LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ لَمْ يَقْتَرِن الإِيْمَانُ ْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الفوضى الكلية وتعطيل عمل المؤسسات يخدم مخطط حزب الله السيطرة الكاملة على لبنان

الياس بجاني/جنبلاط رضخ لتهديات نصرالله

الياس بجاني/ضياع البوصة وابعادها عن احتلال حزب الله يجهض الثورة

الياس بجاني/ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/المحتل الإيراني وراء المظاهرات وهدفه ضرب القطاع المصرفي وتعميم الفوضى

الياس بجاني/المظاهرات الفوضوية والتدميرية تعم لبنان

الياس بجاني/ترامب في قاطع والقيم والإنسانية والأحاسيس البشرية في قاطع آخر

الياس بجاني/إلى الدكتور توفيق هندي: حراً كنت وحراً ستبقى.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مسؤول أميركي يعلّق على الأزمة القائمة.. مليارات تنتظر لبنان؟

تحذير من واشنطن في حال قمع التظاهرات

في زحلة... المتظاهرون رفضوا مشاركة سكاف في اعتصامهم!

ثورتان/العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اولاين

البترون تنتفض و"تقلب الطاولة" على باسيل/أورنيلا عنتر/المدن

الصحافة الأجنبية: طفح كيل اللبنانيين والمشهد الطائفي انتهى/سامي خليفة/المدن

المتظاهرون في وسط بيروت دعوا الى الحضور بكثافة الى الساحة غدا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/10/2019

نواب “حزب الله” التزموا منازلهم

المصارف تعلن إبقاء أبوابها مغلقة اليوم

علوش: لماذا لم يطالب المتظاهرون بإزالة السلاح غير الشرعي؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الفرد رياشي: الطائف انتهى والفدرالية حتما

السفارة السعودية: 132 مواطنا غادروا لبنان اليوم

الأحد العظيم: مليونان ونصف مليون لبناني في الساحات

صيدا في الانتفاضة: حزب الله "يراقب" والقوى السياسية منبوذة

طرابلس تستعيد لقبها المسلوب: عاصمة لبنان الثانية/جنى الدهيبي/المدن

روكز صهر الرئيس انقلب على العهد: الشعب اللبناني فقد الثقة

جعجع: ادعو الحريري الى الذهاب لحكومة جديدة ولا ازال اتوقع استقالة وزراء التقدمي

صحف إيرانية عن احتجاجات لبنان: مؤامرة ضد محور المقاومة!

موضوعيا حزب الله هو خط الدفاع الاول عن الحكومة/ايلي قصيفي/فايسبوك

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تشارك في مؤتمر دولي بالبحرين لحماية الملاحة بالخليج

“قسد” تغادر رأس العين وتتهم تركيا باستمرار خرق وقف القتال

موسكو وأنقرة تبحثان في إخراج "العمال الكردستاني" من منبج وكوباني والتحالف انسحب من مطار صرين

إسبر يتعهد في الرياض مواجهة تهديدات طهران والسعوديات في قاعة واحدة مع الرجال بالمجالس البلدية

الولايات المتحدة تعلن نقل جميع قواتها المتواجدة في سورية إلى غرب العراق

الصدر للمتظاهرين: الحكومة تعيش حالة رعب وهستيريا بسبب المد الشعبي

التحقيق مع “مُغرد” دعا السعوديات لحرق نقابهن بشكل جماعي

إيران تعلن البدء قريباً بإنشاء خط سكك حديد يربطها بالعراق وحريق هائل بمصفاة عبادان وسط شكوك بهجمات سيبرانية

تثبيت أولى النقاط لمراقبة وقف القتال بالحديدة والانقلابيون يعرقلون ومنظمة حقوقية دولية اعتبرت حصار تعز جريمة حرب وطالبت الحوثيين برفعه

العاهل الأردني يؤكد ضرورة التوصل لحل سلمي في سورية

بريطانيا تطلب رسمياً تأجيل خروجها من “الأوروبي” وجونسون أرسل ثلاثة خطابات إلى الاتحاد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أخاطب أهل السلطة لا سواهم:  لن تربحوا شيئًا، أنتم تربحون فقط احتقارنا لكم/عقل العويط/النهار

بيروت ترد التحية إلى بغداد... انتفاضة بوجه أذرع إيران و بوادر خلاف بين حزب الله وحركة أمل في التعاطي مع ما يحصل على الأرض/طوني بولس/اندبندنت عربية

أبعد من حكومة الحريري واهتزاز التسوية الرئاسية/رفيق خوري/اندبندنت عربية

ماذا تعني استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية من الحكومة؟/لا يزال جعجع بحاجة إلى 6 استقالات إضافية لتحقيق مطلب حل مجلس الوزراء/زياد احمد الفيفي صحافي/اندبندنت عربية

لماذا لم يتظاهر جمهور حزب الله ومعلومات عن تورط قياديين في ملف الفساد/محمد غندور/اندبندنت عربية

الحراك المدني، العصيان المدني وفرص التغيير/شارل الياس شرتوني

انتفاضة لبنان لإسقاط “مرشد الجمهورية” وصهرها ويتيمها/حازم الأمين/موقع درج

الفصل الختامي من ضم لبنان إلى محوَر إيران/إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط اللندنية

غضب دنيوي على سلطان نصرالله المقدس/محمد أبي سمرا/المدن

باسيل لم يَسلم من "ثورة" البترون... نموذج إنتفاضة المسيحيّين/ألان سركيس/نداء الوطن

مفارقات تظاهر المسيحيين و"تضامن" الجيش/هيام القصيفي/الأخبار

ما حصل ”انتفاضة” من خارج كلّ التوقعات… فأي تسوية ستعيد الأمور سيرتها الأولى؟/ابراهيم بيرم/النهار

“كلن يعني كلن ونصر الشيطان منن”/د. حمود الحطاب/السياسة

العقاب قادمٌ يا نصر الله/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب بري يوضح: لا علاقة لحرمه سواء بالتملك أو الإستثمار العقاري وغير العقاري في صور

نادي قضاة لبنان: لوقف التدخل في عمل القضاء

حركة الأرض: لاستقالة الحكومة

إعلاميون عرب ضد العنف استنكروا اقفال مداخل مبنى شاكر وعويني في وسط بيروت ومنع الصحافيين من الدخول والخروج

عودة في قداس الأحد: لحكومة إنقاذ مصغرة وإعادة الأموال المسروقة

جعجع: الأزمة الفعلية هي أزمة ثقة وأبسط معادلة للتغيير الجذري الآن هي تشكيل حكومة جديدة

كرامي أعلن تعليق عضويته في اللقاء التشاوري: ماذا يفعل الوزير مراد في حكومة يمتنع رئيسها عن التحدث إليه؟

كيف ينظر فلسطينيو لبنان إلى الانتفاضة؟/أحمد الحاج علي/المدن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ لَمْ يَقْتَرِن الإِيْمَانُ ْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

سالة القدّيس يعقوب02/من14حتى26/:”يا إخوتي: مَا النَّفْعُ، يا إِخْوتِي، إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيْمَانًا ولا أَعْمَالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ الإِيْمَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِذَا كانَ أَخٌ أَو أُخْتٌ عُرْيَانَيْن، يُعْوِزُهُمَا القُوتُ اليَّومِيّ، ووَاحِدٌ مْنكُم قَالَ لَهُمَا: «إِذْهَبَا بِسَلام، وٱسْتَدْفِئَا وٱشْبَعَا»، وأَنْتُم لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الجَسَد، فَأَيُّ نَفْعٍ في ذلِكَ؟

كذلِكَ الإِيْمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ. ورُبَّ قَائِلٍ يَقُول: «أَنْتَ لَكَ الإِيْمَان، وأَنا ليَ الأَعْمَال»، فأَقُولُ لَهُ: أَرِنِي إِيْمانَكَ بِدُونِ الأَعْمَال، وأَنَا أُرِيكَ بِالأَعْمَالِ إِيْمَانِي. أَتُؤمِنُ أَنْتَ أَنَّ اللهَ وَاحِد؟ حَسَنًا تَفْعَل! والشَّياطِينُ أَيْضًا تُؤْمِنُ وتَرتَعِد! أَتُرِيدُ أَنْ تَعْرِف، أَيُّهَا الإِنْسَانُ البَاطِلُ الرَّأْي، أَنَّ الإِيْمَانَ بِدُونِ الأَعْمالِ عَقِيم؟ أَمَا تَبَرَّرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَال، لَمَّا قَرَّبَ إِسْحقَ ٱبْنَهُ على المَذْبَح؟فأَنْتَ تَرَى أَنَّ الإِيْمَانَ كانَ يُعَاوِنُ أَعْمَالَهُ، وبِالأَعْمَالِ صَار إِيْمَانُهُ كامِلاً. فتَمَّ الكِتَابُ القائِل: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِالله، فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا»، ودُعِيَ خَلِيلَ الله. تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالأَعْمَالِ لا بِالإِيْمَانِ وَحْدَهُ. كذلِكَ رَاحَابُ البَغِيّ: أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَال، لأَنَّهَا ٱسْتَضَافَتِ الرَّجُلَينِ المُرسَلَيْن، وصَرَفَتْهُمَا بِطَرِيقٍ آخَر؟ فَكَما أَنَّ الجَسَدَ بِدُونِ الرُّوحِ مَيْت، كَذلِكَ الإِيْمَانُ بِدُونِ الأَعْمَالِ مَيْت.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إلى الصهر ولعهده القوي الملالوي: شعب لبنان العظيم يمهل ولا يهمل

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

الناس في كل المناطق وبصوت عال عبرت عن قدر محبتها واحترامها لجبران باسيل وللعهد القوي.هيدا الشعب العظيم ما غيروا..يمهل ولا يهمل..نعم عبرة لمن يعتبر

 

تعرية وانفضاح سخافات أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكيلة كافة

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

مظاهرات عفوية وصادقة دفنت وجنزت نفاق ودجل واسخريوتية كل أصحاب شركات الأحزاب وعرتهم واذلتهم وفي مقدمهم المستكبر الملالوي نصرالله..اضبضبوا وفكوا عن ضهر الناس

 

شيعة لبنان، شيعة الحق ولبنان السيادة هم الأمل بتخليص وطن الأرز من السرطان الإيراني

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

واجب شيعة الحق تحرير لبنان من السرطان الإيراني ومن فجور حزبه وسيده اللاهي لأنهم هم أكثر لبنانية من الجميع واهل البيت هم ادرى بشعابه.. الف تحية أكبار للإمام المغيب موسى الصدر

 

الفوضى الكلية وتعطيل عمل المؤسسات يخدم مخطط حزب الله السيطرة الكاملة على لبنان

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

اين هي القيادات السيادية للثورة. غالبية من يقود حتى الآن يعمل بأمرة حزب الله ويريد الوصول للفوضى ليستلم الحزب الحكم ويسقط النظام

 

جنبلاط رضخ لتهديات نصرالله

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

موقف جنبلاط تراجعي 100% وورقته ذمية واسترضائية ولم تذكر السرطان الذي يفتك بلبنان الذي هو حزب الله. تهديدات السيد لجمت هجمة جنبلاط

 

ضياع البوصة وابعادها عن احتلال حزب الله يجهض الثورة

الياس بجاني/20 تشرين الأول/2019

جبران وعمه وكل السياسيين والحكومة هم أعراض صغيرة لمرض سرطانية حزب الله وكل ترقيع دون استئصال المرض يبقيه ويقويه. لا تضيعوا البوصلة

 

ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

ثورة عفوية وحقيقة في كل لبنان. مهم جداً بروز قيادات صادقة لهذه الثورة قبل أن يتم اجهاضها من قبل حزب الله وأصحاب كل شركات الأحزاب

 

صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

تحية إكبار للمتظاهرين الأحرار في صور الذين تحدوا ظلم وارهاب وتبعية بري ولم ترعبهم ممارسات زعرانه البربريين..إنها فعلا ثورة

 

التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%8a/

تغير اليوم نمط ومنحى التحرك الشعبي في لبنان المحتل بشكل لافت 100%، وفي الغالب هو تفلت إلى حد كبير من سيطرة أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والإسلامية على حد سواء.

وفي هذا الإطار الشعبي الناقم عمت المظاهرات كل المناطق بما فيها مناطق تواجد بيئة حزب الله وحركة أمل وتخطت كافة الحواجز المذهبية مما يبين بأن وجع الناس واحد ومعاناتهم واحدة وقامعهم وظالمهم واحد.

يبقى أن هذه التحركات الشعبية التي هي في معظمها عفوية والتي تفجرت غضباً وقرفاً من الطبقات السياسية والحزبية  والرسمية الحاكمة هي صادقة ومحقة ولكنها لتستمر وتحقق بعض أهدافها الشعبية مطلوب أن تكون لها قيادة علنية وشجاعة من ناشطين شرفاء هم من غير الطبقة السياسية والحزبية النتنة الحالية التي هي بالغالب انتهازية واكروباتية ومصلحية ولا تعمل لغير منافعها ومصالحا الخاصة على حساب الوطن والمواطنين.

والمهم لنجاح هذه التحركات أن يكون هدفها الأول تحرير لبنان من هيمنة وإرهاب واحتلال حزب الله ودويلته وسلاحه وحروبه واحترام الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها..ودون ضياع للبوصلة.

والأهم من هذا كله أن تُعري التحركات الشعبية كل الطبقة السياسية والحزبية  والحاكمة الدكتاتورية التي تغطي الاحتلال وتحكم بأمرته وخدمة لمشروعه.

مطلوب ظهور قيادات وطنية لتنظيم التحركات وتأطيرها ووضع أهداف منطقية وعملية وديموقراطية تتوافق مع طبيعة النظام القائم وتركيبة الشرائح اللبنانية المذهبية والحضارية والقومية ودون الضياع والغرق في شعارات وهمية وتعموية من مثل”نريد إسقاط النظام”.

وهنا نشير إلى أن مطالبة سمير جعجع وسامي الجميل وغيرهما من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية والدكتاتورية بإسقاط الحكومة واستبدالها بحكومة تكنوقراط أو أخصائيين هي مطالب ذمية ومنافقة وتعموية بمعنى أنها تتعامى عن واقع احتلال حزب الله وتتملق هذا الاحتلال وتخافه وكل همها أن تصل إلى الكراسي والمنافع وتحل مكان من هم اليوم في الحكم.

أما ما يسمى عهد (باسيل وعون) فهو غطاء ومجرد غطاء لحزب الله ولمشروعه الملالوي ولا يوجد عنده أي مشروع لا وطني ولا مسيحي لأنه فاقد لحريته وممسوك ومقيد باتفاقيات وأوراق تفاهم سلطوية ونفعية وشخصية. وعملياً هو غطى حزب الله ولا يزال يغطيه مسيحياً وهوغطى مؤامرة جر لبنان الدولة بالقوة إلى محور الهيمنة الإيرانية وسوّق ويسوّق لمفاهيم ولاية الفقيه  ولحلف الأقليات ولمشروع الملالي الإمبراطوري.

باختصار فإن إي حكومة مهما كانت تركيبتها وبظل هيمنة وإرهاب حزب الله فهي لن تكون فاعلة ولن يكون بإمكانها أن تخرج من عباءته وسوف تكون كما الحكومة الحالية مجرد أداة بيده.

مسيحياً، سمير جعجع مسؤول عن الوضع الحالي وهو انخرط في الصفقة العار والخطيئة وفرط تجمع 14 آذار على خلفية أوهامه الرئاسية والسلطوية، وبالتالي لا يجب إعادة الثقة به ولا بمن يدورون في فلكه، وعملاً بكل مبادئ الديمقراطية وتبادل السلطات عليه أن يستقيل ليحل مكانه من هو جدير بالموقع القيادي.

أما باقي أصحاب شركات الأحزاب المسيحية فهم همشوا أنفسهم وانهوا وجودهم السياسي وليس هناك من أي مبرر لإعادتهم إلى لعب أي دور.

مطلوب العمل على فرض سلطة القانون على الجميع واحترام الدستور وحث المجتمع الدولي على المساعدة في تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701

وبأكثر من اختصار مفيد فإن المشكلة والكارثة هي احتلال حزب الله وبالتالي لا حل لأي ضيقة أو معضلة كبيرة أو صغيرة بظل احتلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغريدات متفرقة/المحتل الإيراني وراء المظاهرات وهدفه ضرب القطاع المصرفي وتعميم الفوضى

الياس بجاني17 و18 و19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79562/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b8/

*ذمية وتقية ووعمى بصر وبصيرة مواقف المعرابي وفتى الكتائب: مطالبة المعرابي وفتى الكتائب باستقلالة الحكومة وتشكيل أخرى من المتخصصين هي قمة في الذمية. الكارثة هي احتلال حزب الله وليس الحكومات.السكوت في معظم الأحيان أفضل من الكلام المفرغ من أي موقف ومعنى

*صار بدون نفضة بعد ان انتهت صلاحية وأحقية ادوارهم: الأحداث التي يشهدها لبنان أكدت قزمية وعقم وفشل قياداتنا المارونية الرسمية والسياسية والحزبية وبينت كم انهم عبدة كراسي وابواب واسعة ونرسيسيون وواهمون وتبعيون ..تعتير وبؤس ومّحل ع الآخر

*إلى السيدة ميراي عون: جيل عون انتهى عام 2006 مع ورقة التفاهم مع الملالي وذراعهم المحلية، وبعد ذلك تحول هذا الجيل كلياً إلى ملحق بإيران وحزب الله وتفكك واصبح يفتقد لمفاهيم السيادة والحرية والإستقلال.

*كرسي بعبدا والرئاسة هني حلم المعرابي والباقي تفاصيل: المعرابي مش شايف غير جبران والكرسي ببعبدا ونظرته للأمور كلها أحادية أي تونالية ومرّضّية بامتياز وفيها اطنان من الأوهام ومن التعامي عن وضعية احتلال حزب الله. حكيم مضيع البوصلة وبحاجة لحكيم عيون.

*ما يزيد عن 2000 دراجة نارية انطلقت من الضاحية الجنوبية لتنضم لفرسان الخندق الغميق بمهمة اقتحام وتحطيم شارع المصارف وربما اقتحام السرايا.. وسامي الجميل الفتى الذمي بغير قاطع وما بدو يشوف.. حرام …مضيع البوصلة.

*سامي الجميل ذمي ومضيع البوصلة ويتعامى عن احتلال حزب الله: هل من يعقلن سامي الجميل المعقد من باسيل وجعجع ويفهمه بأن المشكلة هي حزب الله وأن أي حكومة بظل الإحتلال حيادية أو تقنية ستكون نسخة عن الحالية؟ مواقف  الفتى صبيانية فاضحة.

*كلام شجاع وصادق لحنبلاط فهو سمى السرطان الإحتلالي أي حزب الله باسمه اما جبران فهو حقاً بوق وأداة وقناع للحزب لا أكثر ولا أقل.

*المتظاهرون في اسواق بيروت وشارع المصارف هم زعران وارهابيين وهؤلاء يحطمون كل ما في الشوارع والهدف هو ضرب القطاع المصرفي خدمة لحزب الله ويقال بأنهم من فرسان خندق الغميق التابعين للرئيس بري.

*بيان الحريري ذمي وهو لم يسمي الإحتلال الإيراني وباق كأداة بيده .الحريري معربط بالصفقة العار مع حزب الله وإيران والأسد وباسيل وجعجع وجنبلاط ومش راح يستقيل حتى لو البلد وناسه احترقوا. استسلام كامل لحزب الله ولإرهابه ولسلبطته... مهلة ال 72 ساعة خدعة كبيرة.

*لأصحاب شركات الأحزاب والسياسيين التعتير: تضبضبوا وسموا الإحتلال باسمه

*بيان القوات اللبنانية ذمي ومعيب وفيه تعامى مقصود وباطني عن واقع احتلال حزب الله وقد اضاع البوصلة بالتهجم على باسيل. جعجع 100% شريك كامل بالصفقة العار وتاجر كباقي كل افراد الطاقم السياسي الإسخريوتي.

*البلد محتل ومسروق ومفكك وكل هذا بسبب حزب الله وإرهابه ومن هم في الحكم يعملون بأمرته وهم مجرد ادوات وأبواق وبالتالي المشكلة الأساس هي حزب الله وقبل التحرر من احتلاله لا حل لأي مشكلة.

*السرطان والمشكل والكارثة والإحتلال هو حزب الله الملالوي..كل المشاركين بالحكومة 8 و14 آذار ومنهم جنبلاط وجعجع والحريري هم ادوات بيد حزب الله مباشرة أو مواربة. تجار 100% وهم داكشوا الكراسي بالسيادة وخانوا الشهداء وقفزوا فوق دمائهم وباعوا لبنان للإيراني.

*كل المظاهرات حتى الآن هي لمصلحة حزب الله وتقوية لإحتلاله وكل مظاهرة لا يكون مطلبها فقط تحرير لبنان من احتلال حزب الله ومن ارهابه هي لمصلحة الحزب وتقوية لإحتلاله. ضياع بوصلة واضح.

*جنبلاط وجعجع هما من اهل السلطة ومن جماعة الصفقة العار.

*جعجع وجنبلاط طالبا الحريري بالإستقلالة..غريب امرهما هني شو ناقصون ما بيستقيلوا..لا ثقة بالإثنين فهما من ضمن الصفقة العار؟

*دعوا حزب الله الذي هو المحتل يستلم الحكم مباشرة وليذهب كل اقنعته إلى بيوتهم. المحتل هو وراء المظاهرات لتعميم الفوضى وضرب المصارف.

*لا حل لأي مشكلة اقتصادية أو معيشية في ظل احتلال حزب الله. الحزب هو السرطان ولا جدوى من التعاطي مع أي من اعراضه . تخلصوا من السرطان.

*اي مظاهرة لا تكون ضد الإحتلال الإيراني هي مضيعة للوقت وتغطية للإحتلال وتسويقاً له. طالبوا بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني.

*المطالبة باسقاط الحكومة الحالية لا يغير شيء لأن حزب الله يحتل البلد ويمسك بقراره ويتحكم بحكامه وأي حكومة جديدة ستكون نسخة 100% عن الحالية. طالبوا بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

*الحكومة الحالية عينها حزب الله وكل من فيها هو من ضمن الصفقة وقابل بسلطة الإحتلال مقابل كراسي ومنافع ..وأي حكومة جديدة ستكون نسخة طبق الأصل عن الحالية وإن تغيرت الوجوه.

*حتى وأن اسقالت الحكومة فلا شيء سيتغير وهي ستبقى حكومة تصريف أعمال وتحت سيطرة حزب الله.

*حزب الله دمر لبنان مؤسسة بعد مؤسسة ولم يبقى غير القطاع المصرفي..كل المظاهرات الحالية هي لضرب القطاع المصرفي بالكامل وافلاس لبنان.*تخلي ترامب عن الأكراد اعطى إيران وحزب الله الضوء الأخضر لإستلام الحكم مباشرة في لبنان..فهل هو ضوء حقيقي من ادارة ترامب أم أن الإيراني يغامر بالأمر؟

*مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات هي التغطية الإعلامية المنظمة والمحضرة بشكل مهني.. ومشاركة اذرعة حزب الله مسيحية وغير مسيحية في  في المظاهرات دليل كبير ودامغ على المخطط الإيراني. *

*غالبية من يصرحون من المتظاهرين ضد الدولة والحكومة والسياسيين يبدو أنهم قد حفظوها عن غيب مسبقاً..وهذا دليل على أن هناك جهة حضرت المتظاهرين وهي بالغالب حزب الله ..

*العديد من أبواق حزب الله الإعلاميين كانوا صرحوا بتبجح خلال الأيام الماضية عن ما يجري اليوم من مظاهرات وهددوا حاكم البنك المركزي رياض سلامة والقطاع المصرفي.

*توقع بعض المتابعين للشأن اللبناني أن يضع حزب الله يده على حاكمية البنك المركزي ليواجه العقوبات الأميركية الخانقة التي تستهدفه وتعطل ارهابه وتحركه المحلي والإقليمي.

*فرسان الخندق الغميق دخلوا الساحات على درجاتهم النترية وبدأوا بعمليات التدمير ..الجهة التي تحرك هؤلاء الفرسان معروفة للقاصي والداني مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات.

*المتظاهرون فوضوييون وجماعة شغب ولا يعرفون من الديموقراطية لا ألفها ولا يائها وهم اجبروا القوى الأمنية على ردهم بالقوة وبقنابل مسيلة للدموع ولم يكن أمام القوى الأمنية أي خيار أخر وإلا لكانت السرايا دمرت عن بكرة ابيها.

*من المحزن أن تصرفات بعض المتظاهرين وتحديداً الذين حاولوا اقتحام السريا في بيروت كانت همجية وتدميرية وميليشياوية وإرهابية بامتياز مما يؤكد بأن مرجعيتهم قد اعدتهم لهذه المهة العسكرية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مسؤول أميركي يعلّق على الأزمة القائمة.. مليارات تنتظر لبنان؟

وكالات/20 تشرين الأول/2019

أكد مسؤول في الخارجية الاميركية عبر "قناة الحرة" أنّ "الالتزام وتنفيذ إصلاحات ذات مغزى في لبنان، يمكن أن يفتح الأبواب أمام دعم دولي بمليارات الدولارات، وهذا أمر يعود للبنانيين". واعتبر المسؤول أن "الشعب اللبناني محبط حقاً بسبب عجز حكومته عن إعطاء الأولوية للإصلاح"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة تدعم حق اللبنانيين في التظاهر السلمي".

 

تحذير من واشنطن في حال قمع التظاهرات

الكلمة اولاين/20 تشرين الأول/2019

مصادر واشنطن أفادت الكلمة أونلاين:إذا حاول أحد الأحزاب أو الجيش بقمع التظاهرات بالقوة سيتم وضع لبنان تحت الفصل السابع بتأييد مطلق من الجامعة العربية وأوروبا والولايات المتحدة بما يجيز ارسال قوات دولية إلى لبنان لحفظ الأمن فيه من دون طلب من الدولة اللبنانية حيث البند السابع يطبق على دول الغير .. وهي قادرة على القيام بواجبها تجاه شعبها وتجاه العالم أجمع٠٠٠

 

في زحلة... المتظاهرون رفضوا مشاركة سكاف في اعتصامهم!

الكلمة اولاين/20 تشرين الأول/2019

حضرت رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف للمشاركة في التظاهرة في زحلة، إلا أن المعتصمين رفضوا وجودها، مؤكدين رفضهم مشاركة أي طرف أو حزب، وإصرارهم على شعار “كلن يعني كلن”، مما اضطرها إلى المغادرة. والحشود الشعبية في تظاهرة زحلة تزداد بشكل كبير مع انضمام مواطنين جدد من مختلف البلدات البقاعية. وتسود أجواء احتفالية بين المشاركين الذين يرقص العديد منهم على وقع الأغاني الوطنية، حاملين الأعلام اللبنانية.

 

ثورتان

العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اولاين/20 تشرين الأول/2019

 أتوجه اليك يا فخامة الرئيس،ويا سيد المقاومة، ولن اضع احد بيني وبينكم،كلامي هو كلام شريحة كبيرة من اللبنانيين،وشعوري هو شعور ما يفوق نسبته ٨٠٪‏ من هذا الشعب، باعتبار ان ٢٠٪‏ الباقية هي الداء والوباء. أتوجه اليكم بالذات، لانكم لم تتجاوزوا حتى الآن مهلة الأربعين يوماً في معاشرة ال٢٠٪‏ .

 أتمنى عليكم الابتعاد عن الداء والوباء، والاقتراب من ٨٠٪‏،هؤلاء الذين يُحافظون على صحة نفوسهم،ونقاوة ضميرهم،وفراغ جيوبهم، هؤلاء الذين مَرَضهم لا يُعدي،هؤلاء الذين دُعاءهم يصل مباشرة الى الرب،هؤلاء الذين خلقهم الله، وتحدث عنهم الأنبياءوالرسل، واوصوا بهم،هؤلاء الذين يتأفون في بلدي لبنان من كل الطوائف والمذاهب، منهم المسيحي،والمُسلم، ومنهم الماروني والكاثوليكي والارثودوكسي ....ومنهم ايضاً الشيعي،والسني،والدرزي.... استحلفكم انتم بالذات ان تُعلمونَنا الثورة الحقيقية، ليس في الكتب، لأننا نعرفها وقرأنا عنها،بل عن طريق التجربة الفعلية الملموسة.

استحلفكم ان تقلبوا انتم وليس غيركم ليس فقط الطاولة،بل الكراسي والخزائن،تكسير النوافذ والابواب(٢٠٪‏)، والحفاظ على العواميد والجدران(٨٠٪‏)، وابنوا من جديد هذا البيت،وافرشوه باثاث جديد ونظيف،ووَكِلوا عليه رب منزل يتمتع بالصدق،الأمانة،والضمير.

 

البترون تنتفض و"تقلب الطاولة" على باسيل

أورنيلا عنتر/المدن/20 تشرين الأول/2019

على الرغم من أن أعداد المتظاهرين في البترون لم تتخط الألفي شخص، إلا أن الرسالة وصلت: لم يعد هناك من بقعة أو مربّع لـ"زعيم"، إلا وخرقته أصوات اللبنانيين المصمّمين على التغيير. في مربّع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في البترون، حيث سقط في الانتخابات مرتين قبل أن ينتخب نائباً في الدورة الماضية، تجمّع أهالي المدينة وقرى القضاء ليقولوا "كلّن يعني كلّن"، وعلى رأسهم ميشال عون وجبران باسيل.

أجواء احتفالية

تحت جسر الحديقة في البترون، على الأوتوستراد الذي يربط الشمال ببيروت، قطع المتظاهرون الطريق من الجهتين. تجمّعوا تحت الجسر، فوقه وعلى عتبات سلّم المشاة الذي يؤدي إلى الأوتوستراد. رسموا على الحائط الداخلي للنفق صورة شخصية ثائرة تحمل في يدها شعلة من النار كتب تحتها كلمة ثورة. أمّا على جانب الطريق، فتم عرض فستان عرس أبيض تتوسّطه أرزة خضراء كتب المتظاهرون عليه شعارات بالحبر الأحمر، فيما يبدو تعبيراً من قبل المتظاهرين عن العرس الوطني الذي يشهده لبنان. وسط الطريق، نُصبت الخيم وأشعلت الأراجيل فيما يظهر أنّ الناس نقلوا جلساتهم من المنازل إلى الطرقات.

في الظاهر، الأجواء في البترون احتفاليّة أكثر مما هي مطلبية أو سياسية، حيث اعتلى بيتر بطرس منصّة صغيرة وضعت على طرف الطريق وقام بتأدية أغان ثورية ووطنية، حيّا من خلالها الشعب والجيش وعبّر عن غضبه ضدّهم كلهم صارخاً "كلن يعني كلن". هذا في الظاهر. أمّا عندما يُسأل المواطنون بشكل فردي عن السبب الذي دفعهم إلى المشاركة في الاحتجاج، فتظهر عندها الصورة الحقيقية لنقمة البترون على العهد وعلى أسياده. يقول الشاب توفيق طنوس أنه اختار أن يرسم على وجهه ملامح شخصية جوكر من الفيلم الهوليوودي قبل أن يتوجه للمشاركة في الاحتجاج لأن هذه الشخصية تعبّر عن الانتفاضة والثورة التي يشهدها لبنان اليوم. هل تنتفض البترون اليوم؟ يعتبر توفيق أن "الأعداد في منطقتهم ربما لا تضاهي أعداداً أخرى في المناطق اللبنانية لكن الرسالة الموجهة إلى المسؤولين في البترون وصلت".

الانشقاق عن التيار والخيبة من الرئيس

يحمّل توفيق كل الأحزاب اللبنانية مسؤولية الفشل في إدارة الدولة إذ يعتبر أنّهم كلهم يتشاركون الحصص في السرقة والفساد، لذلك يرفض مشاركة مناصري الاشتراكي والقوات اللبنانية للحراك. وعن توجهه السياسي الخاص، يعترف أنّه كان يؤيد التيار الوطني الحر سابقا. أمّا اليوم، فيرى توفيق أنّ التيار الوطني الحر لم يكن على قدر المسؤولية التي أعطيت له، لم يقوموا لا بالتغيير ولا بالإصلاح، جل ما تغيّر هو الرقم في حسابهم المصرفي الذي راح يكبر ويكبر. ويضيف: "لم يعد يعنيني أن يكون ميشال عون رئيساً، تعنيني البيئة التي تسلّم حقيبتها وزيراً للتيار الذي يشيد سداً في منطقة بلعا. ونعرف كلنا أنه لن يمتلئ بنقطة مياه واحدة". يرفض أحد الشبّان أن يدلي باسمه لكنه يريد، وبشدّة، أن يعبّر عمّا في قلبه على حدّ قوله. الشاب البالغ من العمر 24 سنة وهو عاطل عن العمل منذ سنة ونصف منذ تخرجه من الجامعة يقول أنّ حاله حال شبّان البترون ولبنان: "كنت من مؤيدي التيار الوطني الحر لكنني لم أعد أؤيّدهم اليوم". ما الذي تغيّر؟ يقول أنّ من جهته لم يتغيّر شيئاً بل التيار الوطني الحر هو الذي تغيّر ولم يف بوعوده لا بالتغيير ولا بالإصلاح. ويضيف: "كنت أحبّ ميشال عون قبل أن ينتخب رئيساً إلا أنه اليوم خيّب ظني، خاصة أنه قبل انتخابه رئيساً رفع سقف التوقعات عالياً". سيواظب الشاب على التظاهر يومياً إلى أن تتغير الأمور في البلد، ولا يعود بحاجة لتقبيل الأيادي لكي يتوظّف ويعمل بشهادته الجامعية، وسيواظب على رفع شعار "كلن يعني كلن".

عتب على "القوات" أيضاً

من جهته، يقول أندريه درغام، وهو شاب من البترون عاطل عن العمل، أنه يتظاهر نقمة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. يعترف أندريه أنه في الدورة الانتخابية الماضية اقترع لصالح النائب القواتي فادي سعد، ليس لأنه محازب بل لأن القوات يبدو له الحزب الأقرب إلى تطلّعاته. ولدى سؤاله عما إذا كان التيار الوطني الحر يتحمل وحده مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، يعتبر أنّ "ميشال عون لم يكن أصلاً مؤهلاً لكي يكون رئيساً للجمهورية، خاصة أنّ التيار لم يقدم أي شيء للبلد لا قبل العهد ولا بعده". وعن استقالة وزراء القوات اللبنانية، يعتبر أندريه أن الاستقالة جاءت متأخرة وأن الحزب أخطأ في مجاراته للعهد. ويختم: "في الحقيقة، القوات أخطأوا في إيصال عون إلى سدة الرئاسة في الأساس". هذا ومن المتوقع أن تزداد أعداد المتظاهرين في البترون. فهي وصلت يوم الأحد إلى ذروتها، منذ بدء الاحتجاجات يوم الخميس. في المقاهي في مدينة البترون وفي البلدات، في الساحل وفي الجرد، يتذمّر الجميع من الحالة التي وصلت إليها البلاد. ولكن يمتنع عدد كبير منهم عن النزول إلى الشارع. إذ أن باسيل ما زال يحكم قبضته على المنطقة. الألفي شخص الذين نزلوا إلى الشارع، إضافة إلى الآلاف والآلاف التي تتجمّع في مناطق مختلفة، وتجتمع كلها حول الهتاف ضد العهد الباسيلي أكثر من العهد العوني، يجعل البلد بشكل عام ومسقط رأسه بشكل خاص ينزلق كالزئبق من بين قبضته.

 

الصحافة الأجنبية: طفح كيل اللبنانيين والمشهد الطائفي انتهى

سامي خليفة/المدن/20 تشرين الأول/2019

طفح كيل اللبنانيين من استمرار السلطة الحاكمة في ملء جيوبها، وتحولوا إلى شعب صاحب قضية، ملأ الشوارع والساحات، بأعداد هائلة من الناس من كل الأعمار والطوائف والمناطق، بعد أن منحوا أصحاب السلطة فرصة تلو الأخرى. وقد اهتم الإعلام الغربي بانتفاضة اللبنانيين، معتبراً أن الشعب الفقير لم يعد يحتمل سياسة نهب جيوبه وهدر المال العام، وأنه بات مقتنعاً بضرورة رحيل الطبقة السياسية الحاكمة.

تغيّر المشهد الطائفي

ركزت صحيفة "واشنطن بوست" على أهمية ما يجري في لبنان، واعتبرت أن المشهد السياسي الطائفي لفترة ما بعد الحرب الأهلية قد وصل إلى طريق مسدود، وأن كثيراً من الناس الذين يتوقع منهم اتباع القواعد الطائفية للنظام لم يعودوا ينصاعون لذلك. واعتبرت الصحيفة الأميركية أن المحتجين يرفضون العنف الاقتصادي والاجتماعي وانتهاك الكرامة الشخصية الناتجين عن النظام الطائفي، ويبحثون عن مستقبل أفضل بعيداً عن الهويات الطائفية. وأن مطالبهم تقف في تناقض مع النظام القائم على الهويات الطائفية، ما يثبت أن الاحتجاجات الحالية تولد إمكانية العمل السياسي خارج النظام الطائفي.

تحركات الحكومة

وقد غطت وكالة "بلومبرغ" الأميركية انتفاضة لبنان، مشيرةً إلى أن الحكومة اللبنانية تتسابق لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة المالية، واسترضاء عشرات الآلاف الغاضبين من المسؤولين، لفشلهم في توجيه البلاد المثقلة بالديون والخروج من الانهيار الاقتصادي الوشيك. وبينما تستمر المصارف اللبنانية بإغلاق فروعها، سيتسبب هذا الأمر بمزيد من الضغوط في بلد يعاني بالفعل من نقص العملات الأجنبية. يتصور اقتراح الحريري للخروج من المأزق تخفيضاً كبيراً في عجز الموازنة إلى الصفر في عام 2020، مقارنةً بحوالى 12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2018، وعدم اللجوء إلى فرض أي ضرائب أو رسوم جديدة، لكن الشعب لن يقبل بكل هذا الكلام. إذ يقول سامي نادر، مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية، للوكالة أن "ما يقدمه السياسيون الآن بات متأخراً جداً". ويشكك المراقبون، حسب الوكالة، في أن خارطة الطريق المخطط لها ستخفف من حدة التوتر في الشوارع، بالنظر إلى حجم المظاهرات التي كسرت المحرمات وامتدت إلى مناطق معروفة بولائها لزعماء سياسيين بارزين مثل رئيس البرلمان نبيه بري وأمين عام حزب الله حسن نصر الله.

مشهد نادر في شوارع لبنان

من جهتها، اعتبرت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية البريطانية، أن خروج عشرات الآلاف من الناس إلى شوارع لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، وتعرض الزعماء المسيحيين والمسلمين لانتقادات شديدة، قدم عرض نادر للوحدة في بلد تنهشه وتقسّمه الطائفية. وأضافت الشبكة، أن الشعب ليس بواردٍ أن يتراجع عن حقوقه الأساسية، خصوصاً أنه كسر قيوداً قديمة وغيّر من المشهد اللبناني، ويبقى أن نرى ما ستحمله الأيام المقبلة خصوصاً بعد استقالة وزراء القوات اللبنانية.

نظام ظالم

بدورها، أيدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تحركات اللبنانيين في الشارع، وتحت عنوان "لا نلوم المتظاهرين اللبنانيين على إشعال بيروت، فهم فقراء وغاضبون وجوعى"، علقت على التظاهرات التي تعم المناطق اللبنانية منذ أربعة أيام، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية ومعاناة نسبة كبيرة من الفقر. ترى الصحيفة البريطانية أن نسبة كبيرة من الشعب اللبناني تعاني من الفقر ولا تجد ما تأكله، وهؤلاء هم من يتظاهرون منذ أيام احتجاجاً على أوضاعهم. مضيفةً أن ما يدفع اللبنانيين للنزول بعشرات بل ومئات الآلاف هو نظام ظالم يستمر في فرض المزيد من الضرائب وأسعار ترتفع باستمرار، ما يجعل من الصعوبة بمكان أمام الناس العاديين العمل والحصول على المال لشراء الطعام. وتعبر الصحيفة عن اندهاشها من عجز الحكومة اللبنانية، فبعد أن اشتعل اللهيب في أشجار الصنوبر مصدر الفخر اللبناني وسفوح الجبال الرائعة. تبين أنها لم تقم بصيانة ثلاث مروحيات لمواجهة الحرائق وظلت قابعة في بيروت، واحتاجت لمساعدة من قبرص واليونان والأردن لكي تطفئ طائراتها الحرائق.

الغلاء والفقر

وفي مقالةٍ أخرى عن الوضع في لبنان، رأت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الاضطرابات هذه المرة في لبنان مختلفة، فهي اندلعت نتيجة قضايا تتعلق بالغلاء وجيوب المواطنين، وهي تأتي بعد شهور من الإحباط العام من عجز الحكومة عن اجتياز البلاد للخروج من أزمة ديون وشيكة. تعتبر رسوم الهاتف المحمول في لبنان من أغلى التكاليف في المنطقة، كما أن لبنان يُعد أحد أكثر البلدان مديونية في العالم، ويلقي الكثير من اللبنانيين باللوم في المحنة الاقتصادية للأمة، على عقود من المحسوبية والفساد والاستغلال الذي تمارسه الطبقة السياسية. إلا أن الصحيفة تنقل بعض المخاوف الأميركية، من أن تؤدي استقالة الحريري وحلفاؤه، إلى أن ينتهي الأمر بلبنان إلى حكومة يهيمن عليها حزب الله، ما يجعل من الصعب جذب الاستثمار والمساعدات.

تفاعل العرب

وسلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الضوء على تفاعل الشعوب العربية مع ما يجري في لبنان، واعتبرت أن جزءاً كبيراً من الشارع العربي يرى ما يحصل في لبنان حالياً بأنه امتداد للثورات التي شهدتها دول عربية خلال السنوات الأخيرة وآخرها الحراك في السودان والجزائر. ولفتت الهيئة الإذاعة البريطانية إلى أن ما يحصل في لبنان يذكر بما حصل في تونس قبل أعوام. وبما أن لكل ثورة أيقونتها، اعتبرت أن أيقونة الثورة اللبنانية هي المرأة التي تشارك بفعالية في الحشد والاحتجاج ضد فساد السياسيين.

الإعلام الإسرائيلي

هذا، وغطت الصحافة العبرية بدورها تطورات لبنان، لافتةً أن الغضب يعم الجار الشمالي لإسرائيل الذي يشهد اضطرابات في ظل امتعاض المواطنين من الإدارة الحكومية التي أثقلتهم بالديون وأعباء المعيشة. وقد شبهت صحيفة "معاريف" العبرية في تقريرٍ لها، خروج اللبنانيين بتظاهرات المواطنين المصريين في الفترة الماضية ضد الحكام الفاسدين، متحدثةً عن أخطر تحدٍ تواجهه حكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها الحريري والتي وصلت إلى السلطة قبل أقل من عام. وفي السياق، نقلت صحيفة  "هآرتس" عن مسؤول لبناني لم تكشف عن هويته، قوله أنه في الأشهر الأخيرة وقع عدد من الأحداث التي راكمت غضب المواطنين، وآخرها حريقٌ هائل اندلع في عدة مواقع بالبلاد وانتشر في العديد من المناطق، ما كشف عن نظام إطفاء حكومي للنيران فاشل وعفا عليه الزمن. واصفاً ما يحدث بأنه أصعب التظاهرات في لبنان منذ الربيع العربي عام 2011.

 

المتظاهرون في وسط بيروت دعوا الى الحضور بكثافة الى الساحة غدا

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"عادل حاموش أن المتظاهرين في وسط بيروت وجهوا الدعوات الى الاضراب العام يوم غد واقفال الطرق والحضور بكثافة الى الساحة لتحقيق الهدف من التحرك.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/10/2019

وطنية/الأحد 20 تشرين الأول 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من الثابت القول إن البراءة تغلف التحرك الشعبي الناجم عن ضيق معيشي، لكن من الواضح أن ثمة أصابع خارجية تدفع بالوضع إلى نقطة يصعب الرجوع عنها، في ظل معارك التواصل الاجتماع بين فريقين واسعي الانتشار، الأول يهدف إلى قلب الطاولة على من حولها من أفرقاء سياسيين، والثاني يهدف إلى الحؤول دون دفع الوضع نحو الهاوية، وهو يقول إن الحروب الداخلية في بعض البلدان العربية، بدأت بتحركات سلمية ومطلبية وانتهت إلى دمار وخراب.

وكما يؤكد الرئيس نبيه بري فإن المطلوب مبادرة انقاذية للوضع الخطير. وفيما شكل يوم العطلة نزولا شعبيا كثيفا أكبر من الأيام الماضية، استمر الرئيس سعد الحريري في مبادرته لاصلاحات جدية وموازنة خالية من الضرائب. وينتظر أن ينعقد مجلس الوزراء في الساعات المقبلة، إذا وافقت الأطراف السياسية المكونة للحكومة على ورقة الرئيس الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من بيروت إلى معظم مساحات لبنان، بقيت العناوين الاقتصادية والمعيشية مرفوعة في الساحات، وإن بمشاركة شعبية متفاوتة بين منطقة وأخرى.

في المقلب الموازي يتآكل ما تبقى من الساعات الاثنتين والسبعين التي حددها الرئيس سعد الحريري لنفسه ولشركائه لإيجاد حل. وفي سباق مع الزمن، كثف رئيس الحكومة مشاوراته مع الأفرقاء السياسيين، لبلورة ورقة اقتصادية- إصلاحية تتضمن رزمة إجراءات غير مسبوقة، بعيدة من منطق فرض الضرائب على ذوي الدخل المحدود.

وفي هذا الإطار، عقد اليوم اجتماع بعيدا من الأضواء، ترأسه الحريري وحضره عدد من الوزراء، لوضع اللمسات الأخيرة على الورقة الاقتصادية التي يعتبر إنجازها المعبر إلى انعقاد الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء، وهذا الأمر المرجح غدا.

وفي انتظار انعقادها، برز موقف رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الداعي إلى تحمل الجميع المسؤولية من خلال الورقة الاقتصادية التي أرسل مقترحاته في شأنها إلى رئيس الحكومة عبر الوزير وائل أبو فاعور، الذي تواصل أيضا مع عين التينة وحارة وحريك. على أي حال، فإن "الاشتراكي" عرض الإضافات التي اقترحها على الورقة الإصلاحية المقترحة من قبل الحريري، خلال مؤتمر صحفي لأبو فاعور.

بعد الفبركات الحاصلة عبر حسابات وهمية على مواقع التواصل أو الاخبار المختلقة عبر بعض وسائل الإعلام، نفى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري أي علاقة لحرمه سواء بالتملك أو الاستثمار العقاري وغير العقاري في مدينة صور، وعلى وجه الخصوص ما ذكر عن استراحة صور السياحية. وأكد أن كل ما يذكر وينشر ويذاع في هذا الإطار عار من الصحة جملة وتفصيلا، وخاصة ما ورد في صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على وقع نبض الشارع، تتسارع المشاورات السياسية، وبحناجر وهتافات المتظاهرين الحاضرين في مختلف المناطق والساحات، تكتب الاصلاحات وتعد الأوراق.

ورقة انقاذية أعدها رئيس الحكومة سعد الحريري، من وحي رزمة أوراق كثر نقاشها، واستوت على خلاصة، تقول مصادر السراي الحكومي، إنها غير مسبوقة في لبنان. فباتت خطة الكهرباء ممكنة بشهر، ورواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ومخصصاتهم قابلة للخفض، وقلصت موازنات سفر المسؤولين واجتماعاتهم ومؤتمراتهم، والأهم: لا ضرائب جديدة، واشراك المصارف والمصرف المركزي بخفض العجز وخدمة الدين العام، والأهم الأهم: اقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة، وتطبيق قانون الأملاك البحرية.

مشت الدولة في اتجاه صحيح، بفضل بوصلة الناس التي فرضت مسارات الزامية على السياسيين، فبات ما كان من المحرمات عند طرحه في جلسات النقاش، ممكنا، بل واجب التطبيق من أجل الانقاذ.

وعلى قاعدة أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل، ينتظر أن تقر الاصلاحات في جلسة قريبة لمجلس الوزراء، مهد لها اليوم لقاء وزاري في السراي جمع القوى المشكلة للحكومة التي قررت المضي بتحمل المسؤولية، لا كهروب البعض كعادته في الوقت الضائع إلى الأمام، وما إن مشى حتى وجد نفسه وحيدا في خياراته السياسية، ولا مكان له بين المتظاهرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها انتفاضة الساحات الممتدة المترابطة على امتداد ال 10425 كلم مربع. في آذار 2005 كنا أمام ساحتين: ساحة رياض الصلح التي صارت ساحة 8 آذار، وساحة الشهداء التي سميت ساحة 14 آذار. اليوم توحدت الساحتان، بل ساحات الوطن كلها.

في المقابل السياسيون والمسؤولون والحكام غابوا واختفوا، كأن الأرض ابتلعتهم، أو كأن خبطة أقدام الناس في الساحات ذكرتهم بأفعالهم التي دفعنا ثمنها غاليا. فماذا سيكون قرار الحكومة غدا؟، هل تستجيب لرأي الناس ومطالبهم، أم يستمر الوزراء ورئيسهم في دفن رؤوسهم في الرمال؟.

بعد حوالى ثلاث وعشرين ساعة تنتهي المهلة التي أعطاها الرئيس الحريري لنفسه، فهل تكون بداية أخرى لمعاناة طويلة، أم إيذانا بانطلاق ربيع لبنان ولو أتى في.. الخريف؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لهذا الشعب ترفع القبعة. لهذا الشعب نقول: "Chapeau bas". لهذا الشعب كل الإحترام والتقدير، لأنه شعب له عزته وكرامته ولو كان محتاجا إلى رغيف خبز. هذا الشعب لا يدجن ولا يؤطر، وواهم من يعتقد بغير ذلك، وإذا رضخ قسرا فليعود وينتفض، تماما كما يحصل منذ أيام وصولا إلى اليوم.

هذا الشعب ثار في آذار 2005، انتفاضا لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وإسقاطا لوصاية استمرت ثلاثين عاما. اليوم ينتفض والبلد في ذروة السيادة، أو هكذا يقال، وفي غياب الإغتيالات. إذا ما الذي يجعله يثور؟.

ما الذي يجعل الإنتفاضة تتوسع كبقعة الزيت، فتتجاوز حدود وسط بيروت إلى البقاع وصولا إلى بريتال، وإلى الجنوب وصولا إلى صور والنبطية، وإلى الشمال وصولا إلى طرابلس وعكار؟.

هناك ما هو أكثر إيلاما من الوصاية والإرهاب، إنها وصاية العوز وإرهاب الحاجة واختناق التعبير عن الأفكار. نسي "الأوصياء الجدد" و"إرهابيو الأَفكار" أن هذا الشعب جارف كمياه النهر، إذا اصطدمت المياه بعائق فإنها لا تتوقف بل تشق طريقها. هذا الشعب شق طريقه. سرقت منه انتفاضة 2005 فانتظر لكنه لم يستسلم، وها هو ينتفض من جديد. "الأوصياء الجدد" فاتهم أن مزاج الشعب يتغير وينتفض ويرفض:

يرفض هذا المزاج أن توسم طرابلس بأنها "قندهار". يرفض هذا المزاج أن يقتلع تمثال عبد الحميد كرامي من طرابلس ولا يجرؤ أحد على إعادته إلى مكانه. يرفض هذا المزاج أن توسم بريتال بأنها عاصمة سرقة السيارات. يرفض هذا المزاج أن تمنع الدربكة في النبطية. يرفض هذا المزاج أن تمنع بعض الفرق الفنية في مهرجانات الصيف.

انقلب هذا المزاج فانتفض أصحابه. نزلوا إلى الشارع لا طمعا بكارت تشريج ولا طمعا بمئة دولار ولا طمعا بحصة غذائية ولا طمعا بوعد بوظيفة. نزل الشعب دون دعوة من أحد ودون وعد من أحد: لا يريد كارت تشريج بل يريد شبكة اتصالات مواكبة للدول المتقدمة. لا يريد حصة غذائية، بل يريد فرصة عمل بكفاءته لا بواسطة من أحد ليعيل عائلته حتى آخر الشهر، لا أن ينتهي راتبه في الأسبوع الأول من الشهر.

نزل الشعب لأنه يريد لمرة واحدة ونهائية أن تكون كرامته محفوظة، وكهرباؤه مؤمنة، وتعليم أبنائه مؤمنا والإستشفاء مؤمنا.

نزل الشعب لأنه لم يعد يثق بحكامه، حتى إذا كانت هناك مناقصة لشراء ربطة خبز فإنه متيقن ان هناك صفقة وعمولة وراء شراء هذه الربطة، بين عاقد الصفقة والشاري والبائع، فكيف إذا كان الحديث عن تلزيمات بمئات ملايين الدولار؟.

نزل الشعب لأنه يريد أن يعرف كيف سيبدأ وكيف سينتهي مسار "استرداد الأموال المنهوبة".

أما الورقة الإصلاحية التي تتحدثون عنها، فلسان حال الناس هو "صح النوم": ألم ترد بنود من هذه الورقة في البيان الوزاري منذ ثلاثة أعوام؟. ألم ترد بنود أخرى في برامجكم الإنتخابية منذ سنة ونصف سنة؟. ما لم تحققوه في ثلاث سنوات، كيف سيصدقكم الناس أنكم ستحققونه في ثلاثة أسابيع؟.

الشعب يقول كلمته. والمعادلة الجديدة هي: استمعوا إليه قليلا لأنه استمع إليكم كثيرا فوصل إلى ما وصل إليه.

الشارع يتفاعل، ولكن ماذا عن المساعي التي لم يبق من مهلتها سوى ثلاثة وعشرين ساعة؟.

 

نواب “حزب الله” التزموا منازلهم

بيروت ـ”السياسة” /الأحد 20 تشرين الأول 2019

عمم “حزب الله” على نوابه التزام منازلهم وعدم التحرك في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد. هذا التعميم تُرجم، أمس، بغياب نواب الحزب للمرة الأولى عن الصفوف الأمامية خلال خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في ختام مسيرة الأربعين التي نظمها الحزب في مدينة بعلبك وصولاً إلى مقام السيدة خولة.

 

المصارف تعلن إبقاء أبوابها مغلقة اليوم

بيروت- وكالات/الأحد 20 تشرين الأول 2019

أعلنت جمعية المصارف اللبنانية، إبقاء أبوابها مغلقة، اليوم، على خلفية الأحداث التي تعرفها البلاد، ونظرًا لما تعرضت له بعض المراكز والفروع من أضرار.

وأوردت الجمعية في بيان لها، أمس، أن الإغلاق يأتي حرصا على “أمن العملاء والموظفين وسلامتهم، ومن أجل إزالة آثار الأضرار التي أصابت بعض المراكز والفروع المصرفية”. وأعربت الجمعية عن أملها في أن تستتب الأوضاع العامة “لإشاعة الطمأنينة والاستقرار، ولاستئناف الحياة الطبيعية في البلاد”.

 

علوش: لماذا لم يطالب المتظاهرون بإزالة السلاح غير الشرعي؟

بيروت- وكالات/الأحد 20 تشرين الأول 2019

أشار النائب السابق مصطفى علوش في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” الى أن “كل الخبرات في الاقتصاد أجمعت انه بالإضافة إلى الهدر والفساد وفشل النظام يأتي سلاح حزب الله في اول القائمة كمسبب أساسي لانهيار الاقتصاد المتسارع مؤخرا”.

وأضاف:” السؤال هو لماذا لم يتطرق احد من المتظاهرين للمطالبة بازالة السلاح غير الشرعي كمدخل ضروري لإنقاذ الاقتصاد؟”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الفرد رياشي: الطائف انتهى والفدرالية حتما

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

أعلن الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي أن "اتفاق الطائف انتهى والفدرالية حتما". مضيفا: "ان الحل سيكون عبر تبني النظام الفدرالي الاتحادي، وكما كررنا سابقا أن حقن المورفين لم تعد تنفع وانه بعد أن طفح الكيل وصلنا لهذه المرحلة المفصلية الدقيقة والانتقالية والتي سيحدد مسارها: الصيغة الجديدة للبنان التعددي الفدرالي، ولا سلاح الا سلاح الجيش اللبناني، ولا لأي سلاح آخر اكان فلسطينيا او مذهبيا تحت اي مسميات اخرى". وأمل في "الوصول إلى حل سريع تفاديا للاعظم وحفاظا على لبنان الواحد يبدأ باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة مصغرة للاشراف على التحضير والتنسيق مع كافة المكونات للمرحلة الانتقالية من اجل الولوج الى لبنان الجديد، لبنان العدالة والمساواة، لبنان الاستقرار ولبنان النمو".

 

السفارة السعودية: 132 مواطنا غادروا لبنان اليوم

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

اعلنت السفارة السعودية في لبنان  ان عدد السعوديون الذين غادروا لبنان من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لهذا اليوم بلغ (132) مواطنا ومواطنة وفقًا لخطة إدارة الأزمات والطوارئ.

وجاءت على النحو التالي: 59 مسافرًا على الخطوط الجوية السعودية، و73 على طيران الشرق الأوسط.

 

الأحد العظيم: مليونان ونصف مليون لبناني في الساحات

المدن/الأحد20/10/2019

تحولت شرارة ليل الخميس إلى شعلة متوقدة يوم الجمعة. محاولة إخمادها بعتمة الليل أججت النار في نفوس اللبنانيين. فجاء يوم السبت نوراً متوهجاً. ما كان احتجاجاً وبضعة آلاف من الغاضبين سرعان ما انقلب إلى وعد بانتفاضة مباغتة. واللبنانيون فاجأوا أنفسهم بقدر ما فاجأوا السلطة النائمة. 

يقظة كبرى.. انتفاضة عارمة، والشعلة الصغيرة باتت عاصفة مضيئة. الأحد العظيم تفوّق على "أكبر تظاهرة في تاريخ لبنان" قبل 14 عاماً في ربيع 2005. والأهم أن التظاهرة لم تكن هذه المرة في بيروت. لم تكن في ساحة الشهداء. فما حدث يتفوق على أي خيال، فالجغرافيا اللبنانية بأسرها تحولت إلى ساحة واحدة. كل المدن والقرى والبلدات تحولت إلى مكان للاعتصام والتظاهر والاحتفاء. بدا هذا تعبيراً عن إصرار واعٍ بتأكيد انتماء كل ناحية وكل قرية وكل بلدة وكل مدينة إلى الانتفاضة الشاملة. تأكيد على "تحرير" كل الجهات من هويات الولاء أو التبعية أو الأحزاب أو حتى لونها الطائفي أو الديني.

الجهوية أو الطرفية سمة فارقة لهذه الانتفاضة، إذ جعلتها ليست "بيروتية" بل "وطنية" على معناها الحسي والسياسي. كأن اللبنانيين، أبناء بعلبك والهرمل وزحلة وعكار والضنية وطرابلس وصور والنبطية وبنت جبيل وصيدا والبترون وجل الديب.. ومئات القرى والبلدات أرادت عمداً لا توسيع مشهدية الانتفاضة وحسب، وإنما أن تُظهر تماثلها لتجاوز اختلافها أو لما كان يجعلها متباعدة. الانتفاضة كانت بالضبط ضد التباعد. هذه هي استثنائية انتفاضة 2019. مليونان ونصف مليون لبناني (حسب وكالة "رويترز"). عدد مهول وساحق. أكثر من نصف الشعب اللبناني المقيم. ويمكن إضافة عشرات الآلاف من اللبنانيين في معظم مدن وعواصم أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا. مليونان ونصف مليون لبناني معاً كما لم نتخيل أبداً. معجزة سياسية. زلزال هائل لن تتوقف تردادته في وقت قريب. الإنجاز العظيم أيضاً لهذه الانتفاضة أن لا ضربة كف واحدة في هذه الحشود المليونية. لا قتيل ولا جريح. المدنية اللبنانية التي ظهرت بأرقى صورة لها في آذار 2005، وتم الاعتداء عليها بالعنف والميليشيات والاغتيالات طوال سنوات لاحقة.. هذه المدنية عادت لتنتصر وتتعملق وتنتفض. الأحد العظيم حقق نفسه (لحظته التاريخية) ومنح اللبنانيين صورة أنقى عن أنفسهم. الصورة التي يشتهونها حيّة ويومية وتليق بطموحاتهم ومشتهاهم السياسي. 

 

صيدا في الانتفاضة: حزب الله "يراقب" والقوى السياسية منبوذة

المدن/الإثنين21/10/2019

أحدثت الاحتجاجات الشعبية، المستمرة منذ مساء الخميس الماضي، حالاً من الإرباك في صفوف القوى السياسية في مدينة صيدا، بعدما سبقها الناس إلى إطلاق الصرخة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والحياتي في المدينة، وتحميل الناس المسؤولية لجميع السياسيين، بمن فيهم حلفاء العهد والسلطة، فطالت شظايا الهبة الشعبية نائبي المدينة الدكتور أسامة سعد والسيدة بهية الحريري، وحليفي التيار الوطني الحر عبد الرحمن البزري، والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود، وبطبيعة الحال حزب الله وحركة أمل .

وجدت القوى السياسية في المدينة كل من موقعه نفسها محرجة أمام آلاف المتظاهرين، الذين يتجمعون يومياُ في ساحة الاعتصام المفتوح، عند تقاطع إيليا، والذين يرفضون أي استثمار أو توظيف لحراكهم المدني من قبل أي من السياسيين. بينما حاول بعض هؤلاء "التسلل" إليه بإيفاد مناصرين لهم أو هيئات محسوبة عليهم إلى ساحة الاعتصام، أو بتقديم دعم لوجستي للمعتصمين، أو برفع يافطات لهذا التنظيم أو ذاك لا تحمل اسمه أو شعاره، أو بالقيام بزيارات خاطفة وسريعة والاطلالة إعلامياً من داخل هذا التحرك والقول أنهم محتضنون وداعمون له.

التنظيم الناصري: سياسة التسلل

لم يستطع التنظيم الشعبي الناصري، الذي كان سابقاً ينظم ويقود ويتصدر معظم التحركات الشعبية في صيدا، أن يفرض نفسه على حراك اليوم. ولوحظ أن أمينه العام أسامة سعد، الذي زار ساحة الاعتصام أكثر من مرة، لم يتمكن من مخاطبة الجمهور المحتشد في المكان، كما جرت العادة في تحركات شعبية سابقة، وانما كان يكتفي بالإدلاء بتصريحات صحافية لوسائل إعلام تواكب الحراك. ومرد ذلك، حسب مصادر مطلعة، أن سعد تبلغ بشكل غير مباشر من منظمي هذا الاعتصام أن النواب والسياسيين غير مرغوب بتواجدهم في المكان لأن المجلس النيابي، الذي انتج هذه السلطة وكلف حلفاء العهد، هم شركاء معها في ما آلت اليه الأوضاع في البلاد. وسعد نفسه وصل إلى البرلمان بدعم أساسي من بعض أقطاب هذه السلطة، أي حزب الله وأمل. الأمر الذي دفع بسعد إلى الدعوة لعقد لقاء في مركز معروف سعد أطلق عليه اسم "اللقاء الصيداوي"، محاولاً تقديم هذا اللقاء على أنه يمثل موقف المدينة لكنه لم يستطع حشد كل مكوناتها. واقتصر حضور اللقاء على التنظيم وحلفائه في صيدا، وبعض القطاعات الاقتصادية والأهلية، الذين أكدوا على دعم الحراك الشعبي وعلى احتضانه واستمراره حتى تحقيق أهدافه.

البزري: الحرج

سبق اللقاء الصيداوي تقارب هو الأول منذ سنوات بين سعد والدكتور عبد الرحمن البزري رئيس بلدية صيدا السابق، توج بمشاركة البزري في اللقاء. لكن ذلك أظهر أن البزري يواجه حرجاً أكبر في تقديم نفسه كداعم للحراك الصيداوي. فهو رغم أنه زار ساحة إيليا،  وأدلى لاحقاً بتصريح عبر فيه عن تضامنه مع المتظاهرين ودعمه مطالبهم، إلا أنه هو الآخر يبدو بالنسبة إليهم في موقف ملتبس يجعله غير مرحب بمشاركته في هذا الحراك، باعتباره حليفاً للعهد على خلفية تحالفه في الانتخابات النيابية الأخيرة مع التيار الوطني الحر. وبقي حتى بدء التحركات الأخيرة على تواصل وتنسيق مع وزراء ونواب التيار، وفي مقدمهم رئيسه جبران باسيل. علماً أن اللافت في تصريحات البزري منذ بدء التحركات هو تركيزه على مطلب استقالة الحكومة ورحيل رئيسها وتحييده للعهد وباقي شركائه!

الجماعة الاسلامية: غير مرحب بها

حرصت الجماعة الاسلامية منذ اليوم الأول لتحرك صيدا على التعميم على مناصريها المشاركة في الاعتصام المفتوح في ساحة إيليا لتسجيل حضور وموقف. وبمثل ذلك أوعزت إلى مناصري أحمد الأسير، الذين يدورون في فلكها. لكنها لم تستطع هي الأخرى تجيير هذا التحرك لتوجهاتها وشعاراتها. ورغم أن مسؤولها السياسي بسام حمود زار اعتصام ايليا وعبّر بتصريح هو الآخر عن دعمه للمعتصمن ومطالبهم. لكنه أيضاً لم يكن من المرحب بحضورهم في الاعتصام لأنه كان حليفا للتيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية، ولا يزال حتى اليوم يواجه اللوم والعتب من أبناء المدينة وحتى من مناصري الجماعة وبعض كوادرها على هذا التحالف، الذي لم يوصله كمرشح للجماعة إلى البرلمان، وفي الوقت نفسه أضر بشعبية الجماعة صيداوياً.

تيار المستقبل: الغائب

رغم مشاركة مناصرين له وممثلين لهيئات أهلية من بيئته الحاضنة، بشكل عفوي، في اعتصام المدينة، إلا أن تيار المستقبل يبدو الغائب الأكبر عما يجري في صيدا من تحركات.. ففيما تلازم رئيسة كتلة المستقبل النائب بهية الحريري دارتها في مجدليون، وتتابع عن بعد حراك ساحة إيليا والوضع في المدينة ككل، بالتواصل مع بعض الفاعليات ومع الأجهزة الأمنية والعسكرية، ولم يصدر عنها أو عن التيار في صيدا أي موقف مع أو ضد اعتصام ساحة ايليا، وهو ما يعتبره القيمون على الاعتصام أمراً طبيعياً بالنسبة لتيار سياسي يتولى رئيسه رئاسة الحكومة اللبنانية، التي تُحاكَم اليوم مع باقي السلطة من قبل الشعب. لكنه لا يبدو طبيعياً بالنسبة للقاعدة الشعبية للمستقبل في صيدا والتي تجد نفسها في حالة من الضياع بين تأييد المطالب التي يرفعها التحرك الشعبي وبين الالتفاف حول قيادة التيار ممثلة برئيس الحكومة سعد الحريري . حزب الله يراقب .. أما حزب الله الذي اعتاد على يكون حاضراً أو مواكباً لكل تحرك في المدينة، فغاب هو الآخر عن اعتصام ايليا، كما عن لقاء مركز معروف سعد، واكتفى بالمراقبة عن بعد. حاله في ذلك في بقية المناطق بانتظار أي قرار جديد من قيادة الحزب.

 

طرابلس تستعيد لقبها المسلوب: عاصمة لبنان الثانية

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين21/10/20190

في هذا اليوم المجيد، الأحد في 20 تشرين الأول، يمكن القول أنّ طرابلس استعادت لقبها، ودورها الحقيقي على الخريطة اللبنانية، وأثبت أنّها تستحق لقبها قولًا وفعلًا: "عاصمة لبنان الثانية". وطرابلس، التي كانت تُصوّر كقرية نائية ومعزولة، محافظة وإسلامية فحسب، ومدينة المعارك وجولات القتال، جاءت هذه المناسبة التحولية في لبنان، وفي لحظة تاريخية سريعة، حتّى تعكس فائضًا من التنوّع الباهر، وخلطة من المزيج الاستثتائي، لدرجةٍ يمكن السؤال: أين كانت تخبئ طرابلس كل هذا؟ أم كان يُخبأ عنها قسرًا؟

مشهد تاريخي

في يومها الرابع، شهدت ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، تجمهر أكثر من 100 ألف متظاهر، وفق التقديرات، في وسطها وعند فروعها، في مشهدٍ تاريخي، يرفرف فيه العلم اللبناني دون سواه. وساحة النور، كانت نجمة الساحات في لبنان، وكانت ساحة مدينة حقيقية، تضم أبناءها من مختلف مشاربهم ومذاهب وأطيافهم، وتوحدوا جميعًا على الفرح والغضب والثور، وحملت قضايا جميع أبنائها إسلاميين وغير إسلاميين. وهذه الساحة التي يتربع على عرشها اسم الجلالة "الله"، ومن تحته شعار "طرابلس قلعة المسلمين"، كانت ساحة رحبة لأغانٍ تصدح من الـ"دي جي"، واتّسعت للرقص والدبك، ولمواطنين يرفعون شعار "مني سني مني درزي مني علوي مني شيعي.. أنا لبناني". كانت في هذا اليوم، مدينة الأديان والتنوعات اللادينية، يصعب فيها التمييز بين مؤمنٍ وغير مؤمن. كانوا جميعهم لبنانيين فحسب، خصمهم واحد، وهو السلطة والحكومة والعهد. تفننوا في أدوات التّعبير عن هذه الخصومة إمّا بالفرح وإمّا بالغضب، تحت سقفٍ سلمي وحضاري لا مثيل له، من دون وقوع ضربة كفٍّ واحدة. وهذا التوحد على الخصومة، خلق في هذه التظاهر الشعبية والغفيرة، إطارًا تنظيميًا عفويًا وتلقائيًا، ثابر فيه المعتصمون الذين توافدوا بدعوات فريدة، على الحفاظ على أمنهم وأمانهم، وكانوا متعاونيين مع الجيش والقوى الأمنية والصليب الأحمر والجمعية الطبية الإسلامية، ولم تسجل أي حوادث، لا سيما أن الدراجات النارية مُنعت من الدخول الساحة، ولم تسجل أيّ إصابات سوى بعض حالات الإغماء والضيق بالتنفس التي جرى معالجتها على الفور.

النساء.. تجربة غير اعتيادية

وإلى جانب حضور الأطفال والرجال والشباب والشابات، كان الحضور النسائي لافتًا في التظاهرة، وهو حضورٌ يمكن قراءته من منظار تحولٍ جذريّ في حياة نساء المدينة وضواحيها، وكأنّه تسجيلٌ من نوعٍ آخر لإنخراط "نساء طرابلس" في الحراك السياسي والمطلبي في قلب الحدث والشارع. وهؤلاء، بمختلف طبقاتهن التعليمية والاجتماعية، كنّ متحمسات، جريئات، يرفعن الأعلام واليافطات والشعارات، يصرّحن لوسائل الإعلام عن آرائهن ومواقفهن ومطالبهن، في تجربةٍ غير اعتيادية لهن، وكأنّهن شغوفات بصناعة هذا التغيير. تقول إحداهن: "لا معنى لهذه الساحة من دون وجودنا، ونحن نطالب بقلب النظام اللبناني وتغيير طاقمه عن بكره أبيه". وفي أضخم تظاهرة شهدتها المدينة في يومها الرابع على التوالي، وقد تخبئ مزيدًا من المفاجآت في يومها الخامس، مع انقضاء مهلة الـ 72 ساعة التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري، رفعت المدينة الأفقر على حوض المتوسط كثيرًا من الشعارات: "ريحة فسادكم وصلت على المريخ"، "كلن يعني كلن"، "يسقط حكم الأزعر"، "، "يلا ارحل ميشال عون، يلا ارحل حريري، يلا ارحل يا بري، يلا ارحل يا باسيل"، "ثورة ثورة"، مع الهتافات على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية والثورية والشعارات المطالبة برحيل السلطة السياسية. عند الرابعة عصرًا، كانت مفاجأة هذا اليوم الثوري الطويل، مشاركة ‏الفنان مارسيل خليفة للمتظاهرين في ساحة النور بتحركهم المطلبي، وأنشد لهم أغانيه الوطنية والثورية، فرددّوها بحماسةٍ بالغةٍ، وقد اعتلى خليفة سقف إحدى المباني المهجورة، وكأنه خشبة مسرح، ومن تحته الجماهير تهتف له ومعه.

ليل المدينة عرس مضيء

ليلًا، تحولت ساحة النور إلى مساحةٍ لعرسٍ وطني مطلق، تُضاء فيه الهواتف كالشموع، وتعلو الأصوات وتُرفع الأيادي والأعلام اللبنانية، والكلّ يردد بصوتٍ صارخ: "ثورة ثورة ثورة". وإلى جانب التلاقي بين المتظاهرين حول عربات الشراب والطعام، وبعض المحال الطرابلسية تبرعت في توزيع الطعام مجانًا، كانت سطوح الساحة على أبنيتها مليئة بالشباب والشابات الذين اعتلوها، لرؤية التظاهرة والمشاركة فيها من فوق، كما لو أنّها حدثٌ سينمائي في الهواء الطلق. كسرت طرابلس كثيرًا من الحواجز، سياسيًا واجتماعيًا، كما فعلت وكسرتْ احتكار قياداتها لها وكذلك رمزيتهم. كانت تظاهرةً مركزية بعد بيروت، توافد نحوها مختلف أبناء الشمال، من عكار والمنية والضنية وبشري والكورة وزغرتا. أحد شباب زغرتا، يضع صليبًا على صدره، يقول لـ "المدن": "نزلت لأطالب بحقي من هذه السلطة الفاسدة، ولأول مرّة أنزل لأشارك في تظاهرة شعبية، وأردت أن تكون مشاركتي حصرًا إلى جانب أهلي، في ساحة عبد الحميد كرامي، لأنّ قضيتنا واحدة ووجعنا واحد".

 

روكز صهر الرئيس انقلب على العهد: الشعب اللبناني فقد الثقة

اخبار اليوم/20 تشرين الأول/2019

قال النائب شامل روكز، في إطار تعليقه على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، إن الشعب اللبناني مقهور ومظلوم ويدفع الثمن، والمسؤولون "متعجرفون" يصمّون آذانهم عن صوت الناس ويواصلون طريقة عملهم وكأن شيئاً لم يكن.

وأضاف روكز، في تصريحات لقناة "العربية"، أن مهلة الـ72 ساعة التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري هدفها ترتيب الأوضاع بين بعضهم بعضا من أجل عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاحتجاجات، قائلاً: "هناك سلة ضرائب جديدة تستعد الحكومة لفرضها من دون أن تتخذ أي إجراءات جدية لوقف الهدر والفساد". وأكد أن "الشعب اللبناني فقد الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة، لذلك فإن ردة فعله في الشارع طبيعية" ، ودعا إلى تشكيل حكومة اختصاصيين، لافتا إلى انه ضد سياسة الحكومة الحالية والمخرج لا بد أن يكون بحكومة أخلاق ، لأن الحكومة والطبقة السياسية فشلت في إدارة الحكم وتحقيق مطالب الناس. كذلك أشار إلى أن "الساعات المقبلة حاسمة في تحديد وجهة الحراك القائم في الشارع، لكن برأيي من فشل في إدارة الحكم لن ينجح باستعادة ثقة الناس خلال 72 ساعة". وأضاف: "لم أشارك في التظاهرات والاحتجاجات كي لا أعطيها طابعاً سياسياً، مع العلم أنني أؤيد شعاراتهم ومطالبهم، لكن قد أعود عن قراري في أي لحظة، خصوصاً أن التظاهرات أعطت مفعولها، إذ على الأقل هزّت عروش المسؤولين وأجبرتهم على الالتفات إلى مطالب المحتجين في وقت أن بعضهم يواصل (عنجهيته) ويتعاطى بعجرفة معهم".

 

جعجع: ادعو الحريري الى الذهاب لحكومة جديدة ولا ازال اتوقع استقالة وزراء التقدمي

وكالات/20 تشرين الأول/2019

أكد رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع انه “بعدما جربنا وحاولنا بكافة الطرق والوسائل إنقاذ الوضع، وصلنا للأسف إلى ما وصلنا إليه وقررنا الاستقالة، وحاولنا كثيرا داخل الحكومة مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبقية الفرقاء تصحيح المسار لكننا لم نستطع”.

ولفت في حديث عبر “الجديد”، إلى ان “القوات خاضت معارك كثيرة منذ شهرين ولغاية الآن حول ملف توظيف 5300 موظف غير قانوني يشكلون عبئا ب51 مليون دولار لكنهم رفضوا”. وقال: “بعد كل هذه المحاولات، وبعدما تبين ان الناس احترقت أنفاسها، سنستقيل حتما من الحكومة، وليس المهم متى استقلنا، الأهم ‏هو ان الامر وصل إلى حائط مسدود داخل الحكومة”. وشدد على انه “يجب الذهاب نحو حكومة مختلفة تماما لأن الحكومة الحالية عاجزة”. ‏وردا على كلام الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قال إن “القوات شاركت في حكومتين فقط والخصم قبل الصديق يشهد ‏على نظافة كفنا، عارضنا كافة القرارات التي لها علاقة بوجع الناس وهي موجودة داخل محاضر مجلس الوزراء”. واعتبر ان “الأوان فات والشارع أصبح بمكان آخر عن الاصلاحات التي يتحدثون عنها، لذلك يجب الذهاب إلى تركيبة أخرى ‏وحياة سياسية ‏جديدة ‏لان آلية تركيب الحكومات خاطئة، والاحداث تثبت ان الحكومة لا تستطيع فعل شيء”. ورأى ان “حكومة التكنوقراط يجب ان تكون حيادية عن الاكثرية الوزارية والنيابية الحالية ويجب ان تكون منسجمة وليس كالحكومة الحالية بمئة رأس، وإذا تأخرنا اعتقد ان الآتي اسوأ وادعو الرئيس الحريري للذهاب إلى حكومة جديدة ولا ازال اتوقع استقالة ‏وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي”.

كما رأى ان “التظاهرات القائمة اتت من الناس والشعب، ونحن كقوات علينا ان نكون إلى جانبهم، وعلاقاتنا وصداقاتنا لا تتقدم ‏على المبادئ والمصلحة العامة ولن نسكت عن الوضع القائم”. وختم جعجع: “نحن أوفياء مع أنفسنا ومع جميع الشهداء الذين سقطوا من أجلنا، وأفضل ورقة اصلاحية بيد هذه الحكومة لن توصلنا إلى اي ‏مكان”.

 

صحف إيرانية عن احتجاجات لبنان: مؤامرة ضد محور المقاومة!

وكالات/20 تشرين الأول/2019

تناولت صحف إيرانية الأحد الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ ثلاثة أيام، واعتبرت ما يجري “امتدادا للمؤامرة التي شهدها العراق”، في إشارة للمظاهرات التي شهدتها بغداد والمدن العراقية مؤخرا.

صحيفة “آفتاب يزد” الإيرانية القريبة من تيار الإصلاحيين، عقلت في عنوانها الرئيسي على المظاهرات والحراك اللبناني بالقول إنه “مؤامرة خارجية لإضعاف تحالف 8 آذار الموالي لإيران في لبنان”. وقال المحلل حسن هاني زادة للصحيفة إن “الشيء الواحد الذي لا ينبغي التغاضي عنه هو أنه يبدو  إلى جانب التطورات السياسية داخل لبنان هناك دول بالمنطقة وأخرى خارج المنطقة لديهم دور مؤثر  في الاحتجاجات اللبنانية”. وأضاف هاني زادة: “رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بسبب ولائه للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية يحاول أن يتهم بعض أعضاء مجلس الوزراء والرئيس اللبناني ميشال عون على أنهم غير مؤهلين”.

 “عدة رؤوس”

وتابع بأنه “خلال السنوات الماضية قطعت السعودية والولايات المتحدة مساعداتهم عن لبنان بهدف إثارة الفوضى في لبنان وللضغط على الحريري لطرد بعض أعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار”. وحول مستقبل حكومة الحريري، يرى هاني زادة أن “الاحتجاجات ستجبر الحريري على إعلان استقالته، أو أن يقوم باستبدال وزراء يكون ولاؤهم للسعودية والولايات المتحدة بأعضاء حكومته الذين ينتمون لفريق 8 آذار، وسيكون الرئيس اللبناني مجبرا على تقديم مرشح جديد وسيرشح الحريري مرة أخرى”. وتابع بأن “لهذه الاحتجاجات عدة رؤوس مرتبطة بدول المنطقة ودول غير إقليمية”، على حد تعبيره. وقارن هاني زادة بين احتجاجات لبنان والعراق، وقال: “الغالبية العظمى التي تشارك في الاحتجاجات اللبنانية تنتمي لفريق 14 آذار بعكس العراق الذي تشارك فيه عدة أطراف، ولكن نستطيع القول إن الهدف والوجه المشترك للمتظاهرين بلبنان والعراق هو إضعاف محور المقاومة عبر الاحتجاجات الشعبية، وحتى إيران التي تقود  هذا المحور تفقد تياراتها السياسية في العراق ولبنان”. وأكد المحلل الإيراني “تدخل السعودية وأمريكا في المظاهرات اللبنانية”، وقال: “أغلب المشاركين بالاحتجاجات هم من أنصار فريق 14 آذار المدعوم أمريكيا وسعوديا، وفي حال تم تغيير وزراء الحكومة اللبنانية الحالية لصالح فريق 14 آذار فستنتهي الاحتجاجات في لبنان”.

مؤامرة أمريكية”

بدورها، حمّلت صحيفة جوان القريبة من تيار المحافظين، رئيس وزراء اللبناني سعد الحريري مسؤولية ما يحدث في لبنان”، وقالت إنه “شخصيا المسؤول عن الأزمة اللبنانية بينما يتهم مرة أخرى التيارات السياسية الأخرى بعرقلة الإصلاح الاقتصادي في لبنان”. واعتبرت صحيفة رسالت التابعة لتيار المحافظين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه “سيد المقاومة وروح لبنان وما يحدث في لبنان مؤامرة أمريكية سعودية”. ونقلت الصحيفة عن الخبير والمحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله إن “ما يحدث في لبنان منذ الخميس هو برنامج عمل ممنهج ينفذ من قبل السعوديين والأمريكيين في دولة المقاومة لبنان” على حد وصفه”. وربط صدر الحسيني ما يحدث في لبنان بأحداث العراق في تعليقه، وقال: “هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي رأينا في هذه الاحتجاجات هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية”.

واعتبر أن ما يحدث في لبنان “مؤامرة مدعومة أمريكيا وسعوديا لضرب المقاومة ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري”، مضيفا أنه “بالطبع هناك تيارات مختلفة بما في ذلك التقدمي الاشتراكي بقيادة جنبلاط والقوات اللبنانية بقيادة جعجع وبعض أعضاء تيار المستقبل يعملون على تنفيذ أوامر السعودية والولايات المتحدة لضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان”.

 

موضوعيا حزب الله هو خط الدفاع الاول عن الحكومة

ايلي قصيفي/فايسبوك/21 تشرين الأول/2019

موضوعيا حزب الله هو خط الدفاع الاول عن الحكومة الآن، اي عن الحكومة الراعية لمصالح الطغمة المالية، والرمز الاول للاوليغاشية اللبنانية. هو الصاعد او المنشق عن حركة المحرومين بات اليوم في موقع الدفاع عن الطغمة المالية الحاكمة (م.ع). موضوعيا ايضا ينبغي القول ان حزب الله وان تبرجز في مستويات معينة من تركيبته، الا ان مصلحته النهائية ان يكون ضدّ الاوليغارشية الحاكمة. او بالدرجة الاقّل ان يأسرها بأسره ويدفعها الى تقديم تنازلات والحد من امتيازاتها. وهذا ما كان في صدده اخيرا وان بوتيرة بطيئة. الا ان التظاهرات الضخمة خربطت اولوياته وخلقت وتيرة سياسية اقتصادية جديدة وسريعة. والحزب بنظرته لنفسه على انه الاقوى والاقدر على التحكم باللعبة، لا يكره شيئا قدر كرهه لقدرة اي كان على ان يفرض عليه اولويات وتوقيت سياسي غير تلك التي يضعها لنفسه. ولذلك هو مستنفر الآن ويستعد للرد على التظاهرات

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تشارك في مؤتمر دولي بالبحرين لحماية الملاحة بالخليج

تل أبيب، عواصم – وكالات/21 تشرين الأول/2019

أعلنت هيئة البث الإسرائيلي، أن وفدا إسرائيليا يشارك في مؤتمر انطلق أمس ويستمر يومين في العاصمة البحرينية المنامة، بشأن الدفاع عن حرية الملاحة في الخليج.

وذكرت الهيئة أن وزارة الخارجية أكدت مشاركة إسرائيل في المؤتمر، الذي يأتي كمتابعة لمؤتمر وارسو الذي بادرت إليه الإدارة الأميركية قبل أشهر.

ويعد اجتماع المنامة استمرارا لمؤتمر العاصمة البولندية وارسو الذي عقد في فبراير الماضي، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ويعقد بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا، ومن المقرر أن تشارك فيه 60 دولة أبرزها السعودية والإمارات وأستراليا وبريطانيا.

والاثنين الماضي، نشر السفير البحريني في واشنطن الشيخ عبدالله آل خليفة، مقالا في صحيفة «واشنطن بوست» قال فيه: إن «التحالف يأتي في وقت حرج، إذ تسببت الهجمات الأخيرة على مسارات النقل البحري الرئيسية في الخليج، وخصوصا في مضيق هرمز، بتقويض سلامة الملاحة وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة». وفي أغسطس الماضي، أعلنت تل أبيب أنها ستشارك في المهمة الأمنية بالخليج العربي.

 

“قسد” تغادر رأس العين وتتهم تركيا باستمرار خرق وقف القتال

موسكو وأنقرة تبحثان في إخراج "العمال الكردستاني" من منبج وكوباني والتحالف انسحب من مطار صرين

دمشق – وكالات/21 تشرين الأول/2019

جددت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أمس، اتهام القوات التركية باستمرار قصف المواقع التابعة لها، واستهداف المدنيين في رأس العين، وذلك في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وتركيا الخميس الماضي. وذكرت “قسد” في بيان، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها، استمرت في شن هجماتها خاصة في شمال سورية، كما استهدف الطيران التركي قرى محيطة برأس العين. وأشارت إلى مقتل عشرين من مقاتليها، بينهم أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، جراء هجمات الجيش التركي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وغادرت قافلة تضم سيارات إسعاف وشاحنات تقل مقاتلين من “قسد” مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية. وأفادت أنباء صحافية بأن نحو 50 سيارة، بينها سيارات إسعاف، غادرت مستشفى في المدينة، يشكل خط تماس بين القوات التركية وحلفائها من جهة، وبين “قسد” من جهة ثانية، مشيرة إلى أن ألسنة النيران تصاعدت من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة. وكان القيادي البارز في “قسد” ريدور خليل قال في وقت سابق، إن القوات الكردية ستنسحب من المنطقة الحدودية مع تركيا، بموجب الاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن، فيما أشارت مصادر عسكرية إلى أن راس العين باتت حالياً تحت سيطرة تركيا.

وأوضح أن “قسد” ستسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية بطول 120 كيلومتراً الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، وبعمق 30 كيلومتراً إلى داخل الأراضي السورية.

من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أمس، إن تركيا وروسيا ستبحثان في إخراج القوات الكردية من مدينتي منبج وكوباني في شمال سورية، وذلك أثناء محادثات في سوتشي ستتم خلال الأسبوع الجاري. وأكد أن الهجوم سيستأنف إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بوعودها، مضيفاً إن تركيا لا تريد رؤية “إرهابي واحد” في المنطقة الآمنة بحلول نهاية هدنة الأيام الخمسة.من جانبه، أكد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أمس،، أن دخول قوات النظام السوري إلى المناطق التي انسحبت منها الولايات المتحدة، شمال سورية، بهدف حماية الأكراد يعتبر إعلان حرب على تركيا. وقال إن “تركيا لم تدخل شرق الفرات بسبب وجود قوات النظام السوري، بل بسبب وجود عناصر حزب العمال الكردستاني في تلك المناطق، الأمر الذي جعلها تقدم على إقامة ممر آمن على حدودها”. وأضاف أن تركيا لا يمكن أن تتسامح مع توفير الحماية لـ”حزب العمال الكردستاني” من قبل النظام السوري. في المقابل، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس، إن تطور الأحداث شمال سورية قد يضر بعملية التسوية السياسية في هذا البلد. على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن قوات تابعة للتحالف الدولي انسحبت من مطار صرين، الذي يعد قاعدة عسكرية للتحالف الدولي، والواقع بريف مدينة عين العرب.

وفي حلب، دوَت انفجارات عدة في القسم الشرقي من المدينة، ما تسبب في وقوع خسائر بشرية. وضربت الانفجارات في منطقة تل الزرازير قرب حي السكري في القسم الشرقي من حلب، وتبين أنها ناجمة عن عبوات ناسفة، الذي يتواجد فيها مقر لأجهزة النظام الأمنية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه لم يتم تحديد هوية الفاعلين، حيث تفرض قوات النظام طوقاً أمنياً على المنطقة بعد التفجيرات.

إلى ذلك، شهدت مدن أوروبية عدة أمس، في مقدمها باريس وبرلين وكولونيا، تظاهرات احتجاجاً على العملية العسكرية التركية شمال شرق سورية. ورفع المتظاهرون لافتات تتهم تركيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، دون أن تنال الجزاء المناسب لأفعالها.

 

إسبر يتعهد في الرياض مواجهة تهديدات طهران والسعوديات في قاعة واحدة مع الرجال بالمجالس البلدية

الرياض، عواصم – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 أفادت مصادر ديبلوماسية في الرياض، بأن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر وصل أمس للعاصمة السعودية في مستهل جولة في الشرق الأوسط وأوروبا، متوقعة أن يستقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت المصادر أن إسبر أكد للقيادة السعودية “التزام بلاده بأمن المملكة والدفاع عن المصالح الأميركية في منطقة الخليج، ضد أي تهديدات إقليمية وبخاصة من إيران، وبحث تطورات الحرب ضد ميليشيا الحوثيين في اليمن والوضع في سورية في ضوء التدخل العسكري التركي”.

ولفتت إلى أن إسبر زار الجنود الأميركيين الذين وصلت طلائعهم مؤخرا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في مدينة الخرج، وذلك قبل المغادرة إلى بروكسل، حيث سيبحث مع وزراء دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” “تنسيق الخطوات التالية للحملة ضد داعش، وتعزيز ضمان حل سياسي دائم للأزمة في سورية”. في غضون ذلك، قررت السلطات السعودية حضور السعوديات، في قاعات الاجتماعات المخصصة للرجال في المجالس البلدية والقروية. وأصدر وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي المكلف ماجد القصبي، قراراً بإلغاء المادة 107 من لائحة المجالس البلدية، والتي كانت تنص على ضرورة تخصيص قاعة مستقلة للنساء عن الرجال. ويتيح إلغاء المادة 107، للمرأة المشاركة مع الرجل في القاعة نفسها دون الحاجة إلى تخصيص قاعة مستقلة، وربطها مع قاعة الرجال عبر الدائرة التلفزيونية التفاعلية كما كان سائداً في السابق. من جانبها، أعلنت شركة “في إف إس تسهيل”، مزود خدمات التأشيرات المصرح من وزارة الشئون الخارجية، عن تدشين خدمات التأشيرات السياحية في مراكزها التي تنتشر عبر 30 دولة حول العالم. بدوره، كشف الأمين العام للجنة الوطنية السعودية للحج والعمرة مازن درار، عن أن وزارة الحج والعمرة تجاوبت مع نداء شركات ومؤسسات العمرة، بالسماح للمرأة بأداء العمرة دون مَحْرم، على أن تتحمل الوكالات الخارجية المسؤولية الكاملة، فيما لا يزال تحت الدراسة. من جهته، أكد مصدر في وزارة الحج أن هناك دراسة تقدمت بها الجهات ذات الاختصاص لإجراءات إصدار تأشيرة الزيارة، سواء كانت بغرض العمرة أو السياحة أو غيرها دون مَحْرم، مضيفا أن القرار تحت الدراسة. من ناحيتها، استقبلت منطقة نيوم بشمال غرب السعودية، أول وفد سياحي نسائي يضم نحو 20 إمرأة، قدمن من مختلف مناطق المملكة في رحلة سياحية.وقال بيان رسمي، إنه تم خلال الرحلة التي بدأت من مدينة تبوك، تعريف السائحات بما تكتنزه “نيوم” من معالم بيئية وأثرية في رحلة استغرقت 19 ساعة، مررن بها عبر محافظة البدع ومن ثم إلى مغايير شعيب، مروراً بمركز مقنا، ومقر عين موسى الأثرية، وصولاً إلى الطيب اسم، ثم العودة إلى رأس الشيخ حميد ومن ثم إلى تبوك.

 

الولايات المتحدة تعلن نقل جميع قواتها المتواجدة في سورية إلى غرب العراق

الصدر للمتظاهرين: الحكومة تعيش حالة رعب وهستيريا بسبب المد الشعبي

عواصم – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس، أن كل القوات الأميركية التي ستغادر سورية ستتوجه إلى غرب العراق، وفقاً للخطة الحالية. وقال إسبر لصحافيين مرافقين له على طائرة عسكرية في طريقها إلى الشرق الأوسط، إن الجيش سيستمر في عملياته لمكافحة تنظيم “داعش” لمنع عودته إلى المنطقة. وأشار إلى أن “الانسحاب الأميركي ماض على قدم وساق من شمال شرق سورية.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياماً”، موضحاً أن “عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية”، ومضيفاً أن “الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غرب العراق”.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستبعد فكرة تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب في سورية من داخل العراق، وسيتم العمل على التفاصيل بمرور الوقت، مشيراً إلى أنه سيتم نقل نحو ألف جندي أميركي من سورية إلى غرب العراق. وفي السياق، قال مسؤول أميركي كبير، إن الوضع ما زال غير مستقر، وأن الخطط قد تتغير، مرجحاً أن يخضع أي قرار بإرسال قوات أميركية إضافية إلى العراق لمراجعة دقيقة في بلد تحظى فيه إيران بنفوذ على نحو متزايد. من ناحية ثانية، أصدر زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر ليل أول من أمس، بياناً بشأن التظاهرات المقرر تنظيمها في 25 أكتوبر الجاري. وقال الصدر للمتظاهرين، “أريد أن أطلعكم على ما يجري خلف الستار .. كل السياسيين والحكوميين يعيشون في حالة رعب وهستيريا من المد الشعبي، وكلهم يحاولون تدارك أمرهم .. لكن لم ولن يستطيعوا، فقد فات الأوان”. وأضاف “كلهم يريدون أن يقوموا ببعض المغريات لإسكاتكم .. كالتعيينات والرواتب وما شابه ذلك، وكلهم قد جهزوا أنفسهم لأسوأ السيناريوهات، وكلهم اجتمعوا على إيجاد حلول .. لكن لن يكون هناك حل”. وأفاد بأن “كلهم علموا أنهم سلموا أنفسهم لمن هم خارج الحدود وأنهم لن يستطيعوا إصدار أي قرار من من دون موافقاتهم”. وأوضح أن السياسيين والحكوميين حالياً يشيعون أن المتظاهرين سيحملون السلاح، مضيفاً “لا أظنكم ستفعلون فأنتم غير متعطشين للدماء”. وطلب من المتظاهرين الاتحاد والتوحد، مشدداً على أن كل ما يطمح إليه الشعب العراقي موجود بيد الفاسدين. على صعيد آخر، اعتبر نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي أمس، أن تعديل الدستور أقرب للاستحالة من الناحية العملية، موضحاً أن الخطوة العملية للمعالجة تكمن في تشريع قوانين تفصل مواد وفقرات الدستور. إلى ذلك، أفاد مساعد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني سعيد رسولي أمس، بأنه سيتم قريباً البدء بعمليات إنشاء خط سكك حديدية بين مدينتي شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية. ميدانياً، أعلنت وزارة الداخلية أمس، اعتقال إثنين من “داعش” جنوب مدينة الموصل، فيما قتل ثلاثة من “الحشد العشائري” على يد عناصر من “داعش”. وفي سياق آخر، أعلن عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد الدليمي، إرسال تعزيزات عسكرية لضبط الشريط الحدودي مع سورية غرب الأنبار.

 

التحقيق مع “مُغرد” دعا السعوديات لحرق نقابهن بشكل جماعي

الرياض – وكالات/21 تشرين الأول/2019

أعلنت النيابة العامة السعودية، أنها استدعت أحد المدونين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، للتحقيق معه حول تهم تتعلق بـ “النظام العام”، بالإشارة إلى مغرد دعا نساء المملكة لحرق نقابهن، بحسب مغردين سعوديين. وأثار المغرد السعودي عبدالرحمن الصبيحي، الذي يزعم أنه دكتور وأخصائي نفسي إرشادي، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن دعا نساء المملكة المنقبات للتجمع في مكان ترفيهي شهير بمدينة الرياض، بهدف حرق النقاب في ما يشبه الحملة الرافضة لارتدائه. وأوضحت النيابة في بيانها، أن “ما قام به يُعد موجبًا للمساءلة، في ضوء أحكام

المادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية”. وحذف الصبيحي تغريدته بعد الجدل الذي أعقبها، وقال إن حسابه في “تويتر” تعرض للاختراق، حيثُ كتب “ملاحظة حول تغريدة الحجاب: ما حصل هو اختراق لحسابي وكنت وقتها نائمًا، وبعد استيقاظي عملت على استعادته وحذفها، صحيح أني ممن لا يرى حرج في كشف الوجه لكن لست معني بغير محارمي”.

 

إيران تعلن البدء قريباً بإنشاء خط سكك حديد يربطها بالعراق وحريق هائل بمصفاة عبادان وسط شكوك بهجمات سيبرانية

طهران، عواصم – وكالات/21 تشرين الأول/2019

 أعلن مساعد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني سعيد رسولي، أنه سيتم قريبا البدء بعمليات إنشاء خط سكك حديدية بين مدينتي شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية، مؤكدا أن هناك مشروعا للربط السككي مع العراق، مع إقامة محطتين جديدتين في نقطتين حدوديتين.

وقال: إن تمهيدات العمل للخط بدأت، وانه سيتم البدء قريبا بالعمليات التنفيذية للخط البالغ طوله 32 كيلومترا، ويتضمن إنشاء جسر في طريقه، مضيفا أن تمويل المشرع سيكون من قبل “مؤسسة المستضعفين”، وفقا لقرار من مجلس الوزراء، بحجم 4 تريليون ريال. وقال: إن المشروع سيوفر إمكانية نقل الزوار من إيران إلى العراق وبالعكس، بصورة مباشرة عبر سكك الحديد. في غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن حريقا هائلا شب في مصفاة عبادان، جنوب إقليم الأهواز أمس، ما تسبب في تصاعد سحب الدخان، بحسب مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل. وذكرت دائرة العلاقات العامة لمصفاة عبادان، أن الحريق نشب في قناة أنابيب إخلاء مخلفات النفط الخام، دون معرفة الأسباب، مضيفة أنه تمت السيطرة على الحريق ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات خطيرة، وموضحة أن وحدة السلامة تحقق في الحادث، الذي لم يؤد إلى توقف العمل والإنتاج. وتعد مصفاة عبادان أكبر مصافي نفط إيران، وهي من أكبر مصافي العالم بطاقة تكرير تصل إلى 7000 برميل من النفط يوميًا. يذكر أن اندلاع النيران في المنشآت والمصافي ومجمعات بتروكيماوية الإيرانية ازدادت خلال الآونة الأخيرة، ويربطها الخبراء بما كشفت عنه وسائل إعلام أميركية عن نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شن هجمات سيبرانية على المنشآت الايرانية، ردا على اعتداءاتها على دول المنطقة والمصالح الأميركية. على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إيرانية بخروج حسين فريدون، شقيق الرئيس حسن روحاني، بإجازة بعد بضعة ساعات من سجنه في سجن “إيفين” بالعاصمة طهران، الذي اقتيد إليه الأربعاء الماضي، لقضاء حكم بالسجن خمس سنوات بتهم فساد وتلقي رشاوى. وذكرت وكالة “فارس” أن فريدون قبل أن يدخل إلى الزنزانة، حصل على قرار بالخروج في إجازة من إدارة السجن، تحت ذريعة عدم استكمال الإجراءات القانونية لإيداعه في السجن. وجاء خروج فريدون في إجازة، وسط انتقادات نشطاء حقوق الإنسان الذين يقولون إن القضاء يمانع منح إجازات مرضية للسجناء السياسيين والناشطين المحتجزين، ولا يسمح حتى بنقل الحالات المتدهورة إلى المستشفى.

 

تثبيت أولى النقاط لمراقبة وقف القتال بالحديدة والانقلابيون يعرقلون ومنظمة حقوقية دولية اعتبرت حصار تعز جريمة حرب وطالبت الحوثيين برفعه

عدن – وكالات/21 تشرين الأول/2019

ثبتت لجنة إعادة الانتشار الأممية في الحديدة، أول نقطة لمراقبة وقف إطلاق النار في المدينة، بموجب اتفاق ستوكهولم الموقع في ديسمبر العام 2018، بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وذكرت “ألوية العمالقة” في بيان، ليل أول من أمس، أن “الأمم المتحدة أشرفت بحضور رئيس بعثتها الجنرال أباهيجيت جوها، على بدء نشر وتثبيت نقاط ضباط الارتباط بين القوات المشتركة والميليشيا الحوثية”. وأكدت أن لجنة التنسيق المشتركة بدأت نشر نقاط مراقبة على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة في خطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في المدينة. وذكرت أنه “جاء في نص الاتفاق لفريق المراقبة المشتركة، نشر النقطة الأولى في الخامري بالكيلو 8 في مدينة الحديدة لخفض التصعيد في المنطفة وفقاً لآلية التهدئة التي تمت الموافقة عليها، فيما سيثبت الفريق الأحد (أمس)، النقطة الثانية في مدينة الصالح، واليوم الإثنين النقطة الثالثة في حوش الأبقار بخط الكيلو 16، وسيتم استكمال نشر النقطة الرابعة الأربعاء المقبل، في منطقة منظر جنوب مدينة الحديدة”. في المقابل، منع الحوثييون أمس، فريق الأمم المتحدة، برئاسة جوها، من مغادرة مقرهم في السفينة الراسية في البحر، ومنعتهم من الوصول إلى نقطة الالتقاء لاستكمال تنفيذ نشر ضباط الارتباط على خطوط التماس شرق الحديدة. من ناحية ثانية، طالبت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، التي تتخذ من أمستردام مقراً لها، في بيان، برفع الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز منذ نحو خمس سنوات. وذكرت أن الحصار الذي يتعرض له المدنيون في تعز يتنافى مع القوانين والتشريعات والأعراف كافة، ويتنافى مع قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأضافت إن أهالي تعز يعانون الأمرين جراء هذا الحصار الخانق، مشيرة إلى أن المدينة تعيش في معاناة مستمرة لا تنتهي. وحضت الانقلابيين على الوفاء بوعودهم والتزاماتهم تجاه المدنيين، وطالبت برفع الحصار عن المدينة. من جهة أخرى، حذرت نقابة المعلمين اليمنيين أمس، من “مواصلة الحوثيين تجريف القطاع التعليمي بشكل يعمل على تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلم الطائفية وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال”. على صعيد آخر، حرر الجيش اليمني أمس، مواقع جديدة شرق تعز، بعد مواجهات مع الحوثيين.

وقال مصدر عسكري إن “قوات الجيش في الكتيبة الثانية باللواء 22 ميكا، هاجمت مواقع الميليشيات وأسفرت المواجهات عن تحرير تبة الخضر، وأسفرت عن مصرع ثلاثة من الحوثيين وإصابة عشرة آخرين”. وأشار المصدر إلى أن تبة الخضر تطل على الطريق الذي يربط مديرية صالة بمديرية دمنة خدير، وكذلك تطل على منطقتي زوة عبدان والزيلعي، مؤكداً أن المواجهات العنيفة أجبرت عناصر الميليشيات على الفرار.

 

العاهل الأردني يؤكد ضرورة التوصل لحل سلمي في سورية

عمان – وكالات/21 تشرين الأول/2019  

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ضـرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً، ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين. ولدى لقاءه وفداً من أعضاء مجلس النواب الأميركي برئاسة رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، حيث تناولا التطورات الإقليمية وعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين، أكد الملك عبدالله الثاني ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عن تقديره للدعم المتواصل الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن، مثمناً مواقف الكونغرس تجاه المملكة. وتطرق اللقاء إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على “الإرهاب ضمن نهج شمولي”. وكانت بيلوسي قالت في بيان، إن زيارة الأردن تأتي في “وقت حرج لأمن واستقرار المنطقة .. مع الازمة المتفاقمة في سورية بعد التوغل التركي، أجرى وفدنا محادثات مهمة بشأن التبعات على الاستقرار الاقليمي وزيادة تدفق اللاجئين والفرصة الخطيرة التي توفرت لتنظيم داعش وإيران وروسيا”. وأضافت “أوضحنا استمرار تقديرنا للشراكة الستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن، وأجرينا حواراً بناء بشأن استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والتعاون الأمني والسلام في الشرق الأوسط والتنمية الاقتصادية والتحديات المشتركة الأخرى”. والتقى الوفد أيضاً مع ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والأمير فيصل بن الحسين، ووزير الخارجية أيمن الصفدي ومسؤولين أردنيين كبار آخرين. وضم الوفد الأميركي رؤساء لجان رئيسية بمجلس النواب، بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية اليوت انغل، ورئيس لجنة الأمن الداخلي بيني تومسون، ورئيس لجنة المخابرات ادم شيف، والنائب الجمهوري عضو لجنة القوات المسلحة ماك ثورنبيري.

 

بريطانيا تطلب رسمياً تأجيل خروجها من “الأوروبي” وجونسون أرسل ثلاثة خطابات إلى الاتحاد

لندن – وكالات/20 تشرين الأول/2019

 أرسل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رسالة غير موقعة، إلى الاتحاد الأوروبي، يطالب فيها بتأخير خروج بريطانيا من الاتحاد “بريكست” إلى آخر يناير العام 2020، لكنه أوضح في مذكرة أخرى، أنه لا يريد تمديد الخروج على نحو يجعل فكرة الخروج “تتآكل بشدة”. واضطر جونسون لطلب تأخير البريكست بموجب قانون صدر في سبتمبر الماضي، ولكنه مازال مصراً على أنه باستطاعته الحصول على موافقة المشرعين البريطانيين على خطته. وكان البرلمان البريطاني أحبط محاولة جونسون لتمرير اتفاق الطلاق مع الاتحاد الأوروبي ليل أول من أمس، بعد تأجيل التصويت عليه، فيما تبقى عشرة أيام على موعد المغادرة.

وصوت البرلمان البريطاني بغالبية 322 صوتاً، مقابل 306 أصوات لصالح تعديل تشريعي يفرض على حكومة جونسون طلب تأجيل الخروج لنهاية يناير العام 2020، حتى إقرار اتفاق بريكست الجديد من قبل مجلس العموم. ويشمل الخطاب الأول ملحوظة مقتضبة من مبعوث بريطانيا لدى الاتحاد يشرح فيها أن الحكومة تلتزم فحسب بالقانون الذي يلزمها بإرسال خطاب طلب التأجيل، فيما كان الخطاب الثاني نسخة مصورة غير موقعة من نص القانون المعروف باسم قانون بن، في حين قال جونسون في الخطاب الثالث، إنه لا يريد التمديد. وكتب جونسون في الخطاب الثالث الذي وقعه باسمه ثائلاً، “أوضحت منذ أن توليت منصب رئيس الوزراء وأوضحت للبرلمان مرة أخرى وجهة نظري وموقف الحكومة من أن التمديد مرة أخرى سيضر بمصالح بريطانيا وشركائنا في الاتحاد الاوروبي والعلاقات بيننا”. وغرد على حسابه بموقع “تويتر”، “سأبدأ التشاور مع زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن الرد”. وفي السياق، توعدت المعارضة البريطانية بوضع جونسون، أمام مسؤوليته، بسبب الرسائل الغامضة التي أرسلها لرئيس المجلس الأوروب، دونالد توسك، بشأن مواعيد بريكست. من ناحيته، أعلن الوزير البريطاني مايكل غوف، الذي كلفه جونسون بتجهيز الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر الجاري وعدم الامتثال لطلب تأجيل الخروج، رغم إجبار النواب بمجلس العموم جونسون لإرسال خطاب حكومي إلى بروكسل يطالب فيه بإرجاء موعد البريكسيت. وفي بروكسل، عقد سفراء دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً، أمس، لبحث الخطوة التالية بشأن “بريكست”، من دون أن يتضح على الفور كيف يعتزم الاتحاد الرد على الطلب البريطاني بتمديد أجل انسحاب المملكة المتحدة بعد الموعد النهائي المقرر في 31 أكتوبر الجاري.

وقال كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه أمس، إنه يتم إجراء مشاورات خلال الأيام المقبلة لمتابعة ما إذا كان قادة الاتحاد الأوروبي منفتحين على منح بريطانيا تأجيل لخروجها من التكتل أم لا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أخاطب أهل السلطة لا سواهم:  لن تربحوا شيئًا، أنتم تربحون فقط احتقارنا لكم

عقل العويط/النهار/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79686/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%8a%d8%b7-%d8%a3%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%a8-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%87%d9%85-%d9%84%d9%86/

أخاطب أهل السلطة، لا سواهم:

لقد خسرتم كالعادة كلّ شيءٍ تقريبًا.

لقد خسرتم، وهذا طبيعيٌّ جدًّا، لأنكم بلا كرامة.

فأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا احترامنا.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا ثقتنا.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا عقولنا.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا أرواحنا.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا أحلامنا.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا أولادنا.

وأنتم لا يمكنكم أيضًا، أنْ تربحوا، ولا حتّى جثثنا، ولا قبورنا.

أخاطب أهل السلطة، لا سواهم:

لقد خسرتم كالعادة كلّ شيءٍ تقريبًا.

لقد خسرتم، وهذا طبيعيٌّ جدًّا، لأنكم بلا كرامة.

فأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا شغفنا بالحرّيّة، ولا شرفنا، ولا أَنَفَتنا، ولا كبرياءنا، ولا اعتزازنا بعرق جبيننا، ولا حبّنا للحياة، كما لا يمكنكم أنْ تربحوا خطواتنا الواثقة، ولا عنادنا، ولا تصميمنا على حراثة الأمل، ولا أرضنا، ولا أشجارنا، ولا ينابيعنا، ولا دموعنا، ولا سماءنا المنجّمة، ولا قمرنا، ولا شمسنا، ولا أشعارنا، ولا فنوننا، ولا معركتنا الدائمة ضدّكم.

أخاطب أهل السلطة، لا سواهم:

لقد خسرتم كالعادة كلّ شيءٍ تقريبًا.

لقد خسرتم، وهذا طبيعيٌّ جدًّا، لأنكم بلا كرامة.

فأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا السرّ الذي يجعل الناس ينتفضون بكرامة في كلّ مكانٍ كريم، فوق أرض هذه الجمهوريّة المصادَرة بالعار.

وأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا سرّ الانتفاض في النبطيّة، ولا في صيدا، ولا في عكّار، ولا في طرابلس، ولا في زغرتا، ولا في الكورة، ولا في البترون، ولا في جبيل، ولا في كسروان، ولا في المتن، ولا في عاليه، ولا في الشوف، ولا في الهرمل، ولا في زحلة، ولا في بعلبك، ولا في الحازميّة، ولا في الدورة، ولا في الزوق، ولا في غزير، ولا في راس مسقا، ولا خصوصًا في بيروت.

أنتم، يا أهل السلطة، لا يمكنكم أنْ تربحوا سرّ بيروت، ولا سرّ ساحة رياض الصلح، ولا سرّ ساحة الشهداء، ولا سرّ الحمراء، ولا سرّ المنارة، ولا سرّ الأشرفية، ولا سرّ التباريس، ولا أيّ حفنة ترابٍ أبيّة في هذه الجمهوريّة المصادَرة.

في المقابل، يمكنكم أنْ تحتقروا الناس، الفقراء، والجوعى، والبسطاء، والأوادم، ويمكنكم أنْ تستخفّوا بالوجدان العامّ، وأنْ تزوّروا الحقيقة، وأنْ تبقوا في السلطة، وأنْ تهربوا بهذا العهد القويّ المشؤوم إلى الأمام، وأنْ تنقذوا الحكومة (أو تعدّلوها أو تستبدلوها بأسوأ منها!)، وأنْ تخوّنوا الغضب الشعبيّ، وأنْ تطعنوا الأمل من الخلف، وأنْ تؤبّدوا الخيبة والمرارة، وأنْ تعيدوا جوهر لبنان مكسورًا إلى نفسه المكلومة.

في المقابل، يمكنكم أنْ تربحوا كلّ شيء. كلّ شيء بلا استثناء. من مثل توجيه الأنظار إلى الأخطار الكاذبة التي تحدق بالبلاد في حال إسقاط الحكومة، ووفي حال إسقاط رئيس الجمهوريّة.

ومن مثل تخويف الناس بانهيار الليرة، وبفراغ الخبز.

كما يمكنكم أنْ تبثّوا في كلّ مكان، زعرانكم وأزلامكم وقطّاع طرقكم، الذين يحوّلون الضمير الجمعيّ للفقراء والموجوعين إلى محارق شارعيّة، وإلى مواجهات مع القوى الأمنيّة.

يمكنكم أن تربحوا كلّ شيء: الشاشات، الخطب التافهة، الأصابع المهدِّدة، الأكاذيب…

أخاطب أهل السلطة، لا سواهم:

لقد خسرتم كالعادة كلّ شيءٍ تقريبًا.

لقد خسرتم، وهذا طبيعيٌّ جدًّا، لأنكم بلا كرامة.

فأنتم لا يمكنكم أنْ تربحوا احترامنا.

يمكنكم فقط أن تربحوا الاحتقار.

إنّنا نحتقركم يا أهل السلطة.

ولن تستطيعوا يومًا أنْ تربحوا احترامنا لكم.

تربحون فقط احتقارنا لكم. دائمًا، تربحون هذا الاحتقار، يا أهل السلطة!

 

بيروت ترد التحية إلى بغداد... انتفاضة بوجه أذرع إيران و بوادر خلاف بين حزب الله وحركة أمل في التعاطي مع ما يحصل على الأرض

طوني بولس/اندبندنت عربية/20 تشرين الأول/2019

من بيروت إلى بغداد الشعب يصرخ "لا للطائفية نريد دولة مدنية". وفي بيروت يكتب الشعب السطر الأخير من عصر 14 مارس (آذار) 2005، الذي أنتج خروج جيش النظام السوري من لبنان ليكتب السطور الأولى من ولادة جديدة للبنان تبدأ في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. 14 عاماً بين 14 مارس 2005 و20 أكتوبر 2019 يجمع بينهما ثورة شعبية عفوية عارمة ملأت الساحات والشوارع في قلب العاصمة ومحيطها، وتمددت إلى مختلف المناطق اللبنانية. فجّرها قلق على مستقبل ومصير، وعلى سيادة ولقمة عيش كريمة.

الشيعة ينتفضون على نصر الله

بين بغداد وبيروت عاد الشريك الشيعي بشكل واضح كاسراً حاجز الخوف والتهديد. ففي بغداد قتل قناصة العشرات من العراقيين ولكن بقيت الثورة هادرة ولم تستكِن. أما في بيروت، فنزلت الملايين إلى الساحات لترد على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي توعد اللبنانيين والسياسيين بعظائم الأمور فكانت الرسالة مدوية وصادمة. المدن والبلدات ذات "اللون الشيعي" قالت كلمتها "لا للثنائية المتجسدة في حزب الله وحركة أمل"، وواجه المتظاهرون بصدور عارية الرصاص والعراضات المسلحة. وهنا لا بد من التوقف أمام جملة من العوامل التي أدت إلى خروج البيئة الشيعية عن العباءة الإيرانية.

أولاً – احتكرت ثنائية "حزب الله – حركة أمل" كل الوظائف المخصصة للطائفة الشيعية، وقد استطاعت على مدى 30 سنة الماضية توظيف عشرات الآلاف من المناصرين في الدولة، لكن في السنوات الماضية وبسبب وضع الدولة المالي بدأ هذا الأمر يتقلص إلى حدوده الدنيا لينضم عشرات الآلاف من الشبان الشيعة إلى جيش العاطلين من العمل، ما زاد حالات الفقر والتململ في المناطق الشيعية بشكل غير مسبوق. ثانياً – الأزمة المالية التي يعاني منها حزب الله بسبب العقوبات الأميركية التي خنقت داعميه الإيرانيين انعكست بشكل كبير على تقديماته للمناصرين والمحازبين، والمؤسسات التابعة له والتي تضم الآلاف من المواطنين الشيعة. فهذا الحزب الذي ربط أكثر من مليون شيعي خلال العقود الماضية بمؤسسات تابعة له لم يعد قادراً على استكمال تمويلها. ثالثاً – مارس الحزب السطوة والاستبداد في بيئته تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وخوّن كل من عارضه. ولا يخفى أن الضيق الاقتصادي والمعيشي والشكوى من سياسة السلطة، يطال كل الفئات والطوائف. ونظراً إلى انخراط حركة أمل وحزب الله في السلطة فإن الاتهامات وجهت إليهما من قبل المناصرين بالمسؤولية عن الأوضاع الاقتصادية المزرية.

حزب الله يرمي كرة النار على "أمل"

مصادر شيعية معارضة تشير إلى أن هول الصدمة الشعبية دفع بحزب الله باتجاه محاولة التنصل من تحمل المسؤولية الاجتماعية الاقتصادية ورميها على "شريكه" في الثنائية حركة أمل في محاولة لركب موجة النقمة المتصاعدة ضد السلطة وإظهار نفسه شريكاً في مطالبة السلطة وتحميلها وزر الانهيار الاقتصادي-الاجتماعي، مشيرة إلى أن الصراع الخفي بين الحزب والحركة بدأ بالخروج إلى العلن بشكل واضح. ولفتت المصادر إلى أن مندسين من حزب الله اخترقوا صفوف المتظاهرين في المناطق الشيعية وحاولوا التصويب باتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري والعمل على تحييد حسن نصر الله، مضيفة أن الرسالة وصلت إلى بري حيث وللمرة الأولى بتاريخها، امتنعت قناة NBN التابعة لبري عن نقل خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهي الوحيدة بين الشاشات اللبنانية التي لم تنقل الخطاب، في وقت كانت تبث مسيرة تضامن مع الرئيس بري في صور.

وشدّدت المصادر نفسها على أن محاولات نصر الله رمي كرة النار على حركة أمل واستمالت المتظاهرين فشلت وكشفت عن ارتباك واضح بين استرضاء الجمهور الغاضب وحرصه على أن تبقى الأمور كما هي، بإعلان دعمه بقاء الحكومة والبحث عن حلول "بروح جديدة ومنهجية جديدة".

نصر الله يتمسك بالحريري

ورأت المصادر أن نصر الله سيستميت لإبقاء الوضع الراهن كما هو، حيث يعتبر أن التركيبة الحالية هي الخط الدفاع الأول عن مشروعه الممتد من طهران إلى بيروت. وتضيف أن رئيس الجمهورية يغطي مشروعه الإقليمي والحكومة التي يرأسها الحريري باتت أداة بيده لتسويق سياساتها محلياً ودولياً بلباس شرعي ومجلس نيابي وفق توازنات تعطيه هامش الإمساك بتوازنات السلطة، معتبرة أن نصر الله بات مدافعاً شرساً عن الرئيس الحريري. في المقابل، تشير مصادر سياسية لبنانية إلى أنها تدرك أن تريث الحريري بتقديم استقالته مرتبط بتوازنات واتصالات دولية ومن ضمنها فرنسا، التي تربطها مصالح مع إيران ولديها قنوات اتصالات فاعلة مع حزب الله، إلا أنها تعتبر أن على الحريري أن يختار بين الزعامة والحكومة.

نصر الله يهدد جنبلاط؟

وأشارت المصادر إلى أن الشارع السني بأكثريته الساحقة تموضع بشكل واضح في ساحتَي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت وبقية المناطق اللبنانية، وأنه لا يزال ينتظر انضمام الحريري إلى صفوف المتظاهرين، مشيدة بموقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اتخذ قرار الاستقالة من التسوية المدمرة للبنان. وتخوّفت المصادر من أن يكون رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد تلقى رسائل تهديد دموية من النظام السوري أو حزب الله، ما يدفعه للتريث والتراجع عن الشراسة الذي بدأها في الأيام الماضية، مذكرة أن جنبلاط كان أول من أطلق شعار "العهد الفاشل" وهو أول من نزل على الأرض للتحرك ضد عهد ميشال العون، داعية جنبلاط إلى كسر حاجز الخوف وتسجيل اسمه على لائحة الشرف التي ستقود المرحلة المقبلة من تاريخ لبنان الجديد.

 

أبعد من حكومة الحريري واهتزاز التسوية الرئاسية

رفيق خوري/اندبندنت عربية/20 تشرين الأول/2019

إذا كان الوزير باسيل يعترف بأن ما بعد حكومة الحريري "ضباب" فالحريري يوحي أنه يعرف ما هو أبعد

الشارع في غليان لأن مؤسسات الدولة في "البراد". ولا أحد يعرف الى أين يقودنا انفجار الغضب في الشارع بعدما تعاظمت ضغوط الأزمات على اللبنانيين وتمادت السلطة في الاستهتار بهم .

لكن الكل يعرف بالمعاناة الى أين قادتنا التركيبة السياسية بقسميها الحاكم والمتحكم، بحيث صرنا في حاجة إلى معجزة داخلية ومساعدات خارجية للخروج من الهاوية. والصورة ناطقة.

شمول التظاهرات كل المناطق دليل على أن ما بدأ عفوياً تداخل فيه أصحاب مخططات. فالشباب الغاضب الذي نزل الى الشارع من خارج سيطرة الأحزاب وأمراء الطوائف كما حدث في السودان والجزائر، انضم إليه من دفعتهم قيادات وأحزاب من أجل "أجندة" أبعد من المطالبة بالإصلاحات ورفض الضرائب.

وتعدد الشعارات إشارة إلى اهتزاز عميق في التسوية السياسية التي تمت قبل ثلاث سنوات، وجاءت بالرئاسة والحكومة والمجلس النيابي الجديد. وهي تسوية مهدت لها تسويات في الداخل ومشاورات مع عواصم اقليمية ودولية: من "تفاهم معراب" بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية إلى التفاهم بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، مروراً بمفاعيل "تفاهم مار مخايل" بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وصولاً إلى اقتناع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتصويت للعماد عون. أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإنه أبلغ العماد عون الذي زاره في عين التينة أنه لن يصوت له وقال: "لا يمكن أن أصوت لرئيسين في وقت واحد، ميشال عون وجبران باسيل".

أول انقلاب على التسوية أخرج الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية منها. ثم جاء الدور على زعامة وليد جنبلاط. وها نحن حالياً في مرحلة الانكشاف الكامل للخلاف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. وهو ما ظهر ضمناً في كلمة الوزير جبران باسيل من القصر الجمهوري وكلمة الرئيس سعد الحريري في عز اشتعال الشارع . فهل نحن على طريق سقوط التسوية ام "تصحيح" التسوية؟ انصار الرئيس عون دأبوا منذ مدة على الحديث عن "خطط ومؤامرات لتفشيل العهد".

والمنطق الذي كرره الوزير باسيل هو الشكوى من عرقلة عزم العهد على الاصلاح حتى في الكهرباء مع أن وزارة الطاقة لا تزال منذ عشر سنين في أيدي التيار الوطني الحر. وقبل أيام كان قد هدد بـ "قلب الطاولة". والرئيس الحريري كشف أنه "يتعرض لاستهداف سياسي" ويراد تحويله "كبش محرقة". وروى تفاصيل المماطلة في مساعدته على تحقيق الاصلاحات التي صارت مثل الأزمات معروفة من الجميع . وعبّر عن شعوره حيال المواطنين الغاضبين مؤكداً أن "السلوك السياسي هو سبب المماطلة في الحلول وتعطيل الدولة". ثم أعطى شركاءه في التسوية مهلة زمنية قصيرة جداً لتقديم جواب يؤكد المضي في الإصلاح، وإلا كان له "حديث آخر". والمعنى البسيط لذلك هو ايضاً "قلب الطاولة". لكن كلفة قلب الطاولة باهظة على الجميع، واذا كان الوزير باسيل يعترف بأن ما بعد حكومة الحريري "ضباب"، فان الحريري يوحي أنه يعرف ما هو أبعد. واذا كان الشباب الغاضب البريء يطالب باستقالة الحكومة لتكليف واحدة افضل، فإن هناك قوى تريد حكومة معاكسة. لماذا؟ لأن هذه القوى تتصور أن التحول الاستراتيجي الذي أحدثه الإنسحاب الأميركي من شرق الفرات على طريق من الشرق الأوسط يفتح الباب لتغيير قواعد اللعبة في لبنان .

اولاً في اتجاه التموضع النهائي في "محور الممانعة والمقاومة" الذي تديره طهران.

وثانياً في اتجاه مواجهة الضغوط الأميركية والعقوبات المفروضة على حزب الله. والوقت حان بالفعل للتوقف عن التلاعب بالأزمات وتوظيفها. حان للخروج من سياسة مدمرة وعبثية هي سياسة: نحن وهم. نحن الأنقياء وهم الفاسدون. نحن المصلحون وهم المعطلون. وكل ما يحدث يحركه "متآمرون" هنا وفي الخارج. كأن "نظرية المؤامرة" التي تستخدمها الانظمة الشمولية من حولنا لتبرير التقصير والقمع قابلة للاستخدام في نظام اسمه ديموقراطي برلماني.

حين انهار الاتحاد السوفياتي قادت "نظرية المؤامرة" أكثر من طرف إلى اتهام غورباتشوف بأنه "عميل أميركي" مكلف تهديم القلعة الاشتراكية. لكن مدير المخابرات الأميركية روبرت غيتس سخر في كتاب "بين الظلال" من الإتهام وقال "لو كنا نحن من يعلم غورباتشوف كيف يهدم الاتحاد السوفياتي لفشلنا في صنع ما صنعه الرجل بإرادته". وفي هذه الأيام يقال في أميركا أن الرئيس دونالد ترمب "مزروع روسياً". لكن موسكو عاجزة عن أن تفعل بأميركا ما يفعله ترمب بطريقته على طريق هبوطها. وأزمات لبنان من صنعنا. ولا أحد يستطيع دفعنا إلى المنحدر الذي نحن فيه بأسرع منا. بيل كلينتون وصل الى إلبيت الأبيض بشعار"إنه الاقتصاد، يا غبي". وما ينقذ لبنان هو شعار"إنها سياسة، يا ذكي".

 

ماذا تعني استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية من الحكومة؟/لا يزال جعجع بحاجة إلى 6 استقالات إضافية لتحقيق مطلب حل مجلس الوزراء

زياد احمد الفيفي صحافي/اندبندنت عربية/20 تشرين الأول/2019

كعادة لبنان في تقديم الحلول المعقدة، المؤثرة وغير الناجزة في الوقت نفسه، حقق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نصره الذي لم يلحق هزيمةً بأحد، بعدما وجه ضربته التي لم تكن تنتظرها الحكومة الحالية بالدفع نحو استقالة وزرائه من مجلسها، الذي لم يؤمن به من اليوم الأول لتشكيله.

إذ أعلن جعجع عند منتصف ليل السبت 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بعد اجتماعٍ في معراب لتكتل "الجمهورية القوية"، أن التكتل "قرر الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة وتشكيل حكومة جديدة بعيدة كل البعد عن الحكومة الحالية"، مؤكداً أن الوزراء الحاليين عاجزون عن اتخاذ الإجراءات المطلوبة لإنقاذ البلاد من الأوضاع الاقتصادية التي تتخبط بها. حزب القوات الذي يمثله في الحكومة كلٌ من: غسان حاصباني نائب رئيس الحكومة، وكميل أبو سليمان وزير العمل، وريشار قيومجيان وزير الشؤون الاجتماعية، ومي شدياق وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، ينوي تسليم مقاعده الأربعة في خطوةٍ يدفع فيها "الحكيم" العربة نحو مطلب إسقاط الحكومة التي وصلت علاقته بها للمرحلة التي "لا يزيح فيها شعرة"، بحد وصفه في مناسبة ماضية.

فما مدى تأثير الخطوة التي أقدم عليها سمير جعجع وحزب القوات اللبنانية في طريق تحقيق مطلب إزاحة الحكومة الحالية؟

ماذا يقول الدستور؟

تنص المادة 69 من الباب الثاني - الفصل الرابع في الدستور اللبناني، على اعتبار الحكومة مستقيلة في الحالات التالية: استقالة الرئيس أو وفاته، عند بدء ولاية رئيس الجمهورية  أو مجلس النواب، أو في حالة نزع الثقة عن الحكومة من قبل المجلس النيابي.

وأخيراً عند استقالة ثلث أعضائها، وهي الحصة التي لا يملكها حزب القوات في مجلس الوزراء، إذ يشكل ثلث مجلس الوزراء اللبناني المكون من 30 وزيراً ما نصابه "10 وزراء" في حين لا يمتلك القوات سوى أربعة مقاعد في المجلس، الأمر الذي يحتم عليه بناء موقف مشترك مع كتل "صديقة" أخرى داخل المجلس.

الخطوة التي تبرأ منها أقرب الحلفاء، الحزب التقدمي الاشتراكي بعد تغريدة لرئيسه وليد جنبلاط نفى فيها نيته الطلب من وزرائه الاستقالة، على الرغم من عدم تأثير الخطوة في احتمالات تحقيق نصاب حل المجلس. وأكد جنبلاط معارضته أي خطوة تنتهي بخلق "فراغ"، بحسب تصريحه إلى قناة الجديد "أعلم أن ما أقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب إلى الفراغ المطلق أصعب وعلينا تفادي الفراغ والانهيار المالي".

بانتظار انقضاء "الوقت القصير جداً"

مطلب سمير جعجع بتشكيل حكومة جديدة كلياً بعيداً عن الأكثريّة الحكوميّة الحاليّة، مرتبط بما سيترتب على انقضاء "المهلة القصيرة جداً"، التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري لشركائه في الحكومة لدعم الإصلاحات التي يسعى إلى تطبيقها.

إذ يملك رئيس الحكومة القدرة على تحقيق رغبة "الحكيم" في حال جاء رده المنتظر بعد الـ"72 ساعة" على عجز شركائه على دعمه متناغماً مع موقف القوات. إذ يملك رئيس الحكومة القدرة على حل المجلس بمجرد تقديمه استقالته، على الرغم من نفي جعجع وجود أي تنسيق مع الحريري حول موضوع الاستقالة، مغرداً "ما يتم تداوله عن اتفاق بيني وبين الحريري غير صحيح على الإطلاق، وهذا الكلام من نسج خيال أصحابه فقط لا غير مثلما عوّدونا تباعاً".

وقال الحريري في وقت سابق من يوم الجمعة 18 أكتوبر، في كلمة متلفزة أعلن عنها مسبقاً بعد إلغاء اجتماع كان مقرراً لمجلس الوزراء في اليوم نفسه، "أنا شخصياً منحت نفسي وقتاً قصيراً جداً، إما أن يعطينا شركاؤنا في التسوية والحكومة جواباً واضحاً وحاسماً ونهائياً يقنعني ويقنع اللبنانيين والمجتمع الدولي، بأن هناك رغبة لدى الجميع للإصلاح ووقف الهدر والفساد أو أن يكون لدي كلام آخر".

وهي المهلة المقرر انتهاؤها غداً الاثنين 21 أكتوبر ليكشف بعدها الحريري عن "كلامه الآخر".

 

لماذا لم يتظاهر جمهور حزب الله ومعلومات عن تورط قياديين في ملف الفساد

محمد غندور/اندبندنت عربية/20 تشرين الأول/2019

لم يلق الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله صدى طيباً لدى المتظاهرين، ولا ضمن بيئته الحاضنة. الكلمة التي أعلن فيها دعمه للحكومة اللبنانية و"القتال" كي لا تسقط في الشارع، زادت عزيمة المتظاهرين، وثبتت أقدامهم بعدما تخلى نصرالله عنهم وتركهم وحيدين في وجه عاصفة الفساد.

رفض البيئة الحاضنة

في المقابل، ثمة رفض لدى بيئة الحزب للخطاب الأخير، حتى إن لم يكن علنياً، لكن هذا الجمهور يعاني ما يعانيه المواطن العادي من أزمات ومشاكل، خصوصاً بعد تقلص الدعم المادي الخارجي للحزب، والمعلومات عن تقسيط رواتب المتفرغين منذ أشهر عدة. وتضمن الخطاب الأخير شبه تخلٍ عن الحليف الشيعي الرئيس للحزب نبيه بري، الذي طالته التظاهرات هو وزوجته رندا وهتفت ضدهما. وظهر الرد واضحاً حين لم تعرض قناة "nbn" التابعة لبري كلمة نصرالله، في ما يشبه الرد على القطيعة المحتملة في العلاقة بينهما. قرأ الحزب أن الحراك الشعبي، وصل الى "الأيقونة الشيعية" (نبيه بري)، ومن المحتمل أن يصوّب الحراك العفوي والمطلبي سهامه إلى الحزب في وقت قريب، بما أنه ركن أساسي من هذا النظام الفاسد، منذ دخوله فعلياً إلى الحكومة عام 2000 بعد تحرير الجنوب.

قمع الجمهور

في سياق متصل، يلاحظ المتابع أن الحزب قادر حتى الساعة على قمع جمهوره والتحكم به أو السيطرة عليه، عبر طرق عدّة أهمها "التكليف الشرعي" وهو غالباً ما يُستعمل في الانتخابات. لكن لماذا لم يشارك الحزب وجمهوره حتى الآن في مكافحة الفساد وهو الشعار الذي رفعه نصرالله أساساً للانتخابات النيابية الماضية. تبدو الإجابة بسيطة عن هذا النوع من الأسئلة. فالحزب شريك أساسي في منظومة الفساد في البلد، وهو يغطّي أفعال كثيرين من داخل طائفته وخارجها، كما أنه ركن قوي في كل حكومة شُكّلت منذ سنوات، لكن همه الأول كان عقد تفاهمات مع باقي الأحزاب على شرعية سلاحه وكيفية الاحتفاظ به. وكانت المعادلة بسيطة: "اتركوا السلاح وافعلوا ما تريدون".

"حروب صغيرة"

من هذا المنطلق، يمنع الحزب جمهوره من المشاركة، ويخاطر بفض الثنائية الشيعية القوية بينه وبين حركة أمل، ومن ردود الفعل على ذلك، ما يُتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن معارك خفية بين جمهور الحزب والحركة في الضاحية الجنوبية، وحرق عدد من المحتجين نصباً لنصرالله في منطقة العباسية (جنوب لبنان). وغرّد مناصرون لحركة أمل على الحادث "طابخ السم بدو يدوقو (يتذوقه). جيشتوا العالم لتهاجم الرئيس بري وحركة أمل. قلبت القصة عليكن وعلى أكبر عمامة فيكن". من جهة ثانية، بدأت العقوبات الأميركية تؤثر في الحزب، فهو يقسّط رواتب مناصريه منذ أشهر، والدعم المادي الذي كان يصله، تقلّص. الأكيد أن ذلك لن يؤثر في عقيدة جمهوره القوية، لكن المؤسسات التي يديرها كالقرض الحسن ومؤسستَيْ الشهيد والجرحى ومحطة الأمانة ومدارس المصطفى والمهدي، غير قادرة على احتواء الأزمة.

الفضيحة

اللافت في الأمر ما يُتداول عبر مجموعات واتس آب ضمن بيئة حزب الله، عن فساد عدد كبير من المسؤولين فيه كالحاج وفيق صفا مثلاً، وحسن حجيج القريب من قياديي الحزب وهو وكيل أعمال الخرافي في لبنان.

ومما نُشر في بعض المقالات التي تُوَزع أو تُنشر في بعض المجموعات الإلكترونية الخاصة ووصلت إلى "اندبندنت عربية"، أن "إعلان الوزير وئام وهاب عن المرتكبين والمرتشين بفضيحة واتس آب (محمد شقير ويوسف فينيانوس وحسن حجيج) فتح الشهية للإضاءة على تفاصيل برسم من يدَّعون أنهم أمناء وضد الفساد في الحزب".

استطاع حجيج في وقت قصير أن "يرشي قيادات ويدخلها في صفقاته ويمنحهم بدل ربح "شرعي" مقابل سطوة الحزب". تعاون الرجل مع وفيق صفا مقابل عمولة، و"لم يتوقف عنده، بل وصل إلى طهران والعراق وينتظر انتهاء الحرب في اليمن. ومن هذه الصفقات، دخول شركة النفايات "سيتي بلو" إلى الضاحية الجنوبية، إذ سهّل صفا عملها عبر يوسف نورالدين وعلي عواضه وآخرين ممن هم في دائرته". تغلغل حسن حجيج في الحزب وقيادته، حتى أضحى أقوى من أي مسؤول آخر. وصل إلى المعاونين الجهاديين وبات له رأي بالأحداث، وليكون التواصل معه آمناً، أعطوه خطاً هاتفياً آمناً في منزله.

الحاج

وتشير المقالات المنشورة إلى أن "أوّل اسم يتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن الفساد في بيئة المقاومة هو اسم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، ليس لأنه الأفسد بين زملائه القياديين، بل لأنه في دائرة الضوء بحكم مهامه الحزبية، فيما زملاؤه الذين يفوقونه فساداً مجهولون لدى الرأي العام، كونهم يعملون في الظل. هو ابن عائلة فقيرة لم يرث عنها إلاّ الحرمان، وكان قبل تخرجه من الجامعة يعمل مدرّساً للغة العربية، واستغلّ نفوذه لاحقاً للحصول على الإجازة الجامعية". تدرّج في الحزب، حتى وصل إلى منصب مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق التي تتولى إدارة العلاقات بين حزب الله وسائر الأجهزة الأمنية في الدولة اللبنانية، إضافةً إلى الأحزاب والتنظيمات، ولها أقسام منتشرة في كل المناطق التي يسيطر عليها الحزب". هذا الموقع أتاح للرجل بناء علاقات واسعة داخل الحزب وخارجه، وزاد نفوذه مع الوقت مدعوماً بلوبي حزبي يشاركه الاستثمار ويغطّي عليه فساده. تصاعد هذا النفوذ حين كلّفته قيادته الإشراف على بعض صفقات تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني حتى أصبح رقماً صعباً يتعذر على حزبه التخلي عنه، وبات يدير امبراطورية من السلطة والنفوذ والأموال. وممّا نشر "بات يملك الحاج وفيق، ملايين الدولارات ويضع يده على مشاعات للدولة في الأوزاعي بالقرب من ملعب الغولف تُقدّر قيمتها بالملايين، واستغل نفوذه في إدخال بعض الضباط إلى المدرسة الحربية، وتغطية نشاطات بعض تجار السلاح ومهربي الكبتاغون من الطائفة الشيعية".

السبب

من هنا يظهر عجز الحزب على فتح ملفات الفساد المتعلقة بالطبقة الحاكمة، التي تحدث عنها نائبه حسن فضل الله، وحُكي عن أكثر من 10 مليارات دولار، لكن المستندات والوثائق التي جمعها على مدار أشهر، اختفت، أو بالأحرى خُبّئت كي لا يُضطر الحزب إلى مواجهة حلفائه في الحكم أو خصومه.

قد يكون ما ذُكر من أسباب كافياً، لعدم نزول جمهور الحزب والمشاركة في التظاهر، لكن إذا سُرّبت كل المعلومات والوثائق عن تورط بعض قياديي الحزب في الفساد، هل سيبقى هذا الجمهور نائماً؟

 

الحراك المدني، العصيان المدني وفرص التغيير

شارل الياس شرتوني/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79671/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b5/

نحن امام نقلة نوعية تندرج على خط استوائي مع الذي جرى قبل ١٣ عامًا، تضعنا على تماس بين الحراك المدني والحراك الاستقلالي، وتكرس الطلاق بين المجتمع المدني ومراكز النفوذ السياسية واقفالاتها في وقت تدخل فيه المنطقة ديناميكية نزاعية متجددة دفع بها الانسحاب الاميركي من شمالي-شرقي سوريا، والحرب التركية على الأكراد، والتنافس الصاخب لسياسات النفوذ التركية والروسية والايرانية. السؤال الأولي المطروح هو كيفية حماية هذا الحراك من إسقاطات النزاعات الإقليمية، وانعكاساتها المدمرة على مفكرات الاصلاح الداخلي التي لم تعد تحتمل المراوحة والمواربة والتسويف الذي ألفته الاوليغارشيات السياسية، التي تعتبر نفسها فوق المؤسسات الدستورية.

ان ابرز ما عبرت عنه هذه الحراكات المدنية ذات المنابت المتعددة لجهة التشكل الطوائفي والاجتماعي والمهني والعمري، هو رفضها الجامع والمبرح لاداء هذه الطبقة السياسية ورصيدها على مدى ثلاثين سنة انقضت على بداية جمهورية الطائف.لقد امنت هذه الطبقة السياسية استمراريتها عبر الارتباط العضوي بسياسات النفوذالإقليمية، وتعاطت مع الشأن اللبناني كساحة نزاع بديلة ومفتوحة على مراكز القوى الإقليمية على تضارب محاورها وصراعاتها (سوريا ، العراق،السعودية، إيران، تركيا، …)، الامر الذي سمح للاوليغارشيات بناء حصانات ومداخل نفوذ استثمرتها في تكوين ريوعها وحيازاتها، وشبكاتها الزبائنية، وشراكاتها في الداخل والخارج. هذا النسق من التبعيات الإقليمية بتخريجاته الأيديولوجية والسياسية كان بأساس هذه المناعة والنهج الاعتباطي الذي اعتمدته في إدارة البلاد، ومن خلال النهب المنهجي لمواردها، وأموال اعادة الإعمار، وآليات المديونية العامة المدمرة، وتقويض اسس الاقتصاد الانتاجي لحساب اقتصاد المقامرة، وتبييض الاموال والمضاربات المالية والعقارية وتقاسم المسالب.

لقد تكونت طبقة سياسية متماسكة في مصالحها المالية على خط تقاطع الولاءات الخارجية والشبكات الزبائنية واستخدام الولاءات الأولية ( طوائفية ومناطقية وعشائرية وعائلية… ). لأول مرة يجمع اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم السياسية على ادانة هذه الاوليغارشيات السياسية على تنوع مشاربها، التي لم يعد يروا فيها الا مجموعة من المرابين بنوا ثروات خيالية انطلاقا من مواقعهم داخل التركيبة السياسية. في المقابل بقيت السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والمدنية والبيئية دون الحد الأدنى من الجهوزية التي تمكنها من معالجة فعلية للمشاكل البالغة الخطورة في كل من هذه القطاعات ( الانفصام بين سياسات الهندسةالمالية وتفعيل الاقتصاد الانتاجي وتحفيز الاستثمارات وإيجاد فرص العمل، وعلاقتهم البنيوية بالاستقرار السياسي وبالنظام التربوي، اعادة النظر بتقسيم العمل بين العام والخاص، على اسس تكاملية تقوم على التفاوض الدائم بين الفاعلين الاجتماعيين والمهنيين والوزارات المعنية في مجال تحديد الإشكاليات المطروحة وسبل حلها. ان القصور الفادح للتركيبة الدولاتية القائمة وخياراتها السياسية والعامة الخاطئة، وبنياتها الإدارية، وطواقمها المهنية، وفسادها العميم كفيلة بتفسير خطورة الأزمات المالية ، والتربوية، والبيئية، والصحية، وازمات البطالة … ). ان حالة العصيان المدني هي المدخل الصحيح من اجل إنهاء واقع القطيعة بين دوائر الحكم والمجتمع المدني على قاعدة التواصل التي يفترضها النظام الديموقراطي، والقيم السياسية الجامعة والمؤسسات التي تؤمن المشاركة على تنوع مندرجاتها الدستورية والادائية. لا سبيل خارجًا عن العصيان المدني لان هذه الاوليغارشيات السياسية متفقة على حد ادنى فيما بينها: تأمين ديمومتها، وصيانة مصالحها وتثبيت إقفالاتها على كل المستويات التشريعية والإجرائية .ان نجاح العصيان المدني مرتبط بتقطيع أوصال هذه الطبقة السياسية التي تسعى من خلال قدراتها الكبيرة، وتموضعاتها الإقليمية والداخلية الى تقويض الحراك والعصيان المدنيين وخنق حيويتهما، وتحويلهما الى حالات انفعالية عابرة. ان ضرورة تنظيم العمل المعارض على اساس مفكرة اصلاحية جامعة تؤطره وتجعله منطلقا لحركة سياسية مؤسسية قادرة بفعل الثبات على كسر الدفاعات القائمة، وفرض ديناميكية تشاركية على هذه الاوليغارشيات المتمرسة في الغطرسة والالتفاف ونسف السياسات الاصلاحية المضادة. هذه النقلة النوعية لن تعمر طويلًا ان لم تكن بأساس تحولات في مرتكزات الحياة السياسية والعامة، وهنا تكمن أهمية هذه الحراكات والانعطافات التي تحملها في طياتها. المواجهة قاسية وتتطلب ليس فقط نفسا طويلا بل قدرة على تطويع السياسات القائمة والدفع ببدائل لها.

 

انتفاضة لبنان لإسقاط “مرشد الجمهورية” وصهرها ويتيمها

حازم الأمين/موقع درج/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79675/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d8%b1%d8%b4/

“ما أجمل هذا المجهول الذي تأخذنا إليه التظاهرة”، هذا ما كتبه روجيه عوطة رداً على تساؤلات قال أصحابها “ثم ماذا بعد”؟، ذاك أن “الورقة الإصلاحية” التي من المفترض أن يعرضها رئيس الحكومة سعد الحريري، ستكون هزيلة أمام الحدث اللبناني مهما تضمنت من بنود. الإجابة بورقة على حدث بحجم الزلزال، تنطوي على عدم تقدير للمشهد، وهو أصاب الجميع، ولعل أقل من أصابه هو رئيس هذه الحكومة سعد الحريري. لا بل أن إسقاط الحكومة وإسقاط العهد يبدوان هزيلين حيال قرار اللبنانيين بالنزول إلى الشارع سوية. فالحكومة والعهد هما ثمرة نصاب سياسي تشكلا بعد انتخابات العام 2018 النيابية، والتي جرت في ظل قانونٍ انتخابي فرضه منتصرون في حروب داخلية وإقليمية وعلى رأسهم حزب الله، وهذه القوى هي من تولت تقميش المشهد السياسي الراهن.

التظاهرة اللبنانية أكبر بكثير من “ورقة إصلاحية”، وسقوط الحكومة سيمثل استعصاءً ستعود من خلفه القوى المذهبية لتتولى صياغة المشهد. فنحن حيال فشل نظام سياسي يبدو فيه سعد الحريري مجرد فاسد بين فاسدين. والتظاهرة بدت ذكية إلى حدٍ نجحت فيه بعدم تجرع “الطعم”، فالحريري كان في آخر قائمة المستهدفين بالشعارات، على رغم محاولات يساريي حزب الله تحويله كبش فداء الطبقة السياسية. التظاهرة تصرفت حيال حسن نصرالله بصفته “مرشد جمهورية الفساد”. تورية اسمه في الشعارات ترافق مع ابتسامات مرددي الشعارات، ذاك أن استهدافه المباشر بالأناشيد يدفع على الخوف. وعلى رغم ذلك شهدنا لحظات أفلت فيها المتظاهرون من خوفهم وأشهروا غضبهم منه، وكانت عبارة “كلن يعني كلن ونصرالله واحد منهم” خاتمة الكثير من أهازيج التظاهرة.

“ثم ماذا بعد التظاهرة”؟، جواب روجيه عوطة يمكن الذهاب به إلى ما يعنيه المجهول، وهو أفضل على كل حالٍ من المعلوم الذي كان اللبنانيون يعيشونه في أعقاب تشكيل حكومة الفساد والفشل والارتهان. المجهول هو ما من المفترض أن تعدنا به التظاهرة في أعقاب سقوط المجلس النيابي الذي أنتج الحكومة والعهد. المجلس النيابي الذي انتخب رئيس الجمهورية، والذي أعطى الثقة لهذه الحكومة. حل المجلس النيابي سيعني انتخابات نيابية من المفترض تنتج تغييراً في الطبقة السياسية. وقول نصرالله بالأمس أن الانتخابات ستأتي بنفس الوجوه ليس صحيحاً، ذاك أن الأيام الثلاثة الفائتة كشفت تغيراً هائلاً في مزاج اللبنانيين، وهو اذا لم يترجم في صناديق الاقتراع، فعلينا أن نعود إلى بيوتنا وأن ندفع الضريبة التي يفرضها محمد شقير وغيره من الوزراء.

مشهد بيروت اليوم يغري بمغامرة في المجهول. طرابلس تهتف متعاطفة مع صور. طرابلس “عاصمة السنة” تهتف ضد الحريري وميقاتي وتتضامن مع صور، “عاصمة الشيعة” التي قمعتها بالأمس الآلة الميليشيوية لحركة أمل. جرى ذلك في ظل شقاق مذهبي كبير يشطر المنطقة كلها.

الفشل أعمق من الضريبة على “واتس آب”. الفشل عميق جداً، وهو أعمق من فساد نبيه بري وجبران باسيل، ومن مغامرات يتيم الجمهورية سعد الحريري العاطفية مع عارضة الأزياء الجنوب أفريقية. الفشل هو في أننا ذهبنا إلى العقوبات الأميركية على أقدامنا، وأننا قررنا أننا أقوى من الشروط الدولية. العراق فعل ذلك فاشتعل شارعه، وها هو دورنا قد حان. ونحن اذ توجهنا بملء ارادتنا إلى هذا المصير فعلنا ذلك لأن الانتخابات النيابية أنتجت لنا سلطة هذه وظيفتها الإقليمية. ولعل محاولات القول بأن المصارف هي المسؤولة عن الكارثة المالية والاقتصادية هي امتداد لهذه الوظيفة، ذاك أن المصارف أبدت مقاومة حيال الاندراج بهذه الوظيفة، وهي لم تنج من تلميحات مرشد السلطة في كلمته يوم السبت.

ثمة إصرار في التظاهرة على استهداف من لم يتجرأ أحد في السابق على استهدافه. حزب الله مستهدف، أحياناً جهاراً وأحياناً تورية. أما عن ترتيب المستهدفين بحسب أولويات المتظاهرين، فيمكن القول بأن أولهم جبران باسيل وثانيهم نبيه بري وثالثهم حزب الله ورابعهم سعد الحريري. وهو ترتيب الفائزين في الانتخابات وترتيب أصحاب المقاعد الوزارية من قادة الكتل النيابية.

مشهد بيروت اليوم يغري بمغامرة في المجهول. طرابلس تهتف متعاطفة مع صور. طرابلس “عاصمة السنة” تهتف ضد الحريري وميقاتي وتتضامن مع صور، “عاصمة الشيعة” التي قمعتها بالأمس الآلة الميليشيوية لحركة أمل. جرى ذلك في ظل شقاق مذهبي كبير يشطر المنطقة كلها. والذهاب بالشعارات من اسقاط الحكومة إلى إسقاط المجلس النيابي لن تكون مبالغة، ذاك أن هذا المجلس هو المسؤول عن هذا المشهد. هو من انتخب رئيس الجمهورية وهو من شكل الحكومة. واليوم نشهد انعطافة كبرى في الأمزجة، وهي تستحق أن تترجم بانتخابات.

 

الفصل الختامي من ضم لبنان إلى محوَر إيران

إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط اللندنية/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79680/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

تُنسَب إلى الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مقولة «لو كان الفقر رجلاً لقتلته!»… وأحسب أنه لا أحد يجادل في معاناة اللبنانيين، هذه الأيام، من ضائقة معيشية ضاغطة من الطبيعي أن تدفع بهم إلى التظاهر والاحتجاج. وأيضاً طبيعي أن يوجه المتظاهرون سهام انتقاداتهم إلى الساسة الذين يديرون الأمور تحت غلالة رثّة ومشوّهة للديمقراطية.

أبداً لا يُلام اللبنانيون، وبالأخصّ، جيل الشباب المحبط والضعيف الذاكرة، على غضبه ويأسه من الذين يبدون أمامه «أهل السلطة»، بغض النظر عما إذا كانت هذه هي الحقيقة الكاملة أم لا. ولا يلامون على الرفض… الناجم عن اليأس والإحباط وخيبات الأمل والطريق المسدود!

كل هذا، طبيعي ومبرّر وصحيح. إلا أنه في مكان ما، ومرحلة ما، يجب التأمل بما هو أعمق وأبعد من الظواهر، التي يستغلها البعض، فيركب الموجة الاحتجاجية، ويزايد بلا خجل ولا رحمة… تمهيداً لحرف المطالب عن هدفها الحقيقي، وتحويل الغضب المتأجج إلى المكان الذي يناسبه ويخدم غاياته.

ومن دون الخوض في «متاهة» التفاصيل، لعل حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله»، اختصر المسافات بخطابه، صباح أمس، فكشف حقائق ربما غابت، وما زالت غائبة، عن المحتجّين الرافضين.

نصر الله استغل ذكرى «أربعين الحسين» لضرب عصفورين بحجر واحد:

العصفور الأول، تعميق الجرح الطائفي الفتنوي ورشّ ملح إثارة الأحقاد التاريخية فيه، عبر مرويّات استشهاد الحسين بن علي (رضي الله عنهما)… وذلك لتبرير المشروع المذهبي – السياسي – الإقليمي الذي يخدمه الآن، علناً، في رعاية نظام طهران وتحت إشرافه ودعمه.

والعصفور الثاني، إبلاغ اللبنانيين – بل العالم بأسره – بأن السلطة في لبنان له، وهو الحاكم الحقيقي وقراره هو النافذ. هو وحده الذي يقرّر مَن يعيش ومَن يموت، ومَن يُساق إلى السجون بتهم الفساد ومَن يستحق لقب «بطل المقاومة» ضد إسرائيل… حتى إذا كان حتى الأمس القريب جداً من خصوم «مقاوميها»!

خطاب نصر الله، للذين يقرأونه بذهنٍ مفتوح وحدٍ أدنى من الذاكرة السياسية والقدرة التحليلية، يشكل بيان حزب حاكم. ويوجّه رسائل بالجملة إلى ساسة لبنان وجموع المتظاهرين المحتجين على السواء، مؤداها التالي:

أنا وحدي صاحب القرار، وعندي حصراً المشروع المقبول لتحديد هويّة لبنان واتجاه سياسته ودوره الإقليمي.

– حتى الآن لم أضطر لاستخدام «فائض القوة» المتوافر لديّ «في كل المناطق». وأنصحكم بألا تختبروني في هذا، وذلك عبر تهديده الصريح بأنه «إذا نزل إلى الشارع فلن يخرج منه…»!

– هذا «العهد» – أي رئيس الجمهورية ميشال عون – أنا فرضته وهو تابعٌ لي. وهذه الحكومة حكومتي، لا سيما، أن لـ«حزب الله» وحلفائه وأتباعه غالبية حقائب الحكومة. وبناءً عليه، إياكم التفكير في تغيير الوضع القائم. أي… إياكم المساس بما فرضته عليكم من حُكم وقانون انتخاب وحكومة، عبر السلاح، الذي أنفرد بحمله، وبالحق في استخدامه… حيث أشاء وحين أشاء.

إذا سوّلت لأي منكم نفسه بتحدّي مشيئتي، التي هي «الشرعية» الوحيدة في البلد، عليه تحمّل تبعات ذلك. ومعلومٌ أن «حزب الله» الذي رفض التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وأحجم عن تسليم محازبيه المتهمين بارتكابها، لديه خيارات أخرى بجانب التصفية الجسدية على شاكلة تلفيق تهم الفساد ضد أي كان. وحقاً، هذا الأمر ليس جديداً… لا على لبنان ولا على الجهاز الأمني السوري – اللبناني الذي أشرف على طبع ونشر «وثائق» بهذا الشأن عبر أدواته السياسية ومؤسّساته الإعلامية ووسائطه الإلكترونية المموّهة.

كل ما سبق سيعني الضغط على سعد الحريري لضمان تأمين الغطاء السنّي الرسمي للفصل الختامي من وضع إيران يدها رسمياً ونهائياً على لبنان. وهذا، ما مهّد له وزير الخارجية جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ومرشح «حزب الله» المفترض لخلافة الرئيس، عندما استبق بيان الحريري أمس. واللافت، أن باسيل – الذي يتصرّف أصلاً كرئيس – أدلى ببيانه من القصر الرئاسي في بعبدا، وعرض – عملياً – على الحريري الانضمام إلى تحالف «حزب الله» والتخلي عما تبقى له من حلفاء أيام انتفاضة 14 آذار (مارس) التي تفجرت بغد اغتيال والده.

بكلام آخر، يريد «حزب الله» عبر باسيل، تصفية آخر ما تبقى من مقاومة لمشروع هيمنته المطلقة – والرسمية العلنية – على لبنان. وهو ينهج في هذا نهج الابتزاز بالفساد… في ظل قضاء عاجز عن مواجهة هيمنة السلاح.

وللتذكير، فإن تهديد القضاء واحتمال استهدافه كان منطلق اللجوء إلى محكمة دولية للتحقيق باغتيال الحريري.

أيضاً، بين المتظاهرين، ارتفعت أصوات تطالب بإلغاء «اتفاق الطائف»، إلى جانب الأصوات المطالبة بمعاقبة الفاسدين وناهبي المال العام منذ 30 سنة.

إلغاء «الطائف» غاية معروفة لـ«حزب الله» وعون. أما «30 سنة» فهو رقم لافت جداً، لأنه يوحي بوجود جهة واحدة مسؤولة عن الفساد هي القوى التي تولّت الحكم منذ ذلك الحين. وهذه الجهة بصورة أو بأخرى… رفيق الحريري ومن دخل في حكوماته. غير أن مروّجي هذا الرقم – وعلى رأسهم الأمين العام لـ«حزب الله» والتيار العوني – يتجاهلون أن الحاكم الفعلي للبنان في تلك الفترة كان نظام دمشق، حليف عون الجديد، وحليف «حزب الله» القديم… عبر غازي كنعان ورستم غزالة والجهاز الأمني السوري – اللبناني.

إنهم يتجاهلون عمداً أن الفساد يعني أيضاً السلاح غير الشرعي، وحماية التهريب والمهرّبين وفارضي الخوّات، والحدود السائبة المُشرعة، وتنفير الرساميل، وتهجير الكفاءات، والامتناع عن دفع الضرائب والجمارك، والاتجار بالمخدّرات وتصنيعها، وتبييض الأموال، وتهريب الأدوية المزوّرة وتوزيعها، والتعدّي على الأملاك العامة والخاصة، والإثراء غير المشروع… عند القريب قبل الغريب. وهكذا، لبنان الآن بين خيارين: إما الإذعان لأوامر «حزب الله» والانضمام طوعاً لمحور طهران، أو دفع الأمور إلى حد مطالبة الناس بتسليم السلطة إلى الجيش، مع ما في ذلك من تعقيدات… في ظل اختراق «حزب الله» والعونيين حتى المؤسسات العسكرية والأمنية.

 

غضب دنيوي على سلطان نصرالله المقدس

محمد أبي سمرا/المدن/20 تشرين الول/2019

في صبيحة النهار الثالث من حركة الغضب الاحتجاجي، العفوي والتلقائي والشعبي الواسع، الجذري والشتائمي، ضد سياسات أهل الحكم والسلطان في لبنان، وشمولها رموزهما كافة، ومعظم المناطق اللبنانية - ومنها مناطق سيطرة حزب الله وحركة أمل في الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية - بدا السيد حسن نصرالله عتيقاً وفائتاً في إطلالته التلفزيونية في مناسبة أربعينية الحسين اليوم السبت 19 تشرين الثاني 2019.

الخريطة الدموية

فالشاشات التلفزيونية التي نقلت خطبته المصورة، وصور مستمعيه في بعلبك، قسِّمت مساحتها إلى أربع لنقل صورته إلى جانب المحتجين عليه وعلى أمثاله، في المناطق اللبنانية. فبدا السيد نصرالله عتيقاً وفائتاً ومقيماً خارج الزمن والمكان. تماماً كالخريطة التي وضعها خلفه في الأستديو التلفزيوني، فيما هو يلقي خطبته الحسينية الكربلائية:

خريطة بالأحمر الدامي، لبلاد ما بين النهرين العراقية، وبلاد الشام السورية، وصولاً إلى شاطئ البحر المتوسط اللبناني. أي عندما كانت هذه البلاد لا تزال بلاد فتوح في زمن فجر الإسلام الإمبراطوري. حتى قبل نشوء الإمبراطورية الأموية الغاشمة والقاتلة لسلالة آل بيت النبي محمد.

وفي وعي السيد نصرالله ولاوعيه، ما حصل بعد استيلاء السلالة الأموية وخلفائها، وبعدها السلالة العباسية وخلفائها على هذه البلاد، لاحساب له ولا تاريخ، لأنه ليس سوى سلطان طاغوتي غاشم، ومثله ما نشأ في هذه البلاد كلها من تواريخ وحدود وشعوب ودول وسلطات ومجتمعات، طاغوتية بدورها.

كأن صاحب أحد فيالق الجيش السري الشيعي الخميني المقدس، من طهران إلى بيروت - والذي بدا أن المحتجين الغاضبين اللبنانيين أدرجوه في قائمة أهل السلطان الدنيوي في لبنان، وشملوه باحتجاجهم الغاضب وخاطبوه كما يخاطبون سواه من المتسلطين على دنياهم اللبنانية - يريد القول إن الزمن توقف منذ الإمبراطورية الأموية، عندما لم تكن قد صِيغت بعدُ الأسطورة أو الخرافة الحسينية الكربلائية، التي أعادت الثورة الخمينية إحياءها في صيغة خلاصية دموية جديدة، منذ العام 1979. وذلك لأن الزمن والتاريخ والبشر بلا معنى، غائبون ولا وجود لهم، منذ غيبة الأمام المهدي صاحب العصر والزمان والبلاد في خريطة السيد نصرالله الحمراء الدموية. وهي خريطة أُزيلت منها الأديان والحدود والشعوب والدول والحكام والمجتمعات والهموم والولاءات، إلا تلك التي صنعتها الجمهورية الإسلامية الخمينية، وأنشأت فيها جيوشاً خاصة يقودها قاسم سليماني، أحد مقدمي الحرس الثوري الإيراني.

الغضب الدنيوي

فكيف لمن هذه حاله أن يشغله لبنانيون حملهم غضبهم الدنيوي على الانتفاض على أوضاعهم المعيشية في يومياتهم اللبنانية الدنيوية والظرفية؟!

بلى، لا شيء يهمُّ السيد نصرالله فوق ما يهمه غضبهم وما يقولونه منذ أيام في احتجاجهم. وهو منشغل، بل خائف منهم أكثر بكثير من انشغال وخوف سواه من أركان السلطات اللبنانية منهم. لكنه يخفي انشغاله واهتمامه وخوفه، على منوال إخفائه سلطانه في جلباب القداسة التي أضفاها على نفسه وحزبه ومقاومته، أقله منذ العام 2000، ومنذ صِيغت كربلاء وعاشوراء وأربعينية إمامها صوغاً دينياً وسياساً دنيويين يناسب محو الحدود والدول والحكومات، وتذويب البشر والشعوب والفئات الاجتماعية وصهرهم في آتون دعوة شمولية إمبراطورية تقبض على زمامها الدنيوي فئة أو شيعة حزبية، مغلقة وضيّقة وسرية مقدسة.

لاشيء يخيف السيد نصرالله مثلما يخيفه ويخيف السيد نبيه بري أن يخاطبهما الناس، وخصوصاً الجمهور الشيعي،  مثلما تعودوا مخاطبة سواهما من أركان السلطة والحكم في لبنان، منذ صار للبنان حدوداً ودولة. وهما حدود ودولة يريد السيد نصرالله نسخهما وتذويبهما في إمبراطورية وليّه الخامنئي، تلك التي انتفضت عليها مرات أجيال إيرانية في طهران وسواها من المدن الإيرانية. وانتفضت عليها  أمس الأجيال الشابة العراقية في المدن الشيعية، مثلما ينتفض اليوم في لبنان جمهور شيعي واسع للخروج على ولائه للحروب المرهقة المقدسة التي خاضها ويخوضها جيش السيد نصرالله السري، ويكتم بها لغة جمهوره وأنفاسَه وكلماته.

قد يكون ما بدأ في لبنان منذ مساء الخميس، أخطر اختبار يتعرض له سلطان السيد نصرالله وحزبه ونوابه ووزرائه وبطانته وإعلامه. أولئك الذين غيّبتهم تقريباً انتفاضة الغضب، بعدما كانوا طوال سنوات مالئي الدنيا وشاغلي الناس في لبنان. وقد ترقى مشاركة فئات من الجمهور الشيعي في انتفاضة الغضب اللبنانية هذه، إلى مصاف البطولة الدنيوية التي تنزع القداسة عن السلاح والتحرير والمقاومة وسيدها وسلطانه المقدس. وذلك خروجاً على الولاء الحديدي المرصوص لحزب دنيوي وأفعال دنيوية زمنية وظرفية.

وقد يكون أقوى أثر لهذه الإنتفاضة أنها انتفاضة دنيوية على قداسة طال زعمها الإلهي الخلاصي.

 

باسيل لم يَسلم من "ثورة" البترون... نموذج إنتفاضة المسيحيّين

ألان سركيس/نداء الوطن/20 تشرين الأول/2019

لم تسلم أي منطقة لبنانية من نيران الإنتفاضة الشعبية المتنقلة، بعدما طفح الكيل وبلغ الغضب الشعبي الذروة.

منذ إندلاع الإنتفاضة ليل الخميس المنصرم، ومنطقة البترون تغلي، هي المنطقة التي يحسدها الجميع بسبب ما يُحكى عن خدمات ضخمة قدّمها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ويقال إنها توازي خدمات بقية الأقضية مجتمعة.

لكن ما يتم التداول به هو مغاير لأرض الواقع، إذ إن البترون تعتبر من الأقضية المحرومة وأهلها عانوا الإضطهاد السياسي والمعيشي في زمن الإحتلال السوري، ويصيبهم ما يصيب الشعب اللبناني اذ لا ينفعهم وجود حاكم من هنا أو زعيم من هناك.

لم ينتظر أهل البترون الدعوات السياسية أو التحريض على التظاهر من قبل القيادات، بل تحركوا بشكل عفوي منذ ليل الخميس جبلاً ووسطاً وساحلاً، تحركوا بشكل غير منظّم إذ تداعى الشباب في ما بينهم وقرروا الإنتفاضة على الواقع.

بسرعة البرق لملموا صفوفهم وغالبيتهم من الشباب الناقمين على الواقع، والذين فقدوا الأمل بالطبقة الحاكمة وليس بالوطن.

وظنّ الجميع أن هذه التحركات البترونية لن تطول، وإذ بالمفاجأة أنها تجدّدت ولم يبدّدها لا خطاب الوزير باسيل من القصر الجمهوري ولا خطاب الرئيس سعد الحريري خصوصاً وأن الثقة مفقودة بالطبقة الحاكمة.

وكما في كل لبنان كذلك في البترون، إفترش الشعب الطريق عند جسر المستشفى، ونصبوا الخيم رافضين فتح الأوتوستراد.

وعلى مقربة من منزل باسيل البتروني، نال الأخير الجزء الأكبر من الإنتقادات، مستذكرين الوعود التي أطلقها منذ ممارسته الحياة السياسية وإذ يتفاجأون بأن المصالح الخاصة تسيطر على مصالح الشعب، وينتقدون في المقابل عبارة "ما عم يخلونا نشتغل"، معتبرين أنه الرجل الأول في العهد ومدعوم من رئيس الجمهورية و"حزب الله" وعلى أتمّ وئام مع الحريري ويملك 11 وزيراً وسيطر على كل المراكز المسيحية في الدولة فمن يمنعه من العمل؟

ويؤكد المتظاهرون حرصهم على موقع رئاسة الجمهورية، في حين أن هذه الرئاسة يجب أن تكون هي الضمانة للشعب وليس للعائلة أو المقربين الذين يشوّهون صورة الرئاسة ويضعونها في مواجهة الشعب الذي راهن على عهد عون وإذ به يتفاجأ بممارسات باسيل.

وكانت ملفتة مواكبة الكهنة للمتظاهرين ودعوتهم الشعب للنزول الى الشارع، وفي السياق يؤكد المونسنيور بطرس خليل لـ "نداء الوطن" أنه نزل إلى الشارع ليكون إلى جانب شعبه ورعيته، "فواجب كل رجل دين مواكبة الشعب". ويشير إلى أن قرار النزول إلى الشارع هو لأن الناس جاعت وفقدت الأمل بالطبقة الحاكمة التي دمرت البلاد والعباد. ويوضح أن التظاهرة هي سلمية وحضارية وقد واكبتنا القوى الأمنية التي نحتضنها وهي جزء من الشعب ومنعنا حرق دواليب، مطالباً الشعب بالبقاء في الشارع حتى تحقيق الإصلاحات المنشودة.

وبما أنه رجل دين وينتمي إلى البترون، منطقة الوزير جبران باسيل وسط الحديث عن أن باسيل يجيّر كل خدمات الدولة للمنطقة، ينتفض خليل على هذا الكلام، ويسأل: "ماذا فعل باسيل لمنطقتنا، وظّف بعض الناس وأجبرهم على انتخابه، بالنسبة إلى الطرق التي يقال أنه أهّلها هل نعتاش منها، في حين أن شبابنا مثل بقية المناطق عاطلون من العمل ويعانون الفقر ولا يقدرون على الزواج، فمع كل إحترامنا للوزير باسيل نسأل ماذا فعل؟

ولا يوافق خليل على أن التظاهرات موجّهة ضد العهد، "بل هي ضد النهج الذي دمّر البلاد"، مشيراً إلى أن "الرئيس سعد الحريري ضحك في خطابه على الشعب ولم يطرح حلولاً وليس بهذه الطريقة تُدار البلاد".

ويقرع خليل جرس الإنذار الذي قرعته بكركي منذ فترة، ويوضح أن "الشعب يجب أن يُكمل ثورته، ويجب محاسبة الفاسدين والسارقين وليس فرض ضرائب جديدة على الشعب المقهور. فهل يجوز في بلد يعاني أوضاعاً إقتصادية صعبة أن يقود النائب سيارته من دون أن يدفع الجمرك عليها بينما المواطن العادي يدفع كل أنواع الضرائب؟ وبالتالي فإن المطلوب رحيل هؤلاء الحكام والمجيء بطبقة سياسية تحقّق الإصلاح الحقيقي وتنقذ الشعب من المأزق الذي أغرقه فيه السياسيون".

ينتظر أبناء البترون إنتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي حدّدها الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه، وسط التأكيد أن الثورة لن تهدأ حتى تأمين المطالب الشعبية المحقّة وإسقاط الفاسدين.

 

مفارقات تظاهر المسيحيين و"تضامن" الجيش

هيام القصيفي/الأخبار/20 تشرين الأول/2019

جمالية مشاهد التظاهرات لا تُلغي الكلام في السياسة، ولا سيما في ضوء وقوف الجيش وتضامنه مع مطالب المتظاهرين، مع محاولة إلقاء الضوء على نزول المسيحيين إلى الشارع في خطوة لافتة

في العرف وفي الممارسة والقانون والدستور ، لا يتحمل العهد ورئاسة الجمهورية عبء التدهور الاقتصادي والانهيار المالي والاجتماعي. السلطة في لبنان تنفيذية والحكومة هي التي تتحمل مسؤوليتها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والعمّالية. لكن ما حصل منذ مساء الخميس، لم يُوجَّه ضد ممارسات الحكومة وحسب، إنما ضد العهد والحكومة والمجلس النيابي دفعة واحدة، وتحولت مساءلة سعد الحريري كرئيس حكومة إلى محاكمة ليس في ملف الهدر والفساد فحسب، إنما أيضاً لشراكته الكاملة مع الذين يتحملون مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي، ولخضوعه لتأثيرات العهد والوزير جبران باسيل في الملف الاقتصادي والمالي. ولم يعد اتهام سياسة الرئيس الراحل رفيق الحريري الاقتصادية وحدها كافياً، لأن عمر السلطة الحالية بمكوّناتها القديمة والحديثة يكاد يقارب عمر الحريري الأب في السلطة، لا سيما في وزارات الخدمات الأساسية منذ عام 2005 وحتى اليوم.

في واحد من أرقى المشاهد الشعبية الاحتفالية وأجملها التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة، وتفلّتها من كل سياق طائفي ومذهبي وحزبي رغم محاولات أحزاب الإفادة منها، وجمعها مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، ثمة مفارقتان :

الأولى، مشاركة المسيحيين الكثيفة مع جميع المتظاهرين بعيداً عن 8 و14 آذار. لا يمكن تخطي هذا الواقع في مقاربة النزول إلى وسط بيروت وفي مناطق جبل لبنان، من البترون وجبيل وجونيه وسنّ الفيل والكحالة وبعبدا، لأن المسيحيين في السنوات الأخيرة اعتادوا الانتظام في الأحزاب، كما دلّت الانتخابات النيابية، كما التماهي مع زعمائهم السياسيين واتّباع أوامرهم، وفي أفضل الأحوال الامتناع عن النزول إلى الشارع لأسباب «اجتماعية». المشهد المسيحي الأول، قمعهم من النظام الأمني وسوريا بالترحيب بكثافة بالبابا. التجربة الثانية كانت في تظاهرات 7 آب، ومن ثم 14 آذار عام 2005. ومن المؤسف للقوى المسيحية قاطبة، أن تتحول تظاهرات المسيحيين ضد زعمائهم، رغم محاولات هؤلاء في السنوات الأخيرة التذرّع بالحفاظ على حقوق المسيحيين، للمرة الأولى بهذه الحدة.

مشهد اليومين الماضيين غير اعتيادي، لأن كثافة المتظاهرين دلّت على أن نسبة الانكفاء المسيحي عن الأحزاب مرتفعة، وإن كان الرهان لا يزال مبكراً على أن أي انتخابات لن تؤتي النتيجة نفسها، في ظل وجود حزبيين ومنهم حالياً المتنفّعون إلى جانب السلطة. لكن هذا الانفصال الشبابي عن واقع الأحزاب، بادرة يمكن التعويل عليها إذا أحسن استثمارها لصالح المستقلين، لأن العنصر الشبابي الذي تحدّث أمام الكاميرات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، في لبنان وحتى خارجه، كان حريصاً على إيصال صوت مستقل لا يمتّ إلى الأحزاب بصلة، وأكثريته من الجامعيين والخرّيجين الجدد والعاملين في مجال مهنية عدة. المفارقة أيضاً أن الشريحة الثانية من المسيحيين المتظاهرين هم الأهل الذي هاجر أبناؤهم إلى الخارج بسبب الجو الاقتصادي، وهي هجرة تصاعدية ما يشكّل خطراً على الواقع الاجتماعي المسيحي، والعائلات التي بدأت ترزح تحت الفقر. ثمة واقع يعيشه المسيحيون هو «الفقر المقنع»، يتحدث عنه العاملون في مؤسسات اجتماعية وتربوية وكنسية. حالة الفقر في ما كان يُعتبر الطبقة الوسطى بدأت تتوسع، والتسرب من المدارس الكاثوليكية – والمسيحية عموماً مقلق، رغم محاولات تغطيته، على مدى السنوات الأربع الأخيرة في مناطق مسيحية صرف. والكلام عن الأعداد لافت بخطورته.

كل ذلك يضاف إلى العوامل الاجتماعية الأخرى التي تشهد عليها المؤسسات الاجتماعية بكثافة، ولا يزال الحديث عنها مغطى ببعض الحالات الاجتماعية الفاقعة في ثرائها، جعلت ظاهرة نزول المسيحيين إلى الشارع أمراً مسلماً به. ناهيك عن ظاهرة ليست بجديدة على الكنيسة، وهي أن حالات وعي في الطبقة الكنسية بدأت تتشكّل حول ضرورة الوقوف إلى جانب التظاهرات. ورغم أن بعض الرهبانيات، يقف إلى جانب العهد بوضوح، كما بعض الأساقفة، إلا أن بوادر تحرك كنسي إلى جانب المتظاهرين، شكّلت عاملاً لافتاً. علماً أن المجمع الماروني والكنيسة في مذكّرتها الشهيرة عن «الكنيسة تضع أصبعها على الجرح»، عام1998، أعطيا الشق الاجتماعي والاقتصادي الأولوية على كل شأن سياسي.

النقطة الثانية سياسية – أمنية: في الأشهر الأخيرة، تفاقم وضع العسكريين وعناصر القوى الأمنية كافة، من خلال الحديث عن حقوقهم واقتطاع مكتسبات منها. صحيح أن هناك مبالغات في رواتب ضباط والخدمات المقدمة إليهم والتعويضات، لكن ذلك لا يعني أن عناصر هذه الأسلاك لا تشملهم وعائلاتهم الأوضاع الاقتصادية. النقمة الأخيرة داخل القوى الأمنية على مستوياتها وأنواعها كافة، على الواقع المعيشي، أحد عناصر هذا انفجار الأزمة والغضب على الواقع الاقتصادي. وهو أمر استُثمر في الأيام الأخيرة في السياسة. يضاف إلى ذلك، عامل التجاذب الرئاسي بين المرشحين الرئيسيين جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون. كان بيان قيادة الجيش لافتاً، بعد انكفاء الساعات الأولى وعدم التدخل لفتح طرق رئيسية، رغم ضغوط كثيفة مورست على الجيش منذ ساعات فجر الجمعة. هنا يفهم محاولة كل طرف استثمار كل الأسلحة المتوافرة لتحصيل أقدمية على الآخر.

لم يتحرك الجيش ولم يقمع إلا مساء الجمعة ليلاً، رغم عدم توضح ملابسات ما حصل بعد. لكن في المجمل موقف الجيش رمادي، وأقرب إلى المتظاهرين الذين قال الجيش بأنه «متضامن بالكامل مع مطالبهم المحقّة». لن يقدم الجيش اصطدامه مع الناس على طبق من فضة إلى باسيل الذي يسعى لفرض أجندته في القيادة والمخابرات، لأن عيون اللبنانيين والمجتمع الدولي موجهة إليه، وأي اصطدام أو مواجهة أو صورة ستنعكس حكماً على صورة المرشح الرئاسي. لكن كلّما توسعت دائرة التظاهرات، زادت الضغوط أكثر كما شدّ الكباش بين بعبدا واليرزة، التي حيّدها المتظاهرون حتى الآن.

 

ما حصل ”انتفاضة” من خارج كلّ التوقعات… فأي تسوية ستعيد الأمور سيرتها الأولى؟

ابراهيم بيرم/النهار/20 تشرين الأول/2019

أمَّا وقد وقع المحظور، وحدثت “الانتفاضة الشعبية” الكاسحة التي حذَّر منها مراراً وتكراراً كل الخبراء والضالعين في علم الاقتصاد والموجوعين والمكلومين، واعتبروها أمراً آتياً ولا ريب، باستثناء معظم “النخبة الحاكمة” التي بدت كأنها تتجاهل كل الصرخات والنداءات المتتالية ومضت في “غيّها” تنسج على نهجها الدائب منذ عقود، فإن الجليّ ان هذه النخبة بكل تلاوينها ومشاربها قد وجدت نفسها وسط حصار خانق، واستطراداً في دائرة أزمة حقيقية تبحث بجهد جهيد منذ اكثر من خمسة ايام عن سبل للنفاذ منها بسلاسة او بأدنى قدر ممكن من الخسائر.

ثمة استنتاج فحواه أنها (النخبة) اكثر من اي وقت مضى ومنذ تسلّقها شجرة الحكم وتسلمها مقاليد الرئاسة، تجد نفسها في أكثر الاوقات حراجة ودقة، وتتلمّس البون الشاسع بينها وبين الشريحة الواسعة من الناس، تفتش عما يمكن ان يرضي الماكثين في الشارع منذ أيام، يطلقون حناجرهم بالدعوة الى سقوط العاجزين والفاسدين، ويتجاهلون محاولة الترهيب والترغيب لدفعهم الى مغادرة الميدان ولكن دون جدوى.

واللافت ان فريقاً من النخبة الحاكمة هو حزب “القوات اللبنانية”، اختار أهون الخيارات والاعتكاف خارجاً، والزعم أن لا ناقة له ولا جمل في كل ما حصل ويحصل، فيما بعضها الآخر وهو الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، شاء العودة الى لعبته المعهودة والمتمثلة بالوقوف على التلة و”وضع رجل في البور وأخرى في الفلاحة”، وهو على ثقة بأنه سيكون الكاسب والمتربع سعيداً من خلال المعادلات التي يمكن ان تترسخ لاحقا، يقينا منه ان لا أحد في شارعه وطائفته يجرؤ على أخذ مكانه في جنة الحكم.

وعليه، صار في وسع هذين الحزبين، اي “القوات” والتقدمي، ان يزعما انهما نجحا منذ البداية في النزول من سفينة الحكومة التي تتقاذفها امواج السقوط وتحاصرها احتمالات التداعي، وانهما في المقابل قد حجزا سلفا مكانا في شاطئ الامان وفي صدارة جماهير الشارع والساحات التي يتملّكها الغضب الساطع من تجربة حكم اقل ما يقال فيها انها غير ناجحة منذ ان بدأت عام 1992. وعلى ما يبدو فإنه زعمٌ دونه الكثير من حجب الترديد والإبهام وليس بالضرورة الخيار الانجح الذي يشكل خشبة الخلاص، فهو رهان وكفى.

وتبقى في الواجهة والصدارة قوى ثلاث وازنة، تتجه اليها منذ البداية كل الانظار ويبادر كثر الى تحميلها التبعة واخفاقات مسيرة كل الاعوام الماضية، وبالتالي فهي وفق المأذون للكلام فيها تتصرف على اساس انها في موقع “ام الصبي” الضائع وسط حناجر الشارع الملتهبة، وتسلك مسلك المُلقى على عاتقه واجب المواجهة وعبء النهوض ورسم صورة المرحلة المقبلة بغثّها وسمينها. وفي طيات وجدانها، تستشعر هذه القوى الثلاث بأنها ستكون مضطرة الى دفع اثمان تجعلها في موقع الخاسر او على الاقل الاكثر تضرراً، وفي طليعة الذين عليهم ان يصرفوا مما كانوا يعتقدون انه رصيد كوّنوه وجمعوه بشق النفس مدى عقود من التعب والبذل والتضحية كلّ في ميدانه، واستتباعاً كل في شارعه وساحته.

هذه القوى التي ظنّت انها متجذرة في ضمير شارعها، تحميها مسيرة نضالاتها الطويلة وادوارها الريادية او “فتوحاتها البيّنة” في عالم السياسة، تجد نفسها الآن انها في موقع الاكثر تضررا او الحاملة على اكتافها حصراً عبء الحيلولة دون الانهيار والتداعي الوشيك، وخسران كل ما تظن انها بنته من “امجاد” وبطولات عززت لديها الآمال بأن مقاليد الامور في البلاد قد آلت اليها مطواعة وسلسة.

وفي مقدم هذه القوى يأتي تيار “المستقبل” ووارث زعامته الرئيس سعد الحريري الذي بعد اقل من عقد ونصف عقد على امساكه بهذه التركة الكبيرة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه اطلاقاً، ومعه رئاسة الحكومة والاكثرية النيابية السنية، ومعه ايضا إسناد مطلق من الثنائية الشيعية في عزّ قوتها وذروة حضورها، وايضا وايضا معه دعم العهد الرئاسي وبيئته الحاضنة “التيار الوطني الحر” المالك لأكثرية نيابية مسيحية ولأكثرية شعبية من طائفته.

لكن ذلك، على بلاغته، لم يمنحه الحصانة والمنعة المطلوبين ولم يصدّ عنه رياح التأثير الشعبي التي هبّت اخيرا عاتية ترفع شعار اقتلاع كل التركيبة السياسية القائمة وتجاهر بشكّها وارتيابها من كل دعوات وشعارات الاصلاح الموعود.

وبناء على كل هذا الواقع المُر، كان على الرئيس الحريري ان يبادر الى التراجع ولو متأخرا كثيرا، فكانت مهلة الـ72 ساعة التي طلبها صراحة من الجمهور الغاضب، وكانت الورقة الاقتصادية النوعية والمتطورة التي اخرجها في الساعات الأخيرة وعرضها على القوى الاساسية، وفي اعتقاده انه يستحيل على اي من هذه القوى ان يجاهر باعتراضه عليها، وهي مبدئيا حسبما اشيع تخلو من اية ضرائب ورسوم جديدة وتعد باصلاحات مطلوبة بغية كسب رضا الشارع المشتعل، او بغية افراغ شحنة الغضب التي تتملّكه عسى ولعل تفرغ الساحات من ساكنيها المعترضين.

وفي كل الحالات، صار بالامكان الاستنتاج ان الرجل الذي نزل اكثر من ثلثي لبنان الى ساحة الشهداء مبايعاً له بالريادة والزعامة قبل نحو 15 عاما، قد اوشك ان يبدد هذا الرصيد الضخم ويتحول الى الحلقة الاضعف والخاصرة الاكثر رخاوة في المعادلة الداخلية، وهو يعي ان خيار خروجه من سدة الحكم تحت وطأة الشارع يعني نهاية بائسة قد لا يكون له بعدها عودة الى الرئاسة الثالثة.

اما الخاسر الثاني بفعل هذه الانتفاضة المتعاظمة، فهو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بعدما كان يؤدي دور “قطب الرحى” في لعبة السياسة اللبنانية ويفزع اليه الجميع في الملمّات والمنعطفات الصعبة، بدا خلال الايام الخمسة التي تلت اندلاع الانتفاضة في وضع الغائب المغيّب والقاصر عن تقديم اية مبادرة نوعية للمعالجة او السير بها قدماً، لا سيما بعدما ظهرت معارضة شعبية له في ما تبقى من معاقله الجنوبية تهاجم فيها مكاتب نوابه والرموز المحسوبة عليه، ويردد المحتجون شعارات ضد بعض “اهل بيته” فيضطر اعضاء من حركته الى مواجهة المعترضين والمتظاهرين بقوة السلاح والامر الواقع، فيظهرون بمظهر الميليشيا القامعة وتُجبَر قيادة الحركة لاحقا على التحلل من المسؤولية.

واما الخاسر الثالث فهو “حزب الله” الذي رغم الاحترام الكبير الذي يحظى به أمينه العام السيد حسن نصرالله في عالم السياسة اللبنانية، فانه وجد شريحة واسعة ترفع شعار الاعتراض على البنود الاساسية التي انطوى عليها خطابه الاخير، لا سيما بعدما بدا في موقع المدافع الشرس عن الحكومة رافضاً اي توجه لاسقاطها في الشارع بذريعة ان لا بديل منها ولا قدرة على ايجاد هذا البديل، لا بل ان ثمة من وجَّه اليه اصابع الاتهام بتأمين “شبكة حماية” للفاسدين والمفسدين، ووُضِع تلقائيا في موضع المواجه لأي عملية تغيير وتثوير للوضع المقيم عنوة منذ اعوام، والذي افضى الى هذه الفوضى والى موجة الاعتراض عليه. كثر لا يخالجهم الشك في أن الانتفاضة العارمة التي تشهدها الشوارع والمدن والقرى منذ اكثر من خمسة ايام، لن تكون في نهاية المطاف افضل من مثيلاتها السابقات التي توالت منذ آذار عام 2004، وكثر ممن يترقّبون ضمناً نجاح رهانات المراهنين على عامل الوقت لكي يتعب “المنتفضون” فتعود الامور تاليا سيرتها الاولى وإن ببعض التعديل والتبديل والتزيين، خصوصا ان تجارب البلد اثبتت انه لا يمكن ان يكون وليد ثورات وانتفاضات مهما بلغ حجمها، بل هو اولا واخيرا نتاج تسويات، لكن الأكيد ان ما ظهر اخيرا امر من خارج سياق كل الحسابات، ويفتح المشهد على آفاق مختلفة يكتنفها حتى الآن الغموض والابهام. وبصرف النظر عن النهايات المرتقبة خلال الساعات المقبلة لهذا المشهد المحتدم، فالاكيد ان ما بعد 17 تشرين الاول لن يكون كما قبله.

ولكن كيف؟ هذا هو السؤال الكبير المعتمل في كل النفوس والباحث عن اجابة حازمة بانتظار شكل التجربة المرتجاة خلال الساعات المقبلة.

 

“كلن يعني كلن ونصر الشيطان منن”

د. حمود الحطاب/السياسة/20 تشرين الأول/2019

هل بقي وطن عربي لم يحترق بنار الحسد، وهل يزرع الحسد غير زوال النعمة، فمن يحسد الوطن العربي من يحسد الخير والسلام الذي كانت تعيشه كل البلدان العربية؟ من زرع الفكر المعادي للاستقرار في هذه الأوطان؟ من زرع معاني القومية العربية الفاشلة بدلا من امة الخلافة الإسلامية؟ من زرع العنصرية العربية بدلا الدولة الواحدة التي اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؟ من زرع اوهام الوحدة الوطنية وجعلها معبرا وجسرا للهيمنات العنصرية؟ ومن زرع الثورات في بلاد الاستقرار العربي؟ ومن أتى بالانقلابات؟ ومن جعل من بعض جيوش العرب اداة للسيطرة على الحكم؟ واداة للتحكم في مقدرات الشعوب واداة لوأد الحرية؟ ومن هيأ للعدو الصهيوني احتلال فلسطين، والتوسع في احتلال الأراضي العربية الأخرى المجاورة، وجعله يحلم بأن تمتد يد الاحتلال من الفرات الى النيل؟

من الذي أبدل فكر المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، وجعلها هرولة ذل ومهانة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، ومن يسعى لاستبدال القيم الاسلامية بأخلاقيات الانحلال القيمي والثقافي والعلمي التي سئم منها العالم ومجها، وقد جلبت له الأمراض والمعضلات الانسانية ودمرت صحته النفسية؟ من؟…ومن… ومن؟ هل يعقل أن يكون كل ذلك بالصدفة؟ هل يعقل… هل يعقل؟ هل يصدق؟ وسؤال… وسؤال وسؤال… ماذا تريد الصفوية من كل البلاد العربية، ولماذا تحارب حضارتها وتستبدلها بالخرافات والاوهام والأباطيل؟ وسؤال وسؤال… ومن أوقع لبنان الحضارة، لبنان الجمال، لبنان الارز لبنان الخير ونسمة الهواء العليل، لبنان الرقي والحضارات المتعاقبة لبنان الأمة الواحدة من اوقعها في شراك الصفوية، وسيد عليها المجوسية الطائفية الحزبية، فدمرها شر تدمير… لبنان يحترق في غاباته… ويحترق في اقتصاده… ويحترق في ثقافته وجماله وطبيعته، فلماذا كل هذا لماذا؟! من يقف مع لبنان ومن يتفرج على لبنان؟

*كاتب كويتي

 

العقاب قادمٌ يا نصر الله

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/20 تشرين الأول/2019

انقشع، أمس، غبار الصرخات الفاجرة التي أطلقها حسن نصر الله بوجه الثائرين في الساحات ضد سلطة “العهد الإيراني”، كما تبددت تهديداته الجوفاء التي وجهها للوزراء متوعداً ومحذراً من ملاحقتهم حال إقدامهم على الاستقالة.

فعلى طروحاته الوقحة، رد اللبنانيون، كل اللبنانيين، بمزيد من الغضب والاحتشاد في الميادين في رفض واضح لاستمرار هيمنة العميل الإيراني على قرار الجمهورية، وبخاصة لبنانيو تلك المناطق التي كانت تعتبر بيئة “حزبه اللاهي”، وكان يتلطى خلفها هو وسيده في عاصمة الملالي.

لقد وصلت السكين إلى الوريد لدى كل أطياف ومكونات المجتمع اللبناني الرافض لأي خطاب لا يلبي نداء المنتفضين، ومطالبهم بإسقاط النظام المتهالك برمته، وليس فقط تغيير الحكومة الأسيرة لتحالف الحكم القائم على عكازي التيار “العوني” و”حزب الله”، ومن لفّ لفهما عبر الترهيب بالسلاح تارة، أو الترغيب بإغراءات السلطة التي مثلت -طيلة 75 عاماً من عمر لبنان- البقرة الحلوب للسيطرة على مقدرات هذا البلد العربي.

في المقابل، باتت هيمنة “حزب الله” على الحكومة أمام تحدٍّ حقيقي لاسيما بعد أن ضرب وزراء حزب “القوات اللبنانية” بتهديدات نصر الله الجوفاء عرض الحائط، وأعلنوا استقالتهم من الحكومة، فهل يستطيع إرسال محازيبه لملاحقتهم؟

بالتأكيد، لن يقدم صنيعة الملالي على مثل هذه الخطوة الانتحارية؛ لأنه بذلك يكون قد حفر قبر حزبه والعهد الذي يدافع عنه بيديه، فاللبنانيون سيحولون نقمتهم على الوضع المعيشي إلى ثورة دموية تقتلعه من جذوره وربما يعي ذلك جيداً.

إن ما لم يضعه نصر الله في حسبانه، أنه في قادم الأيام سيكون هو الملاحق الأول من قبل الشعب المنتفض في كل ميادين لبنان، بعد أن سقط القناع، وظهر جلياً تورط حزبه بشكل مباشر في عمليات النهب والسلب والقتل والتهريب ما تسبب بالأزمة المعيشية التي خنقت لبنان واللبنانيين وأخرجتهم إلى الشوارع.

أخيراً، كشف نصرالله في خطابه الأجوف وجهه السياسي البشع الذي كان يخفيه عن شريحة لا بأس بها من الشعب تحت قناع المقاومة، فيما هو وحزبه شريك أساسي في لعبة المصالح والمحاصصة والنهب لأموال الشعب، فقد أظهر إلى العلن ومن دون مواربة، كيف يستخدم الرؤساء الثلاثة واجهة له يحقق من خلالهم مآربه ولو على حساب مصلحة الوطن والشعب.

ما لم يدركه نصرالله، ومعه بقية السياسيين -الذين لا يزالون يراهنون أن باستطاعتهم امتصاص النقمة الشعبية، وإخراج نحو مليوني لبناني من الشوارع- هو أن هؤلاء المنتفضين كفروا بالجميع دون استثناء، ولن يكتفوا باستقالة وزراء هذا الحزب أو ذاك، إنما بات مطلبهم الأساسي والرئيس، استرجاع المال العام المنهوب على مدى 26 عاما والمقدر بنحو 260 مليار دولار، لم يكن أي حزب أو تيار بعيداً عن هذا النهب الممنهج، أكان مباشرة أو غير مباشرة.

إن محاولة التهديد بالفوضى والسلاح التي يجيدها “حزب الله” لن تنفع نصرالله هذه المرة، فالواضح أن سبحة الهروب من مواجهة الناس قد بدأت من مختلف القوى السياسية المشاركة في إفساد مؤسسات الدولة وهدمها، لا سيما أن الناس في الشارع سبقت السياسيين كثيراً، ولم تعد تقبل بأي وعود تخديرية، لأنها تدرك جيداً أن الطاقم السياسي المرتهن لـ”حزب الله”، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لن يلتزم بأي قرار يتخذه.

لبنان اليوم على مفترق طرق، فإما أن يخرج من النفق الذي أدخلته فيه المغامرات الإيرانية في المنطقة، وجعلته حديقة خلفية لها، مقابل إفساح المجال للفاسدين بالسطو على المال العام كما يشاؤون، وإما أن ينهار بلدهم على رؤوسهم، وعندها لن ينفعهم البكاء على الأنقاض، لكن يبدو واضحاً من كل ما تشهده الساحات اللبنانية أن الشعب الواعي لن يسمح بانهيار بلده، ولا بإفلات المسؤولين من العقاب عما أوصلوه إليه، وهنا سيرى نصرالله بأم عينه، ماذا جنى على نفسه وحزبه، وإيران من خلفه.

ما يجري في لبنان ليس صحوة الموت التي تحاول التهويل بها الطغمة الحاكمة، إنما صرخات ولادة لبنان الجديد التي تأخرت منذ العام 1943… لبنان المتحرر من أسمال الطائفية المقيتة إلى فضاء الوطن الذي يحرص عليه كل العرب ليبقى منارة هذا الشرق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب بري يوضح: لا علاقة لحرمه سواء بالتملك أو الإستثمار العقاري وغير العقاري في صور

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري "أي علاقة لحرمه سواء بالتملك أو الإستثمار العقاري وغير العقاري في مدينة صور وعلى وجه الخصوص ما ذكر عن استراحة صور السياحية، وكل ما يذكر وينشر ويذاع في هذا الإطار عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً، وخاصة ما ورد في صحيفة الشرق الأوسط اليوم".

 

نادي قضاة لبنان: لوقف التدخل في عمل القضاء

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019 

نشر "نادي قضاة لبنان" على صفحته على "التويتر" البيان الآتي: "المطلوب وقف التدخل في عمل القضاء وكل ما يحول دون قيامه بمحاسبة الفاسدين عبر إقرار سريع لقوانين: استقلال السلطة القضائية، إسترداد الأموال المنهوبة، رفع السرية المصرفية، وإلغاء الحصانات التي تعيق الملاحقة والمحاكمة وكل ورقة إصلاحية دون ذلك هي مخدر موقت وناقصة وستعيد إنتاج الأزمة".

 

حركة الأرض: لاستقالة الحكومة

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

رأت "حركة الأرض اللبنانية"، في بيان اليوم، أن "التظاهرة تحولت الى انتفاضة شعبية بوجه الحكومة والطبقة السياسية والأحزاب والتيارات المتوافقة على التركيبة الحكومية المتعجرفة والتي أربكت الاقتصاد والمجتمع. وطالبت ب "استقالة الحكومة وبدء استشارات نيابية واقتصادية واجتماعية ونقابية الى جانب استشارات مع المجتمع المدني، وبناء عليها يكلف رئيس الجمهورية شخصية سياسية لتأليف حكومة مصغرة من اختصاصيين من غير النواب ومن غير الطامحين للترشح ومن أصحاب الاختصاص والمشهود لهم بالنزاهة". ودعت إلى "إجراء تقشف في مصاريف الدولة وضبط النزف المالي، والتشدد بالمساءلة وفتح الملفات لمن حولهم الشبهات، فالأوان آن لاستنباط حلول اقتصادية واجتماعية وإعادة الثقة بين الشعب والدولة".

 

إعلاميون عرب ضد العنف استنكروا اقفال مداخل مبنى شاكر وعويني في وسط بيروت ومنع الصحافيين من الدخول والخروج

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

استنكر "إعلاميون عرب ضد العنف" في بيان "اقفال الأجهزة الأمنية اللبنانية مداخل مبنى شاكر وعويني في وسط بيروت، الذي يضم مكاتب معظم الفضائيات والوكالات العربية والدولية، ومنع المراسلين والعاملين والصحافيين من الدخول والخروج من المبنى في سابقة لا مسوغ أمنيا لها".

وتساءلوا عن أهدافها "لاسيما أنها تؤدي الى شل عمل هذه المؤسسات التي تنقل بالصورة والصوت والكلمة الاحتجاجات المستمرة في وسط العاصمة اللبنانية بيروت".

وطالبوا السلطات اللبنانية ب "التراجع عن هذا الاجراء فورا، باعتباره يمس حرية العمل الإعلامي"، مؤكدين أن "حرية تدفق المعلومات مصانة بالقوانين المحلية والدولية"، داعين جميع الإعلاميين اللبنانيين والعرب، الى "التضامن لمواجهة أي إجراء تعسفي يقيد الحريات".

 

عودة في قداس الأحد: لحكومة إنقاذ مصغرة وإعادة الأموال المسروقة

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كنيسة القديس نيقولاوس في الأشرفية.

بعد الإنجيل، ألقى عودة عظة قال فيها: "ما حصل في الأيام الماضية أحرق طرقات لبنان بعد غاباته وأحرق قلوب اللبنانيين، وعساه يحرق بعض الضمائر النائمة التي لا تأبه لا للمصلحة العامة ولا للعطية الإلهية التي نحن مؤتمنون عليها. يقول النبي داود في سفر المزامير: "إلى الله ترتاح نفسي، ومنه وحده خلاصي، خالقي هو ومخلصي وملجأي فلا أتزعزع... توكلوا عليه أيها الشعب وافتحوا قلوبكم له لأنه ملجأ لنا في كل حين... لا تتكلوا على الظلم وبالاختلاس لا تكسبوا" (مز62)".

أضاف: "في هذه الظروف العصيبة، وفي كل ظرف، ليس ملجأ إلا الله. الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله لم يعد إنسانا، لأنه فقد إنسانيته عندما ابتعد عن الله وتخلى عن المحبة: محبة الله ومحبة القريب، وأصبح عدوا لأخيه الإنسان، قادرا على افتراسه متى سنحت له الفرصة. صورة الله البهية، التي خلق عليها الإنسان، شوهتها الخطيئة، بدءا من قايين، بالحسد والقتل. الأنانية عمياء، لا ترى إلا نفسها، وتقصي من يقف في طريقها، فكيف إذا كانت صفة الحاكم الذي عليه أن يحكم بالعدل والمساواة، وأن يتحلى بالصبر وطول الأناة، والحكمة والكفاءة ونظافة الكف واللسان؟ المؤسف أن معظم الحكام، على مدى الكون، يفكرون بأناهم قبل التفكير بشعوبهم، ويقدمون مصالحهم على المصلحة العامة، ويكدسون الثروات على حساب افتقار مواطنيهم. لذلك، اندلعت الثورات، وشهدنا الانتفاضات الشعبية على مدى العصور. لكن الإنسان لا يتعلم. فمعظم الحكام، حيثما كانوا في بلاد العالم، ما زالوا يحكمون بعيدا من العدل والإنصاف، ويتصرفون بثروات بلادهم باليسير من الشفافية، ويقربون من يوالونهم ويمدحونهم، ويبعدون من ينتقدهم أو يخالفهم الرأي. والمؤسف أن إنسان بلدي ليس مختلفا. وما شهدناه في الأيام الأخيرة تعبير عن ألم واستياء ويأس. ربما يكون اللبنانيون قد تأخروا في التعبير عن وجعهم ورفضهم الحال المزرية التي يعيشون فيها، لكن بعض المسؤولية تقع على عاتقهم، لأنهم إما ساهموا في إيصال هذه الطبقة الحاكمة، أو تقاعسوا عن العمل من أجل تغييرها أو محاسبتها على الأقل".

وتابع: "مؤسف أن المسؤولين عندنا صموا آذانهم عن سماع صوت الشعب، وتجاهلوا، على مدى السنين، أوضاعه ومعاناته، ولم يعملوا على تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة له من ماء وكهرباء وطرق آمنة، نظيفة، لا تغزوها النفايات، إلى التعليم وضمان الشيخوخة، وقبلهما مكافحة البطالة، لكي يتمكن كل رب عائلة من تأمين لقمة العيش لأبنائه بكرامة. شعبنا تعب، إذ يرهق يوميا بزيادة ضريبية من هنا، واضطهاد قمعي من هناك. أصبح بلدنا طبقتين اجتماعيتين: الفقراء جدا أي الشعب، والأغنياء جدا أي المسؤولون، وتسألون لم يثور الشعب؟ سمعنا في الأيام الماضية مسؤولين يقولون إنه علينا أن نضحي جميعا من أجل قيام الوطن. الشعب من جهته ضحى ويضحي كثيرا، فماذا عنكم يا كبار القوم؟ هل تجرأ واحد منكم على الموافقة على إلغاء معاشات المسؤولين السابقين، كما في البلاد المتحضرة، الذين تركوا السياسة ويعملون في مجالاتهم الخاصة؟ هل أقريتم خفض أجوركم بدل تخفيض مستوى عيش المواطنين؟ يقول يشوع بن سيراخ: "لا تعتمد على مكاسب الظلم، فهي لا تنفعك في يوم الهلاك" (5: 8). بدل كاميرات مراقبة الطلاب أثناء تقديمهم إمتحاناتهم، هل تراقبون طرق الموت وتزفتونها وتنيرونها وتسدون الحفر فيها، كي لا يبكي الأهل أولادهم؟ هل تحاسبون المجرمين والقتلة الذين نسمع كل يوم عن فظائع أعمالهم؟ هل تعاقبون من يمد يده إلى المال العام؟ أو من لا يعمل ويتقاضى راتبا؟ هل تؤمنون خدمات توازي ما تسلبونه من جيب المواطن مقابل تلك الخدمات؟ وفي النهاية تطلبون من الشباب ألا يهاجروا وأن يبقوا في لبنان... لماذا يبقون في بلد يموتون فيه على الطرقات وبالسرطانات؟ شبابنا رحلوا. أصبح بلدنا كهلا. كهولنا مرضوا، أصبح دواؤهم عبءا. والباقون في الوطن يرزحون تحت رحمة من يمنع عنهم الخبز، أو يرفع ثمن بعض السلع الضرورية من أجل ربح أكبر، والدولة عاجزة، بل تعمل على سلب ما تبقى في جيوب اللبنانيين، وتفرض الضرائب على شعب معظمه عاطل عن العمل".

وقال: "الإمعان في قهر الشعب ظلم، والظلم يولد الثورة. الشعب ما عاد يحتاج إلى سلطان يملي عليه ولا إلى زعيم يقرر عنه. شعبنا الحبيب تحمل كثيرا وصمت طويلا لكنه ما عاد يحتمل أن تهضم حقوقه ويصادر قراره ويريد أن يقرر مصيره بنفسه دون إملاءات. لذا هو بحاجة الآن إلى حل جذري، إلى تصحيح السلوك السياسي، إلى قرارات مصيرية يتخذها المسؤولون لتسوية الأوضاع. يجب إعلان الحرب على الفساد والفاسدين وفضحهم ومعاقبتهم ليطمئن الشعب ويهدأ. وعوض فرض الضرائب على الشعب الموجوع، أعطوه أبسط حقوقه، وأوقفوا الهدر والسرقة ونهب المال العام، واعتمدوا الشفافية في كل أعمالكم. أوكلوا أمور الوطن لأصحاب الإختصاص، شكلوا حكومة إنقاذ مصغرة، غير فضفاضة، لتتخذ التدابير الإنقاذية اللازمة وتخلص لبنان من المأزق. أعيدوا الأموال المسروقة واضبطوا الإنفاق عوض فرض الضرائب وإرهاق الشعب الموجوع. هكذا تكون الجدية في معالجة الأمور، وهكذا يبدأ الإصلاح الحقيقي. عودوا إلى تطبيق الدستور من دون استنسابية، واحترموا القوانين والأنظمة ليحترمها الشعب مثلكم. يقول كاتب سفر الأمثال: "الشرير تطيح به مساوئه، أما الصديق فتحميه نزاهته" (14: 32)".

أضاف: "عودوا إلى ضمائركم واستلهموا الله في كل ما تفعلون، لأن التاريخ سيحاسبكم. الحكم مسؤولية، وكل مسؤول يقدم حسابا أمام الله وأمام شعبه، فاحذروا غضب الشعب. أما أبناؤنا اللبنانيون فلهم نقول: التعبير عن الرأي حق لكم يكفله الدستور، ومن واجبكم مساءلة نوابكم وحكامكم ومحاسبتهم. لكن كونوا في تحرككم هذا حضاريين، ولا تدعوا غضبكم يقود تصرفاتكم. إن الاحتجاج على الظلم لا يبرر أعمال الشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وعلى رجال الأمن الذين هم منكم، كما لا يبرر الاعتداء على البيئة التي تعيشون فيها. (هنا لا بد من تحية الحشود التي تظاهرت برقي وحضارة في بعض المناطق). ليكن تحرككم هادئا، راقيا، سلميا، على مستوى نبل قضيتكم. حرق النفايات والإطارات لا يؤذي من تثورون ضدهم، بل يؤذي صحتكم وصحة أولادكم، فكونوا متيقظين وطالبوا بحقوقكم من دون أن تؤذوا غيركم".

وتابع عودة: "الطبيعة من خلق الله، وهذا ما نقرأه في الإصحاح الأول من سفر التكوين. إلا أن الله، بعدما خلق الإنسان، سلطه على كل الخليقة، لكن الإنسان فهم التسلط استعبادا، وأساء فهم سلطة المحبة التي غرسها الله فيه أساسا لسيرورة العالم. كل دول العالم المتحضرة نراها تحافظ على بيئتها، بحيوانها ونباتها، بهوائها ومائها، وهذا لا تقوم به إلا لكونها واعية تمام الوعي أنها إذا خسرت البيئة، تخسر مواطنيها، إما بالهجرة أو الموت. أما لبناننا الأخضر، فقد تفحم بيئيا بعدما فحمته الحروب وتبعاتها إن على الصعيد العمراني أو الإقتصادي أو الإنساني. تفحم الضمير الإنساني بسبب اعتياده على فكرة عدم المبالاة. فالدولة لا تبالي بالمواطن، والمواطن لا يأبه بالقوانين، والقوانين، إن طبقت، فحتما لا تطبق على الأقوياء، بل على المواطن الضعيف الباحث عبثا عن استقراره ولقمة عيشه. أصبحنا غارقين في دوامة من عدم المبالاة المؤدية إلى الموت. إقتصادنا تفحم، عملتنا تنازع، المؤسسات تقفل معلنة الإفلاس، البطالة في تزايد والمواطن لم يعد يحتمل، لذلك شهدنا ما شهدناه من احتجاجات وتظاهرات واعتراضات. كل ما يحيط باللبناني أصبح "خربة خالية" (تكوين 1: 2) كما قبل التكوين. إلا أن روح الله كان يرف فوق تلك الخربة الخالية. أما اليوم، فنحن لم نعد نلمس وجود الله بيننا، لأن كل شيء تشوه، وما عاد على الصورة البهية التي خلقه الله عليها".

أضاف: "يقول الرسول بولس: "منذ خلق الله العالم، وصفات الله الخفية، أي قدرته الأزلية وألوهيته، واضحة جلية تدركها العقول في مخلوقاته، فلا عذر لهم، إذا" (رومية 1: 20). يوضح الرسول أن الله يدرك من خلال خليقته، تاليا فإن كل خطيئة يرتكبها الإنسان تجاه الخليقة، إنما هي موجهة تجاه الخالق. الحرائق التي أدمعتنا مؤخرا، أكانت مفتعلة أم لا، تحمل في طياتها بذور الخطيئة. إن كانت مفتعلة، فخطيئة الفاعل عظيمة، لأن تبعاتها ستكون عليه وعلى أولاده كما على الجميع. أما إن لم تكن مفتعلة، فالخطيئة هي أولا في عدم اهتمام الإنسان بنظافة بيئته، إذ نشاهده يرمي القاذورات عشوائيا. ثانيا يقع اللوم على المشترعين الذين لم يلحظوا تأديب كل معتد على الطبيعة. ثالثا، الخطيئة في غياب الاستشراف والتخطيط والاستعداد لمعالجة كل طارىء. صحيح أن على الدولة أن تحافظ على أبنائها وترعى شؤونهم. والحاكم الصالح والواعي لا ينتظر حلول المشكلة لكي يعالجها، لكن إلقاء اللوم على الحكام وحدهم ظلم، وما شهدناه بعد الحرائق من توزيع التهم ليس موضوعيا لأن قسما كبيرا من المسؤولية يقع على عاتق المواطن".

وقال: "يا إخوة، لقد أصبحنا في زمن تطور فيه كل شيء، ما عدا الإنسان، الذي نراه يتراجع إلى الوراء. نحن مجتمع تشكل فيه الزراعة وتربية المواشي أساسا، لذا يجب أن نكون مطلعين على نمط عيش الكائنات الحية التي تحترم كلها المحيط الذي تعيش فيه، وتنظفه، وتبقيه لائقا، فيا ليتنا نتعلم من تلك الكائنات! هل تسببت مرة واحدة بأي كارثة بيئية؟ لا، لكن جشع الإنسان، وغريزته الجانحة نحو القتل والدمار، لا تألو جهدا عن إفناء أنواع نادرة من الطيور أو الزحافات أو النباتات، تلك نفسها التي سلمه إياها الله عندما خلقه ليكون سيدا عليها. فصيد الطيور أصبح رياضة ومتعة وتسلية، ولا يأبه الصيادون بالتنوع البيئي وضرورة الحفاظ على أنواع الطيور. أما قطع الأشجار فلا رادع عنه، والبعض يستبيح الغابات من أجل المنفعة الخاصة ولا عذاب ضمير. هل يمكننا بعد أن نتغنى بلبناننا الأخضر وقد يبست غاباتنا وقلوبنا واسودت؟ إن البيئة مسؤولية الجميع، مواطنين ومسؤولين والمحافظة عليها واجب وطني. العالم كله يعاني من الحرائق بسبب ارتفاع حرارة الأرض، وهذه نتيجة أعمال الإنسان. نحن أيضا نشهد سنويا حرائق تقضي على ما تبقى من غاباتنا، وأنا هنا لست في معرض توجيه الاتهامات، لكن الحكام الواعين والمواطن المسؤول يجب أن يتعظوا من الخبرة ولا يكتفوا بالكلام بل عليهم أن يخططوا ويستبقوا الأحداث".

أضاف: "الإحساس الوطني والشعور بالمسؤولية وحدهما يخلصان وطننا من الكوارث. أحيانا غضب الطبيعة يولد الحرائق، لكن جشع الإنسان أو إهماله هما السبب الرئيس لانتشار النار في غاباتنا. فمع إرادة مكافحة الحرائق، وهي ضرورية، تلزمنا إرادة مكافحة الإهمال من رمي أعقاب السجائر حيثما كان، إلى عدم إشعال المواقد في الأحراج، إلى عدم رمي الزجاج بين الأشجار، وغيرها من الأمور البسيطة التي لا يوليها الإنسان عندنا أهمية، لكنها كفيلة بإشعال الغابة. كذلك يلزمنا إلتزام كل لبناني بزرع الأشجار بدل قطعها لتعود طبيعتنا إلى رونقها ومناخنا إلى اعتداله. في النهاية، أدعوكم للصلاة من أجل وطننا. لا تلعنوه، لأنه ليس السبب في ما وصلنا إليه. نحن السبب لأننا لا نرغب في الصلاح ولا الإصلاح. تعلو أصواتنا قبل الانتخابات مطالبين بالتغيير، ثم نعود لنرى الوجوه نفسها خارجة من صناديق الاقتراع. ليقم كل إنسان بواجبه على أكمل وجه لتستوي الأمور".

وختم عودة: "صلوا لكي يبقى الله حاميا هذا الوطن، الذي يرد ذكره إحدى وسبعين مرة في الكتاب المقدس. صلوا كي لا يحترق أرزه المذكور سبعة وسبعين مرة في الكتاب المقدس. صلوا من أجل مواطنينا وحكامنا، واغفروا لهم سبعين مرة سبع مرات، فهم يجهلون ما هم فاعلون. ألا حفظكم الرب إلهنا الطويل الأناة، وحفظ بلدنا الحبيب، وحمى طبيعته، وأنار عقول من تولوا مسؤولية الحفاظ عليه، علهم يفهمون أن السيادة التي منحها الله للإنسان، كانت سيادة محبة، لا سيادة استعباد. وإلى هذا الشعب الحي، إلى شاباتنا وشبابنا أقول بوركتم وبوركت انتفاضتكم. الحرية نعمة من الله لا تفرطوا بها، والكرامة كنز لا تتخلوا عنه. حفظكم الرب وأعطاكم سؤل قلوبكم. وأنهي باللجوء إلى ما قاله ربنا في إنجيل متى: "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (24: 13)".

 

جعجع: الأزمة الفعلية هي أزمة ثقة وأبسط معادلة للتغيير الجذري الآن هي تشكيل حكومة جديدة

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ما نراه في الشارع اليوم هو مشهد حقيقي نابع من أزمة حقيقية فعلية عميقة، وبالتالي يجب أخذ ما يطلبه الناس بعين الإعتبار خصوصا لجهة عدم ثقتهم بالطبقة السياسية الحاكمة"، مشيرا إلى أن "المشكلة في الوقت الحاضر هي مشكلة ثقة عميقة جدا جدا بين الشعب اللبناني والأكثرية الوزارية الحاكمة، لذلك لا أعتقد أن الورقة الإصلاحية التي قدمها الرئيس سعد الحريري أو أي ورقة أخرى سترضي المتظاهرين، باعتبار أننا سمعنا قبلا وشهدنا لأوراق أخرى قدمت ولم ينفذ منها شيء، فالأزمة هي أزمة ثقة عميقة جدا والأحداث تخطت أي ورقة إصلاحية ويجب الذهاب فورا إلى تغير جذري وإلا سنبقى في الوضع الذي نحن فيه". جعجع، وفي مداخلة عبر "العربية- الحدث"، أوضح أن "أبسط معادلة للتغيير الجذري الآن هي تشكيل حكومة جديدة، ولكن على أسس مختلفة عن التي كانت تشكل تبعها الحكومات السابقة، فالبعض يقولون إن تشكيل الحكومات في لبنان يأخذ وقتا، فهذا الأمر طبيعي إذا ما أردنا تشكيل حكومة بالطرق التقليدية، إلا أننا اليوم بحاجة لحكومة جديدة فعلا، ليس فقط جديدة ببعض الوجوه ولكن حتى بطريقة تشكيلها".

وتابع: "ما يسمى حكومات الوحدة الوطنية هي حكومات فاشلة جدا باعتبار انه عندما نأتي بأطراف عديدة ذات مشاريع مختلفة ونضعها في نفس الحكومة تصبح هذه الحكومة مشلولة، كما كانت الحال في هذه الحكومة والتي قبلها أو قبلها وما إلى هنالك، وبالتالي يجب تشكيل حكومة على أسس مختلفة تماما، أي عمليا يجب الذهاب أولا إلى وجوه مختلفة تماما عن التي نراها الآن، لأن هناك أزمة ثقة عميقة جدا جدا وعن حق بين الشعب اللبناني وبين أكثرية ساحقة من الوجوه التي نراها اليوم في السلطة. ثانيا يجب تشكيل حكومة تقنيين، أخصائيين، رجال أعمال ناجحين من الذين يشهد لهم بنظافة الكف وباستقامتهم وشفافيتهم، ومن المؤكد أنه ليس مستحيلا أن نجد بين لبنان والإغتراب اللبناني 14 أو 15 شخصية بهذه المواصفات، وإما أن نذهب بهذا الإتجاه وإلا كما هو ظاهر الآن فعلى الدنيا السلام وسيستمر المتظاهرون بتحركهم في الشارع حتى اللحظة الأخيرة، ولا أدري ما هي هذه اللحظة، إلا أنهم سيستمرون".

وشدد على أن "الأزمة الفعلية هي أزمة ثقة، وبالتالي إذا ما تشكلت حكومة مختلفة تماما عن سابقاتها بالمعنى الذي شرحته أعتقد أن الشارع بمرحلة أولى سيكون راضيا، بما معناه أنه تخلص من الطبقة الحاكمة في الوقت الراهن وهناك طقم جديد يعكف على دراسة مطالبه وتنفيذها بالشكل المناسب".

وردا على سؤال عما إذا كان لبنان يمتلك إرادة التغيير في الوقت الراهن، قال جعجع: "هذا هو السؤال الأساسي، فنحن نمتلكها، لذلك أقدمنا على الإستقالة من هذه الحكومة، إلا أنه إذا بقيت الأطراف لا تمتلك هذه الإرادة بشكل طوعي سنكون لاحقا وللأسف مجبرين عليها إنطلاقا مما هو حاصل في الشارع، لذلك أدعو الليلة كل الأطراف السياسية في لبنان إلى الإستقالة من هذه الحكومة وعدم الدخول في أي حكومة جديدة وترك حكومة بالفعل جديدة تتشكل، عندها أعتقد أن المتظاهرين سيكونون راضين ونبدأ بحياة سياسية جديدة في لبنان".

وعما إذا كان هناك مواد في الدستور ستعيق تشكيل حكومة بشكل أو بآخر، أشار جعجع إلى أنه "ليس هناك في الدستور ما يعيق تشكيل حكومة جديدة وخلال أيام معدودة إلا الإرادة السياسية".

وسئل عما إذا كانت الأطراف السياسية في لبنان مستعدة لعدم الدخول في أي حكومة جديدة وهل الأيادي والضمائر البيضاء موجودة والشارع يعرف من هم، أجاب: "هي موجودة بالفعل وممكن أن الشارع لا يعرف هذه الوجوه ولكنها على الأكيد موجودة، إلا أن المشكلة الحقيقية حتى اللحظة هي عدم وجود إرادة سياسية لدى المعنيين بالأمر للقيام بهذه الخطوة الإصلاحية". وردا على الآراء التي تتحدث عن خلل ما في بعض بنود الدستور وعن أن القانون الإنتخابي سيعيد فرز نفس الطبقة السياسية الموجودة، لفت جعجع إلى أن "هذه مشكلة أخرى، فمشكلة مجلس النواب هي مشكلة أخرى ولا أعتقد أننا باستطاعتنا معالجة كل المشاكل دفعة واحدة، فنحن علينا ان نبدأ في الوقت الراهن من حيث يجب أن نبدأ، فالأزمة الفعلية الحالية التي حركت الناس هي الأزمة المعيشية، وبالتالي علينا الإنكباب فورا على معالجتها، وللقيام بذلك علينا القيام بتغيير حكومي جذري لأنه لو أن هذه الحكومة نجحت في تجنب الأزمة لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فالناس في الشارع اليوم ليس لتعديل الدستور وليس لأسباب سياسية، فهذا جدل ونقاش دائم في لبنان، إلا أن الناس في الشارع اليوم انطلاقا من الحالة المعيشية التي وصلوا إليها، وبالتالي يجب معالجة سبب الخلل في الوقت الحاضر، ألا وهو اقتصادي مالي معيشي وسببه على الأقل أن هذه الحكومة لم تستطع سد هذا الخلل وإصلاحه، ومن جهة أخرى هناك أكثرية وزارية ليست موضع ثقة ولن تكون موضع ثقة من جديد، لذا فلنذهب باتجاه الخطوة الأولى المطلوبة وهي معالجة الخلل الإقتصادي المالي المعيشي الذي نحن فيه".

 

كرامي أعلن تعليق عضويته في اللقاء التشاوري: ماذا يفعل الوزير مراد في حكومة يمتنع رئيسها عن التحدث إليه؟

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

أعلن رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، تعليق عضويته في "اللقاء التشاوري"، وأن موقفه هذا "جاء بعد امتناع الوزير حسن مراد عن الاستقالة من الحكومة، والتي ناشدته أن يقدم عليها فجاء الرد من والده النائب عبد الرحيم مراد بأن الاستقالة هروب من المسؤولية".

واستطرد متسائلا: "أين هي هذه المسؤولية التي يمتنع فيها رئيس الحكومة عن استقبال أو حتى التحدث إلى ممثل "اللقاء التشاوري" في الحكومة؟، وأين هي هذه المسؤولية التي لا يشرك فيها رئيس الحكومة ممثل "اللقاء" في الورقة الإقتصادية التي يعرضها على القاصي والداني؟. واذا كان الوضع على هذا الحال، فماذا يفعل الوزير مراد داخل هذه الحكومة التي لا يعترف فيها ب"اللقاء التشاوري". لذلك، فإنه من واجبنا، وحفاظا على كرامتنا، ان نتخذ الموقف المناسب".

 

كيف ينظر فلسطينيو لبنان إلى الانتفاضة؟

أحمد الحاج علي/المدن/20 تشرين الأول/2019

كمن يتابعون انتفاضة من انتفاضاتهم في وطنهم المحتل، تسمّر الفلسطينيون في لبنان أمام الشاشات، يتابعون انتفاضة الشعب اللبناني. حاولوا بصعوبة حنق غضبهم وضبط التعبير عن تضامنهم، حماية لهذه الانتفاضة/الثورة "حتى لا يُقال أن عناصر أجنبية مندسة تحرّك الجماهير". لم يقدروا على ذلك تماماً. خرجوا ليلاً في مخيماتهم يحملون الأعلام اللبنانية ويهتفون "من عين الحلوة تحية.. للثورة اللبنانية". وضعوا صوراً خاصة بانتفاضة لبنان على ملفاتهم الشخصية (profile) في مواقع التواصل الاجتماعي. عبّروا بالكلمات والفيديوهات والصور عن هذا الحب. استعادوا شعر درويش "بيروت خيمتنا".

الحب القاهر

اكتشفوا للمرة الثانية، خلال أسبوع، مدى عمق حبهم للبنان. كانت المرة الأولى حين خرجوا من مخيماتهم وتجمعاتهم يساهمون في إطفاء حرائق التهمت أخضر بلد يعيشون فيه منذ أكثر من سبعين عاماً. قهرهم هذا الحب، ظنوه لوهلة من طرف واحد. الانتفاضة الحالية أخبرتهم أنه حبّ متصل ومتواصل بالاتجاهين. هتفت الحشود في رياض الصلح وساحة الشهداء لفلسطين. اعتذرت لافتات عن إجراءات وزير العمل. أصوات الأغاني الفلسطينية التي صدحت في التظاهرات اللبنانية كانت حباً يصل إلى المخيمات فيسقي حباً آخر. سقط جدار عين الحلوة في تلك اللحظات. وصدئت الأسلاك الشائكة حول المية ومية. ورحلت مع كل ذلك قوانين الفصل التمييزية. هذا على الأقل ما يوحي به حديث الفلسطينيين. كتب الفلسطيني نصري حجاج "عندما يُعرّف اللاجيء الفلسطيني في لبنان عن نفسه يقول: أنا فلسطيني من لبنان. على عكس بقية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا أو الأردن أو العراق أو مصر فهم يقولون مثلاً فلسطيني سوري أو أردني أو عراقي أو مصري. لبنان لم يُعط الفلسطيني اللاجئ هذه الفرصة. اليوم أنا أعلن بصوت عالٍ: أنا فلسطيني لبناني! أنا أنتمي لهذا الشارع اللبناني المنتفض ضد السلطة السرطانية الطائفية المستغلة الفاسدة. نعم أنا فلسطيني لبناني اليوم". هدأت فوضى القلب، حين أزاح الحب مرارة مزمنة.

تشابه الفساد

شعر الفلسطينيون أنها ثورتهم هم لأكثر من سبب. البنى السياسية الفاسدة متشابهة عند القيادتين الفلسطينية واللبنانية. وكلاهما يحاول تغطية الفساد بعَلَم، وشعارات و"الويل لمن يخون"! لا تجديد في هذه البنى. الزبائنية حاكمة، وغياب البرنامج والآليات والرؤى والخطط، و"يحيا الزعيم". نكاد نتحدّث عن واقع واحد. اكتشف الفلسطينيون معاناة لبنانيين ظن سكان المخيمات أنها حكراً عليهم. هذه المرة سبقت ثورة اللبنانيين نظيرتها الفلسطينية، كانوا أقوى من الانقسام. حين هتفت طرابلس لصور، صاح بعض الفلسطينيين، إذا كان الانقسام الطائفي يجري تجاوزه بلحظة وجدانية فلم لا ننتصر نحن كذلك على انقسام سياسي، قد يكون أسهل، لأنه عقلاني بالنهاية، أو هكذا يجب أن يكون.

انطلقت أغنية "كلنا للوطن" في شوارع القدس العتيقة، فترددت صداها في مخيمي نهر البارد والبداوي. وردّت ساحات بيروت "فلسطين نحنا معاك حتى الموت"، فهيّجت قلوب الفلسطينيين وهم يتناقلون تلك التسجيلات. إذا كانت فلسطين هي هدف اللقاء وغايته قبل عقود بين فلسطينيين ولبنانيين، فإن شباب لبنان وشاباته يصنعون اليوم أهدافاً جديدة، منها القضايا المعيشية وبناء السلطة على أسس من العدالة، تغيرت الأولويات خلال عقود. هذه الأهداف والأولويات الجديدة بريئة من الأيديولوجيا، لذلك فهي نقطة تقاطع بين كل أصحاب الأيديولوجيات من الفلسطينيين.

الذاكرة والحنين

جميع المدن اللبنانية تقريباً حاضرة في التاريخ الفلسطيني. فحين تتظاهر صور ستأتي إلى ذاكرة الفلسطينيين أغنية "وقامت قيامة صور". وحين تغضب بيروت فإن عشرات الأغاني والقصائد ستخطر في أذهانهم، ومنها "اشهد يا عالم علينا وع بيروت". وإذا ذُكرت زوق مكايل فالذاكرة تذهب بعيداً إلى عام 1937 يوم مكث قائد الحركة الوطنية الحاج أمين الحسيني هناك، فارّاً من الإنكليز، تظاهر يومها لبنان كله ليبقى المفتي. لبنان الذي أسس لجنة عام 1947 وجمع المال لأهل فلسطين لشراء السلاح. عاتب وقتها القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني الجامعة العربية بالقول "إن هذه الأسلحة اشتراها أهل لبنان تلبية لطلبنا، فلماذا أخذتموها ومنعتم تسليمنا إياها؟". لبنان الذي يعيد الفلسطينيون تجديد حبهم له اليوم، هو لبنان الصحافة الفلسطينية، والتعليم الفلسطيني، والموسيقى الفلسطينية. لبنان الذي قرأوا مبكراً أنه نقيض (إسرائيل) بتنوّعه، كما رددوا طويلاً. هو الذي يصعب أحياناً التمييز بين جنسية بعض متحمسيه للقضية الفلسطينية، أهم فلسطينيون أم لبنانيون. لن يصدّق كثير من الفلسطينيين أن إلياس خوري، ابن الأشرفية، هو لبناني وليس فلسطينياً، وأن شفيق الحوت جده مفتي لبنان. وربما بعض الفلسطينيين سيبقى يعتقد أن هاني فحص شيخ أتى من قرية جليلية.

تجديد الأمل

كيف لا يخطئون وقد أخطأ قبلهم الاتحاد السوفياتي بجلالة مخابراته حين وصف الجبهة الشعبية مبكراً بأنها "مجموعة متطرفة يقودها السياسي اللبناني الرجعي جورج حبش، وتتحمل مسؤولية خطف الطائرات". تداخلت الأحزاب اللبنانية والفلسطينية حتى وصل بحركة لبنان الاشتراكي أن تعير 40 عنصراً للجبهة الديمقراطية في الأردن، لتعينها على الانطلاقة. كيف تفصل بين تاريخين، يريدان في هذه اللحظة أن يتوحدا في مستقبل؟ يعرف الفلسطينيون أن أركان السلطة في لبنان، التي بُنيت بعد الطائف، استثمرت بالخوف في لبنان، فلم تسع إلى ترتيب العلاقة اللبنانية الفلسطينية، لتحقيق أهداف سلطوية وتعزيز قبضتها على مؤسسات الدولة. ويعتقد فلسطينيو لبنان أن أي تغيير جدي في جوهر هذه السلطة سيكون بداية الحلول للمشاكل الفلسطينية. وفي الوقت نفسه هناك من الفلسطينيين في لبنان من يدعو إلى انتفاضة مشابهة في المخيمات الفلسطينية على قيادات ساهمت في تهميش شرائح اجتماعية واسعة، ولم تسع إلى تجديد خطابها الهرم، واستمرّت بتبني شعارات قديمة لم تعد تصلح في عهد تغيّر الأولويات لدى الفلسطينيين. فهل يقوم الفلسطينيون في لبنان بانتفاضة ضد قياداتهم؟

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 19- 20 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

No Solutions In Lebanon As Long As it Remains Occupied By Hezbollah
 Elias Bejjani/October 20/2019
 
لا حلول في ظل احتلال وإرهاب حزب الله
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79665/elias-bejjani-no-solutions-in-lebanon-as-long-as-it-remains-occupied-by-hezbollah-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%b8%d9%84-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a5/

 

 

الحراك المدني، العصيان المدني وفرص التغيير

شارل الياس شرتوني/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79671/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b5/

 

 

أذرع حزب الله تمتطي الثورة ضد المصارف والجيش والطابور الخامس يتحرك لإنقاذ السلطة/طوني بولس/انديبندت عربية/19 تشرين الأول/2019

بيروت ترد التحية إلى بغداد… انتفاضة بوجه أذرع إيران/طوني بولس/انديبندت عربية/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79683/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d8%b0%d8%b1%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%aa%d9%85%d8%aa%d8%b7%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b6%d8%af/

 

انتفاضة لبنان لإسقاط “مرشد الجمهورية” وصهرها ويتيمها

حازم الأمين/موقع درج/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79675/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d8%b1%d8%b4/

 

 

أخاطب أهل السلطة لا سواهم:  لن تربحوا شيئًا، أنتم تربحون فقط احتقارنا لكم

عقل العويط/النهار/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79686/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%8a%d8%b7-%d8%a3%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%a8-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%84%d8%a7-%d8%b3%d9%88%d8%a7%d9%87%d9%85-%d9%84%d9%86/

 

 

 

جعجع في ساحة الانتفاضة.. وجنبلاط يخذل جمهوره

منير الربيع/المدن/لأحد 20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79673/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d9%88%d8%ac%d9%86/

 

 

الفصل الختامي من ضم لبنان إلى محوَر إيران

إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط اللندنية/20 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79680/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b6%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/