LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/المحتل الإيراني وراء المظاهرات وهدفه ضرب القطاع المصرفي وتعميم الفوضى

الياس بجاني/المظاهرات الفوضوية والتدميرية تعم لبنان

الياس بجاني/ترامب في قاطع والقيم والإنسانية والأحاسيس البشرية في قاطع آخر

الياس بجاني/إلى الدكتور توفيق هندي: حراً كنت وحراً ستبقى.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسائل نصرالله/د.توفيق هندي

جنبلاط: لا يستطيع نصرالله أن يحمّلني كلّ ما وصلنا اليه

الطاولة انقلبت

مطالبات باستقالة المسؤولين وتشكيل حكومة جديدة وانتخابات نيابية مبكرة... والحريري يبدأ مشاورات

قيادة الجيش اللبناني أعلنت في موقف نادر “تضامنها الكامل مع مطالب المتظاهرين المرتبطة بكرامتهم”

جنوبيون شيعة صبوا جام غضبهم على برّي وحرقوا صوره وشتموا نواب “حزب الله” واقتحموا مكاتبهم

غضب عارم على حسن نصرالله لدفاعه عن الحكومة المتهالكة وتهديده بـ”عدم السماح بإسقاط العهد”

“الوطني الحر” يهدد “القوات اللبنانية” و”الاشتراكي” ومسلحو “أمل” يطلقون النار لإرهاب المعارضين

مظاهرات تعم لبنان وشعارات موحدة ضد السلطة

حفيدة الإمام موسى الصدر: روايات حرق صورة جدي ليست صحيحة

خلف الحبتور للبنانيين: خطاب نصر الله مليء بالأكاذيب

لبنانيو الخارج… يثورون

جعجع: تكتل الجمهورية القوية قرر الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة وتأكيد مطلبنا بحكومة جديدة بعيدة عن الأكثرية الحكومية الحالية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/10/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رفض واسع لكلام نصرالله التهديدي وتلفزيون بري قاطع خطاب “الحزب اللاهي”

نادر: لنكن بحجم القضية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لإسقاط الحكومة

سقط القناع... "تفاهم رباعي" يعزل القوات والاشتراكي

نصرالله يتحدى الجميع: لا إسقاط للعهد ولا تغيير للحكومة

نصرالله الآمر الناهي للجمهورية يهدد بتغيير المعادلة/منير الربيع/المدن

عشرات المعتقلين في ثكنة الحلو والأهالي يتجمعون غضباً

انتفاضة" صور تواجه "شبيحة" حركة أمل

قنوات تنطق باسم السلطة.. وLBCI تزداد تطبيعاً مع العهد

بيان من الحريري... وبيت الوسط "خلية نحل"

يوم تاريخي في لبنان: القطيعة مع النظام

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يطمئن إسرائيل: تركيز أميركا لا يزال على تهديد إيران

نتانياهو: مشاركة القائمة العربية في الحكومة الجديدة خطر على أمن البلاد

مجلس الأمن يحذر من مخاطر هروب “الدواعش” من سجون سورية

نطن تطالب مجلس الأمن بتمديد حظر بيع الأسلحة إلى طهران و"فاتف" تمهل إيران حتى فبراير لتشديد اجراءات مكافحة غسل الأموال

واشنطن تطالب مجلس الأمن بتمديد حظر بيع الأسلحة إلى طهران و"فاتف" تمهل إيران حتى فبراير لتشديد اجراءات مكافحة غسل الأموال

"نبع السلام":"الجيش الوطني"يلاحق مرتكبي الانتهاكات..ويمنع التعفيش

"الدستورية": النظام استبدل يازجي بالكزبري.. لأنها أبدت حماسة زائدة!

ما رأي النظام بتعليق "نبع السلام"؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أذرع حزب الله تمتطي "الثورة" ضد المصارف والجيش... "الطابور الخامس" يتحرك لإنقاذ السلطة/طوني بولس/انديبندت عربية

لبنان المنتفض: “كلُّنْ يعني كلُّنْ… نصر الله واحد منُّنْ”/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

حريق الغابات وفحم السياسات/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ألله يستر/سناء الجاك/نداء الوطن

الحالة العونيّة... أجنحة تكسّرت وبقي "جناح روكز"/ألان سركيس/نداء الوطن

التكلفة الحقيقية للوسواس الكردي لدى تركيا/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الدولة العميقة في إيران تبعث رسائلها الواضحة/راغدة درغام /موقع ايلاف

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عائلة الشهيد وسام الحسن: نشكر كل من واسانا وخصوصا الرئيس الحريري

الرئيس الايرلندي غادر بيروت مختتما زيارته الرسمية للبنان

الأحدب: أعتذر من أهلي وأحبتي في طرابلس رغم ما حصل من اعتداء علينا ولن نسمح لأي جهاز أن يستخدم منتفعيه وطوابيره لارهابنا واخراجنا من المدينة

الوطنيين الأحرار: لاستقالة الحكومة فورا وتأليف حكومة تكنوقراط مصغرة

المركز اللبناني لحقوق الإنسان: ندعو السلطات اللبنانية إلى احترام التزاماتها المحلية والدولية

المكتب الإعلامي في بكركي: الراعي يقطع زيارته لأفريقيا مواكبة للتطورات

التيار الوطني الحر: الحركة المطلبية تتعرض لإستغلال لحرفها عن أهدافها من جانب طرفين أساسيين في الحكومة هما القوات والإشتراكي

بيان صادر عن حركة أمل

حركة أمل: نرفض المظاهر المسلحة في صور ونحن بصدد اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ تدابير

مسؤول الإعلام المركزي في أمل: الإشاعات تصعّد حدة الكراهية بين اللبنانيين ونؤيد المطالب الشعبية المحقة

نص خطاب نصرالله: العهد لا يمكن أن تسقطوه ولا نؤيد استقالة الحكومة فلتستمر لكن بروح ومنهجية جديدة وبأخذ العبرة مما جرى

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين

رسالة القدّيس يعقوب02/من01حتى13/:”يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَٱلْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: «إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ المَكَان»، وقُلْتُم لِلفَقِير:» قِفْ أَنْتَ هُنَاك»، أَو: «إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ»، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا ٱخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ ٱحْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى المَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الٱسْمِ الحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ المُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ»، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: «لا تَزْنِ»، قالَ أَيْضًا: «لا تَقْتُلْ». فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هكَذا تَكَلَّمُوا، وهكَذَا ٱعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ثورة بحاجة إلى قيادات غير حزبية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

ثورة عفوية وحقيقة في كل لبنان. مهم جداً بروز قيادات صادقة لهذه الثورة قبل أن يتم اجهاضها من قبل حزب الله وأصحاب كل شركات الأحزاب

 

صور تنتفض في وجه الثنائية الشيعية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

تحية إكبار للمتظاهرين الأحرار في صور الذين تحدوا ظلم وارهاب وتبعية بري ولم ترعبهم ممارسات زعرانه البربريين..إنها فعلا ثورة

 

التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%8a/

تغير اليوم نمط ومنحى التحرك الشعبي في لبنان المحتل بشكل لافت 100%، وفي الغالب هو تفلت إلى حد كبير من سيطرة أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والإسلامية على حد سواء.

وفي هذا الإطار الشعبي الناقم عمت المظاهرات كل المناطق بما فيها مناطق تواجد بيئة حزب الله وحركة أمل وتخطت كافة الحواجز المذهبية مما يبين بأن وجع الناس واحد ومعاناتهم واحدة وقامعهم وظالمهم واحد.

يبقى أن هذه التحركات الشعبية التي هي في معظمها عفوية والتي تفجرت غضباً وقرفاً من الطبقات السياسية والحزبية  والرسمية الحاكمة هي صادقة ومحقة ولكنها لتستمر وتحقق بعض أهدافها الشعبية مطلوب أن تكون لها قيادة علنية وشجاعة من ناشطين شرفاء هم من غير الطبقة السياسية والحزبية النتنة الحالية التي هي بالغالب انتهازية واكروباتية ومصلحية ولا تعمل لغير منافعها ومصالحا الخاصة على حساب الوطن والمواطنين.

والمهم لنجاح هذه التحركات أن يكون هدفها الأول تحرير لبنان من هيمنة وإرهاب واحتلال حزب الله ودويلته وسلاحه وحروبه واحترام الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها..ودون ضياع للبوصلة.

والأهم من هذا كله أن تُعري التحركات الشعبية كل الطبقة السياسية والحزبية  والحاكمة الدكتاتورية التي تغطي الاحتلال وتحكم بأمرته وخدمة لمشروعه.

مطلوب ظهور قيادات وطنية لتنظيم التحركات وتأطيرها ووضع أهداف منطقية وعملية وديموقراطية تتوافق مع طبيعة النظام القائم وتركيبة الشرائح اللبنانية المذهبية والحضارية والقومية ودون الضياع والغرق في شعارات وهمية وتعموية من مثل”نريد إسقاط النظام”.

وهنا نشير إلى أن مطالبة سمير جعجع وسامي الجميل وغيرهما من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية والدكتاتورية بإسقاط الحكومة واستبدالها بحكومة تكنوقراط أو أخصائيين هي مطالب ذمية ومنافقة وتعموية بمعنى أنها تتعامى عن واقع احتلال حزب الله وتتملق هذا الاحتلال وتخافه وكل همها أن تصل إلى الكراسي والمنافع وتحل مكان من هم اليوم في الحكم.

أما ما يسمى عهد (باسيل وعون) فهو غطاء ومجرد غطاء لحزب الله ولمشروعه الملالوي ولا يوجد عنده أي مشروع لا وطني ولا مسيحي لأنه فاقد لحريته وممسوك ومقيد باتفاقيات وأوراق تفاهم سلطوية ونفعية وشخصية. وعملياً هو غطى حزب الله ولا يزال يغطيه مسيحياً وهوغطى مؤامرة جر لبنان الدولة بالقوة إلى محور الهيمنة الإيرانية وسوّق ويسوّق لمفاهيم ولاية الفقيه  ولحلف الأقليات ولمشروع الملالي الإمبراطوري.

باختصار فإن إي حكومة مهما كانت تركيبتها وبظل هيمنة وإرهاب حزب الله فهي لن تكون فاعلة ولن يكون بإمكانها أن تخرج من عباءته وسوف تكون كما الحكومة الحالية مجرد أداة بيده.

مسيحياً، سمير جعجع مسؤول عن الوضع الحالي وهو انخرط في الصفقة العار والخطيئة وفرط تجمع 14 آذار على خلفية أوهامه الرئاسية والسلطوية، وبالتالي لا يجب إعادة الثقة به ولا بمن يدورون في فلكه، وعملاً بكل مبادئ الديمقراطية وتبادل السلطات عليه أن يستقيل ليحل مكانه من هو جدير بالموقع القيادي.

أما باقي أصحاب شركات الأحزاب المسيحية فهم همشوا أنفسهم وانهوا وجودهم السياسي وليس هناك من أي مبرر لإعادتهم إلى لعب أي دور.

مطلوب العمل على فرض سلطة القانون على الجميع واحترام الدستور وحث المجتمع الدولي على المساعدة في تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701

وبأكثر من اختصار مفيد فإن المشكلة والكارثة هي احتلال حزب الله وبالتالي لا حل لأي ضيقة أو معضلة كبيرة أو صغيرة بظل احتلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغريدات متفرقة/المحتل الإيراني وراء المظاهرات وهدفه ضرب القطاع المصرفي وتعميم الفوضى

الياس بجاني17 و18 و19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79562/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b8/

*ذمية وتقية ووعمى بصر وبصيرة مواقف المعرابي وفتى الكتائب: مطالبة المعرابي وفتى الكتائب باستقلالة الحكومة وتشكيل أخرى من المتخصصين هي قمة في الذمية. الكارثة هي احتلال حزب الله وليس الحكومات.السكوت في معظم الأحيان أفضل من الكلام المفرغ من أي موقف ومعنى

*صار بدون نفضة بعد ان انتهت صلاحية وأحقية ادوارهم: الأحداث التي يشهدها لبنان أكدت قزمية وعقم وفشل قياداتنا المارونية الرسمية والسياسية والحزبية وبينت كم انهم عبدة كراسي وابواب واسعة ونرسيسيون وواهمون وتبعيون ..تعتير وبؤس ومّحل ع الآخر

*إلى السيدة ميراي عون: جيل عون انتهى عام 2006 مع ورقة التفاهم مع الملالي وذراعهم المحلية، وبعد ذلك تحول هذا الجيل كلياً إلى ملحق بإيران وحزب الله وتفكك واصبح يفتقد لمفاهيم السيادة والحرية والإستقلال.

*كرسي بعبدا والرئاسة هني حلم المعرابي والباقي تفاصيل: المعرابي مش شايف غير جبران والكرسي ببعبدا ونظرته للأمور كلها أحادية أي تونالية ومرّضّية بامتياز وفيها اطنان من الأوهام ومن التعامي عن وضعية احتلال حزب الله. حكيم مضيع البوصلة وبحاجة لحكيم عيون.

*ما يزيد عن 2000 دراجة نارية انطلقت من الضاحية الجنوبية لتنضم لفرسان الخندق الغميق بمهمة اقتحام وتحطيم شارع المصارف وربما اقتحام السرايا.. وسامي الجميل الفتى الذمي بغير قاطع وما بدو يشوف.. حرام …مضيع البوصلة.

*سامي الجميل ذمي ومضيع البوصلة ويتعامى عن احتلال حزب الله: هل من يعقلن سامي الجميل المعقد من باسيل وجعجع ويفهمه بأن المشكلة هي حزب الله وأن أي حكومة بظل الإحتلال حيادية أو تقنية ستكون نسخة عن الحالية؟ مواقف  الفتى صبيانية فاضحة.

*كلام شجاع وصادق لحنبلاط فهو سمى السرطان الإحتلالي أي حزب الله باسمه اما جبران فهو حقاً بوق وأداة وقناع للحزب لا أكثر ولا أقل.

*المتظاهرون في اسواق بيروت وشارع المصارف هم زعران وارهابيين وهؤلاء يحطمون كل ما في الشوارع والهدف هو ضرب القطاع المصرفي خدمة لحزب الله ويقال بأنهم من فرسان خندق الغميق التابعين للرئيس بري.

*بيان الحريري ذمي وهو لم يسمي الإحتلال الإيراني وباق كأداة بيده .الحريري معربط بالصفقة العار مع حزب الله وإيران والأسد وباسيل وجعجع وجنبلاط ومش راح يستقيل حتى لو البلد وناسه احترقوا. استسلام كامل لحزب الله ولإرهابه ولسلبطته... مهلة ال 72 ساعة خدعة كبيرة.

*لأصحاب شركات الأحزاب والسياسيين التعتير: تضبضبوا وسموا الإحتلال باسمه

*بيان القوات اللبنانية ذمي ومعيب وفيه تعامى مقصود وباطني عن واقع احتلال حزب الله وقد اضاع البوصلة بالتهجم على باسيل. جعجع 100% شريك كامل بالصفقة العار وتاجر كباقي كل افراد الطاقم السياسي الإسخريوتي.

*البلد محتل ومسروق ومفكك وكل هذا بسبب حزب الله وإرهابه ومن هم في الحكم يعملون بأمرته وهم مجرد ادوات وأبواق وبالتالي المشكلة الأساس هي حزب الله وقبل التحرر من احتلاله لا حل لأي مشكلة.

*السرطان والمشكل والكارثة والإحتلال هو حزب الله الملالوي..كل المشاركين بالحكومة 8 و14 آذار ومنهم جنبلاط وجعجع والحريري هم ادوات بيد حزب الله مباشرة أو مواربة. تجار 100% وهم داكشوا الكراسي بالسيادة وخانوا الشهداء وقفزوا فوق دمائهم وباعوا لبنان للإيراني.

*كل المظاهرات حتى الآن هي لمصلحة حزب الله وتقوية لإحتلاله وكل مظاهرة لا يكون مطلبها فقط تحرير لبنان من احتلال حزب الله ومن ارهابه هي لمصلحة الحزب وتقوية لإحتلاله. ضياع بوصلة واضح.

*جنبلاط وجعجع هما من اهل السلطة ومن جماعة الصفقة العار.

*جعجع وجنبلاط طالبا الحريري بالإستقلالة..غريب امرهما هني شو ناقصون ما بيستقيلوا..لا ثقة بالإثنين فهما من ضمن الصفقة العار؟

*دعوا حزب الله الذي هو المحتل يستلم الحكم مباشرة وليذهب كل اقنعته إلى بيوتهم. المحتل هو وراء المظاهرات لتعميم الفوضى وضرب المصارف.

*لا حل لأي مشكلة اقتصادية أو معيشية في ظل احتلال حزب الله. الحزب هو السرطان ولا جدوى من التعاطي مع أي من اعراضه . تخلصوا من السرطان.

*اي مظاهرة لا تكون ضد الإحتلال الإيراني هي مضيعة للوقت وتغطية للإحتلال وتسويقاً له. طالبوا بتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني.

*المطالبة باسقاط الحكومة الحالية لا يغير شيء لأن حزب الله يحتل البلد ويمسك بقراره ويتحكم بحكامه وأي حكومة جديدة ستكون نسخة 100% عن الحالية. طالبوا بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني.

*الحكومة الحالية عينها حزب الله وكل من فيها هو من ضمن الصفقة وقابل بسلطة الإحتلال مقابل كراسي ومنافع ..وأي حكومة جديدة ستكون نسخة طبق الأصل عن الحالية وإن تغيرت الوجوه.

*حتى وأن اسقالت الحكومة فلا شيء سيتغير وهي ستبقى حكومة تصريف أعمال وتحت سيطرة حزب الله.

*حزب الله دمر لبنان مؤسسة بعد مؤسسة ولم يبقى غير القطاع المصرفي..كل المظاهرات الحالية هي لضرب القطاع المصرفي بالكامل وافلاس لبنان.*تخلي ترامب عن الأكراد اعطى إيران وحزب الله الضوء الأخضر لإستلام الحكم مباشرة في لبنان..فهل هو ضوء حقيقي من ادارة ترامب أم أن الإيراني يغامر بالأمر؟

*مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات هي التغطية الإعلامية المنظمة والمحضرة بشكل مهني.. ومشاركة اذرعة حزب الله مسيحية وغير مسيحية في  في المظاهرات دليل كبير ودامغ على المخطط الإيراني. *

*غالبية من يصرحون من المتظاهرين ضد الدولة والحكومة والسياسيين يبدو أنهم قد حفظوها عن غيب مسبقاً..وهذا دليل على أن هناك جهة حضرت المتظاهرين وهي بالغالب حزب الله ..

*العديد من أبواق حزب الله الإعلاميين كانوا صرحوا بتبجح خلال الأيام الماضية عن ما يجري اليوم من مظاهرات وهددوا حاكم البنك المركزي رياض سلامة والقطاع المصرفي.

*توقع بعض المتابعين للشأن اللبناني أن يضع حزب الله يده على حاكمية البنك المركزي ليواجه العقوبات الأميركية الخانقة التي تستهدفه وتعطل ارهابه وتحركه المحلي والإقليمي.

*فرسان الخندق الغميق دخلوا الساحات على درجاتهم النترية وبدأوا بعمليات التدمير ..الجهة التي تحرك هؤلاء الفرسان معروفة للقاصي والداني مما يؤكد أن المحتل الإيراني هو وراء المظاهرات.

*المتظاهرون فوضوييون وجماعة شغب ولا يعرفون من الديموقراطية لا ألفها ولا يائها وهم اجبروا القوى الأمنية على ردهم بالقوة وبقنابل مسيلة للدموع ولم يكن أمام القوى الأمنية أي خيار أخر وإلا لكانت السرايا دمرت عن بكرة ابيها.

*من المحزن أن تصرفات بعض المتظاهرين وتحديداً الذين حاولوا اقتحام السريا في بيروت كانت همجية وتدميرية وميليشياوية وإرهابية بامتياز مما يؤكد بأن مرجعيتهم قد اعدتهم لهذه المهة العسكرية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المظاهرات الفوضوية والتدميرية تعم لبنان

المنسقية/18 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79562/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b8/

عمت لبنان أمس مساء وهي لا تزال مستمرة مظاهرات صاخبة وعنفية في العديد من المناطق اللبنانية وخصوصاً في وسط العاصمة بيروت..

المتظاهرون الغاضبون والفوضويون أشعلوا الإطارات في الشوارع وحطموا كل ما واجههم من إشارات مرور واقتحموا وعاثوا تدميراً الكثير من الأبنية التي هي قيد الإنشاء المحاذية للطرق كما حاولوا اقتحام مراكز حكومية متفرقة.

المتظاهرون كرروا مطالب واحدة وبإنشائية واحدة ورفعوا شعارات واحدة مما يؤكد أن ورائهم جهات حزبية منظمة حضرتهم جيداً وعلمتهم ماذا يقولون.

معظم المتابعين للوضع في لبنان ولوضعية حزب الله فيه يرون أن الحزب الإيراني هو وراء المظاهرات بهدف تعميم الفوضى وإسقاط الحكومة وضرب البنك المركزي واستبدال الحاكم رياض سلامة وتفكيك القطاع المصرفي وضربه وإفلاس البلد.

وبعد كل هذه الفوضى من المحتل والمتوقع كما يرى المتابعين للوضع اللبناني المهترئ أن يتسلم حزب الله الحكم مباشرة بما يشبه الانقلاب ويلحق لبنان الدولة بإيران وبولاية الفقيه.

من الملاحظ هنا أن كل الأحزاب التي تدور في فلك حزب الله هي مشاركة في المظاهرات وأفرادها هم من يدمرون ويعممون الفوضى ويطلقون التهديدات والشعارات.. وأكثر هؤلاء عنفية وفوضويية هم فرسان الدرجات النارية المنطلقين من منطقة خندق الغميق.

المظاهرات مستمرة وهي تزداد عنفية في حين أن القوى الأمنية وعملاً بتعليمات من وزارة الداخلية تتجنب حتى الآن مواجهة المتظاهرين أو الإشتباك معهم أو حتى تفريقهم.

 

ترامب في قاطع والقيم والإنسانية والأحاسيس البشرية في قاطع آخر

الياس بجاني/16 تشرين الأول 2019

تغريدات ترامب هي قمة بالغباء والنرسيسية وبنكران الجميل وجهل التاريخ وشرعة حقوق الإنسان والقيم الأميركية وهي تسوّيق وقح لغريزة عبادة المال ولشريعة الغاب. انتخابه كان خطيئة والتجديد له سيكون كارثة انسانية..حمى الله العالم من أمثاله.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسائل نصرالله

د.توفيق هندي/19 تشرين الأول/2019

بعث نصر الله بلهجة هادئة الرسائل التالية:

١) الأمر لي: الكل عليه القول "الأمر والطاعة يا سيد".

الكل= الأطراف السياسية المشاركة في السلطة + الشعب المتظاهر.

٢) "العهد" والحكومة والمجلس النيابي باقون وممنوع التفكير بتغييرهم وممنوع على أي منهم التفكير بالهرب من المسؤولية عبر الإستقالة (كلام موجه للحريري وجنبلاط وجعجع، أي أصحاب التسوية-الصفقة).

٣) على أطراف السلطة كافة أن "يضحوا" بما لا يزالون يستفدون من خيرات الدولة وما هم يختطون للإستفادة منه لأنه ممنوع عليهم وضع الضرائب على الشعب الفقير ومحدودي الدخل لكي لا يثوروا ويدفعوا البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.

الظاهر أن شركاء حزب الله في السلطة سمعوا الكلمة وهم يجهدون لوضع ميزانية تحترم تعليمات السيد.

والسؤال هو هل هذه الإجراءات كافية لإخراج الشعب من الشارع علما" أنه بات لا يثق بأي منهم وبنصر الله أيضا" ؟؟؟!!

هل هذه الإجراءات التي تحضر سوف تخفف من سرعة التدهور الإقتصادي والمالي أو توقفه إلى حين، علما" أن المشكلة الرئيسيّة هي سياسية بإمتياز وتكمن في أن لبنان هو تحت سطوة الجمهورية الإسلامية في إيران عبر حزب الله؟؟؟!!

 

جنبلاط: لا يستطيع نصرالله أن يحمّلني كلّ ما وصلنا اليه

القناة 23/19 تشرين الأول/2019

أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط أن رئيس الحكومة سعد الحريري أرسل اليه الورقة الاقتصادية، وقال: "نحن بصدد الإجابة وسنحضّر ورقة معدّلة ومضادّة فيها العناوين الأساسية لوضع حد للانهيار". وفي حديث لمحطة الجديد قال جنبلاط: "ما أقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب الى الفراغ المطلق أيضا أصعب، وهنا أريد ان أذكر بما حصل عام 2005 عندما نادينا بإسقاط النظام ولم نستطع لظروف داخلية محضة، اليوم علينا أن نتفادى الفراغ والانهيار المالي وهذا يتطلب حوارا طويلا وتفهما من الثوار الذين يعتصمون".

وعن كلام نصرالله قال جنبلاط: "لا يستطيع السيّد ولا أريد ان أدخل في سجال معه، ان يحملني كل ما وصلنا اليه لأننا نقع في سجال طويل، فلنتحمل سويًا مع السيد وبغض النظر عن كل الحسابات والخلافات إنقاذ الوضع". وقال جنبلاط: "أرسل لي الرئيس سعد الحريري ورقة اقترحها وسأرسل مقترحات الحزب، وسنرى عندها ما هي ردة الفعل وهي ورقة اقتصادية لكن بنفس الوقت لا نستطيع ان نستمر بالاستفراد وعزل الحزب". ولفت الى انه أيام قريطم كان لنا مواقف كبيرة وأردف: "عندي حنين للرئيس رفيق الحريري واعرف أن الجمهور لن يتفهم هذا الأمر والحنين مستمر مع سعد الحريري لأننا ضحينا سويا".

وأكد أن محاسبة الفاسدين تتطلب آلية إذ لا تستطيع ان تصل الى الفراغ ولا تحاسب، مضيفا: "سنقدم ورقة واضحة للرئيس الحريري تُتبنى من قبل مجلس الوزراء اذا انعقد، فمن دون إجراءات جذرية لن يكون هناك حلول، وتابع: "الآلية تكون في القضاء وهذا القضاء مشلول أو لا يمكنه أن يعمل".

واكد أننا نرفض أي ضريبة او رسم وأضاف: "نعم للضريبة التصاعدية الموحدة والاملاك البحرية وتسكير غالبية السفارات والقناصل، وإلغاء معاشات الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وغيرها من الاجراءات، لافتا الى أن الذي فجر الأمر هي الضرائب والرسوم ونحن نرفض هذا الأمر".

 

الطاولة انقلبت

نداء الوطن/19 تشرين الأول 2019

طفح كيل الناس... وعلى قاعدة "يا مستخدمي الواتساب اتحدوا" نزلوا فرادى وجماعات إلى الشارع وتدحرجت معهم كرة الاحتجاجات من ساحة رياض الصلح لتبلغ معظم المناطق اللبنانية من بيروت إلى الشمال والجنوب والبقاع في انتفاضة شعبية اجتماعية قلبت الطاولة على أهل الحكم والحكومة ووضعتهم في "خانة اليك"، فسارع أفرقاء "التضامن الوزاري" المزعوم إلى فرط عقده والتسابق إلى القفز من المركب الحكومي ليركبوا موجة الاحتجاجات والتنصل من تبعات غضب الناس. إذاً وبعد طول تلويح وتهديد ووعيد، "انقلبت الطاولة على الجميع" ولاحت في الأفق معالم "سقوط" أو "إسقاط" حكومة سعد الحريري بضربة "الواتساب" القاضية، التي لم تعد ينفع معها تراجع وزير الاتصالات محمد شقير عن ضريبته "السخيفة" على المكالمات الصوتية، بل تخطاها الزمن نحو عزم واضح على تدفيع الحكومة ثمن الإخفافات والصفقات والسمسرات والازدواجية والشعبوية والعشوائية في المواقف والأداء. وإذا كان المشهد المتدحرج بسرعة على الأرض، دفع بالبعض إلى تلمّس ملامح "انقلاب" مسبق الدفع والتحضير على حكومة الحريري ربطاً برسائل إعلامية ممانعة تؤكد قرار "حزب الله" النزول إلى الشارع، معطوفة على خطاب "قلب الطاولة" في 13 تشرين بعد لقاء الساعات السبع بين أمين عام "الحزب" السيد حسن نصرالله والوزير جبران باسيل، معطوفاً على "استفاقة" الاتحاد العمالي العام المفاجئة على مطالب الناس وقراره النزول إلى الشارع اليوم، يبقى اتضاح البوصلة اليوم في قصر بعبدا مع انعقاد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون لتحديد أي الاتجاهات ستسلكها الحكومة... "إلى العمل" أو "إلى البيت"؟

ولعل ما قلّ وكثيراً ما دلّ، هو ما عبّر عنه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ليلاً لناحية ما كشفه عن اتصال أجراه مع رئيس الحكومة قال له خلاله: "نستقيل سوياً"، وأردف في محادثة هاتفية عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال: "أنا لن أترك سعد الحريري هو حاول ويحاول لكن هناك من يفرض إرادته عليه وهناك غيره من يجب أن يتحمل المسؤولية فليتفضل وليحكم لوحده أرحم من هذه الازدواجية"، مشدداً رداًعلى سؤال على أنّ "الاشتراكي" لن يشارك في أي حكومة جديدة إذا ما استقالت هذه الحكومة.

وكانت تظاهرة وسط بيروت قد شهدت إشكالاً موضعياً بين بعض المتظاهرين ومرافقين للوزير أكرم شهيب عمدوا إلى إطلاق النار في الهواء لتأمين مرور موكب وزير التربية، لكن سرعان ما طوق رئيس "الاشتراكي" الإشكال بأن طلب من شهيب تسليم مطلقي النار انطلاقاً من تأكيده الوقوف "تحت سقف القانون ورفض الاعتداء على أي كان"... وهكذا كان مع إطلالات متتالية لشهيب عبر وسائل الإعلام لتوضيح الموقف والاعتذار عما بدر من مرافقيه وتأكيد الشروع في تسليمهم إلى القوى الأمنية. وعلى قاعدة الضرورات التي تبيح تنظيم الأولويات، جاء تعليق جنبلاط على ملف الموازنة والإصلاح، فهو إذ أكد ثبات "الحزب التقدمي الاشتراكي" على ملاحظاته التي قدمها في ورقته الإصلاحية، قال لـ"نداء الوطن": "رغم ملاحظات الحزب الواضحة إلا أنّ أهمية الموازنة أكثر من ضرورة". وفي هذا الإطار، جددت مصادر "اشتراكية" التشديد على كون البلد لا يحتمل أي تسويف في عملية إقرار الموازنة العامة، مع إعادة تأكيدها على مضامين الورقة التي قدمها الحزب التقدمي بخصوص "الإصلاحات المالية والاقتصادية" انطلاقاً من جملة ثوابت أبرزها رفض الخصخصة وزيادة الضرائب والحسومات التقاعدية وتجميد التدرج الوظيفي، مقابل التمسك بضرورة ضبط عجز الكهرباء باعتباره المدخل الأساس لخفض العجز فضلاً عن طرح إعادة النظر بالنظام الضرائبي بشكل عام واعتماد إصلاحات جدية تشمل ضبط المعابر غير الشرعية والضريبة على الأملاك البحرية واعتماد مبدأ الضريبة الموحدة التصاعدية على الشركات والفوائد.

 

بركان الغضب اللبناني يقذف حممه باتجاه كل القوى السياسية… ويهدد بإسقاط النظام ويطالب باسترداد أموال الشعب المنهوبة

*مطالبات باستقالة المسؤولين وتشكيل حكومة جديدة وانتخابات نيابية مبكرة... والحريري يبدأ مشاورات

* قيادة الجيش اللبناني أعلنت في موقف نادر “تضامنها الكامل مع مطالب المتظاهرين المرتبطة بكرامتهم”

* جنوبيون شيعة صبوا جام غضبهم على برّي وحرقوا صوره وشتموا نواب “حزب الله” واقتحموا مكاتبهم

* غضب عارم على حسن نصرالله لدفاعه عن الحكومة المتهالكة وتهديده بـ”عدم السماح بإسقاط العهد”

* “الوطني الحر” يهدد “القوات اللبنانية” و”الاشتراكي” ومسلحو “أمل” يطلقون النار لإرهاب المعارضين

بيروت ـ “السياسة”: /السبت 19 تشرين الأول 2019

واصل بركان الغضب المشتعل بوجه السلطة في لبنان، رمي حممه ضد الحكم أمس، لليوم الثالث على التوالي، ولم تهدأ الساحات في العاصمة وكل المناطق التي شهدت المزيد من الحركات الاحتجاجية، انطلاقاً من ساحة الشهداء في وسط بيروت، وصولاً إلى بقية المحافظات، من طرابلس إلى صيدا وصور والنبطية والمتن والجبل وغيرها، رفضاً للواقع الاقتصادي والمعيشي وزيادة الضرائب، وفي ظل عجز فاضح عن المعالجة، ما جعل اللبنانيين ينتفضون على الواقع المزري ما ينذر بانزلاق البلد إلى الهاوية، إذا لم تبادر السلطة إلى الاستماع إلى صرخة الناس قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

وعمل اللبنانيون على إيصال رسالة واضحة من خلال ثورتهم، أنه لا يمكن الاستمرار بهذا الأداء والممارسة للسلطة، وقد حان أوان المحاسبة لإسقاط الفاسدين المتحكمين برقاب الناس، معلنين أنه لم تعد هناك خطوط حمراء أمام أحد، بدليل التظاهرات المستمرة منذ ليل أول من أمس أمام القصر الجمهوري في بعبدا، ومحاولتهم الدخول عنوة إليه، في موازاة محاولات خرق الحصار الأمني المفروض على رئاسة الحكومة، بالتوازي مع حالة الاستياء العارمة التي شهدتها مناطق الجنوب والبقاع والشمال والجبل، حيث أقدم عدد من الشبان في مدينة صور على إحراق صور رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير علي حسن خليل، وتوجيه الشتائم إلى نواب “حزب الله” الذين تعرضت مكاتب عدة لهم لمحاولات الاقتحام من المحتجين، واتهامهم بعدم محاربة الفساد والابتعاد عن الناس، في وقت أقدم مسلحو حركة “أمل” في مدينة صور الجنوبية على إطلاق النار لإرهاب المتظاهرين المطالبين باستقالة الرئيس بري والنواب، وهو ما أثار موجة سخط عارمة في صفوف أبناء المدينة ضد هذه الممارسات الميليشياوية، وزادت من حدة الغضب وتصاعد المطالبة باستقالة مجلس النواب ورئيسه.

ولم يظهر المتظاهرون الذين قطعوا طرقات جميع المناطق اللبنانية، أي تجاوب مع مهلة الـ72 ساعة التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري للقوى السياسة، والتي تنتهي عصر الغد، لتسهيل مهمة حكومته إنجاز ما هو مطلوب منها، وإلا فإنه سيكون “هناك كلام آخر” كما قال في كلمته أول من أمس، فيما لم تستبعد أوساط حكومية بارزة في دردشة مع “السياسة”، أن “يسمي الأمور بأسمائها، ويكشف المعرقلين الذين لا يريدون تحقيق الإصلاحات” من دون استبعاد إقدامه على الاستقالة، و”إن كان لهذا الخيار سلبياته أكثر من حسناته”، كما قالت المصادر.

في وقت أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله رفضه استقالة الحكومة، داعياً إلى” تعاون المكونات الوزارية لتفعيل أداء مجلس الوزراء لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن”، ومهددا بـ”عدم السماح بإسقاط العهد”، وهو الموقف الذي ووجه باعتراض شديد من المتظاهرين الذين لم يوفروا نصرالله ونوابه وحزبه من الهتافات، محملينهم المسؤولية عن الأزمة التي وصل إليها لبنان، مهددين بأن” الشعب يتجه لإسقاط كل المحرمات وقلب الطاولة على رؤوس الجميع”، كما أعلنوا في تظاهراتهم.

وفيما يترقب الجميع موقف الرئيس الحريري بعد انتهاء المهلة التي أعلنها، كشف مكتبه الإعلامي عن سلسلة من “الاتصالات والاجتماعات المكثفة التي يشهدها بيت الوسط، اليوم (امس) للتشاور مع مختلف القوى، وبعد الكلمة التي وجهها إلى اللبنانيين بالأمس (اول من امس)، التقى الحريري على التوالي كلا من وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، ووزير المال علي حسن خليل، والنائب نقولا صحناوي”.

وبحسب تغريدة على حسابه عبر “تويتر”، أشار الحريري إلى “أن بيت الوسط خلية نحل، حيث عقد اجتماعات داخلية وأخرى تقنية واتصالات ولقاءات بعيدا عن الاعلام”.

وتحدثت المعلومات عن أن” الحريري شرع بعقد جلسات عمل لاعداد سلة قرارات انقاذية تحاكي الوضع المالي والاقتصادي والمطالب الشعبية”، وتهدف القرارات بحسب مصادر مقربة من رئيس الحكومة إلى استقرار الوضع وتعزيز الحماية الاجتماعية وتقديمات لذوي الدخل المحدود، وخفض خدمة الدين وتصفير العجز وستكون مساهمة أساسية للقطاع المصرفي في هذا المجال العام المقبل، والغاء كل الضرائب والرسوم التي جرى الحديث عنها قبل التحركات الشعبية، واقتراحات للحد من الفساد في مختلف المجالات وادارات الدولة، وتأمين الكهرباء في العام المقبل، وتسريع تنفيذ مشاريع “سيدر”.

ووفقا للمصادر، فإن” هذه المبادرة مطلوب القبول بها كما هي والبدء فوراً بتطبيقها”.

وكان الحريري قال في كلمة له مساء الجمعة، إن: “المهم كيف سنعالج هذا الوضع ونقدِّم للشعب الحلول، مع العلم أنّ هذا الوجع انفجر في الشارع لكني احاول منذ ثلاث سنوات أن أقدِّم حلولًا له”.

ولفت، الى اننا”اتفقنا مع كل الشركاء في الوطن على الاصلاحات التي لا حل من دونها، وأخذت هذا الاتفاق الى اشقائنا واصدقائنا في المجتمع الدولي”.

وأضاف أنّ: “الأصدقاء وافقوا على الالتزام بـ11 مليار للبنان مقابل الاصلاحات التي التزمنا بها، وهذا باختصار مؤتمر “سيدر” وأي أحد لم يطرح حلاً آخر، ولكن لم يبقَ فركوشة (عرقلة) لم توضع في وجهي”.

ولفت إلى أنّ “هناك من وضع العراقيل أمامي منذ تشكيل الحكومة، وتم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح، وكثر ينتظرون أن يبلّوا يدهم بسعد الحريري وحتى منهم من بدأ بإرسال زعرانه الينا”.

وفي تعليقه على الوضع القائم، قال رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، إن: “الأزمة التي يشهدها لبنان تأتي بسبب سيطرة “حزب الله” على البلاد”، مشيراً إلى أن “القبضة القوية التي يمارسها الحزب على الحكومة اللبنانية، أدت إلى الإخلال بالدستور واتفاق الطائف”، وأضاف: “الاقتصاد اللبناني شهد تدهوراً كبيراً منذ 2011 وزيادة في نفوذ “حزب الله” في مفاصل الدولة اللبنانية، لذلك هناك حالة من الاستياء في الشارع من النخبة السياسية بسبب سوء إدارة الدولة اقتصادياً وسياسياً”. ورأى أن “ما يحدث طبيعي ونتيجة قبضة “حزب الله” على لبنان”.

وأضاف: “اللبنانيون بحاجة لدور قوي يقوم به رئيس الجمهورية”، معتبرا ان “الرئيس عون لم يتصرّف كرئيس لكل اللبنانيين، بل كرئيس لفئة منهم”.

وأشار الى ان “باسيل مسؤول إلى حد بعيد عن الخلل في التوازن الداخلي في لبنان”.

وفيما فتح الحزب التقدمي الاشتراكي معركة إسقاط العهد بوضوح من خلال الاعتصامات التي نفذها في مناطق سيطرته، أشار رئيسه وليد جنبلاط إلى أن “الرئيس سعد الحريري توجه للجميع والى الآخرين، واعتقد انه يجب تعديل التسوية لان الظروف السياسية المحيطة كبيرة جدا تغيّرت”.

وقال: “توجّه الحريري إلى حزب الله في خطابه وإلى سائر الفرقاء وكلامه، يعني: هل لا تزال التسوية قائمة”؟

واضاف: “يجب تعديل التسوية، وما نشهده هو 7 أيار (مايو) اقتصادي، ونحن غير مرغوب فينا من بعض الناس والقرارات الاساسية ليست بيدنا، والوزير جبران باسيل ومن وراءه لا يريدونا في الحكم”. وقال: “اتصل بي رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، وقلت له نحن في نفس السفينة مع الحريري”، لافتاً الى انه “خلال 72 ساعة لن يتغير شيء”.

وأشار الى “ان “حزب الله” والتيار (الوطني الحر) لم يساندا الرئيس الحريري لا في الكهرباء ولا الـ”tva” على الكماليات، ولا في التهرب الضريبي، ولا حتى في الأملاك البحرية”.

وأكد ان “باسيل، وخلافاً للأعراف هو الحاكم الفعلي، وأفضّل أن أعارض وليس لدي أدنى فكرة عن قرارات الحريري، ولا أحسده على موقفه، وبما لديه ظروف قد تمكنه من تحسين موقعه في التسوية وتحصيل مكتسبات”.

كما غرد جنبلاط على صفحته على “تويتر”، قائلا “أيا كانت ملاحظات الحراك المدني تجاهنا، فعلينا ان نقبلها بكل رحابة صبر، ودعوتهم الى الحوار حول الورقة الاقتصادية التي قدمها الحزب الاشتراكي التي فيها مقترحات واضحة بعيدة عن تحميل الناس ضرائب اضافية”.

وفي الإطار، أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله أن “ثورة الشارع العابرة للطوائف والمذاهب، شكلت أصدق تعبير عن عمق مأزق النظام الطائفي، وأهمية العبور إلى الدولة المدنية”.

أضاف على حسابه عبر “تويتر” الحل برئيس جمهورية جديد، وحكومة أكثرية مصغرة ومتخصصة”.

في المقابل، نبهت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر الى ان “الحركة المطلبية تتعرض لإستغلال لحرفها عن أهدافها من جانب طرفين أساسيين في الحكومة اللبنانية، هما حزب “القوات اللبنانية”، والحزب التقدمي الإشتراكي اللذان يتمسكان بالسلطة لتحقيق مكاسب خاصة بهم، وقد عمدا إلى ركوب موجة المعارضة، بل الإيحاء بقيادتها فيما هما أكثر من عرقل عمل الحكومة بمواقفهم وفسادهم السياسي والمالي” .

وقالت: “نذكّر الرأي العام أن هؤلاء كانوا ميليشيا ترهيب وتشبيح أثناء الحرب وهم اليوم ميليشيا بلباس مدنية، فمن أين لهم ثرواتهم وقصورهم ونسأل أكثر عن التمويل الخطير الذي يتلقونه من الخارج وننبه اللبنانيين إلى أن هؤلاء مخربون بطبعهم والطبع يغلب التطبع ويكفي مشاهدة ما قاموا به من أعمال تخريبية في اليومين الماضيين”.

في المقابل، أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “كل بيانات “القوات” تظهر أننا شبه مستقيلون، وجل ما فيه أننا ننتظر وقتاً قليلاً للخروج سوياً مع “الاشتراكي” والرئيس سعد الحريري”.

ولفت إلى أن “لا مشكلة لدينا من تمهل الحريري، لكننا نرى أن لا نوى من هذه الحكومة”، مشيرا الى ان “أكثر شخص ساهم وللأسف بتشويش الوضع السياسي في البلد هو الوزير جبران باسيل”.

وسأل جعجع: “باسيل لديه أكبر تكتل نيابي وتكتل وزاري فمن الذي يمنعه من العمل وتحقيق الإصلاحات؟ هو مصرّ على الممارسات عينها التي أوصلت إلى هذه الحالة، والحلّ يكون باستقالة الحكومة وتشكيل الحريري حكومة” جديدة.

واعتبر أن “أكبر مزاريب الهدر والفساد يكمن في قطاع الكهرباء وبيد من كانت طوال 10 سنوات، ولا يزال الوزير باسيل يقول إنه لم يُسمح له بالعمل فمن لم يدعه يعمل”؟

واضاف: “ليس كل من يعارض فكرة أو موضوع هو ضد “العهد”، وهل كل الناس الذين في الشارع هم كلهم ضدّ العهد، أو أنهم طابور خامس، هذا الكلام ليس صحيحاً ويثبت ما سبق وقلناه”.

أما رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الحميّل، فقال في مداخلة مع احدى محطات التلفزة اللبنانية أن:” الناس قالوا كلمتهم في الشارع، ونحن كمعارضة الى جانب الناس انما لن نسيّس التحرك، فالتحرك ملك الشعب، ولن يكون هناك اي تحركات منظمة من قبلنا”.

واضاف: “الحكومة جاءت نتيجة تسوية ساسية تم الاتفاق عليها منذ اربع سنوات، وأدت الى تفاقم الازمة الاقتصادية بحيث زاد الدين العام لان السلطة هي سلطة محاصصة ومتاجرة بحياة الناس”.

ودعت قيادة الجيش “جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرةً بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير بشكلٍ سلميّ وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة”.

وإذ أكدت قيادة الجيش في بيانٍ لها، “تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقّة”، دعتهم إلى “التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين”. وامس، سقط قتيل على طريق المطار بعد إشكال فردي بين احد المواطنين وعدد من المتظاهرين، وجرى اطلاق نار ادى الى اصابة حسين العطار، ما ادى الى مقتله على الفور.

وكان استشهد الشاب يوسف الحسن، متأثرًا بجراحه، من جرّاء إطلاق نار حصل في إحدى تظاهرات طرابلس، بعدما أطلق عدد من مرافقي النائب السابق مصباح الاحدب النار على المتظاهرين، ولاحقًا ألقى الجيش القبض على أحد مرافقي الأحدب.

وعكر صفو التظاهرات الحاشدة التي شهدتها ساحة رياض الصلح مساء الجمعة، إقدام عدد من المندسين على سرقة عدد من المحال التجارية في وسط بيروت، إضافة إلى خلع وتكسير عدد من المحال الأخرى ومصرفين، حيث قدرت الخسائر بملايين الليرات اللبنانية.

ونشرت قوى الأمن الداخلي على حسابها عبر “تويتر”، فيديو يظهر “حجم الدمار الذي لحق بالمحال التجارية والشوارع في وسط بيروت”، وذلك إثر أعمال الشغب ليل الجمعة.

وفيما تم توقيف نحو خمسين شخصاً من المتسببين بأعمال الشغب، غردت وزيرة الداخلية ريا الحسن على “تويتر”، قائلة: “اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز الذي أبلغني أن معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقاً للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية حول إقدامهم عمدا على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة”.

وقد حاول مواطن إحراق نفسه أمام ثكنة الحلو، مطالبا بالافراج عن ابنه الذي تم توقيفه من قبل القوى الأمنية بسبب التظاهرات.

ولاحقاً، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، على “تويتر” أنه “بناء لإشارة القضاء المختص تم الافراج عن جميع الموقوفين، باستثناء شخصَيْن أحدهما بحقه قرار جزائي (غرامة مالية) والتحقيق مع الآخر للإشتباه به بجرم مخدرات”.

وفي مدينة صور، عمد عدد من المتظاهرين على إضرام النار في استراحة صور التابعة لعقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وانتشر فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي يظهر لحظة قيام مناصري حركة “أمل” بالاعتداء على متظاهرين سلميين في دوار أبو ديب داخل مدينة صور، وقاموا بإطلاق الرصاص بالهواء، ما أدى إلى سقوط جرحى.

واستنكرت “القوات اللبنانية” ظهور بعض المسلحين في بعض المناطق اللبنانية وتعرّضهم للمتظاهرين.

وفي بيان لدائرتها الإعلامية، طالب الحزب “المسؤولين السياسيين المعنيين والمؤسسات القضائية والأمنية المعنية بحفظ الأمن وسلامة اللبنانيين على كل الاراضي اللبنانية”. وقال: “هذا أقل المطلوب من سلطة تدعي أنها بصدد الإصلاح”.

 

مظاهرات تعم لبنان وشعارات موحدة ضد السلطة

بيروت: كارولين عاكوم/19 تشرين الأول 2019

لم يتغير المشهد في شوارع لبنان بين مساء الخميس وطوال يوم الجمعة، حيث عمت الاحتجاجات الشعبية مختلف المناطق، وأقفلت الطرقات، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وفرض الضرائب الإضافية. من بيروت إلى الشمال والجنوب والبقاع، كانت صرخة شبه موحدة من المواطنين اللبنانيين الذين نزلوا على اختلاف انتماءاتهم وأعمارهم، في مشهد يكاد يختلف عن كل الاحتجاجات السابقة التي شهدها لبنان، لجهة بعدها عن أي مراجع سياسية، وشمولها مختلف المناطق، حتى تلك المحسوبة على الثنائي الشيعي، كما وحدة الشعارات المرفوعة، قبل أن يدعو «الحزب التقدمي الاشتراكي» وحزب «القوات اللبنانية»، المشاركان في الحكومة، مناصريهما للانضمام إلى التحركات. وتم الالتزام بإقفال المدارس والمصارف في مختلف المناطق، تنفيذاً لقرار وزير التربية أكرم شهيب وجمعية المصارف، وقد بدت حركة السير خفيفة جداً على الطرقات العامة والرئيسية. وفيما تميزت التحركات طوال ساعات النهار بالهدوء إلى حد ما، انفجر الوضع بعد دقائق من كلمة رئيس «التيار الوطني الحر»، وزير الخارجية جبران باسيل، التي لم تلقَ تجاوباً من المتظاهرين، حيث سجلت مواجهات بين القوى الأمنية والمحتجين الذين ألقوا المفرقعات النارية في ساحة رياض الصلح، بوسط بيروت. وبدت ساحة رياض الصلح ساحة حرب ليلة أمس وسط كر وفر بين مئات المحتجين وقوات الأمن. وطغت شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام» و«كلن يعني كلن» (جميعهم يعني جميعهم) على المظاهرات التي عمت المناطق اللبنانية ووصلت إلى مقر رئاسة الحكومة، في وسط بيروت، أمس. وكان لمكاتب نواب محسوبين على «حزب الله» وحركة «أمل»، بينهم رئيس كتلة «حزب الله» محمد رعد، إضافة إلى نواب الحركة ياسين جابر وهاني قبيسي وعلي بزي، حصة من الاحتجاجات، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تكسير لوحات أمام مكاتبهم. كما تم بث فيديوهات لإحراق صور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وفيما كان يسجل تزايد في أعداد المشاركين مع ساعات النهار، كان المحتجون يعمدون إلى إقفال الطرقات بالإطارات المشتعلة، مع محاولات مستمرة للقوى الأمنية لفتح بعض المسارب، تسهيلاً لمرور السيارات. وظهراً، أعلنت قوى الأمن الداخلي أن عدد الإصابات في صفوف عناصرها وصل إلى 60، وقالت في بيان: «مع حرصنا وإيماننا بحرية التعبير، فإننا لن نقبل بالاعتداء على عناصر قوى الأمن، وعلى الأملاك العامة والخاصة»، ونبهت إلى أن «كل مخل بالأمن، وكل شخص تبين أنه اعتدى على الأملاك العامة والخاصة، وعلى عناصر قوى الأمن، سيتم توقيفه وفقاً للقانون». وطلبت قوى الأمن من المواطنين التظاهر برقي، وعدم اللجوء إلى الفوضى والعنف.

وفي طرابلس، توتر الوضع مساء على خلفية قيام مناصرين لنائب سابق بإطلاق النار عشوائياً على المتظاهرين في ساحة النور، ما أدى إلى سقوط قتيل وستة جرحى. ويعد وزير الداخلية السابق زياد بارود أن انتفاضة الشارع التي انفجرت الخميس، بعد فرض الرسوم على المكالمات الصوتية عبر الإنترنت، ليست إلا نتيجة تراكمات عاشها اللبناني في السنوات الأخيرة، وتحديداً الانكماش الاقتصادي، وتداعياته التي وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة. وبالتالي، كان من الطبيعي أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الغضب. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «غضب الناس بات مبرراً وهم الذين منحوا السلطة فرصة أولى في الانتخابات، وثانية عند تشكيل الحكومة، آملين أن تقدم لهم شيئاً من تدابير وإجراءات جدية ما، فإذا بها لا ترى الإصلاحات إلا في الضرائب التي تمس جيوب الفقراء». ويضيف: «قد يكون الوضع بحاجة إلى تدابير غير شعبية، إنما ليس ضرائب بالشكل التي تم طرحها، في حين كان هناك خيارات أخرى بإمكان السلطة اللجوء إليها، كرفع السرية المصرفية، واستعادة الأموال المنهوبة، وخفض رواتب الوزراء والنواب، لكنها لم تقدم على أي خطوة منها».

ومع رؤيته أن هذه المظاهرات تختلف عن كل ما سبقها من تحركات في لبنان، وإن تشابهت إلى حد ما مع تلك التي نظمت في عام 2005، على خلفية أزمة النفايات، يرى أنها ستدخل لبنان في مرحلة جديدة، مبدياً خشيته في الوقت عينه من أن تصطدم ببعض التدخلات من الأطراف السياسية المنظمة، على غرار عام 2005، في ظل وجود شارع مقابل شارع في لبنان، وحيث للطبقة التقليدية السياسية جمهورها أيضاً.

وكانت المظاهرات التي بدأت مساء الخميس قد استمرت طوال الليل، حيث رافقها قطع طرقات بالإطارات المشتعلة.

وقبل ظهر أمس، قطع المحتجون كل الطرق المؤدية إلى المطار بشكل تام، ومن كل الجهات، مع تسجيل انتشار كثيف للقوى الأمنية والجيش. وقد عمد المحتجون إلى حرق إطارات بأعداد كبيرة. كما قاموا بإحراق الأخشاب وأغصان الأشجار، وطالبوا بتفتيش السيارات ذات الشبابيك الداكنة التي قد تدخل إلى المطار. وسادت الطريق حالة من الهرج والمرج، في ظل محاولة القوى الأمنية تهدئة الأوضاع. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الجيش اللبناني منع بعض الأشخاص الذين حاولوا اجتياز الطريق بواسطة الدراجات النارية من الدخول إلى المطار، كما حاولت عناصر الجيش اللبناني، ضباطا وأفراداً، التحدث إلى المحتجين الذين كانوا يشكون أوضاعهم الاقتصادية، ويطالبون بعدم السماح لأي مسؤول بالسفر إلى خارج لبنان.

وفي وسط بيروت، حيث كان العدد الأكبر من المحتجين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، تم إقفال «جسر الرينغ» بالأتربة، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وفرض الضرائب. كما توجه المحتجون إلى مصرف لبنان، في شارع الحمرا، تتقدمهم مسيرة من الدراجات النارية، مرددين هتافات تدعو إلى «إسقاط النظام».

وفي منطقة الجبل، انضم أبناء المنطقة إلى الحركة الاحتجاجية، بناء على دعوة رئيس «الحزب الاشتراكي»، النائب السابق وليد جنبلاط، الذي صوب على «العهد»، ووزير الخارجية جبران باسيل، من دون أن يسميه، قائلاً إن «العهد يحاول من خلال رجله القوي أن يرمي المسؤولية على الغير، وهو الذي عطل كل المبادرات الإصلاحية الممكنة، وحرض عليها مستخدماً كل الوسائل». وأضاف: «إلى الرفاق والمناصرين، أدعو إلى التحرك الهادئ السلمي ضد هذا العهد الذي خرب كل شيء، واستأثر بكل شيء. نتحرك في مناطقنا لعدم خلق حساسيات». ولفت أمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ظافر ناصر، إلى تنظيم تحركات ستبدأ بعد ظهر اليوم في مختلف المناطق اللبنانية «نتيجة الفشل الذريع للعهد بتحقيق الإصلاحات الموعودة»، من دون أن يستبعد إمكانية الوصول «في نهاية المطاف، إلى حكومة من لون واحد، وتشكيل معارضة في الخارج، وإذا أراد الفريق الآخر أن يحكم فليحكم».

وبدوره، دعا رئيس حزب «الكتائب»، النائب سامي الجميل، اللبنانيين إلى «النزول إلى الشارع بطريقة سلمية، للمطالبة أولاً باستقالة فورية من جانب هذه الحكومة، حكومة المحاصصة والتسوية، وبتشكيل حكومة حيادية من الاختصاصيين تناط بها مهمتان: أولاهما إنقاذ الوضع الاقتصادي من الهريان، وثانيتهما إنقاذ الوضع الاجتماعي والمعيشي، والسير بالإصلاحات التي لا تطال الناس، بل منظومة الهدر والفساد الموجودة في الدولة». ودعا رئيس «الكتائب» الناس إلى «المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لإعطاء فرصة للناس ليحاسبوا (الطبقة السياسية)، نتيجة الغش الذي تعرضوا له من جانب الذين تاجروا بأصواتهم من أجل طموحاتهم ومصالحهم الشخصية». وبعد الظهر، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، المحازبين والمناصرين للمشاركة في التحركات الشعبية الجارية «وفق منطق وأجواء هذه التحركات، أي من دون شعارات وأعلام حزبية»، وأكد أنه «لا يمكن لهذه الأزمة أن تنتهي سوى بمجموعة متغيرات جذرية، تبدأ باستقالة هذه الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة، بعيدة كل البعد عن الطاقم السياسي الحالي». وكان للجنوب حصة من الاحتجاجات، حيث شهدت مدينة النبطية ومحيطها تحركات احتجاجية، وغطت سحب من الدخان الأسود الكثيف معظم القرى والبلدات المحيطة بالمدينة، نتيجة الإطارات المشتعلة. وفي صور، أقفل الشارع العام عند بداية بلدة صريفا - قضاء صور، مما منع المواطنين من الوصول إلى قرى قضاء بنت جبيل. وهتف المتظاهرون مطالبين بإسقاط الحكومة، وتسلم السلطة من قبل الجيش اللبناني. ولم يختلف المشهد في إقليم الخروب، حيث أدى المحتجون صلاة الجمعة في وسط الأوتوستراد في الجية. وفي الشمال، قطعت كل الطرق التي تربط بين نقطة المدفون وطرابلس في نقاط عدة في البترون.

 

حفيدة الإمام موسى الصدر: روايات حرق صورة جدي ليست صحيحة

بيروت- “السياسة” /19 تشرين الأول 2019

 شاركت حفيدة الإمام موسى الصدر، صبا الصدر في تظاهرات ساحة الشهداء في بيروت. ووجهت صبا الصدر رسالة إلى المتظاهرين في الجنوب عبر “فيسبوك”، وقالت: “إن الروايات عن حرق صورة جدي أو تمزيقها ليست صحيحة، وبكل الأحوال، لا تهاجموا أي شخص بسبب صورة لجدي”. وأضافت “إن تسبّب صورة واحدة باشتباكات بين المتظاهرين أمرٌ سيئ جداً ومرفوض… نحن شعب واحد، عدونا المشترك يريد منا القتال، لا تتعاركوا، علينا الاحتجاج كأمة واحدة!”.

 

خلف الحبتور للبنانيين: خطاب نصر الله مليء بالأكاذيب

بيروت ـ”السياسة”/19 تشرين الأول 2019

علّق المستثمر الاماراتي خلف أحمد الحبتور على كلام أمين عام “حزب الله”، قائلاً:”سمعت كلام حسن نصرالله عن الانتفاضة الشعبية واستهزائه بالشعب الثائر على الفقر والفساد، ومحاولة إنقاذ حكومته التي تسببت بكل الخراب بحجة انه لن يكون بالإمكان تشكيل حكومة جديدة”. وتابع:” هدفه هو حماية حكومته وسلطته غير عابئ بمعاناة شعب لبنان العزيز”. وأضاف:”خطاب نصرالله مليء بالكذب والمحاولات الضعيفة، محاولة منه لإنقاذ حكومته وحماية سيطرته على لبنان وقراره، أرجو من اللبنانيين عدم الإنصات لكلامهم، والاستمرار بانتفاضتهم ضد الظلم وتحرير لبنان واستعادة القرار والكرامة”.

 

لبنانيو الخارج… يثورون

عواصم- وكالات”/19 تشرين الأول 2019

 كما في لبنان، ثار لبنانيو الخارج رفضاً للأوضاع الاقتصادية المتردية في بلدهم، واحتجاجاً على فرض الضرائب. وتظاهر عددٌ من اللّبنانيّين في لندن تضامناً مع الاعتصامات في لبنان، وهتفوا: “الشّعب يريد إسقاط النظام”. كما تظاهر عدد من اللبنانيين أمام القنصلية اللبنانية في مونتريال بكندا، تضامناً مع اللبنانيين الذين افترشوا الساحات في لبنان. وطالب المتظاهرون من امام القنصلية، باستقالة الحكومة، كما علت الهتافات المطالبة بإسقاط النظام.

 

جعجع: تكتل الجمهورية القوية قرر الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة وتأكيد مطلبنا بحكومة جديدة بعيدة عن الأكثرية الحكومية الحالية

وطنية - الأحد 20 تشرين الأول 2019

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع الإقتصادي المالي المعيشي المتفاقم. أضف إلى ذلك مجموعة الأزمات المعيشية التي شهدناها في الأيام والأسابيع الأخيرة. من هذا المنطلق قرر تكتل "الجمهورية القوية" الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة، والتأكيد أن مطلبنا بتشكيل حكومة جديدة فعلا، بعيدة كل البعد عن الأكثرية الحكومية الحالية". كلام جعجع جاء عقب اجتماع مطول دام قرابة الـ6 ساعات عقده تكتل "الجمهورية القوية" برئاسته في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، وزير العمل كميل أبو سليمان، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، وزيرة التنمية الإدارية مي الشدياق، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، والنواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، وهبي قاطيشا، فادي سعد، جوزيف اسحق، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، زياد حواط وأنيس نصار، الوزراء السابقين: ملحم الرياشي، طوني كرم وجو سركيس، النواب السابقين: أنطوان زهرا، إيلي كيروز وجوزيف المعلوف، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، رئيس جهاز الإعلام شارل جبور وعضو الهيئة التنفيذية إيلي براغيد.

وعقب الاجتماع تلا جعجع بيانا باسم التكتل قال فيه: "لأن الثورة الاجتماعية التي تشهدها البلاد غير المسبوقة في تاريخ لبنان، ولأن الناس فقدت ثقتها بالحكومة وقدرتها على انقاذ الواقع المأساوي في لبنان، ولأن الناس الموجودة في الشارع لا تنتمي إلى طائفة أو حزب أو تيار أو فئة، بل تجسد كل لبنان وتجسد تطلعات جميع اللبنانيين، ولأن القوات حذرت مرارا وتكرارا من التدهور الذي تنزلق إليه البلاد، ولأننا وجدنا أن معظم مكونات الحكومة تريد الترقيع والمسكنات، وليس لديها نية بالإصلاح الجدي والجذري، ولأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تستوجب خطوات استثنائية وفورية، من هذا المنطلق عقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعا حضره وزراء ونواب وأعضاء الهيئة التنفيذية للحزب وصدر بنتيجته البيان الآتي:

أولا: منذ تشكيل الحكومة ركز وزراء "القوات" على ضرورة اعطاء الأولوية لمعالجة الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية بمقاربات قائمة على مبادئ الشفافية وبناء المؤسسات وإيجاد الحلول العملية والفورية لإخراج البلاد من ازمتها، الأمرالذي لم يحصل.

ثانيا، لقد كان حزب "القوات اللبنانية" الحزب الوحيد المشارك في الحكومة الذي صوت ضد مشروع موازنة 2019 لعدم تضمنها أو تلازمها مع الإصلاحات المطلوبة.

ثالثا، بالتوازي مع مناقشة مشروع موازنة الـ2019، تم الإتفاق المبدئي على سلسلة اجراءات وإصلاحات لتتخذ ويبدأ تنفيذها قبل إقرار موازنة الـ2020، الأمر الذي لم يحصل أيضا.

رابعا، عند مناقشة موازنة الـ2020، طالبنا بسلة إصلاحات موازية عملية وفورية، وبالرغم من تشكيل لجنة وزارية لدرسها بناء على طلبنا، وبالرغم من المناقشات التي حصلت في هذه اللجنة، لم نلمس جدية كافية لمعالجة الأمور، تتلاءم مع خطورة الأوضاع القائمة.

خامسا، على ضوء كل ذلك، توصلنا إلى قناعة بأن هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المالي المعيشي المتفاقم. أضف إلى ذلك مجموعة الأزمات المعيشية التي شهدناها في الأيام والأسابيع الأخيرة. من هذا المنطلق قرر تكتل "الجمهورية القوية" الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة، والتأكيد أن مطلبنا بتشكيل حكومة جديدة فعلا، بعيدة كل البعد عن الأكثرية الحكومية الحالية.

سادسا، إن "القوات اللبنانية" حريصة كل الحرص على الاستقرار، وهي بالمناسبة تحيي الجيش اللبناني على الدور الحضاري والفعال الذي لعبه في الحفاظ على حرية التظاهر وأمن المتظاهرين من جهة، وعلى الأملاك العامة والخاصة من جهة أخرى.

سابعا، يشيد تكتل "الجمهورية القوية" بجهود وزرائه وممارساتهم الحكومية التي أصبحت مثالا يحتذى به عند التطرق إلى العمل الحكومي".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/10/2019

وطنية/السبت 19 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من مع من، ومن ضد من؟، المحتجون في الشارع معظمهم بريء بنياته في التعبير عن الضيق المعيشي، لكن في صفوفهم مندسون يحاولون التخريب، أولم تبدأ الاحتجاجات في بعض البلدان العربية، مطلبية وسلمية، ثم تحولت إلى عنفية وعسكرية وأدت إلى القتل والتهجير؟. وهنا ثمة سؤال: لماذا لا يكون التعبير الديمقراطي كالذي يجري في اليابان، فلا قطع للشوارع ولا حرق للدواليب ولا اعتداء على المحال والممتلكات.

الحركة الاحتجاجية أعطت ثمارها ورسالتها إلى المسؤولين، بضرورة تصويب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الواقع يقول أن لا تغيير للعهد ولا للحكومة، وإن الممكن هو التجاوب مع الرئيس الحريري، في إقرار خطته الإنقاذية الإقتصادية، في الإصلاحات السريعة، وفي إنجاز الموازنة في جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء، قد تعقد غدا، ويكلف فيها الجيش بضبط الأمن الذي تفلت مرارا بواسطة حركة الدراجات النارية، والذي انتقل في بعض الأحيان من الطروحات المطلبية، إلى الشتائم والسباب ونزع صور الشخصيات بما تمثل لشرائح شعبية واسعة.

باختصار الحركة الاحتجاجية الشعبية نجحت في إيصال الرسالة، والعمل الآن منصب على خطوات إنقاذية في الساعات القليلة المقبلة.

الرئيس عون أكد أمام زواره أنه سيكون حل مطمئن للأزمة الراهنة. فيما الرئيس الحريري عقد سلسلة مشاورات وطرح ورقته الانقاذية، وهو ينتظر أجوبة الفرقاء السياسيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

"الشعب يريد"، وهذا حق لا نقاش فيه، ولكن هناك أيضا من أراد بعقلية سوداء أن يحرف مسار التحركات الشعبية عن سكتها الصحيحة بهدف تحقيق أجنداته، مرة عبر الاصطدام بالقوى الأمنية والجيش، وأخرى عبر الإساءة إلى قامات وطنية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وثالثة من خلال فبركة أخبار ودسها عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام.

ولأن هناك من عود اللبنانيين أن يختلق جنازة ليشبع لطما فيها، ذكرت حركة "أمل" بموقفها الثابت تصريحا وممارسة، بالانحياز الكامل لمطالب الناس ومنهم جمهور الحركة نفسه.

وفيما شكرت الحركة كل من تداعى للمشاركة في الوقفة التضامنية، استنكارا للتطاول على الإمام السيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري في صور، أكدت رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع المدينة، معلنة انها ستجري تحقيقا لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة، وهي تطالب الجهات الأمنية المختصة بممارسة دورها في حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون.

في وقت بدأت فيه ساعات مهلة الرئيس سعد الحريري الاثنتان والسبعون تتناقص، باشر رئيس الحكومة حراكا حيث بدا "بيت الوسط" اليوم كخلية نحل، وعقد الرئيس سعد الحريري لقاءات وزارية في إطار التشاور حول سبل معالجة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ووفق معلومات للـ NBN، فإنه بات عقد جلسة لملجس الوزراء غدا أمرا شبه محسوم، لعرض صيغة تتضمن العديد من البنود الإصلاحية.

وعلمت الـ NBN ان وزير المال علي حسن خليل بحث خلال اللقاء مع الرئيس الحريري، إنجاز الموازنة بدون أي ضريبة أو رسم جديد، وإلغاء كل المشاريع المقدمة بهذا الخصوص من أي طرف، وإقرار خطوات إصلاحية جدية مع مساهمة من القطاع المصرفي وغيره بما لا يطال الناس بأي شكل ولا يحملهم أية ضريبة مهما كانت صغيرة.

تزامنا، أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عدم تأييد الحزب استقالة الحكومة الحالية، لأن ذلك سيعني ألا حكومة قريبا، داعيا إلى أن تستمر، ولكن بروح ومنهجية جديدة وبأخذ العبرة مما جرى. وحذر من أن من يهرب من المسؤولية يجب أن يحاكم.

السيد نصرالله انتقد تنصل البعض من المسؤولية، وخصوصا أنهم كانوا في السلطة في العهود الماضية ويحاولون اليوم ركوب موجة اعتراض الناس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها المسؤولية، بل الحكمة، بل الوطنية الحقيقية. هكذا تحمى الاوطان، وتبنى بالصراحة والمصارحة.

نحن لن نتخلى عن شعبنا ولن نتخلى عن بلدنا، قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اربعين الامام الحسين عليه السلام من بعلبك. وهو الصادق في كل الميادين، بشهادة الأعداء قبل المحبين: لن نسمح باغراق هذا البلد أو احراقه، ونحن الذين قدمنا آلاف الشهداء والجرحى دفاعا عن كرامة شعبنا، قال السيد، ولن نسمح لأحد أن يدفع به إلى الهلاك.

هي الثابتة التي انطلق منها، ليؤكد أن الوضع الاقتصادي والمالي ليس وليد العهد الجديد ولا الحكومة الحالية، بل نتيجة تراكم عشرات السنين، وعلى الجميع تحمل المسؤولية.

مسؤولية رأى السيد نصرالله أنه من المعيب على أحد أن يتنصل منها، وخصوصا أولئك الذين شاركوا في كل الحكومات السابقة ويريدون الآن ان يركبوا موجة الناس، فمن يهرب من تحمل المسؤولية يجب أن يحاكم، أكد الأمين العام ل"حزب الله".

وللمتظاهرين أبدى السيد كل احترام وتفهم لحركتهم العفوية والصادقة، وتقدير لصرختهم المعبرة عن الوجع، والعابرة لكل الطوائف والمناطق. فالرسالة وصلت إلى المسؤولين جميعا، قال السيد، والنصيحة: التنبه من الشغب والاساءات التي لا تشبه اخلاق اللبنانيين، وممن يريد استغلال التحرك من سياسيين مطالبين باسقاط العهد، فالعهد لن يسقط، أكد السيد نصرالله، وهذه الشعارات مضيعة للوقت.

نحن ضد اسقاط الحكومة، صارح السيد اللبنانيين، والأسباب أن أي تشكيلة بديلة ستكون من الطبقة نفسها، والفرق أننا سنخسر المزيد من الوقت. والمطلوب التعاون والتضامن بين مكونات الحكومة، والبحث عن الايرادات بعيدا عن جيوب الفقراء، فليس صحيحا أن الخيار الوحيد لمنع الانهيار فرض الضرائب على الفقراء. فالبدائل كثيرة، قال السيد، وهي تحتاج إلى شجاعة وجرأة وحزم.

جرأة الشارع وحماسته على حالها، والمتظاهرون في مختلف المناطق يترقبون المساعي السياسية، التي قال رئيس الحكومة سعد الحريري إنه على تواصل مع مختلف الأفرقاء في الحكومة لعرض ورقة اصلاحية أو انقاذية أعدها، والعين على جلسة حكومية قريبة إن مشت المشاورات بطريقتها الايجابية، ورئيس الجمهورية متفائل بحلول منطقية سترضي اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد إطلالة الرئيس الحريري أمس وتوجيهه مهلة- انذارا لشركائه الألداء في السياسة والحكومة، حددها بإثنتين وسبعين ساعة، إما تنجح الحكومة أم أرحل، توقع المتظاهرون خصوصا واللبنانيون عموما، إطلالة مهيبة لرئيس الدولة يطمئن فيها الخائفين على الجمهورية والمتربصين بها في آن معا.

إلا ان الاطلالة كانت للسيد حسن نصرالله، استخدم فيها التورية حينا والكلام التهديدي المباشر حينا آخر: أما التورية فاستخدمها مع المتظاهرين الغاضبين، فاستهل كلامه بداية بالتعاطف مع مطالبهم، ومن ثم رفع النبرة قائلا لهم: تظاهروا ما شئتم لكن لا تلجأوا إلى التخريب، من ثم أفرغ ما يقومون به من مضمونه عندما طمأنهم بأن الحكومة لن تسقط مهما فعلتم، لأن آلية إسقاطها في يدي وساعتها لم تأت بعد.

أما الكلام التهديدي المباشر، فوجهه إلى الخصوم الذين يتشارك معهم الحكومة، فأنبهم واتهمهم بركوب موجة الشعبوية إذ هددوا بالاستقالة، ولوح لهم بسيف المحاسبة. والسيد كان يتوجه عمليا إلى وليد جنبلاط وسمير جعجع، الأول كي يتراجع إذا راودته فكرة الاستقالة، والثاني كي يقدم عليها الآن قبل الغد، إن كان لا يزال مترددا.

الرئيس الحريري بدا في خطاب السيد حسن، وكأنه سيكون في إقامة جبرية في موقعه كرئيس للحكومة لأنه الأفضل، و قد أوحى السيد بأن الرجل هو في مصاف الرئيس عون والوزير باسيل والنائب فرنجية، أي انه وفي وأهل للثقة ويكمل الغطاء الذي يحتاجه الحزب الآن، ولهذه الأسباب لا ضرورة لتطيير الحكومة، مؤكدا بأن في قدرتها حل الأزمة إذا تبنت مشروع "حزب الله" للنهوض.

في المقابل، الناس على الأرض يواصلون انتفاضتهم بحماسة اليوم الأول، لكن مع توالي الأيام، فإن الهبوط إلى أرض الواقع أمر محتم، فالإضراب ليس غاية في ذاته، ما يوجب أن تكون للانتفاضة قيادة جماعية ومشروع انتقالي، وإلا فقدت وزنها وتحولت إلى وسيلة لتسريع التفكك الاقتصادي والمالي.

والأمل الآن، أن تستنسخ الانتفاضة النموذج التونسي والسوداني، حيث تمكنت الانتفاضتان هناك من الانتقال من مجرد صرخة للجائعين، إلى مشروع لإطعامهم ولإرساء قواعد الدولة الحديثة.

في الانتظار، الناس يفترشون ساحات الوطن، يواجهون بشجاعة استفزازات عصابات المتسلطين واعتداءاتهم، واستخفاف أهل الحكم في قدرتهم على التغيير.

توازيا، يعبىء رئيس الحكومة الساعات الإثنتين والسبعين، بسلسلة لقاءات واجتماعات مع المعنيين من شركائه في الحكومة وأهل الاختصاص، لإعداد مشروع نهوض يستلهم مطالب الناس، ما أمكن. فهل ينجح الحريري في الساعات القليلة المتبقية من المهلة، حيث فشل طول أعوام؟. لننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنها معركة عدادات سياسية وشعبية بين الشارع والسلطة والمعارضة: عداد الشارع سجل حتى الآن أكثر من ثمان وأربعين ساعة للناس على الأرض من دون انقطاع، منذ السابعة من مساء أول من أمس الخميس، والمؤشرات تدل على أن لا خروج من الشارع في القريب العاجل.

عداد السلطة الذي عيره الرئيس سعد الحريري على إثنتين وسبعين ساعة، بقي منها ثمان وأربعين، حتى السابعة من بعد غد الإثنين.

وبين العدادين، هناك محاولات لاحتساب النقاط لكل طرف من الأطراف: الشارع إلى الآن يتقدم في النقاط، الوتيرة ما زالت ناشطة منذ لحظة البداية وتوسعت لتشمل مناطق وقرى وبلدات لم يسمع اللبناني من قبل أنه جرت فيها أي حركة إحتجاجية، كما أن هناك مناطق كانت عصية على الإعتراض لكنها تشهد ما يمكن اعتباره انتفاضة، سواء في صور أو في النبطية أو في بريتال. فهل هو تبدل في المزاج الشعبي، أم أن هناك خلفيات أخرى؟. من المبكر الإجابة، لكن إذا كانت هناك من مفاجأة للشارع هذه المرة، فهي "المفاجأة الشيعية" إذا صح التعبير، فالشارع الشيعي كان الأكثر ضبطا وانضباطا منذ العام 2005، بعكس الشارعين المسيحي والسني، لكن يبدو أن الضبط والإنضباط يشهد بعض التبدل.

المفاجأة الثانية، ما أعلنه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بقوله: "نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية. فلتستمر هذه الحكومة ولكن بروح ومنهجية جديدة". وللمفارقة، فإن السيد نصرالله الذي أسقط الحكومة الأولى للرئيس الحريري حين استقال أحد عشر وزيرا منها في كانون الثاني 2011، يمنع سقوط الحكومة الثانية للرئيس الحريري، ما يعني أن هناك ثلاثية نضجت، ومؤلفة من "حزب الله"، الرئيس سعد الحريري، "التيار الوطني الحر".

أين الآخرون؟، الملاحظ أن الرئيس بري ليس من ضمن ال deal والتباعد ظهر على الأرض، وفي إشارة معبرة حيث أن تلفزيون NBN التابع لحركة "أمل" لم ينقل وقائع كلمة السيد نصرالله اليوم، أما "الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" فعبرا عن مطالبهما من خلال الإستمرار في الشارع.

أما الرئيس سعد الحريري الذي أعطى لنفسه إثنتين وسبعين ساعة، فقد كثف اجتماعاته اليوم والتقى وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ووزير المال علي حسن خليل. وعلم أن الورقة الإقتصادية التي يعدها خالية من الضرائب وتتحدث عن مساهمة المصارف. كما علم أن "حزب الله" وافق على هذه الورقة. "الإشتراكي" يجري مراجعة للورقة الإقتصادية، لكنه يبحث في شروط المرحلة المقبلة، علما أنه ما زال عند خط المطالبة باستقالة الحكومة.

في المقابل، مصادر مطلعة على مواقف الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل" سألت: لماذا انقلب جنبلاط على الحكومة؟. والانقلاب بحسب هذه المصادر سيرتد حتما سلبا على علاقة وليد جنبلاط مع طرفي الثنائي الشيعي. أما "التيار الوطني الحر"، فأوضحت مصادره أنه حصل على أفكار عامة وينتظر الصيغة النهائية.

في سياق المؤشرات، كان لافتا توصيف قيادة الجيش لما يجري، فقالت في بيان لها: "تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير بشكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وإذ تؤكد على تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".

ومنذ قليل غرد رئيس الجمهورية قائلا: سيكون هناك حل مطمئن للأزمة. في وقت تقول آخر المعلومات أننا بتنا أقرب إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء غدا، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.

في المحصلة، يبقى السؤال الكبير: بصرف النظر عن مهلة الرئيس الحريري وعن الورقة الإقتصادية، وعن موافقة هذا الطرف وإعتراض ذلك الطرف، ماذا عن الشارع؟، ماذا يخرج أو من يخرج الناس من الشارع؟، سقف الناس بات أعلى بكثير مما تطرحه الحكومة، فهل من يعطي الجواب؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا كلام يعلو على صوت الشعب، فهو السيد والرئيس، وفي يوم التظاهر الثالث كبرت كرة الناس التي كانت ثلجا حتى الأمس القريب، وتحولت اليوم إلى نيران حاصرت رموز الدولة، والمتظاهرون من كل صوب طوقوا سلطة تبحث عن سبل إنقاذها، فتجاوزا حلولها المقترحة واندفعوا إلى ساحات اتسعت لآراء حرة على مستوى وطني مسؤول.

وتحت علم واحد، كانت التظاهرات تطلق نبضا مختلفا عن أي حراك، وتجمع المواطنين تحت سقف طائفة واحدة دينها وطن بلا كل هذه التركة التي حكمته ثلاثين عاما، فلعنت دينه ونهبت ثرواته، وأوصلت ناسه اليوم إلى مرحلة اللاعودة عن الشارع.

وبعد فوات الأوان، بدأ المسؤولون البحث عن حلول وتقديم رؤى اقتصادية على مالية ومعيشية، لكنها في بعدها السياسي لا تتعدى المخارج للزعامات، بهدف إنقاذهم من بحر الغاضبين. ومن بين التيارات السياسية وأحزابها، شق تيار الناس أمواجه ولم يصغ إلى كل الوعود السياسية الطارئة التي استخفت بذكاء المواطنين، واعذروهم، فلا خلية نحل سعد الحريري ستنتج لهم عسلا، ولا تطمين الرئيس ميشال عون سيهدئ الناس، ولا تهديد سمير جعجع بالاستقالة سوف يوقف تحركهم، ولا اندساس "الاشتراكي" بالتظاهر سوف يجعل من وليد جنبلاط بطلا قوميا، ولا خطاب السيد حسن نصرالله أخمد نار شارعه، تحديدا مثلث صور- النبطية- انصار.

فعندما تحدث الامين العام ل"حزب الله" عن مسؤولية من ثلاثين عاما، إنما كان يحمل رجال الثلاثين المسؤوليات، وهم بري- جنبلاط- الحريري. لكن ماذا فعل "حزب الله" حيال هذه الزمرة، ولماذا أعاد اليوم حمايتها معارضا استقالة الحكومة وإسقاط العهد؟.

وإذا كان "حزب الله" قد حمل راية كشف الفساد، فلماذا لم تفتح السجون لاعتقال الفاسدين أو تقديم نموذج عنهم للناس، وبعضهم لم يوافق على مجرد شرب القهوة والشاي لدى مكتب المدعي العام المالي. فثورة الحزب على الفساد كانت مع وقف التنفيذ، وإلا لقدم "حزب الله" وغيره من الممتعضين وزيرا واحدا أمام جلسة طرح الثقة.

لا يؤيد "حزب الله" استقالة الحكومة ولا إسقاط العهد، لكن العهد أصبح قاب السقوط، وقد ساهم في انهياره "انفصاله عن الواقع"، ورسوم وردية وضعت أمام الرئيس الذي ظل يبحث بين الأمم عن أكاديمية للتلاقي والحوار، فيما أركان بيته السياسي "يحلشون" بعضهم بعضا.

التيار تيارات، ومن يقود حراكا من الداخل: "اشتراكي" و"قوات"، فيما الحريري يعد الدقائق قبل أن يقرر البقاء أو المغادرة.

وسط كل هذه الأسماء، ظل رئيس مجلس النواب صامتا، لكن مطلقا أصوات الرصاص من رجال أمن في جنوب بات يغلي من تحته، ويرشق بقوة عقيلته رندة بري التي تردد اسمها في ساعات كما لم يتردد من قبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رفض واسع لكلام نصرالله التهديدي وتلفزيون بري قاطع خطاب “الحزب اللاهي”

بيروت ـ”السياسة”/19 تشرين الأول 2019

رد الوزير السابق أشرف ريفي على كلمة أمين عام حزب الله حسن نصرالله، قائلاً:” ليست المرة التي يُسمعنا نصرالله تهديداته فهو سبقها بإمساك أمني واغتيالات وترهيب ولكننا لن نرتدع ونحن على أبواب محكمة دولية والآتي قريب”.

وتابع ريفي، في تغريد عبر تويتر :”نحن في المرحلة الأولى من الإنتفاض على الأوضاع ونحن نصر على إسقاط العهد وهذه التركيبة السياسية، ولن نقبل بتغيير هويتنا العربية”. ووجه ريفي رسالة الى رئيس الحكومة سعد الحريري، قائلا:” أقول للرئيس سعد الحريري أُخرج من هذه الحكومة ونحن إلى جانبك”.

من جانبه، قال غرّد عضو “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد : “فاجأنا حسن نصرالله عندما أسمعنا خطابا بخطابين: الاول عقلاني وواقعي في مقاربة الوضع والثاني استعلائي وفوقي مستندا إلى فائض القوة”.واضاف “يا سيد حسن ليتكم تطبقون ما تعلنون في مقاربة الإصلاح، ولتتواضعوا قليلا رحمة بالناس المقهورين، وانتبهوا إن ثورة الشعب قد بدأت”. وفي تغريدة، عبر تويتر، قال منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو:” مسلحو حركة امل يقمعون المتظاهرين في صور والجنوب بالقوة… وحسن نصرالله يهدد بأنه إذا نزل حزب الله الى الشارع ستتغير المعادلات… استنساخ قمع المتظاهرين في العراق على يد الحشد الشعبي الايراني” . اما النائب السابق مصطفى علوش، وفي تغريدة قال:” بالحديث عن المسؤولية عن الوضع المتراكم على مدى ثلاثة عقود فلا شك ان منظومة القيم السياسية متهمة بأجمعها وهي بالتأكيد بحاجة لإصلاح جذري، لكن هل سأل نصر الله نفسه عن دور مغامرات حزبه العسكرية في تدهور الوضع الاقتصادي هل هو مستعد لتحمل المسؤولية باصلاح ما تسبب بخرابه”. ولوحظ ان قناة nbn المملوكة من قبل حركة أمل، احتجبت عن نقل خطاب نصرالله في ذكرى اربعينية الامام الحسين. يأتي ذلك في أعقاب إتهام مناصري حركة أمل لحزب الله في المشاركة بالتظاهرات التي اجتاحت مناطق الجنوب وتضمنت اتهامات لبري وزوجته. وبالتزامن مع خطاب نصرالله ، نشر فيديو عن المتظاهرين في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، حيث تعالت اصواتهم مطالبين برحيل الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان، ومنهم نصرالله. وصرخوا قائلين: “كلن كلن كلن، ونصرالله واحد منهن”.

 

نادر: لنكن بحجم القضية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لإسقاط الحكومة

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

اعتبر العميد المتقاعد جورج نادر انه "بالرغم من محاولات التشويه والانحراف التي نفذتها أحزاب السلطة على الانتفاضة الشعبية، بقيت تحركات الناس العفوية في كل المناطق اللبنانية تتزايد وغضب الشعب يتعاظم". أضاف في تصريح: "انظروا الى النواحي الايجابية: شعب الجنوب والبقاع انتفض على سلطة الأمر الواقع واحرق قصور الفاسدين، شعب طرابلس وبيروت والشمال أعلن رفضه لزعمائه واحرق صورهم وحطمها، شعب الجبل والضواحي شتموا زعماءهم وانتفضوا على سلطتهم.اليوم سيبقى الناس في الساحات والشوارع حتى استقالة حكومة الفساد والمحاصصة المذهبية وتشكيل حكومة اختصاصيين مصغرة لانتشال الوطن من الهاوية التي اوصلتنا إليها هذه الطبقة الفاسدة". وختم نادر: "لنكن بحجم القضية اليوم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لإسقاط حكومة ال 72 ساعة، وإبقاء الطرقات الفرعية مفتوحة لوصول المشاركين، والإلتزام بعدم التعرض للاملاك العامة والخاصة أو لقوى الامن والجيش المالكين حفظ النظام".

 

سقط القناع... "تفاهم رباعي" يعزل القوات والاشتراكي

نداء الوطن/19 تشرين الأول 2019

كابروا، ناوروا وثابروا على التنكّر للحقيقة واستنزاف الوقت... لا المكابرة باتت تنفع ولا المناورة باتت تشفع أمام مرآة الناس والواقع: فشل العهد وفشلت حكومته وسقط القناع عن القناع وسقطت معه ورقة التوت عن عورات "التسوية"، فصار لزاماً أن تكون هي "كبش المحرقة" لإنقاذ البلد... لكن على من يقرأ الشعب مزاميره؟ على سلطة منحت نفسها 72 ساعة لتنقذ نفسها ولم تمنح الناس أكثر من 24 ساعة لتعبّر عن نفسها؟ سلطة اعتادت تدبيج المطالب الاجتماعية ضمن ديباجات حزبية وطائفية ومذهبية وشعبوية، تحاضر بمطالب الناس وتحاصرهم إن هم رفعوا الصوت بمطالبهم، سلطة امتهنت التدجين والتدجيل واحترفت تخدير الآلام والآمال ولا تعرف دواءً لكيّ الوجع سوى القمع. جاءت "تعليمة" الليل السلطوية لتمحو انتفاضة النهار الشعبية، وبقدرة قادر على إعادة الانتظام لسطوة النظام، قُمع المتظاهرون بلمح البصر وشُطفت الساحات وشُقت الطرقات الرئيسية واندثرت الجموع، واعتُقل من اعتُقل ممن بقي على قيد التظاهر بشكل مهين على قارعة الطريق. إنها سلطة القمع وقد فردت سوطها وفرضت سطوتها بالقوة، ومن لم يسعفه الحظ بأن قمعته المؤسسات الرسمية باغته مسلحون حزبيون لا سيما على الطرقات الجنوبية، ليتولوا مهمة إجبار المحتجين على الانسحاب من الشارع تحت طائل التهديد الميليشيوي الموثّق بالصوت والصورة.

وإذا كان في ظاهر المشهد السياسي، تحسّس للرقاب وتقاذف لكرة المسؤولية وتبادل للأدوار في لعبة كسب الوقت وحشر الحلفاء والخصوم في زاوية التلكؤ عن الإصلاح، فإن في الجوهر ثباتاً على وحدة المسار والمصير بين قطبي "التسوية" مع مهلة الـ72 ساعة المتقاطعة بين بعبدا والسراي، والتي استمهل بها الناس رئيس الحكومة سعد الحريري وأمهل بها أفرقاء الحكومة لحسم توجهاتهم، بينما الأدهى والأكثر إنباءً عن المستور جاء على لسان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، الذي تحدث عن "تفاهم رباعي" مع الحريري و"حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من شأنه أن يتمظهر ويتبلور تباعاً خلال الساعات القليلة المقبلة أكثر فأكثر، ليأخذ صورة أكثرية حاكمة داخل الحكومة (23 وزيراً) والمجلس النيابي (أكثر من 80 نائباً) تهدف إلى تمرير القرارات والقوانين بشكل يعزل أي صوت معارض ويعطل مفاعيله، لا سيما على جبهة "القوات" – "الاشتراكي".

 

نصرالله يتحدى الجميع: لا إسقاط للعهد ولا تغيير للحكومة

المدن/السبت19/10/2019

تحت ما سماه عدم فرض ضرائب على الفقراء والشعب، وتحميل الضرائب للأغنياء والمصارف، والدعوة إلى وقف الهدر والفساد، لعلاج الأزمة الاقتصادية، هدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بنزول حزبه إلى الشارع في حال لم تعتمد القوى السياسية والحكومة أجندته لحل الأزمة.

التهديد هذا أرفقه بتهديد أشد: "لمن يريد إسقاط العهد: تضيّعون وقتكم وانتم لا تستطيعون اسقاطه".

التهديد وسوابقه

وانطوى تهديده هذا على بعد آخر هو هزؤه بالمحتجين بقوله لهم: أنتم تنزلون إلى الشارع متى تريدون، مثلما تغادرونه، أما نحن فإذا نزلنا إلى الشارع فلن نغادره، إلا إذا حققنا ما نريد، كأنه يذكر اللبنانيين بما فعله في احتلاله وسط بيروت لنحو سنتين في خريف 2006، تم احتلاله العسكري للعاصمة كلها وترويعها، أثناء حملة الاغتيالات، وبداية سيطرة حزبه الكاملة على القرار اللبناني.

جاء كلام نصر الله هذا في أثناء إحياء حزبه أربعينية الإمام الحسين في بعلبك، فقال إن بعض القوى السياسية تنسحب وتتنصل من المسؤولية عن الماضي والحاضر وتلقي المسؤولية على الآخرين. فالجميع يتصرف كأنه غير مسؤول بينما الوضع الاقتصادي ليس وليد الساعة، بل نتيجة تراكم عشرات السنين. وأضاف أنه من المعيب أن يتنصل أحد من المسؤولية وخصوصا كل الذين شاركوا في الحكومات على مر السنوات.

ولفت نصرالله إلى وجود مخاطر حقيقية من الانهيار المالي والاقتصادي وافلاس البلد، ومن انفجار شعبي. وقال إن من يقدم الحلول لا يقدم إلا على فرض الضرائب على الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، ويضعون الناس أمام خيارين: أما الانهيار المالي أو الانفجار. 

وإذ شدد على أنه بإمكان اللبنانيين منع الانهيار المالي والاقتصادي من دون حصول انفجار شعبي، فالمعالجة - بحسبه - تحتاج إلى صدق النوايا. وما حصل في اليومين السابقين يعبر عن أن عدم معالجة الوضع المالي والاقتصادي يؤدي إلى انفجار شعبي.

ويريد نصر الله فرض أجندته على باقي الشركاء في الحكم، متنصلاً من مشاركته فيه ومن المشكلات كلها، على اعتبار أنه وحزبه المقدس فوق الجميع، معتبراً أن الإصلاحات المطروحة تعني أن البلد ذاهب إلى الانفجار.

المقاومة هي المنقذ

ولإنقاذ البلد، طرح نصرالله معادلة المقاومة وتضحية جمهور حزب الله في دعمها. وقال إنه "إذا ذهبنا الى إجراءات صحيحة سندافع عنها وعن الإصلاحات حتى لو كانت قاسية".

وأكّد أن حزب الله لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية. فإذا استقالت لن تكون هناك حكومة. وحكومة التكنوقراط لن تصمد أكثر من أسبوعين، قائلاً أن هذا "كلام فاضي"، غامزاً من قناة القوات اللبنانية. وحول الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة رفض نصرالله هذا الأمر معللاً السبب بعدم الدخول في دهاليز قانون الانتخابات، مشدداً بكل ثقة أن المجلس الجديد سيكون على غرارالمجلس الحالي، ويجب "ألا نضيع وقتنا بهذا الكلام".

وإذ حاول دغدغة مشاعر المتظاهرين بالقول أنه يحترم خيارهم في التظاهر ويقدر صرختهم التي تعبر عن وجعهم، قال إن الرسالة وصلت إلى المسؤولين جميعاً، محاولاً التنصل من المسؤولية بانتقاده الأطراف التي قال إنها  تنصّلت من مثله. وللمرة الأولى قدّر تحركات لم يساهم فيها حزبه الذي يستهدفه المتظاهرون كسواه، وقال إن "أهمية تحرككم كانت عفوية وصادقة ولا أستطيع القول إن أحد يقف خلفكم، ولا حتى أي سفارة اجنبية". ونبه المتظاهرين من أن "تتبنى تحرككم أحزاب موجودة في السلطة، فيتحول تحرككم من مطلبي واقتصادي إلى سياسي"، ملمحاً إلى أن الدعوات التي صدرت حول اسقاط العهد تعني أن البعض لديه حسابات سياسية. كأن هذا الذي يحصل في الشارع ليس سياسة. فالسياسة لدى قائد المقاومة هي الحرب الإلهية وحدها، من دون سواها.

وهو نصح المتظاهرين بالتعبير "بأدب وأخلاق وعدم استخدام السباب والشتائم".

وإذ لفت إلى أنه نصت إلى المناشدات التي أطلقها أحد المواطنين لتدخله، قال إنه  يرفض التدخل كي لا يتهم بتأجيج الشارع. وهدد بأنه عندما يفرضون ضرائب على الفقراء لمعالجة الأزمة "سننزل إلى الشارع. نحنا مش متل المتظاهرين مننزل يوم وتينين وتلاتة. إذا نزلنا إلى الشارع لا نستطيع أن نطلع منه قبل تحقيق الأهداف التي ننزل من أجلها".

وهدأ نصرالله شارعه والناس الذين انتقدوه بالقول: "حتى  لو وضعت الحكومة موازنة فيها ضرائب، ستذهب إلى مجلس النواب ونستطيع معارضتها، كما عملنا في موازنة العام 2019، إذ عالجنا الضرائب في مجلس النواب ومن دون النزول الى الشارع".

 

نصرالله الآمر الناهي للجمهورية يهدد بتغيير المعادلة

منير الربيع/المدن/السبت19/10/2019

عملياً، اتخذ حزب الله قراره. الحكومة ورئاسة الجمهورية ممنوعان من السقوط. تكفي هذه الجملة، لكشف دلالات كثيرة عن الوضع القائم في لبنان. بعيداً عن كل السجالات اليومية حول الضرائب، وإدعاءات رفضها.. وبعيداً عن التزام لبنان بالعقوبات الأميركية المفروضة على حزب الله. تبقى السياسة أبعد من كل ما يجري. وبالمعنى الحقيقي، فإن حزب الله من خلال حرصه على الحكومة و"العهد" أظهر كم هي حاجته لهما، أو كم تتلاءم مصلحته الاستراتيجية في ظل بقائهما. وفي هذه الحسابات التي تضمّنها كلام نصر الله تسقط كل حسابات الناس ومطالبهم. الاعتبار أصبح للموازين السياسية ولمن يهيمن عليها.

تحت وصاية "السيد"

بإعلانه هذا، أراد نصر الله أن يرسّخ حزب الله السلطة القائمة وبقائها بيده. إنها مرحلة الانقضاض على كل شيء في لبنان. مصادرة وجع الناس ومخاطبتهم به وإدعاء رفع شعارات داخل مجلس النواب والوزراء، ومصادرة القرار السياسي في البلد، مع إشارة أساسية أن ذلك كله يحدث مع "قبول" المجتمع الدولي وليس ضده. ينظر حزب الله إلى إقبال المنطقة مستقبلاً على تسوية كبرى. لذا، المرحلة التي تستبقها بحاجة إلى امتلاك أكبر عدد من الأوراق، ومنها الامساك بلبنان. "التسوية" الحالية هي أفضل حال بالنسبة إلى حزب الله: حليفه الاستراتيجي في رئاسة الجمهورية، وانصياع جيد من رئيس الحكومة، الذي لا يبدو مزعجاً للحزب. وبالتالي، أي إخلال بهذه التسوية سيؤثر على الحزب ومعادلته السلطوية سلباً. لم يكن لدى نصرالله أي موقف سلبي من مؤتمر سيدر، ومن التزامات لبنان الدولية، كما لم يكن لديه موقف واضح ضد الإجراءات المالية والاقتصادية التي تزمع الحكومة اتخاذها. وهذا يعني أن الحزب يريد أن يبقى لبنان تحت وصايته من دون الصدام مع المجتمع الدولي، مع الإصرار أن يدرك العالم أن لبنان بيده، ولا يقبل أن يخسره مهما كان الثمن. وسابقاً كان قد فرض حزب الله نفسه كمفاوض أساسي باسم لبنان فيما يخص كل الملفات، من ترسيم الحدود، إلى النفط، إلى السلاح، إلى ما يتعلق باللاجئين.. وحالياً، من خلال فرض المعادلة التي يريدها في الملف المالي والاقتصادي، على نحو يقول فيه: "إن من يريد شيئاً من لبنان أو في لبنان عليه التفاوض معي".

الخط الأحمر.. والتنصّل

الدلالة بارزة كانت أن نصر الله أوضح للجميع أنه هو سيد ومدبر ومدير "التسوية" والحكومة والعهد. ورسم الخط الأحمر أمام إسقاطها. ومعنى ذلك أن نصر الله قدّم نفسه كصاحب القرار في الحكومة وفي الشارع، لا سيما عندما تحدّث عن احتمال تحركه في الشارع عندما تقتضي الحاجة. وبنوع من التهديد، قال أن تحرك حزبه إذا حصل فلن يخرج من الشارع قبل تحقيق المطالب. هذه تكون متروكة ومؤجلة إلى أن تقتضي الحاجة. دافع نصر الله عن الحكومة كما لم يدافع عنها أحد. لكن هذا الدفاع يتناقض إلى حد ما مع موقف حزب الله المعلن برفض الإجراءات الضريبية، التي يتقن حزب الله هنا فنّ تمويه موقفه منها، وفي إظهار نفسه خارج المسؤولية، وتحميلها إلى "تركيبة" النظام القائمة منذ عشرين سنة. هكذا، يبقى على صورية ولفظية معارضته للضرائب لكنها تُقرّ. وهذا يعني أن حزب الله يترك هامشاً للآخرين أن يقرروا ويتملص من القرارات. وفي المحصلة، يكون الحزب قد قضم البلد نهائياً، واستطاع تطويق جنبلاط وجعجع والحراك الشعبي المنفصل عنهما، وحول رئيس الحكومة إلى ما يشبه أمين سرّ لسلطته.

إقصاء المعارضين

والأهم أنه حاول تصنيف تحركات الناس وفق ما يرى، البعض من حقهم أن يتظاهروا تعبيراً عن وجع، والبعض الآخر ليس من حقهم أن يتظاهروا. هو يقصد أطرافاً سياسية كوليد جنبلاط وسمير جعجع، ما يؤكد فعلياً أن المرحلة الآن ليست لـ"ترف" تنوع الآراء السياسية، بل الانقضاض عليها ومصادرتها كلها. وإذا لم يكن ذلك ممكناً فلا بد من عزلها وإبعادها عن تركيبة الحكم. ولكنه شدد على منع إسقاط الحكومة والحفاظ عليها، وربما من دون "الاشتراكي" و"القوات" فيها، تمهيداً لخنقهم سياسياً. ما يريده حزب الله حالياً، كما الحريري وعون وباسيل، هو إنهاء هذه التحركات الاحتجاجية، وكسب الوقت والعودة إلى قواعد التسوية بهدوء.

ليست غاية الحزب مطالب الناس، الغاية الأساسية هي البقاء في هذه التسوية تحت مظلّة الاستقرار، بلا أي تعكير من أحد، للقول إلى المجتمع الدولي إن كل شيء بيده. أي حراك في الشارع من أي جهة سيؤثر سلباً على هذا الهدف. وسيحرّك الأرض من تحت أقدام السلطة الفعلية.

 

عشرات المعتقلين في ثكنة الحلو والأهالي يتجمعون غضباً

المدن/السبت19/10/2019

بعد الليلة الدامية التي شهدتها بيروت، والمواجهات بين الشبان والقوى الأمنية وإلقاء قوات مكافحة الشغب مئات القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وإطلاق الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين بالقوة، جرت ملاحقة المتظاهرين في كل شوارع وسط بيروت، وحصلت اعتقالات جماعية، ووصل عدد المعتقلين إلى نحو 77 معتقلاً. وقبل نقلهم إلى الثكنات، ولا سيما ثكنة الحلو، تم تكبيلهم من الخلف وإجبارهم على الانبطاح في الشارع ووجهوهم إلى الأسفلت بصورة مهينة، كما دلت الصور التي تناقلها الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

على الأثر تحركت مجموعة كبيرة من المحامين لفك أسر المعتقلين كما قال المحامي والناشط واصف الحركة لـ"المدن"، مطالباً تدخل نقابة المحامين لمنع التوقيف التعسفي الذي حصل. وإذ عملت قوى الأمن الداخلي على إخلاء سبيل بعض الموقوفين، اعتصم مئات المواطنين الغاضبين أمام ثكنة الحلو مطالبين بفك أسر الجميع. 

 

"انتفاضة" صور تواجه "شبيحة" حركة أمل

المدن/السبت19/10/2019

تمثّل التظاهرات الشعبية في مدينة صور فتحة في جدار السلطة. وأبعد من ذلك، دلالات التظاهر في المدينة الجنوبية أوسع من دلالات التظاهر في وسط بيروت، ذلك أن صور ذات لون سياسي واحد. فغالبية مواطني صور وضواحيها هم من المسلمين الشيعة، المؤيدين لحركة أمل وحزب الله. بمعنى آخر، الحلقة السياسية واضحة ومقفلة. لكن تعاظم القهر والجوع والضائقة المادية للصوريين كما كل اللبنانيين، دفع الجميع للنزول إلى الشارع وإعلان التحرر من قيود الأحزاب والزعامات، وهذا ما أزعج ميليشيا حركة أمل التي تحركت بأسلحتها منذ مساء الجمعة 18 تشرين الأول، لإرهاب المواطنين وقمعهم. ورغم ذلك، استمر المتظاهرون بالنزول الى الشارع.

منذ صباح يوم السبت تقاطر مسلحو حركة أمل من صور وضواحيها، تجمهروا بشكل أساسي في الشارع المعروف باسم "أبو ديب" وهو أحد الشوارع الأساسية في المدينة. وقف هؤلاء برشاشاتهم وعصيهم وجعبهم المنتفخة بالرصاص. شتموا وتوعّدوا المتظاهرين بالضرب والقتل، رافضين "التطاول" على رئيس مجلس النواب نبيه بري ومؤسس حركة أمل السيد موسى الصدر. إذ تتذرّع ميليشيا أمل بأن المتظاهرين شتموا بري ومزّقوا صور الصدر، علماً أنه لا دليل على حرق صورة الصدر، فيما شتم بري أمر مشروع بالنسبة للمتظاهرين لأنه جزء من السلطة، ثم أن الرد على الشتم يكون عبر قانون القدح والذم وليس شريعة العسكر والميليشيات.

المختلف في تظاهرة صور هو ولادة صوت جديد معارض، من رحم حركة أمل. فإن كانت التظاهرات قد انطلقت بدعوات من معارضين مستقلين ويساريين وشيوعيين، إلاّ أنها وجدت استجابة غير متوقعة من مناصري أمل، الذين رددوا شعارات تؤكد فساد بري وزوجته رندا، بالإضافة الى فساد نواب ووزراء حركة أمل.

الإستجابة جاءت على وقع انتشار الفساد حتى داخل الجسم التنظيمي لحركة أمل، إذ تؤكد مصادر من أمل لـ"المدن"، أن "الصغير يأكل الكبير في الحركة، ومن لديه السلطة ومقرّب من برّي وأبو خشبة (العميد يوسف دمشق مسؤول الأمن عند بري) ينال ما يريده من وظائف ومكاسب". وتضيف المصادر أن "أبناء حركة أمل الحقيقيين والذين حملوا السلاح ودافعوا عن الحركة في الحرب الأهلية وقاتلوا ضد إسرائيل، لا يجدون اليوم لقمة عيشهم، في حين أن بعض النافذين يستفيدون من أكثر من وظيفة في الدولة وفي المؤسسات التابعة لأمل، مع أن القانون يمنع توظيف شخص في وظيفتين رسميتين، فكيف في أكثر من وظيفتين؟".

مسلحون من أمل يروّعون المواطنين

المشاهد في الشارع كثيرة ومعبّرة، وما يميّزها هي صرخات من كان يوماً يرفع شعار "بالدم بالروح نفديك يا نبيه"، والشعار الشهير "لولا الهاء لكنت نبياً"، أما اليوم، فيرفع هؤلاء شعارات أكثر واقعية. إذ يقول أحد المتظاهرين  أن "أتباع السيد موسى الصدر اليوم يجوّعون أهالي صور وضواحيها. من هُم في الحركة اليوم لا يمثّلون الإمام الصدر ولا حركة المحرومين". ودعا متظاهر آخر "الصغار إلى أخذ العبرة من الكبار الذين عايشوا حركة أمل منذ انطلاقها ويعرفون كافة تفاصيل الفساد فيها". وفي السياق، تعلن إحدى السيدات المتظاهرات بأن "إبر المورفين التي كانوا يعطوها لنا لإنتخابهم، ما عادت تنفع. نحن باقون في الشارع حتى استرجاع كرامتنا". وردّت السيدة على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي دعا المتظاهرين الى عدم المطالبة بإسقاط الحكومة، بالقول "فلتسقط الحكومة، وهيهات منا الذلة، فالسيد موسى الصدر علّمنا أن نقول "لا" للفساد".

تتلخّص حكاية انقسام جمهور حركة أمل في صور بأنها انتفاضة حقيقية بين ناخبي أمل التاريخيين. محرومون نزلوا إلى الشارع فقابلهم "محرومون" آخرون بسلاحهم. وما سكوت القيادات العليا في الحركة عن مواجهة المتظاهرين بالسلاح، سوى بداية انزلاق الحركة نحو استعادة صورتها الميليشياوية التي صبغت نفسها بها في زمن الحرب. وصعوبة ذلك اليوم، أن هذا السلاح موجّه أيضاً ضد الحركيين الذين بدأوا بالتغريد خارج السرب، وبعضهم من أبناء الشهداء في أمل، حين يؤكد أحد الشبّان أن جدّه شهيد في الحركة، ومع ذلك "ما عاد يناسبنا بقاء بري في منصبه. لقد قتلونا. طفح الكيل. المسلحون اليوم هم عسكر يزيد الذي قتل الحسين".

 

قنوات تنطق باسم السلطة.. وLBCI تزداد تطبيعاً مع العهد

المدن/السبت19/10/2019

الهواء الذي فتحته قناة "ال بي سي" طوال نصف ساعة لتظهير حجم الحطام وآثار الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة في وسط بيروت، وضعها في موقع مساءلة أمام الكثير من المشاهدين الذين صنفوا القنوات التلفزيونية ليل الجمعة بين قناة تابعة للسلطة، وأخرى مؤيدة للمتظاهرين.

وواكبت القناة، عبر مراسلها يزبك وهبه، منذ السابعة والنصف مساء وحتى الـ12 ليلا، عملية إفراغ ساحة رياض الصلح من المحتجين. قدم يزبك مواكبة خبرية ممتازة ومُشبِعة للمشاهدين، تتضمن سائر التفاصيل. وسار برفقة القوى الأمنية حتى منطقة بشارة الخوري، وشهد إفراغ الساحة كلياً من المتظاهرين.

كانت أمسية شاقة ليزبك وهبه، لم يتوقف في رسالته المفتوحة والمتواصلة عن الحديث باللغة العربية الفصحى، ولم يخرج عن إطار الالتزام الإعلامي بتقديم المعلومات والمشاهدات. ولم يتجه الى الاثارة والتشويق ولا الصراخ. لكنه ختمها بإظهار آثار الدمار في ساحة رياض الصلح، وامتد لنحو نصف ساعة في رسالة مفتوحة تغطي هذا الجانب، وأشار الى تحطيم واجهات مصرفين إثنين، ونقل احدى الخزائن الحديدية الى وسط الشارع. هذه التغطية، التي اتسعت صباح اليوم السبت، عبر المراسل مارون ناصيف، الذي استكمل ما بدأه زميله أمس، وهو ما أظهر انحيازاً للقناة الى جانب السلطة، بحسب ما قال مغردون ومعلقون في مواقع التواصل الاجتماعي. اعتبروا أن في القضية جانبان: أولهما، ان القناة لم تعطِ لصورة الاعتقالات أمس التغطية اللازمة، وهي صورة أثارت الكثير من علامات الاستفهام في مواقع التواصل حول أداء السلطة القمعي. أما الثاني، فيتمثل في تعميم فكرة التخريب واسقاطها على المتظاهرين، من غير الالتفات الى ان هناك مندسين يمكن أن يكونوا مسؤولين عن هذا الفعل.  وجاءت الردود بالإشارة الى ان الثورات لا تسير بالاتيكيت، وهو ما حصل في باريس وفي مناطق أخرى في العالم. كما أن الخسائر لا تُقاس بما "نُهِب من المال العام". وبالتالي، إذا كانت محاسبة المتظاهرين على فعلهم بسبب التكسير والخسائر، فذلك يصبح عادلاً إذا ما تم التعامل مع رجال السلطة وأفرقائها نتيجة فسادهم ونهبهم للمال العام. السؤال نفسه، وجهته مراسلة "او تي في" اليوم في الساحة، وتلقت الاجابة نفسها. لكن التهمة الموجهة الى "إل بي سي" بأنها قناة تراعي السلطة وتتماهى معها بتغطيتها الاعلامية، وجهت أيضاً الى قناة "أم تي في" التي استقبلت السياسيين مساء في برنامج "صار الوقت"، ولم تفتح الهواء الكافي للمتظاهرين والمحتجين، كما قالوا.  الأزمة صنفت الشاشات بين قنوات الشعب وقنوات العهد. الفئة الأولى لم تُصنف ضمنها إلا قناة "الجديد".

 

بيان من الحريري... وبيت الوسط "خلية نحل"

وكالات/السبت 19 تشرين الأول 2019

أعلن مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري في بيان، انه "في إطار الاتصالات والاجتماعات المكثفة التي يشهدها بيت الوسط اليوم للتشاور مع مختلف القوى بشان الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الممكنة لمعالجتها، بعد الكلمة التي وجهها الرئيس الحريري الى اللبنانيين بالأمس، التقى الرئيس الحريري على التوالي كلا من وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ووزير المال علي حسن خليل". وبحسب تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أشار الحريري الى ان بيت الوسط خلية نحل اليوم، حيث عقد اجتماعات داخلية وأخرى تقنية واتصالات ولقاءات بعيدا عن الاعلام".

 

يوم تاريخي في لبنان: القطيعة مع النظام

المدن – لبنان/السبت19/10/2019

الخطاب الوقح لوزير العهد ورجل السلطة "القوي" جبران باسيل، تلاه خطاب العاجز المستسلم والخائف على مستقبله السياسي، القائم بمقام رئاسة الحكومة سعد الحريري، تُوّجا بالتدبير العملياتي الغبي ليلاً: قمع المتظاهرين ومطاردة الناشطين.

بين الخطابين ومشهد ليل الجمعة – السبت كان الامتحان المقلق للحراك الشعبي، وسؤال استمرار الاحتجاجات.n لكن، وكعادة أي سلطة في هكذا لحظات، توالت "الحماقات" تباعاً. جاءت صوَر ميليشيات حركة أمل في صوْر والنبطية في الصباح، ثم جاء الخطاب المتعجرف لحسن نصرالله ظهراً. هكذا اكتمل الجواب الرديء للنظام اللبناني من كل أركانه، إضافة طبعاً إلى بقاء الرئيس ميشال عون على حال الإنكار والمكابرة والصمت. الإجابة الحمقاء والاستفزازية كانت بمثابة الغذاء الضروري لتجدد الاحتجاجات على نطاق واسع وأكثر جذرية. بل يمكن اعتبار الساعة التي تلت خطبة نصرالله هي اللحظة الحاسمة لتحول "الاحتجاج" إلى "انتفاضة" كاملة الأوصاف. مشهد صور والنبطية سيشكل منعطفاً سياسياً كبيراً بعلاقة "الشيعية السياسية" مع جمهورها الذي اصطدم بحقيقة التناقض الفاقع بين الواقع والخطاب، بين الشعارات والممارسة. وهم إذ يظنون أنفسهم "أشرف الناس" فالأحرى أن يحكمهم شرفاء أيضاً. وإذا هم "منتصرون" فالأحرى أن لا يكونوا مذلولين. التعبيرات العفوية التي قالها الجمهور الشيعي أفصحت عملياً عن معرفة عميقة بالهوة الفاصلة بين الرغبة بحياة كريمة وانتدابهم باستمرار للموت والحروب. والأهم، أنهم عبروا كثيراً عن انحيازهم الوجداني لشعوب الربيع العربي، بما يكشف عن اعتمال التناقضات التي يضطرب بها وعيهم السياسي "القلق". الحدث الشيعي وخطورته كان واضحاً على وجه نصرالله وفي نبرته وكلماته، فلبنان تحت سيطرته هذه المرة. وحاله نتاج مباشر للخيارات التي فرضها على البلد منذ العام 2006. والسلطة السياسية التنفيذية والتشريعية إنما هي من صياغته ورسمه وهندسته. لذا، هو في عيون الشيعة أولاً وكل اللبنانيين المسؤول الأول. انتهى تحييده عن نقد السلطة. خوف نصرالله على النظام اللبناني الذي دبّره باللين والعنف، بالترغيب والترهيب، هو خوف على إنجازه الأكبر: الوصاية على لبنان. لقد انحاز للسلطة القائمة ضد جمهوره.

على هذا النحو، اكتملت الصورة وتوضحت بعد ظهر السبت. عرف اللبنانيون من هم خصومهم. شعار "كلن يعني كلن" لم يعد تورية ولا مجازاً. اكتسب أسماء معلنة، خصوصاً: حسن نصرالله، نبيه برّي، ميشال عون، جبران باسيل، سعد الحريري.. وهؤلاء جميعهم تبرعوا من تلقاء أنفسهم باستفزاز اللبنانيين وتحريضهم ودفعهم إلى الساحات. لقد صنعوا انتفاضة شعبية بأيديهم. الاستخفاف بالحراك والاحتجاج، والظن أن الأمر اقتصر على تجميد رسم على خدمة الواتسآب، وصم الآذان عن المطالب، والتلكؤ بتقديم أي تنازل للجمهور الغاضب والاستخفاف بعقول اللبنانيين واحتقارهم والتذاكي عليهم، بل وتحديهم كما فعل باسيل، وتهديدهم كما قال نصرالله، أظهرهم غير جديرين بالاحترام ولا الثقة (إن لم نقل يستحقون الشتيمة على غرار ما يتفوه به مئات الآلاف الآن). الرئيس سعد الحريري كان أكثر استفزازاً، إذ تذكر اللبنانيون يوم 28 شباط 2005، حين كان كافياً أن يتجمهر بضعة آلاف في ساحة الشهداء ليستقيل عمر كرامي فوراً من رئاسة الحكومة، رغم أن لا حول له ولا قوة ولا دخل في مأساة اغتيال رفيق الحريري. الاستفزاز المقرون بالغباء والعجرفة والفجور كان كفيلاً أن يكون يوم السبت 19 تشرين الأول 2019 تاريخياً. لم يبق طريق رئيسي في لبنان إلا وقطع واحتشد فيه السكان. لم تبق بلدة رئيسية أو مدينة لبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب إلا وتحتضن اعتصاماتها وتظاهراتها. بل واتحدت، على عكس مشهدية 2005، ساحتا رياض الصلح والشهداء بمليونية أكيدة. لقد وقعت القطيعة بين النظام واللبنانيين. الانتفاضة ابتدأت.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بومبيو يطمئن إسرائيل: تركيز أميركا لا يزال على تهديد إيران

نتانياهو: مشاركة القائمة العربية في الحكومة الجديدة خطر على أمن البلاد

رام الله، عواصم – وكالات/السبت19/10/2019

أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو على الجهود الاميركية الاسرائيلية للتصدي لايران، خلال محادثات مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، في محاولة على ما يبدو لتهدئة مخاوف اسرائيل من أن طهران قد تستغل الانسحاب العسكري الأميركي من سورية. وقال بومبيو عقب اجتماعه ونتانياهو، أول من أمس في القدس، بعد ساعات من اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة على وقف هجومها ضد القوات الكردية في سورية، إنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “كل الجهود التي بذلناها، للتصدي للتهديد الذي تمثله ايران ليس لاسرائيل فحسب بل للمنطقة والعالم”. وأضاف: “تبادلنا الافكار حول كيفية ضمان الاستقرار في الشرق الاوسط معا، وكيف سنكثف جهودنا للتصدي للتحديات التي يواجهها العالم هنا في الشرق الاوسط”. من جانبه، وصف نتانياهو المناقشات “بالمهمة لتعزيز التحالف وتحديات المنطقة”. وقال: إن “كل شيء يتغير في الشرق الأوسط، إلا متانة التحالف الأميركي – الاسرائيلي الذي يبقى ثابتا”. وفي سياق مأزق تشكيل الحكومة، حذر نتانياهو من أن دخول ممثلين عن القائمة العربية المشتركة في الحكومة الإسرائيلية المستقبلية، سيشكل خطرا على أمن البلاد. واتهم منافسه في رئاسة الحكومة الجديدة ، رئيس تحالف “أزرق – أبيض” الوسطي بيني غانتس، بالرغبة في تشكيل حكومة أقلية تعتمد غالبا على القائمة المشتركة، ثالث أكبر قوة في الكنيست الـ 22، قائلا: إن ذلك سيكون “خطوة مضادة للصهيونية وتشكل خطرا على أمننا”. على صعيد آخر، كشفت الخارجية الأردنية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل سبعة أشخاص يحملون جنسيات أجنبية تسللوا أمس، عبر الحدود الأردنية مع إسرائيل. ونفى الناطق باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، أن يكون أيا من الموقوفين حاملا للجنسية الأردنية، مؤكدا أن الجهات المعنية تتابع الأمر منذ وقوعه للوقوف على تفاصيله وحيثياته. ميدانيا، أصيب شاب فلسطيني، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

 

مجلس الأمن يحذر من مخاطر هروب “الدواعش” من سجون سورية

نيويورك – وكالات/السبت19/10/2019

أعرب مجلس الأمن الدولي، عن قلقه من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سورية، وهروب مقاتلي تنظيم “داعش” الأسرى، من دون أن يتطرق إلى الهجوم التركي. واتفق أعضاء مجلس الأمن ليل أول من أمس، على البيان المقتضب بعد الاجتماع للمرة الثانية خلف الأبواب المغلقة منذ بداية العملية التركية. ودعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، تركيا لوقف هجومها في شمال شرق سورية وإعلان وقف فوري لإطلاق النار، فيما قال السفير الروسي، إن تركيا أكدت لموسكو أنها ستحترم وحدة الأراضي السورية. على صعيد آخر، دق الكاتبان في مجلة “فورين أفيرز” براين كاتز ومايكل كاربنتر ناقوس التحذير من أن “داعش” يعود للساحة مجدداً. وقال الكاتبان، إنه مع انشغال “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) برد الهجوم التركي، فإن أعضاء “داعش” المعروف عنهم سرعة التكيف والمرونة مستعدون لاستغلال هذه الفوضى والظهور من جديد.

 

واشنطن تطالب مجلس الأمن بتمديد حظر بيع الأسلحة إلى طهران و"فاتف" تمهل إيران حتى فبراير لتشديد اجراءات مكافحة غسل الأموال

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/السبت19/10/2019

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأمم المتحدة، إلى تجديد حظر بيع الأسلحة إلى إيران. وقال بومبيو في تغريدة على موقع “تويتر”، إنه “بسبب صفقة إيران المعيبة، سينتهي حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران خلال عام واحد.. حينها ستتمكن دول مثل روسيا والصين من بيع أسلحة متطورة لإيران، وسينعم النظام الإيراني بالحرية في بيع الأسلحة لأي شخص، مما سيؤدي إلى سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط”. وأضاف “إذا كنت قلقًا بشأن سلوك إيران الآن، تخيل ما الذي ستفعله إيران بالصواريخ والطائرات بدون طيار والدبابات والطائرات المتطورة، يجب على مجلس الأمن تجديد حظر الأسلحة”. على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الأميركية أنها مددت اعفاء من العقوبات، بما يسمح للعراق بأن يستمر في استيراد الغاز والكهرباء من إيران لمدة 120 يوما. وذكرت أن “الاعفاء يضمن أن يكون بمقدور العراق تلبية حاجاته من الطاقة في الاجل القصير، بينما يتخذ خطوات لتقليل اعتماده على واردات الطاقة الايرانية… نحن على تواصل منتظم مع الحكومة العراقية لدعم اجراءات لتحسين استقلالية العراق في الطاقة”. من جانبها، أعلنت مجموعة العمل المالي “فاتف” أنها منحت إيران موعدا نهائيا في فبراير المقبل، للامتثال للقواعد الدولية، وبعده ستحض أعضائها على تطبيق اجراءات مضادة. بدورها، أعلنت اليابان أنها لن تنضم لأي تحالف أميركي لحماية السفن التجارية في الممرات المائية في الشرق الاوسط، لكنها سترسل بدلا من ذلك قوة منفصلة تشمل سفنا وطائرات لحراسة السفن المتجهة الى اليابان. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا: “لن ننضم للولايات المتحدة، لكننا سنتعاون معها عن كثب. ستساعد قوات الدفاع الذاتي في ضمان أمن السفن التي لها صلة باليابان”. في المقابل، أكد رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، أن الإمارات بادرت لتسوية القضايا السياسية مع إيران؛ زاعما أن السياسة الخارجية لإيران كانت على الدوام تتمثل في إقامة علاقات ودية مع دول الجوار. وقال واعظي “إن الدول كافة، حتى تلك المتوافقة مع السياسات الأميركية في المنطقة، تتطلع الى حل القضايا السياسية العالقة وإقامة علاقات مبنية على الصداقة مع بلاده”.

 

"نبع السلام":"الجيش الوطني"يلاحق مرتكبي الانتهاكات..ويمنع التعفيش

المدن/السبت19/10/2019

شهدت مناطق في ريفي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، والتي سيطر عليها "الجيش الوطني السوري" في إطار عملية "نبع السلام"، حوادث سرقة وسلب وخطف وتعفيش. وبدأ الحديث عن انتهاكات بحق الأهالي، بعد تعليق العمليات العسكرية، وانتشار مقاتلي الفصائل في أكثر من 80 قرية وبلدة في المنطقتين، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.ويتهم الأهالي والعشائر في قرى ريفي تل أبيض ورأس العين، بعض المجموعات والكتائب التابعة لـ"الجيش الوطني"، بتعفيش ممتلكات، وتنفيذ عمليات اعتقال وتوقيف أشخاص بغرض طلب الفدية المالية. "لجنة المتابعة" التي شكلتها وزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" لملاحقة مرتكبي الاعتداءات، في 13 تشرين الأول، برئاسة نائب وزير الدفاع العميد حسن حمادة، وعدت بنشر "الشرطة العسكرية" التابعة لـ"الجيش الوطني" في منطقة "نبع السلام" للمساعدة في ملاحقة المجرمين مرتكبي أعمال السلب والسرقة وغيرها من الاعتداءات. وعممت اللجنة مجدداً عناوينها للتواصل والإخبار عن التجاوز، وخصصت موقعاً في "تلغرام" لنشر أعمالها الأمنية. وطلبت "لجنة المتابعة" من المجني عليهم، أن تكون الشكاوى المقدمة متضمنة تحديد مكان وزمان واقعة الاعتداء والجهة المسؤولة عنه، وذلك للتسريع في عملية الملاحقة واستعادت الحقوق. وقالت اللجنة في "تلغرام": "اعتقل الأفراد الذين نفذوا اعدامات ميدانية وتمت احالتهم للتحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وعملت اللجنة على التحقيق بكافة الشكاوى المقدمة لها وإعادة الحقوق لأصحابها موثقة ذلك بالصور والفيديو وضمن محاضر رسمية بحضور المجني عليهم ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات".

وتقول "لجنة المتابعة" إن هدفها حماية المدنيين وممتلكاتهم وأعراضهم من الممارسات الفردية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وفق القانون السوري، والالتزام التام باتفاقيات جنيف 1949 والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات ذات الصلة.

وأبدت قيادة الفصائل والفيالق التابعة لـ"الجيش الوطني" استعدادها للتعاون مع اللجنة، ونشرت حواجز أمنية على الطرق وبين القرى والبلدات التي تسيطر عليها. وافتتحت فصائل مكاتب أمنية في البلدات الكبيرة ودعت الأهالي لمراجعتها وتقديم شكاوى، ومن بينها "الجبهة الشامية" و"أحرار الشرقية" و"فرقة الحمزة"، و"فيلق المجد". القائد العسكري لـ"فرقة الحمزة" الملازم اول عبد الله حلاوة، أكد لـ"المدن"، أن الاعتداءات محدودة حتى الآن، ويمكن متابعتها، وهناك جهود أمنية كبيرة في هذا الاتجاه للحد من هذه الظاهرة، وتم القبض على غالبية المتهمين بارتكاب أعمال سرقة أو سلب وغيرها من التجاوزات، وتمت محاسبتهم بالفعل، وأعيدت الحقوق لأصحابها. وأضاف أن المحاسبة الصارمة كفيلة بالحد من هذه الظاهرة. وقال حلاوة: "فرقة الحمزة أنشأت مؤخراً عدداً من الحواجز الأمنية في الخطوط الخلفية في جبهات القتال والقطاعات التي تنتشر فيها، وخصصنا قوة أمنية تتابع عمل الحواجز مهمتها اعتقال وملاحقة أي شخص يقوم بالاعتداء على أموال وممتلكات المدنيين وحياتهم وحريتهم". فعلياً، هناك تجاوب واهتمام غير مسبوق من قبل قيادة "الجيش الوطني" بالشكاوى المقدمة من الأهالي، وبدا أن الفصائل تريد بالفعل محاربة الظواهر المسيئة لها والتي يستغلها خصومها "وحدات حماية الشعب" الكردية، ويروجون لها بشكل كبير مؤخراً.

الناطق العسكري باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، أكد لـ"المدن"، أن الأهالي في ريفي تل أبيض ورأس العين لا يترددون في الإخبار عن الاعتداءات التي تقع، ويقدمون الشكاوى إلى لجنة المتابعة والمكاتب الأمنية التابعة للفصائل. وتم الرد على الجزء الأكبر من الشكاوى في اليومين الماضيين، ويتم التعامل مع الشكاوى مباشرة بمجرد الإخبار عن اسم المجموعة أو الافراد مرتكبي الاعتداء، ويتم التواصل في مثل هذه الحالات مع القائد الميداني أو قائد القطاع، ويلقى القبض على الفاعلين وتستعاد المسروقات.

وبحسب حمود، فإن الاعتداءات التي تحصل محدودة وفردية، وفي الغالب يقوم بها أفراد من الفصائل، وساهمت الملاحقة القانونية والأمنية في الحد من هذه الظاهرة، وهناك مساعٍ للتعجيل في إنشاء إدارات مدنية تهتم بالخدمات وتسهل عودة النازحين إلى منازلهم، وهذه الجهود تسهم أيضاَ في الحد من حالة الفوضى وتمنع ظواهر الاعتداء.

 

"الدستورية": النظام استبدل يازجي بالكزبري.. لأنها أبدت حماسة زائدة!

صبحي فرنجية/المدن/السبت19/10/2019

رفض النظام السوري، عقد اجتماع بين المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، مع أعضاء لائحة النظام في "اللجنة الدستورية"، خلال زيارة بيدرسن الأخيرة إلى دمشق. كما رفض النظام مشاركة الرئيس المشترك من طرفه لـ"اللجنة الدستورية" أحمد الكزبري، في إطار الاجتماعات التحضيرية لانعقاد الاجتماع الأول لـ"اللجنة الدستورية" نهاية تشرين الأول. وأثار ذلك انزعاج روسيا، التي أرسلت المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، للقاء الأسد. وحاولت وسائل الإعلام الرسمية السورية إظهار الزيارة الروسية في إطار عملية "نبع السلام التركية"، إلا أن مصادر "المدن" أكدت أن الزيارة كانت متمحورة حول أداء النظام على صعيد تشكيل "اللجنة الدستورية". وعلمت "المدن" من مصادر خاصة أن المبعوث الدولي، اقترح اجراء لقاءات تحضيرية ثنائية مع رئيسي "اللجنة الدستورية"؛ هادي البحرة عن المعارضة، وأحمد الكزبري عن النظام، على ان يتبعها "ربما" بلقاء ثلاثي مع البحرة والكزبري، لمناقشة بعض تفاصيل عمل اللجنة قبيل انطلاق اجتماعها الأول نهاية تشرين الأول في جنيف. كما أشارت مصادر "المدن" إلى أن النظام يتجه لرفض اقامة حفل افتتاح رسمي لأعمال "اللجنة الدستورية" في جنيف.

ووفق مصادر "المدن"، فإن المعارضة السورية رحّبت بطلب بيدرسن، وقبلت عقد لقاء بينه وبين البحرة، فيما أبدى النظام تحفظه على طلب لقاء بيدرسن والكزبري، ورفض اجراء اللقاء. وهذا هو الرفض الثاني من نوعه، من قبل النظام، خلال أيام قليلة. إذ علمت "المدن" أن النظام رفض أن يلتقي بيدرسن مع أعضاء لائحة النظام إلى "اللجنة الدستورية" في دمشق، على غرار لقاءه أعضاء لائحة المعارضة في الرياض. ورجّحت المصادر أن رفض النظام يأتي من رغبته في عدم جمع الأمم المتحدة مع أعضاء لائحته لـ"الدستورية" قبل إنطلاق الاجتماعات. كما أن النظام أخبر بيدرسن أن وفده لن يكون في جنيف قبل 30 تشرين الأول، أي في يوم افتتاح أعمال "اللجنة الدستورية". فيما من المتوقع أن يصل وفدا المعارضة والمجتمع المدني، في 28 تشرين الأول.  وترى المصادر أن سلوك النظام هذا، يشير إلى عدم الرغبة الحقيقية بالمشاركة الفعالة، ولا بالتحضيرات، ولا حتى الدخول في نقاشات جدية حول "اللجنة الدستورية"، خاصة أنه منذ البداية يحاول عرقلة تشكيلها، ولا يريد لها أن تلتئم تحت مظلة الأمم المتحدة والقرار 2254.

كما أن النظام غيّر الرئيس المشترك لـ"الدستورية" عن لائحته، بعد اجتماعات بيدرسن مع المسؤولين في دمشق. وتمّ تعيين أحمد الكزبري، بدلاً من أمل يازجي، بسبب "رغبة النظام في تعيين شخص يحمل ولاءً مطلقاً له" بحسب مصادر "المدن"، التي رجّحت أن النظام استبعد يازجي بسبب "ما أبدته من حماسة زائدة في الآونة الأخيرة حيال اللجنة الدستورية". وأحمد الكزبري، هو رئيس "لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية" في "مجلس الشعب السوري"، وكان عضواً في "اللجنة الوطنية لإعداد دستور" العام 2012، وهو حاصل على دكتوراه في القانون الدولي، وهو شريك مؤسس في "بنك الشرق" وفي "شركة آ ر م سي الهندسية للمقاولات العامة" وفي "بنك الشام".في حين أن أمل يازجي، هي رئيسة قسم القانون الدولي بجامعة دمشق، مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمكتب دمشق، وهي حاصلة على الدكتوراه في "القانون الدولي العام" من باريس. وأكدت مصادر "المدن" أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وحتى روسيا، مستاؤون من النظام وتصرفاته، التي تُلمح إلى كونه لا يريد المشاركة في "اللجنة الدستورية" بشكل فعال، ولا يريد التقدم في الملف السياسي. وعلى إثر ذلك أرسلت موسكو إلى دمشق، لافرنتييف وفيرشينين، للجلوس مع الأسد مباشرة وبحث هذه السلوكيات والنتائج المترتبة عليها.

وألمحت المصادر إلى أن موسكو أوفدت مرسليها إلى دمشق، لتحذير بشار من أن هذه السلوكيات ستضع موسكو أمام موقف محرج، كما أن موسكو ستضغط على النظام للتحرك بإيجابية مع الملف ووقف السلوك الذي ينتهجه في الوقت الراهن. ووفق مصادر "المدن"، فإن نتائج زيارة الوفد الروسي ستُحدد طبيعة مشاركة النظام، خصوصاً أن موسكو ستفرض ايقاعها على النظام، فإن كانت موسكو جادة في موضوع "الدستورية" فإن ذلك سينعكس على سلوك النظام في الأيام المقبلة.

إلى ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية لـ"المدن"، إن المعارضة السورية مستمرة في أعمالها التحضيرية من أجل اجتماع "اللجنة الدستورية"، وأشارت إلى أنها بصدد الانتهاء من أبرز المحاور اللازمة للقاء، خلال أيام قليلة، قبيل بدء الجلسات في جنيف.

 

ما رأي النظام بتعليق "نبع السلام"؟

المدن/السبت19/10/2019

لم يصدر حتى اللحظة موقف رسمي للنظام السوري، من تعليق عملية "نبع السلام" التركية، فيما يبدو انتظاراً للتعليمات الروسية، التي لم تتأخر بالوصول. واستقبل بشار الأسد، مساء الجمعة، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، والوفد المرافق، الجمعة. وبحث اللقاء التطورات بشأن شرق الفرات وشمال سوريا، وعمل اللجنة الدستورية، وذلك قبيل اجتماع القمة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المرتقب في سوتشي، الثلاثاء المقبل. وكان لافرنتييف قد قال إن روسيا "تأمل ألا تؤثر العملية التركية على استعداد السلطات السورية والمعارضة للحضور إلى جنيف، ولا على قرار غير بيدرسن، لجمع اللجنة الدستورية". وأضاف من موسكو "نتوقع أنه على الرغم من العملية التركية، لن يؤثر ذلك على استعداد الحكومة السورية والمعارضة للقدوم إلى جنيف فحسب، بل وأيضاً على قرار السيد بيدرسن عقد هذا الاجتماع".

واللافت أن لافرنتييف وفيرشينين، كانا قد أجريا محادثات في أنقرة مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ونائب وزير الخارجية، سدات أونال، الخميس، وتبادلا الآراء حول الوضع على الأرض في سوريا، وتطرق الجانبان –إلى القضايا المتعلقة بإطلاق عمل "اللجنة الدستورية السورية" ودفع العملية السياسية في سوريا وفق القرار الأممي 2254. كما أجرى الوفد الروسي لقاءً مع قيادة "هيئة التفاوض السورية" المعارضة، بينهم رئيسها نصر الحريري، والرئيس المشترك لـ"اللجنة الدستورية" هادي البحرة. وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، قالت إن الجانبين أكدا على أهمية التنسيق المستمر لضمان نجاح عمل اللجنة وتجاوز أي معوقات محتملة أمام تحقيق ذلك، وتطرق الجانبان إلى التطورات الأخيرة في شمال شرق سوريا وتأثيراتها المحتملة على عمل "لجنة مناقشة الدستور" وعلى المسار السياسي. وأكد بشار أن "العمل في المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن يتركز على وقف العدوان وانسحاب كل القوات التركية والأميركية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة". من جانبه، أكد الوفد الروسي "دعم بلاده الراسخ لسيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفضها لأي خطوة أو إجراء يخرق هذه السيادة ويزيد من تعقيد الأوضاع ويؤثر على الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا والتي تعتمد أولاً وقبل كل شيء على القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة وفي مقدمتها جميع المناطق الحدودية". كما تناول اللقاء التحضيرات القائمة لعقد الاجتماع الأول لـ"اللجنة الدستورية". ووضع لافرنتييف بشار في صورة الزيارتين اللتين قام بهما بوتين مؤخراً إلى السعودية والإمارات والنتائج التي تمخضت عنهما. وحضر اللقاء رئيس "مكتب الأمن الوطني" اللواء علي مملوك، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، وسفير روسيا بدمشق. وكان رد الفعل الرسمي السوري، قد غاب عن الاتفاق الأميركي-التركي، واكتفت وسائل إعلام النظام بالتركيز على "خروقات" الجانب التركي لوقف إطلاق النار. في حين نقلت وكالات أنباء روسية عن مستشارة الرئيس السوري، قولها إن الاتفاق "غامض"، وأشارت إلى إن اتفاق أضنة "يمكن أن يحل المشكلة الحدودية إذا كان أردوغان يريد الحل فعلاً". وأضافت "لا يمكن أن تقبل دمشق بنسخ نموذج كردستان العراق في سوريا"، وتابعت "أردوغان رجل خطير ومعتدي وينشر فكر الأخوان المسلمين في المنطقة وفي أوروبا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أذرع حزب الله تمتطي "الثورة" ضد المصارف والجيش... "الطابور الخامس" يتحرك لإنقاذ السلطة

طوني بولس/انديبندت عربية/19 تشرين الأول/2019  

"الشعب يريد إسقاط النظام" هو الهتاف الأبرز الذي ميّز الانتفاضات في بعض الدول العربية منذ موجتها الأولى في أواخر عام 2010، انطلاقاً من تونس، واستمر ذلك مع انطلاق الموجة الأحدث هذا العام إثر انفجار ثورة الشعب اللبناني ورفعه الهتاف ذاته مع إضافات تعطي الحراك الشعبي بعده المحلي.

نصر الله يهدد اللبنانيين

ودخل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في إطلالته التلفزيونية اليوم في ذكرى أربعينية الحسين، على خط الاشتباك الحاصل موجهاً رسائل محلية ودولية في مختلف الاتجاهات، وفق تعليق مصادر سياسية لبنانية، اعتبرت أن كلامه يشكل تهديداً مباشراً للراي العام اللبناني وإمعاناً بسحق السيادة اللبنانية واختصار رأي الشارع اللبناني، وتحديداً بقوله "أنتم تضيعون وقتكم لا يمكنكم إسقاط العهد". ولفتت المصادر ذاتها إلى أن كلام نصر الله اختصر طريق الـ 72 ساعة التي أعطاها رئيس الحكومة سعد الحريري، وأظهر نفسه في موقع المقرر الأول والنهائي في لبنان، ووضع الحريري في موقع المنتظر لتعليمات السيد ليبني على الشيء مقتضاه. وشددت على أن الحريري وضع نفسه حتى الآن في خانة الشريك لسلطة حزب الله والتيار الوطني الحر (حزب رئيس الجمهورية)، مضيفةً "إذا أنت مش قدها (غير قادر على مسك زمام الأمور) انسحب نحن لن نعطي حزب الله و(وزير الخارجية) جبران باسيل انتقالاً هادئاً وسنواجههم في الشارع وبالسياسة، لبنان بلد عربي، ولن يكون تابعاً لولاية الفقيه، ولن نقبل أن نكون ضحية لمغامرات حزب الله".

اختراق الثورة

مصادر أمنية لبنانية كشفت عن مشاركة ملموسة لمناصرين لحزب الله في التظاهرات الاحتجاجية، حيث لاحظت قيام عناصر حزبية تملك خبرات ميدانية بلعب أدوار مشبوهة ضمن صفوف المتظاهرين، مشيرةً إلى أن هذه العناصر حاولت في أكثر من مناسبة تحويل التظاهرات الشعبية باتجاهات عدة أبرزها:

أولاً، ومنذ بداية التحركات صباحة الجمعة دخلت في صفوف المتظاهرين في منطقة الحمرا مجموعات بدأت تطلق شعارات معادية للقطاع المصرفي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتدعو المتظاهرين إلى مهاجمة مبنى مصرف لبنان، ما استدعى انتباه المتظاهرين بخاصة بعد تدخل القوى الأمنية لحماية المصرف المركزي.

ثانياً، كان لافتاً إعلان مصادر قيادية في حزب الله انها تترك الحرية لقاعدتها الشعبية في التحرك للمطالبة بأمور اقتصادية معيشية، الأمر الذي رأت فيه المصادر محاولةً للتشويش على المعارضة الشيعية المتعاظمة والتعتيم على حجمها الكبير ضمن البيئة الحاضنة للحزب، بحيث تظهر الاحتجاجات وكأنها ليست معارضة للحزب، إلا أن الأمر لم يجر كذلك على الأرض، إذ استطاع معترضون فك طوق حزب الله ومهاجمة مراكز تابعة له ولحركة أمل، إضافة الى الهتافات التي نددت بشكل واضح بنصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ثالثاً، اعتبرت مصادر أمنية أن عمليات الشغب التي رافقت التظاهرات في وسط بيروت كانت نتيجةً لاختراق عناصر مدربة على الشغب ومهاجمة القوى الأمنية، صفوف المحتجين، بهدف افتعال إشكال معها وبالتالي ضرب صورة التظاهرات وحرفها عن مسارها السلمي، تمهيداً لفضها بالقوة من قبل العناصر الأمنية. وأضافت المصادر بأن تلك العناصر قطعت الطرقات في مناطق إستراتيجية لمنع وصول المتظاهرين إلى نقاط التجمع الرئيسية والدفع في اتجاه بقاء المواطنين في منازلهم تحت ذريعة قطع الطرقات احتجاجاً على الأوضاع، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تعميم هذه الظاهرة فأكثرية التحركات كانت عفوية وبعيدة كل البعد من أي أهداف ونوايا خبيثة.

"القومي" أداة الحزب في المناطق المسيحية

وعن مشاركة الحزب القومي السوري الاجتماعي الحليف الرئيس لحزب الله والتيار الوطني الحر ودعوته الصريحة إللى ركوب الموجة الشعبية، اعتبرت المصادر أنها تأتي في سياق أمر العمليات الصادر من حزب الله باختراق الثورة وإسقاطها، ففي المناطق المسيحية التي لا وجود فاعل للحزب والتيار الوطني الحر محرج بالتحرك في الشارع يلعب القومي الدور نيابة عن المرجعة الأولى والهادفة لمصادرة الحراك وإسقاطه. على المقلب الآخر، أشارت مصادر غربية إلى أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب تحركات الشعب اللبناني وأداء الجيش اللبناني الذي لا يزال حتى الساعة يقوم بدوره في حماية المقرات الرسمية وتأمين المواطنين والمتظاهرين، من دون المس بالحريات العامة وحق التظاهر السلمي، مشيرة إلى حكمة قائد الجيش العماد جوزف عون بإدارة الأمور ميدانياً بشكل جيد.

استهداف قائد الجيش

ولم تخف المصادر مخاوفها من عمل "الطابور الخامس" المعلوم والمجهول، من أخذ الأمور في اتجاه العنف واستجلاب مواجهات مع الجيش اللبناني للتشويش على قائد الجيش، حيث تشير المصادر إلى أن رغبة بعض السياسيين الطامحين للرئاسة تشكل حساسية مع قائد الجيش الذي يحظى باحترام وإجماع على الساحة الداخلية ويتمتع بعلاقات جيدة مع المجتمعين العربي والغربي، لافتةً إلى أن العماد جوزف عون يتعرض لضغوط كبيرة للتشويش عليه من مراجع وزارية تابعة لتحالف حزب الله والتيار الوطني الحر.

الثورة مستمرة

من ناحية أخرى، أقرّت مصادر المتظاهرين بأنها تلحظ تحركات مريبة ضمن صفوفها تسعى إلى تغيير مسارها. وأشارت إلى أنها تحاول قدر الإمكان منع "المندسين" وطردهم من صفوفها ولذلك فهي تحاول عدم القيام بتحركات مركزية في بيروت إنما تتجه إلى تعزيز الحراك المناطقي حيث يسهل التعرف على "الدخلاء" والعابثين، مشددةً على استمرارها على الرغم من كل المحاولات التي باتت مكشوفة ولن تتراجع عن مطالبها الثلاثة بإسقاط رئيسَي الجمهورية والحكومة وحل المجلس النيابي تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وشددت المصادر على اعتبار عناصر القوى الأمنية جزءاً من حراكها مستنكرة كل أوجه التعدي عليهم وعلى الممتلكات العامة، متهمةً من سماهم وزير الخارجية جبران باسيل بأنهم "طابور خامس". وانتقدت محاولات التنفيس التي أعلن عنها التيار الوطني الحر بأنه سيرفع السرية المصرفية عن حسابات وزرائه ونوابه، معتبرةً أن هدف هذه الخطوة هو تشتيت الرأي العام لأن الكل يعلم أن الأموال المنهوبة وُضعت في مصارف أوروبية وغربية أو بأسماء مقربين وشركات وهمية.

 

لبنان المنتفض: “كلُّنْ يعني كلُّنْ… نصر الله واحد منُّنْ”

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79653/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa/

لم يسبق للبنان أن شهد ثورة غضب عابرة للطوائف والأحزاب بالحجم الذي بلغته الاحتجاجات المستمرة منذ الخميس الماضي في بيروت والمناطق كافة، رفضاً لسياسات الإفقار والتجويع التي مارستها وتمارسها السلطة الحاكمة منذ عقود، وفيها أثبتت كل القوى السياسية فشلها في ملاقاة الشارع، وراحت تبحث عن مخارج لأزمتها، إما في ركوب الموجة، وإما عبر القمع بالرصاص الحي، كما حصل في أكثر من منطقة، آخرها الظهور المسلح لمناصري رئيس مجلس النواب، رئيس حركة “أمل” في مدينة صور الجنوبية وإطلاقهم الرصاص على المتظاهرين السلميين، وإما محاولة مناصري بعض الأحزاب المتضررة من بركان الغضب تحويل الاحتجاجات أعمال شغب، استدراجاً لمواجهة بين القوى الأمنية والشعب.

على مدى الأيام الثلاثة الماضية صوَّر بعض السياسيين اللبنانيين الانتفاضة أنها بداية خراب البلد، في مكابرة منهم لعدم الاعتراف بالحقيقة أن النقمة الشعبية كبيرة جداً، وحتى التلويح بالحرب الأهلية الذي هدَّد به نصرالله، أمس، في خطابه كان الرد الشعبي عليه، هتاف المتظاهرين فور انتهاء خطابه “كلُّنْ يعني كلُّنْ… ونصر الله واحد منُّنْ”، ما يعني أن حواجز الخوف انكسرت، ولم تعد هناك أي هيبة لأي مرجعية، سياسية ودينية، يمكن أن تتلطى خلف شعارات شعبوية كي تحمي نفسها، أو تجهض الانتفاضة.

الغضب الشعبي المتنقل من أقصى الشمال إلى الجبل وبيروت والبقاع وصولا إلى الجنوب، لم يفرق بين زعيم وآخر، بل حتى الذين حاولوا ركوب الموجة سياسيا باستثمارها لمصلحة أحزابهم أصيبوا بخيبة أمل عندما قوبل ذلك بردود فعل غاضبة.

ماذا يعني كل ذلك؟

لبنان هذا البلد الصغير الذي كان منارة للشرق، ومحطة دولية وعربية في كل شيء، حوله تقاسم الميليشيات الحكم، بعد حرب أهلية استمرت 17 عاما، بلدا موبوءا جذَّرت فيه تلك القوى غول الطائفية والمذهبية للتهويل على الشعب، ولسخرية الزمن فإن الذين أوصلوا لبنان إلى شفير الانهيار هم من يحاضرون اليوم بالعفة البعيدة كل البعد عنهم، كما فعل نصرالله أمس حين هدد بتغيير المعادلات، رافضاً أن تستقيل الحكومة ومخيراً اللبنانيين بين الحرب الأهلية أو استمرار النظام السياسي، والطاقم الحاكم نفسه، لإبقاء لبنان في زنزانة العقوبات الدولية التي استدرجها عهد عون وحليفه “حزب الله” تنفيذا لتوجيهات نظام طهران، لكن يبدو أن اللبنانيين لم يعد التهويل يرهبهم، لأنهم أعلنوا خيارهم الأوحد الواضح وهو رحيل النظام السياسي برمته، وبكل أدواته من دون استثناء.

نعم، نصرالله لا يختلف عن الأفرقاء الآخرين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، المستفيدين من هذه المحاصصة التي أفقرت بلدا كان يمكن أن يستفيد من تجربة الحرب في التحول وطنا حاضنا لشعبه، وليس طاردا لنصف أبنائه إلى الخارج، باحثين عن أوطان بديلة.

كان يمكن للبنان أن يعود سويسرا الشرق على المستويات كافة، وليس مقلب قمامة للدول ترمي فيه مشكلاتها كي تحرف الأنظار عن أزماتها الداخلية.

لم يخرج اللبنانيون إلى الشارع إلا بعدما فاض كيلهم، واختنقوا من حبل النهب الذي يضيق كل يوم على رقابهم، وهذا دليل على أن الزعماء الحاكمين لم يقرأوا تجارب الدول الأخرى جيدا، لأن المتسلط أعمى يتصرف برعونة في مواجهة الشعب الذي قال كلمته، وإذا كان قيل قديما” قل كلمتك وامش”، فمن الواضح ان اللبنانيين الذين لم يخرجوا من الشوارع طوال الأيام الماضية قالوا كلمتهم وسيبقون حيث هم إلى إن يمشي الذين أفقروهم من السلطة، وأن تتخلى القوى الميليشياوية عن مشاريعها المدمرة.

محاولات القمع بالحديد والنار التي حاولتها بعض الميليشيات أمس لم تنفع في ثني اللبنانيين عن الاستمرار في انتفاضتهم، فالذين أفقرتهم سياسات العهد الحالي ولم تقدم لهم سوى الرمضاء حين استجاروا بها، لم يعد يخشون التهديدات الميليشياوية وباتوا يواجهون رصاص الطغمة الحاكمة بالصدر العاري.

لا شك أنَّ ثمة متغيراً كبيراً حصل، أمس، عندما أعلن الجيش -القوة الوحيدة التي يجمع عليها اللبنانيون- انحيازه الكامل إلى مطالب الناس، وذلك له معناه العميق ما يفرض على كل القوى أن تقرأ جيداً الرسالة، وتحسم أمرها قبل أن يجرفها طوفان الغضب الشعبي، ويقلب الطاولة على “عهد إيران” وأدواته.

 

حريق الغابات وفحم السياسات!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2019

ليست الغابات وحدها التي كانت تحترق في لبنان بداية هذا الأسبوع، في كارثة بيئية كبيرة ومخيفة وغير مسبوقة، فالمسؤولية السياسية أو ما تبقى منها، هي أيضاً التي كانت تشتعل وتتفحم، ولم تكن جريمة النيران التي اندلعت في 138 نقطة من رئة هذا البلد الميتّم والمتهالك، أقلّ من جرائم عدد كبير من المسؤولين السياسيين، الذين تبيّن مرة جديدة أنهم أسوأ من الحرائق، لأن النار تجد في النهاية الإطفائيات التي تكافحها وتنهيها، ولو كانت ستأتي كالعادة تسولاً من قبرص واليونان، وحتى من الأردن وأوروبا لو دعت الحاجة.

ولكن كيف يمكن مكافحة هذا الحريق السياسي المتأجج منذ أعوام، الذي لم يترك لبنان بلا وقاية من الكوارث والحرائق فحسب، بل أشعل نيران الحروب وأجج الصراعات التي لا تنتهي، وسبق له أن دمر البلاد كما يدمّر الاقتصاد الآن؟

يوم الأربعاء الماضي، تحولت الغابات مساحات متفحمة، ملايين الأمتار من الغابات والبساتين المثمرة وحتى بعض البيوت القريبة تئن متفحمة سوداء، لكن النقاشات والمقارعات بين النواب والوزراء، لا ولن تقل سواداً وسط محاولات لتقاذف المسؤولية عما حصل، والذي حصل إنما جاء في سياق تراكمي من الإهمال والفساد وعدم احترام للمسؤولية.

كان الأمر محزناً تماماً؛ فنانون من العالم العربي يعرضون تقديم حفلات، يعود ريعها إلى مساعدة المتضررين من الحرائق، وبدر ناصر الخرافي يتبرّع بمبلغ مائة ألف دولار لدعم عمليات إعادة التشجير، وبعض الهيئات المدنية تنصرف إلى تأمين حاجات الذين احترقت بيوتهم، بينما كان النواب في البرلمان منهمكين في خلافاتهم وفي تقاذف التهم، إضافة طبعاً إلى الخلاف حول موازنة السنة المقبلة.

الآن يتبارون في الدعوة إلى تحقيق حول طائرات السيكورسكي المخصصة لمكافحة الحرائق والمعطّلة في المطار، ولكأن القصة تقتصر في فصولها الفضائحية وفسادها العميق عند هذا الأمر وحده، والمضحك المبكي أنهم يتحدثون مرة جديدة عن «لجنة تحقيق برلمانية»، وبالتالي من يحقق مع من، في بلد لا حدود بين سلطتيه التنفيذية والتشريعية، وفي زمن صارت فيه الدولة تقوم علناً على مبدأ المحاصصات، ودائماً من منطلق طائفي ومذهبي بما يكفل دوام الانقسام، واستحالة محاسبة الفاسدين الذين لم يقوموا بما عليهم من المسؤولية!

ليست المرة الأولى التي تندلع فيها الحرائق بلبنان، فقد سبق قبل أعوام بعد عدد من الحرائق، أن جاءت شركة «كاندير» المتخصصة في صنع طائرات مكافحة الحرائق وقدمت عرضاً ممتازاً أمام المسؤولين السياسيين والعسكريين، كونها تستطيع حمل عشرين طناً من المياه دفعة واحدة لتلقيها على النيران، لكن لبنان لم يشترِ هذه الطائرة، رغم أن إهدار المال العام والفساد المتوحش سيضعان البلد بعد أعوام تحت عجز يناهز المائة مليار دولار!

هذه واحدة... أما الثانية التي لا تصدق فكانت عندما قدمت فرنسا للبنان قبل أعوام، ستين عربة إطفاء مخصصة للتوغل في الغابات والطرقات الصعبة، لكن هذه السيارات بقيت في المطار زمناً طويلاً، ولم تسمح السلطات المعنية بدخولها بحجة أن محركاتها تعمل على المازوت، وأن لبنان يمنع محركات المازوت، لكن البلد كله تقريباً كان ولا يزال يسير على المازوت، المازوت في محركات السيارات والمازوت في السياسات والمسؤوليات، التي أوصلت لبنان إلى ما هو فيه اليوم!

بالعودة إلى قصة طائرات السيكورسكي، كانت جمعية اسمها «أخضر دائم» قد تبرعت عام 2009 بشراء ثلاث طائرات من هذا الطراز المخصص لمكافحة الحرائق بمبلغ 13 مليون دولار مع صيانة مجانية لمدة ثلاثة أعوام، وكانت المفاجأة أنه عندما اشتعل لبنان بداية الأسبوع، تبيّن أن هذه الطائرات باتت مجرد خردة صدئة ومهملة متروكة في المطار، مع أن التكلفة السنوية لصيانتها تبلغ 450 ألف دولار فقط!

وعندما طلب إجراء تحقيق حول المسؤولية في هذا، قرأ اللبنانيون روايات متناقضة حول هذه الطائرات، منها ما قال إن أحد الوزراء الميامين كان قد حول المبلغ المرصود لصيانتها إلى مكان آخر، ومنها ما يقول إن الوزير الذي خلفه رأى أن لا حاجة للبنان بها، وبالصرف على صيانتها، لأن قبرص قريبة ويمكن الاعتماد على النجدة منها، وهي بالمناسبة التي سارعت إلى العمل لإطفاء الحرائق بداية الأسبوع، ومنها ما يقول إن الطائرة المذكورة غير صالحة للمناورة في الأماكن الجبلية الضيقة، رغم أنه سبق لها أن كافحت 13 حريقاً في الماضي، ومنها أيضاً وأيضاً ما يقول إن هذه الطائرة تحمل مياه البحر المالحة وهي غير ملائمة، ولكأن النار لا تنطفئ إلا بالمياه العذبة!

لكن المعروف أن طائرات السيكورسكي ذات كفاءة عالية، وهي من أنجح الطائرات وأهمها، ومنها نوع يستعمل لنقل الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، وأن أسراباً منها أسهمت بقوة في مكافحة الحرائق الكبيرة التي اشتعلت قبل أشهر في ولاية كاليفورنيا، ولست أدري الآن ماذا سيقول التحقيق اللبناني في هذا الموضوع، إنْ لجهة الإهمال وعدم صيانة الطائرات، وإن لجهة صلاحيتها وقدرتها، لكن الخشية من أن ينتهي التحقيق كما انتهت الحرائق مجرد رماد ودخان يتبخّر!

كان يمكن القول «اضحك أنت في لبنان»، ولكنها كارثة بيئية ومأساة وطنية تدعو إلى الأسى والبكاء، خصوصاً أمام تلك الصور المروعة التي شاهدها العالم، ففي مواجهة الحرائق الضخمة المندفعة في اتجاه المنازل والساحات، كان هناك رجال يكافحون بأنابيب المطاط ترش الماء وأطفال يحملون الماء في الأواني المنزلية لإلقائها على النار ونساء يفرغن زجاجات الماء على الوحش الزاحف.

لا يا سيدي؛ ثمة ما يدعو إلى البكاء في بلد متعوس إلى هذا الحد، خصوصاً عندما تقرأ على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، وبموازاة أخبار الحرائق، القصة التي تقول إن الدولة اللبنانية تدفع على مبنى الجامعة اللبنانية المهجور منذ عام 1987 مبلغ 300 مليون ليرة في السنة بدل إيجار، أي ما يساوي مبلغ أربعة ملايين وأربعمائة ألف دولار كان يمكن أن يصون الطائرات الثلاث ويشتري واحدة أخرى!

ليس السؤال بعد كل هذا ماذا ستكشف التحقيقات، إن كانت الحرائق طبيعية أو مفتعلة كما قالت بعض الروايات، أو من المسؤول عن إهمال الطائرات لتصبح كومة من الخردة الصدئة في المطار، المهم أكثر من كل هذا؛ احتراق ما تبقى من صدقية لبنان أمام الدول المانحة، التي قررت مساعدته في مؤتمر سيدر، لتكتشف الآن ليس أنه غارق في الحرائق فحسب ويتسول المياه من قبرص وهو بلد الينابيع، بل أيضاً أنه غارق في حرائق الخلافات السياسية سواء على الموازنة ومحاربة الفساد ووقف الإهدار، وسواء على موقعه من الصراع الإقليمي، فهو يتحدث بلسان حكومي عن وجهه العربي وسياسة النأي بالنفس، لكنه يصدم أشقاءه العرب تكراراً بتصريحات ومواقف وزارية لا تناقض الإجماع العربي من النظام السوري فحسب، بل تنحاز إلى إيران ضد أشقائه الخليجيين، الذين يُراد منهم أن يساعدوه من جديد، وبعض الألسنة فيه لا تتوقف عن تهديدهم والشتيمة… غريب!

 

... ألله يستر

سناء الجاك/نداء الوطن/19 تشرين الأول 2019

هبّ الشباب هبّة واحدة ونزلوا إلى الميادين ينادون بإسقاط النظام. اقتربوا أكثر قليلاً من مواقع القرار، ليس لوجستياً فقط، ولكن بشحنات الرفض والغضب لمن يحمّلونهم مسؤولية انزلاق نسب كبيرة منهم إلى خط الفقر المدقع. هتافاتهم كسرت المحرمات في مناطق خُيِّل لأصحابها انهم ضبطوها وصادروا أصوات ناسها الى أبد الآبدين. هذه المرة، مربط الفرس كان الـ"واتساب". فهو من كسر ظهر بعير السلطة. زلزل مفاصلها. فقد شعر مستخدموه أن وقاحة السرقة المنظمة لكل قرش مثقوب يحصِّلونه بطلوع الروح وصلت إلى مواصيل غير مسبوقة. أو هم شعروا أن فسحة التواصل المجانية المتاحة لهم عبر هذه الوسيلة انتهكت. فانكشفوا وانفجروا وفتحوا كل الدفاتر، ولم يوفروا أحداً من شتائمهم البذيئة على الهواء مباشرة. الـ"واتساب" صار الشرارة، فالدعسة الناقصة للسلطة لم تمر، هذه المرة، كما مرّ التلاعب المتواصل بالدولار وحجبه عن الذين جمعوه سنتاً سنتاً وأودعوه المصارف ليستعينوا به في أيامهم السوداء، أو كما مر التلاعب بربطة الخبر التي تخضع إلى رجيم قاسٍ، أو كما أذلت الناس طوابير الانتظار للحصول على الوقود في لعبة مكشوفة لتحصيل الأرباح.

لكن المتابع لما جرى ليلة الغضب هذه، لا بد أن يضع قلبه على كفه. لا بد من السؤال: ماذا بعد؟ والى أين؟ ومن سيستثمر غضب الغاضبين؟

إذا انفجرت التركيبة السياسية الحالية من سيرثها؟ ربما علينا البحث عن القادرين على إدارة تركة هذه الدولة الفاشلة. فالوضع المهترئ لن يحول دون المسارعة الى استغلاله لمزيد من الاطماع الإقليمية. قد يتم اختيار كبش فداء تمّ إضعافه "au fur et à mesure"، باستنزاف شعبيته وتفشيل مشاريعه الانقاذية للحد من الانهيار، وتحميله وحده دون سواه مسؤولية ما آلت اليه الأحوال.

مرة ثانية لا بد من الاستدراك، لأن هذه الـ"قد" الكلاسيكية قد تُواجَه بـ"قدود" متشابكة. فالطبقة السياسية بغالبيتها غاطسة حتى أذنيها في المحاصصة، أو بالتغاضي عن المحاصصة والاكتفاء بالمعارضة النوعية. وضريبة الـ"واتساب" الدولارية كشفت مستورها، إذ صرح أكثر من وزير أن الجميع وافقوا في الداخل من دون تسجيل أي تحفظ، ليتراجعوا عندما وقعت الواقعة. والواضح أن التراجع ساهم في صب الزيت على نار الغاضبين وزلزل المقامات ليلة الأربعين. وربما لن ينفع تنفيس الغضب بكبش فداء لرأب الصدع الذي يكبر في البيئات الحاضنة. اللبنانيون على ما يبدو، كفروا بالتلويح بملفات الفساد الخالية من الفاسدين والنابضة بالنوايا المبطنة، وفهموا ان هذه السلطة بكل من فيها لا همّ لها إلا البقاء على قيد الحكم على حساب لقمة عيشهم. ومع ذلك، لا بد لمتابع ليلة الغضب هذه من أن يضع قلبه على كفه. فالحكاية لا تقتصر على احتجاجات تتمسك بالـ"واتساب" المجاني. الحكاية في المتربصين والمعدّين عدتهم بمخططات واستراتيجيات بدأ الإعلان عنها مع "قلب الطاولة" وتمّ التداول بسيناريواتها في الاجتماعات الليلية. وبانتظار تبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض للغضب الشعبي... الله يستر...

 

الحالة العونيّة... أجنحة تكسّرت وبقي "جناح روكز"

ألان سركيس/نداء الوطن/19 تشرين الأول 2019

بين أول عملية إنتقال للسلطة داخل "التيار الوطني الحرّ" بعد تنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن رئاسته العام 2015 والإنتخابات الأخيرة التي جرت وفاز بنتيجتها الوزير جبران باسيل بالتزكية، أمور كثيرة تغيّرت وغيّرت معها أسس اللعبة الداخلية البرتقاليّة. لا يستطيع احد التشكيك بشرعية باسيل في رئاسة "التيار"، لأن العملية حصلت من دون حصول أي إعتراض داخلي بغض النظر عن الأسباب التي أدّت إلى خلو الساحة أمام باسيل. وهنا لا بدّ من استرجاع الوضعيات التي كانت داخل "التيار البرتقالي" منذ 4 سنوات والتي أدّت إلى شبه إنتفاضة على عملية توريث باسيل، لكنها لم تصل إلى نتائج ملموسة لأن باسيل أمسك اللعبة الحزبية بكل مفاصلها. وفي ذلك الحين، وعلى رغم أن العماد عون دخل السياسة بخلفية عسكريّة، إلا أن تياره لم يكن ذاك "التيار" الحديدي، حيث نشأت مراكز قوى داخله هي كناية عن بعض النواب البارزين في أقضيتهم.

ومن بين هؤلاء النواب كان هناك إبن شقيقة الجنرال عون النائب ألان عون الذي كان مرشحاً لرئاسة "التيار" وكانت الإحصاءات تشير إلى إمكان فوزه، لكن انسحابه من المعركة بفعل ضغط خاله أدى إلى تزكية باسيل.

وإضافة إلى ألان عون، كان هناك النائب زياد أسود في جزين والذي يعتبر معارضاً شرساً، كما برز من "التيار" النائب إبراهيم كنعان في المتن، والنائب سيمون أبي رميا في جبيل.

كل تلك الاسماء خفّ تأثيرها داخل تركيبة "التيار" الداخلية لأسباب عدّة أبرزها إمساك باسيل بمفاصله بعد 4 سنوات، والتخلّص من المناضلين القدامى، إضافةً إلى تجمّع القوة السياسية والمالية في يده، كذلك، إن قانون الإنتخاب النسبي أضعف بعض النواب وفضح حجمهم بالصوت التفضيلي.

في العام 2015 أيضاً كان باسيل يسعى إلى رئاسة "التيار" بـ"زنود" عون، اليوم بات باسيل الرقم الصعب في السياسة اللبنانية وهو من يتحدّى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويتنصّل من "إتفاق معراب"، ويعامل رئيس الحكومة وكأنه هو الحاكم، ويتحكّم بمفاصل اللعبة الداخلية، وكل هذا التقدّم الذي يحرزه باسيل مستفيداً من وصول عون إلى قصر بعبدا ودعم "حزب الله" يقابله تراجع أدوار النواب الذين كانوا يشكّلون منافسة له.

إذاً، بات باسيل يفتقد إلى منافس حقيقي، في المقابل يحاول النائب شامل روكز أن يكون البديل من جهة، ووريث "التيار الوطني الحرّ" من جهة ثانية لكن من دون الدخول إلى الهيكلية الحزبيّة، حتى إنه بات يغرّد خارج سرب تكتل "لبنان القوي"، فالبعض يؤكّد أن العميد لا يُحبذ أن يجلس في اجتماع يكون فيه باسيل الرئيس وهو المرؤوس. ويرى بعض المراهنين على إحداث تغيير في الحالة العونية أن الرهان الأساسي يتركّز الآن على العميد روكز لأنه ابن المؤسسة العسكريّة التي انطلق منها العماد عون، كما أن مواقف روكز الأخيرة متصالحة مع نفسه وجريئة.

ويشير هؤلاء إلى أن الحالة العونية ليست حالة حزبية جامدة بل هي شعبيّة منتشرة في كل أرجاء لبنان وبين كل الطوائف من دون استثناء، وبالتالي فإن أي شخص مؤهّل لقيادتها إذا امتلك المزايا المطلوبة. ويشرحون أن الهدف ليس أن ينتسب روكز إلى "التيار الوطني الحرّ" ويتنافس مع باسيل على رئاسة "التيار" بعد 4 سنوات، بل الهدف هو خلق حالة شعبيّة جديدة تعبّر عن المبادئ الأساسية التي قام عليها "التيار" بغضّ النظر عن اسمها. وقد شكّلت ذكرى 13 تشرين مناسبةً لإظهار التباعد بين باسيل وروكز وسط دفع المعارضين العونيين لروكز الى إكمال المسيرة وتشكيل حالة بديلة، خصوصاً أنه يملك المشروعية الكاملة لهذا الهدف. وهنا يطرح السؤال الأساسي: هل سيكمل روكز المشوار وينجح، أم أن حراك باسيل السياسي سيغطّي على كل تلك الظواهر ويُسلّم الجميع بالأمر الواقع؟

 

التكلفة الحقيقية للوسواس الكردي لدى تركيا

أمير طاهري/الشرق الأوسط/19 تشرين الأول/2019

من الأقوال الكلاسيكية المأثورة لكلوزويتز، الأب المؤسس لدراسات الحرب كعلم أكاديمي، أن إشعال الحرب غالباً ما يكون سهلاً، لكن إنهاءها دائماً صعب. والسؤال: هل تنطبق هذه المقولة على الحرب التي بدأتها تركيا ضد الأكراد بغزوها سوريا؟ في الوقت الراهن، تبدو الإجابة أن أحداً لا يدري. أما الأمر المؤكد أن النتيجة المثلى التي يمكن أن تنتظرها تركيا من وراء حربها الحالية، الخروج من عش الدبابير بأقل قدر ممكن من الخسائر.

وفي الوقت الذي يمكن إلقاء اللوم عن الحرب على الأسلوب الديكتاتوري الذي ينتهجه الرئيس رجب طيب إردوغان في صنع القرارات، فإنه لا ينبغي تجاهل الجذور الأعمق للصراع والتي تضرب في قرون من الوسواس التركي تجاه الأكراد.

وكان هذا الوسواس قائماً، وإن كان في صورة ضئيلة للغاية، خلال الحقبة العثمانية عندما خالجت شكوك ومخاوف السلاطين العثمانيين تجاه رعاياهم الأكراد، بناءً على اعتبارات عرقية ودينية. وحتى عندما جرى ضمهم إلى الخدمة العسكرية، لم يندمج الأكراد في الهوية العثمانية ـ التركية المهيمنة. وقد اعتنق الأكراد مجموعة متنوعة من التقاليد والمعتقدات، بما في ذلك العلوية والزرادشتية والإيزيدية ومجموعة من الطرق الصوفية الممتدة من البلقان إلى وسط آسيا، ما جعل الأكراد غير متناغمين مع الهوية الإسلامية الرسمية للإمبراطورية.

في هذا الإطار، نجد أمامنا صداماً بين هويتين، إحداهما خشنة والأخرى ناعمة. من جهتها، اتسمت الهوية العثمانية بالنعومة بالنظر إلى أن الإمبراطورية كانت مؤلفة من مجموعة متنوعة من المجموعات العرقية والدينية. واستخدم الحاكم لقب سلطان لدى مخاطبة المنتمين إلى عرق الأتراك، وقيصر أمام المسيحيين، وبادشاه للمنتمين للعرق الإيراني والشيعة والخليفة لدى التعامل مع الرعايا السنة، والذين انتمى غالبيتهم إلى العرب.

أثناء الحرب العالمية الأولى، عقد العثمانيون تحالفاً تكتيكياً مع الأكراد لقمع وطرد الرعايا الأرمن من المناطق التي يتمركزون بها في جنوب شرقي الأناضول. وكان السبب وراء هذه الحملة، التي سميت لاحقاً «الهولوكوست الأرمني»، أن بعض الأرمن، بقيادة حزب الطاشناق (الاتحاد الثوري الأرمني)، تحالفوا مع روسيا في الحرب ضد العثمانيين عبر شن سلسلة من الهجمات في الأناضول. ونظراً لنشرها مواردها في ميادين حرب ممتدة عبر مساحات شاسعة من أوروبا حتى الشرق الأوسط، اضطرت الإمبراطورية العثمانية للاستعانة بجنود أكراد غير نظاميين لسحق التمرد الأرمني خلال عدة معارك كبرى.

ومع هذا، تركت نهاية الحرب العالمية الأولى الأكراد في وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل الحرب، ذلك أنه سرعان ما نسي وعد الرئيس الأميركي وودرو روزفلت بحق تقرير المصير، مخلفاً وراءه حلم الاستقلال على الجانب الكردي والخوف من الانفصال الكردي داخل المعسكر العثماني الذي أعيد تشكيله ليصبح الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال باشا (أتاتورك).

وتركزت الهوية الجديدة التي أمل أتاتورك في بنائها على ما وصفه مستشارون فرنسيون بـ«الطابع التركي»، وبالتالي جاءت خالية من دلالات دينية (أي إسلامية). وجرى إقرار أبجدية جديدة تعتمد على الحروف اللاتينية لتشكل بذلك بداية حملة لاختراع لغة تركية جديدة أيضاً، مع العمل على التخلص من الكلمات العربية والفارسية قدر الإمكان. وقطع نظام أتاتورك «العلماني» الروابط الدينية الرفيعة التي كانت قائمة بين الأكراد وباقي مواطني الجمهورية الجديدة. أما المشكلة، فهي أن الأكراد لم يقروا اللغة التركية الجديدة التي فرضها أتاتورك، وفضلوا عليها التمسك بواحدة من لغاتهم الكردية الأصلية.

جدير بالذكر هنا أنه على امتداد جزء كبير من التاريخ، على الأقل حتى وقت قريب، دائماً ما نظرت الأنظمة المعتمدة على فكر متطرف في قوميته إلى «الآخر» باعتباره مصدر تهديد، وليس فرصة للإثراء الثقافي والاجتماعي.

ومع تداعي الإمبراطورية العثمانية، التي باتت تعرف باسم «رجل أوروبا المريض»، تكثفت جهود البحث عن هوية إمبراطورية جديدة. أواخر ثمانينات القرن الـ19. ابتكر عالم مجري يهودي يدعى فمبيري، قضى سنوات في الترحال عبر أرجاء الإمبراطورية، فكرة الهوية التركية، والتي أصبحت في نسخة لاحقة الطورانية، ونجح في ترويجها في أوساط أعضاء جماعة «تركيا الفتاة» والتنظيم السياسي الذي كان تابعاً لها وحمل اسم «الاتحاد والترقي». ودعمت قوى كبرى، على رأسها بريطانيا العظمى وفرنسا، الطورانية باعتبار أنها ثقل موازن للجيرمانية التي قادتها برلين والسلافية التي قادتها روسيا والإسلامية التي قادتها حركات إسلامية تناوئ الهيمنة الغربية الاستعمارية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والهند.

من جديد، فضل الأكراد أن يظلوا «الآخر»، ورفضوا الطورانية باعتبار أنها مبرر للتمييز العنصري ضدهم. ونتيجة لذلك، تحولوا إلى أهداف لهجمات من المفكرين أنصار الهوية التركية والطورانية الذين صنفوا الأكراد كأعداء. وحلت الطورانية محل «الأمة»، بل ونفت حركة «باسوماشي» الإرهابية التي تزعمها أنور باشا، أحد أبطال الهوية التركية وعميل محتمل للاستخبارات البريطانية، وجود شعب كردي، واخترعت مصطلح «أتراك الجبال» بدلاً عنه.

وأدت الشكوك والكراهية إزاء الأكراد إلى المزيد من القمع لدرجة أنه بحلول منتصف ستينات القرن الماضي أصبح استخدام لفظ «كردي» في منشورات أو خطاب عام جريمة يعاقب عليها القانون. خلال ستينات القرن الماضي، ظهرت حركة جديدة أطلقت على نفسها «الذئاب الرمادية» تولى قيادتها لاحقاً ألب أرسلان توركش وعدت للتطهير العرقي المسلح بهدف دفع مجموعات واسعة من الأكراد إلى خارج أرض أجدادهم في شرق الأناضول لأجزاء أخرى من آسيا الصغرى. ومن بين الخطط التي جرت مناقشتها إحلال مسلمين من العرق التركي، خاصة من العرق الألباني، محل الأكراد المطرودين، وذلك باستقدامهم من يوغوسلافيا حيث أبدى النظام الشيوعي هناك اهتمامه هو الآخر بممارسة تطهير عرقي ضد مسلمي البوسنة والهرسك ومقدونيا. إلا أن هذا المخطط انهار عندما لقي معارضة قوية من قطاع كبير من النخبة السياسية التركية في أنقرة وإيران تحت قيادة الشاه.

وفي نسختها الحالية باعتبارها «الجمهورية الإسلامية»، اتبعت إيران توجهاً متعاطفاً إزاء حرب إردوغان ضد الأكراد. ونشرت وكالة أنباء فارس، إحدى أذرع «الحرس الثوري» الإسلامي، مقالاً افتتاحياً، الثلاثاء، حثت فيه على التعاطف مع إردوغان بالنظر إلى خطابه المناهض للصهيونية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ودفاعه عن الفلسطينيين. الأهم من ذلك، أن المقال أشار إلى أن إردوغان تجاهل النظام العلماني التركي بتوفيره أراضي مجانية وشيكاً بمليون دولار لبناء «مسجد شيعي ضخم باسم زين العابدين» في إسطنبول. وذكر المقال أن جهود إردوغان في ممارسة التطهير العرقي بحق الأكراد ربما يتعذر تبريرها، لكن يجب أن يقدر المرء الوجود الشخصي للرئيس التركي «في مجلس عزاء ضم 500000 معزٍّ من أجل الإمام الحسين في إسطنبول».

بمعنى آخر، يمكن للمرء ارتكاب مذابح عرقية طالما أنه يلقي خطبة لصالح فلسطين ويحضر إلى سرادق عزاء شيعي.. هذه هي الكيفية التي ينظر بها البعض إلى العالم في القرن الـ21.

 

الدولة العميقة في إيران تبعث رسائلها الواضحة

راغدة درغام /موقع ايلاف/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79650/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%a8/

يبعث "الحرس الثوري" الحاكم فعلياً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسائل مهمّة وخطيرة الى العالم، بالذات الى القيادات العربية الخليجية، عنوانها الخارجي الانفتاح على الحوار معه بالذات وليس مع الرئيس أو وزير الخارجية، أمّا فحوى الرسائل فإنه يهدّد بإجراءات مصيريّة – إذا استمر تطويق "الحرس الثوري" وحشره في الزاوية – وذلك بعمليات عسكرية اقليمية وبتولي الحُكم علناً في طهران بقبضة حديدية. التاريخ الذي تراه قيادة "الحرس الثوري" خطيراً عليها هو الشق الثاني من نوفمبر المقبل لأن تقديرها يتنبّأ بانفجار داخلي عندئذٍ نتيجة العقوبات الأميركية التي كبّلت الاقتصاد الإيراني، وقراراها هو احتواء واستيعاب الاستياء الداخلي عبر عمليات خارجية ذات طبعة عسكرية تحشد العاطفة القومية وراء النظام. قبل الخوض في هذه المسألة، جولة ضرورية على أبعاد اجتياح تركيا شمال شرق سوريا، وعلى نتائج زيارة رئيس روسيا الى المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية.

على صعيد تركيا ومغامراتها السورية، أتى الاتفاق الأميركي – التركي على ترتيبات مؤقتة مرحلية لوقف النار وإنشاء حزام أمني لها شمال شرقي سوريا ليشغل بال روسيا التي أسرع رئيسها فلاديمير بوتين الى دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاجتماع به في موسكو الأسبوع المقبل في محاولة وضع النقاط على الحروف واحتواء الانجراف. فأردوغان يسبّب القلق لبوتين لأسباب عديدة منها اللاثقة به أساساً ومنها ما قد ينعكس على رغبة روسيا بامتلاك الحل السياسي في سوريا عبر عملية "استانا" التي تضم الثلاثي الروسي – التركي- الإيراني وتعتبرها موسكو حجراً أساسياً لمصالحها وسياساتها في سوريا.

موسكو تبدو أقل قدرة في السيطرة على شريكيها التركي والإيراني في سوريا – وهذا يزعجها. فلاديمير بوتين كان يتمنى ان يقوم بزيارته المهمّة لكل من السعودية والإمارات وفي جيبه أوراق قوية مع كلٍّ من إيران وتركيا. أما وأن الشريكين قد سبّبا له الاحراج عشيّة الزيارتين، فإنه حاول فرملة بعض إجراءات كل منهما، ونجح نسبيّاً. بوتين أوضح للقيادة الإيرانية موقفه الصارم المعارض لعملياتٍ كان "الحرس الثوري" خطط لها ضد مصالح حيوية في دولة الإمارات العربية واعتبر تنفيذها تقويضاً لسياسته الخليجية بقرار متعمّد مُعادٍ للمصالح الروسية.

فزيارة السعودية والإمارات كانت بالنسبة لبوتين فرصة مميّزة للتعرّف على مدى قدرة روسيا على اختراقٍ ايجابي في الدول الخليجية العربية واستنباض آفاق الخطوات المستقبلية في مختلف المجالات. وبحسب مصدر روسي مطّلع "من المبكّر التحدّث عن شراكات استراتيجية مع السعودية والإمارات، إنما فرص إقامة هذه الشراكات باتت موجودة". أراد بوتين أيضاً استطلاع آفاق فكرته لإقامة آليّة أمن إقليمي تضم إيران والدول الخليجية العربية بمساعدة روسية. وما طرحه أثناء زيارته هو استعداده للعب دور الميسّر Facilitator بين إيران وهاتين الدولتين. وبحسب المصادر المطّلعة، ينوي بوتين التحدّث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع المقبل ليؤكد استعداده للعب دور الوساطة.

العنصر الاقتصادي كان حاضراً جدّاً في محادثات بوتين من ناحية "أوبك" كما من ناحية الصفقات الاقتصاديّة الضروريّة لتوطيد الصداقات. فالاقتصاد الروسي مُتعَب، وبوتين في حاجة لأن تستقر أسعار النفط على حوالى 60 دولار للبرميل إذا كان له تنفيذ مشاريعه الوطنية. انه أيضاً في حاجة الى عقد صفقات بيع الأسلحة الى الدول الخليجية وكذلك الى دول عربية تدعمها السعودية والإمارات وتقوم بتمويل جزئي على الأقل لمشترياتها ومشاريع تصنيع الأسلحة بينها وبين روسيا – والكلام عن مصر التي تعتبرها موسكو ركيزة أساسية في سياساتها نحو الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية.

بيع الأسلحة الروسية ليس فقط مصدراً للاقتصاد الروسي وإنما كذلك وسيلة رئيسية لإثبات رغبة واستعداد موسكو بأن تكون شريكاً اضافياً – أو بديلاً عند الحاجة – للولايات المتحدة الأميركية سيما بعدما أعاد الرئيس دونالد ترامب تعريف قواعد ومعطيات الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الخليجية العربية. فلاديمير بوتين غمز من تلك القناة أثناء زيارته الخليجية وأوضح ما في ذهنه "دون أن ينسى أن هذا الأمر، إذا كان له أن يرى النور، فإنه يتطلب الكثير من الوقت والكثير من العناء والمثابرة"، بحسب المصادر الروسية.

تضيف هذه المصادر أن زيارة بوتين كانت أيضاً "فائقة الأهمية على الصعيد المحلي في روسيا سيما وأن دعم الرأي العام الروسي لسياسة بوتين نحو سوريا انخفض من نسبة 67% عند البداية الى نسبة 12% حالياً. فهذه الزيارة أثبتت ان فلاديمير بوتين ليس في عزلة دوليّة. وهذا مفيد له على الصعيد الداخلي".

الرسالة الأخرى التي تلقاها الرأي العام الروسي هي ان مجالات التعاون مع الدولتين الخليجيتين المهمّتين يمكن أن تشمل، الى جانب الطاقة، مجالات التكنولوجيا والفضاء والتعليم وغيرها، قالت المصادر ذاتها. ولفتت بالذات الى وجود رمزان كاديروف Ramzan Kadyrov في الوفد الرسمي الروسي "كرسالة على أن فلاديمير بوتين يأخذ في الاعتبار مصالح الجالية المسلمة في روسيا". لوحظ أن الخبراء الروس الذين تحدّثوا عن زيارة بوتين أثناء انعقاد قمة "بيروت انستيتيوت" في أبو ظبي بنسختها الثالثة الأسبوع الماضي حرصوا على إبراز أهمية زيارة فلاديمير بوتين الى السعودية والإمارات من منطلق توجيه رسالة الى واشنطن وهي: أن توجّه السياسة الخارجيّة الروسيّة الى الشرق لا يعني فقط الصين وإنما يشمل الشرق الأوسط وأن التنسيق الروسي والصيني في الإقبال على منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربيّة تنسيق مدروس له وزنه سيّما في زمن انحسار الثقة بالجانب الأميركي والتزامه بأمن شركائه.

فقد كان واضحاً أثناء قمة "بيروت انستيتيوت" في مداخلات كبار الشخصيات الأميركية التي شاركت في القمة ان ادارة ترامب أبلغت طهران ما هي الحدود الحمر التي عليها ألاّ تعبرها وهي القوات الأميركية في كامل المنطقة، وأنها أوضحت للشركاء العرب في منطقة الخليج أن الشراكة الأمنية معها لا تشمل التورّط عسكرياً أمّا بالنيابة عنها أو بالشراكة معها وان عليها أن تدافع عن نفسها بنفسها.

أحد المشاركين في الجلسات المغلقة تحدث عن حتميّة تولّي "الحرس الثوري" الحكم رسميّاً وعلناً في طهران ما لم يُقدّم له "تعويض محدود" Limited buyout في شكل آلية أوروبية تسمح له ببيع مليون برميل نفط يوميّاً. قال ان هذه الآليّة الماليّة هي الوحيدة التي يمكن أن تحتوي الانفجار الداخلي المتوقع في أواخر نوفمبر والذي يهدّد مصير النظام في طهران. حذّر من تداعيات حشر "الحرس الثوري" في الزاوية لأن ذلك سيؤدي بهم الى الانقلاب على نظام الملالي ونصب نظام "الحرس الثوري" بكل ما في ذلك من دلالات خطيرة ونزاعات عسكريّة حتميّة.

هذه الشخصية التي لها علاقات مع القيادات الإيرانية داخل "الحرس الثوري" نقلت عنها تهديدها بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النوويّة NPT. فردّت عليها شخصية أميركية رفيعةالمستوى بأن هذا خط أحمر واضح المعالم سيؤدي بالتأكيد الى اجراءات أميركية عقابية لأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية. الأخطر في الرسالة التي حملتها الشخصية الروسية هي إصرار "الحرس الثوري" على منطق النظام القاضي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تبقى اليوم أو غداً أو أبداً داخل حدودها، وان العودة الى داخل الحدود الإيرانية يهدّد وجوديّة النظام ويؤدّي الى القضاء عليه. وعليه، قالت هذه الشخصية الواسعة الاطلاع على المطالب الإيرانيّة، موجّهةً كلامها الى الكل وخصوصاً الشخصيات العربيّة قالت ان لا خيار آخر سوى تفهّم وتقبّل منطق نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرضوخ له. والسبب هو أن في حال تحدّيه، سيتسلّم "الحرس الثوري" الحكم بصراحة وبقبضة حديدية وسيشعل النار في المنطقة بعمليات تهدّد الاستقرار الإقليمي والعالمي. الرسالة باختصار هي: اعطوا "الحرس الثوري" ما يريد لأن ما تتذمّرون منه سيتضاعف بأضعاف إذا لم تلبّوا طلباته. الرسالة التي نقلتها الشخصيّة الروسية الى العرب هي: اخضعوا للتوسّع الإيراني خارج الحدود الإيرانية وداخل الجغرافيا العربية، وإلاّ فإن الانتقام من عدم الرضوخ سيكون مكلفاً للغاية. ثم كانت هناك رسالة أخرى نقلتها شخصية إيرانية للغرب وللعرب فحواها: تحدّثوا مع "الدولة العميقة" في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أي، تحاوروا مع "الحرس الثوري" فقط إذا كنتم تريدون نتيجة. بكلام آخر، ما أوصى به "الحرس الثوري" هو إيصال رسالة تحقير لدوْر الرئاسة الإيرانية وهيئات الحكومة المدنية على نسق وزير الخارجية. فالعنوان بات محسوماً وواحداً وهو: الدولة العميقة، أي، "الحرس الثوري".

لعل ذلك مؤشر على ضعف "الحرس الثوري" واستقتاله على امتلاك القرار والاستفراد به أكثر مما هو مؤشر على قوّته. فهو في مأزق تحت سوط العقوبات التي تطوّقه على مشارف الانقلاب الداخلي عليه، وهو في عزلة دولية ويُصنّف "ارهابياً" لدى واشنطن.

لذلك انه يستدعي الاعتراف به لإعادة تأهيل نفسه داخليّاً وخارجيّاً. يرغِّب بالحوار معه كقناة وحيدة بديلة عن الرئاسة ووزارة الخارجية، لكنه في الوقت ذاته يهدّد بعمليات انتقامية ضد ناقلات نفط تفيد المصادر انها آتية في غضون أسبوعين وعمليات ابتزازية في مواقع سيطرة "الحرس الثوري" في دول عربية سياديّة.

الشهر الآتي مصيري إذا كان توعّد "الحرس الثوري" جدّيّاً وليس مجرّد محاولة يائسة لاستعادة زمام الأمور قبل الانفجار. الغامض الدائم في هذه المرحلة من العلاقة الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط هو متى تقرر إدارة ترامب أن إيران عبرت الخطوط الحمر، وهل سترضخ للإملاء الآتي من "الحرس الثوري" بأنه هو الدولة العميقة التي على دونالد ترامب التعاطي معها وليس حسن روحاني أو محمد جواد ظريف باعتبارهما ثانويّين أمام الحاكم الفعلي في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عائلة الشهيد وسام الحسن: نشكر كل من واسانا وخصوصا الرئيس الحريري

وطنية - الكورة - السبت 19 تشرين الأول 2019

أصدرت عائلة اللواء الشهيد وسام الحسن وعقيلته، بيانا لمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاده، لفتت فيه إلى أن هذه الذكرى تمر "والوطن الحبيب مثقل بالألم والجراح، فتعود بنا الذاكرة للدور الأساسي الذي لعبه اللواء الشهيد في الحفاظ على الأمن بمفهومه الضيق ومفهومه الاوسع سياسيا كان أو أمنيا".

أضافت: "إننا عائلة اللواء الشهيد وسام الحسن ومؤسسته، نتقدم من كل من واسانا بهذه الذكرى الأليمة بالشكر والعرفان، ونخص بالشكر دوله رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري لوقوفه بجانبنا ووفائه لذكرى شهيدنا الغالي، متمنين له الحفظ والصون والتقدم بالعمل لما فيه خير الوطن".

وختمت معلنة: "بهذه المناسبة نجدد الالتزام بمدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطنية، بقيادة دولة الرئيس سعد الحريري، وكلنا ثقه بغد أفضل. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار".

 

الرئيس الايرلندي غادر بيروت مختتما زيارته الرسمية للبنان

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019 

غادر رئيس جمهورية ايرلندا مايكل هيغينز وقرينته سابينا ماري هيغينز والوفد المرفق، بيروت عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، مختتما زيارته الرسمية إلى لبنان التي استمرت أربعة أيام بناء على دعوة رسمية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث أجرى خلالها محادثات رسمية مع كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، كما زار الجنوب اللبناني متفقدا الكتيبة الايرلندية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية المؤقتة "يونيفيل". وكان في وداع الرئيس الايرلندي وقرينته على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، رئيس بعثة الشرف وزير المهجرين غسان عطالله، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، قائد منطقة جبل لبنان العسكرية في الجيش العميد الركن زخيا خوري، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العقيد جهاد الأسمر.

 

الأحدب: أعتذر من أهلي وأحبتي في طرابلس رغم ما حصل من اعتداء علينا ولن نسمح لأي جهاز أن يستخدم منتفعيه وطوابيره لارهابنا واخراجنا من المدينة

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

تحدث النائب السابق مصباح الأحدب، في لقاء شعبي عقد في منزله بطرابلس، عما حصل في طرابلس أمس، قائلا: "في خضم المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، لم يتمكن الإعلام اللبناني من نقل كل الوقائع، ما أدى إلى لغط كبير وانتشار غير مسبوق للشائعات المغرضة في المدينة، في حين أصيب مرافقي بالرصاص ولم يتطرق أحد لذلك". أضاف: "أصبح جليا وجود أجهزة محددة تمتلك غرفا سوداء هدفها بث الشائعات، ومجموعات من الطابور الخامس هدفها اشعال الفتنة بيني وبين أهلي في طرابلس، جراء كم هائل من الأكاذيب والافتراءات، والتي من جملتها اشاعة مفادها استشهاد بعض المتظاهرين وأخرى عن احتراق منزلي وغير ذلك". وتابع: "أهلنا في طرابلس ليسوا ضدنا بل الطابور الخامس هو من وقف ضدنا، وسيتصدى أهلنا لهذا الطابور، وسيمنعون استهداف الحراك وايذاء الناس والاعتداء على ممتلكاتهم، بهدف خلق ذريعة لأجهزة السلطة التي تعمل جاهدة على قمع الحراك بأسلوب ممنهج".

وختم: "أتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين، وأتقدم بالاعتذار من أهلي وأحبتي في طرابلس رغم ما حصل من اعتداء علينا، ولكن بكل صراحة لن نسمح لأي جهاز كان أن يستخدم منتفعيه وطوابيره بهدف ارعابنا وارهابنا واخراجنا من المدينة، لكن نحن وقفنا مع أهلنا في أصعب الظروف فلم ولن نخرج من طرابلس".

 

الوطنيين الأحرار: لاستقالة الحكومة فورا وتأليف حكومة تكنوقراط مصغرة

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

أعلن "حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان، تأييده ل"انتفاضة شعبنا الحي، ويؤكد مشاركته في حراكه الرافض للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبيئي الذي أوصلتنا اليه الطبقة الحاكمة بسياساتها وفسادها". أضاف: "لقد حذرنا السلطة طوال السنوات الماضية، من نهج المحاصصة والزبائنية والسمسرات الذي اعتمدته، ولطالما طالبناها بوجوب تغيير هذا النهج". وتابع: "إننا نؤكد اليوم على وجوب استقالة الحكومة فورا، وتأليف حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن انتخابات برلمانية مبكرة على أساس الدائرة الفردية، وتطبق القانون على الجميع، وترفع شأن العدالة فتحاسب كل المرتكبين والمتطاولين على حقوق الشعب والمال العام".

وختم طالبا من القوى الأمنية "حماية التظاهرات والمتظاهرين، وردع المندسين الذين يسعون لحرف مسار التظاهرات وجر المتظاهرين إلى مواجهات مع القوى الأمنية".

 

المركز اللبناني لحقوق الإنسان: ندعو السلطات اللبنانية إلى احترام التزاماتها المحلية والدولية

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

جاءنا من "المركز اللبناني لحقوق الإنسان"، البيان الآتي: "بموجب الدستور اللبناني (الفقرة ب)، يعبر لبنان عن عزمه الثابت على احترام ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

- تنص المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على أنه لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب.

- يحمي الميثاق الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.

في ظل الانتهاك المزعوم للقوانين المحلية والدولية التي تم الإبلاغ عنها خلال المظاهرات الأخيرة التي اندلعت في لبنان، يدعو المركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH) السلطات اللبنانية على وجه السرعة، إلى احترام التزاماتها المحلية والدولية.

في التفاصيل، وقع صدام بين المتظاهرين وقوات الأمن في ليل 17 تشرين الأول، بعد محاولة المدنيين العبور إلى السرايا الحكومي في ساحة رياض الصالح، ووفقا لوسائل الإعلام وشهود العيان، قامت جهات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وضربهم، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح، وقد أفاد متظاهر مدني لمحطة اعلامية لبنانية " تجمعنا بسلام بينما تعرض أخي للضرب أمام أعيننا على رأسه ورقبته وساقيه، على أيدي عناصر القوى الأمنية.

إثر ذلك، تم إلقاء القبض على العديد من المتظاهرين ليلة 18 تشرين الأول بطريقة مهينة، حيث ألقي الموقوفين على الأرض وأذرعهم خلف ظهورهم وصودرت هواتفهم، على الرغم من القرار الذي أصدره المدعي العام في ليلة 18 تشرين الأول، بالإفراج عن المحتجين لقاء سند كفالة وأخذ بصمات أصابعهم، فقد بقي الموقوفون رهن الاحتجاز طوال الليل، وقد تابع العديد من المحامين وأقارب المحتجين سير عملية الاعتقال، وتجمعوا خارج مراكز الشرطة للمطالبة بالإفراج عنهم.

يتم تقديم المساعدة القانونية للمتظاهرين الموقوفين حاليا، إلا أن العديد من السجناء المفرج عنهم، أفادوا أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة، كما تم الإبلاغ عن بعض مزاعم التعذيب، وقد أفاد المحامون والأقارب، أن قوات الأمن كانت تفرج عن المحتجين الأكثر تضررا بشكلٍ سري لتجنب وسائل الإعلام والرأي العا،م وتمت مشاركة صور المتظاهرين المفرج عنهم الذين أصيبوا بجروح خطيرة على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

يدين "المركز اللبناني لحقوق الإنسان" انتهاك القوانين المحلية والدولية التي وقعت خلال الأيام الماضية خلال المظاهرات، ويطالب السلطات القضائية والأجهزة الأمنية بالتالي:

- إحترام الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.

- احترام قانون لبنان الداخلي (القانون 65 الذي يجرم التعذيب أثناء الاحتجاز) والالتزامات الدولية ضد التعذيب.

- المباشرة في تحقيق قضائي فوري في إدعاءات سوء المعاملة والتعذيب المزعومة على أيدي قوات الأمن.

- السماح لعائلات وأقارب السجناء والجمعيات ذات الصلة، بتعيين محامين مستقلين يمكنهم مقابلة جميع السجناء على انفراد.

- القبض على الفور على كل عنصر من الجهات الأمنية، ثبتت مشاركته في سوء المعاملة والتعذيب".

 

المكتب الإعلامي في بكركي: الراعي يقطع زيارته لأفريقيا مواكبة للتطورات

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

أصدر المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي البيان الآتي: "نظرا للمرحلة الدقيقة التي يشهدها لبنان ويمر بها الشعب اللبناني، قرر غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قطع زيارته الراعوية الى أبرشية سيدة البشارة في افريقيا الوسطى والغربية، والعودة الى لبنان لمواكبة التطورات المستجدة على الساحة المحلية، سائلا الله ان يحل الأمان والاستقرار والطمأنينة على بلدنا الحبيب لبنان".

 

التيار الوطني الحر: الحركة المطلبية تتعرض لإستغلال لحرفها عن أهدافها من جانب طرفين أساسيين في الحكومة هما القوات والإشتراكي

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" في إطار اجتماعاتها المفتوحة، إجتماعا برئاسة رئيس "التيار" جبران باسيل، تم خلاله مناقشة التطورات واتخاذ قرارات واضحة بشأنها، وصدر عن الهيئة البيان الآتي:

- توجيه التحية للناس الصادقين في حركتهم المطلبية وتأييدهم ودعوتهم لعدم السماح لأي طرف بإستغلال قضيتهم ومطالبهم لتحقيق غايات سياسية معلنة، تؤدي إلى الفوضى التي بدأت بالظهور.

- التمسك بالإصلاحات المطلوبة لإقرار موازنة شفافة تسترد ثقة اللبنانيين بالدولة وثقة الخارج بلبنان.

- التأكيد على ضرورة إنعقاد مجلس الوزراء بأسرع وقت، وإتخاذ قرارات ملموسة تستجيب لمطالب الناس التي هي في الأساس مطالب التيار الوطني الحر.

- قررت الهيئة السياسية، وهي تضم نواب الرئيس والنواب والوزراء الحاليين رفع السرية المصرفية عن حسابات أعضائها إنسجاما مع ما كان قام به رئيس التيار جبران باسيل قبل سنة برفع السرية المصرفية عن حساباته بمبادرة شخصية منه ومع ما طلبه البارحة من اعضاء الهيئة السياسية، وكذلك إنسجاما مع ما قام به نواب "التيار" بتقديم ثلاثة إقتراحات قوانين هي: قانون رفع السرية المصرفية، قانون رفع الحصانة عن النواب والوزراء وموظفي القطاع العام، قانون إستعادة الأموال العامة المنهوبة من الدولة.

ورفعت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" التحدي في وجه جميع الكتل النيابية ورؤساء الأحزاب ان يقوموا بالمثل، وهي تطالب اللبنانيين، ولا سيما منهم المتظاهرين أن يكون إقرار هذه القوانين أبرز مطالبهم.

- تنبه الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" ان الحركة المطلبية تتعرض لإستغلال لحرفها عن أهدافها من جانب طرفين أساسيين في الحكومة اللبنانية، هما حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، اللذان يتمسكان بالسلطة لتحقيق مكاسب خاصة بهم، وقد عمدا إلى ركب موجة المعارضة، لا بل الإيحاء بقيادتها فيما هما أكثر من عرقل عمل الحكومة بمواقفهم وفسادهم السياسي والمالي. ونذكر الرأي العام أن هؤلاء كانوا ميليشيا ترهيب وتشبيح أثناء الحرب، وهم اليوم ميليشيا بلباس مدنية، فمن أين لهم ثرواتهم وقصورهم، ونسأل أكثر عن التمويل الخطير الذي يتلقونه من الخارج. وننبه اللبنانيين إلى أن هؤلاء مخربون بطبعهم والطبع يغلب التطبع ويكفي مشاهدة ما قاموا به من أعمال تخريبية في اليومين الماضيين".

 

بيان صادر عن حركة أمل

وكالات/19 تشرين الأول 2019

في ظل المعاناة التي يعانيها الشعب اللبناني، والتي تترجمها التحركات الشعبية المستمرة في مختلف المناطق اللبنانية، يهم حركة امل ان تذكر بموقفها الثابت بالتصريح والممارسة بالانحياز لمطالب الناس وجمهورها؛ وفي ظل التأكيد على تمسك الحركة بالحريات وعلى ضمان حرية التعبير والتظاهر ، وإن شابت بعض التحركات تجاوزات بحق قياداتها ورموزها، وفيما تشكر الحركة كل من تداعى الى التحرك التضامني لاستنكار التطاول على الامام السيد موسى الصدر ودولة الرئيس نبيه بري في مدينة صور فإن الحركة تؤكد رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع المدينة، وهي بصدد اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة، وهي تجدد مطالبة الجهات الامنية المختصة بممارسة دورها في حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرين.

 

حركة أمل: نرفض المظاهر المسلحة في صور ونحن بصدد اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ تدابير

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

صدر عن حركة "أمل"، البيان التالي: "في ظل المعاناة التي يعانيها الشعب اللبناني، والتي تترجمها التحركات الشعبية المستمرة في مختلف المناطق اللبنانية، يهم حركة أمل ان تذكر بموقفها الثابت بالتصريح والممارسة بالانحياز لمطالب الناس وجمهورها.

وفي ظل التأكيد على تمسك الحركة بالحريات وعلى ضمان حرية التعبير والتظاهر، وإن شابت بعض التحركات تجاوزات واساءات بحق قياداتها ورموزها، وفيما تشكر الحركة كل من تداعى الى التحرك التضامني لاستنكار التطاول على الامام السيد موسى الصدر ودولة الرئيس نبيه بري في مدينة صور، فإن الحركة تؤكد رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع المدينة، وهي بصدد اجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة، وهي تجدد مطالبة الجهات الامنية المختصة بممارسة دورها في حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون".

 

مسؤول الإعلام المركزي في أمل: الإشاعات تصعّد حدة الكراهية بين اللبنانيين ونؤيد المطالب الشعبية المحقة

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

إستنكر المسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل الدكتور رامي نجم، المظاهر المسلحة التي إنتشرت في الشوارع اللبنانية، مذكّراً بأن التظاهر هو حق مشروع ينصّ عليه الدستور، وقال: نطمح للوصول إلى مستويات الشعوب التي تطالب بحقوقها  برقي. وشدد الدكتور نجم على وجوب اندفاع الناس باتجاه التفاهم والتحاور لتفادي الصدامات المحتملة بسبب الإختلافات في الأراء، وأضاف: بعض وسائل الإعلام تستغل وجع الناس لتحقيق أهدافها الخاصة في التحريض. وفيما خص واقع الشباب اللبناني، لفت المسؤول الإعلامي المركزي إلى ضرورة التكاتف للنهوض بالواقعين الإقتصادي والإجتماعي المترديين، وخلق فرص عمل للشباب التي تعاني من نسبة بطالة مرتفعة. وإعتبر نجم أن عملية ضبط مواقع التواصل الإجتماعي جداً معقدة، فالإشاعات التي توجه ضد شخصية أو حزب، هدفها خلق الفوضى التي تؤدي إلى تصاعد حدة خطاب الكراهية بين اللبنانيين، وأضاف: موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبع سلسة مواقف معبرّة عن توجه معيّن، باعتباره خريطة طريق للخروج من الأزمة، داعياً القوى السياسية للحوار ليخرج لبنان برؤية إقتصادية كفيلة بحل الأزمات المحدقة.  وإذ جدد نجم تأييد حركة أمل للمطالب الشعبية المحقّة، أشار إلى أن معالجة كل أزمة على حدة، بأسرع وقت ممكن، يصل بالدولة اللبنانية إلى بر الأمان.

ورأى ان قانون الإنتخابات النسبي والقائم على دائرة إنتخابية واحدة هو ضروري. وختم الدكتور رامي نجم حديثه مسلطاً الضوء على أهمية الوعي والتشخيص لمشاكل المواطنين، وايجاد آلية لايصالها إلى الحكومة اللبنانية".

 

نص خطاب نصرالله: العهد لا يمكن أن تسقطوه ولا نؤيد استقالة الحكومة فلتستمر لكن بروح ومنهجية جديدة وبأخذ العبرة مما جرى

وطنية - السبت 19 تشرين الأول 2019

وطنية - ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة في ختام مسيرة أربعين الامام الحسين التي نظمها الحزب في مدينة بعلبك، وصولا إلى مقام السيدة خولة، في المدينة.

استهل نصرالله كلمته بشكر المشاركين "الرجال والنساء والصغار والكبار الذين جاؤوا إلى مدينة بعلبك، إلى جوار هذا المقام المبارك والشريف، من مختلف القرى البقاعية والعديد منهم جاء سيرا على الأقدام، والذين جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية".

كما شكر "كل الذين نصبوا المضايف على طرفي الطريق، وقدموا الخدمة بحب وبإخلاص وبصدق لكل المشاركين في احياء هذه المناسبة العظيمة".

وقال للحضور: "أنا أقدر أنكم منذ ساعات في هذا النشاط وفي هذا الاحياء وأنتم تحت الشمس، ولذلك سأحاول أن أقتصر على ما يجب أن أقوله في هذا اليوم، بالرغم من أهمية التطورات الموجودة في المنطقة، أنا سأكتفي بالحديث عن المستجد الداخلي في لبنان لأنه يشغل اللبنانيين جميعا".

وأعلن أن كلمته قسمان: الأول يرتبط بالمناسبة، والثاني عن "التطورات التي حصلت في لبنان خلال هذه الأيام".

عن المناسبة

عن القسم الأول قال: "نحي هذه المناسبة اليوم، مناسبة أربعين الحسين عليه السلام في مدينة بعلبك، في المدينة التي مشى في طرقاتها وأحيائها وعبر فيها الموكب الحسيني الزينبي، الموكب النبوي المحمدي الذي كان يضم رؤوس الشهداء، رأس سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، والقائد العظيم الشهيد الباسل أبي الفضل العباس وعلي الأكبر والقاسم والأصحاب، ويضم في الأحياء الأسرى والسبايا الإمام زين العابدين عليه السلام والإمام الباقر عليه السلام والسيدة زينب وأخوات زينب. هذا الموكب الذي مر في هذه المدينة أعطى لهذه المدينة صلة تاريخية بهذا الحدث العظيم الذي حصل سنة 61 للهجرة".

أضاف: "وعندما تأتون إلى بعلبك، وتمشون في جنباتها وطرقاتها وحولها، وتذهبون إلى رأس العين أو تأتون إلى مداخلها الأساسية أو إلى هذا المكان الشريف، يمكنكم أن تتذكروا، هنا مشوا، هنا جلسوا، هنا استراحوا، هنا حطوا الرحال. هؤلاء العظماء، المسبيون. وهنا وضعت الرؤوس، هنا استراح رأس الحسين في مكان ما في مدينة بعلبك. هنا سالت دموعهم ونزفت دماؤهم، وهنا أيضا في سنة 61 للهجرة، في أواخر شهر محرم في أثناء رحلة الموكب من حمص إلى دمشق، عندما مروا في مدينة بعلبك اكتشف أهل بعلبك، منذ ذلك الزمان كانوا أهل بصيرة وكانوا أهل الغيرة والحمية، عندما اكتشفوا خداع السلطة الأموية التي صورت لهم أن الآتي في الموكب هم مجموعة من الأسرى والسبايا ورؤوس قطعت للخوارج الذين بتعبيرهم نصر الله "أمير المؤمنين يزيد" عليهم، وطلبوا من المدينة أن تتزين، فتزينت، وأعدوا لاستقبال موكب السبايا، كما تقول المصادر التاريخية.

آلاف الطبول وآلاف الدفوف وخرج الناس في زينتهم، لكن بمجرد أن اكتشفوا الحقيقة، أن هذه الرؤوس هي رؤوس الشهداء، هي رأس الحسين ابن بنت رسول الله، وأن هذه السبايا هي بنات محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثار أهل المدينة وهاجوا بالموكب، وهاجموه وحاولوا أن يستخلصوا الرؤوس ويستخلصوا السبايا، ويقول هذا المصدر التاريخي أن المواجهة بقيت لعدة أيام، نعم هذه أيضا ذكرى من التاريخ تأتي هنا إلى بعلبك، عندما نتحدث عن كربلاء تأتي بنا إلى بعلبك، إلى أهلها الذين نصروا زينب ولم يتركوها في ذلك اليوم، في ظل القمع والسلطة الظالمة الطاغية التي لا تخاف الله ولا تقف عند حرمة، ولكن غيرتهم وحميتهم وإبائهم وشجاعتهم ومحبتهم لنبيهم ولأهل بيت نبيهم دفعتهم إلى هذا الموقف العظيم".

وتابع: "أهل بعلبك، وأهل المنطقة كلها، أهل البقاع يثبتون بعد كل هذه القرون المتطاولة والمتمادية وكما أثبت خلال العقود الماضية، خلال عشرات السنين وخلال السنوات القليلة الماضية، أنهم لم يتخلوا عن الحسين وانهم كانوا دائما عندما يسمعون نداء حسينيا يأتي من الجنوب أو يأتي من الشرق أو يأتي من أرض محتلة أو من قدس ومقدسات أو من مظلومين يعتدى عليهم عندما كان يأتي هذا النداء الحسيني كان دائما الصرخة القوية الحاضرة في الجبهة والميدان: لبيك يا حسين لبيك يا حسين.

أهل بعلبك الذين رفضوا أن يتخلوا عن زينب وهي مسبية، وحاولوا استنقاذها من أيدي الذين سبوها والذين قتلوا أخاها وإمامها هم نفسهم في هذا الزمن الذين حضروا خلال كل السنوات الماضية في السلسلة الشرقية، وعلى الجرود، وفي كل مكان، وفي داخل سوريا، وفي أي مكان كان يجب أن يكونوا فيه لكي لا تسبى زينب مرتين، وكانوا صادقي الوعد عندما كانوا يرددون لبيك يا زينب لبيك يا زينب لبيك يا زينب".

واستطرد قائلا للحضور: أنتم اليوم تحيون هذه المناسبة، في هذه المدينة انطلاقا من قداسة المناسبة، ومن الصلة الطبيعية بينها وبين هذه المدينة، وما أدعوكم إليه هو الاهتمام بهذه المناسبة سنويا لتتكرس يوما في السنة يأتيه أهل البقاع وأهل لبنان ومن خارج لبنان، لنؤكد كل هذه المعاني التي تحتضنها هذه المناسبة وهذه المدينة والموكب الذي شرف أرضها وهواءها وماءها، والموقف الشريف الذي اتخذه أهلها عبر التاريخ".

وأردف: "من بعلبك تتوجه العيون إلى كربلاء، إلى هناك، إلى حيث الحشد الشعبي الجماهيري المليوني العظيم الذي لا مثيل له في التاريخ. نحن اليوم خلال الأيام القليلة الماضية واليوم، شهدنا وشهد العالم الملايين الآتين إلى الحسين من أوطانهم ومن الديار البعيدة، من إيران وأفغانستان وباكستان ودول الخليج وسوريا ولبنان وأوروبا وحتى من أميركا وأميركا اللاتينية ومن أندونيسيا وماليزيا ومن كل كل أنحاء العالم، يمشون مئات الكيلومترات في الأيام والليالي، لا يبالون بأي شيء لا بالجوع ولا بالعطش ولا بالبرد ولا بالحر ولا بالخطر ولا بالخوف، يحملون دماءهم على أكفهم، ويمضون كالسيل الهادر إلى كربلاء في إنتظام ذاتي قل نظيره وفي خدمة شعبية ذاتية من قبل شعب العراق الوفي والكريم والمعطاء.

هذه الظاهرة التي يراها العالم اليوم هي جديرة بالتوقف، هذه المسيرة المليونية تعيد تعريف الحسين للعالم لكل العالم، لأهل الكرة الأرضية كلها الذين يشاهدون على شاشات التلفزة وعلى الانترنت هذه الملايين الزاحفة، ويتساءلون من هو هذا الحسين الذي يأتيه الملايين من كل أنحاء العالم؟، يغادرون بلادهم وعائلاتهم، ويتركون كل شيء خلفهم، ويتركون الدنيا ومن فيها وما فيها، ويحملون دماءهم على أكفهم كما قلت، ويمضون إليه بشوق وعشق وأنس وحب، ويبكونه طوال الطريق، وعندما يصلون إلى بوابة كربلاء وتبدو لهم قبة الحسين والعباس يجهشون بالبكاء ويبكون بحرقة، ما هو سر هذا العشق وهذا الحب وهذا الإنجذاب؟، من هو هذا الرجل الذي يستطيع بعد 1400 سنة أن يأتي بالناس إليه ليعشقوه هكذا وليبكوه هكذا وليندبوه هكذا؟، هذا سوف يعيد تعريف الحسين عليه السلام إلى العالم، ونحن مع هؤلاء نتطلع إلى كربلاء ونتوجه إلى الحسين عليه السلام وإلى زوار الحسين عليه السلام، الذين منذ القدم دعا لهم الإمام الصادق عليه السلام، في رواية أقرأها وأدخل إلى القسم الثاني، يقول أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام اسمه معاوية بن وهب: دخلت على الإمام جعفر الصادق فوجدته في مصلاه في بيته، المحل الذي كان يصلي فيه عادة في البيت، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته يناجي ربه وهو يقول، وأنتم الذين اليوم سهرت عيونكم ولفحت الشمس وجوهكم، اسمعوا دعاء إمامكم الإمام الصادق لكم، وهو يقول: اللهم إغفر لي ولإخواني وزوار قبر الحسين، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا.

اليوم أميركا الشيطان الأكبر والصهاينة، أعداء الشعوب، والمستكبرون والطغاة عندما يشاهدون هذه المسيرات المليونية وهذه الحشود الهائلة يغتاظون ويقلقون ويهرعون، أرادوا بذلك رضاك، كل هذا من أجل الله، هؤلاء لا يعبدون الحسين، هؤلاء يعبدون الله ويطيعون أمر الله الذي أمرهم بالمودة والقربى، وأرادوا بذلك رضاك فاكفهم عنا بالرضوان وأكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم وأصحابهم، وأكفهم شر كل جبار عنيد،.."، إلى أن يقول لأن الدعاء طويل: "فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى ترويهم من الحوض يوم العطش الأكبر".

الوضع الراهن

وعنه القسم الثاني، قال: "أيام الحسين كلها هي أيام المسؤولية، وأيام أن تتحمل المسؤولية بصدق وشجاعة، وأن تقول الكلام المناسب في الوقت المناسب. من هذه الروحية، أدخل إلى ما يجري في بلدنا وما جرى خلال الأيام القليلة الماضية.

في البداية، يجب أن أقول عندما نتحدث بمسؤولية، أن على الجميع في لبنان من هم في السلطة ومن هم خارج السلطة على تفاوت في تحمل المسؤولية، أن يتحملوا المسؤولية أمام الوضع الكبير والخطير الذي يواجهه البلد.

من السهل جدا أن أقف أنا اليوم أو أن يقف أي أحد ويقول: نحن ليس لنا دخل، ويتنصل من أي مسؤوليات، نحن ليس لنا علاقة، دبروا حالكم، وأنظروا ما الذي يجب أن تفعلونه. إلقاء التبعات على الآخرين، والإنسحاب من الحكومة أو من المسؤولية، الإستقالة، أكثر من ذلك، ركوب الموجة، توجد موجة من الناس الغاضبين والمتظاهرين، أن نذهب لنركب الموجة، أو كما يفعل البعض وكما اعتادوا أن يفعلوا في الزمن الحاضر وعلى امتداد التاريخ أن يقف على التل، يقف على التل ليحيد نفسه، يقف على التل ليرى الأحداث إلى أين سوف تذهب، ليحصل ما يحصل".

ورأى أن "بعض القيادات السياسية في لبنان، وبعض القوى السياسية في لبنان تتصرف هكذا، بهذه الطريقة، ساعة تشاء تتخلى عن المسؤولية وتنسحب، وتتنصل من أي مسؤولية عن الماضي والحاضر، وتلقي التبعات على الآخرين، هذا السلوك يعبر عن انعدام الروح الوطنية والأخلاقية والإنسانية في التعاطي مع مصير الناس، مع مصير الشعب اللبناني ومع مصير البلد، ومع قضايا الشأن العام، وأهون شيء أن يلقي كل واحد المسؤولية على الثاني".

أضاف: "قبل أيام، عندما حصلت الحرائق في أكثر من منطقة لبنانية، كان يوجد مشهد عجيب وغريب في لبنان، الكل أدان تقصير الدولة، الكل من الوزراء والنواب والمسؤولين والمدراء والإعلام والناس، من يدين من؟، يعني من الدولة؟، من المدان؟ من المقصر؟، إذا كنا كلنا ندين، وكل واحد يلقي المسؤولية على الآخر، ما هي النتيجة؟، لا شيء، انتهى الموضوع، الآن أتى الحدث الجديد، لأنه في كل يوم عندما يحدث حدث في لبنان ينسى ما قبله، كل الكلام الذي قيل في يوم الحرائق عن إصلاح الطائرات وعن هيئة الكوارث وعن الإجراءات وعن التحقيق في التقصير، هذا إنتهى، أربع وعشرين ساعة مفعول الإدانات في لبنان، إنتهى، لأن كل واحد يتصرف على أنه ليس مسؤولا وليس معنيا، ويلقي التبعة على الآخرين.

أولا: لنكون صادقين وصريحين، اليوم الوضع المالي والإقتصادي الذي نتحدث عنه جميعا هو ليس وليد الساعة، ولا وليد السنة ولا وليد 3 سنوات، وليس وليد العهد الجديد ولا الحكومة الحالية، وإنما هو نتيجة تراكم عبر سنوات طويلة، أقل شيء 20 أو 30 سنة، من السياسات الإقتصادية ومن الأداء ومن تحمل المسؤولية ومن الأوضاع الداخلية ومن الظروف الإقليمية ومن الظروف الدولية، من.. من.. من.. الخ، أيا تكن الأسباب أنا لا أريد أن أدخل الآن في شرح الأسباب، وإنما هو نتيجة تراكم لعشرات السنين، الآن هذا الوضع أمامنا، أول أمر يجب أن نذكره هنا هو أن يتحمل الجميع المسؤولية، حتى نحن، أنا أقول لكم بكل صدق، مع تفاوت النسبة المئوية، الآن واحد يتحمل 20 % وواحد 30 % وواحد 5 % وواحد 70 %، لكن كلنا يجب أن نتحمل المسؤولية وأن نقبل المسؤولية، أن نقبل المسؤولية، من المعيب أن يتنصل أحد من مسؤوليته عن الأوضاع السائدة، والتي وصلنا إليها في لبنان، وخصوصا أولئك الذين شاركوا في كل الحكومات السابقة، وعلى مدى ثلاثين عاما، أيا كانوا، الآن هو يريد أن يركب موجة الناس وهو ليس له علاقة ويريد أن يحارب الفساد".

أضاف: "إذا، أول نقطة: الكل يجب أن يتحمل المسؤولية، وأن يقبل سهمه من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع.

وأيضا، ثانيا، أن يأتي ويشارك ويساهم في المعالجة، من يهرب، من يتخلى، من ينسحب لا أريد أن أطلق عليه أحكاما، الشعب اللبناني يجب أن يطلق عليه حكم، لا يستطيع أحد أن يحكم البلد لمدة 30 سنة ويدير البلد ويفعل ما فعل في البلد ثم في آخر لحظة هو شريف مكة ويجلس على التل أو أنه غير معني ويرمي هذه المصيبة في وجه الآخرين، من الذي سيدفع الثمن؟، الشعب اللبناني، الناس في كل المناطق، ومن كل الطوائف.

الكل يجب أن يتحمل مسؤولية المعالجة وعدم الإنشغال الآن في هذا التوقيت لتصفية حسابات سياسية، وبالتالي ترك مصير البلد للمجهول، ماليا واقتصاديا، مما سيؤدي إلى مجهول أمني وسياسي".

وتابع: "ثالثا، بالوضع الحالي لنتكلم مع بعضنا بصراحة، وهذا خطاب لكل اللبنانيين، هناك أخطار حقيقية تواجه البلد، يوجد خطران كبار، نحن نتكلم بالوضع المالي والإقتصادي والإجتماعي، الاول الذي يتحدث عنه الكثيرون هو الإنهيار المالي والإقتصادي، أنه إذا لم نجترح حلا وعلاجا نحن ذاهبون الى انهيار والبلد سيفلس، يعني لن يعود لعملتنا قيمة والبلد يفلس، وعندها لا أعرف لمن سيخضع البلد، يصبح مثل اليونان وغير اليونان.

الخطر الثاني، هو خطر الإنفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة، يعني الذي يتكلم عن الإنهيار لا يقدم حلا إلا أن يفرض ضرائب على الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، نحن لم نتكلم عن كل الضرائب، نحن نتكلم عن الضرائب والرسوم التي تطال الفئات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، عندما تزيدهم وترهقهم أنت تدفع بالبلد إلى الإنفجار. للأسف نحن نوضع أمام خيارين، وعليكم أن تختاروا: إما الإنهيار المالي والاقتصادي، وإما الذهاب الى الإنفجار الشعبي، وفي كلا الحالين ذهب البلد".

واعتبر أن "هذه المقاربة بهذه الحدية هي مقاربة خاطئة، نحن نستطيع كلبنانيين إذا تصرفنا بمسؤولية أن نمنع حصول الإنهيار المالي والإقتصادي دون الذهاب الى إنفجار شعبي، ولكن هذا الامر يحتاج الى إصغاء، وإلى إرادة وعزم وتصميم وتضحية وصدق وإخلاص، ما حصل في هذين اليومين يعبر عن حقيقة أن معالجة الوضع المالي والإقتصادي بالضرائب والرسوم سيؤدي إلى انفجار شعبي، حسنا، ما الذي حصل هذين اليومين؟، مع العلم يا إخواننا وأخواتنا بالدقة الحكومة لم تقر الضرائب ورسوما جديدة، لم يتخذ بالحكومة شيء من هذا النوع حتى الآن، هذا الآمر ما زال يناقش وكان ينتظر الجلسات الأخيرة للتصويت عليه، ليقبل أو يرفض، كان كافيا أن يعلن وزير الإعلام قرار وضع بدل على الواتس اب، رغم أن بعض الوزراء قالوا أنه لم يتخذ قرار بعد، وما زالت فكرة وبعد ذلك سحبت الفكرة. حسنا، هذا الموضوع دفع الناس كلها للنزول الى الشارع، هذا مؤشر، هذا مؤشر مهم وعلى درجة عالية من الأهمية.

بين هذين الخطرين كيف يجب أن نتصرف كلبنانيين؟، لدي كلمتان، كلمة للسلطة والمسؤولين وكلمة للناس والمتظاهرين، أولا للسلطة والمسؤولين، أهم نتيجة يجب أن تؤخذ من الحراك الشعبي الذي حصل خلال اليومين الماضيين يجب أن يقتنع المسؤولون، وأنا أقول يقتنعوا لأنهم لم يكونوا مقتنعين، لأننا نحن في الداخل، في النقاش، أن الناس لم تعد تتحمل رسوما جديدة وضرائب جديدة، وأعيد وأكرر، عن الفئات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود. أما الذين يمتلكون الملايين والمليارات، لا تفرق معهم، تزيد أو تنقص، تضع ضرائب جديدة، لا يقدم ولا يؤخر لديهم، لكن عامة الناس وأعني شعبنا اللبناني، أصبح من الفئات الفقيرة، الناس لم تعد تتحمل، بعض من في السلطة كان يتصور، أنه لا يوجد مشكلة، إذا وضعنا ضرائب ونحن القوى السياسية كلنا موجودون في الدولة، تقطع، تعبر، في الزمن الماضي عبرت والآن تعبر، رسالة هذين اليومين مهمة جدا، ويجب أن يستوعبها كل المسؤولين في الحكومة وفي المجلس النيابي، في كل مواقع المسؤولية، أن الشعب اللبناني لم يعد يطيق أو يتحمل أي ضرائب ورسوم جديدة، وأنه سينزل الى الشارع وأن كل القوى السياسية سوف تصبح عاجزة عن الإمساك بالشارع، هذه أول نقطة مهمة يجب أن يفهمها المسؤولون عندما يذهبون الى المعالجة".

وقال: "اليوم بعض الناس مصرون، عندما يتكلمون عن الإصلاحات، أن الإصلاحات يعني ضرائب جديدة يعني تي في اه جديدة، يعني المس بحقوق الموظفين ورواتبهم، يعني ويعني، هذه ليست إصلاحات، هذه إجراءات تؤدي إلى الإنفجار، إذا لم نصل إلا إلى هذه الإصلاحات، هذا النوع من الإصلاحات، يعني البلد ذاهب إلى مأزق حقيقي، مع العلم أن المسألة ليست كذلك، هناك خيارات، وهناك طروحات وهناك أفكار عرضت في مجلس الوزراء وتعرض إقتراحات تم التوافق عليها في قصر بعبدا، يوجد أفق واسع، ويوجد خيارات أمام اللبنانيين، نحن بلد غير مفلس، نحن بلد يحتاج إلى أن يدير مشكلته المالية والإقتصادية ويتمكن أن يخرج منها، الآن نتيجة ضيق الوقت ولأنه أنتم جالسون تحت الشمس، وهذا الكلام، التفصيل بالحلول والأفكار والبدائل والمقترحات يحتاج إلى وقت، أنا سأتركه ليوم آخر، ولكن يكفي أن أؤكد لكم وللشعب اللبناني: ليس صحيحا أنه لا يوجد خيار أمام الحكومة اللبنانية لمنع الإنهيار سوى فرض الضرائب والرسوم، أبدا، ليس صحيحا، هناك أفكار كثيرة، ولكنها بحاجة إلى، أعيد وأكرر، إلى شجاعة، وإلى جرأة، الى حزم، هناك إجراءات مالية إقتصادية إدارية قانونية وسياسية أيضا، وخيارات سياسية أيضا، وقرارات سياسية أيضا، نحن إذا تعاونا وكان لدينا جرأة وشجاعة وإعطاء الأولوية لإنقاذ الوضع المالي والإقتصادي في لبنان، قطعا وإن شاء الله نستطيع أن ننقذ بلدنا وشعبنا وإقتصادنا ونضعه على طريق التطور وليس فقط ننقذه، ولكن يجب أن يصغي بعضنا لبعض، لأن البعض قفل على الموضوع، لا يقبل إلا فكرة ضرائب ورسوم، يذهبون دائما الى الخيار الأسهل، جيوب الناس، أسهل شيء، أن تأخذ ضرائب، لأن تلك القرارات فيها صعوبة ومواجهة وتحد، ويوجد جهات ستحزن، أخي فلتحزن هذه الجهات، لكن عامة الشعب اللبناني يجب أن يكون راضيا ويجب أن يستنقذ".

أضاف: "المشكلة بكل صراحة ليست مشكلة من هي الحكومة، وأيا تكن الحكومة، المشكلة هي في المنهجية، وهنا أنا أقول الفكرة العامة، وأترك تفاصيلها لوقت آخر. المنهجية، يعني اليوم إذا جاءت الحكومة الحالية أو أي حكومة وبدأت بإتخاذ إجراءات حقيقية، بدأت بمعالجة الهدر، ومعالجة الفساد، ودمج مؤسسات ببعضها البعض، وتوفير الكثير من النفقات، وذهبت إلى إجراءات تحصين، أيضا إتخذت إجراءات يعني أن الكل سيضحي، نعم من أجل أن ننقذ الوضع في لبنان يجب أن يضحي الجميع، ولكن حتى الآن من خلال الممارسات الرسمية المطلوب فقط أن يضحي الفقراء، إذهبوا الى خطة ليضحي فيها الجميع، الأغنياء، الفقراء والشركات والزعماء والبنوك والمصارف، لا يقول أحد أن السيد يواجه المصارف، كلا، أريد أن أوضح شيئا هنا، كل ما قيل في الأسابيع الماضية، للأسف الشديد، أن حزب الله يخطط لمظاهرات تجاه المصارف، لم يكن له أي أساس من الصحة، لم نخطط ولم نفكر ولم يخطر ببالنا أصلا، أنه سنقيم مظاهرات تجاه المصارف، أبدا، لكن نقل أحدهم هذا الموضوع، رغم أن عدة مسؤولين في حزب الله تكلموا بشكل رسمي ونفوا هذا الامر، لكن بعض وسائل الإعلام مصرة على هذا الامر، لأن هذا الامر بالحقيقة له تأثير إقتصادي سيء، نعم نحن منزعجون من بعض المصارف، أتكلم عنها لاحقا وليس الآن، لأن الوقت لا يسعفني، لكن لن نفكر بهذه الطريقة، فعندما يضحي الجميع، عندما تتخذ الحكومة والدولة اللبنانية إجراءات تعيد ثقة للناس، ثم يأتي المسؤولون ويشرحون للناس ويقولون أيها الشعب اللبناني، نحن فعلنا هكذا، هذه النفقات قمنا بإلغائها، هذا الإنفاق والهدر والفساد قمنا بمعالجته، هذه المصاريف العبثية قمنا بإلغائها، الكل يضحي، والكل عليه ان يساهم، والكل يجب ان يدفع من جيبه، لكن كي ننقذ الوضع الاقتصادي والمالي عليكم ايها الشعب اللبناني وايها الفقراء أن تعينونا، نريد أن نفرض عليكم الضريبة الفلانية حتى نستطيع أن نتجاوز هذه المصيبة التي نحن في صددها في البلد، أنا أقول لكم، الشعب اللبناني سيقبل وسيستوعب".

وتابع: "أما أن نأتي ونفرض عليه ضرائب ونقول الجميع يجب أن يضحي، وهو يرى في كل يوم فضائح وسرقات وفساد وهدر بملايين وعشرات ومئات ملايين الدولارات، هو لن يقبل بأن يدفع من جيبه شيئا لكم، في السابق أنا ذكرت هذا المثال في يوم عاشوراء عندما تحدثت عن المقاومة، رغم كل العقوبات لماذا سيقدم الناس أموالهم للمقاومة، لماذا تقدم النساء حليهن للمقاومة، لماذا يستعد البعض أن يتخلوا عن بيوتهم للمقاومة، لماذا ترسل العائلات أولادها ليقتلوا في صفوف المقاومة، لسبب بسيط، أنهم يثقون بالمقاومة، أنهم يثقون بأن المال الذي يأتي إلى المقاومة لا يسرق ولا ينهب ولا يهدر، وإنما ينفق في معركة الدفاع عن الوطن والعرض والأرض والكرامة، هذه هي المعادلة التي نحن نحتاجها في البلد، هناك أزمة ثقة عميقة جدا جدا جدا جدا حتى ينقطع النفس، بين الشعب اللبناني وبين الدولة بكل مكوناتها، بسبب أنك مهما قلت له لن يصدق، ليس المهم ما يسمعه بل بما يراه، تعالوا حتى نريه الحقيقة التي تُصنع بالإرادة وبالحزم، إذا فعلنا ذلك وإذا ذهبنا إلى إجراءات صادقة وحقيقية، أنا أقول لكم، نحن جميعا سندافع عن هذه الإجراءات وسنحمي هذه الإصلاحات ولو كانت قاسية، لأنه على هذا يتوقف مصير بلدنا".

وأردف: "بناء عليه، اليوم، نحن بحاجة كلبنانيين إلى العمل وإلى الجد، وبصراحة أريد أيضا أن أقول لكم مع احترامي حتى لبعض حلفائنا وأصدقائنا الذين أصدروا مواقف في الأيام القليلة الماضية، نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية، أتدرون لماذا؟ إذا استقالت الحكومة، هي في ساعة السلامة وكنا خارجين من انتخابات والبلد مرتاح والناس صبرت على بعضها البعض وبقينا سنة حتى تشكلت حكومة، إذا استقالت هذه الحكومة معناه أنه لا يوجد حكومة، غير معلوم أن تتشكل حكومة، سنة أو سنتين والبلد وقته ضيق، الكل يجمع أن البلد وقته ضيق وليس هناك وقت طويل.

ثانيا، البعض يتحدث عن تشكيل حكومة جديدة، نحن نعذب أنفسنا هباء، لأن الحكومة الجديدة إذا كانت سياسية ستتمثل من هذه القوى السياسية، الموضوع ليس موضوع الوزير فلان والوزير فلان، هؤلاء الوزراء يمثلون القوى السياسية وقرار القوى السياسية، معناه اذا غيرنا كم اسم وكم وزير انحل الموضوع؟! من يأخذ القرار لا زال هو نفسه، الذين هم القوى السياسية نحنا وغيرنا.

ثالثا، بعض الناس يتحدثون عن حكومة تكنوقراط، في مثل الوضع الخطير الذي نحن بصدده في لبنان حكومة التكنوقراط لا تستطيع أن تصمد اسبوعين، وانا أقول لكم بصدق، القوى السياسية التي تطالب بحكومة تكنوقراط هي أول من سيعمل على إسقاط حكومة التكنوقراط، هذا كلام فارغ ولذلك، نحن نقول فلتستمر هذه الحكومة ولكن بروح ومنهجية جديدة، بأخذ العبرة مما جرى خلال هذين اليومين على مستوى الانفجار الشعبي، البعض يقول انتخابات نيابية مبكرة حتى بعض أصدقائنا مع احترامي لهم، انتخابات نيابية مبكرة، يعني لنحدد موعد الانتخابات هذه. عدة أشهر لنذهب الى الانتخابات، وسندخل في دهاليز قانون الانتخابات وبعدها ما الفائدة؟! المزيد من الإنفاق المالي والنتيجة من الآن هل تريدون صراحة أكثر من هذا، هذا المجلس النيابي نفسه سيعود، الآن تزيد هذه الكتلة أو تنقص واحد- هالقد - هذا مزاج البلد، إذا حتى لا نضيع وقتنا بانتخابات نيابية مبكرة ولا بحكومة سياسية جديدة ولا بحكومة تكنوقراط، الحكومة الحالية إذا عجزت عن المعالجة يصعب العثور على حكومة جديدة تستطيع أن تُعالج بكل صراحة، لكن المهم هو أن تذهب هذه الحكومة الجديدة وأن تقوم باعتكاف يوم واثنين وثلاثة واربعة وخمسة، تغلق على نفسها الباب وتناقش وتجد المخارج وتدرس بشكل مفصل الاقتراحات والخيارات التي كما قلت تحتاج إلى قرار وطني وإلى شجاعة وحزم وإرادة، هذا برأينا المسار السياسي الممكن".

وللمتظاهرين قال: "نحن جميعا نحترم خياركم بالتظاهر، ليس فقط نتفهم، نحن نحترم ونقدر صرختكم وتظاهركم واحتجاجكم، هذه الصرخة المعبرة عن وجعكم.

ثانيا، ليس هناك شك بأن رسالتكم وصلت إلى المسؤولين جميعا ووصلت قوية، بدليل أنه وخلال ساعات تم التراجع عن بدل الواتس اب سواء كان قرارا أو فكرة، وهذا المستجد كما ذكرت قبل قليل لكل المسؤولين في الدولة. لا يعتبر أحد أن هذه الرسالة هي لفلان وليست لفلان، هذا خطأ، لا زلنا نخطئ، هذه رسالة للجميع، لكل القوى السياسية، لكل المواقع في الدولة، لكل الوزراء، هذه الرسالة للجميع ويجب أن يتصرفوا انطلاقا من استيعابهم لهذه الرسالة الشعبية القوية.

ثالثا، أهمية حركتكم الشعبية خلال اليومين الماضيين أنها كانت عفوية وصادقة، لا يقف أي حزب وأي تنظيم حتى أي سفارة أجنبية لأننا نذهب دائما إلى نظرية المؤامرات، لا أحد يقف وراء هذه المظاهرات، الناس غضبوا عندما سمعوا المؤتمر الصحفي لوزير الإعلام والذي بالمناسبة قدم الموضوع أيضا بطريقة مستفزة، ونزل الناس. الواتس اب هو القشة التي قسمت ظهر البعير، الواتس آب ليس قصة 6$ ضرب كم في السنة، بل أكد المنحى الحاكم على ذهن المسؤولين الذي هو الاستمرار بسياسة فرض الضرائب والرسوم على الفئات الفقيرة. أهمية حركتكم أنها كانت عفوية وصادقة وعابرة للطوائف وللمذاهب وللمناطق وللاتجاهات السياسية، حتى امس ليلا، هذه الميزة المهمة، ولذلك رسالتها كانت قوية ومؤثرة ومدوية. أنا هنا أريد أن أنطلق منها لأقدم نصيحة للمتظاهرين، إذا ارادوا أن يستمروا في التظاهر، بالتوضيح: أنا استمعت خلال يومين بالتلفاز مثلي مثل الآخرين، كنت اتابع كل شيء يحدث ويُحكى، طبعا الكثيرون كانوا يناشدون حزب الله ومسؤولين آخرين، الآن سأتكلم بما له علاقة بنا، ويناشدوني أنا شخصيا يا سيد ويا سيد، حتى أن هناك شخصا كبيرا في السن يظهر عليه الاحترام وإن شاء الله جميعهم كانوا محترمين، يقول يا سيد "التحفظ ما بيطعمي انت هلق ما عم تسمعني"، رد عليه شخص بجانبه قال له- لا هو ما عم يسمعك- وأنا كنت عم بسمعو! نحن استمعنا الى كل هذه الاصوات، والكل كان يطالب يا حزب الله انزلوا الى الشارع اين انتم لم تنزلوا الى الشارع، لا اريد أن أخوض في تفصيل هذه النقطة، يكفي ان اقول لكم لو في اليوم الأول نزل حزب الله، حتى في اليوم الثاني، والآن معكم الى الشارع كانت النتيجة ان الحراك أصبح في مكان آخر، بكل بساطة سيصبح الموضوع صراعا سياسيا، صراع محاور، ايران تبعث برسالة لأميركا من رياض الصلح أليس كذلك؟".

أضاف: "مصلحة حركتكم لتوصل رسالتها القوية، كانت أن تتحركوا أنتم بدون حزب الله وغير حزب الله، قوة هذه الحركة أنها كانت بمعزل عن الأحزاب السياسية، هذا توضيح. بالنسبة للنصيحة، اليوم يجب أن تنتبهوا الى حركتكم، عندما تتبناها أحزاب سياسية موجودة في السلطة وبعض هذه الاحزاب موجودة في السلطة منذ عشرات السنين، معناه سيتحول حراككم من مطلبي اجتماعي الى سياسي، عندما ينزل البعض أو يطلب من قواعده أن تنزل إلى الشارع والعنوان هو إسقاط العهد ومواجهة العهد، يعني لم يعد هناك حديث مطلبي، لم يعد هناك حديث اجتماعي، أصبح هناك استغلال للحراك الشعبي في صراع سياسي، في تصفية حسابات سياسية. إذا أردتم أن تستمروا وأنا لا أقول لكم شيئا، أنا أقول ما أنجزتموه خلال يومين كان مهما جدا جدا جدا على مستوى التأثير في الوعي واللاوعي للمسؤولين المعنيين باتخاذ القرار، إذا قررتم أن تستمروا لتنجحوا يجب أن تفصلوا حراككم عن الأحزاب السياسية التي ستركب أو ركبت موجتكم وحركتكم من أمس. أيضا أنصحكم باجتناب التخريب، تخريب الأملاك العامة والأملاك الخاصة، أنصحكم بالتعبير عن رأيكم بأدب وأخلاق، أنا اشتموني ليس هناك مشكلة، لكن لا تشتموا بقية العالم، السباب والشتائم والعبارات النابية السوقية أمر يسيء إليكم، يسيء إلى الشعب اللبناني، ليست هذه صورة الشعب اللبناني الذي لديه أخلاق وأدب، يمكن أن تعبروا عن نفس الموقف بقسوة وبشدة وبدون سباب ودون شتائم.

ومثل ما نوصي الجيش والقوى الأمنية بالرحمة بالمتظاهرين وبأن يُطيلوا بالهم عليهم، نوصي المتظاهرين بعدم الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية. في الليلة الأولى أنا كنت أشاهد التلفاز، هناك أناس بالمتظاهرين تعمدوا أن يعتدوا على القوى الأمنية ويسيئوا إليهم ويهينوهم، هؤلاء إخوانكم وشبابكم وأولاد قراكم، لا يجوز أن تتصرفوا بهذه الطريقة، من كان صاحب هدف وقضية يجب أن يتصرف بمستوى صدقها وأهميتها وإنسانيتها، هذا ما أحببت أن أقوله الآن".

وتابع: "يبقى هناك نقطة لا تتحمل التأجيل، استكمالا للاستيضاح، أنه يا سيد، يا حزب الله، أنتم قلتم إذا ستفرض رسوم وضرائب جديدة على الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود ستنزلون إلى الشارع، وكأنهم يحملوننا المسؤولية أو يمسون بالمصداقية. أنا أعود وأقول عندما تحتاج مواجهة فرض ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود أن ننزل إلى الشارع سننزل إلى الشارع، لكن نحن بتقديرنا لم يكن هناك حاجة أن ننزل إلى الشارع، ببساطة لماذا؟ لأنه نناقش بالحكومة ولم يُأخذ قرار بعد، حتى لو حصل تصويت بالحكومة، ولمعلوماتكم وزراؤنا مبلغين أنه ليس هناك شيء اسمه تحفظ، كل شيء اسمه ضريبة، رسم على الفئات الفقيرة، مرفوض لا نقبل به، نعارضه. حسنا، إذا الأغلبية بالحكومة صوتت، عندنا فرصة أخرى إسمها مجلس النواب، ليس مطلوبا من ثاني يوم أن ننزل إلى الشارع، إذا نزل حزب الله إلى الشارع ليست مثل أي نزلة، أنتم نزلتم بشكل عفوي، يمكن أن تنزلوا يوما أو يومين وبعد ذلك تخرجون من الشارع، نحن إذا نزلنا لا يمكننا أن نخرج قبل تحقيق الأهداف التي نزلنا من أجلها، معنى ذلك أنه سننزل ونبقى يوما وشهرا وسنة وسنتين بالشارع، نحن نتصرف بهذه الطريقة. لنفترض أن الحكومة وضعت موازنة فيها ضرائب أو أرسلت إلى مجلس النواب ضرائب، نحن موجودون في مجلس النواب ونناقش ونجادل، إذا لم نستطع أن نعالج الموضوع في مجلس النواب ولا بأي طريقة ضمن مؤسسات الدولة عندها طالبونا وقولوا أين وعدكم يا جماعة؟".

وقال: "في موازنة 2019 وضعت ضرائب في الموازنة ونحن عارضنا، وذهبت إلى مجلس النواب وحصل هناك جدل في مجلس النواب وعولجت الضرائب في مجلس النواب بالاتفاق مع رئيس الحكومة ومع رئيس المجلس ومع بقية الكتل النيابية، عولجت ولذلك نحن قبلنا أن نصوت للموازنة دون الحاجة إلى النزول إلى الشارع. أتمنى أنا خصوصا على المحبين، الحاقد مهما شرحنا له ووضحنا له ولو أنزلنا له كتابا من السماء فهذا أعمى، أنا أتكلم مع المحبين، مع الناس الذين حقا يعلقون آمالا علينا، يجب أن يتفهموا جيدا أننا نحن حزب كبير، وحركتنا ليست بسيطة، وعندما نريد أن ننزل إلى الشارع فهذا ليس قرارا صغيرا، يعني البلد كله سيذهب إلى مسار مختلف، فليس في كل حين يخرج شخص يقول يا حزب الله إنزل إلى الشارع، هذا يأتي وقته، هذا ممكن أن يأتي وقته، إن شاء الله لا يأتي وقته، ولكن إذا جاء وقته ستجدوننا جميعا في الشارع، في كل المناطق وبقوة ونغير كل المعادلات".

أضاف: "في اللحظة الحالية نحن ندعو إلى التعاون بين مكونات الحكومة، ندعو إلى التضامن، ندعو إلى عدم الهروب من المسؤولية، أنا أقول لكم أكثر من هذا، من يهرب من تحمل المسؤولية أمام الوضع القائم يجب أن يحاكم، لا يخمن نفسه أنه سيزمط، يجب أن يحاكم خصوصا أولائك الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع الصعب، ليس على ذوقك تقول أنا لست معنيا وأريد أن أرحل، أيا كان. ندعو إلى التضامن، ندعو إلى التعاون، ندعو إلى تحمل الجميع للمسؤولية، واسمحوا لي هنا بكلمة واضحة للقوى السياسية ومعروف من ولا أريد أن أذكر أسماء، التي تريد الآن في هذا التوقيت السيء والحساس أن تخوض معركة إسقاط العهد، أقول لهم اسمعوا هذه النصيحة مني، تضيعون وقتكم وتتعبون أنفسكم وتتعبون البلد وتضيعون وقت البلد، وهذا توقيت خاطئ والعهد لا يمكن أن تسقطوه، لذلك لنعد إلى عقولنا ونتصرف بمسؤولية والعالم تتعاون مع بعضها حتى نقطع هذه المرحلة الصعبة. ما حصل خلال اليومين الماضيين يجب أن يضع لبنان أمام مرحلة جديدة، منهجية جديدة، عقلية جديدة، إذا أردنا أن نتجاوز الصعوبات. أقول لكم من منبر الحسين سيد الشهداء عليه السلام عاقدون العزم على العمل بجد مع كل من هو حاضر لتحمل المسؤولية، نحن في حزب الله لن نتخلى عن شعبنا ولن نتخلى عن بلدنا، لن نسمح بإغراق هذا البلد ولا بإحراق هذا البلد، نحن الذين قدمنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى دفاعا عن كرامة شعبنا وعزته وشرفه ووجوده وحياته وعرضه، لن نسمح لأحد أن يغرقه أو يدفع به إلى الهلاك أو أن يمزقه. إذا كان المسؤولون يملكون الشجاعة والإرادة والعزم، أقول لكم هناك آفاق واسعة وخطوات كبيرة، يمكنها أن تخرج البلد مما هو فيه، لا يجوز أن نيأس، اليأس هو خلق الضعفاء، هو خلق الفاشلين، هو خلق عديمي الإرادة وفاقدي العزم، أما أنتم، أما نحن، أما الذين وقفنا في وجه العواصف العاتية وصمدنا وبقينا وانتصرنا لا يمكن أن نسمح لليأس أن يتسلل إلى قلوبنا وإلى عقولنا".

وختم نصرالله: "في يوم أربعين الحسين عليه السلام، نجدد إلتزامنا وبيعتنا وموقفنا في كل القضايا المحقة في المنطقة، من فلسطين، إلى اليمن، والبحرين وسوريا والعراق ومع كل القضايا المحقة في بلدنا لشعبنا، لن نترك المقدسات، لن نترك المظلومين والمعذبين لأننا قوم لا نترك الحسين وفي كل موقف عندما نسمع نداءه وهو يستغيث ويقول هل من ناصر ينصرني صوت كل مستضعف ومحتل ومظلوم نداؤنا طوال التاريخ لبيك يا حسين، لبيك يا حسين. أشكركم جميعا، بارك الله فيكم، عظم الله أجركم، تقبل الله منكم، حفظكم الله، رعاكم الله، نصركم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 19- 20 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

التحرك الشعبي بحاجة إلى قيادة صادقة وشريفة من غير الطبقة السياسية والحزبية الحالية

الياس بجاني/19 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79639/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%8a/

 

 

الدولة العميقة في إيران تبعث رسائلها الواضحة/راغدة درغام/موقع ايلاف/19 تشرين الأول/2019

The IRGC want to be the real power-brokers in Iran/Raghida Dergham/The National/October 19/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79650/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%a8/