LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله. فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/عيب على الحريري ان يلجئ للإرهاب ويقيل مديرة وكالة الأنباء الوطنية لأنها تغطي الثورة الشعبية

الياس بجاني/تحية أكبارة وعزة لطرابلس ولأهلها السياديين والشجعان

الياس بجاني/خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غمرة وقبلة احترام بين عسكري ومتظاهر

الناشطة العونية السابقة  كريستين أبو جودة توجه رسالة إلى ميشال عون: صوت الشعب من صوت الله

نداء بكركي دعا رئيس الجمهورية الى البدء بالمشاورات لاتخاذ القرارات بشأن مطالب الشعب: لاحتضان انتفاضة أبنائنا المشروعة وحمايتها

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 23/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 تشرين الأول 2019

تبليغ أوروبي للثنائي الشيعي

عودة من بكركي: الفراغ أفضل مما نعيشه اليوم

الصحف العالمية تفضح بالارقام اموال السياسيين اللبنانيين في المصارف الاوروبية

الأب علاوي من المستشفى: انزلوا إلى الطرقات

هل من قرار سياسي لفتح الطرقات؟

هل بدأ عون يشعر بحجم الورطة؟.. مصادر بعبدا: خيار التعديل الوزاري مطروح

"لحظة خطيرة".. إشادة أميركية بالجيش اللبناني وتحذير من الطائفيين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بالفيديو من النبطية: "شبيحة النظام" يعتدون على المتظاهرين والإعلاميين

حزبيو النبطية يتظاهرون ليلاً إخفاءً لوجوههم

الفيديو - اعتداء على المتظاهرين بالعصي بالنبطية... "انتو بتعرفوا الحسين"؟!

تسجيل لمقاتل من حزب الله عن الانتفاضة: سنحتل الساحتين

قاشوش طرابلس: خلصت سيرة بَيّ الكل/بتول خليل/المدن

قيادة الجيش: نقف إلى جانب المتظاهرين ونلتزم حماية حرية التعبير وريا الحسن رفضت توريط قوى الأمن في استعمال القوة ضد المحتجين

يعقوبيان: من المؤسف انصياع الجيش لأوامر السياسيين

"شبيحة" حزب الله وأمل بلباس شرطة البلدية يهاجمون النبطية

الهيكل المهترئ: الحريري يخسر جمهوره ويلجأ لنصرالله وعون/منير الربيع/المدن

النظام يتحول عاراً.. والانتفاضة باتت نمط حياة يومية

العونيون يتآمرون لتوريط الجيش.. والقيادة ترفض/منير الربيع/المدن

المشاهير في الساحات..والسوشيل ميديا خرقت هواتفنا!/عبير بركات/الكلمة اونلاين

رسائل غربية: حكومة إختصاصيين وحماية المتظاهرين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الرئيس التونسي بعد أداء اليمين أمام البرلمان: لا تسامح في مليم واحد من عرق الشعب واقترح التبرع بيوم عمل شهرياً لسداد ديون الدولة

طهران عن الاتفاق الروسي-التركي: فرصة لحوار بين أنقرة ودمشق

ترامب يرفع العقوبات عن تركيا

خادم الحرمين الشريفين يلتقي وزير الدفاع الأميركي/ولي العهد يستعرض مع إسبر مجالات التعاون العسكري والدفاعي

الأمم المتحدة تطالب لبنان بـ«تفكيك الميليشيات» و«مجموعة الدعم الدولية» تدعو إلى «الاستماع لمطالب الناس»

اتفاق روسي ـ تركي «مصيري» ينظم الانتشار في الشمال السوري ومفاوضات صعبة استغرقت ست ساعات بين بوتين وإردوغان في سوتشي

الجيش الوطني» يعلن تدمير دشم طائرات تركية... و«الوفاق» تتهمه بقصف المدنيين ودعوات لاستبعاد أنقرة من مؤتمر برلين بعد تصريح إردوغان حول {الإرث العثماني} في ليبيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نار الثورة لن تَخْفُتَ في لبنان/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

غضب شيعة لبنان.. فشل "دولة" حزب الله/سامي خليفة/المدن

ثورة ضد الفصاحة في السلاح والعبارة/بلال خبيز/المدن

بلبلة في قصر بعبدا.. وسقوط الحكومة حتمي/منير الربيع/المدن

الجبل خارج التغطية.. أزمة "الاشتراكي" والقمع الناعم/أنور عقل ضو/المدن

تسريبات "التعديل الحكومي": هذه الأسماء مطروحة.. وباسيل مقابل خليل؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

غلطة «حزب الله» القاتلة/محمد كريشان/القدس العربي

سيناريو رئاسي لحلّ الأزمة.. وزراء بالسجون/علاء الخوري/ ليبانون ديبايت

سامي الجميل: الحريري يريد الاستقالة لكنه "رهينة" حزب الله/طوني بولس/انديبندت عربية

ثورة "الخريف اللبناني": لا حلول كلاسيكية/رفيق خوري/انديبندت عربية

هل يعلن نصر الله الجهاد على لبنان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

رسالة إلى فخامة الرئيس/سعيد مالك/جريدة الجمهورية

احتجاجات حاشدة في لبنان ضد الطبقة السياسية وسياساتها الاقتصادية/ليديا أسود/موقع كارنيغي/23 تشرين الأول/2019

حرّاس المدينة» : لا نريد «ورقة إصلاحية» بل «ورقة الإستقالة»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري عرض مع وفد من الاشتراكي المستجدات

بري التقى نواب الاربعاء ووفد التقدمي: الظرف مؤات جدا لقيام الدولة المدنية وقانون انتخابات يعتمد الدائرة الواحدة وفق النسبيةالاحرار طالب بحماية الشعب: التظاهرات خير دليل على المستوى الحضاري والمسؤول

نقابة محامي بيروت: لتفادي أي شطط عن مبادئ التحرك الشعبي مجانبة لأي فراغ دستوري قاتل

سلام يثني على مواقف دار الفتوى وبكركي

المشنوق ينتقد صمت دريان: هل سمع كبير عمائمنا البطريرك الراعي؟

ميقاتي ونجله وشقيقه إلى القضاء بتهمة الإثراء غير المشروع اعتبرها رسالة معناها: طفح منك الكيل لأنك لم تنتخب رئيس الجمهورية

نقابة المحامين: تعبير الشعب اللبناني إنجاز تاريخي

انتفاضة لبنان: هوية وطنية جديدة ونظام غير قابل للحياة

بلومبيرغ”: الوزير أفيوني حصل على رشوة

منسق “المستقبل” في البقاع ينضم الى الثوار في مجدل عنجر

وليد جنبلاط: الحريري يشتري الوقت وباسيل خرب البلاد

دار الفتوى: البلاد تمر بمنعطف خطير وللنظر بإيجابية لمطالب الشعب

“الاشتراكي” للحريري: الشارع بلّش يفلت وشهيب عن الاستقالة: كل شي وارد في وقته

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله. فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله

إنجيل القدّيس لوقا18/من18حتى30/:”سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!». قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي». ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا. ورَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ حَزِنَ فَقَال: «ما أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِياءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلله. فَإِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱلله». فقَالَ السَّامِعُون: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». قَالَ يَسُوع: «إِنَّ غَيْرَ المُمْكِنِ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ مُمْكِنٌ عِنْدَ الله». فقَالَ بُطْرُس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ مَا لَنَا وَتَبِعْنَاك!». فقالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَا مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا، أَوِ ٱمْرَأَةً، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ وَالِدَيْن، أَوْ بَنِين، مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ الله، إِلاَّ وَيَأْخُذُ في هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَة، وفي الدَّهْرِ الآتي حَياةً أَبَدِيَّة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79762/79762/

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس ميشال عون هي التي تصدرت اليوم مجلة التايم العالمية بشكل حضاري وإيجابي وكياني ومشرّف، وليس صورة صهره الأستاذ جبران باسيل مع كلام لشعبنا الثائر عنه وعليه والذي للأسف يبين كم أن هذا الشعب العظيم غاضب عليه ويكرهه ويريد رحيله.

كم كنا نتمنى لو أن صورة الرئيس عون هي التي كانت اليوم في صدارة وعلى غلاف المجلة العالمية هذه مع تهنئة وإشادة له وبه على نجاحه العظيم في تحرير لبنان من الإرهاب الإيراني، ومن عاهات وأيتام نظام الأسد المجرم، ومن احتلال حزب الملالي، حزب الله، واستعادة السيادة والاستقلال والحرية، وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701… وذلك كما كان وعد اللبنانيين لسنين طويلة من منفاه الباريسي والذي من أجل وعوده هذه دخل قلوب وعقول معظم اللبنانيين السياديين والكيانيين.

ولكن للأسف فقد خابت آمالنا بالرجل الذي ساندناه لسنين طويلة وأحببناه وسوقنا له ولمشروعه الوطني والسيادي.

صُدمنا وصُعقنا وخابت آمالنا به لأنه وبعد أن عاد إلى الوطن ووصل إلى مواقع القيادة والسلطة تخلى عن كل الشرفاء والأحرار والمثقفين وشيتنهم واستبدلهم بتجار ومنتفعين ووصوليين وودائع، وصادر آمالنا الكيانية والاستقلالية وشوهها وغير مسارها وحول وجهة ومزاج شعبيته العارمة داخل الشارع المسيحي إلى وجهات نفعية وسلطوية وإلى غياهب ثقافات وأهداف ومشاريع غير لبنانية وغير استقلالية.

اليوم وشعب لبنان العظيم ثائر من خلال انتفاضة عابرة للمناطق والمذاهب ولشركات الأحزاب وأصحابها التجار والوكلاء كافة، لن نوجه إلى الرئيس عون أي رسالة نطالبه من خلالها بأي شيء تغييري أو إيجابي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من يُجرب المُجرب يكون عقله مُخرب.

بل نتمنى عليه وبمحبة أن يستقيل ويعلن فشله ويترك لغيره من الشرفاء والأحرار من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار حرية اختيار من هم أكفاء وقادرين على قيادة دفة السفينة إلى بر السلام والآمان والاستقلال وهؤلاء والحمد لله كثر.

نحن نعرف وكل الناس تعرف بأن كل ممارسات الصهر الأستاذ جبران هي غب تعليمات الرئيس عون 100%، وبالتالي جبران ومع احترامنا لشخصه هو مجرد ناطق باسم الرئيس فقط وليس أكثر…ومن هنا فإن الرئيس وحده يتحمل مسؤولية كل ممارسات ومواقف وشطحات وفشل صهره.

وهو أي الرئيس يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والوطنية على كل ما وصل إليه حال لبنان في عهده، وأيضاً منذ عودته من المنفى من فوضى وتفلت وفقر واستفحال لحال الاحتلال بنتيجة تغطيته للمحتل الإيراني والإرهابي الذي هو حزب الله منذ العام 2006 والتسويق لاحتلاله وتشريع سلاحه ودويلته وحروبه ومعاداة اللبنانيين السياديين والأحرار والعالمين العربي والغربي.

يا حضرة الجنرال ميشال عون رحمة بلبنان الذي تحب دون شك وإن كان على طريقتك، ورحمة بشعبنا المقهور والمهان والثائر الذي أوصلك إلى ما أنت فيه، استقيل بشجاعة وأنت عرفناك ما قبل ال 2006 شجاعاً ومقداماً.

يبقى أن مشكلة لبناننا الحبيب الحالية رقم واحد هي ليست لا جبران ولا عون ولا الحريري ولا جنبلاط، ولا أي سياسي أو صاحب شركة حزب، ولا أي أزمة حياتية أو مصرفية، بل هي احتلال حزب الله الملالوي.

نعم، وألف نعم، فإن كل الأزمات والصعاب برزمها وفظاعتها وخطورتها هي مجرد أعراض ومجرد أعراض لهذا الاحتلال.

ومن هنا فإن الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان منذ أيام لن تكون ذات نتيجة إيجابية واستقلالية ولو 01% ما لم يكن في أول قائمة مطالبها حل تنظيم حزب الله وعودة الدويلة إلى الدولة من خلال الدستور وبشرطه القانونية وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

ربي أحمي لبنان وشعبه وخلصه من نير الإحتلالات ومن اسخريوتية قادته وطاقمه السياسي والحزبي الطروادي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

خطة القضاء على “حزب الله” هو ما ينقص الورقة الإصلاحية/الياس بجاني//22 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d9%82%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1/

 

عيب على الحريري ان يلجئ للإرهاب ويقيل مديرة وكالة الأنباء الوطنية لأنها تغطي الثورة الشعبية

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2019

جمال الجراح وزير الإعلام يمارس الإرهاب ويقيل مسؤولة وكالة الأنباء الوطنية لور سليمان على خلفية تغطيتها الإنتفاضة الشعبية..عيب يا ابن رفيق الحريري.

 

تحية أكبارة وعزة لطرابلس ولأهلها السياديين والشجعان

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2019

ما جرى وما يجري في طرابلس من مظاهرات راقية وسلمية وجامعة وعابرة للطوائف والمناطق هو حدث تاريخي بيكبر القلب وقد اعاد لها ولأهلها صورتهم الحضارية والسيادية والوطنية الحقيقة والمشرّفة التي حاول تشوهها وفشل نظام الأسد المجرم وربع كذبة محور المقاومة اللاهي والإرهابي

 

خطة القضاء على سرطان حزب الله الإحتلالي هي ما ينقص الورقة الإصلاحية

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79697/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

بداية لا جبران باسيل ولا عمه الرئيس عون ولا جنبلاط ولا فتى الكتائب ولا المعرابي ولا أي وزير أو سياسي أو صاحب شركة حزب تجاري هم المشكلة فقط.

هؤلاء جميعهم ومعهم باقي الأطقم السياسية والحزبية والإعلامية ورغم خطرهم على الإنسانية وعلى الحق والحقوق فهم أعراض ومجرد أعراض وأدوات صغيرة وتافهة وثانوية للمشكل الأساس.

المشكل الأساس وسبب كل الكوارث التي حلت وتحل على مدار الساعة على لبنان وعلى كل اللبنانيين هو سرطان احتلال حزب الله الملالوي والإرهابي والمذهبي بدويلته وإرهابه وتمذهبه وإيرانيته وحروبه وفجور ووقاحة وهمجية وبربرية سيده ومعه كل المسؤولين والعسكر اللاهيين المتأيرنين الأعداء لكل ما هو لبنان ولبناني وحضارة وتعايش وحقوق وحريات وديمقراطية.

عملياً، البلد لم يتعطل ويعادي حكمه العالم ويوصم شعبه بالإرهاب، ولم تعمه الفوضى فقط بسبب أزمات الكهرباء ودين الدولة والنفايات في الشوارع.

ولا فقط بنتيجة فجع وقرف جبران باسيل الغرائزي الفاقد لكل مواصفات البشر والإنسانية.

ولا فقط على خلفية صبيانية الحريري وكسله وجهله للبنان ولعدم تحسسه أوجاع ومعاناة بيئته بشكل خاص.

ولا فقط بسبب باطنية ودكتاتورية وأوهام سمير جعجع الحالم بكرسي بعبدا والجاهز للجلوس عليها بأي ثمن.

ولا فقط على خلفية اكروباتية وباطنية وليد جنبلاط وحقده على الموارنة.

الكارثة حلت لأن البلد محتل، والمحتل الهمجي هو حزب الله الإيراني الذي غير طبيعة البلد الحضارية بالقوة، وفكك الدولة وسيطر عليها، وعهر فيها كل مبادئ وقيم العمل الوطني والسياسي والخدماتي، وعطل المؤسسات وأفرغها من كل مسؤولياتها، واستعبد الطاقم السياسي والحزبي، ودجن الحكام وحولهم إلى أتباع، ودجن أصحاب شركات الأحزاب وأغراهم بالكراسي والسمسرات مقابل تنازلهم عن السيادة والاستقلال والقرار الحر.

من هنا فإن ورقة الحكومة الحريرية والجنبلاطية والباسلية والمعرابية والعونية، كما كل الأوراق الأخرى الحالية والسابقة هي كذب واحتيال ونفاق ودجل وتعاطي سطحي مع أعراض احتلال حزب الله دون تسمية هذا الاحتلال وطرح خطة لإنهائه وتفكيك دويلته وتسليم سلاحه للدولة وضبط الحدود واستعادة واسترداد السيادة والاستقلال والقرار الحر وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701.

أما من يطالب من أهلنا بتسلم الجيش الحكم واعتقال المسؤولين وتشكيل حكومة عسكرية انتقالية فهذا هو الغباء والجهل بلحمه وشحمه وكأن هؤلاء يجهلون ما حل بلبنان من تعاسة واضطرابات واحتلالات وتنازلات ودكتاتورية وهجرة وتهجير واغتيالات وتبعية في عهود كل من الرؤساء العسكر اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون.

الحل الوحيد والعملي لأنهاء احتلال حزب الله يبدأ بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 تحت سلطة وإشراف الأمم المتحدة بعد توسيع صلاحية القرار 1701 ونشر القوات الدولية على الحدود مع سوريا ووضع الجيش اللبنانية تحت أمرتها.

كما أنه فقد أصبح من الضرورة بمكان وقف التكاذب الوطني بين اللبنانيين والعمل جدياً للاتفاق بين كل الشرائح اللبنانية المجتمعية على تطبيق النظام الفيدرالي أو المقاطعات أو الولايات الذي اثبت فاعليته ونجاحه في كل بلدان العالم من مثل أميركا وكندا وأوروبا والإمارات وغيرهم الكثير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غمرة وقبلة احترام بين عسكري ومتظاهر

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الأول/2019

http://www.naharnet.com/stories/en/265867-videos-of-troops-crying-hugging-protesters-go-viral

بعد وضع الجيش بوجه أهله، الشعب اللبناني، التقطت عدسات الكاميرات عسكرياً في الجيش اللبناني يغمر أحد المواطنين بقوة في زوق مصبح، طالباً منه ان يتوقف عن البكاء، فيما ظهر العسكري متأثراً جداً، الأمر الذي جعل طفلاً يبكي، وعلت الأصوات والهتافات الداعمة للثورة ولإسقاط الحكومة.

 

الناشطة العونية السابقة  كريستين أبو جودة توجه رسالة إلى ميشال عون: صوت الشعب من صوت الله

المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79776/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ac/

اضغط هنا

وجهت الناشطة السابقة في التيار الوطني الحرّ كريستين أبو جودة رسالة إلى رئيس الجمهورية، هذا نصها (بالعامية):

"بدي وجه رسالة من القلب للرئيس ميشال عون، بما إنو فخامتك رافض تخاطب شعبك فرح آخد أنا المبادرة وخاطبك لعلّ هالمظاهرات والاعتصامات قد أيقظت بداخلك أهم مبادئ الديمقراطية ألا وهي إنو الشعب هو المستشار الأول والأخير لأي حاكم أو مسؤول. شعبك مش اليوم عم بيناديك، شعبك صرلو سنين. من نهار اللي نسفت الديمقراطية داخل التيار الوطني الحر وعُيّن جبران باسيل رئيس، شعبك صرخ بأعلى صوتو وقلك "من المعيب أن يفتتح العماد عون مسيرتو الرئاسية بخطأ بهذا الحجم. المضي بانتخابات التيار لم يكن يوماً خيار كان واجب وبالرغم من هيدا كلو غضينا النظر وضلينا متمسكين بإيمانّا انو وحدك مركب نجاة اللبنانيين الغرقانين ببحر من الفساد".

هيدي الثورة منّا مؤامرة ضد العهد. انتو اللي عليتو السقف كتير. انتو اللي وعدتو وتوعّدتو. هيدي الناس يلّي قاتلت بكل معاركك بدءاً من الحكومة الانتقالية وصولاً لانتخابك رئيس للجمهورية. هيدي الناس يلّي زحفت على قصر الشعب تتحميك والجيش يلّي سهّل وصولن من تلاتين سنة. اليوم وقف بوجّ المتظاهرين الأحرار تيذكرن انو قصر الشعب رجع اليوم القصر الجمهوري. هيدي الناس حطّت صورك بين صور القديسين والأنبيا واحتفلت برئيس "صنع في لبنان" وسمّتك بيّ الكل. هيدي الناس فخامتك طلعت تقلّا: "صوت الشعب من صوت الله وما حدا بيقدر يوقفو". ويوم يلّي رفعت شعار "كلّن يعني كلّن" هزّت العالم وفخامتك التزمت الصمت.

مع ولادة التسوية الرئاسية سقط الإبراء المستحيل. وكنّا أول مين انتخب برّي الفاسد والبلطجي، مش هيك انتو بتسموه، لرئيس مجلس. وغضينا النظر ونطرنا تلات سنين لتوضع حجر أساس لبناء دولة بس الأعذار هيّ ذاتا. من ميل "عم بعرقلوكن" ومن ميل "الطائف جرّد الرئيس من كل صلاحياتو". مع اني بتذكر منيح انو عطلنا البلد سنتين ونص لانتخاب رئيس قوي تيزيح العراقيل ويسترد الصلاحيات. 29 نائب، 11 وزير، قيادة الجيش، ما بعرف كم مدير عام، دعم مطلق من حزب الله وبعدكن بدكن تقنعوا الناس إنو انتوا مكبّلين.

بيئسفني قلّك انو اليوم اللي انتخبت رئيس نحن افتكرنا انو هيدي بداية المعركة أمّا فخامتك بنفس النهار ألقيت السلاح وختمت النضال. بتذكُر فخامة الرئيس يوم اللي طلعت تستصرخ ضمير العالم الحر وتقلن "عار على العالم الحر أن يقف جنرال بلباس مرقّط ليقول للنواب وللعالم أنّ الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت". نصّ الشعب اللبناني عم يهتف "كلّن يعني كلّن" وبعدك ملتزم الصمت. هيدا المشهد منّو ضمن إطار الحرية؟ ماذا بقي من مدرسة العماد عون، من مبادئه، من عقيدته داخل التيار الوطني الحر؟ صرنا متل مدارس الدكاكين اللي بيقولولن "إدفع ترُفع". منقمع كل صوت معارض. منفصل المناضلين. منسعّر الكرسي النيابي والحقيبة الوزارية لرجال أعمال ما بتشبهنا بغضّ النظر عن خلفيّتن السياسية والنضالية.

التيّار اليوم ما بيشبه تيّار الأمس وبعدك ساكت. بعرف إذا بعد ما وصل صدى صوت مليونان لبناني أكيد ما رح يوصل صوتي. بس كرمال هالناس يلّي بالطرقات رح قوم بمحاولة أخيرة لإنعاش الذاكرة لخطاب ألقيته على الناس بـ14 آذار 1989، وقلت: "جيتو اليوم تتبعتو رسالة تكذيب للموجودين هون إنو القضية مش قضية العماد عون. القضية قضية شعب". وأنا اليوم بدوري بقلّك: جينا اليوم تنبعت رسالة تكذيب للموجودين هون إنو القضية مش قضية رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو رئيس مجلس نواب أو الأحزاب بممثلينن من دون أي استثناء. القضية قضية شعب والشعب قال كلمتو "كلّن يعني كلّن".

 

نداء بكركي دعا رئيس الجمهورية الى البدء بالمشاورات لاتخاذ القرارات بشأن مطالب الشعب: لاحتضان انتفاضة أبنائنا المشروعة وحمايتها

الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

أصدر مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بعد الاجتماع الاستثنائي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة بطاركة وممثلين عن الكنيسة الارثوذكسية نداء تلاه البطريرك الراعي: "نحن رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية وأساقفتها ورؤساء الرهبانيات العامين والعامات اجتمعنا في الصرح البطريركي في بكركي للنظر في الحالة الوطنية التي تستدعي مواكبة تطوراتها، بل التحولات، منعا لانزلاق البلاد في مسارات خطيرة تنقض جوهر الوجود اللبناني وهويته.

إننا نؤكد بادئ ذي بدء لشعبنا أن الكنيسة لطالما وقفت إلى جانبه واحتضنت حاجاته من ضمن مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية، وهي تلتزم مع هذه المؤسسات إلى المزيد من الخدمات.

إن ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول هو انتفاضة شعبية تاريخية واستثنائية تستدعي اتخاذ مواقف تاريخية وتدابير استثنائية. المسكنات لا تمر بعد الآن. فما كان هذا الشعب لينتفض لو لم يبلغ وجعه حده الأقصى. وإذا كان هذا الوجع أطلق صرخته اليوم، فهو بدأ منذ سنوات من دون أن تعالجه الدولة بالجدية اللازمة، لا بل أمعنت في الانحراف والعناد والفساد حتى انتفض الشعب. وهذا الواقع المتفجر يفرض علينا جميعا، مرجعيات روحية، التوقف أمامه والعمل الفوري على معالجة أسبابه.

نحن المجتمعين هنا، نحيي الشعب المنتفض ونبدي تقديرنا وتضامننا بانتفاضته الحضارية السلمية ونتفهم دوافعها. فهذا الشعب أظهر أنه موحد أكثر من قادته وأعطى الدليل على إرادة الحياة الوطنية في زمن التفكك والفتن. شعب لبنان جسد المحبة والشراكة، وأطلق نبض الكرامة وعنفوان الحرية وتمسك بحقوقه الوطنية والاجتماعية. لقد بعث هذا الشعب برسالة تتخطى الانقسامات الطائفية والمذهبية. خرج الشعب إلى الساحات والشوارع يطالب بدولة مدنية، يقرها أصلا الدستور تستلهم القيم الروحية التي طالما ميزت تاريخ لبنان.

نحن المجتمعين هنا، ندعو إلى احتضان انتفاضة أبنائنا المشروعة وحمايتها، وإلى أن يتجاوب الحكم والحكومة مع مطالبها الوطنية ومنها: حكم ديمقراطي، حكومة ذات مصداقية، قضاء مستقل وعادل، أداء شفاف، حياد عن الصراعات، تطبيق اللامركزية الإدارية، بسط سلطة الشرعية دون سواها، مكافحة الفساد، وقف الهدر، استرداد الأموال المنهوبة بقوانين نافذة، تأمين التعليم وفرص العمل، توفير الضمانات الاجتماعية لمختلف فئات الناس. هذه أبسط حقوق الناس بعد مئة سنة على نشوء دولتهم.

ما يجري اليوم سبق لنا أن حذرنا من حصوله، لكن الحكومة، بل الحكومات المتعاقبة منذ 30 عاما، تجاهلت نداءاتنا وأهملت واجباتها البديهية، وشعر الشعب أن دولته أصبحت مقاطعات تستشري فيها المحاصصة والمصالح، فلا اعتبار لكفاءة ومساواة وحق، بل للمحسوبيات والزبائنية على حساب كل مكونات المجتمع. فتحول القهر انتفاضة.

لم تتحرك الحكومة إلا تحت ضغط الشارع. فلائحة الإصلاحات التي أصدرها مجلس الوزراء أخيرا، لا سيما إقرار الموازنة، تشكل خطوة أولى إيجابية، لكنها تستلزم تعديل الفريق الوزاري وتجديد الطاقم الإداري فيؤتى بأصحاب الكفاءات والصدقية والنزاهة والوطنية، وتحتاج لائحة الإصلاحات أيضا إلى آلية تنفيذية سريعة لكي يأخذها الشعب بجدية، لأنه فقد ثقته بهذه الحكومة ووعودها.

في خضم هذه الأحداث التاريخية التي يتابعها العالم بدوافع مختلفة، نتوجه إلى السلطة والشعب والمجتمع الدولي:

- أولا: إلى السلطة القائمة، بأن تعي حجم الحدث وخطورته على مصير لبنان، وخصوصا على مصير كيانه وهويته واقتصاده، فلا تتعاطى معه كحدث عابر، بل كتحول اجتماعي/وطني. ندعو السلطة إلى اتخاذ خطوات جدية، جذرية وشجاعة لإخراج البلاد من هذه الأزمة الكبرى. وندعوها إلى تغيير سلوكيات الحكم والحكومة والإدارة، إلى حوكمة رشيدة ومتجردة، إلى الانفتاح على قوى المجتمع الحية. فبئس دولة تخاف شعبها ونخبها.

وندعو فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، وناظم عمل المؤسسات، إلى البدء فورا بالمشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب. فاستمرار شلل الحياة العامة في البلاد من شأنه أن يؤدي إلى انهيار البلاد اقتصاديا وماليا، ما يرتد سلبا على الشعب اللبناني، وبخاصة على أبنائنا وبناتنا الثائرين. لقد حان الوقت لكي تلبي الدولة المطالب المحقة لتعود الحياة الطبيعية إلى البلاد.

- ثانيا: إلى الشعب اللبناني المنتفض في لبنان وفي بلدان الانتشار، أن يحافظ على نقاء تحركه وسلميته، أن يمنع أي طرف من أن يستغل صرخته ويحولها حركة انقلابية، ويشوه وجهها الديموقراطي. وبعد أسبوع من هذه الانتفاضة الشعبية المستمرة التي جسدت حرية التعبير، لا بد أيضا من احترام حرية التنقل للمواطنين لتأمين حاجاتهم ولا سيما الصحية والتربوية والمعيشية والاقتصادية، فيبقى الرأي العام محتضنا هذه الانتفاضة. في هذا السياق، ندعو المتظاهرين للتوافق في ما بينهم على من يحاور باسمهم مع المراجع المعنية للوصول إلى حلول ناجعة. وإننا نثمن جهود الجيش اللبناني خصوصا والقوى الأمنية عموما لاحتضان هذا التحرك وحمايته، طالبين من الجميع التعاون مع هذه المؤسسات والتجاوب مع تدابيرها الأمنية والحياتية.

- ثالثا: إلى المجتمع الدولي، بأن يؤدي دوره في دعم أول ديموقراطية نشأت في هذا الشرق. في الحفاظ على أول تجربة شراكة مسيحية/ إسلامية نشأت بعد الحرب الأولى. في مساعدة لبنان في حل المشاكل التي نتجت عن حروب دول المنطقة وفي التشدد بتطبيق القرارات الدولية جميعا. وما انتفاضة الشعب اللبناني اليوم سوى دليل إضافي نقدمه للعالم ليدرك مرة أخرى أن شعب لبنان يستحق الحياة الحرة والديمقراطية، والسيادة والاستقلال، ويستحق الاستقرار والازدهار. إننا نهيب بالمجتمع الدولي، القريب والبعيد، مساندة لبنان شعبا ودولة ليبقى منارة هذا الشرق ووطنا رسالة على حد ما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني.

أيها الأبناء والبنات. نفهم انتفاضتكم ونسمع صرختكم، نؤيد مطالبكم، ولا نقبل أن تضيع. لذا نؤكد لكم أن انتفاضتكم ستبقى تنبض في القلوب حتى تتحقق إصلاحا. ما فعلتموه هو أكثر من انتفاضة إنه نهضة لبنان الوطن.

في الختام، نرفع صلاتنا إلى الله كي يبارك شعبنا، ويعطينا جميعا نعمة الإصغاء والحوار البناء بواقعية وتواضع وانفتاح، فنعمل جميعا لما فيه مجد الله وخير وطننا لبنان".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 23/10/2019

وطنية/الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون لبنان "

اسبوع على الحراك الشعبي..

ماذا تحقق والى اين المسار؟

ما تحقق هو:

- وصول الرسالة الى المراجع

-قطع طرق بعد الساحات.

-خسائر مالية واقتصادية على مستوى البلد والقطاعات.

الى اين المسار؟

ثمة ثلاثة احتمالات لا رابع لهما.

-تعديل وزاري من شأنه حلحلة الوضع الحكومي.

-تشكيل حكومة خبراء في هذا محظور يتعلق برفض حزب الله اسقاط الحكومة.

- قيام تظاهرات حزبية مضادة وتفلت الوضع ودفع الجيش الى ضبط الشارع والاشراف على حل دستوري.

في كل هذا يبقى أمر مهم وهو ان المتظاهرين والمحتجين لم يشكلو قيادة او لجنة للتحاور مع المراجع الرسمية.

هذه المراجع تقول ان التعبير عن الرأي حق لكن تريد ان تعرف المطلوب لمناقشته بعيدا عن الشتائم.

وفي اهتمامات الحكومة، لجنة الاصلاحات انعقدت في السراي وبحثت في كيفية تنفيذ الورقة الاصلاحية فيما الغيت جلسة مجلس الوزراء التي كان مقررا انعقادها غدا في السراي.

التظاهرات والاعتصامات استمرت والجيش فتح طرقات حيوية.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون nbn "

لاأفق واضحا في تحركات الشارع اللبناني التي تتواصل عبر الساحات أو عبر قطع الطرقات حيث تقطعت معها الأوصال بين المناطق، وتعمل القوى الأمنية والجيش اللبناني على اعادة فتحها، وخصوصا الطرقات الرئيسية التي تشكل شرايين حيوية تربط العاصمة بيروت بمدخليها الجنوبي والشمالي، مع ما يعنيه ذلك من تأمين المستلزمات الضرورية للمواطن.

ولأن الإصلاح الإقتصادي لا يمكن فصله عن الإصلاح السياسي فإن الأرضية المتينة لذلك أساسها يرتكز على أمرين: قيام الدولة المدنية وقانون إنتخابي، يعتمد لبنان دائرة إنتخابية واحدة على قاعدة النسبية، وهو ما رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الظرف الراهن مؤات جدا ليتحقق ذلك.

ولان النصيحة كانت بجمل وصارت بثورة، شدد رئيس المجلس على أن البلد لا يحتمل أن يبقى معلقا مبديا خشيته من الفراغ وليس من أي شيء آخر، وأنعش ذاكرة القوى السياسية بأن مطالب الحراك الإقتصادية كانت بكل إعتراف من جملة البنود الـ22 والتي كان من السباقين في تكرار صرختها منذ عشرات السنين مسجلا للحراك أنه تم تحقيقها من خلال الضغط الشعبي.

على صعيد آخر حول الرئيس بري الموازنة إلى لجنة المال للبدء بمناقشتها، فيما تابع رئيس الحكومة سعد الحريري الوضع النقدي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف قبل أن يرأس إجتماع لجنة الإصلاحات المالية التي درست مشروع قانون إستعادة الأموال المنهوبة، وقررت الطلب من مجلس القضاء الأعلى وضع إقتراحات خلال عشرة أيام على هذا المشروع والأخذ برأي نقابتي المحامين في بيروت والشمال وآراء المجتمع المدني بمشاركة وزارة العدل.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون المنار"

هي صرخة فتحت للبنان الآفاق، فمن يريدها لقطع الطرقات؟ وهي عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، فمن يريد تحويلها الى متاريس وخنادق؟

اتركوا الناس عند صدق صرخة وجعها، الذي بدأ يصنع المستحيل، ولا تحيلوها مطية في سياسات واحقاد الزواريب.. وللمتظاهرين: انتم لستم قطاع طرق، ولو كنتم كذلك لما صنعتم هذا المشهد، فاقطعوا الطريق على المشوهين الذين أخذهم الحنين الى مشهد النزال في الزواريب وهم اعجز من ان يخوضوه في الساحات السياسية..

فلتبق صرختكم كتلك التي غيرت في عقلية الحكومة ووضعتها على طريق الاصلاح الالزامي بورقة سيبقى تطبيقها تحت اعينكم، وانتم القادرون على المحاسبة بالحناجر الصادقة..

وكما اتقنتم رفع الصوت، فلتحسنوا الاصغاء للبنانيين الموجوعين العالقين على الطرقات المتروكين تحت رحمة فارضي الخوات، ولتصغوا للمزارعين والخبازين واصحاب محطات البنزين وموزعي الدواء المحذرين من نفاد المخزون ان طال قطع الطرقات، بل اصغوا الى آلام الموجوعين العالقين في سيارات الاسعاف..

فحافظوا على نقاء تحرككم وسلميته كما نصحكم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وامنعوا أي طرف من أن يستغل صرختكم ويحولها حركة انقلابية. وان كان على المعنيين سماع صوتكم والبدء بالاصلاحات المقرة كما قال البطريرك الراعي فعليكم التوافق فيما بينكم على من يحاور باسمكم مع المراجع المعنية للوصول إلى حلول ناجعة..

حلول فرضت بثورتكم، وأولها ورقة اقتصادية بحسب الرئيس نبيه بري، الذي لا يخشى سوى الفراغ، فالبلد لا يحتمل ان يبقى معلقا كما قال..

والقول من السراي الحكومي مع المشاورات السياسية، الانكباب لتأمين الآليات والتنفيذ السريع للورقة الاصلاحية..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد "

وفي اليوم السابع استراح الشعب على شارعه.. وتعبت السلطة.. وارتفعت دمعة الجيش ملء عين الوطن، فقبل أسبوع كان لبنان طالعا من حريق الطبيعة.. حينذاك تدخل الله فمد يد العون للسلطة.. أما اليوم فإن الحريق المندلع لا شيء يخمده، فالمتظاهرون يحرسهم الرب.. وأمطار السماء حبست زخاتها وتجمعت كتل غيوم تراقب المشهد من فوق، وأحد أبرز هذه المشاهد طرابلس لسابع يوم.. تلك المدينة العميقة التي عادت لكل الناس، لا يحتجزها زعيم سياسي ولا يأسرها تطرف الفيحاء، استجمعت أصالة تعايشها وتنوعها..

فكانت مدينة "في قلب الله" وفي ساحة لطالما حملت آلام الشعب ولم تتخلف مدن التظاهر عن حضارة طرابلس، من صور إلى صيدا فوسط بيروت بجناحيه الشاهد والشهيد ولكل ساحة تظاهر.. خصوم ومتضررون وهي حال النبطية بعد بنت جبيل حيث اعتدت شرطة البلدية على فريق الجديد وحاولوا تفريق المشاركين عنوة، وشرعوا في إزالة المسرح بالقوة وعمدوا كذلك إلى ضرب المحتجين بالهراوات قبل أن تصدر بلدية المدينة بيانا تعلن فيه أنها أعادت فتح الطريق والسوق التجاري، ودعا بيان البلدية الجيش والقوى الأمنية الى القيام بواجباتهم بفتح الطريق وإلا فستضطر كما اليوم إلى فتح الطريق حفاظا على مصالح الأهل.

معلوم أن البلدية يرأسها حزب الله وحركة أمل ما يعني أن شرطة البلدية مكلفة تفريق المتظاهرين بموجب أمر حزبي لكن إذا كان الهدف هو عودة السوق التجاري الى حيويته وعدم السماح بقطع الطرق، فلماذا لم تتبع شرطة البلدية أسلوب الجيش اللبناني الذي أعاد فتح الطرق من دون الاعتداء على الناس.. لا بل إن دمعة الجندي جاءت لتهدي المتظاهرين تضامنا عسكريا ضمنيا وأيضا.. إذا كان هدف بلدية النبطية هو فتح الطرق.. فلماذا أقدمت على قطع بث الجديد المباشر في المنطقة.

وفي المفاعيل السياسية لليوم السابع.. كان الرئيس نجيب ميقاتي أول العنقود ضمن لائحة الادعاء القضائي الذي مر من آل عون قضائيا وسياسيا ولم يسلك طريق المدعي العام التمييزي القاضي القاضي غسان عويدات الذي قال للجديد إنه لم تسلم أي من الملفات المتعلقة بميقاتي والمدعى عليه ظهر في مؤتر صحافي يمتلكه الاتهام للعهد.. فطالبه برفع اليد عن القضاء والجيش والإعلام واضعا نفسه تحت سقف القانون وتحت سقف السياسة .. كله يهتز .. حيث الترجيحات لا تستبعد تعديلا وزاريا..أو سقوط الحكومة برمتها لكن مع الوعد بإعادة رئيسها.

* مقدمة نشة اخبار " تلفزيون او تي في "

غدا، الخميس 24 تشرين الأول 2019، يكون قد مضى أسبوع كامل على شرارة الواتساب التي أشعلت الشارع اللبناني...

قد يكون من المبكر إصدار الأحكام المبرمة حول ما جرى في ذلك اليوم، أو تحديد المسؤولية عن الأحداث المتسارعة في الأيام الأخيرة.

أما إصدار الأحكام في شأن الثلاثين سنة الأخيرة، وتحديد المسؤوليات عن تحويل لبنان وطنا منهوبا ومكسورا في آن معا، فهو بالتأكيد، قد تأخر.

تأخر، لأن معظم الطبقة السياسية كان يهرب منه، وهو لا يزال إلى اليوم يعتبر نفسه غير معني به.

تأخر، لأن بعض اللبنانيين، جددوا انتخاب الناهبين المكشوفين، والسارقين المعروفين، الذين امتهنوا تغطية المرتكبين والارتكابات لاعتبارات طائفية ومذهبية وزبائنية ومناطقية، فمنحوا هؤلاء كتلا سياسية وازنة، جعلت منهم أرقاما سياسية لا يمكن تجاوزها، وهذا هو بالتحديد ما عرقل التغيير وعطل الإصلاح، ليس منذ ثلاث سنوات فقط، بل منذ عودة الوطن إلى الوطن عام 2005 على الأقل...

تأخر، لأن بعض اللبنانيين لا يزالون حتى اللحظة مصرين على التعميم، ومقولة "كلن يعني كلن"، التي تساوي بين الجلاد والضحية... فلو إلتف جميع اللبنانيين حول رئيس الجمهورية منذ صرخ صوته في برية الفساد والفاسدين، ولو لم يلتفوا مرارا عليه، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم...

مهما يكن من أمر، الشعب اليوم انتفض. ولا يمكن لأحد إطلاقا أن يكون ضد الشعب...

أما السماح لبعض السياسيين باستغلال التحرك الشعبي، خصوصا إذا كانوا مع أحزابهم وعائلاتهم السياسية، من أصحاب السوابق التاريخية بالفساد، فأمر مستغرب... تماما كما هو مستغرب ومستنكر أن تصر قوى سياسية معروفة، على استعادة وجهها القبيح في عيون الناس، عبر إقفال الطرق، والسؤال عن الهويات، واعتماد قلة التهذيب وانعدام الأخلاق سبيلا في التعامل مع المواطنين...

أما في السياسة، فالابرز اليوم، ما صدر عن بكركي: تأييد لمطالب الناس، وللاصلاحات التي باشرت بها الحكومة، من دون الحديث عن استقالتها، إلى جانب رفض صريح للمس بحرية التنقل، وهو شأن ارتفعت اليوم وتيرة استنكاره، خصوصا على لسان المرضى الذين تعذر عليهم الحصول على الدواء أو بلوغ المستشفيات، والتلامذة والطلاب، إلى جانب جنود الجيش اللبناني، الذين ثمة من أصر اليوم على منعهم من القيام بواجبهم، بحماية حق التظاهر للمحتجين من جهة، وحفظ حق المرور لسائر اللبنانيين، من جهة أخرى.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ال بي سي "

وفي اليوم السابع، الشعب سيد الساحات، واقترب من أن يفرض أجندته على الواقع السياسي ...

في اليوم السابع، هذا ما حصل منذ الصباح وحتى الساعة: ميدانيا وسياسيا، وفق شريط التطورات الذي حصلت عليه الـ LBCI:

منذ الصباح، كان هناك قرار بتسهيل أمور المواطنين على الأوتوسترادات، لكن المعتصمين لم يتراجعوا قيد أنملة، كان قرار قيادة الجيش التعاطي بأقصى درجات الحذر والروية مع المعتصمين، وفي المقابل تسهيل أمور المواطنين الذين يريدون العبور سواء لدواعي العمل أو لغير ذلك...

وجد الجيش نفسه بين معتصمين يريدون التعبير عن مطالبهم وبين مطالبين بالمرور، فحقق الهدفين: فمن جهة لم يمس بالمعتصمين، ومن جهة أخرى فتح مسربا للذين يريدون الوصول إلى أعمالهم... وتضيف المعلومات أن الجيش انطلق من المعايير التالية:

ما من جيش في العالم يستطيع ان يقف في وجه شعبه . وهذا من سابع المستحيلات.

جاء استخدام الحشد العسكري الكبير كبديل من استخدام القوة، كخراطيم المياه او القنابل المسيلة للدموع، ففي المحصلة استمر المعتصمون في الشارع وسهل الجيش مرور العابرين، ولم تسقط نقطة دم واحدة.

وتضيف المصادر لل " ال بي سي آي ": هذه عملية ليست سهلة على القيادة التي استعانت بتسع سرايا في ثلاثة مواقع ، على قاعدة "حشد القوة لتحاشي استعمالها."

في غضون ذلك، التقى رئيس الجمهورية قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي وضعه في حقيقة الواقع الميداني على قاعدة أن لا حل بالقوة العسكرية بل إن الحل بالسياسة، وخارج الموضوع الميداني لم يتم التطرق إلى أي بند سياسي آخر.

في غضون ذلك، كانت التطورات السياسية تتسارع:

موقف عالي السقف للمطران الياس عودة أطلقه من بكركي.

م وقف لافت للاجتماع الروحي في بكركي.

وخطوات قضائية صدرت عن النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي غادة عون.

حيال هذه التطورات، بدأت تتسرب معلومات عن احتمال تعديل وزاري وعن أن اللواء عباس ابراهيم يقود سلسلة مساعي في هذا السياق، ليتبين مساء ان من السابق لأوانه الحديث عن تعديل وزاري، خصوصا ان الرئيس سعد الحريري مازال متوقفا عند الورقة الإصلاحية التي قدمها وهو في صدد البدء بترجمتها.

في هذه الإثناء، انفجرت قنبلة قضائية بملف الإدعاء على الرئيس نجيب ميقاتي ... هذا التطور قوبل بردين: الاول من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، الذي اعتبر "أن إحالة ملف الإدعاء على الرئيس نجيب ميقاتي وآخرين بجرم مخالفة المادة الأولى من قانون الإثراء غير المشروع على قاضي التحقيق الأول في بيروت، من دون المرور بالنيابة العامة التمييزية، هو خطأ قانوني يجب تداركه"، كما رد الرئيس نجيب ميقاتي فاعتبر ان ما حصل هو رسالة وقد وصلت هذه الرسالة، وخاطب الرئيس عون بالقول: لقد جمعت اللبنانيين على مساوئ المحيطين بك.

في المحصلة، يقف الوضع في اليوم السابع عند الخط التالي:الإحتجاجات ما زالت تحافظ على زخمها.

الجيش يشكل الضمانة للمعتصمين والضمانة لسائر المواطنين، والأمن خط أحمر، وضرب الشعب غير مسموح.

السلطة السياسية في تخبط بين قناعتها بضرورة التعديل كحد أدنى والتغيير كحد أقصى. وبين رفض بعض من في السلطة التعديل والتغيير على حد سواء، وعليه فإن المساعي تفرملت .

* مقدمة نشرة اخبار "تفزيون ام تي في"

بعد سبعة أيام بلياليها لم يقتنع أهل السلطة بالعودة الى رشدهم وعدم سلوك الطرقات الوعرة التي سلكها في التاريخين القريب والبعيد مستبدون وأباطرة، انتفضت عليهم شعوبهم فقمعوها، ما أدى الى إهراق دم غزير وإحداث خراب عميم قبل سقوطهم عن عروشهم.

أيهما اسهل وأعقل ايها السادة: الاستماع الى أنين الناس وتلبية مطالبهم المحقة أم الإنكار والمكابرة؟ وبعد ألم تعترفوا بألسنتكم أن الشعب على حق في ما يسعى الى تحقيقه، فلماذا العناد إذا؟. إن صوت الشعب هو من صوت الله وهو الذي أنتخبكم في لحظة تخلي فبأي منطق ترفضون تسليمه الأمانة بعدما خنتموها.

نقول هذا الكلام بعد سبعة أيام راهنتم خلالها على أن الناس ستتعب وتيأس وتجوع ففشلتم، وبعد أن استجديتم صانعي المطر عل المطر يرطب عزائمهم ففشلتم، وبعد أن راهنتم على زج الجيش في المعركة بحجة فتح الطرقات لأسباب تدعون انها نبيلة ففشلتم.

وراهنتم على كسر الحلقة الفولاذية التي صنعت منها الثنائية الذهبية: الجيش والشعب، ففشلتم. وهنا نفتح الهلالين لنلفتكم الى أن الجيش لقنكم درسا ثمينا إحفظوه: المؤسسة العسكرية لم تعد وسيلة قمع في يد السلطة كما أريد لها أن تكون زمن النظام السوري، بل صارت آلة حكيمة لحماية الوطن، وهذا ظهر جليا على الخط الساحلي، عندما اختلطت الدموع وتعانقت الوجنات وتشابكت الأيدي لما التقى عناصرها وضباطها شعبهم المتألم المعتصم، وقد تلقوا دعما نادرا من سلطاتهم الروحية التي استشعرت الخطر.

في المحصلة اختصروا المعاناة والتفتوا الى الدولة الموازية كيف يقمع حزب الله ناسه في النبطية الشهيدة، أليست هذه المدينة قطعة جريحة نازفة من لبنان؟ أم أن سيادتكم تقتصر على الخط الساحلي من بيروت الى طرابلس. ايها السادة، اتقوا الله أقيلوا الحكومة وشكلوا أخرى مستقلة ترضي اللبنانيين، وأقلعوا عن محاولات رشوتهم بحلول ترقيعية كاذبة خبروها وتجرعوا مرارتها مئات المرات منذ الاستقلال، وأنتم تعلمون جيدا أنهم لن يلدغوا منها هذه المرة، ولذلك هم في الشوارع الآن.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 23 تشرين الأول 2019

وطنية/الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

النهار

يتم تداول تسجيل صوتي لاحد نواب المتن الشمالي العونيين يقول فيه ان الرئيس عون ضرب بيده على الطاولة وقال انه سيعاقب كل الذين شتموه والوزير جبران باسيل.

سرت اخبار عن اقدام وزيرة الطاقة على نقل موظفين من جونية الى الجية عقابا لهم لانهم شاركوا في اعتصامات وتظاهرات وشتموا "التيار الوطني الحر"

لوحظ أن التعيينات في الوكالة الوطنية للاعلام جاءت منفصلة عن تعيينات تلفزيون لبنان والقرار صدر متأخرا ستة ايام بعد توقيعه بتاريخ 17 تشرين

الجمهورية

يضغط مرجع وفريقه السياسي على إحدى القطاعات الهامة في البلد لإبقاء هذا القطاع مقفلاً بخلفية الضغط على الناس للخروج من الشارع لعدم تمكُّنهم من الإستمرار أكثر.

أسرعت جهات دبلوماسية للحصول على آراء بعض الخبراء الإقتصاديين في سلسلة التدابير التي أعلنت عنها الحكومة وتقدير مدى جديتها خصوصاً أنه كان بالإمكان اتخاذها منذ سنوات.

قالت أوساط سياسية إنه رغم المطالبة باستقالة الحكومة ما زالت السلطة تمعن في ممارسة المحاصصة والمحسوبيات في التعيينات غير الملحة في هذا الوضع بالذات.

اللواء

ذكَّرت مصادر دبلوماسية دولية مسؤولين لبنانيين بأنها سبقت وقدمت النصائح لهم بضرورة الإسراع بإنجاز الإصلاحات، لقطع الطريق على ما يجري اليوم.

تشكّلت قيادة من مدنيين وعسكريين متقاعدين، لإدارة حركة الاحتجاجات، ويجري التكتم على إعلان أسمائها لتجنب الخلافات

يجري التدقيق عن طبيعة الجهات الدينية التي تحرّكت في المناطق الشيعية، بالمقارنة مع تحركات العراق قبل أقل من شهر

البناء

كشفت مصادر في الحراك الشعبي عن وجود سباق بين مشروعين داخل الحراك… واحد يريده شعبياً تقشفياً يقوم تمويله على مقدّرات المشاركين ويوظف التواجد في الساحات للنقاشات والاستماع للخبراء حول القضايا المالية والقانونية، ومشروع آخر للاعتماد على تمويل خارجي مجهول المصادر في أغلبه على شكل تجهيزات ووجبات وفرق فنية، ويريد ملء الوقت بالترفيه الاحتفالي معتبراً ذلك جاذباً للمشاركين…

قالت مصادر روسية إعلامية رافقت قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان إنّ انتشار الجيش السوري كان محور المباحثات التي توّجت باتفاق يضمن ذلك مع دوريات مشتركة للشرطة العسكرية لكلّ من روسيا وتركيا لفترة مؤقتة يتمّ خلالها التحضير لإجتماع سوري تركي روسي يمهّد اعتماد اتفاقية أضنة كطريق الوحيد لضمان أمن الحدود…

نداء الوطن

عُلم أن "التيار الوطني الحر" يتجه لوضع خطة دفاعية تعتمد أسلوب الهجوم للردّ على منتقدي العهد.

لا يخلو الحديث في المناطق الشيعية على الخلاف بين "حركة أمل" و"حزب الله" جراء تبادل الاتهامات باستغلال الحراك ليضرب أحد الطرفين الآخر.

علّقت أوساط مطلعة على تنصل "حزب الله" من حركة الدراجات النارية، بأن وضعت موقف الحزب بين احتمالين: إما أنه أراد إيصال رسالة "جس نبض" فأتاه الرد سريعاً من الجيش وإما أنه فقد السيطرة على بعض من أنصاره.

 

تبليغ أوروبي للثنائي الشيعي

الكلمة اولاين/23 تشرين الثاني/2019

تبلغ الثنائي الشيعي من جهات أوروبية عدم قبولها ،بتعرض عناصرهما الحزبية للمتظاهرين ،بحيث استتبع الأمر بإصدار بيان ينفي وجود اي قرار في هذا الاتجاه من جانب الثنائي الشيعي

 

عودة من بكركي: الفراغ أفضل مما نعيشه اليوم

وكالات/23 تشرين الأول 2019

توجه متروبوليت بيروت للروم الارثوذوكس المطران الياس عودة، من بكركي، "للذين يطالبون بفتح الطرقات بهدف الذهاب الى العمل، هل كانوا يعملون في السابق"؟ وقال: "فليتركوا اللبناني يتحدث مع اللبناني، وليصير عندنا 20 فراغا لان الفراغ افضل مما نعيشه اليوم". أضاف: "في السابق كان هناك حالة شلل في البلد وليس اليوم فقط".

 

الصحف العالمية تفضح بالارقام اموال السياسيين اللبنانيين في المصارف الاوروبية

وكالات/23 تشرين الثاني/2019

افتتاحية واشنطن بوست الأميركية: تقول ان الأموال المودعة في المصارف الاوروبية التابعة للزعماء السياسين واقربائهم منذ العام ١٩٨٢ ولغاية ٢٠١٩  هي ٨٠٠ مليار دولار. كذلك ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان وزارة الخزانة الأميركية استطاعت القيام بإحصاء على المصارف والمؤسسات والشركات التابعة للسياسين واقربائهم و كبار التجار المحسوبين على السياسيين في لبنان وخارجه تبين ان الرقم هو ٨٠٠ مليار دولار وهي اكبر جريمة ارتكبت بحق شعب في العالم ! وفي حسابات الانظمة العالمية للإقتصاد المتطور و منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان قالت ان عجز الدولة اللبنانية هو ١٠٠ مليار دولار وان لبنان بحاجة الى ٢٠٠ مليار دولار للقيام بمشاريع تنمية (انفاق، مترو، قطار، مطارات، بنى تحتية، معامل كهرباء. ١٠٠ مستشفى ،شركات بترول ٨٠ جامعة، الخ،،،، ) حيث يتبقى ٥٠٠ مليار دولار حيث يوضع احتياط حوالي ٢٠٠ مليار دولار فيتبقى ٣٠٠ مليار دولار اذا وزعت على ٥ ملايين مواطن فيقدر المبلغ لكل فرد هو ٦٠ الف دولار.

 

الأب علاوي من المستشفى: انزلوا إلى الطرقات

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الأول/2019

تم نقل الأب مجدي علاوي، أمس، الى المستشفى على إثر وعكة صحية خلال تظاهرة جل الديب، حيث كان يتضامن مع المتظاهرين، مطالباً بإسقاط الحكومة وتحقيق الإصلاحات. وتم نقل الأب علاوي فوراً الى المستشفى ظناً أنها مشكلة في القلب وقد تبين أنه يعاني فقط من تلاعب في ضغط الدم بسبب الإرهاق.

ومن المستشفى وبينما كان الأطباء يجرون له التحاليل اللازمة قال علاوي لمن معه: “ماذا تفعلون هنا معي انزلوا الى الطرقات”!

 

هل من قرار سياسي لفتح الطرقات؟

الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

أفادت قناة الـ"ام تي في" عن مصدر في قيادة الجيش تأكيده أن لا قرارا سياسيا أعطي للجيش لفتح الطرقات العامة وقائد الجيش العماد جوزاف عون هو الذي اتخذ القرار وطلب فتح الطرقات بطريقة سلمية. وكشف المصدر في قيادة الجيش انه يتم درس كل الخيارات فيما يخص الوضع الراهن والأهم هو عدم استخدام القوة والاعتماد على الحلول الدبلوماسية والسلمية.

 

هل بدأ عون يشعر بحجم الورطة؟.. مصادر بعبدا: خيار التعديل الوزاري مطروح

الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اتصالا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتداول معه في مضمون البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة البطاركة الارثوذكس. ونوه الرئيس عون بمضمون البيان وبالدعوات التي اطلقها الكاردينال الراعي. وهذا الاتصال هو الثاني في خلال 24 ساعة، بعد اتصال حصل الليلة الماضية بين الرئيس عون والبطريرك الراعي، وبعد زيارة رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الى بكركي صباح اليوم، في اطار التشاور بين بعبدا وبكركي. وفي السياق، نقلت ال”ام تي في” عن مصادر مطّلعة على موقف رئيس الجمهورية  ان الرئيس يتابع اتصالاته مع المعنيين واتصل أمس واليوم بالبطريرك الراعي وتتركز اتصالاته على المستويين الأمني والسياسي. واضافت المصادر قد تكون هناك كلمة للرئيس في الساعات المقبلة بعد انهاء اتصالاته واتخاذ قراره ويتردد انه بعد كل الاتصالات اذا توصل الى قرار ما سيتوجه الى اللبنانيين للاعلان عنه.وافادت المصادر المطّلعة ان خيار التعديل الوزاري مطروح كما تُطرح أمور أخرى والرئيس يدرس ايجابيات وسلبيات أي طرح ولذلك يأخذ وقته في هذا الموضوع.

 

"لحظة خطيرة".. إشادة أميركية بالجيش اللبناني وتحذير من الطائفيين

ميشال غندور – واشنطن/الحرة/23 تشرين الأول/2019

أكد مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، دعم الحكومة الأميركية حق الشعب اللبناني في التظاهر السلمي.

وقال في حديث مع الصحافيين في وزارة الخارجية الأميركية ومن بينهم مراسل الحرة "، الثلاثاء، "نعتقد أن الشعب اللبناني غاضب عن حق من عجز حكومته عن الإصلاح الاقتصادي ورفضها محاربة الفساد". وشرح المسؤول الأميركي الوضع الاقتصادي في لبنان قائلا "إن الأزمة الاقتصادية التي يواجهها البلد حاليا ليست مشكلة جديدة، لكنها كانت قطارا قادما ببطء". وأوضح أنه عُرض على لبنان منذ سنة في مؤتمر سيدرا حزمة من 11 مليارا وسبعمئة مليون دولار مساعدات دولية للخروج من الأزمة التي سيواجهها. وأشار إلى أنه كان على الحكومة اللبنانية أن تجري إصلاحات للحصول على هذه الأموال، وأوضح "لمدة سنة لم تتمكن الحكومة من اتخاذ أي قرار من أجل الإصلاح، وفجأة أصبح لديهم مشكلة سيولة ولا يمكنهم الحصول على الدولار ومخاوف بشأن تخفيض سعر صرف العملة اللبنانية". وكرر المسؤول "أن هذه الأزمة كانت متوقعة منذ فترة والشعب اللبناني محبط"، ووصف الحشود المتظاهرة بأنها ضخمة جدا وأكثر من الحشود التي تظاهرت خلال "ثورة الأرز" عام 2005. وشدد المسؤول الأميركي أن الشعب اللبناني يريد أن يرى أفعالا، وقال "إن الولايات المتحدة تدعم دعوة الشعب اللبناني إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية ومحاربة الفساد". وأضاف "لن ندخل في مسألة الأشخاص ولن نقول للحكومة اللبنانية ماذا عليها أن تفعل. فهذا يعود للشعب اللبناني". وتوقف المسؤول الأميركي عند ما قام به الجيش اللبناني من خطوات لحماية المتظاهرين، موضحا "لقد رأينا الجيش قد دافع عن المتظاهرين وحقهم في التظاهر ضد عصابات أو قطاع طرق من أحزاب سياسية معينة وهذا تطور إيجابي ونأمل ونتوقع أن يواصل الجيش القيام بذلك في المستقبل".

وردا على سؤال حول قيام الجيش بتفريق المتظاهرين يوم الأربعاء في بعض المناطق، كرر المسؤول الأميركي القول "نأمل ونتوقع أن يواصل الجيش اللبناني حماية المتظاهرين". وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تلعب دوراً مباشرا أو غير مباشر في إيجاد بعض الحلول للأزمة في لبنان، أشار المسؤول الأميركي إلى "أن السفارة الأميركية في بيروت والسفيرة هناك على اتصال بكل اللاعبين اللبنانيين، ونحن على اتصال دائم معهم". واستطرد قائلا "ليس دور الولايات المتحدة أن تقول لسعد الحريري أو سمير جعجع أو وليد جنبلاط أو أي شخص ترك الحكومة فهذا ليس عملنا. فهم يعرفون السياسة اللبنانية".

وسأل مراسل الحرة المسؤول الأميركي ما إذا كانت واشنطن تدعم مطالب المتظاهرين بإسقاط النظام، أجاب بالقول "نحن ندعم الإصلاح في لبنان". وردا على تكرار السؤال عما إذا كانت واشنطن تؤيد الإطاحة بالحكومة اللبنانية؟ رد المسؤول "الأمر يتعلق بالشعب اللبناني".وحول مهاجمة حزب الله وأمل لمتظاهرين في عدة مناطق في الجنوب والبقاع وغيرها، تساءل المسؤول الأميركي "لماذا يهاجمون المتظاهرين؟ وأجاب "لأن المتظاهرين يتظاهرون ضد أمل وحزب الله". وأضاف مكررا ما قاله سابقا بأنه "سيكون أمر عظيم إذا تمكن الجيش اللبناني من الدفاع عن المتظاهرين ضد أمل وحزب الله وأعرف أن هذا طلب باهظ الكلفة".

وعدد المسؤول الأميركي ملاحظاته على هذه التظاهرات التي وصفها بأن من الـ"مذهل متابعتها وتأخرت كثيرا في لبنان". وقال "إن الشيء المذهل فيها حتى الآن بمعزل عن الأعداد والشجاعة والمثابرة هي أنها غير طائفية". وأضاف "من يتابع لبنان فهذا أمر غير مسبوق، وقد حصلت مظاهرات في السابق ضد النفايات وقد بدأت غير طائفية ولكن بعد ذلك خرقتها عدة مجموعات". لكن المسؤول الأميركي أعرب في ختام اللقاء عن مخاوفه حيال المرحلة المقبلة، وقال "إن القلق من الآن وصاعدا هو أن تحاول بعض المجموعات التي هددت، التسلل إلى المظاهرات وتحويلها إلى مسألة طائفية لحماية مصالحها".

وختم المسؤول الأميركي حديثه بالقول إنها "لحظة خطيرة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بالفيديو من النبطية: "شبيحة النظام" يعتدون على المتظاهرين والإعلاميين

المدن/الأربعاء23/10/2019

https://www.almodon.com/media/2019/10/23/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86

نشر ناشطون في مواقع التواصل مقطع فيديو يوثّق الاعتداء على المتظاهرين في منطقة النبطية، من قبل من أسموهم "شبيحة النظام"، حيث ظهر واضحاً تعرّض العديد من الشبان والشابات إلى الهجوم والضرب، في محاولة لفضّ الاعتصام من أمام سراي النبطية.

ويُسمع في الفيديو صوت أحد المتظاهرين وهو يقول إنهم في النبطية يتعرضون للتعنيف والترهيب، حيث تقوم شرطة البلدية بمحاولة فضّ اعتصامهم بالقوّة وطردهم من ساحة التظاهر. وقال ناشطون في "تويتر" إنّ عناصر شرطة البلدية، المدعومين من "حركة أمل"، قاموا بالاعتداء على المتظاهرين، في حين أفاد آخرون عن وجود عشرات الجرحي، الذين نقلوا إلى مستشفيات المنطقة. إلى ذلك، أفادت مراسلة قناة "إل بي سي" في النبطية، رنا جوني، عن تعرّض الفريق إلى الاعتداء وتكسير الهاتف الذي كانوا يصورون به. كما أصيب مصوّر تلفزيون "الجديد"، وتوقّف بثّ المحطّة في المنطقة.  

 

حزبيو النبطية يتظاهرون ليلاً إخفاءً لوجوههم

زينب كنعان/المدن/23 تشرين الأول/2019

علا صوت الثورة في جميع المناطق اللبنانية، وطغت صرخة الوجع الناطقة بمطالب اللبنانيين التي لا تعد ولا تحصى من فرط فساد الحكّام، فكان صوت الوحدة جسرًا وطيدًا يجمع اللبنانيين كافة.

أغاني "الطّفار" البعلبكية

يطلق عليها البعض "مدينة الإمام الحسين"، أو مدينة المشهد الحسيني في العاشر من محرم. لأنها هي التي تشهد كل عام إحياء مراسم عاشوراء بأعداد كبيرة، وتسهر شوارعها ليلًا وترتدي السواد من أجل قضية الحسين. لكن أهلها اليوم، أي أهل مدينة النبطية، عاصمة جبل عامل، رفعت صوت "الطفّار". وهذا اسم الفرقة الموسيقية البعلبكية التي انعقدت على إيقاعها في النبطية حلقات الدبكة، أمام السرايا الحكومية، إضافة إلى أغاني جوليا، وسواها من الأغاني الثورية. واتسمت المبادرات الاحتجاجية التي شهدتها النبطية بالطابع الفردي. ناشطون كثيرون رفعوا صوت الثورة بمبادراتهم. والمبادرات هذه ألغت أصوات المشككين في صدق أوجاع وآلام أهالي النبطية، وسواها من أصوات الشعب اللبناني الذي نسبت الشائعات تحركاته الاحتجاجية إلى سفارات أجنبية. وجاء الجواب على ذلك من شباب النبطية الذين نزلوا إلى الشوارع. أحمد هو من الأوائل الذين شاركوا في قطع الطريق المؤدية إلى النبطية. وها هو يخبرنا أن منسّق أغاني احتجاجات ساحة النبطية، أو (الدي جي) هو من أبناء المدينة، لا يتلّقى إلا القليل في مقابل تقديمه مكبّرات الصوت. والمبلغ يُجمع من الشباب أنفسهم، ألف ل.ل من هنا و500 ل.ل من هناك. ليس المبلغ كبيراً، لكنه يكفي لدفع ثمن البنزين للمنسّق (الدي جي) فقط.

لتعود النبطية أجمل

أمام السرايا افترشت الأرض يافطة بيضاء حملت تواقيع بعض الأشخاص وعبارات أخرى مثل "كلن يعني كلن"، "ثورتنا سلمية من قلب النبطية"، "بإصرارنا سيرجع لبنان أجمل".  وشاركت في المبادرات التي أطلقت النشاطات الأولى فرقة "زفة" التي تقيم أنشطة فنيّة في النبطية. وهدف الفرقة كسر الصمت الذي فُرض على البعض مخافةً من بطش المنتمين إلى الأحزاب في المنطقة. والفرقة ساهمت في حشد الناس، فشاركوا النشاطات الاحتجاجية لحركة الثورة السلمية. وتولت الفرقة تنشيط حلقات الدبكة وتنظيمها أمام السرايا، فاحتشدت الجموع للمشاركة.

الليل وعلاقات جديدة

ويرى علي أن أجواء الاحتجاج الجديدة خرجت على الجو المعتاد في النبطية. فساحة السرايا في النبطية لم تشهد حلقات رقص ودبكة من قبل، بل كان يطغى عليها دوماً طابع الالتزام الديني. البعض احتج على هذه الظاهرة الجديدة، معتبراً أن الأغاني الثورية لا بأس بها. أما المحتجون فالأهم عندهم اليوم هو الاستماع إلى صوت الناس ومطالبهم. واللافت في أحاديث الشبان هو كلامهم عن الفرص التي أتاحها لهم التظاهر للتعرف إلى وجوه جديدة من مناطق مجاورة، ومن داخل النبطية حتى. فأحد الشبان لم يكن يتصوّر يومًا أن يكوّن علاقة صداقة مع بعض الأشخاص، نظرًا لاختلاف توجهاتهم السياسية. فبعض المنتمين للأحزاب شاركوا في الاعتصام، محتاطين خائفين من أن تظهر وجوههم واضحة في الواقع وفي الصور. وعلى الرغم من الحذر، فإن كثيرين تجرؤوا وشاركوا. وهذا ما تكاثر ليلاً. لذا تكون التظاهرات والاعتصامات الليلية أوسع وأقوى وأمتع من النهارية. وعلى الرغم من أن البعض قد فتحوا متاجرهم، ونسبة من الطلّاب عاشت يومًا مدرسيًا عاديًا، لكن الناس ما زالوا يتوافدون إلى الاعتصام أمام السراي لرفع راية لبنان: علمه الرمز الذي يُفرح الأهالي تلويحهم به في الساحة، كأنهم بذلك يؤكدون انتماءهم إلى لبنان.

 

الفيديو - اعتداء على المتظاهرين بالعصي بالنبطية... "انتو بتعرفوا الحسين"؟!

الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

http://www.alkalimaonline.com/newsdet.aspx?id=429028

رغم حشد حزب الله وحركة أمل لمحازبيهم بوجه المعتصمين أمام سراي النبطية وقيامهم بمنع التصوير والنقل المباشر في محاولة للتعتيم الإعلامي على ما يجري في النبطية عاد الآن المتظاهرون واحتشدوا بكثافة وبازدياد أمام السراي وحناجرهم تصدح بصوت عال بشعارات الثورة متحدّين محاولات القمع وفض الإعتصام ووقفت قوة من الجيش حائلاً بين المتظاهرين والمعتدين وهناك استياء شعبي بدا واضحاً على ما أقدم عليه محازبو حزب الله وحركة أمل. وعلى الاثر، أقدم محازبي حركة أمل وحزب الله بتحطيم وانتزاع هواتف عدد من المتظاهرين. في غضون ذلك، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات تظهر تعرّض المتظاهرين في مدينة النبطية للإعتداء بالعصي، فيما مُنع الصحافيون من التصوير وتم قطع البث المباشر لقناة "الجديد". التوتر هذا دفع الجيش إلى التدخل بعد مناشدات الأهالي لفض الاشكال، الذي أسفر عن تسجيل إصابات بين المتظاهرين وشرطة البلدية أمام سراي النبطية.

هذا وتوجّهت إحدى المتظاهرات لعناصر البلدية بالقول: هيك بقلكن الحسين تعملوا؟".

 

تسجيل لمقاتل من حزب الله عن الانتفاضة: سنحتل الساحتين

المدن/23 تشرين الأول/2019

https://www.almodon.com/society/2019/10/23/%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D9%86

تعيش بيئة حزب الله استنفاراً سياسياً وتوجساً كبيراً من خروج اللبنانيين ضد المنظمة السياسية الحاكمة والتي يرعاها ويحميها حزب الله. عدا عن خطاب نصرالله الأخير الذي أعلن فيه رفض إسقاط الحكومة والعهد، تبث وسائل إعلام الحزب خطاباً تعبوياً ضد جمهور الانتفاضة.

إن التسجيل المثبت أدناه، هو عينة مثالية على نمط تفكير أتباع الحزب ومناصريه. عضو من حزب الله توجّه إلى رفيق له اسمه حسين ما زال مصراً على المشاركة في التظاهرات، متمرداً على الانضباط الحزبي. "يا حسين توصل بالسلامة. لكن بعد يومين أو ثلاثة أيام إن شاء الله ستصل ولا ترى أي شخص تحت (ساحتا الشهداء ورياض الصلح). وفي حال وجدت أحد، سترانا نحن ممسكين بالساحتين. يبدو أنك غير مقتنع بما أقول، أو إنك تتقصد عدم فهم الوضع على الأرض، أو إنه مضلل بك مثل الذين يهتفون. غداً سترى يا حسين وستقول أبو رعد قال. إذا ما فاقوا عا حالن وعادوا إلى بيوتهم متل الشاطرين، لأن رح تتحقق مطالبهم، لكن من دون سقوط الحكومة. فسقوط الحكومة والعهد يا حسين هو ضربة لمحور المقاومة وللسيد حسن شخصياً. ولو كانت الأمور غير ذلك لما قال السيد حسن ممنوع سقوط العهد. نحن يا صديقي أصحاب الولاية نتعبّد بالتكليف وبكلام السيد حسن. لسنا من الذين يحبون السيد حسن ويتظاهرون ضد السيد حسن فهو ليس ضد أي لقمة عيش. هل أنا لست لبنانيا يعيش مثل بقية اللبنانيين الذين تفرض عليهم الضرائب ويدفعون فاتورة الكهرباء والماء مرتين؟ كلنا في الهواء سواء. اقسم بالحسين أنني لم أجد حتى ألف ليرة في بيتي البارحة. وهل تظن أن الجوع لم يضربني مثل غيري؟ لكن هناك تقدير للموقف. عندما يخرج كبيرنا ويقول ليس لنا مصلحة في التظاهرات، كما تبلغنا، كون ركب عليها الإسرائيلي والأميركاني والسعودي، والإماراتي. فكيف تريدني أن انزل وأصرخ في هذه التظاهرات؟ كيف تريدني أن اسقط العهد، الذي تريد إسرائيل وأميركا اسقاطه؟ كيف تقبل على نفسك النزول إلى تظاهرة باركتها إسرائيل. أنظر إلى الإعلام الإسرائيلي وماذا قال مهللا لها ومروجا وفرحا لها (تظاهرة بيروت). ألم تسمع اليوم بتغريدة ترامب التي انتشرت على التلفزيونات والتي قال فيها أنه من هذه التظاهرات سننتصر على حزب الله؟

 يبدو أنك في الأساس غير مقتنع أن التظاهرات ممولة من السفارة الأمريكانية والإماراتية، فكيف تريدني أن اقنعك؟ لقد شاهدنا الشيخ وهو يوزّع أربعة ملايين دولار ونصف على الناس في قلب التظاهرة. وشاهدنا الطاعم الذي يوزع ومحطة الواي فاي التي تم تركيبها. لم يحصل من قبل في التاريخ تظاهرة ينزل إليها مليون شخص، لكن قبل، انتظر ليس صحيحاً العدد. السيد حسن ترك الأمور ليرى رزمة الإصلاحات، فعندما يبدأون بتنفيذها سيقول للناس تفضلوا وعودوا إلى بيوتكم، ونحن سنكمل الطريق وسنحارب الفساد. وحينها عندما يرفضون الخروج من ساحة الشهداء، السيد قال سنقلب المعادلة وننزل ونملأ الساحتين بوقت واحد، اسمع يا حسين. فهمت يا حبيبي، نحن أصحاب الولاية وما يقوله السيد حسن سنمشي به. وإذا جعنا معليش يا حسين، حزب الله أشبعنا كرامة وعزّة. 

WhatsApp Audio 2019-10-23 at 1.32.20 AM.mp4

 

قاشوش طرابلس: خلصت سيرة بَيّ الكل

بتول خليل/المدن/الأربعاء23/10/2019

https://www.almodon.com/media/2019/10/23/%D9%82%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B4-%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3-%D8%AE%D9%84%D8%B5%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84

على طريقة أيقونة الثورة السورية الذي عُرف باسم ابراهيم القاشوش، واشتهر بقيادة التظاهرات التي هتفت بإسقاط النظام، وصاحب الحنجرة التي اقتلعها النظام الفاشي في سوريا، ولا تزال تصدح في ساحات الحرية عالياً ضدّ الظلم والفساد والتوريث وحملات التخوين، يقف مواطن طرابلسي أمام الحشود التي ملأت ساحة النور، هاتفاً بعبارات استلهمها من أشهر أنشودات القاشوش "يلا إرحل يا بشار"، والتي كان المتظاهرون في حماة يرددونها خلال بدايات الثورة السورية العام 2011. يهتف الرجل أمام آلاف الطرابلسيين المحتشدين، بالدعوة إلى رحيل رأس النظام اللبناني، الرئيس ميشال عون وصهره، وزير الخارجية جبران باسيل، قائلاً: "ميشال عون ويلا فل، خلصت سيرة بيّ الكل، عهدك كلو عهد الذل، ويلا ارحل ميشال عون"، مضيفاً: "صهرك حكمتو فينا، نحملكم ما عاد فينا، فينا نكحشكم فينا، ويلا ارحل ميشال عون"، و"يا جبران ويا قاشوش، انت حقك خمس قروش، الشعب فيكن كان مغشوش، ويلا ارحل يا جبران..".

لا تحمل أي من تلك الهتافات، التي تفاعل معها المحتشدون في الساحة الطرابلسية بحماسة شديدة، أياً من الابتكار أو البصمة الخاصة، فهي ليست سوى استقطاب واستجلاب لشعارات التمرّد التي حرّكت جموح الشعب السوري مطلع الثورة السورية. وبالرغم من أن ترداد شعارات تلك الثورة سُجّل في التظاهرات التي شهدتها مناطق لبنانية أخرى، إلا أن استقطابها في طرابلس يحمل رمزية ومعنى مختلفين، بالنظر إلى هوية المدينة وتاريخ صراعاتها وطبيعة مسار الأحداث الأمنية والسياسية التي تشهدها منذ سنوات. ولطالما كانت عاصمة الشمال اللبناني وأهلها على التئام كبير مع الثورة السورية، فهم تشرّبوا أحداثها بشكل يومي وبطرق عديدة، سواء من خلال الأخبار أو مشاركة العديد من أبنائها في القتال أو التصاقهم بقضية اللاجئين السوريين الذين تتواجد نسبة كبيرة منهم في المدينة ومحيطها، ما جعلهم في قلب الحدث وتطوراته على الدوام.

ولا يبدو مستغرباً يستلهم أهل المدينة شعارات الثورة السورية المستمرة منذ ثماني سنوات لانتفاضتهم الراهنة والمستمرة، إذ إن ما حصل ويحصل فاجأ الجميع. فالانتفاضة الحالية مذهلة بشكل كامل، والمشهد الذي قدّمته المدينة كان قبل أيام مجرّد حلم أو ضرباً من الخيال. لم يتوقع أحد أن تجمع طرابلس الموزاييك اللبناني من جميع المناطق المحيطة بها. تلك المناطق التي لطالما كانت مفككة بفعل الانقسام السياسي والتوتر الطائفي، جمعتها طرابلس موحدّة يداً بيد، وهو مشهد لم تألفه المدينة ولا ناسها، الذين اعتادوا التظاهرات المؤيدة للزعماء أو التحركات المطلبية المتبوعة بالعنف والقوة أكثر من تلك الموسومة بالديموقراطية والفرح والأهازيج. ولا شكّ أن التجربة الحديثة التي تُعايشها المدينة اليوم، استلهمت مظاهرها أيضاً من المشاهد الاحتفالية لانتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005، بعد 30 عاماً من الوصاية السورية على لبنان، والتي كانت لطرابلس حصّة المعاناة الأكبر منها، بالإفقار وانعدام السياسات التنموية، ثم بالترويع والترهيب والقمع وصولاً إلى القتل والإجرام. فكان للثورة السورية لاحقاً الوقع القوي في نفوس الطرابلسيين، الذين استشعروا بأنها ثورتهم أيضاً على الظلم والطغيان، حتى أن المدينة لم تسلم، لشدّة التحامها بالثورة، من دفع الثمن بتعرضها لهزّات أمنية على طول السنوات الماضية، سواء من خلال الاشتباكات العنيفة مع جبل محسن أو حادثة تفجير مسجدي السلام والتقوى وغيرها. كما أن المدينة التي ناءت طويلاً تحت وطأة الفقر والحرمان، والتي لم يوفّر العهد الجديد جهداً في نبذها ووصمها من قبل رموزه بالإرهاب والداعشية، مثلما سبق لبشار الأسد أنّ خوّن المدن التي ثارت عليه وانتفضت ضدّه، يُصبح مفهوماً اليوم تبنّيها وتردادها للشعارات المناوئة نفسها، حيث أنّ "يلا إرحل ميشال عون" و"يلا إرحل يا جبران"، ليست سوى نوع من الثأر الذي تحمّس إليه الطرابلسيون تجاه الرئيس عون وصهره، تماهياً مع الغضب الذي فاض في نفوس السوريين تجاه الأسد وحلفائه وأتباعه.

 

قيادة الجيش: نقف إلى جانب المتظاهرين ونلتزم حماية حرية التعبير وريا الحسن رفضت توريط قوى الأمن في استعمال القوة ضد المحتجين

بيروت ـ”السياسة” /الأربعاء23/10/2019

أكدت قيادة الجيش وقوفها الى جانب المتظاهرين في مطالبهم، والتزامها حماية حرية التعبير. وقال بيان أصدرته القيادة، أمس: “الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب”. وتابع: “نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها”. وأضاف: “جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم”. واشار الى ان الجيش لم يألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين. وتمنى الجيش على المواطنين التعاون معه من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلاً لتنقل المواطنين واستقامة الدورة الحياتية، مؤكدا التزامه الدفاع عن حماية الوطن أرضاً وشعباً. وكان تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لجندي في الجيش اللبناني وضع في مواجهة المحتجين في منطقة جل الديب. ويظهر الجندي في الفيديو وهو يبكي متأثراً، في إشارة إلى رفضه الاعتداء على المحتجين. ولاقى الفيديو تفاعلاً كبيراً من قبل رواد المواقع، الذين أبدوا تعاطفهم مع الجيش. الى ذلك سقط جريحان في التدافع بين قوات المغاوير والمعتصمين في منطقة جل الديب، إثر محاولة فتح الطريق المقطوعة، فيما رفض المعتصمون الخروج من الشارع. وفي السياق، أكدت معلومات انه “طُلب من وزيرة الداخلية ريا الحسن أن تدخل قوى الأمن الداخلي في عملية فض التظاهرات”. واضافت المعلومات “الحسن رفضت القيام بأي اجراء أمني تجاه المعتصمين لا سيما أنه كان قد طُلب منها استخدام المدافع المائية”. ودعا النائب فريد هيكل الخازن، عبر “تويتر”، “الجيش لحماية الناس وليس الاعتداء عليهم”. وأشار الخازن إلى أنه “لا نقبل بالتّعدي على الشعب لحماية الفاسدين الذين جوّعوه وسلبوا أمواله”. وأشار الوزير السابق أشرف ريفي الى “وقوف قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب الى جانب أهله وحماهم، فانتصر لبنان، واليوم لن ينتصر إلا إذا وقف العماد جوزيف عون إلى جانب أهله”. وقال: “كل الرهان على الجيش وقيادته لحماية اللبنانيين، حتى وصول ثورة الكرامة الى بناء دولة فعلية”. ووجه ريفي للوزيرة الحسن التحية، “لأنها رفضت توريط قوى الأمن في استعمال القوة ضد المتظاهرين”.

 

يعقوبيان: من المؤسف انصياع الجيش لأوامر السياسيين

بيروت- وكالات/الأربعاء23/10/2019

أبدت النائبة بولا يعقوبيان، أسفها “لانصياع الجيش لأوامر طبقة سياسية لم تعد تمثل الناس ولا تمثل طموحات أهل المؤسسة العسكرية”. وتوجهت يعقوبيان للبنانيين وللمتظاهرين في الشوارع، وقالت: “بناء الأوطان الحرة المستقلة التي تحترم أبناءها يتطلب الكثير من التضحية”، ودعت للتمسك بالبقاء بالشارع ومد المتظاهرين الأبطال بكل ما يلزم لتحقيق المطالب المحقة وضمان بقاء لبنان بلد الحريات لا بلد القمع. وأضافت: “خوفي انه اذا نجحوا بقمعنا اليوم بأن نتحول الى دولة ديكتاتورية بكل ما للكلمة من معنى”.

 

"شبيحة" حزب الله وأمل بلباس شرطة البلدية يهاجمون النبطية

المدن/الأربعاء23/10/2019

كانت ليلة الثلاثاء الأربعاء توحي أن غليان حركة امل وحزب الله قد وصل إلى الذروة، ولم تشف غليلهم رسائل "الواتس آب" المعممة، والمدافعة عن رمزيهما الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، فعمدوا إلى الضغط على الجيش لفتح كل الطرقات، وهو ما حدث في كل مناطق الجنوب، باستثناء دوار كفرمان في منطقة النبطية، الذي استمر إلى ما بعد الظهر. لم يخف الطرفان (حركة وحزب الله ) الممسكان بكل مفاصل الحياة في الجنوب غضبهما الكبير من ما وصفاه "النيل من مقدساتهما" ورموزهما، بعدما لمسا اهتزازاً لم يسبق له مثيل منذ النشأة، خصوصاً حركة أمل التي لم "تبلع" ما يحدث منذ اليوم الأول.

قمع وضرب "بلدي"

هذه القوى الحزبية عبرت عن استيائها بوضوح في صور من خلال ظهورها المسلح الكثيف والاعتداء على مجموعة من المتظاهرات والمتظاهرين والإعلاميين. فحزب الله الذي كان يتحضر للنزول إلى الشارع لتعطيل مفاعيل الاحتجاجات غير المسبوقة تراجع عن هذه الخطوة قبل ثلاثة أيام، بعدما كان أبلغ عناصره بالاستعداد للنزول إلى الشارع عبر "الواتس آب"، برسائل تم تسريبها، عاد ونفذ ذلك بطريقة غير مباشرة، أي عبر شرطة بلدية النبطية المحسوبة بالكامل على حزب الله، التي عمل عناصرها بلباسهم العسكري على مطاردة المحتجين، الذين سقط منهم عدد كبير من الجرحى والاعتداء على فريق "قناة الجديد"، ولا سيما مصور القناة، الذي كان يتولى النقل المباشر وسط مدينة النبطية، مع مراسل المحطة الزميل هادي الأمين، وذلك بمؤازرة من شبان كانوا يهتفون "لبيك يا نصر الله" و"لبيك يا حسين" على مرآى من القوى الأمنية اللبنانية، فيما كانت تردد متظاهرات أصابهن الهلع "هل يقبل بذلك الإمام الحسين الذي كان نصير الفقراء والمظلومين؟"

صمود دوّار كفررمان

ورغم كل ما حصل من ترهيب وضرب لم يغادر عدد كبير من المعتصمين الشباب الساحة، وفصل بينهم وبين عناصر شرطة النبطية عناصرٌ من الجيش اللبناني. وأشار الزميل هادي الأمين توضيحاً لما حدث، باتصال مع "المدن": "هناك قرار اتخذته حركة أمل وحزب الله بفض الاعتصام، وابلغ رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل (ينتمي الى حزب الله) المنظمين بضرورة فك الاعتصام. وسرعان ما هاجم عناصر الشرطة بلباسهم العسكري المعتصمين بشكل عنيف، وكسروا كاميرا تلفزيون الجديد وتعرضوا لمصورها، الذي كان يتولى النقل المباشر". وفي هذا الوقت كان المتظاهرون عند دوار كفرمان على المدخل الشمالي للنبطية يواصلون اعتصامهم، بعدما فشلت كل محاولات ثنيهم على فتح الطريق، ورغم تهديدهم بمواكب سيّارة تتقدمه جرافة بهدف الضغط والتهويل. يقول أحد قادة الحراك في منطقة النبطية الدكتور علي الحاج علي (حزب شيوعي): إننا مصرون على المضي بتحركنا السلمي حتى تحقيق المطالب المرفوعة على امتداد الوطن، باسقاط نظام الفساد والمحاصصة وقمع الحريات. وأضاف أن عدداً كبيراً من معتصمي النبطية، الذين طاولهم اعتداء شرطة بلدية النبطية، انضموا إلى المعتصمين منذ أيام عند دوار كفرمان، مؤكداً أن المحتجين في المنطقة لن يخلوا الساحة دفاعاً عن حقوقهم وكراماتهم، ومواجهة الإفقار والحرمان التي تنتهجها السلطة بكل مكوناتها.

إعادة صورة برّي

جنوباً استمر الحراك الشعبي في مدينة صور، حيث توافد إلى ساحة دوار العلم على مدخل صور الشرقي المئات من أبناء المدينة والقرى المجاورة. وساروا في تظاهرة هادئة، وسط الهتافات المنددة بأركان السلطة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، نحو فرع مصرف لبنان في منطقة البوابة، بمواكبة من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بينما كان رجال حركة أمل منشغلين في رفع صورة عملاقة للرئيس بري، تم استبدالها بعدما كان أقدم متظاهرون على إحراق جزء منها على أحد المباني المقابلة للاعتصام.

 

الهيكل المهترئ: الحريري يخسر جمهوره ويلجأ لنصرالله وعون

منير الربيع/المدن/23 تشرين الأول/2019

كل ما تقوم به الحكومة وأركان التسوية، يندرج في إطار المكابرة والهروب إلى الأمام. الحكومة قابلة للانفجار من الداخل.

الحريري المطيع لباسيل

في وقت اشتداد التظاهرات واتساعها، عندما كانت الحكومة منعقدة لإقرار خطّة الإصلاحات، كان الوزير جبران باسيل مصرّاً على تمرير كل ما يريده فيها. والأخطر أن الرئيس سعد الحريري كان يسلّف باسيل كل ما يريده: من تعيين بديل من مديرة الوكالة الوطنية للإعلام، إلى خطة الكهرباء والهيئة الناظمة، التي ستكون بلا أي صلاحيات، وصولاً إلى تدخل باسيل بالاسم الدرزي في هيئة إدارة البترول، ما أدى إلى حصول الإشكال مع الاشتراكي.

وتحت جانح نصرالله

تسليم الحريري لباسيل بكل ما يريده، هو ركن أساس عميق في الأزمة القائمة. وصورته في الشارع لم تعد كما كانت في بداية الانتفاضة. لقد تحوّلت في غمرة توسعها: من يصرّ على بقاء الحكومة، يمنح الغطاء لباسيل والعهد وحزب الله. أكثر من ذلك: بقاء الحريري في موقعه، يعني أنه يحتمي بلاءات حسن نصرالله، وقد يحاول الدخول على خطّ الساحات المضادة لدعم بقاء الحكومة، وحماية حزب الله من جمهوره، والعهد من الجمهور المسيحي المتكاثر في ساحات مناطقه.

... والسفراء

في هذا السياق، وبمخاطبته الشارع بتودد، عمل الحريري على تعويم نفسه دولياً. فالتقى مجموعة من السفراء، وعرض عليهم الورقة الإصلاحية للحصول على تأييدهم ودعمهم.

وهو في هذا استند إلى تجربة والده: عندما قدّم استقالته، وفي الأزمات الحقيقية، كان يعتكف في منزله ويبدأ السفراء في زيارته. وهذا ما يمنحه قيمة معنوية في موقعه، ويعزز صورته. 

تضييع الفرص

هذا الهروب إلى الأمام، الذي يلجأ إليه الحريري للبقاء رئيساً للحكومة، مديراً ظهره لصرخات الناس، يقيم سداً بينه وبين الشارع، ويقترب من أن يكون كغيره في الحكومة. على الرغم من احتمال أن يكون قلبه مع الناس التي دعاها إلى الاستمرار في التظاهر. تساؤلات كثيرة طرحت حول ما يقصده الحريري من هذا الموقف: هل يريد فعلاً بقاء الناس في الشارع؟ لعلّ ذلك يسمح له بتعزيز موقعه في التسوية، وفرض بعض شروطه، على ما قال بنفسه. فبسبب التظاهرات تمكن من إقرار الورقة التي سعى إلى إقرارها منذ سنوات.

قد يكون هذا صحيحاً في حسابات الحريري، لكنه في الحقيقة مناف للواقع، نظراً إلى مجريات جلسة الحكومة وتمكن التيار الوطني الحرّ من فرض ما يريده فيها. وهذا يعني أن الحريري لم يحسن التقاط اللحظة لتحسين موقعه السياسي. خصوصاً أن ما قاله بعد جلسة الحكومة، يشير إلى إن عمله كان معطّلاً. وكأنه نطق بما كانت الناس تقوله: لم يكن الرئيس الحقيقي للحكومة، بل باسيل هو الذي كان يقودها ويعرقلها.

صورة الحريري في شارعه كارثية. يكفي النظر إلى طرابلس. وفي وقت محاولته البحث عن مخارج بتعديل حكومي، استمرت بعبدا وباسيل في تطويقه أكثر، وعصره إلى حدّ استنزافه نهائياً.

فإذ كانت مصادر بعبدا تتحدّث عن أنه لا يزال من المبكر الحديث عن تعديل وزاري، فإن فريق الحريري هو من تحدث عن تعديل وزاري. وعادت مصادر الحريري وتراجعت عن موقفها خدمةً لبعبدا. إنه تسليم الحريري الكامل لعون وباسيل. تم استمرت بعبدا بالهجوم على الحزب التقدمي الاشتراكي وطروحاته ومواقفه، على الرغم من وقوف جنبلاط إلى جانب الحريري. لكن من الواضح أن عون وباسيل لا يريدان جنبلاط ولا ملاحظاته. وهذا يضعف رئيس الحكومة أكثر فأكثر.

جنبلاط المتناقض

على الرغم من بقائه في الحكومة، يتخذ جنبلاط مواقف اعتراضية تظهره متناقضاً. وهذا مثال على حال الحكومة المتفجرة من داخلها. جنبلاط لا يريد ترك الحريري وحيداً. ولكنه بلا شك يريده أن يقدم على الاستقالة. وهذا ما يعنيه القول إن الوقت حان للخروج من هذه التسوية المكلفة. ومن جهة أخرى لا يريد جنبلاط أن يردّ طلباً لرئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يحرص على بقاء الحكومة. فبرّي كان قد سلّف جنبلاط مواقف كثيرة خلال أحداث قبرشمون، قبلها وبعدها. 

وزير واحد وتنهار

نفي الحديث عن "التعديل الحكومي" هدفه أساسي: عدم رفع معنويات المتظاهرين، الذين يعتبرون أنهم استطاعوا خلخلة الحكومة، ويبقون في الشوارع مطالبين باستقالتها كاملة، وبتنحي رئيس الجمهورية. يعرف أركان الحكومة أن أي تعديل حكومي لن يكون كافياً لإقناع الناس، بل مقدّمة لاستقالة الحكومة كاملة. لكن بشرط الاتفاق المسبق على كيفية إعادة تكليف رئيس الحكومة وتشكيلها.

هناك من يروّج لمبدأ تشكيل حكومة تكنوقراط، تضم بعض العسكريين، وخصوصاً بعد موقف الجيش اللبناني في حمايته المتظاهرين من شبيحة حركة أمل وحزب الله على دراجاتهم النارية، وامتناعه عن استخدام القوة لفض التظاهرات. الجهات المؤيدة لهذا الخيار، تعتبر أنها حققت الخلاص من التسوية الرئاسية، واستطاعت فرض الأمن والتغيير الحكومي النوعي، واستعادة الاستقرار. وهذا نموذج قد يحاكي جزءاً مما حصل في المنطقة.

 

النظام يتحول عاراً.. والانتفاضة باتت نمط حياة يومية

المدن/23 تشرين الأول/2019

يمكن الشعور بالغيظ والحنق مهيمناً على أركان النظام. صمتهم يكاد يكسّر أسنانهم كظماً وقهراً. غيابهم عن الصورة، عن الكاميرات والميكروفونات بل عن أي بيان مكتوب، يكاد يجعلهم ينهارون كمداً وكآبة. محاصرون في بيوتهم أو مقراتهم الخاصة، يتنقلون خفية.

هذا بالضبط حال رجال النظام اللبناني يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول، الذين كانوا يعوّلون على الإثنين فخذلهم. راهنوا على الثلاثاء ففاجأهم. ورقة التين "الإصلاحية" لم تستر العورة الفاحشة لفسادهم والعري المخزي لانحطاطهم.

كان صباح الثلاثاء يحمل أيضاً في نفوس اللبنانيين كآبة ما اكتشفوه، على قدر ما كان يتجدد فيهم قرفهم وسخطهم وخيبتهم التامة من دولتهم "الديموقراطية"، التي لم تُظهر ولو الحد الأدنى من احترامها لعقول مواطنيها. غباء السلطة تحول ما يشبه العار.

اكتشف اللبنانيون نهار الثلاثاء أن قلة الاحترام التي أبدتها السلطة نابعة من خبث أيضاً، وأنها تحاول خداعهم وتشتيتهم، طمعاً بإعادتهم إلى حظيرة "الحياة الطبيعية" وكأن شيئاً لم يكن. هذا ما أوحت به حركة كواليس الحكم طوال النهار وحتى المساء.

النشاط هناك في قصر بعبدا. رئيس جمهورية يتواصل مع مدراء وأصحاب التلفزيونات كي يحجبوا صورة الحشود ويوقفوا بث صرخاتهم. أي بؤس هذا؟

علاوة على ذلك، الاستنجاد بالمرجعية الدينية، البطريركية المارونية من أجل أن تمنح الحصانة للرئاسة بوجه الشارع. يا لمفارقة إميل لحود المتجددة، الرئيس الذي بات يعرف أن عهده مستمر رغماً عن أي معيار لشرعية شعبية.

والأسوأ كان مع تيار الرئيس القوي، الذي بدا واهناً ضعيفاً كقط مبلول في عز برد كانون. تيار يرتجف من مواطنين يحملون أعلاماً لبنانية. بدا التيار البرتقالي يحاول بلا أي مخيلة أن يصير "أصفر" أو "أخضر" من غير شكيمة ولا سلاح. مشهد التظاهرة الكاريكاتورية في بلدة الحدت، الذي تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي على سبيل التندر والفكاهة، أظهرت أن تيار باسيل في حضيض الوجوم والصدمة والعماء.

الإشارة المخيفة فقط أتت من أقصى الجنوب، من "عاصمة المقاومة" بنت جبيل، البعيدة عن الكاميرات والتلفزيونات، حين استفرد بها قطعان الشبيحة، الذين انهالوا على المدنيين المعتصمين بالضرب، هم الذي تحدوا حادثة الطعن لأحدهم قبل ليلتين، واختبروا شتى أنواع التهم ومحاولات النبذ والتخويف. إذاً، بقدر ما هي مضيئة انتفاضة الجنوب وملهمة وباعثة على الأمل في نفوس كل اللبنانيين، هي أيضاً مطرح رهبة "الجوار المخيف"، التهديد الذي نحاول إشاحته من مخيلتنا. ذاك الذي نعرفه في شوارع بيروت في العام 2008 ويعرفه السوريون طوال السنوات الثماني المنقضية.

التحدي الذي واجهته روح الانتفاضة، شبابها، ذاك "الأمر" الذي أتاهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة. وكان الجواب واضحاً: الإضراب. جواب أكده أساتذة الجامعة اللبنانية، وبيان أساتذة الجامعة الأميركية، وإعلان الجامعتين اليسوعية والعربية عن الاستمرار بالإقفال. هكذا فشلت وزارة التربية وإدارة الجامعة اللبنانية في مناورتهما المكشوفة.

مقابل ذلك، بدأت تشعر الحشود أن لا بد من حد أدنى من التعبير السياسي، من تنضيد عبارة سياسية متماسكة. مسودات البيانات المكتوبة من مجموعات عدة لم تصل بعد إلى نصها الجامع.. وهذا بديهي بل ومبكر.

على هذا المنوال عقدت أكثر من 15 مجموعة من الحراك وبعض القوى السياسية مؤتمراً صحافياً في ساحة الشهداء للرد على ورقة الحكومة الاقتصادية وتحديد خطوات المواجهة، وأكدت فيه "استمرار التظاهرات إلى حين تحقيق المطالب. البيان الذي تلاه العميد المتقاعد جورج نادر لفت إلى أن اللبنانيين انتفضوا ثأراً بعدما أغرقتهم ممارسات السلطة في الظلام والطعام الملوّث والمياه الملوثة والأقساط المرتفعة والبطالة والفقر. كما انتفضوا رفضاً لإمعان السلطة في إذلالهم وتقاسم الحصص، بدلاً من معالجة المطالب المحقة وثأرا لكرامتهم المهدورة.

وأكد بيان الحراك أن الشارع أسقط الشرعية والسلطة الحاكمة. واستجابة للانتفاضة الشريفة نعلن نحن "هيئة تنسيق الثورة" أننا سنقوم بالاتصال بالمجموعات ونبقي أبوابنا مفتوحة للجميع لإنشاء تجمّع من قوى الإعتراض.

وطالبوا باستقالة الحكومة فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة، تكون مهامها محددة باسترداد الأموال المنهوبة من قبل كلّ من تولّى السلطة من 1990 حتى اليوم. ومنعهم من مغادرة البلاد، ومحاسبتهم، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق نظام انتخابي جديد في مهلة أقصاها 6 أشهر".

وطلبوا من المواطنين الاستمرار في التظاهر والاحتجاجات في العاصمة والمناطق حتى تحقيق المطالب. كما دعوا القوات المسلحة وعلى رأسها الجيش الوطني إلى حماية المتظاهرين في كلّ المناطق والأشخاص الذين تعرضوا للتهديد في أماكن سكنهم.

سرعان ما تبين أن مجموعات أخرى متوجسة من أن يتولى عسكري متقاعد تلاوة البيان أو أن يبدو قائداً للحراك، تخوفاً من أي ميول عسكريتاريا شعبوية تطغى على مزاج الحراك وخطابه. لذا، كان هناك نوع من التخلي عن البيان والشروع في مشاورات أوسع، خصوصاً أن المطلب ليس فقط إسقاط الحكومة دون باقي أركان النظام، وبالأخص رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان أيضاً وسوية. لكن أهم ما أظهره يوم الثلاثاء وما فاجأ السلطة والناشطين معاً، هو هذا العناد العمومي والشعبي، الذي بات "يهندس" ويرتب يومه على إيقاع الإنتفاضة: قبل الظهر لقضاء الحاجيات وإنجاز الأعمال الضرورية. وابتداء من بعد الظهر وحتى ما بعد منتصف الليل يكون الانخراط في التظاهرات والسهر في الساحات.

الانتفاضة باتت نمط حياة.

 

العونيون يتآمرون لتوريط الجيش.. والقيادة ترفض

منير الربيع/المدن/23 تشرين الأول/2019

أسهمت ممارسات جيوش الأنظمة العربية، بزرع العداوة بينها وبين المواطنين. ومنذ اندلاع ثورات الربيع العربي، كانت الجيوش إما العصا الغليظة للأنظمة كما هو الحال في سوريا، وإما صاحبة "الانقلاب" (الثورة المضادة) في استلام السلطة، كما حصل في مصر وغيرها.

هذه الجيوش نفسها عن مهمتها الأساسية في حماية البلاد والسكان، وشاركت إما ببطشها وسحقها، أو بضرب أي مشروع سياسي مدني، بهدف إلى إعادة ترسيخ الأنظمة العسكرية. بين 2008 و2015. الجيش اللبناني مختلف عن هذه الجيوش، فهو المؤسسة التي تحظى باجماع كل اللبنانيين، وفي الوقت نفسه تلقّت انتقادات من مختلف اللبنانيين حسب الظروف السياسية. فمثلاً، في أحداث السابع من أيار 2008، نقمت فئة واسعة من الشعب اللبناني على الجيش لعدم تدخله وحمايتهم من هجوم حزب الله واجتياحه لبيروت. قبل ذلك، كان الجيش يحظى بالدعم والتعاطف الهائل من الفئة ذاتها في أحداث نهر البارد عام 2007. وبعد دخول الجيش في مواجهة الإرهاب، كان يحظى بدعم وطني وسياسي شامل. وحاولت أطراف سياسية عديدة، خصوصاً التيار الوطني الحرّ، الاستثمار بموقف الجيش، لتحقيق مكاسب سياسية على حساب خصومها، من خلال المزايدة في دعم الجيش.  لكن هذا الطرف ذاته لم يتوان عن مهاجمة الجيش وقيادته، حين كان جان قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية. وبالعودة بالذاكرة إلى العام 2015، نستعيد تحركات التيار الوطني الحرّ في الشارع التي كانت تستهدف الجيش وقيادته في تلك المرحلة، لأن التيار كان يسعى لتعيين العميد آنذاك شامل روكز قائداً للجيش. وحينها شنّ التيار هجوماً عنيفاً على المؤسسة العسكرية وقيادتها.  اليوم، يحاول التيار الوطني الحرّ وضع الجيش في مواجهة المواطنين والمتظاهرين. كل المعلومات تؤكد حجم الضغوط التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية، للتدخل وفض التظاهرات وفتح الطرقات ولو بالقوة. لكن الجيش اتخذ قراراً واضحاً بعدم التدخل والاصطدام مع المتظاهرين. وهذا مؤشر كبير على قرار الجيش بعدم مخاصمة الشارع لحساب السلطة السياسية. واستمرت محاولات استدراج الجيش، أولاً من خلال عملية جس النبض عبر حملة الدراجات النارية الفاشلة التي جابت بيروت وتصدى لها الجيش، وثانياً من خلال ضغط التيار الوطني الحرّ والتهديد بالنزول إلى الشارع واصطناع ساحات مضادة. ولو اصطنعت فستؤدي حكماً إلى صدامات وتوترات. نية التيار هي بوضوح استدراج الجيش للتدخل، لكن ذلك لم ينجح أيضاً. "مؤامرة" فجر الأربعاء تفشل

 

المشاهير في الساحات..والسوشيل ميديا خرقت هواتفنا!

عبير بركات/الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

وفي اليوم السابع، يستمر الشعب اللبناني بالاحتجاج على الورقة الاصلاحية التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري نهار الأثنين، والشعب مستمر في تظاهراته الى حين اسقاط الحكومة التي تصر على عدم سماع صرخته ووجعه وألامه..

شائعات كثيرة تطال الزعماء والسياسيين والقضاة، فبركات السوشيل ميديا تطيح بهواتفنا دون استأذان.. انها ثورة الهواتف الذكية.. يستغرق فبركة خبر ثلاثين ثانية لينتقل بسرعة البرق الى مليون لبناني على الأقل عبر غروبات الواتساب.. لذلك من الضروري توخي الحذر عند ارسال أخبار مشبوهة والتأكد منها قبل توزيعها.. وفي الوقت ذاته، ساعد تطبيق الواتساب والفايسبوك والانستغرام بانتشار أخبار ثورة لبنان في كافة انحاء العالم، فاستفاق شعور الوطنية عند اللبنانيين الذين غدرهم بلدهم وحلموا بالعودة اليه لانه اجمل بلد في العالم، ولان شعبنا هو من اذكى وارقى شعوب العالم، ولكن سياساتنا وحكوماتنا عبر التاريخ هي التي زرعت فينا الطائفية والحقد.. انها ثورة الفيديوهات.. طريقة بسيطة وسهلة تدخل هواتفنا وتطبيقاتنا فنستمع الى صرخة أشخاص عاديين احيانا يوجهون رسائل للزعماء علهم يسمعونهم، وأيضا ينتقل الفيديو بلحظات الى هواتف كم كبير من اللبنانيين.. انها ثورة الفنانين اللذين هم من هذا الشعب وهمومهم هي نفسها هموم الشعب ولو كانوا وجوها معروفة لانهم يمثلون او يغنون.. وعلى وقع استمرار الانتفاضة الشعبية في جميع المناطق اللبنانية حصلت اليوم مواجهة بين الجيش اللبناني والمتظاهرين واثبت المواطن اللبناني أنه مُصر على الانتفاضة والبقاء في الشارع رغم كل الظروف ومصر على حماية واحترام الجيش اللبناني الذي ربما يكون فردا من عائلته..ينتظر اللبنانيون من الحكومة اللبنانية ان تتنحى رغم محاولاتها تجنب دفع الثمن سياسياً إلا أن ذلك سيحدث عاجلا ام اجلا.. وبرز اليوم موقف للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي والمطران الياس عودة الذين ساندوا الاحتجاجات والمتظاهرين. يبقى الترقب سيد الموقف.. نعيش الساعة بالساعة منتظرين اي خبر نبني عليه أمالنا.. على امل ان نحل مشاكلنا بنفسنا ولو لمرة دون تدخل الخارج لحلها قبل فوات الاوان.

 

رسائل غربية: حكومة إختصاصيين وحماية المتظاهرين

نداء الوطن/23 تشرين الأول 2019

"A Country feeling Reborn".. كم معبّر هذا العنوان الذي اختاره مراسل "بي بي سي" في الشرق الأوسط مارتن باشينس لتغطية مجريات الانتفاضة الشعبية اللبنانية. نعم ما يشهده لبنان اليوم هو ثورة العبور نحو ولادة جديدة للدولة، دولة مواطنة منزوعة الطائفية والمذهبية وكل أشكال ورموز الفساد والنهب والمحسوبيات والسمسرات وقمع الحريات. ثورة كلما راهنوا على أن تخمد شرارتها ويتعب ثوارها كلما اتسعت رقعتها وتعاظمت أحلامها بعيون الكبار والصغار، يتهافتون بفرح وعزم إلى الساحات معاهدين الأرض بألا يتركوها والبلد بألا يخذلوه.

ولأنهم كذلك جعلوا ثورتهم عصية على الانكسار والاندحار فأرعبوا أهل السلطة ودفعوهم إلى تحسس "تسونامي" التغيير السلمي الآتي، ليقلب الطاولة والمشهد على المنظومة الحاكمة، ولأنّ قوة تحركهم هي بسلميته وحضاريته وامتداده على مختلف أرجاء الخريطة الوطنية من أقصاها إلى أقصاها، بدأ العقل السلطوي "يفرز" مخططات لشيطنة الحراك الشعبي وحرفه عن مساره السلمي، عبر التحضير لشوارع حزبية مضادة تهدف إلى ترهيب المتظاهرين الآمنين في ساحاتهم ومناطقهم، غير أنّ الرهان كان وسيبقى على الجيش اللبناني، الذي أخذ على عاتقه "حماية الناس" ومنع أي محاولات تخريبية تهدد أمنهم وسلمية تحركاتهم.

هذا الدور الوطني الذي يلعبه الجيش اللبناني بقرار ذاتي، لاقى خلال الساعات الأخيرة رسائل غربية بلغت بيروت تنوّه به وتشدد على مهمة المؤسسة العسكرية في "حماية التعبير السلمي"، بالتوازي مع التأكيد على وجوب تسليم السلطة اللبنانية بمطالب المتظاهرين المشروعة. فبعد فترة من "الفتور" في التعاطي الدولي مع الحراك الشعبي المناهض لمنظومة الحكم في لبنان، لوحظت بالأمس بوادر انعطافة غربية تميل نحو تحصين المتظاهرين السلميين، عبر تأمين مظلة دولية لهم في مواجهة أي نوازع سلطوية قمعية، سواء من خلال ما اختزنه البيانان الصادران عن مجموعة الدعم الدولية والخارجية الفرنسية، أو من خلال الرسائل الغربية التي حملت إلى المسؤولين اللبنانيين ملامح توجّه غربي نحو ترجيح كفة المطالبة بتأليف "حكومة اختصاصيين بلا أحزاب"، لإنقاذ البلد والاستجابة لمطالب المنتفضين ضد فساد الطبقة الحاكمة.

وفي هذا الإطار أكد مصدر ديبلوماسي غربي لـ"نداء الوطن" أنّ "المجتمع الدولي يراقب عن كثب ما يحصل في لبنان وسيصدر عنه موقف بهذا الصدد قريباً جداً"، وأضاف: "من الواضح أنّ الحكم في لبنان أثبت فشله وما يحصل على الأرض إنما يعبر عن رفض للمنظومة الحاكمة"، في وقت شدّد مصدر ديبلوماسي عربي لـ"نداء الوطن" على أنّ "دول الخليج لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، ولكن ما تعكسه الساحات ميدانياً من المفترض أن يفرض تغييراً فورياً" في سبيل إنقاذ البلد.

وفي الغضون، برزت خلال الساعات الأخيرة معلومات ومعطيات تشي ببوادر تحضير لـ"شارع مضاد" لدى "التيار الوطني الحر"، دفاعاً عن العهد في مواجهة التحركات الشعبية الاحتجاجية، وسط أنباء تتحدث عن تشكيل "خلية أزمة" لبحث سبل مواجهة الحراك المدني والثورة الشعبية، قوامها الوزراء جبران باسيل وسليم جريصاتي والياس بو صعب.

وقد بانت مؤشرات هذا التوجه على عدة مستويات أولية، بدءاً من تصريحات سياسية على شاكلة "تغريدة - تعليمة" النائب زياد أسود بأنّ "على التيار الوطني الحر أن يتحضّر..."، وتهديد النائب السابق نبيل نقولا بالاتجاه نحو "النزول إلى الطرق" إذا لم تتحرك الدولة لفتح الطرقات "ولو بالقوة"، مروراً بتنظيم ما يشبه "البروفا" العونية في بلدة "الحدت" للتظاهر العوني على الأرض مقابل منع البلدية أي تواجد للمتظاهرين المحتجين داخل نطاقها، وصولاً إلى استخدام مسؤولين في قصر بعبدا سطوتهم أو "مونتهم" للضغط على عدد من وسائل الإعلام المرئية لوقف تغطيتها المباشرة للتظاهرات، الأمر الذي سرعان ما لاقى ترجماته العملية مساءً عبر بعض الشاشات من خلال سحب مراسليها عن الأرض والاكتفاء بترك الهواء مفتوحاً لمواكبة مجريات الساحات من دون أي تعليق أو استصراح للمتظاهرين.

وفي الغضون، تفاوتت المعلومات المتصلة بمواقف الرؤساء الثلاثة حيال مقترحات الحلول، إذ نقلت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لا يزال متمسكاً بالحكومة الحالية ولن يفرّط بها، وهو قد رفض نصائح سياسية وكنسية بهذا المجال مكتفياً بالانفتاح على إمكانية بحث "التعديل الوزاري" لتنفيس الشارع، في حين أكدت مصادر قيادية في "التيار الوطني الحر" لـ"نداء الوطن" أنّ حتى "فكرة التعديل الوزاري لم تنضج بعد بانتظار جلاء المشهد في الساعات المقبلة كي يُبنى على الشيء مقتضاه".

أما على ضفة "عين التينة"، وفي معرض تماهي رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المطالب الشعبية بمكافحة الفساد، فقد نقلت مصادر قريبة من بري لـ"نداء الوطن" أنه "على استعداد لرفع السرّية المصرفية عن أمواله وأموال أفراد أسرته والتصريح عن كل ممتلكاته".

ولفت مطلعون في سياق توصيفهم أداء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى أنه "يوازن بين الاندفاع نحو فرض تنفيذ أجندته للإصلاح الجذري على مختلف الكتل، التي لطالما جابهته بالتسويف والشعبوية مستفيداً من زخم الشارع والناس، وبين عدم الانزلاق نحو أي خطوة غير محسوبة العواقب قد تبدأ باستقالة الحكومة ولا تنتهي بانهيار البلد باقتصاده واستقراره"، علماً أنّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بدا أمس ميالاً أكثر فأكثر نحو استقالة مشتركة مع رئيس الحكومة وهو قال رداً على سؤال لـ"نداء الوطن": "الورقة الإصلاحية لا شيء لأنها تبيع الدولة والناس لن يخرجوا من الشارع".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الرئيس التونسي بعد أداء اليمين أمام البرلمان: لا تسامح في مليم واحد من عرق الشعب واقترح التبرع بيوم عمل شهرياً لسداد ديون الدولة

تونس- وكالات/الأربعاء23/10/2019

 دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، كل مواطن في بلاده أن يكون قدوة، مشددا على أنه لا تسامح في مليم واحد من عرق هذا الشعب. وقال الرئيس سعيد، في كلمة ألقاها، أمس، أمام نواب الشعب بمناسبة تنصيبه رئيسا لتونس: إن بلاده ستبقى داعمة لكل القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مشددا على أن الحق الفلسطيني لن يسقط كما يتوهم البعض بالتقادم. وأضاف سعيد، إن ما تعيشه تونس اليوم أذهل العالم، فما حدث هو ثورة حقيقة بمفهوم جديد، لأن الثورات تقوم كما هو مألوف ضد الشرعية، لكن ما حدث في تونس ثورة بأدوات الشرعية ذاتها. وزاد: “يجب أن يكون الجميع على يقين أن الحرية التي دفع الشعب الكثير من أجل الوصول إليها لن يقدر أحد على سلبه إياها تحت أية ذريعة أو تحت أي مسمى، ومن كان يحن للعودة إلى الوراء فهو يلهث وراء السراب، ولا مجال للمساس بحقوق المرأة، خاصة الاقتصادية والاجتماعية، فكرامة الوطن من كرامة مواطنيه، وأن الشعب التونسي الذي يتطلع إلى الحرية يتطلع بنفس القوة والعزم إلى العدل، فقد ضاقت الصدور من الظلم”. وجدد سعيد التحية للقوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي التي تقف في وجه الإرهاب والجريمة. الى ذلك، قال مصدر أمني تونسي: إن الرئيس المنتخب قيس سعيد يرفض من حيث المبدأ الاقامة في القصر الرئاسي بضاحية قرطاج كما ينص على ذلك البروتوكول. وأوضح المصدر، أن سعيد تمسك بقراره منذ مدة بعدم الإقامة في القصر الرئاسي لكن تجري محاولات لإثنائه عن رأيه لدواع أمنية. وفي سياق اخر، اقترح الرئيس التونسي المنتخب التبرع بيوم عمل كل شهر ولمدة خمس سنوات. وحضر جلسة أداء اليمين سياسيون تونسيون ورؤساء بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية. وأصبح سعيد، أستاذ القانون الذي حظي بتأييد كبير بين الشباب، رئيساً لتونس بفوزه بـ72.71% من

الأصوات خلفاً للرئيس بالنيابة محمد الناصر.

ولدى رئيس الجمهورية بعد أن يتولى مهامه مهلة أسبوع لتكليف رئيس الحزب الفائز بأكثر المقاعد في البرلمان بتشكيل حكومة في أجل أقصاه 60 يوماً، وفقاً للفصل 89 من الدستور التونسي. وأفرزت الانتخابات النيابية، التي جرت في السادس من الشهر الحالي، برلماناً مشتت الكتل وحل حزب “النهضة” أولاً بـ52 مقعداً يليه حزب “قلب تونس” بـ 38 مقعداً. وشرع حزب النهضة بمشاورات مع الأحزاب من أجل تشكيل الحكومة، بينما يتجه حزب “قلب تونس” إلى التموضع في المعارضة.

 

طهران عن الاتفاق الروسي-التركي: فرصة لحوار بين أنقرة ودمشق

المدن/الأربعاء23/10/2019

رحبّت وزارة الخارجية الإيرانية بالاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، خلال القمة الطويلة التي جمعتها، الثلاثاء، في سوتشي، وأفضت الى وثيقة تفاهم بين الطرفين حول منطقة شمال شرق سوريا. وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، الأربعاء، إن طهران تأمل "أن يسهم الاتفاق بين روسيا وتركيا في رفع مخاوف تركيا الأمنية من جهة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز السيادة الوطنية، من جهة أخرى". وأكدت على أنها "ترحب بأي خطوات تسهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز سيادتها الوطنية، وعودة الاستقرار إلى شمال سوريا، وتؤيد دائما الحوار وحل الخلافات بين دمشق وأنقرة بالوسائل السلمية". ودعت الخارجية الإيرانية في بيانها دمشق وأنقرة، للجلوس إلى طاولة مفاوضات، والبحث عن حل للأزمة بين البلدين، معتبرة أن الفرصة ممكنة لذلك بعد الاتفاق الأخيرة، ومشددة على أن اتفاق أضنة لبنة أساسية لإزالة مخاوف الطرفين. وقالت وزارة الخارجية، إن "تواجد القوات الأجنبية في شمال سوريا لن يسهم في تحقيق الأمن"، مشيرة إلى أن انسحاب هذه القوات من شمال سوريا سيسهم في إعادة الأمن والاستقرار. كما أوضحت أن: "بدء اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في المستقبل القريب سيجعل آثار مسار أستانة في ضمان الأمن والسلام في سوريا، أكثر وضوحا".

 

ترامب يرفع العقوبات عن تركيا

المدن/الأربعاء23/10/2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات التي فرضتها على تركيا، مشيداً بنجاح وقف إطلاق النار على الحدود التركية السورية.

وقال في كلمة متلفزة "في وقت سابق من صباح اليوم، أبلغت الحكومة التركية إدارتي بأنها ستوقف العمليات القتالية وهجومها في سوريا ما يجعل وقف إطلاق النار دائما ... لذا، أمرت وزير الخزانة برفع جميع العقوبات التي فرضت (على أنقرة) في 14 تشرين الأول/أكتوبر".

ويأتي إعلان ترامب بعد اتفاق تم التوصل إليه، الثلاثاء في سوتشي، ستعمل روسيا وسوريا بموجبه "على تسهيل" إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود. ويتضمن الاتفاق احتفاظ تركيا بـ"منطقة آمنة" داخل سوريا بطول 120 كيلومتراً وعمق 32 كيلومتراً.

وقال ترامب إن بعض الجنود سيبقون في حقول النفط السورية رغم الانسحاب الأوسع من البلاد. وتابع "اننا نضمن أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة حيث النفط". وحذر ترامب من أن العقوبات "القاسية" يمكن إعادة فرضها إذا فشلت تركيا في الوفاء بالتزامها بحماية الأقليات الدينية والعرقية. وعززت الليرة التركية مكاسبها، الأربعاء، بعد إعلان ترامب رفعاً للعقوبات المفروضة على أنقرة. وكانت العملة ارتفعت في الأيام الأخيرة مع انحسار التهديد بفرض مزيد من العقوبات الأميركية إثر موافقة أنقرة على وقف عمليتها في سوريا ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا.

وسجلت الليرة، الأربعاء، 5.7325 مقابل الدولار، مرتفعة نحو 1.3 بالمئة عن مستوى إغلاق الثلاثاء البالغ 5.8100 ليرة ومتفوقة على سائر عملات الأسواق الناشئة. وصعد مؤشر الأسهم الرئيسي 1.94 بالمئة عند الإغلاق، الأربعاء، في حين تقدم مؤشر قطاع البنوك التركي 2.27 بالمئة.

وتابع ترامب: "الإدارة السابقة للولايات المتحدة قالت إن على الأسد أن يرحل. وكانت لديهم فرصة لتحقيق ذلك لكنهم لم يحققوه". وأشار ترامب إلى أن سلفه باراك أوباما، لم يرد على استخدام قوات النظام للأسلحة الكيماوية، وأضاف: "أما أنا فقمت بالرد على مثل هذه الأشياء، واستخدمت من أجل ذلك 58 صاروخا من طراز توماهوك". من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، لـ"رويترز" إن بلاده تعتقد أنه سيتم التغلب على الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن انتاج مقاتلات "إف-35"، مضيفاً أن أنقرة لا تزال في قلب حلف شمال الأطلسي رغم الانتقادات الموجهة من أعضاء الحلف لتوغلها في شمال سوريا.

 

خادم الحرمين الشريفين يلتقي وزير الدفاع الأميركي/ولي العهد يستعرض مع إسبر مجالات التعاون العسكري والدفاعي

الرياض: «الشرق الأوسط»/الأربعاء23/10/2019

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،، في مكتبه بالرياض أمس، وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، وتناول اللقاء استعراض علاقات الصداقة السعودية - الأميركية، وأوجه التعاون الاستراتيجي بين البلدين، كما بحث الجانبان عدداً من القضايا الأمنية والدفاعية المشتركة، إضافةً إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة تجاهها. حضر الاستقبال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، والدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية.

ومن الجانب الأميركي، السفير لدى السعودية جون أبي زيد، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي كاتي ويلبرغر، وعدد من المسؤولين. كما عقد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أمس، اجتماعاً مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومجالات التعاون المتعلقة بالجانب العسكري والدفاعي، بالإضافة إلى بحث عدد من المسائل خصوصاً تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، وتنسيق الجهود المبذولة بشأنها. حضر الاجتماع الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع، ومحمد العايش مساعد وزير الدفاع، والفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، والدكتور خالد البياري مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية، والفريق ركن فهد بن تركي قائد القوات المشتركة، والدكتور هشام آل الشيخ مدير عام مكتب وزير الدفاع، واللواء ركن فواز الفواز، الملحق العسكري السعودي في واشنطن وأوتاوا. ومن الجانب الأميركي السفير جون أبي زيد، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي كاتي ويلبرغر، وعدد من المسؤولين. وكان الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، قد التقى في وقت لاحق من مساء أول من أمس، وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر خلال زيارته للرياض، وبحث الجانبان العلاقات السعودية - الأميركية وأوجه التعاون الاستراتيجي والعسكري القائم بين البلدين، إضافة إلى استعراض التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية المشتركة. كما شهد اللقاء تناول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك لدعم الأمن والاستقرار والدفاع عن المصالح المشتركة ضد أي تهديدات.

 

الأمم المتحدة تطالب لبنان بـ«تفكيك الميليشيات» و«مجموعة الدعم الدولية» تدعو إلى «الاستماع لمطالب الناس»

نيويورك: علي بردى - بيروت/الشرق الأوسط/الاربعاء 23 تشرين الأول 2019

أكدت الأمم المتحدة أنها «تراقب عن كثب» التطورات في لبنان، في ضوء المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أيام، مطالبة السلطات بـ«احترام حق الناس بالتظاهر السلمي»، وبـ«التعامل» مع «أي مجموعات مسلحة غير مرخصة» يمكن أن تعترض المحتجين.

ورداً على أسئلة من «الشرق الأوسط»، أجاب الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قائلاً: «نواصل مراقبة الوضع في لبنان عن كثب. والأمم المتحدة تواصل العمل مع الحكومة اللبنانية والشركاء الدوليين لدعم معالجة التحديات الضاغطة، بما في ذلك الوضع الاقتصادي».

ولاحظ أن «الاحتجاجات التي ازدادت حجماً خلال الأيام الماضية، لا تزال سلمية على نطاق واسع». وحض كل الأطراف على «الامتناع عن أي نشاطات يمكن أن تؤدي إلى تزايد التوتر أو العنف». وقال إن المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش «على اتصال مع المسؤولين الحكوميين في البلاد».

وطالب السلطات بـ«التعامل مع الجماعات المسلحة غير المصرح بها»، مكرراً أنه «يجب الامتناع عن أي ممارسات، من شأنها أن تساهم في تصعيد التوتر أو العنف». وذكر دوجاريك أن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، زارت لبنان أخيراً، وأجرت محادثات مع المسؤولين في شأن كل القضايا المهمّة، مضيفاً أن ديكارلو تدرك أنه من القضايا المهمّة في لبنان «تفكيك سلاح الميليشيات ووقف الانتهاكات لسيادة الدولة، والموضوع الاقتصادي الذي بلا شك يُعد الأكثر أهمية لأنه أشعل فتيل المظاهرات». ورداً على سؤال آخر، أجاب دوجاريك: «رأينا تقارير عن بعض الأسلحة، لكنني أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أن الغالبية العظمى الساحقة من الأشخاص الذين تظاهروا كانوا غير مسلحين وغير عنيفين»، مشدداً على أن «للناس الحق في أي مكان في التظاهر بسلام، ومن المهم احترام ذلك الحق». ودعا الجميع إلى «الامتناع عن العنف»، ومنع «جلب أسلحة إلى أي مظاهرة».

أطلع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سفراء «مجموعة الدعم الدولية للبنان» على «جديّة الإجراءات التي طال انتظارها» التي اتخذتها الحكومة، أول من أمس، فيما حثت المجموعة المسؤولين على «الاستماع إلى المطالب الشرعية التي يطرحها الناس».

وعقد الحريري لقاءات مع سفراء الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد، وروسيا ألكسندر زاسبيكين، وفرنسا برونو فوشيه، وبريطانيا كريس رامبلينغ، وألمانيا جورج برغيلين، وإيطاليا ماسيمو ماروتي، والاتحاد الأوروبي رالف طراف، والقائم بالأعمال الصيني جيانغ زويانغ، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وممثل جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح. وقال كوبيش بعد الاجتماع إن الحريري أطلع السفراء على «جديّة الإجراءات التي طال انتظارها والتي اتخذتها الحكومة، سواء كانت كجزء من مشروع موازنة العام 2020 كي يتم إقرارها ضمن المهل الدستورية، أو من خارج الموازنة». وأشار إلى أن الحريري كرر أن هذه الإجراءات المتوخاة وغيرها «ليست سوى خطوة أولى، وقد حصل توافق في الحكومة بشأنها بفضل الشابات والشباب الذين تظاهروا على مدى الأيام الماضية من أجل كرامتهم الوطنية واستعادة الهوية الوطنية وتقديمها على الهوية المذهبية والطائفية».

ونقل عن الحريري تأكيده أن «هذه الإجراءات لم تتخذ من أجل الطلب من المتظاهرين التوقف عن التظاهر أو التعبير عن غضبهم، فهذا القرار يتخذه المتظاهرون وحدهم. وإذا كانت الانتخابات المبكرة طلبهم، فإن صوتهم وحده سيقرر. كما أكد أن الحكومة لن تسمح لأحد بأن يهدد المتظاهرين، وأن الدولة لديها مهمة حماية التعبير السلمي عن المطالب الشرعية». وعبرت «مجموعة الدعم الدولية» عن دعمها للأهداف الإصلاحية التي أوجزها الرئيس الحريري والقرارات المعتمدة من الحكومة، والتي تتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني. وقال كوبيش: «نحن نشيد بالتعبير الديمقراطي للشعب اللبناني ومطالبته بإصلاحات بنيوية وتغييرات اجتماعية ومسؤولة ومقبولة، يجب أن تقلص بشكل حقيقي الفساد والهدر وتبتعد عن الطائفية وتؤمن الحوكمة الصحيحة والمساءلة التامة وتؤدي إلى نمو مستدام واستقرار. إن شكواهم يجب أن تتم معالجتها».

ورحبت المجموعة بـ«السلوك المسؤول إلى حد كبير الذي انتهجته قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، واحترم إلى حد كبير منذ السبت الماضي حق الشعب بمظاهرات سلمية». وقال كوبيش: «أُحطنا علماً بالتزام الرئيس الحريري بأن الحكومة وقواها الأمنية الشرعية ستبقى توفر الحماية للمدنيين المتظاهرين بشكل سلمي، وستتخذ التدابير المناسبة تجاه أي تحريض عنيف محتمل لحماية الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات وحق الشعب في التعبير السلمي عن آرائه». وحثت المجموعة الدولية المسؤولين والجهات السياسية الفاعلة في لبنان على «الاستماع إلى المطالب الشرعية التي يطرحها الناس، والعمل معهم على الحلول ومن ثم على تطبيق هذه الحلول، والامتناع عن الكلام والأفعال التي يمكن أن تلهب التوترات وتحرض على المواجهة والعنف». وجددت «تأكيد دعمها القوي للبنان وشعبه ولوحدة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي». إلى ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أن باريس تتابع «باهتمام كبير» التطورات في لبنان، داعية إلى «الحفاظ على سلمية الحركات الاحتجاجية وإلى الاحترام التام لحق كلّ اللبنانيين بالتظاهر». وشجعت في بيان الحكومة اللبنانية على «إنجاز الإصلاحات الضرورية بهدف السماح بإعادة إنعاش الاقتصاد اللبناني وتقديم الدولة للخدمات العامة التي تعود بالمنفعة المباشرة على جميع المواطنين». وأكدت وقوفها إلى جانب لبنان، مشددة على «التزامنا مع شركائنا الدوليين بالتطبيق السريع للقرارات التي اتخذت في إطار مؤتمر سيدر في باريس في أبريل (نيسان) 2018».

 

اتفاق روسي ـ تركي «مصيري» ينظم الانتشار في الشمال السوري ومفاوضات صعبة استغرقت ست ساعات بين بوتين وإردوغان في سوتشي

سوتشي: رائد جبر/الشرق الأوسط/الاربعاء 23 تشرين الأول 2019

أسفرت جولة محادثات مطولة أجراها الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب إردوغان، عن التوصل إلى اتفاق وصف بأنه «مصيري» نص على تدابير مشتركة لموسكو وأنقرة في منطقة الشمال السوري.

وطالت مدة المفاوضات التي انعقدت في المقر الرئاسي في منتجع سوتشي الروسي أكثر من ست ساعات بعدما كان مقررا لها في البداية نحو ساعتين، ما عكس صعوبة النقاشات، وسط حديث عن مساع حثيثة قام بها الطرفان لتقريب وجهات النظر في ملفات «معقدة» كان على رأسها ثلاثة ملفات أساسية، هي الموقف من إنشاء المنطقة الآمنة في المنطقة الحدودية، ومساعي موسكو لإطلاق قناة حوار مباشرة بين أنقرة ودمشق، والوضع في المناطق التي انسحبت منها واشنطن، وكذلك الموقف حيال الولايات المتحدة أنها ستبقي جزءا من قواتها في مناطق شرق الفرات، لحماية المنشآت النفطية.

وكان لافتا أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خاطب الصحافيين الذين انتظروا طويلا نتائج المباحثات بالإشارة إلى أن «البحث يتطرق إلى الوضع بشكل تفصيلي» لكنه نصح الصحافيين بـ«ألا يرفعوا سقف التوقعات» وعكست هذه العبارة درجة التباينات والتعقيدات التي برزت خلال المحادثات.

لكن الرئيسين أعلنا في مؤتمر صحافي مشترك أعقب المحادثات عن التوصل إلى اتفاق وصفه بوتين بأنه «مهم للغاية ومصيري بالنسبة إلى منطقة العمليات»، وقال إن الطرفين سوف يبدآن تنفيذه فورا. وتلا وزيرا خارجية البلدين بعد ذلك نص الاتفاق بالروسية والتركية، واشتمل على عشرة بنود أكدت التزام الجانبين بوحدة وسيادة سوريا مع تلبية متطلبات الأمن الوطني التركي. وأشارت إلى عمل مشترك لمواجهة النزعات الانفصالية في المنطقة ومواجهة الإرهاب. وأكدت الوثيقة التي وقعها الرئيسان «المحافظة على منطقة عمليات نبع السلام كما هي حاليا»، وشددت على أهمية «اتفاق أضنة» وأن موسكو سوف تكون الضامن الأساسي لتطبيقه.

وفي تدابير عملية على الأرض، نص الإعلان المشترك على بدء تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية منذ منتصف ليل 23 أكتوبر (تشرين الأول) على أن تكون مهمتها الأساسية سحب القوات الكردية والأسلحة من المنطقة، خلال فترة 150 ساعة، تبدأ بعدها موسكو وأنقرة في تسيير دوريات مشتركة للمحافظة على الوضع في المنطقة الحدودية. وأكد الإعلان اتخاذ خطوات مشتركة لمواجهة تسرب الإرهابيين الذين كانوا معتقلين في المنطقة، كما شددا على عزمها على مواصلة العمل لتحقيق تقدم في التسوية السياسية.

وبعد اللقاء مباشرة عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤتمرا صحافيا مشتركا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي شدد على الإجراءات العملية التي سيتم العمل بها لتنفيذ الاتفاق. وقال إن الطرفين ناقشا «تدابير كافية بالنظر إلى المهمة التي وضعناها أمامنا والمهمة الأساسية التي طرحناها اليوم وقف الأعمال العسكرية وإيجاد آليات للتعامل مع الوضع الناشئ». مشيرا إلى أن موسكو سوف تحتاج إلى معدات قتالية وتقنيات عسكرية لتنفيذ المهام الجديدة في أول إشارة إلى احتمال عودة موسكو عن قرار تقليص وجودها العسكري في سوريا بسبب التطورات الأخيرة. وقال شويغو: «طبعا سنحتاج إلى معدات إضافية وإذا حصل أي شيء جدي فسوف يكون علينا أن نتعامل معه». وفي رسالة لافتة إلى واشنطن قال شويغو إن أمام الولايات المتحدة ساعات معدودة للوفاء بالتزاماتها حول مسألة الانسحاب من سوريا.

وكان بوتين قد قال قبل إعلان الاتفاق، إن موسكو تنطلق من ضرورة ألا يستفيد الإرهابيون من العملية العسكرية التركية، في تحذير من «الفراغ الأمني» في مناطق شرق الفرات، وزاد أنه «يجب إخلاء سوريا من الوجود العسكري الأجنبي» وتوفير شروط مطلوبة لسلامة وسيادة الأراضي السورية، مع توفير الأمن والسلام على الحدود. وأكد بوتين أن على دمشق وأنقرة أن يبذلا جهودا في تحقيق مسألة الأمن على الحدود. مؤكدا في المقابل أهمية تعزيز الحوار بين دمشق والأكراد لكونهم من مكونات الشعب السوري ويجب أن تراعى حقوقهم ومصالحهم.

وشدد الرئيس الروسي على أهمية ألا تؤثر التطورات الميدانية الجارية على إطلاق عمل اللجنة الدستورية في 29 من الشهر الحالي في جنيف.

من جانبه، قال إردوغان إن بلاده ملتزمة بمبدأ وحدة وسلامة الأراضي السورية و«ليس لدينا أي أطماع في أراضي الغير». وزاد أنه أبلغ بوتين أن الهدف الأساسي للعملية التركية يتركز في دحر الإرهابيين وإعادة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى خطط لعودة مليون سوري إلى المنطقة الآمنة.

ورغم أن الرئيسين لم يتطرقا خلال المؤتمر الصحافي إلى مسألة الوجود الأميركي في المنطقة، لكن الكرملين أعلن أنها كانت مطروحة على جدول الأعمال، وقال بيسكوف، إن البحث تناول التصريحات شديدة اللهجة التي تبادلتها واشنطن وأنقرة.

ولفت بيسكوف إلى أن موسكو ليس لديها موقف محدد حتى الآن من مبادرة وزيرة الدفاع الألمانية، بخصوص إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية التركية. وأضاف بيسكوف أن المبادرة الألمانية حول إمكانية إنشاء منطقة آمنة دولية على الحدود السورية التركية، تشرف عليها موسكو وأنقرة، هي «مبادرة جديدة، وليس لموسكو حتى الآن أي موقف منها، ويجب دراستها». وحول ما إذا كانت روسيا ستسمح للقوات التركية بالبقاء في سوريا، قال بيسكوف إن السماح للقوات التركية بالبقاء في سوريا هو أمر يمكن للحكومة الشرعية السورية فقط أن تقرره. وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن القوات العسكرية الوحيدة التي توجد في سوريا بطريقة شرعية هي القوات الروسية. إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، إن موسكو تعول على «إيضاح» مسألة الإشراف على المناطق النفطية بشمال سوريا. وقال سيرومولوتوف قبل انتهاء المحادثات بين بوتين وإردوغان إنه «من الصعب الآن في ظل النزاع المسلح الحديث عن التزامات كل طرف، انتظروا لقاء الرئيسين، وأعتقد أن المسألة ستتضح بشكل كاف».

 

الجيش الوطني» يعلن تدمير دشم طائرات تركية... و«الوفاق» تتهمه بقصف المدنيين ودعوات لاستبعاد أنقرة من مؤتمر برلين بعد تصريح إردوغان حول {الإرث العثماني} في ليبيا

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/الاربعاء 23 تشرين الأول 2019

أعلن «الجيش الوطني» الليبي عن تدمير دشم ومخازن أسلحة بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، وقال إن «الميليشيات كانت تستخدمها لتخزين معدات وصواريخ طائرات تركية مسيرة»، في وقت اتهمه فيه المجلس الرئاسي، الذي يقوده فائز السراج، بقصف عمارات سكنية بمنطقة صلاح الدين جنوب العاصمة، وقتل طفلين، وسط غضب ليبي واسع من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تحدث فيها عن حق بلاده في الوجود بليبيا باعتبارها «جغرافيتهم القديمة». وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، أمس، إن «سلاح الجو التابع للقيادة، شن غارات جوية على دشم ومخازن أسلحة ومرافق في الشق العسكري من مطار معيتيقة، كانت تستخدم من قبل الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، لتخزين معدات وصواريخ طائرات مسيرة تركية»، موضحاً أن «هذه الضربات الجوية كانت نتيجة عمل مضنٍ لفرق وأجهزة الاستخبارات والاستطلاع بالقوات المسلحة، التي استطاعت بمجهوداتها اكتشاف وتحديد مواقع هذه الدشم». وحذر «الجيش الوطني» على لسان المسماري «أي جماعة أو ميليشيا مسلحة من تهديد أمن وسلامة قواتها المسلحة والمدنيين للخطر، وذلك عبر استجلاب أو استيراد أي نوع من أنواع الأسلحة أو الذخائر من الخارج، أو تخزينها لغرض استخدامها ضد القوات المسلحة أو المدنيين»، مؤكداً أنه «سيتم استهداف هذه الأسلحة والمعدات في كل زمان وفي أي مكان».

في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تديرها قوات حكومة «الوفاق»، إن قوات «الجيش الوطني» قصفت بمدافع «الهاون»، صباح أمس، إحدى عمارات صلاح الدين بجنوب العاصمة، ما أدى إلى مقتل طفلتين دون العاشرة، وإصابة ثلاثة وجرح والديهم.

وفيما نشرت «بركان الغضب» صوراً قاسية تُظهر ضحايا القصف، الذي أوقع أطفالاً للمرة الثانية خلال أسبوع، مخلفاً انهيار أجزاء بعض البنايات، حمّل المجلس الرئاسي، المشير خليفة حفتر، المسؤولية عن العملية، وقال في بيانه أمس إنها «جرائم متصلة وممنهجة، هدفها إثارة الرعب بين المدنيين»، مبرزاً أن الجهات المختصة بحكومة الوفاق «توثّق هذه الجرائم، وستنسق مع المنظمات الحقوقية والإنسانية لتقديم الجناة للعدالة... وسيكون ردنا شديداً في ميدان المعركة، ونحن ملتزمون في الوقت نفسه بقواعد الحرب واتفاقية جنيف».

والأسبوع الماضي تسببت ضربة جوية في مقتل ثلاثة أطفال وإصابة خمسة أشخاص في طرابلس، واتهمت حكومة «الوفاق»، «الجيش الوطني»، بتنفيذها، لكن قيادته نفت لك، متهمة قوات «الوفاق» بقصف الموقع المدني في محاولة لإلصاق التهمة بقواتها.

في سياق قريب، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته، أمس، إن المدنيين يعانون من جراء ما وصفته بـ«حرب الميليشيات المستمرة بلا هوادة في ليبيا»، وذكرت أنه منذ إطلاق «الجيش الوطني» لعمليته العسكرية ضد العاصمة في أبريل (نيسان) الماضي، تسبب القتال المستمر مع الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» في مقتل أكثر من مائة من المدنيين. ولفتت المنظمة إلى أن من بين القتلى المدنيين «عشرات المهاجرين واللاجئين المحتجزين، الذين أوقعتهم ظروف احتجازهم وسط ضربات جوية وقصف مدفعي وعمليات قصف للبنية الأساسية المدنية، بما في ذلك مطار معيتيقة».

في شأن آخر، أثار تصريح للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تحدث فيه عن حق بلاده في الوجود بعدة دول، كانت ضمن ما سماها «جغرافيتنا القديمة»، غضب كثير من الليبيين، خصوصاً في شرق البلاد، ما دفعهم إلى مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لاستبعاد أنقرة من حضور اجتماع برلين المرتقب حول الأزمة الليبية.

وألقى إردوغان خطاباً في افتتاح منتدى «تي آر تي» أول من أمس في إسطنبول، قال فيه إن بلاده لها حق الوجود بدول عربية عدة، من بينها ليبيا، بزعم أنها «جغرافيتنا القديمة». وشملت غضبة الليبيين سياسيين ونواب برلمان ومشايخ قبائل؛ إذ قالت مجموعة «أبناء ليبيا»، في بيان، أمس، وقع عليه دبلوماسيون سابقون وأكاديميون ونشطاء، إن «السبب في تمادي إردوغان وادعاءاته يرجع إلى السلطة الحاكمة في طرابلس وحلفائها الإسلاميين المتحالفين مع أنقرة». ووصف مجلس مشايخ وحكماء مدينة ترهونة، خطاب إردوغان، بأنه «عكس بشكل واضح سياسة حزبه الاستعمارية»، مشيرين، في بيان، إلى أنه (إردوغان) «زعم أن لبلاده حقاً في ليبيا، إضافة لحقها في دول بينها سوريا، ضمن ما يعتبره إردوغان جغرافية سلطنتهم العثمانية القديمة»، مضيفاً: «نحن نطالب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأن تعمل بجد على إيقاف الصلف التركي الاستعماري، الذي كشر عن أنيابه، وأخبر بنفسه عن حقيقة نواياه الاستعمارية في بلادنا».

وأضاف مشايخ وحكماء ترهونة، في بيان، أمس، «إن الإرث العثماني في بلادنا لا نذكره إلا بالدم والفقر والجهل، والضرائب والسلب والنهب ودك القرى بالمدافع وقتل أجدادنا، وتعد المذبحة التي قام بها الأتراك في حق أهلنا في قبيلة الجوازي من أسود وأكلح ما في تاريخ الدولة العثمانية، وها هي تركيا اليوم تكشف عن حقيقة وجودها في منطقتنا العربية من خلال ما أعلنه الرئيس التركي أمس بأن لتركيا إرثاً تاريخياً ينبغي إعادته». وانتهى بيان مجلس ومشايخ ترهونة قائلاً: «تركيا اليوم تكشف عن حقيقة وجودها في منطقتنا العربية من خلال ما أعلنه إردوغان بأن لبلاده إرثاً تاريخياً ينبغي إعادته... وهنا نوجّه بياننا للقبائل الليبية الشريفة بأن تدرك حقيقة ما يجري على الساحة الليبية من دعم تركي لجيشها في طرابلس، المتمثل في (الدواعش) و(القاعدة) و(الإخوان)، في ظل حكم حلفاء تركيا من بقايا السلطة العاجزة في طرابلس».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نار الثورة لن تَخْفُتَ في لبنان

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/23 تشرين الأول/2019

وفي اليوم السابع اشتدَّ عود الانتفاضة اللبنانية ودخلت مرحلة الرشد كثورة حقيقية لا يمكن لأي كان، مهما هدد بالفوضى، أن يثني نحو 2.8 مليون مواطن في الشارع عن موقفهم، لذلك لم تنفع محاولات فتح الطرق بالقوة عبر الجيش الذي وجد نفسه في مواجهة أهله، فحاول بالتي هي أحسن، لكنه انصاع أخيراً إلى الإرادة الشعبية، كي يبقى الاحتجاج على زخمه. أمس سقطت رهانات البعض على أن هذه الانتفاضة يمكن أن تخفت نارها مع الأيام، وأن تفعل خطة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة فعلها في تخدير اللبنانيين، الذين زادوا من رفضهم لأي مساحيق تجميل للحكم المهترئ والممسوك من «حزب الله»، كي لا يقع اللبنانيون في فخ التسويف والمماطلة فتذهب ريحهم سدى، وعلى هذا الاساس ينظر المراقبون إلى بيان القمة المسيحية في بكركي أنه بداية العد التنازلي للعهد الحالي، فمن يعرف طبيعة التركيبة اللبنانية يدرك جيدا ماذا يعني هذا الموقف المنحاز إلى الشعب.

قليلة هي المرات التي تتدخل فيها المرجعيات الدينية في الشؤون السياسية، وخصوصا المسيحية منها، لكن حين تعلن موقفها يصبح في العرف اللبناني أقرب إلى «الحرم الكنسي»، وهو ما كانت عليه حين أعلنت في العام 2000 موقفها الحازم في وجه السلطة حينها، ما أسس لـ»ثورة الأرز» التي مهدت لسلسلة من الإجراءات توجت أخيراً بخروج الجيش السوري من لبنان.

هذه الحقائق باتت اليوم أمام السلطة، التي يبدو إنها لم تقرأ جيداً مفاعيل ثورات مصر في العام 2013، والجزائر والسودان العام الحالي، وكيف انتهت إلى إلقاء القبض على مرسي الذي مات أثناء المحاكمة، والزج بالبشير في السجن، فيما الثوار الجزائريون أنهوا حكم بوتفليقة الذي استمر 15 سنة في 15 يوماً من الاحتجاج، وبدأت الجزائر تستعيد عافيتها وتتجه إلى حكم متعدد، وليس محتكراً من فئة معينة. اللبنانيون الذين ثاروا على نظام المحاصصة الطائفية لن يخرجوا من الساحات إلا وقد حققوا مطالبهم، وهي إسقاط الطغمة السياسية التي تحكمت بكل شؤون حياتهم، وفي الوقت ذاته لم يعودوا بعيداً عن مراقبة المجتمع الدولي بعدما كثرت الأصوات المؤيدة لهم، والتحذير من مغبة قمع ثورتهم بالقوة، كي لا تذهب الأمور إلى وضع لبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهذه خطوة لها ما لها، ويدرك تحالف السلطة معناها جيداً.

ممّا نشاهده يوميا عبر شاشات محطات التلفزة اللبنانية والعالمية نرى أن هناك ثورة مختلفة بكل المقاييس، فهي ليست فورة أولاد، أو كما يحاول أن يصورها نصرالله وعون وباسيل وبري مؤامرة على «تحالف الممانعة»، انما هي ثورة شعبية عابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب، ويبدو واضحاً أن ثقة اللبنانيين بالجميع مفقودة، فلهذا يطردون أي نائب أو مسؤول يحاول ركوب موجة احتجاجاتهم. اللبنانيون خرجوا من القمقم، ولن يعودوا إليه مرة أخرى، ولذلك على كل الطبقة السياسية في بيروت مراقبة ما يجري في الشارع والاستماع بتمعن إلى ما يقوله، لأن الوقت يضيق أمامها، فيما يبدو أن أبواب السجون ستفتح قريباً لها، وعندها لن ينفع «حزب الله» و»حركة أمل» تهديد الناس بالسلاح والزعران لأنَّ قادة هذه الميليشيات سيكونون في عداد المساجين.

 

غضب شيعة لبنان.. فشل "دولة" حزب الله

سامي خليفة/المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

تظهر انتفاضة اللبنانيين العارمة أن المواطن العادي لم يعد يؤمن بالطقم السياسي الذي يحكم البلاد. ويعني تواصل كرة النار المتدحرجة سيرها منذ اشتعال الاحتجاجات من دون توقف، أن هناك حاجة إلى تغيير في العمق في لبنان، يعيد البلد إلى وضعه الطبيعي، ويؤمن كرامة الشعب الذي يرفض الظلم.

فشل إيراني

لكن التحليلات لا تحصر ما يجري في لبنان بالفساد والمحاصصة، بل يعود جزء منها إلى بناء إيران نماذج في لبنان والعراق، لا تعير أذاناً صاغية لوجع الناس، ولا مكان فيها لخطاب يوفر القوت اليومي. وفي هذا الإطار، ترى مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن الشيعة في لبنان والعراق اكتشفا أن النظام الذي بنته إيران والجماعات الوكيلة عنها في البلدين فشل في ترجمة الانتصارات السياسية والعسكرية إلى انتصارات اجتماعية واقتصادية. وبعد أن فاز الحزب في لبنان بكتلة برلمانية كبيرة، تزامناً مع تحقيق حلفاء إيران بعض التقدم في خط المواجهة، تجاهلت طهران الرؤية الاجتماعية والاقتصادية للحفاظ على قاعدة دعمها.

التحول ضد حزب الله

وصف المراقبون، حسب المجلة، الاحتجاجات الحالية في لبنان بأنها غير مسبوقة، حيث أدرك اللبنانيون أن عدوهم في الداخل، وليس محتلاً خارجياً أو مؤثراً إقليمياً. ولم يتمكن الزعماء السياسيون من السيطرة على مسار الاحتجاجات، التي تعم جميع المناطق، من طرابلس في الشمال إلى صور والنبطية في الجنوب وعبر بيروت وصيدا.

اللافت في الاحتجاجات، ولأول مرة منذ تشكيله في ثمانينات القرن الماضي، انقلاب الشيعة ضد الحزب بعد اتخاذه موقفاً غريباً، عندما قرر أمينه العام أن يقف إلى جانب السلطات ضد الناس في الشوارع. وهو الذي لطالما قدم نفسه على أنه حامي الفقراء والمحرومين. لم يكن قرار الحزب بدعم حكومة سعد الحريري، حسب المجلة، من دون تخطيط، لكن صور المتظاهرين الشيعة وهم يشاركون البقية في مدن لبنان أخافت قيادة الحزب. فهؤلاء هم عصب الدعم له وقاعدته الشعبية، ويصوتون له ولحركة أمل في الانتخابات، ويقاتلون في حروبه في لبنان وسوريا واليمن، ويحصلون في المقابل على الرواتب والخدمات التي يقدمها وراعيته إيران.

نقمة الشيعة

ينبع غضب شيعة لبنان، كما تحلل المجلة، من تورط الحزب المكلف في الحرب السورية وضغط العقوبات الأميركية الذي أجبره على خفض الرواتب والخدمات، ما أدى إلى توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء داخل مجتمعه. أُجبرت قاعدة حزب الله الجماهيرية على قبول نبيه بري كرئيس للبرلمان، باعتباره ضرورة للحفاظ على الائتلاف ووحدة الصف الشيعي. لكن فساد حركته "أمل" المعروف كان يتعارض مع رواية الحزب عن الشفافية والنزاهة. وعندما بدأ الاقتصاد اللبناني في التدهور، وتقلص الدعم المالي للحزب، لم يعد بإمكان الكثير من الشيعة دفع فواتيرهم، وبالتالي أصبحوا أقل تسامحاً مع فساد "أمل" وثرواتها الفاحشة. ركز حزب الله على مدى السنوات الماضية على مدى أهمية قوته العسكرية. التي جعلته يرغم إسرائيل على الانسحاب من لبنان في عام 2000، ثم مرة أخرى بعد حرب تموز عام 2006. ليدخل بعدها إلى الميدان السوري ويعلن انتصاره على المتطرفين. إلا أن هذه الانتصارات لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة الناس العاديين، ربما استفادت إيران من انتصارات الحزب، لكن شيعة لبنان أصبحوا أكثر عزلة من الماضي. ولهذا السبب، فانضمامهم للتظاهر هو محاولة لتأكيد هويتهم اللبنانية بدلاً من الدينية التي خيبت أملهم. وتلفت المجلة الأميركية، إلى أن الحزب لن يرتكب خطأ الحشد الشعبي في العراق. ولذا، يقوم بتدريب عناصر في سرايا المقاومة اللبنانية لمواجهة التحديات المحلية، وهو ما سيعطيه فرصة لنفي مشاركته في قمع التظاهرات.

هدف موحد

من جهتها، تطرقت مجلة "التايم" الأميركية، لاحتجاجات لبنان، معتبرةً أن الانتفاضة من دون قيادة، لديها هدف مشترك واحد وهو إسقاط الحكومة، شارحةً كيف فجر المتظاهرون جل غضبهم على وزير الخارجية جبران باسيل الذي تعرض لكمٍ هائل من الشتائم. قبل تعيينه وزيراً للخارجية، شغل باسيل منصب وزير الطاقة والمياه في البلاد. وفي عام 2012، تصدر هاشتاغ  #BlameBassil  موقع تويتر في لبنان، عبّر اللبنانيون من خلاله عن شكاويهم من نقص المياه في البلاد وانقطاع التيار الكهربائي اليومي.

انعدام الثقة

كانت آخر مرة نزل فيها اللبنانيون إلى الشارع بأعداد كبيرة عقب اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في شباط 2005. وبعد عقد من الزمان، جمعت أزمة النفايات عشرات الآلاف من المتظاهرين في شوارع بيروت. وكالمعتاد فشل السياسيون في معالجة هذه الأزمة حتى يومنا هذا.

حاول رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، حسب "التايم" الأميركية، بعد التظاهرات الأخيرة العارمة، تهدئة الشارع، معلناً عن مجموعة من الإصلاحات تشمل تخفيض رواتب السياسيين إلى النصف، ومساعدة الأسر الفقيرة، وإنشاء هيئة لمحاربة الفساد وإقرار خطة الكهرباء. كما تضمنت تعهداً باسترداد الأموال العامة المسروقة.

أشعل خطاب الحريري غضب المتظاهرين، الذين توافدوا بعد إلقائه لخطابه بأعداد ضخمة إلى ساحة الشهداء حاملين أعلام لبنان ومرددين لهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام". فالثقة أصبحت معدومة مع الأحزاب السياسية، التي تسيطر على الحكومة اللبنانية منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد عام 1990، وتعتمد التوريث السياسي.

الحراك مستمر

لا يبدو أن من انتفض في لبنان، كما تشير "التايم" الأميركية، سيكل أو يمل من مواصلة الحراك. فقدت الناس الثقة في الطبقة الحاكمة، بعد سلسلة وعود للحكومة اللبنانية بإجراء تغييرات لم تتم متابعتها. لذلك يقول أحد المتظاهرين للمجلة "اخدعني مرّة، والعيب عليكَ، اخدعني مرّتين، والعيب عليّ".

في الشارع المليء بالاحتجاجات المؤدية إلى البرلمان، جلست امرأة على طاولة، ودعت المتظاهرين إلى اقتراح أسماء لمجلس انتقالي للبلاد. تضمنت الأسماء الموضوعة على الطاولة عدداً قليلاً من أعضاء البرلمان السابقين، الذين يعتبرهم البعض خارج نظام المحاصصة والفساد.

غالباً ما يتم الدعوة إلى التظاهرات في لبنان من قبل قادة الأحزاب، الذين يدفعون الناس إلى الشوارع حاملين أعلاماً حزبية، ومرددين شعارات طائفية. لكن الاحتجاجات هذه المرة مختلفة، تطغو عليها أعلام لبنان وشعارات "الشعب اللبناني واحد"، ما يعني أنها تجاوزت الانقسامات التي تسببت في الكثير من اضطرابات الماضي.

 

ثورة ضد الفصاحة في السلاح والعبارة

بلال خبيز/المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

يوم 16 تشرين الأول 2019، لم يكن أي مراقب أو متابع يجرؤ أن يحلم بأن ساحات مدن وقرى لبنان ستمتلئ بالمتظاهرين ضد طبقة السياسيين جميعاً. ما حدث لم يكن متوقعاً، والتوقع بحسب القديس أوغسطينوس هو المستقبل. وهذه كانت أولى الضربات التي وجهتها ثورة اللبنانيين ليس للطبقة السياسية والجهات العسكرية المختلفة في البلد وحسب، بل أيضا لأهل النظر من اللبنانيين الذين درجوا على افتراض أنهم يملكون الحلول وما يمنعهم عن تطبيقها هو استبعادهم من الحكم.

خارج التوقعات

والحق، إن أهل النظر في لبنان لا يلامون كثيراً. إذ لربما تجاوزت إنجازات الثورة اللبنانية أحلام الثائرين أنفسهم. فهؤلاء أيضاً، جميعا ومن دون تمييز، كانوا ينظرون إلى الجوار، ويستذكرون ما حل بالسوريين المطالبين بالحرية، وكيف قُمعت ثورتهم بالعنف المفرط، ويعرفون أيضا أن أحد الأطراف التي قمعت ثورة السوريين هو حزب الله، حاكم لبنان الفعلي. حزب الله أيضا لم يكن يتوقع أن يخرج الناس على خط الانضباط الذي بناه لهم بالعبوات المتفجرة والقمصان السود واستعداد قبضاياته لكمّ أي فم يحاول الاعتراض. مفترضاً أن النجاح في قتل السوريين من دون محاسبة ماثل في ذهن كل لبناني، ويمنعه حكماً من تعريض نفسه لمصير مماثل. الجميع لم يكن يتوقع، حتى الثائرات والثائرين أنفسهم. لكن ما يميز الثائرين والثائرات عن أهل النظر وعن أهل الحل والربط، أنهم انساقوا إلى موجة الثورة الهادرة وتركوها تأخذهم إلى حيث سترسو. الثائرون هم الذين لم يروا في الشتائم ما يخجل أو يحرج، والثائرون هم من لم يقلقوا على مصير الثورة لأنها بلا برنامج، والثائرون هم من لم يحاولوا فرض قيمهم وقناعاتهم على الناس، والثائرون هم من لم يسمحوا لأنفسهم التمييز بين قوى السلطة وأهلها وفرزهم بين فاسد وأقل فساداً، أو مرتكب وأقل ارتكاباً. لسان حالهم يقول: إذا كان أي من أهل السلطة غير مرتكب فهذا لا يعفيه من غضبنا، ولا يمنحه صك براءة يخوله تلبس لبوس الثائرين ومشاركتهم في المسار الذي يشقونه أغنية أغنية وشتيمة شتيمة.

البداية من الصفر

الثورة التي تفجرت في لبنان أصابت المفوهين، يساراً ويميناً واعتدالاً وتطرفاً، في مقتل أيضاً. منذ لحظتها الأولى اشترطت على محترفي النضال أن يخلعوا ثيابهم ومنطقهم وأن يبدأوا من الصفر، تهجي المفردات مفردة مفردة، ليتسنى في ما بعد للساحات نفسها أن تصوغها في جمل وعبارات. وتلمس الطريق خطوة خطوة، ليتسنى للبنان أن يرسّم حدوده بالأعلام والأغاني والشتائم واختلاط الأجناس. هذه ثورة ضد الفصاحة في السلاح والعبارة، وعلى المشاركين فيها أن يتعلموا لغتها التي لا تشبه لغات المنتصرين، لليأس أو للأمل.

ظنون حزب الله

قد يكون حزب الله هو أول من أساء تقدير ما يجري في لبنان. فلطالما ظن هذا الحزب أن الشارع ملعبه: تظاهراً منظماً، وبلطجة عند اللزوم، وانتشاراً مسلحاً حين يشاء. والأرجح أنه كان يعرف أن اللبنانيين يكتمون غيظهم في أحيازهم الخاصة، لكنهم لن يجرؤوا على إشهاره في الساحات. لكن هذه الخبرة الطويلة في تجربة الحلول محل الشعب، والتنصل من مسؤولياته في السلطة، وقذفها بوجه شركائه ووكلائه وتابعيه، لم تجد نفعا هذه المرة. فهذه الثورة ولدت بلا رأس (أو رؤوس) وتالياً لا يمكن لمسلحي حزب الله وجهاز أمنه قطع الرأس ليهمد الجسد. كل الذين تظاهروا ما كانوا على الأرجح يطمحون لتنصيب أنفسهم حكاماً لهذا البلد أو اجتراح حلول سريعة لأزماته. انتفضوا على الوضع القائم، لكنهم لم يطلبوا الحلول محل السلطة. على العكس، بدت السلطة ومناصبها في هتافاتهم وأغانيهم محل ازدراء وليست موضع حسد، والأرجح أن أحداً من هؤلاء اليوم لا يطمح لأن يقع في موقع جبران باسيل، أو يقبل بأن يكون مكانه. ولازدراء السلطة فعل السحر. فتفشيه على النحو الذي شهدناه في هذه الثورة يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح: الشعب لا يريد الحكم، لكنه يريد اختيار من يحكمه. لا يصدر أحكاماً لكنه يمثل هيئة المحلفين. لا يدعي أنه يملك الحلول، لكنه يملك الحق في الحكم على مجترحي الحلول وأفكارهم. وعلى كل من يجد في نفسه الجرأة على إطلاق مشاريع حلول جاهزة من أرشيفاته اليسارية أو الدينية أو الليبرالية أن يغامر في التعرض للازدراء، ووضعه في صف جبران باسيل. وإذا كان ثمة ما يجب أن يتعلمه مفوهو شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد فهو اتباع طريق الشاعر العباسي أبو نواس: احفظوا ألف بيت من الشعر ثم انسوها تماماً حين تريدون أن تصبحوا شعراء.

الإعلام.. والقيم البائدة

ثمة حائر آخر وضعته هذه الثورة في موقع لا يحسد عليه. فالثوار منذ البداية ما كانوا يطمحون كما في معظم الثورات الحديثة، وفي ثورة 2005 أيضاً أن يتحولوا نجوماً على الشاشات. لا يملكون كلاماً يناسب إطار الشاشات ولا يخدش حياء المراسلين والمذيعين، ولا يلتزمون بزمن الدقيقتين للتعبير عن أفكارهم كما يحصل في البرامج الحوارية. لديهم جملة واحدة هي بمثابة حكم قاطع: "كـــ.. أم" أي كان إلى أن يثبت أنه يقع في موقعهم، وأنه أيضا يدرك الأزمة العميقة التي يعيشها البلد وأهله، لكنه ليس من مستسهلي اجتراح الحلول. وتالياً، فإن وسائل الإعلام التي يبدو أن الزمن عفا عليها، أعفيت من مهمتها تماماً، فهي اليوم ليست من ينقل الخبر للمشاهدين القابعين في بيوتهم، مع كل المؤثرات التي تخولها المشاركة في تصنيع الرأي العام، بل أن هؤلاء المشاهدين هم من يصنعون الخبر وليسوا بحاجة لوسائل إعلام لتصلهم بالمشاهدين القابعين في بيوتهم وعلى أرائكهم. اللبنانيون تحولوا في هذه الثورة من مشاهدين إلى فاعلين، ولم يعد ثمة حاجة لأن يعلمهم ضيوف مارسيل غانم أصول العمل السياسي ومبادئ الاقتصاد السليم. والحال، بصرف النظر عما ستنجزه هذه الثورة في المقبل من الأيام إلا أن ما تم إنجازه يشبه الزلزال، وهو زلزال يحتاج وقتاً طويلاً لتبين آثاره وما يميته وما يحييه. وقت أكثر من كاف لدفن كل وسائل السلطات في ضبط الناس، وكل الخطابات التي تدعي أنها تملك الحلول الناجعة لإبقاء الشعب منضبطا تحت حد القيم البائدة.

 

بلبلة في قصر بعبدا.. وسقوط الحكومة حتمي

منير الربيع/المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

ما تحقق في الأسبوع الأول من تحركات اللبنانيين، هو تلمّس لطريق غير مألوف في المجريات السياسية اللبنانية. نتائج ذلك لن تظهر حالياً. وهذا ما تعبر عنه أدبيات ولغة الناس الذين خرجوا من قاموس الحزبية والطائفية والمذهبية، مطالبين بحقوقهم كمواطنين، بدلاً من: حقوق مسيحيين أو حقوق مسلمين. انتفض اللبنانيون على المعادلة الطائفية التي تنطوي على الكثير من الخدع. مشاهد الناس في الساحات تخطّ نهاية هذه الحقبة. وتبدأ بحفر مسار سياسي جديد للعلاقة بين الدولة والمواطن.

الهجوم الفاشل

لم تترك السلطة أي أسلوب لإجهاض الحراك وإنهائه. وهي انتقلت من حال الدهشة والمفاجأة إلى مرحلة الهجوم المعاكس. اتخذ هذا الهجوم أشكالاً متعددة سياسياً وإعلامياً، وتشويه الحراك بإثارة نعرات طائفية والعمل على زرع الشقاق فيه. محاولة تصوير أن القوات اللبنانية هي التي تقفل الطرقات، في إطار تصفية حسابات سياسية، والتلاعب بعقول الناس، عبر إثارتها بما يذكّر بأيام الحرب. لكن كل هذه الأساليب التي لم تجد نفعاً، أثبتت أنها تدّل عن افتقار السلطة لأي خيارات بديلة لمواجهة التحركات، وأثبتت أن محاولات القفز فوق إرادة المواطنين لم تنجح، خصوصاً أن روحية الناس عالية جداً في الإصرار على المواجهة.

حاولت السلطة إقحام الجيش ووضعه في الواجهة وفي فوهة المدفع، لكنه لم يقع في فخ السلطة. ولم يضع نفسه في مواجهة مع الناس. الجيش يرفض استخدامه من قبل السلطة، فيحمل أخطاءها ويرتكب ما لا يمكن لأحد أن يتحمله ضد الناس. وهذا يؤكد أن من الصعب إنهاء الحراك، مهما كانت المحاولات والأساليب. فما جرى كسر الكثير من الحواجز، إلى حدّ عدم قدرة بكركي ودار الفتوى عن مواكبة التحركات ودعوة السلطة إلى مواكبتها.

التمسك بباسيل

وسط كل المحاولات، لم تخرج السلطة من ارتباكها. اجتماعات متوالية بحثاً عن مخرج. طروحات سياسية، إعلامية، قضائية، عبر تحريك الملفات وفتحها بحق مسؤولين سابقين، لعلّ ذلك يمتص غضب الناس ويمنحها المزيد من الوقت.. كل ذلك لم ينفع. الاتصالات استمرت بين أركان الحكومة، خصوصاً مع الجولة التي قام بها وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي على الرؤساء وكانت الغاية منها استعراض كل الحلول الممكنة، خصوصاً أن الاشتراكي على قناعة بأن كل الأساليب التي تم اللجوء إليها في مجلس الوزراء وغيره ليست كافية ولا واقعية ولا تقدّم شيئاً للمواطنين. واعتبر الاشتراكي أن الناس بحاجة إلى صدمة كبيرة، تستجيب لمطالبها، وقد اقترح الاشتراكي مبادرة لتعديل الحكومة بشكل جوهري، مع استبعاد الوزراء المستفزين، بما فيهم الوزير جبران باسيل. هذا الاقتراح، كان مدار بحث طوال الساعات الماضية. لكن رئيس الجمهورية رفضه بالمطلق. وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن القصر الجمهوري شهد بعض الخلافات والتباين في الآراء حول هذا الحل، خصوصاً أن جزءاً من عائلة الرئيس عون وبناته يؤيدون خيار استبعاد الوزير جبران باسيل من الحكومة، ضمن التعديل الوزاري المقترح. مسؤولون آخرون أيضاً فاتحوا عون بهذا الأمر. والرئيس نبيه بري أيّد ذلك مستعداً للتضحية بوزير المال علي حسن خليل، إذا ما تمت الموافقة على إقالة باسيل. حزب الله يبحث عن كل الخيارات البديلة، ولكنه يشترط موافقة عون.

باسيل عون: الشارع المضاد

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات عن لقاءات عديدة حصلت، بهدف البحث عن مخرج، إلا أن عون وباسيل أصرا على رفض هذا المقترح. خصوصاً أن باسيل هو الصورة القوية للعهد. ويخوض معركة الرئاسة المقبلة. فلا يمكن أن يسمح باستبعاده، لأنه سيكون قد تعرض لنكسة قاتلة سياسياً. وسيظهر بأنه سقط بفعل الرفض الشعبي له. حزب الله بين تعديل وزاري وبين إسقاط الحكومة يؤيد الأولى بالتأكيد، لأن ما بعد استقالة الحكومة أمر غير مضمون النتائج. ولا يبدو رئيس الجمهورية وباسيل أنهما في وارد الاستسلام لأمر استقالة حكومة. ويصرّان على إيجاد حلّ للخروج من المأزق بأي طريقة، بما فيها اللجوء إلى الشارع المضاد، بعد فشل كل المحاولات.

لكن اللجوء إلى الشارع، والمنازلة الشعبية، لن تؤدي إلى الخروج من الأزمة. بل ستزيدها تعميقاً. وهذا يدلّ على عنجهية وقصر نظر في معالجة الأمور، وأخذ الأزمة من مكان إلى آخر، وتحويلها إلى ساحة للصراع، لا علاقة لها بالإصلاحات ولا بالبحث عن إرضاء المواطنين ومطالبهم.

في مقابل ذلك، يبقى القلق مساوراً قلوب أركان السلطة. وهم على يقين أن كل يوم يمرّ يراكمون الخسائر أكثر. فهم حتّى في لحظة تعرّضهم للخسارة لا يعرفون كيف "يخسرون" كما لم يعرفوا كيفية الربح من قبل. هذا المسار كله يؤكد أن الحكومة ستؤول حكماً إلى الاستقالة في النهاية. إسقاط الحكومة هنا، لا يستهدف أي طائفة، بل يعني إسقاط التسوية حكماً، وإسقاط ركن أساسي من العهد. فقوة العهد من قوة إحكامه القبضة على الحكومة وقرارها.

 

الجبل خارج التغطية.. أزمة "الاشتراكي" والقمع الناعم

أنور عقل ضو/المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

لولا رقعة ضيقة عند مستديرة عاليه، يتوافد إليها المحتجون كمحطة ثابتة متاحة لمواكبة المتظاهرين في لبنان، لبدا الجبل خارج الحدث وبعيدا من إيقاع الزمن الراهن.

تضييق ورحيل

فمن كانوا يملأون الساحات والمطارح قبل سنوات عدة، يعيشون اليوم مترددين بين غاضب وممتعض، وآخر مذعن وخائف. أما من خرجوا من عباءة الزعامة، فقلة أضفت بعضاً من حيوية في جولات سريعة من قطع الطرق، قبل تواريهم بعيدا من الأنظار. ومن ضُيقَ عليه رحل، صار جزءاً من الحراك الأوسع في بيروت وساحاتها.

حذر وحركة متواضعة، بلا صخب. فالتوجس حاضر بعد تجربة الأيام الأولى، يوم خرج الناس و"قُمعوا بتهذيب" حيناً، ومشادات وإشكالات أحياناً. خصوصاً من رفضوا المشاركة في التظاهرة "التنفيسية" التي قادها "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ووزير التربية أكرم شهيب، من مستديرة الكولا إلى ساحة الشهداء.

قمع مبطن

بدا الأمر أن ثمة توجهاً لدى "الاشتراكي" بعدم الانخراط في التظاهرات من جهة، وعدم التصادم مع الناس من جهة ثانية. لكن لم يخلُ الأمر من تجاوزات وضعت الحزب في مواجهة جمهوره أولاً، والمواطنين تالياً. على الرغم مما توالى من بيانات نفي واستنكار تجافي الواقع وتنأى عما هو حاصل ويحصل في مختلف القرى والبلدات من عاليه إلى المتن الأعلى والشوف.

من يتفقد مناطق الجبل يتأكد من أن أحداً أوعز وطلب عدم المشاركة. وهذا ما بدا جلياً بدءاً من منطقة بشامون. فيما خلدة ومداخل الشويفات مشتعلة احتجاجاً وقطع طرق، ظلت القرى والبلدات صعوداً حتى عاليه، هادئة وكأنها غير معنية بما يحصل في سائر المناطق. وهذا يؤكد أن "الاشتراكيين" يواجهون أزمتهم مع كل تبعات موقف قياداتهم، ويعيشون غربتهم عن وجع الناس، وما زالوا أسرى التردد بين السلطة والشارع.

شبان ومشايخ

عند مفترق الطريق الدولية في ضهور العبادية بين عاليه وبحمدون، كان ثمة شبان عشر يحرقون إطارات، بينهم عدد من رجال الدين الدروز. حاولوا منعنا من التصوير. وبعد مشادة اعتذروا قائلين: "نحن خائفون من الأحزاب، ولا نريدهم أن يتسللوا ويندسوا بيننا، يكفينا مشاكل". لم يسموا هذه "الأحزاب"، ونحن لم نسأل. لكن ثمة بينهم من أخفى وجهه مداراة لظروفه الخاصة. ليس خوفاً من القوى الأمنية، التي كانت حاضرة وتؤمن مرور السيارات، تاركة للمحتجين أن يعبروا عن سخطهم، شريطة عدم قطع الطريق بالكامل.

الجيش يحمي المحتجين

مدينة عاليه لا تشبه النبطية وصيدا وصور وطرابلس، ولا مناطق أخرى تخطت خطوطها الحمر. شوارع عاليه هادئة شبه خالية، باستثناء تجمع ثابت ووحيد برعاية أمنية وحضور أمني مكثف. وهذا يعكس هواجس ماثلة من تردد "الاشتراكي"، يؤكده وجود عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأعداد تكاد تكون موازية لعدد المعتصمين. وخصوصا بعد إشكالات الأيام الأولى، التي سجلت تجاوزات عدة.

فعلى سبيل المثال رفع أحدهم الصوت مردداً "كلن يعني كلن"، فهجم عليه شبان غاضبون، ما استدعى تدخل الجيش وحمايته. وثمة أمثلة كثيرة أيضاً، ما أفضى إلى اتساع الهوة بين "الاشتراكي" وجماهيره، وبينهم بعض الحزبيين والمناصرين.

وشائعات لتخويف الناس

وثمة من يسوق أخباراً ومعلومات لثني الناس عن التظاهر. ووصلت إلى المواطنين رسائل نصية عبر "واتس آب" تحذر من أن "التظاهر سيؤدي إلى سيطرة حزب الله على البلد"، وأخرى تقول إن "التظاهر على طريقة حزب سبعة سيجر لبنان إلى حرب أهلية"، وما إلى ذلك من "اجتهادات" تهدف إلى محاولة امتصاص نقمة الناس.

وسط هذا المشهد بسورياليته وتناقضاته، كانت وسائل التواصل الاجتماعي المعبر الأصدق والأكبر عن جملة من الهواجس والأفكار. وهذا ما يسترعي الإنتباه: "اشتراكيون" عبروا جهاراً عن رفضهم موقف حزبهم. فكتب أحدهم "أمام هذه الصورة الناصعة التي جسدها اللبنانيون ستتحقق أهداف الشهيد المعلم كمال جنبلاط، لكن للأسف لسنا نحن من سيحققها".

استقالات اشتراكية

في المقابل، وجه كثر رسائل إلى رئيس الحزب وليد جنبلاط، معلنين تجميد عضويتهم ومطالبين بخروجه من الحكومة والسلطة. وحيال ذلك، يبقى واقع الجبل مشرعاً على احتمالات عدة. يدرك جنبلاط أنه في لحظة ما، قد يفقد السيطرة على جمهوره، وخصوصا إذا استمرت التظاهرات بوتائر أكبر، وصولا إلى عصيان مدني. مع الإشارة إلى أن المئات من "الاشتراكيين" يواظبون على المشاركة في اعتصامات وتظاهرات، وإنما بصفتهم الشخصية!

 

تسريبات "التعديل الحكومي": هذه الأسماء مطروحة.. وباسيل مقابل خليل؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/23 تشرين الثاني/2019

وفي اليوم السادس للتحرك، رفض المحتجون بنود الخطة الإصلاحية للحكومة واعتبروا أنّ الأخيرة باعتهم وعوداً على ورق. أصروا تحت شعار "كلن يعني كلن" على تغيير حكومي يطيح بوزير الخارجية جبران باسيل. إقتراح إحتل صدارة المتابعات وانشغلت فيه الأوساط السياسية والإعلامية. حتى الوزراء في الحكومة كانوا يستفسرون عن تسريبات لهذا الطرح أو ذاك تحدثت عن احتمال تعديل حكومي وشيك. وجرى تناول عدد من الأسماء على أنها مرجحة للتغيير من بينها وزراء الاتصالات محمد شقير، والبيئة فادي جريصاتي، والمهجرين غسان عطالله، والتربية أكرم شهيب. لائحة ثانية أضافت إلى اللائحة الأولى أسماء كل من وزراء الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والأشغال يوسف فنيانوس.

وقالت أوساط متابعة إن ترجيح كفة التعديل جاءت على خلفية موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري على التضحية بوزير المال مقابل تنحية باسيل، فيما لم يرفض "المردة" التضحية بفنيانوس.

لكن "التقدمي الاشتراكي" الذي كان في صدارة المطالبين بالتغيير الوزاري وخروج باسيل من الحكومة، نفت مصادره علمها بحصول أي تغيير أو تعديل حكومي، وقالت: "رغم كونه الشعار الذي نادى به وليد جنبلاط إلا أن التغيير يبدو غير ممكن في هذه اللحظة، في وقت لم يكتمل النقاش بعد حول البديل لوزراء القوات الذين تقدموا باستقالاتهم". في المقابل نفت مصادر القصر الجمهوري ورئيس الحكومة التوجه حالياً نحو التعديل الحكومي خارج تعيين أربعة وزراء جدد بدل المستقيلين، ومن بينهم نائب رئيس الحكومة وهو ما يدخل ضمن صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة".

في حين جزمت مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" أن "لا تعديل ولا استقالة للحكومة في الوقت الراهن"، ونصحت بعدم الانجرار خلف "المشهد الحاصل وما يُبنى عليه". وقالت إن "استقالة الحكومة تتوقف على استقالة كتلة وزارية وازنة تقرر الإطاحة بالبلد، والكتلة الوازنة والأكبر هي بيد باسيل الذي له أن يفرط عقد الحكومة وهذا غير ممكن، وهو قرار لا يقدم عليه باسيل من دون التشاور مع "حزب الله"، أو أن يستقيل رئيس الحكومة سعد الحريري، وهذا غير ممكن أيضاً ولا يمكن أن يقدم عليه الحريري لا سيما في ظل الظروف الحالية".

وبينما كان التواصل مستمراً طوال ساعات الأمس وما قبله بين رئيس الحكومة و"حزب الله"، ترى المصادر المطلعة على موقف "الحزب" أنّ استقالة الحريري ستؤدي إلى "عدم عودته إلى رئاسة الحكومة مجدداً، وتضييع كل المكتسبات التي نالها منذ عودته إلى الحكومة قبل ثلاث سنوات ومنذ أزمته في السعودية". وانطلاقاً من اعتبارات عدة ترى المصادر نفسها أن "لا مصلحة للحريري بالاستقالة خصوصاً وأن رئيس الحكومة كان في انتظار كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليبني عليه خطواته التالية".

وتعني استقالة الحكومة الحالية أن لا حكومة جديدة في عهد رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، نظراً إلى صعوبة الاتفاق على تشكيل أي حكومة جديدة فضلاً عن أن الاستقالة ستقود البلاد إلى تدهور الوضعين المالي والاقتصادي.

ولا تخفي المصادر أن "التعديل الحكومي كان مطروحاً بالفعل والمقصود منه الإطاحة بباسيل ولكن حين نقصده فنحن نتحدث عن عون، ما يعني أن إسقاط الأول يعني النيل من الثاني وهذا حكماً لن يكون، واستبدال الوزير شقير بآخر من السنّة مسألة ليست سهلة، فهل يمكن استبداله بآخر مسيحي؟ أي تعديل ليس بالأمر الذي يتخيله البعض من ناحية اختيار الأسماء والتجربة ماثلة حالياً في رحلة البحث عن وزراء جدد بدل المستقيلين".

وبعيداً من لعبة الدخول في الأسماء البديلة وتركيبتها الطائفية فإن أي تعديل حكومي أو تغيير لم يبدّل أو يغيّر في واقع الأوضاع، خصوصاً بعد أن أُقرت بنود الورقة الاصلاحية التي اعتبرها "حزب الله" إنجازاً لم يتأمن منذ العام 1992، خصوصاً مع إقرار موازنة للعام 2020 في العام 2019. صحيح أنها لا تلبي كامل تطلعات "الحزب" لمعالجة الوضع الاقتصادي لكنها أفضل الممكن. لكن ما الذي يعيد الناس إلى بيوتها وينهي حراك الساحات؟ سؤال يجيب عليه "حزب الله" حسب تلك المصادر بسؤال مقابل: "هل يمكن نيل المطالب في الشارع في بلد نظامه طائفي كلبنان؟ المطالب مشروعة وكذلك التحركات أما استقالة الحكومة فممنوعة وذلك باتفاق داخلي وخارجي، أقله في الوقت الراهن، وبعد أن تهدأ الاوضاع يُبنى على الشيء مقتضاه".

 

غلطة «حزب الله» القاتلة؟

محمد كريشان/القدس العربي/الاربعاء 23 تشرين الأول 2019

«ممنوع إسقاط العهد».. هكذا أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في إشارة واضحة ليس فقط لرفضه أن يتوّج التحرك الاحتجاجي الحالي في لبنان بإزاحة رموز الحكم والتوق لتغيير مجمل المعادلة السياسية القائمة في البلاد منذ عقود، وإنما أيضا في تلميح بالكاد يخفي تهديدا بامكانية التدخل لوقف غضبة الشارع إذا ما تواصلت. وعندما انتشرت قبل يومين مقاطع فيديو عن انتشار كبير لدراجات أنصار لـ«حزب الله» و«حركة أمل»، في شوارع بيروت لم يكن ممكنا اعتبار ذلك سوى استعراض للقوة لتخويف المتظاهرين ودفعهم لإنهاء تحركهم ومغادرة ساحات الاعتصام.

إن «حزب الله» بموقفه أولا من احتجاجات اللبنانيين الحالية، وثانيا بتحركه الاستعراضي لأنصاره ضد التيار الشعبي السائد إنما يبدو وكأنه يتوق للاستلهام بشكل أو بآخر من تجارب كل من نظام بشار الأسد في سوريا وحكم الملالي في إيران وجزء من الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، مع كل الفروق المعروفة بين هذه الأطراف في درجة القمع الذي تعاملت به مع التحركات الغاضبة التي شهدتها في الفترات القريبة الماضية.

في سوريا، تجاوز «حزب الله» الوقوف السياسي والإعلامي مع نظام الأسد لينخرط معه في محاربة شعبه بدعوى الوقوف مع أحد أركان «حلف الممانعة» في المنطقة بعد الوعي بحجم «المؤامرة» التي يتعرض لها، أما في إيران والعراق فلم تكن طهران ولا بغداد في حاجة لأي مدد من هذا الحزب فقد تصرفتا، كل بطريقته الخاصة، في إخماد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة بعد فترة لم تدم طويلا. أما لبنان فقضية أخرى مختلفة تماما، الحزب هنا في مواجهة شعبه وتلك طامة كبرى. الملفت في تحركات اللبنانيين الأخيرة أنها كسرت القيد الطائفي الذي كبّلهم لعقود فلم يعد المسيحي يرى غضاضة في إدانة ميشيل عون وجبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية ولا المسلم السني في إدانة سعد الحريري ونجيب ميقاتي وغيرهما ولا المسلم الشيعي في إدانة نبيه بري وحرمه وعدد من الوزراء الشيعة، في حين لم يُـقترب بعد على نطاق واسع جهارا نهارا من حسن نصر الله، إما لخوف أو لبقية تقدير ما زال قائما رغم أنه يترنح. لقد ارتفعت أصوات ساخطة في جنوب لبنان وفي معاقل شيعية أخرى ضد الفقر والحرمان والتهميش والغلاء مع تنديد قوي وصارخ بالفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة وفي كل الطبقة السياسية بلا استثناء، بما في ذلك الشيعية التي بنت أصلا خطابها السياسي عند الانطلاق على أساس الدفاع عن الفقراء والمحرومين.

إذا ما أصر «حزب الله» على توجهه المعادي للاحتجاجات ومضى قدما في ذلك سياسيا وإعلاميا وحتى أمنيا في النهاية، وإذا ما أخذته العزة بالإثم فوق ذلك فانبرى يدافع بكل قوة، خاصة عبر أمينه العام، عن هذا التوجه معتبرا أنه هو الأصوب والأصح، فإنه بذلك يجازف ليس فقط باستعداء قطاع واسع من الشعب اللبناني، وقد سبق له أن فعل في محطات عديدة سابقة، وإنما أيضا باستعداء حاضنته الشعبية نفسها فيكون بذلك كمن يضع إصبعه في عينه. وكما حصل في العراق وتكرّس تدريجيا مع السنوات، بدأ الشيعي اللبناني يشعر بأن قادته ليسوا بأحسن حال من غيرهم ممن يمقتونهم لفسادهم وقلة اهتمامهم بهموم الناس ومشاكلهم. هنا لا معنى لمواصلة الدفاع عن هؤلاء أو تنزيههم في حين يتجه أبناء الطوائف الأخرى للتحلل من هذه العباءة التي أعاقت حركتهم لعقود، قبل أن تتعرّى مجمل الطبقة السياسية الحاكمة التي اتضح أن بعضها يغطي فساد بعضها الآخر ويقايضه ويبتزه به وكل ذلك على حساب بقية الناس بطوائفها المختلفة.

توحّدُ جميع الطوائف في لبنان ضد المتاجرين بهم والمتحصنين استهدف جميع الرموز السياسيين بلا استثناء، وأي قراءة لقيادة «حزب الله» تعتقد أنها محصنة من هذه الموجة وأنها ستظل إلى الأبد بمنأى عن هذه العاصفة إنما هي قراءة خاطئة ومُضللة ويمكن أن تكلفها الكثير سواء اختار المناكفة السياسية للمتظاهرين ومطالبهم المشروعة أو لجأ إلى ما هو أسوأ وهو مواجهتهم وقمعهم.

ما يجعل من «حزب الله» وقيادته في وضع أسوأ من البقية هو أن عددا من القيادات السياسية البارزة استطاعت أن «تنحت» لنفسها موقفا غير متصادم مع جموع المحتجين، رغم أنهم جميعا من المغضوب عليهم من قبل هؤلاء. بدا وليد جنبلاط متعاطفا مع المتظاهرين، متبنيا لبعض مطالبهم خاصة في ما يخص جبران باسيل الذي نجح في تأليب الجميع ضده، وكذلك سمير جعجع من خلال استقالة وزرائه من الحكومة، فيما خرج سعد الحريري الأكثر تفهما وحرصا على التناغم مع الشارع الغاضب العابر للطوائف. ومع ذلك، لم يشفع ذلك لكل هؤلاء فما استطاعوا أن يحوزوا على رضى أو غفران هذا الشارع فما بالك بحزب الله إن هو انحاز ضدهم وتوجه بعنجهية إلى ترهيبهم وتخويفهم وصولا إلى قمعهم. وإذا ما تأكد هذا المنحى فعلا على الأرض فإن الحزب يتوجه إلى غلطته الأخيرة وربما القاتلة.

 

سيناريو رئاسي لحلّ الأزمة.. وزراء بالسجون!

علاء الخوري/ ليبانون ديبايت/الاربعاء 23 تشرين الأول 2019

لا يمكن فصل ما يجري في الشارع اليوم، عن السياق الزمني للاحداث التي راكمت الكثير من الملفات وانفجرت في لحظةٍ "واتسابيّة". حزب الله الذي خرَجَ قبل أكثرِ من شهرٍ وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ليذكِّر بوجع الناس والنزول الى الشارع متى يحين الوقت، ربما يكون الطرف الاكثر دعمًا لما يحصل اليوم، ولاسبابٍ كثيرةٍ قد تظهر في الخطوات المُتَّفق عليها لتنفيسِ هذا الاحتقان، فماذا في تفاصيل السيناريو؟. وفق المعلومات، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يضغط لترجمة مفاعيل ورقة الحريري خلال أيّامٍ عبر الطلب من القضاء تسطير مذكرات توقيف لعددٍ من المقاولين ورجال الاعمال الذين لعبوا دورًا كبيرًا في مؤسسات الدولة من خلال المناقصات التي كانت تفصل على قياسهم، كي يكون التوجه نحو وزراء متورطين أيضًا في عمليات فساد، وهنا ثمة قرار رئاسي بإستدعاء الوزراء وتوقيفهم وهذه المرَّة عبر اعطاء توجيهات للمحاكم القضائية مع امكان تخطي المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، نظرًا لطبيعة الظروف المحيطة بالوضع الداخلي. الصدمة التي يريدها رئيس الجمهورية تنسحب أيضًا على عمل مجلس النواب وهناك كلامٌ عن امكانِ فتحِ دورةٍ استثنائيّةٍ يدعو اليها رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة خلال فترة زمنية قصيرة أبرز البنود على جدول اعمالها مشروع قانون استرداد الاموال المنهوبة على أن يتبعه خطوات عملية باتجاه الوزراء الذين يثبت تورطهم في قضايا فساد وسرقة المال العام. هذه الخطوات التي يُعمَل عليها لا تلغي ايضًا امكانية اجراء تعديل حكومي يبقى الحريري رئيسًا على أن يتم الغاء عددٍ من الوزارات ومنها وزارات الدولة، إلّا أنّ أيّ تعديل أو تشكيل حكومة جديدة مرتبط بالتوافق السياسي على أن يكون الاخراج توافقيًّا مع الاطرافِ لتنفيسِ احتقانِ الشارعِ. تشير المعلومات، الى أنّ "الصدمةَ الايجابيّة" لا بدّ أن تحصلَ وهي ستشملُ الكثير من الملفات ولكن الاولوية اليوم لتلك التي تتَّصل بالشارعِ وبمطالب المحتجين، فالرئيس عون وخلفه حزب الله يُصرَّان على استرجاع "المليارات" من جيوب السياسيين وقد تكون العملية مكلفة ولاسيّما إن كان البعض محسوبًا على تيار المستقبل أو حركة أمل وقوى سياسيّة أُخرى. معركةُ "عضِّ الاصابعِ" مُستَمرَّة بين السلطة والشعب، فإمّا يترجم أهل السلطة وتحديدًا رئيس الجمهورية الوعود التي اطلقت وبالسرعة المطلوبة أم أنّ الامور ذاهبة الى مزيدٍ من التأزم والفوضى.

 

سامي الجميل: الحريري يريد الاستقالة لكنه "رهينة" حزب الله

طوني بولس/انديبندت عربية/23 تشرين الأول/2019

منذ خروج حزب الكتائب اللبنانية من حكومة تمام سلام عام 2016، آثر الحزب بقيادة رئيسه النائب سامي الجميل أن يجلس في صفوف المعارضة، التي مارسها بجدارة حتى الرمق الانتخابي الأخير، حيث عارض كلّ شيء تقريباً في الآونة الأخيرة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع، من تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، إلى التسوية الرئاسية التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، مروراً بالصفقات والسمسرات التي تصدّى لها، رافعاً الصوت ضدّ فساد الطبقة السياسية التي حيّد نفسه عنها.

ومع مرور ثلاث سنوات من ولاية الرئيس عون وانطلاق حركة احتجاجية ضد الرئيس اللبناني وعهده، يعتبر الجميل أنه كان على حق في قراراته وتفرده بالخروج من السلطة والذهاب إلى المعارضة التي بدأت بنوابه الثلاثة، ويتوقع أن تتوسع مع انضمام فرقاء من الحكم الحالي ومنهم القوات اللبنانية التي قدمت استقالتها مؤخراً من الحكومة.

وإذ رحب الجميل باستقالة وزراء القوات اللبنانية، معتبراً أنها الخطوة الأولى باتجاه استقالة الحكومة بشكل كامل، قال إن تراجع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن الاستقالة قد يكون تضامناً مع الرئيس سعد الحريري، "والذي برأيي يريد الاستقالة ولكنه رهينة تهديد حزب الله، وكلام الأمين العام للحزب حسن نصر الله الأخير هو تهديد مباشر للحريري، لا سيما الحديث حول محاكمة من يستقيل من الحكومة بملفات 30 سنة ماضية". ويوضح أن الحريري في قرارة نفسه يريد الاستقالة "ولو كان القرار بيده لكان استقال منذ فترة، وما انتظر لهذا اليوم حيث يدافع عن أمر غير مقتنع به".

التسوية فشلت

اعتبر رئيس حزب الكتائب أن ما نعيشه اليوم هو من تداعيات التسوية الرئاسية التي أتت بعون رئيساً للجمهورية، وأنه كان معارضاً لها منذ اليوم الأول حيث يعتبرها عبارة عن تركيبة محاصصة لا يوجد انسجام في تركيبتها ولا يمكنها بناء دولة، مشيراً إلى أن حصة "حزب الله" في تلك التسوية هي تسليمه القرار الاستراتيجي والعسكري والقرارات الخارجية. ما أدى إلى عزل لبنان على الصعيدين العربي والدولي، إضافة إلى المأساة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى المأزق الكبير الحاصل اليوم. وأكد أنه منذ إنجاز التسوية "أدركنا أن وصول عون للرئاسة وتشكيل الحكومة بتوازناتها المعروفة يعنيان تسليم البلد لحزب الله"، مضيفاً "لقد عرض علينا حينها أن نكون جزءاً من هذه التسوية ولكننا رفضناها وذهبنا إلى المعارضة وحاولنا الدفاع عن حقوق المواطنين من خارج السلطة". ويشير إلى أنه بعد الانتخابات الأخيرة أعطى الرأي العام ثقته للطبقة السياسية الحالية بسبب تعرضه لعملية غش وتشويش إعلاميين. أما اليوم فالأمر تغير بعد انكشافهم أمام الرأي العام "وبدأنا نحصد مأساة السنوات الثلاث الماضية وقد حذرنا مراراً وتكراراً من أنه سيأتي يوم وينتفض الشعب عليكم".

الشعب لا يريد ورقة

وعن الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة اللبنانية، قال الجميل إن الجواب كان واضحاً عبر الأعداد الهائلة التي اجتاحت الساحات.

واعتبر أنه لا توجد تداعيات سلبية لسقوط الحكومة، حيث يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط، وعلى السلطة أن تستمع لإرادة الناس والذهاب نحو حكومة حيادية، متوقعاً أن تستقيل الحكومة عاجلاً أم آجلاً وأنه لا مهرب سوى تشكيل حكومة حيادية مثلما حصل بعد 14 مارس (آذار) 2005، حيث تم تشكيل حكومة حيادية حينها برئاسة نجيب ميقاتي، خصوصاً أن الملتزمين بالأحزاب في لبنان لا يتجاوزون الـ20 في المئة، معتبراً أنه بإمكان الرئيس ميقاتي تشكيل هذه الحكومة في حال بقي حيادياً أو أي شخصية أخرى وهم كثر. وعن مضمون الورقة الإصلاحية التي أعلن عنها الرئيس الحريري، لفت الجميل إلى أنها ليست سوى إعادة طرح ما كان يطرح منذ ثلاث سنوات سواء من البنك الدولي أو غيرها من الأوراق الإصلاحية التي قدمت، واليوم ليس الخلاف على الإصلاحات الواجب القيام بها وهي معروفة من الجميع، إنما المشكلة بالجهة التي ستنفذ تلك الإصلاحات، فهذا العهد منذ ثلاث سنوات حتى اليوم لم يقدم أي شيء للإصلاح، لذلك المطالبة بالحكومة الحيادية كخطوة أولى لتنفيذ هذه الإصلاحات بدعم الشعب اللبناني. أما الخطوة الثانية فتنظيم انتخابات نيابية مبكرة لاستعادة القرار إلى الشعب اللبناني، مشككاً بإمكانية تعديل القانون الحالي "إنما ضمن هذا القانون نفسه ستكون النتائج مختلفة تماماً عن الانتخابات السابقة في ظل الثورة الشعبية العارمة". وشدد على أنه في حال تم تشكيل الحكومة الحيادية عليها تحييد نفسها عن الصراع الإقليمي، ويجب أن تلتزم الحياد الدولي وهذا مطلب داخلي ودولي.

المجتمع الدولي يراقب

وحول عدم ضغط المجتمع الدولي على الحكومة اللبنانية ودفعها باتجاه الاستقالة انسجاماً مع المطالبات الشعبية، رأى أن الأولوية بالنسبة إلى المجتمع الدولي هو الاستقرار في لبنان، ولكن عندما يرى تصميم اللبنانيين على التغيير وتحرر المواطنين من الوصايات، وحالياً السلطة السياسية تحاول الإيحاء للمجتمع الدولي بأن ما يحصل هو شيء مؤقت سيزول قريباً، في حين أن المجتمع الدولي يترقب ما ستؤول إليه الأمور في ظل تصميم اللبنانيين وانتفاضهم بوجه السلطة للمرة الأولى، ومن ضمنهم الطائفة الشيعية التي انتفضت على حزب الله. فالمجتمع الدولي سيأخذ حتماً هذا الأمر في الاعتبار.

وأضاف "علينا كلبنانيين الوقوف إلى جانب بعضنا البعض ومساندة إخوتنا الذين يتعرضون للقمع والترهيب في المناطق الخاضعة لحزب الله، كما على الدولة اللبنانية حماية الناس وحرية التعبير، وأظن حاجز الخوف انكسر". وأشاد الجميل بالدور الممتاز للجيش في حماية التظاهرات في هذه الفترة، مشدداً على أن دوره هو خدمة الشعب اللبناني وليس السلطة السياسية، معتبراً أن هناك محاولات من فريق السلطة لإفشال الحراك وقد بدأت عبر إدخال مندسين إلى التظاهرات وافتعال مشكلات مع القوى الأمنية وتكسير الممتلكات العامة وفشلت كما فشلت محاولة حزب الله بإدخال مئات الدراجات النارية للاعتداء على المتظاهرين في بيروت.

السودان نموذجاً

وفي مقارنة مع الثورات التي حصلت في عدد من الدول العربية، قال "كما في مختلف الدول الدكتاتورية عندما تحركت الشعوب ضدها، سارعت السلطة اللبنانية إلى تقديم أوراق إصلاحية في اللحظات الأخيرة لإنقاذ نفسها. لكنها أسوة ببقية الأنظمة التي سقطت أتوقع استقالة الحكومة، وكلما تأخرت في تقديم استقالتها كبدت خسائر أكبر لأنه لا مفر أمامها سوى الاستقالة". وحول ما إذا كانت الأمور تتجه نحو سيناريو مشابه لما حصل في السودان وتشكيل مجلس عسكري- مدني ليكون سلطة انتقالية، قال الجميل إنه لا يزال بإمكاننا الوصول إلى سلطة انتقالية مدنية من خلال المؤسسات الدستورية في النظام الديمقراطي ومن خلال حكومة حيادية، إلا أنه في حال طالت الأمور على هذا الشكل وساءت الأمور الأمنية قد نذهب باتجاه سيناريو مشابه للسودان، متمنياً تسريع عملية الانتقال لتفادي الذهاب إلى أماكن بعيدة لا أحد يريدها.

 

ثورة "الخريف اللبناني": لا حلول كلاسيكية

رفيق خوري/انديبندت عربية/23 تشرين الأول/2019

"الحاجة كبيرة إلى مرحلة انتقالية واختصار المراحل والطقوس لتأليف حكومة مصغّرة منسجمة ضمن اتفاق على برنامج انقاذي"

بلد التسويات والحروب هو ايضاً بلد الثورات. في الماضي سُميت الانتفاضة الشعبية في لبنان "عاميات". أشهرها "عامية انطلياس" و"عامية لحفد" وانتفاضة الفلاحين في كسروان بقيادة طانيوس شاهين. عام 2005 انفجرت "ثورة الأرز" بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وكانت "سيادية" أخرجت القوات السورية من لبنان. لكن التظاهرة المليونية التي شهدتها بيروت ضد الوجود السوري، سبقتها تظاهرة حاشدة نظمها حزب الله تحت شعار "شكراً سوريا". هذه المرة لا مثيل ولا سابق لشمولية الثورة الحالية التي لا تزال بلا اسم. فهي في كل المناطق، وهي نقلة نوعية في التظاهر: من استخدام الشارع لمصلحة هذا الزعيم أو ذاك إلى استخدام الشارع لمصلحة الشعب ضد مصالح التركيبة السياسية الحاكمة. وإذا كانت من خارج ثورات ما سُمي "الربيع العربي"، فإن الإدارة السياسية التي أوصلت البلد إلى الانهيار المالي والاقتصادي تجعلها نوعاً من ثورة "الخريف اللبناني". ومن الوهم اتهام "الأيدي الخفية" بإدارتها والتصرف كأنها "صاعقة في سماء صافية" حسب المثل. فما ينطبق عليها هو الديالكتيك الماركسي: "التراكم الكمي البطيء يؤدي إلى تحوّل كيفي سريع". وتراكم المديونية والفشل في حل حتى مشكلة النفايات وتلوث الأنهار والشاطئ والوقاحة في المحاصصة والصفقات وتعميق الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية قاد إلى انفجار الغضب الشعبي في الشارع. لا بل أن هذه الثورة هي ضد الجميع. وضد الذين ضيّعوا "ثورة الأرز" وتنكروا لمبادئها وفشلوا في تحقيق وعودها. فهي ثورة لتصحيح المسار، لا فقط لتغيير حكومة أو تقديم موازنة بلا ضرائب على الفقراء. وهي لإنهاء لعبة الشعبوية التي بدت "مريحة ومربحة" بالنسبة لأهلها، إن كانت ثقيلة الأحمال وكثيرة الخسائر بالنسبة إلى الشعب. الشعب اللبناني... إما متظاهرا او مسمرا امام شاشات تحولت الى هايد بارك مفتوح بحرية

والمشهد بالغ التعبير. حين ارتفع صوت الشعب، اختفى الذين تصرفوا كأنهم أنصاف آلهة. وعندما تلاقت في الساحات قوى عابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب، دبّ الخوف في صفوف الذين اعتادوا أخذ أهل طوائفهم ومذاهبهم كرهائن وأوراق يلعبون بها على طاولة المحاصصة. والتحديات أمامنا كبيرة. فليس أصعب من تحقيق كل الأهداف المرفوعة في الشارع سوى "نجاح" التركيبة السياسية الحاكمة في العودة إلى الشغل كالمعتاد عبر تقديم وعود وتسجيل خطط على الورق. ولا أخطر من الجماد السياسي سوى الذهاب إلى الفراغ السياسي في هاوية الأزمات الاقتصادية والمالية. والمعادلة واضحة: لا مجال للتحايل على الثورة ببنود إصلاحية تقدمها الحكومة الحالية، وتقول إنها ستتولى تحقيقها. وما قرره مجلس الوزراء هو ما كان مطلوباً منذ سنوات، ويؤكد أن الحكومة امتنعت عن إقراره. ولا أحد يجهل لماذا تدعو أطراف أهمها حزب الله، إلى إبقاء السلطة على حالها، مع وعود بوقف الهدر ومكافحة الفساد وتقديم موازنة بلا ضرائب على الفقراء، لا بل أن اللافت هو التلاقي بين حزب الله وأميركا على الدعوة إلى بقاء الحكومة. فالحجة هي أن عملية تأليف حكومة إذا استقال الرئيس سعد الحريري ستأخذ سنة، والانتخابات المبكرة تحتاج إلى شهور والاتفاق على قانون انتخاب. وما دام أنه لا بديل من الحريري الذي يستطيع بعلاقاته الدولية والعربية الحصول على مساعدات وعلى مظلة حماية للبلد، فإن المطلوب، كما يبدو، هو رئيس حكومة في وضع ضعيف ليحمي قوة الممسكين بالقرار. وهي أيضاً معادلة يقول فيها صاحب فائض القوة: لنا السلطة ولكم المناصب. فالوقت لم يحن بعد، كما قال السيد حسن نصرالله، لنزول حزب الله إلى الشارع. لماذا؟ لأنه "حين ينزل لا يستطيع أن يخرج من دون تحقيق مطالبه، ولأن نزوله يعني "تغيير كل المعادلات". أي أخذ السلطة كلها في لبنان. وهذه مغامرة يوحي حزب الله أنه يستطيع القيام بها، لكنها ليست في مصلحته حالياً، لأنها تضع لبنان كله في حال حصار وعقوبات. وكل شيء مرتبط بالتطورات في المنطقة وتقدم "محور الممانعة والمقاومة" الذي تقوده إيران. الواقع أن البحث عن حل كأن لبنان لم يشهد ثورة شعبية هو قراءة في كتاب خاص. لكن لبنان ليس في وضع كلاسيكي. فالحاجة كبيرة إلى مرحلة انتقالية واختصار المراحل والطقوس لتأليف حكومة مصغّرة منسجمة ضمن اتفاق على برنامج إنقاذي عملي. وهذا يتطلب أن تخفف التركيبة السياسية من الشهوة إلى المال والسلطة، وأن يتولى فريق جديد الإدارة السياسية لمصالح البلد. والمشكلة أن النظام ضيق ومهترئ وباقٍ. والسلطة فاشلة ومتنمرة. ولا خيار لدى الناس سوى الشارع. فالـ"ستاتيكو" استقرار خادع. والسؤال كما طرحه العالم الانتروبولوجي أرنست غيلر هو: "هل هناك حرية بلا تغيير؟ هل هناك تقدم حيث التكرار فقط؟".

 

هل يعلن نصر الله الجهاد على لبنان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/23 تشرين الأول/2019

ماذا لدى زعيم «حزب الله»، حسن نصر الله، حامي العهد اللبناني السياسي القائم، ليعيد الشعب اللبناني الثائر إلى منازلهم؟

حسن نصر الله قال صراحة، في خطبته المثيرة تعليقاً على انتفاضة الشارع اللبنانية الكبرى، إنه ليس بمقدور أحد إسقاط العهد، ومسح على لحيته، وقال: «خذوها من هالدقن»!

العهد هو اصطلاح لبناني يعني رئيس الجمهورية وتركيبته السياسية التي تؤمن له الحكم، وفي مقدمها حزبه السياسي، التيار الوطني الحر، أو التيار العوني كما يسمى في لبنان.

يضاف لهذه المفردات، طبعاً، رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يؤمن الغطاء السني والدستوري لهذه الحكومة وهذا العهد.

«حزب الله» هو المستفيد الأكبر من هذه الحكومة وهذا العهد، فهو يفعل ما يريد تحت غلالة شرعية مدنية شكلية، خاصة مع التضييق الدولي بقيادة أميركا، على إيران وأذرع إيران، ومن أهم هذه الأذرع، شبكة «حزب الله» اللبناني.

دوما يتفاخر نصر الله في خطبه التي يزبد فيها ويرعد، بترسانته من الصواريخ التي تطال حيفا وما بعد حيفا، ولكنها في الواقع طالت الزبداني وما بعد الزبداني، وفتكت بالشعب السوري لصالح الحرس الثوري الإيراني الإرهابي.

يتفاخر بنخبه العسكرية وأصحاب القمصان السوداء من الحزب الأصفر، ممن اتهموا بقتل الرموز السياسية المدنية، وفي مقدمهم رفيق الحريري وجبران تويني ومحمد شطح وجورج حاوي وبيير الجميل وغيرهم ودرّسوا خطف الطائرات المدنية وتفخيخ السيارات.

حسناً، هذه الصواريخ الإيرانية الصنع، وكتائب المقاتلين، بماذا ستنفع حسن نصر الله، ومن يسيّره في إيران، في ردع الشعب اللبناني المنتفض؟

هل سيطلق صواريخه على الناس في ميادين صور والنبطية وبيروت وطرابلس والمتن وبنت جبيل وجلّ الديب؟

هل يعلن مجلسه الجهادي الجهاد على الشعب اللبناني؟ هل يتصدر قادة إرهاب الحزب الخميني اللبناني أمثال طلال حميّة وسليم عياش ونبيل قاووق ومحمد يزبك وهاشم صفي الدين المشهد ويقتلون الناس باسم الله؟

نعم «حزب الله» هو الطرف الوحيد الذي يملك السلاح الفتاك، ولكن بماذا سيفيده هذا السلاح اليوم؟ إن استعمله ضد الناس في شوارع وميادين لبنان، فهو يضع نفسه بشكل نهائي في خانة العدو للوجدان اللبناني العام، وإن لم يستعمله ضاق به، وصار هذا السلاح عليه لا له.

لقد كسر الحاجز، وشبّ عمرو عن الطوق، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان، وحتى لو «مرقت» هذا الهبة، فالمقبلة أعظم منها. فهل يعلن «نصر الله» الجهاد على لبنان؟

 

رسالة إلى فخامة الرئيس

سعيد مالك/جريدة الجمهورية/الأربعاء 23 تشرين الأول

فخامة الرئيس، أسبوع انقضى، والشارع يُطالب برحيل الحكومة دون كلل. أسبوع انقضى، وحركة الاحتجاجات تكبُر، ككُرة ثلج دون هوادة. أسبوع انقضى، وحكومة متعنّتة في الحكم، متمسّكة بمقاعدها، غير آبهة لصوت الشعب، ولا لمُعاناته وأوجاعه.

فخامة الرئيس، يعتقد البعض، أنّ التقليص الدستوري الذي طرأ على صلاحيات رئيس الجمهورية في الطائف، أضعف دور الرئاسة... كذا... ولكن الواقع، أنه وخلافاً لما هو سائد لدى الرأي العام، ما زالت رئاسة الجمهورية الموقع الأساسي دستورياً في البلاد، وأنّ التقليص الذي لحق ببعض صلاحيات رئيس الدولة كان هامشيًّا. (الدكتور شبلي الملّاط، الرئاسة اللبنانية بين الأمس والغد، ص/21/). فالمادة /49/ من الدستور، كرّست الموقع الحيادي للرئيس كحكم بين السلطات الدستورية، كذلك منح الدستور رئيس الدولة العديد من الصلاحيات التي تمّكنه من التدخّل الإيجابي لضبط أداء المؤسسات الدستورية، وفقاً للقواعد المعمول بها في الأنظمة البرلمانية. ولا يقتصر دور رئيس الجمهورية فقط، أن يكون حكماً بين السُلُطات الدستورية. إنما يجب عليه السهر على ديمومة إقامة علاقة مباشرة بينه وبين الشعب (كما قال مونتسكيو). وأهم ما يجب أن يلتزمه الرئيس، في إطار علاقته بالشعب هو احترام إرادته. فإذا ما خالف الرئيس هذه الإرادة، يعني ذلك أنّ أزمة ستنشب بينه وبين الشعب، وهي لن تعود على الدولة بالخير. سيّدي الرئيس، مثلما فخامتك مؤتمن على احترام الدستور والقانون، فأنت أيضاً مؤتمن على احترام إرادة الشعب. ومن أهمّ واجبات فخامتك، أن تستمع إلى آرائه ومطالبه وأوجاعه ومعاناته وصرخته.

كما ينبغي على فخامتك السهر على حماية ممارسة الشعب حقوقه، ولاسيّما التظاهر والاحتجاج، وتلك المنصوص عنها في شرعة حقوق الإنسان وسائر الشرائع الدولية. وألّا تسمح لحزب مسلّح أن يُهدّد، ويتوعّد بفضّ الاعتصامات بطرقه الميليشيوية الخاصة... كذا.... .

فخامة الرئيس، قال (Machiavel) «إنّ على الرئيس أن يُعامل شعبه على أساس صداقته لهم، فيكون حاميهم، كما عليه أن يُعلّمهم الإخلاص للدولة وليس لشخصه.... كذا....».

سيّدي الرئيس، آن الأوان لكي تستمع إلى معاناة مَن هُم في الشارع. آن الأوان لكي تمنع حزباً مسلّحاً من التهديد والوعيد، لمتظاهرين عُزّل، كل همّهم إطعام عائلاتهم وأطفالهم. آن الأوان لنزع الغطاء عن وزراء أساؤوا للعهد، ولسيّد العهد، ولو كانوا من أهل البيت، فالرئيس لا يجب أن ينجرف في سياسة الأحزاب، أو في سياسة الأشخاص الطامحين، وقد قال الرئيس (R.Poincarι) « أنّ على الرئيس أن يعلو فوق المهاترات» (Au dessus des querelles). مما يُفيد، أنّ على الرئيس أن يتصرّف على أساس أنّه القاضي الأعلى الذي يؤمّن المصلحة الوطنية (Le juge superieur de l’intιrκt national) كما قال وزيرالعدل الفرنسي السابق (M.Debrι) الذي أصبح رئيساً للحكومة عام 1959. سيّدي الرئيس، أيّها القاضي الأول، عملاً بقاعدة «المصلحة الوطنية العُليا»، وسنداً لأحكام الفقرة «د» من مقدمة الدستور، والتي تنصّ صراحة على أنّ «الشعب هو مصدر السلطات».

ندعوك وبكل صدق، إلى احترام إرادة الشعب وقراره، وإسقاط الحكومة قبل سقوط الوطن في المحظور. فإن تمكّنت من إقناع الحريري بذلك فليكُن. وإن لم تتمكّن، فليُقدّم وزراء العهد، كذلك، وزراء «التيّار الوطني الحُرّ» استقالاتهم من الحكومة. عندها تسقُط الحكومة حُكماً (عملاً بأحكام الفقرة «ب» من نصّ المادة /69/ من الدستور) لعلّة فقدانها أكثر من ثلث عدد أعضائها المحدّد في مرسوم تشكيلها. سيّدي الرئيس، الكُرة في مرمى فخامتك، كما إيماننا، أنه ينبغي علينا الحفاظ على العهد، وعدم السّماح بإسقاطه في الشارع. إيماننا أكبر، أنه آن للحكومة أن ترحَل، وأن يتمّ تشكيل حكومة من الاختصاصيين، إنقاذاً للوطن، وحؤولاً دون انهياره. وفي الخلاصة، مسؤوليّتك كبيرة فخامة الرئيس، لا تدع الفتنة تتسلّل إلى الشارع، لا تدع لبنان ينهار. مُكرِّراً ما قاله الرسول العربي في خطبة الوداع:«اللهم أشهد، أنّي بلّغت».

 

احتجاجات حاشدة في لبنان ضد الطبقة السياسية وسياساتها الاقتصادية

ليديا أسود/موقع كارنيغي/23 تشرين الأول/2019

وقفة تحليلية من باحثي كارنيغي حول أحداث تتعلق بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ماذا حدث؟

اندلعت احتجاجات حاشدة بدءاً من يوم الخميس الماضي بعدما أعلنت الحكومة عن إجراءَين جديدين لفرض ضريبة تنازلية، وهما عبارة عن رسم يومي بقيمة 20 سنتاً على الاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت، بما في ذلك على تطبيق "واتساب" المستخدَم على نطاق واسع، وخطة لزيادة الضريبة على القيمة المضافة من 11 إلى 15 في المئة بحلول العام 2022. وكانت هاتان الضريبتان ستُضافان إلى قائمة طويلة من الإجراءات التقشفية التي اعتمدتها الحكومة العام الفائت لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتخبط فيها البلاد. وقد تم التراجع لاحقاً عن الرسم على الاتصالات عبر الإنترنت، بيد أن هذا لم يفلح في احتواء التظاهرات التي عمّت مختلف أنحاء البلاد.

يسجّل لبنان ثالث أعلى نسبة من الدين العام في العالم، تساوي 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعاني من ركود شديد، في ظل ارتفاع معدّلات الفقر والبطالة، حيث أن ثلث اللبنانيين دون سن الـ35 عاطلون عن العمل. كذلك، يُعدّ التفاوت الاجتماعي حادّاً، في ظل قصور الدولة عن تأمين الخدمات العامة، وتداعي البنى التحتية. ونظراً إلى هذه الظروف المزرية، يُعتبر من غير المناسب على الإطلاق اعتماد إجراءات تقشفية لمعالجة الديون. فقد تسببت هذه الإجراءات بإفقار شرائح أكبر من السكان، ما أدّى إلى تنامي الاستياء، إذ لم يُطلَب من الأكثر ثراء (وبينهم أفراد من النخبة الحاكمة) المساهمة في التخفيف من عبء الدين. ولم تُفرَض ضرائب على أرباحهم وثرواتهم، ولم يتم المس بالأساليب التي يستخدمونها لانتزاع ريوع من القطاعَين المصرفي والعقاري. إذن، كانت "ضريبة الواتساب" أشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير.

ما أهمية ذلك؟

تكتسب الاحتجاجات أهمية لأسباب عدة. إنها الأكبر منذ التظاهرات التي اندلعت في العام 2005 عَقِب اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وثانياً، إنها احتجاجات عفوية غير موجَّهة من أحزاب سياسية أو زعماء سياسيين. وثالثاً، انتشرت هذه التظاهرات في مختلف أنحاء لبنان، ولم تقتصر فقط على بيروت أو على المدن الرئيسة. ورابعاً، لتتميّز هذه الاحتجاجات بأنها غير طائفية، فقد وجّه المحتجّون انتقادات إلى زعماء سياسيين من طوائفهم نفسها، وهذه سابقة في لبنان.

ما السبيل لتخطي الانقسامات الطائفية التي تشكّل طابعاً أساسياً في الحياة السياسية اللبنانية؟ تتوحّد شريحة كبيرة من اللبنانيين الآن تحت راية المحنة الاقتصادية والاجتماعية، بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية. فقد أفضت الإجراءات التقشفية إلى شعور معمّم بأن الكيل قد طفح من ممارسات الحكومة وسوء إدارتها للبلاد في الأعوام الأخيرة. وتسببت تلك الإجراءات أيضاً بتفاقم التفاوت الاجتماعي، ما أسفر عن تعميق الشرخ الذي يفصل بين الطبقة السياسية والمواطنين.

وفي هذا الصدد، تكشف الأرقام أن نسبة 0.1 في المئة الأكثر ثراء من اللبنانيين، أي نحو 3000 شخص بينهم عددٌ كبير من أفراد الطبقة السياسية، تستحوذ على 10 في المئة من مجموع الدخل الوطني، وهذا يساوي مجموع الدخل الذي تحققه نسبة 50 في المئة من السكان الذين هم في أسفل هرم المداخيل. وغالب الظن أن هذه الهوة هي من المحرّكات الأساسية خلف مظاهر الوحدة التي تجلّت بين المحتجين في الشوارع منذ يوم الخميس الفائت. فالمطالب الطبقية أو الاقتصادية والاجتماعية تخطّت الانقسامات الطائفية.

ما المضاعفات للمستقبل؟

يبدو أن هذه الاحتجاجات تُشكّل نقطة تحوّل في تاريخ لبنان الحديث، وتدفع إلى التساؤل عما إذا كان لبنان قادراً على الخروج من المأزق السياسي والاقتصادي الذي يتخبط فيه منذ نهاية الحرب الأهلية في العام 1990.

حتى الآن، كانت الاستجابة الحكومية لمطلب الاستقالة الذي يرفعه الشعب، محدودة: فقد استقال بضعة وزراء، واقترح رئيس الوزراء سعد الحريري خفضاً بنسبة 50 في المئة في رواتب كبار موظفي الخدمة المدنية والنواب والسياسيين، فضلاً عن إلغاء بعض امتيازاتهم. ومن المقترحات التي قدّمها أيضاً التعجيل في بناء معامل جديدة للتيار الكهربائي وفرض ضريبة على أرباح المصارف بما يتيح الحصول على إيرادات قدرها 3.38 مليارات دولار. لكن حتى لو سلكت هذه الإجراءات طريقها إلى التنفيذ، من غير المرجّح أن تكسب الحريري ثقة الرأي العام أو أن تنهي الاحتجاجات. لابل ستسلّط الضوء بصورة أكبر على النفاق الحكومي: فكيف تمكّنت الحكومة من أن تجد فجأةً أساليب لجمع إيرادات بمليارات الدولارات في فترة زمنية قصيرة جدّاً، فيما أخفقت في اتّخاذ مثل هذه الخطوات سابقاً، واختارت بدلاً من ذلك رفع الضرائب؟

في ما يتعلق بالتغييرات السياسية، من السيناريوات المحتملة استقالة الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية تُجري انتخابات جديدة وتطبّق إصلاحات جذرية. ولكن ليس واضحاً بعد مَن هي الجهات التي قد تؤلّف هذه الحكومة، وما الخطوات المحدّدة التي ستُتَّخذ لتحقيق الانتقال السياسي. وفي هذا الصدد، يُرجَّح أن تحظى بدعمٍ شعبي شخصيات من التكنوقراط أو ممثّلون عن المجتمع المدني، فضلاً عن أعضاء الأحزاب المستقلة في الانتخابات السابقة.

وفي ما يتعلق بالتغييرات الاقتصادية، أتاح سوء الإدارة الحكومية هامشاً واسعاً للقيام بإجراءات وإصلاحات من شأنها التخفيف من وطأة الأوضاع والمساهمة في تحقيق الإيرادات، حتى في إطار الموازنة الراهنة. ومن هذه الإجراءات إلغاء جزء من الديون المتوجّبة على الدولة لمصارف محلية، وخفض معدّلات الفائدة على الديون السابقة، وإرغام المصارف على إقراض الدولة من دون فائدة لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات؛ فضلاً عن تطبيق ضريبة تصاعدية على الدخل وضريبة على الأرباح الرأسمالية؛ والاستثمار بشكل كبير في البنى التحتية.

 

حرّاس المدينة» : لا نريد «ورقة إصلاحية» بل «ورقة الإستقالة»

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 23 تشرين الأول 2019«

تتهرّب غالبية الشخصيات السياسية الوزارية أو النيابية من الواجهة الإعلامية ، بعضها خوفاً من الاتّهام والبعض الآخر خوفاً من محاسبة مرجعياتها السياسية، وهي التي أوصلتها الى الحكومة أو البرلمان، في حال تسنّى لتلك المرجعيات إعادة إحكام قبضتها على هؤلاء، وعلى الشعب من جديد... ويبقى المؤكد الوحيد أنّ تلك المرجعيات كما أتباعها لم يستفيقوا بعد من صدمة سقوط السلطة شعبياً. ويعلمون في سرّهم من «صناع القرار» أن الآتي أعظم .

كذلك ما زال الرأي العام تحت هول الصدمة بعد كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري، معتبراً أنّه خذله مرة ثانية، بالرغم من اعترافه الشخصي خلال إعلانه عن مقررات «ورقة الحكومة الطارئة»، من أن «ثورة تشرين» اللبنانية كانت السبب الأساس في ولادة ورقة الإصلاحات التي غابت عنها تعليقات الشخصيات السياسية التقليدية، بعكس تعليقات الفعاليات الشبابية والمسؤولين والمنظمين للحراك المستقلّ الذي تحوّل الى «ثورة تشرينية لبنانية جامِعة»، فيما علّق «حراس المدينة» على الورقة الإصلاحية، وهم الشباب الشمالي المنظم للتظاهرات بالقول للجمهورية «لا نريد ورقة إصلاحية نريد ورقة واحدة ورقة الاستقالة».

وتحدث عنهم المحامي رامي شراكية، فقال إنّ «حراس المدينة» هم مجموعة من الشباب المتطوعين، بدأ حراكهم عندما التفوا لحماية المدينة بمنع دخول شاحنات النفايات الآتية من المناطق الأخرى. كذلك يشارك الحراس في الحراك حسب معلومات «المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء»، «المجتمع المدني المستقلّ» الذي حصدت لائحته في الانتخابات الأخيرة ٤٤٨ صوتاً، ويشارك معهم في ‏الشارع أيضاً ٢٦٨٠ صوتاً، الذين صوّتوا للائحة «كلنا وطني» المستقلة، بالإضافة الى مشاركة بعض المؤيدين للرئيس نجيب ميقاتي، والغائب الأكبر بحسب تعبير رئيس المؤسسة زكريا حمودان أن «غياب الثقافة السياسية خسرت «تيار المستقبل» وباقي الأحزاب بسبب عجزهم عن كيفية التصرّف في الأزمات المماثلة.

«حرّاس المدينة»

لا ينتمون الى أيّ جهة سياسية بحسب المحامي شراكية الذي قال للجمهورية ان ليس هناك من تمويل رسمي يغذّي تحركهم، كاشفاً أن المنظمين حاولوا أمس البحث عن تمويل للحراك فبدأوا «بلمّة» من الحاضرين والمشاركين في التظاهرة ليبتاعوا المواد الأساسية كالمياه للحضور وما شابه من ضروريات، متمنياً من الذين يروّجون غير ذلك المجيء الى الشمال، والتأكّد كيف أن كافة المؤسسات الخاصة والمطاعم اندفعت من تلقاء نفسها، وقدّمت المأكولات للمتظاهرين ولم يدفعهم الى ذلك سوى شعورهم بالانتماء الوطني، وقال « تتصل بنا المطاعم يومياً للقول «نريد تقدمة ألف سندويش للمتظاهرين».

يضمّ «حرّاس المدينة» جمعيات وحركات من كافة الطوائف، لافتاً الى أنّه يترأس إحداها، وهي «حركة لبنان المستقل» وهم منخرطون بالصميم في التحرك «وشباب الحركة ينشطون بكثرة على الارض ويساعدون في التمويل والتنظيم، بالإضافة الى الجمعيات الكشفية الشمالية التي تساعد ميدانياً أيضاً، كذلك «الجمعية الإسلامية» التي استحدثت مستشفى ميدانياً للإسعاف المباشر، وكذلك فعل الصليب الأحمر، لافتاً الى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية التي ستُنجح الثورة وحدها «وإلّا لن نراها بعد الان»، محذّراً من تصديق الإشاعات التي تروج يومياً عن طرابلس «نحن لا نتكلم بالديانات ولا بالأحزاب بل بالوحدة». ويضيف شراكية «نحن لسنا قنداهار وأيضاً لسنا أمستردام لذلك شاركت معنا أناشيد الآذان وشارك معنا الكاهن بصلواته وكنا طرابلس العيش المشترك والوحدة الوطنية».

من المقرر؟ يقرُّ ممثل الحركة انّه كانت هناك أخطاء في التنظيم وقد تمّ استدراكها، لافتاً انّه ابتداءً من اليوم سوف يرى اللبنانيون شكلاً جديداً وتنظيماً جديداً، وذلك بمساعدة القوى الأمنية والجيش لمنع المتظاهرين من التصاريح العبثية، وذلك بسبب عفوية التحرك علماً أننا كمنظمين نرفض قطعياً منطق السباب والشتائم ونعمل على ضبط الشارع وتصاريح المشاركين مشيراً انّ المهمة تصعب بحضور ٥٠ ألف متظاهر من مختلف الطبقات.

يشكر شراكية «رابطة طلاب المسلمين» الذين يساهمون من جيوبهم الخاصة، لكنه في المقابل يلفت ان «جمعية الحراك المدني» أيضاً تشارك، ولذلك لا يمكن تسييس الحراك أو تطييفه لافتاً انّ «حزب ٧» لم يشارك في التظاهرات في طرابلس، وانّه بصفته الشخصية كمحام طلب من نقيب المحامين محمد مراد التحرر من القيود السياسية والمشاركة في التظاهر ومكافحة الفاسدين منوّهاً بحكمة نقابة المهندسين التي تضامنت مع الحراك ووضعت علم لبنان على مدخل النقابة وأصدرت بياناً مؤيّداً للتحرك الشعبي كاشفاً عن انّ احتمال مشاركة ٥٠ محامياً بالتظاهرات اللاحقة وبأثوابهم الرسمية.

كذلك الأمر بالنسبة الى نقابة الاتحاد العمالي العام الذي يشير شراكية الى تحرره من القيود السياسية متوقعاً ايضاً انّ «حرّاس المدينة» يعملون على إقناعها بالمشارك .

ويكشف شراكية عن انّ ٤٠٠ شاب من «تيار المستقبل» شارك أوّل من أمس في التظاهرة، كما شاركت بعض الكوادر من المستقيلين من التيار.

يَعلم» حرّاس المدينة» أنّ المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة لأنّهم لم يتداركوا حجم كرة الثلج التي تدحرجت بعدما طفح كيل الشعب الجائع والمتعطش الى ثورة سلمية وسلام وأمان ووعود صادقة تبعد عنه البطالة وشبح المجهول، كاشفين عن تأسيس مجلس للحراك يتالف من 10 الى 15 عضواً من الجمعيات الفاعلة التي دأبت على العمل الجادّ منذ زمن، بهدف تغيير النظام الحالي الفاسد، لكي يجمعوا على قرار رسمي واحد من مجلس الحراك يكون موحّداً للمطالب.

التنسيق على قدم وساق

يكشف «حرّاس المدينة» عن تواصل أحد حرسهم مع تحركات باقي المناطق في بيروت للتنسيق المشترك بغية توحيد الخطاب والمطالب في اجتماعات المجالس في باقي المناطق وتوحيدها والعمل على التواصل الدائم منعاً للانقسام، مشيراً الى انّ التنسيق تمّ مع مناطق كسروان وزغرتا، كما كشف عن مقررات اجتماع الأمس الذي خلص الى المقرّرات التي أعلنت وأهمها المطالبة بإسقاط الحكومة فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة.

وعن الورقة الإصلاحية قال «حرّاس المدينة» «وصلت متأخرة» وأوّل مرّة نشعر أنّ الحريري رئيس حكومة فعلياً واذا أسعفته تحركات الشعب وفق تعبيره فسنقول له «نحن مستمرّون». وتساءل «حرّاس المدينة « هل تستطيع الحكومة الحالية تنفيذ تلك الإصلاحات وهي المسؤولة عن الفساد؟ ولماذا لم تشمل المقررات الضرائب على الأملاك البحرية؟ وما هي الضمانات التي تؤكد تنفيذ الحريري لتلك الإصلاحات والتعهدات والبنود؟ وماذا عن السلاح المتفلّت والمعابر غير الشرعية واللائحة تطول والثقة معدومة!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري عرض مع وفد من الاشتراكي المستجدات

وطنية - الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم الوزيرين اكرم شهيب ووائل أبو فاعور والنواب فيصل الصايغ، بلال عبدالله، هادي أبو الحسن وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وجرى عرض لاخر المستجدات السياسية في البلاد والأوضاع العامة من مختلف جوانبها.

 

بري التقى نواب الاربعاء ووفد التقدمي: الظرف مؤات جدا لقيام الدولة المدنية وقانون انتخابات يعتمد الدائرة الواحدة وفق النسبية

وطنية - الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال "لقاء الأربعاء" النيابي بمقر الرئاسة الثانية في عين التينة: "ان مطالب الحراك في الجانب الإقتصادي كانت بكل اعتراف من جملة البنود ال 22، والتي كنا من السباقين في تكرار صرختنا منذ عشرات السنين لمعالجتها، ويسجل للحراك تحقيقها من خلال الضغط الشعبي، لأن النصيحة كانت بجمل، صارت النصيحة بثورة". أضاف: "يسجل للحكومة إقرارها الورقة الإقتصادية التي رغم جودتها، تبقى العبرة في التنفيذ". وشدد على ان "البلد لا يحتمل ان يبقى معلقا"، مبديا خشيته من "الفراغ وليس من أي شيء آخر"، مشيرا الى أنه وقع الموازنة وحولها الى لجنة المال والموازنة للبدء بمناقشتها. وفي موضوع الدولة المدنية وقانون الانتخابات، قال الرئيس بري: "ان الظرف الراهن مؤات جدا لقيام الدولة المدنية وقانون إنتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية". وكان رئيس المجلس استقبل في "لقاء الأربعاء" النيابي النواب: علي بزي، ابراهيم عازار، هادي ابوالحسن، بلال عبدالله، قاسم هاشم، الوليد سكرية، انور الخليل، فيصل الصايغ، غازي زعيتر، محمد خواجة، حسين الحاج حسن، ابراهيم الموسوي، امين شري، ايوب حميد، علي فياض، علي عمار، علي المقداد، ياسين جابر، عدنان طرابلسي، عناية عز الدين، اكرم شهيب وفادي علامة.

كما عرض الرئيس بري الاوضاع العامة وآخر المستجدات، خلال استقباله وفدا من وزراء ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي وقيادته ضم: الوزيران أكرم شهيب ووائل ابو فاعور، النواب: هادي ابو الحسن، بلال عبدالله وفيصل الصايغ، النائب السابق غازي العريضي وأمين السر العام ظافر ناصر، بحضور وزير المال علي حسن خليل. وغادر الوفد من دون الإدلاء بأي تصريح.

 

الاحرار طالب بحماية الشعب: التظاهرات خير دليل على المستوى الحضاري والمسؤول

وطنية - الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

ناشد حزب الوطنيين الاحرار، في بيان، القيادة العسكرية حماية الشعب صاحب القرار الاوحد في تقرير مصيره، مما جاء فيه: "انه نظرا للاحداث الامنية التي تجري في مواقع الاعتصامات وللاعمال العنفية التي تمارسها بعض الاجهزة الامنية تجاه المعتصمين، يناشد الحزب القيادة العسكرية ولا سيما الجيش الوطني الذي نجل ونحترم ونعول عليه حماية شعبه مصدر السلطات وصاحب القرار الاوحد في تقرير مصيره". وتابع: "ان المظاهرات الشعبية والعابرة لكل المناطق اللبنانية ولكل مكونات المجتمع اللبناني والتي اثبتت سلميتها على مدى الايام الست الماضية لهو خير دليل على المستوى الحضاري والمسؤول الذي يمارسها المتظاهرون". وجدد الحزب وقوفه مع شعبه في تحركه السلمي، مطالبا "السلطة الحاكمة بالرضوخ لمطالب الشعب بدل قمعه بالقوة".

 

نقابة محامي بيروت: لتفادي أي شطط عن مبادئ التحرك الشعبي مجانبة لأي فراغ دستوري قاتل

وطنية - الأربعاء 23 تشرين الأول 2019

عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب اندره الشدياق وحضور جميع الأعضاء، جلسة استثنائية، ظهر اليوم ناقش خلاله المستجدات الطارئة واصدرت بيانا اعتبرت فيه انه "ما عدا ما تلفظ به البعض من سباب وشتيمة وتجريح، إن تعبير الشعب اللبناني في مختلف مناطق لبنان تحت راية وطنية موحدة هو بمثابة إنجاز تاريخي ما إنفكت نقابة المحامين في بيروت عن الدعوة إليه منذ ما قبل حقبة الإستقلال وبعده ولغاية تاريخه، بدليل الدور الطلاع لتحركاتها المتعددة في سبيل بناء دولة مدنية حديثة يسودها مبدأ المواطنة، أم النشاط التشريعي أو الوزاري الذي تجلى في المسؤوليات التي إضطلع بها فرسان المحامين من برلمانيين أو وزراء سواء في وضعهم النصوص الهادفة إلى مكافحة الفساد أو حسن إدارة شؤون البلاد وإستقرار الليرة اللبنانية وخزينة الدولة، فلو إستجيب لها في حينه لما بلغت الثروات الشخصية المقدرة اليوم لبعض رجال السياسة ومن أنيطت بهم الخدمة العامة منذ عقود من الزمن، على ما يحكى، أضعاف الدين العام بوجهيه الخارجي والداخلي". واكد إن "التحرك الشعبي السلمي الراقي الواعي الصادق والنابع من الحرمان والعوز والجوع والوجع وإنعدام الثقة والهادف إلى تحقيق مطالبه الإجتماعية والإقتصادية من غير المسموح أن يخدش وجهه بأي شكل من الأشكال، فالتحية موجهة للأجهزة الأمنية كافة بإستثناء ما إعترى بعض التصرفات، والتعويل مقام على حكمة الجيش اللبناني بصورة خاصة قيادة وضباطا وأفرادا، وهو الصامت الأكبر والفاعل الأكبر، ورسالته سواء على الحدود المعترف بها دوليا أو تمكينا له من المضي في سهره على تأمين الطمأنينة والإستقرار الداخليين والحفاظ على حرية التظاهر والتنقل معا".

واعتبر ان "القضاء المستقل، الذي تشيد النقابة ببيان مجلسه الأعلى البارحة، هو السلطة الدستورية الملاذ المؤتمنة على الحريات العامة المكرسة في الدستور والقوانين الوضعية، ومن عدادها الحق في إبداء الرأي والتظاهر ضمن نطاق الأحكام المرعية الإجراء، من نحو أول، والحريصة على حماية الحقوق وصون الملكية العامة والخاصة ومعاقبة المتعرضين لها، من نحو ثان، والمولجة تطبيق القوانين المتعلقة بالفساد وسرقة وهدر المال العام، من نحو ثالث. ولن تألو لجنة المعونة القضائية في النقابة المؤلفة من النقيب وتحت إشرافه جهدا في سبيل تأمين الحق المقدس في الدفاع كلما ورد أو يرد إليها طلب بالخصوص".

ولفتت النقابة "الرأي العام إلى وجوب التمييز بين مفهومي السلطة بجميع أشخاص من يتولوها، من جهة، ومؤسسات الدولة كافة وفي طليعتها رمزها المتجسد بمقام رئاسة الجمهورية، من جهة أخرى"، منبهة إلى "ضرورة تفادي أي شطط أو حيد عن مبادئ التحرك المرفوعة مجانبة لأي فراغ دستوري قاتل". وايدت "بعض القرارات الحكومية ولو جاءت متأخرة وتحت ضغط المتظاهرين، بعدم زيادة الضرائب ووقف الهدر وضبط الأملاك العامة البحرية والنهرية وسواها ومحاسبة ومساءلة أي مسؤول مخالف مهما علا شأنه وإسترداد الأموال المنهوبة وتفعيل دور أجهزة الرقابة وتوضيح ماهية ومرامي الهندسات المصرفية المالية، وتدعو السلطة الإشتراعية إلى مجاراة هذه الخطوات بالسرعة الممكنة عبر سن التشريعات المؤاتية بجدية وتبصر إنفاذا لها، وبالتعاون مع اللجنة التشريعية المنشأة لهذا الغرض في النقابة، في ظل مواكبة شعبية ركنها الحوار كون الشعب المحرر من أي تدخل خارجي يبقى مصدر السلطات".

 

سلام يثني على مواقف دار الفتوى وبكركي

الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

أجرى رئيس الحكومة السابق النائب تمام سلام اتصالا هاتفيا بكل من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وتباحث معهما في الأوضاع الراهنة، مثنيا على المواقف التي صدرت عنهما في شان الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد.

وأبلغ سلام المفتي دريان تقديره لـ"الوقفة الوطنية التي عبّر عنها إزاء المتظاهرين والتضامن الذي ابداه مع اللبنانيين المنتشرين في كل مناطق لبنان تعبيراً عن وجعهم ورغبتهم في حياة كريمة". وثمّن "الدعوة التي وجّهها الى المسؤولين من اجل تفهّم اسباب الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة والتعامل معها بكلّ جدّية". وهنأ سلام الكاردينال الراعي على "النداء الصادر عن رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية الذي عكس مسؤولية وطنية عالية بدعوته الى احتضان الانتفاضة وحضّ الحكم والحكومة على التجاوب مع المطالب الوطنية المحقّة للناس".

وأعرب سلام عن أمله في أن يلقى موقفا دار الفتوى وبكركي آذاناً صاغية لدى المسؤولين ويحضهم على انتهاج سلوكيات جديدة تعيد الى اللبنانيين الثقة ببلدهم وتعطيهم أملا بالمستقبل.

 

المشنوق ينتقد صمت دريان: هل سمع كبير عمائمنا البطريرك الراعي؟

بيروت ـ” السياسة” /المدن/الأربعاء23/10/2019

في موقف لافت، أعلن أمين دار الفتوى، الشيخ أمين الكردي، موقفاً متضامناً مع المنتفضين في شوارع لبنان، إذا كتب عبر فيسبوك: ” ادعو جميع إخواني العلماء وجميع أصحاب الفكر وسائر الأحرار ان يقفوا في صف الشعب المظلوم والمطالبة بحقوقه وكرامته والضغط لمحاسبة الفاسدين”. وكان كتب بالأمس: “هذه الجموع الشعبية التي تصرخ بحناجر الألم أقدس من كل المناصب والتسويات. والأوطان لا تبنى بوجود الفاسدين واللصوص.أيها الشعب اللبناني أفتخر بك”. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ الكردي هو إمام مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وخطيبه، وهو يعتبر “الرقم 2” في دار الفتوى.

وأشار النائب نهاد المشنوق، عبر “تويتر” إلى أن “بكركي تستحقّ ويستحقّ سيدّها البطريرك الراعي أكثر وأكثر هذا المجد الشعبي من كلّ اللبنانيين على موقفه “. وأضاف:”لكن لم نرَ من عمائمنا إلا أمين دار الفتوى، الشيخ الجليل أمين الكردي”. وسأل:”هل سمع كبير عمائمنا البطريرك الراعي؟”. ونشر المشنوق المنشور الذي توجه فيه أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي الى “العلماء وجميع اصحاب الفكر وسائر الأحرار أن يقفوا في صف الشعب المظلوم والمطالبة بحقوقه وكرامته والضغط لمحاسبة الفاسدين.

 

ميقاتي ونجله وشقيقه إلى القضاء بتهمة الإثراء غير المشروع اعتبرها رسالة معناها: طفح منك الكيل لأنك لم تنتخب رئيس الجمهورية

بيروت ـ”السياسة” /المدن/الأربعاء23/10/2019

بعد أيام على انطلاق الثورة الشعبية والتي يُعتبر إقرار قانون الإثراء غير المشروع من أهم مطالبها، نشر الإعلامي جو معلوف، عبر “تويتر” ورقة الطلب التي ادعت بموجبها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون على النائب نجيب ميقاتي ونجله وشقيقه، لمخالفتهما قانون الإثراء غير المشروع من خلال الحصول على قروض سكنية مدعومة من مصرف لبنان في مخالفةٍ لقرارات صادرة عن حاكم مصرف لبنان وإحالتهم أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت. واكدت مصادر قريبة من القاضية عون ان “ملف ميقاتي تمت إحالته مباشرة من القاضية عون الى قاضي التحقيق الأول في بيروت جورج رزق وفقاً لقانون الإثراء غير المشروع الذي يسمح بذلك ولا حاجة للمرور عبر المدعي العام التمييزي”. وقال الرئيس ميقاتي رداً على القرار القضائي بحقه: “تفاجأت بتوقيت قرار القاضية غادة عون وكأنها فقط بمهمة معينة”. واضاف: “إنها رسالة معناها “طفح منك الكيل لأنك لم تنتخب رئيس الجمهورية”.

وأعلن ميقاتي أن “الكل يعرف انني تحت سقف القصاء ومنذ اليوم الاول للحديث في الملف المختلق قلت واكرر انني تحت سقف القانون والقضاء”. وناشد “وزير العدل البيرت سرحان انقاذ العهد والعمل على وقف تسييس القضاء”، ورأى أن “فخامة الرئيس ساعد في عدم تسييس القضاء وابعدوا الجيش عن الخلافات واوقفوا كم افواه الاعلام”. وأكد أنه “بتصرف القضاء ولا يعتقد احد انني اتلطى بالحصانة النيابية”.

 

نقابة المحامين: تعبير الشعب اللبناني إنجاز تاريخي

بيروت -“السياسة” /المدن/الأربعاء23/10/2019

عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب اندره الشدياق جلسة استثنائية، أمس، ناقش خلالها المستجدات الطارئة. واصدرت النقابة بيانا اعتبرت فيه انه “ما عدا ما تلفظ به البعض من سباب وشتيمة وتجريح، إن تعبير الشعب اللبناني في مختلف مناطق لبنان تحت راية وطنية موحدة هو بمثابة إنجاز تاريخي”. واكدت إن “التحرك الشعبي السلمي الراقي الواعي الصادق والنابع من الحرمان والعوز والجوع والوجع وإنعدام الثقة والهادف إلى تحقيق مطالبه الإجتماعية والإقتصادية من غير المسموح أن يخدش وجهه بأي شكل من الأشكال، فالتحية موجهة للأجهزة الأمنية كافة بإستثناء ما إعترى بعض التصرفات، والتعويل مقام على حكمة الجيش اللبناني بصورة خاصة قيادة وضباطا وأفرادا في سهره على تأمين الطمأنينة والإستقرار الداخليين والحفاظ على حرية التظاهر والتنقل معا”. وايدت “عدم زيادة الضرائب ووقف الهدر وضبط الأملاك العامة البحرية والنهرية وسواها ومحاسبة ومساءلة أي مسؤول مخالف مهما علا شأنه وإسترداد الأموال المنهوبة وتفعيل دور أجهزة الرقابة وتوضيح ماهية ومرامي الهندسات المصرفية المالية، وتدعو السلطة الإشتراعية إلى مجاراة هذه الخطوات بالسرعة الممكنة عبر سن التشريعات المؤاتية بجدية وتبصر إنفاذا لها، وبالتعاون مع اللجنة التشريعية المنشأة لهذا الغرض في النقابة، في ظل مواكبة شعبية ركنها الحوار كون الشعب المحرر من أي تدخل خارجي يبقى مصدر السلطات”.

 

انتفاضة لبنان: هوية وطنية جديدة ونظام غير قابل للحياة

المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات/المدن/الأربعاء23/10/2019

يشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 تظاهرات شعبية غير مسبوقة تضغط في اتجاه إسقاط المنظومة السياسية التي حكمت البلد منذ انتهاء الحرب الأهلية في بداية تسعينيات القرن الماضي. وتتميز هذه التظاهرات بأنها شاملة، عابرة للطوائف والمناطق، ومتفاوتة أعمار المشاركين فيها والطبقات الاجتماعية التي ينحدرون منها. وكلها تُجمع من حيث المزاج المنتشر في التظاهرات على إسقاط الطبقة السياسية الحاكمة، وتجاوز نظام المحاصصة الطائفية وتقسيم المناصب والمنافع العامة المعمول به منذ استقلال لبنان وإعلان الميثاق الوطني عام 1943. لكن هذه الانتفاضة التي كسرت حاجز الزبائنية والطائفية السياسية والخوف، لا يزال أمامها تحدي بلورة مطالبها بشكل أوضح وإنتاج قيادات قادرة على ترجمة ضغط الشارع إلى مكتسبات سياسية حقيقية. وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها والحركة أكثر عفوية من أن تنتخب مندوبين عنها، وبقي أن يفرز الحراك، إذا أسعفه الوقت، ناطقين باسمه على الأقل.

أسباب الانتفاضة

تعدّ الرسوم التي اقترحتها الحكومة اللبنانية على الخدمة الصوتية لتطبيق "واتساب" للهواتف الذكية، المحرك السببي لهذه التظاهرات، أو القطرة التي أفاضت كأس الاحتقان الشعبي. فقوة ردة فعل الجمهور اللبناني، وسعة انتشار الاحتجاجات، التي أربكت الطبقة السياسية، تشيران إلى كمٍّ كبير من المشاكل البنيوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، أدى في نهاية المطاف إلى دفع اللبنانيين إلى تجاوز انقساماتهم الداخلية والطائفية، ورواسب الحرب الأهلية، والخروج إلى الشارع على امتداد لبنان، للمطالبة بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة. ويمكن تحديد أربعة عوامل رئيسة مهدت لهذه الاحتجاجات.  

سقوط نظام "الطائف"

نتج النظام السياسي اللبناني القائم عن تسوياتٍ إقليمية ودولية كان هدفها الرئيس إنهاء الحرب الأهلية التي امتدت خمسة عشر عامًا؛ أي أن هذا النظام لم يكن نتاج تسويات داخلية، أو اتفاق اللبنانيين عليه، بل كان مفروضًا عليهم من الخارج عبر وصاية النظام السوري، وبرعاية أميركية - سعودية عُبِّر عنها في "اتفاق الطائف". ومثّل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط/ فبراير 2005، ضربة كبيرة لهذا النظام. ذلك أنه أدى إلى نهاية نظام الوصاية السورية المباشرة، واستبدالها بانقسام سياسي بين تحالف "8 آذار" المدعوم من طهران ودمشق وتحالف "14 آذار" المدعوم من واشنطن والرياض، قبل أن يحسم "حزب الله" هذه المواجهة السياسية عسكريًا في "اجتياح" بيروت في أيار/ مايو 2008. أمّا الضربة الثانية التي تلقّاها هذا النظام، وأدت إلى ترنّحه، فقد تمثلت بالثورة التي اندلعت في سورية عام 2011، وكان لها تداعيات كبيرة على لبنان، بحيث انقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام ومؤيد للمعارضة، خاصة مع تدخّل حزب الله مباشرة في الصراع السوري.

نتيجة لذلك، دخل لبنان حالة من التوتر السياسي والأمني استمرت في الفترة 2011-2013، قبل أن تتدخل القوى الخارجية لتفرض الاستقرار فيه خوفًا من أيّ تداعيات سلبية على دور لبنان الذي يستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين وقواتٍ دوليةً في جنوبه، فضلًا عن الحاجة إلى إدارة النزاع البحري وحلّه بين لبنان وإسرائيل حول استغلال حقول الغاز المكتشف حديثًا حينها في شرق المتوسط. تبلورت هذه المظلة الدولية عام 2014 برعاية أميركية – سعودية - إيرانية أسفرت عن إسناد رئاسة الحكومة إلى شخصية محايدة نسبيًا هي تمام سلام. وفي عام 2016 تجددت التسوية بتوافق أميركي - إيراني لم ترض عنه السعودية، وأدى إلى إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان وانتخاب الجنرال ميشال عون للرئاسة مقابل تولّي سعد الحريري رئاسة الحكومة. لكن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات عليها واستهداف حليفها حزب الله، والتصعيد السعودي ضد إيران في اليمن، وغيرها، في بداية مرحلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كل ذلك وضع ضغوطًا كبيرة على لبنان، وانعكس على النظام السياسي والاقتصادي، على نحوٍ أدى إلى تفجر الاحتجاجات.

أفول الثنائية السنية - الشيعية

حوّلت المظلة الدولية التي نشأت منذ عام 2014 المواجهة بين الثنائية السنية - الشيعية إلى ائتلاف بينهما، وربما تحالف مبطن. وذلك بعد أن فقد سعد الحريري كل مقومات المواجهة مع حزب الله. ومنذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم في السعودية، وخصوصًا مع تولي ابنه محمد ولاية العهد، انسحبت السعودية ماليًا وسياسيًا من لبنان، على وقع تراجع نفوذها الإقليمي. فوق ذلك، قطعت السعودية كل مصادر التمويل عن سعد الحريري وجمّدت استثماراته، ووصل الأمر حد احتجازه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وإجباره على تقديم استقالته من رئاسة الحكومة. كل ذلك أدى إلى إضعافه، الأمر الذي بدا واضحًا في نتائج الانتخابات البرلمانية العام الماضي، حين خسر الحريري أغلبيته البرلمانية، وفاز تحالف خصومه من حزب الله والتيار الوطني بأغلبية المقاعد في مجلس النواب. واهتزت مواقع الحريري أكثر على وقع فضائح طاولته وجاءت في وقت كان المئات من موظفي الشركات والمؤسسات التي يمتلكها ينتظرون رواتبهم غير المدفوعة منذ سنين. وبناء عليه، لم يكن مفاجئًا أن تكون المناطق التقليدية التي كان ولاؤها تاريخيًا لآل الحريري أول من خرج للتظاهر مطالبةً بإسقاط الحكومة التي يرأسها. فلا نجح الحريري في الحفاظ على مواقع السنّة في الحكم بل أضعف منصب رئيس الحكومة الذي تحوّل إلى أقلية معارضة داخل حكومته، ولا نجح في تقديم الخدمات، ولا استقال وترك حزب الله وعون يتحملان المسؤولية بدلًا من أن يشكّل واجهة لهما.

بالمثل، تعرضت مكانة أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إلى نكسات عديدة منذ أن قرر الحزب القبض على السلطة في لبنان عام 2005 في محاولة لملء فراغ انسحاب النظام السوري. لكن التداعيات الأكبر على مكانة الحزب بدأت منذ أن قرر التدخل عسكريًا في الحرب السورية، وهو الأمر الذي تسبّب في أضرار فادحة على قاعدة الحزب الشعبية ليس على المستوى المالي فقط بل نتيجة عودة جثث مقاتلي حزب الله من سورية دون تفسير مقنع عن أسباب تضحياتهم، وفي بعض الأحيان كان يتم تسليم الجثث من دون جنازة. ومنذ الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز/ يوليو 2006 يعيش أمين عام حزب الله بعيدًا عن أعين الناس ويخاطب جمهوره عبر شاشات كبيرة، على نحوٍ جعل تفاعله مع القاعدة الشعبية محدودًا. أكثر من ذلك، أدّت الضغوط التي تتعرض لها إيران، وانغماسها في العديد من مشاكل الإقليم من سورية إلى العراق واليمن، إلى تكريس موارد وجهود أقلّ لحلفائها في لبنان. كما أنّ انشغال زعيم حزب الله بمناسبةٍ وبغير مناسبة في الدفاع عن سياسات إيران، في وقت تعاني فيه قاعدته الشعبية، أثّر أيضًا في شعبيته. وفي الفترة الأخيرة، بات الحزب يطلب تبرعاتٍ ماليةً من مناصريه بدلًا من أن يستمر في تقديم خدماته الاجتماعية المجانية التي طبعت عمله في العقود الأخيرة.

لقد خدمت المواجهة السياسية بين الحريري ونصر الله منذ عام 2005 الطرفين لجهة أنها ساعدتهما في تحشيد المناصرين عبر شدّ العصب الطائفي، كلّ في طائفته، وضمان الدعم الإقليمي ضمن أجندة خارجية معينة. لكن مع انتهاء هذه المواجهة عام 2014 ثم دخولهما في ائتلاف حكومي منذ عام 2016، تبين لجمهور الطرفين عقم المعارك السياسية التي عطّلت البلد سنوات من دون تقديم أيّ حلول لتسهيل حياة المواطنين أو تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

أزمات نظام المحاصصة الطائفية

تمثل أحد أهم عناوين احتجاجات لبنان في تعرية الفشل البنيوي لنظام: المحاصصة الطائفية باعتبارها نظامًا ريعيًا يتم فيه اقتسام السلطة والثروات والاستئثار بها وفق معايير لا تعتمد الكفاءة والأهلية. ومنذ عام 2005 يعيش لبنان حالة من الشلل السياسي المستمر نتيجة هذا الصراع على اقتسام الموارد والسلطة، مما حال دون إقرار أيّ إصلاحات مهمة. وأغلقت الاضطرابات الإقليمية الباب أيضًا أمام مبادلات لبنان التجارية مع سورية والعراق والأردن وبلدان الخليج، ما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد وانكشاف المشاكل البنيوية في الاقتصاد اللبناني وسياساته المالية. ويتجاوز الدَيْن العام في لبنان حاليًا حاجز 85 مليار دولار؛ أي ما يمثّل 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ومعظم هذا الدين مستحق للمصارف اللبنانية التي لديها نفوذ واسع النطاق على الطبقة السياسية. ولما كانت الحكومة تعكس ميزان القوى في مجلس النواب، أصبح من المستحيل مساءلتها أو محاسبتها، في حين يخضع القضاء لسطوة الطبقة السياسية الحاكمة ولا يمكنه المساعدة في تصحيح المسار ومقاضاة عمليات الفساد داخل أجهزة الدولة وخارجها. وما يزيد الوضع سوءًا هو عجز الحكومة عن توفير الخدمات الرئيسة، مثل الكهرباء والمياه النظيفة ومنع التلوث ووسائل النقل العام وجمع القمامة وفرزها، وغيرها من المطالب التي عجز نظام المحاصصة الطائفية عن توفيرها، ما يفسر هذا الخطاب العابر للطوائف بين المتظاهرين.

غياب العدالة في توزيع الثروات

يعدّ التفاوت الطبقي أحد أبرز أسباب الانتفاضة اللبنانية، وقد عبرت التظاهرات عن ذلك بوضوح، ولا سيما تلك التي خرجت في الأطراف شمالًا وجنوبًا وفي سهل البقاع. ولم يكن يومًا التفاوت الطبقي بين أقلية تُحكم سيطرتها على الثروات، وأغلبية تعيش على هامش خط الفقر، واضحًا في لبنان كما هو اليوم. وفي دراسة لمنظمة أوكسفام صدرت مطلع العام الجاري تبين أن 7 أثرياء لبنانيين يملكون ثروة شخصية إجمالية تبلغ 13.3 مليار دولار؛ أي عشرة أضعاف ما يملكه نصف الشعب اللبناني. كما يملك 1 في المئة من اللبنانيين ثروة تزيد عمّا يملكه 58 في المئة من اللبنانيين. الدعوة إلى تحقيق حدّ أدنى من العدالة الاجتماعية كانت الخطاب الجامع للمتظاهرين في شرحهم مكامن الفساد في النظام اللبناني. وتمثلت رسالة المتظاهرين الرئيسة في رفض فرض ضرائب جديدة لسدّ عجز الخزينة اللبنانية، في حين تزداد ثروات الطبقة الحاكمة، وقد برز ذلك في رفع شعار "استعادة الأموال المنهوبة".

إضافة إلى ذلك، برز دور المعضلة التي بات يواجهها القطاع العام، الذي تجاوز حجمه قدرة الدولة على تمويله بسبب التوظيف الفائض عن الحاجة على أساس المحاصصة الطائفية، ما جعله عبئًا على الاقتصاد، مع فاعلية إنتاجية منخفضة بسبب ضعف الكفاءة وقلة الأجور التي تشجع على الفساد والرشوة. وسيبقى القطاع العام على الأرجح يعاني هذه المشاكل لعدم القدرة على اتخاذ قرار بإجراء إصلاحات بنيوية فيه بسبب خوف الطبقة السياسية الحاكمة من خسارة النظام الريعي الذي حوّل الدولة إلى غنيمة يقتسمها قادة الطوائف عبر ممثليهم في الوزارات، ليقوموا بدورهم بتوزيع الريع (بما فيه الوظائف) على طوائفهم بما يكرّس زعامتها التقليدية، لا سيما في ظل غياب وظائف بديلة وتراجع الدعم المالي الإقليمي الذي موّل الحياة السياسية في لبنان عقودًا، مع تراجع أهميته حتى بوصفه ساحة صراع.

خاتمة

يواجه لبنان انتفاضة غير مسبوقة في تاريخه الحديث عنوانها الرئيس إسقاط الطبقة السياسية الحاكمة، وتقودها، على خلاف العادة، الطبقات المتوسطة والفقيرة، ويحاول المجتمع المدني في المدن الكبرى التأقلم معها ومجاراة مطالبها. كما توحي مناطق انتشارها وتوزّعها في طرابلس وعكار وصور وزحلة وعاليه، بانتهاء المركزية التاريخية التي طالما مارستها بيروت في تحديد إيقاع الحياة السياسية اللبنانية. الأهم من كل ذلك، أنّ وعيًا سياسيًا جديدًا يتشكل في لبنان ويؤسس لهوية وطنية جديدة وتطلّعًا إلى نظام جديد يطوي صفحة الحرب الأهلية و"اتفاق الطائف" الذي أنتج نظامًا سياسيًا لم يعد قابلًا للحياة. فهل تنجح الانتفاضة في تحقيق هذه النقلة في حياة لبنان السياسية، في ظل غياب قيادة واضحة، وآليات لتنفيذ المطالب، وفي ظل مقاومة شرسة للتغيير تبديها الطبقة السياسية التي تحكم البلد منذ عقود؟ المهمات صعبة، والإجابة عن هذه الأسئلة ليست نظرية، بل تتوقف على قدرة اللبنانيين على التنظيم خارج الطائفية السياسية، والاستمرار في امتناع/ أو منع القوى السياسية المسلحة في لبنان من التعامل بالعنف مع الانتفاضة الشعبية (كما حصل في العراق مثلًا). الواضح الآن أنّ هناك حالةً يشهدها لبنان لم يعد ممكنًا معها تجاهل معاناة اللبنانيين أو الاستخفاف بإرادتهم ورغبتهم في تحقيق التغيير الذي منعه نظام محاصصة سياسي طائفي فاسد.

 

بلومبيرغ”: الوزير أفيوني حصل على رشوة

بيروت- وكالات/الأربعاء23/10/2019

 فضيحة جديدة تطال وزيراً لبنانياً، حيث كشفت وكالة بلومبيرغ أن وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والاستثمار الحالي عادل أفيوني، حصل على رشوة 10 ملايين دولار للصمت أمام فساد قرض لموزمبيق عندما كان يعمل في أحد البنوك الأميركية.

 

منسق “المستقبل” في البقاع ينضم الى الثوار في مجدل عنجر

بيروت ـ”السياسة” /الأربعاء23/10/2019

انضم كل من منسق تيار المستقبل في البقاع رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين ونقيب مزارعي القمح في لبنان خالد شومان، الى خيمة المعتصمين في مجدل عنجر، دعما للمطالب الشعبية.

 

وليد جنبلاط: الحريري يشتري الوقت وباسيل خرب البلاد

بيروت ـ”السياسة” /الأربعاء23/10/2019

أعرب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عن “تأييده فكرة التعديل الوزاري”، مشدِّدًا، على أنّ “التغيير وإسقاط النظام يتم فقط من خلال الانتخابات”. وأوضح جنبلاط، أنّ “تغيير الحقائب الوزارية الحالية سوف يعمل على الخلاص من استبداد بعض التيارات، والتخلص من الزمرة الحاكمة التي سيطرت على البلاد”. وأشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى أنّ مع “استمرار محاولات الإصلاح الداخلي من خلال البقاء في الحكومة”، لافتًا، إلى أنّه “ضدّ بيع القطاع العام والخصخصة”. كما دعا، رئيس الحكومة “لإعادة النظر في كل هذه الخيارات”. وقال جنبلاط: إن “الحريري يشتري الوقت ولا زلنا نتحاور من منطلق الحرص على الاستقرار”. في حين اعتبر جنبلاط، أنّ “رئيس الجمهورية يلتزم الصمت والمتحدِّث بإسمه هو رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل الذي خرب البلاد والعباد”. وتوجّه جنبلاط عبر “تويتر”، بنداءٍ إلى المتظاهرين. وقال جنبلاط، “الى المتظاهرين من اية جهة كانوا الرجاء تسهيل مرور الاطباء والعاملين في المستشفيات فهؤلاء لا علاقة لهم بالطبقة السياسية”.

 

دار الفتوى: البلاد تمر بمنعطف خطير وللنظر بإيجابية لمطالب الشعب

وكالات/الأربعاء23/10/2019

أكّد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ “البلاد تمر بمنعطف خطير يقتضي استدراكه والتعاطي معه بكل جدية ومسؤولية وأمانة لأنه يمس نظام لبنان الاقتصادي والمالي ويهدد حياة المواطنين وعيشهم وكراماتهم، والذي لم يعد من المستطاع تجاهله أو السكوت عنه ويستوجب المسارعة في معالجته”. وقال في بيان: “الناس عانت كثيرا وصبرت كثيرا على الفساد، هذا الفساد هو نتيجة تقاسم المصالح ومرافق الدولة من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية، كما صبرت على شظف العيش والظلم والقهر بما يفوق احتمالهم وقدراتهم مما أدى الى هذا الانفجار الشعبي الكبير على مساحة الوطن بكامله، وبما يرتب مسؤولية جماعية وطنية على كل أركان الدولة وعلى القيمين على الشأن العام لتدارك مخاطر هذا الانفجار، وهم مؤتمنون، الى تلبية حاجات الناس والتجاوب مع مطالبهم واستنفار كل مقدرات الدولة وإمكاناتها لمعالجة هذا الانفجار دون تلكؤ ولا تأخير”.

وأوضح دريان أنّ دار الفتوى تواكب الانتفاضة الشعبية منذ انطلاقتها بكثير من الاهتمام والتفهم والتعاطف. وهي إذ تقدر عاليا السلوك الذي تميز بالانضباط الوطني في الشوارع والساحات العامة في بيروت وفي المدن اللبنانية العديدة الأخرى، تعرب عن تأييدها واحتضانها للمطالب الاجتماعية المحقة والشعارات الوطنية الوحدوية التي رفعها المواطنون في كل أنحاء لبنان، وتعتبر دار الفتوى الانتفاضة ظاهرة وطنية جمعت كل الساحات في ساحة واحدة هي ساحة الوطن. فالمتظاهرون تجاوزوا المربعات الطائفية والمذهبية واتحدوا جميعا في المربع الوطني الواحد.

وأشار إلى أنّه انطلاقا من هذا الموقف تناشد دار الفتوى، المسؤولين على مختلف مواقعهم، النظر بإيجابية الى مطالب الشعب اللبناني الذي يئن متألما تحت أعباء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية، وما اسفر عن هذا التدهور من ارتفاع في مستوى البطالة وتراجع في المداخيل والخدمات الاجتماعية والصحية، مما أدى الى الانفجار، وقد سبق للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى ان رفع الصوت عاليا اكثر من مرة محذرا ومنبها من خطورة تداعيات عدم معالجة القضايا الحياتية والمعيشية التي تئن تحت ضغوطها القاسية العائلات اللبنانية في المناطق اللبنانية كافة، غير ان الخلافات والانقسامات داخل السلطة أجهضت مع الأسف الشديد كل محاولات المعالجة مما أدى الى استفحالها فكان الانفجار الشعبي الكبير الذي عبر عنه المواطنون عن حق.

واعتبر أنّ مما زاد الأمر سوءا ترافق هذا التدهور الخطير مع تعطيل كل مشاريع الإصلاح والتطوير في البنية التحتية للاقتصاد اللبناني، كما ترافق مع ارتفاع فاحش في الهدر والفساد وسوء الأمانة وعدم المحاسبة.

وأشادت دار الفتوى بالروح الوطنية الجامعة التي خيمت على التجمعات في المدن والقرى وفي الساحات المختلفة والتي أكدت مرة جديدة على متانة الوحدة الوطنية والعيش المشترك، خلافا لأصوات النشاز التي ارتفعت في أوقات سابقة مشوهة الواقع الوطني ومسيئة للارادة الوطنية.

وفي ضوء هذه الوقائع، شدّد دريان على أنّ دار الفتوى تعرب عن املها في ان تكون المقررات الأخيرة لمجلس الوزراء بداية للاصلاح المنشود، وان تكون تعبيرا عن النية الصادقة بالالتزام بهذه الإصلاحات وتنفيذها بما يؤمن ثقة الشعب وإيجاد الآليات السليمة والصحيحة والموثوقة التي تتولى تنفيذ هذه المقررات، لان هناك انحسارا كبيرا بالثقة ما بين الناس والدولة من جهة وما بين الناس والمجتمع السياسي من جهة ثانية، والعمل الجاد على تفعيل دور المؤسسات الدستورية ووقف الهدر واستئصال الفساد من دون تحميل المواطنين أعباء ضريبية.

ورأى أنّه على الدولة تفهم أسباب هذه الانتفاضة الشعبية والتعامل معها بمسؤولية عالية واحتضان مطالب الشعب، والاهتمام بمعاناته واحترام هذه الوقفة الشعبية التضامنية التاريخية والوطنية التي جمعت اللبنانيين ووحدت بينهم، وأكدت على حرصهم جميعا على الوحدة الوطنية وأعطت مثالا رائعا في التضامن الوطني بتخطيهم للانقسامات السياسية والمناطقية التي حاول البعض استغلالها لضرب هذه الانتفاضة الشعبية وإجهاضها وحرفها عن مسارها الوطني السليم.

وثمنت دار الفتوى عاليا وقفة الشعب اللبناني وحسه الوطني الجامع وتحتضن مطالبه، وتناشد الدولة وجميع القوى الفاعلة بالتضامن مع هذه المطالب المحقة والسعي الى تحقيقها بأسرع وقت ممكن للخروج من هذه الأزمة الخطيرة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة لاستعادة ثقة الناس بدولتهم وبالمؤسسات الدستورية، فالأوضاع لا تحتمل المماطلة أو الالتفاف على هذه المطالب أو التهاون في معالجتها.

وإذ تعرب دار الفتوى عن تقديرها لموقف الجيش اللبناني قيادة وضباطا وأفرادا في المحافظة على امن وسلامة المتظاهرين وفي الدفاع عن الممتلكات الخاصة والعامة، تجد في ذلك تأكيدا جديدا على وحدة الشعب والجيش في مواجهة التهديدات بروح وطنية جامعة.

 

“الاشتراكي” للحريري: الشارع بلّش يفلت وشهيب عن الاستقالة: كل شي وارد في وقته

بيروت- وكالات/23 تشرين الأول/2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، في “بيت الوسط” وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم الوزيرين اكرم شهيب ووائل أبو فاعور والنواب فيصل الصايغ، بلال عبدالله، هادي أبو الحسن وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وجرى عرض لاخر المستجدات السياسية في البلاد والأوضاع العامة من مختلف جوانبها. وقبيل اللقاء قال شهيب ردًا على سؤال عما إذا كانت الاستقالة واردة: “كل شي وارد في وقته”. وافادت معلومات ان “الرئيس الحريري تمنى على وفد الاشتراكي ان يتريث في حال كان لديه توجه نحو الاستقالة من الحكومة”. كما افادت ان وفد لاشتراكي توجه للحريري بالقول ” الشارع بلّش يفلت” والامر لا يحل الا بصدمة ايجابية”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23- 24 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الجنرال عون والخيبات السيادية والكوارث الكيانية والإحتلالية

الياس بجاني/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79762/79762/

 

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

خطة القضاء على “حزب الله” هو ما ينقص الورقة الإصلاحية/الياس بجاني//22 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d9%82%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1/

 

 

From the LCCC, A Bundle Of English Reports, News, Opinions & Editorials  For 23-24 October 2019 Addressing Lebanon’s Mass Revolt Against Lebanon’s Puppet Government & the Iranian Occupier, The Terrorist Hezbollah

Compiled By: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/79784/from-the-lccc-a-bundle-of-english-reports-news-opinions-editorials-for-23-24-october-2019-addressing-lebanons-mass-revolt-against-lebanons-puppet-government-the-iranian

الناشطة العونية السابقة  كريستين أبو جودة توجه رسالة إلى ميشال عون: صوت الشعب من صوت الله

المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79776/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%ac/

اضغط هنا

 

غمرة وقبلة احترام بين عسكري ومتظاهر

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الأول/2019

http://www.naharnet.com/stories/en/265867-videos-of-troops-crying-hugging-protesters-go-viral

 

منير الربيع/الهيكل المهترئ: الحريري يخسر جمهوره ويلجأ لنصرالله وعون/النظام يتحول عاراً والانتفاضة باتت نمط حياة يومية/مع رزمة من التقارير التي تغطي ثورة شعب لبنان العظيم

/23 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79770/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%8a%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%87%d8%aa%d8%b1%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%ae/

الهيكل المهترئ: الحريري يخسر جمهوره ويلجأ لنصرالله وعون/منير الربيع/المدن/23 تشرين الأول/2019

النظام يتحول عاراً.. والانتفاضة باتت نمط حياة يومية/المدن/23 تشرين الأول/2019

العونيون يتآمرون لتوريط الجيش.. والقيادة ترفض/منير الربيع/المدن/23 تشرين الأول/2019

المشاهير في الساحات..والسوشيل ميديا خرقت هواتفنا!/عبير بركات/الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019

بالفيديو من النبطية: “شبيحة النظام” يعتدون على المتظاهرين والإعلاميين/المدن/الأربعاء23/10/2019/اضغط هنا

حزبيو النبطية يتظاهرون ليلاً إخفاءً لوجوههم/زينب كنعان/المدن/23 تشرين الأول/2019

الفيديو – اعتداء على المتظاهرين بالعصي بالنبطية… “انتو بتعرفوا الحسين”؟!/الكلمة اونلاين/23 تشرين الأول/2019/اضغط هنا

قاشوش طرابلس: خلصت سيرة بَيّ الكل/بتول خليل/المدن/الأربعاء23/10/2019/اضغط هنا

تسجيل لمقاتل من حزب الله عن الانتفاضة: سنحتل الساحتين/المدن/23 تشرين الأول/2019/اضغط هنا

“شبيحة” حزب الله وأمل بلباس شرطة البلدية يهاجمون النبطية/المدن/الأربعاء23/10/2019