المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

الياس بجاني/الحريري مرفوض سعودياً وخليجياً لأنه صبي عند سيد أمونيوم

الياس بجاني/أولوية أصحاب شركات الأحزاب نيل بركات حزب الله ورضاه

الياس بجاني/سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

 

عناوين الأخبار اللبنانية

آكلة اللحوم… بعد اتفاق الطائف خرِب لبنان وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن. الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريه/الأب سيمون عساف

اسا ليست إلا رأس جبل الجليد

بومبيو اتصل بعون... وهذا ما أبلغه به

لهذا السبب... ألغيت زيارة اللواء ابراهيم إلى فرنسا

"سيدة الجبل": الدستور والطائف ضمانة المسيحيين والمسلمين

ريفي في ذكرى استشهاد وسام الحسن: دفع حياته لأنه أراد أن يجنّب لبنان الكأس المرّ

صحيفة تكشف كيفية نمو مزارع القنب بلبنان... وما علاقة حزب الله؟

وسيط أمني ودور كبير.. محادثات عميقة لإبراهيم في واشنطن

ترجمة فاطمة معطي/لبنان 24

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 19/10/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الرئيس عون يُصحِّح بوصلة "التيار"

إستشارات التكليف الخميس وصعوبة أمام العهد في تأجيلها... الأزمة إلى التأليف... أي تأجيل ستكون له تداعيات خطيرة على العهد

بعد الجدل... علوش لـ"نداء الوطن": تشاور دائم بين الحريري والسعودية واستنتاجي الخاص أنها لا تريد حكومة تضم "حزب الله"

هندي: لا حكومة قبل جلاء نتائج الإنتخابات الأميركية

الشرنقة التي نسجها أصحاب هذه الحجّة حول أنفسهم

مسيرة نسائية سلمية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

رئيس وزراء أرمينيا يكشف عن هدف تركيا من الحرب في قره باغ

أذربيجان تعلن السيطرة على 13 قرية في قره باغ

واشنطن تتوعّد كل من يبيع الأسلحة لإيران

تنظيم أول رحلة سياحية بين الإمارات وإسرائيل

بومبيو يحذر من انتهاك الحظر الأممي على التسلح الإيراني إيران تعلن {انتهاءه تلقائياً}

روحاني يحذر من «الخلافات الداخلية» وقاليباف ينتقد «سوء الإدارة»/تلاسن بين الحكومة والبرلمان فرض نفسه على الصفحات الأولى

دعوات لإغلاق تام في طهران مع ارتفاع الحالات الحرجة

إيران تسجل 252 وفاة ونحو 4 آلاف إصابة جديدة بـ«كورونا»

إيران تعلن «انتهاء القيود التسليحية» المفروضة عليها

معارضون إيرانيون يكشفون عن موقع عسكري سري قرب طهران ونائب برلماني يطالب بإعدام روحاني

إيران وأوكرانيا تبحثان الإثنين في تعويضات ضحايا الطائرة المنكوبة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 بعد هدف الحريري في مرمى عون.. هكذا سيقلب الرئيس الطاولة/بولا اسطيح/الكلمة اونلاين

تكليف الحريري الخميس والتشكيل حكاية أشهر/زياد عيتاني/أساس ميديا

وسام الحسن: شهادةٌ تأبى الغياب وإنجازات تقوى على التنازلات/أحمد الأيوبي /أساس ميديا

تقاطع أميركي – سعودي يكلف الحريري وممانعة باسيل هل تنسف الاستشارات؟/سابين عويس/النهار

“القوات اللبنانية “غير معنية بميثاقية “العهد” و”التيار”!/فرج عبجي/ النهار

“تصلّب عوني” ضد الحريري في انتظار “حزب الله”… والتغطية السياسية الرئاسية قد تؤجل الاستشارات مجدداً؟/ابراهيم حيدر/النهار

المؤرخ اللبناني عصام خليفة: الترسيم البحري يجب أن يبدأ من رأس الناقورة...اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل صمد حتى عام 1967/بشير مصطفى صحافي/انديبندت عربية

لبنان: الحراك .. وحسابات الكبار!/محمد قواص/سكاي نيوز

أن تأتي الإنتفاضة "المجيدة" ولو بعد... مئة عام!/علي الأمين/نداء الوطن

المادتان 52 و53 «تشمطان أُذن» الدستور/نقولا ناصيف/الأخبار

عقار «أبو الفضل» نزاع جديد....لاسا: حلحلة بعد التصعيد؟/إيلده الغصين/الأخبار

بعد سنة على ثورة 17 تشرين... أين أصابت وأين أخفقت وماذا بعد؟/يوسف مرتضى/نداء الوطن

الفرزلي لـ"نداء الوطن": لا أمشي بكبسة زر... بدنا نروق شوي/غادة حلاوي/"نداء الوطن

باريس - بيروت: لا انكفاء ولا اندفاع... مجرّد متابعة في الوقت الضائع/كلير شكر/نداء الوطن

ما يصح مع جنبلاط "ما بيمشي" مع باسيل/ابتسام شديد/الحدث نيوز

ترسيم الحدود البحرية: التقني يغلب السياسي/محمد عبيد/نداء الوطن

“القوات” أدارت ظهرها لنصيحة باسيل!/محمد شقير/الشرق الاوسط

المسألة "منتهية"... لبنان يقترب من البدء في استخراج الغاز

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/قلوب مليانة" بين الحزب والتيار!

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت/وريثة العثمانيين

مايكل يونغ/ مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون وقع مرسوم ترفيع موظفين في ملاك إدارة الجمارك

بري لعوائل شهداء الانفجار : جرح المرفأ وطني عابر للطوائف والتئامه بابعاده عن التجاذب وإنجاز التحقيق العدلي

جرائم “المردة” البيئية في زغرتا الزاوية!

معوض بذكرى استشهاد الحسن: لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

إنجيل القدّيس لوقا12/من10حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «كُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ.وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الرب عاقب سادوم وعامورة على شرودهم والكفر بالنار والكبريت، وهو اليوم يعاقبنا بقادتنا وأصحاب شركات أحزابنا السادوميين والعاموريين

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2020

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

*****

“ويل للذين يبررون الشرير لأجل رشوة، ويحرمون البريء حقه. فلذلك كما تأكل ألسنة النار القش، وكما يفنى الحشيش اليابس في اللهيب، يذهب كالعود النخر أصلهم ويتناثر كالغبار زهرهم”. (اشعيا 05/23 و24)

بحسرة وآلم وغضب نقول لمن يعنيهم الأمر من حكام وأطقم سياسية ومسؤولين ومواطنين في الوطن الأم لبنان وبلاد الانتشار، نقول وبصوت عال، ويل للبناننا المحتل وانتم من خامة الإسخريوتي ومن عشاق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

ويل للبناننا من جحود أصحاب شركات أحزابنا كافة التجار الفاسدين والمفسدين.

ويل للبناننا من غباء وتبعية كثر من أهلنا الأغنام الذين يسوقهم أصحاب شركات الأحزاب والحكام والأثرياء وبعض أصحاب القلانيس والجبب إلى الزرائب ومنها إلى المسالخ وهم صامتون صمت القبور.

لأنه وكما هو حالنا التعيس فقد ولينا علينا من هم تجار و”سادوميين وعاموريين” ونحن نعرف بأن أجنداتهم تدور فقط حول غرائزهم وأطماعهم الترابية الشخصية.

ولأننا ابتعدنا عن الله وتخلينا عن شريعته، وبجحود وشيطانية نقضنا تعاليم من افتدانا بدمه على الصليب، وتحولنا إلى جماعة من القطعان، وتخلينا عن تضحيات وعطاءات الشهداء الذين قدموا ذواتهم قرابين على مذبح وطننا المقدس، وغرقنا في أوحال الذل والفساد وعبادة المال والرذيلة فقد أمسى كل شيء عندنا سلعة معروضة للبيع في أسواق النخاسة ولها أثمان بما في ذلك ضميرنا وكراماتنا وأرضنا ووطننا وهويتنا وقيمنا وأخلاقنا وتاريخنا.

ولأننا أمسينا في هذا الدرك الأخلاقي والقيمي والإيماني والوطني، فقد ولينا علينا بغباء وجحود وغنمية جماعات من أسوأ وأبشع “السادوميين والعاموريين”.

ونعم ودون خجل، فهؤلاء الذين وليناهم علينا من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب وأثرياء وأصحاب قلانيس وجبب هم من نسل أهل مدينتي سادوم وعامورة .. وهم 100% سادوميين وعاموريين بكل شيء.

تركناهم يقودوننا إلى الانتحار الذاتي في رحلة انحدارية نحو الهاوية ونحن نتلذذ بلحس المبارد.

ولأننا تخلينا عن الإيمان وعن القضية وعن الوطن وعن أرضه المقدسة وعبدنا الأشخاص والمقتنيات الترابية فقد تركنا الغريب يدخل بماله وثقافته ونمط حياته ومشاريعه وأطماعه إلى بيوتنا ليحتلها فأصبحنا نحن الغرباء وفقدنا ذاتنا والهوية.

تركنا مركبات الأنانية والشخصنة والحقد والطمع تدمر عقولنا، وماشينا الفسق والفاسقين حتى عشعشت الخطيئة في وجداننا فبتنا مخلوقات غير أدمية ومتوحشة الأخ منا ينهش لحم أخيه، وأصبحت قبلتنا مقتنيات الدنيا الفانية من مال وفحش وسلطة وملذات.

بتنا للأسف في حالة لا تختلف كثيراً عن حالة أهل مدينتي سادوم وعامورة ، وما نواجهه اليوم ما هو إلا عقاب سماوي، ولكن ليس حرقاً وناراً وكبريتاً، بل من خلال عهر وفسق وفساد وإبليسية قادة وحكام وأصحاب شركات أحزاب وكثر ومن رجال أدياننا السادوميين والعاموريين.

في الخلاصة، علينا طلب التوبة وتقديم الكفارات وتغيير انفسنا وإلا لا خلاص ولا من يحزنون، علماً أن حالنا التعيس وارد ذكر ما يماثله في سفر النبي إشعيا الفصل التاسع من 18حتى21:

”لِأَنَّ ٱلْفُجُورَ يُحْرِقُ كَٱلنَّارِ، تَأْكُلُ ٱلشَّوْكَ وَٱلْحَسَكَ، وَتُشْعِلُ غَابَ ٱلْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. بِسَخَطِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ تُحْرَقُ ٱلْأَرْضُ، وَيَكُونُ ٱلشَّعْبُ كَمَأْكَلٍ لِلنَّارِ. لَا يُشْفِقُ ٱلْإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. يَلْتَهِمُ عَلَى ٱلْيَمِينِ فَيَجُوعُ، وَيَأْكُلُ عَلَى ٱلشَّمَالِ فَلَا يَشْبَعُ. يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ: مَنَسَّى أَفْرَايِمَ، وَأَفْرَايِمُ مَنَسَّى، وَهُمَا مَعًا عَلَى يَهُوذَا. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ”.

ملاحظة/ مفردتي السادوميين والعاموريين هما نسبة لأهل سادوم وعامورة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الحريري مرفوض سعودياً وخليجياً لأنه صبي عند سيد أمونيوم

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2020

السعودية ترفض الحريري لأنه باش كاتب عند حزب الله وهي ومعها دول الخليج لن يساعدوا حكومة يترأسها ويكون فيها "صبي" عند سيد أمونيوم. مش ناقص لبنان حريري فاشل وغطاء لسيد امونيوم..لبنان يحتاج رئيس وزراء قبضاي ولبناني وعنده كرامة

 

أولوية أصحاب شركات الأحزاب نيل بركات حزب الله ورضاه

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2020

منى أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والإسلامية والدرزية نيل رضا حزب الله. سعد ووليد والصهر وسمير وسليمان في الصفوف الأمامية. ذميون ع الآخر.. أبواب واسعة وتعتير

 

سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

حزب الله وبري وجنبلاط وفرنجية وأوباش 8 آذار يريدون سعد لأنه مدجن ومخصي سيادياً وشريك فساد ومحاصصات وذمي ويعادي الثورة وال 1559... سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله

 

لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

الثورة ثورات منها سيادي ومنها تدميري. نحن مع الثورة التي تقفف ضد احتلال حزب الله وتطالب بتنفيذ القرارات الدولية وتحديداً ال 1559

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

آكلة اللحوم… بعد اتفاق الطائف خرِب لبنان وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن. الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريه

الأب سيمون عساف/19 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91460/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a2%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%88%d9%85-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82/

كما يتفرّد لبنان بفن مدموغ بعبقرية ونبوغ على كل صعيد، كذلك يتفرد بشرائح تعيش على ارضه في جزر الانعزال. رغم ان الهواء والماء والنور والتراب واحد، غير ان الذهنيات تتباين والتربية تختلف. هذه هي آفة كبرى آكلة اللحوم ارحم من ضرباتها.

حرامية البلد الكبار نهبوا سرقوا بشكل فاسق غير مسبوق. كان الزجل والكاس والكيف والسهر في متناول الأطياف كلها. والعادات والتقاليد نفسها لا تتميز عن بعضها الا القليل.

بقي الانتماء الى ما اسمح لنفسي ان اسميه القبائل او العشائر.

وهذا الانتماء لا يكوِّن شعبا لكن فئات على رقعة جغرافية واحدة ولكن لا تجمع بينها إلفة بل تناحر ونعرات، مما سبب امتداد الأيادي والتطاول على المال العام.

كم من احقاد وتعصب، جهل وفساد يعصف بمجتمع مفلس مهزوم يدل عليه التراشق الكلامي البذيء والحقارة من ممثلي الأمة على شاشات الإعلام. مستوى شرس يفترس الرقي ويُظهر المسؤولين عراة من الضمير والأخلاق وادبيات التعاطي المحترم.

ناهيكم عن الاتهام المتبادل بالانحراف والرشاوى والبرطيل. ولا نغفلنّ عن موظفي القطاعات كلها الذين لا ينهون معاملة من دون قبض باليد مهما كان نوعها.

نتانة في جسد الدولة وهريان في كيان الوطن نتيجة تهاون ومساومات ونهب حكومات تعاقبت ومشت في جنازات الخزينة واموال المودعين.

لبنان كان للحضارة والثقافة والعلم والمعرفة والفن والشعر والأدب مرايا للشرق والغرب.

بعد اتفاق الطائف خرِب وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن.

الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريها.

عيون الدول على لبنان لحسن الحظ وواهم يخبط خبط عشواء من يعتبر انه يلغي الآخرين.

قياسنا رقم صعب في المعادلة وافضل ما يقال عن لسان الشاعر الياس ابي شبكه: لا تجزعي ان رياتِ الكأس فارغة يوما في كل عام ينضج العنب.

 

لاسا ليست إلا رأس جبل الجليد

"المرصد"/19 تشرين الأول/2020

ازالت القوى العسكرية والامنية اليوم (19-10-2020) احد الاعتداءات على املاك الكنيسة المارونية الكاثوليكية في بلدة لاسا – اعالي قضاء جبيل، وتمثل بوضع منزل جاهز عليه صور واعلام حزبية في العقار المذكور اضافة الى التصدي لمحاولة القوى الامنية ازالة الاعتداء قبل اسبوع.

ومع ازالة هذا الاعتداء تكون قد انطوت صفحة جديدة من مسلسل الاعتداءات المستمر على العيش المشترك في هذه المنطقة الواقعة في قلب جبل لبنان، ودون ان يعني طّي هذه الصفحة ان لا احداث جديدة وانتهاكات لحقوق المالكين الاصليين والمقصود الكنيسة والمسيحيين ستقع بعد هذا التاريخ، وكلام الشيخ الشيعي المعمّم الذي تداولته وسائل الاعلام عن "حق الاهالي التاريخي في ارضهم" ليس بالكلام العابر بل يندرج في سياق منظومة فكرية – ثقافية – تعبوية درج على تعميمها اصحاب الفكر الاصولي التوسعي لدى الشيعية السياسية ومختصرها ان جبل لبانن كان شيعياً في الغالب، ويجب ان يعود شيعياً وهذا ما عمل على الترويج له المؤرخ الدكتور سعدون حمادة في منشوراته المختلفة الاحادية الرأي وذات الرؤية الواحدة والتي عمل جاهداً بواسطتها على نسف كل تاريخ لبنان بطريقة فئوية – استئثارية دون الاخذ في الاعتبار للرواية التاريخية المتكاملة. وصولاً الى القول صراحة ان المسيحيين الموارنة هم غزاة للجبل اللبناني وليسوا إلا اجراء فيه عند العائلات الاقطاعية الشيعية كي لا نقول اكثر من ذلك.

قضية الاستيلاء على الاراضي في لاسا ليست بالمسألة العابرة فهي تمثل رأس جبل الجليد على ملف واسع من الاعتداءات والانتهاكات التي تبدأ من املاك الكنيسة في لاسا، ولا تنتهي في اراضي آفقا المجاورة ومنها شمالاً الى النزاع الذي اتخذ شكلاً دموياً في جرود العاقورة بين اهالي اليمونة الذين يدعون ملكيتهم لبعض مشاع العاقورة التي يصر اهاليها على ان حدودهم هي قناة المياه الجردية الفاصلة بين العاقورة واليمونة. وحدث كذلك عن بركة حجولا وغيرها من المناطق المشتركة والتي كانت تتعايش بسلام ووئام طيلة مئات السنين الى ان طغت العناوين الطائفية على ما عداها تحت شعارات "استعادة الحقوق".

ليس الاعتداء على اراضي الكنيسة في لاسا الاول ولن يكون الاخير والمزيد على الطريق، والمفارقة ان ثمة اراضي ممسوحة يمتلك اصحابها مستندات وصكوك ملكية تخضع للقوانين المعتمدة في الجمهورية اللبنانية، مقابل روايات واقاصيص واسانيد شعبوية تدعي ملكية الاراضي بالقوة غير الشرعية على حساب منطق القانون، وتلك هي الازمة الاكبر التي يواجهها العيش المشترك في لبنان.

https://www.facebook.com/JbeilDistrictOnline/videos/3158271984302027

 

بومبيو اتصل بعون... وهذا ما أبلغه به

الكلمة اولاين/19 تشرين الأول/2020

تلقى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عرض خلاله للعلاقات اللبنانية- الأميركية وللتطورات الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وخلال الاتصال، شكر الرئيس عون الوزير بومبيو على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مسهّل للتفاوض، مؤكداً ان لبنان مصمم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر والبحر. وابلغ الوزير الأميركي الرئيس عون، ارسال بلاده مساعدات لاعادة اعمار الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع في المرفأ في 4 آب الماضي.

 

لهذا السبب... ألغيت زيارة اللواء ابراهيم إلى فرنسا

الكلمة اولاين/19 تشرين الأول/2020

علم موقعنا أن زيارة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى باريس قد أُلغيت، وذلك يعود لعدم ثقة الإدارة الفرنسية بالطاقم السياسي اللبناني.

 

"سيدة الجبل": الدستور والطائف ضمانة المسيحيين والمسلمين

المركزية/19 تشرين الأول/2020

 أكد "لقاء سيدة الجبل"، خلال اجتماعه الدوري الذي استهله بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الشهيد اللواء وسام الحسن، "تضامنه بأوضح العبارات مع الشعب الفرنسي الصديق الذي تربطنا به معاني الجمهورية، بما في ذلك قيم العدالة والحرية والأخوة والمساواة"، واعتبر المجتمعون "أن الحدث الأليم الارهابي الذي أصابهم أصابنا"، مؤكدين "أن ما حصل يشوه صورة الإسلام قبل غيره ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم للاجابة على السؤال التالي: كيف يمكن أن نعيش بسلام رغم اختلافنا في زمن أنهى المجتمعات الصافية لصالح عولمة فرضت التنوع على الجميع؟"

واعلن اللقاء في بيان، انه "يتفهم شكوى البعض من تهميشه من قبل بعض الأفرقاء وتجاوز مطالبهم في تشكيل الحكومة المرتقبة"، لكنه يؤكد "أن العودة إلى الدستور والطائف هي التي تشكل الضمانة للمسيحيين والمسلمين معا، فالدستور أتى نتيجة اقتتال داخلي كلفنا 120 ألف شهيد، لذلك هو متين وليس نتنا، لأن التجمعات الطائفية التي ساهمت في إيصال رئيس قوي بعد اجتماع الزعماء الموارنة أو التي فاوضت باسم نادي رؤساء الحكومات السابقين بحجة التوازن مع الثنائي الشيعي قد فشلت، والدليل ما نشهده اليوم على الساحة الوطنية".

 

ريفي في ذكرى استشهاد وسام الحسن: دفع حياته لأنه أراد أن يجنّب لبنان الكأس المرّ

المركزية/19 تشرين الأول/2020

غرد اللواء اشرف ريفي عبر حسابه على "تويتر": "تحلّ الذكرى التاسعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل أول أحمد صهيوني والوطن يمر بأصعب مرحلة، واللبنانيون يعانون من الكارثة التي سبّبها تحالف السلاح والفساد. لقد دفع وسام الحسن حياته لأنه أراد أن يجنّب لبنان الكأس المر، ولهذا كان فارساً شجاعاً تحدى آلة الإغتيال". أضاف: "منع الشهيد وسام آلة الإغتيال مرات من تحقيق أهدافها فكمَنت له واغتالته، لكن قضيته ستبقى حية. نفتقدُ اليوم ضابطاً مقداماً، واجَه الخطر وأحبط مؤامرات الفتنة الطائفية والإغتيال والتفجيرات التي إمتهنها محور إيران".

 

صحيفة تكشف كيفية نمو مزارع القنب بلبنان... وما علاقة حزب الله؟

العربية/الاثنين 19 تشرين الأول 2020

ينمو نبات القنب في كل مكان في قرية زراعية لبنانية ذات تربة صخرية وفيلات حجرية، وبحسب تحقيق موسع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، "تملأ الحقول المزروعة بالقنب قرية اليمونة وخطوط الطرق المجاورة لها، حيث يقيم الجيش اللبناني نقاط التفتيش".

ووفق التحقيق، فإنّ "القنب ينبت في البقع العشبية بين المنازل وتختلط مع أزهار ملونة أخرى من أسرة الزهور، ويوجد أيضًا محصول من القنب بالقرب من المسجد، وعلى الطريق بالقرب من علم أصفر ضخم تابع لإحدى مقار حزب الله". جمال الشريف، رئيس قرية اليمونة، أشاد بالقنب بإعتباره "شجيرة مباركة" لما سمّاه بخصائصها العديدة وسهولة زراعتها. ولفت التحقيق، إلى أنّه "لكن للمرة الأولى منذ أن بدأ زراعة الحشيش قبل عقدين من الزمن، لم يقم الشريف بزراعة القنب هذا العام لأن سلسلة من الأحداث قضت على معظم الأرباح التي كانت تأتي مع المنتج الرئيسي للقرية، وهو الحشيش المستخرج من النبات، وبدلاً من القنب والحشيش بات يركز على التفاح". وأشار إلى إن "السبب الحقيقي للأزمة هو واقعي أكثر، حيث فقدت الليرة اللبنانية 80% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ الخريف الماضي، وتضرر المزارعون. وارتفعت تكاليف استيراد الوقود والأسمدة اللازمة لزراعة محصول القنب، في حين انخفضت قيمة الليرة اللبنانية التي يكسبها المزارعون من بيع الحشيش أكثر فأكثر". وأضاف، "كما أدت الأزمة المالية في لبنان إلى تقويض السوق المحلية للمخدرات، وأدت الحرب في سوريا إلى تعقيد طرق التهريب، مما جعل من الصعب على الوسطاء الوصول إلى الأسواق الخارجية". وترتب على تلك التداعيات اتخاذ خيارات مؤلمة في اليمونة، وهي قرية صغيرة خلابة في جيب مهمل من لبنان حيث تلتقي المخدرات والفقر والجمال الطبيعي المذهل بطرق غير متوقعة. إن الحشيش المستخرج من النبتة وبيعه للمهربين الذين يخرجونه من البلاد قد ساعد أكثر من أي محصول آخر في خروج سكان القرية من الفقر المدقع. لقد وفرت المخدرات دخلاً موثوقًا لا توفره محاصيلهم القانونية الأكثر تقلبًا، مثل التفاح والبطاطس، ومولت توسعات المنازل وشراء الشاحنات وتعليم الأطفال. أما اليوم فإن أرباح تجارة الحشيش أصبحت قليلة للغاية لدرجة أن بعض المزارعين في اليمونة يشكون من جدوى زراعته وإنتاجه.

الشريف قال: "لقد انتهى الأمر.. الآن زراعة الحشيش هواية."ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة فإن إنتاج الحشيش في اليمونة، بالإضافة إلى مجتمعات أخرى جعل لبنان ثالث أكبر مورد للحشيش في العالم، بعد المغرب وأفغانستان. وعلى الرغم من أن الحشيش، وهو مخدر يحتوي على مستويات عالية من THC أو رباعي هيدروكانابينول، غير قانوني ويحظر إنتاجه وحيازته وبيعه في لبنان، فقد أصدرت الحكومة في وقت سابق من هذا العام قانونًا يُشرع بعض زراعة القنب للأغراض الطبية. ولكن لم يتم تطبيق القانون بعد، ولا يزال القنب المزروع في اليمونة غير قانوني.

ويشير التحقيق، إلى أنّ "الأزمة الاقتصادية في لبنان الآن تهدد بفعل ما لم تفعله سنوات من الغارات العسكرية وجهود الحكومة لمكافحة المخدرات وهو خفض إنتاج الحشيش". فبينما يتذكر المزارعون بإعتزاز الأيام التي كان فيها كيلوغرام من الحشيش يجلب بسهولة بين 500 دولار و800 دولار - والسنوات القليلة التي ارتفع فيها السعر فوق 1000 دولار - يخشى المزارعون من أن أرباح منتج هذا العام قد تنخفض إلى حوالي 100 دولار لكل كيلو غرام، أو حوالي 45 دولارا للرطل. وذكر التحقيق، بأنّ "الأشهر الماضية، شهدت قيام العشرات من اللاجئين السوريين بالعمل في جني نباتات القنب وتعبئة السيقان المقطوعة في بالات كبيرة. فمعظم اللاجئين السوريين من القُصّر، الذين لم تزد أعمار بعضهم عن 9 سنوات، وقالوا إنهم خرجوا للعمل بعدما تم إغلاق مدارسهم بسبب جائحة فيروس كورونا".

وأضافوا أن كلا منهم حصل على حوالي 2.50 دولار عن يوم طويل في الشمس. ووفق التحقيق، "يبلغ عدد سكان اليمونة نحو 5000 نسمة، في قاعدة جبل في سهل البقاع، وهم من الشيعة. ويحمل الجميع تقريبًا نفس الاسم الأخير وهو الشريف. كما استقر حوالي 1200 سوري في المنطقة للبحث عن عمل والهروب من الحرب عبر الحدود". أشار طلال الشريف، رئيس البلدية ورئيس المجلس القروي المنتخب، إلى الأيام الخوالي عندما حاولت الحكومة اللبنانية، بتمويل من الولايات المتحدة، القضاء على زراعات القنب وتجارة الحشيش، وأرسلت جنودًا لحرق الحقول، مما أدى لاندلاع اشتباكات مع المزارعين المسلحين. لكن تلك الجهود شهدت إهمالا رسميا منذ حوالي عقد من الزمان. واستطرد الشريف شارحًا موقف السلطات اللبنانية قائلًا: "لقد وصل الأمر إلى حالة أدركوا فيها، أن الفقر هو السبب وراء ممارسة تلك الأنشطة وأنهم ربما قالوا: دعونا نترك هؤلاء الناس وشأنهم ونتصرف وكأننا لا نراهم".

 

وسيط أمني ودور كبير.. محادثات عميقة لإبراهيم في واشنطن

ترجمة فاطمة معطي/لبنان 24/19 تشرين الأول/2020

قبل أيام من انطلاق الاستشارات النيابية المزمع عقدها الخميس المقبل، وصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث التقى على مدار 4 أيام مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA). وأمس، أشارت المعلومات إلى أنّ إبراهيم وصل إلى باريس حيث سيزور قصر الإليزيه ويلتقي مع أحد أعضاء فريق عمل الرئيس إيمانويل ماكرون المكلف متابعة الملف اللبناني، إلى جانب رئيس الاستخبارات الخارجيّة برنار إيمييه، ورئيس الاستخبارات الداخلية لمتابعة ملفات أمنية. في حديث مع الصحافية جويس كرم، أعرب إبراهيم عن أمله في تعزيز عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة والعمل على الإفراج عن المزيد من الرهائن الأميركيين المحتجزين في إيران وسوريا. في التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، أوضحت كرم أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استقبلت إبراهيم استقبالاً حاراً على الرغم من علاقته الوثيقة بـ"حزب الله"، واصفةً المحادثات التي عقدها حول الرهائن الأميركيين وتبادل المعلومات الاستخباراتية بالإيجابية.

اللواء ابراهيم في واشنطن.. ملفات اقليمية على الطاولة ولبنان من الاولويات

الاستخبارات الأميركية: مسؤولو ووهان تستروا على الفيروس لاسابيع

ولفتت كرم إلى أنّ إبراهيم التقى مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ومديرة "CIA" جينا هاسبل ووكيل وزير الخارجية ديفيد هيل "على الرغم من أنّ المسؤولين الأميركيين كانوا حذرين من الزيارة". ورأت كرم أنّ اللقاءات التي عقدها إبراهيم تعزّز التغيّر التدريجي في العلاقات الأميركية-اللبنانية على مدى الأعوام الـ15 الماضية؛ فقبل انسحابها من لبنان في العام 2005، تولت دمشق التنسيق مع الاستخبارات الأميركية في ما يتعلق بمسائل مرتبطة ببيروت وتحرير الرهائن. وعلّقت كرم بالقول: "لكن اليوم، يتطلّع إبراهيم إلى العلاقات الناشئة ولكن المتنامية مع الولايات المتحدة لجهة تبادل المعلومات الاستخباراتية". وفي هذا الإطار، نقلت كرم عن إبراهيم قوله: "تربطنا علاقة عمل جيدة مع الأميركيين وأنا متفائل". كرم التي ذكّرت بدور إبراهيم في الإفراج عن الأميركي سام غودين من سوريا واللبناني الحائز على البطاقة الخضراء "Green Card" نزار زكا من إيران، أوضحت أنّ الإفراج عن الصحافي الأميركي أوستين تايس (مخطوف منذ العام 2012) من سوريا يقع على رأس أولويات إدارة ترامب؛ في آذار الفائت، بعث ترامب رسالة إلى نظيره السوري بشار الأسد حثّه فيها إلى إطلاق سراح تايس. وبحسب ما كتبت كرم، فإنّ إبراهيم يُعدّ وسيطاً أساسياً في قضية تايس، حيث تردد أنّه بحث الأمن الحدودي وعمليات التهريب في دمشق في أيار الفائت. وفي حين أكّد أوبراين لـ"ذا ناشيونال" أنّ بلاده "واثقة من أنّ تايس على قيد الحياة"، رفض إبراهيم إعطاء تفاصيل قائلاً: "ما من تأكيدات حول وضعه"، بما في ذلك ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، وفقاً لما أوردته كرم. من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية لكرم إنّ الانسحاب الأميركي الكامل من سوريا يمثّل أحد المطالب التي تدرسها دمشق مقابل الإفراج عن تايس، علماً أنّ دمشق لم ترد على الرسالة الأميركية.

ماذا يقول الخبراء؟

في قراءتها، وصفت الباحثة في معهد الشرق الأوسط رندة سليم إبراهيم بأنه "وسيط أساسي في قضايا الرهائن"، قائلةً: "إبراهيم في موقع يخوّله الوفاء بالتزامه في ما يتعلق بملف الرهائن المحتجزين في سوريا وإيران". وأوضحت سليم أنّ إبراهيم يتمتع بعلاقات "ممتازة" مع قادة "حزب الله"، مضيفةً أنّه نسج على مر السنوات الماضية شبكة من العلاقات الشخصية والمعارف مع مسؤولين سوريين وعراقيين وإيرانيين كبار على المستوييْن الاستخباراتي والسياسي. من جانبها، اعتبرت الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، زيارة إبراهيم إلى واشنطن بمثابة "فوز للنخبة السياسية اللبنانية التي يدعمها حزب الله". وقالت غدار إنّ الزيارة تمثل "خطوة جيدة في سبيل كسر حالة العزل التي تعيشها الحكومة والنخبة السياسية في لبنان"، مشيرةً إلى أنّ النخبة السياسية اللبنانية وعلى رأسها "حزب الله" وحلفاؤه، يحاولون استخدام المحادثات مع الولايات المتحدة لتفادي عقوبات جديدة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتابعت غدار بالقول إنّ السياسيين اللبنانيين يأملون اجتياز المحن في انتظار 3 تشرين الثاني، وذلك بعد انطلاق محادثات الترسيم وزيارة إبراهيم. وفي تعليق على الاستقبال الحار الذي تلقاه إبراهيم في واشنطن، قالت غدار إنّه يمثّل "ازدراءً" للبنانيين في الشارع، داعيةً الولايات المتحدة إلى "مواصلة دعم الشعب اللبناني والضغط على المسؤولين اللبنانيين وتفادي بعث رسائل متضاربة".

جائزة جيمس فولي

تسلّم إبراهيم في واشنطن جائزة "جيمس فولي" الرفيعة لجهوده في الدفاع عن الرهائن. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تنال فيها شخصية غير أميركية الجائزة. ومُنحت الجائزة لإبراهيم تكريماً لجهوده في الإفراج عن غودوين وزكا.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 19/10/2020

الإثنين 19 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

على مسافة ثلاثة أيام من الاستشارات النيابية الملزمة غابت حركة الاتصالات داخليا فيما نشطت بين بيروت وباريس التي مازالت تضغط باتجاه انجاح مبادرتها وتأليف حكومة اختصاصيين

واذا كانت الاستشارات ستنتهي بتكليف الرئيس الحريري الا انه حتى الساعة كل المؤشرات توحي بتعثر التأليف فيما القوى تترقب ما بعد يوم الخميس المفصلي والاتجاه الذي سيسلكه الرئيس المكلف في المرحلة الجديدة.

وعلى وقع انسداد الافق الحكومي لبنان يتخبط في ازماته التي تبدأ بانقطاع الدواء رغم مداهمات مستودعات التخزين ولا تنتهي بالغلاء الفاحش الذي جعل من اسعار اللحوم والدجاج كماليات ويحسب لشرائها الف حساب

ومع تردي الاوضاع المعيشية حذرت الهيئات الاقتصادية من جوع عابر للمناطق والطوائف ومن مرحلة ستنعدم فيها السيولة بالعملة الصعبة.

توازيا توقع صندوق النقد الدولي أن يشهد الاقتصاد اللبناني أحد أكبر الانكماشات الاقتصادية في المنطقة هذا العام عند 25 في المئة وحذر من أن مخاطر السيناريو الأسوأ من المتوقع أن تلوح في الأفق بشكل كبير

في ظل هذه الاجواء قانون الإثراء غير المشروع اصبح نافذا بعدما وقع عليه الرئيس عون كما وقع على مشروع قانون الدولار الطالبي.

الرئيس عون تبلغ في اتصال من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ارسال بلاده مساعدات لاعادة إعمار الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة انفجار المرفأ وقد اكد له ان لبنان مصمم على الوصول الى اتفاق يحفظ حقوقه وسيادته برا وبحرا.

البداية من جديد مداهمات مستودعات الدواء...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

فيما أفل الإسبوع على هدوء وصل إلى حد الجمود على خط الإتصالات المتعلقة بالملف الحكومي من المرتقب أن يحمل الإسبوع الطالع حراكا على هذا الخط لم يسجل بدؤه بعد بانتظار موعد خميس الإستشارات وخروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا ليعلن إسم الرئيس المكلف.

الستاتيكو على حاله فتوجهات الكتل النيابية لناحية التسمية والمشاركة أصبحت واضحة وعليه فإن المراقبين لا يرون من إمكانية لترحيل موعد الإستشارات للمرة الثانية.

وبالإنتظار أيضا فإن الأزمات تزداد عمقا وبات ما أجتمع لبنانيان إلا وكانت الأزمة المعيشية ثالثهما لاسيما وإن إرتدادات الإنهيار الإقتصادي تتردد في تفاصيل يومياته من الغذاء إلى الدواء والإستشفاء وصولا إلى الحجر على الودائع والرواتب المتآكلة أصلا.

وفيما الجمود والشلل يطبعان المرحلة فإن مجلس النواب ينتظم بعمله الدستوري حيث يعقد يوم غد جلسة عامة ينتخب خلالها مطبخه التشريعي من أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية على أن تعقبها جلسة تشريعية فيها جدول أعمال الجلسة السابقة.

ومن روحية التشريع كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يحرص على متابعة تداعيات إنفجار مرفأ بيروت لناحية ما نجم عنه من شهداء وجرحى وأضرار على مستوى التعويضات والمساعدة بكل ما يلزم من تشريعيات في المجلس النيابي داعيا لإبعاد جرح المرفأ عن التجاذب والإنقسام السياسيين ولإنجاز التحقيق العدلي والاقتصاص من كل المتورطين.

وفي وقت كانت فيه الطريق الجديدة لا تزال تلملم جراحها التي تسبب بها إنفجار محروقات نجت المنطقة اليوم من كارثة مماثلة بعد العثور على مادة البنزين مخزنة في أحد الأبنية بشكل بعيد تماما عن أسس السلامة العامة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لو كنا في بلد عادي لكانت الاتصالات لا تتوقف لانجاج عملية التكليف . ولو كان المسؤولون عندنا يتحلون بالحد الادنى من المسؤولية لكانت المحركات السياسية لا تنطفىء في سبيل الوصول الى حل للمأزق الذي نعيشه جميعا.

لكننا بالنتيجة في لبنان، وتتحكم بأمرنا مجموعة فاسدين غير مبالين لا يكترثون بنا وبمستقبلنا. لذلك فان الحركة السياسية شبه جامدة، والمساعي شبه متوقفة، والوساطات شبه معدومة.

الجميع في انتظار الاربعاء، وهو الموعد المفصلي لمعرفة اتجاهات الريح الحكومية.

فالرئيس عون سينتظر على الارجح الى مساء الاربعاء ليتخذ قرار التأجيل، اذا كانت المعطيات المحلية والاقليمية والدولية تسمح له بذلك.

وفي المعلومات ان الادارة الفرنسية تمارس ضغطا هائلا حتى لا تؤجل الاستشارات، وانها تبذل كل ما في وسعها لانجاح عملية تكليف الرئيس سعد الحريري.

توازيا، الادارة الاميركية لا تمانع في وصول الحريري الى رئاسة الحكومة. وثمة من يتحدث عن قبة باط اميركية لتحقيق الامر لكن وفق الشروط التي وضعتها واشنطن لعملية التأليف، وهي تختصر بالاتي: ان لا يكون في الحكومة تمثيل لحزب الله، ان يكون الوزراء من الاختصاصيين المستقلين، وان تلتزم الحكومة خريطة طريق صندوق النقد الدولي لايجاد مخرج للانهيار الاقتصادي- الاجتماعي الذي يدق ابواب لبنان.

محليا، الرئيس الحريري لا يزال يلتزم الصمت، وسيحافظ عليه حتى الاربعاء على الاقل. اما رئيس الجمهورية فقالت مصادر تدور في فلك الثامن من آذار لل "ام تي في" ان لديه ما يقوله .

فلمن الغلبة ستكون : للغة الصمت ام للغة الكلام ؟ على اي حال، اذا سارت عملية التكليف كما يجب وكلف الحريري، فان عملية التأليف ستكون صعبة جدا ومضنية.

فالرئيس المكلف العتيد سيكون عليه التزام احد خياري ، اما تشكيل حكومة المبادرة الفرنسية واما تشكيل حكومة حزب الله . فماذا سيختار؟ وهل التوفيق ممكن بين الخيارين؟ مع استمرار التعثر السياسي اطلقت الهيئات الاقتصادية صرخة استغاثة اخيرة ، داعية الى تشكيل حكومة باسرع وقت ممكن قادرة على تنفيذ المبادرة الفرنسية.

وسط هذه الصورة الضبابية ضوء برز , فبعد مماطلة وانتظار ، أزالت القوى الامنية المخالفة الموضوعة على املاك الكنيسة المارونية في لاسا. منطق الدولة انتصر اخيرا في منطقة محددة على منطق الدويلة . فهل ما سرى على لاسا اليوم يمكن ان يسري على كل لبنان في أحد الايام؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

13 تشرين الأول في لبنان ليس يوما واحدا في سنة.

فهو من حيث المعنى الذي يرمز إليه، من صنف الأيام التي تتكرر، سنة بعد سنة، وأحيانا… أكثر من مرة في سنة.

لا يدخل ما سبق في إطار الكلام الوجداني أو العاطفي، ولا هو من باب الشعر أو النثر أو سائر أصناف الأدب.

ما سبق كلام واقعي ينطلق على الأقل من ثلاث تجارب:

التجربة الأولى، 13 تشرين الأول العسكري عام 1990: حالة لبنانية تواجه منفردة حالات ميليشيوية واحتلالية متكافلة متضامنة في ما بينها، والغطاء الخارجي باختصار: طيارة فوق طيارة.

التجربة الثانية، 13 تشرين الأول الميثاقي المتجسد بالتحالف الرباعي وتداعياته عام 2005: الحالة اللبنانية اياها تواجه منفردة ايضا، لكن هذه المرة، نوايا التهميش والاقصاء والالغاء الداخلية، التي مارسها الجميع ضدها، بالتكافل والتضامن إياه: فريق الملتحقين بالمطالب السيادية في اللحظات الاخيرة قبل تحقيقها، وفريق المتمسكين بالمرحلة المنقضية، عن مبدأ أو عن مصلحة. أما الغطاء الدولي والإقليمي فاستبدل، والميليشيات العسكرية فتنكرت بزي مدني.

التجربة الثالثة، 13 تشرين الأول الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي نعيشه منذ 17 تشرين الأول : هنا ايضا وايضا، الحالة اللبنانية تواجه منفردة، المنظومة الفاسدة، المتمرسة خلف تمثيلها الطائفي والمذهبي إلى جانب الإقطاعي والمناطقي، وهي قوى ساسية بفروع مالية واعلامية وخارجية، تحاول من جديد تكريس وصايتها الداخلية على الدولة، واعتدائها الصارخ على الميثاق.

لكن، في خلاصة التجارب الثلاث، عبر ثلاث:

العبرة الأولى، أن القوى المعتدية هي اياها، من 13 تشرين إلى 13 تشرين، وهي مشكلة من جهات اقليمية ودولية وميليشيات عسكرية اصبحت مدنية.

العبرة الثانية، ان منطق الالغاء هو اياه، من الغاء السيادة الى الغاء الشراكة، ولو تغير الشكل، وتبدلت الاقنعة، من جانب القوى الداخلية التي تشارك الخارج في اعتدائه.

اما العبرة الثالثة، وهي الأهم، فأن الحالة اللبنانية التي انتصرت على 13 تشرين الاول العسكري، واسقطت 13 تشرين الاول الميثاقي، هي حالة تقاوم حتى الاستشهاد الجسدي في المعركة العسكرية، ولا تهاب الاستشهاد السياسي في المعارك السياسية.

ما علاقة ما تقدم باليوم؟ لا علاقة مباشرة، لكن ثمة في الرأي العام من يستشعر 13 تشرين جديدا ضده، وتحالفا رباعيا بشكل آخر واركان اخرين يستهدفه، لكنه كما في كل مرة، كله يقين بأن حبة الحنطة التي تغرس في التراب، تنبت سنابل كثيرة، ليكون الحصاد وفيرا ولو بعد حين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

السلطة في مكان... الشعب في مكان آخر، "وما حدا يخبركن شي تاني".

السلطة تنتظر الخميس لتتم تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، في الدستور إسمها "استشارات نيابية ملزمة"، على أرض الواقع، لا استشارات ولا "من يحزنون"، هناك مرشح اسمه سعد الحريري: كتل ونواب سيسمونه، وكتل ونواب سيمتنعون عن تسميته وعن تسمية أحد آخر. عند انتهاء التسميات تحتسب الأصوات ويصدر مرسوم تكليفه تشكيل الحكومة... إذا هي استشارات شكلية، لكن "الجهاد الأكبر" بعد التكليف، ومن السابق لأوانه تحديد مسار التأليف.

الإتصالات الداخلية استنفدت بعدما أدلى كل فريق بموقفه وأصبحت كل المواقف معروفة وثابتة وصولا إلى يوم الخميس، أما التعويل فعلى الإتصالات الخارجية التي يفترض أن يتولى جانبا منها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يصل صباح غد الى باريس آتيا من بوسطن. ويتوقع أن تتكثف لقاءاته في العاصمة الفرنسية لساعات معدودة، على أن يكون في بيروت بعد غد الأربعاء أي عشية موعد استشارات التكليف.

تأتي محادثات اللواء ابراهيم في باريس في وقت ينهمك المسؤولون الفرنسيون في تداعيات قطع رأس احد اساتذة التاريخ، فاليوم أعلنت فرنسا أنها ستحل نحو 50 جمعية إسلامية، وأنها تستعد لترحيل 213 أجنبيا كانوا على قائمة المراقبة الحكومية.

من الإهتمام الفرنسي إلى الأهتمام الأميركي، ففي موازاة التنسيق الأميركي الفرنسي في ما يتعلق بالملف الحكومي اللبناني، كان لافتا اتصال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بالرئيس عون، وقد ابلغ اليه أن واشنطن سترسل مساعدات لإعادة اعمار الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة انفجار المرفأ.

وفي انتظار خميس التكليف، الملفات تتراكم، والأوضاع إلى مزيد من التدهور: تخزين المحروقات متواصل لأن لا ثقة بأن السلطة ستواصل تأمينه، مع ما يعني هذا التخزين من مخاطر... تخزين الدواء متواصل أيضا لأن المواطن شاهد بأم العين كيف أن مستوردين ومصنعين يواصلون التخزين طمعا بأسعار ربما سترتفع، وطمعا بأرباح خيالية من جراء التهريب.

قطاع المطاعم والهيئات الإقتصادية أطلقوا صرخة، وربما هم يعرفون أن صرختهم ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

في هذا الوقت، الدوامة مستمرة: عدم الالتزام الكافي بالإجراءات يؤدي إلى أن عدد الإصابات ما زال كبيرا وإن كسر اليوم عتبة الألف إصابة ليسجل 995 إصابة ، ومن شأن هذا الواقع أن يضغط على المستشفيات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

تحضر التفاهمات السياسية على المساجين وتغيب عن التكليف والتأليف، ففي لحظة تباعد سياسي فرضته جائحة الحكومة، كان التوافق الوطني ضاربا حيال قتل العفو العام وإبعاد شبحه عن السلطة ومجلس النواب، واستبداله بتعديل أصول المحاكمات الجزائية.

وقبل أن يطلع فجر الثلاثاء، كان النواب قد أنجزوا المهمة وأعدوا اقتراحا فوض الى النائب هادي حبيش تجميع مقتنياته وعواجله وتعليل أسبابه كبديل من قانون العفو العام، هي تسوية للكتل النيابية قبل أن تكون للسجناء.

فالسلطة حلت عقدتها ولجأت الى مخارج في اصول المحاكمات متجنبة إلزام نفسها قانون عفو عام سوف يخضع لتوازنات طائفية وتسويات سياسية ورأفة قلب المستقبل على المساجين الإسلاميين وخفقة روح التيار الوطني على المبعدين إلى اسرائيل، وحنان الثنائي الشيعي على الموقوفين بجرائم المخدرات ولكل عشيرة مطلبها وأزاح النواب عنهم هذه الهموم ليجروا تسوية فيما بينهم لأن العفو ليس على مستوى المقدرة هنا يتفقون وعند مفارق قصر بعبدا تتقطع بهم السبل ويختلفون هنا أنجزوا المهمة وفي التكليف عجزوا عن تأليف حكومة المهمة التي حدد زمنها الرئيس الفرنسي ولم يعطها عمرا أكثر من ثمانية أشهر وفي الطريق إلى الخميس أصبح التعطيل أكثر صعوبة وقد برزت عوامل محلية ودولية تعيد تحصين يوم الاستشارات لاسيما أن نزعة الميثاقية سوف يجري تغليفها بصوتين كنسيين: ماروني وأرثوذكسي وذلك من خلال مواقف كل من البطريرك الراعي والمطران الياس عودة إضافة إلى اثنين وعشرين نائبا مسيحيا وبينهم ضمنا نواب الأرمن وحتى موعد الاستشارات، فإن الأيام الفاصلة سوف تمتحن صوت الثنائي الشيعي فرع حزب الله وما إذا كانت كتلة الوفاء للمقاومة سوف تمنح وفاءها لسعد الحريري ام للحلف المهتز مع التيار الوطني.

هذا الامر سيكون مرهونا بعطاءات يقدمها الحريري الى حزب الله في صندوقة النقد الدولية التسليف نقدا سياسيا أما التكليف فهو واقع بصوت مقاوم، ومن دونه لكون الميثاقية الشعية مؤمنه عبر ألبان وأجبان الرئيس نبيه نبيه بري ولم تعد هناك من خيارات لدى رئاسة الجمهورية لأن الوصول الى حكومة سريعا هو طوق نجاة للعهد نفسه المحكوم عليه بالأشغال الشاقة في ما تبقى من ولايته وبما سبق منها واطمئنانا إلى الحكومة وترسيم الحدود البحرية تلقى رئيس الجمهورية اتصالا اليوم من وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو الذي كان قد استحصل على تقرير المهمة من مساعده ديفيد شنكر بعدما أبلغ السياسيين اللبنانيين أن يعيدوا حساباتهم بالتنسيق التام مع الفرنسيين لكن رئاسة الجمهورية لديها اشغال شاقة أكثر أهمية من إنقاذ البلاد وتأليف الحكومة وترسيم الحدود.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

نحو الخميس يتطلع اللبنانيون بمهلة اسبوع سياسي طالعه صمت مطبق، وهم واقفون على انقاض اقتصاد، وبقايا أمل..

وحتى يصل الخميس بتوقعاته او مفاجآته، فانه لا شيء ينبئ بتأجيل للاستشارات النيابية الى الآن، ما يعني ترجيح فرضية تكليف رئيس لتشكيل الحكومة. فرضية تدفع باتجاهها اعتبارات خارجية وداخلية على ان ابرزها انين اللبنانيين الموجوعين الذي بات يطوق الجميع..

وعلى اعقاب الوجع اللبناني توقع لصندوق النقد الدولي بانكماش اقتصادي لبناني هو الاكبر خلال خمس وعشرين سنة، مسابقا بذلك الآمال المبنية على وصفاته المفترضة لحل الازمة.

في الازمات المتشعبة لا دواء في الافق يشفي محتكري الدواء، ومع كل صباح كشف جديد لوزارة الصحة وهيئة التفتيش الدوائي يظهر ان لا انقطاع للدواء او شحا في كمياته انما المشكلة بانقطاع الانسانية عند البعض وشح بالجدية عند الاجهزة المعنية لا سيما القضائية منها لملاحقة هؤلاء.

وبين صراع التعاميم المصرفية من السحب بالليرة او بالدولار، توقيع رئاسي على قانون الدولار الطلابي الذي تقدمت به كتلة الوفاء للمقاومة وصدقه المجلس النيابي في جلسته الاخيرة، على امل ان يوصل هذا القرار اهالي الطلاب في الخارج وابناءهم الى نهاية المعاناة التي تعصف بمستقبلهم، فيما المستقبل القريب كفيل بكشف مدى التزام المصارف بهذا القرار، وعدم التذرع بحجج واهية للتهرب كالمعتاد من كل قرار لا يناسبها، او اتباع الاستنسابية في التطبيق.

في الاقليم جائزة صهيون ل”بن زايد” و”بن سلمان” وتابعهما البحريني تقديرا لدعمهم وخدمتهم الكيان العبري كما جاء بحسب مانحي الجائزة، ولعل هذا اقصى ما سيحصل عليه المطبعون الواهمون ان عروشهم محمية بتوقيع مع الصهاينة او تسيير رحلة طيران الى تل ابيب، او بناء سفارة لها على ارض عربية. فيما بنيان الغضب الشعبي على هؤلاء الحكام سيطيح باوهامهم لا محال، وما المنامة التي لم تنم واهلها على فعل خيانة آل خليفة، سوى اول الغيث.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الرئيس عون يُصحِّح بوصلة "التيار"

"ليبانون ديبايت"/الاثنين 19 تشرين الأول 2020

أكّدت مصادر متابعة لـ "ليبانون ديبايت"، بشكلٍ حاسم أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون إتخذ قراره بتجاوز الشكليّات التي حاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إستخدامها لإفتعال إشكاليّة ميثاقيّة بين المسيحيين والمسلمين بموضوع التكليف والذهاب إلى الاستشارات نهار الخميس المقبل، مُصححاً بذلك بوصلة "التيار" الذي يعمل على تأجيل الإستشارات. وفي وقتٍ كانت أجواء بعبدا منذ أمس الأحد، تُشير إلى الذهاب لإجراء الإستشارات النيابية المُلزمة، عَمد مُقرّبون من باسيل إلى توزيع أخبار مُعاكسة لذلك. ولفتت المصادر، إلى أنّ "مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أبلغ المسؤولين دعم بلاده لعملية التكليف والتأليف بشخص الرئيس سعد الحريري ومن دون تأخير ما اعتُبر تناغُماً واضحاً مع المبادرة الفرنسية. ومن المُتوقع بحسب المصادر، أن "يستأنف الحريري حركته السياسية اليوم مُتجاهلاً بشكلٍ كليّ الحملات الإعلامية التي يَشنُّها باسيل ضده". وعلى صعيد الكتلة الأرمنية فقد ظهر جليًّا تأييدهم للحريري من خلال إعلان أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، أن كتلة حزبه ستُسمي الحريري، وبالرغم من نفي بقرادونيان ان مطالبته بتأجيل الإستشارات في المرة السابقة لم تحصل بطلبٍ من باسيل، إلَّا أنّه يظهرُ جلياً أنّها لم تكن سوى إرضاءً له.

 

إستشارات التكليف الخميس وصعوبة أمام العهد في تأجيلها... الأزمة إلى التأليف... أي تأجيل ستكون له تداعيات خطيرة على العهد

نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

بعدما حصل التأجيل الاول للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس لتشكيل الحكومة، بهدف "معالجة الخلل الميثاقي في التكليف ومن ثم في التأليف وصولاً الى الثقة البرلمانية"، لم يعد بالامكان الدفع باتجاه تأجيل جديد لأن خريطة المواقف صارت واضحة ولا تحتاج الى مزيد من الوقت لتظهيرها اكثر.

وفي حين ان الكتل التي طلبت التأجيل الاول، تبيّن لاحقاً انها "فروع مستولدة من أصل"، اي ان "تكتل لبنان القوي" برئاسة جبران باسيل ارتأى ان يتحول فجأة الى ثلاث كتل، الاولى بزعامته والثانية بزعامة طلال ارسلان والثالثة بزعامة اغوب بقرادونيان، الذين اتصلوا دون سواهم بالرئاسة الاولى وطلبوا التأجيل، الا ان المشهد الراهن لا يسمح بتكرار السيناريو ذاته، ولن تمر عملية التكتم عن ذكر الكتل الراغبة بالتأجيل على احد، لذلك يلخص مصدر متابع للمسار الحكومي الايام الفاصلة عن يوم الخميس بقوله "الاستشارات ستحصل، والرئيس سعد الحريري سيكلّف، وعملية عض الاصابع لن تنفع، لان كل القوى السياسية مأزومة، ومن يتعاطى مع الحريري على انه مأزوم وفي موقف ضعف، عليه ان ينتبه الى ان الكل ضعفاء والكل مأزومون، وبالتالي الحريري ضعيف بين ضعفاء ومأزوم بين مأزومين".

ويوضح المصدر لـ"نداء الوطن" ان "العمل الجدي على خط الحريري وباسيل يقوم به النائب اغوب بقرادونيان المتحمّس جداً لعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، اما القنوات الامنية المعتادة على هذا الخط فليست ناشطة لاعتبارات عديدة من ابرزها حنق الثنائي الشيعي من الفاول الكبير الذي ارتكبه باسيل عندما وقف مانعاً الاستجابة لطلب عدم ضم مدنيين لوفد التفاوض حول الحدود الجنوبية، وهو طلب شخصي من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كرره لمرتين الاولى مباشرة عبر اتصال بالرئاسة الاولى والثانية عبر وسيط معتمد".

ويقول: "ان الحريري يضمن من الثنائي الشيعي في عملية التكليف أصوات كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري، اما أصوات كتلة الوفاء للمقاومة فهي ليست مرهونة على الاطلاق بموقف الحليف العوني، انما في امكانية التوصل الى تفاهم قبل صبيحة يوم الخميس حول جملة من الامور ابرزها العشرة بالمئة التي لم يوافق عليها الحزب في الورقة الفرنسية ومنها مسألة زيادة الضرائب ورفع الضريبة على القيمة المضافة والخضوع الكامل لشروط صندوق النقد الدولي والخصخصة وتصغير حجم القطاع العام بما يؤدي الى ازمات اجتماعية جديدة، ولدى الحزب بدائل سبق وطرحها مع الحريري نفسه والآن تبحث بطريقة او بأخرى بهدف الوصول الى تفاهم بشأنها فاذا كانت النتائج ايجابية ستسمي الكتلة الحريري واذا كانت سلبية ستمتنع عن التسمية". ويضيف: "اما في استحقاق تأليف الحكومة فالمقاربة مختلفة كلياً، اذ اما ان يدخل الثنائي سوياً الى الحكومة او يخرج منها سوياً، وبالنسبة للحلفاء فان من يدافع عن مصالح باسيل في الحكومة هو رئيس الجمهورية الذي يمتلك ورقة التوقيع، اما حصة رئيس تيار المردة فمحفوظة سلفاً عند الحريري نفسه ولا داعي لكي يوسّط بري او الحزب ليتنزعها من براثن باسيل". ويؤكد ان "استشارات التكليف حاصلة يوم الخميس، واي اتجاه لتأجيلها مجدداً بهدف الوقوف على "خاطر تيريز" ستكون له تداعيات خطيرة على العهد وعلى ولي العهد بحيث سيعاد تحريك ملف العقوبات بقوة وهو اصلاً لم يجمّد او يصرف النظر عنه، وبالتالي سيحوز الحريري على الاصوات المطلوبة وسيتم تكليفه، ليبدأ جلجلة التأليف لأن النوايا واضحة وهي نقل الازمة من التكليف الى التأليف، وموقف فريق العهد واضح وهو كما ستأخذ بقية القوى السياسية حصتها سيأخذ باسيل حصته كرئيس لاكبر كتلة نيابية، وطالما الحريري هو الذي سيكلّف ومن ثم سيؤلّف بالتالي لا يمكنه التمسك بمقولة حكومة اختصاصيين كونه رئيس حزب سياسي، فاما ان تكون الحكومة رئيساً ووزراء اختصاصيين واما ان يصرف النظر عن ذلك". ويتخوّف المصدر من ان "نصبح ابتداءً من بعد ظهر الخميس، اي بعد التكليف امام سيناريو جديد، لان من يعتقد ان الداخل كما الخارج سيستمر في الصمت عن اعادة انتاج الطبقة السياسية محاصصتها غير آبهة بعامل الوقت الضاغط اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، فهو مخطئ جداً، لان المشهد سيكون غير مألوف لجهة دخول البلاد في حال من الفوضى مقرونة بضغط دولي غير مسبوق".

 

بعد الجدل... علوش لـ"نداء الوطن": تشاور دائم بين الحريري والسعودية واستنتاجي الخاص أنها لا تريد حكومة تضم "حزب الله"

نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

أثار كلام القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش حول توقف الاتصالات بين الرئيس سعد الحريري والسعودية، وتواصل الاخير معها من خلال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، زوبعة كبيرة وجدلاً واسعاً في الاوساط السياسية عموماً و"المستقبلية" خصوصاً، إذ ان ما كشفه علوش، إن صحّ، يُعدّ اول موقف مستقبلي من علاقة الحريري مع المملكة، وحقيقة موقفها من مسألة تكليفه. الا ان علوش اكد لـ"نداء الوطن" ان كلامه هذا أُخذ من خارج السياق، وقال: "خلافاً لما اشيع، الرئيس الحريري على تواصل وتشاور دائم مع القيادة في السعودية، وعلاقات الودّ والتفاهم قائمة بين الطرفين، والرئيس الحريري لا ينزع من ذهنه ابداً ان المملكة هي الشقيق الدائم للبنان ووقفت معه على الدوام، ولن تبخل عليه في اي مرحلة مقبلة". الا ان علوش اوضح ان التشاور بين الحريري وبين القيادة السعودية لا علاقة له بمسألة تكليفه ولا بالتأليف، فالحكومة شأن داخلي اما التشاور في المبادرة الفرنسية بين باريس والرياض فهو قائم وقال: "صحيح ان المبادرة الفرنسية تدفع في اتجاه تأليف حكومة لكن في النهاية على الافرقاء المحليين ان يقوموا بواجباتهم ويؤلفوا الحكومة". وشدد علوش على ان الموقف السعودي الرسمي من الحكومة اللبنانية تعبّر عنه المملكة بطريقتها الخاصة، وقال: "استنتاجي إن السعودية لا تريد حكومة تضم "حزب الله". واشار علوش الى ان "قرار الحريري كان ان يلتزم الصمت على مستوى الاتصالات، وهو صامت وبالتأكيد ينتظر موعد الاستشارات ونتوقع ان تتجه الاستشارات كما هو مرسوم في الدستور وكما هو مطلوب، وفي النهاية على النواب ان يأخذوا خياراتهم في هذا الشأن".

واعتبر ان الحريري وكتلة المستقبل قاموا بواجباتهم في النهاية، تجاه محاولة تقريب وجهات النظر لدفع الكتل النيابية للقيام بواجباتها تجاه المبادرة الفرنسية ومحاولة الانقاذ، وعدا عن ذلك، كل كتلة مسؤولة عن خياراتها. وأكد علوش ان "العلاقة بين رئيس "التيار الوطني الحر" وما يمثّله وبين الرئيس الحريري وما يمثله أنتجت تدهوراً بواقع البلد، والرئيس الحريري لن يكرّر مُجدّداً اي محاولة لإصلاح هذه العلاقة على المستوى السياسي، وهذه المسألة ليست مسألة شخصية بل تتعلّق بفقدان الود السياسي".

 

هندي: لا حكومة قبل جلاء نتائج الإنتخابات الأميركية

أم تي في//19 تشرين الأول/2020

علق الدكتور توفيق هندي على ما جاء في مقال في جريدة "الأخبار" بعنوان "حزب الله: لا موافقة مسبقة على شروط صندوق النقد"، لافتاً الى "ان السلطة الفعلية في لبنان هي بيد حزب الله، ما يعني الإنتظار حتى جلاء نتائج الإنتخابات الأميركية".

واعتبر في تصريح "ان ما لم يعطه السفير مصطفى اديب أعطاه الرئيس سعد الحريري. ومن يقبل بأن يسمّي الثناني الشيعي وزراءه مضطر ان يقبل أن تسمّي باقي الكتل وزراءها، فتكون الحكومة كسابقاتها التي أودت بلبنان إلى الجحيم حكومة محاصصة. اما رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل سيُسمّي وزراءه من حصة رئيس الجمهورية. لكن هذا تفصيل". ولفت الى "ان التحفظ على بعض شروط صندوق النقد الدولي هو "شكلا" على ما تفرضه على الشعب من إجراءات قاسية، إنما "فعلاً" هي على شروط مراقبة الحدود البرية والجوية والبحرية. وهذه المراقبة تهدف إلى ضبط التهريب، ولا سيما إلى سوريا لفرض العقوبات الأميركية على حكم الأسد من خلال تنفيذ قانون قيصر". اضاف "غير ان تخوف الحزب الحقيقي والأهم هو على ما ستفرضه هذه المراقبة على حركة السلاح والمقاتلين والنقد التي قد تُشلّ تحركاته في الإقليم وتُعيق تسلّحه وتمويله"، مشيراً الى "ان  قرار صندوق النقد الدولي هو في يد أميركا. وهذا ما يقلقه".

 

الشرنقة التي نسجها أصحاب هذه الحجّة حول أنفسهم

الياس الزغبي/19 تشرين الأول/2020

ماذا يبقى من ذريعة الميثاقية التي باتت محصورة بين بعبدا وميرنا، طالما أن الكنيسة بلسان أحبارها، من بكركي إلى الأشرفية، والأحزاب بلسان قياداتها، من معراب إلى الصيفي، والفاعليات السياسية والاجتماعية الأخرى، سحبت هذه الحجّة المرفوعة في وجه التكليف والتأليف؟

المشكلة كامنة في تلك الشرنقة التي نسجها أصحاب هذه الحجّة حول أنفسهم. فمن أوصلته أخطاؤه وخطاياه إلى عزل نفسه وإغراقها في مستنقع العداوات، يصعب، بل يستحيل، تعويمه. *لم يعد "حزب اللّه" في موقع "مرشد الجمهورية"، ولو استطاع تمرير بعض شروطه، كتسمية وزرائه عبر تفخيخ الحكومة العتيدة بسياسيين تحت ستار الأخصائيين. فلن تكون حكومته، ولا بيانها بيانه، ولا التزامها بمعايير صندوق النقد الدولي التزامه. وهذا يؤكد قولنا تكراراً: إن "الشيعوية السياسية العسكرية" إلى أفول

 

مسيرة نسائية سلمية

مواقع ألكترونية/19 تشرين الأول/2020

سنتحدى الواقع ونعمل تظاهرة حسب القطر القانونية, الموضوع انو صار مسيرة ومش تظاهرة مرتين مرورا بعين التينه وتعرضوا الثوار للضرب المبرح من شبيحة بري, فاستشرنا محامين وقدمنا طلب لمحافظ بلدية بيروت،

*لذلك سيكون هنالك حماية من القوى الامنية .*

المهم طلبنا نمشي مسيرة من سيار الدرك فردان حتى عين التينه، والمسافه اخترناها قصيرة حتى ما يصير خرق او نتعرض لاي أذى ونعرض المشاركات، وحبينا تكون سلمية لان الهدف الاول والاخير التظاهر امام بيت بري ومش مسيرة مرور الكرام، يعني وقفة حتكون مدتها مع المسيرة ساعتين، من الساعة ٥ للساعة ٧، نهار التلاتاء ٢٠/١٠/٢٠٢٠، اخدنا موافقه وبمواكبة قوى الامن، وحنكون رافعين يافطات  لان موضوع المسيرة مسائلة لرئيس مجلس النواب منها :

- الفساد والطغيان .

- تطبيق الدستور

-حكومة اختصاصيين

-تطبيق القرارات الدولية

-إستعادة المال المنهوب  بالقضاء

- التحقيق والمحاسبة عن جريمة المرفأ والعدالة للضحاياواهاليهم.

- وقف الاقطاعية السياسية*

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

رئيس وزراء أرمينيا يكشف عن هدف تركيا من الحرب في قره باغ

تويتر/19 تشرين الأول/2020

قال رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، ان هدف تركيا من الحرب في قره باغ ليس تحرير أراضي أذربيجان كما تقول، بل هو السعي للسيطرة على خطوط إمدادات الغاز إلى أوروبا. وأوضح رئيس الوزراء الأرمني، في صفحته على “فيسبوك”، أن المعارك في إقليم قره باغ، تدور رحاها من أجل تحديد وضعه القانوني، مضيفا أنه كان من الممكن تجنب الحرب لو أنها سلمت قره باغ. وقال إن التوصل إلى الاتفاق على وضع قانون مقبول لإقليم قره باغ لم يكن ممكنا، مضيفا أنه تم استنفاد كل المحاولات وأن آخر فرصة كانت في عام 2011 في قازان، حيث عُقدت قمة روسيا وأذربيجان وأرمينيا، التي انتهت دون التوصل إلى اتفاق على المبادئ الأساسية للوضع القانوني لقره باغ.

 

أذربيجان تعلن السيطرة على 13 قرية في قره باغ

روسيا اليوم/19 تشرين الأول/2020

وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عبر “تويتر”، ان القرى التي تمت السيطرة عليها هي: سلطانلي، وأميرفارلي، وماشانلي، وحسنلي، وعلي كيهانلي، وكوملاك، وحاجلي، وكويرتشينيسيللي، ونيازغولار، وكتشل محمدلي، وشاهفيللي، وحاجي إسماعيلي، وإسحاقلي. واتهم علييف أرمينيا بانتهاك نظام الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها أول أمس، وقال إن القوات الأرمنية قصفت بالمدفعية الثقيلة مناطق مأهولة بالسكان ومواقع قتالية لأذربيجان. من جانبها اتهمت وحدات الدفاع التابعة لإقليم قره باغ، القوات الأذربيجانية بانتهاك وقف إطلاق النار واستئناف القصف بالصواريخ والمدفعية على الاتجاهين الشمالي والجنوبي لخط التماس، على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

 

واشنطن تتوعّد كل من يبيع الأسلحة لإيران

نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

بعدما تباهت إيران بأنّ حظر شراء وبيع الأسلحة التقليديّة، الذي تفرضه عليها الأمم المتحدة، "رُفِع تلقائيّاً"، حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أمس من أن أي عمليّة بيع أسلحة لطهران ستُؤدّي إلى فرض عقوبات من قبل واشنطن. وقال بومبيو في بيان إن "الولايات المتحدة مستعدّة لاستخدام سلطاتها الوطنيّة لفرض عقوبات على أي فرد أو كيان يُساهم في شكل ملموس في إمداد وبيع ونقل أسلحة تقليديّة إلى إيران". وأضاف: "على كلّ الدول التي ترغب في السلام والإستقرار في الشرق الأوسط وتدعم مكافحة الإرهاب، أن تمتنع عن المشاركة في الاتجار بالأسلحة مع إيران". وتابع الوزير الأميركي: "خلال الأعوام العشرة الأخيرة، امتنعت الدول عن بيع إيران أسلحة بموجب قرارات أمميّة مختلفة"، معتبراً أن "أي بلد لا يلتزم هذا المنع يختار بوضوح تأجيج النزاعات والتوتّرات بدل تعزيز السلام والأمن". وكانت طهران قد أوضحت أن الحظر الأممي المفروض على شرائها أسلحة تقليديّة وبيعها، "رُفِعَ تلقائيّاً" اعتباراً من أمس، بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي والقرار 2231. وحدّد تاريخ 18 تشرين الأوّل 2020، كموعد لرفع الحظر بموجب الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وقرار مجلس الأمن 2231 الذي تبنّى الاتفاق رسميّاً في العام نفسه (2015). وفي بيان بُعيد منتصف ليل السبت - الأحد بالتوقيت المحلّي، أعلنت الخارجيّة الإيرانيّة أنّه "اعتباراً من اليوم (أمس)، كلّ القيود على نقل الأسلحة، النشاطات المرتبطة (بذلك) والخدمات الماليّة من جمهوريّة إيران الإسلاميّة وإليها، تمّ إنهاؤها بشكل تلقائي". ورأت الخارجيّة الإيرانيّة أنّ "اليوم يُمثّل يوماً بالغ الأهمّية للمجتمع الدولي الذي، وفي تحدٍّ لجهود النظام الأميركي، حمى قرار مجلس الأمن الرقم 2231 وخطّة العمل الشاملة المشتركة"، وهي التسمية الرسميّة للاتفاق النووي المبرم في فيينا. كما حضّت طهران واشنطن على "ضرورة التخلّي عن مقاربتها المدمّرة حيال القرار 2231، والعودة إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها بموجب شرعة الأمم المتحدة، ووقف خرق القانون الدولي وتجاهل النظام الدولي، والتوقّف عن زعزعة الإستقرار في منطقة غرب آسيا". وحذّرت طهران من أيّ خطوة ضدّ رفع الحظر، معتبرةً أنّ ذلك سيكون بمثابة "خرق مادّي للقرار وغايات خطّة العمل الشاملة المشتركة"، مهدّدةً بأنّه "في حال حصول ذلك، تحتفظ جمهوريّة إيران الإسلاميّة بحقّ اتّخاذ أيّ خطوات مضادة ضروريّة لضمان مصالحها القوميّة". وأكدت أنّها باتت قادرة على شراء "أي أسلحة ضروريّة أو تجهيزات من أي مصدر كان من دون أي قيود قانونيّة، وبالإستناد حصراً إلى حاجاتها الدفاعيّة، ويُمكنها أيضاً أن تُصدّر أي أسلحة دفاعيّة بناءً على سياساتها الخاصة". وعلّقت إسرائيل على إعلان إيران بموقف لوزير دفاعها بيني غانتس عبر "تويتر" جاء فيه: "مع انتهاء حظر الأسلحة على إيران، علينا أن نكون أقوى وأكثر تصميماً من أي وقت مضى". وأضاف: "كوزير للدفاع، سأُواصل اتخاذ أي إجراء ضروري، بالتعاون مع شركائنا، القدماء والجدد، للحؤول دون توسّع إيران وتسليحها"، معتبراً أنّه "على كلّ الدول أن تنضمّ إلى هذا الجهد المهمّ".

 

تنظيم أول رحلة سياحية بين الإمارات وإسرائيل

 سبوتنيك عربي/19 تشرين الأول/2020

ستكون شركة الاتحاد للطيران أول شركة طيران خليجية تقوم برحلة مدنية إلى إسرائيل، بحسب ما أفادت وكالة دولية. وذكرت وكالة “رويترز” أن الشركة الإماراتية ستصبح الشركة الأولى التي تقوم بنقل الركاب من منطقة الخليج إلى إسرائيل وتحديدا بين تل أبيب وأبو ظبي. وبحسب المصادر، فإن القرار يهدف إلى تشجيع وتعزيز قطاع السياحة بين البلدين، حيث ستنقل الطائرة الأولى مجموعة من كبار مسؤولي القطاع السياحي وشخصيات بارزة بقطاع الأعمال ووسائل الإعلام للتعرف على أبوظبي والإمارات ككل تلبية لدعوة ممثلي قطاع السياحة في أبوظبي. وأشارت الوكالة إلى أن الطائرة ستغادر تل أبيب، اليوم الاثنين، وستعود إلى إسرائيل في 21 تشرين الأول.

 

بومبيو يحذر من انتهاك الحظر الأممي على التسلح الإيراني إيران تعلن {انتهاءه تلقائياً}

لندن-واشنطن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، تحذيره من أن أي صفقات أسلحة لإيران ستؤدي إلى عقوبات. ولم تطلب الخارجية الإيرانية أي بيان من مجلس الأمن الدولي أو أطراف الاتفاق النووي، لدى إعلانها، أنّ الحظر الأممي على شراء وبيع الأسلحة التقليدية، والحظر على سفر قيادات عسكرية، «رُفِع تلقائيّاً» بدءاً من أمس، بموجب قرار مجلس الأمن 2231 الذي تبنى الاتفاق حول برنامجها النووي. وقال بيان لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها الوطنية لفرض عقوبات على أي فرد أو كيان يساهم في شكل ملموس في إمداد وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران». وأضاف: «على كل الدول التي ترغب في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعم مكافحة الإرهاب أن تمتنع عن المشاركة في الاتجار بالأسلحة مع إيران»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع بومبيو: «خلال الأعوام العشرة الأخيرة، امتنعت الدول عن بيع إيران أسلحة بموجب قرارات أممية مختلفة. إن أي بلد لا يلتزم هذا المنع يختار بوضوح تأجيج النزاعات والتوترات بدل تعزيز السلام والأمن». وفي وقت سابق، أفادت الخارجية الإيرانية في بيان، بأن رفع الحظر عن شراء الأسلحة والسفر على المسؤولين السياسيين والعسكريين، بشكل «حاسم وغير مشروط لا يتطلّب أي قرار جديد، ولا أي بيان أو أي خطوة أخرى من مجلس الأمن».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف عبر «تويتر»: «اعتباراً من اليوم، كلّ القيود على نقل الأسلحة، والنشاطات المرتبطة (بذلك) والخدمات المالية من إيران وإليها، وكل المحظورات المتعلقة بدخول أو المرور عبر أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المفروضة على عدد من المواطنين الإيرانيين والمسؤولين العسكريين، تم إنهاؤها بشكل تلقائي». أما وكالة «رويترز» فنقلت عن بيان طهران قولها إنها «تعتمد على نفسها في الدفاع، ولا ترى ضرورة للتهافت على شراء السلاح مع انتهاء حظر الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية ...». وكان تاريخ 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 (مرور خمسة أعوام على القرار 2231)، مُحَدّداً لرفع الحظر بموجب الاتفاق النووي، الذي تبناه قرار مجلس الأمن 2231. وانسحبت الولايات المتحدة، من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، ووضعت 12 شرطاً تستهدف احتواء برنامج الصواريخ الباليستية وتعديل سلوك إيران الإقليمي وقيوداً جديدة على الاتفاق النووي. وسعت إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تمديد حظر السلاح الأممي، إلا أنّ ذلك لقي معارضة غالبية أعضاء مجلس الأمن، ما دفع الولايات المتحدة لرفع سقف استراتيجية الضغط الأقصى بإعادة العقوبات الأممية الشهر الماضي، بعد تفعيل آلية «سناب بك»، وحذرت الدول الأخرى من تجاهل العقوبات.

ورأت الخارجية الإيرانية في بيانها، أنّ «اليوم يمثّل يوماً بالغ الأهمية للمجتمع الدولي الذي، وفي تحدٍّ لجهود النظام الأميركي، حمى قرار مجلس الأمن رقم 2231 وخطة العمل الشاملة المشتركة»، وهي التسمية الرسمية للاتفاق النووي المبرم في فيينا.

وحضّت الخارجية واشنطن على ضرورة «التخلّي عن مقاربتها المدمّرة حيال القرار 2231، والعودة إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها بموجب شرعية الأمم المتحدة، ووقف خرق القانون الدولي وتجاهل النظام الدولي، والتوقف عن زعزعة الاستقرار في منطقة غرب آسيا».

وعطلت إيران التزامات أساسية من تعهدات الاتفاق النووي في ست مراحل خلال العام الماضي، ضمن ما سمته في بداية الأمر الانسحاب التدريجي من الاتفاق رداً على العقوبات الأميركية، واشترطت العودة إلى التعهدات بتلبية مطالبها المالية ورفع قيود العقوبات.

ومع ذلك، حذّرت طهران في بيان أمس، من اتّخاذ أيّ خطوة ضد رفع الحظر، معتبرة أنّ ذلك سيكون بمثابة «خرق مادّي للقرار وغايات خطة العمل الشاملة المشتركة. في حال حصول ذلك، تحتفظ إيران بحقّ اتّخاذ أيّ خطوات مضادة ضرورية لضمان مصالحها القومية». ومن المفترض أن يُتيح رفع الحظر الأممي الذي بدأ من 2007، لإيران شراء أسلحة تقليديّة وبيعها، بما يشمل الدبّابات والمدرّعات والطائرات المقاتلة والمروحيّات الهجوميّة والمدفعيّة الثقيلة.

وقال بيان الخارجية إن إيران باتت قادرة بدءاً من اليوم على شراء «أي أسلحة ضرورية أو تجهيزات من أي مصدر كان من دون أي قيود قانونية، وبالاستناد حصراً إلى حاجاتها الدفاعية، ويمكنها أيضاً أن تصدّر أي أسلحة دفاعية بناء على سياساتها الخاصة». وفي هذا الصدد، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ظريف قوله بالعربيّة عبر «تويتر»: «تنتهي اليوم تلقائياً حسب اتفاقية 2231 القيود المفروضة على التسلح في بلدي. ليس غريباً أن نعارض التسلح العشوائي، فالسلاح في إيران لطالما كان دفاعياً، لم يفتعل الحروب ولم يعث فساداً كما يفعل الآخرون. نؤمن بأن الأمان يتحقق بإرادة شعبنا واكتفائه الذاتي، أهدافنا سلمية ودفاعية دائماً». وكرر البيان مزاعم سابقة يرددها مسؤولون إيرانيون عن «العقيدة الدفاعية» للبلاد، قائلاً إنها «كانت وستظل الدافع الأساسي خلف كل خطوات إيران في الحفاظ على قوتها الدفاعية»، وأضاف: «لا مكان في العقيدة الدفاعية لإيران للأسلحة غير التقليدية، أسلحة الدمار الشامل، وطفرة شراء الأسلحة التقليدية». ونسبت «رويترز» إلى محللين عسكريين غربيين أن إيران تبالغ في الغالب في الحديث عن قدراتها التسليحية، رغم مساهمة المخاوف من برنامجها للصواريخ الباليستية طويلة المدى في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وقال ظريف، أمس، إن «تطبيع التعاون الدفاعي الإيراني مع العالم اليوم هو نصر لقضية التعددية والسلام والأمن في منطقتنا»، حسب «رويترز». في موسكو، أفادت وكالة «تاس» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن «روسيا لا تخشى العقوبات الأميركية لأنها معتادة عليها»، مضيفاً أن بلاده «تعمل على تطوير تعاون متعدد الجوانب مع إيران، وسيستمر التعاون في المجال العسكري التقني حسب احتياجات الأطراف والاستعداد المتبادل لمثل هذا التعاون بطريقة هادئة».

من جانبه، رأى السفير الروسي في طهران، ليفان جاغاريان، في تصريح لوكالة «إنترفاكس» الروسية، أمس، أن رفع حظر السلاح «سيسهل تفاعل» بلاده في مجال التعاون العسكري مع طهران، متوقعاً أن «تنفتح آفاق معينة» في هذا المجال. وقال جاغاريان: «ينبغي التأكيد على أن روسيا تتصرف بثبات بما يتفق بدقة مع قواعد القانون الدولي وتتقيد بصرامة بالتزاماتها». وبالنسبة للعقوبات الأميركية في هذا المجال، قال إن واشنطن «لن تستطيع إخافتنا بمثل هذه التهديدات». وأعاد السفير الروسي التوتر الحالي في المنطقة إلى الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وتحالفاتها العسكرية، مشيراً إلى قلق جدي لدى القيادة الحالية الإيرانية من «النهج العدائي الأميركي». وأعرب جاغاريان عن نية بلاده تحريك مبادرات لإقامة حوار بناء بين اللاعبين الإقليميين، خلال فترة ترؤسها لمجلس الأمن في الشهر الحالي. وقال: «في رأينا، فإن حسن النية من جانب دول الشرق الأوسط، إلى جانب المساهمة الإيجابية للقوى العالمية، سيجعل من الممكن تحقيق تقدم ملحوظ في عملية استقرار الوضع في هذه المنطقة المتفجرة من العالم».

وكان لافتاً أن سفراء إيران لدى دول موقعة على الاتفاق النووي ودول أوروبية أخرى، حرصوا، أمس، على الانخراط في حملة لدعم الخطوة. وشكل الهجوم على «السياسات الأحادية» كلمة الرمز في الحشد الإعلامي للهجوم. وقال السفير الإيراني في باريس، بهرام قاسمي، إن إيران «ستعمل على الدفاع عن السلام والاستقرار والأمن العالمي، وستحافظ على حقوقها الراسخة عبر آليات دولية معترف بها». واعتبر قاسمي تشديد الخطوات الأميركية لتمديد حظر السلاح على إيران بأنها «غير منطقية وغير قانونية وفي سياق التقدم بسياسات أحادية الجانب في مجلس الأمن»، وقال إنها «فشلت في ظل النظرة الواقعية لغالبية دول العالم». أما السفير الإيراني في لندن، حميد بعيدي نجاد، فقال إن بلاده ستبدأ التصدير واستيراد الأسلحة «وفق سياستها وحاجاتها الدفاعية». وقال إن الولايات المتحدة «منذ أكثر من عام لجأت إلى أي خطوة وضغط ضد الدول لمنع تحقق الخطوة، لكن دعم المجتمع الدولي ومعارضة أعضاء مجلس الأمن، أحبطت المسعى الأميركي». بدوره، قال السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي في تغريدة باللغة الروسية، إن «المجتمع الدولي، المنزعج من العمل الأحادي، يصر على تنفيذ الاتفاقيات الدولية». واعتبر رفع الحظر الأسلحة عن إيران بأنه «يوم النصر الدبلوماسي على الأحادية».

 

روحاني يحذر من «الخلافات الداخلية» وقاليباف ينتقد «سوء الإدارة»/تلاسن بين الحكومة والبرلمان فرض نفسه على الصفحات الأولى

لندن - طهران/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

وسط انقسام داخلي على إدارة الوضع الاقتصادي، انتقد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، تأثير سوء الإدارة على معيشة الإيرانيين قائلا إن «المناوشات السياسية» الحالية في بلاده «لن توفر خبز الناس»، مطالبا الحكومة بضرورة الإسراع في توفير الحاجات الضرورية للإيرانيين عبر الموارد المتوفرة، وفي المقابل، حذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني من «استثمار الأعداء للخلافات الداخلية»، ووعد بالعمل على مواجهة «تذبذب» الأسواق. وأعرب رئيس البرلمان الإيراني عن مخاوفه من تفاقم الأزمة الاقتصادية على مدى الأسبوع الماضي، وقال في افتتاح جلسة عامة للبرلمان، أمس، هناك «واقع مرير إن الأرقام القياسية المثيرة للقلق في أسعار العملة والتضخم الذي أطلق عنانه، يزيدان من صعوبة حياة الناس». ولخص قاليباف الوضع المعيشي الإيراني بقوله إن «العامل اليوم مجبر على حذف سلعة من حاجات أسرته لتوفير نفقات الحياة كل شهر». ورأى أن «ما يجعل من الصعب تحمل الضغوط هو سوء الإدارة واللامبالاة والإهمال الملموس» مضيفا أن الناس «يشعرون بأنهم بلا مأوى». وكان قاليباف قد حذر الخميس الماضي، من «تحديات داخلية كبيرة» تواجه بلاده، وهاجم ما وصفه بـ«عدم الاعتقاد بالشعب» من قبل المسؤولين في انتقادات ضمنية إلى روحاني.

وشكلت ثنائية التعويل على الطاقات الداخلية أو الاعتماد على الخارج، محور التلاسن بين نواب البرلمان والحكومة الإيرانية، واستفز الرئيس حسن روحاني، خصومه في معسكر المحافظين عندما وظف أحداثا في صدر الإسلام، للدفاع عن موقعه خلال الأيام الأخيرة.

وقال روحاني، أمس، لدى ترؤسه الاجتماع الـ174 للتنسيق الاقتصادي في الحكومة، إن «دعم معيشة الأسرة الإيرانية أكبر الهواجس الحالية للحكومة»، غير أنه حاول تبسيط المشكلة الاقتصادية التي تواجه الإيرانيين عندما قال إن «خطة الحكومة في مجال المعيشة والاقتصاد، الوصول للاستقرار والتوازن المنطقي في أسعار السلع». وتعهد بمواجهة «تذبذبات الأسعار» عبر تشديد الرقابة، عازيا الوضع الحالي إلى «إثارة الأجواء النفسية من قبل بعض الساعين وراء الربح»، حسبما أورد موقع الرئاسة الإيرانية.

ولجأ روحاني مرة أخرى للتذكير بالمواجهة الإيرانية الأميركية، في رده على الانتقادات، وصرح في هذا الصدد أنه «رغم أن العقوبات غير الإنسانية وغير القانونية للولايات المتحدة التي تسبب في خفض مواد البلد، ولا يمكن مقارنة مواردنا في العام الحالي بمواردنا قبل نحو تسع سنوات، لكن بعد مرور عامين ونصف من هذه العقوبات، تمكنت خطط الحكومة من عدم تحقيق الهدف الأميركي في انهيار البلاد». انطلاقا من ذلك، دعا روحاني إلى ضرورة حفظ «الهدوء السياسي والانسجام الداخلي»، قبل أن ينقل كرة الخلافات المشتعلة هذه الأيام بين اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المؤسسة الخارجية، إلى خارج أرضه، محذرا من أن «الاستثمار الخاص للنزاع والخلافات الداخلية» من «المحاور الأساسية» التي «يتبعها الأعداء» إلى جانب «الحرب القاسية من الضغوط الاقتصادية» ووصف المواجهة الداخلية بأنها «ركيزة العقوبات».

واعتبر روحاني «التيقظ» ضد «مؤامرة» الأعداء أمرا ضروريا، وخاطب المسؤولين والنشطاء الداخليين قال «أدعوكم إلى حفظ الهدوء والعقلانية السياسية لمنع الخلافات والنزاعات وعدم السماح لبعض الأشخاص الذين لديهم دوافع فئوية وحزبية ووقتية وعابرة سياسيا أن يمهدوا لتحقيق آمال من لا يريدون خيرا لنا».

وحاول روحاني أن يوجه الأربعاء رسائل عديدة الأسبوع الماضي، تشيد باختيار السلام من طرف في وقت لا قبل له بدخول الحرب، وهو ما فسر ضمنا رسائل سابقة اعتبرت تلميحات لإمكانية التفاوض.

وجاءت تصريحات روحاني ضمن حملة أطلقتها الحكومة لاحتواء الموجة الجديدة من انخفاض العملة المحلية، مقابل الدولار الأميركي. وتوجه محافظ البنك المركزي الأسبوع الماضي، إلى بغداد وناقش إعادة خمسة مليارات دولار من مستحقات إيران، كما أجرى وزير الخارجية الإيراني اتصالا هاتفيا بنظيره الياباني، جدد فيه مطالب إيرانية عن أصول مجمدة، بموازاة دعوات إلى كوريا الجنوبية للإفراج عن أصول تتراوح بين سبعة إلى ثمانية مليارات دولار. والجمعة، دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إلى «إعدام روحاني ألف مرة» بسبب تفسيره عن السلام بين الإمام الثاني لدى الشيعة، الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان. وفرضت هذه الواقعة نفسها على الواقع السياسي الإيراني، بعدما أشاد «المرشد» علي خامنئي، بـ«المرونة البطولية» للإمام الحسن، في 2013، قبل أيام قليلة من دخول المفاوضات السرية الإيرانية - الأميركية مرحلة علنية، وقبول إيران الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي ضمت قوى كبرى لفترة عامين، قبل إعلان الاتفاق النووي. وفرضت حملة الانتقادات لروحاني نفسها على الصحف الإيرانية، أمس، وانحازت الصحف الإصلاحية لروحاني ضد خصومه المحافظين، رغم توتر العلاقات بين الرئيس الإيراني وحلفائه الإصلاحيين. وعنونت صحيفة «آرمان ملي» على صفحتها الأولى «جريمة روحاني للحديث عن السلام». وأشارت إلى تهديده بالإعدام.

وعلى نقيض ذلك، قالت صحيفة «كيهان» المقربة من «المرشد» إن تصريحات روحاني عن «صلح الحسن» واجهت موجة انتقادات، واتهمته بـ«تحريف التاريخ». وقالت «هذا الجزء من تصريحات روحاني التكرارية، لتبرير السياسات النووية والمفاوضات مع الأعداء اللدودين للنظام تسبب في إشعال هاشتاق: التيار المنحرف وصلح الإمام حسن وخيانة الإصلاحيين، في العالم الافتراضي الإنترنت ضد الرئيس ودعاة الإصلاحات». وقالت صحيفة «ابتكار» الإصلاحية إن روحاني «بات هدفا لإساءات الأصوليين» وتساءلت عن تأثيرها على الأجواء السياسية الداخلية. وتساءلت صحيفة «شرق» بدورها عن أسباب «صمت الرئيس» واعتبرت تجدد الانتقادات ضده بأنها «نهاية شهر العسل في الحكومة الأولى» لروحاني، لكنها اعتبرت الهجوم من المحافظين أنه «هروب إلى الأمام». أما صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة فكتبت في عنوانها الرئيسي «من موجة الإساءات إلى تهديد بالإعدام» واختارت اقتباسات من خمسة مؤيدين لسياسة روحاني لدعم عنوان الصفحة الأولى. وفي المقابل، اقتبست صحيفة «جوان» الناطقة باسم «الحرس» تحذيرا وجهه «المرشد» الإيراني لـ«الجبناء» الذين يخلطون بين العقلانية بمعنى «الحسابات الصحيحة» والعقلانية بمعنى «الجبن»، وقالت في تعليق على صفحتها الأولى «لا تفسروا صلح الحسن من منطلق الجبن».

في الجهة الأخرى، قالت صحيفة «آسيا» الاقتصادية تحت عنوان «السلام أفضل أو الحرب» إن «التجارب الماضية تظهر أن السلام يعني المفاوضات، أفضل من الحرب أو أي نوع من التوتر الناتج من عودة العقوبات»، وأشارت إلى «اضطراب في الأسواق نتيجة تشديد العقوبات والسياسات الخاطئة للحكومة، يمكن رؤيته بوضوح مع اقتراب الانتخابات الأميركية».

 

دعوات لإغلاق تام في طهران مع ارتفاع الحالات الحرجة

لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

دعا مسؤولون كبار في إدارة العاصمة طهران إلى إغلاق يتراوح بين أسبوعين وشهر واحد لمواجهة الموجة الثالثة من تفشي فيروس كورونا. وكشف تقرير أسبوعي عن بلوغ الذروة في 7 محافظات، في وقت أظهرت فيه بيانات الوزارة قفزة في الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة، بتسجيل أكثر من 4500 حالة، في أعلى مستويات معلنة من قبل المسؤولين الصحيين في إيران منذ تفشي الوباء في فبراير (شباط) الماضي. وأفادت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، أمس، بأن بلادها سجلت 3890 إصابة جديدة، فيما بلغت الوفيات 252 حالة، خلال 24 ساعة. وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 530380، وبلغت حصيلة الوفيات 30375، حسب الإحصائية المعلنة. وأشارت لاري إلى تسجيل 1661 وافداً جديداً إلى المستشفيات الإيرانية، فيما قفزت الحالات الحرجة في غرف العناية إلى 4744 حالة.

ومن بين 31 محافظة، لا تزال محافظة واحدة، هي بلوشستان (في جنوب شرقي البلاد)، خالية من تصنيف الوضع الأحمر الذي يشمل 26 محافظة، أو حالة الإنذار التي تشمل 4 محافظات. وقامت وزارة الصحة الإيرانية بتعديل طريقتها في إعلان الإحصاءات عدة مرات، وتوقفت منذ شهور عن إعلان إحصاءات يومية للمحافظات. لكن وزير الصحة، سعيد نمكي، عد أن «إيران تقدم الإحصائيات الأكثر شفافية»، قائلاً إن عدم مواجهة من يتجاهلون البرتوكولات والقوانين الخاصة بوباء كورونا أكثر ما ينقص إدارة الجائحة. غير أن رئيس لجنة مكافحة كورونا في طهران، علي رضا زالي، قال إن طهران «ستشهد صورة مختلفة خلال الأيام المقبلة، مع تنفيذ برامج رادعة لكورونا، بالتعاون مع الشرطة». وكانت طهران قد كشفت، في بداية الأسبوع الماضي، عن قائمة لفرض غرامات مالية على كيانات وأفراد لم يلتزموا بتعليمات صحية أعلنت عنها الحكومة. وأعاد تباين بين المسؤولين حول عدد الوفيات المعترف بها بفيروس كورونا الجدل حول العدد الحقيقي للوفيات والإصابات. وقالت لجنة الأمراض الوبائية في وزارة الصحة، في تقريرها الأسبوعي، إن إيران لا تزال تسجل عدداً كبيراً من الوفيات والإصابات، لكنها تلاحظ مسار الاستقرار بتغييرات جزئية. وقالت اللجنة إن 7 محافظات (منها 5 محافظات غرب البلاد، وهي: إيلام وكردستان وكهكيلويه بوير أحمد وهمدان وآذربايجان الغربية، إضافة إلى مازندران الشمالية وسمنان، شرق طهران) تمر بذروة تفشي الفيروس، فيما لم تتوفر بيانات تظهر حالتي محافظات قم وهرمزجان. وعدت محافظات الأحواز وخراسان الشمالية وتشهار محال بختياري وزنجان في حالة مستقرة، مشيرة إلى تخطي الذروة في خراسان الجنوبية وبوشهر. وبحسب التقرير، فإن العاصمة طهران شهدت نمواً منخفضاً من الفيروس، وهو ما يتناقض مع الإحصائيات التي وردت على لسان بعض المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام الماضية. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن رئيس لجنة الصحة في مجلس بلدية طهران، ناهيد خدا كرمي، أن طهران سجلت 136 حالة وفاة يوم السبت، بعدما سجلت 129 حالة يوم الجمعة، وهو ما يعادل نصف الحالات المعلنة في عموم البلاد. وقالت كرمي إن أكثر من 15 حالة وفاة ناجمة عن فيروس كورونا، أو يشتبه بإصابتها بالوباء، تم دفنها في مقبرة «بهشت زهرا»، أكبر المقابر الإيرانية جنوب طهران. وقبل 3 أسابيع، قالت خدا كرمي إن عدد الوفيات في طهران يبلغ 12 ألف شخص. وقال رئيس مجلس بلدية طهران، محسن هاشمي (رفسنجاني)، إن عدد الوفيات اليومية في طهران يقترب في الوقت الحالي من 150 شخصاً.

ودعا هاشمي إلى التفكير بإغلاق تام لفترة أسبوعين في طهران والمدن الكبيرة، محذراً من العجز في مواجهة الموجة الثالثة، في حال عدم القيام بذلك. وطلبت المسؤولة الإيرانية فرض القيود والإغلاق لفترة لا تقل عن شهر للحد من انتشار فيروس كورونا.

وتعليمياً، أعلن وزير الصحة الإيراني، محسن حاجي ميرزائي، حظر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية في عملية التعليم عبر الإنترنت، مشدداً على ضرورة استخدام تطبيق أطلقته الوزارة، باسم «شاد»، لاستمرار المسار التعليمي عبر الإنترنت. ودعا الوزير الإيرانيين إلى عدم القلق حول المسار التعليمي، معلناً انتهاء الحصص الدراسية لهذا العام في الوقت المحدد.

   

إيران تسجل 252 وفاة ونحو 4 آلاف إصابة جديدة بـ«كورونا»

لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم (الأحد)، تسجيل 252 حالة وفاة و3890 إصابة جديدة بـ«كورونا» خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأوضحت الوزارة اليوم، أن إجمالي عدد إصابات «كورونا» في البلاد ارتفع ليتجاوز 530 ألفاً. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، سيما سادات لاري، بأن إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس «كورونا» في البلاد ارتفع إلى 30 ألفاً و375 حالة. وأضافت أن 30 محافظة إيرانية، من إجمالي 31 محافظة، تُصنّف ضمن المناطق الحمراء، وهو ما يعني التحذير الشديد. ولفتت إلى أن 4744 من المصابين بـ«كورونا» في وضع حرج ويخضعون للعناية المركزة، فيما تجاوز عدد المتعافين 427 ألفاً، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). ووفقاً للبيانات التي تجمعها جامعة جونز هوبكنز فإن إيران تأتي في المرتبة الـ13 عالمياً من حيث إجمالي عدد الإصابات المسجلة بـ«كورونا».

 

إيران تعلن «انتهاء القيود التسليحية» المفروضة عليها

لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية فجر اليوم (الأحد)، بياناً رسمياً أكدت فيه انتهاء القيود التسليحية المفروضة على البلاد. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أن من إنجازات «الاتفاق النووي الانتهاء القطعي ومن دون قيد أو شرط للقيود التسليحية وحظر السفر على بعض الأفراد». ولفتت إلى أن «إلغاء القيود التسليحية وحظر السفر قد صُمم بحيث يكون آلياً وليس بحاجة إلى أي إجراء آخر». وأضافت: «بناءً على ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنها بدءاً من اليوم توفير أي سلاح ومعدات لازمة من أي مصدر ومن دون أي قيود قانونية وبناءً على حاجاتها الدفاعية فقط، ويمكنها كذلك بناءً على سياساتها تصدير أسلحتها الدفاعية». وينقضي يوم الأحد أجل حظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن على إيران عام 2007، وذلك بموجب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

ويهدف الاتفاق النووي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تقدمت قبل أسابيع بطلب لتفعيل آلية «سناب باك» (العودة التلقائية للعقوبات) التي تتيح لأيٍّ من الدول الموقِّعة على الاتفاق النووي إعادة تفعيل العقوبات، بما في ذلك تمديد حظر الأسلحة الذي ينتهي اليوم، في حال لم تمتثل طهران للاتفاق. إلا أن الطلب لم يلقَ دعماً وسط تأكيدات أنه ليس من حق الولايات المتحدة إعادة تفعيل آلية في الاتفاق الذي انسحبت منه بالفعل. وانسحبت إدارة ترمب عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي، بينما لم تنسحب منه إيران ولا الدول الكبرى الأخرى الأطراف فيه (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا). وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن في سبتمبر (أيلول) أن بلاده استأنفت فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، والتي كانت مجمدة بموجب الاتفاق النووي. وقوبل الإعلان برفض من جميع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي.

 

معارضون إيرانيون يكشفون عن موقع عسكري سري قرب طهران ونائب برلماني يطالب بإعدام روحاني

باريس - لندن/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

أعلنت مجموعة من المعارضين الإيرانيين في المنفى، أنها حددت موقعاً عسكرياً سرياً قرب طهران، قالت إنه يمكن أن يضم مركز اختبارات لتطوير البرنامج النووي العسكري للبلاد، الذي يقتصر رسمياً منذ عام 2015 على الأنشطة المدنية. وقال «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن بُث عبر الإنترنت، مساء أول من أمس (الجمعة)، إنه «تم بناء مركز جديد من أجل مواصلة تسليح البرنامج النووي للنظام الإيراني». وهذه المجموعة المحظورة في إيران، هي الواجهة السياسية لجماعة «مجاهدي خلق» المسلحة المعارضة للسلطة، التي تصنفها طهران «إرهابية». وقال «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» إن هناك مبنى تم تشييده بين عامي 2012 و2017 في موقع عسكري غرب طهران، في منطقة سرخة حصار، داعماً كلامه هذا بصور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية. وأضاف أن الموقع يديره أحد فروع وزارة الدفاع الإيرانية. وصرح علي رضا جعفر زاده نائب مدير «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في واشنطن، بأنه من خلال وجود المبنى «في منطقة عسكرية، فقد وجدوا غطاءً مناسباً للحفاظ على سرية التحركات وهويات الأشخاص الموجودين هناك». وأشار المجلس إلى أن ذلك الفرع التابع للوزارة معروف بأنه يجري تجارب بهدف صنع أسلحة نووية. وحذرت مجموعة المعارضين من أن «اكتشافاتنا تُثبت أن اتفاقية فيينا لا تمنع أنشطة الملالي للحصول على أسلحة نووية». وقدّمت اتفاقية فيينا لعام 2015 لإيران إمكانية رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، في مقابل ضمانات تتحقق منها الأمم المتحدة، وتهدف إلى إثبات الطبيعة المدنية الحصرية لأنشطة طهران النووية.

من جهة أخرى، طالب عضو في البرلمان الإيراني بإعدام الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وقال موجتبي ذو النوري، في تغريدة له، أمس (السبت)، على موقع «تويتر»، «يتعين أن يصدر القائد الأعلى لإيران أمراً بإعدامك 1000 مرة، حتى تبتهج قلوب الشعب الإيراني». ونقلت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية التهديدات الصادرة من قبل رجل الدين الذي يعتبر إسلامياً متشدداً. وكان ذو النوري غاضباً بسبب تصريح أصدره روحاني تم تفسيره على أنه استعداد لمفاوضات مع الولايات المتحدة، من شأنها أن تؤدي إلى إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية الحالية. وكان روحاني قد قال يوم الأربعاء الماضي، «إذا لزم الأمر سنشن حرباً، وإذا لزم الأمر، سنحقق سلاماً أيضاً». وبالنسبة للمتشددين، فإن المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي تعتبر العدو اللدود لإيران، تعتبر خيانة.

 

إيران وأوكرانيا تبحثان الإثنين في تعويضات ضحايا الطائرة المنكوبة

برلين/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

تبدأ إيران وأوكرانيا، بعد غد الاثنين، محادثات تستمر لمدة ثلاثة أيام حول بنود التعويضات التي ستدفعها إيران لأقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران خطأً في يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء، اليوم (السبت).

وسيبحث الطرفان في الجوانب التقنية والقانونية للرحلة رقم 752 للطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية التي كان على متنها 176 راكباً لقوا حتفهم، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» نقلاً عن محسن بهرافاند نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية. وعقدت الجولة السابقة من المحادثات في كييف في يوليو (تموز) الماضي. وكانت الطائرة تقل ركاباً من كل من أوكرانيا وإيران وكندا وأفغانستان وبريطانيا والسويد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. والطائرة المنكوبة من طراز بوينغ 737 وتابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، وتم إسقاطها بعد دقائق من إقلاعها من طهران متجهة إلى كييف.

وكان «الحرس الثوري» الإيراني أعلن أنه أسقط الطائرة بطريق الخطأ عندما اشتبهت الدفاعات الجوية الإيرانية بأنه صاروخ «كروز». ووقع الحادث في الليلة نفسها التي قصفت فيها إيران قاعدتين عسكريتين توجد فيهما قوات أميركية في العراق، رداً على اغتيال الولايات المتحدة لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» اللواء قاسم سليماني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 بعد هدف الحريري في مرمى عون.. هكذا سيقلب الرئيس الطاولة

بولا اسطيح/الكلمة اونلاين/19 تشرين الأول/2020

يتجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مكرها لاتمام استشارات التكليف يوم الخميس، والتي اجلها اسبوعا كاملا لاسباب شتى، وان كانت نتيجتها لا تزال محسومة لصالح رئيس "المستقبل" سعد الحريري. فعملية التأجيل استخدمها أخصام عون ببراعة في تصويره معطلا للاستحقاق لتحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة. وبالرغم من المساعي التي بذلها "القصر" لتظهير ما يحصل، لجهة توافق الاحزاب والكتل على تسمية الحريري متخطين الكتلتين المسيحيتين الاكبر اي "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، على انه غير ميثاقي، الا ان هذه المحاولات باءت بالفشل بعدما لم تتناغم معها حتى الكتلتين المعنيتين، ما سيضطر عون تحت الضغوط الداخلية والخارجية على حد سواء، لاتمام الاستشارات في موعدها الجديد.

ويخشى عون ان يؤدي تكليف الحريري لتكبيل ما تبقى من عهده فاذا تعذرت عملية التشكيل، يمكن لرئيس "المستقبل" ان يبقى ممسكا بورقة تكليفه الى ابد الآبدين باعتبار ان الدستور لا يلزمه بمهلة معينة للتأليف تماما كما لا يلزم رئيس الجمهورية بمهلة معينة لاتمام الاستشارات. لا بل اكثر من ذلك، فانه وفي حال لم يتفق عون والحريري على تشكيلة معينة يمكن للاخير ان يقدم تشكيلة امر واقع ستؤدي لعملية احراج جديدة لرئيس الجمهورية باعتباره قد يجد نفسه مجددا تحت ضغوط شتى تدفعه للتوقيع على ان يقول المجلس النيابي كلمته باعطائها الثقة او حجبها عنها، لكن عندها سيكون الاوان قد فات وستتحول تشكيلة الحريري حتى ولو لم تنل الثقة الى حكومة تصريف اعمال تستلم الدفة وتسير ما تبقى البلد الذي بات اشبه بسفينة متداعية في الاتجاهات التي تريد.

الا ان عون يبدو حاسما لجهة ان سيره بالاستشارات وخسارته وباسيل جولة اولى بوجه الحريري لا يعني الاستسلام وخسارة كل الجولات المقبلة، اذ يمسك حاليا بقوة بصلاحيته الدستورية التي تربط انتقال اي تشكيلة حكومية سيعدها الحريري الى البرلمان بتوقيعه عليها، مؤكدا عدم استعداده لتقديم اي تنازلات في هذا المجال لان اي قرار غير محسوب في هذا الاتجاه سيبدو وكأنه عملية انتحار. وعليه يستطيع قلب الطاولة على الحريري عند التشكيل ..

وبالرغم من ان اندفاعة الفرقاء الاساسيين، باستثناء التيار والقوات، لتسمية الحريري او اقله الدفع باتجاهها، يوحي بتفاهم معه على ملامح الحكومة المقبلة وحصتها فيها، الا ان المعلومات تشير الى تفاهمات عامة لم تلحظ التفاصيل. وفي هذا المجال تقول مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان حزب الله ليس متحمسا كثيرا لتكليف الحريري قبل الاتفاق على اساسيات المرحلة المقبلة، سواء ما هو مرتبط بشكل الحكومة ووظيفتها كما بالخطة الاقتصادية التي ستعتمد، لافتة في حديث ل"الكلمة اونلاين" الى ان الحزب يسير خلف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا الملف، المتحمس الاول لعودة الحريري الى السراي. وتضيف المصادر:"ولعل ما يجعل الحزب مطمئنا هو قدرة بري الكبيرة على التأثير على الحريري، وان كان هذا لم يحصل خلال تجربة تكليف مصطفى اديب، فلأن التنازلات التي سيقدمها الحريري لترؤس الحكومة لن تكون نفسها لتعبيد الطريق لشخصية اخرى للحلول مكانه".

ولا شك ان الجولة الثانية من المواجهة التي سيخوضها رئيس "المستقبل" لتشكيل حكومته ستكون اصعب بألف مرة من جولة التكليف، خاصة وانه سيكون عليه التوفيق بين ما تتضمنه المبادرة الفرنسية وبخاصة لجهة حديثها عن وزراء اخصائيين وبين مطالب الكتل التي تصر على تسمية وزرائها. وهنا توضح المصادر ان "المبادرة لم تتحدث عن الطرف الذي يتوجب ان يسمي هؤلاء الوزراء وبالتالي ان يقدم كل فريق على تسمية اخصائيين يرتاح لهم، لن يؤدي لنسف المبادرة".

وتبدو قيادة "التيار الوطني الحر" حاسمة لجهة قرارها عدم تسمية الحريري. وتقول مصادر قريبة منها ان الامر لا رجوع عنه تماما كقرار عدم المشاركة في حكومة اخصائيين يرأسها الحريري، الا اذا تقرر تشكيل حكومة سياسية او تكنوسياسية، فعندها لكل حادث حديث".

اما عن محاولات حصار وعزل "التيار" والعهد من خلال تحالف خماسي ما، تختم المصادر قائلة":"نحن أقوياء بما فيه الكفاية كي لا يتمكن احد من عزلنا، كما اننا شرفاء كفاية كي لا نقبل بعزل اي طرف".

 

تكليف الحريري الخميس والتشكيل حكاية أشهر

زياد عيتاني/أساس ميديا/الثلاثاء 20 تشرين الأول 2020

سعد الحريري نفسه ليس متأكداً إن كان سيكلّف نهار الخميس المقبل لتشكيل الحكومة، فالرجل قبل ساعات من تأجيل الاستشارات قبل أسبوع (الخميس الفائت) كان متأكداً من إجرائها وتسميته. وحال سيّد بيت الوسط تشبه حال الكثير، إن لم يكن معظم، الأفرقاء السياسيين. وهي حالة تؤشّر على فقدان الثقة ما بين الجميع حتى بين الحلفاء أنفسهم.

بعيداً عن أجواء التشكيل وفقدان الثقة، إن لم تحصل مفاجأة كبرى سيكون الرئيس سعد الحريري نهار الخميس المقبل رئيساً مكلّفاً للحكومة بدعم من الثنائي الشيعي وحلفائه باستثناء التيار الوطني الحرّ. هي مرحلة لم يكن الحريري ليصل إليها لولا الدعم غير المتردّد الذي قدّمه له الرئيس نبيه بري طوال هذه الفترة إضافة إلى "حاجة في نفس يعقوب" عند قيادة حزب الله، ومن خلفها إيران، في تمرير هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر.

إلا أنّ حصول الحريري على التكليف لا يعني بالضرورة وصوله إلى التكشيل وفق المواصفات الفرنسية والدولية التي وُضعت لتشكيل الحكومة والتي تقوم على ثلاث نقاط:

1- حكومة غير موسّعة من 18 الى 20 وزيراً فقط.

2- حكومة اختصاصيين مستقلين لا ينتمون إلى الأحزاب السياسية.

3- لا وجود لحزب الله في الحكومة لا مباشرة ولا مواربة.

في المقابل، يضع حزب الله ومعه حلفاؤه شروطاً للتشكيل وهي تتعارض بشكل واضح مع البنود الإصلاحية:

1- حكومة يتمثّل فيها الحزب، ولا جدال في ذلك.

2- تسمية الوزراء الشيعة كلّهم من قبل "الثنائي"، ولو في عتمة الليل مع حصة مؤكدة للرئيس عون في تسمية وزراء مسيحييين مختلف عددهم حتى الآن.

3- لا ضرائب جديدة تفرض على الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

4- لا عمليات صرف جماعية للموظفين في القطاع العام.

5- لا تحرير لسعر الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، خصوصاً في قطاع الخدمات التي تقدّمها الدولة للمواطنين.

6- التأكيد على ثلاثية (الجيش – الشعب – المقاومة) في البيان الوزاري.

7- القرار النهائي في عملية الترسيم مع إسرائيل يخضع للتشاور بين رئيس الجمهورية وحزب الله والجيش اللبناني، ولا علاقة للحكومة به، التي ستكون مهمتها إنقاذية على صعيد الوضعين الاقتصادي والنقدي فقط.

8- عدم مقاربة الحكومة لملفّ الانتخابات النيابية إن على صعيد تقريب موعدها أو إقرار قانون جديد لها.

كما العادة في كلّ المرات، لا الرئيس الحريري، ولا الدائرة المحيطة به تملك إجابة على سؤال واحد يقول: "ماذا لو فشلت حسابات التأليف مجدّداً هذه المرة؟!

على خلفية كلّ ذلك يخوض الرئيس سعد الحريري هذا الاستحقاق على قاعدة أنّ الجميع مضطر للتعاون، ومن ثمّ للتنازل. وهي قاعدة، وإن لم تصل الأمور عبرها إلى الحلّ الجذري، إلا أنها لا شكّ ستمنع الانهيار الكامل.

الرئيس الحريري يضع خارطة للقوى المؤثرة كالتالي:

- الإدارة الأميركية: تسعى لإنجاح مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وترى أنّ وجود حكومة يساعد على إنجاح هذه المفاو ضات.والدليل كلام وزير الخارجية الأميركية في اتصاله مع الرئيس عون بالأمن والذي يعد بمساعدات في الإعمار للمرة الأولى منذ انفجار المرفأ.

- الإدارة الفرنسية: هناك حرص على حفظ ماء وجه الرئيس إيمانويل ماكرون عبر إنجاح مبادرته حتى لو جزئياً أو صورياً.

- حزب الله: يريد تجاوز المرحلة الحالية بأقلّ قدر من الخسائر، وتجربته مع حسان دياب ومن ثمّ مع تكليف مصطفى أديب، أكدت أنّ خيار سعد الحريري هو الأضمن والأسهل بالنسبة له.

- الرئيس ميشال عون: غير قادر على الذهاب بعيداً مع صهره، وستجري الاستشارات وإن كان ممتعضاً منها.

حسابات الرئيس سعد الحريري، وإن لم تصب إلا نادراً في السياسة أو في الانتخابات، إلا أنّه واثق، كما الدائرة المحيطة به، من نجاحها هذه المرة. لكنّه وكما العادة في كلّ المرات، لا الرئيس الحريري، ولا الدائرة المحيطة به تملك إجابة على سؤال واحد يقول: "ماذا لو فشلت حسابات التأليف مجدّداً هذه المرة؟!..".

 

وسام الحسن: شهادةٌ تأبى الغياب وإنجازات تقوى على التنازلات

أحمد الأيوبي /أساس ميديا/الثلاثاء 20 تشرين الأول 2020

من المفارقات التي يصعب استيعابها مهما تقادم الزمان، أن نرى كباراً عايشناهم، قد استحالوا أيقوناتٍ ورموزاً بعد أن غادرونا قسراً واستهدفتهم يد القتل غدراً، فتركوا فراغاً لا يُعوَّض وحزناً شخصياً وجماعياً لا يزول، بل يتجدّد كلما مرّ علينا استحقاق يستوجب حضورهم ويتطلّبُ عزائمهم. فنراهم يحضرون في القلوب والضمائر وتبكيهم العيون في المحاجر، لأنّهم كانوا نجوماً تضيء الطريق في زمن الظلم والظلام، وكانوا يستنبتون الأمل في صحراء اليأس القاحلة، ويثبِّـتون الأركان في هبوب العواصف والرياح..

من المؤلم جداً استعادة ذكرى تلك اللحظات الرهيبة، عندما وقع على أسماعنا نبأُ الاغتيال، وكان قد سبقه تواصلٌ وتواعد على اللقاء بعد العودة إلى لبنان، وهو لقاء لم يحصل أبداً.. لأنّ يد الإجرام أغلقت باب الاجتماع مع وسام الحسن، وطوت صفحة رجل نادر بكّر في الرحيل، تاركاً وراءه مجداً يليق بالشهداء وعطراً يرافق ذكرهم على مدى الزمان..

كان اللواء الشهيد وسام الحسن يستعذب استذكار أوشاج القرابة، ويحتفي بصلات الأرحام، وكان حديثه عن بتوراتيج والنخلة ودده.. يأخذ الكلام إلى مساحات أجمل من مقاربات الواقع القاسي، وهو الذي لم ينسَ يوماً أهله، الذين فاخروا به الناس ومحضوه محبّة بلا حدود، وهو بطلهم الذي بسط ظلّه على الوطن وألقى عليه حصانة الأمان.

وسام الحسن هو أحد هؤلاء الكبار الذين لم نكتشف حقيقة إنجازاتهم إلاّ بعد أن فقدناهم. ومن يعرف وساماً يدرك أيّ كارثة حلّت بلبنان بعد اغتيالٍ كان الأخطر بعد استهداف الشهيد رفيق الحريري، لأنّه كان قتلاً لمنظومة متكاملة من العلم والأمن والسياسة والإنسانية، متجسّدة في شخص رجل اسمه وسام الحسن.

هذا "الشقيق" الذي لم يغفل وسام الحسن عن مخطّطاته فكان له بالمرصاد، واصطاد "سفيره" للقتل والتفجير ميشال سماحة، في إنجاز غير مسبوق يكشف بهذا الوضوح تورّط النظام السوري في أعمال الإرهاب على الأراضي اللبنانية

لم يكن وسام ضابط أمن مقداماً وحسب، بل كان موسوعة في الفهم الدقيق الرابط بين الأمن والمجتمع، وبين الدين والتحوّلات ذات الطابع العقائدي. فكان خبيراً في مقاربة قضايا الإرهاب، مستوعباً عمق الحضارة الإسلامية وضرورة تنقيتها من أدران التشويه الفكري الذي تعرّضت له على مدى عقود طويلة، وكان في الوقت نفسه يعتبر أنّ كثيرين من الشبان المنخرطين في هذا المسار ضحايا التضليل، ويدعو إلى العمل على استنقاذهم من هذه الرمال المتحرّكة التي تصنعها الأنظمة الجائرة الحاكمة بالحديد والنار.

لطالما عمل وسام على تفكيك الألغام ومساعدة الذين طالتهم لوثة الإرهاب، وكانوا ضحية ظروف أوصلتهم إلى مواقع الشبهات، فكان يسعى لإيجاد المخارج الاجتماعية لهم في بيئاتهم، لحمايتهم من الضلالة، ودائماً على أساس روح القانون. وكان دائم التواصل مع المراجع القضائية للتسديد والتقريب، وصولاً إلى جوهر العدالة، فرفع الظلم عن المئات بصمت فاعل الخير الذي يأبى أن تعلم يمينه ما أنجزت يساره.

هذه الميزة هي أكثر ما يفتقده عادة الأمن في التعاطي مع قضايا "الإرهاب"، وهي التي يمكن أن تـُحدث الفارق بين الاستخدام الأعمى للقوة وبين الاستخدام الاستنسابي للقانون، وبين السعي الحقيقي للعدالة والعمل لتعطيل أسباب الجريمة ووأدها قبل وقوعها، فيما يُعرف بـ"الأمن الاستباقي".

عرف وسام الحسن كيف يطوّع فائض القوة لدى "حزب الله" عن طريق كشف عشرات خلايا العمالة للعدو الإسرائيلي في صفوفه (36 شبكة)، فساهم في تحصين الحزب ضدّ مكامن الاختراق، من منطلق الحرص على مكوّن لبناني قاوم العدو، وليقول له في الوقت نفسه إنّه مهما بلغت قوّتك، فسوف تبقى محتاجاً إلى الدولة، التي هي ملاذ الجميع وحصنهم الذي يمنع عنهم العدوّ ويحميهم من أطماع "الشقيق".

هذا "الشقيق" الذي لم يغفل وسام الحسن عن مخطّطاته فكان له بالمرصاد، واصطاد "سفيره" للقتل والتفجير ميشال سماحة، في إنجاز غير مسبوق يكشف بهذا الوضوح تورّط النظام السوري في أعمال الإرهاب على الأراضي اللبنانية. وهو أمر لم يغفره له النظامُ وحلفاؤه، وكان على الأرجح أحد أسبابٍ كثيرة أوصلت إلى الاغتيال الآثم.

لم يقارب وسام السياسة من منظور المنازعات التقليدية والمحاصصات والصراعات الدائمة بين الأفرقاء، لكنه كان يحمل هماً مختلفاً: كيف يمكن ضبط كلّ هذه التناقضات واتفاقات المصالح على إيقاع الحفاظ على الاستقرار، وعلى مصالح الناس. وهو كابد في هذا المجال الكثير من المصاعب، واصطدم بالقريب قبل البعيد، وإن كان قد احتفظ لنفسه بالكثير من الصمت على ممارساتٍ كان يرى أنّها ستفضي إلى ما انتهينا إليه، على المستوى الإسلامي والوطني على حدٍّ سواء. لا يحتاج اللبنانيون إلى معرفة من اغتال الشهيد وسام الحسن، فالحقيقة يعرفها الناس عن ظهر قلب، لأنّ قاتل الشرفاء واحد، من حسن خالد إلى رفيق الحريري وصولاً إلى وسام

كان من أبرز ميزات وسام الحسن أنّ إنجازاته المخبّأة أكثر من إنجازاته المعلنة، وكلاهما شكّلا قاعدة الاستقرار في لبنان، بمواجهة العدوّ الصهيوني وشبكاته في العمق "المقاوم"، وفي ردع الإرهاب واختراقاته، وفي صدّ الاعتداءات من النظام السوري وعملائه، فكان الوحيد الذي تجرّأ على هذه المواجهة المثلّثة الأبعاد، بينما تخصّص بعض الأمن في مهماتٍ صبغتها الاصطفافات السياسية وأخضعتها لتداعي الصراعات التي أضعفت الأمن. بينما كان وسام أكبر من هذه المماحكات، وحمى قوى الأمن وشعبة المعلومات من الانزلاق إليها.

كان صخرة لبنانية صلبة في قلب الدولة، لبيئته وأهله، ولكلّ اللبنانيين، ومصدر أمانهم في وجه معادلات الإلغاء التي تعرّضوا لها، وهذا أكثر ما نفتقده في وسام الحسن اليوم.

لا يحتاج اللبنانيون إلى معرفة من اغتال الشهيد وسام الحسن، فالحقيقة يعرفها الناس عن ظهر قلب، لأنّ قاتل الشرفاء واحد، من حسن خالد إلى رفيق الحريري وصولاً إلى وسام. وما يوازي إعلان الحقيقة هو حفظ تضحيات الشهداء وعدم استغلالها في سلوكيات تصبّ في خدمة من قتلوهم، وتسهم في تصفية قضيتهم، وتـُنهي مظلوميتهم على أعتاب التنازلات، وتطمس ذكراهم للتخلّص من الثوابت والفضائل المرتبطة بسيرتهم ومسيرتهم.

 

تقاطع أميركي – سعودي يكلف الحريري وممانعة باسيل هل تنسف الاستشارات؟

سابين عويس/النهار/19 تشرين الأول/2020

باستثناء الموقف الصادر عن المكتب السياسي ل”التيار الوطني الحر” بعدم تسمية الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة، لم يخرق الجمود في الملف الحكومي أي موقف يعزز فرص اجراء الاستشارات النيابية الملزمة في موعدها، خصوصاً وان موقف التيار يجدد تأكيد استمرار عقدة الصوت المسيحي التي تذرع بها رئيس الجمهورية لدى تأجيله الاستشارات الاسبوع الماضي الى الاسبوع المقبل. وهذا الموقف اراد منه رئيس التيار جبران باسيل قطع الطريق على الاصوات المناهضة لموقفه داخل تكتله النيابي، وهي بدأت تتزايد، في مؤشر مهم الى احتمال تراجع حجم هذا التكتل الذي سبق ان خسر عددا من أعضائه، وليؤكد ان “الامر لي” بقطع النظر ما اذا كانت هذه الاصوات مصيبة في مقاربتها للملف الحكومي او لا. يتكىء باسيل بثقة وارتياح كاملين الى الحظوة التي يتمتع بها عند رئيس الجمهورية، والتي تتيح له هامشاً واسعاً من المناورة وقلب الطاولة وتغيير قواعد اللعبة، طالما ان الرئيس لا يعارضه ويسير معه بقة عمياء، حتى بلغ ببعض العارفين بخفايا العلاقة بين الرجلين الى القول ان باسيل لا يبادر بل ينفذ توجيهات عون! وهذه القراءة معطوفة على التشبث العوني بعدم التراجع عن قرار عدم تسمية الحريري، تؤكد ان مصير الاستشارات الخميس لن يكون مغايراً عن مصيرها الخميس الماضي، وان التأجيل سيكون سيد الموقف ما لم يطرأ عامل مستجد يعيد خلط الأوراق. وفي رأي مصادر سياسية لديها معلومات عن توجه عون الى التأجيل، ان ما يمكن ان يثني الرجل عن الاستمرار في هذا التوجه سيكون من مصدرين، اما خارجي وفرنسي تحديداً، وقد قرأت المصادر في اندفاعة الحريري وعزمه على الاستمرار في مبادرته دفعاً فرنسياً واضحاً يرتكز على تقاطع أميركي – فرنسي يعبر عنه مناخ دولي مؤاتٍ تعزز بعد انطلاق الترسيم الحدودي مع اسرائيل، لمصلحة الاستقرار في البلاد وتشكيل حكومة جديدة.

اما العامل الثاني فهو داخلي ويتمثل بما سيكون عليه موقف “حزب الله”، من التعنت العوني، خصوصا بعدما جرت مقاربة هذا الموقف في الاعلام بشكل يخالف ما عبٓر عنه الموقف الذي أبلغته كتلة “الوفاء للمقاومة” لرئيس كتلة “المستقبل” بهية الحريري خلال جولة المشاورات التي اجرتها موفدة من الحريري نفسه.

وهنا تدعو المصادر الى قراءة موقف الثنائي من التكليف او من تأجيل الاستشارات.

فكتلة الحزب كانت أبلغت وفد “المستقبل” بحق الحريري بالترشح، وعدم ممانعتها لبرنامج المبادرة الفرنسية الذي يعتمده الحريري قاعدة لبرنامج حكومته. وقد نُقل عن الكتلة موافقتها على الورقة الإصلاحية وعلى البرنامج مع صندوق النقد الدولي، والذي كانت بدأت المفاوضات في شأنه مع حكومة حسان دياب. اي انه لو كان لدى الحزب اعتراض على البرنامج لكان يفترض عدم بدء المفاوضات معه. إنما ما يتحفظ عليه الحزب، وقد أعلنه امينه العام علناً منعاً للتأويل هو مسألة الخصخصة وزيادة الضريبة على القيمة المُضافة. وفي رأي المصادر ان هكذا أمور تُعالج في سياق المفاوضات، ولكنها لا تعطل تشكيل الحكومة.

اما على ضفة حركة “امل”، فقد اعلن رئيسها رئيس المجلس نبيه بري فور اعلان رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات رفضه للتأجيل ولو ليوم واحد. ولا تخفي اوساطه امتعاضه بعدم مبادرة رئيس الجمهورية الى التشاور معه قبل اعلان التأجيل، بل الاكتفاء بإبلاغهم القرار بعد صدوره. ويرفض بري الذرائع التي تملي على عون قراره لأنها ساقطة ولا يمكن الركون اليها. فالميثاقية، وايا تكن طبيعتها مسيحية او مسلمة لا تحتسب في أصوات التكليف، بل تُحتسب في التأليف وفي مدى احترام التشكيلة الحكومية للتمثيل الطائفي الميثاقي.

استدراج عرض!

في موازاة هذا المشهد المأزوم، لا تخفي المصادر خشيتها من تطور يمكن ان يستجد في المرحلة المقبلة، على ضوء تعذر اجراء الاستشارات، في ظل استمرار العقدة العونية. وتكشف في هذا السياق عن عرض بدأ التسويق له في الكواليس الضيقة ويرمي رئيس الجمهورية من خلاله الى التنحي او الاستقالة مقابل التزام بإيلاء الرئاسة الى باسيل. وعلى هذا العرض، الذي يجري جس النبض حوله، ولا تستبعد المصادر ان يتم نفيه، يبدو الرد حاسماً وسيقابل بالرفض، باعتبار ان آلية التنحي تتطلب العودة الى المجلس النيابي، والى النواب لاختيار الرئيس المقبل، وهكذا طرح لن يحظى حتما بأي ميثاقية طالما باتت الميثاقية مطلباً، في ظل رفض غالبية الكتل النيابية بدءا من “المستقبل”، مروراً بالتقدمي، وصولاً الى “القوات”. وفي الانتظار، لدى الحريري الوقت الكافي حتى موعد الاستشارات المقبلة، ولو امتدت اسابيع او شهوراً. فالوقت يلعب ضد مصلحة العهد ورجاله في ظل انهيار اقتصادي وافلاس مالي وانفجار اجتماعي.

واذا كان هذا الاستحقاق الخطير لا يجد له مكاناً على الأجندة السياسية للعهد، فثمة ما لا يجب عدم إغفاله، وقد بات على مشارف الغروب في الثلث الاخير للولاية.

 

“القوات اللبنانية “غير معنية بميثاقية “العهد” و”التيار”!

فرج عبجي/ النهار/19 تشرين الأول/2020

سؤال يطرح نفسه مع تأجيل رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة، أين كانت الميثاقية عند تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة السابقة؟ مرة جديدة يكرس مبدأ الصيف والشتاء تحت سقف واحد، عندما تكون الميثاقية في مصلحة الفريق السياسي يتمسك بها ويجاهر بها ويضعها على قمم الجبال، وعندما تضر بمصالحه، يتناساها ويدفنها في اقبية المصالح السلطوية. المفارقة هذه المرة هي التحجج بالميثاقية المسيحية في غياب التأييد المسيحي لتسمية الرئيس سعد الحريري، وذلك في طريقة ملتسبة وعبر التسريبات، لكن في حال حصل اللقاء بين الحريري والنائب جبران باسيل وتم إعطاء الحصة التي يريدها الأخير، كما حصل مؤخراً مع النائب السابق وليد جنبلاط، ألن يضرب بالفريق المسيحي الثاني بعرض الحائط ويسير “التيار” ومن يدعمه بالحريري؟ الثابت أن موقف “القوات اللبنانية” لم يتغير، بل هو ثابت وغير مرتبط بإسم الشخصية التي ستشكل الحكومة، إنما مرتبط ببرنامجها الإصلاحي وبنيتها المستندة إلى شخصيات مستقلة متخصصة قادرة على إجراء الاصلاح وإنقاذ لبنان من الهوة.

وفي هذا الاطار تعتبر “القوات” ان “الرئيس عون لم يبرر بشكل رسمي في التصريح الذي صدر عنه أن السبب الرئيسي هو غياب الميثاقية المسيحية، انما ذلك ظهر بطريقة غير مباشرة عبر التسريبات التي رافقت هذا الإعلان الرسمي لتأجيل الإستشارات النيابية، وبالتالي التلطي وراء موقف “القوات” واستغلاله بطريقة ملتبسة ومشبوهة، خصوصاً وانه صدر من مصادر عدة وليس بشكل رسمي من قصر بعبدا مرفوض كلياً”.

وشدد مصدر في “القوات اللبنانية” في حديث لـ”النهار” انه “لا يمكن الحديث هنا عن الميثاقية المسيحية في موضوع رفض تسمية الحريري لثلاثة أسباب، أولا لأن إعتراض “القوات” على التسمية غير مرتبط ابداً بشخص الرئيس الحريري، وليس من طبيعة طائفية، إنما من منطلق وطني وموجه ضد الأكثرية النيابية الحاكمة، وليس ضد الرئاسة الثالثة ومن يكلف على رأسها، وبالتالي لا يمكن الحديث هنا عن الميثاقية المسيحية”. واضاف المصدر ان “السبب الثاني، هو عدم وجود تقاطع بين موقف”القوات” وموقف “التيار”، ولا تنسيق بينهما على هذا الموضوع، والسبب الثالث، هو أن موقف “القوات” من عملية التكليف ليس جديداً، فهي أعلنت منذ استقالة وزرائها من الحكومة، انها لن تقبل بحكومة غير مستقلة وغير إختصاصية، وانها ستؤيد أي حكومة ستشكل خالية من أي ممثل للقوى السياسية وإختصاصية، وهي لم تسم حسان دياب، ولم تسم مصطفى أديب رغم طلب الرئيس ماكرون ذلك، ولن تفعل ذلك اليوم بمعزل عن إسم الرئيس المكلف اذا لم تشكل حكومة مستقلة وإختصاصية”. وإعتبر المصدر ان “ما لم يقدر على القيام به ماكرون في إقناع الثنائي الشيعي بالعدول عن تسمية ممثلهم في وزارة المالية، لن تتمكن أي شخصية اخرى من القيام به، والدليل أن الحكومة اللون الواحد المستقيلة لم تتمكن من تحقيق أي شيء لان مؤلفة من القوى الحاكمة التي ترفض التغيير والاصلاح”.

وتعتبر “القوات” انها غير معنية بالمناورات الحاصلة بين القوى السياسية بهدف إعادة حكومات المحاصصة التي حمت الفساد وأوصلت البلاد الى هذا الوضع المأسوي، ويبدو انها لن تنجح بسبب طمعهم السلطوي. وشدد المصدر على انه “لا يمكن الحديث عن الميثاقية المسيحية بشأن الرئاسة الثالثة، إنما يجب ان يكون الحديث هنا عن الميثاقية السنية، وبالتالي يمكن الحديث عن الميثاقية المسيحية كما حصل مؤخراً ومن دون أي تنسيق مع “التيار” بسبب العلاقة المنقطعة معه، وعمل الفريقان على إسقاط جلسة التصويت على قانون للانتخابات يعتبر لبنان دائرة واحدة ضمن اجتماع اللجان المشتركة، وذلك لأن هذا الموضوع يمس بالميثاقية المسيحية وبصحة التمثيل المسيحي في السلطة”.

 

“تصلّب عوني” ضد الحريري في انتظار “حزب الله”… والتغطية السياسية الرئاسية قد تؤجل الاستشارات مجدداً؟

ابراهيم حيدر/النهار/19 تشرين الأول/2020

لم يتحرك الملف الحكومي منذ تأجيل الإستشارات النيابية إلى الخميس المقبل، في وقت يتمسك رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بموقفه الرافض لتسمية الرئيس سعد #الحريري، رافعاً شعار الميثاقية ومهدداً بتغيير الدستور. ولم يكتف باسيل بإعلان الرفض، إنما رفع سقف التصعيد إلى ذروته، فاستهدف الحريري بعناوين سياسية مختلفة، ومستنفراً العصبيات في البيئة المسيحية. وقد جاء قرار تأجيل الإستشارات النيابية من رئيس الجمهورية ميشال #عون ليطرح تساؤلات عن تغطيته السياسية لباسيل وتحصين وضعه في مفاوضات تشكيل الحكومة، خصوصاً وأن الصورة السياسية والطائفية للتموضع عند رئيس التيار تذهب بعيداً إلى حد المواجهة مع ما يعتبره تحالفاً جديداً بين السنة والشيعة للاستحواذ على السلطة والقرار، وهو الطامح إلى تأدية أدوار مختلفة، لا يخفي من بينها الترشح إلى رئاسة الجمهورية، وهو أمر بات مستبعداً في ظل الإنقسام السياسي الراهن في لبنان، والتطورات التي يشهدها في إعادة تركيز التحالفات، بعد انطلاق المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في رعاية الأمم المتحدة والأميركيين.

واياً تكن الخلافات حول التشكيل الحكومي والتكليف، يظهر أن المشكلة الأساسية هي عند التيار الوطني الحر، ومعه موقع الرئاسة الأولى الذي “ينحاز” إلى تياره السياسي والطائفي، وهو غير مستعد لدفع أثمان يعتبرها مجانية وتؤدي إلى إضعاف جبران باسيل، حتى مع إعلان العونيين التمسك بالمبادرة الفرنسية المترنحة لصالح أدوار دولية أخرى. وعلى رغم ذلك حصل تواصل فرنسي مكثف خلال الايام الماضية، وفق مصدر سياسي متابع، مع عدد من القوى السياسية اللبنانية، من بينها التيار الوطني الحر، لإخراج تسوية حول عملية تشكيل الحكومة. ويقول أن أكثر من مسؤول فرنسي أجرى اتصالات، لتمرير #الاستشارات النيابية الخميس المقبل، من دون طهور نتائج إيجابية، وهو ما قد يزيد المخاوف من تأجيل ثانٍ للاستشارات.

مشكلة التيار العوني أنه يريد حصة أساسية في الحكومة، إذا ترأسها سعد الحريري، وأيضاً يريد حصة وازنة في حكومة الإختصاصيين. لذا رفع السقف من دون أن يخفي توجهه إلى طرح الفدرالية، رداً على ما يعتبره توافقاً ضمنياً شيعياً سنياً على الحكومة المقبلة أو على الأقل إعادة تكليف سعد الحريري. ووجه التيار أيضاً رسالة إلى “#حزب الله” الذي لا يزال يرى في التفاهم مع العونيين مصلحة لمشروعه السياسي ضمن البيئات الطائفية المختلفة، خصوصاً المسيحيين، لكن تأجيل الإستشارات عكس تمسك رئيس الجمهورية ميشال عون بموقف باسيل وبذريعة الميثاقية التي يرفعها في وجه التوافق الجديد الذي يأتي في ظرف يختلف عن الوضع الذي كان قائماً عند عقد تفاهم مار مخايل بين التيار والحزب، حيث كان الخلاف السني الشيعي في أوجه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهنا يلعب باسيل ورقة مزدوجة وفق المصدر المتابع، استمرار التفاهم مع “حزب الله” وفتح خطوط اعتماد الأميركيين تحسباً لتطورات محتملة في المرحلة المقبلة.

بالنسبة إلى جبران باسيل، لم يعد أمامه إلا التصعيد وشحذ همة التيار العوني في الساحة المسيحية، وهو الذي خسر الكثير منذ 17 تشرين الأول 2019 عند انطلاق الإنتفاضة، وحتى قبل ذلك أي بعد سنتين على وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا، حيث لم يتحقق أي إنجاز في البلد الذي يعاني الإنهيار والإفلاس. وفي هذا الخيار يسعى باسيل للضغط على الحريري لدفعه إلى التنازل عن شروطه لترؤس حكومة جديدة من دونه، وتلويحه بترشيح أسماء أخرى، وكذلك في منافسة “القوات اللبنانية” مسيحياً والتي أخذت من رصيده. فإذا استمر على تصلبه من دون فتح آفاق جديدة حول الحل، سيكون مصير الإستشارات التأجيل أيضاً الخميس المقبل، طالما أن عون يصر على إشراك باسيل في القرار ويغطيه من موقعه الرئاسي العام.

يتخوّف أيضاً باسيل من التفاهم الشيعي مع سعد الحريري بعنوان تسوية سنية- شيعية، وأن يتم تكليف الحريري إذا حصلت ضغوط دولية وعربية أو تسوية ما، وهو يحاول أن يشد عصب تياره مسيحياً لفرض معادلة تحت عنوان الميثاقية، وخوفاً من أن تذهب الأمور إلى تواصل بين الثنائي الشيعي والأميركيين، من باب الترسيم وايضاً في الرسالة التي حملها تكريم اللواء عباس ابراهيم في واشنطن، إذ تبدو الأوراق التي يستخدمها باسيل في مواجهة التغيرات تساهم في شكل غير مباشر في عزلة التيار وخسارة المزيد من رصيده. حتى طرح إسم غير الحريري لا يستطيع باسيل تسويقه، وإن كان يحاول مد جسور تواصل مع الفرنسيين وإعادة تسويق نفسه لدى الأميركيين الذين يمارسون الضغوط على كل الأطراف.

ولعل ما يروجه جبران باسيل لا يبدو أنه يعزز وضعه، لا بالعلاقة مع “حزب الله” الذي لا يزال يغطيه، لكن لديه مصالح وحسابات مختلفة، ولا بين المسيحيين الخائفين على وجودهم وعلى الكيان. لذا لم يعد قادراً على تقديم نفسه مرجعية رئاسية وكأنه ينطق باسم رئيسي الجمهورية والحكومة معاً، ولا كونه الرجل القوي المرشح لأن يكون في الموقع الأول لبنانياً، وهو يدرك في سياق الاصطفافات الطائفية الجديدة، أن الثنائي الشيعي لا يريد الفدرالية، ليس لأسباب رفضها مطلقاً، إذ أنه وعلى رغم كل ما حدث منذ 17 تشرين لا تزال سيطرته شبه مطلقة في البيئة الشيعية، وهيمنتهما مترسخة، ولا يريد أن تكون الفدرالية محاولة لتطويقه أو كسر سيطرته. ليست رسائل جبران باسيل إلا لإعادة تعويم نفسه مسيحياً للهيمنة، وهو يفكر بالمرحلة المقبلة، وكيفية بناء خاصية على المستوى اللبناني تنتهي بالفدرالية، وبتكريسه موقعاً لا يتزحزح في الساحة المسيحية. وفي معركته مع الحريري، يسعى الى توظيف كل ما يتاح في عهد رئاسة ميشال عون. هذه سياسات مارسها في الحكومات السابقة وأدت إلى مزيد من الخسائر وتراجع موقعه، فإذا استمر على هذا المنوال، من دون أن يكون غيره بالضرورة على صواب، سيخسر المزيد في الساحة المسيحية… فيما البلد ينزلق إلى الفوضى والدمار…

 

المؤرخ اللبناني عصام خليفة: الترسيم البحري يجب أن يبدأ من رأس الناقورة...اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل صمد حتى عام 1967

بشير مصطفى صحافي/انديبندت عربية/19 تشرين الأول/2020

في مئوية لبنان الكبير، عاد المفاوض اللبناني إلى الطاولة لترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل. هذه الخطوة تكتسب كثيراً من الأهمية لناحية الحفاظ على الحقوق الاقتصادية، وإطلاق أعمال التنقيب في شرق المتوسط، إلا أنها أثارت كثيراً من التساؤلات حول المعايير والضوابط الواجب اعتمادها للحفاظ على الحقوق التاريخية للدولة اللبنانية.

فرض الواقع المستجد ضرورة العودة إلى الخبرات العلمية والتاريخية، وبرز اقتراح ضم المؤرخ اللبناني عصام خليفة إلى الوفد المفاوض، وهو صاحب عشرات المؤلفات التي توثق قضية الحدود.

وخلال مقابلة مع خليفة، قال إنه يراقب انفراط الدولة في لبنان، إلا أنه يصر على حفظ حقوق اللبنانيين وهيبة دولتهم، مدافعاً عن أصالة الشعب اللبناني، لأن "لبنان مذكور 75 مرة في الكتاب المقدس، وفي سفر القضاة تمّ تحديده من سهل الحولة إلى بحيرة حمص".

المراحل الخمس للترسيم

يقدم خليفة نظريته الخاصة في المسألة الحدودية، فهو يرى أن الحدود مرسمة بموجب اتفاقات دولية، ولا حاجة إلى مفاوضات من أجل تحديدها، إنما تثبيتها من خلال التمسك بالقرارات والاتفاقات الدولية، بدءاً بقرار الجنرال غورو في 31 أغسطس (آب) 1920، الذي أعلنه المفوض السامي الفرنسي من قصر الصنوبر في الأول من سبتمبر (أيلول) 1920.

ينطلق المؤرخ اللبناني في أطروحته من خطوة منهجية، إذ تخضع عملية ترسيم الحدود إلى خمس مراحل أساسية، ألا وهي تعريف الحدود (Definition)، تحديد الحدود (Dιlimitation)، ترسيم الحدود (Dιmarquation)، تثبيت الحدود (Fixation)، إدارة الحدود (Administration).

في ما يتعلق بتعريف الحدود، فقد أقر في القرار (318) الذي اتخذه غورو، وتم تحديد الأماكن الجغرافية على الخرائط بموجب اتفاق فرنسي – بريطاني في 23 مارس (آذار) 1920، الذي قسم مناطق الانتداب بينهما. أما الترسيم فقد كان بموجب اتفاق بوليه – نيوكامب في 7 مارس 1923، حيث يتم نقل الخرائط إلى أرض الواقع، ووضع نقاط حدودية وتحديد خطوط دولية، الذي أقر، "تبدأ الحدود في البحر المتوسط من نقطة تسمى رأس الناقورة، وتتبع خط القمم". في عام 1924 أُرسل هذا الاتفاق إلى عصبة الأمم للإقرار به دولياً، وفي 6 فبراير (شباط) تم إقرار الاتفاق والمصادقة عليه دولياً، حيث انتهت المرحلة الرابعة. وأخيراً، توصل إلى إدارة الحدود من خلال احترام سيادة الدولة.

يشير خليفة إلى عقد اتفاق "حسن جوار" بين الفرنسي والبريطاني عام 1926 في أعقاب بعض الإشكالات الحدودية آنذاك، الناجمة عن تداخل الأراضي والحاجة إلى تسهيل دخول الأفراد الذين يمتلكون أراض في الطرفين. ويوضح أن الطرف البريطاني وضع خط تحصينات عام 1930 للحد من تدفق المقاتلين من لبنان للدفاع عن فلسطين إبان ثورة فوزي القاوقجي (قائد عسكري من مدينة طرابلس اللبنانية).

اتفاق الهدنة

بعد احتلال أجزاء كبيرة من فلسطين، وإعلان قيام إسرائيل عام 1948، عقد لبنان اتفاق الهدنة برعاية أممية عام 1949، تضمنت أن خط الهدنة هو خط الحدود الدولية بحسب المادة الخامسة، أي خط بوليه – نيوكامب، الذي تم إحياؤه بموجب اجتماع ومحاضر لجنة الهدنة المنعقدة بين 5 و15 ديسمبر (كانون الأول) 1949، حيث وضعت نقاط ثانوية تؤكد الحدود القائمة.

صمد هذا الاتفاق حتى عام 1967، عندما أعلنت إسرائيل إلغاءه بصورة أحادية ومنفردة بعد حربها على مصر وسوريا.

من جهته، رفض لبنان إلغاء الهدنة، وأيدت الأمم المتحدة موقفه لأنه لا بُد من موافقة الفريقين، ولا يحق لأية دولة إلغاؤها بصورة منفردة، لذلك فإن مفعول الهدنة لا يزال سارياً بموجب القانون الدولي.

يذكّر خليفة بالقرار (425) الصادر عن مجلس الأمن والذي يطالب بالانسحاب من لبنان حتى الحدود الدولية، أي بوليه - نيوكامب، والمثبت في اتفاق الهدنة 1949. وكذلك القرار (1701) الذي أقر بوقف الأعمال العدائية عقب حرب يوليو (تموز) 2006.

يصف عصام خليفة "الخط الأزرق" بـ "الهرطقة"، فهو وضع بعد الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة في مايو (أيار) 2000، وهو خط انسحاب تقني، وليس خطاً للحدود اللبنانية الجنوبية.

مزارع شبعا لبنانية

أعقب احتلال الجولان الدخول الإسرائيلي إلى النخيلة ومزارع شبعا اللبنانية كمقدمة للسيطرة على جبل حرمون، واستمرت سلسلة الاحتلالات بين عامي 1978 و1982.

يتحدث خليفة عن "خلط شعبان برمضان"، في ما يتعلق بمسألة لبنانية مزارع شبعا، لأنها تتصل بالحدود اللبنانية مع سوريا، وليست مع فلسطين، مؤكداً أنه لا حاجة إلى اعتراف سوريا بـ "لبنانيّة" مزارع شبعا، لأن ذلك مثبت بالوثائق التاريخية، إضافة إلى محضر القاضيين العقاريين اللبناني رفيق غزاوي، والسوري عدنان الخطيب في شأن بلدة شبعا ومزارعها، والموقّع في زحلة بتاريخ 20 فبراير 1946. ويتضمن المحضر اعترافاً بلبنانيّة "شبعا" والمزارع التابعة لها، وبسوريّة بلدة "مغر شبعا"، كما أن هناك اتفاقاً خطياً بين الطرفين يؤكد تبعية المزارع للدولة اللبنانية. 

يجزم خليفة أن إسرائيل تعتدي على خط بوليه – نيوكامب في 13 نقطة، ولا بد للمفاوض اللبناني من المطالبة بحق لبنان بها بدءاً برأس الناقورة، وأماكن أخرى مثل مناطق رميش والمطلة والعديسة وغيرها من المناطق الجنوبية.

رمزية رأس الناقورة

تجري مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وفق أربعة خطوط، الخط الشمالي الإسرائيلي، والخط اللبناني 23، والخط الوسطي المعروف بـ "خط هوف" (نسبة إلى الخبير الحدودي الأميركي فريدريك هوف)، وخط رأس الناقورة والحدود الدولية اللبنانية.

أحوال سكان الحدود اللبنانية - الإسرائيلية قبل بدء ترسيم الحدود

يجزم خليفة أن خط ترسيم الحدود اللبنانية يجب أن يبدأ من رأس الناقورة نزولاً بخط مستقيم، ويلفت إلى أن إسرائيل دفعت حدودها شمالاً لمسافة 30 متراً من خلال الخط الأزرق التقني، وانطلقت منه بخط مباشر صعوداً كخط لترسيم الحدود البحرية، ويؤدي ذلك إلى خسارة 1700 كيلومتر مربع، وذلك لقضم جزء من حقل كاريش اللبناني، وأخذ أكبر قدر من مخزون الغاز.

استغل المفاوض الإسرائيلي وجود صخرة قرب رأس الناقورة اسمها "تخليت" بطول 40 متراً، وعرض سبعة أمتار، موضحاً أنها لا تظهر إبان وجود الموج. كما ادعى الإسرائيليون أنها جزيرة وجرف قاري لدفع الخط شمالاً، وهذا ما يرفضه خليفة، لأن للجزيرة مواصفات في القانون الدولي، وهي أن تكون مأهولة وقابلة للسكن، وفي الحالتين لا تتوافر الشروط فيها وفق المادة (21) من القانون الدولي للبحار.

يؤكد خليفة أن "خط هوف ظاهراً هو حل وسط، إلا أنه منحاز إلى إسرائيل لأنه لا يطبق القانون الدولي"، ويكرر أنه لا بد من العودة إلى نقطة رأس الناقورة، وهذا ما سينطلق منه المفاوض اللبناني. ويظن أن المفاوضات ستطول، لأن الإسرائيلي يطمح لقضم أكبر مساحة ممكنة من الحقوق اللبنانية لضمها إلى حقول "تمار" و"تانين" و"ليفييتان"، مشيراً إلى وجود ثلاث بلوكات لبنانية محاذية للحدود 8-9-10، وهناك حاجة للحفاظ عليها كاملة.

ويوضح خليفة أن "طول الساحل اللبناني 169 كيلومتراً، أما الساحل الفلسطيني الذي تسيطر عليه إسرائيل فتبلغ مساحته 149 كيلومتراً. من هنا لا بد أن تكون الحصة اللبنانية هي الأكبر من المنطقة الاقتصادية البحرية. أما في الحقيقة، فقد تم منح لبنان 17 ألف كيلومتر مربع بحري، في حين أن حصته هي 23 ألف كيلومتر مربع، أما إسرائيل فأعطيت 27 ألف كيلومتر مربع، فيما حصتها يجب أن تكون 20 ألف كيلومتر مربع".

في المحصلة، يتخوف المؤرخ اللبناني من أن يتغلب حق القوة على مضامين القانون الدولي التي تؤكد الانطلاق من خط الحدود الدولية عند رأس الناقورة، مذكراً بضرورة الحفاظ على الأراضي اللبنانية ومنع التنازل عن أي جزء منها وفق مندرجات الدستور اللبناني.

 

لبنان: الحراك .. وحسابات الكبار!

محمد قواص/سكاي نيوز/19 تشرين الأول/2020

يكتشف أصحاب حراك 17 تشرين بحسرة أن أهل السياسة تمكنوا بسهولة من تجاوز الحدث الكبير واستعادوا المبادرة التي لم يفقدوها كثيراً.

تعامل ساسة البلد مع ثورة الناس بصفتها "مناسبة" لتصفية حسابات بعضهم البعض دون أن تكون "الثورة" لب الموضوع. فأن يستقيل سعد الحريري ثم يعود مرشحاً لنفس المنصب بعد فشل تجربتي حسان دياب (في الحكومة) ومصطفى أديب (في التكليف)، فذلك أن الطبقة السياسية هي التي تمسك بمفاتيح الحل والربط، وأن حراك الناس لم يكن إلا جلبة لا تغير من قواعد اللعبة ولا تنال من مواقع اللاعبين.

يكتشف أصحاب هذا الحراك أن في سعيهم المخلص كثير من العفوية والسذاجة. تجنبوا في بداية الحراك أن يتحدثوا في السياسية معتبرين أن مكافحة الفساد ومقاومة الانهيار الاقتصادي والمصرفي والمالي والمعيشي قضية مستقلة، ويجب أن تكون منفصلة، عن مسألة سلاح حزب الله وهيمنته على مفاصل ومداخل الهيكل الحاكم في البلد. تجنبوا ذلك، لكن أصحاب هذا السلاح لم يتجنبوهم، بل أرسلوا أصحاب القمصان السود يمطرون الشارع بقبضاتهم وعصيّهم وحناجرهم التي تصدح "شيعة شيعة شيعة".

لم يأبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحراك الناس المتفجر قبل 10 أشهر من انفجار مرفأ بيروت. ولم تهتم إدارة الرئيس دونالد ترامب لانتفاضة تتحدث عن الخبز والماء والهواء ولا ترى قشة في عين طهران وحزبها في لبنان.

حين هرع الزعيم الفرنسي إلى بيروت غداة التفجير الشهير غرف مما سمعه من تجواله داخل المناطق المنكوبة ليجمع أهل الحكم، فينفض الغبار عنهم ويعيد تأهيلهم والاعتراف بهم بوابة وحيدة لأي حل في البلد. وحين زار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبنان إثر ذلك الانفجار، مارس حرداً ضد الطبقة السياسية، وناكفها بالاكتفاء بلقاء أهل الحراك ونشطائه. وحين فهم الساسة ماذا يريد وأعلنوا التفاوض مع إسرائيل، أعاد شينكر تعويم الساسة طارقا أبوابهم مجدداً.

لا يهتم العالم كثيراً لما يريده اللبنانيون. في لغة صراع الأمم يُستخدم الناس وقودا لأفران تُطبخ داخلها الصفقات. سبق لهذا العالم أن سلّم لبنان لنظام دمشق مانحا وصايته على البلد بركة ورعاية وأحيانا المدح والتبجيل. وحين ينظر العالم إلى لبنان من داخل خرائط الغاز في شرق المتوسط، ومن داخل خرائط منطقة تزلزلها التحولات من دمشق إلى طهران وصولا إلى باكو ويرفان، فإن الحراك الذي يحتفل بسنويته الأولى يصبح ذاكرة لا يبدو أن اللبنانيين أنفسهم يكترثون لسيرتها.

لا شأن لحراك الناس أو حتى رأيهم بأمر رحيل الحكومة السابقة وأمر تشكيل أخرى لاحقة. وحدها حسابات القوى السياسية المتأثرة حكماً بحسابات ما وراء الحدود هي المحدد الحقيقي في انسداد الأمر أو سيولته. وعلى هذا فإن تشكيل حكومة جديدة ليس بالضرورة أمرا عاجلاً بالنسبة للطبقة السياسية داخلياً، وربما ليس كذلك لدى عواصم القرار الكبرى.

من واشنطن أكد مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن لقاءاته تعلقت بالأمن وأنهم في واشنطن لم يتحدثوا إليه عن حزب الله. ليس على عباس أن يكشف الكثير لكنه لا شك يحمل في جعبته ملفات تهم واشنطن وربما آخرها أن تتشكل أو لا تتشكل حكومة في لبنان. شينكر نفسه، المبتهج بما فرضته يداه على الثنائي الشيعي من إفراج عن ملف ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أكد تأييد واشنطن لمبادرة ماكرون، وكأنه دعم على شكل رفع العتب في ملف لا يهم إدارة تخوض انتخابات رئاسية كثيرا ما توصف في واشنطن بالمصيرية والتاريخية.

لا تهتم واشنطن بمآلات الفساد في البلد وإن كانت تشترط الإصلاح عنوانا للإفراج عن العون الدولي للبنان. مكافحة الفساد وفق النسخة الأميركية أداة سياسية هدفها تحقيق أغراض سياسية، وحين تتحقق تلك الأغراض فذلك كاف ليقوم شينكر، الذي أطلق بنفسه عقوبات بلاده ضد وزير قريب من نبيه بري وآخر قريب من سليمان فرنجية، بزيارة الزعيمين اللبنانيين مطمئنا بخبث أن معاقبة أذرع الزعيم لا تقصد النيل من رأسه.

وفق بديهيات السياسة يفهم قادة الحراك أن الشارع يغير كثيرا في بلد مثل قرغيزستان مثلا ويدفع رئيسها للاستقالة، لكنه لا يغير شيئا في لبنان. بعضهم يسعى لتوحيد الصفوف وتشكيل الأحزاب استعدادا لخوض غمار انتخابات تشريعية مقبلة يوما ما، على منوال ما تطمح إليه أحزاب مثل "الكتائب" و "القوات". ووفق بديهيات السياسة، وجب أن يدرك أهل الحراك أن الإفراج عن مفاوضات ترسيم الحدود هو حجر أساس سيحدد مع أحجار أخرى مستقبل البلد ووظيفته، وأن أي تطور سيطرأ داخل ملفات سوريا والعراق وإيران وما سينتجه من موازين قوى بين العواصم الكبرى، سيؤدي آليا إلى تأقلم أهل السياسة، كما تأقلموا مع موازين قوى أخرى سابقا، دون أن يكون للشارع دور أو وظيفة تعدّل من حسابات الكبار.

 

أن تأتي الإنتفاضة "المجيدة" ولو بعد... مئة عام!

علي الأمين/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

كان على غالبية اللبنانيين أن ينتظروا دخولهم المئوية الثانية من تأسيس لبنان الكبير، كي يتلمّسوا طريقاً محتملاً وواقعياً للتغيير نحو دولة مدنية منزوعة السلاح، تنبذ ثقافة الكراهية المُدمّرة والتخويف من المذهبية "الأفيونية". لم يكن بالإمكان عقد الآمال، لولا الإنتفاضة "المجيدة" بحقّ، التي أطلقت شرارتها الأولى في مثل هذه الأيام، وأسست لواقع سياسي جديد، لا يُعيد، على تواضعه، عقارب ساعة الطغمة السياسية الحاكمة الى الوراء، بل على العكس، سرّعت في "دنوّ ساعتها"، ساعة سقوط القناع والمحاسبة ولو مع وقف التنفيذ.

الإنتفاضة ليست مشروعاً سياسياً بديلاً غبّ الطلب، لكي يحاكمها المتفرّجون على الأحداث، ويُصدرون بحقّها أحكاماً ظالمة، وليست مشروعاً حكوميأ ينتظر على ضفّة السلطة الضوء الأخضر من أركانها، كي تتقدّم لتحتلّ مقاعد السراي والوزارات والإدارات العامة، كما وليست فعلاً انتهازياً يتحيّن فرصة الإلتحاق بالمتسلّطين على الشعب والطوائف ومافيا المال والفساد والتهريب والنهب، ولا هي من صنف الذين تهتزّ فرائصهم من العقوبات، فيتراكضون نحو الحدود، في محاولة استرضاء الخارج في سبيل المحافظة على ما نهبوا من مال، وما انتهكوا من سيادة، وما يمارسون من أفعال تسلّط على المؤسّسات الدستورية والمجتمع والدولة على وجه العموم.

في الأيام القليلة الماضية، لم تغب صرخة الإحتجاج عن كلّ مناطق لبنان، من الشمال الى الجنوب والبقاع والجبل وبيروت. جدّد المنتفضون الحقيقة التي تعبّر عن قوة الإنتفاضة التي لم تهتزّ، الحقيقة التي تقول إنّ نبض الإنتفاضة هو نبض لبنان، ليس نبضاً طائفياً ولا فعلاً فئوياً، أو محاولة استجرار نفوذ دولي أو اقليمي. هي فعل عصّي على الإستحواذ والمصادرة والتجيير، لأنّها ببساطة، انتفاضة الناس الذين يحامون عن حقوقهم كشعب وعن الوطن كأبناء له، وعن الدولة كمعبّر عن إرادة الخلاص العام لكلّ المواطنين.

ليست الإنتفاضة فعل انقلاب على السلطة المفسدة والفاسدة، ولأنّها فعل تغيير عميق في الوعي والسلوك، فهي لا تخضع لأحكام الإنقلابات، ولا لمعايير التحالفات السياسية التقليدية تحت سقف منظومة الحكم ونظام المصالح الذي يديرها، انّها فعل تغيير في المنهج الذي طالما أعاد انتاج المنظومة الحاكمة عينها، ولو بأسماء ووجوه جديدة.

في كلّ الإنتفاضات التي شهدها التاريخ اللبناني الحديث، قبل الحرب الأهلية وخلالها وبعدها، والتي دخلت الحكم مشاركة في السلطة، أو فشلت في الدخول من بداية الإستقلال وفي محطّات تاريخية بدأت مع نهاية عهد الرئيس بشارة الخوري الى ما سمّي ثورة عام 1958، الى انقلاب القوميين في عهد الرئيس فؤاد شهاب، الى مرحلة الحرب الأهلية مروراً بتوحيد البندقية المسيحية وانتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، مروراً بانتفاضة 6 شباط 1984، وصولاً الى حرب التحرير عام 1989وحرب الإلغاء وحروب الأخوة... والى العام 2005 وانتفاضة الإستقلال الثاني... كلّ هذه المحطّات لم تستطع أن تحدث تغييراً حقيقياً في منظومة السلطة، وإن كان لكلّ واحدة منها ما حقّقته ممّا يعتبره مؤيّدوها مكاسب حزبية أو طائفية، بما فيها من مهازل وكوارث ايضاً.

بهذا المعنى، يمكن ملاحظة ما لا يزال جوهر انتفاضة 17 تشرين 2019 الصلب، لأنّه بخلاف كلّ المحطات الآنفة، فإن الإنتفاضة المستمرة بالرغم من كلّ العثرات ومحاولات القمع والتشويه، فهي انتفاضة لبنانية بامتياز، تغييرية لأنهّا عصيّة بطبيعتها على التآلف مع منظومة السلطة، وهي لبنانية، لأنّ عصبيتها لا تقوم على الطائفة أو المذهب أو المنطقة أو الحزب، مدنيتها عصبيتها ولبنانيتها هويتها الصريحة، وبالرغم من كلّ النكسات والخيبات التي طالتها، فإنّها لم تقع يوماً في فخّ الفئوية أو في أمراض الإصطفاف السلطوي، الطائفي او الحزبي، لم تكن يوماً أسيرة إغراء المشاركة في السلطة، لأنّ بنيتها وطبيعة نشأتها لا يتآلفان مع منظومة السلطة القائمة وآليات عملها.

هنا تكمن قوة الإنتفاضة التي تخيف السلطة ومنظومة الحكم، لأنّها من صنف آخر، قد يبدو ضعيفاً وعرضة للإندثار لدى البعض، لكنّه في الواقع هو من صنف الذي يحفر في الوعي، لأنّ التغيير المنشود لا يتحقّق بغير هذا الحفر العميق، الذي يحصّن الإنتفاضة من موجات الطائفية والمذهبية التي طالما كانت وسيلة ناجعة لاستيعاب منظومة السلطة كلّ تطلعات التغيير وحراكها في الماضي القريب والبعيد.

الإنتفاضة تنتصر وتتقدّم طالما بقيت تنبض في الوقت نفسه، من صور الى عكّار وفي صيدا وجلّ الديب، الى الهرمل واقليم الخروب، وفي الشوف وطرابلس، كما تنبض في بيروت. كلّ عام والإنتفاضة بألف بخير!

 

المادتان 52 و53 «تشمطان أُذن» الدستور

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 19 تشرين الأول 2020

المألوف أن للجرار أُذناً واحدة أو اثنتين، تدار من الأولى أو من إحدى الاثنتين. أما الدستور اللبناني، فجرّة بآذان تحار من أيّ منها تُدار. كل مكان فيها له أُذن كي يُستدار في هذا التفسير أو ذاك. يكاد لا يمر عليه يوم لا يشمط أحد له أُذناً

مصادفة أو مفارقة هو دوران سجال من حول المادتين الجارتين 52 و53 من الدستور، في توقيت متزامن في مسألتين متباعدتين تماماً: أولى ترتبط بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وثانية بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة والآلية التالية المكمّلة لها وهي مشاورات التأليف. في كلتا المادتين ـــ وهذه ليست المرة الأولى ـــ نشأ سجال دستوري من حول الصلاحية المنوطة برئيس الجمهورية من خلالهما. عندما أبطأ الرئيس ميشال عون في توجيه الدعوة إلى الاستشارات الملزمة نهاية عام 2019، عملاً بالمادة 53، انبرى الرؤساء السابقون للحكومة وسواهم في الطائفة معترضين، وعدّوه يخالف الدستور، كما لو أن الدعوة وقبلها المدة التي يوجهها إبانها ملزمتان. الواقع أن الأولى ملزمة خلافاً للثانية. استُعيد السجال نفسه عندما أرجأ الدعوة إلى استشارات ملزمة على أثر استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب، ثم قبل يومين عندما أرجأ دعوة مماثلة كان وجّهها لأيام خلت. ترافقت هذه المآخذ مع بيان لدياب سجّل فيه على رئيس الجمهورية تجاهله إياه كرئيس للحكومة في المفاوضات مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية تبعاً للمادة 52.

ليست هذه المرة الأولى تُثار إشكالات دستورية من حول هاتين المادتين. على أبواب كل تكليف يُثار، بطريقة أو بأخرى، النطاق الممنوح دستورياً لرئيس الجمهورية كي يمارس صلاحية الدعوة والمدة الواجبة وإيداع أصوات النواب لديه. أولها عام 1998 ولن يكون آخرها ما يدور الآن. ذلك ما يصحّ أيضاً على المادة 52 التي رافقتها ـــ بقليل من الضجيجين الإعلامي والسياسي ـــ اجتهادات شتى في مواضيع عقد اتفاقات بين لبنان وإحدى الدول، فيستعان بمجلس شورى الدولة مرة وبهيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل مرة أخرى، كما بآراء خبراء دستوريين.

سواء نُظِر إلى تأجيل رئيس الجمهورية الدعوة إلى الاستشارات الملزمة على أنه توسّع في تفسير الصلاحية الحصرية المطلقة المنوطة به، أو على أنه فعل سياسي متعمّد يتوخّى تأخير الاستشارات كي تتزامن مع التفاهم على تأليف الحكومة، فإن ذلك ليس سوى جزء لا يتجزأ من مشكلة تسبّب فيها كل رئيس مكلّف بعد اتفاق الدوحة عام 2008، عندما بدأ يتصرّف، خلافاً لما كان يجري في مرحلة ما بين عامَي 1990 و2005 في الحقبة السورية، على أن التكليف حق مكتسب له وحده. ما إن يحصل عليه، لا يسع مجلس النواب الذي يمنحه إياه، ولا أي مرجعية دستورية أخرى انتزاعه منه، تحت التهويل أنه يتعرّض بذلك إلى الطائفة ويستهدفها، وليس جراء فشل ـــ أو إفشال حتى ـــ الرئيس المكلف في تأليف الحكومة.

حينذاك كانت اللعبة بشقّها الدستوري تبدو سهلة، بأن يدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات ملزمة لتسمية الرئيس المكلف الذي يُطبق على هذا الاختصاص، ولا يُفرج عنه إلا بشروطه أو بإنهاك الآخرين أو بأن يُنهك نفسه بنفسه أو أن يقع تدخّل إقليمي أو دولي يفرض عليه إبصار الحكومة النور. في جانب من هذه المشكلة أن الرئيس المكلف يحتجز التكليف بين يديه، ثم يجد نفسه في نهاية اللعبة أمام مشكلة أكثر تعقيداً، إذا واجه رئيساً صلباً أو عنيداً لا يوقّع مراسيم الحكومة إلا بشروطه. ذلك ما فسّر استغراق تأليف الحكومات مدداً غير طبيعية وغير مقبولة منذ اتفاق الدوحة. بذريعة التأليف المتعذّر تتمسّك الشخصية المعنية بالتكليف. ما فعله رئيس الجمهورية مرتين على التوالي بدلالة سياسية، ذات أقدام دستورية متينة، أنه أوقف لعبة الرئيس المكلف في منتصف الطريق: الاتفاق على التأليف يسبق التكليف، لئلا يتحكّم التكليف بالتأليف. شأن الرئيس المكلف المتذرّع بأن لا مهلة مقيِّدة ترغمه على التأليف السريع، استعان رئيس الجمهورية بالسلاح نفسه: ما دامت الدعوة ملزمة من غير مهلة مقيِّدة لتوجيهها، فلتُفتح اللعبة السياسية على مداها ولتُقلب الأدوار. على نحو كهذا، بفيتو سلبي، قابل رئيس الجمهورية الفيتو السلبي للرئيس المكلف، كي يتوازن اللهو ليس بالصلاحيات فحسب، بل أيضاً بأُذن جرّة الدستور، مع أن ليس لكلا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يفعل الأول هذا والآخر ذاك.

أما المادة 52، فليست أقل عبئاً، وخصوصاً أن الموقف السياسي يقترن بالتفسير السياسي، فيختلط أحدهما في الآخر. اشتكى رئيس حكومة تصريف الأعمال من تجاهل رئيس الجمهورية له في معرض تأليفه الوفد اللبناني إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، واتهمه مباشرة بمخالفة واضحة صريحة للدستور. كلا موقفي عون ودياب صدرا في 12 تشرين الأول، قبل 48 ساعة من مباشرة التفاوض في الناقورة. في اليوم التالي أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً تمسّكت فيه بصواب اختصاصها تأليف الوفد الذي لا يعني التفاوض والإبرام كي يتداخل دورا رئيسَي الجمهورية والحكومة. كلا الرجلين استندا إلى المادة 52 على أن ما يجري معوَّل عليه دستورياً من خلالها، وأن ترسيم الحدود يخضع لتطبيق هذه المادة. خلافاً لوجهة نظر الثنائي الشيعي الذي لا يريد إبصار المفاوضات على أنها معاهدة دولية خشية التطبيع، ثبّت الرئيسان الاعتقاد بأنهما في ظل المادة 52، ما أعطى حجة دياب ذريعة أن احتجاجه صائب.

المادة 53 باتت لعبة الفيتوات السلبية المتبادلة

لأنها ليست المرة الأولى يُثار موضوع مشابه يرتبط باتفاقات، كثرت الاجتهادات والتفسيرات بإزاء صواب إخضاع الاتفاقات تلك إلى المادة 52 مع كل ما تشترط عليه لجهة ثنائية رئيسَي الجمهورية والحكومة في التفاوض والإبرام، ومن ثم موافقة مجلس الوزراء على المعاهدة، ومن ثم عرضها على مجلس النواب أو عدم عرضها تبعاً لقيود محددة. يحمل ذلك مراجع حقوقية رفيعة على الاعتقاد، في خضم هذا السجال، أن ليس لترسيم الحدود أي صلة بالمادة 52، ولا يسري تطبيقها عليها، ولا تحتم بالضرورة موافقة مجلس الوزراء ولا مجلس النواب عليها.

تستند المراجع الحقوقية الرفيعة إلى اجتهاد لمجلس شورى الدولة رقم 30/97 ـ 98 صادر في 3 كانون الأول 1997، عن هيئة ترأّسها القاضي جوزف شاوول وضمّت القاضيين اندره صادر وسهيل بوجي، في معرض إبداء رأي في مشروع اتفاق بين لبنان وكندا.

في حيثيات رأيه، حدّد مجلس شورى الدولة قواعد الفصل بين المعاهدة كي تسري عليها المادة 25 وبين الاتفاق الذي يصير إلى إقراره في معزل عنها، بالاستناد إلى «اتفاقية فيينا حول قانون المعاهدات» في 23 أيار 1969، بتعيينها ثلاثة شروط للمعاهدة: أن تكون اتفاقاً بين دول، ترمي إلى إنتاج مفعول قانوني، توضع في إطار القانون الدولي.

تبعاً لهذا القياس، يخضع ترسيم الحدود البحرية إلى الشرطين، الأول (انعقاد بين دولتين) والثالث (وضعه في القانون الدولي عبر تسجيله لدى الأمم المتحدة)، بيد أنه يفتقر إلى الشرط الثاني الإلزامي والجوهري كي يوصف بمعاهدة (إنتاجه مفعولاً قانونياً ذات طبيعة إرغامية).

في ما أورده مجلس شورى الدولة: «بما أن ما يؤكد عدم توافر الشرط الثاني من شروط قيام المعاهدة الدولية بمفهوم القانون الدولي، المتعلق بوجود مفاعيل قانونية ملزمة لطرفَي الاتفاق، فإن مشروع الاتفاق لا يتضمن أية موجبات متبادلة تلزم طرفَيه باحترامها أو التقيد بها، كما لا ينص على أية تدابير أو عقوبات يتوجّب اتخاذها أو تحميلها إلى الطرف الذي يخلّ بما تفرضه المعاهدة. فقدان الإلزام القانوني والعقوبات المترتبة على عدم احترام هذا الالتزام، وعدم وجود أي مراجعة قضائية يمكن اللجوء إليها، ينفيان عن الاتفاق صفة المعاهدة الدولية بسبب فقدان أحد العناصر الأساسية في تعريفها».

لأن الترسيم ليس معاهدة ولا هو في صلب المادة 52، هل يقتضي أن لا يُعلِم رئيس الجمهورية رئيس الحكومة بالوفد المفاوض؟ وهل لعدم إعلامه بأعضاء الوفد لأنه اتفاق فحسب انتقاص من صلاحيات دستورية لرئيس مجلس وزراء ليس مَن ألّف حكومته؟ وهل لتكليف قبل تأليف أو تأليف قبل تكليف جدوى ما دام الرئيسان ليسا هما اللذين يؤلفان؟ أجوبة غير ذات معنى ما دام الأفرقاء جميعاً يمرون من حدّ الدستور ولا يمشون وراءه.

 

عقار «أبو الفضل» نزاع جديد....لاسا: حلحلة بعد التصعيد؟

إيلده الغصين/الأخبار/الخميس 28 أيار 2020

عاد الخلاف من جديد على أراضي لاسا في جبيل، بين أهالي البلدة والمطرانية، والسبب «عقار أبو الفضل». الخلاف «تاريخي»، بدأ منذ مسح 1939، وقد ينتهي هذه المرة بحلّ نهائي ومسح «أخير». هذا ما يشير إليه الهدوء في التصريحات مساء أمس، بعد رفع اللهجة صباحاً، إلى أجواء اجتماع النائب زياد حواط مع الرئيس نبيه بري، ولقاء النائب سيمون أبي رميا برئيس الجمهورية. الخلاف استجدّ على خلفيّة مشروع زراعي تعاوني بين المطرانية وشركة «جرجي الدكاش وأولاده» العائدة للنائب القواتي شوقي الدكاش، وانتهى بإشكالين آخرهما أول من أمس، حيث تعرّض أهالي لاسا للوفد وطردوه من البلدة. وهو ما أجّج التصريحات السياسيّة لنواب كسروان وجبيل، إضافة إلى مؤتمر صحافي عالي اللهجة عقده أمس الدكاش وراعي أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان العنداري.

المشكلة برأي رئيس بلديّة لاسا رمزي المقداد كان يمكن حلّها «لو لم يتمّ الإعلان عن مشروع الدكاش»، وهو شرح لـ«الأخبار» رواية الأهالي لما جرى منذ أسبوعين إلى حادثة الاعتداء الأخيرة. «في الخامس من أيار اتصل بي النائب حواط بشأن مشروع إنمائي للبلدة، لكن جرى بعد وقت إطلاق المشروع على مواقع التواصل والإعلان عنه قبل الاتفاق، وفي اليوم التالي تواصلت معه وتطرقت إلى مشكلة الأراضي بين المطرانية والأهالي وضرورة الاتفاق قبل بدء المشروع».

الدكاش يستثمر الأرض من المطرانية منذ أكثر من عشرين عاماً، وتحديداً في سقي لاسا، وطرح هذا العام مشروعاً زراعياً على مساحة 50 ألف متر مربع تقسّم إلى 50 حصّة يزرعها مزارعون بـ«بلاش». هذا الأمر يؤكّده المقداد أيضاً، مضيفاً «أن المزارعين المرشحين للزراعة من ضيع مجاورة منها: غابات وسرعَيتا ومزاريب ورشعين ويانوح وأمهز، وهم يُعتبرون من أبناء رعية جبيل. لكن المشكلة وقعت في قطعتي أرض ضمن عقار واحد (الرقم 50) يعود للشاب محمد علي سيف الدين (أبو الفضل)، وفق مسح عام 1939 ومسجّل باسم جدّه علي عوض سيف الدين». هذا العقار يقع ضمن الأراضي التي يستأجرها الدكاش منذ عقدين، وهو عقار كبير، و«يعود للمطرانية وفق المسوحات الجديدة» كما يشير الدكاش.

النزاع التاريخي قد ينتهي هذه المرة بحلّ نهائي ومسح «أخير»

«أبو الفضل» قرّر أن يستثمر عقاره هذا العام. وتحديداً بعد البدء بالبحث في المشروع. ووفق المقداد «عند أول زيارة بتاريخ 13 الجاري، لوفد المشروع إلى لاسا، حصل إشكال مع المهندس المشرف على المشروع جورج الدكاش، وغادر الوفد لتبدأ الاتصالات مع الجهات السياسية التي انتدبت المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان». الاتصالات أسفرت عن لقاء في 18 الجاري في دار المطرانية بحضور الدكاش وممثل عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وخلص وفق رئيس البلدية إلى «عقد اجتماع ثانٍ بعد يومين. وبالنسبة إلى عقار أبو الفضل، فإن رواية الطرف الثاني تقول إنه سبق أن قايض إحدى القطعتين بتكبير القطعة الثانية... وهو ما نفاه صاحب العقار مستنداً إلى خريطة 1939، ولم تقدّم المطرانية أي أوراق تبيّن أنه قايضه».

مسح عام 1939 يعتبر أهالي لاسا أن «فيه شوائب وظلماً وحصل من جانب واحد... ثمة أهالٍ بادلوا أراضي مع المطرانية وآخرون سجّلوا اعتراضات أمام القضاء منذ 1939. ولو تمّ المسح من جديد تنتهي المسألة ويرتاح الجميع». ويشرح المقداد «في الإفادات العقارية التي استحصلوا عليها قبل سنوات، لم يرد اسم سيف الدين، وهو ما جعلهم يعتبرون أنه قايضه سابقاً، فيما توضح خريطة 1939 العكس... لذلك جرى الاتفاق على تحييد هذا العقار من الاتفاق إلى حين حلّ المسألة»، كما طالب وفد لاسا بأن يكون لأهاليها حصص بين المزارعين، فاقترح الدكاش تصغير حجم الحصص الـ50، وزيادة عددها إلى 62، مع منح 12 حصة لأهالي لاسا. وجرى الاتفاق، وفق المقداد، بـ«أن يتم توزيع الحصص بعد عيد الفطر، وقد اتصل بي المهندس السبت واتفقنا على الزيارة يوم الثلاثاء، لكن أبو الفضل صاحب العقار حضر واعترض، على اعتبار أن عقاره جرى تحييده، ولكنهم اقتربوا من إحدى القطعتين... وحصل سجال تطوّر إلى خلاف وهرج ومرج». النائب شوقي الدكاش قال في اتصال مع «الأخبار» إن «الأرض ممسوحة والمساحة نهائية، نعم أنا أستثمرها منذ عشرين عاماً ومن ضمنها العقار موضوع الإشكال، وصاحبه لم يقدّم اعتراضاً خلال المسح الذي تم قبل سنوات. وقد اتفقنا على تحييده حتى إثبات الحق، ومساحته 3 آلاف متر، وهكذا تناقصت مساحة المشروع من 50 ألف متر إلى 47 ألفاً، مع منح 12 حصة لأهالي لاسا شرط تقديم الطلبات في المطرانية... لكن صاحب العقار عاد واعترض، مطالباً بـ24 ألف متر، وهنا وقعت المشكلة، إذ ماذا يبقى من المشروع مع حسم هذه الحصّة»، وختم الدكاش بأنه «مستمر في المشروع الذي يعود بالفائدة على أبناء المنطقة، والمساعي مع كل الأطراف قائمة».

مؤتمر الدكاش والمطران العنداري تبعته زيارة حواط لعين التينة أمس، موضحاً في اتصال مع «الأخبار» أن «الرئيس بري أبدى موقفه المؤيد لتطبيق القانون». وقال بشأن حادثة الاعتداء إن «المسألة ليست طائفيّة، بل مشروع إنمائي للنائب الدكاش لأبناء المنطقة، ومرفوض التعرّض للناس، ولن نعيش في «لا دولة»، بل نحن حريصون على نموذج جبيل العيش المشترك»، وتابع «من لديه اعتراض فليتوجّه إلى القضاء». وبشأن العقار أشار إلى أن «المساحة محددة ومرسومة، والعقارات ممسوحة ومحددة في عقود إيجار للدكاش مع المطرانية منذ 30 سنة». على خط زيارة أبي رميا لبعبدا أمس، فقد تعذّر اتصال «الأخبار» به، وهو صرّح أمس، في حديث تلفزيوني، بأنه «بعد اللقاء تواصلت مع القيادات والفعاليات المعنيّة بموضوع لاسا من أجل الانتهاء من هذا الخلاف التاريخي بشكل جذري، وللقيام بمسح شامل ونهائي للأراضي في البلدة، وتكون كلمة الفصل فيه للقضاء العقاري».

 

بعد سنة على ثورة 17 تشرين... أين أصابت وأين أخفقت وماذا بعد؟

يوسف مرتضى/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

أين أصابت؟

نجحت الثورة في إيجاد مساحات مشتركة بين اللبنانيات واللبنانيين وخاصة جيل الشباب، فاجتمعوا بمئات الألوف في ساحات الثورة على مساحة الجغرافيا اللبنانية بأكملها، رفعوا العلم اللبناني وحده، وأنشدوا النشيد الوطني وحده، خلعوا العباءة الطائفية والمذهبية وتوحدوا تحت راية المواطنة مجسدة بالهوية اللبنانية دون سواها. وهكذا أسقطت الثورة من جعب أبنائها سلاح الطائفية والمذهبية الذي لا تزال تتسلح به المنظومة الحاكمة، أداة ووسيلة لمنع الشعب من التوحد حول مصالحه، بتحفيز وإثارة الغرائز والعصبيات، ما يمكنها من تفرقة صفوف الناس واستقطاب صغار النفوس من الأتباع، والتهديد والتهويل بتفجير حرب أهلية كلما شعر أفرقاء هذه المنظومة باهتزاز الأرض تحت أقدامهم، بهدف إطالة أمد سطوتهم على مقدرات البلاد والعباد.

نجحت الثورة في تفكيك وحدة المنظومة الحاكمة عبر إسقاط التسوية الرئاسية بين عون والحريري، من خلال إسقاط حكومة الحريري في الشارع.

نجحت الثورة في جعل مختلف أفرقاء المنظومة يتبنون علناً مطالب الثورة، وإن كان ذلك رياءً، إلا أنهم باتوا يتملقون الثورة لتلميع صورتهم أمام جمهورهم المتعاطف مع الثورة.

نجحت الثورة بإظهار قوة إرادة التغيير عند الشعب، حيث أتيح لها أن تعبّر عن ذلك في صندوقة الإقتراع، نقابة المحامين والرابطات الطلابية نموذجاً.

نجحت الثورة، بأنها حولت الشارع إلى سلطة رقابية جدية على أداء أفرقاء المنظومة في السلطة بعد كشف ملفات فســادهم. وباتـوا يتوارون عن أنظار الثوار في الأماكن العامة، ويحذرون المشاركة في المناسبات الاجتماعية.

نجحت الثورة في إبراز دور المرأة في الحياة السياسية، وقدمت وجوهاً نسائية بمواصفات قيادية عالية.

أين أخفقت؟

لم تتمكن حتى الآن من تحقيق مطالبها الأساسية، والتي نعيد التذكير بها كما وردت في برامج مختلف المجموعات المنخرطة في الثورة، وهي تتلخص بـ:

أ- تشكل حكومة طوارئ مصغّرة من مستقلين أكفاء نظيفي الكف، وتمنح صلاحيات تشريعية إستثنائية، لكي تتحرر من قبضة كتل المنظومة الحاكمة لتنفيذ البرنامج التالي:

• تحقيق إستقلالية القضاء.

• وضع برنامج مالي اقتصادي اجتماعي طارئ لوقف التدهور وإعادة الحياة للدورة الاقتصادية في البلاد، ووضع الحلول السريعة لمعالجة الضائقة المعيشية للمواطنين واسترجاع ودائعهم.

• إلقاء الحجز الإحتياطي على أموال وممتلكات جميع الذين مارسوا ويمارسون دوراً في الشأن العام مع أصولهم وفروعهم، ومنعهم من السفر، وفتح المحاكم للتحقيق بمصادر تلك الثروات، لاسترجاع المال المنهوب ومحاسبة المسؤولين عنه.

• إقرار قانون انتخابات جديد وفق ما ينص عليه الدستور، لا سيما نظام المجلسين في المادة 22 منه.

• إجراء إنتخابات نيابية على قاعدة القانون الجديد، لإعادة تكوين السلطات جميعها، التشريعية والتنفيذية والقضائية، والسيـــر بحكـم البلاد تحت سقف النظام، وتطبيــق الدستور دون استنسابية أو اجتزاء.

وبعد جريمة انفجار مرفأ بيروت، استجدت مطالب ملحة عند الثوار، تتعلق بالإسراع في الكشف عن أسباب تلك الجريمة ضد الإنسانية، ومن المسؤول عنها ومحاسبته بشفافية عالية، وكذلك الإسراع بإجراءات التعويض على المتضررين وإعادة إعمار ما تهدم لتعود الناس إلى منازلها.

فشلت مجموعات الثورة في تنظيم صفوفها وتشكيل جبهة معارضة سياسية تقود الثوار وفق خريطة طريق محددة بالشعارات والأهداف والأدوات والزمن من أجل تحقيق مطالب الثورة. وهذا الفشل المستمر، يعود من وجهة نظري لأسباب عدة، منها:

• أن العديد من مجموعات الثورة هي حديثة العهد في التكوين وكذلك في السياسة، وبالتالي هي حديثة الخبرة في السياسة والتنظيم، لذلك الجمع بينها كمكونات سياسية للتحول إلى جبهة أو جبهات سياسية يستغرق الكثير من الوقت والنقاش. كل ذلك يترافق مع بروز تباينات أو خلافات داخل كل مجموعة في عملية استكمال بنائها الداخلي، خاصة وأن معظمها حديث التكوين كما سبق وذكرت.

• ظاهرة الأنا المبالغ بها على مستوى الأفراد والمجموعات، أيضاً تسهم بتأخير بلورة أجسام سياسية صلبة وقوية بين مجموعات الثورة.

• كورونا لعبت وتلعب دوراً سلبياً في التخفيف من التفاعل المباشر بين المجموعات، حيث أن التواصل عبر الزوم وإن يكن مفيداً، إلا أن لفعالية الإتصال المباشر أهمية كبرى في التفاعل وفي تقليص زمن النقاش.

• رغم كل ما سبق ذكره، فإن المحاولات لجمع الجهود مستمرة من أكثر من جهة، ولا بد لها أن تثمر في نهاية المطاف، وتفاقم الأوضاع أعتقد أنه سوف يحفز على ذلك أيضاً.

ماذا بعد وما العمل؟ الثورة إلى أين؟

من وجهة نظري، إن جوهر الأزمة في البلاد التي تتجلى وجعاً مالياً واقتصادياً واجتماعياً، جوعاً وبطالة وهجرة وفلتاناً أمنياً، هو سياسي بامتياز، ويعود لسببين أساسيين:

• الأول، ناجم عن منظومة الحكم الفاسدة التي عملت على بناء سلطة ولم تبن دولة منذ اتفاق الطائف إلى اليوم. فتحاصصت البلد وإداراته وثرواته، وجعلت منه مزرعة فالتة من أي ضوابط قانونية ودستورية، وحكمت من خارج الدستور والنظام، ما أدى إلى استشراء الفساد وهدر المال العام وسرقته، بالتكافل والتضامن بينهم جميعاً دون استثناء.

• الثاني، إدخال لبنان في صراع المحاور، ما أدى إلى عزلته العربية والدولية وخسارة ما يقارب ثلثي موارده.

لذلك، الحل يتطلب مواجهة سياسية من قوى تغييرية منظمة يكون سقف برنامجها في ظروف لبنان الراهنة، تطبيق الدستور دون استنسابية أو اجتزاء، والنأي الفعلي بالنفس عن محاور الصراعات الإقليمية والدولية. وهذا ما يجب أن تعمل عليه المجموعات الثورية بأسرع وقت في المقبل من الأيام مع دخول الثورة في عامها الثاني، من أجل تكوين كتلة شعبية وازنة تقود إلى تحقيق أهداف الثورة بالوسائل السلمية والديموقراطية. الثورة مستمرة وسوف تنتصر.

 

الفرزلي لـ"نداء الوطن": لا أمشي بكبسة زر... بدنا نروق شوي

غادة حلاوي/"نداء الوطن/19  تشرين الأول 2020

الفرزلي: اسألوا السوريين عني

للحديث عن علاقة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي بتكتل "لبنان القوي" ورئيسه جبران باسيل حساسية لكلا الطرفين. تمايز في المواقف الى حد الاختلاف، ظهر جلياً مع "تنظير" الفرزلي بأن وجود 22 نائباً مسيحياً مستقلاً يؤمّن شرعية التكليف لرئيس الحكومة ما أغضب التكتل الذي يأخذ على العضو فيه "عمله لتأمين عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة"، متماهياً بذلك مع رغبة رئيس مجلس النواب نبيه بري. لكن "صانع الافكار" الذي "لا يمشي بكبسة زر" يرى في عودة الحريري "تعويماً مطلوباً للعهد"، قائلاً "بدنا نروق شوي والأمور لا تحل بالفعل وردات الفعل".

منذ مدة والفرزلي يغيب عن اجتماعات التكتل. كانت المرة الاخيرة قبل شهرين وبناء على اتصال باسيل، حضر مع غيره من المقاطعين ومن جملتهم الان عون وسيمون ابي رميا وميشال ضاهر ظناً منهم أن باسيل في وارد اعلان موقف من مشاركته في الحكومة ليتفاجأ الجميع باجتماع روتيني. يتحدث التيار عن علاقة "باردة ومتعثرة من الاساس لكنها ليست مقطوعة"، ويعود بالتاريخ الى الانتخابات النيابية الاخيرة لتقول مصادره القيادية: "قاطعنا شركاءنا كي نسمح بترشيحه. عملنا لأجله ما أمكن لكنه بقي متمركزاً عند حساباته الانتخابية ليكون نصفه عند الحريري والثاني عند بري". على امتداد مسار العلاقة من العام 2018 حتى اليوم لا ينسى التيار محطة اساسية يبني عليها موقفه السلبي من الفرزلي: "مشاركته في ذكرى اغتيال رفيق الحريري في بيت الوسط يوم شن الحريري هجومه العنيف على باسيل". يوزع مواقفه "بين بري والحريري وجزئياً رئيس الجمهورية في الوقت الذي كانت عودته الى الحياة السياسية منذ العام 2005 عن طريق التيار ولجبران باسيل اليد الطولى فيها". وتتابع المصادر: "ليس الفرزلي افضل من غيره ممن أبعد بخروجه من التكتل ولذا لا نلومه ولا ننتظر منه اكثر، لم يعلن خروجه من التكتل بعد لكنه لم يعد فاعلاً فيه. حين يريد يعتبر نفسه مستقلاً واستقلالية قراره تسمح له أن ينظّر كما يريد. قبل البحث في موضوع الحريري خرج بمعادلته الشهيرة بوجود 22 نائباً مسيحياً خارج الاصطفاف الحزبي ما يؤمن ميثاقية في التكليف وهو قال في مجلس خاص، المسيحيون 64 نائباً بينهم 22 مستقلاً والآخرون موزعون على ثلثين أي أنه طرح المثالثة".

ليس الخلاف في وجهات النظر بين الطرفين وليد ساعته. أول تمايز حصل خلال اجتماعات التكتل بعد تكليف حسان دياب ونصيحته باسيل للعودة الى خيار الحريري. الشاهدون على سير العلاقة يعودون بها الى تاريخ عودة عون الى لبنان، فاختار ان يكون الى جانبه وكان الثمن خسارة مقعده. كان اول من أقنع عون بترؤس باسيل للتيار، واول من أقنع الاخير بالحوار مع سمير جعجع من اجل قانون الانتخابات ما فتح الباب لـ"تفاهم معراب". ومع التمديد للمجلس النيابي تسبب تخلفه عن الحضور التزاماً مع موقف باسيل بقطيعة مع بري. في المقابل وفي عز الازمة زار باسيل البقاع الغربي من دون علم الفرزلي، وخلال انتخابات العام 2018 علم من "المستقبل" والثنائي ان باسيل يفاوض الطرفين على المقعد الماروني وليس الارثوذكسي لولا ان فرضه بري على اللائحة. ولولا الثنائي الشيعي لم يكن يمر انتخابه نائباً لرئيس مجلس النواب بسلام لتفضيل التيار ترشيح الياس بو صعب. تاريخية العلاقة تقول للمقربين ان "الفرزلي يعطي من دون مقابل، وهم يعتبرون ان واجبه ان يعطي. هذه هي طريقة باسيل في التعاطي" ويزيد وجود "حرتقة" داخلية من الوزير السابق سليم جريصاتي.

وعلى المستوى السياسي، يجاهر الفرزلي ان المصلحة تقتضي وجود الحريري شريكاً إنقاذاً للعهد وهو ما يرفضه رئيس التيار ما دفع البعض الى الغمز من قناة باسيل باعتباره لا يرغب بإنقاذ العهد ساعياً الى زيادة شعبيته كأولوية عبر استنهاض الحديث عن "تفاهم رباعي جديد او 13 تشرين جديد". اما لناحية العلاقة مع بري فعدا عن سياقها التاريخي فهي جاءت بناء لطلب باسيل وعون بعد خمس سنوات من القطيعة فأعاد الفرزلي وصل ما انقطع لا سيما بعد تعبير"البلطجي".الفرزلي: انا صديق

متعالياً على تفاصيل الخلاف يقول الفرزلي: "علاقتي مع تكتل "لبنان القوي" قائمة على عمل مشترك دام لسنوات، تحققت فيه مكاسب ذات طابع إستراتيجي من الاهداف التي اتطلع اليها سواء على مستوى اعادة التوازن داخل الحكومة او داخل مجلس النواب وعبر قانون الانتخاب. تبني التيار لهذه الارادة خلقت علاقة ذات ابعاد يعول عليها للمستقبل". لكن هذا لا يلغي "وجهات نظر مختلفة". يقول الفرزلي: "لست عضواً في "التيار الوطني" بحيث يجعلني ملزماً بقراراته بل انا حليف وصديق وبالتالي لي وجهة نظر قد تصح وقد لا تصح. سبق وسجلت ملاحظتي خلال اجتماع التكتل ليس من اجل الحريري بل لمصلحة المسار السياسي للتكتل والتيار والبلد ككل. قد اكون مخطئاً وبالتالي ليس كل وجهة نظر اخرى يعني ان نكون على عداء".

يصر على أن التكليف لا يحتاج الى ميثاقية كان الحريري أصر عليها، اثناء الاستشارات المرة الماضية، ورفض التكليف لامتناع التيار والقوات عن تسميته "ولكن وجهة نظري انطلاقاً من ثقافتي الدستورية تقول بألّا انزع الصفة التمثيلية الشرعية عن 22 نائباً. لست ممن يستمع لأفكار الآخرين واتبعها بل انا صانع الافكار في هذا البلد ويجب ان أقتنع بما التزم به". وبدل ان يشكل موقفه مخرجاً للحل زاد الامور تعقيداً "قد يفكر البعض مثل هذا التفكير لكن لم تكن هذه هي نيتي". يرفض وضع تأييده للحريري في مواجهة باسيل "فلو اتخذ بري او الحريري قراراً يحمل في طياته اعتداء لست مقتنعاً به ضد باسيل فسأكون الوحيد الذي يقف دفاعاً عنه في لبنان"، متسائلاً: "هل يجب ان يكون الانسان ببغاء كي يتم استيعابه وكيف لي ان اخالف قناعاتي. المهم ليس تبسيط المواضيع وانما الاهم هو تصديقها". يكشف أن "مسألة تحديد مهلة لرئيس الحكومة طرحت في الطائف ورفضت، وتحديد المهلة لرئيس الجمهورية من شأنها ان تتسبب له بمشكلة مع مجلس النواب "فلماذا نفتح معارك مجانية وهذه هي الصلاحية الوحيدة للرئيس؟".

من الدعوة الى الاستشارات الى التكليف والتأليف والبيانات "مشهد غير دستوري ينم عن جهل اصحابه بالطائف" لا يوافق عليه ويرى في قول احد رؤساء الحكومات بأن يؤلف الرئيس المكلف ويرمي بتشكيلته عند رئيس الجمهورية "كلاماً مرفوضاً يستوجب اخضاع قائله لدورة في تعلم الدستور لوجود نص دستوري يتحدث عن ان تشكيل الحكومات يتم بالاتفاق مع رئيس الجمهورية الذي هو شريك في المعادلة". نصيحته تقول هنا: "بدنا نروق شوي والامور لا تحل بالفعل وردات الفعل". واذا كان بعض الاطراف ينصحون الحريري بعدم قبول التكليف خشية تعويم العهد "فهل يجوز ان نلعب اللعبة ذاتها؟". يقول: "ما بمشي بكبسة زر. اسألوا السوريين، في عزهم لم يستطيعوا أن يمشوني بكبسة زر واليوم اقول الحديث ذاته لابناء جلدتي، وأصر على علاقة جيدة بالتكتل وبجبران باسيل وبعون تحديداً".

 

باريس - بيروت: لا انكفاء ولا اندفاع... مجرّد متابعة في الوقت الضائع

كلير شكر/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

هذه المرّة، لا يبدو أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في وارد التراجع عن ترشيحه تحت وطأة ضغط رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. في هذه الجولة، قرر التخلي كلياً عن دعم الكتلتين المسيحيتين الأكبر أي "تكتل لبنان القوي" و"تكتل الجمهورية القوية"، للاكتفاء بأكثرية عددية تؤمنها لعبة الأرقام وبتوقيع رئيس الجمهورية على مرسوم تسميته، تاركاً "حدفة" التأليف إلى ما بعد التكليف، ليبنى على الشيء مقتضاه.

طالما أنّ الثنائي الشيعي، وتحديداً "حزب الله" قرر اعتماد سياسة فصل المسار الحكومي عن حليفه المسيحي، بعدما بادر الأخير إلى التمايز في موقفه في ملف ترسيم الحدود على الرغم من التدخل الضاغط الذي حاولت الضاحية الجنوبية ممارسته على "التيار" لسحب العضوين المدنيين من الوفد المفاوض، فإنّ الحريري متمسك بترشيحه ومعتصم بالصمت، بانتظار ما ستقدم عليه الرئاسة الأولى.

الأهم أنّ الحريري لم يبادر إلى الأمام إلا بعدما أقفل باب الترشيحات على نفسه. نادي رؤساء الحكومات السابقين بات مجبراً لا مخيراً في الوقوف إلى جانبه، بعدما استنفد أعضاؤه خيار المرشح الاختصاصي من دون نتيجة تذكر، ولو أنّ هؤلاء قد لا يوفرونه في العرقلة اذا ما أتيحت لهم الفرصة، ولكن في العلن ثمة اقرار بأنّ مبادرة الحريري تستحق المحاولة خصوصاً وأنّ رئيس "تيار المستقبل" قرر الانطلاق من حيث انتهى السفير مصطفى أديب.

العامل المتغيّر هو أنّ للحريري هامش القدرة على تدوير الزوايا، على خلاف سفير لبنان في ألمانيا الذي كان محكوماً، عن قصد، بضوابط وضعها نادي رؤساء الحكومات السابقين. الأمر الذي يسمح له بحياكة تفاهمات مع شركائه الحكوميين لتسمية وزراء اختصاصيين كما ينادي في مبادرته.

أكثر من ذلك، يظنّ المطلعون أنّ بصمات الإدارة الفرنسية في تسمية بعض الوزراء لن تكون خفية، خصوصاً في بعض الحقائب الخدماتية التي توليها باريس أهمية خاصة كونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأجندة الاصلاحية. ولهذا، سواء انفرد الحريري بتلك التسميات أو تشارك فيها مع القوى السياسية التي ستؤمن له الثقة النيابية، فإنّ للادارة الفرنسية موقفاً مؤثراً في شأنها، على اعتبار أنّ الفرنسيين لن يتخلوا بسهولة عن مبادرتهم رغم اصابتها بانتكاسة قاسية في الصميم، ولن يتراجعوا بسهولة إلى الخلف ربطاً بالمصالح التي يخططون لتحقيقها في الشرق الأوسط.

ولكن ثمة وجهة نظر أخرى، تفيد بأنّ أجندة المبادرة الفرنسية الزمنية نسفت عن "بكرة أبيها" وباتت معلقة على حبل حكومة قد لا تبصر النور قبل أسابيع، بينما كان يفترض أن تكون انطلقت في عملها منذ أسابيع. لا بل ثمة تأكيد أنّ حماسة الادارة الفرنسية تراجعت كثيراً سواء نتيجة الصدمة التي تلقتها بتوقيع القوى اللبنانية أو الإدارة الأميركية، لدرجة أنّ خلية الأزمة التي شكلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تعد تعقد اجتماعات خاصة بالملف اللبناني.

وحده مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل هو الذي يتحرك على الخط اللبناني، بدفع من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم. أما ادارته فلن تكرر بطبيعة الحال تجربتها السابقة بالسقوط في فخّ التفاصيل اللبنانية الموحِلة.

يشير أصحاب وجهة النظر هذه، إلى أنّ دخول العامل السياسي وتحديداً الأميركي على خطّ الأزمة اللبنانية بفعل العقوبات ومن بعدها ملف ترسيم الحدود، أعاد خلط الأوراق، ودفع القوى المحلية إلى محاكاة الأجندة الأميركية لا الفرنسية طالما أنّ الثانية لا تملك قوة تعطيل الأولى. ولهذا فقدت مبادرة ماكرون قوة دفعها وعلّة وجودها، مع العلم أنّ بعض الفرنسيين لم يعفوا مسؤوليهم من تهمة سوء الادارة في الملف اللبناني.

يقول هؤلاء إنّ الكلام الذي أبلغه وكيل وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل للمسؤولين اللبنانيين في زيارته الأخيرة إلى بيروت، كان أكثر من معبّر حيث اعتبر أنّ ادارة بلاده لا تقبل بما تقوم به باريس لجهة تعويم "حزب الله" سواء من خلال اللقاءات التي عقدها ماكرون أو دبلوماسيوه، أو من خلال الدور الذي أتاحته مبادرته للحزب. وهذا الموقف كان كفيلاً بالنسبة لمن التقاهم هيل، للتأكّد من أن واشنطن ستضع العصي في دواليب باريس.

يؤكد بعض المطلعين أنّ الاتصالات بين بيروت وباريس لا تزال قائمة بعيداً عن الأضواء، ولكنها تفتقد الى الزخم. ماكرون لا يحتمل أي "دعسة" في المجهول ولن يقوم بأي خطوة محسومة النتائج سلفاً. يمكن اختصار السلوك الفرنسي على الشكل الآتي: لا هو انكفاء ولا اندفاع. مجرد متابعة تحتاج الى قوة دفع أميركية تحديداً. لكن مندرجات المبادرة باتت معلّقة، والكلام عن استضافة مؤتمر حوار لبناني في حكم الساقط نهائياً.

 

ما يصح مع جنبلاط "ما بيمشي" مع باسيل

ابتسام شديد/الحدث نيوز‏/19 تشرين الأول/2020

لم تأخذ الأمور الكثير من الوقت لتصطلح العلاقة مجدداً بين المختارة وبيت الوسط وتعود الى انتظامها العادي، بعد الصدمة التي سبّبها التصريح الناري للنائب السابق وليد جنبلاط وانتقاده الرئيس سعد الحريري بقوله: "مش هيك بيتعامل جنبلاط". وحيث لم تمضِ ساعات على موقف جنبلاط حتى فُتِحَتْ الخطوط الهاتفية وتسارعت الاتصالات بين المَقرّين لتنتهي بإجتماع للقاء الديمقراطي النيابي أفضى الى تأييد ترشيح الحريري مجدداً لرئاسة الحكومة. لكن ما حصل من ترتيبٍ سريعٍ للموقف مع جنبلاط، لا ينطبق على الوضع مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خصوصاً بعد ان تطوّر الخلاف ووصل الى الخطوط الحمراء في العلاقة بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي، ومع تأكيد باسيل انه لا ينتظر اتصالاً من الحريري، وحتى لو حصل، لن يؤدي الى ثنيهِ عن موقفهِ.بعدم ترشيح الحريري. ومن جهة أخرى، فإن العلاقة بين الشيخ سعد ووليد بيك لا تُشبِه علاقة جنبلاط بالمكونات السياسية الأخرى. وتعتبرُ مصادر اشتراكية ان ما حصل غيمة عابرة مضت مفاعيلها بسرعة، لأن ما يجمع الحريري وجنبلاط أعمق من ان يتأثر بالخضّات العابرة، نظراً للعلاقة التاريخية بين المختارة والحريرية السياسية من فترة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. علاقة تيار المستقبل والتيار الوطني الحر هي خارج إطار المقارنة او المقاربة، فالتسوية القوية بينهما إنهارت العام الماضي وتداعياتها حاضرة في العلاقة على كل المستويات. إذ ان قناعة الحريري انه دفع وحده الثمن السياسي بعد انتفاضة ١٧ تشرين، وهو اتهم باسيل بالإنقلاب على التسوية والإستقالة من الحكومة من دون التنسيق مع أحد. ومؤخراً فتح باسيل النار على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة مما يُصعّبُ الموقف أكثر بينهما. ينتقد المقربون من باسيل عدم وضوح الحريري والثغرة في أدائه، مُصرّين على الميثاقية المسيحية في التكليف، مع الاحتفاظ بالهواجس من تفاهم حكومي رباعي لا يضمنُ حقوق التيار. فيما يعتبر فريق المستقبل ان التفسير الفعلي لبيان رئاسة الجمهورية حول تأجيل الإستشارات النيابية لم يكن مُقنِعاً وإن الدوافع الحقيقية واضحة. الموقف التصعيدي الأخير لتكتل لبنان القوي يفتح الباب أمام خيارات متنوعة، فإما يبقى الحريري مشروع رئيسٍ مُكَلّفٍ بإنتظار تمديد الاستشارات، او يُخرج نفسه من التكليف محمّلاً رئيس الجمهورية وفريقه السياسي تبِعَات إجهاض المبادرة الفرنسية.

 

ترسيم الحدود البحرية: التقني يغلب السياسي

محمد عبيد/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2020

محطّات عدّة مرّ بها الترسيم

من الصعب جداً تعداد الملفات التي أخفقت السلطة اللبنانية في مقاربتها وإدارتها، بحيث إنعكس ذلك خسارة وطنية أو سيادية أو إقتصادية لا تُعَوض في معظم الأحيان.

غير أن خسارة لبنان ثروة إستثمارية كامنة في مياهه، في زمنٍ يعاني فيه من أزمة إقتصادية ومالية ونقدية ومعيشية حادة ستنعكس حكماً على تركيبته الديموغرافية التي ستتلاشى نتيجة لهجرة اللبنانيين الكبرى المتوقعة، بما يعني تلاشياً وجودياً تدريجياً لشرائح متعددة من المجتمع اللبناني، فهو أمر يستوجب التوقف عنده بقوة. في حين أن السعي لإستخراج هذه الثروة واستثمارها قد يكون المنفذ الوحيد الذي يعيد الأمل بضرورة الصمود والبقاء.

ليست المشكلة مع هذه السلطة القائمة أن معظمها فاسد ومفسد وجشع ولا ولن يشبع فحسب، بل المشكلة الأعمق أنها إرتجالية تفتقر الى التخطيط للمستقبل والى إستشراف الحلول التي تجنب اللبنانيين القلق المستدام واليأس الذي يقود إما الى الحروب أو الى الهجرة.

فلو أنجزت هذه السلطة ملف ترسيم الحدود البحرية في التوقيت المناسب واستخرجت بالتالي ثروة لبنان من النفط والغاز، لكان لبنان في غنىً عن الإستمرار في الوقوف على أبواب الدول المَدينة أو المانحة أو الصناديق المالية والنقدية التي يمسك بمفاتيح خزائنها "المُبتز" الأميركي!

لكنها، أي السلطة، كانت وما زالت تستسهل "الشحادة" باعتبارها أسهل الطرق لجلب المال "الكاش"، ومن ثم هدره في مشاريع فاشلة أو مجتزأة تغطي نهبها لجزءٍ يسيرٍ منها. أين المشكلة فالدين يتراكم على اللبنانيين وهم ليسوا معنيين بهم، بل هم معنيون حصراً بعائلاتهم وحاشياتهم وبعض أنصارهم الذين يعتاشون على فتات موائدهم.

الثلاثي: حداد وبصبوص ومسيحي

في العام 2002 طلبت الحكومة اللبنانية من مؤسسة بريطانية تسمى "المكتب البريطاني الهيدروغرافي" ومختصره بالإنكليزية "UKHO" إجراء دراسة للساحل اللبناني من كل الجهات، وبناءً على هذا الطلب أجرى المكتب المذكور دراسته الأولى والتي فتحت مسألة حدود لبنان البحرية الجنوبية على احتمالات عدة، بل يمكن القول إنها كانت متحفظة جداً لجهة تغطية أدنى الحقوق الممكنة بحيث تأرجحت بين النقطة -1 والنقطة - 23 (أنظر الخريطة)، وكالعادة تم وضع هذه الدراسة في الأدراج.

في العام 2006 تمت إعادة تكليف المكتب نفسه لإجراء دراسة جديدة وكان الهدف إعلان حدود لبنان البحرية الجنوبية، فكانت النتيجة أسوأ بحيث خسر لبنان مساحة 125 كلم2 أقل من المساحة التي وردت في الدراسة الأولى.

في العام 2008 قامت الحكومة من جديد بتكليف لجنة لبنانية لدراسة الحدود مع سوريا من جهة ومع كيان العدو الإسرائيلي من جهة أخرى، وقد أنهت اللجنة أعمالها بعد عام تقريباً بحيث أفضت الى اعتبار النقطة 23 (أنظر الخريطة) هي خط الحدود البحرية الجنوبية أي حدود منطقة لبنان الاقتصادية الخالصة.

في تموز العام 2010 ومن دون سبب جوهري مُقنِع، بادرت الحكومة اللبنانية الى إبلاغ الأمم المتحدة بإحداثيات هذه الدراسة.

في 17/12/2010 إستغل العدو الإسرائيلي إبلاغ لبنان الأمم المتحدة بخط حدوده البحرية الجنوبية ليقوم بترسيم حدود كيانه البحرية مع قبرص على أساس النقطة1، مستنداً الى إتفاقية تم إعدادها بين لبنان وقبرص بعد مفاوضات أجراها وفد من وزارة الأشغال ضم السيدين عبد الحفيظ القيسي وحسان شعبان في لارنكا العام 2007، مع العلم أنها لم تُعتَبَر نهائية ولم يتم إبرامها حتى يومنا هذا.

في حزيران العام 2011 وأثناء إنعقاد جلسة للجان النيابية المشتركة بهدف إقرار قانون لتثبيت الحدود البحرية الجنوبية وفقاً للدراسة التي تحدد النقطة - 23، طالب القاضي في مجلس شورى الدولة طارق المجذوب (وزير التربية الحالي) الذي كان حاضراً في الجلسة بالتمهل في إقرار هكذا قانون، إنطلاقاً من قناعته بأن حقوق لبنان تتجاوز ذلك بكثير وساعده في ذلك الديبلوماسي جوني إبراهيم كممثل وزارة الخارجية. لكن اللجان لم تكترث لهذه المطالبة إلا أنها في الوقت نفسه تجنبت تحديد الإحداثيات في مشروع قانونها تاركة الأمر للحكومة لتحديدها وإقرارها بمرسوم.

الحدود البحرية الجنوبية

في 1 تشرين الأول العام 2011 أصدرت الحكومة اللبنانية مرسوماً حمل الرقم 6433 حول "تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة"، وتضمن في المادة الثالثة منه إمكانية مراجعة هذه الحدود وتعديلها عند توفر بيانات أكثر دقة...

في أواخر العام نفسه 2011 ذهب وفد لبناني الى قبرص دخل في عداده جندي مجهول عمل منذ الأيام الأولى لطرح موضوع ترسيم الحدود وهو العقيد مازن بصبوص على البحث عن الحقيقة التي إعتقد دائماً أنها تتجاوز كل الطروحات التي تعتمدها الدولة، كونه كان يتم تكليفه برسم خرائط وإحداثيات تلك الطروحات. وصدف أن التقى في هذه الزيارة أبرز خبراء المكتب البريطاني ويدعى John Brown الذي أكد له أن الحقيقة التي يبحث عنها موجودة في تعديل على دراستي المكتب الأولى والثانية بحيث أنها تلحظ للبنان من دون احتساب جزر "تخليت" التي يتمسك العدو باحتسابها كمنطلق لخط حدود كيانه. كما أبلغه الخبير البريطاني أن هذه الدراسة قد تم إرسالها للحكومة اللبنانية غير أنها ما زالت مجهولة المقر حتى يومنا هذا!

في حزيران 2012 زار الموفد الأميركي فريدريك هوف لبنان ليرسم خطه الشهير، الذي انتقل بسحر ساحر الى طاولة مجلس الوزراء لإقراره، غير أن تدخلاً من الوزير جبران باسيل آنذاك أوقفه بعد نصيحة وشرح مسهب وسابق من الخبير الجيولوجي وسام شباط بعدم جواز الموافقة لأن في ذلك انتقاصاً وسطواً على حقوق لبنان، وكان بعد ذلك أن نام هذا الملف في أدراج السلطة لمدة 7 سنوات.

في 7/8/2019 دُعي العقيد بصبوص الى ندوة في مركز "الحوار الإنساني" في سويسرا حول الحدود بين لبنان وكيان العدو حاملاً معه الدراسة البريطانية الحديثة بعدما تمكن من الإستحصال عليها من الخبير البريطاني. ففوجئ بتطابق رؤيته والدراسة مع رؤية ودراسة الدكتور نجيب مسيحي اللبناني - غير الأميركي والذي لم يزر الولايات المتحدة في حياته - حول حقوق لبنان التي قد تصل الى مساحة 2200 كلم2.

في شهر 12 من العام 2019 دعا مسيحي معظم الكتل البرلمانية اللبنانية الى ندوة أقيمت في سويسرا لوضع خريطة طريق لضمان حقوق لبنان من خلال ترسيم حدوده البحرية الجنوبية وفقاً للبيانات والمعطيات الجديدة، وقد مثل كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض.

بعد إنتفاضة 17 تشرين العام 2019 وانكشاف الإنهيار المالي والنقدي والإقتصادي، بادر مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للعلاقات العامة طوني حداد الى طرح فكرة العمل على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لإستخراج النفط والغاز، إنطلاقأ من إعتباره ذلك المصدر الوحيد المتبقي لمواجهة هذا الإنهيار والمخرج الممكن لإستعادة الثقة بعهدٍ عوني رئاسي عمل على مدى أكثر من 30 عاماً من خلال علاقاته الأميركية لإيصاله وتحصينه.

إستحسن الرئيس العماد ميشال عون الفكرة فأطلق يده للبدء، فكان أن توجه حداد الى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي تربطه به صداقة عميقة منذ العام 2008 والذي زوده بدوره بكل المستندات والوثائق المتوافرة لدى الجيش حول الموضوع، وإلتأم عندها شمل الثلاثي: حداد، بصبوص، مسيحي. بعدها قام حداد بحركة مكوكية بين بيروت وواشنطن على الرغم من تعذر التنقل بسهولة في ظل تفشي وباء "كورونا" لحماية هذا المشروع وبهدف إستباق تلزيم البلوك 72 ضمن المياه الفلسطينية المحتلة درءاً لتذرع العدو بحقه المكتسب بعد بدء التنقيب.

في 29/12/2019 رفع قائد الجيش كتاباً الى وزير الدفاع السابق إلياس أبو صعب حول إكتمال الدراسة الميدانية وضرورة تعديل المرسوم وتشكيل لجنة للبدء بالتنفيذ من دون الأخذ بالإعتبار رد فعل العدو.

في شهر 3 العام 2020 رد مدير عام رئاسة الحكومة محمود مكية كتاب صعب، متذرعاً بمغالطات شكلية، مع العلم أن هذا الكتاب حمل صفة "سري للغاية" وبالتالي كان يستوجب إطلاع رئيس الحكومة حسان دياب حصراً عليه وانتظار تعليماته بشأنه.

في الشهر نفسه، بادر الثلاثي المذكور الى تقديم عرض تقني مميز لقائد الجيش ورئيس الجمهورية اللذين أبديا حماسة كبرى للإنطلاق بالمشروع، ثم حاولوا لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري فلم يوفقوا فكان أن إنتقلوا لتقديم العرض الى الرئيس دياب.

هؤلاء هم وآخرون أمثال الضابط في الأمن العام مازن صقر الذي كان له الفضل في إسقاط مقولة العدو حول إحتساب منطلق ترسيم خط الحدود من النقطةB1 وضباط وخبراء مصلحة "الهيدروغرافيا" في الجيش اللبناني وآخرون أيضاً عملوا لحماية هذا المشروع سياسياً، إنما إنطلقوا من قناعاتهم الوطنية بأن تثبيت حقوق لبنان في منطقته الاقتصادية الخالصة واستثمارها هو فعلٌ مقاوم يزيد من عناصر القوة والمناعة اللبنانية في وجه عدو محتل طامع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا وساعٍ لضرب نموذج تعايشنا الفريد، فلا تعطوه الفرصة لتحقيق ذلك.

 

“القوات” أدارت ظهرها لنصيحة باسيل!

محمد شقير/الشرق الاوسط/19 تشرين الأول/2020

لم يتمكن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يخوض آخر معاركه لقطع الطريق على عودة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، من جر حزب «القوات اللبنانية» للتموضع تحت خيمته، على خلفية أن رفض الحزب تسمية الحريري في الاستشارات النيابية سيفقدها الميثاقية، ما يدفع برئيس الجمهورية ميشال عون إلى التذرع بذلك لتبرير احتمال تأجيله للاستشارات للمرة الثانية خلال أسبوع. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بارزة أن حزب «القوات» لم يتردد في اتخاذ قراره بعدم التجاوب مع رغبة باسيل الذي أعلمه بها بالمراسلة لغياب التواصل بينهما منذ فترة طويلة. وكشفت المصادر أن قيادة «القوات» قررت «أن تدير ظهرها للنصيحة التي أسداها باسيل، إنما بلسان الرئيس عون الذي عزا التأجيل الأول للاستشارات إلى أن تكتلات نيابية اتصلت به وتمنت عليه تأجيلها لبروز صعوبات تستدعي منه التدخل لإيجاد الحلول لها».

وأشارت المصادر إلى أن قيادة «القوات» اعتبرت أنه لا صلة للاستشارات النيابية بالميثاقية، ورأت أنها ليست مادة للتداول فيها لأنها خارج البحث طالما أنها محصورة بتسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة أن الهدف منها تعداد الأصوات في نهاية الاستشارات للإعلان عن اسم المرشح الذي نال تأييد غالبية النواب. ولفتت إلى أن هذا الموقف «أسهم في إسقاط الذرائع التي استند إليها عون لتبرير تأجيل الاستشارات والتي ستكون حاضرة بامتياز في الاستشارات التي ستجرى الخميس المقبل، ما يفقده التذرع بها لأن التيار الوطني الحر سيجد نفسه وحيداً ولن يتمكن من جر الآخرين إلى ملعبه لاستخدامهم في تعطيل اللعبة البرلمانية وصولاً إلى ابتزاز الحريري والتهويل عليه». وأضافت أن «باسيل لا يعير أي اهتمام للاصطفاف السياسي الذي خلط أوراق إلغاء خطوط التماس السياسية بين قوى 8 آذار وبين ما تبقى من قوى 14 آذار، بعد أن تفرق العشاق ولم يعد ممكناً إعادة الروح إليها».

ورأت أن رئيس «القوات» سمير جعجع، وإن كان على خلاف مع الحريري، فإنه في المقابل «أبقى على كوة يمكن التأسيس عليها لعلها تفتح الباب لمعاودة التواصل بينهما». وقالت إن «حزب القوات في اجتماع نواب تكتل الجمهورية القوية انتهى إلى تجديد موقفه بعدم تسمية الحريري لتولي رئاسة الحكومة انسجاماً مع قناعته بتشكيل حكومة من رئيسها إلى وزرائها من مستقلين واختصاصيين من دون أن يسمي المرشح البديل في مواجهة الحريري خلافاً لتسميته في المرات السابقة السفير نواف سلام للرئاسة الثالثة». وأكدت أن «مشاركة نواب القوات في الاستشارات من دون تسمية أي مرشح لرئاسة الحكومة يفقد عون ومن خلاله باسيل عدة الشغل لتبرير تأجيله الثاني للاستشارات، وهذا ما يتيح له الإبقاء على خط الرجعة لمعاودة التواصل مع تيار الحريري».

واعتبرت أن الاستشارات ستجرى في موعدها «لأن التذرع بفقدانها الميثاقية ليس في محله ولم يسبق أن استخدمت مثل هذه الذريعة لتعطيلها»، وقالت إن «باسيل يخوض معركته وحيداً، وهو الآن يتموضع تحت عباءة رئيس الجمهورية».

وسألت المصادر: «أين يقف حزب الله من إصرار حليفه باسيل على جر الأمور إلى حافة الهاوية؟ وهل يلاقيه في منتصف الطريق حرصاً منه على استرضاء رئيس الجمهورية الذي لا يزال وتياره يؤمنان له الغطاء السياسي، مع أن أوساطاً مقربة من الثنائي الشيعي تؤكد أن الحزب فوجئ بدعوة عون للاستشارات وبتأجيلها لاحقاً؟». لكنها استطردت أن «حزب الله لا يركض وراء البحث عن مشكلة مع عون وباسيل، ويفضل عدم إقحام نفسه في لعبة تعطيل الاستشارات حرصاً منه على تحالفه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يرفض تأجيلها، وسيكون له الرد المناسب في حال تقرر ترحيلها لأن البلد لا يحتمل التأجيل وبات في حاجة إلى تشكيل حكومة بعيداً عن الابتزاز والتهويل».

وحذرت من أن تأجيل الاستشارات «ستترتب عليه تداعيات سياسية سلبية تتجاوز الداخل إلى الخارج لأن باريس لن تقف مكتوفة اليدين حيال من يسعى إلى تعطيل مبادرتها»، مشددة على ضرورة «عدم أخذ البلد رهينة وجره إلى حافة الهاوية لأن الظروف تبدلت ولن يكون في مقدور عون تكرار تعطيل الانتخابات الرئاسية لأكثر من عامين ونصف ولم يفرج عنها إلا بعد انتخابه رئيساً للجمهورية». وسألت المصادر: «هل يتحمل عون الدخول في مواجهة محلية وداخلية على خلفية ترحيله للاستشارات؟ وماذا سيقول للمجتمع الدولي الذي يبدي استعداده لمساعدة لبنان بشروط الالتزام بالمبادرة الفرنسية فعلاً لا قولاً؟». وأضافت أن «باسيل لن يتمكن من تأجيلها بعد أن فقد القدرة على تطييف عملية التكليف، إضافة لافتقاده الشريك المسيحي». ونبهت إلى أن «تأجيل الاستشارات سيرفع منسوب الاحتقان في الشارع السني، فيما المطلوب استيعابه لئلا يدخل لبنان في أزمة حكم، وبالتالي فإن الجميع في مأزق أمام المجتمع الدولي في حال تقرر تعطيلها وهذا ما يدفع عون إلى مراجعة حساباته وصولاً إلى سحب التأجيل من التداول لتسهيل عملية التكليف ومن ثم التأليف الذي سيتوقف على رد فعل عون وتياره السياسي في حال أن رياح تشكيل الحكومة تسير بما لا تشتهيه سفنهما». وقالت مصادر سياسية إنه «لم يعد أمام الرئيس عون من خيار سوى الالتزام بموعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل، وإلا ستذهب البلاد نحو أزمة حكم تتلازم هذه المرة مع تجديد الحصار المحلي والدولي على العهد القوي».

 

المسألة "منتهية"... لبنان يقترب من البدء في استخراج الغاز

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/19 تشرين الأول/2020

مع انطلاق الجولة الاولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، يقترب لبنان خطوة من دخوله نادي الدول النفطية، خصوصاً وانّ حظوظ ايجاد الغاز، لا سيما في الحقول المشتركة مع اسرائيل، كبيرة لا بل شبه مؤكّدة. يؤكّد المتخصصون في الشؤون النفطية، انّ بدء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية يعني انّ المسألة «منتهية»، وانّ لبنان بات على قاب قوسين من إنجاز الترسيم ضمن مهلة زمنية معقولة. وبما أنّ الشياطين تكمن في التفاصيل، لا بدّ من التساؤل عن التنازلات المطروحة، كيفية تقسيم المناطق النفطية المشتركة، وعن تقديرات مكامن الغاز الموجودة في هذه المناطق؟ في السياق، يؤكّد خبير اقتصاد النفط والغاز د.فادي جواد، انّ المفاوضات انتهت، فبعد مرور 10 سنوات على انطلاقتها من هوف وصولاً الى شينكر، وبعد 6 اشهر من اللقاءات المكثفة، يمكن القول انّ ما نشهده اليوم هو closing the deal اي التوقيع على الاتفاقية، وباعتقادي سوف نشهد تنازلات من الطرفين، وذلك للإسراع بحجز مركز في نادي الدول المنتجة للغاز، واستغلال الثروة قبل بروز سوق الطاقة البديل.

أضاف: «بالنظر الى ما تمرّ به المنطقة من استحقاقات، يُتوقّع لها ان تغيّر وجه المنطقة، في ظلّ القوى المتصارعة على ثروات الدول، فإنّ عملية الترسيم سوف تسلك مساراً مختلفاً وسريعاً، للوصول الى نتائج تسمح لكل من البلدين باستغلال ثرواته النفطية، بما يضمن استقرار عمليات الاستكشاف والاستخراج، في ظروف امنية وسياسية تطمئن الشركات العالمية الى استمرار عملها. وبالتالي، فإنّ كل الاطراف ستتجّه نحو حلول لضمان نجاح ترسيم الحدود البحرية والبرية، لتليها تحدّيات ايجاد اسواق للثروة الغازية، مع تأمين عملية النقل عبر تحالفات. وقد نشأ أخيراً منتدى غاز شرق المتوسط لتحقيق هذه الغاية، وقد تحوّل الى منظمة اقليمية ضخمة، تحت مظلة اميركية- فرنسية». وعمّا اذا كان الاهتمام الدولي بالترسيم يعكس توقعات ايجابية في المكامن النفطية قال: «توجد هجمة دولية على ثروات المنطقة، لأنّ موضوع الطاقة أمن قومي لجميع الدول، وهناك سعي لتخفيف سطوة السيطرة الروسية على اسواق الغاز العالمية، والتي تهدّد القارة الاوروبية في حال نشوء اي نزاع. وبالتالي، هذا الاهتمام بسبب الكميات الموعودة التجارية، التي سوف تكون أحد الحلول الاستراتيجية لاحتياجات القارة الاوروبية من الغاز».

أسباب بدء التفاوض

عن الاسباب التي دفعت لبنان الى الموافقة على بدء التفاوض، اوضح جواد، انّ عملية التحكيم سوف تستغرق وقتاً طويلاً، خصوصاً انّ اسرائيل لم تنضمّ الى قانون البحار، مما سوف يؤخّر الوصول الى حلول مجدية، وكان لا بدّ في ظلّ الضغط الاقتصادي الذي يتعرّض له لبنان، وإحجام الشركات العالمية عن التعاون مع اسرائيل، اللجوء الى التفاوض وحلّ موضوع النقاط الـ 13 البرية بالاضافة الى مساحة 860 كلم البحرية، التي خُلقت بسبب خطأ تقني في اتفاقية لبنان وقبرص، والتي بنت عليها اسرائيل تفاوضها مع لبنان. مع العلم انّه يوجد بين لبنان وفلسطين في عام 1923 ولاحقاً في العام 1949، اي بعد نكبة فلسطين، اتفاقية حدود موقّع عليها من الامم المتحدة عُرفت بإتفاقية «بولييه نيوكمب»، والتي أفضت الى اول ترسيم حدود معترف به دولياً. ولاحقاً، وضعت خطوط لم يوافق عليها لبنان، مثل الخط الازرق وخط «هوف»، لذا يطالب لبنان بانطلاق التفاوض من اتفاقية1923».

توقعات الثروة النفطية

وأعرب جواد عن اعتقاده، انّه «فور إنجاز الاتفاق المنتظر، سوف نشهد فورة تنقيب لدى الطرفين، ليبدأ صراع التسويق والمناطق المشتركة وكيفية الاستفادة منها بشكل عادل للطرفين، منها على سبيل المثال حقل « كاريش» الاسرائيلي الذي يبعد 7 كلم عن البلوك رقم 9، بما يؤكّد أنّ هناك خزاناً مشتركاً ويجب تقاسمه».

وقال: «في العالم يكون هناك مناطق مشتركة او مقسومة، مثل خزان الغاز المشترك بين قطر وايران، والمتوافق عليه. او مناطق ادّت الى نزاعات، مثل ما حصل بين الكويت والعراق». وبرأي جواد، اذا فازت شركات عالمية بعقد التنقيب في المناطق المشتركة، فلن نشهد هكذا نوع من الصراعات، وعادة ما توضع شركة عالمية لاستغلال هكذا مناطق او اتفاقية، تحدّد الانتاج والكميات لكل طرف حسب القانون الدولي.

أما عن توقعات حجم الثروة النفطية في لبنان، قال: «جميع الدراسات تشير الى انّ حجم الثروة النفطية في حوض شرق المتوسط تبلغ 122 تريليون قدم مكعب تبلغ حصة لبنان منها حوال 32 تريليون قدم مكعب. ولكن كل هذه التوقعات تختلف عند بداية الحفر والاستكشاف، حيث عندها فقط تُعرف الكميات الصحيحة». واشار الى انّه من المتوقع ان تكون كمية الغاز في المناطق المشتركة هي الاكبر، بسبب قربها من حقول ناشطة، عُثر فيها على كميات ضخمة، مثل حقل زهر، تمار، ليفياثان. انطلاقاً من ذلك، نحن على ابواب كميات كبيرة من الغاز في هذه المناطق، يُتوقّع لها ان تحيي الوضع الاقتصادي في لبنان.

النفط والأزمة المالية

ورداً على سؤال عمّا اذا كان نجاح لبنان في التفاوض سيحلّ أزماته المالية والاقتصادية، قال: «بلد بحجم مساحة لبنان مع عدد سكان لا يتعدّى 5 ملايين نسمة، لا يحتاج ثروة نفطية لحلّ أزماته المالية والاقتصادية، لا شك انّها ستكون عاملاً اضافياً في انتعاشه، ولكن لبنان يملك مقومات وثروات كفيلة بإطفاء دينه. ولو وضعت استراتيجية اقتصادية متكاملة تستغل الثروة المائية والطاقة المتجددة واستغلال اراضي الدولة «المشاع» وطاقة بشرية منتجة وانتشار اغترابي ضخم، بالإضافة الى وقف الهدر القاتل والقضاء على الفساد المستشري، وتحويل لبنان الى واحة امن وامان، كل هذه العوامل سوف يجذب عدداً كبيراً من الاستثمارات الكفيلة بإخراجه من وضعه الحالي خلال سنة واحدة وتحويله الى قبلة اقتصادية مهمة في المنطقة». أضاف: «صحيح انّ ليس للبنان بنية تحتية داعمة للصناعة البترولية، بسبب عدم وجود خبرة سابقة له في هذا المجال، والمصفاتان الموجودتان في طرابلس والزهراني الخاصتان بالعراق والسعودية مدمّرتان بسبب الحرب اللبنانية، ولكن يجرى العمل حالياً على انشاء بنية قادرة على احياء هذه الصناعة وابرزها التعاقد مع الشركة الروسية «روسنفط» في طرابلس وإنشاء 3 محطات تغويز عائمة ومشاريع اخرى فردية لمواكبة هذه الصناعة. واكّد انّه فور اعلان اول استكشاف تجاري، سيدخل لبنان في نادي الدول النفطية، ومنها تنطلق دورة العروض الثانية للبلوكات الثمانية المتبقية في خريطة لبنان النفطية. وشدّد جواد على ضرورة فتح باب التراخيص لجميع البلوكات فور انتهاء المفاوضات، لأننا لم نعد نملك ترف الوقت في موضوع النفط والغاز وانتظار جولة جديدة لوضع جدول دورات تراخيص متباعدة.

البلوك رقم 4؟

الى ذلك، وطالما لم تعلن «توتال» بعد عن نتائح الحفر في البلوك رقم 4، يبقى هذا البلوك مفتوحاً على كل التكنهات، وفي هذا الاطار يقول جواد: «ستعلن «توتال» في الايام المقبلة نتيجة الحفر في البئر رقم 4، التي جرت في شهري شباط وآذار 2020 والتي تأخّرت 6 شهور بسبب ضغوط لتأجيل الاعلان، لحين الوصول الى حل شامل لتوزيع الحصص بين الدول في البلوكات اللبنانية وتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود. وما مجيء الرئيس الفرنسي ماكرون شخصياً الى لبنان مرتين خلال شهر، الّا الدليل على تهافت دول الصراع على محاولة وضع اليد على هذه الثروة والسيطرة عليها، حيث انّ الغاز هو امن قومي لأميركا ودول الاتحاد الاوروبي. فهي من أكبر مستهلكي الغاز في العالم، ومن منطلق كسر احتكار الغاز الروسي للاسواق العالمية وايجاد بدائل من دول اخرى، قادرة على تلبية احتياجات القارة الاوروبية».

 

قلوب مليانة" بين الحزب والتيار!

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت"/الاثنين 19 تشرين الأول 2020

في موسم "الانتقالات الشتوية" بين الأندية واللاعبين في البيت الأبيض ومع دخول "العهد" موسمه الخامس ما قبل الاخير، قرّر التيار الوطني الحرّ إعتماد سياسة "التباعد السياسي" عن حلفائه حتى باتت سمة المرحلة "علاقات على القطعة".

من يراقب العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الفترة الاخيرة، لا بدّ له ان يلاحظ الاختلافات الجوهرية التي باتت تنبت كالفطر على ضفة الجانبين. غالباً، يتحمل مسؤولية تظهير هذا التباعد التيار، الذي ابتعدَ منذ مدة، وبشهادة العارفين، عن خطوط التنسيق العالي مع الضاحية ويكاد يتخذ لنفسه منطقة محايدة. ثمة إدراك واضح لا لبس فيه داخل الضاحية، أن التيار يتخذ لنفسه موقعاً خاصاً، وبات محكوماً بالضغوطات الاميركية. هذا مفهوم من قبل حارة حريك إذ يريد التيار "ترسيم الحدود" في مجال تحييد بيئته عن اي الأخطار المحدقة، لكن ما ليس مفهوماً، اتخاذه خطوة في إطار ترسيم الحدود على مستوى العلاقة السياسية الداخلية في مسائل معينة يفترض أنه قد انجزَ الاتفاق عليها سابقاً. من طالع مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً ظنّ أن ثمة خصومةً حادة تفصل بين الجمهورين الأصفر والبرتقالي لا حلفاً متيناً عمره ما يربو عن 16 عاماً. التباين في الموقف المتّخذ من تشكيل الوفد المفاوض بشكل غير مباشر إلى الناقورة تحوّل إلى لغة تخوين وتمنين وتحدٍ وإبتزاز من قبل الجمهورَين، خاصة البرتقالي الذي تعامل مع إعتراضات "الثنائي الشيعي" وبيانه الليلي رداً على تشكيل الوفد بمثابة "عدوان على رئاسة الجمهورية".

أن ينتقل حديث "التيارين" إلى التشكيك بمدى صلاحية المقاومة وسلاحها واتهامها بتغطية الفساد في سياق "تباين سياسي"، فيه تجاوز واضح حتى لأبسط قواعد التفاهم وتنظيم الخلاف بين حليفَين، وفيه تقصّد واضح بحكم طريقة تنظيم الاتهامات وتوزيعها، يرى متابعون ان الغاية منها كانت ابعد من إيصال امتعاض لجو سياسي معين من موقف سياسي ما، بل يكاد يبلغ الامر مستوى إبلاغ رسائل أبعد من ذلك بكثير وصولاً إلى التأسيس لـ "قاعدة تباين" مع الحليف أو إظهار "تمايز عميق معه". هذا الجو تتالت فصوله في أكثر من محطة، لا سيما بعد تفجير 4 آب.

في الحقيقة، الكلام أعلاه حفرَ عميقاً في وجدان "بيئة حزب الله" إلى حدود أنها ما عادت تميّز بين خطاب التيارين و "القواتيين"، إلى هذا الحد وصلت الأمور، ومعها بدأ سيل الاسئلة بالتراكم حول الأسباب التي دعت إلى "فتح الأبواب" للنشطاء البرتقاليين للتعبير عن مواقف سياسية "مكبوته" وفتح المنابر الإعلامية البرتقالية لشخصيات مستفزة لهذه للبيئة الحليفة في توقيت مدروس يفتح بدوره علامات الاستفهام.

وفيما جمهور حزب الله كان يتذمّر من الابتزاز الذي مارسه "التيار العوني" على مدى سنوات ومن تمنينه الدائم بالتغطية المسيحية المزعومة التي نال لقائها "التيار" اكثر مما ناله "الحزب"، لم يجد في المقابل من جانب الحليف اي تبرير منطقي لكل ما حدث سوى التجاهل المضاف اليه دخول "مسؤولين مفترضين" على خطّ نشر التغريدات المستفزة والتشكيك بالعلاقة مع حزب الله. كل ذلك قرأ من قبل جمهور الحزب على أنه بمثابة "تعبير صريح عن مواقف مضمرة يخفيها الجانب الآخر عن الحليف" أو انه يدعها متروكة للاستثمار وقت الحاجة بنية إبتزاز الحليف؟

عملياً، ما زال حزب الله حريصاً على إستمرار تنسيقه وتحالفه مع رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يحكم توازن العلاقة مع النائب جبران باسيل، ومن المبكر الآن قبل السنتين المتبقيتين من عمر "العهد" الحديث عن اي تبدل في المواقف. مع ذلك، لا شيء يضمن عدم دخول تغييرات على موقف الحزب بعد إنتهاء العهد، لا سيما مع ملاحظته التبدلات التي تدخل على "خطاب التيار"، فـ"الدين في رقبة الحزب" الذي يريد "التيار" تحويله إلى دفعات بالتقسيط المريح في المسار السياسي كقروض شخصية تُدفع على سعر صرف يختاره هو، بات لها صلاحية في ضوء ما يجري، وكلام أحد نواب "البرتقالي" عن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل توقف عنده الحزب وسيؤسس عليه خطوات كبيرة في المستقبل. في الواقع، لا يمكن لعهد ميشال عون قبل سنتَين من انتهائه وعلى أبواب "تسويق ترشيح جبران باسيل" ان يدخل في حالة صدام مع حزب الله أو أن ينهي عهده في حالة خلاف مع أكبر حزب وجمهور وربما أكبر طائفة لبنانية.

لم يتبق سواء للعهد أو التيار، حليف في هذا الوقت سوى الحزب تبعاً لموقف التيارات والاحزاب والمجتمعات السياسية الاخرى منه، فما هي المصلحة الآن من استعداء الحزب وجمهوره؟ هذا السؤال فتح باب التحليل على مصرعيه وبوشر البحث مالياً عن الاسباب الموجبة لذلك.

من دون أدنى شك، أن منصّات مواقع التواصل تخلق مساحات تفيد الاحزاب في تظهير مواقفها، لكنها في المقابل سيف ذو حدّين، فصحيح أنها توفّر مزيداً من الشعبية لكنه أيضاً وسيلة فعالة لتآكل هذه الشعبية والتأسيس لتباعد بين الجمهور، فهل هذا ما يريده التيار؟ وهل يستحق الفرار من سيف العقوبات والتقرّب من الجهات القائمة عليها بنية ارضائها، التأسيس لتباعد بين حلفاء؟

النصيحة من جمهور حزب الله والمقاومة إلى التيار هي في الذهاب نحو "مصارحة" الحليف في هواجسه وإعادة ترتيب العلاقة معه إن اضطر إلى ذلك بما يضمن لجم الاجواء السلبية التي شهدناها عبر مواقع التواصل لا إتخاذ هذه المواقع كمنطلقات لخلق هوة معه. بالنظر إلى الواقع الحالي، ليس ثمة معلومات تؤشّر إلى إغلاق الحزب لبابه. نظرياً، هو مستمع جيد، وعملياً، التيار أمام خطوة او فرصة لململة ما جرى.

 

وريثة العثمانيين

مايكل يونغ/ مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

يصف روبرت ج. رابيل، في مقابلة معه، علاقات تركيا مع لبنان وطموحاتها في منطقة الشرق الأوسط الأوسع.

أجرت "ديوان" مقابلة مع رابيل في منتصف تشرين الأول/أكتوبر للوقوف عند رأيه حول الدور التركي المتعاظم في لبنان والشرق الأوسط الأوسع.

مايكل يونغ: كيف تصف العلاقات الراهنة بين تركيا ولبنان؟

روبرت رابيل: لا شك أن العلاقات التركية مع لبنان تحسّنت بشكل كبير في أعقاب الانسحاب السوري من لبنان في العام 2005. فقد اعتبر الكثير من اللبنانيين، ما عدا الأرمن، والطائفة الشيعية إلى حدٍّ ما بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية، أن تركيا تلعب في لبنان دوراً عابراً للطوائف يلبّي المصالح اللبنانية دولةً وشعباً. وعلى الرغم من الدعم التركي الكبير للطائفة السنيّة، وخصوصاً لتركمان لبنان، يُشار إلى أن انخراط تركيا في القوات التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وتدفّق المساعدات الإنسانية التركية إلى البلاد أفرزا بيئة اجتماعية وسياسية توطّد فيها النفوذ التركي على المستوى الشعبي، ولا سيما في طرابلس وعكار وصيدا. واقع الحال أن أنقرة أنشأت شبكة واسعة من منظمات المجتمع المدني الموالية لها، سعياً إلى توطيد العلاقات اللبنانية التركية، وتحسين ظروف العيش في المناطق المفقرة، وتعزيز الثقافة واللغة والهوية الثقافية التركية داخل الطائفة السنيّة عموماً، وفي أوساط التركمان خصوصاً.

يونغ: ينظر الكثير من الدول العربية، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات، إلى تركيا راهناً باعتبارها خصماً استراتيجياً. لماذا وصلت العلاقات إلى هذا الدرك، وما أسباب هذا الاصطفاف العربي المتزايد ضد أنقرة؟

رابيل: لطالما كانت علاقات تركيا مع العالم العربي متقلّبة تاريخياً. لكن، بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى سُدة الحكم في العام 2002، شهدت السياسة العامة التركية تجاه العرب تغييراً جذرياً، استناداً إلى مبدأ "العمق الاستراتيجي". وقد شدّدت هذه العقيدة على أهمية "حسن الجوار" وتوخّي "صفر مشاكل" مع العالم العربي. لكن فشل الثورات العربية أو قمعها، بما في ذلك إطاحة الرئيس الإسلامي في مصر، وهو أول رئيس انتُخب بشكل ديمقراطي في البلاد، حدا بأنقرة إلى الاضطلاع بدور إقليمي نشط لدعم حلفائها ورفاقها الإسلاميين. تضمّن ذلك ترقية المصالح التركية الإقليمية، بما يتناغم مع نظرة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تركيا باعتبارها وريثة النفوذ والإرث العثمانيين.

استخدمت تركيا القوة الناعمة تارةً والقوة الصلبة طوراً للانخراط سياسياً وعسكرياً في كلٍّ من لبنان وسورية والعراق وليبيا وقطر، والعمل على تقويض السياسات والقيادات العربية في العالم العربي، ولا سيما في السعودية ومصر والإمارات. ولا يقل عن ذلك أهمية أن أنقرة حملت راية الدفاع عن القضية الفلسطينية في وقتٍ عمدت بعض الدول العربية إلى توطيد علاقاتها بإسرائيل. لذا، لا عجب أن تنظر السعودية ومصر والإمارات إلى تركيا باعتبارها خصماً استراتيجياً.

يونغ: إلى أي حد يُعتبر واقعياً الافتراض بأن الطائفة السنيّة في لبنان ستنقل ولاءها من الدول العربية ذات الغالبية السنيّة إلى تركيا؟

رابيل: لا يزال الكثير من السنّة ممتنّين لدول الخليج، ولا سيما للسعودية، على دعمها وسخائها، ويشعرون بأنهم مدينون لها، ناهيك عن أن العديد من اللبنانيين يعملون في الخليج. لكن، يُعزى افتتان السنّة بتركيا في الأساس إلى الانسحاب السعودي من لبنان أكثر منه إلى تحوّل ولاء الطائفة السنيّة نحو تركيا.

إضافةً إلى ذلك، ثمة عاملان عزّزا صورة تركيا في أذهان سنّة لبنان. عموماً، ترى الطائفة السنيّة أن تركيا هي أقوى طرف سنّي قادر على الوقوف في وجه حزب الله في أعقاب انخراطه العسكري في سورية. أما العامل الآخر فيتمثّل في المساعدات الإنسانية التركية الشاملة التي قُدّمت إلى السنّة في جميع أنحاء لبنان، وبخاصة في المناطق المحرومة في شمال لبنان، مثل طرابلس وعكار، وفي صيدا. فقد أنشأت منظمات تركية، وفي طليعتها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، والهلال الأحمر التركي، ومركز يونس إمرة الثقافي التركي في بيروت، ورئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة، المدارس والمستشفيات والملاجئ والحدائق والمراكز الثقافية، ونفّذت مشاريع لمعالجة مياه الصرف الصحي وأعادت تأهيل شبكات المياه في القرى والبلدات ذات الغالبية السنّية. كما عمدت هذه المنظمات إلى تقديم المساعدات من مواد غذائية واحتياجات أساسية إلى المجتمعات السنّية الأكثر حرماناً.

ومؤخراً، بعد الانفجار المروّع الذي دمّر مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، أرسلت تركيا على الفور مساعدات إنسانية إلى لبنان. وأدّى ذلك بالطبع إلى تعميق التأثير التركي على حساب النفوذ السعودي داخل الجتمع السنّي. وينعكس هذا التأثير في حقيقة أن الأعلام واللافتات التركية قد حلت محل الأعلام واللافتات السعودية في العديد من الأحياء السنّية.

يونغ: كيف تؤثر العلاقات التركية- الإيرانية في لبنان؟ وهل تتوقّع إمكانية قيام الأتراك في أي وقت من الأوقات بمحاولة احتواء قوة حزب الله المدعوم من إيران؟

رابيل: على الرغم من أدوارهما التي تتسّم بالخصومة في سورية، تعاونت تركيا وإيران على العديد من الأصعدة، من أجل معالجة مجموعة من المخاوف الإقليمية المشتركة. هما طرفان في محادثات السلام حول سورية في الأستانة. وقد دعمت إيران حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من تركيا. وهذه الأخيرة انتقدت بدورها العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ناهيك عن أنهما ينتقدان اتفاقات السلام العربية الأخيرة مع إسرائيل.

مع ذلك، يكاد هذا التعاون يكون معدوماً في لبنان. فالواقع أن تركيا وحزب الله، وكيل إيران القوي هناك، هما في حالة خلاف شبه دائم. ويظهر عدائهما المشترك في لبنان في خطواتهما وخطاباتهما على السواء. وتماماً كما الإسلاميين والسلفيين في لبنان، شوّه القادة الأتراك سمعة حزب الله وصوّروه على أنه "حزب الشيطان". كما عمدت تركيا إلى إقامة علاقات جيدة مع الإسلاميين والسلفيين الحركيين، الذين عارضوا بشدّة حزب الله.

في المقابل، حرصت حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب التي يسيطر عليها حزب الله، إضافةً إلى انتقاد تركيا، على كبح جماح الناشطين الموالين لتركيا والمناهضين لسورية. وعلى الرغم من ذلك، ازداد النفوذ التركي في شمال لبنان وبات منتشراً على المستوى الشعبي لدرجة أنه شكّل بالفعل حاجزاً أمام سلطة حزب الله المطلقة. فتركيا تمتلك القدرة على حشد السنّة في شمال لبنان ضدّ حزب الله. بيد أن هذا النفوذ لم ينعكس بعد على الأجهزة العسكرية والأمنية للدولة اللبنانية.

يونغ: ما هي العواقب التي تترتب على حقيقة أن اللبنانيين الموالين لتركيا يحاولون إسكات أرمن لبنان الذين ندّدوا بالإبادة الجماعية المُرتكبة في العام 1915؟ هل يشكّل ذلك عقبة أمام القوة الناعمة لتركيا في لبنان وأمام أي محاولات محتملة لإغراء المجتمعات كافة؟

رابيل: في البداية، كان الأرمن ينتقدون الجماعة الإسلامية والنائب السابق خالد الضاهر بحجة أخذ زمام المبادرة في معارضة إحياء ذكرى مرور مئة عام على الإبادة الجماعية الأرمنية. وحتى وقت ليس ببعيد، كانت المجتمعات المحلية اللبنانية تتضامن مع الأرمن عند إحياء ذكرى الإبادة. أما اليوم فصُدم الأرمن لرؤية التظاهرات المناوئة ولسماع التبريرات العلنية للإبادة على لسان كبار التركمان اللبنانيين. وفي كل مرة تتعرّض فيها تركيا إلى الانتقاد، ترفرف آلاف الأعلام التركية في الأحياء السنّية الكبرى. الواضح هنا أن تركيا تحظى بدعم شعبي داخل الطائفة السنّية، التي لم تولِ اهتماماً يُذكر بالتظلمات الأرمنية. كذلك، ونظراً إلى العدد القليل للأرمن وتمثيلهم السياسي الضعيف في لبنان المتعدد الطوائف، لم تأخذ تركيا المخاوف الأرمنية في الحسبان ضمن سياستها تجاه البلاد.

يونع: هل تتوقّع انتشار النفوذ التركي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أو هل يواجه الأتراك انتكاسة كبيرة؟

رابيل: لا أتوقّع توسّعاً كبيراً في نفوذ تركيا في الشرق الأوسط. فانخراطها هناك أساساً واسع النطاق وعميق ومكلف. مع ذلك، لا أستخف بالإغراء التركي في المجتمعات العربية المتعطشة للقيادة ولعيش حياة أفضل. لكن هذا لا يعني أن القيادة التركية ستحل محل القيادة العربية. لقد اضطلعت تركيا بدور قيادي في المنطقة، لا يمكن إنكاره أو إلغاؤه. من كان ليتصوّر أن تركيا سيكون لها نفوذ في لبنان، هذا البلد الذي كان لدى طوائفه تحفظات تاريخية شديدة اللهجة على أنقرة؟ في هذا السياق، تتمثّل العقبات الرئيسية أمام التوسّع الإقليمي التركي في الوضع الاقتصادي التركي السيئ، والمعارضة الداخلية لأردوغان، والقضية الكردية وتداعياتها على تركيا، والتدخل التركي في سورية والعراق.

**روبرت ج. رابيل هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا أتلانتيك. له مقالات وكتب عدة، من ضمنها: Embattled Neighbors: Syria, Israel and Lebanon (جيران متناحرون: سورية وإسرائيل ولبنان) (منشورات لين راينر، 2003)، وSyria, the United States and the War on Terror in the Middle East (سورية والولايات المتحدة والحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط) (منشورات برايغر، 2006)، وReligion, National Identity and Confessional Politics in Lebanon: The Challenge of Islamism (الدين والهوية الوطنية والسياسات الطائفية في لبنان: تحدّي الإسلاموية) (منشورات بالغريف ماكميلان، 2011) وSalafism in Lebanon: From Apoliticism to Transnational Jihadism (السلفية في لبنان: من اللاسياسة إلى الجهادية العابرة للأوطان) (منشورات جامعة جورجتاون، 2014). وهو حائز على جائزة التعلّم المستمرّ للأساتذة المتميّزين وعلى جائزة التعلّم المستمرّ للأساتذة المتميّزين في القضايا الراهنة، وحائز كذلك على دكتوراه فخرية في العلوم الإنسانية من جامعة ماساتشوستس للفنون.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

الرئيس عون وقع مرسوم ترفيع موظفين في ملاك إدارة الجمارك

وطنية - الإثنين 19 تشرين الأول 2020

وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 7027 تاريخ 19 تشرين الأول 2020، والقاضي بترفيع موظفين من الفئة الرابعة في ملاك إدارة الجمارك في وزارة المالية الى الفئة الثالثة، وتعيينهم بوظيفة مراقب في الملاك المذكور.

ويبلغ عدد المرفعين مئة وأربعة موظفين، ومن شأن هذا المرسوم تفعيل العمل الجمركي في البلاد. وقد وقع المرسوم ايضا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير المال  في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني.

 

بري لعوائل شهداء الانفجار : جرح المرفأ وطني عابر للطوائف والتئامه بابعاده عن التجاذب وإنجاز التحقيق العدلي

وطنية - الإثنين 19 تشرين الأول 2020

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفد لجنة عوائل شهداء انفجار مرفأ بيروت، استعداده والمجلس النيابي "القيام بكل ما يلزم من الناحية التشريعية لانصاف شهداء المرفأ وذويهم وسائر المتضررين"، مشددا على "ضرورة المسارعة في تأمين الاحتضان الفوري للذين خسروا منازلهم قبل حلول فصل الشتاء". وجدد رئيس المجلس التأكيد "ان جرح المرفأ هو جرح وطني جامع وعابر لكل الطوائف، وان التئام هذا الجرح لا يمكن ان يتم الا من خلال مقاربته مقاربة وطنية انسانية وإبعاده عن التجاذب والانقسام السياسيين وبإنجاز التحقيق العدلي والاقتصاص من جميع المتورطين بهذه الفاجعة الوطنية في أي موقع كانوا". ولجهة معالجة جرحى الانفجار، أجرى رئيس المجلس الاتصالات اللازمة مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن والجهات الصحية الضامنة لاعفاء الجرحى من اي اعباء مالية خلال فترة العلاج".

بعد اللقاء، تحدث ابراهيم حطيط باسم لجنة متابعة اهالي الشهداء، فقال: "اللقاء مع الرئيس بري اليوم هو في سياق اللقاءات التي تجريها اللجنة مع المسؤولين، لاحقاق مطلب أساسي من مطالب أهالي الشهداء وهو مساواتهم بشهداء الجيش اللبناني. وقد أبدى دولة الرئيس حرصه وتفهمه وتشجيعه، ووعدنا خيرا. اضاف: "كما طلبنا من دولته العمل على استيعاب جرحى الانفجار، الذين يتم التقاضي منهم فرق الضمان او وزارة الصحة. وقد أجرى دولة الرئيس بري، في حضورنا، اتصالا بالجهات المعنية لالزامهم بمعالجة الجرحى مجانا".

 

جرائم “المردة” البيئية في زغرتا الزاوية!

IMLebanon/20 شرين الأول/2020

فوجئ أهالي زغرتا الزاوية صباح الاثنين 19 تشرين الأول بدخان أبيض كثيف وروائح مقززة تعم المنطقة. وتبيّن للمتابعين أن مناصرين لتيار “المردة” أقدموا على إحراق مكب النفايات في بشنّين، وذلك بعدما فاض بالنفايات وعدم القدرة على استيعاب المزيد منها، ما دفعهم إلى إشعال النيران فيه ليل الأحد.

يُذكر أن “المردة” فرضوا على أهل المنطقة عملية رمي النفايات في بلدة بشنين بشكل مخالف لكل المعايير البيئية والصحية بسبب عجز بلدية زغرتا- إهدن واتحاد بلديات زغرتا عن تأمين حلّ مستدام لأزمة النفايات في القضاء، وجاء حريق المكب في بشنين ليزيد من الكوارث البيئية والصحية على أهال زغرتا الزاوية.

تُضاف هذه المجزرة البيئية على “إنجاز” الإصرار على تزفيت طرقات داخل محمية حرش إهدن بشكل يخالف المعايير البيئية أيضاً وخلافاً للقوانين والأنظمة، وذلك خدمة لمصالح خاصة لم تعد خافية على أحد، ليكمل تيار “المردة” مسلسل جرائمه بحق البيئة في زغرتا الزاوية وصحة أبناء المنطقة!

 

معوض بذكرى استشهاد الحسن: لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة

IMLebanon/20 شرين الأول/2020

في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن، غرد رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “تحية لروح وسام الحسن في ذكرى استشهاده وأرواح الشهداء الذين سقطوا قبل 8 سنوات… تبقى المطالبة بمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة أساسًا للوصول الى لبنان المؤسسات والدولة كما عمل لأجلها الشهيد الحسن”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي19- 20 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

المؤرخ اللبناني عصام خليفة: الترسيم البحري يجب أن يبدأ من رأس الناقورة…اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل صمد حتى عام 1967

بشير مصطفى صحافي/انديبندت عربية/19 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91456/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b1%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d9%85-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84/

 

آكلة اللحوم… بعد اتفاق الطائف خرِب لبنان وتداعى وانهار حتى وصل الى ما هو عليه الآن. الحساب آت ولن يقوم الا باستعادة الحقوق واعطاء القوس باريه

الأب سيمون عساف/19 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91460/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a2%d9%83%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%88%d9%85-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82/

 

إلى متى فجور حزب الله وأمل في بلدة لاسا؟

لاسا ليست إلا رأس جبل الجليد

عقار «أبو الفضل» نزاع جديد...لاسا: حلحلة بعد التصعيد؟

فيديو تصرف أهالي لاسا المستقوي بسلاح حزب الله ودويلته وإرهابه مع القوى العسكرية الشرعية (فايسبوك)

http://eliasbejjaninews.com/archives/91462/91462/

 

ترسيم الحدود الإيرانية ـ الإسرائيلية/سام منسى/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91473/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%80-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3/

يبدو أن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل طغت على ما عداها من تطورات سياسية واقتصادية في الداخل اللبناني، وتكاد تكون الحدث الوحيد الثابت والمنسق، على الرغم من كل ما يثار بشأنه من اعتراضات وتبريرات. فلا تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، مع ما يعنيه ذلك من فشل أو تفشيل لخطوة الرئيس سعد الحريري لتأليف حكومة تحت مظلة المبادرة الفرنسية، شكل صدمة سياسية، ولا الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين شكلت إحراجاً للطبقة الحاكمة ودافعاً لإنهاء الانسداد السياسي، على الرغم من تفاقم الانهيار المالي والمصرفي والاقتصادي والمخاوف من فقدان مواد أساسية مثل الدواء والمحروقات وغيرها من الاحتياجات الحياتية الضرورية.

 

Saad Hariri’s bid to lead Lebanon is a disaster waiting to happen/Makram Rabah/Monday 19 October 2020

مكرم رباح: سعي الحريري لقيادة لبنان كارثة قيد التنفيذ

http://eliasbejjaninews.com/archives/91475/makram-rabah-saad-hariris-bid-to-lead-lebanon-is-a-disaster-waiting-to-happen-%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%b3%d8%b9%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a/