LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/التيار العوني انتهي فرقة مغرر بها تابعة لحزب الله

الياس بجاني/مشكورة أي دولة عم تمول الثورة في لبنان اذا كان في فعلاً تمويل

الياس بجاني/صحح معلوماتك يا سيد فالأقوى هم أهلنا وأهلك الأحرار الذين يواجهون شبيحتكم وينتفضون بوجه ارهابكم!!

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

الياس بجاني/يلي مفطوم ومربى وعايش على القبض من الإيراني بيفكر الكل متلو..لا يا سيد صحح معلوماتك

الياس بجاني/من حق اللبنانيين الحصول على المال والدعم حتى من الشياطين للتخلص من احتلال حزب الله وتعطيل مشروعه الفارسي

الياس بجاني/رسالة الرئيس عون بينت كم هو غريب ومغرب عن الجنرال عون وعن شعب لبنان العظيم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مداخلات لفيديوات من قنوات عربية تتناول الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مداخلتين من سكاينيوز لزياد عبد الصمد ولقمان سليم

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي نادر فوز والباحث السياسي الدكتور أحمد الزين

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي منير الربيع

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي طوني ابي نجم ضيف

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامي والناشط المدني جورج سلوان

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أحمد عياش ضيف

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتبان الصحافيان أسعد بشارة وقاسم قصير

من صحف عربية ولبنانية23 مقالة وتحليل وتعليق لكتاب عرب ولبنانيين تلقئ الأضواء على الأنتفاضة اللبنانية الشعبية الرافضة للإحتلال الإيراني وأدواته السياسية والرسمية والحزبية من ابواق وطرواديين وملجميين وفاسدين

حسن نصرالله الرئيس/رندة تقي الدين/نداء الوطن

اعتصام لـ «ثائرات بعلبك»: أرواح أحبائكم أمانة في أيديكن

ضحية اعتداءات ««الثنائي الشيعي» يخرج من المستشفى الى ساحة الاعتصام في النبطية!

بعد الاعتداء على المحتجين..أمل تحاول التقرب من ثوّار المدينة

"بلومبرغ": دول الخليج رفضت مساعدة لبنان عشية أزمته

حزب الله : هدف الحراك إزاحة باسيل من السباق الرئاسي ونخشى نموذج العراق

10 جرحى في طرابلس برصاص الجيش… والحريري يطلب تحقيقاً

جماهير الساحات ترد على نصرالله رافضة تهديداته بالفتنة وشيطنته الحراك بإصرارها على تنفيذ أهدافها

المعتصمون يرفضون أي استغلال سياسي ويشددون على أن لا مفر من استقالة الحكومة

جعجع: نصف الشعب يصرخ في الشوارع ولا أحد يتجاوب… هل من فضيحة أكثر من ذلك؟

رجل الدين اللبناني الشيعي، ياسر عودة: العيش بكرامة أولى من قتال إسرائيل

انتفاضة في عائلة الرئيس اللبناني ضد جبران باسيل/طوني بولس/انديبندنت عربية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/10/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 تشرين الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وزيرة الداخلية تحاسب محافظ الشمال وريفي يصفه بـ”الفاسد”

ليس الفسادُ بخلع الفتاة خِمارها أيها الخمينيون والدينيون يا أجهل خلق الله في وطني ويا أيبس الأدمغة/الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ

حزب الخمينيين في لبنان رَبٌّ من أرباب الفساد/الشيخ حسن سعيد مُشَيْمشْ

اليسار" ينسحِب بسبب حزب الله!

تفاصيل اطلاق النار في البداوي وتوقيف أحد قادة المحاور

الحدث”: استقالة الحريري خلال 24 ساعة..وحكومة انتقالية من 14 وزيرا

الحريري يفضل غطاء نصرالله على الاستقالة

علوش يفضح سبب عدم اسقاط الحكومة

حديث جريء وشامل لسلامة

خلافات داخل مجموعة العسكريين المتقاعدين وبيان لمجموعة الاشاوس في الحراك العسكري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا ترسل 300 عسكري إضافي إلى الحدود السورية ـ التركية

قتلى ومئات الجرحى مع تجدد احتجاجات العراق... وحرق مقار حكومية و«حشدية» وحزبية

صد محاولة لاقتحام «المنطقة الخضراء» في بغداد... ومقتل 3 برصاص فصيل مسلح في الناصرية

عبد المهدي يصفي حسابات مؤجلة مع خصومه السياسيين والسيستاني يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة... ويرفض نتائج لجنة التحقيق في استهداف المتظاهرين

63 قتيلاً في يوم دام… واشتباكات مسلحة بين الأحزاب العراقية

السيستاني دعا لحصر السلاح بيد الدولة وسن قانون انتخابي جديد والتصدي بقوة للتدخل الخارجي

المحتجون يطالبون بإسقاط حكومة عبدالمهدي وخروج الموالية لإيران من الواجهة الحكومية

الحلبوسي يستمع في ساحة الاعتصام للمتظاهرين والبرلمان يعقد جلسة لبحث مطالب المحتجين

العراق يدعو لاحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية

ثلاثة إعلاميين ضمن ضحايا التظاهرات

القضاء يمنع سفر المتهمين بالفساد

تعطيل العمل اليوم واستمرار حظر التجوال

دخول رتل من القوات الأميركية من العراق إلى محافظة الحسكة السورية عبر معبر الوليد “غير الشرعي”، بحسب وكالة أنباء النظام السوري “سانا”.

واشنطن تخفف القيود على واردات إيران من الغذاء والدواء ومطالبات لترامب بإلغاء الإعفاءات النووية

أردوغان يقاضي مجلة فرنسية اتهمته بالتطهير العرقي

أميركيون يطالبون بالتحقيق مع تركيا لاستخدام “قنابل الفوسفور”

أميركا تنشر طائرات حربية جديدة في السعودية والإمارات الرياض أودعت "قاضي الجن" السجن

أسوشيتد برس”: كنيس يهودي سري في إمارة دبي

إثيوبيا: 67 قتيلاً في تظاهرات ضد آبي أحمد

عشرات الإصابات بالرصاص الحي في «الجمعة 80» لمسيرات العودة بينهم 11 طفلاً وطواقم إسعاف

وزراء خارجية مصر والعراق والأردن يبحثون التحضير لقمة بغداد الثلاثية وناقشوا تطورات الأوضاع في المنطقة والأزمة السورية والحرب على الإرهاب

الجزائريون ينتفضون ضد الرئيس الانتقالي لـ«تبخيسه الحراك» وإسدال الستار اليوم على الترشيحات لـ«الرئاسية»

إضراب المدرسين يعمّق أزمة التعليم في ليبيا والآباء خائفون من ضياع مستقبل أبنائهم بعد اتساع رقعة الاحتجاجات

الشرعية” و”الجنوبي” يوقعان اتفاق سلام في الرياض خلال يومين يعزز وحدة الصف ضد المشروع الإيراني في اليمن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

براغماتية خذ وطالب في ثورة التغيير اللبنانية/راغدة درغام/ايلاف

الانتفاضة اللبنانية.. لا مهرب من مواجهة حزب الله/يوسف بزي/موقع سوريا

جمهور "المقاومة" أول المطالبين بتحطيم أصنامها/وليد حسين/المدن

أعمال شغب وإطلاق نار في العين والـــزيتون/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

مواكب لمناصري «حزب الله» جابت مرجعيون وبنت جبيل والنبطية وصور/ماليا العشي/جريدة الجمهورية

صور والنبطية وكفرمان: الانتفاضة ضد التخويف والتخوين/حسين سعد/المدن

بـ"المقاومة" و"فرّق تسد": حزب الله يستميت لإخماد انتفاضة صور/خضر حسان/المدن

نصرالله "يخطف" الجمعة بإصبعه: إسقاط الانتفاضة/منير الربيع/المدن

دور "وزير القصر" برفض عون قانون مكافحة الفساد/أكرم حمدان/المدن

حراك ميداني كي لا تتحول الثورة إلى "مخيم"/وليد حسين/المدن

دماء الثورة تسيل في طرابلس: من يورّط الجيش؟/جنى الدهيبي/المدن

إقفال المصارف: خطر أزمة رواتب في القطاع الخاص/عزة الحاج حسن/المدن

الإستقالة أقصر الطرق الى الحلّ... وأصعبها/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

طرابلس جوهرة الثورة اللبنانية وتوأم صور والنبطية/منير الربيع/المدن

لبنان ينتفض/سعود السمكة/السياسة

هزلت… نصر الله يُحاضر بالعفة والوطنية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

لبنان: تحطيم الأوهام والأصنام/راجح الخوري/الشرق الأوسط

لبنان من سويسرا إلى قندهار/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

صوت واحد بلهجات كثيرة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حزب الله يطلق مسار "الشيطنة" بوجه الانتفاضة اللبنانية/طوني بولس/اندبندنت عربية

مسار الانتفاضة الشعبية في لبنان... "المؤتمر التأسيسي" الآخر ولا إنقاذ وطنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً إلا بنجاح الحراك/رفيق خوري/اندبندنت عربية

العراق ولبنان: بين الوطنية والتشيع الإيراني/سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام السابق في الكويت/اندبندنت عربية

البيت العوني يتصدع والشارع المسيحي يلفظ باسيل/منير الربيع/المدن

لقد عايشت الحياة السياسية في لبنان منذ زمن الانتداب، لكنني لم اعرف افسد من جمهورية الطائف"/شارل الياس شرتوني

وزن الثورة الشعبية وحكومة "الإنقلاب الديموقراطي"/رفيق خوري/نداء الوطن

جلّ الديب... صمود الثوّار حمى الثورة من الإنهيار/ألان سركيس/نداء الوطن

أمثولات من سيدة الانتفاضات/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

ظاهرة العنف المتجذرة لدى «الإخوان»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون لم يرفض قانون مكافحة الفساد بل رده الى مجلس النواب لادخال تعديلات عليه

مصطفى الحسيني: سأرفع السرية المصرفية عن حساباتي وأدعو إلى خطة إنقاذ اقتصادية

تحالف وطني: محاولة النيل من الثورة بإيهام الناس أنها ممولة من السفارات جريمة بحق مليوني متظاهر

تيار المستقبل: نلتقي مع الرئيس الحريري في رفض دفع البلاد لحرب اهلية جديدة والتصدي لأي انهيار اقتصادي

وزراء الوطني الحر ونوابه يعلنون الاثنين عن رفع السرية المصرفية عن حساباتهم

رابطة اللاتين: لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين اكفاء

إنسحب النائب نعمة افرام من مجموعة "تكتل لبنان القوي

بيان من وزير التربية حول إعادة فتح المدارس الإثنين

مناصرو «حزب الله» يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت

أصحاب «القمصان السوداء» يخرجون إلى الشارع... وسط معلومات عن قرار بـ«إنهاء» الاحتجاجات

الحريري يحاول «تبريد الأجواء» وعون يشك بوجود «أجندات خارجية» ويريد إخراج الوجوه «المستفزة»... ويبدأ بفريقه

«الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها ووفود من المشاركين فيها تتواصل مع سياسيين مستقلين

الحراك الشعبي ينأى بنفسه عن السياسيين... ليحتضن الفنانين ومطربون وإعلاميون يشاركون في المظاهرات في عموم المدن اللبنانية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله

إنجيل القدّيس لوقا18/من24حتى30/:”قال َ الرَبُّ يَسُوعُ : «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله. فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله». فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله». فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!». فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله، إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

التيار العوني انتهي فرقة مغرر بها تابعة لحزب الله

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

محزن أمر ما يسمى تيار عوني فمن بقوا فيه لم يعد من فوارق بينهم وبين حزب الله بالعقلية والمقاربات والغربة عن لبنان وكل ما هو لبناني.

 

مشكورة أي دولة عم تمول الثورة في لبنان اذا كان في فعلاً تمويل

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

بليون دولار تعطيها إيران للسيد كل سنة ت يخرب ويقتل وبالتالي اذا في تمويل لثورة اللبنانيين من أي دولة فيجب أن تشكر وبفخر كمان وعلنا

 

صحح معلوماتك يا سيد فالأقوى هم أهلنا وأهلك الأحرار الذين يواجهون شبيحتكم وينتفضون بوجه ارهابكم!!

الياس بجاني/26 تشرين الأول/2019

قال السيد بانه اقوى طرف في لبنان في حين هو يهدد ويعيش في سرداب؟ الأقوى يا سيد هم شبابنا والصبايا والأطفال والشيوخ الثائرين في الشوارع. صححح معلوماتك وعد بحزبك ودويلته وسلاحه وقوتك إلى لبنان وتوقف عن تهديد شعبك العظيم الذي لا يخافك ولا يخاف حزبك.

 

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

http://eliasbejjaninews.com/archives/79820/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-i24news-arabic-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=rVMeQRiIx1E&t=530s

 

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79830/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d8%aa/

https://www.youtube.com/watch?v=sLwxDLH5Tes

 

يلي مفطوم ومربى وعايش على القبض من الإيراني بيفكر الكل متلو..لا يا سيد صحح معلوماتك

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

اتهم السيد الثورة بالقبض من السفارات. يا سيد هيدي ثورة أحرار ومش قابضتك ولا قابضا حدا من محورك وبتقبض من جيوب وقلوب اللبنانيين وبس

 

من حق اللبنانيين الحصول على المال والدعم حتى من الشياطين للتخلص من احتلال حزب الله وتعطيل مشروعه الفارسي

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

عندما يُوِّقف السيد التموُل من إيران ويعود بدويلته وحزبه إلى لبنان عندها فقط يحق له ان يطلب من غيره عدم قبول التمويل من الخارج

 

رسالة الرئيس عون بينت كم هو غريب ومغرب عن الجنرال عون وعن شعب لبنان العظيم

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79800/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86%d8%aa-%d9%83%d9%85-%d9%87%d9%88/

كل من عرّف وأحب الجنرال ميشال عون ما قبل العام 2006 (قبل ورقة تفاهمه مع حزب الله) صُدّم اليوم، وخابت آماله.

لا بل صُعق من محتوى وطريقة إلقاء رسالة الرئيس عون التي وجهها إلى اللبنانيين.

رسالة الرئيس جاءت بعد غيابه غير المبرر وغير المفهوم عن كل ما جرى ويجري من مظاهرات وانتفاضات وثورات واحتجاجات شعبية عابرة للمناطق وللمذاهب وللأحزاب عمت وتعم كافة المناطق اللبنانية.

رسالة الرئيس محتوى، ومقاربة وطريقة إلقاء لا تشبه الجنرال عون لا من قريب ولا من بعيد.

الجنرال عون ما كان يقبل أن يعرف محتوى الأسئلة لأي مقابلة تتم معه على خلفية ثقته بنفسه ولكونه صادق وشفاف وليس هناك من أمر يريد أن يزينه أو يخفيه.

رسالة الرئيس اليوم وباختصار ودون تجميل هي لا تليق بتاريخ الجنرال كون محتواها 100% كان في واد، في حين كان في واد أخر وفي قاطع آخر ما يزيد عن المليون ونصف المليون مواطن من شعب لبنان العظيم الموجودين في الشوارع والساحات منذ 8 أيام.

رسالة الرئيس عون هي غريبة ومغربة عن الجنرال عون وعن كل ما هو شفافية ومصداقية وشجاعة وقدرة على تشخيص المرض وتحديد ما يحتاجه من علاجات ناجعة وشافية.

رسالة الرئيس عون لا تشبه أي من رزم ومقالات وخطابات ورسائل الجنرال عون، وهذا أمر يحزنني شخصياً، ويحزن كل مواطن لبناني أحب الجنرال ووثق به وصدّق أطروحاته وتبنى شعاراته وابتعد من أجله عن كثر من السياسيين والأحزاب ليسانده ويدعمه ويمنحه ثقته.

الرئيس عون اليوم تغاضى عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله اللاهي الذي هو علة العلل ومشكلة المشاكل والسرطان المدمر الذي يفتك بلبنان وبشعبه ويقضم ويفترس كل ما هو لبنان وكيان وسيادة واستقلال وحضارة ونظام وتنظيم وسلاح وانفتاح.

بالطبع لا احد يتوقع حلاً فورياً وسحرياً لهذا الاحتلال السرطاني الفارسي، ولكن على الأقل كل ما كان مطلوب من “بي الكل” الرئيس أن يقول للبنانيين بأنه سيلتزم بوعده السابق والدعوة لطاولة حوار والتزام صريح وشجاع وعلني بالعمل على تنفيذ القرارين الدوليين 1559 وال1701 بكل بنودهما.

وهل من داعي لتذكير الرئيس عون وشعبنا العظيم بأن الجنرال عون كان وراء قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان؟

إلى الرئيس عون بمحبة نقول إن لم تكن قادراً على أن تعود إلى الجنرال الذي يُدّين بكل ما وصل إليه للشعب وللشهداء وللناشطين الأحرار فعليك وبشجاعة أن تتنحى جانباً وتستقيل حتى لا يذكرك التاريخ بما لا يتمناه الجنرال ولا نتمناه نحن الذين ولمدة 17 سنة كنا إلى جانبه.

يا رئيس عون، لا تنسى بأن القائد والسياسي والمخلص والأكاديمي والنائب واجبهم هم أن يشخصوا الأمراض الوطنية وأن يحددوا العلاجات المناسبة والشافية لها، وليس الانتقاد والشكوى وملامة الغير أي الإسقاط. الشكوى هي للناس يا رئيس،وأنت في رسالتك اليوم ما مارست دور القائد، بل دور المواطن وهذا فشل كبير.

يبقى أن كل مشروح حل لا يكون هدفه الأول حل مشكلة احتلال حزب الله ورفع هيمنته عن الدولة وعن حكامها وتنفيذ القرارات الدولية هو عقيم ولن يؤدي لأي تغيير

في الخلاصة، يا حضرة الرئيس، حبذا لو كلنا نتذكر وباستمرار وتحت كل الظروف بأن الإنسان ويوم يستعيد الله منه وديعة الحياة لا يأخذ معه إلى محكمة يوم الحساب الأخير غير زوادته الإيمانية… وأن كل ما هو ترابي يعود إلى تراب الأرض.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79762/79762/

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس ميشال عون هي التي تصدرت اليوم مجلة التايم العالمية بشكل حضاري وإيجابي وكياني ومشرّف، وليس صورة صهره الأستاذ جبران باسيل مع كلام لشعبنا الثائر عنه وعليه والذي للأسف يبين كم أن هذا الشعب العظيم غاضب عليه ويكرهه ويريد رحيله.

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس عون هي التي كانت اليوم في صدارة وعلى غلاف المجلة العالمية هذه مع تهنئة وإشادة له وبه على نجاحه العظيم في تحرير لبنان من الإرهاب الإيراني، ومن عاهات وأيتام نظام الأسد المجرم، ومن احتلال حزب الملالي، حزب الله، واستعادة السيادة والاستقلال والحرية، وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701… وذلك كما كان وعد اللبنانيين لسنين طويلة من منفاه الباريسي والذي من أجل وعوده هذه دخل قلوب وعقول معظم اللبنانيين السياديين والكيانيين.

ولكن للأسف فقد خابت آمالنا بالرجل الذي ساندناه لسنين طويلة وأحببناه وسوقنا له ولمشروعه الوطني والسيادي.

صُدمنا وصُعقنا وخابت آمالنا به لأنه وبعد أن عاد إلى الوطن ووصل إلى مواقع القيادة والسلطة تخلى عن كل الشرفاء والأحرار والمثقفين وشيتنهم واستبدلهم بتجار ومنتفعين ووصوليين وودائع، وصادر آمالنا الكيانية والاستقلالية وشوهها وغير مسارها وحول وجهة ومزاج شعبيته العارمة داخل الشارع المسيحي إلى وجهات نفعية وسلطوية وإلى غياهب ثقافات وأهداف ومشاريع غير لبنانية وغير استقلالية.

اليوم وشعب لبنان العظيم ثائر من خلال انتفاضة عابرة للمناطق والمذاهب ولشركات الأحزاب وأصحابها التجار والوكلاء كافة، لن نوجه إلى الرئيس عون أي رسالة نطالبه من خلالها بأي شيء تغييري أو إيجابي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من يُجرب المُجرب يكون عقله مُخرب.

بل نتمنى عليه وبمحبة أن يستقيل ويعلن فشله ويترك لغيره من الشرفاء والأحرار من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار حرية اختيار من هم أكفاء وقادرين على قيادة دفة السفينة إلى بر السلام والآمان والاستقلال وهؤلاء والحمد لله كثر.

نحن نعرف وكل الناس تعرف بأن كل ممارسات الصهر الأستاذ جبران هي غب تعليمات الرئيس عون 100%، وبالتالي جبران ومع احترامنا لشخصه هو مجرد ناطق باسم الرئيس فقط وليس أكثر…ومن هنا فإن الرئيس وحده يتحمل مسؤولية كل ممارسات ومواقف وشطحات وفشل صهره.

وهو أي الرئيس يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والوطنية على كل ما وصل إليه حال لبنان في عهده، وأيضاً منذ عودته من المنفى من فوضى وتفلت وفقر واستفحال لحال الاحتلال بنتيجة تغطيته للمحتل الإيراني والإرهابي الذي هو حزب الله منذ العام 2006 والتسويق لاحتلاله وتشريع سلاحه ودويلته وحروبه ومعاداة اللبنانيين السياديين والأحرار والعالمين العربي والغربي.

يا حضرة الجنرال ميشال عون رحمة بلبنان الذي تحب دون شك وإن كان على طريقتك، ورحمة بشعبنا المقهور والمهان والثائر الذي أوصلك إلى ما أنت فيه، استقيل بشجاعة وأنت عرفناك ما قبل ال 2006 شجاعاً ومقداماً.

يبقى أن مشكلة لبناننا الحبيب الحالية رقم واحد هي ليست لا جبران ولا عون ولا الحريري ولا جنبلاط، ولا أي سياسي أو صاحب شركة حزب، ولا أي أزمة حياتية أو مصرفية، بل هي احتلال حزب الله الملالوي.

نعم، وألف نعم، فإن كل الأزمات والصعاب برزمها وفظاعتها وخطورتها هي مجرد أعراض ومجرد أعراض لهذا الاحتلال.

ومن هنا فإن الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ أيام لن تكون ذات نتيجة إيجابية واستقلالية ولو 01% ما لم يكن في أول قائمة مطالبها حل تنظيم حزب الله وعودة الدويلة إلى الدولة من خلال الدستور وبشرطه القانونية وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

ربي أحمي لبنان وشعبه وخلصه من نير الإحتلالات ومن اسخريوتية قادته وطاقمه السياسي والحزبي الطروادي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مداخلات لفيديوات من قنوات عربية تتناول الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مداخلتين من سكاينيوز لزياد عبد الصمد ولقمان سليم

https://www.youtube.com/watch?v=FY8nylptxM0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم

https://www.youtube.com/watch?v=6IpnK3V7aKg

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح

https://www.youtube.com/watch?v=du8O9dTyhg0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي نادر فوز والباحث السياسي الدكتور أحمد الزين

https://www.youtube.com/watch?v=gJ5r67oLjbk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي منير الربيع

https://www.youtube.com/watch?v=kPIoK3A-bg4

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي طوني ابي نجم ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=v-ZgKRqpCGk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامي والناشط المدني جورج سلوان

https://www.youtube.com/watch?v=267LYo7mbOU

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أحمد عياش ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=5eJgWSV7Wac

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتبان الصحافيان أسعد بشارة وقاسم قصير

https://www.youtube.com/watch?v=NM6t45k6RB4

 

من صحف عربية ولبنانية23 مقالة وتحليل وتعليق لكتاب عرب ولبنانيين تلقئ الأضواء على الأنتفاضة اللبنانية الشعبية الرافضة للإحتلال الإيراني وأدواته السياسية والرسمية والحزبية من ابواق وطرواديين وملجميين وفاسدين

25 و26 تشرين الأول/2019/اضغط على الرابط في أسفل

http://eliasbejjaninews.com/archives/79894/%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a923-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%aa%d8%b9/

 

حسن نصرالله الرئيس؟

رندة تقي الدين/نداء الوطن/26 تشرين الأول 2019

خطاب امين عام حزب الله امس اظهر مجددا ان سيد الحزب يتصرف كرئيس البلد الفعلي، فأبلغ المتظاهرين في مختلف ساحات البلد الذين يطالبون برحيل كل الطبقة السياسية ان العهد باق وان ورقة اصلاح رئيس الحكومة جيدة ووصفها بانها من الإيجابيات.

فالسيد تكرم بتوزيع العلامات على هذا او ذاك من المسوؤلين. و قال ان ما قدمه الرئيس عون من اقتراحات بقوانين لمكافحة الفساد وفتح حوار مع المتظاهرين هو جيد . وان اجراء انتخابات نيابية مبكرة غير ممكن . واوضح لمن يسمعه ان  بكل الأحوال الخلافات حول أي قانون يتم اعتماده تعيق مثل هذا الاحتمال. ثم طمأن جميع المستمعين  اليه ان حزب الله هو الأقوى في البلد وقال لجمهوره الشيعة ان الحزب هو كربلاء والحسين كأن المنتفضين  على الحزب من الشيعة في الجنوب في صور والنبطية لا وجود لهم.ادعى نصرالله  انه تفهم وجع المتظاهرين من صعوبة عيشهم وصرخاتهم نتيجة الفساد والفقر والبطالة وكل ما أخفقت الطبقة السياسية في اعطائهم إياه . الا انه سرعان ما طالبهم بفتح الطرقات ولو انهم يريدون البقاء في الميادين فهو لا مانع لديه بذلك . ولكنه على طريقة حليفه بشار الأسد ولكن بحنكة وذكاء اكبر من حليفه السوري سرعان ما اتهم السفارات وحزب القوات اللبنانية دون ان يسميه بالمؤامرة والمشاركة في الحراك  منذ اليوم الرابع من التظاهرات  وتمويل الحراك المدني . فحول نصرالله  الحراك الشعبي وصرخة وآلام الشعب الى مؤامرة خارجية بمساعدة أحزاب محلية. نصر الله أراد تخويف المتظاهرين بارسال عناصر حزب الله الى ساحة رياض الصلح حيث يتواجد الاف المتظاهرين ثم بسحبهم ليظهر كأنه لا يريد أي مواجهة، واقع الحال ان المتظاهرين لم يعد لديهم ما يخسرونه وان الشباب المعتصمين في الساحات المختلفة من جيل فقد الآمال بطبقة سياسية فاسدة  وطفح كيله من حزب متهم بالشراكة معها وباغتيال رفيق الحريري والتدخل في شوؤن العراق واليمن والخليج.

ان أسلحة حزب الله وذكاء سيد الحزب هما في خدمة ايران وليس لخدمة البلد . لو كان نصرالله مهتما بانتعاش بلده لما شارك بحروب الغير دفاعا عن نظام الاسد ولما جر حربين على لبنان. ولو كان فعلا يريد تلبية مطالب المتظاهرين لما تمسك بوزير مكروه مثل جبران باسيل ولما هدد الوزراء الذين يريدون الاستقالة بالمحاكمة . فالحراك الشعبي سيستمر في وجه حزب عازم على حماية هيمنته وفرض ارادته بالقوة حتى ولو كانت منبوذة من مليون ونصف لبناني. التمني الا يتحول الحراك المدني العظيم الى مواجهة دامية بسبب فرض نصرالله ارادته على شعب مسالم ينتفض لعيش افضل وان يبقى الجيش اللبناني حاميا للمتظاهرين كما كان منذ اليوم الأول .

 

اعتصام لـ «ثائرات بعلبك»: أرواح أحبائكم أمانة في أيديكن

جنوبية/26 تشرين الأول/2019

يستمر الحراك الشعبي لليوم العاشر على التوالي، وفي بعبك وتحت شعار “ثائرات بعلبك” و”بعلبك مدينة السلام”، دعا “منتدى بعلبك للقراءة” الى اعتصام سلمي لنساء بعلبك في ساحة القلعة اليوم السبت في الساعة الرابعة بعد الظهر. وجاء في البيان: “بعلبك اليوم في إمتحان، يمتحنون مقدرتنا على صنع السلام و المحافظة عليه… وما أجمل السلام إن صنع على يد نساء جميلات الفكر و راقيات الروح و التفكير… اقرأ أيضا: بعد اصرار المحتجين.. الجيش ينسحب من العقيبة نساء بعلبك، أنتن مدعوات للمشاركة اليوم بإعتصامٍ سلمي تحت عنوان “بعلبك مدينة السلام”، لأن أرواح أحبائكم أمانة في أيديكن، إحملوا وردةً بيضاء معنا اليوم الساعة الرابعة و لننطلق من ساحة القلعة في بعلبك إلى ساحة المطرانية لنخبرهم بأننا يد واحدة و مطالبنا واحدة… كونوا على الموعد لإعتصامٍ نسائي راقٍ يدعو فقط للسلام… بعلبك الساعة الرابعة، إنطلاقاً من ساحة القلعة”.

 

ضحية اعتداءات ««الثنائي الشيعي» يخرج من المستشفى الى ساحة الاعتصام في النبطية!

جنوبية/26 تشرين الأول/2019

فيما شهدت مدينة النبطية اعتداءات من قبل انصار “حزب الله” وحركة “امل” قبل يومين ادى الى سقوط عدد من الجرحى نقلوا الى المستشفى. خرج اليوم الشاب الجريح هادي نور الدين ابن الـ 16 عاما من المشتفى عائدا إلى ساحة الإعتصام في النبطية، وذلك بعدما تعرضه للضرب المبرح على الرأس بآلة حادة في المظاهرة.

 

بعد الاعتداء على المحتجين..أمل تحاول التقرب من ثوّار المدينة

جنوبية/26 تشرين الأول/2019

بعد الإعتداء على المحتجين ضد الفساد في مدينة صور من قبل مسلحين تابعين لـ “حركة أمل” في بداية الحراك، يبدو ان ثمة توجه آخر للتعاطي مع الحراك الشعبي لا سيما بعدما تم توثيق الاعتداءات على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ما دفع قيادة أمل الى الإعتراف بالخطأ الكبير تجاه أهالي المدينة و شبابها.و بعد غياب نائبي أمل عن الظهور العلني في المدينة تحاول القيادة اليوم التواصل مع شباب صور بهدف كسر الجليد تمهيداً لإعادة توطيد العلاقة مع الصوريِّين.

 

"بلومبرغ": دول الخليج رفضت مساعدة لبنان عشية أزمته

روسيا اليوم/26 تشرين الأول 2019

أكدت وكالة "بلومبرغ" أن دول الخليج نأت بنفسها عن الاضطرابات الحالية في لبنان ولم تستجب لمطالب رئيس وزرائه سعد الحريري لمنح بيروت تمويلا إضافيا قبيل اندلاع الأزمة. ونقلت الوكالة عن مصادرها أن مساعي الحريري للحصول على تمويل إضافي من الخليج قبيل بدء الاحتجاجات في لبنان باءت بالفشل، بسبب مخاوف الدول الإقليمية من أن تقع هذه الأموال في أيدي "حزب الله" في نهاية المطاف. وذكرت مصادر "بلومبرغ" أن الحريري قبل عدة أسابيع زار أبوظبي لكنه لم يحصل هناك على الدعم المنشود، ما يختلف عن طريقة تعامل دول الخليج مع الأزمة السياسية في السودان في وقت سابق من العام الجاري، حيث وعدت الإمارات والسعودية بدفع 3 مليارات دولار لمنع انزلاق السودان إلى الفوضى. ولفتت "بلومبرغ" إلى أن السعودية والإمارات والكويت التي لعبت حتى الآونة الأخيرة دورا محوريا في دعم الاقتصاد اللبناني الهش، تمتنع الآن بشكل ممنهج عن الانخراط في الأزمة الحالية مكتفية بإصدار بيانات عادية في مثل هذه الحالات تدعو إلى التهدئة. وأضافت الوكالة أن هذا الموقف جاء لسببين أولهما أن حكومة الحريري لم تجر أيا من الإصلاحات التي حضّها عليها المانحون في مؤتمر 2018، وثانيهما تعزيز "حزب الله" نفوذه في البلاد. وقال مدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية والاقتصادية سامي نادر للوكالة إن ما يجري حاليا بمثابة هدية من السماء إلى السعودية ودول الخليج الأخرى في حربها بالوكالة ضد إيران، لكن العنصر الرئيسي بالنسبة لها هو الابتعاد عن هذه الأحداث، وتابع: "يبدو أن "حزب الله" هو الخاسر الأكبر هنا وأي مؤشرات على أن قوة إقليمية تحاول الاستيلاء على الحراك سيؤدي إلى استقطاب الاحتجاجات وتقسيمها حسب المبدأ الطائفي". وأشار أحد المطلعين إلى أن الحكومات الخليجية لم تتخل عن لبنان ولا تزال مستعدة لمساعدة أي حكومة في بيروت ستصبح شريكا موثوقا في تطبيق الإصلاحات الجدية وكبح جماح "حزب الله" في البلاد.

 

حزب الله : هدف الحراك إزاحة باسيل من السباق الرئاسي ونخشى نموذج العراق

المركزية/السبت 26 تشرين الأول 2019

يصرّ حزب الله على ان ما يجري في ساحات لبنان من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب يأتي في سياق "المؤامرة" التي بدأت في شوارع بغداد ويُراد لها ان تصل لى لبنان. فالحراك الذي بدأ منذ عشرة ايام واقرّ الامين العام السيد حسن نصرالله بأحقية المطالب المعيشية التي رفعها، إنحرف عن مساره المطلبي ليتحوّل الى "مخطط" اهدافه بعيدة كل البُعد عن لقمة العيش كما يُنادي المتظاهرون. وتؤكد مصادر الحزب لـ"المركزية" "ان بوصلة الحراك تغيّرت وباتت وجهتها مغايرة لمطالب الجوع ومحاربة الفساد المُحقة"، وسألت "اين شعارات الاصلاح وتأمين لقمة العيش كما نادى بها المتظاهرون في بداية الحراك".

واعتبرت "ان شعارات الحراك اصبحت طائفية لها علاقة بأجندة سياسية يتم تنفيذها مع دخول الخارج على خطّها"، وقالت "نأمل الا يكون نموذج العراق في طريقه الى لبنان، لان المُحرّك نفسه من بغداد الى بيروت". ولفتت الى "ان رفض دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الى الحوار بالتزامن مع الاصرار على شعار اسقاط النظام سيؤدي الى الفوضى، خصوصاً ان ما يحصل على الطرقات من اقامة حواجز وطلب بطاقات الهوية يُعيدنا الى مرحلة العام 1975. فهل هذا هو الاصلاح الذي يطالبون به"؟ واضافت المصادر "ما يُرفع في الطرقات لا علاقة له بالاصلاح ومحاربة الفساد، وانما شعارات العام 1975 والحرب الاهلية. اما شعار إسقاط النظام الذي يرفعه المتظاهرون ولا يعرفون معناه، من مصلحتنا في المدى البعيد، لان الشعب سيكون الحكم في انتخاب الرؤساء. من هنا ضرورة التنبّه الى ما يُرفع من شعارات".

وشددت المصادر على "التعاطي مع المرحلة الدقيقة بحكمة، لان استمرار الوضع على ما هو عليه وبهذه الشعارات معناه ان الامور ذاهبة الى تكرار سيناريو حرب 1975 ". وقالت "يجب ان نكون يقظين لان المؤامرة كبيرة على لبنان. فمتى كنّا والرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" في التوجّه نفسه كما يحصل منذ انطلاقة الحراك لو لم نكن يقظين لما يُحاك للبنان"؟ واشارت الى "اقتراحات قوانين قابعة في مجلس النواب منذ سنوات تصبّ في خانة مكافحة الفساد منها قانون محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب وقانون رفع السريّة المصرفية"؟ وفي ما يُفهم بين سطوره ان حزب الله متمسّك بالحكومة الحالية ويرفض اجراء تعديلات عليها، اوضحت المصادر "ان من الخطأ الان الانجرار الى خطوة تغيير الحكومة، ورئيس الجمهورية قالها صراحةً "يجب إعادة النظر بالواقع الحكومي الجديد" والمقصود بالواقع الجديد هو استقالة وزراء "القوات اللبنانية"، وهذا يفرض "ترميم" الواقع الحكومي وليس تعديله وذلك بتعيين وزراء جدد بدلاء عنهم بما يتلاءم مع الاستقالة". واكدت "اننا في "حزب الله" لا نؤيّد التعديل وانما ترميم الحكومة القائمة، والتعديل المطروح من قبل بعض المتظاهرين باستبدال بعض الوجوه الوزارية "المستفّزة" برأيهم غير وارد". واعتبرت "ان الهدف من التحرّك القائم إزاحة الوزير جبران باسيل على المشهد السياسي كَونه اوفر المرشّحين حظاً لرئاسة الجمهورية"، وقالت "هل يتحمّل باسيل وحده مسؤولية الفساد الموجود منذ سنوات"؟ طبعاً لا، لان هذا الفساد قائم حتى قبل ان يولد. من هنا نستنتج ان الحراك عبارة عن مصالح خاصة داخلية وخارجية". واذ استغربت "كيف ان المتظاهرين في طرابلس يرددون شعارات "باللهجة السورية"، سألت "لماذا لم نسمع مطالب بحلّ ازمة النازحين التي تُرهق الاقتصاد؟ فهل هم مرتاحون من وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح"؟

 

10 جرحى في طرابلس برصاص الجيش… والحريري يطلب تحقيقاً

جماهير الساحات ترد على نصرالله رافضة تهديداته بالفتنة وشيطنته الحراك بإصرارها على تنفيذ أهدافها

المعتصمون يرفضون أي استغلال سياسي ويشددون على أن لا مفر من استقالة الحكومة

جعجع: نصف الشعب يصرخ في الشوارع ولا أحد يتجاوب… هل من فضيحة أكثر من ذلك؟

بيروت ـ”السياسة” /السبت 26 تشرين الأول 2019

ضربت جماهير الساحات اللبنانية المنتفضة منذ أحد عشر يوماً، عرض الحائط تهديدات الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، رافضة حملته التخوينية المليئة بالافتراءات والأضاليل ضدها، بعدما حاول شيطنتها وتشويه سمعتها وتقزيم مطالبها، مؤكدة أنها لن تخلي أماكن اعتصاماتها على طول مساحة البلد، وأنها ثابتة على مواقفها مهما اشتدت الضغوطات عليها، وأن لا تنازل عن هذه المطالب، إلا باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين، مشهود لهم بالنزاهة والجدارة، في الوقت الذي حمل المتظاهرون نصرالله وحزبه، مسؤولية ما قد يتعرض له المتواجدون في الساحات، نتيجة الممارسات الميليشياوية التي يقوم بها شبيحة الحزب، من خلال “غزواتهم” اليومية على ساحات الاعتصام، وتحديداً في ساحة رياض الصلح، على أن ما حصل في البداوي، أمس، حيث سقط للمرة الأولى منذ بداية الحراك عشرة جرحى، برصاص الجيش، خلال فتح الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بعكار، طرح علامات استفهام كبيرة حول نوايا خبيثة لإفشال هذا الحراك.

وأجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون وطلب منه اجراء تحقيق فوري بملابسات الحادثة واتخاذ التدابير اللازمة، مؤكدا على ضرورة حماية حرية التعبير السلمي للمواطنين، والحفاظ على الطابع السلمي للتحرك. كما دعا الرئيس نجيب ميقاتي باجراء تحقيق شفاف في الحادث.

وقال الجيش في بيان له عن الحادث: “إنه على أثر إشكال وقع في منطقة البداوي – طرابلس، بين مجموعة من المعتصمين على الطريق وعدد من المواطنين الذين حاولوا اجتياز الطريق بسياراتهم، وتدخّلت قوة من الجيش لفض الإشكال فتعرّضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة مما أوقع خمس إصابات في صفوف عناصرها، عندها عمدت القوة الى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المواطنين، واضطرت لاحقاً بسبب تطور الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي حيث أصيب عدد من المواطنين بجروح”.

الى ذلك، استمرت، أمس، فعاليات الحراك الشعبي في عدد من الساحات في بيروت وطرابلس وصيدا وصور وصيدا والنبطية والبقاع، وغيرها من المناطق اللبنانية، حيث يبدو بوضوح أن المحتجين مصرون على مواصلة حراكهم، ومؤكدين على مطالبهم القاضية بتغيير السياسات الاقتصادية ومحاكمة الفاسدين والمسؤولين عن الهندسات المالية التي أوصلت الوضع المالي والاقتصادي إلى حافة الانهيار.

وأكد “حراك صور” في بيان، أمس، “ان الحراك المطلبي ينتمي إلى انتفاضة الشعب اللبناني العابرة للمذاهب والمناطق ويرفض أي استغلال سياسي للانتفاضة”. وجدد الحراك “التزامه بمطالب الشعب اللبناني وفي مقدمها تشكيل حكومة إنقاذ وطني من اختصاصيين ذوي ثقة من مهماتها الأولى الخروج من الأزمة الإقتصادية والمالية وإعداد قانون انتخابي عادل وإجراء انتخابات مبكرة أو في أوانها”.

ودانت حركة التجدّد الديموقراطي في بيان، “أعمال القمع التي يتعرض لها أحرار الجنوب والمعتصمين في ساحات بيروت، وأهابت بالجيش والقوى الأمنية القيام بواجباتهم في حماية حقوق التظاهر والاعتصام والتعبير”. وفي إطار خطته لحماية المتظاهرين وتسهيل مرور المواطنين في كافة المناطق اللبنانية، تمكنت عناصر من الجيش اللبناني، أمس، من إزالة العوائق والحواجز والخيم عدد من المناطق، وسير الجيش دوريات في شوارع المدينة وسط اقفال شبه كامل للمحال التجارية. وعاشت مدينة صور وقراها الهدوء التام بظل الحماية الأمنية المنتشرة على تقاطع الطرقات، كما وزع في صور بيان يحمل توقيع “شباب صور” ويدعو إلى إعطاء فرصة للحكومة في جدولة تنفيذ الإصلاحات ووقف التظاهر السلمي مع العودة الى التظاهر في حال المماطلة والتسويف. وقامت المديرية العامة للامن العام بتسيير دوريات في مختلف المناطق اللبنانية للحفاظ على امن المواطنين والمتظاهرين.

وكان وقع اشتباكٌ في بلدة الفاكهة البقاعية بين متظاهرين ومناصرين لحزب الله على خلفية التظاهرات وتخلّل الاشتباك إطلاق نار كثيف.

وتأتي الإجراءات الأمنية، بعد اجتماع عقد في وزارة الدفاع ، أمس، وضم إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون، والمدير لعام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا.

واكدت المعلومات ان “الاجتماع درس خطة فتح الطرقات وتوزيع المهام بين الأجهزة الأمنية”.

وغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على تويتر: “تسعة أيام وأكثر من نصف الشعب اللبناني في الشوارع يصرخ ولا من يسمع ولا من يتجاوب. هل من فضيحة ولا مبالاة وانقطاع مع الناس أكثر من ذلك؟”.

وسأل وزير الشؤون الاجتماعية المستقيل ريشار قيومجيان: “من كلف امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ان يكون ناطقاً باسم السلطة وواعظاً للانتفاضة الشعبية بما هو مسموح وغير مسوح هذا بالشكل مرفوض؟”.

واعتبر ان “اتهام نصرالله الانتفاضة الشعبية ومنظمات المجتمع المدني بالارتباط بسفارات وبتمويل مشبوه يشوهّ قدسية ورمزية هذه الانتفاضة”، مشدداً على ان “ما يقوم به الناس هو عفوي وتحرك شعبي بوجه الاغلبية الحاكمة، وان الحديث عن حواجز وخوات على الطرقات هو لتشويه هذه الانتفاضة”.

وفي تداعيات انتفاضة الشعب اللبناني، قال النائب نعمت افرام: “كنت متحالفا مع التيار واصبحت متمايزا عنهم وانا مستقل واصبحت خارج تكتل لبنان القوي وبتنا بثورة وهي صوت الحق”، مضيفا: “لا يجب أن نجيبهم بورقة وانا مع اسقاط الحكومة وتغييرها لاعادة الثقة مع انتخابات مبكرة مع نفس القانون الانتخابي واعادة الاموال المنهوبة”.

واكد الوزير السابق أشرف ريفي ان الثورة بدأت تسجّل إنتصاراتها.

وقال في تغريدة عبر تويتر: “الثورة التي أجبرت حسن نصرالله والذي يتصرف وكأنه المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، على وضع العلم اللبناني مكان علم “حزب الله” هي ثورة منتصرة بإذن الله، لا شك أن المشوار طويل ومكلّف ككل ثورات التحرير، إلا أن الانتصار قدَر هذه الثورة”.

وغرّد منسق “التجمع من اجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر”، قائلاً: “امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله: ممنوع سقوط العهد، لا نقبل بسقوط الحكومة، لا انتخابات نيابية مبكرة، الحكومة ستنفذ ورقة الاصلاح، مجلس النواب سيقرّ قوانين الاصلاح، القضاء سيحاسب الفاسدين!”. واضاف ضو: “باختصار يقول: انا اقرر في الرئاسة والحكومة ومجلس النواب والقضاء والامن والسياسة والاقتصاد والادارة!، ما بتمرق!”. وتابع ضو: “من قال: “مالنا وسلاحنا وصواريخنا واكلنا وشربنا ومعاشاتنا كلها من الجمهورية الاسلامية في ايران”.. هل يحق له أن يسأل شابات وشباب لبنان المتظاهرين الثائرين الشرفاء الانقياء الأبطال: من يموّلكم؟ ومن أين تأتون بالمال؟”.

إلى ذلك، اعلن حزب سبعة، ان “السلطة تشن عليه هجومًا مبرمجًا عبر نشر فيديوهاتٍ واشاعاتٍ بشكلٍ واسع”. واستغرب الحزب أن تصبح “مجموعة تغييرية وطنية، عابرة للطوائف، ليست تابعة لاي محور اقليمي ومستقلة، هي المتّهمة، واحزاب السلطة الطائفية التي سرقت ونهبت وقتلت لعشرات السنين وباعت قرارها للخارج، هي التي تتعرض لمؤامرة كبيرة”.

وتعقيبًا على الخطاب الذي ألقاه الأمين العام ل”حزب الله”، عبّر الإعلامي جان عزيز عن لومهِ للسيّد، واستغرب كون “من حرر الأرض، هوي ضد تحرير الإنسان”. وفي تغريدة على حسابه عبر “تويتر” قال: “لا مش رح صدق، إنو اللي حرر الأرض، هوي ضد تحرير الإنسان، واللي قاوم باسم الشعب، ممكن يخوِّن أهلو، واللي ودّع هادي بهاك اللمسة فوق الكفن، بيسمح لحرامي يتحكم ببلد”. وتوجه عزيز الى نصرالله قائلًا: “يا سيد، إنت بتعرف بالوقائع والوثائق، إنن هني الفاسدين وهني العملاء المزدوجين”، خاتمًا: “ما تغطّيهن يا سيد

وفي خطابهِ ، لفت نصرالله الى أنّ “الفراغ إذا حصل في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والاقليم سيؤدي الى الفوضى والانهيار”، محذرًا من أنّه “إذا ذهبنا الى الفراغ قد يؤدي الى عدم دفع الرواتب وخلل أمني وحرب أهلية أذا كان هناك من يحضّر لها”.

وفي ظلّ الأزمة الراهنة، رفَعَ نصرالله ثلاث لاءات، هي:”لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة، لأنها هذا الموضوع معقدٌ”، على حد تعبيره.

ونشر مقدم البرامج اللبناني هشام حداد تغريدة له، على التوتير قال من خلالها: “كل التقارير الأمنية تقول ان قرار القوات الرسمي اتخذ بالانسحاب من الشارع بالتفاهم مع السلطة و الأجهزة الأمنية… من بقي لا علاقة له بتلك الاحزاب”.

في المقابل، نفذ ناشطون في “التيار الوطني الحر” ومناصرون له، وقفة تضامنية أمام قصر العدل في الجديدة، دعما لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ولخارطة الطريق التى أطلقها لمكافحة الفساد، من خلال إقرار قانون محاسبة الفساد ورفع الحصانة، ورفع السرية المصرفية. ورفعوا الاعلام اللبنانية وصورا للرئيس عون مطلقين هتافات “كلن يعني كلن ونحنا مش منن” و”الله لبنان عون وبس”. ثم انطلقوا بمسيرة تقدمهم منسق “التيار” في المتن عبدو لطيف وجابوا شوارع الجديدة مطلقين هتافات داعمة للرئيس عون.

إلى ذلك، أعلن التيار الوطني الحر”، إثر اجتماع هيئته السياسية، عن قرار رفع السرية المصرفية عن حسابات وزراء “التيار الوطني الحر” ونوابه ونائبتي رئيس “التيار، وذلك تلاقياً مع موقف رئيس الجمهورية وقناعاتهم، وانسجاماً مع ما كان قام به رئيس التيار الوزير جبران باسيل منذ اكثر من سنتين برفع السرية المصرفية عن حساباته بمبادرة شخصية منه ومع ما قام به نواب التيار الوطني الحر بتقديم ثلاثة اقتراحات قوانين هي: قانون رفع السرية المصرفية، قانون رفع الحصانة عن النواب والوزراء وموظفي القطاع العام، قانون إستعادة الأموال العامّة المنهوبة من الدولة. وسيعملون على اقرارها في مجلس النواب.

على صعيد آخر، نفى المكتب الإعلامي المركزي لحركة أمل كل “الاشاعات التي تتحدث عن نقل رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى المستشفى”، مشيرا الى أنه “بخير وفي صحة جيدة”.

 

رجل الدين اللبناني الشيعي، ياسر عودة: العيش بكرامة أولى من قتال إسرائيل

بيروت- وكالات/السبت 26 تشرين الأول 2019

 وجّه رجل الدين اللبناني الشيعي، ياسر عودة، في خطبة له حول التظاهرات التي تعم لبنان منذ أكثر من أسبوع، رسائل إلى الزعيمين الشيعيين الرئيسيين في لبنان، رئيس البرلمان، نبيه بري، وأمين عام حزب الله حسن نصرالله، معتبراً أن “أولوية الناس محاربة الجوع والفقر وليس إسرائيل”. وفي الخطبة التي انتشرت على مواقع التواصل، عبّر عودة عن غضبه ومخاوفه من طريقة تعامل الحكومة اللبنانية وحزب الله مع الثوار اللبنانيين ومطالبهم. وطالب الشيخ عودة بري ونصرالله بعدم استخدام القوة ضد الشعب، معرباً عن خشيته من وقوع دماء “بين أهل البيت الواحد”، بسبب مواجهة المتظاهرين.

 

انتفاضة في عائلة الرئيس اللبناني ضد جبران باسيل

طوني بولس/انديبندنت عربية/السبت 26 تشرين الأول 2019

صراعات العائلة الحاكمة في لبنان خرجت إلى العلن وأسقطت كل الاعتبارات العائلية. وعلى الرغم من المحاولات المُكثّفة لاحتواء الخلاف داخل العائلة، إلا أنّ الاستحقاقات السياسيّة المتسارعة فرضت ظهوره سريعاً إلى العلن بأعنف وجوهه مع تغريدات ابنتي الرئيس ميشال عون، ميراي وكلودين، وصهره النائب شامل روكز، ولتكشف عمق صراع الأجنحة في صفوف التيار الوطني الحر والعائلة "العونية"، فيما بدا أنه "انتفاضة" داخل البيت الواحد ضد رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل.

حرب إلغاء على "الأصهرة"

مصدر معارض في التيار الوطني الحر يقول إن صراع الأجنحة داخل التيار بدأ منذ سنوات عدة وتحديداً مع ترؤس باسيل للتيار وسياسته الإقصائية ضد من يخالفه الرأي داخل التيار، وصولاً إلى حد اتخاذه قرار فصل ناشطين واكبوا مرحلة النضال العوني في مرحلة الوصاية السورية على لبنان. وأشار إلى أن حرب باسيل على روكز بدأت استباقاً عندما كان روكز قائداً لفوج المغاوير، فعرقل إمكانية وصوله إلى قيادة الجيش خلفاً للعماد جان قهوجي. ومن بعدها، أسقط ترشيحه لتولي وزارة الدفاع التي أوكلت إلى الياس بوصعب المقرب جداً من باسيل. ويضيف المصدر أن باسيل حارب أيضاً عديله الثالث روي الهاشم، الذي يترأس مجلس إدارة قناة التيار، عبر الطلب من الياس بوصعب شراء أكثرية الأسهم للقناة وتحويل مسارها الإعلامي بما يخدم باسيل من جهة وأجندة حزب الله من جهة أخرى، كون بوصعب من الشخصيات المقربة من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. ويؤكد أن باسيل شن حرب إلغاء حقيقية على أزواج بنات الرئيس عون بحيث خلت الساحة أمامه للإمساك بزمام السلطة تحت جناح الرئيس ووراثة مكتسباته التي بدأت بترؤس التيار والعمل على تحقيق الحلم المستقبلي بالرئاسة.

انتفاضة القصر

ويشدد على أن محاولات باسيل الاستئثار بكل المكتسبات التي يرثها عن الرئيس عون، أدى إلى تنامي النقمة العائلية في داخل القصر الرئاسي والبيت العوني في وقت كشفت الانتفاضة الشعبية التي عبرت المناطق والطوائف اللبنانية أيضاً عن نقمة الشارع العارمة على باسيل، والتي لاقتها إبنة عون وزوجة روكز، كلودين، بنشرها صورتين عبر حسابها في "انستغرام". الأولى كتبت فيها مقتطفاً من كلمة الرئيس عون للمتظاهرين "صار من الضروري إعادة النظر بالواقع الحكومي"، والثانية كتبت فيها عبارة "الانتخابات المبكرة، أفضل لليوم ولبكرا". كذلك الابنة الثانية للرئيس عون ميراي قالت في تغريدة "اللبنانيون يطرحون الثقة بحكومتهم في الشارع بعدما تقاعس نوابهم عن ذلك". والنائب شامل روكز من جهته غرّد في تويتر "لا تتجاهلوا أصل المشكلة: لا ثقة بمن في السلطة اليوم! فلترحل هذه الحكومة فوراً! محاولات الترقيع وانعاشها لن تنفع… نحتاج حكومة موثوقين إختصاصيين أخلاقيين".

كواليس الإطلالة

مواقف أهل البيت المنتفضين بوجه صهرهم باسيل طرحت تساؤلات كبيرة حول مستقبل التيار، الذي باتت تتناتشه أجنحة متضاربة المواقف والمصالح على مرأى ومسمع الرئيس، الذي على ما يبدو بات عاجزاً عن ترميم التصدعات الهائلة. وما يزيد من واقع الصدمة هو انضمام روكز إلى صفوف المنتفضين في الشارع وحصوله على تأييد واسع من صفوف المعارضة العونية التي تحاول أن تنظم صفوفها في إطار سياسي حزبي. في السياق، نفسه تساءلت أوساط سياسية لبنانية تتابع مجرى الانتفاضة في الشارع عن سبب تأخر الرئيس عون في توجيه كلمته إلى اللبنانيين لأكثر من ساعة ونصف، حيث تراوحت التفسيرات بين أسباب صحية، وعمليات المونتاج للرسالة وسوى ذلك. إلا أن معلومات أشارت إلى أن الرئيس كان محور اتصالات يقودها باسيل مع حزب الله للاتفاق على مضمون الرسالة من جهة، في حين أن ابنتيه كلودين وميراي، وعدداً من مستشاريه، كانوا على خط آخر مع الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري وعدد من القادة الذين كان لديهم رأي آخر. وتؤكد الأوساط السياسية المقربة من ابنتي الرئيس كلودين وميراي، أن باسيل أسقط كل ما بناه الرئيس عون من جهد ونضال، مضيفة أن صورة القائد الذي كان يخطب بشعب لبنان العظيم لم تعد نفسها وها هو الرئيس قاطن خلف أسوار بيت الشعب المدجج بالعوائق والآليات العسكرية فيما شعب لبنان العظيم يطالب بإسقاط الرئيس. وترى الأوساط نفسها أنه لم يعد من خيار أمام الرئيس عون للخروج بأقل أضرار ممكنة سوى التضحية بصهره وإبعاده عن قصر بعبدا، مشيرة إلى أن جناح التيار "الباسيلي" تكسر على وقع الانتفاضة الشعبية في وقت يبرز الالتفاف الشعبي إلى جانب روكز الذي قد يكون الورقة الرابحة الأخيرة في يد عون.

التيار يتفكك

من جانبه، رأى القيادي السابق المنشق عن التيار الوطني الحر نعيم عون أن "الركائز التي كانت مؤمنة لدى التيار زمن ميشال عون، غير موجودة لدى رئيس التيار اليوم جبران باسيل. فالحزب يتفكك، والحالة الشعبية إلى تراجع، والعلاقة مأزومة مع كلّ القوى الحليفة له"، مضيفاً أن "التيار اليوم بروباغندا وتأليه صورة جبران باسيل، وواجباتنا أن نُنبّه إلى وجود خطر وكذب وانحراف عن المبدأ". وأضافت مصادر أخرى في التيار بأنه منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية والتيار الوطني الحر يشهد حالة من الارتباك الشديد وهي ظاهرة بشكل واضح في صفوف كوادره، إضافة إلى مئات الاستقالات التي سجلت مؤخراً ومنها أعلن عنها أصحابها على مواقع التواصل الاجتماعي.

التيار: الأمور تحت السيطرة

في المقابل، تعتبر مصادر التيار المقربة من رئيسه جبران باسيل أن ما جرى تمت السيطرة عليه وأن قيادة التيار استوعبت الصدمة وهي تعالج ذيولها تدريجاً، مؤكدة أن وزير الدفاع الياس بوصعب كلف للتنسيق مع حزب الله وحركة أمل حول إيجاد حلول للأزمة وفتح الطرقات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/10/2019

وطنية/السبت 26 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا عشرت بشرت... مثل لم يصح هذا اليوم، وأزمة الشارع مفتوحة على ما يبدو، والمحتجون ما زالوا في الساحات، والطرق مقطوعة حتى على المرضى، والمصارف مقفلة حتى إشعار آخر، وكذلك المؤسسات التربوية وقسم كبير من المتاجر والأسواق والمولات.

السؤال الذي يطرح نفسه من ظل كل ذلك أين الحلول؟. الحلول مرتبطة بوقف العناد من كل الأطراف وحتى من المحتجين، والمطلوب حوار حول الأزمة والورقة الإصلاحية والموازنة، والواقع الحكومي، كما سماه رئيس الجمهورية.

وحسب أوساط الرئيس الحريري، فإنه منفتح على الحلول، لكن المطلوب قبل كل شيء أن نسمع بعضنا بعضا.

وإذا كان الأحد موصولا بالوضع الراهن، فإن الاثنين بداية أسبوع لتنشيط الحكومة، وتكثيف الجلسات والشروع في تنفيذ الورقة الإصلاحية، مع إمكان التحاور حول بعض البنود.

وفي الشارع، جرحى في البداوي برصاص الجيش الذي يستعمل لأول مرة، وهو اضطر لذلك. أما الإحتجاجات فهي متواصلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في اليوم العاشر للحركة الاحتجاجية، تراجعت رقعة التجمعات وضمرت أحجامها في الكثير من المناطق، ورسا الوضع فيها على شاطئ الهدوء، كما هو الحال في صور والنبطية، لكن نقاطا محددة حافظت على سخونتها، كما كان الأمر في الرينغ وجل الديب والشفروليه، على سبيل المثال.

أما الغليان فقد بلغ ذروته خلال محاولة الجيش فتح طريق البداوي، حيث جرى إطلاق نار ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. قيادة الجيش أوضحت في هذا الإطار أن قوة من الجيش تدخلت لفض إشكال بين مجموعة من المعتصمين وعدد من المواطنين، مشيرة إلى أن القوة تعرضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة، مما أوقع خمس إصابات من عناصرها. قيادة الجيش لفتت إلى أن القوة ردت بقنابل مسيلة للدموع، ثم أطلقت النار بالهواء والرصاص المطاطي فأصيب عدد من المواطنين بجروح.

بعد الحادث اتصل رئيس الحكومة سعد الحريري بقائد الجيش، طالبا منه إجراء تحقيق فوري واتخاذ التدابير اللازمة، ومؤكدا ضرورة حماية حرية التعبير السلمي للمواطنين، والحفاظ على الطابع السلمي للتحرك.

وكان قد بدا واضحا منذ الصباح أن ثمة عزما جديا على فتح الطرقات المقطوعة، وخصوصا الحيوية، ولكن بأسلوب الحوار والإقناع وليس بأسلوب عنفي. هذا التوجه عكسه الاجتماع الذي عقده قادة الأجهزة العسكرية والأمنية في اليرزة، وخلص إلى نتيجة واضحة: تسهيل حرية تنقل المواطنين على الطرقات الحيوية وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم.

على مستوى المتظاهرين، ظهر انقسام بين من يريد فتح الطرقات أمام المواطنين، ومن يصر على تقطيع الأوصال بين المناطق. هذا الانقسام انسحب أيضا تضاربا في الأفكار على مستوى نشطاء الحراك، حول كيفية التعامل مع السلطة السياسية ومبادراتها ومقترحاتها لحل الأزمة.

أما على الخط الحكومي، فقد تراجع الكلام عن أي تعديل أو تغيير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من رحابة الساحات إلى ضيق الطرقات. فمن يريد اغتيال مطالب الفقراء؟.

بعد الدعوة إلى سبت الساحات كما سماه المحركون، استحال الأمر إلى قطع للطرقات، ما أدى إلى اشكالات بين المواطنين العالقين لساعات والمتظاهرين المفترشين الطرقات، بل جره آخرون مشبوهون إلى غير مكان، عبر اطلاق الحجارة والمفرقعات النارية الكبيرة نحو عناصر الجيش في البداوي بطرابلس، ما أدى إلى اصابة خمسة من جنوده بحروق وجروح، فرد الجيش على مطلقيها، وفق ما جاء في بيانه.

ووفق الوقائع، فإن أول المصابين مطالب الفقراء والمعوزين، الذين تحركوا بعد أن خنقهم الفاسدون، وعاد ليخنق تحركهم المطلبي آخرون، هم أفسد منهم، فهل قلبهم على الفقراء، أولئك الغارقون في بحور الأموال وترف الحياة من أصحاب القصور ومشبوهي الصفقات؟.

ومن بين المتظاهرين، ارتفعت أصوات تدعو إلى التعقل والحوار، أضيف إليها تظاهرات ل"التيار الوطني الحر" دعما للقضاء لملاحقة الفاسدين واسترجاع المنهوب من الأموال.

أما اللبنانيون العالقون بين لقمة العيش الممنوعة عنهم عنوة بسبب تعطيل البلاد، وصرخة وجعهم المحقة التي يصادرها ذوو الغايات، فقد التفتت إليهم القوى الأمنية التي عقدت إجتماعا في مكتب قائد الجيش بحضور قادة الاجهزة الأمنية لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد، في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات، وبحسب بيان الجيش فقد تداول المجتمعون في الاجراءات الآيلة إلى تسهيل حرية تنقل المواطنين على الطرقات الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حيث لم يجرؤ الآخرون، ذهب رئيس الجمهورية منذ بدء ولايته. كرَّس الميثاق الوطني على رأس السلطة، وأقرَّ قانون الانتخاب النسبي الذي حسَّن التمثيل، ومنح المنتشرين اللبنانيين في العالم حق الاقتراع للمرة الأولى في تاريخ لبنان.

دحر الاحتلال الإرهابي عن حدودنا الشمالية الشرقية، وكشف مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين بعد طول انتظار، وحدد الموقف من النزوح واللجوء وخطر التوطين.

استعاد الانتظام المالي الغائب منذ سنوات، بإقرار موازنات سنوية، وأطلق البحث في إصلاحات بنيوية للاقتصاد اللبناني، على وقع نية أكيدة بمكافحة الفساد، لا بالتشفي، بل بالاستناد إلى المؤسسات الرقابية، والسلطات القضائية.

فإلى القضاء على اختلاف اختصاصاته، أحالت رئاسة الجمهورية ملفات كثيرة، منها ما يرتبط بمحاسبة قضاة مرتكبين، وبعضها يتعلق بهدر الأموال العمومية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتطويع تلامذة ضباط في الكلية الحربية، وهدر الأموال العامة في السوق الحرة في المطار، وهدر الأموال العمومية في الكازنيو وبنك "انترا"، إلى حانب قضايا فساد في هيئة ادارة السير والبارك ميتر، وفيضان بيروت بمياه الصرف الصحي، والأدوية وأسعارها، وبعض البلديات المرتكبة، إضافة إلى "أوجيرو" بعد رفض عقود المصالحة، والمعاينة الميكانيكية، وسجن مجدليا، والعشرات من الفضائح الأخرى، التي ظلت عالقة في الأدراج، بعدما أمعن في عرقلة السير فيها، من يلوم العهد اليوم على التقصير في التغيير والإصلاح.

وإلى حيث لم يجرؤ الآخرون، ذهب نواب "التيار الوطني الحر" ووزراؤه الحاليون والسابقون اليوم. رفعوا السرية المصرفية عن حساباتهم، ودعوا زملاءهم إلى الحذو حذوهم، علما أن تكتلهم النيابي، سبق وطرح أربعة قوانين في مجال محاربة الفساد: قانوني رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة عن المسؤولين، قانون انشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، وقانون استعادة الأموال المنهوبة. وهي اقتراحات قوانين، الشعب المعتصم في الساحات مدعو للضغط على النواب لإقرارها اليوم قبل الغد، حتى يكون لتحركه المحق نتائج ملموسة.

حيث لا يجرؤ الآخرون، عبارة وقعها سيء في ذاكرة اللبنانيين جراء ممارسات بعض الميليشيات في الحرب، ممارسات استعيدت بعض أوجهها اليوم بفعل قطع الطرق وطلب الهويات من المارة عن غير وجه حق.

أما حيث "لم" يجرؤ الآخرون، فيمكن أن تكون عبارة يستحسن اللبنانيين ذكرها، إذا ما استجيبت مساعي رئيس الجمهورية الإصلاحية، وحذا جميع المسؤولين حذو "التيار الوطني الحر" في الشفافية، عبر رفع السرية المصرفية.

التحدي كبير، لكنه واضح، وما على الشعب سوى أن يراقب، ويحاسب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انقضى اليوم العاشر على الانتفاضة وستنقضي أيام كثيرة، على ما يبدو، والشرخ بين الدولة وناسها لا ينفك يتوسع، والمؤسف في هذا المسار أن سبب التباعد ليس الخلاف حول الأفكار المطروحة للحل، بل في أخذ الأمور مسارات متعاكسة غير قابلة للتلاقي.

اللبنانيون المنتفضون يطالبون برحيل الحكومة بكليتها وزراء ورئيسا، فيما الاتصالات القائمة تقتصر على أهل السلطة في ما بينهم، وهي تتأرجح بين الرفض القاطع لتعديل ولو جزئي في أسماء بعض الوزراء، والانفتاح المتحفظ جدا عن قبول مثل هذا الاقتراح، والثابت في هذين المنحيين هو بقاء الرئيس الحريري على رأس الحكومة.

وإذا صدق بعض التسريبات عن أن الرئيسين عون والحريري هما في وارد تليين موقفيهما، يقف "حزب الله" في خلفية الصورة، في دور الآمر الناهي، الرافض سلما أو حربا أي تغيير.

في هذه الأثناء، المؤسف أن بعض الدوائر يعمل على فرض فتح الطرقات، معتبرة أن النجاح في ذلك، إن تحقق، يجهض الحال الاحتجاجية، ما يسمح للحكومة استئناف سياستها السابقة لانتفاضة السابع عشر من تشرين. أما مخاطر هذا النهج فثلاثة:

1- إنهيار الوضعين المالي والاقتصادي.

2- نقل الشوارع المتقابلة إلى وضعية صدام حتمي.

3- توريط القوى الأمنية، وفي مقدمها الجيش، في لعبة دموية قد تقضي على التحركات الاحتجاجية ربما، لكنها ستقضي حتما على الصورة الناصعة التي رسمتها بنفسها كوسائل لحماية السيادة الوطنية والأمن الداخلي، لا وسائل بوليسية لقمع المعارضين، ولا نريد تصنيف ما حصل في البداوي وما نتج عنه من دماء في هذا الإطار. من دون أن ننسى ما تستدرجه الفوضى من احتمالات وضع يد ميليشيوية داخلية على الدولة، أو تدخل خارجي قاهر، فيما المطلوب بسيط: لبننة الأزمة، الإقلاع عن الإنكار، والاستماع إلى اللبنانيين وتلبية مطالبهم الأساسية المحقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

... وفي اليوم العاشر سال الدم، ومن البداوي في الشمال تحديدا. من أطلق الرصاصة الأولى؟. إنه السؤال الذي يتكرر في لبنان منذ العام 1975، والتهمة جاهزة: الجيش اللبناني. أليس هو الذي اتهم إثر إصابة معروف سعد في شباط من العام 1975؟، واليوم، وبعد أربعة وأربعين عاما، التهمة ذاتها جاهزة حتى قبل التحقيق الذي باشرته قيادة الجيش.

في اليوم العاشر، كيف ارتسمت اللوحة السياسية والميدانية؟. شريط التطورات، وفق ما حصلت عليه ال "ال بي سي آي " بدأ باجتماع ضم قائد الجيش والمديرالعام لقوى الأمن الداخلي والمدير العام للأمن العام ورئيس جهاز أمن الدولة، المداولات ركزت على وجوب وضع خطة أمنية لفتح الطرقات وحماية الاعتصامات والمتظاهرين، وجرى توزيع المهام على الأرض حيث تقوم اعتصامات وتظاهرات.

وكان مطلب فتح الطرقات هو الأولوية ليصار إلى المباشرة بدرس الواقع الحكومي، تعديلا او تغييرا، وهذا ما شكل محور الاجتماعات سواء في قصر بعبدا أو في "بيت الوسط" حيث عكف الرئيس الحريري على مناقشة كل الأفكار والمقترحات. الإقتراح الذي تقدم على ما عداه كان يقضي: أولا، بتشكيل حكومة من غير النواب. ثانيا، بأن تكون الوزارات الدسمة، كالاتصالات والطاقة والمال، بأيدي وزراء مشهود لهم بنظافة الكف ومتمرسون في إدارة مؤسسات وملفات بطريقة ناجحة.

ولكن، ودائما بحسب مصادر واكبت الإصالات، فإن الأولوية كانت لفتح الطرقات، ودون ذلك هناك صعوبة في الإنتقال إلى البحث في الحكومة. وهنا تكشف المصادر أن "حزب الله" أصر إنجاز الخطة الأمنية وفتح الطرقات، وإلا فإنه يجد نفسه مضطرا إلى فرض واقعه على بيروت والبقاع والجنوب، لأنه يعتبر أن هناك مؤامرة أميركية تستهدفه بتمويل سعودي- إماراتي.

في غضون ذلك، بدأت لقاءات بعيدة من الأضواء الإعلامية مع قادة من الحراك، تولى جانبا منها الرئيس سعد الحريري وجانبا آخر اللواء عباس ابراهيم، في محاولة لبلورة ورقة مطالب الحراك.

حادثة البداوي خلطت الأوراق وسرعت الآلية المقترحة للخروج من المأزق: الرئيس الحريري اعتبر ما حدث بأنه موجه إليه شخصيا، وأنه بات على قاب قوسين أو أدنى من الاستقالة، واتصل بقائد الجيش داعيا إلى فتح تحقيق فوري في ما جرى. في هذه الأثناء استوعب الجيش ميدانيا ما جرى في البداوي، فكان لقاء بينه وبين المحتجين.

بالتزامن لفت ظهور النائب السابق مصطفى علوش في "بيت الوسط" ليعلن المعطيات التالية: الأمور لم تعد تحتمل، الإثنين هو الحد النهائي لحسم الأمور، من الأفضل أن يستقيل الرئيس الحريري من ضمن اتفاق لأن إذا حصلت الإستقالة ولا اتفاق فهذا يعني الدخول في أزمة، هناك ثمن سياسي كبير يجب أن يدفع.

في المحصلة، يبدو ان الحل سيأتي على "الحامي"، وأن لا عودة إلى الوراء، وأن التعايش مع الواقع الحكومي الراهن لم يعد واردا، وأن لا خروج من الشارع من دون خروج الحكومة الحالية من السرايا، علما ان شرط فتح الطرقات يسبق أي شيء آخر. ويبقى السؤال الأكبر: هل واشنطن "على السمع" من كل ما يجري؟.

أمس سألنا: هل استوت؟، اليوم نقول: يبدو أنها استوت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على توقيت شتوي يبدأ الليلة، فإن عقارب الساعة في لبنان لن تعود إلى الوراء، فالشارع صار حاكما، والدولة تلتف عليه وليس حوله. وعلى مسافة العاشر من التظاهر، أجرت السلطة اختبارا أمنيا لفتح الطرقات، فاجتمعت الأجهزة الأمنية صباحا في اليرزة، لإجراء التجربة. وجرى التباحث في تسهيل حرية تنقل المواطنين على الطرق الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم.

لكن التنفيذ اصطدم بعوائق بشرية في عدد من المناطق، والسياسيون الذين طلبوا إلى الأجهزة الأمنية الإشراف على استتباب الوضع، هم أنفسهم عادوا وأجروا اتصالات بقائد الجيش، وتمنوا عليه ومانوا وطلبوا، وهذه التمنيات النقالة بعثت إثر تصادم البداوي بين الجيش ومجموعة من المعتصمين في الطريق. وفيما أدلى المعتصمون بتصريحات تؤكد تعرضهم لإطلاق نار، قالت رواية الجيش إنه تدخل لفض إشكال، فتعرض لرشق بالحجارة ورمي مفرقعات، وعندئذ عمدت القوة إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المواطنين، واضطرت لاحقا بسبب تطور الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي.

لكن التوتر من صوب الشمال، لم يطفئ وهج طرابلس، حيث انطلقت حملات التضامن مع الجرحى من كلا طرفي الجيش والمدنيين، تحت شعار "نداوي البداوي"، وهو الشعار الذي رفعته ساحات وسط بيروت من الشهداء إلى رياض الصلح، حيث احتشد المتظاهرون هذا المساء، وكانوا الصورة البهية التي تعبر عن مطالبها من دون تدخلات حزبية.

وتجاوز المتظاهرون إساءات تعرضوا لها، وبعضهم على قناعة بأن من حمى لبنان ومن صواريخه ما زالت تهز إسرائيل، ومن هزم "داعش" و"النصرة" عند حدود الوطن، ومن أوقف عدوه على "إجر ونص" ومنعه منذ ثلاثة عشر عاما من الاعتداء على الوطن، لن يكون اليوم في حاجة إلى إرسال بضعة مناصرين لتخريب تظاهرة، وستكون التظاهرات الثائرة اليوم فرصة ل"حزب الله" بهدف البدء بضرب الفاسدين، لا الاكتفاء بشعار محاربة الفساد.

لكن لكي يبدأ الحزب، وجب أن يتحرك رئيس الحكومة سعد الحريري، وينزل عن منصة تدوير الزوايا، ومساعيه في توفير الرضا للقوى السياسية، فالحريري اليوم محصن بقوة الله وحزبه واسمه صار "يحلف به" في شوارع الممانعة، لذلك فهو اعتلى صمودا استثنائيا، لكن إلى متى؟، فالشارع يريد التغيير، وفيما الحكومة والعهد وكل مكونات السلطة لا تبدو عليها أي اشارة لتقديم التضحيات، سقوط الحكومة غير وارد التعديل حتى الساعة، مستبعد والأمن يتقدم والاثنين لناظره قريب.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 تشرين الأول 2019

وطنية/السبت 26 تشرين الأول 2019

اللواء

وضعت دولة كبرى أمام مسؤولين معنيين معلومات عن تسفير كميات كبيرة من الدولارات من لبنان إلى دولة إقليمية ذات تأثير.

نصحت قيادة حزب بارز بالابتعاد ما أمكن عن الإحتكاكات المباشرة في الشارع.

باكرت وزارة المال بتحويل الرواتب إلى الموظفين الذين يتقاضون رواتب شهرياً إلى المصارف كالمعتاد، على أن يجري القبض من الـATM.

الجمهورية

بحث مرجع رسمي مع سفير دولة عربية إمكان أن تقدم دولته تسهيلات للبنان في مجال إستيراد النفط.

لوحظت مشاركة كثيفة من قطاعات مهنية معينة في التظاهرات الشعبية.

لم تلق مواقف مرجع بارز إزاء قضايا مطروحة صدى ايجابياً لدى مرجع آخر اعتبرها محاولة لرمي الكرة في ملعبه.

البناء

أكدت مصادر أمنية قيام الجيش والقوى الأمنية بتأمين حرية التنقل بين المناطق اللبنانية بصورة تامة خلال يومي السبت والأحد ليكون يوم الاثنين متاحاً للعودة الى العمل والتعليم، وكذلك تأمين الحماية لمن يرغب بالاعتصام على جوانب الطرقات دون إقفالها وحماية ساحات الحراك وحق المواطنين بالاختيار بين الإضراب والذهاب للعمل والدراسة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزيرة الداخلية تحاسب محافظ الشمال وريفي يصفه بـ”الفاسد”

بيروت ـ”السياسة” /السبت 26 تشرين الأول 2019

علّق الوزير السابق أشرف ريفي على القرار التأديبي الذي اتخذته وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، بحق محافظ الشمال، القاضي رمزي نهرا، بعد إقدامه على المشاركة في مظاهرة ذات طابع حزبي. وقال وزير العدل السابق في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”: “حسناً فعلت الوزيرة ريّا الحسن بمحاسبة محافظ الشمال رمزي نهرا الذي ضرب بعرض الحائط القانون وشارك بتظاهرة حزبية”. ووصف ريفي نهر بـ”الفاسد” وبأنه “يستغل موقعه لمنافعه الخاصة”. وأضاف: “أنصح بإعفاء طرابلس منه فهو لا يشبه هذه المدينة الشريفة لا وطنياً ولا من حيث النزاهة”.

 

ليس الفسادُ بخلع الفتاة خِمارها أيها الخمينيون والدينيون يا أجهل خلق الله في وطني ويا أيبس الأدمغة .

الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ/السبت 26 تشرين الأول 2019

الفساد المالي هو منبع كل فساد .

الفساد المالي مصدر كل أزماتنا وكوارثنا وفجائعنا .

والفساد المالي لم يَغْزُ مجتمعنا ووطننا ودولتنا إلا بتحالف فقهاء الدين مع الزعماء السياسيين بشعار كاذب وماجن ومخادع [ حماية المقاومة والطائفة والمذهب ] وإنه كذبة سخيفة يرقص منها إبليس فرحاً ، ويضحك مسروراً ، وهو يحتسي كأسا بعد كأس حتى الثُّمالة ! ! !

أيها الخمينيون والدينيون المُتَسَلِّطون علينا في العراق ولبنان بقوة السلاح والزنازين بعدما تَمَّ التحالف بين الزعماء السياسيين وفقهاء الدين ساخت الأرض بالفساد المالي ، والفساد المالي أخطر من الفساد الجنسي بألف ألف ألف مليار مرة .

إذا تحالف الفقهاء والزعماء بخلفية حماية المقاومة والطائفة فلن يبقى شيء في الحياة من دون أن يُعَشْعِشَ فيه الفساد المالي ، ويُفَرِّخ به ويَبيض فتتحول الحياة إلى ظلمات وظلام وظلم فاستيقظوا أيها المؤمنون السُّكَارى بأفيون دين ولاية الفقيه والفقهاء المتخلفين الظلاميين الذين لا صلة لهم بدين الأنبياء ولا بقيم رب العالمين .

 

حزب الخمينيين في لبنان رَبٌّ من أرباب الفساد .

الشيخ حسن سعيد مُشَيْمشْ/السبت 26 تشرين الأول 2019

ما يُسَمَّى ( بحزب الله ) هو شريك أساسي في الفساد الجاري في لبنان بل هو رأس الفساد والفاسدين ورب المفسدين والفاسدات وبحماية سلاح الحزب - ( الذي هزم أميركا وإسرائيل !!!!! ) - يسرق السَّاسَةُ والسياسيون ثروات الدولة وبعد ذلك يدفعون له زكاة سرقاتهم وخُمُسِها وكَفَّاراتِها لتصير أموالهم أموال حلال وطاهرة .

1 - مليارات الدولارات اختلسها حزب حسن نصر الله على مدار 30 سنة .

أولاً : من وزارة الصحة

ثانيا : ومن وزارة الشؤون الإجتماعية

ثالثا : ومن المرفأ ومن مطار بيروت الدولي

رابعاً : ومن شبكة الإتصال الهاتفية الخاصة بالحزب التي خَسَّرَتْ الدولة مئات الملايين من الدولارات وراحت لجيوب قادة الحزب .

خامساً : ومن تعويضات شركة سوليدر .

سادسا : ومن صندوق وزارة المهجرين .

سابعاً : ومن صندوق مجلس الجنوب .

8 - ناهيك عن تورط قادة في الحزب بتجارة المخدرات والدولارات المزورات التي جَنُوا منها عشرات الملايين من الدولارات .

9 - ومن الصفقات التي لا تُعَد ولا تُحْصَى على حساب الدولة .

 

اليسار" ينسحِب بسبب حزب الله!

"ليبانون ديبايت"/السبت 26 تشرين الأول 2019

أشارت معلومات خاصّة، الى أنّ مجموعات يساريّة مبادِرة الى الدعوة للإعتصام أمام مصرف لبنان في الحمرا، لجأت قبل يومَيْن الى قطعِ مشاركتها، والإنسحاب من النقطة حيث التجمّع، والتوجه الى مبنى الـTVA في العدلية. وبينما فسَّر بعض الداعين إلى الحراك، أنّ الهدف يعود الى البحثِ عن ساحاتٍ ونقاطٍ جديدةٍ، قال آخرون، أنّ السبب وراء هذه الخطوة يتمثَّل في "وضعِ مناصري حزب الله" يدهم على الحراك، من خلال محاولة تبنّيه، والدعوة إليه بشكلٍ مستترٍ، ما حوَّل الوقفة إلى حزبية منظمة كما ذهبت بإتجاه منح سياسيّ آخر دفعهم إلى تجميد مشاركتهم. وإنصرفت بحسب المعلومات، قناة المنار وإذاعة النور، عن فتح الهواء للتغطية المباشرة لتظاهرات المصرف بعدما باتت تأخذ طابع التزامها من قبل حزب الله، وهذا يعني أنّ الأخير اتخذ قرارًا تنظيميًّا ينأى بنفسه عنها.

 

تفاصيل اطلاق النار في البداوي وتوقيف أحد قادة المحاور

"ليبانون ديبايت"/السبت 26 تشرين الأول 2019

شكّلَ خبر إطلاق النار في البداوي العنوان الرئيسي بعد ظهر السبت، خصوصًا بعدما جرى ربطه بالخطة الأمنية التي وضعها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المعنيّة لفتح الطرقات. وجرى ربطٌ للإشكال بمحاولات الجيش فتح الطريق، بيد أنّ رواية غير رسميّة، تؤكِّد أنّ إطلاق النار حدث خلال توقيف عناصر الجيش أحد قادة المحاور وهو عامر أريش قبل أن يتطوّر الى اشتباك مسلّح.

 

الحدث”: استقالة الحريري خلال 24 ساعة..وحكومة انتقالية من 14 وزيرا

مناطق .نت/26 تشرين الأول/2019 

نقل تلفزيون الحدث عن مصادر سياسية مطلعة أن رئيس الوزراء سعد الحريري سيعلن استقالة الحكومة خلال ال 24 ساعة القادمة، و المصادر أشارات بحسب “الحدث”، إلى وجود اتصالات لتشكيل حكومة انتقالية مكونة من 14وزيرا من الإختصايين غير السياسيين، والمصادر أضافت أن قرار الاستقالة اتخذ خلال لقاء الرئيس ميشال عون والحريري أمس في قصر بعبدا، وبعد مشاورات مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

 

الحريري يفضل غطاء نصرالله على الاستقالة

العرب/27 تشرين الأول/2019

بيروت – عزت مصادر سياسية لبنانية تردّد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تقديم استقالته والاستجابة لمطالب الشارع إلى محاولته منع سقوط التسوية السياسية التي تخدم بالدرجة الأولى مصالح حزب الله وحلفائه في حركة أمل والتيار الوطني الحرّ.

وقالت المصادر إن الحريري يشعر بالخوف من أن تقود الاستقالة إلى تعميق حالة الفوضى في الشارع، وأن يتحمل مسؤولية سياسية وأخلاقية في حال لجأت ميليشيات حزب الله وأمل إلى مواجهة الآلاف من المحتجين بالعنف دفاعا عن نظام سياسي يصب في خدمة أجندة أمين عام حزب الله حسن نصرالله وزعيم حركة أمل نبيه برّي. ونفى “تيار المستقبل” الذي يرأسه الحريري ما نسبته وسائل إعلام محلية لمكتبه السياسي، من أن إقدام رئيس الوزراء على الاستقالة، سيكون بمثابة “انتحار سياسي”. وقبل ذلك، نفت مصادر مقربة من الحريري، وجود نية لدى الأخير للاستقالة “قبل الاتفاق مع كافة الأطراف السياسية حول أسماء الوزراء في الحكومة المستقبلية”. جاء ذلك عقب انتهاء لقاء “مفاجئ”، الجمعة، بين الحريري والرئيس ميشال عون، بالقصر الجمهوري في بعبدا، حيث تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن الحريري زار عون لتقديم استقالته.

وتقول تقارير محلية إن الحريري يريد إجراء تعديل وزاري جذري لدعم ورقته الاقتصادية الهادفة لاسترضاء الحراك الشعبي، لكنه يجد نفسه عاجزا عن اتخاذ هذه الخطوة في ظل تمسك أركان التسوية برفض تقديم تنازلات للمحتجين، وأن عامل الوقت كفيل بأن يدفع المحتجين إلى الملل ومغادرة الساحات.

وأعلن الحريري خطة إصلاح “جذرية” تضمنت خفضا بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، ووعودا بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، لكن الشارع لم يتفاعل معها. ويرفض نصرالله، كما برّي، تقديم تنازلات تفتح الباب لتنازلات أكبر من دون نتيجة، خاصة أن خطاب نصرالله، الجمعة، الذي حاول فيه الانحناء للعاصفة ومغازلة المحتجين بإظهار تفهم لمطالبهم، لم يلق أي تفاعل في الشارع خاصة لما رافقه من تحذيرات واتهام “سفارات” بالوقوف وراء الاحتجاجات وتأجيجها. وأعرب نصرالله في خطابه، الجمعة، رفضه “استقالة الحكومة” وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرا أن الفراغ “في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم” وفي ظل “التوترات السياسية في البلد والإقليم” أمر “شديد الخطورة” وقد يؤدي إلى “الفوضى والانهيار”. ويعتقد نشطاء في الحراك الشعبي أن التعديل الوزاري ليس سوى مناورة لربح الوقت وإدخال الشكوك والخلافات بين المحتجين، في الوقت الذي لا يعني فيه تغيير الوجوه تغييرا في الخيارات المبنية على المحاصصة الطائفية. واعتبر النائب في البرلمان اللبناني، شامل روكز، أن التوجه إلى تعديل وزاري لن يحل المشكلة وأن “النتيجة هي نفسها، فالوجوه لن تتغير، (وأن) على الحكومة أن تتجه إلى خيار اختصاصيين أصحاب نزاهة وقدرة على انتشال الواقع الذي يحلّ على لبنان، والأهم أن يكون هناك تفاهم بين رئيسي الحكومة والجمهورية في هذا المجال، خارج التجاذبات السياسية الحاصلة”. وحذّر روكرز من أنه “إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، فسوف نتجه إلى المزيد من الانهيارات والركود الاقتصادي والإحباط”. ومنذ صباح السبت، حاولت القوى الأمنية فتح الطرق في مناطق لبنان كافة، لاسيما في نقطة تظاهر جسر الرينغ وسط بيروت، حيث يربط شرق العاصمة بغربها، ويطل على السراي الحكومي. ورغم قدوم تعزيزات أمنية إلى هذه النقطة، من عناصر قوات مكافحة الشغب، وحصول مواجهات مع المحتجين، إلاّ أن المتظاهرين افترشوا الأرض، قاطعين الطريق حتى اللحظة.

وعجزت الطبقة السياسية عن الاقتراب من الحراك الشعبي الآخذ في التوسع، والذي يضغط لإحداث تغييرات جذرية على النظام السياسي. وبالمقابل لجأت الأطراف السياسية النافذة إلى تحريك أنصارها وإثبات أنها موجودة، وأنها تمتلك أنصارا داعمين لها في مواجهة دعوات إسقاط النظام.

ونفّذ في الأيام الأخيرة مؤيدون لحزب الله وللتيار الوطني الحرّ تظاهرات مضادة في مناطق مختلفة من البلاد، تسببت بمناوشات مع الصحافيين والمتظاهرين المناهضين للسلطة.

وتظاهر المئات من مناصري حزب الله ملوّحين بأعلام الحزب عبر التجمع في ضاحية بيروت الجنوبية ومدينتي النبطية وصور جنوبا بعد خطاب نصرالله، الجمعة، وكذلك في وسط بيروت حيث اشتبكوا مع المتظاهرين المناهضين للسلطة، ما دفع شرطة مكافحة الشغب للتدخل لفضّ الاشتباك بين المعسكرين.

والسبت، قام مؤيدون للتيار الوطني الحرّ بالتظاهر في بلدة القاع في شرق لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية. ونفّذ مؤيدون للتيار أيضا تجمعا أمام قصر العدل في الجديدة وهي ضاحية من ضواحي بيروت الشمالية، معربين عن الرفض المطلق لقطع الطرقات، كما دافعوا عن موقف رئيس الجمهورية وعن جبران باسيل. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد دعا المتظاهرين المناهضين للسلطة السياسية في خطابه، الخميس، إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في “حوار بناء”. لكن خطابه لم يلق آذانا صاغية في الشارع. وأشاد نصرالله، الجمعة، بدعوة عون.

 

علوش يفضح سبب عدم اسقاط الحكومة

وكالات/26 تشرين الأول/2019

يعتبر النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، أن “رئيس الجمهورية ميشال عون حاول في خطابه تجاهل المشكلة الأساسية، والمرتبطة بفريقه السياسي، وعلى رأسهم وزير الخارجية جبران باسيل، الذي تنصب أبرز شعارات الحراك الشعبي ضدّه”. ويقول عبر “الشرق الأوسط”: “قد تكون صلاحيات الرئيس قُلّصت بعد اتفاق الطائف، لكنه يعرف جيداً أهمية قوته المعنوية عند طلبه إسقاط الحكومة، لكنه لغاية الآن لا يزال هو وحليفه حزب الله يرفضان هذا الأمر”. ويضيف علوش: “يرمي الرئيس الكرة في ملعب الحريري، ويرفض في الوقت عينه كل طروحاته”، موضحاً أن “الحريري قدّم طرحين؛ الأول هو استقالة الحكومة، والثاني هو إجراء تعديلات وزارية، وقُوبل في المرتين بالرفض، لأن الحزب يريد المحافظة على الواقع الحالي، وهو على يقين أن استقالة الحكومة، أو إجراء تعديلات، قد تخسره أحد أبرز ضماناته في مجلس الوزراء، وهو وزير الخارجية جبران باسيل”. ويتابع: “كان طرح الحريري: إما تغيير جذري ومفيد للحكومة، وهو أبدى استعداده لتغييرات في وزرائه، لكن كان هناك رفض في المقابل لاستقالة باسيل، أو الاستقالة على أن يكون هناك تشكيل حكومة مصغرة جاهزة للإعلان عنها خلال 48 ساعة، وهو ما لاقى أيضاً رفضاً، مقابل محاولة البعض الضغط على الجيش والقوى الأمنية لفض المظاهرات بالقوة”.

 

حديث جريء وشامل لسلامة

الكلمة أولاين/26 تشرين الأول/2019

اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن من "عانوا من قراراتي يحاولون جرّي الآن باتهامات الفساد" لافتاً إلى أنه لا يعلم إن كانت " الحكومة فاسدة جدا"، و"كل ما أقوله هو أنني وضعت آلية للتحقيق ومواجهة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب ولم أتنازل عن ذلك." وقال لصحيفة "نيويورك تايمز": التعامل مع اقتصاد يقوم على الدولار أمر ليس سهلا، حيث نسبة 73.5% من الأرصدة هي من العملة الأجنبية، والعجز في الميزانية عال، وحماية العملة المحلية معركة يومية."وأكد سلامة أن المصرف المركزي لا سلطة له على حسابات المصارف الخاصة، قائلا: "لم يتعامل البنك المركزي مع الحسابات الخاصة، وهذا الأمر ليس من صلاحيتي، ويجب على البنوك معرفة عملائها وتقديم تقارير لنا لو رأت أمرا مشبوها". وأشار سلامة إلى أنه يشعر بالقلق، وليست لديه فكرة عن الكيفية التي ستنتهي فيها المواجهة، معتبراً أن الحل لا يكون من خلال العنف، لافتاً إلى أننا "بحاجة لإعادة الثقة". ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما سئل إن كان سيستقيل أجاب: "إذا كان ذلك سيخدم البلد، لكنني أعتقد أنه سيترك أثرا عكسيا في ما يتعلق بثقة الأسواق، لو كنت أنا المشكلة فاعتبرها محلولة، لكن التعبئة وجعل المال ورأس المال هو العدو لا يدفعان للأمام، ونريد بناء دولة واقتصاد نام". وأوضح سلامة، حول زواج ابنه في "كان" الفرنسية الذي كان مصدر الكثير من الشائعات، أنه جرى في الخارج لأن ابنه المسيحي تزوج من مسلمة، وكان من السهل عقد الزواج المدني في الخارج، وأضاف: "كان عشاء عاديا".

 

خلافات داخل مجموعة العسكريين المتقاعدين وبيان لمجموعة الاشاوس في الحراك العسكري

الكلمة أولاين/26 تشرين الأول/2019

بعد ما آلت اليه الأمور من تشرذم في الحراك العسكري بسبب تهور وعنجهية بعض الضباط المتقاعدين على رأسهم العمداء جورج نادر، سامي الرماح، اندره بو معشر، مارون بدر، ديغول سعد، جوزف الاسمر والعقيد المتقاعد فادي الدمشقي.

أولا : ان مجموعة الاشاوس في الحراك العسكري كانت دائما في طليعة الحراكيين وفي مقدمة المدافعين عن العسكر وحقوقهم وليست بحاجة لشهادة من أحدهم.

ثانيا: مجموعة الاشاوس في الحراك العسكري لا تضم في صفوفها أي محازب او أي حزبي بل جميع عناصرها عسكر متقاعد من الجيش اللبناني وولاؤهم الاول والاخير لهذه المؤسسة الأم و جميعهم من طائفة واحدة اسمها لبنان.

ثالثا : في خضم ما يمر به وطننا لبنان من عاصفة سياسية هوجاء ابى الاشاوس ان يكونوا مطية لأحد للوصول الى مكاسب سياسية شخصية.

رابعا: العمداء المتقاعدون المذكورون اعلاه حاولوا استغلال تعب و نضال العسكريين ويوجهون الحراك بحسب مصالحهم الشخصية فهم لا يمثلون كافة المتقاعدين ولا سيما مجموعة الاشاوس التي ترفض رفضا قاطعا التطاول على الجيش والقوى الامنية من اي كان وتحت اي ظرف، فالجيش خط احمر.

خامسا : ترفض مجموعة الاشاوس ان يتم التطاول على رمز الجمهورية من اي كان، فمقام الرئاسة ليس للشتم كما كافة المقامات في الدولة.

سادسا : مجموعة الاشاوس في الحراك العسكري مع المطالب المحقة للشعب فهي كانت من اوائل المطالبين بهذه الحقوق و تدعمها انما ضد قطع الطرقات و التصادم مع القوى الامنية، فنحن مع اعادة المال المنهوب و محاسبة الفاسدين اياً كانوا وفي اي موقع دون التعرض لهم بالشتائم، نريد ان يكون لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه كما نص الدستور، لننعم بعيشٍ هنيء مع ابنائنا.

سابعا : ان العمداء المذكورون اعلاه اتخذوا قراراتهم متفردين و يحاولون التضليل لاظهار مجموعة الاشاوس و كأنها مجموعة حزبية، فهم انتهازيون وصوليون فقدوا مصداقيتهم ونراهم يزحفون نحو المناصب التي ستحققها ثورة الشعب ،فنحن لا ثقة لنا بهم.

مجموعة الاشاوس في الحراك العسكري

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا ترسل 300 عسكري إضافي إلى الحدود السورية ـ التركية

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط»/26 تشرين الأول/2019

أرسلت روسيا، الجمعة، إلى مناطق حدودية بين سوريا وتركيا، تعزيزات بنحو 300 عسكري كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، وذلك تنفيذاً لاتفاق توصلت إليه مع تركيا الأسبوع الماضي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نقلته وكالة أنباء «تاس»، أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية «كانوا منتشرين سابقاً في جمهورية الشيشان، وصلوا إلى سوريا للقيام بعمليات خاصة». ويشير البيان إلى أن هذه العناصر ستعمل على ضمان سلامة المدنيين، وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب من منطقة بعمق 30 كيلومتراً على الحدود التركية - السورية. وأضاف البيان أيضاً أن 20 مدرعة عسكرية روسية أرسلت أيضاً كتعزيز إلى سوريا. وبموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو في منتجع سوتشي في روسيا، بدأت القوات الروسية، منذ الأربعاء، تسيير دورياتها في المناطق الشمالية، قرب الحدود مع تركيا. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كيلومتراً، وطول 440 كيلومتراً، خلال مهلة مدتها 150 يوماً. وجاء الاتفاق بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب كامل قواته من مناطق سيطرة الأكراد، الذين قاتلوا على مدى سنوات تنظيم داعش، بدعم أميركي. وبدأت واشنطن فعلياً بسحب قوات لها من منطقة حدودية مع تركيا، ما عده الأكراد تخلياً عنهم، خصوصاً أنه فتح الطريق أمام الهجوم التركي ضدهم. لكن في قرار مفاجئ الخميس، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة سترسل دعماً عسكرياً إضافياً إلى شمال شرقي سوريا «لمنع وقوع حقول النفط هناك مجدداً بيَد تنظيم داعش، أو قوى أخرى مزعزعة للاستقرار».

 

قتلى ومئات الجرحى مع تجدد احتجاجات العراق... وحرق مقار حكومية و«حشدية» وحزبية

صد محاولة لاقتحام «المنطقة الخضراء» في بغداد... ومقتل 3 برصاص فصيل مسلح في الناصرية

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

شهدت بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، أمس، موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت مطلع الشهر الحالي ويتوقع استمرارها وتحولها إلى احتجاجات مفتوحة لحين الاستجابة لمطالب المحتجين المتمثلة في إسقاط حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات عادلة برعاية المجتمع الدولي، كما يؤكد ذلك طيف واسع من المتظاهرين. واللائحة الجديدة من المطالبات، التي أضيف لها مطلب آخر يتعلق بتحقيق «كرامة البلاد الوطنية ورفض التدخلات الخارجية»، سبقتها مجموعة من المطالب المتعلقة بمحاكمة الفاسدين وتوفير الخدمات وفرص العمل للعاطلين.

ولم تنفع الخطبة الطويلة التي ألقاها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ليل أمس، وقدم فيها حزمة جديدة من الإصلاحات، في إقناع المواطنين الغاضبين في عدم المشاركة في المظاهرات بكثافة، مثلما لم ينفع خطاب مرجعية النجف القصير في ذلك. كذلك لم تحل الأمطار الغزيرة التي سقطت، أمس، في بغداد وبقية المحافظات دون خروج المتظاهرين. ومثلما حدث في مظاهرات مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن ومكافحة الشغب التي استخدمت الرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع، حدث أمر مماثل في مظاهرات أمس وراح ضحيته من جديد عشرات القتلى والجرحى رغم البيانات الحكومة التي تعهدت بعدم الاستخدام المفرط للقوة من قبل قواتها الأمنية. ومنعت السلطات المحطات والقنوات الفضائية من البث المباشر في ساحات المظاهرات ومناطق تجمعات المحتجين في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، وسجلت ثلاثة اعتداءات دامية بحق صحافيين، بينهم مراسل تلفزيون «السومرية» الذي تعرض لإصابة مباشرة في الوجه من قنبلة مسيلة للدموع وحالته حرجة. وتوافد المتظاهرون في ساعة متأخرة من مساء أمس، إلى ساحة التحرير وسط بغداد، وتمكنوا من العبور إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة فجر أمس، بعد اجتيازهم للحاجز الإسمنتي الذي وضعته قوات الأمن على جسر الجمهورية، ثم تمكنت قوات الأمن بعد ذلك من إعادتهم إلى ساحة التحرير، وتكرر الأمر بعد ذلك أكثر من مرة، لكن كثيرين من الناشطين حثوا المتظاهرين على عدم المجازفة والعبور إلى المنطقة الخضراء التي خلت من غالبية المسؤولين الحكوميين في اليومين الأخيرين. وقدرت أعداد المتظاهرين بعد ظهر أمس بعشرات الآلاف في بغداد وحدها. وبينما أعلنت وزارة الصحة أنها غير مخولة من قبل الجهات الأمنية بالإعلان عن أعداد القتلى والجرحى، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في بيان إن فرقة الجوالة وثقت وفاة متظاهرين اثنين في بغداد جراء استخدام الشرطة قنابل الغاز، فيما أفادت تقارير أعضاء في مفوضية حقوق الإنسان وناشطين ومراقبين للأوضاع بسقوط ما لا يقل عن ألف شخص بين جريح وقتيل. وأكد بيان المفوضية «امتناع دوائر وزارة الصحة عن تسهيل مهام فرق المفوضية الرصدية وتزويدهم بالإحصائيات الرسمية» وأعلنت عن «تسلم فرق الرصد والشكاوى التابعة للمفوضية الموجودة في ساحات الاحتجاج والتظاهر وفي مستشفيات ومراكز الصحة شكاوى بالانتهاكات والتعرض إلى الاعتداء». ووقعت أكبر حوادث الحرق ضد المقار الحزبية والفصائل المسلحة في محافظة المثنى (280 كم جنوب غربي بغداد)، حيث عمد المتظاهرون إلى حرق مقرات، «تيار الحكمة» المعارض و«عصائب أهل الحق» و«حركة البشائر» التابعة للنائب ياسر عبد صخيل، صهر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ومقر حزب «الفضيلة» الإسلامي، ومنظمة «بدر». كذلك أحرق متظاهرون مقر «سرايا الخرساني» وائتلاف «دولة القانون» في محافظة واسط الجنوبية. وأيضا، أحرق متظاهرون في ذي قار مبنى حركة «عصائب أهل الحق» التي يقودها قيس الخزعلي. إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية وطبية أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا عندما أطلق مسلحو «عصائب أهل الحق» النار على مجموعة من المحتجين حاولوا اقتحام مقر الجماعة في مدينة الناصرية. وأصيب أكثر من 40 في الحادث، فيما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بسقوط 4 قتلى. وفي حادث منفصل، قالت مصادر الشرطة إن 18 شخصا على الأقل أصيبوا في العمارة، مركز محافظة ميسان، عندما حاول محتجون اقتحام مقر «عصائب أهل الحق» هناك. وتجمع آلاف المتظاهرين في الساحات العامة ومقرات الإدارات الحكومية والحزبية في محافظات بابل وذي قار والنجف والمثنى وميسان والبصرة وواسط وكربلاء، مرددين شعارات الإصلاح وإسقاط النظام.

 

عبد المهدي يصفي حسابات مؤجلة مع خصومه السياسيين والسيستاني يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة... ويرفض نتائج لجنة التحقيق في استهداف المتظاهرين

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

تنفس رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الصعداء بعد تطمينات، بدا أن المرجعية الدينية العليا في النجف منحتها له مجدداً، بتحقيق المزيد من الإصلاحات الجادة للخروج من المأزق الحالي.

فبعد خطاب ألقاه في ساعة مبكرة من فجر أمس، أطلق فيه حزمة إصلاحات؛ تبدأ بتعديل وزاري خارج إطار المحاصصة، إلى جملة من المسائل التي تتعلق بمكافحة الفساد، وفرص العمل، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، لا سيما لذوي الدخل المحدود، خلط عبد المهدي الأوراق على نفسه، عندما خرج على النص المعد للتقرير، ليبدأ سلسلة مصارحات لم يرتح لها خصومه السياسيون، من بينهم رئيسا الوزراء السابقان حيدر العبادي ونوري المالكي اللذان حملهما مسؤولية التداعيات التي يواجهها الآن. وبدأ القياديون التابعون لائتلافي «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، انتقاد أو مهاجمة عبد المهدي على ما بدا فتحه «دفاتر عتيقة»، بينما يتحمل هو مسؤولية ما جرى من إسالة دماء في الأسبوع الأول من مظاهرات الشهر الحالي، وتشكيله لجنة لم ترتفع من وجهة نظرهم إلى الحد الأدنى مما كان يجب اتخاذه من قرارات وإجراءات حيال سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. بدوره، انتقد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله في كربلاء، التي كانت تنتظرها الطبقة السياسية والمتظاهرون معاً، تقرير لجنة التحقيق التي شكلها عبد المهدي لأنه لم يكشف الحقائق للناس. ودعت المرجعية إلى تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة. لكن المرجعية أسعفت رئيس الوزراء، حين حذرت من دخول البلد في الفوضى، وتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات، ودعت إلى إجراء إصلاحات جادة، واتخاذ إجراءات مشددة لحصر السلاح بيد الدولة، وهو ما عده عدد من السياسيين العراقيين بأنه «يتناغم كثيراً مع خطاب رئيس الوزراء»، طبقاً لما أبلغ به «الشرق الأوسط» السياسي العراقي والنائب السابق في البرلمان العراقي حيدر الملا، الذي أضاف: «كنا ننتظر غير هذا الكلام الذي قالته المرجعية، التي كان لها خطاب قوي قبل أسبوعين وضع الكثير من النقاط على الحروف». وأضاف الملا أن «الخطاب الحالي مثلّ إلى حد كبير فرصة ثمينة لعادل عبد المهدي، بل كان بمثابة حبل إنقاذ له، بينما خروج هذه المظاهرة العارمة يمثل دليلاً على فشل هذه الطبقة التي حكمت البلاد منذ عام 2003 وإلى اليوم، لأنها لم تقرأ الواقع العراقي جيداً، ولم تدرك أن هناك جيلاً جديداً بدا أنه القوة الرابعة التي بدأت تفرض نفسها على الواقع السياسي».

وبشأن القوى الثلاث الأخرى، يقول الملا إن «الطبقة السياسية الحالية كانت طوال الستة عشر عاماً الماضية تتعامل مع ثلاث قوى رئيسية هي الولايات المتحدة وإيران والمرجعية الدينية، بينما الآن فوجئت بجيل يمثل ما نسبته أكثر من 60 في المائة من مجموع سكان العراق، وهو جيل الشباب الذي يريد وطناً خارج سياق كل الحسابات والأجندات، بينما هي لا تملك أدوات التعامل مع هذا الجيل، الذي لم يصوت على الدستور، ولم يشارك في كل الانتخابات الماضية، ولا صلة له بالماضي وعقده، بل يبحث عن مستقبل مشرق ووطن بلا محاصصة ولا تدخلات خارجية». كان السيستاني وجه بياناً تلاه ممثله في خطبة الجمعة بكربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، تضمن الدعوة إلى «الالتزام التام بسلمية المظاهرات، وعدم السماح بانجرارها إلى استخدام العنف وأعمال الشغب والتخريب». وأكد أن «الاعتداء على عناصر الأمن برميهم بالأحجار أو القناني الحارقة أو غيرها، والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة بالحرق والنهب والتخريب، مما لا مسوّغ له شرعاً ولا قانوناً، يتنافى مع سلمية المظاهرات، ويبعّد المتظاهرين عن تحقيق مطالبهم المشروعة، ويعرّض الفاعلين للمحاسبة».

وأشار الكربلائي إلى «تأكيد المرجعية الدينية على ضرورة أن تكون المظاهرات الاحتجاجية سلمية خالية من العنف، لا ينطلق فقط من اهتمامها بإبعاد الأذى عن أبنائها المتظاهرين والعناصر الأمنية، بل ينطلق أيضاً من حرصها البالغ على مستقبل هذا البلد الذي يعاني من تعقيدات كثيرة، يخشى معها من أن ينزلق بالعنف والعنف المقابل إلى الفوضى والخراب، ويفسح ذلك المجال لمزيد من التدخل الخارجي، ويصبح ساحة لتصفية الحسابات بين بعض القوى الدولية والإقليمية، ويحدث له ما لا يحمد عقباه، مما حدث في بعض البلاد الأخرى من أوضاع مريرة لم يمكنهم التخلص من تبعاتها حتى بعد مضي سنوات طوال».

وجاءت خطبة المرجعية منسجمة مع خطاب عبد المهدي، الذي قدم فيه حزمة إصلاحات، فقد دعا السيستاني إلى «مكافحة الفساد، واتّباع آليات واضحة وصارمة لملاحقة الفاسدين، واسترجاع أموال الشعب منهم، ورعاية العدالة الاجتماعية في توزيع ثروات البلد بإلغاء أو تعديل بعض القوانين التي تمنح امتيازات كبيرة لكبار المسؤولين وأعضاء مجلس النواب، ولفئات معينة على حساب سائر أبناء الشعب، واعتماد ضوابط عادلة في التوظيف الحكومي بعيداً عن المحاصصة والمحسوبيات، واتخاذ إجراءات مشددة لحصر السلاح بيد الدولة، والوقوف بحزم أمام التدخلات الخارجية في شؤون البلد، وسنّ قانون منصف للانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية، ويرغّبهم في المشاركة فيها». لكن المرجع الشيعي انتقد بشدة التقرير الخاص بنتائج التحقيق: «لم يحقق الهدف المترقّب منه، ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام، فمن المهم الآن أن تتشكل هيئة قضائية مستقلة لمتابعة هذا الموضوع وإعلام الجمهور بنتائج تحقيقها بكل مهنية وشفافية».

وفي سياق التداعيات السياسية، فإن من المتوقع أن يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة حاسمة تتضمن متابعة تحقيق مطالب المتظاهرين والتصويت على حزم الإصلاحات التي أعلنها عبد المهدي، فضلاً عن التصويت على تعديل وزاري سوف يطال حسب التسريبات 5 وزارات، بالإضافة إلى الهيئات المستقلة وأصحاب الدرجات الخاصة. لكن ليث شير، المستشار السابق لعبد المهدي، دعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «اعتماد خريطة طريق للخروج من الأزمة الحالية، ومن أجل الخروج من شفى الفوضى والانفلات هي استقالة الحكومة بحيث تتحول إلى حكومة تصريف أعمال»، داعياً إلى «اختيار شخصية وطنية لتشكيل حكومة مصغرة لا تتدخل فيها أي قوة داخلية أو خارجية». وأضاف أن «ذلك يتطلب أن تتعهد القوى السياسية بحل مجلس النواب خلال ستة أشهر، وإجراء انتخابات مبكرة، مع التعهد بإعداد قانون انتخابات لا تهيمن عليه القوى السياسية الكبيرة». وأوضح شبر أن «خريطة الطريق تتطلب أيضاً العمل على إجراء التعديلات الدستورية من خلال استفتاء يتضمن كل المطالب الجماهيرية ليتم التصويت عليها».

 

63 قتيلاً في يوم دام… واشتباكات مسلحة بين الأحزاب العراقية

السيستاني دعا لحصر السلاح بيد الدولة وسن قانون انتخابي جديد والتصدي بقوة للتدخل الخارجي

المحتجون يطالبون بإسقاط حكومة عبدالمهدي وخروج الموالية لإيران من الواجهة الحكومية

الحلبوسي يستمع في ساحة الاعتصام للمتظاهرين والبرلمان يعقد جلسة لبحث مطالب المحتجين

بغداد – وكالات: اندلعت اشتباكات مسلحة عارمة، حتى فجر أمس، في أقصى جنوب العراق، بين فصائل مسلحة منتمية لجهات نافذة، بعد إحراق مقراتها إثر الغليان الشعبي ضد الفساد والمطالب بحلول جذرية تمنح المواطن حياة أفضل، فيما سقط نحو 63عراقياً قتلى في يوم دموي بعد احتجاجات وتظاهرات شملت بغداد ومحافظات عدة، بينهم ثلاثة متظاهرين أمس في مدينة الناصرية. من جانبه، دعا المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني، القوات الأمنية لحماية المتظاهرين وضبط النفس. وشدد السيستاني، في خطبة صلاة الجمعة، أول من أمس، التي ألقاها نيابة عنه ممثل المرجعية الدينية العليا عبدالمهدي الكربلائي، على أهمية سلمية التظاهرات في العراق، معتبراً أن “الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود لإدارة البلد ينبغي أن يكون بالطرق السلمية”. وأكد أن “مكافحة الفساد وإلغاء امتيازات كبار المسؤولين والنواب على رأس الإصلاحات”. وقال: إن “تقرير لجنة التحقيق في شأن أحداث التظاهرات السابقة لم يحقق الهدف المرتقب منه، ولم يكشف عن الحقائق”، مطالباً بتشكيل هيئة قضائية مستقلة لمتابعة أحداث التظاهرات، ومؤكداً “ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وسن قانون انتخابي جديد”. كما تناول محاولات التدخل الخارجي في شؤون البلاد، داعياً إلى التصدي لها بقوة.وارتفعت ألسنة النيران، وأصوات الاشتباكات عالياً في نحو سبع محافظات من الجنوب العراقي، بعد انسحاب القوات الأمنية، لتفرغ الساحة أمام صراع حزبي وفصائلي أسفر عن قتل قياديين في فصائل “الحشد الشعبي”. وأعلن قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء حيدر حسن الخيكاني أمس، عن اعتقال عدد من الذين أحرقوا مجلس الديوانية ومقرات الأحزاب، مؤكداً أن كل من يعتدي على المباني الحكومية يستعمل بمعاملة الإرهاب. وقال إنه “تم وضع خطة لتأمين المحافظة وحماية الأماكن الحيوية في المحافظة”، مشيرا إلى أن القوات الأمنية مع المتظاهرين السلميين.

من جهته، أفاد الخبير الأمني هشام الهاشمي، بأن الصراع الفصائلي والحزبي، الذي شهدته سبع محافظات جنوبية، أسفر عن إحراق وتدمير 88 مقراً حزبياً وحكومياً، مضيفاً إن عدد القتلى الذين سقطوا بسبب الاقتتال الطائفي نحو 27 قتيلاً، من دون أن تتدخل القوات الأمنية عدا إعلان حظر التجوال في بعض المحافظات، فيما استنفرت العشائر للتهدئة واحتواء الفوضى. وأصدرت قيادة العمليات المشتركة ليل أول من أمس، بياناً تلقته هددت فيه “المخربين الذين يحرقون الممتلكات العامة بالتعامل معهم بوصفهم إرهابيين”.

وفي السياق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة أمس، أن القوات الأمنية ستتعامل مع المخربين خلال الاحتجاجات الجارية في البلاد “وفق قانون الإرهاب”. وذكرت أنه “في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تظاهرات للمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور، استغل البعض هذه التظاهرات وعمل على قتل المواطنين وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها، من دون أي واعز ضمير”.

بدوره، نفى المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي أمس، أن تكون الأجهزة الأمنية مسؤولة عن قتل المتظاهرين. وقال إن “أي شخص بغض النظر عن انتمائه أو الجهة التي يعمل لها، إذا ما ثبت أنه ارتكب جريمة ضد أي مواطن، سيحال على القضاء، لا تستر على أي نشاط إجرامي”.

وفي التظاهرات، طالب المحتجون بإسقاط حكومة عبدالمهدي وخروج الأحزاب الموالية لإيران من الواجهة الحكومية. قال متظاهر يدعى صلاح محمد “نريد إسقاط الحكومة”، مضيفاً “إيران تأخذ أحزابها وتروح وأميركا تأخذ أحزابها وتروح، والشعب يقرر”. وفرضت السلطات الأمنية حظر التجوال إلى إشعار آخر في محافظات الجنوب في البصرة والمثنى وواسط وبابل وذي قار بعد إحراق المحتجين مكاتب لنواب ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة شيعية، فيما قررت الحكومة المحلية في كربلاء أمس، تمديد حظر التجوال المعلن في المحافظة إلى إشعار آخر.

في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية في بيان، أمس، أن قوات الأمن لم تلجأ إلى استخدام السلاح الناري أو “القوة المفرطة” ضد المتظاهرين.

وذكرت أن عناصر الأمن تحلوا بمستوى عال من المسؤولية وضبط النفس أثناء الاحتجاجات، مشيرة إلى أن عدداً من القوات الأمنية سقط بين قتيل وجريح نتيجة “استغلال البعض” للتظاهرات السلمية بالاعتداء عليهم بالأسلحة النارية والقنابل اليدوية والحجارة.

وعلى الصعيد الميداني، تحولت الاحتجاجات أمس، الى اعتصامات مدنية في بغداد وعدد من المحافظات الاخرى، حيث نصب المتظاهرون الخيام في ساحة التحرير، وهي المقر التقليدي للتظاهرات الشعبية في بغداد، بالإضافة إلى عدد من الساحات العامة في المحافظات.

في المقابل، عززت قوات حفظ النظام الإجراءات الأمنية التي تمثلت بإغلاق جسر الجمهورية بالكامل، وإقامة حواجز اسمنتية وأسلاك شائكة حول الطرق المؤدية إلى مداخل المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية ومقار عدد من السفارات الاجنبية.

واستخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، قبيل ساعات من انعقاد البرلمان لبحث مطالب المحتجين.

وسجلت التظاهرات عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن وظلت تراوح مكانها في محيط ساحتي التحرير والطيران ببغداد، فيما اشتدت التظاهرات في المحافظات الجنوبية بشكل ملفت، في حين أرسلت الحكومة قوات من جهاز مكافحة الإرهاب إلى المحافظات الجنوبية، وخولت المحافظين بفرض حالة الطوارئ. وفي خطوة لم تعرف نتائجها حتى الآن، نزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أمس، ساحة الاعتصام وسط بغداد، وجال بين المتظاهرين المعتصمين في ساحة التحرير.

واستمع الحلبوسي إلى مطالب المعتصمين، ووعد بتلبية المشروعة منها وفق القوانين المتاحة. في غضون ذلك، أخفق مجلس النواب أمس، في عقد جلسة نيابية دعي إليها للنظر في مطالب المتظاهرين. وذكرت وكالة الأنباء العراقية “واع” أن عدم اكتمال النصاب القانوني لأعضاء المجلس حال من دون انعقاد الجلسة. وقال المتحدث باسم البرلمان شاكر حامد إن البرلمان لم يعقد جلسته بسبب انشغال النواب في محافظتهم مع اللجان الحكومية لمتابعة تنفيذ مطالب المتظاهرين. وأضاف “لم يحدد حتى الآن موعد جديد للجلسة، وبعد قليل سيتم إصدار جملة قرارات خاصة بمطالب المتظاهرين”.

 

العراق يدعو لاحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية

بغداد – أ ش أ/26 تشرين الأول/2019

 دعا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أمس، الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، لتضافر الجهود في مواجهة الأزمات التي تواجهها المنطقة عبر حسن إدارة الخلافات، واعتماد مبدأ الحوار في إيجاد حلول مستدامة لها. وقال الحكيم في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس العراقي في مؤتمر حركة عدم الانحياز: إن “دولنا حالياً بحاجة إلى استقرار مبني على احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ العنف والتطرف”. وأكد أن سياسة بلاده الخارجية مبنية على مبادئ دستورية ثابتة تحرص على إقامة علاقات متينة بين الدول كافة قائمة على أسس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها.

وقال: “لا تزال أمامنا تحدّيات كبيرة في خضم الوضع المتأزم، والتطورات المتلاحقة وفي بيئة إقليمية ودولية محتدمة بالاضطرابات والأخطار، وما يشهده محيطنا الإقليمي من تفاعل وأزمات دولية قد تنذر بحروب إذا لم نحسن إدارتها”. وأوضح أن أمن العراق يعد مرتكزاً لأمن المنطقة، وأن أي تصادم في منطقة الشرق الأوسط سيعرض أمن العراق للتهديد، مشيراً إلى أن بلاده ستعمل على بذل قصارى جهدها من أجل فتح باب الحوار البناء والمباشر ونبذ العنف. وبشأن القضية الفلسطينية، أكد موقف العراق الدائم والداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي، بما يضمن حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وعن موقف العراق إزاء الاحتلال الإسرائيليّ للجولان السوري، أكد أن الجولان أرض عربية سورية، معرباً عن رفضه للاحتلال الإسرائيلي لها، وضرورة الالتزا بقرار مجلس الأمن 497 العام 1981، القاضي بالانسحاب الكامل للاحتلال من الجولان. وأكد حرص العراق على إنهاء معاناة الشعب السوري، وتمكينه من حل سياسي مبني على مواجهة الإرهاب. ودعا إلى حل أزمة اليمن، ودعم الجهود الساعية لإنهاء معاناة الشعب اليمني بما يحقق له الأمن، والاستقرار والازدهار.

 

ثلاثة إعلاميين ضمن ضحايا التظاهرات

بغداد – وكالات/26 تشرين الأول/2019

أصيب إعلامي ثالث أمس، خلال 24 ساعة، وهو مصور من قناة “السومرية” العراقية، بعد يوم من تعرض زميله المراسل هشام وسم، لجروح بليغة وخطرة أسفرت عن تشوه وجه إثر قنبلة غاز مسيل للدموع أثناء تغطيته لتظاهرات بغداد. وأصيب المصور علي جاسم، الذي يعمل لصالح “السومرية”، بجروح خطرة في منطقة الساق، بسبب قنبلة غاز مسيل للدموع أصابته، في ساحة التحرير، لتغطية التظاهرات المستمرة حتى الآن، في بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب ضد الفساد، والبطالة. ويرقد جاسم في إحدى مستشفيات بغداد، لتلقي العلاج، وهو في حالة صحية جيدة. وأصيب المراسل هشام وسيم الذي يعمل أيضاً في “السومرية”، بجروح خطرة في وجهه بسبب تلقيه ضربة من قنبلة غاز مسيل للدموع ألقتها القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين من ساحة التحرير وقرب الجسر الجمهوري، المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة مقر لها. وأفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية بإصابة مراسل قناة “التغيير” بجروح، مع مراسل “السومرية”، وتعرض كادر التلفزيون الألماني للاعتداء، أثناء تغطيتهم للتظاهرات في بغداد.

 

القضاء يمنع سفر المتهمين بالفساد

بغداد – د ب أ/26 تشرين الأول/2019

 أعطى مجلس القضاء الأعلى في العراق، الضوء الأخضر إلى المحكمة المركزية لمكافحة الفساد، باتخاذ الإجراءات الاستثنائية بإصدار مذكرات القبض بحق المتهمين الداخلة قضاياهم ضمن اختصاص المحكمة ومنع سفرهم. وأوضح المجلس في بيان، ليل أول من أمس، أنه “توصل إلى الإيعاز إلى المحكمة المركزية لمكافحة الفساد باتخاذ الإجراءات الاستثنائية بإصدار مذكرات القبض بحق المتهمين الداخلة قضاياهم ضمن اختصاص المحكمة ومنع سفرهم، والإيعاز إلى الجهات التنفيذية بذلك”. وأشار إلى أنه “يعد من الأفعال الإرهابية العمل بالعنف والتهديد على هدم أو اتلاف أو أضرار عن عمد مباني أو املاك عامة أو مصالح حكومية أو مؤسسات أو هيئات حكومية أو دوائر الدولة والقطاع الخاص أو المرافق العامة”. وأضاف “كما يعد عملاً إرهابياً من يعتدي بالأسلحة النارية على دوائر للجيش أو للشرطة أو الدوائر الأمنية أو الاعتداء على القطعات العسكرية الوطنية وأن هذه الجرائم يعاقب عليها القانون بالإعدام وفق قانون مكافحة الإرهاب”.

 

تعطيل العمل اليوم واستمرار حظر التجوال

بغداد – أ ش أ/26 تشرين الأول/2019

 أعلنت محافظة الديوانية أمس، العراقية، تعطيل العمل اليوم الأحد، مؤكدة استمرار حظر التجوال حفاظاً على أرواح المواطنين. وذكرت المحافظة في بيان، “تعطيل العمل، حفاظاً على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”. وقال محافظ الديوانية زهير علي الشعلان في مؤتمر صحافي، إن “التظاهرة التي انطلقت في المحافظة أمس (أول من أمس)، بدأت سلمية، ولكن مجاميع مندسة غيرت مسارها”، مضيفاً إنه “ستكون هناك إعادة للوضع الأمني في المحافظة، لحين استتباب الأمن والقبض على المندسين الذين أساءوا للديوانية”. وكانت الديوانية وتسع محافظات أخرى، بينها العاصمة، قد شهدت تظاهرات كبيرة منذ أول من أمس، للمطالبة بالإصلاح وتقديم الفاسدين للقضاء، فضلاً عن توفير فرص العمل والقضاء على البطالة، فيما شهدت التظاهرات مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين شهيد وجريح من الطرفين، ما دعا إلى إعلان حظر التجوال في المحافظة حفاظاً على أرواح المواطنين.

 

دخول رتل من القوات الأميركية من العراق إلى محافظة الحسكة السورية عبر معبر الوليد “غير الشرعي”، بحسب وكالة أنباء النظام السوري “سانا”.

دمشق – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 أفادت أنباء صحافية أمس، بدخول رتل من القوات الأميركية من العراق إلى محافظة الحسكة السورية عبر معبر الوليد “غير الشرعي”، بحسب وكالة أنباء النظام السوري “سانا”. وذكرت الوكالة أن الرتل ضم “عشرات الجنود والآليات العسكرية، وعبر بتغطية من الحوامات الأميركية”. من جانبه، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مقطع فيديو يوثق دخول رتل عسكري تابع للقوات الأميركية إلى الأراضي السورية. وذكر أن الرتل دخل عبر معبر الوليد، آتياً من شمال العراق، واتجه نحو النقاط الأميركية الموجودة في محافظة دير الزور، مشيراً إلى أن الرتل مؤلف من عشرات الآليات التي تحمل معدات عسكرية ولوجيستية. من ناحية ثانية، اتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، الولايات المتحدة بنهب النفط السوري. ووصف المتحدث باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف، سيطرة واشنطن على حقوق النفط في شرق سورية بـ “قطاع طرق” ولكن على مستوى دولي. وقال: إن “العائدات الشهرية من هذا العمل الخاص الذي يقوم به موظفون أميركيون، 30 مليون دولار شهرياً”، مشيراً إلى أن “عائدات تهريب النفط السوري ترسل مباشرة عبر سماسرة إلى حسابات مؤسسات أمنية أميركية خاصة، وإلى حسابات وكالات الأمن الأميركية”. على صعيد آخر، أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير، ليل أول من أمس، أن تركيا ترسل قسراً لاجئين سوريين إلى منطقة سورية قرب الحدود، حيث تهدف إلى إقامة “منطقة آمنة”، رغم أن الصراع هناك لم ينته بعد. وذكرت أن السلطات التركية اعتقلت ورحلت عشرات السوريين عشوائياً إلى شمال سورية بين يناير وسبتمبر الماضيين، مضيفة ان اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من قبل الشرطة التركية على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سورية.

في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية التركية في وقت لاحق، أن أنقرة تفي بجميع مسؤولياتها تجاه اللاجئين وفقاً للقوانين الدولية. وقال المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي: إن “المزاعم الواردة في التقرير بشأن إعادة السوريين قسراً والتهديد وإساءة المعاملة كاذبة ووهمية”. في غضون ذلك، أكدت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ “مجلس سورية الديمقراطية” إلهام أحمد أن لدى تركيا مطامع توسعية في احتلال جزء من شمال سورية، مشيرة إلى أن تركيا تقوم بعملية طرد جماعي للأكراد من أجل توطين عائلات الميليشيات التابعة لها المسماة بـ “الجيش الوطني السوري”. وحذرت من أن هذه الميليشيات هي بقايا من تنظيمي “القاعدة” و”داعش”. ميدانياً، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة الأنباء التي تحدثت عن وقوع اشتباكات بين قوات النظام السوري وأخرى موالية لتركيا في بلدة تل تامر بمحافظة الحسكة، فيما سيرت الشرطة العسكرية الروسية دوريات أمنية في طريق جديد على الحدود السورية – التركية انطلاقاً من مدينة القامشلي. وفي أنقرة، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، إن بلاده ترى ان اتفاقها مع روسيا بشأن سحب المسلحين الأكراد من شمال سورية يسير “بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له”. وأكد أن تركيا لن تسمح إطلاقا بإنشاء “ممر إرهابي” على حدودها الجنوبية وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ذلك. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس: إن “أميركا قدمت لنا ضمانات خطية بشأن خروج الإرهابيين من المنطقة الآمنة ولكنهم لم يخرجوا”، مضيفاً ان “تركيا ستطهر منطقة الحدود السورية من الإرهابيين ما لم تنفذ روسيا التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي”. وهدد “إن لم تساند أوروبا خطة تركيا لإقامة منطقة آمنة في سورية فسنفتح الحدود لذهاب اللاجئين لدول أوروبا”. وفي سياق آخر، دخلت قوات النظام السوري أمس، الحدود الإدارية لمدينة رأس العين، وبأنها تتابع تقدمها في ريفها، وصولاً إلى الحدود السورية – التركية.وفي اللاذقية، أعلنت المعارضة السورية أمس، تصديها لهجوم عنيف شنته قوات النظام في ريف اللاذقية شمال غرب سورية.

 

واشنطن تخفف القيود على واردات إيران من الغذاء والدواء ومطالبات لترامب بإلغاء الإعفاءات النووية

واشنطن – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 اتخذت الولايات المتحدة، خطوات لتسهيل مبيعات المواد الغذائية والأدوية لإيران، وسط عقوبات صارمة، فرضت على البلاد من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكرت وزارة الخزانة الاميركية في بيان، أول من أمس، انها أوجدت سبيلاً لضمان استمرار المساعدات الإنسانية رغم جهود الإدارة الأميركية لعزل إيران. وأضافت انها ستسمح “بالتجارة المباحة” لدعم الشعب الإيراني في الوقت الذي تواصل فيه الجهود لحرمان الحكومة الإيرانية من الموارد التي تحتاجها لتطوير الصواريخ، ودعم الأنشطة المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تعالج مخاوف منظمات الإغاثة وغيرها من أن العقوبات حالت من دون وصول شحنات المواد الغذائية والأدوية التي يسمح بدخولها تقليدياً إلى البلدان الخاضعة للعقوبات. وأوضحت “ستساعد الآلية الجديدة المجتمع الدولي في مراقبة التجارة الإنسانية (مع إيران) عن كثب، لمنع النظام الإيراني من استخدام الأموال المخصصة للتجارة المسموح بها لدعم الشعب الإيراني، في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب والأنشطة المالية الخبيثة الأخرى”. وأضافت ان آلية الدفع الجديدة “ستمنع تحويل أي دخل أو مدفوعات إلى النظام الإيراني”، بحيث يتعين على الحكومات الأجنبية التي تقرر الانضمام إلى الآلية، تزويد وزارة الخزانة الأميركية شهرياً، بقدر كبير من البيانات بشأن عملية التجارة الإنسانية مع إيران. على صعيد آخر، طالب إثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، وهما السيناتور تيد كروز والسيناتور ليندسي غراهام، اللذان يعتبران من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني في مجلس الشيوخ، بإنهاء الإعفاءات التي تسمح لإيران بمواصلة أبحاث نووية. وشددا على إنهاء التمديد الذي يسمح لإيران بمواصلة أنشطة مفاعل “آراك” للماء الثقيل ومنشآت “فوردو” لتخصيب اليورانيوم ومركز الأبحاث النووية في طهران. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة العدل الأميركية في بيان، أول من أمس، أن محكمة بولاية أوهايو، حكمت بالسجن لمدة 20 شهراً على بهروز بهروزيان، وهو مواطن إيراني – أميركي، دين بتهمة التحايل على العقوبات وإرسال معدات لصناعة النفط والغاز إلى الحكومة الإيرانية.

 

أردوغان يقاضي مجلة فرنسية اتهمته بالتطهير العرقي

أنقرة – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شكوى جنائية ضد مجلة “لوبوان” الفرنسية، بعد أن اتهمته بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في شمال شرق سورية. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء، أول من أمس، أن أردوغان طلب من ممثلي الادعاء في أنقرة إقامة دعوى ضد مدير تحرير المجلة اتيان جيرنيل وكاتب المقال ضده رومان غوبيرت، متهماً إياهما بإهانة الرئيس، ويمثل الاتهام جريمة يعاقب عليها القانون في تركيا. وكانت “لوبوان” نشرت في صفحتها الأولى، صورة لأردوغان وهو يقدم التحية العسكرية مصحوبة بعبارتي “التطهير العـرقـي… طــريقـة أردوغـان” و”هل سنسمح له بقتـل الأكـراد ؟”.

 

أميركيون يطالبون بالتحقيق مع تركيا لاستخدام “قنابل الفوسفور”

واشنطن – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 طالب عدد من النواب الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الخارجية مايك بومبيو بالتحقيق في تقارير تفيد باستخدام محتمل للفوسفور الأبيض من القوات التركية بشمال سورية. وذكرت مجلة “فورين بوليسي”، أول من أمس، أن كريس فان هولن وماتريك ليهي ديمقراطي وريتشارد بلومينتال ديمقراطي ومارشا ملاكبرن جمهوري، وجهوا رسالة بخصوص الموضوع إلى بومبيو طالبوه فيها بالرد قبل حلول الأول من نوفمبر المقبل.وتضمنت الرسالة المطالبة بتحديد كيف وقعت الذخيرة المحشوة بالفوسفور الأبيض التي تصنف بالأسلحة المحظورة دولياً، في أيدي العسكريين الأتراك المشاركين في الهجوم التركي على سورية.

 

أميركا تنشر طائرات حربية جديدة في السعودية والإمارات الرياض أودعت "قاضي الجن" السجن

عواصم – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 أعلن الجيش الأميركي، نشر الولايات المتحدة طائرات حربية جديدة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. ونشرت القيادة المركزية الأميركية على حسابها بموقع “تويتر”، أول من أمس، مقطع فيديو يظهر هبوط قاذفات ستراتيجية بعيدة المدى من طراز “بي بي 1” في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، بعد الطيران مباشرة من قاعدة إلسورث بولاية داكوتا الجنوبية. من ناحية ثانية، دانت محكمة سعودية، أحد القضاة بالمدينة المنورة، بالتزوير والرشوة بملايين الريالات، في واحدة من أشهر القضايا التي شهدتها محاكم المملكة، حيث زعم الجاني أن جنيا تلبسه وورطه في القضية. وأصدرت المحكمة الجزائية في المدينة المنورة أحكاماً ابتدائية متفاوتة في القضية المعروفة إعلامياً بقضية “قاضي الجن”، التي تضم 38 متهماً، تتراوح بين البراءة والسجن مدة عام، و20 عاماً للمتهمين الثلاثة الرئيسيين بالقضية، وهم القاضي ومستشاران له. وواجه المتهمون، وبينهم رجال أعمال وموظفون حكوميون ومسؤول بوزارة النقل، اتهامات بالرشوة والتزوير لمحررات رسمية، بينها صكوك ومستندات حكومية وبيع أراض وإفراغها على متهمين آخرين، وتحويل المبالغ إلى رجل أعمال و”قاضي الجن”. وأفاد مصدر قضائي بأن الحكم غير النهائي، جاء بعد أن أعادت المحكمة الجزائية بالمدينة النظر في القضية مرة أخرى، عقب إصدارها سابقاً أحكاماً ببراءة المتهمين بالقضية، قبل أن تتدخل هيئة الرقابة والتحقيق وتصحح الدعوى من أخطاء رافقت التحقيق. يشار إلى أنه تم الكشف عن القضية للمرة الأولى قبل نحو تسع سنوات، وأخذت شهرة تعدت حدود المملكة بعدما ألقى القاضي المتهم بنهب 600 مليون ريال (160 مليون دولار)، باللائمة على “الجن” وادعى أنه خاضع لرغباته بشكل كلي، حيث قال في رده خلال استجوابه إنه لا يسيطر على أفعاله وأقواله. ووفقا لتقارير إعلامية محلية صدرت خلال التحقيقات الأولية في القضية، فإن الجاني ادعى خلال الاستجواب أنه “مريض ويتعالج بالرقية الدينية عند بعض الشيوخ في منطقتي القصيم والمدينة، ولا يسيطر على أفعاله وأقواله”.

 

أسوشيتد برس”: كنيس يهودي سري في إمارة دبي

واشنطن – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 زعمت وكالة “أسوشيتد برس”، وجود كنيس يهودي سري أقيم في أحد الأحياء الراقية بإمارة دبي، وهو أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود. وذكرت الوكالة في تقرير، أول من أمس، أن أحد مراسليها زار الكنيس وحصل على موافقة إدارته على نشر التقرير بشأن نشاطه شريطة عدم نشر أي صور له أو وصف مكانه. وأضافت ان الكنيس يقع في فيلا غير مكشوفة وسط المنازل بأحد الأحياء الراقية في دبي، مشيرة إلى أن الجالية اليهودية في المدينة تحافظ على سرية المكان. وأكدت أن الحياة الدينية لليهودي في الإمارات تدور حالياً بشأن الكنيس بدبي، حيث يجتمعون لأداء الصلوات الأسبوعية والاحتفال بالأعياد وتناول طعام “الكوشير” (حلال) اليهودي. وأشارتإلى أنه “لم يشتك الجيران من وجوده (الكنيس) حتى في فترة الاحتفالات برأس السنة اليهودية الأخيرة التي شهدت سماع أصوات صاخبة للبوقات في آلة لشوفار”. وذكرت أن اليهود في الإمارات نصبوا خيمة موقتة في الفناء الخلفي للكنيس، للاحتفال بعيد “السوكوت”، الذي يستمر سبعة أيام، وهو عيد يحيي ذكرى الخيام التي عاش فيها بنو إسرائيل في تيه سيناء طوال أربعين سنة بعد خروجهم من مصر. واعتبرت أن “الموافقة الضمنية على وجود الكنيس من قبل المشيخة الإسلامية، يعد بمثابة انتعاش بطيء للمجتمع اليهودي المزدهر في الخليج، الذي تم استئصاله على مر العقود بعد إقامة دولة إسرائيل”. ونقلت عن قادة الجالية اليهودية في دبي قولهم، إنهم يمثلون “وجوداً جديداً متنامياً يحيي بالأمل في المستقبل”.

 

إثيوبيا: 67 قتيلاً في تظاهرات ضد آبي أحمد

أديس أبابا- وكالات/26 تشرين الأول/2019

 أعلنت الشرطة الإثيوبية ارتفاع حصيلة قتلى المظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء آبي أحمد إلى 67 شخصا، منذ اندلاعها يوم الأربعاء الماضي. ووفقا لوكالة “فرانس برس”، بدأت المظاهرات بخروج أنصار المعارض جوهر محمد للتنديد بمحاولة السلطات إبعاد موظفي حمايته الشخصية عنه، قبل أن تتحول إلى صدامات مع قوات الأمن الإثيوبية. وصرح قائد الشرطة في الإقليم كيفيالو تيفيرا، “قتل ما مجموعه 67 شخصا في أوروميا”، مضيفا “هناك نحو 55 قتلوا في صراع بينهم بين المدنيين، والبقية قتلوا بيد قوات الأمن”. وقال المعارض جوهر محمد: “لجأ آبي أحمد إلى ما يؤشر إلى التمهيد لإقامة دكتاتورية، وحاول ترهيب الناس بمن فيهم حلفاؤه الذين مكنوه من تولي السلطة والمختلفين مع بعض مواقفه، والترهيب هو مقدمة الدكتاتورية”. وكان لجوهر محمد دور أساسي في التظاهرات المناهضة للحكومة التي أدت إلى الإطاحة بسلف آبي وتعيين الأخير في أبريل 2018 رئيس حكومة.وتدهورت العلاقات مؤخرا بين الثنائي، بعدما انتقد الأول عددا من إصلاحات الأخير الذي فاز بجائزة نوبل للسلام قبل أيام.

 

عشرات الإصابات بالرصاص الحي في «الجمعة 80» لمسيرات العودة بينهم 11 طفلاً وطواقم إسعاف

رام الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

أُصيب 77 مواطناً، بينهم 11 طفلاً، وشخصان من طواقم الإسعاف، برصاص الاحتلال الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس (الجمعة)، خلال مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية السلمية على الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة. وكما في كل يوم جمعة، منذ انطلقت مسيرات العودة قبل 80 أسبوعاً، قام جنود الاحتلال المتمركزون في الأبراج العسكرية، وخلف السواتر الترابية على امتداد السياج الفاصل شرق القطاع، بإطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الذين توافدوا إلى مناطق التجمعات الخمس التي تجري عندها فعاليات المسيرات الأسبوعية. وذكرت وزارة الصحة في غزة في بيان أن من بين الإصابات 31 بالرصاص الحي، وُصِفت حالة عدد منهم بأنها خطيرة إلى متوسطة. وتُعدّ هذه الجمعة رقم 80 من مسيرات العودة التي تطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً. وأكدت «الهيئة العليا لمسيرات العودة» على استمرار المسيرات «بطابعها الشعبي والسلمي، والعمل على تطوير أدواتها وتحديث برامجها وفعالياتها وأنشطتها ومحاولات توسيعها ونقلها للضفة الغربية». وقالت الهيئة في بيان لها جرت تلاوته في مخيم العودة شرق غزة إن القدس «ستبقى عاصمة دولة فلسطين الأبدية، والمحاولات الإسرائيلية المتكررة لطمس هويتها الدينية والعربية عبر فرض سياسة الأمر الواقع لن تحقق أهدافها، وستتحطم على صخرة مقاومة وصمود والتفاف الشعب الفلسطيني». وحذرت الهيئة إسرائيل من «استباحة المسجد الأقصى واقتحام باحاته والاعتداء على المصلين فيه»، داعية الجماهير الفلسطينية إلى «إسقاط مخططات الاحتلال ضد المسجد»، والأمة العربية إلى «تحمّل مسؤولياتها في دعم صمود المدينة مالياً ومعنوياً». ودعت الهيئة إلى أوسع مشاركة شعبية في احتجاجات يوم الجمعة المقبل تحت شعار «يسقط وعد بلفور»، في الذكرى السنوية لوعد بلفور البريطاني الذي مهد لقيام دولة إسرائيل.

وفي الضفة الغربية، أُصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال قمعوا المشاركين في المسيرة، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع، صوب المواطنين ومنازلهم. وشهدت الاحتجاجات لدى انطلاقها مشاركة واسعة، وقُدّرت أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف، لكن هذا الرقم تراجع إلى بضعة آلاف فقط. كما يسجل تراجع في اهتمام الإعلام الدولي بالاحتجاجات في القطاع الذي شهد ثلاث حروب منذ عام 2008. وتبرّر إسرائيل الحصار بضرورة عزل حركة «حماس»، ومنعها من استقدام السلاح، لكن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تندد بـ«عقاب جماعي» يطال نحو مليوني شخص. وتوصلت «حماس»، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى اتفاق تهدئة غير رسمية مع إسرائيل مقابل تخفيف الحصار، ونتج عن ذلك تراجع في حدة العنف المصاحب للاحتجاجات. ويقول محلل الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، طارق بقعوني، إن الاحتجاجات «حققت تخفيفاً مؤقتاً للقيود الإسرائيلية، ولوقت طويل عادت غزة إلى دائرة الضوء، لكن لم يحصل تغيير كبير في قواعد اللعبة».

 

وزراء خارجية مصر والعراق والأردن يبحثون التحضير لقمة بغداد الثلاثية وناقشوا تطورات الأوضاع في المنطقة والأزمة السورية والحرب على الإرهاب

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

في إطار العمل الثلاثي لتحقيق المصالح المشتركة والمصالح العربية، عقد وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق، أمس، اجتماعاً ثلاثياً، على هامش أعمال القمة الثامنة عشرة لدول حركة عدم الانحياز، في باكو عاصمة أذربيجان. وبحث الوزراء، خلال اللقاء، سبل تنفيذ مخرجات القمة الثانية التي جمعت عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس العراقي برهم صالح، في نيويورك، الشهر الماضي، في إطار العمل الثلاثي الذي يستهدف دفع العلاقات والمصالح المشتركة للدول الثلاث في إطار المصالح العربية. واتفق الوزراء على عقد اللقاء الوزاري المقبل في العاصمة الأردنية عمَان، مطلع الشهر المقبل، تحضيراً للقمة الثلاثية المقبلة، على مستوى القادة، المُزمع عقدها في بغداد. وبحث الوزراء، خلال الاجتماع، العلاقات المشتركة بين الدول الثلاث، وسبل تطوير آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي والثقافي المشترك، والآليات الممكنة لتفعيل عمل القطاعات الفنية ذات الصلة، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور السياسي بين الدول الثلاث. وناقش الوزراء تطورات الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك القضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب المشتركة على الإرهاب ومستجدات الأزمة اليمنية والليبية. وأحاط وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظراءه خلال الاجتماع، بالمستجدات المتصلة بمفاوضات «سد النهضة» الإثيوبي، ومخرجات اللقاء الذي عقده الرئيس المصري السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في «قمة سوتشي». وأكد شكري أن «مصر تسعى للتوصل لحل يحفظ حقوق الدول الثلاث، وعلى أساس القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية، ومن خلال اتفاق مُلزم، وبما لا يؤدي للإضرار بمصالح مصر وأمنها المائي». من جانبهما، أكد الوزيران أيمن الصفدي ومحمد الحكيم، وقوف الأردن والعراق مع مصر في سعيها لحماية حقوقها المائية، وحل الخلاف عبر المفاوضات، وفق الشرعية الدولية، وبما يحفظ حقوق الدول الثلاث. وأكد وزراء الخارجية على دعم حكومة العراق في جهودها المستهدفة تثبيت الأمن والاستقرار، وتحقيق تطلعات الشعب العراقي، والمحافظة على المكتسبات المتحققة في النصر على عصابات «داعش» الإرهابية في العراق. كما بحث الوزراء التحضيرات لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، الذي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك. يُشار إلى أن الوزير شكري ترأس الوفد المصري المشارك في القمة الثامنة عشرة لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في حركة عدم الانحياز، تحت عنوان «التمسُك بمبادئ باندونج لضمان استجابة توافقية وملائمة لتحديات العالم المعاصر». وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن «الوزير شكري سيلقي بياناً أمام القمة، نيابة عن الرئيس السيسي، يتناول الأوضاع الإقليمية، بالإضافة إلى الرؤية المصرية لمواجهة أبرز التحديات على الساحة الدولية، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب ومخاطره».

 

الجزائريون ينتفضون ضد الرئيس الانتقالي لـ«تبخيسه الحراك» وإسدال الستار اليوم على الترشيحات لـ«الرئاسية»

الجزائر: بوعلام غمراسة/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

«هذا الشعب لا يمكن أن يُهان يا بن صالح»... كان هذا هو الشعار الذي تردد بكثرة في كل المظاهرات التي شهدتها عاصمة الجزائر ومدنها، أمس، وكان بمثابة هجوم حاد على الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح، بسبب صور فيديو ظهر فيها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يقول له بصوت مسموع: «نطمئنكم بأن الوضع متحكَّم فيه في الجزائر»، واصفاً المتظاهرين بـ«بضعة عناصر ترفع شعارات». وكان بن صالح في بداية الحراك الشعبي، قبل 9 أشهر، هدفاً رئيسياً لملايين المحتجين في الشارع، حيث طالبوه بالتنحي لأنه يذكرهم بفترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، التي ترمز للفساد وسوء التسيير. لكن بعد شهور تركز السخط على رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بسبب هجوماته المتكررة على الحراك، الذي مارس عليه ضغطاً أمنياً كبيراً لكي يتوقف، وأصر على تنظيم انتخابات رئاسية (مقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل)، بينما يرفضها المتظاهرون «لأنها ستكرس حكم العصابات».

وأمس، عاد بن صالح من جديد إلى مرمى الحراك في جمعته الـ36، بسبب مضمون فيديو أثار سخطاً كبيراً، بعد أن تداوله بالمنصات الرقمية الاجتماعية منذ أول من أمس، يتعلق بالقمة السنوية بين روسيا وأفريقيا، على هامش «قمة سوتشي» في روسيا، حضره وفد دبلوماسي رفيع قاده بن صالح مع وفد حكومي روسي كبير، ترأسه الرئيس بوتين. وقال بن صالح، الذي يعاني من المرض منذ مدة طويلة، لبوتين خلال الاجتماع: «فخامة الرئيس... إذا كنتُ طلبت منكم مقابلة، فالغاية التي أسعى إليها هي أن أطمئنكم بأن الوضع في الجزائر متحكم فيه، وأننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة»، في إشارة إلى المظاهرات وتعامل السلطات معها. وكان بوتين يستمع إلى بن صالح مبتسماً، وفسر متتبعون ذلك بأنه يدرك ما يجري في الجزائر، وأنه لا حاجة ليعرف من رئيسها التفاصيل. في حين عدّ آخرون ابتسامته «سخرية من سلطات الجزائر».

وأضاف بن صالح موضحاً: «صحيح أن وسائل الإعلام تضخِّم ما يجري في الجزائر، وتروِّج لمعلومات تنقصها الدقة، لكننا نقول لكم إننا رسمنا تصوراً وخطة نسير في إطارها، وهي في مراحلها الأخيرة. وقد اعتمدنا حواراً مع الشركاء ومع المجتمع المدني، وأسَّسنا لجنة مستقلة، وقلنا إن الحكومة والرئاسة والمؤسسة العسكرية تنسحب (السلطات لم تشارك في الحوار الذي جرى منذ شهرين بغرض تنظيم انتخابات). كما شكلنا لجنة مستقلة لتحضير الانتخابات التي ستكون في 12 ديسمبر (كانون الأول)». وتابع بن صالح مقللاً من شأن المظاهرات: «صحيح هنالك بعض العناصر، الذين يخرجون أسبوعياً ودورياً رافعين شعارات».

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك)، عن بوتين قوله لبن صالح: «نحن نعلم بأن هناك أحداثاً في غاية الأهمية تجري حالياً في الجزائر، ونأمل حقيقة أن يتغلب الشعب الجزائري على صعوبات المرحلة الانتقالية. ونحن مقتنعون بأن كل شيء سوف يتم بطريقة يستفيد منها الشعب الجزائري، وأنه سيُقوي دولته وسيادته». وعلّق ناشط على هذا اللقاء بقوله: «سقطة (سوتشي)... سخرية بوتين من بن صالح لقطة مؤلمة. لكنها تعني أن موسكو لا تجمع المعلومات من الإعلام، ولا تبني تقديرها للموقف من الصحافة». بينما قال ناشط آخر: «إنه الوجه الجلي لإفلاس النظام سياسياً وأخلاقياً... لقد تصرف بن صالح وكأنه يقدم عرض حال أمام رئيسه!». من جهته، كتب المحامي والناشط المعروف طارق مراح: «أجدادنا وآباؤنا أبطال حرب التحرير كانوا يجالسون عظماء العالم، من أمثال كينيدي، وماو تسي تونغ، ونهرو، وكل الأحرار، لانتزاع مساندتهم للشعب الجزائري الثائر ضد الاستعمار... اليوم والجزائر مستقلة بعد تضحيات الملايين، أصبح ممثلوها يتخابرون ويقدمون التقارير للأجانب، ويصفون شعبهم الثائر من أجل الحرية، ببعض الأشخاص الضالين». أما الكاتب نجيب بلحيمر، فقال: «تحدث بوتين عن الشعب الجزائري وعن السيادة، وهو حديث العارف بتاريخ أمة لها علاقات متينة بروسيا، ولأن الأمر يتعلق بأهم شريك عربي وأفريقي، كما قال بوتين، فإن المصالح تحفظ ببناء علاقات، لا تكون مرهونة بسلطة قد تتغير في أي لحظة. ولأن تصريحات سابقة لمسؤولين روس تم تحويرها بما يوحي بنزعة تدخلية لموسكو، فقد اختار بوتين أن يركز على السيادة، التي يبدي الجزائريون حساسية مفرطة من كل ما يمكن أن يمس بها، قولاً أو فعلاً».

وخلال مسيرات أمس جدد المتظاهرون رفضهم «المشاركة في انتخابات العصابات»، وطالبوا بتنحية رئيس الوزراء نور الدين بدوي وطاقمه، الذي شكله بوتفليقة، نهاية مارس الماضي، قبل أيام قليلة من استقالته تحت ضغط الحراك والجيش.

وتدفقت أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الشوارع والساحات العامة بالعاصمة، حيث رفعوا لافتة كبيرة رسمت بها صورة لبوتين، وأخرى لبن صالح وهو يحدثه عن «الوضع المتحكم فيه». كما عبّر المحتجون عن غضبهم من المترشحين لـ«الرئاسية»، وذكروا بالاسم وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، ووزير السياحة سابقاً عبد القادر بن قرينة، اللذين أودعا أوراق تشرحهما لدى «السلطة المستقلة للانتخابات». ويرتقب اليوم، وهو آخر أجل لإيداع الترشيحات، أن يقدم رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، ومرشح رئاسية 2014 عبد العزيز بلعيد، ملفيهما.

 

إضراب المدرسين يعمّق أزمة التعليم في ليبيا والآباء خائفون من ضياع مستقبل أبنائهم بعد اتساع رقعة الاحتجاجات

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

اتسعت رقعة إضراب المعلمين في ليبيا لتشمل جل مناطق البلاد، ما تسبب في إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة، التي كان من المفترض أن تبدأ في الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، متمسكين بإقالة وزيري التعليم في المنطقتين الشرقية والغربية على خلفية «رفضهما تنفيذ مطالبهم بزيادة رواتبهم».

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين لم يتوقف المعلمون في مدينتي بنغازي وطرابلس، ومناطق أخرى، عن تنظيم وقفات احتجاجية، وإصدار بيانات لشرح مطالبهم المنصوص عليها في القانون رقم (4) لسنة 2018 الصادر من مجلس النواب، والرد على ما وصفوه بـ«تعنت الوزيرين» اللذين يديران العملية التعليمية، خاصة أن البرلمان المنعقد في (شرق ليبيا) كان قد أقر العام الماضي مرسوماً يقضي برفع رواتب المعلمين لكنه لم يُطبق. وقال أحد المعلمين المضربين لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لن نتراجع عن الإضراب حتى تتم الاستجابة للمطالب القانونية لقرابة 600 ألف معلم بزيادة رواتبهم»، مشيرا إلى أنهم «يتلقون تهديدات باعتقالهم».

من جانبه، أبدى المعلم خالد العربي غضبه الشديد من الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع رجال التعليم، بقوله: «لقد تم إطلاق الرصاص على معلمي المنطقة الشرقية لتفريقهم، كما وصف الإعلام معلمي المنطقة الغربية بالطابور الخامس، وأنهم يتعاملون مع أجندة خارجية... إنهم يتوعدون باعتقالنا فقط لأننا نطالب بحقوقهم القانونية». موضحا أن مهنة التعليم لم تعد مناسبة له بسبب ما سماه «فساد بعض مسؤولي الوزارة». وخلال السنوات الماضية اتجهت كثير من الأسر الميسورة إلى نقل أبنائهم للتعليم الخاص، تفاديا لترحيل سنة دراسية كاملة إلى العام الجديد. وقد تسببت الأوضاع الأمنية المتردية منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 في تدهور منظومة التعليم في البلاد، كما ساهمت الحرب على العاصمة في إغلاق عدد من المدارس، وتشريد التلاميذ ضمن عملية نزوح للعائلات خارج مناطقهم.

وتتراوح رواتب المعلمين بين 500 و850 دينارا ليبيا (360 - 610 دولارات) في المدارس الحكومية، وفقا لسعر الصرف الرسمي الذي يقل كثيراً عنه في السوق غير الموازية، وهو راتب لا يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما تعاني منظومة التعليم كباقي القطاعات من الانقسام السياسي الحاد، الذي أدى إلى وجود وزارتين في البلاد، الأولى تتبع حكومة (الوفاق الوطني)، المعترف بها دولياً في طرابلس، (غربا)، ويتولى التعليم فيها عثمان عبد الجليل. والثانية للحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرقا) برئاسة مصطفي الدرسي، وهذا الانقسام يترتب عليه دائماً نقص في المخصصات المالية، والكتب الدراسية.

يقول الدرسي إن احتجاجات المعلمين «تسببت في إغلاق أكثر من 200 مدرسة في شرق البلاد فقط»، في وقت يتخوف فيه الآباء من ضياع مستقبل أبنائهم، علماً بأن التوترات الأمنية والاشتباكات المسلحة التي عانت منها ليبيا في السنوات الماضية أجبرت وزارتي التعليم على ترحيل سنوات دراسية.

ويعد قطاع التعليم متضخما بشكل لافت. ويقول مسؤولون في طرابلس إن السجلات تضم نحو 240 ألف معلم، وغيرهم من الموظفين في المناطق الغربية والجنوبية، بينهم من 60 إلى 70 ألف معلم احتياطي. فيما يقول نقيب المعلمين في بنغازي إن 190 ألف معلم آخرين مسجلين في الحكومة في الشرق.

وإلى جانب الوقفات الاحتجاجية للمعلمين، نظم مجموعة من أعيان ومشايخ ومنظمات المجتمع المدني في مدينة سبها، أمس، وقفة أمام مبنى المجلس البلدي للمطالبة بتسوية أوضاع المعلمين والموظفين العاملين بقطاع التعليم. وطالب المحتجون بضرورة تفعيل القانون رقم (4) بشأن تسوية أوضاع المعلمين والعاملين، ورفع مرتباتهم وتفعيل برنامج التأمين الصحي، والإسراع في تسوية أوضاع المتعاقدين مع القطاع إلى جانب المعلمين والموظفين بقطاع التعليم، من حيث الترقيات والفروق المالية.ولا تزال مدارس سبها مغلقة مثل غيرها، وسط مناشدات أولياء الأمور للسلطات بالبحث عن حل يمكن أولادهم من بدء العام الدراسي. واستمراراً للوقفات الاحتجاجية، أعلن منظمو الإضراب أن العاملين بقطاع التعليم في مدينة صبراتة سينظمون غدا وقفة احتجاجية لجميع العاملين بالقطاع، وبحضور العاملين بالتعليم من المنطقة الغربية، وسط ساحة الحرية بصبراتة، كما سيشاركون في وقفة للمعلمين أمام مقر المجلس الرئاسي بطريق السكة في طرابلس بعد غد الاثنين. ولفت المضربون إلى تصريحات منسوبة لوزير التعليم بحكومة (الوفاق) حول وجود 245 ألف موظف في التعليم غير موجودين لكنهم يتقاضون رواتبهم، وقالوا: «أليس هذا دليلاً يؤكد ضرورة إحالة الوزير للتحقيق أمام النائب العام بتهمة إهدار المال العام باعترافه». وتعمقت أزمات التعليم تدريجياً؛ بسبب ما لحق البنية التحتية من أضرار بالغة، وإرجاء الدراسة أكثر من مرة، الأمر الذي وصفه خبراء وأولياء أمور، لـ«الشرق الأوسط» بـ«المأساة التي قد تؤثر على أبنائهم، وعلى الأجيال المقبلة».

 

الشرعية” و”الجنوبي” يوقعان اتفاق سلام في الرياض خلال يومين يعزز وحدة الصف ضد المشروع الإيراني في اليمن

عدن – وكالات/26 تشرين الأول/2019

 كشف مصدر سعودي مطلع، النقاب عن أن الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، توصلا إلى اتفاق برعاية سعودية، سيوقع في الرياض قريباً. وقال المصدر أول من أمس، إن التحالف العربي، بقيادة السعودية سيشرف على لجنة مشتركة تتابع تنفيذ اتفاق الرياض، مضيفاً “سيتم تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم 24 وزيراً مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية يعينها الرئيس اليمني” عبدربه منصور هادي.وأشار إلى أن “الاتفاق يتضمن تركيزاً على إدارة موارد الدولة ومكافحة الفساد وجمع إيرادات الدولة وشفافية الصرف وتفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة وإعادة تشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى وتفعيله وتعزيزه بشخصيات من ذوي الكفاءة والخبرة والنزاهة”. وأضاف إن “الاتفاق يحقق إعادة ترتيبات القوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية”. وأوضح أن رئيس الحكومة الحالية معين عبدالملك سيعود إلى عدن، وفق الاتفاق، “لتفعيل مؤسسات الدولة، والعمل على صرف الرواتب والمستحقات المالية للقطاعين العسكري والمدني في المحافظات المحررة، كما سيتم تشكيل الحكومة الجديدة ومباشرة أعمالها في وقت قريب في عدن”. من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن التوقيع على اتفاق الرياض بشكل رسمي سيتم خلال يومين. بدوره، أكد مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي، أن الاتفاق إيجابي يعزز الشرعية وجهود استعادة الدولة ويوحد الصف في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن. وفي تطور لافت، أعرب وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري أمس، عن رفضه لمسودة الاتفاق مع “الانتقالي الجنوبي”، داعياً هادي إلى “التمسك بالثوابت الوطنية وعدم مكافأة الانقلابيين والمتمردين”، ومشدداً على أنه يرفض حكومة تتحكم بها السعودية والإمارات. وأكد أنه يرفض أي “اتفاق مذل”، مشدداً على أن الحكومة لن تعود إلى العاصمة الموقتة عدن إلا “بحدها وحديدها”. في المقابل، اعتبر رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، توقيع وفد المجلس على اتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية “خطوة جيدة”. في غضون ذلك، التقى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفثس، بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في الرياض، حيث تم البحث في سبل دعم العملية السياسية في اليمن، وكذلك الجهود المبذولة لتطبيق اتفاق ستوكهولم.

ميدانياً، لقي عدد من الحوثين مصرعهم، أول من أمس، أثناء محاولتهم التسلل في جبهة حام بمحافظة الجوف.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

براغماتية خذ وطالب في ثورة التغيير اللبنانية

راغدة درغام/ايلاف/26 تشرين الأول/2019

انتفاض لبنان بصحوة شعبه في تظاهرات رائعة وراقية دبّ الهلع في زعماء الطائفيّة والإقطاعيّة والصفقات والفساد، فأثمر بعمقٍ وقوّة، وسيثمر أكثر إذا اعتمد المتظاهرون استراتيجيّة المثابرة المدروسة على أساس تمتين الإنجازات، Consolidation of gains، وتكتيك خُذ وطالب، Pocket ووضع الاستعدادات الضرورية للجولة التالية. هذه مسيرة، وليس مجرد احتجاج عابر سيتم امتصاصه، كما تعتقد القيادات السياسية القابعة في عجرفة اعتبار ما يحدث مجرد كابوساً سيقطع. ولكي تكون هذه مسيرة اقتلاع العفن من نظامٍ اعتاد الاعتلاء على الناس وحقوقهم، لن يكفي جمال رفض الانصياع وخلع الخوف برغم أهميتهما البالغة. انها مرحلة شدّالأحزمة والتنبّه الى مَن في ذهنه الانقلاب بأي ثمن وبأيّة وسيلة على مسيرة "لبنان ينتفض". وهي أيضاً مرحلة جرد الأولويات التي تصون البلد من الانهيار التام، بدءاً بالانهيار الاقتصادي. إنما الآن، مباركٌ ومبروك على اللبنانيين هذا التماسك في إصرارهم على المطالب ورفض الانزلاق في المطبّات الإرضائية والطائفيّة. مدهشةٌ هذه العفويّة في التنظيم وتجنّب الانقسامات في صفوف المتظاهرين في الشوارع اللبنانية ومن يدعمهم في العواصم العالميّة. حتى الآن، وبعد مضي ثمانية أيام على بدء المظاهرات، فشل كل مسؤول حكومي وحزبي امّا في إقناع الناس بالترقيع أو في تخويف الناس بهزّ أصبع التهديد. أخذ الناس على عاتقهم ترشيح مَن يثقون به الى المناصب، فأبلغوا الى الزعماء ان الكفاءات لن تبقى رهينة مزاجهم أو حساباتهم وتعييناتهم. أبلغوهم أن اللبنانيين استفاقوا بعد غيبوبة طويلة فرضها الاعتقاد بأن الطبقة السياسية الحاكمة ستكتفي وتشبع، لكن الجشع والغباء تحكّما بقرارات رجال الحكم والسلطة في لبنان، فوقعوا في عواقب الاستهتار بالناس.

المثابرة في الاحتجاج السلمي هي أقوى ورقة في أيادي الناس. رفض الانجرار الى المواجهات هو الدرع الذي سيحمي الثورة على الفساد، والطائفية، واقتسام الثروات، وإفقار لبنان عمداً لتحويله الى دولة فاشلة وساحة تصفية حسابات.

لذلك، من الضروري وضع استراتيجية افشال هذه الغايات من أجل تحقيق مطالب الثورة في لبنان. فهذه ليست ثورة الجيّاع، كما يحلو للبعض تصنيفها. انها ثورة استعادة الدولة من أيادي زمرة من الطبقة السياسية تخيّلت أن في وسعها تدجين الناس عبر التخويف الطائفي واستخدام الناس غنماً في قطيع.

واحدٌ تلو الآخر، تحدّث الزعماء بلغة الاستعلاء واعتقدوا أن انتفاضة اللبنانيين ستكون عابرة. رئيس الجمهورية ميشال عون عندما أخيراً نطق جاءت إطلالته المتأخرة لتثير الحزن والشفقة عليه والغضب ممّن سبّب بانزلاق منصب رئاسة الجمهورية الى هذا الحضيض.

رئاسة الحكومة أيضاً تدحرجت الى الأسفل بسبب أداء سعد الحريري الذي اعتقد بدوره أن في وسعه إرضاء الناس بإصلاحات الترقيع، وان شراء الوقت سيكون لصالحه مجاناً. فخسر.

مجلس النواب ورئاسته المتمثّلة بنبيه بري ظن أنه فوق المحاسبة، فقال له الشعب أنه في عمق الفساد وتحت طائلة الحساب.

أمين عام حزب الله حسن نصرالله لم يكتف بإبلاغ الناس أنه هو من يمتلك مفاتيح استقالة أو بقاء حكومة بل انه هزّ أصبعه المشهور في وجه اللبنانيين تهديداً لهم بدفع ثمن المظاهرات. فجاء الرد عليه من الجنوب في صور وساحة الشهداء في بيروت. جاء الرد باحتفاء المناطق اللبنانية في الشمال بجرأة المدن في جنوب لبنان على كسر الخوف ورفض الانصياع.

زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط ظنّ أن في وسعه ممارسة الدهاء السياسي ليتميّز، فأتى الرد عليه بأن الزمن مضى على لعبة المعادلات التقليديّة، وأن خوفه من تهديدات حسن نصرالله خوفٌ مرفوض وهو تبريرٌ من فعل كان.

أما جبران باسيل، وزير الخارجية الذي تحدّث متعجرفاً من قصر بعبدا، وكأنه الرئيس بالوكالة، ليعلن ولاءه المستمر لحزب الله، فإن الشارع أسقطه وتعهّد بمحاكمته، وهناك من يحضّر له الملفات لمحاكمة قاسية.

لكن هؤلاء الرجال لن يرحلوا بسهولة، وهم يعتقدون أن بقاءهم هو صمّام الأمان في وجه الانهيار التام. بعض هؤلاء الرجال سيحاول إقناع مؤسسة الجيش بقمع المظاهرات، إذا لم يكن في المستطاع احتوائها وامتصاصها. بعض هؤلاء الرجال سيأخذ على عاتقه إطلاق شغب أتباعه لاختراق المظاهرات بهدف شق صفوفها وتخريبها، وإلا، فإنه ينوي تحويل المظاهرات السلمية الى مواجهات دمويّة ويتعمّد هدر الدماء لاحتواء أضرار المظاهرات السلميّة.

حتى الآن، ان العالم يراقب ما يحدث عن بُعد والدول تحاول ألاّ تتدخل كي لا تسترق من وطنية المظاهرات. واشنطن حريصة على رفض الدعوات لها من قِبَل بعض القيادات في السلطة أن توحي لها بقرار الاستقالة أو عدمها. رد واشنطن هو انها لن تلعب دور إدارة خيوط الدمية Puppet Master وانها لن تأخذ القرار بالنيابة، ولن تساعد رجال السلطة في اتخاذ القرار. وهذا جيد.

موقف واشنطن المُعلن الوحيد هو أن قمع هذه المظاهرات السلمية مرفوض وأن على الجيش ألاّ يسقط في فخ هذه المهمة. مواقفها غير المُعلنة هي انها لن تساند أولئك الذين يتخذون قرار الحلول الجزئيّة الترقيعية التي يرفضها الناس، وان الافتراض ان عودة المياه الى مجاريها إنما هو انتحار ليست مسؤولة عنه. واشنطن لن تنقذ البنوك، ولن تعرض الحصانة، ولن تقف في وجه ثورة على الفساد.

واشنطن لن تتدخل لإنقاذ حكومة الحريري أو عهد عون وباسيل، وهي واضحة في مواقفها الداعمة للجيش وضرورة حياده وفي رسالتها اليه بأن توريطه في قمع المتظاهرين مرفوض وسيكون مكلفاً له. عدا ذلك، ان قرار واشنطن الأساسي هو: هذه الثورة هي ملك اللبنانيين وحدهم ويجب صيانة انجازاتها من تهم التدخل في هذه المسيرة التاريخية.

هذه الثورة على الفساد، إذا نجت من اختراقها طائفياً ودمويّاً، فإنها ستطيح بكامل الطبقة النخبوية السياسية وبمشاريع "حزب الله" للتحكّم بمستقبل لبنان وإنقاذ نفسه من ورطة العقوبات الأميركية التي تكبّله وتجفّف مصادر تمويله في طهران.

لقد طعجت dented مسيرة الاحتجاجات تلك الهالة التي أحاط بها حسن نصرالله نفسه بصفته فوق المحاسبة حسب تقديره، فارتبك. ارتبك في البدء، ثم استهتر، ثم استدرك، ثم غضب، ثم هدّد، ثم أصابه الهلع من ثورة عارمة تقضي على مشاريعه ومشاريع مرجعيته في طهران.

الخيار أمامه هو أمّا التنازل أمام مطالب المتظاهرين والكف عن منع استقالة الحكومة لاستبدالها بحكومة تكنوقراط يفقد السيطرة عليها، أو سفك الدماء عمداً بين صفوف المتظاهرين حتى وان كان بينهم أبناء الطائفة الشيعية.

قد يقرر "حزب الله" أن يُسقط الهيكل على رؤوس الجميع بعد إصابته بهزة إضعافه بنيوياً، فهو لن يتخلى بسهولة عن تحكّمه بلبنان والهيمنة على العهد والحكومة التي أدّت اليها تلك "التسوية" بين سعد الحريري وحسن نصرالله وميشال عون ممثلاً بجبران باسيل والتي أوصلت لبنان الى الحضيض.

قد يقرّر حسن نصرالله انّ تحويل لبنان الى دولة فاشلة انهارت اقتصادياً واجتماعياً هو لمصلحته، فيفتعل الإفشال.

لذلك، من الضروري لثورة "لبنان ينتفض" أن تتبنى استراتيجية مضادة قوامها منع انهيار الدولة مع الإصرار على اصلاحات حكوميّة واجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة فوريّة وتدريجيّة جدّيّة ومُلزِمة. من المفيد لها تبنّي تكتيك "خذ وطالب" من أجل صيانة إنجازات الحراك الآنية وتتويجها نمطيّاً بمحاسبات ومحاكمات.

الأهم الآن هو الثبات على مسيرة الاحتجاجات وحمايتها من مشاريع تحويل العرس الوطني الى حرب شوارع والوقوع في فخ الاستفزاز بما يؤدي الى تمزيق هذه الثورة وتحويل المظاهرات الواعية والراقية الى غوغائية شعبوية خطيرة. فحقن الناس في ظل الانهيار قد يؤدي الى الفلتان والهجوم على البيوت والمؤسسات. وهذا ما لا يجب أن يحصل.

لذلك من المفيد استيعاب الحدود في المعارك التكتيكيّة من أجل تحقيق الأرباح استراتيجياً في هذه الحرب على الفساد وجشع الطبقة السياسية الحاكمة. فإذا اقتضت المصلحة الموافقة على حكومة تكنوقراط يشكّلها الحريري تتضمن شخصيات مقبولة لدى الشعب، ان هذا ليس تنازلاً استراتيجياً وإنما هو موافقة تكتيكية ضمن استراتيجية منع الانهيار الكامل والعمل على تقوية الدولة على حساب مشاريع تدميرها، وبالتالي ربح معركة من المعارك العديدة الآتية، وفي مقدمتها المعركة على الفساد والفاسدين وأصحاب الأموال المنهوبة.

التدريجية ضرورية. وأولى المحطّات، بعدما حققت هذه الثورة انجازات تاريخية بانقلابها على حكومة "التسوية" هي التركيز على تهدئة وضع الاقتصاد كي يتمكّن من أن يتحمّل صدمات سياسية. هذا لا يعني الكف عن الإصرار على مطالب أساسية أخرى مثل اجراء انتخابات نيابية على أساس قانون جديد وتحضير ملفات الفاسدين من أجل محاكمتهم واستعادة الأموال التي نهبوها. البراغماتية أساسية. في هذه المرحلة من مسيرة التغيير في لبنان وهذه البراغماتية تتطلب حماية الثورة من سلاح "حزب الله" عليها لتمزيقها ومنع تحقيق غايات انهيار مؤسسة الدولة.

 

الانتفاضة اللبنانية.. لا مهرب من مواجهة حزب الله

يوسف بزي/موقع سوريا/27 تشرين الول/2019

تفوق اللبنانيون على أنفسهم، وتفاجأوا بما يمكنهم أن يصيروا عليه. ما كان غير مفكر فيه وغير متصور في مخيلتهم، تحقق في لحظة سحرية. وهذا هو تعريف الثورة: مباغتة تاريخية.

كانت الملحمة السورية هي الأقرب إلى انفعالات اللبنانيين، وقد أبصروا فيها استعصاء دموياً وتدميرياً، رسخ في وعيهم ما كانوا قد اختبروه في 2008 في مواجهة حزب الله، أي عدم تورعه عن إشعال حرب على اللبنانيين وسحقهم بكل سهولة، وهو الطرف الوحيد الذي يملك السلاح.

وكان راسخاً في نفوسنا أن "انتفاضة الاستقلال" (أو "ثورة الأرز") عام 2005 والتي سبقت الربيع العربي بست سنوات، ورغم أنها أنجزت رفع وصاية النظام السوري، هُزمت بالإرهاب والعنف والانقسام الطائفي الذي تفاقم على وقع الحروب المذهبية في المنطقة. وعليه، بات من الصعب تجاوز "التسوية" أو تعبئة الجمهور في أي مشروع سياسي معارض.

في العام 2011، حاولت مجموعات شبابية وطلابية تنظيم بعض التجمعات والاعتصامات والمسيرات تحت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام". بدا مشهدهم غير متناسق بتاتاً مع قناعات اللبنانيين، الذين نظروا إلى هذه المحاولات بوصفها مراهقة سياسية متأثرة بالميادين العربية ولا علاقة لها بالواقع اللبناني.

في العام 2015، حدثت حركة "مطلبية" واحتجاجية تقصدت أن لا تقرب السياسة لا من قريب ولا من بعيد. كانت حراكاً ضد فشل الحكومة في حل أزمة النفايات. لكن عندما تكشفت العلاقة القذرة بين السياسة والنفايات، انقلبت أيضاً إلى معضلة "طائفية"- مناطقية. هكذا اصطدم الحراك رغماً عنه بالسياسة فتشظى نتفاً لشدة هشاشته. وتحولت حراكات 2015 إلى نكتة عن "ثورة NGO" (منظمات غير حكومية). وهذا ما أعاد تأكيد قناعة اللبنانيين بلا جدوى الاعتراض.

الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018، كرست على نحو "ديموقراطي" الانقسامات الطائفية العميقة وأحقادها، وثبتت الطبقة السياسية الحاكمة شرعياً، كما أكدت بالإرادة الشعبية غلبة حزب الله وحلفائه وإمساكه بالسلطة وتحكمه بالدولة وفق "تسوية" تؤمّن حكومة ائتلافية بين الغالبين والمغلوبين. وهي تسوية أمنت لحزب الله أن لا سياسة خارجه. كان هناك "طمأنينة" لدى النظام اللبناني – "الحزبلاهي"، أن ثورات العالم العربي بموجتيها: مصر، ليبيا، تونس، اليمن، البحرين، سوريا.. ثم الجزائر والسودان، إنما هي مندلعة ضد طغاة وديكتاتوريين وأنظمة استبدادية. وهذا ما لا ينطبق على لبنان. ثم إن أطياف الحرب الأهلية التي لا تغادر ذاكرة الناس، تردعهم عن التوغل في الاعتراض أو المواجهة.

قايض حزب الله اللبنانيين جميعهم قبوله بحرياتهم الاجتماعية بل وبحرياتهم الشخصية ممتنعاً عن فرض إيديولوجيته مقابل تسليمه السياسة والقرار الوطني

قايض حزب الله اللبنانيين جميعهم قبوله بحرياتهم الاجتماعية بل وبحرياتهم الشخصية، ممتنعاً عن فرض إيديولوجيته، مقابل تسليمه السياسة والقرار الوطني، بوصفه "المقاومة" صاحبة إنجاز تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. إنجاز لا يقل ثمنه عن امتلاك المصير وعن تحديد "الهوية" السياسية للبلد. وبمعنى آخر، تسليم لبنان لإرادة محور الممانعة، وتنصيب حسن نصرالله مرشداً أعلى للجمهورية. العطب الأساسي في هذه المعادلة أن خيارات حزب الله السياسية وانخراطه في حروب المنطقة وتحوله إلى رأس حربة في المشروع الإيراني للمنطقة، حتمت ابتعاد لبنان عن مصدر الأوكسيجين لاقتصاده. جرّ الحزب البلاد إلى خانة "الدولة المارقة". ولأن لبنان يعتنق الاقتصاد الحرّ الرأسمالي، ويعتمد على نظام مصرفي معولم، بل ويعيش على قوة الصلة بالعالم العربي ودول الخليج خصوصاً، والصلة بالغرب والنظام المالي الدولي. إذا أضفنا إلى هذا المأزق الارتفاع القياسي لمستويات الفساد عند الطبقة السياسية، والفشل التام في برامج التنمية وفي تأمين الخدمات من كهرباء وماء ورعاية صحية ومعالجة النفايات وحماية البيئة (كارثة الحرائق وفضيحة عجز الدولة عن مكافحتها قبل أسبوع من اندلاع الاحتجاجات).. عدا عن الغلاء والبطالة وتزعزع الثقة بالعملة وتردي أحوال الإدارة وتفاقم الدين العام، واستسهال الحكومة بفرض الضرائب الباهظة.. تكفلت كل هذه الظروف في الانفجار المباغت. لقد وجد اللبنانيون عبر ما هو مسموح لهم، أي الاحتجاج المطلبي أو الاعتراض على الفساد، منفذاً لتطوير خطاب الانتفاضة. أما المعجزة التي نتمنى دوامها، فهي اندفاع اللبنانيين اضطراراً - وبسبب طبيعة المأزق الذي وصلوا إليه - للخروج على وعن طوائفهم. لقد سُلبوا حق تقرير مصيرهم السياسي، ثم سُلبت منهم شروط الحياة الكريمة، وفقدوا دولة تحترم تطلعاتهم. من الطبيعة المطلبية لاحتجاجهم إلى الاعتراض السياسي الشامل، حدث التحول من "حراك" مدني إلى "انتفاضة" شعبية. وأول من أدرك ذلك هو حزب الله. عرف أن هذه الانتفاضة بشعار "إسقاط النظام" إنما تعني قطع رأسه.

اليوم يواجه اللبنانيون الحقيقة المخيفة: الطبقة السياسة ونخبها وأحزابها وزعماؤها بحكم السقوط. أما النظام فهو هناك بكل صلابته وعنجهيته وقوته العارية. هو "الجهاز" المترع بالطاقة العنفية وبالاستعداد لاقتراف واسع وشامل على غرار ما اقترفه في سوريا وما يرتكبه حلفاؤه في شوارع العراق وساحاته.

منذ ليل الخميس الماضي، بدأت "الثورة المضادة" التي يقودها حزب الله، مستخدماً الترهيب والاعتداءات المتفرقة والدعاية المضادة، ويلجأ إلى تعبئة الموالين له. وهو يضغط بشراسة على بعض الأجهزة الأمنية كي تنفذ أوامره: عزل المتظاهرين وحصرهم في بعض الأمكنة وفتح الطرقات، بما يمنع "العصيان المدني" ويكسر الإضراب العام. وتحويل الاعتصامات إلى حالة عبثية لا معنى لها. وهو لوّح للجيش وللقوى الأمنية وللمواطنين، أنه في حال فشل هذه الخطة، فسيتولى حزب الله بجحافله قمع وتشتيت التظاهرات والاعتصامات وفتح الطرق.. ولو بالدم.

اليومان المقبلان حاسمان.

 

جمهور "المقاومة" أول المطالبين بتحطيم أصنامها

وليد حسين/المدن/26 تشرين الأول/2019

مقدمة لا بد منها: الموت لإسرائيل. عبارة أخذ بعض الجنوبيين يفتتحون بها تعليقاتهم، للقول إنهم ليسوا عملاء، في مطالبتهم بإسقاط الحكومة، في انتفاضتهم ضد السلطة الفاسدة.

أصنام المقاومة

كنت في الثامنة من عمري عندما تقطع جسد أخي زياد إرباً، أثناء تنفيذه عملية ضد دبابة إسرائيلية في قريتنا حولا في العام 1987، ولم نجد منه إلا القليل لمواراته الثرى. وعندما ذهب أبي إلى مجلس الجنوب في حومة تقاضي عائلات الشهداء تعويضات مالية (عشرين مليون ليرة لكل شهيد) عن خساراتهم أبنائهم، في أواخر التسعينيات، أهين بأن حُرر له شيكاً بمئة ألف ليرة. وقيل له حينها حرفياً أن الشهيد في الثمانينات كان يساوي هذا الثمن.  تربينا في بيت والدي الشيوعي على "المقاومة"، واحتمال الشهادة في سبيل الأرض والوطن، على ما كان يكتب في قصائده. ولم أتخلص من هذه المشاعر إلا في منتصف العشرينات من عمري. أي بعد "تحرير" الجنوب واحتفاظ حزب الله بسلاحه وسيطرته على المناطق المحررة وترويعه كل من لا يواليه ويطيعه. وتكرس تحطُّم أصنام "المقاومة" في وجداني، بعدما خاض حزب الله معاركه الداخلية أو حروبه الأهلية في لبنان، سعياً للتصدر والسلطان وتسيّده على الآخرين. أي عكس ما قاله الحاكم بأمر الله في الجمهورية اللبنانية المخلّعة، والتي كان المساهم الأول في تصديعها، وأطل علينا يوم الجمعة في قناع فقيه دستوري مقدس، رافضاً إسقاط الحكومة وسقوط الفاسدين في الشارع المنتفض، ممجِّدا إصلاحات حكوميّة ملفقة، ومهدداً الشعب اللبناني بجيشه السري الذي افتتح كلمة سيده بترويع المتظاهرين والمعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.

مرشد الجمهورية

العنف الذي يدبره أركانه ويأمرون به جيشه في الخفاء، حق مقدس من حقوقه على اللبنانيين جميعاً، وخصوصًا على من لا يطيعه من طائفته. فهو مرشد الجمهورية، ورئيس مصلحة تشخيص نظامها، وله القرار والسيادة في تقرير مصيرها. كيف لا، وقد أعلن عن دوره الفعلي والياً سياسياً وعسكرياً بأمر اللبنانيين، واكتشف فجأة بفراسته في مخبئه السري "المؤامرة" التي يحيكها شعبه على "مقاومته" وجيشه، فراح يتهمه بأن سفارات ودولاً تموله وتأمره. فالسياسة كلها عنده تمويل بتمويل، على غرار تفاخره بالتمويل العلني الذي يتلقاه من سيده ووليه الخامنئي في إيران، متحدياً أن يكشف المنتفضون عن مموليهم، بدا ما يقوله أشبه بلعبة الأطفال، أكثر مما بدا صاحب قوة وشكيمة مطلقتين. مع ذلك انقاد الآخرون الذين ولاّهم إلى طاعته والتسليم له بما يريد. وإذا استعرت من طفولتي الجنوبية مثالاً، يبدو في تهديداته أشبه بشبّان الحارة الشمالية في حولا، أولئك الذين كنت أخرج من ملعب كرة القدم معهم مكسّر القدمين، سواء فاز فريقنا أو خسر.

صنم الورقة الاقتصادية والطائفية

بعكس عائلتي التي استمرت في تمجيد "المقاومة" - رغم توجيهها انتقادات لحزب الله على مشاركته في السلطة وحماية الفاسدين - حطّمتُ صنم "المقاومة"، وبت من الداعين لحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، أي الجيش اللبناني، منشداً في مناسبات كثيرة: "ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني". انفتحتُ حينذاك على باقي مكونات المجتمع، بعدما مزقت الطائفية وحروبها اجتماعهم وعيشهم في دولة يتساوى فيها المواطنون. نعم تحطيم صنم المقاومة كان ركناً أساسياً لدخولي إلى الوطن الرحب. وهذا ما يجب أن يدركه جمهور حزب الله، قبل جمهور حلفائه. فسيد المقاومة في خطابه الأخير، وما قبل الأخير، بدا أشد المتمسكين بالسلطة المتفسخة الفاسدة وبرموزها ونظامها، تحت لواء الورقة الإصلاحية الحكومة الوهومية. وهي الورقة التي فنّدها  اقتصاديون محسوبون على محور "المقاومة" أو الممانعة، واعتبروها ورقة إفلاس البلد وبيعه. وبدا قائد الجيش السري أشد المدافعين عن النظام الطائفي، الذي يفقد سقوطه الأحزاب الطائفية كلها قدرتها على التحكم برقاب اللبنانيين، بمن فيهم جمهور حزبه. وكان أول المدافعين عمن انتقدهم، واتهمهم بالتآمر والوقوف وراء انتفاضة اللبنانيين، أي سمير جعجع وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط. فبهجومه عليهم أراد شد عصبهم الطائفي على قاعدة "يا غيرة الطائفة"، برغبة واضحة منه في تجديد قسمة اللبنانيين إلى ساحتين متصارعتين. هذا بعدما عرّاهم الشعب اللبناني مطالباً بمحاسبتهم جميعاً، و"كلن يعني كلن". ليس هذا وحسب، بل أن سيد "المقاومة" استعان من جديد بالمؤامرة على البلد و"المقاومة" لشد العصب الشيعي ورفع الغطاء عن أي شخص خرج من بيئته، للمطالبة بمحاسبة جميع الذين أفقروا البلد وهجّروا أبنائه. وبذلك يكون قد أعاد اللحمة للنظام الذي بدأ يتضعضع أمام وحدة الساحات من الشمال إلى الجنوب، وعلى قاعدة "كلن كلن حراميي"، ومحاسبة جميع المسؤولين واسترداد الأموال المنهوبة. بعد هذا كله، أليس جمهور "المقاومة" هو المطالب الأول بتحطيم أصنامها؟!

 

أعمال شغب وإطلاق نار في العين والـــزيتون

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/السبت 26 تشرين الأول 2019

لا يزال أهالي بعلبك ينتفضون في وجه السلطة السياسية والنظام الطائفي الفاسد، وفيما كان الرهان أن تتسع المشاركة تعبيراً عن مدى الحرمان الذي تعانيه المنطقة، تبقى التطلعات إلى الأيام المقبلة وما تحمله من تطورات.

يواصل أهالي بعلبك رفع صوتهم ومطالبهم المعيشية والسياسية، حيث يتجمعون في ساحة خليل مطران وسط المدينة، ويفسحون المجال أمام المواطنين لممارسة حياتهم الطبيعية، ثم يعاودون التجمّع مساء حتى ساعات الليل المتأخّرة. وبدأ التجمّع أمس متأخّراً بسبب كلمة السيد حسن نصرالله والتخوّف من صدامات قد تحصل نتيجة الدعوات التي وجّهت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، والتي دعت إلى تنظيم مسيرات شعبية تأييداً لكلام نصرالله في قرى البقاع ودورس وغيرها.

ورفع المعتصمون لافتات كُتب عليها: «دعم الجامعة اللبنانية ومنع التدخّل السياسي فيها»، «أين المشاريع الإنمائية لبعلبك الهرمل»، «السرطان كتير منتشر فتشوا عن سم الأكل والشرب»، «بدنا ضمان شيخوخة وضمان إجتماعي مش منهوب»، إضافة إلى الشعارات التي تطالب برحيل السلطة واستقالة الحكومة وغيرها، حين اعتصامهم في الخامسة والنصف بوتيرةٍ أقل من كل يوم، إذ اقتصرت على العشرات، على وقع أهازيج الدبكة البعلبكية والأغاني الوطنية والثورية، رافعين الأعلام اللبنانية وسط أجواء من البرد والشتاء المستمر في المنطقة لليوم الثاني على التوالي دون أن يدفع الناس الى الخروج من الشارع.

تقول هبة رعد: «من حقي أتعلم بجامعة في بعلبك مش أتعذب على زحلة وبيروت كل يوم». وتطالب الدولة ببناء جامعات في بعلبك، وتشيد بالحشد الذي يزداد يوماً بعد يوم في المدينة والمكوّن من مسلمين ومسيحيين. ويؤكّد علي اللقيس، أنّ الإعتصام باقٍ حتى تحقيق المطالب «ولا شيء سيجعلنا نخرج من الشارع لا تهويل ولا غيره».

وفيما يستمر الإعتصام اليومي في بعلبك حتى ساعات متأخّرة من الليل، فُضّ أمس باكراً نتيجة المسيرات التي نظّمها «حزب الله» في بعلبك تأييداً للسيد نصرالله، حيث جابت السيارات والدراجات النارية شوارع بعلبك من مسجد رأس الإمام الحسين في رأس العين، وصولاً إلى السوق التجارية وسط الشتائم ضد الرئيس الحريري و»القوات اللبنانية»، ومن هناك إتجهت إلى دورس مقتربةً من التجمع في ساحة المطران في مشهدٍ إستفزازي ملاقاةً للتجمع الكبير الذي حصل عند دوار الجبلي من أنصار «حزب الله» ومحازبيه. وكان طريق دوار الجبلي في محلة دورس فُتح أمس أمام السيارات والمارة بعد أن قُطع ليل أمس بالسيارات وأعداد من المحتجين. كذلك شهدت بلدة عرسال إعتصاماً في ساحتها مناصرةً للثورة في كل لبنان، حيث رفض أبناء البلدة تدخل عدد من الإنتهازيين وفق قولهم، والذين أرادوا ركوب موجة الإعتصام لتحقيق مآرب خاصة. وفتح الجيش الطريق في محلة الفاكهة بعدما قطعه إحتجاجاً عدد من أبناء البلدة وبلدات الزيتون والعين. وكان عدد من شبان الفاكهة والزيتون قطعوا الطريق تضامناً مع الثورة، لكن بعد كلام السيد نصرالله جابت مئات السيارات من العين واللبوة والنبي عثمان المنطقة محاولةً فتح الطريق، ما دفع الجيش للفصل بين الطرفين، فعمد انصار «حزب الله» الى تكسير وتحطيم سيارات أبناء الفاكهة والزيتون المتوقفة على الطريق، ثم اطلاق النار في الهواء.

 

مواكب لمناصري «حزب الله» جابت مرجعيون وبنت جبيل والنبطية وصور

ماليا العشي/جريدة الجمهورية/السبت 26 تشرين الأول 2019

جابت المواكب السيارة المؤيّدة لمواقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، معظم قرى وبلدات الجنوب والمنطقة الحدودية، رافعةً الأعلام اللبنانية ورايات «حزب الله» وصور السيد نصرالله، وعلت الهتافات المؤيدة لقائد المقاومة. في وقت احتشدت جموع كثيرة من المواطنين على جانبي الطرقات، ملوحين بالأعلام اللبنانية، ورايات المقاومة. وانطلقت المواكب السيارة من نقاط تجمّعها في ساحات قرى وبلدات: كفركلا، عديسة، الطيبة، دبين، بلاط، واتّحدت في موكب واحد ضمّ حوالى 150 سيارة، جاب الطريق الحدودية المحاذية للجدار الإسمنتي الفاصل، تأييداً لكلمة نصر الله، في ظلّ انتشار كثيف لدوريات الجيش المؤللة على الطرقات. ولوحظ استنفارٌ لعددٍ من جنود الجيش الإسرائيلي عند نقطة المراقبة العسكرية في مسكافعام، في محلة الثغرة قبالة حاجز الجيش في عديسة. كذلك، انطلقت أعداد كبيرة من السيارات والدراجات النارية من الساحات العامة في قرى وبلدات بنت جبيل،في اتجاه الطرقات العامة والخطّ الساحلي، حتى نقطة التجمع في منطقة جسر الزهراني.

وشهدت مدينة النبطية وقراها مسيرات مماثلة.

ومن روم في منطقة جزين سارت مواكب نحو حيطورة وجباع، وصولاً إلى مليتا.وجابت مسيرة سيارة مؤيدة لمواقف نصرالله شوارع صور، وهتفت لرئيس مجلس النواب نبيه بري، كذلك انطلقت مسيرة من دوّار العلم في صور، الى فرع مصرف لبنان وسط تدابير أمنية وانتشار للجيش، الذي عزّز انتشاره عند المصرف وفي محيطه. وردّد المشاركون فيها هتافات تدعو إلى حوار مع الرئيس ميشال عون، تلبية لدعوته المتظاهرين أو ممثلين عنهم للحضور إلى قصر بعبدا. وفي حاصبيا، انطلقت مسيرة حاشدة في سوق البلدة الرئيسي، شارك فيها أبناء حاصبيا وقرى الجوار، رافعين الأعلام اللبنانية، منشدين النشيد الوطني والأغاني الوطنية، مطالبين «بتغيير النظام السياسي ومحاسبة الفاسدين، واسترداد الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، وتأمين حقوق المواطنين كافة». وطاف المحتجون في شوارع البلدة، بمواكبة أمنية مشدّدة من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

طرق الجنوب - البقاع الغربي ما زالت مقفلة

وفي سياق الاحتجاجات الشعبية وقطع الطرقات، ما زالت طريق الجنوب - البقاع الغربي - راشيا على حالها منذ أيام، من قطع للطرق عند مثلّث سوق الخان، وعلى مستديرة ضهر الأحمر ومفترق الرفيد والصويري، ومستديرة جب جنين والطريق الواصل بين راشيا والبقاع الأوسط والحدود الدولية عند نقطة المصنع.

ويسلك المواطنون الطرق الفرعية للتنقل الضروري لقضاء حاجياتهم وللوصول الى مختلف المناطق.

 

صور والنبطية وكفرمان: الانتفاضة ضد التخويف والتخوين

حسين سعد/المدن/26 تشرين الأول/2019

لم يخل الصوريون المنتفضون ساحتهم، عند دوار مفرق الاستراحة، الذي رفعت عند شرقه مؤخراً سارية أطول علم في لبنان، خاطفاً الاسم التاريخي لهذا الدوار. ويوم السبت، حافظت وتيرة الانتفاضة على وجودها ومشهدها المستمر منذ تسعة أيام، على الرغم من تسجيل انسحاب بعض المجموعات، تأثراً بدعوة أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، إخلاء جمهور المقاومة للساحات. شعارات الانتفاضة في تلك البقعة المطلة على بحر صور لم تتبدل "وين طار الاحتياط النقدي يا رياض"، "الجوع وحدّنا"، و"نحن بس ضد الجوع".. وسواها من أدبيات المنتفضين، التي تدعو إلى استقالة الحكومة وانتخابات مبكرة واسترجاع المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين. يحدث هذا، في وقت كانت المدينة، ولا سيما السوق التجاري، تحاول استعادة انفاسها بالتزامن مع تسيير حركة المرور، والتوصل إلى اتفاق يقضي بعدم إقفال الشارع المؤدي إلى وسط المدينة، وانحصار المنتفضين داخل الدوار. وهم يتحضرون بالتنسيق فيما بينهم للخطوات التصعيدية السلمية ومنها المشاركة في السلسلة البشرية الموعودة اليوم الأحد.

ورقة الناشطين وهواجسهم

في تلك الساحة المتنوعة، التي يغلب عليها الطابع اليساري، تتفاوت نبرة المنتفضين. إذ أصدرت مجموعة المعتصمين ورقة جمعت فيها معظم آراء ومطالب المواطنين، منها رفع السرية المصرفية على كل من يتعاطى بالشأن العام، رفع الحصانات النيابية والوظيفية، تعديل القوانين المتعلقة بديوان المحاسبة، فتح ملفات الفساد والاثراء غير المشروع وتسليمها إلى قضاة مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، إلغاء كل المجالس المعمول بها واستبدالها بوزارة للتخطيط وحل جذري لمشكلة الكهرباء وتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، والدعوة إلى انتخابات نيابية خلال ستة أشهر.

يؤكد مصطفى سكيكي الحاضر منذ اليوم الأول في ساح الاعتصام أن المنتفضين مكملون وباقون بالشارع، لكن إلى متى؟ هذا مرهون بما سيحدث. مضيفاً، مطالبنا سلمية ووطنية وموجهة ضد الفاسدين. ويشدد الدكتور حاتم حلاوي على الاستمرار في الانتفاضة. ويقول: "نحن لم نجد شيئأ جديداً في خطاب سماحة السيد. فقد كنا ننتظر أن يكون فيه شيء عملي. نقول هذا على الرغم من حب الجميع للسيد حسن واحترامهم وتقديرهم لمصداقيته. لذلك، نحن سنواصل تحركنا، ومدى استجابة الناس مرهون بالساعات المقبلة".

الناشط علي بزون شدد على التمسك بالحراك الشعبي السلمي المعبر عن آهات وآلام اللبنانيين جميعاً، وقال: "إن تحركنا انطلق من وجعنا نحن الشباب، ووجع كل الذين ينادون بوطن يحمي الجميع، ويؤمن فرص العمل لأبنائه وبنيه". الناشط حسين عطايا يحسم الاستمرار في الانتفاضة على قاعدة تحقيق المطالب التي صارت معروفة، و"الساحة في صور لم تتأثر بخطاب السيد حسن.. تأثرت بمواكب الدراجات فقط". وتابع عطايا: "الانتفاضة قائمة حتى إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة الوضع، حتى لا يحصل الفراغ، الذي يخوفنا به السيد حسن. وهو نسي عندما اعتصموا لأكثر من سنتين في وسط بيروت لإسقاط حكومة السنيورة والفراغ الرئاسي الذي استمر أيضاً أكثر من سنتين.أما الرئيس الحريري فقد اعترف في خطابه بوجود الفساد أمام الرأي العام، عندما اعلن انه سيتقدم بقانون لاستعادة الأموال المنهوبة".

النبطية: التفاهم مع البلدية

ساحة النبطية، التي تجمع المنتفضين بإصرار يومي، ما زالت على موقفها وصمودها وإن "تفهمت" أمر فتح الطريق في المنطقة. يشير عبد شكر، أحد ناشطي الانتفاضة في النبطية: "إن انتفاضتنا متواصلة، لأن هذا الانتفاضة شعبية وطنية عفوية نابعة من جروحات الناس وآلامهم، وتطلعاتهم نحو بناء مستقبل لأولادهم، وبناء دولة أساسها المواطنة، بعيدة عن المحاصصة الطائفية".. مؤكداً التوصل مع بلدية النبطية بعد الإشكال الأخير على تفاهم لفتح جانب من الطريق، لتسهيل حركة مرور الناس وسياراتهم. وعما إذا ما كانت النبطية ستشارك في السلسلة البشرية، أوضح شكر: "سنتواصل مع مع المجموعات الأخرى للاستفسار عن هذا العمل.ونحن في خدمة الحراك". لا تبارح الناشطة مايا ضاهر ساحة اعتصام النبطية، الذي يتميز بنكهة التعاون بين الجميع في المنطقة من خلال مساحات الرأي والحوار. وتقول ضاهر: "نحن مستمرون هنا في النبطية إلى حين نيل المطالب، وعلى رأسها تشكيل حكومة إنقاذية"، لافتة إلى تشكيل لجنة مصغرة من حراك النبطية للتشبيك بين كافة المناطق اللبنانية، من أجل توحيد المطالب المرفوعة. تضيف ضاهر: "المرأة الجنوبية أثبتت أنها عنصر رئيسي في ساحة المطالب على امتداد الوطن. وهي تتسم بالوعي والمسؤولية، وتحمل هم بناء مجتمع متماسك، قاعدته العدالة الاجتماعية من أجل دولة حقيقية".

دوار كفرمان

بقيت الأجواء عند دوار بلدة كفرمان، ولا سيما داخل الخيمة التي نصبها المنتفضون ومحيطها، محافظة على جهوزية المنتفضين، والاستعداد لأي خطوات مقبلة، انسجاما مع الحراك الممتد على الاراضي اللبنانية.و يلفت أحد الناشطين في المنطقة، المهندس حاتم غبريس، أن الاعتصام باق في دوار كفرمان. وقد تم فتح مسرب من الطريق في المنطقة، "حتى لا نعطل أرزاق الناس، المتضررين أصلاً من الوضع الاقتصادي وسياسات الحكومة وأركان السلطة، التي تعيث فساداً في البلد".

 

بـ"المقاومة" و"فرّق تسد": حزب الله يستميت لإخماد انتفاضة صور

خضر حسان/المدن/26 تشرين الأول/2019

شكّلت انتفاضة مدينة صور محطة مفصلية في مسيرة الانتفاضة اللبنانية التي انطلقت في 17 تشرين الأول، ذلك أنها تحدّت السلاح الذي رفعته حركة أمل في وجهها، في محاولة لإخمادها، بحجة أن المتظاهرين شتموا رئيس مجلس النواب نبيه بري وزوجته رندا. بعد سحب المسلحين من الشارع، اختفى صوت "أمل" على وقع ضجيج كلمات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وهنا يُسجّل لانتفاضة المدينة أن صوتها بقي أعلى من الضجيج الرامي لإخمادها وإخماد صوت الانتفاضة في الجنوب وكل المناطق.

فزّاعة المقاومة

وزّع نصر الله كعادته شهادات الوطنية بما يتناسب مع مصلحته. فوضع المتظاهرين في خانة العداء للمقاومة. وبرأيه، بعضهم يدري وبعضهم الآخر لا يدري. فنصر الله يعتبر أن أيادٍ خفية تحرك التظاهرات لتوجهها ضد المقاومة. كلام نصر الله يوم الجمعة 25 تشرين الأول، ترافق مع قرار مركزي بتسيير تظاهرات مؤيدة للمقاومة، كان لمدينة صور نصيب فيها. ففي صور وقراها، حشد حزب الله محازبيه وأنصاره، وانطلقوا بسياراتهم ودراجاتهم النارية ليجوبوا شوارع المدينة. واستعمل الحزب في دعواته خطاباً يوحي بأنه يحشد الناس لمواجهة اجتياح إسرائيلي. ففي بلدة "معركة"، وزّع الحزب رسائل نصية عبر الوتسأب تقول: "أهلنا الغيارى على المقاومة وقيادتها في بلدة معركة، يا مَن عقدتم العزم على حفظ المقاومة بالأرواح والدم، يا مَن لا ترضون أن تحكم فيكم الأفواه المأجورة، وتزحزحكم عن كلام سيّدكم الفصل، تثبيتاً للعهد بالقول والفعل، وتجديداً للوعد بالنصر الآتي، مقاومة ومؤازرة شعبٍ عزيز لا يرضى الذل، ندعوكم إلى المسيرة السيارة التي ستبدأ بعد كلمة سماحة الأمين المفدّى السيد حسن نصرالله  حفظه الله، صرخةً في وجه كلّ مراهن على تركنا مسيرة المقاومة.. التجمع اليوم الجمعة الساعة 4:30 أمام مجمع الامام الرضا (ع) معركة". حاول نصر الله في خطابه أن لا يعمم على كل المتظاهرين تهمة الوقوف ضد المقاومة، لكن الممارسة على أرض الواقع أثبتت أن الجميع متهم وإن ثبتت براءته. فمسيرة صور، بمنطق الحزب، موجهة ضد من ليسوا غيارى على المقاومة، من الشعب الذي يرضى الذل، في حين أن انتفاضة صور تضم أسرى محررين، بعضهم أمضى أكثر من 10 سنوات في المعتقلات الإسرائيلية، كما تضم مقاومين يعرفهم أبناء القرى، وخصوصاً حزب الله. استعمال المقاومة كفزاعة لإسكات أي صوت معارض، كانت تخرقه الاعترافات التي يدلي بها محازبو ومناصرو حزب الله، خلال نقاشاتهم في القرى مع مقاومين شيوعيين ويساريين يشاركون في الانتفاضة منذ اليوم الأول. فمحازبو ومناصرو الحزب، لا يستطيعون إنكار نضال آلاف المقاومين، وهو ما أوقعهم في تناقض كبير. فمن جهة، تاريخ الجنوبيين في المقاومة معروف، ومن جهة أخرى يلتزمون تنفيذ القرار الحزبي بالنزول الى الشارع "لنصرة المقاومة".

فرّق تسد

نجح المنتفضون في صور بردّ تهمة العداء للمقاومة، وتمكّنوا من تذليل خوف الناس من اعتداءات محتملة ضد المتظاهرين. فلم يكن أمام رافضي الحراك إلاّ اتّباع سياسة فرّق تسد. إذ عمد البعض إلى ترويج شائعات حول فض الاعتصام في صور، وانتشرت رسائل عبر الوتسأب تؤكد أن "مسؤولي الحراك في صور يطلبون من المتظاهرين إخلاء ساحة دوار العلم". بالتوازي، انسحب عدد ممّن كانوا ينشطون في التظاهرة غناءً ورقصاً وخطابة. يتذرّع بعضهم أن "البعض يردد شعارات لا تتناسب مع أهداف الحراك". علماً أن الشعارات التي تُرَدد، بقيت على حالها منذ اللحظة الأولى لانطلاق التظاهرة في صور. وكان بعض المنسحبين يرددون الشعارات ذاتها، فهل فجأة اكتشفوا أنها لا تناسب أهداف الحراك؟ ثم أن الشعارات تحمل المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا في صلب أهداف الحراك. أما الشتائم، فلا تُسمع في تظاهرة صور. انسحاب البعض أُعطيَ حجماً يفوق حجمه. فمنذ اليوم الأول لتظاهرة صور، كان هناك من يشارك ثم ينسحب لأسباب كثيرة، وهذا يندرج ضمن حرية التعبير عن الرأي، سواء بالمشاركة أو رفضها. لكن تسليط الضوء على الانسحاب بالتوازي مع خطاب نصر الله، له وقع أكبر على المتظاهرين وعلى الرأي العام في صور ومحيطها. وبالفعل، لم تهدأ الاتصالات التي تلقاها المعتصمون طيلة فترة الاعتصام، للتأكد ما إذا كان الاعتصام مستمراً أم لا، ليؤكد من هم في الساحة أنهم باقون. أيضاً، حاوَلَ البعض إظهار نفسه كقائد لتظاهرة صور، في حين أن لا قائد ولا موجّه للتظاهرة سوى المتظاهرين أنفسهم. وأقصى ما في الأمر، هو تطوّع عدد من الأشخاص بضبط التظاهرة لتبقى ضمن إطارها السلمي. ويمكن لأي شخص في التظاهرة أن يبادر الى التنظيم والتواصل مع المتظاهرين.

قمصان سود

اشتُهِر حزب الله بإلباس محازبيه ومناصريه قمصاناً سود خلال تحركهم لتنفيذ قرارات الحزب، ومنها مهمات قمع التظاهرات والتحركات التي لا يوافق عليها الحزب، وهو ما بدا واضحاً خلال الاعتداء على المتظاهرين في ساحة رياض الصلح. وفي صور، دخل عدد من مناصري الحزب الى ساحة الاعتصام، بلباسهم الأسود. بقي بعضهم على الرصيف المقابل للساحة، يرمقون المتظاهرين بنظرات باردة وجامدة، في حين وقف جزء آخر جنباً الى جنب مع المتظاهرين دون ترديد أي شعار أو التفاعل مع الأناشيد الثورية وصرخات المتظاهرين، في مشهد واضح لا يحتاج الى تدقيق. ومع ذلك، أكمَلَ المتظاهرون ما اعتادوه لأيام، ولم تخمد الانتفاضة.

 

نصرالله "يخطف" الجمعة بإصبعه: إسقاط الانتفاضة

منير الربيع/المدن/26 تشرين الأول/2019

كان يوم الجمعة يوم حزب الله بامتياز. تختلف "إطلالة" الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن إطلالة غيره من السياسيين، بمن فيهم رئيسي الجمهورية والحكومة. فخطاباته هي "القرار". والآن هي التي ستحدد التعامل مع الانتفاضة الشعبية وتداعياتها أو كيفية الردّ عليها والتعاطي معها. يوم السبت الماضي، قال نصر الله صراحة: "لا لإسقاط الحكومة، ولا لإسقاط العهد". فجاء رد الساحات بالإصرار على مطلب إسقاط الحكومة والعهد. هكذا بدأ التحول الأساسي، من المطالب المعيشية إلى المطالب السياسية. وأصبح الجميع على يقين أن لا حلّ إلا في السياسة لهذه "الأزمة". وتوضح ذلك في ردود الناس على كلام الحريري وعون.

خطة فتح الطرق

طوال الأسبوع، كانت الاتصالات تجري للبحث عن حلول، وكيفية إخراج الناس من الشوارع، وحصرها في ساحات لا تعيق حركة البلاد. هذا المشروع الأساسي الذي أرادت الحكومة تثبيته، أي أن تستمر الناس في التظاهرات إلى أن تتضجر وتتعب، فتستمر الحكومة والتسوية السياسية وكأن شيئاً لم يكن. لكن كل المحاولات فشلت في إخراج الناس من الشارع، قبل تحقيق هدف سياسي بارز، يتمثل باستقالة الحكومة. وفي هذا السياق، ووفق المعلومات، يبدو أن كلام نصر الله حول فتح الطرقات، سيبدأ البحث به جدياً، عبر لقاءات لقادة الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها لوضع خطة واضحة لفتح الطرقات خلال اليومين المقبلين، على نحو يعود لبنان الإثنين إلى حياته الطبيعية. وإذا لم تفلح في ذلك، فلحزب الله تدبيره وبأسلوبه. وليلة الخميس، اتخذ قرار حاسم من حزب الله والتيار الوطني الحرّ، بضرورة فتح الطرقات، أو اللجوء إلى المنازلة في الشارع. وهذا الهدف هو عزل الاعتصامات عن الحياة اليومية. استبق مناصرو حزب الله كلمة قائدهم بعد ظهر الجمعة، ونزلوا إلى ساحة الرياض الصلح. تم التحضير لذلك ببناء "رأس جسر" (أو دفورسوار) داخل الساحة عبر تمركز 200 عنصر فيها ليل الخميس. وكان الهدف ترهيب المعتصمين باحتمال ترسيخ شارع مقابل شارع وساحة مقابل ساحة قبل فعلوا قبل 14 عاماً. وهذا يعني حكماً صنع انقسام سياسي و"شعبي" في البلد، بمنطق كما أن هناك متظاهرين لديهم مطالب معيشية، فلدى جمهور حزب الله أيضاً مطالب. هكذا حدث مشهد اجتياح مناصري الحزب ساحة رياض الصلح، في محاولة للسيطرة عليها.

شيطنة الانتفاضة

لاحقاً، طلب نصر الله من مناصريه الخروج من الساحات. لكن عملياً، على الأرض، هو أمر بالتحضير للانتشار في ساحات أخرى. وهذا ما رأيناه في الضاحية الجنوبية، وفي بيروت، وبعلبك والهرمل وصور والنبطية..إلخ، من خلال مسيرات سيارة ضخمة مؤيدة للحزب. تحركات جمهور الحزب كنت تتوازى مع مطالعة سياسية قدّمها نصر الله فتحت الباب أمام كل الاحتمالات. فتدرج في كلمته بثلاثة مراحل، الأولى تأييد مبدئي لما أسماه "الحراك" وحماية المشاركين به وحريتهم في الاستمرار به. والثانية طلب "الحوار" في المطالب المشروعة، مع الحفاظ على الثوابت السياسية، أي لا إسقاط للعهد ولا انتخابات نيابية مبكرة، مع فتح نافذة حول الوضع الحكومي (ميز بين "نرفض" إسقاط العهد و"لا نؤيد" استقالة الحكومة). أما الثالثة فكانت الأهم، وهي زرع الشبهات والشكوك والاتهامات حول الخلفيات السياسية لما سماه "الحراك"، بل وأشار إلى ارتباط بالسفارات وأوحى أن هناك تمويل مشبوه مخابراتي. بمعنى ما، شيطن حسن نصرالله الانتفاضة الشعبية، وسحب صك البراءة الذي منحه يوم السبت الماضي. وبالتالي، فتح الباب أمام مناصريه للاقتصاص من المعتصمين والانقضاض على الانتفاضة ومظاهرها، طالما أنها "ممولة من الخارج" وتستهدف المقاومة وسلاحها.

الإصبع "المخيف"

لم يكن خطاب نصر الله خطاباً تقريرياً، أو وصفياً لما يجري، بل هو تحذيري وأشبه بإنذار أخير: الحزب يحضّر لمرحلة مقبلة ولقرارات من طبيعة أخرى ستلي هذا التحذير. ما يعني حكماً أن هذه الانتفاضة يجب أن تسقط. ولذلك، لوح بإصبعه لبعض القوى السياسية، قائلاً: "إذا ما أخافكم إصبعي فلتخافوا".

لم يدخل في تفاصيل الملف الحكومي، وفي اللاءات التي رفعها: لا لإسقاط العهد، ولا للانتخابات النيابية المبكرة. أما بما يخص الحكومة فقال: "لا نؤيد إسقاط الحكومة". وهذا يُعد تراجعاً عن ما قاله السبت الفائت: "ممنوع سقوط الحكومة". الآن تغيرت المعادلة والعبارة متحوطاً من سقوطها بسبب المتغيرات. لكن الأكيد أنه رفع الشروط أمام استقالة الحكومة في المفاوضات التي تجري، أي أن لا يبدو الأمر وكأنه يقدم تنازلاً لجمهور الانتفاضة، بعدما قرر مواجهتها.

على صورة العراق

لطالما اعتبر نصر الله أن حزبه لا يتدخل في التفاصيل اللبنانية، ومهامه وأدواره أبعد بكثير من لبنان. لكنه الآن ينظر إلى المعركة من إطارها الأوسع. ويرى المعركة في لبنان تمثّل انقلاباً عليه وعلى انتصاراته، ولا تنفصل عن ما يجري في العراق الذي يشهد تظاهرات واسعة أيضاً ضد هيمنة صنوه، الحرس الثوري الإيراني (الحشد الشعبي). وبالتالي، هذه حرب المحور الذي ينتمي إليه الحزب. وهنا، قال إنه مضطر لحماية البلد من الفراغ، وأنه حاضر لدفع أي ضريبة للحفاظ على الستاتيكو، لأن ذلك أهون من دفع الدم.

بقاء الحريري من بقاء باسيل

خاطب نصر الله الداخل والخارج، حين عبر عن رفضه الفراغ. وأن لا بديل واضحاً ونزيهاً يستلم السلطة بحال سقوطها. وهي المقولة التي استعملت دولياً وإقليمياً لمنع إسقاط بشار الأسد في سوريا. على هذا كله، أي تغيير للحكومة يجب أن يكون مقروناً باتفاق مسبق يضمن تشكيل حكومة تلائم حزب الله. وبحال استمرار الاستعصاء فإن فوضى الساحات ستستمر، وستؤدي إلى صدامات ممنهجة وقد تتحول دموية. وحسب المعلومات، كلام نصر الله حول الحكوم، تُرجم سريعاً بلقاء عاجل للحريري مع رئيس الجمهورية. وحسب المعلومات، فإن البحث تركز حول كيفية استقالة الحكومة، والبحث بتشكيل حكومة جديدة، ووضع الصيغ المناسبة لها مسبقاً. لكن عون أصر على أن جبران باسيل يجب أن يكون ثابتاً في أي حكومة، أو إذا كان لا بد من مغادرته، فبشرط مغادرة الحريري وعدم تكليفه.

 

دور "وزير القصر" برفض عون قانون مكافحة الفساد

أكرم حمدان/المدن/26 تشرين الأول/2019

مع تقديرنا واحترامنا لبيان المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية والمشرف على هذا المكتب، حول رد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إلى مجلس النواب بتاريخ 25/7/2019 بعدما كان المجلس أقر هذا القانون في جلسة 27/6/2019، فإن رد القانون - أي قانون - هو بمثابة الرفض أو أقله عدم الاقتناع. وهذا من حق رئيس الجمهورية الدستوري الذي لا يُناقش به أحد.وبمعزل عن الأسباب الموجبة للرد، ومنها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، التي لم تقر بعد، فإن متابعة مسار هذا القانون منذ ولادته في مجلس النواب حتى صدوره، تبين أن الدور الأساسي والبارز في "ديباجة" أسباب رد القانون وعدم توقيعه، التي تجاوزت 14 سبباً، يعود إلى وزير شؤون رئاسة الجمهورية "وزير القصر"، وفق توصيف بعض القوى والأطراف السياسية، سليم جريصاتي، خصوصاً أن جريصاتي حاول إقناع مجلس النواب أثناء مناقشة وإقرار القانون في الجلسة النيابية العامة، ولكنه لم يُفلح، في طلب تأجيل البت به وربطه بموضوع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي لا تزال "تعسّ" في مهب الدراسة.

النواب والرئيس

يقول عراب هذا القانون النائب السابق غسان مخيبر لـ"المدن": "أبلغت رئيس الجمهورية وفريق عمله مجموعة من الملاحظات حول أسباب الرد وتفاهمنا مع عدد من النواب، خصوصاً في لجنة الإدارة والعدل على تسريع العمل من أجل إصداره نظراً لأهميته".

وأضاف مخيبر: "كنت أفضل صدور القانون في وقته، ومن ثم توضح ملاحظات رئيس الجمهورية في المراسيم التطبيقية، سيما وأن القانون يتفق مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الذي يُعمل عليها الآن، وينسجم مع الاتفاقيات الدولية التي انضم إليها لبنان، أو التي قد ينضم إليها، ومنها اتفاقية منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OCDE لمكافحة رشوة الموظفين العموميين الأجانب في المعاملات التجارية الدولية، التي أشار إليها بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية".

وأكد مخيبر أن "المطلوب الآن وبمعزل عن ملاحظاتي وملاحظات الرئيس، هو الإسراع في إقرار هذا القانون ولو معدلاً وفق ملاحظات الرئيس وقد عقدنا إجتماعات عدة بهذا الشأن مع النواب وخصوصاً في لجنة الإدارة والعدل لهذه الغاية".

رسالة سلبية

وفي سياق متصل، رأت مصادر "المدن" أن إعادة القانون إلى مجلس النواب، شكلت رسالة سلبية إلى مؤتمر "سيدر"، خصوصاً وأنه يُشكل أبرزالقوانين الإصلاحية المطلوبة من الدول المانحة، إلى جانب قانون الحق في الوصول إلى المعلومات وقانون حماية كاشفي الفساد.

وعلمت "المدن" أن اللجنة الفرعية التي شُكلت من قبل لجنة الإدارة والعدل لإعادة دراسة هذا القانون، قد أنهت عملها وتركت الخيار أمام لجنة الإدارة لترفع توصيتها إلى الهيئة العامة لمجلس النواب لإتخاذ أحد الخيارات التالية: إما التمسك بالقانون كما هو، والتأكيد عليه ما يستلزم تصويت الأغلبية المطلقة أي 65 نائباً، وإما الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية رغم تناقضها مع قناعات النواب، أو الأخذ ببعض ملاحظات رئيس الجمهورية.

منذ العام 2007

وللتذكير فإن هذا القانون كان مر بمراحل متعددة في اللجان النيابية، وأشبع درساً وتمحيصاً منذ تقدم به النائب الراحل روبيرغانم في أواخر العام 2007، تحت عنوان "مكافحة الفساد في القطاع العام". ودُرس في لجنة الإدارة والعدل التي كان يرأسها غانم نفسه. وأحيل إلى الهيئة العامة عامي 2009 و2010، ثم استُرِدّ ريثما تُشكل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وبعد أن وقع لبنان مع الأمم المتحدة اتفاقية مكافحة الفساد، أُعيد البحث في الاقتراح مجدداً. وشكلت له لجنة فرعية من لجنة الإدارة والعدل حينها، برئاسة النائب غسان مخيبر وعضوية النائبين الدكتورعماد الحوت وإيلي كيروز. وعقدت هذه اللجنة المصغرة 35 جلسة للبحث، ليعود ويولد من جديد من قبل اللجنة الأم عام 2017، ثم أحيل إلى لجنة المال التي درسته وأقرته انطلاقاً من صيغة لجنة الإدارة بتاريخ 19\12\ 2018.

مفارقة عونية

في الختام، لا بد من السؤال أو التساؤل أين كان فريق رئيس الجمهورية و"وزير القصر" عندما كان يُدرس هذا القانون في مجلس النواب ولجانه الفرعية والعامة، خصوصاً وأن عرّاب هذا الاقتراح كان عضواً في كتلة الرئيس عون النيابية (النائب مخيبر). كما أقر القانون أيضاً بإجماع لجنة المال، التي يرأسها أحد أبرز نواب التيار الوطني الحر وأمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب إبراهيم كنعان؟

 

حراك ميداني كي لا تتحول الثورة إلى "مخيم"

وليد حسين/المدن/26 تشرين الأول/2019

رداً على الخطاب التهديدي والتخويني الذي أطلقه أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عادت وامتلأت ساحتا رياض الصلح والشهداء بعشرات آلاف المواطنين، رغم حملة الترهيب يوم الجمعة. لكن التحدي الحقيقي الذي بات يعمل عليه الناشطون يكمن في الاستمرار بقطع الطرق يوم الإثنين، وشل حركة البلد، إسوة بالأسبوع الأول لانتفاضتهم. خصوصاً أن خطاب نصر الله، الناطق باسم السلطة، الفاقدة للشرعية كما يقول المتظاهرون، كان واضحاً وأشبه بأوامر موجهة للأجهزة الأمنية بوجوب وضع حد للاعتصامات في المناطق، ومع قطع الطرق، وفتح المقفلة منها. إذ تبين أن قطع الطرق يشكل واحد من مكامن قوة "الثورة" في ضرب عصب السلطة. فالتظاهر في وسط العاصمة وبقية المدن من دون شل حركة البلد يفقد المتظاهرين الفاعلية في تحركهم.

اليد "المالحة"

وكان نصر الله قد "أمر" المتظاهرين التزام الساحات وفتح الطرق، بحجة تسيير أمور الناس. فهو يريد الساحات أن تصبح عبارة كرنفالات، يشارك الناس فيه ويأكلون ويشربون ويصرخون حتى الصباح، ويعودون إلى بيوتهم من دون أي فعل سياسي، أو من دون القدرة على ممارسة أي ضغط سياسي، واقتصار الأمر على مجرد احتجاج اجتماعي، على غرار تثبيت المتعاقدين في الجامعة اللبنانية أو ضمان الشيخوخة، وخلافها.. وكانت مفاعيل خطاب نصر الله قد بدأت في معظم المناطق. إذ عمدت القوى الأمنية على محاولة فتح الطرق بالقوة. ففي بيروت تدخلت القوى الأمنية لفض الاعتصام الصباحي على جسر الرينغ بالقوة، أو "بيد مالحة" كما لمّح حسن نصر الله في خطابه، الذي ذكر فيه بتدخل الجيش لفض اعتصامات للحزب ووقع فيها قتلى. لكن الناشطين توافدوا بالمئات إلى الجسر، وعملوا على قطعه في أوله لناحية برج الغزال، وفي منتصفه. وتمكنوا من إفشال مخطط فتح الطريق. ثم انسحبت القوى الأمنية وسط تجمهر عناصر من حزب الله وحركة أمل، ووقفوا على الرصيف يتحينون الفرصة للانقضاض على المتظاهرين. وراحوا يتفاوضون مع بعضهم البعض طالبين عدم التعرض لنصر الله وللرموز الدينية، رغم عدم تطرق أي المتظاهرين لأي منهم. ليس هذا وحسب، بل ذهبت بهم الحيلة إلى إنشاد اغنيات للأطفال لتجنب هؤلاء المتربصين بهم، الذين بدوا أشبه بالمطاوعين، إذ وقفوا فوق رؤوسهم يستمعون إلى كل كلمة تقال. ورغم ذلك حاولوا مراراً وتكراراً إزعاجهم أو ترهيبهم، بما يذكر بتصرفات الفاشيين. هكذا، استمر الناشطونفي قطع الطريق، متوعدين بالبقاء فيه.

محاضرات جامعية وحلقات نقاش

وكانت ساحة رياض الصلح قد شهدت توافد بعض "المندسين" صباحاً، أتوا بأعلام وراحوا يطلقون الدعوات لعدم قطع الطرق واعطاء الحكومة فرصة من أجل المضي بالإصلاحات. وراحوا يفتعلون بعض المشاكل المتفرقة مع المتظاهرين.

وإسوة بالأيام السابقة أكمل أساتذة بعض الجامعات والمدارس تنظيم الدروس للطلاب في ساحة الشهداء. ونظمت كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف نقاشات سياسية حول إشكالية اسقاط الحكومة وتشكيلها، وماذا يعني اسقاط النظام. كما عملت مجموعات عدة على تخصيص حلقات نقاش سياسية ومطلبية. وحضر بعض الفنانين والمحامين والأطباء. وافترشت النسوة والأمهات بعض الطاولات، ورحن يقدمن الطعام البيتي المجاني للمتظاهرين. وذهبت بعض المجموعات إلى تقديم السندويشات البيتية، مشيرين إلى أنها من تمويل السفارة الفلانية، تندراً واستخفافاً بما قاله نصر الله، متهماً المتظاهرين بأنهم يتلقون التمويل من السفارات. ما جعل "الثورة" تبدو وكأنها دخلت في يوميات اللبنانيين، الذين انتقلوا بعاداتهم وحياتهم إلى الساحة.

الأيام المقبلة

بات وسط العاصمة، حيث تتوزع أكشاك بيع المأكولات والمياه والنرجيلة، وخيم الناشطين ومنصات المجموعات، يشبه كرنفالات المدن الأوروبية. مشهد مبهج لاجتماع الناس. لكن قد يصبح خارج السياسة في حال انتصرت مشيئة نصر الله. إذ أن محاولات حصر المتظاهرين في ساحات مغلقة على ذاتها، سيؤدي إلى تقطيع أوصال ثورتهم.  لذا الرهان الحالي عند الناشطين هو الاستمرار بملء الساحات في المناطق والحفاظ على التواصل فيما بينها عبر شل حركة البلد سلمياً. وقد بدأ الناشطون بالتحضير للأيام المقبلة، وسيعمدون إلى قطع الطرق، رغم التحذيرات والتسريبات التي بدأت تتوالى عن تدخل القوى الأمنية لفتحها بالقوة. كما سيشهد الأسبوع المقبل تحرّكات نوعية وصولاً إلى إعلان العصيان المدني.

 

دماء الثورة تسيل في طرابلس: من يورّط الجيش؟

جنى الدهيبي/المدن/26 تشرين الأول/2019

يبدو أنّ أوتستراد البداوي، كان الخطوة "التجريبية" من أجل تنفيذ الخطّة الأمنيّة لفتح الطرقات المقطوعة. وبعد أن كان الشمال يمضي يومه العاشر بالتظاهرات السلمية، لعلعت أصوات إطلاق الرصاص بعد الظهر عند أوتوستراد البداوي. وهكذا، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وانتشرت فيديوهات إطلاق الرصاص من قِبل الجيش نحو المتظاهرين، وبدأ التضارب مع الرجال والنساء والأطفال، وسادت حالة من القلق والخوف.

الرواية الأولى

ترك الحادث ندوبًا كبيرة في الشمال الذي وصفت ساحته بـ"عروسة الثورة". وفجأة، عاد النقاش إلى "لغة المحاور" والمعارك القتالية التي عاشها الشمال لسنوات طويلة، باستعادة اسم عامر ابراهيم الملقب بآريش. والرواية الأولى التي انتشرت في أوساط المواليين للعهد، هو أنّ الاشتباك بين الجيش والمواطنين لم يقع على إثر التظاهرات ومحاولات فتح الطريق، وإنما وقع نتيجة محاولة الجيش للقبض على أريش، قائد المحور سابقًا، وأنه هو من بادر إلى إطلاق النار نحو الجيش. لم يكن نشر هذه الرواية المغلوطة بريئًا، فجاءت الفيديوهات لتنفيها، وكذلك بيان قيادة الجيش الذي بدا ملتبسًا وغير واضح لجهة شرح تفاصيل الحادث. من جهة، يدرك أهالي البداوي وطرابلس، هوية قادة محاورها أمثال آريش وانتماءاتهم، والجهات السياسية و"الأمنية" التي تدعمها. ومن جهة أخرى، بدأت علامات الاستفهام تدور حول "الطرف" السياسي الذي يسعى إلى توريط عناصر من الجيش اللبناني بدماء المتظاهرين، بينما هم يهتفون في تظاهراتهم الحاشدة لنصرة الجيش اللبناني.

البيان والفيديوهات

بيان قيادة الجيش الذي بدا مبهمًا ولا يوازي حجم الحادث الكبير الذي وقع على أوتوتسراد البداوي المتصل بطرابلس، أشار إلى أنّ عددًا من المواطنين حاولوا اجتياز الطريق بسياراتهم، و"تدخلت قوة من الجيش لفض الإشكال، فتعرضت للرشق بالحجارة وللرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة، مما أوقع خمس إصابات في صفوف عناصرها". وتابع البيان: "عندها عمدت القوة إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المواطنين، واضطرت لاحقاً بسبب تطور الإشكال إلى إطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي، فأصيب عدد من المواطنين بجروح. وقد استقدم الجيش تعزيزات أمنية إلى المنطقة وأعاد الوضع إلى ما كان عليه، وفتح تحقيقاً بالموضوع". لكنّ الفيديوهات، تظهر أن الجنود لم يتهددهم أي خطر. وكذلك شهادات شهود العيان، كانت روايتهما مختلفة. هذا الحادث، نتج عنه نحو ثماني إصابات، تراوحت بين التضارب والرصاص المطاطي والرصاص الحيّ. ورغمّ أنّ بيان الجيش لم يذكر إطلاق عناصره للرصاص الحيّ، وأنّ الطلقات اقتصرت على الرصاص المطاطي، كانت حالة المصابين تحكي روايةً أخرى. بين المستشفى الإسلامي والمنلا في طرابلس، تابعت "المدن" حالة أربعة مصابين، نقلتهم سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والجمعية الطبية الإسلامية.

روايات المصابين

عمُّ أحد المصابين في مستشفى المنلا، يروي لـ"المدن" تفاصيل الحادث الذي وقع مع الجيش في البداوي: أثناء قطع مجموعة من الشبان المدنيين للاوتوستراد بطريقة سلمية، جاءت عناصر من الجيش وقالت للمجموعة: "معكم دقيقتين، يا بتطلعوا يا مندخل بالملالات". حينها، "كنّا على الأرض، ورفعنا أيدينا وقلنا: الله يحيي الجيش اللبناني". يقول: "حاولنا الحوار مع الجيش وعبّرنا عن وجهة نظرنا بأننا نقطع الطريق بشكلٍ سلمي، ثمّ فجأة انهالوا علينا نساءً ورجالًا وأطفالًا بالضرب بالعصي". في هذه اللحظة، تحول الأتوتستراد إلى ساحة معركة دامية: "حاولنا الدفاع عن أنفسنا للهروب، فبدأوا بإطلاق الرصاص نحونا وفي الهواء، ومعهم الحجارة والعصي، ثمّ قمنا نحن برمي الحجارة أيضًا". يتدخل أحد أبناء البداوي للقول: "الرصاص لم يكن مطاطيًا فحسب، وإنّما كان هناك إطلاق للرصاص الحيّ، وحتى إصابات الجيش وقعت عن طريق الخطأ فيما بينهم. ونحن نسأل الرئيس سعد الحريري: نزل الدمّ في عقر دارك وطائفتك ماذا تنتظر بعد؟"، يضيف: "نحن لم نطلق الرصاص على الجيش، ولا نقبل بذلك، ونحن معه ونطلب حمايته مهما حاولوا شيطنتنا وتدمير حراكنا السلمي".

التضييق على الصحافيين

في المستشفى الإسلامي التي لديها ثلاث إصابات، واجهنا مع عدد من الصحافيين تضييقًا كبيرًا أثناء طلب الدخول إليها. وقد وقع إشكال كبير مع أحد الموظفين الذي حاول التطاول والاستقواء بحجّة أن هناك أمرًا بعدم السماح في التصوير أو أخذ أيّ معلومة من المصابين، وكان الأمر مريبًا.

مصدر طبي في مستشفى المنلا، أكد لـ"المدن"، أن الإصابة التي جرت معالجتها، كانت قد تعرضت لإطلاق رصاص حيّ بشكلٍ مباشر، وقد جرى نزع الرصاص من جسد المصاب، وإلا كانت حالته آيلة للتدهور، بينما الرصاص المطاطي يُحدث جروحًا طفيفة ولا يخترق الجسد.

"أجنحة عسكرية"؟ اللافت في الشمال، هو أنّ النقاش يدور على ضرورة الوعي من التورط في أيّ صراعٍ مع الجيش، لأنّ قيادته كانت واضحة لجهة حرصها على حماية المتظاهرين. لكنّ ما يدور في كواليس النقاشات، هو إن كان هناك "أجنحةً عسكرية" تنفذ أجندات سياسية، وتسعى لشيطنة الحراك عبر زجّ المتظاهرين في نزاعٍ مباشرٍ مع الجيش، بحجة تنفيذ أوامر قيادية لفتح الطرقات. لكنّ التعاطي مع طرابلس وضواحيها، غالبًا ما يكون على قاعدة أنّ "جسمها لبّيس" للمعارك والدمّ. هذه المدينة التي وصلت سيرتها إلى كلّ دول العالم، بعد أن تحولت ساحة النور إلى  "عروسة الثورة" والساحات المنتفضة في لبنان، ورسمت على مبنى "الغندور" تحيةً كبرى للجيش بالخطّ الأحمر والأبيض: "من طرابلس شكرًا للجيش والقوى الأمنية"، يبدو أنّ هناك من يسعى للبدء بإعادة شيطنتها وصبغها بصورة "قندهار" عبر الصدام مع الجيش تحديداً.  تهتف طرابلس للثورة بفمها الملآن، من دون أيّ اعتبار سياسي أو طائفي. أطلقت الصرخات الثورية ووعدت أن تكون ساحتها مفتوحةً لكلّ ساحةٍ لبنانية تُغلق قسرًا، ورددت يوم أمس: "يا نبطية طرابلس معاكي للموت.. يا صور طرابلس معاكي للموت.. ويا بيروت طرابلس معاكي للموت...". هذه المدينة التي سعى البعض في خطابه إلى إعادتها لزمن المعارك ومشغلي المحاور، ربما لا تتنظر ردًّا على السؤال الذي تعودت عليها: من أطلق الرصاصة الأولى؟ وإنّما تنتظر جوابًا على سؤالها: لماذا البدء من طرابلس تحديدًا؟ معظم اللبنانيين باتوا يعرفون الإجابة، ويعرفون المتهم.

 

إقفال المصارف: خطر أزمة رواتب في القطاع الخاص

عزة الحاج حسن/المدن/26 تشرين الأول/2019

8 أيام عمل مرّت على إقفال المصارف اللبنانية أبوابها، مرشّحة للتزايد بانتظار استتباب الأمن، وحرصاً على سلامة العملاء وموظفي القطاع المصرفي وممتلكاته، على حد تعبير جمعية المصارف. والحال أنه منذ أكثر من أسبوع لا أعمال مصرفية على الإطلاق، لا تحويلات، لا صرف شيكات، لا عمليات سحب مباشر، باستثناء استخدام البطاقات المصرفية للسحب من الحسابات الجارية، لكن بالليرة اللبنانية فقط، من الغالبية العظمى من الصرافات الآلية التابعة للمصارف، وضمن سقوف معينة تختلف من مصرف الى آخر.

استمرار المصارف بإقفال أبوابها وعدم اتضاح الرؤية حيال الأيام المقبلة، يرفع منسوب القلق لدى شريحة من الموظفين خوفاً من عدم قدرتهم على تقاضي رواتبهم نهاية شهر تشرين الأول الجاري، والمستحقة بعد 3 أيام أو 4 أيام كأبعد تقدير. كما يزيد من الإرباك بين المواطنين من حَمَلة الشيكات أو المقترضين المستحقة عليهم أقساط، وغيرهم من المتعاملين مع المصارف.

أزمة رواتب

جمعية مصارف لبنان تواصل عقد اجتماعاتها يومياً، لمواكبة التطورات المهمة التي يشهدها البلد. ونظراً لعدم وضوح الرؤية أمامها، حيال استئناف عملها، عملت على تأمين رواتب الأُجراء والمستخدمين والموظفين نهاية الشهر الجاري، من خلال أجهزة الصرّافات الآلية، المنتشرة في كافة المناطق. وذلك بعد إنجاز وزارة المال رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين وتحويلها كاملة إلى مصرف لبنان ثم إلى المصارف. أما موظفي القطاع الخاص الذين تعتمد مؤسساتهم تحويل مستحقاتهم تلقائياً إلى حساباتهم، فيمكن تقاضيهم لرواتبهم عبر بطاقاتهم المصرفية عبر الصرافات الآلية (ATMs).

لكن ماذا عن موظفي القطاع الخاص الذين تتم شهرياً تحويل رواتبهم عبر المصارف، لكن بعد تسليم مؤسساتهم جداول بأسمائهم ورواتبهم يدوياً نهاية كل شهر؟ وماذا عن متقاعدي القطاع العام من كبار السن، الذين يتقاضون رواتبهم التقاعدية عبر دفاتر توفير مباشرة من الصندوق في المصرف، وليس عبر البطاقات المصرفية؟

هؤلاء لم يتضح حتى اللحظة كيف يمكن حل أزمتهم، في ظل إقفال المصارف أبوابها. ولن يتمكنوا بعد أيام من تقاضي رواتبهم، إلا في حال أثمرت جهود جمعية المصارف، وحوارها الجدي المنصب حالياً - وفق ما أكد رئيس نقابة موظفي المصارف جورج الحاج، في حديثه إلى "المدن"- على وضع حلول وآلية جدية لتأمين رواتب ومستحقات كافة المتعاملين مع المصارف من دون استثناء. وإذ أكد الحاج التوصل لحلول نهائية الأسبوع المقبل، فيما خص رواتب الموظفين والمتقاعدين في حال استمرار الإقفال، أعرب عن أمله باجتراح الحلول السياسية عاجلاً، للأزمة الراهنة، لاسيما أن استمرار الوضع الحالي "كارثي" على كل القطاعات الاقتصادية.

فتح المصارف؟

الأمل الذي يبني عليه الحاج بوضع آلية دقيقة الأسبوع المقبل، لتأمين رواتب كافة العاملين والمتقاعدين لم يتحلَّ به أحد المصرفيين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه. إذ من الصعب إيجاد حلول لتأمين رواتب لمن لا يستخدم البطاقات المصرفية من دون إعادة فتح المصارف، حسب هذا المصدر. أما فيما خص المقترضين من المصارف وكذلك المودِعين الذين استحقت ودائعهم، فلا يمكن سحبها أو التصرف بها من دون استئناف عمل المصارف بشكل طبيعي. من هنا، يتمنى المصدر أن تتجه المصارف إلى فتح أبوابها الأسبوع المقبل قبل أن تتفاقم حالة الإرباك بين عملاء المصارف.

وعلى الرغم من استمرار المصارف بتأمين السيولة اللازمة في صرافاتها الآلية، المنتشرة في كافة المناطق اللبنانية، غير أن ما يتم تأمينه في عدد كبير من الصرافات الآلية لا يكفي سوى لساعات قليلة، على الرغم من خفض سقوف السحوبات من معظم المصارف، وامتناعها عن تعبئة الصرافات الآلية بالدولارات، واقتصارها على العملة اللبنانية، انسجاماً مع دقة المرحلة وحساسيتها.

 

الإستقالة أقصر الطرق الى الحلّ... وأصعبها

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 26 تشرين الأول 2019ا

اقترب مختلف الأطراف بمن فيهم الأقوياء من تكوين قناعة ثابتة بأنّ استقالة الحكومة من أقصر الطرق وأرخص المخارج من المأزق. ورغم ذلك فهي بالنسبة الى البعض منهم الخطوة الأكثر صعوبة. فهي تعكس مظهراً من مظاهر «الهزيمة» التي لا يمكن استيعابها أو تجاوزها بسهولة في ظلّ السيناريوات المأسوية المتداولة. فما الذي يقود الى هذه المعادلة؟

لا يخفي مقربون من العهد أنّ معظم البرامج التي أعدّت من أجل الاحتفال بالذكرى الثالثة لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد أيام قليلة قد أرجئت أو ألغيت وما بقي منها سيبقى محصوراً بما هو ضروري ويتناسب مع ما آلت اليه البلاد من حال. فالرسالة الرئاسية ما زالت في موعدها رغم أنّ قسماً منها قد استهلكته الرسالة التي اضطر رئيس الجمهورية الى توجيهها أول من أمس الى اللبنانيين المعتصمين والمنتشرين في الشوارع والساحات، كما في المنازل. فالظروف قد لا تسمح بالمزيد مما يقال، وخصوصاً انّ ما هو مطروح على هامش التغيير الحكومي قلّص الكثير من خيارات المناسبة في الشكل والتوقيت والمضمون.

لم تكن مناسبة الحديث عن الذكرى، إلّا مجرد محطة لتزامنها مع الأحداث الأخيرة وانتفاضة قسم كبير من اللبنانيين نادت في بداية حراكها بالتغيير الشامل على قاعدة «كلّن يعني كلّن»، ابتداء من رئيس الجمهورية الى ما بات محصوراً بإجراء التغيير الحكومي. فهو سيبعد العديد ممن استفزوا الشارع في معظم الملفات سواء في ما بين اعضاء الحكومة أو ما بينها والشارع اللبناني المنتفض. لذلك باتت استقالة الحكومة من أقصر ما هو متوقع من خيارات لاستعادة الوضع طبيعته وانسحاب مئات الآلاف من اللبنانيين من الشوارع والساحات على مساحة الوطن بالشكل غير المسبوق والذي لم يعرفه اللبنانيون يوماً في أيّ مناسبة يمكن إدراجها في محطات الانكسار أو في محطات الانتصار.

على هذه الخلفيات، ورغم اقتناع أطراف السلطة، ولاسيّما الأقوياء الأربعة الذين عقدوا التسوية السياسية قبل ثلاث سنوات، والتي انتجت بداية للعهد الحالي وعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، أنه لم يعد هناك بدّ من التغيير الحكومي أيّاً يكن الثمن. وما على الجميع سوى البحث عن الآلية التي يمكن اللجوء اليها لتنفيذ الخطوات الدستورية الضرورية بأرخص ثمن. فالمكابرة التي يعبّر عنها البعض حتى الرمق الأخير والتي ميّزت بعض المواقف ممن لا يريد أن يرى أو يعترف بما يجري في الساعات الأخيرة لم تعد ذات جدوى. فالقناعة باتت شبه شاملة بأنّ ما هو مطلوب من تغيير حكومي بات ممراً إجبارياً للخروج من الأزمة.

ومردّ هذه القناعة، يعود الى ردود الفعل على كل ما يجري في الداخل والخارج. فالحراك الديبلوماسي الذي قاده سفراء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان ومجموعة السفراء الأوروبيين، بمن فيهم ممثلو الجامعة العربية والأمم المتحدة حمل الكثير من الرسائل الى كبار المسؤولين. فهم والى جانب إصرارهم على حماية الحراك الشعبي وعدم استخدام أيّ من وسائل القوة لإخلاء الساحات لم يغفلوا أهمية الإقدام على الإصلاحات البنيوية المطلوبة المعروفة منذ سنوات، ومنها تشكيل حكومة توحي بالثقة للناس قبل المجتمع الدولي الذي عبّر أكثر من مرة عن قرار لم يتزعزع بعد بمساعدة لبنان ومنع انهياره، ولكن ليس بأيّ ثمن. وفي مقابل رسائل المجتمع الدولي التي دعت الى تغيير حكومي من ضمن المؤسسات الدستورية دون التدخل في شكل الحكومة وتقديم أي توصيف لها، لم يعد سراً أن معظم القيادات باشروا مناقشات تفصيلية لمعالجة هذا الوضع واستعرضوا مجمل الصيغ الممكنة والتي تهاوت الواحدة تلو الأخرى وصولاً الى التغيير الشامل. فقد تمّت غربلة الكثير مما تمّ تداوله من صيغ لسدّ الشغور الناجم عن استقالة الوزراء الأربعة ومشاريع الترميم والتعديل وتبادل الحقائب الى أن بات المخرج الوحيد الاستقالة. وهو ما عبّر عنه رئيس الجمهورية امس عندما أصرّ على الآليات الدستورية التي تفرض تقديم رئيس الحكومة استقالته لاستحالة اللجوء الى الوسائل الأخرى.

عند ما بلغته هذه المناقشات، برزت المصاعب أمام مشاريع التغيير الحكومي التي لا يمكن الاستهانة بها، فكلّ ما هو مطروح يفرض تنازلات مؤلمة للعديد منهم. وقد يكون الرئيس الحريري الأكثر تحرراً منها، ومن بعده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مما هو مطلوب، ولذلك توزعت العقد بالتساوي عند الأطراف الأخرى. فليس خافياً أهمية ما سيلقيه الاستحقاق على «حزب الله» من مصاعب عند التغيير الحكومي في ظلّ ما هو معرّض له من عقوبات، كما بالنسبة الى الرئيس نبيه بري وقبلهما الرئيس ميشال عون. فهم مدعوون الى قرارات جريئة طالما أنّ ما هو مطلوب التخلي عن وزراء تمسكوا بهم لفترات طويلة، وأنّ التخلي عنهم بات خطوة إلزامية صعبة. لكن الجواب الذي يمكن أن يقود الى التخفيف من الخسائر قد يؤدّي الى بدائل تخفّف من حجم الخسائر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ما الذي يمنع «حزب الله» من استنساخ تجربة جميل جبق الناجحة؟ وما الذي يحول دون تبديل علي حسن خليل؟ هل من شخص لا بديل منه لدى الثنائي الشيعي في ظل ما يحكى عن «فيتو» لـ«حزب الله» قد شمله. ولكن ما يبدو أنه القرار الأكثر إيلاماً في إبعاد وزير الخارجية جبران باسيل عن الحكومة. فهناك من يقول انّ باسيل لن يبعد من البلد، وهو باقٍ رئيساً لـ«التيار الوطني الحر» ويمكنه اختيار أيّ بديل من الأسماء التي لا تستفز أحداً. وعليه فإن خلت اوساط هؤلاء من مثل هذه المخارج فانّ الكارثة تكون قد اقتربت وستطيح بالجميع. فمشاريع بناء شوارع استفزازية في مواجهة ما هو قائم منذ 9 ايام ستكون خطوات فاشلة ترتدّ على الساعين اليها. ولن تعود على البلاد إلا بما هو أخطر وأعظم، ومن يعش يرَ.

 

طرابلس جوهرة الثورة اللبنانية وتوأم صور والنبطية

منير الربيع/المدن/الأحد27/10/2019

يبدو أن الرصاصات الأولى ضد الانتفاضة اللبنانية أُطلقت عمداً في طرابلس. الضحايا الأول للانتفاضة هم من طرابلس. الانتقام من الانتفاضة بدأ من طرابلس. خطة إسقاط الانتفاضة وترهيب اللبنانيين بدأت من طرابلس. هدر الدم بدأ في طرابلس.. درساً لبعلبك وعرسال وصور والنبطية وبيروت وجل الديب والزوق وكل خريطة الانتفاضة. طرابلس الآن هي الهدف، طالما أنها باتت لبنانية إلى هذا الحد، رحبة وحاضنة إلى هذا الحد، مدنية إلى أقصى حد. فما هي هذه المدينة التي استردت روحها؟ لماذا هي "مكروهة" إلى هذا الحد؟

اسمها طرابلس، وأصل الكلمة يوناني، ويعني المدن الفينيقية الثلاث، 700 سنة قبل الميلاد. وفي 2019 بعد الميلاد، تستعيد طرابلس توأمتها الثلاثية الفيدرالية في الثورة اللبنانية: صور، صيدا، والنبطية. وعلى غرارها تتشكل اليوم ثنائية البقاع الشمالي: عرسال - الهرمل. وهذا ما تجلى في هتافات أهالي الهرمل الشيعة لعرسال، بلسان الثورة السورية: "يا عرسال حنّا معاكي للموت". تماماً كما كانت طرابلس تهتف لصور والنبطية: "طرابلس معاكم للموت".

طرابلس لبنان

الصراع الحديث على إحدى أجمل مدن المتوسط الشرقي، تاريخي ومديد. وهو الذي جعل طرابلس المدينة الأفقر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض. جمالية المدينة بتنوعها، وتراثها القديم، الفينيقي، الروماني، السلجوقي، المملوكي، الفاطمي، العثماني، والفرنسي. مزيج الحضارات هذا، لا يزال حاضراً فيها، وهو جزء مكون من جمالية حاراتها، بمساجدها وكنائسها ومدارسها، والزوايا والتكايا، والخانات، والرُّبط، والحمّامات، والطواحين، والأسواق. هذا المزيج الثقافي شكل أبرز الدوافع لتعزيز الصراع على هوية طرابلس. استمر الصراع في العصر الحديث، ما بعد سقوط السلطنة العثمانية، إلى ثورة 17 تشرين 2019 التي حسمت فيها طرابلس هويتها بلا أي لبس أو محاولات لعزلها. بعيد سقوط السلطنة أيدت طرابلس الوحدة العربية، أو الوحدة مع سوريا. سمّيت طرابلس الشام، لتمييزها عن طرابلس الغرب الليبية. لم يحسم الطرابلسيون خيار وطنيتهم اللبنانية باكراً، جزأ من وجدانهم كان مع الوحدة العربية. ومرّت المدينة في مخاضات كثيرة طوال مئة سنة، للوصول إلى إعلاء اللبنانية بتنوعها الذي طالما عكسته المدينة. لكن الصراع على هويتها أصرّ على طمس ذلك التنوع، تماماً كالإصرار على عزلها وجعلها أفقر مدن المتوسط. لم تُترك سمةٌ لم تُرم بها طرابلس: من نعتها بالمحافِظة والتقليدية، إلى احتوائها الإرهاب، ووصفها بقندهار. لكنها عند كل محطّة ومفصل، كانت تخرج من ركام صفاتها، وتنزع عنها غبار التاريخ.

توأم نكبة حماة

مع انطلاق العمل الفدائي الفلسطيني في لبنان، كانت طرابلس وعرسال والنبطية وصور، خزّانات الدعم المعنوي والمادي للمقاومة. بعيد الاجتياح الإسرائيلي، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، جعلها النظام السوري الأسدي مرتعاً له. اتضح أن الصراع على طرابلس يتوسع بعد مغادرة ياسر عرفات بيروت، فعاد إلى طرابس. لذا عندما تعرّض الفلسطينيون والطرابلسيون إلى أكبر حملة عسكرية أسدية لسحق "النفس الفلسطيني" في المدينة، وإرساء النفس البعثي. فعل النظام الأسدي بالفلسطينيين والطرابلسيين ما لم تفعله إسرائيل لدى اجتياحها بيروت، وفعله ذلك النظام بحماة سنة 1982. دفعت طرابلس ثمناً باهظاً. واستمرّ النظام الأسدي في ترويعها وولى عليها "أمراء" من السنّة أو العلويين، غايتهم ترهيب أهلها. وكانت معارك باب التبانة الدموية تحت عنوان "الموت ولا المذلة". على وقع تحرير الجنوب في العام 2000، أخرجت طرابلس مكنوناتها: "المقاومة والعروبة". مشهد ساحة النور التي تغطيها أعلام حزب الله لا يمكن أن يُنسى. كانت المدينة متجاوزة للمذهبية والطائفية. قبل اغتياله، كان رفيق الحريري يعلم أن الوجدان الطرابلسي والعكاري والشمالي عموماً، معه. في كل مرّة تحضّر لزيارة الشمال، كانت ترده نصائح سورية ومخابراتية بعدم الذهاب إلى هناك، لأنه قد يتعرض لعملية أمنية. كان حافظ الأسد يعلم "خطورة المدينة" السنية، والتي تحاكي وجدان السوريين الذين بدورهم يحاكون وجدانها. كان لا بد من إبقاء المدينة مغيّبة ومستهدفة. وفي مطلع الألفية الثالثة وسمت أحداث الضنية طرابلس بالتطرف والأصولية الإسلامية والإرهاب.

أغنياؤها يستثمرون في فقرها

بعيد اغتيال الحريري، كان من الواجب قمع المدينة، ومنع عودتها إلى لبنان الذي امتلأت ساحاته بلبنانيي ثورة الأرز على نظام الأسد الأمني. أشهر مرّت ليتجدد فيها مشهد الدم والخروج على لبنان والدولة، في مكيدة جديدة بدأت بالهجوم على الجيش، وانتهت بمعركة نهر البارد. لم تشف المدينة من جراحها، ومنعت عودتها إلى لبنان. تُركت مهمّشة، لا حاضنة لها. ومع اندلاع الثورة السورية، عاشت طرابلس على إيقاعها، مستعيدة سوريتها وعروبتها. كان خنق المدن السورية يجد صداه في خنقها، وإغراق سوريا بالعسكرة والدماء ينسحب على عشرين جولة قتالية بين التبانة وجبل محسن، على أساس مذهبي وطائفي. واستمر ساستها بإفقارها والاستثمار في فقرها. وطرابلس التي لطالما أراد رفيق الحريري احتضانها، راكم سعد الحريري خساراته فيها، وها هي اليوم تنتفض عليه.

العصيّة على الاختراق

في 17 تشرين 2019، في مئوية لبنان الكبير، تعود طرابلس إلى لبنانها، تستعيد نموذجها في العيش، هي التي عاش في وجدانها موريس فاضل، ورياض صراف الذي لم يغادر المدينة في الحرب، فبادلته الوفاء في العام 1992. تمثل ساحة النور في عاصمة الشمال، لبنان بأسره، بكل تنوعاته. تستحق طرابلس لقب جوهرة الثورة اللبنانية المتجددة. جوهرة حولها جواهر أخرى كثيرة، فلا يعود "التريوالمديني" الذي يمثله اسم المدينة، اختصاراً لمدن ثلاث. طرابلس اليوم، تتحد مع صور والنبطية وصيدا، مع بيروت وجل الديب، مع زحلة وبعلبك وعرسال والهرمل.

مشروع إخماد الثورة قائم، وقد ينجح القامعون في إخمادها مرحلياً. قد ينجحون في صور والنبطية، في بعلبك وبيروت. قد ينجحون استناداً إلى جيش سري ظلامي خاص، وموازين مذهبية وسياسية، وإلى نظريات المؤامرة التافهة. لكن طرابلس وحدها ستبقى عصية على أي اختراق من هذا النوع.

الخوف الوحيد من استهدافها أمنياً، على غرار ما كان يحصل في السابق. وما تفجّر في لبنان لن ينضب. حتى لو أُخمدت الانتفاضة الحالية، ستتفجر مستقبلاً، لكن الأساس يظل أن القامعين يعجزون عن خنق طرابلس التي تبقى حصن الثورة، وستبقى الرياح تهبّ من الشمال.

 

لبنان ينتفض

سعود السمكة/السياسة/26 تشرين الأول/2019

يا شعب لبنان العظيم أنتم اليوم في حراككم الوطني المجيد قطعتم مسافة زمنية كبيرة من مساحة سواد وفساد كريه ،لم يشهد له وطنكم في سياق تاريخه الطويل مساحة تاريخية أقل ما يقال عنها أنها مساحة مارس فيها الحكم كل أشكال العهر والدونية والكراهية للناس وللوطن، بسبب تلك الأصنام التي احتكرت السلطة ،ومنعت تداولها عن المستحقين المخلصين من أبناء الوطن، وعاثوا فساداً في الوطن، وحرموا الناس من أبسط حقوقهم.

يا شعب لبنان العظيم أنتم اليوم في لحظة تاريخية مميزة سوف يسجلها لكم التاريخ بأحرف من نور، لأنكم في هذا الحراك المبارك عبّرتم، كشعب أصيل عن انحيازكم التام للوطن وإصراركم على أخذه الى سيرته الأولى ،لبنان الحرية الممزوجة بالكرامة والمغطاة بفضيلة التعايش السلمي ،لبنان الإخاء والمحبة، وسوف تأخذونه إلى لبنان العهد المسؤول، عهد لكل الناس، وليس للدكاكين الطائفية والفئوية، التي تستقوي بالسلاح والمليشيات عليكم.

يا شعب لبنان العظيم، إن كنس هذه الطغمة عن مفاصل الدولة أصبح أمراً مستحقاً في غاية الضرورة، فالضرر الذي وقع على لبنان بسبب فساد هذه السلطة على مدى ثلاثين عاماً لا يجبره إلا اقتلاع هذه السلطة من جذورها ومسح ثقافتها العدوانية التي كرستها طوال هذه الفترة المتمثلة في بناء حواجز العزل الطائفية والفئوية، فهذه سلطة غارقة في الفساد أفقرت الغني، وزادت الفقير فقراً، ووصلت بلبنان إلى ساحة الدول الفاشلة، وبشريحة كبيرة من الشعب إلى ما وراء منطقة الصفر من الجوع والمرض.

يا شعب لبنان العظيم، لقد آن الأوان أن تنقذوا وطنكم من هذه الأصنام، فهذا الوطن الجميل، وشعبه الراقي يستحقان أفضل بكثير من هذا السلطة الباغية التي انحدرت بلبنان الى مصاف الدول الفاشلة، بينما واقع الحال، أن لبنان يتمتع بمزايا عدة تجعل منه واحداً من الدول الغنية.

لذلك أصبح الحراك الوطني لتحرير لبنان من هذه الطغمة مستحقا، وعملا لابد منه، تقتضيه المصلحة الوطنية حتى لا يحدث الانهيارالكبير الذي لا يستطيع النهوض منه، ليتحول إلى جثة هامدة، فالبلد على مدى ثلاثة عقود مختطف من قبل هذه السلطة التي لا تضع حسابا لكم أيها الشعب اللبناني، بل هي معتمدة على عناصرها، من ميلشيات مرتهنة لها ورواتبها وسلاحها يستقطع كجزء من السرقة من المال العام الذي هو حق الشعب اللبناني، هذه سلطة لم تخرج من رحم المجتمع اللبناني من الاساس بأغلبيته، ومن ثم فلا قناعة لهذه الاغلبية بهذه السلطة باعتبارها تشكلت، نتيجة تسويات وحلول تتفق مع مصلحة المشاركين فيها، وحاولوا إقناع الشعب اللبناني بأنها تسوية فن الممكن فرئيس الجمهورية لم يأت الى الرئاسة بمقتضى الشرعية الدستورية، بل جاء على إثر مشاورات وشروط، وإلا فإن الفراغ الرئاسي سوف يستمر، ان لم يقبل الفرقاء بهذه الشروط، أما الاستحقاق الحقيقي القائم على الشرعية الدستورية فإنه استحقاق لم يتحقق، فالشروط التي وضعها حزب الله والتيار الوطني الحر تتعارض بالمطلق مع مصلحة الشعب اللبناني، والوطن اللبناني، وقبول بقية الفرقاء أيضا لايعني ان الاستحقاق الرئاسي، قد تم وفق الشروط الموضوعية التي يحددها الدستوراللبناني وبمقتضيات البلاغة الديمقراطية الحقيقية، إنما الموافقة تمت على مبدأ مكره اخاك لابطل» وحتى لا يفرط النصيب من الكعكة المخصص لبقية الفرقاء!

لذلك المشوار طويل، ومرهق، ويحتاج تضحيات لأن أصحاب العهد لن يتزحزحوا عن السلطة بالساهل وبخاصة فريق حزب الله، والتيار العوني لأن مسألة السلطة ستبقى لهذين الفريقين مسألة حياة أو موت!

 

هزلت… نصر الله يُحاضر بالعفة والوطنية

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/26 تشرين الأول/2019

أعتقد أن لسان حال اللبنانيين المنتفضين على نظامهم السياسي، بعد سماعهم خطبة حسن نصرالله، أول من أمس، هو:

“إذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ”

إذ إن هذا الذي يتهم الثوار، بوقاحة قل نظيرها، بأنهم يعملون وفقا لأجندة سفارات، ويقبضون منها، تناسى عمدا أن “لحم أكتافه من طهران” كما يقول ويكرر، وانه يتبجح في كل مناسبة بتمويل إيران له، ودعمه بالسلاح، كي ينفذ أجندتها في لبنان والإقليم، متفاخراً انه “جندي عند الولي الفقيه” الإيراني علي خامنئي، الذي اعتبره في خطبة سابقة”حسين هذا العصر” فيما لوعاد الحسين بن علي، رضي الله عنه، اليوم وشاهد هذا العميل الصغير المتسردب يتسلط على بلد مثل لبنان، ويجعل من نفسه مرشدا لجمهوريته، لكان اول من يقيم الحد عليه… نعم الحد عليه.

يخطئ نصرالله في محاولاته شيطنة الثورة الشعبية الجميلة، والأنيقة، والسلمية حتى العظم، فعندما ترى مجموعة من المتظاهرين تقول لضابط في الجيش اللبناني: “لو دست على رؤوسنا سنقبل حذاءك، لكننا لن نفتح الطريق”، ولا يكون أمام الضابط وجنوده إلا الانسحاب، فهذا يؤكد أن الجموع لم تخرج إلا خوفا على بلدها، وهو ما يدركه جيداً هذا الضابط لأنه واحد من هؤلاء الفقراء… الجوعى الذين اكتووا طوال ثلاثة عقود بسلطة، يعرفون أنها”سلطة حرامية”، ولذلك ينادون”كلن يعني كلن” من دون استثناء. لا شك أن نصرالله قرأ قول الإمام الحسين (رضي الله عنه): “إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”، بل ربما ردده عشرات المرات في المآتم العاشورية، ورغم ذلك لم يدرك أن نحو مليونين ونصف مليون مواطن لبناني المعتصمين في الساحات منذ عشرة أيام، ما خرجوا إلا لرد الظلم الواقع عليهم، من سلطة اعتبرها هو ذات يوم أنها ضد الفقراء، لكنه آزرها وتحالف مع أركانها وغطى على فسادها بل انخرط به، ويصرعلى الدفاع عنها، خشية أن تحين ساعة الحساب، ويكون سلاحه أحد مطالب الناس عندما يتخلصون من هذه السلطة؟

عندما يزعم نصرالله ان هذا الحراك ممول من سفارات، ومن احزاب ركبت الموجة، وأن هناك استهدافاً سياسياً للبنان، عليه أن ينظر أولاً الى نفسه في المرآة، وإلى حزبه المليشياوي الذي دمر لبنان، فلا يجتر شعارات الخمسينات منتهية الصلاحية، عندما كانت التهم عند جمال عبدالناصر ضد معارضيه ان”الرجعية والامبريالية هما اللتان تعملان على إجهاض الثورة المصرية”، فيما اتضح لاحقا أن مراكز القوى التي ولدت من رحم النظام الناصري هي من قوضت اقتصاد مصر ودفعته إلى العجز الدائم، ومارست القمع وتكميم الأفواه كي تمنع الناس من كشف فضائحها، لذلك ما أشبه مزاعم نصرالله اليوم بمزاعم ديكتاتوريي البارحة! وما أسوأ ما نطق به لأنه يستدعي الفتنة!

كلنا في العالم العربي نراقب يومياً محطات التلفزة اللبنانية التي تنقل أصوات الناس، ولم نر أحداً تحدث عن غير الفقر والطبابة والجوع والبطالة والتعليم والخدمات، واسترداد الأموال المنهوبة، فيما كان رد نصرالله وجماعته على كل ذلك محاولة قمع الناس بعشرات البلطجية، لكن خاب مسعاهم، كما خابت أوهامه في الإبقاء على لبنان أسير سرداب مصالح”حزب الله” غير اللبنانية، ولهذا اشتد أكثر عود الثورة، وأصبح اللبنانيون أكثر تمسكاً بشعارهم الثوري: “كلن يعني كلن… نصر الله واحد منّن”.

 

لبنان: تحطيم الأوهام والأصنام!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

قال لي دبلوماسي غربي بعد أن استمع إلى كلمة الرئيس ميشال عون، التي جاءت رداً على مطالب المتظاهرين في كل لبنان، الذين قالت «رويترز» إنهم يعلنون أهم ثورة في التاريخ: «لبنان بات في مواجهة سيناريوهات حاسمة، إنني عندما أنظر إلى الشباب اللبنانيين يقومون صباحاً بتنظيف ساحات الاعتصام، أرى أنهم يكنسون كثيراً من الأوهام المحطمة والحسابات المحطمة ومعالجات الحطام».

كان هذا أفضل توصيف للوضع المتفجر في لبنان، بعدما خرج أكثر من مليوني مواطن إلى الشوارع والساحات وتظاهروا لمدة 10 أيام، وفي أكثر من 20 بلداً حول العالم، مطالبين بتغيير جذري ينهي الفساد ويحاكم الطقم السياسي الغارق في السرقات والنهب، والذي أوصل البلاد إلى حافة الإفلاس!

10 أيام ليخرج رئيس الجمهورية بمروحة من الوعود، سبق للناس أن استمعوا إليها ولم ينفذ شيء منها، بعدما كان الرئيس سعد الحريري سبقه الثلاثاء ووقف في القصر الجمهوري ليقرأ ورقة إصلاحية من 25 بنداً، رفضها المتظاهرون، لأنها جاءت مجرد وعود متكررة، وليس هناك من يضمن تنفيذها، لأن السياسيين الذين كانوا وراء الفساد وأوصلوا البلاد إلى ما هي عليه، هم الذين سيناط بهم إصلاح ما أفسدوه!

وكالة «بلومبرغ» سارعت إلى وصف خطة الحريري، بأنها تأجيل ليوم الحساب، وأن لبنان يتجه إلى جدولة الديْن بعد 3 سنوات، بينما حذّرت مؤسسة «موديز» للتصنيف من أن الثقة بقدرة الحكومة اللبنانية على خدمة ديونها قد تتقوض بدرجة أكبر بسبب خطة الحكومة لإجبار البنوك على القبول بفائدة أقل على ديْنها.

كل هذا يعني أن خطة الحريري ووعود عون، جُوبِهتا بالرفض الحاد، سواء من المتظاهرين الذي يهتفون «ثورة ثورة… كلن يعني كلن»، بمعنى المطالبة برحيل كل الطقم السياسي في البلاد، وهو أمر ليس من السهل الوصول إليه خوفاً من فراغ طويل، يضاف إلى انهيار اقتصادي يقرع الأبواب، وأيضاً من مؤسسات التصنيف الدولية، ما يوسّع دائرة المخاوف من أن تكون مقررات «مؤتمر سيدر» قد سقطت بعد التطورات الدراماتيكية في بيروت! قياساً بمطالب الشعب والمتظاهرين، يفترض أن يذهب لبنان إلى التجربة الماليزية مثلاً، ففي 10 مايو (أيار) من عام 2019 تولى مهاتير محمد رئاسة الوزراء، وبعد يومين في 12 مايو أقفل المطارات والحدود وألقى القبض على سلفه نجيب إبراهيم، وعلى 9 وزراء، و144 رجل أعمال، وعلى 50 قاضياً، و200 شرطي، وأعاد إلى الخزينة الماليزية 50 مليار دولار في 5 أيام.

لكننا في لبنان الذي قالت «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال»، يوم الخميس الماضي، إن وزارة الخزانة الأميركية استطاعت القيام بإحصاء على المصارف والمؤسسات والشركات التابعة للسياسيين وأتباعهم في لبنان وخارجه، واكتشفت أن الأموال المسروقة والمودعة في الداخل والخارج بين عامي 1982 و2019 بلغت 800 مليار دولار، طبعاً ليس في وسع «السلطة الفاحشة» أن تقوم باسترداد هذه المبالغ الخيالية، لأن الأيدي التي سرقت، هي تقريباً في معظمها الأيدي التي يفترض أن تحاسب، وهو ما يعيدنا مرة جديدة إلى قول إدوارد غابريال من «تاسك فورس» الذي كان قد أنهى قبل أشهر زيارته إلى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين بالقول: «لا يمكنكم تنظيف البيت بالممسحة الوسخة».

الشعب اللبناني الذي أعلن الثورة يطالب عملياً بتغيير هذه الممسحة، لكن هناك محاذير دقيقة تمنع الوقوع في الفراغ، ولهذا فإن كلمة واحدة في خطاب الرئيس عون أوحت بإمكان فتح الباب على حلٍ، ولو مرحلياً، عندما أشار إلى فكرة تعديل حكومي، وهو الأمر الذي تدور حوله نقاشات سياسية متصاعدة، وخصوصاً بعد استقالة وزراء «القوات اللبنانية» الأربعة، وتلويح الحزب التقدمي الاشتراكي أيضاً باستقالة وزرائه؛ حيث كان النائب السابق وليد جنبلاط قد اعتبر أن الإصلاحات التي اعتمدت هي مخدرات واهية، وأن بيع القطاع العام جريمة، مخاطباً رئيس الحكومة بالقول: «إلى متى يا شيخ سعد ستبقى على هذا التفاهم، الذي دمر العهد، ويكلفنا من رصيدنا كل يوم، أوليس من الأفضل تعديل الحكومة وإخراج رموز الاستبداد والفساد منها؟»، في إشارة واضحة أولاً إلى التسوية السياسية التي جاءت بعون رئيساً للجمهورية، وثانياً في تهديف واضح إلى صهره الوزير جبران باسيل، الذي يعتبر من رموز التحدي والاستفزاز في لبنان.

ليس من الواضح إلى أين تتجه الأمور، وخصوصاً بعد رفض المتظاهرين وعود عون والحريري، والاستمرار في إعلان الثورة، والدعوة إلى تشكيل حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، تتولى التمهيد لإعادة تشكيل السلطة، لكن بالعودة إلى ما أفرزته المظاهرات العارمة المستمرة في لبنان، يمكن فعلاً الحديث عن مجموعة من الأوهام وعناصر التخويف التي سقطت، ووصفها السفير الغربي كحطام يجري كنسه في الساحات...

أولاً؛ سقطت كل أوهام الحديث عن إمكان حصول انقسامات طائفية ومذهبية، طالما راهن عليها البعض ونفخ في جمرها البعض الآخر، إسقاطاً لمطالب الشعب بالتغيير، ذلك أنه في الساحات والمغتربات التي جمعت أكثر من 3 ملايين متظاهر لم يرتفع فيها إلا العلم اللبناني، ووقف المسلم إلى جانب المسيحي والدرزي، وكان النشيد الوطني جامعاً الكل، حتى طرابلس العاصمة الثانية التي قيل عنها يوماً إنها قندهار لبنان، كانت عروس الثورة بامتياز، وجمعت كل الطوائف والمذاهب في ساحة يعمها الفرح!

ثانياً؛ وهو الأهم أن المظاهرات عمت المدن والبلدات التي تعتبر معقلاً لـ«حزب الله» مثل النبطية وصور وبعلبك وبنت جبيل، وبدت هذه المظاهرات رغم محاولات قمعها بالقوة يوم الأربعاء الماضي، رداً مباشراً وغاضباً على كلام حسن نصر الله، الذي كان قد قال إن الحكومة لن تسقط، وإن العهد لن يسقط، طبعاً على خلفية التحالف بين الحزب ورئيس الجمهورية. ومع استمرار المظاهرات في المناطق الشيعية، بدا الأمر موجهاً ضد نصر الله وتهديده بالنزول إلى الشارع لتخويف الناس، وهو ما يحطم حقبة من الخوف، دفعت مجلة «فورين بوليسي» يوم الأربعاء إلى القول إن النفوذ الإيراني يتهاوى من العراق حيث تقوم المظاهرات علناً ضد الهيمنة الإيرانية، إلى لبنان حيث ترتفع صرخات الرفض والغضب في وجه «حزب الله»، الذي يحاول القول إنه يحارب الفساد، في حين توجّه إليه تهم في عقر داره بالفساد.

ثالثاً؛ سقط الرهان على وضع الجيش في مواجهة الثورة لقمع الناس، وبدا حديث قائد الجيش جوزيف عون يوم الثلاثاء الماضي، عندما تحدث عن العلاقة التفاعلية والحيوية بين الجيش والشعب، وكأنه في العمق يطرح ثنائية وطنية في مواجهة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي يتمسك بها «حزب الله»، وكان مشهد الجنود الذين أرسلوا لفتح الطرق، وهم يذرفون الدموع إلى جانب المتظاهرين أعمق تعبير عن هذا التحوّل المهم.

رابعاً؛ ليس قليلاً أن ترتفع أصوات المرجعيات الروحية على مستوى معظم الطوائف مؤيدة الانتفاضة العارمة، ليقول البطريرك بشارة الراعي من بكركي علناً إن السلطة أمعنت في الفساد والانحراف، في حين قال المتروبوليت إلياس عودة إن الفراغ الذي يهددون به أفضل بكثير من الوضع الحالي، وأعلن المفتي عبد اللطيف دريان أن الناس عانت كثيراً من الفساد في السلطة، بينما قال شيخ العقل نعيم حسن إنه ليس من حق أحد أن يستهين بمطالب الشعب، وبهذا الغضب من فساد السلطة.

خامساً؛ يوم الثلاثاء أبلغ سفراء مجموعة الدعم الدولية الرئيس الحريري، أن على السلطة اللبنانية أن تستمع جيداً وعميقاً لمطالب المتظاهرين الشرعية، وإذا كانت الانتخابات المبكرة من مطالبهم، فإن صوتهم وحده الذي سيقرر.

8 أيام في انتظار كلمة من رئيس الجمهورية، الذي أطلّ ليكرر مروحة معروفة من وعود الإصلاح بعد اللائحة التي قرأها الحريري، لكن ذلك لا يصنع حلاً، لهذا ليست السلطة وحدها في الزاوية تواجه الغضب الشعبي العارم، بل أيضاً «حزب الله» الذي يواجه رفضاً داخل بيته وفي معاقله بما يعرّي التحالف مع عون.

نعم، الحطام السياسي والحزبي يملأ ساحات الانتفاضة اللبنانية العميقة، وليس من مخرج سوى استقالة الحكومة أو تعديلها جذرياً أو الذهاب إلى الفوضى والانهيار!

 

لبنان من سويسرا إلى قندهار!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

ثورة «الواتساب» اللبنانية قد تسجل في التاريخ أنها ثورة على الطوائف، وهي لم تفاجئ إلا من يريد أن يدفن رأسه في الرمل، لبنان كان من المتوقع أن ينفجر. أما الذي لم يكن معروفاً لدى المراقبين، فهو متى؟ وهو الآن يفعل عملاً سياسياً جماهيرياً غير مسبوق في الساحات العربية، وقد يفاجئ البعض أن جزءاً كبيراً من هذا الشعب العربي ليس حزيناً على ما سماه حسن نصر الله «حُسين زماننا» في طهران! بل هم حزانى على نقص الخبز في أفرانهم، والدواء في صيدلياتهم، والدولار في بنوكهم، وفرص الأعمال في اقتصادهم، وأكثر من ذلك اختراق مؤسسات الدولة.. هذا الحزن جعل «ملايين» من هذا الشعب الصغير يذهب إلى الساحات، ليلة تلو أخرى، في الجنوب والشمال والشرق والغرب، مطالبين باسترداد وطنهم اللبناني الذي سرق.

اللافت في الحراك اللبناني أنه لم يعد حراكاً من قبل «شارع ضد شارع» كما كان في كثير من الأزمات السابقة، بل إن ثورة «الواتساب» جذبت كثيرين، حتى من بيئة «الثنائي» الشيعي، التي كانت مغيبة، وبعضهم جهر بما كان يخفي زمناً خوفاً أو رجاء، لأن الألم لم يعد يطاق، و«الشعارات» لا تقلل من الجوع والفساد. المعيب أن مجلس الوزراء اللبناني مساء الاثنين الماضي، وهو يضم بعض العقول النيرة، وقد أعلن عن لائحة الإصلاحات الطويلة، قد صاد كثيراً من الطرائد، إلا أن الطريدة الكبرى أو «الفيل الأبيض» الذي كان يجب أن يشير إليه لم يستطع ذكره، حتى نقده، وقد كان الفيل الضخم في مكان الاجتماع، بل كان جالساً على الطاولة، وهو وجود «دولة مكتوفة الأيدي ودويلة مسلحة طليقة اليد»! ذلك صلب الوجع الوطني اللبناني. الشعب اللبناني المنتفض قد أشار إلى ذلك الفيل بالقول: «كُلن... يعني... كُلن»! في حسرة عميقة على ذلك التحالف الانتهازي مع «الفيل»، حقيقة مطلقة أن ذلك الفيل لا تستطيع دولة، كبرت أو صغرت، تشتت أهلها أو اتحدوا، أن يعيشوا في ظله، دولة وسلاحين!!

كل معضلات لبنان السياسية والاقتصادية والمعيشية هي في معادلة «السلاح والفساد» التي تكونت على مرّ السنين، وتفاقم حضورها في العهد الأخير؛ حيث استقوى ممثلوه على الناس، وضربوا بعرض الحائط مشاعرهم الإنسانية، بعد أن هددوا عيشهم، هذه المعادلة نخرت في الجسم اللبناني على مر سنين، فأصبح للدويلة نظامها الاتصالي، وجيشها الميليشياوي، ونظامها القضائي، واقتصادها الأسود في التهريب والابتزاز، حتى أصبحت الدولة اللبنانية هيكلاً لا لحم حوله، وجسداً لا روح فيه.

السبب الرئيسي لتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان هو وجود سلاح «حزب الله» وتسلطه على الدولة، وكلما وصل السياسيون إلى تلك الحقيقة، قربت إفاقة لبنان من سكرة الموت إلى مشارف الحياة، وكلما ابتعدوا عنها، قرب لبنان إلى الانتقال إلى الدولة الفاشلة، ومهما حاول البعض أن يغطي تلك الحقيقة، فإنها قد ظهرت للّبناني العادي في الساحات المختلفة، وتمثلت في شعاراته. بالعقل، تفاقم الأوضاع المعيشية في لبنان سببها الرئيسي هو «افتقاد الأمن»، الذي سببه بلا منازع وجود سلاح في يد مجموعة غير مسؤولة، ما أخاف رؤوس الأموال، وهجّر السياح، وشكّك الدول، حتى أبناء البلد أنفسهم في سلطة القانون، فلبنان بلد ليس صناعياً وليس زراعياً بالمعنى العام للمفهوم، هو بلد خدمي، معظم اقتصاده قائم على القطاع الخاص، ومعظم دخله إما من السياحة وإما ما تفرع منها من خدمات في قطاع العقار وملحقاته الأخرى، وإما من تحويلات المغتربين اللبنانيين من الخارج والمساعدات الدولية، ومع الفساد وغياب الدولة تردد كثير من الدول في تقديم المعونة.

عمود الاقتصاد اللبناني قطاع المصارف، وعلى الرغم من كل الأزمات السابقة، فقد استطاع قطاع المصارف أن يسند الاقتصاد اللبناني عن طريق مساندة سعر الليرة، ومنعها من الانهيار، ذاك الأمر بدأ في الاهتزاز مؤخراً، ففارق سعر الليرة الرسمي سعرها في السوق الموازية، فقربت ودائع الناس الذين عملوا كل حياتهم في جمعها على التآكل، ومع الاستهداف الأخير لهذا القطاع في ورقة الإصلاح يتم القضاء على عمود الارتكاز، فقد توجه السياسيون اللبنانيون للوم البقرة الحلوب (قطاع المصارف) على تحجيم دور المتسبب في الأزمة (الفيل الأبيض).

افتقاد الأمن في لبنان هو حجر الزاوية للأزمة العميقة، لأن أهل السياحة وأهل الاستثمار وأصحاب التحويلات لم يعودوا يأمنون على أمنهم الشخصي أو رؤوس أموالهم، ومخادعة السياسيين بأن يكون لبنان في حضنهم «هانوي وسنغافورة» في الوقت نفسه، مخادعة لم تكن إلا محض خيال. زد على ذلك أن سلاح طائفة خارج رحم الدولة، لم يكن من أجل هدف وطني، بل هدف عابر للوطني إلى الإقليمي، بل الدولي، ثم تحول إلى «بندقية للإيجار»، وليس سراً على أي لبناني، كبر أو صغر، معرفة أن هناك ترديداً يومياً علنياً لشعار يقول: «نحن لا يهمنا لبنان، يهمنا حُسين زماننا»! هذا الشعار في بيئته، عندما ضاقت سبل العيش، لم يعد يقنع، فالشعار بدأ يهتز، كما عبّرت عنه إحدى الصحف الناطقة باسم الحزب، حيث قالت: «... في قلب الكتلة الغاضبة، احتل مكانه مكون مهم، يضم المنحدرين من مناطق نفوذ الثنائية الشيعية.. تلك الشريحة بدأت الأكثر حضوراً وغضباً...». تلك شهادة شجاعة، من أجل الإشارة إلى أن «الفيل الأبيض» في بيت الخزف اللبناني يعطل الاقتصاد، ويفقر العباد، ويعادي العالم، وأصبح مشكوكاً فيه، حتى في بيئته.

من يقرأ أرقام وبيانات التحويلات من الخارج إلى لبنان، وأرقام السياح، على مر السنوات القليلة الماضية سوف يرى أن تلك الأرقام تتراجع بشدة، وهي عمود الاقتصاد اللبناني، كما هي تمره ولبنه، لأن بقية القطاعات إما مستندة وإما متداخلة في تكوينها.

العالم كله يقول للحكومة اللبنانية إن وجود ذلك السلاح يأخذ الدولة والمجتمع إلى مكان هو أقرب إلى «الأسر» ويغامر بحياة كل اللبنانيين، وليس بعضهم فقط، إن أضفنا إلى ذلك أن هذه المجموعة المسلحة والعقائدية ترسل محازيبها إلى كل مكان في العالم فيه صراع، إلى اليمن، وإلى سوريا، وإلى مناطق بعيدة، وكأنها مفوضة باستباحة دماء اللبنانيين الفقراء لتحرير العالم! فقط لأن القيادة التي هي في طهران قد أمرتها بذلك. الحراك اللبناني الحالي هو أمام تحويل لبنان إلى سويسرا مرة أخرى، وهي غنية بمواردها، في ظل شفافية وإدارة رشيدة، أو تحويله إلى قندهار، الكرة في ملعب الجمهور اللبناني ومدى صلابته!

في حال نجاح اللبنانيين في العبور من دولة المحاصصة والسلاح والفساد والطوائف إلى دولة مدنية حديثة، فإن ذلك سوف يُسمع بسرعة في دول محاصصة أخرى، خاصة العراق وسوريا، أما في حال الفشل، فسوف يكون فشلاً مؤقتاً إلى الجولة الثانية، لأنه لم يعد هناك مكان للشعوذة، فما أوله خرافة... آخره غضب!

 

صوت واحد بلهجات كثيرة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

يُخيّل إلى الناس وهي مأخوذة بدهشة اللحظة أنها أمام عرض مباشر كثير الأشخاص، رواية بوجوه كثيرة من دون بطل. مشهد واحد تحت سماء جميلة. صوت واحد بلهجات عدة. إذا كنت تعرف لبنان جيداً، فسوف تعرف من أي مكان هو هذا المتظاهر. جنوبي بكسر مخارج الكلام، أو شمالي بضمها ثلاث ضمات. العين الطرابلسية هو «عو». والطريق الجنوبية هي «تريق». والقاف الجبلية وحدها قاف كما في الأبجدية وليست «أ» كما في سائر لبنان. وزحلة لها أبجدية لفظية خاصة. ومع أنها على بعد دقائق من بعلبك، فالأحرف تنفخ هنا نفخاً مثل خدود العافية، وتخفف تخفيفاً في مدينة القلعة كأنك «تبري» قلم رصاص حتى يصبح إبرة. وما بين صيدا وصور شاطئ واحد وتاريخ منذ التاريخ، ولهجتان؛ الأولى بمد الكلام حتى آخر النَفَس، والثانية على عجل.

كلتاهما مدينتا بساتين وبرتقال. ومثلهما هذا البلد الصغير الذي خرج بالملايين يرفع صوتاً واحداً بعشرات اللهجات. من قرية إلى القرية التي إلّى جنبها، تختلف الأحرف الأنفية من الأحرف المجردة. ومن حي البسطة إلى حي رأس النبع المجاور، يحلق أبو العبد شاربيه ويخلع طربوشه ويستبدل قمبازه (الثوب العثماني المطرز) لكي يرتدي الطقم الأفرنجي مثل خواجات الأشرفية، الواقعة في قاطع الطريق. وفي كسروان وجبيل أنت في حاجة إلى مترجم وخبير أصوات. فإذا سألك أحدهم «وينك رايح» تكون قد وصلت المكان الذي تقصده قبل أن يكمل السؤال. والألفباء لا تبدأ بحرف الألف، بل بحرف الشين. كل كلمة تطعَّم بشينها. إيش، وإيش، ليش. وروى رزيارد كابوشنسكي أنه عندما كان طفلاً أُرسِل إلى مدرسة روسية. ذهل عندما بدأ المدرس الألفباء بحرف السين. فلما سأل، قيل له إن كل شيء هنا يبدأ بحرف السين. الألف يمكنها الانتظار. تغني فيروز للبنان: «كيف ما كنت بحبك. بجنونك بحبك». وها هم في الطرقات يرفعون علم محبته. في طرابلس، التي لم ترفع هذا العلم إلاّ في الدوائر الرسمية، تسبق كل لبنان كل صباح إلى رفع الأعلام اللبنانية. أول مدينة تصل إلى الساحة، وآخر مدينة تذهب إلى النوم. نائبها ووريث آل كرامي خرج من كتلته السياسية لأنها رفضت دعم الانتفاضة. وفي ساحة البرج، وقف الجمال اللبناني محجباً وسافراً يعلن انتماءه إلى وطن واحد، وسياسة عامة واحدة. هل أنا متفائل؟ أنا فخور، لكنني لست متفائلاً. أنا فرح لهؤلاء الشباب الذين قدموا للعالم صورة لبنان كما هو. لكن التغيير أمر آخر. لن ينتج أي تغيير عن هذه الطبقة السياسية. لا شيء. المزيد من الإنكار... والمزيد من الكسر.

 

حزب الله يطلق مسار "الشيطنة" بوجه الانتفاضة اللبنانية

طوني بولس/اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019

مصادر لـ"اندبندنت عربية": من قال إن أكله وسلاحه وماله من إيران هو آخر إنسان يحق له الحديث عن ارتباط بالخارج

"شيطنة الثورة"، الحل الأخير الذي توصل إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فبعد سقوط كل الأوراق التي تملكها السلطة اللبنانية التي يقودها الحزب، أخرج نصر الله من جعبته ورقة "العمالة" للخارج والمؤامرة الكونية وغيرها من الاتهامات الهادفة إلى تشويه صورة الانتفاضة الشعبية التي عبرت كل المناطق والطوائف اللبنانية، بالتالي تشريع الأبواب الرسمية والمليشياوية لاستهداف المتظاهرين تحت عنوان "زعزعة الاستقرار" وتنفيذ أجندات أجنبية.

المؤامرة الكونية

وطرح نصر الله نظرية المؤامرة متهماً بطريقة غير مباشرة أحزاب القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بالوقوف وراء الانتفاضة وتمويل الساحات التي يتجمهر فيها الآلاف يومياً للمطالبة بقضايا اقتصادية اجتماعية. واعتبر مصدر سياسي لبناني أن "الهدف الخبيث لنصر الله من وراء التصويب على دور تلك الأحزاب هو تسيس الاحتجاجات بهدف إضعافها وإعطاء الضوء الأخضر لمناصريه للانقضاض على المتظاهرين في المناطق الشيعية".

المؤشر الأبرز إلى نيّة فضّ التظاهرات بالقوة تدريجاً، كان اختراق مجموعات حزبية مناصرة لحزب الله صفوف المتظاهرين في ساحة رياض الصلح ببيروت، وهجوم حزب الله المسلح على المتظاهرين في بلدة الفاكهة البقاعية، حيث تعتبر المصادر "قرار حزب الله بتصفية الانتفاضة الشعبية اتُخذ، بالتزامن مع تشويه صورة التظاهرات وإظهارها كتابعة للقوى الحزبية المناهضة لمحور "الممانعة".

خطر القوات اللبنانية

وأشار المصدر إلى أن تركيز حزب الله والتيار الوطني الحر على دور حزب القوات اللبنانية يأتي انطلاقاً من الهاجس الذي تشكله "القوات اللبنانية" على خصومها بخاصة في المناطق المسيحية حيث المنافسة الشعبية مع تيار الرئيس ميشال عون، في ظل التنامي الملحوظ لشعبية رئيس "القوات" سمير جعجع نتيجة الأداء الذي انتهجه ذلك الحزب منذ مشاركته الأولى في الحكومة وصولاً إلى استقالة وزرائه، مضيفاً "ما يقلق حزب الله من القوات اللبنانية هو التنظيم الواضح في صفوفها خلافاً لمعظم الأحزاب اللبنانية القائمة على الشخصنة، إضافة إلى موقف القوات الإستراتيجي من سلاح حزب الله ورفضها المساومة على سيادة لبنان".

اللباس الوطني

ومن هذا المنطلق يشدد المصدر ذاته، على أن التظاهرات في المناطق المسيحية والشعارات المناهضة لحليفه جبران باسيل تضعف التيار الوطني الحر مقابل "القوات"، المتوقع أن تكتسح المقاعد النيابية في أول استحقاق نيابي بغض النظر عن القانون الانتخابي المعتمد، لافتاً إلى أنه بالنسبة إلى حزب الله فإن سقوط التيار الوطني الحر يعني سقوط الغطاء المسيحي الذي يستغله محور المقاومة للتلطي خلفه لإخفاء المشروع الطائفي والأيديولوجي الذي يسعى إلى ترسيخه.

الانتقام من الانتفاضة

وعن التمويل "المشبوه" للتظاهرات الذي تحدث عنه نصر الله، جزمت مصادر في الحراك الشعبي عدم تلقيها "أي دعم مالي خارجي"، مؤكدة أن "شباب الحراك في كل منطقة يتلقون مساعدات لوجستية من أنصار وأصدقاء للحراك الشعبي وهي جداً خجولة وأن اعتمادها هو على حماسة المواطنين واقتناعهم بفساد الطبقة الحاكمة"، معتبرةً أن "أي عملية إصلاح حقيقية في لبنان اليوم ستصطدم بحزب الله الذي يخنق لبنان، وسيحتاج الإفلات من هيمنته إلى مجهود خارق، وبخاصة أن لبنان غارق في الفساد والديون".

وانتقدت المصادر نصر الله بشكل لاذع، حيث قالت إن "آخر إنسان في الجمهورية اللبنانية يحق له الحديث عن ارتباط بالخارج وتلقي أموال من الخارج وهو الذي قال إن أكله وشربه وسلاحه وماله هو من إيران"، مشيرةً إلى "أن نصر الله يريد الانتقام من الانتفاضة التي تهدد مصالح إيران في لبنان وهذا أكبر دليل على تنفيذه أجندات خارجية"، مضيفة أن "حزب الله "هالَته هذه المشهدية الرائعة الوطنية الموحدة وصُدم بعدم خوف الشيعة في الجنوب تماماً كما حصل في العراق وقد يلجأ إلى أساليب معينة لكن كلنا ثقة بالجيش اللبناني وبأجهزتنا الأمنية".

 

مسار الانتفاضة الشعبية في لبنان... "المؤتمر التأسيسي" الآخر ولا إنقاذ وطنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً إلا بنجاح الحراك

رفيق خوري/اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019

كان الرئيس اللبناني الراحل شارل حلو يقول "لا أعرف ما يحدث غداً، لكنني أعرف ما يحدث بعد غد". وهذا ما ينطبق على القراءة المتأنية في الانتفاضة الشعبية الحالية. الانتفاضة التي فاجأت بنوعيتها وشموليتها حتى الحالمين بين اللبنانيين، وصدمت الحاكمين المراهنين على حماية العصبيات الطائفية والمذهبية لهم مهما فعلوا بالبلد وغرقوا في الأزمات وأغرقوه في الصغائر وارتكبوا الكبائر. فلا أحد يعرف ماذا يحدث غداً على المدى القصير، سواء استمر المسؤولون في المكابرة أو تعلموا شيئاً من دروس انتفاضة الغاضبين منهم جميعاً، وهذا يبدو صعباً. إذ ترى المؤرخة الأميركية بربارة توخمان "إن المسؤولين لا يتعلمون شيئاً أبعد من الاقتناعات التي يجلبونها معهم، وهي الرأسمال الوحيد الذي يستهلكونه من المنصب".

وسواء استقالت حكومة الرئيس سعد الحريري، كما يطالب المحتجون، أو قادت التطورات إلى مطالب أبعد من الانتخابات النيابية المبكرة لجهة الجمهورية والنظام. ففي السلطة حالياً من يقلدون موسوليني القائل "أعداء كثر... شرف أكثر"، من دون أن يتذكروا كيف انتهى الدوتشي معلقاً من رجليه بأيدي الشعب، وبعضه كان يصفق له.

لكن ما يحدث بعد غدٍ، على المدى المتوسط أو الطويل صار من التوقعات لدى من يقرأون التاريخ، وعلى طريق الوقائع لدى من لديهم رؤية مستقبلية. فما فعلته الانتفاضة العابرة للطوائف والمذاهب ليس مجرّد "تمرّد" الشباب على أمراء الطوائف بمقدار ما هو بداية مسار كان مغلقاً نحو الدولة المدنية.

وما أكّدته برفض "الرشوة الإصلاحية" التي لوّح بها مجلس الوزراء هو ربط الإنقاذ المالي والاقتصادي الحقيقي بالتغيير السياسي الجذري. والمسار طويل، ولا تراجع عنه مهما حدث. حتى محاولات السلطة لإخراج الناس من الساحات والشوارع بكل الوسائل الممكنة، فإنه لن يحلّ مشكلة السلطة. ولن يوقف المسار الديمقراطي. إذ صار نزول الناس إلى الشارع. في كل المناطق ومن كل الطوائف والمذاهب ولأيام وأشهر، قابلاً للتكرار كلما احتاج الأمر. ومع الوقت يبتكر المحتجون وسائل التنسيق. ويراكمون الخبرة ويطورون خطة العمل لتحقيق خريطة طريق تصبح مرسومة لا خطوة في المجهول.

وقبل سنوات، جرى كثير من الأخذ والرد على دعوة إلى "مؤتمر تأسيسي" لإعادة تكوين النظام لا فقط السلطة. كانت الدعوة، كما قيل، تعبيراً عما يفكّر فيه حزب الله وحلفاؤه. والفكرة التي كثر نفى التفكير فيها. هي أن نظام الطائف صار ضيقاً على الطائفة الشيعية وعلى قوة "حزب الله" الذي دحر الاحتلال الإسرائيلي للجنوب. والوقت حان للانتقال من المناصفة في تقاسم السلطة بين المسلمين والمسيحيين، إلى "المثالثة"، ثلث للشيعة وثلث للسنة، وثلث للمسيحيين الذين صاروا ثلث عدد اللبنانيين. لكن تحقيق هذه الفكرة كان محل خلاف كبير، ويحتاج إلى حرب أهلية جديدة بعد الحرب التي قادت إلى اتفاق الطائف. كذلك الأمر بالنسبة إلى فكرة أخرى في ذهن فريق مسيحي هي تعديل الطائف في اتجاه استعادة بعض الصلاحيات لرئيس الجمهورية الماروني. والرد على الفكرتين كان الإصرار على التمسك بالطائف وتطبيقه وتطويره.

والواقع أن تطبيق الطائف انتقائياً بما يخدم أهداف الراعي السوري، وبعد ثلث قرن على اتفاق الطائف، فإن ما حدث هو السير في الاتجاه المعاكس لما رسمه الاتفاق. وبدل إكمال مسار الطائف من المخرج الأمامي الذي هو تجاوز الطائفية لإلغاء الطائفية السياسية لقيام الدولة المدنية، جرى اختيار المخرج الخلفي والانتقال من الطائفية إلى المذهبية. وما ساعد على ذلك الأجواء في المنطقة التي يتأثر بها لبنان سلباً وإيجاباً. والثورة الشعبية هي، إلى حد ما "المؤتمر التأسيسي الآخر". لماذا؟ للعودة بقوة الشعب إلى المسار الذي رسمه الطائف وانحرف عنه أمراء الطوائف. مسار تجاوز الطائفية لإلغاء الطائفية السياسية وبناء الدولة المدنية.

ولا يبدل في الأمر أن نحتاج إلى وقت طويل لتحقيق ذلك. فالمهم البداية الصحيحة التي تقود إلى النهاية الصحيحة للمسار.

ونحن الآن ننضم إلى الموجة العربية والعالمية من الانتفاضات الشعبية. فالطابع الغالب للتغيير في القرن الـ 20 كان الثورات المسلحة، بصرف النظر عن الإيديولوجيا التي تحركها. وهي صارت خارج الفعل بعد نهاية الحرب الباردة وادعاءات "نهاية التاريخ". والساعة دقت في القرن الـ 21 للثورات الشعبية السلمية. وكانت منها الانتفاضات ما سمي "الربيع العربي". ما بقي منها سلمياً نجح كما في تونس والسودان ومصر. وما لحقته لعنة "العسكرة" فشل وقاد إلى حروب دمرت العمران والإنسان وتدخل القوى الخارجية كما في ليبيا وسوريا واليمن.

ولن تنجح محاولات حرف الانتفاضة الشعبية في لبنان من السلمية والشمولية والتوجه المدني، فلا إنقاذ وطنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً للبنان إلا بنجاح الانتفاضة في التغيير على مراحل. واللعبة انتهت وإن تصور الذين لا يرون من الدنيا سوى الجشع إلى المال والسلطة أنهم قادرون على الاستمرار في اللعب والتلاعب.

 

العراق ولبنان: بين الوطنية والتشيع الإيراني

سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام السابق في الكويت/اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019

صادرت الشيعة السياسية بالكويت والمنطقة التشيع التلقائي لدى الشيعة العرب لصالح مشروع إيران السياسي

أسترجع بهذا المقال سلسلة مقالات للكاتب والباحث الكويتي خليل علي حيدر، فقد كتب خليل حيدر قبل سنوات مقالات على فترات متقطعة عنونها كالآتي:

بين السعودية وإيران

شيعة الكويت ومغامرات السياسة الإيرانية

شيعة الكويت ومأساة حلب

يخلص الكاتب في هذه المقالات إلى أن الشيعة السياسية بالكويت وبالمنطقة عموما قد صادرت التشيع التلقائي لدى الشيعة العرب لصالح مشروع إيران للتشيع السياسي، ومفاده باختصار هو الولاء للولي الفقيه وهو ما لا تخفيه أحزاب الشيعة السياسية بالعراق ولبنان واليمن والكويت والبحرين، بل إن زعيم حزب الله اللبناني صرح علنا وجهارا نهارا إلى أن كل تمويل وتموين ودعم حزبه يأتي مباشرة من إيران، ويكتب خليل حيدر باختصار حول الشيعة بالخليج الآتي:

"قلة من الشيعة تدرك ان السعودية في الواقع أهم بكثير في هذا المجال من ايران، وأن السعودية والدول الخليجية هي التي تضمن للشيعة هذا التسامح المذهبي وهذا المستوى المعيشي الرفيع.. لا مغامرات السياسة الايرانية.. ان مستوى معيشة الشيعة ومصالحهم واستقرار حياتهم، وحتى أسعار عقاراتهم وتجارتهم، وكل ما هو جدير بالاهتمام والدفاع، مرتبطة وبقوة باستمرار قوة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، مهما كانت التفاصيل بعد ذلك."

 والواقع أن ما ينطبق على شيعة الخليج هو ما بدا ينطبق جليا بانتفاضتي العراق ولبنان هذه الأيام، فالعراق ولبنان تديرهما أحزاب الشيعة السياسية التي تعلن الولاء لطهران، فارتبط تحكمهما بهاتين الدولتين المنكوبتين بالفساد والمزابل المتراكمة وغياب الخدمات الضرورية لحياة الإنسان، وهما من الدول التي تتمتع بخيرات هائلة لو أحسن استغلالها لتحولت (وبالذات العراق) لجنان خضراء من النعيم والخدمات والنظافة.

 ما جرى ويجري بالعراق ولبنان اليوم، هو بظاهره ثورة ضد الفساد والتخلف وغياب الخدمات، ولكنه بجوهره ثورة ضد الهيمنة الإيرانية على هاتين الدولتين من خلال تحكمها بهما بإحزابها السياسية المسلحة.

 الثورة في العراق اندلعت ببغداد، لكنها استعرت جنوبا حيث الغالبية "الشيعية"، وبالتالي هي ثورة شيعية عراقية وطنية ضد التشيع الإيراني، ومطالب الثوار هي مطالب وطنية تصطدم بالضرورة مع المشروع الإيراني الذي جلب الخراب والفساد لهذه الدول، فقد أدرك المحتجون والثائرون أن إيران ينطبق عليها القول الشعبي "ما عزّيت نفسي، أعزّيك"، أي لن يعطيك الحافي نعلا يقيك من الرمضاء الحارقة، ما جرى ويجري بالعراق ولبنان اليوم هو إعلان فشل تلك التركيبة "الطروادية" لإيران داخل البلدان التي تتدخل بشئونها وتنشيءُ أحزابا "طروادية" لها عاثت بلبنان والعراق فسادا وقهرا.

 قمعت -وإن مؤقتا- الأحزاب التابعة لإيران بالعراق ثورة الشباب هناك بدموية ووحشية معهودة بالمشهد العراقي الحديث- مع الأسف الشديد، فقتلت أكثر من مائة وخمسين وآلاف الجرحى وعشرات المفقودين والمعتقلين، ولكن نظير تلك الأحزاب بلبنان (حزب الله وأمل) يقف فاغرا فاه حول تماسك وصلابة الشباب اللبناني الذي لم تنخر الطائفية السياسية في عظامة الوطنية، ويمط الطائفيون شفاههم عجبا من هذا الشباب الذي تجاوز النفس الطائفي البغيض مطالبا بالإصلاح وملقيا باللوم على جميع مكونات السياسة اللبنانية دون استثناء مرددين "كِلُّن يعني كلن". أتوقع أن بكنانة حزب الله وقوى الفساد بلبنان سهاما لم يرموها بعد،  لكن الخلاصة أن ثورة العراق التي خمدت بدموية بشعة وإن مؤقتا، رفعت شعار "إيران برا برا"، وثورة لبنان تنشد كنس القوى السياسية كلها، بمن في ذلك الأقوى بينها وهو حزب الله الذي يتحكم بالمشهد غير آبهين بتهديدات زعيمه حسن نصر الله بخطابه الأخير.

 ثورتا لبنان والعراق بدايات لنهاية المشروع الإيراني بهاتين الدولتين، وما كتبه خليل حيدر قبل أعوام للشيعة العرب من نصح بضرورة التمسك بوطنيتهم في وجه التبعية لإيران، بدت تصدق بالمطالب الوطنية المشروعة بلبنان والعراق وتعزز عوربة هذه المطالب في وجه مصالح إيران لصالح شعبي هاتين الدولتين.

 

البيت العوني يتصدع والشارع المسيحي يلفظ باسيل

منير الربيع/المدن/السبت26/10/2019

تسللت قوة الانتفاضة اللبنانية الراهنة إلى داخل البيت العوني الرئاسي، أو الأحرى إلى داخل عائلة الرئيس. فمعادلة "جبران باسيل أو نحرق البلد"، كشفتها تحركات الناس وصرخاتهم التي تعالت وتوحدت من الشمال إلى الجنوب، اعتراضاً على الوزير العوني الملك. فلا حكومة من دونه، ولا تعديل وزاري يستبعده.

لعيونك باسيل

هو الثابت ورجل العهد القوي. تماماً كما قال رئيس الجمهورية ميشال عون ذات مرّة: "لعيون صهر الجنرال ستين عمرها ما تتشكل حكومة". وهذه المعادلة لا تزال تتحكم بعلاقة عون وباسيل.

حجم الاعتراض الوطني على باسيل كان له وقعه "المسيحي" المدوي، والعائلي العوني أيضاً. فأثناء كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، كانت ابنتاه ميراي وكلودين، تعيدان تغريد جملة سياسية أساسية قالها عون: إعادة النظر في الواقع الحكومي. حماسة ابنتي الرئيس المفرطة والسريعة لهذه الجملة، وتأييدهما، والدفع في اتجاه تطبيقها، ناجم عن إشكال أصبح معروفاً بين باسيل وفريقه المحيط بالرئيس من جهة، وفريق آخر محيط بعون تقوده ابنتاه ميراي وكلودين.

قائد الثورة المضادة

قصدُ ابنتي الجنرال، بإعادة تغريد هذه الجملة، هو الاستعجال لإخراج باسيل من المعادلة. فهو الذي قطع الطريق سابقاً على اختيار ميراي لوزير يمثلها في الحكومة، وقطع الطريق على توزير النائب شامل روكز، ولم يترك مناسبة إلا وحاصره فيها. حان وقت ردّ منافسي باسيل عليه داخل "العائلة". فبعلاقته بالحريري، وبقربه مع الرئيس، وثقة حزب الله المطلقة به، هو الذي يأخذ على عاتقه قيادة الثورة المضادة اليوم في الشارع. وهذا بعدما وصل حزب الله إلى رفع لاءاته، ليس في وجه إسقاط الحكومة والعهد فقط، بل في وجه استبعاد باسيل منها. وهذا ينطوي على أبعاد سيكون لها مفاعيل سياسية مستقبلاً، قد تتطور إلى وعد حزب اللهي بدعم جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، لحسابات استراتيجية، تُبقي التحالف بين الطرفين عميقاً.

في المقابل، كانت ابنتا الرئيس تحاولان مخاطبة رغبة الشارع، في ردّ مباشر على باسيل الذي ظهرت وقائع استفزازه البيئات اللبنانية كلها، والقوى السياسية المختلفة. فهو لم يترك جهة إلا ودخل في إشكال معها. مؤمناً أن ذلك يقوي زعامته في الشارع المسيحي.

الشارع المسيحي والباسيلية

لكن هذا الشارع انفجر بوجه باسيل. وانفجاره هذا انعكاس لانفجار سياسي داخل التيار والعائلة العونية. وهو ليس الأول من نوعه، لكنه الأكثر ظهوراً، وأحدث ندوباً في العلاقة بين فريق الرئيس، وحتى في تكتله النيابي، والداعم له أو المحسوب عليه.

في الوجدان العوني، وبعيداً عن الخطاب الذي يتقنه باسيل في تحفيز جمهوره وشد عصبه، فإن أكثر ما يمثله الرجل هو الفعل النقيض لما نمت عليه الحالة العونية، الوليدة من رحم الجيش والولاء له، وحاكت المسيحيين وطبقتهم الوسطى. هذا كله خسره باسيل منذ وصول عون إلى الرئاسة. فالعلاقة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها سيئة، وصلت إلى حدّ التدخل بعمل قائد الجيش ومحاولة تغيير مدير المخابرات. وهذا يرتد خسارة على باسيل في رئاسته التيار العوني، وفي صلته بأبرز رموز الوجدان العوني: الجيش. الخسارة الثانية، هي في التناقض بين مواقف عون ضد الطبقة السياسية والسياسات الاقتصادية ومصالح الأثرياء، في مقابل إرساء باسيل نموذج الأوليغارشية داخل التيار، وفي علاقاته السياسية. فهو الذي ترأس التيار بالتزكية بلا أي انتخابات، وتدخل عون لسحب المرشحين في وجهه. فتفاقمت النقمة في صفوف نواب لا يزالون في تكتله، فيما استقطب هو رجال الأعمال وأصحاب الأموال إلى قيادة التيار ومفاصله، وإلى المجلس النيابي والوزارة.

تصدّع البيت العوني

نموذج باسيل هذا الذي دفعه إلى اتخاذ إجراءات تأديبية بحق كوادر التيار المناضلين منذ الثمانينيات، وسّع من الحلقة الاعتراضية عليه. هذه هي الحالة الحاضرة بقوة اليوم في الساحات وفي الانتفاضة، وعلى رأسها قياديين سابقين في التيار، كأنطوان نصر الله ونعيم عون الذي بعث برسالة إلى رئيس الجمهورية حول حماية موقعه وتاريخه، في إشارة ضمنية إلى ضرورة إبعاد باسيل.

تصحيحيو التيار من المتأثرين والمؤثرين بالانتفاضة الحاصلة، وخصوصاً في الساحة المسيحية.. يستعيدون  الوجدان العوني القديم. وهذا يوّسع الندوب داخل القصر الذي يتحكم باسيل بمعظم مفاصله. فمنذ اندلاع الاحتجاجات يقيم باسيل في القصر الجمهوري ولا يغادره، فيما غادرته قبل مدة  وعادت إليه مستشارة الرئيس ميراي عون، بسبب تعاظم خلافاتها مع باسيل. وانتقل الخلاف إلى العلن. وآخر تجلياته، إعلان النائب شامل روكز استقالته من تكتل لبنان القوي، وخروجه بموقف واضح في تأييده التحركات، معتبراً أن كلام الناس يعبّر عن طروحات عون التاريخية والأساسية. وهو دعا إلى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة. موقف النائب الآخر في التكتل العوني نعمت أفرام، يأتي مكملّاً للخلافات القائمة داخل التكتل، والتي عبر عنها أيضاً النائب ميشال معوض. صحيح أن أفرام ومعوض لا ينتميان إلى التيار العوني، لكن موقفهما دليل على "مصلحية التيار"، لا مبدأيته في وجدان العونيين.

استقالة روكز وأفرام، وهما نائبان في كسروان  معقل التيار،  تأتي استجابة أو تعبيراً عن الجو المسيحي الحقيقي، الذي أصبح بعيداً جداً عن طروحات باسيل. وهذا سيكون له انعكاساته في هذه الدائرة في الإنتخابات المقبلة. وروكز الذي يمثل جزءاً من وجدان التيار، يعمل وينسق مع قياديين آخرين، لعدم سلخ التيار عن حقيقته. وهذا الحراك الحقيقي الصامت منذ مدّة، بدأ صوته يعلو ويرتفع، على الرغم من حالة التجاهل والتعتيم الإعلامية الكبرى، على ما يجري في صلب هذه التحركات وخلفياتها. وما يجري صوغه من أفكار وتوجهات في هذا الحراك، أبرزته وسائل الإعلام: خروج النائبين من التكتل، من دون البحث عن الدوافع والتداعيات. وهذا ربما ما يحتاج إلى الظهور والإبراز حالياً: الحالة الاعتراضية داخل البيئة العونية.

 

"لقد عايشت الحياة السياسية في لبنان منذ زمن الانتداب، لكنني لم اعرف افسد من جمهورية الطائف"

شارل الياس شرتوني/26 تشرين الأول/2019

حديث خاص مع المطران جورج خضر ١٩٩٧

http://eliasbejjaninews.com/archives/79887/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%b4%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3/

العصيان المدني، سقوط جمهورية الطائف ومحاور التغيير

ان حالة العصيان المدني التي تعيشها البلاد هي تعبير صريح عن تهاوي شرعية حكم الطائف الادائية، وادانة غاضبة للاوليغارشيات التي سيطرت على البلاد على مدى ثلاثين سنة وأحكمت إقفالاتها على كل مستويات العامة، وعمدت الى تركيز سياسات قضم منهجية لكل الموارد العامة، ووضع اليد على سياسات اعادة الإعمار بالتكافل مع سياسات النفوذ الاقليمية على تبدل محاورها. المحرك الأساسي لهذا العصيان المبرح هو الرفض المبرح للفساد العميم الذي يطبع اداء الطبقة السياسية وقواعد لعبتها:

أ-نحن لسنا امام حركة معارضة عادية، نحن امام سقوط جمهورية الطائف بالمعادلات الاقليمية والدولية والداخلية التي أتت بها، والاوليغارشيات التي خرجتها وجعلتها نموذجًا للدولة القاضمة (Predatory State) لجهة استعمال الدولة كمصدر للإثراء الشخصي والعائلي، وبناء شبكات زبائنية، وريوع وحيازات فردية وطوائفية (سنية، شيعية، درزية وملحقاتها في الاوساط المسيحية) تحت إشراف الاوتوقراطية الحاكمة في سوريا، ومشاركة الاوساط المصرفية والمالية المحلية التي استملكت تدريجا من قبل أوساط الأعمال السعودية والخليجية والايرانية. جمهورية الطائف وضعت لبنان، منذ بدايتها، في حالة تبعية اوليغارشية انعقدت على خطوط تقاطع سياسات النفوذ الاقليمية والداخلية. لقد انبنت التبعية السورية في بداياتها على سياسة وضع اليد العسكرية للنظام السوري، واعادة صياغة الحياة السياسية والاقتصادية والخارجية على قاعدة الأولويات التي ارستها، وشبكة التحالفات التي كونتها في الداخل ( رفيق الحريري، نبيه بري، وليد جنبلاط ، حزب الله في مرحلة لاحقة، ومن اصطنعتهم في الاوساط المسيحية ، الياس الهراوي ، أميل لحود، ميشال سليمان.....).

ب- ان ثبات المعادلة الاوليغارشية عائد الى مراسيها الاقليمية وما أمنته لها من حصانات، وشراكات، وتثبيت لمعادلات النفوذ، وحرية مناورة وعدم مبالاة لاعتبارات الداخل وتوازناته. هذا النهج تثبت مع سقوط مرحلة النفوذ السوري (١٩٩٠-٢٠٠٥)، من خلال بروز المتغير الاستراتيجي الإيراني كناظم للعبة النفوذ في البلاد، ودخولها في متاهات النزاع السني-الشيعي الإقليمي، وانهيار النظام الإقليمي، وتكيف الاوليغارشيات السياسية-المالية مع تبدل موازين القوى حفاظا على مصالحها القائمة وتنويعًا لمصادرها. هذا الواقع يفسر ماهية التعاطي والمشاركة القائمة بين اركان النفوذ في الوسط الشيعي (نبيه بري -حزب الله) وأترابهم في أوساط الاوليغارشيات السنية والدرزية (سعد الحريري، نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، وليد جنبلاط … ). موقع السياسيين في الوسط المسيحي هو موقع التبعية التي أسست لها سياسة وضع اليد السورية في المرحلة الاولى لحكم الطائف، والتحالفات التبعية التي تلت نهاية المرحلة السورية وانعقدت على خط النزاعات الشيعي-السني بمتغيراته الإيرانية والسعودية والتركية والقطرية (التيار الوطني -إيران، القوات اللبنانية/السعودية - قطر). لا مجال لإجراء قراءة تحليلية ونقدية لهذه المعادلات السياسية والمبادرة الى تبديلها دون أخذ المعادلات المتداخلة بعين الاعتبار .

ج-هذه ملاحظات أساسية من اجل وضع استراتيجية تغييرية نافذة وتلافي الشطحات في التصور والاداء، وعدم السقوط المتجدد في متاهات الحروب الاهلية الاقليمية المعممة. لقد تبرهن ان التداخل بين الداخل والخارج في ظل الثقافة السياسية الاسلامية وتخريجاتها الأيديولوجية المعاصرة، هو عائق معرفي واستراتيجي أساسي ادى الى اندثار الربيع العربي وانفجار النظام الإقليمي لحساب سياسات النفوذ الدولاتية السنية والشيعية والارهابية المتمثلة بالإسلاميين الجهاديين.

د-المتغير الفارق الذي يطبع حركة العصيان المدني الناشئة، هو المتغير العمري (Generational Variable) الذي تبلوره الحركات المعارضة الشابة على تنوع تعبيراتها القيمية والسياسية والادائية والفنية والمسلكية. ثمة قطيعة على مستوى المتخيل العمري والجيل السياسي الحاكم تقارب الغربة الكاملة بين قيم العولمة الليبرالية والديموقراطية، والنظام السلوكي القبلي المنبت والأفق والسلطوي والذكوري لجيل ات من قعر ثقافة سياسة واجتماعية سلطوية ومبنية على علاقات النفوذ المطبقة على تنوع مصادرها ( صدام الزمنيات الإجتماعية، Choc des temporalités sociales). ان اي تجاهل لهذه الاعتبارات سوف يؤدي الى إساءات فهم كبيرة واستنتاجات سياسية خاطئة تمعن في تعميق النزاعات القائمة والذهاب باتجاه سياسات القمع واستدعاء الفوضى وتعميمها. انا اشك بقدرة هذه الاوليغارشيات على فهم هذه المتغيرات، ورؤى وقيم هذا الجيلِ لانها أتية من افق انساني لا يقيم وزنًا لحقوق الانسان ودولة القانون، والقيم الاخلاقية ببعديها الخاص والعام. ان المواجهة مع هذه الاوليغارشيات الفاسدة والشريرة والعديمة المبدأ أساسية من اجل ايجاد ميزان قوى جديد مع كل ما يفترض ذلك من فطنة وحسن تدبير يقينا الانزلاقات الخطرة والمميتة.

ه- يتوزع اداء الفرقاء السياسيين بين محاولة الالتفاف من قبل مالكي المبادرة العسكرية والسياسية والمالية (الشيعة السياسية والزبائنية الممثلة بحزب الله وامل)، والاوليغارشيات السنية التي تستثمر المعادلات السياسية القائمة بالتكافل مع أقرانهم الشيعة من اجل ترفيد ريوعهم وحيازاتهم الشخصية والمذهبية، انتظارا لمعادلات سياسية انقلابية على المستوى الإقليمي. في حين يسعى محور عون-جعجع الى تمتين مواقعه داخل لعبة النفوذ القائمة، معللا نفسه بعودة متكافئة للمسيحيين داخل المعادلات القائمة. اما التيارات اليسارية التوتاليتارية التوجه فلا ترى في الحدث الناشئ سوى فرصة للدفع بالسياق الفوضوي والعنف العدمي مدغما بتعليبات إيديولوجية بائدة لا علاقة لها لا بواقع الاشكاليات الاصلاحية المطروحة او باي افق إصلاحي عملي. اما الطرح التغييري في الاوساط الشابة غير المنحازة لأي من الأحزاب فهو حتى الساعة رافض لأي تسوية مع الاوليغارشيات القائمة دونما تحديد للآليات الانتقالية والطروحات العملية لعملية التغيير الفعلي. أن تصليب المواجهة مع الاوليغارشيات اساسي من أجل استقامة موازين القوى اساسي لكنه يتطلب بالمقابل تصورا عمليا ينقل البلاد من حالة الاضراب المطلق الى حالة التفاوض العملي الشاق حول سبل التغيير الديموقراطي الحاسم دون الإطاحة بالسياق الدستوري والمؤسسي, والانخراط في سياق الفراغ والعنف العدمي المدمر. على الحركات ان تعي حدود الفراغ المديد وخطر الانزلاق باتجاه العنف في ظل الواقع الاقليمي المتفجر والافلاس المالي والاقتصادي في بلاد تعاني بشكل اساسي من انعدام الاستقرار وتردداته المدمرة. ان اي لجوء لحزب الله للعنف سوف يؤدي الى ديناميكية نزاعيه متفلته وغير قابلة للاحتواء تدخلنا في متاهات العنف الاقليمي ومحاوره المتأهبة للاستثمار.

و- أن اي عمل تسوية عملي يفترض وضع البلاد على سكة الاصلاح التراكمي الذي يتطلب استقالة فورية للحكومة وتشكيل حكومة خلاص وطني يتمحور عملها حول التحضير لانتخابات نيابية تؤسس لولادة الجمهورية الثالثة وفتح ملف نهب الاموال العامة بكل مندرجاته عبر تشكيل هيئة وطنية عليا تضع آليات الرصد والمقاضاة والاسترداد بالتكافل مع هيئات دولية مراقبة، وإعادة تفعيل العمل الاقتصادي على قاعدة إجماع حول أساسية الاستقرار السياسي من أجل استعادة ديناميكية الاستثمارات وايجاد فرص العمل. لا إصلاح خارجا عن مجلس نيابي تمثيلي يؤسس للجمهورية الثالثة على قاعدة اجماعات قيمية (سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية ) تخرجنا من دائرة السيطرة والسيطرة المضادة والاقفالات الاوليغارشية الى دائرة التداول الديموقراطي والعمل الاصلاحي. هذا لن يتم في ظل مشاريع الانقلاب والانقلاب المضادة،التي سوف تعود بنا الى الحروب الإقليمية والعنف العدمي المفتوح. لقد ان الاوان لاستخلاص املاءات هذه الحالة وامالها قبل فوات الاوان.

 

وزن الثورة الشعبية وحكومة "الإنقلاب الديموقراطي"

رفيق خوري/نداء الوطن/26 تشرين الأول 2019

لا مخرج من المأزق السياسي والمالي والإقتصادي، إن لم تكن الخطوة الأولى تغيير الحكومة. ولا فائدة من التغيير الذي له الأولوية في الساحات، إن لم يأتِ عبر ما يسمى "التفكير من خارج الصندوق": تأليف حكومة إستثنائية بعملية سريعة تتجاوز حساباتها أوزان القوى السياسية التي حدّدتها الانتخابات النيابية الى حساب الوزن الكبير للثورة الشعبية العابرة للطوائف والمذاهب والمتخطية لنتائج الانتخابات من خلال التصويت بالأقدام في الشارع. والظاهر أن الأولوية مختلفة لدى أهل السلطة، وإن تحدث رئيس الجمهورية عن" إعادة النظر في الواقع الحكومي" ورحّب رئيس الحكومة بالأمر.

ذلك ان الرئيس ميشال عون أعاد التذكير بالمشاريع الإصلاحية التي أراد تحقيقها، لكن "العراقيل كثيرة". والرئيس سعد الحريري أفاض في الحديث عن "معرقلي" خطواته الإصلاحية. وهما معاً، من دون تسمية المعرقلين، اعتبرا أن نزول الشعب الى الشارع ساعد كلاً منهما على ضمان التأييد لمشروعه الإصلاحي. وقبلهما أعلن السيد حسن نصرالله انه ضدّ استقالة الحكومة، وأوحى أن المتظاهرين في الشارع لن يستطيعوا تغيير الستاتيكو. ثمّ ردّ على الذين يطالبونه بنزول "حزب الله" الى الشارع بأن هذا "قرار كبير" لأن نزولنا "سيغير كل المعادلات".

والسؤال البسيط هو: ما هي الترجمة العملية للإيحاء أن نحو مليوني مواطن من كل الطوائف في الشارع لا يستطيعون "تغيير الحكومة" في حين أن نزول حزب من مذهب واحد يغيّر كل المعادلات؟ والجواب الأبسط قدّمه ماوتسي تونغ من زمان : "السلطة تنبع من فوهة البندقية". وهذا بالطبع منطق الثورات، لا قاعدة العمل في الأنظمة الديموقراطية.

وليس تهويل التركيبة السياسية بالفراغ وتقاليد تأليف الحكومات الذي صار يستغرق شهوراً حجة للإبقاء على حكومة فاشلة. فالمشكلة هي الخلافات المرتبطة بالحصص والجشع الى المال والسلطة. ولو جرى التخلي، لمرة واحدة، عن هذا الجشع، لأمكن تأليف حكومة إستثنائية مصغّرة خلال أيام. فهل هذه مهّمة مستحيلة؟ وهل صار حدوث إنقلاب ديموقراطي ضدّ انقلاب ضمني على الديموقراطية، هو الوصفة لإنهيار لبنان كما يهددنا أبطال الإنهيار الحقيقي؟

ما يوضع في خانة الإصلاحات يصح فيه قول الجنرال ماكارثر "إن تاريخ الفشل في الحرب يمكن إختصاره بكلمتين: متأخر جداً".

وما صار مشكلة لأصحابه المتغطرسين هو تقليد الإمبراطور الروماني كاليغولا القائل: "دعهم يكرهوننا ما داموا خائفين منا" فالناس كسرت حاجز الخوف. والسلطة مرتبكة وخائفة.

 

جلّ الديب... صمود الثوّار حمى الثورة من الإنهيار

ألان سركيس/نداء الوطن/26 تشرين الأول 2019

تُثبت ساحة جلّ الديب يوماً بعد يوم أنها من أقوى الساحات المطلبية في لبنان وبأنها أكملت أيقونة بقية ساحات المناطق المنتفضة، ولم تخف لا من تهديدات أحزاب السلطة ولا من محاولات "حزب الله" القضاء على الحراك عبر استعمال العنف في ساحة رياض الصلح.

لا يمكن فصل حراك جلّ الديب عن بقية المناطق، إذ إن كل لبنان في حالة ثورة وغضب على الواقع المتردّي، وهذا الغضب يتجلّى في سوء إدارة السلطة وهدر المال العام وإستشراء الفساد.

وأكبر تعبير عن معاناة أهالي المتن الشمالي هو تأخير تنفيذ جسر جلّ الديب الذي يُعتبر من أهم إنجازات السلطة والتي أضاعت سنوات من أجل التخطيط والتنفيذ، في حين أن مصر الخارجة من ثورات متتالية استطاعت شقّ قناة السويس الجديدة العام 2015 بأقلّ من سنة.

ويختصر مشهد غرق السيارات على أوتوستراد الضبية عند أول هطول للأمطار صورة الدولة الفاسدة المتهالكة والتي تنزعج من قطع المواطنين للطرق للمطالبة بتأمين أبسط الحقوق، بينما إهمال المسؤولين قطّع أوصال الوطن وحوّله إلى وطن ينتمي إلى دول العالم العاشر وليس الثالث.

وأمام كل هذا الواقع المعيشي والحياتي المتردّي، يؤكّد ثوّار جلّ الديب أنهم باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب، فلا خوف من القمع ولا حتى من الامطار التي تهطل بغزارة، فقضاء المتن كان العين التي قاومت مخرز الإحتلال السوري وصمد ولم يخف من شيء، لا من بطش سلطة الإحتلال وأزلامها، ولا من كل أساليب استعمال أدوات القمع.

داخل خيم نُصبت وداخل السيارات، يبيت الشباب ليلتهم بعد انتهاء التظاهرات الحاشدة، ويعتبرون أن الحذر واجب، "فالسلطة تريد أن تنقضّ علينا، ولا نعرف أي ساعة قد تفعل ذلك، لذلك علينا أن نبقى حذرين ويقظين".

يقف المحتجون على الأوتوستراد وإلى جانبهم الجيش اللبناني، ويبدون كل الإحترام والتقدير له، "فهو يسهر على حمايتنا، ونحن نتظاهر من أجل تحقيق مطالبه ومطالبنا على حدّ سواء، نحن يحقّ لنا التظاهر والتعبير عن مطالبنا بينما هم لا يستطيعون القيام بذلك".

ويُعتبر المتن أكبر قضاء مسيحي في لبنان، ويشكّل أكبر تجمّع للمسيحيين خصوصاً أنه يستقطب عدداً كبيراً من مسيحيّي الشمال والجنوب والبقاع ومناطق أخرى وذلك لقربه من العاصمة بيروت، وهذا القضاء أعطى "التيار الوطني الحرّ" 7 نواب من أصل 8 في انتخابات 2005، و6 نواب في انتخابات 2009، و3 نواب في انتخابات 2018 إضافةً إلى نائب "الطاشناق"، وكان يُعتبر أحد أهم معاقل العونيين قبل أن ينتفض الشارع عليهم.

وفي السياق، يقول بعض المتظاهرين أنهم يحاولون تشويه صورة التظاهرة بالقول إن أناساً غرباء عن القضاء يتظاهرون فيه، لكننا نقول لهم إن كل لبناني يحقّ له التظاهر إلى جانبنا، فمن يسكن هنا هو من سكّان المنطقة ويحمل الهوية اللبنانية، نحن نهدم الحواجز وهم يريدون رفعها أكثر، لكن فاتهم أن كل الساحات توحّدت، ونحن سنشارك حتماً في تظاهرات طرابلس والزوق والنبطية وبيروت وصيدا، وهم سيشاركوننا ساحتنا، فهذه السلطة تحاول الفرز والتصنيف بين مسيحي من المتن ومسيحي من الأطراف، وبين مسلم ومسيحي، فكيف ستحكم البلاد بهذه العقلية؟

ويرفض القيّمون على التظاهرات مقولة إن "القوات اللبنانية" و"الكتائب" أو أي أحزاب وحركات أخرى هي من حرّكتهم، فمن حرّك الشعب هو تصرّفات السلطة، وقد بدأت الإحتجاجات في جل الديب قبل قرار "القوات" الإستقالة من الحكومة، وبالتالي فإن محاولة إلباس الحراك لباساً حزبياً لن ينجح مع أحد، ومن يقول إن هناك متظاهرين من حزبَي "القوات" و"الكتائب" نقول له إن على جميع اللبنانيين التجرّد من الإنتماءات الحزبية والنزول الى الشارع، فنحن لا نستطيع تجريد أحد حتى لو كان حزبياً من انتمائه ومن وجعه حتى.

ووسط التأكيد على البقاء في الشارع، شكّلت جل الديب نقطة مفصليّة، فلو سقطت يوم الأربعاء الماضي بعد محاولة فتح الأوتوستراد، من ثم فتح أوتوستراد الزوق لكان تمّ القضاء على الثورة، فهذه الثورة لم تكتمل صورتها إلاّ بعد مشاركة كل الساحات.

ويُعتبر القضاء على التظاهرات في المناطق المسيحيّة قضاء على الحراك، فقوة هذا الحراك أن المناطق المسيحية والشيعية والسنية والدرزية إنتفضت مع بعضها البعض حيث شكّلت مشهداً متكاملاً لا يستطيع أحد "التنمير" عليه أو القول إنها ثورة ناقصة.

ويسخر المشاركون في الثورة من مقولة إن ما يحصل حرب مسيحية - مسيحية أو تصفية حسابات بين "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، فـ"التيار" يحاول إظهار نفسه بأنه مستهدف بينما الحقيقة أن هناك وجعاً حقيقياً لدى الناس، و"التيار" الذي يستلم السلطة لا يزال يكابر ويعتبر أن من يتظاهرون لا "يقدّمون أو يؤخّرون" بينما الحقيقة أنهم الموج الحقيقي الجارف الذي سيجرف كل فاسد أو كل ساكت عن الفساد.

 

أمثولات من سيدة الانتفاضات

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

ليس أمراً جديداً على لبنان إذا هو انتفض. ففي تاريخه التليد قبل الاستقلال في أزمان عثمانية وفرنسية، وبعد الاستقلال في أكثر من ولاية رئاسية، انتفاضات لكل منها دواعيها وهتافاتها ومطالب المشاركين فيها. وليس مستغرباً هذا المشهد الاحتجاجي المبهر منذ أيام في عدة مدن لبنانية، وبالذات بيروت عاصمة اللبنانيين، وكذلك العاصمة الثانية للعرب من دون استثناء، كونها التي طالما احتاج عرب كثيرون إلى التنفس من خلالها، كما احتاج انقلابيون وثوريون إلى الارتماء في رحابها.

ولقد اعتاد العرب على اللبنانيين أن يبتكروا في المناسبات مسيرات ومظاهرات يقومون بها لنصرة الأشقاء العرب، عندما تلم بهذا الشقيق أو ذاك محنة وطنية. وفي الذاكرة مسيرات من أجل ثورة الجزائر، ومسيرات من أجل نصرة مقاومة مصر للعدوان الثلاثي عام 1956. ودائماً تكون المسيرات لمصلحة هذه القضية أو ذاك الشعب المعتدى عليه في دولة شقيقة. كما في الذاكرة مبادرات، كتلك التي كانت تتكرر في بيروت زمن استضافة المقاومة الفلسطينية، وكيف أنه عندما يتم الإعلان عن تشييع شهيد فلسطيني، ويمر موكب الجنازة في شارع مشترَك مسلم – مسيحي، فإن تكبيراً يصدر عبر مكبرات الصوت في المسجد، وأجراس كنيسة تعبِّر بدقاتها عن المشاركة في الحزن، وهذا يحدث تلقائياً ومن دون أن تطلب سلطة رسمية ذلك.

ما يراد قوله إن المسيرات والمظاهرات التي طالما شهدتها بيروت أم الشرائع (ماضياً) أسبغت عليها صفة جديدة، هي «أم النجدات المعنوية» لبعض الأشقاء العرب، عندما تلم بهم نائبة، وتكون تلك النجدات صوتاً بقوة الدوي، طالما أفاد مقاومة ثوار الجزائر للاستعمار الفرنسي، ومقاومة عبد الناصر للعدوان الإسرائيلي - الفرنسي – البريطاني، وتصدي ياسر عرفات كي تبقى القضية الفلسطينية حاضرة في البال.

هذه المرة بالذات، ونتيجة لإحساس اللبنانيين بأن عليهم أن ينظروا في أمرهم بعدما بات الوطن ملعبَ أمزجة غرباء ومشروعاتهم، وبات أمر انتهاك الأصول والثوابت والتوريث والاكتناز والارتهان حالة تهدد الخصوصية اللبنانية، جاءت الانتفاضة التي لا بد منها، تعبيراً عما في النفوس من خيبة أمل من الممسكين بمقاليد الأمور. وجاءت تخلو من أي شوائب. وطنية بامتياز. عفوية لا يصغي المشاركون فيها لغير أصوات أوجاع ناشئة عن عسر الأوضاع المعيشية، والاحتياجات المجتمعية المستشرية. واستطاعت بعد أسبوع من الصمود والثبات على الحس الوطني، أن تكون هي لبنان المعارض مقابل لبنان الحاكم. واستطاعت انتزاع بعض ما تتمنى على أهل الحُكم تقديمه.

ثمة أمثولات كثيرة أفرزتها الانتفاضة، وهذه يمكن اعتبارها مكاسب. الأمثولة الأهم استعادة الإيمان بلبنان وطناً وليس ساحة، وعَلَمه يرفرف ويعلو على سائر الأعلام. أما أبرز بقية الأمثولات فهي:

التأكيد على المقولة الحريرية أباً، بأن لا أحد أهم من الوطن، وبالتالي فإن بعض الحالمين والساعين إلى تثبيت أن أهميتهم وما يمثِّلون تتقدم على لبنان الوطن والخصوصية اللبنانية، سيعيدون النظر في تطلعاتهم تلك.

مع أن للسلاح قوته في فرض الأمر الواقع أحياناً، فإن الانتفاضة بثباتها وشموليتها أكدت أن الأصوات الاحتجاجية التي انطلقت من حناجر الموجوعين في الساحات، هي بقوة ذلك السلاح، لجهة أنه لا بد من إعادة النظر في أمور كثيرة، وفي معادلة تحتاج إلى تدوير في المضامين.

بعد الانتفاضة المتعددة الأجنحة شمالاً وجنوباً وجبلاً وسهلاً، بات على الذين طالما كانوا يمارسون سياسة فرض تعظيم الذات والأمر الواقع والإلغاء، التواضع كثيراً، عملاً بقول الإمام علي (رضي الله عنه): «ضع فخرك، واحطُط كِبرك، واذكر قبرك، فإن عليه ممرك».

لقد عطَّلت لغة الكلام علاقة لبنان بالأشقاء، وهذا إثم ما بعده إثم ارتكبه المرتكبون. وبعد الانتفاضة لن تكون هنالك أصوات تعلو على صوت مصلحة الوطن، في أن يكون عند حُسْن ظن الغير به والتعامل معه، بما يحقق استقراره وطمأنينة شعبه.

فيما مضى، كانت المساندات الخليجية والدولية توضع في حسابات الدولة، ومن دون أي رقابة على الإنفاق، ثم يتبين أن الذين شغلوا مناصب متقدمة في الدولة والحكومة والإدارة، تعاملوا مع هذه المساعدات وكأنما هم شركاء للدولة فيها، وبذلك اغتنى هؤلاء ولم تصلح حال الناس، وتعثرت الميزانية. وعندما تستأنف الدول الداعمة، وبالذات دول النخوة الخليجية، دعماتها، فإن رقابة مشددة على النجدات المالية ستقي لبنان الدولة والشعب من مخاطر إنضاب البعض لهذه الخيرات.

موضوع محاسبة الذين تَمَلْيَروا في غفلة من الزمن، كان القضية الأساسية في الانتفاضة، وليس هنالك أي حديث حول موضوع سياسي أو عن الصراع العربي – الإسرائيلي والقضية الفلسطينية؛ لكنه حديث من دون تسميات، الأمر الذي أفقد الدعوة إلى المحاسبة أي قرائن، باستثناء معلومات متداولة على وسائل التواصل، وهذه عموماً ليست وثائق.

بعد الآن ستنحسر مظاهر الأبهة والحفلات التي يقيمها بعض المكتنزين، وكذلك بعض ذوي الشأن الوظيفي في الدولة، وتتسم بالبذخ والظهور بمظهر الأغنياء توريثاً أو أغنياء الأزمات وعوائد الصراع على لبنان. ومثل هذا الانحسار ما كان ليحدُث (احتمالاً) لولا الانتفاضة.

بعد اختراق نوعي في مناطق مصنفة ولائياً لـ«حزب الله» و«حركة أمل»، أظن أن الحركتين ستعيدان إعادة تقييم للموقف من جانب زعامة كل منهما.

في تغييب (احتجاباً وإضعافاً) للصحافة اللبنانية التي كانت مرآة مسيرات ومظاهرات وانتفاضات الزمن الذي مضى، حلت ثلاث فضائيات لبنانية محل تلك الصحف، وكان لها دور فاعل في إنجاح الانتفاضة التي اتسمت برقي لا مثيل له، قياساً بالانتفاضة الفرنسية. بل إن هذه الفضائيات أجرت ما يشبه الاستفتاء، وعلى الهواء، ولا يحتاج إلى تدقيق في النتائج، كما استفتاءات بعض الرئاسات العربية المحدَّدة نتاجها بمجرد البدء فيها.

ويبقى أن نجاح سيدة الانتفاضات بعد شقيقاتها المصرية والتونسية والسورية والسودانية والعراقية بعد الفلسطينية، هو في متابعة متأنية وضاغطة لمشروع الإصلاحات التي عرضها على الهواء رئيس الحكومة سعد الدين رفيق الحريري، على أمل إتباعها بتعديل حكومي جذري، يعزز مبدأ سياسة النأي بالنفس، ثم بحكومة تكنوقراط يتقاسمها - كما حصل في السودان - مدنيون وعسكريون، باعتبار أن العسكري تكنوقراطي بطبيعة عمله، وتقاليد المؤسسة العسكرية أساسها الانضباط. وبعد ذلك يتحقق ما يصبو إليه اللبنانيون، وهو انتخابات جديدة يكون الاختيار فيها لمن يريد خيراً للبلاد وطمأنينة للعباد. وبذلك تكون انتفاضة بيروت وأخواتها في سائر المناطق، هي سيدة انتفاضات الزمن العربي الراهن.

 

ظاهرة العنف المتجذرة لدى «الإخوان»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

«ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» جملة رددها وكتبها كبيرهم حسن البنا في بيان التبرئة لتخفيف حدة الضغط على «الإخوان»، وللهروب من دماء كثيرة؛ بدءاً من اغتيال القاضي الخازندار ومذبحة «كوبري عباس» واغتيال النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر الذي اغتالته أيدي جماعة «الإخوان المسلمين». كما كانت هذه الجملة عنواناً لرسالة حسن البنا لتهدئة القصر ودفع التهمة عن جماعة «الإخوان» التي كانت وراء اغتيال النقراشي، لتثبت زيف مزاعم البنا. القاتل الرئيسي عبد المجيد أحمد حسن اعترف بأن النقراشي أصدر قراراً بحل جماعة «الإخوان»، كما تبين من التحقيقات، وليس لاتهام النقراشي بالخيانة في تسليح الجيش في فلسطين، كما تزعم جماعة الإخوان، لتبرير مقتل النقراشي الذي أصدر قراراً بحل جماعة الإخوان قُتل بمجرد أن لمّح حسن البنا لجماعته بالقول: «أليس هناك مَن يخلّصنا منه»، الأمر الذي عدّه عبد الرحمن السندي مؤسس ورئيس الجهاز والتنظيم السري بمثابة الموافقة على عملية الاغتيال التي تنكّر لها حسن البنا ولكنه قُتل بسببها، فكان رأس البنّا برأس رئيس الوزراء النقراشي، أيْ «رَجُل برَجُل، والبادئ أظلم». تنظيم جماعة الإخوان يحمل شعارُه السيوف والمسدسات، ولا يتم قَسَم الولاء والبيعة للأعضاء الجدد إلا على المسدس والسيف، ولذلك تعد ظاهرة اللجوء إلى العنف ليست جديدة عليه، فهي ظاهرة متجددة ومتجذرة في التنظيم، بل تكاد هي السمة الأغلب، فالتنظيم الذي اعتاد التَّقوت معنوياً على شماعة وأكذوبة المظلومية والاضطهاد وملاحقة الحكومات والاستخبارات لعناصره، كان يمارس العنفَ بشتى أنواعه، فقد مارس الاغتيال والتصفية لخصومه وحتى للتخلص من عناصره الذين أصبحوا حملاً ثقيلاً أو منافسين لزعامات نافذة في التنظيم.

التنظيم عرف العنف حتى قبل المرحلة القطبية، التي تتسم بالأعنف بعد أن شرعن سيد قطب العنف المتوحش، حيث قسَّم المجتمعات إلى مجتمعات جاهلية، مبيحاً بذلك الدماء التي حرّم الله، عبْر تفسيراته الضالة والخاطئة التي ألبس بعضها التأويل وطوَّعها لفهمه الخاطئ، بعد أن تشبّع بأفكار الصحافي أبو العلا المودودي صاحب فكر تكفير المجتمعات بحكم الجاهلية.

جماعة الإخوان التي تنهج منهج الماسونية في التراتبية والسرّية و«الأستاذية».. تنظيم ضال دينياً ومفلس سياسياً بإجماع علماء أهل السنة والجماعة، فالتحزب الديني ليس من الإسلام ولا من أصوله، بل هو خروج عنه ومحاولة بناء كيان ثيوقراطي بمفهوم الجماعة لا بصحيح الدين، وليس لهم مشروع دولة ناضج، باستثناء المفهوم المطلق عند حسن البنا في رسائله، والذي لا يخرج عن عباءة الجماعة المفلسة. مشاهد العنف كثيرة ومتكررة، فها هو محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان، الذي قال: «إن ما يحدث في سيناء (العمليات الإرهابية) لن يتوقف إلا بعودة الرئيس محمد مرسي للحكم».

وشاهد ودليل آخر شهد به شاهد من أهلها، هو القيادي في الجماعة ونيس مبروك الفسي عضو جماعة الإخوان الفرع الليبي، الذي قال في حديث متلفز وموثق لا يستطيع إنكاره، كعادة جماعته، بعد تحرير الجيش الليبي آخر جيب لـ«داعش» و«الإخوان» في بنغازي: «أعلم ناساً بايعت على الموت، وستكون قنابل موقوتة في أي لحظة». وبتحليل كلامِه نجد أنه بدأه بأنه «يعلم»، أي أنه مطّلع ويعرفهم، وبالتالي هو شريك في الجرم ولو بالتستر. محاولات الجماعة الضالة بالهروب إلى الأمام وإلصاق التُّهم بالتنظيم الخاص أو السرّي بأنه نشأ من دون علم التنظيم أو بالتجاوز أو بالانشقاق أو بالخروج عن طاعة المرشد، كلام زائف واستخفاف بالعقول، فما وجود التنظيم الخاص أو السرّي إلا بعلم المرشد ومكتب الإرشاد، وهو يعد الذراع الضاربة للتنظيم، أو دُرّة الردع كما كان يسميها سيد قطب صاحب منهج التكفير بتهمة الجاهلية والرِّدة للمجتمعات والتي كان لا يخفيها في كتبه «معالم في الطريق»، وتفسيره المنحرف للقرآن تحت مسمى «في ظلال القرآن». تنظيم جماعة الإخوان ضال منحرف عن أصول الدين، فلا هو جاء بصحيح الإسلام واتّبعه ولا هو تمسك بمبادئ السياسة وبقي حزباً سياسياً، وبذلك فقد التنظيم الضال الهوية، وبقي يتأرجح بين العنف والفجور في الخصومة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون لم يرفض قانون مكافحة الفساد بل رده الى مجلس النواب لادخال تعديلات عليه

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "تناولت وسائل اعلام ومواقع تواصل معلومات غير دقيقة حول رد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القانون الرامي الى مكافحة الفساد في القطاع العام وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، الى مجلس النواب. توضيحا للحقيقة يفيد مكتب الاعلام بالآتي: "بتاريخ 27/6/2019، اقر مجلس النواب القانون الرامي الى مكافحة الفساد في القطاع العام وانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وبتاريخ 25/7/2019 اعاد رئيس الجمهورية القانون الى مجلس النواب لإعادة درسه وادخال تعديلات عليه موردا الاسباب الموجبة لذلك، والتي يتضح من خلالها ان رئيس الجمهورية لم يرفض القانون بل طلب تعديله، ومن هذه الاسباب ان القانون اقر قبل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي لم تقر بعد والتي يجب الاسراع في اقرارها كي يحاكي القانون مستلزماتها كافة ولا ينشىء مساحات من التناقص او التناقض في معالجة آفة الفساد . كذلك فان ثمة اتفاقيات يجدر بلبنان الانضمام اليها او ابرامها كي تكتمل العدة القانونية بالمفهوم الدولي لمكافحة الفساد، كاتفاقية منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةOCDE لمكافحة رشوة الموظفين العموميين الاجانب في المعاملات التجارية الدولية، والتي باشر لبنان بالالية الدستورية للانضمام اليها عملا بالمادة 52 من الدستور. علما ان لبنان معني اكثر من اي وقت مضى باحكام مثل هذه الاتفاقيات وهو على اهبة التشارك مع مؤسسات وشركات دولية في ميادين شتى، ما يدعو على الاقل الى الاستئناس باحكامها عند صوغ قوانين مكافحة الفساد. تجدر الاشارة الى ان القانون الذي اعيد الى مجلس النواب لاعادة النظر فيه، لا علاقة له باقتراحات القوانين التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في رسالته الاخيرة الى اللبنانيين، وهي:

-اقتراح قانون باسترداد الدولة للاموال المنهوبة

-اقتراح قانون لرفع السرية المصرفية عن الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الفئة الاولى الحاليين والسابقين.

-اقتراح قانون لانشاء محكمة خاصة بالجرائم المتعلقة بالمال العام.

-اقتراح قانون برفع الحصانات عن الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى بالشأن العام.

 

مصطفى الحسيني: سأرفع السرية المصرفية عن حساباتي وأدعو إلى خطة إنقاذ اقتصادية

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

 وطنية - لفت النائب مصطفى الحسيني، في بيان، الى "اننا التزمنا الصمت خلال الأيام السابقة، وابتعدنا عن أية تصريحات أو تغريدات، ليس انكفاء أو خجلا، إنما لكون هذه اللحظات والساحات ملككم ولا يحق لغيركم ملؤها.

لقد برهنتم أنكم شعب عظيم ومن حقه أن يكون له دولة أفضل بكثير، دولة تستنبط الحلول لأزمات طالت وأصابت الناس في رزقهم وصحتهم وعيشهم، دولة تكون فيها كرامة الإنسان مقدسة".

أضاف: "إن ما شهدته البلاد من وحدة وتخطي لطائفية استغلها كثيرون لحماية عروشهم، يبعث الأمل بفرصة لتغيير النهج والأساليب التي طغت على حياتنا منذ عقود، من فساد واستغلال للسلطة وإقصاء لأجيال كاملة من الشباب المتعلم والكفوء.

وعليه، نلتزم ما يلي:

أولا - عملا بمبدأ الشفافية وإنطلاقا من قناعتنا بأن على من يمارس الشأن العام أن يكون القدوة في ما يطالب به، قررنا رفع السرية المصرفية عن حساباتنا كافة وأينما وجدت، داخل لبنان كما خارجه، متمنين أن يحذو حذونا الزملاء النواب كافة وأن يقر مبدأ رفع السرية المصرفية عن حسابات أي شخص يتولى منصبا عاما سياسيا، قضائيا أو إداريا في كافة النصوص القانونية. وقد كلفنا الفريق القانوني الخاص بنا إعداد كافة المستندات القانونية إنفاذا لذلك.

ثانيا - إننا نؤمن أن استقلالية السلطة القضائية ممر إلزامي لإقرار قوانين مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وإنفاذها، وعليه سوف نبادر فورا إلى مطالبة لجنة الإدارة والعدل بواسطة رئيسها وبالتوازي مع دراسة قوانين تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، بالمباشرة فورا ودون أي تأخير بمناقشة قانون إنشاء السلطة القضائية (أو استقلالية القضاء) الذي تقدمنا شخصيا بطلب إعادة إحيائه وطرحه على المجلس النيابي بعد أن كان قد أجهض سابقا من قبل بعض السلطة، وذلك بهدف إقراره في أسرع وقت وبالتوازي مع القوانين التي التزمت الحكومة بإقرارها.

ثالثا - حيث أن ما أطفح الكيل هو عدم قدرة المواطن على تحمل أعباء إضافية تزاد على ما يعانيه من أزمة معيشية استفحلت خلال السنوات الماضية، وعلت وتيرتها خلال الأشهر التي سبقت الحراك الشعبي، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطن، ندعو إلى خطة إنقاذ اقتصادية تعالج، وبدون تباطؤ، أزمة البطالة وتحسين المستوى المعيشي، والتي غابت عن الورقة التي قدمها رئيس الحكومة كمبادرة لحل الأزمة، وذلك عبر اقتراح مشاريع إنتاجية فورية وتحديد مهلة زمنية ملزمة للحكومة للبدء بالتنفيذ.

رابعا - إن ما شهدته ساحات لبنان من نقاشات وتباينات أحيانا إنما يفرض علينا دراسة إمكانية إدخال نظام الإستفتاء العام إلى النظم الدستورية والقانونية، مع أخذ كل خصائص النسيج اللبناني بالإعتبار، وتكريس طابعه الإلزامي في القضايا المصيرية".

وختم الحسيني: "مما لا شك فيه أن المشهد العام بعد 17 تشرين الأول 2019 لن يكون أبدا كما كان قبله، وما حققه الناس في انتفاضتهم يجب ان يشكل أساسا متينا لإطلاق حوار بناء وهادف حول قيام الدولة المدنية التي تشكل الأمل الوحيد لكل شاب وشابة بمستقبل في هذا البلد، وحافزا للبقاء فيه والتضحية من أجل ديمومته".

 

تحالف وطني: محاولة النيل من الثورة بإيهام الناس أنها ممولة من السفارات جريمة بحق مليوني متظاهر

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

اعتبر "تحالف وطني"، في بيان تعليقا على خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان "أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية والمالية التي تفاقمت في البلاد في الأعوام الأخيرة، فضلا عن سياسة الهدر والفساد، هي إدخال البلاد في سياسة المحاور، وأنتم يا سماحة السيد فريق أساسي في ذلك، وانتم شركاء كحزب من موقعكم في السلطة في هدر المال العام، عبر الإدارة غير الدستورية وغير القانونية للدولة، والحل لا يكون إلا بالعودة الى الدستور وتطبيقه بدون استنسابية او اجتزاء، والتزام مبدأ فصل السلطات، واطلاق يد القضاء ليكون مستقلا عن سطوة السياسيين".

ورأى التحالف إن "محاولة النيل من الثورة بإيهام الناس أنها ممولة من السفارات، جريمة بحق مليوني متظاهر. كيف لكم ان تطلبوا من قادة الحراك الكشف عن حساباتهم، وانتم تصرون على حماية أحزاب السلطة التي تتصرف بالمال العام؟ كان حري بحزب الله الكشف عن مصادر تمويله وتمويل أحزاب السلطة للشعب وفق الأصول القانونية وأن يكونوا مستعدين للمساءلة أمام القانون الذي يجرم الأفراد والجماعات الذين يتقاضون أموالا غير قانونية من دول أجنبية". وشدد "ردا على سؤالك يا سيد نصرالله عمن يقود الثورة ويحركها"، على أن "المحرك الوحيد للثورة هو سياسة فساد السلطة وفشلها في بناء الدولة، وانتم جزء منها. لا تزجوا بالمقاومة في مواجهة ثورة الشعب، المقاومة عرفناها قوة تساهم في الدفاع عن سياج الوطن وحارسا من حراسه، وليست ولا يجب ان تكون حارسة لسلطة فاسدة. إن مقاومة العدو الإسرائيلي لا تستوي وتنجح الا باللحمة والوحدة الوطنية، وقيام دولة قوية، علمانية، قادرة على محاكمة المسؤولين وعلى تعزيز حقوق الانسان".

 

تيار المستقبل: نلتقي مع الرئيس الحريري في رفض دفع البلاد لحرب اهلية جديدة والتصدي لأي انهيار اقتصادي

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

أعلن المكتب الاعلامي لتيار "المستقبل"، ان المكتب السياسي للتيار عقد اجتماعا طارئا، في "بيت الوسط" اليوم، "في حضور كامل اعضائه، ناقش فيه الوضع العام، لا سيما التطورات السياسية والاجتماعية، وفي اساسها الانتفاضة الشعبية في مختلف مناطق لبنان".

وشدد المكتب السياسي، في بيان أصدره بعد الاجتماع، على "ان تيار المستقبل يرى في المشهدية التاريخية وغير المسبوقة التي شهدتها المدن والمناطق من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب والصرخات التي رفعتها الحشود بأسلوب راق وحضاري، تجسيدا لمطالب مزمنة ومحقة طالما سعى تيار المستقبل وكل مؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان إلى تحقيقها، وأملا في تنفيذ هذه المطالب في ظل الصراعات السياسيةالمستدامة في حياتنا الوطنية". وإذ نوه المكتب ب"الانتفاضة الشعبية وانضباط المتظاهرين وأحقية أغلب مطالبه"، أشاد ب"تفهم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لهذه المطالب، وتبنيه لها في الورقة الاصلاحية التي أذاعها وكلف فريق عمله والوزراء المعنيين وضع بنودها قيد التنفيذ بلا تأخير"، مؤكدا أن "هذه المطالب هي ما سعى الرئيس الحريري إلى تبنيه في مجلس الوزراء، منذ تشكيل الحكومة الراهنة، لكن المناكفات السياسية والمصالح الضيقة، حالت دون وصولها إلى بر الانجاز"، ومعتبرا أن "صمود المعترضين على الحال ساهم إلى حد كبير في ولادة ورقة الرئيس الحريري لإنهاء الأزمة وتحقيق الاصلاحات". وأعلن "اننا نلتقي مع الرئيس الحريري في رفض اي دفع بالبلاد إلى حرب اهلية جديدة والتصدي لأي انهيار اقتصادي"، مشيدا ب"الدور الايجابي للقوى العسكرية والامنية في حماية المتظاهرين بمسؤولية عالية، كعادة الضباط والعناصر في حماية المحتشدين في الساحات اللبنانية، من محاولات حرفهم عن مطالبهم بافتعال اشتبكات لا يريدونها ويترفعون عنها". وحذر من "مخاطر افتعال اي صدام مع الرأي العام المنتشر في ساحات كل لبنان، ومن أي محاولات لوضع المتظاهرين السلميين في مواجهة مع الجيش والقوى الأمنية"، داعيا جميع اللبنانيين إلى "الثقة بقواهم العسكرية والأمنية وما تقوم به قيادتها وضباطها وعناصرها من جهود جبارة لحمايتهم وتأمين الانتظام العام، وعدم الانجرار بالتالي وراء أخبار أو شائعات لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة، وما حصل في البداوي اليوم موضوع متابعة لتبيان الحقائق وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المرتكبين". وخلص معلنا إبقاء اجتماعاته "مفتوحة وتشيكل لجان عمل متخصصة لمتابعة تنفيذ الورقة الاصلاحية والمطالب الشعبية بالتعاون مع فريق الرئيس الحريري من اصحاب الخبرة، لاسيما وضع قانون انتخابات عصري غير طائفي، واجراء انتخابات مبكرة، ووضع قانون لاستعادة الاموال المنهوبة".

 

وزراء الوطني الحر ونوابه يعلنون الاثنين عن رفع السرية المصرفية عن حساباتهم

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

صدر عن "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "على اثر اجتماع الهيئة السياسية الذي انعقد يوم السبت الفائت، وأعلن فيه عن قرار رفع السرية المصرفية عن حسابات وزراء "التيار الوطني الحر" ونوابه ونائبتي رئيس "التيار"، سيتم الاعلان عن إنجاز الخطوات القانونية والنيابية اللازمة لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم، يوم الاثنين المقبل وامام وسائل الاعلام، وذلك تلاقيا مع موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقناعاتهم، وإنسجاما مع ما كان قام به رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل منذ اكثر من سنتين برفع السرية المصرفية عن حساباته بمبادرة شخصية منه ومع ما قام به نواب "التيار الوطني الحر" بتقديم ثلاثة إقتراحات قوانين هي: قانون رفع السرية المصرفية، قانون رفع الحصانة عن النواب والوزراء وموظفي القطاع العام، قانون إستعادة الأموال العامة المنهوبة من الدولة. وسيعملون على اقرارها في مجلس النواب" .

 

رابطة اللاتين: لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين اكفاء

وطنية - السبت 26 تشرين الأول 2019

وجهت رابطة اللاتين في لبنان "تحية الى المواطنين اللبنانيين المعتصمين والمتظاهرين في كل ساحات لبنان وفي بلدان الانتشار، المطالبين بحياة كريمة ومحاسبة الفاسدين وكل المسؤولين عن نهب المال العام". وطالبت ب "إستقالة هذه الحكومة الفاقدة للثقة والشرعية، وتشكيل حكومة جديدة تستجيب لنبض الشعب اللبناني تكون من أصحاب الاختصاص والكفاءة والنزاهة والأهلية، لأن الشعب اللبناني الحر لم يعد يحتمل تشكيل حكومات صفقات ومحاصصة وزبائنية منعدمة الأهلية، فالإصلاح هو بحاجة الى مصلحين أكفاء من ذوي الكفاءة والاهلية ولبنان غني بالمؤهلين الذين سعت الطبقة السياسية الى تهميشهم بشتى الطرق".

 

إنسحب النائب نعمة افرام من مجموعة "تكتل لبنان القوي

وكالات/السبت 26 تشرين الأول 2019

إنسحب النائب نعمة افرام من مجموعة "تكتل لبنان القوي" على تطبيق واتساب بعدما توجه إليهم بالرسالة الآتية:

"جانب الزميلات والزملاء في "تكتل لبنان القوي"، تحيّة وبعد، جمعتني بأشخاصكم الكريمة أواصر العمل الصادق من خلال مؤسّسة المجلس النيابي، ورابطة من صداقات أعتزّ بها وأفتخر. وهي تعزّزت بعد انضمامي كمستقل إلى " تكتّل لبنان القويّ"، في سبيل دعم مسيرة العهد الجديد في خدمة الناس وبناء الدولة والمؤسّسات.خلال هذه المسيرة، التقيت مع توجّهات التكتّل في بعض المحطّات وتمايزت عنها أيضاً في أخرى. اليوم، وبناءً على ما يشهده وطني منذ 17 تشرين الأوّل من ثورة شعبيّة تاريخيّة في أبهى صورة تُعطى للبنان منذ زمن طويل، وهذا يستدعي اتخاذ مواقف استثنائيّة.

وانسجاماً مع ضميري وقناعاتي، وترجمة لشعاري " الانسان أوّلاً" الذي على أساسه خضت معترك الشأن العام.ولأنّي رأيت أن تكتّلنا لم يتمكّن من مساعدة العهد على تحقيق أهدافه، والمواقف متباعدة حول ما يجري، أعلن انسحابي من "تكتّل لبنان القويّ". إني متمسك بالروابط التي جمعتنا، وأضع نفسي بتصرف أي عمل مشترك قد يجمعنا مستقبلاَ، متمنياً لكم جميعاً ولوطني كل خير.

مع خالص المودّة

نعمة افرام".

 

بيان من وزير التربية حول إعادة فتح المدارس الإثنين

وكالات/السبت 26 تشرين الأول 2019

أشار المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب في بيان، الى أنّ الكلام المتداول حول قرار مزعوم لوزير التربية والتعليم العالي بإعادة فتح المدارس يوم الإثنين القادم هو كلام مختلق وعارٍ عن الصحة تمامًا .

وتابع البيان:"لذلك فإن وزير التربية والتعليم العالي يؤكد أنه حين يقرر إعادة فتح المؤسسات التربوية سيعلن ذلك من خلال مؤتمر صحافي منعًا للتشويش وتداول الأخبار المغلوطة".

 

مناصرو «حزب الله» يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت

أصحاب «القمصان السوداء» يخرجون إلى الشارع... وسط معلومات عن قرار بـ«إنهاء» الاحتجاجات

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول 2019

لم يختلف مشهد اليوم التاسع من الاحتجاجات الشعبية في لبنان عن سابقاته لجهة المظاهرات التي نظمت في مختلف المناطق، لكن وكما يوم أول من أمس، كان مشهد أصحاب «القمصان السود» الذين هاجموا المتظاهرين في ساحة رياض الصلح هو الأبرز على وقع المعلومات التي تبثها جهات من أن هناك قراراً بـ«إنهاء المظاهرات». وقبل نحو ساعة من كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التي ألقاها أمس، سجّل دخول عشرات العناصر إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافعين شعارات مؤيدة لـ«حزب الله»، وافتعلوا إشكالاً مع المتظاهرين. وعلى الأثر، تدخلت قوة من مكافحة الشغب لفض الإشكال وشكلت جداراً بشرياً عازلاً بين مناصري الحزب والمتظاهرين. وأعلن عن سقوط جريحين من القوى الأمنية واثنين من المتظاهرين.

ومعلوم أن قوة من مكافحة الشغب كانت قد وصلت ظهراً إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء وأقفلت المداخل المؤدية إليهما لمنع دخول المشاغبين إلى مكان الاعتصام. وتم استقدام عوارض حديدية لوضعها عند مداخل موقع الاعتصام. ومع انطلاق كلمة نصر الله، شهدت ساحة رياض الصلح، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، انقساماً بين المتظاهرين، حيث أطلق فريق شعارات «سلمية سلمية»، منادياً بـ«إسقاط النظام»، فيما أخذ القسم الآخر يستمع إلى كلمة الأمين العام لـ«حزب الله». وكانت قوات مكافحة الشغب تقوم بمهمة الفصل فيما بينهما. وحتى بعد انتهاء نصر الله من كلمته، لم يتبدل المشهد كثيراً، إذ عاود مؤيدو نصر الله هجومهم وسادت حالة من الكر والفر بينهم وبين القوى الأمنية التي نجحت في الحسم وإخراج المعتدين من محيط ساحتي تجمع المعتصمين. وفي الوقت عينه، سجلت مسيرات سيّارة تحمل رايات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق، منها صور والنبطية والبقاع والهرمل. وأعلن المشاركون في هذه المسيرات دعمهم لنصر الله، فيما كانت دوريات مؤللة للجيش تنتشر على الطرقات كافة.

وأكد مشاركون في هذه المسيرات أن تحركهم مؤيد لخطاب «حزب الله والمقاومة، ويقف إلى جانب المطالب الشعبية التي يرفعها الحراك، مع المطالبة بتصحيح بوصلة مسار الحرك المطلبي المحق، وللتأكيد على ضرورة فتح كل الطرقات التي تقطع أوصال الوطن وتمنع التواصل بين المناطق اللبنانية، وإتاحة الفرصة لمزاولة المواطنين أعمالهم وفتح المدارس اعتباراً من يوم غد (اليوم السبت)». في المقابل، أقيمت في البترون وفي جبيل وأمام قصر العدل في بيروت لقاءات تضامنية مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل، وأطلقت الأغاني الوطنية، كما رفعت الأعلام اللبنانية وصور الوزير باسيل ولافتات حملت مطالب عدة منها «كلن يعني كلن أمام القضاء» و«تاريخنا بيحكي عن النضال». من جهة أخرى، حذرت قيادة الجيش من الاستمرار في التعرض للحريات العامة والشخصية. وقالت في بيان لها: «تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من قبل بعض المعتصمين على الطرق تجاه مواطنين وعسكريين أثناء تنقلاتهم». وحذّرت قيادة الجيش «من الاستمرار في اللجوء إلى هذه الوسائل والتعرّض للحرّيات العامة والشخصيّة، وإذ تذكّر (القيادة) بأنّ حريّة التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور، تدعو إلى احترام حريّة التنقّل، والكفّ عن القيام بهذه الممارسات».

 

الحريري يحاول «تبريد الأجواء» وعون يشك بوجود «أجندات خارجية» ويريد إخراج الوجوه «المستفزة»... ويبدأ بفريقه

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول 2019

تسود في لبنان حالة من الترقب، على وقع التصريحات والمواقف السياسية التي كان آخرها كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، وإشارته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي. وسجل يوم أمس زيارة مفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث خرج من دون الإدلاء بأي تصريح. وكان رئيس الجمهورية قد تابع خلال النهار التطورات السياسية والأمنية الراهنة، والاتصالات الجارية لمعالجة الأوضاع القائمة. وفي هذا الإطار، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الواقع النقدي في البلاد، وعمل المصرف المركزي، فيما ترأس رئيس الحكومة اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ خطة الكهرباء. وقال زوار رئيس الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه أبدى استغرابه من سياسة قطع الطرقات التي يعتمدها المحتجون، وعدم تجاوبهم مع المبادرات التي قدمها، ومع دعوته للقاء ممثلين عنهم، وبحث مطالبهم. ونقلوا عنه قوله إن «الحريري قدم ورقة عمل، ولم يتجاوبوا معها. وإذا بقوا على موقفهم، فهذا يعني أن هناك أجندات خارجية». وفي موازاة ذلك، بقي الحريري على موقفه الرافض لأي محاولة لفض المظاهرات الشعبية وفتح الطرقات بالقوة، بحسب ما نقله عنه زواره، مؤكداً أن المعالجة يجب أن تكون سياسية. ولتبريد الجو، لا بد من إجراء تغيير حكومي، عبر استبدال بعض الرموز «المستفزة»، مبدياً استعداده لأن يبدأ من وزرائه. وأكد الزوار أن أبرز هواجس الحريري في الوقت الحالي هي تلك المتعلقة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية، وخوفه بالتالي من ذهاب البلاد إلى المجهول. واستمرت المواقف السياسية، منها الداعمة للاحتجاجات وأخرى الداعية إلى إيجاد حل سريع، مع إبداء البعض تخوفهم من أن يعمد «حزب الله» وبعض أحزاب السلطة إلى التدخل على خط التحركات لإنهاء المظاهرات. وشدد رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني على ضرورة تنسيق الاتصال بين مناطق الانتفاضة وبرنامج العمل الجدي، لا رفع الشعارات وحسب، وإعلان حكومة مدنية انتقالية.

وأوضح، في بيان له: «في هذا السبيل، لا بد من رسم الإطار الجامع الذي هو فرض تطبيق الدستور في عملية إعادة تكوين السلطة التي هي الهدف الأول من إعلان الحكومة المدنية الانتقالية»، وأكد أن «الشعب في هذه المرحلة إنما هو أبناء الشعب في ساحات الانتفاضة، بعد سقوط المؤسسات الدستورية في ملكية العصابات». وفي المقابل، حذر الوزير السابق أشرف ريفي مما يعد له «حزب الله»، وكتب عبر «تويتر» متوجهاً إلى «حزب الله» بالقول: «أحذركم من الغرق في الوحل اللبناني، يُنهيكم على المدى المتوسط، وأحذركم من الغرق في الدم اللبناني، ينهيكم فوراً»، وأضاف: «(حزب الله) يؤكد مجدداً صورته البشعة: اغتيالات، وإجرام، وبلطجة، وفساد؛ إنه الإرهاب بعينه». كذلك جدد «حزب الكتائب»، على لسان النائب إلياس حنكش، دعوته إلى تشكيل حكومة اختصاصيين، وقال: «صار الوقت أن تستقيل الحكومة بعد ثمانية أيام من ثورة جمعت ملايين اللبنانيين إلى الشوارع، وسر نجاحها إنها ليست مسيسة، وهي من الناس وللناس... وستبقى كذلك»، وتابع: «صار الوقت لتشكيل حكومة اختصاصيين، لتدير انتخابات مبكرة، وتنتج لبنان الجديد الذي لطالما حلمنا به». وبدوره، أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، النائب السابق وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، ضرورة «حماية المتظاهرين، واعتماد أن الحوار بين الفرقاء فوق كل اعتبار».

 

«الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها ووفود من المشاركين فيها تتواصل مع سياسيين مستقلين

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول 2019

لم يفرز الحراك الشعبي اللبناني المستمر منذ نحو تسعة أيام، قيادات واضحة بعد، غير أن مجموعات من الحراك المدني بدأت تواصلها مع شخصيات سياسية مستقلّة. وكشف وزير الداخلية السابق مروان شربل أنه التقى وفوداً من المتظاهرين الذين بحثوا معه الخطوات التي ستتخذ وترجمة تحركهم إلى نتائج إيجابية. وأوضح شربل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل أكبر من ثورة، وهو تحوّل مفصلي بتاريخ لبنان». لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن «سقوط الحكومة يعني أن هناك فريقاً رابحاً (أي المتظاهرين) وفريقاً خاسراً (أي السلطة الحاكمة)، ولا بدّ من إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويحول دون دخول لبنان في الفوضى».

وكشف شربل أنه اقترح على الوفود خطّة من ثلاثة بنود، الأول القبول بورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ومنحه مهلة لتطبيقها حتى نهاية السنة الحالية، والثاني استقالة الحكومة بعد تطبيق هذه الإصلاحات، والمجيء بحكومة من شخصيات غير حزبية تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، والثالث أن يتعهّد أي من الوزراء الجدد عدم الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة. ودعا إلى عدم تجاهل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون و«إعلانه القبول بإعادة النظر بالوضع الحكومي». من جهة ثانية، تخوّفت مصادر مواكبة للحراك الشعبي الذي يصفه مؤيدوه بأنه «ثورة»، من دخول عناصر حزبية على الخط لتخريب الحراك وإخراجه من الشارع بالقوة والترهيب. وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله الذي يواجه عقوبات اقتصادية ومالية على قياداته ونوابه، لن يقبل بمحاصرته سياسياً في لبنان، وهو سيبدأ من بيئته في الجنوب إلى بيروت، حتى لو كلّف الأمر إراقة الدماء»، بحسب اعتقاد المصادر التي أكدت أن ما تشهده الساحة اللبنانية ليس منفصلاً عمّا يجري في العراق، وهو جزء من تطويق إيران و«يأتي عشية قرب الحلّ في سوريا». ولا يزال غياب القيادة السياسية للحراك الشعبي مسألة محيّرة لقوى السلطة. ورأى الباحث السياسي الدكتور فادي أحمر، وهو أحد المشاركين في الحراك، أن «القيادة السياسية للثورة سيف ذو حدّين». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تكوين قيادة لهذه الثورة في المرحلة الراهنة، يعني أن السلطة ستجرّها إلى الحوار ومحاورتها من موقع الضعف، ولذلك هي تطلب من الحكومة أن تستقيل، ومن ثمّ نتحدث في مرحلة تكوين السلطة». وقال «سيأتي يوم وتكون هناك قيادات، لكنّ المطلوب الآن الصمود في الساحات لتكوين هويتها»، معتبراً أن «قوّة الثورة تتجلّى في عدم مركزيتها، وتشكيل حلقة بشرية من طرابلس (شمال لبنان) إلى مدينة صور (جنوب لبنان)، وهذا ما يعطيها حرية مطلقة ويحرّرها من كلّ الالتزامات».

 

الحراك الشعبي ينأى بنفسه عن السياسيين... ليحتضن الفنانين ومطربون وإعلاميون يشاركون في المظاهرات في عموم المدن اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول 2019

منذ بدء التحركات الشعبية في بيروت والمناطق اللبنانية، قبل 9 أيام، حاول عدد من السياسيين النزول إلى ساحات المظاهرات، لكنهم اصطدموا برفض غالبية المتظاهرين وجودهم، خوفاً من أن يركب أي من السياسيين موجة التحركات الشعبية التي انطلقت احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، بحسب ما قال عدد من المحتجين. في المقابل، شارك فنانون لبنانيون في المظاهرات التي امتدت من طرابلس شمالاً إلى صور جنوباً مروراً بالعاصمة بيروت، مؤيدين وحاملين مطالب الناس. ومن بين هؤلاء برزت أسماء سعد رمضان وجاد خليفة ورامي عياش وكارمن لبس ووديع أبو شقرا ونادين الراسي وإنجو ريحان. كذلك شكّل بعض الإعلاميين، مثل سلام زعتري ونيشان وريما نجيم ومحمد قيس، جزءاً من المظاهرات على مدى الأيام الماضية، مطالبين بإجراء إصلاحات وعدم فرض ضرائب على المواطنين الذين يعانون جراء الأزمة المالية، علماً أن البعض اكتفى بالتضامن عبر تغريدات في «تويتر» مثل إليسا وهيفا وهبي وكارول سماحة.

وقد انقسم المتظاهرون في آرائهم حيال مشاركة الفنانين، لا سيّما إذا كان للفنان المشارك أي خلفية سياسية أو أدلى سابقاً بمواقف مجّد فيها السلطة. ورغم ذلك، أقرّت غالبيتهم بإيجابية وجود الفنانين وسطهم كونه يعطي زخماً لساحات الاحتجاج ويمكن أن يؤثر على شريحة من المواطنين لحشدهم ضمن المظاهرات. ويفصل أصحاب هذه النظرية بين الموقف السياسي للفنان وموقفه من الثورة الشعبية التي ليست لها هوية سياسية، وإنّما هي «انتفاضة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية»، بحسب ما يؤكدون. وقالت صفاء وهي إحدى المتظاهرات لـ«الشرق الأوسط»: «للمرة الأولى نشهد وجود فنانين في الساحات من دون أي خلفيات سياسية. هم اليوم يمارسون دورهم الأساسي في البلاد، لأنّ الفن رسالة، وهم بنزولهم إلى الساحات يؤدون رسالتهم كفنانين ويقفون، كأي مواطن لبناني، على الأرض مع الشعب وليس في بيوتهم العاجية».

أما المتظاهر أحمد فقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان لافتاً دخول الفنانين تلفزيون لبنان للضغط من أجل نقل وقائع المظاهرات، وفي جولاتهم التي قاموا بها في مختلف المناطق اللبنانية. لم يقتصر تحركهم على وسط بيروت وإنّما تنقلوا بين المناطق، من شمال لبنان إلى جنوبه». وبالفعل، زار وفد من الفنانين، ومن بينهم الممثل عبدو شاهين، منطقة الجنوب وتحديداً النبطية، طالبين من المتظاهرين «الصمود». ولهذه المنطقة خصوصية كونها تُعدّ معقلاً لحركة «أمل» و«حزب الله»، علماً أن مناصرين لهذين الطرفين حاولوا مضايقة المتظاهرين ودفعهم إلى وقف تحركهم.

كذلك فاجأ الفنان مارسيل خليفة المتظاهرين في «ساحة النور» بطرابلس، شمال لبنان، حيث أنشد معهم أغنياته الثورية مثل «شدّوا الهمّة» و«إني اخترتك يا وطني»، بمشاركة كورال «الفيحاء». وردد معه المشاركون بحماسة مطلقة أبرز أغانيه الوطنية. ورغم أنّ خليفة لقي ترحيباً واسعاً من قبل المتظاهرين، فإنّه نال حصته أيضاً من الانتقادات بسبب موقفه مما يُعرف بـ«الثورات العربية». وقالت الفنانة كارمن لبس لـ«الشرق الأوسط» إنّ وجود الفنانين في الساحات «مهم للغاية، وفيه كثير من المصداقية، فالناس التي ملّت الوعود الكاذبة من السلطة بحاجة لمثل هذا الدعم». وأضافت: «أنا شخصياً رفعت الصوت من خلال وجودي في المظاهرات لدعم خيار الناس من أجل إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية من ذوي الاختصاصات، على أن تكون الأحزاب خارج الحكومة، وكذلك لمحاسبة الفاسدين». وشدد على ضرورة «الالتفات دائماً إلى أنّ الجميع نزل إلى الساحات من أجل لبنان موحد». من جهتها، أشادت الفنانة عايدة صبرا في حديث مع «الشرق الأوسط» بـ«الثورة الشعبية» في لبنان، ونوهت بـ«أهمية مشاركة الفنانين في المظاهرات وتقديم الدعم المعنوي لهم ومشاركتهم بالأفكار والمبادرات الخدماتية إذا أمكن، من أجل تشجيعهم على المضي والاستمرار، لا سيّما أنّ الفنان له جمهوره وهناك سهولة في إيصال صوته». وقالت صبرا الموجودة حالياً في مونتريال (كندا)، إنّها «شاركت في الوقفات التي نظمها شبّان وشابات هناك»، مضيفة أنها تسهم بقدر المستطاع عبر صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي في دعم التحركات القائمة، إلى حين إنهاء عملها في كندا والعودة إلى لبنان لمشاركة الناس مظاهراتهم في الشارع.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 25- 26 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

خطاب سلطة الفراغ وفساد اللغة

يوسف بزي/المدن/الجمعة25/10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79837/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%ba-%d9%88%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9/

 

نصرالله أو نحرق البلد/يوسف بزي/المدن/السبت26/10/2019

عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من حزب الله/المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019

حسن نصرالله في مأزق/العرب/25 تشرين الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79879/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a3%d9%88-%d9%86%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d8%af-%d8%b9%d8%b5%d8%a8%d8%a9-%d9%86%d9%88%d8%ad/

 

روجر كوهين: نيويورك تيمز: وأخيراً صراع لبنان ليولد من جديد
 Lebanon Battles to Be Born at Last/  Roger Cohen/The New York Times/October 26/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79890/79890/

 

من صحف عربية ولبنانية23 مقالة وتحليل وتعليق لكتاب عرب ولبنانيين تلقئ الأضواء على الأنتفاضة اللبنانية الشعبية الرافضة للإحتلال الإيراني وأدواته السياسية والرسمية والحزبية من ابواق وطرواديين وملجميين وفاسدين

25 و26 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79894/%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%81-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a923-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%aa%d8%b9/

1-لبنان: تحطيم الأوهام والأصنام/راجح الخوري/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

2-لبنان من سويسرا إلى قندهار/محمد الرميحي/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

3-صوت واحد بلهجات كثيرة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

4-حزب الله يطلق مسار “الشيطنة” بوجه الانتفاضة اللبنانية/طوني بولس/اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019

5-مسار الانتفاضة الشعبية في لبنان… “المؤتمر التأسيسي” الآخر ولا إنقاذ وطنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً إلا بنجاح الحراك/رفيق خوري/اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019'

6-العراق ولبنان: بين الوطنية والتشيع الإيراني/سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام السابق في الكويت /اندبندنت عربية/26 تشرين الأول/2019

7-البيت العوني يتصدع والشارع المسيحي يلفظ باسيل/منير الربيع/المدن/السبت26/10/2019

8-وزن الثورة الشعبية وحكومة “الإنقلاب الديموقراطي”/رفيق خوري/نداء الوطن/26 تشرين الأول 2019

9-جلّ الديب… صمود الثوّار حمى الثورة من الإنهيار/ألان سركيس/نداء الوطن/26 تشرين الأول 2019

10-أمثولات من سيدة الانتفاضات/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

11-ظاهرة العنف المتجذرة لدى «الإخوان»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/2019

12-لبنان: لحظة الانتفاضة/د. خطار أبودياب/العرب/26 تشرين الأول/2019

13-اللحظة الشيعية الكبرى.. “العودة إلى حضن الوطن”/محمد قواص/العرب/26 تشرين الأول/2019

14-لبنان وتشكل الجماعة السياسية العابرة للطوائف/سلام السعدي/العرب/26 تشرين الأول/2019

15-قبل أن يجرفكم التاريخ/علي حماده/النهار/25 تشرين الأول/2019

16-استقيلوا استقيلوا لم نعد نريدكم في حياتنا/عقل العويط/النهار/25 تشرين الأول/2019

17-عون للبنانيين… أنا صار لازم ودعكم/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/25 تشرين الأول/2019

18-يا سعد لا تقتل رفيق الحريري مرة أخرى/أحمد الجارالله/السياسة/25 تشرين الأول/2019

19-قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

20-أسباب التضييق على لبنان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

21-مقام اللحظة الكبرى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

22-مهلاً.. التغيير شامل!/د.جنان شعبان/المدن/25 تشرين الأول/2019

23-الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان/حسام عيتاني/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

 

مداخلات لفيديوات من قنوات عربية تتناول الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مداخلتين من سكاينيوز لزياد عبد الصمد ولقمان سليم

https://www.youtube.com/watch?v=FY8nylptxM0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم

https://www.youtube.com/watch?v=6IpnK3V7aKg

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح

https://www.youtube.com/watch?v=du8O9dTyhg0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي نادر فوز والباحث السياسي الدكتور أحمد الزين

https://www.youtube.com/watch?v=gJ5r67oLjbk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي منير الربيع

https://www.youtube.com/watch?v=kPIoK3A-bg4

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي طوني ابي نجم ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=v-ZgKRqpCGk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامي والناشط المدني جورج سلوان

https://www.youtube.com/watch?v=267LYo7mbOU

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أحمد عياش ضيف

https://www.youtube.com/watch?v=5eJgWSV7Wac

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتبان الصحافيان أسعد بشارة وقاسم قصير

https://www.youtube.com/watch?v=NM6t45k6RB4