المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَثَل الزارع وتفسيره

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/ما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب

الياس بجاني/الله محتل وغازي وإرهابي وكل من يغطيه هو يغطي عدو للبنان ولشعبه

الياس بجاني/الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الحريري رئيساً مكلّفاً بـ65 صوتاً... والصعوبة في التأليف!

مسؤول أميركي: سنواصل فرض العقوبات على «حزب الله» رغم مساعي تشكيل الحكومة

7 ملايين دولار مقابل معلومات عن المسؤول في “حزب الله” سلمان رؤوف سلمان

عقوبات أميركية على سفير إيران في العراق ايرج مسجدي، وعلى قياديين بحزب الله هما نبيل قاووق وحسن البغدادي.

التلويح بالعقوبات أجبرت عون السير بالاستشارات

ضو عن التكليف: لا غطاء خارجي لأي شخص

قصف إسرائيلي على «مدرسة لإيران وحزب الله» في الجولان

عقب تكليف الحريري.. واشنطن تتوعد حزب الله وحلفاءه

 من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟

بداية «بنّاءة» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والجولة الثانية تُعقد في 26 أكتوبر

اليونيفيل احتلفت في الناقورة بيوم الأمم المتحدة ورئيسها جدد التزام وقف الأعمال العدائية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/10/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تقرير مستشفى رفيق الحريري: 85 اصابة و30 حالة حرجة ووفاة واحدة

16 وفاة و1450 إصابة كورونا ومستشفى صيدا "يستسلم"

"بطاقة الساجد": مشروع حزب الله لإطعام الجوعى

“هيومن رايتس ووتش”: لا مصداقية في التحقيقات اللبنانية إثر انفجار المرفأ

مصدر أمني يكشف الدور السري لباسيل في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل

أصبح لبنان معتبرا" من قبل العالم، أنه بلدا" إرهابيا" ومصدر للإرهاب

أي قوة داخلية أو دولية ستستطيع تنظيم صفوف المتحاصصين وأكَلة الجبنة السياسية والمالية

البنك الدولي: مليار دولار جاهزة لدعم اقتصاد لبنان

"بعد ٣٠ عاماً وللمرّة الأولى"... تمارا داني شمعون تطلّ الى العلن مع ريكاردو كرم!

من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

العالم يسجل أكثر من 41.2 مليون إصابة بـ«كورونا»

رئيس أرمينيا: نخوض حربا ضد إرهاب دولي تدعمه تركيا

بوتين: 5 آلاف قتيل في معارك ناغورنو كاراباخ

بومبيو: إجراءات رفع السودان من لائحة الإرهاب ماضية كما وعد ترمب وشكر السعودية وقال إن واشنطن مصممة على جلب قتلة المارينز في لبنان إلى العدالة

المخابرات الإسرائيلية تتحفظ على دخول الإماراتيين بلا تأشيرة

مقتل مفتي دمشق وريفها بانفجار عبوة ناسفة

واشنطن: إيران نقلت ستوده لسجن سيئ السمعة بدلاً من معالجتها

تراشق عشية المناظرة الرئاسية الأخيرة وترمب يتهم بايدن ومديرة اللقاء بالانتماء إلى «اليسار»

إيران تنفي التدخل في الانتخابات الأميركية

 ترمب يدعو وزير العدل لفتح تحقيق حول صفقات نجل بايدن وأوباما يهب لمساعدة صديقه ونائبه السابق

أوباما مشاركًا في حملة بايدن: ترمب لا يستطيع حماية نفسه فكيف سيساعدنا؟

سفير الولايات المتحدة في ليبيا ريتشارد نورلاند : انسحاب السوريين من غرب ليبيا مرتبط بمرتزقة «فاغنر» في شرقها واتمنى بقاء السراج في منصبه «لفترة أطول قليلاً»... واعتبر أن حفتر وجيشه «يمكن أن يكونا جزءاً من الحل»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قضية عامر الفاخوري تتصدر الصحف الأميركية مجددا/الكولونيل شربل بركات

مفاوضات "الترسيم": ورقة عون الأميركية في تشكيل الحكومة/منير الربيع/المدن

الحريري الرابع": لا مهرب من الحكومة السياسية/ملاك عقيل /أساس ميديا

ميشال عون والتصالح مع الواقع/خيرالله خيرالله/العرب

مِن تأنيبيّةِ ماكرون إلى مَرثاةِ عون/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار

هدوء ما قبل الانتخابات الأميركية… في دول نفوذ إيران/رياض قهوجي/النهار العربي

«17 تشرين»... الثورة حتى تتجدد!/حنا صالح/الشرق الأوسط

نحن والفيل والتّنين وراعي البقر/عادل بن حمزة/النهار العربي

كيف خطف "الإسلام السياسي" الجاليات المسلمة في فرنسا؟/أحمد نظيف/النهار العربي

عون لـ نصرالله... أُعذِر مَن أنذَر/ميشال نصر/ليبانون ديبايت

بري لجعجع: “بدكن تتعاونوا”/راكيل عتيق/الجمهورية

بعد التسليم بالتكليف… أهلًا بكم في “جهنم” التأليف/كلير شكر/نداء الوطن

هل يسترد القضاء هيبته في ملف محمية حرش إهدن؟/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

زيارة شينكر للبنان.. هل تكون الأخيرة؟/مارلين وهبة/الجمهورية

ردود الفعل على خطاب عون: يتوعد بتأخير التأليف سلفًا بتحذيره النواب/وليد شقير/نداء الوطن

باسيل يروّج لـ”الحلف الرباعي” في محاولة لفك عزلته/محمد شقير/الشرق الأوسط

ماذا ستكون أولويات ترامب أو بايدن في لبنان؟/عمار نعمة/اللواء

العهد لا يرغب بعودة الحريري.. رافعة لفرنجية على حساب باسيل/عمر البردان/اللواء

لانتخابات الأميركية والتبدلات الاجتماعية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

معركة قره باغ وجه آخر للتنافس التركي ـ الروسي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ماذا لو سيطرت «حماس» على «الضفة»؟/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون انهى الاستشارات الملزمة بتكليف الحريري بأغلبية 65 صوتا وبري شدد على الجو التفاؤلي والرئيس المكلف عازم على التزام وقف الانهيار

تيار المستقبل: مع تكليف الحريري فتحت صفحة جديدة وعلى جمهوره التعبير بما يراعي الظروف الدقيقة

الوضع الصحي للواء ابراهيم جيد... متى يعود الى بيروت؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَثَل الزارع وتفسيره

لوقا08/من04حتى15/ فَلَمَّا ٱجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مِنَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ، قَالَ بِمَثَلٍ:  «خَرَجَ ٱلزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَٱنْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ.  وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى ٱلصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ.  وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسْطِ ٱلشَّوْكِ، فَنَبَتَ مَعَهُ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ.  وَسَقَطَ آخَرُ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلصَّالِحَةِ، فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!».  فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ قَائِلِينَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا ٱلْمَثَلُ؟». فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ ٱللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لَا يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لَا يَفْهَمُونَ.  وَهَذَا هُوَ ٱلْمَثَلُ: ٱلزَّرْعُ هُوَ كَلَامُ ٱللهِ،  وَٱلَّذِينَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلَّا يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا.  وَٱلَّذِينَ عَلَى ٱلصَّخْرِ هُمُ ٱلَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ ٱلتَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ.  وَٱلَّذِي سَقَطَ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلَا يُنْضِجُونَ ثَمَرًا.  وَٱلَّذِي فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ، هُوَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِٱلصَّبْرِ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

ما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب

كل أصحاب شركات الأحزاب ال 14 و08 آذاريين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة هم مجرد زلم وأدوات وهوبرجيي عند حزب الله وكلن يعني كلن

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91556/%d9%83%d9%84-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84-14-%d9%8808-%d8%a2%d8%b0%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84/

الصراع السلطوي الدائر حالياً بين عون وباسيل من جهة، وبين كل باقي أصحاب صفقة العار والخطيئة (جعجع وبري وجنبلاط والحريري ومن يلف لفهم) هو صراع على فتات سلطوي يرميه لهم المحتل الإيراني بواسطة عسكره المسمى كفراً “حزب الله”، وذلك مقابل مداكشتهم المذلة للسيادة بالكراسي، واستسلامهم للسلاح وللدويلة، وخيانتهم الشعب، وتخليهم عن كل ما هو لبنان ولبناني وضمير ووجدان.

هؤلاء الطرواديين ال 14 آذاريين جميعاً، ومعهم كل انفار 08 آذار من عروبيين منافقين، ويساريين دجالين ومعقدين، وقوميين مأجورين، وجهاديين للأجار، وتجار مقاومة وتحرير دجالين، هم كلهم مجرد أدوات لا تقرر ولا قول لها، وأكياس رمل ومتاريس وخناجر وحناجر تابعة بالكامل لفرامانات وإملاءات الحزب اللاهي الإرهابي.

لا الحريري قوي ولا بي الكل قوي، ولا غيرهما من أصحاب الصفقة ال 14 و08 آذاريين أقوياء، بل هؤلاء ودون استثناء واحد هم مجرد اقزام معاقة يتحكم بألسنتهم ورقابهم وقرارهم حزب الله.

وما رأيناه أمس من استقواء للحريري بعد شربه  “حليب عصفور” الضاحية النافخ، وضعف عون غب إرادة الحزب اللاهي وخدمة لمصالحه الملالوية، يبين دون أي لبس أن القوي هو الحزب وفقط الحزب وبأنه هو من يلعب بكل الذين داكشوه الكراسي بالسيادة من عون وبالنازل ويستغل فجعهم الدركي للسلطة والمنافع اللاقانونية من سمسرات وعمولات وسرقات والخ.

من هنا فإن الحريري الذي نفخه حزب الله أمس بحليب العصفور بعد أن بصم ع العمياني على شروطه، وفي نفس الوقت نفس باسيل وعمه ومعهم كل باقي أنفارالطبقة السياسية العفنة لن يكونوا الحل لا اليوم ولا في أي يوم لأنهم هم من تسبب بالمشكل الذي هو الإحتلال الإيراني.

الحريري المنفوخ لاهياً بحليب العصفور لن ينجح لأنه مدمن فشل واستسلام. وكيف يمكن الوثوق به وهو لم يلتزم بوعد أو بعهد واحد منذ أن جاء طارئاً على السياسة اللبنانية عام 2005 عقب اغتيال والده.

يبقى أن لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله الذي يغذي  سلبطة وعهر وفجور وكفر أصحاب شركات أحزاب 14 و08 آذار التجار  والطرواديين، ويضعهم برضاهم في مواجهة الشعب والدستور والعرب والغرب وهم خانعين واذلاء، لا بل هم الذل بلحمه وشحمه.

في الخلاصة فإن لبنان بلد مخطوف ومحتل ومأخوذ رهينة من قبل إيران وذراعها الإرهابية المحلية (حزب الله) ولم يعد بمقدور شعبه أن يحرره، وبالتالي لا مجال للخلاص والتحرير والتحرر بغير اعلان مجلس الأمن الدولي لبنان بلداً فاشلاً ومارقاً ووضعه تحت البند السابع، وتكليف قوات اليونيفل بعد تدعيمها وزيادة عديدها السيطرة الكاملة على كل لبنان ووضع الجيش اللبناني تحت قيادتها، ومن ثم البدأ الفوري بتنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 وال 1701 وال 1680 وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله محتل وغازي وإرهابي وكل من يغطيه هو يغطي عدو للبنان ولشعبه

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2020

مجرم بحق لبنان واللبنانيين كل من يغطي سلاح حزب الله أو يتعايش معه أو يغط الطرف عنه أو يجد له مبررات أو يحتمي به كائن من كان.

 

الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2020

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

*****

ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم”. (اشعيا 05/23 و24)

بحسرة وآلم وغضب نقول لمن يعنيهم الأمر من حكام وأطقم سياسية ومسؤولين ومواطنين في الوطن الأم لبنان وبلاد الانتشار، نقول وبصوت عال، ويل للبناننا المحتل وانتم من خامة الإسخريوتي ومن عشاق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

ويل للبناننا من جحود أصحاب شركات أحزابنا كافة التجار الفاسدين والمفسدين.

ويل للبناننا من غباء وتبعية كثر من أهلنا الأغنام الذين يسوقهم أصحاب شركات الأحزاب والحكام والأثرياء وبعض أصحاب القلانيس والجبب إلى الزرائب ومنها إلى المسالخ وهم صامتون صمت القبور.

لأنه وكما هو حالنا التعيس فقد ولينا علينا من هم تجار و”سادوميين وعاموريين” ونحن نعرف بأن أجنداتهم تدور فقط حول غرائزهم وأطماعهم الترابية الشخصية.

ولأننا ابتعدنا عن الله وتخلينا عن شريعته، وبجحود وشيطانية نقضنا تعاليم من افتدانا بدمه على الصليب، وتحولنا إلى جماعة من القطعان، وتخلينا عن تضحيات وعطاءات الشهداء الذين قدموا ذواتهم قرابين على مذبح وطننا المقدس، وغرقنا في أوحال الذل والفساد وعبادة المال والرذيلة فقد أمسى كل شيء عندنا سلعة معروضة للبيع في أسواق النخاسة ولها أثمان بما في ذلك ضميرنا وكراماتنا وأرضنا ووطننا وهويتنا وقيمنا وأخلاقنا وتاريخنا.

ولأننا أمسينا في هذا الدرك الأخلاقي والقيمي والإيماني والوطني، فقد ولينا علينا بغباء وجحود وغنمية جماعات من أسوأ وأبشع “السادوميين والعاموريين”.

ونعم ودون خجل، فهؤلاء الذين وليناهم علينا من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب وأثرياء وأصحاب قلانيس وجبب هم من نسل أهل مدينتي سادوم وعامورة .. وهم 100% سادوميين وعاموريين بكل شيء.

تركناهم يقودوننا إلى الانتحار الذاتي في رحلة انحدارية نحو الهاوية ونحن نتلذذ بلحس المبارد.

ولأننا تخلينا عن الإيمان وعن القضية وعن الوطن وعن أرضه المقدسة وعبدنا الأشخاص والمقتنيات الترابية فقد تركنا الغريب يدخل بماله وثقافته ونمط حياته ومشاريعه وأطماعه إلى بيوتنا ليحتلها فأصبحنا نحن الغرباء وفقدنا ذاتنا والهوية.

تركنا مركبات الأنانية والشخصنة والحقد والطمع تدمر عقولنا، وماشينا الفسق والفاسقين حتى عشعشت الخطيئة في وجداننا فبتنا مخلوقات غير أدمية ومتوحشة الأخ منا ينهش لحم أخيه، وأصبحت قبلتنا مقتنيات الدنيا الفانية من مال وفحش وسلطة وملذات.

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

في الخلاصة، علينا طلب التوبة وتقديم الكفارات وتغيير انفسنا وإلا لا خلاص ولا من يحزنون، علماً أن حالنا التعيس وارد ذكر ما يماثله في سفر النبي إشعيا الفصل التاسع من 18حتى21:

”لِأَنَّ ٱلْفُجُورَ يُحْرِقُ كَٱلنَّارِ، تَأْكُلُ ٱلشَّوْكَ وَٱلْحَسَكَ، وَتُشْعِلُ غَابَ ٱلْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. بِسَخَطِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ تُحْرَقُ ٱلْأَرْضُ، وَيَكُونُ ٱلشَّعْبُ كَمَأْكَلٍ لِلنَّارِ. لَا يُشْفِقُ ٱلْإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. يَلْتَهِمُ عَلَى ٱلْيَمِينِ فَيَجُوعُ، وَيَأْكُلُ عَلَى ٱلشَّمَالِ فَلَا يَشْبَعُ. يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ: مَنَسَّى أَفْرَايِمَ، وَأَفْرَايِمُ مَنَسَّى، وَهُمَا مَعًا عَلَى يَهُوذَا. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ”.

ملاحظة/ مفردتي السادوميين والعاموريين هما نسبة لأهل سادوم وعامورة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الحريري رئيساً مكلّفاً بـ65 صوتاً... والصعوبة في التأليف!

النهار العربي، وكالات/22 تشرين الأول/2020

كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الخميس، زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية التي أجراها، وفق ما أعلنت الرئاسة.

وتنتظر الحريري الذي استقالت حكومته قبل نحو عام على وقع احتجاجات شعبية، مهمة صعبة جراء الانقسامات السياسية ونقمة الشارع على الطبقة السياسية. وفي حال نجح في مهمته ستكون المرة الرابعة التي يرأس فيها الحكومة اللبنانية منذ 2009.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان، بعد انتهاء لقاءات عون مع الكتل النيابية أنه "بعدما أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارت النيابية الملزمة وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الواحدة والنصف السيد سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة".

وحاز الحريري، المرشح الوحيد للمنصب، على 65 صوتا، فيما امتنع 53 نائباً عن التسمية. ويتألف مجلس النواب اللبناني من 128 عضوا، لكن هناك ثمانية نواب مستقيلون لم يشاركوا في الانتخابات. ومباشرة بعد إعلان الرئاسة، وصل الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا قرب بيروت للقاء رئيس الجمهورية. وبعد اللقاء، قال الحريري "سأنكب على تشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل النايبية بدعم الحكومة في تطبيقها". ما أكد تصميمه على "الالتزام بوعده بالعمل على وقف الانهيار" الذي يتهدد اقتصاد لبنان و"اعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ وتشكيل حكومة بسرعة لأن الوقت داهم". من جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، من بعبدا، أنّ "الجو تفاؤلي بين الرئيس عون والحريري وبين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر".

وردا على سؤال حول تشكيل الحكومة، شدد على ان "تشكيل الحكومة سيكون أسرع مما هو متوقع". وعشية تسميته، حمّل عون الحريري، من دون أن يسميه، مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح. ووضع النواب أمام مسؤولياتهم داعياً اياهم الى التفكير "بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة". ولم يسم "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه عون، الحريري، نتيجة خلافات سياسية حادة بين الحريري ورئيس التيار جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية. كما لم يسمه "حزب الله"، لكن تحدثت التحليلات عن موافقة ضمنية للحزب على عودة الحريري، الذي حظي بدعم غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلة "حركة أمل"، حليفة "حزب الله"، التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري.  واستقالت حكومة الحريري الثالثة في 29 من تشرين الأول (اكتوبر) 2019 بعد نحو أسبوعين على احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية كاملة التي تحكم البلاد منذ عقود، والتي تُحمّل مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ.  وفشلت القوى السياسية اللبنانية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة "بمهمة محددة" تنكب على اجراء اصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي. وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة نتيجة الانقسامات السياسية، منح ماكرون في 27 أيلول (سبتمبر) القوى السياسية مهلة جديدة من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ"خيانة جماعية". ويشهد لبنان منذ عام انهياراً اقتصادياً غير مسبوق فاقمه انتشار فيروس كورونا المستجد ثم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح.

 

مسؤول أميركي: سنواصل فرض العقوبات على «حزب الله» رغم مساعي تشكيل الحكومة

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين/الخميس 22 تشرين الأول 2020

أعلن مسؤول أميركي، اليوم (الخميس)، أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على «حزب الله» وحلفائه في لبنان بعد ساعات على تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة، واعتبر أنه يجدر بأي مجلس وزراء جديد تنفيذ الإصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، في حديث مع صحافيين: «الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات ضد (حزب الله) وحلفائه اللبنانيين والمتورطين في الفساد»، وأضاف: «سنواصل بغض النظر عن محادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبغض النظر عن تشكيل الحكومة»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفرضت واشنطن التي تصنف «حزب الله» مجموعة «إرهابية» وتفرض عقوبات عليه منذ سنوات، الشهر الماضي عقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل، وهو نائب عن «حركة أمل» بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس من «تيار المردة»، بتهمة دعمهما للحزب وضلوعهما في «الفساد». وقاد شينكر مؤخراً جهوداً أدت إلى إعلان لبنان وإسرائيل بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، وعقدت الجلسة الأولى بين الطرفين في الرابع عشر من الشهر الحالي، بحضور شينكر وبرعاية الأمم المتحدة، وفي مقرها بمدينة الناقورة جنوب لبنان. ورداً على سؤال حول موقف واشنطن من تكليف الحريري، قال شينكر: «نقف مع الشعب اللبناني، ولا زلنا نصر على ضرورة أن تنفذ أي حكومة جديدة إصلاحات، وتتبنى الشفافية، وتحارب الفساد». وأضاف: «هذا ما قالت الولايات المتحدة تكراراً إنها شروطها للحصول على دعمها». وكلَّف الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن يواجه هذا الأخير مهمة صعبة وسط انقسامات سياسية حادة، وامتعاض الشارع الناقم على الطبقة الحاكمة. وتأتي تسمية الحريري في وقت يشهد فيه لبنان انهياراً اقتصادياً، وينتظر المجتمع الدولي من المسؤولين القيام بإصلاحات ضرورية فشلوا في تحقيقها حتى الآن، كشرط لتقديم دعم مالي ضروري للبلاد.  وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس (الأربعاء)، من أنه «إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإن البلد نفسه معرض للانهيار»، وانتقد «عودة النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف». ويشهد لبنان منذ عام أزمات متتالية، من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشددة، وتفشي وباء «كوفيد- 19»، وأخيراً انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من مائتي قتيل و6500 جريح.

 

7 ملايين دولار مقابل معلومات عن المسؤول في “حزب الله” سلمان رؤوف سلمان

صوت بيروت انترناشيونال/22 تشرين الأول/2020»

عمّم برنامج “مكافآت من اجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” صورة سلمان رؤوف سلمان المسؤول في الجهاز الخارجي لحزب الله. وجاء في التغريدة “سلمان رؤوف سلمان مسؤول في الجهاز الخارجي لـ #حزب_الله_اللبناني ومعروف بدوره في بتفجير جمعية أرجنتينية-إسرائيلية سنة 1994 حيث قتل العشرات من المدنيين… قد تحصل على مكافأة تصل لـ7 ملايين دولار لمعلومات عن هذا الإرهابي، اتصل بنا عبر #سكنال أو #تلغرام أو #واتساب على 0012022941037”. وجاء في الصورة المرفقة مع التغريدة “سلمان هو مسؤول كبير في جهاز الامن الخارجي التابع لحزب الله اللبناني حيث نسق انشطة خلايا الحزب النائمة على الحدود بين الارجنتين والبرازيل وباراغواي، كما اشرف على تفجير الجمعية الارجنتينية الاسرائيلية المشتركة في بوينس ايريس والذي قتل 85 شخصاً يوليو-تموز 1994. ساعدنا في احضار هذا القاتل للعدالة! اذا كان لديك معلومات تؤدي الى موقع هذا الارهابي او هويته يرجى الاتصال ببرنامج المكافآت من أجل العدالة عبر تطبيقات سيكنال او تلغرام او واتساب وقد تحصل على مكآفأة.

 

عقوبات أميركية على سفير إيران في العراق ايرج مسجدي، وعلى قياديين بحزب الله هما نبيل قاووق وحسن البغدادي.

دبي – العربية.نت / 23 تشرين الأول/2020

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية مساء الخميس فرض سلسلة من العقوبات على مؤسسات ومسؤولين على صلة بإيران. وفرضت واشنطن عقوبات على سفير إيران في بغداد ايرج مسجدي، معتبرةً أن "تعيين عضو في الحرس الثوري الإيراني كسفير في بغداد يُعد تهديداً لأمن العراق". وقالت واشنطن إن مسجدي أشرف على مدى سنوات على تدريب ودعم فصائل عراقية مسلحة مسؤولة عن هجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان "بصفته الحالية، استغل مسجدي منصبه باعتباره سفير النظام الإيراني في العراق للتغطية على تحويلات مالية أجريت لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني". وتعليقاً على الموضوع، قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إن معاقبة سفير إيران خطوة لحماية العراقيين من نفوذ الحرس الثوري الخبيث، مؤكداً أن سفير إيران يدعم أنشطة الحرس الثوري الخبيثة في العراق لسنوات عدة. وأضاف بومبيو: "سفير طهران قدم الدعم للميليشيات العراقية وسهل معاملاتها المالية.. واستغل موقعه الدبلوماسي لتسهيل تحويل أموال للميليشيات العراقية". كما أشرف السفير الإيراني، بحسب بومبيو على برنامج تدريب ودعم الميليشيات العراقية، ودعم الميليشيات العراقية المسؤولة عن هجمات ضد القوات الأميركية. كما فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على قياديين اثنين في حزب الله اللبناني، هما نبيل قاووق وحسن البغدادي. كذلك فرضت واشنطن عقوبات على مؤسسات إيرانية "تحاول التدخل في الانتخابات الأميركية". وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن "النظام الإيراني استهدف العملية الانتخابية في الولايات المتحدة بمحاولات وقحة لبث التفرقة بين الناخبين من خلال نشر معلومات مضلّلة عبر الإنترنت وتنفيذ عمليات تأثير خبيثة لتضليلهم".وأضافت أن "كيانات تابعة للحكومة الإيرانية، متنكرة بهيئة وسائل إعلام، استهدفت الولايات المتحدة بغية تقويض العملية الديموقراطية الأميركية".

 

التلويح بالعقوبات أجبرت عون السير بالاستشارات

صحيفة العرب/22 تشرين الأول/2020»

كشفت مصادر سياسية لصحيفة “العرب” أن التلويح بعقوبات أميركية على شخصيات معيّنة حمل رئيس الجمهورية ميشال عون على الامتناع عن تأجيل موعد الاستشارات النيابية، وذلك بعدما اكتشف أن الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة سعد الحريري هو المرشّح الوحيد لتولي موقع رئيس الوزراء. وذكرت هذه المصادر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي تحدّث هاتفيا إلى الرئيس عون مساء الثلاثاء الماضي، حذّره من عواقب تأجيل الاستشارات النيابية ومن تعطيل عملية تشكيل حكومة لبنانية تنفّذ إصلاحات محدّدة.

 

ضو عن التكليف: لا غطاء خارجي لأي شخص

موقع ليبانون ديبايت/الخميس 22 تشرين الأول 2020

أشار منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" الى أن "الرئيس سعد الحريري نجح باستعادة مقعده في التسوية التي أُخرج منها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحزب القوات اللبنانية!". ولفت الى أن "التأليف سيترجم اعادة صياغة تسوية 2016 بقواعد جديدة!"، معتبراً أن "بعد الانتخابات الاميركية إما ينجح الحريري باستبعاد حزب الله وبقية الأحزاب وإما يضطر لتكرار تجربة حسان دياب!". وقال: "خارجياً لا غطاء لأي شخص بانتظار خياراته السياسية!". وكلف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ظهر اليوم الخميس، بعد حصوله على 65 صوتاً من أصوات النواب في الإستشارات.

 

قصف إسرائيلي على «مدرسة لإيران وحزب الله» في الجولان

تل أبيب - دمشق - لندن: /الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020»

أفيد أمس بأن القصف الصاروخي الإسرائيلي في القنيطرة بالجولان السوري استهدف «مدرسة تضم موالين لإيران و(حزب الله)»، في وقت قال فيه رئيس الوزراء البديل وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إن «قواتنا لن تسمح لعناصر إرهابية ترسلها إيران أو (حزب الله) بالتموضع في المناطق الحدودية بالجولان».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن «الاستهداف الصاروخي الذي نفذته إسرائيل خلال الساعات الفائتة على ريف القنيطرة، استهدف مدرسة يوجد فيها مجموعات موالية لـ(حزب الله) اللبناني والإيرانيين، وذلك في قرية الحرية الواقعة بريف القنيطرة الشمالي، وسط معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الاستهداف الذي جرى عند منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء». وأطلق الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء صاروخاً على موقع في القنيطرة في جنوب سوريا، حسبما أفاد به الإعلام الرسمي السوري. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «العدوّ الإسرائيلي شنّ عند منتصف الليلة عدواناً بصاروخ على مدرسة بريف القنيطرة الشمالي». وأضافت أنّ الصاروخ استهدف «مدرسة في قرية الحرية بريف القنيطرة الشمالي، واقتصرت الأضرار على الماديات». من جهته؛ أفاد «المرصد» بأنّ القصف استهدف «مقرّاً للميليشيات الإيرانية». وقال: «دوّى انفجار عنيف في قرية الحرية بريف محافظة القنيطرة الشمالي، نتيجة قصف يرجّح أنّه إسرائيلي، استهدف مقراً للميليشيات الإيرانية في المنطقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة». وأشار «المرصد» إلى أن ريف القنيطرة «يشهد وجوداً كبيراً لميليشيات (حزب الله) اللبناني والميليشيات الموالية للإيرانيين، وشهدت المنطقة استهدافات متكررة لهم على مدار السنوات».

وكان «المرصد» نشر في 14 من الشهر الماضي، أن دوي 6 انفجارات قوية سُمع صباحاً في مدينة البوكمال بريف دير الزور؛ «ناجمة عن قيام طائرات يرجح أنها إسرائيلية باستهداف مواقع الميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة (الثلاثات) جنوب مدينة البوكمال قرب الحدود السورية - العراقية في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أدى إلى مقتل 10 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، حيث شوهدت سيارات إسعاف تهرع من مدينة البوكمال نحو مواقع الضربات الجوية، كما تسبب القصف بتدمير مستودعات ذخيرة وآليات لتلك الميليشيات».

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا إنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله» اللبناني. وعقب غانتس على القصف فجر أمس في منطقة القنيطرة، بتكرار موقف حكومته بصد محاولات إيران وميليشياتها التموضع في سوريا عموماً والمناطق الحدودية بشكل خاص. وقال إن إسرائيل لن تسمح بهذا وستعمل كل ما في وسعها لمنعه.

وقال غانتس، في تصريحات للإذاعة الرسمية «كان»، أدلى بها أمس الأربعاء، خلال جولة على حدود غزة، إنه لا ينوي الحديث عن الجهة التي أطلقت الغارات، و«لكنني أؤكد أن قواتنا لن تسمح لعناصر إرهابية ترسلها إيران أو (حزب الله) بالتموضع على المناطق الحدودية في الجولان. وكما نفعل بشكل مثابر طيلة الوقت، فسنعمل كل ما في وسعنا لدحرهم من هناك». وعندما سئل إن كان الجيش الإسرائيلي هو الذي نفذ الغارات، أجاب: «نحن نعمل في كل الجبهات. ولن أخوض في مسألة ما الجهة التي نفذت القصف الليلة». وأضاف: «هناك أمور تحدث».

يذكر أن إسرائيل كشفت يوم الأربعاء الماضي عن أنها كانت قد نفذت هجوماً برياً داخل الأراضي السورية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قامت خلاله بتدمير موقعين للجيش، بدعوى الخوف من أن يستخدمهما «حزب الله» ضد إسرائيل. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أبيحاي أدرعي، يومها، في منشور له عبر «تويتر»، إن «الجيش السوري كان يستخدم المواقع المدمرة بهدف الاستطلاع والأمن الروتيني. وفي ليل 21 - 22 سبتمبر، اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي الحدود في أعقاب خرق الجيش السوري لاتفاق فض الاشتباك، الذي يحظر عليه التموضع العسكري في المنطقة العازلة - فض الاشتباك، ودمرت الموقعين». وكان هذا الهجوم بمثابة وضع حد لسياسة «غض الطرف» التي اتبعتها ضد النظام السوري، وسمحت له طيلة سنوات منذ بداية الحرب بأن يخرق التزاماته بموجب اتفاق فض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في جنيف، في 31 مايو (أيار) سنة 1974، ونص على بقاء الجيش الإسرائيلي في الجزء المحتل من الجولان، وعلى امتناع أي نشاط عسكري لسوريا في منطقة تبعد ما بين 20 و25 كيلومتراً شرق الجولان. وقد التزمت سوريا ببنود الاتفاق بشكل صارم، حتى اندلاع الحرب في سوريا؛ إذ دخلت قوات النظام إلى هذه المنطقة بمختلف الأسلحة الثقيلة، وضمن ذلك الطيران، لقمع المعارضة السياسية والعسكرية، خصوصاً بعدما استولت «جبهة النصرة» وقوات «داعش» على قسم من بلدات المنطقة. وقد اتبعت إسرائيل سياسة «غض الطرف» عن هذا النشاط طيلة السنوات الماضية. ويبدو من الهجوم المذكور في الشهر الماضي وهجوم أمس على القنيطرة أن إسرائيل قررت تغيير سياستها ووضع قيود جديدة على نشاط الجيش السوري في الجولان الشرقي.

 

عقب تكليف الحريري.. واشنطن تتوعد حزب الله وحلفاءه

دبي - العربية نت، وكالات/22 تشرين الأول/2020»

أعلن مسؤول أميركي، الخميس، أن بلاده ستواصل فرض العقوبات على حزب الله وحلفائه في لبنان بعد ساعات على تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، واعتبر أنه يجدر بأي مجلس وزراء جديد تنفيذ الإصلاحات الضرورية ومحاربة الفساد. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، في حديث مع صحافيين "الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات ضد حزب الله وحلفائه اللبنانيين" والمتورطين في "الفساد". وأضاف "سنواصل بغض النظر عن محادثات ترسيم الحدود (بين لبنان وإسرائيل)، وبغض النظر عن تشكيل الحكومة". وفرضت واشنطن التي تصنف حزب الله مجموعة "إرهابية" وتفرض عقوبات عليه منذ سنوات، الشهر الماضي عقوبات على وزير المالية السابق، علي حسن خليل، وهو نائب عن حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى وزير وبعد تكليفه تشكيل الحكومة، وعد سعد الحريري، الشعب اللبناني بوقف الانهيار الذي يهدد الاقتصاد والمجتمع. وتعهد بأن يشكل "سريعاً" حكومة "الفرصة الأخيرة" للبنان. وأضاف أن الحكومة اللبنانية ستكون من "مستقلين غير حزبيين"، ووفق المبادرة الفرنسية. وأكد الحريري عزمه على وقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ.

وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، كلف رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. واختُتمت الاستشارات النيابية المُلزمة في بعبدا، بحصول الحريري على 65 صوتاً من أصوات النواب. وكان عون قد أنهى اجتماعات مع أعضاء مجلس النواب، اليوم الخميس، لتسمية رئيس جديد للوزراء، بعد أن أدت خلافات على مدار أسابيع إلى تأخير الاتفاق على حكومة جديدة يمكنها العمل على انتشال البلاد من أزمتها المالية. وذكرت الرئاسة اللبنانية على تويتر أن كتلة الوفاء للمقاومة التي تضم "حزب الله" وحركة "أمل" لم تسمِّ أحدًا لتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت مصادر في وقت سابق إنه سيتم تكليف ئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، وهو رئيس وزراء سابق، بتولي المنصب مرة أخرى خلال المشاورات الرسمية مع الكتل النيابية. إلا أنه سيواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة جديدة. وسيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءا يوما بعد يوم ومع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس آب وأودى بحياة نحو 200 شخص.

عون يحمل الحريري مسؤولية "الفساد"

وعشية تسميته، حمّل الرئيس عون الأربعاء الحريري مسؤولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح ولكن من دون أن يسميه، متهماً القوى السياسية بالتسبّب بالأزمة التي آلت إليها البلاد. ويجري عون الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد، بعدما أعلنت غالبية من النواب تأييدها لتسمية الحريري، علما أن الأخير كان يترأس الحكومة التي أجبرت على الاستقالة منذ أكثر من سنة تحت ضغط الشارع الذي انتفض على كل الطبقة السياسية مطالباً برحيلها تحت شعار "كلن يعني كلن". وتوجّه عون في كلمة من القصر الرئاسي إلى النواب بالقول "أملي أن تفكروا جيداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة، لأنّ الوضع المتردّي الحالي لا يمكن أن يستمر بعد اليوم، أعباء متراكمة ومتصاعدة على كاهل المواطنين". وأضاف "اليوم مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الاصلاح؟".

معارضة لتسمية الحريري

ويعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون تسمية الحريري. لكن غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي إليها الحريري ونوابا آخرين أعلنوا أنهم سيسمونه. ولم يعلن حزب الله موقفه، لكن المحللين السياسيين يؤكدون أنه راض بتسميته، بدليل إعلان أبرز حلفائه، حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، تأييد الحريري لرئاسة الحكومة. وحصلت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 تظاهرات شعبية غير مسبوقة في لبنان استمرت أشهرا، ودفعت حكومة الحريري إلى الاستقالة بعد نحو أسبوعين. وحمّل اللبنانيون في "ثورتهم" المسؤولين السياسيين الذين يحكمون البلاد منذ عقود مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ. في 15 كانون الثاني/يناير 2020، تسلمت حكومة من اختصاصيين برئاسة حسان دياب السلطة لمدة سبعة أشهر، لكنها لم تنجح في إطلاق أي إصلاح بسبب تحكم القوى السياسية بها.

المبادرة الفرنسية

في آب/أغسطس، تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمساعدة في حل الأزمة وزار لبنان مرة أولى ثم مرة ثانية في الأول من أيلول/سبتمبر. وانتهت الزيارة الثانية بالإعلان عن مبادرة قال إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة تتولى الإصلاح بموجب برنامج محدد، مقابل حصولها على مساعدة مالية من المجتمع الدولي. لكن القوى السياسية فشلت في ترجمة تعهداتها ولم ينجح السفير مصطفى أديب الذي سمي لتشكيل الحكومة بتأليفها بسب الانقسامات السياسية. وبعد اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 أيلول/سبتمبر مهلة جديدة للقوى السياسية من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية بـ"خيانة جماعية".

"إما الإصلاحات.. أو الانهيار"

وفي موقف لافت، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان الأربعاء من أنه "إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار". وانتقد عودة "النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف" فيما "لا يسمح الوضع" الحالي بذلك. ويبدو واضحاً أن عودة الحريري إلى ترؤس الحكومة يندرج ضمن المبادرة الفرنسية. وقد أعلن الحريري أخيرا أنه مرشّح لرئاسة الحكومة ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية. وقال إنه يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين تضع خلال ستة أشهر الإصلاحات على سكة التنفيذ. واتهم عون قوى سياسية من دون أن يسميها بعرقلة مساعي الإصلاح، وآخرها التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وقال "حين حملت مشروع التغيير والإصلاح في محاولة لإنقاذ الوطن، رفع المتضررون المتاريس بوجهي"، مضيفاً "الإصلاح بقي مجرد شعار يكرره المسؤولون والسياسيون وهم يضمرون عكسه تماماً".

حملة شعبية ضد عون

ويتعرض عون لحملة عنيفة من شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يضعونه في مصاف كل السياسيين العاجزين والعاملين من أجل مصالحهم الخاصة. وتظاهر بضعة أشخاص مساء في وسط بيروت ضد عودة الحريري، وأعربوا عن رفضهم لكامل الطبقة السياسية. واعترضهم آخرون مؤيدون للحريري هتفوا دعماً لتسميته وحذروا المتظاهرين من الاقتراب من مقر إقامته، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. وعملت القوى الأمنية والعسكرية على الفصل بين المجموعتين. وعمد أشخاص، قالت وسائل إعلام محلية إنهم من مناصري الحريري، إلى إحراق "قبضة الثورة"، وهو مجسم في وسط بيروت يُعد شعاراً لحركة الاحتجاجات الشعبية. ونفى تيار المستقبل أي علاقة له بالأمر.

 

 من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟

الحرة /الخميس 22 تشرين الأول 2020

نشر موقع "الحرة" تقريراً بعنوان: "مكافأة للإدلاء بمعلومات عنهم.. من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟"، جاء فيه: "في 14 حزيران عام 1985، اعترضت مجموعة من "الخاطفين المسلحين"، التابعين لحزب الله، مسار الرحلة 847 التابعة لطيران "تي دبليو إيه" الأميركية، وأجبروها على الهبوط في بيروت، لتبدأ رحلة من الابتزاز والمفاوضات، أسفرت عن مقتل أحد الركاب المحتجزين وإطلاق سراح الآخرين وعددهم 153". وتابع، "في 10 تشرين الأول 2001، تم وضع كل من عماد مغنية، محمد علي حمادة، حسن عز الدين، وعلي عطوة، في قائمة أبرز الإرهابيين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقرر الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش، آنذاك، منح مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنهم، ضمن برنامج يدعى "مكافآت في سبيل العدالة". وذكر، "كذلك، فعلت الخارجية الأميركية، إذ أعلنت اليوم، مكافأة بنفس القيمة لمن لديه معلومات حول ثلاثة منهم بعد مقتل مغنية، لدورهم في اختطاف طائرة تي دبليو إيه رحلة رقم 847 سنة 1985، حيث قتل الخاطفون مواطناً أميركياً، وعرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى القبض على ثلاثة إرهابيين ينتمون لحزب الله اللبناني لدورهم في عملية اختطاف طائرة، عام 1985، قتل خلالها مواطن أميركي". ووفق التقرير، "وقعت العلمية الإرهابية حينما كانت الرحلة 847 في مسارها المعتاد من القاهرة إلى سان دييغو الأميركية، مروراً بأثينا، ومن ثم روما، بوسطن، ولوس أنجلوس، اعترضت مجموعة مسلحة تابعة للحزب اللبناني، طريقها في اليونان، وأجبروها على الهبوط في العاصمة اللبنانية".

ولفت إلى أنّ "الخاطفين طلبوا الإفراج عن 17 سجيناً في الكويت، متورطين بعملية إرهابية عام 1983، وإطلاق سراح مئات اللبنانيين من السجون الإسرائيلية. وبعد يوم واحد من عدم الاستجابة لمطالبهم، قتل أحد الرهائن، وهو أميركي يبلغ من العمر 23 عاماً، ويدعى روبرت دين ستيثيم، غواص في البحرية الأميركية، وألقيت جثته في مدرج مطار بيروت، بحسب موقع "ميديوم" الأميركي". وأضاف، "من ثم استجابت إسرائيل لمطالبهم مطلقة سراح عدد من المسجونين لديها، كما ساهمت مفاوضات بإطلاق سراح 40 مسافراً، في 17 حزيران 1985، وبقي 39 مسافراً محتجزين حتى 30 حزيران 1985، إذ أفرج عنهم وتم نقلهم إلى ألمانيا". ووفق التقرير، "يعتبر عماد مغنية أشهر مرتكبي هذه الجريمة، وهو من مواليد جنوب لبنان 7 كانون الأول 1962، وقتل في 12 شباط 2008 عن عمر يناهز 45 عاماً في انفجار غامض بالعاصمة السورية دمشق، بعدما تورط في عمليات إرهابية عدّة، باعتباره أحد أكبر القيادين العسكريين في حزب الله، وأما محمد علي حمادة، الذي حُكم بالسجن المؤبد في ألمانيا قضى منها 18 عاماً (1987-2005) لقتله أحد غواصي البحرية الأميركية، أفرج عنه لعدم وجود معاهدة بين ألمانيا والولايات المتحدة تجيز تبادل المطلوبين وتسليم أشخاص عوقبوا بنفس القضية، وكذلك في لبنان، الذي رفض تسليم المشارك في عملية احتجاز الطائرة الأميركية". وقال المتحدث بإسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، آنذاك "نحن نؤكد لكل من يريد الاستماع، بما في ذلك السيد حمادة، اننا سنتعقبه ونأتي به ليحاكم في أميركا على ما فعل". وأشار التقرير، إلى أنّ "اسم حسن عز الدين كان قد أعاد طرح وقائع الجريمة محلياً في لبنان، بعدما رشّح حزب الله أحد قادته السياسيين لمجلس النواب اللبناني بنفس الاسم، ولكن لشخص مختلف، إذ أنّ الأول من مواليد عام 1963، وهو من القادة العسكريين للحزب، وعلي عطوة، من مواليد العام 1960، وهو أحد أعضاء حزب الله، الذي لم يصعد الطائرة، بعدما استطاعت المخابرات اليونانية إلقاء القبض عليه، ولكن تم إطلاق سراحه لقاء الإفراج عن 8 مسافرين يونانيين كانوا محتجزين على متن الطائرة". وكشف موقع "ميديوم"، عن بعض ما جرى في ذلك اليوم، ما يعطي فكرة واضحة عن توزيع الأدوار لإتمام عملية إرهابية، تطالب الخارجية الأميركية بمرتكبيها حتى اليوم.

وتابع، "في 13 حزيران عام 1985، قبل يوم من اختطاف الطائرة، دخل مجموعة من الأشخاص بينهم حسن عزالدين، علي عطوة ، ومحمد علي حمادة ، إلى صالة مطار العبور، في أثينا، واشتروا تذاكر رحلة "تي دبليو أي" رقم 847 المتجهة إلى روما، وبالرغم من استحواذهما على أسلحة قاموا بتغليفها جيّداً في الألياف الزجاجية وأكياس النايلون، استطاع حمادة وعز الدين اجتياز الحاجز الأمني اليوناني، لاحقين بالطائرة التي وصلت عند الساعة 10:10 صباحاً، متجاوزين الفحص الأمني والتدقيق في جوازاتهم". وأضاف، "دخل كل منهما بملابس انيقة وبحقائب مليئة بالسلاح، ليفاجأ الركاب بعد حوالى 20 دقيقة من الإقلاع، بالوقوف في ممر الطائرة والإعلان عن استيلائهم على الطائرة وبأنهم من يتحكمون بها، بحسب الموقع الأميركي، واقترب عز الدين من المضيفة وتدعى أولي ديريكسون، وركلها أرضاً، لتعلمهم بعدها أنها ستمتثل لطلباتهم، ولاحظت أنّ حمادة يتكلم الألمانية بطلاقة، لاسيما أنها عاشت في برلين واكتسبت الجنسية الألمانية". وأشار إلى أنّ "حمل حمادة مسدساً عيار 9 ملم، بينما عز الدين قنبلة يدوية، ودخلو إلى غرفة القيادة، حيث كان في الداخل الطيار، جون إل تيستراك، كريستيان زيمرمان، مهندس الطيران، والضابط الأول فيل ماريسكا. حاول مهندس الطيران التصرف بأي شكل من الأشكال، إلا أنّ عز الدين قام بضربه والضابط الأول بالمسدس". وختم، "اتبع الطيار أوامر الخاطفين الذين طلبوا في البداية نقلهم إلى الجزائر، ومن ثم حولوا مسار الطائرة إلى بيروت. وطالب الإرهابيون الركاب بجوازات سفرهم، أموالهم، ومجوهراتهم، كما سأل الخاطفون عن الركاب الإسرائليين، أو اليهود، إلا أنّ المضيفة أعلمتهما أنّه لا يوجد أحد من الجنسية الإسرائلية، كما أنّ الجوازات الأميركية لا تحدد الديانة".

 

بداية «بنّاءة» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والجولة الثانية تُعقد في 26 أكتوبر

بيروت: «الشرق الأوسط»/ الخميس 22 تشرين الأول 2020

خطا الجانبان؛ اللبناني والإسرائيلي، أمس، خطوتهما الأولى باتجاه ترسيم الحدود البحرية بينهما بوساطة وتسهيل أميركي، وبإشراف الأمم المتحدة، حيث عقدت جولة أولى من مفاوضات غير مسبوقة لترسيم الحدود البحرية وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت أمل فيه الجيش اللبناني إنجاز الملف ضمن «مهلة زمنية معقولة». وبعد الجلسة الأولى التي عُقدت بمقر لقوة الأمم المتحدة في الناقورة، واستمرت نحو ساعة، وصفت الحكومة الأميركية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، في بيان مشترك، المحادثات بأنها كانت «بناءة». وقالت إن وفدي التفاوض أكدا التزامهما «بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر»، حيث حدد موعد الجولة الثانية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وإلى جانب الوفدين اللبناني والإسرائيلي، شارك وفد من الأمم المتحدة برئاسة المنسق الخاص لدى لبنان يان كوبيتش ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر والدبلوماسي الأميركي جون ديروشيه، الذي سيضطلع بدور الميسّر في الجلسات المقبلة. وتوجه الوفد اللبناني إلى الناقورة برئاسة العميد الركن بسام ياسين، وتألّف من 4 أشخاص، وهو فريق التفاوض الذي شكّله رئيس الجمهورية ميشال عون ويضم إلى العميد ياسين، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي. أما الوفد الإسرائيلي فتشكل من 6 أشخاص برئاسة مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري، والأعضاء الآخرون هم: رؤوفين عيزر المستشار السياسي لرئيس الوزراء، وألون بار رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية، والعميد أورين سيتر رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، ومور حالوتس رئيس ديوان وزير الطاقة، وأفيف عياش المستشار الدولي لوزير الطاقة. علماً بأن الوفد الإسرائيلي ضم 5 مدنيين وعسكريين بدلاً من 5 مدنيين وعسكري واحد كما كان مقرراً. وتشكّل وفد الأمم المتحدة من 3 أشخاص برئاسة ممثل الأمين العام يان كوبيتش، وحضور قائد «يونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول، في حين أن الوفد الأميركي الوسيط تألف من 7 أشخاص برئاسة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر والسفير الأميركي السابق الذي سيكلف متابعة الملف جون دورشر. وفي كلمة افتتاحية نشرها الجيش اللبناني، قال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيّار بسام ياسين: «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية». وأضاف: «نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة». واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون العميد الركن ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الأول من المفاوضات، وجرى عرض المواقف التي صدرت من الأطراف المشاركين في الاجتماع. ومن حيث الشكل؛ جلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي، واُفيد بوجود طرادات بحرية ومروحيات وآليات عسكرية حول مكان المفاوضات، وسط تعتيم إعلامي ومنع للتصوير. واعتمدت اللغة الإنجليزية في الاجتماع، وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الإنجليزية. وأثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن وفدها جدلاً في لبنان الذي يصر على طابع التفاوض التقني، على غرار محادثات سابقة جرت في إطار «لجنة تفاهم أبريل (نيسان)» إثر عملية «عناقيد الغضب» الإسرائيلية في 1996، أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000، وأخيراً الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دورياً منذ حرب 2006 برئاسة «يونيفيل» وبمشاركة عسكريين من الدولتين.

 

اليونيفيل احتلفت في الناقورة بيوم الأمم المتحدة ورئيسها جدد التزام وقف الأعمال العدائية

وطنية - الخميس 22 تشرين الأول 2020

احتفلت اليونيفيل بيوم الأمم المتحدة الـ75، في مقرها العام في الناقورة، حيث أعاد رئيسها وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول التأكيد على "التزام بعثة الأمم المتحدة بالحفاظ على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل والعمل على إتاحة المجال لحل طويل الأمد للنزاع بين البلدين".

وفي حفل أقيم للمناسبة، حضره أفراد اليونيفيل وفاعليات محلية، قال ديل كول: "أجدد التأكيد على التزام اليونيفيل الحفاظ على وقف الاعمال العدائية وتعزيزه، وأحثكم جميعا على مواصلة العمل بأعلى قدر من التفاني من اجل السلام المستدام في جنوب لبنان".

أضاف: "إننا في اليونيفيل نعمل جميعا من أجل تحقيق هدفنا في الحفاظ على بيئة مؤاتية للسلام والاستقرار الدائمين. إننا نعتز بالسنوات الـ 14 الماضية من الاستقرار غير المسبوق في جنوب لبنان، وعلينا ان نبني على ذلك، مع التزام وإرادة الأطراف المعنية. وآمل ان تسمح لنا التطورات الجديدة التي يشهدها جنوب لبنان بالمضي قدما في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وفي القضايا العالقة على الخط الأزرق".

وتابع: "إن هذا الوقت العصيب يذكرنا بوجوب بذل قصارى جهدنا خلال هذه الازمات وايجاد فرصة للتغيير الايجابي والنمو".

وأشاد بـ"جميع أفراد اليونيفيل، السابقين والحاليين، لتمسكهم بقيم الأمم المتحدة".

وخلال الاحتفال، قدم رئيس بعثة اليونيفيل شهادات تقدير لعشرة موظفين لبنانيين أكملوا 35 إلى 40 عاما من الخدمة مع الأمم المتحدة.

وأشارت اليونيفيل في بيان، الى أنها "احتفلت بيوم الأمم المتحدة الخامس والسبعين، الذي يصادف في 24 تشرين الأول، قبل عطلة نهاية الأسبوع. كما أن مقر الأمم المتحدة في نيويورك احتفل بالمناسبة أيضا بحفل موسيقي افتراضي".

ولفتت الى أن "يوم الأمم المتحدة يتزامن مع الذكرى السنوية لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ في عام 1945. وبعد تصديق غالبية الموقعين على هذه الوثيقة التأسيسية، ظهرت الأمم المتحدة رسميا الى الوجود. يتم الاحتفال بيوم 24 تشرين أول باعتباره يوم الأمم المتحدة منذ عام 1948. وفي عام 1971، أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تحتفل الدول الأعضاء بهذا اليوم كعطلة عامة".

وذكرت أن "احتفالات هذا العام تأتي في وقت يشهد فيه العالم اضطرابا كبيرا، حيث تتفاقم أزمة صحية عالمية غير مسبوقة بسبب جائحة الكوفيد-19 التي تترافق مع آثار اقتصادية واجتماعية صعبة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/10/2020

وطنية/الخميس 22 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ما إن كلف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، حتى انخفض سعر الدولار الى ما دون السبعة آلاف ليرة..

وفي رأي محللين ماليين أن سعر الدولار سينخف أكثر من ذلك، إذا ما تم تاليف الحكومة بسرعة، ومن وزراء مختصين غير حزبيين كما وعد الرئيس الحريري الذي قال إنه سينكب على مشاوراته غير الملزمة لتشكيل الحكومة التي تعنى بالاقتصاد والاعمار.

الرئيس الحريري الذي نال خمسة وستين صوتا في استشارات رئيس الجمهورية، سيجري مشاورات نيابية بعيد ظهر غد.

الرئيس الحريري أجاب عن سؤال أن المرحلة تتطلب تفاهما مع الجميع.

في غضون ذلك، أكد الرئيس بري ان الجو تفاؤلي بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري.

ولدى مغادرته القصر الجمهوري بعد تكليف رئيس الجمهورية الرئيس الحريري قال بري : سيكون هناك تقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

إذن، لبنان من استشارات التكليف الى استشارات التأليف، وثمة من يعتقد بأن تشكيل الحكومة لن يتطلب وقتا طويلا، في وقت أعلن البنك الدولي الاستعداد لتقديم مليار دولار للبنان.. وبرز مساء تأكيد مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر وقوف بلاده الى جانب الشعب اللبناني.

ميفا: هناك مبادئ مهمة كمكافحة الفساد والاصلاح وأيا كانت الحكومة التي ستتولى الامر في لبنان فإذا أرادت ان تخرج البلاد من الازمة ينبغي الوفاء لكل هذه المطالب من أجل الحصول على المساعدات الدولية وإعادة لبنان الى المسار الصحيح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

أغلبية خمسة وستين صوتا نيابيا تم رصدها على مقياس إستشارات التكليف رجحت الكفة لمصلحة الرئيس سعد الحريري فيما لم يسم أحدا ثلاث وخمسون نائبا وسجل غياب نائبين.

هذا الرصيد أمنته للحريري على وجه الخصوص كتل: التنمية والتحرير والمستقبل واللقاء الديمقراطي والتكتل الوطني وكتلة الوسط المستقل.

أما الموقف البارز فكان للكتلة القومية التي سمت الحريري غداة إتصاله بالنائب اسعد حردان.

وبرز في حصيلة الإستشارات إمتناع كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة الجمهورية القوية وجزء من اللقاء التشاوري عن تسمية أي شخصية لتشكيل الحكومة لكن عو اللقاء التشاروي عدنان طرابلسي سمى الحريري تماما كما فعل النائب المنسحب من اللقاء جهاد الصمد وكذلك كتلة نواب الأرمن.

وفي المفارقات اللافتة على فاف الإستشارات أن النائب جان طالوزيان اتخذ قرارا منفصلا عن كتلة القوات اللبنانية لمصلحة الرئيس الحريري وبات النائب الأرمني خارج الكتلة على ما أكد زميله جورج عدوان.

رئيس الجمهورية ميشال عون أطلع بعد إنجاز الإستشارات رئيس مجلس النواب نبيه بري على حصيلتها ثم وصل الحريري إلى القصر الجمهوري حيث عقد لقاء ثلاثي في ما بينهم.

من القصر أكد الرئيس بري أن الجو تفاؤلي بين عون والحريري وأن تشكيل الحكومة سيحصل في وقت أسرع من المتوقع مشددا على أنه سيكون هناك تقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

أما الرئيس المكلف فحرص في كلمة بعد تكليفه على الإشارة إلى أنه سيعكف على تشكيل حكومة إختصاصيين وغير حزبيين بسرعة

ومن بيت الوسط رد الحريري خلال دردشة مع الصحافيين عند سؤاله عن إيجابية اليوم بالقول إنها البداية وإذا كانت مصلحة البلد تتطلب تفاهما مع الجميع فمن المفتر تغليب مصلحة البلد.

على أي حال مع إسدال الستارة على التكليف الرسمي قبل نهاية هذا اليوم تطلق صفارة مسار التأليف التي ستكون على درجة عالية من الحماوة.

وقد تم تحديد موعد الإستشارات غير الملزمة التي سيجريها الحريري عند الواحدة والربع من بعد ظهر غد في مجلس النواب.

في ردود الفعل الدولية نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي أميركي كبير قوله إنه يتوجب على حكومة لبنان الجديدة الإلتزام بالإصلاح وإنهاء الفساد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

انتهى التكليف باقل تكلفة سياسية ممكنة، على امل الا يكون مشوار التأليف مكلفا للبلد واهله.

سعد الحريري رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة اللبنانية بخمسة وستين صوتا مشكلة وفق موزاييك سياسي، سيصعب على اصحاب النظريات والتحليلات فرز المشهد وفق القوالب المعتادة.

وبين التسمية واللا تسمية، بقي حرص جل الخطباء من على منبر بعبدا البحث عن تفاهم وطني كممر الزامي للحفاظ على لبنان .

ولان نجاح العملية السياسية في البلاد وتحقيق مصالح لبنان عموما يتوقف على هذا التفاهم، لم تسم كتلة الوفاء للمقاومة احدا لرئاسة الحكومة لعلها تسهم في ابقاء مناخ ايجابي كما قال رئيسها النائب محمد رعد، وتفهم لبنان القوي هذا التكليف المقبول كما قال رئيسه النائب جبران باسيل، الذي اسقط شوائب الميثاقية التي لم يرفعها تكتله يوما انما حملها الرئيس الحريري.

ومع ان الطريق الحكومي غير مفروشة بالحرير بعد، لكن الرئيس نبيه بري أكد ان الجو تفاؤلي بين الرئيسين عون والحريري، بل بين التيارين الازرق والبرتقالي.

وبلا خطوط حمراء الا بوجه نوايا الاقصاء انتهى التكليف وانطلق مسار التأليف، فعاجله الحريري بكلام استباقي لموعد استشاراته النيابية غير الملزمة غدا بأنه اذا كانت مصلحة البلاد تتطلب تفاهما مع الجميع، فمن المفتر تغليب مصلحة البلاد، كما قال رئيس الحكومة العتيد.

حكومة ستكون من الاختصاصيين كما قال رئيسها ، مهمتها تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية . ولأن الوقت داهم والفرصة أمام البلد هي الوحيدة والاخيرة، فان الحريري سينكب على تشكيل حكومته بأسرع وقت كما قال. ومع كل هذه اللغة الايجابية المستجدة، فان الجميع ينتظر ان تصدق الافعال جميل الاقوال .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

في البداية، اعتدنا على ارتكابات خاطئة.

نزلنا إلى الشارع، ملأنا الساحات، وأطلقنا الشعارات.

شتمنا الصالح والطالح معا. هاجمنا الفاسد والإصلاحي على حد سواء.

وفي المحصلة، أعدنا إلى رئاسة الحكومة، رئيس الحكومة التي ثرنا دها، وسط وع اقتصادي ومالي سرعنا انهياره، وأحوال معيشية ولا أصعب، جراء التلاعب المفوح بسعر صرف الدولار.

حقا، كثيرون من اللبنانيات واللبنانيين لا يفهمون اليوم ماذا فعلنا خلال عام اع من عمرنا، ومن عمر الوطن.

البع يقول إن السبب هو تجذر القوى السياسية في طوائفها ومذاهبها، ليعزو آخرون العلة إلى عدم بلورة رؤية موحدة للثورة المفترة، و الى الفشل في تشكيل قيادة، فردية أو جماعية، تتحدث باسم الثوار، حتى يتمكن المعنيون من اللبنانيين، وحتى من المجتمع الدولي، من التحاور معها… عو متابعة التغريدات المتناقة لوجوه بدأت استفزازية وصارت مملة، والشتائم المتشابكة من كل حدب وصوب على شبكات التواصل.

أين الثوار اليوم؟ لماذا لم ينتفوا د اعادة سعد الحريري بوصفه وريثا سياسيا لنهج اغرق لبنان في الدين، ورب قطاعات الانتاج لصالح الاقتصاد الريعي، من دون ان يبدي اي نية في التعديل او التصحيح

؟ كثيرون طرحوا هذين السؤالين اليوم، ليجبيهم آخرون بأن الأمور واحة، فالثورة في الاساس لم تكن إلا عملية سياسية مدبرة بإتقان، ومطبقة بدقة، د ميشال عون وجبران باسيل… وقطاع الطرق، بالحقيقة، إنما كانوا من انصار الاحزاب المناوئة للتيار الوطني الحر، الذين تنكروا بزي الثورة، بمواكبة اعلامية قل نظيرها، وسط مواقف دولية مؤيدة، رأت في ما جرى مناسبة ايا لاستهداف حزب الله… كل ذلك من دون انكار صدق غالبية المشاركين في الايام الاولى للتحركات الاحتجاجية وعفويتهم.

ماذا تغير بعد عام؟

داخليا، بكل بساطة لا شيء. فالاصلاحيون لا يزالون اصلاحيين. ومعرقلو الاصلاح لا يزالون معرقلين.

اما خارجيا، فطرأت مبادرة فرنسية، والأهم انطلقت مفاوات ترسيم، والاهم من الاهم، دنا موعد الثالث من تشرين الثاني الرئاسي الاميركي.

في كل الاحوال، 22 تشرين الاول 2020 يبقى يوما عاد فيه سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، بعد عام الا اسبوع، على استقالته منها تحت وطأة الشارع.

اما الاساس، فالأيام المقبلة، وعنوانها كلمتان فقط لا غير: ميثاقية ومعايير. فمن دون احترام الميثاقية وبلا وحدة معايير، لا توقيع ولا تأليف… علما ان الجميع يتمنون الوفاق والتفاهم والخير… وللحديث تتمة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

قدر الرئيس عون أن لا تكون أول حكومة في عهده "حكومة العهد الأولى" وهو الذي سماها هكذا... وأن لا تكون الحكومة الآتية "حكومة العهد الأخيرة": فلا الأولى اعتبرها له، ولا الأخيرة سيعتبرها له، الحكومة الثانية التي كان يفتر أن تكون له والتي تشكلت بعد الإنتخابات النيابية، بفاصل سبعة اشهر، سقطت في الشارع...

في الحكومات الثلاث، الرئيس سعد الحريري هو الحار:

في الأولى، حملته إلى السرايا التسوية الرئاسية التي نجت في ليالي الخريف الباريسية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

في الثانية، حملته نتائج الإنتخابات النيابية ولو بتأخير سبعة اشهر بسبب ألغام التوزير.

أما الثالثة الآتية، فحمله إليها عرابه الفرنسي وعدم الإعترا الأميركي وإحاطة الرئيس بري وعدم اعترا حزب الله وعدم قدرة البع على عرقلة تسميته وتعب مجموعات الثورة وتشتتها، فتسلل بين كل هؤلاء ومرر هدف التكليف.

يتم تكليف الرئيس الحريري عشية الذكرى السنوية الأولى على استقالته وعشية الذكرى السنوية الرابعة من عهد الرئيس ميشال عون، فما هو الذي يستطيع فعله؟

هل هي "حكومة مهمة"؟ أم حكومة "مهمة مستحيلة"؟ قبل التسميات، ماذا عن التأليف والغامه؟ أمس خاطب الرئيس عون النواب قائلا: "أملي أن تفكروا جيدا بآثار التكليف على التأليف"... انتهى التكليف فماذا عن التأليف؟

الرئيس المكلف تحدث في كلمته اليوم بعد التكليف عن تشكيل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين" لييف: "سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة، والفرصة هي الوحيدة والاخيرة".

هل هي حماسة التسمية؟ ماذا عن "فكرة التأليف بعد سكرة التكليف"؟

إذا كانت حكومة من عشرين فكيف ستتوزع "الأثلاث" فيها؟ من ستكون له القدرة على التعطيل أو على منع التعطيل؟

ماذا عن حقيبة المالية؟ ماذا عن خطة صندوق النقد الدولي؟ ماذا عن الإصلاحات كشرط لمجيئ أموال القرو؟

حزب الله سهل التكليف، فهل يسهل التأليف؟ ووفق أي شروط؟ حكومة العهد الثانية استغرق تشكيلها سبعة أشهر فتشكلت في نهاية المطاف ورئيس التيار الوطني الحر كان وزيرا فيها... اليوم يقول باسيل من بعبدا: "التكليف مشوب بعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكونات المسيحية الكبرى".

في المحصلة، هل ستؤثر الأرقام على الإنطلاقة؟

الرئيس الحريري لم ينل في التكليف عدد الأصوات التي نالها مصطفى أديب وقبله حسان دياب، وتم تكليفه من دون التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب اصبح خارج الندوة البرلمانية بالإافة إلى أربعة نواب مسيحيين استقالوا ايا، فهل سيؤثر هذا الغياب على تقليعة حكومته عندما تتألف؟ وهل كل هذا الفراغ سيغطيه رئيس الجمهورية أو يعوه؟

ربما يقال إن الأنهيار الحاصل لا يحتمل ترف المماحكات: فهناك تفشي كورونا، واقتراب احتياط الاستيراد من الجفاف، والمعاناة في توفير الدواء والمحروقات وملف ترسيم الحدود والمفاوات مع صندوق النقد الدولي، والأهم من كل ذلك الإصلاحات من مهلة محددة، فهل توع الحكومة على نار التأليف؟ أم نكون في حلم ليلة خريف؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

الفقر، القلة، أنين الناس، انتشار الكورونا، انهيار القطاع الصحي، الخراب المالي والاقتصادي، خطر الإنفجار الأمني، انفجار الرابع من آب، سقوط حكومتين وفشل في تشكيل ثالثة، ضغوط دولية مكثفة.

سنة قاتمة دارت بأيامها ولياليها، الى أن وصلنا اليوم الى إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة.

وبحسب التجارب المرة، التكليف لا يعني بالضرورة التأليف، خصوصا أن العملية لم تأت نتاج شهر عسل بين أهل السلطة، بل جاءت إرغامية قيصرية مؤلمة.

فرئيس الجمهورية لا يعتبر الرئيس المكلف أهلا مستحقا، وبالتالي فإن عون لا يرى بأن التزاوج مع الحريري سينتج له حكومة العهد المنشودة، وهو لم يخف نيته بعدم تسهيل مهمته.

الرئيس الحريري يخشى كمائن الثنائي وأفخاخه، كما يخشى سيد العهد وصهره وهو يسلم بأنه لن يتمكن مع هكذا صنف من الشركاء من تأليف الحكومة التي تستوفي الشروط الفرنسية.

الثنائي لا يثق بالحريري وقد اختاره لتقطيع الوقت بانتظار إمرار استحقاق الانتخابات الأميركية بأخف احتكاك مذهبي، وأقل ملامة من الداخل الجائع الثائر، وتلافيا للمزيد من الضغوط الأميركية والفرنسية والدولية، والأهم المزيد من العقوبات.

والشعب الثائر عبر تكرارا عن رفضه لمنظومة السلطة برمتها ورفضه كل ما يتناسل منها، والرئيس المكلف في نظره، هو في صلب السلطة ومن طينتها

هل يمكن أن يأمل اللبنانيون واصدقاء لبنان أن تولد حكومة من هذه المعادلة القائمة على سلبيين و سلبيات ؟ وقبل ترف الحلم بحكومة، هل ستسمح السلطة الكامنة لبعضها البعض بتشكيل حكومة ؟ للاجابة عن هذا، نستقي من ثلاثي السلطة.

الرئيس بري ضخ جرعة تفاؤل ، إذ تحدث من بعبدا عن جو تفاؤلي مستجد بين الرئيسين عون والحريري، لكن الرئيس الحريري نسف بطريقة غير مباشرة ما قاله بري عندما أصر في كلمته بعد التكليف على حكومة أخصائيين محايدين. فيما عون والتيار والثنائي يصرون على حكومة تكنوسياسية.

وسط هذا التناقض يراهن المتمسكون بخيوط الأمل، على مفاجأة إيجابية قد تطرأ و تسهل عملية التأليف، مصدرها ثلاثة عوامل: الأوضاع الاقتصادية المهترئة، الضغوط الدولية على الرئيس عون لإنقاذ عهده عبر إنقاذ لبنان، وعلى براغماتية إيرانية قد تدفع طهران الى تسهيل التشكيل.

أما عن ولادة الحكومة، هل تتم قبل الانتخابات الأميركية أم ستكون هدية الأعياد؟ فيجيب الخبراء: إما أن تتشكل الحكومة الآن أم ننصح باستبدال الهدية بإكليل على قبر لبنان.

وسط هذه الضبابية، تتابع الدوائر الدولية ورشة قطاعية نشطة لكن صامتة، إن أكملت مسارها فإنها ستؤمن الحلقة التي تفتقدها الثورة، إذ ستؤسس لمشروع صلب قابل للحياة، يعيد تكوين السلطة بمشاريعها ورجالها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

على ارتفاع خمسة وستين صوتا، عاد سعد الحريري رئيسا مكلفا، خرج من تشرين ودخل في تشرين آخر.

وعلى بعد سنة واحدة، تخللها دياب وأديب، وسم ولبن ومبادرة فرنسية، اعتلى زعيم تيار المستقبل تكليفا هو الأصعب في تاريخ تشكيل الحكومات.

وقبل بلوغ الحريري حاجز الأصوات الخمسة والستين، كان التكليف يخلف أضرارا في الممتلكات النيابية من جهة، ويظهر مفاجآت سياسية من جهات غير محسوبة، وتسبب التكليف بزيادة شرخ القومي، وتركه قوميات متعددة، كما أنه أردى جان طالوزيان نائبا منفردا نال جائزة الحريري وخسر كتلة القوات التي كان يجلس فيها "عالشوار"، مؤهلا للخروج في أي لحظة منذ انتخابه قبل عامين.

ولما كانت أصوات الكتلة القومية قد عززت ميثاقية الحريري مسيحيا، فإن حزب الله لم يكن بعيدا من توفير هذه الخدمة لرئيس لم يسمه، لكنه لم يسم أحدا غيره، ومن العلامات الفارقة في التكليف صوت النائب نهاد المشنوق مع الحريري قارئا في كف الوفاء، ومعلنا أن الخلاف سياسي والاتفاق سياسي أيضا.

صوت فك المشنوق سياسيا، ورفع الحاصل للمكلف ليأتي الصوت الآخر من وراء الجائحة، ويمنحه النائب عدنان طرابلسي تأييده برسالة خطية، أبرق بها الى رئيس الجمهورية معتذرا عن عدم الحضور بسبب إصابته بكورونا.

لكن اللقاء التشاوري لم يقدم على فصل طرابلسي الذي خالفهم الرأي ديمقراطيا، وذلك على عكس حزب القوات الذي لم يستمع الى طالوزيان، بل أبلغه عملية الفصل مباشرة في خلال كلمة النائب جورج عدوان من القصر الجمهوري.

وإذا كان طرابلسي منح صوته عن قناعة سياسية ومذهبية، فإن النائب جهاد الصمد اختار مسبقا الخروج من دائرة التشاوري واعتماد نقيضه على أن العلامة المضيئة كانت للأرمن، فعوضت الكتلة عن شغب الخميس الماضي، وطلبها تأجيل الاستشارات، وأعطت الحريري أصواتها من دون انفصال عن تكتل لبنان القوي.

وفي أول وعود التأليف بعد تكليفه، أعلن الحريري أنه عازم على تأليف حكومة سريعا، مكوناتها من الاختصاصيين غير الحزبيين لتنفيذ الإصلاحات ومندرجات المبادرة الفرنسية والسرعة.

أول ما تجلى في تقطيع تقليد زيارة رؤساء الحكومات السابقين، وإمرار هذا العرف عبر الهاتف، وبذلك يكون الحريري قد تجنب زيارة الرئيس حسان دياب حاملا العذر معه وهو جائحة كورونا ولزوم التباعد الاجتماعي.

أما في التقارب السياسي، فإن الرئيس نبيه بري نشر التفاؤل بين تيارين ورئيسين لدودين من دون أن نتحقق من مصدر هذه الإيجابية، لاسيما أن رئيس التيار جبران باسيل خرج من الاستشارات ليعيب على الرئيس المكلف أرقامه ويتمسك بمواقفه قائلا: لا أحد يستطيع التغاضي عن النقص أو العيب الذي يشوب التكليف، ومن سيفعل ذلك يحاول إعادتنا الى مراحل سابقة وهذا ما لن يحصل".

وبعد، فإن هذه الأرقام سوف تخع لامتحان الثقة بعد التأليف الذي تواكبه مجموعة الضغط الدولية حول لبنان، وليس آخر الكلام ما أدلى به ديفيد شنكر هذا المساء رافعا سيف العقوبات بيد، وداعيا إلى حكومة تحارب الفساد باليد الأخرى، وفاصلا بين الترسيم والتأليف.

وكان قد سبقه وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الى التحذير من أنه كلما تأخرنا في تشكيل الحكومة، غرق المركب أكثر، ومنعا للغرق، فإن الحريري الرجل السياسي جدا عن أب محكوم بإقامة منطقة عزل عن كل رغبات الأحزاب والسياسيين مقاطعين وداعمين، وتظهير حكومة تعالج وجع الناس التي لم تصدق اليوم أيا من مسرحية العائدين الى السلطة، متنكرين بثوب مدني.

فالمشهد في قصر الاستشارات كان يعطينا "ذات" الوجوه عون - حريري - بري، ثلاثية حكمت ولامت غيرها، لم تبدل أداءها ولم تصلح أو تغير سوى ثوبها وربطة عنقها من عام إلى عام، مع تسجيل فرق وحيد هو اتباع سعد الحريري الحمية الغذائية.

واللبنانيون يريدونها اليوم حمية سياسية تقوده الى عمليات شفط الدهون الحزبية، الطامحة الى التهام حصص ومواقع وزارية وإدارية.

وما خلا ذلك، فإن الحريري وإن جرى طلاؤه باللون الفرنسي فسيكون تحت وقع استدراج العروض السياسية، فإما ينجح في رفعها وإما يخضع للاتفاقات بالتراضي مع خصوم ربما يحولون أنفسهم إلى أعداء.

يتقدم رئيس الجمهورية والتيار الوطني من الميمنة والقوات من الميسرة ولم يخف الرئيس ميشال عون هذا العداء في خطابه امس، وحبذا لو كان تعلم حكمة كامل مروة من دون تعديلها: قل كلمتك وامش.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 تشرين الأول 2020

وطنية/الخميس 22 تشرين الأول 2020

النهار

تردّد كريمة رئيس تيار سياسي أمام زملائها في سنتها الجامعية الأولى، أن والدها لا يملك المال الكافي لدفع قسطها الجامعيّ.

يقول سياسي مخضرم إن هناك ثورة وأزمة اجتماعية قد تنفجر قريباً، تتمثّل بإفلاس الصناديق الضامنة والمنح المدرسية والمساعدات الطبية و"الخير لقدّام".

فشل احد النواب في الحصول على مساعدة مرضية بقيمة 400 مليون ليرة ثمن ادوية لزوجته يقول انه احضرها من الخارج من دون فواتير مثبتة.

الجمهورية

بلغت قدرة المستشفيات على استقبال مرضى كورونا حدها الأقصى، وأصبح متعذراً إيجاد سرير واحد شاغر في لبنان.

ألغى سفير دولة عربية لقاءاته بضرورة اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر لأكثر من سبب يتصل بمجريات المرحلة المقبلة.

سئل قطب نيابي عن صحة ما تردد عن نية مرجع كبير تقديم إستقالته، فقال: يمكن أن أصدق ذلك إن كانت الشمس تشرق من الغرب.

اللواء

نصح مرجع كبير باتباع الوسائل الدستورية في مقاربة ملف خلافي واسع ومعقد.

لم ينتهِ "الدوار الخلافي" داخل حزب عقائدي، على الرغم من الانتخابات، والحديث عن حسم لغير مصلحته إقليمياً.

يواجه قطب نيابي إحراجاً حقيقياً تجاه الموقف الذي يتعين عليه اتخاذه، في ظل ميوله ومصالحه.

نداء الوطن

ينتظر المعنيون في قطاع الاتصالات نتيجة الجمعية العمومية لشركة "أم تي سي" التي تعقد غداً الجمعة لنقل الموظفين الى "ميك 2" ودفع المتوجبات (على نحو مخالف لقانون موازنة 2020)، ويتساءلون عن طبيعة الاتفاق الذي حصل مع شركة "زين" لتسليم الادارة الى وزارة الاتصالات.

ذكرت مصادر قريبة من حزب سياسي مسيحي أن أحد أسباب اطلالة عون هو تلبية طلبات التيار ومحازبيه وتأمين الغطاء لموقف باسيل.

يشكو عدد من المدراء العامين من ان الوزير الوصي الذي يتولى وزارة اساسية يعتمد توزيعاً غير عادل للعائدات على المؤسسات حيث يذهب الدعم الى المؤسسات الموجودة تحت سيطرة فريقه السياسي.

الأنباء

موقف مختلف كان من المتوقع ان يصدر عن كتلة حزب علماني بعد اتصال بطابع حكومي معها.

بيع مواقف بين فريقين حليفين في استحقاق وطني بعد تباين في العديد من وجهات النظر مؤخرا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تقرير مستشفى رفيق الحريري: 85 اصابة و30 حالة حرجة ووفاة واحدة

وطنية - الخميس 22 تشرين الأول 2020

صدر التقرير اليومي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي عن آخر المستجدات حول فيروس كورونا / Covid-19، ويبين بالأرقام الحالات المتواجدة في مناطق العزل والحجر داخل المستشفى. لمعرفة عدد الاصابات على كافة الأراضي اللبنانية، يرجى متابعة التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة العامة.

وجاء في التقرير:

"- عدد الفحوصات التي أجريت داخل مختبرات المستشفى خلال ال24 ساعة المنصرمة: 608 فحصا.

- عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا الموجودين داخل المستشفى للمتابعة: 85

- عدد الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا خلال ال24 ساعة المنصرمة: 22

- عدد حالات شفاء المرضى المتواجدين داخل المستشفى خلال ال24 ساعة المنصرمة: 2

- مجموع حالات شفاء مرضى من داخل المستشفى منذ البداية حتى تاريخه: 580 حالة شفاء

- عدد الحالات التي تم نقلها من العناية المركزة الى وحدة العزل بعد تحسن حالتها: 1

- عدد الحالات الحرجة داخل المستشفى: 30

- حالات وفاة: 1".

 

16 وفاة و1450 إصابة كورونا ومستشفى صيدا "يستسلم"

المدن/23 تشرين الأول/2020

رغم الوتيرة المتأرجحة صعوداً وهبوطاً في عدد الإصابات اليومية، ما زالت مخاطر انتشار كورونا كبيرة، خصوصاً أن نسبة الفحوص الموجبة من الفحوص اليومية تسير في مسار تصاعدي، وإن ببطء. وهذا يؤشر إلى مدى اتساع رقعة الوباء. إذ لم يثمر مخطط الإقفال الجزئي أي نتيجة مقبولة بعد. ما يعني استمرار مشهد الإقفال في الأسابيع المقبلة، خصوصاً بعد فتح المدارس في مطلع الأسبوع المقبل لمرحلتي المتوسط والابتدائي، وظهور إصابات يومية في المدارس، كان آخرها ما أعلنته إدارة ثانوية التربية والتعليم في بلدة الدوير، الخميس في 22 تشرين الأول، عن إقفال صفوفها لمدة 17 يوماً، بعد إصابة تلميذ، وذلك حرصاً على صحة وسلامة الطلاب والمعلمين.

العودة إلى الأرقام المرتفعة

على مستوى الإصابات، ارتفع عدد الإصابات اليوم الخميس في 22 تشرين الأول مسجلاً رقماً مرتفعاً بالوفيات. وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 16 حالة وفاة و1450 إصابة جديدة، بينها 8 إصابات للوافدين. وأظهرت أرقام التقرير اليومي لوزارة الصحة، أنه رغم استقرار عدد الفحوص على معدلات يوم أمس، الذي شهد انخفاضاً بعدد الإصابات، ارتفعت الأخيرة بشكل كبير، واستقرت نسبة الفحوص الموجبة عند حدود إلى 11.2 في المئة من مجمل الفحوص التي وصلت إلى 13921، آخذة مساراً تصاعدياً. ووصل عدد الإصابات الكلي إلى 67029، وبات عدد الوفيات 552، منذ اندلاع الأزمة. وأظهرت الأرقام إصابة تسعة من العاملين في القطاع الصحي، ليرتفع عدد الإصابات في القطاع إلى 1320 إصابة. ووصل عدد الحالات في الاستشفاء إلى مستوى قياسي مسجلاً 693 حالة، بينها 241 في قسم العناية الفائقة.

مستشفى صيدا

أعلن العاملون في مستشفى صيدا الحكومي التوقف عن استقبال مرضى كورونا ابتداء من الشهر المقبل، نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة والاقتصادية المزرية، ولأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، ما جعلهم غير قادرين على الحضور إلى عملهم.

واعتبروا أن مسؤوليتهم الأخلاقية والمهنية حتمت عليهم استقبال المرضى من أهالي صيدا والجوار، لكنهم باتوا غير قادرين، رغم كل الدعم المعنوي، الذي لا يطعم أطفالهم ولا يؤمن لهم مصاريف العيش الكريم.

إصابات المناطق

يستمر الوباء في التفشي بالمناطق الشمالية. وأعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء طرابلس تسجيل 56 حالة جديدة خلال الـ24 ساعة المنصرمة. كذلك سجل التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار 25 إصابة جديدة. وبينما أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل تسع حالات، أكدت لجنة إدارة الأزمات في قضاء الكورة تسجيل 17 حالة. كما أعلنت خلية الأزمة في بلدية شكا - البترون تسجيل ثلاث إصابات. وفي جبل لبنان، سجلت بلدة الحدت 6 إصابات جديدة، ما رفع مجموع الحالات النشطة قيد المتابعة إلى 117. وكذلك أعلنت بلدية شحيم تسجيل 15 إصابة جديدة، ما جعل عدد المصابين ضمن البلدة 128. وبقاعاً، أكدت بلدية النبي شيت أن عدد الإصابات في البلدة ارتفع بشكل مضطرد مما ينذر بخطر محدق، مناشدة الأهالي اتخاذ أقصى تدابير الوقاية وعدم تنظيم التجمعات، كي لا يصار إلى إقفال البلدة لمدة أسبوعين. وجنوباً، أعلنت بلدية كفركلا عن وجود 40 شخصا قيد الحجر الالزامي، طالبة منهم عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة. وأعات فتح المؤسسات في البلدة لكن مع اتخاذ الاجراءات الوقائية والتعقيم.  بدورها أكدت خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل تسجيل 8 حالات جديدة، حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم. كذلك أعلنت بلدية البيسارية في قضاء الزهراني تسجيل إصابتين جديدتين، ما رفع العدد إلى 15 إصابة في البلدة إثنين منها في المستشفى. كما أعلنت بلدية الدوير تسجيل ثلاثة إصابات.

 

"بطاقة الساجد": مشروع حزب الله لإطعام الجوعى

المدن/23 تشرين الأول/2020

بعد البطاقات التموينية التي يوزعها حزب الله على عناصره لشراء الحاجيات من تعاونيات ومحلات محددة بأسعار مخفضة، بدأ حزب الله بتطبيق خطة إطلاق "بطاقة الساجد"، التي لن تكون محصورة بعناصر الحزب ومناصريه، بل ستخصص للفقراء والمعوزين، وذلك تيمناً بالإمام زين العابدين الملقب بالساجد، الذي وقف مرويات الشيعة كان يساعد الفقراء والمعوزين ويسدد ديون المتخلفين عن السداد بسبب العوز.  ووفق معلومات "المدن"، ما زال العمل على هذه البطاقة في مراحله الإعدادية، وستوزع بداية على نطاق ضيق كتجربة، ليصار إلى توسيع المستفيدين منها لاحقاً، لتطال أكبر عدد ممكن من الفقراء الشيعة. فالحزب يتحسب من موجة الفقر التي بدأت تضرب اللبنانيين، ويحاول بهذه البطاقة مساعدة الفقراء. ووفق مصادر متعددة، لم يحسم المبلغ الذي ستستفيد منه كل عائلة بعد. البعض أكد أن المبلغ ربما يكون 500 ألف ليرة، بينما أكد البعض أن المبلغ سيكون بداية 300 ألف ليرة، من دون تحديد المهلة الزمنية، وإذا ما كانت شهرية دائمة أو لفترة محددة. ويستطيع حامل هذه البطاقة شراء حاجياته من التموين الغذائي من محلات محددة. وعندما تنفذ الأموال من البطاقة، يستطيع الحصول على حسم على كامل السلة الغذائية بنحو 30 في المئة. لم يكشف أمر هذه البطاقة للعموم بعد. وما زال الحديث بشأنها محصوراً بين قيادات حزب الله. كما لم يحسم أمر المبلغ المخصص لكل أسرة، وإذا ما سيوزع كل شهر. ووفق مصادر "المدن"، يبدو أن هناك تضارباً بشأن المعلومات حول هذه البطاقة. البعض يؤكد أنها ستكون مخصصة للفقراء والمعوزين بشكل عام، والبعض الآخر يؤكد أنها ستكون مخصصة للفقراء في الطائفة الشيعية تحديداً. لكن، وفي جميع الأحوال، ووفق المنطق الطائفي والاجتماعي والسياسي اللبناني، ستكون البطاقة مخصصة للفقراء الشيعة. فالحزب لا يستطيع حتى سد جوع بيئته اللصيقة، فكيف له بأن يفعل مع الفقراء بشكل عام، بعدما بات أكثر من 40  في المئة من اللبنانيين فقراء. بالتالي، جل ما يستطيع حزب الله القيام به لمواجهة الفقر والجوع مبادرات موسمية ومحدودة، لا تسمن ولا تشبع جائعاً.

 

“هيومن رايتس ووتش”: لا مصداقية في التحقيقات اللبنانية إثر انفجار المرفأ

صوت بيروت انترناشيونال/22 تشرين الأول/2020

لا يزال انفجار مرفأ بيروت لغز يغزو الأروقة اللبنانية، إذ لا أخبار جديدة عن هذه الإبادة الجماعية التي يعود سببها جشع الطبقة السياسية ولم نعرف بعد أكثر من شهرين من المسؤول ومن الفاعل وما الأسباب. في هذا السياق، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، الخميس، أن التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية في الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت هذا الصيف لم تتمكن من التوصل إلى نتائج ذات مصداقية رغم مرور شهرين على الانفجار. وقالت المنظمة إن ذلك نتيجة للتدخّلات السياسية التي صاحبها تقصير متجذّر في النظام القضائي “جعلت على ما يبدو من المستحيل إجراء تحقيق محليّ موثوق به ومحايد”.

ودعت هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في أسباب الانفجار لتحديد المسؤولية. ودعت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي ستجتمع الأسبوع المقبل، إلى الضغط على السلطات اللبنانية لقبول إجراء تحقيق مستقل. وأسفر انفجار الرابع من أغسطس الضخم عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 آخرين عندما انفجر حوالي 3000 طن من نترات الأمونيوم، شديدة الانفجار، في مرفأ بيروت، ودمر العديد من الأحياء وآلاف المباني السكنية والتاريخية والصحية. ولم يتبين بعد سبب اشتعال المواد الكيميائية التي ظلت مخزونة في المستودع لمدة ست سنوات. وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأنّ 25 شخصا اعتُقلوا بسبب ارتباطهم بالقضية، ووُجهّت تهما إلى 30 شخصا، معظمهم من مسؤولي المرفأ والجمارك.

 

مصدر أمني يكشف الدور السري لباسيل في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل

صوت بيروت انترناشيونال/22 تشرين الأول/2020

دور كبير يلعبه صهر الرئيس ميشال عون في “معركة” ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل إذ كشف مصدر أمني نقلا عن هيئة البث الإسرائيلي “مكان” أن الوزير السابق جبران باسيل يؤدي دورا سريا كبيرا في المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية حول ترسيم الحدود بينهما.

وكشف المصدر أن باسيل قد أجرى لقاءات عدة مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في دول مختلفة لبحث ملف الترسيم، ولفت المصدر إلى أن باسيل تعهد بالحصول على موافقة “حزب الله” في هذا الشأن. كما أشار المصدر أن باسيل عمل مع الجانب الأمريكي على إبقاء الملف بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتابع الموضوع مع الأميركيين عبر وسطاء في واشنطن من أصول لبنانية.

 

أصبح لبنان معتبرا" من قبل العالم، أنه بلدا" إرهابيا" ومصدر للإرهاب

 The Unsaid Lebanon/ الخميس 22 تشرين الأول 2020

وضع حزب الله في لبنان، يشبه الى حد كبير وضعية حركة حماس في فلسطين، كما أن الطبقة السياسية اللبنانية تشبه نظيرتها حركة فتح. هذه الثنائيات في لبنان وفلسطين، تتكامل وتتفاعل فيما بينها، وتقع تحت رهبة وهيمنة السلاح. إذ يكون الإستبلشمنت السياسي لكلا البلدين، هو مجرد واجهة رسمية للتعامل مع الخارج. جراء الإحتلال الإيراني للبنان من خلال حزب الأمونيوم، أصبح لبنان معتبرا" من قبل العالم، أنه بلدا" إرهابيا" ومصدر للإرهاب. ومع إزدياد وتيرة الإنحدار الاقتصادي، من دون أي حل في الأفق، سيصبح لبنان بلدا" منكوبا" وأرض محروقة.

هذه الظروف المأساوية، ستنتج قضية لبنانية جديدة، مشابهة للقضية الفلسطينية التي نعرف متى بدأت، ولكن لا نعرف متى ستنتهي. لا حل في لبنان، إذا لم يطبق القرار ١٥٥٩ كخطوة أولى على طريق إستعادة لبنان نفسه وعافيته.

 

أي قوة داخلية أو دولية ستستطيع تنظيم صفوف المتحاصصين وأكَلة الجبنة السياسية والمالية

الياس الزغبي/فايسبوك/22 تشرين الأول/2020

هل ستسمح حيتان السلطة الحاكمة للحريري بتشكيل حكومة "اختصاصيين من خارج الأحزاب تنفذ الورقة الفرنسية للإصلاحات"، كما وعد في بيانه المقتضب من قصر بعبدا بعد تكليفه؟ المنتظر أن يعاجله "الثنائي الشيعي" بفرض وزرائه، وعلى رأسهم وزير المال، ولو كان توزيرهم تحت غطاء لائحة من أسماء يختار منها! وإذذاك ستهجم شهيات جهنم عليه من حيتان السلطة الأخرى! فأي قوة داخلية أو دولية ستستطيع تنظيم صفوف المتحاصصين وأكَلة الجبنة السياسية والمالية!؟ ... اللهمّ إلّا إذا كان هناك تواطؤ داخلي خارجي على تثبيت أحزاب السلطة في الحكومة تحت دخان "الاختصاصيين غير الحزبيين"

 

البنك الدولي: مليار دولار جاهزة لدعم اقتصاد لبنان

 سكاي نيوز عربية23/22 تشرين الأول/2020

أكد نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا فريد بلحاج، أن البنك جاهز لتقديم مليار دولار لدعم الاقتصاد اللبناني والمشاريع الأكثر أولوية. وأشار بلحاح إلى أن “المطلوب من الحكومة اللبنانية فتح الأبواب للداعمين من المجتمع الدولي بشكل يعيد الثقة ويسهم في مساعدة الشعب اللبناني.”

 

"بعد ٣٠ عاماً وللمرّة الأولى"... تمارا داني شمعون تطلّ الى العلن مع ريكاردو كرم!

قناة 23/22 تشرين الأول/2020

نشر الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم على حسابته عبر مواقع التواصل الإجتماعي صوراً قديمة لطفلة تليها صورة خلف الكواليس لمقابلة لا تبدو معالمها واضحة. ورجح روّاد مواقع التواصل  أن تكون "تمارا" الإبنة الصغرى لرئيس حزب الوطنيين الأحرار المغدور داني شمعون والتي لم تظهر حتى اليوم على الإعلام.

وبالفعل، أكّد الإعلامي ريكاردو كرم هذا الأمر معلناً أنه حاور "تمارا"  الناجية من مجزرة إغتيال عائلتها تمارا شمعون منذ 30 عاماً. وفي التفاصيل، أطلّت تمارا من منزل والدها الراحل في فقرا، واشارت في سياق الحديث أنها استطاعت أن تتعرف على أفراد عائلتها المغدورين وذلك افتراضياً من خلال مشاهدة أفلام الفيديو التي تحتوي على تسجيلات لعائلتها وهم ينبضون حياةً وسعادةً. وأكّدت تمارا أن الانتقام لن يعيد لها عائلتها بل سوف يضعها في مستوى المجرمين الذين خططوا لهذه الجريمة.  وقالت "كلنا حزينون ونشعر بالإهانة لما يحدث في بلادنا، ولهذا لا يجب أن نتوقف عن الحديث عنه، ربما بقليل من الأمل سيتوقف الماضي عن تكرار نفسه وستتغير الأمور في سبيل الخير والإيجابية، لكنني أعتقد أيضاً أن التغيير يبدأ مع ذاتنا." وأضافت "منذ عام استيقظ ضمير الشباب وآمل حقاً ألا يزداد الوضع سوءاً حتى لا يفقد هؤلاء الشباب ما بقي من أمل."

 

من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟

الحرة/الخميس 22 تشرين الأول 2020

نشر موقع "الحرة" تقريراً بعنوان: "مكافأة للإدلاء بمعلومات عنهم.. من هم عناصر حزب الله الذين اختطفوا الرحلة 847؟"، جاء فيه: "في 14 حزيران عام 1985، اعترضت مجموعة من "الخاطفين المسلحين"، التابعين لحزب الله، مسار الرحلة 847 التابعة لطيران "تي دبليو إيه" الأميركية، وأجبروها على الهبوط في بيروت، لتبدأ رحلة من الابتزاز والمفاوضات، أسفرت عن مقتل أحد الركاب المحتجزين وإطلاق سراح الآخرين وعددهم 153".

وتابع، "في 10 تشرين الأول 2001، تم وضع كل من عماد مغنية، محمد علي حمادة، حسن عز الدين، وعلي عطوة، في قائمة أبرز الإرهابيين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقرر الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش، آنذاك، منح مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنهم، ضمن برنامج يدعى "مكافآت في سبيل العدالة".

وذكر، "كذلك، فعلت الخارجية الأميركية، إذ أعلنت اليوم، مكافأة بنفس القيمة لمن لديه معلومات حول ثلاثة منهم بعد مقتل مغنية، لدورهم في اختطاف طائرة تي دبليو إيه رحلة رقم 847 سنة 1985، حيث قتل الخاطفون مواطناً أميركياً، وعرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى القبض على ثلاثة إرهابيين ينتمون لحزب الله اللبناني لدورهم في عملية اختطاف طائرة، عام 1985، قتل خلالها مواطن أميركي". ووفق التقرير، "وقعت العلمية الإرهابية حينما كانت الرحلة 847 في مسارها المعتاد من القاهرة إلى سان دييغو الأميركية، مروراً بأثينا، ومن ثم روما، بوسطن، ولوس أنجلوس، اعترضت مجموعة مسلحة تابعة للحزب اللبناني، طريقها في اليونان، وأجبروها على الهبوط في العاصمة اللبنانية".

ولفت إلى أنّ "الخاطفين طلبوا الإفراج عن 17 سجيناً في الكويت، متورطين بعملية إرهابية عام 1983، وإطلاق سراح مئات اللبنانيين من السجون الإسرائيلية. وبعد يوم واحد من عدم الاستجابة لمطالبهم، قتل أحد الرهائن، وهو أميركي يبلغ من العمر 23 عاماً، ويدعى روبرت دين ستيثيم، غواص في البحرية الأميركية، وألقيت جثته في مدرج مطار بيروت، بحسب موقع "ميديوم" الأميركي". وأضاف، "من ثم استجابت إسرائيل لمطالبهم مطلقة سراح عدد من المسجونين لديها، كما ساهمت مفاوضات بإطلاق سراح 40 مسافراً، في 17 حزيران 1985، وبقي 39 مسافراً محتجزين حتى 30 حزيران 1985، إذ أفرج عنهم وتم نقلهم إلى ألمانيا". ووفق التقرير، "يعتبر عماد مغنية أشهر مرتكبي هذه الجريمة، وهو من مواليد جنوب لبنان 7 كانون الأول 1962، وقتل في 12 شباط 2008 عن عمر يناهز 45 عاماً في انفجار غامض بالعاصمة السورية دمشق، بعدما تورط في عمليات إرهابية عدّة، باعتباره أحد أكبر القيادين العسكريين في حزب الله، وأما محمد علي حمادة، الذي حُكم بالسجن المؤبد في ألمانيا قضى منها 18 عاماً (1987-2005) لقتله أحد غواصي البحرية الأميركية، أفرج عنه لعدم وجود معاهدة بين ألمانيا والولايات المتحدة تجيز تبادل المطلوبين وتسليم أشخاص عوقبوا بنفس القضية، وكذلك في لبنان، الذي رفض تسليم المشارك في عملية احتجاز الطائرة الأميركية".

وقال المتحدث بإسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، آنذاك "نحن نؤكد لكل من يريد الاستماع، بما في ذلك السيد حمادة، اننا سنتعقبه ونأتي به ليحاكم في أميركا على ما فعل".

وأشار التقرير، إلى أنّ "اسم حسن عز الدين كان قد أعاد طرح وقائع الجريمة محلياً في لبنان، بعدما رشّح حزب الله أحد قادته السياسيين لمجلس النواب اللبناني بنفس الاسم، ولكن لشخص مختلف، إذ أنّ الأول من مواليد عام 1963، وهو من القادة العسكريين للحزب، وعلي عطوة، من مواليد العام 1960، وهو أحد أعضاء حزب الله، الذي لم يصعد الطائرة، بعدما استطاعت المخابرات اليونانية إلقاء القبض عليه، ولكن تم إطلاق سراحه لقاء الإفراج عن 8 مسافرين يونانيين كانوا محتجزين على متن الطائرة".

وكشف موقع "ميديوم"، عن بعض ما جرى في ذلك اليوم، ما يعطي فكرة واضحة عن توزيع الأدوار لإتمام عملية إرهابية، تطالب الخارجية الأميركية بمرتكبيها حتى اليوم.

وتابع، "في 13 حزيران عام 1985، قبل يوم من اختطاف الطائرة، دخل مجموعة من الأشخاص بينهم حسن عزالدين، علي عطوة ، ومحمد علي حمادة ، إلى صالة مطار العبور، في أثينا، واشتروا تذاكر رحلة "تي دبليو أي" رقم 847 المتجهة إلى روما، وبالرغم من استحواذهما على أسلحة قاموا بتغليفها جيّداً في الألياف الزجاجية وأكياس النايلون، استطاع حمادة وعز الدين اجتياز الحاجز الأمني اليوناني، لاحقين بالطائرة التي وصلت عند الساعة 10:10 صباحاً، متجاوزين الفحص الأمني والتدقيق في جوازاتهم".

وأضاف، "دخل كل منهما بملابس انيقة وبحقائب مليئة بالسلاح، ليفاجأ الركاب بعد حوالى 20 دقيقة من الإقلاع، بالوقوف في ممر الطائرة والإعلان عن استيلائهم على الطائرة وبأنهم من يتحكمون بها، بحسب الموقع الأميركي، واقترب عز الدين من المضيفة وتدعى أولي ديريكسون، وركلها أرضاً، لتعلمهم بعدها أنها ستمتثل لطلباتهم، ولاحظت أنّ حمادة يتكلم الألمانية بطلاقة، لاسيما أنها عاشت في برلين واكتسبت الجنسية الألمانية".

وأشار إلى أنّ "حمل حمادة مسدساً عيار 9 ملم، بينما عز الدين قنبلة يدوية، ودخلو إلى غرفة القيادة، حيث كان في الداخل الطيار، جون إل تيستراك، كريستيان زيمرمان، مهندس الطيران، والضابط الأول فيل ماريسكا. حاول مهندس الطيران التصرف بأي شكل من الأشكال، إلا أنّ عز الدين قام بضربه والضابط الأول بالمسدس". وختم، "اتبع الطيار أوامر الخاطفين الذين طلبوا في البداية نقلهم إلى الجزائر، ومن ثم حولوا مسار الطائرة إلى بيروت. وطالب الإرهابيون الركاب بجوازات سفرهم، أموالهم، ومجوهراتهم، كما سأل الخاطفون عن الركاب الإسرائليين، أو اليهود، إلا أنّ المضيفة أعلمتهما أنّه لا يوجد أحد من الجنسية الإسرائلية، كما أنّ الجوازات الأميركية لا تحدد الديانة".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

العالم يسجل أكثر من 41.2 مليون إصابة بـ«كورونا»

واشنطن: /الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020»

أظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس كورونا أن إجمالي عدد الإصابات به حول العالم تجاوز 41.2 مليون حتى صباح اليوم (الخميس)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وكشفت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، عند الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 41 مليوناً و228 ألف حالة. وأوضحت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 28.1 مليوناً، بينما تجاوز عدد الوفيات المليون و131 ألف حالة. وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا والأرجنتين وإسبانيا وفرنسا وكولومبيا وبيرو والمكسيك والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وإيران وتشيلي والعراق. كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا. وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات «كورونا» حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

 

رئيس أرمينيا: نخوض حربا ضد إرهاب دولي تدعمه تركيا

العربية.نت/22 تشرين الأول/2020

قال رئيس أرمينيا، أرمين سركيسيان، إن بلاده تخوض حربا ضد الإرهاب الدولي الذي تدعمه تركيا بكل ما لديها من أسلحة. جاء ذلك في تصريحات نقلتها "بوابة الأهرام" عن مقابلة لصحيفة "الأهرام ويكلي" Al Ahram Weekly المصرية الناطقة بالإنجليزية. سركيسيان قال إن العدوان العسكري والتدخل السياسي المباشر والسلوك المدمر لتركيا الداعمة الأكبر لأذربيجان "حقيقة مثبتة لا جدال فيها". وأضاف أن تركيا سعت لتشكيل ما سمّاها "شبكة شريرة" ضد الأرمن بإرسال مرتزقة وإرهابيين من سوريا وليبيا. وأشار إلى أن "وجود هؤلاء يؤدي إلى إشعال النار في المنطقة بأكملها وما وراءها". سركيسيان قال إن الهدف الأساسي لهذا العدوان (التركي) هو التطهير العرقي، فهي السياسة التي اتبعتها الدولة العثمانية ضد الأرمن أوائل القرن العشرين. وتواصل تركيا تأجيج التوتر في منطقة ناغورنو كارباخ، حيث قال فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، أمس الأربعاء، إن بلاده لن تتردد في إرسال قوات وتقديم دعم عسكري لأذربيجان، إذا طلبت باكو ذلك مضيفاً أنها لم تطلب ذلك بعد. كان الرئيس الأرميني قال، الأربعاء، إنه إذا توقفت تركيا العضو في الناتو بأن تكون طرفاً في نزاع ناغورنو كاراباخ فسيكون من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام. يأتي ذلك فيما اجتمع الرئيس الأرميني، الخميس، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بروكسل، لمناقشة نزاع ناغورنو كاراباخ، بحسب ما نقلت وكالة أرمنبرس نقلا عن مكتب الرئيس الأرميني. وأطلع الرئيس الأرميني، بوريل على "العدوان الأذربيجاني" الذي تقوده تركيا ضد إقليم ناغورونو كاراباخ. وقال الرئيس الأرميني لبوريل إن تركيا تجلب الإرهابيين للمنطقة وهذا يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي. ومن جانبه، أعرب بوريل عن قلقه العميق إزاء استمرار الأعمال العسكرية، مشددا على "ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات في إطار مجموعة مينسك".

 

بوتين: 5 آلاف قتيل في معارك ناغورنو كاراباخ

المصدر: العربية.نت/22 تشرين الأول/2020

ذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، أن عدد قتلى معارك ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان "يقارب 5 آلاف" قتيل، بحسب فرانس برس. هذا واجتمع الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بروكسل، الخميس، لمناقشة نزاع ناغورنو كاراباخ، بحسب ما نقلت وكالة أرمنبرس، نقلاً عن مكتب الرئيس الأرميني. واطلع الرئيس الأرميني، بوريل على "العدوان الأذربيجاني" الذي تقوده تركيا ضد إقليم ناغورونو كاراباخ. وقال الرئيس الأرميني لبوريل إن "تركيا تجلب المتشددين للمنطقة وهذا يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي". ومن جانبه، أعرب بوريل عن قلقه العميق إزاء استمرار الأعمال العسكرية، مشدداً على "ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات في إطار مجموعة مينسك". وفي تطور سابق، وافق الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على نشر مراقبين في كاراباخ ولكن ضمن شروط. وفي السياق نفسه، اعتبرت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن تصريح رئيس وزراء أرمينيا الذي يؤكد على أنه لا يوجد حل دبلوماسي للصراع بمثابة "صدمة"، ودعتها للكف عن محاولتها تضليل المجتمع الدولي وسحب قواتها من الأراضي الأذربيجانية، والبدء في الانخراط في تسوية والدخول في مفاوضات لحل النزاع تجنبا للمزيد من التصعيد.

وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أفادت على "تويتر" بتعرض أذربيجان لصواريخ باليستية أطلقتها أرمينيا صباح اليوم الخميس، مؤكدة استمرار الانتهاك الجسيم لوقف إطلاق النار من قبل أرمينيا، فيما دعت الخارجية الأرمينية أذربيجان وداعمتها تركيا إلى عدم تقويض جهود المجتمع الدولي. وقالت إن القوات المسلحة الأرمينية قصفت بالمدفعية مواقع في منطقة "فضولي" الأذربيجانية، فيما اتهم مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف على "تويتر" أرمينيا بإطلاق صواريخ تكتيكية على مدن أذربيجانية، مشيراً إلى أن أرمينيا تواصل جرائم الحرب ضد المدنيين. ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع في إقليم ناغورنو كاراباخ إنها سجلت سقوط 40 قتيلا آخرين بين جنودها ليصل إجمالي عدد القتلى العسكريين 874 منذ بدء القتال مع قوات أذربيجان يوم 27 سبتمبر. يأتي ذلك فيما نقلت وكالة "أرمنبرس" عن وزارة الخارجية الأرمينية دعوتها أذربيجان وداعمتها تركيا إلى عدم تقويض جهود المجتمع الدولي لإرساء وقف لإطلاق النار يمكن التحقق منه. وقالت: "ندعو أذربيجان وتركيا للكف عن السياسة التي اعتادتا اتباعها بإلقاء اللوم على الآخرين.. نؤكد مجددا أن نزاع ناغورنو كاراباخ يمكن حله بالوسائل السلمية فقط في إطار الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وأضافت: "تؤيد أرمينيا باستمرار التنفيذ غير المشروط لاتفاقي وقف الأعمال العدائية اللذين تم التوصل إليهما في 10 و17 أكتوبر الجاري".

الدفاع عن ناغورنو كاراباخ

يأتي ذلك فيما حث رئيس الوزراء الأرميني مواطنيه على التسجيل كمتطوعين في الجيش للمساعدة في الدفاع عن البلاد وسط الصراع مع أذربيجان حول إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، حيث تدور معارك عنيفة للأسبوع الرابع دون أي مؤشرات على تراجع حدة القتال. قال نيكول باشينيان، مساء الأربعاء، في بث مباشر على "فيسبوك"، إن على جميع الأرمن "حمل السلاح والدفاع عن الوطن الأم" وحث رؤساء البلديات المحلية على تنظيم وحدات تطوعية. وقال باشينيان: "لا توجد وسيلة الآن لتسوية قضية ناغورنو كاراباخ من خلال الدبلوماسية. في هذه الحالة، قد نعتبر كل الآمال والمقترحات والأفكار حول الحاجة إلى إيجاد تسوية دبلوماسية منتهية. وتشير إحصاءات مسؤولي ناغورنو كاراباخ إلى مقتل 834 من جنودهم منذ 27 سبتمبر، إلى جانب أكثر من 30 مدنيا. فيما لم تكشف أذربيجان عن خسائرها العسكرية لكنها قالت إن 63 مدنيا قتلوا حتى الآن وأصيب 292.

استعادة الأراضي بالقوة

واشترط الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف انسحاب القوات الأرمينية من ناغورنو كاراباخ لوقف الأعمال الحربية. وأصر على أحقية أذربيجان في استعادة أراضيها بالقوة بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الوساطة الدولية التي لم تسفر عن أي تقدم. وقال مستشار علييف للسياسة الخارجية، حكمت حاجييف، بأن تصريح باشينيان يعكس عدم اهتمام أرمينيا بالتوصل إلى تسوية دبلوماسية، ويظهر عدم احترام للجهود التي يبذلها الوسطاء الدوليون. وتشارك روسيا والولايات المتحدة وفرنسا في رئاسة ما يسمى بمجموعة مينسك، التي أنشأتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في التسعينيات للتوسط في الصراع. وبعد محاولتين فاشلتين للتوسط في هدنة، استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه من أرمينيا وأذربيجان في جولة أخرى من المحادثات المنفصلة أمس الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المحادثات ركزت على "القضايا العاجلة المتعلقة باتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها سابقا".

محاولات جديدة للتوسط

ومن المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان يوم الجمعة مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن. موضوع يهمك?كشف استطلاع للرأي جديد أن الرئيس دونالد ترمب يتفوق على المرشح الديموقراطي جو بايدن في إحدى ولايات ساحة المعركة وهي...ترمب يوسع تقدمه في ميشيغان المتأرجحة بأكثر من نقطتين ترمب يوسع تقدمه في ميشيغان المتأرجحة بأكثر من نقطتين أميركا وقال بومبيو الأسبوع الماضي إن واشنطن تبذل جهودا دبلوماسية للمساعدة في تحقيق تسوية مستدامة للصراع، ودعا كلا البلدين إلى "تنفيذ التزاماتهما المتفق عليها بوقف إطلاق النار". ودافعت تركيا بقوة عن حق حليفتها أذربيجان في استعادة أراضيها بالقوة، وسعت من أجل لعب دور دبلوماسي بارز في الصراع. كما قدمت طائرات بدون طيار هجومية وأنظمة صواريخ بعيدة المدى خلال السنوات السابقة منحت الجيش الأذربيجاني ميزة في ساحة المعركة. في الوقت ذاته تدخلت روسيا، التي تمتلك قاعدة عسكرية في أرمينيا واتفاقًا أمنيًا يلزم موسكو بحماية حليفتها، بحذر في محاولة أيضًا للحفاظ على علاقات جيدة مع أذربيجان وتجنب الخلاف مع تركيا. كما استهدف الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان تركيا خلال زيارة لبروكسل الأربعاء، متهماً الدولة المجاورة بإرسال مسلحين من سوريا إلى منطقة الصراع.

 

بومبيو: إجراءات رفع السودان من لائحة الإرهاب ماضية كما وعد ترمب وشكر السعودية وقال إن واشنطن مصممة على جلب قتلة المارينز في لبنان إلى العدالة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن اسم السودان سيرفع من لائحة الداعمة للإرهاب، تنفيذاً للوعد الذي قطعه الرئيس دونالد ترمب، حاثا الخرطوم في المقابل، على الإسراع بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأشار بومبيو إلى أن السلطات الأميركية ستحيي الجمعة ذكرى 241 أميركياً كانوا في الخدمة وقتلوا قبل 37 سنة بتفجيرات انتحارية يقف خلفها «حزب الله» ضد حفظة السلام الأميركيين والفرنسيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتذكر هؤلاء الأبطال دائماً الذين قدموا التضحية القصوى في ذلك اليوم. وأضاف: «سنبقى مصممين على جلب القتلة إلى العدالة».

وخلال مؤتمر صحافي صباح الأربعاء تطرق فيه إلى العديد من الملفات مع روسيا والصين وبوليفيا فضلاً عن الهند واليابان، تحدث وزير الخارجية الأميركي عن تحرير اثنين من الرهائن الأميركيين لدى الحوثيين في اليمن، معبراً عن امتنانه الكبير للدعم الدبلوماسي الذي تلقته الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لإعادة رهينتين أميركيتين ورفات أميركي ثالث كانوا محتجزين لدى الميليشيا المدعومة من إيران. وإذ أشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة بذلت جهداً تعاونياً استثنائياً من خلال استعادة مواطنين أميركيين كانا محتجزين رهينتين لدى الحوثيين في اليمن، كان لكل منهما لم شمل عاطفي مع عائلته، وكلاهما بخير، قدم العزاء لذوي مواطن أميركي ثالث توفي خلال احتجازه، ولكن جرت استعادة رفاته. وقال: «نحن ممتنون للغاية للدعم الدبلوماسي الذي تلقيناه من زعماء كل من عمان والمملكة العربية السعودية حتى نتمكن من إعادة هؤلاء إلى الوطن». وأضاف أنه «لاحظتم كيف انضممنا إلى تعاون ممتاز مع شركائنا الخليجيين»، مشيراً إلى الجهد الذي بذل مؤخراً في إطار الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وأمل في «مواصلة العمل مع شركائنا الإماراتيين لجعل إكسبو 2020 في دبي قصة نجاح حقيقية». ولفت إلى أن «وزير الخزانة منوشين اختتم للتو زيارة تاريخية إلى إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، والتي تضمنت توقيع المزيد من الاتفاقات في إطار اتفاق إبراهيم، فضلاً عن أول رحلة جوية من إسرائيل إلى البحرين، وأول رحلة تجارية من الإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل. وتوقع أن تصير هذه الرحلات روتينية».

وأكد أن إدارة الرئيس ترمب وفت هذا الأسبوع بوعد قدمناه في يونيو (حزيران) الماضي بشأن معاقبة أي تعامل تجاري مع النظام الإيراني، وعمليات الشحن الخاصة معه، مشيراً إلى وضع ست كيانات وشخصين تحت العقوبات الأميركية. وأكد أن هذا «تحذير لأي كان» يتعامل مع إيران.

وحول ارتباط خطوة رفع السودان من القائمة مقابل التطبيع مع إسرائيل، قال بومبيو: «نعمل مع كل الدول لاتخاذ خطوات للاعتراف بدولة إسرائيل وهذا بالطبع يتضمن السودان»، آملاً في أن «تقوم السودان بهذه الخطوة بسرعة ونأمل في أن تقوم كل الدول بهذه الخطوة أيضاً». ولفت إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخراً بين الحكومتين الأميركية والسودانية في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي للتعاون في مشاريع رئيسية للطاقة والعناية الصحية، مؤكداً أنه «ستكون هناك منافع هائلة للشعب» السوداني. وعبر عن سعادته بأن العلاقة بين البلدين «تتقدم»، مؤكداً أن الأهم سيأتي عندما يرفع اسم السودان عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب، مثلما وعد الرئيس دونالد ترمب، الذي أعلن أنه يجري العمل حاليا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. لكنه أشار إلى أنه لا يوجد توقيت محدد للإعلان عن هذه الخطوة. وقال «ليس لدي موعد محدد لكننا بدأنا بالفعل في الإجراءات القانونية وهذه الخطوة جاءت نتائج مشاورات استمرت لأكثر من ثلاث سنوات».وأشار إلى أن السلطات الأميركية ستحيي الجمعة ذكرى 241 أميركياً كانوا في الخدمة وقتلوا قبل 37 سنة بتفجيرات انتحارية يقف خلفها «حزب الله» ضد حفظة السلام الأميركيين والفرنسيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتذكر هؤلاء الأبطال دائماً الذين قدموا التضحية القصوى في ذلك اليوم. وأضاف: «سنبقى مصممين على جلب القتلة إلى العدالة». وفي ملف سوريا، أعلن أن اجتماعاً سيعقد اليوم الخميس للجنة المصغرة لتأكيد الدعم القوي من الولايات المتحدة لتسوية سياسية سلمية للحرب السورية بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2254، ورحب بالعقوبات الأوروبية الأخيرة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتعهد مواصلة العمل لمحاسبة المتورطين في حملات القمع والقتل ضد الشعب السوري. وطالب بومبيو القوات الأجنبية بمغادرة ليبيا تمهيدا لحل النزاع الليبي.

 

المخابرات الإسرائيلية تتحفظ على دخول الإماراتيين بلا تأشيرة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020»

في الوقت الذي تتقدم فيه المساعي الإماراتية والإسرائيلية للتقدم على طريق السلام بينهما، وبعد الأجواء الاحتفالية التي خيمت على حفل التوقيع على أربعة اتفاقات شراكة وتعاون بينهما، كشفت مصادر سياسية عن مشكلة أمنية جدية لدى المخابرات مع إحدى الاتفاقيات التي تنص على إتاحة دخول المواطنين من وإلى البلدين من دون تأشيرة دخول لمدة 90 يوماً. وقالت هذه المصادر إن المخابرات العامة (الشاباك) والمخابرات الخارجية (الموساد)، أبديتا تحفظاً بعد توقيع الاتفاقيات الأربع، أول من أمس، في مطار بن غوريون. ونقل على لسان رئيس «الشاباك»، نداف أرغمان، قوله إن فرض تأشيرة دخول هو صمام الأمان في شروط الدخول لإسرائيل. فبواسطتها يتاح لأجهزة الأمن فحص وضع الزائر، وتحديد ما إذا كان لديه ماضٍ جنائي أو أمني. وتابع بأن إعفاء الإماراتيين من تأشيرة الدخول يفتح الباب للمخاطرة الأمنية. المعروف أن الاتفاق يجيز إعفاء المواطن في البلدين من استصدار تأشيرة دخول لمن يأتي سائحاً أو زائراً لغرض العمل لمدة 90 يوماً، أما من يأتي للعمل، محاضراً أو صحافياً، أو أي أعمال أخرى لفترة أطول، فيحتاج إلى تأشيرة خاصة. وسيبدأ العمل في هذا النظام بعد شهر من إقراره في المؤسسات الدستورية في البلدين. وكان وزير المالية الإماراتي، عبيد حميد الطاير، قد دعا خلال لقائه مع التلفزيون الإسرائيلي الرسمي، إلى إرفاق عملية السلام مع الإمارات والبحرين بجهود التقدم في تسوية القضية الفلسطينية. وقال إن بلاده ملتزمة بالتسوية العادلة للقضية الفلسطينية التي تأتي بحل الدولتين. وأعرب عن أمله في أن تؤدي عملية السلام مع الإمارات إلى سلام مع الشعب الفلسطيني، وتحقيق طموحات هذا الشعب في التحرر والاستقلال.

وقد دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أمس الأربعاء، إلى تحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وإحياء المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وحسب مصادر سياسية في أبوظبي، فقد أجرى قرقاش لقاءً مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا»، فيليب لازاريني، وأكد له موقف بلاده «الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ضمن الإجماع العربي والمرجعيات المتفق عليها». وأشار قرقاش - حسبما نقلته وكالة «وام» الإماراتية الرسمية - إلى «أهمية تحريك عملية السلام، والوصول إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس العدالة الدولية». وشدد على «وجوب إعادة بناء الثقة المتبادلة بين طرفي الصراع، وبذل الجهات المعنية بعملية السلام والأطراف الراعية كل جهد ممكن، لخلق الظروف المواتية لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها ضمن حل الدولتين، وبما يعزز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة». من جهة ثانية كشفت صحيفة «ذي ماركر» الاقتصادية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، عن اتفاق لنقل النفط من الإمارات إلى إسرائيل، بواسطة شبكة أنابيب شركة EAPC الإسرائيلية الحكومية (خط أنابيب إيلات– عسقلان). ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الشركة أنها وقعت مذكرة تفاهم للتعاون مع شركة «ميد- ريد لاند بريدج»، لنقل وتخزين النفط ومشتقاته من الإمارات وأسواق آسيوية أخرى إلى دول غربية، وفي الاتجاه المعاكس من منطقة البحر المتوسط إلى الشرق الأقصى، بواسطة خط أنابيب إيلات– عسقلان، ومنشآت التخزين في الميناءين الإسرائيليين.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة اليمين الإسرائيلية «يسرائيل هيوم» التي يصدرها الملياردير اليهودي الأميركي شلدون أليسون، وتوزع مجاناً، أجرت مساء أمس ندوة دولية لمناسبة التوقيع على معاهدة السلام مع الإمارات وإعلان السلام مع البحرين. وقال رئيس تحرير الصحيفة، بوعز بوسموط، في كلمته، إن «الفضل يعود إلى ذلك الرجل الجالس في البيت الأبيض، بحصولنا على شرق أوسط جديد. لقد حصلنا على شرق أوسط تتغير فيه العقائد، وتفتح فيه صفحات جديدة من التاريخ، ويتحقق فيه سلام بلا حافلات متفجرة وبلا دفع ثمن مؤلم لأحد. كل ما هناك أننا نصنع السلام مع أهل السلام».

 

مقتل مفتي دمشق وريفها بانفجار عبوة ناسفة

دبي - قناة العربية/22 تشرين الأول/2020»

قُتل الشيخ محمد عدنان أفيوني، مفتي دمشق وريفها، الخميس، إثر إصابته في تفجير عبوة ناسفة في بلدة قدسيا بريف دمشق، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية على "تويتر". ونعت وزارة الأوقاف السورية، أفيوني، وقالت إنه قضى "إثر استهداف سيارته بتفجير إرهابي غادر"، موضحة أن "العبوة كانت مزروعة في سيارته". وأفيوني هو عضو في "المجلس العلمي الفقهي" في وزارة الأوقاف، والمشرف العام على "مركز الشام الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف" في دمشق. وتسلم موقع مفتي دمشق وريفها عام 2013. وكان أفيوني مقرباً من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ولعب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، دوراً محورياً في تنفيذ اتفاقيات التسوية التي أبرمتها الحكومة مع الفصائل المعارضة والمقاتلة في ريف العاصمة.

 

واشنطن: إيران نقلت ستوده لسجن سيئ السمعة بدلاً من معالجتها

دبي – العربية.نت/22 تشرين الأول/2020»

أكدت واشنطن أن السلطات الإيرانية نقلت المحامية الحقوقية نسرين ستوده إلى سجن سيئ السمعة في إيران. وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، على "تويتر" الخميس: "النظام الإيراني نقل المحامية الحقوقية نسرين ستوده إلى سجن قرشك سيئ السمعة والمعروف بانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، بدلاً من أن يقدم لها الرعاية الطبية العاجلة". وأضافت: "نسرين والكثير من سجناء الرأي غيرها في إيران مصدر إلهام لنا في مواجهة عدم الاكتراث بالكرامة الإنسانية". وتقضي ستوده، الحائزة عام 2012 على جائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي، حكماً بالحبس لمدة 12 عاما. وهي كانت نزيلة سجن إيفين في طهران، لكنها نُقلت الثلاثاء إلى سجن قرشك للنساء جنوب شرقي طهران. وأوضح زوجها رضا خندان لوكالة "فرانس برس" الأربعاء قائلاً: "كنا نتوقع أن يتم نقلها إلى المستشفى لتصوير الأوعية الدموية. قبل نحو شهر، اللجنة الطبية في سجن إيفين أوصت بأن تخضع لتصوير الأوعية". وتابع: "لكن نسرين اتصلت بي أمس (الثلاثاء) لتبلغني أنه تم نقلها مباشرة إلى سجن قرشك". من جهتها، أكدت منظمة السجون في طهران نقل ستوده، وذلك بحسب بيان نشره الموقع الإلكتروني "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.

وجاء في البيان الصادر الثلاثاء، أن ستوده دينت بالسجن "لارتكاب جريمة عامة، وهذا الحكم تم تثبيته في الفترة الأخيرة وأصبح نهائياً". وأوضح: "تم نقلها إلى القسم العام لسجن النساء في طهران (سجن قرشك)". ويقع سجن قرشك للنساء في محافظة طهران، على مسافة أكثر من 30 كلم إلى الجنوب من العاصمة. وفي يوليو الماضي، أفادت صحيفة "همشري" الإيرانية أن الأسترالية كايلي مورغيلبرت المحكومة بالحبس 10 أعوام لإدانتها بالتجسس، نقلت أيضاً من إيفين إلى قرشك.وكان خندان أفاد في أواخر سبتمبر، أن زوجته أنهت إضراباً عن الطعام امتد أكثر من 45 يوماً، وتخلله نقلها لأيام إلى وحدة العناية بالأمراض القلبية في أحد مستشفيات العاصمة بعد تراجع في وضعها الصحي. وبدأت ستوده إضرابها في أغسطس الماضي للمطالبة بتحسين أوضاع السجناء السياسيين في إيران، لا سيما في ظل القلق من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تُعد إيران أكثر الدول تأثراً به في منطقة الشرق الأوسط. وأوقفت ستوده، المحامية التي سبق لها الدفاع عن نساء تم توقيفهن لاحتجاجهن على قوانين فرض الحجاب، في يونيو 2018. وصدر العام الماضي حكم بسجنها. وقالت ستوده (57 عاماً) سابقاً إن الهدف من إضرابها كان تأمين إطلاق سراح سجناء لم يستفيدوا من قرارات العفو التي أتاحت الإفراج عن عشرات آلاف المدانين الآخرين إثر انتشار كوفيد-19، بعد عدم تجاوب القضاء مع مناشداتها المكتوبة.

 

تراشق عشية المناظرة الرئاسية الأخيرة وترمب يتهم بايدن ومديرة اللقاء بالانتماء إلى «اليسار»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

عشية مناظرته الرئاسية الأخيرة مع منافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن اليوم في جامعة بيلمونت في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف منافسه من الحزب الديمقراطي بأنه «يساري راديكالي» واستخدم التعبير نفسه ضد مديرة المناظرة من شبكة «إن بي سي» الأميركية للتلفزيون كريستين ويلكر معتبراً أنها «ديمقراطية يسارية راديكالية متأصلة». لم تكن هذه المرة الأولى أو الوحيدة التي يطلق فيها ترمب مثل هذه الاتهامات ضد بايدن أو الديمقراطيين أو حتى أي من معارضي سياساته. فهو سعى طويلاً إلى تصوير الديمقراطيين من كل الأطياف على أنهم واجهة للمتطرفين الاشتراكيين والمتظاهرين المناهضين للفاشية، متهماً بايدن، الذي أمضى عقوداً في الحياة الأميركية العامة، بأنه «يساري» سيعمل على تعزيز السياسات التي واجه الجمهوريون صعوبات جمة في تغييرها خلال السنوات الأربع الماضية. ويكاد لا يمر يوم في الحملات الرئاسية الحالية إلا ويحاول فيه ترمب وفريقه من الحزب الجمهوري لصق تهمة «اليسار الراديكالي» ببايدن وكل من يؤيد الديمقراطيين. واستعان أخيراً بما نشرته صحيفة «نيويورك بوست» اليمينية المحافظة قبل أيام في مقال أكدت فيه أن والدي ويلكر تبرعا للديمقراطيين، مضيفة أن ويلكر نفسها كانت مسجلة ذات يوم كديمقراطية. ونقلت عن عدد من المحافظين انتقادهم لالتقاط صورة لها مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خلال حفلة عيد الميلاد في البيت الأبيض. وغرد ترمب قصة الصحيفة، قائلاً إن ويلكر كانت «فظيعة وغير عادلة».

ولاحقاً خاطب ترمب أنصاره في بنسلفانيا، مكرراً تهمة «اليساري الراديكالي» ضد منافسه بايدن، معتبراً أنه «متطرف سيدمر الدولة من خلال سياسات الطاقة النظيفة القاسية وإدخال إسكان ذوي الدخل المنخفض إلى مجتمعات الضواحي». وكذلك صعد الرئيس المحافظ انتقاداته لـ«اليسار الراديكالي» بسبب الجهود المتواصلة لإزالة تماثيل لشخصيات تاريخية مرتبطة بالعبودية. وقال أمام تجمع حاشد في ميشيغن إن بايدن يتبنى «خطة اليسار الراديكالي لمحو التاريخ الأميركي وتطهير القيم الأميركية وتدمير أسلوب الحياة الأميركي وهذا ما يحاولون فعله». ولكن على الرغم من أن ترمب وصف مئات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد العنصرية بأنهم «متطرفون يساريون عنيفون»، أشارت آلاف الوثائق في المحاكم الأميركية أن عدداً قليلاً للغاية من المتهمين ينتمون إلى جماعات متطرفة. وأفادت التحقيقات التي أجريت في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون ومدينة سياتل بولاية واشنطن مثلاً بأن بعض الموقوفين لديهم وجهات نظر يسارية متطرفة. لكن الأكثرية الساحقة ليست لديهم صلات بحركة «أنتيفا»، المصطلح الشامل للجماعات اليسارية المسلحة المناهضة للفاشية التي قال ترمب إنه يريد تصنيفها منظمة إرهابية، قائلاً: «أعرف عن أنتيفا، وأعرف عن اليسار الراديكالي، وأعرف مدى عنفهم ومدى شراستهم، وأعرف كيف يحرقون المدن التي يديرها الديمقراطيون». وعلى منوال ترمب، لخص نائب الرئيس مايك بنس خلال حملة انتخابية في ولاية يوتاه، قائلاً إن بايدن «ليس أكثر من مجرد حصان طروادة لليسار الراديكالي». واعتبر أن هناك خيارين لأميركا الآن، «إما أن نرسم مسارَ بناء على أعلى مُثلنا في الإيمان والأسرة والحرية والوطنية والعلم الأميركي ودستور الولايات المتحدة أو نتخلى عن هذا المسار ونسمح لليسار الراديكالي وجو بايدن والحزب الديمقراطي بنقل أمتنا إلى مكان لم يسبق له مثيل من قبل». ولطالما رفضت حملة بايدن هذا النوع من الرسائل الترمبية، واصفة إياها بأنها «كاذبة ومن غير المرجح أن تكتسب زخماً لدى الناخبين». وجاءت بعض الردود الأكثر حدة من الشخصيات التقدمية والناشطين اليساريين، الذين تقاتل بايدن معهم وهزمهم خلال العام الماضي. وردت النائبة اليسارية عن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو كورتيز على تغريدة للسيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز الذي اتهم فيها الديمقراطيين بدعم «أعمال الشغب» و«المخربين» و«الفوضويين اليساريين». وفي الآونة الأخيرة، أعلنت مؤسسة «هيريتاج فوندايشن» المحافظة أنها خصصت أكثر من مليون دولار لحملة إعلانية جديدة بعنوان «الكفاح من أجل أميركا، التصويت من أجل أميركا» سيبدأ بثها هذا الأسبوع عبر شبكات «ديسكفري» و«هيستوري» و«فوكس نيوز» بغية التركيز على «الأهداف البائسة لليسار المتطرف». وقال رئيس المؤسسة كاي جيمس إن «تجربة أميركا العظيمة في الحرية تحتاج إلى من يدافع عنها، ومؤسستنا في طليعة المكافحة من أجل مستقبلنا»، معتبراً أن اليسار الراديكالي لديه فكرة مختلفة عما يجب أن تكون عليه أميركا. وأضاف «سنقاتل من أجل أميركا ضد الغوغاء وضد الاشتراكية. ونطلب من ملايين الأميركيين الذين يحبون بلادهم والمثل التأسيسية التي تمثلها الانضمام إلينا». وخلافاً لما يشيعه ترمب في سياق حملته، تصادم بايدن خلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين آيديولوجياً مع السيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، الذي يفاخر بسجل عمره أكثر من 40 عاماً من المواقف التقدمية بين الديمقراطيين. ولكن الجمهوريين يحملون على بايدن لأنه وقع اتفاقاً مع ساندرز من أجل وقف صناعة النفط الأحفوري وتقديم دعم كبير للطاقة المتجددة سعياً إلى إزالة الكربون بالكامل استجابة للهواجس المتعلقة بالتغير المناخي، إلى مسائل أخرى مثل فرض زيادات ضريبية بما في ذلك على الثروة لمن يكون دخلهم فوق المتوسط وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية ودعم التعليم والبنية التحتية.

 

إيران تنفي التدخل في الانتخابات الأميركية

لندن/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

نفى المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة مزاعم التدخل في الانتخابات الأميركية، وقال إن «إيران، وعلى العكس من الولايات المتحدة، لا تتدخل في انتخابات الدول الأخرى». وكان مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف قال أمس إن إيران وروسيا اتخذتا إجراءات للتأثير على الرأي العام فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة الشهر المقبل. ورداً على الاتهامات، كتب علي رضا ميريوسفي على موقع «تويتر»: «العالم يشهد جهوداً علنية يائسة من قبل الولايات المتحدة للتشكيك في نتيجة انتخاباتها على أعلى مستوى، هذه المزاعم ما هي إلا سيناريو لتقويض ثقة الناخبين يأمن الانتخابات الأميركية». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عنه القول: «لا مصلحة لإيران في التدخل بالانتخابات الأميركية ولا مفاضلة لديها لنتائج هذه الانتخابات». وكتب: «هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الأميركيون دولاً أخرى بالتدخل في انتخاباتهم، الرئيس الأميركي دونالد ترمب ادعى مراراً وتكراراً أن الانتخابات مزورة وسعى لتقويض نزاهتها إذا خسر فيها». وقال راتكليف أمس: «لقد أكدنا أن بعض معلومات تسجيل الناخبين تحصلت عليها إيران، وروسيا بشكل منفصل». وقال راتكليف إن إيران تبعث رسائل بريد إلكتروني مضللة بهدف تخويف الناخبين وإثارة اضطرابات اجتماعية.

 

 ترمب يدعو وزير العدل لفتح تحقيق حول صفقات نجل بايدن وأوباما يهب لمساعدة صديقه ونائبه السابق

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

تتزايد الضغوطات على وزير العدل الأميركي ويليام بار لفتح تحقيق مع نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ونجله قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الأميركية. وكثّف الرئيس الأميركي دونالد ترمب من دعواته الضاغطة على بار في وقت حساس للغاية في الحملتين الانتخابيتين، فقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: «يجب أن يتصرّف وزير العدل. يجب أن يتصرف بسرعة. وأن يعين أحداً (للتحقيق). هذه قضية فساد كبيرة يجب أن يتم الكشف عنها قبل الانتخابات». ويريد ترمب من وزير عدله النظر في علاقات بايدن ونجله مع كل من الصين وأوكرانيا، ليضم بذلك دعواته إلى دعوات عدد من الجمهوريين الذين دعوا بار إلى تعيين محقق مستقل وغير حزبي للنظر في تقارير صحيفة «نيويورك بوست» إضافة إلى التحقيق بأي قضايا مثيرة للجدل خلال خدمة بايدن السياسية على مدى ٤٧ عاماً. وذكّر المشرعون بضرورة التأكد من عدم ضلوع بايدن أو استفادته من عمل نجله مع دول أجنبية، تحديداً أوكرانيا والصين، بعد التقارير الصحيفة التي زعمت أن هنتر بايدن ساعد على تدبير اجتماع بين والده نائب الرئيس السابق وأحد المسؤولين في شركة باريزما الأوكرانية المتهمة بالفساد. وفيما ينفي بايدن بشدّة هذه المزاعم، يتوقع أن يصعّد ترمب هجماته عليه في هذا الملف في الأيام المقبلة، وأن يواجهه مباشرة في المناظرة التلفزيونية الأخيرة التي ستجمع بين الرجلين ليل الخميس.

ضرائب ترمب و«حساب الصين»

وفيما يحاول ترمب التركيز على علاقات بايدن مع الصين، أتى تقرير جديد لصحيفة «نيويورك تايمز» ليسلّط الضوء على علاقات الرئيس الأميركي نفسه مع الصين ويضعه في موقف دفاعي مجدداً. إذ أظهر التقرير الذي يأتي ضمن سلسلة من التقارير الكاشفة لضرائب ترمب في الصحيفة، أن الرئيس الأميركي لديه حساب مصرفي في الصين إضافة إلى حسابات في كل من بريطانيا وآيرلندا. ولم تظهر هذه الحسابات، بحسب الصحيفة، لدى كشف ترمب عن معاملاته المالية الخاصّة لأنه تم فتحها تحت اسم مؤسسة ترمب الدولية. وتظهر السجلات أن المؤسسة المعنية دفعت ضرائب قيمتها أكثر من ١٨٠ ألف دولار للصين بين العامين ٢٠١٣ و٢٠١٥. وفيما قال محامي مؤسسة ترمب المالية الآن غارتن إن المؤسسة فتحت هذا الحساب في الصين في إطار سعيها لإجراء عقود فنادق في آسيا، أكد في الوقت نفسه أنه تم تجميد كل الصفقات والمفاوضات في عام ٢٠١٥، قبل أن يصبح ترمب رئيساً.

انسحاب ترمب من برنامج «٦٠ دقيقة»

ورغم هذه التأكيدات فإن هذه التقارير ستوتّر الأجواء المشحونة أصلاً في الحملات الانتخابية، وستثير غضب الرئيس الأميركي وتصعّد من هجماته على وسائل الإعلام. فهو يتهمها مراراً وتكراراً بالانحياز ضدّه والتعاطف مع خصمه. وقد وصل هذا الغضب إلى ذروته خلال مقابلة أجراها مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة سي بي إس. فعلى ما يبدو، قرر ترمب الانسحاب من المقابلة قبل انتهائها لاستيائه من الأسئلة، ثمّ غرّد محذراً من أنه سينشر محتوى المقابلة المسجلة قبل بثها المقرر يوم الأحد وهاجم مقدمة البرنامج ليسلي ستال قائلاً: «أنا سعيد بإبلاغكم بأنني، ولأسباب متعلقة بالشفافية، قد أنشر مقابلتي قبل بثها! سوف أقوم بهذا كي يتمكن الجميع من رؤية هذه المقابلة المزيفة والمنحازة! على الجميع أن يقارنها مع المقابلات الأخيرة مع جو بايدن النعسان». ثم نشر ترمب مقتطف فيديو يظهر ستال وهي تتحدث مع معدي البرنامج في البيت الأبيض من دون ارتداء كمامة، واتهمها بالنفاق.

مشاركة أوباما

وفي ظل هذه الأجواء المتشنجة، هبّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لمساعدة صديقه ونائبه السابق جو بايدن، فشارك يوم الأربعاء في نشاطين انتخابيين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، لتحذير الناخبين من تجديد ولاية ترمب وانعكاسات هذا على البلاد. أوباما الذي حثّ الأميركيين في أكثر من مناسبة على التصويت مبكراً كرر دعواته في تغريدات متلاحقة قال فيها: «شاركوا وصوتوا. الأمر ليس دائماً سهلاً صدقوني فأنا أعرف. ضعوا خطة، ادعوا أصدقاءكم للانضمام إليكم. هيا بنا!». وتأمل حملة بايدن من أن تؤدي مشاركة أوباما التي ستكثّف في الأسبوعين الأخيرين من الانتخابات إلى دفع الشباب والسود للتصويت مبكراً وبث الحماسة في صفوفهم. وهو أمر تعاني منه الحملة رغم تقدم بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة. يأتي هذا فيما يتقدم بايدن بشكل كبير على ترمب في السيولة الموجودة في حملته، فبحسب أرقام للجنة الانتخابات الفيدرالية تتمتع حملة بايدن بأكثر من ١٧٧ مليون دولار من السيولة مقابل ٦٣ مليون دولار لحملة الرئيس. وقد استعملت حملة بايدن هذه الأموال للدفع بالمزيد من الحملات الدعائية في الولايات المتأرجحة التي يحتاج لها بايدن للفوز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).

 

 أوباما مشاركًا في حملة بايدن: ترمب لا يستطيع حماية نفسه فكيف سيساعدنا؟

واشنطن/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

شن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمس (الأربعاء) هجوماً حاداً على دونالد ترمب، وذلك قبل أقل من أسبوعين على مواجهة الرئيس الجمهوري منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لوكالة «رويترز». وفي أول ظهور له في فعاليات الحملة الانتخابية لبايدن، نائبه حين كان رئيساً، وجه أوباما أكثر الانتقادات حدة لخلفه ترمب. وهاجم بشدة أسلوب ترمب الذي وصفه بـ«المثير للانقسام»، وسجله في المكتب البيضاوي وحديثه المتكرر على «تويتر» عن نظريات المؤامرة. وقال في تجمع في فيلادلفيا: «لم يُظهر أي اهتمام بالعمل أو مساعدة أي أحد سوى نفسه». وانتقد أوباما، الذي حكم لفترتين ولا يزال من أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الديمقراطي، ترمب لتعامله مع جائحة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الرئيس نفسه وقع ضحية للفيروس.وقال: «دونالد ترمب لن يهُب فجأة لحمايتنا جميعاً... إنه لا يستطيع حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه». وفي إشارة إلى ماضي ترمب كمقدم في تلفزيون الواقع، قال أوباما: «هذا ليس برنامجاً في تلفزيون الواقع. هذا واقع». ويسد ظهور أوباما خلال الحملة الانتخابية هذا الأسبوع فجوة تركها بايدن، الذي بقي في محل إقامته بولاية ديلاوير منذ يوم الاثنين للاجتماعات والتحضير قبل المناظرة التي ستجرى هذا الأسبوع مع ترمب في ناشفيل بولاية تنيسي. وشغل بايدن منصب نائب رئيس أوباما لمدة ثماني سنوات. وأدلى عدد قياسي من الناخبين الأميركيين بأصواتهم في عمليات التصويت المبكر هذا العام بالبريد أو مراكز الاقتراع، إذ تخطى عددهم 42 مليوناً، وقد يعود ذلك إلى أن لدى الناخبين مخاوف من التكدس في يوم التصويت في الثالث من نوفمبر وسط جائحة كورونا، ويريدون التأكد من أصواتهم عبر البريد ستصل في الوقت المناسب لإحصائها.

وفي تعليقات أدلى بها في تجمع مسائي في جاستونيا بولاية نورث كارولاينا، وهي ولاية حاسمة أخرى تشير استطلاعات الرأي إلى أنها تشهد سباقاً متقارباً، تطرق ترمب إلى أوباما بإيجاز، مشيراً إلى أنه دعم هيلاري كلينتون في مسعاها الخاسر نحو البيت الأبيض. وقال: «لم يساند أحد هيلاري الفاسدة في حملتها الانتخابية أكثر من أوباما، أليس كذلك؟» وفاز أوباما بنورث كارولاينا عام 2008، لكنه خسرها في حملته الانتخابية عام 2012. وفاز ترمب بها في عام 2016. وقال ترمب إن القيود المتعلقة بفيروس كورونا تضر باقتصاد الولاية، وشكا من أن الديمقراطيين ووسائل الإعلام منشغلون أكثر من اللازم بالجائحة. وأضاف: «كل ما تسمعه هو كوفيد، كوفيد... هذا كل يخرج عنهم لأنهم يريدون إخافة الجميع». يأتي العد التنازلي ليوم الانتخابات وسط تزايد حالات الإصابة الجديدة بـ«كورونا» في البلاد وأعداد من يحتاجون لدخول المستشفى بسبب إصابتهم بالمرض في ولايات تنافسية منها نورث كارولاينا وبنسلفانيا

وويسكونسن وأوهايو وميشيجان.

وظهرت في بنسلفانيا 1500 حالة جديدة في المتوسط يومياً على مدى الأسبوع المنصرم، وهو مستوى لم تشهده منذ أبريل (نيسان)، وفقاً لتحليل «رويترز». ورصدت نورث كارولاينا ألفي حالة جديدة يومياً في المتوسط خلال الأسبوع الأخير، وهو أعلى مستوى تشهده على الإطلاق. وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية من الناخبين مستاءون من الطريقة التي تعامل بها ترمب مع الجائحة التي قال مراراً إنها ستختفي من تلقاء نفسها. وفي فعالية نظمتها حملة بايدن والديمقراطيون في ولاية تكساس أمس، حث الكثير من الجمهوريين في الولاية زملاءهم من المحافظين على التصويت لصالح بايدن، مستشهدين بأزمة «كورونا» وبشخصية المرشح الديمقراطي. وقال جاكوب مونتي، وهو محامٍ جمهوري مختص بشؤون الهجرة استقال من مجلس المستشارين لذوي الأصول اللاتينية في 2016 «هذا ليس قراراً اتخذته باستخفاف. أنا أحب الحزب الجمهوري وأؤيد أغلب مسؤوليه. لكنني أحب بلادي أكثر».ويلتقي بايدن وترمب في مناظرتهما الثانية والأخيرة مساء اليوم، مما يتيح فرصة للرئيس الجمهوري لتغيير مسار السباق الذي يتصدره بايدن، وفقاً لاستطلاعات الرأي على مستوى البلاد. وحذرت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن زملاءها ومؤيدي المرشح الديمقراطي من أن السباق متقارب أكثر مما تشير إليه استطلاعات الرأي في 17 ولاية من الولايات التي تعتبرها الحملة حاسمة. ويعتقد بايدن أن عليه أن يفوز بولاية بنسلفانيا، مسقط رأسه، والتي خسرها الديمقراطيون بفارق ضئيل لصالح ترمب في 2016 لدرجة أنه زارها أكثر من أي ولاية أخرى خلال الحملة. ورغم تقدم بايدن على ترمب بأربع نقاط مئوية فقط في بنسلفانيا، فقد حذر أوباما الديمقراطيين من القناعة بذلك. وقال: «علينا أن نشارك مثلما لم يحدث من قبل... لا يمكننا أن نترك أي مجال للطعن في هذه الانتخابات». ويمثل التصويت المبكر القياسي حتى الآن نحو 30 في المائة من إجمالي الأصوات في عام 2016. وفقاً لمشروع الانتخابات الأميركية بجامعة فلوريدا. وتشير استطلاعات الرأي والإقبال على التصويت المبكر إلى أن العديد من هؤلاء الناخبين لا يشاركون عادة في الانتخابات، ولكنهم خرجوا عن صمتهم هذا العام لدعم بايدن أو الإطاحة بترمب.

 

سفير الولايات المتحدة في ليبيا ريتشارد نورلاند : انسحاب السوريين من غرب ليبيا مرتبط بمرتزقة «فاغنر» في شرقها واتمنى بقاء السراج في منصبه «لفترة أطول قليلاً»... واعتبر أن حفتر وجيشه «يمكن أن يكونا جزءاً من الحل»

لندن: كميل الطويل/الشرق الأوسط/ 22 تشرين الأوّل 2020

دافع سفير الولايات المتحدة في ليبيا ريتشارد نورلاند عن سياسة بلاده في هذا البلاد، نافياً دعمه طرفاً على حساب آخر، في رد على اتهامات تتكرر في ليبيا بأنه يدعم تيار الإسلام السياسي ويغض الطرف عن توسيع تركيا نفوذها في هذا البلاد في إطار جهوده لاحتواء النفوذ الروسي. وقال نورلاند، في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط»، إن الليبيين «سئموا» من الحرب، مشيراً إلى «إجماع متزايد» بينهم على أن حل النزاع يجب أن يكون عبر الحوار السياسي وليس القوة العسكرية. وأشاد بقرار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» في طرابلس، فائز السراج، التنحي من منصبه، واصفاً ذلك بالخطوة «الشجاعة وغير المسبوقة». لكنه قال إنه «يتمنى» بقاءه لفترة أطول حتى يصبح انتقال السلطة ممكناً. وتحدث السفير الأميركي عن زيارته الأخيرة لكل من مصر وتركيا حيث قابل مسؤولين، بينهم قادة بارزون في أجهزة الاستخبارات، موضحاً أنه يريد «تشجيع» القاهرة وأنقرة على التشاور مباشرة «كوسيلة لتجنب الحسابات الخاطئة» في ليبيا. وشرح اقتراح بلاده بخصوص جعل مدينتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، قائلاً إنه يعني «أن تتولى قوات شرطية مشتركة أو أفراد الأمن المدني، على الأرجح، البقاء في تلك المناطق» بعد إخلائها من السلاح، مضيفاً أن بقاء «أي جماعات مسلحة، بما في ذلك مجموعة فاغنر، لن يؤدي إلا إلى تقويض إجراءات بناء الثقة» بين حكومة «الوفاق» و«الجيش الوطني». وتناول السفير الأميركي قضية انتشار مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية في ليبيا، قائلاً إن «ليس هناك شك في أن مجموعة فاغنر تتصرف نيابة عن الحكومة الروسية، وأن أنشطتها تساعد في زعزعة الاستقرار في ليبيا». وتابع أن «أولئك الذين يدعون إلى انسحاب المقاتلين السوريين وغيرهم من غرب ليبيا، على سبيل المثال، لا يمكنهم أن يأملوا في حدوث ذلك طالما استمرت مجموعة فاغنر في تعزيز وجودها في الشرق». ورفض إعطاء موقف من شرعية الاتفاق الذي وقعته حكومة «الوفاق» مع تركيا العام الماضي، قائلاً إن الخلاف بخصوص المياه الإقليمية في المتوسط يجب أن يُحل وفق القانون الدولي ومن خلال حوار بين الأطراف المعنية. لكنه زاد: «ما أفهمه هو أن حكومة الوفاق الوطني فعلت ما كان عليها فعله للنجاة من هجوم الجيش الوطني الليبي».

وفيما يأتي نص المقابلة:

1 - يبدو أن ليبيا بصدد إحراز نوع من التقدم نحو التسوية السياسية الآن، بعد فشل تقدم الجيش الوطني نحو طرابلس في وقت سابق هذا العام. الأطراف المتحاربة منخرطة في حوار في المغرب وتونس ومصر وسويسرا وقد تكون أماكن أخرى أيضاً. فما مدى تفاؤلكم الآن في التوصل إلى حل ناجح للأزمة؟ ماذا تقولون لليبيين المنخرطين في هذه المحادثات/ المفاوضات؟ وهل تلعبون أي دور في مساعدة الليبيين على التوصل إلى تسوية؟

- شكرا لك كميل على هذا السؤال، وشكرا على إتاحة الفرصة للحديث عن ليبيا مع قرائكم الأعزاء. أنا أتفق مع وجهة نظرك. فقد أحرز الليبيون تقدما نحو تسوية سياسية. وساعدت عدة جولات من المحادثات في جنيف ومونترو، بالإضافة إلى مناقشات مفيدة لبناء الثقة جرت في مصر والمغرب، على تمهيد الطريق لمنتدى الحوار السياسي الليبي المقبل (LPDF) بتوجيه من الأمم المتحدة والآن حان الوقت للتركيز على هذه العملية. أعلم أن العديد من الليبيين يرون أن هذا مجرد مؤتمر آخر يتحدث فيه السياسيون، وربما يعتقدون أنه سيفشل كما حدث في المحادثات السابقة. ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء المختلفة هذه المرة. بادئ ذي بدء، لقد سئم الناس الحرب: وخلال مشاوراتي العديدة مع القادة الليبيين، لمستُ أن هناك إجماعاً متزايدا على أهمية الحوار السياسي - وليس القوة العسكرية لحل النزاع. وبالمثل، يرغب الليبيون بشكل متزايد في إعادة فرض السيادة الليبية وإخراج القوات الأجنبية المسلحة من البلاد. بالإضافة إلى ذلك، سيكون منتدى الحوار السياسي الليبي النسخة الأولى من المحادثات التي يجب فيها على المشاركين الإعلان عن عدم الترشح للمناصب السياسية في المؤسسات الجديدة التي سيتم إنشاؤها. ومن الجدير بالذكر أيضاً في نفس السياق، أن رئيس الوزراء السراج قد أشار إلى نيته التنحي في نهاية المطاف وتسليم مقاليد الحكم إلى السلطة التنفيذية الجديدة التي سيتم إنشاؤها في إطار منتدى الحوار السياسي الليبي وهذه خطوة شجاعة وغير مسبوقة تميز هذه اللحظة أيضاً عن المحاولات السابقة لإيجاد تسوية سياسية.

2 - شاركتَ مؤخراً في اجتماعات حول ليبيا مع كل من المصريين والأتراك. هل يشجعك ما استمعت إليه من قبل هذه الأطراف المتعارضة التي يدعم كل منها طرفاً مختلفاً في ليبيا؟ هل يمكننا أن نفترض أنك توسطت في «هدنة ليبية» بين الأتراك والمصريين؟ ماذا تتوقع أن تفعل القاهرة وأنقرة بعد ذلك لدفع الليبيين نحو عقد اتفاق؟

- لقد شجعتني مشاوراتي مع كبار المسؤولين في القاهرة وأنقرة في وقت سابق من هذا الشهر وفي أغسطس (آب)، تمشيا مع رغبة الوزير بومبيو في استخدام الأدوات الدبلوماسية الأميركية للمساعدة في تهيئة الظروف التي تؤدي إلى عملية سياسية ناجحة في ليبيا. وتشير المشاورات التي أجريتها إلى أن الولايات المتحدة ومصر وتركيا وشركاء دوليين آخرين يبحثون عن طرق عملية لدعم منتدى الحوار السياسي الليبي. وتساعدنا مثل هذه المشاورات على فهم المصالح المشتركة في إيجاد تسوية سلمية تفاوضية للنزاع بدلاً من تصعيد وزيادة زعزعة استقرار ليبيا والمنطقة. وبناء عليه، أود بالتأكيد أن أشجع مصر وتركيا على التشاور مباشرة مع بعضهما البعض كوسيلة لتجنب الحسابات الخاطئة وبناء التعاون من أجل مصلحتهما المشتركة في أن تكون ليبيا دولة مستقرة وآمنة.

3 - هل يمكن أن تشرح للقراء ما هو المقصود من اقتراحكم «بنزع السلاح» من مدينتي سرت والجفرة الليبيتين؟ من سيكون المسؤول عن هاتين المدينتين؟ هل يعني هذا بالإضافة إلى انسحاب وحدات الجيش الوطني أن المرتزقة الروس سيضطرون أيضاً إلى مغادرة قواعدهم المزعومة في قاعدة القرضابية الجوية وقاعدة الجفرة الجوية؟ هل هذا ما تسعون إليه؟

- ضمن سياستها المتبعة، دعت الولايات المتحدة باستمرار إلى رحيل جميع القوات الأجنبية بما في ذلك المرتزقة والقوات المتعاقدة من ليبيا. هذه الجماعات المسلحة الأجنبية لم تؤد إلا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في ليبيا وتصعيد النزاع. فمجموعة فاغنر، وهي شركة تعاقدات مرتبطة بالكرملين، هي من بين تلك الأطراف الفاعلة. وعلى المدى القريب، ما أوصينا به هو إجراء ملموس لبناء الثقة من خلال نزع السلاح من سرت والجفرة، على أن تتولى قوات شرطية مشتركة أو أفراد الأمن المدني، على الأرجح، البقاء في تلك المناطق. ويجب أن يتفاوض الليبيون أنفسهم على التفاصيل الدقيقة لتفعيل هذه الفكرة. وقد تكون هذه خطوة أولى ملموسة تسهل اتخاذ خطوات إضافية نحو خفض التصعيد. إن أي جماعات مسلحة متبقية، بما في ذلك مجموعة فاغنر، لن يؤدي إلا إلى تقويض إجراءات بناء الثقة هذه.

4 - هل يمكنك التوسع في شرح الدور الذي تلعبه روسيا في ليبيا؟ يُزعم أن مجموعة فاغنر لم تنشر مقاتلين مرتزقة فحسب، بل نشرت أيضاً طائرات وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات في ليبيا، وهو ادعاء تنفيه موسكو. هل تعتقدون أن هؤلاء المرتزقة الروس لم يكن من الممكن نشرهم دون موافقة من أعلى السلطات في موسكو، أي الكرملين؟ وكمتابعة، هل يمكنكم التأكيد على أن هؤلاء المرتزقة ما زالوا منتشرين في ليبيا بما في ذلك الحقول النفطية؟

- كما قلت سابقاً، تعارض الولايات المتحدة أي تواجد عسكري أجنبي في ليبيا بما في ذلك تواجد مجموعة فاغنر. وكما رأيتم، فإن جيشنا، أي أفريكوم، قد فضح علناً الأنشطة العسكرية الروسية والحالات التي جلبت فيها روسيا أسلحة متطورة في انتهاك لحظر الأسلحة. وللأسف، ليس هناك شك في أن مجموعة فاغنر تتصرف نيابة عن الحكومة الروسية، وأن أنشطتها تساعد في زعزعة الاستقرار في ليبيا. أولئك الذين يدعون إلى انسحاب المقاتلين السوريين وغيرهم من غرب ليبيا، على سبيل المثال، لا يمكنهم أن يأملوا في حدوث ذلك طالما استمرت مجموعة فاغنر في تعزيز وجودها في الشرق.

5 - هل تعتقد أن روسيا تسعى لإقامة قاعدة لها في ليبيا، وماذا يعني ذلك إن كان صحيحاً؟

- أنا لا أدعي أنني أعرف النوايا الروسية، وهذا السؤال يوجه إلى موسكو. ما أعرفه هو أن الليبيين يبحثون عن وجود عسكري أجنبي أقل وليس أكثر في بلدهم. ونحن نشارك هذا التوجه ونرى أن منتدى الحوار السياسي الليبي هو أفضل أداة لمساعدة الليبيين على تحقيق ذلك.

6 - اشتكت روسيا مؤخراً من أنها عرضت الجلوس والتحدث معكم بشأن ليبيا، لكنكم رفضتم ذلك. لماذا، إذا كان هذا صحيحاً؟

- لم أرفض قط إجراء محادثات مع روسيا. الولايات المتحدة لديها اتصالات منتظمة مع روسيا، بما في ذلك بشأن ليبيا. إن الحكومة الروسية على علم جيد بموقفنا من دور فاغنر في ليبيا، ودعمنا لمنتدى الحوار السياسي الليبي. أعتقد أن هناك تياراً داخل روسيا يدعم فعلياً حلاً سياسيا ليبياً ويدرك أن بإمكان روسيا تحقيق مصالحها المشروعة في ليبيا، مثل تعزيز الأعمال التجارية الروسية ومكافحة الإرهاب، من خلال الحوار السياسي. لكن الاستثمار العسكري الروسي في ليبيا يقوض هذا الموقف.

7 - لقد تعرضتم لانتقادات مستمرة من قبل خصومكم في ليبيا، الذين يزعمون أنكم تميلون أو حتى تدعمون الإخوان المسلمين في غرب ليبيا. أولئك الذين يتبنون مثل هذا الرأي يتهمونكم بتجاهل التدخل العسكري التركي في ليبيا، وقد يكون ذلك بمثابة أداة لمواجهة تورط روسيا. تركيا، بحسب معارضيها، تدعم علانية جماعة الإخوان المسلمين وتستضيف الإسلاميين الليبيين، الذين اعتادت حكومتكم أن تعتبرهم إرهابيين. سيتهمكم منتقدوكم أيضاً بالسماح للأتراك بإقامة قواعد في ليبيا، يمكنهم من خلالها تهديد مصر (من قِبل الإسلاميين) وحتى الدول الأوروبية (من خلال تدفق المهاجرين). هل يمكنكم تصحيح الأمور ودحض هذه الادعاءات؟

- نحن لا ندعم أي طرف في الصراع الليبي. من الناحية العملية، لم يكن من المحتمل أن يحدث التدخل العسكري التركي لو لم يشتبك الجيش الوطني الليبي مع مرتزقة فاغنر في هجومه على طرابلس. والتحدي الآن هو مساعدة جميع الليبيين - شرقاً وغربا وجنوباً - على تهيئة الظروف لاستعادة سيادتهم وتمهيد الطريق لرحيل جميع القوات الأجنبية المقاتلة. وتنخرط الولايات المتحدة في دبلوماسية نشطة مع جميع الأطراف، وهو ما أطلق عليه البيت الأبيض انخراطا دبلوماسية كاملا وتاما (بدرجة 360)، من أجل دعم منتدى الحوار السياسي الليبي. إن الديناميكية العسكرية التصعيدية المستمرة محفوفة بخطر سوء التقدير ومستويات جديدة من العنف. ويجب أن يكون واضحاً للجميع أن تجدد الأعمال العدائية في ليبيا لن يُسفر عن منتصر، بل سيجلب المزيد من المجازر والمزيد من النشاط الإجرامي والمزيد من الهجرة غير الشرعية والمزيد من المشاكل للمواطن الليبي العادي - سواء كان ذلك من حيث انخفاض الدخل، أو تدهور الرعاية الصحية وقطاع الكهرباء. كما قلت، نحن نعارض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا ولا نتسامح مطلقاً مع الإرهابيين. وستفتح التسوية السياسية في ظل منتدى الحوار السياسي الليبي الطريق أمام رحيل جميع القوات الأجنبية ويمكن أن تسهل حل المشكلات التي تزدهر في ظل حالة عدم الاستقرار التي يفرضها الصراع الليبي.

وبالمثل، سيتعين نزع سلاح الميليشيات أو تسريحها أو دمجها حيثما أمكن في الخدمات العسكرية أو الأمنية النظامية الخاضعة للسيطرة المدنية. وكيف يحدث ذلك بالضبط هو سؤال يقرره الليبيون أنفسهم. وستكون عملية القرار هذه أكثر فاعلية في ظل المؤسسات السياسية الجديدة في ليبيا ذات السيادة بعد تسوية سياسية في ظل منتدى الحوار السياسي الليبي.

8 - ومتابعة لما سبق، ما هو موقفكم من شرعية المعاهدة التركية مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بخصوص التنقيب عن النفط في البحر المتوسط ، وكذلك الاتفاقية الأمنية؟ تلك الاتفاقية التي، كما تعلمون، تم رفضها من قبل مصر واليونان وقبرص، الذين يزعمون أنها تتعدى على مياههم؟

- لا تتخذ الولايات المتحدة موقفاً بشأن النزاعات البحرية الثنائية التي تنطوي على مطالبات متنافسة على المياه الإقليمية - فهذه مسألة تخص القانون الدولي والمفاوضات بين الأطراف نفسها. ما أفهمه هو أن حكومة الوفاق الوطني فعلت ما كان عليها فعله للنجاة من هجوم الجيش الوطني الليبي.

9 - هل أوضح لك السيد السراج سبب عرضه الاستقالة نهاية الشهر الجاري؟ هل ما زلت تتوقع منه أن يفعل ذلك قريباً؟

- شكرا على هذا السؤال. أريد فقط أن أثني على رئيس الوزراء السراج لإعلانه نيته التنحي. إن قراره التاريخي بالتنحي طواعية يظهر أنه مستعد لوضع مصالح الشعب الليبي فوق مصلحته الشخصية، ويستحق الاحترام. فيما يتعلق بالتوقيت الدقيق، يجب أن أقر بأنه في وقت إعلانه توقعنا أنه سيكون قادراً على تسليم السلطة إلى سلطة تنفيذية جديدة في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). ومع ذلك، وبسبب جائحة فيروس كورونا وغيرها من التعقيدات في تنظيم الحوار، أشارت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن التوقيت الحالي لاجتماعات منتدى الحوار السياسي الليبي سيؤخر هذا الأمر إلى نوفمبر (تشرين الثاني). لذلك آمل وأتوقع أن يبقى في منصب رئيس الوزراء لفترة أطول قليلاً، على الأقل حتى يصبح انتقال السلطة هذا ممكناً. وأكرر قولي أنه من الواضح لي أنه ينوي التنحي.

10 - في إيجاز صحافي قدمته حضرتك قبل بضعة أشهر، لمحت إلى أن البعض في مصر ربما دعموا الجانب الخطأ في ليبيا، في إشارة إلى السيد حفتر. هل لا يزال المصريون متمسكين به، أم أنهم يدعمون مجموعات مختلفة الآن، خاصة قبائل من شرق ليبيا؟ هل للأميركيين أي اتصال مع حفتر وجيشه الوطني الآن؟

- إعلان القاهرة، الذي وسع المشهد السياسي للشرق، ودعم مصر لمنتدى الحوار السياسي الليبي بخطوات مهمة مثل استضافة محادثات الغردقة الأمنية، دليل على أن المصريين يستثمرون في الحل السياسي للصراع الليبي وليس الحل العسكري. لا أريد أن أتحدث نيابة عن المصريين، لكن في مشاوراتي مع كبار المسؤولين أشاروا إلى نهج براغماتي يعترف بأن التصعيد العسكري لا يؤدي إلا إلى زعزعة استقرار ليبيا ومن المحتمل أن يهدد المنطقة بشكل أوسع. وكجارة (لليبيا)، هذا هو عكس ما يريدون رؤيته تماماً. لذلك سأكرر هنا تقديري الحقيقي لخطوات مصر الملموسة في دعم منتدى الحوار السياسي الليبي.

فيما يتعلق بالجزء الثاني من سؤالك، لدينا اتصالات مع المشير حفتر والجيش الوطني الليبي، ونعترف بأنهما يمكن أن يكونا جزءاً من الحل إذا كانا على استعداد لاتباع المسار السياسي الخالص. لقد كانت إشارة جيدة من الجيش الوطني الليبي على أن إنتاج النفط يمكن استئنافه لصالح الليبيين. ونحن نتفهم أن ممثليهم يتخذون مقاربة بناءة في محادثات 5+5 هذا الأسبوع في جنيف. إن تواصلنا مع الجيش الوطني الليبي هو جزء من انخراطنا الدبلوماسي الواسع النطاق مع جميع الأطراف، ولا ينبغي الخلط بينه وبين الانحياز.

11 - هل شهدتم زيادة في أنشطة تنظيم داعش أو القاعدة في ليبيا في الآونة الأخيرة، مستغلين الاقتتال بين الأطراف المتحاربة في شرق وغرب ليبيا؟

- نحن نعلم أن الصراع قد أعطى الجماعات الإرهابية المجال والفرصة لمحاولة إعادة تجميع صفوفها في ليبيا. حتى الآن، أدت جهودنا في مكافحة الإرهاب إلى تقييد جهود داعش والقاعدة لإعادة تأسيس وجود كبير. لكن التهديد لا يزال قائما، وأفضل طريقة للتصدي له هو ضمان أن تكون دولة ليبيا كاملة السيادة وشريكا قادرا على مكافحة الإرهاب. والنجاح في منتدى الحوار السياسي الليبي سيكون أفضل ضمانة لحدوث ذلك.

12 - علي أن أطرح عليك هذا السؤال: لقد عملت في كابل من قبل، ما هو برأيك الأصعب حل الأزمة الأفغانية أو الليبية.

- أثبت كلا الصراعين أنهما عصيين على جهود الحل السلمي، ورغم أن الصراع الأفغاني قد استمر الآن لفترة أطول بكثير من الصراع الليبي. فتح النزاعان المجال أمام المتطرفين والجماعات الإرهابية. ويتضمن النزاعان جهوداً لإنشاء حكومات ديمقراطية في أماكن لم تعرف هذا من قبل. والنزاعان يتسمان بتفشي الفساد وتخندق المصالح التي تعارض الحل السلمي. وأدى النزاعان إلى صعوبات هائلة بالنسبة للمواطنين العاديين. وتميز النزاعان بتدخل أجنبي مسموم، وفي كلتا الحالتين سعت الولايات المتحدة إلى لعب دور مفيد في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن لم يخل ذلك من بعض الأخطاء على طول الطريق. وتمثل كل من أفغانستان وليبيا بوابات تجارية مربحة للأسواق البعيدة. بينما تمتلك كل من ليبيا وأفغانستان موارد طبيعية كبيرة غير مستغلة، وتمتاز ليبيا بقدرتها على الوصول إلى ثروتها الطبيعية ووضعها في السوق العالمية قبل أن تتمكن أفغانستان من ذلك. وهذا يعطي الليبيين ميزة نأمل أن يتم استغلالها من خلال منتدى الحوار السياسي الليبي. وإذا كانت ليبيا قادرة على الظهور كدولة مستقرة وموحدة من خلال الحوار السياسي، فقد تكون مزدهرة بشكل لا يصدق.

13 - هل ليبيا أفضل أم أسوأ بدون القذافي؟

- بالتأكيد إذا قرأت كتباً مثل كتاب هشام مطر «في بلاد الرجال»، فإنك تدرك أن حقبة القذافي اتسمت بالوحشية والتعذيب، وأن إسقاط طائرة بان إم 103 كان من عمل نظامه أيضاً. ولكن الأسئلة المتعلقة بقيادة دولة ما يجب أن يجيب عليها مواطنو ذلك البلد حقاً. وهذا هو بالضبط سبب تركيزنا الشديد على دعم الجهود الليبية السيادية لتحقيق نهاية دائمة للصراع وإجراء انتخابات وطنية في أسرع وقت ممكن، والتي يمكن لليبيين من خلالها أن يُسمعوا الصوت الذي سعت ديكتاتورية القذافي إلى تكميمه من خلال العنف والقمع. في الأيام المقبلة، سيجتمع الليبيون من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك ما يسمى بـ«الخضر»، بشكل سلمي من خلال منتدى الحوار السياسي الليبي، لمناقشة القضايا الأكثر أهمية التي تواجه البلاد وتشكيل مؤسسات حكومية تكون مسؤولة أمام الشعب الليبي. ويقف هذا الحوار في تناقض قوي مع النظام السابق، حيث لم يكن لليبيين أي رأي في كيفية اختيار القادة، ولا حرية لانتقاد القادة، ولا سلطة للمطالبة بالمساءلة. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن السنوات التي تلت الثورة كانت مضطربة، ولكنني أعتقد أن هناك فرصة حقيقية لليبيين للشروع في بناء مستقبل أكثر إشراقاً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قضية عامر الفاخوري تتصدر الصحف الأميركية مجددا

الكولونيل شربل بركات/23 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91586/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%ae%d9%88/

نشرت مقالاتين في ألآونة الأخيرة في صحيفتي الواشنطن بوستWashington Post  والنيويورك تايمزNew York Times  الأميركيتين تناولتا موضوع عامر الفاخوري الضابط السابق في جيش لبنان الجنوبي الذي كان أوقف من قبل الأمن العام اللبناني بعد دخوله الأراضي اللبنانية ومن ثم سجن وعذب لدرجة أنه أصيب بمرض سرطان الخلايا اللمفاوية وفقد حوالي 40 كيلوغرام من وزنه قبل أن يسمح له بأية مساعدة طبية في خلال فترة وجوده داخل السجون اللبنانية.

وبحسب ما افادت ابنته لاحدى الصحيفتين فإن الفاخوري، والذي هاجر إلى الولايات المتحدة منذ عام 2000 وأصبح مواطنا أميركيا، كان قد سأل عن امكانية زيارته للبنان ولم يكن له اي اسم في برقية التقصي الموزعة على مداخل البلاد. وقد كان استفهم حول أن يكون مطلوبا قبل قراره لزيارة الأهل. ومن المعروف بأن تهمة الدخول إلى أراضي العدو تعتبر ساقطة بمرور الزمن أي بعد عشر سنوات على ارتكابها. وهو دخل بجواز سفر اميركي وقد احتجز جماعة الأمن العام جواز سفره هذا كتدبير غير قانوني، ولكن معمول به في لبنان، كما قيل له، ليعود فيأخذه في اليوم الثاني بدون اية مشكلة. ولكن الجواز لم يعاد له بالرغم من المطالبة المتكررة مرتين قبل أن يقبض عليه في المرة الثالثة. والظاهر أن بعض الجهات في الأمن العام اللبناني لم يرق لها عودته إلى البلد فتم القبض عليه يوم عاد ليأخذ الجواز في المرة الثالثة وكان مر على وجوده في لبنان سبعة ايام. وقد فتحت له قضية واتهم بأنه مارس التعذيب في سجن الخيام. وقد كان رفض كل التهم الموجهة إليه كونه لم يكن مرة من ضمن جهاز التحقيق مع المساجين ولا تدخل هو أو أحد جنوده بأي أمر يتعلق بهؤلاء. ولكن كان لحزبلا وجماعته في الأمن العام على ما يبدو مشاريع أخرى لمبادلة أميركي بأحد موقوفي الحزب في الولايات المتحدة، (المدعو تاج الدين) والذي أطلق لاحقا، أي بعد مغادرة الفاخوري للبنان.

الجديد في هذا الموضوع هو قيام صحيفة الواشنطن بوست Washington Post  أمس باعادة التذكير بقضية الفاخوري من ضمن اعتراضها على دعوة اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن وتكريمه للمساعدة على اطلاق بعض الرهائن. وكانت قضية الفاخوري والتذكير بها في هذا الوقت بالذات لأن جهاز الأمن العام الذي يرأسه ابراهيم هو من أوقفه بغير حق حيث تعرض للضرب والاهانة وربما ايضا للتسمم خلال توقيفه في سجن الأمن العام هذا، ولذا فقد اشار "جوش روغن"  Josh Rogin كاتب المقال بأن عباس مسؤولا ليس فقط عن المشاركة في "ارباح الفدية" التي تدفع عن المخطوفين من قبل المنظمات الارهابية التي يفاوض، وإنما ايضا عن مقتل أميركيين، خاصة الفاخوري، الذي تقول عائلته بأن عملية توقيفه وسجنه والتحقيق معه بصوة وحشية هي ما سبب وفاته.

ومن الجدير ذكره بأن الأمن العام اللبناني اصبح، منذ تسلم جميل السيد قيادته، إحدى الوسائل التي استعملها الاحتلال السوري لقمع المواطنين المعترضين. ومن ثم وبعدما تسلم اللواء ابراهيم التركة جيّرت هذه الوسيلة لحزبلا بشكل أو بآخر. فالأمن العام يعتبر المسؤول الأساسي عن دخول وخروج الأشخاص إل لبنان ولذا فكل معارض أو منتقد لسلطة الحزب اليوم معرض للتوقيف. من هنا كان اعتقال المواطن السويدي اللبناني الأصل روني ضومط قبل الفاخوري واختراع جريمة له وابقاؤه في السجن للتهويل على بقية اللبنانيين الأحرار الذين يعيشون في الخارج وترويضهم.

عامر الفاخوري الذي كان التحق بالجيش في مرجعيون قبل أن يبلغ الثامنة عشر من العمر للدفاع، ككل شباب المنطقة، عن امن السكان ومنع القوات الفلسطينية وأعوانها من اذلالهم، وهو لم يكن مرة ممن يخالفون القانون أو يعتدون على حقوق الناس، ذهب ضحية حبه للبنان وتعلقه بهذا التراب العزيز. ولم يترك فرصة زيارة الأصدقاء والأقارب تمر من دون أن يضحي بوقته وماله في سبيل العودة إلى الربوع. ولكن جماعة الحقد ومركبي الملفات الكثر، انتقموا منه لا لعلة فيه بل لكي يمعنوا بالقبض على قرار من يتبعهم فيغزوا بين الحين الآخر منظومة الحقد ويحركوا مشاعر الشارع المغرر به ويتابعوا مسلسل التضليل.

تقول "جيني كروس"  Jennie Crossفي النيويورك تايمز  New York Times بأن الرئيس ترامب استجاب لنداء ابنة الفاخوري جيلة  Guilaوقد كانت ظهرت على برنامج "فريندز اند فوكس"  Friends and Fox الذي تقدمه قناة "فوكس نيوس"  Fox News فضغط على لبنان لاعادة الفاخوري ولكن الأخير عاد منهك القوى حيث لم يستطع العودة إلى حياته الطبيعية بعد كل ما عاناه من توقيفه في لبنان. ولكن السيناتور جين شاهين  Jeanne Shaheenمن نيو هامبشايرNew Hampshire ، حيث كان عامر يملك مطعم "ليتل ليبانون تو غو" Little Lebanon to go، عبرت عن سعادتها بعودته وقالت بأنها "ارتاحت لأن السيد فاخوري تمكن من قضاء الأشهر القليلة الماضية من حياته محاطا باحبائه وتلقى رعاية طبية ممتازة".

 

مفاوضات "الترسيم": ورقة عون الأميركية في تشكيل الحكومة

منير الربيع/المدن/23 تشرين الأول/2020

أما وقد تكلّف سعد الحريري تشكيل الحكومة، فإن المسار اللبناني سيسير على خطّين سياسيين أساسيين: عملية تشكيل الحكومة، وعملية مفاوضات ترسيم الحدود، الاستراتيجية والأهم.

ورقتا عون ضد الحريري

الضغوط الدولية تدفع إلى إنجاز عملية الترسيم سريعاً جداً. وتدفع أيضاً وضمناً لتشكيل سريع للحكومة. فالخطان يفترض أن يلتقيا في النهاية. فعملية الترسيم تحتاج إلى حكومة لإقرار الاتفاق. هنا يجتمع الاهتمام الدولي بين المسألتين، خصوصاً أن الترسيم لا ينفصل عن شؤون سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية. الملف الأهم دولياً، وخصوصاً أميركياً، هو ملف ترسيم الحدود. وبعد نجاح الحريري في انتزاع ورقة التكليف، سيعمل على مفاوضات التأليف. لكن رئيس الجمهورية ميشال عون لا يحتفظ بتوقيعه لتمرير تشكيل الحكومة وحسب، إنما يمتلك أيضاً ورقة ثانية: مفاوضات الترسيم، التي تفتح خطوط التواصل العريضة بينه وبين الأميركيين. وهو نظرياً نجح بانتزاع هذه الورقة من الثنائي الشيعي ومن الحكومة أيضاً، علماً أن السلطة التنفيذية هي التي تتولى هذه المهمة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية. لكن عون استبق ذلك باختياره وحده أعضاء الوفد المفاوض على الترسيم.

تشكيل سريع؟

تقدّم الحريري على خطّ تشكيل الحكومة، يعني أنه يحظى بدعم دولي، خصوصاً فرنسي، وبعدم اعتراض أميركي. والقوى الدولية كلها تنتظر شكل الحكومة التي يؤلفها الحريري. وهو يؤكد أنها ستكون حكومة اختصاصيين غير حزبيين. وتكشف المعلومات، أنه سيسعى سريعاً إلى تشكيل الحكومة. وهو يردد في بعض أوساطه أنه يريد للحكومة أن تتشكل في أيام قليلة، وأسبوعين كحد أقصى. ومهتم حتماً بتشكيلها قبل الانتخابات الأميركية، كي لا يفقد المبادرة، والقدرة على الإمساك بالخيوط. وهذا عكسه كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي أعلن أن التشكيل سيكون سريعاً، وأسرع مما هو متوقع. برّي يبني موقفه على ما سمعه من الرئيس المكلف.

إدارة حزب الله

أما حزب الله وحلفاؤه فاستخدموا تكتيكاً في توزيع أصواتهم للحريري الذي حصل على 65 صوتاً، أي أكثر من نصف أصوات نواب المجلس الـ 120. وهناك أصوات خمسة للحزب السوري القومي الاجتماعي وجهاد الصمد وعدنان طرابلسي، وأصوات كتلة النواب الأرمن الثلاثة، قادر حزب الله على الضغط عليهم لتغيير وجهتهم، في حال لم يلتزم الحريري اتفاقه مع الحزب إياه حول آلية اختيار الوزراء. وذلك بحجب الثقة عن الحكومة التي يشكلها الحريري. وحزب الله سيكون إلى جانب موقف رئيس الجمهورية في هذا المجال، بعدما عاكسه في تمرير الاستشارات والتكليف، ولن يعاكسه في عملية التأليف.

يبدأ الحريري مشاوراته، ولا بد من تواصله مع تكتل لبنان القوي والتيار العوني، حسب استشارات التأليف غير الملزمة، بغض النظر عن مشاركة باسيل فيها أو عدم مشاركته. وهناك من يتوقع أن يدخل الحريري حلبة أخذ وردّ، تفرض عليه تقديم الكثير من التنازلات لتشكيل حكومة اختصاصيين تختارهم الأحزاب.

في المفاوضات سيقول حزب الله للحريري نحن لم نصوّت لك، لكننا سهّلنا وصولك بناء على اتفاق. وباسيل الذي لم يمنحك أصواته للتكليف، لا بد لك من الاتفاق معه للحصول على توقيع رئيس الجمهورية وثقة المجلس، في التأليف وبعده.

وهذا يعني أن تذكيره بعدم امتلاكه الأكثرية إلا بتجيير الأصوات له، حاضر وجاهز دوماً.

ورقة عون الأميركية

لا يمكن إغفال موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أعلن الحرب مسبقاً على الحريري. وفي هذه المرحلة لا يمكن استثناء التذكير بالإبراء المستحيل، ولا الضغوط العونية في سبيل التدقيق الجنائي وسواه من الملفات، التي ستكون حاضرة في صلب المفاوضات. وكذلك الشروط حول تسمية الوزراء المسيحيين، وامتلاك الثلث المعطّل، انسجاماً مع نتائج الانتخابات النيابية ولعبة الأحجام. ولدى عون  أيضاً ورقة مفاوضات ترسيم الحدود. وهذه بطاقته المهمة أميركياً. وطالما يمسك عون بهذا الملف، سيحاول الحصول على مساندة أميركية في عملية التشكيل، مقابل ما يقدمه في ملف الترسيم.

طويلة أم قصيرة الأجل؟ينتظر المجتمع الدولي شكل الحكومة وتركيبتها ومهمتها وبرنامجها، وما الذي يمكن تحقيقه، ليسمح للبنان بالحصول على مساعدات. هنا سيكون المسار طويلاً ومعقداً، نظراً للخلافات الجوهرية حول الطروحات. لكن لا شيء مستحيل في السياسة. وأي مفاوضات إقليمية ودولية، قد تكون عاملاً مسهلاً، لاسيما إذا حصل انتقال من مفاوضات الترسيم إلى ملفات أخرى. إذا تشكلت الحكومة وحظيت على رضى دولي، تلازماً مع المفاوضات حول الملفات المختلفة، تكون حكومة غير قصيرة الأجل. لكن ملفات اقتصادية وسياسية واستراتيجية ساخنة ستواجهها، على غرار ملف الترسيم، وما يرتبط به من ملفات أخرى، كالصواريخ الدقيقة، ومراقبة المرفأ والمطار، وعمل قوات اليونفيل، وشروط صندوق النقد. وعملياً ستسير الحكومة على وقع أثقال عصر التطبيع وانعكاساته وتردداته.

 

"الحريري الرابع": لا مهرب من الحكومة السياسية

ملاك عقيل /أساس ميديا/الجمعة 23 تشرين الأول 2020

لم يخرج موقف حزب الله بعدم تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة عن دائرة التوقّعات، حتى لو أبقى ورقة القرار في جيبه حتى اللحظة الأخيرة موحياً بجلوسه في "منطقة التردّد"، لكن المشهد بدا نافراً بالمقارنة مع المرحلة السابقة التي صوّر فيها الحزب نفسه، بالتكافل والتضامن مع الرئيس نبيه بري، راعياً لعودة "الحريري الرابع" إلى السراي الحكومي ومتمسّكاً بالأصيل لا البديل! وعليه، لم يسجّل الحزب سابقة جديدة بعد الأولى، حين منح الثقة لحكومة الحريري عام 2019 للمرة الأولى منذ مشاركته في الحكومات. مع ذلك، فإن موقفه المتماهي مع ميشال عون وجبران باسيل برفض تسمية "العائد" عن استقالته، لم يحجب ما سرّب في الساعات الماضية عن مناخات إيجابية قد تزيل الألغام الكبيرة من أمام التأليف الصعب والمعقّد والمفتوح على المجهول. "حربٌ مفتوحة" هو أقل ما يمكن أن يقال في توصيف مرحلة ما بعد تكليف الحريري "غصباً عن إرادة" رئيس الجمهورية ونائب البترون، وإن كانت تفاهمات اللحظات الأخيرة تحت الطاولة وعلى جوانبها تبقى قائمة دائماً بحكم قواعد اللعبة السياسية الداخلية... التي لا قواعد لها.

وها هو جبران باسيل يبشّر من بعبدا بأنّ "المنحى الشخصي مع الحريري يقرّبنا أكثر بكثير ممّا يبعّدنا". أما الرئيس نبيه بري، فتحدّث عن جو تفاؤلي بين الرئيسين عون والحريري وبين "التيارين" (المستقبل والتيار الوطني الحرّ)، في مقابل حديث مصادر بيت الوسط المُعمّم إعلامياً "عن حكومة اختصاصيين بنكهة سياسية". على الرغم من كلّ ما سيق في الفترة الماضية من اتهامات من جانب داعمي العهد بحق حزب الله "بانضمامه إلى تحالف رباعي لمحاصرة عون"، فإن حسابات الكواليس تشي باطمئنان رئاسي إلى أنّ حزب الله "لن يسمح باستفراد عون في معركة التأليف وما بعده"

عملياً، حتى الشكل لم يخدم توجّه موكب الحريري مجدّداً صوب القصر الجمهوري بعد انقطاع دام نحو عام منذ تقديم كتاب استقالته في 29 تشرين الأول الماضي، وخرقته فقط المشاركة في الاستشارات النيابية بتسمية مصطفى أديب لرئاسة الحكومة.

فاللقاء البروتوكولي قبل التسمية كان بارداً جداً بينه وبين رئيس الجمهورية بعدما سبقه تسطير الأخير "استنابة" للنواب بعدم تسميته لرئاسة الحكومة "تفادياً للأسوأ"... وأيضاً بسبب جبل من التراكمات السلبية والمآخذ العونية "على من يظنّ نفسه أنه خارج الطبقة السياسية".

الكلام الأقسى في محيط باسيل يصوّر الحريري "رئيساً مكلّفاُ مجرّباً مفلِساً ضعيفاً بثقة هزيلة (أشار اليها صراحة باسيل في كلامه) استجدى لها الأصوات لدرجة أنه لم يجد حرجاً بالاتصال بأسعد حردان لطلب المساندة. هذه شخصية لن يكون صعباً وضعها عند حدّها حتى ولو تفيّأت الدعم الفرنسي!".

والأهمّ أن رئاسة الجمهورية تعتبر أنها خسرت معركة ولم تخسر الحرب. وعلى الرغم من كلّ ما سيق في الفترة الماضية من اتهامات من جانب داعمي العهد بحق حزب الله "بانضمامه إلى تحالف رباعي لمحاصرة عون"، فإن حسابات الكواليس تشي باطمئنان رئاسي إلى أنّ حزب الله "لن يسمح باستفراد عون في معركة التأليف وما بعده".

وقد دشّن باسيل أمس أولى جولات العراك مع الحريري بالمباشر عبر القول إنّ الرئيس المكلّف خرج عن المبادرة الفرنسية التي أفتت بحكومة اختصاصيين إلى حكومة تكنوسياسية لمجرّد طرح نفسه لرئاسة الحكومة ما يتطلّب، برأيه، "العمل بقواعد تأليف ميثاقية بمهلة محدّدة وبمعايير موحّدة بين المكوّنات".

الترجمة الحرفية لكلام باسيل هي أنّ الحكومة ستحكم تشكيلها معايير تأليف حكومة حسان دياب بمحاصصة مبطّنة تعكس مجدّداً موازين القوى التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة، لكن الفارق أنها برئاسة الحريري ما يعني حجز الحصة السنية له. وهنا يؤكد مطلعون أنّ موقف باسيل منسّق بالكامل مع بري وحزب الله. يرى هذا الفريق أنّ تلويح عون مجدداً بالاستراتيجية الدفاعية في دردشته مع الصحافيين أمس الأوّل، إضافة إلى الكلام العالي النبرة الذي ساقه بحقّ الحريري ورفضه الواضح لتكليفه، دفع الحزب مرة أخرى الى "تفادي المشكل" مع ميشال عون

وفي مقابل من يروّج خصوصاً في محيط بري بأن "التأليف لن يأخذ وقتاً طويلاً في ظلّ ضغوط فرنسية وأميركية كبيرة لإطلاق القطار الحكومي، وبصعوبة رهن التشكيل زمنياً ومنطقياً بالانتخابات الأميركية ولأن الفوضى ليست مطلباً دولياً خصوصاً في ظلّ عملية ترسيم الحدود"، فإن في المقلب الرئاسي تأكيدات من نوع أنّ "التأليف سيكون صعباً فقط على من يصعّب علينا الأمور. وعلى الحريري الاقتناع أنّ قواعد التأليف اختلفت مع ترؤسه الحكومة"، مع الإشارة إلى "وجود تفاهم مسبق وثابت بين عون وحزب الله على التنسيق في التفاوض. لا حكومة إلا بتوافق الطرفين عليها. لا يدير أحد ظهره للآخر. واستطراداً لن يغطّي بري حكومة لا يرضى عنها الحزب أو تشكّل استهدافاً له".

ويوضح القريبون من باسيل أنّ "هناك أكثرية نيابية تشكّلت بعد الانتخابات النيابية أحد أركانها حزب الله "يللي ما بيطلع من عون" طالما هو رئيس للجمهورية. هذا ما يفسّر موقفه من تسمية الحريري حتى لو تمسّك به كمرشح أول لرئاسة الحكومة منذ تقديم استقالته".

البراغماتيون في محيط باسيل يقولونها كما هي: نجح الحزب في لعب ورقة: "نريد سعد تخفيفاً للاحتقان السني الشيعي". لكن هذا الأمر لم يلزمه تسميته تماماُ كما فعل في ثلاث محطات سابقة كلّف فيها الحريري رئاسة الحكومة. وبالتأكيد ستكون حكومة الحريري مظلّة له للاستمرار في إثبات وجوده داخلياً بمواجهة الضغوط عليه، وقد يبدي ليونة في مرحلة التأليف لكن من دون التنازل عمّا رفض إعطاءه لمصطفى أديب "ممثّل" سعد آنذاك على طاولة التفاوض. لا أحد بوارد تسليم رقبته لمجموعة اختصاصيين يسمّيهم سعد الحريري في ظلّ قرارات مصيرية مالية واقتصادية تنتظر لبنان".

مع ذلك، ثمّة فريق سياسي يشير الى تعديل في بوصلة الحزب حيال الحريري الذي كان يتّجه للمرة الأولى لتسميته بعد منح الغطاء لعودته وبناء على ما عكسته مداولات الغرف الضيقة من تفاهمات بين الفريق الشيعي وبين الحريري على آلية تنزع فتيل الصدام حول الأسماء وتؤسّس لمفاوضات حول برنامج عمل الحكومة خصوصاً لجهة الإجراءات الإصلاحية التي قد تكون موجعة". ويرى هذا الفريق أنّ تلويح عون مجدداً بالاستراتيجية الدفاعية في دردشته مع الصحافيين أمس الأوّل، إضافة إلى الكلام العالي النبرة الذي ساقه بحقّ الحريري ورفضه الواضح لتكليفه، دفع الحزب مرة أخرى الى "تفادي المشكل" مع ميشال عون.

 لكن هذا الربط لا توافق عليه مصادر في 8 آذار مؤكّدة أنّ "القرار لدى الحزب كان متّخذاً سلفاً برغم موقفه الداعم لعودة سعد وذلك ربطاً بحساباته الداخلية ذات البعد الاقليمي، ولأن الحزب لن يسير عكس الارادة الرئاسية الرافضة منذ استقالة الحريري على التعاون معه مجدداً".

 

ميشال عون والتصالح مع الواقع

خيرالله خيرالله/العرب/23 تشرين الأول/2020

ما هو لبنان الذي لم يبق منه شيء في نهاية المطاف؟ هو مصرف ومستشفى وجامعة ومدرسة وفندق وخدمات وسياحة وصحف ومجلات ومحطات تلفزيونية الأكيد أنه ليس شيئا آخر غير ذلك.

أسير عقد الماضي

ليس معروفا بعد لماذا إضاعة مزيد من الوقت في لبنان في حين يقول المنطق إن أيّ تأخير في تشكيل الحكومة، في ضوء تكليف سعد الحريري تشكيل حكومة، يجعل إنقاذ ما يمكن إنقاذه أقرب من مهمّة مستحيلة.

في النهاية، يلعب الوقت في غير مصلحة لبنان حيث لم يعد مجال للتذاكي من جهة وحيث الحاجة إلى استيعاب أنّ الأسس التي قام عليها البلد لم تعد قائمة من جهة أخرى. جرى تهديم هذه الأسس بطريقة منظمة ومدروسة في السنوات الأخيرة بدءا بتكريس وجود سلاح غير شرعي في يد ميليشيا مذهبية اسمها “حزب الله” تابعة لإيران. تحوّلت هذه الميليشيا، التي يحرص كثيرون على التغاضي عنها وتجاهل دورها إلى رمز للدولة اللبنانية، علما أنّها لعبت الدور الأساسي في القضاء على مؤسسات الجمهورية، التي كانت سعيدة في يوم من الأيّام. قضت عليها الواحدة تلو الواحدة تلو الأخرى.

ما هو لبنان الذي لم يبق منه شيء في نهاية المطاف؟ هو مصرف ومستشفى وجامعة ومدرسة وفندق وخدمات وسياحة وصحف ومجلات ومحطات تلفزيونية. الأكيد أنّه ليس شيئا آخر غير ذلك. لذلك يبدو طبيعيا التساؤل هل بقي شيء من لبنان بعد كلّ ما تعرّض له أخيرا، خصوصا في ضوء انهيار النظام المصرفي وزلزال تفجير مرفأ بيروت وتدمير جزء من العاصمة.

أسوأ ما في الأمر أنّ هناك من يرفض أخذ العلم بالذي يشهده لبنان منذ بداية “عهد حزب الله”، أي منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية قبل أربع سنوات. لا حاجة إلى تكرار أن نهاية لبنان بدأت مع اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. قضى الذين اغتالوا رفيق الحريري ورفاقه وشخصيات لبنانية أخرى مؤثرة، من سمير قصير إلى محمّد شطح، على المحاولة الوحيدة التي استهدفت إعادة الحياة إلى لبنان وإلى بيروت بالذات. قضوا على بيروت كي لا تكون منطلقا لجعل مشروع التنمية والإعمار يعمّ كلّ البلد، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. بدل إضاعة الوقت والاعتقاد أن في الإمكان تصفية الحسابات مع الآخرين، كان يفترض برئيس الجمهورية ميشال عون التفكير بطريقة في غاية البساطة. بدل الاعتقاد أن عهده يستطيع تجديد شبابه في السنتين الأخيرتين منه، ليس عيبا الاعتراف بأنّ هذا العهد انتهى، بل انتهى باكرا. انتهى العهد يوم سرقت المصارف أموال اللبنانيين والعرب والأجانب. انتهى العهد مع تفجير المرفأ الذي هو رمز من رموز لبنان وازدهاره ودوره الطليعي في المنطقة. فالمرفأ رمز من رموز انفتاح لبنان على العالم بشرقه وغربه من دون عقد من أيّ نوع كان ومن دون شعارات “المقاومة” و”الممانعة” التي يرفض رئيس الجمهورية الاعتراف بمدى خطورتها على لبنان.

عندما يكون العقل اللبناني الموجود في السلطة أسير عقد الماضي وغياب الحدّ الأدنى من المعرفة بما يدور في المنطقة والعالم، لا يعود مستغربا إلقاء رئيس الجمهورية خطابا يعتبر فيه أن عليه الانتقام من تكليف الأكثرية النيابية سعد الحريري تشكيل حكومة هزيمة له. قرّر الرد على هذه الهزيمة بوضع العراقيل أمام سعد الحريري. من هو الطرف الذي ينتقم منه رئيس الجمهورية؟ هل يريد بذلك الانتقام من لبنان الذي يحتاج أكثر من أيّ وقت إلى حكومة اختصاصيين ينصرفون إلى إقرار الإصلاحات المطلوبة؟

ثمّة من سيقول إن سعد الحريري ليس اختصاصيا، بل هو شخص سياسي. الردّ على ذلك في غاية البساطة. إن موقع رئيس مجلس الوزراء في لبنان هو موقع سياسي، من الأفضل أن يتولاه سياسي كي لا يشعر أهل السنّة بالغبن، ولكن ما العمل عندما تكون لدى رئيس الجمهورية رغبة في وضع نفسه فوق الخلافات وجعل رئيس مجلس الوزراء يتلهّى بمعارك جانبية يخوضها سياسي في مستوى جبران باسيل.

بعض التبسيط للأمور أكثر من ضروري. يعني تبسيط الأمور أن لبنان، حيث أخذ “الثنائي الشيعي” على عاتقه التفاوض مع إسرائيل لتأكيد أنّه الطرف الوحيد القادر على تغطية القرارات الكبيرة في البلد، لا يتحمّل محاولة جديدة لعرقلة تشكيل الحكومة.

يعني التبسيط أيضا أن لا مفرّ من حصول ذلك سريعا كي تباشر الحكومة الإصلاحات المطلوبة وكي تتمكن من التفاوض مع صندوق النقد الدولي. إلى إشعار آخر لا وجود لباب يطرقه لبنان غير باب صندوق النقد الدولي في حال كان مطلوبا الحصول على مساعدات تعيد بعض الحياة إلى الاقتصاد.

ما لا يمكن تجاهله أنّ الكلام الكبير عن الفساد لا يخدم رئيس الجمهورية ولا حزبه. يكفي فتح ملفّ الكهرباء للتأكد من ذلك. كذلك، يكفي رقم الزيادة التي طرأت على الدين العام، وهو رقم تسببت به الكهرباء التي يتولّى “التيّار العوني” مسؤولياتها وملفاتها منذ العام 2008 عبر وزرائه المعروفين، في مقدّمهم جبران باسيل.

لا كهرباء في لبنان بسبب “التيّار العوني”. لماذا يرفض رئيس الجمهورية الاعتراف بذلك والاعتراف أيضا بأن من عطّل مؤتمر “سيدر”، الذي انعقد في نيسان – أبريل 2018، كان وزراء “التيّار العوني” بغطاء من “حزب الله” الذي لم يكن لديه أي همّ اسمه لبنان في يوم من الأيّام. كلّ ما يحدث في لبنان حاليا عودة إلى ممارسات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالواقع القائم. بغض النظر عمّن يشكّل الحكومة، لا مفرّ من أن تكون هذه الحكومة حكومة اختصاصيين وتعمل من أجل تنفيذ إصلاحات معيّنة محدّدة تحدّث عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصاله الأخير برئيس الجمهورية. كان الهدف من الاتصال تأكيد أن الإدارة الأميركية تركّز على الإصلاحات وعلى تشكيل الحكومة سريعا. كان دعوة إلى رئيس الجمهورية من أجل التصالح مع الواقع.

ليست المسألة مسألة تصفية حسابات لبنانية – لبنانية صغيرة. ليس الوقت وقت الرهان على جبران باسيل كرئيس مقبل للجمهورية. صار جبران باسيل جزءا من الماضي، خصوصا في مرحلة التفاوض مع إسرائيل وحاجة “الثنائي الشيعي” إلى غطاء سنّي بعدما استهلك الغطاء المسيحي الذي أمّن لـ”حزب الله” المطلوب منه تأمينه. أمّن له قبل كلّ شيء متابعة انتصاراته على لبنان، وهي انتصارات توجت بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في وقت صار البلد مفلسا وبائسا يبحث فيه المواطن العادي عن حبّة “بنادول”.

 

مِن تأنيبيّةِ ماكرون إلى مَرثاةِ عون

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/ 22 تشرين الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91566/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%90%d9%86-%d8%aa%d8%a3%d9%86%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%90-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%8e%d8%b1/

لا يوجد وقتٌ ضائعٌ لبنانيٌّ، فالأزمةُ الشاملةُ داهمةٌ، وثمنُ كلِّ لحظةٍ حياةٌ أو موت. لكنْ، يوجد وقتٌ ضائعٌ أميركيٌّ، فالسِباقُ الرئاسيٌّ يُحلِّلُ المحرَّمَ بَحثًا عن صوتٍ لترامب حتى لو وُجِدَ في الناقورة أو دمشق أو طهران أو اليمن أو أفغانستان. لذا يُستحسَنُ ألّا تبنيَ الأطرافُ اللبنانيّةُ كافةً مواقفَها على وقعِ التصريحاتِ والتحرّكاتِ الأميركيّةِ الأخيرة لأنّها "بِنتُ ساعتِها" ولا تُعبِّـرُ، بالتالي، عن سياسةِ أميركا بعدَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ أيًّــا يَكن الفائزُ.

سياسةُ أميركا ثابتةٌ في الأساسيّات ومتغيّرةٌ في التفاصيلِ والأشخاص، ولبنانُ ليس مِن بينِ الدولِ الخاضِعةِ لإعادةِ نظرِ السياسةِ الأميركيّةِ تجاهَها إلا بقدر ما نحن نَفرِضُ واقعًا جديدًا تأخذُه واشنطن بالاعتبار. الّذين يَتباهون بصداقةِ أميركا في لبنان ذائعو الصِيت، والّذين تُخاصِمُهم نارٌ على علم. لكنَّ اللافتَ أنَّ أخصامَها يَستفيدون منها أكثرَ من أصدقائها. البعضُ يُفسِّرُ ذلك تواطؤًا من تحتِ الطاولة، فيما السببُ أنَّ أصدقاءَ أميركا مبعثَرون ومختلِفون وتُعْوِزُهم استراتيجيّةٌ سياسيّةٌ جامعةٌ وواضِحة، في حين أنَّ أخصامَها أذكياءُ ويَملِكون أوراقَ تفاوضٍ ومقايضةٍ ويُحسنون استخدامَها. وآخِرُ مظاهرِ ذلك: الحفاظُ على الهدوءِ الأمنيِّ في الجَنوب، التغاضي النسبيُّ عن اتّفاقاتِ السلامِ الخليجيّةِ/الإسرائيليّة، الشَراكةُ المباشَرةُ في مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ اللبنانيّةِ/الإسرائيليّة، وتفضيلُ سعد الحريري لتأليفِ الحكومة.

لذلك، إنَّ الإدارةَ الأميركيّةَ هي من تُطالبُ السياسيّين اللبنانيّين بإعادةِ النظرِ في ذواتِهم وأخلاقيّاتِهم، في أدائِهم وانقساماتِهم، في دويلاتِهم وسلاحِهم، في تقييمِ الأولويّاتِ والانصرافِ إلى بناءِ دولةٍ لبنانيّةٍ محترَمةٍ وقويّة. أيُّ إدارةٍ أميركيّةٍ، بل أيُّ رئيسٍ جديدٍ ديمقراطيٍّ أو جُمهوريٍّ، يَقدِرُ أن يُساعدَ لبنان عَبر هذه المنظومةِ السياسيّةِ الفاقدةِ الضميرِ والأهليّةِ وروحِ المسؤوليّة؟ الرئيسُ الفرنسيُّ إيمانويل ماكرون جاءَ إِلى بيروت مرَّتين في شهرٍ واحدٍ، وناشدَ هذه المنظومةَ الحاكمةَ والمعارِضةَ وتوسَّلَ إليها أن تَنزَعَ خلافاتِها وتؤلِّفَ حكومةً وتسيرَ في الإصلاحِ. حَجَزَ ماكرون دولَ العالم من أجلِ لبنانَ، فما كانت النتيجةُ؟ لا حكومةَ من دون هذه الحقيبةِ، ولا حقيبةَ من دون هذا الاسم، ولا اسمَ من دون تعيينٍ حزبيٍّ وطائفي، ولا إصلاحَ على حسابِ المنظومةِ السياسيّة، ولا إعادةَ نظرٍ في ازدواجيّةِ السلاحِ وتعدّديّةِ الوَلاء.

إهانةٌ للكرامةِ الوطنيّةِ (المفقودةِ) أن يَنتظرَ اللبنانيّون انتخاباتٍ رئاسيّةً في دولٍ أجنبيّةٍ، وأميركا تحديدًا، ليُقرِّروا مواقفَهم تجاهَ بعضِهم البعض، وشَكلَ الحكومةِ، ومصيرَ الشراكةِ الوطنيّة. كم انتخاباتٍ أميركيّةٍ جَرت منذ سنةِ 1975 إلى اليوم، ولبنانُ لا يزالُ يَنتقلُ من أزمةٍ إلى أخرى. عدا أنَّ سياسةَ انتظارِ الآخَرين هي اعترافٌ بتدويلِ الوضعِ اللبنانيّ، فهي تَكشِفُ أيضًا مجموعةَ عُقدٍ تَنخُرُ شخصيّتَنا الذاتيّةَ والسياسيّةَ والوطنيّة، من بينِها: عُقدةُ نقصٍ مزمنةٌ تُبقينا تحتَ رحمةِ الخارج كأنّنا تحت الاحتلالِ من دون احتلالٍ، وتحتَ الوصايةِ من دون وصاية، وتحتَ الحمايةِ من دون حماية. وعُقدةُ تبعيّةٍ ناتجةٌ عن اعتلالِ الولاءِ للوطنِ فنتعاطى مع الدولةِ كأنّنا مجموعةُ دويلاتٍ أجنبيّةٍ مُعتمَدةٌ لديها.

حريٌّ بنا ـــ إن كنّا مُوَحَّدين ـــ أن نَنتقلَ من سياسةِ انتظارِ الانتخاباتِ الأميركيّةِ إلى سياسةِ استباقِها فنكونُ حاضرين لملاقاةِ الإدارةِ الجديدةِ وطرحِ قضيّتِنا ومطالبِنا. لكن هذه الــــ"نحن" لا تَجدُ مَن تَنتسِبَ إليه: ليست الدولةُ موحَّدةً لكي تَتكلّمَ باسمِ اللبنانيّين، وليس اللبنانيّون متّفقين لكي يَتكلموا باسمِ لبنان. لذا، يُضطّرُ المسؤولون الأجانب إلى التَجوالِ على الأفرقاءِ اللبنانيّين وكأنهم رؤساءُ دولٍ مستقلّة. بعد زيارتِه لبنان، تَوجّه ديفيد شينكر مباشرةً إلى المغرب حيث اكتفى بلقاءِ نظرائِه في وزارةِ الخارجيّةِ المغربيّةِ وغادر إلى لندن. الدولةُ هناك دولةٌ تتكلم باسمِ الجميع. أما هنا، فدولةُ لبنانَ الواحِد ساقِطةٌ مع وقفِ التنفيذ. سَقطت وممنوعٌ إعلانُ الخبرِ قبل الاتفاقِ على البديلِ. وقد بات يتأرجح بين اللامركزيةِ بسلاحِ الدولةِ وحدِها، والفدراليّةِ بــ"أسلحةٍ ميثاقيّة".

صار لبنانُ يُشبِهُ وجهَ جانوس Janus (إلهٌ رومانيٌّ ذو وجْهين متناقضَين): وجهُ لبنان الوِحدويُّ الصيغويُّ المتَمثِّلُ في جماعاتٍ لبنانيّةٍ عابرةِ الطوائف تَبحث عن المستقبلِ الراقي والمسالِـمِ والحياديِّ والحضاري، ووجهُ لبنان الـمُنقسِمُ والانفصاليُّ المتجسِّدُ في جماعاتٍ، عابرةِ الطوائف أيضًا، تبحث عن الماضي من خلال مشاريعَ سلطويّةٍ تَتجاوز الدستورَ والسِلمَ الأهلي. هناك لبنانُ الإنسانِ الباحثِ عن الآخَر، وهناك لبنانُ الطوائفِ الباحثةِ عن أنانيّاتِها على حسابِ الآخَر. وجهُ جانوس شُبّهَت به الإمبراطوريّةُ النمساويّةُ في بداياتِ القرن العشرين حين كانت بفَنِّها وثقافتِها حالةً وِحدويّةً، وكانت بقوميّاتِها وإثنيّاتِها المختلِفةِ حالةً تقسيمية. فنُّ "موزار" و"شتراوس" بَقي يُوحِّدُ العالمَ حولَ النمسا، لكنَّ الإمبراطوريةَ تَقسَّمت بعد الحربِ الأولى واكتَفت بحضارتِها، وكان خِيارُها صحيحًا يُقتدى به.

كلمةُ رئيسِ الجمهوريّةِ أمس ــــ وحبّذا لو احتفظَ بها لتكونَ خِطابَ نهايةِ ولايتِه ـــ أظهَرت الوجهَ السلبيَّ للبنانَ، إذ كَشفَت استحالةَ الإصلاحِ في ظلِّ هذه المنظومة، بل في ظلِّ هذه التركيبةِ المركزيّةِ. من هنا ضرورةُ الإسراعِ بتأليفِ حكومةِ طوارئ تُحيي الأملَ بالتغيير. اللبنانيّون يريدون حكومةً للمرفأِ، لبيروتِ المدمَّرة، لوقفِ الهِجرة، للمصارفِ المترنِّحة، للاقتصادِ الـمُنهار، لوِحدةِ لبنانَ المتصَدِّعة، للمفاوضةِ مع صندوقِ النقدِ الدوليّ، لاستعادةِ ثقةِ الناس. فلا نُضِيعَنَّ بين حكومةٍ سياسيّةٍ وأُخرى تِقنيّة. المزجُ مُمكنٌ بينهما لأنَّ الأصفياءَ موجودون في كلِّ مكانٍ كما الفاشلون. الصيغةُ الحلّ: أنْ تُسنَدَ الحقائبُ السياسيّةُ إلى سياسيّين، والأخرى إلى اختصاصيّين في إطارِ المداورةِ الطبيعيّة الشاملة.

لكن أنحنُ أمامَ حكومةٍ جديدةٍ أم مرحلةٍ جديدة؟ وأنحنُ أمامَ تأليفِ حكومةٍ جديدةٍ أم توليفِ دولةٍ جديدة؟

 

هدوء ما قبل الانتخابات الأميركية… في دول نفوذ إيران

رياض قهوجي/النهار العربي/22 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91568/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%87%d9%88%d8%ac%d9%8a-%d9%87%d8%af%d9%88%d8%a1-%d9%85%d8%a7-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85/

 تكثر التساؤلات عما إذا كان هناك شيء يجري في الكواليس بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بخاصة مع التطورات الأخيرة التي شهدتها ساحات المواجهة، وتحديداً العراق وسوريا ولبنان. فبعد خطوات تصعيدية على مدى عامين، يبدو أن العاصفة هدأت هدوءاً ملحوظاً، مع استمرار صدور تصريحات متفرقة من هنا وهناك تشدّد على ثبات المواقف.

وهناك تكهّنات أكثر منها معلومات تصدر عبر تقارير صحافية تتحدث عن صفقات ومحادثات سرية بين طهران وواشنطن. وهناك تحليلات تتحدث عن دور فرنسي خفف من حدة الاشتباك ويدفع باتجاه حلحلة الأمور. لكن قد تكون هذه المرحلة عبارة عن عملية تقطيع وقت للوصول الى ما بعد الانتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ومعرفة نتائجها لتقرر طهران تحديداً كيف ستتعامل مع أميركا وحلفائها وملفات المنطقة.

شهدت الساحتان العراقية واللبنانية تطوّرات متزامنة لا يمكن تجاهلها خلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد أعلنت فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران عن هدنة في عملياتها ضد القوات الأميركية  في العراق، بحجة فسح المجال لانسحاب هذه القوات من البلد. وترافق ذلك مع تسهيل عمل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، المقرّب من أميركا، والتي أعلنت خطتها للإصلاح المالي ومكافحة الفساد وإنعاش اقتصاد البلد النفطي بامتياز، والذي أوصلته سياسات الحكومات الفاشلة السابقة المدعومة إيرانياً لأن يصبح مفلساً ويستدين من الخارج ليدفع رواتب الموظفين. أما في لبنان، فقد شهدت الساحة تطوراً نوعياً تمثّل بموافقة "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله) على بدء المحادثات مع إسرائيل برعاية أميركية - أممية لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. كما تشهد الساحة حلحلة في الملف الحكومي تتمثّل بدعم تسمية الرئيس سعد الحريري مرشحاً وحيداً لتشكيل الحكومة. أما في سورية، فقد شهدت الساحة تراجعاً ملحوظاً في عدد الغارات الإسرائيلية على مواقع القوى التابعة لإيران هناك، نتيجة تراجع النشاطات العسكرية داخلها.

من غير المؤكد أن هناك محادثات سرية تجرى فعلاً بين واشنطن وطهران، ولكنّ هناك خفضاً لحدّة النزاع واضحاً بينهما عبر ما يسميه الدبلوماسيون "إجراءات رفع الثقة"، وهي عبارة عن خطوات يأخذها طرفا النزاع بهدف كسر الجليد بينهما وإظهار استعدادهما للتطرّق للأمور الخلافية الجدية بينهما.

وتكون هذه الخطوات عادة إما عبر تبادل السجناء (أو أسرى) أو عبر فسح المجال للبدء بخطوات حلول لملفات عالقة، لكن من دون حسمها. فما جرى في العراق هو وقف للعمليات ضد القوات الأميركية من دون الإعلان عن إنهائها، كما أن خطة الحكومة العراقية يجب إقرارها في البرلمان العراقي حيث الكتل التابعة لإيران لها دور مهيمن. وفي لبنان، صحيح أن الاجتماعات بدأت مع الجانب الإسرائيلي، ولكنها لا تزال في بدايتها ويمكن رفع الغطاء عنها وإيقافها من قبل الثنائي الشيعي في أي وقت. كما أن تكليف الرئيس الحريري لا يعني تسهيل مهمته تشكيل الحكومة. وهناك تواصل وجهود يشارك فيها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم تتعلق بسجناء أميركيين في سوريا وإيران يبدو أنها على نار حامية. وعليه، فإن ما تشهده ساحات المنطقة اليوم أشبه بهدنة وفسحة أمل مؤجلة نتائجها الى ما بعد الانتخابات الأميركية.

وبرغم من أن المبادرة الفرنسية أحدثت أصداءً كبيرة على الساحة اللبنانية ونالت دعم جميع الفرقاء، إلا أنها تشهد عوائق على مفترق طرق يبدو أن هدفها التشويش من أجل التأخير من دون التعطيل، وكأن من يحرك هؤلاء الأطراف ينتظر شيئاً ما، وعلى الأرجح أن يكون أيضاً نتائج الانتخابات الأميركية. تحاول فرنسا منذ عامين التقريب بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والقادة الإيرانيين لكن من دون نتيجة. وفرنسا هي أكثر الدول معارضة للضغوط الأميركية - الإسرائيلية لإجبار الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي على تصنيف "حزب الله"، بشقيه العسكري والسياسي، على أنه تنظيم إرهابي. من الطبيعي أن تأمل باريس فوز خصم ترامب، المرشح الديموقراطي جو بايدن الذي أعلن صراحة عن نيته إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وربما تراهن فرنسا على فوز بايدن، ما يفسّر تشجيعها الرئيس سعد الحريري على إعادة ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة برغم استمرار تحفظ الرياض وأبو ظبي. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في مؤتمره الصحافي بعد اعتذار مصطفى أديب، أنه سيبقي مبادرته قائمة حتى فترة انتهاء الانتخابات في أميركا، ما قد يربط مصيرها بمصير جهود الحريري في تشكيل حكومته المقبلة. 

ويبقى احتمال أخير لسبب التهدئة في ساحات المنطقة، وهو انصياع إيران لنصائح من أصدقاء في أوروبا وحول العالم بتجنّب ارتكاب أي أعمال استفزازية ضد أميركا وإسرائيل في الشهر الأخير ما قبل الانتخابات (أي الشهر الجاري)، حتى لا تعطي أي مبرر لترامب لشن عمليات عسكرية كبيرة ضدها لتحسين فرص فوزه في الانتخابات. فلقد تحدثت تقارير عدة خلال الشهرين الأخيرين عن سيناريوهات محتملة تحضّر لها بعض الجهات الأميركية لاستفزاز إيران وجرها الى مواجهة عسكرية ترفع من أسهم ترامب في الانتخابات. فتاريخ الانتخابات الأميركية يظهر أن الناخب الأميركي عادة ما يدعم الرئيس في أوقات الحرب. وعليه، فقد تكون التطورات الحالية في ساحات المنطقة، ومنها لبنان، عبارة عن خطوات تكتيكية إيرانية تهدف الى خفض النزاع وشراء الوقت بانتظار انتهاء الانتخابات لتقرر سياستها المستقبلية مع واشنطن وكيف ستستخدم أوراقها في المنطقة.

لبنان اليوم هو ساحة مواجهة بامتياز، وجل ما تحاول المبادرة الفرنسية القائمة على الواقعية السياسية المجردة من العواطف عمله، هو تشجيع "الثنائي الشيعي" على فك (أو تخفيف) الارتباط بإيران مقابل تحسين حصته في النظام اللبناني، مع حزمة مساعدات تعيد إحياء الاقتصاد اللبناني لتمنع البلد من الانهيار ومواجهة خطر الحرب الأهلية والزوال. لكنها جميعها تخمينات وحسابات قد تنجح أو قد تفشل. فالمبادرات نحو لبنان اليوم ترتكز جميعها على مقاربة "التجربة والخطأ"، أي تجري تجربة سياسة معينة، فإن نجحت، كان به، وإن فشلت تجرى تجربة أخرى، على أمل أن لا تنفد التجارب واقتراحات الحلول لتبقى ذرة أمل للبلد.            

 

«17 تشرين»... الثورة حتى تتجدد!

حنا صالح/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

دخلت «ثورة تشرين» اللبنانية عامها الثاني بهدوء، رغم الجدل الذي لا نهاية له عما أنجزته، وما كان يمكن أن يكون الأفضل، أو الأنسب، أو الأفعل، وصولاً إلى أن أكثر قوى التحالف السلطوي وأتباعه، لم يتورعوا عن تحميل الثورة أوزار الانهيار وتفاقم المجاعة، والانهيار الأمني كما زعم النائب جبران باسيل، وصولاً إلى انتشار الجائحة على النحو الخطير الذي يضرب لبنان، بعدما تداعت كل مزاعم الحكومة الواجهة عن أن التدابير والاحتياطات التي اتخذتها أثارت دهشة العالم!

ما هو أكيد أن ما بدأ في لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 كان تحركاً شعبياً عفوياً، كسر مع عقودٍ من الظلم وازدراء الحقوق وانتهاك الكرامات، والمضيّ في ممارسات فئوية كرست تفاوتاً اجتماعياً وانعدام المساواة، بما لم يعرفه لبنان قبل الحرب الأهلية. في تلك المرحلة ما من أحد كان يتوقع أن البلد قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس، فقد كان هناك كثير من الضخ الإعلامي الرسمي والطمأنة الدورية من أن الليرة بخير، لتظهر ملامح الإفلاس ويتبين سريعاً أن المنهبة طالت ودائع الناس في المصارف!

طبعاً كانت المحركات الدافعة للنزول إلى الساحات مطالب حياتية واجتماعية تفاقمت مع الإفلاسات واتساع البطالة، لكنّ حجز الودائع وارتباط ذلك بانكشاف دور المصارف وارتباطه الوثيق بالمنظومة السياسية أحدث نقلة نوعية في منحى التحرك الشعبي، مع التأكد من أنه من المتعذر على منظومة الفساد الناهبة تلبية أي شيء. لم يكن من داعٍ للانتظار لبلورة المنحى والأهداف، والدليل أنه مرت سنة بكاملها ولم تتخذ السلطة أي قرار لمصلحة المواطنين، لا بل بدا أنها ربطت استمرارها بتفاقم الانهيارات. كان هاجس مَن يخطط هذه السياسة المحافظة على ستاتيكو سياسي استناداً إلى بندقية «حزب الله» غير الشرعية. هذا ما بلور سريعاً المطالب التي تمحورت حول عنوان اقتلاع المنظومة المتحكمة، فاكتسب التحرك كل سمات الثورة السلمية الشعبية، مع مفارقة كبرى أنها ثورة تحت سقف الدستور وهاجسها استعادة الدولة المخطوفة.

لقد طرحت الثورة عنوان اقتلاع المصالح الطائفية والمذهبية وسلطة نظام المحاصصة الطائفي القوي، بطبعته التي تبلورت مع نظام الاحتلال السوري قبل ثلاثة عقود، وتعمقت أكثر بعد عام 2005، مع سيطرة النظام الإيراني، من خلال «حزب الله»، الفصيل الأبرز في قوات «فيلق القدس»، ذراع تمدُّد الهلال الفارسي في المنطقة. رتّب أركانُ منظومة الحكم طرقَ ممارسة السلطة والتسويات فيما بينهم، التي اعتمدت على ميزان قوى ظرفيٍّ، فكانت البدع مكان الدستور، وتم تطويع القوانين التي طُبِّقت باستنسابية كبيرة. شملت المحاصصةُ القضاءَ، وانتفى دور هيئات الرقابة، وجرى استتباع القوى العسكرية، فكان أن دُفعت بعد الثورة إلى اعتماد نهج ترهيب المتظاهرين السلميين وملاحقتهم بالاستدعاءات والتحقيقات والتوقيفات!

التصدع الذي أصاب منظومة الحكم تباعاً، منذ اضطرار الحريري لتقديم استقالة حكومته، أحرج «حزب الله» الذي تموضع في مقدم القوى المدافعة عن نظام المحاصصة الفاسد والذي يحمي الفاسدين، وبدأت عمليات الترهيب والاستهدافات المختلفة، والشغل الحثيث لإعادة تسليط الضوء على ما كان للانقسام الآذاري 8 و14، ما عطّل دور بعض الفئات، وتصاعد التهويل بشبح الحرب الأهلية، وحتى السعي إلى إبراز خطوط التماس القديمة... لكن ظلّ نجاح القوى المضادة محدوداً رغم أنها تمتلك المال والإعلام والتنظيم وقدرات الدولة والسلاح. ويعود السبب إلى أن أشهُر الزخم الشعبي حملت إلى أبعد المناطق وعياً وطنياً تغلغل في نسيج البلد، وما كان له التأثير الذي حدث لولا ميزة المشاركة الكثيفة من جانب الطلاب والنساء، ما سرّع بإدراك حقيقة أن الجماعة الممسكة بالحكم منذ ثلاثة عقود انتهت صلاحيتها، وهي في كل أدائها متصادمة مع الحاضر، فكيف حيال أحلام الناس وحقوقهم وهم مَن تجرأ ورفع صوت الاعتراض!

كانت كثيرة المقارنات مع أحداث شهدها لبنان الاستقلال، وانتهت بتسويات أدخلت تغييراً على التوازنات القائمة داخل التركيبة السياسية. من الإضراب العام ضد بشارة الخوري في عام 1952، إلى «ثورة» عام 1958 في وجه كميل شمعون، وكل الأحداث الخطيرة التي ضربت لبنان بعد عام 1969 حتى نهاية الحرب الأهلية في عام 1990. وكانت قد بدأت هذه المرحلة إثر تخلي لبنان عن سيادته من خلال اتفاق القاهرة، وصولاً إلى أحداث عام 2005، كانت «ثورات» من فوق، عكست احتدام الصراعات على الحصص وتقاسم المنافع ومغانم الحكم بين من توارث السلطة!

المقارنة اليوم لا تصح. تأثير الثورة واضح للعيان في كل أداء السلطة، فهم لأول مرة يتحدثون عن حكومة من خارج منظومة أحزاب الحكم الطائفية، وسبق أن حاولوا خداع الرأي العام بأن حكومة حسان دياب كانت من مستقلين، وعلى جدول الأعمال، رغم المكابرة، حديث تفصيلي عن وجوب الذهاب إلى مرحلة انتقالية، بعدما بات مطلب الثورة قيام حكومة مستقلة برئيسها وأعضائها، أمراً مقبولاً من كل عواصم القرار، التي بدأت تعاقب المنظومة الفاسدة بتجاوزها، وتوجيه مساعدات الإغاثة إلى مستحقيها مباشرة.

غير أن العبور الهادئ إلى السنة الثانية من الثورة، ليس هو الهدف في حد ذاته. مع رسوخ الجو الدافع إلى التغيير السياسي وإيمان الناس بأن هذا التغيير آتٍ، وأن الطغاة الذين أذلّوا اللبنانيين سيدفعون الثمن، فإن الركون للهبّات الموسمية والتلقائية قد يرتدّ عكسياً، ويترك نتائج وخيمة. وثابت أن المحاولات الفوقية التي تكررت باسم «المجموعات» لبلورة حالات قيادية شبه منتهية، وما من داعٍ للتكرار الممل مع انكشاف الكثير من النماذج المتسلقة، التي هرعت مرة طارحة نفسها على موفد فرنسي، وثانية على موفد أميركي، وبينهما سعت إلى موقع مستشار أو خبير... حتى مع التركيبة الهجينة التي ترأسها حسان دياب.

هناك اليوم تحدٍّ مزدوج يواجه تجدد ثورة اللبنانيين السلمية؛ أولهما تحدي الانتقال من العفوية لإقامة تنظيم سياسي (أو تنظيمات) لإيجاد بنى أفقية صلبة، على طريق قيام جبهة معارضة سياسية، ستبلور حتماً قيادات موثوقة. ولم يعد ترفاً بلورة صيغة إطلاق شبكة أمان وطنية عابرة للمناطق، إنْ لدورها القيادي أو لازدياد الحاجة إليها كحالة دفاعية، لأنه كلما انكشف هريان السلطة سيزداد الميل لممارسة العنف بوجه الناس.

أما التحدي الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول، فهو البرنامج السياسي، والدعوة باتت ملحة إلى ملامسة العناوين، ومن أبرزها كيفية التعاطي مع السيادة وبسطها بواسطة قوى الشرعية وحدها من دون شريك، والزمن بدء مفاوضات الناقورة لترسيم الحدود البحرية، واعتماد القانون الدولي في حماية الحدود والحقوق والثروة. ففي زمن الاعتراف بالحدود، وهو الأمر الذي كانت إسرائيل قد تعمدت إبقاءه مبهماً منذ قيامها، تنتفي الحاجة إلى سلاح الدويلة، كما أنه عندما يستأثر بالاهتمام أبعاد الاحتفاء الأميركي باللواء عباس إبراهيم، لم يعد مقنعاً الزعم أن السلاح خارج الشرعية حمى الحدود أو الثروة أو كرامة الناس!

 

نحن والفيل والتّنين وراعي البقر...!

عادل بن حمزة/النهار العربي/22 تشرين الأول/2020

تقول نكتة هندية: "كان دينغ هسياوبنغ جالساً في سيارته يطالع صحيفة عندما قاطعه السائق قائلاً: يا رفيق، ثمة مشكلة. تقول الإشارة الاتجاه يساراً إلى الشيوعية، والاتجاه يميناً إلى الرأسمالية، أي الاتجاهين أتبع؟ أجاب السيد دينغ: لا مشكلة على الإطلاق، أعط إشارة إلى اليسار واتجه يميناً.. هكذا خطت الصين أولى الخطوات على درب ما تسميه بالسوق الاشتراكية، فمنذ زيارة دينغ سنغافورة وبانكوك وكوالامبور سنة 1978، جرت مياه كثيرة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي استطاع قادته أن ينقلوا بلداً متخلفاً خارجاً لتّوه من كارثة الثورة الثقافية، ليصبح اليوم عملاقاً اقتصادياً يُرتَهَنُ إليه الاقتصاد العالمي ويشنّ عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حروباً لا حصر لها، فالجميع يحملون مظلاتهم إذا أمطرت في بكين ... على النهج نفسه، وإن بمعطيات مختلفة، انتقلت الهند من غزل الصوف وتقديس البقر، إلى عملاق في التكنولوجيات الحديثة وقطاع ترحيل الخدمات، إذ أصبحت المكتب الخلفي لكثير من المعاملات الإدارية والمحاسباتية لعمالقة الاقتصاد العالمي .. الصين أصبحت مصنع العالم وموطن الابتكارات الواعدة، والهند مختبرها وإدارتها. وبذلك ليس هناك إلى حدود اليوم ما ينبئ بمواجهة بين العملاقين اللذين يضمّان ثلث البشرية باستثناء بعض المناوشات على الحدود.

لقد تفوّقت الصين في البنية التحتية، يكفي أن نصف الرافعات في العالم موجودة في الصين، وأنه لا يخلو بيت في العالم من وجود سلعة صينية. الفرق بين الصين والهند هو أن الأولى ما زالت تحافظ على نظام الحزب الوحيد وقبضة حديدية من أجهزة الدولة والحزب الشيوعي لضبط أنفاس الصينيين. ولعل تدبير بكين للحجر الصحي خير دليل على سموّ القبضة الحديدية، من دون أن نغفل استمرار التضييق على الحريات الفردية والجماعية والتي لم تستثن هونغ كونغ التي استعادتها بكين من بريطانيا وفق اتفاق ينص على "دولة واحدة ونظامين"، وهو ما أصبح عملياً جزءاً من الماضي، لكن كل ذلك لا يمنع الاعتراف بأن شروط الحياة تطورت، وارتفع دخل السكان وتوسعت الطبقة الوسطى التي بلغ تعدادها بحسب آخر المعطيات، أزيد من 250 مليون نسمة، أي ما يقارب عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية، وشهد البلد نسب نموّ سنوية لا مثيل لها في التاريخ، برغم تراجعات السنوات الأخيرة، كما يتصاعد سنوياً عدد المليارديرات الصينيين. ويجب ألا ننسى أن الصين تخصص سنوياً 250 مليار دولار للبحث العلمي فقط...  يبقى أن أهم خلل تعرفه الصين هو الفوارق بين المقاطعات الموجودة في الساحل الشرقي وباقي المقاطعات في وسط البلاد وغربها، وهو ما انتبهت إليه الحكومة الصينية من خلال الورش الكبرى التي فتحت في هذه المقاطعات، ومنها المشروع العملاق لطريق الحرير الجديد.  في المقابل، تشكّل الهند أكبر ديموقراطية في العالم، وهي كذلك منذ الاستقلال عن بريطانيا برغم الانزلاقات التي تعرفها في السنوات الأخيرة، إذ تتوافر الهند على مجال سياسي ومدني حيوي. والديموقراطية الهندية لم تمنع الهند من كل مظاهر البؤس والتخلف والفقر.. شوارع مومباي ونيودلهي لا تختلف عن شوارع أكثر الدول فقراً في أفريقيا جنوب الصحراء، كما أن الديموقراطية الهندية لم تمنع الصراعات العرقية والإثنية والدينية التي لا تنتهي إلا لتبدأ بحدة أكثر وأكبر ... لا ديكتاتورية الحزب الشيوعي في الصين قضت على الفقر، ولا ديموقراطية الهند، وحدها الإصلاحات الاقتصادية استطاعت أن تنتشل ملايين الهنود والصينيين من قاع هامش دورة الإنتاج إلى مركزها.

السوق في الصين والهند، وإن بمقاربتين مختلفين، استطاع أن يحقق ما عجزت عنه السياسة، ومع ذلك لم يكفر الهنود بالديموقراطية ولم ينقلب الصينيون على الحزب الشيوعي... الشعوب دخلت في سبات عميق وتم تكريس البحث عن الحلول الفردية في بيئة دولية تقودها رأسمالية مجنونة تشجع فقط على النجاح الفردي... أمام إفلاس الرأسمال الاجتماعي. الولايات المتحدة الأميركية نموذج لسياسة الفرد، وبرغم كل التحولات في العالم، ما زالت الولايات المتحدة العملاق الكبير الذي لا يجرؤ أحد على تجاوزه، يكفي أن الميزانية العسكرية الأميركية السنوية لا تقل عن 700 مليار دولار، أي نصف ما أنفقته دول العالم مجتمعة سنة 2010 مثلاً، وذلك في ظل ظروف اقتصادية صعبة، الولايات المتحدة، منذ عقود، تعاملت مع الصين كمصنع، حيث العمالة الرخيصة والجودة المشروطة وفق المعايير الأميركية، فعندما تتجوّل في الأسواق الأميركية، لا تجد سوى علامة "صنع في الصين"، لكن ذلك بدأ يتغير اليوم، إذ أصبحت الصين تملك ناصية المعرفة العلمية، بل في بعض فصولها تتفوق حتى على الولايات المتحدة، وبخاصة في شبكات G5 وما يرافقها على مستوى الذكاء الصناعي وأنترنت الأشياء.

لقد حافظت أميركا على الصناعات ذات القيمة المضافة المرتفعة، وأصبحت أول مستثمر في السوق الاشتراكية العظيمة في الصين، فأهم الاستثمارات الخارجية في الصين هي استثمارات أميركية، الشيء نفسه بالنسبة الى الهند. فقد أصبحت هذه الأخيرة المكتب الخلفي لكل المؤسسات الأميركية، وفي كل القطاعات، من المصارف إلى "الحالة المدنية" فموزع الهاتف، اذ فقدت أميركا لفائدة الهند أزيد من 500 ألف فرصة عمل خلال العقد الأخير في قطاع ترحيل الخدمات، يساعدها في ذلك وجود أزيد من 300 مليون من السكان يتقنون اللغة الإنكليزية، بل تم إيجاد مدارس لتدريس مختلف أنواع نطق اللغة الإنكليزية، كل ذلك بأجور متواضعة لا تغطي حتى نصف أسبوع من الاستهلاك بالنسبة الى المواطن الأميركي.

الولايات المتحدة فهمت أن اقتصادها لا يمكن أن ينفصل عمّا تقدمه الاقتصادات الآسيوية العملاقة من فرص خاصة بوجود الصين والهند، برغم العناد الكبير الذي يبديه ترامب لأسباب داخلية انتخابية محضة، وأن ما زرعته من قيم اقتصاد السوق اجتهدت فيه الصين والهند، بحسب خصوصياتهما، ما أصبح يعطيهما قوة متزايدة ونفوذاً على الساحة الدولية، وهو ما جعل الإدارة الأميركية الحالية تشن حرباً على الصين لا هوادة فيها.. وقد عززت جائحة كورونا من مخاطر ارتهان الاقتصاد العالمي للصين بخاصة.

الصين والهند نموذجان ليسا للاستنساخ، بل لأخذ العبرة من أن مسألة الانتقال من التخلف إلى التقدم، أمر ممكن، لكن شرط تراكم في العمل والمبادرات ووضوح الاختيارات الاقتصادية.. فالاقتصاد العالمي، برغم وحشيته، يمنح فرصاً للجميع، فأين نصيبنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تلك الفرص؟

 

كيف خطف "الإسلام السياسي" الجاليات المسلمة في فرنسا؟

أحمد نظيف/النهار العربي/22 تشرين الأول/2020

لا يلبث ملف الإسلام في فرنسا أن يختفي من دائرة النقاش العام حتى يظهر من جديد. وللأسف، لا يعود الملف إلى دائرة الضوء إلا من خلال جريمة جديدة يرتكبها إسلاميون متطرفون، كما حدث سابقاً في حوادث "شارلي إيبدو" وهجمات خريف 2015، لتسقط هذه المرة ضحية أخرى من ضحايا الإسلاموية المتوحشة، وسط جدل لا يتوقف حول الإسلام كدين وحول المسلمين كأفراد وجماعات وعلاقتهم بـ"اللائكية" الفرنسية.

 لكن السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة يعود فيها هذا الجدل إلى الواجهة، هل النسخة السائدة من الإسلام في فرنسا، تعبّر عن الإسلام باعتباره ممارسة عقائدية كغيرها من العقائد المتجاورة في الفضاء نفسه، كالمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية، أم نسخة مسيسة تحمل شحنة إيديولوجية تغذيها جماعات متفرقة الولاء والتوجه بشحنات ليست لها علاقة بالدين نفسه؟  من خلال معايشتي اليومية للحالة الإسلامية الأوروبية، بالملاحظة والبحث، أستطيع القول إن ما يسميه الفرنسيون، خصوصاً الحكومة الفرنسية بـ"الإسلام الفرنسي" السائد، والمعبَر عنه في أشكال تنظيمية عديدة، كالجمعيات والمساجد والمدارس والاتحادات، ما هو إلا إسلام سياسي خالص، موزع بين جماعات إسلامية بعضها تابع لجماعة "الإخوان المسلمين" وبعضها موالٍ للتيارات السلفية وبعضها الأخر تابع لجماعة "الدعوة والتبليغ" وجزء منها موالٍ للتشيّع السياسي، وكل هؤلاء، ولاؤهم وأفكارهم وسياساتهم وأهدافهم ليست لها أية علاقة بفرنسا ولا بالمسلمين في فرنسا، تحاول توريد كل مشكلات وخلافات المسلمين في الدولة العربية والمسلمة لتعيد إنتاجها في شكل أو آخر في الساحة الفرنسية.

وأعتقد أن القانون الأخير الذي دفعت به إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مجلس النواب الفرنسي حول "الإنفصالية الإسلاموية" قد بدأ يراجع موقف الدولة الفرنسية من تحديد الهوية الحقيقية للإسلام السائد فرنسياً، إذ يشير بوضوح إلى التفريق الجوهري بين الإسلام كدين، والإسلام السياسي باعتباره برنامجاً سياسياً. وترى الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمواطنة، مارلين شيابا، أن القانون من شأنه أن يقوي وسائل الدولة لمحاربة الانفصالية في شكل أفضل من دون المساس بقانون 1905 الذي يفصل بين الكنيسة والدولة ويقر العلمانية.

 وكان الرئيس ماكرون، قد أعلن في شباط (فبراير) الماضي عن توجه إدارته نحو سن قانون جديد لمواجهة من سمّاهم بأعداء الجمهورية. وأشار إلى أن الهدف منه تحسين الرقابة على خطب المساجد التي قد لا تتوافق أحياناً مع قيم الجمهورية، والتوقف عن استقبال أئمة ترسلهم وتموّلهم دول أجنبية، معلناً في المقابل عن توجه لزيادة الأئمة الذين نشأوا في فرنسا.  لذلك بدأت السلطات منذ أشهر في شبه حملة أمنية وقانونية لتجفيف منابع هذا التيار، لتشدد هذه الحملة في أعقاب الحادثة الإرهابية التي أودت بحياة مدرس التاريخ صامويل باتي. وفي هذا السياق أصدرت السلطات الفرنسية الثلثاء أمراً بالإغلاق الموقت للمسجد الكبير في ضاحية بانتان في الضواحي الشمالية الشرقية لباريس، مشيرةً إلى أن صفحة المسجد نشرت تسجيلاً مصوراً قبل الهجوم يحض على كراهية الضحية باتي. وجاء في الإشعار الذي أصدره رئيس إدارة سين سان دوني المختصة، أن الإغلاق ومدته ستة أشهر "هدفه الوحيد منع أعمال الإرهاب". لكن اللافت أن مسجد ضاحية بانتان ليس تابعاً لجماعة مصنفة إرهابية كما يعتقد البعض ولا لمنظمة سلفية متشددة بل هو من بين مئات المساجد التي تسيطر عليها جماعة "الإخوان المسلمين" في فرنسا، وهذا يؤكد أن للإرهاب والتطرف في المجال الفرنسي روافد عقائدية وليس مجرد نشاط إرهابي معزول.

 وقبل ذلك كانت السلطات الفرنسية في تموز (يوليو) الماضي قد فتحت تحقيقاً في شبهة "خيانة مؤتمن" تتعلق بتمويل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، في محافظة سان دوني، شمال باريس، وهو مؤسسة غير حكومية للتعليم العالي تقوم بتدريب الأئمة على وجه الخصوص. ويترأس المعهد أحمد جاب الله، الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الفرع الفرنسي لجماعة "الإخوان"، والعضو السابق في "حركة النهضة" التونسية. كما أن هذه المؤسسة هي جزء من سلسلة معاهد مماثلة منتشرة في أوروبا. وتأسس أول معهد "إخواني" في عام 1992، في مدينة سان ليجر دو فوجريت، وسط فرنسا، وهو المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية شاتو شينون، بهدف تدريب الأئمة على الأرض الفرنسية، وفقاً لمناهج قريبة من تيار الإسلام السياسي. وفي إطار محاصرة الظاهرة، بخاصة أمام شعور الدولة بالقلق إزاء صعود هذه الشبكة من المدارس الطائفية، أخضعت السلطات معهد ابن رشد، في مدينة ليل، وهو مؤسسة تعليمية غير حكومية تابعة لشبكة "الإخوان المسلمين"، لتدقيق ضريبي منذ بداية العام الحالي. وكشف تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، في شهر تموز (يوليو) الماضي، عن أن "مؤيدي الإسلام السياسي يسعون إلى السيطرة على الإسلام في فرنسا" من أجل "إنشاء الخلافة"، ويغذون في بعض المدن "نزعة انفصالية" خطيرة، من دون تقديم تفاصيل عن هذه الأعمال. واقترح التقرير، الذي حررته عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جاكلين أوستاش-برينيو، نحو 40 إجراء للحد من "التطرف"، من بينها منع التحريض والخطابات الانفصالية ومراقبة بعض المدارس والجمعيات، وتوعية المسؤولين المنتخبين ووسائل الإعلام، مبدية قلقها بإزاء الحركات الإسلامية المتشددة التي تدعي أنها غير عنيفة لا سيما السلفية منها و"الإخوان".

 

عون لـ نصرالله... أُعذِر مَن أنذَر!

ميشال نصر/ليبانون ديبايت/22 تشرين الأول/2020

كل "البوانتاجات" تفضي الى النتيجة ذاتها، بعدما قال الجميع كلمته، بمن فيهم رئيس الجمهورية. فانتظار امتحان اليوم الذي على اساسه يكرم النواب او يهانون، حسمت نتيجته سلفاً بين حارة حريك - بيت الوسط - المختارة، ومن لفّ لفهم، من مطيبات فرنسية واميركية "مكورنة". "صرنا مفلسين وسنصبح في عزلة... وانا غير قادر على فعل شيىء"، لكن الاهم انه باق لتحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف وفي كل موقف دستوري. هكذا اوجز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبنانيين الوضع القادم، للحلفاء والخصوم، في الدا خل والخارج، ناصحا "بالتفكير جيدا بآثار التكليف على التأليف ومشاريع الاصلاح ومبادرات الانقاذ الدولية". لنتيجة المحسومة سلفاً، احرجت رئيس الجمهورية، فأخرجته عن صمته بجردة حسابات للسلطتين التنفيذية والتشرعية، ومن خلفهما، فبادر مهاجما واضعا الشيخ سعد ومن خلفه امام مسؤولية ما ينتظره، خصوصا ان قدراته وتاريخه معروفان في مواجهة الازمات المستحقة، فـ " يلي بجرب المجرب بكون عقله مخرب"، "مكبرا حجم الحجر" بوجه الشيخ، ذاهبا ابعد مما طلبته ورقة الاصلاح الفرنسية، وعليه فإنه لا يصلح اليوم لقيادة عملية انتشال لبنان من "جورته".

ففي "لطشات الرئيس عون وتلميحاته ما يكفي للدلالة على ان امور الحكم والبلاد لن تسير على خير ما يرام في حال اراد نواب الامة العودة الى" قديمهم".

وما يبدو تسليما بمشيئة "الثلاثي المستجد"، هو في حقيقة الامر خلاف ذلك، وان كان الظاهر يوحي "برضوخ" الرئاسة للاكثرية الظرفية، لا يعني بأي حال من الاحوال، تنكر بعبدا لحقيقة راسخة، مفادها طرح الحريري لنفسه ما كان ليكون لولا صفقة "من تحت الطاولة"، عمل عليها منذ فترة بين الازرق والاصفر برعاية وزير سابق فاعل لدى الطرفين. من هنا فإن المستهدف الحقيقي من كلام رئيس الجمهورية هي حارة حريك نفسها، تماما كما صوب عليها رئيس حزب التيار الوطني الحر في ذكرى 13 تشرين عندما فتح النار على الحريري.

لذلك فكيف ما جاء اخراج حزب الله لانجازه الحكومي، سواء بتسمية الحريري او عدم تسمية اي شخصية اخرى، فإن الخطوة لن تغيّر شيئا من الحقيقة المرّة.

اذاً، هي مواجهة جديدة يخوضها ميشال عون ضد حزب الله، ع الحامي هذه الايام وبالمباشر، بعدما خرجت الى العلن "التمايزات"، وزاد بعد المسافة بين حارة حريك وبعبدا، التي لكل واحدة منهما موجتها عندما حان "حك الركب".

فعلى قاعدة اللّهم أشهد اني بلّغت خرج رئيس الجمهورية للمرة الثانية، منذراً ليعذر، بلهجة دبلوماسية، مبشراً انه لن يمشي ولن يسلم بالنتائج على طريقته.

يبقى، ماذا بعد؟ هل يوقع الرئيس عون مراسيم التأليف "مكرها" كما اجبر على تجرع كأس سم النحر السياسي للعهد بالتكليف؟ ام ان المهلة الفاصلة كافية لاعادة عقارب الساعة الى ما قبل 17 تشرين الاول2019 في العلاقة بين بيت الوسط واللقلوق؟

 

بري لجعجع: “بدكن تتعاونوا

راكيل عتيق/الجمهورية/22 تشرين الأول/2020

لم يتمكّن رئيس مجلس النواب نبيه بري من عقد جلسة تشريعية أمس الأول في قصر الأونيسكو، بسبب «تطيير» نواب «الجمهورية القوية» النصاب. وعندما علم بري أنّ كتلة «القوات» هي التي انسحبت من الجلسة، ردّ بالقول: «قال بدن انتخابات نيابية مبكّرة.. أهلا»، فيما أنّه كان يُمكن أن لّا يعلّق على هذا الانسحاب، خصوصاً وأنّه ليس «كثير الردود». فأي رسالة بعث بري الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من خلال هذه العبارة؟

بعد انتهاء جلسة انتخاب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس والمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في الجلسة التي عُقدت أمس الأول في قصر الأونيسكو، حاول بري عقد جلسة تشريعية لمناقشة العفو العام والبنود المتبقية على جدول أعمال الجلسة السابقة، فأجهض نواب «القوات» هذه المحاولة، ما استدعى رداً من رئيس المجلس. لماذا تقصّد بري أن يقول هذا الكلام؟ هل امتعض من أنّ «القوات» طيّرت الجلسة؟ أم ردّ بهذه العبارة على ما كان أدلى به جعجع صباحاً قبل الجلسة لجهة تحميله ما سمّاه «الثلاثي الحاكم»، «حزب الله» وحركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»، المسؤولية عن وصول البلاد الى هذه الأزمة؟ وهل ما زالت «القلوب مليانة» نتيجة تعطيل «الجمهورية القوية» في جلسة اللجان المشتركة، درس قانون الانتخاب الذي قدّمه بري، ويعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، واعتباره ايّاها «مؤامرة»، وقول جعجع «إننا أسقطنا مؤامرة قانون الانتخاب»؟

الواضح أنّ هناك تبايناً في العلاقة بين بري و«القوات»، لكن تحت سقف محدد، فلا تراشق بين الطرفين مثل التراشق بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» على سبيل المثال، لكن بري بات يردّ على مواقف «القوات»، في حين كان يمكن أن يمرّر مسألة انسحاب نواب «الجمهورية القوية» من الجلسة بلا تعليق.

ولكن رسالة بري من خلال هذا التعليق، حسب مصادر قريبة منه، هي الآتية: «إذا كنتم تريدون إجراء انتخابات جديدة والإتيان بمجالس نيابية جديدة، يجب أن تتعاونوا مع الآخرين»، مشيرةً الى أنّ بري «لا يؤذي بكلامه»، ومؤكّدة أنّ لا أبعاد لما قاله، وليس رداً على جعجع، بل «هي كلمة بمحلّها وبوقتها بس».

أمّا بالنسبة الى «القوات»، فإنّ بري «لمّح بكلامه هذا بوضوح، الى أنّ الانتخابات المبكّرة لن تتحقق، وهذا موقفه العلني، حيث يعتبر أنّ هذا المجلس لم تتأثر شرعيته بل هو مكتمل الشرعية». وتقول مصادر «القوات»: «هو حرّ في موقفه، لكننا نرى أنّ مجلس النواب منتقص الشرعية، ومن حقنا أن نطالب بالانتخابات المبكّرة بعد كلّ الأحداث التي حصلت منذ 17 تشرين الأول 2019 حتى الآن». وتؤكّد «القوات» لبري وغيره «أنّها تحمل مشروع طرح اجراء انتخابات نيابية مبكّرة، ليس لتسجيل موقف سياسي بل هو هدف استراتيجي لها، بدليل أنّها ترفض التكليف والتأليف، لأنّها تعتبر أنّ أي تكليف وتأليف لا طائل منهما في ظلّ هذه الأكثرية، التي لا ثقة في قدرتها على إخراج لبنان من الواقع المأسوي الذي هو فيه. وبالتالي ستبقى الانتخابات المبكّرة عنواناً رئيسياً من عناوين عمل «القوات» السياسي النضالي، بغية تحقيقه والوصول إليه في ظلّ غياب الثقة في هذه الأكثرية وطريقة مقاربتها للسلطة». أمّا بالنسبة الى الانسحاب من الجلسة التشريعية، ما أفقدها نصابها ودفع بري الى رفعها، والتي كان سيُناقش خلالها العفو العام وغيره من البنود، تؤكّد مصادر «القوات» أنّ «خروج نواب «الجمهورية القوية» من الجلسة طبيعي وبديهي، فالجلسة متفق سابقاً على أن تكون مخصّصة لانتخاب رؤساء اللجان والمقرّرين، وعندما انتهت هذه المهمة انسحب نواب التكتل من الجلسة، انطلاقاً من أنّ «القوات» سبق وأكّدت أنّها لا يُمكن أن تشارك في أي جلسة تشريعية غير متفق على جدول أعمالها، وهي شاركت في جلسة الانتخاب انطلاقاً من جدول أعمالها، وانسحبت من الجلسة التشريعية المُفترضة، إذ إنّ جدول أعمالها لم يُوزّع ولم يُتفق عليه». الى ذلك، يأتي هذا الانسحاب في إطار الممارسة البرلمانية لـ«القوات»، التي وضعت ضوابط لها منذ 17 تشرين الأول 2019، وتحديداً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، وفي ظلّ مطالبة «القوات» بتقصير ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، تعيد إنتاج السلطة وتتيح للشعب اللبناني أن يعبّر عن إرادته. وبالتالي تقرّر «القوات» المشاركة من عدمها في جلسات مجلس النواب، تبعاً لأهمية هذه الجلسات، وبحسب حقيقة تشريع الضرورة الذي يشمله جدول أعمال الجلسات التشريعية. وانطلاقاً من ذلك لم يُشارك نواب «القوات» في الجلسة التشريعية الأخيرة التي عُقدت أواخر أيلول الماضي في قصر الأونيسكو.

 

بعد التسليم بالتكليف… أهلًا بكم في “جهنم” التأليف!

كلير شكر/نداء الوطن/22 تشرين الأول/2020

استعاد رئيس الجمهورية ميشال عون خطابه المعارض ولو أنّه على رأس هرم السلطة. بدا في كلمته مستسلماً لـ”قدر الانهيار”، ولمسبّباته. الأهم من ذلك، بدا وكأنّه يغسل يديه سلفاً من “آثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة”.

لا يُحمّل ميشال عون كامل المسؤولية عن “خراب” عمره عقود من الزمن، وهو الذي بلغ قصر بعبدا على متن نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، في جمهورية تنازع في آخر أيامها، وتعتاش من “مصل” الدعم الخارجي… لكنّ زعامته ورئاسته لأكبر تكتل نيابي ولأكبر تكتل وزاري وتفاهماته مع المنظومة الحاكمة، تضبطه في “جرم الشراكة”. الأهم، هو أن رئيس الجمهورية فتح باب التأليف “اليوم مطلوب مني أن أشارك في عملية تكليف رئيس للحكومة وتأليفها، سائلاً إذا ما كان من سيُكلف ويؤلف سيلتزم ببرنامج الإصلاح”. من هذه النقطة بالذات سيحوك رئيس الجمهورية نيابة عن “التيار الوطني الحر” مدخل التفاوض على الحصّة المسيحية… معضلة التأليف.

حتى الآن، يتمسك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيافطة حكومة الاختصاصيين، في محاولة منه لقطع الطريق على نظام المحاصصة القائم منذ قيام اتفاق الطائف. ولكن عملياً، هذا العنوان أفرِغ من مضمونه من لحظة فضح رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط المستور، كاشفاً أنّ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أبلغهم انّ “الدروز سيتمثلون بعباس الحلبي وزيراً للتربية في حكومة مصطفى أديب”. اذاً، لم يكن سفير لبنان السابق سوى واجهة لنادي رؤساء الحكومات السابقين الذين يركبون طرابيش الحكومة وفق حساباتهم.

هذا المشروع الذي وضع أول حجارته مع انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول، سقط بالكامل، بمجرد تفاهم الحريري مع الثنائي الشيعي على تسميته رئيساً مكلفاً، بعد الاتفاق على آلية واضحة لتسمية الوزراء الشيعة يكون فيها الرأي الغالب لـ”حزب الله” وحركة “أمل”.

ومع ذلك، تشير بعض المعلومات إلى أنّ التوافق المبدئي بين الحريري و”الثنائي الشيعي” لم يكتمل عقده بعد، وقد تركت تفاصيله إلى ما بعد التأليف. إذ تؤكد المعلومات أنّ “الثنائي الشيعي” يتصرف على أساس أنّ الآلية المتفق عليها تقضي بأن يتبادل مع الرئيس المكلف الأسماء المرشحة للتوزير، تمهيداً للاتفاق على سلّة مشتركة. أما من جهة الحريري فلا يبدو أنّ هذا الاتفاق محسوم لا بل يخشى الاقدام عليه كونه سيسمح بفتح باب بازار لا آخر له حول المرشحين لدخول حكومته، خصوصاً من الجهة المسيحية.

ولهذا يعتقد المواكبون أنّ الألغام التي تعترض التأليف ليست بقليلة وقد تؤجل مشاهد التسليم والتسلم أسابيع إن لم نقل أشهراً. وهذه عيّنة عن بعض هذه الألغام:

– سيخوض “التيار الوطني الحر” معركة التأليف على قاعدة الانتقام من التكليف، وتعويض الضربة التي لحقت به جرّاء عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة خلافاً لرغبة الوزير السابق جبران باسيل. ولذا سيكون سقف رئاسة الجمهورية عالياً ومكلفاً بشكل يصعّب مهمة رئيس الحكومة المكلف قدر الامكان.

– الاشكالية الأصعب التي تواجه عملية التأليف هي الحصة المسيحية. لا مفرّ أمام رئيس الحكومة المكلف سوى عبور ممر رئاسة الجمهورية الإلزامي، مع ما يحمله هذا الممر من كلفة سيضطر الى تسديدها من الحصة المسيحية، خصوصاً اذا ثبت أنّ الثنائي الشيعي كما رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” تشاركا مع الحريري في تسمية الوزراء الشيعة والدروز. ما يعني أنّه سيكون مُلزماً في تشريع أبواب التشاور مع رئاسة الجمهورية لحسم هوية الوزراء المسيحيين… ما سيقود بالاستطراد إلى “مشروع مشكل” مع القوى المسيحية التي دعمت تسميته وهي التي ستعتبر نفسها “بيّ الحكومة”.

– ولكن قبل الغوص في التفاصيل لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عديد الحكومة سيكون بدوره موضوعاً خلافياً اذا ما أصر الحريري على حكومة من 14 وزيراً، فيما الرئاسة تفضل الصيغة الأكثر “رحرحة” لتطال عتبة العشرين وزيراً. واذا ما سلمنا جدلاً أن حقيبة المالية محسومة للشيعة، فسينتقل السؤال حول مصير الحقائب السيادية الأخرى: هل سيطالب الرئيس بحقيبة الداخلية أم سيكتفي بالدفاع والخارجية؟

على الهامش، تبرز عراقيل أقل صعوبة، تتصل على سبيل المثال برغبة رئيس الحكومة المكلف في تسمية وزير مسيحي، أو في رغبة رئيس الجمهورية في تسمية وزير سني. أضف الى ذلك، مسألة مشاركة “الحزب الديموقراطي اللبناني” ومصير وزارة الأشغال التي قد تسحب من حصة “المردة”.

– واذا ما افترضنا أنّ كل هذه الاشكاليات حلّت بسلام، ماذا عن حقيبة الطاقة؟ تلك الحقيبة التي كانت تؤجل الحكومات بسببها لأشهر وأشهر. هل سيقبل “التيار الوطني الحر” بالتخلي عنها؟

في المحصلة لا بدّ من تسجيل ملاحظة أخيرة وهي أنّ حكومة سعد الحريري اذا ما تشكلت قد تكون آخر حكومات العهد، وهذا العامل وحده يكفي ليزيد من مفاوضات التأليف تعقيداً وألغاماً.

 

هل يسترد القضاء هيبته في ملف محمية حرش إهدن؟

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/22 تشرين الأول/2020

تتجلّى في حضرة “تنفيذ القوانين الصادرة عن محاكم لبنان” هشاشة كلمة القضاء أمام “قوى الأمر الواقع”، في أكثر صورها انكشافاً. وبينما التزمت رئاسة الجمهورية بقرار القضاء الذي أبطل قرارها بمنع دخول وسيلة إعلامية بيت الشعب، هناك في زغرتا من يظنّ أنّه أعلى سلطة من القضاء وأعلى درجة من رئاسة الجمهورية، فخالف قرارين قضائيين في ملفّ “محمية حرش إهدن” بوقف أعمال التعبيد والتزفيت… كما لو أنّ كلمة القضاة لا وزن لها ولا قيمة!

بغضّ النظر عن الأسباب والموجبات، والرأي والرأي المناقض لحيثيات الموضوع، “كُسرت” كلمة القضاء، وتمّ تعبيد الطريق بالقوة، بالرغم من رأي القانون ومحاولة بعض الأهالي إيقافهم. وعليه، يطرح المواطن أسئلته الصعبة المتوارية في تفاصيل جملة “هيدا لبنان”، وأهمّها: هل سيستردّ القضاء هيبته في الأيام القادمة؟

تفاصيل القضية

يشرح المهندس رينيه معوّض لـ”نداء الوطن” أنه وفي أواخر شهر أيلول، فوجئ وناشطين غيره من سكّان إهدن (مخايل الدويهي، بولس دويهي، دينا معوض، سيلفيا شدراوي وبطرس سركيس معوض)، “بوجود آلات جرف تعبّد وتوسّع طرقات داخل نطاق محمية إهدن وبصدد البدء بتزفيتها، في سابقة خطيرة على هذه المحمية، بما يشكّل تعدّياً فادحاً على النظام البيئي والإيكولوجي للمحمية وللقانون المنشئ لها، وخصوصاً بغياب أي تعليل مشروع مدعّم ببحث علمي وموثّق لهذه الأشغال”.

وبناء عليه، تقدّموا كـ”معنيين بسلامة البيئة والمحميات الطبيعية عموماً وسكان منطقة إهدن وجوارها خصوصاً؛ بشكاوى في هذا الصدد إلى كلّ من وزارتي البيئة والأشغال وبلدية إهدن والقائمقام والمحافظ، وبأمر على عريضة تحمل صفة العجلة لجانب قضاء الأمور المستعجلة في زغرتا، أوضحوا فيها مخاوفهم على المحمية من جهة، وتعريض منظومة المياه الجوفية في غالبية المناطق اللبنانية للخطر من جهة أخرى، مستندين إلى القانون 121/‏2002 الذي منع القيام بأي عمل يضرّ بالمحميّة، وذلك تحت طائلة الملاحقة الجزائية حبساً وتغريماً”. كذلك، استندوا في الأمر إلى قانون “حماية البيئة” رقم /‏444/‏ مُلقين الضوء على “أنّ الطريق التي تمرّ بالمحمية صعوداً نحو جبل مار سركيس، ومنه إلى جبل المكمل على طريق القرنة السوداء، تهدّد نبعي مار سركيس وجوعيت والمياه الجوفية في لبنان”.

ويكمل معوض: “صدر بتاريخ 22 أيلول عن المدّعي العام البيئي في الشمال غسان باسيل قرار قضائي، بالإيقاف الفوري لأعمال التزفيت والتعبيد القائمة ضمن محمية إهدن الطبيعية ومنطقتها الحزامية، إلى حين إنجاز وزارة البيئة دراسة الأثر البيئي لها، وبعده قرار قضائي ثان للقاضي طانيوس الحايك يحمل صفة المعجّل النافذ على أصله، يمدّد فيه مفعول القرار القضائي الأول لحين انتقال هيئة المحكمة إلى المحمية للمعاينة والكشف على الأعمال المشكو منها، على أن يجري ذلك بحضور لجنة المحمية وبعد دعوة الفريقين أصولاً، مع تقصير مهل الحضور إلى 12 ساعة، وتكليف مخفر إهدن بتنفيذ هذا البند فوراً، وإيداع المحكمة محضراً بذلك بالسرعة الممكنة، وإبلاغ المستدعى عليها الدولة اللبنانية ممثّلة بهيئة القضايا في وزارة العدل، وقف تلك الأعمال بالصورة الفورية تنفيذاً لهذا البند”.

وأردف قائلاً: “ولكن، وبالرغم من سلوكنا الطريق القانونية للحفاظ على حقوقنا، تمّ تجاهل القرارات القضائية وعُبّدت الطريق، واليوم الكرة في ملعب القضاة كي يحاسبوا من لم يعمل بقراراتهم، من جهتنا كمواطنين، سنكمل في القضية ضمن حدود القانون”.

رئيس بلدية زغرتا

على المقلب الآخر، لفت رئيس بلدية زغرتا أنطونيو فرنجية إلى “ايجابيات فتح مدخل جديد ومعبّد للمحمية غير القديم الضيق”، وكيف “يسهّل وصول فرق الدفاع المدني في حال اندلاع أي حريق، ويسهّل وصول فرق الصليب الأحمر في الحالات الطارئة، ويُمكّن المعنيين بمراقبة المحمية بشكل أفضل وقمع المخالفات بخاصة منها الصيد. كما أنه ومع تعبيد الطريق، لم يعد دخول المحمية حكراً على السيارات رباعية الدفع فقط، وأن البلدية تحت سقف القانون وأن لجنة حماية المحمية قد أجرت تقييماً بيئياً مبدئياً في العام 2014”.

شرح المتعهّد

وفي حديث خاص لـ”نداء الوطن”، شرح المتعهّد أنطوان مخلوف أنّ “الطريق موجودة منذ السبعينات وتقع في مدى المحمية الحيوي، وتم تلزيمها له من وزارة الأشغال منذ العام الماضي مع عقد للنفقات منذ شهرين”، كما أنّ أوراقه قانونية بالكامل وقد استحصل على موافقة من إدارة المحمية منذ سنتين”.

وعندما شرحنا له أنّ لجنة إدارة المحمية تعتبر حالياً في حكم تصريف الأعمال، أوضح انّ الإذن الذي معه موقّع من رئيس اللجنة سيزار باسيل قبل استقالته، وتساءل: “ما الذي تغيّر اليوم؟ و”شو عدا ما بدا”، على أي حال لم يتم إعطائي أي أمر من جهة ممثّلة للدولة اللبنانية كالمخفر مثلاً بإيقاف العمل، ولدي الأوراق والصلاحيات لتعبيد الطريق وقد عملت بموجبها”.

مخالفة القرارات القضائية

ويقول أحد المدّعين لـ”نداء الوطن”: “اعتصمنا، وشاهدنا بأم ّالعين كيف خُرق القانون بشكل فاضح، وتمّ تحدي القضاء ومخالفة قراراته، بتواطؤ من البلدية وأشخاص الضابطة العدلية، عدا عن تنفيذ جرائم مشهودة بحقّنا لمجرد مطالبتنا بحماية حقوقنا البيئية، وبعد تزفيت الطريق بالرغم من أنفنا وتوقيف المهندس بولس الدويهي من قبل مخابرات الجيش اللبناني أثناء الإعتصام، واقتياده مخفوراً إلى مركز مخابرات الجيش في القبة ـ طرابلس واحتجازه لساعات من دون السماح للمحامية برؤيته خلافاً للقانون، تابعت محاميتنا ديالا شحادة التي تتوكّل مع المحامية شادن الضعيف قضيتنا”.

ويتابع: “كما ذهبنا إلى مخفر الدرك الذي أكّد عدم تبلّغهم القرار، وعدم معرفتهم ما إذا كان رئيس المخفر بدوي اسكندر قد تبلّغه لعدم قدرتهم على التواصل معه، حتى انتهاء اعمال التزفيت. وعليه، خابرت وكيلتنا كجهة مستدعية كلاً من مخفر إهدن ورئيسه لمتابعة تنفيذ القرار فلم يجب على إتصالاتها، حتّى بعد انتهاء الأشغال المشتكى منها، وبرّر ذلك لاحقاً بأنّه كان “في اجتماع خارج المخفر منذ تبلّغه القرار من محكمة زغرتا حوالى التاسعة والنصف صباحاً، ولم يكن بمقدوره استخدام هاتفه”، فيما صرّح قائد سرية زغرتا الإقليمية العقيد ميلاد نصرالله: “نحن نقوم بواجبنا ومخفر إهدن لم يتبلّغ القرار القضائي والأشغال توقّفت وهي خارج المحمية، على أي حال”، مُمتنعاً عن اتّخاذ أي إجراء للتثبّت ممّا إذا كان مخفر إهدن قد التزم بتنفيذ قرار المحكمة أم لا.

المحامية شحادة

من جهتها، كشفت المحامية ديالا شحادة لـ”نداء الوطن” أنّ موكليها قد طلبوا من القضاء “منع أي آليات من أي نوع كانت، من دخول نطاق المحمية أو استخدام الطرقات التي عُبّدت خلافاً للقانون بالرغم من وجود قرار قضائي بوقف الأشغال، ومنع سير الآليات عليها بانتظار بتّ القضية، على أن يتمّ نشر قرار المنع بشكل ظاهر عند مدخل المحمية وإغلاقه بالسلاسل المعدنية”، كما طالبوا الجهة المدّعى عليها، وهي الدولة ممثّلة بوزارتي الأشغال والداخلية بإعادة الحال الى ما كان عليه، وعلى نفقتها الخاصة، بما في ذلك إزالة الزفت وتشجير المساحات المعّبدة أو الموسعة، مشيرة الى أنّ “القضاء سيبتّ أمر دعوتهم في اليومين المقبلين”. حين يقول القضاء كلمته الحاسمة غير القابلة للنقاش، عندها لا يتسنّى لأحد سوى الإذعان والتسليم والتنفيذ. هذا ما يعوّل عليه المواطنون، ممّن يحظون بنعمة الإيمان الخالص من شوائب الريبة والشكّ بشفافية القضاء، ووهرته وإستقلاليته عن أي جهة سياسية تحاول هدم ما تبقّى لنا من مؤسسات تحمي حقوق الشعب. وعليه، ننتظر ليّ ذراع من “ضرب وهرب”.

 

زيارة شينكر للبنان.. هل تكون الأخيرة؟

مارلين وهبة/الجمهورية/22 تشرين الأول/2020

قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للبنانيين أمس إنّ «منطقتنا شهدت تغيّرات سياسية كثيرة وعميقة بفِعل عوامل إقليمية ودولية، وهذه التغيرات لم تظهر كل نتائجها بعد، وقد تقلب الامور رأساً على عقب»… فهل يمكن إدراج تلك التغيّرات بانعكاسات الاتفاقات المفاجئة بين بعض دول الخليج العربي وإسرائيل، بالإضافة إلى تغيّرات «الجغرافيا السياسية» في الشرق الاوسط؟ وهل ينسحب التغيير على المفوّضين الكبار المكلفين متابعة وتنفيذ خريطة طريق الرئيس دونالد ترامب السياسية في المنطقة في حال خسارته الرئاسة وفوز منافسه الديموقراطي جو بايدن؟ وهل يغادر معاونو ترامب لبنان نهائيّاً في حال فوز بايدن؟

ربما ما يعني اللبنانيين هو مدى انعكاس فوز بايدن على لبنان اكثر من بقاء أو انتهاء مهمة معاوني ترامب فيه في حال خسارته في الانتخابات الرئاسية، في وقت تبرز مؤشرات خارجية وداخلية ترجّح فوز بايدن فيها.

وفي المعلومات انّ شينكر لَمّحَ، في جلسة مع بعض اصدقائه اثناء زيارته الاخيرة للبنان، الى انها قد تكون زيارته الاخيرة لبيروت، الأمر الذي بَدا مؤشّراً وتلميحاً الى احتمال فوز بايدن.

وفي الموازاة، ترجح مؤشّرات خارجية وداخلية عدة إمكانية فوز بايدن.

ومن المؤشرات الخارجية:

– الاستطلاعات حول المناظرات الإعلامية بين الرجلين، والتي رجّحت كفة بايدن وانتقدت بشدة أسلوب ترامب…

– عودة المحادثات الاميركية ـ الايرانية في سلطنة عمان بعدما توقفت في آب الماضي، في وقت أصبح معلوماً انّ ايران تخوض محادثاتها في الولايات المتحدة مع الفريق الديموقراطي، أي مع بايدن، وهذا ايضاً مؤشّر الى تقدّم فرص نجاح بايدن.

في المؤشرات الداخلية:

ما رَشح عن زيارات شينكر الى مسؤولين لبنانيين ومضمونها الذي لم يحسم فوز ترامب، بالاضافة الى نصيحة قدّمها لبعضهم بالسَير بالرئيس سعد الحريري في الاستحقاق الحكومي، وفي ذلك دعوة ضمنية من شينكر الى قراءة سياسية مستقبلية معمّقة قبل التسرّع في اتخاذ القرارت.

في ما يعني لبنان ماذا سيتغير اذا وصل بايدن الى البيت الابيض؟

وفق المراقبين، سيتغيّر حكماً نهج السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، وتحديداً في لبنان، إلّا انّ المصلحة الاميركية في السياسات الاستراتيجية الكبرى ستبقى ولن تتغيّر، وأبرزها «أمن اسرائيل» الذي سيتمسّك به مطلق أي رئيس اميركي يصل الى سدة الحكم. أي أنّ الرئيس الجديد سيغيّر فقط الاسلوب والطريقة والنهج للحفاظ على هذه الحقيقة «أمن إسرائيل».

ويقول المتابعون انّ بايدن كان مفاوضاً رئيسياً في الاتفاق النووي الاميركي – الايراني، لا بل كان أحد كبار صنّاع الاتفاق النووي الاميركي – الايراني، فإذا وصلَ الى سدة الحكم فإنه سيَخلف سلفه ترامب الذي أطاح ذلك الاتفاق. بمعنى آخر، انّ بايدن سيُعيد إحياء الاتفاق النووي مع ايران، ما يعني أيضاً امكانية أن يرفع العقوبات الاميركية التي فرضها ترامب عليها وعلى ايران وحلفائها، الامر الذي سيزيد من توسّع النفوذ الايراني في الاقليم، علماً انّه، بحسب هؤلاء، يشكّل في حدّ ذاته مصلحة اميركية جيو استراتيجية، بدليل انّ ترامب نفسه صَرّح أنه سيَعمد بعد الانتخابات الرئاسية الى إحياء مفاوضات جديدة مع ايران في شأن الملف النووي، أي انّه يعلم بدوره انّ المفاوضات مع ايران هي لمصلحته على قاعدة «اذا كانت اسرائيل ضرورة لتقسيم العالم السنّي ومَنعه من التواصل والاتصال الجغرافي الاستراتيجي بعضه مع بعض، كذلك هي الحال مع ايران الشيعية بالنسبة الى اميركا، فإيران ضرورة اميركية لحفظ التوازن السني في وجود تركيا السنية وأحلام الامبراطورية العثمانية.

فإذا أعادت اميركا تلك المفاوضات مع ايران، فهذا يعني انّ حلفاء ايران او الصوت الايراني في لبنان سيكون هو الوازِن في انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية المقبلة، اي بعد عامين، وستقوى ورقة حلفاء ايران في لبنان.

امّا بالنسبة الى العقوبات على حلفاء ايران و»حزب الله»، فتشير الاوساط المُطّلعة الى انّ مصلحة اميركا اليوم هي أقوى من تلك العقوبات، والدليل أنها أوقفت عقوباتها عن السودان وحسن البشير عندما فتح الأخير خطوطاً مع اسرائيل. وتعلّق الاوساط على هذه المعادلة بالقول «انّ المطلوب من لبنان هو أقل بكثير من فتح خطوط مع اسرائيل». وبالعودة الى المؤشرات الرمزية الداخلية، فإنّ اللقاء الاخير الذي جَمع شينكر مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي طاوَلته تلك العقوبات بطريقة غير مباشرة من خلال الوزير السابق يوسف فنيانوس، يشكل دليلاً إضافياً على أنه عند المصلحة العليا للولايات المتحدة تصبح العقوبات تفاصيل، علماً أن اسرائيل لا تريد مطلقاً عودة الاتفاق النووي الاميركي – الايراني، الأمر الذي قد ينعكس على الداخل اللبناني في اعتبار انه ملعب اسرائيل الوحيد «لِلحَرتقة» على إيران، في وقت تتمتع اسرائيل في المنطقة اليوم، وتحديداً في عهد ترامب، بحرية مناورة لن تتوافر لها في حال فوز بايدن.

 

ردود الفعل على خطاب عون: يتوعد بتأخير التأليف سلفًا بتحذيره النواب

وليد شقير/نداء الوطن/22 تشرين الأول/2020

اعتبر عدد من النواب والسياسيين المعارضين لسياسة العهد أن خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان خليطاً من محاولة أخيرة لقطع الطريق على تسمية الرئيس سعد الحريري اليوم لتكليفه تأليف الحكومة الجديدة، وبين وضع الشروط على عملية التأليف بعد التكليف، حين طالب النواب الذين سيدلون بصوتهم أمامه اليوم “أن تفكروا جيّداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة”. وسأل بعض هؤلاء النواب: هل أن الرئيس عون يوجه رسالة منذ الآن بأنه لن يسهل للحريري تأليف الحكومة وينبئ الجميع مسبقاً وقبل التكليف، بأنه لن يوقع على مراسيم الحكومة التي سيقدمها إليه الحريري في موقف كيدي طالما يجاهر ويلمح إلى نيته ممارسته قبل أوانه؟ كرر الرئيس عون بالمطالعة التي أدلى بها في خطابه وبطريقة مواربة، اعتراضه على عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة مكرّساً استمراره في الانسجام مع رغبة صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، استبعاد زعيم “المستقبل”، وواضعاً نفسه في موقع المناكفة مع الحريري سلفاً، مع تأكيده أنه سيتحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف.

ويرى أحد النواب البارزين أن عون سعى من خلال كلامه، إلى خفض عدد النواب الذين سيسمون الحريري حتى يأتي ضعيفاً، إذا كان لا بد من أن تتم تسميته خلافاً لإرادته. فهو لم يخفِ رفضه له، حين التقاه قبل أكثر من أسبوعين.

ركزت تعليقات النواب على تساؤلات عون حول سلسلة الإصلاحات التي عددها، فاستغربوا حديثه عن “عدم تمكيني من أي مشروع إصلاحي”. ودعا هؤلاء، الذين رأوا أن هناك حالة من الإنكار الكامل لدى عون حيال دوره وفريقه في إعاقة تنفيذ الإصلاحات والمشاريع، إلى استذكار العراقيل التي كان يضعها باسيل في دواليب عجلة الإصلاح والاستعاضة بالمحاصصة عنها، وفي المنافع من المشاريع مع فرقاء آخرين، وتغاضي الرئاسة عن هذا السلوك، وعن تخصيص اعتمادات لوزارة الطاقة التي تولاها وزراء “التيار الحر”، من أجل تنفيذ خطة الكهرباء، بدءاً من معمل دير عمار، مروراً بصرف الأموال على البواخر وصولاً إلى مساهمة سد العجز في مؤسسة كهرباء لبنان خلال عشر سنوات بما يفوق 40 في المئة من قيمة الدين العام.

وفي اعتقاد خصوم عون أنه تقصد في مطالعته رد أسباب عدم تحقيق الإصلاح إلى “بعض من حكم لبنان منذ عقود”، في عودة إلى إدانة فريقه للحريرية السياسية، كي يبرر لنفسه اتهام الحريري بأنه من المنظومة التي تسببت بما آل إليه وضع البلاد رافعاً المسؤولية عن الرئاسة ودورها طوال السنوات الأربع الماضية، وقافزاً فوق الدور التعطيلي لفريقه وحلفائه في تدهور الوضعين الاقتصادي والمالي حين كان في المعارضة بدءاً من احتلال وسط بيروت عام 2007 – 2008، وصولاً إلى عرقلته تأليف الحكومات “لعيون صهر الجنرال”. كما أن قوله “خسرت سنة و14 يوماً حتى الآن من عهدي بسبب تأليف الحكومات السابقة التي كانت برئاسة الرئيس الحريري” يتجاهل أن إضاعة الوقت هذا كان نتيجة الشروط التي كان يفرضها على حصص الرئاسة وحزبه الوزارية.

ويرى أحد الأقطاب السياسيين أن عون ركز على عرقلة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، في وقت كان فريقه يقاوم إحالة التلزيمات على ديوان المحاسبة لولا إصرار بعض القوى ومنهم حلفاء له على اتباع الأصول.

ويضيف: “لو أن العهد أراد جدياً ضبط الأمور لكان عون دفع منذ توليه الرئاسة العام 2016، باتجاه إقرار مشروع القانون الذي سبق لحكومة فؤاد السنيورة أن أحالته إلى البرلمان في العام 2006، والذي يفرض لو تم اعتماده منذ حينها، التدقيق المحاسبي لإنفاق مؤسسات الدولة ووزاراتها كافة، لكنا اليوم في وضع سليم من هذه الناحية، لكنه لم يفعل ذلك لأسباب سياسية، على رغم أن هذا المشروع أقر في حكومة كاملة المواصفات في حينها وقبل استقالة الوزراء الشيعة من تلك الحكومة بسبب الخلاف على المحكمة الدولية آنذاك”. ويقول القطب إياه: “عندما يسأل الرئيس عون أين القضاء من سطوة النافذين، وينتقد هذه المؤسسة يتبادر إلى الذهن سؤال آخر هو لو أننا استفقنا ذات صباح وأعلنت دوائر القصر الجمهوري أن الرئيس عون وقع التشكيلات القضائية المجمدة في جاروره منذ أشهر، ألم يكن ذلك ليلاقي الاستحسان لدى المجتمع الدولي الذي يريد أن يلمس تدابير عملية واضحة حول استقلالية القضاء، طالما أن هذه التشكيلات وضعها مجلس القضاء الأعلى؟ ولو أن فريق الرئاسة اعتمد في السنوات الماضية ما تنص عليه المادة 95 من الدستور من إجراء التعيينات الإدارية في الدولة وفقاً لمبدأ الكفاءة باستثناء وظائف الأولى حيث تعتمد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بدلاً من الإصرار على تقاسم الوظائف بين فريقه وبين الآخرين، ألم يكن ذلك ليوفر على البلد هذا الاهتراء الذي نراه في الإدارة؟”. ويشير إلى أنه لو أعلن عون في ليلة صيف عن نية تطبيق 3 قوانين صادرة العام 2002 تقضي بتعيين الهيئات الناظمة في قطاعات الكهرباء والاتصالات والطيران المدني، ألم يكن سعر صرف الدولار لينخفض ورد فعل اللبنانيين لكان إيجابياً وكذلك صندوق النقد الدولي والهيئات الدولية التي تطالبنا بالإصلاحات العملية؟

 

باسيل يروّج لـ”الحلف الرباعي” في محاولة لفك عزلته

محمد شقير/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

لم ينفك «التيار الوطني الحر» عن استنهاض الشارع المسيحي في مواجهة ما سمته قناة «أو تي في» الناطقة باسمه، قيام حلف رباعي قوامه «الثنائي الشيعي» وتيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي»، مع أن مصادره لا تترك مناسبة إلا وتستغرب ما يشاع على هذا الصعيد وتنفي علمها بمجرد التفكير في قيام مثل هذا الحلف لما بين أطرافه من تباينات واختلافات يصعب التوصُّل إلى حلول لها ما اضطرها للدخول في ربط نزاع على خلفية تنظيم الاختلاف، وهذا ما هو حاصل الآن وتحديداً بين «حزب الله» وبين «المستقبل» و«التقدّمي».

وتقول مصادر مقرّبة من الحلف الرباعي «المزعوم» إن البلد لم يعد يحتمل إقحامه في انقسامات مذهبية على عتبة دخوله في مرحلة سياسية جديدة مع توقع تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، وتؤكد أن لا مصلحة في لجوء أي طرف إلى جرّ البلد لدورة جديدة من الفرز الطائفي وصولاً إلى تطييف عملية التأليف. وتسأل المصادر نفسها: ما الجدوى من العودة بالبلد إلى المربع الأول وتظهير الصراع الدائر حالياً على أنه نزاع بين المسلمين والمسيحيين وإعادة التذكير كأن هناك مَن يخطط للإطاحة بـ«التيار الوطني» على غرار ما حصل في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 عندما أُبعد آنذاك قائد الجيش العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا؟

كما تسأل في ظل إصرار «التيار الوطني» على الترويج لقيام حلف رباعي، عن مصير ورقة التفاهم التي وقّع عليها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مع مؤسس «التيار» العماد عون، في كنيسة مار مخايل في الشياح في فبراير (شباط) 2006، وتقول: هل قرر رئيس التيار النائب جبران باسيل الانقلاب من جانب واحد على التفاهم رغبةً منه في تمرير رسالة إلى الولايات المتحدة لعله يستعيد حظوظه لخوض الانتخابات الرئاسية؟

وتلفت المصادر إلى أن الترويج لقيام حلف رباعي هو من بنات أفكار باسيل وإعلامه وبعض نوابه المنتمين إلى «التيار الوطني»، وبالتالي فإن الآخرين يتعاملون معه على أنه لا أساس له من الصحة باعتبار أن القيمين على هذا الحلف لا يزالون مجهولي الهوية.

وترى أن باسيل يتعرض لحصار دولي وداخلي ويحاول أن يرمي التهمة على خصومه حتى إنه لم يوفر حليفه «حزب الله» وإنما بواسطة قناته التلفزيونية باتهامه بضلوعه في الحلف الرباعي، وتسأل المصادر: هل يتحمّل خصومه مسؤولية إبعاده وبقرار من مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، عن جدول اللقاءات التي عقدها في بيروت على غرار ما فعل من قبل نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل؟

وفي المقابل تؤكد مصادر سياسية أخرى أن باسيل يعيش الآن في عزلة تكاد تحاصره من كل حدب وصوب لو لم تبقَ الاتصالات قائمة بين «التيار الوطني» و«حزب الله»، وتقول إنه يراهن على الرئيس عون لإعادة تعويمه من خلال تشكيل الحكومة، مع أن «العهد القوي» في حاجة لإنقاذ نفسه في الثلث الأخير من ولايته. وتُحمّل المصادر باسيل مسؤولية العزلة التي فرضها على نفسه، خصوصاً في ضوء إطاحته بالتسوية التي أبرمها الحريري مع عون وسهّلت انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية، وأيضاً في إسقاطه لتفاهم «معراب» بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية».

وتؤكد أن باسيل أضر كثيراً بـ«العهد القوي» الذي لم يبادر إلى وضع حدود لتصرفاته في السيطرة على المفاصل الرئيسة في إدارات الدولة، وهذا ما وضعه في معارك سياسية مع معظم القوى السياسية من تيار «المردة» إلى «التقدّمي» وصولاً إلى حركة «أمل» برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري. وترى أن باسيل استغلّ وصول عون إلى سدة الرئاسة لشن حملات على الآخرين في محاولة لإلغائهم، خصوصاً مَن ينافسه رئاسياً، وتؤكد أن تطييف الأزمة الحكومية ارتدّ عليه سلباً ولم يلقَ استجابة في الشارع المسيحي.

وتكشف أن باسيل حاول أن يعيد تواصله مع «القوات» وراهن على أن هناك إمكانية لإحياء التعاون، وهذا ما تبيّن في توسيطه وزيراً سابقاً للقيام بمهمة الوساطة بينهما، لكنه لم ينجح في مسعاه لأن باسيل هو المسؤول عن الإطاحة بإعلان النيات الذي وقّع عليه عون مع سمير جعجع الذي كان له دور في إيصاله لرئاسة الجمهورية. كما حاول «التيار الوطني» إقناع البطريرك الماروني بشارة الراعي باستضافة اجتماع للقيادات المارونية، لكنّ «القوات» و«الكتائب» اشترطا على باسيل إصدار بيان يؤيد فيه دعوة الراعي لحياد لبنان يسبق التفاهم على البرنامج السياسي للمرحلة الراهنة، إضافةً إلى أن «المردة» ليس في وارد تعويم مَن أوصل الحكم إلى المأزق وافتعل اشتباكات سياسية مع الحلفاء والخصوم. وعليه، فإن إصرار «التيار الوطني» على الترويج لقيام حلف رباعي بين القوى الإسلامية ارتدّ عليه سلباً ولم يمكّن باسيل -كما تقول مصادر مسيحية- من أن يفتح كوّة تسمح له بالخروج من الحصار السياسي المفروض عليه، وهذا ما يدفعه للتموضع تحت عباءة عون لعله يضع أمام الرئيس المكلف لائحة هي عبارة عن دفتر شروط يمكن أن تدفع باتجاه تعويمه بعد أن فقد سيطرته على عدد من نواب كتلته ما اضطره للجوء إلى المجلس السياسي لـ«التيار الوطني» لتجديد موقفه الرافض لتكليف الحريري.

 

ماذا ستكون أولويات ترامب أو بايدن في لبنان؟

عمار نعمة/اللواء/22 تشرين الأول/2020

قبل أيام على إستحقاق الانتخابات الأميركية في 3 الشهر المقبل، تكثر الأسئلة حول ماهية موقف الإدارة المقبلة في مقاربة سياستها في المنطقة ولبنان جزء لا يتجزأ منها. ويبدو أن الأمر لا علاقة له أساساً بموقف كل من الحزبين «الجمهوري» الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي دونالد ترامب، أو «الديمقراطي» الذي يمثله نائب الرئيس السابق جو بايدن، بل أن طبيعة القرارات المثيرة للجدل في المنطقة كما في العالم، التي إتخذها ترامب لها سمات شخصية تتعلق بالأخير أكثر من كونها متعلقة بسياسة «جمهورية» ثابتة. لذا، فإن المعركة حسب قارئين للسياسة الأميركية في المنطقة يمكن تصنيفها أنها تدور بين رافضي ترامب والمتمسكين به، وهي هنا بمثابة الإستفتاء على ترامب نفسه الذي تعرض لنكسة شعبية بالغة بعد أدائه السلبي إزاء مواجهة هبوب وباء «كوفيد 19» على بلاده، والذي وجه ضربة كبيرة الى الاقتصاد الذي يفتخر ترامب بأنه إزدهر خلال ولايته ناهيك عن خسائره البشرية. ويضاف ذلك الى قضايا أخرى مثل الأحداث العنصرية التي جرت في أنحاء مختلفة في البلاد ومواضيع تاريخية تهم الاميركيين، لكن يجب القول إن الانتخابات في الأصل لا تجري، سوى في محطات نادرة شاركت خلالها قضايا كالارهاب وحرب العراق في العصر الحديث مثلا، على الملفات الخارجية علما ان المناظرة الثالثة بين المرشحين تستحضر عادة تلك الملفات. لكن بغض النظر عما ستؤثر فيه تلك الملفات في تفكير المقترع الداخلي، تُطرح أسئلة حول مقاربة كل من بايدن وترامب لقضايا المنطقة التي تقاربها عبر سياسة مؤسساتية عن طريق البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع والمخابرات وطبعا المؤسسة التشريعية وهي «الكونغرس» الذي يؤدي أدوارا كبرى ويستطيع أن يُشرع في السياسة الخارجية وله قراره في الاستراتيجيات الكبرى.

الاختلاف والتقارب

والحال أن بايدن وترامب يختلفان في رؤيتهما للسياسة الخارجية وطبيعة النظام العالمي.

يرفع ترامب، شخصيّ النزعة، شعار أميركا أولا وهو تخلى عن الكثير من الاتفاقيات الدولية لاعتباره أنها مجحفة مثل إتفاقية باريس للمناخ والإتفاق النووي مع إيران. وسيكون على بايدن في حال وصوله قضاء الوقت الطويل لإصلاح ما أفسده ترامب وخاصة على صعيد علاقة واشنطن بحلف «الناتو» وإعادة التحالفات مع أوروبا، ألمانيا وفرنسا على وجه الخصوص، كما على صعيد العلاقة مع بعض المؤسسات بالغة الأهمية مثل «منظمة الصحة العالمية» التي حاول ترامب تحميلها جزءا من مسؤولية إخفاقه في ملف «كورونا».. والأمر نفسه ينطبق على العلاقة مع «منظمة التجارة العالمية».

وفي منطقة الشرق الأوسط، فعلى الصعيد التاريخي، إنصب الإهتمام الاميركي على مصالح الولايات المتحدة الاميركية في ظل أولويتي إسرائيل والنفط.

ولا يزال ترامب يحاول جاهدا الترويج لـ«إنجاز» التطبيع مع بعض الدول العربية، لكسب الصوت اليهودي في بلاده الميال تاريخيا الى «الديمقراطيين» من دون تحقيق كسب ملاحظ على هذا الصعيد.

ويحضر الملف الإيراني حيث حقق ترامب ضربات موجعة في الاقتصاد الايراني من دون دفع طهران الى طاولة المفاوضات وهي التي تشترط موافقته أولا على إعادة العمل بالاتفاق النووي، وسيترقب الايرانيون بشغف مآل الانتخابات على أمل سقوط ترامب.

على أن مبدأ ترامب في المنطقة يتمثل في التقليل من القوات العسكرية وهو لا يريد التورط على الارض في النزاعات، على أن يتقاضى ثمن الدعم من الحلفاء ودفعهم الى تبني سياسة دفاعية بأنفسهم. لذا، فهو يجهد لتحقيق إنسحابات من مواقع كثيرة وخاصة من أفغانستان والعراق.

من ناحية بايدن، هو قد ينحو الى الداخل الاميركي ومجابهة «كورونا» وإعادة اللحمة الى هذا الداخل وإعادة الهيكلة الى المؤسسات الأمنية لمنع تكرار الأحداث العنصرية. وهذا أيضا سيكون على حساب السياسة الخارجية حيث لا يريد «الديمقراطيون» التورط في النزاعات.

وقد يلجأ الى سياسة كلاسيكية في الشرق الأوسط بعيدا عن الإرتجالية وحتى المزاجية. وسيحاول التوصل الى تسوية مع إيران سواء عبر إعادة العمل بالاتفاق النووي أو التوصل الى اتفاقية مشابهة تحددها طاولة المفاوضات بعيدا عن الضغط الاقصى الذي لجأ إليه ترامب.

وسيستمر في سياسة مكافحة الارهاب والتحالفات التاريخية في المنطقة، لكن البعض يلفت الى أن بايدن لن يكون باراك أوباما آخر، لكنه سيُعلي من شأن الديبلوماسية كما على صعيد عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وحل الدولتين، مع ضرورة إنهاء الحرب في أفغانستان والعراق ومواجهة الصين وروسيا.

أي بكلمات أخرى، سيكون التغيير متمحوراً بين قوة أميركية بعقلانية يريدها «الديمقراطيون» وقوة إمبراطورية على مزاج ترامب.

لا تأثير جذرياً محلياً

أما على صعيد لبنان، فهو لن يتأثر جذرياً في حال تغيّرت الأولويات للرئيس الاميركي المقبل في المنطقة.

لكن حسب المتابعين للسياسات الأميركية في المنطقة ومنها لبنان، فإن للولايات المتحدة تاريخا طويلا من العلاقات مع لبنان وهناك الكثير من الملفات المشتركة. وتقدم واشنطن مساعدات مستمرة للقطاعات الأمنية وتدريباً متواصلاً لها، وثمة تنسيق في أمور «تقنية» مثل مكافحة تبييض الأموال، وعلى الصعيد النقدي وعلاقة واشنطن بالمصرف المركزي، إضافة الى القطاع التربوي والشراكة الأميركية الشرق أوسطية، وزد على ذلك العلاقة التجارية مع لبنان ومن ضمنها قطاعات غذائية مدعومة. هذا من ناحية الشكل، لكن الادارة الاميركية المقبلة لن تختلف عن سابقاتها في إعلاء شأن حليفتها إسرائيل. والاميركيون الذين كانوا العامل الأهم وراء قرارات دولية متعلقة بلبنان مثل الـ1701 و1559، سيتابعون إهتمامهم بملف ترسيم الحدود لكن من دون توقع إختراقات دراماتيكية على هذا الصعيد. كما سيستمرون في سياسة العقوبات تجاه أفراد قد يكونوا حكوميين، وعلى صعيد تطبيق نظام قيصر، وهنا ثمة من يعتبر أن بايدن سيكون أقل اصرارا على العقوبات، علما أن لبنان وحكومته ليسا واقعين رسميا تحت سياسة العقوبات. على أن الاميركيين سيحرصون على عدم هز الاستقرار اللبناني ودعم السلطة اللبنانية، كون الفوضى ستُخرج البلد نهائيا من نفوذهم وستخدم «حزب الله» وبالتالي إيران.

وإذا لم يكن من الممكن الجزم تحديداً بطبيعة أي تبديل قد يأتي به بايدن وفريقه بالنسبة الى لبنان، لكن لن يكون هناك أي تغيير جذري في العلاقات الثنائية، إلا أن لبنان سيُفيد من عملية «فك إشتباك» في المنطقة التي ستتنفس الصعداء في حال مجيء «الديمقراطيين».

 

العهد لا يرغب بعودة الحريري.. رافعة لفرنجية على حساب باسيل!

عمر البردان/اللواء/22 تشرين الأول/2020

شكل نزع رئيس الجمهورية ميشال عون ثقته من الرئيس سعد الحريري قبل تكليفه تشكيل الحكومة، اليوم، خلال ما جاء في كلمته التي وجهها إلى اللبنانيين، أمس، ما يمكن وصفه بـ«الصدمة»، بالنظر إلى الاتهامات التي وجهها إلى رئيس «المستقبل» وتحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في لبنان خلال السنوات الثلاثين الماضية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الرئيس عون وفريقه السياسي، لا يريدان وصول الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، الأمر الذي يرسم صورة غير إيجابية لمستقبل العلاقة بين الرجلين في المرحلة المقبلة، مع ما لذلك من انعكاسات على عمل الحكومة إذا نجح الحريري في تأليفها. وتشير أوساط سياسية لـ«اللواء»، إلى أن التكليف بات محسوماً، إلا في حالة واحدة، وهي طلب بعض الكتل بشكل واضح من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات، لكنها تلفت إلى أن الأمور ذاهبة باتجاه تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، معتبرة أنّ التكليف سيكون متواضعاً، خصوصاً وأنه يتوقف على موقف «حزب الله»، وما إذا كان سيسمي الرئيس الحريري أم لا.

وتعرب الأوساط عن اعتقادها، أنّ رئيس الجمهورية تقصد في كلمته، أمس، تحميل القوى السياسية التي حكمت في السنوات الثلاثين الماضية، المسؤولية عن كل ما وصل إليه الوضع في البلد، وكأنه أراد القول أنني لا أتحمل أي شيء، وبالتالي من يتحمل هذه المسؤولية هو الفريق الذي كان حاكماً منذ ثلاثة عقود إلى اليوم، في إشارة واضحة إلى الرئيس الحريري. وتقول أنّ رئيس الجمهورية هدف عشية تكليف الرئيس الحريري، أن يذهب بهذه التساؤلات التي طرحها، من أجل مزيد من محاصرة رئيس «المستقبل» قبيل تكليفه، في سياق حصار سياسي لتحميله عبء المرحلة الماضية.

وتلفت إلى أن كلام الرئيس عون غير مقنع، بعدما حاول إعفاء نفسه وفريقه السياسي من تحمل المسؤولية، وهذا أمر غير منطقي لأن الجميع يعلم أن التيار الوطني الحر كان شريكاً في السلطة منذ العام 2005 وحتى اليوم، وقد فات رئيس الجمهورية أنه ومنذ اتفاق الدوحة يحكم فريقه السياسي بالثلث المعطل مع فريق الثامن من آذار، في إطار العمل على رفع المسؤولية عن نفسه، مشددة على أن المغزى الأساس مما قاله الرئيس عون، التصويب باتجاه الرئيس الحريري، لتحميله وزر تبعات السنوات الماضية، للقول للنواب وللرأي العام أنه ليس رجل المرحلة. والسؤال الذي يطرح، هل يريد رئيس الجمهورية مما قاله، إحراج الرئيس الحريري لإخراجه، والقول له أن هناك مكونات نيابية وسياسية لا تريده رئيساً للحكومة، معتبرة أن ما صدر من مواقف على لسان الرئيس عون وقيادات في الثامن من آذار، يدل على أن هناك شيئاً ما يحصل، الأمر الذي يحتاج إلى قراءة سياسية متأنية لمعرفة خلفيات ما بين السطور.

وتشير الأوساط، إلى أن رئيس الجمهورية عندما يحمل الرئيس الحريري، تبعات كل هذه الأزمات، فإنه يوجه رسالة غير مباشرة إلى النواب بعدم تسميته في الاستشارات، في حين أن الرئيس عون عندما انتقد أداء الطبقة الحاكمة في السنوات الثلاثين الماضية، فإنه كان يقصد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بعدما عمل على تحييد «حزب الله»، سيما وأن رئيس الجمهورية يعتبر أن وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، يعتبراً وصولاً لهذا الثلاثي إلى الحكم، وهذا ما يرى فيه «التيار الوطني الحر» خطراً عليه، لأن هذا الثلاثي من منظار الرئيس عون وفريقه السياسي، يحضّر لانتخابات رئاسية بعد سنتين بطلها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في مواجهة المرشح النائب جبران باسيل. وهنا إذا صح التعبير مكمن المشكلة الحقيقية التي ترخي بظلالها على الوضع الداخلي، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها البلد.

وتشدد المصادر، على أن رئيس الجمهورية لن يقبل بالتوقيع على أي تشكيلة لا يوافق عليها، وبالتالي فإنه يتوقع ألا تكون مهمة الرئيس الحريري في حال تكليفه سهلة إطلاقاً، لا بل أنها ستكون معركة طاحنة في ظل الشروط التي سيضعها الفريق الآخر خلال مشاورات التأليف، باعتبار أن قوى الثامن من آذار تريد تكليفاً ضعيفاً للحريري، كي لا يتمكن من فرض شروطه، سيما وأن هذا «الثنائي الشيعي» ليس في وارد التنازل عن مطالبه، الأمر الذي سيدفع «الوطني الحر» إلى التشدد في شروطه هو الآخر، لمحاصرة الحريري ودفعه إلى الاستجابة للفريقين.

 

الانتخابات الأميركية والتبدلات الاجتماعية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

تقول آخر استطلاعات «النيويورك تايمز»، إن حظ بايدن في الفوز 60 في المائة، وترمب 41 في المائة، لكن ليس من الحكمة الاستعجال بالحديث عن الفائز في الانتخابات الأميركية. لم يبقِ سوى أقل من أسبوعين ونتائج الاستفتاءات بدأت تتغير مع مرور الوقت، بعد أن كانت المسافة بعيدة بين الاثنين لصالح جو بايدن. أكثر المحللين يرون بايدن سيكون الحصان الفائز، لكن هل سيفوز بفارق هائل على خصمه دونالد ترمب وبالتالي إجهاض أي شكوك واعتراضات على النتيجة أم ستكون متقاربة، بضعة آلاف من الأصوات، تتحول إلى معركة سياسية إعلامية قانونية لعدة أشهر تالية؟

هذه المرة المعركة الانتخابية تعبر عن تبدلات ديموغرافية وثقافية تتشكل في الولايات المتحدة، مرت في مخاض بطيء لسنوات. صراع التيارات عبّر عن نفسه بانتخاب باراك أوباما، وكانت مفاجأة حينها، ثم جاء انتصار ترمب مفاجئاً. حملات الانتخابات بدأت مبكراً وعكست إلى حد كبير ما يمور من حراك في الولايات المتحدة، فالدولة الكبيرة، تعيش اختلافاتها وصراعاتها الثقافية مثل غيرها، وبلغت ذروتها في الصيف الماضي الذي سادته المظاهرات، وبعضها كانت عنيفة.

الفروقات واسعة بين رؤية الناخبين لبلدهم. ففي استطلاع للرأي الشهر الماضي، هل تتفق أن «الوضع أصعب على من هو من أصل أفريقي في هذا البلد من الشخص الأبيض»... فقط أربعة في المائة من مصوتي ترمب يوافقون على هذا الرأي، و74 في المائة من مصوتي بايدن مقتنعون بذلك، وفق استطلاع أجرته «فيو». والنسبة مماثلة للنظرة لوضع المرأة، والإسلام بدرجة أقل. هذه الفروقات تتسع مع تزايد التنافس بين الفئات المختلفة عرقياً ودينياً واقتصادياً. الانتخابات المحلية على مستويات ممثلي الولايات والمقاطعات المحلية أكثر وضوحاً في التعبير عن خلافاتها، ويمكن للناخبين فيها التأثير على النتائج أكثر من الانتخابات الرئاسية. ولهذا فازت الهان عمر وكذلك خصمها دان كرينشاو في انتخابات الكونغرس العام الماضي، ورصيدهما من الإنجازات كان كيل التهم والشتائم. ورغم أهمية الإعلام الاجتماعي في إيصال الرسائل، التي لا يفعلها الإعلام التقليدي، فإن البضاعة المطلوب تسويقها، أي مرشحي الرئاسة، هذه المرة هم الأكبر سناً. ولهذا يحاول حزب بايدن دفع الشباب وإقناعهم بالخروج والتصويت، ونسبة قليلة منهم عادة تفعل ذلك. الديمقراطيون يسعون بكل ما يملكون من أموال للتأثير على جيل الميلنياز، أو جيل الألفية، أعمارهم الآن بين 23 و38 ولو اقترعوا سيكون الفوز لبايدن. لكن اتضح أن الشباب مصدر تهديد أيضاً؛ هذه الجموع التي تتعاطى السياسة رقمياً، أفرزت حركات اجتماعية تقلق لغتها ودعواتها المتطرفة معظم الناخبين. BLM واكيوباي، وهناك أخرى اعتمدت العنف وهي ضد ترمب. ورغم الحماس الذي أشعلته على السوشيال ميديا ضده، فإن 60 في المائة في استبيان حديث، سئلوا عنها، قالوا سيصوتون ضدها. لكن هذا النوع من الحراك خفت مع دنو موعد الانتخابات. وحتى بعد حسم الاقتراع وإعلان الرئيس فإن التغييرات في الولايات المتحدة ليست مجرد عارض انتخابي بل ستستمر وتفرض نفسها لسنوات مقبلة.

 

معركة قره باغ وجه آخر للتنافس التركي ـ الروسي

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

الصراع الأخير في القتال بين الجيش الأذربيجاني والقوات المدعومة من أرمينيا في منطقة ناغورنو قره باغ، ولم يستطع أي طرف معين إخماده حتى الآن، لديه القدرة على إعادة فتح التنافس التركي - الروسي في المنطقة. هذا التنافس كان جرى تقييده على الأقل في هذه المنطقة، بسبب العلاقات الجيو - اقتصادية المتبادلة بين البلدين. إذا عدنا إلى الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، كان كثير من القوميين الأتراك يحلمون بتحالف تركي جديد مع البلدان الناطقة بالتركية التي كانت تحكمها موسكو منذ أيام الإمبراطورية الروسية. وكانت هذه الدول المستقلة حديثاً، خصوصاً أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان، ينظر إليها القوميون الأتراك على أنهم أقارب عرقيون. لكن تركيا افتقرت إلى القوة والنفوذ لمواجهة قوة روسيا التجارية في المنطقة، ولم تستطع اختراق علاقات النخبة في هذه البلدان مع النخب الروسية، ورفضت هذه الدول الناطقة بالتركية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، التحالف مع أنقرة في مسألة الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية، وشعرت أنقرة بأنه من الصعب بيع القومية التركية للنخب ذات المصلحة الذاتية في آسيا الوسطى.

ولكن كانت هناك مخاوف منذ فترة طويلة في روسيا من أن الأنشطة الثقافية التركية في محيطها الجنوبي قد تؤدي على المدى الطويل إلى حركات إسلامية متطرفة في المنطقة، مما قد يؤثر على الأقلية المسلمة في روسيا. وظهر التأثير التركي في هذه البلدان الناطقة بالتركية بشكل أساسي بطرق غير مباشرة؛ أي القوة الناعمة، فاخترقت تركيا هذه البلدان وكثيراً من الدول العربية عبر المسلسلات التلفزيونية التركية التي لاقت شعبية كبيرة، وفتحت الجامعات التركية أبوابها لآلاف الطلاب الناطقين بالتركية منذ أوائل التسعينات، كما منحت المنتديات المشتركة بين الدول؛ مثل «مجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية» الذي جرى تشكيله عام 2009، أنقرة فرصة لإجراء اتصالات بين نخبة تلك الدول ونظرائهم الأتراك، لكن حرصت تركيا منذ أوائل هذا القرن على اتباع سياسة لا تتعارض مع المصالح الروسية في المنطقة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. أما في جنوب القوقاز، بالمقارنة مع آسيا الوسطى، وبسبب قربه الجغرافي، فكان موقف تركيا فيما يتعلق بروسيا أكثر مساواة. تعرضت الدول الثلاث: أرمينيا وأذربيجان وجورجيا إما لحروب دامية، وإما لصراعات مجمدة منذ الاستقلال عام 1991. وتعدّ المنطقة منذ ذلك الحين نقطة اشتعال محتملة بين روسيا وتركيا، ويرجع هذا إلى النزاع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا حول ناغورنو قره باغ.

بالنسبة إلى روسيا؛ أدى نزاع قره باغ إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، وفي حالة أرمينيا إلى إعطائها سيطرة شبه كاملة على العلاقات الخارجية لتلك الدولة. أما تركيا وحتى بداية الأزمة الأخيرة، فقد اتبعت سياسة تحترم مصالح موسكو في جنوب القوقاز، فسلط هذا الموقف الضوء على القيمة التي تضعها تركيا للتعاون الإقليمي والاقتصادي مع روسيا. وفيما يتعلق بنزاع قره باغ؛ بدا الأتراك مدركين، رغم قربهم الواضح من باكو، أن خياراتهم كانت محدودة، بسبب الوجود العسكري الكبير في أرمينيا والقاعدة العسكرية الروسية بالقرب من الحدود التركية وعلاقة موسكو الجيو - اقتصادية الوثيقة مع باكو. وهكذا خلال الأزمتين السابقتين من الأعمال العدائية عامي 2014 و2016 في قره باغ، كان موقف روسيا هو الأهم وليس موقف تركيا، وكانت أنقرة تفكر في علاقات وثيقة مع موسكو.

ثم جاء الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا في يونيو (حزيران) 2016 إيذاناً ببدء حقبة من العلاقات الروسية - التركية الوثيقة، بعد انهيار شبه تام للعلاقات إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية في سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ومع ذلك؛ كان له أيضاً أثر جانبي يتمثل في إجبار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الاصطفاف مع القوميين الأتراك من أجل بقائه، وبالنسبة للحركات القومية التركية، فإن محاولة أذربيجان استعادة قره باغ سبب أساسي عرقياً وثقافياً؛ إذ يعدّ الأتراك والأذريون قريبين جداً بعضهم من بعض - هنا يسقط العامل المذهبي تماماً - كما أن اللوبي المؤيد للأذريين فعال في تركيا، ويصور الدولتين على أنهما دولة واحدة قسمها التاريخ، وغالباً ما تجري مسيرات مؤيدة للأذريين.

من ناحية أخرى؛ يبدو أن النجاح التكتيكي الواضح للطائرات من دون طيار التركية في ليبيا وسوريا منح الأتراك الثقة ببراعتهم العسكرية والتكنولوجية حتى تجاه روسيا، وقاموا بتصدير هذه الطائرات إلى حلفائهم في أذربيجان، ولم يتأكد ما إذا كان عسكريون أتراك يشغلون هذه الطائرات.

الأزمة الأخيرة قلبت المعايير، فانطلقت تركيا في تعزيزات سياسية وعسكرية لأذربيجان أدت إلى نجاح تكتيكي على الأرض وضع روسيا في موقف غير مريح للغاية بعد نحو 30 عاماً من كونها الحَكَم النهائي في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان. وقد تضطر موسكو إلى الاختيار بين حليفها في يريفان الذي تديره حالياً حكومة لا تعدّها روسيا ودية تماماً لمصالحها؛ إذ لديها ميول أوروبية، وحليفها الآخر في باكو حيث لديها مصالح اقتصادية قوية وعلاقات متداخلة بين النخبة في البلدين.

بعد نهاية حرب قره باغ عام 1994، بدأت روسيا في إمداد كل من أرمينيا وأذربيجان بالأسلحة، ومع ذلك؛ فقد فضلت إلى حد كبير أرمينيا في محاولة منها للحفاظ على توازن يمكنها التلاعب به لصالحها.

تعود العلاقات العسكرية بين روسيا وأرمينيا إلى عام 1992 مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، ويلزم اتفاق حكومي بين الدولتين منذ عام 1997 كلاً منهما بمساعدة الأخرى في حال وجود تهديد عسكري. لقد فضلت روسيا أرمينيا بشكل كبير، وكانت مصدرها الرئيسي للأسلحة وأنظمة الأسلحة. وفي وقت تضطر فيه أذربيجان إلى دفع ثمن أسلحتها من روسيا حسب الأسعار الدولية المرتفعة جداً التي تفرضها بيروقراطيات تصدير الأسلحة الروسية، وتدفع بالعملة الصعبة، فإن أرمينيا تدفع ثمن الأسلحة الروسية بقروض مستهدفة من روسيا نفسها وبالعملة الروسية.

فوق هذا؛ هناك حظر مفروض على مبيعات الأسلحة إلى أذربيجان، فرضته الولايات المتحدة وأوروبا بتبريرات مختلفة، أدت في النهاية إلى الطلب في أوائل التسعينات من قبل «منظمة الأمن والتعاون» الأوروبية وقف كل مبيعات الأسلحة لأطراف النزاع. لكن روسيا؛ الرئيس المشارك في «مجموعة مينسك» التابعة لـ«منظمة الأمن والتعاون» والمكلفة حل النزاع، رفضت الانصياع لطلب منع تسليح أذربيجان، كذلك فعلت إسرائيل.

أرمينيا عضو في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها روسيا، وتستضيف أكثر من 3 آلاف جندي روسي في قاعدة «غيومري»، بالإضافة إلى قاعدة جوية بالقرب من يريفان. وتعمل روسيا على دمج القوات المسلحة الأرمنية في هيكلية منطقتها العسكرية الجنوبية؛ بما في ذلك تشكيل قوات برية روسية - أرمنية مشتركة. وليس هذا هو المؤشر الوحيد على النفوذ الروسي في أرمينيا؛ إذ تهيمن الشركات الروسية بشدة على قطاع الطاقة الأرمني (ما يصل إلى 80 في المائة وفقاً لبعض التقديرات)، كما تهيمن البنوك الروسية على القطاع المالي في أرمينيا.

يشكو وزير خارجية أرمينيا من تخلي روسيا عن بلاده وأنها تتركهم يواجهون ثلاثة أعداء: أذربيجان، وتركيا، وإرهابيين من سوريا وليبيا. من المرجح، كما يبدو، أن روسيا لا تريد خلق انطباع في باكو بأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على موسكو، وبأن أنقرة هي حليفتها الإقليمية الوحيدة في مواجهة يريفان.

لكن من الصعب أن نرى كيف يمكن لموسكو أن تجلس وتترك أذربيجان تهزم أرمينيا عسكرياً وتقتل مدنيين بينما يجري تشجيعها من تركيا. مثل هذا من شأنه أن يسحق ادعاءات روسيا بالهيمنة على فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، لأنه إذا حققت أذربيجان نجاحاً تكتيكياً كافياً في ساحة معركة ناغورنو قره باغ - فهي خرقت حتى الآن محاولتي وقف إطلاق نار إنساني توصلت إليهما موسكو وباريس - فمن المرجح أن تدعو تركيا إلى وقف إطلاق النار وتتحد مع الأذريين قبل الجولة التالية من المحادثات وقبل أي تهديد بتدخل عسكري روسي، فيتيح هذا لتركيا أن تلعب دوراً محورياً خلال المفاوضات لتصبح على قدم المساواة مع روسيا، وبالتالي تعزز مكانتها في جنوب القوقاز... هذا ما تحلم به تركيا، لكن روسيا لن تسمح به. وقد تضطر عنده إلى التدخل عسكرياً، فتتسع دائرة الصراع. لكن هل تتحمل روسيا أو تركيا فتح ساحات معارك جديدة؟

 

ماذا لو سيطرت «حماس» على «الضفة»؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط/22 تشرين الأول/2020

حتى لا تتكرر التجربة السابقة، وتقوم حركة «حماس»، التي قرارها ليس في يدها وإنما في يد التحالف «الإخواني» - التركي والإيراني وأيضاً القطري، فإنّ أغلب الظن، لا بل المؤكد، أنّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لن يكرر تجربة عام 2007 (الوحدوية) مع حركة «المقاومة الإسلامية» التي كانت انتهت خلال فترة قصيرة بانقلاب دموي ككل الانقلابات العسكرية العربية الدموية كان قد أدى إلى إخراجه وإخراج حركة «فتح» ومنظمة التحرير من قطاع غزة والانتقال إلى الضفة الغربية.

إنه وبلا أدنى شك أنّ أبو مازن بات يواجه ظروفاً صعبة وخطيرة، بعد كل هذه التطورات الأخيرة، وأنّ الإسرائيليين رغم وعودهم ووعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد حصلوا على قرار من «الكنيست» بإنشاء أربعة آلاف و900 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ما يعني أنهم ماضون في «قضم» المزيد من الأراضي الفلسطينية. وهذا يعني أن الوحدة الوطنية الفلسطينية باتت ضرورية، لكن المشكلة هي أن «حماس» التي كانت قد التحقت بمسيرة الشعب الفلسطيني النضالية لم تلتحق كتنظيم وطني فلسطيني، وإنما كـ«إخوان مسلمين» تابعة للتنظيم العالمي الإخواني، الذي بعد إخراجه من مصر بات موزعاً بين إسطنبول والدوحة، وأيضاً طهران، وأصبح مرشده العام رجب طيب إردوغان، هذا الذي لم تكن له علاقة لا بفلسطين ولا بقضيتها المقدسة، وحيث إن المعروف أنّ تركيا بقيت تقيم علاقات تمثيل «دبلوماسي» مع إسرائيل منذ نهايات أربعينات القرن الماضي وحتى الآن.

ثم وإنّ ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال، هو أنه لا يمكن الوثوق بحركة «حماس»، ما دام قرارها ليس بيدها وإنما بيد التحالف القطري - الإيراني - التركي «الإخواني»، وإنّه غير مستبعد أنها وهي تتفاوض معه كقائد لـ«فتح» ورئيس السلطة الوطنية تقوم بالتحضير لانقلاب عسكري على غرار ذلك الانقلاب الذي قامت به في عام 2007 في قطاع غزة... وهنا فإنه غير مستبعد أنها متفاهمة مسبقاً مع الإسرائيليين وربما من خلال قطر وتركيا. ولهذا فإنّ المتوقع من القيادة الفلسطينية أن تتأنى كثيراً قبل الإقدام على هذه «الخطوة التوحيدية الانتحارية»، وأن تعيد النظر في الكثير مما استجد بالنسبة لعلاقاتها العربية في الفترة الأخيرة، والمؤكد أنّ الرئيس محمود عباس هو الأعرف من كل من هم في مواقع المسؤولية من القادة الفلسطينيين، خصوصاً الذين يبدون حماساً بدون أي مبررات لا مُقنعة ولا كافية لإعادة تجربة «مكة المكرمة» في عام 2007 مع خالد مشعل وإسماعيل هنية التي ثبت أنّ «الإخوان» بتنظيمهم العالمي أرادوها للقيام بانقلابهم على «فتح» والسلطة الوطنية، والسيطرة على قطاع غزة الذي أصبح، تابعاً للتحالف «الإخواني» القطري - الإيراني بقيادة هذا «المغامر» إردوغان!

وهنا فإنّ المؤكد أن المقصود بإفشال اتفاق مكة المكرمة، من قبل إيران وتركيا تحديداً، هو الإساءة للمملكة العربية السعودية أكثر كثيراً مما هو إضعاف لأبو مازن، والسلطة الفلسطينية، فهذا التحالف «الشيطاني» الذي يضم أيضاً قطر و«حوثيي» اليمن و«حزب الله» اللبناني... وسوريا، يعتبر أنّ الرياض هي الأخطر عليه وعلى أهدافه ودوره في هذه المنطقة العربية، وأنّه لا بد من اعتراض أي خطوة تقوم بها لإصلاح ذات البين بين الفصائل الفلسطينية.

ويقيناً أنّ أبو مازن باعتباره رئيساً للشعب الفلسطيني، وأيضاً لمنظمة التحرير وحركة «فتح»، قد وقع اتفاق مكة المكرمة في عام 2007، الذي كان بإشراف ورعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو يعرف بحكم تجاربه «المرة» مع «حماس» و«الإخوان المسلمين»، ومع الدول التي احتضنتهم، أنّ هذا الاتفاق لن يدوم، وأنّ حركة المقاومة الإسلامية سوف تنقلب عليه، وهذا هو ما حصل في عام 2007 نفسه.

ولذلك فإنّ ما هو مؤكد، وليس أغلب الظن وفقط، أنّ أبو مازن لا يمكن أنْ يعود للاتفاق مع حركة «حماس»، التي كانت قد طعنته في ظهره، وأساءت للمملكة العربية السعودية وشعبها وقيادتها، بدون استشارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمدّ الله في عمره، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فهذا أمر ضروري، وهذه مسألة في غاية الأهمية، طالما أن الموقف السعودي لا يزال على ما بقي عليه، بالنسبة للأمور الفلسطينية، خلال كل هذه السنوات الطويلة بكل تقلباتها ومنذ عام 1948 وقبل ذلك وحتى الآن.

وبالطبع فإنّ ما يؤكد أن هذا الموقف السعودي لا يزال على ما بقي عليه بالنسبة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هو أن وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان قد أطلق مؤخراً تصريحاً خلال كلمته في مؤتمر افتراضي في واشنطن، كان قد عقد من أجل الشرق الأدنى، قال فيه: «إنه في نهاية المطاف... الشيء الوحيد الذي بإمكانه توفير سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط هو اتفاق (فلسطيني - إسرائيلي)»، وهذه إشارة واضحة إلى أن السعودية تستبعد إبرام أي اتفاق لا يكون بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى أساس العودة إلى التفاوض بين الطرفين.

ثم وعَود على بدء، فإن المؤكد أن الرئيس عباس يعرف هذا كله، وهو متأكد منه، وهو أنّ «حماس» مجرد رقم «صغير» في معادلة إقليمية ودولية كبيرة، وإنها ليست صاحبة قرار بالنسبة لما بات يجري الحديث عنه بينها وبين «فتح» والسلطة الوطنية، وإنّ القرار الحقيقي بالنسبة لهذا الأمر هو للتنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، وبالطبع للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولدولة قطر، وأيضاً إيران الخامنئية، وإلى وكيلها في لبنان «حزب الله»... وهنا فإن المؤكد أنه لا علاقة للرئيس السوري بشار الأسد بهذه «الطبخة» طالما أنه لا يسيطر فعلياًّ إلا على أجزاء صغيرة متناثرة من سوريا التي كان تناهشها الطامعون مبكراًّ كالإيرانيين والأتراك، وبالطبع إسرائيل التي بقيت تحتل هضبة الجولان، وحتى مشارف العاصمة دمشق منذ عام 1967 وحتى الآن.

وهكذا، وفي النهاية، فإنّ المعروف عن أبو مازن، حتى عندما كان أحد القادة الفلسطينيين الأساسيين أصحاب القرارات الحاسمة كقرار «اتفاقيات أوسلو»، أنه لا يوافق على أي موقف وأي قرار إلاّ بعد دراسة متأنية، ولهذا فليس أغلب الظن، لا بل المؤكد، أنه لن يقدم على هذه الخطوة «التوحيدية» مع حركة «حماس» التي يجري الحديث عنها طالما أنّ نهايتها ستكون كنهاية اتفاق مكة المكرمة في عام 2007، الذي أُبرم برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وكانت نهايته تلك النهاية السريعة والعاجلة، وحيث ثبت أن قراراً كهذا ليس قرار لا حركة «المقاومة الإسلامية» ولا قائديها: خالد مشعل وإسماعيل هنية، وإنما قرار التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين» وقرار الدوحة وطهران ورجب طيب إردوغان.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون انهى الاستشارات الملزمة بتكليف الحريري بأغلبية 65 صوتا وبري شدد على الجو التفاؤلي والرئيس المكلف عازم على التزام وقف الانهيار

وطنية - الخميس 22 تشرين الأول 2020

خصص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فترة قبل ظهر اليوم، لاجراء الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، لمعرفة من سيسميه النواب لتشكيل الحكومة الجديدة. ووفق هذه الاستشارات، تم تكليف الرئيس سعد الحريري بهذه المسؤولية بعد تسميته من 65 نائبا. وقد ابلغ الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري بحصيلة الاستشارات، فيما تم استدعاء الرئيس الحريري الى القصر الجمهوري لتكليفه. وشدد الرئيس بري على ان "الجو تفاؤلي، خصوصا بين الرئيسين عون والحريري، وخصوصا في المستقبل بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر"، آملا "ان تشكل الحكومة في اسرع ما ممكن".

من جهته، اكد الرئيس المكلف انه عازم على الالتزام بوعده ب"العمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى اعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والاخيرة".

ميقاتي

وكان الرئيس عون بدأ شريط الاستشارات النيابية عند الساعة التاسعة صباحا بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال: "انسجاما مع الموقف الذي أعلنته بعد اعتذار الدكتور مصطفى اديب عن تأليف الحكومة، باعلاني ترشيح الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، تشرفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس وسميت له رسميا الرئيس سعد الحريري ليكون على رأس هذه الحكومة الجديدة، على امل ان تتضافر كل الجهود من اجل إنجاح عمل الرئيس الحريري لتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة لاعادة الثقة داخليا ودوليا". اضاف: "وخلال اللقاء تطرقت مع فخامة الرئيس الى كلمته بالأمس، وطلبت من فخامته ان يكون دائما أبا لكل اللبنانيين، وان يكون حكما كما ينص الدستور، والا يكون طرفا بأي شكل من الاشكال". الحريرياما الرئيس الحريري، فغادر القصر الجمهوري بعد لقائه الرئيس عون من دون الادلاء بأي تصريح.

سلام

ثم استقبل رئيس الجمهورية الرئيس تمام سلام الذي قال: "نحن اليوم في اطار متابعة محاولة انقاذ البلد من الوضع الذي وصل اليه والتردي والانهيار الكبير. اننا اليوم امام محاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية وخصوصا من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمبادرة الفرنسية التي ستحمل الرئيس سعد الحريري مسؤولية كبيرة في مواجهة هذا الاستحقاق، والذي أتمنى من الجميع ان يعاونوه على انجاز تشكيل الحكومة بعيدا عن العرقلة والمناكفة والتعطيل. ان الوقت لا يحتمل هدرا وتأخيرا وبالتالي، فإن اللبنانيين كل اللبنانيين، ينتظرون تأليف حكومة قادرة على النهوض بهم لمرحلة معينة، فهناك خطة إصلاحية معالمها أصبحت واضحة للجميع، وبالتالي، أتمنى للرئيس الحريري التوفيق، وقد أعربت لفخامة الرئيس عن تأييدي ترشيح الرئيس الحريري لهذه المهمة". وعما اذا كان يحمل رؤساء الحكومة السابقين مسؤولية عرقلة التأليف مع الرئيس مصطفى اديب؟ قال: "ان دور رؤساء الحكومة السابقين، ومن موقعهم المتحسس وما لديهم من خلفية وتجربة كبيرة وغنية جدا في المسؤوليات العامة، وخصوصا في مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء، لم يكن ولن يكون، لا الان ولا في الماضي ولا في المستقبل، الا مؤازرا وداعما لكل محاولة انقاذ لهذا البلد. ومن هنا كان دعمنا للرئيس المكلف في حينه مصطفى اديب ولم نتراجع او نتخلى عن أي جانب من هذا الدعم في تلك الفترة".

سئل: هل ان المحاولة جديدة او أخيرة وهل ستسمون انتم هذه المرة وهل ستأتي اليكم النبذات الشخصية؟

أجاب: "هذا بلدنا ونحن مسؤولون عنه وعن بذل كل ما لدينا، وآمل الا تكون الاخيرة بمعنى ان أيا منا لن يتخلى عن مسؤولياته. لكن اليوم الرئيس الحريري امام تحد كبير. هي محاولة أخيرة في ظل ما يواجهنا جميعا من تحديات، فإما لجم الانهيار والانحدار وإما الذهاب الى الأسوأ. واعتقد اننا وصلنا الى مكان أصبحت فيه آلام الناس واوجاعها والمواطنين بلا حدود".

سئل: هل هناك غطاء أميركي وعربي لهذا التكليف؟

أجاب: "لا علم لي بذلك، الا ان الأجواء العامة تبدو كأن هناك مواقف ومساع دولية لمساعدة اللبنانيين، وذلك لا يتم الا عبر تأليف حكومة انقاذ وعمل واختصاصيين للنهوض بالاستحقاقات الإصلاحية ولفترة اشهر، وذلك قبل ربما الانتقال الى استحقاقات أخرى".

الفرزلي

ثم التقى الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الذي اعلن ان "الأسباب الموجبة التي املت علي الوقوف من على هذا المنبر منذ سنة لاقول ان مرشحي لرئاسة الحكومة هو دولة الرئيس سعد الحريري ما تزال قائمة حتى اليوم ، هكذا أرى صورة لبنان التعايشية على مستوى الرئاسات على امل ان يصار الى تأليف حكومة تحقق الغاية الرئيسية في عملية انهاض البلد ومنعه من الاستمرار في الانهيار".

وعن غياب مكونين مسيحيين رئيسيين عن تسمية الرئيس الحريري، قال: "لا اعتقد ان هناك من هو اكثر مني حرصا على الحؤول دون أي عزل، لانه اذا شعرت بذلك عندها أكون رأس حربة حقيقية في الدفاع واسقاط هذا العزل. ان الصورة التعايشية قائمة وستستمر وهي موجودة".

وعن رؤيته لتشكيل الحكومة، رأى الفرزلي ان "هذا الامر واجب وطني عند الرئيس الحريري وكل الشرائح السياسية المعنية بهذا التشكيل وفقا لنص المادة 95 من الدستور".

وعن علاقته برئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، قال: "فخامة الرئيس هو الأخ والأب الأكبر، وعلاقتي معه لا يستطيع احد النيل منها لا من قريب ولا من بعيد. والعلاقة مع تكتل "لبنان القوي" ندية وقائمة على الاحترام المتبادل، وعلاقة الصديق بصديقه والحليف بحليفه وتعددية الآراء يجب ان تكون في صلب كل حركة سياسية في البلد".

وعن عدم نجاحه في جمع الرئيس الحريري بالنائب جبران باسيل، قال: "سننجح".

كتلة نواب المستقبل

ثم استقبل الرئيس عون كتلة "نواب المستقبل" التي تحدث باسمها النائب سمير الجسر فقال: "سمت الكتلة دولة الرئيس سعد الحريري لتكليفه لتأليف الحكومة العتيدة".

وعن كلام الرئيس عون بالأمس، قال: "نحن مع كل كلام طيب يساعد على قيامة البلد وعلى مساعدة الناس برفع الآلام عنهم".

سئل: الى أي مدى انتم مراهنون على قدرة الرئيس الحريري على تشكيل حكومة بطريقة سريعة؟

أجاب: "ان شاء الله لن تتأخر".

سئل: لماذ اضعنا سنة اذا ما كنا سنعود الى الرئيس الحريري؟

أجاب: "يجب ان توجهوا السؤال لمن اضاعوا السنة".

كتلة الوفاء للمقاومة

ثم استقبل الرئيس عون كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تحدث باسمها النائب محمد رعد فقال: "نحن مثلكم لن نتعب ولن نمل ولن نيأس، ولاننا نرى ان التفاهم الوطني هو الممر الالزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه، ولان نجاح العملية السياسية في البلاد وتحقق مصالح لبنان واللبنانيين عموما وفي كل المجالات والصعد يتوقفان على هذا التفاهم، ولاننا نعتقد ان آفاق هذا التفاهم ينبغي الا تقفل، فإن الكتلة لم تسم اليوم أحدا علها تسهم بذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسع سبل التفاهم المطلوب".

كتلة التكتل الوطني

والتقى الرئيس عون كتلة "التكتل الوطني" التي تحدث باسمها النائب طوني فرنجيه فقال: "في هذا الظرف الصعب والدقيق من تاريخ لبنان لا بد من الإسراع في الاستشارات وفي التكليف والتأليف. اليوم سمينا الرئيس سعد الحريري لتولي تشكيل الحكومة المقبلة ونتمنى له التوفيق وان تكون الحكومة بعيدة عن المناكفات السياسية والشعارات والمزايدات وعن الصراع على جنس الملائكة، فنقيمها ونحاسبها على برنامجها وانجازاتها. ان البلد متعب والناس مرهقون و"قرفانين" من السياسة والسياسيين ومن وضع البلد. لا نريد ان نتكلم بل نريد ان ننتظر ونرى كيف ستتعاطى هذه الحكومة مع مهمتها الصعبة كي تبدأ في استعادة نوع من الامل للبنانيين. لا يمكن الانتظار اكثر، فالادوية مقطوعة والمواد الغذائية ستبدأ بالانقطاع ونسمع عن نية رفع الدعم، وبيروت مدمرة والبلد بحاجة لحكومة".

اضاف: "نحن مستعجلون على التشكيل، وعن الكلام حول مطالبتنا بوزراء نقول اننا نطالب بأداء وبحكومة تمثل اللبنانيين وترفع الظلم عنهم، وتبحث عن أموالهم وآمالهم وعن حلم الشباب ومستقبله الضائع في هذا البلد".

وعن عدم وجود المظلة المسيحية للرئيس الحريري، قال: "اننا بما نمثل نكفي وحتى الان لم تنته الاستشارات كي نرى كم نائب مسيحي سيسمي الرئيس الحريري، لذلك دعونا ننتظر. ثم انه ومع احترامي لكل الناس ونحن اليوم في قصر بعبدا حيث من المعيب ان نتكلم طائفيا بل يجب ان نتكلم وطنيا، فان هناك جزءا من المسيحيين الذي لا يريد ان يتقاتل مع الشيعة ولا يريد ان يدخل في حرب تحجيم مع السنة، هناك مسيحيون يريدون ان يبنوا بلدا ومع احترامي لكل الناس، واني اعرف ما هو حجمنا، الا اننا من هؤلاء المسيحيين. واليوم، فإن الأحزاب مجتمعة لا تمثل الأغلبية الساحقة لدى المسيحيين، وسيد الموقف عند المواطنين هو اليأس. لذلك لا يجب ان يقول احد اننا نمثل او لا نمثل، فنحن وطنيون ومسيحيون بما فيه الكفاية كي نؤمن هذا الغطاء. والمسيحيون يريدون ان تكون هناك حكومة وان يعاد اعمار مناطقهم في بيروت كما يريدون بارقة امل لمستقبل. وان شاء الله تكون في هذه الحكومة بارقة الامل، وتبقى المهمة في التأليف والإنجازات ما بعد التأليف، ذلك انه حتى التأليف ليس هو المهم بل ما بعد التأليف ومسار الحكومة".

كتلة اللقاء الديموقراطي

والتقى الرئيس عون كتلة "اللقاء الديموقراطي"، واعلن باسمها النائب تيمور جنبلاط انه "في محاولة لإنقاذ البلد او ما تبقى منه من الانهيار الكامل وفي اطار الدعم والمحافظة على المبادرة الفرنسية، فقد سمت الكتلة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة".

كتلة الوسط المستقل

ثم استقبل الرئيس عون كتلة "الوسط المستقل"، واعلن باسمها النائب جان عبيد تسمية الرئيس الحريري، فقال: "بالكاد اذا كانت البلاد موحدة بكافة عناصرها تستطيع المواجهة، فمن المهم في المرحلة المقبلة تحقيق وحدة الموقف لمواجهة الكمية الكبيرة من الصعاب والعواصف، ولا يمكننا الا ان نسعى والاجتهاد في سبيل هذا الموضوع".

وعما يحكى عن عدم وجود ميثاقية مسيحية للتكليف اليوم، قال: "نحن نمثل أنفسنا والناس الذين صوتوا لنا. والاقدام على أوسع تشكيل وتأليف هي مسألة لمصلحة من يستلم السلطة وليس فقط للبنان، ولا يمكنه حل المشاكل الا اذا كان يجمع بدل ان يفرق".

وعما اذا هناك مظلة دولية وإقليمية لعودة الرئيس الحريري، قال: "نتمنى ان يكون حول لبنان مثل هذا الإجماع ولكنه يجب ان يبدأ في الداخل قبل ان ينتقل إلى الخارج".

وعن رأيه بنسبة الأصوات التي سيحصل عليها الرئيس الحريري، رأى ان "ابداء الرأي يكون بعد التكليف، فهناك اعلان سياسات وتشكيل الحكومة، ومن يقوم بمقام السلطة، وعندها تطلق الاحكام بدل ان تكون مسبقة. الخيار الأول الذي تحدثنا عنه باسم الكتلة ورئيسها هو ترشيح الرئيس الحريري وليعينه الله".

الكتلة القومية الاجتماعية

بعدها التقى الرئيس عون "الكتلة القومية الاجتماعية" التي تحدث باسمها النائب اسعد حردان، فقال:"ان اللقاء مع فخامة الرئيس كان في اطار الاستشارات حول مسألة التكليف وفق النص الدستوري. وقد تداولنا معه بسرعة وبطريقة مكثفة في المجريات التي يمر بها البلد. وكما كنا نقول سابقا، نكرر الان اننا قلقون جدا على مصير لبنان على كل المستويات: تفكك سياسي، تفكك طائفي مذهبي والأخطر من ذلك هو نتاج الأمن الاجتماعي الغذائي، حيث المواطن يئن من الوضع والانهيار الاقتصادي في لبنان. نسمع صرخة يوميا، وكلكم تعلمون كم يعاني المجتمع من الضغط الاجتماعي والأمور المعيشية. ولا احد يقول ما لديه من حلول بل يوصف الوجع ونحن مشبعون من توصيف الوجع ونريد الحلول التي من المفترض ان تقوم بها الحكومات. والحكومات للأسف في فراغ كامل في البلد من خلال وضع المؤسسات وفي طليعتها السلطة الإجرائية. مطلبنا حكومة بأسرع وقت ممكن تستطيع تلبية مطالب الناس وتضع الملف الاجتماعي في سلم الأولويات. ان الإصلاحات أولوية، والى جانبها يجب ان يبقى المرء على قيد الحياة كي يستفيد منها. واذا كان المرء مهاجرا او جائعا او لا يستطيع العيش مع عائلته فماذا يريد ساعتئذ من الإصلاحات. ان الإصلاحات ضرورية لكن الامن الاجتماعي امر ضروري وتكمن فيه الأولوية. وبناء عليه وفي التداول مع فخامة الرئيس سألناه عن المرشحين، فقال هناك مرشح واحد وهو دولة الرئيس سعد الحريري فقلنا له ليتفضل وليتحمل مسؤولياته وسميناه لرئاسة الحكومة".

وردا على سؤال، قال: "اننا وبكل اتصالاتنا ومواقفنا نحمل المسؤولية للمسؤولين الذين اوصلوا البلد الى ما نحن عليه، فليتفضلوا ويتحملوا مسؤولياتهم في محاولة الإصلاح واستنهاض البلد مجددا".

واكد ردا على سؤال آخر "اننا لم ننقلب. نحن الحزب واي كلام اخر هو كلام لم نسمع به، لذلك فان الكتلة النيابية أعلنت موقف الحزب والكتلة القومية التي تمثله".

وعن تحميل المسؤولية لمن أوصل البلد الى ما عليه، قال: "هو احد الناس، هو رئيس حكومة وكان كذلك، هل هو مسؤول لوحده؟ انه مسؤول مع المسؤولين فليتفضل ويتحمل المسؤولية".

كتلة اللقاء التشاوري

ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة "اللقاء التشاوري" وتلا باسمها النائب وليد سكرية البيان التالي: "ابلغنا فخامة الرئيس ان اللقاء التشاوري يمتنع عن تسمية احد، خصوصا انه ليس هناك سوى مرشح وحيد نرى فيه تجديدا لمرحلة السياسات الخاطئة التي أوصلت لبنان الى هذه المآزق والأزمات، مع التأكيد على ان موقفنا ليس شخصيا بمعنى اننا سنحكم على الأفكار والمشاريع والاعمال، فنؤيد حين نقتنع ونعارض حين لا نقتنع. وفي كل الأحوال، نتمنى للرئيس المكلف التوفيق في مهمته والإسراع في تأليف الحكومة، كما نأمل ان يرتفع الرقم للتكليف الى رقم وازن وجامع وشامل للثقة، وهذا يعتمد على التأليف طريقة ونوعية ومدى شمولية الحكومة".

وردا على سؤال، أوضح ان الكتلة "كانت سمت سابقا الرئيس حسان دياب حين كانت هناك قوى ارادت تسميته، فتم الاجماع عليه، ولكن عندما لا يكون هناك بديل لنسميه مع فرص النجاح، فلن نفعل ذلك، ولن نطرح اسم شخص يحوز على عدد قليل جدا من الأصوات"، ولفت الى ان الكتلة "ناقشت الوضع الاقتصادي مع ممثلي الرئيس الحريري ولم تلق جوابا حول السياسة الاقتصادية لمعالجة الوضع الاقتصادي".

وعن رده على تخلي حزب الله عن الكتلة، قال: "لم يتخلوا عنا، ولهم رأيهم ولنا رأينا. نتقاطع في مسائل كثيرة، ولكن عند تسمية الرئيس المكلف مصطفى اديب المرة الفائتة، اختاروا تسميته وهو ما لم نفعله. هناك تقاطع في مسائل كثيرة، ولكننا لسنا على رأي واحد في كل شيء".

وعن ارتباط عدم التسمية بعدم حصولهم على وعد بحقيبة وزارية، قال: "لا علاقة للحقيبة بقرار الكتلة، بل بالسياسة الاقتصادية. هناك 100 مليار دولار دين على الدولة اللبنانية، وهناك من يريد تحميلها للشعب اللبناني (أي الدولة فقط) وبيع مؤسسات الدولة، ونحن نرفض ذلك وابلغنا ممثلي الرئيس الحريري وقلنا لهم اذا توجهتم نحو هذا الاتجاه، فلن نسميه، اما اذا اتبعتم سياسة اقتصادية عادلة تحمي الشعب وتوزع الخسائر كما طرحتها حكومة الرئيس حسان دياب، فقد نلتقي ونسمي الرئيس الحريري ولكن لم نلق جوابا. اما عند التشكيل فسنلتقي ونتحدث معهم ونرى الحل".

كتلة الجمهورية القوية

واستقبل رئيس الجمهورية كتلة "الجمهورية القوية" وقد تحدث باسمها النائب جورج عدوان، فقال: "لكي يفهم موقفنا اليوم بوضوح يجب أن نذكر بأننا كتكتل جمهورية قوية منذ أيلول 2019 أي منذ سنة وشهر، وقبل الحراك في 17 تشرين وقبل المبادرة الفرنسية، عبر رئيس الحزب سمير جعجع في اجتماع بعبدا بوضوح بأننا إذا لم نشكل حكومة مستقلين ومن أصحاب اختصاص، وإذا لم تطبق هذه الحكومة المداورة وعدم تخصيص أي وزارة لاي فريق، واتت بدعم كل القوى السياسية لتنفيذ مهمة محددة وهي انقاذ البلد وتحقيق الإصلاح، فلن نخرج من هذه الورطة التي نحن فيها. على مدى سنة وشهر سدت الاذان وبذلت عدة محاولات بغنى ان يسمع اللبنانيون عنها رغم انهم يدفعون ثمنها والويلات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم. من هذا المنطلق، نحن اليوم لم نسم أحدا ويمكن للبعض أن يسأل لماذا لم تسموا وهناك شخص يكلف، فنقول لهؤلاء اننا لم نسم انطلاقا من مبادئنا لكننا اخذنا بعين الاعتبار أن من يكلف لديه أكثرية في المكون الذي يمثله أي إخواننا السنة في لبنان، وحيث نعلم انه في لبنان يتم الاختيار في كل مكون للمواقع، شخص يتمتع بأكبر قدرة تمثيلية. ومنعا من ان يفسر اختيارنا لشخص اخر ضمن موقفنا المطالب بحكومة من مستقلين، واحتراما للميثاقية، نحن لم نسم أحدا إنما اليوم اللبنانيون يسألون إلى أين نحن ذاهبون في ظل الاحتمال الكبير بتكليف الرئيس سعد الحريري؟".

اضاف: "ان ما يجيب على هذا السؤال، هو هل تعلمت أكثرية الطبقة السياسية واكثرية الناس القابضين على السلطة، بشكل او باخر وهل تعلم من يأخذ الناس رهينة في معيشتهم واكلهم وحياتهم، هل تعلموا بأنهم لن يستطيعوا أن يكملوا بما كانوا يقومون به لسنوات؟ وهل تعلموا انه اذا كانت هناك محاصصة وتقاسم تحت الطاولة وفوقها او في اتصال هاتفي او بمندوب يأتي اخر الليل ويتفاوض مع من يؤلف حكومة على كيف ستكون الحكومة، هل تعلم ان كل ذلك لا يمكن ان يبقى قائما؟ هل تعلموا انه يجب أن نغير هذا النمط؟ هل تعلموا ان الناس يريدون ان يعيشوا ويريدون ان يأكلوا ويحصلوا على دوائهم؟ لا أعرف فعلا، فتجاربنا الماضية تقول إن الطبقة القابضة على السلطة بمراحل متعددة لم تتعلم شيئا وهي أمام امتحان كبير، هل تعلمت امام مآسي ومصائب الناس وضرباتهم؟ نحن لا نملك الجواب. الجواب الذي نملكه هو ان موقفنا مرتبط بهذا السؤال".

وتابع: "سنراقب كتكتل تأليف الحكومة واذا ما كانت ستخضع للمواصفات التي يتم الحديث عنها فستستلزم ساعات وايام كحد اقصى. لان من المفروض اذا اردنا فعلا الاتيان بمستقلين واذا لم نرد القيام بصفقات من تحت الطاولة او التفاوض، ذلك انه يحكى منذ أسابيع بالفكرة وبتطويرها، ان يتم التكليف وفي ظرف ساعات تصدر اللائحة ومن يريد ان يقبلها او لا يقبلها هو كل الرأي العام اللبناني وكل الناس، ونحن بكل تواضع جزء من الرأي العام اللبناني. وهنا أيضا اريد ان أتوجه بسؤال لسائر الأحزاب: لماذا لا تفعلون مثلنا كقوات. منذ سنة قلنا ولا زلنا على الموقف نفسه اننا لا نريد شيئا ولا نريد اختيار وزراء، لا نريد ان نتعاطى في الامر او ان "نوشوش" رئيس الحكومة المكلف او ان نطلب من رئيس الجمهورية. اننا لا نريد شيئا. نريد ان تحلوا مشاكل الناس. ماذا تخسرون اذا فعلتم مثلنا. اما اذا كنتم مستمرين في محاصصاتكم وصفقاتكم وهدركم وان ذلك يمكن ان يستمر، فإن الأيام المقبلة ستثبت لكم انكم مخطئون".

وردا على سؤال، اعتبر انه "في الزمن الجديد الفرصة هي للبنانيين وللناس والمودعين الذين سرقت ودائعهم، والفرصة هي للقيام بتحقيق جنائي بكل مؤسسات الدولة ولمعاقبة من سرق أموال الناس وليس مطلوبا ان نستفيد من فرصة او أخرى".

وقال في معرض الرد على سؤال آخر: "سنقيس بميزان الناس إذا أتت حكومة مستقلة من أصحاب الاختصاص تلتزم المداورة بكل الحقائب وتقدم برنامجا اصلاحيا تلتزم تنفيذه بمدة زمنية محددة فيبنى على الشيء مقتضاه لان همنا الأول ليس الأشخاص بل الناس وحل مشاكلهم".

وعن مشاركة الكتلة في وضع أسماء من الاختصاصيين المسيحيين، قال: "ان الاختصاصي اكان سنيا او درزيا او مسيحيا هو اختصاصي مستقل، وسيتم اختياره من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة اليس هذا ما يقول به الدستور؟ والحكم سيكون على أساس الى أي مدى هؤلاء الأشخاص مطابقون للوزارات ضمن اختصاصهم واستقلاليتهم".

وأوضح انه "في كل الديموقراطيات هناك أكثرية حاكمة وأقلية تعارض، وإذا كان من كان يعتبر نفسه أكثرية لا يزال يعتبر نفسه كذلك، فليتفضل ويشكل حكومة مثل حكومة حسان دياب وليطرحها على الناس وليأخذ النتيجة نفسها. نحن نقول إنه بعد 17 تشرين كل ما كان قائما تغير وعلينا القبول بهذا الامر، فإما ان نذهب الى حكومة ومن كان واضعا يده على الدولة يكمل بالامر من دون التفتيش عن غطاء او التجميل بالمظهر، بل فليكمل في الجوهر بما كان يقوم به، ان هذا ما جربناه، "واللي بيجرب مجرب بيكون عقلو مخرب".

وعن نية رئيس الجمهورية في التعاون وقدرة الرئيس الحريري اليوم على تشكيل حكومة، قال: "اذا كان الرئيس المكلف يريد تشكيل حكومة مستقلين وأصحاب اختصاص تلتزم المداورة، فعلى الأقل عليه ان يحاول ويطرحها بساعات او ايام وليكن الرأي العام هو الحكم وليطرحها مع فخامة الرئيس. اما عن نوايا فخامة الرئيس فاني انتظر الأفعال ولا اقرأ بالنوايا".

وبالنسبة للنائب جان طالوزيان، قال: "اننا ككتلة تجتمع وتناقش كل المواضيع وتتخذ قرارها ومطلوب من الجميع اذا أرادوا البقاء في الكتلة ان يلتزموا بهذه القرارات. لقد اجتمعت الكتلة وناقشت الموضوع على مدى ساعات ولمرات متعددة واتخذت قرارها بعدم التسمية. وفي حال اراد زميلنا النائب طالوزيان الا يسير بقرار الكتلة يكون قد اتخذ قرارا وخرج منها".

أضاف: "ليس مهما كم بلغ عددنا بل المهم القرار الذي نتخذه ككتلة، ويتم الالتزام به ومن يريد الا يلتزم يكون قد اتخذ القرار بالخروج من الكتلة، موضحا سنرسل خلال 24 ساعة ورقة خطية الى فخامة الرئيس حول غياب 3 أشخاص: الأول بداعي السفر واثنان بداعي المرض".

دمرجيان

وبعد لقائه الرئيس عون، قال النائب ادي دمرجيان: "لقد سميت دولة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة".

ضاهر

ثم التقى الرئيس عون النائب ميشال ضاهر الذي قال: "تشرفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس، وسميت الرئيس سعد الحريري، لانه برأيي الوقت اليوم هو للتضامن ونحن بحاجة الى حكومة انقاذ وطني بكل ما للكلمة من معنى، وليس وقت النكد السياسي لان وضع البلد خطير على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وآمل ان تستطيع الحكومة وقف الانهيار الحاصل الذي كنت احذر منه منذ اكثر من سنتين، وان نوقف مرحلة النزيف وننتقل الى مرحلة الإنقاذ، واذا لم نكن جميعا ضمن وحدة وطنية وندعم الحكومة لتنطلق، فبرأيي ستكون هذه الحكومة هي الأخيرة في لبنان الذي نعرفه".

اضاف: "وجودي اليوم رغم إصابتي بألم في الظهر، هو للقول اننا نريد حكومة، والفراغ والضياع يسببان النزيف مع الناس، وعلينا جميعا ان نقف الى جانب الرئيس الحريري من دون نكد سياسي، وآمل ان يتحاور مع كل الأطراف لتشكيل حكومة وفاق وطني وليس حكومة وحدة وطنية، بحيث ان هدفها يكون الإنقاذ المالي والاقتصادي".

وعن رأيه بموقف تكتل "لبنان القوي" من الرئيس الحريري، قال: "لا اريد التحدث عن غيري، انما قد يكون التكتل قد احس انه مهمش وكان ينتظر ان يتحدث اليه الرئيس الحريري"، ولفت الى انه غادرالتكتل.

وتابع: "آمل وضع المواضيع الشخصية جانبا، وننضم جميعا الى البلد لخلاصه، فالناس لم تعد تحتمل، وقد يضطرون الى ان يظهروا ما يفكرون به من خوف".

وردا على سؤال أوضح انه "لا تهمني السياسة والموضوع اقتصادي ومالي واذا لم تكن السياسة لخدمة الناس فلا قيمة لها. ومع احترامي للحراك والجميع، هناك واقع يجب ان نعيشه، والرئيس الحريري يمثل المكون السني في لبنان، وبرأيي يجب ان نقف الى جانبه، وهناك مبادرة فرنسية لا يمكن لاحد ان يتحمل خسارتها والمساعدات التي ستأتي، ويجب التكاتف رأفة بالناس الذين باتوا يرغبون بالرحيل".

المشنوق

بعدها، التقى الرئيس عون النائب نهاد المشنوق الذي اعلن انه سمى الرئيس سعد الحريري لعدة أسباب، وقال: "السبب الاول هو تبنيه الكامل والعلني للمبادرة الفرنسية الإصلاحية وهي الوحيدة المتاحة لنا الآن، علما ان التكليف سببه الضغوط الفرنسية ورغبات بعض السياسيين اللبنانيين، ولكن التأليف يحتاج الى دول اكبر وضغوط اكثر. اما السبب الثاني فهو البيئة التي تضمني والرئيس الحريري، واضح عدم وجود توازن في أداء المؤسسات الدستورية وخاصة مقام مجلس الوزراء، وبالتالي لا يجوز بقاء هذا الارتباك الذي اسميه لوقت طويل "شغور" في مجلس الوزراء. السبب الثالث ان هذه المشاورات تحت عنوان الدستور والصلابة والقدرة على إعادة البلد من جديد الى توزان يهتم بحياة المواطنين ومشاكلهم، لانه كما قلت لفخامة الرئيس، فإن انفجار بيروت اشعرنا جميعا كمواطنين وسياسيين وانا منهم، اننا كنا مقصرين في قراءة حجم ما حصل، وفي قدرتنا على التفاهم من اجل معالجة هذا الامر وإعادة بناء المدينة الذي يتواجد فيها نصف الشعب اللبناني يوميا. هذا الامر يشجعنا اكثر على وجود حكومة اختصاصيين، ويبدأ العمل على اساسها بشكل جدي".

اضاف: "اما الحديث عن الوفاء، فهو موجود دائما للصلابة والشجاعة وللقراءة التي تعلمناها من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يتلوى في ضريحه اذا شعر بما حصل في مدينته التي عمرها برموش العين، والتي تحولت الى دمار في النهار ومدينة اشباح في الليل. أتمنى ان يكون التأليف اقل تعقيدا مما اعتقده".

وعن امكان عودة العلاقة مع الرئيس الحريري، قال: "الخلاف سياسي مع الرئيس الحريري، والاتفاق سياسي ايضا، وليس هناك من خلاف شخصي، ولم اسمح لنفسي كما فعل غيري، ان أتوجه بالشخصي الى احد. وقد اتصلت به واطمأنيت عليه حين قيل ان الانفجار في بيت الوسط. والرئيس الحريري كان يملك دائما الصلابة والشجاعة والتمسك بالدستور، ولم يستعملها دائما انما اليوم لا خيار لديه سوى استعمالها، والتمسك بالدستور والإصرار على المواجهة السياسية عند الضرورة مع أي طرف من دون حساب الى ما ستؤدي اليه لانها لن تؤدي الى شيء، ونحن جزء من الاشتباك الأميركي- الإيراني، وهناك وصاية إيرانية للقرار السياسي اللبناني، وهو امر يحتاج الى مواجهة سياسية".

وردا على سؤال آخر، اعتبر ان "ليس هناك من احد يمثل الدولة اللبنانية، فنحن افرادا والدول تقرر سياساتها وانا اعبر عن وجهة نظر شخصية ولا امثل أي دولة، ولو انني ادافع عن العروبة، وهي هويتنا الطبيعية. واعتقد ان تعقيدات التشكيل ستكون اكبر بكثير، حتى من القدرة الفرنسية على تذليلها".

وعن مشاركته اليوم في الاستشارات، أوضح انها "تأتي من باب المسؤولية عن حجم الدمار والخلل في التوازن والمبادرة الفرنسية ووعود الرئيس الحريري بالتزام المبادرة واعمار بيروت".

سعد

وتحدث النائب أسامة سعد بعد انتهاء اللقاء مع الرئيس عون، فقال: "وفق حقائق السنوات الماضية، كانت المنظومة الحاكمة تأخذ لبنان من قعر الى قعر. ووفق الأجواء السائدة اليوم، يبدو اننا نتجه الى قعر جديد، هذا ما يتبدى من مشاحنات الرئاسات وفوضى العلاقات وعجز عن معالجة الازمات. قتلت الناس وتقتل، وقد جوعت وتجوع، هجرت وتهجر، وسرقت أموالها وتسرق، حكام العصور الغابرة والأفكار البالية يصادرون حق الشباب. خوف وقلق يلازمان نهار وليل اللبنانيين، وتستباح سيادة لبنان وملفاته ومراكز القرار فيه في ملاعب الأقوياء الدوليين والاقليميين، هذا بعض ما جرى على اللبنانيين. لم يكن ذلك من صنع الاقدار، هي السياسات وهم الحكام، كأن شيئا لم يكن والمسؤول لا يسأل والحاكم ازلي وان تقطعت باللبنانيين سبل الحياة. لا يبدو ان احدا يمتلك القوة الأخلاقية ليعترف بمسؤوليته، ولا احد يبدي الاستعداد للتنحي. اليوم في بعبدا صورة وغدا في ساحة النجمة صورة أخرى، والتأليف بعد التكليف في كواليس الخارج والداخل وكوابيس اللبنانيين. ان تشكلت الحكومة، فهي لاشتراطات الغرب وهواجس الشرق، واسقطت عنها الوطنية. قلنا بحكومة وطنية انتقالية وهذا ما أكدته لفخامة الرئيس، وان لا جدوى من حكومة مطيفة مدولة، ملفاتها في ملاعب الأمم. لبنان بلا سلطة وطنية، و17 تشرين لن تزهق الروح، بل سيحطم الشباب قواعد بالية ويبني قواعد جديدة لدولة عصرية عادلة. اغادر بعبدا بلا أسماء بعد ان سقطت عندي كل الأسماء كما سقطت عند الناس".

مخزومي

والتقى الرئيس عون النائب فؤاد مخزومي الذي اعلن انه لم يسم الرئيس الحريري "لاعتقادي ان الطريقة التي اعلن بها ترشيحه، والكلام الذي سمعناه عن اتصالاته مع كل الكتل والعودة الى ما قبل 17 تشرين الأول الفائت وكأن شيئا لم يحصل، لا تمكننا من اقناع من انتخبنا ان هناك مستقبلا للحكومة. وعندما نرى ان كل حزب وطائفة سيسمي وزراءه ولو لم يكونوا حزبيين، فهو امر يتعارض مع كل ما سمعناه من الغرب في نية التعاطي ودعم لبنان تحت اطار حكومة مستقلين من رأسها الى أعضائها. اليوم، نرى اننا عدنا الى نقطة البداية فنسأل عن التغيير الموجود. بالنسبة الى من انتخبنا، لا يمكننا ان نسير بهذا الامر. والسؤال اليوم يطرح عن سبب التلاعب بالدولار وسعر الصرف، فهناك محاولة لاحياء هذه المنظومة لاحياء نفسها واقناعنا بأن هذا الخيار هو الصحيح، ولكن بالنسبة الينا، ان الوقت يمر وليس هناك من حلول، والمبادرة الفرنسية جيدة انما اذا اردنا تنفيذها ضمن الوسائل التقليدية التي كانت موجودة قبل 17 تشرين الماضي، فستكون عندها مسرحية كبيرة على الشعب. نتمنى ان يكون هناك وضوح في التأليف وعلى أساسه اذا كان هناك من مشاريع انقاذية واصلاحية، فسنكون اول من يدافع عن الحكومة في مجلس النواب".

وعن مسؤوليته كنائب عن الاوضاع، أوضح "انها المرة الأولى التي اصل فيها الى النيابة، وقد تعرضت للغش في انتخابات عام 2018 ووصلت لان الشعب أراد ذلك"، وقال: "اني اطالب بكل ما طالبت به الثورة، وما لم أكن استطيع تحقيقه قد حققته الثورة".

أضاف: "لقد طرحنا برنامجا من 7 نقاط في تشرين الماضي، وندعم كل من يمكن السير في هذا المشروع، وأتمنى ان نفكر جميعا كلبنانيين في المشروع الذي لم يطرح منه الرئيس الحريري شيئا حتى الآن، بل تحدث عن المبادرة الفرنسية التي تتعرض لاطلاق نار والانسحاب منها من قبل البعض. نحن مع البرنامج واذا تم التوافق عليه يجب تشكيل فريق لتنفيذه".

روكز

ثم استقبل الرئيس عون النائب شامل روكز الذي قال: "انطلاقا من قناعاتي لم اسم أحدا لرئاسة الحكومة، لكني اشدد على ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، وهذا يشكل أولوية لنا وللشعب اللبناني بأكمله، اكان على المستوى الداخلي: الوضع الاقتصادي، الوضع الاجتماعي والوضع النقدي، او لجهة ترسيم الحدود البحرية او على المستوى الدولي حيث لبنان بحاجة الى دعم دولي يمكننا من النهوض بالاقتصاد".

أضاف: "لم اسم رئيسا للحكومة لان شخص الرئيس الحريري هو المرشح للتشكيل، وانطلاقا من هنا، اعتبر ان الأمور ستذهب الى تفاهمات اكانت ثلاثية او رباعية او سداسية، وهي بدورها ستؤدي الى محاصصات. هذه هي قناعاتي مع التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن. ان شاء الله تسير الأمور في ظروف افضل مما نتوقعها، لكن للأسف، ان التفاهمات تؤدي دائما الى محاصصات والمحاصصات طريق للفساد".

السيد

واستقبل رئيس الجمهورية النائب جميل السيد الذي تحدث بعد اللقاء، فقال: "بالطبع لم اسم أحدا ليس من منطلق موقف خاص وشخصي، فلبنان بحاجة لحكومة وهذا أمر مسلم به، والحكومة المنوي تشكيلها محطتها الأولى تكليف احد ما، يبدو ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو الشخص الذي سيحظى بنسبة معينة بين 60 و65 صوتا . الا ان اسباب عدم تسميتي تعود بالدرجة الأولى لعدم قناعتي، لان هذه الحكومة وكما اراها مبكرا وكما حصل مع تسمية الرئيس مصطفى اديب مع حفظ الألقاب، حيث قلت ان الحكومة لن تشكل. لكن الموضوع سيختلف مع الرئيس الحريري وهو سيلقى تسهيلات اكثر من مصطفى اديب. لكن في الاسباب المباشرة التي جعلتني الا اسمي، فاقتناعي ان الانسان لا يتغير، وهو سيكون في التركيبة المقبلة مضطرا لمراعاة الفرقاء السياسيين، وعمليا ستكون حكومة تشبه الى حد كبير حكومة الرئيس حسان دياب، مع فارق ان الرئيس الحريري هو رئيسها فيما الرئيس دياب كان تقنيا من خارج الطاقم السياسي التقليدي. والسبب الاخر الذي دفعني الى عدم التسمية انه في المرة السابقة، ضحكوا علينا بمسرحية مصطفى اديب وقالوا لنا انه التقني الذي سيأتي بتقنيين ودعموه رؤساء الحكومات السابقون. وقد تبين بحسب كلام الوزير جنبلاط ان الرئيس نجيب ميقاتي كان يفاوض معه على الاتيان بعصام الحلبي الى وزارة التربية. وفي لبنان، وبما انه لا اسرار، فاذا اردت إعطاء احدهم عليك إعطاء الكل، وبالتالي فان الأربعة الذين كانوا وراء مصطفى اديب كانوا يكذبون. فلماذا اسمي اليوم من كذب منذ شهر وشهرين؟ وثالث أسباب عدم التسمية، ان الوزراء الذي سيسمون سيأتون الى إدارات ومؤسسات فيها مديرون عامون ورؤساء مؤسسات تابعة للدولة ومصرف مركزي، كما فيها ضباط وقضاة ومواقع، فهل مستعد احد منهم، بدءا من رئيس الحكومة الذي سيأتي للاستغناء عن المحسوبين عليه، لان هؤلاء هم اللصوص، فالمحسوبون على الطاقم السياسي هم اللصوص في الدولة ومنهم قضاة وضباط ومدراء وشركات ومؤسسات. هؤلاء هم أدوات الفساد فمن سيتخلى عنهم؟ ان تأتي بوزير متعلم من فرنسا او اميركا وتضعه بين مجموعة زعران، ماذا يستطيع ان يفعل، ان جوابي لا. وهذا سبب إضافي لعدم التسمية".

أضاف: "اما السبب الرابع، فلان لدى الرئيس الحريري خطة عنوانها صندوق النقد الدولي وفيها بندان مهمان: رفع الدعم عن الناس بالدرجة الأولى وافلات سعر صرف الليرة مقابل الدولار، فهل يتحمل الناس دفع فاتورة السرقات على مدى ثلاثين سنة؟ عندما تقول برفع الدعم وافلات الليرة ماذا تفعل بذلك؟ انك ترمي حل مشكلة الـ 80 و85 مليار التي ذهبت هدرا على مدى سنوات وتقول بأنك تريد تحصيلها من حسابات الناس، فلماذا اسير انا بهذه الخطة؟ لماذا لا تكون الخطة واضحة وليأت القضاء ويحدد من عمل في الدولة في كل الفترة وليس الان، منذ ثلاثين وأربعين سنة، لماذ لا يتم كشف هؤلاء؟ لماذا علينا الذهاب الى الناس؟ ان مبلغ تسعين مليارا لا يختفي في العالم بل هو موجود في مصارف وفي ممتلكات. اني لا اقبل بتحميل الناس".

وتابع: "اما السبب الأخير والمهم فهو متعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وأقول دائما ان لا حقد لدي وموقفي من رأسي لا من قلبي، لطالما طلبت من الرئيس الحريري الاعتذار عن مرحلة شهود الزور في التحقيق باستشهاد الرئيس الحريري. هو لا يريد الاعتذار وحتى الان لم يعتذر. صدر قرار المحكمة الدولية منذ شهر وقال بوجوب اعتذار الدولة اللبنانية والأمم المتحدة من جميل السيد ورفاقه ودفع التعويضات لهم على خلفية الاعتقال السياسي التعسفي. لم يفعل شيئا. الكذب أولا ثم المكابرة، ولم يفعل شيئا ثالثا، لا بل يقول من على منبر محطة تلفزيونية منذ أيام، ان لجنة التحقيق الدولية عثرت لدى جميل السيد على ثلاثين مليون دولار. من المعيب الكذب لهذه الدرجة. فلو كان ذلك صحيحا لكان يجب ان أكون في السجن، وان يحقق معي، يمكن ان أكون قبضتهم على قتل الرئيس الحريري؟ هل تقول ذلك بطلاقة لان محمد الحوت قالها قبل ذلك. واني اتحدى ان الصحافي الذي حاوره، قبض 15 او 20 مليون دولار من رياض سلامة. انا لست ادافع، لقد عشنا في الدولة ونعرفها، اننا لسنا مثلهم ولا نشبههم مهما قالوا، واذا كان لابني 3 او 4 بالمئة اسهم في مكان معين، يقول انه يملك مصرفا".

واردف: "انهم يكذبون على بعضهم. هذا يدل على ماذا، من الكذب الى التلفيق الى التزوير الى عدم الاعتذار الى المكابرة، فعلى أي أساس سيقيم الحريري دولة. في الأساس، ان الدنيا اشخاص ومن يبني الدولة هم الأشخاص، لا القوانين ولا النصوص، فاذا وجد الشخص وجد الإصلاح حتى لو لم يكن هناك قانون. اني اتحدى ان يكون لاي ممن يحيطون بي شركة او مصلحة في الدولة. هكذا يكون من يريد ان يكون قويا. ومن تكشف حساباته المصرفية وتجمد حساباته وحسابات عائلته ويثبت في النهاية انه "مش طالع بايده شي" وتقول عثروا في بيته على ثلاثين مليون دولار؟ فكيف تريد ان تكون رئيسا للحكومة؟ اني لست جهاد العرب او رياض سلامة او محمد الحوت او كل من يحيطون بك، نحن لسنا كذلك، ان من سيرعى دولة يجب ان تكون لديه شهادة براءة قبل ان يأتي".

الصمد

واستقبل رئيس الجمهورية النائب جهاد الصمد الذي تلا بعد اللقاء البيان التالي: "بالأمس قلت انني في حيرة بين عقلي السياسي وضميري الوطني الملتصق بقضايا شعبي وناسي. ولاننا لا نملك اليوم ترف المناورة، ولان الكيد والنكد السياسي قد ساهما في إيصال البلاد الى الانهيار، ولان المرحلة تقتضي تجاوز الخلاف السياسي، ولان مهمة أي حكومة انى كان رئيسها واعضاؤها هي إعادة الثقة بلبنان الدولة وذلك لن يكون امرا سهلا الا اذا تجاوزت كل القوى السياسية مصالحها الضيقة ومغانمها غير المشروعة.

ومع قناعتي الكاملة ان التأليف لن يكون مختلفا عن اعراف وتجارب ما بعد الطائف، ولان الشعب الغريق يتمسك بحبال الهواء مهما كانت سرابا. لكل هذه الأسباب قررت تسمية دولة الرئيس سعد الحريري، متمنيا له التوفيق".

وعن سبب التسمية، قال: "هناك مسؤولية وطنية كبيرة وضرورة لإنقاذ البلد، ومسؤوليتي وضميري حتما علي السير في هذا الخيار، وآمل ان يكون لدى الجميع ضمير وطني والمشاركة في انقاذ هذا البلد".

طالوزيان

بعدها، التقى الرئيس عون النائب جان طالوزيان الذي اعتبر ان "لبنان يمر حاليا بمرحلة صعبة من تاريخه، وان جميع اللبنانيين يعانون من ازمة لم يشهدوا مثيلا لها في تاريخ لبنان، وانطلاقا من هنا هناك اجماع لدى الجميع على مختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية على وجوب قيام حكومة انقاذ تقوم بإصلاحات وتكون قادرة على التمتع بدعم دولي لفك عزلة لبنان، وتوقف الانهيار الحاصل. من هنا، يجب علينا تسمية رئيس حكومة، ولذلك سميت الرئيس سعد الحريري لاكثر من سبب: الأول هو عدم القدرة على تجاوز الأغلبية الساحقة من الطائفة السنية التي يمثلها، والثاني اننا بحاجة الى رئيس حكومة وحكومة قادرة على فك العزلة. وتمنيت على فخامة الرئيس ان يكون هناك تسهيل لتشكيل الحكومة، لانه لا يكفي تعاون بين السلطات في نظامنا الديموقراطي من دون التعاون بين السلطة الواحدة أي السلطة التنفيذية، وحصول تعاون جدي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هو لمصلحة جميع اللبنانيين والمرحلة المقبلة. وعلى المسؤولين وقف شكواهم ابتداء من اليوم، ومحاولة القيام بشيء لخلاص البلد من الواقع الحالي".

وعن موقعه مع كتلة "القوات اللبنانية"، قال: "هناك اختلاف بالرأي في موضوع تسمية الرئيس الحريري، وهذا لا علاقة له ببقائي او خروجي من التكتل ونتحدث به لاحقا. انا لست حزبيا بل ضمن التكتل، واذا كان هناك اختلاف بالرأي ويرون انه يجب عدم وجودي ضمن التكتل فهم احرار".

تكتل لبنان القوي

واستقبل الرئيس عون كتلة "لبنان القوي"، وتحدث بعد اللقاء باسمها النائب جبران باسيل، فقال: "شاركنا كتكتل دستوريا وميثاقيا في الاستشارات النيابية الملزمة تلبية لدعوة رئيس الجمهورية. ان موقف التيار بعدم تسمية احد لرئاسة الحكومة معروف ومعلن من قبل، لان موقفه هو مع حكومة اصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها، وان تكون مدعومة سياسيا، وهذا جوهر المبادرة الفرنسية. وكان تم اختيار رئيس حكومة مدعوم سياسيا من فريقه، ثم خالف داعموه قاعدة أساسية تم الاتفاق عليها بأن يكون مدعوما سياسيا وليس مسمى من فريق واحد. في هذه الاستشارات، افضت الظروف الى مرشح وحيد وبما انه غير اختصاصي، بل سياسي بامتياز، قررنا عدم تسمية احد وعدم تسميته".

واكد ان "موقفنا سياسي ولا خلفيات شخصية اطلاقا، بل المنحى الشخصي يقربنا ولا يبعدنا، وتم تحويل موقفنا في الاعلام وكأنه مرتبط بلقاء او اتصال، وهو ما لم نطرحه يوما، بل تم اختراعه من فبركات سياسية وإعلامية للنيل منا، وتعرضنا لحملة متمادية من التجني وصلت الى حد التطاول على حريتنا باختيار دعم شخصية معينة ام لا، والا اتهمنا بالعرقلة. هذا نوع من الترهيب السياسي المرفوض، والتيار لا يفرط بحقه باتخاذ الموقف المفوض فيه من الناس الذين انتخبوا نوابه. ان موقف التيار سياسي ونابع دائما في مسألة تأليف الحكومات، من اعتماد معايير واحدة، وهذه المرة كنا امام حكومة اختصاصيين بالكامل بدعم من القوى السياسية، او خيار آخر بحكومة سياسيين او تكنوسياسيين مؤلفة من قبل القوى السياسية. نحن اصبحنا الآن في الحالة الثانية مع التسمية التي ستحصل، وهكذا تكون الميثاقية في أساس التشكيل".

اضاف: "لم نتحدث ابدا عن الميثاقية في التكليف، ولو فكرنا بذلك لكنا طرحنا مقاطعة الاستشارات وهو ما لم يحصل، وبالتالي لم يكن هناك من حديث عن نزع الصفة الميثاقية عن الاستشارات، ومن قام بذلك هو دولة الرئيس الحريري نفسه خلال فترة ما قبل استشارات تكليف الرئيس حسان دياب، فهو الذي رفض ان يكلف دون دعم الكتل المسيحية الوازنة. وهذا لا يعني ان هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام ككل، وغياب الدعم من المكونات المسيحية الكبرى، ولا يمكن لاحد التغاضي عنه، ومن يحاول ذلك فهو يعمل على اعادتنا الى ما قبل العام 2005 مرحلة الوصاية السورية، وهو امر لن نقبل به ولن يحصل. اما وسيسمى دولة الرئيس الحريري، فهو امر مفهوم ومقبول ميثاقيا ولو فيه خروج عن المبادرة الفرنسية، ويضعنا امام قواعد تأليف ميثاقية في حكومة تكنوسياسية في مهمة ومهلة محددتين. هذه القواعد نتحدث عنها في مرحلة التأليف مع بدء الاستشارات النيابية مع الرئيس المكلف، وننتظر ان يبلغنا بنواياه في معايير التأليف وكيف ستكون محددة وموحدة مع كل الأطراف والمكونات، وعندها نحدد موقفنا من عملية التأليف".

كتلة ضمانة الجبل

بعدها، التقى الرئيس عون كتلة "ضمانة الجبل" التي تحدث باسمها النائب ماريو عون فقال: "نحن جزء لا يتجزأ من تكتل لبنان القوي، وابلغنا فخامة الرئيس عدم ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة".

وسئل عن غياب النائب طلال أرسلان فأجاب: "أسباب شخصية".

كتلة نواب الأرمن

واستقبل الرئيس عون كتلة "نواب الأرمن"، وتلا باسمها النائب آغوب بقرادونيان البيان التالي: "اليوم امام بلد منكوب وشعب يفقد الامل لا بد لنا ان نترفع الى اقصى حدود المسؤولية ونقوم بواجبنا الوطني لإنقاذ الوطن والمواطن. لقد تم ايصالنا الى مرحلة حيث لم يبق امامنا الا خيار المبادرة الفرنسية، ونحن التزمنا ببنود هذه المبادرة وابدينا مخاوف حول كيفية تطبيق بعض بنودها.

اما الان ونحن امام مسؤولية انقاذ البلد، المطلوب هو تشكيل حكومة انقاذية بأسرع وقت، ندعو الى الكف عن الشروط المسبقة والشروط المضادة، والعمل على انهاض البلد واستعادة الثقة عند المواطن، واستعادة ثقة الخارج تجاه لبنان. وامام غياب خيارات أخرى، ان كتلة نواب الأرمن ارتأت تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة، متمنيا على الرئيس المكلف الانفتاح ومد اليد للجميع، للوصول الى تأليف حكومة انقاذية جامعة متعاونة مع الكتل النيابية، تمثل طموح الشعب اللبناني وخاصة جيل الشباب. اننا في مرحلة دقيقة لا تحتمل ترف الانتظار والحسابات الضيقة، فعلى الرئيس سعد الحريري المبادرة والاندفاع الى فتح حوار مثمر للوصول الى الحكومة الانقاذية والعمل مع فخامة رئيس الجمهورية لتحقيق الإصلاح الشامل على جميع المستويات".

وعن التوفيق بين موقفهم وموقف النائب جبران باسيل، قال: "الوفاق تام بيننا، ونحن جزء من التكتل وحلفاء، قد يحصل اختلاف في الآراء احيانا انما ليس هناك من خلاف".

كتلة التنمية والتحرير

واستقبل الرئيس عون كتلة نواب "التنمية والتحرير" برئاسة الرئيس نبيه بري، وتحدث باسمها النائب أنور الخليل الذي قال: "نعلن باسم كتلة التنمية والتحرير النيابية التي يرأسها دولة الرئيس نبيه بري تسمية دولة الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة انقاذ بأسرع وقت ممكن، يكون في سلم أولوياتها تنفيذ البنود الاصلاحية والانقاذية التي تضمنتها المبادرة الفرنسية وخاصة مكافحة الفساد وتنفيذ جميع القوانين التي أصدرها مجلس النواب ولم تنفذ وعددها 54 قانونا، وإعادة الثقة بالدولة وبمؤسساتها من المجتمع اللبناني والمجتمعين العربي والدولي، وطمأنة بأن الوطن من خلال الوحدة والحوار قادر بإذن الله على صنع قيامته مهما اشتدت الازمات".

بعد ذلك، اطلع الرئيس عون الرئيس بري على نتائج الاستشارات النيابية الملزمة.

بيان التكليف

وبعد انتهاء الاستشارات النيابية، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير بيان التكليف، وجاء فيه: "صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان التالي: عملا بأحكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الخميس الواقع فيه 22 تشرين الاول2020، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الواحدة والنصف السيد سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة".

وسئل الدكتور شقير عن عدد الأصوات التي حصل عليها الرئيس الحريري، فأجاب: "حصل دولة الرئيس الحريري على 65 صوتا، ولم يسم 53 نائبا احدا، وسجل غياب نائبين".

لقاء ثلاثي

وعند الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر، وصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا، لينضم الى لقاء الرئيسين عون وبري.

بري

وقبل مغادرته قصر بعبدا، قال الرئيس بري ردا على سؤال اذا ما ستكون مهمة تشكيل الحكومة سهلة؟: "ان الجو هو عكس الجو التشاؤمي القائم في البلد الذي يؤثر علينا جميعا. اني أقول لكم ان الجو تفاؤلي خصوصا بين الرئيسين عون والحريري وبوجه اخص في المستقبل بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر".

سئل: كم سيطول التشكيل؟

أجاب: "اسرع ما يمكن".

الحريري

وبعد انتهاء اللقاء مع رئيس الجمهورية، ادلى الرئيس الحريري بالبيان التالي: "اطلعني فخامة رئيس الجمهورية مشكورا، بحضور دولة رئيس المجلس النيابي، على نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي افضت إلى تكليفي تشكيل الحكومة الجديدة. اتوجه بالشكر إلى الزملاء النواب، وخصوصا إلى الذين شرفوني بتسميتي لتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، مهمتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الواردة في ورقة المبادرة الفرنسية، التي التزمت الكتل الرئيسية في البرلمان بدعم الحكومة لتطبيقها.

واتوجه إلى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات الى حد اليأس، بأنني عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى اعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والاخيرة. وشكرا".

 

تيار المستقبل: مع تكليف الحريري فتحت صفحة جديدة وعلى جمهوره التعبير بما يراعي الظروف الدقيقة

وطنية - الخميس 22 تشرين الأول 2020

صدر عن "تيار المستقبل" البيان الآتي: "مع تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة بنتيجة الاستشارات النيابية التي تمت اليوم، فتحت صفحة جديدة عنوانها العمل من أجل الإنقاذ ووقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت. إزاء ذلك، يدعو "تيار المستقبل" جمهوره في كل المناطق إلى مواكبة ما بعد التكليف بهذه الروحية، والتعبير عن ذلك بشكل يراعي ما تعيشه البلاد من ظروف دقيقة، سياسيا واجتماعيا وصحيا، ويلتزم بالقوانين المرعية الإجراء، ويبتعد عن أي فعل يناقض هذه الاعتبارات التي تمثل ثقافة التيار ويحرص عليها أشد الحرص".

 

الوضع الصحي للواء ابراهيم جيد... متى يعود الى بيروت؟

المركزية/الخميس 22 تشرين الأول 2020

أفادت معلومات للـLBCI أن "الوضع الصحي للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم جيد والعوارض خفيفة، ما سيسمح له بالانطلاق اليوم من بوسطن عائدا الى بيروت".

علما، انه كان هناك تواصل مع مختلف المسؤولين اللبنانيين للاطمئنان على صحته وتواصل مع الفرنسيين بداعي الاطمئنان. كما كان هناك حديث حول المستجدات المتعلقة بالساحة اللبنانية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي22- 23 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

عقوبات أميركية على سفير إيران في العراق، ايرج مسجدي، وعلى القياديين بحزب الله نبيل قاووق وحسن البغدادي./دبي – العربية.نت/ 23 تشرين الأول/2020

US sanctions Iranian ambassador to Iraq, Iraj Masjedi & two senior Hezbollah officials, Nabil Qaouk & Hassan Baghdadi

IRGC, five other Iran groups sanctioned for US election interference

http://eliasbejjaninews.com/archives/91591/%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7/

 

 

 

 

مِن تأنيبيّةِ ماكرون إلى مَرثاةِ عون/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدةِ النهار/ 22 تشرين الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91566/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%90%d9%86-%d8%aa%d8%a3%d9%86%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%90-%d9%85%d8%a7%d9%83%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%85%d9%8e%d8%b1/

 

هدوء ما قبل الانتخابات الأميركية… في دول نفوذ إيران/رياض قهوجي/النهار العربي/22 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91568/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%87%d9%88%d8%ac%d9%8a-%d9%87%d8%af%d9%88%d8%a1-%d9%85%d8%a7-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85/

 

 

 

Same Old Hariri, Newly Traumatized Lebanon/Anchal Vohra/Foreign Policy/October 22/2020

أنشال فوهرا/فورين بوليسي: نفس الحريري القديم هو جديد الصدمة للبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/91571/anchal-vohra-foreign-policy-same-old-hariri-newly-traumatized-lebanon-%d8%a3%d9%86%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%88%d9%87%d8%b1%d8%a7-%d9%81%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3%d9%8a/

 

 

Beheaded Infidels Vs. Fear of Islamophobia/Raymond Ibrahim/October 22/2020

ريموند إبراهيم: قطع رؤوس الكفار مقابل الإسلاموفوفيا

http://eliasbejjaninews.com/archives/91574/raymond-ibrahim-beheaded-infidels-vs-fear-of-islamophobia-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%b1%d8%a4%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84/

An 18-year-old Muslim man beheaded a school teacher in France last Friday for showing cartoons of Islam’s prophet Muhammad to his students, in the context of discussing free speech and expression.

Some weeks earlier, another Muslim teenager killed an American citizen in Pakistan for also committing “blasphemy.” The murdered man, Tahir Naseem, was actually being tried for blasphemy—which carries a maximum death penalty—in a courtroom when Faisal Khan, 15, walked in and opened fire on him.

It’s worth noting that, while Khan “broke the law” by essentially jumping the gun, Pakistani law itself is sympathetic to the vigilante’s view that blasphemy is a crime, punishable by death. Conversely, there (currently) is no blasphemy law in France. In this sense, then, the government of France, unlike the government of Pakistan, would obviously not hold Samuel Paty, the beheaded teacher, guilty of any blasphemy.