LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october28.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الاحتلال الإيراني وإرهابه هما مشكلة لبنان والكوارث وليس نظامه التعايشي الخلاق

الياس بجاني/التيار العوني انتهي فرقة مغرر بها تابعة لحزب الله

الياس بجاني/مشكورة أي دولة عم تمول الثورة في لبنان اذا كان في فعلاً تمويل

الياس بجاني/صحح معلوماتك يا سيد فالأقوى هم أهلنا وأهلك الأحرار الذين يواجهون شبيحتكم وينتفضون بوجه ارهابكم!!

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات تتناول الثورة اللبنانية الشعبية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح ضيف قناة الحدث

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامي والناشط المدني جورج سلوان

فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة

فيديو تقرير لجاد غصن من قناة الحدث يتناول 5 حلول مطروحة أمام السلطة منها التعديل الحكومي واستقالة الحكومة و تشكيل حكومة إنقاذية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الدكتور فادي الأحمر

فيديو مداخلة من الجديد للنائب الان عون: رئيس الجمهورية كوّن تصوراً للحلول لكنه بالحد الادنى يحتاج الى ضمانات

فيديو مداخلة من قناة الحدث للإعلامي اللبناني علي جابر: ما يحدث في لبنان ظاهرة فريدة.. والحكومة ينخرها الفساد وترفض الاستقالة

البابا فرنسيس عن تظاهرات لبنان: الشعب يُسمع صرختَه

خطوة الإثنين الأكثر تصعيداً: إفتراش الأرض بالمحتجين.. والسيارات

لبنان يمنع خروج الدولارات.. والبنوك تواصل إغلاقها

الانتفاضة اللبنانية تهزّ الزعامات الطائفية والحزبية أمام خلفية تهديدات «حزب الله»

ستريدا جعجع: لا علاقة لـ"وليد فارس" بـ"القوات"

عون و"حزب الله" يراهنان على وهن الشارع... وباسيل عقدة اي حكومة و"رئيس الجمهورية مستعد لفرط التسوية التي أوصلته إلى الرئاسة وأوصلت الحريري إلى رئاسة الحكومة"

جاكلين مبارك/انديبندت عربية

“مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/10/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وقائع برسم حزب الله و ذاكرته «المثقوبة»! بشارة صليبا/بشارة صليبا/جنوبية

حزب الله” المتمسك بباسيل يعرقل محاولات عون والحريري لإجراء تغيير وزاري

هيئة تنسيق الثورة: لا مفاوضات قبل الاستقالة... وردنا الحازم مضاعفة الاعتصامات

سلسلة بشرية من جنوب لبنان إلى شماله تشدُّ عزيمة الانتفاضة وتزيدها حيوية

الراعي: على السلطة السياسية أن تصغي إلى مطالب الشعب وتتفاعل معها قبل فوات الأوان

جنبلاط: لا حل إلابحكومة جديدة …وجعجع: استمعوا للبنانيين

الذباب الالكتروني" الأصفر يستهدف رئيس الجامعة الأميركية

شهيب يحسمها... وهذا ما أعلنه عن المدارس غدًا!

قرار سياسي ـ أمني بفتح الطرقات بـ«التفاهم» مع المحتجين

“الإنقلاب”!: كيف خطط نصرالله لوضع اليد على المصارف و”المركزي” وتنصيب باسيل رئيساً للجمهورية/بالشفاف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسبر: طلبنا من البغدادي تسليم نفسه ورفض

فجر نفسه مع أطفاله.. ترمب يعلن مقتل البغدادي

سوريا الديمقراطية تؤكد مقتل المتحدث باسم داعش

روسيا تشكِّك في مقتل البغدادي وتنفي مساعدة الطيران الأميركي

شويغو: الدواعش فروا إلى إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلند

قاديروف: قُتل البغدادي لكن تنظيم القاعدة على قيد الحياة

لقطات مصورة تظهر حفرة ووملابس ممزقة وملطخة بالدماء

واشنطن تسعى للحصول على بيانات الصادرات «الإنسانية» إلى إيران

مواجهات جديدة في العراق تحصد مزيداً من القتلى والجرحى وذهول غداة أحداث الجمعة الدامية... وحظر التجوال في غالبية محافظات الوسط والجنوب

الأردن: ترقب حزمة حوافز اقتصادية حكومية تحسباً لأي حراك شعبي

وزير داخلية اردني سابق: يسقط كل من ينادي بإسقاط النظام... التقليد الأعمى لا يفيد

موسكو تتهم واشنطن بـ«سرقة» النفط السوري وبوتين بحث «تطبيق إعلان سوتشي» مع مجلس الأمن الروسي

نتنياهو: الشرق الأوسط يمر بهزة أرضية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في مخاض الخروج على أمير الحرب؟/محمد أبي سمرا/المدن

مصير العهد والحكومة موقوفان على انتقام باسيل من اللبنانيين/منير الربيع/المدن

لائحة بالسفارات والدول التي تمول الثورة/وليد حسين/المدن

آراء أمل وحزب الله جنوباً: الجوع ولا التفريط بالمقاومة/حسين سعد/المدن

ريش طواويس إيران يُنتف في العراق ولبنان/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

المغتربون: ليساعدنا الجيش الكندي بإسقاط النظام اللبناني/مصطفى عاصي/المدن

من هم "حراس المدينة" وساحات الثورة في طرابلس؟/جنى الدهيبي/المدن

لا عودة إلى الوراء/عصام الجردي/المدن

رئيس جامعة اللويزة، الأب بيار نجم ر.م.م: نحتضن انتفاضة أبنائنا المشروعة/وكالات

مهزلة رفع السرية المصرفية عن حسابات المسؤولين..!/ العميد المتقاعد سامي خوري/الكلمة أولاين

«حزب الله» في عين العاصفة/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الكل خائف.. أزمة ليس معروفا مخرجها!/عبير بركات/الكلمة أولاين

الحراك اللبناني والصمت الدولي المريب/سام منسى/الشرق الأوسط

الحراك الشعبي يؤدي إلى انشقاقات في تكتل «لبنان القوي»/بولا اسطيح/الشرق الأوسط

على انتفاضة لبنان وعي جوهر الأزمة/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

أخطار الهجوم المعاكس وفرصة الانتفاضة الشعبية تعرض المحتجون لنماذج من "العنف" و"اللطف"/رفيق خوري/انديبندت عربية

طرابلس في الجمهورية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

كي لا نفجع ببغدادي آخر/غسان شربل/الشرق الأوسط

ثورتان في لبنان/مأمون فندي/الشرق الأوسط

آخر الجزر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

عندما يهبّ “حزب الله” لإنقاذ عهده/خيرالله خيرالله/العرب

الإنتفاضة تفرض تغييراً في تركيبة السلطة… جمهور المقاومة ألا يعاني كسائر اللبنانيين؟/ابراهيم حيدر/النهار

إردوغان ومشروع الجيب الإخواني شمال سوريا/شيرزاد اليزيدي/الشرق الأوسط

وقُتل خليفة الأوهام/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عن موت الإرهابي وبقاء صناع الإرهاب/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حزب الله يُطالب الحكومة بتنفيذ وعودها... ويحذّر

ميشال معوّض في صفوف الثوّار..

جنبلاط يحذر من الفوضى والانهيار: لتشكيل حكومة جديدة بعيدا عن التيارات السياسية والاحزاب

مستشار رئيس الجمهورية بيار رفول: لا إمكانية لتشكيل حكومة اختصاصيين في هذه الظروف

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

رسالة القدّيس يعقوب05/من13حتى20/”يا إِخوَتِي: هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه، ويَمْسَحُوهُ بِالزَّيتِ بِٱسْمِ الرَّبّ! فَصَلاةُ الإِيْمَانِ تَشْفِي المَرِيض، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وإِنْ كانَ قَدِ ٱقْتَرَفَ خَطايَا، فَتُغْفَرُ لهُ. إِذًا فَٱعْتَرِفُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بخَطَايَاكُم. وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة. كانَ إِيلِيَّا بَشَرًا مِثْلَنَا، فصَلَّى بِحَرَارَةٍ حَتَّى لا يَنْزِلَ الْمَطَر، فلَمْ يَنْزِلِ الْمَطَرُ عَلى الأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر. ثُمَّ صلَّى مِنْ جَدِيد، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاء، وأَخَرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. يا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم عنِ الحَقِّ، ورَدَّهُ أَحدٌ عَنْ ضَلالِهِ، فَٱعْرِفُوا أَنَّ الَّذي ردَّ خَاطِئًا عَن طَرِيقِهِ الضَّالّ، يُخَلِّصُهُ مِنَ الْمَوت، ويَسْتُرُ جَمًّا مِن الخَطايَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الاحتلال الإيراني وإرهابه هما مشكلة لبنان والكوارث وليس نظامه التعايشي الخلاق

الياس بجاني/27 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79925/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8/

علينا أن نكون حذرين للغاية من خطورة ترداد رفع شعار “إسقاط النظام” الذي يطرحه كثر من المتظاهرين والسياسيين والأحزاب اليسارية والدينية في ساحات لبنان الشعبية، وذلك دون معرفة النظام البديل المطلوب.

من واجب المثقفين والكيانيين والأحرار والسياديين والدستوريين من كل الشرائح اللبنانية أن لا يغرقوا في شعبوية هذا المطلب الهدام وأن يشرحوا للشعب بجرأة  أهمية النظام التعايشي الطوائفي الذي هو إنتاج عبقرية لبنانية والأنسب والأفضل للتركيبة اللبنانية المتعددة والمتنوعة الثقافات والقوميات والانتماءات الدينية والمذهبية.

النظام اللبناني أكثر من ممتاز، وهو انسب نظام للتركيبة اللبنانية المجتمعية، وما هو فعلاً مطلوب أن يتم تنقية النظام من بعض الشوائب الدستورية في حال وجدت والتخلص من الفاسدين والمفسدين والتجار وأصحاب شركات الأحزاب الذين صادروا النظام وجعلوه مطية بأيديهم وعطلوه بالقوة والإرهاب والإفقار.

نسأل وبواقعية في حال فعلاً تم إسقاط النظام فبأي نظام نستبدله؟

هل من نموذج نظام في الشرق الأوسط والدول العربية كافة وأيضاً إيران يناسب تركيبتنا المجتمعية والمذهبية وصالح ليحل مكان نظامنا الحالي بدستوره والأعراف الخلاقة؟

بالطبع لا، وألف لا، لأن كل الأنظمة في الشرق الأوسط  وإيران أما هي ملكية أو إمارتية عسكرية أو دينية أو دكتاتورية.

نظامنا اللبناني هو الوحيد بين كل أنظمة الدول العربية والشرق أوسطية ومعهم إيران الذي لا دين له والحريات الدينية والمذهبية مؤمنة ومصانة فيه.

هو النظام الوحيد الذي تشارك في حكمه كل الشرائح المجتمعية والمذهبية ولها دور سياسي فاعل ومؤثر.

هو النظام الوحيد الذي يحق فيه لأي مواطن أن يغير مذهبه أو دينه دون أن يُحلل دمه ويُكفر ويقتل.

ما يجب أن يعرفه كل لبناني بأن نظامنا مطبق الكثير من بنوده الدستورية التعايشية في معظم دول العالم بدءاً من سويسرا وكندا وليس انتهاءً بالولايات المتحدة الأميركية حيث مصانة دستورياً حقوق الأقليات والقوميات ومؤمنة مشاركتها في مواقع القرار.

حذاري من السقوط في المحظور ومماشاة من يطالبون إما عن جهل أو خبث بإسقاط نظامنا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، ترى هل حزب الله ومعه حركة أمل الممذهبين حتى العظم هما فعلاً يريدون تغيير النظام لغير هدف استيلائهما على الدولة وفرض نظام ملالوي إيراني على الشعب اللبناني؟

نظامنا هو أفضل نظام في العالم يتناسب ويتوافق مع تركيبتنا المجتمعية، فلنحافظ عليه، وربما نضيف عليه نوع من الكونفدرالية الحضارية ليبقى لبناننا بلداً حراً والمواطنين فيه كافة محترمين وبإمكانهم أن يكون لهم دوراً ووجوداً في القرار السياسي والحكم دون ذمية وتكفير واضطهاد وتهجير.

يبقى أن مشكلة لبنان الأساس ومنذ السبعينيات هي الإحتلالات التي ولا يزال هدفها الأول تفكيك النظام اللبناني والقضاء على نعمة تعايش أهله .. احتلالات فلسطينية وسورية وإيرانية.

واليوم مشكلة لبنان هي ليست النظام وطبيعته الطائفية، بل الاحتلال الإيراني الإرهابي والمذهبي الذي خطف البلد، وأخذه رهينة، وحوله إلى معسكراً للجيش الإيراني، وخزاناً لسلاحه، وقاعدة عسكرية لمشروعه الإمبراطوري التوسعي والإحتلالي الفارسي.

لبنان اليوم محتل وبلد فاشل عملاً بكل معايير الأمم المتحدة.

في الخلاصة فإن المشكلة اللبنانية هي الاحتلال الإيراني، وبالتالي كل ما يعاني منه المواطن على كافة الصعد، وفي كل المجالات من معيشية وحقوقية وأمنية وخدمات وهجرة وفقر ونفايات وكهرباء وغيرها الكثير هي مجرد أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، ومن هنا لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال.

ويبقى بأن حل المشكلة اللبنانية، والتي هي الاحتلال الإيراني المذهبي والإرهابي لا يتحقق فقط من خلال تغيير الحكومة، أو إجراء انتخابات نيابية، أو سجن الفاسدين واسترداد المال المنهوب، بل من خلال تنفيذ القرارات الدولية كافة، وفي مقدمها ال 1559 و1701 واتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وذلك لبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبناني بقواها الذاتية، وضبط الحدود، واسترجاع القرار المغيب بالقوة، واستعادة السيادة والاستقلال المصادرين، وجمع كل السلاح غير الشرعي المتفلت اللبناني وغير اللبناني وتسليمه للدولة، وإنهاء وضعية كل الدويلات والمربعات والقواعد العسكرية الفلسطينية والسورية والإيرانية، وفي مقدمها دويلة حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

التيار العوني انتهي فرقة مغرر بها تابعة لحزب الله

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

محزن أمر ما يسمى تيار عوني فمن بقوا فيه لم يعد من فوارق بينهم وبين حزب الله بالعقلية والمقاربات والغربة عن لبنان وكل ما هو لبناني.

 

مشكورة أي دولة عم تمول الثورة في لبنان اذا كان في فعلاً تمويل

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

بليون دولار تعطيها إيران للسيد كل سنة ت يخرب ويقتل وبالتالي اذا في تمويل لثورة اللبنانيين من أي دولة فيجب أن تشكر وبفخر كمان وعلنا

 

صحح معلوماتك يا سيد فالأقوى هم أهلنا وأهلك الأحرار الذين يواجهون شبيحتكم وينتفضون بوجه ارهابكم!!

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

قال السيد بانه اقوى طرف في لبنان في حين هو يهدد ويعيش في سرداب؟ الأقوى يا سيد هم شبابنا والصبايا والأطفال والشيوخ الثائرين في الشوارع. صححح معلوماتك وعد بحزبك ودويلته وسلاحه وقوتك إلى لبنان وتوقف عن تهديد شعبك العظيم الذي لا يخافك ولا يخاف حزبك.

 

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

http://eliasbejjaninews.com/archives/79820/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-i24news-arabic-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=rVMeQRiIx1E&t=530s

 

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79830/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d8%aa/

https://www.youtube.com/watch?v=sLwxDLH5Tes

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات تتناول الثورة اللبنانية الشعبية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح ضيف قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=yWSCtdER_Kw

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامي والناشط المدني جورج سلوان

https://www.youtube.com/watch?v=xLnRKsivz5s

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح

https://www.youtube.com/watch?v=UiBEQvVsf3Q

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة

https://www.youtube.com/watch?v=pQNozafArwY

 

فيديو تقرير لجاد غصن من قناة الحدث يتناول 5 حلول مطروحة أمام السلطة منها التعديل الحكومي واستقالة الحكومة و تشكيل حكومة إنقاذية

https://www.youtube.com/watch?v=pn0Q0JkwGhs

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي

https://www.youtube.com/watch?v=50wlb2N6UpY

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الدكتور فادي الأحمر

https://www.youtube.com/watch?v=T0wvFNNL8nY

 

فيديو مداخلة من الجديد للنائب الان عون: رئيس الجمهورية كوّن تصوراً للحلول لكنه بالحد الادنى يحتاج الى ضمانات

https://www.youtube.com/watch?v=UmIqJqWbzCA

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للإعلامي اللبناني علي جابر: ما يحدث في لبنان ظاهرة فريدة.. والحكومة ينخرها الفساد وترفض الاستقالة

https://www.youtube.com/watch?v=IyWHJWMXEw0

 

البابا فرنسيس عن تظاهرات لبنان: الشعب يُسمع صرختَه

وكالات/27 تشرين الأول/2019

أكد البابا فرنسيس، عقب صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد في ساحة القديس بطرس، أنه يتوجه بفكره "إلى الشعب اللبناني العزيز، وخاصة إلى الشباب الذين أسمعوا خلال الأيام الأخيرة صرختهم أمام التحديات والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية في البلاد"، وحث الجميع على "البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار". كما وتضرع "إلى مريم العذراء سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد، وبدعم من الجماعة الدولية، فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة كل شخص وحريته لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها والتي تعاني كثيرا".

 

خطوة الإثنين الأكثر تصعيداً: إفتراش الأرض بالمحتجين.. والسيارات

جنوبية/27 تشرين الأول/2019

بعد السلسلة البشرية التي ربطت لبنان من الشمال الى الجنوب اليوم، يعتزم عدد من المحتجين القيام بخطوة جديدية من أجل قطع الطرقات غداً الإثنين. أفاد موقع “VDLnews” بانّ مجموعة من المعتصمين عقدت جلسة حدّدت خلالها الطرقات التي ستقوم بإقفالها يوم غد، وابرز هذه الطرق حُدّدت في منطقة فردان، تلة الخياط، راس النبع – الرينغ، الصفرا، الفوروم – برج حمود، القنطاري وSeaside AUB، جل الديب، العقيبة، الضبيه، والزوق والطرقات الداخلية في اكثر من منطقة من اجل منع المواطنين الى الوصول لمكان عملهم. ينصّ الاتفاق بين المجتمعين، على انّ كل منطقة ستحتاج الى حشد واستقطاب اهلها من اجل قطع هذه الطرقات، وذلك من خلال ارقام هواتف توزّع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من اجل تحديد عدد المشاركين واهداف المشاركة. امّا عملية القطع فستممّ من خلال ركن السيارات على مسرب واحد، والمسرب الآخر من خلال افتراش الارض من قبل المتظاهرين. وسيتم توزيع منشورات على المدنيين لتوضيح سبب اقفال الطرقات، كما سيوزّع على وسائل الاعلام بالاضافة الى صور بعد عملية الاقفال لإثبات نجاحها امام الرأي العام، وبالتالي الضغط على المسؤولين لتحقيق المطالب. وحدّدت المجموعة عدّة قواعد لإتباعها، ابرزها فتح الطرقات امام سيارات الصليب الاحمر والدفاع المدني ووسائل الاعلام والعسكريين، كذلك امام الاطباء والممرضين. وطالبت المجموعة بالإبتعاد عن “الهتافات الاستفزازية، واعتماد اللهجة الودية في حال ايّ تلاسن مع المدنيين”. يُذكر وأن هذه الخطوة بدأت وبدأ صف السيارات على الطرقات.

 

لبنان يمنع خروج الدولارات.. والبنوك تواصل إغلاقها

العربية.نت - وكالات/27 تشرين الأول/2019

أعلنت جمعية المصارف اللبنانية عن إقفال البنوك الإثنين، مع استمرار الاحتجاجات في كافة المناطق اللبنانية، المتواصلة منذ 11 يوماً. تأتي هذه الخطوة في وقت تتخوف المصارف - في حال فتحت أبوابها - من طلب كبير على الدولار، أو سحب كبير من الإيداعات إلى الخارج، وتدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار. وهوت السندات الحكومية للبنان بمقدار سنت واحد أو أكثر، عقب أيام قليلة من اندلاع احتجاجات عارمة على الأزمة الاقتصادية في البلاد. بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية وكان النائب العام التمييزي في لبنان، أمر الأحد، بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية، التي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك اللبنانية، وتم التنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحيث ستعمد مديرية الجمارك الى إخضاع عمليات نقل الأموال الى أنظمة يعمد مصرف لبنان المركزي الى تحديدها، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للأنباء.

وذكر مصرف لبنان المركزي في توضيح اليوم الأحد، أن الجهات المخولة بشحن الأوراق النقدية من العملات الأجنبية، عليها أن تكون مرخصة، مؤكداً حرصه على بقاء سوق القطع (العملات) حراً وأنه لم يصدر عنه أي بيان جديد بهذا الخصوص. يذكر أنه منذ 11 يوماً على التوالي، تجتاح لبنان احتجاجات ضد نخبة سياسية متهمة بالفساد وسوء إدارة أموال الدولة وقيادة البلاد نحو انهيار اقتصادي لم يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وأغلقت المصارف والمدارس وشركات كثيرة طيلة تلك الفترة بسبب الأحداث.

 

الانتفاضة اللبنانية تهزّ الزعامات الطائفية والحزبية أمام خلفية تهديدات «حزب الله»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

يعتبر أحد النواب اللبنانيين الـ128 أن من تفاجأ بـ«الانتفاضة اللبنانية» التي انطلقت في السابع عشر من الشهر الحالي، إما هو قارئ فاشل للأحداث، أو أنه كان يعيش خارج البلاد، وبالتالي بعيد عن نبض الشارع وهموم اللبنانيين وشجونهم.

ويُجمع العدد الأكبر من المتظاهرين، الذين يكتسحون الساحات العامة في المناطق اللبنانية كافة، على أنهم قرروا أن يثوروا على الطبقة الحاكمة... إذ طفح الكيل بعدما أعطوا الأفرقاء السياسيين أكثر من فرصة، فإذا بهم يوصلون البلد إلى الانهيار الاقتصادي الذي تجلى بأوضح أشكاله في الأشهر والأسابيع الماضية مع ما شهدته الأسواق من أزمة في سعر صرف الليرة وما تبعها من أزمة في المحروقات والرغيف. أما القشّة التي قصمت ظهر البعير، فكانت التوجه الحكومي لفرض ضريبة على خدمة المكالمات الصوتية عبر الإنترنت، ما أدى يوم الخميس في السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى خروج مجموعات صغيرة معترضة في وسط بيروت، ما لبثت أن تكاثرت وعمت المناطق اللبنانية كافة. يرفع مئات آلاف المتظاهرين في ساحات المدن اللبنانية شعاراً موحداً منذ انطلاق «الانتفاضة»، ألا وهو «كلن يعني كلن» (كلّهم يعني كلّهم)، بإشارة إلى أن الامتعاض يشمل كل الأفرقاء السياسيين من دون استثناء. وبعدما كانت المظاهرات التي شهدها لبنان على مر السنوات الماضية تحصل بإيعاز من حزب أو فريق سياسي معين، يشكل ما تشهده البلاد حالياً أشبه بظاهرة باعتبار أن اللبنانيين تداعوا إلى الشوارع في غياب أي دعوة من أي جهة كانت، وما زالوا يثابرون على ملء الساحات بغياب أي قيادة للحراك. وللمفارقة، فإن فريقي الصراع في لبنان، أي مكوّنات التكتلين اللذين كانا يُعرفان بـ8 و14 آذار، يتفقان على أن لا أيادي خارجية حرّكت الناس. وبالتالي، فإن ما يحصل ليس إلا تعبيراً واضحاً عن انفجار الشارع المكبوت منذ عشرات السنوات... الذي قرر أخيرًا الخروج عن صمته، مهدداً الزعامات الطائفية والحزبية التي يقوم عليها النظام المبني على مبدأ المحاصصة في لبنان.

ورقة الحريري

المظاهرات الشعبية دخلت أسبوعها الثاني يوم الخميس الماضي من دون أن تنجح كل المبادرات من قبل المسؤولين، على رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، بإخراج الناس من الشوارع. وعلى الرغم من تعدد المطالب، وتحولها في كثير من الأحيان إلى مطالب فردية لا ترتقي إلى مستوى المطلب الوطني الجامع، فإن اللبنانيين المعترضين نجحوا بالتوافق على مطلب أساسي وموحّد، ألا وهو استقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين قادرة على التصدّي للأزمة. وترافق هذا العنوان مع عناوين أخرى كالسعي لإسقاط النظام، وإلغاء الطائفية السياسية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وغيرها. وبعدما توقّع المعتصمون أن يخرج عليهم رئيس الحكومة بعد بضع ساعات من انطلاق حركتهم لإعلان استقالة حكومته، أمهل سعد الحريري شركاءه في الحكم 72 ساعة لإيجاد حل يقنع الشارع والشركاء الدوليين. ومع انتهاء المهلة، عاد الحريري ليتوجه إلى اللبنانيين يوم الاثنين الماضي من قصر بعبدا الرئاسي حاملاً بين يديه «ورقة إصلاحات»، قال إن كل القوى السياسية وافقت على السير بها، وموازنة عام 2020 التي وافق عليها مجلس الوزراء، والتي لحظت عجزًا بنسبة 0.6 في المائة، بعدما كان العجز في موازنة عام 2019 حدد بـ7.59 في المائة. حملت ورقة الحريري، حتى بإقرار عدد كبير من أفراد مجموعات الحراك، وعوداً وخطوات نوعية طال انتظارها، لكن نظراً إلى أن التجارب الماضية مع هذه السلطة لم تكن مشجعة على الإطلاق، وبالتحديد لناحية «الإيفاء بالوعود وتنفيذ الإصلاحات»، على حد تعبير المشاركين بالمظاهرات، تم رفض السير بالورقة كحل للأزمة.

بعدها، أقرت الحكومة في جلسة عقدتها يوم الاثنين الماضي 24 بنداً حملها إليها الحريري، هي: خفض جميع رواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50 في المائة، وخفض موازنات الصناديق المستقلة كـ«صندوق المهجرين» و«مجلس الجنوب»، ووضع سقف لرواتب ومخصصات اللجان كحد أقصى 10 ملايين ليرة لبنانية، وخفض رواتب جميع المديرين على ألا تتجاوز 8 ملايين ليرة، ووضع رواتب القضاة بحد أقصى 15 مليون ليرة، ووضع ضرائب على المصارف وشركات التأمين 25 في المائة، وتأمين موافقة مُسبقة من ديوان المحاسبة والتفتيش على أي مناقصة أو اتفاق يتجاوز 25 ألف دولار، على أن يحق للوزير الموافقة على 20 ألف سنوياً، أما الباقي فيخضع لموافقة مجلس الوزراء، وإلغاء جميع المخصّصات للبعثات إلى الخارج بحد أقصى للرحلة 3 آلاف دولار، مع موافقة مجلس الوزراء عليها، وإلغاء جميع ما جرى خفضه من معاشات التقاعد للجيش والقوى الأمنية، ووضع سقف لرواتب العسكريين لا يتجاوز رواتب الوزراء، وتفعيل هيئة الرقابة الاقتصادية، ودعم الصناعات المحلية، ورفع الضريبة على المستوردات للأصناف المنتجة محلياً، ومساهمة المصارف لإنشاء معامل كهرباء ومعامل فرز النفايات والمحارق الصحيّة، مع خفض الضريبة على المبالغ المساهمة بها، وتقديم مصرف لبنان وباقي المصارف 3 مليارات دولار، وتحويل معامل الكهرباء إلى غاز خلال شهر، وإلغاء وزارة الإعلام، وإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة، ووضع آلية واضحة لمواجهة الفساد، والامتناع عن فرض زيادات في الضرائب على القيمة المضافة والهاتف والخدمات العامة، وإلغاء كل الاقتراحات الخاصة باقتطاع جزء من تمويل سلسلة الرتب والرواتب، وإعادة العمل بالقروض السكنية، واتخاذ قرار حاسم بأن تكون موازنة عام 2020 بلا عجز بما يتطلب ضبط الواردات، وزيادة الضريبة على أرباح المصارف، واقتراح بخصخصة قطاع الهاتف المحمول قريباً جداً، وجعل قانون رفع السرية المصرفية إلزامياً على جميع الوزراء والنواب والمسؤولين في الدولة.

«هيئة تنسيق الثورة»

إذا كان المعتصمون قد أعلنوا مباشرة بعد عرض الحريري ورقته رفضهم الخروج من الشارع، مطالبين باستقالة الحكومة، فإن جواباً شبه رسمي جاء من الحراك، بعد إعلان نحو 15 مجموعة بعد 6 أيام من انطلاق الانتفاضة تشكيل «هيئة تنسيق الثورة». وفي بيان حمل الرقم 2، أدرجت المجموعات 6 مطالب: أولاً، استقالة الحكومة فوراً، وتشكيل «حكومة إنقاذ وطني» من خارج المنظومة الحاكمة. ثانياً، استرداد الأموال المنهوبة من قِبَلْ كل الذين تولوا السلطة من 1990 حتى اليوم ومحاسبتهم، ومنهم من غادر البلاد، ونتبنى ما جاء في بيان نادي القضاة بهذا الشأن. ثالثاً، معالجة الملفات الحياتية والمالية الضاغطة وانتشال الوطن من الهاوية التي أوصلتنا إليها السلطة الفاسدة. رابعاً، العمل على إجراء انتخابات نيابية مبكّرة، وفق نظام انتخابي جديد طبقاً للمادة 22 من الدستور في مهلة أقصاها ستة أشهر. خامساً، الطلب من المواطنين الاستمرار في التظاهر والاحتجاجات في العاصمة، والمناطق، حتى تحقيق المطالب. سادساً، الطلب من القوات المسلحة، على رأسها جيشنا الوطني، حماية المتظاهرين في المناطق كافة، والأشخاص والشخصيات الذين تعرضوا للتهديد في أماكن سكنهم وعملهم. أما أبرز المجموعات التي انبثقت منها «هيئة تنسيق الثورة» فهي: حراك العسكريين المتقاعدين، والمبادرة الوطنية، والتيار النقابي المستقل، وحزب «الخضر»، وحملة «الشعب يريد إصلاح النظام»، و«اللقاء التشاوري المدني» (إقليم الخروب)، ومبادرة «وعي»، و«حركة الشعب»، و«الحركة الشبابية للتغيير»، و«المتحدّون»، و«نبض النبطية»: «حزب سبعة»، و«مجموعة الزواج المدني في لبنان» (civil marriage in Lebanon)، و«حراس المدينة - النبطية»، والحزب القومي - «الانتفاضة»، و«حركة النهضة القومية»، و«حراك صور»، و«لهون وبس»، و«الحراك المدني العكاري»، و«اللقاء الجنوبي»، و«حركة المحرومين - طرابلس»، وحملة «حلّو عنّا»، و«ثوار النبطية»، و«تجمّع شباب زحلة»، و«حراك الهرمل»، و«برلمان الدولة العادلة»، ومجموعة «لبنان إلى الأبد» (For Ever Lebanon)، و«تحالف وطني»، و«تجمع أبناء بعلبك»، و«اللقاء النقابي التشاوري»، و«لبنان اليوم»، و«حوار الشباب»، و«حراك بريتال»، والأساتذة المتقاعدون في التعليم الرسمي، و«ناشطون - مستقلة»، و«لجنة أبناء الوطن (صيدا صور بيروت طرابلس)». واتسعت مع الأيام التي تلت المجموعات المنضوية في الهيئة، فبلغت نحو 47 مجموعة، في وقت أصر بعض المشاركين في الحراك على رفض هذا التشكيل، والمضي من دون قيادة في المرحلة الحالية؛ أقلّه بانتظار إسقاط الحكومة.

هذا، ويؤكد العميد المتقاعد جورج نادر، الذي تلا من ساحة الشهداء بوسط بيروت البيان الذي أعلن عن تشكيل الهيئة، أنهم لا يدّعون قيادة الثورة، وأن عملهم يندرج في إطار التنسيق اللوجستي وضمان عدم حصول أي تضارب في المواقف والقرارات. ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذه الهيئة «باتت تضم نحو 47 طيفاً من مختلف أطياف الحراك، وبالتالي أصبحوا القوة الأكبر».

دخول الجيش على الخط

في اليوم السادس للحراك، اتخذ الجيش اللبناني قراراً بفتح الطرقات التي أغلقها المعتصمون للضغط على السلطة السياسية وضمان استقالة الحكومة. وسُجّل أكثر من صدام بين عناصر الجيش والمحتجّين، انتهى بعد ساعات إلى نجاح هؤلاء بالإبقاء على الطرقات مقطوعة، شرط ضمان إبقاء الطرقات الفرعية مفتوحة. وأكدت قيادة الجيش أنها «لم تألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين»، متمنية على المواطنين «التعاون معه من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلاً لتنقل المواطنين واستقامة الدورة الحياتية». وأكدت أن «الجيش ملتزم بالدفاع عن حماية الوطن أرضاً وشعباً». وأضافت: «كلنا لبنانيون... نحن عائلة واحدة». وحقاً، لم يكن قرار فتح الطرقات محصوراً بقيادة المؤسسة العسكرية. إذ بدا واضحاً أنه يحظى بغطاء من المسؤولين السياسيين، على رأسهم رئيس الجمهورية والحكومة. إذ أفيد عن سلسلة اتصالات بالقيادات الأمنية والعسكرية، قام بها الحريري واطلع منها على الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كل المناطق»، حسبما ذكر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. كذلك كان للجيش موقف لافت يوم الثلاثاء، حين تصدى لمجموعة من مناصري «أمل» و«حزب الله» الذين جالوا في شوارع العاصمة بيروت على الدراجات النارية، وكان عدد منهم يحاول الوصول إلى ساحة الاعتصام الرئيسية في ساحة الشهداء. وعلى الفور أقدمت قوة من الجيش على التصدي لهم وتفريقهم، متفادية بذلك صداماً كبيراً بين الطرفين.

الحراك يقتحم الجنوب

من جهة أخرى، لعل أبرز ما توقفت عنده الجهات الغربية المتابعة، اقتحام الحراك، وبقوة، مناطق «الثنائي الشيعي»، أي «حزب الله» وحركة «أمل» جنوب لبنان. فللمرة الأولى منذ عشرات السنوات نزل العشرات والمئات في منطقتي صور والنبطية إلى الشوارع؛ حيث رُفعت ورُدّدت الشعارات التي تنتقد رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، على حد سواء. كما جرى التعرض لمكاتب نواب ومؤسسات لشخصيات تابعة للحزبين، ما يشكل سابقة استدعت تدخّل مسلحين يناصرون «الثنائي» للتصدّي لعدد من المظاهرات. أيضاً، انتشرت مقاطع فيديو مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر عدداً من المسلحين، المفترض أنهم تابعون لـ«أمل»، يهاجمون المتظاهرين داخل أحياء مدينة صور وفي مدينة النبطية. وهذا ما اعترفت به الحركة ضمناً، إذ أكدت رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع صور، وأعلنت أنها بصدد «إجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة»، وطلبت من الأجهزة الأمنية «ممارسة دورها في حماية المواطنين، بمن فيهم المتظاهرون»، لكنها، في الوقت نفسه، مستنكرة التطاول على رموزها، على رأسهم الإمام موسى الصدر ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.  وفي هذه الأثناء، اعتبرت مصادر سياسية أن «الانتفاضة الحاصلة جنوباً تشكل امتداداً للانتفاضة الحاصلة على صعيد الوطن ككل، لكن ما يميّزها هي أنّها كسرت كل المُحرّمات في مناطق يُمنع فيها مجرد توجيه انتقادات علنية للثنائي الشيعي». وردّت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ما يحصل لتنامي الضغوط على المجتمع الشيعي، خصوصاً بعد تشديد الولايات المتحدة الأميركية عقوباتها، التي لم تعد تقتصر على قيادات وعناصر «حزب الله»، وباتت تطال المتموّلين الشيعة، وتؤثر سلباً على المجتمع الشيعي ككل.

لا تفاوض قبل الاستقالة!

بدورها، لم تُثلِج الكلمة التي توجّه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى المعتصمين، بعد أسبوع من انطلاق الانتفاضة، قلوبهم. إذ وبعدما توقّع هؤلاء توجّه رئاسة الجمهورية لدعم مطلبهم بتغيير الحكومة، اقتصرت كلمة عون على إبداء استعداده للقاء ممثلين عن المتظاهرين، وإشارته إلى إمكانية إجراء تعديل وزاري في البلاد، وهو ما رحّب به رئيس الحكومة. وفي حين أيد البطريرك الماروني بشارة الراعي، دعوة عون، غرّد الزعيم الاشتراكي الدرزي وليد جنبلاط قائلاً إن «أفضل حلّ يكمن في الإسراع بالتعديل الحكومي، والدعوة لاحقاً إلى انتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي».

وحقاً، يبدو التعديل الوزاري ضرورياً، خصوصاً بعد قرار «القوات اللبنانية»، على وقع نبض الشارع، الانسحاب من الحكومة، ما أدى لشغور 4 مقاعد وزارية مسيحية. وتحدّث وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي - المقرب من عون - عن ثلاثة احتمالات أمام الحكومة، هي: ترميم الحكومة عبر تعيين أربعة وزراء بدلاً عن وزراء «القوات»، وإجراء تعديل حكومي، أو تشكيل حكومة جديدة. ختاماً، يعتبر العميد المتقاعد جورج نادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن كل ما حصل في الساعات الماضية يؤكد أن «رُكَب السلطة السياسية تهتزّ... وأن ما يؤمن صمودها حتى الساعة هو حزب الله»، مشدداً على أن «الناس لن تحاور أو تفاوض أحداً قبل سقوط الحكومة»، وهو ما أتى بإطار الردّ المباشر على دعوة عون المتظاهرين للحوار.

اعتداءات بالجملة على المراسلين.. والمرأة اللبنانية تتصدّر الحدث

> تصدّرت النساء المشهد في مظاهرات لبنان. إذ، وبعدما جرى تعميم صورة لإحدى الفتيات وهي تركل أحد المسلحين في وسط بيروت مع انطلاقة الثورة، تعرّضت اللبنانيات المتظاهرات لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين عرب احتجوا على طريقة لبسهن وتبرّجهن خلال المشاركة في الاعتصامات.

شبكة «بي بي سي» البريطانية، اعتبرت من جانبها، أنه «بعيداً عن كل ما يطالب به اللبنانيون، من مطالب معيشية مشروعة، وبعيداً عن معاناتهم التي كانت - وفق شعاراتهم المرفوعة - سبباً أساسياً وراء خروجهم»، اختار جانب من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، من مصر وغيرها من البلدان العربية، التعليق على أشكال المحتجات ولباسهن وجمالهن، كما ورد في تعليقاتهم، عاكسين رؤية نمطية، كما يقول كثير من اللبنانيين، عن المرأة اللبنانية كامرأة «فلتانة»، كما يقولون.

وفي سابقة في تاريخ المظاهرات اللبنانية، جرى تسجيل جملة اعتداءات على مراسلين صحافيين. وكانت الحصة الأكبر من نصيب مراسلي تلفزيون «أو تي في» التابع لـ«التيار الوطني الحر» والمحسوب على العهد، إذ تعرّض مندوبوه لحملة من المقاطعة، بعدما رفض المحتجون التجاوب معهم. وجرى طردهم من مناطق عدة، وتعرّضوا لسيل من الشتائم والاعتداءات. كذلك، جرى التعرّض لمراسلي تلفزيون «أم تي في» من قبل الموسيقي سمير صفير المؤيد للرئيس عون ومن قبل مناصرين لحركة «أمل».

 

ستريدا جعجع: لا علاقة لـ"وليد فارس" بـ"القوات"

ليبانون ديبيت/الاحد 27 تشرين الأول 2019  

أكدت النائب ستريدا جعجع "ألا علاقة للمستشار السابق للشؤون الخارجية لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وليد فارس، بحزب القوّات اللبنانيّة"، مشيرة الى أن "ما يقوله يعبّر عن آرائه الشخصيّة". وأضافت، "هذه ثورة شعب ولا علاقة لها بأي حزب، منا وجرّ".

وتوجهت جعجع في سلسة تغريدات على حسابها عبر "تويتر"، الى الممثل الكوميدي نمر بو نصار، قائلة: "لقد قمت باستضافتك كعضو في لجنة مهرجانات الأرز الدولية وكرمنا سوياً تحمُّل وألم 4 ملايين لبناني لأننا رأينا ما يجري وشعرنا بألم الشعب، وحاولنا رسم ابتسامة على وجوههم من خلال ليلة من ليالي مهرجانات الأرز مخصصة للكوميديا تحت عنوان "Smile Lebanon". كلام النائب جعجع، جاء رداً على بو نصار الذي وصف فارس بـ"خادم" لحزب القوات اللبنانية، مدعياً أن "الأخير منتمٍ لصفوف الحزب ويتكلم باسمه".

http://www.lebanondebate.com/news/457531?newsletter=1

 

عون و"حزب الله" يراهنان على وهن الشارع... وباسيل عقدة اي حكومة و"رئيس الجمهورية مستعد لفرط التسوية التي أوصلته إلى الرئاسة وأوصلت الحريري إلى رئاسة الحكومة"

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/27 تشرين الأول/2019

في مشهد غير مسبوق في العالم العربي وربما في العالم، قدم الشعب اللبناني الأحد مشهدية تعبيرية متألقة للانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 11 يوماً، من دون كلل أو تعب، فربط لبنان من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله بسلسلة بشرية ضمت صغاراً وكباراً ونساءً ورجالاً، من دون أن تنجح في خرق جدار البرج الذي لا تزال الحكومة اللبنانية تتلطى خلف أسواره. فعلى الرغم من كل المعلومات التي ترددت أن رئيس الوزراء سعد الحريري في صدد تقديم استقالة حكومته خلال ٤٨ ساعة، فإن المهل تنقضي من دون تبلور أي صيغ من شأنها أن تشكّل مخرجاً لائقاً يرضي الشارع، ولا يُسقِط الطبقة السياسية الحاكمة.

وفي حين تستمر الاتصالات والمشاورات بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري، ويشارك فيها "حزب الله"، فإنها لم تفض بعد إلى أي نتيجة في ظل استمرار تمسك عون بوجود صهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في أي حكومة عتيدة، وبالتالي، رفضه التضحية به على حساب قيام حكومة حيادية، نزولاً عند طلب المتظاهرين. وينقل زوار قصر بعبدا كلاماً لعون يدافع فيه عن باسيل، مستعرضاً إنجازاته في الوزارات التي تولاها، الأمر الذي أكد لهؤلاء أن عون ليس في وارد القبول بتنحي باسيل، ما يعني أن أي استقالة للحكومة مشروط باتفاق ضمني على تشكيلة الحكومة العتيدة لم ينضج بعد، ولن ينضج ما لم تُذلّل عقدة توزير باسيل.

من يصرخ أولاً؟

وكشفت مصادر سياسية مأذونة مواكبة لحركة الاتصالات الجارية، عن أن ثنائي عون- "حزب الله" يراهن على وهن الشارع وتعبه، بعد بدء حملة تحميله مسؤولية شلل البلاد وتوقف قطاعاتها الاقتصادية عن الإنتاج، كما سيُحمَّل مخاطر أي انهيار مالي محتمل لدى فتح المصارف أبوابها أمام المواطنين.

في المقابل، لا تستبعد المصادر أن يكون لـ"حزب الله" رهان آخر، يقضي بأن يعطي عون هامشاً من التحرك، قبل أن يحسم في مسألة باسيل، خصوصاً إذا ما تراءى له أن استقالة الحكومة باتت الخيار الوحيد المتبقي أمامه قبل أن ينهار البلد بين يديه.

وقد بدأ يبلغ مسامع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلاماً بأنه "ضحى بابنه من أجل المقاومة، في حين أن رئيس الجمهورية يرفض الأضحية بصهره لأجل البلد". ولا تقلّل المصادر من موقع باسيل عند الحزب وليس فقط عند عون، ولكنها لا تقلّل أيضاً من وعي قيادة الحزب إلى ضرورة تحمل الأضرار الناجمة عن تقييد البلد باسم، خصوصاً أن ثمة معلومات تتردد عن احتمال صدور دفعة جديدة من العقوبات الأميركية قد تطال شخصيات أو مؤسسات مرتبطة بباسيل، إن لم يكن باسيل نفسه ضمنها. وتضيف المصادر أن الحزب، كما عون، لا يمكنهما الاستمرار في صم الآذان حيال الأصوات الغاضبة في الشارع، أو الرهان على تعبها، خصوصاً أن معلومات موثوقة كشفت عن أن الحزب ليس في وارد اللجوء إلى العنف، على غرار حركة 7 مايو (أيار) 2008، عندما تحركت عناصره بالقمصان السود واحتلت بيروت، وذلك بعدما تحوّل الحراك الشعبي وجهةً لكل محطات التلفزة العالمية، وحافظ المتظاهرون على سلمية تحركهم، وحصروا مطالبهم باستقالة الحكومة، من دون المس بـ"المقاومة" أو بالحزب نفسه. يُضاف إلى ذلك، أنّ قيادة الجيش أبلغت القوى السياسية بأنها مستمرة في حماية المواطنين المتظاهرين، ونُقلت الأحد صور لعناصر من المؤسسة العسكرية يقدمون الحلوى لسيدات وشابات وأطفال شبكوا أيديهم ضمن السلسلة البشرية الممتدة من الجنوب إلى الشمال. انطلاقاً من هذه المعطيات، لا يزال الحريري يراهن على إمكانية التوصل إلى تشكيلة حكومية برئاسته، تمتص الحركة الاعتراضية في الشارع، ويوافق عليها الحزب. ولكن حتى الساعة، لا تزال كل المعلومات حول الاستقالة في إطار التكهنات، كما الكلام عن أن رئيس الحكومة يعتزم توجيه كلمة إلى المتظاهرين، لن يُترجَم إلاّ حين يخرج الحريري من السرايا ليعلن الاستقالة بنفسه.

 عون غير راضٍ على قائد الجيش؟

وتكشّفت معلومات عن انزعاج رئيس الجمهورية من اقتراح الحريري الرامي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، ونُقل عنه قوله إن باسيل "تكنوقراط" أيضاً. فإما يعود إلى الحكومة، وإما يذهب الاثنان معاً. ويوحي ذلك بأن عون مستعد لفرط التسوية التي أوصلته إلى الرئاسة وأوصلت الحريري إلى رئاسة الحكومة.

والانزعاج موصول أيضاً على قائد الجيش، إذ تفيد معلومات بأن عون غير راضٍ عن موقف الجيش من المتظاهرين، ملوّحاً باستعمال صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 27/10/2019

وطنية/الأحد 27 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اليوم الحادي عشر لأزمة الشارع، سجل أسئلة وأجوبة صريحة:

- الأول: أين اصبحت الاحتجاجات؟. الجواب على ذلك هو امتلاء الساحات بالمحتجين، الذين شكلوا أيضا سلسلة بشرية على طول الساحل اللبناني.

- الثاني: ما هي الخطوات التالية للاحتجاجات؟. الجواب على ذلك أعطاه المحتجون وكوادرهم، بالاستمرار أكثر في الاحتجاجات وصولا إلى العصيان المدني.

- الثالث: هل من حلول مرتقبة وفق المشاورات الجارية؟. الجواب أتى من أوساط مراجع مسؤولة، بأن هناك تغييرا للحكومة أو تعديلا وزاريا في اليومين المقبلين.

- الرابع: هل يكتفي المحتجون بتغيير الحكومة وما هي مطالبهم؟. الجواب أتى على لسان أكثر من مسؤول في الحراك، بأن هناك جلسات حوارية تتم في خيم منتشرة في الساحات، وتتماهى مع بعضها البعض، ووصلت إلى مطلب موحد وهو إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة خبراء غير حزيين، يعطيها البرلمان الثقة وصلاحيات استثنائية، على أن تتم انتخابات نيابية مبكرة بعد ستة أشهر أو سنة، وفق قانون عادل يوصل المرشحين الذين يختارهم الشعب بحرية.

وفي وقت حث البابا فرنسيس الجميع، على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار، أشارت المعلومات إلى أن لبنان، في رأي خبراء اقتصاديين، يخسر يومياً من جراء أزمة الشارع 170 مليون دولار، في وقت يستمر إقفال المصارف والكثير من المتاجر والأسواق وكل المدارس والجامعات.

في القضاء، أمر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بمنع عمليات إخراج الدولارت النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار، عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية، والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك اللبنانية، وقد تم التنسيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بحيث ستعمد مديرية الجمارك إلى إخضاع عمليات نقل الأموال هذه، إلى أنظمة يعمد مصرف لبنان المركزي إلى تحديدها.

إذن، تحرك سياسي على خطين، الأول يسعى لانضاج تعديل أو تغيير حكومي، وآخر يفتح حوارا بين السلطة والحراك المدني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الحراك الاحتجاجي تواصلت فصوله لليوم الحادي عشر، لكن منسوب زخمه انخفض بعض الشيء، وانعكس الأمر تجمعات متواضعة في هذه الساحة أو تلك، يأمل منظموها اتساع رقعتها في الساعات المقبلة.

أما ظاهرة قطع الطرقات فلم تكن واسعة اليوم، وخصوصا أن القوى الأمنية تسارع إلى إعادة فتح الطرقات، ولكنها تحاذر استخدام القوة والإصطدام مع المحتجين.

وقد برزت في هذا الشأن، رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى المتظاهرين: سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع، فتجاوبوا مع الجيش والقوى الأمنية.

البطريرك طالب في المقابل، السلطة بعدم تجاهل صرخة الشعب، وعدم إهمال الانتفاضة الوطنية، لئلا تخرج عن مسارها.

في الميدان السياسي لم ترصد خطوط مباشرة بين السلطة والحراك الاحتجاجي، الذي يبدو أنه لم ينجح حتى الآن في تشكيل مجموعات قيادية تنطق باسمه.

على أن المستوى الرسمي، يشهد نقاشا مستمرا حول مصير الحكومة، بعيدا من الأضواء، رغم وجود ممانعة واسعة لأي تعديل أو تغيير حكومي من شأنه إلقاء البلاد في هوة الفراغ، وهو الأمر الذي أكدته اليوم مصادر رئيس الحكومة، موضحة أنه لا يوجد حتى اللحظة أي قرار يتعلق بتعديل وزاري أو استقالة للحكومة.

وفي إجراء قضائي- مالي متقدم، أمر النائب العام التمييزي بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية، عبر المطار والمعابر الحدودية، والتي تتم بتصريح عادي معتمد لدى الجمارك، في ما يبدو انه قرار نابع من الخشية من حصول خروج منظم للأموال من لبنان، كشف "المركزي" عن محاولة ثلاثة صيارفة تهريب كمية من الدولارات إلى تركيا.

أما جمعية المصارف فقد أعلنت بقاء البنوك مقفلة غدا، في ظل استمرار التحركات الشعبية، وبانتظار استقرار الأوضاع العامة في البلاد.

ومن داخل لبنان إلى خارجه، حيث خطف الأضواء مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، في عملية أميركية استهدفت مكان تواجده في إدلب السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من يمثل المتظاهرين: من يريد أن يوصل الوطن بسلسلة بشرية، أو من يقطع أوصاله بحواجز ميليشياوية؟. ومن يرسم الأهداف والشعارات: امعاؤهم الخاوية وأحلامهم الخالية من أي أحقاد، أم رسالات السفارات التي تجلت بتعليمات مدير الجامعة الأميركية، الذي لا يعرف من مطالب المحرومين شيئا، ولا عن الديمقراطية إلا اسما، وبات يحاضر وأساتذته أمام التظاهرات؟.

كلهم موجودون، وعلى الموجوعين الصادقين أن يلتفتوا، وهي تخطف احلامهم وتضحياتهم.

أما "حزب الله"، فمنذ بداية التحرك الشعبي العفوي، دعم المطالب لأنه من هؤلاء الناس، والأعرف بأوجاعهم وآلامهم، قال رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين. نحن لسنا في خصومة مع المتظاهرين، فالمقاومة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة، أضاف السيد صفي الدين، وحينما حذرنا من استغلال البعض لهذا الحراك، إنما أردنا حفظه وصيانته، ودعونا إلى أن يكون بمنأى عن الأحزاب والسياسيين لئلا يستغل من بعض الجهات التي لا يليق بها أن تتكلم باسم أوجاع الناس.، فما هو أسوأ من الجوع أن يعمد من جوع الناس إلى استغلال جوعهم لمآرب سياسية.

أما للمسؤولين، فتحذير من رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله"، من التلكؤ بتنفيذ الورقة الاصلاحية، وتوعدهم بموقف واضح وحاسم.

الواقع الذي فصله السيد صفي الدين، أضاف إليه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نصيحة للمتظاهرين: حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية، سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. أما نصيحة البطريرك للسياسيين والمتظاهرين، فأن لا يدخل إلينا "شتاء" ذاك "الربيع العربي" الهدام، إذا تصرفنا جميعنا بوعي وحكمة، كما قال.

أما العبرة، فكانت اليوم من الشمال السوري، مع اعلان الرئيس الأميركي تصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الذي أعلن ترامب نفسه أن الادارة الأميريكية السابقة هي من صنعته ومولته وسلحته. وبعد طول استثمار خبأته ادارة ترامب، وعادت اليوم لتقدمه كبش فداء عن الرئيس، كإنجاز له أمام الاجراءات الجادة لعزله، بل ليستثمر دمه على أبواب الحملات الانتخابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بمعزل عن المطالب المحقة، وصرخات الالم الصادقة من أناس لدغوا أكثر من مرتين من جحر أفاعي الفساد وأسياط الجلاد، فإن ما حصل ويحصل وقد يحصل، يسقط مقولات ويطيح بمعادلات: أولى المقولات هي الحرص على استقرار لبنان، التي لا يفتأ المجتمع الدولي يرددها نهارا جهارا. هذا المجتمع الذي يتبنى قادته الحقيقيون وأسياده الفعليون في الكيانات العميقة والمؤسسات الموازية، تعاليم مذهب النيوليبرالية التي تقوم على تشجيع الفساد والهدر واستنزاف ثروات المجتمعات والتفلت الأخلاقي والأمني والمجتمعي، والتدمير البيئي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث أنظمة الحزب الواحد والحاكم الواحد والرأي الواحد تحت شعار: الثورة لكم- أي للناس- والثروة لنا- أي لسماسرة النيوليبرالية.

هذا المذهب الذي لم يعد يهمه أسواق المال ولا النفط ولا القروض ولا الديون، بل تدمير المجتمعات، وخصوصا تلك التي تستبطن أرضها ومياهها الثروات الطبيعية والتوقعات الاقتصادية والعوائد المستقبلية. يدمرون هذه البلدان ومن ثم يأتون لاعادة اعمارها واستنزاف أموالها. هذا ما حصل في دول التشنيع العربي- الربيع العربي سابقا- ألم يتساءل أحد لماذا اندلع "الربيع العربي" فجأة في السودان، بعد زيارة عمر حسن البشير إلى دمشق، طار البشير وحط التغيير؟. ألم يسال أحد لماذا انفجر الشارع المصري منذ فترة، عندما تحدث الوزير سامح شكري عن ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية؟. ألم يستغرب أحد كيف انفجر الوضع في العراق، عندما أعيد فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق، وعاد التواصل التجاري والاقتصادي بين البلدين الشقيقين بعد طول انقطاع واصطراع؟.

ألا نسأل اليوم لماذا تحرك اليوم في لبنان- لاستغلال هذا الحراك النبيل ومنبعه الأصيل أي الناس الطيبين- بعد كلام رئيس الجمهورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ شهر في نيويورك، عن إمكانية فتح خطوط تواصل مع دمشق لحل أزمة اللاجئين المستفحلة على أرض لبنان، في وقت تتهافت أوروبا لارضاء اردوغان واسترضائه بالمال والتغطية لعمليته العسكرية في شمال سوريا، مقابل إبقاء اللاجئين في تركيا؟.

وأيضا وأيضا يطرح السؤال: لماذا وبعد 8 سنوات على انفجار الشارع في تونس ومصر وليبيا، بقيت الجزائر البلد النفطي والغازي الكبير، بمنأى عن "الربيع العربي"، إلى أن بدأ الحراك السلبي فيها بعد توسع الدور الروسي والحضور الروسي الاقتصادي في بلد ثورة المليون شهيد؟.

هذه التساؤلات ليست تهربا من المسؤوليات، أو هروبا إلى الأمام من القضية الأكبر والهم الأكبر لا بل الشيطان الأكبر في لبنان، ألا وهو الفساد. وهنا يأتي دور المقولة الثانية أو العامل الثاني: الفساد هو علة العلل وهو الخطب الجلل. الفاسد في هذا البلد إما سارق من الداخل أو مرتش من الخارج، والاثنان متساويان في العار والخزي.

تجمع الفاسدون كما يتجمع الذئاب حول وليمة الدم. حتى الساعة هم خاسرون، لكن إذا بدأت مكافحة الفساد جديا فهم مهزومون. لكن إذا سقط العهد والحكومة والحكم فهم منتصرون. وسيطرحون أنفسهم منقذين ومخلصين، ممتطين جياد العتمة، ومتخطين موجة التهمة، مستنهضين الشارع ضد الأوادم في هذا البلد- وهم كثرة- مرتكزين إلى معادلة شريرة تقوم عليها بيوتات المال العتيقة في أوروبا والعالم الغربي منذ مئات السنين، والتي تقول: لا يخضع الملحد إلا الشيطان.

الخلاصة أن الخارج قد يكون مستثمرا لما يحصل في الداخل، لكنه لا يتحمل الفوضى ولا الانهيار الذي سيدفع باللاجئين إلى عبور البحار إلى أرض الميعاد في أوروبا، لكن الأكيد أن أساطين الفساد في البلاد يحركون ما يحركون، ولا أحد يتحدث هنا عن شرفاء الحراك فالمكتوب يقرأ من عنوانه وسيماؤهم في وجوههم.

في العام 1982 ظن الاسرائيليون أن خروج الفلسطينيين هو آخر المطاف. طلعت عليهم المقاومة بشبابها وأهلها، وفوجئوا بمقاومة لم ترحمهم. العام 2006 ظنوها نزهة و"بيكنيك" وسقط النظام العالمي الجديد في مارون الراس وبنت جبيل. استبدلوا الحروب الخارجية بفتنة "الربيع العربي" والحروب المذهبية والحرب السورية، واخترعوا "داعش" والبارحة قتلوا الكذبة وأطاحوا بأبو بكر البغدادي.

الفوضى لا تصح في لبنان، قد تكون مؤقتة لكن على المدى البعيد سيرى محركوها أن من أرادوا ازاحتهم ترسخوا، وأن من أرادوا محاربتهم ربحوا، وأن من أرادوا تخويفهم صمدوا. دائما التاريخ يعيد نفسه في هذا الشرق التاعس البائس، لأن هناك من لا يتعلم، هذا التوصيف لا ينطبق بالطبع على أهل هذه الأرض المباركة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما ظهر الوطن في أشد درجات التفتت والانقسام، بعد أسبوعين من الانتفاضة، بين من يرفض التحرك بالمطلق ويعتبره انقلابا، ومن يعتبر التحرك الشعبي العريض بابا للخلاص ودربا إلى الدولة الحديثة.

جاءت السلسلة البشرية التي سعى المتظاهرون إلى تحقيقها اليوم، لتؤكد ترابط الوطن بموزاييكه الطائفي وتنوعه. جاءت نتائجها أقل من التوقعات، إذ هي لم تتمكن من جمع مئة وسبعين ألف مواطن تحتاجهم لربط شمال لبنان بجنوبه. هذه النتيجة فسرها معارضو الحراك بأنها استفتاء واقعي لما يمثله الحراك فعليا.

هذا في المشهدي، أما في السياسي، فكل المؤشرات تدل على أن الأزمة ستطول بفعل رفض المكونات الحكومية، وخصوصا الثنائي الشيعي، أي تعديل أو تبديل في شكل الحكومة الحالية يأتي من خارج الأطر الدستورية، فيما يمتنع الرئيس الحريري حتى الساعة عن الاستقالة بما يقلب الطاولة في وجه الشركاء.

توازيا، يشهد الإثنين حركة ل"التيار الوطني الحر" في اتجاه إثبات أنه رأس حربة محاربة الفساد، إذ يرفع نوابه ووزراؤه السرية المصرفية عن حساباتهم المالية وممتلكاتهم. ويذكر أن رئيس التيار جبران باسيل، كان قام بهذه الخطوة منذ سنتين في أحد البرامج التلفزيونية، واظهر يومها أنه كان مديونا، والمأمول أن تشكل خطوته أول الطريق إلى محاربة الفساد وأن يحذو السياسيون حذوها، فيتحقق بذلك أحد مطالب اللبنانيين التاريخية.

في الأثناء، الطرقات مقفلة وكذلك المرافق العامة والدارس والمصارف، وسط تساؤلات عما إذا كان الفريق الرسمي الرافض لذلك، سيلجأ إلى استخدام القوة لفتحها وتشليح الانتفاضة سلاحها الأقوى للضغط على العهد والحكومة.

توازيا، ضربة موفقة للقوات الأميركية، إذ تمكنت فرقة كومندوس خاصة من رصد أبو بكر البغدادي وقتله مع أفراد عائلته شمال إدلب، وهي العملية الأهم في هذه السلسلة بعد قتل اسامة بن لادن في باكستان عام 2011.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حتى تصفية أبو بكر البغدادي لم تستطع في لبنان أن تتقدم على حدث " 17 تشرين" المتواصل. هذا الحدث مستمر منذ أحد عشر يوما "وما في شي عم يوقفو". ما يوقفه تغيير نوعي على مستوى السلطة التنفيذية. إعادة النظر هذه، دعا إليها رئيس الجمهورية منذ أربعة أيام وتلقفها ترحيبا رئيس الحكومة، ومع ذلك "غادرت سوق التداول السياسي ولم تعد".

الصمت السياسي الذي يشبه الفراغ لم يملأه سوى الشارع، هذا الشارع الذي شبك أياديه في سلسلة امتدت من طرابلس إلى صور. الصمت السياسي عوضت عنه صرخات الحناجر المطالبة بأن تقدم السلطة على المبادرة. الصمت السياسي عوضت عنه حنجرة مارسيل خليفة في النبطية وفي صور، بعد أيام على حضور مارسيل خليفة في طرابلس.

أما الحراك السياسي فاقتصر اليوم أيضا على اللاءات، وبعضها يزاوج بين اللاءات والشروط: في "بيت الوسط"، لا استقالة ولا تعديل وزاريا إذا لم يسبق ذلك فتح الطرقات. وفي بعبدا، بحسب مصادر محايدة ومطلعة، فالأجواء هي: إذا ما تم بلوغ مرحلة الإستقالة، فالشرط أن تكون فترة تصريف الأعمال قصيرة، وأن يكون تشكيل الحكومة الجديدة محكوما بمعايير موحدة لا لبس فيها، فإذا كانت تكنوقراط فيجب أن يكون جميع أعضائها من التكنوقراط، بمن فيهم رئيسها، وإذا كانت وفق معيار ألا يكون أحد من أعضائها من النواب، فهذا ما يجب أن ينطبق على رئيسها أيضا.

في المحصلة، ما سبق ليس شروطا فقط بل هو تعجيز للخروج من المأزق، وهو إن دل على شيء، فعلى أن السلطة لم يعد لديها ما تقدمه. وهكذا بين عدم قدرة السلطة على التقدم، وعدم قدرة الشارع على التراجع، يتبلور المأزق أكثر فأكثر، فيما الكرة بالتأكيد في ملعب السلطة التي عليها إيجاد المخرج من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها وأوقعت البلد معها.

واليوم موقف دولي بارز عبر عنه البابا فرنسيس بقوله: "أفكاري مع الشعب اللبناني العزيز، خصوصا الشباب الذين أسمعوا في الأيام الأخيرة صرختهم في وجه التحديات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، والهدف هو أن "يستمر هذا البلد، مع دعم الأسرة الدولية، في أن يكون مساحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لصالح منطقة الشرق الأوسط كلها".

أحد ثان مر على الثورة، غدا بداية أسبوع، لكنها ليست بداية أسبوع عمل، بل مواصلة الإنتفاضة في ظل استمرار الناس على الأرض، فهل تجترح السلطة غدا ما عجزت عن اجتراحه في الأيام الأحد عشر الفائتة؟.

الجواب عندها وليس عند الشارع الذي يضرب غدا، وتم إطلاق هاشتاغ "#الإثنين_إضراب". وأرفق الهاشتاغ بشعارات: ضغط الشارع يربكهم، وحدة الناس تربكهم، صرخة الناس تربكهم، تضامن الناس يربكهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أحد عشر يوما استجمعت قواها في يوم واحد أحد، فصار الشعب سلسلة شبكت "إيد بإيد" على امتداد ساحل الوطن، ولم يجر رصد أي يد اندست أو سفارة دعمت أو استخبارات تجسست. هي سلسلة حرة منزوعة الدعم، إلا من شعب يحيا مرارة حكم. هم عصارة محرومين على مسلوبي حقوق على رافضي سلطة الفاسدين.

ولأنهم يتقاسمون وطنا واحدا مع أكبر حزب في الوطن، فحبذا لو كان أمر "حزب الله" بشبك يد معهم، لأنهم مواطنون من هذه الدولة التي أراد الحزب محاربة فسادها، ولن يكون أحد في موقع المشكك حيال دور الأمين العام ل"حزب الله" في الدفاع عن لبنان وحقوق ناسه، وبعضهم ائتمنه على الأرض والحدود وحماية الوطن من أعدائه.

والعدو الأخطر اليوم هم الفاسدون، ومع تلاقي الأهداف، وجبت ملاقاة الأيادي وليس استحضار أبالسة السفارات والتمويل وطرح الشبهات، فكلنا لهذا الوطن، إن دهمه الخطر الإسرائيلي نصبح فيه مقاومين، وإن فتك فيه الفاسدون نقاوم احتلالهم للوزارات وإدارات الدولة، ونستخدم الأسلحة المشروعة كافة لمحاربتهم قبل محاكمتهم، فهذي يدي وهذي يدك، ومن حق الناس أن تقاوم اليوم أشرس الأعداء. كما من حق الأمين العام ل"حزب الله" أن يدخل من هذه الفرصة التي لا تتكرر، وبلغة العسكر أن يستثمر "الديفرسوار" أو الثغرة الوحيدة القابلة لتوجيه صليات مركزة نحو الهدف.

وما دام خطاب السيد حسن يعترف بمظلومية الناس، فإن الفرصة سانحة اليوم لهزيمة عدوهم، لا أن يضع "حزب الله" نفسه في موقع الطرف لحماية منظومة فاسدة، أما الاستخبارات والسفارات والجواسيس، فهي حالة كل بلد، والسفارات وأجهزتها تعمل بجهد لكي تحشر أنفها في ساحة وتحرك، فلماذا تتركون لها الساحات؟، لماذا تدعون مجالا لاستفراد الاستخبارات بشعب لا يطلب سوى الانتظام العام في الدولة، ولماذا: أبعد من الخارج، هي في الداخل وتستهدف أولئك الذين لهم تجارب على الساحة اللبنانية بسماع صوت القوى الخارجية، وهم ممن لهم تجارب في رهن قرارهم للنصائح الإقليمية والدولية، ولهم مساهمات في هذا الشأن؟.

من حقنا وحقك يا سيد المقاومة، ألا نترك البلاد اليوم إلى من سرقها، وألا نعطي للناهبين مهمة استرجاع الأموال المنهوبة، وبعد اليوم الحادي عشر، من حق الناس أيضا أن تأخذ مطلبا واحدا مما نادت به، لكن الشعب السياسي العنيد يتحدى نفسه، ويقامر بما تبقى من سلطة، وكل يعيش الزعامة كما لو أن شيئا في البلاد لم يحدث، هذا يريد أن يطيح بذاك، فريق سيقلب الطاولة على آخر، والمصيبة أن الطاولة في حد ذاتها أصبحت مخلخلة وبلا ركائز.

والتصلب السياسي مع الاستفراد و"الأنا" العابرة للوطن التي خربت البلد، هي الأنا نفسها التي تهدد ما تبقى من بلد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وقائع برسم حزب الله و ذاكرته «المثقوبة»! بشارة صليبا

بشارة صليبا/جنوبية/27 تشرين الأول/2019

عشية اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 كانت الصورة كالتالي: سلطة فاسدة ، رئيس تسوية يدير أزمة تزيد في تعميق التناقضات السياسية والاجتماعية، بسبب عجزه والطبقة السياسية عن تقديم حلول جوهرية في بنية النظام المأزوم..وهو امر سعت الى تقديم الحلول في شانه الاحزاب والنقابات وغيرها من أطياف المجتمع من أجل تحديث وتطوير النظام السياسي، كي يستوعب أوسع تمثيل لمختلف القوى المهمشة، واستحداث قانون للانتخابات اكثر وأعدل تمثيلا..(يمكن مراجعة البرنامج المرحلي للحركة الوطنية اللبنانية). لأن التجديد استعصى على السلطة الحاكمة بسبب العجز الموضوعي والبنيوي فيها، اندفعت مستقوية بالداخل حينا وبالخارج احيانا اخرى لمنع التغيير الديمقراطي، ليتفاقم الوضع الى حد اندلاع حرب أهلية أطاحت بكل المكتسبات التي حققتها الفئات والشرائح الاجتماعية على مدى العقود السابقة، صاحبة المصلحة بالانعتاق من سلطة ضاقت على طموحات شعبها.

في العام 1975 تم اللجوء الى العنصر الاقليمي  السوري تحديدا لمنع التحول الديمقراطي للنظام السياسي في لبنان، وهو كان يرى في هذا التحول مغامرة غير محسوبة ومصدر خوف من انتقال عدوى التغيير الديمقراطي في لبنان الى الداخل السوري، وهذا امر كان من شأنه ان يربك منظومة التوازنات التي اعتاد على ادراتها وعلى مسك اوراقها ومنها الورقة اللبنانية لتوظيفها لمصلحته في ادارة الصراع العربي الاسرائيلي وفي المناكفات العربية العربية.

واندلعت الحرب على مدى عقود صدح فيها المدفع حينا وخبا حينا، ولم تنته باتفاق الطائف لانه لم يكن الا اتفاقا لادارة هذه الحرب وتهذيب خوضها. اليوم ومع انكفاء الدور السوري كراع للتسويات في لبنان بسبب الانشغال بهموم الداخل، يندفع العامل الايراني عبر حزب الله، ذراعه العسكرية والسياسية في لبنان لممارسة الدور نفسه كضابط امني وعسكري للايقاع اللبناني متلطيا بالمقاومة وبحمايتها، وهي حركة صادرها حزب الله ونصب نفسه وصيا وراعيا لها..وعلى قاعدة هذه المعادلة الشعبوية مارس حزب الله العمل السياسي وطرح نفسه محررا ومتعففا عن ممارسة السلطة، مع انه كان شريكا في هذه السلطة الفاسدة على مدى عقود.. نسي حزب الله او تناسى ان الحكم سلة متكاملة وليست انتقائية، وان مشاركته فيه ليست مشاركة فخرية، نسي او تناسى ان موضوع المقاومة وتحرير الارض ليسا جزيرة معزولة عن الاداء الشفاف وغير الفاسد في ممارسة السلطة.

قايض حزب الله شركاءه في هذه السلطة بورقة المقاومة وحمى الفساد تحت وطأة هذه المقايضة، وأصبح حركة مقاومة للدفاع عن السلطة محولا نفسه الى قوة احتياطية للردع والتهديد في وجه اي تغيير ديمقراطي وتعطيل قيام الدولة القادرة والعادلة التي تعود لها وحدها حصرية الدفاع عن التراب الوطني وتحقيق مطالب اللبنانيين بالدولة الحديثة والعادلة .

الاّن وقد استعادت الساحات ناسها، مطالبة بحقوقها، وهي الحقوق نفسها التي كانت تردد عشية الحرب الاهلية مع بعض الاضافات التي فرضها تطور الزمن، اصبح بالامكان القول ان الحرب الاهلية المستمرة منذ اكثر من اربعة عقود قد وضعت أوزارها، اسقط ناس الساحات الانقسامات المفتعلة، واستطاعوا بناء خطاب وهموم جامعة تعيد تصويب البوصلة واستعادة  القانون العلمي لطبيعة الانقسامات على قاعدتها الطبيعية الافقية تجمع كل المتضررين على مستوى الوطن بشكل عابر للطوائف والمناطق في مواجهة كل المستفيدين من تعطيل الاصلاح والتغيير على كامل الخارطة اللبنانية. بعد خمسة واربعين عاما من الحرب الاهلية اللبنانية والانقسام العمودي، لم تع قيادة حزب الله او كأنها لا تريد ان تعي ان المقاومة المسلحة لردع اسرائيل تصبح شعارا شعبويا خاويا ومملا ما لم تقترن وبشكل عضوي بالسعى لقيام دولة الحريات ومحاربة الفساد والمحاصصة والتنمية بمعناها الشامل، وكل ما عدا ذلك تبريرات فارغة لا تبرا الحزب من المساهمة في تعميق اوجاع اللبنانيين ومن قطعه الطريق امام مطالبهم وحقوقهم بالدولة العادلة الحامية.

 

حزب الله” المتمسك بباسيل يعرقل محاولات عون والحريري لإجراء تغيير وزاري

هيئة تنسيق الثورة: لا مفاوضات قبل الاستقالة... وردنا الحازم مضاعفة الاعتصامات

سلسلة بشرية من جنوب لبنان إلى شماله تشدُّ عزيمة الانتفاضة وتزيدها حيوية

الراعي: على السلطة السياسية أن تصغي إلى مطالب الشعب وتتفاعل معها قبل فوات الأوان

جنبلاط: لا حل إلابحكومة جديدة …وجعجع: استمعوا للبنانيين

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة 28 تشرين الأول/2019

مع دخول انتفاضة الشعب اللبناني منعطفاً حاسماً، بعد أحد عشر يوماً على نزوله إلى الساحات، لم تظهر مؤشرات بقرب تجاوب السلطة مع مطالب المتظاهرين، بالرغم من الاتصالات الجارية بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، والتي لم تفض إلى صيغة مخرج يستجيب لهذه المطالب التي عمل “حزب الله” وما زال على التنكر لها ووصفها بشتى النعوت لإفشالها وحرفها عن مسارها. وعلم أن “الاتصالات مستمرة بين الرئيسين عون والحريري من أجل التوصل الى حل”، موضحة أن “عون منفتح على كل الطروحات من قبل الحريري وذلك ضمن الأطر الدستورية والمعايير الموحّدة التي يجب أن تسري على الجميع”. وأشارت المصادر نفسها الى أن “الاتفاق بين الرئيسين لا يزال قائماً على فتح الطرقات مع احترام حق المتظاهرين بالتجمع في الساحات”. وعلمت “السياسة” من مصادر موثوقة، أن “حزب الله” بعث برسالة واضحة إلى المعنيين بالشأن الحكومي، أن لا مجال لتشكيل حكومة جديدة بأي شكل من الأشكال، وتالياً فإنه يرفض المس بالوزير جبران باسيل وغيره من الوزراء الثوابت المحسوبين عليه، في أي تعديل قد يحصل، مع أن هذا الأمر يبدو مستبعداً بنظر المقربين من الحزب، وهذا ما يؤكد وجود فريق سياسي في البلد يقوده “حزب الله”، يقف بقوة في وجه أي تسوية قد تقود إلى تغيير الحكومة بعد التوافق على البديل، في وقت سجل تأييد النائب جميل السيد القريب من الحزب للانتفاضة الشعبية، من خلال توزيع عناصر حمايته الحلويات على المتظاهرين قرب منزله.

وكتب رئيس “الحزب التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على “تويتر” قائلا: “بعيداً عن نظريات المؤامرة والتشكيك من أي جهة، فإن أساس المشكلة في معظم الديمقراطيات يكمن في الخلل في توزيع الثروة نتيجة السياسة الليبرالية البعيدة عن الضريبة التصاعدية، والضريبة على الثروة والخصخصة الكاملة. ولا حلّ اليوم الا بحكومة جديدة وانتخابات على قاعدة قانون لا طائفي”. ونفى “الإشتراكي” في بيان، الاتهامات بالحصول على “خوات مالية” على الطرقات لسماح المواطنين بالعبور.

وتواصلت انتفاضة اللبنانيين، أمس بكامل زخمها وقوتها، مهددة المسؤولين بأن الآتي أعظم، حيث قام المتظاهرون بتشكيل سلسلة بشرية وصلت الشمال بالجنوب مرورا بمختلف المناطق اللبنانية، شدت من عزيمة الانتفاضة وزادتها حيوية، للتأكيد على الاستمرار في تحركاتهم حتى تحقيق أهدافهم، والتي يأتي في مقدمها استقالة الحكومة.

وقام المحتجون عند ساحة العلم في صور، بتشكيل السلسلة البشرية عند الكورنيش الشمالي للمدينة المحاذي للساحة، حيث مكان الإحتجاج، وشكل المتظاهرون سلسلة بشرية في اماكن متفرقة على الكورنيش البحري لبيروت. وشبك آلاف الشباب والنساء والأطفال والطلاب من أبناء طرابلس أيديهم ببعض في مشهد منظم وراق ليشكلوا سلسلة بشرية تمتد من مدينة طرابلس إلى مدينة القلمون، مروراً بشكا وجبيل وصولاً إلى جونية. ورفع المشاركون في السلسلة البشرية الإعلام اللبنانية والورود، وهم يرتدون القمصان البيضاء في إشارة إلى سلمية ثورتهم، كما رددوا الهتافات المطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين.

وقام المحتجون في غزير بالإنتشار على طول الاوتوستراد يدا بيد، حاملين الإعلام اللبنانية، للالتحاق بالسلسلة البشرية الممتدة من الشمال إلى الجنوب على وقع الأناشيد والاغاني الوطنية. كما توافد المزيد من المحتجين الى نقطة التجمع على أوتوستراد شكا، وانضموا الى المتظاهرين المشاركين في السلسلة البشرية لربط الساحات دعما للحراك. وبمبادرة من رعية سيدة الخلاص في شكا تم استبدال غطاء المذبح في قداس الأحد بآخر من ألوان العلم اللبناني تتوسطه الأرزة.

وفي البترون تحت جسر المستشفى شارك المحتجون بشبك الايدي وربط ساحتهم بالساحات المجاورة عبر السلسلة البشرية.

وفي مدينة النبطية التي لم تهدأ فيها صيحات المعتصمين، شارك الفنان مارسيل خليفة المنتفضين ضد السلطة، حيث قدم عدداً من أغنياته الثورية، في وقت استمر حراك بلدة كفر رمان على موقفه المطالب بتغيير الحكومة. وأكد تجار صيدا في بيان، أنه لم يعد هناك بد من التغيير الشامل، كما لم يعد هناك بد من استمرار الانتفاضة الشعبية على امتداد الوطن حتى تحقيق كل أهدافها، وإنقاذ لبنان من خطر الانهيار الذي تدفعه إليه هذه السلطة الفاشلة والعاجزة، داعين إلى الالتزام بانتفاضة صيدا، وبتأييد الانتفاضة الشعبية في لبنان عموماَ، والمشاركة في تحركاتها. وكانت هيئة تنسيق الثورة، أصدرت بياناً، أكدت من خلاله، أن “لا مفاوضات قبل استقالة الحكومة التي تسببت بانفجار الأوضاع في لبنان”، مؤكدة أن “ردُّنا الحازم هو استمرار ومضاعفة الاعتصامات على كامل الأراضي اللبنانيَّة”.

وجددت الهيئة الدعوة للجيش “لحفظ الأمن وحماية المتظاهرين من اعتداءات واستفزازات القوى المناهضة للثورة وبصورة خاصة عبر السيارات والشاحنات المتجولة بينهم بدون نمر قانونيَّة لتضييع هويَّة أصحابها”. إلى ذلك، اعتبر البطريرك بشارة الراعي، أن “الغريب هو الذي يعيش في وطن غير وطنه وهو الذي يعيش مرارة الغربة في وطنه الذي لا يسمح له في تحفيز قدراته فيعيش مرارة الاقصاء والاهمال”. ولفت إلى أن “الشعب اللبناني يعيش ثورته الايجابية الاصلاحية لانه يعاني مادياً ومعنوياً وإقتصادياً وروحياً ومعيشياً فلا يُنظر الى هؤلاء المتظاهرين بنظرة فوقية أو تسييسيّة”. وشدّد على أن “الشعب هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها، لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله بل عليها أن تصغي الى مطالبه وتتفاعل معه قبل فوات الآوان”، مضيفاً “الشعب يطالب بحكومة صغيرة جديدة بكاملها وتضمّ وجوهاً يثق بها الناس لتنفيذ الورقة الإصلاحيّة”. هذا ورأى البطريرك، أن “الحكومة لم تقم بأي إصلاح مطلوب من مؤتمر “سيدر” للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الاقتصادية في لبنان”. وتوجّه الراعي للمتظاهرين، بالقول: “سهّلوا للمواطنين حقهم في التنقّل والمرور وتجاوبوا مع الجيش والقوى الامنية”، ودعاهم “الى التوقف عند الخامسة والنصف من مساء كل يوم لتلاوة المسبحة الوردية وسأتلوها معكم اليوم عبر وسائل الإعلام”. وأكدّ أنه “لا أحد يختزل الشعب ويفرض عليه رأيه وإرادته ونطلب من السياسيين عدم إهمال هذه الانتفاضة”. ووجّه البطريرك رسالة إلى المسؤولين، طالباً منهم “تلبية حاجات الشعب بفعل محبة يُحرّرهم من أسر مصالحهم وحساباتهم وأفكارهم المُسبقة وتحليلاتهم الضيقة”.

من جهته، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على “تويتر” قائلا: “إلى كل الذين يحاولون التصويب على “القوّات اللبنانيّة” ومهاجمتها: بدل أن تضيعوا وقتكم بمهاجمة “القوّات” شاهدوا المشهد الجامع الشامل من طرابلس إلى صور ومن بيروت إلى بعلبك – الهرمل واستمعوا إلى ما يريده اللبنانيون”.

وتوجه الوزير السابق أشرف ريفي، عبر “تويتر”، بسؤالٍ لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ووزير الخارجية جبران باسيل: “تحرُّك القمصان السود والتحركات التي تهدف لإجهاض الثورة، هل تمويلها من السفارة الإيرانية أم من الخزينة اللبنانية؟”.

إلى ذلك، كشف مصدر أمني أن الكلام المنسوب لقائد الجيش العماد جوزاف عون حول تحذيره لرئيس الجمهورية ميشال عون في اجتماع بعبدا مفبرك ولا يمت الى الحقيقة بصلة. ورأى أن محاولات التفرقة بين الجيش والشعب لن تحقق اهدافها لان الجيش هو من الشعب والى الشعب، وأضاف أن الجيش يقوم بواجباته وينفّذ الاوامر المعطاة له من قائده ومن المجلس الاعلى للدفاع بتوجيهات من رئيس الجمهورية. وأشار المصدر الامني إلى أن تحركات الجيش تندرج ضمن اطار الخطة الامنية التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع بين القادة الامنيين.

واعتبر الوزير السابق وئام وهاب، عبر “تويتر”، ان “بعض الذين يجبرون الناس على الإعتذار عن كلام صدر بحقهم إجراء حقير ومعيب ويستهين بالكرامة الإنسانية”. وقال: “يا جماعة هدر الكرامة الإنسانية سبب ما حصل”.

واعتذر عدد من المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي عن كلام صدر عنهم بحق بعض الشخصيات السياسية والدينية، وكان لافتاً ان غالبية الذين اعتذروا ينتمون الى بيئة “حزب الله”.

وفي ظل استمرار الانتفاضة، أعلنت جمعية المصارف، ان “أبواب المصارف تُقفل، اليوم، في ظلّ استمرار التحركات الشعبية وبانتظار استقرار الأوضاع العامة في البلاد”. وأوضح مصرف لبنان في بيان، ان “ثلاثة صيارفة في حوزتهم عملات عربية مختلفة دخلوا الاراضي اللبنانية بعد الاعلان عنها. وقد تم تبديلها بالدولارات الاميركية في أسواق بيروت ليتم شحنها الى تركيا”. ودعا الصيارفة وشركات الصيرفة الى أن “يكونوا مرخصين بشحن الأموال من قبل مصرف لبنان أو أن يتم شحن هذه الأموال عبر الشركات المرخص لها من المصرف أو التقدم بطلب الترخيص من مصرف لبنان حسب التعاميم الصادرة عنه للقيام بأعمال الصيرفة وشحن الأموال مع تحرير رأس المال المطلوب للحصول على هذا الترخيص، وعندها لا قيود على المبالغ المشحونة، ولا حاجة لطلب إذن مسبق تبعا لتعاميم مصرف لبنان القائمة”.

 

الذباب الالكتروني" الأصفر يستهدف رئيس الجامعة الأميركية

المدن/الإثنين 28 تشرين الأول 2019 

يشن حزب الله حملة شرسة، تخوينية وتخويفية وتضليلية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق الواتساب، ضد من يعتبرهم فاعلين في الانتفاضة الشعبية اللبنانية. وهو يوزع رسائله على نطاق واسع ومكثف، تنفيذاً لخطته بلجم من يعتبرهم من "بيئته" عن أي تعبير أو مبادرة أو مشاركة في الانتفاضة، وتشجيع من يعتبرهم من أتباع الأحزاب المتحالفة معه على الانسحاب من الاعتصامات والتظاهرات. وهذا السعي لا يتورع عن استخدام أساليب التحريض المذهبي أو التخوين السياسي، بطموح واضح لإعادة إنتاج انقسام طائفي وسياسي بمواجهة هذه اللحمة الوطنية التي أظهرتها "ثورة 17 تشرين الأول".

ويعتمد الحزب على مجموعاته المحترفة، المشابهة لما يدعى الذباب الالكتروني، في تصميم وتأليف محتوى هذه الدعاية المضادة، والممنهجة. فبعد أن نشر صوراً ونبذات شخصية لمن قال أنهم فاعلين في تنظيم ودعم اعتصامات الجنوب، في صور والنبطية وكفررمان وبنت جبيل، موزعاً إياهم بين عميل إسرائيلي سابق أو ابن عميل، أو "سفارات" أو "شيوعي" أو "يسار ديموقراطي" حاقد على المقاومة أو "بوق إعلامي" حاقد على حزب الله..إلخ، كان الغرض منها التهويل على كل من يشارك في اعتصامات وتظاهرات الجنوب.

وفي حملة أخرى، استهدفت الماكينة الإعلامية من تسميهم "قادة" للانتفاضة اللبنانية أو محرضين وأعداء للمقاومة، خصوصاً حزب "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع. لكن استهداف السياسيين بدا غير مجدٍ مع ضعف الدلائل عن ارتباط الانتفاضة بالأحزاب السياسية أو الشخصيات البارزة.

ربما لهذا السبب بدأوا باستهداف رموز مهمة في المجتمع المدني. ويبدو أن "بنك أهدافهم" بدأ يتوسع ليطال شخصيات غير سياسية لها وزنها المدني والاجتماعي والثقافي. ففي مساء الأحد بدأ الذباب الالكتروني للحزب بنشر رسائل نصية مرفقة بصورة مصممة مع شعارات (memes)، تستهدف حصراً رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري. وعلى الأرجح، فإن البيان المشترك الذي أصدره رئيسا الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية، إضافة إلى خطاب خوري لطلابه، قد أغاظا الحزب الخميني، لقوة تأثير أرقى جامعتين في لبنان والمنطقة في المجتمع اللبناني المتعلم، ولقوة تأثير الحضور الطلابي من هاتين الجامعتين وفاعليته في الانتفاضة، والإضافة النوعية والثقافية على تعبيرات الانتفاضة. وكان بديهياً، أن يستعين هذا "الذباب" في استهداف فضلو خوري بأدبيات صحيفة "تحسس الرقاب" التي تنكبت دور رأس حربة التهجم على الجامعة الأميركية في السنوات الماضية، ضمن حملة تحويلها جامعة غير أميركية، وربما الاستيلاء عليها لتكون صرحاً إيرانياً مثلاً، أو لتصير على شاكلة الفرع الأول من الجامعة اللبنانية البائسة والمنكوبة. ومن المعروف أيضاً، أن نقمة حزب الله على الجامعة الأميركية في بيروت، تجددت مع اتهامات متمادية بأن الجامعة "تمتثل" للسياسة الأميركية العقابية ضد الحزب. وكأن الجامعة مجرد دكان في الضاحية الجنوبية يعصى على أوامر أحد "مطاوعي" الحزب! لكن، وبعيداً عن الاستهجان أو الاستخفاف بمحتوى هذه الحملة، ولأن القائم بها له تاريخه "المجيد" في تحويل الوعيد إلى فعل مريع، يتوجب اعتبار هذه الحملة بوصفها تحريضاً جدياً على الجامعة وطلابها ورئيسها.

 

شهيب يحسمها... وهذا ما أعلنه عن المدارس غدًا!

وكالات/27 تشرين الأول/2019

أصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية أكرم شهيب بياناً أكد فيه أنّه "لا يحق لأي مدرسة رسمِية أو خاصة بفَتح أبوابها إلا بموجب صدور مرسوم أو قرار من خلال مؤتمر صحفي يعقده وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيّب، يقرر من خلاله فتح المؤسسات التربوية وتجزية المؤسسات التربوية التي تخالف القرارمنعاً للتشويش وفتح ابواب المدارس في مناطق معينة على حِساب المدارس في مناطق أخرى". وكانت مؤسسات امل التربوية قد أعلنت عن إستئناف الدروس يوم غد الأثنين بتاريخ 28-10-2019 .

 

قرار سياسي ـ أمني بفتح الطرقات بـ«التفاهم» مع المحتجين

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

استمرت المظاهرات في المناطق اللبنانية أمس السبت الذي أطلق عليه المحتجون «سبت الساحات»، في وقت بدا أن قراراً أمنياً - سياسياً حاسماً قد اتُخذ بفتح كافة الطرقات المغلقة، وهو ما تجلّى منذ الصباح في التحركات التي قامت بها القوى الأمنية، لا سيما قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني؛ حيث نجحت في فتح الطرقات في بعض المناطق لكنها تصادمت مع المتظاهرين في مناطق أخرى. أتى ذلك في وقت استمرت الدعوات إلى التجمع في الساحات في مختلف المناطق وبقي القطاع المصرفي على حاله مع إقفال البنوك على غرار المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة والجامعات والمعاهد التي استمرت مقفلة لليوم التاسع على التوالي. ولوحظ أمس أن رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري قال في حديث إذاعي إن «عدداً كبيراً من طلابنا يشاركون في الحراك وموقفنا توحيدي ونقول إننا نؤمن بهذا الشعب ونطلب من الدولة أن تحمي الطلاب والمتظاهرين الذي يعبرون برسالة راقية». وأوضح موقع «النشرة» اللبناني أن رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري ورئيس جامعة القديس يوسف في بيروت سليم دكاش اعتبرا في بيان مشترك أن «ما يعيشه لبنان حالياً هو صرخة وطنية أصيلة، وهي أكبر حركة احتجاج وطنية موحدة منذ عام 1943، وهي صرخة تعبّر عن عميق معاناة واحتياجات شعبنا ورغبتهم الهائلة في إعادة بناء بلدنا على أسس جديدة».

وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان، أن اجتماعاً عُقد في مقر قيادة الجيش، ضمّ إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون كلاً من: المديرين العامين للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ولقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ولأمن الدولة اللواء طوني صليبا، لمناقشة الأوضاع في البلاد في ضوء استمرار المظاهرات وقطع الطرق. ولفت البيان إلى أن «المجتمعين عرضوا في الإجراءات الآيلة إلى تسهيل حرية تنقّل المواطنين على الطرق الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم».

وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة على الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن قراراً بفتح الطرقات «اتخذ منذ اليوم الأول للاحتجاجات الشعبية لكن مع التشدّد في عدم المواجهة مع المتظاهرين احتراماً لحقهم في التظاهر والتعبير عن رأيهم، وهذا ما كان جلياً في أسلوب التعامل معهم».

ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع الأمني بحث في كيفية حماية المتظاهرين مع تأمين تنقل المواطنين وبالتالي ضرورة فتح الطرقات بالتفاوض، وهو ما يتم اعتماده لغاية الآن. وجددت التأكيد على حق الجميع بالتظاهر وتأمين الحماية للمحتجين في الساحات وليس في الطرقات وعبر إقفالها.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذه الخطوة جاءت نتيجة اتصالات ومشاورات تولاّها أركان الدولة ومعهم القيادات الأمنية، وخصوصاً قيادة الجيش، على أن يصار إلى فتح الطرقات بالتفاهم مع المعتصمين وعدم الاحتكاك بهم أو استخدام القوة ضدهم، وبالتالي اتباع المرونة لاستيعابهم والتفاوض معهم.

وكان لرئيس الحكومة دور في إعداد خريطة الطريق لإعادة التواصل بين المناطق اللبنانية بالتعاون مع قيادة الجيش التي جدّدت تأكيدها بتوفير الحماية للمتظاهرين وحقهم في التعبير شرط عدم إلحاق الضرر بالأملاك العامة والخاصة.

وبناء على هذا الاتفاق الذي وُضعت خطوطه العريضة في اللقاء المسائي الذي عُقد ليل أول من أمس بين الرئيسين عون والحريري اللذين تواصلا مع العماد جوزف عون الذي تولى شخصياً الإشراف على فتح الطرقات، قامت فروع المخابرات في بيروت وسائر المناطق بالتواصل مع المعتصمين وفي حال موافقتهم على فتح الطرق التي يقفلونها تُسارع وحدات الجيش إلى التمركز وتقوم بإزالة العوائق ورفع الدشم والسواتر الترابية. ويعود للمجموعات التي تُخلي الطرقات أن تبقى على جنباتها أو في الساحات العامة. وقد تلقّى المحتجون تطمينات بعدم اللجوء إلى القوة في حال تعذّر فتح الطرقات؛ خصوصاً أن لا نية لدى قيادة الجيش في استخدام القوة، وهي تلتقي مع توجّه الرئيس الحريري الذي لا يزال يصر على أن الحل يجب أن يكون سياسيا، لأن المشكلة سياسية وليست أمنية.

ومع بدء تنفيذ هذا القرار سجّلت مواجهات محدودة بين القوى الأمنية في بعض المناطق، ولا سيما في وسط بيروت ومنطقة الشفروليه، حيث عاد الجيش وانسحب، فيما سلك القرار طريقه بشكل سلمي في مناطق أخرى، أهمها في الشمال. وبينما نجحت قوى الأمن الداخلي في فتح طريق وسط بيروت في اتجاه واحد، عمد المتظاهرون إلى افتراش الأرض تحت ما يسمى «جسر الرينغ»، في ظل وجود للقوى الأمنية التي تعمل على فتح الطريق في اتجاه واحد على الأقل. وبقيت الطريق الدولية في منطقة عاليه، في الشوف، على حالها من الإقفال، فيما فتحت طرقات في الشمال وتحديداً في منطقة حلبا. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن معظم الطرقات من حلبا إلى العبدة باتت مفتوحة في الاتجاهين بعدما أعيد فتح الطريق عند مفترق بلدة وادي الجاموس، كما فتحت الطريق عند مفرق بلدة الحصنية. وبمبادرة من ناشطي «الحراك الشعبي» في ساحة العبدة، فتحت الطريق جزئياً وعلى مسرب واحد من الأوتوستراد في الاتجاهين. وبذلك أصبحت كل الطرقات في عكار مفتوحة، مع الإبقاء على ساحتي الاعتصام في العبدة وحلبا.

وفي منطقة العقيبة شمال بيروت رفض المتظاهرون التحاور مع الجيش لمحاولة فتح الطريق وأصرّوا على الاستمرار في اعتصامهم بشكل سلمي، ما أدى بالقوى الأمنية إلى مغادرة المنطقة. وفي البقاع الغربي، فتحت أجزاء ومنافذ من الطرقات. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن بعض الطرقات التي تربط قرى قضاء راشيا بالبقاعين الغربي والأوسط بقيت مقطعة الأوصال؛ خصوصاً في مراكز تجمع المعتصمين عند دوار ضهر الأحمر، مثلث جب جنين، كامد وغزة وعند نقطة المصنع التي تربط راشيا بالبقاع الأوسط، الأمر الذي فرض إيقاعه على حركة المواطنين التي بدت خفيفة جداً منذ ساعات الصباح، في وقت يسلك فيه المواطنون طرقاً فرعية في تنقلاتهم وسط صعوبة في حركة الانتقال عبر هذه الطرق التي لا تتلاءم مع حركة الآليات الكبيرة.

 

“الإنقلاب”!: كيف خطط نصرالله لوضع اليد على المصارف و”المركزي” وتنصيب باسيل رئيساً للجمهورية

بالشفاف/28 تشرين الأول/2019

استفاق اللبنانيون في ١٨ تشرين الأول/أكتوبر الجاري على حركة احتجاجات مطلبية أقفلت معظم طرقات لبنان، وساحاته العامة، وكانت شرارتها المعلنة ما تسرب عن نية الحكومة ممثلة بوزير الاتصالات محمد شقير فرض ضريبة على خدمة الاتصال بتقنية “الواتس اب”، بمعدل 6 دولارات شهريا!

وكانت تلك الضريبة واحدة من سلسلة ضرائب كانت الحكومة تسعى لاقرارها في سياق خطتها لاقرار موازنة العام المقبل. وهذا عدا ضريبة على صفيحة البنزين، ورفع الضريبة على القيمة المضافة من 11 الى 15 بالمئة، ووزيادة الضريبة على استيراد الكماليات بمعدل 3 بالمئة،  وسواها من الضرائب المباشرة وغير المباشرة. كانت الشرارة ما تسرب عن ضريبة على اتصالات “الواتس اب” المدفوعة اصلا من ضمن سلة الخدمات التي تقدمها شركات الانترنيت.  إلا أن الشرارة الفعلية بعيدة كل البعد عن ضريبة “الواتس أب”. ولفهم ما حصل، لا بد من متابعة سير الاحداث في لبنان  وصولا الى ١٧ تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

في الثالث عشر من تشرين اطلق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سلسلة مواقف تصعيدية بمناسبة “ذكرى 13 تشرين” أعقبت اجتماعه بامين عام حزب الله حسن نصرالله لـ٧ ساعات. وفجأة، وبدون مقدّمات أو مبرّر، هدد باسيل رئيسَ “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط، ومثله “القوات اللبنانية”. وقال إن تياره هو السيل الجارف الذي سيجرف الجميع من دون استثناء، كما هدد بـ“قلب الطاولة” على الجميع، وهذا ما أثار استغراب اللبنانيين، خصوصا ان باسيل يرأس اكبر كتلة نيابية من 29 نائبا، واكبر كتلة وزارية من 11 وزيرا ورئيس الجمهرية هو حميّه وكان رئيس التيار الذي خلفه باسيل في رئاسته. كما انه متحالف عضويا مع اكبر ميليشا لبنانية واقليمية أي مع “حزب الله”، ومتحالف، أيضاً، مع رئيس الحكومة سعد الحريري!

فعلى من سيقلب الطاولة اذا؟

لقاء باسيل نصرالله أعقبه لقاء آخر مع الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه مع نصرلله ودام ست ساعات.

ولان اللقائين حصلا بعيداً عن الاعلام، فما قيل في العلن هو ان نصرالله بحث مع الحلفاء في قوى 8 آذار سبلَ الخروج من الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد، وكيفية المعالجة والخروج منها.

ولكن ما رشح ايضا هو ان نصرالله بحث مع الحلفاء كيفية وضع لبنان بكامله في دائرة السيطرة الايرانية، خصوصا نظامه المصرفي الذي يستجيب للقرارات الدولية عموما والاميركية خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الارهاب وتبييض الاموال وتجفيف مصادر تمويل حزب الله. وهذا، وصولاً الى العمل على تنصيب باسيل رئيسا للجمهورية خلفا لعمه الجنرال الهرم ميشال عون، من خلال سيناريو استقالة الرئيس لاسباب صحية، ليجري بعدها انتخاب باسيل رئيسا، لست سنوات، يعمل خلالها على تصفية علاقة لبنان بالمجتمع الدولي، ويضع البلاد في “محور الممانعة” بالكامل.

أي أن الرئيس عون، وصهره جبران باسيل، وافقا على “سيناريو” يسمح لحزب الله بإقالة حاكم البنك المركزي رياض سلامه (أو اعتقاله، أو تهجيره) ووضع يد الحزب على مصارف لبنان، الأمر الذي سيحوّل لبنان، خلال أشهر، إلى ما يشبه “قطاع غزة”!

المعلومات تشير الى ان ترئيس باسيل، اصطدم برفض كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري (الذي اتّهم حزب الله بإحراق صوره ويافطاته في مدينة “صور” وغيرها)، ورئيس “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط، وحزب “القوات اللبنانية” و“تيار المردة” برئاسة سليمان فرنجيه، وعدد من النواب المستقلين. في حين ان موقف كتلة المستقبل التي يرأسها سعد الحريري كان رماديا، حيث لم يعلن الحريري موافقته او رفضه تولي باسيل رئاسة الجمهورية.

وتشير مصادر سياسية الى ان هجوم باسيل ورفع صوته في ١٣ تشرين/أكتوبر كان المقصود منه تهديد جنبلاط وجعجع، وتحييد الرئيس نبيه بري، باعتبار ان حسن نصرالله يستطيع ترويض الاخير. كما عمل باسيل على التلويح بفتح ملفات الفساد وهدر المال العام وسرقته بوجه رئيس الحكومة سعد الحريري لضمان موافقته!

ليل الخميس في ١٧ تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بدأت حركة احتجاجات، سميت “إنتفاضة الواتس أب“، احتجاجا على وضع ضريبة على الاتصال بالواتس اب، وذلك في تظاهرة توجهت الى المصرف المركزي في بيروت، وقالت مصادر أن عناصر من “الحزب الشيوعي- لصاحبه حزب الله” شاركت فيها. في حين شهدت ما يسمى “المناطق المسيحية” تجمعات لمحتجين عملوا على قطع الطرقات في “جل الديب” و”الزلقا”.

الاحتجاجات التي انطلقت تحت ستار رفض الضرائب كانت منسقة بين التيار العوني وحزب الله حيث توجه انصار الحزب الالهي الى البنك المركزي، في حين نزل انصار التيار العوني الى الطرقات رفضا للضرائب. علما ان ما يسمى “المناطق المسيحية” تخضع بالكامل لرقابة امنية مشددة، ولا يسمح فيها بقطع طريق ما لم تكن القوى الامنية متواطئة ضمنيا مع المحتجين! خصوصا ان القوى التي تستطيع تحريك الشارع المسيحي وصولا الى قطع الطرقات تتمثل في قوتين رئيسيتين هما “التيار العوني” و”القوات اللبنانية”.

وتشير المصادر الى ان “القوات” لم تكن في وارد اي حركة اعتراض شعبية وهي اكتفت قبل استقالة وزرائها من الحكومة بتسجيل المواقف ضمن مجلس الوزراء! فكانت خطة باسيل- نصرالله تحريك الشارع في وجه الحكومة! فيتولى انصار عون، من دون الاعلان عن هويتهم السياسية (إذ، كيف يتظاهر “عونيون” في وجه رئيس خرج من صفوفهم؟) التنديد بالضرائب ورفع السقف وصولا الى التهديد بفتح ملفات الفساد واهدار المال العام في وجه رئيس الحكومة سعد الحريري، لتطويعه وانتزاع موافقته على تولي باسيل رئاسة الجمهورية، بما يضمن فوز الاخير. في حين يتولى انصار نصرالله التصويب على مصرف لبنان المركزي، لاقالة الحاكم وتعيين بديل عنه يقف في وجه العقوبات الاميركية على كل من يتعامل مع حزب الله.

ولكن، ما حصل فعلا هو ان بداية الاحتجاجات أخرجتها عن غايتها الاصلية.

فنزل اللبنانيون (الذين لم يكونوا على علم بمخطط نصرالله-باسيل الإنقلابي، والذين لم ينتبهوا إلى “هوية” الداعين للمظاهرة الأولى) الى الشوارع في حركة عفوية غير منسقة، للتنديد بقرارات الحكومة، وبدأوا باطلاق الشعارات والهتافات المنددة بالحكومة وبالعهد وبصهر الرئيس جبران باسيل، الذي ما انفك المحتجون يشتمونه منذ ١١ يوماً، ويحملونه مسؤولية الانهيار على كل الصُعُد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بسبب جشعه واستهتاره بمن هم ليسوا ضمن تياره وموالين له.

إزاء العفوية التي رافقت بداية الاحتجاجات وخروج اللبنانيين الى الشوارع بعد ان ضاقوا ذرعا باخفاقات الحكومة وعجزها عن اقرار الموازنة بعد ان تراجع باسيل وتياره عن الموافقة على البنود الاصلاحية في الموازنة واعاد البحث في إقرارها الى نقطة البداية مصرا على تحييد الوزارات التي تواليه عن اي بنود اصلاحية، خرج انصار التيار العوني من الشارع وبقي المحتجون الموجوعون من سياسات الحكومة، ثم كبرت كرة ثلج المحتجين من بيروت الى المناطق اللبنانية كافة.

وانتشر المحتجون على الطرقات كالنار في الهشيم من دون ان يكون لهم قيادة مركزية تقرر عنهم، ولا مكان اعتراض مركزي يحتجون فيه! فلكل مدينة وقرية وبلدة محتجوها الذين نسوا ضريبة “الواتس اب” وانتقلوا الى المطالبة باستقالة الحكومة وتعيين حكومة اختصاصيين من دون سياسيين تعمل على اصلاح الاوضاع الاقتصادية في البلاد.

هل يتراجع نصرالله وباسيل عن “غزوة المصارف والبنك المركزي”؟ ليس مؤكدا!!

للمقارنة: المظاهرات التي نظّمها “الأصوليون” في “مشهد” الإيرانية

في ديسمبر ٢٠١٧ تحوّلت إلى “انتفاضة” كادت تطيح بنظام الملات

في ديسمبر ٢٠١٧ انطلقت من مدينة « مشهد » الإيرانية، وهي مسقط رأس خامنئي،  مظاهرات ضد الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية الصعبة. وكان الداعي لها هو « ابراهيم رئيسي » المرشح الفاشل لانتخابات الرئاسة ضد روحاني (هو حالياً رئيس السلطة القضائية في إيران). وكانت العملية مدبّرة من الجناح الأصولي بهدف الإطاحة بالرئيس روحاني. ولكن المظاهرات امتدت من « مشهد » إلى طهران ومدن أخرى، وعلى مدى بضعة أسابيع، وكادت تطيح بالنظام كله. والواقع أن “مشروع الإطاحة بروحاني” بواسطة مظاهرات شعبية كان معروفاً منذ شهر يونيو ٢٠١٧ على الأٌقل. ولكن “دخول الجماهير على الخط” أشعل الوضع في إيران، وردّد الإيرانيون شعارات مناوئة للمحافظين المتحالفين مع الحرس الثوري، من نوع “لا غزة ولا لبنان”.

ويبدو أن  ما يحدث في لبنان الآن يشبه ما حدث في إيران ابتداء من ديسمبر ٢٠١٧.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسبر: طلبنا من البغدادي تسليم نفسه ورفض

دبي - العربية.نت/27 تشرين الأول/2019

بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش البغدادي إثر عملية للقوات الخاصة الأميركية في ريف إدلب، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن القوة الأميركية الخاصة طلبت من البغدادي تسليم نفسه لكنه رفض وفجر سترته المفخخة.

وأوضح إسبر أن انسحاب أميركا من شمال شرق سوريا لم يعجل بعملية قتل البغدادي. كما صرّح بأن مقتل البغدادي ضربة مدمرة لتنظيم داعش الإرهابي. في السياق نفسه، قال إسبر إنه من الصعب هزيمة الأيديولوجية التي تحرك تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلن إسبر إصابة اثنين من القوات الأميركية "بجروح طفيفة" خلال العملية التي استهدفت البغدادي، لكنهما عادا للعمل.

"مات .. مات"

يذكر أن ترمب كان أعلن من البيت الأبيض أن "أبو بكر البغدادي لقي حتفه"، قائلا إن الولايات المتحدة "نفذت العدالة بحق الإرهابي الأخطر في العالم". وأضاف أنه عندما حاصرت القوات الأميركية البغدادي فر إلى نفق مع ثلاثة من أطفاله وفجر حزامه الناسف. كما شدد على أنه "كان رجلا مريضا منحرفا والآن مات.. مات مثل كلب مات مثل أي جبان". إلى ذلك، شكر ترمب كلا من العراق وسوريا وروسيا على المساهمة في إنجاح تلك العملية بشكل أو بآخر.

 

فجر نفسه مع أطفاله.. ترمب يعلن مقتل البغدادي

دبي - العربية.نت/27 تشرين الأول/2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي وعدد كبير من عناصره، في عملية خطرة جداً نفذتها القوات الأميركية الخاصة وحدها استهدفت مكانه في قرية باريشا في ريف محافظة إدلب في سوريا. وأوضح ترمب أن نتائج اختبارات الحمض النووي أثبتت أن الجثة تعود للبغدادي. في التفاصيل، شرح ترمب أن البغدادي قتل مع 3 من أطفاله شمال غرب سوريا، وأنه قتل بعد أن فجّر سترته المفخخة. ونوّه ترمب بأن هناك امرأتين قتلتا مع البغدادي كانتا ترتديان حزامين ناسفين، وأنه عهد بـ 11 طفلا من أطفال البغدادي إلى طرف ثالث. كما أضاف ترمب أن هناك مقاتلين مع البغدادي استسلموا وهم قيد الاعتقال حاليا. وأشار ترمب إلى أن مقتل البغدادي يثبت عزم الولايات المتحدة ملاحقة الإرهابيين، منوها بأن البغدادي كان يحاول إعادة إحياء داعش قبل مقتله. وقال ترمب: "مقتل حمزة بن لادن والبغدادي يؤكد أن ذراع الولايات المتحدة طويلة، وقد أوضحت منذ سنوات أنني أريد رأس البغدادي".

"يركض ويصرخ ويبكي"

ترمب شرح أن المكان الذي وجد فيه البغدادي كان يحوي أنفاقا تحت الأرض، وأضاف أن البغدادي عندما حاصرته القوات الأميركية كان في حالة ذعر، حاول الفرار، بدأ بالركض ثم وصل إلى نفق مسدود وبدأ بالصراخ، ثم أجهش بالبكاء، موضحا أن القوات الخاصة فجرت السور الرئيسي في مجمع البغدادي.

وأضاف ترمب أن النفق الذي فر إليه البغدادي انهار بفعل التفجيرات، حيث فجر البغدادي نفسه مع أطفاله، وقد تم التعرف على جثة البغدادي بعد 15 دقيقة من مقتله، حيث أخذت العينات من جثة البغدادي في موقع العملية بعد إزالة ركام النفق. وأشار إلى أن القوات الخاصة رصدت خلال الأسابيع القليلة الماضية تحركات ومواقع البغدادي. الرئيس الأميركي عاد وأكد أن عملية البغدادي لم تكن لتتم من دون مساعدة دولية، وأعلن أن بلاده لم تفقد أي جندي في العملية. وأضاف أن القوات الأميركية الخاصة حصلت على معلومات مهمة عن موقع البغدادي، مشيرا إلى أنه تابع عملية قتل البغدادي عبر الفيديو مع وزير الدفاع وقادة الأركان ومسؤولين آخرين.

مرشحون لـ"الخلافة"

ترمب أعلن أن بلاده حصلت على أسماء قيادات مرشحة لخلافة البغدادي. كما رفض ترمب الإفصاح عن أسماء وهويات أفراد المهمة الخاصة الذين قتلوا البغدادي.

دور هام للعراق.. وروسيا فتحت المجال السوري

أكد الرئيس الأميركي ترمب أن العراق لعب دورا كبيرا في الغارة التي قتلت البغدادي الليلة الماضية. كما أوضح أن 8 مروحيات شاركت في عملية البغدادي، وأن روسيا فتحت المجال الجوي السوري للقوات الأميركية لشن عملية استهداف البغدادي، إلا أنها لم تعرف طبيعة المهمة الأميركية.

وأضاف أن أميركا جمعت معلومات من أطراف عدة دون إطلاعها على طبيعة العملية، وبدأت بتلقي معلومات إيجابية جدا عن موقع البغدادي قبل شهر.

"شكراً للأكراد"

شكر الرئيس الأميركي ترمب المقاتلين الأكراد الذين تعاونوا مع القوات الأميركية، وقدموا لها معلومات حيوية بشأن البغدادي. وأضاف أن أفراد القوة الخاصة عادوا سالمين إلى القاعدة بعد قتل البغدادي.

 

سوريا الديمقراطية تؤكد مقتل المتحدث باسم داعش

العربية.نت- وكالات/27 تشرين الأول/2019

أكد قائد في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) استهداف أحد مساعدي زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، الرئيسيين قرب بلدة جرابلس السورية. وكشفت وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، عن مقتل المتحدث باسم داعش، أبو الحسن المهاجر، بعملية مشتركة.

وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أن الزعيم الغامض لتنظيم داعش الذي أصبح أخطر المطلوبين عالميا، لقي حتفه إثر استهدافه بغارة أميركية، كشفت قوات سوريا الديمقراطية خلال مؤتمر صحفي أن عملية أبو بكر البغدادي تأُجلت أكثر من شهر بسبب الهجوم التركي على سوريا. وكشفت قوات سوريا الديمقراطية أن العملية جرت بعد أن حددت أجهزة المخابرات التابعة لها مكان زعيم التنظيم الإرهابي الذي روع الآلاف في سوريا والعراق، قبل أن تخفت سطوته، وتنحسر سلطته. إلى ذلك، أكدت أنها ستزيد من عملياتها الاستخباراتية وجهودها لتعقب خلايا تنظيم داعش النائمة، خوفاً من عمليات انتقامية.

عمل استخباراتي مشترك

وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أشاد في وقت سابق الأحد، "بعمل استخباراتي مشترك" مع واشنطن على مدى 5 أشهر، وسط تقارير إعلامية أميركية أفادت أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي استُهدف وقُتل على الأرجح في عملية عسكرية أميركية في شمال غربي سوريا.

وكتب عبدي في تغريدة على تويتر: "عملية تاريخية ناجحة نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية"، من دون إضافة أي تفاصيل عن دور قواته، التي قاتلت خلال السنوات الماضية تنظيم داعش بدعم أميركي، وتمكنت من هزيمته ميدانياً في آخر معاقله في شرق سوريا في آذار/مارس العام 2019. كما قال إن القوات تعمل منذ 5 أشهر في إطار عملية مشتركة للقضاء على زعيم داعش. وأضاف في تغريدة على تويتر: "منذ 5 أشهر وهنالك عمل استخباراتي على الأرض وملاحقة دقيقة، حتى تم من خلال عملية مشتركة القضاء على الإرهابي البغدادي. نشكر كل من ساهم في هذا العمل العظيم".

العراق

في المقابل، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان أن بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبأ فيه رأس داعش الارهابي، ابو بكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب السورية، وعلى اثرها نفذت قوة أميركية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، عملية عسكرية أدت إلى مقتل البغدادي ومن معه. يذكر أن ترمب كان أعلن من البيت الأبيض أن "أبو بكر البغدادي لقي حتفه"، قائلا إن الولايات المتحدة "نفذت العدالة بحق الإرهابي الأخطر في العالم". وأضاف أنه عندما حاصرت القوات الأميركية البغدادي فر إلى نفق مع ثلاثة من أطفاله وفجر حزامه الناسف. كما شدد على أنه "كان رجلا مريضا منحرفا والآن مات .. مات مثل كلب مات مثل أي جبان". إلى ذلك، شكر ترمب كل من العراق وسوريا وروسيا على المساهمة في انجاح تلك العملية بشكل أو بآخر.

 

روسيا تشكِّك في مقتل البغدادي وتنفي مساعدة الطيران الأميركي

شويغو: الدواعش فروا إلى إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلند

موسكو- وكالات/27 تشرين الأول/2019

 ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنها لا تملك أي معلومات تؤكد مقتل زعيم تنظيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، نافية تقديم أي مساعدة لتحليق الطيران الأميركي في منطقة إدلب شمال غرب سورية. وقالت الوزارة، في بيان نشرته، على لسان المتحدث باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف، إنها “لا تمتلك أي معلومات مؤكدة حول تنفيذ العسكريين الأميركيين عملية لتصفية جديدة للزعيم السابق لتنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في الجزء الخاضع لسيطرة تركيا بمنطقة إدلب لخفض التصعيد”. وأضاف كوناشينكوف: “زيادة عدد المشاركين المباشرين والدول التي قيل إنها شاركت في هذه العملية المزعومة، مع وجود تفاصيل متناقضة على الإطلاق لدى كل منها، تثير تساؤلات وشكوكا مبررة حول مدى واقعيتها وخاصة نجاحها”. وأوضحت الوزارة: “أولا، لم يتم رصد أي ضربات جوية من قبل الطيران الأميركي أو ما يسمى بالتحالف الدولي على منطقة إدلب لخفض التصعيد في غضون أول من أمس أو الأيام الأخيرة الماضية”. وتابع البيان: “ثانيا، لا علم لدينا بتقديم أي مساعدة مزعومة لتحليق الطيران الأميركي في المجال الجوي فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد خلال هذه العملية”. من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي ،سيرغي شويغو، أن معظم مسلحي “داعش” الذين فروا بعد هزيمة تنظيمهم في سورية، توجهوا إلى إندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، والفيليبيين، وتايلاند. وذكر أنهم عادوا إلى أوطانهم بعد أن اكتسبوا خبرة قتالية في سورية، وأنهم سيحاولون الآن بناء “خلافات” جديدة هناك. وأشار شويغو إلى أن الإرهاب لم يكن قبل عدة سنوات يهدد منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن الوضع قد تغير الآن. يشار إلى أن أعدادا لا بأس بها من مواطني إندونيسيا قد حاربوا إلى جانب داعش في سورية، وبعد عودتهم إلى وطنهم عام 2016، وظفوا خبراتهم الإجرامية، وفجروا محلات تجارية ومقهى “ستاربوكس”، وشنوا عدة اعتداءات إرهابية.

 

قاديروف: قُتل البغدادي لكن تنظيم القاعدة على قيد الحياة

غروزني – وكالات/27 تشرين الأول/2019

علق الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أمس، على الأنباء التي تحدثت عن مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي، في غارة أميركية شمال غرب سورية. ونشر قاديروف على صفحته بموقع “تيليغرام” معلقاً على مقتل البغدادي، مستشهدا بمقولة شهيرة للكاتب الروسي نيكولاي غوغول، قائلاً: إن “أبوبكر البغداي مرة أخرى قتل؟ أتذكر في هذه اللحظة كلمات تاراس بلبا لابنه أندريه، أنا أنجبتك وأنا أقتلك”. وأضاف: إن “مقتل البغدادي لا يغير شيئاً، إذا استمر تقسيم الإرهابيين إلى جيدين وسيئين، لقد مات بن لادن لكن تنظيم القاعدة على قيد الحياة، من المهم تطهير الأراضي السورية كاملة من داعش”.

 

لقطات مصورة تظهر حفرة ووملابس ممزقة وملطخة بالدماء

بغداد – وكالات/27 تشرين الأول/2019

 بث التلفزيون الحكومي العراقي أمس، لقطات مصورة ذكر أنها لغارة أميركية نفذت في سورية، واستهدفت زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي، ويعتقد أنه قتل فيها. وأظهرت لقطات مصورة نهاراً حفرة في الأرض بدا أنها ناجمة عن غارة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء، كما بث التفزيون العراقي لقطات ليلية لانفجار.

وذكر التلفزيون نقلاً عن خبير في شؤون الجماعات الإرهابية قوله، إن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد موقع البغدادي، فيما أشارت مصادر في سورية والعراق وإيران إلى أنه يعتقد أن البغدادي قتل في عملية عسكرية أميركية في سورية.

وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق، إن البغدادي كان هدفاً للعملية التي جرت ليل أول من أمس، لكنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت العملية ناجحة.

 

واشنطن تسعى للحصول على بيانات الصادرات «الإنسانية» إلى إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

طلبت الإدارة الأميركية من الحكومات الأجنبية تقديم تقارير مفصلة عن الصادرات «الإنسانية» إلى إيران، في إجراء قال مراقبون إنّ تأثيره سيكون كبيراً وسيلقي بظلاله على الجهود الأوروبية للسماح بالمعاملات التجارية مع حكومة طهران. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي تعدّ النظام الإيراني العدو الأول لها، آلية جديدة للصادرات «الإنسانية» قالت إنها ستساعد الشعب الإيراني عبر تسهيل «التجارة المشروعة». ومع إعلانها الآلية الجديدة، قالت وزارة الخزانة أيضاً إنّها تدرج إيران على القائمة السوداء بتهم تبييض الأموال بموجب «قانون باتريوت» لعام 2001 الذي يحظر فعلياً المعاملات الأميركية كافة مع المصارف الإيرانية. ورغم العقوبات الاقتصادية القاسية التي تفرضها واشنطن على طهران، تؤكد الإدارة الأميركية أنْ لا حظر على تصدير المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية. لكن غالبية الشركات التجارية تتجنب إقامة علاقات تجارية مع إيران، خشية الخضوع لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية.

وقال المسؤول عن الملف الإيراني في الخارجية الأميركية براين هوك، إن الآلية الجديدة «ستسهل على الحكومات الأجنبية والمؤسسات المصرفية والشركات الخاصة الانخراط في تجارة إنسانية مشروعة مع الشعب الإيراني، وفي الوقت نفسه ستقلّص خطر وقوع تلك الأموال بيد الأشخاص الخطأ». وقال وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين، إنّ إدارة ترمب «تظل ملتزمة الإيصال غير المقيد للمساعدات الإنسانية للشعب الإيراني». وسيتعين على أي مؤسسة تريد التعامل تجارياً مع طهران أن تقدم شهرياً معلومات «أساسية غير مسبوقة» تتضمن فواتير ومعلومات مفصلة عن زبائنها بما في ذلك ما إذا أُدرجوا في السنوات الخمس الأخيرة على القوائم السوداء الأميركية أو الأوروبية أو الأممية. وعلى الرغم من أن هذه «القناة» تهدف رسمياً إلى تسهيل وصول الصادرات الإنسانية، فإن مراقبين اعتبروا أنها ستشكل عائقاً إضافياً للتجارة مع طهران. وقال براين أوتول مستشار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لشؤون وزارة الخزانة، إن الإجراء يهدف إلى جمع معلومات، أكثر منه إلى مساعدة الشعب الإيراني. وأضاف أن مصارف أجنبية عدة لن تكون قادرة على تقديم المعلومات المفصّلة المطلوبة. وقال الباحث الجديد في المجلس الأطلسي للأبحاث: «أعتقد أن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي»، مضيفاً: «سيكون لهذا الأمر تأثير معاكس تماماً للتأثير الذي يزعمونه». من جهته، قال المجلس القومي الإيراني الأميركي، وهو منظمة غير ربحية مقرها واشنطن تعنى بمصالح ذوي الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة، إن «إدارة (الرئيس) ترمب وجّهت ضربة قاضية إلى التجارة الإنسانية مع إيران». وتابع المجلس في بيان: «لنكن واضحين: من غير المرجح أن تجد مصرفياً واحداً في العالم يقبل بهذه الشروط». وأضاف المجلس: «من المؤكد أن إدارة ترمب تعي هذا الواقع، ويجب النظر إلى آليتها الإنسانية على أنها مهزلة ليس إلا». وانسحبت واشنطن أحادياً في عام 2018 من الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول ملفها النووي، وأعادت فرض عقوبات مشددة على الاقتصاد الإيراني. لكن الأطراف الآخرين في الاتفاق يؤكدون تمسكهم بالاتفاق المبرم في عام 2015، وأنشأ الأوروبيون نظام «إنستكس» وهي آلية مقايضة تتيح لهم إجراء مبادلات تجارية مع إيران رغم العقوبات الأميركية، في قطاعات مثل الأغذية الزراعية أو الصحة. وقال أوتول، المستشار السابق في وزارة الخزانة، إن الإجراء بدا كما لو كان يهدف إلى مواجهة نظام «إنستكس». وتابع: «هذا يفيد بوضوح... حسناً أخبرناكم أن (إنستكس) سيئ، وهذا ما يجب عليكم استخدامه بغض النظر عن ممارسة الحكومة الأميركية سيادتها عليكم». وحاولت إدارة ترمب وقف جميع مبيعات النفط الإيراني وخنق اقتصاد إيران في محاولة للحد من دعم نظام طهران لوكلائه في الشرق الأوسط.

 

مواجهات جديدة في العراق تحصد مزيداً من القتلى والجرحى وذهول غداة أحداث الجمعة الدامية... وحظر التجوال في غالبية محافظات الوسط والجنوب

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

تواصلت أمس، عمليات الكر والفر بين جموع المتظاهرين وقوات الأمن في مختلف المدن العراقية، وقتل متظاهران وأصيب عشرات آخرون في الناصرية (جنوب)، في حين احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، وحاولوا مجدداً عبور جسر الجمهورية وصولاً إلى المنطقة الخضراء رغم المقاومة التي تبديها قوات الأمن ضدهم واستخدامها القنابل المسيلة للدموع بكثافة. وأصدر كثير من الناشطين دعوات للمتظاهرين بالكف عن محاولات اقتحام المنطقة الخضراء حفاظاً على الأرواح وتجنباً لمزيد من الضحايا. وأفادت تقارير أولية بمقتل 6 أشخاص أمس. وقال العضو في المفوضية العراقية لحقوق الإنسان علي البياتي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 3 متظاهرين قتلوا في بغداد و3 في الناصرية (جنوب)، من دون مزيد من التفاصيل. وأفادت مصادر أمنية وطبية في الناصرية، بأن الأشخاص الثلاثة قتلوا بالرصاص خلال إقدام محتجين على اقتحام منزل رئيس اللجنة الأمنية في محافظة المدينة وإضرام النار فيه. وإلى جانب الدعوات المتواصلة للخروج في الشوارع والقيام باعتصامات مفتوحة في بغداد، واصل النشطاء والمحتجون إطلاق الدعوات في محافظات وسط وجنوب العراق للخروج في مظاهرات واعتصامات مماثلة بعد يوم دامٍ راح ضحيته آلاف الجرحى والقتلى. ويميل عدد غير قليل من المراقبين إلى الاعتقاد بأن البلاد في أخطر مراحل الصراع بين أحزاب السلطة وفصائلها المتهمة بالفساد والاستهتار، وبين جموع المواطنين الغاضبين الذين نفد صبرهم بعد 16 عاماً من الانتظار غير المجدي. ويرى كثيرون أن السلطات القائمة غير قادرة على احتواء الأزمة، نظراً لانعدام الثقة العميق بينها وبين المتظاهرين.

وأبلغ متظاهرون «الشرق الأوسط» أن قوات الأمن حاولت بعد ظهر أمس، تفريق المتظاهرين الذين وفدوا إلى ساحة التحرير بكثافة من خلال العيارات المطاطية والغازات المسيلة للدموع. ورغم التوتر الشديد الذي تشهده البلاد، لم يصدر عن الرئاسات الثلاث أي بيانات رسمية حول تطورات الأحداث، وقامت السلطات رسمياً بمنع وزارة الصحة ومفوضية حقوق الإنسان من الإدلاء بأي معلومات تتعلق بأعداد القتلى والجرحى.

وأصيبت قطاعات عراقية واسعة بالصدمة والذهول الشديد من أعداد الضحايا الذين سقطوا في مظاهرات أول من أمس، وبلغت أكثر من 2500 بين قتيل وجريح، وهو ما يمثل نحو نصف ما سقطوا من ضحايا المظاهرات التي انطلقت مطلع الشهر واستمرت لـ6 أيام. ورغم وقوع نحو 1500 جريح في بغداد ومقتل 8 أشخاص بحسب مفوضية حقوق الإنسان، فإن العاصمة بغداد لم تشهد مستويات عالية من العنف ولم تحرق فيها مقرات الأحزاب والفصائل مثلما حدث في محافظات وسط وجنوب العراق، خصوصاً في محافظات المثنى والديوانية وميسان وذي قار، حيث قامت الجماهير الغاضبة بمداهمة وإحراق جميع مقار أحزاب وفصائل «الدعوة، وعصائب أهل الحق، وبدر، وتيار الحكمة، والفضيلة، وحركة الأوفياء، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء» إلى جانب حرق بعض المباني الحكومية وبيوت بعض المسؤولين.

وأبلغ ناشط في محافظة ميسان «الشرق الأوسط» أن «المتظاهرين قاموا بـ(تأميم) جميع هذه المحافظات وأعلنوا خلوها من مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة». ويضيف أن «ذلك يكشف عن عمق الفجوة بين الشعب وجميع الأحزاب والفصائل في بلد يدعي أنه ديمقراطي».

وأعلن قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن علي غازي الطائي، اعتقال عدد من الذين حرقوا مجلس محافظة الديوانية ومقرات الأحزاب. وكشف الطائي في مؤتمر صحافي، أمس، عن «وضع خطة لتأمين المحافظة وحماية الأماكن الحيوية في الديوانية، وأن كل من يعتدي على المباني الحكومية سيعامل معاملة الإرهاب». ولم تخلُ عمليات الحرق التي طالت مقار الأحزاب وبعض الدوائر الحكومية من مستويات عالية من العنف جوبهت بحملة انتقادات واسعة من نشطاء ومدونين، بعدما تسببت تلك العمليات في حرق ومقتل 12 شخصاً في محافظة الديوانية بعد اقتحام وحرق مقر لمنظمة «بدر» التي يتزعمها النائب والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري. وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون عمليات الحرق والتمثيل بالجثامين التي طالت القيادي في «عصائب أهل الحق» أبو جعفر العلياوي وأخاه في محافظة ميسان وحرقهما في سيارة للإسعاف ثم التمثيل بجثتيهما. وقامت حركة «العصائب» أمس بتشييع الجثمانين، وحمل أمينها العام قيس الخزعلي أميركا وإسرائيل المسؤولية عن مقتل العلياوي. ويقول الناشط المدني كاظم الدراجي في ميسان لـ«الشرق الأوسط» إن «المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر للعصائب فرد عليهم الحراس بإطلاق النار، ما أدى إلى موجة غضب عارمة نتيجة إصابة ومقتل بعض المتظاهرين، أدت لاحقاً إلى التمثيل بالعضوين المصابين من عصائب أهل الحق اللذين كانا في سيارة للإسعاف». ويضيف الدراجي أن ميسان شهدت مساء أول من أمس، «تبادل إطلاق كثيف للنار بين جماعات يعتقد أنها تنتمي لفصائل مسلحة، وبدت المحافظة كأنها تعيش أجواء حرب أهلية، لكن الهدوء النسبي عاد صباحاً للمدينة، رغم أن بعض المتظاهرين تجمعوا ظهراً أمام هيئة الحشد وطالبوا بإخلائها». وأعلنت غالبية الحكومات المحلية في محافظات الوسط والجنوب حظراً شاملاً وجزئياً للتجوال على أمل ضبط الأوضاع والحد من حالة الهيجان والانفلات الشعبي، وأعلنت السلطات المحلية في بغداد، أمس، إرسال تعزيزات عسكرية لفرض الأمن في تلك المحافظات، بعد قيام جماعات مسلحة بحمل الأسلحة علناً في الشوارع. وفرضت قيادة شرطة محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، التي شهدت إصابات وقتلى بين المتظاهرين، لكنها لم تشمل حرق مقار حزبية، أمس، حظراً شاملاً للتجوال في المحافظة، وقامت قوات شرطة النجدة، عبر مكبرات الصوت، بمطالبة السكان بغلق المحال التجارية فوراً، ومنعت التجمعات.

 

الأردن: ترقب حزمة حوافز اقتصادية حكومية تحسباً لأي حراك شعبي

وزير داخلية اردني سابق: يسقط كل من ينادي بإسقاط النظام... التقليد الأعمى لا يفيد

عمّان: محمد خير الرواشدة/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

عشية الإعلان المرتقب للحكومة الأردنية، اليوم الأحد، عن حزمة إجراءات من شأنها تحفيز الاقتصاد في البلاد، تتعلق بالاستثمار والضرائب وكلف فواتير الطاقة المحلية، وصف سياسيون القرارات تلك بـ«الإجراءات الوقائية» التي تسبق أي احتمالات «لتأثر الحراك الشعبي الأردني بمحيطه العربي». وتطلق حكومة الدكتور عمر الرزاز اليوم الأحد، برنامجا جديدا للإصلاح الاقتصادي بتوجيهات ملكية، فيما كانت أوساط نشطاء قد تفاعلت مع الاحتجاجات التي تجتاح الجمهورية اللبنانية، وسط عقد مقاربات محلية لمظاهر تلك الاحتجاجات، ودعوات محدودة النطاق لمحاكاتها. وفي الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية التي نفذتها مجموعات شبابية في محيط منطقة الدوار الرابع، على مقربة من مقر الحكومة الأردنية، حاول شباب أردنيون تنفيذ دبكات شعبية في محاولة لتقليد المظاهرات في بيروت. غير أن هتافات من قبل مجموعة شبابية، ارتطمت بسقف المعارضة الحزبية التي رفضتها، طالبت «بإسقاط النظام» في محاولة للتشبه بشعارات الربيع العربي، في دورته الثانية التي أصابت دولا عربية. ذلك الشعار استنفر جهود الرفض السياسي والشعبي وعلى نطاق واسع، فخرجت عدة تصريحات من شخصيات بارزة، من بينها مدير الأمن العام ووزير الداخلية الأسبق، حسين هزاع المجالي، الذي عُرف بنظرية الاحتواء الناعم لاحتجاجات الربيع الأردني إذ تولى المسؤولية، مغرداً أمس السبت على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بقوله: «يسقط كل من ينادي بإسقاط النظام. التقليد الأعمى لا يفيد. نحن من تراب هذا الوطن نحافظ عليه بالدفاع عن ترابه وعن قيادته الهاشمية. هذهِ القلة لا تعي ما تطالب به».

الرفض الذي عبّر عنه المجالي، انسحب على مواقف مماثلة لإعلاميين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضوا فيها تلك الهتافات واعتبروها محاولة لتقليد احتجاجات شعبية من خارج البيئة الأردنية، واستحضار نماذج في المعارضة دخيلة على المعارضة السياسية في البلاد.

ومن أبرز تلك التعليقات، ما نشره الناشط والإعلامي جهاد أبو بيدر على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بقوله: «بعض هتافات الرابع... مخزية... ولا تمثل مطالب الناس بالإصلاح ومحاربة الفساد... بعض الهتافات قمه العيب والتخلف والانتهازية... ومن طالب بإسقاط النظام لم يكن يريد خيرا لا للبلد ولا لحراك الرابع». وبعيدا عن ربط السياسيين بين إعلان الحكومة لخطة طوارئ اقتصادية لإنعاش الواقع المعيشي للمواطنين والواقع الاقتصادي الأردني المتراجع، رأى رئيس اللجنة المالية في البرلمان الأردني، خالد البكار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الملك عبد الله الثاني تدخل بحسم من أجل قيادة خطة اقتصادية متكاملة تهدف إلى تحسين دخل المواطن عبر زيادات مباشرة على الرواتب، اعتبارا من مطلع السنة المالية الجديدة، وإحداث تنمية حقيقية من خلال مصفوفة قرارات تحفيزية للقطاعات الصناعية والتجارية.

واعتبر البكار أن قيادة الملك لسلسلة جلسات خلال الأسبوع الماضي، جاءت لمعالجة تشوهات الاقتصاد المحلي في بلاده، كما جاءت بعد تباطؤ الحكومة في اتخاذ إجراءات حقيقية تنعكس على حياة المواطن، الذي بات غاضبا من استمرار تراجع الواقع المعيشي أمام ارتفاع أسعار الخدمات وثبات معدل الدخل. ولم يخف البكار خشيته، من أن المزاج الشعبي الغاضب، قد يحمل المواطنين إلى التعبير عن غضبهم في حال استمرار تراجع المؤشرات الاقتصادية، معوّلا على آثار القرارات الاقتصادية المرتقبة التي ستعلن عنها الحكومة في تراجع حدة الانتقادات، خصوصا أن بعض القرارات والإجراءات سيكون لها أثر مباشر على الأسواق المحلية وعلى دخل الأفراد.

أما نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، فقد رأى أن حالة الرأي الأردني اليوم، مثيرة للقلق، بعد «إخفاق لحكومة الرزاز» في التعامل مع عدة أزمات، كان آخرها أزمة المعلمين التي شهدت تنفيذ إضراب للعملية التعليمية لمدة شهر كامل. وقال العبادي الذي كان الرجل الثاني في حكومة الدكتور هاني الملقي، لـ«الشرق الأوسط» إن أزمة المعلمين، انعكست على «المزاج العام للرأي العام الأردني»، والحكومة قدمت للمعلمين في نهاية الأزمة، ما يفوق «مطالبهم»، ما يعني فتح شهية النقابات الأخرى التي تمثل أيضا قطاعات واسعة من المجتمع الأردني. ويعتقد العبادي أن طروحات الحكومة بزيادة رواتب القطاع العام والتوجه نحو إلغاء الهيئات المستقلة في البلاد، يندرج في باب «الإجراء الاحترازي» والخطوة الاستباقية لمنع أي «تحركات وشيكة أو احتجاجات قد تندلع في أي لحظة»، على حد قوله. واستمع العاهل الأردني خلال رئاسته لثلاث جلسات في الأسبوع الماضي، لانتقادات حادة للسياسات الاقتصادية في البلاد، فيما عرض اقتصاديون بارزون جملة من القرارات الحكومية التي أضعفت الأسواق وتسببت في حالة عامة من الركود. وأمام الرسائل الإيجابية التي سعت الحكومة لبثها خلال الأيام الماضية، رفض الملك الأردني الاستعجال في الحكم على نتائج القرارات الاقتصادية المرتقبة، وحذر أمام عدد من السياسيين والاقتصاديين من رفع سقف التوقعات من تلك القرارات للمواطنين، مشيرا إلى أن الأوضاع ستشهد تحسناً على مراحل وليس «في يوم وليلة». وفي سياق استباقه لحملات التشكيك التي يطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قال عبد الله الثاني: «رح نضل نحكي بإيجابية وسنحارب السلبية»، مشيرا إلى أن هناك من «لا يحبون الخير لبلاده من الداخل والخارج»، فيما أظهر إصراره بوضوح على تنفيذ الخطة الاقتصادية تحت شعار «محاسبة الجميع»، مشددا على قوله «بكفي»، مطالباً الإعلام بدوره في شرح إيجابيات الخطة.

 

موسكو تتهم واشنطن بـ«سرقة» النفط السوري وبوتين بحث «تطبيق إعلان سوتشي» مع مجلس الأمن الروسي

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

بالتوازي مع تسريع تحركاتها العسكرية والدبلوماسية لضمان تنفيذ اتفاق سوتشي مع أنقرة، شنت موسكو أمس، هجوما قويا على قرار الولايات المتحدة نشر قوات في منطقة شرق الفرات، واتهمتها بمواصلة «سرقة النفط السوري» والتصرف على طريقة «قطاع الطرق»، ونشرت وزارة الدفاع خرائط وصورا التقطتها وسائل الرصد الجوي قالت بأنها تظهر مسارات تهريب الثروات السورية، وقدرت حجم «السرقات» بـ30 مليون دولار شهريا. وأعلن الكرملين أن تطورات الوضع في سوريا كانت محورا أساسيا للنقاش مساء أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي دعا إليه الرئيس فلاديمير بوتين. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف بأن الاجتماع ركز على سير تطبيق مذكرة التفاهم الروسية التركية والوضع حول شمال شرقي سوريا. وأفاد أنه «جرى تبادل شامل للآراء حول تنفيذ المذكرة المتفق عليها بين رئيسي روسيا وتركيا، وحول الوضع في سوريا عموما».

تزامن ذلك، مع تركيز موسكو على التحركات الأميركية في مناطق شرق الفرات، وشن المستويان العسكري والدبلوماسي هجوما لاذعا على واشنطن. إذ أعربت الخارجية الروسية عن «قلق بالغ» إزاء خطط الولايات المتحدة نشر قوات إضافية في المناطق النفطية شمال شرقي سوريا.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن «تأثيرات سلبية جدا» لهذه الخطوة على الوضع في سوريا والمنطقة، خصوصا على خلفية التفاهمات التي تم التوصل إليها بين موسكو وأنقرة بشأن انسحاب المقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية مع تركيا.

وفي تعليقه على إعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الجمعة نية بنتاغون تعزيز وجوده العسكري في الحقول النفطية في محافظة دير الزور حذر ريابكوف من «تعقيدات جديدة» تسعى واشنطن إلى وضعها، وشدد على أنه «لا يجب أن يُغري العمل الذي قامت به قيادتا روسيا وتركيا في الفترة الأخيرة، أي طرف يسعى لإعادة رسم الملامح أو إدخال تغييرات على الوضع مجددا». ولفت ريابكوف إلى أن القلق الروسي يتزايد بسبب «الإشارات المتباينة» من جانب واشنطن بشأن خططها ونياتها في سوريا. موضحا أن «هذه التباينات سببها مواصلة (واشنطن) الاعتماد على النهج السابق الساعي لتعزيز مجالات الضغط متعدد الأطراف على الحكومة الشرعية في دمشق». محذرا من أن موسكو «لا يمكن أن تقبل بهذا المسار، وهذه النقطة لا يمكن أن تكون عنصر اتفاق بين موسكو وواشنطن».

وكانت وسائل إعلام روسية نشرت صورا ومقاطع فيديو تظهر إعادة واشنطن نشر قوات في مناطق شرق الفرات. وظهرت في الصور آليات وأرتال أميركية في طريقها نحو مناطق تمركز في دير الزور. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قد ذكر أن رتلا عسكريا أميركيا دخل عبر معبر الوليد قادما من شمال العراق واتجه نحو النقاط الأميركية الموجودة في المحافظة. ترافق ذلك مع تصعيد المستوى العسكري الروسي هجومه على تحركات واشنطن، واتهمت وزارة الدفاع الروسية العسكريين الأميركيين بتسهيل عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد. ونشرت الوزارة على موقعها الإلكتروني صورا تم التقاطها عبر الأقمار الاصطناعية، ظهرت فيها قوافل من الصهاريج المحملة بالنفط تتجه إلى خارج الأراضي السورية. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أن عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أميركية تتجاوز 30 مليون دولار شهريا، موضحا أن «تكلفة برميل النفط السوري المهرب، تبلغ 38 دولارا، وبذلك تتجاوز العائدات الشهرية من هذا النشاط الذي يقوم به موظفون أميركيون، 30 مليون دولار شهريا».

وقال المسؤول العسكري بأن ما تقوم به واشنطن من خلال بسط سيطرتها على حقول النفط في شرق سوريا هو «عمل قطاع طرق، ولكنه يجري على مستوى دولي». ولفت إلى أن «عائدات تهريب النفط السوري ترسل مباشرة عبر سماسرة إلى حسابات مؤسسات أمنية أميركية خاصة، وإلى حسابات وكالات الأمن الأميركية»، وزاد المتحدث أن هذه «التدفقات المالية التي لا تخضع إلى أي تحكم أو ضرائب في الولايات المتحدة، ستجعل البنتاغون والمؤسسات الأمنية الأميركية مستعدة للدفاع بشكل دائم عن آبار النفط في سوريا متذرعة بشماعة وجود خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش في المنطقة». وفي شرح لمحتويات الصور التي تم التقاطها في سبتمبر (أيلول) الماضي قال الناطق العسكري: «تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية، أن النفط السوري كان يستخرج، تحت حراسة قوية من العسكريين الأميركيين، ويجري نقله بواسطة الصهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي «داعش» في مناطق شرق الفرات».

ولفت إلى أن «الموارد والثروات الموجودة في سوريا لا تعود ملكيتها بالتأكيد إلى تنظيم داعش ولا تعود للقوات الأميركية، وهي ملكية خاصة للدولة السورية فقط».

وردا على تعليق البنتاغون بأن واشنطن تبقي على قواتها لحراسة المناطق من الإرهابيين، بأنه «لا توجد في القانون الدولي ولا حتى في القانون الأميركي نفسه نصوص تقر بشرعية وجود القوات الأميركية لحماية الموارد الطبيعية المملوكة لسوريا وشعبها». وخلص إلى أن «ما تفعله واشنطن الآن هو الاستيلاء والسيطرة المباشرة على حقول النفط شرقي سوريا، وهذا نشاط قطاع الطرق على مستوى دولي (...) إننا ببساطة نشهد عمليات سطو ونهب على مستوى دولة كبرى». على صعيد آخر، نفى مركز المصالحة الروسي في سوريا صحة تقارير تحدثت عن وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وجماعات مسلحة موالية لتركيا في منطقة تل تمر بريف الحسكة شمال سوريا. وقال رئيس المركز الروسي، اللواء أليكسي باكين، إن «تقارير بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول تصعيد الأوضاع واشتباكات بين القوات الحكومية والتشكيلات الموالية لتركيا قرب بلدة تل تمر في محافظة الحسكة لا تتطابق مع الواقع». وأشار باكين إلى استمرار انتشار وحدات الجيش السوري عند خط التماس مع القوات التركية، مضيفا أن مركز المصالحة يتابع الأوضاع في المنطقة، وهي «مستقرة». وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الشرطة العسكرية الروسية سيرت دوريات أمنية في طريق جديد على الحدود السورية التركية انطلاقا من مدينة القامشلي. وأفادت في بيان «قام رتل للشرطة العسكرية الروسية في الـ25 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) بدوريات على الحدود السورية التركية سالكا طريقا جديدا» من القامشلي. وسبق أن أطلقت الشرطة العسكرية الروسية دورياتها من القامشلي إلى عامودا.

وأوضحت الوزارة أن الطول الإجمالي للمسار الجديد يزيد عن 210 كلم. وقالت بأن دوريات بدأت بالعمل في مناطق محددة في شمال شرقي سوريا، وتعمل على تسهيل انسحاب المسلحين الأكراد مع عتادهم إلى خارج الشريط الحدودي الممتد بعمق 30 كم، بموجب الاتفاق الموقع بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، في سوتشي أن «تقوم الشرطة العسكرية الروسية والسلطات السورية بتوفير الأمن للمواطنين المحليين ودعم النظام العام».

 

نتنياهو: الشرق الأوسط يمر بهزة أرضية

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 تشرين الأول/2019

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، التوترات التي تشهدها عدد من دول المنطقة بأنها تمثل «هزة أرضية»، واعتبر أن التحديات الراهنة تُوجب تشكيل حكومة إسرائيلية قوية. وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم (الأحد): «الشرق الأوسط يمر بهزة أرضية مرة أخرى، إذ يعصف لبنان ويعصف العراق، بينما تتقدم إيران قدماً، وبسرعة في كل هذه المساحات». وأضاف: «ندرك أن القوة التي خدمتنا حتى الآن، لا بد أن تتعاظم مستقبلاً... والتحديات الراهنة وكذلك التحديات التي تكمن في المستقبل القريب توجب علينا اتخاذ قرارات صعبة تستلزم وجود حكومة متينة وقوية، ومن هنا تبرز الأهمية الكامنة في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة». وقال: «هذه ليست مسألة سياسية، وإنما مسألة وطنية. إنها مسألة أمنية في غاية الأهمية. وآمل أن نستطيع إحراز تقدم بغية تحقيق هذه الغاية خلال الأيام القليلة المقبلة». ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بيني غانتس، في وقت لاحق اليوم، نتنياهو، ضمن المساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان في مخاض الخروج على أمير الحرب؟

محمد أبي سمرا/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

هل وضعت انتفاضة 17 تشرين الأول المستمرة لبنانَ في مخاض خروجه على تاريخ حروبه الأهلية الدامية والباردة، وعلى سلطان أمير الحرب الذي يعتقله اليوم، ويحوّله إمارة حربية؟

أظهرت انتفاضة اللبنانيين الراهنة - انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 الجاري، الشبابية والشعبية - أن المسافة قصيرة بين وقائع يومياتها، قولها ولغتها ونبضها في الشوارع والساحات، وبين شاشات التلفزيون التي ساهمت بقوة وفاعلية في دبيبها وتوسعها وانتشارها وصناعتها في الأماكن والعلنية العامة والبيوت. فالانتفاضة شدّت الناس إلى الشاشات التلفزيونية، وأجلستهم أمامها ساعات وساعات في البيوت، بقدر إسهام الشاشات في إخراج الناس من بيوتهم إلى الساحات والشوارع، للتجمهر والاعتصام والاحتفال فيها، ولطلب الوقوف والكلام والظهور على الشاشات التلفزيونية، بحميّة واندفاع لافتين ومحمومين.

الحريري وأمير الحرب

وقد يكون لبنان واللبنانيون بلداً وشعباً تلفزيونيين، ولا شيء يوحّدهما أكثر من التلفزيون الذي يشكل مرآة أساسية لوقائع حياتهم اليومية، حوادثها والخبر عنها ولغتها، ويتدخل في صناعتها. وهذا أقله بعد الحرب (1975-1990)، ومنذ بداية زمن رفيق الحريري اللبناني في مطالع التسعينات من القرن الماضي. وهو زمن اختُتِم باغتياله المدوي، وبمساهمة التلفزيون الفاعلة والقوية في تأجيج "انتفاضة الاستقلال" أو "ثورة الأرز"، الوليدة من حادثة الاغتيال، والمستمرة ما بين 14 شباط و14 آذار 2005. وقد تكون تلك الانتفاضة والانتفاضة الحالية أقوى أوقات توحيدهم التلفزيوني.

وبعد انتفاضة 2005، سرعان ما بدأ زمن السيد حسن نصرالله التلفزيوني، منذ اختبائه بعد حرب تموز - آب 2006، وعدم ظهوره مذّاك وحتى اليوم، إلا في خطبه الدورية المشهودة المتلفزة، التي صنعت هالته المقدسة. ولما كان لهذه الهالة أن تبلغ هذا القدر من السطوة، لولا إيران الخمينية ومالها وسلاحها وعقيدتها الشيعية الحسينية الكربلائية، وصناعتها المقاومة الشيعية للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وحروب حزبها في الداخل اللبناني، وفي حرب أو مقتلة ومجازر النظام الأسدي للشعب السوري الثائر وتشريده وتدمير سوريا.. ولولا الإطلالات التلفزيونية الدورية لأمير الحروب الإيرانية الدائمة في لبنان وسائر المشرق، منذ اختبائه بعد حرب 2006.

اختفاء المهرجين

لا شك في أن انتفاضة 17 تشرين الأول المستمرة في لبنان، قوضت مسرح التهريج اليومي للزعماء السياسيين اللبنانيين ومهاتراتهم وفضائحهم، وكشفت ضحالتهم، ومزقت الشرنقة الخانقة والموبوءة والقميئة التي سُجنت فيها حياة اللبنانيين السياسية. أقلَّه منذ حاصرت انتفاضة 14 آذار أمير الحرب، فحاصرت الاغتيالاتُ والتفجيرات زعماءَها وقادتها، ورماها الأمير إياه بـ"النصر الالهي" الذي حوّل لبنان "جمهورية خوف"، وراح يخاطبها تلفزيونياً من مخبئه السري، مهدداً متوعداً نيابة عن سيده الإيراني وجيشه السري في لبنان.

أما النواب والوزراء اللبنانيون الذين يعيّنهم ويديرهم الزعماء "الكبار" الخمسة أو الستة (حسن نصرالله، نبيه بري، ميشال عون، سعد الحريري، وليد جنبلاط، وسمير جعجع)، فقد غيبتهم انتفاضة 17 تشرين، وأسدلت عليهم يومياتها، موقتاً على الأقل، ستاراً، فبدوا من ورائه كما صورتهم كلمات المنتفضين في الشوارع والساحات وشهاداتهم المتلفزة: زمرة من الدهاقنة النّهابين المتسلقين والدجالين، الذين أفقروا البلاد وتسلطوا عليها، وتركوا أهلها يتخبطون في الذل والمهانة والقهر.

ولم يكذّب الزعماء ونوابهم ووزراؤهم وبطاناتهم وحاشياتهم ما ذهبت إليه الانتفاضة، فسكتوا واختفوا بعدما انهار مسرحهم، وعجزوا عن أي قول يرد عنهم سيل التهم المنهالة عليهم كعاصفة مفاجئة انفجرت في وجوههم وأخرستهم، بعدما كان هذرهم الفضائحي يملأ الشاشات التلفزيونية ويشغل الناس.

وبعد الأيام الأولى من انتفاضتهم، انتقل ناس الانتفاضة في الشوارع والساحات وعلى الشاشات، من شتم زعمائهم إلى التظلم منهم، وصوّرُوهم وباءً سمّم حياتهم ونكبها وجعلها لا تطاق، ولم يترك لهم خلاصاً من الوباء ومنهم سوى الخروج إلى الشوارع والانتفاض عليهم وشتمهم بلا هوادة، وعرض مظالمهم الشخصية، فرداً فرداً، أمام الكاميرات التلفزيونية. أما زعماؤهم الثلاثة الأساسيين والمتصدرين بتفاوت المشهد السياسي والحكومي (حسن نصرالله، ميشال عون وظله جبران باسيل أو العكس، وسعد الحريري)، فخرجوا عليهم في إطلالات تلفزيونية ثلاث، ووافقوا على أقوالهم ومظالمهم، وكالوا لها ولهم المدائح والنصائح، لتكون انتفاضاتهم مقبولة وفاعلة. ورمى كل من هؤلاء الزعماء المسؤولية عما آلت إليه أحوال البلاد وأهلها، على سواه، متبرئاً هو ورهطه منها. والحق أن تقاذف المسؤولية والتبرّؤ منها، هو لب السياسة اللبنانية ومركبها الديموقراطي الطائفي.

الإرث والثورات المضادة

وجعل المنتفضون انتفاضتهم وانفجارها، منصة تلفزيونية لتبرُّئهم من زعمائهم وأفعالهم المديدة، ومن سكوتهم المديد عليهم وعلى تلك الأفعال. وهم في هذا قسروا الانتفاضة كلها، كلاماً وصوراً وكرنفالات، على ذلك التبرّؤ، على مسرح سيال يعرض أحوالهم ومظالمهم، مبتهجين بخروجهم من شرانقهم وولاءاتهم التي سجنهم الزعماء فيها، وسجنوا أنفسهم، أقله منذ تسعينات القرن الماضي. وذلك بعدما خرجوا خروجاً منقوصاً وموقوفاً من حروبهم الأهلية أولاً، ومن قمقم الوصاية والسيطرة والولاية الأسدية عليهم وعلى بلادهم وزعمائهم، وإرادتها وإدارتهم على مثال حرب أهلية باردة، صدعوا واستجابوا إليها صاغرين، وأخرجهم منها وعليها اغتيالُ رفيق الحريري، خروجاً منقوصاً ومعلقاً.

لكن انتفاضة 17 تشرين الأول المستمرة سكتت سكوتاً تاماً عن ذلك الإرث المديد الذي يشكل مسار تاريخ لبنان السياسي ومداره، منذ بدايات حروبه في العام 1975. وهذا ما فعلته انتفاضة الاستقلال سنة 2005، بسكوتها عن التاريخ والإرث الذين سبقاها. وفي الانتفاضتين هاتين، كانت الكرنفالات الآنية في الشوارع والساحات وعلى الشاشات التلفزيونية، هي الفعل السياسي المشهدي الأساسي، والذي طغى على القول والعمل السياسيين. وحده أمير الحرب التلفزيوني وجيشه السري وجمهوره المرصوص المطواع، كانوا متهيئين على الدوام للقيام بانتفاضات أو ثورات مضادة، تستعمل التلفزيون ومشهدياته أدوات سياسية حربية واقعية، وغير آنية، بل معدّة ومبرمجة ومخطط لها في السر والخفاء. لذا حطم أمير الحروب ورهطه، بثورتهم المضادة المبرمجة خطوة خطوة، انتفاضة استقلال 2005 التي عجزت مشهديتها الكرنفالية الديموقراطية والآنية، عن القول والفعل السياسيين اللذين يحوّلان مراجعةَ التاريخ الكئيب السابق عليها والمفضي إليها، عملاً سياسياً ديموقراطياً، فاعلاً ومستمراً في دوائر العلانية العامة ومنابرها.

ولم تستفد انتفاضة 17 تشرين الأول الراهنة من انتفاضة الاستقلال المحبطة والمهزومة، والتي حولها زعماء السياسة والجماعات ورهطهم دوائر ومنصات وشرانق لتمتين زعاماتهم وأجهزتها الحزبية المغلقة على الولاءات والإعالة والتصدر والمكانات، وتقاسم المغانم.

بل قد تكون الانتفاضة الجديدة قد استفادت من انتفاضة 2005، بخروجها الصريح من شرانق الزعماء وأجهزتهم الحزبية والسياسية، وعليها، قولاً وفعلاً وعملاً، بعدما نضبت مصادر الإعالة وتقاسم المغانم في إدارة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، وأشرفت على الانهيار والإفلاس.

العونية المتأخرة

وقد يكون التيار أو الشيعة السياسية العونية هي الأشد جوعاً ونهماً إلى المغانم والإعالة والتسلق والتصدر والمكانة، لأنها وصلت متأخرة إلى نادي قدامى زعماء الحروب والمغانم وشرانقهم، وأرادت إحداث انقلاب فيها، وخصوصاً على الحريرية التي تصدرت على نحو هادئ ومديد المشهد السياسي في دولة ما بعد الحرب، باسم الإعمار والبناء، في ظل الوصاية الأسدية على لبنان، وتقسيمها السياسة والحكم والدولة والبلاد والجماعات إلى دوائر واختصاصات متفرقة متباينة، وتابعة كلها لها وتديرها: حذف المسيحيين عموماً من المعادلة اللبنانية وتهميشهم، ونفي زعمائهم، لقلة عدائهم للغرب وإسرائيل، وعدم حربهم عليها بوكالة أسدية ونيابة عن ديكتاتورية في سوريا. واستعمال الحريري لإدارة الإعمار والبناء وتوزيع المغانم على أمراء الحرب والطوائف. واستعمال الشيعية أهل حرب وإمارة حربية على إسرائيل، بوكالة أسدية - إيرانية مزدوجة.

وبعد حرب 2006، والثورة السورية القتيلة والمغدورة منذ 2011، راحت الإمارة الحربية الشيعية وأميرها يتسلطان على لبنان تسلطاً كاملاً لتحويله كله إمارة حرب أمنية وسياسية إيرانية. وبعد مخاض عسير أوكلت إلى الحريرية الجديدة المنهكة إدارة الشؤون الحياتية والمعيشية في هذه الإمارة، بالتقاسم مع الشيعة العونية الجائعة والنهمة الى المغانم والتصدر، والى الثأر من الحريرية التي أرسى ركائزها رفيق الحريري.

معجزة سياسية

هذا الإرث الثقيل والمديد هو الذي تحاول انتفاضة 17 تشرين الأول المستمرة الخروج منه وعليه، بشتيمة الزعماء أولاً، وبالتظلم منهم ثانياً، وبإحيائها كرنفالات يومية في الشوارع والساحات، احتفالاً بهذا الخروج الآني الكبير. وهو خروج كبير بقدر ما ضاق به صدر أمير إمارة الحرب اللبنانية، الخبير بالتحضير للانتفاضات أو الثورات المضادة، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والتي باشرها في ساحتي رياض الصلح والشهداء، قبل بدئه بخطبته الأخيرة وفي ختامها. وأشد ما يضيق به صدر أمير الحرب وجيشه السري ورهطه الجماهيري، هو نزع القداسة عنه.

وكم تبدو صعبة ومريرة وغامضة، وتحتاج إلى جهد جبار متصل، مغادرة انتفاضة 17 تشرين الأول الراهنة، الشتيمة والتظلم وعرض الحال أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية؟ وذلك لاجتراح قول وفعل سياسيين صريحين يراجع ذلك الإرث المديد والثقيل، للبدء في محاكمة إمارة الحرب وسلطان أميرها على لبنان واللبنانيين. وكذلك أسراه ومواليه من الزعماء والسياسيين الذين أسدلت الانتفاضة الراهنة الستار عليهم آنياً، فغابوا غيبته في انتظار الترويع الذي قد ترتكبه ثورته المضادة، ليعودوا الى مسرحهم الموبوء في رعايته وحمايته.

 

مصير العهد والحكومة موقوفان على انتقام باسيل من اللبنانيين

منير الربيع/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

أوصلت السلطة وتعنّتها الوضع في لبنان إلى حالة استعصاء. لم تقدّم بعد مرور أحد عشر يوماً على الانتفاضة أي تنازل لمواطنيها، الذين أبدوا عدم  استعدادهم للتنازل أو التراجع. فالصرخة كما طلقة الرصاص لا تعود عندما تخرج. وما كان مخنوقاً منذ سنوات بذرائع طائفية ومذهبية انفجر وتحرر.

تتطور تحركات المنتفضين، بأشكالها المختلفة والمبتكرة على كل الجغرافيا اللبنانية، ستستمر في الأيام المقبلة، ما يوحي أن الانتفاضة دخلت المسار الطويل الذي لن ينتهي من دون تحقيق أهدافه المرحلية. وهدفه الأول هو إحداث صدمة إيجابية، تتمثل بإسقاط التركيبة الحكومية.

النفس الطويل وسقوط "الحل الأمني"

لا تراجع حتى تحقيق المطالب. المخاض طويل. الانتفاضة عرضة للتهويل والتخويف والعنف والدماء. المواطنون كسروا حاجز الخوف. المطالب تتخطى السياسة وتركيبة السلطة في لبنان. وهذا ما يجتمع عليه اللبنانيون في مواجهة محاولات "تسييس" تحركاتهم على معنى التفريق. الأكيد أن لا انتفاضات بلا أهداف سياسية. واللبنانيون وضعوا هدفاً هنا يتخطى الانقسامات العمودية التي شهدها لبنان قبل 14 عاماً. ولهذا السبب بالتحديد، تسعى السلطة إلى إلصاق اتهامات سياسية بجمهور الساحات والتظاهرات، من أجل غاية خسيسة واحدة: إعادة إحياء الانقسام السياسي أو الطائفي.

أمام هكذا تحدٍ، على المواطنين المنتفضين التمتع بالنفس الطويل، لأن أسلوب السلطة هو شراء الوقت، وانتظار تعب الناس، وبث البلبلة السياسية (الطائفية والمذهبية). حققت الانتفاضة الكثير في أيامها الأولى، أعظمها وحدة اللبنانيين، وأهمها إسقاط "العهد" سياسياً وشعبياً ومعنوياً. إضافة إلى تراجع الحكومة عن بنود موازنتها الضريبية ورسومها وإقرار "ورقة إصلاحية" كاعتراف بصوابية الانتفاضة وأحقية مطالبها. وبالتالي، سخافة تخوينها. بالمقابل، تستمر السلطة المتهافتة في المكابرة والعجرفة، متشبثة بإنكار الهزيمة الواقعة متحدية اللبنانيين، وفق مبدأ لا استقالة قبل إخراج الناس من الشوراع. ولهذه الغاية، كان الاجتماع الأمني الذي عقد بين قادة الأجهزة الأمنية، وتم على إثره تشكيل غرفة عمليات مشتركة للبحث في كيفية فتح الطرقات. وقد وزعت المهام على كل جهاز أمني، لتولي فتح الطريق في منطقة معينة. فـ"الأمن العام" تولى مهمة طريق المطار وطريق صيدا بيروت. بينما "أمن الدولة" تولى مهام فتح أوتوستراد بيروت الشمال، و"قوى الأمن الداخلي" تتولى فتح الطرقات في مدينة بيروت الكبرى، على أن يكون الجيش قوة داعمة لمختلف هذه الأجهزة لإتمام مهامها. لكن بعد اجتماعات عديدة، تثبتت القناعة أنه يستحيل مواجهة الناس، خصوصاً وسط الإصرار على سلمية التحركات، وفشل رهانات التلاعب السياسي أو الطائفي، أو تكرار السيناريو المفضوح في الشمال، وتحديداً في البداوي، التي عرفت سريعاً كيف تتفادى هذا الفخ. وصلت الأجهزة الأمنية إلى خلاصة أنه لا يمكن التصادم مع الناس أو فتح الطرقات من دون دفع ثمن سياسي باهظ. إنه أمر غير قابل للتحقق. حزب الله أيضاً أيقن أن الإصرار على فتح الطرقات سيؤدي إلى صدام وسقوط دماء. وهو يتجنب ذلك حالياً، فالنتائج قد تنقلب عليه. كما كانت القناعة المشتركة لدى الأجهزة الأمنية، أن كل محاولات فتح الطرقات بالقوة ستستفز المواطنين أكثر وستُقابل بازدياد أعدادهم.

الصفقة الرئاسية

وعليه، لم يبق لدى الحكومة و"القيّمين عليها" إزاء الميادين والساحات سوى لعبة عض الأصابع مع الشعب اللبناني. وفي هذا الوقت تستمر محاولات البحث عن مخرج من المأزق، خصوصاً بعد سقوط "التعديل الحكومي" كرمى لعيون بقاء جبران باسيل في الحكومة. كما سقطت المحاولة الأولى في البحث عن حكومة جديدة ومصغّرة. إذ أن عون أصر على أن يكون باسيل وزيراً فيها، وإلا لا يكون الحريري رئيساً لها. وهذه المعادلة الجديدة تتظهر كواحدة من أسرار الصفقة الرئاسية بين الحريري وعون قبل ثلاث سنوات، وتشير إلى أن الحريري أيضاً التزم بالتكامل في مساره السياسي مع باسيل. والاتفاق لم يكن ينطوي على انتخاب عون للرئاسة مقابل عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، إنما يتخطاه ليشمل باسيل. بهذا المعنى، السلطة بلا أي حل سياسي، وكل الاقتراحات سقطت، وموقوفة كلها على رجل واحد اسمه: جبران باسيل. هو "العقدة" الأساسية. صهر الرئيس هو خط أحمر لدى عون ولدى حسن نصرالله. خط أحمر بوجه الشعب اللبناني. وربما هو شخصياً يصرّ على ذلك ثأراً ونكاية بمليونين ونصف مليون لبناني أبدوا مقتاً استثنائياً له، ويبادلهم المقت ذاته على ما يبدو.

"عدو الشعب رقم واحد"

وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن الحريري أجرى مشاورات غير علنية مع رئيس الجمهورية وقوى سياسية أخرى، وقد جرى الاتفاق على البحث عن صيغة جديدة للحكومة المصغرة، على أن يستقيل عند التوافق عليها لتتشكل الحكومة الجديدة بسرعة. لكن السؤال هو ممن ستتشكل هذه الحكومة الجديدة؟ وهل الناس ستقبل بها؟ وتلفت المصادر، إلى أن باسيل لا يزال يمثّل العقبة الوحيدة أمام أي حلّ. إذ يتمسك به رئيس الجمهورية وحزب الله. بل ويريد باسيل أن ينتقم من ملايين المهانات التي أصابته بالثبات في موقعه، وباستمراره في الحكومة، على الرغم من أنه الأشد أثراً بتفجير النقمة الشعبية على السلطة والعهد، وأي حكومة جديدة الآن يتواجد فيها ستسبب رفضاً شعبياً فورياً، حتى ولو ضمت أفضل الشخصيات وأنزهها. هو الآن يعتبر أن طموحه قد تعرّض لضربة قاتلة من أقصى لبنان إلى أقصاه. لقد أضحى هذا الشخص "عدو الشعب رقم واحد"، إن استعرنا أدبيات الأفلام البوليسية.

تمسك رئيس الجمهورية بجبران باسيل منحه صفة رجل العهد. وبما أن المعركة في الشارع وفي السياسة تحولت إلى مواجهة مع باسيل، والمطلب الأول هو استبعاده من أي حكومة، فقد حوّل موقف الرئيس المعركة في لبنان إلى مواجهة ضد باسيل. لذا، يمكننا التأكيد أنه سقط في الانتخابات الرئاسية، وحلمه لم يعد قابلاً للتحقق بمعركة سياسية طبيعية، إلا إذا أراد تكرار تجربة "التمديد" لإميل لحود التي كان ثمنها حماماً من الدماء. هذا لا يتوقف على ورعه بالتأكيد.. بل على استعداد "صاحب القرار" (حزب الله) أن يقترف ذلك. والواضح، راهناً، أن الحزب يتهيب ذلك.

 

لائحة بالسفارات والدول التي تمول الثورة

وليد حسين/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

بعد المعلومات الدقيقة التي توافرت لغرفة عمليات حزب الله عن السفارات والأشخاص الذين يمولون التظاهرات، التي عمت كل المناطق اللبنانية، بدأ أثر التمويل يظهر في الساحات.

وتبيّن أن هناك مؤامرة فعلية على البلد يقف خلفها اللبنانيون جميعاً، حتى أنهم لم يخفوا الأمر وراحوا يوزعون صورهم، ويؤكدون على أنهم يمولون الثورة، للرد على اتهامات أمين عام حزب الله حسن نصر الله. وهذا التمويل الذي لجأ إليه اللبنانيون يدلّ حقيقة على أنهم ضاقوا ذرعاً من الطبقة السياسية ويريدون الخلاص منها، حتى لو اقتضى الأمر بذل أموالهم لنجاح ثورتهم.

الاستخفاف بالعقول

لكن حملة الرد على اتهامات نصر الله، بشقها الجدي لا طائل منها على حد قول أحد الناشطين، الذي تمنى لو اقتصرت على الفكاهة والنكات. فمن قام بالحملة لم يسأل نفسه أن آخر من يحق له سؤال الناس عن التمويل هو حزب الله الممول من إيران، كما قال. وأضاف متسائلاً: هل فعلاً علينا الكشف عن ممولينا، في حال وجدوا، لمن حمل ملايين الدولارات في الصناديق وراح يوزعها على سكان الضاحية بعد حرب تموّز؟ وحتى لو كشفنا له أدق التفاصيل وبالأرقام، وعددنا السندويتشات والمناقيش، هل سيقتنع بأن لا أحد يموّل الثورة؟

وبعيداً من الهزء والتنكيت، الذي تناول به المتظاهرون كلام نصر الله عن التمويل، وبدا من تعليقاتهم أنه حتى الأطفال لن يقتنعوا باتهاماته.. ذهبت وسائل إعلام معروفة التوجه بحَبْك شباك المؤامرة على نحو ركيك ومصطنع، ثم انتقلت إلى ترويجها وكشف المستور فيها، ولم تخل من الضحالة والاستخفاف بعقول اللبنانيين، حتى باتت أشبه بمن يكذب الكذبة ويصدقها.

حلو عنا

لعل الوهلة الأولى التي بدرت عن الناشط في مجموعة حلو عنا محمود فقيه، تعبّر عن كيفية تلقف الناشطين لاتهامات نصر الله. فلدى سؤاله عن طرق التمويل التي تعتمدها المجموعة أجاب مستنكرا وبعفوية من شعر بتلقي سهام الاتهام: "وحياة القرآن ما حدن بيموّلنا وما عنا تمويل". لكن وبعد أن هدأ من روعه شرح لـ"المدن"، أنهم عمدوا إلى جمع مبلغ مئتي دولار واستأجروا حافلة صوتيات في يوم غزوة حزب الله على ساحة الشهداء. وتبيّن أن صاحبها من مناصري الحزب، إذ سرعان ما انسحب من الساحة بعد خطاب نصر الله، فضاعت دولاراتهم هباءً. ولم يتمكنوا من جمع غيرها، خصوصاً أن الناشطين في المجموعة من محدودي الدخل ولم يقبضوا حتى رواتبهم بعد. ما جعلهم يتشاركون مع بقية المجموعات الكراسي ويأكلون من الخيم التي تقدم الطعام.

العوز الشيوعي

الشيوعيون واليساريون والناشطون المستقلون ليسوا أفضل حالاً من "حلو عنا". لكن قدرتهم في التأثير بالمقربين منهم يقيهم شر عوز "السفارات". إذ يعمدون إلى جمع التبرعات من المناصرين والحزبيين في لبنان بشكل يومي، وبمبالغ بسيطة تبدأ بألف ليرة، وقد لا تصل إلى المئة ألف ليرة من كل متبرع. لكن في المقابل يتلقون تبرعات عينية مثل الطعام الذي تعدّه النساء في البيوت. وهذه حال مجموعة "المرصد الشعبي لمكافحة الفساد" التي ترفض حتى القيام بحملات تبرع إلكترونية. وفقر حال المرصد يبدو من سندويتشات الجبنة والمارتاديلا التي يعدونها في خيمتهم بهدف التوفير.

التبرع الإلكتروني

الأكثر حرفية هما مجموعتي "لحقي" و"بيروت مدينتي". فوفق منسق التثقيف في "بيروت مدينتي" بيار الخوري عمدت المجموعة إلى جمع مبلغ بسيط عبر التبرعات الإلكترونية، وأوقفوه عندما بلغ 2500 دولار، لاستخدامه لبعض اللوجستيات. إلى هذا التمويل البسيط يشير الناشط وائل لاذقاني، الذي يدير خيمة المطعم في المجموعة، إلى أنهم يجمعون المأكولات من تبرعات بعض المطاعم في بيروت ومن نساء تعد الطعام في البيوت. حتى أن أحد المغتربين اللبنانيين طلب عبر تطبيق "زوماتو" مئتي سندويش من أحد المطاعم وأرسلها إلى الخيمة.

مجموعة "لحقي" تعتمد ثلاثة طرق للتمويل وفق الناشط علاء الصايغ. جمع التبرعات بشكل مباشر من المواطنين، والتمويل الإلكتروني من المواطنين ومن المغتربين عبر تطبيق "غو فاند مي" وويسترن يونيون. وأضاف الصايغ، الحد الأقصى للتبرع هو 500  دولار من الشخص الواحد، الذي بإمكانه وضع اسمه في لائحة المتبرعين أو إبقائه مغفلاً. لكن المجموعة يصلها إشعار باسم الشخص. وهناك التمويل العيني، أي تقديم الخيم أو التنقل في السيارات، أو توفير الطعام والمياه من جمعيات أهلية ومن ومطاعم وأفران، إضافة إلى الطبخ البيتي.

الطلاب

شبكة "مدى" التي تضم مجموعات طلابية من معظم الجامعات وحركات نسوية وغيرها، ليس لديها ميزانية مرصودة من الأساس. وهي وفق الناشطين فيها لم تعمد إلى جمع التبرعات، لأنها لم تجد حاجة إليها بعد. حالياً، يعتمدون على التمويل العضوي وبميزانية صفر. فعلى مستوى الترويج على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يلجأون إلى المتطوعين من أصحاب الاختصاص الذين يعدون الصور والفيديوهات والنقل المباشر. أما اللافتات والشعارات فممولة ذاتياً وثمنها بخس ولا تحتاج لأي ممول. حتى أنهم لا يستأجرون الصوتيات، ويستخدمون تلك التي تستأجرها مجموعات أخرى.

تمويل صديق للبيئة

ولعل الطريقة التي تعبر عن الطرق الصديقة للبيئة التي يعتمدها اللبنانيون في دعم "ثورتهم" بيع النفايات التي يتركها المتظاهرون خلفهم وشراء المناقيش وتوزيعها على خيم الناشطين. ورغم المبالغ الزهيدة المحصّلة، إلا أنها تعبر عن الإبداع وتطوير سبل العيش مع أيام الثورة. فوفق الناشطون تم تحصيل نحو 700 ألف ليرة من بيع النفايات العضوية لبعض مزارع المواشي، واشتروا فيها المناقيش من الأفران الصغيرة في الأحياء.   

 

آراء أمل وحزب الله جنوباً: الجوع ولا التفريط بالمقاومة

حسين سعد/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

كنس الساحات

"خلص، لازم أشّ (تنظيف) الساحات من المتظاهرين، هول (هؤلاء) ناس مأجورين، وبالليل تتحول ساحاتهم للسكر والعربدة". هذا ما خلص اليه أحمد، وهو من جمهور حركة أمل في صور، قبل أن يستدرك قائلاً: "في ناس محقة، ونحن منهم نعاني كما يعانون. فالفقر يطال الجميع". لكنه أضاف أن  الأمور زادت عن حدها. والمطلوب هو الحسم. فقد "عطلوا البلد وشلّوه أكثر مما هو مشلول".

أجندة جعجع

سليم، يساري سابق، وهو اليوم من جمهور حزب الله، وقال: "في بداية الحراك كنت متحمساً جداً. وأحسست للمرة الأولى أن شيئاً ما قد يتغير. فينفذ برنامج الحركة الوطنية اللبنانية في السبعينات. ولكن ما حصل له بعد سياسي محلي ودولي: عهد ميشال عون الذي تدعمه المقاومة، مستهدف في أجندة قسم كبير من الحراك على رأسهم جعجع. لكن هناك مجموعات أخرى لا غبار عليها. وهي ترفع مطالب شعبية، وتشكل درعاً للمقاومة، خصوصاً في الجنوب".

تلبي طلب السيد

فاطمة، من عيتيت، انسحبت من حراك صور بعدما كانت في المجموعة الأولى المساهمة في تأجيج الحراك. وهي تقول: "تركت الساحة بعد طلب أمين عام حزب الله إخلاء الساحات. أنا من جمهور الحزب، ولا يمكن أن أساهم في تدمير بيئة المقاومة". وهي تعتبر أن الحراك "خرج عن مساره، وباتت أجندته لتصفية الحساب مع المقاومة التي نموت من أجلها".

السفارات.. السفارات

حسن، بائع جوال من صور، ينتمي إلى جمهور حركة أمل، وفجأة يقول غاضباً: "هول جماعة سفارات، وخصوصاً السفارة الأميركية. شوف الفيديوهات التي توزع عن اجتماعات ينظمها، في ما يسمى الحراك، مدرسون أميركيون يحرضون على حزب الله وحركة أمل".

يضيف أنه في الأيام الثلاثة الأولى كان قلباً وقالباً مع المعتصمين، رغم انتمائه إلى حركة أمل. "وهذا شرف لي - قال. فالإمام الصدر كان مع المحرومين والفقراء. وما نشاهده اليوم لم يعد حراكاً ضد الفقر، بل تحركه السفارات ومحطات التفلفزة، لا سيما lbc وmtv والجديد".

استهداف الحركة والحزب

زهراء، اختلفت مع والدتها بسبب إصرارها على المشاركة في اعتصام المنتفضين في صور، فعزفت عن مواصلة الحضور، لأن ما يحصل "زاد عن حده. استهداف حزب الله وحركة أمل". لا تخفي زهراء الوجع المعيشي في عائلتها. وهي تخرجت حديثاً من الجامعة اللبنانية، فلم تجد فرصة عمل، وتؤكد أنها تفضل الجوع على التفريط بالمقاومة.

سوريا هي المثال

هذه عينة من آراء جمهور حركة أمل وحزب الله. وهم كانوا مطمئنين إلى حد كبير إلى انتفاضة الجنوب، والعارفين بهوية المنتفضين وأهدافهم المطلبية. هذه المعرفة والإدراك لم تعفيا أشخاصاً كثيرين من الاستهداف عبر منصة الكترونية لا يتبناها حزب الله مباشرة، بل تعمل مجموعة من جمهوره على بثها بواسطة مجموعات الواتس آب والمواقع الإلكترونية . بعد التركيز في الأيام الأولى للانتفاضة على رئيس حزب القوات سمير جعجع والرئيس الاسبق أمين الجميل، المتهمين بالتعامل مع اسرائيل، يتم الآن نشر وتوزيع وثائقيات ممنتجة، تقارن بين التحركات في سوريا التي تدعو إلى رحيل بشار الأسد والدعوة إلى رحيل الرئيس ميشال عون، وذلك للربط بين الحراكين. كذلك يتم نشر فيديو آخر يتناول حركة "أوتبور" شعارها اليد القابضة، وتأسست في صربيا، مهمتها إسقاط الأنظمة ويدعمها الملياردير اليهودي جورج سوروس وتتبناها وزارة الخارجية الأميركية. واستخدم شعار القبضة فريق 14 آذار للمرة الأولى، ويستخدمه اليوم حزب 7 وجمعيات نسائية. وطاولت الماكينة الأرشيفية أفراداً جنوبيين كانوا في غالبيتهم يساريين، فدُونت مهنهم وانتماءاتهم الحالية، وتلقيهم أموالاً من السفارة الاميركية. شمل عمل الماكينة الإلكترونية طبيب القلب المعروف في صور علي كويس، الذي شارك في الحراك الصوري، فجرى تناول مسيرته المهنية والأخلاقية. ورد الطبيب كويس على ذلك بنشر فيديو شكر فيه كل الذين استنكروا التعرض له. وقال: "أذكر كل إخواننا بأنه من غير المعقول أن يؤدي الاختلاف بالرأي إلى الشتائم والتخوين. وأعتقد أن كل ذلك حصل بعد كلمة الحق التي قلتها في ساحة الاعتصام، وهي كلمة كل شخص موجوع وضد الفساد. فأرض الجنوب للتلاقي والمحبة، وليست للشتائم والافتراق".

 

ريش طواويس إيران يُنتف في العراق ولبنان

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/27 تشرين الأول/2019

لم يعد خافياً على أحد أنَّ نظام الملالي لا يفهم غير لغة الدم والعنف، ولذلك يقابل كل احتجاج بالرصاص، ليس فقط في إيران، بل خارجها أيضاً.

هذا ما شاهدناه في العراق منذ بداية الاحتجاج قبل نحو شهر، فالقتلى الابرياء الذين تساقطوا ويتساقطون اليوم بأيدي الميليشيات الطائفية، وقوات الأمن المأمورة من عملاء قاسم سليماني، سبقهم آخرون طوال الانتفاضة على الأوضاع المعيشية المزرية. حين اندلعت الاحتجاجات الشهر الماضي، كانت المقرات الحزبية، والقنصليات الإيرانية هدف الناس المكتوين بجمر الحرمان نتيجة الهيمنة الفارسية على كل مقدرات البلاد، فيما للأسباب ذاتها اندلعت الثورة اللبنانية، حيث حاول حسن نصرالله قائد حزب تهريب الأفيون ومصانع الكبتاغون وغسل الأموال غيرالنظيفة، المتوهم نفسه مرشدا للنظام السياسي الحالي، إجهاضها بشتى الطرق غير أنه أصيب بخيبة أمل حين وجد نفسه معلقاً على خشبة الاتهامات التي كالها للمتظاهرين السلميين. ثورة اللبنانيين امتازت بسلميتها، بسبب تعدد أطياف التركيبة الاجتماعية والسياسية، فيما الأمر يختلف في العراق الذي تعتبره إيران بوابتها إلى العالم العربي، سياسياً ودينياً واقتصادياً، وأي خلل في المنظومة القائمة في بغداد يعني اضمحلال الهلال الفارسي في الإقليم ككل. هذه الدموية العراقية تعني صراحة أن نظام طواويس طهران لن يوفر أي وسيلة للحفاظ على مكتسباته التي حققها في السنوات الماضية، فيما العواصم الأربعة المتسلط عليها، لم تعد ضمن دائرة الهيمنة، لا سيما أن محاولة حسن نصرالله إجهاض الثورة الشعبية بشتى الطرق فشلت، بعدما جاءه الرد من بيئته التي كان يعتبرها حتى الأمس القريب “خزان المقاومة”، على غير ما توقع، رفضاً لدفاعه الوقح عن نظام سياسي فاسد متهالك يشارك أركانه في تقاسم المغانم الحرام وتجويع اللبنانيين. ما يجري في العراق ولبنان اليوم هو نَتْفٌ لريش الطاووس الفارسي، فإذا كانت التعددية اللبنانية تفرض عدم اللجوء إلى العنف، وتجعل من سلاح “حزب الله” نقطة ضعفه لاستحالة استخدامه أو حتى التهديد به، فإن الأمر يختلف في العراق، لأن المنقلبين على الطاقم السياسي الحاكم هم بيئته الطبيعية، وبالتالي أي اهتزاز لقبضة هؤلاء تعني خسارته كل ما حققه خلال 16 سنة، وتاليا سقوط الحصن الأخير الذي سيؤدي لاحقا إلى تأجيج الثورة في إيران حيث الجمر تحت الرماد والاحتجاجات مستمرة منذ بداية العام الحالي. الدماء البريئة التي سالت في العراق، وبهذه الغزارة تدل على انسداد أفق المشروع الفارسي، وهشاشته، وهي لا شك ترجمة حرفية لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي:

“فَفي القَتلى لِأَجيــــالٍ حَياةٌ

وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمــراءِ بابٌ

بِكُلِّ يَدٍ مُضَــــرَّجَةٍ يُدَقُّ”.

أما الثمن الذي يدفعه العراق في مواجهة التوسع الفارسي، فسيكون له كبير الأثر مستقبلاً على المنطقة العربية ككل، إذ حين تثور بيروت التي كانت تطبع، وتقابلها بالثورة بغداد التي كانت تقرأ، فإن ذلك يعني بدايةً لعصر عربيٍّ لا وجود فيه لكل خائنٍ ركب قطار العمالة لإيران، كي يستقوي على أبناء شعبه.

 

المغتربون: ليساعدنا الجيش الكندي بإسقاط النظام اللبناني

مصطفى عاصي/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

الوجع واحد من لبنان إلى كندا، والشعار واحد: "كلن يعني كلن" وهذا الكل يشمل كل الأحزاب والمقامات الوصيَّة عليها بأيِّ ثوبٍ تستَّرت. لبنانيون هجَّرتهم الطبقة السياسية الفاسدة، من أمراء الحرب إلى من لحق بهم من زعماء شكَّلوا البيئة الحاضنة للفاسدين وحموهم في جلبابهم. لبنانيون في كندا تظاهروا من دون خوف من حملة العصي والقلوب الغليظة وغزوات الدراجات الناريَّة.

ساحات مونتريال.. خالية من "الشبيحة"

كلام أمين عام حزب الله بدفعتيه منذ بدء الحراك، وبكل ما تضمَّنه من تخوينٍ واستهزاءٍ بمشاعر وحقوق مئات آلاف الموجوعين، وأخذهم بجريرةٍ واحدةٍ من دون تفريق بين غالبيةٍ صادقةٍ وقلَّةٍ قليلةٍ "مُندسَّة"، لم يَلق صدًى لدى المتظاهرين في كندا. هذا ما بان من زخم التَّحركين اللذين حصلا في مدينتي "لافال" و"مونتريال"، بعد يومين من كلام من باتت شخصيته السياسية تطغى على شخصيته الدينية. الأعداد لم تتراجع، الأعمار فتية والوهج المطلبي لم يخفت.

في إحدى ساحات مدينة مونتريال، التي تحتضن الكثير من الاحتجاجات، تداعى المئات من اللبنانيين، من طلّاب وطالبات الجامعات الكندية، للتجمع بدعوةٍ من زملاء لهم بعيدًا من أيِّ ضغطٍ نفسي وخوف السحل من زمر المدافعين عن الحكومة والعهد والنظام الفاسد. أنَّى انزلقت العين في التَّجمع الذي حصل على مقربة من جامعات مونتريال، تقع على وجوه مُفعمة بالأمل والحماسة والتعاطف مع الثائرين في لبنان. شباب وفتيات وعائلات اصطحبت أطفالها مستفيدة من طقس مونتريال المشمس في عطلة نهاية الأسبوع.

مظاهر احتجاج حضاري امتزج فيه الأمل بالوجع. الوجع عبَّرت عنه الشعارات السياسيَّة التي صدحت بها حناجر قرابة 700 مشارك، وابتعدت عن السباب والشتائم، مركّزة على المطالب الأساسيَّة للمحتجِّين: إسقاط الحكومة، استعادة المال المنهوب، محاكمة الفاسدين. أمَّا أجواء الفرح فعبَّرت عنها الأناشيد الوطنيَّة والموسيقى التي علت من مكبرات الصوت. بصوت خافت تمنى أحد الطلاب لو يُحرم السياسيون من أولادهم فتشتتهم الأقدار في المهاجر البعيدة كحال اللبنانين في كندا: "من حَرَم مئات آلاف اللبنانيين من أبنائهم. يجب أن يُحرم من أولاده، مثلًا ماذا لو يُحرم نبيه بري من ابنه باسل، والسنيورة من إبنه وائل وكل الباقين من السياسيين الفاسدين السارقين لمال الشعب". إحدى الطالبات قالت: "صحيح نحن نعيش بظروفٍ أفضل في كندا، لكنَّ أبي وأمي وجدتي وكل أقاربي هناك في لبنان، أنا هنا منذ أربع سنوات، وأحلم أن أعود لأكمل حياتي في وطني وبين أهلي". الأمل كبير في قلب تلك الطالبة التي تدرس الهندسة الصناعيَّة، فلولا الأمل لكانت كل انتفاضة اللبنانيين بلا معنى. "نحن الخط الأحمر"، قال المحتجُّون، لا الحكومة ولا العهد، هذه الخطوط لا يحدِّدها أي سياسي مهما امتلك من فائض قوة، فالقوى الطائفيَّة والسياسيَّة الفاسدة لا يحق لها أن تتحكم برقاب البلاد والعباد.

"لبنان الصغير"

لكثرة اللبنانيين المقيمين فيها، باتت مدينة لافال في كندا بمثابة " لبنان الصغير" الحاوي كل المكونات المذهبية والسياسية لطيف الوطن الأم. أمام إحدى ثكنات الجيش الكندي تجمَّع مئات اللبنانيين لمؤازرة المُنتفضين في لبنان. لا شيء مختلف مشهدياً عمَّا يجري في ساحات الوطن والمهاجر. لكن في المضمون ثمة شيء لافت وجديد، ففي البيان الذي دعا الناس للمشاركة عبر الفيسبوك أثار بعض الاسئلة حول من يقف خلفه. جاء في الدعوة أن الهدف من التحرك هوالتمني على الجيش الكندي دعم الجيش اللبناني في حال طلب منه الأخير ذلك، لحفظ الأمن في هذا الوقت العصيب من عمر الوطن.

هل يحمل هكذا نشاط دعوة مُبطَّنة تتناغم مع ما يحكى عن أصوات تطالب بالتَّدخل الأجنبي في لبنان؟ ينفي المُنظِّم والداعي لهذا النشاط، الإعلامي اللبناني شربل ملحم الشيخ ذلك، ويؤكد استقلاليته عن أي حزب سياسي ويقول لـ"المدن": "هل لدينا القدرة أصلًا على توجيه هكذا دعوات، تحركنا أمام الجيش الكندي هو للفت نظره أنَّ ظلمًا يحصل في بلدٍ صغير اسمه لبنان، وفي حال طلب الجيش اللبناني المساعدة والدعم نتمنى على الجيش الكندي تقديم الدعم له. داخل الجيش الكندي مئات الجنود من أصلٍ لبناني. وهذا يشجع ويساعد على إيصال كلمتنا. لا سيادة ولا كرامة بلا جيش، دعمنا هو للجيش الذي يضم بين أبنائه كل مكونات الوطن، قلبنا معه وقلبنا عليه أيضًا. طلبنا من كندا، كونها بلداً مسالماً وزارعاً للسلام في العالم، أن تنظر عن كثب إلى لبنان وحالة الجيش اللبناني اليوم وحماية لبنان لا سمح الله من أي تدهور داخلي أو خارجي".

عريضة إلى الجيش الكندي!

الإحتجاج الحاشد لم يتأثَّر كذلك بدعوات التثبيط التي صدرت في بيروت لإفراغ الحراك من محتواه ووطنيته. بشكلٍ راقٍ ومسؤول رفع الجميع العلم اللبناني وردَّدوا الأغاني الوطنيَّة وتلك التي وُلدت من رحم الثورة المطلبية. المشاركون نادوا بشعارات تُشدِّد على الوحدة الوطنية بعيدًا من أي سباب وشتائم ضد أحد، بناءً لتمنِّي الشرطة الكنديَّة كما أعلن مُنظِّم التَّحرك.

التجمع سوف يستتبع بعريضة ستنشر على الفيسبوك للتوقيع عليها ومن ثم تُقدَّم للجيش الكندي ومن أبرز خطوطها: دعم الثورة اللبنانية. إسقاط الحكومة الحالية. استعادة الأموال المنهوبة، محاكمة الفاسدين، قيادة الجيش اللبناني للبلد في المرحلة الانتقالية للوصول إلى بر الأمان.

ليس بعيداً عن الأزمة اللبنانية تجب الإشارة إلى أن اللبنانيين يشاركون في انتخابات كندا أكثر مما يشاركون بانتخابات بلدهم الأم. فوفق تقديرات غير رسمية، متداولة في أوساط الجالية، يقطن مئتان وخمسون ألف لبناني مقاطعة كيبك، ولا في سيما مدينتي مونتريال ولافال. ومن بين ربع المليون هذا، مارس ستة آلاف فقط واجبهم الانتخابي في أيار عام 2018 في الانتخابات النيابية. ترى هل ستحفِّز أزمة لبنان الخطيرة مغتربي كندا بالمستقبل على الانتخاب الكثيف والصحيح لإسقاط رموز السلطة؟

 

من هم "حراس المدينة" وساحات الثورة في طرابلس؟

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

أن تحمل عاصمة الشمال لقب "عروسة الثورة"، وأن تتحول ساحة النور إلى أيقونة الانتفاضات الشعبية في لبنان، لم يأتِ من عبث. هذه المدينة التي تعيش انتفاضتها على طريقتها، بعد عقودٍ من القهر والعزلة، كان لأسباب نجاح ثورتها المستمرة رغم كلّ التحديات الصعبة والمقبلة، سرٌّ إضافيّ يكمن في الجهود الجبارة التي يبذلها متطوعو "حراس المدينة"، الذين لا مبالغة بوصفهم بـ"حراس الثورة" في طرابلس. في وسط ساحة النور، وعند فروعها ومفارقها، ينتشرون بالمئات. يعرفهم أبناء المدينة عن بُعدٍ كما يعرفون العلم اللبنانيون. لا صعوبةً في تمييزهم، وهم يرتدون ستراتٍ صفراء، طُبع على ظهرها هاشتاغ "لبنان ينتفض" مع اسم طرابلس، ومن عنقهم يتدلى بطاقة كُتب عليها اسم كلّ متطوّع، يعملون كخلية نحلٍ، في التنظيم والتنسيق والتنظيف وحفظ الأمن.

بداية 2015

انطلقت فكرة "حراس المدينة" في شهر آب من العام 2015، مع أزمة النفايات التي عمّت جميع المناطق اللبنانية، وما نتج عنها من حراكٍ شعبي. في ذلك العام، كان يتوافد إلى مدينة من خارجها شاحنات مهربة تحمل أطنانًا من النفايات، ثمّ تقوم رميها خلسةً إمّا في المطمر أو على مفترق الطرق. عندها، قررت مجموعة شبابية أن تبادر إلى حراسة المدينة من الشاحنات التي تدخلها ليلًا، فنزل إلى الشارع في كلّ ليلة 18 شابًا يرأسهم محمد شوك المعروف بـ "أبو محمود"، وهو حاليًا رئيس "حراس المدينة". حينها، نجحوا على مدار أكثر من 50 يومًا أن يحرسوا المدينة في العام 2015، فـ"قررنا بما أنّ أعداد حراس المدينة المتطوعين تتزايد، أن نقوم بنشر ثقافة العمل التطوعي لحماية المدينة، وقمنا بحملات عدّة، من تجميل للطرقات والمساهمة في إنشاء شوارع نموذجية، بالإضافة إلى حملة "جود من الموجود" في شهر رمضان الكريم"، يقول أبو محمود في حديث مع "المدن". ومنذ ذلك الوقت، لم يتلقَ حراس المدينة أيّ تمويل من أحد، وإنّما غذّت نفسها بنفسها"، و"بدأنا نجمّع من بعضنا البعض الأموال، وننتظر إلى حين اكتمال المبلغ بغية انجاز مبادراتنا".

لكن، كيف بادر حراس المدينة إلى "حراسة الثورة"؟

يشير أبو محمود أنّ متطوعي "حراس المدينة" لم ينزلوا إلى ساحة النور في 17 تشرين الأول، إلّا بعد مطالبة أبناء طرابلس، الذين بادروهم بثقةٍ كبيرة. يقول: "أول يوم، نزلنا ميدانيًا بحدود 40 عضوًا اعتادوا العمل الميداني، وحاولنا سويًا ضبط الأمور قدر المستطاع، وبعد ذلك فتحنا باب التطوع، واليوم تخطّت أعداد حراس المدينة الألف متطوع، يخضعون جميعًا لتوجيهات من غرفة العمليات التي تنظم تحركات الجميع وتقوم بتوجيههم".

في الساحة، ينتشر "حراس المدينة"، ويقومون بالتنسيق الكامل مع القوى الأمنية من أجل حفظ الأمن، "لا سيما أنّ هناك خشية من دخول أيّ طرف يحدث خللًا أمنيًا مع ذهاب وإياب الدراجات النارية وانتشار البسطات، فنظمنا دخول الدراجات ووسّعنا البيكار لانتشار البسطات على الأطراف، إفساحًا لمجال توافد المتظاهرين إلى قلب الساحة". يؤكد أبو محمود أنّ نفس "حراس المدينة" طويل جدًا، وأنّ بقاءهم في الساحة سيبقى ما دام الناس في الشارع ومن أجل خدمتهم وخدمة قضيتهم، ويتوجه بالشكر لمؤسسات البلد التي تقدم الدعم للحراس، ويضيف: "نحن تمويلنا هو من مؤسسات البلد، في الأكل والشرب، وصفحتنا على الفايسبوك، نضع فيها أسماء جميع المؤسسات التي تقدم المعونة والدعم، حتّى يكون عملنا بشفافية مطلقة، وحتّى نقطع الطريق على أيّ تشكيك بنزاهتنا".

هيكلية إدارية وتنسيقية

عبدالقادر الرفاعي (22 عامًا)، طالب جامعي متطوع في حراس المدينة، يقول: "التعب لا بدّ منه، وهدفنا خدمة طرابلس من أجل إيصال صوتها. وعندما نؤدي واجبنا على أكمل وجه، ننسى التعب". يعتبر الرفاعي أنّ كل مواطن في هذه الثورة والانتفاضة الشعبية يجب أن يؤدي واجبًا، لأنّ هناك قضية يؤمنون بها، و"كلّ مواطن من واجبه أن يلعب دورًا في هذه المسيرة الصعبة". أمّا ميزة حراس المدينة، فـ"هي أنّ لها هيكلية إدارية وتنسيقية، وكلّ يوم تكون النتيجة إيجابية أكثر من قبله، وكان التحدي الكبير بالنسبة لنا هو أنّ الثورة وقعت بشكلٍ مفاجئ، ولم نكن مجهزين، ومع ذلك استطعنا أن نثبت أنفسنا ونكون على مستوى عالٍ من التحدي، وهناك أعداد كبير من المتطوعين، نجحنا في بناء ثقة فيما بيننا".

تواصل الحديث ضحى عكاري (26 عامًا)، هي طالبة جامعية، وتعمل في غرفة العمليات التنظيمية لحراس المدينة تقول: "رغم كلّ الجهود التي نبذلها، هدفنا هو إنجاح ثورتنا، وأن تكون الفيحاء بالصدارة. هناك ضغط كبير علينا، وليس من السهل أن نقوم بتنظيم هذه الأعداد الهائلة من المتطوعين، لكننا فريق متكامل، ونبقى في عملنا التنظيمي من التاسعة صباحًا حتّى العاشرة ليلًا".

السلسلة البشرية

هذا، وكانت طرابلس يوم الأحد قد شاركت في السلسة البشرية التي حملت عنوان "إيد بإيد من الجنوب للشمال". نقطة الإنطلاق في هذه السلسلة بدأت من دوّار الميناء. المشاركون والمشاركات في السلسلة بدت على وجهوهم الحماسة، وكانوا سعداء في خوض هذه التجربة رغم صعوبة التلاقي بشريًا، وكانت أعداد المشاركين بالآلاف. بعضهم رفع العلم اللبناني ورسم على وجهه الأزرة وشعار الثورة، والبعض الآخر ارتدى اللون الأبيض، للتّعبير عن سلمية هذا التحرك. آية قصقص (18 عامًا) طالبة جامعية شاركت في السلسلة البشرية، تقول لـ"المدن": "أشارك في هذا التحرك الحضاري من أجل إحداث تغيير جذري في البلد، وحتّى نعكس صورة حقيقية عن لبنان، وعن طرابلس تحديدًا، وحتى نقول للسياسيين: نحن اللبنانيون يد واحدة، ولن يفرقنا أيّ اختلاف أو طائفة".

 

لا عودة إلى الوراء

عصام الجردي/المدن/الإثنين 28 تشرين الأول/2019

بعد أيام ثمانية على اندلاع الثورة الشعبية السلمية الحضارية الأولى في تاريخ لبنان، عابرة الطوائف والمناطق، أطلّ رئيس الجمهورية ميشال عون داعيًا الناس في الساحات والشوارع إلى لقاء لسماع مطالبهم ومناقشتها. أمّا ولائحة المطالب باتت أهزوجة تتكرر كل لحظة وعلى الهواء من كل المشاركين في هذه الثورة، من أعلى أكمة في لبنان إلى فقش الموج، وبلسان اللبنانيين في دول الانتشار اللبناني والمغتربات، نعتقد إنه كان من الأجدى أن يدعو الرئيس رئيسي الحكومة ومجلس النواب إلى لقاء مفتوح في بعبدا للاتفاق على رؤية وقرارات في حجم الحدث. أولها استقالة الحكومة. وقرار ببدء الاستشارات النيابية على قاعدة توجّه مضمون لتأليف حكومة من خارج أحزاب السلطة الراهنة تتبنى المطالب الشعبية.

الطوائف والدستور وسدنة النظام

الثورة تريد أيضًا تغيير النظام السياسي. أي تعديل الدستور وفي مقدمه قانون الانتخابات النيابية، بلا قيد طائفي ودائرة انتخابية واحدة. وخفض سن الاقتراع إلى ثمانية عشر. أي ما هو قانون يشبه الناس أنفسهم الذين اخترقوا الحاجز الطائفي، وعلى خارطة لبنان بأكمله التي كسرت الثورة الحواجز بين مناطقها. الزنّار البشري الرائع أمس من عكّار حتى صور يقول ذلك أيضًا. المنتشرون في بلاد الاغتراب في عواصم أوروبا والأميركتين وأفريقيا وأستراليا، وفي مدن عدة خارج عواصم تلك البلدان، هم جزء مهم جدًا من هذه الثورة. ويريدون المطالب نفسها هتفوا. وهم نُخب علمية وثقافية ومهنية، الوطن في حاجة ماسة إليها. كل اقتصادات العالم اليوم قائمة على المعرفة. والموارد البشرية حجر أساس في النمو والتنمية. حقهم البديهي أن يتسع لهم الوطن ولكفاياتهم. وحق الوطن استعادتهم. ولم يبرح معظمهم إيّاه إلاّ مكرهًا. عشنا عقودًا من الخوف عندما يتحدث أحد عن تعديل الدستور. لأن الطوائف كانت تخاف من نفسها. يغذي ذلك سدنة نظام سياسي فاشل وفاسد. ميزان القوى السياسي لعُصب الطوائف وممثليهم في السلطة، الذي اعتاش على استنصار الخارج لتحقيق مكاسب سياسية ظرفية، واعادة توزيع الحصص السياسية والصلاحيات الدستورية سقط اليوم. أو بات اللبنانيون من النُخب والطبقة المتوسطة التي انحدرت لتأتلف مع عدد كبير من اللبنانيين يزداد كل سنة على حافة خطي الفقر المدقع والمطلق، مستعدين للحوار العلمي والحضاري على دستور جديد ونظام سياسي جديد، بنموذج اقتصادي منفتح ومنتج، لازمته عدالة اجتماعية، تضمن توزيع الثروة من خلال نظام ضريبي عادل وفاعل وموحد.

التغيير النظيف

اللبنانيون الموجودون في شوارع كل لبنان ومناطقه منذ اثني عشر يومًا بلا كلل أو ملل، قادرون على تحقيق هذا الحلم. وقادرون على التغيير النظيف نحو الدولة العَلمانية المدنية. هؤلاء أكبر بكثير من تجمعي 14 آذار في ساحة الشهداء و8 آذار في ساحة رياض الصلح في 2005 وبعده. في ذلك الوقت حشدت الأحزاب المعنية كل جمهورها من كل المناطق. جمهور اليوم يخرج في كل المدن ومعظم القرى على امتداد لبنان في وقت واحد، ولا يهمد اثني عشر يومًا. حتى في ساحات العاصمة هناك أكثر من تجمع.

لقد انكسرت الحواجز الآن. بات الداخل هو المقرر مرة أولى منذ دولة لبنان الكبير 1920. لذلك هي ثورة التي نشهد بكل المعاني. وأهم ما فيها سلميتها وحضارتها. هذا ما يرعب سدنة النظام. ومن يستنصرون بالخارج، ويستنصرونه على وطنهم وناسهم وشعبهم. كنا نعلم أن الطابور الخامس جاهز دومًا لإجهاض الثورة. بدا ذلك في اليوم الأول 17 تشرين الأول الجاري حين عمد مخربون إلى الاعتداء على أملاك عامة في شارع رياض الصلح. كان العدد قليلًا. وبعضهم ملثمًا. وفي متناول قوى الأمن. لم يُعتقلوا. هكذا حصل في حَراك 2015. كل من كانوا يستفزون قوى الأمن ويتعمدون الاحتكاك بها أفلتوا من العقاب. وقع فيه ناشطون راقون بلا أقنعة. الناس في الشوارع الآن ينظفونها و"يفرزون النفايات من المصدر"! الطابور الخامس سقط حكمًا وسط الأمواج البشرية. لم تتوقف محاولات التشويه. "مال السفارت والولايات المتحدة وأوروبا". لم يبق إلاّ حزب أبيض أزرق الصهيوني! لكن لماذا يريد هؤلاء الشرفاء الثوريون المال؟ هل انتقل المزاد العلني سوزبي من لندن إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء لبيع لوحة الموناليزا؟ لا. الناس باتوا يعرفون جيدًا من يورّد المال، ويرتبط بدول من أحزاب وتنظيمات ومراكز "بحوث استراتيجية واعلامية" وغيرها من الشلل التابعة.

مربكٌ "حزب الله"

ويحدثوننا عن فراغ خطر في السلطة لو استقالت الحكومة. ليست الثورة الشعبية هي التي كشفت أزمة النظام السياسي فحسب. بل النظام نفسه هو من كشف تلك الأزمة. "حزب الله" بقي خارج الفساد المستمدة جذوره من ميليشيات الحرب الأهلية. لكنه يحمي حكومة شريك فيها ويتهمها بالفساد ويعارض استقالتها. ويضع جمهوره في مواجهة ثورة شعبية كان يجب أن يكون في صلبها. ويتهم رئيس الحكومة بالأمركة والأوربة. وواشنطن وباريس وبرلين تتماهى مع "حزب الله" ضد استقالة الحكومة! استقالة الحكومة الحالية لن تؤدي إلى شغور طالما الدستور يتيح تصريف الأعمال. وهي موجودة الآن ولا تقوم بواجباتها لا في المعنى الواسع ولا في المعنى الضيق. نعلم أن الحزب لا يريد أي تغيير في الستاتيكو السياسي في الوقت الحاضر يعكر صفو السيطرة على قرار الدولة اللبنانية خصوصًا في الوضع الإقليمي والضغوط على طهران. لكن كل ذلك لا يسوغ أن يقف هذا الموقف المعادي من الثورة.

لم نسمع خطابًا لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ضعيف الحجّية كما خطابه الأخير. خصوصًا في استنتاجاته عن احتمال "حرب أهلية وانقسام الجيش اللبناني". هذا كلام خطر. أخطر ما فيه لو كان تعبيرًا عن موقف رئيس الجمهورية الذي يتبادل وإيّاه الوفاء. أو لدعم "التيار الوطني الحرّ" ونهجه. أو فقط لإجهاض الثورة الشعبية. الناس قالوا كلمتهم ولا عودة لحرب أهلية. السلم والسلام يطبعان الثورة. ولا يمتلكون عدة العسكرة والحرب. أمّا الجيش اللبناني المطلوب منه التكفير عن مثالب النظام السياسي وعقود الفساد لقمع الناس، لا يمكن أن يكرر مشهد الانقسام في مرحلة الحرب الأهلية. الإنقسام الطائفي هو الذي قسّمه. الثورة بدّلت الواقع. والجيش يحتضن الشعب، والشعب يبادله وفاءً بوفاء. هذا كان من إنجازات الثورة. ولا عودة إلى الوراء.

  

رئيس جامعة اللويزة، الأب بيار نجم ر.م.م: نحتضن انتفاضة أبنائنا المشروعة

وكالات/27 تشرين الأول/2019

أحبّائي اللويزيّين،

في غمار مئويّته الأولى، يحيا لبنان حدثاً استثنائيّاً لم يختبره من قبل، انتفاضةٌ شعبيَّة تاريخيَّة واستثنائيَّة عابرة للأديان والطوائف وحّدت شعبنا حول مطلب العدالة الاجتماعيّة وشفافيّة الحكم والحقوق المدنيّة وكرامة الانسان. قد تكون لكلّ منّا قراءته الخاصّة لهذا الحدث، فمنّا من يراه ثورة محقّة، ومنّا من يعطيه ابعاداً أخرى. إن هذا الاختلاف في وجهات النّظر هو أمر حسن يعكس غنى تنوّع جماعتنا الأكاديميّة وحرّيتها في التّفكير والتّعبير؛ ولكنْ لا يمكن لأحد أن ينكر أنّ عدداً كبيراً من طلاّبنا، على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم، قد أجمعوا على إطلاق صرخة واحدة ضدّ الفقر، والفساد، واللاعدالة، والظّلم الاجتماعيّ.

من هذا المنطلق، وبالتناغم مع موقف رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة والأرثوذكسيَّة والإنجيليَّة في لبنان، الّذين دعوا الى "احتضان انتفاضة أبنائنا المشروعة وحمايتها"، وأمانة للتّقليد الجامعيّ العريق، إذ كانت الجامعات على مرّ التاريخ، بمثابة الحاضنة الأولى والإطار الحيويّ والشّرارة لكلّ حركة تغيّير اجتماعيّة ومجتمعيّة، نؤكّد احتضاننا لهذا الحدث الفريد، ونثمّن رغبة طلاّبنا في بناء مجتمع مدنيّ أكثر عدالة ورقيّاً، تجمعه القيم الإنسانيّة، وتغنيه القيم الرّوحيّة، وتجعل من اختلافهم عنصر غنى لا سبب خلاف؛ ونسعى الى مساعدتهم على صون هذا الحدث من كلّ تدخّل ووصوليّة وانتهازيّة.

وإذ نؤكّد وقوفنا الى جانب شعبنا الصّارخ مطالبا بالعدالة والكرامة، ندعو الدّولة الى عدم قمع هذا الحراك السّلميّ، والى حماية طلاّبنا المشاركين فيه من كلّ تهديد واعتداء، وأن تكون الأمّ المصغية لصرخة أولادها، والمستجيبة لمطالبهم المحقّة بشجاعة وتجرّد.

هي انتفاضة المتألّمين جمعت كلّ متألّم، الشّاب المفتّش عن مستقبله، والوالد الرّازح تحت نير مشقّة تأمين قوت عائلته، والأم التي لا تريد أن يغادر ابناؤها أرض الوطن. حتّى إنّ الأطفال قد كانوا هناك، يختصرون في صورتهم حلم وطن يريد أن يكبر. معهم نزل الطلاّب الجامعيّون، وطلاّبنا جزء أساس منهم، ليطلقوا هذه الانتفاضة-الثّورة، يدفعهم منطق جديد، تخطّى الاصطفافات الطّائفيّة، والانتماءات المناطقيّة والمذهبيّة، وخرجوا يطالبون بحقوق أساسيّة لم يحصلوا يوماً عليها، وبضمانات لغدهم لكيلا يضطروا إلى الهجرة بعد التخرّج لتأمين مستقبلهم وتحقيق أحلامهم المشروعة، نزلوا يطالبون بلبنان الذي يريدون. لقد تركوا قاعات الدّرس ليثوروا على واقع أثقل كواهلهم، فحوّلوا ساحات الوطن الى قاعات درس، وصارت وحدتهم أمثولة للعالم بأسره.

إنطلاقا من هوّيتها كمؤسّسة كاثوليكيّة مارونيّة للتّعليم العالي، وانسجاما مع رسالتها في التّربية على المواطنة، لا يمكن لجامعتنا إلاّ أن ترافق هذا الحدث الاستثنائيّ، وتميّز فرادته وتقيّم أثره المستقبليّ، لتعيد النّظر في نوعيّة الخدمة التّربويّة والأكاديميّة التي سوف نقدّمها لجيل “ثائر” لم يعد يرضى بالاعتياديّ، ولا يدع القواعد المجتمعيّة تثنيه عن قول ما يجده محقّاً وفعل ما يراه صائباً. إن هذه الحالة الجديدة تستوجب منّا نحن المربّين الارتقاء الى مستوى انتظاراته وطموحاته. فهذا الاختبار الّذي يحياه طلاّبنا اليوم، مهما كانت نتائجه على الصّعيد الوطنيّ، لن يمرّ مرور الكرام، بل سوف يطبع طلاّبنا دوماً بطابع الرّغبة في التّغيير والثّورة على ما هو موروث أو تقليديّ.

لذلك، أدعوكم أنتم المؤتمنين على تنشئة جيل الغد، لا بل جيل اليوم والسّاعة، الى الاقتداء بكلمة سيّد السّادة يسوع المسيح القائل: “كونوا حكماء كالحيّات وودعاء كالحمام”، صفتان نحتاجهما اليوم في رسالتنا التربويّة المعاصرة: طلاّبنا يحتاجون حكمتنا، إنهم جيل ثائر، متمرّد أحياناً، تعب من فقدان المعنى لوجوده في مجتمع لم يعطه أبسط حقوقه. جيل يحتاج اليكم اليوم لتنقلوا إليه الحكمة لا المعرفة فقط، والحكمة هي اختباركم الحياتيّ الّذي جعل منكم ما أنتم عليه. كونوا موضوعيّين في نقلكم وديعة الحكمة هذه، لا تجعلوهم صورة عنكم، ولكن علّموهم أن التاريخ لم يبدأ معهم، ولن يكونوا هم خاتمته، إنَّما هم خطوة اضافيّة لوطننا ولبشريّتنا نحو مستقبل نأمل أن يكون أفضل. حكمتكم هي المثل الّذي يحتاجون اليه: إن كانوا اليوم يصرخون في الطرقات، فلأنّهم يحتاجون لمثل وقدوة. شبّاننا فقدوا الأمل بنظامنا، لا يمكننا تسخيف صراخهم "بسقوط النظام" وإن كنّا غير موافقين. إنّهم يريدون التخلّص من نظام متوارث لم يعد يقنعهم. دورنا هو أن نعيد لهم الثّقة، و نساعدهم على التميّيز بين ما هو قيّم في نظامنا الدّيمقراطيّ البرلمانيّ، وفي ما أطلقنا عليه منذ تكوين لبنان “الصّيغة اللبنانيّة”، وما هو سيّء ومعيق لتطوّر مجتمعنا. بحكمتكم وبمثلكم وبأصغائكم أعطوا لطلاّبنا المثل، أعيدوا لهم الثقة، كونوا صوت المنطق في بحر الانفعال والعواطف والحماس والغضب الّذي نعبره. بحكمتكم انظروا الى كلّ واحدة وواحد منهم كابن لكم وابنة، دون أي تمييز، فدعوتكم هي بناء الانسان الحرّ في داخله. علّموهم كيف يميّزون، ويحلّلون، ويختارون، من دون أن تملوا عليهم خياراتكم وآراءكم وأحكامكم.

ولكن كونوا ودعاء أيضاً، وبتواضع أيقنوا أن عند طلاّبكم ما يقولونه لكم، لقد كانوا درساً لنا في المثابرة وفي الرّجاء طيلة الأيام العشر الأخيرة، لقد أعادوا لنا، بمختلف انتماءاتنا وآرائنا، الثّقة بقوّة الشّباب الرّافض فقدان الأمل. اتّضعوا أمام أحلامهم، بحكمتكم ستعلّمونهم أنّهم ليسوا بداية تاريخ الوطن، وبتواضعكم اعلموا أَنَّكُم لستم كتّاب التّاريخ ولا خاتمته. أفسحوا لهم المجال للتّعبير، والنّقاش، بتواضعكم احترموا كراماتهم وآراءهم، فعندهم ما يقولونه لنا، هكذا فقط نعيد لهم الثّقة ونعطيهم المثل الّذي يحتاجون إليه.

دعوتي إلى طلاّبنا، لا بل مسؤولية أأتمنكم عليها، أن تتعالوا على آرائكم الشّخصيّة الضّيّقة، فما من خاسر ورابح اليوم؛ كلّنا رابحون. هذا المشهد الوطنيّ الجامع الّذي رسمتموه مع رفاقكم في الجامعات الأخرى، ما هو إلاّ لقاء وحّد اللبنانيّين جميعاً حول قضيّة واحدة، وهو مشهد لم يتكرّر في وطننا منذ ثورة الاستقلال، حين انتفض اللبنانيّون بكلّ طوائفهم، مسيحيّين ومسلمين ودروزًا، مطالبين بانتهاء الانتداب وباستقلال الأمّة. واليوم، في افتتاحنا لمئويّة لبنان الثانيّة، توحّدتم من جديد، لتقولوا إنّ حلم البطريرك الحويّك بلبنان واحد متعدّد هو حلم قابل للحياة. هذه الوحدة اليوم هي أمانة بين أيديكم، وهي بطاقة عبورنا نحو لبنان الغد، لبنان الواحد بتنوّعه، الغنيّ بتعدّديّته، السائر نحو مستقبل مشرق رغم كلّ الصّعوبات، لتبنوا الدّولة المدنيّة المعاصرة، دولة تحقّق آمالكم وتضمن حقّكم بالسعادة والكرامة والحياة. مسؤوليّتكم هي أن تحافظوا على هذا الوعي الوطنيّ الجامع والموحّد، لنسير كلّنا نحو لبنان الرّسالة، فابقوا دوما موحّدين، لئلاّ يضيعَ هذا الإنجاز.

غدُنا أنتم. فليُشرِق بسواعدكم.

 

مهزلة رفع السرية المصرفية عن حسابات المسؤولين..!

 العميد المتقاعد سامي خوري/الكلمة أولاين/27 تشرين الأول/2019

على وقع استمرار الاحتجاجات الشعبية في لبنان رفضاً للأوضاع الاقتصادية والمعيشية وللمطالبة بإسقاط الحكومة وتشكيل أخرى من التكنوقراط، طالب المعتصمون باستعادة الأموال المنهوبة ورفع السريّة المصرفية عن حسابات النواب والوزراء من ضمن الدعوات لوقف الهدر ومحاربة الفساد.

وفي سياق المطالبة برفع السرية المصرفية، يطالب المحتجّون في الشارع اللبناني بملاحقة حسابات النواب والوزراء والرؤساء في مصارف خارج لبنان، منها سويسرا ورفع السريّة المصرفية عنها.

وانطلاقاً من هذه الدعوات، يطالعنا البعض ببطولات وهمية رفع السرية المصرفية عن حساباته، استمالة منه لجمهور قد لا يعرف الكثير عن سخافة هذه الخطوة إذا جاءت منقوصة وغير مكتملة. واطمئناناً منه بأنه لن يستطيع العثور على ما يدينه بما اقترفت يداه من اصناف الفساد والسرقات.

نسأل الشعب اللبناني بشكل عام وحراك الشارع على الأخص، هل تعرفون ان رفع السرية المصرفية عن حسابات شخص محدد سيمكّن الجمهور من الاطلاع على الحسابات الخاصة به فقط، وسيخفي بالمقابل الحسابات المشتركة المنشأة خفاءً مع أحد افراد عائلته او شركائه او حتى الحسابات المصرفية الخارجية الخاصة به وبهؤلاء الآخرين. اسألوا أي مصرفي تعرفونه عن حقيقة هذا الموضوع، سيجيبكم بالآتي: "لا يمكن رفع السرية المصرفية عن حساب مشترك إلا إذا طلب جميع المشتركين فيه رفع تلك السرية". وذلك استناداً لقانون السرية المصرفية الصادر في 3 أيلول سنة 1956 بالإضافة الى التعاميم الصادرة عن حاكم مصرف لبنان التي تذكر بالملاحقة الجزائية بحق اي موظف يثبت انه أقدم على خرق السرية المصرفية في إطار وظيفته.

فاذا جاءكم هذا الوزير او النائب او المسؤول وبشرّكم برفع السرية المصرفية عن حساباته لا تصدقوه، فليتجرأ على رفع السرية المصرفية الخاصة او المشتركة عن زوجته او أولاده او أي فرد من ذوي القربى حتى الدرجة الثالثة.

هنا بيت القصيد، انها مناورة أخرى من أصحاب العقول النيّرة المتعمقة في فنون السرقة والفساد ونهب مقدرات الشعب. فهل تظنون انهم بهذا الغباء كي يُخضعوا رقابهم المستبدة لسيف رقابتكم العادلة. وبالمختصر، ان مهزلة اقدام البعض على رفع السرية المصرفية عن حساباتهم الخاصة فقط ما هو الا محاولة لذر الرماد في العيون وايهام الشعب المنتفض ان هذا المسؤول او ذاك كان بعيداً عن صفقات الهدر والفساد.

نقول لكل من تشدّق وناور وتباهى برفع السرية عن حساباته الخاصة فقط، تفضّل أيها الفاضل وارفع السرية المصرفية عن حساباتك المشتركة مع جميع افراد عائلتك في لبنان وسويسرا، قبل ان يأتيك قانون رفع السرية المصرفية عنك وعن افراد عائلتك ليعريك من كل ثوب عفة تستتر وراءه، ويجعلك عرضة لمحاسبة الشعب الغاضب المطالب باستعادة أمواله المنهوبة. وهنا تثبت أنك كنت صادق وامين على المال العام، ولم تلوّث يديك بلقمة عيش المواطن ولم تعبث فساداً ببيئته وصحته...

ألف تحية تقدير واجلال الى نادي قضاة لبنان الذي تحدى ضغوطات السلطة السياسة وبادر مشكوراً الى توجيه كتابٍ الى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، ابلغها فيه بضرورة اخذ القرار بالتجميد الاحترازي والمؤقت لحسابات كل السياسيين والموظفين الكبار والقضاة، وكل من يتعاطى الشأن العام وعائلاتهم وشركائهم من متعهدين وغيرهم، ورفع السريّة المصرفية لصالح القضاء ومنع التصرّف بتلك الأموال.

أن الهدف من الكتاب المذكور هو تجميد حسابات الفاسدين من المسؤولين السياسيين الذين تعاقبوا على استلام زمام السلطة، للوصول لاحقاً إلى ملاحقتهم بالجرائم المنصوص عنها في قانون العقوبات، وبجرم تبييض الأموال المنصوص عنه في القانون الرقم 44/ 2015، تمهيداً لاسترداد الأموال المنهوبة الناتجة عن التهرّب الضريبي والرشوات والصفقات واستغلال السلطة، وذلك في غياب التوافق على مشروع القانون الموجود امام المجلس النيابي حول قانون "استعادة الأموال المنهوبة" وقانون "رفع السرية المصرفية" عن حسابات الرؤساء والوزراء والنواب والمدراء العامون وكبار الموظفين وصولاً الى كل من تولى شأن عام او تعاطى في صفقات عمومية. واشير هنا ايضاً إلى أن قانون مكافحة جرائم تبييض الأموال ينصّ على المطالبة بمعلومات حول حسابات السياسيين والموظفين الكبار وعائلاتهم، المصرفية في لبنان كما في الخارج.

فبحسب إعلان الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية، يحتل لبنان المرتبة 138 عالمياً، من أصل 180 دولة، على سلّم مؤشر مدركات الفساد لعام 2019 ما يجعل هذه المهمة صعبة وشاقة، لأن الفساد وللأسف متغلغل في جسم الدولة اللبنانية. كل هذا بسبب طمع الطبقة الحاكمة التي تناوبت على الإمساك بزمام السل

 

«حزب الله» في عين العاصفة

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

«حزب الله» من بعد جميع القوى السياسية، واجه الاحتجاجات الشعبية في لبنان، واعتبرها موجهة ضده. خرج اللبنانيون بكافة طوائفهم دون استثناء، منذ عشرة أيام، بعد أن بلغ السيل الزبى. لم يحددوا قوى سياسية بعينها، لم يرفعوا شعارات ضد «حزب الله» أو غيره، لم يرفعوا سوى علمهم، ولم يحملوا غير همومهم، ولم يثوروا إلا على مآسيهم، لكن حسن نصر الله استوعب جيداً أنه وحزبه وحلفاءه هم من تسببوا في الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة. خطابان سارع بهما نصر الله لتبرير موقفه أولاً، ولتهديد خصومه عن بكرة أبيهم، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم ثانياً، قبل أن يجد نفسه وحيداً في عين العاصفة. نصر الله رمى بثقله للحفاظ على ما سماه «العهدَ الحالي»، واصفاً إياه بالخط الأحمر، رغم أنف الجميع، كيف لا يفعل ذلك، وهو عراب التسوية السياسية التي جعلت زعيم الميليشيات المتحكم الأول في لبنان، كيف لا وقد هندس قدوم رئيس محسوب على «حزب الله»، كما هندس تشكيل حكومة لأول مرة بـ30 وزيراً، منهم 18 وزيراً من حزبه وحلفائه، فات عليه أن من يخاصمهم هذه المرة أكبر من طاقته، وأقوى من تهديده، من يواجههم شعب لبناني بكافة طوائفه، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، موارنة وأرثوذكس ودروزاً، فالمشكلة أكثر تعقيداً من محاولات «حزب الله»، طوال العقود الماضية، شراء الوقت تحت طائلة تهديد السلاح، فاللبنانيون الغاضبون أعلنوها أخيراً بأن النظام الطائفي السائد في بلادهم، والقائم على المحاصصة، وإعاقة العمليات التنموية، آن له أن يتغير.

وفيما يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري، بات مقتنعاً بأن تغيير الحكومة قادم، وإن تأخر، بعد أن أصبح وحيداً بلا حلفاء داخل حكومته؛ خصوصاً بعد استقالة وزراء «القوات اللبنانية»، يرفض «حزب الله» هذه المعادلة قطعياً، فهو لم يكتفِ باعتبار العهد الحالي خطاً أحمر مهدداً الجميع بعدم المساس به، وكأنه كتاب مقدس، بل واستهزأ بمطالب المحتجين بتشكيل حكومة التكنوقراط، فهو يعي جيداً أنه الخاسر الأكبر في أي تغييرات قادمة للنظام السياسي الذي يرزح تحته لبنان، لذلك لم يحذر نصر الله المحتجين فحسب، وإنما هددهم بـ«حرب أهلية»، بينما هو وحده من يملك أدوات هذه الحرب، وليس الشعب الأعزل من السلاح، أما تسطيح الاعتبارات السياسية مهما كانت ضرورتها للشعب اللبناني، فهي ليست سوى عادة متأصلة لدى حسن نصر الله، الذي لم يعرف عنه النظر أبداً لمصالح اللبنانيين، في ظل استمرار التبعية الدينية والسياسية للمرشد الأعلى القابع في إيران، لكن ما غفل عنه أن المشروع الإيراني الذي يقاتل نصر الله للتمسك به، مناقض لطبيعة لبنان، ولا يمكن أن يستمر أطول مما استمر أكثر من ثلاثة عقود بهذه الصيغة الطائفية.

«حزب الله» وزعيمه أعلنوا بصراحة أنهم في مواجهة الجميع، وأنهم مستمرون في استخدام لبنان، شعباً ودولة، دروعاً بشرية واقتصادية لحماية مصالحهم، أما كذبة «العهد الحالي»، فقد انتهت صلاحيتها إلى غير رجعة، حيث لم يعد ذلك عهداً لبنانياً خالصاً، بل «عهد حزب الله» الذي يدافع عنه نصر الله، لعلمه أن ما سكت عنه اللبنانيون طويلاً انتفضوا عليه أخيراً، فصوت اللبنانيين الهادر لم يستطع «حزب الله» إيقافه، لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا بالميليشيات التي يتفاخر نصر الله بأنها الأقوى على الأرض.

 

 الكل خائف.. أزمة ليس معروفا مخرجها!

عبير بركات/الكلمة أولاين/27 تشرين الأول/2019

في اليوم العاشر، بات معلوماً أن اللبنانيون ينقسمون بين محورين:

محور السلطة الذي يمثله حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيسي المجلس النيابي والحكومة والنائب السابق وليد جنبلاط وقوى سياسية أخرى.. ومحور ثانٍ، قوامه حراك الشارع، ومن ورائه من قوى سياسية في المعارضة أو انضمت إليها كحزب القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية فضلاً عن قوى يسارية ومجموعات المجتمع المدني، ومجموعات طلابية وشبابية. المحور الأول هو ضد سقوط العهد لانه يعتبر أن الفراغ في السلطة يؤدي إلى الانهيار، ولكنه أبقى الباب مفتوحا للحل ولكن دون الوصول الى «الفراغ القاتل»، ويعتبر أن الإنتفاضة بدأت تتسيس ضد محور المقاومة، وتتمول من قبل أجهزة مخابرات أجنبية، وتقود إلى حرب أهلية، على غرار ما حصل في دول عربية عدّة لم تخرج منها حتى يومنا هذا! أما المحور الثاني فهو يطالب باستقالة الحكومة وهو الشارع الجديد الذي ولد من رحم انتفاضة 17 تشرين لا يعترف بالخصومة الطائفية، ولا بالتفرقة المناطقية ويعتبر لبنان واحداً، ويحصر خطابه في مطالب حياتية واجتماعية، وضد الفقر والجوع والعوز والكرامة الإنسانية ويردون على المحور الأول بهاشتاغ "أنا ممول الثورة" وانتشرت فيديوهات ساخرة كإشارة للطبيعة العفوية للحراك الذي يشهده لبنان، وللتأكيد على عدم وقوف جهات خارجية وراء تحرك المواطنين.

ومن بين المحور الثاني المؤيدين للحراك، تأييد لفتح الطرقات وإبقاء المطالب حضارية دون المس بكرامات السياسيين، والدعوة الى التظاهر بأماكن محددة وليس قطع الطرقات التي لا ترتد سوء الا على الشعب الذي لا يمكنه تحمل أي خلافات جديدة، ورفض أي من الأحزاب اللبنانية الاستفادة من هذا الوضع لمصالحها الشخصية! وخلال الأيام القليلة بدا واضحاً مشهد أعاد إلى الأذهان الاصطفافات السابقة التي كانت تعتمد على تعبئة الشارع في مقابل شارع آخر.. ففئة كبيرة من اللبنانيين، وهي داعمة لمطالب الثورة المحقة، تدعو الى ضرورة معالجة الوضع الذي نشأ عن تطوّر الأحداث في الأيام الأخيرة من الانتفاضة، كي لا تذهب البلاد في اتجاه وضع مزعج أبعد بكثير من المطالب المعلنة، وابعد من مسألة تغيير الحكومة.. ولكن اذا لم تستقل الحكومة في وقت قريب، واذا بقي الشعب في الشارع بعد نهار الإثنين فهذا يعني أن البلد دخل في أزمة لأنه لا يمكن العودة إلى الوراء.. لا يمكن محو ١٠ أيام من الإنتفاضة المليونية.. ولا يمكن أسقاط الحكومة، والكل يسأل؟ ما هو المخرج طالما الواقع الحكومي الراهن لم يعد واردًا، وإن لا خروج من الشارع من دون خروج الحكومة الحالية من السرايا..

 

الحراك اللبناني والصمت الدولي المريب

سام منسى/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

يشهد لبنان منذ أكثر من عشرة أيام حراكاً شعبياً، غير مسبوق منذ نشأة الكيان عام 1920، في انتفاضة شعبية عفوية عابرة للطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية والانتماءات السياسية والحزبية. انتفاضة امتدت على مساحته، شارك فيها أكثر من مليون ونصف مليون متظاهر، رفعوا شعارات اعتاد اللبنانيون تجنبها واعتبارها من المحرمات، وتخطوا عوائق وهمية ومفتعلة أغلبها طائفي ومذهبي، أبعدت اللبنانيين بعضهم عن بعضهم، وأوهنت حسهم الوطني.

انتفض الناس العاديون من نساء ورجال وشباب محبط، على تراكمات من الفساد والتسويات الكاذبة وأوهام فاقدة الصلاحية عمرها عقود، ساعين إلى الإمساك بزمام التغيير والمصير نحو مستقبل أفضل، يتجاوز إخفاقات جرَّت مآسي في ماضٍ قريب وبعيد، وإلى استعادة الوطن كمساحة عيش مستقر لجميع أبنائه.

لا شك في أن هذا الحراك يشبه ثورات الربيع العربي، كما يشبه ثورة الأرز التي اندلعت في لبنان عام 2005 ومهَّدت لهذا الربيع، إنما يمتاز أيضاً بخصوصية وفرادة، لما أحدثه من تغيير بنيوي في جسم المجتمع اللبناني، مشكلاً مرحلة مفصلية ومؤسسة في مسار انتقال اللبنانيين من مجموعات طائفية الانتماء تتشارك العيش في مساحة جغرافية، إلى مواطنين تخطوا بما يشبه الأعجوبة طوائفهم وزعاماتهم وانتماءاتهم الفرعية كافة، لينصهروا معاً تحت مظلة الانتماء إلى الوطن.

سيكتب الكثير في تفنيد أسباب انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) اللبنانية ونتائجها المحتملة، إنما ما يستوقفنا اليوم هو موقف الدول الغربية المتجاهل لها، وهي حاملة لواء قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، أقله مقارنة مع موقفها من ثورة الأرز عام 2005. فحتى كتابة هذه السطور، يلف صمت مريب هذه الدول إزاء الانتفاضة، وكأن تظاهر أكثر من مليون مواطن في وطن لا يتجاوز عدد سكانه الملايين الأربعة لا يستأهل التوقف عنده.

للموضوعية، نستطيع رصد بيانات خجولة بعبارات مواربة وعناوين عامة، نوَّهت بورقة الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري، متجاهلة في الوقت عينه دلالات خروج هذا العدد من المحتجين وأبعاده، تخطت مطالبهم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، لتصل إلى المطالبة باستعادة وطنهم ممن خطفه سياسياً وسيادياً وإدارياً.

عام 2005، رمت إدارة الرئيس جورج بوش الابن بثقلها إلى جانب ثورة الأرز التي اندلعت شرارتها إثر زلزال اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك رفيق الحريري. وكذلك فعل نظيره الفرنسي جاك شيراك، الذي حتى قبل ثورة الأرز وفَّر حاضنة خارجية سمحت بصدور القرار الأممي رقم 1559، الذي نص على خروج جميع القوات الأجنبية من لبنان، وحل جميع الميليشيات. وكذلك فعل كثير من العواصم الأوروبية. فلماذا هذا الصمت اليوم، وما يجري قد يكون في وجدان اللبنانيين أكثر أهمية من ثورة الأرز؟!

فثورة 14 مارس (آذار) 2005، جاءت من جهة كردة فعل شعبية على اغتيال الرئيس الحريري، وكرفض للوصاية السورية التي أرهقت كاهل الوطن طوال ثلاثين عاماً، ومن جهة أخرى رداً صارخاً على مظاهرة نظمها «حزب الله» في ساحة رياض الصلح يوم 8 مارس (آذار) 2005، تحت شعار «شكراً سوريا»، التي وجهت إليها أصابع الاتهام بارتكاب جريمة الاغتيال. كان التجاذب بين اللبنانيين آنذاك واضحاً، وضعهم وجهاً لوجه في معسكرين متحاربين.

أما انتفاضة 17 أكتوبر، فهي جمعت أكثر من مليون ونصف مليون لبناني من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ومن غربه إلى شرقه، افترشوا خلال 12 يوماً الساحات، جامعين في حراكهم البعد الاجتماعي - الاقتصادي إلى البعد السياسي – السيادي، ضمن قاسم مشترك واحد، هو رفض الطائفية بأبعادها السياسية والحزبية والاجتماعية. ولا نبالغ إذ نقول إنه إذا كان عام 1920 قد شهد قيام الدولة اللبنانية، فعام 2019 قد شهد قيام المواطن اللبناني لتعزيز لهذه الدولة، عبر إرادة شعبية جامعة عابرة للطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية كافة.

هذه الانتفاضة فاجأت كثيرين، كما الطبقة السياسية، وكشفت أكثر من حقيقة، أولها أن «حزب الله» خطف فعلاً الطائفة الشيعية وانتفاضة صور والنبطية وكفرمان وبعلبك، على واقع من الهيمنة عمره ثلاثون سنة، أربكت الثنائي الشيعي من تفلت قواعدهم. وثانيها أن سنة لبنان متمسكون بلبنانيتهم، وبشعار «لبنان أولاً»، وأن اتهامهم بالاستكانة والرضوخ غير صحيح، كما اتهامهم بالتطرف والتشدد، وطرابلس عروس الثورة خير مثال. فالمكوِّن اللبناني المسلم بشقيه السني والشيعي شكَّل عماد هذه الانتفاضة إلى جانب المسيحيين، وجميعهم يتحركون كلبنانيين، مدركين أن مصيرهم رهن وحدتهم. وثالثها أهمية العامل السيادي في هذا الحراك، وأن الأزمة في لبنان هي أزمة بنيوية وسياسية وسيادية، سببها هيمنة «حزب الله» وحلفائه من كل الطوائف على القرار السياسي والدبلوماسي والأمني. فالقهر لا يولد فقط من الفقر والجوع، وإنما أيضاً من الاستضعاف والاستعلاء. و«حزب الله» استضعف شركاءه في الوطن، واستعلى عليهم في سياسة «الأمر لي». وأخيراً، أظهرت الانتفاضة مدى انعدام الثقة بين المواطن والسلطة، وأن اللبنانيين، لا سيما جمهور «14 آذار»، تعلموا من الماضي، حين نزلوا عام 2005 إلى الشارع مطالبين بالحرية والسيادة والاستقلال، على أمل أن تتحمل القيادة السياسية المسؤولية، ففشلت، ومني المواطن بخيبات متلاحقة.

لكن السؤال هو: لماذا صمتت الدول الغربية؟

لا بد من التسليم بأن من لا يساعد نفسه لن يساعده الآخرون! فعندما قرر قادة ثورة الأرز في الانتخابات التي تلتها التحالف مع «حزب الله»، ورفض بعضهم إقالة الرئيس إميل لحود، خذلوا من وقف إلى جانبهم من الدول الغربية، وخذلوهم ثانية عندما وقَّعوا اتفاق الدوحة، وثالثة عندما دخلوا في تسوية جاءت بحليف «حزب الله» المسيحي رئيساً للجمهورية.

ولا بد من التسليم أيضاً بانسحاب الإدارة الأميركية الحالية من مشكلات المنطقة ونزاعاتها، ومستوى الاهتمام المتدني الذي تعطيه للديمقراطية ونشر قيمها في العالم. وبحقيقة أخرى هي تحول العلاقات الدولية من علاقات بين مؤسسات إلى علاقات بين أشخاص. ومن هنا نفهم تعويم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورقة الرئيس الحريري الإصلاحية، بحكم الصداقة بينهما.

ومع ذلك، يجب ألا تغيب عن المتابع أسباب أخرى أكثر أهمية، يمكن إيجازها في ثلاثة:

أولاً، عدم الرغبة الدولية في إعطاء انطباع خاطئ دون أدنى شك، بأنها وراء الحراك الشعبي، خشية إجهاضه باعتباره نتيجة لدعم سفارات وقوى أجنبية، كما قالها صراحة حسن نصر الله.

ثانياً، خشية انزلاق لبنان إلى قتال داخلي، يضاف إلى صراعات المنطقة التي ضاق بها العالم ذرعاً.

ثالثاً، قد تكون الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، تتجنب حالياً إغضاب الجانب الإيراني. فقد سبق لواشنطن أن تخلت في الحرب السورية عن حلفاء بسبب التخوف من إجهاض مفاوضات الاتفاق النووي الجارية آنذاك، أو أن تتملص إيران من تنفيذه بعد توقيعه.

الخيبات العربية من الغرب الديمقراطي أصبحت مألوفة، لا سيما من سياساته قصيرة النظر، والتي تعمل على إخفاء المشكلات تحت السجادة بدلاً من حلها جذرياً. لكن التجارب على مدى العقود الماضية غرباً وشرقاً، أثبتت أن ما يخفى تحت السجادة يتآكل ويتعفن ويهترئ، وتفوح رائحته النتنة، ولا يلبث أن ينفجر، والحروب والنزاعات الدائرة في المنطقة في أسبابها وتداعياتها ليست استثناء لهذه القاعدة.

 

الحراك الشعبي يؤدي إلى انشقاقات في تكتل «لبنان القوي»

بولا اسطيح/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

فجّر الحراك الشعبي المتواصل منذ 11 يوماً الخلافات المتفاقمة داخل «التيار الوطني الحر» وتكتل «لبنان القوي» اللذين يرأسهما وزير الخارجية جبران باسيل، وهو ما تجلى بموقف للنائبين، شامل روكز ونعمت أفرام، يوحي بخروجهما من التكتل وإن كان بشكل غير رسمي حتى الساعة.

ويتفق النائبان روكز وأفرام على وجوب استقالة الحكومة تلبية لمطالب اللبنانيين الذين يفترشون الشوارع منذ أكثر من أسبوع، فيما تُعارض قيادة «الوطني الحر»، كما رئاسة الجمهورية، هذا الخيار. ويدفع الطرفان الأخيران («التيار الوطني» ورئاسة الجمهورية) باتجاه تسريع تطبيق بنود الورقة الإصلاحية التي وضعها رئيس الحكومة سعد الحريري وأقرها مجلس الوزراء قبل نحو أسبوع، وباتجاه إعادة النظر في الوضع الحكومي الحالي، وهو ما أعلنه عون شخصياً خلال الخطاب المتلفز الذي توجه به إلى اللبنانيين منتصف الأسبوع.

ويُقاطع روكز، وهو صهر الرئيس عون وعميد متقاعد من الجيش اللبناني، اجتماعات تكتل «لبنان القوي» منذ مدة وبالتحديد منذ تصويت نواب التكتل مع موازنة 2019 التي اعتبر أنها مسّت بحقوق العسكريين المتقاعدين. وكان لروكز مواقف كثيرة متباينة عن الموقف الرسمي لقيادة التكتل و«الوطني الحر»، وهو عقد مؤخراً لقاء لعونيين منشقين عن «الوطني الحر» في دارته، ما بدا بمثابة إعلان واضح وصريح لانطلاق مرحلة جديدة من المواجهة السياسية مع الوزير باسيل الذي هو أيضاً صهر الرئيس عون.

وقال روكز في تصريح أدلى به أمس إن «المحيطين برئيس الجمهورية ربما يؤثرون فيه بطريقة سلبية، وإن الكل من أعلى الهرم إلى أصغره عليهم أن يستمعوا إلى صوت الناس»، مشدداً على أن «الإصلاحات يجب أن تبدأ من فصل النيابة عن الوزارة، وعلى أن ورقة الإصلاحات غير قابلة للتنفيذ».

ويبدو واضحاً أن ابنتي عون، كلودين، زوجة روكز، وميراي قررتا هما أيضاً التمترس في خندق روكز المواجه لخندق باسيل، وهو ما عبّرتا عنه بوضوح مع انطلاقة الحراك الشعبي، بإعلان الأولى تأييدها لخيار الانتخابات النيابية المبكرة التي ترفضها كلياً قيادة «الوطني الحر» التي تعتبر أنها خرجت منذ أقل من عام ونصف بانتصار كبير من الاستحقاق النيابي محققة أكثرية نيابية ووزارية، وباعتبار الثانية أن «اللبنانيين يطرحون الثقة بحكومتهم في الشارع بعدما تقاعس نوابهم عن ذلك»، وهو ما يشكّل دعماً واضحاً وصريحاً لمطالب المتظاهرين باستقالة الحكومة.

ولا تقتصر الانشقاقات في «لبنان القوي» على خروج روكز منه، إذ أعلن مؤخراً النائب نعمت أفرام أيضاً انشقاقه بعدما انضم إلى المعتصمين في منطقة كسروان، معتبراً أن «تكتل لبنان القوي لم يستطع إنجاح العهد رغم أنه أقل من يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم». ويرى أفرام أن الورقة الاقتصادية الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء غير كافية وأنه من الضروري تغيير الحكومة. وفي الوقت الذي تنسق قيادة «الوطني الحر» مواقفها بخصوص الحراك مع الرئيس عون لتكون منسجمة وموحدة، تشير معلومات «الشرق الأوسط» إلى أن «خيار استقالة الحكومة مرفوض تماماً لدى القيادة البرتقالية ورئيس البلاد وأنهما يدفعان باتجاه انطلاق عمل تشريعي سريع لإقرار 4 قوانين رئيسية لمحاربة الفساد على أن يتزامن ذلك مع تعديل حكومي يطال تعيين وزراء جدد بدل وزراء (القوات) المستقيلين، وإلغاء وزرات الدولة وتغيير عدد من الوجوه الوزارية». وتشير مصادر مطلعة إلى أن المفاوضات ناشطة حول كيفية توزيع الوزارات الـ4 التي تخلى عنها حزب «القوات»، موضحة أنه وفي حال الاتفاق على إلغاء وزارات الدولة يبقى هناك 3 وزارات يسعى «التيار الوطني» إلى الحصول على 2 منها في ظل معارضة شرسة من الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري اللذين يطرحان أن يكون الوزراء الـ3 مستقلين ومن التكنوقراط.

 

على انتفاضة لبنان وعي جوهر الأزمة

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

دخلت الانتفاضة الشعبية في لبنان أسبوعها الثاني، وتميّزت ببضع حقائق تستحق التوقف عندها:

الحقيقة الأولى، أن الانتفاضة لم تفرز حتى اللحظة قيادات واضحة المعالم، وإن كانت مطالبها غدت كذلك. ولعل غياب القيادة العلنية فيه جوانب إيجابية وجوانب سلبية في آن معاً.

والحقيقة الثانية، أنها استوجبت خطاباً ثانياً من حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله» - الذي هو صاحب القرارين السياسي والعسكري الأساسيين في لبنان - انتقل فيه من التهديد الصريح إلى التخوين العلني والترويع المبطّن عبر «مناصريه» من ذوي «القمصان السود».

والحقيقة الثالثة، أن هذه الانتفاضة ما زالت فعلياً محرومة من أي تعاطف دولي يستحق الذكر، رغم اتهام نصر الله القيّمين عليها بتلقّي الدعم من السفارات؛ وهو اتهام ردّده إعلام «حزب الله» بالأمس، أيضاً، بحق الانتفاضة العراقية.

والحقيقة الرابعة، أن التيار الوطني الحرّ (التيار العوني)، الرديف والتابع المسيحي لـ«حزب الله»، تلقّف رسالة الحزب، وباشر التصدي للانتفاضة في المناطق المسيحية، دفاعاً عن مؤسّسه رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيسه جبران باسيل (رجل الحكومة القوي)!

والحقيقة الخامسة، أنه لأسباب مختلفة ما زال المنتفضون يفصلون بين ظاهرة الفساد ومنظومة «الدولة الأمنية العميقة» التي تحكّمت بمفاصل القرار في لبنان منذ أكثر من السنوات الـ30 التي يردّدها أبرياء الانتفاضة، و«الأقل براءة» فيها.

ولنبدأ بحث هذه المعالم أو الحقائق بشيء من التفصيل.

بخلاف كلام الأمين العام لـ«حزب الله»، فكون الانتفاضة - حتى اللحظة - بلا قيادات معروفة يؤكد أنها جاءت كردّة فعل على تراكم للمعاناة المعيشية التي تعاملت معها السلطات - ولا أقول الحكومة - بالتخدير والإلهاء والتضليل. وهذا أمرٌ بديهي عندما نعرف تركيبة السلطة في لبنان، وهشاشة هرمها، وانعدام التوافق حوله، ورضوخ معظم اللاعبين المحليين لواقع «احتلال» لديه جدول أعماله المحلي والإقليمي الخاص.

بالأمس، عندما نزلت «القمصان السود» مجدّداً إلى الساحات والشوارع، فإنها أكدّت حقيقة حاول اللبنانيون دائماً إنكارها. وراهناً، تتحرّك «الدولة الأمنية العميقة» ليس فقط عبر فتح الطرق عنوة، أو «إنقاذ» المنتفضين من اعتداءات «القمصان السود»، بل إنها نشطت منذ بعض الوقت عن طريق «تصنيع» رأي عام يركز على الفساد، وعلى فاسدين من لون واحد، منذ 30 سنة... فقط!

وواقع الأمر أن منظومة «الدولة الأمنية»، التي حكمت لبنان من خلف الستار منذ النصف الثاني من عقد السبعينات من القرن الماضي، في ظل الوجود الأمني السوري، رعت الفساد وحَمته لفائدة أصحابها، بالتوازي مع مخطّط إقليمي اتخذ شكله الحالي منذ الثورة الخمينية في إيران عام 1979.

ومن ثم، ما كانت هناك خيارات كثيرة عند ساسة لبنان، بل كان عليهم إما القبول بخوض «السوق» والبيع والشراء فيها، أو التعرّض للتصفية كما حدث لعدد منهم، أو الاضطرار للهجرة إلى المنافي. وبفضل ما للمنظومة من إمكانيات سُخّرت لها حتى مؤسّسات الدولة، أعدت الملفات القضائية، و«فُبرِكت» الزعامات، ورُوّض الإعلام، ورُتّبت أولويات الحُكم وأهله... بما يناسب أو ما يأمر به أولئك الذين اتخذوا قرار استتباع لبنان.

حتى بعض مَن ارتضوا التضحية، والمهادنة من أجل إنقاذ البلد، دفع في النهاية بدمه ثمناً للخروج من «السجن الكبير». ولعل اللبنانيين يذكرون جيداً الفضائح المرتبطة ببعض المصارف المتّهمة بتبييض الأموال، والصفقات والسمسرات والاحتكارات، وعمليات الابتزاز وفرض الخوّة المحميّة أمنياً عبر الحدود.

وبالتالي، اليوم، عندما يتناقل المنتفضون ببراءة بالغة «قوائم» بأسماء الفاسدين، وأرقام الثروات الخيالية التي يُقال إنهم جمعوها من دون وجه حق، فإنهم - للأسف - لا يتساءلون عن موثوقية المصادر، وهويّتها الحقيقية، وصحة أرقامها... وهذا مع أنه «لا دخان بلا نار»، كما يُقال!

أما على صعيد تُهم الخيانة والعمالة الجاهزة التي تطلقها السلطة الفعلية في لبنان «دفاعاً عن المقاومة»، فإنها - حتى بالنسبة للسذّج - لا تخلو من غرابة، إذ كيف يحق لمَن يعترف على رؤوس الأشهاد بتلقي المال والسلاح والدعم، ويجاهر باعتزاز بالتبعية الشرعية والسياسية لإيران، أن يوجّه سهام الاتهام للآخرين.

منذ 1979 حتى اللحظة، دمّرت «المقاومة» - ضد إسرائيل لمّن لا يتذكّر - ما لا يقل عن ثلاث دول، كانت من أرقى دول العالم العربي؛ مزّقتها وصادرتها طهران، كلياً أو جزئياً.

منذ 1979، ازدادت إسرائيل قوة وثراءً وتقدّماً، بينما عاد العراق وسوريا ولبنان عقوداً إلى الوراء، بفعل انهيار المؤسسات والخدمات، وهجرة الكفاءات، وتهتك النسيج الاجتماعي، وتفاقم التعصب الديني والمذهبي الإلغائي.

منذ 1979، تراجع التعليم، واهتزّت نزاهة القضاء، وخُنقت الحريات، وانعدم الأمن، وانحدرت كل مؤشرات التنمية البشرية، وتناهبت القوى الإقليمية النفوذ، وأحياناً الأرض أيضاً.

واليوم، بينما تُعدّ إسرائيل ضمن طليعة دول العالم في أبحاث الذكاء الاصطناعي، والتقنيات النانويّة، والكيمياء الأحيائية وعلوم الخلايا والوراثة، واستزراع الصحارى، وتتنافس في مجال المنشورات البحثية مع أرقى الدول الغربية... تعاني الدول التي تنتشر فيها الميليشيات الإيرانية، وتلك التابعة لمرجعية طهران، أزمات معيشية وبيئية حادة، كالتصحّر، والجفاف، والتلوّث، وانتشار الأمراض السارية، والتخلف الاجتماعي، والانغلاق الديني والطائفي. في لبنان، البلد الذي أسّست فيه جامعتان أميركية وفرنسية عامي 1866 و1872، ومعهما كثير من أفضل المدارس في العالم العربي... البلد حيث كانت تُنتخَب ملكة جمال أوروبا خلال عقد الخمسينات، واختير مركزاً للخدمات المالية والتقنية في الشرق الأوسط، والمحطة الهندسية الإقليمية لكبريات شركات الطيران المدني العالمية... هذا البلد يعجز اليوم عن تأمين إمدادات الكهرباء بانتظام، وإنقاذ غاباته وحقوله من الحرائق، وحلّ أزمة النفايات، وتصريف إنتاجه الزراعي، وحماية شعبه من المسرطِنات والأدوية الفاسدة، والتصدّي لمحنة البطالة، وتأمين شبكة الأمان لشيوخه ومعوزيه! أزمة لبنان، في الحقيقة، أكبر من الفساد بالمعنى العائم لهذه الكلمة. وعليه، فحلّها أكبر من حكومة وانتخابات!

إنها أزمة وطن ممنوع من أن يكون وطناً سيداً حراً مستقلاً... كي يبقى ورقة ضغط بيد هذا اللاعب الإقليمي أو ذاك، و... أو يظل صندوق بريد بين القوى الكبرى واللاعبين الإقليميين. إنها أزمة هوية مضيعة، وثقافة سياسية سيئة متجذّرة، وذاكرة شعبية ضعيفة انتقائية.

 

أخطار الهجوم المعاكس وفرصة الانتفاضة الشعبية تعرض المحتجون لنماذج من "العنف" و"اللطف"

رفيق خوري/انديبندت عربية/27 تشرين الأول/2019

تحديات لبنان تتعاظم وسط ثنائية الفرصة والخطر في كل أزمة. الفرصة تكبر بمقدار ما يزداد ويتجذر زخم الانتفاضة الشعبية السلمية العابرة للطوائف والمناطق. والخطر يشتد بمقدار ما تتعمق هواجس الخائفين من الانتفاضة على مصالحهم المحلية وحساباتهم الأبعد. فالانتفاضة سحبت من التداول ما هددت به السلطة من "قلب الطاولة" وأربكت حسابات أي خطة مفترضة. وفي الأسبوع الثاني للانتفاضة تبلورت ملامح الهجوم المعاكس عليها: نماذج من "العنف" المحدود كرسائل معبرة. ونماذج من "اللطف" الممدود لاحتواء المطالب الشعبية باحتضانها لتغيير الموضوع. فالناس، كما قال ماركس، "تصنع تاريخها بأيديها، ولكنها لا تصنعه على هواها في ظروف تختارها بل في ظروف تواجهها منقولة لها مباشرة من الماضي".

واللبنانيون الذين يصنعون التاريخ اليوم لم يختاروا الظروف، بل نزلوا إلى الشارع في ظروف فرضت نفسها عليهم بفشل السلطة وغطرستها وتراكم السياسات الخاطئة في الماضي والحاضر. وليس عن عبث يوصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه "مرشد الجمهورية". ولا في إطار المفاخرة وحدها قال "إن المقاومة هي الطرف الأقوى في المعادلة الداخلية". فهو يهدد ويدعو من يخاف من إصبعه المرفوع إلى أن يخاف، كما يقدم النصائح للمسؤولين وللمنتفضين. يدافع عن المسؤولين ويقول ما فاتهم قوله في كلمة الرئيس ميشال عون وبيان الرئيس سعد الحريري وخطب وزير الخارجية جبران باسيل. ويطلب من المحتجين أن يعرفوا من يقودونهم ومن "يمول" التظاهرات، وأن يشكلوا وفداً للتفاوض مع السلطة على مطالبهم. ومختصر موقفه ثلاث لاءات: لا لإسقاط العهد، لا لاستقالة الحكومة، ولا لانتخابات نيابية مبكرة. والحجة المعلنة هي الخوف من الفراغ والفوضى. وهي أيضاً أن هناك قوى داخلية وخارجية دخلت على الخط لحرف الحراك الذي "كان عفوياً في أيامه الثلاثة الأولى" من أجل أهداف سياسية. أي قوى داخلية وخارجية؟ هو لا يسمي بل يلمح بما هو أبلغ من التسمية. ولا يكشف أي شيء مما يسميها "معلومات" لديه. وأي أهداف سياسية؟ إنها دفع لبنان إلى الفراغ والفوضى والانهيار، لأن هذا ما بقي لفعله أمام الذين فشل رهانهم على "حرب أميركية على إيران".

لكن الجانب الآخر من الصورة مختلف تماماً: الستاتيكو الحالي مريح لحزب الله الذي قاد إليه عبر سلسلة متغيرات على مراحل. إذ هو يملك مع حلفائه الأكثرية في المجلس النيابي والحكومة بعدما عمل كل ما هو ممكن لإيصال حليفه العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وهو يمسك، وسط تسليم التركيبة الحاكمة، بقرار الحرب والسلم، ويملك حرية الحركة بحيث يشارك عسكرياً في حرب سوريا وله دور في العراق واليمن وسواهما. ولا مصلحة له في هز الستاتيكو. ولا بديل لديه من الحريري في رئاسة الحكومة، بحيث تشكل السلطة مظلة ديبلوماسية له وقت العقوبات الأميركية.

وهكذا اكتملت عنده المعادلة: ستاتيكو لبناني يخدمه. وتقدم في المنطقة لـ"محور المقاومة والممانعة" الذي هو اسم مستعار للمشروع الإيراني على حساب العرب والغرب. وإذا كان يستطيع "تغيير كل المعادلات في لبنان" بالقوة، كما أعلن، فإنه يعرف خطورة ما بعد المغامرة وإدخال لبنان في الحصار العربي والغربي. فضلاً عن أن "التحكم" بلبنان هو ربح صاف له، في حين أن "حكم" لبنان هو أكثر من خسارة له. وليس صحيحاً أن الخيار أمامنا هو ما يضعه السيد نصرالله: الحكومة الحالية أو الفراغ والفوضى. تماماً كما كان الخيار الذي وضعنا فيه على مدى عامين ونصف العام: عون أو لا رئاسة.

الصحيح أن الإصرار على بقاء هذه الحكومة في مواجهة ثورة شعبية شاملة تطالب باستقالتها هو الذي سيقود إلى ما هو أخطر من الفراغ والفوضى. فالقاسم المشترك بين ما يقال في الشارع وفي الكواليس هو فقدان ثقة الشعب بالسلطة  و"الثقة هي محرك الازدهار، ومن دونها ينهار البناء الاجتماعي وتزداد المخاطر"، كما يقول فرنسيس فوكوياما. فكيف يقال للشعب إن الخيار الوحيد أمامه هو السعي لنيل مطالبه من سلطة لا يثق بها؟ وأي استهانة بالشعب أكثر من الإدعاء أن موظفاً في سفارة يحرك مليوني لبناني للنزول إلى الشارع والبقاء فيه لأسابيع ليلاً ونهاراً؟ لبنان ليس متروكاً لقدره عندما يمسك شعبه بمصيره.

والمفارقة أن العواصم الكبرى المتهمة بالتآمر تلتقي مع السيد نصرالله على دعم الحكومة. وحين تقول الأمم المتحدة بلسان ستيڤان دي جاريك الناطق باسم الأمين العام، إنها تراقب الوضع اللبناني، و"أن من القضايا المهمة تفكيك سلاح الميليشيات"، فإن السيد نصرالله يختار "تفكيك الثورة الشعبية". لكن من الوهم استمرار هذا الوضع من دون تغيير مقبول. فمن السهل التفاهم على حكومة إنقاذ إذا كان المطلوب إنقاذ لبنان من الانهيار، لا التضحية به للحفاظ على الكراسي. ومن الصعب القضاء على انتفاضة شعبية وفرصة مفتوحة للبنانيين مهما يكن الهجوم المعاكس قوياً والأخطار شديدة.

 

طرابلس في الجمهورية

 سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

قالت متظاهرة شابة أمام الكاميرا: «قبل اليوم، كنت أخاف حتى المرور في طرابلس، أما الآن فإنني أتمنى زيارتها فوراً». يختصر هذا القول البسيط تاريخاً طويلاً من الشعور بأن المدينة الثانية في لبنان، عالم خاص بها يختلف كل الاختلاف عن بقية البلد. وقبل الاستقلال وبعده بعقود، كانت تُسمّى «طرابلس الشام» تمييزاً لها عن طرابلس ليبيا التي كانت تُسمّى «طرابلس الغرب». وكان الطرابلسيون يفاخرون بالاسم ويعتبرون أنفسهم أقرب إلى سوريا منهم إلى الدولة المستقلة حديثاً. وقد بادلتها بقية المدن هذا التباعد، وأهملتها الدولة كما أهملت واجبات كثيرة، وجاء منها رؤساء حكومات أجلّاء، كان أبرزهم رشيد كرامي، الشريك الرئيسي في الحقبة الشهابية النقية. وعندما توفّي والده ومؤسس الزعامة العائلية، عبد الحميد كرامي، ألقى الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري قصيدة في رثائه ينتقد فيها بوضوح أركان الدولة اللبنانية، قال فيها:

«تنهى وتأمرُ ما تشاء عصابة – ينهى ويأمرُ فوقَها استعمارُ؛

خَويَت خزائنُها لِما عَصفَتْ بها الشّهَواتُ، والأسباط ُوالأصهارُ…»…

في السنوات الأخيرة، اعتبرت طرابلس المُهملة من قِبل العهود المتلاحقة، أنها معقل الأصولية. وكان البعض يسمّيها «قندهار». وقد نُزع من ساحتها الرئيسية تمثال عبد الحميد كرامي ورُفع مكانه نصب تكبيري: «الله أكبر». منذ تسعة أيام، خطفت طرابلس أضواء الثورة اللبنانية وتجمّع الألوف من أبنائها يرقصون ويهتفون طوال الليل والنهار ويصغون إلى الفِرق الغنائية ويرفعون الشعارات ضدّ الحكم وضدّ الطائفية ويرفعون خصوصاً آلاف الأعلام اللبنانية التي غطّت مساحة الجمهورية برمّتها.

في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وليس في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943. أعلنت طرابلس انضمامها إلى الجمهورية اللبنانية وأرسلت التحيّات إلى صور والنبطية وبعلبك وسائر المناطق الشيعية. وهتفت للجيش اللبناني وأظهرت كل ما يؤكد انضواءها إلى البلد الذي طالما أخطأ في حقّ أهلها كما أخطأ في حقّ جميع الأهالي. عام 1920. أُعلنت ولادة الدولة اللبنانية، واليوم بعد قرن على ذلك، تعلن الناس في الشوارع والساحات، ولادة الوطن لبنان. ميثاق وطني لا يوَقّعه السياسيون بل مئات الآلاف من البشر. وثورة وطنية عارمة تلاحمت فيها النفوس وبدا من بقي خارجها أنه خارج الوطن. وأمام كل تلك الصفوف المتراصّة، تقدّمت طرابلس الجميع وأضاءت ساحتها بالمصابيح طوال الليالي. ومثل غيرها من هذه الساحات العظيمة التي لا تُصدَّق برغم سطوعها، أرسلت أطفالها وبناتها المحجبات وشبابها من متعلّمين ومحرومين وبدت مثل سواها، حورية من حوريّات النهضة الوطنية، إلا أنها تميّزت باللقب المستحَق: «عروس الثورة».

 

كي لا نفجع ببغدادي آخر

غسان شربل/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

كان يومَ ترمب بلا منازع. نادراً ما أتيحَ لرئيس أن يستدرجَ العالمَ بأسره لانتظار روايته. وهي كانت مثيرةً ومشوقة. كانت لحظة قوة استثنائية في ولايته. وكان باستطاعته الإعلان عن إنجاز اشتهاه كثيرون. والقول إنَّه عاقبَ كبيرَ المرتكبين والمطلوب الأول في العالم. وإنه أنزلَ حكمَ العدالة بالرجل الذي حزَّ أعناق أميركيين وصنعَ نكبة الإيزيديين وقتلَ كثيراً من الأكراد والسوريين والعراقيين، وروَّع الأوروبيين وسجَّل رقماً قياسياً في تعدد جنسيات ضحاياه. تحدَّث باسم أميركا القوية. أميركا القدرات الهائلة والجيش الأكثر تطوراً والاستخبارات المتكئة على التطور التكنولوجي. عن خطورة العملية والرجال الذين جازفوا. وسخر من الرجل الذي أرعبَ العالم. وحكى كيف كان يتحرك باكياً ومذعوراً، وأنه توَّج جرائمه بالتسبب في قتل ثلاثة من أطفاله. ولم يفُته التذكير بأن الذراع الأميركية الطويلة امتدت حديثاً إلى حمزة بن لادن نجل الرجل الذي أدمى الأرض الأميركية نفسها، واستهدف رموزَ قوتها ونجاحها.

لا غرابة أن ينشغل العالم بخبر مقتل أبو بكر البغدادي. إننا نتحدَّث عن رجل أثخن المنطقة والعالم. قاتل بمخيلة مسنونة. جلاد استثنائي عابر للحدود والقارات. بدَّد سنوات من عمر دولتين وشعبين ومن أعمار ملايين الناس. بزَّ أسلافه في نهر التطرف. تفوَّق عليهم في فنون القتل والترويع وإطلاق أمواج الكراهية.

ومن حق دونالد ترمب أن يحتفل. فهذا النوع من الضربات يسجله التاريخ. ولعله يقول في سره إن القتيل الذي سقط بأمر مباشر منه أشد خطورة من القتيل الذي سقط بأمر من سلفه باراك أوباما؛ وهو أسامة بن لادن. لم يسعف الحظ زعيم «القاعدة» في إعلان «دولة» وتنصيب نفسِه «خليفةً» مزعوماً. ولم يتمكن من استقطاب من وفدوا من أماكن قصيَّة بعدما خدعتهم العبارات والرايات.

منذ دخوله البيت الأبيض يقيم ترمب في العاصفة. وواضح أنه يحبُّ العواصف. قراراته مفاجئة وطريقته صادمة. راقصٌ منفردٌ لا يحب التانغو مع المؤسسات ولا مع الدول. ومع اشتداد العواصف على طريق الانتخابات جاءت هذه الهدية الكبرى. إنها ليست شبيهة بساعة الإعلان عن الخروج من الاتفاق النووي مع إيران أو فرض عقوبات قصوى عليها. ومختلفة عن فرض رسوم أطلقت حرباً تجارية مع الصين. أو التلميح بسحق الاقتصاد التركي. أو الإعلان المفاجئ عن الانسحاب من سوريا والابتعاد عن «الحروب السخيفة التي لا تنتهي».

إنها هدية لم يحصل على مثلها من قبل. هدية كانت موضع ترحيب الدول القريبة والبعيدة. صيد ثمين دفع أطرافاً كثيرة إلى المسارعة في إعلان دورها في ترتيب الوليمة. غيرت الضربة المفاجئة العناوينَ في كل مكان. المواقع التي كانت منشغلة بإجراءات عزل الرئيس أو انتقاد الانسحاب من سوريا وجدت نفسها أمام عنوان وحيد هو قتل البغدادي. ولأنه عاشق إثارة رمى ترمب تغريدة قصيرة داعياً العالم إلى انتظاره ليزفَّ إليهم النبأ بعد الفراغ من فحص الحمض النووي. لا يمكن القول إن جثة البغدادي تجرِّد خصومه من أسلحتهم، لكنها تعطيه سلاحاً بعدما كان بدأ الكلام عن أن انسحابه من سوريا هو هدية كبيرة لـ«داعش»، فضلاً عن روسيا وإيران.

سيتمكَّنُ ترمب من القول إن انسحابه من سوريا، الذي تعرَّض مرات عدة لاستدراكات تبقي قوة محدودة في أماكن محدودة، لا يعني استقالته من محاربة الإرهاب. وسيقول إنه يخوض هذه الحرب من دون إبقاء جنود منتشرين في مسارح النزاعات عرضة للثأر والأخطار. ويعترف قادة ميدانيون واجهوا «داعش» في العراق وسوريا أن الحرب مع التنظيم كانت ستمتد سنوات إضافية لولا الضربات الجوية القاصمة التي وجهها سلاح الجو الأميركي إلى معاقله ومخابئه. هذا من دون أن ننسى أن الضربات الجوية ما كانت لتكفي لولا مساهمات القوى التي خاضت معارك برية طاحنة ضد التنظيم.

لنترك جانباً الشق الأميركي من المسألة. مقتل البغدادي لا يعني مقتل «داعش» رغم أهمية قطع رأس التنظيم. وأظهرت التجارب أن هذا النوع من التنظيمات اكتسب خبرة في التكيف مع الظروف الصعبة. وأن «داعش» كان يعمل في الأعوام الأخيرة بصورة لا مركزية. ثم إن التنظيم راهن تحت الضغوط على دور «الذئاب المنفردة» في ترويع العالم وإقلاقه. لنترك جانباً الشق الأميركي ولنتذكر أن الأهم هو ألا نفجع مرة أخرى بولادة بغدادي آخر يغرق منطقتنا في الدم وبلداننا في خراب هائل.

لا بد أن نتذكر أن «داعش» تمكن من الولادة حين تصدعت دول وتمزقت اللحمة في مجتمعات. ولد في ظل كراهيات الغلبة والإحباط والتهميش ومحاولات الاستئثار وشطب الآخر واغتيال الملامح. لنتذكر أن «داعش» ولد في العراق المتصدع. وفي سوريا المتصدعة. ولد وسط الكراهيات المذهبية. وأنه عثر على فرصته حين ساد منطق الاستباحة، وحين فتحت أبواب الحدود التركية على مصراعيها للمقاتلين الجوالين ليدخلوا سوريا ويخوضوا في دم انتفاضتها وشعبها. المهم ألا نفجع ذات يوم ببغدادي آخر. أميركا بعيدة. إننا المسرح. والمواجهة لا تقتصر على الشق الأمني. لقد بدأ الخراب الكبير حين استولى التطرف على المناهج والمساجد وحين تخرج التلامذة من المدارس يكرهون الآخر ويعدّون كل اختلاف جريمة تستحق القتل. كي لا نقعَ في بغدادي آخر لا حل إلا بناء الدولة العصرية التي تتسع لكل مكوناتها. لا حل إلا بمناهج وبرامج تفتح النوافذ على العالم وتشجع على التعايش وقبول حق الاختلاف. لا حل إلا بإعادة الأمل بالمستقبل والاستقرار والازدهار وحماية الشباب من «داعش» وكل تعصب يرمي إلى شطب من لا يشاطره القراءة القاتمة للعالم. سبح ترمب البارحة في الأضواء. كان قوياً إلى درجة الاعتراف بتلقي تسهيلات من آخرين. احتفل «جنرال (تويتر)» باصطياد الرجل الوافد من كهوف التاريخ. أما نحن فليتنا نتعلم.

 

ثورتان في لبنان

مأمون فندي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

في لبنان، وعندما أصبحت الحركة أقوى من الدولة، وبالحركة هنا أعني «حزب الله»، كان ذلك مرضاً لبنانياً انتشر في كل العالم العربي بدرجات مختلفة، من «الإخوان» في مصر الذين تمكنوا من مفاصل الدولة، إلى «النهضة» في تونس، و«الصحوة» في الخليج، إلى آخر تلك القائمة. وظني أن لبنان باروميتر، أو مقياس، فما يحدث في لبنان تنتقل عدواه إلى بقية العالم العربي، وثورة لبنان لا تختلف كثيراً، مع فارق وحيد هو أنها ليست ثورة واحدة بل ثورتان.

ولكن قبل الحديث عن الثورتين، لا بد من الحديث عن علاقة الحركة بالدولة، فالثورة في لبنان قائمة ضد دولتين في وقت واحد؛ ضد الدولة اللبنانية بين بيروت والجبل، وضد دولة «حزب الله» من الجنوب إلى الضاحية. دولتان في حاجة إلى ثورتين، لا ثورة واحدة.

ثورة اللبنانيين ضد الدولة هي الثورة الأصغر، وربما الأقل تعقيداً، ولكن ثورة الشعب والدولة معاً ضد الحركة، أي ضد «حزب الله»، تُدخل لبنان في اختبار حقيقي حول وجوده كدولة مستقلة ذات سيادة، تكون هي الوحيدة المخولة باستخدام العنف المشروع، كما يقول تعريف الدولة في علم السياسة؛ لبنان اليوم لديه سلطتان لديهما الاستحواذ المشروع لاستخدام أدوات العنف: الدولة اللبنانية و«حزب الله». وهنا يكون الاختبار. الحالة اللبنانية موجودة بدرجات متفاوتة في دول عربية أخرى، وما ظاهرة حركة الحوثي في اليمن إلا صورة مقربة من علاقة «حزب الله» بالدولة اللبنانية.

فهل ستأخذ المواجهة مع «حزب الله» منحى شبيهاً بما حدث في اليمن. ما تكلفة ذلك على الدولة والمجتمع. الجنوب اللبناني، وشيعة لبنان، لا بد لهم من ثورة ضد «حزب الله» من أجل استرجاع ثقافتهم الوطنية وهويتهم المختطفة من حزب يقول زعيمه إن أمواله ومرتبات جنوده وأكلهم كلها قادمة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الجنوب بحاجة إلى التخلص من حكم إيراني أولاً، ثم يلتفت إلى ثورته ضد الدولة اللبنانية. المشهد اللبناني مرشح لسيناريوهين؛ الأول الاستمرار في ثورة جزئية ضد الدولة لن تفضي إلى شيء، والثاني ثورة ضد «حزب الله»، قد تخلق حالة لبنانية جديدة؛ دولة جديدة ومجتمعاً جديداً، ولكن الثورة على «حزب الله» قد تدفع بلبنان من حالة الثورة إلى حرب أهلية قبيحة. لبنان اليوم يقف في مفترق طرق بين الثورة والحرب. على العرب مساعدة لبنان للخروج من مأزقه، وإلا اتسعت رقعة ما يحدث في لبنان، لتشمل مناطق أخرى ودولاً أخرى.

 

آخر الجزر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

خلال موجة «الربيع العربي»، سألت أمين معلوف عن المشروع الروائي الذي يشتغل عليه، فقال إن الأحداث تمنعه عن التفكير في أي شيء آخر. قلت له «ولكن لك خلوة خاصة في جزيرة نائية»، قال الأحداث الكبرى تقتحم أبعد الجزر.

في الماضي كنت دائماً أشعر بشيء من الذنب عندما أكتب في موضوع لبناني عادي لجريدة لها 14 طبعة حول العالم وقراء من سقطرى إلى سومطرة، فماذا يهم قارئاً في وسط أفريقيا أزمة حكومية في بيروت. لكن هذه المرة أشعر بالحرج كلما فكرت في الكتابة بموضوع آخر. الحدث اللبناني يشغل الناس في أبعد الجزر. وأنا منه على مسافة العين المجردة. والهتافات تدخل من النافذة. والناس أهلي. والبلد موطني. أول شيء فعله الإنسان عندما خرج من الكهف وبنى منزلاً وموقداً ومقعداً من حجر، قرر أنه سوف يستقر هناك ولن يبقى عارياً في الريح والتيه. تشرق الشمس عليه وتغيب وتدور الأرض به وهو في مكانه. وعندما التقت مجموعات من الناس في دائرة واحدة سمتها وطناً. وأقامت له حدوداً. وابتكرت سند الملكية. وراحت الشعوب تتقاتل من أجل أوطانها وأرضها وبيوتها. ثم تطورت فابتكرت مسألة الحقوق والواجبات ضمن هذه البقع. ووضعت القوانين. وشرعت المساواة.

كان لبنان من أوائل البلدان التي عرفت القانون. وأقامت روما في بيروت أول كلية للقانون لا تزال حجارتها في وسط المدينة، مع أن أحد وزراء الثقافة جيَّر هذه البقعة التي لا مثيل لها في العالم، إلى مقاولين يفضلون الإسمنت على حجارة أول معهد للقانون في تاريخ البشرية.

هؤلاء الملايين الذين نزلوا إلى الساحات منذ 11 يوماً، يريدون شيئاً واحداً هو دولة القانون. دولة لا يستبيحها السماسرة والسارقون. هذا كل ما يطلبه هؤلاء الذين لم يبق لهم سوى الساحات والعراء بعد ثلاثين عاماً من التداعي والدلال ونهب أرزاق الناس. وجدت الدولة نفسها أخيراً في مواجهة الناس الذين ترفض أن تراهم، أو أن تسمعهم، أو أن تتذكر أن الكهرباء والبطالة والزبالة هي مسؤوليتها. لعل الدولة تنتبه إلى أن الملايين خرجوا يطالبون بوجودها وبقوتها وضمانتها. ليسوا ضد وجودها، بل ضد غيابها وإهمالها ولا مبالاتها وانعدام كبرائها.

 

عندما يهبّ “حزب الله” لإنقاذ عهده

خيرالله خيرالله/العرب/27 تشرين الأول/2019

أكثر من طبيعي أن يهبّ “حزب الله” إلى إنقاذ عهده. ليس خطاب حسن نصرالله الأخير سوى دفاع عن هذا العهد، تخلّلته اتهامات إلى اللبنانيين المشاركين في الثورة الشعبية بخدمة جهات أجنبية. وليس اندساس عناصر من الحزب بين المتظاهرين في وسط بيروت والاعتداء عليهم سوى دليل على وجود خطة تستهدف إجهاض الثورة الشعبية، التي يشهدها لبنان والتي أدّت إلى تغيير في التوازن السياسي القائم. كان أفضل تعبير عن هذا التوازن القائم، الذي تبدّل جذريا، تمكّن “حزب الله” من تعطيل دور مجلس النوّاب سنتين ونصف سنة من أجل فرض مرشّحه لرئاسة الجمهورية. نسي الحزب أنّ رقعة الثورة اتسعت وأنّها ليست محصورة بوسط بيروت الذي لديه حقد ليس بعده حقد عليه، نظرا إلى أنّه يرمز إلى مكان للتلاقي بين اللبنانيين من كلّ المناطق والمذاهب والطوائف والطبقات الاجتماعية وإلى كلّ ما هو حضاري في لبنان.

هناك واقع تغيّر في لبنان. لا يستطيع “حزب الله” القبول بتغيير الواقع الذي عمل جاهدا من أجل فرضه وتكريسه ليس عبر “العهد القويّ” فحسب، بل عبر انتخابات نيابية بموجب قانون عجيب غريب أيضا فرضه على اللبنانيين ثم عبر حكومة لديه فيها ثلاثة وزراء، فضلا بالطبع عن الوزراء الثلاثة الآخرين المنتمين إلى حركة “أمل”. هناك حصر للتمثيل الشيعي في “حزب الله” و”أمل” في حين هناك خرق لكلّ الطوائف الأخرى حيث التعددية تبدو مطلوبة، من وجهة نظر الحزب التابع لإيران طبعا.

سيكون السؤال في المرحلة المقبلة، خصوصا في ظلّ انكشاف وجود معارضة شيعية حقيقية لكلّ ما يمثّله “حزب الله”، هل سيتمكن اللبنانيون من ترجمة التغيير في التوازن السياسي القائم على صعيد تشكيل حكومة جديدة مختلفة كلّيا عن الحكومة الحالية؟ هل يستطيع “حزب الله” منع التغيير بالقوّة على غرار ما حصل في إيران في العام 2009، وما حصل ويحصل في العراق هذه الأيّام؟ الأكيد أن حسن نصرالله الذي يعتبر “العهد القويّ” عهده لا يمكن أن يقبل بذلك، خصوصا أن أحد الشعارات القليلة التي لديها معان عميقة هو شعار “كلّن يعني كلّن”. أي لا استثناء للأمين العام لـ”حزب الله” ولا تحييد له لدى الشكوى مما يعاني منه لبنان من مصائب وكوارث وفساد، بكلّ ما في كلمة فساد من معنى، بسبب سلوك الطبقة السياسية. ليس سرّا أن الحزب الذي أراد، ولا يزال يريد، المتاجرة بلبنان واللبنانيين وأهل الجنوب خصوصا، يتحمّل جزءا كبيرا من مسؤولية وصول الوضع اللبناني إلى الهاوية. ففي بلد مثل لبنان، ليس طبيعيا الإتيان بأسوأ اللبنانيين من عديمي الاختصاص إلى مواقع وزارية مهمّة. لا يمكن بالطبع التعميم. لكنّ معظم الوزراء في الحكومة الحالية، المطلوب استقالتها، لا يمتلكون مؤهلات تسمح لهم بأن يكونوا في مواقعهم. هذا ما سمح به “حزب الله” وفرضه على اللبنانيين بقوّة سلاحه غير الشرعي في ما يمكن وصفه بتتمّة لفرض رئيس جمهورية معيّن على اللبنانيين في حال كان مطلوبا تفادي الفراغ الرئاسي. ذهب نصرالله في العام 2016  في لعبة الابتزاز إلى النهاية. إمّا أن يكون مرشحه رئيسا للجمهورية… وإما لا رئيس للجمهورية في لبنان!

يمكن النظر إلى ما يدور في لبنان من زاويتين مختلفتين. الأولى أن لا أمل بتغيير كبير في ضوء قدرة “حزب الله” على الدفاع عن المكاسب التي حقّقها والتي جعلت جبران باسيل وزير الخارجية ورئيس “التيّار الوطني الحر” يطالب من القاهرة بعودة سوريا إلى “الحضن العربي”. تجاهل باسيل أن النظام السوري مسؤول عن قتل ما يزيد على نصف مليون من مواطنيه وعن تشريد ما يزيد على ستة ملايين سوري، بين الداخل والخارج، في أقلّ تقدير.

أكثر من ذلك، أصرّ يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر، ذكرى دخول الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة، على الإعلان عن زيارة له لدمشق قريبا. كان يعتذر من قاتل الجنود والضباط اللبنانيين يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر 1990. كان في الواقع يؤكّد أن “حزب الله” هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان وأنّه ضابط إيقاع السياستين الداخلية والخارجية للبلد.

أمّا الزاوية الأخرى التي يمكن النظر من خلالها إلى ما يدور في لبنان، فهي زاوية مختلفة جدّا مرتبطة أساسا بقدرة “حزب الله” على الدفاع عن عهده. سيكون صعبا عليه تنفيذ هذه المهمّة على الرغم من كلّ ما يمتلكه من سلاح ورجال. هذا عائد أساسا إلى عوامل عدّة من بينها التململ الشيعي على كلّ المستويات من جهة وبداية وعي لخطورة ما يشكلّه الحزب على مستقبل كل شيعي لبناني من جهة أخرى. بكلام أوضح، صار كلّ شيعي لبناني تحت المجهر عربيا ودوليا بسبب “حزب الله”، ولا احد آخر غير “حزب الله”. كذلك، يشعر الشيعي اللبناني بأنّه غير مرحّب به في أيّ دولة عربية، إضافة إلى صعوبة حصوله على تأشيرة تسمح له بالسفر إلى أيّ بلد كان. تسبب “حزب الله”، بصفة كونه أداة إيرانية، بمصائب لحقت بالشيعة أوّلا وبكلّ لبناني طبعا. بكلام أوضح، تحوّل “حزب الله” إلى عبء على كلّ لبناني وذلك بحجّة أنّه “مقاومة”. تبيّن مع مرور الوقت أن “المقاومة” تعني شيئا واحدا هو نشر البؤس في لبنان وإلحاقه بإيران. هذا كلّ ما في الأمر في ظلّ إصرار على عزل لبنان عن محيطه العربي، والإصرار على الدفاع عن إيران ومشروعها. ليس مستبعدا أن تشهد الأيّام القليلة المقبلة المزيد من الاعتداءات على المتظاهرين تنفّذها عناصر من “حزب الله”. لكنّ هذه الاعتداءات التي لا هدف لها سوى تأكيد التوازن السياسي القائم منذ العام 2016 تصطدم بما تشهده الأرض اللبنانية حيث انتفاضة شيعية واضحة على “حزب الله” بكلّ ما يمثله. ليس ما شهدته النبطية وكفرمّان وصور وبعلبك وغيرها من المدن والبلدات حدثا عابرا. ما شهدته مناطق شيعية وسنّية ودرزية ومسيحية يمثّل تحوّلا عميقا في الوعي اللبناني  يصعب على “حزب الله” التقاطه، بل التقطه ولا يدري أخذ العلم بحصوله نظرا إلى أن ذلك يؤكد فشله على كلّ صعيد. إنّه حزب يعيش في عالم خاص به. يرفض تصديق أن لا أحد يأخذ شعاراته على محمل الجدّ في بلد أظهر شعبه من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه أنّه متعلّق بثقافة الحياة وليس بثقافة الموت التي ينادي بها… وليس مجرّد ورقة تستخدم في إطار المشروع التوسّعي الإيراني الذي لا همّ له سوى نشر البؤس والتخلّف حيثما حلّت ميليشياته!

 

الإنتفاضة تفرض تغييراً في تركيبة السلطة… جمهور المقاومة ألا يعاني كسائر اللبنانيين؟

ابراهيم حيدر/النهار/27 تشرين الأول/2019

أياً تكن الإجراءات التي اتحذها العهد أو الغرفة الحاكمة المصغرة بالتنسيق مع “حزب الله”، فلم يستطع إخماد انتفاضة اللبنانيين ضد السلطة والفساد. وحتى تحذيرات الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لم تثن اللبنانيين عن النزول إلى الساحات لليوم الحادي عشر توالياً، ولا حصر الناس والمتظاهرين في ساحات محددة لضبطهم وإنهاء التأثير السياسي للحراك وإعادة فتح الطرق وفتح مؤسسات الدولة وكأن شيئاً لم يكن. استخدمت السلطة بعض أسلحتها الطائفية والإيديولوجية، بدءاً من خطاب نصرالله الذي تحدث فيه عن مؤامرة ضد المقاومة والبلد مستنفراً جمهوره، فيما استعاد التيار الوطني الحر خطابه القديم ضد ما يصفهم بالميليشيات متناسياً أن الغاضبين الذين نزلوا الى الشوارع من طوائف ومذاهب ومشارب متنوعة، إلى حد لم يستطع اي طرف سياسي تصدر المشهد والحديث باسم المتظاهرين، فيما الناس لا تستهدف رئيس الجمهورية لا لبنانياً ولا في بيئته المسيحية.

فرض الحراك بعد يومه العاشر مساراً مختلفاً، فدفع السلطة الى البحث عن مخارج عدة بعدما فشلت حتى الآن خطط امتصاص الغضب وإنهاء الحراك، وكذلك فشلت محاولات استنفار الشوارع المقابلة لأنها قد تؤدي إلى تضعضع موقع العهد واحتمال سقوطه. والرهان الذي كان يعوّل على تحرك جمهور المقاومة على الأرض لم ينجح لأسباب تتعلق بانكشاف “حزب الله” كأداة لحماية السلطة والعهد ضد اللبنانيين المنتفضين في مختلف المناطق، على رغم أن هذا الاحتمال لم يطو نهائياً، لذا تقدم الحديث عن تغيير حكومي في اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، سبقه اشتراط عون ومعه وزير الخارجية جبران باسيل بضرورة فتح الطرق للاتفاق على هذا المسار. لكن استمرار الانتفاضة عدّل من برنامج النقاش، فجرى اتفاق على تعديل وزاري خصوصاً وأن الحريري أبلغ عون بضرورة التعجيل في هذا الأمر لأن الحكومة لم تعد قادرة على الحكم بوضعها الراهن، وإذا لم يحصل ذلك فهو لن يتحمل المسؤولية وحيداً وسيذهب إلى الاستقالة، علماً أن الرئيس عون اشترط عودة باسيل الى الحكومة الجديدة في حال ذهبت الامور الى الاستقالة.

وبينما تستمر المشاورات على وقع انتفاضة الشارع التي لم تخرج منها حتى الآن قيادة موحدة، وهو أحد أسباب استمرارها وفق سياسي متابع، إذ أن أي طرف أو مجموعة لم تستطع تصدر المشهد، خصوصاً وأن قسما من المتظاهرين لا يتبنى شعار إسقاط النظام، بدا أن “حزب الله” أصبح أكثر ميلاً لتشكيل حكومة جديدة، خصوصاً وأنه الأكثر قوة في البلد وصاحب القرار على ما عكست كلمة نصرالله حين اعتبر أن المقاومة هي الأقوى وهي قادرة على قلب المعادلات والشارع إذا أرادت، فإذا تشكلت حكومة جديدة لن تنهي تأثيره السياسي على الأقل حتى إشعار آخر. وهو بات يعلم أن الانتفاضة لم ترفع شعارات ضد سلاحه ولا دوره في سوريا، بل التركيز كان مطلبياً وله وجه سياسي ضد السلطة والفساد ونهب الاموال، وإن كان يحمي العهد ويستشرس في الدفاع عنه.

فرضت الإنتفاضة على “حزب الله” أيضاً تغييراً في جدول أعماله، فنصرالله كان يدرك وهو يتحدث عن اللاءات الثلاث، أن الساحات غيرت الكثير من الأجندات، وهي حضّت جمهوراً شيعياً على التحرك ورفع الصوت من خارج هيمنة الثنائي الشيعي، على ما شهدناه في ساحات النبطية وصور وحتى في الضاحية نفسها وفي بيروت، لذا هو يتحضر لمرحلة جديدة ليس سقفها تغيير النظام انما إحداث تحولات في المشهد السياسي، لا سيما وأن لبنان يعاني من أزمة مالية واقتصادية وهو معرض أيضاً لمزيد من العقوبات والتخلي من الجهات الدولية.

لا يعني المشهد الجديد للبلد أن الحزب سيسلم بالأمر الواقع، إنما هو سيقاتل بشراسة لعدم إحداث تغيير جذري في الهيمنة القائمة ولاستمرار العهد. لذا توقف الجميع أمام كلمة نصرالله الأخيرة التي أعلن فيها أنه صاحب القرار الأخير في البلد، فأطلق تحذيرات وتهديدات أيضاً، وإن كان رد الإنتفاضة جاء سريعاً بالإصرار على مطلب إسقاط الحكومة. النقطة المهمة التي نتجت عن كلامه أنه أخذ الأمر الى الموضوع السياسي، وهكذا جعل الناس المنتفضين يدمجون بين المطالب المعيشية ومكافحة الفساد الى الدعوة لإسقاط السلطة كلها. خاطب نصرالله الجمهور الشيعي أولاً للقول أن لا تأثير لأي حراك أمام قوة المقاومة وجمهورها، فهدد بالشارع وقدرة حزبه على الحشد واستنفار عصبياته، فبدا وكأن الامر مجرد سيناريو لن يكون ممكناً على الأرض، أي أن عزل الساحات بشوارع مقابلة قد ينعكس سلباً على وضعه، خصوصاً وأن كلامه عن الفوضى والحرب الأهلية ليست واقعية طالما أن أي حرب تحتاج الى طرفين أو ضفتين وهو ما كسرهما الحراك الشعبي ولا يطرح اي مواجهة داخلية. لكن اتهام الحراك بالتبعية للسفارات بعد 10 أيام على اشتعاله، وبأنه يحمل استهدافات للبلد وهو ممول من الخارج، يدل على أن “حزب الله” لن يترك الأمور على حالها، وهو بمثابة إنذار للمتظاهرين بأن استمرار الحراك من دون تحديد مطالب مباشرة تحت سقف اللاءات لا يمكن أن يستمر. وفي الوقت ذاته هو تحذير للجمهور الشيعي لمنعه من رفع الصوت والتزامه خيارات الحزب الذي اعتبره البيئة الأفضل والنموذج، علماً أن جمهور المقاومة يعاني من الازمة وبيئته هي اليوم أكثر فقراً، ولا يمكن عزلها عن مشاعر المتظاهرين اللبنانيين في الساحات في حين أن “حزب الله” يقاتل على جبهات إقليمية عدة من خارج ساحة المواجهة مع الإحتلال الإسرائيلي وقضية فلسطين. لكن نصرالله يعلم أن الحراك لم يصوب على سلاح المقاومة، إن كان البعض يطالب بإسقاط النظام الطائفي.

وإلى أن تظهر نتائج المشاورات التي يرعاها الحزب بشأن التغيير الحكومي، يستمر الحراك في الساحات ولا أجندات سياسية لديه، والمتظاهرون بأكثريتهم الساحقة يخافون ايضاً على البلد. والمشهد الآن للإنتفاضة…

 

إردوغان ومشروع الجيب الإخواني شمال سوريا

شيرزاد اليزيدي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

لا نكشف مستوراً عند الإشارة إلى أن تركيا، ومنذ سنوات، باتت مرتع الحركات الإخوانية والداعشية على امتداد العالم الإسلامي، من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى، وهي ما فتئت تعمل على رعاية تلك الحركات وتمويلها وتوظيفها، في سياق تحقيق طموحاتها لتكريس نزعاتها العثمانية الجديدة كواقع على الأرض، وفرض الأخونة على العالمين العربي والإسلامي، وبوصف الرئيس التركي رجب إردوغان عراب هذه التيارات وسلطانها. من هنا، فإن أحد أهم أهداف العدوان التركي على أكراد سوريا، وشمال شرقي سوريا ككل، هو إقامة جيب إرهابي، يكون ممراً ومستقراً للحركات المتطرفة، وأشبه بدويلة تمثل بؤرة للعنف، وقاعدة لتنظيم وتوحيد المجهود الانقلابي التكفيري ضد مختلف دول المنطقة، من المغرب إلى الخليج. والحال أن هذا المشروع الخطير لم يعد طي الكتمان والتقية، بل إن أنقرة لا تتورع عن الإفصاح عن حقيقة سياساتها التوسعية والعدوانية الهادفة إلى احتلال واقتطاع الشمال السوري، في خرق فاضح لمبادئ القانون الدولي وسيادة الدول، ومن ثم توطين وإسكان مئات آلاف، بل وملايين، الحركيين الإخوان، وأشباههم وبني عمومتهم الإرهابيين من قاعديين ودواعش. والواقع أن إردوغان يعلن صراحة، في هذا السياق - صباح مساء - عزمه على إحداث تتريك وتغيير ديموغرافي واسع في المناطق الشمالية من سوريا التي يغزوها الآن، ويرتكب جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي فيها، على جاري عادته، وليس سراً أن ثمة عشرات آلاف الإخوانيي الهوى وقاعدييه، من مصر وليبيا إلى العراق... المقيمين في تركيا، والمنظمين في سياق التخطيط لتشييد هذه الدويلة المسخ التي ستتحول إلى وبال على رأس دول المنطقة وشعوبها، وبما يهدد الأمن والسلم الدوليين.

فالغزو الإردوغاني المسمى زوراً وبهتاناً «نبع السلام» يهدف، والحال هذه، لإبادة الكرد في سوريا، وإخراجهم من أرضهم، ليحل محلهم رعية السلطان ومريديه من المتطرفين القادمين من كل حدب وصوب، وهلم جراً.

وهكذا، فنحن حيال خطر وجودي داهم لا يستهدف الكرد فقط، ولا وحدة الأراضي السورية فحسب، بل هو خطر يستهدفنا جميعاً، عرباً وكرداً، ومن مختلف الشعوب والمكونات من المحيط إلى الخليج، كون الفاشية الإردوغانية قائمة تعريفاً على الأحادية والكراهية والاستعلاء، وما محاولات احتلال وقضم شمال سوريا سوى البداية لاحتلالات تركية متناسلة.

 

وقُتل خليفة الأوهام

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

يوماً ما كان سيُقتل إبراهيم عواد السامرائي، الذي نصَّب نفسه خليفة للمسلمين أجمعين، في فصل من فصول الكوميديا السوداء المضحكة المبكية في هذا الزمان. من حمل السيف فبالسيف يقتل، وهذا المخلوق المشوّه كان عنواناً شيطانياً لوَّث صورة الإسلام، لكن جلَّ المسلمين عافوه وكرهوه، كيف لا وهو من وجَّه قتلته الحشّاشين الجدد إلى المسلمين، قبل الغربيين والشرقيين، وجعل الولد يقتل والدته، كما في قصة التوأمين السعوديين الداعشيين اللذين نحرا والدتهما، وأبدع شياطينه في فنون الإعدام، كما في قصة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ونحر وتغريق الناس، وإسقاط الأبرياء من شواهق البنايات.

قتلت قوة أميركية خاصة البغدادي، بعملية مرتب لها من شهر كما قال الأميركان، وكما قالت القوات الكردية السورية، لكن «الغزو» التركي للشرق الشمالي السوري عطَّل العملية كل هذا الوقت. الرئيس ترمب، في إعلان مقتل خليفة «داعش» أبي بكر البغدادي، شكر الحكومة العراقية، وشكر القوات الكردية السورية، والأتراك!

ثمة أسئلة من الحسن التفكير بها، ومنها:

هل مقتل «خليفة داعش» يعني نهاية تنظيم داعش نفسه؟ وهل ثمة شبه بين دلالات مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلدة أبوت آباد بباكستان، ومقتل البغدادي ببلدة باريشا في إدلب شمال سوريا؟

بعيداً عن التشابه في الأسلوب العملياتي والمكاني، عنيت التشابه في وزن وقيمة الرجلين لدى أتباعهما حول العالم. هل توقيت مقتل البغدادي في هذه الأيام، رغم أن المعلومات حول مكانه متوفرة منذ شهر، هو وثلة من كبار قيادات «داعش»، له أيضاً دلالات خاصة، بعيد الغزو التركي، والثورة العراقية على الطبقة السياسية، والترتيبات الأميركية الأخيرة، بالانسحاب من شمال شرقي سوريا؟ من يستحق الثناء أو «الكريدت» على هذه العملية، بعيداً عن القوة الأميركية الخاصة، تركيا أم كرد سوريا أم الحكومة العراقية؟

كل هذه أسئلة، بظنّي، يحسن التأمل فيها. وبعد... فمقتل طالب العلوم الدينية - إبراهيم عواد الذي كان حتى سجنه في سجن كوبر الأميركي الشهير ببغداد كادراً إخوانياً قيادياً، باعتراف رمز الإخوان العلمي الأول في العالم: يوسف القرضاوي - خبر رائع لكل البشرية، خصوصاً المسلمين منهم. لقد أفسد «داعش» كل المطالب المحقة للناس، وصارت إيران تصم كل خصم لها بالدعشنة، ومثل إيران تلاميذهم من حشد العراق الشعبي إلى الحوثي اليمني إلى نصر الله اللبناني. ربما كان هؤلاء هم الطرف «غير» المستفيد من مقتل البغدادي؛ هل بقي لهم سبب لنبز خصومهم بالدعشنة بعد مقتل مؤسس الدعشنة نفسها.

غني عن القول أن مقتل رجل لا يعني مقتل فكرة، و«داعش» فكرة، لكن الفرق الذي يميِّزه عن أسامة بن لادن هو تبجحه بادعاء الخلافة؛ كيف يجدون لهم خليفة به مواصفات الخلافة الكاملة، حسب القاموس التراثي القديم؟

مات الخليفة...

 

عن موت الإرهابي وبقاء صناع الإرهاب

إميل أمين/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2019

اعتبر العالم عامة، والرئيس الأميركي دونالد ترمب بنوع خاص، القضاء على أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم «القاعدة» ضربة لا تساويها سوى عملية اغتيال بن لادن في زمن الرئيس باراك أوباما، والمثير أنها مصادفات لا تحدث إلا قبل انتخابات الولاية الثانية للرئاسة الأميركية. الأمر الذي يثير كثيراً من الغبار حول الحدث.مهما يكن من أمر، فنحن أمام نهاية مثيرة لزعيم لفَّه الغموض لتنظيم، ربما كان الأكثر وحشية في التاريخ القريب، ولرجل قام على رأس جماعة تعد بعد جماعة الحشاشين التاريخية، أكثر ميلاً للعنف وسفك الدماء، وكذا قيادة موجة من الإرهاب العالمي المعولم، إن جاز التعبير.

كارثة البغدادي في حياته مزدوجة، لوجستية وآيديولوجية، أما الأولى فقد تمثلت في سيطرته ومن معه على مساحة جغرافية تصل إلى حجم دولة مثل إنجلترا أو غيرها من الدول الأوروبية، وعليها أنشأ ما يشبه الدولة، تلك التي جمع فيها المارقين والمخدوعين بأفكاره وتطلعاته لإحياء دولته الخرافية، التي ما أنزل الله بها من سلطان! كان للتحالف الدولي العسكري المسلح أن يدحر هذا الخطر بنسبة كبيرة للغاية، غير أن الخطر الأكبر، والأهول إن جاز التفعيل، موصول بامتداد تأثيراته عبر القارات، وهذه هي الكارثة، لا الحادثة.

وبمزيد من التفكيك اللفظي والفكري، فإن أي مقاربة بين تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش»، يبين لنا أن الأول كان أقل خطورة، ذلك لكونه تنظيماً عنقودياً تراتبياً، وعليه فقد كان من اليسير متابعة ورصد أعضائه وأتباعه، ولم ينجح في تسويق نفسه دعائياً لدى الآخرين.

أما «داعش» فقد أجاد تقديم نفسه عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وباتت أفكاره تطير مع السحاب شرقاً وغرباً، ولم يعد تنظيماً هيراركياً، ما فتح الباب لمن أطلق عليهم الذئاب المنفردة، وأكسب التنظيم يوماً تلو الآخر مزيداً من الأتباع والأشياع شرقاً وغرباً، وقد يكون لاغتيال البغدادي تأثير مضاعف على زيادة المؤمنين بأفكاره، حتى إن كان التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة من حيث الترتيب والتنسيق العملياتي في المنطقة التي ولد فيها، وفيها أيضاً سوف تكتب شهادة وفاة الرجل الغامض.

على أن العملية الأخيرة تدعونا لتساؤلات عميقة، تستدعي إجابات جذرية، وإلا فإن الخطر يبقى قائماً وقادماً، رغم اغتيال الخليفة الأسود كما أطلق عليه البعض.

البداية من عند الحاضنة الفكرية الأولى، التي من عباءتها خرجت كل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة بأطيافها وأطرافها المختلفة، أي جماعة «الإخوان المسلمين» وتجلياتها في حركات «التكفير والهجرة»، و«الجهاد الإسلامي»، و«المهاجرين والأنصار»، وصولاً إلى «القاعدة» التي أفرزت «داعش».

لا تزال جماعة «الإخوان» بتنظيمها الدولي منتشرة حول العالم، وتعمل في ظل رعاية وحماية أوروبية وأميركية، وهذا أمر لا نخشى قوله والإشارة إليه، وعليه فإن أرادت الحكومات الغربية الخلاص من الإرهاب المعولم، فإن الطريق لا يبدأ من عند اغتيال البغدادي، بل من ناصية وناحية اعتبار تلك الجماعة إرهابية، ووقف أنشطتها، وتجريم أعضائها، أما غير ذلك فلا معنى له سوى التلاعب على المتناقضات لأهداف تدركها حكومات تلك الدول وتتسق وصالحها ومصالحها. ما نقول به أثبتت الأيام صحته، فعلى سبيل المثال لم يقد اغتيال بن لادن إلى نهاية تنظيم «القاعدة»، بل العكس، ها هو يعيد ترتيب صفوفه ويكتسب أرضاً ومريدين جدداً، ويستغل نقاط الضعف في الأنظمة والدول المضطربة ليعزز من وجوده، ولا سيما القارة الأفريقية. موت البغدادي لن يفيد في محاربة الإرهاب، طالما بقي صناع الإرهاب الحقيقيون قائمين فكراً ومالاً، وكثيرون يرصدونهم ويتغاضون عن ملاحقتهم.

خذ إليك على سبيل المثال ما يجري في العراق وغيره، فهناك تجد المئات ممن يأتمرون بأوامر الملالي في طهران، ما يعني أنه طالما بقيت إيران قائمة وراء الإرهاب، فإننا سنرى حواضن جديدة تنشر الشر المجاني في المنطقة والعالم.

قتل البغدادي نعم، لكن لا يزال الذين يمولون «جبهة النصرة» قائمين في النظام القطري، ولا أحد يسائلهم، ويمضون سادرين في غيهم من غير حساب تفرضه النواميس الإلهية والقوانين الوضعية. المجتمع الدولي عليه أن يتابع الدول التي تساند الإرهاب وتدعمه، فيعاقبها، هذه الدول التي تسمح لهؤلاء بعبور أراضيها بالدخول والخروج منها كيفما شاء ومتى أرادت. يخشى المرء من أن يكون اغتيال البغدادي، بداية لشتات إرهابي جديد، قادر على استيلاد تنظيم أشد فداحة وخطورة من «داعش»، وهو أمر محتمل جداً في ظل تحول القضية إلى صراع دوغمائي ثنائي بين الخير والشر، كما يعتمل في فكر أعضاء الجماعات الأصولية التي تلقى مدداً ذهنياً يمثله «الإخوان» ومفتيهم القرضاوي الذي أرسى قواعد الظلاميين المحدثة بعد سيد قطب. المطلوب القضاء على صناع الإرهاب، وتالياً الإرهابيين، تلك هي القضية، وتلك هي المعضلة، فبعد أن قطع الرأس لا بد من التركيز على البقية، وتخليص العالم من شرورهم، لتتفرغ البشرية للعمار والبناء والقضاء على الفقر وإنقاذ الكوكب من الأخطار المحدقة به.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حزب الله يُطالب الحكومة بتنفيذ وعودها... ويحذّر

العهد/27 تشرين الأول/2019

شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، على أن "بلدنا أصبح في خضم تحد مهم وحساس حين انفجر الناس نتيجة الضغط الاجتماعي والاقتصادي والتراكم الجائر من قرارات للحكومة مؤداها إهمال الطبقات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع اللبناني".

وأشار خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد العلم والجهاد العلامة المجاهد الشيخ حسين كوراني، إلى أننا "منذ بداية هذا التحرك الشعبي، دعمنا المطالب التي تحدث عنها الذين نزلوا إلى الساحات، لأننا نحن من هؤلاء الناس، ونحن الأعرف بأوجاعهم وآلامهم، فمقاومتنا الشريفة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة". وتابع "الجميع يعرف في لبنان أن حزب الله كان طوال تاريخه من المطالبين بحقوق الفقراء والمحرومين، وهذا لم نحد عنه يوماً، بل تلقينا السهام من أجله، ولذا حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبداً، بل نحن نقدر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلاً بناء لمعلومات مؤكدة، لم نقصد حتماً كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلقَ تمويلاً ودفع من ماله الخاص نصدقه، ولكن من هم متهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر". وشدد صفي الدين على أن "المطلوب الآن من السلطة السياسية أن تتحمل المسؤولية للمسارعة في تنفيذ وعودها في الحكومة وفي المجلس النيابي، ونحن سنتابع وسنراقب، ونحذر المسؤولين أنه إذا لم يسارعوا إلى تنفيذ هذه الوعود التي التزموا بها، سيكون لنا موقف واضح وحاسم، وبالتالي فإن المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، التحلي بالحكمة والمسؤولية حتى يخرج بلدنا من أزمته".

 

ميشال معوّض في صفوف الثوّار..

وكالات/27 تشرين الأول/2019

اعتبر النائب ميشال معوّض أنّ السلسلة البشرية من اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات التي تكاتفت على كل الساحل اللبناني "بتكبّر القلب" و"تجعلني أعتز بلبنانيتي". ولفت الى ان مشهد السلسلة البشريّة يجب أن يشكّل عبرة للمعنيين بأن اللبنانيين موحدون في مطالبهم وثورتهم، وكل يوم تأخير عن سلوك طريق الحل السياسي يكبّد لبنان خسائر باهظة على كل المستويات. وناشد معوّض الجميع بضرورة الإسراع في تلبية مطلب الثائرين بتشكيل حكومة مصغرة من المتخصصين وأصحاب الكف النظيف للبدء بمسار الإصلاح المطلوب وإنقاذ لبنان من احتمالات كارثية.

 

جنبلاط يحذر من الفوضى والانهيار: لتشكيل حكومة جديدة بعيدا عن التيارات السياسية والاحزاب

وكالات/27 تشرين الأول/2019

غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “بكل صراحة وبعيدا عن التخوين والتشكيك وربط الامور بنظريات المؤامرة ومنعا من الوصول الى الفوضى او الانهيار يجب تشكيل حكومة جديدة بعيدا عن التيارات السياسية والاحزاب تعطي صدمة ثقة للداخل والخارج تكون اولوية العمل الوضع المالي وكيفية معالجة الدين لانه في كل لحظة تأخير الخسارة اكبر”.

 

مستشار رئيس الجمهورية بيار رفول: لا إمكانية لتشكيل حكومة اختصاصيين في هذه الظروف

وكالات/27 تشرين الأول/2019

حاضر مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون السياسية الوزير السابق بيار رفول في ملبورن حول اخر التطورات على الساحة اللبنانية بدعوة من “التيار الوطني الحر” في ولاية فيكتوريا الاسترالية. وقال: “لا توجد نية لدى الرئيس ميشال عون لتشكيل حكومة جديدة”، معتبرا “ان البلد اليوم بأمس الحاجة إلى حكومة سياسية لتسيير الأمور العالقة والتي تتطلب جهدا كبيرا لتحقيقها”. ولفت الى ان “لا احد يستطيع تغيير الوضع القائم في لبنان”، مؤكدا “ان العهد الذي يتهمونه بالفشل يقوم بمهامه الدستورية على اكمل وجه منذ ثلاث سنوات وسط العراقيل الكثيرة الموضوعة أمامه”.

وحول موضوع النازحين السوريين، اعتبر “ان لبنان لم يعد يحتمل هذا الوجود الكثيف الذي هو اكبر من طاقته، وقد حان الوقت لإيجاد حل لهذه المسألة التي ترتب اعباء ضخمة على لبنان”. وعن الموقف الاميركي من لبنان قال: “ان الرئيس عون كان دائما حذرا من مواقفهم وكان يحذر من الوثوق منهم”. وردا على سؤال حول إمكانية استقالة حكومة الرئيس الحريري وتشكيل حكومة اختصاصيين قال: “هذا غير وارد إطلاقا في مثل هذه الظروف التي يمر بها لبنان”. من جهة اخرى، تجمع عدد من ابناء الجالية امام الصالة التي عقدت فيها المحاضرة، وسط حضور للشرطة ورفعوا الشعارات الداعمة للحراك الشعبي وطالبوا باسقاط الحكومة اللبنانية. وقدم للمناسبة الإعلامي نخلة البيطار.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 27- 28 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الاحتلال الإيراني وإرهابه هما مشكلة لبنان والكوارث وليس نظامه التعايشي الخلاق

الياس بجاني/27 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79925/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 2/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79928/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-october-28-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For October 27-28/2019 Addressing the Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon

Compiled By: Elias Bejjani

October 27-28/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79930/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-october-27-28-2019-addressing-the-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon/