المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/الحريري مرفوض سعودياً وخليجياً لأنه صبي عند سيد أمونيوم

الياس بجاني/أولوية أصحاب شركات الأحزاب نيل بركات حزب الله ورضاه

الياس بجاني/سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

الياس بجاني/قم بواجبك الوطني وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للاحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/المعرابي يفتقد للرؤية واجندته مرّضية وتتمحور حول وهمه الرئاسي

الياس بجاني/أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها وفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/10/2020

رجل دين لبناني يُسلم الروح بعد صراع مع فايروس «كورونا»!

توقيف شبكة تهريب لبنانيين وفلسطينيين إلى اسبانيا

كورونا: 1002 إصابة و3 وفيات.. فضيحة لحسن وأخرى لفهمي

الحرب الالكترونية:سلاح إسرائيل لتعطيل صواريخ حزب الله/سامي خليفة/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

علوش يكشفُ شرطَ السعودية لعودة العلاقة مع الحريري

بعد العقوبات على فنيانوس.. هذا ما قاله شينكر لفرنجية

لبنان ملعب لصراع النفوذ بين السعودية وتركيا

جيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد عند الحدود مع لبنان

“الجرة انكسرت” بين “المستقبل” و”التيار”

النهار: كفى تشويها للميثاقية... ليست مفهوما على قياس الأفراد والأقضية!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

نائب تونسي يشيد بذبح المدرس الفرنسي..

معلومات من التحقيق عن ذابح المدرّس الفرنسي

في ظل جريمة مقتل المدرّس بفرنسا.. الأزهر: وصف الإسلام بالإرهاب ينم عن جهل

أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

بومبيو يهدد بائعي الأسلحة لإيران بالعقوبات

صواريخ أرمينيا تقلق أذربيجان.. ويريفان تدعو للاعتراف بكاراباخ

أعداد مرتزقة تركيا في أذربيجان تتخطى الـ2000

الاتحاد الأوروبي مستعد للتوسط لإيجاد حل للصراع بكاراباخ

اليونان تهاجم إجراءات تركية في بحر إيجة

نقل صائب عريقات إلى مستشفى إسرائيلي للعلاج من كورونا

توافق بحريني وإسرائيلي وأميركي بشأن التحديات بالمنطقة

الاتفاق على تسيير 28 رحلة طيران أسبوعيا بين الإمارات وإسرائيل

توقيع 7 مذكرات تعاون في عدة مجالات بين البحرين وإسرائيل

استخبارات ألمانيا ترصد شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد

السفارة الأميركية تطالب بغداد بمحاكمة الجناة في جريمة صلاح الدين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيها الثوار، هذه رسالتي لكم/الدكتور فيليب سالم/افتتاحية النهار

د. منى فيّاض: الثورة تحتاج لمواجهة الحزب وللتنظيم/هشام عليوان/أساس ميديا

بانتظار اميركا وحزب الله.. العهد حائر بين لبنان وباسيل/منير الربيع/المدن

القبول بالكابيتال كونترول بعد فوات الأوان: أموال المودعين اختفت/علي نور/المدن

الحريري إلى رئاسة الحكومة بـ “قوة” الخلاف بين “الحزب” و”التيار”/إيليا ج. مغناير/الراي الكويتية

قاطعو الرؤوس و... الأرزاق!/فارس خشان/النهار العربي

عام على الانتفاضة.. ولبنان إلى الأسوأ!/أنديرا مطر/القبس

استثناء شينكر باسيل من لقاءاته يُزعج “التيار”/عمر حبنجر ومنصور شعبان/الأنباء” الكويتية

لغز انفجار بيروت: لا نتائج قاطعة بل توقيفات وتجهيل للمسؤوليات/سعد الياس/القدس العربي

الإسلام المهاجر في فرنسا وإشكالية الاختلاف/منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البطريرك الراعي في ذكرى 17 تشرين: لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي. من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

المطران عودة: عودوا إلى ضمائركم يا أيها المسؤولون. إن استمررتم في غيكم لن يبقى وطن ولا مواطنون. تواضعوا وأصغوا إلى أنين شعبكم. لا تفرحوا بما تكتنزونه على الأرض بل "افرحوا بأن أسماءكم كتبت في السموات

رئاسة الجمهورية عن قضية أمير الكابتاغون: لا دور مزعوما لرئيس الجمهورية في إطلاقه بل رد طلب العفو عنه وفقا لرأي لجنة العفو

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الأول/الحلقة الرابعة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/:”بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الحريري مرفوض سعودياً وخليجياً لأنه صبي عند سيد أمونيوم

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2020

السعودية ترفض الحريري لأنه باش كاتب عند حزب الله وهي ومعها دول الخليج لن يساعدوا حكومة يترأسها ويكون فيها "صبي" عند سيد أمونيوم. مش ناقص لبنان حريري فاشل وغطاء لسيد امونيوم..لبنان يحتاج رئيس وزراء قبضاي ولبناني وعنده كرامة

 

أولوية أصحاب شركات الأحزاب نيل بركات حزب الله ورضاه

الياس بجاني/18 تشرين الأول/2020

منى أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والإسلامية والدرزية نيل رضا حزب الله. سعد ووليد والصهر وسمير وسليمان في الصفوف الأمامية. ذميون ع الآخر.. أبواب واسعة وتعتير

 

سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

حزب الله وبري وجنبلاط وفرنجية وأوباش 8 آذار يريدون سعد لأنه مدجن ومخصي سيادياً وشريك فساد ومحاصصات وذمي ويعادي الثورة وال 1559... سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله

 

لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

الثورة ثورات منها سيادي ومنها تدميري. نحن مع الثورة التي تقفف ضد احتلال حزب الله وتطالب بتنفيذ القرارات الدولية وتحديداً ال 1559

 

قم بواجبك الوطني وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للاحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/16 تشرين الأول/2020

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 17 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي في الصيفي الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91361/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

******
بات الوضع الإحتلالي الملالوي والإرهابي في لبنان أمر إبليسي لا يطاق وقد تخطى في مأساويته كل التوقعات وأمسى بصعوباته وإجرامه بحق المواطنين العزل غير مسبوق في تاريخ وطن الأرز المقدس منذ سنين طويلة.

المحتل الإيراني البربري والمذهبي والمجرم يتحكم بكل مفاصل الدولة ولم يترك مؤسسة واحدة لا خاصة ولا حكومية إلا وعهرها وأفرغها من محتواها وشلها وجعل منها أداة مجيرة لخدمة مشروعه الإيراني الاستعماري والتوسعي والإرهابي.

وعن ذمية واستسلام وخنوع وركوع طاقم الحكم الإسخريوتي على كافة المستويات ومعهم المخصيين من أصحاب شركات الأحزاب التجارية البالية والتعتير فحدث ولا حرج.

من هنا فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة في وطن الأرز قبل تحريره من سرطان احتلال حزب الله الملالوي، والإتيان بطاقم سياسي وطني وسيادي ولبناناوي يخاف الله ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير، وضميره حي، ومؤمن بحق لبنان وأهله بالكرامة والسيادة والحرية والاستقلال، وذلك من خلال تنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، وال 1559 و1701 وال 1680

أما عن النظام اللبناني المدني الحالي فهو جيد وممتاز، وربما هو من أفضل الأنظمةفي العالم التي تناسب البلدان التي فيها مجموعات أقلوية اثنية وقومية ومذهبية متنوعة كما هو الوضع اللبناني… وبالتالي العلة ليست في النظام بل هي في الحكام والأطقم السياسية النرسيسية وفي جشع وفجع وعهر أصحاب شركات الأحزاب كافة المحلية منها والوكيلة للخارج على حد سواء.

لهذا ندعوك أخي المواطن اللبناني للمشاركة في كل التجمعات اللبناناوية والإستقلالية والسيادية التي تقوم بها مجموعات مدنية وحزبية حرة أدركت أن مشكلة لبنان لا هي اقتصادية ولا مالية ولا طائفية، بل هي الاحتلال الإيراني المجرم والإرهابي المتمثل بحزب الله، وأدركت أيضاً بأن لا آلية للتحرير بغير تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان كافة ونقطة ع السطر.

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 17 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي في الصيفي الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المعرابي يفتقد للرؤية واجندته مرّضية وتتمحور حول وهمه الرئاسي

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

غرد جعجع يقول: “يوماً بعد يوم يتأكد بالدليل الحسي القاطع أنه مه هذه الأكثرية النيابية وهذه المجموعة الحاكمة، فالج لا تعالج”. الحل الوحيد انتخابات نيابية مبكرة”

http://eliasbejjaninews.com/archives/91327/91327/

سمير جعجع وسامي الجميل يطالبان بانتخابات مبكرة ويعديان القرار الدولي 1559 .. برأينا المتواضع هذا مطلب غبي و”دكنجي” يبين انعدام الرؤية الوطنية والسيادية في مخيلتهما وتجاهلهما المرّضي والنرسيسي وعن سابق تصور وتصميم لواقع احتلال حزب الله للبنان.

ولنفترض ان الحكيم المعرابي المتذاكي والمتشاطر وحده حصل على 128 نائباً اي كل نواب المجلس فماذا يمكنه أن يفعل في ظل احتلال وهيمنة وسيطرة وإرهاب وإجرام واغتيالات حزب الله؟

وهل تمكن من كانوا زوراً يسمون انفسهم تجمع 14 آذار منذ العام 2005 ومنهم الحكيم المعرابي والكتائب والمستقبل وجنبلاط وكان لديهم أكثرية نيابية من عمل أي شيء حتى الانتخابابات النيابية الأخيرة؟

لا لم يفعلوا أي شيء، بل بغباء وانانية داكشوا الكراسي بالسيادة وقبلوا التعايش مع الإحتلال ورفعوا شعارات نفاق الواقعية وعقدوا صفقات تقاسم المغانم وتطول قوائم ركوعهم والتخاذل والنرسيسية.

في الخلاصة فإن هكذا مطلب يبين أن أصحابه لا رؤية شمولية ووطنية واستراتجية ولبناناوية عندهم، وأن اجنداتهم المصلحية والسلطوية الضيقة “أي الدكنجية”، وفي الغالب المرّضية مع مركبات الغباء والحقد هي التي تسكن عقولهم الشاردة عن كل ما هو لبناني وتحركهم، فيما هم يعانون من عمى بصر وبصيرة سيادياً ولبناناوياً.

يبقى أن لبنان بلد محتل ومأخوذ رهينة من حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي ولا حل بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية كافة وتحديداً ال 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها وفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

فجور وإجرام وبلطجة الإستيلاء بالقوة على عقار كنسي في لاسا هو رسالة تهديد شيعية لعون وللراعي ولكل المسيحيين فهل فهم قادتنا الرسالة.

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91321/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a8%d9%84%d8%b7%d8%ac%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d9%8a/

بداية وبصوت عال نقول ومعنا كثر من أهلنا في الوطن المحتل وبلاد الإنتشار بأنه بات من الضرورة في مكان وقف غزوات الثنائية الشيعية الوقحة وفي مقدمها غزوة أرض الكنيسة المارونية في بلدة لاسا.

إن ما يجري من قبل الثنائية على كافة الصعد هو فجور ووقاحة واستكبار وثقافة ملالوية وغزواتية وكلها تتمظهر بشكل فج في لاسيا حيث سرقة الأرض والتعدي والتشبيح المسلح والشوارعي على أصحابها.

فإن الإيمان والرجاء والحق وقدسية الأرض والتاريخ ودماء الشهداء تلزم البطريرك الرعي وكل أبناء الكنيسة المارونية وفي مقدمهم الأحزاب والقيادات عدم الخضوع لإرهاب الثنائية الشيعية، وكل من يدور في فلكها من مرجعيات ونافذين ومتسلبطين بما يخص المحاولات الفجة والوقحة والغزواتية لسرقت أرض لاسا المملوكة من الكنيسة بالقوة والإرهاب والتشبيح والتزوير. يبقى أن أي تفريط من قبل البطريرك والموارنة بأرض لاسا هو عمل يرقى إلى الخطيئة المميتة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/10/2020

الأحد 18 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الإستشارات ستسلك طريقها الخميس، لكن الحكومة قد تصطدم بمطب التأليف إذا ما بقيت سقوف الخلافات عالية، وسط تشديد "التيار الوطني الحر" على عدم تسمية الرئيس الحريري لكونه غير مشمول بصفة الإختصاص، بحسب المبادرة الفرنسية.

وبرز اليوم تفاؤل الرئيس نبيه بري، بأن يحمل الأسبوع الطالع أخبارا من شأنها أن تطمئن اللبنانيين على صعيد تأليف الحكومة، مشيرا إلى أنه لم يحصل شيئ في اليومين الماضيين وفي عطلة الأسبوع، على أن نشهد تحركا ابتداء من الغد.

معيشيا، تعقد الهيئات الإقتصادية الممثلة للقطاع الخاص، اجتماعا طارئا لبحث المخاطر المزلزلة والمحدقة بالإقتصاد اللبناني، على أن تطلق بعده نداء استغاثة لإنقاذ البلاد.

أما صحيا، فالوزير حمد حسن حذر من ارتفاع أعداد مصابي كورونا، خاصة وأننا على أبواب الشتاء، مبشرا اللبنانيين في المقابل بتأمين اللقاح في كانون الأول المقبل.

البداية من الملف الحكومي، البطريرك الراعي انتقد بشدة المنظومة السياسية وتعطيل تأليف الحكومة، قائلا في قداس الأحد في بكركي "لا أحد بريء من دم لبنان النازف، من منكم يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات والتأليف؟، ارفعوا أيديكم عن الحكومة وافرجوا عنها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم تسجل نهاية الأسبوع أي إختراق من شأنه تحريك ملف تأليف الحكومة الغارق في مستنقع الجمود، أقله منذ إرجاء الإستشارات النيابية التي كانت مقررة الخميس الماضي.

إنطلاقا من هذا الواقع، يطرح السؤال عما إذا كان مطلع الأسبوع سيحمل بشرى سارة، تشكل جسر عبور آمنا إلى الإستشارات المؤجلة إلى الخميس المقبل، أم أن الجمود سيجرجر نفسه إلى ما بعد الخميس، وربما ما بعد بعد الخميس؟. على أن ثمة همسا يدور حول إتصالات بعيدا من الأضواء، لعدم الوقوع في فخ التأجيل مجددا، علما بأن هناك مطبات صعبة ليس أقلها تداعيات الجرة المكسورة بين التيارين البرتقالي والأزرق.

لكن تفاؤلا أبداه الرئيس نبيه بري، بأن يحمل الأسبوع الطالع أخبارا من شأنها أن تطمئن اللبنانيين على صعيد تأليف الحكومة. وأشار عبر موقع "الإنتشار" إلى أنه لم يحصل شيء في اليومين الماضيين وفي عطلة الأسبوع، على أن نشهد تحركا ابتداء من غد الإثنين.

وبانتظار حصاد التحرك المرتقب، تتواصل فصول نزف اللبناني تحت وطأة غياب الأمان الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والغذائي. أما الهم الصحي فحدث ولا حرج، وقد باتت حصيلة إصابات فيروس كورونا قاب قوسين أو أدنى من ألف وخمسمئة في اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انتهى الأسبوع على جمود سياسي، فهل تبدل اتصالات الأسبوع الطالع، الطالع السيء ليوم الخميس؟. هل سينجح اللبنانيون بمفردهم بتسمية الرئيس المكلف، أم أنهم وعلى عادتهم سيحتاجون إلى مساعدة من وراء البحار؟، علما أن الفرنسيين لم يغادروا خط التأليف لكنهم لا يحملون افكارا لحل العقد، تقول مصادر.

المصادر المطلعة تجزم بحصول جولة جديدة من الحراك السياسي في القادم من الأيام، لكنها لا تجزم بخصوص الاتفاق على الاسم المتداول للتسمية، ولا ما إذا كانت التسمية لو حصلت ستفضي إلى تولد حكومة انقاذ.

وإلى أن تحصل المعجزة، يبقى العجز السمة البارزة في مجمل الملفات الحياتية. الفقر وكورونا يتمددان داخليا ولا اجراءات فعالة للجمهما. أما خارجيا فتتوسع دائرة الخيانة مع خطوات تطبيعة جديدة. وفد أميركي- صهيوني وصل إلى المنامة، لتوقيع ما يسمى اتفاق إعلان نوايا إضافي، لا اتفاق تسوية كما جرى مع الإمارات. وعزا مسؤولون صهاينة ذلك إلى الضغط الشعبي البحريني الرافض للتطبيع.

إذا دائما الإرادة الشعبية هي التي تصنع الفرق، في وجه من وصفتهم "جمعية الوفاق" البحرينية بمجموعة أشخاص غير مخولين ومعزولين، يشكلون نظاما يحاول أن يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق، ويرتكب جريمة إرهابية بحق المجتمع البحريني.

أما على حلبة المجتمع الدولي، فقد نجحت الإرادة الصلبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقف إرهاب الدولة العظمى. سقوط الحظر على بيع وشراء الأسلحة لطهران، برغم الاستماتة الأميركية لتمديد القرار، في وقت كان الرئيس دونالد ترامب يجول الولايات مروجا لإنجازاته، في محاولة لردم الفجوة في الاستطلاعات مع خصمه جو بايدن الذي يتقدم بتسع نقاط في ولايات أساسية، وإن كان من الصعب الوثوق يالاستطلاعات ومن سيفوز من وجهين في عملة واحدة، إلا أن مراقبين يرون أن استخدام ترامب لكل ما أوتي من لغة السباب والشتائم، يعكس توتره الشديد وخشية الحزب الجمهوري من أن رئيسهم يفقد السيطرة على الأرض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إحتمالان بديهيان لا ثالث لهما هذا الأسبوع: إما تكليف أو إرجاء. للتكليف حتى يحصل متطلبات، وللإرجاء إذا تم…ظروف. متطلبات التكليف واضحة: أن يكون مقدمة لتشكيل حكومة مهمة، تكون إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها القائم على أساس المبادرة الفرنسية وورقتها، على أن تدعمها الكتل النيابية. فإذا كانت حكومة إختصاصيين يجب أن ينطبق هذا المعيار على رئيسها ووزرائها معا، وإذا كانت حكومة سياسية أو تكنوسياسية فإن معيار التمثيل السياسي، يجب أن ينطبق على كل مكوناتها وفقا لقواعد الميثاقية والتمثيل النيابي وهو ما لا يمكن التهاون به.

وفي هذا السياق، يعتبر "التيار الوطني الحر" أن اتهامه بعرقلة تشكيل الحكومة تجن سياسي يندرج في إطار حملة الاستهداف المعروفة، وكأنه ممنوع على شريحة لبنانية وازنة أن تمتلك حرية الإختيار بدعم هذه الشخصية السياسية أو تلك او الامتناع عن ذلك، تحت طائلة تهمة العرقلة. ويرى "التيار" أن قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الإستشارات أمر يعود له، لكنه في مطلق الأحوال لن يغير في موقف "التيار"، الذي يؤكد تمسكه باستمرار الحوار مع تيار "المستقبل" ومن وما يمثل.

هذا لناحية متطلبات التكليف. أما ظروف الإرجاء إذا تكونت، فمردها سيكون إلى الإصرار إذا تمادى، على تجاوز المعايير الدستورية والميثاقية والسياسية والإصلاحية والوطنية التي يفترض أن ترعى عملية التكليف والتأليف. فمن الناحية الدستورية، لم يكن رئيس الجمهورية أمس، ولن يكون اليوم، ولن يصبح في المستقبل، مجرد آلة حاسبة تحصي أعداد النواب ولمصلحة من يصوتون، بل من واجبه الدستوري المساهمة في تكوين الظروف التي تسهل التكليف والتأليف، وتؤدي إلى نتيجة تنفع اللبنانيين، ولا تكتفي بإعطاء حبة "بانادول"، إذا كانت لا تزال متوفرة، لمريض بالسرطان.

أما المعيار الميثاقي، فلا يمكن تجاوزه أو القبول بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. فالخلل في موضوع التكليف قائم، وتصحيحه ضرورة ميثاقية على مستوى الشراكة والتوازن.

يبقى المعيار السياسي الذي لا يفهم تحت عنوانه اللبنانيون لماذا ولمصلحة من الإصرار على تكبير الخلاف مع "التيار الوطني الحر" وتعميقه، بدل السعي إلى حلول. وكيف يمكن لحكومة أن تحكم، يسأل الناس، إذا انطلق تشكيلها من قاعدة استهداف فريق معين يمثل ما يمثل على الصعيد الوطني والميثاقي والسياسي،…وهذا هو نقيض المعيار الوطني؟.

أما على مستوى المعيار الإصلاحي، فحدث ولا حرج عن مسيرة سياسية من أبرز نتائجها تراكم الدين العام وتدمير الاقتصاد المنتج لمصلحة الريعي، وإيصالنا على مدى ثلاثين عاما إلى ما نحن عليه اليوم.

ماذا سيحصل الخميس؟، خارطة الطريق واضحة. أما نقطة الوصول فرهن مقاربة المتطلبات، وتدارك الظروف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وكأن لا ثورة حصلت مدى عام كامل، وكأن لا احتفال جرى أمس بمرور سنة على غضبة السابع عشر من تشرين. بلى سيد بومبيو، الأعمال تسير كالمعتاد business as usual، على ضفة السلطة. فقد قفز رئيس هذا التيار على الثوار ملتحقا بصفوفهم متبنيا طروحاتهم، وذاك الرئيس مد يده لمصافحتهم وملاقاتهم في منتصف الطريق، على طريقة دعوة الواوي الديك إلى العشاء. نعم بهذه المناورات المكشوفة الموصوفة لاستيعاب الثورة وحرفها عن مسارها، تتحرك السلطة.

وبما أن الحل الداخلي بات متعذرا بسبب ما تقدم، فإن أجواء بعض القيادات العليا المؤثرة المطلعة على مخاض التكليف، تسرب بأن الرئيس سعد الحريري قطع نصف المسافة التي تفصله عن أن يكون رئيسا مكلفا تشكيل حكومة المهمة الخميس، بعدما تم تزويده بجناحين، أميركي وفرنسي، سيمكنانه من عبور حقل الألغام الذي زرعه له الثنائي عون- باسيل ب"قبة باط" من "حزب الله". هذا الدعم يترافق مع ضغوط حثيثة ومساع جدية لإنجاح عملية التأليف، مع الأفرقاء الذين لا موقف مبدئيا رافضا لتكليف الحريري.

هذا الجهد، لم يكن ديفيد شينكر بعيدا منه، ولا اللواء عباس ابراهيم الذي ناقش معضلة التأليف مع الإدارة الأميركية إلى جانب المهمة الإنسانية- الأمنية الأخرى، وتضيف المعلومات أن ليس عرضيا توجه ابراهيم إلى باريس بعد الولايات المتحدة، بل هو يصب في الإتجاه نفسه.

الإنفصال المرضي الكامل لأهل السلطة عن الأوضاع المالية والاقتصادية وتداعياتها على الوضعين الاجتماعي والأمني، وجائحة كورونا التي لا تكف عن التوسع، ووصول الشعب إلى حافة الفقر المدقع والجوع، وعدم إصغاء السلطة إلى مناشدات الناس وصرخات الثوار، هذا التخلي الرسمي وتلهي أهل الحكم بخلافاتهم وأطماعهم، دفعا المؤسسات الأممية والإنسانية والدول الصديقة إلى منح لبنان الشعبي لا الرسمي، فرصة جديدة للخروج من الأزمات المستعصية الوجودية التي دفع اليها ويدفع ثمنها.

من هنا ترى مصادر سياسية مطلعة بأن هناك شبه استحالة لتأجيل الاستشارات الخميس في بعبدا، إلا إذا طرأ ما يستدعي قرارا انقلابيا جديدا من العهد على نفسه بتطيير الاستشارات، خصوصا بعدما استنفدت كل الحجج التي سيقت لتبرير التأجيل الأول، ولأن بداية الإنقاذ تبدأ حكما بتشكيل حكومة. ولا تخفي المصادر نفسها ريبة جدية من نية كامنة لدى "حزب الله" باستدراج الحريري إلى فخ التكليف، ومن ثم يمطره بالشروط والعقبات لحظة دخوله مرحلة التأليف. من هنا التعويل على الاتصالات الدولية المكثفة، من الآن إلى الخميس لإزالة هذا الاحتمال القاتل.

في الانتظار، الهيئات الاقتصادية تستصرخ ضمائر الحكام، المدارس تترنح بين الفتح المحفوف بالمخاطر والإقفال غير المجدي، ووزارة الصحة الحائرة بأمرها تجدد إقفال عشرات المدن والبلدات بعدما نقحت لائحتها وأضافت اليها مدنا وبلدات جديدة، من دون أن نعرف ماذا حققه قرار الإقفال من نتائج، لا سلبا ولا إيجابا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في مثل الأيام التي استقال فيها، سيتم تكليفه مرة جديدة. استقال في أواخر تشرين الأول وتحديدا في 29 من العام 2019، وفي 22 من الشهر ذاته، سيعاد تكليفه، ما لم يحدث ما هو ليس في الحسبان. وإذا "مش التنين، الخميس"، وهذه المرة "التانية ثابتة".

الرئيس سعد الحريري عائد مكلفا، هذه مضمونة. أما مؤلفا، فدونها عقبات وشروط.

المعنيون بطبخة التكليف خارجيا وداخليا: واشنطن، باريس، رئيس الجمهورية، الحريري، "حزب الله"، حركة "أمل"، "التيار الوطني الحر". الخارج، وتحديدا واشنطن وباريس، يريدان حكومة بأسرع وقت ممكن، لكن واشنطن لا تريد "حزب الله" في الحكومة. رئيس الجمهورية أرجأ الإستشارات مرة، ولا يعرف ماذا سيكون موقفه حتى عشية الموعد الثاني.

الرئيس المنتظر التكليف، يلتزم الصمت، وكل أوساطه أطفأت محركات التسريب. ويجدر التذكير بآخر تغريدة لمستشاره الإعلامي الذي كتب فيها: "الصمت هو سيد الموقف وخلاف ذلك تحليل وتكهنات. الصمت مليء بالأجوبة".

"حزب الله" يصطف خلف حليفه الرئيس نبيه بري: ائتمنه على الترسيم، ألا يأتمنه على ترسيم التكليف فالتأليف؟. الإشارة من الرئيس بري لم تتأخر، حصل تسريب إلى أحد المواقع الإلكترونية الصديقة لعين التينة، جاء فيه: "أبدى الرئيس بري تفاؤلا بأن يحمل الأسبوع الطالع أخبارا من شأنها أن تطمئن اللبنانيين على صعيد تأليف الحكومة".

في المقلب الآخر، وتحديدا لدى "التيار الوطني الحر"، الصورة مغايرة تماما. العارفون بموقف "التيار" يجزمون أن لا علاقة له بموضوع تأجيل الاستشارات. وسواء تأجلت أم لا فإن "التيار" لن يغير موقفه. وتذكر أوساطه بالمعطيات والوقائع التالية: المجلس السياسي أجمع على عدم تسمية الحريري، وهو لن يغير موقفه سواء حصل لقاء أو اتصال بينه وبين باسيل أم لم يحصل. وفي الأساس باسيل لم يطلب اللقاء كما لم يرفضه. الحقيقة في اختصار: نريد حكومة اختصاصيين وفقا للمبادرة الفرنسية والحريري ليس اختصاصيا. أما ‏الحكومة السياسية فلها معاييرها الدستورية والتمثيلية النيابية.

في الإستنتاج، إذا كان الرئيس الحريري يعول على رافعة ماكرون ووراءه واشنطن، وعلى تأييد الرئيس بري وموافقة "حزب الله" على هذا التأييد، والنجاح في إرضاء وليد جنبلاط، فعلى ماذا يعول رئيس "التيار الوطني الحر"؟. استشارات التكليف ملزمة، وعندها ستنقل المعركة إلى ميدان التأليف، علما أن الرئيس الحريري، وبعد التجارب المتلاحقة على مدى عام، يمكن أن يعتبر أن اللغم الأكبر في التكليف وليس في التأليف.

في مطلق الأحوال، أربعة أيام تفصل عن "خميس التكليف"، يتوقع أن تنشط فيها محركات الاتصالات، وفي مقدمها تلك التي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم الذي ستكون له لقاءات في باريس عائدا من واشنطن.

خارجيا، خط التطبيع بين إسرائيل وبعض دول الخليج يسير بوتيرة سريعة، اليوم وفد إسرائيلي في البحرين، عبر أجواء السعودية، ورئيس الوفد الإسرائيلي يقول عند الوصول إلى المنامة: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا اليوم هو يوم عظيم. أتطلع إن شاء الله لاستضافتكم في إسرائيل قريبا".

في الموازاة، كان يتم توقيع اتفاق بين إسرائيل والإمارات على تسيير 28 رحلة طيران أسبوعيا بين مطار بن جوريون الإسرائيلي ودبي وأبوظبي. من المتوقع أن تبدأ الرحلات في غضون أسابيع.

لكن البداية من همومنا ومما يقض مضاجع اللبنانيين: كورونا موجود فأين تطبيق معايير السلامة والوقاية؟.

قطاعان "فولا": المستشفيات والمطاعم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هذا الخميس باتت الاستشارات ملزمة لرئيس الجمهورية قبل النواب. انتهى زمن التأجيل المتعمد، وليس هناك كتلة ستجعل من الميثاقية "قميص جبران". ووفقا لما هو مرسوم فإن سعد الحريري سيكلف الخميس، وإن بمعارضة مسيحية وازنة يمثلها تكتلا "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، مع اختلاف معارضة سمير جعجع التكتيكية، عن رفض "التيار" عودة الحريري كرجل سياسي يرأس حكومة اختصاصيين.

ولتثبيت موعد الخميس، كان الرئيس نبيه بري يتفاءل منذ الأحد، قطعا لطريق التأجيل، ويبدي الأمل في أن يحمل الأسبوع الطالع أخبارا من شأنها أن تطمئن اللبنانيين على صعيد تأليف الحكومة. لكن المعركة هي على التأليف وليس التكليف، لاسيما وأن صلاحيات رئيس الجمهورية ستبدأ مفاعليها بعد التسمية، وفي مرحلة التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة بحشوتها الوزارية القابلة لكل أنواع الخلافات.

ودفعا نحو انتزاع صلاحية التعطيل من يد رئيس الجمهورية، قرعت اليوم أجراس الكنائس سياسيا، وكاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن يسمي المعطلين لولا حرمة الصلاة، وهو سأل سؤالا طار كخط نار من حاريصا إلى بعبدا، قائلا: من يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟، من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟. إرفعوا أياديكم عن الحكومة وافرجوا عنها، فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل.

ولاقاه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، الذي توجه إلى المتسلطين المتكبرين المتعجرفين السلاطين، مذكرا بأن سقوط الشيطان كان بسبب كبريائه، وبسبب أنه ظن نفسه أهم من سائر المخلوقات، سائلا: لم كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟، لم كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟، لم لا نطبق الدستور وننفذ بنوده دون اجتهاد أو تحريف؟، هل بسبب عبادة الأنا؟.

وفي تفسير لكلام عودة، فإن اللبنانيين يعرفون من يتمتع بشخصية "الأنا" العابرة لكل الحكومات. وبميثاقية كنسية، فإن المطلوب هو التكليف يوم الخميس، أما التأليف فلا تحتمل البلاد دلاله ومياعته المعتادة، وبالأخص أن الهيكل العظمي للحكومة قد وضعه المغفور لتكليفه مصطفى أديب، ووفق المقادير الفرنسية، وسيتبين في حينه ما إذا كان الرئيس ميشال عون سوف يلجأ إلى حرب إلغاء بتوقيعه المحق له دستوريا، في حين أن التشكيلة يفترض أن تكون قد أعدت وجاهزة ومشمولة بالعفو الدولي والتسهيلات الفرنسية وبتحييد العقوبات الأميركية عنها.

وبموجب ما هو مرسوم، فقد ضاقت خيارات رئاسة الجمهورية التي باتت محكومة بالسير وفق الرغبات الدولية، وبحكومة اختصاصيين توافق عليها الكتل والأحزاب. ولم يعد سعد الحريري بالتالي قادرا بعد عام على الاستقالة تحت وطأة تشرين، أن يعود اليوم منزوعا من شروطه.

ولما عطلت رئاسة الجمهورية الاستشارات، فإنها ترنحت بحبة كبتاغون، وصاغت بيانا مصابا "بالدوار"، ونسب إلى بعض وسائل الإعلام تهما في غير سياقها. وبعض وسائل الإعلام، هو قناة "الجديد" التي قدمت وقائع واضحة في ملف "أمير الكبتاغون" لا علاقة لها بما تضمنه البيان، والذي أزاح عن الرئاسة أي تهمة، وأسندها إلى النائب العام الاستئنافي في بيروت. فترقبوا الرد مع الزميل رياض قبيسي خلال هذه النشرة.

 

رجل دين لبناني يُسلم الروح بعد صراع مع فايروس «كورونا»!

جنوبية/18 تشرين الأول/2020

يستشرس فايروس كورونا في لبنان، مسجلاً ارقاماً قياسية بعداد الاصابات كما الوفيات. حيث توفي رئيس دير مار سركيس وباخوس-عشقوت، الأب منير جرجي فخري، الراهب المارونيّ المريمي، اليوم الاحد بعد صراعه مع فايروس كورونا.

 

توقيف شبكة تهريب لبنانيين وفلسطينيين إلى اسبانيا

وطنية - الأحد 18 تشرين الأول 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام"، بأن الأمن العام أوقف اليوم، شبكة تنشط بتهريب أشخاص لبنانيين وفلسطينيين الى أوروبا وتحديدا الى اسبانيا، وبأن أفرادا من الشبكة يعملون في مراكز مختلفة في مطار بيروت، منهم وكيل إحدى الطائرات التي كانت تهربهم ومدير العمليات في إحدى شركات الخدمات الأرضية وموظف في مبنى الطيران الخاص. كذلك، عمل أفراد الشبكة في تهريب أوزان زائدة على الطائرات التي تقوم الشركة بخدمتها. وفي أثناء التحقيق معهم، اعترفوا بقيامهم بعمليات التهريب، وأحيلوا على النيابة العامة، بناء على إشارة القضاء المختص.

 

كورونا: 1002 إصابة و3 وفيات.. فضيحة لحسن وأخرى لفهمي

المدن/19 تشرين الأول/2020

سجّل عدّاد كورونا اليوم انخفاضاً ملحوظاً، يعود فعلياً إلى تدنّي عدد الفحوص التي تمّ إجراؤها في الساعات الماضية. فأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها، اليوم الأحد 18 تشرين الأول، تسجيل 3 حالات وفاة و1002 إصابة جديدة بفيروس كورونا. فارتفع العدد التراكمي للوفيات إلى 520 حالة، وبلغ إجمالي الإصابات 61949. وتوزّعت الإصابات الجديدة بين 1001 إصابة لمقيمين وإصابة وحيدة وافدة من الخارج. كما من بينها 4 إصابات في القطاع الصحي رفعت العدد التراكمي للإصابات فيه إلى 1272 إصابة. وسجّلت الوزارة 632 حالة استشفاء، منها 209 في العناية المركزة، كما بلغت حالات الشفاء 27962 حالةً، ليصبح عدد الحالات المصابة النشطة 33467 حالة. وعلى مستوى الفحوص، تم في الساعات الماضية إجراء 10210 فحوص منها 9157 لمقيمين و1053 لوافدين من الخارج، وبلغ العدد التراكمي للفحوص التي تم إجراؤها منذ 21 شباط الماضي 1,066,464 فحصاً.

فضيحة الإقفال العبثي

بعد القرار الصادر عن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، تبعاً لتوصيات لجنة الإجراءات الخاصة بفيروس كورونا، بإقفال عشرات البلدات والقرى بسبب الانتشار الوبائي فيها، يبدو في قراءة للأرقام والجدول المرفق الموزّع مع قرار فهمي وجود علامات استفهام كبيرة. مثلاً، شمل القرار إقفال قرى سجّل فيها 6 أو 7 إصابات في غضون الأسبوعين الماضيين، كعين الريحانية (كسروان) والعبودية (عكار) وبتاتر وصوفر (عاليه) والصالحية (صيدا) وعين علق (المتن) وعين زحلتا والورهانية (الشوف) والروضة (البقاع الغربي). فتشكّل هذه البلدات ما يقارب 10% من إجمالي عدد البلدات المدرجة على جدول الإقفال. ووفق دراسة الجدول الصادر عن الوزارة، يتبيّن أيضاً أنّ 35.5%، أي أكثر من ثلث البلدات المدرجة على لوائح الإقفال، سجّلت أقل من عشر إصابات بالفيروس في الأسبوعين الماضيين. والأغرب في الموضوع أنه تمّ استثناء بؤر فعلية ومستمرّة لانتشار الوباء مثل الحدث والغبيري وحارة حريك (بعبدا) وبلدتي شحيم والناعمة-حارة الناعمة، التي سجّلت عشرات الإصابات خلال الأسبوع الماضي. وأعلنت بلدية الحدث تسجيل 19 إصابة جديدة و26 حالة شفاء، ليستمرّ عدد الحالات النشطة المصابة في البلدة مرتفعاً مع 166 حالة مع ووجود 185 حالة في الحجر المنزلي. كما أكدت البلدية، من تلقاء نفسها، أنه حرصاً على السلامة العامة وحتى إشعار آخر "تبقى مقفلة كل دور العبادة والصالات المخصصة للمآتم والأفراح، وتمنع كل أنشطة الجمعيات على أنواعها، كما تمنع التجمعات والاحتفالات والسهرات العامة والخاصة".

وبحسب المتداول، فإنّ "لجنة كورونا" اتّخذت قراراً بإعادة فتح البلدات المقفلة في حال سجّلت في الأسبوع الأخير نسبة النتائج الموجبة 3% من إجمالي الفحوص، مع استمرار التدقيق بهذه النسبة لأسبوع آخر. ومع هذه القراءة ودونها، يمكن الاستناد إلى ما قاله وزير الصحة حمد حسن واعترافه بفشل سياسة "الإقفال الجزئي".

حسن.. وفضيحة الأجهزة

واليوم، دعا الوزير حسن المستشفيات في كل المحافظات إلى "تقديم أسرة وأجهزة عناية فائقة إضافية، وخاصة أننا على أبواب فصل الشتاء الذي ينذر بارتفاع عدد الإصابات مع تسجيل عدد أكثر من الحالات التي تحتاج إلى عناية فائقة". وقال: "كل مستشفى يقدّم غرف عناية مركزة، سنقدّم له أجهزة التنفس التي تلقيناها والموجودة في مخازن الجيش اللبناني". ما يعني أنّ في مستودعات الدولة اللبنانية أجهزة تنفّس، وصلت على شكل هبات، ولم يتمّ توزيعها ولا الاستعانة بها على الرغم من سوء الوضع الصحي في لبنان. وفي السياق نفسه، شدد حسن على أنّ "الحجر الصحي ضروري، خاصة في هذا الوقت الذي تسجل فيه إصابات مرتفعة، ولجنة الكوارث ستأخذ هذا الموضوع على مستوى أعلى من التطبيق بعدما استكملت كل الدراسات اللوجستية والتقييمية لاماكن الحجر".

إصابة وزير الأشغال

وأعلن اليوم وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، ميشال نجار، إصابته بفيروس كورونا، لافتاً إلى أنه خضع للفحص وجاءت النتيجة موجبة "وأنا بصحة جيدة ولا أشعر بأية أعراض". واعتذر نجار من جميع الذين خالطهم، متمنياً عليهم إجراء الفحوص اللازمة، وختم "أنا في الحجر الآن إلى حين التغلب على الفيروس، سأتابع عملي كالمعتاد من خلال الوسائل التقنية المتوفرة".

إصابات المناطق

وعلى مستوى الإصابات في المناطق، أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل 15 حالة ايجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية. أما غرفة إدارة الكوارث في عكار فأشارت إلى تسجيل 7 إصابات جديدة رفعت العدد التراكمي للإصابات إلى 1364، منها 434 حالة نشطة.

وجنوباً، أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور تسجيل 58 إصابة اليوم، فارتفع العدد التراكمي للإصابات في القضاء إلى 1538. وأفادت خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل- مرجعيون، عن تسجيل "حالتين جديدتين و4 حالات وافدة"، فارتفع عدد المصابين في قرى الاتحاد إلى 309 من بينها "209 حالات شفاء و9 حالات وفاة".

24 محضر ضبط

سطّرت سرية درك صيدا، في قيادة منطقة الجنوبل الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، 24 محضر ضبط بحق أشخاص لم يتلزموا وضع الكمامات الواقية ضمن مناطق عمل السرية في إطار "تطبيق التدابير المتّخذة تنفيذاً لقرار وزارة الداخلية وتوصيات لجنة متابعة إجراءات فيروس كورونا لجهة إلزام المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية، بوضع كمامات واقية أثناء تنقلاتهم". وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تواصل قوى الأمن الداخلي دورياتها وحواجزها المتنقلة في عدد من مناطق صيدا والزهراني وصور وجزين للتحقّق من التزام المواطنين المتنقلين في هذه المناطق بارتداء الكمامات الواقية وتسطير محاضر ضبط بالمخالفين.

جنبلاط يتبرّع لـ"سبلين"

وعلى صعيد آخر، أعلن عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله، تقديم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مبلغ مئة ألف دولار، كمساهمة إضافية في تجهيز قسم جديد لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد في مستشفى سبلين الحكومي. وقد أبلغ عبدالله خلية الأزمة المركزية لمواجهة كورونا في إقليم الخروب، بهذا التبرع، وذلك في حضور ونواب المنطقة ورؤساء بلدياتها وممثلي وزارة الصحة العامة والقوى الأمنية، مؤكداً استعداد جنبلاط "لمتابعة دعم مركز الوردانية للحجر، وتجهيز ودعم مركز آخر إذا دعت الحاجة". التيار العوني في حال ضياع سياسي وانقسام في الرأي بين أعضاء تكتله النيابي. المرونة لديه غائبة تماماً عن موقف جبران باسيل. بينما هناك قناعة لدى بعض نواب التيار بأن "الشبيبة الهتلرية" لن تكون قادرة على حماية برلين. والقناعة العونية هذه تعتبر أن ممارسات باسيل أدت إلى ضرب العهد وضرب لبنان، وكشفت زيف كل الشعارات التي رفعها عون سابقاً. فالعهد فضّل جبران على لبنان. بينما هم يعتبرون أن اللعبة أكبر من مجرد تفاصيل لبنانية وخلافات مصلحية.

أميركا والترسيم السريع

أي حكومة مقبلة ستكون مرتبطة بمفاوضات في الجنوب اللبناني، وسط إشارات تفيد بأن هذه المفاوضات ستكون أسرع مما يعتقد البعض. فالأميركيون يشددون في كل لقاءاتهم على وجوب تحقيق إنجازات سريعة في عملية الترسيم، على أن لا تتجاوز الأسابيع القليلة. وهذا لتكريس الهدوء في لبنان، من خلال التواصل الذي بدأ مع الطائفة الشيعية عبر زيارة اللواء عباس إبراهيم إلى الولايات المتحدة الأميركية، والذي أكد أنه لم يؤت على ذكر ملف حزب الله في لقاءاته. ما يعني تجنّب النقاشات التي تثير الخلاف. على أن يمر ابراهيم في باريس، حيث يعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين مكلفين متابعة الملف اللبناني. وإذا سارت الملفات السياسية وملف الترسيم إيجاباً، فإن التسوية في الداخل ستسير إيجابياً أيضاً. أما في حال تعقد المسار الاستراتيجي العام، فإن العودة إلى التصعيد والعقوبات قائمة في أي لحظة.

 

الحرب الالكترونية:سلاح إسرائيل لتعطيل صواريخ حزب الله

سامي خليفة/المدن/19 تشرين الأول/2020

أبدت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الآونة الأخيرة، اهتماماً بارزاً بكتابٍ قيد الإنجاز، قد يتصدر المبيعات في الدولة العبرية عند نشره العام المقبل، من تأليف وإعداد شاك فريليش، المستشار السابق لنائب جهاز الأمن القومي الإسرائيلي، وإشراف الباحث غابي سيبوني، الذي كان يحمل رتبة عميد احتياط في الجيش الإسرائيلي، إضافةً إلى البروفيسور ماثيو كوهين. ويتناول الكتاب مستقبل الحرب السيبرانية مع إيران وحزب الله، وزيادة التعاون السيبراني مع الولايات المتحدة، إلى جانب كيفية التعامل مع التحديات الإلكترونية من القوى الكبرى، مثل روسيا والصين.

اهتمام أمني بالكتاب

يتزامن الحديث عن كتاب فريليش وترويج الأوساط الأمنية له، مع سلسلة هجماتٍ إلكترونية نفذتها إسرائيل ضد إيران، كان أبرزها في التاسع من أيار المنصرم، حين طال الهجوم أنظمة الكمبيوتر في ميناء "رجائي"، الواقع في مضيق استراتيجي إيراني، وأدى إلى اختناقات مرورية في عمليات الشحن والتسليم، وتسبب في تأخير بعض الشحنات. كما اعتُبر الهجوم بمثابة رسالة إسرائيلية إلى طهران مفادها الآتي: "حذارِ استهداف البنى التحتية الإسرائيلية". ويأتي هذا الاهتمام بالكتاب، بعد نشر فريليش عام 2018 كتاب بعنوان "الأمن القومي الإسرائيلي: استراتيجية جديدة لعصر التغيير"، حظي بتنويهٍ كبير كونه يتضمن الدراسة الأكثر شمولاً للأمن القومي الإسرائيلي. فهو يجمع بين تحليل شامل للتحديات العسكرية والدبلوماسية والديموغرافية والمجتمعية التي تواجهها إسرائيل، مع الردود التي طورتها، لتقديم اقتراح مفصل لاستراتيجية جديدة شاملة للأمن القومي، وهذا ما يُعد أول اقتراح من نوعه يُنشر بشأن إسرائيل.

وقد حصلت صحيفة "جيروزاليم بوست" حصرياً على مسودة كتاب فريليش عن الأمن السيبراني والأمن القومي (لم يُفصح عن عنوان الكتاب حتى تاريخه)، والمتوقع أن يصدر بحلول منتصف عام 2021، وأجرت معه مقابلة بشأن القضايا الرئيسية. ونذكر هنا أن الفضاء الإلكتروني تحول منذ سنواتٍ إلى ميدان قتال بين دول وجهات تعادي بعضها البعض. ولذلك أنشأت إسرائيل "هيئة السايبر الوطنية" في عام 2012، والتي تعمل تحت إشراف مكتب رئيس الحكومة، الذي يدير الأجهزة الأمنية الحساسة مثل جهازيّ الشاباك والموساد.

الضربة الأولى

في مقدمة كتابه، يذكر المستشار السابق لنائب جهاز الأمن القومي الإسرائيلي ما يلي "على عكس الأسلحة النووية وبعض الأسلحة الأخرى، الأسلحة الإلكترونية هي أدوات للقوة القسرية يمكن استخدامها في الضربة الأولى. كما يمكن استخدامها لإجبار دولة، مثل إيران، على إدراك أن لا خيار أمامها سوى التنازل، أو وقف العمليات الهجومية الكبرى".يضيف فريليش في حديثه مع الصحيفة، إن فكرة استخدام الهجوم الإلكتروني لإجبار العدو على وقف إطلاق النار جاءت من استخدام "الإرهاب كنموذج"، تماماً كما استخدمت إسرائيل الضربات الجوية لإقناع حماس أو حزب الله بوقف إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل. موضحاً أن تل أبيب بحاجة إلى أن تكون نشطة في المجال السيبراني هجومياً ودفاعياً على حد سواء حتى في أوقات السلم.

تعطيل شبكات القيادة والسيطرة

يقدم فريليش لمسؤولي الدفاع في الدولة العبرية إرشادات أكثر تفصيلاً بشأن الهجمات الإلكترونية، التي تتضمن استخدام التفوق الإلكتروني لشل قدرات الأعداء وإحباط أو على الأقل تقليل حجم الصراع السيبراني. ومن وجهة نظره، سيسعى حزب الله في زمن الحرب الفعلي، إلى التفوق السيبراني، لكنه سيبقى معتمداً على قدراته العسكرية التقليدية كوسيلة أساسية لمحاولة إلحاق الهزيمة بإسرائيل. يجب أن تركز أهداف الحرب الإلكترونية بشكلٍ خاص على تعطيل شبكات القيادة والسيطرة التابعة للحزب وبنيته التحتية العسكرية وأنظمة الأسلحة الرئيسية. وإضافةً إلى ما تقدم، وفيما يتعلق بإيران على وجه التحديد، يجب استخدام الفضاء السيبراني لضرب الصواريخ والطائرات من دون طيار والقدرات النووية. بينما على الجانب المقابل مع حزب الله وحماس، سيكون التركيز على اختراق قدراتهما في إطلاق الصواريخ. ويتابع فريليش شارحاً أن إسرائيل ستحتاج إلى استخدام القدرات الإلكترونية، في سيناريوهات شديدة ومتطرفة، لإحداث اضطراب منهجي في البنية التحتية الاقتصادية لعدوها ومجتمعه ككل. سينطبق هذا الأمر على إيران وحزب الله، لكنه أقل قابلية للتطبيق على حماس، نظراً لأن البنية التحتية في غزة تعتريها الفوضى لدرجة أن المزيد من التعطيل الكبير قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

الضغط السيبراني لوقف إطلاق النار

عند الحديث عن الهجوم الإلكتروني والبنية التحتية الإيرانية الحيوية، لا بد من الإشارة أن فريليش نقل سابقاً توصيات أكثر تحديداً للمعنيين في تل أبيب، بما في ذلك ضرب المجالات المالية والطاقة (ضرب قدرة إيران على توليد الطاقة للاستخدام المحلي وتكرير وتصدير النفط). والبنية التحتية للنفط والموانئ، وهي المصدر الرئيسي للدخل القومي الإيراني. أما فيما يتعلق بالهجمات الإلكترونية على البنية التحتية لحزب الله، فيرى فريليش أن الصورة معقدة. لقد لاحظ العديد من المراقبين أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التي سببتها الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز عام 2006، قد ردعت حزب الله بشكلٍ كبير عن إشعال حربٍ جديدة. في الوقت نفسه، كان يُنظر إلى هذه الحرب على أنها طويلة، واضطرت إسرائيل بعد 33 يوماً إلى التوقف عن توجيه ضربات جوية بسبب الانتقادات العالمية. أدت الطبيعة المطولة لحرب تموز إلى إمطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بآلاف الصواريخ، ما تسبب في وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. ولتجنب هذا السيناريو مجدداً، يقترح فريليش على المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، استخدام الهجمات الإلكترونية ضد حزب الله والبنية التحتية اللبنانية المرتبطة به، ما يمكن أن يعطل صواريخ الحزب ويزيد الضغط بسرعة من أجل وقف إطلاق النار، ويجنب الدولة العبرية مشاهد الحرب المروعة ورد الفعل العالمي الذي يمكن أن تسببه الضربات الجوية على البنية التحتية الحيوية، ناهيك عن توفير مساحةٍ معقولة للإنكار.

شل قدرة التواصل مع الجمهور

يذهب فريليش في توصياته أبعد من ذلك، ويقترح تعطيل قدرة إيران وحزب الله وحماس على التواصل مع الجمهور (عبر الإنترنت والتلفزيون والراديو)، لإثارة الفوضى والفتنة، الأمر الذي قد يشكل بالنسبة لإيران تهديداً لاستقرار النظام. لكن الهجوم ليس الأداة الوحيدة التي يكتب عنها فريليش فيما يتعلق بالأمن السيبراني الوطني. إذ يشير أن إسرائيل يمكنها، بالتوازي، متابعة تفاهمات غير رسمية مع أعدائها بما يتعلق "بقواعد اللعبة "، أو القيود أحادية الجانب على الهجمات الإلكترونية. يمكن توسيع نطاق هذه التفاهمات في وقت السلم لتشمل أهدافاً حساسة مثل المستشفيات وأنظمة البنية التحتية الحيوية. ووفق فريليش، سيكون لهذه التفاهمات غير الرسمية فرصة أفضل للتأثير من محاولات حمل أعداء الإسرائيليين للتوقيع على الاتفاقيات السيبرانية.

التعاون الأميركي-الإسرائيلي

يشمل الكتاب أيضاً حيزاً كبيراً لمناقشة كيفية توسيع التعاون السيبراني بين الولايات المتحدة وإسرائيل. معتبراً التعاون الأمني والإلكتروني بين الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقاً للغاية. ومنتقداً إسرائيل في الوقت عينه لأنها لا تزال من بعض النواحي في الدرجة الثانية عندما يتعلق الأمر بالمشاركة التلقائية لبيانات وقدرات استخبارية وبيانات إلكترونية معينة.

أحد السبل المحددة التي يعتقد فريليش أن إسرائيل قد تكون قادرة على تحقيق مستوى أعلى من التعاون السيبراني فيها، هو السعي وراء صفقات إلكترونية متعلقة بالأمن على مستوى الدولة. وبالاعتماد على التقارير الأجنبية عن التعاون الأميركي-الإسرائيلي لضرب برنامج إيران النووي بين عاميّ 2009-2010 بواسطة فيروس "ستوكس نت"، كتب أنه يجب على إسرائيل والولايات المتحدة توسيع التعاون العملياتي ضد الأعداء المشتركين، مثل إيران وحزب الله. ومن وجهة نظر المسؤول الإسرائيلي السابق، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل التعاون في أمورٍ مماثلة في المستقبل المنظور، لا سيما أننا نعيش في عصرٍ تتردد فيه الولايات المتحدة بشكلٍ متزايد في نشر القوات العسكرية واستخدام الوسائل الحركية في المنطقة.

تحديات الأمن القومي

يتناول الكتاب أيضاً تأمين القدرة لتسديد ضربةٍ إلكترونية ثانية في حال نجاح أعداء إسرائيل بتنفيذ هجوم مفاجئ واسع النطاق ضدها، إضافةً إلى تقديم المشورة حول ما يمكن فعله لتأمين الكابلين البحريين اللذين يربطان الإنترنت في إسرائيل بالعالم الخارجي. ودون استخلاص استنتاجات، يثير مسألة إذا كان بإمكان الولايات المتحدة الرد إلكترونياً نيابةً عن إسرائيل، على غرار بعض التزامات الضربات النووية المضادة بين الدول، إذا ما قرر أحد أعداء الدولة العبرية الشروع في هجوم إلكتروني كبير يستهدفها. وبخصوص التعامل مع روسيا أو الصين، يؤكد المسؤول الإسرائيلي السابق أن التعامل معهما بشكلٍ عدواني هو قضية خاسرة. مضيفاً "لا يمكننا القيام بذلك.. لا تضحوا بعلاقتنا معهما باتخاذ أي مغامرة". أخيراً وَلَيسَ آخِراً، يُظهر الكتاب، حسب "جيروزاليم بوست"، أن فريليش هو واحدٌ من عددٍ قليل من المفكرين المنتظمين حقاً، عندما يتعلق الأمر بعدد كبير من تحديات الأمن القومي التي تواجهها إسرائيل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

علوش يكشفُ شرطَ السعودية لعودة العلاقة مع الحريري

الأنباء/الاحد 18 تشرين الأول 2020  

قال القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش: "فلنذهب إلى الاستشارات يوم الخميس فإما ان يكلَّف الرئيس سعيد الحريري بتشكيل الحكومة أو يشكلون الحكومة التي يريدون". وعن موقف المملكة العربية السعودية من ترشيح الحريري، كشف علوش عبر صحيفة "الأنباء الإلكترونية" أن "الاتصالات بين الحريري والرياض متوقفة، وهو يتواصل مع السعودية من خلال الرئيس ماكرون، لكنهم في المقابل يشترطون على الحريري لعودة العلاقة معه تشكيل حكومة من دون حزب الله".

 

بعد العقوبات على فنيانوس.. هذا ما قاله شينكر لفرنجية

الشرق الاوسط/19 تشرين الأول/2020

توقفت مصادر في حديث مع "الشرق الأوسط "أمام المفارقة التي واكبت لقاءات مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر والتي تميزت باجتماعه وبناءً لرغبته بزعيم تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، في مقابل عدم شمول لقاءاته رئيس "التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، مع أن شينكر تجنب في اجتماعاته الدخول في الأسباب التي أملت عليه استثناءه من جدول لقاءاته، فيما أحال مصدر دبلوماسي غربي السؤال على باسيل لأن لديه الخبر اليقين. وأكدت بأن شينكر أبلغ فرنجية بأن العقوبات الأميركية المفروضة على الوزير السابق يوسف فنيانوس لا تستهدفه شخصياً ولا تمت بصلة إلى "المردة"، وقالت بأن اللقاء تناول مفاوضات ترسيم الحدود والوضع الداخلي في ضوء تأجيل الرئيس ميشال عون للاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، رغم أنهما على تباين حيال الموقف من النظام السوري.ى ولفتت المصادر السياسية إلى أن البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية وتناول لقاء عون - شينكر لم يكن دقيقاً لأنه لم يعكس الأجواء التي سادته، وقالت إن شينكر أكد أمام فرنجية ورئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري دعم واشنطن المبادرة الفرنسية، وبالتالي فهي تصر على الإسراع بتشكيل الحكومة على أساس الالتزام بخريطة الطريق التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقالت بأن فرنجية انتقد مبادرة عون إلى تأجيل الاستشارات بناء لطلب باسيل وأبلغ شينكر أن عون يتذرع بالميثاقية لتبرير التأجيل رغم أنه تجاهلها لدى تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب، إذ غاب عنها مكون أساسي وهو الحريري الذي يتزعم إحدى أكبر الكتل النيابية، ورأى بأن الميثاقية ليست استنسابية يلجأ إليها عون كلما أراد. وسأل: هل المعارضون له يفتقدون إلى الميثاقية؟".

 

لبنان ملعب لصراع النفوذ بين السعودية وتركيا

صحيفة العرب اللندنية/19 تشرين الأول/2020

انتقل التنافس السعودي التركي إلى ملعب جديد وبأدوات جديدة، وهذه المرة استقطب البلدان السنيان شخصيات شيعية تسعى للدفاع عن سياسات أنقرة أو الرياض في ملفات مختلفة، فضلا عن مهاجمة حزب الله ومن ورائه إيران. وبات محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، مدافعا عن مواقف السعودية في مختلف ملفّات المنطقة بدءا من لبنان، حيث يعتبر أن “المملكة لا تتدخل في لبنان إلا لتقديم المساعدات الأخوية على اختلافها”، وأنها “نأت بنفسها عن النزاعات السياسية اللبنانية منذ زمن بعيد”. وفي تغريدة أخرى عبر تويتر قال الحسيني إن ” الدعم السعودي مستمر وعلى اللبنانيين قطع كل لسان يسيء إلى المملكة وقادتها”، محمّلا إيران وحزب الله مسؤولية إفشال المبادرة الفرنسية الهادفة إلى تشكيل حكومة اختصاصيين بعيدا عن سيطرة الأحزاب. وتساءل في كلمة موجّهة إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله “لماذا تختلق الحجج لتوجه اتهامات للسعودية من دون أي دليل أو أساس”.

لكنّ متابعين للشأن اللبناني يرون أن تصريحات الحسيني لا تعكس اختراقا سعوديا داخل الطائفة التي يسيطر عليها وكلاء إيران، وأن السعودية إذا أرادت منافسة النفوذ الإيراني أو التركي لا ينبغي أن تراهن على وجوه سياسية أو دينية غير ذات عمق شعبي، خاصة أن الحسيني نفسه سبق أن مدح تركيا وقوّتها العسكرية والاقتصادية وسياسات رجب طيب أردوغان. ولا يعرف إلى الآن ما إذا كانت السعودية تفكر بعودة قوية إلى الساحة اللبنانية أم لا، في وقت بات فيه حزب الله هو اللاعب المؤثر في تشكيل الحكومة وعرقلة المبادرات الخارجية الهادفة إلى مساعدات لبنان على الخروج من أزمته السياسية والاقتصادية.

في المقابل، وجدت تركيا في الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأسبق لحزب الله، الواجهة التي تدافع عن سياستها، خاصة بالوقوف ضد دعوات المقاطعة للمنتجات التركية، التي باتت تمثل مأزقا لأردوغان.

ووجه الطفيلي في خطبة للجمعة خطابه إلى الذين دعوا إلى مقاطعة البضائع التركية (لم يسمّهم) قائلا “أنتم تفتحون على السوق الصهيوني العدوّ الشرس، وتغلقون على المسلمين، هذه الصورة قذرة”. وأشاد الطفيلي بسياسات الرئيس التركي في كل من ليبيا وأذربيجان، واصفا فرنسا وروسيا وإيران بالدول “الخبيثة”.

ويقول المتابعون إن تركيا تدخل الملعب اللبناني على أكثر من واجهة، فقد عرضت المساعدة في التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، ووجهت مساعدات عاجلة. كما تعمل على اختراق الشارع السني في ظلّ وجود عدد من الجمعيات الخيرية التي تدعمها، خصوصا في طرابلس عاصمة الشمال اللبناني. ويتزامن اختيار لبنان كساحة من قبل تركيا مع زيادة إهمال السعودية للمشهد السياسي وتجاهلها للمشهد الإعلامي هناك، وهو ما قد يساعد الأتراك وحلفائهم الإقليميين على الاستثمار في مجال حيوي ومؤثر في المنطقة. ويشير مراقبون إلى أن رهان أنقرة على الطفيلي الهدف منه الاستفادة من نقده للسعودية وسياساتها، وليس في سياق حملته التي باتت معهودة على حزب الله وإيران، وهي حملة مستمرة وتثير تساؤلات بشأن سكوت حزب الله عليه. ويعتبر الشيخ صبحي الطفيلي شخصية موضع نقاش ومحيّرة في لبنان. ولعلّ أكثر ما يثير الاستغراب كيفية تعاطي حزب الله معه، إذ يغض الطرف عن الحملات الشرسة التي يشنها عليه من الحوزة التي أنشأها في عين بورضاي في منطقة بعلبك – الهرمل القريبة من الحدود السورية. ويركز الطفيلي في هذه الحملات على انتقاد السياسات الإيرانية وسياسة حزب الله الذي يتولّى تنفيذ هذه السياسات في لبنان وخارجه. وتعزو شخصيات في بعلبك قدرة الطفيلي على التصرّف بالطريقة التي يتصرّف بها إلى أن المجتمع في منطقة بعلبك وجرود الهرمل القريبة منها هو مجتمع عشائري مسلّح يمتلك عاداته وتقاليده وبقي منذ ما قبل استقلال لبنان في العام 1943 خارج سلطة الدولة اللبنانية. وهذا ما سهّل انتشار زراعة الحشيشة في تلك المنطقة بشكل واسع. إضافة إلى ذلك، فالطبيعة الجغرافية للمنطقة التي يقيم فيها الطفيلي صعبة جدا ويصعب على أيّ جيش نظامي اقتحامها والسيطرة عليها طويلا. وهذا ما مكّن الطفيلي من التحصّن في عين بورضاي من دون أن يكون له تأثير كبير خارجها. ويكفي حصول الطفيلي على مساعدات قليلة كي يحافظ على ولاء أنصاره وحماية نفسه من أيّ هجوم على المنطقة يستهدف إخضاعه.

وتقول شخصية من أهل تلك المنطقة إن حزب الله يستفيد من وجود الطفيلي للادعاء أنّه لا يستخدم العنف في مواجهة خصومه. أمّا الحقيقة، فإن حزب الله يعرف تماما أن اصطدامه بالطفيلي يستوجب حملة عسكرية واسعة وخسائر بشرية من جهة واستفزازا للمجتمع العشائري في تلك المنطقة من جهة أخرى. وهذا أمر، يبدو الحزب في غنى عنه. وترى هذه الشخصية أن السبب الأهمّ لتفادي الحزب المواجهة المباشرة مع الطفيلي هو تأثيره المحدود على الصعيدين اللبناني والشيعي. وظهرت حدود تأثيره من خلال البيانات والمقابلات والندوات التي يعقدها والتي لم يكن لها تأثير يذكر على حزب الله الذي لا يزال يحظى بدعم إيراني غير محدود بصفة كونه لواء في الحرس الثوري الإيراني كان ولا يزال تحت إمرة قائد فيلق القدس. وترى أوساط سياسية لبنانية تعرف منطقة بعلبك – الهرمل جيّدا أن الرّهان التركي، بعد الرهان الخليجي، على الطّفيلي لا يمكن أن يكون له أيّ تأثير كبير، خصوصا في ضوء التأثير المحدود للرجل، وهو تأثير لا يتجاوز المنطقة التي يعيش فيها. وتشدّد هذه الأوساط على أن الاستثمار في الطفيلي لا فائدة كبيرة منه في المدى الطويل. وقالت شخصية بارزة من شخصيات المنطقة إنّ لدى حزب الله حسابات خاصة به تجعله يتفادى أيّ صدام مع الطفيلي. وتقوم هذه الحسابات على ترك الأمين العام السابق للحزب يتصرّف بالطريقة التي يشاء ما دامت تجارب السنوات الثلاثين الماضية أظهرت أن لا نفوذ يذكر له، شيعيّا، خارج دائرة الحوزة التي أنشأها والمنطقة الصغيرة التي يسيطر عليها.

 

جيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد عند الحدود مع لبنان

 روسيا اليوم/19 تشرين الأول/2020

أفاد موقع إلكتروني عبري بأن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد عند الحدود مع لبنان، مشيرا إلى أن “حزب الله” يبحث عن هدف إسرائيلي بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان. وأكد موقع “والا” العبري أن الجيش الإسرائيلي يواصل تأهبه على الحدود الشمالية منذ 90 يوما تقريبا، تخوفا من رد فعل من حزب الله ، على خلفية مقتل أحد عناصره. وقال ان الأوضاع على الحدود اللبنانية تتغير وتتلقى مؤشرات جديدة في الآونة الأخيرة، على خلفية شعور باحتمال وقوع هجوم سيدفع المنطقة إلى جولة معارك لأيام. وشدد ضابط بالجيش الإسرائيلي من الفرق العاملة على الحدود المشتركة اللبنانية الإسرائيلية على انه “إذا تجرأ نصر الله على إيذاء جندي إسرائيلي، فسيكون ثمن الدم قاسيا ومؤلما”. وأردف الضابط الإسرائيلي بالقول: “رسالتنا للجنود أن نكون مستعدين لأي تطور، وفي المرة القادمة التي يحاولون فيها ضربنا، لن ينتهي الأمر بإطلاق قذائف”.

 

“الجرة انكسرت” بين “المستقبل” و”التيار”

جريدة الأنباء الإلكترونية/19 تشرين الأول/2020

أتى السبت إعلان التيار الوطني الحر رسمياً رفض تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة على اعتبار أنه ليس اختصاصيا، ليقطع الطريق على المساعي التي كانت قائمة لجمع الحريري بالنائب جبران باسيل، ما يوحي بأن شروط اعادة احياء التسوية بينهما قد فشلت، وهذا ما يطرح السؤال حول مصير الاستشارات النيابية التي تم تأجيلها الى يوم الخميس المقبل، فهل ستبقى على موعدها أم ستدفع برئيس الجمهورية ميشال عون الى تأجيلها مرة جديدة؟ أشارت مصادر بعبدا عبر “الأنباء الإلكترونية” الى أن هناك متسعاً من الوقت قبل أن يحدد عون موقفه النهائي بهذا الشأن وما اذا كانت الاستشارات سوف تبقى على موعدها المقرر. وقالت إن “ما يرغب به عون ينطلق أولا من تمسكه بالمبادرة الفرنسية وثانياً تشكيل حكومة مهمة تحظى بتأييد كل القوى السياسية، لكن الطريقة التي قدّم بها الحريري ترشحه لرئاسة الحكومة مستبقًا الاستشارات هي التي أوجدت هذا المأزق الذي كنا بغنى عنه لو سارت الأمور بشكل طبيعي، أما وقد وصلت الحال الى ما هو عليه فهذا يتطلب تشاوراً ولا يمكن ادارة الظهر له أو القفز من فوقه”. وأملت مصادر بعبدا أن تحمل الأيام المقبلة مفاجآت ايجابية بهذا الخصوص. من جهتها، لفتت مصادر بيت الوسط عبر “الأنباء” الى أن الحريري “لم يتفاجأ بموقف التيار الوطني الحر ولم يكن يتوقع أن يعدّل موقفه، لأن باسيل وبعد أن خبره الحريري كل هذه السنوات الماضية لا يمكنه بعد اليوم التعاون معه تحت أي ظرف، ولذا فإن الحريري أسقط من حسابه سلفا دعم التيار له أو أن يكونا معا في حكومة واحدة، وترشحه لرئاسة الحكومة أتى من حرصه على المصلحة الوطنية وضرورة إنقاذ لبنان متسلحًا بالمبادرة الفرنسية ودعم الرئيس إيمانويل ماكرون له، لأنه كان يعتبر أن الواجب الوطني لدى البعض قد يساعد على التنازل لإنقاذ البلد من الانهيار لكن التجارب أثبتت أن حسابات لدى هذا البعض تتقدم على الواجب الوطني”. وعطفاً على ما قالته مصادر بيت الوسط، قال القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش “فلنذهب إلى الاستشارات يوم الخميس فإما ان يكلَّف الحريري بتشكيل الحكومة أو يشكلون الحكومة التي يريدون”. وعن موقف المملكة العربية السعودية من ترشيح الحريري، كشف علوش عبر “الأنباء” ان “الاتصالات بين الحريري والرياض متوقفة، وهو يتواصل مع السعودية من خلال الرئيس ماكرون، لكنهم في المقابل يشترطون على الحريري لعودة العلاقة معه تشكيل حكومة من دون حزب الله”. توازياً، أكدت مصادر التيار الوطني الحر عبر “الأنباء” ان “الجرة انكسرت” بين التيارين البرتقالي والأزرق وأن “لا لقاء متوقع بين باسيل والحريري”، وأن “التيار اليوم هو ضد عودة الحريري الى السراي الحكومي لأن المرحلة الراهنة تقتضي تشكيل حكومة من وزراء اختصاصيين، والحريري ليس اختصاصيا ولا يتمتع بهذه الصفة وهو غير قادر على ترؤس حكومة مستقلة تأخذ على عاتقها تنفيذ الاصلاحات وإعادة الاعمار”.

 

النهار: كفى تشويها للميثاقية... ليست مفهوما على قياس الأفراد والأقضية!

النهار/الأحد 18 تشرين الأول 2020

منذ بداية الأزمة الأخيرة، كثرت الطروحات الإنقاذية التي تدّعي إقامة البلد من محنته، وكان أولها تحويل الدولة إلى دولة مدنية حقّة، باعتبار أن النظام الطائفي هو من الأسباب الرئيسة التي أدّت إلى هذا الانهيار الكبير، وتسابق الزعماء السياسيون على هذا الطرح، حيث شكل إجماعاً في الخطابات الجماهيرية والشعبوية. لكن على أرض الواقع تختلف الأمور؛ يتوقف البلد والحكومة والمؤسسات أمام التقسيم الطائفي وسط مسميات عديدة تدور جميعها في فلك واحد، تارة المناصفة وتارة الميثاقية، وتارة حقوق الطوائف والمساواة. وكان بارزاً ما حصل مع حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومبادرته، حيث تمسك الثنائي الشيعي بتسمية وزراء الطائفة تحت مسميات حقوق الطائفة وصحة التمثيل، وتم ربط العمل السياسي بالطائفي، ما دفع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب إلى الاعتذار، وهذا ما يحدث مع المبادرة الإنقاذية الأخيرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، وما تلاها من حركة سياسية لإنقاذ المبادرة الفرنسية، لكن تحت المسمى نفسه تم تأجيل الاستشارات النيابية، في مسعى جديد لضرب المبادرة، وهذه المرة تحت عنوان الميثاقية المسيحية، ورغم أن أكثر من ثلث النواب المسيحيين هم خارج الحزبين الرئيسيين ويتجه جزء كبير منهم لتسمية الحريري، والجزء الآخر مستقيل معترضاً على تعاطي العهد نفسه، أبرزت الرئاسة نظرية جديدة تاريخية، تضاف إلى النظريات الهمايونية التي تطرحها الأحزاب السياسية لحماية نفسها، وهي الميثاقية المناطقية، وأصبحنا نتحدث عن نواب أقضية ومحافظات وربما غداً تتوسع إلى البلديات والمخاتير التي يجب على جميعها أن تتفق على تسمية رئيس حكومة يرضي "التيار" ورئيسه. يختلف الحزبان المسيحيان الرئيسيان على كل شيء في السياسة والاقتصاد وإدارة الدولة، لكنهما في مكان ما ولحسابات مختلفة عن بعضها البعض تتعلق بأبعاد إقليمية وبرئاسة الجمهورية، اتفقا على عدم تسمية الحريري لترؤس الحكومة، فاتخذت رئاسة الجمهورية مدعومة بحزب العهد هذا التقاطع الظرفي الذي يخدم رئيس #التيار الوطني الحر جبران باسيل، فاتُخذ ذريعة لتأجيل الاستشارات النيابية في محاولة للضغط على الحريري وإلزامه باتفاق مع "التيار" كما في حكومة العهد الأولى، أو دفعه إلى الاستقالة وحرمان البلد من الفرصة الأخيرة قبل الانهيار الشامل.

وفي هذا السياق، يلفت الوزير السابق سجعان قزي إلى أن الميثاقية أصبحت في أيامنا الحالية تستعمل كقميص عثمان ترفع كلما دعت الحاجة، كما أصبحت أقرب إلى الترف السياسي منها إلى المشاركة في القرار الوطني.

ويرى في حديث لـ"النهار" أن الحياة السياسية في لبنان يقودها جوادان هما الدستور والميثاق يتكاملان مع بعضهما البعض للمحافظة على الصيغة الوطنية والاستقرار والتوازن، مشيراً إلى أن "الميثاق هو حالة وطنية جامعة وليس مفهوماً يتوزع على الأقضية والمحافظات، بل مفهوم الميثاق الأساسي يكون في المناصفة، والمناصفة تكون دينية وليست سياسية كما يحاول البعض تصويرها". ويعتبر قزي أنه في الفترة الأخيرة توظَّف "الميثاقية" في خدمة الأحزاب، ويتم تقديمها على الدستور، ومن أراد الميثاق عليه احترام الدستور، فهذا الميثاق يطبق عند احترام الدستور أولاً، مشدداً على أن "ما يدعيه البعض بأنه ميثاقية هو تعدٍّ على الدستور، ولم يبقَ أحد "ما بل إيدو بالدستور" خصوصاً ممن يدّعون حمايته والحفاظ على الميثاق". ويؤكد قزي أنه "بإمكاننا الاختلاف على هذه الأمور ومناقشتها لنحاول الحصول على مكتسبات إضافية فيما لو كانت حال البلد طبيعية، لكن ليس بالأوضاع التي يشهدها لبنان حالياً، فخطورة ما يجري اليوم أكبر بكثير من هذه المماحكات وخصوصاً أن البلد سيتدمر من دون حكومة إنقاذ، وأصبحنا بلداً ضمن العالم الرابع وهم مستمرون باختراع مصطلحات وحجج لن توصل إلا لزيادة الأمور تعقيداً، ولبنان في لحظاته لا يحتمل التأجيل بتاتاً وإرجاء الاستشارات كارثة بغض النظر عن المرشح لرئاسة الحكومة".

مرة جديدة وبعد سنة من الانهيارات والانفجارات والكوارث والثورات والجوع والفقر لم تحِد الطبقة السياسية قيد أنملة عن سياستها التقاسمية وكأنّ شيئاَ لم يحصل، وعادت المصطلحات القديمة للظهور تحت ستار الطوائف والمذاهب التي لم تؤدِّ إلاّ إلى حصر التمثيل الميثاقي الطائفي ضمن نخبة ضيقة تقرر مسار الوطن ومصيره، وتضرب الديموقراطية وأي أمل للتقدم.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

نائب تونسي يشيد بذبح المدرس الفرنسي..

منية غانمي/العربية/19 تشرين الأول/2020

تحرّكت النيابة العامة في تونس، ضد نائب برلماني نشر تدوينة أشاد فيها بجريمة ذبح المدرس الفرنسي، التي وقعت يوم الجمعة، في منطقة كونفلان سان أونورين، قرب العاصمة الفرنسية باريس، وهو فعل يجرّمه القانون التونسي. ويتعلق الأمر بالنائب المستقل راشد الخياري، الذي كتب في تدوينة نشرها يوم السبت، تعليقا على العملية الإرهابية في باريس، قال فيها إنّ “الإساءة إلى رسول الله هي أعظم الجرائم، ومن يقدم على ارتكابها يتحمل تبعاتها ونتائجها، سواء أكان ذلك دولة أم جماعة أم فردًا”. وفي هذا الجانب، أكد نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية في تونس، محسن الدالي، أن النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، تعهدت السبت، بتدوينة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنسوبة للنائب راشد الخياري، و بدأت في إجراء الأبحاث والتحريات اللازمة في الموضوع. وقال الدالي في تصريح لوكالة “تونس إفريقيا” للأنباء إن هذه التدوينة “قد تُكيّف قانونا على أنها جريمة إرهابية، طبق القانون التونسي لمكافحة الإرهاب، لما قد تشكله من تمجيد وإشادة بتلك العملية الإرهابية”. يذكر أن قانون مكافحة الإرهاب في تونس يجرّم تبرير أو تمجيد الإرهاب، حيث ينّص في فصله الـ31 على أنّه “يعدّ مرتكبا لجريمة إرهابية، ويعاقب بالسجن من عام إلى 5 أعوام وبغرامة من 5 آلاف دينار إلى 10 آلاف دينار (من حوالي ألفين إلى 4 آلاف دولار) كل من يتعمّد داخل الجمهورية وخارجها علنا وبصفة صريحة الإشادة أو التمجيد بأي وسيلة كانت بجريمة إرهابية أو بمرتكبيها”. وأثارت هذه التدوينة ضجّة واسعة في تونس، واعتبرت بمثابة تبرير للإرهاب وتمجيد له وجريمة يعاقب عليها القانون، وسط دعوات لإيقاف النائب والتحقيق معه. وفي هذا السياق، اعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، في بيان له، أن موقف النائب الذي برر فيه الجريمة النكراء، “يعد تمجيدا للإرهاب، وجريمة يعاقب عليها القانون التونسي”. من جهته، قال النائب زياد الغناي من حزب التيار الديمقراطي من خلال منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك إنّ “تعليقات أحد النواب على الحادثة الإرهابية الجبانة في فرنسا، وما سبقها من تصريحات تحريضية، واتهامات بالعداء للدين في عدد من الجلسات، تؤكد مع الأسف، وبما لا يدع مجالًا للشك، أن تنظيم القاعدة ممثل في البرلمان”، مشيرا إلى أن “الحلّ يكمن في عزلهم وتجنبّ أيّ تعامل مع دعاة العنف وحماة الإرهاب”. يذكر أن الجريمة المروعة التي هزت منطقة Sainte Honorine Conflans، على بعد خمسين كلم شمال غرب باريس، تمت على يد شاب من أصل شيشاني مولود في موسكو وعمره 18 عاماً، انقض على المدرس وذبحه وقطع رأسه، وفق ما ذكره مصدر قضائي.

وتم توقيف خمسة أشخاص آخرين في إطار التحقيق، ما يرفع عدد الموقوفين الإجمالي إلى 9.

 

معلومات من التحقيق عن ذابح المدرّس الفرنسي

كمال قبيسي/قناة العربية.نت/19 تشرين الأول/2020

كشف تحقيق معزز بتشريح شرعي لجثة ذابح وقاطع رأس مدرس فرنسي بعد ظهر الجمعة الماضي في بلدة قرب باريس، وهو Abdoullakh Anzorov البالغ 18 سنة، أن 3 أفراد من الشرطة حاصروه في بلدة أخرى فر إليها، ودعوه للانبطاح أرضا بعد إلقاء مسدس شهره عليهم بيمناه مع سكين بيسراه طولها 14 بوصة، أي تقريبا 36 سنتيمترا، لكنه رفض وأسرع نحوهم مطلقا عليهم 5 طلقات بلاستيكية، وظهر لهم كأنه مزنر بحزام ناسف، فتكاتفوا عليه وكوّموه قتيلا بتسع رصاصات، وفقا لما ذكره Jean-Franηois Ricard رئيس ومدعي عام نيابة مكافحة الإرهاب، في مؤتمر صحافي متلفز عقده السبت.

قال أيضا، إن الشيشاني كان يحمل مسدسا طرازه Airsoft مع 5 عبوات غاز، قاذف لكرات بلاستيكية قاتلة، وإن الشرطة لم تكن تراقبه بالإرهاب، بل كمرتكب جرائم بسيطة، وأن صورة للمدرس كانت في هاتفه المحمول، إضافة لنص أعلن فيه مسؤوليته عن قتله، كتبه الساعة 12:17 بعد الظهر، أي قبل 5 ساعات من قطع رأسه بالشارع، وبعدها نشر في “تويتر” صورة للرأس بعد جزّه، مع تغريدة اطلعت عليها “العربية.نت” وتنشرها أدناه، بعد اقتطاعها للصورة المقززة. أما التغريدة، ففيها سمى الرئيس الفرنسي زعيم الكفرة وقال: “أعدمت أحد كلاب جهنم التابعين لك، والذي تجرأ واستخف بالنبي محمد” وفي أقل من 5 دقائق محاها “تويتر” من حسابه @Tchetchene_270 ، وأغلقه. التغريدة كتبها عبد الله أنزوروف عبر تويتر، وأسفلها نشر صورة رأس المدرس مقطوعا ومرميا في الشارع. وفي موقع مجلة Le Point الفرنسية، ورد أيضا أن عائلة “أنزوروف” الذي ولد في موسكو لأبوين من مدينة “غروزني” بالشيشان، وصلت في 2008 إلى فرنسا طالبة اللجوء، فحصلت عليه بعد 3 سنوات، مع حق الإقامة حتى العام 2030 قابلة للتجديد، وأنه كان يقيم مع عائلته في مدينة Evreux البعيدة 100 كيلومتر شمالا عن باريس، حيث داهمت الشرطة منزلها ليل السبت، واعتقلت والديه وجده وشقيقه الأصغر سنا منه بعام، كما 5 آخرين في أماكن متفرقة، بينهم اثنان من أولياء أمور تلاميذ مدرسة Bois d’Aulne حيث كان الضحية Samuel Paty البالغ 47 سنة، يعمل مدرسا للتاريخ والجغرافيا.

قاتلا وقتيلا في يوم واحد

كما اتضح من التحقيق الأولي أيضا، أن الأخت غير الشقيقة لوالده “تدعوشت” في 2014 والتحقت بدواعش سوريا المتطرفين، والبحث جار عنها لاعتقالها فيما لو كانت لا تزال على قيد الحياة، وأن المدرس المقطوع رأسه تعرّض للتهديد لأيام عدة بعد عرضه أمام تلاميذه، ممن أعمارهم 13 إلى 14 تقريبا، رسوم كاريكاتير مسيئة للنبي محمد “خلال صف دراسي نظمه في 5 تشرين الأول الحالي حول حرية التعبير وتأثيرها على وسائل الإعلام والاتصالات” وهو ما أشارت إليه “العربية.نت” السبت، مستمدا مما ورد من الوكالات، إضافة لوروده اليوم أيضا بوسائل إعلام فرنسية، ركزت على الصدمة التي تعيشها فرنسا مما تعاملت معه شرطتها على أنه عمل إرهابي، وتقيم بسببه الأربعاء المقبل “يوما وطنيا” خاصا بالمدرس القتيل. وفي التحقيق أيضا، أن المراهق الشيشاني قرر الانتقام من عرض المدرس للرسوم المسيئة أمام تلاميذه، فسعى إليه في المدرسة الواقعة ببلدة Conflans-Saint-Honorine البعيدة 32 كيلومترا عن باريس، وهناك سأل عنه، فأشار تلاميذ إلى وجوده قريبا 200 متر تقريبا من مدخلها، وما أن لمحه “أنزوروف” حتى ركض نحوه بالسكين الخنجرية، وانقضّ عليه بطعنات متكررة انتهت بقطعه رأسه في الشارع العام، وبعدها لاذ فرارا إلى بلدة Eragny-sur-Oise القريبة 3 كيلومترات، وهناك وجد مصيره الأخير: قاتلا وقتيلا في يوم واحد. وانتشر فيديو في “تويتر” ذكر من تداولوه في حساباتهم، أنه للشيشاني الذي يظهر فيه بعمر 20 على الأكثر، وبلحية خفيفة، وكان يبتسم ليلا في شارع أضواء أعمدته خفيفة صفراء تقريبا، فبحثت “العربية.نت” ما أمكن عما يؤكد أصالته وشرعيته، ولم تعثر على ما يفيد، لذلك تغاضت عنه حتى إشعار آخر. كما لم تعثر على معلومات بشأن الأخت غير الشقيقة لوالد الشيشاني المنفذ للهجوم، والتي التحقت منذ 6 أعوام بالصفوف “الداعشية” المتطرفة في سوريا، فلعل لها صلة ما بما حدث.

 

في ظل جريمة مقتل المدرّس بفرنسا.. الأزهر: وصف الإسلام بالإرهاب ينم عن جهل

تويتر/19 تشرين الأول/2020

استنكر شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أحمد الطيب بثلاث لغات الربط بين الإسلام والإرهاب على خلفية الجريمة المدوية لقطع رأس معلم في إحدى المدارس قرب باريس.

وقال في بيان نشره عبر “فيسبوك” و”تويتر” باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية: “وصف الإسلام بالإرهاب ينم عن جهل بهذا الدين الحنيف، ومجازفة لا تأخذ في اعتبارها احترام عقيدة الآخرين، ودعوة صريحة للكراهية والعنف، ورجوع إلى وحشية القرون الوسطى، واستفزاز كريهٌ لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم”

 

أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار

 روسيا اليوم/18 تشرين الأول/2020

تبادلت أرمينيا وأذربيجان، الأحد، الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية الجديدة، التي تم الاتفاق عليها السبت، لوقف القتال في إقليم قره باغ. وبدأ سريان الهدنة الإنسانية في منتصف الليل الماضي. ولفتت أرمينيا بعد إعلان وقف إطلاق النار، إلى أن الجيش الأذربيجاني شن صباح الأحد هجوما في الاتجاه الجنوبي من خط التماس في قره باغ، على الحدود مع إيران. ووفقا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية، شوشان ستيبانيان، فإن القوات الأذربيجانية، تتقدم تحت غطاء نيران المدفعية للسيطرة على مواقع جديدة.فيما أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية إلى أن الجيش الأرمني انتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار الجديد، بقصفه بالمدفعية مواقع للقوات الأذربيجانية على خط التماس في قره باغ.

 

بومبيو يهدد بائعي الأسلحة لإيران بالعقوبات

دبي – العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الأحد، أن أي عملية بيع أسلحة لإيران ستؤدي إلى عقوبات، وذلك بعدما أكدت طهران أن حظر شراء وبيع الأسلحة التقليدية الذي تفرضه عليها الأمم المتحدة رُفِع "تلقائيّاً". وجاء في بيان بالإنجليزية لوزارة الخارجية الإيرانية نشره الوزير محمد جواد ظريف عبر "تويتر" في وقت سابق من اليوم: "اعتباراً من اليوم، كلّ القيود على نقل الأسلحة، والنشاطات المرتبطة بذلك، والخدمات المالية من جمهورية إيران الإسلامية وإليها، وكل المحظورات المتعلقة بدخول أو المرور عبر أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المفروضة على عدد من المواطنين الإيرانيين والمسؤولين العسكريين، تم إنهاؤها بشكل تلقائي". من جهته، قال بومبيو في بيان إن "الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها الوطنية لفرض عقوبات على أي فرد أو كيان يساهم بشكل ملموس في إمداد وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران". وأضاف: "على كل الدول التي ترغب في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعم مكافحة الإرهاب أن تمتنع عن المشاركة في الاتجار بالأسلحة مع إيران". وكان تاريخ 18 أكتوبر 2020 مُحَدّداً لرفع الحظر بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، والذي وضع إطاره القانوني قرار مجلس الأمن رقم 2231. وسعت الولايات المتحدة، التي انسحبت أحاديّاً من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، إلى تمديد هذا الحظر، إلا أن ذلك لقي معارضة في مجلس الأمن. كما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، إعادة فرض عقوبات أممية على طهران الشهر الماضي. من جهتها، أكدت موسكو في سبتمبر نيتها تطوير تعاونها العسكري مع طهران، ما إن يتم رفع الحظر، بينما لم تخف الصين عزمها على بيع إيران أسلحة بعد 18 أكتوبر. وتابع بومبيو: "خلال الأعوام العشرة الأخيرة، امتنعت الدول عن بيع إيران أسلحة بموجب قرارات أممية مختلفة. إن أي بلد لا يلتزم هذا المنع يختار بوضوح تأجيج النزاعات والتوترات بدل تعزيز السلام والأمن".

 

صواريخ أرمينيا تقلق أذربيجان.. ويريفان تدعو للاعتراف بكاراباخ

دبي - العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

أبدى مساعد رئيس جمهورية أذربيجان حكمت حاجييف، في تصريحات للعربية، قلق بلاده الشديد من استمرار أرمينيا في استهداف المدنيين الأذربيجانيين، مشيرا الى أن القصف الأرميني يطال ألفي مدني يوميا. وقال للعربية/ الحدث: "لقد عكفت أرمينيا على قتل أعداد كبيرة من المدنيين، وألحقت أضرارا كبيرة بالبنى التحتية". وأضاف: "وحتى اللحظة تقوم أرمينيا باستخدام أنظمة الصواريخ المختلفة لاستهداف المدنيين الأذربيجانيين، وهو ما يمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا".

مطالبة أرمينية للاعتراف بناغورنو كاراباخ

وفي السياق نفسه، دعا رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على تويتر الى الاعتراف بإقليم ناغورنو كاراباخ، مشيرا الى ان الإقليم لم يكن أبدا جزءا من جمهورية أذربيجان المستقلة. واعتبر ان المطالبات الأذربيجانية (بأراض في الإقليم) ليس لها أساس بموجب القانون الدولي. وتبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات الأحد بخرق "هدنة إنسانية" جديدة دخلت حيّز التنفيذ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي في إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد أسبوع على بدء سريان وقف أول لإطلاق النار تم التوصل إليه بإشراف موسكو لكنه لم يُحترم إطلاقاً.

اتهامات متبادلة

وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن القوات الأرمينية خرقت "بشكل فاضح الاتفاق الجديد"، منددةً بقصف مدفعي. وأوضح المتحدث انار ييفازوف أنّ الانفصاليين شنوا هجمات على أربع بلدات وجرى صدّها كلها. وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أشارت إلى إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ أذربيجانية على شمال الجبهة وجنوبها، خلال الساعات الثلاث الأولى بعد بدء سريان الهدنة. وتحدث جيش ناغورنو كاراباخ في بيان أيضاً عن هجوم معاد صباحا في الجنوب، مشيراً إلى "خسائر وجرحى من الجانبين". وأوضحت فرق الإسعاف في كاراباخ أنه "لم يتمّ استهداف البنى التحتية المدنية والمنازل بالضربات". واستهدفت الدفاعات الجوية طائرة مسيرة حلقت فوق المدينة لمدة نصف ساعة، ما أدى لسقوطها في جبل مجاور. ومساء السبت، أعلنت وزارتا خارجية أرمينيا وأذربيجان في بيانين متطابقين، اتفاقاً على "هدنة إنسانية اعتباراً من 18 تشرين الأول/أكتوبر. وأعلن الرئيس الاذربيجاني الهام علييف السيطرة على جسر في بلدة خودفرين الواقعة جنوباً عند الحدود مع إيران. ونشر على موقع تويتر فيديو يظهر جنوداً فوق جسر مشيّد بالحجارة وقد رفع عليه علم أذربيجان. وحققت ارذبيجان في الأسابيع الثلاثة الأخيرة مكاسب ميدانية ولكن من دون الانتصار في معركة حاسمة. ولم تعلن باكو حتى الآن حصيلة خسائرها إذ إنّها لا تنشر حصائل عسكرية أو مادية أو إنسانية. ويقرّ الانفصاليون بالانسحاب ولكنّهم يؤكدون "السيطرة على الوضع". وأعلنوا رسمياً مقتل 700 شخص ونزوح نصف سكان الإقليم البالغين 140 ألف نسمة. وأعلنوا الأحد مقتل 37 من مقاتليهم. وأدت المعارك التي اندلعت منذ ثلاثة أسابيع إلى مقتل مئات الأشخاص. لكن الخسائر كبيرة على الأرجح لأن كلا من المعسكرين يؤكد أنه قتل الآلاف في صفوف العدو.

"جرائم حرب"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الأحد على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن "الخسائر المأسوية في حياة المدنيين، بمن فيهم أطفال، نتيجة أحدث هجوم أبلغ عنه... على مدينة غنجه غير مقبولة". وبعد محاولة أولى أخفقت لوقف إطلاق النار بإشراف موسكو، شهد النزاع تصعيداً جديداً السبت. واتّهمت تركيا أرمينيا بارتكاب "جرائم حرب"، فيما ندّد الاتحاد الأوروبي بهذه الضربات ودعا مرة جديدة "الأطراف كافة إلى الكفّ عن استهداف المدنيين". وأكد الانفصاليون الأرمن السبت أن مدينة غنجه تضمّ "أهدافاً مشروعة"، في إشارة إلى مواقع عسكرية. وقبل بضع ساعات من الضربات على غنجه، استهدف قصف مدينتي ستيباناكيرت وشوشة في كاراباخ.

تخوف من تدويل النزاع

وإضافة إلى الخشية من احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك مخاوف من تدويل النزاع، إذ إن أنقرة تقدم الدعم لأذربيجان بينما أرمينيا التي تدعم الانفصاليين مادياً وسياسياً وعسكرياً، لديها تحالف عسكري مع روسيا. وسبق أن وجّهت اتهامات إلى تركيا بإرسال مرتزقة سوريين لدعم باكو، وهو ما تنفيه. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 134 شخصا في صفوف الجماعات الموالية لأنقرة المشاركة في العمليات القتالية في قره باغ، من اصل 2,050 منتشرين هناك. وانفصل إقليم ناغورنو كاراباخ ذو الغالبية الأرمينية، عن أذربيجان الناطقة باللغة التركية، قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ما أدى إلى حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. والمعارك الجارية حاليا هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.

 

أعداد مرتزقة تركيا في أذربيجان تتخطى الـ2000

دبي – العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، أن الحكومة التركية نقلت دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى أذربيجان للقتال ضد أرمينيا في ناغورنو كاراباخ. وتتألف الدفعة من أكثر من 400 مقاتل من فصيلي "السلطان مراد" و"الحمزات" وفصائل أخرى، كانوا يتحضرون للذهاب لناغورنو كارباخ منذ أيام، إلا أن وقف إطلاق النار الذي جرى حال دون ذلك حينها.  ومع وصول الدفعة الجديدة، بات تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى ناغورنو كاراباخ يبلغ 2050 مرتزقا على الأقل. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن المعارك ضمن إقليم ناغورنو مستمرة على أشدها، في ظل وجود المقاتلين السوريين على الجبهات الأولى. وفي هذا السياق أفادت مصادر المرصد، بوجود مقاتلين تنازلوا عن كل شيء من مستحقات مادية وغيرها وفضلوا العودة إلى سوريا على البقاء في أذربيجان، نظراً للمعارك الضارية هناك. ووثق المرصد مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف المرتزقة المشاركين بعمليات ناغورنو كاراباخ العسكرية، حيث ارتفعت حصيلة قتلى الفصائل منذ زجهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية إلى ما لا يقل عن 134 قتيلا، بينهم 92 قتيلا جرى جلب جثثهم إلى سوريا فيما لا تزال جثث البقية في أذربيجان. وأشار المرصد السوري إلى أن الحكومة والمخابرات التركية تواصل عملية تجنيد المرتزقة في سوريا وإرسالهم للمشاركة في العمليات العسكرية ضمن إقليم ناغورنو كاراباخ إلى جانب القوات الأذربيجانية في حربها ضد القوات الأرمنية، إلا أن العملية تجري بمنتهى السرية، خوفاً من المجتمع الدولي بما يتعلق بقانون تجنيد المرتزقة، حسب المرصد.

 

الاتحاد الأوروبي مستعد للتوسط لإيجاد حل للصراع بكاراباخ

دبي – العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

رحّب ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الأحد، بإعلان هدنة إنسانية جديدة بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ. وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يندد باستمرار "الانتهاكات" مع ورود أنباء عن قتال في إقليم ناغورنو كاراباخ ومحيطه. وأضاف: "اتصلت بوزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان لإقناعهما بأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون غير مشروط ويحظى بالاحترام التام من الجانبين"، مشدداً على "وجوب وقف الهجمات على المدنيين على الفور". كما أكد استعداد الاتحاد الأوروبي "لدعم الطرفين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في التوصل إلى حل طويل الأمد للصراع".

يأتي هذا بينما تتبادل أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بخرق "هدنة إنسانية" جديدة دخلت حيّز التنفيذ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي في إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد أسبوع على بدء سريان وقف أول لإطلاق النار تم التوصل إليه بإشراف موسكو لكنه لم يُحترم إطلاقاً. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن القوات الأرمينية خرقت "بشكل فاضح الاتفاق الجديد"، منددةً بقصف مدفعي. وأوضح المتحدث انار ييفازوف أنّ الانفصاليين شنوا هجمات على أربع بلدات (اغدير، فيزولي، حضروت، جبرايل) وجرى صدّها كلها. وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أشارت إلى إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ أذربيجانية على شمال الجبهة وجنوبها، خلال الساعات الثلاث الأولى بعد بدء سريان الهدنة.وتحدث جيش ناغورنو كاراباخ في بيان أيضاً عن هجوم معاد صباحاً في الجنوب، مشيراً إلى "خسائر وجرحى من الجانبين". وأوضحت فرق الإسعاف في كاراباخ أنه "لم يتمّ استهداف البنى التحتية المدنية والمنازل بالضربات".

ومساء السبت، أعلنت وزارتا خارجية أرمينيا وأذربيجان في بيانين متطابقين، اتفاقاً على "هدنة إنسانية اعتباراً من 18 أكتوبر عند الساعة 00:00 بالتوقيت المحلي". وحققت أذربيجان في الأسابيع الثلاثة الأخيرة مكاسب ميدانية ولكن من دون الانتصار في معركة حاسمة. ولم تعلن باكو حتى الآن حصيلة خسائرها، إذ إنّها لا تنشر حصيلة عسكرية أو مادية أو إنسانية. ويقرّ الانفصاليون بالانسحاب من بعض المواقع ولكنّهم يؤكدون "السيطرة على الوضع". وأعلنوا رسمياً مقتل 700 شخص ونزوح نصف سكان الإقليم البالغين 140 ألف نسمة. وجاء إعلان الهدنة الجديدة عقب تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا ليلاً مع نظيريه الأرمني والأذربيجاني، ولاقت ترحيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

اليونان تهاجم إجراءات تركية في بحر إيجة

دبي - قناة العربية/18 تشرين الأول/2020

تعليقا على إعلان تركيا منطقة بحث وإنقاذ جديدة في بحر إيجة، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية في بيان أن هذه الخطوة ذات الدوافع السياسية توضح أن "تركيا لا تتورع عن خلق الارتباك، ومن ثم تعريض حياة البشر للخطر". وذكرت الوزارة أن قرار أنقرة يُضاف إلى "قائمة طويلة من المزاعم التركية وغير القانونية في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، وهي مزاعم مسؤولة عن التصعيد في الفترة الأخيرة". وأكدت الخارجية اليونانية أن "الإجراءات التركية ستتعارض مرة أخرى مع الشرعية الدولية". والثلاثاء الماضي، قال متحدث باسم الحكومة اليونانية إن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة التنقيب التركية "أوروتش ريس" في مياه الجرف القاري لليونان. وأضاف المتحدث ستيليوس بيتساس لإذاعة سكاي: "لن نجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت "أوروتش ريس" في المنطقة". قالت اليونان، الاثنين الماضي، إن قرار أنقرة إرسال السفينة إلى منطقة بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركي يمثل "تصعيدا كبيرا"، و"تهديدا مباشرا للسلام في المنطقة". كانت تركيا قد سحبت السفينة من المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط الشهر الماضي "لإتاحة المجال للدبلوماسية" قبل قمة للاتحاد الأوروبي بحثت فرض عقوبات على تركيا. إلا أن وسائل الإعلام اليونانية أكدت، الأسبوع الماضي، أن سفينة التنقيب التركية دخلت الجرف القاري اليوناني.

 

نقل صائب عريقات إلى مستشفى إسرائيلي للعلاج من كورونا

دبي - قناة العربية/18 تشرين الأول/2020

أفادت مصادر "العربية" بأن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نُقل في سيارة إسعاف، الأحد، من منزله في الضفة الغربية إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج من فيروس كورونا. وأفادت المصادر بأن عريقات تم نقله إلى مستشفى هداسا في إسرائيل. وأكدت دائرة شؤون المفاوضات أنه تم نقل عريقات إلى أحد مستشفيات تل أبيب للعلاج من كوفيد-19، بسبب مشاكل في جهازه التنفسي.وقال شقيقه صابر عريقات لوكالة "فرانس برس" إن حالة شقيقه "ليست جيدة ويعاني ضعفا عاما ونقصا في الأكسجين". وأكد نقله إلى مستشفى داخل إسرائيل. وفي وقت سابق من اليوم، وافقت إسرائيل على علاج كبير المفاوضين الفلسطينيين في أحد مستشفياتها. وكان العاهل الأردني عبدالله الثاني أعطى تعليمات بتوفير العناية الطبية اللازمة لعريقات في المستشفيات الأردنية في حال احتاج الأمر لذلك. عريقات كان قد كشف، الجمعة، أنه يعاني من أعراض "صعبة" بعد أن أصيب بفيروس كورونا. وقال عريقات (65 عاما)، وهو نائب من أريحا بالضفة الغربية المحتلة، على "تويتر"، إنه في العزل، ويتلقى العلاج الطبي في المنزل بعد يوم من تأكيد إصابته بالفيروس. وألغى عريقات جميع الاجتماعات والمواعيد. وهناك قلق متزايد بشأن حالته لأنه خضع لعملية زرع رئة في الولايات المتحدة في عام 2017. وفي تغريدات على "تويتر"، الجمعة، أقر عريقات بأنه يعاني من "أعراض صعبة نتيجة لعدم توفر مناعة عندي نتيجة لزراعة الرئة". لكنه شكر كل من دعا له بالشفاء، وأشار إلى أن الأمور "تحت السيطرة". وعريقات هو أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو في حركة فتح أقوى فصائل المنظمة. ويعد من أبرز الشخصيات في القيادة الفلسطينية منذ عقود، ولاسيما بالنسبة للمجتمع الدولي. وإلى جانب عمله كمفاوض مخضرم، يعتبر عريقات من أبرز المستشارين للرئيس محمود عباس، وشغل مناصب بارزة في عهد الرئيس السابق الراحل ياسر عرفات.

 

توافق بحريني وإسرائيلي وأميركي بشأن التحديات بالمنطقة

دبي - العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

أعلنت كل من البحرين وإسرائيل عن توقيع بيان تاريخي مشترك بين البلدين حول إقامة علاقات دبلوماسية. وذكرت وكالة أنباء البحرين نقلا عن بيان لاجتماعات البحرين وأميركا وإسرائيل في المنامة ان الاجتماعات أكدت على أن إنشاء علاقات مباشرة بين البلدين (البحرين وإسرائل) من شأنه أن يسهم في تحقيق مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لشعوب البلدين والمنطقة. ونوه البيان بدور الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإطلاقه مبادرة اتفاقيات السلام. وأضافت الوكالة أن البلدان الثلاث تواجه مجموعة من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من إنجاز هذا اليوم التاريخي. وستنضم البحرين وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لدفع الخطط الاستراتيجية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط وتوسيع سبل التعاون التي ترتكز على القيم والمصالح المشتركة. وأشار البيان الى اتفاق وجهات نظر الدول الثلاث بشأن التحديات والتهديدات والفرص المتاحة في المنطقة وإطلاق إمكانات المنطقة من خلال توثيق التعاون الأمني والدبلوماسية العامة. كما أكد أن الطرفين البحريني ةالإسرائيلي سيواصلان جهودهما من أجل حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف أن البلدين على ثقة من أن هذا التطور سيساهم في تحقيق مستقبل تعيش فيه جميع الشعوب وجميع الأديان معا بروح التعاون والتمتع بالسلام والازدهار.

مذكرات تعاون

ووقعت كل من البحرين وإسرائيل، اليوم الأحد، في المنامة 7 مذكرات تعاون مشتركة بين البلدين في عدة مجالات منها مذكرة تعاون مالية واقتصادية. وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير خارجية البحرين والخزانة الأميركي على توقيع مذكرات التعاون. وقال وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف بن راشد الزياني، إنه تم التوقيع على اتفاق إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

اتفاق السلام

يذكر أنه في 13 أغسطس الماضي، اتفق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات.

توقيع اتفاق السلام

وفي 15 سبتمبر الماضي، احتضن البيت الأبيض مراسم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية بين الإمارات وإسرائيل من جهة، واتفاقية إعلان تأييد السلام بين المنامة وتل أبيب من جهة أخرى.

 

الاتفاق على تسيير 28 رحلة طيران أسبوعيا بين الإمارات وإسرائيل

دبي - العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

قالت وزارة النقل الإسرائيلية اليوم الأحد إن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ستوقعان اتفاقا يوم الثلاثاء للسماح بتسيير 28 رحلة طيران تجاري أسبوعيا بين مطار بن جوريون الإسرائيلي ودبي وأبوظبي. يأتي الاتفاق، الذي يسمح أيضا بعدد غير محدود من رحلات الطيران العارض إلى مطار أصغر في جنوب إسرائيل وعشر رحلات شحن أسبوعيا، بعد أن وافقت إسرائيل والإمارات على تطبيع العلاقات. وقالت الوزارة إن اتفاق الطيران سيتم توقيعه في مطار بن جوريون وإن من المتوقع أن تبدأ الرحلات في غضون أسابيع. كانت شركة طيران يسرائير الإسرائيلية قالت مطلع سبتمبر الماضي إنها حجزت مكانا على جدول الرحلات الجوية لتسيير رحلات من تل أبيب إلى الإمارات، استعدادا لإمكانية بدء حركة السياحة مع مضي البلدين قدما نحو تطبيع العلاقات. وقالت متحدثة باسم الشركة إنها طلبت الإذن من سلطات الطيران المدني لتسيير الرحلات وحجزت مكانا على جدول الرحلات للإقلاع والهبوط في مطار بن جوريون في تل أبيب لحين صدور الموافقة. أما شركة العال، كبرى شركات الطيران الإسرائيلية، فقد أعلنت عن تسيير رحلات شحن للإمارات لكنها لم تتقدم بعد بطلب الإذن لتسيير رحلات تجارية حسبما قال متحدث.ودخلت العال التاريخ مطلع سبتمبر الماضي بإرسال أول رحلة رسمية لناقلة تجارية إسرائيلية إلى الإمارات، حيث نقلت مسؤولين لإجراء محادثات بوساطة أميركية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع.

توقيع 7 مذكرات تعاون في عدة مجالات بين البحرين وإسرائيل

دبي - العربية.نت/18 تشرين الأول/2020

وقعت كل من البحرين وإسرائيل، اليوم الأحد، في المنامة 7 مذكرات تعاون مشتركة بين البلدين في عدة مجالات منها مذكرة تعاون مالية واقتصادية. وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير خارجية البحرين والخزانة الأميركي على توقيع مذكرات التعاون. وقال وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف بن راشد الزياني، إنه تم التوقيع على اتفاق إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأضاف أن إعلان تأييد السلام مع دولة إسرائيل وما تم اليوم من توقيع لمذكرات تفاهم في عدد من المجالات تؤسس لتعاون ثنائي مثمر بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل يمكّن ويسهم في ترسيخ أسس السلام في المنطقة.

وأشار إلى أن بلاده ملتزمة بنهج السلام والحوار، ويجب التوصل لسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، ويجب تحقيق حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية. وفي وقت سابق اليوم أعلن ملك البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمام مجلس الشورى أن "تثبيت أركان السلام الشامل والعادل في المنطقة يعتمد على تفعيل المبادرة العربية التي نعمل على دعمها بكل السبل مع أشقائنا وحلفائنا". وقال الملك حمد بن عيسى في خطابه: "لن تؤخرنا المستجدات الطارئة عن متابعة التزاماتنا تجاه قضايانا الإقليمية وعلاقاتنا الدولية وسنواصل الحفاظ على أمننا". كما أضاف: "نوجه السلطة التنفيذية بإنشاء صندوق يستثمر ويدعم طاقات وطموحات وابتكارات الشباب البحريني".

اتفاق السلام

يذكر أنه في 13 أغسطس الماضي، اتفق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات. وفي 15 سبتمبر الماضي، احتضن البيت الأبيض مراسم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية بين الإمارات وإسرائيل من جهة، واتفاقية إعلان تأييد السلام بين المنامة وتل أبيب من جهة أخرى.

 

استخبارات ألمانيا ترصد شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد

العربية.نت - صالح حميد/18 تشرين الأول/2020

أفاد "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" أن استخبارات ألمانيا بدأت ترصد بشكل واسع شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد والمراكز الشيعية التي تعتبر امتدادًا لنفوذ النظام الإيراني في البلاد. وذكر المركز في دراسة، نشرها الجمعة، أن إيران وظفت عملاء من خلال هذه المراكز كستار لعمليات خفية للتمويل والاستقطاب الإيديولوجي بما يؤثر على أمن برلين على المدى البعيد. ونقلت الدراسة عن تقرير للاستخبارات الألمانية يوم 10 يوليو 2020، عن أنشطة الاستخبارات الإيرانية داخل ألمانيا، أن "مركز هامبورغ الإسلامي" يُعدّ أهم المراكز الإيرانية في ألمانيا حيث أنشأ شبكة اتصالات داخل كثير من المساجد والجمعيات الشيعية". وأضاف التقرير أن إيران تحاول ربط الشيعة من جنسيات مختلفة بنفسها، ونشر القيم الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للدولة الإيرانية في أوروبا، مشيرا الى التفاصيل التي ذكرتها راغدة بهنام، مراسلة العربية عن هذا المركز. كما تُمثل "الرابطة الإسلامية" أبرز الكيانات المتهمة بكونها ذراعا توسعيا لإيران في ألمانيا، وتأسست في 7 مارس 2009 إذ تضم تحت مظلتها العديد من المراكز ما يجعلها تبدو كالتنظيم الأم لمنظمات إيران بألمانيا. وأكد تقرير "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" أن هذه المراكز تُستخدم كأدوات تمويل لعناصر "حزب الله" في لبنان وأبرزهم مركز "المصطفى". وتدافع الرابطة عن المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والذي يعمل ضمن دائرتها ضد رغبة الحزب الديمقراطي المسيحي في حظره، ويرأس الرابطة أحد أهم رجال الدين في إيران وهو "محمود خليل زاده" الذي يدير كذلك "مركز الثقافة الإسلامية" في فرانكفورت، كما أنه إمام لمسجد "الإمام علي".

وكان مكتب حماية الدستور الألماني قد أشار في تقرير في أغسطس 2020 إلى "المركز الإسلامي في هامبورغ" كأداة لنظام الملالي يعمل جنبًا إلى جنب مع سفارة طهران، ويتولى مسؤوليته محمد هادي مفتح منذ 2019، والذي كان يشغل عضوية المجلس الأعلى للحوزة الإسلامية في قم حتى 2018.

أما المدير السابق للمركز فهو آية الله رضا رمضاني (2009 -2018) الذي عينه المرشد الإيراني علي خامنئي في أغسطس 2019 أمين عام لـ "مجلس أهل البيت الدولي".

ووفقا لموقع "ويلت" كانت المجموعة البرلمانية عن الحزب الديمقراطي المسيحي قد قدمت في 20 مايو 2020، طلبًا بحظر المركز وأنشطته لما أبداه من تضامن مع "حزب الله" وبالأخص بعد القرار الألماني بتصنيفه إرهابيًا. وأفاد تقرير مكتب حماية الدستور أن مركز هامبورغ هو امتداد للحكومة الإيرانية وأن رئيسه يمثل المرشد الأعلى خامنئي، كما يمارس المركز تأثيرًا على الجاليات المسلمة ويضر بقيم المجتمع، وتتركز أنشطته حول المحاضرات والاحتفالات الدينية ودروس اللغة ويصدر عنه مجلتين كل ثلاثة أشهر وهما الفجر والشباب المسلم".

أما "جمعية الإرشاد في برلين" فارتبط اسمها بالحملة الأمنية التي شنتها السلطات الألمانية على المؤسسات التابعة لحزب الله بالتزامن مع قرار الحظر المفعل في 30 أبريل 2020.

تقليم أظافر حزب الله

ووفقا لدراسة "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" تتسم أغلب الإجراءات الألمانية ضد مراكز إيران بحظر أنشطة حزب الله، بعد سنوات من الاكتفاء بتصنيف جناحه العسكري فقط كإرهابي. وفي 20 مايو 2020 شنت السلطات حملات مداهمة ضد 30 مسجدا ومؤسسة ثقافية بالبلاد تعتقد بتواصلها مع حزب الله وتسهيل وصول الأموال إلى فرعه بلبنان. وذكرت إذاعة "دويتشه فيليه" في إبريل 2020 أن الشرطة شنت حملات ضد مساجد ومراكز تابعة لحزب الله في برلين ودورتموند ومونستر بعد سنوات من مراقبتها لوجود معلومات بتواصلها مع قادة الحزب بلبنان، كما كشفت الاستخبارات الألمانية في 19 يوليو 2020 أن مركز المصطفى يستخدم لجمع التبرعات للمسلحين في لبنان. وكانت ألمانيا قد ضبطت وجود كميات من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في مخازن تابعة لحزب الله، ما يعني أن احتمالية تنفيذ عمل إرهابي داخل البلاد، وفقا للمركز الأوروبي، الذي أضاف أن "هناك احتمالية نقل الصراع بين طهران وواشنطن حول الملف النووي إلى ألمانيا وتهديد المصالح الأميركية بداخلها، وبالأخص وجود مؤشرات ودلالات بأن إيران يمكنها استخدام مراكزها بألمانيا لتنفيذ هجوم إرهابي ضد حلفاء واشنطن أو مصالحها المباشرة، ومع ربط التصعيد الأميركي الإيراني بحظر حزب الله تتصاعد المخاوف من العنف الإيراني المحتمل".

تهديد إرهابي محتمل

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد حذر في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" من عواقب التوتر الإيراني الأميركي ليس فقط على المنطقة ولكن على أوروبا أيضا." يذكر أن المخابرات البريطانية حذرت العام الماضي من خلايا مدعومة من إيران قد تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة المتحدة وأوروبا بأوامر من طهران. ووفقا لصحيفة "ديلي تلغراف"، فقد أكدت المصادر المخابراتية أن الخلايا مرتبطة بميليشيات "حزب الله" اللبنانية، التي تصنفها بريطانيا على قائمة المنظمات الإرهابية. وكانت شرطة مكافحة الإرهاب فككت خلية تابعة لحزب الله في عام 2015 والتي كانت تخزن أطنانًا من المتفجرات، قبل أن تقوم بعمليات إرهابية. وقال مصدر مخابراتي إن إيران قد تستخدم وكلاءها ضمن شبكة من الأفراد المرتبطين بحزب الله لتنفيذ هجوم إرهابي في حالة حدوث نزاع".

خلايا في البلقان

في ديسمبر 2018 كشفت مصادر استخباراتية أميركية عن معلومات حول نقل النظام الإيراني محطاته الاستخباراتية من دول الاتحاد الأوروبي شرقاً إلى دول البلقان بعد إحباط عدة محاولات لعمليات تفجير واغتيالات ضد مجموعات المعارضة الإيرانية واعتقال عملاء الاستخبارات الإيرانية في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والدنمارك والسويد والنرويج. ونقل موقع "ذي غلوب بوست" الأميركي عن المصادر الاستخباراتية قولها إن نظام طهران بدأ ينشر عناصر مخابراته سراً في دول مثل بلغاريا ومقدونيا وكوسوفو وغيرها لتكون قواعد لوجستية للتخطيط لعملياته الإرهابية. كما ذكرت المصادر أن الوجود الإيراني الخفي هناك بدأ بالظهور جلياً، حيث كلفت أجهزة مخابرات طهران عملاء ميليشيات حزب الله اللبناني، الذين دخلوا أوروبا بسهولة في ظل تراخي الأمن وغياب قوانين مكافحة الإرهاب في دول أوروبا الشرقية، بهذه المهام. كذلك طورت إيران شبكتها في دول البلقان بعد كشف أنشطتها في فرنسا وألمانيا والنمسا والدول الإسكندنافية، وفق المصادر. وأكدت المعلومات أن الوجود الإيراني في البلقان لم يحصل بعد على التركيز الكافي في تلك المنطقة التي أصبحت موضع اهتمام كبير بالنسبة لطهران كقواعد لوجستية "هادئة" بعيدة عن تركيز وكالات الأمن والاستخبارات العالمية، مع تراخي الأمن وضعف المؤسسات وتفشي الفساد في هذه البلدان.

 

السفارة الأميركية تطالب بغداد بمحاكمة الجناة في جريمة صلاح الدين

دبي - قناة العربية/18 تشرين الأول/2020

دانت السفارة الأميركية لدى العراق، الأحد، جريمة القتل البشعة في محافظة صلاح الدين، وطالبت الحكومة العراقية بتقديم الجناة للمحاكمة. وجاء في نص بيان السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر: " تُدينُ الولايات المتحدة جريمة القتل البشعة التي وقعت أمس وراح ضحيتها مدنيون عراقيون في قريةِ الفرحاتية بقضاء بلد بمحافظة صلاح الدين. دعواتنا لعوائل الضحايا". وأضاف البيان: "ينبغي على السلطات العراقية أن تُعجّل في تقديمِ الجناة إلى العدالة، ونأمل أن تكون زيارة رئيس الوزراء السيد الكاظمي إلى الفرحاتية اليوم خطوة مهمة لوضعِ كافة المجاميع المسلحة تحت سيطرة الدولة بشكلٍ نهائي، وهي الطريقة الوحيدة لوقف المزيد من إراقة الدماء". وفي وقت سابق اليوم الأحد، وصلت تعزيزات أمنية إلى الفرحاتية في صلاح الدين بالعراق، إثر الجريمة التي شهدتها المحافظة مؤخراً، والتي أدت إلى مقتل عدد من المواطنين بعد خطفهم. وأعلنت قيادة عمليات صلاح الدين تنفذ عمليات تفتيش واعتقالات في قرى غرب المحافظة لفرض الأمن. ولا يزال البحث مستمراً لمعرفة مصير أربعة مخطوفين في الفرحاتية. من جهته، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن "جهاز مُكافحة الإرهاب فكك شبكة إرهابية كاملة مكونة من 11 عُنصرا من عصابات داعـش، حيث انطلقت قوة كبيرة قُسمت واجباتها على الأهداف المُتفرقة، وتمكنت من ضرب الشبكة الإرهابية بأكملها بغضون ساعتين فقط، وقد تمت هذه العملية، فجر اليوم الأحد، في قضاء بيجي شمال مُحافظة صلاح الدين". في سياق متصل، دان رئيس إقليم كردستان، نجرفان بارزاني، بشدة "الجريمة البشعة" التي حدثت في منطقة الفرحاتية التابعة لقضاء بلد بمحافظة صلاح الدين.

وقال: "نطالب المؤسسات المعنية في الحكومة الاتحادية بالإسراع في تحديد الأطراف والمجاميع الإرهابية التي تقف وراء هذه الجريمة وإحالة المجرمين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيها الثوار، هذه رسالتي لكم

الدكتور فيليب سالم/افتتاحية النهار/18 تشرين الاول

ها قد مضت سنة كاملة على اليوم الذي رفعتم فيه شعار الثورة. لم تكن سنة احلامكم. كانت سنة المرارة. قليل من الانتصارات. كثير من خيبات الأمل. وبالرغم من انكم لم تتمكنوا من صنع التغيير، نرجو ان لا تنسوا انكم حققتم نصرا كبيرا. لقد حددتم الطريق، ومشيتم الخطوة الأولى. وها قد جئت اليوم اكتب هذه الرسالة اليكم لكي يبقى لبنان صاحب "الرسالة"، ولكي تبقوا أنتم حماة هذه "الرسالة". أنا واحد منكم أيها الثوار. أنا مثلكم لقد تعمدت بالألم، كما تعمدت أيضا بالفشل. الا انني تعلمت شيئا مهما، شيئا كبيرا. لقد تعلمت الا أخاف الفشل والا اسمح له ان يجعلني انسانا فاشلا.  هذا بعض ما تعلمت. ورسالتي هي بعض الكلام الذي أود ان أقوله لكم. أقوله لأنني خائف عليكم وخائف ان تضل الثورة الطريق. هذه هي رسالتي.

أولا. كان موت لبنان مسؤوليتنا وكذلك اليوم فقيامته هي مسؤوليتنا أيضا. وحده التمرد يقيمه من موته. عدّوان يتربّصان بنا: الإحباط والخوف. عليك ان تتعلم كيف تتغلب عليهما. ان الذين يصابون بالإحباط يسقطون، والذين يخافون يتراجعون. فقط هؤلاء الذين يثابرون بإصرار والذين يسيرون الى الامام بشجاعة يصلون.

ثانيا. ان الثورة هي خيارنا الوحيد. انها الطريق الى قيامة لبنان. يجب ان نعترف وبكل تواضع أن الحروب والمآسي التي عشناها في الماضي والانهيار الذي نعيشه اليوم، كل ذلك، كان بسببنا نحن لا بسبب الآخرين. لم نكن، نحن اللبنانيين، على قدر كاف من المسؤولية للحفاظ على لبنان العظيم. لقد أهملنا هذا الوطن الذي هو ايقونة الشرق كله. ان الشعوب التي لا تصنع قدرها بيدها توفر فرصة للآخرين لكي يصنعوا هذا القدر لها. ونحن قد اعطينا هذه الفرصة للمصريين والفلسطينيين والسوريين واليوم للإيرانيين. لذا نحن هنا في هذا القعر العميق. لم نعِ ان هذا اللبنان هو مسؤوليتنا أولا، ولم نع ان التزامنا كان يجب ان يكون بـ"لبنان أولا". لم نكن على قدر قضيته.

ثالثا. لقد أصيبت الثورة بمرض عضال وهو التفكك. لقد انقسم الثوار على بعضهم البعض. فصارت الثورة مجموعات مختلفة تتكلم لغات متعددة. وصار من الصعب ان تميز بين من هو ثائر حقيقي ومن هو ثائر مزور. ان الثورة تفرض علينا رص الصفوف وتوحيد الثوار. تفرض علينا طرد المزورين من صفوفنا. تفرض علينا التنازل عن الأنا. تفرض علينا التواضع لكي نتمكن من ان نعمل مع بعضنا البعض كقوة واحدة.

رابعا. تحديد قيادة تنفيذية للثورة. ليس هناك من أمل لنجاح الثورة بعدم وجود قيادة. القيادة هي التي تأخذ الثورة الى النجاح. القيادة هي كل شيء. تعالوا نقارن دبي الى لبنان. ان لبنان يمتلك ما لم يمتلكه غيره من الأوطان. انه يمتلك الأرض التي تتمدد بين البحر والسماء ويمتلك الانسان المميز بصبره وعناده وقدرته على التحمل. يمتلك الانسان الذي صنع الرسالة، وصنع الحضارة المميزة في هذا الشرق. ولكن بالرغم من كل هذا، انظر الى اين انحدر هذا اللبنان. أي قعر من الذل وصل اليه. لم يكن ذلك قدراً. كان نتيجة لعدم وجود قيادات سياسية. أما دبي وهي الصحراء. صحراء لا تمتلك  الكثير من النفط تحت رمالها، الا انها تمتلك القيادة. ولربما لا تمتلك شيئا آخراً. هذه القيادة اوصلتها الى ما هي عليه اليوم. كان هناك من يقول ان الثورة لا تحتاج الى قيادة ويجب ان تبقى عفوية. ولكن العفوية تأخذك الى مسافة قصيرة ثم تقف. فهي لا تأخذك الى الأهداف الكبيرة. نأمل ان نكون قد وصلنا الى اقتناع راسخ بأن القيادة هي ضرورة لحياة الثورة.

خامسا. وعلى القيادة ان تحدد رؤية واضحة للثورة. انه لمهم ان تعرف ماذا لا تريد، ولكن الأهم هو ان تعرف ماذا تريد. لقد عرفنا ما لا تريده الثورة ولكننا ما نزال نجهل ماذا تريد. أية رؤية لمستقبل لبنان. وليس كافياً ان نحدد الرؤية بل يجب ان نحدد الطريق التي تأخذنا اليها. من السهل ان نحدد الأهداف ولكنه من الصعب ان تحدد الطريق الذي تسلكه للوصول الى هذه الأهداف. لقد وصلنا الى هنا بسبب الرؤية التي اعتنقتها المدرسة السياسية اللبنانية التقليدية التي حكمت لبنان منذ الاستقلال الى يومنا هذا. والسؤال اليوم ما هي الرؤية المغايرة التي تمتلكها الثورة للبنان الجديد؟ وما هي مرتكزات التغيير التي تقترحها؟

سادسا. من اهم الأخطاء التي وقعت فيها الثورة هو اللجوء الى العنف. نحن ننبذ العنف بكل اشكاله، ولا نؤمن به. نؤمن بالتمرد اللاعنفي. التمرد الحضاري. نؤمن بان العنف يقتل الثورة. نحن أبناء حضارة تغوص جذورها في التاريخ. لذلك نطلب من الثوار ان يرتفعوا الى الحضارة. نحن نعرف جيدا ان معظم الذين جاؤوا بالعنف كانوا من خارج صفوف ثوارنا. ولكننا نطلب اليوم من ثوارنا ان ينبذوا هؤلاء وان لا يسمحوا لهم بالتسلل الى صفوفهم كما نطلب منهم أيضا موقفا واضحا لا ريب فيه ينبذون فيه العنف ويرفضونه. قد يعتقد البعض ان العنف هو ضرورة لنجاح الثورة. اما نحن فنعتقد عكس ذلك.  نحن لسنا أبناء العنف، نحن أبناء "الرسالة".

سابعا. يجب ان تبقى هوية الثورة هوية لبنانية. ويجب ان نرفض أي تسلل من قوى إقليمية او قوى دولية اليها. نحن لبنانيون وهذه هي مسؤوليتنا لقيامة وطننا. كذلك يجب ان تنطلق كل مبادئ الثورة من مبادئ وطنية بعيدة كل البعد عن الطائفية والمذهبية والمناطقية و"الزعاماتية". ليس لدينا أعداء بين اللبنانيين. فالذين يختلفون معنا في الرؤية هم أهلنا وليسوا أعداءنا. نحن لا نريد القتال معهم، نريد معانقتهم، وأن يعودوا الى لبنان الذي يحضننا كلنا. كفانا قتالا وكفانا حروباً. نحن بصدد إرساء السلام لا إرساء الحرب. نحن بصدد مد الجسور بين كل اللبنانيين. هذه هي رسالة لبنان. معانقة المسيحية مع الإسلام وانصهار جميع اللبنانيين في مواطنة واحدة بغض النظر عن مذاهبهم وطوائفهم وحضاراتهم. نحن نريد قادة يأخذوننا الى السلام، الى الحضارة؛ لا قادة يأخذوننا الى الحروب والنزاعات.

ثامنا. نحن إن كنا وحدنا سيكون من الصعب علينا ان نصل الى كل الأهداف التي نريدها. ان لبنان في انهيار كبير وفي قعر عميق. وأن مسؤولية الثورة هي تفعيل اللبنانيين، جميع اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين في العالم. فتفعيل قوى الانتشار اللبناني لدعم الثورة في لبنان هو ضرورة كبرى لأننا بحاجة الى دعم دولي. يخطئ من يظن ان لبنان بمقدوره ان يقوم بدعم أبنائه وحدهم. انه بحاجة الى دعم دولي كبير. بحاجة الى تفعيل كل الدول والمؤسسات الدولية لمساعدته.

تاسعا. وإذا ذهبنا الى العالم نطلب منه الدعم فماذا نقول له؟ يجب ان نعرف بدقة ماذا سنقول للعالم. نحن اليوم في صدد مبادرة فرنسية ويجب ان نقبض على هذه الفرصة ونطلب انعقاد مؤتمر دولي في باريس تحضره الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية ويلتزم هذا المؤتمر بالتوصل الى الأهداف التالية.

• وضع خطة تشبه خطة مارشال التي تبنتها الولايات المتحدة الأميركية، بعد الحرب العالمية الثانية، في سبيل إعمار أوروبا الغربية والنهوض بها. ان لبنان يحتاج اليوم الى مشروع كهذا تموله الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ليقوم من الانهيار الاقتصادي والمالي الذي هو فيه.

• نطلب وضع لبنان تحت مظلة دولية، وبإشراف الأمم المتحدة، لمرحلة انتقالية. توفر هذه المظلة السلم والاستقرار في لبنان حتى يتسنى للبنانيين بناء لبنانهم الجديد.

• الطلب من مجلس الامن وضع إطار جديد لحياد لبنان. اذ ان لبنان في تاريخه المعاصر كان ولا يزال فريسة لأطماع دول إقليمية للسيطرة على قراره السيادي الحر. نحن نؤمن بالحياد الفاعل الذي يصب في مصلحة لبنان العليا. هذا الحياد يتبنى المبادئ التالية:

• نحن لسنا على حياد بين الفلسطينيين والإسرائيليين. نحن بقوة مع حقوق الفلسطينيين في بلادهم.

• نحن نريد ان نكون على حياد بالنسبة الى الصراعات الإقليمية والدولية. وان لا نسمح لأية دولة ان تخطف قرارنا اللبناني السيد الحر.

• نحن لن نكون على حياد بين الحق والباطل سنكون دائما مع الحق. والحق هو لبنان الحر. الحق هو لبنان السيادة.

عاشرا. وبعد ان رسمنا هذا الإطار لفلسفة الثورة ومعناها، أود ان أتوجه الى اهلنا في حزب الله ونقول لهم. ان لبنان الثورة هو "وطن نهائي لجميع أبنائه". ونرجو ان تعودوا اليه. انها فرصة تاريخية لكم. فرصة لتصبحوا ابطال السلام. وأود ان اذكركم انه ليس هناك في الأرض ارض غير ارضنا تكون ارضكم. ان ارضكم هي ههنا، وكل ارض خارج هذه الأرض هي ليست ارضكم. تعالوا نبني السلام معاً. تعالوا نقيم لبنان من موته معاً.

أيها الثوار، لا تخافوا الظلمة. حدقوا في الضوء البعيد في آخر النفق، وتقدموا نحوه. ان الضوء ينتظركم.

 

د. منى فيّاض: الثورة تحتاج لمواجهة الحزب وللتنظيم

هشام عليوان/أساس ميديا/18 تشرين الاول

منى فياض اسم علم على التمرّد والثورة قبل زمن طويل من ثورة تشرين. حائزة على دكتوراه في علم النفس من جامعة باريس الخامسة، ومن الأعضاء المؤسسين في "حركة التجدّد الديموقراطي" برئاسة النائب الراحل نسيب لحود، وانتخبت في تموز الماضي نائباً لرئيس الحركة. من "فخ الجسد" و"أن نتعامل مع العنف بيننا" و"أقنعة الثقافة العربية حول القيم وازدواجيتها وانعكاسها على الأسرة وعلى المرأة" و"الطفل والتربية المدرسية" و"الطفل المتخلّف عقلياً" إلى "معنى أن تكون لبنانياً" و"السجن مجتمع بَرّي"، مسار طويل من الإنتاج الأكاديمي والفكر السياسي. هي امرأة لا تعرف الخوف ولا الحذر. ارتدت الحجاب كما تقول عام 1986 تأثراً بمشهد المرأة الجنوبية التي اعتلت الدبابة الإسرائيلية في زمن المقاومة، وخلعته بعد أشهر قليلة لأنه يعيق السمع بحسب تعبيرها.

"أساس" فتح أوراق الثورة مع منى فياض الناشطة الحقوقية والثائرة على الواقع المفروض سياسياً.

بعد مرور عام على ثورة 17 تشرين الأول، لم يخرج الثوار بعد من حالة التشرذم في الخطاب والهيكيلية التنظيمية، ما هو السبب؟

ليس من الضروري أن يكون الخطاب موحّداً. لكنّ تشرذم الثوار وعدم قدرتهم على التوحّد، يعود إلى الممارسات الطويلة لنظام الوصاية وأزلامه (منذ وزير العمل السابق عبد الله الأمين) بضرب المؤسسات النقابية. نلاحظ في دول الربيع العربي، أنّ الثورة التي نجحت نسبياً هي في تونس لأنه يوجد فيها اتحاد نقابات العمل (الاتحاد العام التونسي للشغل) الذي يعتبر من الاتحادات التي تمارس عملها، وهي من أطّرت الثورة. كان هناك من يتكلّم باسم العمال، والعمال لأنهم منظّمون يتأثرون بما يحصل على الأرض. وكلّ ذلك يتمّ بنقاشات. الأمر نفسه في السودان.

العمل السياسي تعرّض لضربة الأحزاب التي تحوّلت إلى ملحق بحركات فاشية كبيرة. وبناء عليه، من أين سنحصل على أشخاص منظّمين للعمل على الأرض؟ هذا عائق كبير جداً

أما في لبنان، فقضوا على النقابات بشكل سريع، كما حصل في سوريا خلال الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي. كان للاتحاد العمالي في السابق مبادرات مهمة جداً. وبفضله، حصلنا على الضمان الاجتماعي، أي كانت الحركة العمالية كبيرة جداً. وكانت تستطيع الضغط والحصول على مكاسب بالإضافة الى الحركة الطلابية، ورابطة الأساتذة التي أدّت دوراً مهمّاً في الضغط والمطالبة.

 كان هناك تأطير للحركة الطلابية، للعمال، للمؤسسات. كلّ هذه المؤسسات استهدفت من خلال الاغتيالات. هناك فوق الـ 270 عملية اغتيال في لبنان في التسعينيات. عندما شعرت السلطة أنها لن تستطيع ضبط الحركة، وجدت مخرجاً آخر، فاتجهت إلى خلق اتحادات وهمية. واليوم لدينا 600 نقابة.

أما الاتحاد الطلابي، فتعرّض لنكسة عبر إلحاقه بالأحزاب التي تبيّن فيما بعد أنها تسلّطية دكتاتورية سواء أكانت من حركة أمل أو حزب الله أو الشيوعيين.

لكن كثيراً من ثوار تشرين كانوا يتبعون أحزاباً وزعماء وتخلّوا عنها، لماذا لم يجلبوا معهم تجربتهم الحزبية التنظيمية إلى الثورة؟

في لبنان لا يوجد تجربة أحزاب. هذه الأحزاب الموجودة هي أحزاب طائفة أو عائلة، وهذا عائق اساسي (مثال على ذلك سامي الجميل. تبقى النظرة إليه باعتبار أنه ابن عائلة الجميل، ولا يقبل الشعب التحاقه بالتحرّكات الجديدة لأنه بنظرهم من تاريخ وتراث عائلة). ينقصنا كادرات للتنظيم تساعد الناس على أن تجتمع تحت قيادات وتبلور مطالبها. من الممكن أن يوجد عدة اتحادات، ولكن بالنهاية مطالبها واحدة.

والعمل السياسي تعرّض لضربة الأحزاب التي تحوّلت إلى ملحق بحركات فاشية كبيرة. وبناء عليه، من أين سنحصل على أشخاص منظّمين للعمل على الأرض؟ هذا عائق كبير جداً.

ثم إنّ ساحة الشهداء مع البرلمان تحوّلت لمكان مجابهة، وعدّتهم حاضرة. فكلما نزل الناس السلميون للمشاركة، يرسلون إليهم من الخندق الغميق، وبتنا نعرفهم من وجوههم. وهذا سبب أساسي لعدم مشاركة الناس بسبب العنف الذي يخلقونه بشكل متعمّد. ومن يمارس الشغب وتكسير أرزاق الناس، هم مندسّون ومدفوع أجرهم من أجل تخويف الناس. ويجب معالجة هذه القصة على مستوى الجيش والأجهزة.

إلى ذلك، لوحظ تضخم "الأنا" لدى المشاركين في الثورة، فلا أحد قادراً على التأثير في الآخرين، وكلّ واحد منهم يتصرّف وكأنه قائد وحده، ما يمنع ظهور قيادة مسموعة حتى هذه اللحظة، ويحبط أيّ محاولة لتنظيم الثورة.

هم يشعرون في الساحات أنّه عليهم التعاون فيما بينهم. ولكن في لبنان تظهر الفردية أكثر من أيّ دولة عربية. وفي العموم، تشبه الشخصية العربية "العنقود"، إذ لا يوجد تراتبية بين حبّات العنقود. وإذا لم نعثر على قائد، فسنواجه مشكلة. إنّ كلّ ثائر يعتبر نفسه قائداً. ونلاحظ من خلال متابعة مجموعات الواتساب أنهم غير منظّمين. كلّ واحد منهم موجود في عدة مجموعات. وهناك اعتبار لأنفسهم أكثر من اللازم. مثلاً، يريدون اقتراح حكومة، ويبدأون بطرح أسماء، وتبدأ حملة الاعتراضات من داخل المجوعة، واختلافات على الأسماء. هذه من الأمور البنيوية التي تمنع التنظيم، وتشكّل جانباً من الإعاقات في تجربة لبنان بشكل خاص، وبسبب خضوع لبنان سابقاً للوصاية السورية، ونظراً لبنية الشخصية العربية.

عن الجانب الإيجابي للثورة، فقد حقّقت الكثير من الأمور، أهمها ممارستها الضغط، وفعالية الرقابة والمحاسبة، مع وجود محامين ناشطين نجحوا بالضغط على السلطة وعلى الطبقة السياسية التي يمكننا القول إنها "تضبضبت"، بمعنى أننا ارتحنا من مواكبهم ومن ظهورهم الإعلامي الفائض

أما الأحزاب الموجودة والفاعلة، فهي أحزاب الممانعة. هذه الاحزاب كان قسم منها يريد تغيير النظام، وقسم آخر يريد محاربة الفساد، ومنهم من يرى مشكلته مع رياض سلامة (حاكم المصرف المركزي). هم يرونها بتفاصيل، وليس بأساس. عند نزول هذه الأحزاب إلى الطرقات لرفع مطالبها، سرعان ما وجدناها انكفأت بسبب أنّ السلطة العليا التي يتبعون لها (أي حزب الله) ليست موافقة على هذه الحركة أو المطالب. فتحوّلت مشاركتهم استفزازية مع حرق الخيم. أين هي الآن هذه المجموعات؟

ما هي النواحي الإيجابية التي تحقّقت من خلال الثورة؟

أما عن الجانب الإيجابي للثورة، فقد حقّقت الكثير من الأمور، أهمها ممارستها الضغط، وفعالية الرقابة والمحاسبة، مع وجود محامين ناشطين نجحوا بالضغط على السلطة وعلى الطبقة السياسية التي يمكننا القول إنها "تضبضبت"، بمعنى أننا ارتحنا من مواكبهم ومن ظهورهم الإعلامي الفائض.

كما بدأت الثورة بتغيبر القيم الذهنية. الثورة تخلق وعياً لا عودة عنه إلى الوراء، فالزعيم اليوم لم يعد مقبولاً بالنسبة إليهم، ولبنان يحتاج دولة. إنّ حزب الله يشكّل عنصر تخويف للبنانيين، ولا يتجرّأ أحد، فيقول في وجهه إنه المانع الأساسي لقيام الدولة حتى نستطيع استعادة دولتنا وسيادتنا وأموالنا المنهوبة والمهرّبة إلى سوريا. النفط المهرّب يكلّفنا مليارات، وكلّ هذا يحصل تحت رعاية حزب الله الذي يحكم البلد بالسلاح. طالما أنّ لا أحد يتجرّأ على الاعتراض سوف يبقى الوضع مثلما هو.

يقال كثيراً باستهجان، كيف تقوم ثورة عارمة بسبب فرض رسم سنتات من الدولارات على مكالمات الواتساب، ولا يتحرّك الجمهور بعد انهيار الليرة وارتفاع الأسعار وحجز أموال المودعين في المصارف؟

لا يوجد شيء سخيف. فرض رسم الواتساب أتى في بدايات الأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر الدولار حينها إلى 1700 ليرة، وكانت فضائح الفساد واضحة للعلن. المسألة ليست مسألة واتساب، بل ترافق مع رسم السنتات على المكالمات نوع من الرقابة على الخصوصيات. والواتساب هو المتنفّس الوحيد للمواطن اللبناني لكي يعبّر، ويخفّف من الفواتير الباهظة جداً وأسعارها المرتفعة مقارنة بباقي الدول. هناك مليون سبب وسبب لتنطلق شرارة الثورة، تجتمع الأسباب، وتتكثّف في نقطة معيّنة.

كانت ثورة تشرين من أجمل الثورات، ووصلنا إلى مرحلة كان سيقع فيها دم بعد هتافات (شيعة شيعة) والاستفزازات التي حصلت. ولكننا لسنا غوغائيين، فيمكن استدراجنا. الشعوب مسالمة تريد الحصول على مطالبها، لذلك استسلم الناس للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب بانتظار ماذا تفعل لهم. استطاعوا الضحك على عقول الناس، وبدات أزمة كورونا. تراجعت الناس تدريجياً عن النزول إلى الشوارع لمصلحة الطبقة السياسية. وللتذكير، ليس فقط الواتساب هو بداية انطلاق الثورة، كانت هناك الحرائق التي أكلت الاخضر واليابس دون وجود معدّات ولا طائرات خاصة لإطفاء الحرائق.

انكفاء الناس عن التظاهر بعد انتشار الفقر يؤكد مقولة أنّ الثورات تقوم بها الطبقة الوسطى؟

اليوم الوضع متردٍّ بسبب الأزمة الاقتصادية، وكورونا. والخيار أمام العاطل عن العمل، هو بين التظاهر أو إيجاد طعام لأولاده. الأولوية طبعاً للعائلة والبيت. الثورة بحاجة لأفكار، لتفاعل الناس معها. وليست الطبقة الوسطى فقط من تخلق الثورة. الثورات في العالم الآن ليست كلها عنفية، بل اصبحت ملوّنة.

من أدبيات الثورات الراهنة أن تكون بلا قيادات، لكن غياب القيادة يؤدي إلى تشتتها وفوضويتها..

الثورات من هونغ كونغ إلى ايران، فإلى أميركا اللاتينية وفرنسا، فيها خط جامع، إذ لا وجود للقيادات الثورية. التغيير سيحصل، ولكن لا نعلم كيف، ولكنه سيحصل.

هل شعار "كلن يعني كلن" مناسب، لا سيما أنّ أحزاب الطوائف في لبنان تسيطر على كلّ مفاصل الحياة، كيف يستطيع الثوار مواجهة كلّ المنظومة المعقّدة والمتشابكة والمتحالفة فيما بينها؟

 المشكلة في لبنان أنّ الطائف لم يُنفّذ، ودستورنا منذ التسعينيات لليوم يخرق يومياً. وجرى خلق طائف مصطنع ومزّيف، باسمه حكمتنا السلطة، وتحت عنوان الطائف. برأيي، يجب أن يحصل نوعان من الاحتجاج، احتجاج تحت عنوان سلطة الممانعة، وآخر يجب أن يكون تحت عناوين سيادية. إنّ القوات اللبنانية جزء من النظام. أما حزب الكتائب فقصته مختلفة. يجدون ألف وسيلة وغطاء لتبرير تحالفهم مع العهد والأحزاب الأخرى. حان وقت اتخاذ الخيار المناسب. هم يطالبون عون اليوم بعقد تسوية وتهدئة في السنوات المتبقية من العهد.

ما هو أفق الثورة برأيك؟

لا أرى أفقاً لهذه المجموعات الثائرة، ما لم تتوحّد وتتنظم وتشارك تحت شعار واحد هو" لا لسلاح حزب الله. نعم لترسيم الحدود. نعم للسيادة. نعم لتطبيق الطائف. نعم لاسترجاع النظام السياسي الذي تمّ خطفه. علينا استرجاع دولتنا. كيف نسترجعها بدون نزع سلاح الحزب الذي يحكم البلد. لا يوجد قضاء مستقل، ولا جيش نستطيع الاعتماد عليه. لا بدّ من أن يجتمع الجميع ويتجرأون لرفع الصوت بوجه حزب الله الذي عندما يرى أنّ الجميع يطالب بالمطلب نفسه، فسيضطر إلى سماعهم بالنهاية. المجتمع الدولي مع مطلب نزع السلاح.

هل ترين المخرج بانتخابات نيابية جديدة؟

باعتقادي أنه ضمن القانون الانتخابي الحالي، إذا كان هناك رقابة ومساواة، وإذا توفرت شروط الانتخاب، فمن الممكن ان يحصل التغيير. ولكن من يضمن لنا في الجنوب والبقاع مثلاً أن تتوفّر هذه الشروط. أؤكد أنّ أيّ انتخابات بوجود السلاح، لن يحصل التغيير.

ما هو تقييمك للمبادرة الفرنسية؟

المبادرة الفرنسية بالنسبة لي حملت أسباب فشلها (استبعاد السلاح غير الشرعي، وتجاهل القررات الدولية...). ومع الشكر لماكرون الذي طمأن الشعب، وأعطاهم الأمل، وأنه سيبقى إلى جانبهم، انتظرنا شهراً، شهرين. "بردت" المبادرة، والناس اليوم لا تلبث أن تخرج من كارثة حتى تدخل بأخرى. كأنّ ماكرون برّد الثورة قبل انفجارها بقوة أكبر عقب انفجار المرفأ.

ما هو الحلّ؟

الحلّ هو خروج الجهة الأخرى من الخوف للذهاب إلى المواجهة، ليس بالضروري الخروج مقابل سلاح. مثلاً إذا انسحب عون، تتغيّر كلّ الموازين. تضحية المرفأ لو قدّمناها بلحظة المواجهة الحقيقية بسبب الفساد وهيمنة حزب الله على المرفأ، لو حصل هذا العنف مع حزب الله، لكان العنف أقل. ثورة 17 تشرين لم تنتهِ، والمسار طويل.

 

بانتظار اميركا وحزب الله.. العهد حائر بين لبنان وباسيل

منير الربيع/المدن/19 تشرين الأول/2020

تتضارب المواقف والمعطيات المحلية والخارجية حيال الأزمة الحكومية وكيفية الخروج منها. لا أجوبة واضحة لدى القوى السياسية والكتل النيابية حيال التصرف الدولي مع استحقاق تشكيل الحكومة.

فرنسا والحريري وباسيل

بعض الدول يريد الإسراع في تشكيل حكومة، بغض النظر عن شكلها، لأن الأهم هو برنامج عملها. وهناك قراءة محلية تقول إن المواقف الدولية لم تتغير، ولا تزال الشروط على حالها. الموقف الفرنسي معروف. ففرنسا تبذل جهدها لتمرير استشارات يوم الخميس، وتكليف الحريري رئاسة الحكومة، بناءً على اتفاق رئيس تيار المستقبل مع الثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة. أصبح واضحاً أن هذه القوى تحدد حصصها ووزراءها. ما يعني أنها حكومة "سياسية". أما التيار العوني فاعتمد التصعيد، منطلقاً من مبدأ رفض تعاطي الحريري مع القوى، واستثنائه جبران باسيل من اللقاءات أو الاتصالات.

بين باريس وواشنطن

لم تتضح بعد حقيقة الموقف الأميركي من هذه المبادرة. والأنظار كلها كانت متجهة إلى ما سيعلنه ديفيد شينكر في هذا المجال. وحسب المعلومات، هو تجنّب الغوص في التفاصيل. واثناء لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي شدد على تشكيل حكومة حيادية، شفافة وإصلاحية.

آخرون اعتبروا أن شينكر يدعم المبادرة الفرنسية إلى أقصى الحدود. فما بعد بدء مفاوضات ترسيم الحدود، لم يعد لدى واشنطن تلك الشروط التصعيدية حول شكل الحكومة. لكن آخرين يرون أن لا دعم أميركياً مطلقاً للمبادرة الفرنسية. فواشنطن لا تتدخل في التفاصيل، لأنها منهمكة في استحقاقها الانتخابي. لكن هذا الانشغال يمكن أن يسمح بتمرير حكومة في لبنان، على أن يكون النقاش الدولي والإقليمي حولها في مرحلة لاحقة.

من يمكنه تأجيل الاستشارات؟

وفي هذا السياق، تشير معطيات إلى أن تعطيل الاستشارات أو تأجيلها أصبح صعباً جداً. وهناك من يجزم أن سعد الحريري سيكون يوم الخميس المقبل رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة، على أن يبدأ النقاش مع القوى السياسية والكتل النيابية بعد تكليفه. الاستشارات في موعدها والتكليف معروف سلفاً، إلا إذا طرأ موقف خارجي ما، يدفع رئيس الجمهورية إلى تأجيل الاستشارات، وبالتالي رفع الغطاء عن أي تسوية مرتقبة داخلياً. في حال حصل ذلك، يُطاح بالإيجابيات التي أُشيعت. ولا يمكن اعتبار مثل هذا الموقف لبنانياً صرفاً، بل له أبعاده الخارجية. أما داخلياً، فيعمل التيار العوني على تسويق ما يجري بأنه تحالف رباعي بين القوى الإسلامية لإقصاء المسيحيين.

دلالة موقف القوات

لكن قوى كثيرة تعتبر هذا الكلام غير دقيق، في ظل الموقف الفرنسي والروسي والبريطاني. وهنا لا بد من النظر إلى مواقف المسيحيين المستقلين، الذين يوافقون على هذه التسوية. وهناك من يرى أن القوات اللبنانية قابلة للعودة إلى الشراكة السياسية. وهي تمثل تطلعات إقليمية تنسجم معها. أما إذا رفضت القوات التراجع، فيكون الموقف الإقليمي واضحاً في غيابه عن المشهد، وفق وجهة نظر سعد الحريري وبعض العاملين على خطّ التسوية. وتلفت مصادر مطلّعة إلى أن هناك غض نظر من جهات خليجية حيال هذه التسوية الجديدة.

العهد بين جبران ولبنان 

 

القبول بالكابيتال كونترول بعد فوات الأوان: أموال المودعين اختفت

علي نور/المدن/19 تشرين الأول/2020

فاتنا القطار وسبق السيف العذل. هذا ما يمكن استنتاجه من اجتماع لجنة المال والموازنة الأخير، والذي حاولت اللجنة من خلاله إعادة إحياء مشروع قانون الكابيتال كونترول. عمليّاً، يمكن القول أن عودة اللجنة لمناقشة مشروع القانون يأتي بضغط دولي وفرنسي واضح، يهدف إلى تحريك مجموعة من مشاريع القوانين، التي تصب في إطار الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد خلال الفترة الماضية، في محاولة لكسب بعض الوقت بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة. ولهذا السبب تحديداً، كانت ملاحظات الصندوق التي جرى تلخيصها في أربع صفحات بوصلة نقاشات اللجنة، التي ضمّت ممثلين عن جمعيّة المصارف ومصرف لبنان، لمعرفة قدرة المصارف على الامتثال لبنود هذا القانون في حال إقراره.

طارت الأموال بغياب القانون

ما إن بدأت النقاشات مع اللجنة حتّى تبيّن أن صافي موجودات المصارف الخارجيّة يتفاوت بشدّة بين مصرف وآخر، فيما يسجّل صافي هذه الموجودات، بالنسبة إلى القطاع المصرفي ككل، عجزاً بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وبذلك، تبيّن لأعضاء اللجنة أن المصارف باتت غير قادرة على الالتزام بأي معايير موحّدة لضبط السيولة بالدولار الأميركي المتوفّرة بحوزتها، من ناحية تحديد الحالات الاستثنائيّة التي يُسمح فيها بإجراء تحويل الدولارات إلى الخارج، لكون وجود هذه الدولارات بات غير مضمون في كثير من المصارف. أما الاستنتاج البديهي، فكان أن إقرار القانون كان ضروريّاً منذ بداية الأزمة، لتوحيد إجراءات ضبط السيولة بين جميع المودعين، والحفاظ على ما تبقى من أموال في المصارف، وقبل أن تتمكّن المصارف من تهريب الأموال لمصلحة قلّة من الفئة النافذة ماليّاً وسياسياً. أمّا الآن، فبات القانون لا يقدّم ولا يؤخّر بالنسبة إلى المودعين. في الواقع، حين نتحدّث عن تطيير الأموال منذ بداية الأزمة، فنحن نتحدّث عن ما يقارب 11 مليار دولار التي ذهبت من موجودات المصارف الخارجيّة، منذ شهر تشرين الأوّل الماضي، وعن أكثر من 12.4 مليار دولار التي اختفت من موجودات مصرف لبنان الخارجيّة، وهو ما يعني أن أكثر 23.4 مليار دولار غادرت النظام المالي اللبناني، لم يصب سوى جزء صغير منها في عمليّات استيراد السلع الأساسيّة. علماً أن إقرار القانون منذ تشرين الأول الماضي كان سيسمح بمنع التحويلات التي صبّت في خانة تهريب ودائع المحظيين والنافذين. كما كان سيسمح بإعطاء الغطاء القانوني للمصارف لتأجيل سداد إلتزاماتها لدى المصارف المراسلة في الخارج.

صندوق النقد والكابيتال كونترول

باختصار، لعبت المصارف لعبتها وهرّبت ما يمكن تهريبه، ولم يعد هناك ما يمكن أن يراهن عليه المودعون بشكل جدّي من هذا القانون في حال تم إقراره. لكنّ صندوق النقد، ومعه الفرنسيون وجميع المانحين المحتملين، مازالوا يصرّون على تمرير القانون قبل منح أي مساعدات أو إعطاء أي قروض، لكون القانون سيمثّل ضمانة بعدم تهريب أموال هذه القروض أو المساعدات إلى الخارج، على النحو الذي جرى من خلاله تهريب أموال المودعين، وكون القانون قادر على توفير الحصانة القانونيّة اللازمة للمصارف أمام دائنيها في الخارج. أما أبرز ما يريده الصندوق من هذا القانون، فهو توفير خريطة طريق لعمليّة توحيد أسعار الصرف المتعددة، وهي مسألة أصر عليها وفد صندوق النقد في جميع مفاوضاته مع الحكومة اللبنانيّة. عمليّاً، تشير مصادر مصرفيّة إلى أن صندوق النقد، وبمعزل عن مشروع القانون، نجح بالفعل في دفع مصرف لبنان للاقتراب من رؤيته لعمليّة الكابيتال كونترول، ولو خارج الإطار القانوني، وتحديداً في ما يخص الاتجاه نحو توحيد أسعار الصرف. فالضوابط المشددة على السيولة بالليرة اللبنانيّة التي فرضها مؤخراً مصرف لبنان، إلى جانب الضوابط الأكثر صرامة المفروضة أساساً على السيولة بالدولار، ليست سوى خطوة باتجاه لجم سعر صرف السوق السوداء بعد امتصاص السيولة بالليرة من الأسواق، وهو ما سيدفع سعر صرف الدولار في المستقبل إلى الانخفاض تدريجيّاً، إلى حد الإقتراب من سعر صرف منصّة مصرف لبنان للتداول بالعملات الأجنبيّة، على أمل توحيد السعرين لاحقاً.

مع العلم أن الحد من ضخ السيولة بالليرة اللبنانيّة في السوق، وفرض ضوابط مصرفيّة أو كابيتال كونترول على هذه السيولة، لطالما مثّل مطلباً دائماً لصندوق النقد منذ حصول الإنهيار، وتحديداً بهدف محاولة توحيد أسعار الصرف. وفي الواقع، بلغ إلحاح الصندوق على هذا المطلب حد توجيه الانتقادات اللاذعة لحاكم مصرف لبنان خلال المفاوضات مع لبنان، بسبب تأخره في فرض هذا النوع من القيود، واستمراره بضخ السيولة بالليرة في الأسواق من خلال التعميم 151، الذي يسمح بسحب الودائع المدولرة بالليرة اللبنانية. وهكذا، يبدو أن مصرف لبنان قرر تعديل إجراءات ضبط السيولة التي يمارسها اليوم، بحكم الأمر الواقع وخارج أي إطار قانوني، لتتماشى مع نظرة الصندوق للكابيتال كونترول، عبر إضافة الضوابط الأخيرة على السحوبات النقديّة بالليرة. أما الخطوة المقبلة التي ستجعل مصرف لبنان يقترب أكثر من رؤية صندوق النقد للكابيتال كونترول، فستكون بطبيعة الحال رفع الدعم عن السلع الحيويّة، التي كان يجري استيرادها على أساس سعر الصرف الرسمي القديم، أي القمح والمحروقات والدواء. مع الإشارة إلى كون هذه المسألة متعلّقة برأي الصندوق بمسألة الكابيتال كونترول، لأن الدعم يمثّل عمليّاً استنزافاً للسيولة المتبقية لدى مصرف لبنان، وسعر صرف إضافي من أسعار الصرف التي يسعى الصندوق إلى توحيدها.

وعمليّاً، مجرّد إلغاء هذا الدعم سيعني أولاً إلغاء أحد أسعار الصرف المتعددة المعتمدة، والتي يطالب الصندوق بتوحيدها. أما النقطة الأهم، فهي أنّ الصندوق يعتقد، وبخلاف الرأي الشائع حاليّاً في لبنان، أن رفع الدعم إذا نُفّذ بالتوازي مع ضوابط مشددة على السيولة بالليرة، سيؤدّي إلى انخفاض سعر الصرف في السوق السوداء، واقتراب هذا السعر أكثر فأكثر من سعر صرف المنصّة. ففي حال رفع الدعم، ومع إبقاء دور محدود للمصرف المركزي في توفير الدولارات المطلوبة للاستيراد إنما بسعر السوق، ستكون النتيجة المزيد من الامتصاص للسيولة بالليرة اللبنانيّة، نتيجة سعر الصرف المرتفع المعتمد. وهو ما سيتسبب بالمزيد من الانخفاض بسعر صرف الدولار.

الكابيتال كونترول المؤلم

باختصار، لن يكون الكابيتال كونترول لصالح المودعين هذه المرّة، بعد أن جرى التواطؤ عمداً طوال الأشهر الماضية لتأخير القانون وتهريب سيولة المصارف. بل سيكون -كما يبدو من جميع المؤشّرات- لصالح شروط صندوق النقد ووصفاته الجاهزة. وقد وجد الصندوق سبيله إلى دفع مصرف لبنان لمباشرة العمل بالصيغة التي يريدها للكابيتال كونترول قبل إقرار القانون، بعد ضغط الوفد الاستشاري الفرنسي الذي أقام لأسابيع في أروقة مصرف لبنان، من دون أن تتبيّن حتّى اللحظة تفاصيل المهمّة التي جاء لأجلها. أما مشروع القانون، فبدأ العمل عليه وفقاً لملاحظات الصندوق نفسها، والتي جرى توزيعها على أعضاء لجنة المال والموازنة، لتكون خريطة الطريق التي سيجري على أساسها مناقشة صيغة القانون. تجفيف السيولة من الأسواق بالليرة والدولار معاً، ورفع الدعم، ستكونان أداتان كافيتان للتسبب بالكثير من الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة بالتأكيد. وهنا يمكن القول أن سمعة الصندوق السيّئة، من ناحية الآثار الإجتماعيّة المؤلمة التي تتركها وصفاته الجاهزة والمعلّبة، لم تأتِ من فراغ. لكن يبدو أن السير بهذه الصيغة من الكابيتال كونترول أصبح من المسلّمات التي يمكن لا يمكن مناقشتها، خصوصاً بعد أن تم تبديد السيولة المتبقية في النظام المالي، وأصبحت البلاد رهينة دعم الصندوق، الذي يشترط هذا النوع من أدوات الكابيتال كونترول بالتحديد.

 

الحريري إلى رئاسة الحكومة بـ “قوة” الخلاف بين “الحزب” و”التيار”

إيليا ج. مغناير/الراي الكويتية/19 تشرين الأول/2020

لا يريد الرئيس إيمانويل ماكرون الفشلَ في المبادرة التي تبنّاها في لبنان. فمسارُه الأولي لم يُكتب له النجاح لأنه لم يُتْقِن الحنكةَ السياسية اللازمة لمجابهة ألاعيب السياسيين اللبنانيين واعتقدَ أن «وزن» فرنسا كان كافياً ليقف الجميع «بالصف» وينفّذون أوامر «الأستاذ» الفرنسي. لم يدرك أن هناك «أساتذة» في لبنان يريدون تنفيذ أجنداتهم ومصالحهم، لكنه تدارك الأمر عبر محاولته الأخيرة بقبول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لتشكيل حكومةِ إنقاذٍ تبدأ بمهمة لـ 6 أشهر وتبقى إلى أجَل مسمى هو الانتخابات المقبلة. ولكن ما الذي يحصل الآن في المشاورات وكيف انقلبتْ الأمور والتحالفات؟ للمرة الأولى ظَهَرَ الحريري مُمْسِكاً باللعبة من أطرافها كلها كما أرادها هو. فحَرَقَ كل المرشحين السابقين بمَن فيهم رئيس الوزراء حسان دياب (وساعده في ذلك الرئيس نبيه بري)، وأكمل مشوارَه نحو مرشح الرئيس الفرنسي، مصطفى أديب، عبر إغراقه بشروطٍ تعجيزية أدت إلى فشله. فبدا كمَن عطّل المبادرةَ الفرنسية بنفسه ولكن الحقّ لم يكن «على الطليان» بل على «الثنائي الشيعي» الذي رُمي باتهاماتِ إحباطه المسعى الفرنسي. الحقيقةُ هي أن الحريري عرف كيف يحرّك الخطوات بدقّة حين تم تحميل «الثنائي الشيعي» وزرَ إفشال مبادرة ماكرون واختبأ خلفه أيضاً الرئيس ميشال عون وكذلك زعيم «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بظهورهما وكأن لا مطالب لهما ولا هدف سوى دعم مبادرة ماكرون وإنجاحها. وبدا أن إصرار «الثنائي الشيعي»، أو بالأحرى «حزب الله» ظاهرياً وبري باطنياً، على وزارة المال ووزيرها أنقذ الجميع باعتذار الرئيس المكلف أديب ما حقق هدف الحريري وباسيل. أما اليوم فصار اللعبُ على المكشوف بعدما أعلن الحريري أنه لا يريد «لبن العصفور» ليَقبل برئاسة الوزراء بل لأنه المرشّح الطبيعي لها، لكنه أدرك أن وصولَه لابد أن يمر عبر الاتفاق مع الأكثرية التي تصوّت له في مجلس النواب وليس تكتّل الأكثرية (الذي يضم الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحلفاءهما). فمجلس النواب يشهد اليوم تغييراً في التحالفات بعد الانقسام الداخلي الحاد وهو ما اعترف به رؤساء الكتل عبر إقرارهم بوجود اختلافات جوهرية وحتى عقائدية في ما بينهم.

ولذلك فقد اقتنص الحريري الفرصةَ ليذهب إلى «الثنائي الشيعي» ويتفق معه على وزير المالية ووزرائه في الحكومة العتيدة ما داموا تكنوقراط. وهذا يعني أنه لبّى الخطوة الأولى التي يحتاجها للوصول إلى سدة الحكم خصوصاً أن بري تكفّل بأن يصوّت له عددٌ من النواب المسيحيين كي يحافظ الحريري على الميثاقية والتوافق (نوعاً ما وظاهرياً ليس إلا). وعرف الحريري كيف «ينام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على يده» بأن اتصل به ليُطَمْئنه الى أن «حصته محفوظة» ما دامت تكنوقراط. وهكذا استطاع ضمانَ تحقيق «النصر» على خصمه السياسي اللدود باسيل، ويضَعه في «خانة اليك».

لقد اضطر عون لتأجيل الاستشارات النيابية التي كانت ولاتزال تريد تكليف الحريري تشكيل للحكومة المقبلة. وقد فعل ذلك بناءً لرغبة باسيل الذي عرف أنه عُزل من حلفائه السياسيين الذين اختلف معهم في محطات عدة، وعلِم أن «ضربات تحت الحزام» أصبحت مسموحة ما دام وَضَعَها هو على الطاولة ابتداءً وأنها لم تعد محتكَرة منه فقط.

إلا أن تأجيل الاستشارات لتسمية الحريري تَسَبَّبتْ بسخط بري الذي لا يكنّ المودة لعون ولا لباسيل خصوصاً أن لا مبرر للتأجيل سوى حماية باسيل وإعطائه فرصة أسبوع نهائي ليحاول حفْظ مكان له في الحكومة المقبلة. وقد علمتْ «الراي» أن باسيل يصرّ على الاحتفاظ بوزارة الطاقة لعدم إدراكه أنه لا يوجد أحد بين السياسين والقادة المؤثرين سيسمحون له بأن ينجح في هذه الوزارة مهما حاول. ولا يوجد أي سبب دستوري يجبر الحريري على تلبية رغبات باسيل خصوصاً أن باريس، تدخّلت لتعبّر عن استيائها من التأجيل وهي فرضت وبقوّة ألا يحصل أي تأخير بعد اليوم وأن موعد الخميس المقبل لتسمية الحريري أصبح «مقدّساً». وهكذا انكشف المستور أن «الثنائي الشيعي» ليس هو مَن يريد لنفسه وزراة المالية فقط، بل ان هناك أيضاً أطرافاً أخرى تريد حصتها. فأرضى الحريري الثنائي والدرزي والسني وتَرَكَ رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وباسيل يرفضان المشاركة لُيظْهِرا أن الأكثرية المسيحية تُعَرْقِل الحكومةَ المقبلة «الإصلاحية والانقاذية». ولكن هل هذا يعني أن الاتفاق بين التيار – حزب الله قد انتهى؟ من الواضح أن التحالف الذي وقّعه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مع رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون (الذي عُرف باتفاق مار مخايل) العام 2006 تغيّرت معالمه عند تغيير قائده الذي أصبح رئيساً للجمهورية وأعطى الراية لصهره باسيل.

فقد اعتبر «حزب الله» أن «الديْن» المستحقّ لعون قد أوفاه عندما أوصله – بعد سنتين ونصف السنة من تعطيل انتخاب الرئيس- إلى سدة الحُكْم. ومما لا شك فيه أن الخلافات تحصل دائماً داخل البيت الواحد، إلا أن تنظيم هذا الخلاف لم يحصل كما يجب للإبقاء على الوحدة السياسية. فالطرفان استفادا من بعضهما البعض وأظْهرا أنهما يستطيعان الانفصال منذ الانتخابات النيابية التي أراد باسيل خلالها مجابهة حليفه (حزب الله) في مناطق عدة، ما أعطى جعجع حجماً لم يكن يتوقعه على ظهْر حليفه التيار الذي كان «نقض العهد» مع رئيس «القوات».

ويَعْتقد باسيل أن «تَناغُمَهُ» مع إسرائيل بالقول إنه لا توجد خلافات أيديولوجية معها وأن التسويق «لمفاوضات مباشرة» مع إسرائيل، كما قال النائب زياد أسود، وإطلاق العميل عامر الفاخوري مسموحٌ، لأن رئيس التيار الحر «يحقّ له ما لا يحقّ لغيره».

ومما لا شك فيه أن التلويح بالعقوبات على باسيل وعشرات من حزبه قد أعطى نتيجته المرجوة أميركياً، بتطويعه رئيس «التيار الحر» ليتخذ قرارات لم يكن ليتخذها في الأوقات والمراحل العادية، في حين أن الحليفَ المسيحي الآخَر لـ «حزب الله» زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي تعرّض عبر وزيره يوسف فنيانوس للعقوبات الأميركية، قال إنه لن يحيد عن ثوابته وقناعاته. غير أن كل هذه الخلافات لا تعني الطلاق وسقوط اتفاق مار مخايل. في حين أن الاتفاق السني – الشيعي سيوجِد تَقارُباً – وليس توافقاً – مسيحياً – مسيحياً لن يؤثّر على تسمية الحريري ولا على عمل الحكومة المقبلة التي تنتظرها تحدياتٌ أكبر بكثير من أي تحالفات قديمة أو مستجدّة، إستراتيجية أو مَرْحلية.

 

قاطعو الرؤوس و... الأرزاق!

فارس خشان/النهار العربي/19 تشرين الأول/2020

لا يحب المتديّنون، إلى أيّ فئة انتموا، النظام العلماني الفرنسي. حتى في لبنان، حين تلتقي بعض رجال الدين المسيحيين، تسمعهم يُشهرون استياءهم من هذا النظام "الملحد".

لجميع هؤلاء أسبابهم، فالقوانين الفرنسية على اختلافها كما غالبية وسائل الإعلام ودور النشر وصالات السينما وخشبات المسرح، لا تراعي حساسيات الأديان، بل تقدّم عليها حرية التعبير التي يحميها حق التجديف.

في فرنسا حماية الجماعات الدينية لا تعني صون رموزها السماوية، بل تعني صون حقها بالتعبير.

البعض يسيئه ذلك، ولكن هذه هي فرنسا، وهي مقتنعة بذاتها، وتدافع عن قيمها، وتذهب قدماً في ترسيخها.

ولكن، ثمّة فئة تريد فرض ثقافتها ونهجها على البلاد. إنّها الأصولية الإسلامية التي تضم، في غالبيتها، مهاجرين غادروا دولهم التي عانوا فيها-هم أو آباؤهم-الإضطهاد أو الظلم أو الحرمان، بسبب حاكم فاسد أو ديكتاتوري أو دموي.

وتزعم هذه الفئة أنّها تدافع عن دينها في وجه التجديف، فتتحوّل الى أداة قتل، في فرنسا.

إلى هذه الفئة ينتمي "قاطع رأس" الأستاذ الذي كان، قد عرض، في سياق درس ألقاه، في الخامس من تشرين الأول(أكتوبر) الجاري، على تلامذته في الصف الثالث متوسط، عن حرية التعبير، رسوماً كاريكاتورية تنال من النبي محمد، سبق أن نشرتها مجلّة "شارلي إيبدو" قبل أن تتعرّض أسرة تحريرها في السابع من كانون الثاني(يناير) 2015 لمجزرة حقيقية، على يد الشقيقين الأصوليين شريف وسعيد كواشي.

عبدالله أبو يزيدوفيتش الذي قطع رأس أستاذ التاريخ والجغرافيا صاموئيل باتي، في بلدة "كوفلان-سانت-أونورين" (شمال باريس) شيشاني الأصل، ولد في روسيا، وهاجر الى فرنسا حيث طلب اللجوء، فمنحته سلطاتها المختصة، في آذار(مارس) الماضي، مع بلوغه عامه الثامن عشر، الإقامة لمدة عشر سنوات.

ماذا حققت هذه الجريمة ومثيلاتها للإسلام والمسلمين؟

من البديهي أن تأتي النتيجة عكسية، فاليمين المتطرّف "هلّل" للجريمة البشعة هذه، فهي أعطته قوة للإنقلاب على طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهادف الى مكافحة "الأصولية الإسلامية"، بالتربية والسلوك الحسن، فدعت رئيسة "الحركة الوطنية" مارين لوبان الى طرد ما سمّته "الإسلاموية"، بالقوة، من فرنسا.

هي لم تشر لا الى التطرف ولا الى الأصولية ولا الى الراديكالية، بل عمّمت "رغبة الطرد" على حالة يُمكن أن تشمل كل متديّن، وربما كلّ منتم.

وهذه الجريمة سوف تتسبّب بإضعاف الرئاسة والحكومة، بسبب منح بطاقات إقامة لأشخاص يمكن أن يتحوّلوا الى قاطعي رؤوس، الأمر الذي من شأنه أن يخلق مضاعفات ترتد سلباً على طالبي تسوية أوضاعهم في فرنسا عموماً وعلى المسلمين منهم خصوصاً.

ولكن، بعيداً من "اليمين المتطرّف" الذي بدأ يحتل، مع السنوات، مراتب متقدّمة في صناديق الإقتراع، فإنّ هذه الجريمة وغيرها تترك انعكاسات مهمة للغاية، ذلك انّه كما تجسّد الرد على مجزرة "شارلي إيبدو"، مع انطلاق المحاكمة في هذا الملف ضد كل من ساعد مرتكبي المجزرة، بإعادة المجلة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمّد، فإن حملة التضامن الفرنسي مع الأستاذ الذي قُتل بقطع رأسه ستقتضي أن يسير كثيرون على نهجه التربوي.

ولن يقتصر الأمر على فرنسا، بل سيسحب نفسه على كثير من الدول ولا سيّما الأوروبية منها.

وهذا يعني أنّ الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المتطرفون الإسلاميون، تُحقق أهدافاً معاكسة، تضر بالمسلمين، من جهة وتفيد أعداءهم، من جهة أخرى.

ولأنّ المسألة كذلك، فإنّ الرد على هذا النوع من الجرائم يُفترض أن يأتي من المسلمين أنفسهم.

لا أحد يملك الحق في "الأستذة" على الهيئات المسلمة المختصة، ولكن الجميع ينتظر، بفارغ الصبر، خطوة جريئة، تُحرّم الرد على الكلمات والرسوم والمؤلفات، بسفك الدماء.

لغة "سفك الدماء" مستوردة من عصور ولّت، ولا تزال معتمدة في دول لم تنجح غالبيتها إلا في تصدير مواطنيها الى المهاجر.

الشاب الشيشاني المهاجر الى فرنسا، لم يقترف جريمة، من تلقاء نفسه. هو لم يكن يعرف ضحيته. ذهب الى المدرسة وطلب من طلابها أن يُرشدوه إليه.

هناك، في أمكنة يعرفها الجميع، من علّمه ويُعلّم أمثاله وأمره ويأمر أمثاله، بارتكاب هذا النوع من الجرائم الوحشية، مصوّراً إيّاها كما لو أنّها... مفاتيح الجنّة.

هذا المعلّم هو من يجب محاكمته.

وهذه مسؤولية كل مسلم يغار، فعلاً، على دينه وسمعته، ويحرص على أن يستدعي مجنون من هنا مجنوناً من هناك الى حروب جديدة.

كادت جريمة "قطع الرأس" أن تطغى على ادّعاء النيابة العامة في فرنسا على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بتهمة تمويل حملته الانتخابية الرئاسية من أموال خصّصها له الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي.

ساركوزي ينادي، منذ كشف هذه القضية، ببراءته. النيابة العامة أهملت حججه.

المسار القضائي لا يزال طويلاً. براءة ساركوزي ممكنة تماماً كإدانته. ولذا، فهذا ليس موضوع النقاش.

الأهم، بالنسبة للقارئ العربي، يتمحور حول المساءلة بصفتها أحد أهم أسس سلوك الدول في اتجاه التقدّم. 

إنّ ساركوزي المدعى عليه بجريمة من العيار الثقيل، ليس شخصية معارضة أو شخصية مغضوباً عليها. العكس هو الصحيح، فالرئيس الحالي يقرّبه منه، ويستشيره في الكثير من القضايا، ويأخذ بغالبية مقترحاته، بما فيها تعيين شخصيات في مراكز مهمة في الدولة.

كما أنّ ساركوزي، لم يعد يلعب أدواراً سياسية بالمعنى الإحترافي للكلمة، وإن كان لا تزال له كلمة محترمة في حزب "الجمهوريين" الذي ينتمي إليه.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ النيابة العامة لم تُهمل ملفاً سبق وفتحته بحقه، قبل سنوات، بل تابعت إجراءاتها، كأنّ شيئاً لم يكن.

بالنسبة للفرنسيين لا غرابة في ذلك. إنّهم يعتبرون الأمر طبيعياً.

لنتخيّل لو أن ساركوزي لبناني، مثلاً، فماذا كان يمكن أن يصبح عليه ملفه؟

السيناريو واضح:

إذا كان في السلطة، تُنشر بحقه الفضائح، ولكنّ النيابة العامة لا تتدخّل، فهي كأنّها لم تقرأ ولم تسمع.

وفي حال اشتدّت الحملة عليه، فهو يطلب منها، سرّاً، أن تتحرّك، لتصدر، بعد أيّام قليلة، بياناً يؤكد أن "ساركوزي اللبناني" بريء كبراءة الذئب من دم يوسف، وتبدأ بملاحقة من كشف الفضائح ونشرها.

ولا تعود وتستيقظ هذه الفضائح من سباتها، إلّا إذا انتقل "ساركوزي اللبناني" من السلطة الى المعارضة. في هذه الحالة، يتم تهديده بالملاحقة، فإذا لم يفهم الرسالة، يتم استدعاؤه، فإذا انصاع، يعود الملف الى "أحلامه السعيدة".

بديهي، أن تصدر اعتراضات على هذه المقارنة إنطلاقاً من تسليم جماعي بأنّ لبنان، مثلاً ليس فرنسا، ولكن من البديهي، أيضاً، والحالة هذه، أن نعرف لماذا يتمتّع الفرنسيون، بحكم رشيد، فيما يعاني اللبنانيون من حكم سرقهم واستخفّ بهم وهدّم مؤسساتهم وصادر ودائعهم وأفقرهم وهجّرهم.

إنّ الدفاع المستمر عن غياب دولة القانون في لبنان، ليس أقلّ إجراماً، من إقناع ذاك الشاب الشيشاني بأنّ مفتاح الجنة موجود في رقبة الأستاذ الذي قطع رأسه.

 

عام على الانتفاضة.. ولبنان إلى الأسوأ!

أنديرا مطر/القبس/19 تشرين الأول/2020

حلَّت الذكرى الأولى لاندلاع انتفاضة تشرين الأول، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية، ورفضاً للطبقة السياسية الفاسدة، مثقلة بأسئلة كثيرة، يتشارك في طرحها مؤيدو الانتفاضة ومعارضوها على حد سواء: ما الذي حققته هذه الانتفاضة من مطالبها؟ وهل أنتجت برنامجاً سياسياً، يمكنه جمع اللبنانيين الذين نزلوا بمئات الألوف إلى الشوارع العام المنصرم؟ شعارات كثيرة، رفعها المحتجون في تظاهرات كانت تزخم وتخفت، وفقاً للظروف: بناء دولة القانون والمؤسسات، ومحاربة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة، واستقلالية القضاء. على أرض الواقع يكفي النظر الى الملف الحكومي ومقاربة الطبقة السياسية لهذا الاستحقاق، للتأكد من أن شيئا لم يتغيّر وأن المسؤولين لن يتخلّوا عن المحاصصة وتقاسم النفوذ، حتى لو كان ثمن ذلك إهدار الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان وفق المبادرة الفرنسية.

أما اقتصادياً، فإلى الانهيار المتمادي في كل القطاعات، ما رفع نسبة الفقراء إلى أكثر من نصف الشعب، مع وجود نحو مليون عاطل عن العمل، بدأت الاستعدادات لوضع قرار وقف الدعم عن السلع الأساسية موضع التنفيذ في حين تهريب البنزين والمازوت والدواء والطحين إلى خارج البلاد على قدم وساق. وبعيداً عن تقييم نجاحها أو فشلها، ليست الانتفاضة سوى محطة نضالية في تاريخ لبنان، سقط فيها قتلى وجرحى، وتعرّض مناصروها للبلطجة والترهيب، وساهمت ظروف عديدة؛ منها جائحة «كورونا»، واستفحال الأزمة الاقتصادية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والهجرة، في انكفاء الناس وفي تكريس مناخ إحباطي، حتى لدى أكثر المتحمّسين للانتفاضة.

وقد يكون من أسباب خفوت الانتفاضة اختلاف الرؤية بين المجموعات الأساسية المشاركة، والتي لم تتفق إلا على النزول إلى الشارع. فمجموعات اليسار والشيوعيين حدّدت المشكلة في تحالف السلطة الأوليغارشية والمصارف، وبرَّؤُوا «حزب الله» من الفساد ومن السلطة. أما الجماعات المشاركة من مناصري الاحزاب السياسية فهي لم ترفع شعار إسقاط النظام، بل كانت مطالبها خدماتية معيشية: الكهرباء، العمل، إلخ… ومقولة خروج الجماعات عن طوائفها وزعمائها فيها شيء من المبالغة الثورية التي طغت على مشهديات الانتفاضة منذ بدايتها؛ لأن هذا الخروج كان مؤقتاً، منطلقه معيشي وليس سياسياً. وقلة قليلة كانت مستعدة للتخلّي عن زعمائها بسبب الارتباط الوثيق بين النواة الصلبة للجماعات وزعاماتها في نظام قائم على «الزبائنية»، وبسبب الخوف المتبادل بين الطوائف.

ترهيب أحزاب السلطة، وتحديداً «حزب الله» للمتظاهرين، خصوصاً للمسيحيين في بيروت، وللشيعة في النبطية وصور وكفرمان، لعب دوراً كبيراً في انكفاء الناس الى بيوتهم. وكذلك عدم انتاج اي صيغة سياسية وقيادية للانتفاضة، التي انطلقت في الاسبوعين الأولين بغضب عفوي، ثم سيطر عليها النشاط «الفولكلوري» لاحقاً أما الرهان على نزول الناس الى الشارع مع تدهور أوضاعهم الاقتصادية فلم يصحّ في الحالة اللبنانية. ففي الاسبوعين الأولين كان اللبنانيون لا يزالون في زمن الوفرة، الزمن القديم، في حين هم اليوم في زمن الشحّ، وأعدادهم في الشارع الى تراجع. اما شعار «كلن يعني كلن»، الذي تسيّد التظاهرات، فيمكن النظر اليه كأحد أسباب تفريق المتظاهرين ولم يجمعهم. وهو أطلق تجنّبا للتصويب مباشرة على «حزب الله»، وفق أحد الناشطين في الانتفاضة.

برأيه ان المجموعات كانت تهدف الى كسب الشارع الشيعي الذي شارك بداية في التظاهرات، لكنه خرج بعد طلب نصر الله منه. ويضيف: «كنا سذجاً قليلاً، لأننا اعتقدنا أنه بإمكاننا اجتذاب الجمهور الشيعي ببعض الشعارات. فلا ثورة يمكن ان تنجح من دونه، لكن التصاق الجمهور بحزب الله لا يتزعزع، ولو اكتوى من الجوع والفقر». فعاليات الذكرى الأولى وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة تشرين الأول، شهدت مناطق لبنانية عدة نشاطات احتفالية، وتوافد عشرات من المتظاهرين من صور وطرابلس وبعلبك الى ساحة الشهداء، رافعين الأعلام اللبنانية، مردِّدين الشعارات التي نادت بها تحرّكاتهم منذ بدئها. وشدد المحتجون على «تمسّكهم بثوابت حراكهم ومبادئه، وعلى رأسها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتنفيذ الإصلاحات ومحاكمة الفاسدين والسارقين واسترجاع المال العام المنهوب، إضافة الى محاكمة المسؤولين ومحاسبتهم عن انفجار «4 آب» ورفض استمرار السلطة الحالية».

وبهذه المناسبة، توجّه رئيس الجمهورية الى المتظاهرين، وقال «بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية يدي لم تزل ممدودة للعمل معاً على تحقيق المطالب الإصلاحية؛ إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد». على الصعيد الحكومي، الكل بانتظار يوم الخميس المقبل موعد الاستشارات النيابية، في ظل تمسّك الرئيس سعد الحريري بترشحه، وتمسك جبران باسيل برفضه، في وقت تشير مصادر المستقبل الى ان الحريري لن يلتقي ولن يتصل بأحد قبيل حصوله على التكليف، وهو متمسك بمندرجات المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة اختصاصين، تعمل لفترة زمنية محددة. في مقابل المسار الأميركي، يستمر الفرنسيون في محاولاتهم لتأمين التوافق على حكومة الحريري. وأمس، جددت فرنسا دعوتها للمسؤولين إلى التوافق لتشكيل حكومة، واعتبرت أنه حان وقت «اختيار النهوض، بدل الشلل والفوضى»، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن «تشكيل حكومة مهمّة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لا يزال مؤجلاً، رغم الالتزامات التي أعادت مجمل القوى السياسية اللبنانية تأكيدها».

وفي الإطار، أكد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر تمسّكه بالمبادرة الفرنسية، وبتشكيل حكومة مهمّة، يكون رئيسها ووزراؤها من أهل الاختصاص، وتكون إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها، على أن تدعمها الكتل النيابية. وأجمع المجلس على «عدم تسمية الحريري، باعتباره ليس صاحب اختصاص»، ورفض المجلس السياسي «تسخيف الخلاف حول هذه النقطة، بتصويره خلافاً شخصياً، يمكن حلُّه بلقاء أو باتصال هاتفي».

 

استثناء شينكر باسيل من لقاءاته يُزعج “التيار”

عمر حبنجر ومنصور شعبان/الأنباء” الكويتية/19 تشرين الأول/2020

السابع عشر من تشرين الأول لا ينسى في تاريخ لبنان المعاصر، إنه يوم انطلاق الانتفاضة الشعبية العارمة، التي تحولت الى ثورة سلاحها الهتاف والشعارات والقبضة المرفوعة، بوجه طبقة سياسية انتقلت من الخندق والمتراس، الى مواقع السلطة السياسية، دون تمييز معظمهم، بأخلاقيات السياسة الحقة وقيمها الأساسية. احتفل لبنان، السبت بالذكرى السنوية الأولى لـ«ثورة 17 تشرين الأول 2019» بمشاركة شعبية واسعة واكبتها شعارات وهتافات تدعو الى استقالة رئيس الجمهورية ومجلس النواب وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهتف المتظاهرون بشعار «الشعب يريد اسقاط النظام»، وتناولوا قضايا الفساد وارتفاع سعر الدولار غلاء الأسعار إضافة الى البطالة واختفاء الأدوية من الصيدليات. وتقاطر الآلاف من طرابلس وعكار والمتن وبعبدا وصيدا باتجاه ساحة الشهداء في بيروت، وظهرت بينهم مجموعات شبابية ترتدي السترات الخضراء تحت اسم «حماة الثورة» و«حماة الانتفاضة» وقد تقدموا الصفوف ومهمتهم، كما قال احدهم هي معالجة الأمور في حال التصادم مع القوى الأمنية. وبعد استكمال التجمع، عصر السبت تحرك الثوار بتظاهرة واسعة في اتجاه جسر «الرينغ» الذي يصل شرق بيروت بغربها وأطلقوا عليه «جسر 17 تشرين الأول»، ومنه تابعوا بمواكبة أمنية بعيدة الى شارع الحمراء، ثمّ توجهوا الى مجلس النواب المسور بالأسلاك الشائكة والجدران الاسمنتية، وبعد ذلك انتقلوا الى مرفأ بيروت والى موقع الانفجار الكبير الذي حصل في الرابع من آب، حيث كانت تنتظرهم شعلة ضخمة تحمل اسم الثورة وتمت اضاءتها وتبارى الخطباء في الحديث عما حققته الثورة وما تنوي تحقيقه.

هذا في الوقت الذي استقدمت قوة من مكافحة الشغب لمنع الثوار من التقدم باتجاه مجلس النواب، وقد حصل إشكال مع محتجين من منطقة البقاع لم ترد أسماؤهم في التكريم وحصل هرج ومرج وتم الاتفاق على تنظيم احتفال آخر في 25 الحالي لتكريم باقي المستحقين.

من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن الوقت لم يفت بعد على تحقيق المطالب الإصلاحية في البلاد.

وكتب عون، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي مازالت ممدودة للعمل معا على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا اصلاح ممكنا خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد».

الاحتجاجات المستمرة منذ ١٧ تشرين الأول العام الماضي هزت الطبقة السياسية بمختلف مندرجاتها، وأسقطت حكومتين ودفعت تسعة نواب الى الاستقالة، لكنها لم تستطع اقتلاع شجرة الفساد من الجذور، على أمل أن تحقق في السنة الجديدة ما عجزت عنه في سنة الانطلاق.

ولكن هل سيكون ذلك ممكنا، بعدما بلغت الأوضاع اللبنانية ذروة الاختناق السياسي والاقتصادي وحتى الأمني وأخيرا الصحي، بحيث ارتفع العداد اليومي لـ«كورونا» الى معدل 1500 إصابة يوميا، وهبط في المقابل سعر صرف الليرة اللبنانية الى تسعة آلاف للدولار الواحد. وفي حمأة الاحتفالات بذكرى انطلاقة الثورة، لم تغب الاتصالات الموظفة في خدمة ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، قبل نهاية تشرين الأول، ولا العرقلات المتنامية في طريق الاستشارات النيابية الإلزامية لتكليف من يشكل الحكومة.

وقد جاءت جولة الموفد الأميركي ديفيد شينكر على مواقع المسؤولية في لبنان بدءا من الرئيس عون الى الرئيس نبيه بري فالرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع وتناول الطعام الى مائدة وليد جنبلاط، مستثنيا جبران باسيل من جولته، ما أزعج باسيل وتياره.

وحصل لغط بين القصر الجمهوري وبين السفارة الأميركية، حول كلام نسبه القصر الجمهوري للموفد الأميركي، وأوضحته السفارة الأميركية، بمعنى مغاير.

فقد عممت دوائر القصر الجمهوري في بعبدا معلومات رسمية تنسب الى شينكر تنويهه «بالدور الإيجابي الذي يلعبه الرئيس عون في مسيرة مكافحة الفساد، وتغييره النهج الذي كان سائدا».

وعلى الأثر صدر ايضاح عن السفارة الأميركية وفيه ان مساعد وزير الخارجية الأميركية انما حث الرئيس عون على استعمال سيف الشفافية المعلق على جدار مكتبه، وبشكل مجازي، في تغيير النهج السائد، معلقا على القول المحفور على السيف، وفيه «الشفافية هي السيف الذي يقضي على الفساد».

وأبلغت مصادر عين التينة “الأنباء” ان الاتصالات التي يجريها الرئيس نبيه بري لحلحلة العقد ومنع تأجيل الاستشارات النيابية مرة جديدة لم تتوقف، ولكن المصادر لن تكشف عن طبيعة هذه الاتصالات قبل التوصل الى نتائج ايجابية.

كما تحدثت المصادر عن لقاءات في عين التينة ابتداء من الاثنين تركز بصورة خاصة على موضوع تشكيل الحكومة وضرورة عدم تأجيل الاستشارات النيابية. وعن الاتصالات بين بري وعون، أشارت المصادر الى ان تواصل بري مع بعبدا وسائر القوى السياسية مستمر.

 

لغز انفجار بيروت: لا نتائج قاطعة بل توقيفات وتجهيل للمسؤوليات

سعد الياس/القدس العربي/19 تشرين الأول/2020

رواية التلحيم قيلت في سبب انفجار المرفأ والحريق الكبير في أحد مستودعاته والانفجار الذي وقع في مستودع ذخائر لحزب الله.

بعيداً عن تعقيدات التكليف والتأليف وعن الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، فإن قضية التحقيقات في الانفجار المزلزل الذي وقد في 4 آب وأودى بحياة أكثر من 191 شخصاً، وجرح 6500 وشرّد أكثر من 300 ألف مواطن نتيجة تدمير أحياء شرقية في العاصمة بيروت، لم تتضح صورتها بعد، وهذا ما دفع بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الاستغراب، والقول بكل صراحة “يقلقنا القضاء بصمته عن الأسباب والمسبّبين لانفجار المرفأ وإذا كان عدواناً أو عملاً إرهابياً أو إهمالاً”.

وعلى ضوء موقف الراعي، كانت زيارة قامت بها وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم إلى بكركي حيث عرضت مسار انطلاق التحقيق العدلي من اللحظة الأولى مروراً بالإحالة إلى المجلس العدلي وتعيين محقق عدلي، ووعدت “أهالي الضحايا والجرحى وجميع المتضررين ان يكون التحقيق سريعاً ولكن غير متسرّع” مشيرة إلى “أن المحقّق العدلي ينتظر التحقيقات التقنية التي ستقدمها فرق الخبراء الأجانب من فرنسيين وبريطانيين”.

وكان المحقق العدلي فادي صوّان تسلّم تقرير المسح الميداني الذي قام به فريق المكتب الفيدرالي الأمريكي “FBI” في مسرح الجريمة والذي أفيد أنه لم يتوصّل إلى نتيجة قاطعة في أسباب الانفجار. وعلى الأرجح إن عدم التوصل إلى نتيجة حول طبيعة الانفجار مردّه تلاعب بمسرح الجريمة بعد أنباء عن دخول عناصر حزبية إلى حرم المرفأ بعد الانفجار والحديث عن سيارات مدمّرة لموكب أمني.

ومنذ تسلّمه ملف التحقيق أوقف صوّان 25 شخصاً بموجب مذكرات توقيف وجاهية، بينهم المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ورئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم والمدير العام للجمارك بدري ضاهر وأربعة ضباط، وثلاثة عمال سوريين كانوا تولّوا قبل ساعات من الانفجار تلحيم فجوة في العنبر رقم 12. وإذا كان توقيف البعض مفهوماً فإن توقيف آخرين بقي غير مفهوم ولاسيما بالنسبة إلى مدير عام الجمارك الذي يشكّك البعض بأن توقيفه جاء كـ “كبش محرقة” وبهدف امتصاص حملات إعلامية تحريضية ما زالت تلاحقه في ملفات غير متماسكة آخرها ما يتعلق بإلغاء منع سفر أمير سعودي من بيروت متهم بالكبتاغون قبل دفع الغرامة المالية، في وقت يعلم المطلعون على هذا الملف أن الغرامة ما زالت لدى المجلس الأعلى للجمارك الذي لم يحدّد قيمتها لغاية اليوم، وأي تدبير احترازي كمنع السفر يأتي بعد صدور الحكم وتمنّع المتهم عن الدفع وليس قبل. وعلاوة على كل ذلك، فإن الأمير السعودي الذي هو من سلالة العائلة المالكة سُجن وأمضى محكوميته وكان يتعرّض لابتزاز قبل أن تتدخّل السفارة السعودية لدى السلطات اللبنانية للإفراج عنه والتي استجابت للطلب نظراً للعلاقة المتينة بين المملكة ولبنان.

وما زال أهالي ضحايا الانفجار ينتظرون أن تطال الملاحقة القضائية رؤوساً كبيرة في السلطة وليس حصر المسؤولية بعدد من المديرين العامين الذين يأتمرون بتعليمات رؤسائهم مع الإشارة إلى أن المادة 226 عقوبات تنص على أنه “لا يُعاقَب الموظف العام أو العامل أو المستخدم في الحكومة الذي أمر بإجراء فعل أو أقدم على فعل يعاقب عليه القانون إذا اعتقد لسبب غلط مادي أنه يطيع أمر رؤسائه المشروع في أمور داخلة في اختصاصهم وجب عليه طاعتهم فيها”. ويطلب الأهالي معرفة سبب عدول رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن زيارة العنبر رقم 12 في ربع الساعة الأخير ومن الذي أقنعه بأن المواد المخزّنة غير خطرة؟ في وقت أن المدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي والمدير العام الحالي بدري ضاهر، اللذين على الرغم من عدم علاقة الجمارك بمخازن المرفأ ولا سلطة لهما على الاطلاق على بضاعة نيترات الأمونيوم طيلة فترة بقائها والتي لا تحمل أي بيان جمركي مسجّل وفقاً للأصول، قاما بواجباتهما وأرسلا كتباً إلى قاضي الأمور المستعجلة للتمني عليه الموافقة على إعادة تصدير البضاعة فوراً إلى الخارج نظراً إلى خطورة اشتعال هذه المواد، إضافة إلى إرسال كتاب من دائرة المانيفست إلى مصلحة بيروت مع لقتراح تسليمها فوراً إلى الجهات الأمنية المختصة “قيادة الجيش اللبناني” وجاء جواب قيادة الجيش في 7 نيسان 2016 أنها ليست بحاجة لمادة نيترات الأمونيوم المحتوية على 34.7 في المئة أزوت ويمكن التواصل مع الشركة اللبنانية للمتفجرات- مجيد شمّاس إذا رغبت الاستفادة منها أو إعادة تصديرها إلى بلد المنشأ على نفقة مستورديها. وعلى هذا الأساس، راسلت المديرية العامة للجمارك في 17 حزيران 2016 هيئة القضايا في وزارة العدل عن طريق وزارة المالية وطلبت احالة كتابها إلى قاضي الأمور المستعجلة لمطالبة الوكالة البحرية بإعادة التصدير أو البيع إلى شركة شمّاس. وقد أعادت وزارة المال كتاب المديرية للاحالة إلى قاضي الأمور المستعجلة لإجراء المقتضى، فوجّهت كتاباً جديداً إلى القاضي في 13 تشرين الأول 2016 تعرض الوقائع وتؤكد على طلبها، وبما أنه لم يأت أي جواب أعادت إرسال كتابين الأول في 19 تموز2017 والثاني في 18 كانون الأول 2017 .

والمفارقة أن من أمر بتنفيذ القرار القضائي الصادر بتاريخ 27 حزيران 2014 بتعويم باخرة الأمونيوم ونقل المواد الموجودة على متنها للتخزين كان رئيس الديوان في الجمارك ريمون خوري وليس المدير شفيق مرعي الذي لم يوقّع على القرار ولم يطّلع عليه، كذلك بالنسبة إلى بدري ضاهر الذي كان في ذلك الحين رئيساً لدائرة المستودعات النفطية ومستودعات السيارات والمنطقة الحرة، أي لم يكن له دور ولا علاقة من قريب ولا من بعيد بعملية إنزال البضاعة إلى العنبر. إلا أن المحقق أمر بتوقيف مرعي وضاهر فيما استمع إلى ريمون خوري بصفة شاهد وأخلى سبيله.

هذه الاستنسابية في مسار التحقيقات تثير تساؤلات قوى سياسية واستغرابها لتحميل المسؤولية لموظفين، في حين يتمّ تجاهل السبب الحقيقي لدخول 2750 طناً من “نيترات الأمونيوم” ومن هي الجهة التي تقف وراءها؟ ومن غطّى وجودها وسرقة كميات منها طيلة تلك الفترة لنقلها على الأرجح إلى سوريا وغير سوريا؟ وأكثر من ذلك، يتعجّب البعض لتسويق رواية أن سبب الانفجار هو التلحيم، وهو السبب نفسه الذي قيل عن الحريق الكبير في أحد مستودعات المرفأ بعد شهر على الانفجار وعلى الانفجار الذي وقع في بلدة عين قانا الجنوبية في مستودع ذخائر لحزب الله.

وفي انتظار جلاء القضية، تبقى طبيعة الانفجار غامضة مع تجهيل السبب أهو عمل تخريبي متعمّد أم هو ناجم عن خطأ أم عن إهمال وسوء تقدير لخطورة المواد؟

 

الإسلام المهاجر في فرنسا وإشكالية الاختلاف

منى فياض/الحرة/19 تشرين الأول/2020

متظاهرون يرفعون لافتة تقول "فرنسيون ومسلمون وفخورون بهوياتنا" في تظاهرة ضد الإسلاموفوبيا

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتدابير التي يزمع اتخاذها الكثير من الضجة والجدل، خصوصا لجهة تعميمه أن الإسلام في أزمة. لا شك أن الإسلام السياسي، الذي يحاول مصادرة الإسلام والمسلمين مستخدما العنف والإرهاب، يخلق أزمة للمسلمين في العالم ومعه، وصار يجد معارضة متصاعدة بوجهه في البلاد العربية نفسها. لكن عندما ندقق النظر في أزمة "المهاجرين المسلمين" في فرنسا، نجد أنها في الحقيقة مشكلة مع المهاجرين العرب تحديدا. فعندما تبحث على محرك غوغل عن أعداد المهاجرين العرب، تجدها شبه متطابقة مع أعداد المسلمين في فرنسا.

فرنسا لم تترك في لبنان ذكرى "مستعمِر" كما فعلت في الجزائر. وربما هذا ما يعطي خصوصية فرنسية لمهاجريها المسلمين، أي العرب والمغاربة خصوصا، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى التي لديها نسبة مهاجرين أعلى مما هي في فرنسا أحيانا. ولا شك أن لعلاقة المستعمِر بالمستعمَر آثارا وتبعات. فلم تظهر الجزائر في الذاكرة الفرنسية، عبر السينما مثلا، سوى في تسعينيات القرن الماضي، مع ظهور الإسلام السياسي في الجزائر، وأحداث الضواحي في فرنسا.

فما هي خصوصية وضع العرب والمسلمين في فرنسا؟

مضى زمن طويل على هجرة عمال شمال أفريقيا إلى فرنسا. قدم أوائل المهاجرين للانضمام إلى الجيوش الفرنسية المقاتلة في الحرب العالمية الأولى. لكن قدوم أعداد كبيرة منهم يرجع إلى النصف الثاني من القرن الماضي ومع مرحلة الوفرة والازدهار في الستينيات.

مع ذلك لم يكن هذا الوجود ظاهرا للعيان، ولم تكن مشكلة التكيف مع البيئة الاجتماعية مطروحة بالنسبة لمعظم المهاجرين. الظاهرة الجديدة في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي كانت ظهور أكثر من ألف مسجد ومكان للعبادة، وأكثر من 600 جمعية، في فترة قصيرة بحسب ما أحصاهم جيل كيبيل في كتابه "ضواحي الإسلام". لم يكن يوجد في بداية السبعينيات أكثر من حوالي 10 مساجد وقاعات عبادة، مع أن فئة سكانية هامة من أصل إسلامي كانت تقيم في هذا البلد. لكنها كانت تعبر عن انتمائها الديني هامشيا وتمارس طقوسها الدينية دون ظهور علني. لأن المهاجرين والفرنسيين، كانوا ينظرون إلى هذه التجربة المشتركة على أنها تعايش لن يستمر طويلا. كانوا قوة عمل للاقتصاد الفرنسي، وخطّط المهاجرون العودة إلى بلادهم بعد سنوات عمل شاقة من الجهد والتوفير، بما يسمح لهم العيش بمستوى أفضل في الوطن الأم.

يتخذ الإسلام هنا مظهر قلعة داخلية تسمح بالمقاومة ضد الهجومات الخارجية المتعددة، والتي تتخذ وجوها مختلفة

لذا بدأ التزايد الكبير لأماكن العبادة في الثمانينيات مذهلا، وعبر عن عوارض ولادة الإسلام في فرنسا. وهو يعود إلى التغيرات العميقة، الاجتماعية والسياسية التي عاشتها هذه الفئات السكانية، كما ارتبطت بالحركات التي عبرت العالم الإسلامي ككل.

فلقد ترافق "الطلب على الإسلام" في نهاية السبعينيات عند المهاجرين المسلمين مع وعيهم أنهم في طريقهم إلى الانخراط في سياق حتمي من الاستقرار في فرنسا. وكان هذا مستجدا عكس الجيل السابق وأسطورة العودة التي كان قد تبناها. فقبل صدور قانون 1974 الذي ينظم على نحو صارم هجرة العمال الأجانب، كانت حركة الانتقال دائمة بين بلاد المغرب وفرنسا. القانون حدّ من الهجرة ليحل محلّها الهجرات العائلية كما السرية.

تعاش كل هجرة، لمن يقوم بها تحت الحاجة، في سياق من الضغط المؤلم غالبا. كما أن المجتمع "المستقبِل" لا يكون مرحبا بالقادمين الجدد في الغالب. حينها تمر أوليات استقرار واندماج هذه الفئات الاجتماعية بلحظات من النبذ من المجتمع المستقبِل، مما يدفعها نحو بنى دفاع وحماية مختلفة. وقد لعبت النقابات والحزب الشيوعي هذا الدور لفترة طويلة. وبما أن تعداد السكان لا يحتوي أي سؤال يتعلق بالدين أو الطائفة. لذا لا شيء يحتم اعتبار أي شخص كمسلم، ما لم يقدم نفسه كذلك.

دلّ التزايد المطرد في عدد المساجد وأماكن الصلاة على أن أعدادا متزايدة من المسلمين يريدون تأكيد انتمائهم الديني في إطار المجتمع الفرنسي أكثر مما دلّ على تزايد أعدادهم.

سجلت هذه الظاهرة ولادة الإسلام في فرنسا، لأن تعبيرها عن نفسها انتقل من الإطار الخاص إلى الإطار العام. حصل ذلك عندما بدأت هذه الفئات الاجتماعية في التحول نحو الاستقرار أو الإقامة الدائمة. لذا يجمع الدارسون على الفرضية التالية: إن تأكيد الانتماء إلى الإسلام، هو نوع من أنواع الاستقرار في المجتمع الفرنسي.

هناك تمثلات مختلفة للإسلام، بعدد المسلمين. وهذا ينطبق على المسيحية واليهودية. فهناك تمثل لإسلام ـ ثقافة، وإسلام ـ ملجأ، وإسلام ـ احتجاج، وإسلام ـ هوية

قد يبدو الأمر متناقضا، أي أن يستدعي الاستقرار إظهار التمايز. وهذا نتيجة مسار معقد، يوجز كالتالي: يمر المهاجر بتجارب تفقده الثقة بنفسه، فهو مغلوب على أمره، ويصطدم بالفارق الكبير بين البلد ـ الحلم، والبلد ـ الواقع، وقد يجهل اللغة أو قواعد السلوك والإجراءات الإدارية المعقدة... والأكثر إيلاما تصرف البعض المشوب بالتمييز أو العنصرية تجاهه، فيشعر أنه نكرة، ليصبح نكران الذات، أي الخصوصية الثقافية والحضارية، شرطا للاندماج.

ظلت هذه الوضعية محتملة ومعاشة كآنية إلى أن وضعت التدابير الحكومية وقوانين الهجرة حدا لها. وصار الخيار المتبقي مع تعذر العودة، لعدم انتفاء أسباب الهجرة، البقاء في بلد المهجر.

وهكذا بدأ الإسلام المجتث، المتعذر على الإمساك به إحصائيا، لكن المرئي اجتماعيا، يتحول إلى إسلام مستقر. يترتب على قرار البقاء هذا ضرورة إيجاد الوسائل التي تتيح لهذه الفئات ما يجعل بقاءها محتملا. من هنا انتظامها في جماعات دينية وثقافية ولغوية حسب أصولها الوطنية.

ظهور التعبير الاجتماعي للإسلام في بداية الثمانينيات الذي أثار الاستغراب، لم يكن الأول؛ كان قد ظهر سابقا في إضراب شركة بناء المساكن للعمال بين عامي بينما1975 ـ 1978، والذي كان معظم القائمين به من العمال المهاجرين. ولم تبد الصحافة حينها حساسية ما تجاه التأكيد الإسلامي، لأن الموضة لم تكن لآيات الله في ذلك الوقت.

وهذا يعني أن التأكيد الإسلامي الاجتماعي، لا يكون دائما متعلقا بكل مسلم، بل باللحظة التي يتخذ فيها هذا الشخص أو الجماعة القرار بإظهار هذا الانتماء.

لحظتان مؤثرتان في سياق تأكيد ظهور الإسلام الاجتماعي: حرب أكتوبر عام 1973 والقفزة الهائلة في أسعار البترول نتج عنها زيادة كبيرة في ثروات البلدان المصدرة التي استخدمت جزءا منها في المساعدة على انتشار الإسلام في أوروبا. كما شكل تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية اللحظة الثانية في إعلان تسجيل الإسلام في قلب السياسي مجددا.

الآخر المختلف ـ المشابه

هناك تمثلات مختلفة للإسلام، بعدد المسلمين. وهذا ينطبق على المسيحية واليهودية. فهناك تمثل لإسلام ـ ثقافة، وإسلام ـ ملجأ، وإسلام ـ احتجاج، وإسلام ـ هوية...

يظهر الإسلام في أحد مستوياته، على شكل منظومة من الأوامر والنواهي التي تساعد على الاضطلاع بالاختلاف وبتحمل مسؤوليته بشكل إرادي واختياري، وإلا فإن الاختلاف الذي يميزهم سيُدرك كتمييز عنصري وعرقي يخضعون له، هم المختلفون الممنوعون من إظهار اختلافهم. يقوم الإسلام في هذا السياق، بنوع من التحول على مستوى القيم والوضعيات، بغسل العار ويستبدله بعزة النفس. إن مواجهة الضغط الذي تسببه الموانع والنواهي والأوامر هو الامتحان الذي يختار الخضوع له أولئك الذين يتبعونها. ذلك يعطيهم الشعور بالخضوع لأخلاق ولعلم أخلاقي أرفع مما هو وضعي لأنه يقود إلى عتبة الجنة.

يسود الاعتقاد بأن الإنسان يخاف من الاختلاف. تظهر الممارسة بأن هذا غير صحيح. إن ما يخاف منه الإنسان هو اللاتمايز، الذي ينتج التفتيت الاجتماعي

يتخذ الإسلام هنا مظهر قلعة داخلية تسمح بالمقاومة ضد الهجومات الخارجية المتعددة، والتي تتخذ وجوها مختلفة.

كما أن التأكيد على الهوية الإسلامية في الإطار الفرنسي، يجعل التطبيع والحصول على الجنسية الفرنسية أمرا محتملا، وإلا عاش المسلم الأمر على أنه خيانة وردّة.

إن أحد أوجه الرد على شعور المهاجر بأنه محتقر من قبل الفرنسيين وعلى إحساسه بالعدائية والدونية، يتمثل بإظهار هذا الاختلاف. هكذا عندما ترتدي امرأة شابة الملابس الإسلامية أو عندما يطلق شاب لحيته، قد يكون ذلك نوعا من البحث عن الهوية قبل أي شيء آخر. ولتأكيد ذلك يلجأ إلى وسم الآخر، بواسطة الاعتداء على حقل نظره. إن نشاطات التحريض تعطي معنى للمثاقفة انطلاقا من رموز المجتمع الدامج أو من رموز من يمانع. وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها اشتقاق لإشارات أو علامات مشابهة في مجتمع مأزوم.

هكذا يعبّر ارتداء كف فاطمة ـ أو نجمة داوود أو الصليب ـ عن شكل من التفاخر والاعتداء الرمزي كإجابة على وسم.

يسود الاعتقاد بأن الإنسان يخاف من الاختلاف. تظهر الممارسة بأن هذا غير صحيح. إن ما يخاف منه الإنسان هو اللاتمايز، الذي ينتج التفتيت الاجتماعي. لماذا؟ لأن وحدة الكل تفترض تمايزه، أي وضعه بشكل تراتبي (شرط عدم الخلط بين التراتبية واللامساواة).

إن المساواة النافية لمبدأ الاختلاف، هي سبب الخوف المتبادل. الإنسان يخاف من "الـ هو نفسه"Le mκme . وهذا هو منبع العرقية؛ لأن الآخر يشبهني أولا، تسبب غيريته فضيحة لي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

البطريرك الراعي في ذكرى 17 تشرين: لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي. من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

الأحد 18 تشرين الأول 2020

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي، عاونه المطارنة أنطوان عوكر، حنا علوان وجورج شيحان، في حضور رابطة "كروس رود" درب الصليب، وممثل رئيس حزب الكتائب رئيس مصلحة الشهداء في حزب الكتائب فريد باسيلا، رئيس مؤسسة النورج الدكتور فؤاد أبو ناضر وايلي ابي طايع والدكتور شربل عازار وحشد من المؤمنين.

وألقى البطريرك عظة بعنوان: "العريس آت، أخرجوا إلى لقائه" (متى 25: 6)، جاء فيها: "1.يندرج إنجيل اليوم في خطاب يسوع لتلاميذه عن النهايات: مجيء الرب والموت والخلاص والهلاك، وعن نهاية الأزمنة والدينونة. إن مجيء العريس واستعداد العذارى العشر والمشاركة في فرحة العرس يطبق على الموت الذي هو اللقاء بالمسيح وغير المعروف بيومه وساعته، فعند منتصف الليل، صارت الصيحة: العريس آت أخرجوا إلى لقائه (متى 25: 6). ودخلت العذارى المستعدات بمصابيحهن المضاءة معه إلى العرس. أما غير المستعدات فبقين خارجا. وأعطانا الرب يسوع الأمثولة: إسهروا، لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة (آ. 13).

إمنحنا، يا رب، أن نتذكر دوما آخرتنا، ونكون مستعدين لها يوميا بالمحافظة على فضيلة الأمانة لك ولوصاياك وتعليمك وتعليم الكنيسة، ولواجب الحالة والمسؤولية.

2. يسعدني أن أحييكم جميعا في ما نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية ومعنا رابطة Cross Road (درب الصليب) التي تجمع وتعنى بالمحاربين القدامى الذين تعرضوا لإصابات جسدية فيما كانوا يقومون بواجب المقاومة اللبنانية المسيحية. هذه الرابطة تشجعهم للبقاء فعالين عبر المساهمة في بناء مجتمع الأجيال الآتية، وللإتصال الدائم بزملائهم بواسطة نشاطات متنوعة؛ وتساعدهم للتغلب على مشاكلهم الجسدية والنفسية، ولتأمين نمط معيشي مقبول ومشرف. من أجل هذه الغاية تعمل الرابطة على تأمين أدوية مختلفة ومزمنة لهم، ووسائل المواصلات، وكراسي متحركة، وخدمات عاجلة مادية عند الضرورة، وهي مشكورة على كل ذلك.

3. تحتفل الكنيسة في هذا الأحد الثالث من شهر تشرين الأول باليوم العالمي الرابع والتسعين للرسالات. وقد وجه قداسة البابا فرنسيس كالعادة رسالة خاصة عنوانها: ها أنذا أرسلني (أشعيا 8: 6). هذه الكلمة كانت جواب أشعيا النبي عندما سمع الرب يقول: من أرسل؟ إنها دعوة صادرة من قلب الله ورحمته إلى الرسالة بالخروج من ذواتنا من أجل المشاركة في رسالة المسيح والكنيسة. نصلي من أجل جميع المرسلين والمرسلات، كي يصل إنجيل المسيح إلى الجميع فيعرفون الحق وينالون الخلاص.

4. العذارى الحكيمات هم الأشخاص الواعون المدركون معنى الحياة والتاريخ والموت، ويطرحون على ذواتهم أسئلة مصيرية متعلقة بهذه المواضيع. وبالتالي ينفتحون على سر الله وقيمة الوجود التاريخي، وحتمية الأبدية بخلاصها وهلاكها.

أما العذارى الجاهلات فيمثلن الأشخاص المغفلين عن معنى وجودهم وقيمة حياتهم وارتباطها بالله وبالآخرة. ويعيشون بالتالي لدنياهم بكل رغائبها، من دون أن يطرحوا على نفوسهم أي سؤال يتعلق بمصيرهم الأبدي بعد هذه الحياة.

5. المصابيح والزيت هما العقل وزيته الإيمان لمعرفة حقيقة الله والإنسان والتاريخ؛ والإرادة وزيتها الرجاء للإلتزام بكل ما هو خير وجمال؛ والقلب وزيته المحبة للإمتلاء من المشاعر الإنسانية وعواطف الرحمة والحنان.

في مساء الحياة، سندان على مصابيحنا: هل هي مضاءة أم منطفئة، عند مجيء الرب في حياتنا اليومية، ثم عند ساعة موتنا. يأتي الرب يسوع في حياتنا اليومية في كل مرة يريد منا أن نقول كلمة الحق بوجه الباطل، ونقف إلى جانب العدل ضد الظلم، ونزرع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والسلام حيث النزاع. لقد وهبنا المسيح الرب نعمة أن نواصل رسالته الإنجيلية، ونبني مجتمعا أفضل.

6. مرت سنة كاملة على انطلاق الثورة الشعبية، من أجل التغيير في ذهنية السياسيين، ودور المجتمع وأداء مؤسسات الدولة. لكننا نرى بألم وإدانة المنظومة السياسية تتجاهل عمدا وإهمالا وازدراء مطالب المتظاهرين وشعبنا: فلا تهزها ثورة، ولا تفجير مرفأ، ولا تدمير عاصمة، ولا انهيار اقتصاديا، ولا تدهور ماليا، ولا وباء، ولا جوع، ولا فقر، ولا بطالة، ولا موت أبرياء. فلا تؤلف حكومة، ولا تحترم مبادرات صديقة، ولا تجري إصلاحات، ولا تفاوض جديا مع المؤسسات المالية الدولية. لقد فقد الشعب الثقة بالجماعة السياسية والدولة، والمسؤولون السياسيون من جهتهم فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم، والقيمون على الدولة عطلوا دورها ككيان دستوري في خدمة الشعب والمجتمع.

لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي. من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

7. في الذكرى السنوية لإنطلاقة الثورة، نحن نعتبر أنها نجحت في إحداث تحول في الشخصية اللبنانية، وفي إعادة النبض إلى الشعب، وفي تزخيم طاقاته النضالية من أجل بناء دولة حرة، وطنية، قوية وعصرية. نجحت الثورة في توحيد جيل لبناني متعدد الانتماءات الدينية والثقافية والحزبية، فاندمج وجدانيا حول أولويات الحياة. ونجحت الثورة أيضا في تعزيز المفهوم السلمي للتغيير. منذ يومها الأول، رحبنا بهذه الثورة البهية، وأيدنا شبابها وشاباتها، ودعونا الدولة، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، إلى احتضانها وحمايتها، وشجبنا التعرض للمتظاهرين الذين هم أبناؤنا ومستقبل لبنان. لكننا في المقابل نددنا بشدة بالمتسللين الذين اعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة وعلى المؤسسات، وشوهوا وجه الثورة الحضاري. وإذ لا نزال نتطلع إلى الثورة بأمل، نريدها ثورة متجددة، ثورة أخلاقية مستقلة وغير تابعة لأحد في الداخل والخارج. نريدها ثورة موحدة وموحدة تحدد أهدافها اللبنانية بجرأة ووضوح. نريدها ثورة تحمل برنامجا اجتماعيا ووطنيا بناء، فلا يختلف الثوار على مطالبهم في الساحات وينزلقون في حلقات العنف. نريدها ثورة تطل بقيادة جديدة متفاهمة مع بعضها البعض، تمثل الشعب وتحاور الدولة والمجتمع الدولي. فلا ثورة من دون أهداف وبرنامج وقيادة. إنها لجريمة أن يخسر لبنان ثورته الرائعة. هذه فرصة لبنان لكي يغير من خلال الديمقراطية والتراث والقيم. فهلموا يا شباب لبنان وشاباته، إلى التغيير. أنتم مستقبل لبنان وعنكم قال صديقكم البابا يوحنا بولس الثاني انتم قوة لبنان التجددية، ونحن معكم.

8. في أحد الرسالات الذي تحتفل به الكنيسة الجامعة في هذا الأحد، نصلي من أجل إنتشار إنجيل المسيح، إنجيل السلام والحقيقة والعدالة والمحبة. ونذكر بصلاتنا إخوانا لنا يعانون من الحرب الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كره باغ المحاصر، والمعروف بأرتساخ، ملتمسين من الله إيقاف هذه الحرب، وتثبيت وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين. ونأسف لإخفاق الدول ذات التأثير هناك في نقل الصراع من واقعه العسكري إلى المفاوضات السلمية. إننا نناشد الأمم المتحدة إيقاف دورة العنف وحفظ سيادة الدول وتوفير الظروف الشرعية للشعب الأرمني هناك من أجل أن ينعم بالأمن والحرية وجمع الشمل في إطار القوانين الدولية.

فالله سميع مجيب، له المجد والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

المصري

وألقى جوني المصري بإسم رابطة " كروس رود"، كلمة قال فيها: "جئناكم يا غبطة البطريرك لنضع بين يديكم تاريخنا وماضينا، جئناكم بآلامنا وآمالنا، جئناكم بوجعنا وفرحنا، لنقول لكم نحن معكم مع لبنان أبدي ازلي ، لا يفنى ولا يزول رغم كل ما مر به ورغم مما يمر به". وتابع: "كانت شهادتنا واستشهادنا لهذا الوطن رديفا لشهادتنا واستشهادنا في سبيل إيماننا ليبقى إسم السيد المسيح حيا في الشرق وليبقى العلم اللبناني وفقط اللبناني مرفرفا فوق ربوعه". وأضاف: "لبنان فريدة وطن الانسان وطن الايمان، وطن الحرية، معك ننهض ومعك نسير، ومعك نقول لبنان لجميع أبنائه، دون تفرقة أو تمييز، ولأنهم للبنان وفقط للبنان. وطن الحياد الإيجابي الذي يؤمن الأمن والسلام لجميع طوائفه، الحياد الإيجابي الذي يستطيع فيه لبنان أن يؤمن رسالته في محيطه العربي الحياد الإيجابي الذي يحيي الشراكة المسيحية الإسلامية". وتابع: "نجتمع اليوم لنصلي معا ونذكر معا رفاقا فارقونا أصيبوا واستشهدوا من جراء إصابتهم من أجل بقائنا ومن أجل وجودنا نستذكرهم معكم ليشملهم الله برأفته ويضعهم من على يمينه ويجعل مثواهم في ملكوته ". وأضاف: "نستذكر أهلهم ليبلسم الله جراحهم الدائمة، ونصلي وإياهم على أنفس موتانا ونعاهدهم على البقاء معا". وتابع: "وأنتم يا رفاقي المصابين الذين خاضوا معركة الكرامة والحرية ، فاكتسبتم محبة الله والوطن ، أنتم المنتمون الى أسرة الوطن، لقد علمتم البشرية كيف يكون الدفاع عن النفس، وكيف يسير الأبطال على دروب الحضارة، فهنيئا لنا بكم ساعدتم رفاقكم وما زلتم تساعدون وحبة القمح التي زرعتموها تنمو وتكبر لتزيدوا عطاء ومحبة بإسم المسيح".

 

المطران عودة: عودوا إلى ضمائركم يا أيها المسؤولون. إن استمررتم في غيكم لن يبقى وطن ولا مواطنون. تواضعوا وأصغوا إلى أنين شعبكم. لا تفرحوا بما تكتنزونه على الأرض بل "افرحوا بأن أسماءكم كتبت في السموات

وطنية - الأحد 18 تشرين الأول 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قداس الاحد في كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت، وألقى عظة قال فيها: "باسم الآب والابن والروح القدس، آمين. يا أحبة، كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم، يعلن أن كل مسيحي هو سفير للمسيح ولله الآب، يحمل الكلمة الإلهية إلى الآخرين. كل من يسمع من السفير كأنه يسمع منْ مرسله، ومن يرفض الرسالة ويرذلها كأنه يرذل المرسل. يسبق إنجيل اليوم كلام قاس للرب يسوع يقول فيه: "أية مدينة دخلتموها ولمْ يقبلوكم، فاخرجوا منْ شوارعها وقولوا: حتى الغبار الذي لصق بنا منْ مدينتكم ننفضه لكم، ولكن اعلموا هذا، أنه قد اقترب منكم ملكوت الله" (لو 10: 10-11). السلطة التي أعطاها الرب لتلاميذه، ولكل من دعي باسمه، هي سلطة الكلمة، سلطة الرسالة التي تنص على اقتراب ملكوت الله. فمنْ رفض الرسالة يكون قدْ رفض الملكوت. ودعوة كل مسيحي، أنْ يدعو الجميع إلى مائدة الملكوت، التي قال الرب إن المدعوين إليها كثيرون، لكن المختارين قليلون (مت 22: 14).

إلا أن البشر مجربون دوما بالكبرياء. فالرسل، الذين هم من البشر، سكروا بالسلطة التي منحهم إياها الرب وفرحوا. نسمع في إنجيل اليوم: "فرجع السبعون بفرح قائلين: يا رب، إن الشياطين أيضا تخضع لنا باسمك". لقد اعترفوا من دون أن يدروا، بأن السلطة هي لاسم الرب يسوع، والشياطين لا تخضع لهم لشخصهم، بلْ لأنهم يذكرون اسم الرب، إلا أن التلاميذ فرحوا لأنهم ظنوا أن الأمر نابع منهم. لذلك حذرهم الرب قائلا: "إني رأيت الشيطان ساقطا من السماء كالبرق". أراد الرب يسوع تذكير تلاميذه بأن سقوط الشيطان كان بسبب كبريائه، وبسبب أنه ظن نفسه أهم منْ سائر المخلوقات. إلا أن سفر أيوب النبي يرينا الشيطان عاجزا عن اتخاذ قرار منْ دون إذن الرب. كما أن سليمان الحكيم يحذر أصحاب السلطة قائلا: "وأنتم أيها الملوك، فاسمعوا وتعقلوا، ويا قضاة أقاصي الأرض اتعظوا. أصغوا أيها المتسلطون على الجماهير، والمفتخرون بجموع أممكم، لإن سلطانكم من الرب، وقدرتكم من العلي، وهو الذي سيفحص أعمالكم، ويستقصي نياتكم. فإنكم أنتم الخادمين لملكه لمْ تحكموا حكْم الحق، ولمْ تحفظوا الشريعة، ولم تسيروا بحسب مشيئة الله. فسيطلع عليكم مطلعا مخيفا وسريعا، لأن حكما لا يشفق يجرى على الوجهاء. فإن الصغير أهل للرحمة، أما أرباب القوة فبقوة يفحصون. وسيد الجميع لا يتراجع أمام أحد، ولا يهاب العظمة، لأن الصغير والكبير هو صنعهما، وهو يعتني بالجميع على السواء" (حك 6: 2-8).

يا أحبة، الكل مجرب بالسلطة، لكن من وضع المسيح نصب عينيه لا يمكنه إلا أنْ يستخدم سلطته في سبيل الخير العام. لقدْ منح الرب كل إنسان موهبة خصه بها، وهذه المواهب تعطي أصحابها سلطة على الآخرين بشكل من الأشكال، لذا يحذر الرب تلاميذه قائلا: "ها أنا أعطيكم سلطانا أن تدوسوا الحيات والعقارب وقوة العدو كلها، ولا يضركم شيء. لكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل بالأحرى افرحوا بأن أسماءكم كتبت في السماوات". يعلمنا الرب يسوع ألا نفرح بالمواهب بذاتها، بل بأننا نلنا نعمة منْ لدن العلي. الموهبة تقود إلى الكبرياء إنْ لم ترافقْها توبة دائمة، وتواضع دائم، وحياة دائمة مع الله.

وفيما يفرح التلاميذ بالموهبة التي منحهم إياها الرب، نسمع في إنجيل اليوم أن المسيح تهلل بالروح، وهذا هو الموضع الوحيد في الإنجيل الذي نرى فيه المسيح يسوع قد تهلل. لم يكن فرح الرب جسديا، بل كان ابتهاجا روحيا برؤيته الشيطان منهزما تحت أقدام المخلصين. دحْر الشيطان يأتي عن طريق الاعتراف بتوبة صادقة، ومن خلال نبذ الجسديات والماديات واتباع الكلمة الإلهية نحو الملكوت السماوي. هذا الملكوت ليس لمن يعتبر نفسه حكيما وفهيما وعاقلا، بلْ هو للأطفال. يقول الرسول بولس: "أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يجهل الله حكمة هذا العالم؟" (1كو 1: 20). ويخبرنا الرب نفسه أننا لن نرث الملكوت ما لم نعد كالأطفال (مت 18: 3). من يقبل المسيح ببساطة قلب، ويرتمي في حضن الآب كالطفل، هذا يدخل به المسيح إلى الملكوت السماوي، أما المعتدون بمعرفتهم وفهمهم فلا يتركون مجالا للحكمة الإلهية أن تعلمهم ما المرْضي لدى الرب.

أحبائي، السلطة الوحيدة في المسيحية هي سلطة المحبة. عندما نسلط المسيح على حياتنا نضع أنفسنا تحت سلطة المحبة الحقيقية التي لا تخالطها مصلحة، المحبة الصادرة عن قلب طاهر وضمير حي وإيمان لا رياء فيه (1تيم1: 5). أما عندما نضع أنفسنا تحت سلطة الشيطان، أو سلطة شهواتنا ومصالحنا وأحزابنا وقبائلنا أو أي من الزعماء الأرضيين، فإننا نضع نيرا على ظهرنا سيحنينا إلى الأرض ويذلنا. نسمع كلاما كثيرا ضد المسيح والكنيسة، فلا ينهز كيان الكثيرين، لكن عندما تسمع كلمة واحدة عنْ زعيم أولئك الكثيرين، تمتلئ الشوارع بالمحتجين والمنددين وقطاع الطرق. منذ عام، فرحْنا واليوم نفرح ببدء تشكل الوعي الوطني الصادق الذي يرفض التبعية والإستزلام، ويفضح الفساد وسوء الحكم والإدارة، وينشد الدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات. لكن هذا الفرح يتلاشى مع عودة الروح الطائفية والقبلية والحزبية. لقدْ أثبتنا أننا لا نزال شعبا يحتاج الكثير من الوعي والحرية. هل فوتْنا فرصة صنع التغيير؟ لقد نسي اللبناني الله، وأله أشخاصا مائتين ومميتين، لكنهم لم يكونوا على قدر كاف من المسؤولية للحفاظ على لبنان الرسالة الذي يتغنى به الجميع. وماذا بقي من تلك الرسالة، رسالة التسامح والأخوة والمحبة وقبول الآخر واحترام رأيه ومعتقده وحريته؟ نحن نعيش في فساد سياسي وأخلاقي يقودنا إلى موت حتمي. ألا تثبت المماطلة في اتخاذ القرارات المهمة أن دولتنا مائتة ومميتة في آن؟ لم كل هذا التردد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟ لم كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟ لم لا نطبق الدستور وننفذ بنوده دون اجتهاد أو تحريف؟ هل بسبب عبادة الأنا؟

ما زال اللبنانيون يصفقون للزعماء الذين يهدرون مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويضيعون الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ البلد، ولا يهتمون للوقت الذي يمر، ويجر وراءه ما تبقى من أمل في انتشال البلد من الحضيض، متمسكين بمماحكاتهم التافهة ومطالبهم العقيمة. ما زال عدد الوزرات وأسماء الوزراء والحصص أهم من مصير لبنان واللبنانيين. يهتمون بأمور كثيرة والحاجة إلى أمر واحد: إنقاذ البلد والتكاتف والعمل الجدي من أجل ذلك.

عودوا إلى ضمائركم يا أيها المسؤولون. إن استمررتم في غيكم لن يبقى وطن ولا مواطنون. تواضعوا وأصغوا إلى أنين شعبكم. لا تفرحوا بما تكتنزونه على الأرض بل "افرحوا بأن أسماءكم كتبت في السموات" كما يقول الرب في إنجيل اليوم. تحلوا بالحكمة، وافتدوا الوقت "لأن الأيام شريرة" (أف 5: 16).

دعوتنا اليوم، أن نتواضع، وأن نحب، وأن نخشى حكم الرب، وألا نتسلط على الآخرين أو نشعر بأننا مميزون، مهما علا شأننا أو كثر فهمنا أو زادتْ حكمتنا. لنجتمعْ جميعنا تحت سلطة واحدة، هي سلطة المحبة الإلهية، عندئذ تنتفي كل شرور البشرية، ويعم السلام مجددا، آمين".

 

رئاسة الجمهورية عن قضية أمير الكابتاغون: لا دور مزعوما لرئيس الجمهورية في إطلاقه بل رد طلب العفو عنه وفقا لرأي لجنة العفو

وطنية - الأحد 18 تشرين الأول 2020

صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "إزاء تناول بعض الإعلام ملف الأمير عبد المحسن بن وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، الملقب بأمير الكابتاغون، ودور مزعوم لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اطلاق سراحه ورفع المنع عن سفره، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، دحضا لمثل هذه المزاعم التي هي بمثابة افتراء واعتداء معنوي على مقام الرئاسة، توضيح ما يأتي:

أولا: بتاريخ 26/10/2015، أوقف ألأمير اثر محاولته مغادرة مطار رفيق الحريري الدولي على متن طائرة خاصة، محاولا تهريب 1900 كلغ كابتاغون في حقائبه.

ثانيا: بتاريخ 27 آذار 2019، أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان حكما بحقه.

ثالثا: بتاريخ 26 نيسان 2020، أخلي سبيله لانتهاء محكوميته، مع منع السفر.

رابعا: بتاريخ 2 أيار 2020 ورد الى مقام رئاسة الجمهورية من وزيرة العدل طلب عفو خاص عن الأمير مقدم منه ومسجل تحت الرقم 142/ع/2019.

خامسا: بتاريخ 21 تموز 2020، أعيد طلب العفو الخاص الوارد من وزارة العدل، مع قرار فخامة الرئيس برفضه وب"رد طلب العفو وفقا لرأي لجنة العفو". (ربطا المستند).

سادسا: في التاريخ ذاته، أي في 21 تموز 2020، رفع النائب العام الاستئنافي في بيروت منع سفر الأمير المذكور، حيث غادر لبنان بتاريخ 24 تموز 2020.

أمام هذه الوقائع الدامغة، يهم مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية لفت نظر وسائل الإعلام كافة بضرورة استقاء المعلومات من مصادرها قبل توجيه الاتهام الى أي كان، تفاديا لإثارة المشاعر في غير موقعها، وتضليل الرأي العام والتسبب بالاعتداء المعنوي للمستهدف أيا كان".

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الأول/الحلقة الرابعة

17 تشرين الأول/2020

كانت الشمس قد اشتدت حرارتها وبدأ التململ ينتشر بين الركاب على سطح العنبر. كان هناك في الجهة الأمامية مجموعة من الشباب والصبايا العائدين من بيروت بعد رحلة قاموا بها إلى "الشرقية" للتعرف على لبنان، فأغلبهم لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر، ولذا فهم لم يعرفوا لبنان قبل الحرب، ولم يكونوا في 1982 في سن تسمح لهم بالنزول وحدهم إلى بيروت. واليوم منهم من بدأ يعمل ومنهم من التحق بالجيش وأغلبهم أنهى دروسه الثانوية وأصبح لديه امكانية التخطيط لمشاريع خاصة به، ومنهم من لا يزال ينتظر أوراق الجامعة ليعود إلى الدراسة في العام القادم. وكان "عماد"، أحد هؤلاء الشبان ينوي الدخول إلى الحربية وقد سمع أن الطلبات تقدم في هذا الوقت. فقرر النزول إلى بيروت لتقديم الطلب وقد أقنع "سليم" والآخرين أن يذهبوا معه. وكانت "ريما" شقيقة "سليم" تريد هي ايضا أن تستفهم عن طلبات كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية. فوالدها الذي يعمل في "أبو ظبي" قد وافق قبل أن يسافر في نيسان الماضي أن تدرس هندسة الكومبيوتر في اليسوعية وهو مستعد لدفع الأقساط مهما كلفت. المهم أن تنجح. وهي، معروف عنها، أنها الأشطر في مدرستها. وإذا كان "ساكو" و"لويس" استطاعا أن يتابعا علومهما هناك بنجاح فبامكانها هي ايضا ذلك. وقد تبرعت خالتها "ماري" التي تسكن في "جل الديب" باستقبالها عندها إذا كانت تنوي فعلا أن تكمل دراستها في بيروت. فالمشكلة الأصعب على جميع تلامذة المنطقة هي السكن. فلا مشكلة إذا، وهي واثقة من نفسها، إذ أن معدل علاماتها في "الترمينال" كان 17 على 20 وقد جمعت 85 نقطة زيادة على المعدل في الشهادة العام الماضي، ولكنها لم تذهب إلى بيروت لاكمال تعليمها لأنها لم تكن قد قررت بعد ماذا ستفعل، فلم يكن والدها قد أتى بالصيف إلى عين إبل للتداول بهذا الموضوع.

كان "سامر" منزعجا من الأمر فقد بدأ يهوى "ريما" بجد خاصة بعد تلك السهرة، فهو ولو كان عنده من نفسه ويثق بكل أعماله وكل الصبايا تتمنين أن تكلمه، كونه الشاب الأكثر نشاطا واندفاعا بين "الربع"، وصحيح أن والده قد استشهد وهو لم يزل يافعا، إلا أنه كان دائما من الأوائل بالصف حتى السنة الماضية حيث قرر أن يتفرغ للعمل. ولم يشأ أن يحلم باكمال دروسه في بيروت. وقد كان منذ ثلاث سنوات يعمل صيفا مع "المعلم سامي" في تمديد المواسير. وقد تابع دورة لمدة شهر مع ال YMCA قي بنت جبيل وكان من أبرع التلامذة. وقد شجعه "المعلم سامي". ومنذ السنة الماضية بعد "الترمينال" إنكب على العمل بجد وبدأ يلتزم ورشا لحسابه. وقد كان دائم الاعجاب ب"ريما". ولكنه لم يجرؤ على الاقتراب منها أو يحلم بأن يصبح "صديقها" بالرغم من أنه كان يشعر بأنها تشجعه في أثناء مباريات "الباسكيت"، فهو كابتن الفريق. ولكن شخصية "ريما" تفرض هالة من الاحترام حولها وبالرغم من كونها أكثر الصبايا مزاحا إلا أن الجميع يخشونها، ولم يجرؤ أحد أن يدعي بأنها "صديقته".

في تلك السهرة يوم كانت حفلة نجاح "ريما" التي دعت إليها كل الأصحاب، قامت هي بدعوته إلى مراقصتها، "لأنه الشاب الذي نافسها على المعدلات العالية في المدرسة وفي الشهادة"، وهكذا وبالرغم من احساسه بالحرج قليلا إلا أنه شعر بفرح لم يسبق له مثيل، فقد شرب البيرة بنهم للمرة الأولى، وعاود الرقص مع "ريما" عدة مرات. وفي آخر السهرة عندما خف الصخب خرج إلى الشرفة وجلس وحيدا، وكانت السماء في أجمل أيامها صفاء ونجومها تضيء الليل مشعة كما لم يرَ من قبل، وكانت هذه الزاوية من المنزل تطل على الوادي الذي بدأ الضباب ينساب اليه وكأنه البحر يزحف مغطيا شيئا فشيئا تلك الكتل الهرمة من أشجار الزيتون والسنديان التي تتزاحم لتملأ المنخفضات. وإذا ب"ريما" تقف إلى جانبه وتستأذنه بالجلوس. لم تسعه الدنيا. فهل كان يحلم؟ ففي نفس اليوم، يراقص "ريما" ويفرح كل الفرح، ثم ماذا؟ تأتي هي لتطلب منه الجلوس بقربه، في ذلك الجو الرومنطيقي...

مضى ذلك الليل. ما أقصره... فهل كل الساعات الحلوة تمر هكذا بلحظة عين؟

بقي "سامر" يذكر تلك الليلة، وقد أمسك بيد "ريما" وراحا يتحادثان بصمت العاشقين. كان قلبه يتكلم أكثر من لسانه. وكانت هي برقتها وسلاسة حديثها تسأل وتجيب. لم يتذكر من الحديث شيئا. لكنه ظل يذكر الجو كله والتناغم بين اللمسة البريئة التي سرت في جسده جداول من الأحاسيس، والصوت الدافئ الذي طار به إلى غير سماء. لم يستطع أن ينظر في عينيها ولا اقترب أكثر، مع أنه أحس برغبة في الالتصاق بها وكأن شيئا يجذبه. ولكنه أراد أن يبقى في نظرها ذلك الشاب المهذب الذي لا يستغل الظرف. أو أنه لم يرد أن يفسد بحركة ما ذلك الجو الذي تمنى ألا ينتهي. 

تلك كانت المرة الوحيدة التي انفرد بها مع ريما، ومنذ ذلك الوقت وهو يحلم بها كلما اختلى بنفسه، وإذا ما رآها في الشارع، رف قلبه وتعمد أن يلفت نظرها. وكانت هي كعادتها تبتسم له وتحييه. ولكنه أصبح يحس بلحظ عينيها أكثر فأكثر ويشتهي أن ترمقه بنظرة منها. لذا فعندما قرر عماد وسليم النزول إلى بيروت برفقة ريما وهند وأمال تحمس للموضوع وهو الذي فتح باب رؤية لبنان بلدنا الذي لا نعرف عنه شيئا. وبالرغم من أنه قد التزم ورشة كبيرة في يارون، إلا أنه عمل أسبوعا كاملا حتى ساعات الليل ليتمكن من انهاء تمديد "السواد"، وقد كان يصطحب إثنين من العمال حتى ينهي العمل قبل الذهاب إلى بيروت.

بقرب هذه المجموعة من الشباب والصبايا، جلس راهب من البلديين، على ما يبدو. كان مظهره يدل على أنه قد تقدم بالعمر. وقد ابيض ما تبقى من شعر على راسه وتناثر خصلا خفيفة فوق هامة تلامس أطرافها شبه دائرة تبدأ من فوق أذنيه وتدور باتجاه الرقبة حيث يبدو التجعد في الجلد متأثرا من افح الشمس لتظهر خطوطه جلية. ويبدو من ردائه المغبر الذي أكلت الأيام من أطراف ياقته، وأخذ الحزام مكانه فيه حول الخصر فلا يضيع، أنه يخدم في احد الأديرة النائية في منطقة جزين. هذا الراهب الهادئ كان يرى في هذه المجموعة، أمسه الضائع أو مستقبل البلاد. وفي الحالتين فقد ظهر حنانه لهم، فبعدما حميت الشمس وبدأ التململ، سحب منجيرته من تحت ردائه وأرسل لحنا كألحان الرعيان في الجرود جمع حوله أولئك الفتية فتكوموا يستأنسون ويطيبون. ثم ما لبث، بعد انهائه ذلك النغم، أن بدأ يعزف لحنا كنائسيا رددته أمال التي كان صوتها يناسب كل الألحان. فهي منذ صغرها تخدم في جوقة الكنيسة، وقد رافقت "سور ماري اميلي" في آخر أيامها في الدير و"سور كلود". وهي تدير اليوم الجوقة الكنائسية وتعرف كل الألحان الجديدة والقديمة، حتى أن "المطران يوسف" نفسه أشاد بصوتها، وهو الذي قلما يعجبه شيء أو يظهر ذلك الاعجاب. عندما رنمت أمال: "جبريل وافاكي يهديكي السلام..."، بدأ الجميع يردد معها شيئا فشيئا بصوت منخفض. ثم أخذت تلك الموجة طريقها إلى أكثر من مكان، وكأنها العدوى وقد دفعها صوت أمال أو نغمة المنجيرة أو توق الناس إلى تغيير الروتين، أو الترتيلة نفسها التي كانت الأكثر شعبية بين هؤلاء القرويين، أو كون "السلام" المنشود هو الحافز الذي يكمن في اللاوعي عند الجميع، خاصة في هذه الظروف الصعبة. وما أن أنهى الراهب تنغيمه حتى كان جميع من على الجسر يصغي. ثم أرسل لحنا رحبانيا إنطلقت معه أمال والمجموعة كلها وبدأ التمايل ووقع الكف كأنه ايقاع الطبل والدربكة معا وكانت "نسم علينا الهوى" أغنية "الربع" عندما يجتمعون في سهرات الصيف. ومن أغنية إلى أخرى غيّر ذلك الراهب جو الضجر والملل اللذين كانا قد سادا، وكأن حرارة الشمس الزائدة لم تعد تؤثر عليهم، وساد المرح هنا والرقص هناك ونسي الجميع هموم السفر، حتى "بو حنا" كاد أن يبتسم عندما زق "نجيب" وهو يرقص بين صناديق البيرة. كان نجيب يحاول جاهدا أن يصبح تاجرا وقد اشتغل بكل شيء حتى أنه حاول اليوم المتاجرة في البيرة معتمدا على المطاعم التي تخدم قوات الطواريء الدولية في الناقورة.

كان "نجيب" في أواخر الثلاثينات وقد التحق في سلك الدرك وخدم في أغلب المناطق اللبنانية. وهو يعرف الكثير من الأشخاص وله أصدقاء في كل المناطق. ولولا الحرب لكان اليوم في أحسن حال، كما يقول. حاول "نجيب" أن يتاجر مع اسرائيل ولكنه خسر في الفاكهة، مع أنه في 1982 كان ينقل كل يوم شاحنة "سكسويل" إلى بيروت. ولكنه "لعب على الكبير" ولم يكن "ع قد الحمل" فخسر وكاد أن "يتبهدل لولا أولاد الحلال"، وها هو اليوم يحاول من جديد. وخطر له أن البيرة اللبنانية مرغوبة عند الأجانب وقد فضلوها على ال"هاينكن" المستوردة. فنزل إلى بيروت وتعرف إلى مدير المبيعات في "المازة" وكان من أبناء المنطقة فسهل له أن ينقل شحنة وها هو يحضرها معه على ظهر هذه الباخرة، وقد وضع قسما في العنبر وترك بعض صناديق الكرتون أمام عينيه بين المسافرين. وعندما طرب "نجيب" وحاول أن يرقص، زحط بين الصناديق وأضحك الجميع حتى "بو حنا". ثم عاد فنهض وفتح أحدها ووزع بعض الزجاجات، ولكن كثيرين امتنعوا، فالبيرة باتت ساخنة من الشمس، والكل يعرف أن "نجيب" في هذه الأيام "على قد حاله" واذا ما انحشر فلا يتراجع، لذلك لم يشاءوا أن يدفعوه إلى الخسارة من جديد وبدون سبب. أما هو فكان يلح على الجميع، حتى أنه أراد أن يسقي "ام حنا" و"بوحنا" بالقوة لولا ذلك الصوت الذي جعله يتوقف، فقد أطلق الراهب نغما استفذ "جريس" صاحب الصوت الجميل، فبدأ موال "موعود بعيونك أنا موعود..." وكان جريس من القليعة في القطاع الشرقي. وقد كان عائدا من بيروت مع أصدقاء آخرين تعرفوا بمجموعة عماد وسامر وربعهم في رحلة الذهاب وأمضوا معا في "الشرقية" بعض الوقت في زيارات وسهرات.  فهم من نفس الجيل وقد كان أغلبهم، كرفاقهم، ينزلون إلى بيروت للمرة الأولى. وكان يظهر على سامر انسجامه الكلي بالموال. ف"ريما" هي صاحبة العيون السود وهو يحس دائما أن هذا الموال يصور حالته. ثم أكمل جريس ب"عا هدير البوسطة..." وكأن هدير الباخرة وعجقة الركاب هي نفسها هدير بوسطة تنورين، وقد ترددت الكلمات مع صوت جريس العذب وأنغام الراهب الشيخ وانسجام الحالة عند الجميع، لتعطي انطباعا وكأن الأغنية هي لتلك الباخرة وركابها أكثر من ركاب "بوسطة تنورين"...

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي18- 19 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

A Darker Side”:The Persecution of Christians, September 2020/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/October 18, 2020

ريموند إبراهيم/معهد كايتستون: الجاني المظلم… جردة بوقائع اضطهاد المسيحيين لشهر أيلول 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91418/raymond-ibrahim-gatestone-institutea-darker-side-the-persecution-of-christians-september-2020-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9%d9%87/

 

مقابلة من موقع أساس ميديا مع د. منى فيّاض: الثورة تحتاج لمواجهة الحزب وللتنظيم

هشام عليوان/أساس ميديا/18 تشرين الاول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91421/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3-%d9%85%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d9%91%d8%a7/

 

 

موعظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم

*المطران عودة: عودوا إلى ضمائركم يا أيها المسؤولون. إن استمررتم في غيكم لن يبقى وطن ولا مواطنون. تواضعوا وأصغوا إلى أنين شعبكم. لا تفرحوا بما تكتنزونه على الأرض بل “افرحوا بأن أسماءكم كتبت في السموات

*البطريرك الراعي في ذكرى 17 تشرين: لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي. من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91426/%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9/

 

Lebanon spymaster holds ‘positive’ US talks on intel sharing and hostages/ Joyce Karam/The National/October 18/2020
 
جويس كرم/ذا ناشيونال: اللواء عباس إبراهيم "سيد التجسس اللبناني" يجري محادثات أمريكية "إيجابية" حول تبادل المعلومات الاستخباراتية والرهائن
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/91431/joyce-karam-the-national-lebanon-spymaster-holds-positive-us-talks-on-intel-sharing-and-hostages-%d8%ac%d9%88%d9%8a%d8%b3-%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b0%d8%a7-%d9%86%d8%a7%d8%b4%d9%8a/

 

Indicators point to imminent new uprising in Iran/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/October 18/2020
د.مجيد رافيزادا: مؤشرات إلى حدوث انتفاضة جديدة وشيكة في إيران
http://eliasbejjaninews.com/archives/91435/dr-majid-rafizadeh-indicators-point-to-imminent-new-uprising-in-iran-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a4%d8%b4%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5/

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الأول/الحلقة الرابعة

17 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91439/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-2/