LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october26.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

زيدوا َعلى إِيْمَانِكُمُ الفَضِيلَة، وعلى الفَضِيلَةِ المَعْرِفَة، وعلى المَعْرِفَةِ العَفَاف، وعَلى العَفَافِ الثَّبَات، وعَلى الثَّبَاتِ التَّقْوَى، وعَلى التَّقْوَى الحُبَّ الأَخَوِيّ، وعَلى الحُبِّ الأَخَوِيِّ المَحَبَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

الياس بجاني/يلي مفطوم ومربى وعايش على القبض من الإيراني بيفكر الكل متلو..لا يا سيد صحح معلوماتك

الياس بجاني/من حق اللبنانيين الحصول على المال والدعم حتى من الشياطين للتخلص من احتلال حزب الله وتعطيل مشروعه الفارسي

الياس بجاني/رسالة الرئيس عون بينت كم هو غريب ومغرب عن الجنرال عون وعن شعب لبنان العظيم

الياس بجاني/الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/عيب على الحريري ان يلجئ للإرهاب ويقيل مديرة وكالة الأنباء الوطنية لأنها تغطي الثورة الشعبية

الياس بجاني/تحية أكبارة وعزة لطرابلس ولأهلها السياديين والشجعان

الياس بجاني/خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 تشرين الأول 2019

حسن نصرالله في مأزق

خلوة بين عون والحريري.. اليكم التفاصيل

مساندة من الهرمل للفاكهة وطرد عناصر «حزب الله».. «سنية شيعية قبرنا الطائفية»!

نصرالله أو نحرق البلد/يوسف بزي/المدن

عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من "حزب الله"

إستقالة الحكومة اللبنانية شبه واقعة والجديدة من 14 وزيراً.. اللواء عباس ابراهيم وزير للداخلية

نصر الله يستدعي باسيل… تحذيرات أممية وتوقع استقالة الحكومة اللبنانية/طوني بولس/اندبندنت عربية

للأسف أيها الأصدقاء، الظاهر الأزمة طويلة، والكل عالقون بعنق الزجاجة/ إيلي الحاج/فايسبوك

غوتيريش يضع السلطات والمحتجين في لبنان بكفة واحدة ورأى «عجزاً متفاقماً» في الثقة بين الناس والنخب السياسية عبر العالم

مسؤول أميركي يعلّق على "تسلل" حزب الله الى التظاهرات

رصَدَ "مؤامرة وتمويلاً مشبوهاً" للانتفاضة: نصرالله يطالب الحراك بالحوار وإلا...

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نداء بكركي: حكومة جديدة.. ولا أحد أكبر من لبنان

الحراك الشعبي ينأى بنفسه عن السياسيين... ليحتضن الفنانين ومطربون وإعلاميون يشاركون في المظاهرات في عموم المدن اللبنانية

الحريري يحاول «تبريد الأجواء» ويريد إخراج الوجوه «المستفزة ويبدأ بفريقه وعون يشك بوجود «أجندات خارجية

أنصار «حزب الله» بالقمصان السود ينزلون إلى ساحة الاعتصام... وقوى الأمن تبعدهم/هتفوا ضد جعجع ورفعوا شعارات مؤيدة لنصر الله... ولندن تدعو إلى الاستماع لمطالب المحتجين

الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها ووفود من المشاركين فيها تتواصل مع سياسيين مستقلين

مناصرو «حزب الله» يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت وأصحاب «القمصان السوداء» يخرجون إلى الشارع... وسط معلومات عن قرار بـ«إنهاء» الاحتجاجات

اللبوة تعتصم ضدّ التعتيم الإعلامي

بعد الانتقادات..CNN تواكب انتفاضة اللبنانيين

بطلة النبطية التي أبكت مارسيل غانم

هكذا أعدت "يديعوت أحرنوت" تقريرها في وسط بيروت

رئيسا الجامعتين الأميركية واليسوعية:ما نعيشه أكبر حركة توحيديّة وطنيّة

"لأجل لبنان فقط" في رد حاسم على جميع رموز السلطة: إما انتخابات مبكرة وإما المواجهة حتى الخلاص!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا تعزز وجودها شمال شرقي سوريا وتتحدث عن «انسحابات كردية» وموسكو تطلب مغادرة الجنود الأميركيين من شرق الفرات

وزير الدفاع الأميركي يؤكد الإبقاء على قوات لحماية النفط وقيادية كردية تطلب من واشنطن الاعتراف السياسي

روسيا تعزز وجودها شمال شرقي سوريا وتتحدث عن «انسحابات كردية» وموسكو تطلب مغادرة الجنود الأميركيين من شرق الفرات

أنقرة تطالب واشنطن بتسليمها مظلوم عبدي وتقيم نقطة مراقبة في منبج و«العفو الدولية» اتهمتها بإجبار لاجئين على التوجه إلى المنطقة الآمنة

قوات النظام تنفذ أول عملية انتشار في ريف الحسكة

روسيا ترسل 300 عسكري إضافي إلى الحدود السورية ـ التركية

الوضع المعقد» شمال شرقي سوريا يهيمن على اجتماع حلف «ناتو»

ترنح المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: لحظة الانتفاضة/د. خطار أبودياب/العرب

اللحظة الشيعية الكبرى.. "العودة إلى حضن الوطن"/محمد قواص/العرب

لبنان وتشكل الجماعة السياسية العابرة للطوائف/سلام السعدي/العرب

قبل أن يجرفكم التاريخ/علي حماده/النهار

استقيلوا استقيلوا لم نعد نريدكم في حياتنا/عقل العويط/النهار

عون للبنانيين… أنا صار لازم ودعكم/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

يا سعد لا تقتل رفيق الحريري مرة أخرى/أحمد الجارالله/السياسة

قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

أسباب التضييق على لبنان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مقام اللحظة الكبرى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مهلاً.. التغيير شامل/د.جنان شعبان/المدن

الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

هل يُصلِح العطار دهر لبنان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لبنان يسلخ جلده/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

خطاب سلطة الفراغ وفساد اللغة/يوسف بزي/المدن

غرافيتي الثورة: "إذا الشعب جاع بياكل حكّامه"/محمد حجيري/ المدن

العونية الحبلى من ذاتها/رشا الأطرش/المدن

استقالة الحكومة واقعة.. وأقطاب السلطة يتحايلون/منير الربيع/المدن

خطاب عون مظلة لغارة حزب الله على ساحات بيروت/وليد حسين/المدن

ضغط غربي للتجاوب مع المطالب: المس بالمتظاهرين ممنوع/هيام القصيفي/الأخبار

اعتصام أمام «الزيتونة باي»: ثورة ضدّ اليخوت/هديل فرفور/الأخبار

تظاهرات النبطية وكفررمان باقية/آمال خليل/الأخبار

بيان بكركي: محاولة فاضحة لخنق صوت الشعب/خريستو المر/الأخبار

رسالة من جل الديب إلى السيّد نصرالله: نريدك معنا/إيلده الغصين/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض الاوضاع مع بقرادونيان وقرطباوي وحاكم مصرف لبنان

موغيريني: الاتحاد الأوروبي يدعم ما حدده الحريري من اهداف اصلاحية وهو ملتزم بما اتفق عليه في مؤتمر سيدر

الحريري ترأس في بيت الوسط اجتماعا للجنة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء

المطران طربيه أسف لما حصل في باحة كنيسة سيدة لبنان في سيدني

وطنية - نصر الله: نطلب من شبابنا الانسحاب من الساحات ورفض حلفائنا الحوار مع رئيس البلاد فيه شبهة الحراك لم يعد عفويا ومعلوماتنا أن الوضع خطير وهناك تدخل من سفارات اجنبية

خطاب نصر الله: نطلب من شبابنا الانسحاب من الساحات ورفض حلفائنا الحوار مع رئيس البلاد فيه شبهة الحراك لم يعد عفويا ومعلوماتنا أن الوضع خطير وهناك تدخل من سفارات اجنبية

اللقاء التشاوري الشيعي يناصر الانتفاضة: بداية تأسيس دولة حقيقية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم. أَمْوَالُكُم تَعَفَّنَتْ، وثِيابُكُم صَارَتْ مَأْكَلاً لِلعُثّ. ذَهَبُكُم وفِضَّتُكُم قَد صَدِئَا، وصَدَأُهُما سَيَكُونُ شهادَةً عَلَيكُم، ويَلْتَهِمُ كالنَّارِ لُحُومَكُم

رسالة القدّيس يعقوب05/من01حتى06/:”يا إِخوَتِي : هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم. أَمْوَالُكُم تَعَفَّنَتْ، وثِيابُكُم صَارَتْ مَأْكَلاً لِلعُثّ. ذَهَبُكُم وفِضَّتُكُم قَد صَدِئَا، وصَدَأُهُما سَيَكُونُ شهادَةً عَلَيكُم، ويَلْتَهِمُ كالنَّارِ لُحُومَكُم: تِلْكَ هِيَ الكُنُوزُ الَّتي ٱدَّخَرْتُمُوهَا لِلأَيَّامِ الأَخِيرَة! وأُجرَةُ العُمَّالِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقولَكُم، وما زِلْتُم تَحْبِسُونَهَا عَنْهُم، ها إِنَّها تَصْرُخ! وصِياحُ أُولئِكَ الحَصَّادِينَ بَلَغَ أُذُنَي رَبِّ الجُنُود! لقَدْ عِشْتُم عَلى الأَرْضِ في التَّنَعُّمِ والتَّرَف، وفي يَوْمِ الذَّبائِحِ أَتخَمْتُم قُلُوبَكُم. لقد حَكَمْتُم عَلى البَارِّ وقَتَلْتُمُوه، وهُوَ لا يُقَاوِمُكُم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

http://eliasbejjaninews.com/archives/79820/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-i24news-arabic-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=rVMeQRiIx1E&t=530s

 

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79830/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d8%aa/

https://www.youtube.com/watch?v=sLwxDLH5Tes

 

يلي مفطوم ومربى وعايش على القبض من الإيراني بيفكر الكل متلو..لا يا سيد صحح معلوماتك

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

اتهم السيد الثورة بالقبض من السفارات. يا سيد هيدي ثورة أحرار ومش قابضتك ولا قابضا حدا من محورك وبتقبض من جيوب وقلوب اللبنانيين وبس

 

من حق اللبنانيين الحصول على المال والدعم حتى من الشياطين للتخلص من احتلال حزب الله وتعطيل مشروعه الفارسي

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

عندما يُوِّقف السيد التموُل من إيران ويعود بدويلته وحزبه إلى لبنان عندها فقط يحق له ان يطلب من غيره عدم قبول التمويل من الخارج

 

رسالة الرئيس عون بينت كم هو غريب ومغرب عن الجنرال عون وعن شعب لبنان العظيم

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79800/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86%d8%aa-%d9%83%d9%85-%d9%87%d9%88/

كل من عرّف وأحب الجنرال ميشال عون ما قبل العام 2006 (قبل ورقة تفاهمه مع حزب الله) صُدّم اليوم، وخابت آماله.

لا بل صُعق من محتوى وطريقة إلقاء رسالة الرئيس عون التي وجهها إلى اللبنانيين.

رسالة الرئيس جاءت بعد غيابه غير المبرر وغير المفهوم عن كل ما جرى ويجري من مظاهرات وانتفاضات وثورات واحتجاجات شعبية عابرة للمناطق وللمذاهب وللأحزاب عمت وتعم كافة المناطق اللبنانية.

رسالة الرئيس محتوى، ومقاربة وطريقة إلقاء لا تشبه الجنرال عون لا من قريب ولا من بعيد.

الجنرال عون ما كان يقبل أن يعرف محتوى الأسئلة لأي مقابلة تتم معه على خلفية ثقته بنفسه ولكونه صادق وشفاف وليس هناك من أمر يريد أن يزينه أو يخفيه.

رسالة الرئيس اليوم وباختصار ودون تجميل هي لا تليق بتاريخ الجنرال كون محتواها 100% كان في واد، في حين كان في واد أخر وفي قاطع آخر ما يزيد عن المليون ونصف المليون مواطن من شعب لبنان العظيم الموجودين في الشوارع والساحات منذ 8 أيام.

رسالة الرئيس عون هي غريبة ومغربة عن الجنرال عون وعن كل ما هو شفافية ومصداقية وشجاعة وقدرة على تشخيص المرض وتحديد ما يحتاجه من علاجات ناجعة وشافية.

رسالة الرئيس عون لا تشبه أي من رزم ومقالات وخطابات ورسائل الجنرال عون، وهذا أمر يحزنني شخصياً، ويحزن كل مواطن لبناني أحب الجنرال ووثق به وصدّق أطروحاته وتبنى شعاراته وابتعد من أجله عن كثر من السياسيين والأحزاب ليسانده ويدعمه ويمنحه ثقته.

الرئيس عون اليوم تغاضى عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله اللاهي الذي هو علة العلل ومشكلة المشاكل والسرطان المدمر الذي يفتك بلبنان وبشعبه ويقضم ويفترس كل ما هو لبنان وكيان وسيادة واستقلال وحضارة ونظام وتنظيم وسلاح وانفتاح.

بالطبع لا احد يتوقع حلاً فورياً وسحرياً لهذا الاحتلال السرطاني الفارسي، ولكن على الأقل كل ما كان مطلوب من “بي الكل” الرئيس أن يقول للبنانيين بأنه سيلتزم بوعده السابق والدعوة لطاولة حوار والتزام صريح وشجاع وعلني بالعمل على تنفيذ القرارين الدوليين 1559 وال1701 بكل بنودهما.

وهل من داعي لتذكير الرئيس عون وشعبنا العظيم بأن الجنرال عون كان وراء قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان؟

إلى الرئيس عون بمحبة نقول إن لم تكن قادراً على أن تعود إلى الجنرال الذي يُدّين بكل ما وصل إليه للشعب وللشهداء وللناشطين الأحرار فعليك وبشجاعة أن تتنحى جانباً وتستقيل حتى لا يذكرك التاريخ بما لا يتمناه الجنرال ولا نتمناه نحن الذين ولمدة 17 سنة كنا إلى جانبه.

يا رئيس عون، لا تنسى بأن القائد والسياسي والمخلص والأكاديمي والنائب واجبهم هم أن يشخصوا الأمراض الوطنية وأن يحددوا العلاجات المناسبة والشافية لها، وليس الانتقاد والشكوى وملامة الغير أي الإسقاط. الشكوى هي للناس يا رئيس،وأنت في رسالتك اليوم ما مارست دور القائد، بل دور المواطن وهذا فشل كبير.

يبقى أن كل مشروح حل لا يكون هدفه الأول حل مشكلة احتلال حزب الله ورفع هيمنته عن الدولة وعن حكامها وتنفيذ القرارات الدولية هو عقيم ولن يؤدي لأي تغيير

في الخلاصة، يا حضرة الرئيس، حبذا لو كلنا نتذكر وباستمرار وتحت كل الظروف بأن الإنسان ويوم يستعيد الله منه وديعة الحياة لا يأخذ معه إلى محكمة يوم الحساب الأخير غير زوادته الإيمانية… وأن كل ما هو ترابي يعود إلى تراب الأرض.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79762/79762/

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس ميشال عون هي التي تصدرت اليوم مجلة التايم العالمية بشكل حضاري وإيجابي وكياني ومشرّف، وليس صورة صهره الأستاذ جبران باسيل مع كلام لشعبنا الثائر عنه وعليه والذي للأسف يبين كم أن هذا الشعب العظيم غاضب عليه ويكرهه ويريد رحيله.

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس عون هي التي كانت اليوم في صدارة وعلى غلاف المجلة العالمية هذه مع تهنئة وإشادة له وبه على نجاحه العظيم في تحرير لبنان من الإرهاب الإيراني، ومن عاهات وأيتام نظام الأسد المجرم، ومن احتلال حزب الملالي، حزب الله، واستعادة السيادة والاستقلال والحرية، وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701… وذلك كما كان وعد اللبنانيين لسنين طويلة من منفاه الباريسي والذي من أجل وعوده هذه دخل قلوب وعقول معظم اللبنانيين السياديين والكيانيين.

ولكن للأسف فقد خابت آمالنا بالرجل الذي ساندناه لسنين طويلة وأحببناه وسوقنا له ولمشروعه الوطني والسيادي.

صُدمنا وصُعقنا وخابت آمالنا به لأنه وبعد أن عاد إلى الوطن ووصل إلى مواقع القيادة والسلطة تخلى عن كل الشرفاء والأحرار والمثقفين وشيتنهم واستبدلهم بتجار ومنتفعين ووصوليين وودائع، وصادر آمالنا الكيانية والاستقلالية وشوهها وغير مسارها وحول وجهة ومزاج شعبيته العارمة داخل الشارع المسيحي إلى وجهات نفعية وسلطوية وإلى غياهب ثقافات وأهداف ومشاريع غير لبنانية وغير استقلالية.

اليوم وشعب لبنان العظيم ثائر من خلال انتفاضة عابرة للمناطق والمذاهب ولشركات الأحزاب وأصحابها التجار والوكلاء كافة، لن نوجه إلى الرئيس عون أي رسالة نطالبه من خلالها بأي شيء تغييري أو إيجابي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من يُجرب المُجرب يكون عقله مُخرب.

بل نتمنى عليه وبمحبة أن يستقيل ويعلن فشله ويترك لغيره من الشرفاء والأحرار من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار حرية اختيار من هم أكفاء وقادرين على قيادة دفة السفينة إلى بر السلام والآمان والاستقلال وهؤلاء والحمد لله كثر.

نحن نعرف وكل الناس تعرف بأن كل ممارسات الصهر الأستاذ جبران هي غب تعليمات الرئيس عون 100%، وبالتالي جبران ومع احترامنا لشخصه هو مجرد ناطق باسم الرئيس فقط وليس أكثر…ومن هنا فإن الرئيس وحده يتحمل مسؤولية كل ممارسات ومواقف وشطحات وفشل صهره.

وهو أي الرئيس يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والوطنية على كل ما وصل إليه حال لبنان في عهده، وأيضاً منذ عودته من المنفى من فوضى وتفلت وفقر واستفحال لحال الاحتلال بنتيجة تغطيته للمحتل الإيراني والإرهابي الذي هو حزب الله منذ العام 2006 والتسويق لاحتلاله وتشريع سلاحه ودويلته وحروبه ومعاداة اللبنانيين السياديين والأحرار والعالمين العربي والغربي.

يا حضرة الجنرال ميشال عون رحمة بلبنان الذي تحب دون شك وإن كان على طريقتك، ورحمة بشعبنا المقهور والمهان والثائر الذي أوصلك إلى ما أنت فيه، استقيل بشجاعة وأنت عرفناك ما قبل ال 2006 شجاعاً ومقداماً.

يبقى أن مشكلة لبناننا الحبيب الحالية رقم واحد هي ليست لا جبران ولا عون ولا الحريري ولا جنبلاط، ولا أي سياسي أو صاحب شركة حزب، ولا أي أزمة حياتية أو مصرفية، بل هي احتلال حزب الله الملالوي.

نعم، وألف نعم، فإن كل الأزمات والصعاب برزمها وفظاعتها وخطورتها هي مجرد أعراض ومجرد أعراض لهذا الاحتلال.

ومن هنا فإن الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ أيام لن تكون ذات نتيجة إيجابية واستقلالية ولو 01% ما لم يكن في أول قائمة مطالبها حل تنظيم حزب الله وعودة الدويلة إلى الدولة من خلال الدستور وبشرطه القانونية وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

ربي أحمي لبنان وشعبه وخلصه من نير الإحتلالات ومن اسخريوتية قادته وطاقمه السياسي والحزبي الطروادي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

خطة القضاء على “حزب الله” هو ما ينقص الورقة الإصلاحية/الياس بجاني//22 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d9%82%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1/

 

تحية إكبار للثائرين بشجاعة من أهلنا الشيعة في الجنوب اللبناني والبقا ضد الثنائية الشيعية

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2019

الثوار الفعليون في لبنان اليوم هم ثوار النبطية وصور الأحرار والشرفاء المنتفضين بشجاعة غير مسبوقة بوجه الخاطفين طائفتهم ولبنان

 

عيب على الحريري ان يلجئ للإرهاب ويقيل مديرة وكالة الأنباء الوطنية لأنها تغطي الثورة الشعبية

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2019

جمال الجراح وزير الإعلام يمارس الإرهاب ويقيل مسؤولة وكالة الأنباء الوطنية لور سليمان على خلفية تغطيتها الإنتفاضة الشعبية..عيب يا ابن رفيق الحريري.

 

تحية أكبارة وعزة لطرابلس ولأهلها السياديين والشجعان

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2019

ما جرى وما يجري في طرابلس من مظاهرات راقية وسلمية وجامعة وعابرة للطوائف والمناطق هو حدث تاريخي بيكبر القلب وقد اعاد لها ولأهلها صورتهم الحضارية والسيادية والوطنية الحقيقة والمشرّفة التي حاول تشوهها وفشل نظام الأسد المجرم وربع كذبة محور المقاومة اللاهي والإرهابي

 

خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79697/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

بداية لا جبران باسيل ولا عمه الرئيس عون ولا جنبلاط ولا فتى الكتائب ولا المعرابي ولا أي وزير أو سياسي أو صاحب شركة حزب تجاري هم المشكلة فقط.

هؤلاء جميعهم ومعهم باقي الأطقم السياسية والحزبية والإعلامية ورغم خطرهم على الإنسانية وعلى الحق والحقوق فهم أعراض ومجرد أعراض وأدوات صغيرة وتافهة وثانوية للمشكل الأساس.

المشكل الأساس وسبب كل الكوارث التي حلت وتحل على مدار الساعة على لبنان وعلى كل اللبنانيين هو سرطان احتلال حزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي بدويلته وإرهابه وتمذهبه وإيرانيته وحروبه وفجور ووقاحة وهمجية وبربرية سيده ومعه كل المسؤولين والعسكر اللاهيين المتأيرنين الأعداء لكل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وتعايش وحقوق وحريات وديمقراطية.

عملياً، البلد لم يتعطل ويعادي حكمه العالم ويوصم شعبه بالإرهاب، ولم تعمه الفوضى فقط بسبب أزمات الكهرباء ودين الدولة والنفايات في الشوارع.

ولا فقط بنتيجة فجع وقرف جبران باسيل الغرائزي الفاقد لكل مواصفات البشر والإنسانية.

ولا فقط على خلفية صبيانية الحريري وكسله وجهله للبنان ولعدم تحسسه أوجاع ومعاناة بيئته بشكل خاص.

ولا فقط بسبب باطنية ودكتاتورية وأوهام سمير جعجع الحالم بكرسي بعبدا والجاهز للجلوس عليها بأي ثمن.

ولا فقط على خلفية اكروباتية وباطنية وليد جنبلاط وحقده على الموارنة.

الكارثة حلت لأن البلد محتل، والمحتل الهمجي هو حزب الله الإيراني الذي غير طبيعة البلد الحضارية بالقوة، وفكك الدولة وسيطر عليها، وعهر فيها كل مبادئ وقيم العمل الوطني والسياسي والخدماتي، وعطل المؤسسات وأفرغها من كل مسؤولياتها، واستعبد الطاقم السياسي والحزبي، ودجن الحكام وحولهم إلى أتباع، ودجن أصحاب شركات الأحزاب وأغراهم بالكراسي والسمسرات مقابل تنازلهم عن السيادة والاستقلال والقرار الحر.

من هنا فإن ورقة الحكومة الحريرية والجنبلاطية والباسلية والمعرابية والعونية، كما كل الأوراق الأخرى الحالية والسابقة هي كذب واحتيال ونفاق ودجل وتعاطي سطحي مع أعراض احتلال حزب الله دون تسمية هذا الاحتلال وطرح خطة لإنهائه وتفكيك دويلته وتسليم سلاحه للدولة وضبط الحدود واستعادة واسترداد السيادة والاستقلال والقرار الحر وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

أما من يطالب من أهلنا بتسلم الجيش الحكم واعتقال المسؤولين وتشكيل حكومة عسكرية انتقالية فهذا هو الغباء والجهل بلحمه وشحمه وكأن هؤلاء يجهلون ما حل بلبنان من تعاسة واضطرابات واحتلالات وتنازلات ودكتاتورية وهجرة وتهجير واغتيالات وتبعية في عهود كل من الرؤساء العسكر اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون.

الحل الوحيد والعملي لأنهاء احتلال حزب الله يبدأ بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 تحت سلطة وإشراف الأمم المتحدة بعد توسيع صلاحية القرار 1701 ونشر القوات الدولية على الحدود مع سوريا ووضع الجيش اللبنانية تحت أمرتها.

كما أنه فقد أصبح من الضرورة بمكان وقف التكاذب الوطني بين اللبنانيين والعمل جدياً للاتفاق بين كل الشرائح اللبنانية المجتمعية على تطبيق النظام الفيدرالي أو المقاطعات أو الولايات الذي اثبت فاعليته ونجاحه في كل بلدان العالم من مثل أميركا وكندا وأوروبا والإمارات وغيرهم الكثير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/10/2019

وطنية/الجمعة 25 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تغيير الحكومة أمر مستبعد في المدى القريب لأسباب عدة، تبدأ برفض ركوب بعض الجهات المحلية موجة الاحتجاجات الشعبية، وتمر في خطر الفراغ، وتنتهي بتوصيات سفراء الدول الكبرى بالعمل الحكومي والاستقرار الأمني.

وفي هذا السياق، لم يقدم السيد حسن نصرالله تصورا لحل متكامل، لكنه حذر من خطورة الوضع وإمكان وجود مؤامرة على لبنان، مطالبا بفتح الطرق مع إمكان استمرار الاحتجاج في الساحات.

وفي سياق التشاور، إجتماع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الذي غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريح. وإذا كانت من حلول فإنها تقع في ثلاث خطوات:

- فتح الطرق أمام المرضى واستئناف الحركة المصرفية والتربوية.

- الشروع في تنفيذ الورقة الاصلاحية من خلال جلسات مكثفة لمجلس الوزراء والهيئات المعنية.

- إطلاق أوسع تشاور وطني قد يكون عن طريق مؤتمر شامل للدولة، رئاسة وحكومة ومجلسا نيابيا وهيئات نقابية وإجتماعية.

التحرك الشعبي الذي لم يتبناه أب أو أم في السياسة، حتى الآن، تواصل لليوم التاسع.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

في ظلال العلم اللبناني، حصرا، قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رؤية معدلة عن خطاب السبت الخالي من شبهة التمويل, والحامي للعهود, الذي لم تدخله سفارات ولم تتسلقه جمعيات وبفرق أيام ستة.. تبدلت رؤية السيد نصرالله فقدم إيجابيات أطاحتها السلبيات.. حرص على تسمية الثورة حراكا وأعطاه بعدا تغييريا فرض نفسه على الحكومة وقراراتها وميزانيتها وأحدث ما سماه "كي الوعي" على المسؤولين في السلطة الذين لم يكن أحد ليجرؤ على محاسبتهم منح نصرالله ثقته على ثقة الناس واعترف بمناخه الممتاز ودعا مكوناته إلى الحوار مع رئيس الجمهورية..

وبعد استعراض الإيجابيات بدأت عمليات القصف المركز على الحراك ومموليه وخلفيات بعضه الحزبية. فالنصف الأول من خطاب الأمين العام لحزب الله أهدرت سنداته في النصف الثاني.. بدءا من التخويف بالفراغ المؤدي الى فوضى وانهيار "والعياذ بالله ممكن يكون حدا عم بيحضر لحرب اهلية"، وتحدث عن طلب البعض الى مجلس الأمن إخضاع لبنان للفصل السابع بهدف استخدام الساحات للتصويب على المقاومة وسلاحها وتوصيفها بالإرهاب. وسأل نصرالله:"أما آن الأوان لتكون هناك قيادة لهذا الحراك؟ ولماذا لا يعلنون عن أنفسهم؟" لكنه كشف أن هناك شخصيات وتجمعات بعضهم هم الفاسدون والأشد فسادا ولديهم ملفات في القضاء اللبناني. وسأل: "أتريدون أن تستبدلوا فاشلا بفاشل وفاسدا بفاسد؟" و"بحكي أخوي " طرح نصرالله أن يكشف هؤلاء عن وجوههم الحقيقية وسأل: "هالمال من وين".. متحدثا عن ساحات فيها إغداق مال وفرص ممتازة ومتبرعون وإدارة وتنسيق وشعارات لم تعد عفوية.

وبما أن الأمين العام لحزب الله قد وصلت إليه محاضر ضبط عن الممولين والجهات وأعلن أنه يتحدث بناء على معلومات، فلماذا لم يشرك الرأي العام فيها وباسمها الثلاثي، كما كان جريئا في التسميات السياسية في مراحل سابقة؟ ولماذا بقي الممولون والجهات المشتبه فيها في دائرة الغموض عن الناس والإعلام؟ ولو قدمها الأمين العام لتحركنا بأفواج إعلامية للاستقصاء عنها وجرها الى ساحة من ساحات التظاهر ومحاكمتها شعبيا.

لم يكن سهلا على المتظاهرين، الذين امتلأت المدن بصرخاتهم وأوجاعهم، أن يتقبلوا تشكيكا وتخوينا من السيد حسن نصرالله الذي بقي شخصيا بعيدا من كل الشبهات. أما ثقة السيد نصرالله بتنفيذ المقررات الرسمية ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة فتصطدم بقوى الأمر الواقع. فالأموال المنهوبة سوف يستعيدها الناهبون أنفسهم، وحيال محاكمة الفاسدين فالأمر منوط بقانون يحميهم هو المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وفي الإيجابيات السياسية لخطاب السيد نصرالله أنه فتح بابا للرئيس سعد الحريري للهروب إلى الاستقالة عندما قال إنه "لا يؤيد" الاستقالة، أي إنه لم يستخدم عبارة "لا نقبل" التي حمى فيها العهد ومجلس النواب.

وأبعد من السياسة كان قرار الميدان بدعوة الأمين العام أنصاره الى الانسحاب من ساحات التظاهر بعد توتر في وسط بيروت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

إذا كان الهدف فرض الإصلاح بقوة الاقتراع بالأقدام، بعدما فشل التصويت في صناديق الاقتراع بتحقيقه، فكلنا معكم.

أما إذا كانت الغاية مجرد التصويب على رئيس البلاد، وتحميل شخص واحد، وتيار واحد، مسؤولية الفشل الذريع، الذي تتحمل مسؤوليته طبقة سياسية كاملة تحكمت بالبلاد والعباد منذ ثلاثين عاما على الأقل، فنحن ضدكم، ولن نسمح لكم بمصادرة الحراك الشعبي الذي بدأ محقا، ولم يعد عفويا، بل صار حالة تقودها احزاب ومؤسسات معينة مع إدارة وتنسيق وتمويل، تماما كما قال السيد حسن نصرالله اليوم.

إذا كان الهدف فرض الإصلاح بقوة الاقتراع بالأقدام ، فخارطة الطريق واضحة، وقد حددها الرئيس ميشال عون بوضوح بالغ أمس: ساعدوا بالضغط على النواب لإقرار القوانين الأربعة النائمة في الأدراج منذ سنوات: إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية، واستعادة الأموال المنهوبة، ورفع السرية المصرفية والحصانة عن جميع المسؤولين.

إذا كان الهدف فرض الإصلاح بقوة الاقتراع بالأقدام، اتفقوا على من يمثلكم وأرسلوه للحوار، و"أنا ناطركن"، قال رئيس البلاد.

إذا كان الهدف فرض الإصلاح بقوة الاقتراع بالأقدام، فإعادة النظر بالواقع الحكومي أمر بديهي، من دون السماح بالوقوع في الفراغ، كما نبه الأمين العام لحزب الله اليوم.

في السياسة، مشاورات مفتوحة بين الأفرقاء، وزيارة بلا تصريح قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري لقصر بعبدا عصرا.

أما في ملف الحريات، فالأسئلة تتكاثر حول الخلفية الفعلية لضرب حريتي التنقل والإعلام.

الأولى، عبر احتجاز اللبنانيين ساعات وساعات في سياراتهم، وتحويل الشوارع إلى سجون كبرى، كان يفترض أن تفتح للمرتكبين لا المواطنين. والثانية من خلال التنكيل المتمادي بإعلاميي ال OTV، وآخر ما سجل في هذا الاطار، منع فريق العمل من التصوير في جل الديب، حيث دعا بعض النفعيين إلى تحرك تحت ستار دعم الإعلاميين المستهدفين، لكن المفارقة أن الدعم المذكور لن يكون تحت عنوان "الاعتذار عن قلة الأخلاق"، بل في سياق حملة لتوزيع السندويشات على المتظاهرين!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بعين على الوطن المأزوم، واخرى على المتظاهرين الموجوعين، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على اللبنانيين بالمصداقية المعهودة والمعلومات الموثوقة لتوضيح المشهد، أو ما بات يختزنه من مشاهد.

لبنان دخل في دائرة الاستهداف السياسي والدولي، هي ليست نظرية مؤامرة، بل ما تؤكده المعطيات والمعلومات، ولا تصدقوا السفارات، فالمهم ليس ما يقولونه بل ما يقومون به، قال السيد نصر الله، وهناك خشية من استهداف البلد، اي الدولة والجيش والشعب والمقاومة.

بين ايجابيات الحراك الكبيرة التي حققها المتظاهرون، وسخفها بعض قادته غير الظاهرين، والاسئلة المشروعة التي تنتظر منهم الاجابات حول التمويل واخفاء انفسهم عن المشهد الى الآن، طالب السيد بالبحث عن حلول، واي حل يجب ان يكون على قاعدة عدم الوقوع بالفراغ الذي سيقود الى الفوضى والخراب..

لا نقبل بإسقاط الرئيس، ولا نؤيد اسقاط الحكومة، ولا نقبل في هذه الظروف بانتخابات نيابية مبكرة، أكد السيد نصر الله، لاننا نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي الى الانهيار، ونتطلع الى ابعد من البعيد، ومسؤوليتنا حماية بلدنا وشعبنا، نحميه بالمقاومة وندفع ضريبة الدم لنحرر الارض، ونحميه داخليا وندفع ضريبة الاتهام والشتم والسباب.

لا تخرجوا من الميادين والساحات، ولكن بادروا الى فتح الطرقات على الناس لتذهب الى اعمالها ومدارسها وجامعاتها، نصح السيد نصر الله، متوقفا عند حواجز اذلال الناس وطلب الخوات، بل طلب الهوية.

اما الشعارات فلم تعد كمطالب الناس الطيبين، ومن يقود الحراك احزاب وقوى سياسية معروفة وشخصيات ومؤسسات معينة.

وبعيدا عن القيادة، من فئة الوطنيين النظيفين، خاطب السيد اولائك المرتبطين بمشاريع خارجية وآخرين مرتبطين بالسفارات واجهزة مخابرات، وآخرين فاسدين، بل هم الاشد فسادا، ان يوضحوا من اين التمويل، ومخاطبا الناس: عندما تحملون اوجاعكم يجب ان تعرفوا على من تأتمنون صرخاتكم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

هي الخشية من الفراغ وليس من أي شيء آخر.

لاقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الخشية، مشددا على "أن الفراغ قاتل ويجب منعه مع الإنفتاح على أي نقاش".

السيد نصرالله رفض القبول بإسقاط العهد وعدم تأييد إستقالة الحكومة وقال: "لا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الراهنة".

انطلاقا من ذلك، فإن التأسيس لمرحلة جديدة، بعدما باتت كل الناس في الساحات وبعيدا من الفرز الحاصل بين مواطن وآخر، تكون من خلال الدولة المدنية، عبر إلغاء الطائفية السياسية واعتماد قانون إنتخابي يعتمد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية. وكما نجح الشعب في فرض الموازنة والإصلاحات فإن الظرف مؤات أيضا لإطلاق هذا المسار نحو الدولة المدنية.

في خطاب الأمين العام لحزب الله قراءة لوضعية الحراك التي بدأت شعبية وعفوية ومن دون استغلال أو تدخل سفارات، وهي لم تعد كذلك الآن في ظل دخول لبنان في مرحلة الإستهداف السياسي.

وبعد ما حصل على خلفية الشعارات المرفوعة ضد المقاومة ورموزها، طلب السيد نصرالله من جمهور هذه المقاومة ترك الساحات، ومن الشبان الذين نزلوا للدفاع عنها مغادرة الساحات أيضا أو تجنبها مع التأكيد أن الورقة الإصلاحية ليست وعودا بل للتنفيذ.

على خط آخر، لقاء بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري في بعبدا، هو الأول بعد خطاب كل من عون ونصرالله، فماذا بعد؟؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

انها بروفة مصغرة عن 7 ايار2008. فقبل أحد عشر عاما أنزل حزب الله أصحاب القمصان السود واجتاح العاصمة بيروت ومناطق لبنانية اخرى كثيرة، بهدف اسقاط الحكومة الشرعية الدستورية التي كانت قائمة آنذاك. واليوم نزل حزب الله مجددا بقمصانه السود الى ساحة رياض الصلح بهدف إسقاط الحراك الشعبي المدني، بل بهدف وضع شارع في مواجهة شارع. لكن ما تحقق قبل احد عشر عاما لم يتحقق اليوم. فالمتظاهرون السلميون لم يخافوا ولم يتراجعوا، بل واجهوا بصدورهم العارية أصحاب القمصان السود، الذين اتوا على دراجاتهم النارية في موكب متكامل متماسك لتفريق المتظاهرين، وبث الفوضى، وحتى لممارسة بعض أنواع الترهيب. الحجة الشكلية التي استندوا اليها: عدم ادراج اسم السيد حسن نصر الله مع بقية الزعماء، وبالتالي عدم جعله جزءا من عبارة "كلن يعني كلن".

انها الديمقراطية على الطريقة الحزب الهية، حيث على الجميع، من مناصرين وغير مناصرين، من مؤيدين وغير مؤيدين، ان يسكتوا وان ينصاعوا وان يتقبلوا كل ما يريد حزب الله فرضه على لبنان وعلى اللبنانيين. ولم يكتف اصحاب القمصان السود بهذا، بل مارسوا فائض القوة، الذي يتمتع به حزبهم، حتى على الاعلام، وتحديدا على زميلتنا نوال بري، التي كانت تغطي تحركاتهم. فهل بالاعتداء على الاعلام والاعلاميين والاعلاميات تتحقق أهداف المقاومة؟ وهل ضيع حزب الله البوصلة مرة جديدة بحيث بات يعتقد ان تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا يمر حتما بساحة رياض الصلح؟

التحرك الميداني لحزب الله واكبته كلمة على درجة كبيرة من الاهمية وجهها السيد حسن نصر الله الى اللبنانيين، وهي تشكل في المبدأ تتمة لخطابه السبت الفائت. نصر الله لوح وحذر من الفراغ والانهيار وانقسام الجيش و الحرب الاهلية، موجها رسائل مبطنة في اتجاهات عدة، وخصوصاً الى بعض الاحزاب المشاركة في الانتفاضة، كما قال، وحتى الى قائد الجيش. فالى أين يتجه الوضع بعد هذا كله؟ الكلمة حتى الآن للميدان، لأن المعالجات السياسية لا تزال قاصرة عن مواكبة التطورات الميدانية. فهل يستيقظ المسؤولون قبل فوات الأوان ويقومون بمبادرات شجاعة قبل ان ينهار الهيكل على رؤوس الجميع؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

شهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "لاءاته الثلاث": "لا نقبل بإسقاط العهد، لا نؤيد استقالة الحكومة، لا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة، في هذا الظرف"..

التدقيق في اللاءات يظهر تباينا بينها : "لا نقبل" غير لا "نؤيد"... "لا نقبل" فيها معنى "الفيتو" ... "لا نؤيد" خالية من "الفيتو"، فهل ترك السيد نصرالله الباب مفتوحا، ولو على نطاق ضيق، للتعديل او لتغيير الحكومة؟

لا جواب حتى الساعة، فلاءات السيد جاءت بعد أربع وعشرين ساعة على دعوة رئيس الجمهورية إلى "ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي, وبعد ترحيب رئيس الحكومة بهذه الدعوة.

ولكن بعد لاءات السيد نصرالله، كيف سيكون الموقف في بعبدا وفي بيت الوسط؟ الصمت سيد الموقف، وكل ما فعله الرئيس الحريري هو أنه توجه إلى قصر بعبدا، علما أنه مر على دعوة الرئيس عون وعلى ترحيب الرئيس الحريري أكثر من اربع وعشرين ساعة من دون التطرق إلى الآلية التنفيذية لهذا المقترح، إلا إذا كانت لاءات السيد نصرالله قد فرملته, خصوصا ان السيد نصرالله أرفق لاءاته بالقول: "في المعادلة الداخلية، المقاومة هي الأقوى", كما أرفقها بتشبيه الوضع اللبناني بما يجري في العراق، وكأنه تحذير مبطن.

الجدير ذكره أن العراق يشهد تظاهرات ضد حكومة عادل عبد المهدي تحت عنوان: "الاحتجاج على الفساد والمطالبة بإسقاط الحكومة". وحكومة عبد المهدي عمرها في السلطة قرابة السنة. ولكن ماذا عن موقف الشارع؟ الشارع لم يتجاوب أمس مع دعوة رئيس الجمهورية، واليوم بعد لاءات السيد نصرالله، كيف سيعبر؟ هل ستبقى الاندفاعة على وتيرتها؟ أم يشهد الشارع تبريدا؟ هل من ترتيبات أمنية ميدانية تتعلق بالطرق؟ أم ان الاعتصامات والتظاهرات سيرى فيها المعتصمون والمتظاهرون وسيلة ضغط لن يتخلوا عنها؟

نحن إذا أمام اللوحة التالية:

احتمال استقالة الحكومة لم يعد واردا.

احتمال التعديل الوزاري بات مستبعدا.

السيد نصرالله تقدم مساره في عدم تأييد استقالة الحكومة على مسار الدعوة إلى إعادة النظر بالواقع الحكومي. يبقى احتمال ألا يتفاعل الشارع مع هذه الحصيلة.

إذا البلد أمام مرحلة دقيقة مع الدخول في الأسبوع الثاني على حركة الإحتجاجات، من دون معرفة الأفق التي ستصل إليه التطورات، خصوصا ان الشارع بدأ يشهد توترات لم يغب عنها الطابع العنفي، خصوصا مع المواجهة التي وقعت في ساحة رياض الصلح بين متظاهرين ينتمون إلى حزب الله، ومتظاهرين من فئات مختلفة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 تشرين الأول 2019

وطنية/الجمعة 25 تشرين الأول 2019

النهار

نصبت المعارضة العونية خيمة لها في ساحة الشهداء مؤكدة مشاركتها في التحرك المطلبي الشعبي الاستثنائي الذي يعبر عن الروحية الحقيقية والتوجه الحقيقي للتيار الوطني الحر.

توسعت الحملة التي تستهدف "القوات اللبنانية" ودخلت وجوه جديدة على خط اتهامها بتحريك الشارع بدعم من سفارات عربية ابرزها السفارة السعودية في محاولة لثني القواتيين عن النزول الى الشارع.

يؤكد خبير اقتصادي ان اعادة فتح المصارف لن تؤثر على سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الاميركي لان مصرف لبنان قادر على التدخل وحماية العملة الوطنية.

الجمهورية

تراجَع أحد الوزراء عن فكرة مقاضاة زميل له منذ أيام قبل أن يتلقّى نصيحة بعدم اللجوء الى مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.

قال أحد النّواب في مجالسه الخاصة إنّ المواطنين لهم الحق في رفع الصوت فراتبي الذي يبلغ 10 ملايين و800 الف ليرة لبنانية بالكاد يكفيني 10 أيّام.

لعبت شخصية قريبة من مرجع كبير دوراً ايجابياً في "تلطيف" الأمور وتفهم صرخات الناس.

اللواء

نصح دبلوماسيون في بيروت شخصيات ذات تأثير اتخاذ الاحتياطات اللازمة منعاً لتعرضهم لسوء؟

ازدادت شقة الخلاف بين نائب ورئيس التكتل الذي ينتمي إليه إلى درجة الطلاق.

يحاول ملحقون تابعون لدول معنية بوضع لبنان معرفة القوى المحركة والمشرفة على احتجاجات الانتفاضة الشعبية!

البناء

أكدت مصادر أمنية تتابع أوضاع المنطقة إنّ الإتجاه الإجمالي للأحداث محكوم بتوازنات تجعل استغلال مشاريع تعميم الفوضى في لبنان والعراق بريد رسائل وتعديل للأوضاع السياسية دون أن يتيح ذلك فرصة توفير التغطية لعمل عسكري أو أمني كبير يخلّ بالتوازنات، لأنّ أيّ تفجير ربما يمنح قوى المقاومة فرصة استرداد زمام المبادرة…

نداء الوطن

عُلم أن "حزب الله" يستعد للنزول الى شارع المصارف ليتخذ منه موقعاً لتظاهرة مضادة للمعارضين له وللسلطة السياسية، وينتظر التوقيت المناسب، على أن تكون أولوية شعاراته استهداف حاكم مصرف لبنان.

شهدت الضاحية الجنوبية ندوة حضر فيها حزبيون من "حزب الله" وسمعوا عتباً على قيادة الحزب جراء قرار الانخراط في ساحات المنطقة على حساب تهميش الوضع الداخلي اللبناني.

ترددت معلومات خلال الساعات الأخيرة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" للبحث في سُبل إجهاض التحركات الشعبية دون الحاجة إلى إجراء أي تغيير في التركيبة الحكومية الحالية.

 

حسن نصرالله في مأزق

العرب/26 تشرين الأول/2019

بيروت - حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”، في موقف قال مراقبون إنه يختزل رؤية نصرالله لكل التحركات التي لا تلائم أجندة الحزب ونفوذه وارتباطاته الخارجية. ورغم أنه سعى لإظهار تفهمه لمطالب عشرات الآلاف من المحتجين، إلا أن أمين عام حزب الله رفض وبشكل صريح كل مطالبهم، معتبرا أن وراء هذه التحركات الشعبية الواسعة “سفارات” و”تمويلا أجنبيا”، وهو ما يؤكد أنه ينظر إلى الانتفاضة من ثقب نظرية المؤامرة التي تسيطر على ثقافته. وقال نصرالله في كلمة بثها تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.

وأضاف “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”. وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم… في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار”. واتهم نصرالله أحزابا وسفارات لم يسمها بـ”تمويل” الحراك الحاصل، مشككا في عفويته، محذرا من وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”، في استدعاء لماض كريه لدى اللبنانيين بهدف إخافتهم ودفعهم إلى القبول بالتوازنات الطائفية القائمة منذ عقود. وبالتوازي، لوح نصرالله للمحتجين بعصا الميليشيات التابعة له، التي وصفها نشطاء على مواقع التواصل بأنها الوجه الآخر للباسيج في إيران، والتي يرهب بها الحرس الثوري المعارضين للنظام. وكانت ميليشيات حزب الله نزلت في بعض الأماكن واشتبكت مع المحتجين مرددة شعارات تمجد نصرالله والخميني وخامنئي، قبل أن يوجه لها نصرالله دعوة إلى الانسحاب على أمل أن يكون المحتجون قد فهموا رسالة حزب الله بأنه على استعداد للجوء إلى القوة لمنع الانتفاضة من تهديد النظام القائم الذي يسيطر عليه الحزب. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام. كما أحرقوا صور نصرالله ونبيه بري حليفه في الثنائية الشيعية ورفعوا شعارات تضعهما ضمن قائمة المتهمين بالفساد والمشمولين بالغضب الشعبي. واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، الجمعة، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله. ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين.

 

خلوة بين عون والحريري.. اليكم التفاصيل

جنوبية/25 تشرين الأول/2019

لا تزال التحركات المكوكية بين بعبدا وبيت الوسط مستمرة لإيجاد مخرج للأزمة الحاصلة في لبنان، بعد تشبّث المحتجين بالشارع رفضاً للورقة الاقتصادية التي طرحها الحريري كمخرج للأزمة. بعد كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، إلى قصر بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ويتم الحديث عن سعي الحريري للتوصل الى إتفاق حول أسماء وزراء جدد قبل الحديث عن إستقالة للحكومة الحالية. من جهته صدر عن “تيار المستقبل” بيان جاء فيه التالي: “تداولت وسائل الاعلام، منذ قليل، بموقف منسوب للمكتب السياسي في تيّار المستقبل، الذي أكّد أنّ أيّ بيان أو موقف لم يصدر عن المكتب السياسي اليوم، فاقتضى التوضيح”.

 

مساندة من الهرمل للفاكهة وطرد عناصر «حزب الله».. «سنية شيعية قبرنا الطائفية»!

جنوبية/25 تشرين الأول/2019

بعد مهاجمة عناصر من حزب الله بلدة الفاكهة-بعلبك الهرمل، وتعرّضهم للمعتصمين السلميين، نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي خبر يؤكد انه: “بعد تدخّل الجيش اللبناني ووصول مجموعة من أهلنا بالهرمل لحمايتنا، حزب الله ينسحب وأهل الفاكهة والهرمل عم يهتفوا سوا:سنيّة، شيعية، غلبنا الطائفية. شكراً يا جيراننا بالهرمل،شكراً يا طيبين…موقفكن دين برقبتنا لآخر العمر”.

 

نصرالله أو نحرق البلد

يوسف بزي/المدن/السبت26/10/2019

معظم الشبان المتواجدين في ساحات لبنان، كانوا في سن صغيرة، وربما لا يحملون ذكرى واضحة عن تلك الخطبة بعد ظهر 7 أيار 2008، وما تلاها فور ختامها. لكنها في المجمل على شبه مخيف بخطبة 25 تشرين الأول 2019. وفي الحالتين، حسن نصرالله هو نفسه، قائد الميليشيا الأكثر فعالية وبأساً في الشرق الأوسط. وهو نفسه الذي يحكم لبنان من غير صفة رسمية وبكثير من فائض القوة وقابلية العنف "المتقن". تعمد قائد "حزب الله" يوم الجمعة تذكيرنا تحديداً بذاك اليوم "المجيد" (السابع من أيار)، بل جعلنا شبه موقنين منذ الصباح أن خطابه عند الرابعة بعد الظهر، سيكون بمثابة "أمر عمليات" تماماً كما حدث قبل 11 عاماً. ولربما تمتع في سريرته بجعلنا هكذا واقعين في خوف مما سيقوله ويقرره، ومتقصداً إيحاءنا أنه سيكرر فعلة العام 2008. من أجل هذا، كان خميس الاعتداءات في بعلبك والنبطية ورياض الصلح تنشيطاً عملياً وميدانياً لذاكرتنا المرضوضة، وتوكيداً حسياً لظنوننا بأن الخطاب سيكون بمثابة إعلان بدء الحملة التأديبية. علاوة عن أن هذه "الغارات" على المعتصمين هي إضافة أخرى لم يكن لها قرين في العام 2008، تحيلنا تلقائياً إلى أسلوب شبيحة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية. إضافة مرعبة ولا شك. لحسن حظنا، الذي سينفد قريباً على الأرجح، قرر حسن نصرالله أن لا يكون خطابه ابتداءً لغزوة مسلحة، إذ اكتفى بالإيحاء بها عبر قطعان الدراجات النارية، التي انبثقت من جحورها دفعة واحدة وانتشرت كهيستيريا ميليشياوية موتورة. خطبة 25 تشرين الأول اكتفت بالمشابهة لا التماثل مع خطبة 7 أيار. وهو ارتضى ذلك الآن ومؤقتاً، أغلب الظن، لا لضعف أو "تهذيب" طارئ، فهو كان شديد الاعتداد بإصبعه وبقوته، وكان حريصاً على توكيد استعداده لـ"بذل الدم"، ولم يتوان أصلاً عن التلويح بضم لبنان إلى خريطة الحروب الأهلية في المنطقة، التي يستتب عليها ويديمها وينتجها محور الممانعة. كان الأمين العام "شفافاً"، كعادته، صريحاً إلى أقصى حد. وما لم نفهمه في العام 2008 يجب أن نفهمه الآن. حسن نصرالله هو النظام. والنظام هو حسن نصرالله. لذا، كان حريصاً على إفهام كل شاب وشابة في لبنان. لكم الحق في أي احتجاج معيشي اقتصادي. لكم الحق في شكوى من الفساد. أما هذه العبارة "إسقاط النظام" فستضطره إلى أن يفعل ما فعله وهو ومحوره على منوال "الأسد أو نحرق البلد".

حسن نصرالله هددنا بهذا وليس أقل من ذلك.. وبابتسامة عريضة.

 

عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من "حزب الله"

المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019

يوم الخميس 24 تشرين الأول، خرج كبير المطلوبين للدولة اللبنانية في البقاع، المدعو نوح زعيتر ودعا البقاعيين إلى التظاهر في ساحة دورس في بعلبك (الجبلي) .

نزل نوح زعيتر للتظاهر في ساحة الجبلي، في دورِس، بحراسة مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي! وهو المطلوب بأكثر من أربعة آلاف دعوى قضائية وعشرات مذكّرات التوقيف، ليكتشف أن الناس لم يتجاوبوا مع دعوته بسبب تنسيقه مع حزب الله، وأن عدد المعتصمين في تلك الساحة لا يفي بالغرض. فأرسل ابنه إلى ساحة المطران في بعلبك، وهي الساحة التي هرب إليها المعتصمون، الذين رفضوا مصادرة الحزب للحراك، بعدما زرع في دورِس كاميرات المراقبة وصار عناصرُه يتدخلون في توجيه تصريحات الناس.

وصل زعيتر الإبن إلى ساحة المطران وطلب من المعتصمين -مهددًا بالسلاح- التوجه إلى ساحة الجبلي حيث ينتظر والده، وبدأ بكيل الشتائم للمعتصمين، إلا أن عدداً من ناشطي الاعتصام تصدوا له واتصلوا بوالده طالبين سحبه من الشارع حتى لا تتطور الأمور.

أوامر الحزب

وفي اتصال بين فاعليات البلدة مع زعيتر الأب للتساؤل عن الهدف مما يفعله أكّد أنه يتعرض لضغوط من حزب الله للنزول إلى الاعتصامات، وتهديد كل من يمكن أن يتجرأ على تجاوز السقف المرسوم من قبل التنظيم، خصوصًا الذين يتعرّضون للرؤساء الثلاثة ولأمين عام حزب الله.

عدد من وجهاء عشيرة زعيتر أبلغ نوح أن هذا الأمر خطر، وأنه قد يؤدي إلى مواجهة بين شارعين، وقد يحصل ما لا تحمد عقباه، فانسحب الأخير من الساحات. نوح زعيتر الذي لجأ إلى سوريا ومكث فيها بين تموز و آب وأيلول عن طريق المعابر غير الشرعية، بسبب ورود معلومات عن سقوط ورقته لدى الأجهزة الأمنية ورفع الغطاء عنه، وكان يحضّر لكتابة بيان ضد حزب الله لكنه تريّث في نشره، بعدما أورد فيه اتهام الحزب بالخيانة، وهو الذي ظهر في ڤيديو يقول للمتظاهرين "سكروا الطريق على الله" في البقاع. عاد أمس بعد استحضاره ورقةً من الحزب مجددًا ليظهر في فيديو مسجل ويمجّد فيه الرؤساء الثلاثة والسيد نصر الله ويهدد المعتصمين في بعلبك، داعيًا إياهم إلى ترك الساحات والنزولِ إلى بيروت في حال لم يلتزموا السقف المرسوم لهم في بعلبك!

التهديد بالزعران

تقول المصادر البقاعية المطّلعة أنّ الحزب دأب على استخدام الأوراق غير الشرعية والمحاربة بها كالمدعو نوح زعيتر في تحقيق مآربه، كما فعل في أيار من العام 2008 حين طلب منه قصف بلدة سعدنايل السُنية المؤيدة لتيار المستقبل آنذاك.

وها هو اليوم يعيد الكرّة باستخدام هذه القفّازات ضد بيئته الشيعية لمجرّد رفضها الانصياع للحزب. وحسب هذه المصادر فإنَّ الحزب يمارس اليوم لعبة خطرة قد تغرق البقاع بالدم لأن في صفوف الثوار من هو مستعد للمواجهة حتى الرمق الأخير، وتضيف إنَّ التهديد بالزعران لم يعد مجديًا لأن كل الاطراف لديها زعرانها. وتحذّر المصادر من إثارة الحزب للفتنة وعدم ترك الناس أحراراً في التعبير عن وجعهم، منبهة أنَّ الأمور ستنقلب عليه كما حصل في المعارك الدموية التي اندلعت بين الحزب وعشيرة آل جعفر في التسعينيات.

استنفار عسكري

مصادر حزبية أكدت معلومات أن حزب الله يعمل على أكثر من خط:

فهو يحضّر لطباعة أعلام لحزب الله وحركة أمل، المنقسمة فيما بينها على موضوع دعم العهد من عدمه، وبشكل كثيف تحضيرا لتظاهرات تدعم العهد.

والأخطر أنّ الحزب استدعى عددًا من المقاتلين المهمين من سوريا على عجل فيما تجري تهيئة مقاتلين موجودين أصلا في بيروت وموزعين على أحيائها بعد إبلاغهم بانتظار ساعة الصفر!

 

إستقالة الحكومة اللبنانية شبه واقعة والجديدة من 14 وزيراً.. اللواء عباس ابراهيم وزير للداخلية

- Lebanon24/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

تقول المعلومات إن استقالة الحكومة صارت شبه واقعة وأن المسؤولين انكبوا خلال ساعات الأمس على إعداد مسودة حكومة على الورق، على أن يتم الاتفاق عليها مسبقاً قبل إعلان استقالة الحكومة وتشكيل أخرى بديلة في غضون وقت قصير. خطوة من شأنها لو بلغت خواتيمها ان تهدّئ من روع المحتجين وتعيد تصويب الاوضاع لتتوالى بعدها الاصلاحات. وشهد يوم أمس حركة اتصالات وزيارات على خط الضاحية بيت الوسط وعين التينة بهدف انجاز الترتيبات النهائية قبل الاعلان عن استقالة الحكومة وتشكيل حكومة بديلة من 14 وزيراً من غير النواب، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ومن بين الاسماء المرشحة للحكومة اللواء عباس ابراهيم لوزارة الداخلية التي ستسند الى الشيعة بدل وزراة المالية، والدكتور عبد الحليم فضل الله المحسوب على "حزب الله"، وثالث مستقل.

 

حسن نصرالله في مأزق

العرب/25 تشرين الأول 2019

أمين عام حزب الله يتهم أحزابا وسفارات بـ"تمويل" الحراك الحاصل، ويحذر من وجود نوايا بافتعال "حرب أهلية".

خطاب تخويف المتظاهرين

بيروت - حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”، في موقف قال مراقبون إنه يختزل رؤية نصرالله لكل التحركات التي لا تلائم أجندة الحزب ونفوذه وارتباطاته الخارجية. ورغم أنه سعى لإظهار تفهمه لمطالب عشرات الآلاف من المحتجين، إلا أن أمين عام حزب الله رفض وبشكل صريح كل مطالبهم، معتبرا أن وراء هذه التحركات الشعبية الواسعة “سفارات” و”تمويلا أجنبيا”، وهو ما يؤكد أنه ينظر إلى الانتفاضة من ثقب نظرية المؤامرة التي تسيطر على ثقافته. وقال نصرالله في كلمة بثها تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان. وأضاف “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”. وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم… في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار”. واتهم نصرالله أحزابا وسفارات لم يسمها بـ”تمويل” الحراك الحاصل، مشككا في عفويته، محذرا من وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”، في استدعاء لماض كريه لدى اللبنانيين بهدف إخافتهم ودفعهم إلى القبول بالتوازنات الطائفية القائمة منذ عقود.

هذا ما يريده نصرالله

وبالتوازي، لوح نصرالله للمحتجين بعصا الميليشيات التابعة له، التي وصفها نشطاء على مواقع التواصل بأنها الوجه الآخر للباسيج في إيران، والتي يرهب بها الحرس الثوري المعارضين للنظام. وكانت ميليشيات حزب الله نزلت في بعض الأماكن واشتبكت مع المحتجين مرددة شعارات تمجد نصرالله والخميني وخامنئي، قبل أن يوجه لها نصرالله دعوة إلى الانسحاب على أمل أن يكون المحتجون قد فهموا رسالة حزب الله بأنه على استعداد للجوء إلى القوة لمنع الانتفاضة من تهديد النظام القائم الذي يسيطر عليه الحزب. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام. كما أحرقوا صور نصرالله ونبيه بري حليفه في الثنائية الشيعية ورفعوا شعارات تضعهما ضمن قائمة المتهمين بالفساد والمشمولين بالغضب الشعبي. واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، الجمعة، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله. ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين.

 

 نصر الله يستدعي باسيل… تحذيرات أممية وتوقع استقالة الحكومة اللبنانية

طوني بولس/اندبندنت عربية/25 تشرين الأول 2019

في أسبوعها الثاني، لم تسترِح "الثورة" غير المسبوقة في تاريخ لبنان ولم تستكن، وكل يوم تُظهر الاحتجاجات أكثر من يوم فقدان الشعب اللبناني الثقة التامة بالطبقة السياسية التي تتحكم به منذ سنوات. ولا تزال الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، تواجه مأزقاً كبيراً يُهدد استمرارها، على الرغم من الورقة الإصلاحية التي تقدمت بها حكومته وكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون التي توجه بها إلى اللبنانيين والذي وعد فيها بإجراء سلسلة إصلاحات.

استقالة الحكومة

في السياق، نقلت مصادر دبلوماسية زارت الرئيس عون حرص الأمم المتحدة على حق التظاهر السلمي وعدم استخدام المؤسسات الرسمية كأداة لقمع المتظاهرين، طالبةً من الرئيس عون البحث بمعالجات ترضي الشارع من ضمنها استقالة الحكومة الحالية والسعي لتشكيل حكومة مستقلة، تخفّف الاحتقان في الشارع، كما طالبته بـ"التعامل مع الجماعات المسلحة غير المصرح بها"، مكررةً أنه "يجب الامتناع عن أي ممارسات، من شأنها أن تسهم في تصعيد التوتر أو العنف". وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الحريري تلقى الرسالة ذاتها وأبدى تجاوباً تجاه تقديم استقالته قريباً، مقابل ضمانات بإعادة تكليفه من جديد، ما يؤيده كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتاً إلى أن هذا المخرج بات الأقرب إلى الواقع لتجنب الأسوأ أمام الضغط في الشارع.

انتداب أممي

وكشف المصدر عن نقاش بدأ في أروقة الأمم المتحدة في حال جنحت الأمور باتجاه الفوضى. فهناك إمكانية لوضع لبنان تحت انتداب الأمم المتحدة من خلال إصدار قرار شبيه للقرار الدولي الذي أُعلن في كوسوفو عام 1999 وسمح بوجود عسكري دولي، إلى جانب إنشاء إدارة مؤقتة منبثقة من بعثة الأمم المتحدة لإعادة تنظيم الإدارة في البلاد.

استدعاء جديد لباسيل

في المقابل، تؤكد مصادر وزارية أنه وللمرة الثانية خلال أسبوعين، استدعى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليل الأربعاء، وزير الخارجية جبران باسيل للبحث عن مخارج الأزمة الحالية وكلمة رئيس الجمهورية، إذ نوقش خيار استقالة الحكومة أو التعديل الوزاري. وأشارت المصادر إلى تمسك نصر الله بالتوازنات الحالية من دون المساس بها، بحيث يكون إجراء شكلياً فارغاً من أي مضمون، معتبرةً أنّ أي حكومة جديدة غير متفق على إطارها مسبقاً ستعني ضرب التوازنات التي رست بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وحزب الله يقرأ الأحداث من الزاوية الإقليمية المتحرّكة والمتغيّرة ولن يغامر باستقالة غير مشروطة.

حزب الله نيابة عن الدولة

وأوضح المصدر أنّ نصر الله أبلغ باسيل أن سقوط العهد الحالي وحكومته بتوازناتها هو سقوط للمقاومة، لن يتساهل حزب الله في حمايته لو كلّفه الأمر مواجهة ميدانية، مؤكداً أن نصر الله قدّم لباسيل كل الغطاء والإمكانيات التي يطلبها لإسقاط نظرية "التضحية بباسيل لإنقاذ العهد".

ولفت المصدر إلى أن نصر الله طرح أمام باسيل ما مفاده بأن يتولّى الحزب إدارة عملية فض الاعتصامات بطرقه الخاصة، نيابةً عن المؤسسات الشرعية كون هذا الأمر قد يُحرج العهد أمام المجتمع الدولي الذي بات على أعتاب الدخول إلى خط الأزمة.

العصا والجزرة

وفي السياق، علّق سياسي لبناني على إجراءات الحكومة اللبنانية الأخيرة والساعية لفك الطوق الشعبي بالقول "السلطة الحاكمة تلعب سياسة العصا والجزرة مع المواطنين"، موضحاً أنه في وقت تحاول السلطة أن تظهر أمام الرأي العام المحلي والدولي بمظهر المتفهم للاحتجاجات وتستعجل بتقديم رزم إصلاحية لإعادة تسويق نفسها على المستوى الشعبي وتمتص النقمة المتنامية من جهة، تمسك في الجهة المقابلة بعصا التهديد والوعيد بطرق مباشرة وغير مباشرة، محاولةً فض الاعتصامات واستعادة زمام الأمور في الشارع.

انتصاف ولاية عون

ورأى السياسي اللبناني أنه مع سقوط الأوراق الأولى، لجأت السلطة إلى لعب أخطر أوراقها وهي تلويح "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بـ"ثورة مضادة"، دعْماً لرئيس الجمهورية، إذ يدرس الطرفان استغلال ذكرى انتصاف ولاية الرئيس عون للدعوة إلى تظاهرة مركزية حاشدة في بعبدا تحت عنوان "دعم العهد"، مشيراً إلى أن التظاهرة المحدودة التي دعا إليها التيار في منطقة الحَدث والتجمع قرب قصر العدل في بعبدا هما بمثابة "بروفة"، في حين تتكفّل عناصر ميليشياوية تابعة للحزب الاعتداء على المتظاهرين في بيروت والجنوب. وتخوّف من إمكانية نقل المواجهات إلى الساحة المسيحية لإبعادها عن بيئة "حزب الله" الذي قرر خنق الظاهرة الاعتراضية بوسائله، معتبراً أن ملامح هذا السيناريو بدأت عبر تسويق أنّ حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية هما من يحرّضان الشارع المسيحي ضد عون، وهما من ينظمان التظاهرات في المتن وكسروان وجبيل، ومشيراً إلى الاشتباك الذي حصل في مزرعة يشوع بين أنصار عون والمتظاهرين.

 

للأسف أيها الأصدقاء، الظاهر الأزمة طويلة، والكل عالقون بعنق الزجاجة:

 إيلي الحاج/فايسبوك/25 تشرين الأول/2019

1 - الشارع لا طريقة ولا قدرة لديه، ليفرض على "حزب الله" - غصباً عن ألله - أن يبدّل رأيه، بموضوع استقالة الحكومة أو غيره. وبالمقابل الشارع عنده القدرة والنية والاستعداد ليضل مسكر البلد والطرقات مدة طويلة.

2 - "حزب ألله" خايف تكون حركة الشارع فخ حطوه قدامو . إذا قِبِل تسقط الحكومة، أن يصير خط التماس السياسي التاني إسقاط العهد، وانتخابات نيابية مبكرة، وآخر شي يصلون إليه هو . يا حزب ألله لبنان ما بيتحمل سلاحك والشيعة ما عادوا معك، ليك النبطية وكفر رمان وصور.

3- سعد الحريري ووليد جنبلاط خايفين من رد فعل "حزب الله" إذا استقالوا بعدما هددهم حسن نصرالله بمحاكمتهم باعتبار أن إفلاس البلد هو نتيجة تراكمات من 30 سنة ومش من مبارح. الادعاء على نجيب ميقاتي بالفساد من خلال أخذ قروض سكنية، وهو الغني، مجرد تلويح بما ينتظرهم وغيرهم إذا استقالوا.

4- رد فعل الرئيس ميشال عون وعائلته والمسؤولين في تياره تخبط وضياع تام وعدم رؤية. فاتوا ببعضهم وأخذتهم المفاجأة.

أول شي راهنوا على تعب الناس، انو يوم يومين وبتقطع. بعدين على انو الجيش بيفتح الطرق وبيفك الاعتصامات بالقوة. وفريق فكر إذا افتعلنا مشاكل عنفية مع القاطعين الطرق، مثلما حصل بمزرعة يشوع على طريق بكفيا، سيخافون أو يضطر الجيش الى منع كل التجمعات.

واستخدم العونيون أسلحة إعلامية وسياسية قديمة، بالتركيز على القوات وسمير جعجع. بعد ذلك اكتشفوا إن هذا الموضوع خلافاً لأواخر التمانينات، آخر همّ الناس.

لكن الخطر الأكبر والكارثة المقبلة على لبنان مالية.

صندوق النقد الدولي، على علمي، بلغ المصرف المركزي إنو انتهينا من خبرية تثبيت سعر الدولار على 1500 ليرة.

الدولار ببيروت ب 3000 ليرة، هذا سعره.

المرجلة إنو يقدروا- بحل سياسي ما - أن يجمدوه على 3000. إذا طولت الأزمة وصار يحلق، 5-6-7 آلاف... الله يستر.

ما تبين ان نسبة الفقراء بلبنان أعلى بكثير مما كانوا الجميع متوقعين، وكتار منهم يعيشون كل يوم بيومه.ولا نقدر أن نتخيل شو ممكن يعملو بعد أسابيع.

أما كوارث الطبقة الأعلى شوي، العايشة من فايدة أموالها وتعويضاتها، ومن رواتبها بالليرة. فلا تسألوا.

Espérons malgré tout

 

غوتيريش يضع السلطات والمحتجين في لبنان بكفة واحدة ورأى «عجزاً متفاقماً» في الثقة بين الناس والنخب السياسية عبر العالم

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «هناك عجزاً متفاقماً في الثقة بين الناس والنخب السياسية» عبر العالم، مطالباً الحكومات بـ«دعم» حرية التعبير والتجمع السلمي وبـ«حماية الفضاء المدني». وإذ وضع السلطات والمحتجين في لبنان في كفة واحدة، دعا كلاً من الطرفين إلى التزام «أقصى درجات ضبط النفس» وعدم اللجوء إلى العنف. بينما ندد بسقوط عدد كبير من الضحايا في العراق. وفي مؤتمر صحافي عقده في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في نيويورك، قال غوتيريش: «نحن نشهد موجة من المظاهرات في كل أرجاء العالم، من الشرق الأوسط إلى أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي... ومن أوروبا إلى أفريقيا إلى آسيا»، عادّاً أن «القلق في حياة الناس يؤدي إلى أي أمر ما عدا الهدوء في الشوارع وساحات المدن». وإذ شاء وصف كل حالة بأنها «فريدة من نوعها»، أضاف أن «سبب بعض الاحتجاجات القضايا الاقتصادية - بما في ذلك ارتفاع الأسعار وعدم المساواة المتمادي أو النظم المالية التي تستفيد منها النخب». أما البعض الآخر «فينبع من مطالب سياسية»، ملاحظاً أنه «في بعض الحالات، يحتج الناس على الفساد وأشكال التمييز المختلفة». ولكنه استدرك أن «هناك قواسم مشتركة تمتد عبر القارات - وهذا ينبغي أن يرغمنا جميعاً على التفكير مليّاً والرد». ورأى أن «ثمة ضرورة للتفكير في العوامل الكامنة»، عادّاً أن «هناك عجزاً متفاقماً في الثقة بين الناس والنخب السياسية، وتهديدات متزايدة للعقد الاجتماعي». وعبر أيضاً عن اعتقاده بأن «العالم يتصارع كذلك مع آثار العولمة والتكنولوجيات الجديدة، التي زادت عدم المساواة داخل المجتمعات»، موضحاً أنه «حتى عندما لا يحتج الناس، يتعرضون للأذى ويريدون إسماع صوتهم. يريد الناس ملعباً متكافئاً - بما في ذلك أنظمة اجتماعية واقتصادية ومالية يستفيد منها الجميع». وأكد أنهم «يريدون احترام حقوقهم الإنسانية، وأن يكون لهم رأي في القرارات التي تؤثر في حياتهم». وعبر عن «قلق بالغ حيال بعض الاحتجاجات التي أدت إلى عنف وفقدان في الأرواح»، مشدداً على أن «الحكومات ملزمة بدعم حرية التعبير والتجمع السلمي، وحماية الفضاء المدني». وطالب الأمين العام للمنظمة الدولية، القوى الأمنية، بأن تلتزم «أقصى درجات ضبط النفس، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان». وحض المحتجين على «اتباع أمثلة (المهاتما) غاندي ومارتن لوثر كينغ وغيرهما من أبطال التغيير اللاعنفي»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن يكون ثمة عذر للعنف - من أي جهة». وطالب الزعماء أيضاً بـ«الإنصات إلى المشاكل الحقيقية للناس الحقيقيين»، لأن «عالمنا يحتاج إلى عمل وطموح لبناء عولمة عادلة، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ومعالجة أزمة المناخ»، عادّاً أن «هذه هي بالتحديد غايات أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة». ونصح بأنه «مع التضامن والسياسات الذكية، يمكن للزعماء أن يظهروا أنهم (يتفهمون) - وأن يسلكوا سبيلاً إلى عالم أكثر عدلاً».

ورداً على سؤال حول الوضع في لبنان والرسالة التي يوجهها إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، أجاب أن «بعثتنا ناشطة للغاية هناك في الحوار مع كل الأطراف»، مضيفاً أن «رسالتي هي أن البلاد يجب أن تحل مشاكلها من خلال الحوار». وحض على «ممارسة أقصى درجة من ضبط النفس وعدم استخدام العنف من جانب الحكومة ومن جانب المحتجين». وسئل عن سقوط مزيد من الضحايا في العنف الذي تستخدمه السلطات والميليشيات التابعة لإيران في العراق، فأشار إلى التقرير الذي أصدرته بعثة الأمم المتحدة أخيراً حول النتائج الأولية لأعمال العنف، مضيفاً: «نحن نناشد بصورة منهجية عدم استخدام العنف وضبط النفس فيما يتعلق بالسلطات واللاعبين الآخرين المعنيين». وقال: «نأسف بعمق لمقتل عدد كبير من الناس في هذه الظروف»، موضحاً أنه «وفقاً للنتائج الأولية؛ كانت هناك حقاً انتهاكات جوهرية لحقوق الإنسان وهذا ما يجب بوضوح التنديد به».

 

مسؤول أميركي يعلّق على "تسلل" حزب الله الى التظاهرات

ليبانون ديبايت/الجمعة 25 تشرين الأول 2019

كشف مراسل قناة "الحرة" في وزارة الخارجية الاميركية ميشال غندور على حسابه عبر "تويتر"، عن تعليقٍ لمسؤول في الخارجية الاميركية حول "تسلل مجموعات من حزب الله الى التظاهرات التي تُقام وسط بيروت". وأكد المسؤول الاميركي، أنّ بلاده "تدعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلمية وتعبيره عن الوحدة الوطنية".

 

رصَدَ "مؤامرة وتمويلاً مشبوهاً" للانتفاضة: نصرالله يطالب الحراك بالحوار وإلا...

 النهار/25 تشرين الأول 2019

https://www.facebook.com/Annaharlb/videos/393741184839881/

في اليوم التاسع لانتفاضة الشعب المباركة وتزامناً مع اقتحام مناصري "حزب الله" ساحة رياض الصلح، ضرب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله على الطاولة مقزماً انتفاضة اللبنانيين، ومشيطناً اياها باعتبارها مؤامرة خارجية. نصر الله الذي هدد بشبح الفراغ مراراً، رصد في المشهد المنتفض أيضاً بعبع حرب أهلية من شأنها أن تضعف المقاومة، وتحيل الدولة الى انهيار سيكون من مصلحة العدو الاسرائيلي.

ورفع نصرالله لاءات ثلاثة، لا لاسقاط العهد، ولا لاستقالة الحكومة، ولا لانتخابات نيابية مبكرة، داعياً قادة الحراك الى انتخاب ممثلين عنهم لمحاورة السلطة، والى طمأنة "قيادات المقاومة". وحذر من ادارة جهات حزبية داخلية لدفة الحراك، متحدثاً عن تمويل مشبوه للمتظاهرين، ومنتقداً من "لم يقرأوا الورقة الاصلاحية وصوّبوا عليها". وخاطب نصرالله جمهور الحزب انطلاقًا من مظلومية الحسين التي رفض اسقاطها على الجلجلة التي يعيشها الشعب اللبناني مهدداً انه إذا "لم تتم تلبية نداء الحوار، فذلك يعني أنّ هناك استهدافاً سياسياً، وأدعوكم حينها لتقويم الأمور".

وفي هذا السياق، أكد أنّه "لن نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيّد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة في هذا الظرف"، مشيراً إلى أنّه "نحن نحمي البلد وإن دفعنا ضريبة الشتائم، ونحن جاهزون لهذه الضريبة، وهي أهون من ضريبة الدماء".

وطلب نصرالله، في كلمة للتطورات الداخلية، من "جمهور المقاومة إخلاء الساحات"، متوجّهاً اليهم بالقول: "إذا لم تتم تلبية نداء الحوار، فذلك يعني أنّ هناك استهدافاً سياسياً، وأدعوكم حينها لتقويم الأمور".

وأضاف: "لديّ معلومات أنّ المجلس النيابي سيفعّل جلساته ومستمرّون في مكافحة الفساد"، مشيراً إلى أنّ "كلّ حلّ يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم الوقوع في الفراغ لأنّ هذا خطير جداً". وأكد أنّ "النقاش كان كبيراً في الحكومة والموازنة كانت تحتوي ضرائب ورسوماً، والحراك فرض العكس، وهذا إنجاز كبير"، مشيراً إلى أنّه "تحت ضغط الحراك الشعبي، كانت ورقة الإصلاحات المهمة جداً وغير المسبوقة، وصحيح أنّها دون الطموحات لكنّها خطوة متقدّمة جداً".

كما لفت إلى أنّ "بعض مَن يقودون الحراك الشعبي، يسخّفون ما أُنجز، عوض الإضاءة عليه، وفي ذلك شُبهة"، مؤكداً أنّ "الورقة الإصلاحية لن تكون حبراً على ورق، ولن نسمح بعدم تنفيذها".

وأضاف نصرالله أنّ "تجربة الحراك هذه تعيد ثقة الشعب اللبناني بنفسه وهذه التجربة يمكن التأسيس عليها"، مؤكداً أنّه "لديّ تعليمات أنّ بعض القوى تطلب الشتم وبعض الشتائم عفوية". وأكد أنّ "الناس عبّروا في كلّ المناطق من دون خوف".

وأكّد أنّ "الحراك لم يعد عفوياً، فأحزاب سياسية معروفة تقوده، فهناك إدارة وتنسيق وأيضاً تمويل"، لافتاً إلى أنّ "المطالب لم تعد مطالب الناس الطيّبة، بل إنّ المطالب باتت إسقاط النظام". وأشار إلى أنّه "على المتظاهرين تحديد مَن يمثّلهم لتتحقّق مطالبهم، وليس هناك قيادة واحدة بل أحزاب وتجمّعات".

وتوجّه للمتظاهرين بالقول: "ابقوا في الساحات، لا مشكلة، ولكن فاوضوا عملاً بنداء الرئيس عون"، وبعد تسعة أيام من إقفال الطرق، أضاف نصرالله: "أنتم تمنعون الناس من العمل وتأمين لقمة العيش في هذا الوضع المعيشي الصعب، وهناك مَن يطلب الهوية على الحواجز"، مناشداً "المتظاهرين بالمبادرة بفتح الطرق، وإن زادت أعدادهم في الساحات".

وتابع: "لا يجوز للجيش اللبناني وقوى الأمن أن يُطلقا النار على أحد، والدولة تتحمّل المسؤولية"، واصفاً "تصوير الجيش على أنّه يعتدي على المتظاهرين بـ"كذب وافتراء"، وقال: " ليس المطلوب منه سوى حمايتهم".

وأضاف: "على مَن تعتبر نفسها قيادة الحراك أن تبادر إلى الطلب من القضاء فتح ملفات فساد"، مخاطباً المتظاهرين بالقول: "أنتم مَن تقدّمون أنفسكم بديلاً، اكشفوا السرّية المصرفية لديكم وقولوا للناس ما هو مصدر أموالكم؟". وقال: "أنا أوّل مَن قلتُ أنّه حراك عفويّ غير تابع لسفارات، ولكن في الأيام الأخيرة دخل لبنان في مرحلة الاستهداف السياسي والإقليمي".

كما أكد نصرالله أنّ "حصانة لبنان في معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، وهذا ما يشكّل تهديداً وجودياً لإسرائيل".

وقال: "المرحلة الآن تتطلّب هدوءاً، وسأتحدّث بإيجابيات ما حدث وتشخيص طبيعة ما يجري ولفت النظر إلى بعض المخاطر"، موضحاً أنّ  "حزب الله" لا يستطيع مشاركتكم في الحراك لأنّه سيتّخذ مساراً آخر"، مضيفاً أنّه "تمنّيتُ على المتظاهرين تجنُّب الشتائم والمسّ بالأملاك العامة وعدم الاصطدام مع الجيش، ولا يسمحوا لبعض القوى السياسية "أن تركب" موجة الحراك"، وقال: "للأسف، لا يتم شرح الإيجابيات للناس ولا للمتظاهرين ولا لمن يدّعون أنّهم يقودونهم".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نداء بكركي: حكومة جديدة.. ولا أحد أكبر من لبنان

المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019

يبدو أن الخيبة من خطاب رئيس الجمهورية ظهر الخميس 24 تشرين الأول، قد فعلت فعلها في أوساط بكركي.. لكن أيضاً، يبدو أن الإعلان عن نية الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله توجيه خطاب إلى اللبنانيين، حفزت البطريركية المارونية على القيام بمبادرة استباقية.

على هذا الأساس، وجّه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي نداء استثنائياً بالغ الأهمية. وجاء فيه:

"لا يمكن الاستمرار في تجاهل صرخة الشعب اللبناني، بكباره وشبابه وأطفاله، وهو في ثورة عارمة من شمال لبنان إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وهي في يومها التاسع، مطالباً، ونحن معه، بحكومة جديدة بكل مكوناتها، جديرة بالثقة، تكون مصغرة مؤلفة من شخصيات ذوات اختصاص وانجازات، من خارج الأحزاب والتكتلات، لكي تتمكن من تنفيذ الورقة التي أقرها مجلس الوزراء في اجتماعه في القصر الجمهوري الاثنين 21 تشرين الأول الجاري، وتلاها دولة الرئيس سعد الحريري.

إن الدستور اللبناني يؤكد في مقدمته أن "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية"(ج)، فلا يحق لأحد أو لأي فريق أن يفرض إرادته على الجميع، فلا أحد أكبر من لبنان وشعبه. كما يؤكد الدستور أن "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"(د).

فلا يمكن عدم الإصغاء لمطلبه بالصورة الشاملة التي توحده تحت راية الوطن. ولا يمكن إهمال ما يتحمل المتظاهرون الثائرون من صعوبات وتضحيات، والمواطنون من معاناة يومية بسبب استمرار اقفال الطرقات.

وليعلم المسؤولون في الدولة إنهم مسؤولون عن الخسائر بملايين الدولارات في الخزينة العامة وعن الشلل العام، في كل يوم من تأخيرهم في تشكيل الحكومة الجديدة، وإعادة البلاد إلى حركتها الطبيعية".

 

الحراك الشعبي ينأى بنفسه عن السياسيين... ليحتضن الفنانين ومطربون وإعلاميون يشاركون في المظاهرات في عموم المدن اللبنانية

بيروت: حنان حمدان/الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

منذ بدء التحركات الشعبية في بيروت والمناطق اللبنانية، قبل 9 أيام، حاول عدد من السياسيين النزول إلى ساحات المظاهرات، لكنهم اصطدموا برفض غالبية المتظاهرين وجودهم، خوفاً من أن يركب أي من السياسيين موجة التحركات الشعبية التي انطلقت احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، بحسب ما قال عدد من المحتجين.في المقابل، شارك فنانون لبنانيون في المظاهرات التي امتدت من طرابلس شمالاً إلى صور جنوباً مروراً بالعاصمة بيروت، مؤيدين وحاملين مطالب الناس. ومن بين هؤلاء برزت أسماء سعد رمضان وجاد خليفة ورامي عياش وكارمن لبس ووديع أبو شقرا ونادين الراسي وإنجو ريحان. كذلك شكّل بعض الإعلاميين، مثل سلام زعتري ونيشان وريما نجيم ومحمد قيس، جزءاً من المظاهرات على مدى الأيام الماضية، مطالبين بإجراء إصلاحات وعدم فرض ضرائب على المواطنين الذين يعانون جراء الأزمة المالية، علماً أن البعض اكتفى بالتضامن عبر تغريدات في «تويتر» مثل إليسا وهيفا وهبي وكارول سماحة.

وقد انقسم المتظاهرون في آرائهم حيال مشاركة الفنانين، لا سيّما إذا كان للفنان المشارك أي خلفية سياسية أو أدلى سابقاً بمواقف مجّد فيها السلطة. ورغم ذلك، أقرّت غالبيتهم بإيجابية وجود الفنانين وسطهم كونه يعطي زخماً لساحات الاحتجاج ويمكن أن يؤثر على شريحة من المواطنين لحشدهم ضمن المظاهرات. ويفصل أصحاب هذه النظرية بين الموقف السياسي للفنان وموقفه من الثورة الشعبية التي ليست لها هوية سياسية، وإنّما هي «انتفاضة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية»، بحسب ما يؤكدون.

وقالت صفاء وهي إحدى المتظاهرات لـ«الشرق الأوسط»: «للمرة الأولى نشهد وجود فنانين في الساحات من دون أي خلفيات سياسية. هم اليوم يمارسون دورهم الأساسي في البلاد، لأنّ الفن رسالة، وهم بنزولهم إلى الساحات يؤدون رسالتهم كفنانين ويقفون، كأي مواطن لبناني، على الأرض مع الشعب وليس في بيوتهم العاجية». أما المتظاهر أحمد فقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان لافتاً دخول الفنانين تلفزيون لبنان للضغط من أجل نقل وقائع المظاهرات، وفي جولاتهم التي قاموا بها في مختلف المناطق اللبنانية. لم يقتصر تحركهم على وسط بيروت وإنّما تنقلوا بين المناطق، من شمال لبنان إلى جنوبه». وبالفعل، زار وفد من الفنانين، ومن بينهم الممثل عبدو شاهين، منطقة الجنوب وتحديداً النبطية، طالبين من المتظاهرين «الصمود». ولهذه المنطقة خصوصية كونها تُعدّ معقلاً لحركة «أمل» و«حزب الله»، علماً أن مناصرين لهذين الطرفين حاولوا مضايقة المتظاهرين ودفعهم إلى وقف تحركهم.

كذلك فاجأ الفنان مارسيل خليفة المتظاهرين في «ساحة النور» بطرابلس، شمال لبنان، حيث أنشد معهم أغنياته الثورية مثل «شدّوا الهمّة» و«إني اخترتك يا وطني»، بمشاركة كورال «الفيحاء». وردد معه المشاركون بحماسة مطلقة أبرز أغانيه الوطنية. ورغم أنّ خليفة لقي ترحيباً واسعاً من قبل المتظاهرين، فإنّه نال حصته أيضاً من الانتقادات بسبب موقفه مما يُعرف بـ«الثورات العربية». وقالت الفنانة كارمن لبس لـ«الشرق الأوسط» إنّ وجود الفنانين في الساحات «مهم للغاية، وفيه كثير من المصداقية، فالناس التي ملّت الوعود الكاذبة من السلطة بحاجة لمثل هذا الدعم». وأضافت: «أنا شخصياً رفعت الصوت من خلال وجودي في المظاهرات لدعم خيار الناس من أجل إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية من ذوي الاختصاصات، على أن تكون الأحزاب خارج الحكومة، وكذلك لمحاسبة الفاسدين». وشدد على ضرورة «الالتفات دائماً إلى أنّ الجميع نزل إلى الساحات من أجل لبنان موحد». من جهتها، أشادت الفنانة عايدة صبرا في حديث مع «الشرق الأوسط» بـ«الثورة الشعبية» في لبنان، ونوهت بـ«أهمية مشاركة الفنانين في المظاهرات وتقديم الدعم المعنوي لهم ومشاركتهم بالأفكار والمبادرات الخدماتية إذا أمكن، من أجل تشجيعهم على المضي والاستمرار، لا سيّما أنّ الفنان له جمهوره وهناك سهولة في إيصال صوته». وقالت صبرا الموجودة حالياً في مونتريال (كندا)، إنّها «شاركت في الوقفات التي نظمها شبّان وشابات هناك»، مضيفة أنها تسهم بقدر المستطاع عبر صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي في دعم التحركات القائمة، إلى حين إنهاء عملها في كندا والعودة إلى لبنان لمشاركة الناس مظاهراتهم في الشارع.

 

الحريري يحاول «تبريد الأجواء» ويريد إخراج الوجوه «المستفزة ويبدأ بفريقه وعون يشك بوجود «أجندات خارجية

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

تسود في لبنان حالة من الترقب، على وقع التصريحات والمواقف السياسية التي كان آخرها كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، وإشارته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي. وسجل يوم أمس زيارة مفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا، حيث خرج من دون الإدلاء بأي تصريح. وكان رئيس الجمهورية قد تابع خلال النهار التطورات السياسية والأمنية الراهنة، والاتصالات الجارية لمعالجة الأوضاع القائمة. وفي هذا الإطار، عرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الواقع النقدي في البلاد، وعمل المصرف المركزي، فيما ترأس رئيس الحكومة اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ خطة الكهرباء. وقال زوار رئيس الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه أبدى استغرابه من سياسة قطع الطرقات التي يعتمدها المحتجون، وعدم تجاوبهم مع المبادرات التي قدمها، ومع دعوته للقاء ممثلين عنهم، وبحث مطالبهم. ونقلوا عنه قوله إن «الحريري قدم ورقة عمل، ولم يتجاوبوا معها. وإذا بقوا على موقفهم، فهذا يعني أن هناك أجندات خارجية». وفي موازاة ذلك، بقي الحريري على موقفه الرافض لأي محاولة لفض المظاهرات الشعبية وفتح الطرقات بالقوة، بحسب ما نقله عنه زواره، مؤكداً أن المعالجة يجب أن تكون سياسية. ولتبريد الجو، لا بد من إجراء تغيير حكومي، عبر استبدال بعض الرموز «المستفزة»، مبدياً استعداده لأن يبدأ من وزرائه. وأكد الزوار أن أبرز هواجس الحريري في الوقت الحالي هي تلك المتعلقة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية، وخوفه بالتالي من ذهاب البلاد إلى المجهول. واستمرت المواقف السياسية، منها الداعمة للاحتجاجات وأخرى الداعية إلى إيجاد حل سريع، مع إبداء البعض تخوفهم من أن يعمد «حزب الله» وبعض أحزاب السلطة إلى التدخل على خط التحركات لإنهاء المظاهرات. وشدد رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني على ضرورة تنسيق الاتصال بين مناطق الانتفاضة وبرنامج العمل الجدي، لا رفع الشعارات وحسب، وإعلان حكومة مدنية انتقالية. وأوضح، في بيان له: «في هذا السبيل، لا بد من رسم الإطار الجامع الذي هو فرض تطبيق الدستور في عملية إعادة تكوين السلطة التي هي الهدف الأول من إعلان الحكومة المدنية الانتقالية»، وأكد أن «الشعب في هذه المرحلة إنما هو أبناء الشعب في ساحات الانتفاضة، بعد سقوط المؤسسات الدستورية في ملكية العصابات». وفي المقابل، حذر الوزير السابق أشرف ريفي مما يعد له «حزب الله»، وكتب عبر «تويتر» متوجهاً إلى «حزب الله» بالقول: «أحذركم من الغرق في الوحل اللبناني، يُنهيكم على المدى المتوسط، وأحذركم من الغرق في الدم اللبناني، ينهيكم فوراً»، وأضاف: «(حزب الله) يؤكد مجدداً صورته البشعة: اغتيالات، وإجرام، وبلطجة، وفساد؛ إنه الإرهاب بعينه». كذلك جدد «حزب الكتائب»، على لسان النائب إلياس حنكش، دعوته إلى تشكيل حكومة اختصاصيين، وقال: «صار الوقت أن تستقيل الحكومة بعد ثمانية أيام من ثورة جمعت ملايين اللبنانيين إلى الشوارع، وسر نجاحها إنها ليست مسيسة، وهي من الناس وللناس... وستبقى كذلك»، وتابع: «صار الوقت لتشكيل حكومة اختصاصيين، لتدير انتخابات مبكرة، وتنتج لبنان الجديد الذي لطالما حلمنا به». وبدوره، أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، النائب السابق وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، ضرورة «حماية المتظاهرين، واعتماد أن الحوار بين الفرقاء فوق كل اعتبار».

 

أنصار «حزب الله» بالقمصان السود ينزلون إلى ساحة الاعتصام... وقوى الأمن تبعدهم/هتفوا ضد جعجع ورفعوا شعارات مؤيدة لنصر الله... ولندن تدعو إلى الاستماع لمطالب المحتجين

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

أبعدت عناصر قوى الأمن الداخلي أمس مجموعة من أنصار «حزب الله» تسللت إلى موقع الاعتصام في وسط بيروت، وكانوا يهتفون تأييداً لأمين عام الحزب حسن نصر الله، وضد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في وقت تواصلت الاحتجاجات في عدة مناطق لبنانية، فيما واصل بعض المحتجين إغلاق طرق رئيسية باتجاه المدن الرئيسية في لبنان. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قوى الأمن الداخلي دفعت بتعزيزات إلى ساحة رياض الصلح لإبعاد مناصرين لـ«حزب الله» عن مكان الاعتصام، مؤكدة التزامها بحماية المعتصمين. واعتبر كثير من المعتصمين أن الهتافات التي أطلقها مناصرو الحزب «استفزازية»، حيث ظهروا بالقمصان السود، ورأى آخرون أن هذا النزول «ترهيبي للمتظاهرين بهدف إبعادهم عن مكان المظاهرات». ورفض مناصرو الحزب الاتهامات الموجهة لنصر الله بالفساد، وأنهم موجوعون مثل بقية اللبنانيين لكن نصر الله ليس فاسداً، كما أن الحزب لم يشارك بالفساد. ورددوا هتافات تأييداً لنصر الله وللضاحية، ما دفع كثيرا من المحتجين للخوف والانسحاب إلى مواقع مجاورة. وشاركت القوى الأمنية أمس بحماية المتظاهرين الذين تدفقوا بكثافة إلى وسط بيروت بعد خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون، رغم الطقس الماطر، للتعبير عن عدم ثقتهم بالسلطة وأركانها. وترددت هتافات تطالب برحيل الطبقة السياسية تحت شعار: «كلن يعني كلن» مطالبين بأن يسقط النظام. وحوّلت المسيرة التي كانت مقررة نحو وزارة الداخلية تضامنا مع النبطية، مسارها إلى ساحة رياض الصلح، وأوضح منظمو التحرك أن ذلك أتى «في ظل محاولات لتحوير شعارات وأهداف التحرك من قبل جهات منظمة».

من جهتها، دعت السفارة البريطانية في بيروت إلى الاستماع إلى مطالب الشعب اللبناني الذي أعرب عن شعوره المشروع بالإحباط. وقالت على حسابها على موقع «تويتر»: «بعد أسبوع على بدء الاحتجاجات، أعرب الشعب اللبناني عن شعوره المشروع بالإحباط، الذي يجب الاستماع إليه. هذه لحظة مهمة للبنان: يجب تنفيذ الإصلاحات الضرورية بشكل عاجل». وأكدت: «ستواصل المملكة المتحدة دعم أمن لبنان واستقراره وسيادته وازدهاره، بما في ذلك اقتصاد أقوى وأكثر إنصافا، وفرص تعليم نوعية للجميع، وتحسين الخدمات وتعزيز الأمن».

وتواصلت الاحتجاجات في المناطق، ففي المتن في جبل لبنان، وغداة انتشار الجيش بكثافة على مسلكي الأوتوستراد في جل الديب، سجل توافد عدد كبير من المتظاهرين للتعبير عن الإصرار على المضي في التحرك، علما بأن ساحة جل الديب كانت جهزت بشاشة عملاقة لمتابعة كلمة عون. أما في جونية، فعلت هتافات المعتصمين المنددة بالسلطة وأركانها على أوتوستراد زوق مصبح - جونية، لدى سماعهم الكلمة، حيث جددوا الدعوات إلى استمرار الثورة. وفي الشمال، أعلن المحتجون في البترون المضي في تحركهم، وفي طرابلس، قطع محتجون الطريق الدولية بين طرابلس بيروت بعد جسر البالما، وحضرت دورية من الجيش في محاولة لفتحها. جنوباً، انطلقت مسيرة للمحتجين في صيدا من أمام ساحة تقاطع إيليا، مكان الاعتصام المركزي للمتظاهرين، في اتجاه مصرف لبنان، حمل خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات النواب والمسؤولين، داعين إلى إسقاط الحكومة. ولدى وصولهم أمام بوابة المصرف، أدوا النشيد الوطني اللبناني وعمدوا إلى كتابة شعارات على جدران المصرف الخارجية. من جهة ثانية، أعلن المحتجون في ساحة تقاطع إيليا في مدينة صيدا، بعد سماعهم خطاب رئيس الجمهورية «فقدان الثقة بهذه السلطة»، ودعوها إلى «إثبات صدقيتها من خلال انتخابات مبكرة والذهاب إلى تأليف حكومة جديدة». وفي صور، جدد المعتصمون في صور تأكيدهم مواصلة التحرك، ودعوا الجميع للخروج من السلطة.

 

الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها ووفود من المشاركين فيها تتواصل مع سياسيين مستقلين

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

لم يفرز الحراك الشعبي اللبناني المستمر منذ نحو تسعة أيام، قيادات واضحة بعد، غير أن مجموعات من الحراك المدني بدأت تواصلها مع شخصيات سياسية مستقلّة. وكشف وزير الداخلية السابق مروان شربل أنه التقى وفوداً من المتظاهرين الذين بحثوا معه الخطوات التي ستتخذ وترجمة تحركهم إلى نتائج إيجابية. وأوضح شربل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل أكبر من ثورة، وهو تحوّل مفصلي بتاريخ لبنان». لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن «سقوط الحكومة يعني أن هناك فريقاً رابحاً (أي المتظاهرين) وفريقاً خاسراً (أي السلطة الحاكمة)، ولا بدّ من إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويحول دون دخول لبنان في الفوضى».

وكشف شربل أنه اقترح على الوفود خطّة من ثلاثة بنود، الأول القبول بورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ومنحه مهلة لتطبيقها حتى نهاية السنة الحالية، والثاني استقالة الحكومة بعد تطبيق هذه الإصلاحات، والمجيء بحكومة من شخصيات غير حزبية تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، والثالث أن يتعهّد أي من الوزراء الجدد عدم الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة. ودعا إلى عدم تجاهل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون و«إعلانه القبول بإعادة النظر بالوضع الحكومي». من جهة ثانية، تخوّفت مصادر مواكبة للحراك الشعبي الذي يصفه مؤيدوه بأنه «ثورة»، من دخول عناصر حزبية على الخط لتخريب الحراك وإخراجه من الشارع بالقوة والترهيب. وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله الذي يواجه عقوبات اقتصادية ومالية على قياداته ونوابه، لن يقبل بمحاصرته سياسياً في لبنان، وهو سيبدأ من بيئته في الجنوب إلى بيروت، حتى لو كلّف الأمر إراقة الدماء»، بحسب اعتقاد المصادر التي أكدت أن ما تشهده الساحة اللبنانية ليس منفصلاً عمّا يجري في العراق، وهو جزء من تطويق إيران و«يأتي عشية قرب الحلّ في سوريا». ولا يزال غياب القيادة السياسية للحراك الشعبي مسألة محيّرة لقوى السلطة. ورأى الباحث السياسي الدكتور فادي أحمر، وهو أحد المشاركين في الحراك، أن «القيادة السياسية للثورة سيف ذو حدّين». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تكوين قيادة لهذه الثورة في المرحلة الراهنة، يعني أن السلطة ستجرّها إلى الحوار ومحاورتها من موقع الضعف، ولذلك هي تطلب من الحكومة أن تستقيل، ومن ثمّ نتحدث في مرحلة تكوين السلطة». وقال «سيأتي يوم وتكون هناك قيادات، لكنّ المطلوب الآن الصمود في الساحات لتكوين هويتها»، معتبراً أن «قوّة الثورة تتجلّى في عدم مركزيتها، وتشكيل حلقة بشرية من طرابلس (شمال لبنان) إلى مدينة صور (جنوب لبنان)، وهذا ما يعطيها حرية مطلقة ويحرّرها من كلّ الالتزامات».

 

مناصرو «حزب الله» يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت وأصحاب «القمصان السوداء» يخرجون إلى الشارع... وسط معلومات عن قرار بـ«إنهاء» الاحتجاجات

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

لم يختلف مشهد اليوم التاسع من الاحتجاجات الشعبية في لبنان عن سابقاته لجهة المظاهرات التي نظمت في مختلف المناطق، لكن وكما يوم أول من أمس، كان مشهد أصحاب «القمصان السود» الذين هاجموا المتظاهرين في ساحة رياض الصلح هو الأبرز على وقع المعلومات التي تبثها جهات من أن هناك قراراً بـ«إنهاء المظاهرات». وقبل نحو ساعة من كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التي ألقاها أمس، سجّل دخول عشرات العناصر إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافعين شعارات مؤيدة لـ«حزب الله»، وافتعلوا إشكالاً مع المتظاهرين. وعلى الأثر، تدخلت قوة من مكافحة الشغب لفض الإشكال وشكلت جداراً بشرياً عازلاً بين مناصري الحزب والمتظاهرين. وأعلن عن سقوط جريحين من القوى الأمنية واثنين من المتظاهرين. ومعلوم أن قوة من مكافحة الشغب كانت قد وصلت ظهراً إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء وأقفلت المداخل المؤدية إليهما لمنع دخول المشاغبين إلى مكان الاعتصام. وتم استقدام عوارض حديدية لوضعها عند مداخل موقع الاعتصام. ومع انطلاق كلمة نصر الله، شهدت ساحة رياض الصلح، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، انقساماً بين المتظاهرين، حيث أطلق فريق شعارات «سلمية سلمية»، منادياً بـ«إسقاط النظام»، فيما أخذ القسم الآخر يستمع إلى كلمة الأمين العام لـ«حزب الله». وكانت قوات مكافحة الشغب تقوم بمهمة الفصل فيما بينهما. وحتى بعد انتهاء نصر الله من كلمته، لم يتبدل المشهد كثيراً، إذ عاود مؤيدو نصر الله هجومهم وسادت حالة من الكر والفر بينهم وبين القوى الأمنية التي نجحت في الحسم وإخراج المعتدين من محيط ساحتي تجمع المعتصمين. وفي الوقت عينه، سجلت مسيرات سيّارة تحمل رايات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق، منها صور والنبطية والبقاع والهرمل. وأعلن المشاركون في هذه المسيرات دعمهم لنصر الله، فيما كانت دوريات مؤللة للجيش تنتشر على الطرقات كافة. وأكد مشاركون في هذه المسيرات أن تحركهم مؤيد لخطاب «حزب الله والمقاومة، ويقف إلى جانب المطالب الشعبية التي يرفعها الحراك، مع المطالبة بتصحيح بوصلة مسار الحرك المطلبي المحق، وللتأكيد على ضرورة فتح كل الطرقات التي تقطع أوصال الوطن وتمنع التواصل بين المناطق اللبنانية، وإتاحة الفرصة لمزاولة المواطنين أعمالهم وفتح المدارس اعتباراً من يوم غد (اليوم السبت)». في المقابل، أقيمت في البترون وفي جبيل وأمام قصر العدل في بيروت لقاءات تضامنية مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل، وأطلقت الأغاني الوطنية، كما رفعت الأعلام اللبنانية وصور الوزير باسيل ولافتات حملت مطالب عدة منها «كلن يعني كلن أمام القضاء» و«تاريخنا بيحكي عن النضال». من جهة أخرى، حذرت قيادة الجيش من الاستمرار في التعرض للحريات العامة والشخصية. وقالت في بيان لها: «تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من قبل بعض المعتصمين على الطرق تجاه مواطنين وعسكريين أثناء تنقلاتهم». وحذّرت قيادة الجيش «من الاستمرار في اللجوء إلى هذه الوسائل والتعرّض للحرّيات العامة والشخصيّة، وإذ تذكّر (القيادة) بأنّ حريّة التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور، تدعو إلى احترام حريّة التنقّل، والكفّ عن القيام بهذه الممارسات».

 

اللبوة تعتصم ضدّ التعتيم الإعلامي

المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019

نفذ عدد من الشبان والشابات اعتصاما صامتا في بلدة اللبوة، وذلك لكسر باب الصمت الاعلامي والتعتيم الذي تتعرض إليه تحركات المتظاهرين هناك. وتعدّ بلدة اللبوة أهم معاقل "حزب الله" في البقاع الشمالي، وتشهد منذ أيام تظاهرات حاشدة في ساحتها، للمطالبة بحقوق بعلبك والهرمل من السلطة والأحزاب التي تفرض سيطرتها على المنطقة. ولم تحظَ البلدة بالاهتمام الاعلامي والتغطية المكثفة التي واكبت التظاهرات والتحركات في المناطق اللبنانية الأخرى.

 

بعد الانتقادات..CNN تواكب انتفاضة اللبنانيين

المدن/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

من قلب الحدث ومن بين حشود المتظاهرين واكبت قناة "سي إن إن" الأميركية التظاهرات المستمرة منذ 8 أيام في مختلف المناطق اللبنانية، لتخرج بتقرير مفصّل، يسرد أحداث الانتفاضة الشعبية ضمن التسلسل الزمني الذي حصلت فيه. القناة التي تعرضت قبل أيام لانتقادات بسبب التغطية الخجولة للحدث، الذي بات عالمياً، خصصت اليوم تقريراً من 7 دقائق استعرضت فيه أبرز مسببات ودوافع الانتفاضة التي "وحّدت اللبنانيين بكل طوائفهم"، والتي ستؤول إلى أن "لبنان لن يكون نفسه مرة أخرى"، على ما يقول مراسل القناة ومعدّ التقرير، بين ويدمان. ويستهل ويدمان تقريره بالتركيز على الشعارات والشتائم التي أطلقها اللبنانيون المحتجون ضدّ الطبقة الحاكمة والزعماء السياسيين، بموازاة التركيز أيضاً على الاشتباكات التي حصلت في بداية التظاهرات بين محتجين وقوات مكافحة الشغب، إضافة إلى عرض مشاهد تسكير الطرقات وحرق الاطارات. لكن التقرير لم يتجاهل لاحقاً المظاهر السلمية التي طبعت التظاهرات في الأيام التالية، إذ "وبالرغم من أنها تتمحور حول "الحقوق والمطالب المعيشية والتعبير عن الغضب من الأوضاع الصعبة التي آلت إليها البلاد، إلا أن التظاهرات تحوّلت إلى احتفالات عمّت الشوارع والمناطق". كما سلّط التقرير الضوء على المتطوعين الذين بادروا إلى تنظيف الشوارع، بهدف إظهار الصورة الحضارية للتظاهرات، التي "ساهمت من دون شك بإدخال التغيير في البلاد على أكثر من صعيد"، في حين "لا يبدو حتى الآن أن الحكومة اللبنانية استطاعت إقناع المتظاهرين الذين ملأوا الشوارع أنه حان الوقت ليعودوا إلى منازلهم". ويُضاف هذا التقرير إلى سلسلة تقارير بثتّها "سي إن إن" في الأيام السابقة، إذ بدا أن القناة قررت تكثيف التغطية عقب الاعتصام الذي نفذته مجموعة من اللبنانيين أمام مكاتبها في نيويورك، وبعدما أكّدت التظاهرات المستمرة على أنّ "اللبنانيون يصنعون حدثاً استثنائياً" من خلال "جعل ثورتهم واحدة من الثورات  الأكثر سلمية على مر التاريخ"، على ما ورد في تعليقات المتابعين للقناة في صفحتها في "فايسبوك".

 

بطلة النبطية التي أبكت مارسيل غانم

المدن/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

تأثر الاعلامي مارسيل غانم حين تحدثت الناشطة ضحى صبّاغ عن اسباب المشاركة في الاحتجاجات في مدينة النبطية، وصفق لها الاستديو مرات أثناء مداخلتها في استديو "صار الوقت" في الحلقة الاخيرة مساء الخميس والتي استضاف فيها ناشطين مدنيين. ووجهت ضحى تحية لنساء النبطية، معتبرة انهن بطلات، ومقاومات منذ كن يرمين الزيت المغلي على العدو الاسرائيلي في المدينة في عاشوراء، وعندهن كرامات ويجب أن لا تُهان.  وتأثرت ضحى، كما تأثر الجميع في الاستديو، حين توقفت عند تجربة أمها التي ماتت جراء معاناة من مرض السرطان، وبكت على الهواء. وتحدثت عن الذل الذي عاشته عائلتها "لتتسول سرير في مستشفى النبطية". وتوجهت الى المدافعين عن المقاومة بالقول: "نحن ضد اسرائيل، ونحن لأننا نتنفس حرية لا نرضى أن يمس أحد بحريتنا بأي طريقة". وتابعت على وقع هتافات وتصفيق في الاستديو: "كل شخص يحب المقاومة وحريص عليها، يجب أن يحارب الفساد، لأن الشعب المرتاح والاقتصاد الواقف على قدميه لا يناسب اسرائيل".

 

هكذا أعدت "يديعوت أحرنوت" تقريرها في وسط بيروت

المدن/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

أثار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية حول الاحتجاجات في بيروت، لغطاً كبيراً، كونه يتحدث مع اشخاص لبنانيين وينقل عنهم تصريحات، ما أثار أسئلة عما إذا كانت مراسلة الجريدة جاءت الى بيروت وكتبت تغطيتها عن الأزمة هنا. ونشرت "يديعوت" التقرير تحت عنوان "بيروت تلتهب"، وذكرت فيه ان هناك "موسيقى غربية وابتسامات وعواطف ولكن أيضاً إصرار كبير ومطالبات لا مساومة عليها لإرسال كل الطبقة السياسية الى منازلها". وتحدثت "يديعوت" عن أن المراسلة "فرانشيسكا بوري"  تمكنت من اعداد تقرير لها من قلب تظاهرة رياض الصلح، ونشرت الصحيفة الاسرائيلية صورة لمراسلتها من العاصمة اللبنانية. لكن تبين ان الخبر الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية مأخوذ من صحيفة إيطالية اسمها "ايلفاتو كوتيديانو"، وأعدته صحافية ايطالية تعمل في صحيفة ايطالية اسمها،  IL FATTO QUOTIDIANO. "يديعوت" تنشر التقرير بالتوازي مع نشره في الصحيفة الايطالية التي يوجد تعاون بينها وبين "يديعوت"، ولا يوجد اي ذكر في "يديعوت" إلى أن المراسلة اسرائيلية أو انها تعمل في "يديعوت". والصحافية الايطالية فرانشيسكا بوري، هي مراسلة حرة ايطالية، كتبت تقارير عديدة من سوريا وفي اغلب الأحيان باعتها إلى "يديعوت". وكانت في السابق اجرت في السابق مقابلة مع القيادي في حركة "حماس"، يحيى السنوار، وادّعت أنها ستنشرها في صحيفة ايطالية. وساد اعتقاد خلال اليومين الماضيين بأن صحافيين اسرائيليين يدخلون الى بيروت، بسبب ما يُنشر في الصحافة الاسرائيلية. فقد نشرت "هآرتس"، يوم الاثنين الماضي، تقريراً يتضمن تصريحات لمصادر حكومية لبنانية، لكن تبين، لدى التدقيق فيه، أنه مأخوذ من تقرير نشرته وكالة "رويترز"، وتكرر في وسائل إعلام عالمية من بينها موقع "يورونيوز".

 

رئيسا الجامعتين الأميركية واليسوعية:ما نعيشه أكبر حركة توحيديّة وطنيّة

المدن/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

"نحن فضلو خوري رئيس الجامعة الأميركيّة في بيروت، وسليم دكّاش اليسوعيّ رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت، نعلن ما يلي:

أ- إنّ ما يعيشه لبنان هو صرخة وطنيّة حقيقيّة، وهي أكبر حركة توحيديّة وطنيّة منذ سنة 1943، تعبّر بعمق عن معاناة وحاجات شعبنا اللبناني ورغبته العظيمة في إعادة بناء وطنه على قواعد جديدة؛

ب- إنّ جامعتينا اللتين التزمتا تاريخيًّا بناء الكيان اللبناني الكبير منذ نشأة دولته في سنة 1920، لا يمكنهما إلاّ المشاركة في إسهام الأساتذة والطلاب والإداريين والخرّيجين الذين هم اليوم على أرض الوطن من أجل حقوق كلّ اللبنانيين من دون استثناء؛

ج- إنّ السلطات الرسميّة اللبنانيّة يجب عليها أن تحتضن الروح الجديدة التي تحثّ اللبنانيين إلى الوحدة وإلى التلاقي والعمل معًا من أجل دولة مدنيّة تتجاوز الطائفيّة والمحاصصة وتقوم على قِيَم الحريّة والأخوّة والمساواة والعدالة وعلى قاعدة احترام الحقوق والواجبات للجميع؛

د- إنّنا ندين كلّ المحاولات التي تسعى إلى قمع المظاهرات وندعو، مع الشكر، الجيش اللبناني وقوى الأمن إلى حماية المتظاهرين وبينهم العديد من طلاّبنا وأساتذتنا وإداريينا ومتخرّجينا وهم يدعون إلى لبنان الكفاءة والمحاسبة والتضحية بالذات؛

هـ- إنّنا نحث السلطات اللبنانيّة على الاستجابة إلى أمنيات شعبنا في وقتٍ قريب بحيث تُتّخذ الإجراءات المؤسّساتيّة الضروريّة للخروج من الأزمة الحاليّة، مع الإشارة إلى أنّنا نبقى مستعدّين للإسهام في إيجاد الحلول التي تفتح الباب أمام بلوغ الخلاص الوطني.

 

"لأجل لبنان فقط" في رد حاسم على جميع رموز السلطة: إما انتخابات مبكرة وإما المواجهة حتى الخلاص!

الكلمة أونلاين/25 تشرين الأول/2019

بعد الكلام الأخير الصادر عن كل رموز السلطة ومن يحميهم، يهم تحرك "لأجل لبنان فقط" أن يردّ بالآتي:

كما في أي ديموقراطية، إن الشعب هو مصدر السلطات وفق مقدمة دستورنا، وإن كل من یهمل هذا المدخل الوحید لأي حل یطرحه على الشعب هو حتماً خائف مما سیقوله الناس في صنادیق الاقتراع. وعليه وفي حين أن كل طرح إصلاحي يمكن مناقشته، فإن الانتخابات المبكرة على أساس قانون تمثيلي جديد هو مطلب لا يخضع للنقاش على الإطلاق مهما كلّف الأمر من تضحيات، حيث تتم إعادة تشكيل السلطة على أساسه بتفويض من الشعب. تبقى الشؤون الأمنية والخارجية خارج إطار البحث في الوقت الحالي، حيث يتم تأجيلها لحين انبثاق سلطة جديدة شرعية تتولى تحديد الأولويات الوطنية.

يتوجه التحرك إلى أبطال "ثورة الكرامة" بالتأكيد على أن اللبنانيين مستعدون بدءاً من الیوم إلى الانتقال بثورة العصيان إلى مرحلة أخرى من الإنجاز والتأثیر كون السلطة الشرعية للشعب لا تعطى بل تُنتزع من مغتصبيها، إذ يعلن الانتقال إلى مرحلة "حاصر حصارك" عبر "طوق الخلاص" وباتجاه يتخطى ساحات الحرية ويستهدف المسؤولين الفاسدين في عقر دارهم. فليتوجه العصيان والغصب إلى التأثیر الفاعل توازياً مع صراخ الساحات، ما سيشرع به التحرك قريباً جداً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روسيا تعزز وجودها شمال شرقي سوريا وتتحدث عن «انسحابات كردية» وموسكو تطلب مغادرة الجنود الأميركيين من شرق الفرات

القامشلي - موسكو - لندن: «الشرق الأوسط»/السبت 26 تشرين الأول/2019

انسحبت القوات الكردية من مواقع عدة في شمال شرقي سوريا حدودية مع تركيا؛ تطبيقاً لاتفاق أبرمته موسكو وأنقرة مكّنهما من فرض سيطرتهما مع دمشق على مناطق كانت تابعة للإدارة الذاتية الكردية، في وقت بدأت موسكو تسيير دورياتها شمال شرقي سوريا وأعلنت عزمها إرسال المزيد من قوات الشرطة العسكرية لسوريا خلال أيام. وبدأت القوات الروسية الأربعاء بموجب الاتفاق تسيير أولى دورياتها في المناطق الشمالية قرب الحدود مع تركيا، لتملأ بذلك فراغاً خلفه انسحاب القوات الأميركية، في وقت نوّه الرئيس دونالد ترمب بالاتفاق الروسي - التركي. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كلم وطول 440 كلم؛ ما يعني تخلي الأكراد عن مدن رئيسية عدة كانت تحت سيطرتهم. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، الخميس «انسحبت (قوات سوريا الديمقراطية) من ست نقاط بين الدرباسية وعامودا في ريف الحسكة عند الشريط الحدودي مع تركيا». ولا تزال القوات الكردية تحتفظ بمواقع جنوب الدرباسية، وفق «المرصد». وأفاد عن اشتباكات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل سورية موالية لها قرب بلدة تل تمر في الحسكة (شمال شرق). ويتعيّن على الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في سوتشي في روسيا، «تسهيل انسحاب» «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، مع أسلحتها من المنطقة الحدودية، خلال مهلة 150 ساعة، تنتهي الثلاثاء. وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» انسحبت في وقت سابق هذا الأسبوع من منطقة حدودية ذات غالبية عربية تمتد بطول 120 كلم من رأس العين حتى تل أبيض، على وقع تقدم أحرزته القوات التركية والفصائل الموالية لها في إطار هجوم بدأته في التاسع من الشهر الحالي.

وترغب تركيا في مرحلة أولى في إقامة «منطقة آمنة» بين رأس العين وتل أبيض تنقل إليها قسماً كبيراً من 3.6 مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيها منذ اندلاع النزاع في عام 2011. وبموجب اتفاق سوتشي، ستبقى هذه المنطقة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، بخلاف المناطق الحدودية الأخرى، حيث ستسيّر تركيا وروسيا دوريات مشتركة. ومنذ بدء تركيا هجومها، فرّ أكثر من 300 ألف مدني من بلداتهم وقراهم الحدودية، وفق الأمم المتحدة، في وقت تبدو عودة الأكراد منهم على الأرجح صعبة. وتعد تركيا الوحدات الكردية منظمة «إرهابية» وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود. وراهن الأكراد على أن يكون لتضحياتهم في قتال تنظيم «داعش» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، ثمن في المقابل. لكن عوض دعم مشروعهم السياسي، بدأت الولايات المتحدة في الانسحاب من سوريا، واضعة بذلك حداً لطموحات الأقلية الكردية في سوريا بالحكم الذاتي. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي واجه قراره سحب قواته من شمال سوريا انتقادات شديدة واتُهم بتخليه عن الأكراد، بالاتفاق الروسي - التركي الأربعاء.

وفي كلمة في البيت الأبيض، اعتبرت إعلاناً رسمياً عن تخلي بلاده عن المنطقة التي كان لواشنطن تواجد عسكري فيها مع المقاتلين الأكراد لصالح تركيا وروسيا، قال ترمب «لندع الآخرين يقاتلون» من أجل البلد «الملطخ بالدماء». ويشير ترمب على الأرجح إلى روسيا التي كرّست باتفاقها مع تركيا نفسها، وفق محللين، كصاحبة اليد الطولى في سوريا، دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحتفظ الولايات المتحدة، وفق ما قال ترمب، بقوات لها في شرق سوريا، حيث بدأت قوات النظام الانتشار بدعوة كردية مؤخراً من دون أن تستلم زمام الأمور ميدانياً بشكل كامل. وقال ترمب «ضمنا أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة، حيث النفط». ويشكل استعادة شمال وشرق سوريا أولوية بالنسبة إلى دمشق؛ كون المنطقة غنية بحقول النفط الغزيرة والسهول الزراعية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الخميس، أن أرتالاً جديدة من الجيش السوري دخلت الخميس ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) لتعزيز انتشاره في شمال شرقي البلاد. وطالبت روسيا الخميس بمغادرة أي جنود أميركيين باقيين، متهمة الولايات المتحدة بأنها قوة احتلال في الدولة التي مزقتها الحرب والواقعة في الشرق الأوسط. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية (تاس): «بالنسبة لوجود جنود أميركيين، فإن موقفنا معروف جيداً. وجود الوحدات الروسية في سوريا هو فقط الشرعي بدعوة من القيادة السورية». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس عزمها إرسال المزيد من قوات الشرطة العسكرية لسوريا خلال أيام. وذكرت الوزارة اليوم أنها تعتزم نقل 276 من رجال الشرطة العسكرية الروسية، و33 وحدة من المعدات العسكرية إلى سوريا في غضون أسبوع، وذلك «في ضوء التحديات الجديدة». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الوزارة القول، في بيان، إنه «سيتم نشر كتيبتين من الشرطة العسكرية في سوريا في غضون أسبوع». وقالت الوزارة: «لا يوجد الآن قتال حقيقي في سوريا، كل شيء متوقف». ومن المتوقع أن تشارك الشرطة العسكرية الروسية في عملية انسحاب الأكراد من شمال سوريا، وفقاً لما تم الاتفاق عليه مؤخراً بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان. ومن بين أهم ما اتفق عليه الجانبان، الإبقاء على الوضع الراهن بمنطقة عملية «نبع السلام» التركية الأخيرة، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كلم داخل الأراضي السورية. واتفق الجانبان أيضاً على بدء مهلة 150 ساعة، بدأت ظهر أمس، لتدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إلى الجانب السوري من الحدود السورية - التركية، خارج منطقة عملية «نبع السلام»؛ بغية تسهيل إخراج المسلحين الأكراد وأسلحتهم حتى عمق 30 كلم من الحدود السورية - التركية.

 

وزير الدفاع الأميركي يؤكد الإبقاء على قوات لحماية النفط وقيادية كردية تطلب من واشنطن الاعتراف السياسي

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر التسريبات التي تحدثت عنها وسائل إعلام أميركية ودولية، عن نية واشنطن الإبقاء على قوات عسكرية مدعمة بقوات مؤللة، في مناطق حقول النفط والغاز في دير الزور شمال شرقي سوريا.

وقال إسبر بأن بلاده ستتخذ إجراءات لتعزيز وجودها في منطقة دير الزور، وأن هذا التعزيز يشمل إرسال آليات عسكرية قتالية. وأضاف أن الهدف من تعزيز الوجود العسكري في سوريا، هو منع مقاتلي «داعش» من الوصول مجددا إلى حقول النفط. وأكد إسبر أن نظيره التركي خلوصي أكار أبلغه بأن تركيا تمكنت من إلقاء القبض على عدد من عناصر «داعش» فروا من السجون خلال عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا ضد الأكراد. جاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نيته الإبقاء على نحو 200 جندي أميركي من الوحدات الخاصة، ما سلط الضوء على أن واشنطن تجري مراجعة سياسية وعسكرية لقرار الانسحاب من سوريا، وربطه باستحقاقات سياسية وأمنية أخرى في سوريا. وكانت وسائل إعلام أميركية ودولية أشارت إلى أن البيت الأبيض يدرس خيارات لرفع العدد إلى 500 جندي أميركي وإرسال العشرات من دبابات القتال وغيرها من المعدات، فيما بدا بأنه أحدث سيناريو لما يمكن أن يستقر عليه الوضع في شمال شرقي سوريا بعد قرار الانسحاب. وأضافت المصادر بأن قادة «بنتاغون» قدموا خططا عسكرية واقتراحات تلبي قرارات الرئيس، سواء كان انسحابا كاملا أو قرر الإبقاء على قوة محدودة حول حقول النفط، ما يشير إلى أن طبيعة المهمة الأميركية ستشهد تغييرا، من محاربة «داعش»، إلى التحول لحراس لهذا النفط، بهدف استخدامه في المفاوضات المقبلة حول مستقبل سوريا السياسي. ورغم أن ترمب أعلن في تغريدة له الخميس بأنه «لن يسمح مطلقا لـ«داعش» بالسيطرة على حقول النفط»، فإن قدرة التنظيم على إعادة إمساكه بالأرض دونها صعوبات كبيرة. وتعتقد أوساط سياسية بأن الإبقاء على تلك القوات مرتبط أكثر بالاتصالات الجارية مع أطراف إقليمية أخرى، حول ملفات لا تتعلق فقط بمستقبل التسوية السياسية في سوريا، بل وبملف الوجود الإيراني، إذا ما أضيف إليه تمسك واشنطن بقاعدة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. وكشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تصريحات صحافية يوم الخميس، بعد اجتماع ضم 10 أعضاء آخرين من مجلس الشيوخ في البيت الأبيض، أن «القوات الأميركية ستنتهي إلى تأمين حقول النفط». وقال «هناك بعض الخطط لدى رؤساء الأركان التي أعتقد أنها قد تنجح، وقد تمنحنا ما نحتاجه لمنع «داعش» من العودة ومن السيطرة على النفط ومنع إيران أيضا من سيطرتها على تلك الحقول». وأضاف أنه «شجع هذه الخطوة إلى حد كبير وقد تلبي أهدافنا في سوريا». ويأتي إعلان إسبر ليكشف عن مقاربة أمنية وسياسية جديدة وعن تحولات في سياسة إدارة ترمب، الذي تعرض لانتقادات كبيرة بسبب قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا، وخصوصا من الأكراد الذين اعتبروا قراره تخليا عنهم. لكن هذا التوجه الجديد قد يصطدم هذه المرة بموقف معارض من الأكراد أنفسهم. فقد أعلنت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في تصريحات علنية، بعد جلسة الاستماع التي شاركت فيها أمام مجلس النواب الأميركي الخميس، «إذا كان الوجود الأميركي في المنطقة لن يفيدنا عندما يتعلق الأمر بتوفير الأمن والاستقرار ووقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارس ضدنا، فإن هذا الوجود العسكري الأميركي لن يكون مرحبا به». ورغم أن قدرة الأكراد على منع الولايات المتحدة من تنفيذ خططها الجديدة ضئيلة، لكنهم باتوا الآن يتمتعون بدعم أكبر من روسيا، التي أعلنت عن معارضتها لوجود قوات أميركية في دير الزور. وطلبت أحمد من الولايات المتحدة، ليس فقط ضمان أمن الشعب الكردي، بل والاعتراف بالمجلس كقوة سياسية شرعية ودعم تمثيلها في اللجنة الدستورية التي شكلتها الأمم المتحدة.

 

روسيا تعزز وجودها شمال شرقي سوريا وتتحدث عن «انسحابات كردية» وموسكو تطلب مغادرة الجنود الأميركيين من شرق الفرات

القامشلي - موسكو – لندن/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

انسحبت القوات الكردية من مواقع عدة في شمال شرقي سوريا حدودية مع تركيا؛ تطبيقاً لاتفاق أبرمته موسكو وأنقرة مكّنهما من فرض سيطرتهما مع دمشق على مناطق كانت تابعة للإدارة الذاتية الكردية، في وقت بدأت موسكو تسيير دورياتها شمال شرقي سوريا وأعلنت عزمها إرسال المزيد من قوات الشرطة العسكرية لسوريا خلال أيام. وبدأت القوات الروسية الأربعاء بموجب الاتفاق تسيير أولى دورياتها في المناطق الشمالية قرب الحدود مع تركيا، لتملأ بذلك فراغاً خلفه انسحاب القوات الأميركية، في وقت نوّه الرئيس دونالد ترمب بالاتفاق الروسي - التركي. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كلم وطول 440 كلم؛ ما يعني تخلي الأكراد عن مدن رئيسية عدة كانت تحت سيطرتهم. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، الخميس «انسحبت (قوات سوريا الديمقراطية) من ست نقاط بين الدرباسية وعامودا في ريف الحسكة عند الشريط الحدودي مع تركيا». ولا تزال القوات الكردية تحتفظ بمواقع جنوب الدرباسية، وفق «المرصد». وأفاد عن اشتباكات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل سورية موالية لها قرب بلدة تل تمر في الحسكة (شمال شرق). ويتعيّن على الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في سوتشي في روسيا، «تسهيل انسحاب» «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، مع أسلحتها من المنطقة الحدودية، خلال مهلة 150 ساعة، تنتهي الثلاثاء. وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» انسحبت في وقت سابق هذا الأسبوع من منطقة حدودية ذات غالبية عربية تمتد بطول 120 كلم من رأس العين حتى تل أبيض، على وقع تقدم أحرزته القوات التركية والفصائل الموالية لها في إطار هجوم بدأته في التاسع من الشهر الحالي. وترغب تركيا في مرحلة أولى في إقامة «منطقة آمنة» بين رأس العين وتل أبيض تنقل إليها قسماً كبيراً من 3.6 مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيها منذ اندلاع النزاع في عام 2011.

وبموجب اتفاق سوتشي، ستبقى هذه المنطقة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، بخلاف المناطق الحدودية الأخرى، حيث ستسيّر تركيا وروسيا دوريات مشتركة. ومنذ بدء تركيا هجومها، فرّ أكثر من 300 ألف مدني من بلداتهم وقراهم الحدودية، وفق الأمم المتحدة، في وقت تبدو عودة الأكراد منهم على الأرجح صعبة. وتعد تركيا الوحدات الكردية منظمة «إرهابية» وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود. وراهن الأكراد على أن يكون لتضحياتهم في قتال تنظيم «داعش» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، ثمن في المقابل. لكن عوض دعم مشروعهم السياسي، بدأت الولايات المتحدة في الانسحاب من سوريا، واضعة بذلك حداً لطموحات الأقلية الكردية في سوريا بالحكم الذاتي. وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي واجه قراره سحب قواته من شمال سوريا انتقادات شديدة واتُهم بتخليه عن الأكراد، بالاتفاق الروسي - التركي الأربعاء. وفي كلمة في البيت الأبيض، اعتبرت إعلاناً رسمياً عن تخلي بلاده عن المنطقة التي كان لواشنطن تواجد عسكري فيها مع المقاتلين الأكراد لصالح تركيا وروسيا، قال ترمب «لندع الآخرين يقاتلون» من أجل البلد «الملطخ بالدماء». ويشير ترمب على الأرجح إلى روسيا التي كرّست باتفاقها مع تركيا نفسها، وفق محللين، كصاحبة اليد الطولى في سوريا، دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحتفظ الولايات المتحدة، وفق ما قال ترمب، بقوات لها في شرق سوريا، حيث بدأت قوات النظام الانتشار بدعوة كردية مؤخراً من دون أن تستلم زمام الأمور ميدانياً بشكل كامل. وقال ترمب «ضمنا أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة، حيث النفط».

ويشكل استعادة شمال وشرق سوريا أولوية بالنسبة إلى دمشق؛ كون المنطقة غنية بحقول النفط الغزيرة والسهول الزراعية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الخميس، أن أرتالاً جديدة من الجيش السوري دخلت الخميس ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) لتعزيز انتشاره في شمال شرقي البلاد.

وطالبت روسيا الخميس بمغادرة أي جنود أميركيين باقيين، متهمة الولايات المتحدة بأنها قوة احتلال في الدولة التي مزقتها الحرب والواقعة في الشرق الأوسط. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية (تاس): «بالنسبة لوجود جنود أميركيين، فإن

موقفنا معروف جيداً. وجود الوحدات الروسية في سوريا هو فقط الشرعي بدعوة من القيادة السورية». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس عزمها إرسال المزيد من قوات الشرطة العسكرية لسوريا خلال أيام. وذكرت الوزارة اليوم أنها تعتزم نقل 276 من رجال الشرطة العسكرية الروسية، و33 وحدة من المعدات العسكرية إلى سوريا في غضون أسبوع، وذلك «في ضوء التحديات الجديدة». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الوزارة القول، في بيان، إنه «سيتم نشر كتيبتين من الشرطة العسكرية في سوريا في غضون أسبوع». وقالت الوزارة: «لا يوجد الآن قتال حقيقي في سوريا، كل شيء متوقف». ومن المتوقع أن تشارك الشرطة العسكرية الروسية في عملية انسحاب الأكراد من شمال سوريا، وفقاً لما تم الاتفاق عليه مؤخراً بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان. ومن بين أهم ما اتفق عليه الجانبان، الإبقاء على الوضع الراهن بمنطقة عملية «نبع السلام» التركية الأخيرة، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كلم داخل الأراضي السورية. واتفق الجانبان أيضاً على بدء مهلة 150 ساعة، بدأت ظهر أمس، لتدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إلى الجانب السوري من الحدود السورية - التركية، خارج منطقة عملية «نبع السلام»؛ بغية تسهيل إخراج المسلحين الأكراد وأسلحتهم حتى عمق 30 كلم من الحدود السورية - التركية.

 

أنقرة تطالب واشنطن بتسليمها مظلوم عبدي وتقيم نقطة مراقبة في منبج و«العفو الدولية» اتهمتها بإجبار لاجئين على التوجه إلى المنطقة الآمنة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بتسليم مظلوم عبدي القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدرج على النشرة الحمراء في تركيا. وقال: «يجب على الولايات المتحدة تسليمنا الإرهابي الملقب بـ(مظلوم) المطلوب لدى سلطاتنا بالنشرة الحمراء».

وأضاف إردوغان، أن وزارة العدل التركية ستقدم طلباً إلى الولايات المتحدة لتسليمها إياه إلى تركيا، مشيراً إلى أنهم أبلغوا الرئيس الأميركي دونالد ترمب انزعاجهم واستياءهم من تبادله الرسائل مع مظلوم، ولم يستطع (ترمب) أن يقول شيئاً. وأكد إردوغان، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التركي (تي آر تي) ليل الخميس - الجمعة، ضرورة الإسراع في نزع الأسلحة الثقيلة في سوريا أو تسليمها إلى تركيا على اعتبارها حليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكان ترمب أعلن، في تغريدة أول من أمس، أنه أجرى محادثة مع فرحات عبدي شاهين، الملقب باسم «مظلوم عبدي»، وأشار إلى تقدم قواته صوب حقول النفط في شمال سوريا، دون الخوض في تفاصيل. وعبّر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، عن قلق بلاده من اعتبار عبدي شخصية سياسية شرعية، وأكد أنه مطلوب لدى تركيا بموجب النشرة الحمراء لدى منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، لقيامه بأعمال إرهابية كثيرة استهدفت قوات الأمن التركية، وجيشاً عضواً في حلف الناتو، والمدنيين.

وبالنسبة للاتفاق التركي - الأميركي المتعلق بوقف عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، أكد إردوغان أنه لم يحو عبارة «التفاوض أو التفاهم» مع «التنظيم الإرهابي» (قسد)، مضيفاً: «الأميركيون يقولون لنا لا تدخلوا مدينة عين العرب (كوباني) والروس يقولون ادخلوها، ونحن سنتخذ قرارنا وفق المستجدات». وأكد أنه سيكون للجيش التركي دور المراقبة في منبج وعين العرب شمالي سوريا، مشيراً إلى أنهم أنشأوا «ممر السلام» بعمق 10 كم في المنطقة الممتدة من جرابلس إلى تل أبيض شمال سوريا. ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تف بوعودها حيال إخلاء مدينة منبج من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية (القوام الرئيس لـ«قسد»)، رغم مرور نحو عام ونصف العام على اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقع في 4 يونيو (حزيران) 2018 في واشنطن، والذي كان ينص على إخراج الوحدات الكردية من المدينة خلال 90 يوماً.وقال الرئيس التركي، إن تركيا اتفقت مع روسيا على إقامة منطقة مراقبة على الطرف الشمالي الغربي من مدينة منبج السورية بهدف حماية المنطقة، لافتاً إلى أن نحو 90 في المائة من سكان منبج هم من العرب، وأن السكان الأصليين للمدينة اضطروا إلى ترك ديارهم بسبب تواجد الوحدات الكردية في مناطقهم، مطالباً الأميركيين بإتاحة الفرصة لعودة سكان منبج إلى ديارهم.

وأضاف إردوغان: «طلبنا منطقة بطول 19 كيلومتراً وعرض خمسة كيلومترات في شمال غربي منبج لحماية المنطقة. وتوصلنا لاتفاق في هذا الصدد مع روسيا. إنها مثل موقع مراقبة». وتابع: «سكان المناطق التي شملتها عملية (نبع السلام) يشعرون بارتياح حالياً، والروس والنظام سيقومون خلال 150 ساعة (حسب الاتفاق التركي - الروسي) بمراقبة المناطق الممتدة من شرق رأس العين حتى الحدود العراقية باستثناء القامشلي، وسيقومون بتطهير تلك المناطق من الوحدات الكردية حتى عمق 30 كم». ولفت إلى أن الاتفاق المبرم بين أنقرة وموسكو، في سوتشي، ينص على قيام القوات الروسية والنظام السوري بتطهير تل رفعت من الإرهابيين. وعن زيارته المرتقبة إلى واشنطن الشهر المقبل، قال إردوغان إنه سيلبي دعوة ترمب لزيارة واشنطن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على رأس وفد، لافتاً أنه برفع ترمب العقوبات الاقتصادية عن تركيا لم يبق مانع للقيام بالزيارة المقررة. وجدد إردوغان التأكيد على أنه في حال عدم انسحاب المسلحين الأكراد كما هو متفق عليه مع روسيا فستنفذ تركيا خططها لشن هجوم، قائلاً: «إذا ظهر المسلحون الأكراد في المنطقة الآمنة بسوريا فستقوم تركيا بسحقهم». وقال إن بلاده تخطط لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا، تتضمن مشاريع تنموية مثل إنشاء المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمنازل وهيئات حكومية، موضحاً أنه عرض هذا المشروع على رؤساء دول وحكومات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإن ما نقل على لسانه حول المنطقة الآمنة خرج عن سياقه الحقيقي ليزعم أن تركيا تؤسس دولة جديدة في المنطقة، وتساءل: «ما علاقة المنطقة الآمنة بإنشاء دولة جديدة؟». وأضاف: «نحن جئنا للبناء ولم نأتِ للتدمير»، موضحاً إمكانية عقد اجتماع للمانحين للبدء في المشاريع التنموية في المنطقة الآمنة، والا فإن تركيا لا يمكنها خوض عمليات البناء بمفردها. وأشار إلى أن الوحدات الكردية تجد دعماً مالياً عبر حقول النفط في محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين، قائلاً: «يلبون جميع احتياجاتهم من هذه المنطقة، بل إن هؤلاء يبيعون النفط للنظام السوري». وقال إردوغان، إن الجانب الأميركي أطلع تركيا على السجون التي يعتقل فيها عناصر تنظيم «داعش» في سوريا، وعلى أسمائهم وعددهم وجنسياتهم.

وحول إدلب، قال إردوغان إنه «لولا التضامن الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران لكانت إدلب تحولت تقريباً إلى بحيرة من الدماء».

وعن نسبة السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم، قال إردوغان: «لا توجد نسبة نهائية، لكنني أكرر وأقول إذا فتحنا الأبواب صوب أوروبا سيغادر كثير منهم بنسبة كبيرة. غير أن هناك أعداداً كبيرة تحب تركيا ولا ترغب في مغادرتها». وبالنسبة لانزعاج أوروبا من مثل هذه التصريحات المتعلقة بفتح الأبواب أمام اللاجئين، قال إردوغان: «ماذا عساي أن أفعل؟! فهم لا يوفون بوعودهم. ففي 2015 قالوا سنقدم لكم دعماً بـ6 مليارات يورو على دفعتين، ولم تدخل المليارات الثلاث التي جاءت خزينتنا مباشرة، بل تقدم للهلال الأحمر وإدارة الكوارث الطبيعية والإغاثة التركية عن طريق منظمات مجتمع مدني دولية... لقد جاء 3 مليارات فقط في حين أن إجمالي ما أنفقناه تجاوز 40 مليار دولار. ورغم هذا سنواصل تقديم مساعداتنا، ولن نتركهم في أوضاع مزرية. والعالم ما زال يواصل على مدار 8 سنوات ونصف السنة صمته حيال المأساة السورية». في السياق ذاته، اتهمت منظمة العفو الدولية تركيا بإرسال لاجئين سوريين قسراً إلى منطقة سورية قرب الحدود، حيث تريد إقامة منطقة آمنة.

وقالت المنظمة، في تقرير أمس، إن اللاجئين الذين تحدثت إليهم اشتكوا من تهديدهم أو إجبارهم من جانب الشرطة التركية على توقيع وثائق تفيد بأنهم سيعودون بمحض إرادتهم إلى سوريا. وأضافت أنه في الواقع، تعرّض تركيا حياة اللاجئين السوريين لخطر شديد بإجبارهم على العودة إلى منطقة حرب، وأنها تعتقد أن عدد عمليات الإعادة القسرية في الأشهر القليلة الماضية بلغ المئات، استناداً إلى مقابلات أجرتها بين يوليو (تموز) الماضي وأكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لكن يمكنها تأكيد 20 حالة. وتستضيف تركيا حالياً نحو 3.6 مليون لاجئ فروا من سوريا، لكن مع تنامي الاستياء العام تجاههم بمرور الوقت تأمل أنقرة في إعادة توطين ما يصل إلى مليوني شخص في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا. وتؤكد أنقرة، أن أكثر من 350 ألف لاجئ سوري عادوا طوعاً إلى بلادهم. في الوقت ذاته، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي ليل أول من أمس، إن التدخل العسكري التركي في شمال شرقي سوريا أثر بشكل كبير على الوضع الإنساني هناك. وأضافت أن «العملية العسكرية التركية، أثرت بشكل كبير على الوضع الإنساني في المنطقة... وخلال الأسبوعين الماضيين، غادر 180 ألف شخص فقط، بما في ذلك نحو 80 ألف طفل، المنطقة الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا». وشددت على ضرورة السماح لهم بالتنقل بحرية والعثور على أماكن آمنة. وأكدت أن أكثر من 10 آلاف شخص، هربوا إلى العراق منذ بدء العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا. وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أدانت الهجوم التركي ووصفته بـ«الانتهاك» لوحدة الأراضي السورية. إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن الاتفاقين اللذين عقدتهما تركيا مع كل من واشنطن وموسكو بشأن شمال شرقي سوريا مختلفان، وأن تركيا أكملت بالاتفاق مع روسيا ما لم يتحقق بالاتفاق مع أميركا. وأضاف، في مقابلة مع «سي إن إن» الأميركية: «لدينا اتفاقان، واحد مع الأميركيين والآخر مع الروس، الجزء الذي قمنا به مع الأميركيين هو لتغطية منطقة محددة والمناطق الأخرى حاولنا أن نتوصل لاتفاق حولها مع أميركا لم ينجح ذلك، فلم يكونوا صادقين واستمروا بدعم وتسليح في الوقت الذي كنا نتحدث فيه وكان جنودنا والجنود الأميركيون يقومون بدوريات مشتركة.

 

قوات النظام تنفذ أول عملية انتشار في ريف الحسكة

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

بدأت قوات النظام السوري أمس عملية انتشار واسعة في ريف محافظة الحسكة الشمالي والغربي على حدود المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري الموالي لتركيا. وقال مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية: «انطلقت قوات من الجيش السوري من أحد مقراتها العسكرية في مدينة القامشلي باتجاه بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وصولاً إلى أطراف مدينة رأس العين». وأكد المصدر أن «انتشار الجيش السوري سوف يكون مواجها للنقاط التي يتمركز بها الجيش التركي المحتل والفصائل الموالية له، دون الاحتكاك معه وفق ضمانات روسية بعدم الاصطدام، وسوف تكون بمسافة لا تزيد كيلومترين عن الحدود السورية - التركية». وتوصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق قبل أيام يتضمن انتشار القوات التركية في المنطقة الآمنة التي تمتد على الحدود السورية التركية بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية شرق مدينة رأس العين عدا مدينة القامشلي التي هي تحت سيطرة القوات الحكومية.

وقتل يوم أمس عنصر من الجيش السوري، وأصيب آخرون في تبادل قصف في قرية الكلوزلية غرب مدينة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي بين الجيش السوري والجيش الوطني. وانتشر الجيش السوري في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي، ووصل بداية الأسبوع الماضي إلى مدينة تل تمر التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد التفاهمات التي جرت بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية. إلى ذلك، قتل شخص وأصيب 6 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في بلدة تل الحمام بريف الرقة الشمالي. وقال مصدر طبي في بلدة تل الحمام لوكالة الأنباء الألمانية: «قتل شخص مديني وأصيب 6 آخرون بينهم اثنان من مقاتلي أحد الفصائل المعارضة في انفجار سيارة مفخخة قرب المدرسة الثانوية التي تقع وسط البلدة». من جانبه، أكد قائد عسكري في الجيش الوطني أن «الانفجار وقع قرب مقر لفصيل تابع للجيش الوطني السوري (المعارض) بين البلدتين، ما تسبب بسقوط قتيل وعدد من الجرحى من المدنيين». وأضاف المصدر «بصمات قسد واضحة في التفجير، وكما حصل الانفجار الذي وقع في مدينة تل أبيض تم وضع السيارة قرب أحد المقرات، ولم يستطع الاقتراب أكثر». وشهدت مدينة تل أبيض انفجار سيارة مفخخة وضعت قرب مقر أحد فصائل الجيش الوطني المعارض أصيب خلالها 4 أشخاص مدنيين، وانفجرت قبل يومين سيارة في بلدة سلوك 10 كلم شمال شرقي بلدة حمام التركمان قتل خلالها 3 أشخاص وأصيب 10 آخرون بجروح.

 

روسيا ترسل 300 عسكري إضافي إلى الحدود السورية ـ التركية

موسكو - لندن/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

أرسلت روسيا، الجمعة، إلى مناطق حدودية بين سوريا وتركيا، تعزيزات بنحو 300 عسكري كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، وذلك تنفيذاً لاتفاق توصلت إليه مع تركيا الأسبوع الماضي. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نقلته وكالة أنباء «تاس»، أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية «كانوا منتشرين سابقاً في جمهورية الشيشان، وصلوا إلى سوريا للقيام بعمليات خاصة». ويشير البيان إلى أن هذه العناصر ستعمل على ضمان سلامة المدنيين، وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب من منطقة بعمق 30 كيلومتراً على الحدود التركية - السورية. وأضاف البيان أيضاً أن 20 مدرعة عسكرية روسية أرسلت أيضاً كتعزيز إلى سوريا. وبموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو في منتجع سوتشي في روسيا، بدأت القوات الروسية، منذ الأربعاء، تسيير دورياتها في المناطق الشمالية، قرب الحدود مع تركيا. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كيلومتراً، وطول 440 كيلومتراً، خلال مهلة مدتها 150 يوماً. وجاء الاتفاق بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب كامل قواته من مناطق سيطرة الأكراد، الذين قاتلوا على مدى سنوات تنظيم داعش، بدعم أميركي. وبدأت واشنطن فعلياً بسحب قوات لها من منطقة حدودية مع تركيا، ما عده الأكراد تخلياً عنهم، خصوصاً أنه فتح الطريق أمام الهجوم التركي ضدهم. لكن في قرار مفاجئ الخميس، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة سترسل دعماً عسكرياً إضافياً إلى شمال شرقي سوريا «لمنع وقوع حقول النفط هناك مجدداً بيَد تنظيم داعش، أو قوى أخرى مزعزعة للاستقرار».

 

الوضع المعقد» شمال شرقي سوريا يهيمن على اجتماع حلف «ناتو»

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/السبت 26 تشرين الأول/2019

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إن الوضع في شمال شرقي سوريا «معقد للغاية». مضيفاً على هامش اجتماعات وزراء دفاع الحلف في بروكسل، التي انطلقت الخميس، وتستغرق يومين، أن هذا الملف «محور نقاشات الوزراء». وعلّق الأمين العام على مقترح ألماني بنشر قوات تحت غطاء دولي في منطقة آمنة على الحدود بين سوريا وتركيا، بأن طرح مقترحات وأفكار من هذا النوع هو أمر جيد وإيجابي، لكن هناك كثيراً من الأسئلة حول المقترح الألماني، والحلف «يؤيد أي جهود ترمي إلى التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة». وأعاد ستولتنبرغ التذكير بالشعور بالقلق، بسبب العمل العسكري التركي، لكنه عاد وأشاد بالخطوات التي تحققت عقب الإعلان التركي - الأميركي لوقف إطلاق النار. وشدد أيضاً على أهمية الحفاظ على المكاسب التي تحققت في الحرب ضد «داعش». وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إن تركيا «تتحرك في الاتجاه الخاطئ»، مشيراً إلى أنه «في كثير من القضايا نراها تدور أقرب إلى المدار الروسي منه إلى المدار الغربي». وناشد الحلفاء للسعي إلى تعزيز الشراكة مع تركيا. وأطلع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار نظراءه من دول الحلف على أحدث التطورات بشأن العملية. كما أبلغت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب - كارنباور نظراءها بمزيد من التفاصيل حول مقترحها نشر قوات دولية لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا؛ حيث تجري مناقشة فكرتها بشكل محتدم في برلين، لكنها لم تحصل على موافقة حكومية بعد، وقوبلت بردود أفعال هادئة بين الحلفاء. ورحّب إسبر بالفكرة الخميس، وقال إنه سيكون داعماً «سياسياً» لتحرك الدول الأوروبية لتحسين أمنها في المنطقة. غير أنه قال إنه لم يقرأ المقترح، وقال إن الولايات المتحدة لن تنوي المساهمة في قوات برية. وقالت ترينا برمسين، وزيرة الدفاع في الدنمارك، إن الحالة معقدة في شمال شرقي سوريا، في أعقاب العمل العسكري التركي أحادي الجانب. ونوّهت إلى أن المقترح الألماني هو اقتراح جيد، ويحتاج إلى مزيد من النقاش، ولهذا الغرض ستنعقد النقاشات في الاجتماع الوزاري، للوصول إلى موقف موحد حول هذا الصدد. فيما قال بروكس تيغنر، المحلل المتخصص في شؤون الناتو والاتحاد الأوروبي، إن ما قدمته الوزيرة الألمانية ليس مقترحاً، بل «مجرد فكرة حظيت بردود فعل إيجابية في الظاهر، لكن في الحقيقة لم يُبْدِ أي من الأطراف الاستعداد للمشاركة فيها». وقال ستولتنبرغ، بعد لقائه وزير الدفاع الأميركي، إنه «يرحب بمشاركة الوزير الأميركي في الاجتماعات». ولم يفت الأمين العام أن يكرر أمام الوزير الأميركي أن الإنفاق الدفاعي لدول الناتو قد ارتفع، ووصل إلى 100 مليار أميركي. وسيكون هناك عمل أكثر لزيادة الإنفاق الدفاعي.

وإلى جانب ملف الوضع في سوريا، تتضمن أجندة الاجتماعات ملفات تتعلق بملف الأمن السيبراني، والوضع في أفغانستان، والعمليات العسكرية الخارجية التي يشارك فيها الحلف. كما أن اجتماعات وزراء الدفاع شكّلت فرصة للتحضير الجيد لقمة قادة دول الحلف، المقررة في لندن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

 

ترنح المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة

العرب/26 تشرين الأول/2019

تسير إيران نحو خسارة أهم مراكز نفوذها في المنطقة تحت وقع الانتفاضات الشعبية، ففي لبنان تتجه رهانات أمين عام حزب الله حسن نصرالله في تحويل البلد إلى ورقة تفاوض إيرانية مع إسرائيل والولايات المتحدة نحو سقوط مدو بسبب موجة احتجاج واسعة تتمسك بإسقاط النظام الطائفي والمستفيدين منه وبناء دولة مدنية. وفي العراق، فشلت إلى الآن محاولات احتواء الغضب الشعبي، الذي يظهر أكثر حماسا وقوة بعد كل مرة تعتقد الأحزاب الحليفة لإيران أنها أخمدته واحتوت الفاعلين بداخله من خلال الوعود والتغييرات الشكلية على قائمة المستفيدين من الحكم الطائفي الذي تم فرضه بعد غزو 2003.

وعاد الشارع العراقي الجمعة إلى الاحتجاج وتحدي رموز الحكم الموالين لإيران من خلال حرق مقرات الحكومة والأحزاب والميليشيات، وتحدي وصاية المرجعية الدينية ورغبتها في إفراغ الحماس الشعبي للتغيير عبر حلول جزئية أو تقديم كباش فداء دون المس من جوهر النظام الطائفي.

وبالرغم من عدد الضحايا الكبير الذي تورطت الحكومة العراقية مجددا في إيقاعه بين صفوف المتظاهرين، الجمعة، إلا أن موقف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، كان مفاجئا، إذ انتصر إلى السلطات على نحو غير مباشر.

وتجددت في بغداد وعدد من المحافظات العراقية، مساء الجمعة، الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السياسي في البلاد، فيما ردت السلطات بقمع كبير، خاصة مع لجوء الميليشيات إلى فتح النار على المتظاهرين، ما أودى بـ21 قتيلا ومئات الجرحى حتى موعد إرسال الصحيفة إلى الطباعة.

ووجدت حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في موقف السيستاني منقذا لها، إلى درجة أنها أعادت إذاعته عبر مكبرات الصوت على المحتجين في ساحات بغداد، لإقناعهم بالعودة إلى منازلهم، في دلالة واضحة على أن المتظاهرين كانوا يترقبون موقفا مغايرا من المرجعية.

وقال السيستاني في كلمة، تلاها بالنيابة عنه ممثله في كربلاء إنه “في هذه الأوقات الحساسة من تاريخ العراق العزيز حيث تتجدد التظاهرات الشعبية في بغداد وعدد من المحافظات، ندعو أحبّتنا المتظاهرين وأعزّتنا في القوات الأمنية إلى الالتزام التام بسلمية التظاهرات وعدم السماح بانجرارها إلى استخدام العنف وأعمال الشغب والتخريب”.

وبدا أن السيستاني أراد أن يكون عادلا بين المتظاهرين ورجال الأمن، عندما حذر كليهما من الاعتداء على الآخر، وهو ما وصفه مراقبون في بغداد بأنه محاولة للإمساك بالعصا من الوسط. وقال إن “الاعتداء على عناصر الأمن برميهم بالأحجار أو القناني الحارقة أو غيرها والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة بالحرق والنهب والتخريب مما لا مسوّغ  له شرعا ولا قانونا ويتنافى مع سلمية التظاهرات ويبعّد المتظاهرين عن تحقيق مطالبهم المشروعة ويعرّض الفاعلين للمحاسبة”، فيما ذكّر “القوات الأمنية بأن التظاهر السلمي بما لا يخلّ بالنظام العام حق كفله الدستور للمواطنين، فعليهم أن يوفّروا الحماية الكاملة للمتظاهرين في الساحات والشوارع المخصصة لحضورهم، ويتفادوا الانجرار إلى الاصطدام بهم، بل يتحلّوا بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل معهم”. وألمح السيستاني إلى أن التظاهرات يمكن أن تكون بوابة للفوضى في البلاد، إذا ما أسقطت النظام وسط صراع محتدم بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.

وقال إن “تأكيد المرجعية الدينية على ضرورة أن تكون التظاهرات الاحتجاجية سلمية خالية من العنف لا ينطلق فقط من اهتمامها بإبعاد الأذى عن أبنائها المتظاهرين والعناصر الأمنية، بل ينطلق أيضا من حرصها البالغ على مستقبل هذا البلد الذي يعاني من تعقيدات كثيرة يخشى معها من أن ينزلق بالعنف والعنف المقابل إلى الفوضى والخراب، ويفسح ذلك المجال لمزيد من التدخل الخارجي”. واستعرض السيستاني سلسلة من الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها لتهدئة المحتجين، تحت لافتة “الإصلاح”، الأمر الذي فسر على أنه دعم صريح لاستمرار النظام السياسي القائم، الذي يطالب المحتجون بإسقاطه.

كما ترك السيستاني للحكومة خيار إعادة التحقيق الهزيل الذي أجرته لكشف ملابسات مقتل وجرح نحو سبعة آلاف شخص شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت مطلع الشهر.

وقال إن “التقرير المنشور عن نتائج التحقيق في ما شهدته التظاهرات السابقة من إراقة للدماء وتخريب الممتلكات لم يحقق الهدف المترقّب منه ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام فمن المهم الآن أن تتشكل هيئة قضائية مستقلة لمتابعة هذا الموضوع وإعلام الجمهور بنتائج تحقيقها بكل مهنية وشفافية”. وبرغم الإحباط الذي تسبب به خطاب السيستاني في صفوف المتظاهرين، وتأثيره المؤقت على العديد منهم، إلا أن الاحتجاجات سرعان ما استعادت زخمها في بغداد ومدن الوسط والجنوب.

وسجلت ساحة التحرير وسط بغداد حضورا كبيرا مع ساعات المساء الأولى، فيما حاول المتظاهرون الوصول إلى المنطقة الخضراء نحو خمس مرات.

وفي مدن الوسط والجنوب اندلعت النيران بالتزامن في مقرات حركة عصائب أهل الحق وسرايا الخرساني وتيار الحكمة ومنظمة بدر وحزب الدعوة وتيار الإصلاح ومكتب مفوضية الانتخابات في السماوة، ومبنى مجلس المحافظة ومبنى مؤسسة السجناء السياسيين في ذي قار وحركة البشائر في الكوت، فيما تصادمت حركة عصائب أهل الحق مع المحتجين في مدينة العمارة، لدى توجههم نحو مقرها. وفي البصرة، بدأت التظاهرات هادئة جدا، قبل أن تتطور عند مبنى المحافظة الذي فتحته السلطات الأمنية أول الأمر أمام المحتجين، لتعود لاحقا وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع موقعة العديد من المصابين.

وأشعل المحتجون النيران في مقر حزب تيار الحكمة وجماعة عصائب أهل الحق في وسط مدينة السماوة. وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وقال مصدر أمني في قيادة شرطة واسط جنوبي العراق، الجمعة، إن متظاهرين اقتحموا مبنى المحافظة ومجلسها وسط مدينة الكوت، وأضرموا النيران في 5 مقار لأحزاب ولأعضاء بالبرلمان والحشد الشعبي. وأوضح المصدر أن “المتظاهرين اقتحموا مبنى المحافظة ومجلسها، وعلقوا صور شهداء الاحتجاجات على المبنيين دون إضرام النيران فيهما”. وتابع أن “المتظاهرين أضرموا النيران في مقر حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه نوري المالكي، ومقر حركة البشائر السياسية، ومكتب النائبيْن في البرلمان كاظم الصيادي وأيناس المكصوصي، ومقر سرايا الخراساني التابعة للحشد الشعبي”. وفي محافظة البصرة جنوبي البلاد، أغلقت قوات الأمن مجددا منفذ سفوان البري مع الكويت، بعد إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إليه من قبل المتظاهرين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: لحظة الانتفاضة

د. خطار أبودياب/العرب/26 تشرين الأول/2019

ينتفض لبنان في لحظة تاريخية مفصلية في مواجهة شبح الانهيار الاقتصادي والمالي وفشل الطبقة السياسية في بناء دولة قادرة وعادلة. يتميز “حراك تشرين” أو “انتفاضة أكتوبر” بحيويته المذهلة وسلميته وعبوره للطوائف والمناطق والطبقات والأجيال وتوحيده للبنانيين بالرغم من اختلافاتهم. لكن حركة المواطنة ستواجه اختباراً دقيقاً إزاء مساعي تحويرها وإجهاضها أو إخمادها وذلك من قبل منظومة سياسية – اقتصادية تحتكر النظام الطائفي وتخشى على امتيازاتها. والأدهى موقف حزب الله السلبي من الحراك، لأن استعادة الدولة تقتضي الإشارة إلى كلفة سلاحه في الداخل والخارج والتي ساهمت في تفاقم الوضع الاقتصادي. لن يكون مسار البحث عن وطن من دون متاعب وآلام ولكن لأول مرة في تاريخ لبنان منذ الاستقلال في العام 1943، هناك منعطف تحول فعلي في مواجهة أزمة بنيوية متجذرة. وبالرغم من مساعي إخماد الحراك، ربما تكون جذوة الأمل في “تشرين” خميرة لربيع في لبنان عاجلاً أم آجلاً.

أطلق البعض على هذا الحراك لقب “ثورة الواتسآب” لأن الاحتجاجات بدأت بالفعل بعد فرض الحكومة رسوماً على المكالمات عبر هذا التطبيق من وسائل التواصل الاجتماعي. لكن النزول إلى الشارع أتى على خلفية تدهور الحالة الاقتصادية والقدرة الشرائية واختفاء الدولار من الأسواق. وفي العمق ينبع هذا الحراك من قلب المعاناة ومن رفض منطق المحاصصة في الفساد ونهب المال العام. والجديد في الحراك الذي دعت إليه بعض حركات المجتمع المدني، أنه من دون تأطير وقيادة مع كسوف لأدوار القوى السياسية التقليدية. ومن خلاصات الأيام الماضية أن لبنان القديم، لبنان التسويات منذ 1943 بطور الانتهاء مع اقتصاده الليبرالي الفوضوي وطاقمه الطائفي والسياسي.

لم نسمع هذه المرة خطب اللغة الخشبية التقليدية، ومن الملاحظ أنه لم يجرؤ أي شخص سياسي منخرط في المؤسسات على الاختلاط بالحشد الذي رفع شعار “كلّن يعني كلّن” للتأكيد على طلب التغيير الجذري.

في غمرة الغضب والصرخة والهدير الممتد من أقصى البقاع إلى صور والنبطية وصيدا في الجنوب ومن طرابلس إلى بيروت ومن جل الديب وضبية إلى جبيل وعالية، يلفت النظر ظاهرتان وهما: بروز الحشد باعتباره الفاعل السياسي الرئيسي، وظهور المفاجأة الكبرى من خلال انبثاق ظاهرة الفرد كموضوع مستقل، نشهده لأول مرة في قلب المدينة متحرراً من ثقل المجموعة والعشيرة وفي هذا خطوة كبيرة لجعل المواطن في قلب عقد اجتماعي جديد بديلاً عن الكائن الطائفي المرتهن لمجموعته والمقيد بسقف المحاصصة والتقاسم الفوقي.

في عام 2005، هرعت الحشود اللبنانية إلى قلب بيروت لتطالب “بالحرية والسيادة والاستقلال” بعد اغتيال الراحل رفيق الحريري، لكن حركتها فشلت في بناء دولة الاستقلال الثاني لعدة عوامل بسبب تركيبتها التمثيلية وقيادتها والثورة المضادة التي أجهضتها.

في عام 2019، تجري نفس الحركة الشعبية في كل مدينة وكل بلدة لبنانية. حيث نسمع نفس الشكوى من الأوضاع الاجتماعية البائسة ومن ممارسات الطبقة المتحكمة.

قبل الانتخابات النيابية في العام 2018، كان مؤتمر سيدر في باريس محاولة لتعويم وضع الاقتصاد اللبناني مع اشتراط البدء بإصلاحات فعلية في قطاعات معينة مسببة للعجز. لكن بعد تضييع الكثير من الوقت لتأليف الحكومة العتيدة لم يتغير أي شيء عملياً وبقي التعطيل سيد الموقف وترسخ المأزق في عدم القدرة على تنفيذ أي مشروع والوفاء بتعهدات أمام المجتمع الدولي والداعمين. وما زاد من حدة الوضع الموقع الكبير لحزب الله ضمن الحكومة والدولة التي لا تسيطر على قرار الحرب والسلم، ومع تحول حزب الله إلى قوة إقليمية مؤثرة تربط لبنان بمحور إقليمي معين، أتت العقوبات الأميركية عليه لتزيد من تفاقم الحالة الاقتصادية وأخذ القطاع المصرفي يتلقى الضربات. وأدى ذلك بالإضافة إلى سياسة مالية مثيرة للجدل إلى خشية اللبناني ليس فقط على قدرة شرائية متآكلة، بل على لقمة العيش والمصير والأفق المسدود.

تكرّس الانسداد بسبب إعلاء الطبقة السياسية لمصالحها الخاصة والنفعية والفئوية فوق مصلحة البلد في كل المجالات وفي معالجة أزمات النفايات والتلوث والكهرباء والمياه. وفيما يحاولون فرض ضرائب على ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى ينعم الفاسدون بالحصانة السياسية والقضائية ويطال ذلك الأملاك البحرية ومعابر التهريب والهدر في الإنفاق والإدارة السيئة والقطاع العام من دون إنتاجية. كان النشيد الوطني اللبناني رمز التوحيد بين ساحات الاعتصام والحراك في صرخة من أجل التغيير والكرامة والحرية والعدالة. وبالطبع لن تستكين الأمور بالقمع والالتفاف أو التهديد والتحوير ولن يكون الحل بتبديل الكراسي، بل بتعديل فعلي وتدريجي للنهج والممارسة. من العراق إلى لبنان تبرز موجة جديدة من الحراك العربي الذي يستهدف إعادة بناء دول عادلة، ويربط البعض ذلك بأنه استهداف للنفوذ الإيراني في الإقليم. لكن يتوجب التمعن في مسار كل بلد على حدة وأهمية ضرب الفساد ومنع استمرار تلاشي الدول والأوطان.

 

اللحظة الشيعية الكبرى.. "العودة إلى حضن الوطن"

محمد قواص/العرب/26 تشرين الأول/2019

قبل سنوات كان السجال حادا بين القوى السياسية حول قانون الانتخابات الأنجع في لبنان. لم تكن الطبقة السياسية تبحث عن القانون الأفضل الذي بإمكانه أن يكون صادقا في تمثيل اللبنانيين، بل عن القانون الذي يعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها، أو الذي يتيح تضييق هامش خسائرها. حينها خرج الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله منتشيًا بأن لا مشكلة لحزبه مع أي قانون يتوافق الآخرون عليه. وفي ذلك أن نصرالله كان متأكدًا من التبعية التامة للطائفة الشيعية لـ”خيار المقاومة” في البلاد.

قبل ذلك بسنوات، وبعيد اغتيال الراحل رفيق الحريري، خرج مناصرون لحزب الله يقطعون الطرقات احتجاجا على برنامج تلفزيوني فكاهي لبناني قيل إن نكاته مسّت بشخص زعيم حزب الله. خرج مؤلف البرنامج، وهو القريب من التيار العوني المتحالف مع حزب الله، مستغربا ردة فعل جمهور الحزب، معتذرا عن أي سفاهات غير مقصودة يمكن أن تكون فُهمت خطأ. في تلك المناسبة خرج أحد نواب حزب الله معللا غضب الناس بأن ثقافة الشيعة في البلد تختلف عن ثقافة بقية المكونات اللبنانية، وبالتالي على الجميع مراعاة الأمر وتفهم المزاج المختلف للناس.

قبل أيام، السبت الماضي، خرج نصرالله متوعدا الحراك الشعبي اللبناني بحراك مضاد يقوده حزب الله. ذكّر الرجل أن جمهور الحزب إذا خرج فلن يخرج لبضعة أيام (متهكما على ما اعتقده عرضيا في حراك اللبنانيين)، بل لا عودة قبل تحقيق الأهداف. وفي ذلك تأكيد آخر أن شيعة لبنان تابعون للحزب وزعيمه في الذهاب وفي الإياب. يخرج الشيعة هذه الأيام ليمنحوا الحراك الحالي شرعية لبنانية شاملة لا لبس فيها ولا تشققات

في الأيام الأخيرة حصل ما فاجأ حزب الله. الشيعة ليسوا أتباعا. وهم وإن رضوا بالالتصاق بـ”المقاومة”، حين كانت مقاومة، وسكتوا عن خيارات هذه “المقاومة” في حربها في سوريا، وكتموا رد فعلهم في تمارين الحزب لجرّ البلد باتجاه الأجندة الإيرانية وإبعاد البلد عن بيئته العربية، فإنهم في الحراك الذي اندلع قبل أكثر من أسبوع، اجتازوا لحظة تاريخية تعيدهم “إلى حضن الوطن”، وفق التعبيرات التي تستخدمها، للمفارقة دمشق ودون أي مقارنة، في وصف العائدين إلى أحضانها. تقدم الشيعة في لبنان داخل الحراك اللبناني الشامل مناقضين بذلك نظرية حزب الله حول اختلاف ثقافة الشيعة عن ثقافة اللبنانيين. تقدم الشيعة هذه المرة ليس بصفتهم طائفة، وليس بصفتهم “جمهور مقاومة”، بل بصفتهم مواطنين لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية ويمارسون لبنانيتهم كاملة، شأنهم في ذلك شأن بقية اللبنانيين الذين خرجوا إلى الشوارع معترضين ثائرين.

نعم فقد حزب الله حاضنته الطبيعية. وسيحتفظ الحزب ربما بحاضنة حزبية متصدعة. لم يعد الشيعة في لبنان مستهلكين لبضاعة “المقاومة” ومناكفة “الشيطان الأكبر” و”الذود عن المراقد في سوريا”، و”الدفاع عن المظلومية في اليمن”، ونصرة “المضطهدين” في البحرين والتبشير بالتشيع في المغرب والسودان… إلخ. أعاد الشيعة بعث المفردات اللبنانية في حراكهم، مهملين ما تراكم من قيم ومفردات وتوصيفات صدّرتها ثورة الجمهورية الإسلامية في إيران.

لم يكن الشيعة يوما جسدا منسجما واحدًا. كانت الطائفة متمردة في طبيعتها منخرطة في كل تيارات التمرد التي راجت في المنطقة منذ الاستقلالات. كان الشيعة في صلب التيارات الماركسية والأحزاب القومية، العروبية والسورية، كانوا جزءا من المقاومة الفلسطينية التي عرفوها في مناطقهم، وكانوا جزءا من تيارات قومية لبنانية لطالما دافعت عن فينيقية غابرة في هوية لبنان. شكّل الفضاء الشيعي متنفسًا لبقية الطوائف في لبنان الذي وجد لدى الشيعة براغماتية ووسطية وتسامحا واعتدالا حاضنا لبقية اللبنانيين.

كان ذلك قبل أن يظهر الإسلام السياسي الشيعي، وتتنامى أسواره بعد قيام ثورة الخميني في إيران. حدث أن ظهرت في مناطق الشيعة في بداية الثمانينات كائنات غريبة قيل يومها إنها تنتمي إلى الحرس الثوري. علم اللبنانيون بعد ذلك أن للحرس روافد لبنانية تخطف وتدمر وتهدد باسم الثورة في إيران، وأن وجوها وشخوصا شيعية لبنانية، باتت من خلال حزب الله، تسحب الشيعة إلى مكان آخر غير لبنان.

لم يكن شيعة لبنان يملكون خيارات بديلة. عملت سطوة النظام السوري في لبنان على فرض هيمنة المنطق المذهبي على ذلك الوطني العابر للطوائف. أطاحت الشيعية السياسية الحديثة بالمقاومة اللبنانية التي ظهرت بعد الاجتياح الإسرائيلي، بحيث يحرّم على غير الشيعة ممارسة حقهم وواجبهم في الدفاع عن بلدهم ورد الاحتلال عنه، ثم بعد “حرب الأخوة” في الثمانينات بين حزب الله وحركة أمل، حرّم على الشيعة أنفسهم غير المنتمين إلى حزب الله ذلك الحق وذلك الواجب. لم يصنع الشيعة في لبنان حزب الله، بل إن هذا الحزب هو الذي أمعن في صناعة هيكل أدخل الطائفة داخله. حوصرت الطائفة من خلال كماشة الثنائي الذي ترعى جناحا له دمشق وترعى جناحه الآخر طهران. صُهر الشيعة وفق قواعد الفقه والعقيدة والوطنية والخوف، استسلموا للأمر الواقع “الإلهي”، كما استسلم بقية الفرقاء اللبنانيين لأمر حزب الله راعيا ووصيا على الشيعة في لبنان.

تقدم الشيعة هذه المرة ليس بصفتهم طائفة، وليس بصفتهم “جمهور مقاومة”، بل بصفتهم مواطنين لبنانيين يحملون الهوية اللبنانية ويمارسون لبنانيتهم كاملة

لم يشهد لبنان في تاريخه خططا استهدفت الشيعة في لبنان. كانوا جزءا من طبيعة البلد ومنظومته السياسية في قوتها ووهنها. لم يعرف الشيعة شعور الخوف أو الضعف وهم من نسيج الشعب اللبناني في صراعاته مع السلطة أو في التماهي معها.

بيد أن حزب الله استطاع أن يقنع الشيعة بأن سقوط الحكم في طهران أو دمشق هو سقوط لهم، وأن الدفاع عن مناعة نظام الولي الفقيه وبقاء نظام دمشق هو أمر يحدد مصيرهم بين الوجود والعدم، وأن حماية الشيعة في العالم هي حماية لهم.

قاوم الشيعة ذلك المارد الذي يسطو على حضورهم ويصادر مستقبلهم. أُلصقت بالوجوه المعترضة تهمة العمالة والتبعية للخارج، منهم من بات في خطاب الحزب “شيعة السفارة”، في غمز من ولائهم لأجندة أميركية. بات الاعتراض السياسي على حزب سياسي يساوي العمالة التي لا رحمة في مواجهتها في “دولة حزب الله”. لا عجب أن يستسلم الشيعة لقدرهم في بلد استسلم فيه حتى خصوم الحزب اللبنانيين لهذا القدر. مشى الشيعة مع اللبنانيين في 14 مارس 2005 وكانوا جزءا مؤسسا من حراك “14 آذار” السياسي، قبل أن يتخلى هذا الحراك عن شيعته، يهملهم ويهمش حضورهم، لصالح تحالف مع الثنائية الشيعية بصفتها قدر الشيعة الأبدي. يقلب الشيعة هذه الصفحة هذه الأيام. خرج سنّة البلد بعد اغتيال رفيق الحريري يزحفون ولو متأخرين في انضمامهم لما كان يطالب به كثير من المسيحيين بخروج جيش الوصاية السورية من لبنان عام 2005. كان ذلك الزحف لحظة لبنانية نجحت في تعظيم خيار لبناني تاريخي لافت. يخرج الشيعة هذه الأيام ليمنحوا الحراك الحالي شرعية لبنانية شاملة لا لبس فيها ولا تشققات. يخرج الشيعة ليهزوا أركان دولة حزب الله برئيسها وحكومتها وبرلمانها.

 

لبنان وتشكل الجماعة السياسية العابرة للطوائف

سلام السعدي/العرب/26 تشرين الأول/2019

أجبرت التظاهرات الشعبية المستمرة للأسبوع الثاني الحكومة اللبنانية على اتخاذ إجراءات اقتصادية استثنائية طالما انتظرها اللبنانيون. إذ لم يكن من الممكن مجرد تصور، فضلاً عن تبنّي، ورقة جذرية للإصلاحات الاقتصادية، أعلن عنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل وقت قصير على انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي وضعها الحريري لنفسه. من خلال هذه الورقة، تكون الحكومة اللبنانية قد تحولت من إستراتيجية تغطية عجز الموازنة الحكومية من جيوب المواطنين اللبنانيين التي باتت فارغة إلى إستراتيجية التقشف الحاد في النفقات العامة وزيادة ضريبة الأرباح على المصارف من 17 بالمئة إلى 34 بالمئة لسنة واحدة.

ويمكن لتلك الإجراءات أن تحل الأزمة الأخيرة التي تسببت باندلاع الانتفاضة اللبنانية وهي استمرار فرض ضرائب ورسوم جديدة على اللبنانيين أثقلت كاهلهم ودفعتهم للانفجار.

ولكن أزمة لبنان الاقتصادية أكثر عمقاً وأشد حدةً، إذ يعاني أكثر من ثلاثين بالمئة من الشباب اللبناني من البطالة في ظل ضعف هيكلي اقتصادي لا يني يولّد الأزمات الاجتماعية وينذر بمزيد من الانفجارات الشعبية. كما أن التفاوت في الدخل بين الطبقات الاجتماعية بات هائلاً، إذ أن دخول خمسين بالمئة من اللبنانيين تساوي دخول 0.1 بالمئة منهم.

أزمة لبنان الحقيقية هي سياسية وليست اقتصادية وهو ما أدركته جموع المتظاهرين التي رفضت ورقة الإصلاحات، التي لم تكن حتى لتحلم بها قبل أسبوعين، واندفعت للمطالبة بتغيير جذري ينهي نظام المحاصصة الطائفية القائمة منذ ثلاثة عقود.

تدرك الجماهير الغاضبة التي خرجت في جميع المناطق استحالة تنفيذ بنود الورقة الاقتصادية في حال استمرت ذات الطبقة السياسية وذات النظام السياسي الذي تحول إلى مجرد أداة لتوزيع الغنائم بين أمراء الحرب السابقين.

مع ذلك، يبقى الحل والمخرج من الأزمة مبهماً للغاية. في الحقيقة، يواجه اللبنانيون المعضلة ذاتها التي واجهها نظراؤهم العراقيون في ظل نظام ديمقراطي، أو بصورة أدق “انتخابي”، قائم على التحاصص الطائفي. إذ لا يبدو طريق التغيير واضحاً في ظل عدم كفاية المطالب الديمقراطية وطرح مطلب “إسقاط النظام”. في لبنان كما في العراق، حتى لو نجح المتظاهرون في دفع الحكومة ورئيس الدولة للاستقالة، يمكن للنظام السياسي-الطائفي أن يعيد إنتاج نفسه عند حدوث أوّل انتخابات عامة.

بعد رفض اللبنانيين للورقة الاقتصادية، طالبت الجموع باستقالة الحكومة اللبنانية وهو ما يمكن أن يحدث بالفعل في حال استمرار التظاهرات واستمرار قطع الطرقات وابتكار وسائل جديدة، كالإضراب العام، للضغط على الطبقة السياسية. ما يزيد من أزمة تلك الطبقة هو عدم إمكانية توظيف القوات الأمنية والجيش بشكل واسع لقمع المتظاهرين كما حدث في العراق وذلك بسبب التوازنات السياسية والطائفية الدقيقة والتي لا يمكن وضعها أمام اختبار من هذا النوع.

ولكن استقالة الحكومة، وحتى الرئيس ميشال عون، لن يقدم حلا سحرياً ولن يقود بصورة أوتوماتيكية لنظام جديد قائم على المواطنة المتساوية متحرر من الحسابات الطائفية. لكي يتحقق ذلك، يجب أن تجري ترجمة المجتمع السياسي الذي تشكل لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث في ساحات التظاهر إلى قوى سياسية تشبهه. لا يمكن لأي متابع للشأن اللبناني اليوم إلا أن يقف مشدوها أمام حجم اللحمة الوطنية ووعي الجماعة السياسية العابرة للطوائف والمناطق والتي تحتل الشارع في الوقت الحالي. هذه لحظة استثنائية في التاريخ اللبناني، بل وفي تاريخ بلاد الشام التي طالما جرى توظيف تنوعها الديني والطائفي والإثني في معارك طائفية، مباشرة وغير مباشرة، كانت تخدم الطبقات السياسية الحاكمة. ولكن اللحظة الثورية التي أنتجت هذا المتّحد الوطني ليست كافية للحفاظ عليه، بل يتطلب ذلك نشوء قوى سياسية وطنية ديمقراطية تدفع باتجاه بناء مؤسسات دولة وطنية وعقد اجتماعي جديد بين المواطنين. في تاريخ تطور الدول والمؤسسات والانتقال الديمقراطي، لعبت قوى قديمة، أو جزء منها، دورهاً في ذلك التحول وفي إيجاد الجماعة السياسية الوطنية التي تبنى عليها الدولة والأمة. إذ يمكن لأحداث شعبية استثنائية أن تغير بعض القوى السياسية التقليدية وتقلب موازين القوى تماما كما غيرت الجماهير ودفعتها للشارع.

 ولكن، في لبنان، لا يمكن للقوى السياسية الحالية، ولا بأي حال، أن تلعب الدور المأمول في التحول الديمقراطي الحقيقي وإقرار العقد الاجتماعي وإيجاد دولة محايدة تعزز من ثقة المواطنين الجدد ببعضهم الآخر وذلك بعد أن كفوا عن كونهم مجرد أفراد في جماعة أهلية مغلقة. معظم القوى السياسية الحالية، وبشكل خاص حزب الله، هي قوى طائفية صريحة لا يمكن أن تشارك بمشروع وطني من هذا الحجم وإلا ستكف عن أن تكون نفسها. تعرف كل القوى السياسية القائمة أن مشاركتها في إصلاح سياسي- مؤسساتي من هذا القبيل لن يؤدي فقط إلى فقدان مكاسبها من دولة النهب والفساد القائمة، بل ولفقدان دورها الوظيفي والمتمثل بإعادة إنتاج النظام الطائفي. إن إقدامها على خطوة من هذا النوع سوف يقود إلى انتهاء مبرر وجودها.

 

قبل أن يجرفكم التاريخ

علي حماده/النهار/25 تشرين الأول/2019

يعلّمنا التاريخ درسا ثمينا، هو أن المسؤول عندما لا ينصت الى صوت الشعب، متجاهلا الغضب و إرادة التغيير الجذري ، فان هذا التاريخ يجرفه. الصورة واضحة، والرسالة أكثر وضوحا، فقد قال الشعب كلمته، فلا بد من الإنصات له واحترام إرادته العارمة. هكذا تبدو الصورة اليوم بعد أسبوع على اشتعال موجة الغضب، وتحولها الى ثورة عارمة في كل البلاد، وهكذا تبدو الصورة بعدما تجاهل المسؤولون ولاسيما في أعلى الهرم مشاعر الناس، وواجهوها بورقة تقنية باردة، ثم حاولو العودة الى ممارسة يومياتهم وكأن شيئا لم يحدث، فإذا بالناس يطالبون بما يتجاوز تلك الورقة الاقتصادية (بصرف النظر عن مضمونها) ويوقولون إن الثمن المطلوب ليس استفاقة متأخرة لملاقاة جزئية لمطالب الناس، وإنما المطولب ثمن سياسي حقيقي يكون بتغيير الحكومة. بمعنى آخر، لا بد من استقالة الحكومة وتشكيل أخرى تكنوقراطية مختلفة تكون مؤلفة من اختصاصيين نزيهين، والتحضير للذهاب الى تغيير شامل عبر انتخابات مبكرة بقانون انتخابي مختلف، يفتح الباب امام قيام مجلس نواب يدخله دم جديد، ويكون مقدمة لتغيير في أعلى الهرم، أي ان التغيير يجب ان يحصل على كل المستويات. فالازمة ليست ازمة حكومة فحسب، وانما أزمة عهد أيضا، يقترب من منتصف عمره، وقد هرم وتشتت، وبات في غربة تامة عن نبض الشارع.

لقد سقطت الحكومة في الشارع قبل أن تقدم استقالتها، وسقط العهد معها قبل أن يكمل سنته الثالثة، وسقطت معهما هيبة الحكومة والقيادات والزعامات التي كانت حتى الامس القريب تعيش في برج عاجي.

لقد كان على العهد وبطانته أن ينصتا الى صوت الشعب الهادر، وكان على الحكومة بدءا من رئيسها ان تعي ان ثمة زلزالا لا امل في مواجهته بأوراق ولا بخطب باردة، ولا حتى بإجراءات متأخرة ولدت على عجل، فالمسألة اكبر من ذلك بكثير، والاعتماد على ضمان “حزب الله” ومن معه لإجهاض ثورة بهذه القوة والامتداد لا يكفي، انما هي وصفة سحرية لانفجار شامل. من هنا نقول إن المطلوب اليوم صدمة إيجابية كبيرة تمنح الناس شعورا بأنهم يغيرون تاريخ وطنهم، ويغيرون وجوها باتت محروقة في الشارع. المطلوب كما قلنا منذ اليوم التالي لبدء الثورة استقالة الحكومة، على ان تكون منظمة ومسؤولة، تعقبها ولادة حكومة تكنوقراط مصغرة، لتبدأ مسيرة التغيير المطلوب.

إن تجاهل مزاج الشارع ستنجم عنه مضاعفات خطيرة، وسيؤدي الأمر الى ارتفاع سقف المطالب، وبعد أيام لن تعود استقالة الحكومة واستبدالها بأخرى ذات صدقية كافية لإخراج الناس من الشارع، ولا بد أن نكون أمام خيار نسف شامل لكل التركيبة في الشارع، بما يفتح الباب أمام احتمالات عقد “تسوية” ما في مكان ما لقلب الطاولة على الجميع، وبموافقة “حزب الله” الذي يمكنه في لحظة ما أن يتخلى عن حماية العهد، والحكومة ورئيسها، ويصعد الى سفينة يلبس ربانها البزة المرقطة! إن نصيحتنا للرئيس سعد الحريري بأن لا ينصت لاصوات تزين له انه يمكن الخروج من الازمة بلا ثمن سياسي ممكن، ولرئيس الجمهورية بأن يستفيق من سباته العميق، ومن استسلامه لحماقات الوزير جبران باسيل، وتملق بعض البطانة الكاذبة، ليخفف قدر الإمكان من وقع السقوط المريع الذي ما عاد بعيدا، وللسيد حسن نصرالله بأن يتصرف بعقلانية وبلبنانية صافية لأن الشارع الذي خرج في كل مكان ليس عدوا، ولا يواجه بالقوة والنار، وإنما بالاحتضان.

ان التاريخ لن يرحم اهل الحكم، تماما كما لم يرحم من سبقوكم.

 

استقيلوا استقيلوا لم نعد نريدكم في حياتنا

عقل العويط/النهار/25 تشرين الأول/2019

لم نعد نريدكم في أعمارنا، ولا في أفكارنا، ولا في خبزنا وزيتوننا.

لم نعد نريدكم في نهاراتنا وليالينا، ولا في مؤسّساتنا، ولا في بساتيننا، ولا في مدننا، ولا في قرانا، ولا في مقاهينا، ولا على أرصفتنا، ولا في شوارعنا، ولا في مجالس نوّابنا، ولا في سراياتنا الحكوميّة، ولا في قصورنا الجمهوريّة.

لم نعد نريدكم لا في بيوتنا، ولا على شاشاتنا، ولا حتّى في كوابيسنا.

إفهموا جيّدًا. لم نعد نريدكم، أيّها المسؤولون. فافعلوا ما تريدون أنْ تفعلوه، لكنْ اتركونا ندبّر عيشنا بشظف أرواحنا ورحابة عقولنا وأيدينا.

افعلوا ما تريدون أنْ تفعلوه، لكنْ إرحلوا عنّا.

إنّنا لا نحترمكم، أيّها السادة، لأنّكم لستم جديرين بالاحترام.

أسوأ ما يمكن أنْ يوصَف به امرؤٌ، أنْ يُقال له إنّك لستَ جديرًا بالاحترام. فكيف إذا كان هذا المرء مسؤولًا أو حاكمًا أو مؤتمَنًا على أمانة!

إنّنا لا نحترمكم، أيّها السادة، لأنّكم لا تستحقّون هذا الاحترام.

أبشعُ ما فيكم، هو هذا التكالب الأسطوريّ الماجن على البقاء في كراسي السلطة.

أرخصُ ما فيكم، أنّكم ارتكبتم المعاصي والرذائل، وأنّكم تعترفون بفضيحة الفشل الذريع، لكنّكم تتجرّأون – يا للصفاقة – على إطلاق الوعود وذرّ رماد الدجل في عيون الناس، لاستجداء البقاء في السلطة.

لا تتورّعون – يا للعار – عن الركوع رمزيًّا ومعنويًّا (وربّما فعليًّا) أمام الناس الأحرار، وعن بَوس أقدامهم افتراضيًّا (وربّما واقعيًّا)، من أجل أنْ يعطوكم فرصةً جديدةً للبقاء في مراكز السلطة والحكم، ومواصلة أعمال النهب المشينة التي ترتكبونها.

إنّنا لا نحترمكم، أيّها السادة، لأنّ همّكم الوحيد هو التشبّث بالكراسي والاستمرار في السلطة وارتكاب المعاصي.

… أمّا نحن فمَن نحن؟

نحن ناسٌ أنقياء، أطفالٌ، وشابّاتٌ وشبّانٌ، وعمّالٌ، وموظّفون، وشغّيلة، وأساتذة، وشعراء.

نحن فقط ناسٌ متواضعون، طيّبون، عاديّون، لا شهرة لنا سوى أنّنا أحرارٌ جائعون فقط، ومذلولون فقط، ولم نعد نريد أنْ نجوع، ولا أنْ نرضى بالإذلال.

مَن نحن؟!

نحن لا نحبّكم. ولا نريدكم. ونحن لا نحترمكم.

ونحن نطالبكم بالرحيل.

فارحلوا عنّا. واتركوا شعبنا يعيش.

واستقيلوا.

استقيلوا فورًا. والآن.

… مَن نحن لنطلب ما نطلب؟

نحن طرابلسيّون، عكّاريّون، زغرتاويّون، بشرّاويّون، كورانيّون، بترونيّون، جبيليّون، كسروانيّون، متنيّون، شوفيّون، صوريّون ونبطيّون جنوبيّون، وبعلبكيّون وهرمليّون وبريتاليّون بقاعيّون.

إنّنا لا نحبّكم، أيّها السادة. بل نحن لا نحترمكم، ولا نثق بكم.

نحن، مَن نحن؟

نحن هؤلاء، ونحن أطفالنا الذين لم يولدوا بعد.

وأنتم مَن أنتم، لكي نطلب منكم ما نطلب؟!

أنتم هذا الظلام الأعظم الماثل في عمق هذه اللوحة المرفقة بالمقال.

أنتم هذه الظلمة الأبديّة التي تسرق منّا الحياة ومسرح الحياة.

ونحن مَن نحن؟

نحن هذا الشعب المقيم في الحرّية، وجميعنا نقول لكم: لم نعد نريدكم في حياتنا.

استقيلوا استقيلوا.

يجب أن ترحلوا، أيّها الحكّام جميعًا.

الآن وفورًا.

يجب أن ترحلوا من حياتنا!

 

عون للبنانيين… أنا صار لازم ودعكم

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/25 تشرين الأول/2019

لم يختلف خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون عما سبقه من رؤساء الدول العربية الذين انتفضت عليهم شعوبهم، من زين العابدين بن علي حتى آخرهم عمر البشير، وهو بذلك عبر عن انفصاله عن الواقع، غير مدرك أن البحر الشعبي الهائج لن يستكين إلا بتحقيق مطالبه كافة، وهي كما ردَّد المتظاهرون فور انتهاء الخطبة الرئاسية “ثور ثورة ثورة”، و”كلن يعني كلن”.

اللبنانيون لم ينزلوا إلى الشوارع، ويعطلوا أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم من أجل السياحة واللهو، إنما لمطالب يرونها محقة، وغير قابلة للمساومة، بعد نحو 30 عاماً على سلطة استباحت كل شيء من أجل منافع شخصية للمتحكمين بمفاصلها، فالناس التي نراها عبر شاشات التلفزة تطالب بتعليم مجاني، وطبابة، وفرص عمل، وعن جوع يستوطن مناطق عدة، وفاسدين أكلوا الأخضر واليابس، وليس عن تسوية سياسية، أو مقعد نيابي لحزب أو تيار.

الرئيس عون تحدث عن محاربة الفساد، لكنه تناسى أن تياره السياسي، وحلفاءه في الحكم تشير إليهم أصابع الناس أنهم فاسدون يغطيهم “حزب الله” من أجل الاستمرار بالإمساك بالقرار اللبناني، إقليمياً، غير أن ذلك وصل اليوم إلى نهايته أمام الثورة، فاللبنانيون لم يعودوا يقيمون وزنا لأي تعهدات أو خطب يدلي بها المسؤولون، خصوصا أنهم سمعوا من رئيسهم بعد أسبوع من الانتفاض، تكملة لما أدلى به قبله، حسن نصرالله، وجبران باسيل، وسعد الحريري، ولم يقدم اي جديد يدل على نية صادقة لمعالجة أزمة مصيرية تهدد لبنان، لم يدركها الرئيس أو الطاقم الحاكم.

ما قاله الرئيس الللبناني، إمس، لا ينتمي إلى اليوم، بل يبدو أنه لم يعرف بعد أن أكثر من نصف الشعب اللبناني في الشارع منذ ثمانية أيام، وما يمكن أن يقال عنه إنه ينتمي إلى زمن آخر، على شاكلة ما يتحدث به حليف تياره السياسي حسن نصرالله القابع في سراديب الضاحية عن انتصارات إلهية.

خطبة الرئيس اللبناني هي خطبة الوداع… وداع النظام السياسي الطائفي الحالي الذي فرق اللبنانيين، وكأنه يردد بصوته أغنية فيروز: “أنا صار لازم ودعكم”. إلا أن المؤسف حقا، إن تواجه هذه الثورة الحضارية للشعب اللبناني بهذا التعنت والانفصال عن الواقع، وهو ما يثير المخاوف من تعمد الطبقة السياسية الحاكمة حرف الانتفاضة الشعبية عن مسارها عبر محاولات إثارة الانقسامات، وتحويلها ثورة عنفية كمقدمة لتنفيذ وعيدهم بأن أي إخلال بالتوازنات الطائفية الموجودة في الحكم حاليا ستؤدي إلى حرب أهلية، لكن الرهان على الشعب اللبناني الذي أسقط فزاعة الطائفية، أن يواجههم بإفشال مسعاهم، كي تنجح ثورته في ولادة لبنان جديد يعبر عن تلك الحضارية التي لا نزال إلى اليوم نشاهدها في الساحات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن السّاحل إلى البقاع والجبل.

 

يا سعد لا تقتل رفيق الحريري مرة أخرى

 أحمد الجارالله/السياسة/25 تشرين الأول/2019

ماذا ينتظر رئيس الحكومة اللبنانية الساقطة شعبياً، والمفلسة سياسياً، والمشبوهة وطنياً كي يعلن استقالته؟

كل وصفات “الإصلاح السحرية” التي أعلنها، بالتكافل والتضامن مع الطغمة الوزارية الحاكمة، من القصر الجمهوري، رفضها فوراً المنتفضون في الساحات، ولم يروا فيها سوى مسكنات وأبر تخدير، بل لاقوها بتوسيع مساحات احتجاجاتهم والإصرار على أن” الشعب يريد إسقاط النظام”، و”كلن يعني كلن”.

لم يبق على مائدة الحكم سوى الفتات، بعدما نهب المتسلطون الأخضر واليابس، وتركوا الشعب لمصيره المجهول، ومن سخريات القدر أن الكلام الذي قاله الحريري، قبل اقرار ما أسماه” الخطة الإصلاحية” وبعدها، هو الخطاب نفسه الذي قاله حلفاؤه بالحكم، وكأنهم الناطقون الرسميون باسم المتظاهرين.

لذلك إذا كان الحريري صادقا مع خط والده الشهيد، وأمينا على تلك المسؤولية التي أوكلت إليه من جمهوره، عليه الخروج من الحكم اليوم قبل الغد، كي يحافظ على ما تبقى لديه من رصيد سياسي وشعبي، أو على الأقل أن ينتهز الظرف الحالي ليتحرر من قيود التسوية التي عقدت قبل ثلاث سنوات بناء على إملاءات حسن نصرالله، وتحت سلطة الأمر الواقع المفروضة بالسلاح الفتنوي، فأنتجت سلطة هجينة لم تكن في أي وقت بمستوى طموح اللبنانيين الذين عبروا أكثر من مرة، وفي الشارع، عن رفضهم لها.

حين يعلن أحد الوزراء الحاليين “أن الفريق الرئاسي في الحكومة يمارس استبداده كما لو أن لا تظاهرات تعم لبنان، ويرفض أي إصلاحات حقيقية”، فإن هذا يفسر لماذا لم تستطع هذه السلطة إحداث أي تغيير، ويثبت عدم قدرتها على سماع صوت الناس مهما كان عالياً.

من الواضح أن المحتجين ليسوا في أزمة، ففي الأيام الستة الماضية لم تنفع كل أساليب التهويل والتهديد في ثنيهم عن موقفهم، فيما لم يسجل إلى اليوم أي حادث يمكن أن يشوه صورة الاحتجاجات التي ينظر إليها العالم بكل احترام لما ظهرت عليه من رقي، واعتبرها مراقبون دوليون سابقة في الثورات الشعبية، التي لم يستخدم فيها العنف للتغيير، انما السلمية المطلقة والفرح، بل تحويلها أشبه بكرنفال، فيما النظام يعاني من أزمة حقيقية، وهو لن يستطيع الصمود طويلا في مواجهة الشعب غير الخائف من القمع، لأنه على يقين أن الجيش والقوى الأمنية الشرعية إلى جانبه وليس في مواجهته.

استنادا إلى هذه الوقائع من الظلم لتاريخ تياره وإرث والده أن يغطي سعد الحريري تحكم “حزب الله” في مصير البلاد، لأن الأخير لا ينظر إلى لبنان على أنه وطن جامع لكل أبنائه، إنما يراه منصة لإيران تسوِّق منها مشروعها في المنطقة، ولذلك الفرصة سانحة للحريري، إذا كان يريد بلده خارج الهيمنة الإيرانية، أن ينحاز إلى الشعب ويكون معه كي يترجم اسم تياره إلى واقع، إذ كيف يكون “تيار المستقبل” في بلد إلى اليوم يبهر العالم بثورة من هذا النوع، ويبقى هو في مركب واحد مع قراصنة يعيشون في كهوف الماضي وزعران يرهبون الأوادم على شاكلة”حزب الله” وحركة “أمل”، وتيار جبران باسيل؟

العرب الحريصون على لبنان، والذين يعرفون رفيق الحريري الذي استشهد من أجل مبادئه، يدركون جيداً أن لا خلاص للبنان إلا من خلال العودة إلى منطق الدولة الواحدة، وأن ابنه يجب أن يكون استمرارا لنهجه السياسي، وعليه أن ينحاز إلى شعبه، وألا يكون أحد الشركاء في الإبقاء على بلده مزرعة إيرانية يتحكم بها بستاني صغير اسمه حسن نصرالله، لأنه عندها سيكون قد ساهم في قتل رفيق الحريري مرة أخرى.

 

قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

تمحورت تغطية وسائل الإعلام الخاضعة للحكومة في طهران لموجات الاحتجاجات في لبنان حول «إظهار التضامن مع القضية الفلسطينية». إذ تضافرت صور لعشرات الأشخاص الذين يحرقون الأعلام الإسرائيلية والأميركية في بيروت مع التعليقات والشعارات ذات الصبغة السريالية من شاكلة «مقاتلو المقاومة اللبنانية» الذين يدعون الجميع لـ«الجهاد ضد الصهاينة قاتلين الأطفال»، وضد «الشيطان الأميركي الأكبر».

الواضح أن الاحتجاجات كانت بمثابة تغطية متقنة للكون الموازي الذي أوجده الجنرال قاسم سليماني في لبنان على اعتبار أنه جسر عبور الآيديولوجيا الخمينية إلى منطقة الشرق الأوسط من إيران. لكن أولئك المطّلعين على أساليب الدعاية الإيرانية يعلمون أن ملالي طهران ينظرون إلى لبنان من زاوية أنه أكثر محاولاتهم نجاحاً لتصدير الثورة الإسلامية وبناء الإمبراطورية الإيرانية في الخارج، تستحق التجربة، من وجهة نظرهم كل بلايين الدولارات التي أُنفقت واستثمرت هناك ولا تزال.

غالباً تتباهى وسائل الإعلام الإيرانية حقاً على اعتبار أن لبنان البلد الوحيد الذي تسيطر فيه حكومة الجمهورية الإسلامية على أدوات السلطة كافة، من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان إلى الأجهزة الأمنية المختلفة. والأهم من ذلك، كما يُعتقد، أبرمت سلطات طهران تحالفات عديدة مع عدد من الشخصيات والجماعات القوية داخل كل عائلة من العائلات الإثنية والعرقية والطائفية التي تشكل نسيج الشعب اللبناني.

هذا لا ينطبق على العراق، حيث يتعين على طهران التنافس وربما التصارع مع وجود الأحزاب والشخصيات والعائلات من العرب السنة والأكراد الأقوياء، وفي حين أنهم يعربون عن استعدادهم لاحتواء التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن العراقي، فهم يعلنون وبصرامة رفضهم الشديد والتام للتبعية المطلقة لطهران.

كذلك في اليمن، وعلى الرغم من الاعتماد شبه المطلق على تدفقات الأموال والأسلحة الإيرانية للبقاء على قيد الحياة، فإن الحوثيين يحاولون عدم الانجرار رغماً عن إرادتهم إلى الاستراتيجية الخمينية الهادفة إلى بسط الهيمنة الإقليمية على ربوع المنطقة.

وأيضاً في سوريا، يتوجب على الملالي التعامل بحذر مع نظام بشار الأسد وما تبقى من شراذم أعوانه وأنصاره الذين يعدّون الوجود العسكري الإيراني في البلاد من الضرورات القاسية للغاية التي تضمن لهم الاستمرار والبقاء.

وأخيراً في قطاع غزة الفلسطيني، تدين إيران بنفوذها الواسع هناك إلى التدفقات المالية السخية المرسلة لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهي الفرع الفلسطيني من جماعة «الإخوان المسلمين». وعلى الرغم من ذلك، يلقي التناطح الدائم ما بين الآيديولوجيا الخمينية والإخوانية بظلاله القاتمة، وربما الدائمة، على العلاقات بين الجانبين. أضف إلى ذلك نجد طهران مضطرة إلى التعامل مع وجود المنافسين الأقوياء في العراق من شاكلة الولايات المتحدة، وفي سوريا من شاكلة روسيا، والآن تركيا أيضاً.

وفي أول لقاء صحافي يعقده الجنرال سليماني، سلطت وسائل الإعلام الموالية للحكومة في إيران المزيد من الأضواء عليه. وصف لبنان بأنه من أبرز الأمثلة الساطعة على نجاحه في تصدير الثورة الإسلامية وبناء أذرع الإمبراطورية الإيرانية خارج البلاد، معرباً في الوقت نفسه عن فكرة الكون الموازي التي ابتعدت بالملالي كل الابتعاد عن الواقع وحقائقه.

وجاءت المقابلة ذات الـ6000 كلمة، التي اتخذت صفة سردية الحرب التي استمرت 33 يوماً بين الجيش الإسرائيلي ضد الفرع اللبناني من تنظيم «حزب الله» الإيراني، محاولةً تحقيق أهداف ثلاثة. أولاً، إبراز صورة قاسم سليماني الشخصية بالخبير الاستراتيجي المخضرم الذي يمكنه مواجهة الجيش الإسرائيلي والدفع بها إلى حافة الهاوية والدمار.

وقال الجنرال سليماني خلال المقابلة: «لو كان قُدر لحرب الثلاثة وثلاثين يوماً الاستمرار لكانت أسفرت من دون أدنى شك عن تفكك وانهيار النظام الصهيوني بأسره»، هكذا قال الرجل من دون أن يتلعثم أو يعبث بطرف لسانه.

وعلى الرغم من ذلك، فهناك سؤال وجيه: ما الذي دفع الجنرال الإيراني المخضرم إلى اتخاذ قرار وقف الحرب وبالتالي إنقاد الجيش الإسرائيلي ثم النظام الصهيوني من التفكك والانهيار؟

يزعم سليماني أن قرار وقف إطلاق النار لم يخرج من جعبته وإنما كان مهندس القرار هو الشيخ حمد رئيس الوزراء القطري، وقتذاك، بمعاونة من جون بولتون سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في تلك الأثناء. ولا يفسر لنا سليماني السبب الذي دفعه، ودفع المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى الموافقة على الخطة التي أبدعها الشيخ القطري ووافق عليها الدبلوماسي الأميركي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي من التفكك والانهيار على أيدي «حزب الله» اللبناني.

وكان الهدف الثاني لدى سليماني يتمثل في محاولة إثبات أن تلك الحرب أجبرت القيادة الإسرائيلية على التخلي عما يسميها الجنرال الإيراني «استراتيجية بن غوريون للحرب الوقائية»، التي كانت تعني تقليم أظافر وتشذيب أنياب البلدان العربية مرة كل عشر سنوات من خلال حرب عامة تهدف إلى تدمير جيوشهم قبل أن يفيقوا ويحاولوا جلد الدولة اليهودية.

بعبارة أخرى، إن كان قاسم سليماني محقاً فيما يزعم، لكان العرب حكاماً ومحكومين يعيشون الآن في وئام وسلام، لليقين بأن إسرائيل وجيشها لن يتمكنا من شن الحرب الوقائية ضدهم من جديد.

والمفارقة المثيرة للسخرية تكمن في أن الجيش الإسرائيلي شن خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية أكثر من 300 هجوم على أهداف عسكرية إيرانية داخل سوريا والعراق أسفرت عن سقوط المئات من القتلى فضلاً وتدمير معدات كثيرة، في حين التزم الجنرال قاسم سليماني وميليشياته من مرتزقة الحروب الصمت المطبق والابتعاد على المواجهات المفتوحة قدر الإمكان!

ومن بين أهداف الجنرال سليماني المعلنة، يبدو أن الثالث منها هو الأكثر أهمية على الإطلاق، إذ يرسم لنا سليماني، في تعبير غير مكترث، صورة لبنان بأنه قطعة من الأرض من دون حكومة خاصة تحكمها، وتبريره الوحيد أنها صارت رافداً من روافد الحكومة الإيرانية في طهران. وهو يتحدث عن زياراته المتكررة جيئةً وذهاباً من وإلى لبنان من دون أن يكلّف نفسه عناء الإشارة إلى الدعوات الرسمية، ناهيكم بحصوله على أي تأشيرة دخول إلى البلاد، من قِبل أي سلطة لبنانية تُذكر. ثم إنه لا يعبأ بأن يذكر مصدر تصاريح تدفقات الأسلحة الكثيرة، بما في ذلك الآلاف من الصواريخ، التي دخلت لبنان عبر العراق وسوريا. وليست هناك إشارة واحدة في حديثه إلى أي اتفاقية من جانب أي سلطة للتصريح لوحدة عسكرية أجنبية بتنفيذ العمليات العسكرية، أو شن الحرب، ضد أي دولة أخرى مجاورة انطلاقاً من الأراضي الخاضعة لسيادة الحكومة اللبنانية.

وبقدر تعلق الأمر بقيادة الحرب وإدارتها، يزعم قاسم سليماني أن اللجنة المؤلفة من ثلاثة أعضاء فقط، هو أولهم رفقة زعيم «حزب الله» حسن نصر الله مع عماد مغنية، قادرة على اتخاذ القرارات العسكرية المصيرية، وفي حالة عجز اللجنة الثلاثية المذكورة عن التعامل مع إحدى القضايا الكبرى أو الشائكة، فإن قاسم سليماني سرعان ما يهرع إلى طهران باحثاً عن حل. وفي إحدى المناسبات المماثلة، كان سليماني يقطع الطريق بطوله إلى مدينة مشهد بغية الحصول على الإرشادات، وربما التعليمات، من سيده علي خامنئي. ولا يتحدث مع أحد من الرئيس اللبناني، أو رئيس الوزراء، أو وزير الدفاع، أو قائد الجيش اللبناني، ناهيكم بذكر المواطن اللبناني العادي الذي لا يعلم لماذا اندلعت الحرب في المقام الأول ولصالح مَن؟

يعكس قاسم سليماني، ربما عن غير قصد منه، أن الحرب التي أشعلها «حزب الله» – على الرغم من المجازفة الرعناء بحياة المواطنين اللبنانيين كافة بصرف النظر تماماً عن خلافاتهم الطائفية الواضحة – كانت تستهدف بالأساس القضاء على «مؤامرة شيطانية خبيثة ضد المسلمين الشيعة» تهدف إلى اعتقال 30 ألفاً من شيعة لبنان على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي، واحتجازهم في معسكر اعتقال ثم تسكين غير الشيعة في قراهم المحتلة بغية تغيير التوازن الديموغرافي على طول خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وللإعراب الضمني عن جبن اللبنانيين من غير الشيعة، تحدث قاسم سليماني عن «إخواننا من السنة والمسيحيين المطمئنين في بلداتهم وقراهم يدخّنون النرجيلة ويحتسون الشاي» في الوقت الذي يواصل مقاتلو «حزب الله» من الشيعة الجهاد لقطع أوصال العدو الصهيوني الغاشم. ومع ذلك، وخشية أن يظن الناس البسطاء أنها مجرد حرب طائفية أخرى خدمةً لمآرب سياسية معروفة، قال قاسم سليماني في حديثه: «تحت كل الظروف، فإن (حزب الله) هو الحامي الرسمي والرئيسي للأمة اللبنانية بأسرها».

أعتقد أن قاسم سليماني قد جانبه الصواب في «شطب» لبنان باعتباره دولة قومية ذات سيادة مع محاولته الحثيثة لإعادة صياغة الواقع اللبناني كمجرد رأس جسر لعبور الآيديولوجيا الإيرانية إلى قلب الشرق الأوسط. ولأنني أعرف لبنان جيداً منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، أستطيع أن أخبره بأن هناك حقيقة تسمى «النزعة اللبنانية الأصيلة» التي تتجاوز شراذم الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية الداخلية كافة. فإن الشعب اللبناني دائم التطلع إلى البحر الأبيض المتوسط وآفاق الإمكانات الهائلة والمثيرة التي يحظى بها العالم الحديث على سواحل الجانب الآخر ولا يعبأ من قريب أو بعيد بالانجرار إلى رجعية الهضبة الإيرانية القديمة تحت ظلال الملالي القاتمة وآيديولوجياتهم العتيقة. وعلى سبيل الذوق العام، فإن النزعة اللبنانية هي أقرب إلى الشاطئ المفتوح منها إلى المخبأ الضيق!

 

أسباب التضييق على لبنان

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

الساحة اللبنانية كانت ولا تزال جزءاً من الملعب الإقليمي الكبير، تستخدمها قوى المنطقة. في الأخير أصبحت شبهَ محتكرة من قبل القوة الإيرانية، عبر وكيلها «حزب الله» والقوى الموالية للنظام السوري.

وهناك الولايات المتحدة التي رفعت من درجة نشاطها في لبنان منذ بداية فرض العقوبات على النظام الإيراني. فقد أدرك الأميركيون أن عليهم تضييق المعابر التي يتسلَّل منها نظام طهران، ولبنان أبرزها، وذلك للتهرُّب من العقوبات. ضاعفت واشنطن من التضييق على موارد «حزب الله» المالية، وتعقَّبته في أميركا اللاتينية وأفريقيا وأستراليا وكل ساحة كان ينشط فيها بالمتاجرة بالمخدرات، وتهريب السجائر، وحتى بيع الفياغرا المزيفة. الحقيقة أن النظام الإيراني تمادى في العشر سنوات الماضية في استخدام «حزب الله» اللبناني وجعلَه يقوم بمهامَّ تجاوزت حدود لبنان، وحوَّلته إلى كتيبة عسكرية تقاتل لصالحه في سوريا والعراق واليمن وغيرها. وجعل من لبنان مركزاً دعائياً وقانونياً وسياسياً ومالياً يخدم طهران. وحتى يفعل ذلك صار «حزب الله» يسيطر بشكل شبه كامل على مفاصل الدولة، بمطارها، وموانئها، ومعابرها الحدودية، وشبكاتها الهاتفية، وأمنها، ووزاراتها الخدمية. ولهذا وضع الأميركيون لبنانَ هدفاً لهم بالرصد والمعاقبة، وقد يزداد التضييق عليه. وما نراه من غضبة الشارع، جزئياً يعود نتيجة إصرار «حزب الله» على تحويل لبنان إلى خط مواجهة مع الغرب. العواقب سيئة وقد تكون أسوأ، وهنا على «حزب الله» أن يدرك أنه عندما يأخذ البلاد رهينةً لرغبات رئيسه المرشد الأعلى الإيراني فإنه يخاطر بمواجهة كل الشعب اللبناني بما في ذلك مواطنوه الشيعة الذين أصبحوا آخر ضحاياه، وكما شاهدنا فإن الأصوات التي انتفضت ضد «حزب الله» وانتقدته علانيةً في الشارع هي شيعية أيضاً، والمواجهات ضده وقعت في مناطق نفوذه في النبطية وبعلبك الهرمل وغيرهما.

لبنان بدون «حزب الله» المسلح، وبدون «حزب الله» التابع لإيران، مؤهل لأن يكون أكثرَ دول المنطقة ازدهاراً، أما لبنان، كما هو عليه اليوم، فقدره أن يصبحَ أكثر فقراً وسوءا. وصحيح أن «حزب الله» ليس اللاعبَ المحليَّ الوحيدَ وله شركاءُ وهم يتحمَّلون جزءاً من اللوم. الانتفاضة الحالية رفعت شعاراً يرفض كل القيادات التي تدير الحكم حالياً، تطالب بإصلاح النظام السياسي الفاشل، لأنه يمكِّن القوى السياسيةَ من تقاسم النفوذ والمصالح على حساب البلد وشعبه. قد لا يبدو مفهوماً لعامة اللبنانيين أنهم يدفعون ثمن تغوُّل «حزب الله» في المنطقة وتهديده مصالحَ الغرب، لكن هذه هي الحقيقة التي تسبَّبت جزئياً في تدهور الاقتصاد، ووضعت الحكومةَ بين مطرقة الغرب وسندان الحزب. وما لم يقلص «حزب الله» خدماته لإيران فإنه سيعاني، وسيجعل لبنانَ واللبنانيين يعانون معه أكثر من ذي قبل.

 

مقام اللحظة الكبرى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

يخضع الجيش اللبناني لأوامر السلطة السياسية. وقد أرسلته السلطة إلى الشوارع لتفريق المتظاهرين فتعانق معهم. وبعض الجنود بكى وقد وجد نفسه في مواجهة أهله. وقالت سيدة محجبة متقدمة في السن لضابط شاب ضاحكة «يقبروني عيونك شو حلوين مثل عيون ابني». ورد عليها وهو يتراجع «إنتي مثل أمي». عرض استثنائي لا مثيل له: الشعب في الخارج والجيش يبتسم له ويبكي. والأحزاب ممنوعة من الظهور. والسياسيون يتساءلون مَن يمكن أن يبقى منهم ليكذب على الناس ويخدعهم ويعلك عليهم حياتهم. هذا ليس لبنان المستقل، بل لبنان الحر. لبنان لا يحركه أحد مثل الدمى. لبنان يرسل الأمهات صارخات: لا نريد أن يتركنا أبناؤنا إلى الهجرة من أجل أن يعوم أبناؤكم في مستنقعات الفساد. لم تحتَج السلطة إلى إحصاءات. الوطن برمّته يهتف ضدها برمّتها. لا يمكن تكذيب الشاشات ولا إنكار هذا المهرجان الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له. كل يوم مضى على ارتباكها هو دهر في عمرها. لا حلول أخرى سوى التضحية برموز الفشل والفساد وعقم المشاعر. ولا فائدة من إرسال الجلاوزة لتعكير صفاء الانتفاضة وألم الناس. الفرق بين رجل الدولة ورجل السياسة، أن الأول يتخذ الخطوة الصحيحة، والثاني «يفشّخ». الناس أعلنت في صوت واحد نهاية «التفشيخ». الحكم في كثرة العمل لا في كثرة الرحلات. والحيوية الفارغة مثل الكسل الفارغ. قال مطران بيروت للأرثوذكس إلياس عودة عندما سُئل عن خطر الفراغ، إن «أي فراغ أفضل من الذي نحن فيه». قال أبراهام لنكولن، إن في إمكانك أن تخدع بعض الشعب لبعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الشعب كل الوقت.

على السلطة أن تتخذ خيارها: المحافظة على مكاسبها أم على لبنان. لا مكاسب لأحد إذا ضاع لبنان في حماقة المكابرة الجوفاء. يبث تلفزيون «التيار» الحاكم منذ أسبوع مشاهد الاعتصامات، فترى أن مجموع الناس لا يزيد على مائة. على أي قناة أخرى لا يقل عن مليون في ساعات المساء.

المكابرة والإنكار مضحكان في مثل هذه الحالات الدرامية. على السلطة السياسية أن تكون في مستوى الناس، خصوصاً وهم في أعلى لحظاتهم التاريخية والوطنية والقومية. ساعة الصدق العظيم لا يمكن أن يقابلها إلا ساعة وعي لمعانيها.

 

مهلاً.. التغيير شامل!

د.جنان شعبان/المدن/25 تشرين الأول/2019

17 أكتوبر، كان فجرًا للأمل والتفاؤل، ويوما تأسيسيًا لمستقبل لبناني واعد، يوم خرج فيه جيل شباب لبنان الواعد، من انتماءات القبيلة والطائفة والزعيم إلى رحاب ثقافة مدنية عصريّة، لا تعتبر السلطة غنيمة حرب، ولا الخدمة العامة أو الوظيفة هبة زعيم أو نافذ، تريد صيانة المال العام وأملاك الدولة وهيبتها، وعازمة على تغيير أصحاب القرار فيها والقابضين على زمامها. تريد تحرير الدولة من منتحلي صفة قيادتها وإدارة شؤونها، تهتف لإسقاط النظام لا لتدميره، بل لإعادة بنائه حديثًا رحبًا، يكفل كل شروط الدولة المدنية الحديثة. جيل استعاد الفضاء العام في كل ميادينه، فجدّد اللغة والخطاب والثقافة والقيم؛ وأعاد وصل مناطق ومدن لبنانية، فرقتها أحزاب الطوائف، وصبغتها بالكراهية خطابات أهل السلطة وفاسديها، ورسمت في الإعلام والسياسة جدرانًا من الحظر على رجال النظام ومثقفيهم وأبواقهم ودفعتهم إلى زاوية الصمت والحيرة، ونزعت من عيون حيتان المال ووجوههم كل علامات الإستعلاء ومظاهر وإشارات شخصياتهم السادية بالإصرار على استغلال الأزمات لمضاعفة الأرباح. إنّه فجر جديد تليه صباحات وأنوار، وإصرار على البناء والإستثمار فيها.

من أين نبدأ؟

من وعي الثوار المنتفضين بحراك مدني والتي بدأت تصفق له شعوب الأرض بتفاعلاته الحضارية؟ أو من وعي الثوار الذي أدى إلى إعادة توجيه البوصلة إلى سمو وفرادة لبنان كرسالة حضارية للعالم أجمعين؟ أو من وعيهم الذي فرض على الجميع ضرورة التحدّث بموضوعية ووفق قواعد المنطق والعلم انطلاقًا من القضيّة الوطنية الدستوريّة وصولا إلى إنجاز التغييرالحقيقي؟ التغيير الحقيقي الآت لا محال من خلال العقد الجماعي الذي فرضه الثوار بينهم وبين الآخربن المستفيدين من النظام الحالي ان صح التعبير. فلطالما تغنّى لبنان بوحدة شعبه وفرادته وتنوّع ديانات مواطنيه وتعدّد مذاهبهم، وتسميته بسويسرا الشرق، لما يتميز به من جمال الطبيعة وكرم وطيبة أبنائه، كلّهم بمختلف مشاربهم ومعتقداتهم إلى أن وقعت الواقعة وأريد لهذا البلد أن يكون ساحة قتال للخارج، فاستغلوا ما كلن ثراءً للبنان وجعلوه سمًا فتاكاً فتك بأهله سنوات عجاف.

لقد تمت قوننة الطائفية السياسية بصورة مؤقتة منذ النسخة الأولى من دستورنا اللبناني، بنص المادة 95 منه التي وردت على الشكل التالي: "بصورة مؤقتة، وعملًا بالمادة الأولى من صك الإنتداب، والتماسًا للعدل والوفاق، تمثل الطوائف بصورة عادلة في الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة من دون أن يؤول ذلك إلى الإضرار بمصلحة الدولة". ثمّ ما لبثت أن اكتسبت تلك الطائفية السياسية الجنسية اللبنانية، بعد التعديل الجزئي للدستور العام 1943، مرورًا بالتعديل الأخير له الذي تم وفاقًا لمندرجات وثيقة الطائف العام 1990. وإن كان التعديل الأخير قد تضمن في المادة 95 منه، إلغاء الطائفيّة السياسيّة على مراحل ووفق خطة تضعها هيئة وطنية تضم بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. ولكن وللأسف الشديد، فقد تربع على عرش هذا البلد حكامٌ أتقنوا اللّعب على الوتر الطائفي من جديد وأبّدوا المؤقت لمصالحهم ومآربهم الشخصيّة، فجيشوا اللبنانيين وحزّبوهم ومزّقوهم حتى استتب لهم الأمر، فأكلوا من خيرات هذا البلد ونهبوا أمواله وأفقروا أهله وهجّروهم، وما يزالون.

لقد ورد اعتماد الطائفية في دستورنا الجديد ولكن بصورة مؤقتة، والسؤال البديهي اليوم، أما آن الأوان أن تنتهي صلاحية هذه الصورة المؤقتة والإستثنائيّة!؟

لقد أثبتت ثورة 17 تشرين الأول، حيث ثار جزء كبير من الشعب اللبناني في جميع أراضي الدولة اللبنانية كشعب واحد غير طائفي وغير مذهبي وغير مناطقي، ضد كلّ الفساد والفاسدين، وعبر رافضًا تقسيمه وتفريق شمله متمسكا بوحدته. فهل أتت هذه اللحظة المنتظرة، اللحظة الوطنية والفرصة التاريخية في لبنان التي يمكن أن تختصر كلّ التمهيدات المطلوبة من أجل إزالة العقبة الأساسية التي أخرت وتؤخر تطورنا وتزيل ما يحول دون وحدتنا الحقيقي؟ يبدو أن اللحظة أتت بعفوية حقيقية وفرضت ذاتها، منادية جميع المسؤولين الوطنيين الحقيقيين والمستفيدين من النظام الحالي إلى إلغاء الطائفيّة السياسية فورًا وليس تدريجيًا كونها قد ألغيت من نفوس الشعب الذي شارك في الحراك وصدحت بها حناجرهم وبعض الغير مشاركين، للبدء بديناميكية إلغائها من نصوص الدولة بغية تحقيق المواطنة الحقيقية وبغية أن تلغي المؤقت إلغاءًا نهائيًا.

لقد أثبت جزء كبير جداً من الشعب اللبناني أن الطائفيّة قد توارت من النفوس، وأعطى جميع المسؤولين اللبنانيين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم الإشارة المؤكدة لذلك، ناسفًا الحجج التي لطالما اعتمدها الكثيرون لعدم إلغاء الطائفيّة من النصوص -تدعمها حجج بعض رؤساء الطوائف الروحيين، لما لهم من حسابات مختلفة في هذا المجال- فقد أتى هذا الحراك لينسف هذه الحجج ولسان حاله يقول نريد أن نكون مواطنين ولاؤنا الوحيد لوطننا لبنان وليس لزعامات ورؤساء طوائف. أتى ليقول لجميعنا اليوم هذه فرصتنا قد تحقّقت ولطالما انتظرناها. فهل سيقر هذا المشروع التاريخي بتعديل النصوص وإلغاء التمثيل الطائفي السياسي؟ وهل آن الاوان لانتخاب مجلس نيابي على أساس قانون انتخابي نسبي غير طائفي، قانون يحترم حقوق اللبنانيين كلّ اللبنانيين بالتمثيل اللاطائفي في المجلس النيابي، مع حفظ حقوق الطوائف بمجلس الشيوخ كما نصّت المادة 22 من الدستور. ويحترم وجود كوتا لا تقل عن ٣٠ بالمئة من المقاعد للنساء بصورة مؤقتة وكتدبير تمييز إيجابي مؤقت لتفعيل المشاركة السياسية للمرأة. كل الإشارات تدل أن لبنان التقاطعات السياسية المحلية والإقليمية والدولية قد مات ليولد طائر الفينيق وينتفض من تحت الرماد مجددًا لإعادة لبنان إلى موقعه كرسالة حضارية عالمية.

 

الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

شهد لبنان في 2011 عدداً من المظاهرات التي رفعت شعار «إسقاط النظام الطائفي» وجرت بتأثير من الثورات العربية التي بدأت في تونس. لم تعمر المحاولة هذه طويلاً؛ إذ سرعان ما دبت الخلافات بين المنظمين والمتظاهرين حول معنى تحركهم والهدف السياسي من ورائه.

في 2015، اندلعت أزمة النفايات بعد إقفال المطمر الكبير الذي استُنفدت قدرته على الاستيعاب وبات بمثابة الكارثة البيئية للمناطق المجاورة له. تراكم النفايات في الشوارع وصراع الشركات المرتبطة بالقيادات السياسية على تقاسم «غنيمة» صفقة رفع النفايات، أطلق شرارة حراك واسع استمر شهراً ونيفاً، ثم خبا وهجه بعد اختراقه من القوى السياسية وإغراقه في جدالات عقيمة تتجاوز الأفق الذي حاول الوصول إليه في المقام الأول، وضحالة كفاءة المجموعات التي تصدت لقيادته.

فشل محاولتي تغيير النظام أو على الأقل تعديل سلوكه، في الشارع، خلّف إحباطاً عميقاً بين الناشطين في المجتمع المدني الذين اعتقد بعضهم لوهلة أنه قادر على تقديم بديل عن الطبقة السياسية الفاسدة. ترافق الإحباط هذا مع ارتفاع صاروخي في مستويات الفساد وصرف النفوذ والاعتداء على المال العام. وتحولت هذه الممارسات إلى ما يشبه الوباء بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وتولي صهره، وزير الخارجية جبران باسيل، الإدارة اليومية للملفات الكبرى في الشؤون الداخلية والخارجية والاقتصادية، محجّماً كل مؤسسات الدولة وفارضاً عليها الاستجابة لتوجهاته التي بدت كقدر لا يُردّ استناداً إلى قرابته من رئيس الجمهورية من جهة وإلى حيازته رضا «حزب الله» الذي بات أكثر إصراراً بعد إعادة العقوبات الأميركية على إيران، على عدم ترك أي شيء للصدف أو خارج رقابته الدقيقة للحياة اللبنانية العامة.

لا شك في أن إخفاق الموجة الأولى من الثورات العربية، خصوصاً في سوريا، كرّس انطباعاً لدى الطبقة الحاكمة في لبنان، بل بين شرائح واسعة من المحللين والمعنيين في الشأن العام، أن لبنان بات في منأى عن أي تغيير تفرضه القواعد الاجتماعية والفئات المهمشة والمتضررة من تقاسم غنائم الدولة. وساد اعتقاد أن لبنان قد دخل العصر الإيراني من باب تحكم «حزب الله» بالمفاصل الرئيسة للدولة في الأمن والدفاع وإلحاقه بمنظومة التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على نظام بشار الأسد؛ وهو ما حمّل الاقتصاد المبتلى أصلاً بالركود، أعباء لا قِبل له بها، ساهمت بين عوامل أخرى في جذب الاقتصاد اللبناني إلى هاوية لم يعرفها منذ نهاية الحرب الأهلية. الانفلات هذا من كل رقابة أو مساءلة واستباحة حقوق المواطنين، وإظهار الاحتقار لهم، والازدراء بمعاناتهم من خلال استعراض مظاهر الثراء الذي جمعه أصحابه من الرشى والتزوير، وبيع أملاك الدولة وتسخيرها لغاياتهم الخاصة، ولّد نقمة لدى أجيال من اللبنانيين لم تعرف سوى الوعود الفارغة والقضايا المصطنعة، والخطابة الجوفاء في ظل أزمات تسد إمكان تحقيق الطموحات الفردية للشباب كالحصول على عمل وتكوين أسرة، وخصوصاً الشعور بالانتماء إلى ما يتجاوز الهوية الطائفية الضيقة. في الوقت ذاته، كانت فكرة الفوات الكبير الذي يعيشه لبنان مقارنة مع دول مجاورة، عربية وغير عربية، تسيطر على آراء المواطنين المنخرطين في كل أنواع التواصل الاجتماعي والاطلاع الإعلامي وحركة الانتقال والسفر؛ ما جعل المقارنة بين تدهور حالهم وتقدم غيرهم حاضرة في كل الأحاديث.

ويصعب الجزم بما إذا كانت الموجة الثانية من الثورات العربية التي شملت الجزائر والسودان وأصاب بعض رذاذها العراق، قد سرّعت وتيرة المقارنات وفاقمت الإحساس بالهوان والذل على أيدي سياسيين لا يتورعون عن اللعب بالمشاعر الطائفية والسير على حافة الحرب الأهلية قبل أن يعقدوا اتفاقيات الشراكة بين بعضهم لتحسين حصصهم من نهب المال العام.

بيد أن اللبنانيين فاجأوا أنفسهم ليل 17 أكتوبر (تشرين الأول) بعد انتشار الخبر عن عزم الحكومة على فرض ضريبة على خدمة «واتساب» التي تشكل متنفساً للتواصل بين المواطنين وبديلاً عن رسوم الهاتف الخلوي الباهظة. شكّل التوجه لفرض الضريبة الجديدة تأكيداً على النهج الاعتباطي في الجباية التي تصيب الفئات الأفقر وعلى تمادي المجموعة الحاكمة في انفصالها عن واقع أكثرية اللبنانيين المصابة بالبطالة وضيق ذات اليد والمقتربة من الانهيار الاقتصادي الذي تتحمل مسؤوليته دولة فاشلة وطبقة سياسية فاسدة وشحيحة الأفكار والخيال والأخلاق.

وتقدم الحالات اللبنانية والجزائرية والسودانية والعراقية قرائن غنية بالدلالات على عمق التحولات التي تشهدها المجتمعات العربية والفئات الشابة منها الرافضة لأشكال الاستغلال والقمع والرياء التي دأبت عليها الحكومات منذ عقود مديدة بذرائع مواجهة العدو الصهيوني والظروف القاهرة والصراعات الداخلية، ناهيك عن شعارات تبين زيفها وخواؤها من كل معنى. لا يعني ذلك أن الطريق أمام اللبنانيين أصبحت فجأة معبدة بالورد، بل إن العكس هو الأقرب إلى الصواب. فالنظام وسدنته لن يوفروا أسلوباً أو طريقة للحيلولة دون تقديم تنازلات تحد من امتيازاتهم غير المشروعة إلا وسيستخدمونه لإرهاب المتظاهرين وإعادتهم إلى حظائر الطوائف المتناحرة. فالمعركة التي تنتظر المطالبين بالتغيير في لبنان قاسية، لكنها لا تخلو من فرص الربح.

 

هل يُصلِح العطار دهر لبنان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

هل يُصلح العطار اللبناني ما أفسدته السياسة وثقافة الحكم والمحاصصة، وتسليم القرار السيادي اللبناني لمنظمة تمارس الإرهاب وغسل الأموال من أجل مصلحة دولة أجنبية مدانة هي الأخرى بالإرهاب؟ بعد صمت قارب الأسبوعين، منذ بداية الثورة اللبنانية الشعبية، غضباً من فساد الدولة اللبنانية وضياعها، خرج رئيس الجمهورية، ميشال عون، بخطاب مقتضب مكتوب، وبتسجيل مشغول وممنتج، يخاطب الشارع اللبناني الهائج، بهدف تسكينه وتطمينه، لكن عطارة عون لم تُصلِح دهر السياسة الشوهاء منذ عقود في لبنان. إذا كانت ورقة الحريري - الذي لم ينل النصيب الأكبر من غضب الشارع، بل ناله صهر عون وخليفتها، جبران باسيل - لم تفلح في تسكين غضب الناس، وهي ورقة مفصّلة وجريئة، فكيف يفلح عون فيما عجز عنه الحريري؟ الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال في خطابه الوجيز، إن كل مَن يثبت أنهم اختلسوا أموالاً عامة سيخضعون للمحاسبة، وذلك في أول خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قبل أكثر من أسبوع.

وأضاف عون أن مكافحة الفساد تتطلب قوانين صارمة، وليس مجرد كلمات، معتبراً خطة الإصلاح التي اقترحها رئيس الوزراء، سعد الحريري، مؤخراً بمثابة الخطوة الأولى نحو إنقاذ لبنان، حسبما صاغت كلامه «بي بي سي».

هل أتى كلام عون متأخراً؟ هل فات القطار ساسة لبنان اليوم؟ ربما كانت مطالب الناس في لبنان فوق الواقع، وخارج إمكانيات ساسة لبنان، ومتجاوزة لقوة النظام الحالي، صحيح، لكن هذا يجب أن يفتح العقل على مسألة أخرى خطيرة، وهي: هل انتهت جمهورية «حزب الله» وأتباعه، ومنهم حزب جبران باسيل، محبوب الشعب الأول...؟!

 

لبنان يسلخ جلده

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

يعلم اللبنانيون أن بلدهم ليس فقيراً؛ لكنه منهوب. يدركون أن لهم من الطاقات والخبرات والثروات ما يعمِّر لبنانين، وينتشل اقتصادين. يعرفون جيداً أنهم يوم يضعون قطارهم على السكة الآمنة، فلهم في الخارج ملايين الإخوة المغتربين القادرين على الضخ في شرايين الوطن بما يلزم. هؤلاء الذين في مهاجرهم، يتحرقون للمساعدة، منذ بدء الانتفاضة، فتحوا قنوات فيما بينهم، حوارات عابرة للقارات، يتناقشون حول حاجات لبنان الجديد، ويتساءلون عما يمكنهم أن يقدموه، غير الاحتجاج الرمزي أمام السفارات. كلهم ترك أهله ذات يوم مذعناً ومنكسراً؛ ليس للحاجة فقط؛ بل لحاقاً بطموح لم يعد لبنان يلبيه، أو هرباً من مذلة لزعيم صارت مقيتة وممجوجة، أو نجاة بالروح من نزاعات طائفية، لا اسم لها سوى ضيق الأفق، وتناتش للمغانم.

ضاق الناس صدراً بكل ما مضى، بكل هذا التاريخ الملطخ بالدم والقهر، والحرمان من فلذات الأكباد، الذي أضيف إليه في العقد الأخير كم من الاختلاسات لا يمكن أن يصدق. الأرقام الفلكية للمبالغ المسروقة تضرب على عصب الناس الذين أُفقِروا حد الجنون. يبدو أن ملياري دولار هو حجم التهرب الضريبي الرسمي الذي يوزع على النافذين، ومبلغاً مماثلاً يهدر سنوياً على الكهرباء المقطوعة أصلاً. حتى مشكلة النفايات التي تفتك بصحة الناس، هي موضع تنفيعات في الأصل وليست قلة حيلة. لم نعد نسمع بالألوف أو الملايين، صار المليار هو الوحدة التي تعد بها المبالغ المفقودة. جاءت الضرائب المتراكمة في السنة الأخيرة لتصل بالاستفزاز إلى أقصاه. حقاً كانت الستة دولارات ضريبة على مكالمات الـ«واتساب»، هذا الاختراع الشيطاني الذي لم يخطر على بال دولة في الكون، هو الشعرة التي لا بد من أن تقصم ظهر البعير.

حصل ما لم يكن في حسبان المحتجين أنفسهم. لا أحد يعرف كيف انفجر كل هذا الغيظ المكبوت دفعة واحدة. كأنما فاضت الكأس بقطرها. فات السلطة أن انكشاف أخبار الصفقات، وكثرة تداولها يحقن جمهور الناس. ربما لم ينتبهوا إلى أن الجيل الجديد له منطق آخر. أحد الشبان المتظاهرين وقف يصرخ: «زعماء الطوائف ضحكوا على أبي وأمي وأجدادي؛ لكنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا الشيء نفسه معي. أنا من سأُفهم أهلي كيف يتعاملون مع هؤلاء». تلك حقيقة. انتفاضة الساحات يقودها شبان، يأتون بعائلاتهم وليس العكس، يشرحون لمن هم أكبر منهم أنهم استُغلوا أكثر مما ينبغي، وأن ما يسكتون عنه لم يعد مسموحاً، ويسخرون من التقسيمات المذهبية. عموم المتظاهرين يعنيهم أن يجدوا عملاً، ويحصدوا أمناً، ويبنوا مستقبلاً، الشعارات الكبيرة لا تعنيهم، والكلام في السياسة ليس شاغلهم.

لذلك، ليست صدفة أن تسقط الحواجز الطائفية فجأة، أن يسأل المتظاهر عن المنطقة التي جاء منها، فيرفض الإجابة؛ لأنه لبناني فحسب، لا انتماء آخر له.

مشهد المتظاهرين في الساحات اللبنانية بهتافاتهم الخارجة من القلب وبساطتهم ووحدتهم، أجمل من أن يصدق! كنا نسمع بالثورة ولم نختبرها. يحصل أن يفاجَأ المرء بنفسه، عندما تندلع ثورة، بأصدقائه، بمن هم حوله. يرى ملامح الوجوه قد تغيرت، الصلات بين الناس أكثر رحمة. الهوة بين الطبقات تردم بفعل التلاقي اليومي، وتوحُّد الهتافات، وتبلوُر الحلم. كلهم يريدون استعادة المال المنهوب، جميعهم يهتفون لمحاسبة المختلسين. ثمة قناعة مشتركة بأن الطبقة الحاكمة التي توارثت البلاد وأفقرتها وعاثت فساداً، لا تؤتمن على القليل المتبقي. الشعور عند المتظاهرين بأنهم هنا من أجل الإنقاذ. أن وجودهم وقفة ضمير مع أنفسهم وأولادهم ووطنهم. لكلٍ قصة جاء من أجلها، وخلاص من ظلم يسعى إليه.

لم يسبق للبنانيين أن خرجوا عن بكرة أبيهم منذ الاستقلال، في مظاهرات عابرة للطوائف والمناطق والطبقات والأحزاب، دفاعاً عن كرامتهم وقوت يومهم، كما يحدث اليوم. نحن على مفصل. كل منا يشعر بأنه يعيش لحظة تاريخية. أياً تكن نتيجة المظاهرات، ثمة تغير عميق حصل. أمر ما كسر. ما بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول)، مختلف كثيراً عما قبله. مشكلة السلطة أنها لا تزال غير مصدقة. هذا خطير، كل لحظة تمر ترفع سقف المطالب في الشارع، وتضعف هامش المناورة عند السلطة. الانتظار لا يخدم مصلحة أحد. الناس لا يريدون أقل من تغيير الطبقة التي تواطأت وتقاسمت مغانم البلاد. على المسؤولين إيجاد الآليات الآمنة للنجاة بالسفينة قبل أن تغرق. الورقة الإصلاحية التي قدمها رئيس الوزراء سعد الحريري، كانت لتبدو مغرية قبل الانفجار الكبير. بعد أن خرج ما يقارب مليوني شخص إلى الشارع، لم تعد الهتافات المرتفعة تسمح بقراءة أوراق وتقديم مسوّدات. يريد المتظاهرون حلولاً بحجم عذاباتهم. هؤلاء شبان يريدون وطناً يشبه زمنهم، يحترم ذهنياتهم. ما عاد لائقاً في زمن التوظيف الإلكتروني أن تطلب من الخريجين طرق أبواب الزعيم بدل الكبس على الأزرار، ولا بمقدور أحد أن يقنع مواطناً بصعوبة تأمين التيار الكهربائي، والطاقة تولد من الشمس والهواء والنفايات، وشخص واحد في لبنان أمكنه بمبادرة ذاتية إضاءة مدينة بأكملها. ثمة نظام تآكل، نهش نفسه بنفسه، قضمته عصبياته وتخلفه وقبائليته وجشعه، وعليه أن يخلع جلده ليولد من جديد. ذلك ليس مطلب المنتفضين فقط. هو واقع يفرض نفسه. ومن في السلطة يعرفون ويكابرون، بدليل إجماعهم على أن خروج الناس إلى الشارع هو حق بعد كل ما ارتكب، واعترافهم بأن ما اقترفوه مجتمعين أكبر من أن يُسكت عنه. يبقى أن يأخذوا ما يتوجب عليهم من إجراءات، للانقلاب على أنفسهم بسلاسة، ويُجنبوا وطنهم مُر الكأس.

 

خطاب سلطة الفراغ وفساد اللغة

يوسف بزي/المدن/الجمعة25/10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79837/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%ba-%d9%88%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9/

من الصدف المفيدة والمزعجة في آن معاً الاستماع إلى وزير قصر بعبدا، سليم جريصاتي، "صديق" النظام السوري ومحامي الدفاع عن المتهمين باغتيال رفيق الحريري، والمساهم الفذ في ما سمي "ملف الشهود الزور"، عدا إنجازاته الكثيرة المماثلة في وزارة العدل والجسم القضائي، والوارد اسمه في لائحة "سويس ليكس" التي تضم أصحاب الحسابات في سويسرا. في ساعة متقدمة من المساء، أي بعد مرور وقت مديد على بث كلمة الرئيس عون المسجلة والرديئة التصوير والمونتاج والميكساج والإخراج، أدرك الوزير المفوه وكل طاقم الرئيس أن مفعول الشريط الرديء، ومضمون الخطاب المبعثر، وأداء الإلقاء الضعيف.. أتى معاكساً للتمنيات وللغاية منه. بل وأصاب بالضرر صورة الرئاسة. على هذا الإدراك المتأخر، راح الوزير جريصاتي عبر التلفزيون "يشرح" معنى الخطاب و"يفسر" تلك الجمل والعبارات، محاولاً إعطاء الخطاب قواماً واتساقاً وعمقاً ليس فيه. لم ينتبه جريصاتي أن هذا التدارك لانتشال الخطاب من حفرة التعثر، برهن على نحو إضافي سوء التدبير والإرباك والتخبط في صياغة الكلمة المتلفزة، وعزز الشكوك في حال الرئيس، كما في كفاءة طاقم القصر في آن واحد. المهم أن الحدث النهاري، خطاب الرئيس، أعادنا إلى سجال السلطة أو الفراغ. لكن من منظور آخر مفاجئ تماماً: انتفاء التناقض. فالرئيس لم يفعل سوى تلاوة ورقة كانت الكلمات تسقط منها وتتبدد من فور لفظها. كلمات منتهك معناها الأصلي إلى حد إفراغها وتجويفها. هذه عوارض لا نراها إلا عندما تتحول السلطة إلى فراغ. والحق أن سلطة الفراغ لم تبدأ أو تتكشف في مأسوية خطاب يوم الخميس. بل هي مبتدئة منذ العام 2008، حين تم الفصل التام بين "الدولة" و"السلطة" الفعلية. فالأخيرة باتت بحوزة جسم سياسي – عسكري غير منتخب وغير مسؤول أمام الناخبين وغير خاضع لا للمساءلة ولا المحاسبة. هو جسم فوق الدولة وهو كل السلطة.

على هذا النحو بات النظام معطلاً. أهل الدولة فارغو السلطة، خلو منها. وهم قبلوا إما رضوخاً أو انتهازاً بهذا "التفاهم" ومن ثم "التسوية"، أي تسليم السلطة لسيدهم وسيد 8 آذار (شكراً سوريا ورستم غزالي) وسيد 7 أيار 2008 وسيد القمصان السود وسيد المذبحة السورية وسيد حرب 2006 التي كانت خسائرها 12 مليار دولار "فداء لصرمايته". الصفقة (التفاهم والتسوية) التي عقدها "السيد" مع الذين ارتضوا تمثيل سلطة الفراغ، قائمة على امتلاك حزب الله السلطة الحقة مقابل إطلاق يدهم في المغانم والحصص التي توفرها موارد الدولة. لا شيء أفصح دلالة على ذلك من مقولة رئيس وزراء لبنان أن "السياسة وجع رأس والمهم هو الاهتمام بالاقتصاد". قالها تماماً بعد ترتيب الشراكة في جلسات باريس الشهيرة بين باسيل والحريري. قدم حزب الله "الفساد" كرشوة لرجال الفراغ، فقدموا له السياسة والسلطة والحكم والمصير. الازدراء الذي ينظر عبره قادة حزب الله إلى "السياسيين" اللبنانيين (حلفاء وخصوماً) نابع أولاً وأصلاً من معرفتهم الراسخة بضعفهم إزاء مكاسب الفساد. ولم يتعامل يوماً معهم إلا وفق هذه المعرفة. كلام "السيد" الأخير متوعداً من ينوي الهروب أو الاستقالة أو التمرد.. بالمحاكمات والمحاسبة والسجن. هو تنبيه شديد اللهجة لمن يريد التنصل من الصفقة. لكن، المعضلة الآن أن بنداً أساسياً من الصفقة أصبح مستعصياً. لقد تنكب رجال الدولة مهمة ترويض جماعاتهم والسيطرة عليها وفق نظام الزبائنية والمحسوبية والتوظيف والتكسب، بما يؤمن "الاستقرار" والسيطرة لحزب الله وراحة البال. ما حدث الآن عكس ما يشتهي صاحب مقولة "السياسة وجع رأس" وعكس ما يشتهي وزير "استعادة حقوق المسيحيين" وعكس ما يريد حزب الله. فوجع الرأس بات اقتصاداً، وحقوق المسيحيين باتت وهماً ومناصب خاوية.. لسببين بسيطين وكاملي الوضوح: الأول، تعطيل النظام، فصل الدولة عن السلطة. الثاني، استحالة مواءمة الاقتصاد المفتوح مع "المقاومة". بهذا المعنى، فشلت الصفقة أو انتهت فعاليتها. الانتفاضة هي ضد هذا الإفلاس. لكن الأهم، وهذا ما سيتوضح قريباً، هي انتفاضة من أجل استعادة السلطة ضد الفراغ.

 

غرافيتي الثورة: "إذا الشعب جاع بياكل حكّامه"

محمد حجيري/ المدن/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

ذلك الشاب الذي اختار أنْ يرسمَ غرافيتي كلمة "ثورة" بالخط العريض، وبطريقة متّقنة نسبياً، على مبنى سينما البيضة المليء بالخدوش والثقوب، كان يعي أن كلمته على المبنى المتصدّع والمخرّب، ستصبح نقطة جذبٍ للمصورين القاصدين تغطية يوميات الاعتصام في وسط بيروت أو المواطنين من هاوي التصوير الفوتوغرافي وينزلون الى المكان الذي بات ساحة للاحتجاج ضد الفساد والطبقة الحاكمة في لبنان، وموئلاً لأشكال التعابير اللفظي والجسدي والفني والسياسي والسينمائي والأدبي...

العابر في وسط بيروت بين عمارات من الطراز الرفيع، الأقرب إلى المتخيّل، لا بدّ ان تستوقفه لبرهة كلمة "ثورة" على مبنى السينما البيضة، أو مبنى "سينما سيتي"، الذي بُني العام 1965 ولا يزال شاهدًا على نهضة الستينيات الآفلة، لم يبق منه غير هذا الهيكل البيضاوي الفضائي المهجور ولا يزال أيضاً شاهداً على زمن الحرب، وانطلاقاً منه كتب ربيع جابر روايته "بيريتوس مدينة تحت الارض"... ورسمه ايمن بعلبكي في لوحة تشكيلية، وقدّم فيه سمير خداح معرضاً تجهزياً، ويحاول كثيرون الحفاظ عليه كتعبير عن ذاكرة الحرب.

كلمة "ثورة" التي رسمتْ كغرافيتي في أكثر من موضع على مبنى سينما البيضة تغوي الناظر، ذلك أن اجتماع الغرافيتي مع الخراب ينتجان ابهاراً بصرياً يستهويه عشاق الفوتوغرافيا، أو الذين يحبون التقاط صورة لأنفسهم. فمنذ ان رسمت كلمة "ثورة" بتنا نشاهد الكثير من الأشخاص، يتخذونها خلفية لهم في صورهم، فهي تدلّ على ما يجري في الشارع أولاً، وثانياً لها بعد جماليّ وزمني، وتروح بنا إلى الذاكرة. واذا كان الاعلام استعمل لوصف ما يجري في الشارع تعبير "لبنان ينتفض"، فبين الناس تبدو كلمة "ثورة" أكثر حضوراً، وان كان ما يحصل هو أقل من ثورة بأشواط، فعلى قمصان الحسناوات كتبت كلمة ثورة في مواضع حميمة لتزيد من ضجيج الميديا، وعلى الجدران وتحت الجسور (بيروت طرابلس البترون..) تسابق الغرافيتيون في رسم الكلمة.

وإذا كانت الثورة أشبه بحلم دائم في أذهان من يريدونها، فيكتبونها كنوع من طوبي أو كنوع من تعبير عما يريدونه أو يطمحون إليه، في المقابل ثمة كتابات جدرانية تدخل في المواقف مباشرة ("كول" بالمعنى الدارج)، وتتأرجح الرسوم والكتابات في "ثورة الواتس"، بين الغاضب والصارخ وحتى الحاقد والكاره الذي يعبّر بكلمات أو إشارات، و"الانتهازي" الباحث عن الشهرة وسط الجماهير، او صاحب الشغف الذي ينتظر الفرصة المواتية ليقول كلمة او يرسم رسماً. وتظهر الاعمال المنتشرة على الجدران كأن وسط بيروت ساحة معركة، أو كأن الحرب مرّت من هنا بالأمس، وان كانت حرب احتجاجية على غلاة الحكم في لبنان...

وقراءة المشهد الاحتجاجي كفضاء من خلال الغرافيتي، تبيّن أبعاد الناس ومناخهم، ففي طرابلس انتشرت صورة لغرافيتي بعنوان "طرابلس عروس الثورة"، ورسم محمد أبرش لوحة الثورة على مبنى الغندور في ساحة النور يعدد مزايا الثورة وطموحاتها. في المقابل، رسم فنان الغرافيتي عزيز الأسمر، من مدينة بنّش في إدلب، لوحة جارية تضامنية مع لبنان، سمّاها "ثورة العطر" في إشارة إلى الشعور بأن ما يجري في لبنان ينعكس على سوريا أو العكس. وفي وسط بيروت حيث "الجدران تتلكم" بقوّة، اذ كان الاحتقان كبيراً، وهذا ما تعبّر عن مشهدية الغرافيتي التي تتخطى الانضباط ومحاولة تكوين عمل فني شارعي إلى عبارات عالية السقف، تأتي كفشة خلق أو كتعبير ثوري يحبه كثيرون مكتوباً على الجدران "النظيفة" و"الفخمة" أي جدران عمارات "سوليدير"... فعلى أحد الجدران استنسل "هيلا هيلا هيلا هو" ضد جبران باسبل، وعبارات تدعو لرحيل الرئيس ميشال وعون ولإسقاط النظام ولإلغاء الطائفية وصولاً إلى شعارات الحراك الأكثر انتشاراً، ومنها "لبنان ينتفض"، ويسقط حكم المصرف، وفي أماكن هامشية نقرأ عبارات "إذا الشعب جاع بياكل حكامه"، "أنا الشعب ماشي وعارف طريقي"، و"بيروت النا يا عرصات"، و"خذ" اي حركة الاصبع النابية... و"خلّو الثورة تشبهنا"...

الجدران تتكلم في وسط بيروت، وتستعملها الجماعات أو الافراد كطريقة للاحتجاج وقول أشياء، ربما تتخطى سقف الاعلام التقليدي والتلفزيوني، لكنها بالتأكيد لا تصل الى مستوى الفايسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، مع فرق أساس أن كتابة الجدران، تتحول مع الوقت لغة للذاكرة، ووثيقة بصرية ملموسة تعبر عن مرحلة غابرة أو راهنة، تدلّ عليها وتقول شيئاً منها. ومفهوم "الجدران تتكلم"، نشأ في القرن السادس عشر، وعرفت هذه العملية في ما بعد بـ"حرب الملصقات" أثناء الحرب بين البروتستانت والكاثوليك، فكانت "في البداية إعلانا عن عمق الخلافات الكامنة في النفوس. وأعطت هذه الحرب دروساً في التاريخ البشري، عن بشاعات الحروب الدينية، على الرغم من سيطرة فرنسوا الأول، ملك فرنسا، الذي اشتهر بسلطته القوية. من ثم ظهرت هذه الطريقة في الدول الديكتاتورية للتعبير عن الرأي. لكن في شهر أيار/مايو من العام 1968 إبان الحركة الطلابية الفرنسية، كانت هذه الطريقة الأقوى والأشهر في عملية التعبير والاعتراض والسخط التي طبع الطلاب فيها شعاراتهم على الجدران الباريسية. اليوم غسلت باريس جدرانها، ولكن ليس من مؤرخ يستطيع بعث تلك الأيام إلا إذا استعان بالصورة المحفوظة، وإعادة النطق لتلك الجدران...".

وعلى صعيد لبنان، اشتهرت الأحياء والمناطق بحرب الشعارات خلال الحرب جمعتها ماريا شختورة في كتاب خاص يعكس الواقع السياسي وحتى الاجتماعي، ومنذ نهاية الأعمال العدائية بين الجماعات اللبنانية عام 1990، اختفت أو بدأت تختفي غالبية تلك الشعارات الجدارية وبقيت في الذاكرة والصورة، في كل مرة يعود التنازع والتخاصم والعنف بين الجماعات السياسة والأهلية، تعود الى الواجهة كتابات الجدران. وفي كل مرة نشهد حركة احتجاجية تعود الجدران إلى الكلام، سواء عام 2005 أو عام 2015 أو حتى الآن، "تنتفض" عبوات البخاخ بين الاصابع، ترسم وجها أو تقول شتيمة في بلد ينتفض. 

 

العونية الحبلى من ذاتها

رشا الأطرش/المدن/الخميس24/10/2019

ما من لوحة نافست الفصام الذي امتاز به خطاب رئيس الجمهورية، ميشال عون، اليوم، إلا تلك التي نقلتها الشاشات من محيط قصر بعبدا، حيث تجمع العونيون لنصرة رئيسهم. انفصال تام عن الواقع ونبض البلد وشعبه، داخل القصر، وعلى بابه، وفي مقر "التيار العوني". عزلة اختيارية مدهشة، إنكارية، ونابِية في عمق معناها السياسي والوطني قبل مفرداتها.  خطاب عون في حد ذاته عصيّ على التحليل والتفكيك، لافتقاره إلى كل العناصر اللازمة: السياسة، القيادة، المسؤولية، التكتيك، الاستراتيجيا، التفاعل (ولو المصلحيّ) مع الأرض، الطرح التغييري (مهما كان ضئيلاً) الخاضع لاستحقاقات اللحظة، الاستجابة بحلول منطقية أو على الأقل تتسم بشيء من المعقولية القادرة على فتح باب التفاوض مع أكثر من مليوني لبناني في شوارع البلاد من شمالها إلى جنوبها. باختصار: ليس من ملمح لأي حياة في خطاب بدا موميائياً. لكن الأرجح أن له صفة وحيدة، من بعد سورياليته: أنه الصورة الرسمية الديناصورية للوظيفة العونية الراهنة. هذه الوظيفة تتمثل في صياغة خطاب الثورة المضادة المشتهاة، هكذا: "هذه الثورة ليست ضدنا لأننا الثائرون قبلكم، دائماً نحن قبلكم، صرختكم كان يجب أن تكون فرحاً بما تحقق من إنجازات، عودوا إلى اقتراحات القوانين التي تقدمنا بها نحن منذ سنوات، اضغطوا على نوابكم لينفذوا ما اجترحناه نحن، ومجدداً قبلكم، لأننا الأصحّ والأدقّ والأنظف والأنبل والأكثر وطنية وحرصاً على القضاء والبلد، لولا العراقيل والمعرقلين من شركائنا! ولولا طائلة التقليد لقلنا أننا أشرف الناس والحمدلله أننا دائماً على حق. وأخيراً، النظام لا يسقط في الشوارع لأن كل شارع لا نحضر فيه، ليس شارعاً ولا شعباً ولا لبنانياً ولا عظيماً، تكتّلوا، لا تستمعوا لأحد، وتقيأوا ما في بطونكم على الجميع". لا أحد في السلطة الآن قادراً على مهمة تركيب خطاب الضد إلا العونيين، بصرف النظر عن "كفاءة" الخطاب هذا وفاعليته، ورغم وُحُول "كلّن يعني كلّن".

سعد الحريري يبدو اليوم موظفاً في السلطة – شركته المساهمة الوحيدة العاملة. حصته من المال السياسي نضبت. مؤسساته تقفل وموظفوها لم ينالوا حقوقهم. قاعدته، إلى جانب مؤيديه من خارج طائفته، مخذولون بتسوياته المتلاحقة في السياسة والاقتصاد والدولة. ومَن حلَبَ هَبَّتي 14 شباط و14 آذار 2005 حتى القطرات الأخيرة، لا يسعه أن يُجابه انتفاضة 2019.

أما "حزب الله"، وإضافة إلى سلاحه الذي يثقل خطابه الفولاذي، واستراتيجيته المعروفة في الترقب وانتظار الوجهة النهائية للريح قبل الضرب بيد من حديد، فلا يملك العُدّة اللازمة لمخاطبة جموع اللبنانيين من الطوائف والمناطق كافة، ولا للتوجه إلى ثورة تقودها بشكل أساس الطبقة الوسطى المدينية من كل الطوائف، يرفدها فقراء تزيدهم حروبه وسياساته انسحاقاً وتهميشاً. كما أن الحزب، اليوم، في موقع غير مسبوق، في تاريخه وتاريخ لبنان، لجهة إمساكه المباشر والكامل للسلطة في لبنان، ومن ضمن هذا الاستحواذ تحالفه المتزامن مع عسكرها، ومع أوليغارشيتها المالية والاقتصادية التي لا يستهان بتأثيرها في النظام والحكم. وهذا موقع يملي عليه توخي المزيد من الحذر.. وإن فَلتت على المنتفضين اللبنانيين قطعان الدراجات النارية كضربات تحذيرية وتجريبية. والأهم، أن "حزب الله"، هذه المرة، يفشل في تصدير التهمة المكرورة عن مدعومين من أميركا وإسرائيل والخونة من الحكام العرب. وإذ حاول نائبه حسن فضل الله، العمل بأدوات محلية لا يجيد استخدامها، فحمّل "المؤامرة" لحزب "القوات اللبنانية" المستقيل من الحكومة، بدا كلامه، فوق كاريكاتوريته، خدمةً للعدو المفترض الذي يستطيع تحريك لبنان بأسره.

أما وليد جنبلاط ونبيه بري، فهما خصما العهد وشريكاه في آن واحد. والإثنان يفضلان الآن لعب دورهما المفضل خلف الكواليس بمحاولة اجتراح المبادرات والحلول، علّ العهد يسقط بجزئيته المزعجة، فيتمددان بجزئيته الضامنة.

بيد أن العونيين، بحسب زعمهم، ورغم جلاء الأكاذيب، ما زالوا يحاولون تقديم أنفسهم على أنهم أصل العابرين للطوائف، أن الطبقة الوسطى وأصحاب المهن الحرة عمودهم الفقري، وأنهم أصحاب تاريخ في "النضال الوطني الداخلي". يسوقون أنفسهم باعتبارهم العصَب المسيحي الأقوى، وتحالف التشاطُر مع الشيعة المهيمنين، ورُعاة صفقات الفهلوة الأكثر متانة مع سُنّة الدولة. صورتهم الخلفية يفترض أنها مؤسسة الجيش التي ما زالت تحظى بإجماع لبناني، ولا ماضي مليشيوياً معروفاً لهم، وإن تمكنوا من سائر غوغائيتها اللغوية والعُصبوية. يمثلون التلاقح الهجين بين انفتاح (سطحي) على القيم الغربية، وبين التقاليد (المُحافِظة والبطريركية والذكورية العميقة)، ولبنانوية جذرية (شوفينية وعنصرية)، وواجهة "الأقليات المشرقية" العارفة طريقها. وهي التركيبة التي يعتبرونها تخولهم الرد على الآخرين مجتمعين. لكن المشكلة أن الخيال العوني يتخبط الآن، يقع في أفخاخه الذاتية، ويتمرّغ في عُصابِه المتفاقم إكلينيكياً. فما اكتشف "حزب الله" نفسه عدم جدواه من الاتهامات، يتبنّاه العونيون الآن من دون أدنى مخيلة أو ابتكار: السفارات، التمويل، الزعران، المليشيات، قلة الأدب، التكسير ودخان الإطارات المشتعلة، بل وفلَتان الصبايا! العَونية، قبل أيام، كانت ميشال شيحا السلطة وأقطابها، بالنسخة الرثة، واليوم انحطّت إلى "الفنان" سمير صفير بعدما كان مستحيلاً تخيل المزيد من الانحطاط في الصفوف الأمامية.

أما الشتيمة التي أطلقها المتظاهرون تحرراً ووجعاً وصرخة، فقد عادت عند العونيين مجانية، محصورة في بذاءتها، بلا أي معنى أضافي، ومجدداً بلا أي مخيلة تجترح هتافاً خاصاً، تماماً كما فعل "منحبكجية" بشار الأسد وحزب"البعث". في أحسن الأحوال: "هيلا هيلا هو.. ميشال عون منحبك".. وفي أسفل دركها: "هيلا هيلا هو، جبران باسيل نـ(..)ك أمهنّ". العونية اليوم في خطابها الذي تصوغه تصاعدياً، منذ أسبوع، تتكشف في هيئة "هيرمافروديت" وقد أصيب/ت بمسّ اللحظة التي طالت أكثر مما يحتمل القطيع المحتقن. ذكورةُ أفكارِها وأنثويتُها، في آن واحد وجسد واحد. لا تُنجِب إلا من ذاتها. ولعل الشقّ الأنثوي من الـ"هيرمافروديت" هو الأكثر بروزاً واعتلالاً في آن. فالصبايا العونيّات اللواتي احتفلن بـ"النصر الإلهي" بعد حرب تموز المدمرة، بالبلوزات القصيرة والأجساد الموشومة الظاهرة من تحت الجينزات منخفضة الخصر فيما الأعناق الملفوفة بأعلام "حزب الله"، يُعِبن على المتظاهرات اليوم "انحلالهن". "الصحافية" العونية، سكارليت حداد، تساءلت كم من المتظاهرات سيخرجن من الانتفاضة حوامل، متناسية أنها الاتهامات نفسها التي وجهت للعونيات في تظاهراتهن السابقة، ليتجلّى كيف أن حتى النساء العونيات.. ذكوريات! يزايدن على وزراء ونواب يحتقرن زميلاتهن ويخاطبنهن "بالشرف" بدلاً من السياسة. تلفزيون "أو تي في" الذي تحيي الراقصة "سماهر" برامجه الترفيهية، يرسلها للساحة في محاولة "لترخيص الجو" (فهل يعتبر ترفيهه التلفزيوني رخيصاً أيضاً؟ ومشاهديه رخيصين؟). والتيار الذي لطالما قال نحن الانفتاح واللغات والأقليات التي تكافح التطرف (السنّي دون غيره طبعاً)، ونحن الشارع واحتفالاته واحتجاجاته ودخانه وضحاياه، يعيبون على ثوار اليوم غناءهم ورقصهم وشِدّة أزرهم في وجه الاعتقالات من جهة، و"شبيحة" الدراجات النارية وشرطة البلدية من جهة ثانية.

التيار الذي يستحكم مع حلفائه بالسلطة، فشل في التعامل مع حرائق البلد الأخيرة وخسائرها وضحاياها، ثم استنكر إقفال الطرق وتلويث البيئة بالإطارات المشتعلة، و"الشحتار" الذي دخل البيوت النظيفة. التيار الذي يرفع شعار المحاسبة والمساءلة ودولة القانون والمؤسسات، يكتب أنصاره في "فايسبوك" أن ثوروا على زعمائكم، أنا رئيسي نظيف و"مش كلن أبداً مش كلن" مع هاشتاغ #بدنا_نحاسب_السراق. ثم نعود إلى المقرّر واللازمة: بابا الرئيس، بابا نعانقه، بابا نسمع كلمته، ويا بابا هؤلاء المتظاهرون من شعب الرتش.. كم أنهم بلا تربية، كم يحتاجون أن تقلِب بطونهم على ركبتيك وتصفعهم بما يوعيهم. ويا لَحفلة الجنون المشتعلة في الهيرمافروديت! لحظة اختتام هذه السطور، بدأت تتوالى أخبار عن اعتداءات واستفزازات أنصار "حزب الله" للمتظاهرين في ساحة رياض الصلح. والعونيون مثابرون على شحذ خيالهم البلاستيكي باعتباره نصلاً قاطعاً.. في الحرب الأهلية التي قد لا يتورع "متفاهمو مار مخايل" عن إشعالها.

 

استقالة الحكومة واقعة.. وأقطاب السلطة يتحايلون

منير الربيع/المدن/الجمعة25/10/2019

فيما قدّم رئيس الجمهورية موقفه بشأن تعديل الواقع الحكومي، ولاقاه رئيس الحكومة سعد الحريري في منتصف الطريق.. تؤكد كل المعطيات من الكواليس السياسية، أن استقالة الحكومة أصبحت واقعة. البحث يتركز فقط على المخرج. إنهم يستثمرون في الوقت وحسب. شدّ الحبال مستمر بين قوى السلطة وبين الناس. وكل قوى السلطة تشاطرت وحاولت برداءة الاستثمار بموجة الاحتجاجات وبنوعية الحراك، من أجل تسجيل النقاط على حساب القوى السياسية الأخرى، ولتحاول ببؤس تعزيز موقعها التفاوضي مع القوى الأخرى، وفق منطق التحاصص إياه.

نكاية بـ"القوات اللبنانية"

انحصر اهتمام رئيس الحكومة سعد الحريري، بشارعه الذي ينتفض ويطالبه بالانفضاض من هذه التسوية، وجلّ ما أراده هو كسب الوقت للخروج من المأزق وإعادة تجديد التسوية والحفاظ على الحكومة. أما رئيس الجمهورية، فقد ركّز اهتمامه على ما يجري في الشارع المسيحي. لم يكن يريد لهذا المشهد في جل الديب والزوق والبترون والمناطق المسيحية الأخرى أن يستمرّ، والأهم لم يكن يريد تقديم أي تنازل، بالتوافق مع الحريري، لهذه التحركات التي اتهمت بتحريكها القوات اللبنانية. ما يعني أن الرجلين لا يريدان الانكسار أمام القوات التي انسحبت من الحكومة وطالبت باستقالتها.

ما أراده العهد، هو العمل بأي طريقة لفتح الطرقات وحصر الناس والمتظاهرين في ساحات لا تؤثر على حركة البلد. وبالتالي لا يكون لها أي تأثير سياسي. وخطاب التيار الوطني الحرّ بكوادره ونوابه ومسؤوليه، كان يركز على استعادة خطاب قديم ضد القوات اللبنانية، استعادة لغة الحرب، واتهام القوات بأنها الميليشيا التي تعيق عمل المواطنين وتقيم الحواجز. وبالتالي مخاطبة الجمهور المسيحي بالتخيير بين الدولة والميليشيا! وهذا بالحدّ الأدنى كلام سياسي يفتقد إلى أي واقعية، وبعيد كل البعد عن ما يجري، خصوصاً أن لعبة العهد كانت تركز على أن ما يجري هو استهداف لرئيس الجمهورية في بيئته المسيحية، وكلام من نوع أن المناطق المقفلة هي في مناطق مسيحية فقط، على نمط "الحرائق تستهدف المناطق المسيحية"!

حرب الإلغاء "سياسياً"

تبقى اللعبة الأساسية بالنسبة إلى العهد، في الشارع المسيحي، برفض "استحواذ القوات على الشارع". ولذلك، هم يحاول شراء الوقت، منعاً لتحقيق ما طرحه جعجع حول حكومة تكنوقراط. أمام هذا لدى عون شرط أساسي، هو خروج الناس من الطرقات والشوارع وإعادة الحياة للبلاد. وبعدها العمل على تغيير حكومي. وهذا كان مدار مفاوضات بين عون والحريري وبين القوى اللبنانية وعدد من الدول. ومن بين الاقتراحات التي نوقشت، هي المباشرة بأي طريقة لفتح الطرقات في المناطق غير المسيحية. وبعدها لا يكون أي مبرر لاستمرار إقفال الطرقات في جل الديب، والزوق وغيرها. ولو اقتضى ذلك من قبل التيار الوطني الحرّ استدعاء ذاكرة العام 1989 واستمالة الشارع المسيحي والأنتيليجانسيا المسيحية، في تكرار "سياسي" لحرب الإلغاء.

"عقدة" باسيل

اتفق الحريري وعون مبدئياً على تعديل وزاري جدّي، بعد تدخّل دولي، وسط قناعة بأنه لا يمكن بقاء هذه الحكومة، ولا بد من إجراء تغيير عليها. كلام عون حول تغيير الواقع الحكومي، يعني بشكل أو بآخر - وبخجل - فتح الطريق أمام استقالة الحكومة. بينما باسيل الذي تفاقمت الخلافات حوله داخل قصر بعبدا، وهو ما تكشّف في إعادة تغريد ابنتي رئيس الجمهورية ميراي وكلودين للجملة التي تتحدث عن تغيير الواقع الحكومي، يفضّل استقالة الحكومة على إجراء تعديل وزاري واستبعاده منها، إذا كان سيحصل. إذ أن باسيل لا يريد أن يخرج من الحكومة وتستمر هي، فيثبت على نفسه أنه مستفز وغير مرغوب فيه، وأنه من المشتبه بارتكابهم الفساد، طالما أن التعديل الوزاري يستهدف الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات. لذلك يفضل باسيل استقالة الحكومة كاملة، وتشكيل حكومة جديدة، على الأقل إذا لم يستطع أن يعود وزيراً فيها، تكون أفضل من استبعاده من الحكومة الحالية.

الحريري وحزب الله

الحريري يعتبر أن لا خيار غيره لترؤس أي حكومة جديدة، وأن من أُصيب هو رئيس الجمهورية وعهده. وهو سيعود على رأس حكومة جديدة، يكون فيها قادراً على تعزيز موقعه السياسي. أما حزب الله فلم يكن حاضراً بقوة في واجهة المشهد، على الرغم من وجوده بقوة في الكواليس السياسية. وهو أيضاً يعتبر أن جزءاً من الحراك، قابل لأن يصب في صالحه السياسي، حتى وإن تشكلت حكومة جديدة لن تكون قادرة على الخروج من تأثيره وسلطته، لا سيما أن النقاش كله بعيد عنه وعن دوره وسلاحه، والناس تتجه نحو محاربة الفساد. وبما أنه الأكثر تنظيماً، سيكون قادراً على تجيير ما يجري لصالحه سياسياً على المدى البعيد وفق ما يعتبر. لدى حزب الله يقين، بأن ما يجري سيؤسس إلى تغيير جذري، في طريقة التعاطي السياسي في البلاد، خاصة بعد تفلّت الشارع، وطريقة تعاطي الناس مع السياسيين ومخاطبتهم. يعتبر حزب الله، أن ما سيأتي هو خيارات جديدة واستثنائية، تصل إلى حدّ تشكيل حكومة جديدة. لكن الأهم هو عدم إسقاط العهد. ومن بين هذه الخيارات أيضاً، تغيير طريقة التعامل في الملفات المالية والاقتصادية، وتثبيت مبدأ المحاسبة، تؤدي إلى ممارسة سياسية جديدة. ولا شك، يعتبر الحزب أن لبنان مقبل على خيارات صعبة جداً، بسبب الظروف المحلية المتفجرة، وهي نتيجة تخل دولي وإقليمي عن دعم لبنان بأي شكل. ويعتبر الحزب أن الشارع حتى الآن هو الذي يمتلك السيطرة، ولكن الأسبوع المقبل سيحمل "توضيحاً" لما ستؤول إليه الوضعية السياسية في البلاد. وقد يعمد الحزب إلى تحديد طبيعة هذا "التوضيح".

 

خطاب عون مظلة لغارة حزب الله على ساحات بيروت

وليد حسين/المدن/الخميس24/10/2019

لليوم الثامن على التوالي تستمر التظاهرات ساحات لبنان. ورغم تساقط الأمطار، ومحاولة شبيحة حزب الله الاعتداء على المتظاهرين، توافد ألوف المواطنين إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت. وما كاد رئيس الجمهورية ميشال عون ينهي كلمته التلفزيونية الممنتجة، والفارغة من أي معنى، سوى من تبرئة نفسه من كل شيء في لبنان،  حتى نزل أكثر من مئتي عنصر من حزب الله وعمدوا إلى افتعال مشاكل مع المتظاهرين قرب جامع محمد الأمين: تجمهروا معلنين أنهم مجموعة على حدة، لها مطالب إسوة بباقي المجموعات (وهذه صفة لا تنطبق على لبنانيي الساحات، بل عليهم هم بوصفهم جماعة منظمة مرصوصة وعنيفة وتهتف باسم زعيمها المقدس). وقد  اصطحبوا معهم حافلة ومكبر صوت وشعارات مطلبية خاصة، مثل تثبيت الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، شاهرين أعلام حزب الله قبل أن يخفوها.

غبرة على صبّاط السيد

وبعد افتعال مشاكل مع المتظاهرين بحجة المساس بسيدهم المقدس وحده دون سواه في لبنان، عمدوا إلى تحطيم بعض الخيم التي نصبها المتظاهرون. ثم انطلقوا إلى ساحة رياض الصلح وأعتدوا على المعتصمين فيها هاتفين على طريقة فرق الشبيبة النازية في ألمانيا عشية الحرب العالمية الثانية. لكن رد معتصمي الساحة عليهم كان في استيعابهم وعدم السماح لهم بتحقيق مآربهم في السيطرة على ساحة رياض الصلح، لفرض أمر واقع في فصل الساحتين وتكريس ساحة رياض الصلح لهم. وها هو أحدهم يقول الآن للمذيعة التلفزيونية: نحن لانطلب شيئاً من السيد، بل هو يطلب منا، يقول لنا انزلوا ننزل، طلعوا منطلع، ويا ريتنا غبار على صباطه. وفي فورة غضب هؤلاء الشبيحة المفتعلة أصيب أحد المعتدين بطلق ناري في رجله من شبيحة السيد، إذ أتى بعضهم بالسلاح الفردي والعصي، لتحقيق مطالبهم في تثبيت الناجحين في مجلس الخدمة المدنية. وعملت قوات مكافحة الشغب على الوقوف بين المتظاهرين وشبيحة السيد الذين تمركزوا بالقرب من الأسلاك الشائكة.

على طريق الأسد

وتوالت المجموعات في دعوة الناس للنزول إلى الساحتين للرد على هذه التصرفات التي بدأت زمر حزب الله تفتعلها لتخويف المتظاهرين. واستمر توافد الناس إلى الساحتين حتى منتصف الليل. وجرى التواصل بين جميع الناشطين والمجموعات لتفويت الفرصة على الشبيحة والاستمرار في رفع شعار كلن يعني كلن.

إلى ذلك تجمع شبيحة أحزاب السلطة في زمر تحمل الأعلام اللبنانية، وراحت تندس بين المتظاهرين، لرفع شعارات مطلبية، ظنا منهم أنهم يستطيعون لفت الأنظار إليهم. وهذه المحاولات البائسة في التشبيح والاعتداء على المتظاهرين، تكشف أن حزب الله يكظم غيظه العسكري، بسبب صدمته بما يحدث في لبنان. وها هو يستخدم طريقة النظام الأسدي في الرد على الثورة السورية التي شارك حزب السيد في مقتلتها. 

خارج الزمن

أما خطاب عون فرأى المتظاهرون أنه خارج الزمن وأكدوا على مطلبهم بإسقاط الحكومة ومحاسبة المسؤولين خلال الفترة السابقة وتشكيل حكومة انتقالية تحاكي مطالب انتفاضة 17 تشرين. وعمدت بعض المجموعات إلى اصدار بيانات ومواقف. لكن لم يتم التوافق على ذلك، على قاعدة أن لا أحد يستطيع النطق باسم جميع اللبنانيين. وفي اليوم الثامن على التظاهرات خفتت الخطب التي كان يطلقها بعض الطامحين إلى الظهور على المنصات، وجرى توافق بين الجميع على توحيد المنابر في واحد يخصص للأغاني الوطنية والحماسية فحسب. لكن هذا التوافق يقفل الطريق أمام المتسلقين، خصوصاً بعدما بادرت مجموعات عدة على إصدار بيان باسم المتظاهرين، وعادوا وتراجعوا عنه بعد الضغوط التي مورست عليهم من الناشطين.

 

ضغط غربي للتجاوب مع المطالب: المس بالمتظاهرين ممنوع

هيام القصيفي/الأخبار/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

لم يشهد قصر بعبدا في السنوات الاخيرة تدابير أمنية مشددة كالتي يتخذها اليوم الحرس الجمهوري، الا عند حدثين: تظاهرات 14 آذار لاسقاط الرئيس اميل لحود، والتهديدات الارهابية في مرحلة معركة نهر البارد. قطع الطرق المؤدية الى القصر الجمهوري وتطويقه بالاسلاك الشائكة حدثان غير مستحبين، حين يكون قصر بعبدا على اهبة الاستعداد للاحتفال بمرور ثلاث سنوات على عودته الى الحياة بعد الفراغ الرئاسي. ولأن ما يحصل مقلق في النظرة الى رئاسة الجمهورية، وفي التعامل مع التيار الوطني الحر كذراع سياسية للعهد، فان جملة مؤشرات تفرض نفسها في مقاربة الحدث.

باغتت الايام الاولى وحجم التظاهرات ونوعية المشاركين فيها سفارات غربية. بخلاف بعض الاتهامات، دخلت هذه السفارات على خط منع انهيار الحكومة لا دعم المتظاهرين. لكن بعد ثبات هؤلاء وتوحد لغتهم حول المطالب المعيشية وارتفاع اعدادهم والمشهد الاستثنائي الذي قدموه في بيروت وصيدا وطرابلس، والتيقن عبر قنواتها الموثوقة ان لا رجوع عن التظاهر، تغير تعامل الدوائر الديبلوماسية. على مدى اليومين الماضيين، تولى سفراء ودوائر غربية مباشرة من عواصمها تبليغ مسؤولين رفيعي المستوى بضرورة الحفاظ على امن المتظاهرين وعدم استهدافهم، وبالاخص رفض التعامل معهم بقوة. كانت الرسائل واضحة في اتجاه منع استخدام القوى الامنية والجيش ضد المتظاهرين، كما حماية هؤلاء من اي تجاوزات. بعد مشهد المواجهة بين الجيش ومتظاهرين في جل الديب وذوق مصبح، استنفرت الطواقم الديبلوماسية اكثر، في محاولة لفهم ابعاد هذا الاصطدام «المحدود»، بعدما تبين لها ان القرار بفتح الطرق قرار سياسي اتخذته مرجعيات رئاسية وحكومية على السواء. وجّهت الرسائل مجددا الى المعنيين، مترافقة هذه المرة مع نصائح بضرورة اخذ ما يجري في الشارع بجدية والتعامل مع المطالب الاجتماعية من خلال حوار شامل وتقديم تنازلات. لأن من شأن اي اصطدام شامل أن يهز الاستقرار ويعرض لبنان لمخاطر امنية، وان يعيد مراقبة العين الدولية للبنان مرة جديدة، ما يسهل الانتقال الى معاينة مجلس الامن له وبقرارات دولية، وهذا حاليا لا يصب في صالح احد.

المشكلة في ما تلقاه المتواصلون مع المسؤولين اللبنانيين، ان ثمة نظرة إلى الوضع الداخلي لا تقارب حجم المشكلة الحقيقية المتمثلة بما يجري ميدانيا. بدا ان ثمة تشبثا بعدم التراجع ولو خطوات قليلة الى الوراء في محاولة انقاذية، رغم ان النصائح لفتت الى وجوب احداث صدمات ايجابية. واظهر خطاب رئيس الجمهورية الى اللبنانيين، ان المراجعة الحقيقية لم تحدث بعد، ولو انه تناول موضوع التغيير الحكومي، لان الجميع يعرف حدود التغيير الجذري الذي لن يوافق عليه الوزير جبران باسيل.

لا تزال القوى السياسية الاساسية تتصرف مع الحدث مراهنة على سأم الناس عاجلا ام آجلا . وحولت في الوقت نفسه قطع الطرق مطلبا للعهد وعنوانا رئيسيا في مواجهة الحركة الاحتجاجية. وبدا ذلك لاسباب تتعلق بالكباش في المناطق المسيحية اكثر منه عنوانا سياسيا عاما، بعدما تركز الاصرار في شكل فاقع على نزول الجيش في هذه المناطق، لا النبطية ولا طرابلس ولا عاليه، على خلفية تأجيج الخلاف المسيحي واتهام التيار للقوات اللبنانية في درجة اولى والكتائب بالسعي الى الافادة من التحرك الشعبي. قوبل نزول الكتائب والقوات باعتراض المتظاهرين، متهمين القوات بـ«سرقة» انتصار الناس والتظاهر معهم رافضين حمل شعاراتها، في حين كان يمكن للقوات التي انسحبت من الحكومة متأخرة ان تتظاهر لوحدها بأعلامها، لا سيما ان بعض القواتيين ارتكبوا اخطاء على الارض. في المقابل شكل الوجود القواتي مناسبة للتيار الوطني للترويج عن حساسيات بين الجيش وبينها احياء لصراع الثمانينات والتسعينات، والضغط في الوقت نفسه لفتح الطرق في المناطق المسيحية فقط، من دون تناول اي فريق سياسي آخر، وتصفية حسابات ايضا مع الجيش، على خلفية التجاذب الرئاسي بين باسيل وقائد الجيش، وسط كلام عن احقية مطالبة باسيل السابقة بتغيير قائد الجيش ومدير المخابرات والبدء بطرح اسماء بديلة.

حرص الجيش منذ اللحظة الاولى على تأكيد انه لن يفتح الطرق بالقوة بل سيتفاوض على فتحها، مع المتظاهرين والقوى التي تتظاهر بما فيها القوات والكتائب، ولن يعمد الى اخلاء الساحات، ولن يتحمل كلفة الدم. لكن هذا الموقف لم يثر اعجاب التيار الذي بدأ حملة اعلامية وسياسية مضادة لفتح الطرق، مضافا اليها خطاب رئيس الجمهورية، خصوصا ان خصوم باسيل بدأوا يتحدثون عن انهم تمكنوا من حصاره في بعبدا ومنعوه من الانتقال الى البترون التي تشهد ايضا تظاهرات ضده. عزز النفور العوني مع الجيش ما حصل مع تظاهرة الدراجات النارية، ثم الاصطدام الاول مع المتظاهرين في «بيروت الشرقية» الذي اعتبر جس نبض، تبين عقمه، وتأكد لمن تواصل مع الجيش انه لن يتكرر، ففتح الطرق سيتم بطريقة سلمية تفاوضية، مع مراعاة تأمين طرق بديلة لتلك المقطوعة، لضمان مرور الحاجات الضرورية.

شكل العنوان الميداني غطاء سياسيا لصراع داخلي اخمدته مبدئيا ورقة التفاهم والانتخابات الرئاسية، ليعود متأججا، عند أول فرصة، وسط مخاوف متداولة عن سيناريوهات بشعة. زكى ذلك موقف الكنيسة المؤيد للتظاهرات، والمغطي في الوقت نفسه لشرعية رئيس الجمهورية، كموقف تقليدي، سبق للكنيسة ان قامت به مع الرئيس اميل لحود. لكن مستقبله بات مفتوحا على احتمالات تعيد التذكير بالتسعينات، مع نقطة اضافية ان باسيل اليوم في بعبدا الى جانب عون. وهو يحشد مناصريه، رغم ان حدود تظاهرهم لا تزال محصورة في بقعة جغرافية مضبوطة امنيا من بعبدا الى الحدت. ورغم الخلافات الداخلية في عائلة رئيس الجمهورية حول سبل مواجهة الازمة، لا تزال الكلمة لباسيل. اما عن شموله بالتعديل الحكومي، فهو ليس في مرتبة اي وزير آخر مطروح للتبادل، حتى لو كان وزير المال علي حسن خليل، لان الاخير نائب في كتلة الرئيس نبيه بري، كذلك ليس في مستوى الوزير محمد شقير. إذ أنه رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية، واي تعديل يقف عنده. وحصة القوات المستقيلة يجب ان تعود اليه والمواجهة معها حتمية. اما الجيش فله كلام آخر وتوقيت آخر. وخصوم باسيل يخشون بذلك حلا يعطيه سلطة مضاعفة تمكّنه من القفز مجددا فوق اي اعتبارات كانت حتى الآن مضبوطة، وكل ذلك على طريق الرئاسيات التي باتت في الايام الاخيرة متقدمة على ما عداها.

 

اعتصام أمام «الزيتونة باي»: ثورة ضدّ اليخوت

هديل فرفور/الأخبار/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

في وقت كانت فيه أصوات البحر التي تمرّ تحت الرصيف الخشبي لساحة «زيتونة باي» مسموعة، كان أحد الموظفين المكلفين حماية «المشروع الاستثماري» هناك يعترض طريق عدد من الناشطين عند أحد مداخل الساحة ويمنعهم من الدخول، بحجة أنها «ملك خاص».

قانوناً، هي ملكٌ عام ولنا الحق في الولوج الحر المجاني إلى البحر. أُبلغ الموظف الذي كان يُنفّذ تعليماته بمنع الناشطين من الدخول الى الساحة، لكنّه بقي مُصرّاً على عدم «عمومية» المكان.

وعلى رغم أن عدد الناشطين لم يكن «مُخيفاً»، إلّا أن تهديدهم بـاستدعاء دعم من متظاهري ساحات رياض الصلح والشهداء وغيرهم لاقتحام الملك العام والدخول عنوةً لتنفيذ وقفتهم للتنديد بالاعتداء على الأملاك العمومية البحرية، أدّى إلى «اقتناع» المسؤول بالدخول إلى المكان.

دخل هؤلاء الناشطون القلّة ومشوا على ركام المباني التي هُدمت خلال «الإعمار» وردمت بحرهم لتستحيل رصيفاً يجاور «بُحيرة» لركن يخوت بقيت حتى أشهر قليلة معفاة من الرسوم (ألغت لجنة المال في حزيران الماضي إعفاء اليخوت من الرسوم بعدما كان قرار الإعفاء سائداً منذ سنوات طويلة).

«البحر غضبان ما بيضحكش/ أعيدوا الأملاك البحرية»، «حيتان الفساد ابتلعوا الشاطئ والأملاك البحرية»، لافتتان «يتيمتان» رُفعتا خلال الاعتصام الخجول الذي كان يستهدف نهج ابتلاع البحر والتفريط بالملك العام البحري. لماذا هذا الاعتصام اليوم؟ «للإشارة إلى أن استرداد الأملاك العمومية البحرية جزء من استرداد الأموال العامة. وهو مطلب من شأنه أن يعكس وعياً يخدم المعركة الطبقية التي يجب أن تبقى محور التحركّات الاحتجاجية»، وفق أحد المُشاركين. كان لافتاً أن يفتح المُشاركون نقاشات حول السبب الذي يدفع بأن تُصنّف ساحة «الزيتونة باي» أنموذجاً صارخاً عن وقاحة استلاب الملك العام، بدءاً من ردم البحر، مروراً بتجيير هذا المُلك إلى الوزير السابق محمد الصفدي الذي يملك غالبية أسهم الشركة التي تستثمر المكان (شركة إنماء واجهة بيروت البحرية) لقاء استئجارها المتر الواحد بـ 2500 ليرة سنوياً فقط، في حين تقوم بتأجير المحالّ بآلاف الدولارات، وصولاً إلى إرسائه كفسحة عامة «مشروطة» و«مُخصّصة» للنخب يدخلها الفرد «ممنوناً» للقيّمين على إدارة المكان.

«عملوا قصور وجابوا يخوت، من سرقة بحر بيروت»، «احتلوّا البحر وأخذوا الشاطئ، وسرقونا بكل المناطق»، و«يا سلطة الحرامية، ردوا الأملاك البحرية»، الهتافات الأبرز التي ردّدها المتظاهرون الذين يسعون إلى فتح قضية الأملاك العامة كوسيلة فعالة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي المطلوب. «مش مقبول يكون عِنّا هيك ملك لا قادرين نتنعم فيه منيح ولا قادرين ناخد مردود منو للخزينة»، قالت إحدى المُشاركات قبل أن تغادر الوقفة التي لم تدم أكثر من ساعة، فيما لفتت صديقتها: «صحيح أننا لم نكن بأعداد كبيرة، لكن المهم أننا نواة لحركات مُقبلة مطلوبة للقيام بثورة ضد اليخوت».

 

تظاهرات النبطية وكفررمان باقية

آمال خليل/الأخبار/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

بين لافتات المطالب والرايات اللبنانية، جهز المتظاهرون عند دوار كفررمان العصيّ والحجارة لصدّ أيّ هجوم عليهم، على غرار ما حصل أول من أمس في النبطية. جالت عليهم سيدة متّشحة بالسواد، محاولة انتزاع العصيّ. «هودي مش يهود»، صرخت. خبأت غضبها في صدرها الذي تدلّت فوقه صورة لشاب. إنه ابنها البكر علي الذي استشهد عام 1987 ضمن عملية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في موقع الطهرة المقابل لبلدته كفررمان، وانتظرت 17 عاماً لاستعادة رفاته من العدو الإسرائيلي في عملية تبادل لحزب الله. تداوم أم علي وزوجها في الخيمة منذ اليوم الأول للاعتصام. «نحن فلاحون، إذا اشتغلنا مناكل. مع ذلك، منصبر على حالنا لنحقق المطالب اللي تحرّكنا كرمالها». لا مشكلة لديها في قطع الطرقات. «نحن نضغط على السلطة بتظاهرة سلمية»، قالت.

تنظر إلى مندوبي وسائل الإعلام الذين توافدوا لتغطية اعتصامَي النبطية وكفررمان المتجاورين بعد التعرض للأول من قبل شرطة البلدية ومناصرين لحزب الله أول من أمس. «منيح هذا الصيت. كل الناس تحدثت عنا؟ كلنا أهلية بمحلية نجلس بسلمية. لماذا نضرب؟»، تساءلت. تجزم السيدة بأن أحداً لم يشتم قيادات الحزب وحركة أمل. «السيد فوق رؤوسنا. هل نرضى بأن يُشتَم بوجودنا ونحن أهل المقاومة؟». توقن أم علي بأن مشكلة الأحزاب المحلية «أن الناس ترقص وتغني وتدبك. كل واحد على دينو الله يعينو». زمزم أبو زيد بدت أكثر غضباً. والدة الشهيد محمد قانصوه الذي سقط عام 1990 في محور الطيبة ــــ القنطرة واستعادت جثمانه بعد 12 عاماً، ناقمة على أبناء جلدتها الذين يتهجّمون على الحراك الشعبي. «في حال تحقّق المطالب، ستعم فائدتها على المعارضين وعلى الموالين». أم محمد التي دمر العدو منزلها المقابل لموقع الطهرة، تأسف من أداء الحزب وأمل في الإنماء والبلديات. أكثر ما آلمها، تحويل موقعَي الدبشة والطهرة اللذين كانا مواقع للعدو، وسالت دماء الشهداء لتحريرهما، إلى مكبات للنفايات. في البلدة الملقّبة بـ«كفرموسكو»، نسبة إلى تجذّر الشيوعيين فيها، بات اعتصام المستديرة أمراً واقعاً. ويستعدّ المنظمون لتشكيل لجنة لتحديد المطالب ووضع خطة تحرك تصعيدية.

في تداعيات اعتداء النبطية، حظي المتظاهرون أمس بتضامن شعبي ومناطقي بعد تعرضهم لاعتداء من مناصرين لحزب الله وعناصر من شرطة بلدية النبطية، في محاولة لفض اعتصامهم أمام السرايا وفتح الطريق المقفل في الشارع الرئيسي للمدينة. بعض التضامن وصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وبعضه حلّ بينهم عبر ناشطين وشبان تنادوا إلى المدينة. لكن رموز التظاهرات كانوا متنبهين إلى أن الاعتداء الذي تورط فيه بعض المحسوبين على الحزب، فتح شهية خصومه وخصوم سلاح المقاومة للتصويب عليه. مع ذلك، ترك الاعتداء ندبة في نفوس أبناء المدينة والجوار.

وينوي عدد من المعتدى عليهم التقدم بشكاوى ضد الذين ضربوهم. فيما لا يزال علي الهادي نور الدين يواصل علاجه في المستشفى من ضربة تلقّاها على رأسه بآلة حادة. أجواء الغضب والصدمة التي خيمت على المدينة فرضت تحدياً في نفوس المتظاهرين للنزول بكثافة أمس إلى المكان نفسه. فيما استقال أربعة من أعضاء بلدية النبطية لأن «كرامة أهل النبطية ــــ شعب المقاومة، لا تسمح لي بالاستمرار»، بحسب بيان أحد المستقيلين عباس وهبي. وبعد الانتقادات التي طاولتها، أصدرت البلدية بياناً أعلنت فيه «تأييدها للحراك الشعبي، مع التأكيد على عدم إقفال أي شارع لما يشكله من ضرر على الحركة التجارية والتأكيد على مسؤولية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتحمل المسؤولية واتخاذ التدابير اللازمة». إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، الذي استنكر الاعتداء، رعى لقاءً بين وفد من المتظاهرين وأعضاء في البلدية وممثلين عن التجار توافقوا خلاله على فتح مسلك واحد للسيارات بمحاذاة التجمع. ومن المنتظر أن ينصب المتظاهرون خيمة ضخمة تقيهم من المطر المقبل.

وفي الإطار نفسه، استقال عضوان في مجلس بلدية النبطية الفوقا، أحدهما أصيب خلال الاعتداء على المتظاهرين.

 

بيان بكركي: محاولة فاضحة لخنق صوت الشعب

خريستو المر/الأخبار/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

أخيراً، كما هو متوقّع أدلى رجال الدين المسيحيّون بدلوهم مرّة واحدة وببيان واحد، بيان بكركي الذي -كما أتى فيه - يمثّل رؤساء الكنائس الكاثوليكيَّة والأرثوذكسيَّة والإنجيليَّة. يبدأ البيان بأنّ «الكنيسة لطالما وقفت إلى جانبه [الشعب] واحتضنت حاجاته... وهي تلتزم... المزيد من الخدمات»، ومن غير المفهوم هنا ما الذي يريده واضعو البيان؟ أن منّنوا الشعب أنّهم خدموه؟ أن يغروه بأنّهم سيزيدون المساعدات؟ ويتابع البيان أنّ «الـمُسكِّنات لا تَمرّ بعد الآن» فالشعب بلغ «وجعُه حدّه الأقصى» والسلطة «أمعنت في الانحراف والعناد»، وهذا الوضع "العمل الفوري على معالجة أسبابه"، و«اتّخاذ مواقف تاريخيَّة وتدابير استثنائيَّة». هذا طبعاً إيجابيّ وجيّد أن يُعترف به.

رغم ذلك فمن يقرأ البيان بتأنٍّ، بعيداً عن العاطفيّة فإنّه يلاحظ سريعاً بأنّ هذا البيان المدبّج بالكلام الجيّد يشكّل محاولة لقمع الثورة التي اندلعت في لبنان، ولتخدير همّة الناس حتّى يخمدوا من جديد، ويعودوا للإحباط والتهميش. فما هي هذه "المواقف التاريخيّة" التي دعا إليها المجتمعون؟

أولاً، يدعو البيان رئيس الجمهوريّة «فورًا بالمشاورات مع القادة السياسيِّين ورؤساء الطوائف لاتِّخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب». هكذا وفي جملة واحدة ينصّب المجتمعون أنفسهم ولاة على رقاب الناس، فهم يريدون من رئيس البلاد أن يستشيرهم في ما يجب أن يفعله، ويضعون هكذا أنفسهم في صلب اللعبة الطائفيّة، ويشاركون باستمراريّة النظام الذي أدّى إلى هذه الكوارث المتتالية والإفقار العام، والذي تحاول ثورة الناس أن تطيح به. ثمّ هو بدعوته رئيس الجمهوريّة بأن يستشير السياسيّين يعبّر البيان في أفضل الأحوال عن قلّة حكمة لا تُعقَل إذ أنّها ترى في هؤلاء السياسيّين الذين سطوا على مقدّرات البلاد وفكّكوا الدولة، مصدرَ الحلّ؛ أمّا في أسوأ الأحوال فإنّ هكذا دعوة ما هي إلاّ محاولة انقلاب على طموح الناس والفقراء تحديدًا، وتعبير عن رغبة لدى واضعي البيان باستمرار نظام لم يُفقرهم ولم يضعف أجسادهم أو أقلق نفوسهم أو مسّ بكرامتهم.

ثانياً، يقول البيان «لا بدَّ أيضاً من احترام حرِّيَّة التنقُّل للمواطنين لتأمين حاجاتهم ولا سيَّما الصحِّيَّة والتربويَّة والمعيشيَّة والاقتصاديَّة". هكذا إذاً، يريد كاتبو البيان والموافقون عليه أن يعود الناس إلى بيوتهم وعودة الحياة «غير الطبيعيّة» إلى البلاد لينكبّ رجال الدين مع السياسيّين الفاسدين بإيجاد الحلول التي لم يجدوها يوماً. وما الذي يبقى عندها من الإضراب العام، ومن انتفاضة الناس التي تضغط على الطغمة الحاكمة لتستقيل من الحكومة في خطوة أولى لتغيير النظام الطائفيّ نحو بناء دولة مدنيّة لاطائفيّة؟ ألم يسمع واضعو البيان بأنّ الوسيلة الوحيدة اللاعنفيّة التي يملكها الفقراءُ للضغط على المستغلِّين لتحقيق شيء من العدالة هي الإضراب؟ أم يعتقدون حقّاً أنّ مقالة من هنا (وضمنها هذه المقالة)، أو عظة من هناك كفيلة بإيقاظ الضمائر، وتغيير القلوب، وقلب بُنى العنفِ المؤسّسيِّ القائمة في النظام السياسيّ الاقتصاديّ في أيّ بلد؟ لكن مَن لا يتعب ليكسب لقمة عيشه، ولا يقلق بأن يجد برّاده فارغًا، ولا ينام لياليَ وهو يفكّر من أنّى له أن يعلّم أولاده في مدرسة، من صعب جدًّا عليه أن يفهم ما الذي يعيشه الناس، ولن يفهم ما لم يعش بتعبه، ويخرج من التركيز على مصالح أصدقائه وأعوانه وحلفائه، المستفيدين معه من النظام القائم.

ثالثا- يقول البيان إنّ «لائحة الإصلاحات التي أصدرها مجلس الوزراء أخيرًا... تشكِّل خطوة أولى إيجابيَّة" هذا بحدّ ذاته كارثة. يكفي أن يسمع الآباء الأجلّاء شيئاً ولو قليلاً، من المحلّلين الاقتصاديين ليعرفوا أنّ "الإصلاحات" التي يدّعونها هي غير واقعيّة، وأنّها استمرارٌ لنهج نهبِ ما تبقّى من مقدّرات البلاد، لنصبح مُرتهنين تماماً لهم في الحاضر والمستقبل. مَن يقول عن تلك الورقة بأنّها تشكّل "إصلاحات" هو إمّا غير مطّلع، أو جاهل، أو يتجاهل لغاية في نفسه تتعارض بشكل نافر مع مصالح الشعب المنهوب والموجوع، رغم ادّعائه كلاميًّا بأنّه يتحسّس لأوجاعه.

رابعاً- يدعو البيان إلى «تعديل الفريق الوزاريّ». تعديل وزاريّ؟ تعديل وزاري! كم من تعديل وزاريّ حدث من طقم الحكم نفسه هذا على مدى عشرات السنوات؟ أيّ تقدّم أدّى إليه أيّ من هذه التعديلات؟ لا شيء. السادة المطارنة يدعوننا إلى وصفة نتيجتها صفر، يدعون الشعب الذين يدّعون "التحسّس لأوجاعه" إلى لا شيء، يقدّمون له الوهم على طبق الكلام المعسول. هل نسي الآباء الأجلّاء أنّ مشكلة الفساد التي يتشدّقون بالرغبة بحلّها اليوم (وقد أفاقوا فجأة) هي أساسًا بسبب هؤلاء الذين في الحكم منذ عشرات السنوات، بسبب هؤلاء الذين يريد الآباء الأجلاء أن يبقوا عليهم مع تعديل وزاريّ لن يؤدّي إلاّ إلى استمرار النهب.

أخيراً يقول البيان «الكنيسة لطالما وقفت إلى جانبه [الشعب] واحتضنت حاجاته»... هذه «الحقيقة» يعرفها بنات وأبناء الكنيسة الذين يموتون على أبواب مستشفياتها ويشعلون أجسادهم أمام أبواب مدارسها، ويغتصبون في أديرتها، أمام أعين رجال الدين ومعرفتهم وصمتهم، بل ومحاولات قمع من يواجهها.

إنّ أساس الفساد هو نظام المحاصصة الطائفيّ، إنّه النظام نفسه الذي ينتج هذ الفساد ولكن عوض أن يكون الآباء الأجلاء جذريّين ويضعوا أصبعهم على الجرح ويدعوا بجرأة إلى تعديل جذريّ في النظام نفسه، لمعالجة جذور المشكلة، كان هذا البيان تأكيداً على أنّهم لا يريدون أيّ تغيير، وأنّهم يحاولون لا إنقاذ الشعب وإنّما انقاذ أصدقائهم السياسيّين الذين بدأت نجومهم بالأفول تحت صرخات الشعب. في هذا الصدد، موقف رجال الدين الأرثوذكس لا يختلف كثيراً عن المواقف المعبّر عنها في البيان، فموقف المجمع الأرثوذكسي الصادر قبل أسبوع من اندلاع الانتفاضات الشعبيّة كان موقفاً مزدوجًا بطبيعة الحال فهم عبّروا عن رغبتهم الكلاميّة بـ"تجنّب فرض المزيد من الضرائب" و"تطهير الإدارة العامّة من الفاسدين" ولكنّهم وافقوا على استمرار نظام المحاصصة الطائفيّ فطلبوا " الاحترام التام للتوزيع الطائفي" ولم يدعوا أبداً إلى تغيير النظام الطائفيّ الذي يشكّل السبب الحقيقيّ لفرض المزيد من الضرائب وملء الإدارة العامّة بالفاسدين، وبهذا فإنّ أمانيهم بتجنّب فرض المزيد من الضرائب ووقف الفساد تبقى كلامًا غير جدّي بل يبدو في ظلّ مطالبتهم بالمحاصصة الطائفيّة أنّه يُقال رفعاً للعتب. هناك مثل قديم يقول "مع هكذا أصدقاء لست بحاجة إلى أعداء"؛ لو يُعفي رجالُ الدين المسيحيون الذين من طينة واضعي هذا البيان الشعبَ اللبنانيّ من صداقاتهم يكونون قد قدّموا للشعب مساعدة جلّى.

الشعب ينتصر اليوم لنفسه وسينتصر. أمّا رجال الدين الذين يريدون لكلّ تغيير أن يفشل لتبقى مصالحهم وتستمرّ الأوضاع القائمة، فنتمنّى لهم أن يعودوا إلى إنجيل يسوع المسيح الواقف أبداً مع المظلوم وضدّ ظلم الظالم، والذي بحسب الإيمان المسيحيّ يناهض بقوّة قيامته مشاريعَ الاستعبادِ والموتِ العميمِ التي يَحوكها سياسيّون ورجال دين يبدو أنّهم فقدوا الإحساس بأوجاع الآخر، أو باتت أوجاع الآخر عندهم مجالَ شعورٍ عاطفيٍّ سطحيّ لا يتحوّل إلى عملّ فعليّ من أجل رفع هذه الأوجاع عن طريق معالجة جذورها، واكتفوا بالمسكّنات عن طريق "المزيد من الخدمات" على عكس ما قاله بيان بكركي.

 

رسالة من جل الديب إلى السيّد نصرالله: نريدك معنا

إيلده الغصين/الأخبار/الجمعة 25 تشرين الأول/2019

«نحن لسنا حراكاً، نحن ثورة». عبارة خطّها، فجر أمس، أحد المعتصمين على الطريق المقطوع في جل الديب. محاولة الجيش اللبناني فضّ الاعتصام بالقوة صباح الأربعاء واستقدام تعزيزات، دفع المعتصمين إلى التخوّف من إعادة الكرّة صباح أمس. لذلك، لم يخلوا ساحة الاعتصام ليل الأربعاء - الخميس، افترشوا الطرقات وركنوا سياراتهم وسطها على خطّي الأوتوستراد. استفاق المعتصمون على أغاني فيروز وإضاءة الشموع بشكل العلم اللبناني، وكانت التحيّة الأولى لكل مناطق التظاهرات، وبعكس التوقّعات لم يستقدم الجيش تعزيزاته أمس، ولم يحاول فتح الطريق. ساد الهدوء والترقّب بانتظار كلمة رئيس الجمهوريّة ميشال عون. استنكار المعتصمين لم يكن لعدم استجابة الحكومة بعد ثمانية أيام من قطع الطريق، لمطلبهم باستقالتها وحسب، بل حيال اجتزاء فيديو وزّع عبر السوشيل ميديا يصف «حزب الله بالإرهابي».

إيلي الذي كان متواجداً بين المعتصمين أول من أمس، يوضح «أن الفيديو مجتزأ ولم يبيّن كيف تمّ فوراً إسكات المجموعة الصغيرة التي ردّدت الشعار، وهي لا تمثّل إلاّ نفسها. السلطة تحاول في كل منطقة خلق شرخ بين المعتصمين، في حين أننا متنوّعون ومعنا مواطنون من الجنوب وطرابلس». ويشدّد على «أن الجميع يحاول تسييس التحرّك، بينما نحن من أبناء المنطقة ونسيجها، ومطالبنا معيشيّة محقّة».

يستغرب ميشال «تصويب الإعلام على انضمام النائب سامي الجميل إلينا لحظة تدخّل الجيش، وعدم تركيزه على أننا هتفنا أنه من ضمن الكلن يعني كلن ولم نستجب لطلبه بالجلوس على الأرض رفضاً لتسييس مطالبنا». ويتابع: «لو كان الناس هنا كتائب وقوات حصراً لكنا بوارد الردّ على الهتافات بأن جعجع والجميل صهيونيان، ولن نقبل أن يتحوّل وجع الناس لحرب شعارات فارغة. فالكلن لا تطاول المكانة الدينيّة للسيد نصرلله بل تعني كل الوزراء والنواب ومن هم في السلطة». ميشال لا يطالب برفع السريّة المصرفيّة عن حساب أهل السلطة وحسب، بل بـ«إجراء تحقيق مالي شفاف لنعرف في أي جزيرة يضعون اموال الشعب المسروقة. السيد نصرالله مُطالب اليوم بحماية دماء الجنوبيّين الذين دافعوا عن لبنان بوجه العدوان الاسرائيلي، ومنع الفتن المتنقّلة وليقف مع مطالب الشعب المظلوم».

اللافتة الأبرز التي رُفعت أعداد منها في ساحة الاعتصام، كانت حيال «استعادة الأموال المنهوبة». عدد من الفنانين الذين زاروا في الأيام الماضية ساحات أخرى، انضمّوا أمس، إلى أوتوستراد جلّ الديب. على الجسر، أُلصقت صور لـ«شهيد الثورة المظلوم حسين العطار (قتل على طريق المطار)». ليال أرادت توجيه تحيّة لـ«الجيش الذي حضر بمختلف ألويته أمس، واليوم يبدو الوضع أخفّ وطأة، ولن نسمح بحرف المواجهة مع السلطة إلى مواجهة مع الجيش، ومستمرّون في اعتصامنا تضامناً من المتن مع مختلف المناطق». كلمة رئيس الجمهوريّة ظهراً، بثّت من مكبرات الصوت ولم تكن على قدر تطلعات المعتصمين، وهو ما عبّرت عنه عودتهم بأعداد كبيرة للنزول إلى ساحة التجمّع بعد انحسار الأمطار.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض الاوضاع مع بقرادونيان وقرطباوي وحاكم مصرف لبنان

الجمعة 25 تشرين الأول 2019

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات السياسية والامنية الراهنة، والاتصالات الجارية لمعالجة الاوضاع القائمة.

فقد استقبل الرئيس عون الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة، وموقف رئيس الحزب منها.

قرطباوي

والتقى الرئيس عون الوزير السابق شكيب قرطباوي، وعرض معه التطورات.

سلامة

وعرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الواقع النقدي في البلاد، وعمل المصرف المركزي.

 

موغيريني: الاتحاد الأوروبي يدعم ما حدده الحريري من اهداف اصلاحية وهو ملتزم بما اتفق عليه في مؤتمر سيدر

وطنية - الجمعة 25 تشرين الأول 2019

اصدرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني بيانا في شأن التطورات الأخيرة في لبنان، جاء فيه: "الاتحاد الأرووبي شريك قريب للبنان منذ أمد طويل وقد تابع باهتمام بالغ الأحداث فيه خلال الأيام الماضية. ويقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب لبنان وهو ملتزم باستقرار البلاد والمنطقة. ويدعم الاتحاد الأوروبي الأهداف الإصلاحية التي حددها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والحكومة. إننا على ثقة من أن السلطات ستستجيب سريعا وبحكمة للتطلعات المشروعة للشعب اللبناني بتنفيذ الإصلاحات الملحة والتي طال انتظارها الهيكلية والتحولية. وكما ناقشنا مرات عديدة مع شركائنا اللبنانيين، فإن مكافحة الفساد وتنفيذ الحوكمة الرشيدة والإجراءات الإصلاحية العادلة والمسؤولة اجتماعيا هي الأولوية الأولى. وفي هذا الإطار، يتوقع الاتحاد الأوروبي حوارا شاملا حول الإصلاحات ويبقى ملتزما تماما بالأهداف المتفق عليها في مؤتمر سيدر لعام 2018. ويقدر الاتحاد الأوروبي الطبيعة الشاملة غير العنفية للاحتجاجات ويشجع القوى الأمنية على متابعة سياسة ضبط النفس. ويؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد دعمه للبنان وشعبه والتزامه بوحدته وسيادته واستقراره واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه".

 

الحريري ترأس في بيت الوسط اجتماعا للجنة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء

وطنية - الجمعة 25 تشرين الأول 2019

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ خطة الكهرباء حضره الوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، يوسف فنيانوس، جمال الجراح، وائل أبو فاعور، ندى بستاني، عادل افيوني وعدد من المستشارين.

 

المطران طربيه أسف لما حصل في باحة كنيسة سيدة لبنان في سيدني

وطنية - الجمعة 25 تشرين الأول 2019

سيدني - أصدرت رعية كاتدرائية سيدة لبنان - هاريس بارك في سيدني بيانا حول الاشكال الذي حصل مساء امس، جاء فيه: "أقيم مساء امس الخميس قداس في كاتدرائية سيدة لبنان - غرب سيدني للصلاة على نية السلام والاستقرار في لبنان، ترأسه المطران أنطوان-شربل طربيه، راعي الأبرشية. بعد القداس، وعند خروج معالي الوزير الاسبق الدكتور بيار رفول، يرافقه أعضاء ومناصرو حزب التيار الوطني الحر في سدني، حصل إشكال مع بعض المتظاهرين الذين تجمعوا في باحة الكنيسة الخارجية، والذين أتوا ليتضامنوا مع الإنتفاضة في لبنان. تطورت الأمور مما استدعى تدخل قوى الشرطة، التي عملت فورا على تهدئة الوضع وحل الأشكال. فلهم منا كل الشكر والتقدير". وختم البيان: "يأسف راعي الأبرشية وكهنة كاتدرائية سيدة لبنان لما حصل في باحة الكنيسة، ويؤكدون لكل أبناء الرعية وزوارها، أن الكنيسة مكان للعبادة والصلاة وتسبيح الله. فنحن مدعوون لكي نكون صانعي سلام، فنستحق الطوبى الذي تحدث عنه الرب يسوع حين قال: "طوبى للساعين الى السلام فإنهم أبناء الله يدعون".

 

خطاب نصر الله: نطلب من شبابنا الانسحاب من الساحات ورفض حلفائنا الحوار مع رئيس البلاد فيه شبهة الحراك لم يعد عفويا ومعلوماتنا أن الوضع خطير وهناك تدخل من سفارات اجنبية

وطنية - الجمعة 25 تشرين الأول 2019

القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر الشاشة حول التطورات الأخيرة قال فيها:"وطننا اليوم يمر بأوضاع حساسة ودقيقة، وهذا يتطلب منا أن نتكلم بمسؤولية وأيضا بهدوء.

طبيعة الكلمة الآن كونها لا تتوجه إلى مهرجان جماهيري وفي منطقة بعيدة، الآن نحتاج إلى أن أرفع صوتي أكثر وانما يساعد على الكلام الهادئ وأيضا الكلام الأكثر دقة.

أنا سأتحدث بداية بتذكير وملخص جدا عن موقف حزب الله يوم السبت الماضي. أدخل إلى تقييم، أتحدث عن إيجابيات ما حصل حتى الآن.

لن أتوقف عند السلبيات والمخارج والحدود، وأيضا تشخيص طبيعة ما يجري والإلتفات إلى بعض المخاطر، واختم بالموقف الواضح والمباشر والذي أريد أن أتوجه به إلى الناس، وأيضا إلى جمهور المقاومة بشكل خاص ومحدد.

يوم السبت، بعد يومين ثلاثة من بدء الحراك الشعبي، أنا سأسميه بالاصطلاح الحراك الشعبي، أنا قلت أن هذا حراك شعبي نحترمه، عفوي، صادق، عابر للطوائف، للمناطق، يعبر عن آلام الناس وأوجاع الناس وهموم الناس وليس خاضعا لأي حزب ولأي سفارة.

ويمكن أنا أكثر شخص يمكنني أن أقول أنني احترمت الحراك والناس الذين نزلوا إلى الحراك، قلت لهم نحن نحترمكم، نقدركم، أكثر من أنه نتفهمكم، ونعتبر أن ما فعلتمهم مهم جدا، عظيم ونتائجه ممتازة، وأيضا أوضحت أن حزب الله لا يستطيع مشاركتكم بهذا الحراك، لأنه إذا شارك حزب الله سيظهر لونه بشكل واضح في كل الساحات وسيأخذ الحراك مسارا آخر.سيصبح له بعد سياسي ويتهم بالموضوع الإقليمي والصراعات الإقليمية وما شاكل.

مصلحة الحراك ان يبقى بعيدا عنا وعن الأحزاب، وأيضا قلت أنكم يمكنكم النزول إلى الشارع لأنكم جهة غير محددة، جهات شعبية متنوعة، تستطيعون أن تبقوا يوما يومين وثلاثة وأسبوع، سواء حققتم الأهداف أو بعضها، تستطيعون الخروج من الشارع وقتما شئتم، لكن إذا نزل حزب الله على الشارع لا يستطيع الخروج قبل تحقيق الأهداف.

للأسف الشديد، دعوني أبدأ بهذا التوضيح، لأنه بباقي كلامي سأكون حذرا جدا بالتعابير نتيجة بعض الشياطين.

البعض حاول من أول يوم القول أن السيد والحزب يهددان المتظاهرين، وعمل عليها الإعلام الخليجي والإعلام الأجنبي وبعض الأبواق الداخلية المحلية، وهناك أناس أصلا لم يسمعوا الخطاب، صدقوا بالوقت الذي كان نصي واضحا، نحن لا نستطيع النزول معكم لأننا إذا نزلنا، إذا جاء يوم بدنا ننزل يعني لنفس المطالب، لنفس الأهداف، بوجه السلطة وليس بوجه المتظاهرين.

على كل، وأيضا تمنيت على المتظاهرين من موقع أخوي من أجل أن ينجح حراككم ان يتجنبوا الشتائم والسباب وأعمال التخريب والأملاك العامة والأملاك الخاصة والصدام مع الجيش والقوى الأمنية، وتمنينا على الجيش والقوى الأمنية أيضا أن يأخذوا الناس بحلمهم ولطفهم، وأهم نقطة أنا تمنيت فيها أن لا تسمحوا للأحزاب السياسية ولبعض القوى السياسية أن تركب موجة الحراك حتى تأخذه لمكان آخر يتناقض مع أهدافكم وآلامكم وأوجاعكم وتطلعاتكم الحقيقية. هذا كله حدث يوم السبت طبعا مع إضافات أخرى لا داعي لتكرارها.

من هنا أود الدخول إلى العناوين:العنوان الأول:

بالإيجابيات والانجازات لنكون عادلين ومنصفين، بالنهاية كلما يحدث بالبلد يجب أن يوظف لمصلحة البلد كله، لمصلحة الشعب اللبناني كله.

ما حصل حتى الأيام الأخيرة بشكل عام حقق إيجابيات كبيرة خصوصا في الأيام الأولى، للأسف هذه الإجابيات لم يتم شرحها للناس حتى للمتظاهرين، حتى من قبل من يدعون أنهم يقودون المتظاهرين.

أنا سأحاول أن أضيء قليلا وبسرعة على بعض هذه الإجابيات للبناء عليها، لأن هذه إيجابيات يبنى عليها ويجب أن لا تضيع، يجب أن تحفظ، لأن هذه الإيجابيات صنعها الناس من خلال نزولهم ليلا ونهارا وعطلوا أعمالهم، حياتهم، وتحملوا الشمس والمطر، وبالتالي مسؤولية الكل أن يحافظوا على الإيجابيات التي حققها الحراك الشعبي حتى الآن، والتي هي تخدم مصلحة الجميع.

ا- بالإيجابيات ان الحراك استطاع أن يفرض على الحكومة اللبنانية ان تنجز وان تقرر ميزانية خالية من الضرائب والرسوم وعجز "صفر فاصلة كذا" هذه المرة الأولى من عشرات السنين، ما في ميزانية في لبنان بلا ضرائب ورسوم، ما في غالبا هيك، حسب علمي.

ومن سنوات طويلة هناك عجز بالموازنة، وبالفعل أنا لا أخفي عليكم، النقاش كان كبيرا بالحكومة والموازنة التي كانت تصدر عن الحكومة في مكان ما فيها ضرائب ورسوم نتيجة القرار الذي كان يمكن أن تصل إليه

اليوم الحراك فرض على الحكومة ان تصدر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم، هذا ليس انجازا صغيرا ولا يسخفه أحد، هذا أمر مهم جدا وكبير جدا.

القوى السياسية كانت تحلم دائما عندما يدخلوا لنقاش الموازنة أن يصلوا لنتيجة من هذا النوع.

هذا طبعا له آثار على كل الناس، لأن الضرائب والقيمة المضافة حتى على بعض الكماليات أو ما كان مطروح بالزيادة على الوقود وبعض المحروقات وما شاكل، كان سيصيب كل بيت وكل عائلة في لبنان.

ب - تحت ضغط الحراك الشعبي خرجت ورقة الاصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة قبل أيام، هذه الورقة مهمة جدا، وغير مسبوقة، وفيها مطالب على درجة عالية من الأهمية، صحيح هي دون الطموحات، دون الآمال، دون التوقعات، ولكنها خطوة أولى متقدمة جدا.

للأسف الشديد، من يقف أو من يعتبر نفسه معني بقيادة الحراك وبعض وسائل الاعلام وحتى بعض من يقدمون أنفسهم محللين موضوعيين وأنا أحترمهم، سخفوا هذه الورقة بشكل غريب، مع العلم أنني لا أتذكر أنه في ظل حكومة لبنانية، في أي وقت من الأوقات، أنه بجلسة واحدة، بقرار واحد، يخرج هذا الكم من القرارات والتوجهات مع تحديد جداول زمنية.

لماذا سيتم تسخيفه؟ هذا انجاز للحراك، أنتم تسخفونه! وهناك بعض من يعتبرون أنفسهم ناطقين باسم الحراك الشعبي او يقودون الحراك الشعبي، هم يسخفون انجازات الحراك الشعبي، وهذا بالمناسبة يأخذنا إلى الشبهة.

لا يسخف احد انجازاته بالدنيا كلها، لا ثورة شعبية، ولا حركة متظاهرين، ولا محتجون، ولا حركة مقاومة، بالعكس يحاول أن يضيء على انجازاته ليمنح الناس معنويات ليكمل الطريق ويفتح أمامها أفق واضح وأمل، لكن تسخيف الانجازات بهذه الطريقة هذا غير صحيح.

هذه الورقة الاصلاحية، أحب أن أقول للناس هي ليست وعودا، ما يرتبط بالحكومة نفسها هي قرارات وضعت جداول زمنية لتنفيذها، وما يحتاج إلى إقرار في المجلس النيابي، تعد مشاريع قوانين لترسل للمجلس النيابي أيضا ضمن جداول زمنية.

من أهم العناوين التي طرحت، موضوع قانون استرداد الأموال المنهوبة الذي يضعون له أولوية ويعملون عليه ليل نهار.

إستعادة الأموال المنهوبة: مجموعة من القرارات اتخذت، ومجموعة من مشاريع القوانين التي يتم تحضيرها وسوف ترسل إلى المجلس النيابي.

أنا أحب أن أقول لكم كحزب الله بالتعاون مع كل الجادين،الذين يعبرون فيما بعد عن موقفهم، أنا اليوم لا أريد أن أتكلم بالنيابة عن أحد، أبدا، أريد أن أتكلم فقط بالنيابة عن حزب الله، هذه الورقة الإصلاحية هي للتنفيذ، وهي ليست وعودا، وهي ليست حبرا على ورق، ولن تكون حبرا على ورق، ونحن وبقية الجادين لن نسمح بتسويف هذه القرارات وعدم تنفيذها، هذا يجب أن يكون حاسما، وهذا ليس له علاقة بأن تبقوا في الشارع أو أن تخرجوا من الشارع، أصلا هذه مسؤوليتنا، وآتي بالإيجابية المهمة في ما بعد، التي حققها الحراك.

من جملة النتائج: دفع الحراك المسؤولين في الحكومة للبدء في تنفيذ ما وعدوا به والجلسات المكثفة التي تعقد الآن، في الجلسات إلى الآن كانوا يناقشون مشروع قانون إستعادة الأموال المنهوبة، ومشروع قانون عدم الالتزام الضريبي وعدم التهرب الضريبي، وإنجاز مشاريع قوانين التي لها علاقة بمكافحة الفساد، ويوجد شيء لاحقا سوف أتكلم عنه بعد قليل، الحكومة مصممة بكل أطرافها أن تبذل جهدا كبيرا لتفي وتنفذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة.

د- وهذا من الإيجابيات المهمة جدا: الوعي لدى المسؤولين في السلطة، المسؤولين الحاليين والمسؤولين الذين سوف يأتون في ما بعد، كي الوعي ماذا يعني؟ يعني كان يوجد مناخ في البلد أسمه أن السلطة أو الذين يمكن أن يأتوا إلى السلطة يقدرون أن يعملوا أي شيء يريدونه، ويقرروا الذي يريدونه بالأموال والضرائب، ويستمروا بالهدر والفساد والفشل والتقصير، ولا أحد يحاسبهم، وفي الإنتخابات الماضية بالمناسبة، كانت إنتخابات حرة ونزيهة، وشهد العالم لنزاهتها وحريتها، وبأحسن قانون إنتخابي نسبة إلى كل القوانين الإنتخابية السابقة، وكانت الإنتخابات تعيد إنتاج نفس القوى ونفس السلطات ونفس المسؤولين ونفس المعنيين، أنا لا أحاكمهم لكنني أريد توصيف الواقع، كان يوجد تصور أنه كلا، نقدر أن نعمل الذي نريده، الحراك عمل كي وعي، والآن هذا الشعب اللبناني بلحظة من اللحظات في حراك عابر للطوائف وحاضن للمناطق، عندما يضيق صدره يضيق الخناق، يقف ويصرخ ويرفع صوته في وجه الجميع، هذه إيجابية مهمة كثيرا، وسوف يكون لها، وأنا بدأت أرى بشكل واضح أن لها تأثيرا كبيرا على أداء العديد من المسؤولين في المرحلة المقبلة.

النتيجة التي تأتي بعدها لها علاقة بنفس الناس، الناس أصبحت لهم ثقة من جديد بأنفسهم، لأن التقسيم الموجود في البلد الطوائفي والمناطقي والمذهبي والإنقسامات السياسية والعمودية والأفقية، أوصلت الناس إلى قناعة أنه لا توجد إمكانية لحراك جماهيري عابر للطوائف والمناطق، أتت هذه التجربة لتعيد ثقة الشعب اللبناني بنفسه، أنه كلا، مثلما نزل اليوم يقدر أيضا أن ينزل بعد شهر او بعد شهرين أو بعد سنة، لأن هذه التجربة يمكن التأسيس عليها، وكما قلت أعادت الثقة والأمل للناس بأنفسهم.

النقطة التي بعدها: أعطى الحراك أيضا فرصة لكل الناس أن تعود وتنزل لتتكلم كما تريد، اتركوا السباب جانبا، التي هي من السلبيات في هذا الحراك، وطبعا بعضها سلبيات عفوية وبعضها سلبيات موجهة، وأنا لدي معلومات ومعطيات عن تعاميم من قبل بعض القوى تطلب الشتم، أشتموا فلانا وفلانا وفلان... أشتموا أشتموا، ويوجد أناس عفويون، الإيجابية أنها أعطت بمعزل عن هذه السلبية فرصة لكل الناس بأن يعبروا عن أوجاعهم وآلامهم بطريقتهم الخاصة وبلغتهم وبتعابيرهم وبمصطلحاتهم، وهذا الذي يجب أن نقف عنده للمستقبل، إذا أحد يريد أن يقعد ويجمع ويقول ما هي أهداف الحراك التي يجب علينا كلنا أن نحققها؟ يجب أن نرى الناس العاديين والفقراء وطلاب الجامعات والبسطاء والعاطلين عن العمل، والذين يريدون فرض عمل و.. و..، يجمع كل الذي قالوه ويقول هذه هي أهداف الحراك، لأنها بشكل أساسي مطالب إجتماعية ومعيشية من وجع الناس ومن فقر الناس، يتكلمون بالصحة، ويتكلمون بفرص العمل، ويتكلمون بالبيئة، ويتكلمون بالمساواة، ويتكلمون بكل هذه العناوين التي كنا نسمعها من الناس منذ أيام وبشكل مباشر وفي كل المناطق وبتعابير مختلفة، هذه الأهداف التي يجب أن يكون هناك إخلاص لتحقيقها، الإيجابية هنا أن الناس في كل المناطق ومن دون أي خوف ومن دون أي وجل ومن دون أي حواجز عبرت عن تلك الأهداف.

وأيضا من الإيجابيات التي أختم بها والتي هي ليست آخرها، ولكن لنوفر الوقت لعرض بقية النقاط، أن الحراك أوجد مناخا في البلد، مناخ ممتاز جدا ليفتح الباب أمام كل القوى السياسية الجادة، سواء الموجودة الآن في السلطة أو التي يمكن أن تدخل إلى السلطة لاحقا، أنها إذا كانت جادة وصادقة في محاربة الفساد والهدر والعمل للاصلاح ومعالجة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، هذا المناخ سوف يجعلها جدية أكثر وجريئة أكثر ومقتدرة أكثر وتبادر أكثر، ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله. بالتأكيد نحن خلال كل المرحلة الماضية كنا نتصرف ونحن نأخذ في الإعتبار مجموعة من التعقيدات ومن الصعوبات ، وهذا لا يخفى على أحد، هذا المناخ سوف يفتح الباب أمام الجميع، كل ما هو جاد وصادق، والكل الآن يقول أنهم كانوا يريدون محاربة الفساد ويريدون وقف الهدر ويريدون خدمة الناس، حسنا تفضلوا، هذا المناخ سوف يفتح هذا الباب، ونحن لاحقا، إضافة إلى الورقة الإصلاحية، أنا أريد أن أبني على هذه النتائج، الورقة الإصلاحية أو الإقتصادية هي خطوة أولى على طريق خطوات يجب أن تتابع، توجد إقتراحات قوانين موجودة في المجلس النيابي، معلوماتي أن المجلس سوف يفعل نفسه بإقرار هذه القوانين، نحن سوف ندفع مع قوى أخرى باتجاه الإسراع في اقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة واقرار قوانين مكافحة الفساد، وموضوع رفع السرية المصرفية عن كل متصد للشأن العام، أيا يكن وفي أي مستوى من المستويات، وموضوع رفع الحصانات الدستورية والقانونية عن المتصدين في الشأن العام، حتى لا يكون لدى القضاء عقد وحواجز كي يستطيع أن يحاسبهم، والضغط بإتجاه إطلاق يد القضاء، المطالب بأن يكون نزيها وعادلا وغير إنتقامي وغير إنتقائي، ويفتح كل ملفات الفساد، وكل سياسي أو رجل دين أو مرجعية سياسية أو مرجعية دينية تغطي، فلتحاسبه الناس، هذه مرحلة نحن كلنا قادرون على أن نذهب إليها، وأيضا المزيد من النقاش والتعاون والحوار من أجل تحريك عجلة الإقتصاد وهناك آفاق، أنا أشرت إليها يمكن أن تحدث عندنا في البلد نتيجة بعض التطورات الموجودة في المنطقة، ويوجد شيء أقر في الورقة الإصلاحية، بالتأكيد يقدر أن يعطي دفعا للوضع الإقتصادي.

هذا المقطع أو هذا العنوان أريد أن أختمه أيضا تحت عنوان الإيجابيات، أنه أمس، فخامة الرئيس فتح الباب أمام الحراك الشعبي، وقال لهم تفضلوا، أنا رأيت التحريف المباشر من قبل بعض وسائل الإعلام، الرئيس لم يقل أنا لم أسمع مطالبكم وأريد أن أسمع مطالبكم، الرئيس يقول أريد أن أسمع مطالبكم وهواجسكم وتسمعوا هواجسنا، ونتحاور ونتناقش، اقتطعوا كلامه، قصوه مثل العادة، كلا، اليوم فخامة الرئيس فتح الباب تفضلوا على الحوار وتفضلوا على المفاوضات، وهذه النقطة سوف أرجع إليها في ما بعد، وفتح باب التفاوض والحوار على عناوين عديدة ، ولم يأت ليقول لكم تعالوا أريد أن أحاوركم وأفاوضكم فقط بهذه النقطة والنقاط الأخرى لا أريد أن أناقش ولا أريد أن أحاور ولا أريد أن أفاوض، بالعكس، واليوم هو رأس السلطة وهو المؤتمن على الدستور وهو المسؤول الأول في البلد، إذا لا تستطيع الناس أن تطلع لتتكلم معه وتفاوضه وتحاوره، ماذا يفعلون؟ ما هو الأفق الذي ذاهبون إليه؟ أيضا هذا نرجع إليه بعد قليل.

النقطة الثانية أو العنوان الثاني: عندما نتكلم عن الوضع القائم، بطبيعة الحال كلنا يجب أن نبحث عن الحلول، أنا أريد أن أكون واضحا، ومن باب النصح والمسؤولية، أي حل أيها الناس وأيتها القوى السياسية وكل المعنيين يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ، فراغ في مؤسسات الدولة وفراغ في السلطة، لماذا؟ لأن هذا خطير جدا، خطير الفراغ إذا حصل مثلما ينادي البعض، ويريد أن يوصل البلد إلى الفراغ ، وهذا سوف أعود إليه بعد قليل، الفراغ سوف يؤدي في ظل الوضع الإقتصادي والمعيشي والمالي الصعب والمأزوم، والذي عبر عنه الناس، لا يعنيني أصحاب ملايين الدولارات ومئات ملايين الدولارات والمترفين الذين هم دخلوا على خط الحراك، هؤلاء لا يعرفون ماذا يعني الجوع وماذا يعني الألم، وماذا يعني أنك لا تستطيع أن تدخل إبنك إلى المستشفى، كل هذه الآلام والأوجاع التي تكلم الناس عنها لا يفهمونها.

في ظل الوضع المالي والإقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم، وفي ظل التوترات السياسية الموجودة في البلد وفي الإقليم، وفي ظل ما يمكن أن يكون استهداف على المستوى الدولي والإقليمي، الفراغ سوف يؤدي إلى الفوضى، والفراغ سوف يؤدي إلى الإنهيار، وبعد مدة إذا استمر البلد هكذا، قادر يدفع معاشات أم لا؟ حتى الجيش الذي هو الآن يعتمد كحافظ للأمن وأساس لحفظ وحدة البلد والسلم الأهلي، يأتي وقت يكون غير قادر على أن يأخذ معاشات، ويأتي وقت لا يعد لديه أموالا كي يأكل، إذا أردنا أن نكمل بهذه الطريقة، ويسيطر الفراغ والفوضى والتوتر، وان كل شخص يريد أن يكسب طريقة رزقه لأن البلد قد يفلت، واذا فلت البلد، وهناك بداية فلتان سأتكلم عنها، معناه ان البلد ممكن أن يذهب إلى فوضى عارمة وخلل أمني، والعياذ بالله يكون هناك أحد يقوم بالتحضير لحرب أهلية مثلما فعلوا في عدد من دول المنطقة ودول الجوار، لذلك أنا أريد أن اكون حريصا وواضحا، أي حل، نحن منفتحون على أي نقاش والنقاش مع دولة الرئيس لكن ليس على قاعدة الفراغ واي شكل من اشكال الفراغ، الفراغ سيكون قاتلا.

يوم السبت، أنا عندما أعلنت موقفنا وقلت في ذلك اليوم أنتم تطالبون بإسقاط الحكومة، بإسقاط العهد، بإنتخابات نيابية مبكرة ما معناه اسقاط المجلس النيابي، وخرج أناس يقولون الرؤساء يجب أن يرحلوا والوزراء والنواب كذلك والجميع يجب أن يستقيلوا، ما معناه الذهاب الى الفراغ؟ فكان جوابنا أننا لا نقبل، لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد إستقالة الحكومة، ولا نقبل الآن في هذه المعطيات والظروف بإنتخابات نيابية مبكرة لأن هذا موضوع معقد ، بكل بساطة اذا ما أراد المرء ان يكون صادقا وشفافا ويمكر في السياسة يقول لكم حسنا نحن متفقون على انتخابات سياسية مبكرة، انتم الحراك انتخبوا ممثلين وضعوا قانون انتخاب وقدموه لنا، ونحن سنوافق عليه على بياض، هل تتفقون انت على قانون انتخاب؟؟ هذا بلدنا وكلنا نعرف بعضنا. البعض يريد لبنان دائرة انتخابية واحدة، جميعكم تريدون ذلك؟ البعض يريد النسبي والبعض الاكثري، البعض يريد خارج القيد الطائفي والبعض متمسك بالقيد الطائفي والبعض يريد القانون الاروثوذكسي، لا نريد أن نضحك على بعض ولا نريد تضييع الوقت، حسنا عندما قلت هكذا، طبعا خرج اشخاص يقولون انتم تحمون السلطة، هناك اشخاص فاشلون وفاسدون، كلا، نحن نحمي البلد من الفراغ، الفراغ الذي سيؤدي الى الفوضى والى الانهيار، نحن ننظر الى الابعد من بعيد، ديننا واخلاقنا ومسؤوليتنا ان نحمي ناسنا واهلنا وشعبنا، نحميهم بالمقاومة وندفع ضريبة هناك، دم وشهداء واولاد واخوة اعزاء ورجال ونساء وأطفال في المجازر، واموال وبيوت وتنهدم البيوت على رؤوسنا لنحرر أرض كل لبنان وليس أرض بيئتنا وجمهورنا وناسنا.

ايضا في السياسة بالموضوع الداخلي نحن معنيون أن نحمي البلد، الان ندفع ضريبة الاتهام والشتم والسباب، انتم تقومون بحماية الفاسدين والفاشلين، أنتم ضد المطالب المحقة، نحن لسنا كذلك قطعا لأنها هذه مطالبنا، حاضرون لأن ندفع هذه الضريبة وهذه أهون من ضريبة الدم، هناك من عنده دم ليقدمه وماء وجه - كرامته - نحن جاهزون لأن نقدم دمنا وكرامتنا وماء وجهنا لنحمي بلدنا وناسنا وشعبنا والشيء الذي يراه البعض ولا يراه البعض الاخر. اذا النقطة الاساسية أي حل يجب أن لا يذهب الى الفراغ، حسنا، أيضا هنا ممكن ان يأتي أحد ليقول لأنه قيل - وبعض الناس لازلت اعتبرهم كتابا محترمين - يقدمون أنفسهم أنهم موضوعيون، قالوا إن حزب الله لا يستطيع أن يقول اننا نريد أن نمنع الفراغ وهو عطل البلد سنتين ونصف السنة حتى تم انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية، هذا قياس خاطئ وظالم، نحن لم نأخذ البلد الى فراغ، سنتان ونصف السنة هناك حكومة تعمل وتقوم مقام الرئيس، ومجلس نواب قائم، والطرقات كلها مفتوحة والمصانع تعمل، والجامعات والمدارس والمستشفيات ولا احد كان يذل على الطرقات، والمزارعون والفلاحون وأعمال البناء والحركة التجارية وحركة السفر والذهاب والإياب لم يتعطل شيء في البلد على الاطلاق، هناك شيء واحد كان ناقصا وهو في قصر بعبدا، كان يجب ان يكون هناك رئيس يجلس ويستعيد الصلاحيات المعطاة له دستوريا، هذا لم يكن موجودا انما كانت صلاحياته بتصرف الحكومة، ليس صحيحا اننا فرضنا الفراغ على البلد لمدة سنتين ونصف السنة، نعم نحن عطلنا الانتخابات الرئيسية، صحيح، الا ان هذا مختلف تماما، هذا القياس مع الفوارق قياس غير صحيح على الاطلاق، حسنا، بناء على هذا أعود لأكمل وأقول، امس فتح فخامة الرئيس الباب، تفضلوا ايها المتظاهرون، اذا لم يكن لكم قيادة او انها غير واضحة اختاروا قيادة او وفودا تمثلكم، اذا لم تستطيعوا اختيار قيادة واحدة مثلما يحدث الان في كل انحاء العالم، كل ساحة تختار قيادة لها، هناك منصات وساحات وميادين وحراك في المناطق، اختاروا ممثلين واجتمعوا سويا واتفقوا على المطالب التي تريدونها والتي تنسجم مع مطالبات الناس وليس مع اهواء القوى السياسية واذهبوا الى فخامة الرئيس وقوموا بإجراء تفاوض وحوار، وهذا لا يعني ان تخرجوا من الساحات والميادين، لا، ابدا، ابقوا في الساحات والميادين و فاوضوا تحت ضغط الشعب والتظاهر والاحتجاج ليس هناك مشكلة في هذا الموضوع، هذا اذا اردنا ان نكمل بالايجابية. لا احد يقوم بطرح التفاوض من أجل أن تنسحب الناس من التظاهرات الى بيوتها، كلا، كل يوم يمكن للناس ان تذهب الى بيتها وكل يوم يمكن أن تتظاهر وتحتج، لا مشكلة في هذا الموضوع.

حسنا العنوان الذي يليه، حتى هذا الحد لا زلنا نتكلم بإيجابية، هذا الأفق، وهذا تقييمنا لما جرى وهذا طريق العلاج وهكذا يستطيعون ان يذهبوا ويفاوضوا ويتكلموا بما لديهم، بالوضع الحكومي، بالفساد، بالوضع الاقتصادي، بأي شيء يريدونه، طبعا بمطالب المتظاهرين، إذا كان لدى احد موال سياسي يريد تركيبه على المتظاهرين هذا غير صحيح، بل يجب ان لا يسمح المتظاهرون بذلك.

العنوان الذي يليه، ايضا كي نأخذ البلد على منحى ايجابي في موضوع قطع الطرقات، أنا لا أناقش بالمبدأ، نحن نسلم بأن قطع الطرقات هو من وسائل الاحتجاج المدني، الذي تلجأ اليه حركات الاحتجاج والعصيان المدني عادة، وفي السابق نزلنا وقطعنا الطرقات، حتى لا يأتي أحد ويقول لي انت تطالب بفتح الطرقات وتدين اغلاق الطرقات، نعم نحن اغلقنا الطرقات لتحقيق مطالب، ويمكن يوم من الايام في المستقبل ان نقوم بإغلاق طرقات لتحقيق مطالب محقة، انا لا اناقش في المبدأ وانما في التوقيت الآن، بعد 9 أيام من اغلاق الطرقات والآن نحن شارفنا على نهاية الشهر، الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي أنتم سمعتم آلام الناس، الناس تقول اليوم الذي لا أعمل به ليس لدي مال أطعم أولادي. 9 ايام انتم تمنعون الناس عن العمل، ليس المتظاهرين بصرف النظر عن اعدادهم يا اخي اعداد عظيمة جدا، ممتاز، بقية الناس غير الموجودة في الميادين تحبسونها في بيوتها في كل المناطق، انتم تمنعونها عن الأكل والعمل بوضع معيشي صعب، تأثير على مجمل الوضع الاقتصادي وهناك شيء أخطر من هذا، الذي يحدث اليوم على بعض الطرقات تقوم حواجز حتى الآن غير مسلحين، شباب جاهزون للضرب والشتم والاهانة والاذلال الذي يحدث على الطرقات اذا ما اراد أحد ان يمر بسيارته يتعرض للاهانة والسب والإذلال، هذا موجود على التلفزيونات انا لا افتري على احد. الاخطر من هذا طلبات الهوية، هذا بماذا يذكر اللبنانيين؟ اذا الشباب، الجيل الجديد لا يذكر فليسألوا آبائهم وأمهاتهم ماذا يعني هذا ان نبدأ بطلب هويات الناس على الحواجز والطرقات! بعض الطرقات تحولت الى حواجز خوات، مريض يريد الوصول الى المستشفى - بفتحلك الطريق هات 50$ او مئة الف ليرة - مسافر يريد الوصول الى المطار - هات 100$ آخذه بسيارتي او دراجتي واوصله الى المطار - ماذا يسمى هذا؟ عصيان مدني؟ حركة احتجاج؟ بكل صراحة انا لا اريد تحميل المسؤوليات لأحد، اريد أن اقول فقط ، اذهبوا واجروا استطلاع رأي كما تقولون على احترام القاعدة الشعبية، اذا الارادة الشعبية في لبنان تريد بنسبة 50% ولن اقول 60 او 70 %، اذا 50% لن اقول زائدا واحدا تريد الابقاء على تسكير الطرقات ابقوها مغلقة، لكن اليوم الناس تريد فتح الطرقات وانا اناشد المتظاهرين، رجاء هؤلاء الناس ناسكم وهذا بلدكم وانتم تدافعون عن الفقراء وانتم فقراء ومطالبكم محقة ولديكم آلام وأوجاع، تفهمون آلام وأوجاع الآخرين، أنتم بادروا وافتحوا الطرقات، لا احد يقوم على الاطلاق بطرح الخروج من الميادين والساحات، على العكس ضاعفوا الميادين والساحات وضاعفوا التظاهر وضاعفوا الحشود ابدا لا توجد مشكلة، وحتى على نفس الاوتوستراد، خذوا قسما من الاوتستراد واتركوا قسما آخر وافتحوا طريقا للناس. الآن من الذي يتحمل المسؤولية؟ هو يعرف. انا اليوم في هذا الموضوع لا أريد تحميل مسؤوليات، لكن انا اريد ان اناشد الناس والمتظاهرين ومن يقطع الطرقات بكل ادب واخلاق ومحبة واخوة بأن يفتحوا الطرقات امام الناس حتى يتسنى لهم الذهاب الى اشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم، وبكل الاحوال هم بعض الظهر وفي الليل عندما يعودون من اشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم ويذهبون ليتظاهروا ويحتجوا وليفاوضوا تحت الضغط والتظاهر الاحتجاجي لا توجد اي مشكلة في هذا الموضوع.

ايضا يوجد نقطة مهمة جدا من واجبي ان اشير اليها، ان البعض يحاول ان يثير مناخات في البلد، ان هناك احد في السلطة او القوى السياسية يدفع الجيش باتجاه صدام مع المتظاهرين واطلاق النار عليهم، هذا كذب وهذا افتراء وهذا تضليل وهذا تحريض وليس له اي اساس من الصحة، بالأصل غير مطلوب من الجيش ان ينزل ويفك المتظاهرين والمحتجين بالميادين والساحات، مطلوب ان ينزل ويحميهم فقط، هناك قائد جيش كما أذكر عام 2005 عندما حصلت الاحداث في لبنان والذين كانوا يتظاهرون في ساحة الشهداء لم تكن مطالبهم اجتماعية بل كان موضوع ومشروع سياسي وكبير وضخم كلنا نذكره، أرسل لي وأظن أرسل لآخرين، وقال هناك من يطلب مني تفريق المتظاهرين بالقوة ولو ادى الى اطلاق النار عليهم، انتم ما رأيك يا حزب الله؟ قلنا له ابدا نحن نرفض ذلك، مهما كان تقييمنا لهذه المظاهرة وهذا المشروع السياسي الذي كان يتظاهر في ساحة الشهداء، نحن نرفض ذلك، نحن نعرف ماذا يعني أن يتم اطلاق النار على المتظاهرين، لاننا تعرضنا لاطلاق نار في أيلول 1993 وسقط منا شهداء وجرحى، كما اطلق علينا النار في حي السلم على ناسنا وشبابنا، للاسف في ظل نفس قائد الجيش هذا الذي اتحدث عنه اطلق النار على الشباب والناس في المشرفية وكانوا يطالبون بقضايا اجتماعية، وقلت له حينها - ليش ايدكم مالحة بس هون - لا يجب ان تكون يدكم مالحة في اي مكان، انا لا اطالب ان تكون يدهم مالحة في اماكن اخرى، الجيش اللبناني والقوى الامنية لا يجوز ان تطلق النار على احد.

حسنا، هذا اتهام غير صحيح على الاطلاق، نعم الدولة تتحمل مسؤوليتها اذا ما كان هناك اعتداء على الاملاك العامة، قطع طرقات، اعتداء على الناس، اذا ما هناك حواجز للهوية، الدولة تعلم مسؤوليتها، انا لا اريد ان ادلهم على مسؤوليتهم ولا اريد ان احملهم مسؤولية، هم يعلمون ما هي مسؤوليتهم..

العنوان الذي يليه، ندخل هنا قليلا الى الإزعاج، بموضعية الحراك الحالي لأنه قلت أنا السبت ولا زال يبنى عليه، أنا أريد أن أعدل فيه، ما بدأ شعبيا وعفويا لا يوجد أحزاب ولا سفارات واستغلال، وهو مطالب اجتماعية وحياتية وفيهم أناس كادحون وفقراء وموجوعون، الان بنسبة كبيرة ولا أقول 100 % لم يعد كذلك، اليوم هذا الحرك بنشاطه اليومي، وبشعاراته، بمواقفه التي تصدر عنه لم يعد حركة شعبية عفوية والشباب الذين ينزلون الى الميادين والمظاهرات فليعرفوا وأنا لا أريد أن أطلب منهم شيئا، أما جمهور المقاومة فسأترك مخاطبتهم الى الاخير.

اليوم الحراك أصبح تقوده أحزاب معينة معروفة وأنا لا أريد أن أسمي اليوم، وقوى سياسية معروفة وتجمعات مختلفة معروفة بأسمائها وأشخاصها ويوجد أيضا أشخاص ومؤسسات معينة، هذه النقطة سأفصلها بعد قليل، ويوجد إدارة وتنسيق وأيضا يوجد تمويل، لا أحد يدعي أن لا تمويل، إذا أردت أن تحتفل 3 ساعات، أنت بحاجة إلى فلوس وإلى إمكانات مالية، هذه من البديهيات، نحن تظاهرنا وإحتججنا ونزلنا إلى الساحات، ونعرف لكي تقيم وتداوم بالميادين والساحات وتؤمن طعاما وشربا ودواء وإعلاما وصوتيات وتلفونات هذا كله بحاجة الى فلوس، هل تجمعون هذا من جيوب الفقراء؟ كلا أكيد هناك من يمول، من هي الجهات التي تمول؟ انا لا أتهم أحدا، أنا أتمنى من يعتبرون أنفسهم قياديين في الحراك، أن يشرحوا لنا، مثل ما هم يطالبون بالشفافية، يوجد مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات، يوجد ساحات فقيرة ولكن يوجد في ساحات أخرى إنفاق وإغداق أموال وفرص ممتازة جدا، حسنا، فلتكشفوا للناس بشكل شفاف وواضح أنه لديكم المتبرع الفلاني من الدولة الفلانية أو السفارة الفلانية أو الغني أو الثري أو المؤسسة الفلانية لنرى هؤلاء الذين يدفعون الأموال، هؤلاء سفارات الدول هل يريدون مصلحة الشعب اللبناني أو لا، متربصون سياسيون أو أمر آخر، هؤلاء الأثرياء الذين يدفعون الأموال هذه من أموال فساد وصفقات مشبوهة أم أنها أموال نظيفة ونقية، هذا يفتح سؤال بالحد الأدنى وأنا اليوم لا أريد أن أفصل كثيرا، بموضوع التمويل أكيد يوجد سؤال كبير في هذا الموضوع يفتح سؤالا وشكوكا، حسنا يا أخي هذا المال من أين؟ نحن حزب الله عندما نقوم بنشاط أنا بصراحة أقول المال من أين ولا أخفي ولا أخجل، وبالمقابل هناك من يخرج ويدين، هذا ليس مشكلة، حسنا فلتقولوا من أين هذا المال؟ المطالب أيضا، المطالب التي يحكى فيها اليوم، لم تعد مطالب الناس الطيبين والذين نزلوا بشكل عفوي، الان بدأ يحكى بإسقاط النظام، ماذا يعني إسقاط النظام في لبنان؟ هل في لبنان نظام بمعنى النظام، يعني على طريقة الأنظمة الموجودة في العالم؟ على كل، إسقاط النظام الطائفي، عظيم، إذا جديا هذا الحراك الشعبي الذي رأيناه في الميادين يريد أن يسقط النظام الطائفي وأن يلغي الطائفية السياسية نحن أول ناس معكم، فلتتفضلوا لنضع آليات سلمية دستورية لنحقق هذا الهدف، ولكن الناس لم يخرجوا من أجل هذا الهدف، أو أنه تفريغ السلطة، هل تريد الناس حقيقة تفريغ السلطة؟ إذا عدنا الى الوراء كل الناس الذين خرجوا ونسألهم: هل تريدون فراغ في السلطة يكون جوابهم، كلا نريد أن نأكل ونعيش ونريد دواء وفرصة عمل وبيئة نظيفة وأن لا يذلنا أحد، ونريد قضاء عادل ونظيف، ونريد أمن واستقرار وعدالة اجتماعية، هذه هي المطالب، حسنا وصولا الى واحدة من الجهات الفاعلة في الحراك تعد ورقة وتروج لهذه الورقة، الطلب من مجلس الأمن الدولي إخضاع لبنان للفصل السابع، هل هذه مطالب المتظاهرين والمحتجين والناس الذين نزلوا إلى الميادين والساحات؟ إذا المطالب أخذوها إلى مكان أخر وصولا إلى إستخدام بعض الساحات لتوصيف المقاومة بالإرهاب والتصويب على سلاح المقاومة، حسنا، بمعزل عن أحقية هذه المطالب أو عدم أحقيتها، ليست هذه هي المطالب التي تكلم بها الناس، لكل الناس أرشيف، فليخرجوا أرشيف الناس العفويين الطيبين، ولنرى ما هي مطالبهم، وهل وضعوا ألية لتحقيق مطالبهم أم لا؟ هل يوجد من ناقشهم، أو كان هناك من يحرضهم ويأخذهم بالإندفاع الجماعي الحماسي الإنفعالي.

اليوم نحن إذا أصبحنا أمام حراك يوجد قوى سياسية وأحزاب سياسية وتجمعات تركب موجة شعبية لتحقيق أهداف تتفاوت بين جماعة وأخرى، أنا أحببت أن أقول هذا التوصيف لأصل إلى النقطة التي تليها، حسنا، المتظاهرون الموجودون في الشارع بعد 9 أيام، يوجد سؤال: ألا تريدون أن تحققوا أهدافكم؟ أجل. البقاء في الشارع لوحده من دون أي إضافة، هل يحقق الأهداف؟ يمكن، وممكن كلا، الممكن نعم هذا يريد وقت، نحن في السابق تظاهرنا في ساحة الشهداء ورياض الصلح، ممكن وقتها لأننا لم نقطع طرقات إستضعفنا الناس، لا بأس، بقينا أسبوع وأثنين وسنة وفي الآخر، لا، ذهبنا إلى تفاوض، والأخرين أصموا الأذان وأكملوا في البلد ولم يسألوا عن شيء وبحكومة بتراء ولم يحصل شيء، اليوم التظاهر لا يكفي لوحده، هو بحاجة إلى إضافة، الإضافة يوجد فيها جزئين، الأول هل السلطة جاهزة للتفاوض؟ الجواب نعم جاهزة للتفاوض، الثانية أن تذهبوا أنتم للتفاوض، حسنا، اليس آن الآوان أن يكون هناك قيادة لهذا الحراك؟ أين هي هذه القيادة؟ يخرج أحدهم ليتكلم كلاما شعبويا، كلنا قادة الحراك، هذا كلام في أيام الثوران والإنفعال والأيام الأولى صحيح، ولكن عندما نصل إلى الحلول، فهذا ليس صحيحا، هذا مغالطة، المتظاهرون بكل الأحوال ليحققوا أهدافهم يجب أن يحددوا من يمثلهم لكي يتفاوض مع السلطة ليحقق أي هدف يريدون الوصول إليه. حسنا، لماذا لا تحددون قيادات؟ هل هناك قيادة حقيقية للحراك؟ أنا أقول لكم نعم، قيادة غير ظاهرة وغير واضحة وغير معلنة، لماذا لا يعلنون عن نفسهم؟ يوجد أسباب كثيرة، لا أريد الدخول بها لكي لا أضيع وقتكم، هم معنيون أن يقولوا الأسباب، لكن أنا أعرف من هي قيادة الحراك، يعني ليس هناك قيادة واحدة هناك أحزاب وتجمعات وشخصيات وهناك أطر وهناك أشخاص فعالون، هؤلاء يفترضون أنفسهم أنهم هم قيادة الحراك والناس هم شعب الحراك، حسنا، إذا أتيت على تصنيف هؤلاء لأنه من واجب المتظاهرين أن يعرفوا خلف من يسيرون، عندما يقال لهم فلتنزلوا للتظاهر، فلتقطعوا الطرقات، عندما يقال لهم فلتردوا على ورقة الإصلاحات، ويقال لهم ردوا على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، هل هم الناس لوحدهم يردون أو يوجد من يوجههم من موقع سياسي وموقع إعلامي وإداري، أكيد الثاني، وهذا ليس تحليلا بل هذه معلوماتنا.

حسنا، اليوم بالمجموعات التي تعتبر نفسها هي من تقود الحراك، أنا أريد أن أكون منصفا يوجد فئات، المتظاهرون يجب أن يعرفوا من يقود حراكهم وهم الذين يقدمون الجهد والتعب ويقفون بالشارع وتحت الشمس وتحت الشتاء، يوجد فئة أعرفهم شخصيا وطنيين ومخلصين وصادقين وكفهم نظيف وفعلا قلبهم على قلب الناس، هذه الفئة كم تبلغ نسبتها المئوية وكم هو تأثيرها بمجمل الحراك، يوجد في هذا الكثير من النقاش، هذه الفئة ما تدعيه وما هو واقع الحال يوجد نقاش هنا، يوجد فئة ثانية هي أحزاب سياسية معروفة، بعضها كان في السلطة وإستقال، وبعضها سابقا كان في السلطة لعقود وعهود ولها تاريخها ومشروعها وخطاباتها وماضيها وإرتباطاتها الخارجية والداخلية.إلخ... يوجد فئة هي عبارة عن تجمعات وتكتلات وكيانات سياسية جديدة تشكلت في الآونة الاخيرة شاركت في الانتخابات النيابية، أنفقت أموالا طائلة في الانتخابات النيابية الأخيرة، ورغم اعتماد القانون النسبي عجزت عن الوصول الى المجلس إلا بأرقام صغيرة ومتواضعة جدا. يوجد فئة أخرى يوجد فيها تجمعات وأشخاص قطعا ترتبط بسفارات أجنبية وبأجهزة إستخبارات أجنبية وهنا الجزء الأهم الذي أريد أن أقوله لكم، يوجد شخصيات وجهات اليوم تعتبر نفسها أنها هي تدير الحراك وتمول الحراك بعض هؤلاء هم من الفاسدين بل من الأشد فسادا، يوجد أناس اليوم يقدمون أنفسهم أنهم يريدون محاربة الفساد ويتهمني أنا بالفساد ويتهم حزب الله بالفساد وهو من أفسد الفاسدين ولديه ملفات بالقضاء اللبناني وبعض من في السلطة السياسية الحالية التي أنا متهم بالدافع عنها، هم محامون في القضاء اللبناني ولا أريد أن أدخل بالأسماء، هم اليوم موجودون في قيادة الحراك الشعبي، هناك من يبحث عن ثأر سياسي وهناك من يبحث عن تصفية حسابات سياسية، وهناك من يبحث عن موقع شعبي كمقدمة للانتخابات في المستقبل، أنا لدي أسماء لكل هذه الفئات، ولكن لا يوجد اليوم متسع من الوقت لندخل بالأسماء، أنا أحببت فقط أن أثير هذا التساؤل ليس لأنني أريد أن أثير شكوكا، كلا، أنا أريد أن أقول للناس، عندما تحملون ألمكم وأوجاعكم وتنزلون إلى الميدان في نهاية المطاف أنتم يجب أن تروا على من تأتمنون في صرخاتكم ودموعكم وآلامكم وكل شيء أنجزتموه وتعبتم به الى حد الأن، المتظاهرون هم معنيون بالدرجة الاولى أن يعرفوا من هم هؤلاء، ماذا يعني أن هؤلاء لن يستغلوا هذا الحراك لأهداف شخصية أو حزبية، ما هي الضمانات أن هؤلاء لن يأخذوا الحراك لخدمة مشاريع سياسية خارجية، ما هي الضمانات؟ أنا إلى حد الأن لا أتهم أحدا، بل أنا أسأل عن ضمانات، لأنه يوجد مخاوف وشكوك، أنا أريد أن أتوجه إلى المتظاهرين، عندما تقبلون بقيادة الحراك التي بعضها ليس لديه الجرأة للإعلان عن شخصه، عندما تقولون أنكم تريدون أن تواجهوا الفساد والفشل والتقصير وتتهمون الناس بالفشل والفساد، أتريدون أن تستبدلوا فاشلا بفاشل، وفاسدا بفاسد؟ لا يوجد في العالم شيء من هذا النوع، الثورات الشعبية وحركات الاحتجاج الشعبي، كانت دائما تقدم قيادات واضحة وبدائل واضحة ويدقق الناس بالبديل، فيجدون هذا البديل نزيها ونظيفا ووطنيا ومخلصا وليس مرتبطا مع السفارات ولديه كفاءة ويستطيع أن يقدم إدارة أفضل ويستطيع أن يساعد الناس لمعالجة قضاياهم، من سنخ الناس وحياتهم، وليس إمبراطورا ويعيش حياة إمبراطورية، ساعتها يقول الناس، نعم هذا هو بديلنا، ونحن جاهزون لنتظاهر ليوم التظاهر، وأن نحتج ليوم الاحتجاج لان بديلنا جاهز، نحن لسنا ذاهبون إلى الفراغ ولا نريد ان نستبدل من نعتبره فاسدا بما هو فاسد قطعا، هذا سؤالي وهذا حكي أخوي معكم ومع المتظاهرين ومع الناس والساحات وبعد ذلك فلتقولوا ماذا تريدون، لا يوجد مشكلة.

أنا أتحمل مسؤولية كبيرة مهما تكن أعباؤها ولوازمها، أنا جاهز لها، أنا أدعو أيضا وأقترح على من يعتبر نفسه قيادي في الحراك، أو قيادات الحراك، أن تبادر هي الآن وأن تذهب إلى القضاء اللبناني وأن ترى، هل لها ملفات أم ليس لها ملفات ؟ تعلن إستعدادها إذا إتهمها أحد بالفساد أن تذهب إلى القضاء اللبناني، ليس أن تهرب، وهناك إشاعات، لماذا أنتم تقطعون الطرق، لأن المسؤولين يريدون الهرب، لماذا تقطعون طريق المطار لأنهم يريدون أن يهربوا من طريق المطار، أتريدون ان تستخفوا بعقول الناس بهذه الطريقة وهذه السخافات، فلتكشفوا أنتم عن وجوهوكم الحقيقة، إذا كنتم حزبا فلتقولوا أنكم حزب، هذا رئيسنا وهؤلاء وزرائنا وهؤلاء نوابنا، من يتهمنا بالفساد فليتفضل، وأنا جاهز لإرسالهم إلى القضاء، وإكشفوا، أنتم تطالبون الوزراء والنواب بكشف السرية المصرفية، فلتكشفوا السرية المصرفية، اكشفوا سريتكم المصرفية، أنتم التي تقدمون أنفسكم بديلا ولا تريدون أن تأخذوا البلد إلى الفراغ، قولوا للناس ماذا عندكم من أموال وإذا عندكم فلوس والله منعم عليكم قولوا للناس من أين جاءت هذه الأموال. هكذا نقدم بديلا لائقا وتعلق عليه الآمال ويحقق أهداف الناس وطموحاتها.

النقطة التالية وأكتفي الآن بهذا المقدار، عندها نقول نعم هناك حراك وهناك قيادة جديرة ومؤهلة وكفوءة أن تجري إصلاحا وتحارب الفساد وتوقف الهدر وتسجن الفاسدين وتغير وجه البلد وتعمل اقتصاد وتنشله من المصائب التي هو فيها، إذا كان هناك بديلا ليس طائفيا ولا عقليته عقلية طائفية ولا عقليته عقلية مناطقية ويريد أن يعمل بعقل وطني وبروح وطنية كلنا جاهزين أن نبايعه، قدموا لنا هذا البديل.

العنوان التالي الذي هو قبل الأخير، يعني العنوان الأخير الذي يليه خاتمة، أنا هذه النقطة حقيقة تركتها للأخير لأنه بناء عليها أنا أريد أن أوجه حديثي لجمهور المقاومة وللبيئة التي أنتمي إليها وأيضا لكل أصدقاء وحلفاء المقاومة والحريصين عليها. وهذه النقطة التي هي أكثر حساسية، أنا أول شخص قلت هذا حراك عفوي وليس خاضعا لا لسفارات ولا لأحزاب، أول يوم، ثاني يوم، ثالث يوم، وجهات كثيرة اتصلت بي وسألوا وكانوا قلقين وقلت لهم ليس هناك شيء يدعو إلى القلق لأن هذا موضوع شعبي وعفوي ومطالب محقة والناس طيبين، نعم هناك نقطة قلق أن يأتي لاحقا أحد ويركب الموجة، سفارات ودول ووضع إقليمي وأحزاب سياسية وأناس تريد أن تعمل تصفية حسابات وأناس تريد أن تتسلق على ظهور الناس، هذا احتمال وارد، لكن الذي بان حتى الآن أنه لا ليس هناك شيء يدعو إلى القلق، وكنت أرفض قطعا نظرية المؤامرة، ليس كل شيء يحصل في البلد هو مؤامرة، أنا أجري بعض اللقاءات وأقرأ عنها ثاني يوم بالصحف كلاما ليس له علاقة بكل اللقاء، يعني بعد اللقاءات التي أجريتها الأسبوع الماضي كان كل النقاش لساعات عن الموازنة والضرائب وكيف سنأتي بالموارد وكيف سنخفف نفقات، كيف سنعالج، كيف سنحرك الوضع الاقتصادي، خطورة الوضع المالي، خطورة الوضع الاقتصادي، ثاني يوم أقرأ بالصحف أنه أنا أناقش الاستحقاق الرئاسي وأن فخامة الرئيس ميشال عون وضعه الصحي صعب، ما هذا الكلام السخيف الذي لا طعم له، ليس له أي أساس من الصحة.

على كل، أنا أرفض نظرية المؤامرة، لكن بالأيام الأخيرة مجموعة المعلومات والمعطيات وأعيد وأقول ليس تحليلا، معلوماتنا ومعطياتنا التي قاطعناها من أكثر من مكان الآن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف السياسي الدولي والإقليمي والذي يوظف جهات داخلية. ما عاد الموضوع حراك شعبي واحتجاجات شعبية وصحة وبيئة وفرص عمل وجوعانين وفساد وما شاكل، كلا، بالحد الأدنى معلوماتنا ومعطياتنا والمؤشرات والقرائن. حسنا، إذا لا أريد أن أجزم بهذه النتيجة، ألا يكفي هذا الاحتمال، أن يضعنا هذا في وضعية شك!؟ أنا أدعو اللبنانيين لأنهم جالسون أمام التلفزيونات المحلية، إذهبوا إلى وسائل الإعلام الخليجية والأجنبية شاهدوا الإعلام الأجنبي والعربي والخليجي، شاهدوا المقالات والتلفزيونات، شاهدوا مواقع التواصل، شاهدوا الجيوش الإلكترونية، شاهدوا اللغة، شاهدوا التحريض، أيتبين معكم عفويا والناس جوعانين والناس يريدون أن يأكلوا؟!! هذا كان بالأيام الأولى صح، مع إحترامي للجميع في البلد، الآن الوضع لم يعد هكذا.

أنا أريد أن أحذر، وهذا حصل في بلدان أخرى، إن شاء الله لا يكون يخطط للبنان هكذا، أنا بالحد الأدنى أريد أن أقول يا ناس انتبهوا هناك هكذا احتمال، أنا برأيي أكثر من احتمال، الآن ما نحن فيه هو أكثر بكثير من احتمال، لا تصدقوا ما تقول السفارات، اليوم السفيرة الأميركية والسفارات يقولون نحن لا نريد أن تسقط الحكومة ولا أن تستقيل، غير مهم ماذا يقول، المهم ماذا يعمل، غير مهم ماذا يقول وماذا يعد، المهم "CIA" وأجهزة المخابرات ماذا يفعلون؟! شاهدوا الإسرائيلي والإعلام الإسرائيلي والرهانات الإسرائيلية ماذا يفعلون، ماذا يعني أنه بهذا التوقيت الإسرائيليون يأتوا بلبنانيين من الموجودين داخل الكيان الصهيوني على الحدود ليتضامنوا مع التحركات الإحتجاجية؟! نحن أهل المقاومة يحق لنا أن نتحسس. لذلك لا، أنا أريد أن أعبر بصراحة بالحد الأدنى عن خشية والذي يقول هذه الخشية غير موجودة فليطمئننا، أنا لست خائفا على المقاومة، أنا خائف على البلد، نحن خائفين على البلد، أن يكون هناك أحد يريد أن يأخذ بلدنا ويعمل فيه توترات إجتماعية وأمنية وسياسية ويأخذه إلى الحرب الأهلية، اليوم كم بلد هناك في المنطقة تجري فيه حرب أهلية، كم بلدا في المنطقة؟ بمعزل عن خلفيات وتفاصيل ما يجري في العراق، ماذا يجري اليوم في العراق؟ إذهبوا إلى بقية الدول أتريدون أن يصبح لبنان هكذا؟

أنا لا أهبط حيطانا على أحد، اليوم في المعادلة الداخلية أقوى طرف هو المقاومة، لا أهدد أحد - وهذا الأصبع الذي يريد أن يخاف منه فليخاف منه ليس هناك مشكلة - لا أهدد أحدا، أنا أوصف، أقوى طرف في المعادلة الداخلية هو المقاومة، نحن غير خائفين على المقاومة، نحن خائفون على البلد، اليوم هناك خشية أن يكون هناك أحد ذاهب ليستهدف البلد، كيف؟ البلد التي هي دولة وجيش وشعب ومقاومة، هذه حصانة لبنان، هذه قوة لبنان التي تزعج إسرائيل وبدأت تعتبره تهديدا وجوديا، التي كانت بأيام زمان تجتاحه بالفرقة الموسيقية، وأرعب إسرائيل وأذل إسرائيل، هذه هي المعادلة، إذا أخذوا البلد إلى الفوضى والحرب الأهلية، دولة لا توجد، الجيش "يفرط" مثل ما حصل سابقا، يعني الشعب يتقاتل، يعني المقاومة تستدرج، هذا لمصلحة من؟! لا أهبط حيطانا، سجلوا، ضعوا الساعة اليوم وهذا التاريخ، إن شاء الله لا يحصل شيئا منه، إن شاء الله لا يكون هناك شيء منه، لكن أنا أؤكد لكم هناك معلومات وهناك معطيات وهناك شكوك حول هذا الموضوع، هناك أناس حتى بالداخل اللبناني في جلساتهم الداخلية كانوا يائسين من كل شيء ويراهنون على شيء واحد إسمه حصول حرب أميركية مع إيران وتغيير وجه المنطقة وإسقاط محور المقاومة، جلسات داخلية وتعبئة داخلية وعلقوا عليها آمالا كبيرة جدا، هذه الآمال ذهبت الآن، لا يوجد حرب أميركية على إيران، لا يوجد حرب بين أميركا والمحور، الأميركيون يلمون أنفسهم، شاهدتم ماذا فعلوا في شرق الفرات، شاهدتم ماذا فعلوا في منطقة الخليج؟ وتسمعون خطابات ترامب؟ حسنا، إذا هذا الخيار وهذا الرهان سقط فلنذهب إلى شيء آخر إذا.

أنا أريد أن أحذر من هذا الموضوع وأريد أن أقول نعم، في الحد الأدنى القيادات الحقيقة في الحراك هي معنية أن تطمئن اللبنانيين، وبكل صراحة هي معنية أن تطمئن المقاومة وهي معنية أن تطمئن المقاومة أن البلد غير مستهدف، لأن المقاومة ليست هدفا بذاتها، المقاومة هي لحماية البلد وحماية الناس وكرامات الناس وسعادة الناس وحياة الناس ودماء الناس وأعراض الناس.

من هنا أنا أصل إلى الخاتمة وأتوجه بها إلى جمهور المقاومة. أريد أن أشير - أنا أتوجه لجمهور المقاومة وحتى إلى الناس عموما - إلى مسألة طرحت هذه الأيام ولها طابع ثقافي - سياسي، أن هناك بعض الأصوات ومن مختلف الطوائف، وهذا بالمناسبة جيد، جيد أن يتعاطى أحد على أن الإمام الحسين عليه السلام هو نموذج للثورة على الظالمين والفاسدين والمفسدين ونصير المظلومين، ممتاز جدا، جاءوا وقالوا لنا أنتم لستم بمعسكر الحسين بهذه الحركة الاحتجاجية الأخيرة، معسكر الحسين الموجود بمختلف الساحات - لا أريد أن أسمي - الحسين اليوم معسكره هناك وأنتم خارج معسكر الحسين، وتكلموا معنا بهذه الأدبيات وبهذا المنطق، أن تتساءل الناس وتسأل ليس هناك مشكلة، لكن أن تحكم على الآخرين هكذا بشكل قاس وحاد هذا به ظلم، لماذا؟ لأن الحسين وعاشوراء وكربلاء هو أولا نعم قضايا محقة، ثانيا شعارات محقة، ثالثا نصرة المظلومين، لكن هو مشروع مكتمل، رابعا الذي هو بالحقيقة أولا وثانيا هو قيادة علنية واضحة صادقة مخلصة زاهدة عادلة مضحية مستعدة أن تضحي بنفسها وأولادها وأخوتها وعائلاتها وأموالها من أجل المظلومين، هذه كربلاء، كربلاء وعاشوراء يعني البديل المأمون، البديل الموثوق، البديل الذي يمكنك أن تسلمه رقاب الناس ودماءهم وأموالهم وكراماتهم وأعراضهم ومستقبلهم، الحسين قدم نفسه بديلا، الحسين لم يكن فقط قائد ثورة، قدم نفسه بديلا عن الطغمة الحاكمة المستبدة الطاغية الظالمة، وعندما ذهب إلى العراق لأن العراق بايعته، ذهب ليكون إماما وحاكما وحكومة، عندما تتحدث عن الحسين وتريد أن تشبه حراكا معينا بالحسين، قدم لي قضية محقة، شعارات محقة، قيادة واضحة صادقة عادلة مخلصة مضحية وبديل مأمون وكفؤ، قدموا لي حراكا من هذا النوع وأنا اليوم أقول لكم الساعة 5:07 أنا وكل حزب الله سنكون جنودا في هذا الحراك وعند قيادة هذا الحراك وجاهزون لنقدم دماءنا وأرواحنا وفلذات أكبادنا وأموالنا من أجل تحقيق أهداف هذا الحراك، لأن الحسين يصبح هنا، إذا كانوا غير موجودين دعوا الحسين قضية مختلفة، دعونا نتكلم بالتطورات وبالأوضاع وبالمخاطر وبالفرص وبالتحديات الموجودة ببلدنا.

بناء على كل ما تقدم، لأنه أنا سابقا قلت تريدون أن تتظاهروا تظاهروا وإذا لا تريدون أن تتظاهروا لا تتظاهروا هذا شأنكم، أول يوم وثاني يوم نحن لم نطلب من أحد أن يتظاهر ولم نمنع أحدا أن يتظاهر، لم نمنع أحد، العالم وحدها ذهبت، هناك أناس يقولون حزب الله ضد وأناس يقولون حزب الله هو الذي يقف وراء هذه الحركة كلها، وأنه نحن "قبينا باط"، أنا صادق معكم لا "قبينا باط" ولا طلبنا ولا منعنا، الناس بعفويتها نزلت. نعم، يوم السبت طلبنا من الحزبيين أن لا تنزلوا، لأنه أنا عندما أطلب من الحراك أن لا تسمحوا للأحزاب أن يركبوا الموجة وأن حضور حزب الله الكامل العلني الواضح إلى جانبكم هذا يؤثر على أهداف ومطالب الحراك - أنا أيضا أريد أن أكون صادقا بالإجراء - فقلنا لإخواننا وأخواتنا لا تنزلوا، لكن جزء من جمهور المقاومة ومن أصدقائها ومن حلفائها بقي يحضر بمختلف المناطق ويعبر عن موقفه، اليوم نتيجة كل ما تقدم، نتيجة التطورات، نتيجة أن هناك أبواب فتحت وهناك أناس لا تريد أن تدخل من هذه الأبواب المفتوحة نتيجة الأسئلة، نتيجة الشكوك، نتيجة الملاحظات، نتيجة المخاوف، أنا بصراحة لأن هناك أناس أيضا اعتبروا أني أضعتهم، أنه ماذا تريد لم نفهم، تريد أن نذهب أو لا نذهب، وصل الحال أنه وضع أحد الأشخاص على مواقع التواصل أنه يا سيد إذا لا تريد أن تتحدث بصراحة، أعطس عطسة واحدة يعني انزلوا، عطستين يعني لا تنزلوا، أريد أن أتحدث بالمباشر، أنا أطلب من جمهور المقاومة أن يتركوا هذه الساحات، حتى الشباب الذين نزلوا بالآونة الأخيرة ليؤيدوا المطالب ويدافعوا عن المقاومة، لأن هناك ساحات لم نشتم فيها فقط، غير مهم أن نشتم، لكن عندما يقال أن المقاومة إرهاب وبقية الساحات تصمت، وعندما يفتح ملف سلاح المقاومة وبقية الساحات تصمت، هناك أناس وجدوا من واجبهم أن ينزلوا ليقدموا صوتا ثانيا، طبعا يجب أن تشاهدوا عدالة وسائل الإعلام، عندما الناس تتحدث عن حزب الله إرهاب هؤلاء مواطنين لبنانيين، هؤلاء لا ينتمون إلى الحزب الفلاني، ليسوا مجموعات حزبية، عندما يخرج شباب أو صبايا يدافعوا عن المقاومة هؤلاء مجموعات حزبية تريد أن تخرب الحراك الشعبي. أنا أطلب من هؤلاء الشباب أن لا يبقوا بتلك الساحات، ليس هناك داع أن تذهبوا وتدافعوا عن المقاومة، إذا احتجنا أن ندافع عن المقاومة بالإعلام وبالسياسة وبالشارع وبالساحات وبالميادين وبالمنابر، هذا نحن قادرون عليه ونحن أهله، لا نريد أن يضعنا أحد في موضع أي اتهام أو تساؤل، اتركوا الساحات للمقتنعين بالساحات ونحن نحترم كل القناعات ونحترم كل الآمال ونحترم كل الآلام والمقتنع أن هذا الطريق توصله لأهدافه نحن لا نقف ضده. جمهور المقاومة أقول له كلام واضح وصريح، نحن لسنا معنيين بل ليس هناك مصلحة أن نتواجد في هذه الساحات والميادين، بل المصلحة أن نبتعد عنها ونتابع، إذا تحققت إيجابيات نبني عليها للبلد كله، لكن إذا هناك مخاطر وسلبيات نراقب ونحاذر ونتابع ونسعى لفتح كل أبواب الحوار والتفاوض، لأنه المطلوب أن نكون جميعا حريصين على الأمن وعلى الإستقرار وعلى السلم وعلى المعالجات الهادئة وعلى الحكمة.

هذا ما أحببت اليوم أن أقوله، طبعا، أصدقاؤنا وحلفاؤنا الذين نحن وإياهم في الخط السياسي نلتقي بالقضايا الإستراتيجية أتمنى أن يسمعوني اليوم جيدا، أنا أدعوهم أن يعيدوا التفكير، أنا أحترم خياراتهم، أتفهم منطلقاتهم، دوافعهم، هم خارج الشبهة قطعا، كل شخص ممكن أن يكون عنده رؤية أو حسابات معينة، لكن المكان الذي وصلنا إليه، النقطة التي وصلنا إليها، الأداء الذي نراه الآن، خصوصا إذا تم رفض الدخول في تفاوض وفي حوار مع رئيس الجمهورية، معنى ذلك وراء الأكمة ما وراءها، معنى ذلك أن هناك استهداف سياسي كبير في البلد، هناك استهداف سياسي كبير لكل شيء اسمه عناصر القوة بالبلد، أنا أدعوكم أن تدرسوا وتقيموا واتخذوا القرار الذي تجدونه مناسبا .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للتشخيص الصحيح وللتقيم الصحيح وللموقف الحكيم والصحيح وأن يحمي بلدنا وشعبنا وأن يساعد الشعب اللبناني للعبور من هذه المرحلة الصعبة بما يحقق أماله وأحلامه ومستقبله الواعد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اللقاء التشاوري الشيعي يناصر الانتفاضة: بداية تأسيس دولة حقيقية

جنوبية/25 تشرين الأول/2019

في ظل محاولات القمع التحركات في النبطية من قبل الثنائي الشيعي، والاعتداء الوحشي على المتظاهرين عقد اللقاء التشاوري الشيعي اجتماعه الدوري مساء الثلاثاء ٢٢/١٠/٢٠١٩ ورأى أن من الواجب اعلان مناصرة وتأييد الإنتفاضة الشعبية المباركة التي تقوم بها اليوم جماهير شعب لبنان وشبابه وشاباته، المطالبة بتنحي فاقدي ثقة الناس، الذين استنكفوا عن تحمل ادنى واجباتهم في ممارسة السلطة وادارة المرافق العامة، والذين اساؤوا أمانة ادارة المالية العامة والثروات الوطنية، واستغلوا سلطاتهم لصرف النفوذ والتربح من المنصب العام، وتقاسم المناقصات العامة وتبادل منافع الصفقات والاثراء غير المشروع من خلال توليهم السلطة، التي أولاها لهم ناخبوا لبنان. وبعد أن تمادى الإهمال والإستهتار بحقوق الناس وكراماتهم وغدا الفساد ونهب الأموال واختلاق الاعذار كذباً، واعتماد المحاصصة سيرة عملهم ومبتغاهم، كانت هذه الانتفاضة الوطنية المباركة، التي اطلقتها اجيال شعبنا الشابة متخطية ثقافة الكراهية وعنصرييها، ومطلقة من نفس كل لبنان اروع ما لديه من حس وطني مدني، وثقافة حديثة ومتطورة، تليق بوطن تنفتح آفاقه على العصر والمستقبل، وتؤصل هوية مواطنية لبنانية جامعة، تكون بداية التأسيس لدولة حقيقية سيدة. ومن مبدأ أن ليس في الحق جدل وأن الله فرض الأمانة نظاماً لأمته.

لذا نعلن انحيازنا من موقع الانخراط والمشاركة في هذا الحراك الرائع كما نعلن تبنينا الكامل لاجندة انتقالية تعتمد الاليات الدستورية، وتتبنى خارطة طريق تؤمن تحقيق اهداف الحراك المعلنة وكل المطالب التي صدرت عنه ونتطلع إلى اليوم الذي يصبح التغيير فيه، واقعا، وباب الولوج الى دولة مدنية ديموقراطية حديثة مشرعا لاولادنا واحفادنا. الحرية والديمقراطية والسيادة والكرامة الوطنية ضرورة لبنانية ملحة، وحق شعبنا بجودة المعايير في البيئة والغذاء والهواء ومياه الشفة أمر بديهي مفقود، أما العلم والصحة والسكن وضمان شيخوخته فهي ابسط الحقوق الانسانية التي تعترف بها شرائع الدول وحقوق الانسان. حمى الله لبنان وحفظ انتفاضة شعبنا الثائر.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 25- 26 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

فيديو مداخلة للياس بجاني عبر قناة أي 24 نيوز القسم العربي تتناول رسالة الرئيس عون للبنانيين وذلك من خلال حلقة نقاش حولها يوم الخميس 24 تشرين الأول

http://eliasbejjaninews.com/archives/79820/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%b1-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-i24news-arabic-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=rVMeQRiIx1E&t=530s

 

فيديو/مداخلة للياس بجاني/سكايب- من ضمن تقرير لمحطة أي 24 القسم العربي-i24NEWS Arabic- تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية ومشكلة لبنان الأولى والأخطر وهي احتلال حزب الله/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79830/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85%d9%86-%d8%aa/

https://www.youtube.com/watch?v=sLwxDLH5Tes

 

 

 

رسالة الرئيس عون بينت كم هو غريب ومغرب عن الجنرال عون وعن شعب لبنان العظيم

الياس بجاني/25 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79800/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d9%86%d8%aa-%d9%83%d9%85-%d9%87%d9%88/

 

 

خطاب سلطة الفراغ وفساد اللغة

يوسف بزي/المدن/الجمعة25/10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79837/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%ba-%d9%88%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9/

 

 

 

مقالات ستة من جريدة الشرق الأوسط تسلط الأضواء على كارثية احتلال حزب الله الإرهابي للبنان وتبين كم هي مهمة وضرورية الثورة الشعبية للتخلص من الإحتلال واذرعته واستعادة لبنان الحر والسيد والمستقل.

الكتاب هم: أمير طاهري/عبد الرحمن الراشد/سمير عطالله/حسام عيتاني/مشاري الذايدي/سوسن الأبطح/25 تشرين الأول/2019

قاسم سليماني وسوء فهم المسألة اللبنانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

Why Soleimani Misreads Lebanon/Amir Taheri/Asharq Al-Awsat/October 25/2019

أسباب التضييق على لبنا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

الموجة الثورية الثانية تصيب لبنان/حسام عيتاني/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

هل يُصلِح العطار دهر لبنان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

لبنان يسلخ جلده/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79842/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d8%aa%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%aa%d8%b3%d9%84%d8%b7-%d8%a7/

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For October 25-26/2019 Addressing the Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon

Compiled By: Elias Bejjani

October 25-26/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79849/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-october-25-26-2019-addressing-the-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon/