المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october26.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/نجاح وكيم ديناسور فصيلته انقرضت منذ زمن
الياس بجاني/مهرطيقون ودجالون المنجمون

الياس بجاني/غداً قم بواجبك الوطني في مدينة زحلة وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للإحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/هرطقة تكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة هي اهانة لعقول وذكاء اللبنانيين وضربة قاتلة للثورة والثوار ووصفة مؤكدة للفشل

الياس بجاني/ما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اقزام يديرون ازمة/الأب سيمون عساف

الياس الزغبي لموقع "الأنباء": الحريري عاد بشروط مختلفة لتشكيل حكومة من خارج المحاصصة المباشرة للأحزاب ذات مهمة محددة بالمضمون والزمن

 تدريب “السهم القاتل” في اسرائيل… وسيناريو حرب محتملة ضد “الحزب”

عون: حزب الله إرهابي.. وسوريا قتلت رفيق الحريري

ترحيب سعودي بتصنيف غواتيمالا لـ”حزب الله” كمنظمة إرهابية

تأجيل مفاوضات ترسيم الحدود إلى الأربعاء المقبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/10/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كورونا يسجل رقماً مرتفعاً نهاية الأسبوع..وإصابات كثيرة في "العربية"

هجومٌ حادٌ من رجل دين لبناني على فرنسا

دولةٌ جديدةٌ تُصنفُ حزب الله "منظمة إرهابية"...و بومبيو: حزب الله منظمة إرهابية كالقاعدة وداعش

الحكومة الجديدة... هذا هو التشكيل المبدئي

الموت يُغيّب النائب السابق سايد عقل

 كلودين عون: السلام مع إسرائيل بعد الترسيم وضمان الموارد

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

السعودية تنتظر الانتخابات الاميركية لتهدي الفائز التطبيع مع إسرائيل

هدنة إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان للمرة الثانية خلال شهر

يريفان: لدينا أدلة عن مشاركة القوات الخاصة التركية في قره باغ

فاوتشي: البت في لقاح كورونا سيكون في أوائل كانون الاول

التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية سجّل مستوى قياسيا

باريس تدعو إلى «وقف» الدعوات لمقاطعة منتجاتها

إردوغان يكرر دعوته لماكرون لفحص صحته العقلية

باريس تستدعي سفيرها في أنقرة بعد تصريحات «مسيئة»...دول وجهات إسلامية تطالب فرنسا بعدم «ربط الإسلام بالإرهاب»

إردوغان: أجرينا وسنجري اختبارات على «إس 400» ولا نحتاج إلى إذن واشنطن/تعليق الخدمات في القنصلية الأميركية بعد تهديدات بأعمال إرهابية وخطف

هل أعطى ترمب «ضوءاً أخضر» لعمل عسكري مصري ضد السد؟ (تحليل إخباري)..تصريحاته الأخيرة منحت القاهرة موقفاً قوياً أمام العالم

نزاع «سد النهضة» يتصاعد بعد تحذير ترمب من «تفجير» مصري

حكومة إسرائيل تقر اتفاقية السلام مع البحرين

أورتاغوس: جهود إخراج السودان من «قائمة الإرهاب» استمرت عاماً ونصف العام ودعت الكونغرس لتنفيذ قرار ترمب عاجلاً

دعم دولي للسودان بعد قرار التطبيع مع إسرائيل «تحضيراً للسلام»/انقسام في الخرطوم... حزبا «الأمة» و«البعث» يبتدران الرفض... وترقب في الشارع

رئيس وزراء باكستان يطالب «فيسبوك» بحظر أي محتوى ينطوي على رُهاب الإسلام

مقتل 15 في تدافع طالبي تأشيرات عند القنصلية الباكستانية بأفغانستان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الأولى/المبادرة الوطنية لاستعادة السيادة وتحرير لبنان من الوصاية/د. منى فياض/الحرة

لبنان: الكذب الذي يستحيل كشفه!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

هل تراجع التأييد الأميركيّ لترامب؟... فارس : لبنان نحو فصلٍ جغرافيّ إذا فاز ترامب/باسكال الديب/تلفزيون المر

عون يفاوض الحريري على التشكيل وباسيل يسمّي الوزراء المسيحيين/منير الربيع/المدن

ماذا وراء صمت الخليج عن عودة الحريري؟/أحمد عياش/أساس ميديا

مؤتمر 17 تشرين الإنقاذي ينفجر بسلاح حزب الله..وممثلي السلطة/وليد حسين/المدن

الحريري «يرقص مع الأفاعي».. هل يُلدغ للمرة الثالثة؟!/علي الأمين/نداء الوطن

بري والحريري إتفقا على أن "يكبونا برا"/حسان الحسن/الثبات

حرب فرنسا و"الإسلامية" وراية "التجديف"/فارس خشان/النهار العربي

في أوروبا حرب ضد الجماعات لا ضد الإسلام/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

بعد 3 نوفمبر... أميركا مختلفة بغضّ النظر عن هوية الفائز/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

انتخابات العالم بين ترمب وبايدن/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

موسم الهجرة إلى... «الشِمال»!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى الحريري وتسجيل تقدم في ملف تأليف الحكومة

حزب الله: الشعب السوداني الشريف سيسقط قرار التطبيع ومفاعيله

حزب الله دان الإساءة للنبي محمد: على السلطات الفرنسية المساهمة في منع خلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي

فيديو ونص غظة البطريرك الراعي لليوم /الراعي متوجها الى الحريري: لا تضع المسيحيين وراء ظهرك واحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود

نص عظة المطران الياس عودة لليوم 25 تشرين الأول/2020: عودة متأسفا لأن قطاع التربية يتراجع وإهمال الدولة مزمن… وباء الجهل أخطر من وباء كورونا، والخطران على الباب، وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان.

الباحث اللبناني جوزيف باحوط: “الجحيم اللبناني” ليس نتاجاً كلياً للمتغيرات الإقليمية بل “صنع في لبنان” وكذلك يكون الحل/رلى موفّق/القدس العربي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

إنجيل القدّيس متّى13/من01حتى09/:”خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ البَيْت، فَجَلَسَ على شَاطئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَتْ لَدَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَس. وكَانَ الجَمْعُ كُلُّهُ واقِفًا على الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُم بِأَمْثَالٍ عَنْ أُمُورٍ كَثِيْرَةٍ قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع. وفيمَا هُوَ يَزْرَع، وقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُهَا قَلِيل، فَنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا. وأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ فَٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِس. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَينَ الشَّوْك، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

نجاح وكيم دينسور فصيلته انقرضت منذ زمن

الياس بجاني/25تشرين الأول/2020

نجاح وكيم انسان حقير ومنحط ولا يعرف من الوطنية والقيم والأخلاق شيء. عروبي ناصري منافق وحرامي. حاقد على المسيحيين لأنهم نبذوه وحاقد على لبنان لأنه سخفه ورفضه. كلامه نتاق وهرار لا أكثر ولا أقل

 

مهرطيقون ودجالون المنجمون

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2020

رغم كل غضب الله علينا لقلة إيماننا وخور رجائنا وفسقنا لا زالت وسائل اعلامنا المسيحي تسوّق لإبليسية ميشال حايك وليلى عبد اللطيف.

 

غداً قم بواجبك الوطني في مدينة زحلة وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للإحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91361/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

بات الوضع الإحتلالي الملالوي والإرهابي في لبنان أمر إبليسي لا يطاق وقد تخطى في مأساويته كل التوقعات وأمسى بصعوباته وإجرامه بحق المواطنين العزل غير مسبوق في تاريخ وطن الأرز المقدس منذ سنين طويلة.

المحتل الإيراني البربري والمذهبي والمجرم يتحكم بكل مفاصل الدولة ولم يترك مؤسسة واحدة لا خاصة ولا حكومية إلا وعهرها وأفرغها من محتواها وشلها وجعل منها أداة مجيرة لخدمة مشروعه الإيراني الاستعماري والتوسعي والإرهابي.

وعن ذمية واستسلام وخنوع وركوع طاقم الحكم الإسخريوتي على كافة المستويات ومعهم المخصيين من أصحاب شركات الأحزاب التجارية البالية والتعتير فحدث ولا حرج.

من هنا فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة في وطن الأرز قبل تحريره من سرطان احتلال حزب الله الملالوي، والإتيان بطاقم سياسي وطني وسيادي ولبناناوي يخاف الله ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير، وضميره حي، ومؤمن بحق لبنان وأهله بالكرامة والسيادة والحرية والاستقلال، وذلك من خلال تنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، وال 1559 و1701 وال 1680

أما عن النظام اللبناني المدني الحالي فهو جيد وممتاز، وربما هو من أفضل الأنظمةفي العالم التي تناسب البلدان التي فيها مجموعات أقلوية اثنية وقومية ومذهبية متنوعة كما هو الوضع اللبناني… وبالتالي العلة ليست في النظام بل هي في الحكام والأطقم السياسية النرسيسية وفي جشع وفجع وعهر أصحاب شركات الأحزاب كافة المحلية منها والوكيلة للخارج على حد سواء.

لهذا ندعوك أخي المواطن اللبناني للمشاركة في كل التجمعات اللبناناوية والإستقلالية والسيادية التي تقوم بها مجموعات مدنية وحزبية حرة أدركت أن مشكلة لبنان لا هي اقتصادية ولا مالية ولا طائفية، بل هي الاحتلال الإيراني المجرم والإرهابي المتمثل بحزب الله، وأدركت أيضاً بأن لا آلية للتحرير بغير تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان كافة ونقطة ع السطر.

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 24 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي الذي سيقام في مدينة زحلة الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

هرطقة تكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة هي اهانة لعقول وذكاء اللبنانيين وضربة قاتلة للثورة والثوار ووصفة مؤكدة للفشل

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91631/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d8%b4%d9%83%d9%8a%d9%84/

ربما لم تعرف الطبقة السياسية السنية في لبنان أسوأ من سعد الحريري كسياسي ولادي ساذج وجاهل ومتقلب وبعيد كل البعد عن العمل في هذا المجال الصعب، إضافة إلى أن كسله موصوف، والأخطر أنه غريب ومغرب بخيار ذاتي وربما جيني عن كل ما هو ثوابت وطنية وغير وطنية.

الرجل هذا ومن يومه الأول في في العمل السياسي كان طارئاً على لبنان وعلى السياسة اللبنانية.

تربى خارج لبنان ولم يعرف وطنه الأم كما هو مؤكد في أوساطه إلا بعد اغتيال والده، وفي تلك السنة الحزينة والمأساوية 2005 ، لا ندري أن كان العطف هو فقط ما فُرض ليكون وريثاً لأبيه رغم كل ما هو خاص به من ضحالة وفقر معرفة وثقافة وتجربة واستعدادات ذهنية وتكوين شخصية وجهل سياسي مدقع.

ورث المال فخسره وبدده.

وورث الدور السياسي فأفشله وصبينه.

أطلق منذ العام 2005 عشرات الوعود والعهود لكنه لم يلتزم ولا حتى بواحدة منها… وكان دائماً لعبة ومجرد لعبة بيد بري وجنبلاط ومن ورائهما الحزب اللاهي وسيده الأمونيومي.

هذا الرجل الذي لم يرى في طفولته وشبابه لبنان إلا نادراً، ولا عرّف اللبنانيين ولا عاش مآسيهيم وحروبهم وفقرهم…فكيف يمكنه أن يمثلهم ويدافع عنهم وعن استقلال وسيادة وطنهم المعذب والمحتل؟

في مواقفه الزئبقية والصبيانية هو مدمن تكويعات وتنازلات وركوع مجاني، وقد تعود الخنوع المذل لأجندة وملالوية حزب الله ولمشروعه الإحتلالي والإرهابي… حتى وصل الأمر به للتنازل حتى عن دم أبيه والعمل غطاءً لقاتليه!!.

 ملخص عمله في الحقل السياسي منذ العام 2005 وحتى يومنا الحالي هو الفشل الذريع في كل شيء ولم يمارس غير التنازلات اللادستورية والأكروباتية الحمقاء والإستسلام المذل لكل اعداء لبنان واللبنانيين.

في ببغائية وصبيانية تبريراته للركوع والخنوع والزحف إلى الوراء تبرز باستمرار لازمة جوفاء وباهتة وغبية هي “الخوف على البلد وأمنه”، وذلك على خلفية الإدعاء الكاذب بأنه أم الصبي وعليه التضحية.في حين أنه عملياً قتل الصبي ودفنه ولم يعد في البلد لا أمن ولا من يحزنون.

من هنا فإن إعادة نفخ دوره السياسي ملالوياً وسقيه حليب عصافير بري وجنبلاط ونصرالله وتكليفه مهمة تشكيل حكومة في هذا الوقت المحفوف بكافة الأخطار الداخلية والخارجية هو فعلاً اهانة لعقول وذكاء اللبنانيين، كما أنه ضربة قاتلة للثورة والثوار ووصفة مؤكدة للفشل الذريع.

السؤال الذي يسأله كثر من اللبنانيين اليوم، هل بإمكان من أدمن الفشل والزحف إلى الوراء أن ينجح؟

الجواب البديهي هو بالطبع لا …لأن، “من يُجرب المُجرب يكون عقله مُخرّب.. ومن هم أدرى بحقيقة هذا الرجل أكثر من السعوديين أنفسهم.. ولا نزال نذكر تصرف إبن سلمان معه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب

كل أصحاب شركات الأحزاب ال 14 و08 آذاريين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة هم مجرد زلم وأدوات وهوبرجيي عند حزب الله وكلن يعني كلن

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91556/%d9%83%d9%84-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84-14-%d9%8808-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84/

الصراع السلطوي الدائر حالياً بين عون وباسيل من جهة، وبين كل باقي أصحاب صفقة العار والخطيئة (جعجع وبري وجنبلاط والحريري ومن يلف لفهم) هو صراع على فتات سلطوي يرميه لهم المحتل الإيراني بواسطة عسكره المسمى كفراً “حزب الله”، وذلك مقابل مداكشتهم المذلة للسيادة بالكراسي، واستسلامهم للسلاح وللدويلة، وخيانتهم الشعب، وتخليهم عن كل ما هو لبنان ولبناني وضمير ووجدان.

هؤلاء الطرواديين ال 14 آذاريين جميعاً، ومعهم كل انفار 08 آذار من عروبيين منافقين، ويساريين دجالين ومعقدين، وقوميين مأجورين، وجهاديين للأجار، وتجار مقاومة وتحرير دجالين، هم كلهم مجرد أدوات لا تقرر ولا قول لها، وأكياس رمل ومتاريس وخناجر وحناجر تابعة بالكامل لفرامانات وإملاءات الحزب اللاهي الإرهابي.

لا الحريري قوي ولا بي الكل قوي، ولا غيرهما من أصحاب الصفقة ال 14 و08 آذاريين أقوياء، بل هؤلاء ودون استثناء واحد هم مجرد اقزام معاقة يتحكم بألسنتهم ورقابهم وقرارهم حزب الله.

وما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي وخدمة لمصالحه الملالوية، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب وبأنه هو من يلعب بكل الذين داكشوه الكراسي بالسيادة من عون وبالنازل ويستغل فجعهم الدركي للسلطة والمنافع اللاقانونية من سمسرات وعمولات وسرقات والخ.

من هنا فإن الحريري الذي نفخه حزب الله أمس بحليب العصفور بعد أن بصم ع العمياني على شروطه، وفي نفس الوقت نفس باسيل وعمه ومعهم كل باقي أنفارالطبقة السياسية العفنة لن يكونوا الحل لا اليوم ولا في أي يوم لأنهم هم من تسبب بالمشكل الذي هو الإحتلال الإيراني.

الحريري المنفوخ لاهياً بحليب العصفور لن ينجح لأنه مدمن فشل واستسلام. وكيف يمكن الوثوق به وهو لم يلتزم بوعد أو بعهد واحد منذ أن جاء طارئاً على السياسة اللبنانية عام 2005 عقب اغتيال والده.

يبقى أن لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله الذي يغذي  سلبطة وعهر وفجور وكفر أصحاب شركات أحزاب 14 و08 آذار التجار  والطرواديين، ويضعهم برضاهم في مواجهة الشعب والدستور والعرب والغرب وهم خانعين واذلاء، لا بل هم الذل بلحمه وشحمه.

في الخلاصة فإن لبنان بلد مخطوف ومحتل ومأخوذ رهينة من قبل إيران وذراعها الإرهابية المحلية (حزب الله) ولم يعد بمقدور شعبه أن يحرره، وبالتالي لا مجال للخلاص والتحرير والتحرر بغير اعلان مجلس الأمن الدولي لبنان بلداً فاشلاً ومارقاً ووضعه تحت البند السابع، وتكليف قوات اليونيفل بعد تدعيمها وزيادة عديدها السيطرة الكاملة على كل لبنان ووضع الجيش اللبناني تحت قيادتها، ومن ثم البدأ الفوري بتنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 وال 1701 وال 1680 وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اقزام يديرون ازمة

الأب سيمون عساف/25 تشرين الأول/2020

وحدهم النزهاء عمالقة، وحدهم الشرفاء جبابرة، وقد اصبحوا نادري الوجود.

يفتقر لبنان اليوم الى هذه النوعية من الرجال النزهاء الشرفاء.

نستشرف الأمس القريب وإذ بصوَر الكبار تتدافع على بوَّابة الخاطر.

كانوا حَمَلَةُ آداب وقيم وأخلاق وذمم رحمة الله عليهم وعلى ذاك الرعيل المُوَّلي.

قادوا سفينة الوطن  وتحدوا جنون العواصف والأنواء الهُوج، بمهارة الربابنة الحاذقين.

وما ان افلت نجومُهم وتواروا وراء الحجاب، حتى اطل السليل خلفهم مغموز نسَبٍ لا يقيم وزنا لأبسط قيم النبل والقيادة.

ماذا ترانا نقول فيهم وعنهم؟ عندما تُذكَرُ اسماؤهم يبادرنا العيب والعار! مسكينٌ شعبي الحبيب الوادع الوديع!

فالواقع دليل، لو لم يكونوا صغارا لا يقاسون بعظمة اولئك، لَمَا بانوا ممسوخين اوصلوا الوطن الى ما هو عليه.

بئس السمعة الرخيصة الممجوجة الحقيرة العارية من ثياب الحشمة والشؤمة والنظافة والاحترام.

افلسوا البلد بفعل نهب وفسق وفساد وسرقة ودائع الناس فظهروا اقزاما يديرون ازمة.

في هذا المأزق الخانق نحن تحكُمُنا عصابات الشتيمة والشماتة ولا يحتشمون حيال الشيم ولا يستحون" ماتوا اللي كانوا يستحوا".

أيُعقلُ ان يؤتَمن الحرامي على الأمانات؟ ايُجنى من الشوك عنبٌ ومن العوسج تين؟ حسب متى الرسول في الإنجيل 7/16.

إغتصابٌ عَلَني تقشعرُّ منه الأبدان يشعرنا بالإذلال والإهانة والخيبات. ينتهكون كرامة الإنسان على عينك يا تاجر وينتزعون امواله مستمتعين بالتعدي الفاجر على الحقوق والافتراء الخليع على المشاعر. والأنكى لا مفر ولا مهرب من هذا العهر الكاسح الماسح.

مهما تمادى القمع والسطو فان زمنه يولِّي رغم الانفلات الحاصل مرددين مع الشاعر التونسي "ابو القاسم الشابي"

فلا بُد لليل ان ينجلي  ولا بُد للقيد ان ينكسر

 

الياس الزغبي لموقع "الأنباء": الحريري عاد بشروط مختلفة لتشكيل حكومة من خارج المحاصصة المباشرة للأحزاب ذات مهمة محددة بالمضمون والزمن

الأنباء/الاحد 25 تشرين الأول 2020  

رأى الباحث والكاتب السياسي الياس الزغبي في اتصال أجراه معه موقع "الأنباء" أن "الرئيس الحريري "راجع" هذه المرة "بعزم واضح وإرادة واضحة، وربما أن هذه الارادة ناتجة عن قراءة في تعديل بعض الموازين في المنطقة وعلى المستوى الدولي، لذلك وبعد استنكاف سنة شاء أن يدخل هذه التجربة وهو يدرك أنها لن تكون سهلة، لذلك وضع للمرة الأولى لحكومته الرابعة أهدافا حددها بركيزتين:

الأولى تنفيذ  ورقة الاصلاح الفرنسية، وهو لن يساوم في هذه المسألة، ويقول إنه آت لفترة زمنية محددة لتنفيذ هذه الورقة التي توافقت عليها القوى السياسية أمام الرئيس الفرنسي آيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر، وهذا الهدف يشكل بالنسبة اليه ركيزة محورية في سعيه لتشكيل الحكومة.

أما الثانية فهي ان الحريري يكرر اصراره على تشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين ما يعني أن الأحزاب لن تكون متدخلة في تشكيل الحكومة بشكل مباشر، أوتتنافس على المحاصصة، خصوصاً أن حزب اللّه وتيار العهد لم يعودا في موقع الفرض للمجيء بحكومة شبيهة بحكومة دياب، لأنها كانت التجربة الأخيرة في ظل ما كان يسمّى أكثرية انتخابات ٢٠١٨، أو في ظل الشيعوية السياسية العسكرية".

واعتبر الزغبي أخيراً أن تشكيل الحكومة هذه المرة سيكون أسهل منالاً. وفقاً للمعطيات المتوافرة، وفي غضون مهلة قريبة، "إلاّ اذا طرأ ما قد يغيّر الاتجاه الدولي، ويوجب انتظار نتائج الانتخابات الأميركية".

 

 تدريب “السهم القاتل” في اسرائيل… وسيناريو حرب محتملة ضد “الحزب”

اي أم ليبانون/25 تشرين الأول/2020

أطلق الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية هي الأكبر، تحاكي سيناريو حرب محتملة في أكثر من جبهة ضد “حزب الله”. وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على “تويتر”، أن “تمرين “السهم القاتل”، الذي سيستغرق حتى الخميس المقبل ويعد أكبر تدريبات عسكرية في البلاد في العام الجاري يحاكي حربا متعددة الجبهات مع التركيز على الجبهة الشمالية أي لبنان وسوريا”. ولفت أدرعي الى أن “هدف التمرين يعود إلى رفع الجهوزية وتحسين القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي على كافة المستويات، بشكل متكامل مع تبني طريقة عمل، لتحقيق الانتصار بآليات جديدة بين مقرات القيادة الرئيسية”. وتابع: “تشارك في التمرين مقرات قيادة وقوات نظامية واحتياط بمشاركة قوات لسلاح الجو والبر والبحرية، بالاضافة إلى هيئة الاستخبارات والهيئات التكنولوجية اللوجستية وهيئة الاتصالات والحماية في مجال السايبر”، مؤكدا أن “التمرين ستصحبه حركة ناشطة للطائرات المقاتلة والمروحية وغيرها في جميع أنحاء البلاد، حيث ستكون هناك حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات العسكرية والقطع البحرية في مختلف المناطق بالإضافة إلى ميناءي حيفا وأسدود”.

 

عون: حزب الله إرهابي.. وسوريا قتلت رفيق الحريري

صوت بيروت انترناشيونال/25 تشرين الأول/2020

ذكرت صحيفة “عكاظ” أن موقع ويكيليكس واصل تسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاص لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وهذه المرة خرج إلى العلن رسالة هزت لبنان تتعلق بالرئيس ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر.

وفي التفاصيل أنه بتاريخ 23 أيلول 2011 عند الساعة 11 صباحًا، حوّلت نائبة رئيس الموظفين في الوزارة «هوما عابدين» بريدًا إلكترونيًا من السّفير الأمريكي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان، كان قد وصله بالإضافة إلى المستشار الخاص لوزير الخارجية لعملية الانتقال في سورية السفير فريدريك هوف، والسفير السابق لدى سوريا روبرت فورد، والسفيرة السابقة لدى لبنان مورا كونيلي. وكان البريد يضمّ عددًا من المقالات والمواضيع التي تتناول الشّأن اللبناني، ومن ضمنها وثيقة من «ويكيليكس» توثّق لقاءً جمع الرئيس ميشال عون بالسيناتور الأمريكي كريستوفر دود بتاريخ 20 نيسان 2006، أي بعد شهرين من توقيع «وثيقة مار مخايل» مع حزب الله. في الوثيقة المُتداولة ضمن بريد هيلاري كلينتون، فإنّ السيناتور دود نقل عن الرئيس ميشال عون قوله إنّه «يعتقد أنّ هناك 1000 سببٍ لتحميل النظام السّوري مسؤولية اغتيال الرئيس رفيق الحريري». وفي الوثيقة التي كان يتمّ تداولها بين الدبلوماسيين الأمريكيين ووزيرة الخارجية، فإنّ عون والذي كان يترأس التيار الوطني الحرّ يومها، قال إنّ توقيع التفاهم مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مار مخايل، قد «حشر حزب الله بفعالية في الزاوية». ينقل السيناتور الديمقراطي عن عون قوله إنّ «حزب الله عدّل خطابه من المناداة بتحرير كلّ الأراضي المحتلة (فلسطين والجولان) والإفراج عن كلّ الأسرى الفلسطينيين، إلا أنّه الآن خفّض السقف للمطالبة بتحرير مزارع شبعا فقط، وإطلاق سراح 2 أو 3 لبنانيين معتقلين في السجون الإسرائيلية». وتشير وثيقة «ويكيليكس» الواردة في بريد هيلاري كلينتون إلى أنّ السيناتور دود «نصح» عون بـ«إبقاء عينه» على حزب الله، فأجابه بأنّه سيكون «حذرًا أكثر»، ويبقي «العينين» مفتوحتين. في الوثيقة أيضًا، أنّ دود سأل مضيفه الرئيس عون عن العلاقة بين حزب الله وحركة «حماس»، فنقل السيناتور الأمريكي عن عون قوله: «من الواضح أنّ المنظمتين الإرهابيتين تدعمان بعضهما سياسيًا»، وشكّك بالتعاون العسكري بينهما.

 

ترحيب سعودي بتصنيف غواتيمالا لـ”حزب الله” كمنظمة إرهابية

صوت بيروت انترناشيونال/25 تشرين الأول/2020

بعد الخطوة التي أعلنت عنها جمهورية غواتيمالا بتصنيفها مليشيا “حزب الله” كمنظمة إرهابية و كذلك قيام إستونيا بحظر أنشطته على أراضيها، أعلنت المملكة العربية السعودية عن لسان وزارة الخارجية عن ترحيبها بهذه الخطوة، لما لها من أثر إيجابي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وأعربت وزارة الخارجية اسلعودية في بيان لها عن ترحيب المملكة العربية السعودية بتصنيف جمهورية غواتيمالا لحزب الله كمنظمة إرهابية، وبقرار جمهورية إستونيا فرض عقوبات على حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري ومنع دخول منسوبي الحزب الإرهابي إلى أراضي إستونيا. وأشادت الوزارة بهذه الخطوات وأثرها الإيجابي في التصدي للإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. يشارإلى أن غواتيمالا الواقعة في أمريكا الوسطى أعلنت أمس الجمعة عن تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، في خطوة قوبلت بإشادة دولية. قرار رحبت به واشنطن على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كتب في تغريدة له على “تويتر” اليوم الأحد “نشيد بغواتيمالا لتصنيفها حزب الله منظمة إرهابية بالكامل”. وقال “يدرك العالم طبيعة حزب الله الحقيقية، وندعو الآخرين في المنطقة إلى اتباع نهج غواتيمالا والعمل على منع قدرة المنظمة على التخطيط لهجمات إرهابية وجمع الأموال”. وفي كانون الثاني الماضي، تعهد رئيس غواتيمالا بتصنيف مليشيات حزب الله المدعومة من إيران منظمة إرهابية، وهو تصنيف سبق أن اتخذته دول حول العالم في مقدمتها الولايات المتحدة.

 

تأجيل مفاوضات ترسيم الحدود إلى الأربعاء المقبل

وطنية - الأحد 25 تشرين الأول 2020

أرجئت مفاوضات ترسيم الحدود في الناقورة، التي كانت مقررة غدا، إلى يوم الأربعاء المقبل في 28 الجاري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/10/2020

وطنية/الأحد 25 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لقاءان في خلال أربع وعشرين ساعة، عصر أمس السبت وعصر اليوم الأحد، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، في قصر بعبدا، حيث تداولا في ملف تأليف الحكومة، وقد تم تسجيل تقدم في هذا المجال. الخبر الموزع من القصر الجمهوري مقتضب، وإنما يحمل مدلولات وإشارات، إن من حيث المواقيت أو من حيث إيجابية الأجواء اللازمة لبلوغ التأليف العتيد.

السرعة في حركة الرئيس المكلف، خصوصا في تشاوره وكذلك تنسيقه مع رئيس الجمهورية، يعكس كثافة الاتصالات ذات الصلة، والتصميم لدى المولج المباشر، الرئيس الحريري، على ترجمة مضامين تصريحاته التي أكد فيها العمل لتأليف الحكومة بأسرع ما يمكن، وعلى قاعدة المبادرة الفرنسية وتحقيق الإنقاذ بدءا من تطبيق الاصلاحات.

وبغض النظر عن شح المعلومات، إن بالنسبة إلى شكل الحكومة المنتظرة والعدد المحتمل لوزرائها، أو طبيعة تأليفتها كمثل وزراء "بحت اخصائيين أو اختصاصيين غير مستقلين أو، أو، أو... فإن ظلال الإيجابيات تتوسع يوما بعد يوم على ما يبدو، وذلك بعد حلول فسحة من تنفس الصعداء، منذ خميس التكليف بعد الاستشارات الملزمة، إلى جمعة الاستشارات غير الملزمة وما رافقها من تصريحات ومصارحات، امتدادا إلى لقاءي عون- الحريري عصر أمس واليوم، إضافة إلى إحاطة خارجية خصوصا فرنسية محفزة.

وقد حدت هذه الأجواء والمعطيات بالجميع إلى التشجع في التشديد على وجوب الإسراع بتأليف الحكومة، وسط ترجيحات أن تتبلور الصورة الحكومية بأسرع مما شهدته البلاد في مسارات تأليفية سابقة، على رغم أن السؤال يتمحور حول مدى توغل هذه الإيجابية البادية في عمق التفاصيل، خصوصا تلك المتعلقة بشروط الكتل، واضحة كانت أم مموهة.

وحيال الهواجس الاحتياطية والتوجس الثقيل من شياطين التفاصيل، برز تحذير البطريرك الراعي للحريري من بدع الاتفاقات الثنائية السرية، والوعود التي تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاحات الحكومة فما "خفي وإلا سيظهر".

صحيا، جائحة كورونا متمددة في مختلف المناطق اللبنانية وبوتيرة مقلقة، مسجلة أرقاما عالية نسبيا، وتوازيها صرخة للقطاع الصحي على خلفية تعميم مصرف لبنان 573. وعلى رغم البيانات التوضيحية، فإن بداية الأسبوع ستكون حاسمة لجهة آلية التطبيق ونتائجها العملية.

بالعودة إلى مسار تأليف الحكومة العتيدة، عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبد الله أكد وجوب الإسراع بالتأليف، لأننا لا نملك الوقت لاستمرار المناورات، البلد يختنق، والتأليف يجب أن ينطلق برأي "اللقاء الديمقراطي" من قاعدة المبادرة الفرنسية التي تحدثت عن "حكومة مهمة" من أجل تأمين إجراء الإصلاحات المطلوبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على التوقيت الشتوي تأخير للساعة إلى الوراء، وعلى التوقيت السياسي تقدم للساعة الحكومية إلى الأمام، بحسب كل المؤشرات. ذلك أن المناخ الإيجابي المحيط بملف التأليف ظل راجحا، وتلقى جرعة إضافية بعد لقاء جمع رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف بعد ظهر اليوم، أعلنت على أثره الرئاسة الأولى أن تقدما سجل على خط التأليف.

وبات المطلوب الآن تسييل الإيجابيات إلى فعل عملي يفضي إلى تشكيل وشيك للحكومة، إلا إذا أطلت شياطين برأسها من رحم التفاصيل.

على أي حال، المسار التأليفي يقضي بمشاورات واتصالات يفترض أن يقوم بها الرئيس سعد الحريري مع القوى السياسية الرئيسية، خلال الساعات المقبلة، لإنضاج الطبخة الحكومية، وذلك في إطار التعاون الذي عبر عنه ممثلو هذه القوى في الاستشارات النيابية.

واللافت في كل هذا الحراك، أنه يجري تحت مظلة "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، وذلك في مواجهة سيل من التسريبات جلها غير دقيق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ماهر الأخرس في زمن المطبعين، لا يشبهونه في شيء، أسير حر لم يضعفه جوع ومرض عن مناصرة القضية الفلسطينية، وطلقاء متخمون أسرى لأسيادهم، لم يأخذوا منه شيئا اللهم إلا اسم العائلة، هو ماهر في قهر سجانيه فواه بقول الحق، وهم خرس صم عمي أصابتهم المذلة لمجافاتهم الحقيقة. بالتأكيد سيتعامون عن مشهد السجان على غرفة الطوارىء في المستشفى، وهو يصور صراخ طفلته "أريد ان أرى والدي"، بينما يتحركون في الحال طوعا وطاعة لإشارة ولي النعمة والملك.

مجرد نقدهم جريمة لا تغتفر، أما الإساءة لنبي البشرية محمد صلى الله عليه وآله، فقضية ليس فيها أدنى نظر في عقيدة الساقطين في مستنقع الخيانة والتطبيع، وآخرهم المجموعة الحاكمة في السودان.

"حزب الله" دان السقوط السياسي والأخلاقي لهذه السلطات مقابل أثمان بخسة، سقوط سيتبعه سقوط سريع لهذه السلطة أمام الشعب السوداني الشريف.

"حزب الله" دان أيضا الإساءة للرسول الأكرم، مؤكدا ان كل الادعاءات الزائفة بحرية الرأي والتعبير لا يمكنها أن تبرر التعرض المرفوض لمقام رسول البشرية والإساءة إلى الأديان والمعتقدات السماوية، داعيا السلطات الفرنسية للعودة إلى التعقل والحكمة والمساهمة الإيجابية في منع خلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي.

أما على المستوى الداخلي الحكومي، فقد عقد لقاء ثان بين الرئيس عون والرئيس المكلف، وتسجيل تقدم في ملف التشكيل، يؤمل أن يخفف التوتر السياسي والاقتصادي.

أما التوتر الأميركي ففي تصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات في الثالث من الشهر القادم. الحملات تستعر بين دونالد ترامب وجون بايدن، في سبيل حذب أصوات الناخبين، وسجل دخول باراك أوباما على الخط للمرة الثانية دعما لبايدن الذي دعمه أيضا فيروس كورونا مع تسجيله أرقاما قياسية جديدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"الرئيس عون التقى الرئيس الحريري بعد ظهر اليوم: تقدم في ملف تشكيل الحكومة الجديدة".

هذه التغريدة المقتضبة الصادرة عن الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية، تكفي لاختصار مسار تأليف الحكومة، بعيدا عن أسلوب التسريبات والإشاعات المعتاد، الذي استدعى اليوم صدور بيان عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، أكد أن ما ينشر نقلا عن مصادر أو مقربين وغيرها من التوصيفات، هي معلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة، داعيا وسائل الإعلام للعودة إليه في كل ما يخص مواقف لرئيس الجمهورية.…هذا مع الإشارة إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المكلف لقصر بعبدا اليوم، هي الثانية له في أقل من أربع وعشرين ساعة.

وإذا كان مسار التأليف يتطلب ترقب الساعات المقبلة، فالصورة المحلية عامة تختصر بالآتي:

أولا: ترقب في أوساط "التيار الوطني الحر"، انطلاقا من المواقف التي أطلقها جبران باسيل بعد الاستشارات النيابية واللقاء مع سعد الحريري، حيث تحدث عن معايير واحدة موحدة، مبديا كل رغبة في التعاون والإيجابية.

ثانيا: إيجابية مفرطة في أوسط تيار "المستقبل"، بلغت بالنائب نزيه نجم حد القول: "اتكلوا على الرئيس الحريري، فالتمويل آت إن شاء الله"، علما أن سعر صرف الدولار ظل على انخفاضه النسبي، وسط توقعات بالمزيد في المستقبل القريب.

وفي الموازاة، تسهيل واضح من ثنائي "حزب الله"- حركة "أمل"، إضافة إلى الحزب الاشتراكي، مرده على الأرجح إلى اتفاقات سابقة للتكليف، بفعل التواصل المباشر الذي حصل بين الحريري وبينهم.

ثالثا: امتعاض واضح في أوساط "القوات اللبنانية"، حيث عاد نوابها ومسؤولوها إلى نغمة انتقاد المحاصصة، وكأن الناس ذاكرتهم ضعيفة إلى درجة نسيانهم أن "القوات" هي بذاتها من وقع اتفاقا مكتوبا ينص على نيلها حصصا في التعيينات مثلا، وأنها إبان وجودها في الحكومة كانت تطالب بحصص وتنالها، قبل أن تخرج إلى الإعلام وتبدأ بالمزايدة تحت عناوين الكفاءة والجدارة والشفافية، وما المثل الذي أعطاه الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول نيل "القوات" حصة في التشكيلات الديبلوماسية ثم خروجها للمزايدة في الإعلام إلا أحد الأمثلة.

رابعا: رفع صوت روحي استباقا لأي نوايا سيئة إزاء الميثاق. فبالمباشر، توجه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الحريري في عظة الأحد قائلا: لا تضع وراء ظهرك المسيحيين، وتذكر ما كان يردده المغفور له والدك بأن البلد لا يمشي من دون المسيحيين. تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة، قال رأس الكنيسة المارونية، داعيا إلى الاسراع في تشكيل الحكومة، ومردفا: لست أعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر، وعلى قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجا. فلبنان ذو نظام ديموقراطي يتفاهم فيه الجميع من أجل الخير العام.

خامسا: غياب تام للحراك أو الانتفاضة أو الثورة على الأرض، في مقابل حضور وازن للاتهامات والشتائم المتبادلة المتبادلة على مواقع التواصل، بعدما ضاع عام كامل من عمر الوطن وحياة الناس، وانهار الوضعان الاقتصادي والمالي، لنعود إلى ما كنا عليه عشية السابع عشر من تشرين الاول 2019، مع فارق خارجي يتمثل بالمبادرة الفرنسية وبدء مفاوضات الترسيم، إلى جانب دنو موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

فإذا كانت ثمة خلاصة لما جرى في لبنان منذ سنة، فهي أن الشعارات الجميلة في لبنان، غالبا ما تصطدم بالواقع المر، الذي يختصره مجتمع مركب، ونظام معقد، ومنظومة سياسية حليفها الأكبر خلال عام كان التعميم، ومنطق "كلن يعني كلن".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لقاءان في يومين. فاليوم أيضا التقى الرئيس ميشال عون رئيس الحكومة المكلف في بعبدا، ما يؤشر إلى أن "طبخة" الحكومة وضعت على نار حامية. الواضح من المعلومات التي سربت من اللقاءين أن الايجابية تسيطر، وأن اللين والمرونة سيدا الموقف في نهاية الأسبوع بعد المواقف المتشددة المتشنجة التي اتخذت في خلاله. فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف اتفقا على ألا يختلفا، وعلى أن يبقيا خط التواصل بينهما مفتوحا بشكل دائم، باعتبار أن الوضع الاقتصادي المتدهور يفرض تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وذلك بغية وضع حلول وتنفيذها لإراحة الناس وتخليص البلد من أزمته. لذلك كان اللقاء بينهما اليوم إيجابيا، وحقق تقدما في ملف تشكيل الحكومة الجديدة.

في المقابل، يتأكد يوما بعد يوم أن الدينامية الإقليمية والدولية التي حققت عملية التكليف، يمكن أن تؤدي إلى تخطي عتبة التأليف. فإيران لا تمانع في تشكيل حكومة طالما تؤمن مصالح "حزب الله". فرنسا تريد حكومة، كذلك روسيا. أما الولايات المتحدة الأميركية فمنصرفة إلى انتخاباتها الرئاسية، وبالتالي يمكن تمرير تشكيل الحكومة في الوقت الضائع أميركيا.

من هنا يفهم سبب استعجال الحريري لتشكيل حكومته، حتى وصل الأمر بالبعض إلى عدم استبعاد تشكيل الحكومة قبل الانتخابات الأميركية، أي في الأسبوع الطالع.

المقاربة المتفائلة هذه لا تعني بتاتا أن العقد الأساسية ذللت، وأن تشكيل الحكومة سيكون بمثابة نزهة مريحة للرئيس المكلف. ثمة إشكاليات كثيرة ينبغي على الحريري إيجاد حلول لها. فهناك أولا مبدأ المداورة، إذ كيف يمكن أن يطبقه على غير الثنائي الشيعي بعدما قبل باحتفاظ الثنائي المذكور بوزارة المال؟، أي هل سيكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد؟، وفي هذا الاطار تحدثت معلومات أن الحل قد يكون بعدم تطبيق مبدأ المداورة على الوزارات السيادية، واقتصار تطبيقه على غير السيادية. فهل هذا الحل منطقي؟.

أكثر من ذلك، كيف سيتم اختيار الوزراء؟. يقال ويتردد أنهم سيكونون من الاختصاصيين غير المنتمين إلى أحزاب. لكن ماذ سيبقى من اختصاصهم ومن لاانتمائهم السياسي إذا اختارتهم القوى السياسية والكتل البرلمانية؟، ففي هذه الحالة ألن يصبحوا مجرد منفذين تقنيين لقرارات تتخذها القوى السياسية خارج مجلس الوزراء؟.

أخيرا لا آخرا: هل حكومة تجمع "حزب الله" وقوى سياسية أخرى، ولو بشكل مستتر، قادرة على الاتفاق على خطة واحدة لمعالجة الوضع الاقتصادي؟. نعلم جيدا أن مقاربة الثنائي الشيعي لكيفية حل الأزمة الاقتصادية لا تلتقي مع مقاربة قوى أخرى، وأن النظرة إلى حلول صندوق النقد ليست واحدة. فكيف بالامكان حل التناقض المذكور؟، وهل المجتمع الدولي سيقدم الدعم المالي لحكومة يعرف جيدا أن "حزب الله" ممثل فيها؟.

إنها أسئلة برسم رئيس الحكومة المكلف وبرسم التأليف. فهل من إجابات عنها أو من حلول لها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

على قاعدة "كل سر جاوز الإثنين شاع"، يبدو أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يعتمدان هذه القاعدة. أمس زار الرئيس المكلف رئيس الجمهورية، واكتفى بالقول إن الجو إيجابي، وامتنع عن الإجابة على أي سؤال. بعد ظهر اليوم استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرئيس المكلف وتداولا في ملف التأليف. وقال المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية إن تقدما سجل في هذا المجال.

بين اللقاءين، أمس واليوم، بيان عالي السقف من المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية رأى فيه أن معلومات تنشر تنسب إلى مصادر قصر بعبدا، أو مقربين من رئيس الجمهورية أو مصادر واسعة الاطلاع على موقف بعبدا، وغيرها من التوصيفات التي ترد في هذه الوسائل. اللافت أن المكتب رأى ان هذه المعلومات "كاذبة" ولا أساس لها من الصحة.

ما لم يقله المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، أسماء الذين يوزعون المعلومات وينسبونها إلى من اشتكى منهم المكتب، فهل يقدم على تسميتهم لتنتهي وسائل الإعلام من قصة "المصادر"؟.

بهذا المعنى، فإن المعنيين في تأليف الحكومة، عليهم واجب إنارة الرأي العام، أين وصلوا في مشاوراتهم ومساعيهم، وإذا كانوا لا يجرؤون على ذلك، فلتكن لديهم الجرأة في عدم الاختباء وراء المصادر.

حتى الساعة، مازال السر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. في الانتظار، هناك حقائق لا تحتاج إلى مصادر لكشفها: أدوية كثيرة وحيوية ما زالت مفقودة من الصيدليات، بسبب مستوردين ومصنعين يسلمونها بالقطارة، طمعا بتهريب أو في انتظار رفع الدعم، فيرفعون أرباحهم. مستشفيات في كباش مع وزارة المال، ما يؤدي إلى أن يدفع المريض الثمن. دولار يهبط في السوق السوداء من قرابة التسعة آلاف ليرة إلى قرابة الستة آلاف ليرة، لكن تجار المواد الغذائية وأصحاب السوبرماركت موهوبون في تغيير الأسعار صعودا، ولكن حين ينخفض الدولار يبقون الأسعار على ما هي عليه، هكذا، منشار أرباحهم شغال صعودا ونزولا.

إنها المافيا، سواء لدى بعض مستوردي الأدوية ومصنعيها، أو لدى تجار المواد الغذائية وأصحاب السوبرماركت، وهؤلاء لا يختبئون وراء أقنعة المصادر لأنهم لا يخافون قانونا ولا وزيرا ولا مصلحة حماية المستهلك، ونكاد نقول: لا يخافون الله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بتسلل ايجابي إلى بعبدا، وضع الرئيس سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون في أجواء تصوره لتشكيل الحكومة. وتولى موقع الرئاسة الأولى نشر المعلومات عن التقدم في ملف التأليف، عازلا بهذا المنحى بضعا من محيطه الذي يغزل معلومات ومصادر السليم منها وغير السليم، والمحشو بحقول ألغام وزارية.

وبدا أن الرئيسين اتبعا حمية سياسية، سواء لناحية عزل المصادر على صعيد قصر بعبدا، أو لجهة ضبط التصريحات وكم الأفواه في "المستقبل"، لصالح تسهيل التأليف. وبقليل مما تسرب أن الرئيس المكلف يضع سقفا زمنيا لا يتخطى الأسبوعين لتشكيل الحكومة. وفي مواصفاتها شكليا فهو يفضلها: رشيقة و"بنت أربعتش" أو ما يفوقها بقليل. أما في مضمونها فلم تخرج عن الخبراء والاختصاصيين، ولا يغازل حيالها أي كتلة سياسية سبق وقدمت له مغريات في تسهيل التكليف كالقومي والأرمن.

وقد تعلم الحريري من خبراء الماضي، ومن اختصاصيي حكومة حسان دياب، والذين في لحظة سياسية حاسمة عاد بعضهم إلى الأصل السياسي، واحد صرح عنها أن مرجعيته السياسية لا تسمح له بال"كابيتال كونترول"، وأخرى تحولت بصعقة تيار من وزيرة عدل إلى خبيرة في شؤون سلعاتا. واليوم فإن حكومة من غير السياسيين، سوف تعني أنها من غير الاختصاصييبن من ذوي المرجعيات الحزبية.

وعلى هذه المواصفات، جاءت عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، متوجها بشكل مباشر الى الحريري قائلا: تخطى أيها الرئيس المكلف شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين". وأضاف: "نقول لك... احذر الاتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة".

تحذير وطني عام من بطريرك الموارنة، وتخدير كنسي خاص من مطران الكنيسة الأرثوذكسية الياس عودة، نيافته سخر الدين وعظة الأحد والصرح الكنسي ويوم المؤمنيين للذم بوزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، وهو قدح في معرض مدح الوزير السابق الياس بوصعب. عظة كاملة في الإرشاد التربوي وصناعة الأجيال وإهمال الدولة المزمن لهذا القطاع، والتخبط في القرار والخطط الارتجالية وتعطيل دور المركز التربوي، ليخلص إلى المطالبة باختيار وزير للتربية من ذوي الإختصاص والخبرة، يعي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، ويتصرف بحكمة ودراية دون كيدية أو انحياز.

لكن الانحياز وارد في العظة بحد ذاتها، لكون مطران الروم الأرثوذكس قرر تغليف الوزير السابق الذي يتبع التقويم نفسه بثوب كنسي، تمهيدا لتطويبه، في مقابل تدنيس أفعال المجذوب، بدلا من الاحتكام إلى القضاء الذي أصبح الملف بين يديه. غير أن أبو صعب الذي لجأ إلى القضاء، لا يبدو أنه سيحتكم إلى نتائجه، بل قرر الصعود على جرس كنسي لدق النفير وإعلاء الصوت طائفيا، بعد أن استنفذ كل الطرق الأخرى.

قد يلجأ السياسي متظلما إلى الكنيسة، لكن هل بيوت الله يتم تجييرها إلى المتمولين الذين يغذون الكنائس بالتبرعات؟، وهل تحل عدالة "الآباء" مكان عدالة الأرض؟. قبل أشهر قليلة كانت معركة المطران عودة على محافظ بيروت، وقد جاءه الوزراء من الطائفة الكريمة بخشوع وإيمان يطلبون الرحمة الكنسية. واليوم يتدخل عودة في نزاع بين وزيرين وضعا أمرهما أمام القضاء. الدين لله، لكن الياس بوصعب للجميع. كنيسة وقضاء وبضع إعلام ومركز بحوث تربوي، وللبحث صلات عدة، حتى لو استعان بالسموات والأبوات لحمايته.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كورونا يسجل رقماً مرتفعاً نهاية الأسبوع..وإصابات كثيرة في "العربية"

المدن/الاحد 25 تشرين الأول 2020   

على غير المعتاد في أيام العطل التي تشهد تراجعاً في عدد إصابات كورونا يومي الأحد والإثنين، بسبب تراجع عدد الفحوص يومي السبت والأحد، استمر عدد الإصابات بالارتفاع اليوم الأحد في 25 تشرين الأول. وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 3 حالات وفاة و1400 إصابة جديدة كلها لمقيمين.

وأظهرت أرقام التقرير اليومي لوزارة الصحة، أنه رغم انخفاض عدد الفحوص بنحو ألف ومئتي فحص عن يوم أمس، انخفض عدد الإصابات 27 إصابة فقط. في الموازاة ارتفعت نسبة الفحوص الموجبة نقطة رغم انخفاض عدد الفحوص، وباتت 11.4 في المئة من مجمل الفحوص التي وصلت إلى 12386. وهذا مسار تصاعدي يشي أن مخطط الإقفال الجزئي لم يجد نفعاً، بعد مرور ثلاثة أسابيع عليه.  ووصل عدد الإصابات الكلي إلى 71390، وبات عدد الوفيات 565، منذ اندلاع الأزمة. وأظهرت الأرقام وقوع إصابتين بين العاملين في القطاع الصحي، ليرتفع عدد الإصابات في القطاع إلى 1337 إصابة. ووصل عدد الحالات في الاستشفاء إلى مستوى قياسي جديد مسجلاً 716 حالة، بينها 247 في قسم العناية الفائقة.

اعتراض على الإقفال

بعد تجديد وزير الداخلية قرار إقفال البلدات لمدة أسبوع إضافي، قدم رئيس بلدية نهر ابراهيم في قضاء جبيل شربل أبي رعد، كتابا باسمه وباسم أعضاء المجلس البلدي إلى وزارة الداخلية، عبر قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، اعتراضا على القرار الصادر عن الوزارة بإقفال البلدة "لاسيما أن عدد الاصابات فيها لا يتجاوز عدد أصابع اليد، من أصل أكثر من 6 آلاف مواطن من البلدة وقاطنيها".

تعليق الدروس في "العربية"

أعلنت جامعة بيروت العربية تعليق الدروس في حرم فرعها في الدبية، بعد إجراء فحوص  PCR وثبوت 16 حالة موجبة بين دكاترة الجامعة. وأكدت مصادر المدن وجود إصابات عديدة في كلية إدارة الأعمال في بيروت بين الأساتذة والإداريين.

إقفال دوائر رسمية

أعلن المكتب الإعلامي في وزارة المالية إقفال دوائر تحصيل بيروت، ضريبة الاملاك المبنية ورسم الانتقال يومي غد الإثنين وبعد غد الثلاثاء، للقيام بعملية التعقيم نظراً لإصابة بعض موظفيها بفيروس كورونا، على أن تعود للعمل كالمعتاد يوم الأربعاء المقبل. كما أعلن المكتب الإعلامي، "إقفال دائرة أمانة السجل العقاري في جبيل لمدة 3 أيام للقيام بعملية التعقيم، نظراً لإصابة بعض موظفيها بكورونا، على أن يباشر العمل صباح نهار الجمعة في 30 الحالي.

بدوره أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي قراراً قضى بإقفال سرايا جونيه أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في 26، 27 و 28/ 10/ 2020، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لوباء كورونا، بعد تسجيل اصابات إيجابية بوباء كورونا، وذلك منعاً لانتشار الوباء في الطوابق الأخرى التي تم ابقاء عمل الموظفين فيها. من ناحيتها أعلنت إدارتا ثانويتين في بلدة الدوير، الإقفال لمدة أسبوع، بعدما ورد اسم البلدة في قرار وزارة الداخلية اليوم، والقاضي بإقفال عدد من القرى والبلدات بسبب ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد فيها، اعتبارا من صباح غد الإثنين ولغاية صباح الإثنين الذي يليه.

كذلك أعلنت ثانوية بخعون الرسمية المختلطة والتكميلية ومعهد بخعون الفني، إقفال أبوابهما لمدة أسبوع، التزاما بقرار وزارة الداخلية والبلديات القاضي بإقفال بلدة بخعون أسبوعا آخر، "على أن تبدأ الدراسة في الثانوية في 2/11/2020".

إصابات بين القادمين

أعلنت وزارة الصحة العامة، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، استكمال فحوص PCR لرحلات وصلت إلى بيروت وأجريت في المطار بتاريخ 22و23/ 10/ 2020،  وأظهرت النتائج وجود 38 حالة موجبة جلها بين القادمين من العراق واسطنبول.

إصابات في المناطق

وعلى مستوى الإصابات في المناطق سجل التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار، 23 إصابة جديدة. وأعلنت بلدية مشحا العكارية تسجيل إصابتين جديدتين. وبدورها أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل 8 حالات جديدة. وأعلنت لجنة إدارة الأزمات في قضاء الكورة تسجيل 9 حالات جديدة أيضاً.  إلى ذلك اتسعت بقعة انتشار الوباء في قرى وبلدات قضاء راشيا الوادي. ويأخذ الخط البياني للإصابات منحى تصاعدياً. وأظهرت نتائج فحوص وزارة الصحة تسجيل 16 حالة موجبة بين 62 حالة مخالطة، تضاف إلى قرابة 30 إصابة مسجلة سابقاً. وبدأت البلديات في القضاء بتنفيذ إجراءات رادعة، إضافة لبث توصيات وزارة الصحة الوقائية عبر مكبرات الصوت لدعوة الأهالي للالتزام. وجنوباً أفاد التقرير اليومي لخلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل - مرجعيون، ثماني إصابات، أربعة منها لمقيمين وأخرى لوافدين. كما أعلنت بلدية ديرميماس تسجيل حالة جديدة. كذلك أكدت بلدية كفركلا أن عدد الإصابات في البلدة هو 11 فقط، ولا صحة لما يشاع عن تسجيل 40 إصابة. وبدورها أعلنت بلدية البابلية تسجيل إصابة جديدة. كما أعلنت بلدية انصارية إصابة الصيدلي ع. س. بكورونا المستجد، مطمئنة الأهالي أنها اتخذت الإجراءات اللازمة. كذلك أعلنت لجنة الصحة والبيئة في بلدية الخرايب إصابة سيدة وابنها، وطلبت من مخالطيهما التزام الحجر لمدة 14 يوماً.

 

هجومٌ حادٌ من رجل دين لبناني على فرنسا

الاحد 25 تشرين الأول 2020 

استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان في بيان، "التعنت الفرنسي الرسمي بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، في موقف غير مسؤول يفتقر الى الحكمة ويغذي العنصرية وينافي كل التعاليم الدينية، ويتماهى مع الفكر الصهيوني الذي يختزن العداء لكل الأديان ورموزها، فالإساءة الى شخصية الرسول الأعظم، عدوان موصوف لا يقبله عقل ولا دين، فضلا عن معارضته حرية الرأي والتعبير التي تقف عند احترام حرية معتقدات الآخرين وتقديس رموزهم". وحمل السلطات الفرنسية "تداعيات موقفها المستفز الذي نعتبره خطيئة ينبغي التراجع عنها لما تمثله من إساءة لكل المؤمنين من أتباع الديانات السماوية، وانتهاك لقدسية الأنبياء ولا سيما النبي محمد، المبعوث رحمة للعالمين". وطالب المرجعيات الإسلامية والمسيحية بـ "التصدي لكل عمل يسيء الى مكانة الأنبياء وقدسيتهم، وندعو الى أوسع حملة إدانة على مستوى الدول والشعوب، لردع من تسول له نفسه الإساءة الى الرموز الدينية، ولا سيما النبي محمد، ومعاقبته".

 

دولةٌ جديدةٌ تُصنفُ حزب الله "منظمة إرهابية"...و بومبيو: حزب الله منظمة إرهابية كالقاعدة وداعش

القناة 23 /الاحد 25 تشرين الأول 2020      

رحب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس السبت، بالقرار الذي اتخذته غواتيمالا بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية. وقال بومبيو، خلال إشادته بقرار غواتيمالا، إن "العالم بات يعرف حقيقة حزب الله". ودعا الوزير، في بيان، بقية دول المنطقة للاقتداء بغواتيمالا في هذا الشأن، لما له من آثار تسهم بإضعاف التنظيم. وقال: "ندعو دول المنطقة إلى أخذ المثال من غواتيمالا وقطع قدرة حزب الله على التخطيط لشن هجمات إرهابية وجمع الأموال". وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن "حقيقة حزب الله باتت مكشوفة لعدد كبير من دول العالم، بعكس الصورة التي يحرص التنظيم على تقديم نفسه بها".

وقال "عدد كبير من دول العالم بات يعرف أن حزب الله ليس مدافعا عن لبنان بل هو مجرد منظمة إرهابية". وأردف أن حزب الله "منظمة إرهابية متخصصة بتنفيذ أجندة إيران الخبيثة". وربط الوزير خلال تصريحاته ما بين حزب الله وتنظيمات إرهابية أخرى، كداعش والقاعدة، من ناحية امتداده. وأوضح أن "حزب الله كما داعش والقاعدة له امتداد عالمي والأعوام الأخيرة شهدت إحباط العديد من مخططاته في الأميركتين والشرق الأوسط وروبا وأفريقيا وآسيا". وشدد بومبيو على "دعوة الولايات المتحدة لحلفائها من أجل تصنيف حزب الله منظمة إرهابية"، لافتا الى أن "ألا فارق بين الجناح العسكري للتنظيم وجناحه السياسي".

وكانت غواتيمالا قد صنفت حزب الله كمنظمة إرهابية، رسميا، الجمعة، في خطوة لاقت إشادة من عدة دول حول العالم. وشمل تصنيف غواتيمالا لحزب الله التنظيم كاملا بجميع فروعه، وفقا لموقع "i24" الإسرائيلي. ورحب كذلك وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، بقرار غواتيمالا، وقال: "يسعدني أن أرى الجهود الدبلوماسية متعددة الأذرع بقيادة وزارة الخارجية وقوات الأمن لتعزيز الاعتراف بحزب الله كمنظمة إرهابية تؤتي أكلها ومعترف بها في العالم بشكل عام وفي أميركا اللاتينية على وجه الخصوص".

 

الحكومة الجديدة... هذا هو التشكيل المبدئي

عربي بوست/الاحد 25 تشرين الأول 2020    

أشارت معلومات أولية لـ"عربي بوست" إلى أن  التقسيم الوزاري بين القوى السياسية والكتل البرلمانية سيكون كالتالي:

وزارة المال لحركة أمل.

فيما ستعود وزارة الطاقة للتيار الوطني الحر.

وسيسمي رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني.

ستعود وزارة الاتصالات لتيار المستقبل.

فيما يصر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، على وزارتي الصحة والتربية والتعليم كحصة للطائفة الدرزية.

وتبقى وزارة الداخلية ضمن الحصة السُّنية لكن بحاجة للاتفاق بين حزب الله ورؤساء الحكومات السابقين، أو استبدالها بالخارجية عوضاً عنها اذا اقتضى الأمر.

يسعى حزب الله لاستعادة وزارة الصحة لكنه جاهز للتخلي عنها مقابل وزارة الأشغال والنقل أو وزارة خدماتية أخرى.

 

الموت يُغيّب النائب السابق سايد عقل

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 25 تشرين الأول 2020 

غيّب الموت اليوم الأحد النائب السابق سايد عقل، بعد صراع مع المرض عن عمر 89 عاماً. وولد النائب السابق سايد عقل في البترون، في 5 تشرين الثاني سنة 1933، تلقى دروسه الإبتدائية في مدرسة الحكمة، والثانوية في الليسه في بيروت، ويحمل دبلوماً في التجارة منذ سنة 1955. وإنتخب نائباً عن محافظة الشمال قضاء البترون في دورة سنة 1968، وأعيد إنتخابه عن الشمال في دورات سنة 1992 و1996 و2000، شارك في أعمال اللجان النيابية فكان عضواً في لجان: المال والموازنة، الأشغال العامة، الدفاع الوطني، شؤون المهجرين، كما انتخب أميناً للسر في هيئة مكتب المجلس 1970 – 1971. وكان عقل عضواً في حزب الكتلة الوطنية حتى سنة 1992، ثم إنتمى فيما بعد إلى التكتل النيابي الشمالي. وهو متأهل من السيدة نهاد جبران مقبل ولهما: خليل وجسي وكارين وفرنسين. ويحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الثانية من بعد ظهر يوم غد الإثنين في كاتدرائية مار اسطفان - البترون.

 

 كلودين عون: السلام مع إسرائيل بعد الترسيم وضمان الموارد

المدن/26 تشرين الأول/2020

ربطت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، بين حل مشكلات لبنان المستعصية و"مشكلة ترسيم الحدود، مشكلة اللاجئين الفلسطينيين". وقالت: "نحن نعول على حل هذه المشكلات للنهوض باقتصادنا. وبعد أن تحل هذه المشاكل أنا لا أمانع أن نقوم الدولة اللبنانية بإجراء سلام مع إسرائيل، بعد الترسيم وضمان الموارد. أنا أدافع أولاً عن مصالح بلدي لبنان. وهل المطلوب أن نبقى في حالة حرب؟ أنا ليس لدي خلاف عقائدي مع أحد، لكن خلافي سياسي". وقالت: "أنا أدافع عن سيادة واستقلال بلدي، لكن اليوم نسأل من الضحية؟ إنه الشعب اللبناني". وأشارت إلى أنها "مع استراتيجية دفاعية لنكون كلنا مع بعضنا، بعد حل مشاكل ترسيم الحدود وتحرير مزارع سبعا".

استهداف الرئيس

وقالت عون روكز في تصريح تلفزيوني اليوم الأحد 25 تشرين الأول، إن "كل القوى السياسية خيبت آمال الناس"، موضحةً:"هناك استهداف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وفي السياسة حين يتم استهداف شخص، يختبئ الجميع وراءه، فيما القوى السياسية كلها تتحمل مسؤولية".

وأوضحت: "منذ الآن حتى تتألف حكومة، هناك إصلاحات يجب القيام بها"، متسائلة: "لماذا لا يجتمع مجلس النواب لإقرارها، ولماذا تسليط الضوء على التأليف، ونسيان إمكان عقد جلسات لمجلس النواب كل يوم؟".

تفاهمات ضد الشعب

ولفتت إلى أن "دستورنا ينص على مبدأ التعايش والوفاق الوطني. وهذا نظامنا السياسي المبني على النظام الطائفي. المشكلة بالأشخاص، وهناك تفاهمات بين القوى السياسية على تقاسم حصص، لا على الإصلاحات. لكن الأكيد أن كل هذه التفاهمات هي ضد الشعب اللبناني". وأكدت أنه "منذ 13 سنة لليوم، هناك تفاهمات ثلاثية خماسية رباعية، ولكن بالتأكيد كلها ضد الشعب اللبناني، مع أن الإصلاحات معروفة ويمكننا الحديث عنها".

المرأة والجنسية

كما شددت على أن "هناك مواضيع حساسة مثل موضوع حق المرأة في منحها الجنسية لأولادها. وهناك فئة من الشعب اللبناني لديه حساسية ومخاوف تجاهه". منوهةً بأن "حقوقنا سلة، لا يختار كل حزب وفقا لما يناسبه، ونحن كهيئة وطنية لشؤون المرأة، مختصون بحقوق المرأة، بالتالي يجب ان يتم إعطاء الثقة للقوانين التي نطرحها وأن يتم مناقشتها في مجلس النواب".

منتصف عهد

في سياق متصل، أشارت إلى أنه "لا يمكنك تقييم عهد في نصفه. يمكن تقييمه بعد مرور الولاية، لأن الوضع الاقتصادي اليوم سيء والناس متعبة. واليوم الوقت ليس للتقييم بل لإيجاد حلول، لتعرف الناس كيف يمكنها المحاسبة". ولفتت إلى أنه "تبين أن تحريك الشارع يلزمه تنظيم معين غير موجود إلا في الأحزاب السياسية، التي كانت تحرك الشارع. والناس التي كان لها مطالب محقة انسحبت".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

السعودية تنتظر الانتخابات الاميركية لتهدي الفائز التطبيع مع إسرائيل

المدن/25 تشرين الأول/2020

قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين الأحد، إن الإعلان عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية "بات قريباً"، بحسب ما نقلت صحيفة "جيروزلم بوست" عنه في نقاش مغلق. وأوضح كوهين أن مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب يتوقف على نتائج الانتخابات الأميركية وهوية المرشح الفائز. وأضاف أن السعوديين سينتظرون حتى إجراء الانتخابات الأميركية، مرجحاً أن يعلنوا عن التطبيع مع إسرائيل ك"هدية" للمرشح الفائز في هذه الانتخابات. لكن الصحيفة اعتبرت أنه يُستدل من أقوال كوهين أن إقدام السعودية على التطبيع مع إسرائيل يتوقف بشكل أساسي على هوية المرشح الفائز، بحيث أنه في حال فاز الرئيس دونالد ترامب فإنه من المرجح أن تعلن الرياض عن التطبيع فور الإعلان عن فوزه. وأشارت الصحيفة إلى أنه يُفهم من كلام كوهين أنه في حال فاز المرشح الديمقراطي جون بايدن بالانتخابات الأميركية، فإن هذا لا يعني أن السعوديين غير معنيين بالتطبيع مع إسرائيل، لكن توقيت الإعلان عن هذه الخطوة سيكون عندها غير واضح. وأوضح كوهين أن السعوديين غير معنيين بمنح "الهدية" (التطبيع) لترامب قبل الانتخابات لأنهم غير متأكدين من هوية المرشح الذي سيفوز، وهم غير معنيين بمنح هذا الإنجاز لبايدن قبل التعرف على سياساته، مشيراً إلى أن الرياض لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة في حال فاز بايدن إلا بعد أن تتشكل إدارته وتتولى زمام الأمور. وحسب الصحيفة، فإن تقديرات كوهين تأخذ بالاعتبار حالة انعدام اليقين بشأن السياسة الخارجية الأميركية في حال فاز بايدن. يأتي ذلك في وقت لا تزال إسرائيل تحتفي بلحاق السودان بركب الإمارات والبحرين في تطبيع العلاقات مع تل أبيب. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى السودان في الأيام القادمة بعد اتفاق البلدين على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات. ووصف نتنياهو "اتفاقات السلام" مع الإمارات والبحرين والسودان بأنها جيدة "للأمن والقلب والجيب" حسب تعبيره، مضيفاً أن مزيداً من الدول العربية ستلتحق بركب التطبيع. واعتبر أن هذه الاتفاقات تضع حداً للعزلة الجغرافية التي كانت تعاني منها إسرائيل، وتقصّر مدة الرحلات الجوية وتخفّض كلفتها. وفي السياق، نقلت القناة (12) الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية مطلعة ترجيحها أن تكون سلطنة عمان الدولة العربية الرابعة التي ستطبع علاقاتها مع تل أبيب. ولم تستبعد المصادر أن تعلن مسقط عن التطبيع قبل إجراء الانتخابات الأميركية. لكن القناة نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ترجيحهم ألا توقع دول عربية أخرى اتفاقيّات تطبيع مع إسرائيل قبل الانتخابات الأميركيّة، المقرّرة الثلاثاء ما بعد المقبل. من جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلية غابي أشكنازي المزيد من الدول العربية والفلسطينيين لاختيار "طريق السلام" مع إسرائيل. وقال تعليقاً على اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسودان، إنه "قرار شجاع وتاريخي يدفع الشرق الأوسط بأسره نحو مستقبل من الاستقرار والازدهار". وأضاف "أدعو المزيد من الدول والقيادة الفلسطينية إلى اختيار طريق السلام وتغيير الشرق الأوسط من أجل مستقبل أبنائنا". وقال أشكنازي إنه بعد مرور 53 عاما على مؤتمر الخرطوم "سيء السمعة"، الذي تبنى فيه قادة الدولة العربية خطاب اللاءات الثلاثة، تعيش إسرائيل اليوم واقع "الخمس نعم"، وهي "نعم السلام مع مصر، والأردن، والإمارات، والبحرين، والآن نعمة السلام مع السودان".

 

هدنة إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان للمرة الثانية خلال شهر

وكالات /25 تشرين الأول/2020

اعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، إن بلاده ساهمت اليوم في إجراء مفاوضات مكثفة مع وزيري الخارجية الأرميني والأذري للاقتراب من حل سلمي للنزاع في ناغورني قره باغ. وأوضح بيان مشترك صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية وحكومتي أرمينيا وأذربيجان، أن وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية سيبدأ اعتبارا من صباح غد. من جانبها، قالت مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة للتوسط في الصراع، إنها ستجتمع مجددا في 29 تشرين الأول لمناقشة قضية الإقليم. وفي وقت سابق، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين لتلفزيون “سي بي إس” أنه “بطلب من الرئيس دونالد ترامب أمضينا نهاية الأسبوع بأكملها” في “محاولة إحلال السلام بين أرمينيا وأذربيجان”. وخلال تجمع انتخابي بولاية نيو هامشير أشاد ترامب بجهوده الدبلوماسية لإحلال السلام في عدة مناطق من العالم، قبل أن يقول “والآن لدينا أرمينيا”. وأمس السبت، التقى وزير الخارجية مايك بومبيو بشكل منفصل نظيره الأذربيجاني جيهون بيرموف ثم الأرميني زهراب مناتساكانيان في مقر وزارة الخارجية بواشنطن. ولم يحدث لقاء ثلاثي. حيث توصلت روسيا إلى هدنة بين أرمينيا وأذربيجان، ولكن سرعان ما انهارت نتيجة التدخلات التركية.

 

يريفان: لدينا أدلة عن مشاركة القوات الخاصة التركية في قره باغ

وكالات /25 تشرين الأول/2020

حصل مكتب المدعي العام لأرمينيا على أدلة واقعية على أن العديد من أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة التركية شاركوا في الأعمال القتالية في ناغورني قره باغ. وقالت الخدمة الصحفية للمكتب: “حصل مكتب المدعي العام لأرمينيا، في إطار القضية الجنائية التي تم التحقيق فيها بشأن شن حرب عدوانية من جانب أذربيجان ضد أرمينيا وآرتساخ على أدلة وقائعية على أنه منذ آب من هذا العام، قام العديد من أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة التركية بتدريب الجيش وشاركت بشكل مباشر في العمليات القتالية”. وكان قد اتهم الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان في وقت سابق تركيا بالتدخل المباشر في النزاع الدائر بين باكو ويريفان في إقليم قره باغ، محذرا من أن هذا التدخل يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين.

 

فاوتشي: البت في لقاح كورونا سيكون في أوائل كانون الاول

رويترز /25 تشرين الأول/2020

أعلن كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي أن البت في سلامة وفعالية لقاح مضاد لمرض كوفيد-19 سيكون بحلول أوائل كانون الاول المقبل، لكن من غير المرجح أن تجري أي عملية تطعيم على نطاق أوسع قبل عام 2021. وقال أنتوني فاوتشي، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”: “سنعرف ما إذا كان أحد اللقاحات آمنا وفعالا بحلول نهاية تشرين الثاني أو بداية كانون الاول”.وأضاف: “عندما تتحدث عن تطعيم قطاع كبير من السكان ليتسنى لك إحداث تأثير هام في ديناميكيات التفشي، فإن ذلك لن يحدث على الأرجح قبل الربع الثاني أو الثالث من العام المقبل”.

وكان فاوتشي قد قال، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الجمعة، إن الأميركيين إذا لم يرتدوا الكمامات، فربما يجب إلزامهم بذلك.

 

التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية سجّل مستوى قياسيا

وكالات/25 تشرين الأول/2020

أدلى 52 مليون أميركي بأصواتهم في انتخابات الرئاسة حتى الآن، وهو ما يفوق الرقم الذي سجل خلال عملية التصويت المبكر في سباق الوصول إلى البيت الأبيض سنة 2016، بحسب البيانات الانتخابية. وبحسب الأرقام، فإن أكثر من 25 مليون شخص صوتوا عن طريق البريد وتم استلام صناديقهم، أو حضروا إلى مراكز انتخابية وصوتوا بشكل شخصي، خلال الأسبوع الأول من عملية التصويت المبكر. وتبين أن عدد المصوتين تضاعف في غضون أسبوع فقط، وفق صحيفة “إندبندنت”.لا وفي حال تواصل الإقبال على التصويت بهذه الوتيرة، فإن انتخابات الرئاسة في 2020 ستتخطى أعلى نسبة مشاركة مسجلة حتى الآن وهي 65 في المئة ممن يحق لهم الإدلاء بالصوت، وهي نسبة مسجلة في انتخابات 1908. وجرى الإقبال بشدة على التصويت المبكر، هذه السنة، تفاديا للازدحام في طوابير طويلة في يوم التصويت المرتقب في 3 تشرين الثاني المقبل.

 

باريس تدعو إلى «وقف» الدعوات لمقاطعة منتجاتها

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 تشرين الأول/2020

دعت فرنسا، اليوم الأحد، حكومات الدول المعنية إلى «وقف» الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، معتبرة أنها تصدر من «أقلية راديكالية»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وحثت باريس في بيان دول الشرق الأوسط على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها. وقالت وزارة الخارجية إن الأيام القليلة الماضية شهدت دعوات في العديد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، لا سيما المنتجات الغذائية، فضلاً عن دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد. وقال البيان «دعوات المقاطعة هذه لا أساس لها ويجب أن تتوقف على الفور وكذلك جميع الهجمات ضد بلدنا والتي تدفعها أقلية متطرفة». واكتسبت دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية زخماً في الدول الإسلامية رداً على دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرسوم المسيئة للنبي محمد. وكان ماكرون قد صرح بعد أن تم قطع رأس المعلم الفرنسي صامويل باتي في إحدى ضواحي باريس في وقت سابق من هذا الشهر بعدما عرض الرسوم الكاريكاتورية في أحد الفصول الدراسية بأن فرنسا «لن تتخلى» عن رسومها الكاريكاتورية. وتم عرض الرسوم يوم الجمعة على مبان حكومية في فرنسا، مما أثار ضجة في العالم العربي. وانتشرت دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية بشكل كبير للغاية كان آخرها في الكويت عندما أعلنت 50 جمعية تعاونية أنها أزالت جميع المنتجات الفرنسية من فروعها. وأدانت منظمة التعاون الإسلامي نشر الرسوم الكاريكاتورية ووصفتها بأنها «تضر بالعلاقات الإسلامية الفرنسية».

 

إردوغان يكرر دعوته لماكرون لفحص صحته العقلية

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 تشرين الأول/2020

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، دعوته لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالخضوع إلى فحوص لصحته العقلية بعد يوم على استدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة على خلفية تصريحات مماثلة. وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز إن ماكرون «مهووس بإردوغان ليل نهار»، مضيفا: «لذا عليه حقا الخضوع لفحوص» لصحته العقلية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتدهورت العلاقات بين ماكرون وإردوغان بشكل إضافي جرّاء خلافات على مسائل عدة، تشمل الدعم الفرنسي لليونان في نزاعها مع تركيا بشأن حقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط والانتقادات الفرنسية لتدخل تركيا في ليبيا وسوريا ونزاع قره باغ. كما أثارت سياسات ماكرون في مواجهة التيارات المتطرفة حفيظة تركيا. واكتسب النقاش بشأن سياسات فرنسا حيال المسلمين زخما جديدا إثر مقتل مدرّس فرنسي هذا الشهر كان قد عرض رسما كاريكاتوريا على طلابه يظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهاجم إردوغان (الأحد) كذلك القيادي اليميني المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز الذي نشر رسما كاريكاتوريا يسخر من الرئيس التركي على «تويتر». وقال إردوغان: «عليك أن تعرف حدودك... الفاشية ليست في قاموسنا بل في قاموسك». بدوره، ندّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، بتصريحات إردوغان ضد ماكرون معتبرا أنها «غير مقبولة» ودعا أنقرة إلى «وقف دوامة المواجهة الخطيرة». وكتب بوريل في تغريدة «تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة... دعوة لتركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه». وذكر بوريل أيضا باجتماع المجلس الأوروبي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في بروكسل الذي حاول خلاله قادة الاتحاد الأوروبي تهدئة التوتر مع الرئيس التركي وتعهدوا بتحسين التنسيق في بعض المسائل وبإعادة إطلاق الاتحاد الجمركي في حال أوقفت تركيا عمليات التنقيب غير القانونية في المياه القبرصية. وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن «في حال واصلت أنقرة أعمالها غير القانونية، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا». واعتبر بوريل أن «خلاصات المجلس الأوروبي تتضمن عرضا حقيقيا لإنعاش علاقتنا» مضيفا «لكن ينبغي أن تكون هناك الإرادة السياسية للسلطات التركية على هذه الأجندة الإيجابية... في خلاف ذلك، ستكون تركيا معزولة أكثر».

 

باريس تستدعي سفيرها في أنقرة بعد تصريحات «مسيئة»...دول وجهات إسلامية تطالب فرنسا بعدم «ربط الإسلام بالإرهاب»

باريس - جدة: «الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

استنكرت الرئاسة الفرنسية أمس، تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اعتبرتها «مسيئة... وغير مقبولة»، شكك فيها بـ«الصحة العقلية» لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية موقف فرنسا بعد مقتل معلم في باريس الأسبوع الماضي، وموقفها من «الإسلام السياسي». وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ «تصريحات الرئيس إردوغان غير مقبولة، وتصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل. نطلب من إردوغان أن يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة من الزوايا كافة. لن ندخل في جدالات عقيمة ولا نقبل الشتائم». وأعلنت الرئاسة في باريس استدعاء سفيرها في أنقرة للتشاور. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال إن نظيره الفرنسي يحتاج لعلاج نفسي لموقفه من الإسلام والمسلمين. إلى ذلك، دانت دول ومنظمات عربية وإسلامية «استمرار» نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام في فرنسا، منددة في الوقت نفسه بـ«أي محاولة لربط الإسلام بالإرهاب».

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أمس، إن «استمرار» نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام «تحت ذريعة حرية التعبير»، تغذي ثقافة التطرف والعنف التي تدينها المملكة، منددة في الوقت نفسه بـ«أي محاولة لربط الإسلام بالإرهاب». ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة ضيف الله علي الفايز، قوله إن «المملكة تدين الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم و(تعبر عن) استيائها البالغ من هذه الممارسات التي تمثل إيذاء لمشاعر ما يقارب ملياري مسلم وتشكل استهدافاً واضحاً للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقاً فاضحاً لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته»، مشدداً على «ضرورة رفض المجتمع الدولي الإساءة للمقدسات والرموز الدينية». كما أكد «إدانة الأردن أي محاولات تمييزية تضليلية تسعى لربط الإسلام بالإرهاب، تزييفاً لجوهر الدين الإسلامي الحنيف». وقال إن «ما يريده المجتمع الدولي اليوم في خضم عديد أخطار تحدق بالإنسانية جمعاء هو مزيد من التعاضد والتكاتف والتلاقي، لا تغذية لأسباب فرقة مذهبية أو دينية أو إثنية». وكانت وزارة الخارجية الأردنية دانت في 17 من الشهر الحالي «الجريمة الإرهابية» قرب باريس التي أسفرت عن مقتل مدرس فرنسي بقطع رأسه، ودعت إلى «احترام المعتقدات الدينية» و«نبذ خطابات الكراهية». وقُتِل أستاذ التاريخ الفرنسي عقب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمّد على تلامذته، فيما قضى المعتدي على يد الشرطة. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتداء بأنه «هجوم إرهابي إسلامي». وجاء هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادّة نفّذه شاب باكستاني يبلغ 25 عاماً أمام المقرّ القديم لـ«شارلي إيبدو»، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة. وقال منفّذ الاعتداء للمحقّقين إنّه قام بذلك ردّاً على إعادة نشر «شارلي إيبدو» الرسوم الكاريكاتورية. ودان مجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، تصريحات الرئيس ماكرون «غير المسؤولة عن الإسلام والمسلمين»، مشيراً إلى أنها «تزيد من نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب، ولا تخدم العلاقات القوية بين الشعوب الإسلامية وشعب فرنسا الصديق». وقال: «في الوقت الذي يجب أن تنصب فيه الجهود نحو تعزيز الثقافة والتسامح والحوار بين الثقافات والأديان، تخرج مثل هذه التصريحات المرفوضة والدعوة للاستمرار في نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم»، داعياً قادة دول العالم والمفكرين وأصحاب الرأي لتحمل المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق كل من يسعى للسلام والتعايش، «لنبذ خطابات الكراهية وإثارة الضغائن وازدراء الأديان ورموزها، واحترام مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، بدلاً من الوقوع في أسر الإِسلاموفوبيا الذي تتبناه المجموعات المتطرفة». وجاءت إدانات أيضاً من منظمة التعاون الإسلامي، ومن دولة الكويت التي حذرت في بيان من مغبة «الاستمرار في دعم هذه الإساءات والسياسات التمييزية التي تربط الإسلام بالإرهاب لما تمثله من تزييف للواقع وتطاول على تعاليم شريعتنا السمحاء الرافضة للإرهاب، فضلاً عما تمثله من إساءة بالغة لمشاعر المسلمين حول العالم».

 

إردوغان: أجرينا وسنجري اختبارات على «إس 400» ولا نحتاج إلى إذن واشنطن/تعليق الخدمات في القنصلية الأميركية بعد تهديدات بأعمال إرهابية وخطف

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

قلل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أهمية الموقف الأميركي من إجراء أنقرة تجارب على منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-400»، قائلاً إن تركيا لا تحتاج إلى أخذ الإذن من واشنطن. وفي الوقت ذاته، أعلنت السفارة الأميركية في أنقرة تعليق الخدمات القنصلية في أنقرة وإسطنبول وأضنة وإزمير مؤقتاً، محذرة من احتمال وقوع هجمات إرهابية وعمليات خطف محتملة ضد مواطنين أميركيين وأجانب في إسطنبول ومواقع أخرى محتملة في تركيا، وأنها تلقت «معلومات موثوقة» في هذا الصدد.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده أجرت الأسبوع الماضي أول اختبار للمنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية «إس-400»، مقللاً من أهمية الانتقادات الأميركية. وقال إردوغان، في تصريحات في إسطنبول أمس (الجمعة) تعليقاً على تقارير بشأن إجراء الجيش التركي أول اختبار للمنظومة في منطقة البحر الأسود شمال البلاد: «هذا صحيح. جرت الاختبارات وستتواصل... لن نطلب الإذن من الأميركيين». وأضاف إردوغان: «وجود سلاح روسي (إس-400) لدينا بالتحديد هو ما يزعج بعضهم، لكننا مصممون على موقفنا... اليونان لديها منظومة (إس-300) الروسية، وتستخدمها بالفعل، فهل سألت أميركا الجانب اليوناني عن ذلك؟». وفي الشأن ذاته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الاختبارات العسكرية التركية على منظومة «إس-400» هي جزء من الاتفاق مع موسكو الذي يتضمن برنامج شراء واختبار تقني. وأجرت تركيا، الجمعة قبل الماضي، اختباراً لمنظومة الصواريخ الروسية، وأصدرت إخطار تقييد المجال الجوي والبحري قبالة ساحلها على البحر الأسود في ولاية سينوب للسماح بإجراء اختبارات إطلاق للمنظومة بعد أسبوع من نقلها إلى المنطقة. وحذرت واشنطن أنقرة من «عواقب وخيمة محتملة» لعلاقاتهما الأمنية إذا تم تفعيل المنظومة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة عبرت لمستويات رفيعة في الحكومة التركية عن عدم قبولها حيازة أنقرة أنظمة أسلحة روسية مثل «إس-400». وقال أكار، في تصريحات الخميس، إن منظومة «إس-400» ستستخدم بشكل مستقل في نظام الدفاع التركي، كما تستخدم الأسلحة الروسية الأخرى من طراز «إس-300» الموجودة لدى اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، قد حذر، خلال زيارة لتركيا مطلع الشهر، أنقرة من تفعيل المنظومة الروسية، معرباً عن قلق الحلف تجاهها، وكذلك من عقوبات أميركية محتمَلة ستتعرض لها تركيا حال تفعيل المنظومة. وقال ستولتنبرغ، الأربعاء، قبل بدء اجتماع وزراء دفاع «الناتو» عبر الفيديو كونفرانس، إن أنظمة «إس-400» التي حصلت عليها تركيا من روسيا لا يمكن دمجها في نظام دفاع جوي واحد للحلف. ويدعم الحلف الجهود المبذولة لإيجاد تركيا خيارات بديلة عن الأنظمة الروسية. وأضاف ستولتنبرغ: «أؤيد الجهود المبذولة لإيجاد خيارات بديلة». وأوضح أنه يحافظ على اتصالات بين تركيا والولايات المتحدة بشأن نشر أنظمة «باتريوت» الأميركية، مشيراً إلى أن «أنقرة تعمل مع أعضاء الناتو الأوروبيين لنشر نظام دفاع جوي فرنسي إيطالي». وفي غضون ذلك، حذرت البعثة الدبلوماسية الأميركية في تركيا من أنها «تلقت تقارير موثوقة عن هجمات إرهابية وعمليات خطف محتملة ضد مواطنين أميركيين وأجانب في إسطنبول، بما في ذلك ضد القنصلية العامة في إسطنبول، ومواقع أخرى محتملة في تركيا». وبحسب إشعار أمني صدر عن السفارة الأميركية في إسطنبول، أمس (الجمعة): «سيتم تعليق جميع خدمات التأشيرات وخدمات المواطنين الأميركيين في مرافق البعثة الأميركية في تركيا، بما في ذلك السفارة في أنقرة وقنصليتا إسطنبول وأضنة والوكالة القنصلية الأميركية في إزمير، مؤقتاً». وحثت السفارة الأميركية مواطنيها على «توخي الحذر الشديد في الأماكن التي قد يتجمع فيها الأميركيون أو الأجانب، بما في ذلك مباني المكاتب الكبيرة أو مراكز التسوق، وتجنب الحشود، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية للحصول على التحديثات».

 

هل أعطى ترمب «ضوءاً أخضر» لعمل عسكري مصري ضد السد؟ (تحليل إخباري)..تصريحاته الأخيرة منحت القاهرة موقفاً قوياً أمام العالم

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

أضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خياراً عسكرياً لطالما حرصت مصر «رسمياً» على استبعاده، وتجنب ذكره في نزاعها مع إثيوبيا بشأن «سد النهضة»، الذي تنظر إليه باعتباره «تهديداً وجودياً». وعبر ترمب، في تصريحات بدت صادمة لإثيوبيا، عن تفهمه للغضب المصري، إزاء «التعنت الإثيوبي» في الوصول لاتفاق بشأن السد، قائلاً مساء أول من أمس: «سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئاً». وفيما وصف مراقبون حديث ترمب باعتباره «ضوءاً أخضر» لعمل عسكري مصري ضد السد، قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، لـ«الشرق الأوسط»، إن تصريحات الرئيس الأميركي «لا تترجم نوايا مصر... وغير مسؤولة عنها»، مشدداً على أن «بلاده مستمرة في مساعيها للوصول إلى اتفاق عادل وملزم، عبر كافة الطرق السلمية، وهي متعددة، وهي ترفض استخدام القوة ضد أشقائها الأفارقة». وأخفقت مفاوضات متقطعة، جرت على مدى نحو عقد، في التوصل لاتفاق لتنظيم كيفية ملء إثيوبيا لخزان السد، وتشغيله دون المساس بحصص المياه الشحيحة لدولتي المصب. وأسفر الجمود الراهن في المفاوضات عن «خيارات أخرى» في مواجهة «إجراءات أحادية» إثيوبية. وأثارت إثيوبيا احتجاجاً مصرياً - سودانياً، في يوليو (تموز) الماضي، بإعلانها الانتهاء من المرحلة الأولى من تعبئة خزان السد، فيما تشرع حالياً في استكمال أعمال البناء، التي بدأت عام 2001، ووصلت لأكثر من 73 في المائة، تمهيداً لتعبئة ثانية خلال العام المقبل. واعتبر وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، تصريحات ترمب، بمثابة «ضوء أخضر لمصر لضرب سد النهضة». وقال علام عبر صفحته على «فيسبوك»، إن موقف ترمب «شهادة أميركية توضح موقف القيادة المصرية من السد، وعدم قبولها للمطالب الإثيوبية واستعدادها للتدخل العسكري للحفاظ على أمننا المائي». وفي كل الأحوال جاءت تصريحات ترمب بمثابة «تحذير قوي» و«رسالة عنيفة» إلى إثيوبيا أكثر من كونها إعلاناً عن عمل عسكري مصري، وفق الخبير بمركز «الأهرام» الدكتور هاني رسلان، الذي أشار إلى أن «حديث ترمب كان في سياق ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي»، رغم أنه «أعطى تلميحاً بأن الإدارة الأميركية لن تمانع عملاً عسكرياً، أو أنها لا تستبعد وقوعه حال استمرار الموقف الإثيوبي الرافض لأي اتفاق». ويرعى الاتحاد الأفريقي، منذ يوليو (تموز) الماضي، مساراً جديداً للمفاوضات، لكنه عُلق نهاية أغسطس (آب) الماضي، بعد خلافات فنية وقانونية، حيث تطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم يشمل النص على قواعد أمان السد، وملئه في أوقات الجفاف، ونظام التشغيل، وآلية فض النزاعات. وأبدى رسلان استياءه من تأخر ذلك الموقف الأميركي، رغم قوته، مشيراً إلى أنه «لو أظهرت إدارة ترمب هذا الموقف القوى منذ عدة أشهر، لكان الموقف قد تغير إلى حد كبير، وربما كان قد تم الوصول إلى اتفاق»، رابطاً تصريحات ترمب بالانتخابات الأميركية، «الأمر الذي يقلل من قدرتها على إحداث تغيير فعلي على الأرض».

ورغم الرفض المصري للحل العسكري، تظهر على فترات متقطعة، أحاديث إعلامية عن عمل عسكري ضد إثيوبيا. وفي يونيو (حزيران) الماضي نفت دولة جنوب السودان أنباء تفيد بأنها وافقت على طلب مصري لإقامة قاعدة عسكرية في مدينة باجاك، قرب حدودها مع إثيوبيا، تبعها طلب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لوسائل الإعلام في بلاده، بعدم الحديث عن عمل عسكري ضد إثيوبيا، مؤكداً أمس أن مصر تخوض «معركة تفاوضية ستطول». ومنحت تصريحات ترمب الأخيرة مصر موقفاً قوياً أمام العالم الذي بات يدرك أنها «قضية وجودية لمصر لأنها ترتبط بأسباب حياتها، حيث النهر على مدى العصور هو شريان الحياة»، كما يشير الدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي نوه إلى «حل موجود بالفعل تم التفاوض عليه لمدة سنوات، وجاء برعاية ترمب نفسه (اتفاق واشنطن فبراير/ شباط 2020). لكن إثيوبيا رفضت القبول وتبعها السودان في موقف غير مفهوم». وقال عبد الرحمن، إن مصر «لم تقل في يوم من الأيام أنها سوف تدمر السد الإثيوبي، لكن ارتضت مبدأ لا ضرر ولا ضرار... وألا يمثل السد خطراً وجودياً».

 

نزاع «سد النهضة» يتصاعد بعد تحذير ترمب من «تفجير» مصري

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

دفعت تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب من «وضع خطر جداً»، سببه «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على نهر «النيل الأزرق»، إلى تصاعد النزاع الدائر مع مصر منذ نحو عقد. وردت أديس أبابا أمس على تلويح ترمب بأن مصر قد تعمد إلى «تفجير» السد، برفضها «الرضوخ لأي نوع من الاعتداءات»، واستدعت السفير الأميركي في أديس أبابا لطلب «إيضاحات» حول تصريحات ترمب، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى «التهدئة». وبدأت إثيوبيا تشييد السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل عام 2011، بهدف «توليد الكهرباء». غير أن مصر تخشى من تأثيره على حصتها من المياه، التي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنوياً، تأتي أغلبها من النيل الأزرق. وكان ترمب يتحدّث مساء أول من أمس من البيت الأبيض، بعد إعلانه اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة السودان، التي تخشى أيضاً من استنزاف مواردها المائيّة بسبب السدّ، ووعد السودان بالعمل على «حل ودي». وقال ترمب خلال اتّصال هاتفي مع الزعيمين السوداني والإسرائيلي أجراهُ أمام صحافيين «إنّه وضع خطير جدّاً، لأنّ مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة». مضيفا «سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئا». ولام الرئيس الأميركي على مصر تجاهل تشييد إثيوبيا للسد منذ البداية، لكنه عزا ذلك إلى الاضطرابات التي شهدتها مصر عام 2011. وقال ترمب: «كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقتٍ طويل من بدايته». وتعول مصر على ضغوط أميركية، ترغم إثيوبيا على قبول اتفاق مُلزم، يحدد قواعد ملء وتشغيل السد، ويقلل الأضرار المتوقعة على مصر والسودان. وأعلنت الولايات المتّحدة أوائل سبتمبر (أيلول) تعليق جزء من مساعدتها الماليّة لإثيوبيا، بعد قرار أديس أبابا الأحادي ملء خزان السدّ في يوليو (تموز) الماضي، رغم «عدم إحراز تقدّم» في المفاوضات مع مصر والسودان. وتأتي الانتقادات الأميركية لإثيوبيا بعد فشل وساطة أميركية بدأت نهاية العام الماضي، وانتهت في فبراير (شباط) الماضي، برفض إثيوبيا توقيع اتفاق برعاية وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي. وأضاف ترمب موضحا: «لقد وجدتُ لهم اتفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأ كبيراً». متابعا «لن يروا هذه الأموال أبداً، ما لم يلتزموا هذا الاتفاق». وحث ترمب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على إقناع إثيوبيا بالموافقة على الاتفاق لحل نزاع المياه. وأضاف: «أقول لمصر الشيء نفسه». من جهته، أشاد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، خلال الاتّصال الهاتفي، بجهود الدبلوماسيّة الأميركيّة، قائلاً إنّه يسعى إلى إيجاد «حلّ ودّي قريباً» مع إثيوبيا ومصر في هذا الشأن.

وتقول إثيوبيا إنّ المشروع، البالغة كلفته 4 مليارات دولار، ضروري لازدهارها. وأظهرت إثيوبيا أمس، غضباً واضحاً من تصريحات ترمب، حيث استدعت الخارجية الإثيوبية السفير الأميركي في أديس أبابا، مايكل راينور، وطلبت منه «إيضاحات عن تفجير سد النهضة».

وقال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو إن «التحريض على الحرب بين إثيوبيا ومصر من قبل رئيس أميركي في منصبه لا يعكس الشراكة طويلة الأمد، والتحالف الاستراتيجي بين إثيوبيا والولايات المتحدة، ولا هو مقبول في القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول»، وفق ما جاء في بيان. كما شدد الوزير الإثيوبي على أن بلاده «لن تتوقف، وستواصل بناء مشاريعها الكبيرة». واستبقت إثيوبيا الاستدعاء ببيان لمكتب رئيس الوزراء، آبي أحمد، دافع فيه عن «سد النهضة»، قائلاً إن «إثيوبيا تعمل على حل المشكلات القائمة منذ فترة طويلة بشأن المشروع مع السودان ومصر». ودون الإشارة صراحة لتصريحات الرئيس الأميركي، قال البيان إن إثيوبيا «لن تخضع لأي اعتداء من أي نوع كان». ولفت إلى تصريحات بـ«تهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة»، واعتبرها «انتهاكات واضحة للقانون الدولي».

وانتهت عملية بناء السد الإثيوبي بنسبة 73 في المائة. وقبل نحو أسبوع أقر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن بلاده تواجه تحديات مالية وفنية في بناء سد النهضة، غير أنه تعهد بـ«التغلب عليها». وأعلن مكتب تنسيق المشاركة العامة لبناء سد النهضة (هيئة حكومية)، الجمعة الماضي، عن حاجة البلاد لنحو 40 مليار بر إثيوبي (مليار و77 مليون دولار) لاستكمال الأعمال المتبقية من بناء سد النهضة. ودخل الاتحاد الأوروبي على خط النزاع، أمس، حيث دعا المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان مصر والسودان وإثيوبيا إلى «بلوغ اتفاق بشأن ملء السد»، مؤكدا أن «الآن هو وقت للتصرف وليس لزيادة التوترات». وأعرب المفوض عن الدعم الأوروبي الكامل لجهود جمهورية جنوب أفريقيا، التي تترأس حاليا الاتحاد الأفريقي، لدفع الأطراف إلى حل تفاوضي، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى استئناف المحادثات في أسرع وقت. وفشل الاتحاد الأفريقي، الذي يرعى جولة جديدة من المفاوضات، منذ مطلع يوليو الماضي، في الوصول إلى حلول توافقية، الأمر الذي ترتب عليه تجميد عقد جلسات جديدة حتى الآن. والتزم الاتحاد الأفريقي الصمت إزاء تلك التطورات، حتى كتابة التقرير.

 

حكومة إسرائيل تقر اتفاقية السلام مع البحرين

وكالات /25 تشرين الأول/2020

أقرت الحكومة الإسرائيلية اتفاقية السلام التي أبرمت مع مملكة البحرين، في انتظار إقرارها من قبل البرلمان الإسرائيلي “الكنيست”. ووقعت إسرائيل رسمياً في 15 أيلول الماضي في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاقي سلام مع الإمارات والبحرين، ما جعل هاتين الدولتين الخليجيتين أول طرف عربي يقدم على هذه الخطوة بعد الأردن في 1994 ومصر في 1979. وأكدت كل من واشنطن والمنامة وتل أبيب في بيان مشترك، أن إرساء علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل بعدما وقع البلدان معاهدة سلام، في سبتمبر الماضي، يساهم في تحقيق مستقبل أكثر أمنا وازدهارا.

 

أورتاغوس: جهود إخراج السودان من «قائمة الإرهاب» استمرت عاماً ونصف العام ودعت الكونغرس لتنفيذ قرار ترمب عاجلاً

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

أكدت مورغان أورتاغوس المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، يأتي نتيجة جهود متواصلة وعمل دؤوب بين حكومة السودان والإدارة الأميركية طيلة عام ونصف العام، إذ كان الهدف منذ البداية هو مساعدة الخرطوم في طريقها الديموقراطية الجديدة، بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وطالبت المسؤولة الأميركية، الكونغرس، بتمرير القرار الذي أبرمه الرئيس ترمب، على وجه السرعة. وقالت أورتاغوس، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن الاتفاقية التي ستتم بين السودان وإسرائيل، التي اتفق الطرفان على إبرامها بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية، ستفتح مجالات عديدة أمام السودان بعد عزلة دامت 27 عاماً، إذ سيكون هناك مجال للتعاون التجاري والدبلوماسي والاقتصادي بين إسرائيل والسودان، مشيرة إلى أن الوفود بين البلدين سوف تبدأ بين الطرفين، وزيارة بعضهم البعض، وذلك للعمل مع بعض، معتبرة أن هذه الأمور سوف تساعد الشعب السوداني. وأضافت: «شهدنا لحظات تاريخية في البيت الأبيض بالاتصال (الرباعي) الذي تم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك، ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وكذلك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو». وقالت إن العديد من الزيارات ستتم لاحقاً، بين السودان وإسرائيل، بهدف توقيع اتفاقيات للتبادل التجاري والعمل المشترك، وهذا ليس لمساعدة السودان في مساره الديموقراطي فقط، بل أيضاً من أجل حصوله على اقتصاد مزدهر في المنطقة بشكل أوسع. وأوضحت المتحدثة مورغان، أن «الولايات المتحدة لديها علاقات ومساعدات مع السودان، من خلال منظمة (USAAID) التي عملت بشكل مقرب في السودان، وهذا الأمر ليس بجديد»، مؤكدة أن وزارة الخارجية وكل الدول المحيطة بالسودان في المنطقة مثل الإمارات وإسرائيل وغيرها، ستعمل على مساعدة السودان للمضي في طريق الديموقراطية والانتخابات. وأضافت: «نحن في وزارة الخارجية لدينا اهتمام بالغ ليصل السودان إلى مبتغاه».

وأشارت إلى أن العاملين على الشأن السوداني في الكونغرس الأميركي، لديهم رؤية إيجابية ويتطلعون لأن يحقق السودان النجاح المطلوب في ديموقراطيته... ويجري العمل معاً من أجل تطبيق قرار الرئيس ترمب في الكونغرس، مضيفة: «نحن نعمل بشكل كبير وقريب مع الكونغرس، فهذا البلد (السودان) ظل لمدة تزيد عن 20 عاماً يقبع تحت نظام ينتهج الإرهاب، ونريده أن يخرج من هذه الطريق التي كان يسير فيها تحت نظام البشير، والآن اتجه إلى طريق السلام والديموقراطية. الرئيس ترمب أبلغ الكونغرس رسمياً بأنه يرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والكونغرس الآن لديه القرار القانوني بتمرير هذا القرار، ونحن من جانبنا ندعوهم إلى العمل بشكل عاجل لتمرير ذلك من أجل الشعب السوداني». واعتبرت مورغان أورتاغوس، أن الرئيس ترمب اتخذ هذا القرار، لأن القادة السودانيين لديهم الرغبة بالمضي في هذه الطريق الصحيحة، والخروج من قائمة رعاة الإرهاب. وأضافت: «رأينا الشعب السوداني متظاهراً ضد النظام السابق الدكتاتوري، نظام البشير، ورأيناهم يتجهون إلى ديمقراطية جديدة، وستكون هناك انتخابات قادمة. وأود القول بأننا عملنا مع السودانيين مدة عام ونصف العام لإنجاز هذا الهدف، وكما قال مستشار الرئيس ترمب، جاريد كوشنر، بأن السودان بعد حرب 1967 كان لديها مؤتمر في الخرطوم معروف باسم مؤتمر (اللاءات الثلاث)، والآن مع البحرين والإمارات والسودان نرى اللاءات الثلاث تتحول إلى (نعم)، هي لحظات تاريخية من أجل الشرق الأوسط وأفريقيا، وكما قال الرئيس ترمب لدينا سلام بلا دم في الرمال».

 

دعم دولي للسودان بعد قرار التطبيع مع إسرائيل «تحضيراً للسلام»/انقسام في الخرطوم... حزبا «الأمة» و«البعث» يبتدران الرفض... وترقب في الشارع

الخرطوم: محمد أمين ياسين - نيويورك: علي بردى - لندن: «الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

رحبت عدة دول في العالم باتفاق تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، الذي أعلنته واشنطن أول من أمس، مطالبة بدعم مؤسساته الجديدة وحكومته «تحضيراً لإتمام عملية السلام»، وسط غضب فلسطيني وإيراني. وأكدت الخرطوم بدء خطوات تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية في اتفاق وصفته بـ«التاريخي»، ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يمثّل «تحولاً استثنائياً». كما رحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاتفاق، مؤكداً أن البلدين أرسيا «السلام» بينهما. وساد الشارع السوداني حالة من الهدوء والصمت، بعد إعلان الحكومة الانتقالية في البلاد رسمياً موافقتها على بدء عملية التطبيع مع إسرائيل، التي تزامنت مع قرار الإدارة الأميركية شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وسط ترقب لصدور مواقف جديدة من بعض الأحزاب في التحالف الحاكم، التي ترفض بشدة التطبيع مع إسرائيل. وأكد وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، في أول تعليق رسمي من الحكومة، أن بلاده وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد المصادقة عليه من قبل البرلمان الانتقالي الذي سيشكل من الأحزاب المكونة للحاضنة السياسية للحكومة. وفي أول رد فعل رافض للخطوة، أعلن رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، انسحابه من المشاركة في مؤتمر دولي يعقد بالخرطوم، يناقش قضايا التجديد بين العصر والأصل في الإسلام، لتجاوزها صلاحيات الفترة الانتقالية في البلاد. وقال المهدي في بيان، إن انسحابه تعبير عن رفضه البيان الذي شارك فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وممثلون للأجهزة الانتقالية في البلاد. وأضاف أن موافقة الحكومة على التطبيع، تناقض القانون الوطني السوداني والالتزام القومي العربي، كما تسهم في القضاء على مشروع السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتمهد لإشعال حرب جديدة. وأعلن حزب البعث السوداني سحب دعمه للحكومة الانتقالية، داعياً القوى السياسية الرافضة للتطبيع إلى الاصطفاف في جبهة عريضة لمقاومة القرار. وقال في بيان، إن الوثيقة الدستورية لا تخول لمجلسي السيادة والوزراء، اتخاذ القرارات المصيرية فيما يتعلق بإقامة علاقات مع إسرائيل، باعتبارها من اختصاصات البرلمان المنتخب. وتنقسم الأحزاب المكونة لتحالف قوى التغيير، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية، بين رافضة للتطبيع ومؤيدة له، ومن أبرز الأحزاب الرافضة؛ حزب الأمة، والأحزاب المحسوبة على اليسار القومي العربي، وأحزاب البعث والناصريين والحزب الشيوعي، بينما تؤيد أحزاب المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي وتكتل القوى المدنية، التطبيع.

ويقول القيادي بحزب البعث العربي، عادل خلف الله، إن قرار التطبيع لا يستمد أي مشروعية مؤسسية، ولا يعبر عن الحكومة الانتقالية ولا عن موقف الشعب السوداني، لأنه اتخذ من رئيس مجلسي السيادة والوزراء، دون الرجوع إلى المؤسستين. وأضاف أن حزبه سيعمل على تعبئة الشعب السوداني لمقاومة ما وصفه بالقرار الخطير، ويطالب بتجميده وعدم الاعتراف بكل ما يترتب على الاتفاق من تشكيل لجان بين البلدين، بما فيها المعلومات عن التعاون الاستخباراتي. وأشار إلى أن مجلسي السيادة والوزراء، لا يمتلكان السلطة التي تخول لهم اتخاذ مثل هذا القرار، ويتحملان المسؤولية كاملة. وأوضح خلف الله أن تحالف قوى الحرية والتغيير، سبق أن اتفق مع رئيس الوزراء، على أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ليس من اختصاصات الحكومة الانتقالية، وإنما تبت فيه حكومة منتخبة من الشعب السوداني، وهو ما أبلغ به وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عند زيارته البلاد. ومن جهة ثانية، بارك حزب الأمة بزعامة مبارك الفاضل المهدي، حذف السودان من لائحة الإرهاب، وتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وإسرائيل، واعتبره يفك عزلة البلاد الخارجية ويعيدها عضواً فاعلاً في الأسرة الدولية.

وأشار الحزب في بيان، إلى أن قرار التطبيع يأتي متسقاً مع مطالب الثورة التي نادت بفك عزلة السودان الخارجية. بدوره، أمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يؤدي الاتفاق لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل إلى «توفير فرص جديدة» لتعزيز السلام والازدهار الاقتصادي في منطقتي القرن الأفريقي والشرق الأوسط. وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان، بأن الأمين العام «أخذ علماً» بإعلان حكومات الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان في شأن اتفاق لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. وأمل في أن يؤدي الاتفاق إلى «توطيد التعاون، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية»، بالإضافة إلى «توفير فرص جديدة لتعزيز السلام والازدهار الاقتصادي في منطقتي القرن الأفريقي والشرق الأوسط». وأكد أن الأمم المتحدة «تظل ملتزمة بشكل كامل بدعم جهود جمهورية السودان لتحقيق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار والازدهار لجميع شعوب السودان والمنطقة بأسرها».

ورحبت وزارة الخارجية الألمانية بالإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، فيما اعتبرته «خطوة أخرى مهمة نحو مزيد من الاستقرار والعلاقات السلمية بين إسرائيل والدول العربية المجاورة». وشكرت الولايات المتحدة على دورها «الحاسم» كوسيط في هذه الاتفاقية.

وهنأت بريطانيا الشعب السوداني، وقال سفيرها في الخرطوم، صديق عرفان، في تغريدة على «تويتر»، إنه في ظل غياب المؤسسات المنتخبة والشرعية بالكامل في السودان، يبدو أن أفضل طريقة للإدارة الانتقالية هي العمل على دعم بناء ثقافة ديمقراطية حول مثل هذا القرار الاستراتيجي. وقال إن قرار السودان بجعل التطبيع مع إسرائيل خاضعاً للمصادقة البرلمانية يبدو خطوة ذكية من الإدارة الحالية، لكسب الوقت حتى يتم تشكيل البرلمان. وفي مصر، كتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»: «أرحب بالجهود المشتركة للولايات المتحدة الأميركية والسودان وإسرائيل حول تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، وأثمن كل الجهود الهادفة لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين». ورحبت وزارة خارجية الإمارات بالتوصل إلى «هذا الاتفاق التاريخي... معربة عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون الإقليمي والدولي». وأضافت في بيان: «إن قرار السودان في مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل يعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة»، مؤكدة أن «هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والدبلوماسي». كما رحبت البحرين بالاتفاق الذي وصفته بأنه «خطوة تاريخية إضافية على طريق تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط».

وقالت إن «من شأنه أن يعزز جهود السودان الشقيق لتحقيق تطلعات شعبه للأمن والنماء والازدهار». من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، إن اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات «زائف»، واتهمت الخرطوم بدفع فدية مقابل موافقة واشنطن على رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقالت الوزارة على «تويتر»: «ادفعوا فدية كافية وغضوا الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، ثم سيُرفع اسمكم مما تسمى القائمة السوداء للإرهاب». وأضافت: «بالطبع هذه القائمة زائفة كزيف الحرب الأميركية على الإرهاب. هذا خزي».

 

رئيس وزراء باكستان يطالب «فيسبوك» بحظر أي محتوى ينطوي على رُهاب الإسلام

إسلام آباد/ الشرق الأوسط»/25 تشرين الأول/2020

قالت الحكومة الباكستانية، اليوم الأحد، إن رئيس الوزراء عمران خان كتب رسالة إلى مارك زوكربرج الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» يطلب فيها حظر أي محتوى ينطوي على التخويف من الإسلام على موقع التواصل الاجتماعي. وقال خان في الرسالة التي نشرتها أيضاً الحكومة على «تويتر» إن «تزايد رُهاب الإسلام» يشجع التطرف والعنف «في أنحاء العالم» وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وكتب خان «أطلب منك فرض حظر مماثل على رُهاب الإسلام وكراهيته على فيسبوك مثلما فرضته من أجل المحرقة».

 

مقتل 15 في تدافع طالبي تأشيرات عند القنصلية الباكستانية بأفغانستان

كابل: «الشرق الأوسط أونلاين»25 تشرين الأول/2020

قال مسؤولان في مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان إن ما لا يقل عن 15 شخصاً لقوا حتفهم في تدافع بين آلاف الأفغان الذين تجمعوا أمس (الثلاثاء)، خارج القنصلية الباكستانية بعد تزاحم بين طالبي التأشيرات. وقال مسؤولان إقليميان لـ«رويترز» بعد يوم من الحادث المأساوي، إن ما يقدر بثلاثة آلاف أفغاني كانوا قد احتشدوا في المنطقة المفتوحة خارج القنصلية انتظاراً لتسلم بطاقات لازمة لطلب التأشيرة. وقال سهراب قادري، عضو المجلس الإقليمي، إن 11 من بين الضحايا كنّ نساءً، وإن هناك عدداً من كبار السن بين أكثر من 12 مصاباً في الحادث. وذكر مسؤول في جلال آباد أن «طالبي التأشيرات تزاحموا للحصول على بطاقاتهم من مسؤولي القنصلية... وخرج الحشد عن السيطرة مما أدى إلى تدافع». ويسافر عشرات الآلاف من الأفغان كل عام إلى باكستان المجاورة من أجل العلاج والتعليم والعمل. ويشترك البلدان في حدود تمتد نحو 2600 كيلومتر. وتستضيف باكستان نحو ثلاثة ملايين لاجئ ومهاجر أفغاني فرّوا من العنف والاضطهاد الديني والفقر في بلدهم الذي مزّقته الحرب. ولم يتسنّ بعد الحصول على تعليق من مسؤولي السفارة الباكستانية في كابل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الثاني…الوصول إلى عين إبل/الحلقة الأولى

25 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91740/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-4/

تفحص شريف بندقيته التي كان أحضرها سامي معه، ووضع فيها الممشط المزدوج، ثم حملها وجلس بجانب سعيد الذي ترك بندقيته بجانبه وقاد السيارة بعد أن وضعا أمتعتهما في الصندوق. توجه سعيد شمالا صوب البياضة، فقد كان يريد المرور على مركز السرية للتاكد من حسن سير العمل قبل أن يذهب إلى رميش. فهو قائد الكتيبة المسؤولة عن حماية القطاع الغربي وكان ترك المنطقة منذ أكثر من خمسة عشر يوما وقد سمع وهو في بيروت عن بعض التحرشات التي جرت ضد مواقع الجيش الجنوبي، ففضل الاطلاع على الأمور عن قرب ليطمئن على عناصره...

كان مركز السرية في "شقيف الحردون" بين البياضة و"شمع". وعندما اجتازوا البياضة صعودا في ذلك الطريق، انفرج أمامهم سهل يبدأ من كعب "بيت عليان"، الذي يذكر ب"عليون" الاله الكنعاني، ثم يتسع حول صور ويتجاوزها إلى ما بعد القاسمية حيث مصب "الليطاني". وعلى يمينهم كانت تقف، بجلال، تلة "ارمز". و"هرمس" اله معروف عند اليونانيين باصله المشرقي وهو شفيع المسافرين بالبر والبحر حسب الميتولوجيا اليونانية، و"هرمس" أيضا هو "هرمس الحكيم الذي ملك على مصر". فهل هذه التلة المستديرة التي تقف فوق البحر بشكل مميز كانت تحمل هيكل "هرمس" شفيع البحارة؟ أم اسم "هرمس الحكيم"؟...

دخلت السيارة إلى المركز وقد تعرف الحارس على من فيها، ففتح الباب. نزل سعيد فورا إلى مكتب آمر السرية بينما توجه شريف إلى أحد مراكز المراقبة، وكان يشرف على ذلك السهل المزروع ببساتين الليمون، وتنتشر القرى الصغيرة فيه محازية كعب التلال التي بدأ يقل فيها الخضار وقد لفحتها شمس أيار ملونة بالأصفر والأغبر أطراف النباتات الصغيرة، فايام "البعل" شارفت على الانتهاء و"موت" هو الغانم، في ذلك الصراع الأبدي، حتى الخريف القادم وكيفما تقلبت الظروف.

كان "أحمد" واقفا في ذلك المركز، يحمل منظارا بيده، ويضع جانبا "الكلاشنكوف"، وقد ثبت "البراوننغ" على قاعدة متحركة باتجاه الشمال. كان يراقب أحد الرعاة في الجاني الآخر من الوادي وهو يقود قطيعه من "المجدل" باتجاه أعالي "المنصوري"، وعندما أحس بدخول شريف، استدار مبتسما وحياه بلهجته البدوية، فقد كان "أحمد" من سكان الضهيرة، وهم من البدو، وقد وقفوا بجانب أهل المنطقة منذ 1978، وخدموا في الجيش، وهم لهم اقارب في الطرف الآخر من الحدود، والقرية نفسها مقسومة إلى قسمين، وقد كانا على اتصال دائم مع بعض قبل أن يضع الاسرائيليون سياجا الكترونيا على الحدود. وفي اسرائيل يخدم البدو مثل الدروز في الجيش. ولكن أهالي يارين ومروحين المجاورتين، وهم أيضا من البدو، كانوا قد تعاملوا مع الفلسطينيين، ما دفعهم إلى النزوح في 1978 فسكنوا الساحل، وقد عادوا بعد 1982، وعمروا بيوتهم، ولم ينقطعوا عن العمل في الساحل بل أصبح لهم مصيف ومشتى، فلهم منازل في المنصوري وغيرها، كما لهم منازل في يارين ومروحين...

سأل شريف أحمد عن مكان انطلاق الصواريخ التي كان سمع عنها وهم في بيروت، فأشار إلى المفرق بين المنصوري والمجدل إلى الأسفل من مكان ذلك الراعي. فامكانية التسلل من الجهة المقابلة سهلة، كما يمكن استعمال السيارات لنقل الصواريخ، "لأن جماعة الأمم المتحدة لا يفتشون كما يجب وتقضي أوامرنا بعدم التعرض للمدنيين، ولا تمر طريق المجدل على عناصرنا". هذا ما فسره أحمد لشريف، وأردف "أن الحالة باعتقاده ستسوء، لأن حركة "أمل" تفقد سيطرتها شيئا فشيئا في المنطقة لصالح "حزب الله"، وإذا كان جماعة أمل ناهضوا فيما مضى الفلسطينيين وربطتنا بهم مصلحة مشتركة، فإن جماعة حزب الله هؤلاء ليسوا كذلك، فأوامرهم ليست منهم وقادتهم، كما نسمع، إيرانيون، ولا تهمهم مصالح سكان المنطقة"... قال أحمد هذا ثم سكت إذ لم يسمع من شريف أي تعليق، فقد كان شريف سرح بنظره إلى البعيد، حيث كانت تربض مدافع "فتح"، التي روعت سكان المنطقة، وشمال اسرائيل، فيما مضى، ما دفع بالاسرائيليين إلى الدخول في عملية اقتلعت أصول هذه المنظمات، فباتت قواعدهم في اليمن وتونس بدل صور وصيدا، فهل يعيد التاريخ نفسه؟... ومن الذي سيقتلع هذه المرة؟...

كانت هذه الفكرة تراوده عندما انظلق "زمور" السيارة، فقد أنهى سعيد عمله وخرج فادارها استعدادا للذهاب. ودع شريف أحمد بابتسامة وكلمة تشجيع ونزل إلى السيارة التي أكملت باتجاه "شمع"...

كانت قلعة شمع تربض فوق ذلك المرتفع بابراجها المتهدمة، وسورها الذي بقي كاملا تقريبا، حتى هذه الأيام، بالرغم من محاولة الأهالي استعمال بعض حجارته للبناء، ولكن روعة هندستها لا تزال ظاهرة، وهي تشرف على ساحل صور من الشمال، وعلى الوادي الجنوبي الذي يصل إلى الاسكندرونة. وعلى الطرف الشمالي للسور قبة صغيرة، يقول الأهالي، أنها قبر أحد الأولياء، وهو "النبي شمع" الذي أعطى اسمه للقرية، وقد يكون "شمعون" الوارد في التوراة، أو أنه "شمع-أون" المشابه ل "شمع-ايل" (اسماعيل)...

عند مفرق القلعة وقف ثلاثة شيوخ رفع أحدهم، الذي كان يعتمر قبعة صوفية، يده مسلما، فقد عرف شريف وسعيد. كان هذا مختار القرية، بشاربيه الأبيضين، وبسمته المعهودة، فهو من "السياد" الذين يرجعون بالنسب إلى "آل البيت"، وكان لهم عزهم واحترامهم فيما مضى، ويبقى لبعضهم حتى في هذه الأيام، الأتزان الذي يدعو إلى الاعجاب. وقد سكن أولاده صور، قبل الأحداث، طلبا للعلم، فلم يكن في شمع أو بقربها مدارس فوق الابتدائية، ولذا كان على الطلاب أن ينزلوا إلى صور اذا ما رغبوا في إكمال دراستهم. أما الأهل فكانوا يبقون في الضيعة يتعهدون الأرزاق، ويكافحون مع الطبيعة الفقيرة، في تلك الروابي، التي لم يكن "أون" يغنيها بينابيعه، بل اتكلت على "بعل" ليرويها بأمطاره، وعلى المحراث يجره "زهير" و"صبحى" ذهابا وايابا، ليبقي فيها شيئا من "خير السماء"، الذي يكفي الحاجة، ويستر، فيغني عن العمل "تحت أيدي الناس"...

لم يتوقف سعيد ليكلم الرجل الوقور خوفا من أن يلح عليهم بالعودة معه إلى البيت. فاللياقة لا يزال لها موضع عنده، ولو أن الأحداث جعلت الناس تنعزل في دوائر صغيرة لا تتسع أحيانا لأعضاء الأسرة الواحدة...

أكملت السيارة طريقها فواجهت "مجدل زون" وهي بالفعل تقع فوق تلة كأنها البرج، فمجدل تعني "البرج" و"زون" يذكرنا باسطورة "غلغامش"، والطائر "زو" الاله القوي الذي يقصف الرعد، وقد نسب عندنا إلى "أون" مرة أخرى، فاذا به "زو-أون" وقد يكون له صلة ب"اله الالهة" الأغريقي "زو- س". وتعمر التلة كلها ببيوت القرية المتساندة الواحد إلى الآخر، وقد نافسها مؤخرا، مركز الأمم المتحدة، بلونه الأبيض وعلمه الأزرق. وتتحكم "مجدل زون" بوادي "زبقين" الجنوبي والوادي الذي ينتهي عند "الحمرا". ومنطقة "زبقين" تتصل بأودية "الصالحاني" من جهة، و"جباب البطم" من جهة ثانية، وكلها أحراج مثالية لحروب ال "Guerilla" وأعمال التخريب. ولذا فقد كانت تكثر فيها الكمائن والدوريات من جهة، والتسلل وزرع الألغام من جهة ثانية...

اجتاز سعيد مثلث "طير حرفا" ثم دار باتجاه الجنوب عند مفرق "شيحين" ليدخل إلى "الجبين"...

كانت "الجبين" تذكر شريف بذلك الأديب؛ "مصطفى جحا" وقد كتب كتبا عدة ومقالات، في أكثر من جريدة ومجلة، وكان شيعيا نشأ في "الجبين" وتعلم في صور، وكأغلب "المثقفين" الشيعة، يومها، أصبح يساريا. ثم قبض الفلسطينيون عليه ونكلوا به، فنقم عليهم وعلى "الامام" الذي لم يطالب به ولم يسعفه مع أنه، كما يقول مصطفى، كان يدعي الدفاع عن المظلومين وكان شعاره "حقوق المحرومين" وفي النتيجة، وكانت الأحداث قد عصفت بلبنان، تمكن "مصطفى" من الهرب إلى "الشرقية"، حيث كتب عن تأثره ونقمته، فتحدث عن أولئك الذين "يولدون كالفئران"، أو كالأرانب، بدون حب، فكيف سيعرفون أن يحبوا الوطن، أو هل يمكنهم أن يعرفوا معنى الحب ولم يذوقوه في بيوتهم؟.."

كتب عن نفسه، وعن تجاربه، وعن الكثيرين. ثم بعد الثورة الإيرانية، "تجرأ" على "آية الله"، فكتب عن "الخميني" و"زردشت" . وكان نتاجه الأخير، في موجة التهجمات على الأديان، كرد فعل على استعمالها لاثارة النعرات وشحذ الغرائز، بأن تجرأ على "الدين الاسلامي" نفسه في كتابه "محنة العقل في الاسلام". وبالرغم من أنه حاول أن يكون منطقيا وعقلانيا في طرحه، إلا أنه خاض في موضوع لم يزل من "المحرمات". وعند قرأة شريف لذلك الكتاب، انزعج من قضيتين: الأولى أن التطرف الاسلامي الظاهر الآن لا يجابه بتهجمات تزيد جماعته تعنتا. والثانية ان كاتبا تجرأ أن يناقش "المقدسات" لن يكون بمأمن من الخطر والملاحقة، فقد لا يكون هذا الوقت المناسب لطرح هكذا موضوع، قد يساعد في تقارب أكبر، بين شعوب هذه المنطقة والعالم، على عتبة القرن الواحد والعشرين، قرن العلم وتوسع الآفاق. وما اقلق شريف، أن مفكر من هذه المنطقة، هو ثروة قد تتعرض للضياع في مثل هذه الظروف، وتحت شعارات لجماعات لن تقدر المنطق أو العقل، بل قد تتصرف بهمجية وتعصب...

ولكن "اليست كل الأحداث التي نعيشها هي فورة من الأحقاد التي لا ترتكز إلا على أوهام، تتعاظم هنا، وعلى تعلق بإرث يفرض الاستماتة في سبيله هناك؟.."

بعد الجبين وصلوا إلى المفترق حيث تلتقي طريق طير حرفا الجبين الطريق الرئيسي الذي يربط ساحل الناقورة بالداخل وتقع عليه قرية الناقورة التي كانت ازدهرت بوجود المركز الرئيسي لقوات الطوارئ الدولية فيها حيث فتح الأهالي مقاهي ومطاعم تخدم هؤلاء، ولم يعد سكان الناقورة صيادو سمك ومزارعون صغار وقد أصبح أغلبهم اليوم إما صاحب محل أو مطعم أو موظف في مركز الأمم المتحدة. وهذا الرفه قد لمس أيضا علما الشعب التي تقع فوق التلال المشرفة على الناقورة مباشرة، وقد جاهد سكانها المسيحيون منذ مئات السنين وكونوا خط الحدود للبنان، وقد عملوا في الأرض وقاتلوا للبقاء كاخوتهم، وكان الحصار الذي فرضه الجيش العربي والفلسطينيون عليهم سببا لحملهم السلاح ونضالهم في السنين الأخيرة، وقد دفعوا من دماء بنيهم فاتورة الانتماء للوطن وبقي اسم جورج القائد الذي استشهد في سبيلها مخلدا على مدخلها الغربي، وكان شريف كلما مر من أمام منزل "ام جورج" بتذكر لقاءه وبسمته الدائمة واندفاعه...

أكملت السيارة طريقها مجتازة "يارين" و"البستان". كان "صالح" يقف أمام دكانه، بفمه الباسم الخالي من الأسنان إلا إثنين تدليا في مقدم فكه الأعلى، وقد عرف السيارة فوقف في وسط الطريق، ولم يقبل أن يسمح لهم بمتابعة السير إلا بعد أن أعطى كل واحد علبة شراب "ساحنة". فلم تكن قد أصلحت اعمدت الكهرباء بعد في البستان، ولم يكن هناك كهرباء حتى في القرى التي فيها أعمدة، فالكهرباء تزور هذه البلاد لكي لا ينسى الناس أنها موجودة، ثم تغيب بمشوارها الطويل وكأنها تتنقل على "الدواب".

وعند وصولهم إلى "طلعة الكساير" واجههم ذلك البيت الذي شطرته الحدود إلى قسمين، فقد كانت الحدود بين اسرائيل ولبنان، تعتمد على خط القنن، الذي يفصل توجه الماء إلى الأودية شمال راس الناقورة وجنوبه، وهكذا فقد وقع هذا المنزل في وسط الحدود، فقسم إلى لبناني واسرائيلي، واضطر صاحبه إلى تركه... كان ذلك في "الأيام الخوالي"، حين لم يكن من مشكلة على الحدود. فاتفاقية الهدنة كانت تسير بشكل حسن، ولم يكن لأي من البلدين مصلحة في تعكير الأمن. "أما بعد أن نجح "الأشقاء العرب"، وعلى رأسهم "الشقيقة الكبرى"، بزجنا في "حرب تحرير"، "حررتنا" من كل ما كنا نملك من الرفاه والاستقرار، وخربت بيوتنا، حتى أصبحنا نستجدي الأمن في العاصمة وليس على الحدود، ونعجب إن غفلت الأحداث عن منطقة لم تشركها بالمصائب، وبات "للجميع الحق بالتكلم باسمنا ما عدانا نحن. فدول تقرر مصيرنا، وحكومات تفاوض عنا، ومنظمات وأحزاب تقاتلنا، لتنجح "الأمبراطوريات الجديدة" في تثبيت دعائم "ثورتها"، وتجري حروب، وخطف، وتسويات، ومجازر، باسمنا لا دخل لنا فيها". فلو ظلت مشكلتنا ذلك البيت المقسوم قبالة "الكساير" فوق "البستان" ما كان أوفرنا حظا. هذا ما جال بخاطر شريف وهو ينظر إلى ذلك المنزل على المرتفع عند الحدود...

كانت "مروحين" التي عادت اليها الحياة بعد 1982، تطل على البحر وقد احتمت من الشرق ب"قصر بلاط". و"بلاط" جبل مرتفع نسبيا عما حوله وعلى قمته قصر أو بقايا بناء أو هيكل، وأعمدة وعتبات تعود بهندستها إلى ما قبل الفترة الهلنستية حسب البعض، والأسم "بلاط" يذكر ب"بعلة" أي الالهة المؤنسة في العبادات الكنعانية القديمة، ف"عشتروت" مثلا تذكر بالكتابات المصرية باسم "بعلة جبيل"، والجدير بالذكر هنا أن "مقاما" قريبا من بلاط وعلى التلة المقابلة لا يزال يحمل، حسب البدو المحليين، اسم "ام الزينات"، فمن تكون "أم الزينات" هذه غير "عشتار" العروس الالهية" حسب التقاليد الكنعانية القديمة؟.. ويقال بأن كتابة يونانية قديمة كانت محفورة على صخرة أمام تلك الأعمدة، تقول: "ثروتي أمامي"، ولعل تلك "الثروة" هي ما يقع عليه النظر من ذلك المرتفع، فالأفق يتسع هناك ويمكن للناظر أن يرى ما بعد صور إلى الشمال، وحتى جبل الكرمل إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الجرمق ومارون، وينبسط البحر أمامه في الغرب حتى أعاليه...

تذكر شريف أولى رحلات السير الطويل الذي بدأه مع الرفاق قبل أن تكبر فرقة الكشاف التي انشاؤها وتصبح الرحلات على الأقدام من صلب نزهاتها ونشاطاتها، فقد كان مع ثلاثة من الرفاق في زيارة إلى "نزار" في "عيتا الشعب"، ونزار أيضا من سلالة "آل البيت". وقد كان رفيق الدراسة وكان لهم من العمر أربعة عشر عاما، وكانوا قد أتوا من عين إبل إلى عيتا سيرا على الأقدام وقرروا بعد الحديث مع نزار التوجه إلى قصر بلاط الذي كانوا يسمعون عنه كأحد الأماكن الأثرية في المنطقة، وبعد الوصول إلى بلاط وجدوا أن "الصالحاني" أصبح قريبا فلم لا يزورونه؟

كان الصالحاني هاجسهم منذ أن سمعوا عن أوديته وغاباته وينابيعه، وبخاصة "الشقيف" الذي يصلح للتسلق بالحبال. وهكذا كان فهم أكملوا مسيرتهم إلى الصالحاني يومها، وقد مروا بذلك المرج حيث كان مضرب البدو، وحيث قدمت لهم فيه تلك البدوية، يومها، اللبن عندما سألوها عن ماء للشرب. ثم أكملوا طريقهم إلى "بصيل" حيث ظهر أمامهم "الشقيف"، وكان كأنه حائط صخري يمتد على الجهة المقابلة مسافة كيلومترين تقريبا، وهو "يركب" الوادي العميق حيث تسير ساقية تنطلق من "التنور"، أول ينابيع ذلك الوادي، وتكسوا الأشجار جانبيه حتى كعب "الشقيف" من جهة، وما بعد "بصيل" من جهة ثانية، وتستمر غربا إلى أبعد من "زبقين". كان هذا المكان المثالي لهم للتمرن على المغامرة و"المخاطر"، فالمنطقة كلها تفتقر لغابة كهذه بكثافة اشجارها وتنوع مناظرها، وفي الشقيف مغاور عديدة منها ما كان يستعمله الرعيان لأيواء قطعانهم شتاءً، ومنها ما هو معلق لا يمكن الوصول إليه إلا من الجهة العليا ويجب استعمال الحبال لذلك. ثم نزل مع "منير" لاستكشاف الوادي، بينما بقي "رئيف " مع "غابي" الذي تعب من السير، ووصلوا إلى "عين التينة" حيث يوجد بركة تتجمع فيها مياه النبع، وهو غزير يجري إلى خارجها ويسير في ذلك الوادي باتجاه الغرب. وقد اصبح هذا المكان فيما بعد مركز رحلات وتمارين الفرقة الكشفية التي ربت أجيالا من الشبيبة، على حب المغامرة والتعاون والتحدي...

كان شريف سارحا بهذه الذكريات عندما ايقظه صوت سعيد:

- اف بعدو "مبرّك" لليوم؟

كان سعيد يتكلم عن "مرج راميا" وقد كان على يسارهم، وبدا كمستنقع ضحل لا يزال الماء يغطي جهته الشمالية. وكان يعتبر مهما بالنسبة لقرية مثل "راميا"، فهو يضم أكبر مساحة صالحة للزراعة في البلدة، وقد شكل دائما مشكلة لأولئك الفلاحين، فلم يكن بالأمكان استعماله قبل أن يجف، وفي سنة مثل هذه يبقى حتى ايار كي يتمكن الأهالي من فلاحته، وهكذا لا يصلح إلا للزراعات الصيفية.

كان هذا ما دار بخاطر شريف عندما نظر إلى المرج، ولم يعلق على ما قاله سعيد، ولكنه سرح مجددا بأفكاره. فهذا الشعب الذي لم يستطع على ممر الأيام أن يتفق على شق قناة بعرض متر وعمق لا يزيد عن المتر وبطول مئتي متر فقط، ليتخلص من مشكلة الماء تلك، كيف له أن يتبجح قادته بمجاراة الأمم المتقدمة، وقد أفرغ الهولنديون البحر ليكسبوا أرضا أغنى، وجفف الاسرائيليون ما كان يسمى "بحيرة الحولة" فاصبحت من أغنى الأراضي واستغلوا ترابها وماءها، أما نحن فلا نعرف إلا إطلاق الشعارات الرنانة، ونستطيع أن نجمع مئة شاب ندفع بهم كل يوم للموت ولزيادة الأحقاد، ولا نعرف أن نجمع عشرين عاملا ليحفروا قناة يستفيدون كلهم منها، ولا يزالون يعانون مشكلتها منذ وجودهم في هذه الأرض...

ثم مروا على "جبانة العرب" وهي مقابر كان البدو فيما مضى يدفنون موتاهم فيها، وقد طرد بعض زعماء الشيعة في الماضى البدو من المنطقة، فالشيخ ناصيف النصار كان طرد قسما في ايامه، وفي القرن الماضي طرد "حمد البيك" "العرب" الذين ينزلون قرب "رميش" ولم يبقَ إلا "عرب" منطقة مروحين حتى الضهيرة. ويرتبط هؤلاء البدو ب"عرب" اسرائيل حيث كانوا امتدادا ل"عرب العرامشة" و"الهيب" و"الحمدون" وكلهم من سكان اسرائيل اليوم بينما بقي الشيعة في لبنان ولم تفصل الحدود الا أربع قرى كان سكانها من الشيعة وهي "قدس" و"صالحة" و"المالكية" و"هونين"...

 

المبادرة الوطنية لاستعادة السيادة وتحرير لبنان من الوصاية/د. منى فياض/الحرة/25 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91722/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7/

 

لبنان: الكذب الذي يستحيل كشفه!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

أُسبغ على تكليف سعد الحريري تشكيل حكومة لبنانيّة جديدة، وخصوصاً على احتمالات تأليفه لها، ما لا حصر له من أوصاف ومن علامات تعجب واستفهام، بعضها في معرض إيجابي وبعضها في سياق سلبيّ. «هل ينجح في تحدّي الاستحالة؟»، «إنّها اجتراح المعجزة»، «العمل المصيريّ»، «الصعوبة الخارقة»... هذه بعض التعليقات والأسئلة على هامش الحدث. هذا فضلاً عن استخدام الحريري نفسه تعبير «تجرّع السمّ»، حين وافق في وقت سابق على تولّي شيعي وزارة الماليّة. الجميع يومها تذكّروا أنّ آية الله الخميني هو من استعمل، للمرّة الأولى، ذاك التعبير كي يعلن موافقته على إنهاء الحرب مع العراق، والتي كلّفت مليون قتيل. إذن تكليف أحدهم تشكيل حكومة، وخصوصاً تأليفه لها، حدثان أقرب إلى الهيولي والخارق منهما إلى السياسيّ. فالتوصّل إلى حكومة يلحّ عليها ترقيع الانهيار الاقتصادي والأزمات الخانقة الأخرى، أمر بات يتعدّى طاقة البشر!

نلاحظ في المقابل، وقبل أسابيع قليلة فقط، أنّ التفاوض على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل كان لحظة إجماع استثنائي بين الأطراف الطائفيّة - السياسيّة الفاعلة. البعض تحمّس له. البعض وافق بنصف حماس. البعض صمت راضياً. البعض الأخير سجّل عتبه ثمّ غضّ النظر. لقد بدا الأمر مما يستطيعه البشر ومما يستطيعون التوافق حوله. إنّه في غاية العاديّة والطبيعيّة. المقارنة بين التطوّرين هذين تنمّ عن حقيقة خطيرة في دلالاتها اللبنانيّة: كلّ القوى الطائفيّة الوازنة مستعدّة لتسوية خارجيّة ما، ولو مع إسرائيل التي يوصف الصراع معها والعداء لها بالمصيري والمقدّس. «حزب الله»، وهو دائماً شيخ الوصّافين، ليس استثناء من ذلك. لكنّ القوى نفسها غير مستعدّة إلاّ بشقّ النفس للتوصّل إلى تسوية داخليّة فيما بين «الأخوة»، تسوية تحدّ قليلاً، أو تؤجّل قليلاً، قضمها الاقتصادي والسياسي لما تبقّى من دولة ومن مجتمع، فضلاً عن سعي واحدتها لالتهام ما لا تستطيع أن تلتهمه الأخرى.

لقد كان بالغ الدلالة مثلاً أنّ القوى الدوليّة قادرة على إحراز النجاح في جعلنا نقبل بالتسوية الخارجيّة. أمّا فيما خصّ التسوية الداخليّة فهي لا تنجح. حتّى رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، وعبر زيارتين متتاليتين، قد لا يتمكّن من ذلك. نتذكّر، مع الاختلاف في التفاصيل والعناوين، أنّ التسويات السابقة استدعت لقاءً استثنائيّاً بين فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر (1959) ومؤتمري الرياض والقاهرة (1976) ومؤتمر الطائف (1989) ومؤتمر الدوحة (2008).

تقول هذه المقارنة شيئين: واحداً معروفاً ومكشوفاً، والآخر لا يزال، إلى هذا الحدّ أو ذاك، مُقنّعاً وعلى شيء من الاستتار. أمّا الشيء المعروف فيمكن أن نسمّيه السعر: ما السعر الذي تطلبه كلّ زعامة طائفيّة على حدة، والجماعة الحاكمة بسائر مكوّناتها. أولويّة التسعير هذه اكتسبت أوزاناً مضاعفة مع الوجهة التي انطلقت بعد اتفاق الطائف، وتصاعدت بعد جرائم 2005. لتستقرّ في أعلى الذروة مع انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهوريّة عام 2016. بطل هذه الوجهة اليوم قد يكون الوزير - الصهر جبران باسيل لكنّ البطولة لا تقتصر عليه.

أمّا الشيء المُقنّع نسبيّاً فهو أنّ الآيديولوجيا لا تعني للبنانيين، في آخر المطاف، الشيء الكثير. موضوع إسرائيل وفلسطين، بغضّ النظر عن القداسة التي تُضفى عليه، لا يخرج عن هذا التقدير. قيادات الطوائف تستخدم الآيديولوجيا على النحو الذرائعي الذي يلائمها، وجماهير الطوائف تندفع فيها حين يتراءى لها أنّها تصلح بنداً من بنود «برنامجها» الطائفي النافع، وأنّها تنسجم مع أفكار بيئتها التلقائيّة والموروثة. حين يتراءى غير ذلك يتمّ الطلاق من الآيديولوجيا.

استطراداً، حدود الأفكار والوعي ضيّقة دوماً: فليست الأفكار هي التي حملت أكثريّة ساحقة من المسيحيين ذات مرّة على مناهضة الناصريّة ثمّ الثورة الفلسطينيّة. والأفكار ليست ما حمل أكثريّة ساحقة من السنة ذات مرّة على مبايعة الناصريّة ثمّ المقاومة الفلسطينيّة. كذلك فالأفكار ليست ما حمل أكثريّة الشيعة على الالتفاف حول «حزب الله» ونظامي خامنئي والأسد. في هذا المعنى، لا يفعل «حزب الله» حين يتحدّث عن «إزالة إسرائيل» و«الصلاة في القدس» غير إضافة فصل جديد إلى قاموس الكلام اللبناني الملتوي. ولو قدّم الحزب نفسه للعالم كأداة سياسيّة وتنظيميّة لطائفة من الطوائف لأمكن للنقاش، رغم صعوباته، أن يستوي قليلاً. عندها نتحدّث جميعاً في السعر والتسعير، كما كان الحال ضمناً عند التوافق على ترسيم الحدود. هذا الازدواج الخانق والكاذب في الحياة اللبنانيّة هو بعض ما حاولت ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل عام، أن تتصدّى له وهو بعض ما فشلت فيه. فقد تبيّن، للمرّة الألف، أنّ تطويع الطوائف عمليّة لا تملك الثورة، وأي ثورة، قواها، وأنّ استمرار الكذب بالآيديولوجي والمقدّس حاجة لا يقوى عليها أحد: إنّ التسعير بحاجة إلى القداسة، والقداسة إنّما وُجدت لرفع الأسعار. وبفعل هذا الفشل، سنمضي طويلاً في العيش بموجب ازدواج خانق وكاذب... لكنّه أيضاً قامع ونهّاب. أمّا الحكومة فنتحدّث حين تتشكّل!

 

هل تراجع التأييد الأميركيّ لترامب؟... فارس : لبنان نحو فصلٍ جغرافيّ إذا فاز ترامب

باسكال الديب/تلفزيون المر/25 تشرين الأول/2020

يطرح المهتمّون بالإنتخابات الأميركيّة السؤال حول حظوظ الرئيس دونالد ترامب في العودة الى البيت الأبيض. يدفع هذا الأمر الى شرح مبسّط لواقع تصويت بعض فئات الشعب الأميركيّ في الإنتخابات الأميركيّة. في العام 2016، صوّت 28% من اللاتين للرئيس الحاليّ الذي حصد 8% من تأييد السود. وبالنسبة الى اليهود، لم تتعدَّ نسبة تصويتهم لترامب في ذلك الحين الـ15%، حيث تعتبر أغلبيّتهم من الديمقراطيين. أمّا اليوم، فما هي حظوظ ترامب بين معظم فئات الشعب الأميركيّ؟ يحظى ترامب بتأييد 90% من الحزب الجمهوريّ. لم تغيّر خسارة البعض من هذه الفئة لوظائفهم نتيجة الـ"كورونا" من تأييدهم لمرشح الحزب. من جهة ثانية، تزيد نسبة التأييد له عند البيض الذين لا يحملون شهادات علمية عالية بين 4 أو 5 مرات عن نسبة تأييدهم للمرشح جو بايدن. ويتوقّع بعض المحللين والمتابعين للانتخابات الرئاسيّة إرتفاع نسبة الإقتراع للرئيس الحاليّ عند اللاتين لتبلغ 31%. وبالرغم من سياسته المتعلقة بالهجرة، ما زال ترامب يحظى بتأييد اللاتين الموجودين بطريقة شرعيّة في أميركا. وعند السود، يتوقّع تأييد 13% منهم لترامب. وفي ما يتعلق باليهود، هناك إمكانية أن يحصل ترامب على 30% من نسبة أصواتهم. في وقت ينتقد الديمقراطيّون ترامب في إدارته للسياسات الداخليّة وأهمّها أزمة "كورونا"، يبدو أن إمكانيّة تسجيل تقدّم في التصويت لصالح ترامب هو سيّد الموقف. هذا بالرغم من تراجع التأييد له في أوساط الكاثوليك، البروتستانت، والإنجيليين من العرق الأبيض، إضافة الى عدم التأييد الواسع له من قبل النساء الأميركيّات. على مستوى آخر، إنّ إعتبار الكثيرين الرئيس الحالي الشخصيّة الأقل شعبيّة منذ عهد الرئيس كارتر لا يعتبر معياراً لتحديد نتائج الإنتخابات. فقد نجح الرئيس ترومن الذي كان أقلّ شعبيّة من ترامب في الوصول الى البيت الأبيض.يبقى السؤال حول فئات قليلة من الشعب الأميركي التي لم تظهر علناً اتجاه تصويتها حتى الآن، فهل يمكن أن يكون لهذه الأصوات تأثيرٌ في تحويل الدفّة الرئاسيّة؟

ريكاردو الشدياق/تلفزيون المر/25 تشرين الأول/2020

وليد فارس إسمٌ طبع مسار سياسات واشنطن في الشرق الأوسط منذ ما قبل وصول جورج بوش إلى البيت الأبيض، حتّى اليوم، ولعب أدواراً في صناعة أحداث وسياسات أميركيّة عدّة، آخرها وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، من موقعه كمستشار سابق للعلاقات الخارجيّة في واشنطن. قبل أسبوع على موعد الإنتخابات الأميركية، يشرح فارس أنّ "السياسة الخارجيّة لواشنطن لها مبادئ في الأمن القومي الأميركي، وتتبدّل مع الرؤساء والأكثريات في الكونغرس، إلاّ أنّ الظرف التاريخي شاء أن يكون الفارق بين أجندة الرئيس ترامب وأجندة المرشح الديمقراطي جو بايدن كبيراً جداً، فالأوّل سيستكمل مواجهة إيران وزيادة الضغوط عليها حتّى إجبارها على القيام بتراجع ما والقبول بشروطه، علماً أنّ ترامب عرض محادثات مع القيادة الإيرانيّة في حال أقدمت على هذا التراجع".

أمّا إذا نجح بايدن، فيجزم أنّ "فريق عمله للسياسة الخارجية هو فريق باراك أوباما نفسه، وبالتالي فإنّ واشنطن عندها سـ"تكوّع" في وجهتها في المنطقة، بدءاً بالعودة إلى الإتفاق النووي الإيراني". هل صحيح أنّ واشنطن تتعاطى مع ملف لبنان من زاوية المصلحة الإسرائيليّة بشكل أساسيّ؟

ينفي فارس هذا الأمر، موضحاً أنّ "أميركا تنظر إلى ملف لبنان وإسرائيل والدول العربية من زاوية المصلحة الأميركية، وذلك يرتبط بالأحزاب والشخصيات والمرحلة التاريخيّة، فترامب يدعم إسرائيل، لأنّ أكثريّة ناخبيه تُريد ذلك، لكنّه أوّل رئيس أميركي تكلّم في الرياض أمام العرب والمسلمين، في العام 2017، طارحاً فكرة التحالف الإسلامي العربي الإميركي لإنتاج السلام".

نسأله: ما هو حجم تأثير الـ"لوبي" اليهودي في الإنتخابات الأميركيّة؟

يلفت إلى أنّ "اليهود الأميركيين منقسمون بين مؤيّدي اليسار من جهة والمحافظين من جهة أخرى، فلا يوجد "لوبي" يهودي بهيكلية موحدة بل عبارة عن كتلة ضغط سياسي وهي تضمّ مسيحيين إنجيليين، بحوالي 70 مليون نسمة، وهذه الكتلة تؤيّد الأقليّات المسيحية وغير المسيحية في الشرق الاوسط وتدعم تحالفاً عربياً يعمل مع واشنطن، ورأينا نتيجة هذا الموضوع مع الإتفاقات الإبراهيمية والدول التي دخلت اتفاقاّ ثلاثياً أميركياً - إسرائيلياً - عربياً". ننتقل سريعاً معه إلى الملف اللبنانيّ، حيث يعود إلى الـ 2004 على اعتبار أنّه "في هذا العام صدر القرار 1559 عن مجلس الأمن، وهو شكّل آخر سياسة أميركيّة متقدّمة تجاه لبنان، مع الإشارة إلى أنّ هذا القرار يحمل فرقاً كبيراً عن اتفاق "الطائف"، مُفيداً بأنّ "جزءاً من الـ1559 تمّ تنفيذه في الـ2005 عندما أصدر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك إنذاراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالإنسحاب من لبنان بعد التظاهرة الشعبيّة الكبرى التي عمّت شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، وحصل ذلك نتيجة التقاء مصالح بين أميركا وفرنسا ووجود معارضة شعبيّة قويّة في لبنان".

أمّا في الـ2006، يقول فارس، فحصل تغيير في السياسة الأميركيّة وتمّ استضعاف جورج بوش فحاصر "حزب الله" سعد الحريري ووليد جنبلاط وشلّ قدراتهما في العام 2008 وتمّ الإخلال بالتوازن الإستراتيجي في لبنان وتغيّرت سياسة واشنطن مع باراك أوباما الذي وضع نصب عينيه عقد إتفاق مع إيران. لكنّ النقطة المفصليّة حصلت مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وأصبحت هناك إدارة حازمة في وجه إيران ومتشدّدة في تطبيق القرارات الدوليّة تجاه لبنان، فانسحبت من الإتفاق النووي، وبدأت معها الخطوات التصعيديّة ضد طهران، أهمّها العقوبات على "حزب الله" وكيانات إيرانيّة والداعمين لها".

كواليس واشنطن وثورة 17 تشرين

نصل هنا إلى لحظة 17 تشرين الأوّل 2019، حيث يكشف أنّ وزارة الخارجيّة الأميركيّة لعبت دوراً في بثّ الروح لدى الثورة لتأمين استمراريّتها، وذلك عبر البيانات والتغريدات والتصعيد السياسي والإعلامي الأميركي، كما أنّ هناك وجوهاً من الثورة تواصلت مع واشنطن عبر قنوات معيّنة، فكان الجواب بأن اقترحت عليهم بتوحيد القيادة وإجراء تغيير جذري في التحرّك على الأرض، إلاّ أنّ الشعارات لم تصل إلى حدّ مواجهة "حزب الله" بشكل مباشر والتقاط الفرصة الأميركيّة، علماً أنّ الشرعيّة الدوليّة داعمة لهم". تواصل "الثوّار" مع السفارة الأميركيّة بعد انفجار 4 آب، وفقاً لفارس، وخلُصت المجموعات الى أنّ أميركا لن تتحرّك بحزم إلاّ اذا تغير خطاب "الثوار" ليتجاوز الخطّ الأحمر عبر 4 خطوات: القول إنّ "حزب الله" هو المشكلة في لبنان، إعلان موقف مفاده أنّ القرار 1559 هو الأرضيّة للتحرّك، الإستعداد لتشكيل حكومة ظلّ قانونيّة، والتفاوض مُباشرةً مع واشنطن، كما كانت الحال مع فنزويلا.

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

الأمر يختلف تبعاً للرئيس المُنتخَب في 3 تشرين الثاني، يؤكّد لموقع mtv، فـ"إذا انتصر بايدن، ستتفاوض الإدارة الأميركيّة مع إيران وصولاً إلى إلغاء العقوبات عليها والإطاحة بمفاعيل خطوات إدارة ترامب، ما سينعكس عندها على طاولة المفاوضات حول الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل".

وفي حال فاز ترامب بولاية ثانية، فـ"سيبقى مسار الترسيم نفسه، وسيكون أمام الرجل الجمهوري 4 سنوات لتصعيد المواجهة مع إيران في المنطقة، ومقابل ذلك ستعود الثورة الشعبيّة في لبنان بقوّة وسيكون عليها تصويب البوصلة مُباشرةً في وجه "حزب الله"، مُشيراً إلى أنّه "في حال نفّذ السيّد حسن نصرالله 7 أيّار آخر، ستردّ واشنطن "بطريقة أخرى"، وإذا تصرّف عسكرياً فستردّ بالشكل المناسب".

هل دفعت واشنطن نحو تغيير النظام اللبناني؟

في كلام لافت مستجدّ، يتحدّث عن أنّ "واشنطن ستقف الى جانب مَن يُريد اصلاحات عميقة، خصوصاً إذا إراد اللبنانيون الذهاب نحو الفصل السابع"، كاشفاً عن اقتراح يخضع للدراسة الدقيقة بالنسبة للبنان، وهو قابل للتطبيق في حال فاز ترامب، ويقوم على تنفيذ الـ1559 على مرحلتين:

-الأولى تقضي بتحديد منطقة خالية من الميليشيات وبسط سلطة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية فيها، وفصلها عن المناطق الحاضنة لسلاح "حزب الله"، وهذه المنطقة تمتدّ من بيروت الإداريّة حتّى الحدود السوريّة الشماليّة، وهذه خطوة بمثابة فصل جغرافي جزئي بين الدولة اللبنانية و"حزب الله".

-المرحلة الثانية: مفاوضات تُشارك فيها روسيا ومجلس الأمن حول مستقبل السلاح في لبنان ومصير الدولة في ظلّ وجود "حزب الله" الذي تخلّى عنه الشعب اللبناني ويحضَر نفسه لمرحلة السلام مع إسرائيل. "ستسعى أميركا مع ترامب إلى ردّ لبنان إلى ما قبل العام 1975 أمنياً وإقتصادياً وسياسياً، وثمّ إدارة التفاوض بين اللبنانيين حول شكل النظام الجديد"، يقول فارس، مُطمئناً أنّ "المسيحيين لن يكونوا الضحيّة، وعلى القادة المسيحيين خلق "مجلس وطني مسيحي" والتوجّه إلى أميركا والقول للأميركيين والفرنسيين ماذا يُريدون، وعلى القواعد الشعبيّة المسيحية أن تضغط على زعمائها للتوجّه إلى الغرب والعرب، خصوصاً أنّه في حال انتخاب ترامب من جديد ستّجه إلى تفاهم أميركي - روسي على تحييد لبنان وتثبيت استقراره". نسأله عن أيدي أميركيّة تتلاعب بسعر صرف الدولار، فيربطه بالعامل النفسي بالدرجة الأولى، قائلاً: "إذا طلب الرئيس الأميركي من الجيش اللبناني أن ينتشر في مختلف المناطق وانصياع الميليشيات للقانون، عندها سينخفض سعر الدولار"، وناقلاً عن خبراء ماليين.

 

عون يفاوض الحريري على التشكيل وباسيل يسمّي الوزراء المسيحيين

منير الربيع/المدن/26 تشرين الأول/2020

إنها من المرّات القليلة التي يصدر عن القصر الجمهوري بيانان تفصل بينهما ساعات قليلة، لنفي معلومات متداولة عن الاجتماع الذي عقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. صدر البيانان ردّاً على الكثير من المعلومات المسرّبة حول فحوى الاجتماع، وبعد الحديث عن تطورات وأجواء إيجابية لتشكيل الحكومة، والاتفاق على شكلها، حجمها وتوزيع حقائبها الوزارية.

بين باسيل وبعبدا

لم يوضح البيانان بدقة المعلومات "المنفية" أو "الكاذبة"، على ما وصفت فيهما. وهذا على الرغم من أن ما سرّب كان في سياق الضخ الإعلامي الإيجابي، وتوقع قرب ولادة الحكومة، نظراً للتسهيلات والتوافقات.

ومن غير المعروف ما إذا كانت دوائر قصر بعبدا تريد نفي هذه الأجواء الإيجابية، معتبرة أن الطريق لا تزال في بدايتها، ولم يجرِ التداول بغير الإطار العام حتى الآن.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كانت المعلومات المنفية، تلك التي تتحدث عن حسم وزارة المال للثنائي الشيعي. وبالتالي استثناءها من مبدأ المداورة الذي سيطبق على الوزارات الأخرى. قبل تكليف الحريري، وفي رسالته التي وجهها رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين، كان واضحاً أنه وضع نفسه موضع المعرقل لمسعى الحريري في تشكيل الحكومة. ولكن بعد تكليف الحريري، بدأ التيار العوني يعمل على تقديم إشارات إيجابية، من خلال موقف رئيس التيار جبران باسيل، ومشاركته في الاستشارات غير الملزمة، وكلامه الإيجابي بعد اللقاء.

غيّرت مواقف باسيل الصورة التي كانت شائعة عن التيار وموقفه، فقدمت صورة مسّهلة، على الرغم من تشبثه بالكثير من الشروط. وربما يشير بيانا القصر الجمهوري، إلى أن الرئاسة لا تريد للأجواء الإيجابية الطاغية على تشكيل الحكومة، أن تُحرِج الرئاسة في حال العرقلة ورمي كرة التعطيل في ملعبها. وبمعنى أوضح، لا تريد رئاسة الجمهورية أن يكون الحريري هو صاحب الأجواء الإيجابية والمعطيات المسهّلة لولادة الحكومة، فيما تُحال العقبات والاعتراضات والشروط والتعطيل إلى رئيس الجمهورية.

الراعي وعون المسيحي

واستناداً إلى التجارب السابقة، غالباً ما كانت الأجواء الإيجابية والتفاؤلية تصطدم بالوقائع السياسية والسقوف المرتفعة. وهذه من طبائع عون وباسيل في مفاوضات تشكيل الحكومات.

وبما أن عون أخذ على عاتقه أن يكون المفاوض في عملية التشكيل - وهذا ما أراده الحريري أيضاً عندما ركز على عدم تدخل أي طرف لا علاقة دستورية له في تشكيل الحكومة، قاصداً باسيل بذلك - سيدعي عون أنه ممثل المسيحيين في عملية التفاوض. وهذا ما ستوضحه مطالبته بتسمية غالبية الوزراء المسيحيين، وحرصه على تمثيل القوى المختلفة من خلال تشديده على توسيع حجم الحكومة إلى 20 وزير. ولم يسلّم عون بتثبيت وزارة المال للثنائي الشيعي. وهو يعلم أنه غير قادر على تغيير هذه الوجهة. لكنه لا بد من أن يستند إلى موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي دعا الحريري إلى عدم عقد اتفاقات ثنائية، وعدم إدارة ظهره للمسيحيين، مصراً على مبدأ المداورة الشاملة. لكن المداورة أصبحت مستبعدة، بسبب تمسك الثنائي الشيعي بوزارتي المال والصحة. وهذا يدفع رئيس الجمهورية إلى التمسك بحقائب يعتبرها تياره أساسية، في مقابل إصراره على التفاوض على حقائب أخرى، كوزارة الداخلية مثلاً.

براغماتية باسيل

وفق هذه المعطيات، لا بد من تسجيل الموقف البراغماتي لباسيل بعد تكليف الحريري. وهو الذي ينظر إلى الوقائع بأنها عودة إلى ما قبل 17 تشرين، ويرى أن المبادرة الفرنسية أُفرغت من مضامينها وتفاصيلها وجوهرها، يمكنه أيضاً تفريغ مبادرة الحريري من شروطها. وهذا بإعادة إحياء منطق التحاصص، أو بعدم ترك الحريري مرتاحاً في انطلاقته الجديدة. فيما هو، أي باسيل، خارج الصورة والمعطى والتأثير. وهو المدرك أنه غير قادر على أن يكون وزيراً، يريد أن يكون أحد المؤثرين داخل الحكومة، باختياره الوزراء والحقائب.

 

ماذا وراء صمت الخليج عن عودة الحريري؟

أحمد عياش/أساس ميديا/الإثنين 26 تشرين الأول 2020

لم تحمل الأنباء  المعلنة حتى الآن عن الرئيس سعد الحريري المنهمك بتشكيل الحكومة الجديدة، أنه تلقّى أيّ اتصال بارز من العالم عموماً، أو من الخليج العربي خصوصاً. كذلك، لم يشهد بيت الوسط، بعد اجتياز الرئيس الحريري حاجز التكليف الخميس الماضي، أي زيارة لسفير عربي، وتحديداً لسفير المملكة العربية السعودية الوزير وليد البخاري، الذي كانت له زيارات لهذا البيت سابقاً في مناسبات شتى. فهل لهذا الأمر، الذي تصفه أوساط سياسية  بـ"الصمت"، تفسير؟ في آخر متابعة لموضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ،كما ورد في وكالة الأنباء السعودية (واس)، يوم السبت المنصرم الاتي: "اهتمت الصحف اللبنانية بالمساعي والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة المنتظرة. ونقلت عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعوته لدول العالم إلى تصنيف حزب الله كلياً منظمة إرهابية".

هل من قراءة لما ورد في هذه السطور لوكالة الأنباء الرسمية السعودية؟ لم يعد خافياً أنّ الموقف العربي عموماً، والخليجي خصوصاً، سيتحدّد لاحقاً في ضوء ما ستنتهي إليه جهود الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، وهل ستكون هذه الحكومة مستقلة فعلاً، فلا تتضمّن تمثيلاً للأحزاب، لا سيما "حزب الله" الذي صنّفته دول الخليج وفي مقدّمتها السعودية "منظمة إرهابية"، كي يبنى على الشيء مقتضاه؟

من ناحيته، لم يعطِ الرئيس الحريري منذ الخميس الماضي، أي إشارة إلى أنه يتطلّع لاتصالات قريبة بالخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تمثّل قبلة المساعدات التي يمكن للبنان أن يطمح إليها كي يسير على طريق النهوض من أزمته الاقتصادية والمالية. وهو اكتفى  ولا يزال  بالقول إنه عازم على "تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية"، كما ورد في البيان الذي تلاه بعد تكليفه مباشرة. لكنه خارج حدود "المبادرة الفرنسية"، لم يقل الحريري شيئاً. لم يعطِ الرئيس الحريري منذ الخميس الماضي، أي إشارة إلى أنه يتطلّع لاتصالات قريبة بالخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تمثّل قبلة المساعدات التي يمكن للبنان أن يطمح إليها كي يسير على طريق النهوض من أزمته الاقتصادية والمالية

في معلومات لـ"أساس" من فريق العمل الرسمي الذي واكب مؤتمر "سيدر" أنّ هذا المؤتمر يجب أن يكون المنطلق الفعلي لدعم لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي يفترض أنّ دول الخليج ستكون عنصراً فاعلاً في تمويل البرنامج الذي انتهى اليه المؤتمر في السادس من نيسان عام 2018، رغم أن المعلومات تتحدث عن "انتهاء سيدر مبدئياً" واستبداله بمؤتمر ماكرون الذي ينتظر تشكيل الحكومة.

وفي العودة إلى يوم المؤتمر في ذلك التاريخ، أورد الموقع الإلكتروني لـ"فرانس 24 " أنّ "السعودية قرّرت تجديد قرض بقيمة مليار دولار كانت قد قدّمته للبنان في السابق، من دون أن يتمّ استخدامه، بحسب نديم المنلا مستشار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. ومن جهة الدول الأوروبية، منحت فرنسا لبنان 550 مليون يورو من القروض بفوائد مخفّضة والهبات لتمويل مشاريع استثمارية في لبنان"، أي أنّ السعودية وحدها قدّمت قرضاً في ذلك الحين يقارب أقل من ضعفي ما قدّمته الدول الأوروبية مجتمعة في ذلك المؤتمر الذي لم يعد وارداً بشكله السابق، لا هو ولا الأرقام التي وردت فيه عن الهبات.

في سياق متصل، وفي الثاني من أيلول الماضي، أي في اليوم التالي لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثانية والأخيرة للبنان، جرى توزيع نص "ورقة المبادرة الفرنسية" التي أعلن الرئيس الحريري التزامه العمل بموجبها. ومما جاء في هذه الورقة: "التدابير المطلوب اتخاذها فوراً في مهلة شهر: عقد اجتماع ثانٍ لمجموعة المتابعة المحلية لمؤتمر سيدر وإطلاق موقع إلكتروني مخصّص لمتابعة المؤتمر بكلّ أجزائه (مكوّنات المشاريع والتمويل والإصلاحات)، وفقاً لما ورد في الإطار المرجعي الخاص بمتابعة سيدر".

في الثامن من الشهر الجاري وفي المقابلة التلفزيونية عبر قناة "mtv"، سأل مارسيل غانم الرئيس الحريري: "هل أنت ورؤساء الحكومات أردتم تنفيذ المبادرة الفرنسية وفق الشروط الأميركية والسعودية لإبعاد حزب الله عن هذه الحكومة نعم أم لا؟"، فأجاب: "لا أحد يعدّ مؤامرة على حزب الله. والكلّ يعلم في لبنان والمجتمع الدولي، أنّ سلاح حزب الله موجود، وهذا السلاح له تداعيات إقليمية .ولكي تحلّ هذه المشكلة عليك أن تحلّ المشكلة الإقليمية. هل كان أحد يطالب بنزع سلاح حزب الله؟".

يجيب مصدر سياسي متابع للعلاقات اللبنانية - السعودية عبر "أساس"، قائلاً: "هناك مسؤولية يجب أن يتحمّلها اللبنانيون في مواجهة نفوذ حزب الله في بلدهم. وهذا النفوذ يستند إلى ترسانة من الأسلحة الإيرانية

هل هذا الجواب الذي قدّمه الحريري يرضي الخارج، وتحديداً السعودية؟

هنا لا بدّ من الإشارة إلى تصريحات متناقضة، أطلقها  القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، الذي بعدما أكّد في تصريح لـ"الأنباء الالكترونية أنّ "الاتصالات بين الحريري والرياض متوقفة"، عاد وتراجع عن كلامه في حوار مع "نداء الوطن"، معتبراً أنّ ما نُقل عنه أخذ من خارج السياق، وأنّه خلافاً لما أشيع، فإنّ الرئيس الحريري على تواصل وتشاور دائم مع القيادة في السعودية". ما يؤشّر بوضوح إلى أنّ الحريري يعرف أنّ حركته لا تُحظى بغطاء سعوديّ.

ليس من مبالغة في القول إنّ صمت الخليج الآن عن مسار عودة الرئيس الحريري إلى السراي مجدّداً، هو ترجمة لما قاله العاهل السعودي

ويجيب مصدر سياسي متابع للعلاقات اللبنانية - السعودية عبر "أساس"، قائلاً: "هناك مسؤولية يجب أن يتحمّلها اللبنانيون في مواجهة نفوذ حزب الله في بلدهم. وهذا النفوذ يستند إلى ترسانة من الأسلحة الإيرانية، التي بفضلها مارس الحزب أدواراً في لبنان والمنطقة بدءاً من سوريا وصولاً إلى اليمن. ووصل الأمر بهذا السلاح، مدعوماً بخبراء ومقاتلين من الحزب، إلى حدّ تهديد أمن المملكة عبر الحدود اليمنية - السعودية، ما دفع الملك سلمان عبد العزيز في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 أيلول الماضي عبر الاتصال المرئي للقول: "إننا نقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق الذي تعرّض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، ويأتي ذلك نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدّى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية. وإنّ تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء، يتطلّب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح".

ويخلص المصدر إلى القول: "هل هناك من حاجة في ضوء موقف الملك سلمان السؤال مجدّداً: ماذا تطلب المملكة من لبنان؟".

ليس من مبالغة في القول إنّ صمت الخليج الآن عن مسار عودة الرئيس الحريري إلى السراي مجدّداً، هو ترجمة لما قاله العاهل السعودي.

 

مؤتمر 17 تشرين الإنقاذي ينفجر بسلاح حزب الله..وممثلي السلطة

وليد حسين/المدن/26 تشرين الأول/2020

عقد "المؤتمر الوطني للإنقاذ" اليوم الأحد 25 تشرين الأول، بعدما أثير جدل حول بعض منظميه وارتباطاتهم السياسية. وكان من المتوقع حضور نحو 650 شخصاً أكدوا حضورهم، كما قالت مصادر متابعة لـ"المدن". لكن لم يحضر سوى نحو مئتي شخص، وانسحب بعضهم أثناء سماع كلمات بعض المدعوين لإلقاء الكلمات.

السلاح والحياد

وعلى خلاف ما كان مقرراً، انفض المؤتمر مساءً قبل وضع توصياته الختامية، بسبب طرح قضايا خلافية مثل سلاح حزب الله والحياد اللبناني، وإقدام البعض على افتعال مشاكل حولها.

نقابتا المحامين

ووفق مصادر "المدن" لم يلق المؤتمر التجاوب المطلوب، في الأساس، بسبب خوف المجموعات الناشطة من استغلاله سياسياً. لذا، وتلافياً لـ "كسر الجرة" مع أي نشاط متعلق بانتفاضة تشرين، حضرت مجموعات من مختلف التوجهات، وممثلون عن مجموعات باسمائهم الشخصية، لمعرفة ما ستؤول إليه أعمال هذا المؤتمر. وافتتح المؤتمر بكلمات لنقيب المحامين في الشمال محمد مراد، الذي نجح في انتخابات النقابة بعد ترشحه على اللائحة المدعومة من تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وهو يوالي تيار المستقبل سياسياً. ووفق نص الدعوة تمثل كلمة مراد نقابتي المحامين في الشمال وبيروت. لكن مصادر مقربة من نقيب المحامين ملحم خلف، أكدت أن الأخير لم يبد أي حماسة للمشاركة في المؤتمر، بسبب علامات استفهام حول بعض المنظمين. لذا لم يشارك في الكلمة التي ألقاها مراد، ولم يتطلع عليها، بل وافق على أن تكون الكلمة باسم النقابتين، من باب اللياقات ووجود تعاون دائم بين النقابتين في مثل هذه المناسبات. وقد أثارت كلمة مراد اعتراض الدكتور عماد سماحة، وهو عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي، وشارك باسمه الشخصي، معتبراً أن مضمون كلمة مراد يتناقض مع شعارات الانتفاضة، لأنه طرح مجموعة كبيرة من الشعارات والمطالب، داعياً الحكومة المقبلة إلى تطبيقها. وعندما اعترض سماحة على رهان مراد على الحكومة المقبلة، تصدى له بعض القيمين على المؤتمر ومنعوه من الكلام. لذا ترك القاعة وأرسل رسالة صوتية إلى النقيب خلف، لمعرفة ما إذا كان يوافق على ما جاء في كلمة زميله مراد. 

نقيب الأطباء

بعض المجموعات المشاركة في الانتفاضة اعترضت على المؤتمر، معتبرة أنه يمثل قوى السلطة وليس الانتفاضة. إذ كانت كلمات لنقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف، الذي فاز على لوائح تحالف جميع أحزاب السلطة العام الفائت، وقرر تأجيل انتخابات النقابة تماشياً مع رغبات الأحزاب إياها. وهو فضلاً عن تسلم مسؤولية المجلس التحكيمي في التيار العوني، أشاد في المؤتمر برغبة الرئيس عون في تحسين الأوضاع وإجراء الإصلاحات. وهذا ما حمل البعض على مغادرة قاعة المؤتمر، كما قالت المصادر.

نقيب المهندسين

كذلك الأمر بالنسبة لنقيب المهندسين في بيروت جاد تابت، الذي فاز على لائحة المستقلين. إذ أكد مصادر في مجموعة "النقابة تنتفض" أن تابت لم يعد يمثل المهندسين المستقلين، لمشاركته في تأجيل انتخابات المهندسين أربع مرات، متماهياً مع أحزاب السلطة في النقابة. وجاء معتقداً أن "المؤتمر" بمثابة منصة لإعلان نفسه جزءاً من الانتفاضة.

اتحاد الأهل

إلى ذلك كانت كلمة لاتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، رغم اعتراضات عدد من أعضائها على المشاركة في المؤتمر. لذا فضل البعض عدم الحضور، بسبب وجود أجندات سياسية معينة للمؤتمر. وهذا قد يهدد وحدة الاتحاد، كما قالت مصادر الاتحاد لـ"المدن".

كلمة الافتتاح

وكان المؤتمر بدأ أعماله صباح اليوم بحضور نقيب المحامين في طرابلس محمد مراد، نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف، نقيب أطباء طرابلس سليم أبو صالح، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، ونقابيين وشخصيات وعدد من مجموعات 17 تشرين. وألقت كارن بستاني - وهي مناصرة سابقة للعونيين، وإعلامية قدمت سابقاً برامج في قناتي أم تي في، وأل بي سي وناشطة في مجموعة "بيراميد" (تضم رجال أعمال ومجموعات ضغط مثل إدراة وكلنا إرادة ومجموعات ناشطة في انتفاضة تشرين) - كلمة افتتاحية، لفتت فيها إلى أن الجهد الذي بذل لعقد هذا المؤتمر بهدف الحوار واستخراج مشتركات ونقاط التلاقي والخلاف، لتطوير آلية حوار بناء حولها للوصول إلى أرضية مشتركة. وهذا جهد كبير من كل الثوار. وقالت: "لكن للأسف الشديد يبدو أننا ما زلنا نلهو، ونبحث عن اختلافاتنا". وتساءلت بستاني عن عدم القدرة على إنتاج أطروحة 17 تشرينية جديدة تحاكي آمال مئات آلاف اللبنانيين، مؤكدة أن 17 تشرين يجب أن يكون تاريخ بناء دولتنا المدنية الديموقراطية البرلمانية الصحيحة، لتأمين حقوق الإنسان، والتنمية الشاملة المستدامة. ثم تساءلت مرة أخرى عن كيفية فرض حكومة إنقاذية انتقالية وطنية، بصلاحيات تشريعية، للعبور إلى الدولة المدنية، والعيش كمواطنين أحرار متساوين وأسياداً على ثرواتنا.

وأكدت بستاني على ضرورة انتزاع الحكومة الانتقالية بصلاحيات تشريعية لاحتواء الأزمة وتأمين الأسر المتضررة من انفجار المرفأ، وكشف الحقائق واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة، وتأمين استقلالية القضاء، وإطلاق يده وتشكيل الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، وإقرار قانون انتخابي عادل يحقق صحة التمثيل، وإجراء الانتخابات لتسليم السلطة إلى حكومة تنبثق من مجلس نيابي جديد. لكن المؤتمرين وقعوا عند أول مطب، فخلصت مناقشات البند الأول في المحور السياسي إلى التوافق على مدنية الدولة وليس العلمنة، وتم ترحيل موضوع الزواج المدني إلى مرحلة لاحقة. وهذا أدى إلى امتعاض البعض، وفق ما أكدت المصادر.

هرج ومرج

لكن الطامة الكبرى كانت في نقاش الموضوعات الخلافية في لبنان، أي سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية والحياد. فقد وضعت هذه المواضيع بنوداً أخيرة على جدول الأعمال. وعندما بدأ المؤتمرون نقاشها جرى هرج ومرج، وافتعلت بعض المجموعات، الرافضة لطرح سلاح حزب الله للنقاش، مشاكل أدت إلى ترك كثر القاعات، وفض المؤتمر. لذا لم يصدر أي بيان ختامي عن المؤتمر كما كان مقرراً، ورحلت هذه المواضيع لجولات نقاش تعقد لاحقاً.

 

الحريري «يرقص مع الأفاعي».. هل يُلدغ للمرة الثالثة؟!

علي الأمين/نداء الوطن/ 25 نشرين الأول/2020

عندما اضطرت السلطة السياسية بقدها وقديدها الى الإختباء في جحورها جزئياً بعد كارثة إنفجار المرفأ وبالتالي عاصفة المبادرة الفرنسية، خُيل لمعظم اللبنانيين للوهلة الأولى انه آن أوان التخلص هذه الطبقة المشكو منهم تاريخيا، وسرعان ما خاب أملهم من جديد بعد ان استعصت هذه المبادرة و أصحابها وداعميها على هذه الطغمة المتحكمة. وبعد اسابيع من التمديد القسري للمهل المتساقطة التي كادت تسقط معها المبادرة الفرنسية بالضربة القاضية، ظهر الرئيس سعد الحريري بنسخة سياسية منقحة 2020، وقرر ان “يرشح” نفسه ليس الى رئاسة الحكومة فحسب، انما ليؤدي الدور الأخطر وهو “الرقص مع الأفاعي”، (ليتماهى مع نظيره العراقي مصطفى الكاظمي مع  بعض الفوارق)  بعد أن أيقظها من جحورها.. مقلعاً عن ترداده مقولة “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”.. ليبدو اما انه واثق ب “مبادرته” اللبنانية لتطبيق المبادرة الفرنسية وإما قد “حقن” نفسه بلقاح ضد اللدغ مرات ومرات!

اذاً تعلّق الحريري بالمبادرة الفرنسية، واخذ على عاتقه اعادة تعويمها، بعدما فقدت الزخم الداخلي، واظهرت الى حدّ بعيد ان الدور الفرنسي الذي قاده الرئيس ايمانويل ماكرون لانقاذ لبنان، يتجه الى الانحسار على رغم التمسك اللفظي بالمبادرة من قبل اركان الطبقة الحاكمة في لبنان، والتخلي الفعلي عنها انطلاقا من الأداء الذي اظهرته هذه القوى برفضها تشكيل حكومة من خارج التمثيل الحزبي والسياسي الحاكم، وهو ما أفشل مهمة الرئيس المكلف مصطفى اديب. دخول الحريري على خط التكليف والتأليف، لم يزل عرضة للتساؤل حول ابعاد قبوله بهذه المهمة، والاندفاع نحوها، طالما أن فكرة تشكيل حكومة لا يسمي الوزراء فيها اركان السلطة ليست واردة كما تقول قوى الاكثرية النيابية التي وزعت اصواتها بين تسمية الحريري وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، وبين التمنع عن التسمية وعلى رأسها “التيار الوطني الحر”.

نال الحريري ثقة ٦٥ نائباً، في لحظة انكفاء دولي عن الاهتمام بأليات التكليف والتشكيل، وهي اصوات لم تخلو من حسابات لا علاقة للحريري بها، بل ترتبط بتظهير تموضع المواجهة بين اركان الممانعة، معركة من يقرر  نتيجة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة، بين مرشحي “حزب الله” سليمان فرنجية وجبران باسيل، الحزب اختار الوقوف في الوسط، وبري اظهر قوته في تحجيم باسيل من خلال تجيير اصوات الحزب القومي وايلي الفرزلي وعدنان طرابلسي، فيما شجعت المواجهة بابعادها الرئاسية في فرط اللقاء التشاوري الذي انحاز فيه جهاد الصمد وطرابلسي وقاسم هاشم الى تسمية الحريري بل الى جانب فرنجية في مقابل باسيل. النواب الأرمن اعطوا الحريري وهو موقف ارمني خالص ينسجم مع الموقف الايراني وعدم الاعتراض الاميركي. هي اقرب الى بروفة رئاسية، كان  الحريري عنوانها الظاهر، لاسيما ان الأسئلة حول رهانات الحريري تجاه طبيعة الحكومة المقبلة لم تتضح بعد، على رغم الاتهامات له من اطراف معارضة ل”حزب الله” بأنه يستجيب لمتطلبات الحزب على هذا الصعيد.

يبقى انه في ظل عدم اتضاح الصورة الكاملة لطبيعة الحكومة، وهل ستشكل ام سيبقى الرئيس المكلف على شروطه المعلنة، وهل سيتنازل اطراف الأكثرية عن مطلبهم بتسمية الوزراء ام ان تسوية ما تتيح للحريري الخروج بحكومة توحي بثقة داخلية وخارجية؟ لا يحتاج الأمر الى كثير من الانتظار، الايام المقبلة كفيلة بأن تكشف مسار الحكومة وطبيعتها وتوازناتها السياسية ومدى استقلاليتها، والأهم مدى قدرتها على تنفيذ الاصلاحات التي تضمنتها المبادرة الفرنسية. لا يحتاج المراقب الى كثير من التمحيص، ليدرك ان رهان اطراف السلطة يقوم على حماية كل طرف نفوذه ومكاسبه في اي حكومة من جهة، واعتقاد راسخ في نفوسهم جميعا بأن المبادرة الفرنسية هي عبارة عن كتلة نقدية يمكن الحصول عليها من دون تنفيذ فعلي للاصلاحات، هذا الاعتقاد الذي يعبر عن عقلية راسخة في منطق السلطة، من ان تحاصص السلطة هو المصدر الوحيد لصمود اطرافها، وبالتالي كل الجهود ستنصب على الالتفاف على الاصلاحات بمزيد من خلق الأعذار، والاستثمار في ما يسمونه خصوصيات لبنانية، سواء كانت سياسية او امنية وحتى اقتصادية ومالية. 

هذا الرهان سيبقى امام اختبارات دولية وعربية حقيقية، فالخارج يدرك ان لا لجم للانهيار من دون اصلاحات جدية، اي ببساطة الحدّ من نفوذ قوى السلطة، وحكومة الحريري هذه المرة ستقرر مستقبل الحريري نفسه، هل هو قادر او يريد اصلا لجم نفوذ هذه القوى وهو واحد منها، ام سيسير متضامنا معها للالتفاف على الاصلاحات الجدية، ولو تلك المتصلة بالكهرباء والمعابر الحدودية، وبرنامج الاتفاق مع صندوق النقد الدولي؟  ‏الأرجح ان الحريري الذي نجح في اقصاء باسيل بقوة بري وبغض نظر من “حزب الله”، سيجد نفسه مكبلا بشروط الحزب الذي لن يقبل بأقل من ان يكون صاحب القرار في حكومة الحريري، في وقت لن يحظى لبنان بأي دعم حقيقي لا عربي ولا دولي طالما كانت الحكومة بإمرة “حزب الله”. والمبادرة الفرنسية التي يرفع الحريري لوائها في محاولة تعويض لخسائر ماكرون المعنوية، تتحول عند بقية اطراف السلطة، الى معبر لمحاولة استيلاد دور ونفوذ سياسي بغطاء فرنسي وان كان لا يقي من البرد والانكشاف امام الداخل والخارج.  ‏الرئيس الحريري امام الاختبار الأخير، فهو اتخذ قراره منفردا، والأرجح ان رؤساء الحكومات السابقين غير متحمسين لما ذهب اليه منفردا، ولن يفاجئهم فشله وحده، سواء كان على رأس حكومة الأكثرية او حكومة معطلة.

 

بري والحريري إتفقا على أن "يكبونا برا"

حسان الحسن/الثبات/25 تشرين الأول/2020

إنطوت صفحة "التكّليف"، وإنطوى معها صفحةً سوادء من الأحداث الأليمة والمتقطعة، التي ألمت بالبلد العام الفائت، وأخذت منحىٍ تخريبياً، من خلال العبث ببعض المباني الحكومية، وإحراق المؤسسات والمحال التجارية، (ما أدى الى فقدان عدد كبير من الشباب وظائفهم وأعمالهم)، كذلك قطع الطرق أمام المرضى والعجزة، ومنعهم من الوصول حتى الى المستشفيات لتلقي العلاج، بالإضافة الى الإعتداءات المتكررة على كرامات الناس، وكيل الشتائم لهم. والأخطر من ذلك كله، هو محاولة بعض الميلشيات "عرقنة" لبنان، أي ضرب إستقراره الأمني، ودفعه نحو حالٍ من الفوضى والإضطرابات الأمنية والإجتماعية، المماثلةً لما يحدث حوله، خصوصاً في العراق وسورية. علّ أن تؤدي تلك المحاولة، إلى تفكك أوصال الدولة في لبنان، لإدخاله على خط أي تسويةٍ مرتقبةٍ لإنهاء الصراع الدائر في المنطقة، على أمل أن تأتي هذه التسوية، أو بعض بنودها لمصلحة الميليشيات المذكورة، بحسب تأكيد رئيس كتلة نيابية وازنة في البرلمان.

وبدا ذلك جلياً، من خلال قطع أوصال المناطق عن بعضها، ثم محاولات السيطرة على مقارٍ رسمية، فقد كادت هذه المحاولات أن تأخذ البلد الى المجهول، لولا تدخل الجيش اللبناني. كذلك نجاح ح ز ب الله في ضبط جمهوره وشارعه، خصوصاً في الآونة الأخيرة.

والمؤسف أن كل ما ورد آنفاً، من خراب حلّ بالبلد، كان تحت عنوان "ثورة"، عمودها الفقري، "منظمات المجتمع المدني"، التي موّلتها الولايات المتحدة، وفقاً لإفادة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، منذ نحو شهر، فقد أقر هيل "أن بلاده، أنفقت 10 مليارات دولار في لبنان، على القوى الأمنية من جهة، وعلى منظمات المجتمع المدني من جهة أخرى، خلال سنوات".

إذا اليوم إنطوت مسألة تكليف الرئيس سعد الحريري، تشكيل الحكومة المرتقبة، وإنطوت معها الصفحة الأليمة المذكورة آنفاً، الخاسر الأكبر فيها "ثورة 17 تشرين" التي إسهمت بدورها، في المزيد من ضرب البنيتين الإقتصادية والإجتماعية للبنان، فقد شهد خلال "عام الثورة"، إرتفاعاً كبيراً في سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، الأمر الذي إنعكس سلباً على الأوضاع الحياتية والمعيشية للمواطنين، بعد الإرتفاع الحاد في أسعار السلع الإستهلاكية، وفقدان بعضها من الأسواق. في وقتٍ تخلى فيه الحريري عن مسؤولياته تجاه الشعب اللبناني، بعد إستقالته من رئاسة الوزراء العام الفائت، مؤكداً أنه لن يعود الى السرايا الكبيرة في عهد الرئيس العماد ميشال عون. لكن الرئيس المكلف لحس إمضاءه، وهو اليوم يسلك طريق "السرايا"، التي شقها أمامه الرئيس نبيه بري، وعزى الحريري السبب في تراجعه عن موقفه الرافض العودة الى الحكم، تحت عنوانٍ واهٍ، وهو حرصه على "إنقاذ المبادرة الفرنسية"، ناكراً حاجته، ورغبته بالعودة الى السلطة.

إذاً نجح بري في عملية إعادة تكليف الحريري، ومن أجل هذه الغاية، تملّق "المكلف"، لمن يعتبرهم رموز "الوصاية السورية" السابقة، كالكتلة القومية الإجتماعية، ونائب الأحباش عدنان الطرابلسي، وخصم تيار المستقبل اللدود النائب جهاد الصمد وسواهم. وما يثبت شهوة الحريري للسلطة، هو تصديه لعدد من المرشحين المحتلمين الى الرئاسة الثالثة، لثنيهم عن قبول الترشيح، خلال العام الفائت، كالوزيرين السابقين محمد الصفدي، وبهيج طبارة، والمهندس سمير الخطيب.

وقد يكون هذا التكليف الضعيف (بـ 65 صوتاً)، هو فرصة الحريري الأخيرة، ليس لجهة العودة الى الحكم فحسب، بل في إستمراره وديمومته في الحياة السياسية ككل. فهل يلتقط رئيس "المستقبل" هذه الفرصة، ويمضي في عملية تأليف الحكومة بواقعيةٍ، ويسلك الطريق الدستورية لنجاح مهمته؟ بالتالي أن يتخلى عن شروط السابقة، التي تشكل تجاوزاً للدستور، والأعراف المتبعة في تشكيل الحكومات، تحديداً مسألة إقصاء أكبر مكونات المجلس النيابي عن تشكيلته الحكومية.

وفي هذا الصدد، ترجح مصادر سياسية متابعة لمسار الشأن الحكومي، ألا تمانع مختلف الكتل النيابية، تشكيل حكومة من الإختصاصيين، شرط عودة الحريري الى هذه الكتل، لتسمية ممثليها في الحكومة العتيدة، فجميع الكتل، لديها شخصيات من ذوي الخبرات، فلا داعٍ "للتذاكي"، بالتالي تجنب الإصطدام مع هذه الكتل، على حد قولها.

ومن خلال متابعة أجواء المشاورات الحكومية غير الملزمة التي أجراها الحريري أخيرا، وأبدى فيها للنواب، إيجابيةً وإنفتاحاً، خصوصاً تجاه تكتل لبنان القوي، برئاسة النائب جبران باسيل، فقد أكد الحريري لباسيل، حرصه على إقامة أفضل العلاقة مع رئيس الجمهورية . وأبدى باسيل بدوره أيضاً، حرصه على تشكيل حكومة وفقاً للمعايير الدستورية في أسرع وقت ممكن، مؤكداً للحريري، أن ما كل يحظى بموافقة الرئيس عون في شأن "التأليف"، حتماً سيلقى موافقة "لبنان القوي". وفي هذا السياق، يؤكد وزير سابق، لديه تجارب سابقة مع الحريري، أن الأخير، يتحدث "حسب ما يطلبه المستمعون"، "أي يعزف على أنغام، ما تحب أن تسمعه كل كتلة، لا أكثر"، على حد قوله. ويعتبر أن "الجو الإيجابي" الذي ساد خلال إجتماع الحريري بتكتل لبنان القوي، يضفي عليه الطابع الاجتماعي، ولا شيئ ملموساً في السياسة، يختم الوزير. وفي سياق الشأن الحكومي أيضاً، يؤكد مرجع ونائب سني، أن بري والحريري، أتفقا على كل "الطبخة الحكومية"، وعلى أن "يكبونا برا اللعبة"، على حد تعبيره. ويسأل المرجع: هل يغض ح ز ب الله الطرف، بالتالي يوافق على منح الحريري الثلث الضامن في الحكومة المرتقبة؟ خصوصاً أن لدى "الحزب"، حاجة بأن يكون على رأس الحكومة العتيدة، رئيس يتمتع بسعة تمثيل لدى الشارع السني، ليكون حاضراً للتوقيع على ترسيم الحدود اللبنانية المشتركة مع فلسطين المحتلة، بالإضافة الى حاجة لبنان، الى رئيس وزراء، يحظى بتأييدٍ دوليٍ، كي يسهم ذلك في تخفيف حدة المعاناة الاجتماعية والاقتصادية عن البلد، من خلال سماح المجتمع الدولي، بتوفير القروض والمساعدات المالية للبنان.

ورداً على هذا السؤال، أو هذا الهاجس، يجزم مرجع واسع الإطلاع وقريب من الثنائي "ح ز ب الله" و " حركة أمل"، أن الحزب أبلغ بري، أن أي تشكيلة حكومية، لن تبصر النور، من دون موافقة التيار الوطني الحر، بل أكثر من ذلك، "لاشيئ يمشي في البلد، من دون موافقة التيار". كذلك يؤكد المرجع أن الحزب لن يوافق إطلاقاً على شروط البنك الدولي، التي يحاول أن يمليها على الحكومة المنتظرة، من أجل منح القروض للبنان، خصوصاً تلك الشروط المتعلقة بالشأن الحياتي للمواطن، كرفع الدعم من الأدوية والطحين، وما الى ذلك.

 

حرب فرنسا و"الإسلامية" وراية "التجديف"

فارس خشان/النهار العربي/25 تشرين الأول/2020

عندما أقرّت فرنسا "حق التجديف" وحمته، كانت الكنيسة الكاثوليكية في الواجهة.

في هذه المعركة التي استلهمت الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير، إنتصرت الجمهورية.

 وعندما أقرّت فرنسا زواج المثليين وحقهم في تبنّي الأطفال، كان كاثوليك فرنسا، في الواجهة.

في هذه المعركة التي قادها الرئيس الإشتراكي فرانسوا هولاند، إنتصرت الجمهورية.

 فرنسا نفسها، تعود الى المواجهة، ولكن هذه المرة مع "الإسلامية"، وهي تَعِد نفسها، بقيادة "الوسطي" ايمانويل ماكرون، أن تنتصر مجدّداً.

و"الإسلامية" تعبير من ابتكار فرنسي يقصد به كل تيار إسلامي يعتمد نظرته الخاصة الى الإسلام، ويريد فرضها على الآخرين واعتمادها في مسار سياسي.

وإذا أُخذ هذا التعبير الى الترجمة الميدانية، فهو بدأ يعني "السلفيين" وتنظيم "الأخوان المسلمين".

 و"الإسلامية" التي قرّرت الحكومة الفرنسية محاربتها تسعى، بالكلمة أحياناً كثيرة وبـ "السكين" أحياناً أخرى، إلى فرض "اجندتها" على الجمهورية الفرنسية، سلطات ومؤسسات، سواء على مستوى الحقوق، من خلال السعي الى التراجع عن "حق التجديف"، أم على مستوى التوجّهات في السياسة الخارجية.

وتدخل ثلاث عمليات إرهابية في خانة مواجهة "الإسلامية" لـ "حق التجديف"، الأولى المجزرة التي استهدفت مجلة "شارلي ايبدو"، بسبب نشرها الرسوم التي أساءت الى النبي محمّد، والثانية، الهجوم على المقر السابق للمجلة، على إثر إعادة نشرها للرسوم مع بدء محاكمة المتدخلين بالمجزرة التي ارتكبت في العام 2015، أمّا الثالثة فتمثلت، في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بقطع رأس أستاذ التاريخ صموئيل باتي، بعد عرضه هذه الرسوم على تلامذته، في إطار درس ألقاه عن حرية التعبير.

وهذه الجرائم الإرهابية الثلاث، لا تختصر قصة "الإسلامية"، في فرنسا، بل تتعدّاها الى جملة من العمليات التي بدأت في العام 2012 وتعملقت في العام 2015، وجرى إحباط الكثير غيرها، على مدى السنوات اللاحقة، وقد استهدفت مسرحاً، مقاهي، مطاعم، يهوداً، ورجال دين مسيحيين.

وسعى رؤساء فرنسا المتعاقبون إلى منع كل خلط بين المسلمين الذين يبلغ تعدادهم في فرنسا ستة ملايين شخص، وبين الإرهاب الإسلامي، في البداية، قبل أن يتطوّر هذا الخطاب مع ماكرون الى تضييق منع الخلط، ليصبح بين المسلمين، من جهة وبين "الإسلاميين"، من جهة أخرى.

لكنّ مهمة "منع الخلط" بدأت، مع كل عملية إرهابية، تخسر ميدانها، حتى يعتقد البعض بأنّ ثمّة من يدفع فرنسا الى حرب أهلية ساخنة.

وعادت رواية "الخضوع" للكاتب الفرنسي الشهير ميشال ويلبك، بقوة الى الأذهان، في الآونة الأخيرة، على خلفية ما تضمنته من "وقائع" عن وقوع هذه الحرب، وما احتوته من هجوم مركّز على "الإعتدال" الفرنسي الذي أوصل مسلماً الى رئاسة الجمهورية، على حساب مرشح حزب "الجبهة الوطنية" الذي أصبح اسمه حالياً" التجمّع الوطني".

الروائي ويلبك يعيش في ظل حماية أمنية لأنّه سبق وتلقى تهديدات "إسلامية" بالقتل.

إذن، الحرب بين "الجمهوريين" و"الإسلاميين" بدأت، فعلياً.

عدّة فرنسا للمواجهة معلنة: التدقيق بنشاطات التنظيمات الدينية، متابعة مصادر تمويلها الخارجية، تسليم المجلس العام للدين الإسلامي في فرنسا مهمّة تنشئة أئمة المساجد والخطباء، ملاحقة الحض على العنف أو تبريره، التعامل بجزم ضد كل من تثبت "راديكاليته"، منع المدارس الخاصة التي لا تخضع للقواعد المنهجية التي تعتمدها الدولة، واتخاذ السلطات كل ما يلزم من تدبير حتى تمنع أي شرخ بين المواطنين المنتمين الى الدين الإسلامي وبين الجمهورية.

وعدّة الإسلاميين للمواجهة معروفة: اعتبار كل تضييق عليهم هو تعرّض للإسلام، تصوير "حق التجديف" الذي مورس ويمارس على نطاق واسع ضد كل الديانات، كأنّه يستهدف المسلمين حصراً، الإستعانة بالدول الداعمة لهم، اعتبار "الإعتدال" لدى غالبية مسلمي فرنسا أنّه تواطؤ ضد الإسلام.

وكان "معهد مونتاين" الفرنسي قد نشر، قبل سنوات، دراسة بيّنت أن خمسة وسبعين بالمائة من مسلمي فرنسا نجحوا في التوفيق بين دينهم من جهة وبين قواعد الجمهورية من جهة أخرى. خمسة وعشرون في المائة من مسلمي فرنسا يرفضون ذلك، وغالبيتهم تعيش في تجمّعات يسيطر عليها السلفيون وتنظيم الأخوان المسلمين. وتدافع فرنسا عن حرية العبادة كما تمنع المس بأيّ مجموعة على أساس العرق واللون والدين، ولكنّها في المقابل تدافع عن "حق التجديف".

وللمؤسسات الفرنسية، ولا سيما الدستورية والقضائية منها، وجهة نظر مستقرة: التعرّض للجماعات يمكن أن يلحق ضرراً بالأفراد، بينما التعرض للرموز الدينية فلا يمكن أن يلحق ضرراً بالأفراد.

 وللمفكرين طريقتهم في الدفاع عن "حق التجديف" في مواجهة المتديّنين، على اعتبار أنّ المتديّن إذا كان يؤمن فعلاً بـ"يوم القيامة" فعليه أن يكون واثقاً أنّ عقاب من يعتبرهم كفّاراً آت لا محالة، وتالياً فإن العقاب لا يمكن أن يكون، في هذه المواضيع، اختصاصاً إنسانيا، بل يجب تركه لصاحب الإختصاص الفعلي، أي الله، في يوم الحساب.  وفي موضوع "حق التجديف" فهو، بالنسبة للجمهورية الفرنسية، إختصاص وطني، فهي معنية به داخل حدود فرنسا، وليس مبدأ عالمياً تفرضه على أحد، في أي بقعة كونية.

وتعتبر غالبية الفرنسيين أنّ كل من يلجأ الى بلادها ويطلب الإقامة فيها ويسعى الى جنسيتها، يُدرك أنّ "حق التجديف" متأصّل في منهجها العلماني، وتالياً، فهو إمّا يقبل بذلك وإمّا لا يأتي أبداً وإمّا يرحل اعتراضاً.

من وجهة نظر السلطات الفرنسية، فإنّ من يُبرّر، اليوم القتل ضد "حق التجديف" قد يقتل غداً من أجل منع حقوق أخرى تتمسّك بها فرنسا.

وصباح أمس السبت، تمّ طرد خمسة من أفراد عائلة بوسنية لاجئة الى فرنسا، بسبب إقدامهم، في "بزنسون" في أغسطس الماضي، على ضرب وحلق رأس فتاة في السابعة عشرة من عمرها. جريمتها أنّها أحبّت، وهي المسلمة، شابا صربياً مسيحياً.

إنّ إقدام فرنسا، سلطة ومعارضة، على "رسم " الأستاذ صموئيل باتي "بطلاً هادئاً"، بعدما قطع رأسه اللاجئ عبدالله أبو يزيدوفيتش، لا يعني سوى أنّ المواجهة ستكون قوية ولا هوادة فيها.

قد يعتبر مسلمون أنّ هذا السلوك الفرنسي إهانة للإسلام بعدما يزخّمونه بوضع كلام غير صحيح أو غير دقيق في فمّ الرئيس الفرنسي، ولكنّ الفرنسيين يعتبرون أنّ سلوك "الإسلامية" هو خطر عليهم وعلى جمهوريتهم.

 

في أوروبا حرب ضد الجماعات لا ضد الإسلام

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

أثارت حادثة قطع رأس مدرس التاريخ الفرنسي معركة جديدة داخل المجتمع الفرنسي بين اليسار الداعم للجماعات الدينية واليمين المعارض، خاصة بعد أن اتضح أن هناك علاقة للقاتل مع جماعات إخوانية، فشن الإعلام هجوماً ضد «الجماعات الدينية» انتهزه اليمين في معركته السياسية.

الحوادث الأخيرة قد تدفع الأحزاب اليسارية لإعادة النظر في استراتيجيتها الداعمة للجماعات الدينية الإسلامية، والمعركة الأوروبية المقبلة ستكون ضد «الجماعات»، لا ضد الإسلام، فلننتبه نحن للفرق.

تسعى ماكينة الإعلام «الإخوانية»، ومعها تسعى إيران، لتصوير المعركة الأوروبية ضد تغلغل الجماعات الدينية المتطرفة على أنها حرب ضد الإسلام، هكذا يستدرجوننا لمعركتهم، لا لمعركتنا، لأنهم يعملون على حشد المسلمين في الداخل الأوروبي، وفي منطقتنا، من أجل الضغط على «اليسار» لوقف عجلة الانقلاب على تحالفهم، وهذا فخ علينا أن نعي له جيداً. وللعلم، يشكو مسلمو أوروبا من اضطهاد الجماعات الدينية لهم، سنية كانت أم شيعية، بل ويشكون من رعاية اليسار الأوروبي لتلك الجماعات، وعدها صورة الإسلام المعتدل. وقد ساهم اليسار في اضطهاد مثقفين وكتاب مسلمين، إن كانت توجهاتهم ضد الجماعات الدينية، لأنها من وجهة نظرهم أصوات تابعة للأنظمة العربية!

وفي دراسة سابقة لمركز مكافحة الإرهاب، نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط»، فإن صحيفة «les bservateurs» الفرنسية أكدت، في 31 يناير (كانون الثاني) 2020، أن جماعة «الإخوان المسلمين» في أوروبا تعد أخطر جماعة في العالم. وأوضحت الصحيفة أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أن أقل من 10 في المائة من المسلمين في أوروبا يشعرون أنهم ممثلون من قبل جماعة «الإخوان المسلمين»، وهذه الأقلية تعمل على فرض الإسلام السياسي على الأغلبية في أوروبا.

ولولا الدعم الذي تتلقاه هذه الجماعة ما تمكنت من العمل بأريحية حتى أصبحت أوروبا حاضنة للجماعات، ومنصة انطلاق لها، فهل أدت الحوادث الأخيرة إلى استيقاظ اليسار الغربي، وإدراكه أن دعمه وتحالفه مع إيران وميليشياتها من جهة، ودعمه وتحالفه مع جماعة «الإخوان المسلمين» وميليشياتهم من جهة أخرى، سيكون وبالاً على أوروبا؟ وهل نجح اليمين الأوروبي في استغلال هذه الفرصة لضرب اليسار؟

هل أدرك اليسار الأوروبي أن هذين الجناحين («حزب الدعوة» و«الإخوان المسلمون») لا يمتان إلى الاعتدال الإسلامي بصلة، وأنهما مرجعية يستند إليها الإرهاب، بشقيه السني والشيعي؟

هل استيقظت أوروبا على حقيقة وواقع ارتباط الأجنحة السياسية مع الميليشيات الإرهابية في شقيها السني والشيعي: «الإخوان» و«الولي الفقيه»، حين تزامنت أخبار العلاقة بين قاطع رأس مدرس التاريخ الفرنسي وجمعية أحمد ياسين الإخوانية في فرنسا، مع أخبار الدراسة التي نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من أن استخبارات ألمانيا بدأت ترصد بشكل واسع شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد والمراكز الشيعية التي تعد امتداداً لنفوذ النظام الإيراني في البلاد؟

هل أدرك وزير الخارجية الألماني هايكو ماس المتحالف مع اليسار أن خطر الجماعات التي ترعاها إيران ليس نابعاً فقط من الضغط الأميركي عليها، بل نابع من عقيدة الدستور الإيراني؟ لقد حذر، عبر تصريح له لجريدة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية، من عواقب الصراع الإيراني - الأميركي، لا على المنطقة بل على الأمن الأوروبي كذلك.

ولا نعلم كيف تتسق هذه النظرة الساذجة لإيران مع كل الأدلة التي تتجمع على ضلوع إيران الدولة في سلسلة اغتيالات حدثت في أوروبا وغيرها، آخرها اغتيال المعارض مهدي أمين في كندا قبل يومين. ولا علاقة لهذه الاغتيالات بالصراع الأميركي – الإيراني، بل هي موجهة للمعارضين الإيرانيين، ويقوم بها دبلوماسيون في أحيان كثيرة. صحيفة «ذد دويتشه تسايتونغ» الألمانية الخاصة، أبرز الصحف السياسية في البلاد، أكدت أن «هناك كلمتين فقط تصنعان معاً أكبر قلق للأوروبيين حالياً: إيران وإرهاب الدولة»، موضحة: «في شيء لم يسبق له الحدوث، دأب نظام الملالي على إرسال فرق قتل في العقود الأخيرة إلى مناطق مختلفة من العالم لاغتيال معارضيه». وأيضاً «رصدت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في الفترة بين 1979 و1994، تنفيذ إيران 60 محاولة اغتيال كاملة ضد معارضين للنظام، كثير منها وقع في أوروبا».

وعلى الأراضي البريطانية، حذرت المخابرات البريطانية، العام الماضي، من خلايا مدعومة من إيران قد تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة المتحدة وأوروبا بأوامر من طهران.

وكانت شرطة مكافحة الإرهاب فككت خلية تابعة لـ«حزب الله» في عام 2015، كانت تخزن أطناناً من المتفجرات، قبل أن تقوم بعمليات إرهابية.

هناك انتفاضة أوروبية ضد الجماعات الدينية نتيجة حوادث العنف التي ترتبط بتلك الجماعات المدعومة من الأحزاب اليسارية، لتجفيف منابع الإرهاب في أوروبا، فلننتبه لماكينة الإعلام الإخواني التي تصور تلك المعركة على أنها حرب ضد الإسلام، في حين أنها ضد جماعات الإسلام السياسي؛ أعتقد أن شهر العسل أوشك على الانتهاء.

 

بعد 3 نوفمبر... أميركا مختلفة بغضّ النظر عن هوية الفائز

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

انتهت بالأمس آخر مناظرات الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية. وكما كان متوقعاً بعد سابقتها، تقرّر ضبطها ووقف جموحها. وبالفعل وفّقت كيرستن ويلكر، مديرة الجلسة، التي استضافتها إحدى جامعات ولاية تينيسي، في إدارتها بحزم وحياد لا غبار عليهما.

بطبيعة الحال، بمجرد انتهاء المناظرة، كان لا بد أن تنطلق التخمينات حول أي من المرشحين الجمهوري، أي الرئيس دونالد ترمب، ومنافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، كَسَب مزيداً من الشعبية بعد المناظرة. ولكن كمراقب مزمن - نسبياً - للانتخابات الرئاسية الأميركية، أزعم أولاً أنه من الخطأ المجازفة بتوقع نتيجة هذه الانتخابات، وذلك لجملة من التعقيدات والمعطيات الديموغرافية والتبديلات في أولويات ناخبين يعيشون ظرفاً استثنائياً منذ يناير (كانون الثاني) الماضي... تسببت فيه جائحة «كوفيد - 19» وتداعياتها الاقتصادية والمعيشية.

الأمر الثاني، هو طبيعة نظام «المجمع الانتخابي» الذي تحسم أصواته الانتخابية ولاية بولاية نتيجة الانتخابات، لا الحصيلة الإجمالية للأصوات المُدلى بها. وبناءً عليه، حتى إذا صدقت الإحصاءات وأعطت أحد المرشحَيْن غالبية مطلقة، فإن تركّز هذه الأصوات أو توزّعها على ولايات بعينها، قد يحدث فارقاً حاسماً في غالبية المجمع الانتخابي، كما حدث في الانتخابات الأخيرة عام 2016. الأمر الثالث، هو أن أكثر من 50 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم بالفعل. وهؤلاء فضّلوا الاقتراع باكراً، ليس فقط لأنهم متحمّسون لأحد المرشحيْن لدرجة أنهم لن يغيروا قناعاتهم خلال الأيام العشرة الأخيرة، بل لأن نسبة عالية منهم خائفة أيضاً من مضايقات أو اضطرابات أمنية في مراكز الاقتراع، أو تخشى أن تمرض فيحول مرضها دون توجّهها إلى تلك المراكز.

الأمر الرابع والأخير، أن «التعريفات» القديمة للولاءات الحزبية ما عادت تصدق في كل مكان من الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، كانت هناك قناعة بأن غالبية الناخبين اللاتينيين يصوّتون للديمقراطيين باستثناء لاتينيي ولاية فلوريدا التي أتت نسبة عالية منهم من كوبا. وهؤلاء، لكونهم معادين بالفطرة لنظام هافانا الشيوعي يصوّتون بانتظام لليمين الجمهوري. ولكن هذا العام، تعزّزت صفوف الكوبيين بموجة لاجئين آخرين من فنزويلا... جاءوا أيضاً هرباً من نظام يساري آخر، وينتظر أن يصوّتوا بكثافة للجمهوريين. في المقابل، تُعد تكساس في آن معاً أقوى معقل انتخابي للحزب الجمهوري وإحدى الولايات اللاتينية الثلاث الأكبر (مع كاليفورنيا وفلوريدا). وسيكون لافتاً كيف ستذهب غالبية أصواتها اللاتينية، مع العلم أن أحد ممثليها في مجلس الشيوخ السيناتور تيد كروز وهو لاتيني وجمهوري ويميني متشدد، إلا أن الديمقراطيين تمكنوا خلال السنوات الأربع الأخيرة من تضييق الهوة مع الجمهوريين.

أما في الشمال، حيث حسم دونالد ترمب انتصاره عام 2016 بانتزاعه ثلاث ولايات كانت محسوبة للديمقراطيين هي بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، فإن ثمة تضارباً في التقديرات إزاء نسبة التبدل باتجاهات التصويت.

لكل ما تقدّم، فإنني لا أرى من الحكمة المجازفة بتوقّع النتيجة ليل 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، إذا قيّض لنا وللأميركيين الخروج بنتيجة معترف بها. لكنني في المقابل، مستعد للمجازفة بالقول إنه كائناً مَن كان الفائز في هذه الانتخابات... فإن أميركا التي نعرفها تغيّرت حقاً.

تغيّرت أميركا القوة العظمى، التي أجادت منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1865 تنظيم خلافاتها، وتعايشت مع مؤسساتها، ونضجت تجربتها الديمقراطية رغم اضطرارها لخوض حربين عالميتين انتهيتا بـ«حرب باردة» طويلة.

هذه القوة العظمى عاجزة اليوم داخلياً عن إجراء حوار حقيقي بعيداً عن عرض عضلات ميليشيات شعبية مسلّحة في الشوارع، وسط علامات استفهام حول استقلال القضاء، وتنزيهه عن الانقسامات السياسية الحزبية، وتثبيت علاقة المركز بالولايات واحترامها.

وفي الخارج عاجزة عن التوصل إلى صيغة بين حزبي السلطة يتفقان بموجبها على هويّة الأطراف الخارجية التي تهدد الأمن القومي الأميركي، ويطمئنان الحلفاء في أوروبا الغربية والشرقين الأقصى والأوسط إلى وجود استراتيجية «وطنية» أميركية متماسكة وعابرة للمصالح الحزبية.

العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي «ناتو» ليست في أفضل حالاتها هذه الأيام. وفي تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي)، نقل التقرير حصيلة دراسة لـ«مركز بيو للأبحاث» غطت 13 دولة (11 أوروبية بجانب اليابان وكوريا الجنوبية) أن «زعم الرئيس ترمب كون الولايات المتحدة أعظم دولة في العالم لا يعزّز صورتها خارجياً». وذهبت الدراسة أبعد لتقول إن «الرأي الإيجابي في العديد من الدول الأوروبية إزاء الولايات المتحدة بلغ أدنى مستوى له منذ نحو 20 سنة. وبلغت نسبة الذين ينظرون إليها بإيجابية في بريطانيا (أقرب حلفاء واشنطن) 41 في المائة، مقابل 31 في المائة في فرنسا (النسبة الأدنى منذ 1903) و26 في المائة فقط في ألمانيا». وعلى المستوى الشخصي، تذيّل الرئيس الأميركي قائمة الزعيم العالمي الأكثر موثوقية، إذ لم يحصل إلا على نسبة 16 في المائة من الثقة. وفي حين تصدرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القائمة بـ76 في المائة، جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثانياً بـ68 في المائة، تلاه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ48 في المائة، ثم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ23 في المائة، ثم الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ19 في المائة.

على صعيد آخر، كان لافتاً عدد من الملاحظات والإحصائيات التي تضمّنها مقال روجر كوهين في صحيفة «نيويورك تايمز» بالأمس، تحت عنوان «انحسار العقل الأميركي»... إذ تنبّه كوهين إلى خلوّ المناظرتين الرئاسيتين بين ترمب وبايدن تماماً من كلمات وعبارات منها: سوريا، وحقوق الإنسان، واللامساواة، والديكتاتورية، وإسرائيل، وفلسطين، والشرق الأوسط، والأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وغوانتانامو، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وبريكست، وفرنسا، وإيطاليا، وهونغ كونغ، وأفريقيا، وأميركا الجنوبية، والإرهاب، والطغيان.

وانطلق من هذا المعطى ليربط هذا الانحسار في الوعي (أو الاكتراث) السياسي الأميركي... بغياب أي موقف من المرشحين إزاء مخاطر مصيرية لمكانتها العالمية كصعود الصين، وتصلّب الزعيم الروسي بوتين، وعودة الديكتاتوريات، وهشاشة الديمقراطيات، والانفجار السكاني في أفريقيا، وفضح «كوفيد - 19» فراغ القيادة على مستوى العالم، والتفاوت الاجتماعي الخطير في المجتمعات الغربية، وتنامي الدولة البوليسية، وطوفان رسائل الكراهية المتفاقمة عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

أن تغفل أعظم قوة في العالم تحديات كهذه، وتتلهى قيادتها بالمناكفات والنكايات... مسألة غير مطمئنة إطلاقاً.

 

انتخابات العالم بين ترمب وبايدن

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

انتخابات العالم هي انتخابات الولايات المتحدة، حيث الإمبراطورية الأعظم في التاريخ البشري كله، وفي جميع المجالات، وهي تمرّ بلحظة استثنائية من تاريخها، إذ يسيطر عليها انقسام حادّ وغير مسبوقٍ بين حزبيها الرئيسيين؛ حزب الجمهوريين الحاكم وحزب الديمقراطيين المعارض. الأول بقيادة الرئيس دونالد ترمب، والثاني بقيادة المرشح جو بايدن. أقل من عشرة أيام تفصل أميركا والعالم عن معرفة الرئيس الجديد لأربع سنواتٍ مقبلةٍ، وأحد الفوارق المهمة بين الرجلين هو أن الرئيس ترمب يقود حزبه ويقود أميركا بحسب الخطط التي رسمها والقرارات التي اتخذها والنجاحات التي حققها، بينما بايدن يقوده الحزب الديمقراطي، وهو أسير لرؤية باراك أوباما والانحراف الذي خلقه في السياسة الأميركية على مدى السنوات الثماني من حكمه.

في حال انتصار الرئيس ترمب بولاية ثانية فسوف يكمل رؤيته ونجاحاته التي تحققت في السنوات الأربع الماضية وبالذات في القضايا الكبرى التي تهم منطقة الشرق الأوسط، حيث نجح الرئيس في وضع النظام الإيراني المارق تحت عقوبات قاسية وغير مسبوقة خففت من مدى الشرور التي كان ينشرها من قبل، وأرغمته، بتحالف دول المنطقة مع أميركا، على العودة للاهتمام بشؤونه الداخلية، وإن لم ينتهِ بعدُ، ولم يتم القضاء المبرم على كل فروعه وذيوله في الدول العربية التي توسع فيها.

في حال فاز الرئيس ترمب فسيواصل العلاقات التاريخية مع حلفاء أميركا في المنطقة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية وبقية الدول المنخرطة معها في دعم استقرار الدول ونشر السلام والاهتمام بالتنمية وبناء المستقبل، وهو فوزٌ لن يسعد دول دعم استقرار الفوضى وجماعات الإسلام السياسي المتحالفة معها من إيران وتركيا وقطر. في حال فاز الرئيس ترمب فسوف يكون انتصاراً تاريخياً يعيد الحسابات مجدداً في موضوع العلاقة بوسائل الإعلام التي ظلت تعدّ لعقودٍ سلطة رابعةً ومؤثرةً بقوةٍ في الانتخابات الرئاسية والمجال السياسي عموماً، وترمب سبق له هزيمة هذه الوسائل الإعلامية قبل أربع سنواتٍ بانتصاره على هيلاري كلينتون المرشحة المحببة لغالب وسائل الإعلام الليبرالية اليسارية آنذاك.

المؤكد هو أن فوز الرئيس ترمب في الانتخابات السابقة قد أحدث ارتباكاً كبيراً لدى وسائل الإعلام الكبرى، ودفعها للانحراف عن كل القواعد والمبادئ الإعلامية الراسخة لدى وسائل الإعلام الكبرى، التي من ضمنها الموضوعية والحياد، وأصبحت فضائح تلك الوسائل الرصينة تتوالى كل يومٍ بانحيازٍ سافر ضد الرئيس وكل ما يتعلق به، حتى أصبح انحيازها دافعاً لدى البعض لمزيد تأييد للرئيس واستغرابٍ من هذا التعامل الإعلامي غير المسبوق، وسواء انتصر الرئيس في هذه الانتخابات أو لم ينتصر فسيكون واجباً مراجعة الانحرافات الإعلامية غير المسبوقة وغير المهنية التي حدثت في بعض أعرق وأقدم وسائل الإعلام الأميركية والغربية عموماً. هذا في حال انتصر الرئيس ترمب في الانتخابات المقبلة، أما في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن؛ فإن القصة ستكون مختلفة تماماً، فبايدن لا يمتلك رؤية خاصة به، بل هو يمثل رؤية الحزب الديمقراطي الذي يسيطر على الأوباميين المقتنعين بالانحراف الكبير الذي أحدثه أوباما في السياسية الخارجية الأميركية، وقد كتب كاتب هذه السطور وغيره منذ سنواتٍ شرحاً مفصلاً لذلك الانحراف السياسي غير المسبوق، قبل أن تصدر المعلومات التفصيلية عن بعض المقربين من أوباما؛ من محبته للفُرس الإيرانيين ونظامهم الثيوقراطي وكراهيته للعرب، وانحيازه لكل خصوم أميركا حول العالم ضد حلفاء أميركا التقليديين، وكذلك الفضائح العجيبة التي كشفت عنها الرسائل الإلكترونية في عهد أوباما، التي أوضحت كثيراً من المسكوت عنه في سياسات إدارته، وتحديداً تجاه منطقة الشرق الأوسط.

لقد أوضحت المواقف العظيمة التي اتخذتها السعودية وحلفاؤها في دولة الإمارات والبحرين والكويت في دعم الدولة المصرية وشعبها وجيشها في القضاء المبرم على جماعة الإخوان الإرهابية، وإنهاء اختطافها للدولة المصرية واستعادة الدولة وفرض هيبتها مجدداً.

شرورٌ كثيرةٌ نشرتها إدارة أوباما في منطقة الشرق الأوسط سبق رصدها بالتفاصيل، والسؤال هنا: هل سيعيد بايدن عجلة التاريخ إلى الوراء ويعيد ممارسة ما كانت تمارسه إدارة أوباما من قبل ضد الدول العربية وبالتحالف مع خصومها أم لا؟ والجواب له أكثر من بعدٍ؛ أهمها بُعدان؛ الأول أنه سيكون مضطراً للتعامل مع توازنات مختلفة تماماً عما كانت عليه في عهد أوباما، وقد أصبحت توجهات أوباما وسياساته مكشوفة للجميع لا للقيادات السياسية في المنطقة فحسب، وبالتالي فإعادة الكرة مرةً أخرى لن تكون مجدية بأي حالٍ من الأحوال؛ فالمتآمر ينتهي مشروعه بمجرد كشف مؤامراته.

الثاني أن التاريخ لا يمشي القهقرى ولا يتجه للخلف مطلقاً، وبايدن لن يستطيع دفعه للوراء، وحتى لو حاول ذلك فإنه لن ينجح، وقد تجاوزت الدول العربية تلك المؤامرة الضخمة سابقاً، ومن السهل عليها تجاوزها مجدداً لأنها ستصبح مواجهة مع معلومٍ وليست مواجهة مع مجهولٍ. هذا مع الإقرار بقوة أميركا كإمبراطورية غير مسبوقة في التاريخ، وأنها قادرة على صنع كثير من الشغب والأذى، ولكن مع استحضار أن من أفشل مخططاتها السابقة وتجاوزها قادرٌ على صنع الأمر ذاته مرةً أخرى.

قبل هذا وبعده فالمصالح المتبادلة بين أميركا والدول العربية الكبرى، وعلى رأسها دول الخليج العربي، بقيادة السعودية، أكبر بكثير من أن يخاطر أي قائد سياسي بخسارتها جملةً واحدةً، لأن الخيارات السياسية في المنطقة والعالم مفتوحة لمواجهة أي انحرافٍ سياسيٍ غير محسوب العواقب.

أخيراً، بانتظار نتائج انتخابات العالم فإن دول المنطقة مستعدة لأي تغييرات والسلام الجديد في المنطقة يصنع تاريخاً مختلفاً.

 

موسم الهجرة إلى... «الشِمال»!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2020

لم تكن اتفاقية السلام التي تم الإعلان عنها أخيراً، برعاية أميركية، بين كل من إسرائيل والسودان، مفاجئة للمتابعين للشأن السوداني بعمق وبدقة. فتاريخ العلاقة بين البلدين بدأ منذ فترة طويلة، ومر بمراحل مختلفة، تحديداً في عام 1956، عندما عقدت اجتماعات في لندن بين الصادق المهدي مندوباً عن والده الصديق المهدي و«حزب الأمة»، وبين السكرتير الأول للسفارة الإسرائيلية في العاصمة البريطانية، لندن، موردوخاي جازيت، ليحاولوا الوصول إلى صيغة تعاون اقتصادي، ولتقوية علاقة مع خصم لعبد الناصر الذي كان يخشى ساسة السودان من توجهاته وآثار ذلك عليهم.

وبعد أن نال السودان استقلاله في 1956 تحول ملف العلاقة بين السودان وإسرائيل من الخارجية الإسرائيلية إلى جهاز الاستخبارات المعروف باسم «الموساد»، وهنا ظهر بقوة اسم رجل الأعمال اليهودي السويسري، المولود في العاصمة السودانية الخرطوم، نسيم جاعون، وهو الذي كان معروفاً بملكيته للفندقين المشهورين المعروفين باسم العلامة التجارية «النوجا هيلتون» في جنيف، وباهتمامه باقتناء لوحات الفن التشكيلي، ولعب الرجل دوراً محورياً خلف الكواليس في مساعدة السودان في الحصول على تسهيلات مالية ومعونات اقتصادية بالتنسيق مع إسرائيل، وصولاً لمرحلة نهاية الخمسينات التي دخل فيها السودان، مرحلة الانقلابات العسكرية. بدأ النظام الجديد في الخرطوم في تبني خط معادٍ تماماً لإسرائيل، وانقطعت العلاقة بين البلدين، لتحول إسرائيل اهتمامها وأنظارها إلى الطلب الذي وصل إليها من ثوار الانفصال الجنوبيين، تحديداً بدأ «التعاون» بين الطرفين في عام 1969، بالدعم الاستخباراتي والسلاح باستخدام قواعد في كل من أوغندا وكينيا. ووجهت الدعوة لقائد الثوار في جنوب السودان وقتها الجنرال جوزيف لاجو لزيارة إسرائيل، وحظي بمقابلة نوعية مع رئيسة الوزراء وقتها غولدا مائير. وانتهت الحرب الأهلية في السودان بمكاسب سياسية أولية للجنوبيين، إلا أن «علاقة» إسرائيل بالسودان لم تنته. ففي نهاية السبعينات، وصل زعيم حزب «الليكود» إلى رئاسة الوزراء في إسرائيل، كأول حزب ديني يصل إلى سدة الحكم، وبدأ يحفز أجهزة الدولة في تفعيل أنشطة إعادة اليهود حول العالم إلى إسرائيل، ومن ضمن هؤلاء كان يهود إثيوبيا (المعروفون بالفلاشا)، وهؤلاء لهم مكانة شبه أسطورية في الوجدان اليهودي نظراً لتشابك قصتهم مع النبي سليمان والملكة بلقيس. وبدأت عمليات إجلاء اليهود من إثيوبيا «سراً» عن طريق السودان، باعتباره المنفذ البحري. نفذ هذه العمليات جهاز الموساد بغطاء تحت ذريعة منتجع غربي للغوص في البحر الأحمر بالسودان (وتم تحويل القصة إلى فيلم سينمائي مؤخراً).

أدت العملية هذه إلى إجلاء 17500 يهودي إثيوبي إلى إسرائيل. وفي عام 1981 قابل الرئيس السوداني جعفر نميري، وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون، سراً، في كينيا، لبحث «التعاون الاستراتيجي»، إلا أن جهاز الموساد غضب، لأن شارون قابل النميري من دون إخطاره، فأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، بتحفظه على اللقاء، فما كان من بيغن إلا أن طالب شارون بوقف المبادرة. ولكن هذا اللقاء كان مفتاحاً مستقبلياً لعملية أخرى بين السودان بقيادة نميري، وإسرائيل تحديداً في عام 1984، حينما طلبت إسرائيل من النميري مساعدتها على إجلاء كل من تبقى من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل مقابل «دعم» مالي مقدر بثلاثين مليون دولار، يفيد اقتصاد السودان، وتمت هذه العملية بنجاح أدت إلى إجلاء 30 ألف يهودي إلى إسرائيل عن طريق طائرات بلجيكية. وكان اسم هذه العملية السرية «عملية موسى».

ولذلك بمعرفة هذه الخلفية، لم تكن صدفة ابتسامة الرضا على وجه الرئيس السوداني جعفر النميري الحاضر في مجلس الشعب المصري، وقت إلقاء الرئيس المصري أنور السادات خطابه الذي أعلن فيه استعداده للذهاب شخصياً إلى إسرائيل... إلى الكنيست، ويفسر أيضاً رفض السودان قطع علاقاته السياسية والدبلوماسية مع مصر عقب مبادرة السلام، وكان هو وسلطنة عمان الدولتين الوحيدتين اللتين تبنتا هذا الموقف.

السودان أدرى بأوضاعه وظروفه واحتياجاته، ولعل العبرة الأهم التي من المفروض الاتعاظ بها هي عدم تفويت فرص تثبيت الحق، كما حصل في قرار التقسيم الذي أعلنه الانتداب البريطاني، وعدم التعاون مع مبادرة السادات وقت قيامه بها.

ويبقى دوماً العلاقات في العلن خير من الإبقاء عليها في الخفاء.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية التقى الحريري وتسجيل تقدم في ملف تأليف الحكومة

وطنية - الأحد 25 تشرين الأول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وتداولا في ملف التأليف، وقد سجل تقدم في هذا المجال، بحسب المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية.

 

حزب الله: الشعب السوداني الشريف سيسقط قرار التطبيع ومفاعيله

وطنية - الأحد 25 تشرين الأول 2020

دان "حزب الله"، في بيان، "السقوط السياسي والأخلاقي للسلطة الحاكمة في السودان في مستنقع الخيانة والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، والذي سبقها إليه عدد من الدول العربية".

أضاف: "إننا نعتقد أن الإقدام على هذه الخطوة الخيانية في خدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة، مقابل أثمان بخسة وتافهة سوف تؤدي إلى سقوط هذه السلطة سريعا أمام الشعب السوداني الشريف وقواه الحية وتاريخه النضالي العريق، والذي سوف يسقط هذا القرار ومفاعيله". وأشاد الحزب ب"الفاعليات والتحركات والتجمعات والاحتجاجات التي قَام بها الشعب السوداني وأحزابه وشخصياته الحرة، رفضا للتطبيع مع العدو". وختم: "إن انتهاج بعض الدول العربية سلوك الخيانة والتطبيع مع العدو الصهيوني، لن يؤثر على عزيمة الشعب الفلسطيني ولا على حركات المقاومة في المنطقة، وتمسكها بخيارها الرافض لهذا العدو ولكل أشكال التطبيع، والمتمسك بمقاومته حتى تحرير فلسطين كاملة".

 

حزب الله دان الإساءة للنبي محمد: على السلطات الفرنسية المساهمة في منع خلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي

وطنية - الأحد 25 تشرين الأول 2020

دان "حزب الله"، في بيان، "بشدة، الإساءة المتعمدة لرسول الله الأعظم محمد بن عبد الله"، معربا عن "رفضه المطلق للموقف الرسمي الفرنسي المتمادي بتشجيع هذا التطاول الخطير بحق نبي الرحمة ورسول السلام". كما أعرب عن أسفه "لعودة هذه الإساءات مجددا وما يرافقها من مشاعر الكراهية للإسلام والمسلمين"، معتبرا "أن ما نشر في فرنسا يمس بمشاعر أكثر من ملياري مسلم، ومن بينهم الجالية الإسلامية والعربية التي تعيش في أوروبا وفرنسا منذ عقود". وشدد على "أن كل الإدعاءات الزائفة بحرية الرأي والتعبير، لا يمكنها أن تبرر التعرض المرفوض لمقام رسول الله (ص) والإساءة إلى الأديان والمعتقدات السماوية"، داعيا "السلطات الفرنسية للعودة إلى التعقل والحكمة والاحترام الصريح للأديان والقيم الدينية، والمساهمة الإيجابية في منع خلق المزيد من أسباب التوتر على المستوى الدولي".

 

فيديو ونص غظة البطريرك الراعي لليوم /الراعي متوجها الى الحريري: لا تضع المسيحيين وراء ظهرك واحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود

الأحد 25 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91735/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-25-%d8%aa/

https://www.youtube.com/watch?v=aV0s9ExMXLo&t=332s

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وسمير مظلوم، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور نقيب المحامين ملحم خلف، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا المهندس مارون كرم، شيخ العشائر الحمادية الخالدية سعد فوزي حمادة، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري، وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"متى جاء إبن الانسان في مجده، يجلس على عرش مجده وتحشد أمامه جميع الامم"، قال فيها: "1.تحتفل الكنيسة في هذا الأحد الأخير من السنة الطقسية بعيد يسوع الملك: فكلمة الله صار إنسانا، وحمل إسم يسوع المسيح. بتجسده اتحد نوعا ما بكل إنسان، حتى أطلق على نفسه إسم "إبن الإنسان"، وأسس ملكوته السماوي؛ وبآلامه وموته افتدى كل إنسان من خطاياه؛ وبقيامته انتصر على الخطيئة والموت، فمجده الآب ورفعه وجعله ملكا تسجد له كل ركبة ويعترف به كل لسان أنه الرب (فيليبي 2: 9). وفي نهاية الأزمنة، سيأتي ملكا ديانا لجميع الأمم والشعوب.

في هذا العيد تقرأ الكنيسة إنجيل الدينونة كما رواه القديس متى الإنجيلي. يؤكد فيه الرب يسوع أنه سوف يديننا على المحبة تجاه أي إنسان بحاجة جسدية أو مادية أو روحية أو معنوية. وأكد أيضا أنه يتماهى مع المحتاجين ويسميهم إخوته الصغار، وهم كل جائع وعطشان وعريان وغريب ومريض وسجين (متى 25: 35- 40). إملأ يا رب قلوبنا بمحبتك لكي نجسدها لكل إنسان في حاجة.

2. بالأمس أنهينا أسبوع الرياضة الروحية السنوية مع إخواننا السادة المطارنة الآتين من لبنان والنطاق البطريركي الأنطاكي وبلدان الإنتشار. وألقى مواعظها قدس الأب مالك بو طانوس الرئيس العام السابق لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، وكان موضوعها "ثورة التطويبات". وقد حملنا بصلاتنا كل أبناء كنيستنا إكليروسا وعلمانيين حيثما وجدوا. وصلينا من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا وسائر المتألمين من مرضى وجائعين وفقراء ومظلومين ومهملين. وصلينا من أجل لبنان وشعبه ومنكوبي إنفجار بيروت وضحاياه الموتى والأحياء. والتمسنا من الله حل الأزمة اللبنانية بدءا بتكليف رئيس جديد للحكومة، وبتشكيلها بأسرع ما يمكن على أسس سليمة، مبنية على الدستور والميثاق، وقادرة على إجراء الإصلاحات والنهوض الإقتصادي والمالي والمعيشي. فنشكر الله على الـتكليف ونسأله أن يواكب التشكيل بمس ضمائر جميع المسؤولين وقلوبهم، محررا إياها من أسر المصالح والكيدية، الشخصية والسياسية.

3. كانت الغاية من رياضتنا الروحية، أولا مراجعة شخصية وتجدد روحي على ضوء إنجيل التطويبات؛ وثانيا الإستعداد لدخول أسبوع السينودس المقدس، بحيث ندخله بروح المسؤولية والتجرد والشفافية، في ما نتخذ من قرارات تختص بتدبير الأبرشيات، والليتورجية، وتنشئة الإكليريكيين، وخدمة المحبة الإجتماعية، وسواها من شؤون كنسية وراعوية. نسألكم أن تواكبونا بصلواتكم من أجل نجاح الأعمال المجمعية في ما يرتضيه الله ويؤمن خير كنيستنا وأبنائها.

4. سندان على المحبة

يحدد الرب يسوع في الإنجيل ستة أنواع من حاجات الإنسان: وهي الجوع والعطش، والغربة، والعري، والمرض، والسجن. لكنها لا تقتصر على الوجه الجسدي والمادي، بل تشمل أيضا الوجه الروحي والمعنوي والإنساني والإقتصادي. وهي حاجات نجدها في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. وكل واحدٍ وواحدة منا جميعا مدعوٌ، من موقعه وإمكاناته ومسؤولياته، لتلبيتها، إفراديا أو جماعيا.

فالجوع جوعٌ إلى الطعام والخبز، وأيضا إلى عدالة وحقوق وفرصة عمل، وإلى علم ومعرفة. والعطش عطشٌ إلى الماء، وأيضا إلى محبة وتفهم وقبول من الآخرين، وإلى مكانة في المجتمع.

والغربة غربة عن العائلة والوطن، وأيضا غربة في العلاقات المنغلقة عن الحوار البسيط والصريح، وفي الإنطواء على الذات وعدم الثقة. والعري عريٌ من الثياب، وأيضا عريٌ من الكرامة عندما تُنتهك من داخل الذات ومن الخارج، وعري من قدسية الحياة عندما تداس بالعنف والإعتداء، وعري من الحقوق الأساسية التي تقرها شرعة حقوق الإنسان.

والمرض مرض جسدي وعقلي ونفسي، وأيضا مرض روحي وهو حالة العيش في الخطيئة من دون توبة، ومرض معنوي وهو حالة اليأس والقنوط والحزن، والألم من جراء الحرمان والجوع، وأيضا مرض الكبرياء والحسد والبخل، ومختلف الرذائل. والسجن سجن وراء القضبان الحديدية، وأيضا سجن عبادة الذات، والإرتهان لأشخاص وإيديولوجيات، وللرأي والموقف، والإستعباد لتعاطي المخدرات، وللسكر، والإدمان على لعب القمار.

5. وتخضع لهذه الدينونة ولشرعة المحبة الجماعة السياسية، لا سيما وأنها وجدت من أجل تأمين الخير العام، الذي منه خير الجميع، وخير كل إنسان، على المستوى التشريعي والإجرائي والإداري والقضائي والإقتصادي والمالي والحقوقي والتربوي والصحي والأمني. إلى الآن أخفق المسؤولون في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة في واجب تأمين هذا الخير العام، لأنهم اعتنوا فقط بخيرهم الشخصي الخاص، وبعدم الولاء للوطن، وبالفساد وسرقة المال العام وتقاسم المغانم. ففكفكوا أوصال الدولة، وأفقدوها هيبتها وكسروا وحدتها، وأرهقوها بالديون وأفقروا شعبها، واستباحوا السلاح غير الشرعي والمتفلت، وهجروا شبابها وقواها الحية، وأوصلوها إلى حالة البؤس.

6. أمام هذا الواقع الأليم والإلتزام بإزالته، تقف الحكومة العتيدة قبل تشكيلها وبعده. فإنا، إذ نهنئ رئيسها المكلف السيد سعد الحريري، نشجعه ونرغب إليه أن ينطلق في تشكيل حكومته من هذا الواقع. فمعه الشعب المنتظر الفرج، والثورة الإيجابية العابرة للطوائف والأحزاب والمناطق، ومعه اللبنانيون المحبون للبنان، ومعه الكنيسة المؤتمنة على خير كل إنسان، ومعه منكوبو نصف العاصمة بيروت المدمرة من إنفجار المرفأ، وأكثرية أهلها الساحقة من المسيحيين.

فتخطى، أيها الرئيس المكلف، شروط الفئات السياسية وشروطهم المضادة، وتجنب مستنقع المصالح والمحاصصة وشهية السياسيين والطائفيين، في ما الشعب منهم براء. من أجل بلوغ هذا الهدف نقول لك بإحترام ومودة: إلتزم فقط بنود الدستور والميثاق، ومستلزمات الإنقاذ، وقاعدة التوازن في المداورة الشاملة وفي إختيار أصحاب الكفاية والأهلية والولاء للوطن، حيث تقترن المعرفة بالخبرة، والإختصاص بالإستقلالية السياسية. إحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود، فإنها تحمل في طياتها بذور خلافات ونزاعات على حساب نجاح الحكومة: فلا خفي إلا سيظهر، ولا متكوم إلا سيعلم ويعلن، لأن كل ما قلتموه في الظلمة سينادى به على السطوح" (لو 12: 2-3)، على ما يقول السيد المسيح. لا تضع وراء ظهرك المسيحيين، تذكر ما كان يردد المغفور له والدك: البلد لا يمشي من دون المسيحيين. هذا انتباه فطن وحكيم، فالمسيحيون لا يساومون على لبنان لأنه وطنهم الوحيد والأوحد، وضحوا كثيرا في سبيل إيجاده وطنا للجميع، وما زالوا يضحون.

7.أنتم هذه المرة، خلافا لكل المرات السابقة، أمام تحد تاريخي وهو إعادة لبنان إلى دستوره نصا وروحا، وإلى ميثاقه، وإلى هويته الأساسية الطبيعية كدولة الحياد الناشط، أي الملتزمة ببناء سيادتها الداخلية الكاملة بجيشها وقواها العسكرية، والقائمة على سيادة القانون والعدالة، والممسكة وحدها بقرار الحرب والسلام، والمدافعة عن نفسها بوجه كل إعتداء خارجي بجيشها وقواها الذاتية، والفاصلة بين الحق والباطل. دولة حياد ناشط في تعزيز لقاء الثقافات والحضارات والأديان وحوارها، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب لا سيما العربية منها. ودولة حياد ناشط تنأى بنفسها عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية. هذا الحياد الناشط هو المدخل الضامن إلى الوحدة الداخلية وإلى الإستقرار والنهوض الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي.

8. تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة: إلى بيروت المدمرة التي يجب إعادة إعمارها، وإلى نجاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مصير النفط والغاز وتأمين مردوده إلى خزينة الدولة؛ وإلى مواكبة المبادرة الفرنسية والإشراف على المساعدات والهبات الآتية من الدول الخارجية.

أما الآن وقد انتهت استشارات التأليف، والمطالب اتضحت، وحاجة البلاد معروفة، وحالة المنكوبين المأسوية ضاغطة، وشروط الإنقاذ الدولي صريحة، فلا يبقى سوى العجلة في تشكيل الحكومة. والعجلة هذه المرة من الله. فلا تخيبوا مرة أخرى آمال اللبنانيين والمجتمع الدولي. لست أعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر، وعلى قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجا. لبنان ذو نظام ديموقراطي يتفاهم فيه الجميع موالون ومعارضون من أجل الخير العام.

ونحن أيها الإخوة والأخوات الاحباء، نجدد رجاءنا بالله، صخرة خلاصنا. له المجد والتسبيح والشكر، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيخة الإلهية.

على صعيد آخر، تبدأ غدا في الصرح البطريركي في بكركي أعمال سينودس الكنيسة المارونية برئاسة الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، وتستمر لغاية ظهر يوم السبت في 31 الحالي، حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن كافة الامور التي تم بحثها.

 

نص عظة المطران الياس عودة لليوم 25 تشرين الأول/2020: عودة متأسفا لأن قطاع التربية يتراجع وإهمال الدولة مزمن… وباء الجهل أخطر من وباء كورونا، والخطران على الباب، وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان.

وطنية -الأحد 25 تشرين الأول 2020 

http://eliasbejjaninews.com/archives/91737/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-25-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86/

 وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "على باب إحدى الجامعات في جنوب أفريقيا علق ما يلي: لا يحتاج تدمير بلد إلى صواريخ بعيدة المدى أو أسلحة دمار شامل. يكفي أن تخفض نوعية التعليم ويسمح بالغش في الامتحانات ليحصل التالي: يموت المرضى على أيدي أطبائهم، تنهار الأبنية على أيدي مهندسيها، تضيع الأموال على أيدي رجال الاقتصاد والمال، تموت الإنسانية على أيدي علمائها، تضيع العدالة على أيدي القضاة. إن انهيار الثقافة هو انهيار للأمة. هذا القول جدير بالتأمل، فيما نحن على أبواب تأليف حكومة جديدة، نسأل الله أن يلهم المسؤولين من أجل العمل على ولادتها بأسرع وقت ممكن، لتتسلم زمام الأمور وتوقف انهيار البلد بكل ما فيه. كما نتمنى أن يكون أعضاؤها من ذوي الكفاءة والنزاهة والاختصاص، ممن انتماؤهم للبنان الوطن، وولاؤهم له وحده، لا لحزب أو زعيم أو طائفة أو مرجع داخلي أو خارجي".

أضاف: "إن الدول تبنى بالأخلاق، بالثقافة، بالتربية الصالحة والتعليم الجاد، وإلا حصل ما ذكرناه في القول المعلق على باب الجامعة. الجميع يعرف أن للتربية دورا مهما في حياة الشعوب والمجتمعات لأنها عماد البنيان والتطور، وهي وسيلة أساسية من وسائل البقاء والاستمرار، تكون شخصية الإنسان وتصقل قدراته وتعمق ثقافته ليتفاعل مع محيطه ويسهم في نموه بفعالية. إنها مجال التقدم والرقي والنمو والكمال والتطور الدائم. التربية تبني خلق المتعلم وتنمي فيه الفضائل التي تصونه، والمواهب التي منحه إياها الله، ليصبح عضوا فاعلا في مجتمعه ومواطنا صالحا صحيح التفكير، يعي مسؤولياته، ويدرك واجباته، ويحب وطنه ويخدمه بأمانة وإخلاص. التربية هي العمل المنسق الهادف إلى نقل المعرفة التي تكون الإنسان وتؤهله للحياة. إنها مسؤولية كبيرة، بل رسالة لمن يعرف أهميتها، وعامل مهم في بناء الدولة العصرية الحديثة التي تتماشى مع الحضارة وتواكب التقدم".

وتابع: "لكن المؤسف في لبنان أن التربية ليست في سلم أولويات الحكام، ووزارة التربية من الوزارات الثانوية التي لا يتسابقون من أجل الحصول عليها وإدارتها بأفضل الطرق، لكونها العمود الفقري للدولة وصانعة الأجيال".

ورأى أن "قطاع التربية يتراجع سنة فسنة، والأسباب عديدة، لكن أهمها إهمال الدولة المزمن للقطاع التربوي، والتخبط في القرار، والخطط الارتجالية أو غير القابلة للتنفيذ، وضرورة التعليم عن بعد، وتعطيل دور المركز التربوي، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي والتفلت الأخلاقي وعدم التنسيق بين الوزارات (التربية والصحة). وقد زادت الأزمة الصحية الأمور تعقيدا، بالإضافة إلى انفجار المرفأ، ما سبب غموضا في مصير العام الدراسي".

واعتبر أن "الاستثمار في التربية استثمار في الإنسان وتنمية للموارد البشرية التي تؤدي إلى نمو الاقتصاد وازدهار البلد. لكن التحديات التي تواجه الأسرة التربوية من مؤسسات تعليمية ومعلمين وذوي طلاب تهدد مصير التعليم في لبنان. إن ازدياد الأعباء على المدارس الخاصة بشكل هائل، وتراجع أحوال ذوي الطلاب، وعدم قدرة المدارس الرسمية على الاستيعاب، أمور تجعلنا في مأزق كبير".

وشدد على أن "التعليم الإلزامي ضروري وحق لكل طفل، ومن واجب الدولة تأمين هذا الحق في مدارسها الرسمية التي يجب أن تكون مفخرة لها ومقصدا لجميع أبنائها. أما من شاء أن يتلقى أولاده العلم في المدرسة الخاصة فعليه أن يتحمل مسؤولية قراره ويقوم بواجبه تجاه المدرسة التي اختارها، لتتمكن من الاستمرار في رسالتها. والمفارقة في لبنان أن الدولة تعطي أساتذة التعليم الرسمي منحا لتعليم أولادهم في المدارس الخاصة".

وقال: "التعليم ليس سلعة بل رسالة ومسؤولية. وتخلي الدولة عن واجباتها بالإضافة إلى تجني لجان الأهل على المدرسة الخاصة وحملات التضليل التي تقودها ضدها، سوف تؤدي إلى انهيار المؤسسات التربوية الخاصة، مع ما يستتبعه ذلك من نتائج كارثية على الصعد التربوية والاجتماعية والاقتصادية، سوف تنعكس على المتعلمين وأفراد الهيئة التعليمية وجميع العاملين في هذه المؤسسات".

أضاف: "وباء الجهل أخطر من وباء كورونا، والخطران على الباب، وعلى الدولة تحمل مسؤوليتها قبل فوات الأوان. نحن في حاجة إلى قيادة تربوية مسؤولة تعي أن التكامل بين التعليم الرسمي والخاص ضروري من أجل القيام بالرسالة التعليمية والتربوية، وأن عليها حماية التعليم من أجل حماية الوطن وإنقاذ أجياله الطالعة. عسى أن يتم اختيار وزير للتربية من ذوي الاختصاص والخبرة، يعي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ويتصرف بحكمة ودراية، دون كيدية أو انحياز".

وتابع: "يحدثنا إنجيل اليوم عن رجل به شياطين، ويظهر لنا رحمة الرب الواسعة، مقابل خطر التعامل مع الشيطان، هذا الكائن الساقط من المجد الأزلي بسبب عصيان الله والإبتعاد عنه، فأصبح مصدر كل شر، والتابعون له هم أشرار. لا تنقادوا له بل توجهوا نحو المسيح وأسرعوا إليه بمحبتكم له. عندما نبتعد عن الله نتعرض لخطر الوقوع في براثن الشيطان. الشيطان يعري الإنسان ويفضحه أمام الآخرين، ويجعله مخيفا بالنسبة إليهم، ويكبله بسلاسل ثقيلة لا يستطيع النجاة منها. العواصف الطبيعية يمكنها أن تهدد الجسد، أما الشيطان فيهدد النفس والجسد، ويعمل جاهدا من أجل إبعاد الإنسان عن الله. الشيطان مميت، لذلك دفع بالرجل إلى العيش بين القبور، حيث النتانة والظلمة والموت. لم يكن الرجل يأوي إلى بيت بل إلى القبور، لقد أبعده الشيطان عن البيت الأبوي، عن الهيكل الذي ندعوه بيت الرب، أبعده عن النور، وأسكنه في الظلمة والحزن اللذين سببا له الجنون، لأن الابتعاد عن الرب يؤدي إلى اليأس، الذي يؤدي بدوره إلى فقدان الصحة العقلية، ويؤدي إلى موت محتم. ربنا، طبيب النفوس والأجساد، لا يسر بهلاك البشر. يقول: تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، بينما الشيطان يثقلنا بالهموم وسلاسل الخطايا الثقيلة التي تؤدي إلى الهلاك".

وقال: "الشيطان ضعيف جدا، رغم أن من يتبعه يظن أنه يمتلك قوة وسلطة على الآخرين. ما إن رأى الشيطان الرب يسوع "خر له وقال بصوت عظيم: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أطلب إليك ألا تعذبني". لقد فضح المسيح ضعف من فضح خليقة الله، عرى المسيح من عرى الإنسان، كبل المسيح من ربط الإنسان بالسلاسل. عرفت الشياطين الساكنة في الرجل حجمها أمام الرب، فخرت ساجدة وطلبت أن لا يأمرها بالذهاب إلى الهاوية. الشيطان عرف أنه سيدان، لكنه لم يسع إلى التوبة (أي إلى الرجوع إلى الله)، واستمر في غيه وشروره، فكان حضور المسيح المفاجىء مرعبا له. التوبة تدخل الإنسان في سلام لا ينتزع منه، تدخله في مصالحة مع الله. عرف الشيطان أن عاقبة أفعاله عذاب أبدي، مع ذلك لم يبد أي استعداد للعودة، وهو يدفع الإنسان أن يفعل مثله، إذ يغرقه في الخطايا ويبعده عن طريق التوبة، لذلك عندما سأل الرب الشيطان عن اسمه أجابه: لجيون، أي مجموعة أو كتيبة، لأن الرجل كان قد أسلم نفسه لتتخبط في بحر من الخطايا، فتسيدت الشياطين الكثيرة على حياته. طلبت الشياطين الدخول في قطيع الخنازير، ليس لأنها قذرة فقط، بل لرمي الفتنة بين شعب تلك المنطقة وبين الرب يسوع. الشيطان، عدو الإنسان، لم يعجبه حضور المسيح في منطقة وثنية، وخاف من أن ينتشلها الرب من الظلمة إلى النور. لقد نشر الشيطان الذعر بين السكان بسبب ما قام به، وحول هذا الخوف ضد المسيح، تماما مثلما يحدث مع كل إنسان يواجهه الشر وبدل التشبث بالرب، يتزعزع إيمانه ويطرد الرب من حياته كما فعل أصحاب الخنازير ومواطنوهم بطردهم الرب بسبب الخسارة المادية".

أضاف: "ظن الناس أنهم تخلصوا من الرب، لكنه ترك بينهم إنسانا كان عريانا ومخيفا وأصبح لابسا صحيحا. لم يقبل الرب يسوع أن يتبعه الرجل، بل قال له: إرجع إلى بيتك وحدث بما صنع الله إليك. أرسله مبشرا بكلمة الله بين أناس وثنيين فذهب وهو ينادي في المدينة كلها بما صنع إليه يسوع. هذا واجب كل واحد منا، أن نحدث بعظائم الله في حياتنا، أن نشهد للحق، في عالم أصبح غريقا في الظلمة. هذا ما فعله القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس، الذي نعيد له غدا. لقد ثبت القديس ديمتريوس في إيمانه بالمسيح وسط عالم وثني، فعرف الوثنيين على الإله الحقيقي. الشيطان حاول أن ينال من المسيحيين في مدينة تسالونيكي اليونانية، عن طريق أناس وشوا إلى الإمبراطور الوثني بأمر ديمتريوس الذي جاهر بمسيحيته ولم يهب سخط الحاكم. رمي ديمتريوس في سجن نتن تحت الأرض، لكنه بقي ثابتا، لا بل شدد صديقه نسطر في معركته ضد لهاوش في حلبة المصارعة. هكذا، من يبقى ثابتا في إيمانه، رغم كل ما يحصل معه أو حوله، لا يثبت وحده، بل يثبت معه الكثيرين. القديس ديمتريوس، كافأه الرب بأن أصبح جسده مفيضا للطيب بعدما عانى السجن في مكان قذر".

وتابع: "كل إنسان يحيا مع الله، ويثبت في إيمانه به، يفيض منه طيب، ليس بالضرورة عطرا يشمه الناس، بل قد يكون طيب أفعال مليئة بالمحبة، أو طيب كلام شاف من اليأس والحزن. هذه دعوتنا، يا أحبة، أن نكون بلسما لجراح إخوتنا، لا أن نزيد ألما على آلامهم".

وختم عودة: "بارككم الله، وجعلكم قديسين، تفيضون طيوبا متنوعة في عالم يسوده الشر الذي تفوح منه رائحة نتنة. لا تخجلوا من التبشير بكلمة الرب، حتى لو رذلكم بعض الناس. أثبتوا، تشجعوا، كونوا نورا في ظلمة هذا الدهر".

 

الباحث اللبناني جوزيف باحوط: “الجحيم اللبناني” ليس نتاجاً كلياً للمتغيرات الإقليمية بل “صنع في لبنان” وكذلك يكون الحل

رلى موفّق/القدس العربي/25 تشرين الأول/2020

بكثير من الوضوح، يعتبر الباحث جوزيف باحوط، الذي عُيِّن حديثاً مديراً لمركز عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية، أن جزءاً من أزمة لبنان وانهياره الذي سيُدخله في الجحيم له علاقة بالعوامل الخارجية والإقليمية والدولية التي لا بد من انتظار نتائجها، ولكن جزءاً آخر من هذا الجحيم صُنع في لبنان، وبالتالي لا بد من إنجاز الحل داخلياً قبل أن تُسقَطَ التسوية الإقليمية على البلاد بما لا يُفيدها. ويرى باحوط أن لبنان انعكاس ثانوي للملف الإيراني في الإدارة الأمريكية الحالية، وسيستمر هكذا مع الإدارة الجديدة إلى حين، وأن انتخاب رئيس أمريكي جديد أو الإبقاء على الرئيس الحالي لن يُترجم بالضرورة ارتياحاً في الملف الإقليمي أو اشتداده بطريقة صدامية، ما يعني أن الانعكاس لن يكون مباشراً بالزمن ولا بالنتيجة الحتمية الراديكالية.ويلفت إلى أن ثمة مشروعين في لبنان يتناقضان اليوم، أحدهما كان في مرحلة الصعود، ويواجه الآن مجتمعاً ممانعاً، بينما الثاني ما زال يعيش في زمن غابر ولا يُعيد اختراع نفسه، محذراً من أن الانهيار سيؤدي إلى انفجار العنف الذي سيأخذنا إلى مزيد من الوجع، ولن يُوّلدَ نظاماً جديداً لأنه لا نظام يقوم على وقع الانهيار. وهنا التفاصيل:

*نحن على بعد أيام من الانتخابات الأمريكية التي ستنعكس نتائجها على قضايا كثيرة. برأيك، أي انعكاسات ستحملها على لبنان المنهار مالياً واقتصادياً والغارق في أزماته الداخلية؟

** الانعكاس سيكون حسب النتائج. أشك أن أحداً قادر على التكهن بالنتيجة رغم استطلاعات الرأي وما يظهره الواقع الأمريكي. مثل هذه الأيام عام 2016 كانت هيلاري كلينتون متقدمة بفارق مريح إنما فاز دونالد ترامب.

المقولة أن أي انتخابات أمريكية تنعكس على واقعنا الشرق أوسطي واللبناني هي مقولة دائمة. في زمن الحرب اللبنانية كنا كل 4 سنوات نقول إن الأمور ستُحل لأن رئيساً أمريكياً جديداً سينُتخب، لكنها استمرت 15 عاماً. الانعكاس لم يكن يوماً مباشراً بالطريقة التي يُفكر بها الناس. أكيد يوجد انعكاس، إنما يجب معرفة أنه في الإدارة الأمريكية الحالية، والأرجح أن هذا سيستمر لوقت مع الإدارة الجديدة، لا يُوجد ملف للبنان قائم بذاته إلى جانب ملفات شرق أوسطية أخرى، هناك جزء من ملف أو فصل اسمه لبنان، سوريا، العراق ضمن ملف كبير اسمه إيران. بمعنى أننا في لبنان انعكاس ثانوي للملف الإيراني في الإدارة الحالية.

عند الفرنسيين يوجد ملف للبنان قائم بذاته، ولهذا السبب يوجد اختلاف بين المقاربتين الأمريكية والفرنسية. المقولة الأمريكية مفادها أن إيران يجب أن تخضع لإعادة تفاوض على الملف النووي وما يتفرَّع عنه، أي الموضوع البالستي، ووجودها الإقليمي… إلخ، عبر الخضوع لما يسمى ضغوط الحد الأقصى.

هذه الضغوط القصوى تُطبَّق على إيران عبر العقوبات وعلى الأماكن التي لإيران يد طولى فيها، وبالأخص لبنان لأن موضوع “حزب الله” هو الأبرز في الإقليم بما يتعلق بوهج النفوذ الإيراني. لغاية الآن هذه هي المقاربة، وكنا على قاب قوسين أو أدنى من اعتبار لبنان الرسمي مساوياً لـ”حزب الله”. هذا هو المنطق السائد في واشنطن. يفصلنا فقط “إنش واحد” عن هذا الموضوع، ولكن على اللبنانيين أن يتنبهوا، ففي أي لحظة قد نصل إلى هذا المكان. حتى الجيش اللبناني قد يصبح خاضعاً لهذه المعادلة ما يؤدي إلى وقف كل أشكال المساعدة.

حدثت تغييرات جزئية في هذا الموضوع في الفترة الأخيرة لها علاقة بانفجار المرفأ، وأيضاً بضرورة ألا يموت لبنان كلياً قبل أن تحدث الاستحقاقات الجديدة في المنطقة، ربما يتم إنعاشه بقليل من الأوكسجين حتى لا يموت بشكل مباشر. من هنا تبرز “الحلحلة” الحالية في عملية تشكيل الحكومة، ولكنها لا تغيّر الإطار العام.

 في حالة فوز ترامب ستُطرح عدة أسئلة: كيف سيُكمل الضغط الأقصى على إيران لإجبارها على الحضور إلى طاولة المفاوضات في وقت كل خبراء ملف إيران في الولايات المتحدة يقولون إن هذا الموضوع قد يستغرق سنوات؟ والسؤال الآخر هو كيف سيتم سدّ الثغرات في الجدار الذي وضع بوجه إيران والتي تستغلها للنفاذ، لا سيما وأن النظام الدولي لا يقف ثابتاً خلف الأمريكان، من روسيا إلى الصين إلى تركيا؟ وإلى أي حد سيختلف الهدف الأقصى الأمريكي عن النتيجة السابقة، بمعنى كم سيستطيع ترامب أن يُحسِّن الاتفاق الجديد مع إيران بالمقارنة مع الاتفاق القديم، فقد يزيد فصلاً على الموضوع البالستي أو على موضوع النفوذ الإقليمي لإيران، لكن في الواقع إذا لم يتغيَّر ميزان القوى بشكل حقيقي بين إيران والدول الغربية وأمريكا والخليج بشكل خاص فلن تخضع إيران لهذه المشيئة.

الخيار الآخر، هو الخيار العنفي الحربي، وهنا توجد أسئلة عدة حول مَن سيقوم به، الأمريكيون أم الإسرائيليون؟ فعقيدة ترامب ثابتة بأنه لا يريد إدخال بلاده في حروب جديدة في المنطقة مُكلفة مالياً وبشرياً. تبقى الأداة المباشرة هي إسرائيل والخليج، وهنا نرى التقارب الجديد بين إسرائيل والخليج، ولكن لا أحد يستطيع أن يتصوّر أن بإمكان هذا الثنائي أن “يكسر” إيران بمعنى “النموذج العراقي”، أي تغيير النظام في إيران، فهذا ليس في متناول اليد. إذن سيبقى صراع عض أصابع وحرب باردة طويلة بين هذا الثنائي وإيران، وبالتالي يمكن أن يُدخل المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات في لبنان أو اليمن أو سوريا أو العراق.

*وإذا فاز المرشح الديمقراطي؟

** الناس تنطلق من فرضية أنه إذا فاز بايدن، وكونه كان نائباً لأوباما، فإنه سوف يعمل على إحياء الاتفاق النووي في اليوم التالي بعد انتخابه، وهذا ليس بالشيء المؤكد. ثمَّ إن بايدن وإنْ كان ملتزماً بشكل معنوي وربما سياسي بالاتفاقية حول النووي، كما كان سابقاً، إلا أنه براغماتي، ويرى أنه حتى لو كان هناك انتقاد كبير لما قام به ترامب، لكن في نهاية الأمر هناك مكتسبات وسوف يستفيد منها، كإضعاف إيران وخنقها اقتصادياً. لا يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن إلى أي مدى سيستثمر ذلك؟

على كل، الأمور ستأخذ وقتاً قبل أن تبدأ المفاوضات مع إيران، هذا إذا بدأت. قد تمرُّ سنة أو أكثر حتى تُجهِّز الإدارة الجديدة نفسها، وحتى تفتح القنوات غير المباشرة. هنا لا بد من الإشارة إلى الواقع العربي الجديد. أيام أوباما فُتحت القنوات عبر سلطنة عمان وأطراف أخرى، أما اليوم فهذه الأطراف لم تعد مرشحة لأن تلعب دور الوسيط، فقد حدثت تغييرات. سلطان عُمان توفي، وكذلك أمير الكويت، والخليج طبَّع مع إسرائيل. الأمر أصبح أصعب تقنياً، ويستلزم فتح قناة مباشرة أو جديدة بين إيران وأمريكا.

وهناك احتمال دخول موضوع آخر على الأجندة الأمريكية يضع إيران في المرتبة الثانية أو الثالثة، مثلاً كوريا الشمالية أو انهيار الاقتصار العالمي بسبب كوفيد-19، وقد يرى الإيرانيون أن عليهم أن يختبروا الرئيس الجديد، وهذا الأمر قد يستغرق أكثر من سنة لمراقبة سلوكه في أماكن أخرى مثل سوريا واليمن… إلخ.

* إذن الرهان على حلول قريبة هو رهان خاطئ؟

**ما أقصده أن انتخاب رئيس أمريكي جديد أو الإبقاء على الرئيس الحالي لن يُترجَم بالضرورة ارتياحاً في الملف الإقليمي أو اشتداده بطريقة صدامية. من المؤكد أنه سيكون هناك انعكاس مهم جداً للانتخابات الأمريكية سيطال العالم، لكن علينا أن نبقى هادئين لأن الانعكاس لن يكون مباشراً بالزمن ولا بالنتيجة الحتمية الراديكالية.

بالنسبة للبنان، برأيي أن جزءاً من أزمته ومن انهياره الذي سيدخله في الجحيم له علاقة بالعوامل الخارجية، الإقليمية والدولية، وهو ليس له يد فيها، وعليه أن ينتظر نتائجها، ولكن هناك جزء من هذا الجحيم صُنع في لبنان.

سأذهب أبعد من ذلك، إذا جاءت تغييرات إقليمية وهناك جزء لبناني لم يُنجز، فلن يكون لهذه المتغيرات الانعكاس المرتجى على لبنان. إذا كان هناك “فرض” لم يُنجز، فمن الممكن أن تُسقَـطَ “الطبخة” الإقليمية على لبنان بشكل لا يُفيده، بمعنى أنه إذا كانت هناك تسوية بين أمريكا وإيران، أو صدام بين أمريكا وإيران، ولم يكن العمل المطلوب لبنانياً قد أُنجز كالإصلاحات وتغيير السلوك السياسي والخروج مثلاً من بعض المحاور الإقليمية، فلن يستفيد لبنان من “الطبخة” الإقليمية، وربما سيشبه الأمر فترة التسعينيات عندما أُسقط على لبنان “اتفاق الطائف” لأنه كان انعكاساً لتسوية إقليمية ودولية، وبرهنت التجربة أن هذا الموضوع لا يدوم.

من المؤكد أن هناك انتظاراً مفهوماً من قبل لبنان للمتغيرات الإقليمية التي ستعكسها الانتخابات الأمريكية، ولكن هناك أموراً يجب أن تُنجز في لبنان على الأقل لإبقائه على قيد الحياة إن لم نقل لإعادته إلى عافيته.

* بمعنى الطبقة السياسية الحاكمة لا تتعامل على أساس أن هناك أزمة حقيقية، بل وكأن ما يجري هو فقط لعبة صراعات، فريق يرى أن علينا أن نصمد في وجه أمريكا مع إيران، وآخرون ينتظرون…

** صحيح، برأيي حدثان كان يمكنهما أن يُغيّرا عقلية الطبقة السياسية في لبنان، لجهة روحيتها ومقاربتها. الحدث الأول هو مفاجأة 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، غير أن يقظة الشَّارع اللبناني لم تصمد أكثر من شهر أو شهرين بتأثيراتها على الطبقة السياسية. في البداية كانت كمن أصيب بلكمة فترنحت وفهمت أن شيئاً ما يتغيَّر، وأنه يجب القيام بعمل ما حتى تستعيد توازنها. لسوء الحظ، استطاعت تخطي هذه المرحلة، وساعدها الشارع بموت الحراك. وأظهرت الطبقة السياسية أنها أقوى بكثير من هذه اللكمة. ترنح النظام لكنه وجد سريعاً مخرجاً لأزمته، حينها من خلال وصفة حسان دياب التي مرَّرت الوقت، والآن من خلال وصفة سعد الحريري المتجددة والتي هي مهمة جداً برمزيتها، أي في العيد السنوي للثورة يعود سعد الحريري بهذا الشكل التسووي وبتسويات خفية. هذا الأمر أظهر أن الطبقة السياسية اجتازت القطوع الأول.

أما الحدث أو القطوع الثاني الذي كان بإمكانه المساهمة بوعي الطبقة السياسية وأن تفهمَ أن اللعبة انتهت، هو الانهيار الاقتصادي واشتداد الأزمة والوصول إلى الحائط المسدود. فعندما يقول حاكم مصرف لبنان إنه لم يعد يستطيع تأمين الدعم، ورئيس الجمهورية يقول إننا ذاهبون إلى جهنم، والتحويلات المصرفية لم تعد ممكنة، كان بالإمكان القول إن حليف الوعي في لبنان هو الأزمة الاقتصادية والانهيار، لكن لسوء الحظ، ظهرَ أن هذا أيضاً غير كاف… لماذا؟ لأن الانهيار بدل أن يُضعف شبكات الزبائنية التي تستعملها الطبقة السياسية لتسطو على المجتمع، ساعدها، بمعنى أن الناس أصبحوا اليوم – في ظل العوز والحاجة – يلتفتون أكثر إلى الطبقة السياسية ليروا ماذا بإمكانها أن تعطيهم بعد. وبدل أن يثوروا، يعودون إلى إحياء هذه الطبقة التي لُفظت في البداية. أيضاً العودة إلى تسمية سعد الحريري واعتبار بعض الناس الذين كانوا ناقمين على النظام السياسي أن ما قاموا به يعتبر انتصاراً، هي برهان على إفلاس هذه الموجة التغييرية. هذا لا يعني أن الحراك انتهى ولكن يجب أن يُعيد اختراع وتنظيم نفسه.

جواباً على سؤالك، اللبنانيون يعيشون حالة إنكار وهذا الأمر واضح. من جهة، الطبقة السياسية عاشت لفترة قصيرة بحالة وعي، تملَّكها الخوف على نفسها، لكنها عادت وفهمت أين مكامن خلل الخصم ومكامن قوّتها واستعملتها لآخر مدى. ومن جهة ثانية، حالة الإنكار عند الناس ما زالت موجودة. جزء من اللبنانيين يقول إننا نتألم اليوم، ولكن بعد شهرين ستحدث تسوية إقليمية ونرتاح وتأتي الأموال، وكأن الأموال ستمطر مباشرة بعد التسوية الإقليمية، أو كأن التسوية الإقليمية ستحدث مباشرة بعد الانتخابات. وجزء آخر يقول إنه بعد شهرين أو ثلاثة ستنهار إيران وستصبح البوارج الأمريكية قبالة شواطئنا، و”حزب الله” سيستسلم ونعود إلى تركيب نظام سياسي آخر، وتستتب الأمور فتتدفق أموال الخليج إلى لبنان وأموال اللبنانيين في الخارج تعود. هذا وهم مطلق، وهنا أعود إلى الوهم اللبناني لأقول إن الاثنين يتغاضيان كلياً عن شيء لن تجد له حلاً أي إرادة دولية إذا لم يُحل لبنانياً، وهو حجم الفجوة الاقتصادية – الاجتماعية التي حدثت في البلد، والتي لها علاقة أكيدة بالتطورات الإقليمية، وأيضاً لها علاقة بديناميات محلية. وحتى أقولها بشكل محسوس أكثر: إذا كان صحيحاً أن هناك 60 إلى 80 مليار دولار من الثروة الوطنية تبخّر، أي خسرناه وأنا أعتقد أنه صحيح، فمهما حدث من تغيّرات إقليمية فلن تُغيّر من أن حجم اقتصاد لبنان انتقل من 100 إلى 40، بمعنى أن البالون تقلّص، وهذا لن يعود. ومهما حدث إقليمياً، ولو قلنا إن الأمور تحلحلت وعادت الحركة إلى الدوران، لا يمكننا التغاضي عن أن هناك شيئاً خسره لبنان، وهو كمن بُترت يده أو خسر كُليته، بإمكانه العيش ولكنه سيعيش بعضوٍ ناقصٍ. هذه برأيي هي حالة الإنكار.

* لم تعد هناك إمكانية لأن يعود لبنان إلى ما كان عليه؟

** هناك شيء سياسي وشيء اقتصادي وشيء معنوي وشيء ثقافي، هذه الكيمياء اللبنانية التي كانت موجودة انتهى شيء منها إلى غير رجعة.

* برأيك ألم نمر بمرحلة سابقة كنا نقول فيها الشيء نفسه؟

**صحيح. وقد حدثت تحوّلات في تاريخ لبنان غيّرت وجه البلد. الناس لا تُحب كثيراً سماع هذا الكلام. لنأخذ الواقع الطائفي الجديد، أو الواقع السوسيولوجي في لبنان، هل بإمكاننا اعتبار أن لبنان اليوم يُشبه لبنان الكبير في الـ1920، بتركيبته والسطوة الثقافية والسياسية التي كانت لبعض الطوائف والمجموعات في لبنان؟ لا، وجه البلد تغيَّر. خلال الحرب تغيَّر تدريجياً ولهذا لم نعد نشعر به. طريقة حكم لبنان عشية الحرب الأهلية وما بعد الحرب الأهلية تغيّرت راديكالياً وكذلك طريقة معيشته، ولكن هذا حدث على مدى 20 عاماً، أما الآن فالتغيير يحدث مرة واحدة: الانهيار والمصارف والهجرة، والإقليم. كل هذا يتغيَّر مرة واحدة، وهذه المرَّة بشكل أقوى وأفظع على الناس. هذا الأمر أصبح واضحاً ولا أعتقد – إلا إذا حدثت أعجوبة – أن القطاع المصرفي اللبناني سيعود إلى ما كان عليه بعد الذي أصابه من عطبٍ تقني ومعنوي. المصارف لن تعود مكوناً للحياة الاقتصادية في لبنان.

 توجد أسئلة يجب على اللبنانيين أن يطرحوها على أنفسهم بمعزل عن المتغيرات الإقليمية، هل سيبقى لبنان مُصدِّراً لأولاده؟ وأي وظيفة ستكون له… بلد صناعي أم زراعي؟ وهل سيعود بلداً سياحياً؟ هل العالم ما زال مستعداً لاستقبال أولادنا؟ الغرب يتغيَّر واللبنانيون يجب أن يفكروا بهذا الموضوع. ماذا سيفعلون إذا حدثت تسوية كبيرة في المنطقة. إذا حدث تطبيع مع إسرائيل ميناء حيفا وميناء بيروت سيعودان للتنافس، كم تحضَّرنا لهذا الموضوع؟ إذا حدثت تسوية لا أحد سيُقدِّم لنا الهدايا، ويُعطينا الميزة التنافسية لميناء بيروت التي كانت موجودة في ظل الصراع العربي – الإسرائيلي، هذه كلها تغييرات جوهرية تُحتم على اللبنانيين التفكير بخياراتهم المستقبلية، وليس فقط ترقب ما سيحدث في الإقليم حتى نقرر ماذا سنفعل، وماذا نفعل لنكون حاضرين لهذه المنافسة؟

* مَن تقصد؟

** النخب اللبنانية كافة، النخب السياسية الحاكمة، النخب السياسية المعارضة، جزء منها من مسؤولية الحراك والثورة الطامحة للتغيير التي لم أسمع منها شيئاً بهذا الموضوع، النخب الاقتصادية التي ما زالت على فكر كلاسيكي وممل، وكيف نعيد المصارف إلى حركتها، وكيف ننهي الخسارات؟ أنتِ كشخص لديكِ خسارة وستجدين طريقة لسداد ديونكِ ولكن كيف ستُعلّمين أولادك وأين ستسكنين؟ هذه الأشياء بحاجة إلى بحث. كذلك النخب الثقافية والفكرية التي أَنتجتْ في المرحلة السابقة الفكر الذي كان ملازماً لمسيرة النجاح اللبناني في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، هذا انتهى وهذه النخبة الثقافية رحلت. فبماذا تفكر النخبة الثقافية الموجودة اليوم حتى تجد ليس فقط وظيفة اقتصادية للبنان وإنما كرسالة ودور؟ هل بإمكاننا بعد أن نكون أرض التعايش أو المسالمة بين الأديان؟

* أنا سألتك مَن تقصد لأن هناك قناعة بأن فريق من اللبنانيين لديه مشروعه، وآخرون متمسكون بلبنان ولكن يظهرون عاجزين وقاصرين…

** إذا كنتِ تقصدين ما يُمثّله “حزب الله” أكيد لديه مشروع رديف للبنان، ولكن أولاً هذا ليس مشروعاً متكاملاً، إنما مشروع جزئي له علاقة بالممانعة السياسية وربما الأمنية، وربما له علاقة بتصوّر ما، للانحياز إلى بعض المنظومات في المنطقة ضد منظومات أخرى، ولكن هذا لا ينشئ بلدًا بحد ذاته، هذا ملائم لمرحلة معينة ولكن هذا لا يكون جزءاً من هوية بلد، وإنما جزء من مهام آنية. كما أن هذا لا يترجم سياسة اقتصادية ولا يترجم سياسة ثقافية. لنفترض أن هذا عبارة عن مشروع، أين الجانب الاقتصادي منه؟ ربما هو الانفتاح باتجاه الشرق ولكن هذا لا يكفي؟ ماذا يفعل بباقي الأجزاء؟ كيف أتعامل معه؟ وهناك سؤال آخر بمعيار قبولية المشروع في المجتمع اللبناني؟ وماذا يفعل لكي يحوز على الأكثرية؟ وإذا لم يأخذ الأكثرية كيف سيترجم؟ هل بالتسلط؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن تطرح.

من الجانب الآخر هناك تقصير في التفكير المراد. جزء يعيش “نوستالجيا” بأن لبنان القديم ممكن أن يعودَ عندما يتغيَّر الإقليم، وهذه موجودة منذ آخر الحرب في لبنان، وهي على فكرة شاركت وساهمت بإنتاج وفبركة ما سمي وقتها الإحباط المسيحي. لقد ظل المسيحيون يعيشون لمدة عشر سنوات في “الثلاجة” على أمل أن يُرفع الغطاء عن “الطنجرة” فيخرج الموضوع السوري من المعادلة ونعود إلى لبنان الستينيات. هذا لن يعود لأنه تغيّر. جزء يعيش هذه النوستالجيا وجزء يعيش الإمكانية الثانية، بأن تحدث تسوية ويعود الخليجيون إلى إرسال الأموال ونعود نحن للعمل سماسرة لديهم وننظر لما يريده الأمريكيون، بمعنى أنه ليس عندنا رأي حول ماذا سنفعل بأنفسنا.

المشروعان يتناقضان اليوم، أحدهما صاعد، بينما الثاني ما زال يعيش في زمن غابر ولا يُعيد اختراع نفسه. الوضع مؤلم وصعب لأننا عالقون بين نموذج إقليمي – دولي – لبناني انتهى، ونموذج بديل لم يتبلور بعد ومتعثر الولادة وقد طال الوقت. هذا ما تكلم عنه (أنطونيو) غرامشي عن أوروبا في العام 1940. هناك عالم يموت وعالم آخر عصيّ على الولادة، وبينهما شيء مُخيف. نحن نعيش في هذا الشيء المخيف، حيث الخيالات مسموحة، وتكثر النظريات الواقعية وغير الواقعية التي فيها بعض الحقيقة لكن لا أحد يستطيع حسم النتيجة.

برأيي هذا الأمر ليس سلبياً بالمطلق، هناك شيء إيجابي، بمعنى أنه طالما هناك وقت ضائع في المنطقة والعالم، وطالما أننا في “القعر” ولدينا هذه التخمة من المشاريع، إذن دعونا نتحاور حول مستقبلنا، لكن هذا الحوار يجب أن يتمَّ على وقع المساواة. البعض يرى أن هذا الأمر صعب راهناً بوجود مشروع قادر على فرض نفسه على الآخرين لأنه يملك أدوات السلطة، لكن ذلك وإنْ حصل لا يعطيه الشرعية كونه لا يملك القدرة على إقناع الجميع بقيمة مشروعه.

* لكن هناك نظرية أخرى تقول إنه حتى يستطيع “حزب الله” فرض مشروعه، تمَّت رشوة هذه الطبقة السياسية بالفساد الذي نشهد ارتداداته… (مقاطعاً)

**هناك إفساد حصل للآخرين شرط السماح لمشروعه بإكمال مسيرته، لكن هذا لم يحظ بالانسيابية في المجتمع. وأنا برأيي هذا من أسباب القلق الكبيرة المفروض أن تكون لدى “حزب الله”، وهي تختلف عمّا كان يجري في التسعينيات، بمعنى أن “حزب الله” اليوم يطل على مجتمع ممانع بشكل كبير لمشروعه، بشكل أكبر مما كان يعتقد. اليوم استدرك الأمر واستدرك أنه يوجد فريق كامل يرفض هذا المشروع. من المؤكد أنه يفكر بطرق بديلة، والانهيار الاقتصادي عامل مساعد آخر في دكّ مشروع “الحزب”. فليس بإمكانه عزل نفسه عن هذا الانهيار الذي يحدث اليوم. هو مأزوم كما القوى الأخرى، إنما الفرق أن أزمته أقل من أزمتهم لأنه ليس طرفاً لبنانياً بالكامل، ولأنه طرف كان في مرحلة الصعود وربما الآن توقف صعوده. ومن هنا جاء القول للأمريكيين إنه إذا كان رهانكم أن الجوع في لبنان سيؤدي إلى انهيار “حزب الله”، فإن لبنان سينهار قبل “الحزب”.

* الرأي المقابل يقول إنه لولا هذا الضغط على لبنان لما تكوَّن الوعي اللبناني بخطورة مشروع “حزب الله”؟

** صحيح، لكنه لا يُغيِّر في الصورة العامة، سيُغيِّر عند الناس الذين كان عندهم وهمٌ أن “الحزب” لديه مشروع، اليوم يقولون إن هذا المشروع قائم على تجويعنا.

* لا حلول سريعة والوقت قاتل بالنسبة للبنان وكأن لا خيارات أمامه سوى الانهيار، هل يمكن أن يخلق ذلك شيئاً غير متوقع؟

** غير المتوقع هو انفجار العنف الذي سيُدخلنا إلى مكان آخر. وماذا يمكن أن يُخلّف الانهيار غير مزيد من الوجع واحتمال العنف؟ هل سيولّد نظاماً جديداً؟ لا… لأنه لا يقوم نظامٌ على وقع الانهيار.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي24- 25 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

المبادرة الوطنية لاستعادة السيادة وتحرير لبنان من الوصاية/د. منى فياض/الحرة/25 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91722/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7/

ليلة 17 تشرين الأول من العام الماضي، كنا مجموعة من السيدات، نحتفل بعيد ميلاد صديقتي. في حوالي العاشرة ليلا بدأت تصلنا أنباء عن تدهور الوضع الأمني وعن مظاهرات واضطرابات تعم شوارع بيروت وبعضها يقوم بأعمال وشغب. ساد التوتر جو الجلسة وبدأ الحضور يبحث عن الطريق الآمن للعودة إلى البيوت. عرضن مرافقتي فاقترحت أن نمرّ بشارع الحمرا لمعاينة ما يجري. استنكرن الأمر وحاولن ثنيي عن ذلك. وجدت الحمرا خالية من المارة إلا فيما ندر كما تعمّ آثار الحرائق لحاويات النفايات المنقلبة أرضا بعد إضرام النار فيها. قرب الإذاعة اللبنانية عند مدخل الحمرا بدأت بوادر عرّاضات لشبان القمصان السود على دراجاتهم النارية يجوبون الشوارع مطلقين الصراخ والرصاص في الهواء ملوحين بقبضاتهم. عاينت بنفسي أن من افتتح يومها ثورة 17 تشرين الأول 2019 كانوا أصحاب القمصان السود، دون سواهم، ربما نزلوا لابتزاز شركائهم في وزارة الاتصالات حينها.

 

 

حرب فرنسا و”الإسلامية” وراية “التجديف”/فارس خشان/النهار العربي/25 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91726/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%8a%d8%a9/

عندما أقرّت فرنسا “حق التجديف” وحمته، كانت الكنيسة الكاثوليكية في الواجهة. في هذه المعركة التي استلهمت الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير، إنتصرت الجمهورية. وعندما أقرّت فرنسا زواج المثليين وحقهم في تبنّي الأطفال، كان كاثوليك فرنسا، في الواجهة. في هذه المعركة التي قادها الرئيس الإشتراكي فرانسوا هولاند، إنتصرت الجمهورية.فرنسا نفسها، تعود الى المواجهة، ولكن هذه المرة مع “الإسلامية”، وهي تَعِد نفسها، بقيادة “الوسطي” ايمانويل ماكرون، أن تنتصر مجدّداً. و”الإسلامية” تعبير من ابتكار فرنسي يقصد به كل تيار إسلامي يعتمد نظرته الخاصة الى الإسلام، ويريد فرضها على الآخرين واعتمادها في مسار سياسي.

 

اقزام يديرون ازمة/الأب سيمون عساف/25 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91733/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%82%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a7%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a3%d9%81%d9%84%d8%b3/

 

فيديو ونص غظة البطريرك الراعي لليوم /الراعي متوجها الى الحريري: لا تضع المسيحيين وراء ظهرك واحذر الإتفاقيات الثنائية السرية والوعود/الأحد 25 تشرين الأول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91735/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-25-%d8%aa/