الخارجية الفرنسي أمام الصحافة: «لنتحدث بصراحة ووضوح، هناك اتفاقات سلام (في مالي) ثمّ هناك المجموعات الإرهابية التي لم توقع هذه الاتفاقات (…)، إذاً الأمور بسيطة»، وذلك في إشارة إلى اتفاق الجزائر الموقع 2016 بين حكومة مالي والحركات المتمردة التي كانت تسعى لإقامة دولة مستقلة في شمال مالي. وفي سياق الرد على سؤال حول احتمال عقد حوار مع التنظيمات المرتبطة بـ«القاعدة» و«تنظيم داعش»، قال لودريان إن موقف فرنسا هو «نفس موقف دول مجموعة الساحل الخمس، وهو موقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي». أما الوزير الأول المالي الانتقالي مختار وان، فقد تحدث في نفس المؤتمر الصحافي عقب تصريحات الوزير الفرنسي، وقال إن إمكانية الحوار مع الجماعات الإرهابية فكرة طرحت خلال «الحوار الوطني الشامل»، وهو مشاورات وطنية واسعة النطاق عُقدت في أواخر العام الماضي (2019) في مالي. وقال الوزير الأول المالي إن نتائج المشاورات الوطنية «أشارت بوضوح إلى ضرورة الحوار مع التنظيمات الجهادية»، ولكن الوزير المالي شرح الحوار على أنه يشكل «فرصة لعقد محادثات واسعة النطاق مع المجتمعات المحلية بهدف تحديد ملامح آلية حكامة جديدة». ولكن الوزير المالي أوضح أن الدخول في الحوار مع التنظيمات الإرهابي «يتطلب تسلسلاً وتنسيقاً مع شركائنا، خصوصاً أولئك الذين يتدخلون على الصعيد العسكري»، وفي مقدمتهم فرنسا.

ويثير الحوار مع الجماعات الإرهابية كثيراً من الجدل والنقاش في دول الساحل الأفريقي منذ عدة سنوات، وسبق أن اعترف الرئيس المالي المخلوع إبراهيم ببكر كيتا، مطلع العام الحالي، أنه سيدخل في حوار مع «القاعدة»، وردت عليه «القاعدة» في بيان بأنها مستعدة للدخول في الحوار معه، ولكن بشروط، من أبرزها خروج القوات الفرنسية من الساحل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعتبر، في تصريحات لصحيفة «لوموند» الفرنسية، أكتوبر (تشرين الأول)، أن الحوار ممكن مع بعض الجماعات الجهادية، وشرح ذلك بالقول إن «هنالك مجموعات يمكننا الحوار معها، لأن لديها مصلحة في أن تنخرط في الحوار، من أجل أن تصبح فاعلة سياسياً في المستقبل».

 

عشرات القتلى بقصف روسي على فصيل سوري موالٍ لتركيا في إدلب «الجبهة الوطنية» المعارضة تلوّح بالرد على خرق الهدنة

أنقرة: سعيد عبد الرازق بيروت - لندن/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

قتل 78 مقاتلا على الأقل من فصيل سوري موال لأنقرة الاثنين جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب بمنطقة جبل الدويلة التابعة لبلدة حارم في إدلب شمال غربي سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصعيد هو الأعنف منذ سريان وقف لإطلاق النار قبل نحو 8 أشهر. وتسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ السادس من مارس (آذار) هدنة أعلنتها موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع لقوات النظام. واستهدفت طائرات روسية، وفق «المرصد»، مقرا لفصيل «فيلق الشام» المقرب من تركيا في منطقة جبل الدويلة شمال غربي إدلب، ما تسبب بمقتل 78 مقاتلا على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين بجروح، فيما لا يزال آخرون عالقين تحت الأنقاض. وكانت حصيلة سابقة لـ«المرصد» أحصت مقتل 56 مقاتلا على الأقل. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة مع تسجيل الحصيلة الأكبر على الإطلاق». وأوضح أن الموقع المستهدف عبارة عن مقر كان قد تم تجهيزه حديثا كمعسكر تدريب، وتم قصفه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية. ويشكل «فيلق الشام» مكونا رئيسيا في «الجبهة الوطنية للتحرير»، تجمع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب. واندمجت «الجبهة» قبل عام مع فصائل «درع الفرات» الناشطة في شمال وشمال شرقي البلاد تحت مظلة «الجيش الوطني» الذي تدعمه تركيا. وأكد المسؤول الإعلامي في «الجبهة» سيف الرعد استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية. وندد «باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي الروسي مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات». وأعقب وقف إطلاق النار المستمر منذ مارس هجوما شنته قوات النظام على مدى 3 أشهر، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، عاد منهم نحو 235 ألفا إلى مناطقهم منذ يناير (كانون الثاني)، غالبيتهم بعد وقف إطلاق النار. ورغم خروقات متكررة، فلا تزال الهدنة صامدة. وتنفذ روسيا بين الحين والآخر، وفق عبد الرحمن، غارات تطال ما تعتبره أهدافا عسكرية، لم تستثن الفصائل المقربة من أنقرة. وتسببت الغارات بمقتل مدنيين أيضا. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا) حاليا على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتنشط في المنطقة، التي تؤوي 3 ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، أيضا فصائل مقاتلة أقل نفوذا. وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات تشنها أطراف عدة، آخرها قصف أميركي الخميس تسبب بمقتل 17 جهاديا بينهم قياديون في تنظيم متشدد مرتبط بتنظيم «القاعدة»، إضافة إلى 5 مدنيين على الأقل، وفق «المرصد».

وتعدّ منطقة إدلب من أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، التي لطالما كررت رغبتها باستعادتها عن طريق المعارك أو التسوية. وأبرمت موسكو وأنقرة اتفاقات تهدئة عدة، أعقبت سيطرة الفصائل المقاتلة عليها منذ عام 2015، أبرزها اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر (أيلول) 2018.

وبموجب الاتفاق، نشرت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها، طوقت قوات النظام عددا منها. وأخلت أنقرة الشهر الحالي أكبر هذه النقاط قرب بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، من دون أن تتضح أسباب ذلك. ولم يصدر أي تعليق من أنقرة حول الانسحاب أو وجهة قواتها، خصوصا أنها أكدت مرارا عدم رغبتها في الانسحاب من أي من نقاط المراقبة التابعة لها. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه قبل أكثر من 9 سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وبدمار واسع في البنى التحتية، عدا عن نزوح وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها.

وبدأت تركيا منذ الأسبوع الماضي عملية إعادة تمركز لقواتها في شمال غربي سوريا وسحب نقاط المراقبة من مناطق سيطرة النظام في حماة وشرق إدلب، إلى ريف إدلب الجنوبي. كما دفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى المنطقة. في غضون ذلك، برر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الوجود العسكري التركي في سوريا، أنه «جاء بناء على دعوة وجهها الشعب السوري المظلوم». وقال إردوغان، خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم ليل أول من أمس، إنه كما دعا «الظالم بشار الأسد من يشاء إلى سوريا فإن أنقرة تدخلت بدعوة وجهها الشعب المظلوم في الداخل السوري». وأضاف أن تركيا تعتبر ذلك التدخل والوقوف مع أصدقائها وقت محنتهم وسام شرف لها، مشيرا إلى أنه بالإضافة لاستضافة تركيا أكبر عدد من اللاجئين فإنها تعمل على توفير العناية لـ4 ملايين في الداخل من خلال بناء مساكن لهم وتقديم المساعدات.

وانتقد إردوغان التقصير الأوروبي حيال اللاجئين السوريين وعدم وفاء الدول الأوروبية بوعود تقديم مساعدات لهم. وكانت تركيا أعلنت، الأحد، رفضها انتقادات مصر لتدخلها في سوريا واعتباره زعزعة للاستقرار وتهديدا للمنطقة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أكصوي، رفض بلاده «الاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية المصري سامح شكري ضد تركيا»، خلال اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وقال أكصوي في بيان، ردا على بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية المصرية، الجمعة الماضي، حول مشاركة الوزير المصري في اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا، إن «هذه الاتهامات ضد بلدنا الذي قدم الشهداء في سبيل مكافحة الإرهاب بسوريا، واحتضن نحو 4 ملايين لاجئ، وحمى الشعب من نظام ظالم ومن (الإرهابيين) شمال سوريا، وقدم إسهامات ملموسة في المسار السياسي سواء في آستانة أو جنيف، هي أوهام لا يمكن أخذها على محمل الجد». وأضاف أكصوي أن «دور تركيا في سوريا لا يقتصر على الدفاع عن أمنها القومي فقط، وإنما ضمان الحفاظ على وحدة سوريا السياسية ووحدة أراضيها»، مشددا على أنها ستواصل ذلك الدور. وعبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة حول سوريا، عن قلقه العميق من استمرار «التدخل الهدام» لبعض الأطراف الإقليمية في سوريا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن شكري أكد أن الوجود التركي في سوريا لا يمثل فقط تهديدا لسوريا وحدها، وإنما يضر بشدة بالمنطقة بأسرها، ومن ثم لا ينبغي التسامح مع مخططات تأجيج التطرف ومع ظاهرة نقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

 

صمت رسمي روسي حيال قصف معسكر في شمال غربي سوريا وتباين بين أنقرة وطهران حول إدلب

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

تجنبت موسكو التعليق أمس، على اتهامات للطيران الحربي الروسي بشن غارات عنيفة على معسكر تدريب تابع للمعارضة السورية في شمال غربي البلاد، في وقت برزت معطيات متباينة في وسائل الإعلام الروسية حول الحادث. وكان لافتاً، التركيز على أن المعسكر شهد إعداد متدربين لنقلهم إلى منطقة جنوب القوقاز،؛ لاتساع الخلافات بين موسكو وأنقرة في عدد من الملفات. وقالت وسائل إعلام حكومية ناطقة بالعربية، إن الضربة شنها الطيران الحربي السوري. ونقلت عن مصادر ميدانية، أن «ضربات جوية مكثفة استهدفت معسكراً لتدريب مسلحي تنظيم (فيلق الشام) في منطقة الدويلة في ريف إدلب الشمالي الغربي؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من إرهابيي التنظيم». وزادت، أن «طائرات الاستطلاع رصدت معسكر تدريب تابعاً للمجموعات المسلحة يحتوي على معدات عسكرية وعربات دفع رباعي وأسلحة متنوعة، حيث كانت تعمل المجموعات المسلحة على نقلها باتجاه جبل الزاوية وجسر الشغور».

لكن وسائل الإعلام الناطقة بالروسية نقلت صورة مغايرة؛ إذ نشرت شبكة «رامبلر» الواسعة الانتشار عن مراسلين حربيين روس، أن «القوات الجوية الروسية دمرت قاعدة إرهابية في محافظة إدلب السورية». وزادت، أن «الغارة أسفرت عن قتل نحو 100 مسلح، بينهم 13 قائداً ميدانياً، وإصابة نحو خمسين إرهابياً آخرين». اللافت أن صحفاً روسية نقلت تفاصيل مثيرة عن حصول القوات الروسية على معلومات وإحداثيات موقع المعسكر المستهدف من أجهزة الاستخبارات السورية التي حصلت بدورها على هذه المعطيات من فصائل في المعارضة خاضت معارك أخيراً ضد «هيئة تحرير الشام». وكتبت إحدى الصحف، أن «الحروب الضروس للإرهابيين فيما بينهم تساعد روسيا على تدمير قواتهم». وكانت موسكو هيأت لضربة كبيرة عندما أعلن ألكسندر غرينكيفيتش، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أول من أمس، أن «مسلحي (جبهة النصرة) الإرهابية نفّذوا 38 هجوماً في منطقة خفض التصعيد بإدلب في سوريا». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عنه، أن معدلات الانتهاكات لنظام وقف النار ارتفعت بشكل حاد خلال الأيام الأخيرة. ورأى مراقبون روس، أن الضربة القوية على المعسكر قد تشكل رسالة روسية إلى الجانب التركي، خصوصاً في حال ثبتت صحة المعطيات عن استخدامه لتجهيز مقاتلين لإرسالهم إلى جنوب القوقاز. وكان لافتاً أن مقالات عدة ركزت على ملف تصاعد الخلافات بين موسكو وأنقرة وعلى خلفية الصراع الدائر حالياً في إقليم قره باغ، والمعطيات عن قيام أنقرة بزج مئات المقاتلين السوريين في تلك المنطقة. وكشف الباحث المقرب من وزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر، عن جوانب من التباينات التي باتت تبرز بشكل واسع بين أطراف محور آستانة. وكتب في مقالة، أن «مسار آستانة يمر بمنعطف مقلق، على صعيد العلاقات الروسية مع كل من تركيا وإيران».

وانعكست بعض العناصر الخلافية، وفقاً للكاتب، في تصريحات «بعض المسؤولين الأتراك في أروقة الاجتماعات بعدم ضرورة مشاركة إيران في مسار آستانة؛ نظراً لغياب أي دور في شمال غربي سوريا أو دور إيجابي أو سلبي على نظام وقف إطلاق النار في أرجاء سوريا»، وأكثر من ذلك، فإن هذه الأوساط التركية تأخذ على طهران قيامها بـ«تحريض النظام في دمشق على تحرير شمال غربي سوريا، وإعلان الحرب ضد التواجد العسكري التركي». وفي ملف خلافي آخر، أبدت تركيا، وفقاً لمعطيات الكاتب، عدم ارتياح لمبادرة روسيا بعقد مؤتمر خاص لحل مشكلة اللاجئين من دون التشاور مع تركيا أو مشاركتها في تنظيم فعالية كهذه. ومن جهة أخرى، قال الدبلوماسي السابق «نلمح تململاً إيرانياً من تجاهل دور إيران كعضو في مسار آستانة في التنسيق التركي - الروسي في شمال غربي سوريا، وغيرها من القضايا الخاصة بسوريا، والتي يتم البت فيها دون مشاركة أو استشارة إيران، علاوة على انتقادات إيرانية غير معلنة لعدم اعتراض روسيا للطيران الإسرائيلي، الذي يكرر ضرباته ضد مواقع على الأراضي السورية؛ ما يمكن أن يضطر إيران إلى نشر قواعد إيرانية لحماية الأراضي السورية واعتراض الهجمات الإسرائيلية». وأشار إلى تباين مواقف موسكو وأنقرة حيال الملف الليبي، وزاد «وهناك مواقف متباينة بين روسيا وتركيا وإيران فيما يتعلق بأزمة قرة باغ الأخيرة». لكن الكاتب استبعد أن تسفر التباينات حول الملفات المختلفة عن اتساع الهوة أو تدهور العلاقات بين البلدان الثلاثة ورأى أن «الضامن الأساسي لعدم تفاقم هذه الأجواء المضطربة وغير المريحة هو العلاقة الخاصة والودية بين الزعماء (فلاديمير) بوتين و(رجب طيب) إردوغان و(حسن) روحاني، والتي تحافظ على روح من التعاون البناء، والاستدامة والاستمرارية في حل القضايا المعقدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، واتخاذ القرارات المسؤولة التي تمنع حدوث شرخ في مسار آستانة». على صعيد آخر، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي بين موسكو وواشنطن في مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية. وقال في مقابلة تلفزيونية بثت مساء أول من أمس «نحن نتعاون مع الولايات المتحدة، على الرغم من تناقضاتنا الكثيرة في الكثير من المجالات، التعاون على مستوى الأجهزة متواصل، في سوريا لدينا تعاون مهم على المستوى العملياتي، وعلى مستوى قيادة وحداتنا العسكرية، ومن بين أمور أخرى، ينقل الأميركيون إلينا معلومات عن مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي سلم روسيا «أكثر من مرة معلومات ساعدت في منع وقوع هجمات إرهابية». كما كشف بوتين عن تفاصيل عن مساعدة روسية لواشنطن في إطلاق سراح مواطن أميركي كان مسجوناً لدى دمشق بتهمة التجسس. وزاد «لجأ الجانب الأميركي إلينا للمساعدة في العثور على مواطنهم الذي تم اعتقاله في سوريا بتهمة التجسس. تمكنا من إقناع شركائنا (الحكومة السورية) بإطلاق سراحه. ثم نقلناه إلى موسكو وتم تسليمه هنا إلى الجانب الأميركي». ورأى بوتين، أن هذا المثال «يعكس جانباً مهماً للتعاون الذي كان من الممكن أن يكون مستواه أفضل بكثير، لكن عموماً نحن راضون عنه».

 

مصر والسودان تتمسكان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزِم بشأن مل وتشغيل سد النهضة

القاهرة/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري لرئيس مجلس السيادة السوداني، في قصر الاتحادية في العاصمة المصرية القاهرة، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان له عبر الحساب الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بأن اللقاء شهد التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني بوصفها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسُّك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزِم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وذكر البيان تأكيد الرئيس المصري على الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين. مؤكداً الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في الملفات كافة محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين. كما أشار السيسي إلى متابعة كل التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليمياً ودولياً، مؤكداً مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية بالسودان في صياغة مستقبل بلادهم، ومرحّباً بكل الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين. من جانبه؛ أكد الفريق البرهان متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيداً في هذا السياق بالجهود المتبادلة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومؤكداً حرص السودان على مواصلة التنسيق مع مصر في جميع الملفات محل الاهتمام المتبادل. كما استعرض رئيس مجلس السيادة السوداني تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً في جوبا على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، معرباً في هذا الخصوص عن تقدير بلاده للدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة.

 

السلطات الإسرائيلية توافق على بناء 31 وحدة استيطانية في الخليل

تل أبيب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

أعطت السلطات العسكرية الإسرائيلية الضوء الأخضر لبناء 31 وحدة سكنية للمستوطنين في حي شديد الحساسية في مدينة الخليل، وفق ما أعلنت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، وهي منظمة غير حكومية مناهضة لبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة. وتشهد مدينة الخليل في الضفة الغربية حيث يعيش حوالى 800 مستوطن يهودي تحت حراسة أمنية مشددة للجيش الإسرائيلي بين حوالى 200 ألف فلسطيني، توترات بين الجانبين وتحركات احتجاجية من الفلسطينيين وأحيانا أعمال عنف ومواجهات، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأنشأت إسرائيل في الخليل التي تضم موقع المسجد الابراهيمي، عشرات المستوطنات داخل البلدة القديمة وخارجها، وأكبرها مستوطنة كريات أربع التي أقيمت في الجهة الشرقية للمدينة عام 1968، وهي معقل لليمين المتطرف. وقالت حركة «السلام الآن» إن السلطات الإسرائيلية أبلغت المحكمة المركزية في القدس الأحد «أنها ستصدر التصاريح (لبناء الوحدات الـ31) في غضون أسبوع». لكنها أشارت الى أن المحكمة أبلغت السلطات أنه لا يمكنها المضي بالمشروع إلى حين الرد عل الطعن القانوني. وهي حددت جلسة استماع في 31 يناير (كانون الثاني) 2021 لطلبات الطعن. واتخذت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية «كوغات» خطوات للموافقة على وحدات استيطانية جديدة في وسط الخليل في عام 2017. وتقدمت «السلام الآن» وبلدية الخليل بطعن في هذا المخطط أمام المحكمة. وعام 2018، خصصت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 21 مليون شاقل (نحو 6.2 مليون دولار) من أجل المخطط، وفقًا لحركة «السلام الآن». وجاء في بيان الحركة: «سارعت الدولة بإصدار رخص البناء على الرغم من أن المحكمة قضت صراحة بأن العمل يجب ألا يبدأ حتى بتّ جلسة الاستماع». وأضافت: «لكن الدولة أوضحت للمحكمة أن قرارها منع مباشرة الأعمال لا يمنع إصدار تصاريح البناء». وربطت حركة «السلام الآن» توقيت الموافقات بانتخابات الرئاسة الأميركية الأسبوع المقبل، علماً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تعارض بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، على عكس موقف سلفه باراك أوباما. ويعيش نحو 450 ألف مستوطن يهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بين ما يقرب من 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

 

السرطان يقهر عزة الدوري وحياة «ظل صدام» أصبحت لغزاً بعد 2003

بغداد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

أخيراً أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي وفاة عزة الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق الذي لازم الرئيس السابق صدام حسين مثل ظله، وسادس القادة المطلوبين على اللائحة الأميركية التي ضمت 55 قيادياً بارزاً. الخبر جاء على لسان الدكتور خضير المرشدي، الناطق باسم حزب البعث، الذي أعلن وفاة الدوري دون أن يذكر أسباب الوفاة. المرشدي كان طوال السنوات الماضية ينفي وفاة الدوري أو الإعلان عن اعتقاله من قبل السلطات العراقية، بما فيها إحدى المرات التي ظهر فيها رجل مسجى يشبه الدوري تماماً قيل إنه تم اعتقاله ومقتله. الدوري كان هو الآخر يكذب أخبار موته ببعض المناسبات السنوية التي يختارها لكي يظهر في خطاب متلفز وهو يرتدي كامل بزته العسكرية. المناسبة غالباً ما تكون ذكرى تأسيس حزب البعث في السابع من أبريل (نيسان)، أو ذكرى سقوط بغداد على أيدي الأميركيين في التاسع من أبريل عام 2003، وحيث إن الوقائع التي يتطرق إليها معاصرة بالقياس إلى تكرار الإعلان عن وفاته أو اعتقاله، فإن الأحاديث الخاصة بكيفية تخفي هذا الرجل المريض بالسرطان منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن تعود مجدداً حتى تحولت حياته لا موته، الذي كان متوقعاً في أي لحظة، إلى لغز من الألغاز. الدوري الذي كان يحتاج إلى تبديل دائم للدم، كان لا بد أن يكون في مكان تتوفر فيه مستلزمات طبية مناسبة. مع ذلك، فإنه لا السلطات الأميركية التي تمكنت في غضون السنوات الأولى من إلقاء القبض على أبرز رموز النظام السابق، وفي مقدمتهم رأس النظام صدام حسين نفسه بعد أشهر من سقوط بغداد، عجزت عن الوصول إلى الدوري. رفاق الدوري الكبار تساقطوا إما بتسليم أنفسهم للأميركيين مثل طارق عزيز ووزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم، أو تم اعتقالهم مثل صدام حسين أو طه ياسين رمضان أو علي حسن المجيد، وسواهم من كبار أعضاء القائمة التي ربما لم يبق منها أحد خارج الاعتقال أو الحياة لمن بقي متخفياً، وآخرهم عزة الدوري. الدوري الذي بقي عصياً، سواء على الأميركيين أو السلطات العراقية، قهره السرطان الذي تمكّن منه أخيراً بعد مطاردة استمرت نحو أربعة عقود. فقبل سقوط النظام السابق كان الدوري المعروف بتشدده الديني فضلاً عن صرامته في العمل الحزبي والسياسي دائم الاستبدال للدم بسبب مرض السرطان. وبعد سقوط النظام كان الجميع يتوقع أن الدوري الذي كان أحد أبرز المخلصين لصدام حسين سيكون أول من سوف يُمسك به أو يسلم نفسه بسبب مرضه الخطير وصعوبة توفير متطلباته. السلطات العراقية التي سبق لها أن أعلنت وفاته مرات عدة صمتت هذه المرة. الأميركان أنفسهم الذين كان الدوري سادس مطلوب لهم بعد صدام حسين وابناه وأبناء عمه صمتوا هم أيضاً. البعثيون الذين كانوا يتندرون في السابق عندما يعلن عن موت الدوري هم من نعوه بأكثر من بيان. الاستثناء الوحيد هو النعي الصادر عن السياسي والمفكر العراقي حسن العلوي الذي نعى الدوري وعدّ وفاته خسارة كبيرة. السؤال الذي بات يطرح الآن ماذا سيكون مصير حزب البعث بعد وفاة الدوري، خصوصاً في ظل تعددية أجنحته؟ الإجابة عن هذا السؤال لن تتأخر كثيراً، لا سيما أن الدوري كان يمثل آخر رمز من رموز الشرعية الحزبية حتى في ظل الصراعات بين جناحي الحزب في العراق بزعامة الدوري وسوريا بزعامة يونس الأحمد.

 

تداعيات سياسية وأمنية تحول دون كشف قتلة الهاشمي وورقة إعلان المسؤولين تلوح في ذكرى «انتفاضة تشرين»

أربيل/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

أعلنت الحكومة العراقية التوصل إلى معلومات تتعلق بكشف قتلة مستشار الحكومة السابق والمحلل الأمني هشام الهاشمي، في تدوينة نشرها المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، الأحد، تزامناً مع الذكرى الأولى لمظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الاحتجاجية، وبعد أيام من نشر مجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل نصية مشفرة لمحادثة مع الهاشمي كشف فيها عن خلية إعلامية تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني في بغداد. أحمد ملا طلال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية قال في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «توصلنا إلى معلومات تخص قتلة هشام الهاشمي، ولا يجوز التصريح بها حفاظاً على سير وسرية التحقيقات». الهاشمي الذي كان محللاً سياسياً وخبيراً أمنياً متخصصاً بشؤون الجماعات المسلحة والفصائل المشددة، وقدم الاستشارة للأجهزة الأمنية العراقية في معارك التحرير من سيطرة تنظيم «داعش»، قتل برصاص مسلحين أمام داره ببغداد في يوليو (تموز) الماضي، بعد عمله مستشاراً للحكومة العراقية قدم العديد من الدراسات، كان آخرها تقريراً مفصلاً عن أماكن انتشار وسيطرة الفصائل المسلحة الولائية التابعة لإيران، خصوصاً على أطراف العاصمة. وقال مصدر أمني رفيع، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن «إعلان الحكومة جاء بعد عمل مستمر للأجهزة الأمنية التي تعمل منذ مقتل الهاشمي على تتبع تفاصيل حادثة الاستهداف من خلال كاميرات المراقبة وجمع المعلومات، إضافة إلى تتبع بعض المجاميع والشخصيات التي تنشر كل ما هو مضاد للهاشمي وتحاول تشويه سيرته بوصفه بالعمالة، وآخرين لم يخفوا مشاعر فرحهم بمقتل الهاشمي، وهذا التتبع الأمني أوصلهم إلى خيوط تكمل صورة سيناريو مقتل الهاشمي». وكانت قناة «خوش نيوز» على تطبيق «تلغرام» نشرت الأربعاء، رسائل نصية مشفرة لمحادثة مسربة بين الهاشمي وشخص مجهول تحدث فيها عن تفاصيل خلية إعلامية تعمل في بغداد، تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، مبيناً خلال المحادثة أسماء معظم من يعمل فيها بينهم شخصيات معروفة في الوسط الإعلامي. وقال مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، إن «تصريحات الناطق باسم الحكومة جاءت بالتزامن مع ذكرى الاحتجاجات ضمن خطة لكسب ود المتظاهرين والتخفيف من غضبهم، لعدم تمكن الحكومة من كشف أي جديد في ملف قتل المتظاهرين والناشطين المؤيدين للحركة الاحتجاجية»، مبيناً أن «هذه الحركة التكتيكية التي قام بها إعلام الحكومة لم تحقق أي نتيجة إيجابية، بل زادت من نقمة المتظاهرين الذين تضمنت شعاراتهم مطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين». الصحافي والمحلل السياسي سامان نوح يرى أن «تصريح الناطق باسم الحكومة ليس جديداً، وهو مطابق لتصريح آخر له نشر قبل أكثر من شهر، ذكر المعلومات ذاتها دون أن يتبعها كشف أي تفاصيل عن مقتل الهاشمي»، نوح أضاف أن «شخصيات مطلعة على الملف تتناقل معلومات بأن الأجهزة الأمنية بعد وقت قصير من مقتل الهاشمي تمكنت من معرفة وتحديد المتورطين في اغتياله، ولكن الحكومة لا ترغب في الكشف عن تفاصيل المتورطين والجهات التي تقف خلفهم للتداعيات الأمنية والسياسية المتعلقة بهذا الملف الحساس». وكشف تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن الهاشمي قبل أسابيع من مقتله، أبلغ مقربين منه، أنه يخشى من أن الميليشيات المدعومة من إيران تحاول التخلص منه، ونصحه أصدقاء مقربون بالفرار إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان، لكنه رفض ذلك. وحل العراق في المرتبة الخامسة بين أسوأ الدول إفلاتاً من العقاب، وفق نتائج المؤشر العالمي «للإفلات من العقاب» لعام 2019 الصادر عن لجنة حماية الصحافيين، الذي يسلط الضوء على الدول التي ترتكب بها جرائم ضد الصحافيين ولا تتم مقاضاة مرتكبي الجرائم.

 

رفع خيام «التحرير» في بغداد خشية من مجموعات مسلحة وإصابة 32 متظاهراً و138 عنصر أمن في الذكرى الأولى للحراك

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

عمدت غالبية جماعات الحراك، غير المرتبطة بجهات حزبية أو فصائل مسلحة، إلى رفع خيام اعتصامها في ساحة التحرير، وسط بغداد، بعد يوم واحد من حلول الذكرى الأولى للاحتجاجات العراقية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ويتحدث طيف من الناشطين عن أن لديهم «خشية حقيقية» على حياتهم بعد تغلغل جماعات تابعة لفصائل مسلحة وسط الساحة، لكنهم يؤيدون في مقابل ذلك بقاء معظم خيام الاعتصام في بقية محافظات وسط وجنوب البلاد. ولا يستبعد الناشط موسى رحمة «ارتكاب مجزرة بحق المعتصمين من قبل اتباع الفصائل المسلحة في ساحة التحرير، في حال تمسكوا بالبقاء»، ويعتقد أن «ثمة اتفاقاً بين الحكومة والأحزاب والفصائل المسلحة على إنهاء الاعتصام، وهناك من يتحدث عن إمكانية اقتحام القوات الأمنية لساحة التحرير خلال الساعات أو الأيام القريبة». ويشير ناشطون بأصابع الاتهام إلى جماعات تابعة للتيار الصدري وجماعة «ربع الله» بعد أن أصبح لهما وجود واضح في ساحة التحرير، في محاوله لفض الاعتصام بشتى الوسائل. وليس من الواضح الطريقة التي سيدير بها جماعات الحراك مظاهراتهم المقبلة، في ظل الحديث عن تعليق محتمل لها حتى إشعار آخر. ووقعت صدامات جديدة، أمس، بين عشرات المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة التحرير، غداة مظاهرات شهدتها بغداد إحياء للذكرى السنوية الأولى لـ«ثورة أكتوبر»، فيما شهدت مدينة كربلاء، ليلاً، أيضاً مناوشات. وحاول عشرات الشبان عبور جسر الجمهورية الذي يصل ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبرلمان والسفارة الأميركية. وقام متظاهرون برمي الحجارة، وحاولوا تخطي حواجز وضعتها الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي مدينة كربلاء (جنوب) التي كانت خلال العام الماضي مسرحاً لمظاهرات ليلية، قام متظاهرون شباب حتى ساعات الصباح الباكر برمي الحجارة على عناصر شرطة يحتمون خلف دروع حديدية، ويحملون هراوات، كانوا يقومون بدورهم برميها على المتظاهرين من جديد. كما أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين تراجعوا إلى الخلف. وفي الناصرية (جنوب)، المعقل التاريخي للمظاهرات في العراق، لزم مئات المتظاهرين حتى وقت متأخر خلال الليل ساحة الحبوبي، وسط المدينة، مرددين النشيد الوطني وشعارات داعية للحفاظ على طابع سلمي للحراك. وشهدت مدينة الديوانية (جنوب) مظاهرات مماثلة حرق خلالها متظاهرون إطارات لبعض الوقت في عدد من الشوارع وسط المدينة، فيما شهدت مدينة الحلة (جنوب) صدامات مماثلة. ورغم الهدوء النسبي الذي ساد مظاهرات إحياء الذكرى الأولى لـ«حراك تشرين»، وقعت إصابات كثيرة بين صفوف المتظاهرين وقوى الأمن. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أمس، إصابة 32 متظاهراً و138 عنصراً أمنياً خلال مظاهرات أول من أمس. وأعربت في بيان عن «قلقها وأسفها البالغ لسقوط جرحى ومصابين بين المتظاهرين والقوات الأمنية نتيجة للمصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في بغداد، بلغت أعدادهم (31) مصاباً من المتظاهرين، إضافة إلى إصابة وجرح (138) منتسباً من القوات الأمنية، بينهم (7) ضباط، إضافة إلى إصابة متظاهر ومنتسب في محافظة الديوانية، ليصبح المجموع الكلي في عموم العراق (32) متظاهراً مصاباً، و(139) منتسباً». وأضافت المفوضية أن «ذلك جاء نتيجة استخدام بعض المتظاهرين غير السلميين ثلاث قنابل يدوية وقنابل المولوتوف تجاه القوات الأمنية، إضافة إلى استخدام الحجارة والهراوات والعصي، وإلحاق أضرار بعجلتين تابعتين للدفاع المدني، وحرق خيمتين في ساحة التحرير، في حين لم تشهد باقي المحافظات أي أحداث عنف أو تصادمات تذكر». ودعت المفوضية «المتظاهرين للحفاظ على سلمية مظاهراتهم، وعدم السماح للذين يريدون حرفها عن سلميتها، كذلك الالتزام بالأماكن المخصصة للمظاهرات، والتعاون مع القوات الأمنية لحماية الممتلكات العامة والخاصة»، وطالبت «القوات الأمنية والمتظاهرين باتخاذ أقصى درجات ضبط النفس، وإيقاف أي عنف، والحرص على مزيد من التعاون، وتركيز القوات الأمنية على دورها في حماية المتظاهرين، وتعزيز دورهم في التظاهر السلمي».

 

جبهة سنية عراقية جديدة تطلق ماراثون تغيير التحالفات والنجيفي والخنجر من أبرز قياداتها وهدفها إزاحة الحلبوسي

بغداد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

بعد يوم من إعلانها، دخلت الجبهة العراقية بزعامة رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي سجالاً مع حزب المشروع العربي بزعامة خميس الخنجر بشأن كيفية اتخاذ القرارات داخل الجبهة. ومع أن هذا الأمر يبدو شكلياً إلى حد بعيد، لا سيما أنه مثلما تقول أطراف الجبهة لا يخل بمبدأ صلابة قيامها على أسس جرى الاتفاق عليها، فإنه في العراق لا تقوم كل التحالفات على مبادئ قابلة للصمود؛ الأسباب كثيرة، وكذلك التجارب، بدءاً من أقوى تحالف نال مرتبة التحالف التاريخي، وهو «التحالف الشيعي - الكردي» الذي لم يعد قائماً فحسب، بل حلت محله سجالات حول مفهوم السلطة والنفوذ ومواد الدستور المختلف عليها، وهي كثيرة. الأمر نفسه ينطبق على تحالفات عرقية، مثل «التحالف الكردستاني» الذي يضم الأحزاب الكردية حتى المختلفة بينها، والذي انتهى عملياً خلال انتخابات 2014، أو تحالفات مذهبية مثل «التحالف الوطني الشيعي» الذي انتهى هو الآخر خلال انتخابات 2018، وقبله التحالف السني الذي حمل تسمية «القائمة العراقية»، والذي انتهى خلال انتخابات عام 2010، بعد أن فسرت المحكمة الاتحادية مفهوم الكتلة الأكبر تفسيراً منع تلك القائمة التي كان زعيمها شيعياً (إياد علاوي) من تشكيل الحكومة. السجال الذي بدأ هامشياً، طبقاً لما يراه كثير من المتفائلين أو مؤيدي قيام هذه الجبهة الجديدة، يستبطن من وجهة نظر المحللين أو الأكاديميين أو مناوئيها في الأقل بذور فشلها، ما دام أن أصل الخلاف لا يتطلب سجالاً علنياً، الأمر الذي يعني أن أساسها ليس راسخاً. والأهم في الجبهة الجديدة أنها موجهة نحو هدف واحد، ملخصه تطويق تمدد رئيس البرلمان زعيم تحالف القوى العراقية محمد الحلبوسي، الشاب الذي لم يتخطَّ الأربعينيات من العمر، والذي تمكن بسرعة قياسية من إقصاء زعامات الخط الأول من الكتل السنية الذين تتراوح أعمار بعضهم بين نهاية السبعينيات (محمود المشهداني وصالح المطلك) ونهاية الستينيات (أسامة النجيفي وخميس الخنجر). وبعد انتخابات 2018 التي شهدت تغييراً بدأ أول الأمر جدياً في خريطة التحالفات، انخرط الزعماء السنة والشيعة في تحالفين كبيرين، هما: الإصلاح والإعمار الذي تزعمه عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة؛ والبناء الذي تزعمه هادي العامري رئيس كتلة الفتح. بعد انفراد كل من تحالف «سائرون» المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضمن تحالف الإصلاح، و«الفتح» بزعامة هادي العامري ضمن تحالف البناء، بالمجيء برئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، انفرط كل من التحالفين المذكورين. وعند انطلاق انتفاضة الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، اهتزت الأرض تحت أقدام الأحزاب الشيعية التي استهدفتها المظاهرات التي اتسع نطاقها، ليشمل كل محافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية، بينما بدت المدن والمحافظات الكردية والغربية ذات الغالبية السنية هادئة تماماً.

وبعد سنة على الانتفاضة والتحالفات التي انهارت تحت وطأة انهيار كل الأوضاع في العراق المالية والصحية والاقتصادية والسياسية، تجد كتلة سنية جديدة قوامها 36 نائباً نفسها أمام تحدٍ من نوع جديد، وهو ما أطلقت عليه «إصلاح المؤسسة التشريعية»، وهو مصطلح غير متفق عليه -كما يبدو- بين أطرافها ذات الخلافات الواسعة التي لا يجمعها سوى هدف واحد، وهو وقف تمدد الحلبوسي زعيم تحالف القوى الذي يضعه منصبه (رئيس البرلمان) في مقدمة الزعماء السنة. لذلك لا يبدي نائب رئيس تحالف القوى العراقية النائب محمد الكربولي، وهو أحد أقرب أصدقاء الحلبوسي، قلقاً وهو يتلقى خبر قيام هذه الجبهة. فالكربولي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» يقول إن «تحالف القوى العراقية متماسك جداً، بخلاف التحالف الجديد الذي هو بالأساس يضم أطرافاً لديها دوافع مختلفة في المستقبل، لكن يجمعها الآن هدف واحد، وهو الحلبوسي، بصفته زعيماً سنياً شاباً نجح في موقعه». ويضيف الكربولي أن «التحالفات السياسية أمر طبيعي في النهاية، لكن ما أستطيع قوله أن لدينا قاعدة قوية نسير عليها، ولدينا تحالفاتنا الراسخة مع قوى أخرى من شركاء الوطن». ويرى أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني أن «ولادة هذه الجبهة الجديدة سيدفع باتجاه تغيير الخريطة السياسية السنية». ويقول البدراني لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الكتلة الجديدة، حتى إن لم تكن هي الكتلة الأكبر، فإنها ستفرض واقعاً جديداً كان مفقوداً، بعد أن كانت كتلة واحدة (تحالف القوى) هي المؤثرة». ورداً على سؤال بشأن الهدف الأساسي لهذه الكتلة، يقول البدراني إن «من المؤكد أن هدف الكتلة الجديدة يتمثل بشقين: الأول هو محاولة إقالة رئيس البرلمان (محمد الحلبوسي) أو التصدي له، كونه أصبح قوياً مؤثراً في الساحة السنية حزبياً؛ والثاني يتعلق بالتصدي لمرحلة جديدة ترتبط بالانتخابات المقبلة، ومحاولة تشكيل كتلة لعدد من الأحزاب». وفي حين تطلق الجبهة العراقية الجديدة ماراثون تغيير الخريطة السياسية السنية في المحافظات الغربية، فإن الأنظار تتجه إلى ما إذا كان قانون الانتخابات الجديد الذي أقر الدوائر المتعددة، والفائز بأعلى الأصوات، سوف يحفز كتلاً وقوى شيعية وكردية أن تبدأ حراكاً جديداً يهدف إما إلى إضعاف قوى قائمة، ومحاولة فرض واقع جديد، أو نشوء تكتلات تستفيد من واقع حركة المظاهرات في المحافظات الشيعية، أو على وقع استمرار الخلافات بين الكتل الكردية، مع أن الخرائط في كردستان أكثر ثباتاً من مثيلاتها الشيعية أو السنية.

 

مقتل رجل أسود برصاص الشرطة يشعل الاحتجاجات في فيلادلفيا الأميركية

فيلاديلفيا (الولايات المتحدة) /الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

اشتعلت احتجاجات بشوارع الجزء الغربي من مدينة فيلادلفيا الأميركية الليلة الماضية أصيب فيها 4 من رجال الشرطة؛ وذلك بعد أن أطلق شرطيان النار على رجل أسود، قيل إنه كان يحمل سكيناً، فأردياه قتيلاً، وفقاً لوكالة «رويترز». ويجيء هذا عقب سلسلة احتجاجات مناهضة للعنصرية على مدى أشهر في الولايات المتحدة انطلقت شرارتها بعد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد (46 عاماً) في مايو (أيار) الماضي بعد أن ضغط شرطي في منيابوليس بركبته على رقبته لنحو 9 دقائق. وقالت قناة «إن بي سي» إن 4 من الشرطة أصيبوا بعد أن رشقهم المحتجون بالطوب عندما شاب العنف مظاهرة أمس (الاثنين) وقعت خارج مركز للشرطة في فيلادلفيا، واستلزمت الإصابة نقلهم إلى المستشفى. وكان الشاب الأسود الذي قال المسؤولون إن اسمه والتر والاس وعمره 27 عاماً قد اقترب من الشرطيين عصر أمس، فأشهرا السلاح وأمراه بإسقاط السكين، حسبما أظهرت لقطات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لحادث إطلاق النار.

وقال رئيس البلدية جيم كيني ومفوضة الشرطة دانييل آوتلو في بيانين منفصلين إن الواقعة تثير تساؤلات، وإنها قيد التحقيق. وقال كيني: «ستجري وحدة التحقيقات في وقائع إطلاق الرصاص من قبل الشرطة بإدارة فيلادلفيا تحقيقاً كاملاً». أما آوتلو فقالت إنها استمعت «لغضب الناس في المنطقة» بعد مقتل والاس. ولم تتمكن «رويترز» على الفور من التحقق من صحة مقطع الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي سجله أحد المارة، ويظهر فيه الشرطيان وهما يصوبان سلاحيهما نحو والاس بينما كان يسير في الشارع وكان يقترب منهما وهما يتحركان للخلف، فيما كانت فوهتا سلاحيهما مصوبتين تجاهه، وكانا يأمرانه بصوت مرتفع بإلقاء سكينه على الأرض؛ بعدها أطلقا أعيرة نارية وسقط والاس؛ حسبما أظهرت لقطات الفيديو. ومنذ حادث منيابوليس، يخرج المتظاهرون في أنحاء البلاد للمطالبة بالمساواة بين الأعراق ووضع حد لوحشية الشرطة، وشاب العنف هذه الاحتجاجات في بعض الأحيان. وكررت جماعات النشطاء مطالبها بوقف تمويل الشرطة، وقال «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» إن عنف الدولة لا يمكن أن يكون حلاً لمشكلات المجتمع. وقال ريجي شوفورد، المدير التنفيذي لـ«اتحاد الحريات المدنية» في بنسلفانيا: «لقد آن الأوان لوقف تمويل الشرطة والاستثمار في البرامج المجتمعية؛ بما في ذلك خدمات الصحة النفسية التي تسمح بذلك النوع من التدخل الذي ربما كان قد منع مقتل السيد والاس».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الثانية

المنسقية/27 تشرين الأول/2020

ما أن وصلت السيارة إلى "بير التنية" حتى أطلت "العامرة" كما كان يسمي "أبو عماد" عين إبل، مشرورة على طول ذلك المنحدر الممتد من ضهر العاصي إلى المحفرة، تزينها من الغرب تلال مكسوة باشجار الزيتون والسنديان، وتبدو يد الفلاح وقد جللت قسما كبيرا من أراضيها، جنائن معلقة، كانت تزهر عنبا ولوزيات وتفاحا. وقد كان الجدود، منذ عودتهم إلى هذه المناطق، قد عمروها بالبساتين، فخبرة فلاحي الشمال اللبناني دفعت بسلسلة من الهجرات المتتالية إلى كل لبنان، عندما زال خطر المماليك، الذين أفرغوا المناطق القريبة من البحر ، حيث استطاعوا، من سكانها، خوفا من تعاونهم مع الفرنج. وكان الفرنج الذين طردوا من كامل الأراضي الساحلية في لبنان وسوريا وفلسطين، لا يزالون يجوبون البحر ويقتربون من الشواطئ. وقد هدم هؤلاء المماليك كل الحصون الساحلية والمدن الكبرى، وطردوا أهل البلاد من أراضيهم، بما فيهم الشيعة والدروز، فقد قضت فتاوى "ابن تيمية " بحل قتل هؤلاء "الخارجين عن الدين" باعتبارهم من "الكفار". وحدثت الحملة التي أفرغت هذه المنطقة من سكانها في أثناء انهاء الوجود الصليبي من صور وعكا، وخلال العمليات الحربية التي جرت آنذاك. أما افراغ كسروان، مثلا، فقد جرى بعد خروج الصليبيين، وخوفا من المتعاونين معهم وبخاصة من المسيحيين، وهكذا اقتلعوا السكان والاشجار وبذروا الملح في الأرض لكي لا تنبت، كما منعوا السكن فيها، وأعطوا الأمان فقط لمن يسكن ما وراء الجبل أي في البقاع. وكان على المسيحيين أن يهربوا إلى مناطق خرجت عن سلطة المماليك، وهي مناطق بلاد جبيل والبترون وبلاد بشري و"الزاوية". وهكذا فعندما انكسر المماليك أمام العثمانيين، سمح هؤلاء، للعسافيين في البدء، باعمار كسروان، فامتلأت المناطق اللبنانية بالفلاحين المسيحيين الذين ضاقت بهم امكنة لجوئهم في بلاد جبيل و"الزاوية"، فخرجوا منها، مع ما لهم من الخبرة في استغلال الأرض، وتطويع الصخر، وتجليل المنحدرات، وزرعها بالوسائل البسيطة التي يدعمها الايمان، والجهد الفردي، وتقويها المثابرة وحب الأرض. خرجوا وانتشروا أولا في بلاد كسروان، ثم الشوف، حيث كان "الأمير" مدينا لهم بالحماية بعد مقتل ابيه "قرقماز". ومن ثم الجنوب و"بلاد بشارة"، التي كانوا دوما جزءً أساسيا يزين ترابها، ويضيف إلى ألوانها مراكز استقرار على طريق القدس. هؤلاء الجدود الذين وصلوا في نهاية القرن السادس عشر سكنوا في "خربة عين إبل" حيث "قبر النصراني " وبقايا الكنيسة وبعض أكوام حجارة البيوت التي ساعدتهم على الاستقرار.ثم بدأوا العمل في تطويع هذه الأرض وحثها على العطاء، وكان "البعل" سندهم، والثور والمحراث رفيقيهما، والجهد والمثابرة شعارهما، والعمل الطويل المستمر طريقة عيش أسهمت سريعا بتوطنهم، ككل المغامرين المرتحلين إلى أماكن جديدة في عالمنا الوسيع الذي لا يزال فيه مكان للجهد الفردي والمثابرة إذا ما ترافقا بهدوء سياسي يفسح المجال للنمو بدل التقاتل والارتقاء بدل التقهقر.

ويقال بأن "علي الصغير" الذي كان قد استعاد لتوه سلطته من ايدي أعدائه "آل شكر"، الذين قضوا على كل عائلته ولم تسلم الا والدته الحبلى به ، وكانت من "حوران" وقد فرت إلى بيت ابيها حيث ولد "علي" ونشأ ثم رجع ليثأر لعائلته، كان مارا في تلك المنطقة ليلا وسمع حركة وصوت تكسير صخور ورفع حجارة، فأرسل أحد رجاله ليستطلع الأمر، وإذا به يحضر معه رجلا يلبس شروالا ولبادة على راسه، عرف به أحد هؤلاء "النصارى" الذين قدموا حديثا وسكنوا "الخربة". وعندما سأله عما يفعل في هذا الليل أجاب ذلك الفلاح، وقد عرف به زعيم هذه البلاد، أنه يريد أن ينهي الحائط الذي بدأه عند الصباح، فلديه عمل كثير ليقوم به قبل الشتاء، فهو يعيل أولادا صغارا، واذا لم ينه هذه الأعمال قبل موسم الأمطار فمن سينهيها؟.. ومن سيطعم الأولاد؟.. فأكبر "البيك"، ولم يكن بعد قد حمل هذا اللقب، به نشاطه وقال لمرافقيه: نحن بحاجة لمثل هذه العناصر الطيبة لتعمر الأراضي وتزدهر المنطقة، وقال لذلك الفلاح:

- هل لا يزال عندك أقارب أو أصحاب يريدون القدوم إلى هذه المناطق للاستقرار والعمل؟.. أرسل لهم ليحضروا فنحن بحاجة لهذا النشاط ولهذه الخبرات لاعمار البلاد...

وقصة هذا الفلاح هي قصة كل هؤلاء الذين سميت النجوم على أسمائهم والأراضي والينابيع، وقد زرعوا الكروم واقاموا المعاصر ونصبوا الزيتون "شجرة الخير المقدسة" التي ذكرت "التوراة" أن سكان هذه الأرض ينعمون بها؛ ف"أشير طعامه طعام الملوك وهو يغمس أرجله بالزيت"... وقد طوعوا الوعر، وأنبتوا الصخر، وزينوا المروج والتلال، ثم أقاموا بيوتا صغيرة بالحجم مملوءة بالخير والبركة، فصدق بهم القول: "فلاح مكفي سلطان مخفي" وقد وصف ذلك أحد أحفادهم بقوله:

 "وشو همهم لو زمجر شباط واذار وعندن خوابي مجممي لشفافها "...

هذا الخير الذي تغنوا به زادهم تمسكا بتلك الروابي موطن استقرار بالرغم من كل شيء. وقد عانوا في البدء من ظلم هنا، وتعنت هناك، وتأثروا بحكم الجزار، ومظالم الأتراك، ونعموا بلبنان، الوطن الحلم، واستماتوا في سبيله، وها هم اليوم يرزحون مجددا تحت ذلك الحمل؛ الوطن الذي نهوى فنستشهد دونه، والواقع المر الذي يحيطنا تخاصما وتنافرا لا يخدم إلا الغرباء، وشتان بين من يبني للوطن ومن يهدم...

دارت السيارة باتجاه "دبل". فقد أراد سعيد أن يوصل شريف إلى عين إبل قبل أن يذهب هو إلى رميش. وقد أطلت "دبل" ضيعة الشهداء، في هذه الحرب، حيث دفعت هذه القرية الصغيرة من الدماء في سبيل الوطن ما لم تدفعه أية قرية أخرى، فقلما يخلو بيت من صورة شهيد أو أكثر، وقد تربى الفتيان وأهلهم في المراكز الدفاعية، ثم لحقوا بهم شبانا مقاتلين. وفي الفترة الأولى كانت "دبل" تحت نار الفلسطينيين في "رشاف"، التي تشرف عليها، وتحصي كل خطوة لسكانها، وكان على الأهالي أن يدفنوا موتاهم أثناء الليل. لذلك، ومهما دفع أبناء دبل للبقاء في "رشاف" و"الجبل"، فهم يجدونه أسهل من أن يعودوا إلى ذلك الحصار المذل. وقد كانت دبل قبل الحرب آخر الطريق، لا يمر عليها إلا من يقصدها. لذلك بقيت منزوية على نفسها، مكفية الحاجات، منقطعة حتى عن الجيران حولها. أما اليوم وبعد فتح طريق "بير التنيه"، أصبحت ممر الساحل إلى الداخل، وقد ازدهرت وعمرت وكبرت وانتشرت على التلال المحيطة ووصلت إلى المرج. وها إن أغلبية أبنائها يعملون فيها ويسكنونها ويزيدون على مداميكها كل يوم.

كانت دبل في الماضي على طريق القوافل الصاعد من صور باتجاه فلسطين. وكان مركز "حزور" في وسط السهل قرب نبع ماء تكثر الأشجار حوله، محط قوافل ومركز استراحة، وقد حاول بعض المؤرخين  أن يضع فيه مركز المدينة التوراتية "حاتصور" التي أسقطها "يشوع بن نون"، لتشابه الأسم، ولكن الممرات الضيقة التي تحيطها وعدم وجود السهول الكبرى التي تصلح لقتال العربات، حيث كان في "حاتصور" التوراة سبعمئة عربة قتال، يجعل مكانها في السهول بين طبرية والحولة مناسبا أكثر بكثير من محيط دبل ما يحمل على الاعتقاد بخطاء هذه المقولة، ويبقى اسم "حزور" المقام الذي يحترم حتى اليوم اسم لولي أو نبي أو اله قديم ربما يكون "عزير " ذاته... 

وصلت السيارة إلى قرب "بركة الحلاوة"، فاذا بنصف مجنزرة للجيش تقترب مسرعة. كان يقف خلف الرشاش "سليم" "ابن بوحنا" الذي كان ترك الخدمة مدة سنتين تقريبا، بعد خلاف مع مسؤول المركز الذي كان يخدم فيه. فكان قد نقل إلى صور في 1983، ثم إلى النبطية، وبعدها إلى العيشية حيث خدم مدة سنة، وقد طلب أن يشكل إلى منطقة قريبة من "البيت"، فلم يوافق له المسؤول على الطلب ومزقه بحجة أنه لا يريد أن يخسر عنصرا مثل "سليم"، فهو حقا كان عنصرا نشيطا، وقد انخرط في الجيش قبل الحرب ثم التحق ب"التجمع " بعد الحوادث وخدم في عدة مراكز وكان شديد الانضباط وصاحب نخوة وتفان، وقد عرف معنى الكرامة بخاصة بعد أن خطف شقيقه "حنا" وقتل على يد الفلسطينيين، فكان "سليم" صاحب "قضية"، كما قال عنه "الشيف ادوار " مرة، فكل يوم يرى أبناء شقيقه اليتامى. وقد كان والده "بوحنا" حمل السلاح هو الآخر أكثر من خمس سنوات بالرغم من عمره؛ "فالدفاع عن الأرض والعرض واجب على كل فرد، ولو لم نقف تلك الوقفة الشجاعة لكان مصير الكل كمصير شقيقك المرحوم حنا "، هذا ما كان يقوله له دائما "بو حنا". كل ذلك صحيح ولكن هل يبنى الوطن عليه وحده؟ وكما يقال: "بلد بتحمل شخص بس شخص ما بيحمل بلد". لذلك غضب سليم وترك "هذا الجيش ومن يخدمه" وتوجه إلى دبل ولم يقبل بكل الوساطات والمحاولات التي قام بها "ابو الياس " وغيره من المسؤولين، ولم يعد يهمه إلا تلك البقرات التي اشتراها وبدأ بتربيتها ورعايتها، وقد اصبح عنده عشرة رؤوس يبيع منها في آخر السنة عددا من العجول ويبدل بعضها لتحسين النسل والحليب، وقد كان يبيع حليبا ولبنا لكل الضيعة على مدار السنة، كما يزرع "شكارة" قمح وشعير لموسم الشتاء والأيام "القاسية". أما الشهر الماضي وبعد ذلك الكمين الذي أودى بحياة رفيقه "شبيب" وجارهم "زيد" فقد تحمس للعمل من جديد، وكان والده ووالدته في بيروت عند شقيقته "تريز"، فباع كل البقرات ل"أبو علي" دفعة واحدة، وعرف أنه خسر بها، ف"أبو علي" يقنص قنصا في الأيام العادية فكيف وهو يعلم أن "سليم" يريد التخلص من كل البقرات دفعة واحدة. ولم يؤثر الأمر عليه لأنه كان قد قرر أن يثأر ل"شبيب" و"زيد". وهكذا فقد استأنف الخدمة في السرية نفسها التي خدما بها وتسلم إمرة فصيلة "الحقبان"...

كان مركز "الحقبان" من المراكز المهمة في المنطقة فهو يشرف على "ياطر" و"كفرا" وعلى الطريق المؤدية إلى صور من تبنين وهي تمر على "صديقين" حيث يوجد "حوزة"، وهي مدرسة دينية على الطريقة الإيرانية. وقد كانت هذه الحوزات تخرج المتطرفين الذين يشكلون العمود الفقري ل"حزب الله". وكان بعض سكان "ياطر" فيما مضى قد عملوا مع "الجبهة الشعبية" وجعلوا من البلدة مركزا لتحضير العمليات ضد المنطقة، وعندما بدأت الانسحابات، أصر المسؤولون "عندنا"، أن تكون الحدود هذه المرة عند "الحقبان"، كي لا تصبح "ياطر" مجددا مركزا معاديا، فتتعرض "بيت ليف" والمراكز التي تحميها لعمليات تخريبية. إلا أن بقاء الأمم المتحدة على مفرق "صربين" وسماحها للفريق الأخر باستعمال محيطها للقيام بعمليات، ومرور طريق "الحقبان" من هناك بدل أن تمر مباشرة من الطريق التي فتحت في 1978والتي تقع تحت نار ونظر مركز "جبل حميد"، جعل ذلك المفرق منطقة اشتباكات، والعناصر فيه في حالة توتر بشكل دائم، مما أدى إلى تفاقم الأمور. وهكذا فإن كمينا نصب بجانب مركز الأمم المتحدة أودى بحياة "شبيب" و"زيد" وجرح أربعة عناصر. فقد فتحت النار، بعد انفجار عبوة في الملالة التي كانت تقلهم، من بناية الباطون الواقعة مقابل مركز الأمم المتحدة. ثم، عندما وصلت التعزيزات وحاولت المجموعة تطويق المقر لأن العناصر التي فتحت النار قد انسحبت إلى داخل مركز القوات الدولية، تصدت هذه القوات لعناصر الجيش ومنعتهم من الدخول، وقد لام أهل القرية آمر المجموعة لأنه قبل بالانسحاب بعد تلقيه أمرا من الاسرائيليين بذلك، ولم يقض على هذه المجموعة، ف"ذهابها بدون عقاب سيجعلنا ندفع ثمنا أكبر في المرة القادمة"، وقد كان هذا راي الجميع وبخاصة "سليم" وقد تحمس وأقسم بأن يعود إلى الخدمة ليعلم هؤلاء كيف يكون القتال... وهكذا صار فقد كان عاد إلى الخدمة قبل اسبوع عندما التقاه شريف وسعيد، في تلك الآلية بالقرب من بركة الحلاوة، في طريقهم إلى عين إبل...

صعدت السيارة إلى دبل في الطريق الجديد الذي يلتف حول القرية من الجنوب، وقد تناثرت على جانبيه المنازل المبنية حديثا لتزيد من اتساعها وتظهر الفوارق بين القديم المتجمع على بعضه والجديد المنتشر هنا وهناك، فقد كانت القرية فيما مضى تتكوم حول تلة الكنيسة واذا ما خرج بيت عن "الكوم" أصبح معلما كما في اغلب القرى الجبيلية، أما اليوم، فقد تجرأ البعض على الانفلات من الدائرة الصغرى واندفع باتجاه "البيادر"، حتى أن الكنيسة الجديدة تبعت هذا الاندفاع لتستقر إلى جانب "الدير" كبيرة متسعة يزينها برج جرس عال. ولو أنها ليست على تلة كأمها "العتيقة"، إلا أنها بجمال جحارتها واتساع واجهاتها وساحتها، تضفي رونقا على المكان.

أما الشارع الجديد فقد أعطى بعدا ومساحات أكملت الصورة، فبدت البلدة بحجمها الذي استحقته بعد طول معاناة. ويحيط بدبل من الشمال تلة "اميه" التي لا تزال مركزا اثريا فيه من الحجارة المشغولة والآبار ما يدل على تواجد سكاني قديم، ويتصل به من الشرق تلة "الجبيل" التي تحوي أيضا آثار، وعلى بعد كيلومتر واحد إلى الشمال منها تقع "بركة الحجر" وهي من المراكز الأثرية التي تستحق الذكر، ومن الغرب وفي وسط "وادي العيون" أو "وادي ايون" تقف تلة تشرف على أوله من الغرب وعلى آخره من الجنوب فهو يدور عند كعبها جنوبا، وقد كان هذا الوادي الطريق الرئيسي لقوافل صور والساحل إلى سهول فلسطين فيما مضى، وفوق هذا التل يقع قصر "عصيلة" وقد كان كما يبدو مركز حماية واشراف على هذا الممر المهم. بينما تسيطر "رشاف"، التي تذكرنا بإله الحرب الكنعاني "رشف"، على كل ما ذكرنا من الجهة الشمالية، و"قوزح"، التي يذكرنا اسمها كما هو بإله القمر الحوري، من الجنوب الغربي، وتظهر "عيتا الشعب" وهي ايضا حورية الإسم "آتا - ال - شوب" والاله "شوب" إله الحر الحوري، في أقصى الجنوب مشرفة على مرج دبل.

وإذ خرجت السيارة من دبل دارت الطريق بهم يمنة ويسرة بين تلك الروابي التي لم تزل مكسوة ببساط العشب الأخضر، حيث الربيع يتاخر هنا أكثر من الساحل، ولا تزال بعض الزهور تزين الحفافي في عدة أمكنة، وقد سرح قطيع ماعز في أول "دير- ياه"، وبدت الأراضي الزراعية وقد تلونت بالأحمر والأصفر المبيض، فتراب "البياض" يختلف من موقع إلى آخر، وقد "كرب" الفلاحون الأرض للزراعات الصيفية. ولو كانت أيام زراعة "دخان" لكنت ترى الآن الأراضي كلها ورشة تتزاحم لتنهي الزرع، هنا، بينما بدت الأتلام الخضراء في أكثر من قطعة تم زرعها، هناك، فالدخان شتلة صيفية أهم ما فيها أن الدولة كانت تشتري محصولها من المزارع فلا يضطر إلى التدليل على بضاعته، ولا يهمه التفتيش عن الشاري، وجل همه ينصب في ما يدفع له من ثمن للكيلو من قبل خبير "الريجي"... ولكن الحرب شلت هذه الزراعة وها إن أجيالا قد نشأت ولم ترى "أكباش" الدخان معلقة في المنازل ولم تعرف معنى لزرعه وقطافه و"شكه"...

ثم ظهر حرش الصنوبر، الذي زرعه الجدود ليكون لهم مكانا للتنزه، وهو يتفاخر بصنوبراته العالية على كل التلال المحيطة، فهو المكان الوحيد لرحلات الشباب وجلسات السمر وسهرات ضوء القمر، كما هو مركز مخيمات الكشاف في كل عام، فبعد أن كانت فرقة الكشاف تخيم كل سنة في منطقة من لبنان، وبعد أن تعرف الصغار، الذين كبروا على حب المغامرة والتجوال في جبال لبنان وأوديته، على قرى الشوف والمتن وحتى الشمال، جاءت الحرب لتحد من حركة الأجيال الجديدة وتلخص نشاطاتها في مخيم الصنوبر، وكأنهم عادوا، بعد سنين من الأمل بالوطن الكبير والجهاد في سبيله، إلى الأيام التي كانت فيها "حدود الدني شلقة حجر". وها أن بناء يقام هناك بالقرب من الحرش يقال بأنه سوف يكون مستشفى للمنطقة ويرعاه "سيادة المطران" فهل سيكتمل في أيامنا؟ وماذا سيصبح الحرش عندها؟ ساحة لوقوف السيارات؟ أم حديقة خلفية للمستشفى؟ أم ماذا؟...

مرت هذه الأفكار بسرعة في مخيلة شريف فلم ينتبه إلا عند وصولهم إلى عين حانين التي كانت فيما مضى تعج دائما بالقطعان والرعيان والفلاحين وها هي اليوم قفر بعد هذه الحرب...

وصل شريف إلى عين إبل ودخلها من جهة المحفرة، حيث المثلث الذي يؤدي إلى "رميش" وقد زينته حديقة يتوسطها ثلاث قناطر كانت فيما مضى من الوسائل الحربية التي استعملها الفلسطينيون في احتلالهم لبنت جبيل وحربهم ضد عين إبل وهي كانت على ما يبدو، أجزاء متاريس من الباطون المسلح وقد ارتأى أبناء البلدة، تذكيرا بتلك الحوادث والتخلص من الفلسطينيين وأعوانهم ومشاكلهم، أن توضع هناك على المفرق بين عين إبل ودبل ورميش ثلاث قناطر للمثلث الذي يربط ثلاث قرى تضامنت لتبعد الخطر عنها وتبقى هناك في وسط حديقة رمزا يمثل الانتصار على الشر والقلق وتحويله إلى خير وطمأنينة، وقد حملت تلك الحديقة اسمي "نبيل" و"الحسون"...

كان نبيل في الرابعة عشرة من العمر يوم شارك ككل أولاد القرية بتحميل و"تحطيط" الذخيرة في "المركز"، وكان ينتظر يوم يصبح بامكانه أن يتدرب على اطلاق النار ليدافع عن البلدة. وكان أن قدر له، وبسبب قلة العناصر، أن يشترك في تدريبات للصغار على تفكيك السلاح وتركيبه وعلى اطلاق النار وبعض التدريبات الأخرى كبرنامج لدورة كان من المفروض أن تستمر ثلاثة ايام، ولكن ما حدث كان ضربة كبرى غيرت المقاييس وأحدثت جرحا كان موجعا، فقد كان "نبيل" يرافق شريف وشاهين إلى تلة "شرتا" ضمن تدريبات للأستطلاع، وفي طريق العودة إنفجر تحت الدولاب الأمامي للجيب الذي كانوا يستقلونه لغم أرضي مزقه فاستشهد على الفور.

أما "الحسون" الذي كان من المسؤولين في الدفاع عن البلدة، فهو تخرج من مدرسة الرتباء وخدم في عدة أماكن وقد واظب على العمل في فريق القيادة منذ بدء الحصار ولم يكن يقبل باقل من التواجد الدائم مع المتطوعين في كل مراكز المراقبة والدفاع.  فالقرية كانت كلها جبهة وهي محاصرة من كل الجهات ما عدا الجنوب حيث كان يمكن ايضا التسلل، ولذا فقد كان من الواجب اليقظة خاصة على من كان يعرف معنى "الجهوز" ويفهم من الناحية العسكرية القدرات والامكانات. وقد استشهد الحسون ايضا بعد ثلاثة اشهر من "نبيل" وكان استشهاده مؤلما للجميع فترك أكثر من فراغ وعطل غيابه جزءً مهما من عملية الاستمرار...

وعلى بعد مئتي متر من ذلك المفترق يقع نصب آخر مما تزدان به عين إبل. فعلى يسار الطريق وأنت داخل إلى البلدة شكلان من الباطون المسلح كأنهما شراعان يحضنان جسما من الرخام ولوحة تذكارية وتتداخل أوسمة وشعارات هنا وهناك. هذا النصب تذكار لرفيق كان الكل يقدره وقد خاض معارك في هذه الحرب وتنقل بين المناطق مدافعا عن الوطن كله من شكا إلى زحلة ومن الأسواق إلى الزعرور ومن بسابا إلى الكحالة وتل الزعتر. لم يكن مرة من المتخاذلين ولم يسع إلى الكسب من هذه الحرب ولا كان من الراكضين خلف المناصب. لقد وضع الوطن نصب عينيه كما صور له دائما: شجرة باسقة تحمي حرياتنا وتحفظ تراثنا وتؤمن المستقبل والاستمرار، ولكنها لا ترتوي إلا بالدم، والدفاع عنها واجب مقدس. نشأ في بيت يزهو بالكرامات وفي بيئة تتغنى بالبطولات، فقصص الطفولة كانت عن "حنا الحاج" وهو عم أمه وكان ذاع سيطه يوم كانت الرجال تعد على الأصابع ويوم كان نفرا تركيا ينفذ حكم الاعدام بمفرده  في تلك القرى دونما حاجة لقانون أو حاكم ودون معارضة تذكر. ويوم كان الغزو شريعة تقضي على غلات وأحلام هؤلاء الفلاحين المساكين، وكان "الحمدون" و"الهيب"، غزاة "العرب"، من جهة والعصابات والقبضايات والأزلام من جهة أخرى، تقض مضاجع الناس، كان اسم "حنا الحاج" يرعب الرجال فيحسبون له ألف حساب، وكانت قصصه وهيبته تخيف الصغار والكبار في محيط واسع، وحيث لم يكن للنصارى خارج الجبل أي شأن، أثبت أمثال "حنا الحاج" و"الدعبول" و"الهدبول" وغيرهم أنه يمكن الوقوف وإثبات الوجود حتى في ظل حكم اعتبر المسيحيين أهل ذمة يعيشون بحماية المسلمين ولا يحق لهم إلا ما يرى المسلم أن يعطيهم.

في هذا الجو نشأ "كيروز" وقد أعطي اسما فريدا يدل على الارتباط بالجدود في بلاد الأرز ويقوي الفخر والعزة ولا سيما في وقت كان للبنان وجهه المسيحي الذي أعطى لكل مسيحيي المشرق أملا وسندا، وإن لم يكن حقيقيا، فالمستضعفون يقويهم الأمل، والأمل ليس أكثر من وهم، في كثير من الأحيان، ينمو في الجماعة فيغزي فيها العنفوان فتتشدد، وإذ تبدو كذلك يقف أمامها الناظرون مشدوهين، فتسير بقوة الدفع ويتعامل معها الكل على هذا الاساس. ولذا فإن التخوف من أن تزول "الوهرة"، وأن "يكبو الجواد" أو "تزل القدم"، يخيف المجموعات الضعيفة أو القليلة العدد نسبيا، فتستميت للبقاء، وتقاتل للأستمرار. من هنا كان إسم لبنان ولا يزال يحرك الأفئدة ويدب الحماسة في نفوس هؤلاء.

وكان "كيروز" من أولائك الذين إذا ما سمعوا النداء لبوه، وقد خدم في الجيش إحتياطيا لمدة سنة، ثم اندفع إلى الالتحاق بالمجموعات التي حمت الأحياء منذ انطلاق الرصاصة الأولى في 1975 وحتى استقرت في قلبه تلك الرصاصة على تلة "البنيه" يوم دحر العدو واحتلها فثبتها ثم رواها بدمه وغاب إلا من ذاكرة المحبين وذلك النصب التذكاري في مدخل البلدة...

 

المؤكد أن حكومة الحريري العتيدة سوف تكون حكومة حزب الله فعلا" وحكومة الطبقة السياسية المارقة شكلا".

توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية/27 تشرين الأول/2020

من يدرك كيف يتشكل ميزان قوى، يعرف أن مكونه الرئيسي هو المكون العسكري-الأمني بالإضافة إلى مكوناته المهمة (أعني السياسية والشعبية والإقتصادية) ولكن التي باتت ثانوية في ظل وجود طرف يتمتع بإمتياز حيازة السلاح خارج إطار الدولة. فلا قوة عسكرية-أمنية على الساحة اللبنانية توازن أو تطغى على قوة حزب الله. أما الإقليم، فيعيش حالة تبريد الساحات بإنتظار نتائج الإنتخابات الأميركية، وبالتالي ليس بالأفق خارجيا" أقله على مدى القريب ما يمكنه أن يبدل ميزان القوى العسكري-الأمني في لبنان لصالح لبنان الكيان والدولة والشعب، وقد يترسخ هذا الميزان في حال فوز جو بيدن. وفي هذا المجال، لا بد من تصحيح مقولة سائدة لدى البعض بأن السياسة الإميركية الخارجية لا تتبدل مع تبدل الرؤساء.  والصحيح أن مصالح الولايات المتحدة هي الثابتة عموما"، إنما مقاربات تحقيقها قد تختلف جذريا" من رئيس إلى رئيس. فإنتهج أوباما مثلا" سياسة خارجية مخالفة جذريا" لسياسة بوش، كما إنتهج ترامب سياسة خارجية ليست فقط مخالفة جذريا" لسياسة أوباما، إنما شكلت تغييرا" جذريا" عن سابقاتها في منطلقاتها وأسسها. هذا ما يفسر العدائية الواضحة أو المضمرة له داخل أميركا وخارجها من كيانات سياسية وإعلامية و...

غير أن المعلومات الحقيقية تشي بأن ترامب له الحظ الأوفر بالفوز بالإنتخابات.  قلت وأردد أن حزب الله هو من يشكل الحكومة تكليفا" وتشكيلا" من وراء الستارة. فهو صاحب القرار الفعلي لأنه هو من يحمي ويبقي الطبقة السياسية المارقة قاطبة على قيد الحياة، تاركا" لها ما تتستر به لكي يبقى لها شيئا" من المصداقية لدى مؤيديها شعبيا" وخارجيا".

من الواضح، أن بري لا يمكنه مخالفة ما يقرره حزب الله، والحديث عن "الثنائي الشيعي" أو "الثنائي الوطني" أو "الثنائي المقاوم" ليس بمحله.

كما أن التناقضات حقيقية بين أطراف الطبقة السياسية حول حجم الحكومة، المداورة، حصة الطوائف، طبيعتها (إختصاصيين ومن يسميهم)،... غير أن هذه التناقضات تحت سيطرة حزب الله وبقدرته أن يحسمها ساعة يقدر أن مصلحته تتطلب ذلك، كما يمكنه أن يعقدها بدعم مطالب هذا الفريق أو ذاك من تحت الطاولة. فمكونات الطبقة السياسية هي بالنسبة له دمى يحركها كما تقتضي مصلحته الإستراتيجة في لعبة تتعدى الحدود اللبنانية وترتبط إرتباطا" عضويا" بمشروع إسلامي-جهادي-أممي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران.

الباقي تفاصيل، ومنها أن حكومة الحريري سوف تكون بالضرورة حكومة محاصصة مشكلة من إختصاصيين تسميهم الأطراف السياسية، علما" أن من يسمي يأمر. هكذا حكومة سوف تكون بالضرورة تحت إمرة حزب الله كونه بالتحليل الأخير، هو من يسمي لأنه هو من يسمح لهذا الطرف أو ذاك أن يسمي.

من ناحية أخرى، ثمة مشكلة لدى حزب الله في التعاطي مع صندوق النقد الدولي. فهل سوف يدخل تعديلات على بيان الحكومة العتيدة بشأن هذا التعاطي أو يعقد تفاهمات من وراء الستار مع الحريري في إطار لعبة "بلف" خاسرة سلفا"  لمكرون والمانحين.

والحقيقة أن الحكومة العتيدة لن تكون أكثر من حبة أسبرين لمعالجة حالة سرطانية يعاني منها لبنان والحقيقة أيضا" أن من هو فاسد لا يمكنه القيام بمهمة محاربة الفساد وإصلاح الدولة حتى تحت مجهر فرنسا وغيرها.

بتقديري أن لا ولادة للحكومة الحريرية قبل الإنتخابات الإميركية، أي قبل أسبوع من اليوم.

حزب الله سوف يحدد التوقيت واللمسات الأخيرة للحكومة العتيدة ساعة سوف تتضح فيها نتائج هذه الإنتخابات المفصلية، ولا سيما بالنسبة لوجود لبنان الكيان والدولة.

المؤكد أن الحكومة العتيدة سوف تكون حكومة حزب الله فعلا" وحكومة الطبقة السياسية المارقة شكلا". وأملنا أن تكون الحكومة الأخيرة. لبنان تحت الإحتلال الإيراني من خلال حزب الله الذي إستتبع الطبقة السياسية المارقة بمكوناتها كافة.

المطلوب من الشعب اللبناني الثائر أن يعبر عن رفضه لهذا الواقع الذي يتعذر إصلاحه في ظل الإحتلال الإيراني وتوابعه وأن يطالب بتدويل الوضع في لبنان من خلال قرار يتخذه مجلس الأمن تحت الفصل السابع يضع فيه لبنان تحت السلطة العسكرية والأمنية والسياسية للأمم المتحدة.

 

مسودّة حكومة أولية يسلّمها الحريري لعون الأسبوع الجاري

غادة حلاوي/نداء الوطن/27 تشرين الأول/2020

لرئيس مجلس النواب نبيه بري دوره في تعبيد طريق الرئيس المكلف سعد الحريري باتجاه السراي الحكومي. كـ"كاسحة ألغام" يعمل بري في سبيل تذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العتيدة. كل من تسأله عن الحكومة يأتيك بجواب تطميني من دون ان يملك تفاصيل الاجواء الايجابية او يؤكدها بالمعطيات والوقائع. غدا تشكيل الحكومة في لبنان رغبة ملحة لكل الاطراف، كل لمصلحته. جميعها سلمت بعودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ومهدت طريقه. خرجوا من الاستشارات النيابية غير الملزمة مستبشرين بالرئيس المكلف بمن فيهم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي هادن الحريري كما هادنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومن كان يتوقع ان خطاب عون العنيف عشية الاستشارات النيابية ستختفي مفاعيله فتغدو علاقته بالرئيس المكلف على خير ووئام؟ غيّر الكل سلوكه وهدأت اجواؤهم ومن بينهم الرئيس المكلف الذي انقلبت سلبيته الماضية الى ايجابية حالياً. يسأل مسؤول معني مباشرة بالملف الحكومي عن موعد تشكيل الحكومة فيجيب مستغرباً سر هذه الاجواء الايجابية للبناء عليها؟ بالفعل لا أحد يعرف مصدر ايجابيته. ربما هي عدوى او رهبة ان يتهم اي متشائم بالتعطيل. المؤكد الوحيد أن تقاطع المصالح يجعل الجميع في حاجة ملحة لأن تبصر الحكومة النور سريعاً، اما كلمة سر التشكيل فهي اللعب على المكشوف التي طلبها الحريري صراحة من الجميع. بعد زيارات بعبدا المتكررة من المفترض ان الرئيس المكلف التقى المعاون السياسي لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل حيث كان الموعد المفترض بينهما السبت الماضي، ومن المرجح ان يلتقي "التيار الوطني الحر" قريباً.

بالوقائع لم يحصل اي اتفاق حول الاسماء والحقائب والنقاط العالقة لم يجر تذليلها بعد وابرزها الحصة المسيحية. ولذا لا يمكن للرئيس المكلف ان يتفق مع "الثنائي الشيعي" حول الحقائب والاسماء بمعزل عن الاتفاق مع الآخرين، وهو يسعى للاتفاق مع المسيحيين اولاً. لكن الجو بينه وبين رئيس الجمهورية ايجابي على عكس ما كان متوقعاً. أدرك الطرفان ان قدرهما في الاتفاق وليس الافتراق ومصلحتهما المشتركة تفرض عليهما التقارب وليس التباعد. لعون مصلحة بأن ينقذ عهده ولا ينهيه بإنتكاسة، وللحريري رغبة عارمة في رئاسة الحكومة ليكون لاعباً مهماً في المرحلة المقبلة حيث الانتخابات النيابية والرئاسية، وبالتالي لا يمكن القول انهما اتفقا ولكنهما ليسا مختلفين بدليل الجلسات المتتالية التي يعقدانها والتي تسودها الايجابية. يرتبط تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية وحصة "الوطني الحر" والمسيحيين، حسمت حصة الطائفة الدرزية وكذلك حصة الشيعة ولكن بناء على الحصة المسيحية سيتم توزيع حصص المردة والارمن والقومي. يرصد من بعيد تزاحم على بعض الحقائب واهمال اخرى، فحقيبة الصحة يريدها "حزب الله" ولذا لم يعد ممكناً الاستجابة لطلب "الاشتراكي" واحتسابها من حصته، وهو ما دفعه الى إستبدال وليد عمار بشخصية اخرى للتوزير. وبينما يرغب "التيار الوطني الحر" بالطاقة او الاتصالات فان الرئيس المكلف يفضل اسناد هذه الحقيبة الى فريق آخر، ولا يريد التفريط بالاتصالات فهل تكون الداخلية من حصة التيار؟ وساعتئذ من سيشغل حقيبة الخارجية التي لا يمكن ان يشغلها الشيعة. ثبت الرئيس المكلف المالية واذا اعتبر ان الداخلية ثابتة من حصة السنة يكون عندئد قد وقع في مشكلة مع "التيار الوطني"، لان ذلك يعني انه يحاول تثبيت التفاهم السني - الشيعي على حساب التفاهم مع المسيحيين. لم يعد الحريري متمسكاً بحكومة 14 وزيراً وهو أعد تشكيلة حكومية تضمنت توزيعاً اولياً للحقائب على الطوائف والقوى السياسية لم ينته العمل عليها بعد، لكن المؤكد انها ستكون موضع نقاش مع عون في معرض هذا الاسبوع. سبق واتفق الرئيسان خلال جلساتهما المشتركة على معايير باركها "الثنائي الشيعي" وهي تقديم عنصر الاختصاص والكفاءة والمجيء بشخصيات مشهود لها بالخبرة، وتشكيل حكومة كفيلة بأن تقوم بالمسؤولية المطلوبة منها ومأمونة سياسياً، لأن كل الملفات التي تحتاج الى حل لها جانب سياسي لا بد من مقاربته من خلالها. فهل تلتقي النوايا على اخراج حكومة في المدى القريب ام تصدق تنبؤات من يراها بعيدة وشروطها لم تنضج بعد؟

 

"العونيون": محاذيرنا كثيرة... والثنائي الشيعي يرفض 90% من الورقة!

كلير شكر/نداء الوطن/27 تشرين الأول/2020

يواجه العونيون Dilemma لا يُحسدون عليها: شراكتهم في حكومة "المهمة المستحيلة" ضرورية لتأمين غطاء مسيحي لدورها الانقاذي، الذي سيفرض عليها اتخاذ قرارات غير شعبية بناء على توصيات صندوق النقد الدولي... أما هم، ففي قرارة أنفسهم يخشون من تخبّط داخلي قد تتعرض له جراء رفض بعض القوى الشروط المؤلمة التي قد يفرضها صندوق النقد، الأمر الذي قد يفشّل خطتها ودورها ويوقع البلاد في المحظور. ولهذا لا يترددون في التأكيد أنّ نواياهم التسهيلية لمشاورات رئيس الحكومة المكلف، سليمة، وهي لا تضمر أي مناورات أو محاولات لكسب نقاط أو حقائب وزارية. هذه الجولة من التأليف لا تشبه أياً من الجولات السابقة سواء في القواعد المعتمدة أو في الأهداف المرسومة، نظراً الى دقة المرحلة وصعوبتها، كما دقة الخطة الحكومية الانقاذية وصعوبتها.

ويؤكدون أنّهم لا "يستقتلون" لدخول الحكومة من خلال وزراء اختصاصيين، ولا يخططون للتشاطر على رئيس الحكومة في ما خصّ عدد الوزراء ولا في نوعية الحقائب ولا في تفاصيل الحصة المسيحية. يجزمون بأنّ تجربة حكومة حسان دياب لن تتكرر لناحية هوية الوزراء المسيحيين أو لناحية طبيعة علاقتهم مع "التيار الوطني الحر". يشيرون إلى أنّ ما يدلي به رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لناحية التزامه بالإصلاحات الواردة في الورقة الفرنسية، هو تقدّم عظيم، وإن كان وفد "تكتل لبنان القوي" قد أبلغه خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة، أنّ ثمة مسائل اصلاحية لا تزال منقوصة، وتتصل بالتدقيق المالي، الأموال المنهوبة، الأموال المحولة الى الخارج، مصير اموال المودعين، وكلها قضايا لم ترد على لسان رئيس الحكومة المكلف ولا اجابات واضحة حولها. ومع ذلك، هم يعتبرون أنّ تنفيذ الورقة الفرنسية هو مدخل لوقف الانهيار ووضع الورشة الاصلاحية على سكتها السليمة.

تجتاح الشكوك أذهان العونيين مما قد تقوم به الحكومة ومما قد تعجز عن القيام به، وذلك انطلاقاً من اعتقادهم أنّ فريقاً أساسياً يمانع في تحقيق بعض الإجراءات الاصلاحية، وفق تجربة الشراكة في الحكومات السابقة. بالتفصيل، يشيرون إلى أنّ الثنائي الشيعي يؤكد أنّه موافق على 90% من الورقة الفرنسية ويعارض الـ10%، ولكن في الحقيقة "نخشى من أن تصل معارضته للورقة الى حدود الـ90%، ربطاً بمواقفه السابقة سواء لناحية رفضه اعادة النظر بحجم التوظيف في القطاع العام أو برفع الضريبة على القيمة المضافة أو بتحرير سعر الصرف... وغيرها من المسائل التي يرفض الثنائي الشيعي المسّ بها".

يضيفون: ماذا عن انتاجية الحكومية؟ ما هي الضمانات بأنها ستتمكن من اتمام المهمة الموكلة اليها؟ كلها تساؤلات تدفع العونيين إلى ترك مسافة بينهم وبين الحكومة التي ستولد، ولو أنّهم بالنتيجة ينتمون الى فريق رئيس الجمهورية وعهد سيكون أكثر المتضررين في ما لو أخفقت الحكومة في مهمتها. فكيف يمكن لهم فصل مسارهم عن مسار رئاسة الجمهورية؟

يلفتون إلى أنّه بسبب هذا الاعتبار الجوهري، لن يعرقلوا عمل الحكومة وسيكونون في صفوف الداعمين لها. ولكن في المقابل، يؤكدون أنّهم غير متحمسين للانخراط المباشر في عملها لأنهم يخشون من العراقيل والمطبات، ولذا يفضلون ترك مسافة بينهم وبين السلطة الاجرائية لمراقبتها عن بعد ودفعها الى الانتاجية والانجاز. يشيرون الى أنّ هذه المسافة ستجعل من رقابتهم أقسى وأكثر فعالية، خصوصاً في ضوء ما يحكى عن رهان البعض على دعم مالي قد يصل لبنان على شاكلة قروض أو ودائع مالية، قد تأتي من دول خليجية فور ولادة الحكومة، ما قد يعطّل الخطة الاصلاحية بسبب "حقن التخدير" التي قد تتلقاها المالية العامة، ما قد يدفع الى تأجيل أي مسعى علاجي إلى مرحلة لاحقة بسبب رفض بعض القوى السياسية للكثير من العناوين التي تتضمنها الورقة الفرنسية. "وهذا أكثر ما نخشاه ونحذر منه"، كما يؤكد العونيون.

 

أردوغان يحلم وماكرون يواجه وطرابلس استنكرت إغتيال أستاذ التاريخ والجغرافيا... قصة رمانة أم قلوب مليانة؟

نوال نصر كلير شكر/نداء الوطن/27 تشرين الأول/2020

إذا كان الرسم الكاريكاتوري مسيئاً أحياناً فإن القتل جريمة دائماً، وإذا كان من أساء يستحق عقوبة فإن القاتل يستحق حتماً القتل... وهنا، لا بُدّ من سؤال: هل ما حدث في فرنسا مع أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي، الذي عرض رسوماً مسيئة للنبي محمد أمام تلاميذه، سيعود وينتهي في فرنسا أم "سيفقع" في لبنان وفي دول هشّة مثل لبنان؟ وهل ما حدث يندرج في خانة حرية التعبير أم صفة الوقاحة؟ وماذا عن سقوف حريّة التعبير في قواميس من أمسكوا الريشة ورسموا ما تعجز عنه آلاف الكلمات؟

أخطأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين قال إن "صامويل باتي" قُتل "لأن الإسلاميين يريدون الإستحواذ على مستقبلنا"، وكان أحرى به أن يقول قُتل الأستاذ لأن بعض المتطرفين الإسلاميين "يريدون الاستحواذ على مستقبلنا" أو القول، بلا لف ودوران: رجب طيب أردوغان يريد الإستحواذ على مستقبلنا ومستقبل المسلمين معاً. شقلبة بسيطة في الجملة كانت أتت حتماً لمصلحة بلاده. في كل حال، هو عاد وزاد: "لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية". فهل أراد أن يتحدى أم عبّر بالفعل عن طبيعة الحريات في فرنسا؟

ليست المرة الأولى ولن تكون طبعاً الأخيرة التي ينتفض فيها ناس على ناس بسبب "شرقطة" تسبب بها رسم كاريكاتوري مسيء الى دين وطائفة وجماعة، ولكن، هل تشبه هذه المرة المرات السابقة؟ القاتل هو شاب مسلم شيشاني، في عمر الثامنة عشرة، فصل ذبحاً رأس ضحيته عن كتفيه كردّ فعل على حصة في التاريخ والجغرافيا، استخدم فيه الأستاذ القتيل رسوماً كاريكاتورية يعتبرها مسيئة. وها هو العالم العربي والإسلامي، في أجزاء منه، يثور من أجل مقاطعة البضائع الفرنسية. وها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استولى قبل أشهر على آيا صوفيا يُشكك في صحة الرئيس ماكرون العقلية... وماذا بعد؟

رسم علي فرزات من الأجواء

فلنذهب الى طرابلس الفيحاء، الى عاصمة الشمال اللبناني التي يحلو للبعض تسميتها "قلعة المسلمين"، في حين سماها آخرون عروس الثورة اللبنانية، لاستكشاف كيفية تلقفها ما اعتبر اعتداء على الرسول؟

تغيّرت طرابلس كثيراً في عام، بعدما ظنّت أنها في اتجاه التغيير السوي، فتعززت في مدينة الفيحاء نوستالجيا الحنين الى دولة، لا الخنوع لإرضاء رغبات من يريدون إحداث الفوضى عبر بوابتها. وها هي تنتظر الآن ما تُخبئه لها الأيام المقبلة. وفي الإنتظار لاقت الصدى الآتي من فرنسا ببعض التحركات لكن بكثير من التنبه كي لا يدفعوها هذه المرة أيضاً دفعاً نحو مواقف لا تريدها. الشيخ نبيل رحيم، المنتمي الى هيئة العلماء المسلمين، رأى في ما حدث إساءة للإسلام والنبي محمد ولا يدخل أبداً ضمن حرية التعبير، "فثمة أمور مقدسة ممنوع التطاول عليها أو الإساءة فيها". لكن، هل ستثور طرابلس أم انتهت الأمور عند حدود بعض بيانات الإستنكار؟ يجيب: "نحن مع إحداث ضغط على الدولة الفرنسية لكن من خلال مسيرات سلمية ومقاطعة أي بضاعة فرنسية ومحاربة الإقتصاد الفرنسي". تبدو لهجة الشيخ رحيم هادئة فهو واثق بأن الأمور، أي أمور، لا تُحل إلا سلمياً.

هل تنتهي الأزمة على خير؟

ما رأي حزب التحرير؟ يجيب المسؤول الإعلامي في الحزب محمد ابراهيم: "نفذت طرابلس سلسلة تحركات عفوية في الميناء وأبو سمرا وساحة النور والبداوي، وتفكر المدينة، عبر جماعات إسلامية فيها، بالقيام بحراك مركزي في قلب بيروت في الايام القليلة المقبلة. نحن ننسق حالياً مع المناطق الأخرى في هذا الشأن". يضيف: "نحن، كمسلمين، نُشكك بالرواية الفرنسية، فكيف لشاب صغير أن يذبح رجلاً يضاهيه حجماً وطولاً وقوة؟ وكيف؟ وكيف...؟ تكثر أسئلة ابراهيم ليخلص الى القول: "بأن وراء ما حدث رسالة أبعد من صامويل باتي، فالرئيس الفرنسي هاجم الإسلام لإثارة الأحقاد وإلهاء الناس عن السياسة والإقتصاد. هو تعلّم سياسة الإلهاء من اللبنانيين. وها هو الإعلام الفرنسي يهاجم الإسلام السياسي بينما لا يتطرق الى الإعتداء على محجبات. هناك ثمانية ملايين مسلم فرنسي لا يراعيهم و..." طالما الأمر كذلك فلماذا يقف الناس، مسلمين وغير مسلمين، صفوفاً لطلب الهجرة الى فرنسا؟ يجيب: "لو كان للمسلمين دولة تحكم بالإسلام لتغيّر الموضوع. أردوغان تصرف أفضل من سواه لكن كان عليه أن يطرد السفير الفرنسي. فالدول لا يمكنها أن تقول لناسها قاطعوا جبنة "بيكون" لكنها تستطيع أن تطرد سفراءها".

إذا كانت هذه هي الحال في طرابلس، من خلال بعض الجماعات الإسلامية فيها، فماذا عن رسامي الكاريكاتور؟ كيف يقرأون ما يحدث تباعاً بحجة رسم كاريكاتوري مسيء؟

إيمانويل ماكرون في كاريكاتور

رسام الكاريكاتور أنطوان غانم يراقب ما يحدث اليوم، جراء عرض أستاذ تاريخ وجغرافيا لرسوم كاريكاتورية، ويقول "الأستاذ "المعتر" ليس ناشراً ولا رساماً بل مجرد عارض لرسوم في حصة تدريسية، ويمكن لأيّ كان الإطلاع عليها في مكان ما، وبالتالي ما حصل يتعدى حدود الكاريكاتور الى وجود رسالة إرهابية استخدمت الكاريكاتور كذريعة لإيصالها. والكاريكاتور كما تعلمون أرض خصبة لبعث الرسائل. هل ما يحصل وما سبق وحصل يجعل رسام الكاريكاتور يخاف ويعدّ الى أكثر من عشرة قبل النشر؟ يجيب: "الكاريكاتور اليومي خطير لأن لا وقت لدينا لنُفكّر فيه مرتين، بمعنى أن أفكر برسم الفكرة أو استبعادها أو "تطريتها"، في حين أن الرسم الكاريكاتوري الأسبوعي يتمكن من "ركلجة" الرسم أكثر. في كل حال، حين نُسقط على أنفسنا خطوطاً مسبقة نحدّ تلقائياً من حرية التعبير وتموت الأفكار القوية".

حرية التعبير مقدسة، وما نراه نحن، في الشرق، يتجاوز الخطوط الحمر، يرونه هناك في الغرب عادياً. أنطوان غانم رسم مراراً وتكراراً ما أثار الرأي العام، وآخرها الكوفية الفلسطينية التي شبهها بوباء كورونا، ويقول: "أعتذر عن رسم قمت به إذا كان الموضوع خاطئاً لكن إذا كان "لسان حال" الناس فلا أندم ولا أعتذر". يضيف: "تضاءل كثيراً عدد رسامي الكاريكاتور اليوميين في لبنان وهذا دليل الى انخفاض منسوب حرية التعبير بالمطلق". ويستطرد: "هناك تهديدات دائمة نتلقاها ما جعل هذه المهنة تحتاج الى صبر طويل ورقابة دقيقة". ولماذا لا نرى رسامات كاريكاتور نساء في يومياتنا؟ يجيب: "مهنة الرسم الكاريكاتوري خشنة والمرأة، بطبيعتها، لا تحب التشويه بل هي في بحث دؤوب عن الجمال". يرى غانم "أن ثمة فارقاً كبيراً بين الرسم الكاريكاتوري والإهانة. وهناك رسومات فيها كثير من قلة الأخلاق. لذا يفترض التمييز بين من يرسمون لمجرد الإساءة وبين رسامي الكاريكاتور الحقيقيين. في كل حال، اقول لكل من يتابعون: فتشوا عن الرسالة من وراء ما يحصل والتي تبدأ من آيا صوفيا مروراً بترامب وتدخل في روسيا المسيحية وصولاً الى التمدد الإسلامي في أوروبا والصراع على النفط. الرسائل كثيرة بذريعة كاريكاتورية".

بيار صادق وحرية التعبير

بيار صادق الذي أبى أن "يفلت" ريشته وهو حيّ واجه هو أيضاً "كاريكاتورياً" ما يحوط بهذا العالم المثقل بالتحديات. وتقول رئيسة مؤسسة بيار صادق ابنته غادة صادق أبيلا: "بيار من رواد حرية التعبير في المنطقة وهو تعرّض في مهنته، طوال 53 عاماً، للإختطاف والتهديد بالقتل والمحكمة العسكرية وهو كان يردد دائماً ما يواجهه يومياً: نحن في بلد طائفي وانتماء الشعب لطائفته وحزبه... كان لدى بيار خطوط حمر شخصية تقضي بألا يتعرض الى المقامات الدينية. كان يرسمها ولكن بلا تجريح. وكان يردد دائماً: إن أي كاريكاتور يُحرج أو يهين ستكون ارتداداته سلبية وبلا طعمة. وتستطرد غادة بالقول "في العام 2012، قبل عام واحد من وفاته، أنجز رسماً وضمنه ما معناه "رزق الله على نصرالله" (قبل أن يتعاطى السياسة) فأتاه 612 تهديداً".

الرسوم في الخارج من "الزنار وبالنازل". هي هكذا هناك. وأوروبا تصرّ على حرية التعبير. تقول رئيسة مؤسسة بيار صادق هذا وتتابع: "بيار كان ضدّ الإهانة في المطلق وكان يثق بأن "ما حدا بيستاهل يموت لأنو عمل كاريكاتور". حين خطفوه أول الحرب اللبنانية هرب وبعد ثلاثة أيام خطفوا ميشال أبو جودة. وكلنا نعلم ماذا فعلوا بسليم اللوزي. نحن نواجه القمع لكن في شكل مبطن. إنهم يقتلون من يتجرأ على التعبير ولا يظهر القاتل، أما في الخارج فيقبضون على القاتل. في كل حال، بيار صادق رسم نفسه سابقاً، في العام 1964، وراء القضبان وهناك من يحقق معه. هو اختصر رسم الطريق منذ البدايات. وهو كان يرفض المساس بحرف واحد في رسوماته وإذا كان لا بُدّ فلتحذف كلها".

تظاهرات مندّدة

ننتقل من فرنسا الى طرابلس الى قصص الرسامين الكاريكاتوريين ويظلّ السؤال يُطرح بالبند العريض: هل يحق لأحد أن يسيء الى آخر بحجة حرية التعبير؟ وكيف إذا كان الآخر رسولاً؟ الرسام السوري علي فرزات علّق: "الرسامون رسموا النبي في شكل مرعب، بحسب الإنطباع الذي كونوه عنه من خلال الدواعش والقاعدة. وبالتالي، مشكلة المسلمين تكمن في عدم وجود لوبي إسلامي حقيقي ينورهم وينوّر الغرب حول حقيقة الإسلام". الثابت وجود "رسائل" وراء كل حدث، والكاريكاتور كما قيل أرض خصبة لبعث هذه الرسائل. أتذكرون ما حصل عام 2013؟ يومها صدر رسمان مسيئان في أقل من شهر في لبنان، واحد صدر في صحيفة الوطن السعودية بريشة الأردني جهاد عورتاني يسيء الى البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، وثان تدلى من جسر جل الديب فيه إساءة الى الملك السعودي. حصل ذلك في لحظة زمنية معينة لكن، لم ينجح يومها من حاولوا إثارة فتنة بين المملكة والمسيحيين ورشق الحجارة في كل الإتجاهات.

اليوم، قصة من نوع آخر. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو المقصود قبل صامويل باتي. فالحادثة تمّت في لحظة زمنية معينة، يتحرك فيها الرئيس الفرنسي في اتجاه الشرق. والرد الأشرس جاء من تركيا رجب طيب أردوغان، ذات الأحلام التوسعية في هذا الشرق. في كل حال، من يتابع مقطعاً من فيلم تركي طويل وزّع عبر "السوشيل ميديا" عن السلطان عبد الحميد الثاني وهو يرد على الفرنسيين الذين قيل له انهم ينوون إنجاز مسرحية عن الرسول، يدرك "الزهو بالنفس" الذي يمارس من قبل الأتراك بدفع من أردوغان الآن. نرى في المقطع عبد الحميد الثاني يقول للسفير الفرنسي: "أنا سلطان البلقان والعراق وسوريا وجبل لبنان والحجاز والقوقاز والأناضول. أنا خليفة الإسلام عبد الحميد خان سأهدم الدنيا فوق رؤوسكم". رجب طيب أردوغان يتدرب هو أيضاً على هذه الجملة مع فارق أنه لم يجرؤ على طرد السفير الفرنسي من بلاده.

 

من ماكرون الذي حمل المحبّة الى لبنان، الى الشيشاني الذي ذبح الأستاذ الجامعي!...أليس المسلمون الحقيقيون هم الذين يجب ان يؤكدوا ان ذبح استاذ التاريخ ليس إسلاماً؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/27 تشرين الأول/2020

المشاهد الخرافية التي تراها الدنيا الآن لم تهبط من السماء فجأة. وإنما تحدث هذه التحولات بقوانين التطور ذاتها: تغييرات كمية تتراكم بعضها مع بعض ويُحدث تراكمها تفاعلات تؤدي في لحظة من اللحظات الى تغير نوعي يبدو فورياً وليس هو كذلك في الحقيقة! كمثل الحياة في جنين الأم، كمثل البذرة في باطن الأرض، في البداية تكون ساكنة كالجماد، ثم تطرأ تغييرات تتراكم مع بعضها كمّاً. وعند لحظة معينة من التراكم تدبّ الحياة ويحدث التحول الكيفي، ثم يختلف ما "جدّ" تماماً من طبيعة ما "كان" وهكذا.

كان الرئيس الفرنسي ماكرون يجمع ما يسمى خطأ "زعماء لبنان" في قصر الصنوبر ثم يجول في المرفأ ويمد يد العون والمحبة الى اللبنانيين الذين وضعهم سياسيو عهده الحاكم في حصار مع الدنيا وجعل الدول لا تتطلع الى لبنان وهو في هذه المحنة بعد أن كان لبنان جوهرة الشرق، وعاصمة وجوهرة الثقافة الشرقية والغربية ممتزجَين.

في هذا الوقت كان استاذ التاريخ في فرنسا، الدولة العلمانية المدنية، يُدرِّس الإسلام وشاء ان يعرض صورة كاريكاتورية للرسول محمد (ص) في ثقافته العلمية المدنية.

واعتبر شيشاني داعشي ما عرضه الأستاذ الجامعي تعرضاً للإسلام ونبيَّه فَكَمَنَ لأستاذ التاريخ وذبحه وهو خارج على باب المدرسة! فهذه الثقافة الداعشية ما زالت تفهم الدين على طريقتها وببربريتها وبثقافتها الأمية!

فأستاذ التاريخ الفرنسي شرح ايضاً ان القرآن الكريم يقول: "لِتَجِدَنّ أقرب الناس للذين آمنوا الذين قالوا انهم نصارى ذلك ان بينهم قسيسين...". وفي القرآن سورة مريم، وشرح استاذ التاريخ معنى احتواء القرآن على سورة مريم "التي لم يمسّها بشر". وتطور الأمر في فرنسا الى غضب عاصف مخيف، لأن الفرنسيين حريصون على نظامهم العلماني الذي ليس للدولة فيه دين والدولة على الحياد بين الأديان!

والفرنسيون لهم ثقافتهم ومفاهيمهم وهم ليسوا مستعدين للتخلي عنها، فلا هم يفرضون على الآخرين من ابناء الديانات الأخرى نظامهم العلماني المدني ويرفضون ان تُفْرَض ثقافات الأديان الأخرى عليهم! حتى ولو كانت الأديان الأخرى لها اديان في دين كل واحد منها، دين سموح ودين متوحش، ولكن الذي كان يهمّ الفرنسيين هو الحرية وحقهم في حرية الرأي وان كانت هذه الحرية لا تعجب الأديان المتفرّعة من الأديان الأخرى!

وكانت ثورتهم الغاضبة العاصفة ان تفرض الأديان المتفرعة من الأديان الأخرى مفاهيمها البربرية عليهم في عقر دارهم وبالخنجر والسلاح.

والتاريخ كله سقطات مثل هذه! المسيحيون انقسموا وتقاتلوا وخرج من الدين الكاثوليكي اديان ومذاهب كالأورثودوكسية والبروتستانتية... والمسلمون تقاتلوا وخرج من الإسلام السني اديان ومذاهب كالسنية والشيعية والعلوية والدرزية...!

ولكن المشهد الذي شهده لبنان بنوع خاص كان مروّعاً، ولم تُقَصِّر بعض البلاد العربية عن الإنضمام الى الأديان المتفرعة من الدين الإسلامي كالأردن، انقضت على فرنسا تُقاطع بضائعها وتُحرق اعلامها.

ولبنان كان بين رئيس فرنسا الذي كسر الحصار الذي أوجده عهد السياسيين الحاكم وهو كله من بقايا الحرب الأهلية، كسر هذا الحصار بكثير من الشهامة والشرف وحبّ لبنان وجاء يمد يد العون ويقدم المساعدة لإنقاذ لبنان الذي صار في قعر الإنهيار!

المشهد في آخر الأسبوع الماضي كان غريباً: من جهة الدعم والعمل والمساعدة للبنان الجريح من جهة والشيشاني الداعشي يذبح استاذ التاريخ على باب المدرسة لأنه علق صورة الرسول محمد (ص) وناقش في الإسلام! اي ان الحرية والثقافة والتسامح اصطدمت بالبربرية التي انتفضت بإسم المقدسات!

وانضمت بلدان عربية وفي طليعتها الأردن، انضمت الى "الشيشاني" واخذت تدعو  لمقاطعة المنتجات الفرنسية وتحرق الأعلام الفرنسية!

الى اين؟

العرب يطبّعون مع اسرائيل ويتجهون الى تحالف مع اسرائيل يسمح المسلمون للداعشية ان يذبح استاذ التاريخ على باب المدرسة في باريس لأنه رفع صورة كاريكاتورية للرسول محمد (ص).

رَفْع صورة كاريكاتورية للرسول غير مقبول في الإسلام ولا لدى المسلمين ولكن بإمكان المثقفين المسلمين الفرنسيين او الذين يريدون العيش في فرنسا، ان يدخلوا في حوار ثقافي مع الفرنسيين، ومن خلال الحوار تتضح للجانبين حقائق كثيرة! ويذوب جليد الكره والحقد والجهل ليحل محله الإسلام الحقيقي الذي يقوم على التسامح والحوار.

ان الفكر في البلاد العربية لم يخرج، لقد أُرْغِم على السكون في بعض لحظات تاريخنا ولكنه لم يهاجر. لقد عرف تاريخنا القريب نماذج عديدة من "المفكر" الذي استطاع تمييز مسؤوليته الاجتماعية والانسانية والدينية وحمل اعباءها: رفاعة رافع الطهطاوي، الشيخان العظيمان: جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في حمل لواء التنوير والتحرير. بل الى سنوات قليلة كان بيننا طه حسين بصيحته العظيمة بأن المدرسة حق لكل الناس مثل الماء والهواء.

لكن انكساراً ما في خط التقدم حدث في ظروف الحرب العالمية الثانية، فقد انفتحت كل الأبواب في العالم العربي على مصاريعها لتيارات وقوى عالمية اقتحمت الأبواب والنوافذ اكتسحت في طريقها ركائز ورواسي كثيرة حتى بعض التضاريس والمعالم الطبيعية في عوالم الفكر والثقافة.

في هذه اللحظات التي يذبح فيها الشيشاني استاذ التاريخ في باريس لأنه رفع صورة كاريكاتورية للرسول محمد (ص) تجعلنا نفكر بالعودة الى التاريخ.

ان العودة الى التاريخ كالحفر في طبقات الأرض، دائماً متعبة واحياناً مملة، فهي تبدو متصلة بالماضي اكثر من اتصالها بالمستقبل. واعتقادي ان النظر الى الوراء والنظر الى الأمام كلاهما ضروري للتقدم بمثل ما يفعل سائق السيارة: ينظر الى المرآة المعلّقة امامه فوق عجلة القيادة لكي يرى ما وراءه، ثم يعيد تركيز بصره على طريقه المفتوح الى الأمام.

ما الذي تفعله المسيحية الأرثودوكسية في روسيا؟ والمسيحية الكاثوليكية في اوروبا واميركا؟ وما الذي يفعله الإسلام في الجمهوريات الجنوبية للإتحاد السوفياتي؟ وما الذي يفعله الإسلام والمسلمون في البلاد العربية؟ وما الذي يفعله المسلمون في اوروبا؟

ان الشوارع الآن وليس القصور هي التي تقرر المصائر في عصر جديد. ان هناك لحظات في التاريخ تصبح فيها الميادين المفتوحة اقوى من القلاع المحصنة، وتصبح فيها المظاهرات السلمية سلاحاً أفعل من عتاد الجيوش، وتصبح فيها الفكرة أعلى دوياً من القنابل حتى ولو كانت ذرية.

إنّ سقوط خطوط التقسيم سوف يؤدي الى بعثرة في الصفوف، قد تختلف معها المواقع وتختلف التوجهات دون ضابط إيقاع، وهو دور كانت واشنطن تقوم به غرباً وموسكو تقوم به شرقاً، الآن صارت الدنيا على وشك ان تسمع انغاماً متعارضة ومتقاطعة لأنه لم تعد هناك حرب باردة ولا عملاقان، صار هناك الإسلام والمسيحية.

ذلك يذكّر بما قاله غورباتشوف في مذكراته إذ قال في قاعة البرلمان حين تحدث قائلاً: "عندما جئت الى السلطة وجدت الإناء السوفياتي على النار يغلي، وتصورت ان المطلوب هو رفع الغطاء عن الإناء لتنفيس البخار. ولكن ما رأيته داخل الإناء كان أصعب مما تصورت. ولم يكن في مقدوري ان اعيد الغطاء والتظاهر بأنني لا اسمع ولا أرى شيئاً، وإنما وجدت ان واجبي يحتم عليّ ان اصارح الشعب السوفياتي بالحقائق، وأن ادعوه –وهو وحده القادر- الى المشاركة في مواجهة الخطر".

عندما وصل غورباتشوف الى القمة في الكرملين في مارس 1985 ثم اضطر اضطراراً الى طرح سياسة البيروسترويكا (إعادة البناء) والجلاسنوست (الحديث بصوت عالٍ) كانت المفاجأة الكبرى. فقد ظهر أن الخلل الاقتصادي والإجتماعي في التجربة السوفياتية لا يقل خطراً عن التجاوزات الإنسانية والحقوقية (دستوراً وقانوناً)، في هذه التجربة التي استطاعت – وهذه ظاهرة تدعو الى إطالة التفكير والتأمل حقبا طويلة ان تثير وتلهم كتلاً عظيمة من البشر وتشد خيالهم. والأمر نفسه حاصل في البلاد العربية والإسلامية التي بدلاً من ان تذهب الى طه حسين هي ذاهبة الى الداعشية بعيون مغمضة. والعالم العربي بحاجة الى ثورة فكرية تعيده الى فكر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وطه حسين وعبد القادر الحسيني.

كان المرض في الماضي هو الذي يسبب العدوى وحده. والآن فإن الصحة لأول مرة في التاريخ قد تكون معدية. هذا العالم لم يعد يعرف حدوداً. وقد نستطيع التحوط ضد انتقال الأمراض- مثل الكورونا مثلاً- ولكن البشرية لم تعرف ولن تعود تعرف تحوطاً ضد الأفكار.

في مرحلة سابقة كانت الشعارات قادرة وحدها على ان تكون سياسات، (امبراطورية الشر- الإحتكارات الإمبريالية)، الآن تحتاح السياسة الى لغة جديدة في الخطاب والى ثورة فكرية تثبت الإنسان في العقل وتركز الفضيلة في هذا العقل.

 

لبنان يقاطع العالم: "ألو، هل تسمعني؟"

رامي الأمين/أساس ميديا/الأربعاء 28 تشرين الأول 2020

يمكن فهم، بل يمكن تشجيع اللبنانيين الذين يقومون بمقاطعة "إسرائيل"، وكلّ ما يمتّ إليها من بضائع ومصالح وسواها من "مواد" التطبيع مع العدو. والمقاطعة شكل من أشكال الحرب، ومحاولة إيلام اقتصادية وثقافية للعدو. ويمكن فهم طبعاً قرار لبنانيين مقاطعة بضائع دولة معيّنة تدعم العدو، كالولايات المتحدة الأميركية، التي للمفارقة تدعم الآن عينه لبنان الرسمي وتقدّم مساعدات مالية وعسكرية و"ثقافية" لمؤسسات لبنانية رسمية من وزارات وبلديات على الأراضي اللبنانية كافة. وقد يُفهم أيضاً موقف لبنانيين آخرين، كالأرمن مثلاً، من تركيا، ومقاطعتها ثقافياً واقتصادياً وسياسياً.

وبما أنّ أموراً كهذه يمكن تفهّمها، يصير غريباً أن لا نتفهّم مثلاً مقاطعة قسم من اللبنانيين لإيران ومنتجاتها ورفض مساعدتها على مستوى تأمين النفط أو الكهرباء. في مقابل مقاطعة قسم آخر من اللبنانيين للسعودية ومنتجاتها، على اعتبار أنهم في صراع محاور إقليمي معها. وستجد لبنانيين يقاطعون قطر، وآخرين يقاطعون ألمانيا لأنها وضعت "حزب الله" على لوائح الإرهاب. وأخيراً، يخرج لبنانيون ليشاركوا في حملة "إسلامية" لمقاطعة فرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، وهي حملة سبقتها واحدة مماثلة قبل أكثر من عقد للبضائع الدنماركية. وستجد في النهاية أنّ لبنان، عملياً، يقاطع الجميع، ولا يقاطع أحداً.

لبنان بهذا المعنى سنترال مزدحم، والمتصلون يصدرون ضوضاءً كبيرة، وكلّ واحد منهم يحاول أن يسأل المتلقّي في الجهة المقابلة: "ألو، هل تسمعني؟"، وحتى الآن، لا يسمع اللبنانيون في سمّاعاتهم سوى: "توت توت توت"

تتحكّم مجموعة من العصبيات في سلوك الجماعات اللبنانية، كلّ منها على حدة، ويصعب مع وجود التعصّب الوصول إلى تعاون بين البشر إذا كانت لديهم اهتمامات منفصلة أو متنتاقضة، أو لا يكنّون لبعضهم البعض مشاعر طيبة، ويشعرون أنهم غير متساوين، أو ببساطة لا يفهمون بعضهم البعض. عالم الاجتماع الأميركي ريتشارد سينيت خصص كتاباً ("في مواجهة التعصّب - التعاون من أجل البقاء"- دار الساقي 2016) لمحاولة تفسير تفكّك التعاون مع الآخر ليحلّ مكانه نوع من العلاقات القبلية التي تبحث عن حالات تضامن مع آخرين مشابهين، وعن أشكال عدائية ضدّ من هو مختلف عنا.

برأي سينيت أنّ التحدّي الأساسي يكون في الاستجابة للآخرين وفق شروطهم هم: "هذا هو التحدّي الماثل أمام كلّ إدارة لأيّ صراع كان". يستشهد سينيت بعالم نفس الأطفال إيريك إريكسون، الذي يرى أنّ التعاون يسبق التفرّد، وأنّ التعاون هو أساس التطوّر البشري. إننا نتعلّم كيف نكون سوية قبل أن نتعلّم كيف نقف منفصلين. وهذه بديهية بحسب سينيت: "لن نستطيع التطوّر كأفراد في عزلة". وفي إسقاط على الحالة اللبنانية، لن يستطيع لبنان، بانفصالاته الداخلية التي تعكس انعزالات متنوّعة عن الخارج المتنوّع، أن يتطوّر ويتقدّم. لكن إذا دقّقنا أكثر في الحالة اللبنانية، لوجدنا أنها بما تحمله من حالات سوء فهم وانفصال واعتراضات مؤقتة ونقد ذاتي، ليست سوى اختبارات لكيفية إقامة العلاقة مع أطراف آخرين، أكثر من كونها طريقة للانكفاء.

سلافوي جيجك يجد طريقة تبسيطية لشرح هذه الحالة التي يسمّيها "خواء الاحتكاك"، أي إنّه نوع من الاحتكاك بالمقاطعة. أو شيء من الاختبار للعلاقة - القطيعة. يشبّهها جيجك بعبارة "ألو، هل تسمعني؟". وفيها استكشاف ما إذا كان هناك "حرارة" في الخطّ. في الوقت نفسه يحاول المتكلّم والمخاطَب استكشاف ما إذا كانا يعتمدان منظومة رموز (شيفرة) مشتركة. المقاطعة فيها شيء من هذا الاختبار، هدفه لفت النظر، والحوار، لا المقاطعة الفعلية. إنّ من يقاطعون اليوم في لبنان البضائع الفرنسية، يحاولون الاتصال بهذا الأسلوب بفرنسا ليتأكدوا من وجود "حرارة" في الخطّ. مثلهم يفعل مقاطعو أميركا وإيران والسعودية وتركيا وقطر وألمانيا... لبنان بهذا المعنى سنترال مزدحم، والمتصلون يصدرون ضوضاءً كبيرة، وكلّ واحد منهم يحاول أن يسأل المتلقّي في الجهة المقابلة: "ألو، هل تسمعني؟"، وحتى الآن، لا يسمع اللبنانيون في سمّاعاتهم سوى: "توت توت توت".

 

 حكومة الصقور والريموت كونترول

زياد عيتاني/أساس ميديا/الأربعاء 28 تشرين الأول 2020

كلّ القوى السياسية والطائفية ستأتي بصقورها إلا تيار المستقبل ومعه الطائفة السُنيّة سيأتي إلى طاولة مجلس الوزراء أبعد ما يكونوا عن السياسة، الأصفر منها والملّون. وتقول إحدى الدعابات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت إنّ اللبناني باتت أمنيته تقول: "يا ريتني صوص ملّون لموت عالسريع". مرجعية سياسية مؤثرة في عملية تشكيل الحكومة ولدى إعلامها أنّ أجواء الرئيس سعد الحريري تتحدّث عن حكومة في نهاية هذا الأسبوع، قال لمحدِّثيه: "الشيخ سعد يروّقها علينا شوي، بعد بكّير..".

بين أمنيات سيّد بيت الوسط وروّاده، وتسريبات ومطالب القيمين على الطبخة الحكومية، تبدو مواعيد الولادة غير محسومة، فإن صدقت تمنيات سعد، فالحكومة الجمعة أو السبت، وإن خاب ظنّ سعد فالولادة الحكومية مُرَحلة إلى الأسبوع المقبل أو أبعد.

يُعرّف "معجم المعاني الجامع" مفردة الباقة بالقول: "هي حزمة من البقل، ويطلقها المحدَثون على الضميمة من الزهر، وعلى الحزمة من كلّ شيء. وهي من فعل بَقّق (بققَ يبقق، تبقيقاً، مُبقق). ويُعرّف القاموس القول، بقَّ الرجل: أي أكثر القول في صواب أو خطأ".

سَتُقَدم إلى الرئيس الحريري، ووفقاً لمصادر عديدة ومتقاطعة، باقة عونية من الأسماء المرشّحة، وباقة شيعية، وباقة درزية، وباقة من المردة وربما الحزب القومي، على أن يختار هو من يريد منها

.. يُشكل الرئيس المكلف سعد الحريري حكومته على طريق اختيار الباقة، بعيداً عن نوع هذه الباقة، ما إن كانت باقة للزهور أو للقنوات الفضائية أو لخدمة الإنترنت، سعةً أو سرعةً. وحتّى باقة أسعار الدولار في لبنان تتراوح ما بين سعر رسمي وسعر المنصة وسوق سوداء وشيكات مصرفية. فهو الذي ألزم نفسه بمعادلة تشكيل حكومة مصغّرة من الاختصاصيين المستقلين غير الحزبيين، وسيحاول إجراء حسومات على كلّ عناصر هذه المعادلة ليصل إلى تشكيل باقته الحكومية الخاصة في النهاية.

.. سَتُقَدم إلى الرئيس الحريري، ووفقاً لمصادر عديدة ومتقاطعة، باقة عونية من الأسماء المرشّحة، وباقة شيعية، وباقة درزية، وباقة من المردة وربما الحزب القومي، على أن يختار هو من يريد منها. تَمْنَحُ هذه الكتل حرية الحركة للرئيس الحريري من زاوية حرية الحركة في دائرة محدّدة سلفاً.

هي حكومة الالتفاف على المبادرة الفرنسية، بالتواطؤ مع صاحبها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي بات وبعد تعثّر المحاولة الأولى مع السفير مصطفى أديب بحاجة لإنجاز شيء بالشكل دون مضمون جدّي، لحفظ ماء وجهه، بعدما توّرط في الداخل والخارج. حتى وصل إلى نصيحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرورة المعالجة الطبية النفسية.

بالعودة إلى الباقة وجذر الفعل منها، فإن السلطة ومنظومتها تَبُقُ ما لديها لتشكيل الحكومة، لإعادة إنتاج نفسها وكما يقول القاموس المرجع أنّ تفسير "بَقَّ الرجل" أي أكثر القول في صواب أو خطأ

على قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"، تتعاطى كافة الأطراف المعنية بالحكومة، خارجياً فرنسا، وداخلياً العهد والثنائي الشيعي والرئيس سعد الحريري، مع عملية تشكيل الحكومة:

1- العهد وصهره بعدما كان يضع فيتو على عودة الحريري دون الصهر، بات متقبّلاً لهذه العودة مستبدلاً وجود الصهر شخصياً برضاه على التشكيلة.

2- الثنائي الشيعي الذي كان يعتبر مقاربة التكنوقراط من المحرّمات حتى بالاسم فقط، بات مروّجاً للمسألة. ففي حقيبته الكثير من الأوفياء أصحاب ربطات العنق أمثال محمد جبق وحمد حسن، فحزب الله كما لديه سرايا مقاومة في الشوارع والأزقة، لديه سرايا وزارية من المرشّحين لتولي حقائب وزارية.

3- الرئيس سعد الحريري وبعد سنة على خطابه الشهير عشية استقالته من رئاسة الحكومة الأخيرة له، مزّق عند تكليفه مؤخراً ذاك الخطاب وطلب من مساعديه محو كل الروابط الإلكترونية المتعلقة به. اللاءات التي وضعها قبل سنة شملتها الحمية الغذائية التي اتبعها مؤخراً وأفقدته الكثير من وزنه.

بالعودة إلى الباقة وجذر الفعل منها، فإن السلطة ومنظومتها تَبُقُ ما لديها لتشكيل الحكومة، لإعادة إنتاج نفسها وكما يقول القاموس المرجع أنّ تفسير "بَقَّ الرجل" أي أكثر القول في صواب أو خطأ. وهذه المنظومة تكثر من القول عن الاختصاصيين والمستقلين والإصلاح والإعمار، لكن من المؤكد أنّها تكثر القول الخطأ.

 

إلى سعد الحريري: سِرّك في البطريرك الشجاع

قاسم يوسف/أساس ميديا/الأربعاء 28 تشرين الأول 2020

لنضع كلّ شيء جانبًا. كلّ تاريخ سعد الحريري ومسيرته السياسية. كلّ كبواته. كلّ أخطائه. كلّ تسوياته. كلّ اختلافاتنا معه، سطحية كانت أم عميقة. لنضع كلّ ذلك جانبًا، ولنفتح له صفحة جديدة. تبدأ منذ لحظة إعلانه رئيسًا مكلّفًا، وتستمرّ ما استمرّ على الصراط المستقيم.

الآن انتقلنا من التكليف إلى التأليف، وثمّة عوامل كثيرة لا بدّ أن يستفيد منها الرجل للخروج بحكومة متوازنة ومقبولة. أولى هذه العوامل، هي المبادرة الفرنسية التي لا بدّ أن تُشكّل حجر زاوية الحكومة، وخارطة طريقها، ويُضاف إليها ورقتان رابحتان: الأولى تتعلّق بتشجيع أميركي مستجدّ أعقبت فتح ثغرة في عملية التفاوض حول ترسيم الحدود، والثانية تتصل بالترقّب السعودي الحذر تحت عنوان عدم الممانعة، وذلك بانتظار أن يلتزم سعد الحريري بمجموعة ثوابت محورية تتعلّق بشكل الحكومة ومهمتها وتركيبتها وبيانها الوزاري.

لا بدّ لسعد الحريري أن يُجيّر هذا الزخم الدولي الاستثنائي للضغط باتجاه تشكيل حكومة تتلاقى وتطلّعات اللبنانيين ورغبتهم الحقيقية بالوصول إلى فريق عمل متجانس وقادر على انتشال البلاد من أزماتها المستفحلة، ولا بدّ له أيضًا أن يتخذ من كلام البطريرك الماروني رافعة كبرى لتنفيذ هذا التصور وترسيخه والإصرار عليه، لا سيما لجهة دعوته الى تخطّي الشروط والشروط المضادة، وتجنّب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، على أساس الالتزام الحصري ببنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي اختيار أصحاب الكفاءة والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والاختصاص بالاستقلالية السياسية. هذه فرصة كبيرة، بل وكبيرة جدًا، ليس للبنان واللبنانيين وحسب، بل لسعد الحريري شخصيًا، الذي يعاني من ترهّل سياسي وشعبي غير مسبوق، ومن أزمة ثقة متراكمة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي

طريق سعد الحريري ليست معبّدة بالورود، وكرة النار التي بادر إلى حملها لن تهدأ سريعًا ولن تستكين. لكن الآفاق المتاحة لا تقلّ أبدًا عن السواد المطبق، اللهم إذا أحسن الرئيس المكلّف في إدارة المرحلة، وفي التشبّث بالحدّ الأدنى من الصلابة السياسية والدستورية، بعيدًا من التسويات العبثية، ومن الرهان المجنون على حزب الله. وإذا كان البطريرك في كلمته الاستثنائية والملفتة، قد طالب الحريري بالحذر من الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود، لأنها تحمل في طيّاتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة، فإننا نطالبه بالحذر نفسه، خصوصًا تجاه حزب الله وجبران باسيل، فلا خفيّ إلا سيظهر، ولا مكتوم إلا سيُعلم ويُعلن، لأن كلّ ما قلتموه في الظلمة سيُنادى به على السطوح. هذه فرصة كبيرة، بل وكبيرة جدًا، ليس للبنان واللبنانيين وحسب، بل لسعد الحريري شخصيًا، الذي يعاني من ترهّل سياسي وشعبي غير مسبوق، ومن أزمة ثقة متراكمة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وعلى الرغم من أنّ السياسة لا تحتمل الحديث عن فرصة أخيرة، لكنها تكاد تكون كذلك بالنسبة إليه. ولذلك، فهو مطالب بتقديم تشكيلة حكومية نموذجية ومصغّرة توحي بالثقة وبالقدرة على الإنجاز واتخاذ القرارات. وفي حال انعدام التوافق السياسي عليها، فلا بأس من تقديمها لرئيس الجمهورية، وليتحمّل مسؤولية تمريرها أو إجهاضها أمام اللبنانيين والعالم. دولة الرئيس، أرجوك، استند إلى توصية البطريرك، إلى روحيتها وصلابتها وشجاعتها، بل وحرفية ما ورد في مضمونها، وستجدنا جميعًا إلى يمينك وفي ركابك. ذلك هو خلاصنا الوحيد. ها قد بلّغت. اللهم فاشهد

ثمّة من يعتقد أنّ سعد الحريري بات يحمل مصير البلد ومصيره، وكلّ مستقبله السياسي في أصعب ظرف وأدقّ مرحلة، وهذا اعتقاد واقعي ومفهوم. ونحن إذ نضع اليوم كلّ اختلافنا جانبًا، فإنما نفعل ذلك انطلاقًا من وطنية متجذّرة، ومن رغبة حقيقية بإخراج البلاد من عنق الزجاجة، ومن الجحيم الذي بشّرنا به ميشال عون، وإذا كانت القاعدة تقول إنّ إعادة تجربة المجرّب هو ضرب من الغباء والجنون، فإننا ارتضينا أن نجرّب، ولو لمرة أخيرة، بعد سلسلة طويلة من الخيبات، وجُلّ ما نتمناه هو أن لا نُصاب مجددًا بخيبة الأمل، على الرغم من أنّ الصورة الأولى بحدّ ذاتها، صورة الرؤساء الثلاثة يجلسون جنبًا إلى جنب، أعادت استفزازنا وتذكيرنا بأن شيئًا لن يتغيّر في هذه البلاد. دولة الرئيس، أرجوك، استند إلى توصية البطريرك، إلى روحيتها وصلابتها وشجاعتها، بل وحرفية ما ورد في مضمونها، وستجدنا جميعًا إلى يمينك وفي ركابك. ذلك هو خلاصنا الوحيد. ها قد بلّغت. اللهم فاشهد.

 

تدخّل روسي في الترسيم مع سوريا وقبرص وإسرائيل

منير الربيع/المدن/27 تشرين الأول/2020

عندما أعلن الرئيس نبيه بري موافقة لبنان على مفاوضات ترسيم الحدود، حاول الثنائي الشيعي الإيحاء بأن المسؤولية عن هذه الموافقة تعود إلى الرئيس فؤاد السنيورة. وكأنما الثنائي يشعر بالخجل من موافقته على هذه المفاوضات، فأراد تحميل المسؤولية للآخرين. وهذا دأبه في الشؤون والمسائل كلها، السياسية والمالية في لبنان. لذا أراد الثنائي الإيحاء بأن الاتفاق الذي عملت حكومة السنيورة على عقده مع قبرص في العام 2007، هو الذي فرض على لبنان الدخول في مفاوضات مع إسرائيل! لكن هذا الادعاء مثبت سقوطه بالوقائع والشواهد، في دوائر كل من الدولة اللبنانية والأمم المتحدة. فالمسائل التي جرى الانطلاق منها للتفاوض الحالي، هي التي ثبتتها حكومة السنيورة في مواجهة أي تفاوض قبرصي - إسرائيلي على حساب لبنان.

بين لبنان وقبرص وإسرائيل

كان لبنان قد استبق عمليات الترسيم القبرصية - الإسرائيلية، وأبرم اتفاقاً مع قبرص في العام 2006، أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ووقعت الاتفاقية في العام 2007. وحينذاك ألزم لبنان قبرص بعدم إقدامها على أي ترسيم للحدود البحرية والاقتصادية، مع إسرائيل، من دون موافقة مع لبنان. وتنص المادة الثالثة من تلك الاتفاقية على التالي: "إذا دخل أي من الطرفين في مفاوضات، تهدف إلى تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة مع دولة أخرى، يتعين على هذا الطرف إبلاغ الآخر والتشاور معه، قبل التوصل إلى اتفاق نهائي مع الدولة الأخرى، إذا ما تعلق التحديد بإحداثيات النقطتين 1 أو 6". كان لبنان آنذاك يعيش انقساماً سياسياً. وكان المطروح هو مبدأ ترسيم أو تحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل وبين لبنان وسوريا. ورفض فريق 8 آذار ذلك الترسيم. فاضطر لبنان إلى ترسيم الحدود البحرية مع قبرص فقط. وبعد ذلك الاتفاق، دخلت قبرص في مفاوضات الترسيم مع الإسرائيليين. واستمرّت المفاوضات بينهما طوال عامي 2010 و2011، في حقبة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وحسب المعلومات، حاولت الجهات القبرصية المعنية التواصل مع الخارجية اللبنانية آنذاك، لكنها لم تلق أي استجابة. فذهبت إلى الترسيم من خارج نص المادة الثالثة في الاتفاقية المعقودة أيام السنيورة. وهذا أدى إلى ثغرة أساسية، استطاع الإسرائيليون التسلل منها لقضم حقوق لبنان وحدوده. عندما وُقِّعت الاتفاقية بين إسرائيل وقبرص، تقدم لبنان أيام حكومة السنيورة بشكوى إلى الأمم المتحدة، لأن منطلق التفاوض القبرصي - الاسرائيلي يتنافى كلياً مع ما اتُفق عليه بين قبرص ولبنان، لا سيما بين النقطة b1 والنقطة 23.

التقاعس اللبناني

وفي اتفاقية الترسيم مع قبرص، لجأ لبنان إلى نقاط موقتة جرى الترسيم فيها. ومعنى النقاط المؤقتة هنا، أن لبنان أراد تجنّب الذهاب إلى أقصى الحدود البحرية الجنوبية أو الشمالية، وبقي بعيداً عن مناطق التماس مع المناطق المحتلة جنوباً أو غير المرسّمة شمالاً مع سوريا.

واعتبر لبنان أنه لا يمكن الترسيم في تلك المناطق المحاذية قبل إيجاد رعاية أممية لعملية الترسيم هذه. وبما أن الحكومة لم تستجب للمطالب القبرصية في العام 2011، بعد ذهاب قبرص إلى الترسيم مع الإسرائيليين، اعتبرت إسرائيل أن النقاط التي لم يقرب لبنان من ترسيمها هي نقاط إسرائيلية، وجرى الترسيم على هذا الواقع، الذي يمنح إسرائيل حصة في البلوك رقم 9 مثلاً، وفي أماكن أخرى. وعلى هذا الأساس ولد خطّ هوف الذي يقسّم المخزون النفطي 60 في المئة لصالح لبنان و40 لصالح إسرائيل. لكن لبنان يومها تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن، حول هذا الاعتداء الإسرائيلي.

الدور الروسي والدولي

المفاوضات بين لبنان وإسرائيل تعيد اليوم إحياء التفاوض اللبناني - القبرصي، وبمشاركة اليونان. لأن أساس ما يجري في هذه المرحلة، هو ترتيب الاتفاقات على خطوط النفط ما بين هذه الدول. ولا بد للبنان من ترسيم الحدود، لضمان أمن عمليات التنقيب. وتأتي اللقاءات بعد إقرار لبنان دورة التراخيص الثانية، للتنقيب عن النفط في البلوكات 1، 2، 5، 8 و10. وهذه ستكون مرتبطة بترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص وفي الشمال مع سوريا. وستكون روسيا صاحبة دور أساسي في مسألة ترسيم الحدود الشمالية. وقد تسّهل هذه العملية سيطرة روسيا على الساحل السوري. وقد يظهر هذا في زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. يعرف اللبنانيون أنه لا يمكن إنجاز ترسيم الحدود البحرية في الجنوب، من دون رعاية دولية، تجد حلّاً للاشتباك مع إسرائيل. لذا يراهن لبنان على دور روسي وآخر أوروبي، ويريد التعاون مع قبرص واليونان في هذا المجال. وترجح بعض المعطيات الخارجية، أن مسار ترسيم الحدود اللبنانية سيكون جزءاً أساسياً من قضايا المرحلة المقبلة. وخصوصاً بعد القرار الأميركي بشأن الجولان. وسيكون هذا المسار محكوماً بالتنسيق بين روسيا والولايات المتحدة.

 

أن تقر الأحزاب بإخفاقها ... حكومة بلا حزبيين !!

توفيق شومان /27 تشرين الأول/2020

على مشارف تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته الرابعة ، يعلو منسوب التوافق على خلو الحكومة المقبلة من الوزراء الحزبيين ، والتوافق إياه كانت عرفته حكومة حسان دياب المستقيلة .

صحيح أن القوى الحزبية ومن واقع كونها  في مقام " أهل الربط والحل " ، تقبض على قرار تصنيع الحكومة على المستوى السياسي ، إلا أن موافقتها على عدم مشاركة محازبيها المباشرين في التشكيلة الوزارية ، يعني اعترافا غير مباشر بإخفاق الأداء السياسي للأحزاب اللبنانية .

هذا الإعتراف غير المعلن ، يرافقه اعتراف آخر مضمر وغير معلن ايضا ، ومضمونه ينهض على غياب الكفاءات التقنية عن الأحزاب السياسية ، ولذلك جمعها التوافق على اختيار وزراء تقنيين ومن ذوي الكفاءة ومن غير المنضوين في الأطر التنظيمية والحزبية .

هذان اعترافان عمليان ، يلقيان على عاتق العمل الحزبي في لبنان مراجعة ضرروية  لإشكاليتين  يلخصهما سؤالان في غاية الأهمية : لماذا الوزراء الحزبيون غير مقنعين في إدارة السلطة التنفيذية ؟ ولماذا يغيب التقنيون والكفؤون عن الأحزاب ؟ وهاتان الإشكاليتان تطرحان على بساط البحث والجدال آليات العمل الحزبي في لبنان ، وعما إذا كانت تلك الآليات تحول دون إنتاج عقول سياسية مقنعة ومفكرة وأدمغة تقنية مبدعة في مجالاتها وميادين عملها ، ومن هاتين الإشكاليتين يطل السؤال الكبير : لماذا لم تنتج الأحزاب اللبنانية مفكرين ولماذا لم تنتج هذه الأحزاب مبدعين ؟.

هذه التساؤلات والأسئلة تدفع إلى جادة النقاش أيضا إعادة تعريف الحزب السياسي ودوره ومفهومه لعلم السياسة ، وضمن أية معايير يتم اختيار الوزراء أو المنخرطين في القطاع العام ، وما حدود قراءاتهم ومعارفهم السياسية ، ومدى اعتبارهم السياسة فعلا نبيلا غرضه خدمة المصالح العامة والوطنية .

ما سبق قوله يستلزم العودة إلى بداهات الممارسة السياسية وتعريفاتها ، ومثل هذا الأمر يقتضي العودة إلى سؤال الفيلسوف سقراط : ما السياسة ؟ .

طرح سقراط ذاك السؤال وأجاب عنه أفلاطون وقال : " السياسة فن وعلم مثل سائر الفنون والعلوم كالطب وقيادة السفن وسياسة الخيول ، فن السياسة يجب ان يتوخى مصلحة المحكوم دون الحاكم ، مثل الطب يتوخى مصلحة المريض ، والسائس مصلحة الخيول ، وربان السفينة مصلحة الركاب " .

من هذه الإجابة الأفلاطونية ، تبرز المقارنة بين مفهوم السياسة كخدمة عامة وبين تطبيقها العملي في لبنان ،  وهذه المقارنة تفضي إلى نتيجة بائسة ، إما لأن غالبية من تولوا أعمال التوزير  يجهلون أغراض السياسة ومهماتها ، وإما لأنهم حادوا عن قواعد علومها وفنونها ، وفي الحالتين كانت المصائب حصاد اللبنانيين .

من السياسة إلى الإقتصاد ، وتعريفه الأولي سد الحاجات ، ومقدماته قامت على نظام المقايضة ، فما كان يحتاجه المرء من سلع غذائية ، كان يقايضه بسلع مقابلة يحتاجها غيره ، ومن نظام المقايضة نتجت التجارة ، ومنها انبثق تكوين الثروات ، ومن تكوين الثروات نتج احتكار الحاجات والتحكم بأسعار الحاجات

في المشهد اللبناني الحالي ، خروج كامل عن مبدأ توفير الحاجات وتطبيق كامل لقاعدة " احتكار الحاجات والتحكم بأسعار الحاجات " ، من الغذاء إلى الدواء ، ومن الماء إلى الكهرباء ، بحيث لم تبق خارج دوائر الإحتكار سلعة وحاجة ، بما فيها الأفكار التي باتت حكرا على هذه الفئة أو تلك.

أين الدولة ؟

يقول فلاسفة السياسة  إن الدولة نشأت من الحاجة إلى الأمن ،  ولما تكاثرت الخشية من سلب المحاصيل الزراعية ونهبها ، راحت الجماعات البشرية تختار رجالا أقوياء ليحموا المحاصيل المذكورة  لقاء أجر مدفوع ، ومن فكرة حماية المحاصيل نشأت فكرة الأمن الغذائي ، ومنه  تبلورت فكرة الأمن المجتمعي الهادف إلى حماية أفراد الجماعة من أشقياء في داخلها.

ما المقصود من هذا التعريف ؟

المقصود تسليط الضوء على أهم وظائف الدولة ، وتلك الوظائف معنية بتوفير الغذاء لمواطنيها وحمايتهم ، وكلاهما يرتبطان بالأمن ، ولو تم النظر إلى الغذاء المفقود والأمن الضائع في لبنان ،  لقفز السؤال الوجيه إلى واجهة الحكومات اللبنانية ووزرائها المتعاقبين عما حققوه من أمن غذائي واستقرر مجتمعي لمواطنيهم ، فضلا عن سائر مقومات العيش الكريم .

هذه الخلاصات ، من تعريف السياسة إلى مفهوم الدولة ،  هي حق من حقوق اللبنانيين ليسألوا أحزابهم ويسائلوها عن كيفية اختياراتها الوزارية السابقة التي لم تكن مقنعة بأغلبها ، لا من حيث الوعي السياسي ، ولا من حيث الكفاءة التقنية ، ومن هذا المنظور ، تكون الأحزاب قد فعلت حسنا  حين استشعرت بنقصان أجسامها التنظيمية من الكفاءات المطلوبة وذهبت إلى التوافق على الإستعانة بكفاءات غير حزبية ، ولا يمكن إدراج هذه الإستعانة إلا في إطار إيجابي لصالح الأحزاب ، وتؤشر إلى ما هو أبعد من بدايات النقد الذاتي ، بل إلى قناعات حزبية  بضرورة إجراء مراجعات لا بد منها ولا غنى عنها .

هل يمكن إنقاذ الدولة اللبنانية بعد انحلالها الحاصل ؟

لا شك ... يمكن إنقاذ الدولة إذا عرفت القوى السياسية أسباب انحلال الدولة ، وهذه الأسباب ، كان أول من فندها أفلاطون ، ولم يأت بعده من زاد عليها إلا قليلا ، وموجز انحلال الدولة يكمن في كثرة قوانينها وعدم تطبيقها ، فينفر الناس منها ، كما أن شيوع الخلافات بين " طبقة الحكام " يودي بالدولة ويهلكها ويباعد بين الحاكمين والمحكومين ، وإذا ما أضيف الفساد إلى أسباب انهيار الدولة وانحلالها ، يغدو موجز إنحلال الدولة قائما على ثلاثية : عدم تطبيق القوانين وخلافات الطبقة الحاكمة وتفشي الفساد وانتشاره .

ذاك ما قاله أفلاطون ، حين كان يتحدث عن بلاد الإغريق .

كأنه كان يتحدث عن لبنان

 

كي لا يبقى العراقيون واللبنانيون أسرى عند ايران

مينا العريبي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

مر أكثر من عام على خروج مظاهرات شعبية في كل من العراق ولبنان، تطالب بإصلاحات جوهرية تغير مسار بلديهما من دولتين أسيرتين لزعماء طوائف ومحسوبيات طائفية وتدخلات إيرانية ودولية الى دولتين ذات سيادة محصنة ضد الفساد والاستغلال الخارجي لتمنح أبناء البلدين فرصة العيش الكريم. وعلى الرغم من أن كلاً من العراق ولبنان شهدا حركات احتجاج عدة وتكرار المطالبة بالإصلاح خلال السنوات الماضية، إلا أن المظاهرات التي خرجت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 كانت مختلفة باستمراريتها ونضوج خطابها وتزامنت مع إفلاس نظامين سياسيين حاول القائمون عليهما الالتفاف على الفشل في إدارة الدولة من خلال الانتخابات. فلا شك أن العراق ولبنان يتمتعان بتنوع سياسي وحراك بين أحزاب سياسية يجعلهما مختلفين عن غالبية دول المنطقة، الا ان في الواقع هذا التنوع بات مرهونا بانتخابات لم تعد تخرج بتغيير حقيقي، بل تؤدي عادة الى اعادة ترتيب للكراسي وتبادل المصالح بين الأحزاب المسيطرة على مفاصل الدولة، وعلى رأسها تلك المسلحة والمدعومة من قبل إيران. غطاء الانتخابات والوعود بتغيير رئاسة الحكومة لم تعد كافية لترضي الشعبين العراقي واللبناني بأن هناك تغييراً فعلياً يتغلب على الفساد الاداري والمالي الذي أنهك البلدين.

على الرغم من اختلاف الأسباب التي أدت الى اندلاع الأزمات التي تواجه كلاً من العراق ولبنان، الا ان هناك عناصر عدة مشتركة أدت الى الحركتين الشعبيتين وهناك عوامل تجمع بين أسباب الفشل الحالي وفرص النجاح المستقبلي. وبينما رفع اللبنانيون شعار «كلن يعني كلن» في المظاهرات، في اشارة الى الرفض المطلق الى الزعماء السياسيين جملة وتفصلاً، ردد العراقيون شعار «نريد وطن» في مظاهراتهم. هذا الرفض اللبناني للقادة السياسيين يأتي بسبب عدم قدرتهم على حماية الدولة من الفساد المالي والاداري (بل البعض ساهم فيه) ولم يتمكنوا من حصر السلاح بيد الدولة. إذ إن اللبنانيين يريدون وطنا يحميهم ويحمي ابناءهم. من جهة اخرى، بات العراقيون يرفضون غالبية الساسة المنخرطين في العملية السياسية، وهناك دلائل عدة على ذلك، من بينها مشاركة أقل من ثلث الناخبين العراقيين في الانتخابات السابقة عام 2018 واستمرار المظاهرات خلال هذا العام التي أعربت عن رفضها للجميع، فشعار «»كلن يعني كلن«» قد يترجم الى «كلهم يعني كلهم» باللهجة العراقية قريبا.

ما يزيد الوضعين العراقي واللبناني تعقيدا هو ان في كلا البلدين يُطلب من الطبقة السياسية الحاكمة أن تُصلح نفسها. ومن المفارقة أن السياسيين والاحزاب السياسية التي تحكم البلاد، وهم المنتفعين الاوائل من النظام القائم ماديا وسياسيا، يُطلب منهم أن يقوموا باصلاحات ستضر لا محالة بمصالحهم. قد يكون هناك عدد من السياسيين مستعدون لأن يتخلوا عن مصالحهم الشخصية والحزبية لصالح بلادهم، ولكنهم يبدون اقلية لا يمكن الاعتماد عليها لتقويم الامور.

في بغداد، تشكلت حكومة جديدة بقيادة مصطفى الكاظمي في مايو (ايار) الماضي، بعد فشل شخصيتين قبله في تشكيل الحكومة. اختيار الكاظمي كان مرحبا به، اذ انه لا يمثل أي حزب سياسي وليس مثقلا بتجربة الحكومات السابقة. وحاول ان يشكل حكومة تكنوقراط مستقلة لكن في النهاية المحاصصة الطائفية والاثنية المتحجرة في النظام الحالي تغلبت وبقيت غالبية الوزارات النافذة محصورة بهذه التركيبة بعد اصرار الأحزاب السياسية الحاكمة. واليوم حيث يخرج العراقيون مجددا للاحتجاج في بغداد وغالبية مدن الجنوب، تتكرر المطالبات بالاصلاح وتغيير النظام السياسي الذي يكرس الانقسامات بدلاً من تغليب المصلحة الوطنية. أما في بيروت، فقد عاد سعد الحريري بعد عام من استقالته سعيا لتشكيل حكومة جديدة. وصور الاجتماعات الاخيرة التي تجمع الحريري بالزعامات السياسية اللبنانية التي سيطرت على المشهد منذ عقود تظهر الى أي درجة لم يستمع السياسيون لصيحات شعبهم المطالبة بالتغيير.

تفاصيل الحلول في العراق ولبنان قد تختلف ولكن الجوهر متشابه. الشعب يريد الحياة. وهذا يعني الأمن والأمان وفرص عمل توفر العيش الكريم. الأزمة المالية التي تعصف بلبنان تهدد بكسر الطبقة الوسطى كليا وزيادة حدة الفقر في البلاد، اذ تشير اخر الاحصاءات ان 55 في المائة من سكان لبنان يعيشون دون مستوى خط الفقر. اما الأزمة المالية في العراق، فقد ادت الى عدم دفع رواتب الالاف من موظفي القطاع العام بينما البطالة بين الشباب تعتبر من الاعلى في المنطقة – على الرغم من تمتع بلدهم بأحد أهم احتياطات النفط في العالم. من الصعب التصديق بأن الدينار العراقي ما زال 1240 ديناراً مقابل الدولار، بينما الليرة اللبنانية مستمرة في انهيارها منذ سنة واصبحت السوق السوداء تنافس البنك المركزي في التحكم بسعر صرف العملة.

الأمر الأكثر الحاحا في البلدين هو منع الانفلات الأمني. المقلق في كل من البلدين أن الشعبين مسلحان وهناك من يدجج بالسلاح في البلاد. وفي حال خرجت الأمور تماما عن السيطرة، فإن احتمال النزاع المسلح قائم. هناك مناطق في العراق خرجت عن سيطرة الدولة منذ 2003 وتتأرجح بين التعاون مع الحكومة المركزية، بناء على اتفاقيات محددة تخدم مصالح محدودة، وبين الانفلات الامني التام. وأما في لبنان، هناك مناطق تسيطر عليها ميليشيات مصغرة، غالبا ما تكون مدعومة سياسيا، بالسلاح.

العامل الخارجي في التأثير على مجريات الأمور في العراق ولبنان مهم وأبرزه يأتي من طهران. ايران دخلت بكل ثقلها في العراق وتدعم أحزاباً وميليشيات مختلفة لتصبح اللاعب الاقوى على الأرض، وهناك نفور شعبي قوي من ايران وعصاباتها المسلحة. كما أن هناك خيبة امل من الولايات المتحدة من جهة واستهجان لدورها في انشاء النظام السياسي القائم من جهة اخرى. اما في لبنان، فـ«حزب الله» يجاهر علناً بولائه لطهران بينما الولايات المتحدة تزيد من حدة العقوبات من دون دعم ملموس للشعب الذي يعاني من تبعاتها. إيران تلعب على الوتر الطائفي سعيا لإحكام سيطرتها على العراق ولبنان. والمعروف عن النظام الإيراني انه يتبع اسلوب أخذ الرهائن من اجل الحصول على مطالبه السياسية. اليوم نرى شعبين بأكملهما، العراقي واللبناني، رهائن عند هذا النظام وأتباعه. فك أسرهم سيتطلب تحركا داخليا متواصلا، فلا أمل في حل خارجي جدي لانقاذهم.

وهذا عامل آخر يجمع بين العراق ولبنان وهو عامل الأمل الذي ما زال موجودا في البلدين بسبب المقومات التي يتمتعان بها والتي يجب ان تجعلهما من أفضل الدول في العالم، من شعبين مثقفين متنوعين الى اراض خصبة تضمن غذاءهم وغذاء المنطقة لو وضعت سياسات سليمة، الى روابط دولية بسبب تاريخ البلدين العريق. الحسرة في قلوب العراقيين واللبنانيين تأتي من ايمان ابناء الشعبين بقدرة بلديهما على ان يكونا من افضل بقاع الارض لولا ساستهما. ولذلك فالحراك الشعبي في كلا البلدين في غاية الاهمية. وعليه فإن الأمل بعد الله تعالى معقود.

 

وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

ترحيب أممي غير مسبوق مقابل تشكيك تركي شاذ ويتيم بشأن التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، اتفاق «عسكري ليبي - ليبي» بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي، يمهد لإخراج «المرتزقة» في غضون ثلاثة أشهر، وإن كان البعض شكك في مدة 90 يوماً كونها طويلة، ما قد يسهم في خرق الاتفاق، خصوصاً من الأطراف التي تعوّل على انهيار الاتفاق، وخصوصاً بعد تصريحات الرئيس التركي التي تعكس حجم معارضته للاتفاق، حيث قال إن الاتفاق «ضعيف المصداقية» و«ليس اتفاقاً على أعلى المستويات»، بل هو اتفاق بين مندوبين.

تشكيك إردوغان في اتفاق أبرم بين جنرالات كبار من الجيش الليبي يمثلون الطرفين بالتساوي (5+5) يطرح العديد من الأسئلة حول الدور العابث لإردوغان في ليبيا، خصوصاً أن إردوغان هو أبرز العابثين بالمشهد السياسي والعسكري في ليبيا من خلال المرتزقة الذين جلبهم من سوريا وترسانة الأسلحة والطائرات المسيّرة التي قدمها لميليشيات الإسلام السياسي في طرابلس، بعد أن فرض على حكومة الوفاق دفع ثمنها مضاعفاً.

تشكيك إردوغان في صمود الاتفاق يعكس رغبته في إفشال الاتفاق الذي يتعرض بشكل مباشر لوجود مرتزقته في ليبيا ويطالب الاتفاق بإخراجهم في مهلة 90 يوماً.

الاتفاق الذي يعارضه إردوغان أعطى مهلة طويلة لإخراج المرتزقة، ما يشكك في حقيقة خروجها بالرهان على اختراق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يراهن عليه إردوغان، كما أن السفير الأميركي رهن قضية انتشار المرتزقة في ليبيا بخروج مجموعة «فاغنر» الروسية من ليبيا، قائلاً إن «أولئك الذين يدعون إلى انسحاب المقاتلين السوريين وغيرهم من غرب ليبيا لا يمكنهم أن يأملوا في حدوث ذلك طالما استمرت مجموعة فاغنر في تعزيز وجودها في الشرق».

وقف إطلاق النار لا ينطبق على المجموعات التي تصنفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية، كما اتفقت اللجنة العسكرية المشتركة على فتح الطرق والمعابر البرية التي تربط جميع مناطق ومدن ليبيا، كما اتفقت لجنة (5+5) على ضرورة وضع حد للتحريض والتصعيد الإعلامي ووقف خطاب الكراهية، وإن كان تعرض وزير إعلام حكومة الوفاق للخطف والاختفاء القسري من قبل ميليشيات «ثوار طرابلس» التابعة للمفتي المعزول بمجرد قرار وزير الإعلام وقف خطاب الكراهية والحديث عن الحرب الأهلية في الإعلام التابع لوزارته، الأمر الذي كان في نظر العديد من المراقبين انتكاسة خطيرة قبل أن يجف حبر الاتفاق، بل إن حكومة الوفاق التزمت الصمت أمام اختطاف وزير في حكومتها وابنيه، ما يعكس سطوة الميليشيات وأن اليد العليا للميليشيات وليست لحكومة الوفاق، التي ما هي إلا واجهة سياسية استخدمتها جماعة الإخوان لشرعنة نهب الأموال الليبية.

اتفاق وقف إطلاق النار جاء وحالة من التخبط السياسي لدى جماعات الإسلام السياسي، ومحاولات التموضع والتلون، بعد ظهور حالة الاستقالات الجماعية من جماعة الإخوان الليبية، بعد خروج بيان جماعة مصراتة ببيان الاستقالة الجماعي، وقبله فرع مدينة الزاوية، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة: ما الجهة التي تم تقديم الاستقالة لها، ومدى جديتها؟ وهل سيحاسبون عن فترة انتمائهم للتنظيم، خصوصاً أن مجلس النواب أصدر قانوناً بتجريم الجماعة؟

الاستقالات الجماعية لجماعة الإخوان التي بدأت بخالد المشري رئيس مجلس الدولة، لا تخرج عن كونها تقية سياسية ساذجة مفضوحة، خصوصاً أن الولاء للجماعة تحكمه بيعة تهدر دم صاحبها لو خرج عنها، فكيف نصدق أن الخروج من الجماعة قابل للحدوث والتصديق؟

محاولات التظاهر بالخروج من عباءة الإخوان بالتقية السياسية، كانت نتيجة طبيعية لحالة الكره المجتمعي العام لجماعة الإخوان في ليبيا، ما دفع جماعتها للقفز من المركب الغارق، خصوصاً وليبيا تشهد اتفاقات وتفاهمات بين القوى الكبرى المتصارعة على أرضها.

اتفاق وقف إطلاق النار لو تم الالتزام به رغم تشكيك الشياطين، سيكون خطوة ايجابية نحو تحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي في ليبيا التي كانت لسنوات أرض معارك لجماعات وحروب بالوكالة.

 

إيران مصنع لإنتاج دول فاشلة

داود الفرحان/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

تردد كثيراً في السنوات الأخيرة مصطلح «الدولة الفاشلة» لتمييزها عن الدولة المستقرة أو الناجحة. وأنا لن أعيد اختراع العجلة، لذلك أحصر اهتمامي بـ«صندوق دعم السلام»، وهو مؤسسة بحثية مستقلة تعمل مع مجلة «فورين بولسي»، والذي توصل إلى وضع بعض الخصائص التوصيفية منها: ضعف السيطرة على أراضي الدولة، أو فقدان الدولة لاحتكار استخدام السلاح أو «العنف القانوني». كذلك عدم قدرة الدولة على تقديم قدر معقول من الخدمات العامة، وضعف السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وانهيار الاقتصاد والعملة الوطنية.

ووفقاً لأحد تقارير البنك الدولي، فإن هناك 30 دولة فاشلة. إلا أن «الإدارة البريطانية للتنمية الدولية» كانت أكثر تشاؤماً وحددت 46 دولة ضعيفة إلى حد الفشل. وفي كل الجداول خلال العقد الأخير من القرن الحالي نجد 4 دول عربية هي العراق وسوريا واليمن ولبنان. والدول الأربع فيها نفوذ إيراني واضح إلى حد يقترب من الاحتلال وصنع الحكومات. ويصل مؤشر الفشل في هذه الدول الأربع إلى قائمة «الإنذار»، وتضم حسب نسبة الفشل جنوب السودان والصومال وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وتشاد وأفغانستان وغينيا وهايتي وباكستان ونيجيريا وساحل العاج وزيمبابوي، وهي متخلفة في كل شيء. وجميع هذه الدول تحتل المراكز الـ16 الأسوأ. أما الدول الـ16 المتقدمة في كل شيء فهي فنلندا والسويد والنرويج والدنمارك ولوكسمبورغ وسويسرا ونيوزيلندا وآيسلندا وأستراليا وآيرلندا وكندا والنمسا وهولندا وألمانيا والبرتغال وبلجيكا.

والآن... ما مفهوم مصطلح «الدولة الفاشلة»؟ هذه بعض خصائص توصيف الدولة الفاشلة بالإضافة إلى ما ذكرناه: فقدان السيطرة على أراضيها أو فقدان الدولة لاحتكار استخدام العنف القانوني مع ضعف السلطة الشرعية في البلاد، وعدم القدرة على تقديم قدر معقول من الخدمات العامة، فضلاً عن عجز الدولة عن التفاعل مع دول مستقرة وناجحة كعضو فعال في المجتمع الدولي. مع الأخذ في الاعتبار أن الخدمات البلدية والصحية والتعليمية تندرج ضمن قائمة الخدمات الأساسية والبنى التحتية، وإيلاء اهتمام كامل بمستوى إقامة وإدامة أسس التوافق الوطني والشعبي على شرعية الدولة كراعية لمصالح جميع سكان البلاد وليس مصالح فئة أو فئات معدودة منهم. وبهذا التوصيف تزداد التزامات أي دولة للإيفاء بمستلزمات الاعتراف الدولي. لذلك على الأمم المتحدة أن تُفَعِّل صلاحياتها لضبط الدولة الفاشلة أو المنفلتة عن طريق تجميد عضوية أي دولة تفقد أحد شروط العضوية الدولية أو تفتقد صفة الدولة المؤهلة للانضمام إلى الأمم المتحدة. فهل المنظمة الدولية على استعداد لتفعيل هذا الشرط، وهناك خمسة أصوات تستطيع التلويح بـ«الفيتو»؟

ويهمنا في هذا الشأن أن نلقي بعض الضوء على فشل الدول العربية الأربع التي تصدرت قائمة الإنذار، لنشير إلى أن أنظمتها تحاول الاختباء خلف مرض الطائفية المزمن لتسويغ الفشل في كل المجالات. ولأنها لا تستطيع المواجهة الفكرية في ترويج شعاراتها الهزيلة، فهي تلجأ إلى شخوص خرافية للاحتماء بها وخداع القطيع الجاهل علمياً والجائع اكتفاءً والجانح قانوناً، الذي لا يجد له موقعاً في السلطة إلا بالانضمام إلى الميليشيات المسلحة أو الأجهزة القمعية أو عصابات الفساد.

بدأت المقال بالحديث عن الدولة الفاشلة، وأريد أن ينتهي المقال على خير بالحديث عن الدولة الناجحة: اليابان. ولن أتحدث هنا عن الدولة كنظام سياسي لكني أركز على كيفية إدارة مؤسساتها.

من مميزات المدير الياباني، أو رئيس الشركة، أنه إذا أدت سياسته إلى فشل الشركة أو خسارتها، أو إذا ألحق أضراراً بها بسبب فضيحة مالية أو شخصية، فإنه يمتلك الشجاعة الكافية التي تؤهله لأن يقف أمام منتسبي الشركة ويعترف بتقصيره علناً. وهو لا يطلب العفو والمغفرة ونسيان الماضي، ولا يبحث عن أعذار لتسويغ الفشل، ولا يفتش عن شماعة أو كبش فداء، ولا يردد كلمات زئبقية مبهمة من نوع الظروف والمستجدات! لكنه يحترم نفسه والآخرين فيتحمل المسؤولية كاملة ويقدم استقالته على الفور... أو تصعد الغيرة لديه فتدفعه إلى الانتحار!

واليابانيون في هذا لا يشبهون مجتمعات أخرى، يفشل فيها المدير أو رئيس الدائرة وتكثر فضائحه ويزداد اللغط حول تصرفاته وسوء استغلاله للسلطة، فيتصور الناس أنه سيُطرد من وظيفته، إلا أنهم يفاجأون بصدور أمر بترقيته إلى منصب وكيل الوزارة - مثلاً - أو بتعيينه مديراً عاماً لدائرة أخرى بالوكالة، إضافة إلى منصبه - مثلاً - أو نقله إلى منصب سفير! ليس هذا فقط، ولكنه يكافأ أيضاً بمكافآت سخية على خدماته «الجليلة» التي أدت إلى ضياع الفلوس وتراجع الإنتاج وتذمر الموظفين والناس واستشراء الفساد!

والمدير الياباني ليس مديراً من وراء الكواليس أو الكوابيس، لكنه جزء من النشاط المقرر للدائرة أو الشركة، فالسيد توياما، وهو مدير أحد مصانع السيارات اليابانية، يبدأ يومه بقراءة التقارير الإدارية والفنية من النوبة الليلية عن أي مشاكل في السيطرة النوعية على الإنتاج، ثم يعقد اجتماعاً مع مساعديه من فريق السيطرة لمناقشة التقارير واقتراح الحلول وإبداء الملاحظات. وهذا النوع من الاجتماعات يتميز بالديمقراطية الحقيقية وحرية الرأي والرأي الآخر وحق الاعتراض من دون أي ضغوط أو هراوات أو مارشات عسكرية أو اغتيالات.

والسيد توياما يقضي كثيراً من يوم عمله على أرض المصنع يتابع ويراقب ويرشد ويسأل ويشكر، ويبتسم طوال الوقت لأنه يعد الابتسام دليلاً على الثقة بالنفس. وهو ليس رئيساً فقط لمنتسبيه، لكنه صديق لكل منهم ويتعاملون معه كأنه أب أو أخ كبير، ويطلبون توجيهاته في العمل مثلما يطلبون مشورته في قضاياهم الشخصية وعلاقاتهم العاطفية. وهو لا يمانع في أن يكون وسيطاً لترتيب إجراءات زواج أحد منتسبيه من زميلة له في المصنع أو خارج المصنع. ويجد نفسه ضيف الشرف في حفلة الزواج، وأول من يسمع عن أي خلاف عائلي بين الزوجين بعد انتهاء شهر العسل!

وحين تعلن مذيعة الإذاعة الداخلية في الشركة عن موعد تناول وجبة الغداء، فإن توياما لا يتوجه إلى قاعة خاصة بالمديرين، لكنه يذهب إلى القاعة الكبرى، حيث يجلس جنباً إلى جنب مع منتسبيه يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون، ويشاركهم الضحك من النكتة التي تقول إن أجنبياً زار اليابان وأدهشه كثيراً أن أطفال اليابان يعرفون القراءة والكتابة باللغة اليابانية! أما في غير اليابان فإن الموظفين يأكلون مع الموظفين، والعمال يلفطون مع العمال، والمديرين يضربون بالعشرة مع المديرين!

وبعد العمل تستمر العلاقات الشخصية في الحانات والمطاعم الشعبية أو حتى في منزل توياما، حيث تجري مناقشة أحدث وسائل السيطرة النوعية على مائدة يابانية تقليدية يتصدرها الرز والسمك وشوربة الأعشاب البحرية.

وبالنسبة لليابانيين، فإن لعلاقة أي فرد منهم مع الجماعة أهمية قصوى في حياته الخاصة والعائلية. وعلى أرضية الحقل أو المصنع أو المؤسسة يترجم هذا الشعور الشخصي إلى رغبة شديدة في أداء أعلى مستويات الإنتاج والجودة الممكنة لرفع اسم بلاده عالياً أولاً، ولإرضاء رئيسه وزملائه في العمل ثانياً، ولإرضاء نفسه وأسرته ثالثاً. فالبيت والعمل والوطن كيان واحد لا يعرف الازدواجية أو الباطنية أو الوجهين في المجتمعات الصادقة الجادة المنسجمة مع نفسها.

إذا كنتَ تعيش في دولة فاشلة فاطمئن؛ إذ إن هناك نحو مليارين من سكان الأرض يعيشون، مثلك، في دول فاشلة بمستويات مختلفة، ويرددون أناشيد وطنية كل صباح.

 

الانتخابات الأميركية وإيران: لماذا يكترث الملالي بشياطينهم؟

يوسف الديني/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

العالم برسم الانتظار لانتخابات الولايات المتحدة التي تبدّت في لحظة ماضية شرطي العالم، لكنها في زمن ما بعد «كورونا» وحالة اللايقين التي مسّت العالم وعولمته خوفاً وترقباً، تبدو نرداً في رقعة التغيير على مستوى السياسة الدولية بشكل أساسي، لكن وبنسب إضافية ما يخصّ الضغط على الشركات الكبرى والمؤسسات البحثية في مواجهة فيروس «كورونا» الشرس في تداعياته على العالم وشهدائه الذين بلغوا الملايين من دون تمييز بين دول متقدمة ونامية.

الترقب تزداد وتيرته وتتصاعد مع أعداء شعبوية ترمب ليس في الداخل الأميركي فقط؛ بل في أحلاف العداء ضد سياساته الصارمة، خصوصاً مع حلف الأزمات بقيادة ملالي طهران الذين يأملون في أي تغيير ولو كان على مستوى الشخوص وليس السياسات، من شأنه الخروج من عنق الزجاجة الترمبية، خصوصاً بعد تصفية قاسمي وتداعيات خناق العقوبات، لكن الأهم شيخوخة اللاعبين الأساسيين في الثورة الإيرانية؛ وعلى رأسهم المرشد، وترهل فكرة الاستثمار في تصدير الثورة، الذي بات ينظر إليه بوصفه استثماراً في الإرهاب والتنظيمات المسلحة وإشعال المنطقة وتهديد سير الملاحة الدولية وعجلة اقتصاد العالم، والأهم التدخل السيادي في دول المنطقة، ومحاولة تقويض استقرار دولها عبر بناء كيانات سياسية موازية باتت محل استهجان الأكثرية الشعبية في العراق ولبنان واليمن.

ورغم التطلع الإيراني للرئاسة الأميركية المقبلة؛ فإن حجم ما تطمح إليه إيران ليس أبعد من البقاء الوجودي للجمهورية الإسلامية وآيديولوجياتها كنظام سياسي مناهض لطبيعة مفهوم الدولة في الداخل، ونظام مهدد لصيرورة العلاقات الدولية كما آلت إليه بعد تضخم ملف الإرهاب وداعميه وشبكات تمويله عبر العالم، حيث باتت كل دولة تنظر إلى أمنها الداخلي والإقليمي بصفته أولوية قصوى لا تقبل معها المقامرة، خصوصاً مع تعدد مشاريع الاستثمار في سيادة الدول ودخول منافسين لثورات الملالي؛ وآخرها مشروع إردوغان التوسعي الذي يحاول فيه التشبّه بثورة الملالي عبر أدوات الشعارات الجوفاء السياسية والدينية والقومية ومن خلال التحالف مع الدول الطامحة للعب أدوار الأبواب الخلفية لعجزها عن التلبّس بمنطق الدولة السيادية ضمن خياراتها الهشّة.

والحال أن معظم دول الأزمات وأحلافها لا تطمح إلا إلى أن تبقى الأوضاع مع احتمالية تحول استراتيجي أو دراماتيكي في السياسة الأميركية غير متوقع وإن كانت ملامحه غير مؤكدة، خصوصاً مع أن الوعود بين المتنافسين في مجملها هي لاستقطاب الأصوات الداخلية أكثر من تدشين استراتيجية جديدة خارج المتوقع، وهو الانكفاء والاكتفاء بالعقوبات وسياسات الإرغام وعدم الدخول في أتون الأزمات ذات التكلفة العسكرية المرتفعة.

انكشف للعالم كله الشَرَه الإيراني في المنطقة عبر أذرعها الطائفية والعسكرية؛ آخره استخدامها الحرب في اليمن وقوداً لمشروعها في تصدير الأزمات للمنطقة، وفتح جبهات جديدة بعد أن ضاق الخناق عليها في سوريا ولبنان والخليج، وباتت محاصرة بالتدخلات السيادية المباشرة؛ يُطرَح التساؤل اليوم عن حدود الشَرَه للجغرافيا السياسية المُتخيَلة لإيران، وفهم استراتيجيات ذلك السلوك المقلق اليوم وأمس وإلى أجل غير معلوم، وفقاً لطموحها، كطرح نفسها إمبراطورية التأزيم في منطقة الشرق الأوسط بعد فشل مشروعين؛ أولهما مشروع الإرهاب المنظم لجماعات العنف السياسي، الذي حاولت استغلاله من «القاعدة» إلى «داعش» إلى الميليشيات الشيعية المقاتلة، وفشل استمرار لحظة الربيع العربي التي جاءت بعد انحسار ربيع إيراني، وصعود نهم لقضم ما تبقى من استقرار المنطقة عبر بعث الطائفية السياسية في بُعدَيْها الديني والمذهبي، واستغلال ملف الأقليات للنفاذ عبره.

والحال أنه لا توجد أي مؤشرات على تغيّر في رغبة طهران باتخاذ خطوة إيجابية تجاه التفاوض مع الولايات المتحدة أو التنازل عن مشروعها الآيديولوجي الذي يراهن على انفجار الأوضاع السياسية والنظم في المنطقة، خصوصاً أن ترسيمة «الشيطان الأكبر» تجاه الولايات المتحدة واستعداء دول الاعتدال هو جزء من هوية النظام الذي يعدّ الانتقال إلى مستوى بناء علاقات إيجابية، أو غير عدائية بحد أدنى، مساساً بهويته منذ لحظة الثوروية الأولى، ومع ذلك يغلف الساسة الإيرانيون ارتباكهم حيال الموقف من مستقبل العلاقات في المنطقة بحالة اللاسلم واللاحرب من دون التجرؤ حتى على وصف ذلك بمفهوم «الحياد»، لإبقاء خيارات المواجهة مفتوحة كما هي الحال مع التفاوض.

الأكيد أن ربط سياسات الولايات المتحدة الخارجية بتغيّر رئيسها ضرب من السذاجة، والشيء ذاته يقال عما تطرحه وسائل إعلام حلف الأزمات بقيادة أبواق «الجزيرة» وأخواتها عن تضخيم مسألة رحيل ترمب وتأثيرات ذلك على المنطقة، فثوابت السياسة الخارجية في حدها الأدنى لا تفترض تحولاً من هذا النوع على مستوى الموقف من الحلفاء أو الدول المهددة لاستقرار الإقليم، حيث الأهداف المعلنة النهائية هي تخليص المنطقة من التهديدات المباشرة على الاقتصاد العالمي الذي يعاني بسبب جائحة «كورونا» مزيداً من الأعباء ولا ينقصه أن تشتعل المنطقة مجدداً بتحديات وتبعات الاستثمار في الإرهاب بكياناته السياسية أو تنظيماته المتطرفة أو داعميه ومموليه من الدول المراهنة على الفوضى. حالة التصعيد ضد نظام ملالي طهران لم تكن لحظة ترمبية محضة؛ وإن كانت شعبويته الأكثر تعبيراً عنها كما هي الحال مع باقي خياراته السياسية والاقتصادية والمجتمعية... مأزق ملالي طهران تضخم وبدا مسألة تؤرق الدول الكبرى بعد أن تكشفت نواياهم ومشروعهم التدميري في المنطقة. صحيح أنها بمستويات مختلفة جاءت في توقيت متأخر وبتعبيرات متباينة بحسب مصالح الدول الاقتصادية، خصوصاً مع إمدادات النفط، لكنها أكثر استحقاقاً اليوم مع تصاعد حالة الاستياء من قبضة الملالي في دول المنطقة، وما يتبعه من شلل وعلاقات متدهورة مع مفهوم منطق الدولة المستقرة التي تتعارض مع المشاريع الشمولية والآيديولوجية والتقويضية... وللحديث بقية.

 

سؤال صائب

نديم قطيش/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2020

نقل صائب عريقات، البالغ من العمر 65 عاماً، من الضفة الغربية إلى مركز «هداسا» الطبي الإسرائيلي للعلاج بعد تدهور صحته، إثر إصابته بفيروس «كورونا» المسبب لمرض «كوفيد - 19».

يصيبك الخبر أولاً بالمعنى الشخصي، كونك عرفت صائب، المفاوض، والمرجع في تحليل الخبر الفلسطيني، والنافذة على عمق الموقف خارج نصوص البيانات المعدة سلفاً للنشر، والصديق الخفيف الذي تلتقيه في العواصم والمدن، صدفةً أو ترتيباً، مدافعاً متقداً عن قضيته، التي ما عرف له شغفاً سواها.

ثم يصيبك الخبر بالمعنى العام... بكثافته الرمزية ودلالاته... كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس دائرة المفاوضات، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ومستشار الزعيم الراحل ياسر عرفات والرئيس أبو مازن، لا يجد في محنته الصحية المعقدة، سوى مركز إسرائيلي وفريق طبي إسرائيلي لعلاجه ومحاولة إنقاذ حياته. كيف يمكن لهذا الجزء من الخبر عن صائب ألا يتجاوز الرجل، لأن يصير كل الحكاية؟ أمام مركز «هداسا» تظاهرت مجموعات يمينية إسرائيلية متشددة اعتراضاً على تقديم الرعاية الطبية لرجل «عندما ينهض ويخرج من هنا سيعود ويقتل المزيد منا»، كما كُتب على إحدى اللافتات. قول كهذا لا ينم إلا عن أعطال أخلاقية قبل أن تكون سياسية في النص السياسي اليميني المتشدد. فإن كانت الحياة غير ممكنة مع صائب ومع مثله، أتراها تحتمل مع أي مخلوق فلسطيني بالمطلق؟ وماذا يبقى حينذاك من محتوى موضوعي للسلام وحل الدولتين وأفق لتسوية النزاع بما يليق بالبشر؟

على الجهة الأخرى، أدخل الخبر في بازار الاشتباك بين السلطة الفلسطينية وجمهور المدافعين عن التطبيع الخليجي الإسرائيلي. صار مطلوباً من عريقات أن يستشهد على مذبح رفض التطبيع عبر رفض الرعاية الطبية الإسرائيلية كتتمة لمواقفه الرافضة لاتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي. هنا يتفوق العطل السياسي على الأخلاقي عند بعض سقط المتاع الإعلامي و«السوشيال ميديوي»، أمام نسيان أو تناسي أن الفلسطينيين هم في واقع تطبيع تام مع إسرائيل.

ما يعنيني في الخبر يتجاوز البازارين. أيعقل ألا يكون من بين منجزات المشروع الوطني الفلسطيني مستشفى يليق بمعالجة الفلسطينيين؟ أيعقل أنه وخلال ربع قرن على ولادة الكيانية الفلسطينية على أرض فلسطين لم ينهض صرح طبي يليق بالنخب الفلسطينية العاملة في كل مستشفيات الأرض من الخليج إلى أميركا وكندا وأستراليا مروراً بفرنسا وألمانيا واليونان، وفي كل حقول التخصص المعقدة؟

يروي لي كاتب سياسي ممن كانت لهم صلات خاصة بياسر عرفات، أن «أبو عمار» كان يحتفظ في جيب سترته العسكرية، بشيئين:

عملة معدنية فلسطينية قديمة وورقة يحرص دوماً على تحديث بياناتها، فيها مجموع الأطباء والمهندسين الفلسطينيين في «الشتات»..

في كل الأرض إلا في فلسطين!!

وما النصر إلا مستشفى، ومدرسة وجامعة ومطار وبنية تحتية..

«سؤال صائب» أبعد من موضوع النجاح الإداري للدولة. هو سؤال يقع في صلب سؤال الأرض نفسها والكيان والوطن. هو سؤال في تعريف «القضية». هل على الفلسطينيين أن يضيعوا المزيد من الأجيال طلباً لمزيد من الأرض، أم أن ينتجوا تجربة نجاح على ما تيسر لهم من أرضٍ؟ هل الأرض هي القضية أم ما عليها؟ بحسب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تصل مساحة الدولة الفلسطينية المكونة من 70 في المائة من الضفة الغربية، مضافاً إليها تبادل أراضٍ بواقع 15 في المائة من مساحة الضفة زائد قطاع غزة، إلى نحو 5170 كلم مربعاً. ما يعني أنه يمكن أن تقوم على أرض فلسطين 7 سنغافورات (مساحة سنغافورة 726 كلم مربعاً)، أو 5 هونغ كونغات (مساحة هونغ كونغ 1106 كلم مربعة). بيد أن واقع الأمر أن الدخل القومي لكل من سنغافورة وهونغ كونغ هو 372 مليار دولار، و366 مليار دولار، على التوالي، في مقابل 15 مليار دولار للدخل القومي الفلسطيني، حسب بيانات عام 2019.

يمكن للمرء، وعلى سبيل الإنصاف، أن يستفيض في عرض أسباب التعثر الفلسطينية وغير الفلسطينية. لكن تبقى المسؤولية الأساس فلسطينية، وتتصل بعقل القيادة وعقل المشروع الوطني الفلسطيني، وسيادة الآيديولوجيا على ما عداها.

أخذ الفلسطينيون قطاع غزة بكامله، وبدل تحويله إلى منطقة اقتصادية/ صناعية حرة بمساحة 365 كلم مربعاً، أي ما يوازي حوالي 8 مرات مساحة جبل علي في دبي، صار معسكراً بائساً للإسلام السياسي، وحلبة للحرب الأهلية الفلسطينية. هذا مصير يُسأل عنه الفلسطينيون بمقدار أعلى مما تُسأل عنه إسرائيل وإيران ومنظومة الإسلام السياسي.

يحيلني هذا إلى المعنى العميق لمشروع الراحل رفيق الحريري، الذي اتهم بالرهان على السلام بالمعنى الانتهازي الضيق للكلمة من دون فهم رهانه الحقيقي. كان الحريري يقول مواربة، أضعنا نصف قرن في قتال إسرائيل وتدمير أنفسنا. لنصرف الخمسين سنة المقبلة في بناء دول واقتصادات وإمكانات قطاعية طبية وتعليمية وإنتاجية ومصرفية، ونواجه بعدها من موقع القوة لا من موقع الضعف والخطابات..

لنتخيل للحظة أن الإمارات العربية المتحدة قررت رهن مقدرات البلاد وأمن الخليج لتحرير الجزر الثلاث التي تحتلها إيران، بدل النهوض بالدولة، ببشرها وبحجرها..

لا داعي لنتخيل. راقبوا مآلات لبنان اليوم الذي اقترن انتقاله إلى محور المقاومة مع انهيار مستشفياته التي شكلت علامة فارقة في موقعه الخدمي في الشرق الأوسط. لبنان الضعيف نهض ببنية تحتية وخدماتية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، في حين أن لبنان القوي بمقاومته، ينزف كادره الطبي على نحو غير مسبوق حتى في ذروة الحرب الأهلية. لقد فقد مستشفى الجامعة الأميركية 10 في المائة من نخبته، في حين تترنح مستشفيات أقل قدرة على حافة الإفلاس التام.

أعود إلى صائب.. لطالما كان الحديث مع صائب عريقات يحمل شيئاً مختلفاً. تعرف، حين تتسنى لك فرصة الجلوس معه أو مكالمته هاتفياً، أنه لن يفرغ عليك معلبات الأجوبة الفلسطينية الجاهزة. أخاله يحتفظ لنفسه بصندوق مفاجآت يجمع فيه أجوبة وأفكاراً خارج المألوف، ويظل ينتظر اللحظة المؤاتية لرميها على الطاولة. مزيج خاص من براغماتية أبو عمار ومبدئية الفلسطيني الأخير، ودائماً بما قل من الادعاء. يرقد الآن صائب، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بين الحياة والموت، بعد أن نال منه فيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد - 19»، مقاتلاً بما بقي له من رئة واحدة زُرعت في صدره عام 2017، وأدخلته في تجربة «وفاة» قصيرة حين توقف قلبه عن الخفقان لأكثر من 3 دقائق خلال العملية.. هي جولة جديدة مع الموت، أرجو النصر فيها لصائب، ولأسرته.. سيذكره الناس بكوفيته التي كادت تعطل افتتاح مؤتمر مدريد حين أصر على وضعها على كتفيه واعترض الإسرائيليون، ثم كان له ما أراد.. بيد أن الأوطان لا تبنى على المجاز فقط، ولا تحيا بقوة الرمز وحدها. سؤال صائب هو هنا. سؤال في حدود المجاز وامتحان الواقع.. الفلسطيني الذي يرقد معالجاً في سرير إسرائيلي بعد ربع قرن من قيام الكيان الفلسطيني!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون عرض مع الحريري الوضع الحكومي في جو من التفاهم على ما تحقق من تقدم

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وعرض معه الوضع الحكومي، في جو من التفاهم على ما تحقق حتى الآن من تقدم على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة.

 

نقابة المحامين: كوبيش تسلم من خلف طلبا خطيا للوصول الى معلومات حول تفجير المرفأ

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

أعلنت نقابة المحامين في بيروت ببيان، أن "ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفير يان كوبيش زار دار النقابة، والتقى النقيب الدكتور ملحم خلف الذي أطلعه على أن نقابة المحامين في بيروت قد سبقت وتقدمت بشكوى جزائية في 6/8/2020، بقضية تفجير المرفأ، أمام حضرة المدعي العام التمييزي، التي أحيلت، مع كامل ملف التفجير، إلى المجلس العدلي، وعلى أن النقابة بصفتها الطرف الوحيد المتخذة صفة شخصية في القضية، تتابع التحقيقات وتؤازر المحقق العدلي في مهامه".

وأشار البيان الى أن "النقيب سلم كوبيش طلبا خطيا موجها الى الأمين العام للأُمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، موضوعه طلب نقابة المحامين الوصول الى المستندات والمعلومات الآتية:

أولا، كافة الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية العائدة للدول الأعضاء يوم التفجير.

ثانيا، كافة المعلومات المتوافرة لدى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL) خاصة القوات البحرية المولجة بتطبيق القرار 1701 (2006)، في ما يخص دخول باخرة Rhosus، في تشرين الثاني 2013 الى المياه الأقليمية اللبنانية، محملة بـ 2750 طنا من الأمونيوم نيترات بصنف عسكري".

ولفت البيان الى أن "السفير كوبيتش وعد بإيصال طلب نقيب المحامين خلف الى الأمين العام غوتيريش في أسرع وقت، منوها بالدور الريادي الذي تقوم به النقابة سعيا للعدالة في قضية التفجير - الفاجعة لا سيما للمتضررين منه من خلال عمل خلية أزمة النقابة التي أضحى لديها أكثر من 1400 ملف عائدة لهؤلاء عن طريق تقديم الدعاوى الجزائية لهم تباعا أمام المجلس العدلي".

 

القوات اللبنانية: جعجع يرسل غدا وفدا لزيارة مراجع كنسية وسياسية أرمنية

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

اعلنت "القوات اللبنانية" في بيان اليوم، انه "في إطار التواصل مع المرجعيات الروحية والقيادات السياسية في البلاد، يوفد رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، غدا الأربعاء، وفدا لزيارة مراجع كنسية وسياسية ارمنية، ويضم النائبين عماد واكيم وماجد إيدي أبي اللمع والوزيرين السابقين ريشار قيومجيان وملحم الرياشي.

برنامج الجولة:

12:00 النائب هاغوب بقرادونيان في مقر الطاشناك في برج حمود.

1:30 رئيس حزب "الهنشاك" النائب سيبوه كالبكيان في مقر الحزب في المدور.

2:00 رئيس حزب "الرامغافار" سيفاك اكوبيان في مقر الحزب في الجميزة.

3:00 بطريرك الارمن الكاثوليك كريكور بطرس العشرون غابرويان في مقر البطريركية في الجعيتاوي 4:00القس مكرديتش كراكوزيان في الكنيسة الارمنية الإنجيلية في الحمرا قرب جامعة هايكازيان 5:00 كاسيلكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان في مقر البطركية في انطلياس.

 

لبنان القوي: تنفيذ البرنامج الاصلاحي للمبادرة الفرنسية جزء اولي من الاصلاح والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان منطلق لمكافحة الفساد

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري الكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، ناقش في خلاله التطورات، واصدر بيانا، أكد فيه "اولوية الاصلاح وانقاذ الوضع المالي والاقتصادي وتنفيذ البرنامج الاصلاحي الوارد في المبادرة الفرنسية كجزء اولي من البرنامج الاصلاحي الشامل". واذ شدد التكتل على "اولوية تشكيل الحكومة سريعا لهذه الغاية"، أكد التزامه الى "أقصى الدرجات في تسهيل ولادتها والتمسك بوحدة المعايير وعدالتها باتجاه كل الكتل والمكونات"، ولفت الى انه ينتظر "بإيجابية نتائج المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليحدد كيفية التعاطي مع مسألة التشكيل"، مراهنا على "نجاح هذه المشاورات في احترام معايير الميثاقية والدستور وتولي وزراء قادرين على تنفيذ البرنامج الاصلاحي بسرعة، من خلال كفاءتهم ونزاهتهم وفاعليتهم وخبرتهم ومعرفتهم بشؤون الدولة وقطاعاتها".

ولفت التكتل الى أنه ناقش "مجموعة اقتراحات قوانين قام ويقوم باعدادها، وقد تقدم بمعظمها الى المجلس النيابي ويتابع مسار اقرارها في اللجان"، آملا "وصولها الى الهيئة العامة لإقرارها، ومن ابرزها تعديل الدستور لناحية تحديد المهل الزمنية لرئيس الجمهورية باجراء الاستشارات النيابية الملزمة وللرئيس المكلف بتأليف الحكومة، وكذلك قانوني الشفافية وكشف الحسابات والأملاك للقائمين بخدمة عامة، وقانوني السرية المصرفية والحوكمة المالية". كما أكد التكتل اصراره على "اجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمنطلق لعملية الاصلاح ومكافحة الفساد، واي تقاعس في هذا الأمر يستوجب فضح المقصرين والممتنعين والمعرقلين وملاحقة من تقع عليه مسؤولية التعطيل وعدم تزويد شركة التدقيق بالمعلومات اللازمة. كذلك يعتزم التكتل التقدم سريعا بمشروع قانون بهذا المجال".

 

الكتائب: اركان التسوية فوضوا التشكيل لحزب الله وعلى النواب الاستقالة

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

رأى المكتب السياسي لحزب الكتائب في بيان وزعه بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميل، أنه "بين طمع مزمن وجشع لا ينتهي، تستأنف المنظومة عملية التقاسم الحكومي في حفلة تناتش للكراسي، تترافق مع تفشي جائحة المحاصصة التي لا دواء لها ولا لقاح، وعاد المؤلفون إلى نهجهم القديم غير ابهين، لا باللبنانيين ومطالبهم ولا بالمجتمع الدولي وتحذيراته من ان لبنان بات امام فرصة اخيرة لا تحتمل المراوغة والاستهتار بعقول اللبنانيين، متعامين عن ان العالم سيبقي ابوابه موصدة الى حين تحقيق التغيير المطلوب".

واعتبر ان "التردي الحاصل هو نتيجة تذاكي اركان تسوية المحاصصة وتسليمها البلد وقراراته السيادية الى "حزب الله"، وها هم أنفسهم اليوم يفوضونه تشكيل الحكومة وتحديد شكلها وعددها وتوزيع حقائبها، فيما هو يمضي في توظيف هذه الوكالة للاطباق على ما تبقى من الدستور عبر فرض أعراف ومفاهيم جديدة".

ودان "المحاولة المفضوحة لطمس الجرائم المالية والافلات من مسؤولية افقار البلد ودفعه الى الإفلاس، عبر الاستمرار بالتهرب من التدقيق الجنائي واخفاء الأرقام عن الشركات الموكلة اجراء المراجعات، فلا تسلم الوثائق التي تطلبها للشروع بعملها وهذه اكبر ادانة لمرتكبيها".

وأشار الى أن "هذه المنظومة السياسية التي لم ولن تتعلم يوما من الماضي، غير جديرة بادراة بلد والامساك بمصير شعب عانى ما عاناه من ارتكاباتها وبات يحتاج الى فرصة للعيش بسلام واستقرار وأمن رخاء وقد قال كلمته عاليا، مطالبا بإقصاء هذه المنظومة ومحاسبتها بكل رموزها".

وأكد أن "استقالة النواب باتت اكثر من ضرورة لرفع الشرعية عن هذه المنظومة التي اصبحت تشكل خطرا على الأمن القومي اللبناني ومستقبل اللبنانيين، والذهاب مباشرة إلى اعادة القرار الى الشعب اللبناني، لان المعارضة من الداخل تغطي كذبة حسن سير الديموقراطية في لبنان وتؤمن الطمأنينة لهذه السلطة، فيما الشعب سئم من تعداد إنجازات وهمية لا تطعم جائعا ولا تدفع فاتورة ولا تبقي طامحا في بلده".

 

التيار المستقل انتقد طريقة التعاطي في مسار تأليف الحكومة

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

انتقد "التيار المستقل"، في بيان اصدره اثر الاجتماع الدوري لمكتبه السياسي برئاسة اللواء عصام أبو جمرة، طريقة تعاطي القيادات في مسار تأليف الحكومة مع الرئيس المكلف سعد الحريري "الذي بعد الوعود بتأليفها وفقا للدستور من "كم" شخصية مستقلة من ذوي الاختصاص لا يتجاوز عددهم الاربعة عشر رفع العدد الى العشرين، وأطلق توزيع الحقائب والاسماء لرؤساء الاحزاب المسيطرة"، معتبرا ان "اهداء وزارة المال لرئيس حركة "أمل" مخالف للدستور". وأشار التيار الى "البطالة والفقر والانهيار والارتفاع غير المعقول لسعر الدولار وكورونا والى الازمات الحياتية المالية والاقتصادية الخانقة"، محذرا من "رفع الدعم عن بعض المواد الاساسية كالدواء والمحروقات وتشديد القيود المصرفية على المودعين". وسأل: "هل من المحرمات معرفة ميزانية مصرف لبنان او الاطلاع على القيود من قبل هيئة دولية مكلفة رسميا بالتحقيق، ولمن حق الاذن بالاطلاع على المعلومات المالية في المصرف المركزي، وأين الشفافية في التعاطي مع قيود الادارات المالية والمؤسسات العامة، ولماذا انتشر وينتشر الفساد في هذه الدولة؟". وشدد المجتمعون على "ضرورة تطبيق مبدأ فصل السلطات وتحييد القضاء عن اي تدخل من السياسيين لكي يضطلع بدوره العادل في محاكمة ومعاقبة مختلسي المال العام، والا فإن التمادي في شلل العمل القضائي يشجع المخلين بالقوانين، ويزيد من انهيار مؤسسات الدولة وإداراتها".

 

دريان اطلع من نقيب محامي بيروت على مبادرة النقابة خلف: خطة وطنية متكاملة لاعادة تشكيل السلطة وانقاذ الوطن

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف يرافقه أمين سر النقابة سعد الدين الخطيب.

خلف

بعد اللقاء، قال خلف: "اليوم، تقدمنا بمبادرة وطنية إنقاذية تجاه ما نعانيه من أزمة داخل المجتمع اللبناني، وكان اللقاء مع سماحته كالمعتاد لقاء مع الشخص المحب، الشخص الوطني الذي يتفهم كل الأطر التي تسمح بأن نخرق الأفق. عرضنا عليه المبادرة وهي خطة متكاملة تنفذ على مراحل، هذه الخطة وطنية ذات أبعاد بأن نذهب سوية وجميعا نحو خرق الأفق المسدود، وهو ما بيناه لسماحته".

اضاف: "هذه المبادرة انطلقت من داخل نقابة المحامين في بيروت، وهي مثبتة بتوافق نقباء المهن الحرة إضافة الى رؤساء الجامعات الـ11، وهي تتكامل بقوة مجتمعية حية التي بشكل أساسي نذهب بها الى الموافقة ودعم ومباركة ودعاء كل رؤساء الطوائف وهذا كل ما نتمناه، وهذا ما جرى اليوم".

سئل: أهالي السجناء خائفون من تفشي جائحة كورونا، ماذا تقولون؟

أجاب: "في موضوع السجون، نحن شكلنا أولا لجنة متخصصة بهذا الموضوع، وهي تتابع يوميا هذا الأمر. في ما خص جائحة كورونا، هناك تدابير صحية يجب إتمامها ونحن مواكبون مع سعادة نقيب الأطباء بلجنة قائمة وتأخذ بثلاثة أمور: أمكنة الحجر، أمكنة العزل وأمكنة المعالجات".

وأشار الى ان "هناك مشكلة في أمكنةالمعالجات، لان عدد الأسرة محدود والمستشفيات غير قادرة على استيعاب السجناء الذين كانوا بحاجة لمعالجة. وقد طلب وزير الصحة بشكل فوري إتمام عملية تجهيز جناح في مستشفى ضهر الباشق، ونحن نحاول مواكبته بتأمين جناح إضافي في مستشفى نوفل في بيروت. هذا الأمر اليوم بحاجة لخطة وطنية قائمة لأنه لا يرتبط فقط بسجن واحد، انما يرتبط بكل السجون. هذا أمر إنساني وليس أمرا ثانويا لا يمكن القبول باهماله أي كانت الظروف".

وقال: "هناك مبادرة يجب ان تقوم على خطة، هذه الخطة يجب ان تتعاون فيها وزارة الصحة ووزارة الداخلية وبالتأكيد وزارة العدل. كل هذه الوزارات مطلوب منها ان تكون في حالة طوارئ لان الأمر يتناول هذا العدد الكبير من السجناء".

سئل: هل تتوقع تشكيل حكومة عما قريب وهل سيكون ضمن برنامجها هذا الأمر؟

أجاب: "نريد أولا وبسرعة أن تتشكل السلطات وأن نعيد قيام السلطة، وليس الهدف إقامة حكومة بل الهدف إنقاذ الوطن. ان يأخذ تشكيل الحكومة هذا المنحى وكأنها أزمة لا مثيل لها ولا يمكن تخطيها، هو أمر جد مؤسف. علينا أن نتخطى هذه الأمور لنقيم شبكة أمان إجتماعية سريعا مع الإصلاحات المتوجبة التي ليس لنا الترف بها. أما الأمر الآخر هو إعادة تشكيل السلطة وهو أيضا أمر من ضرورات الحياة العامة كي تستقيم وكي تصح بأسرع ما يكون، لأن في ذلك الانقاذ".

 

يوسف سلامة: المشرق يتموضع من جديد

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

رأى الوزير السابق يوسف سلامه في تصريح أن "المشرق يتموضع من جديد، تركيا تتحرك عبر الحشد السني والاتني (الشعب الطوراني)، إيران تتحرك عبر الحشد المذهبي الشيعي والاتني، ‏تركيا وإيران يعملان لمصلحة مشروع "الإسلام السياسي" ويهدفان لتدمير القومية العربية العابرة للطوائف. لمصلحة من يعمل الثنائي التركي الإيراني، هل سيكتفيان بذبح القومية العربية، أم ينتقلان إلى شرزمة شعوب أهل المشرق إلى إتنيات ومذاهب، وأرض هذا المشرق الطيبة والغنية إلى دويلات لا معنى لها؟". وختم: "‏في الحالتين إسرائيل هي الرابح الأكبر، التكابر بعد اليوم انتحار، المطلوب يقظة وطنية جامعة تتفهم بموضوعية واقع الحال وتساهم بخلاص مستقبل أجيالها قبل فوات الأوان".

 

لقاء في نقابة الصحافة والمجتمعون توافقوا على برنامج مرحلي يحذر من الخروج عن الطائف ويؤكد عروبة لبنان

وطنية - الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

عقد لقاء في دار نقابة الصحافة في بيروت، شارك فيه حزب الكتائب اللبنانية، "لقاء سيدة الجبل"، "حركة المبادرة الوطنية"، حزب الوطنيين الاحرار، "لقاء الجمهورية"، "حركة الاستقلال"، أعضاء من "حركة اليسار الديموقراطي"، "التجمع الوطني اللبناني"، وتجمع العشائر العربية وشخصيات سياسية وقادة رأي من إعلاميين وناشطين ونقابيين.

ناقش المجتمون "برنامج مرحلي مشترك لإنقاذ لبنان" وتوافقوا على بنوده.

وقع البرنامج المرحلي المشترك السيدات والسادة: احمد عياش، احمد الايوبي، احمد فتفت، احمد فياض، ادمون رباط، الياس عطالله، امين بشير، انطوان اندراوس، انطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، ايمن جزيني، أشرف ريفي، بدر عبيد، بشير مراد، بهاء المجبل، بهجت سلامة، بطرس الخوري، توفيق كسبار، جاد أخوي، جورج افتموس، جوزف كرم، جوي لحود، جويل حويك، جيرار بريدي، حامد دقدوقي، حسان قطب، حسن عبود، حسين عز الدين، خالد الحسين، خليل الخليل، خليل طوبيا، دانيال زاخر، رامي شلهوب، راوية حشمي، ربى كبارة، رضوان السيد، رلى دندشلي، رودريك نوفل ،رومانوس معوض، ريما عريس ياغي، زياد عيتاني، زينة قره كلله سعيد، سامي حداد، سامي شمعون، ساندي شمعون، سناء الجاك، سوزان سيرفي، سوزي زيادة، سولاف الحاج، سيرج بو غاريوس، صلاح الحركة ، طانيوس شهوان، طلال خوجه، طوبيا عطالله، طوني حبيب، عبد القادر عسكر عدنان علي مطر، عطالله وهبي، علي الشاهين، علي عز الدين، غريس كامل غسان مغبغب، فادي انطوان كرم، فارس سعيد، فجر ياسين، فؤاد رحمة، كمال الذوقي، لويس معراوي، لينا تنير، لينا حمدان، ماجد كرم، مجد بطرس حرب، محمد عبد الحميد بيضون، محمود سيف، مروان حمادة ، معين طالب، منى فياض، مياد حيدر، ميسم النويري، نبيل يزبك، نتالي حنا، ندى سعيد، ندى صالح عنيد، نزار عبد القادر، نعمة محفوض، نيللي عبود، هشام عليوان، هشام قطب، وهلا ابو نادر قسيس.

وورد إلى الخلوة أوراق سياسية كان من أبرزها ورقة حزب القوات اللبنانية مع ملاحظات، كما تلقى المجتمعون ورقة من الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون.

نص البرنامج:

أ‌- خطورة الخروج المتمادي عن الدستور واتفاق الطائف في مرحلة يعاد فيها رسم خرائط المنطقة وتتعين فيها الأحجام والأدوار السياسية والإقتصادية.

"نحن أمام مفترق طرق تتوضح فيه معالم ترسيم المنطقة من جديد وذلك بعد مئة عام من انهيار الامبراطورية العثمانية وبداية مرحلة اتفاق سايكس- بيكو.

"اليوم، تتصدر تيارات اسلامية، سنية وشيعية غير عربية، المشهد وتحاول تحديد أحجامها السياسية والاقتصادية والعسكرية على حساب هوية المنطقة.

"وللحؤول دون سقوط لبنان وتحميله الثمن خلال مراحل التغيير الكبير يتمسك المجتمعون بما اتفق عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف الذي أصبح دستورا والذي يؤكد على نهائية الكيان اللبناني وعلى عروبته وانتمائه إلى الهوية العربية.

"عليه، تشكل نهائية الكيان اللبناني الضمانة المطلوبة الرئيسية كي لا يتجه لبنان الى الاصغر أو أن يذوب في إطارٍ أكبر.

"ان عروبة لبنان وانتماءه إلى محيطه العربي يؤمنان له ضمانة الدخول في نظام المصلحة العربية الذي ترتسم معالمه في العقود الأولى من هذا القرن.

ب‌- خطورة الانقلاب على اتفاق الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من قبل اتجاهين أساسيين داخليين:

- حزب الله الذي يحاول تعديل الطائف لصالحه.

- التيار الوطني الحر الذي بنى أساسا شرعيته على رفض الطائف.

"إن الخروج من الدستور في لحظة يمتلك فريق من اللبنانيين السلاح غير الشرعي، بإمرة ايرانية، سيؤدي إلى إعادة النظر بالنظام والدستور على قاعدة موازين القوى وهذا ما يرفضه المجتمعون، إذ أن لبنان لا يحكم على قاعدة موازين قوى تتبدل بين يوم وآخر ومن طرف الى آخر، انما يحكم لبنان بقوة التوازن.

"يطالب المجتمعون بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لا سيما القرارات 1559 و1680و1701، والتي تأخذ من اتفاق الطائف المستند القانوني لها، بمعنى ان التمسك باتفاق الطائف يعني التمسك بقرارات الشرعية الدولية - كما الانسحاب من اتفاق الطائف يعني الانسحاب من قرارات الشرعية الدولية.

ج‌- مسألة العيش المشترك والشراكة السياسية في ظل تمرد فريقٍ على العدالة اللبنانية والدولية.

"إن ركائز العيش المشترك في لبنان والعالم، تقوم على احترام مبدأي العدالة والحرية، فإذا انتهكت العدالة وحوصِرت الحرية يفسد العيش المشترك والمواطنة. فلا عيشا مشتركا إذا كان هناك مواطن يمثل أمام القانون ومواطن آخر "مميز" يتمرد على القانون الوطني والقانون الدولي. كذلك لا يستقيم حوار ولا تفاهم بين مختلفين إذا كان أحدهما يحمل السلاح بينما الآخر أعزل.

"يطالب المجتمعون حزب الله بالعودة إلى لبنان بشروط لبنان - أي بشروط القانون والدستور اللبناني، وتسليم سلاحه للدولة وفقا للدستور والقرارين 1559 و1701، وكذلك تسليم من دبر ونفذ اغتيال قامات وطنية ومواطنين أبرياء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. مع التنبيه والتحذير من أن استمرار الوضع الراهن، وخصوصا بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب (والذي يعتبره المجتمعون جريمة ضد الانسانية)، سيدفع باللبنانيين إلى البحث عن حلول من خارج الدستور وعن قوى اقليمية يستقوي بها الداخل على الداخل، كما وسيدفع إلى الفتنة الداخلية، وهذا ما يرفضه المجتمعون بتصميم.

د‌- تصويب النقاش حول مسألة الحياد أو التحييد بما لا يتناقض مع هوية لبنان وانتمائه.

"إن الحياد الذي يراه المجتمعون يرتكز على توقف كل فريق داخلي عن الاستقواء بخارجٍ ما على حساب الشراكة الوطنية. لأن هذا الاستقواء يرتكز على المقايضة التالية: يعطي فريق داخلي جزءا من السيادة مقابل جزءٍ من المكاسب على حساب الشريك الداخلي. لذا يجب تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية.

"ويعرف المجتمعون من تجربة لبنان المئوية ان السيادة لا تتجزأ ولا مكاسب خاصة لفريقٍ على حساب الشراكة الداخلية الكاملة.

"يؤكد المجتمعون بأن كل الطوائف والافرقاء في لبنان اختبروا الاستقواء بالخارج. فلم تسلم طائفة أو حزب من عواقب "مغامرات" الاستقواء.

"لذلك تصبح الدعوة إلى الحياد أكثر إلحاحا، والحياد الذي يطالب به المجتمعون هو عقد لدى اللبنانيين يعلو على الاعتبارات الدستورية والقانونية وكان في أساس الفكرة اللبنانية.

"والحياد ليس محطة تأسيسية تضاف إلى المحطات التأسيسية السابقة، مثل تأسيس دولة لبنان الكبير عام 1920، أو الميثاق الوطني سنة 1943 واتفاق الطائف في العام 1989. فالحياد المطلوب اليوم كضرورة وطنية حامية وجامعة لكل اللبنانيين إنما يندرج في سياق الحفاظ على العيش المشترك الاسلامي - المسيحي في ظل التوازن وفي ظل العدالة والحرية. هذا ومن دون أن يعني ذلك التخلي عن دعم عدالة القضية الفلسطينية وتحت سقف المبادرة العربية.

ه ـ مناقشة دور لبنان الاقتصادي والثقافي والتعليمي والاستشفائي والمصرفي... بهدف استعادة ميزاته التفاضلية في هذا المجال للخروج من عزلته العربية والدولية الراهنة.

"ندخل اليوم الى مرحلة أوصلت اسرائيل الى عمق المنطقة، كما تتمدد إيران وتركيا وروسيا بشهيات إمبراطورية علقت لقرن وتعود اليوم مع انهيار النظام العربي القديم.

" يتزامن كل ذلك مع تراجع دور لبنان الاقتصادي والثقافي والتعليمي والاستشفائي والمصرفي. والمطلوب، وعلى عجلٍ، هو إطلاق ورش عمل في كل المجالات المذكورة لاستعادة الدور على مستوى العالم ككل. فما يميز لبنان هو تمسكه بالعيش المشترك الذي يعطي دفعا لقطاعاته الانتاجية ويؤكد انتسابه إلى المنطقة ثقافيا وسياسيا ووطنيا واقتصاديا.

"ويرى المجتمعون بأن هناك دورا أساسيا للجامعات الكبرى والصغرى في لبنان، بالإضافة إلى نقابات المهن الحرة والقطاعات الانتاجية والتجارية، كل هذه المؤسسات مدعوة إلى الاجتماع فورا والتفكير في ابتكار أشكالٍ جديدة تساعد لبنان في الدخول مجددا إلى نظام المصلحة العربية آخذين بالاعتبار كل المستجدات.

اعتبر المؤتمرون أنفسهم أعضاء تأسيسيين في إطار مشترك وناشدوا المجتمع اللبناني الاطلاع على النص ومناقشته والتواصل مع الأعضاء المؤسسين عبر البريد الالكتروني للمركز اللبناني للبحوث والدراسات: contact@lcrs-politica.com

وسيصدر عن المركز اللبناني للبحوث والدراسات ملف توثيقي عن الخلوة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي26- 27 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

UN watchdog says Iran building new underground nuclear facility/AP/October 27/2020

الوكالة الذرية: إيران تبني منشأة نووية تحت الأرض بعد انفجار نطنز/أسوشييتد برس/عربية نت/27 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91820/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a3%d8%a9-%d9%86%d9%88%d9%88%d9%8a%d8%a9/

 

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الثانية/27 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91801/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-5/

 

 

المؤكد أن حكومة الحريري العتيدة سوف تكون حكومة حزب الله فعلا” وحكومة الطبقة السياسية المارقة شكلا”.

د. توفيق الهندي/وكالة الأنباء المركزية/27 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91813/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a3%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a/

 

 

 

من ماكرون الذي حمل المحبّة الى لبنان، الى الشيشاني الذي ذبح الأستاذ الجامعي!…أليس المسلمون الحقيقيون هم الذين يجب ان يؤكدوا ان ذبح استاذ التاريخ ليس إسلاماً؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/27 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91815/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84/