المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october18.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

الياس بجاني/قم بواجبك الوطني وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للاحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/المعرابي يفتقد للرؤية واجندته مرّضية وتتمحور حول وهمه الرئاسي

الياس بجاني/أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها وفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان فوضى… انتو جماعه كفّرتنا بربِّها وعين العنايه شايفه ومنبَّهه/الأب سيمون عساف

اعظم خدع الشيطان... بيقولوا اعظم واخطر خدعة بيخدعنا ياها الشيطان هوي انه يقنعنا انه مش موجود. وان الاخرين هم المسؤولين وهيدا يلي عم يعمله حزب الله مع الشعب اللبناني./ادمون الشدياق

معلومات خاصة لـ«جنوبية»: «حزب الله» وباسيل يلعبان بالميثاقية لإخراج الحريري!

أحمد قبلان: حل مشكلة لاسا بين البطريركية والمجلس الشيعي لا بالقوة

خلاف عقاري في منطقة جبيل يأخذ طابعاً طائفياً...استقواء بصور نصر الله ورايات «حزب الله»

بومبيو في ذكرى انتفاضة 17 تشرين: رسالة الشعب اللبناني واضحة

واشنطن على موقفها من لبنان.. لا دعم لحكومة تضم “الحزب”

لماذا ركّز “الحزب” على شكل المفاوضات وهرب من المضمون؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/10/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شينكر أكد دعم واشنطن للمبادرة الفرنسية وأبلغ فرنجية أن العقوبات الأميركية لا تستهدفه

بيروت تستعيد أجواء {17 أكتوبر} بتحركات رمزية/عون قال إن يده ممدودة لتحقيق الإصلاحات»

مئات يتظاهرون في بيروت بعد سنة من انطلاق حراكهم ضد السلطة

مواقف دولية في ذكرى الانتفاضة اللبنانية تدعو للاستماع إلى مطالب الشعب

أزمات مالية وسياسية ومعيشية تحاصر اللبنانيين بعد عام على {انتفاضة 17 أكتوبر}...مسيرات خجولة اليوم في ذكراها الأولى

مواجهات بين الأمن اللبناني ومحتجين حاولوا اقتحام البرلمان

لبنانيون يتحدثون عن {حلم لم يكتمل} ويؤكدون استمرار الانتفاضة

القضاء اللبناني يحذر من تدخل «أي مرجع» في تحقيقات انفجار المرفأ

طاهٍ أردني يبتكر مرقة «دموع بيروت» ويحفر اسم المدينة على الأطباق وعشاءات ومزادات لجمع التبرعات لإعادة إعمار العاصمة اللبنانية

معرض «هذه الأرزة التي تقطع» وقفة مع الذات تجاه الطبيعة...لبنان من البلدان النادرة التي تزيّن علمها بشجرة

لبنان يختنق بمؤشراته وفقره... ولا يستطيع استعمال احتياط الذهب..الخبز والدواء والنقل تنضم قريباً إلى سلّة سلع الرفاهية في البلد المنكوب

مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ولدت لتفشل

اختتام مهمة خبراء فرنسيين بالاشتراك مع الجيش في كلية فؤاد شهاب

عقدة الحريري – باسيل.. هل تؤجل الاستشارات مجدداً؟

مليونا عاطل عن العمل... والليرة خسرت 80% من قيمتها

صيدليات ومستودعات تخزّن الأدوية..وزير الصحة جال عليها وتحدث عن عمليات احتكار

«القوات» و«المستقبل»... حلفاء رغم الثقة المفقودة ...خلافات من الحكومة إلى الانتخابات الرئاسية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

هدنة إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان

إسرائيل والبحرين توقعان على وثيقة العلاقات الدبلوماسية الأحد

 ساركوزي في مواجهة القضاء...الرئيس الفرنسي السابق متهم بـ«تشكيل عصابة إجرامية» في ملف التمويل الليبي

المدعي العام الفرنسي يكشف تفاصيل جديدة عن “جريمة باريس”

فرنسا تؤكد عزمها الرد بحزم وبأشد الطرق على قتل المدرس

أذربيجان تعلن السيطرة على مدينة جديدة في قره باغ

ترامب: سأغادر البلاد إذا هُزمت أمام أسوأ مرشح بتاريخ الرئاسات

غوتيريش: العالم المنقسم يفشل في اختبار «كوفيد - 19»

رئيس ألمانيا يدخل الحجر الصحي بعد إصابة أحد حراسه بـ«كورونا»

إصابة رجل بفيروس «كورونا» في مقر إقامة بابا الفاتيكان

ترمب مازحاً: قد أضطر لمغادرة البلاد إذا فاز بايدن بالانتخابات

واشنطن تحذر من «عواقب وخيمة محتملة» لاختبار تركيا منظومة «إس 400»

تهديدات للمرشح المناهض لأنقرة عشية انتخابات شمال قبرص

تقرير: السياسة الخارجية لتركيا جعلتها «أكثر عزلة»

سيدة أعمال أميركية تدعي أنها كانت على علاقة ببوريس جونسون

واشنطن تدعو تايوان لـ«التحصن» ضد غزو صيني محتمل

فوز ساحق لأرديرن في الانتخابات التشريعية بنيوزيلندا

حملة بايدن تجمع تبرعات شهرية قياسية بلغت 383 مليون دولار

السعودية وروسيا لمزيد من حوارات التقارب الاقتصادي...مباحثات رفيعة تتضمن فعالية عقار «كورونا» واستقرار سوق الطاقة العالمي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سجين "التفاهم"/الياس الزغبي

54 شهيدا في التهجير الأول و47 في الثاني.. العيشية هل تتذكرون؟/جومانا نصر- المسيرة

سينودس الموارنة: حياد وثبات مواقف و3 مطارنة أو أكثر/حبيب شلوق/المرصد

حين يغير السياسيون أفكارهم/توفيق شومان/فايسبوك

هل مازالت  بيروت عاصمة لبنان/توفيق شومان/فايسبوك

لبنان المترنح بعد سنة على "ثورة 17 أكتوبر"/د. خطار أبودياب/العرب

التيار: عداء منذ اللحظة الأولى/هيام القصيفي/الأخبار

17 تشرين...كي لا تصبح الثورة ذكرى/فوزي يمين/فايسبوك

جبران "الزمكّ"/نديم قطيش/أساس ميديا

جمهورية البلف، الفاشية الشيعية والاوليغارشيات المافياوية وحكم الرعاع/شارل الياس شرتوني

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الأول..الحلقة الثالثة/المنسقية

التعايش وقبول الآخر همٌ مشترك... من أميركا إلى لبنان/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

تركيا واحتراف الفوضى/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كورونا: 8 وفيات و1405 إصابات جديدة.. الوباء يهدّد "الإقليم"

مستشفى جبل لبنان: ننفي كل الافتراءات التي تتهمنا بالتمييز الطائفي

أمل استنكرت قرار منع الممرضات المحجبات من الالتحاق بمستشفى جبل لبنان

الوطني الحر: لن نسمي الحريري واتهامنا بالعرقلة تجن

أربعة اقتراحات قوانين للجمهورية القوية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت

إنجيل القدّيس متّى12/من22حتى32/:”حِينَئِذٍ قَدَّمُوا إِلى يَسُوعَ مَمْسُوسًا أَعْمَى وأَخْرَس، فَشَفَاه، حَتَّى تَكَلَّمَ وأَبْصَر. فَدَهِشَ الجُمُوعُ كُلُّهُم وقَالُوا: «لَعَلَّ هذَا هُوَ ٱبْنُ دَاوُد؟». وسَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ فَقَالُوا: «إِنَّ هذَا الرَّجُلَ لا يُخْرِجُ الشَّيَاطِيْنَ إِلاَّ بِبَعْلَ زَبُول، رئِيسِ الشَّيَاطِين». وعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُم فَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدِينَةٍ أَو بَيْتٍ يَنْقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَثْبُت. فَإِنْ كانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَان، يَكُونُ قَدِ ٱنْقَسَمَ عَلى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخْرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيْكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.أَمْ كَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ القَوِيِّ ويَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبُطِ القَوِيَّ أَوَّلاً، وحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ. ومَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ خَطِيئَةٍ سَتُغْفَرُ لِلنَّاس، وكُلُّ تَجْدِيف، أَمَّا التَّجْدِيفُ عَلى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَر. مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ سَيُغْفَرُ لَهُ. أَمَّا مَنْ قَالَ عَلى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لا في هذَا الدَّهْر، ولا في الآتِي”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله وفاشل وذمي

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

حزب الله وبري وجنبلاط وفرنجية وأوباش 8 آذار يريدون سعد لأنه مدجن ومخصي سيادياً وشريك فساد ومحاصصات وذمي ويعادي الثورة وال 1559... سعد غطاء لحزب الله ولإحتلاله

 

لا ثورة إلا أذا كانت بوجه احتلال حزب الله ومطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وفي مقدمها ال 1559

الياس بجاني/17 تشرين الأول/2020

الثورة ثورات منها سيادي ومنها تدميري. نحن مع الثورة التي تقفف ضد احتلال حزب الله وتطالب بتنفيذ القرارات الدولية وتحديداً ال 1559

 

قم بواجبك الوطني وشارك الأحرار والسياديين من أهلك في قول لا مدوية للاحتلال الإيراني ولكل أدواته من الطرواديين

الياس بجاني/16 تشرين الأول/2020

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 17 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي في الصيفي الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91361/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%ac%d8%a8%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

******
بات الوضع الإحتلالي الملالوي والإرهابي في لبنان أمر إبليسي لا يطاق وقد تخطى في مأساويته كل التوقعات وأمسى بصعوباته وإجرامه بحق المواطنين العزل غير مسبوق في تاريخ وطن الأرز المقدس منذ سنين طويلة.

المحتل الإيراني البربري والمذهبي والمجرم يتحكم بكل مفاصل الدولة ولم يترك مؤسسة واحدة لا خاصة ولا حكومية إلا وعهرها وأفرغها من محتواها وشلها وجعل منها أداة مجيرة لخدمة مشروعه الإيراني الاستعماري والتوسعي والإرهابي.

وعن ذمية واستسلام وخنوع وركوع طاقم الحكم الإسخريوتي على كافة المستويات ومعهم المخصيين من أصحاب شركات الأحزاب التجارية البالية والتعتير فحدث ولا حرج.

من هنا فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة في وطن الأرز قبل تحريره من سرطان احتلال حزب الله الملالوي، والإتيان بطاقم سياسي وطني وسيادي ولبناناوي يخاف الله ويحسب حساباً ليوم حسابه الأخير، وضميره حي، ومؤمن بحق لبنان وأهله بالكرامة والسيادة والحرية والاستقلال، وذلك من خلال تنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل، وال 1559 و1701 وال 1680

أما عن النظام اللبناني المدني الحالي فهو جيد وممتاز، وربما هو من أفضل الأنظمةفي العالم التي تناسب البلدان التي فيها مجموعات أقلوية اثنية وقومية ومذهبية متنوعة كما هو الوضع اللبناني… وبالتالي العلة ليست في النظام بل هي في الحكام والأطقم السياسية النرسيسية وفي جشع وفجع وعهر أصحاب شركات الأحزاب كافة المحلية منها والوكيلة للخارج على حد سواء.

لهذا ندعوك أخي المواطن اللبناني للمشاركة في كل التجمعات اللبناناوية والإستقلالية والسيادية التي تقوم بها مجموعات مدنية وحزبية حرة أدركت أن مشكلة لبنان لا هي اقتصادية ولا مالية ولا طائفية، بل هي الاحتلال الإيراني المجرم والإرهابي المتمثل بحزب الله، وأدركت أيضاً بأن لا آلية للتحرير بغير تنفيذ القرارات الدولة الخاصة بلبنان كافة ونقطة ع السطر.

أخي المواطن اللبناني الأبي والرافض للذل والذمية والاحتلال..اتكل على الله وشارك غداً السبت الموافق 17 تشرين الأول/2020 في التجمع السيادي والاستقلالي في الصيفي الساعة الخامسة بعد الظهر الهادف إلى المطالبة بتنفيذ القرار الدولي 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المعرابي يفتقد للرؤية واجندته مرّضية وتتمحور حول وهمه الرئاسي

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

غرد جعجع يقول: “يوماً بعد يوم يتأكد بالدليل الحسي القاطع أنه مه هذه الأكثرية النيابية وهذه المجموعة الحاكمة، فالج لا تعالج”. الحل الوحيد انتخابات نيابية مبكرة”

http://eliasbejjaninews.com/archives/91327/91327/

سمير جعجع وسامي الجميل يطالبان بانتخابات مبكرة ويعديان القرار الدولي 1559 .. برأينا المتواضع هذا مطلب غبي و”دكنجي” يبين انعدام الرؤية الوطنية والسيادية في مخيلتهما وتجاهلهما المرّضي والنرسيسي وعن سابق تصور وتصميم لواقع احتلال حزب الله للبنان.

ولنفترض ان الحكيم المعرابي المتذاكي والمتشاطر وحده حصل على 128 نائباً اي كل نواب المجلس فماذا يمكنه أن يفعل في ظل احتلال وهيمنة وسيطرة وإرهاب وإجرام واغتيالات حزب الله؟

وهل تمكن من كانوا زوراً يسمون انفسهم تجمع 14 آذار منذ العام 2005 ومنهم الحكيم المعرابي والكتائب والمستقبل وجنبلاط وكان لديهم أكثرية نيابية من عمل أي شيء حتى الانتخابابات النيابية الأخيرة؟

لا لم يفعلوا أي شيء، بل بغباء وانانية داكشوا الكراسي بالسيادة وقبلوا التعايش مع الإحتلال ورفعوا شعارات نفاق الواقعية وعقدوا صفقات تقاسم المغانم وتطول قوائم ركوعهم والتخاذل والنرسيسية.

في الخلاصة فإن هكذا مطلب يبين أن أصحابه لا رؤية شمولية ووطنية واستراتجية ولبناناوية عندهم، وأن اجنداتهم المصلحية والسلطوية الضيقة “أي الدكنجية”، وفي الغالب المرّضية مع مركبات الغباء والحقد هي التي تسكن عقولهم الشاردة عن كل ما هو لبناني وتحركهم، فيما هم يعانون من عمى بصر وبصيرة سيادياً ولبناناوياً.

يبقى أن لبنان بلد محتل ومأخوذ رهينة من حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي ولا حل بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية كافة وتحديداً ال 1559.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب الكنيسة وأبنائها وفي مقدمهم القيادات السياسية المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب الثنائية الشيعية ومرجعياتها

فجور وإجرام وبلطجة الإستيلاء بالقوة على عقار كنسي في لاسا هو رسالة تهديد شيعية لعون وللراعي ولكل المسيحيين فهل فهم قادتنا الرسالة.

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91321/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a8%d9%84%d8%b7%d8%ac%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d9%8a/

بداية وبصوت عال نقول ومعنا كثر من أهلنا في الوطن المحتل وبلاد الإنتشار بأنه بات من الضرورة في مكان وقف غزوات الثنائية الشيعية الوقحة وفي مقدمها غزوة أرض الكنيسة المارونية في بلدة لاسا.

إن ما يجري من قبل الثنائية على كافة الصعد هو فجور ووقاحة واستكبار وثقافة ملالوية وغزواتية وكلها تتمظهر بشكل فج في لاسيا حيث سرقة الأرض والتعدي والتشبيح المسلح والشوارعي على أصحابها.

فإن الإيمان والرجاء والحق وقدسية الأرض والتاريخ ودماء الشهداء تلزم البطريرك الرعي وكل أبناء الكنيسة المارونية وفي مقدمهم الأحزاب والقيادات عدم الخضوع لإرهاب الثنائية الشيعية، وكل من يدور في فلكها من مرجعيات ونافذين ومتسلبطين بما يخص المحاولات الفجة والوقحة والغزواتية لسرقت أرض لاسا المملوكة من الكنيسة بالقوة والإرهاب والتشبيح والتزوير. يبقى أن أي تفريط من قبل البطريرك والموارنة بأرض لاسا هو عمل يرقى إلى الخطيئة المميتة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان فوضى… انتو جماعه كفّرتنا بربِّها وعين العنايه شايفه ومنبَّهه

الأب سيمون عساف/17 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91396/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%88%d8%b6%d9%89-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%88-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%87/

لبنان فوضى والغطا كذبة نظام يا حاجة التاريخ لرجال العظام

بعالم سياسه محرتقة صح المتَل بالدست ما بيحرتقو الا العظام

الاغراب دخلو عليك عملو اكتتاب وبالرغم ما اسمك مقدس بالكتاب

ابوابك لأهل البوادي مشرّعه مكب النفايا عاملينك مزرعه

وما في سؤال ولا ملامه ولا عتاب.

تاريخنا لا اصل صافي لا جذور بحقل الهويِّه افسدو حتى البذور

المضمون غير الشكل واضح والدليل للأرز عز الانتما اتعس عليل

ما مننتمي للزيَّ حتى وللتياب.

عنا عشاير مش طوايف بالبلد بيضمن السُلطه الشيخ تركِهْ للولد

بيتناتشو لبنان حتى عالقميص والا الشعب ما بعتقد باقي رخيص

والناس خلقو يحملو قهر وعذاب.

وين الهويِّه الإنتما الفخر التراث الاهمال ناعي الاعتنا والاكتراث

وما طالما باللامبالاة اكتفو المسؤول شعبو واجباتو يكتِّفو

وما يرحمو لولا بعطف الله اشتغاث.

كيف شكل بدنا نعيش يا اهل الفطن وحقد وانانيه وبغض فينا قطن

تخمين عيش المشترك مين عايشو ونهشو التآخي مهجتو ودْبايشو

ودفنو الكرامه وجنَّزو مجد الوطن.

يا كنفشه يا زنطره يا بهبهه يا ابهه يا فخفخات وقهقهه

وين النُهى وين الدها وين البها إنعو الرُها وانطاكيه وماضي زها

انتو جماعه كفّرتنا بربِّها وعين العنايه شايفه ومنبَّهه.

لا تفكرو الروح القدس عنكم سها واعي على شياطين فيه مشبَّهه

من حرقتو عا صورة النعمه اشتهى فيكم شعاعو السرمدي يشوفو ازدهى

لكنما العزم ارتخى وفيكم وهى والواقد النيران طبختكم طهى

شدو المطايا عالهزيمه وعالرحيل بالصهصهه العهد التهى وعمرو انتهى.

 

اعظم خدع الشيطان... بيقولوا اعظم واخطر خدعة بيخدعنا ياها الشيطان هوي انه يقنعنا انه مش موجود. وان الاخرين هم المسؤولين وهيدا يلي عم يعمله حزب الله مع الشعب اللبناني.

ادمون الشدياق/17 تشرين الأول/2020

جماعة حزب الله تيعملوا دولة ولي الفقيه لازم يهدوا كل معالم الدولة القديمة (انت ما فيك تعمر بيت على أنقاض بيت عتيق، لازم تهدوا لتقدر تعمر).

استلموا رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب بعد في النظام المصرفي والجيش اللبناني تيكون الاحتلال الكلي تم ومن بعدها الله يستر على كل قوة عم بتعارض.

لهلاء بعدهم عم يتبعوا سياسة الثورة البيضاء يلي انعملت بإيران وقت ثورة الامام الخميني.

الخميني قوض النظام من جوا بدون نقطة دم واحدة ولما استلم بلش حمام الدم وما خلا حدن من أعدائه الا ما اعدمه ونكل فيه. اذا ما عملنا شي اليوم لح بيكون بكرا مستقبلنا اسود واصعب ومقومات الدفاع اقل.

من بعد القضاء على سيادة الجيش الله يستر على الحكيم وعلى كل زعيم بيفكر يعارض لح يرجعوا للأغتيلات والبطش المباشر حتى يحكموا ايديهم بكل شاردة وواردة بالبلد بدون معارض.

انا هيك بشوف السيناريو واذا ما تحركنا لح بتكون المواجهة مليون مرة اصعب بعدين ومقومات الصمود اقل بكثير.

انشالله كون غلطان بس القصة مبينة ونحنا عم منساعد من خلال متابعة السيناريو والتفاعل معه.

عم منقوم ضد رياض سلامة، (بغض النظر عن مشاركته بالفساد مع معلمينه) ومنساعد بضربه وهيك عم نضرب النظام المصرفي وبكرا بيطلعوا بسيناريو للجيش وقائد الجيش والناس بيتفاعلوا معه لح منكون عم نلحس المبرد مبسوطين بطعم الدم يلي هوي دمنا ومثل الهبل ماشيين باللعبة.

والخطير اكثر انه كلنا وكل سنة نحتفل بذكرى خروج الجيش السوري من لبنان كإن الجيش السوري خرج من لبنان ونحنا مش تحت الاحتلال.

نحنا اليوم تحت الاحتلال السوري والإيراني اكثر من اي يوم مضى وجزمة السوري والإيراني فوق راسنا اكثر من اي يوم مضى ويلي بيقلك غير هيك يا بيكون اهبل ما بيعرف شي وعامل حاله زعيم،  او متواطيء،  او جبان وساكت حتى ما يضطر يعمل شي ضد هالاحتلال.

اكبر خطر عم منواجهه اليوم هوي الامبالات بقلة السيادة والتعامل مع حزب الله يلي مصادر السيادة ولاغيها على(القطعة) لأنه مكون لبناني وبيمثل شريحة لبنانية واسعة (هيدا حصان طروادة يلي عم يقوض كل دفاعاتنا) ولح بيكون سبب القضاء علينا وعلى قضيتنا وعلى بلدنا. لانه عم بيشل كل دفاعاتنا واسباب المقاومة ومقوماتها وعم بيخلينا نرتاح بطريقة مرضية على وضعنا.

والمصيبة الكبيرة انه الكل بيطلع على هالتلفزيون  وبيهاجموا جبران باسيل والعهد والفساد والطبقة الحاكمة الفاسدة وبيطالبوا باستعادة الأموال المنهوبة وخطة جدية للكهرباء واستعادة الأملاك البحرية وكان هذه هي المصيبة التي أدت بنا إلى هذه الحالة المزرية وليس الأخطبوط الفارسي الذي يسمى حزبالله الذي يقبض على عنق لبنان منذ ثلاثة عقود من الزمن ويضرب الدولة المهترئة من اساساتها ليبني على أنقاضها دولته الاسلامية الخمينية الايرانية.

هو يختار كل مدة هدف من أساسات الدولة ويعمل من وراء الستارة على ضرب اساساته ناهيك عن تشجيعه ودعمه ومساعدته لكل فاشل ومعتوه وفاسد وعميل ومرتشي ليصبح مسؤول في هذه الدولة وبذلك يضمن فشل الدولة ككل وهو بعيد عن الشبهات ولا بل يحاضر في مكافحة الفساد وضربه وهو متأكد من فشل الفاشلين  ممن ساعدهم على تولي المسؤولية في معالجة هذا الفساد وهم مسببيه ،وبذلك يضرب  عصفورين بحجر واحد ، تقويض الدولة من خلال مصاطيله الذين يتحكمون بالبلاد وبرقاب العباد، وهو على الورق وفي الإعلام يظهر وكانه يحارب الفساد. ونحن نصدقه ونتحالف معه على الملف  خاصة اذا  كان الملف يختص بالفساد اما عن جهل وهذا مصيبة او عن خوف من المواجهة وهذه كارثة فالاحتلال والطغيان والخيانة لا تواجه الا بالقوة .

فلا سيادة واستقلال بدون مقاومة مطلقة ودائمة حتى زوال الإحتلال ولا حرية تعطى بكرم واريحية من المحتل على طبق من فضة منذ بدء التاريخ ومنذ عرفت البشرية الحرية.    

بيقولوا اعظم واخطر خدعة بيخدعنا ياها الشيطان هوي انه يقنعنا انه مش موجود. وان الاخرين هم المسؤولين وهيدا يلي عم يعمله حزب الله مع الشعب اللبناني. الله يستر  ويحمي لبنان من الشيطان الاكبر ويوعينا بلكي منرجع منقاوم حتى ما نموت ونحنا نايمين ومرتاحين بفرشتنا وعلى وضعنا.

الله يعطينا سلام وسيادة وحرية للبنان وشعبنا واذا ما انعم علينا بهالنعم يعطينا نعمة المقاومة تنخلص بلدنا او نموت واقفين بشرف مثل ما ماتوا اجدادنا تيكون عنا حرية وسيادة واستقلال من الرب نطلب.

 

معلومات خاصة لـ«جنوبية»: «حزب الله» وباسيل يلعبان بالميثاقية لإخراج الحريري!

جنوبية/17 تشرين الأول/2020

إصرار الرئيس سعد الحريري على تشكيل حكومة إختصاصيين غير سياسيين وحزبيين، يعني وفق قاموس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، انه لن يعود وزيراً لا الى “الطاقة” ولا الى “الخارجية”. ومع تمسك باسيل بلقاء الحريري لبت “تخريجة” الحكومة المختلطة بين السياسيين والاختصاصيين، وفي ظل رفض الحريري لهذا السيناريو، تتجه الامور الى طريق مسدود وفق ما تؤكد معلومات لـ”جنوبية”. وعصر اليوم اعلن “المجلس السياسي” لـ”التيار” بعد إجتماعه برئاسة باسيل، انه لن يسمي الحريري وبالتالي سيكون تكليف الحريري اذا ما تم، من دون “الميثاقية” المسيحية بعد رفض “القوات” تسمية الحريري واصرار باسيل على الموضوع نفسه. “حزب الله” يختبىء وراء رفض باسيل لتسمية الحريري ليغطي قراره بإستبعاده لعدم قبوله بحكومة سياسية وتسمية وزرائه وتشير المعلومات الى ان “حزب الله” يسير على نهج باسيل، ولكنه يخبىء قراره بعدم تسمية الحريري بحجة “الميثاقية” المسيحية. اما السبب الحقيقي فيرى “حزب الله” ان اصرار الحريري على حكومة اختصاصيين وتسمية الوزراء الشيعة انتقاص منه وتنفيذاً لرغبة الاميركيين بإقصائه من الحكومة. اذا لم تحدث “معجزة” بين الاثنين والاربعاء يبدو ان مصير استشارات الخميس هو التأجيل وان موقف الحريري سيكون “صعباً”وبناء هذه المعطيات واذا لم تحدث “معجزة” بين الاثنين والاربعاء، يبدو ان مصير استشارات الخميس هو التأجيل وان موقف الحريري سيكون “صعباً”، في حال بقي باسيل على موقفه ومن دون تغطية مسيحية للحكومة، رغم ان الرئيس نبيه بري والنائبين السابقين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية مع اي حكومة برئاسة الحريري، ولو لم يكن باسيل شريكاً راضياً عنها لكن من يفرملها هو “حزب الله” ويضع عون في الواجهة!

 

أحمد قبلان: حل مشكلة لاسا بين البطريركية والمجلس الشيعي لا بالقوة

وطنية - السبت 17 تشرين الأول 2020

لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان اليوم، إلى أن "مشكلة لاسا وجملة من الأراضي التي تشابهها، هي أكبر من خصومة سجل عقاري، لأن القضية متشابكة ومعقدة تاريخيا، ويتنازعها منطق الحق الموضوعي والعقاري، وسط نفوذ سلطوي وعقاري وقضائي سابق ولاحق، ضيع الحق ووضع الناس في مواجهة بعضها البعض". ورأى أن "هذه المشكلة لا يمكن حلها عن طريق القوى الأمنية أو بالقوة، بل الحل يكمن عبر صيغة مقبولة بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مع إبقاء مرجعية اللجنة التي تم تشكيلها زمن الوزير السابق مروان شربل، كأساس وسطي، سوى أنها مرحلية وغير نهائية لأزمة تتفاعل وتحتاج إلى نقاش بالعمق لحلها، بسبب خلفيتها التاريخية والوطنية، لذلك تحتاج هذه القضية إلى الإنصاف والعدل والحق، خاصة أنها تمس عيش الناس المشترك، وتخص تاريخ آبائها وأجدادها، وجوهر حقوقها فضلا عن العيش المشترك". ونبه إلى أن "الحل لا يكون بالخيار الأمني أو بالقوة، فنحن لا نرضى بذلك، كما ليس من وظيفة القضاء التعامل مع هذه القضية عن طريق ختم ومطرقة، لأن قضية معقدة بهذا الحجم وسط أزمة بلد ودولة ومظلوميات تاريخية تحتاج إلى جهود وطنية إنصافية، لنزع فتيل الأزمة من الجذور، ونحن حاضرون بكل مقاييس الإنصاف لحل هذه الأزمة من جذورها. فحذار التعامل معها بالتصادم والمواجهة مع الأهالي". ونصح ب"إبعاد من يتصيد بالفتنة، لأننا سابقا والآن وغدا أبناء وطن واحد، ونحن مصرون على العيش المشترك مع الإنصاف الضامن".

 

خلاف عقاري في منطقة جبيل يأخذ طابعاً طائفياً...استقواء بصور نصر الله ورايات «حزب الله»

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

عاد النزاع العقاري في بلدة لاسا الواقعة (في جرود قضاء جبيل) بين سكانها الشيعة، والبطريركية المارونية، على خلفية قيام شخصين من سكان القرية بتركيز بيت جاهز في عقار تملكه المطرانية وضعت عليه رايات «حزب الله» وصور أمينه العام حسن نصر الله، ما دفع تكتل «الجمهورية القوية» (يضم نواب «القوات اللبنانية») إلى مطالبة «القوى الأمنية بإزالة المخالفة متحدثين عن استقواء بفائض القوة». وتقع بلدة لاسا ضمن محيط أغلب سكانه مسيحيون، وللمطرانية المارونية فيها أملاك منذ سنوات طويلة، ويدور حولها نزاع مع أهالي القرية تعود جذوره إلى أيام السلطنة العثمانية، ومن ثمّ ترسّخ أيام الانتداب الفرنسي، إذ يعترض أهالي المنطقة على المسح الذي بدأه الفرنسيون، بحجة أنّ الانتداب أعطى أرجحية لجهة معينة على أساس طائفي، بينما تعتبر المطرانية أنّ المسح كان عادلاً. ويقول الوزير السابق مروان شربل، الذي عمل على موضوع مسح الأراضي في البلدة، خلال توليه وزارة الداخلية، إنّه خلال عام 2013 «توصّل إلى حلّ جانب أساسي من المشكلة، التي كانت تتعلّق ببناء منازل على أراض معترف رسمياً أنها تابعة للمطرانية، ووافقت المطرانية حينها على عدم هدم هذه البيوت المخالفة، التي كان عددها بحدود الـ65 منزلاً». ويوضح شربل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنّه تمّ الاتفاق، وبموافقة أحزاب المنطقة («حزب الله» و«حركة أمل») وأهالي البلدة والمطرانية، على تحويل أمر الأراضي المختلف عليها إلى القضاء، ليكون له الكلمة الفاصلة، إلّا أنّ المسح الذي كان بدأه توقّف، ولم يتابعه وزراء الداخلية من بعده، فعادت الخلافات من جديد. ولا يستبعد شربل أنّ يكون «للمناكفات السياسية والتصريحات المستفزة دور في تكرار هذه المشاكل»، ويؤكد على ضرورة حسم موضوع المسح وحلّ المشكلة من جذورها حتى لا تأخذ طابعاً طائفياً. وفي تفاصيل النزاع الجديد، قامت المطرانية بالادعاء أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وحصلت على إشارة قضائية بإزالة البيت، إلا أن المدعى عليهما، وحسب ما أفاد وكيل النيابة البطريركية المارونية في منطقة جونيه أندريه باسيل، رفضا الامتثال للإشارات القضائية. وقال باسيل، في بيان، إن «الجهة المعتدية ومجموعة من أهالي البلدة ومشايخها قاموا بقطع الطريق التي تربط جرد كسروان وجبيل، ومنعوا القوى الأمنية من دخول البلدة. لكن بعد تدخل الجيش أعيد فتح الطريق، وأُعطيت مهلة إلى نهار الاثنين لإزالة المخالفة». كان الوكيل القانوني للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المحامي ضياء الدين زيبارة، اعتبر أن «النزاع العقاري في لاسا عمره من عمر لبنان، تحديداً منذ عام 1939، حيث باشرت البطريركية المارونية مسح أملاك الأهالي على اسم أبرشية جونية المارونية خلافاً للقانون والواقع، فتقدم الأهالي باعتراضاتهم في حينه، ولم تكتمل مفاعيل المسح الاختياري وفقاً للأصول القانونية». وأشار المجلس إلى الاتفاق الذي حصل عام 2013 برعاية وزير الداخلية آنذاك، «والذي قضى بالمباشرة بالمسح الإجباري على أساس وضع اليد، وليس على أساس المسح الاختياري الباطل»، معتبراً أنّ الأبرشية «نكلت بالاتفاق، ومؤخراً عمدت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان إلى استغلال السلطة، وإعطاء تدابير تقضي بإزالة منازل، في مخالفة فاضحة للقانون».

 

بومبيو في ذكرى انتفاضة 17 تشرين: رسالة الشعب اللبناني واضحة

تويتر/17 تشرين الأول/2020

في الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر “تويتر” قائلًا: “منذ عام مضى، بدأ اللبنانيون في النزول إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات وتحسين الحكم ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة”.

وأضاف: “تظل رسالتهم واضحة ولا يمكن إنكارها، فالعمل كالمعتاد غير مقبول”.

 

واشنطن على موقفها من لبنان.. لا دعم لحكومة تضم “الحزب”

جوني فخري – “العربية/17 تشرين الأول/2020

خلافاً لزيارته السابقة التي خصصها فقط للقاء مسؤولين من المجتمع المدني والحراك الشعبي، عقد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية إلى جانب اجتماعه، أمس الجمعة، برئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري. ومع أن المسؤول الأميركي أتى إلى لبنان للمشاركة في افتتاح الجلسة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل التي انطلقت برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، مسلّماً شعلة الوساطة والمتابعة لملف الترسيم إلى السفير الأميركي السابق في الجزائر جون ديروشيه، إلا أن محادثاته مع المسؤولين السياسيين تنقّلت بالإضافة إلى الترسيم، بين ملف العقوبات على حزب الله وحلفائه وصولاً إلى تعاطي واشنطن مع الحكومة اللبنانية الجديدة المُزمع تشكيلها.

تفاؤل بمفاوضات الترسيم

ففي ملف الترسيم، نقلت مصادر مطّلعة على لقاءات شينكر في بيروت لـ”العربية.نت”: “تفاؤل واشنطن بانطلاق المفاوضات بين بيروت وتل أبيب، وأن إتمام هذه المفاوضات بمثابة “نعمة” طويلة الأجل للاقتصاد اللبناني المُنهك، توفّر العائدات للخزينة “الفارغة” نتيجة التدهور الاقتصادي والمالي والفساد الذي نخر جسم الدولة ومؤسساتها”. واعتبر شينكر بحسب المصادر “أن معالجة الخلاف الحدودي بين إسرائيل ولبنان ستدخل الأخير في نادي الدول المُنتجة للغاز، وستفتح الباب أمامه لإجراء مناقصات شفّافة مع شركات عالمية متخصصة مثل “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية” من أجل استخراج ثرواته الطبيعية”.

عدم التعاون مع حكومة حزب الله

أما بالنسبة للحكومة التي تتخبّط بلعبة المحاصصة والشروط المتبادلة في وقت لا يبدو أن الاستشارات النيابية المُلزمة لاختيار رئيس مكلّف ستعقد الخميس المقبل كما هو مقرر، فإن الولايات المتحدة كما أوضحت المصادر المطّلعة لا تزال على موقفها لجهة “عدم التعامل مع أي حكومة تضم ممثلين عن حزب الله حتى لو كانوا وزراء لا يحملون الصفة الحزبية وحتى لو كان رئيسها سعد الحريري”. فواشنطن تعتبر بحسب المصادر “أن كل حكومة تضمّ ممثلين عن حزب الله هي حكماً حكومة حزب الله، ولن تتعامل معها، كما أن ملف الترسيم منفصل تماماً عن سياستها تجاه الحزب الذي تُصنّفه منظمة إرهابية”.

لا شيك على بياض

إلى ذلك، أوضحت المصادر “أن مساعدات واشنطن للبنان لن تكون شيكاً على بياض ما لم تحزم السلطات أمرها بعدم تغطية حزب الله سياسياً”.

ضغط شعبي يُلاقي ضغوط واشنطن

غير أن اللافت في مقاربة المسؤول الأميركي لوضعية حزب الله، أن واشنطن لا يمكنها مواجهة الحزب ما لم يكن هناك دعم لبناني داخلي لذلك. فشينكر ألمح وفق المصادر المطّلعة إلى “أن إضعاف حزب الله وإعادته الى اللعبة السياسية لا يتم فقط بكبسة زر أميركية، وإنما يجب أن يكون هناك ضغط شعبي وسياسي داخلي يصبّ في هذا الاتجاه من خلال مطالبته بأن يكون حزباً سياسياً شأنه شأن باقي الأحزاب”. وأكدت المصادر “أن لبنان على رأس سلّم اهتمامات الولايات المتحدة في صراعها مع إيران، وفكرة التخلّي عنه غير واردة، لأن حزب الله يُشكّل أحد أبرز وأهم الأذرع العسكرية التابعة لإيران. من هنا فإن إضعافه سيؤدي حكماً إلى إضعاف طهران، وبالتالي جلبها إلى طاولة المفاوضات مجدداً”.

العقوبات عائدة بزخم!

أما في ملف العقوبات على الحزب وكل من يُقدّم له الدعم المادي أو السياسي، فالإدارة الأميركية ماضية في صراعها مع إيران عبر حزب الله، وهي تعتبر أن العقوبات أفضل السلاح للمواجهة. كما أشارت المصادر إلى “أن لا علاقة للعقوبات بملف ترسيم الحدود كما يروّج. صحيح أنها جُمّدت هذه الفترة بسبب انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية المُقررة مطلع تشرين الثاني المقبل، إلا أنها ستعود بزخم بعد الانتخابات”.

باسيل على لائحة العقوبات؟

وفي الإطار، كان لافتاً “استثناء” شينكر في لقاءاته الاجتماع برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية) في وقت تشير المعلومات والتحليلات الصحافية إلى أن اسمه قد يُدرج على لائحة العقوبات بسبب تحالفه مع حزب الله وتقديمه الدعم السياسي له.

وفي هذا السياق، أوضحت المصادر “أن وضعية باسيل في الولايات المتحدة لم تعد نفسها كما كانت أيام مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، فالأخير كان يتّبع سياسة الوقوف على مسافة واحدة من معظم المسؤولين السياسيين والتحدّث معهم جميعاً”.

كما رأت أنه “ما لم يُغيّر باسيل وفريقه سياستهم مع حزب الله فإن العقوبات ستكون بانتظارهم”.

 

لماذا ركّز “الحزب” على شكل المفاوضات وهرب من المضمون؟

 وكالة الانباء المركزية/17 تشرين الأول/2020

أما وقد عُقدت الجلسة الاولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية في مقرّ القوات الدولية “اليونيفيل” في الناقورة على ان تُستكمل في جولة جديدة في 26 الجاري، فلا يزال الجدل البيزنطي قائماً حول شكل الوفد اللبناني المفاوض حول ضرورة ان يكون عسكرياً تقنياً محضا كما يطالب الثنائي الشيعي الذي اصدر بياناً فجر الاربعاء متضمّناً موقفه الرافض لتطعيم الوفد بشخصيات مدنية كي لا ينجرّ لبنان الى ما يريده الاسرائيلي الذي يفاوض بوفد رسمي رفيع المستوى يضمّ شخصيات عسكرية ودبلوماسية وخبراء متخصصين.

وركّز الثنائي الشيعي “قصفه” على مفاوضات الترسيم من زاوية شكل الوفد اللبناني المفاوض على رغم اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على تضمينه شخصية مدنية هو عضو في هيئة ادارة البترول، بالاضافة الى صورة جلسة التفاوض، اذ رفض ان يتم إلتقاطها جماعياً (وهو ما حصل)، ما يطرح علامات استفهام حول ابعاد تسليط الاضواء على شكل المفاوضات وعدم التوقف عند المضمون وما اذا كانت ستلتزم باتّفاق-الاطار لجهة تلازم الترسيم البحري والبري كما يصرّ الرئيس نبيه بري ام الاكتفاء بالبحر كما جاء في بيان رئاسة الجمهورية.

وفي الاطار، سألت اوساط سياسية مراقبة عبر “المركزية” “هل التركيز على الشكل دون المضمون هدفه “تحييد الانظار” عن جوهر المفاوضات المباشرة مع اسرائيل التي تعني عملياً الاعتراف بها كدولة وليس ككيان كما تُسمّى في قاموس فريق الممانعة؟ وهل اراد حزب الله خوض معركة رفض الترسيم من ميدان الشكل لحفظ ماء الوجه امام جمهوره وقاعدته الحزبية بعدما وجّه انتقادا في وقت سابق لخطوات التطبيع بين اسرائيل وعدد من دول الخليج واتّهم هؤلاء “بالخيانة” للقضية الفلسطينية، لان ايران ضد اي تقارب او تطبيع مع اسرائيل”؟

وتابعت “هل المشكلة في الوفد والتقاط الصور الفوتوغرافية وطريقة الجلوس حول الطاولة ام المهم هو في انتزاع لبنان حقوقه المشروعة في ثروته الغازية في البحر”؟

من جهته، اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد خالد حمادة لـ”المركزية” “ان اتفاق-الاطار تجاوز كل طروحات حزب الله التي راكمها في اذهان اللبنانيين من ضمنها العمليات العسكرية في الداخل وتحرير القدس وغيرها من الشعارات، واليوم لا يجد الحزب اي مدخل للقول انه بشكل او باخر يريد ان يتعارض مع طروحات اللبنانيين السابقة التي دعت الى تطبيق القرارات الدولية وتثبيت الحدود اللبنانية وبالتالي الخروج من دوّامة الصراع المسلّح الذي “يفترضه” حزب الله الذي هو من دون افق”.

واضاف “لذلك حاول اخذ موضوع الترسيم على شكل الوفد او على الصورة، لكن هذا لن يُشيح عن حزب الله ما اصبح قناعة لدى اللبنانيين انه وطهران من خلفه استجابا عندما اراد الاميركي فرض الترسيم، وبالتالي كل الكلام الدائر حول التحرير والجهاد منذ العام 2000 وحتى اليوم استُخدم بالسياسة من قبل ايران وبقبول اميركي، وعندما انتهت صلاحيته في نظر الاميركي لم يعد امام طهران سوى الاستجابة لما تريد”.

ولفت الى “ان كلام حزب الله عن شكل المفاوضات موجّه الى اللبنانيين والرأي العام للقول بان هناك “تمايزاً” مع رئيس الجمهورية”، الا انه شدد في المقابل على “ان اتّفاق-الاطار لا يمكن فصله عن رغبة واضحة لدى الايرانيين وعند حزب الله بالرضوخ للرغبة الاميركية”.

واوضح حماده رداً على سؤال “ان من فرض اتّفاق-الاطار لا يمكن لاي احد اخر ان يوقفه، وبالتالي اذا كان الوفد المفاوض في الجلسة المقبلة تقنيا او غير تقني فإن المطلوب عمل تقني، ورئيس الجمهورية في حالة من “التنافس” مع حزب الله من اجل تقديم الخدمات للولايات المتحدة الاميركية”.

وختم “الادارة الاميركية تتغيّر بالشكل لكن السياسة الاستراتيجية تبقى نفسها، من هنا فان حزب الله ليس لاعباً وانما عنصر كما طهران من عناصر المنظومة الاميركية في المنطقة، وبالتالي هو يضطلّع بالدور الذي تُعطيه له هذه الادارة، من هنا لا يستطيع احد ان يُغيّر بمسار الامور الا الاميركي وحده”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/10/2020

وطنية/السبت 17 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بحلول هذا اليوم، يكون عام مر على ثورة 17 تشرين، والبلد رازح تحت أسوأ أزمة يمر بها لبنان الكبير منذ جوع حرب الـ 1914.

الحراك المطلبي منذ 17 تشرين الماضي تصاعد، تأجج، تراجع، خمد، لكنه استمر وبقيت جذوة شعلته والعة، تحت رماد حكومتين سقطتا واعتذار رئيس مكلف عن تأليف الحكومة الثالثة ما بعد الانتفاضة.

وإلى استقالة حكومة سعد الحريري، ثم حكومة حسان دياب التي تصرف أعمال منذ 10 آب، وعدم تسمية مكلف لتأليف حكومة جديدة، أبرز ما حصل هذه السنة أيضا: استقالة تسعة نواب من أصل 128 من البرلمان، انفجار 4 آب في مرفأ مدينة بيروت عاصمة لبنان والشرق مخلفا مئتي شهيد وخمسة آلاف مصاب وتسعة مليارات دولار كأضرار، تقهقر الليرة اللبنانية أمام الدولار الذي يعادل حتى هذه اللحظة 8500 ليرة لبنانية في السوق، تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية والسياقات السياسية، وإلى درك منحدر حاد لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان، وفي تاريخ قوائم رجالات السياسة اللبنانية، ولن نغفل تعاظم التأثيرات الاقليمية والدولية السلبية على الساحة المحلية، فيما هناك ومضة تمثلت بانطلاق مفاوضات الناقورة للترسيم الحدودي.

وماذا بعد؟، الجواب ينتظره شعب لبنان المتسلح بالصبر، ويأمل بالمبادرة الفرنسية وضمنها تأليف حكومة.

في آخر المجريات، وبغض النظر عن بيان "التيار الوطني الحر" الرافض قطعا أن يتولى الرئيس الحريري حكومة اختصاصيين، فإن الخميس المقبل يبقى حتى الآن الموعد المبدئي الذي أرجئت إليه الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، والإتصالات مستمرة من أجل الوصول إلى تسمية المكلف تأليف الحكومة الجديدة، في حين انطلقت ميدانيا تحركات احتجاجية شعبية قوية في المناطق، في الذكرى الأولى لانتفاضة 17 تشرين المطلبية، كما امتدت مسيرات من وسط بيروت إلى مصرف لبنان في الحمرا.

في أي حال، الاتصالات السياسية قائمة على خطين: داخلي حيث لقاءات واتصالات قائمة في عدد من الاتجاهات. وعلى خط باريس- بيروت، حيث تم تسجيل مواقف فرنسية محذرة في شدة. كما يرتقب أن يحصل اتصال أو تواصل بين الرئيس ايمانويل ماكرون الممتعض من عرقلة تأليف الحكومة اللبنانية، والرئيس العماد عون، مع العلم أن أي اتصال لم يحصل بين عون وماكرون منذ اثنتين وسبعين ساعة وحتى الآن، لكن السفيرة الفرنسية الجديدة آن غريو، وبحسب معلومات "تلفزيون لبنان"، تتحضر لجولة اتصالات ستتولاها في لبنان ومع باريس بدءا من صباح الاثنين، في إطار المساهمة بتسهيل المسار للوصول الى تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد عبر "تويتر"، أنه بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي لم تزل ممدودة للعمل سويا على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكنا خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا اختراق في الجدار الحكومي، بعد ثلاثة أيام على الموعد المؤجل للاستشارات النيابية، وعليه حافظ التباعد على المسافات الفاصلة بين مواقف المعنيين. ويبدو أن المحاولات التي قيل إنها سجلت في الساعات الأخيرة بدفع فرنسي على خط سعد الحريري- جبران باسيل، لم تثمر. فالمرشح لرئاسة الحكومة يتسلح بالصمت، أقله حتى الإستشارات المضروب لها موعد جديد الخميس المقبل. وخصمه رئيس "التيار الوطني الحر" يكرر ضرورة أن تكون الحكومة برئيسها ووزرائها من أهل الاختصاص، مجددا التأكيد على عدم تسمية الحريري بإعتباره ليس صاحب إختصاص.

على إيقاع هذا التباعد، جددت وزارة الخارجية الفرنسية دعوة المسوؤلين اللبنانيين إلى التوافق على تشكيل حكومة، قائلة إنه يعود إليهم إختيار النهوض بدل الشلل والفوضى.

هذان الشلل والفوضى ينعكسان في مناح عديدة، ليس أقلها غياب الأمان الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والغذائي والصحي.

هذا الواقع المهترئ يغذيه إستفحال كورونا، ومافيا التجار والمحتكرين، ولصوص السوق السوداء، بكل ما يتسببون به من ذوبان متزايد لليرة، وارتفاع مجنون للأسعار، واتساع مخيف لمساحات الفقر والعوز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أعوام من الوجع، وعام من الصراخ الذي بعضه صادق وكثيره مخطوف بين مشاريع السفارات وعطايا المليارات.

عام والبلد ينزف واقتصاده يضيع، والمتسلقون باتوا مفضوحين بأهدافهم وأدوارهم، أما الضحايا فالفقراء والمواطنون الصادقون.

المقلب السياسي للبلد ليس في أفضل حال، ولا جديد في الاتصالات ما خلا بيانا ل"التيار الوطني الحر" عنوانه: لا تسمية للنائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، أما شكل الحكومة بالنسبة ل"التيار" فوفق معايير أعلنها بيان أجمع عليه مجلسه السياسي: إذا كانت حكومة إختصاصيين فيجب أن ينطبق ذلك على رئيسها ووزرائها معا، وإذا كانت سياسية أو تكنوسياسية فيجب أيضا ان ينطبق التمثيل السياسي على كل مكوناتها وفقا لقواعد الميثاقية والتمثيل النيابي.

بيان "التيار" قرب صورة الأسبوع المقبل قبل موعد الاستشارات المؤجلة رئاسيا، وباقي المشهد متوقف على قرار النائب الحريري من التمسك بالترشح أو الانسحاب، في ظل تأكيد باريس على حكومة مهمة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية، وفق خارجيتها بالأمس.

إلى أن يبين الخيط الحكومي الأبيض من الأسود، يشتد السواد فوق مصير ودائع اللبنانيين بالعملة الوطنية، مع انشغال حاكم "المركزي" وجمعيته للمصارف منذ أيام بإصدار تعاميم وقرارات وبيانات تظهر حجم السم المدسوس بعسل التطمينات، وجديدهم التوجه لفرض استعمال البطاقات الائتمانية والشيكات بدل "الكاش". فأي مواطن سيحمل بطاقاتكم لشراء حاجياته بعدما جعلتموه يلملم ما تبقى من فتات مدخراته؟، ألا يكفي التنمر بهذه التوجيهات على اللبنانيين الفقراء والعمال والموظفين وأيضا التجار الذين فقدوا الثقة بنظام مصرفي يحتار كيف يسرق وينهب؟.

وفي بلد تكثر فيه عناوين الوحدة وشعارات التغيير، لا يغير بعض من فيه حقيقته العنصرية التي استهدفت طالبات بمنعهن من التدرب في أحد المستشفيات بسبب حجابهن. استهداف لا يبرر بعذر حصل في زمن كورونا الذي تحتاج مواجهته كل المشمولين برسائل الانسانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد عام على 17 تشرين، تبين أن الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، على صورة الطبقة السياسية ومثالها.

ففي الطبقة السياسية صالح وطالح،…وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة صالح وطالح.

في الطبقة السياسية شخصيات وقوى فاسدة، ماضيها أسود، وأخرى إصلاحية، تاريخها ناصع البياض،…وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، أشخاص ومجموعات مسارهم فاسد، وآخرون مسيرتهم عنوانها الإصلاح.

في الطبقة السياسية منظومة سياسية وإدارية ومالية وإعلامية، اصطلح على تسميتها بالدولة العميقة، وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة منظومة من المستثمرين والمستغلين، الذين يستخدم للتعريف عنهم مصطلح "المتسلقين".

في الطبقة السياسية أتباع للخارج واستقلاليون، وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، من يتبع لسفارة، ومن لا يزايد أحد عليه في الحرص على السيادة.

في الطبقة السياسية أفكار بناءة وأخرى هدامة، وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة أفكار تعمِّر وأخرى تدمر.

في الطبقة السياسية آراء متناقضة ومصالح متضاربة، وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة رؤية غير موحدة ومشروع مغيب.

في الطبقة السياسية سياسيون محبوبون، يثق بهم الناس، وآخرون مكروهون يرى فيهم الشعب مرآة لمآسيه، وفي الحراك أو الانتفاضة أو الثورة شخصيات محببة، وأخرى منفِّرة، يرى فيها اللبنانيون الوجه الآخر للفاسدين من السياسيين.

في 17 تشرين 2020، لائحة المقارنة تطول،…لكن الخلاصة الموضوعية الوحيدة بعد عام، أن لا الطبقة السياسية بمجموعها سيئة، ولا الحراك أو الانتفاضة أو الثورة بالمجمل سيئة. فعلى الضفتين حسنات وسيئات.

وإذا كان التعميم غير واقعي في كل الأحوال، حتى لا نقول غير مقبول، فالتعويل على الصادقين والنظيفين من الفريقين يبقى الأمل الوحيد، لأن اتحادهما ضد الكاذبين والوسخين وحده القادر على قلب الموازين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

17 تشرين الأول 2019- 17 تشرين الأول 2020. عام كامل انقضى على بدء الانتفاضة الشعبية. أهداف عدة تحققت، وأهداف أخرى لم تتحقق. لكن الأكيد أن الأهداف التي تحققت تبقى أقل بكثير من حالة الرفض التي أظهرها الشارع، ومن الحشود الهائلة التي توزعت لأشهر طويلة على ساحات الوطن. والسبب واضح: فالطغمة الحاكمة المتحكمة في شؤون البلد منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تستسلم. انحنت أمام العاصفة، وأمام المد الجماهيري الهائل، لكنها في المقابل تشبثت بمكتسباتها ولم تتخل عن أي واحدة منها.

بدهائها عرفت الطغمة الحاكمة كيف تحافظ على مواقعها، وبمكرها عرفت كيف تفرغ الحراك على الأرض من جزء من وحدته وديناميته وفاعليته. ثم جاءت جائحة كورونا لتقدم للسلطة الحاكمة أكبر خدمة ممكنة. تراجع الحشد الجماهيري في الشارع، ولم تعد الساحات تضج بالجماهير النابضة والغاضبة.

لكن تراجع الحشد في الشوارع، لا يعني تراجع الغضب. فالغضب ازداد، والنقمة تفاقمت لأن تصرفات السلطة من عام إلى الآن لم تتغير في العمق، ولأن الوضع تراجع كثيرا وازداد سوءا.

قد تكون الانتفاضة لم تنجح في تحقيق كل أهدافها، لكنها على الأقل أوجدت رأيا عاما يراقب وينتقد ويسائل ويحاسب. وأكبر دليل على نجاحها في ذلك، أن قوى السلطة صارت في موقع الدفاع وهي تقبل بكل شيء إلا بانتخابات نيابية مبكرة. وهل أفشل من سلطة وحكام يخافون من انتخابات لأنهم يعرفون مسبقا رأي شعبهم بهم؟.

الموقف الأبرز في ذكرى الانتفاضة جاء من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي رأى أن الرسالة التي وجهها الناس منذ سنة إلى الحكام واضحة ولا يمكن إنكارها، وأن العمل كالمعتاد غير مقبول. وقد اعتبر كثيرون أن عبارة بومبيو "العمل كالمعتاد"، فيها إشارة إلى الطريقة التي تدار بها عملية تشكيل الحكومة، وخصوصا أن ممارسات السياسيين لا تزال هي هي، والمحاصصة الحزبية والفئوية عادت للتحكم في الاستحقاق الدستوري الذي كان يراد منه أن يشكل مدخلا إلى الاصلاح الحقيقي، وأن ينقذ لبنان مما يهدده.

على أي حال، تشكيل الحكومة لم يتقدم اليوم، ولا شيء يدل على أن العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل تسير في الاتجاه الصحيح. فالمساعي التي تبذل على أكثر من مستوى لتحقيق لقاء بين الرجلين، لم تحقق أي نتيجة إيجابية حتى الآن. فهل صحيح أن عرقلة تشكيلة الحكومة متوقفة على لقاء لا ينعقد بين الحريري وباسيل، أم أن الأمر معقد أكثر من ذلك بكثير، وهو على ارتباط بحسابات استراتجية محليا واقليميا وربما دوليا؟.

في الانتظار، شعلة الثورة أضيئت في المرفأ، فمتى يضاء طريق المستقبل أمام اللبنانيين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

17 تشرين الأول 2019- 17 تشرين الأول 2020... سنة أولى ثورة. فماذا يمكن أن يقال في هذه المناسبة؟.

السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: أين الثورة اليوم؟، وماذا حققت؟. في حسابات الربح والخسارة، يمكن تسجيل ما يلي: الثورة مازالت مستمرة، السلطة مازالت قائمة، ومعارضة السلطة مازالت موجودة. والنتيجة تعادل سلبي من دون أهداف.

الثورة مستمرة وإن بوتيرة متفاوتة، حينا تتصاعد وحينا تخفت، ولكن في المحصلة، لم تنجح الثورة في تحقيق شيء ملموس، فالسلطة مستمرة ولو بشكل متعثر، ولكنها مستمرة. أما المعارضة فما زال صوتها موجودا وإن كان غير مسموع.

في ذكرى مرور عام، كانت لافتة تغريدة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيها: "منذ عام، بدأ اللبنانيون في النزول إلى الشارع للمطالبة بالإصلاحات، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تظل رسالتهم واضحة ولا يمكن إنكارها فالعمل كالمعتاد غير مقبول".

عام على الثورة، لكن الإنهيار يسابق الإصلاح والظاهر أنه يتقدم عليه: الإنتفاضة مستمرة لكنها لم تنتظم. السلطة مستمرة لكنها مشلولة، تصريف أعمال "وبالكاد"، فيما الحكومة الجديدة مازالت ما قبل التكليف.

كل هذا الوضع غير المثالي، بالإضافة إلى تراكمات ما قبل 17 تشرين 2019، تجعل من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في وضع كارثي: فالدولار من 1500 ليرة إلى ما فوق الـ 8000 ليرة، أصناف من الأدوية مفقودة أو مقطوعة، محروقات شحيحة وكل شيء جاهز للتهريب، من الدواء إلى المحروقات إلى الدولار، في ظل عدم المعالجة.

وما فاقم من تدهور الأوضاع تفشي وباء كورونا. لبنان يواجه هذه الجائحة منذ 21 شباط الفائت، نجح في المرحلة الأولى، استشهدت به صحيفة "واشنطن بوست" وكاد في إحدى المرات أن يحدد موعدا لإعلان الانتصار على الوباء، بعد ذلك تدهورت الأوضاع وعادت الإصابات ترتفع بشكل جنوني لتلامس الـ1500 إصابة في اليوم.

وجاء انفجار المرفأ ليسرع في الإنهيار وصولا إلى جهنم. استقال الرئيس حسان دياب وبدأت رحلة التفتيش عن حكومة جديدة. كرة النار أحرقت بسرعة يدي الرئيس المعتذر مصطفى اديب، فيتلقفها، من دون تكليف الرئيس سعد الحريري، وهي مازالت في يده منذ ما قبل الخميس الفائت، موعد الإستشارات التي أرجئت، والخميس المقبل لناظره قريب.

وحتى ذلك التاريخ، يبدو أن محركات المساعي والجهود أديرت مجددا خارجيا في موازاة المساعي الداخلية. خط باريس- واشنطن عاد يعمل على رغم انهماك فرنسا بالعمل الإرهابي الذي استهدفها وصدم العالم. وعلى رغم إنهماك الولايات المتحدة الأميركية بغليان الانتخابات الرئاسية، على مسافة سبعة عشر يوما من موعد الانتخابات.

حتى الساعة لا اسم مطروحا غير اسم الرئيس سعد الحريري، على رغم أن "التيار الوطني الحر" كرر موقفه اليوم الرافض لتسميته، فأعلن أن المجلس السياسي أجمع على عدم تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة باعتباره ليس صاحب اختصاص، ويتابع: إذا كانت حكومة إختصاصيين فيجب أن ينطبق هذا المعيار على رئيسها ووزرائها معا.

اللافت في موقف "التيار" قوله: إن قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الإستشارات أمر يعود له، لكنه في مطلق الأحوال لن يغير في موقف "التيار".

إذا في مطلق الأحوال، الكلمة الفصل الخميس المقبل، وفي الانتظار، ننتقل إلى الأرض إلى حيث يحيي الثوار الانتفاضة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أطفأت الثورة شمعة وأطلقت شعلة. وبين تشرينين أعلت الثورة صوت تشرين الثالث الخارج عن سلطة وحكم وأداء لا يزال صامدا بفساد عام وشامل. فقبل سنة كنا هنا على دروب ثورة أسقطت حكومتين وربع، وعطلت جلسات نيابية، وأرغمت وزراء ونوابا وقيادات على الحجر المنزلي قبل جائحة كورونا، وغيرت في انتخابات نقابية وطالبية، واقتحمت قضايا الثورة قاعات المحاكم والقضاء.

هي ثورة أوقفت سد بسري، وعلقت سلعاتا، ودفعت باتجاه تحريك استعادة الأموال المنهوبة، وفرض التدقيق الجنائي، وزرعت في ذهن السلطة مبدأ حكومات الخبراء والاختصاصيين. أنجزت الثورة في عام واحد، ما لم تحققه سلطات متعاقبة على مدى ثلاثة عقود، لكنها في سنويتها الثانية سوف تحتاج على ما يبدو إلى تنفيذ معادلة "شلع- قلع" العراقية، لأن تهديد العروش وحده لم يعد يكفي، ما لم يفرض قلع الجذور.

وثورة تشرين تذكرها العالم اليوم نيابة عن حكامنا، وسطرت فيها الأمم المتحدة كلمات رثاء، وقالت إن مظلومية واحتياجات اللبنانيين المشروعة ذهبت أدراج الرياح، خلال عام مروع تخللته أزمة اجتماعية واقتصادية متفاقمة ووباء قاتل، وانفجار صادم، وتدهور حاد في العملة، وتضخم، ومنع للمودعين من الحصول على أموالهم في المصارف.

وفي عام من التعطيل والاستنزاف السياسي، صرنا "جرصة" بين الأمم، نكذب على أنفسنا ونسرق مجدا من أميركا لم تمنحه للسلطة. ولولا توضيح السفارة الأميركية لشعرنا بأن العهد يقطع الفساد بحد السيف، وأن ديفيد شينكر قد أشاد فعلا بدور الرئيس ميشال عون وقيادته في مسيرة مكافحة الفساد وتغيير النهج السابق.

وحتى بالشعارات يكذبون علينا، إذ اتضح أن السيف ليس للعهد، وأن الشعار أهدي إلى الرئيس السابق ميشال سليمان، وأن شينكر لم يقل شيئا من هذا القبيل. وهذه الكذبة هي أخت الأضحوكة التي لزمت لكتلة أرمنية مسكينة، لديها ما يكفي من مصائب وحروب تحرير على محور ناغوري كاراباخ، فكلفت مهمة تأجيل الاستشارات.

وحتى يوم الخميس المقبل، يتوقع البحث عن كتلة رديفة لتسند إليها مهمة شبيهة. في وقت وجد "التيار الوطني الحر" المخرج لجبران باسيل، كي لا يظهر أمام المجتمع الدولي وماكرون وأوروبا وأميركا على أنه الرجل الذي عطل الاستشارات. والمخرج قضى بأن يجتمع المجلس السياسي ل"التيار"، ويعلن بالإجماع عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة باعتباره غير صاحب اختصاص، رافضا تسخيف الخلاف حول هذه النقطة بتصويره خلافا شخصيا يمكن حله بلقاء أو باتصال هاتفي.

ولكن ما دور المجلس السياسي ل"التيار"، ولماذا لم يأت هذا الموقف عبر كتلة "لبنان القوي" المعنية بالتسمية كنواب مقررين؟، وهل في "التيار" نواب يخالفون رأي المجلس السياسي؟.

ويطرح هذاالسؤال من خلفية أن أعضاء المجلس السياسي ل"التيار" قوامهم: جبران باسيل وجبران جرجي باسيل، وجبران الصهر، وباسيل رئيس "التيار"، ورئيس "التيار الوطني الحر" بتصرفاته حصرا وحكرا دونما أي مشورة بين الرفاق الأعضاء.

وإذا كانت النزعة السياسية تولد نزاعات، فإن الصراع القضائي- الوزاري في ملف تحقيق المرفأ بات يغلب على النتائج. وثلاثية عويدات- صوان- نجم تبدو في سباق لقطاف هذا الانجاز في تسريع التحقيقات. لكنه في هذا السباق تضبط وزيرة العدل في التدخل المشهود في عمل القضاء، لترجيح كفة قاض على آخر، علما أن علاقة المحقق العدلي والمدعي العام التمييزي، صلبة كالصوان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شينكر أكد دعم واشنطن للمبادرة الفرنسية وأبلغ فرنجية أن العقوبات الأميركية لا تستهدفه

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن أزمة تشكيل الحكومة الجديدة لم تغب عن اللقاءات التي أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، وإنما حضرت في سياق إبرازه للاهتمام الأميركي بالمفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية للتوصل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية إلى تسوية للنزاع القائم بين البلدين حول الحدود البحرية. ونقلت المصادر السياسية عن شينكر عزم واشنطن على تزخيم المفاوضات التي تستضيفها الأمم المتحدة في مقر «يونيفيل» في الناقورة. وأكدت بأنه يتوقع في حال نجاح المفاوضات دخول الجنوب اللبناني في مرحلة جديدة يمكن من خلالها استقراء مستقبل الوضع فيه لجهة تراجع حجم الأخطار بما يتيح للبنان الإفادة من ثرواته البحرية للتغلب على أزماته المالية والاقتصادية. وتوقفت المصادر نفسها - كما تقول لـ«الشرق الأوسط» - أمام المفارقة التي واكبت لقاءات شينكر والتي تميزت باجتماعه وبناءً لرغبته بزعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، في مقابل عدم شمول لقاءاته رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، مع أن شينكر تجنب في اجتماعاته الدخول في الأسباب التي أملت عليه استثناءه من جدول لقاءاته، فيما أحال مصدر دبلوماسي غربي السؤال على باسيل لأن لديه الخبر اليقين. وأكدت بأن شينكر أبلغ فرنجية بأن العقوبات الأميركية المفروضة على الوزير السابق يوسف فنيانوس لا تستهدفه شخصياً ولا تمت بصلة إلى «المردة»، وقالت بأن اللقاء تناول مفاوضات ترسيم الحدود والوضع الداخلي في ضوء تأجيل الرئيس ميشال عون للاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، رغم أنهما على تباين حيال الموقف من النظام السوري.

ولفتت المصادر السياسية إلى أن البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية وتناول لقاء عون - شينكر لم يكن دقيقاً لأنه لم يعكس الأجواء التي سادته، وقالت إن شينكر أكد أمام فرنجية ورئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسعد الحريري دعم واشنطن المبادرة الفرنسية، وبالتالي فهي تصر على الإسراع بتشكيل الحكومة على أساس الالتزام بخريطة الطريق التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقالت بأن فرنجية انتقد مبادرة عون إلى تأجيل الاستشارات بناء لطلب باسيل وأبلغ شينكر أن عون يتذرع بالميثاقية لتبرير التأجيل رغم أنه تجاهلها لدى تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب، إذ غاب عنها مكون أساسي وهو الحريري الذي يتزعم إحدى أكبر الكتل النيابية، ورأى بأن الميثاقية ليست استنسابية يلجأ إليها عون كلما أراد. وسأل: هل المعارضون له يفتقدون إلى الميثاقية؟ وفي هذا السياق، كشفت المصادر بأن شينكر يدعم المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان، لكنه يرى أن واشنطن كانت على حق عندما حذرت من لجوء بعض الأطراف إلى الانقلاب عليها، وبالتالي بات على باريس أن تتحرك للضغط على من يعرقل الاستشارات لتسمية الرئيس المكلف. وأكدت المصادر بأن باريس دخلت على خط الاتصالات بعد تأجيل الاستشارات وحاولت إقناع الحريري بالتواصل مع باسيل بذريعة أنه اتصل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وكان رد الحريري أنه اتصل بجنبلاط شاكراً موقفه بعد قرار اللقاء الديمقراطي بتسميته، فيما يصر باسيل على موقفه قبل وبعد تأجيل الاستشارات.

وكشفت بأن عون عندما اتصل بالحريري لإبلاغه بتأجيل الاستشارات تذرع بالميثاقية، وكان رد الأخير بأن التأجيل ليس لمصلحة البلد وأن هناك ضرورة لإنقاذ المبادرة الفرنسية لأن البلد لا يحتمل المماطلة والتسويف. وقالت بأن عون اتصل ثانية بالحريري لإبلاغه بأنه يسعى لتأمين أوسع مشاركة وتأييد له، وكان رد زعيم «المستقبل» بأن التذرع بالميثاقية ليس في محله وإلا لماذا غابت كلياً عندما شكل دياب حكومته؟ وانتهى الاتصال من دون أي تعليق من عون. وأكدت بأن التأجيل جاء استجابة لإصرار باسيل الذي حضر إلى بعبدا بعد أن تعذر عليه إقناع عدد من النواب الأعضاء في «تكتل لبنان القوي» بجدوى التأجيل.

وحذرت من لجوء «التيار الوطني» إلى تطييف الأزمة الحكومية على خلفية تحريض الشارع المسيحي بقيام تحالف رباعي لتطويقه، وقالت بأن حزب «القوات اللبنانية» لم يستجب لرغبة «وسطاء» بتوافق باسيل وجعجع على تسمية مرشح لرئاسة الحكومة غير الحريري، وبالتالي فإن «القوات» ليست طرفاً في تأجيل الاستشارات. وأكدت أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يسعى حالياً لتطويق احتمال تأجيل الاستشارات وهو يتفق مع الحريري والكتل التي كانت أبدت استعدادها لتأييده، وقالت بأن بري شديد الامتعاض من التأجيل الأول للاستشارات وأن «حزب الله» يدعم موقفه وأن ما يشاع عن تأييده للتأجيل ليس في محله، وإن كان يتجنب الدخول في مواجهة مع حليفه عون ومن خلاله باسيل هي الثانية بعد المواجهة الأولى على خلفية تشكيل الوفد المفاوض، وبالتالي قرر أن يبيع صمته لرئيس الجمهورية. وعليه، فإن التلويح باحتمال تأجيل الاستشارات إلا بشرط التواصل بين الحريري وباسيل لن يحل الأزمة، إضافة إلى أنه سيضع عون في مواجهة مع باريس التي نُصحت من جهات عربية ودولية بعدم الرهان على تأييده المبادرة فور إدراجها على سكة التطبيق رغم أنه فوجئ بمواجهة اصطفاف سياسي لا يستطيع تفكيكه.

 

بيروت تستعيد أجواء {17 أكتوبر} بتحركات رمزية/عون قال إن يده ممدودة لتحقيق الإصلاحات»

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

استعادت ساحات بيروت أمس أجواء الحراك الشعبي في الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، في حضور جماهيري متواضع كان أعلى من توقعات رموز الحراك الشعبي الدين توقعوا إقبالاً خفيفاً جراء أزمة كورونا. وتوجّه المتظاهرون إلى بيروت من الشمال والجنوب والبقاع (شرق لبنان) رافعين المطالب التي رفعوها قبل عام، وجالوا في شوارع العاصمة هاتفين ضدّ السلطة. ومنذ الصباح الباكر توجّه المتظاهرون إلى ساحة الشهداء وسط العاصمة ومن ثمّ انطلقوا بمسيرة جابت الأحياء وتوقّفت في محطّات عدّة منها مجلس النواب وبلدية بيروت ومصرف لبنان المركزي وجمعية المصارف وصولاً إلى المرفأ حيث وقف المتظاهرون دقيقة صمت على أرواح ضحايا الانفجار، كما أضيئت شعلة 17 تشرين في تمام الساعة السادسة والسبع دقائق وهو التوقيت الذي وقع فيه انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس (آب) الماضي. وفي خطوة رمزيّة، قام المتظاهرون بتغيير اسم جسر فؤاد شهاب (وسط بيروت) إلى جسر السابع عشر من تشرين واضعين لافتة تدل على الاسم الجديد. وهذا الجسر المعروف بجسر الرينغ كان مركزا أساسيا لتجمّع المتظاهرين خلال الانتفاضة، حيث كانوا يعمدون إلى إغلاقه بشكل متكرّر كونه نقطة مرور حيوية. وجابت مختلف أحياء بيروت مسيرات سيّارة أتت من مختلف المناطق اللبنانية رافعة العلم اللبناني. ورغم مركزيّة التحرّك، شهد عدد من المناطق ومنها مدينة صيدا (جنوب لبنان) احتفالات مركزية حيث تجمع المتظاهرون رافعين لافتات وشعارات تطالب بحقوقهم. كما افترش عدد من المتظاهرين الأرض في ساحة صيدا قاطعين الطريق بشكل جزئي. كما نفّذ ناشطون من حراك صيدا وقفات احتجاجية أمام فروع مصرف لبنان وعدد من المصارف في المدينة، وكتبوا على جدرانها شعارات ضد سياسة المصرف المركزي ورددوا هتافات منددة بالسياسات الاقتصادية والمالية «التي أوصلت البلد إلى الانهيار وأفقرت المواطنين».وكان رئيس الجمهورية ميشال عون أكّد أن يده و«بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية لم تزل ممدودة للعمل سوياً على تحقيق المطالب الإصلاحية»، مضيفاً في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات» و«الوقت لم يفت».

 

مئات يتظاهرون في بيروت بعد سنة من انطلاق حراكهم ضد السلطة

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

شارك مئات اللبنانيين، اليوم (السبت)، في مسيرة جابت شوارع بيروت وصولاً إلى المرفأ، إحياء لمرور عام على انطلاق تظاهرات شعبية مناوئة للسلطة ومطالبة برحيلها، في وقت تتخبّط البلاد في أسوأ أزماتها الاقتصادية والسياسية. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، توافد المتظاهرون إلى وسط بيروت، وحمل بعضهم الأعلام اللبنانية ولافتات عليها شعارات عدة بينها «17 تشرين ليست ذكرى، إنها قصة مواجهة بين سلطة فاسدة وشعب». كما رفعت لافتة كبيرة تحمل صور النواب وتطالب باستقالتهم فوراً. وانطلق المتظاهرون الذين توافدوا من مناطق عدة إلى ساحة الشهداء التي شكّلت أبرز ساحات التظاهر قبل عام، باتجاه مصرف لبنان ثم وزارة الداخلية وصولاً إلى مرفأ بيروت، حيث أسقط انفجار في الرابع من أغسطس (آب) أكثر من مائتي قتيل وآلاف الجرحى وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة والنشاط الاقتصادي. وعند لحظة دوي انفجار المرفأ، أضيئت شعلة في مجسم معدني تم تصميمه خصيصاً للمناسبة يحمل عبارة «ثورة 17 تشرين» على وقع هتافات «ثورة... ثورة». وقال سامي صعب، أحد المنظمين، في كلمة أمام المتظاهرين: «في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، صارت الشرارة شعلة لن تنطفئ، مستمرون حتى آخر نفس». وعلى هامش مشاركته في التظاهرة، قال عبد صباغ (70 عاماً): «نحن منذ عام في الشارع، نرفع مطالب معيشية وحياتية واقتصادية، ولم يتغيّر شيء حتى الآن». وأضاف: «مطلبنا تغيير الطبقة السياسية الفاسدة التي ما زالت تتناحر على الحصص والمناصب والكراسي وما زال فسادها حاضراً في الدولة».

وفي 17 أكتوبر 2019، شكّلت محاولة الحكومة فرض رسم مالي على خدمة الاتصالات المجانية عبر تطبيق «واتساب» الشرارة التي أطلقت أول التحركات. وخرج مئات آلاف اللبنانيين إلى شوارع بيروت والجنوب والشمال والبقاع في تظاهرات غير مسبوقة تخطت الانتماءات الطائفية والحزبية.

ورفع المتظاهرون صوتهم عالياً في وجه الطبقة السياسية مجتمعة وطالبوا برحيلها متهمينها بالفساد وعدم المبالاة، وحمّلوها مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي وضيق الأحوال المعيشية. ومنذ ذلك التاريخ، شهد لبنان أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشدّدة على أموال المودعين، وتفشّي وباء كوفيد - 19 وأخيراً انفجار مرفأ بيروت المروع. وتحت ضغط الشارع، قدّم رئيس الحكومة حينها سعد الحريري استقالته، وفي يناير (كانون الثاني)، شكلت حكومة جديدة برئاسة حسان دياب، بدعم من «حزب الله» وحلفائه الذين سمّوا وزراء اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية.

وتراجع زخم التحركات الشعبيّة مع تشكيل الحكومة، ثمّ تفشي فيروس «كورونا» المستجد وتدابير الإغلاق العام، عدا عن قمع قوى الأمن للمتظاهرين. وأدى انفجار مرفأ بيروت، الذي عزته السلطات إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم، إلى تأجيج غضب الشارع مجدداً الذي اتهم الطبقة السياسية بالإهمال. فخرجت تظاهرات حاشدة، تخللها أعمال شغب واستهداف متظاهرين بشكل متعمّد، وفق ما وثّقت منظمات حقوقية عدة وقدم دياب استقالته في 10 أغسطس.

وفشلت القوى السياسية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة يرأسها مصطفى أديب في مهلة أسبوعين، وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة «بمهمة محددة» تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي. وإثر اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 سبتمبر (أيلول) القوى السياسية مهلة جديدة من «أربعة إلى ستة أسابيع» لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ«خيانة جماعية».وأرجأ رئيس الجمهورية ميشال عون الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة إلى الأسبوع المقبل، في وقت يبدو أن الحريري الذي قاد اتصالات كثيفة لتسميته خلال هذا الأسبوع، يحظى بغالبية تمكّنه من تولي مهمة تشكيل الحكومة، في خطوة تثير غضب محتجين مناوئين للسلطة وبعض القوى السياسية. وأمام الأزمات المتتالية والجمود السياسي، اعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في بيان أمس (الجمعة) أنّ «مظلومية واحتياجات اللبنانيين المشروعة ذهبت أدراج الرياح خلال عامٍ مروع». وقال إنّ «الإصلاحات التي يحتاجها لبنان معروفة. لقد التزمت النخب السياسية الحاكمة مراراً وتكراراً بتنفيذها، دون الوفاء بتعهداتها، الأمر الذي يرسخ الوضع الراهن والشلل».

 

مواقف دولية في ذكرى الانتفاضة اللبنانية تدعو للاستماع إلى مطالب الشعب

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

أجمعت المواقف الدولية في الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية في لبنان، على ضرورة العمل للخروج من الأزمة عبر تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات والاستماع إلى مطالب الشعب. ودعت السياسيين اللبنانيين إلى «سلوك طريق مختلف». وكتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبر «تويتر»، قائلاً: «منذ عام مثل اليوم، بدأ اللبنانيون بالنزول إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات، وبتحسين الحكم، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة»، مضيفاً: «تبقى رسالتهم واضحة، ولا يمكن إنكارها، فالعمل كالمعتاد غير مقبول». من جهتها، جدّدت فرنسا دعوتها للمسؤولين اللبنانيين إلى التوافق لتشكيل حكومة، واعتبرت أنه حان وقت «اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن «تشكيل حكومة مَهمّة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية لا يزال مؤجلاً، رغم الالتزامات التي أعادت مجمل القوى السياسية اللبنانية تأكيدها». وأضافت: «تعود للسياسيين ولهم وحدهم، مسؤولية الانسداد المطول الذي يمنع أي استجابة للانتظارات التي عبّر عنها اللبنانيون»، وشددت على أن باريس «مستعدة لمساعدة لبنان في الإصلاحات الكفيلة لوحدها بتعبئة المجتمع الدولي». وتابعت: «يعود إلى المسؤولين اللبنانيين اختيار النهوض بدل الشلل والفوضى. تقتضي المصلحة العليا للبنان والشعب اللبناني ذلك». بدوره كتب السفير البريطاني كريس رامبلينغ، عن الانتفاضة اللبنانية، على حسابه على «تويتر»: «الكل يعرف ما يجب أن يحدث، هناك سبب للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات». كان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، قد أصدر بياناً حول الذكرى السنوية الأولى على انطلاق التظاهرات الشعبية في لبنان مجدداً التأكيد على دعم الأمم المتحدة الكامل لحق التظاهر السلمي. وقال كوبيش، «منذ عام من الآن، انطلقت سلسلة من التظاهرات الشعبية الحاشدة التي جمعت في ذروتها مئات الآلاف، لا بل ملايين من اللبنانيين، في جميع أنحاء البلاد، وبشكل عابر للانقسامات والانتماءات الطائفية والسياسية». وأضاف: «نشدد على دعم الأمم المتحدة الكامل لحق التظاهر السلمي كنوع من حرية التجمع والتعبير التي يجب حمايتها». وتابع كوبيتش: «ستستمر الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه في سعيهم وراء مستقبل عادل وكريم ومزدهر ومستقر وسلمي». ولفت إلى أن الشباب والنساء كانوا «في صلب التحركات، تعبيراً عن خيبة أمل عميقة في النخب السياسية الحاكمة والنظام السياسي والإداري الطائفي الذي رسخ الفساد والمحسوبية، رفعوا أصواتهم ضد ممارسات الماضي الفاسدة، وطلبوا الإصلاحات الهيكلية الجذرية». وتابع كوبيتش: «في أعقاب هذه الصحوة الوطنية، لا يزال التزام الناس وتوقهم للإصلاحات والتغييرات البنيوية ثابتاً، بالرغم من انحسار الزخم. لقد زرعوا بذور التغييرات المنهجية. وبعد مرور عام، كفاحهم يستمر». وأشار إلى أن «كل هذه العوامل عمقت انعدام ثقة اللبنانيين بقادتهم وبلدهم، وأدت إلى انتشار الذعر والإحباط الممزوج بالغضب، مما يفتح الباب أمام التطرف».

 

أزمات مالية وسياسية ومعيشية تحاصر اللبنانيين بعد عام على {انتفاضة 17 أكتوبر}...مسيرات خجولة اليوم في ذكراها الأولى

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

عام مرّ على 17 أكتوبر (تشرين الأول) يوم انطلقت شرارة انتفاضة أخرجت اللبنانيين إلى الشوارع بأعداد لم تعتدها الساحات إلا في تحركات ذات طابع طائفي أو حزبي. يومها طالب اللبنانيون من الشمال إلى الجنوب بتغيير الطبقة السياسية وبمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة رافعين شعار «كلن يعني كلن» في إشارة إلى أنّ كلّ الأحزاب التي شاركت في السلطة مسؤولة عن تدهور الوضع المعيشي. هذه الانتفاضة لم تعد بالزخم الذي انطلقت فيه، فمعظم الساحات التي كان يطلق عليها اسم «ساحات الثورة» باتت فارغة يتجمّع فيها بعض الناشطين بين الوقت والآخر اعتراضاً على قرار وزير أو سلوك رئيس أو قرار مصرف من دون القدرة على حشد المواطنين وجمعهم أو حتى تقديم رؤية موحّدة لهم، وذلك في وقت كانت فيه الأزمات الاقتصادية تتوالى على اللبنانيين يوماً بعد يوم. وإذا كانت الزيادة على رسم تطبيق «واتساب» في أكتوبر الماضي أطلقت شرارة الانتفاضة فإنّ «شرارات كثيرة» ظهرت خلال عام، إذ إنّ «الانهيار الذي كان وشيكاً حينها أصبح واقعاً معيشاً اليوم»، حسبما يرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، متحدثاً عن متغيّرات مهمّة نقدية ومالية واقتصادية. ويؤكد أبو سليمان في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ لبنان وبعد مرور عام على انتفاضة 17 أكتوبر هو اليوم «دولة تُعاني من أزمة رباعية الأبعاد نقدية وسياسية واقتصادية ومالية»، يُضاف إليها بطبيعة الحال «تهديد للأمن الصحي والغذائي بسبب شحّ العملات الأجنبيّة المطلوبة لاستيراد المواد الغذائية والأدوية».

ويتحدّث أبو سليمان عن متغيرات أساسيّة أولها نقدي، فهناك اليوم ثلاثة أسعار للدولار: السعر الرسمي (1515 ليرة)، وسعر سحوبات المصرف (3900)، وسعر السوق السوداء الذي وصل إلى 10 آلاف غير مرّة وهو حالياً في حدود الـ8000، وهذه الظاهرة تعد «مؤشراً سلبياً يعكس الفوضى والتأزم».

وهناك المتغيّر المالي، «فإيرادات الدولة انخفضت خلال عام 50%، وهذا سينعكس على عجز موازنة الدولة لا سيّما أنّ نفقاتها لم تنخفض لأنها مستمرة بالتزاماتها تجاه موظفي القطاع العام واستيراد فيول مؤسسة كهرباء لبنان».

وعلى الصعيد الاقتصادي يلفت أبو سليمان إلى ارتفاع نسبة البطالة من حدود 30% إلى 40% مع الإشارة إلى أنها تتجاوز هذه النسبة في مناطق معينة، فضلاً عن ازدياد أعداد مَن هم تحت خطّ الفقر في لبنان والذين كان عددهم بحدود مليون شخص في أكتوبر الماضي وأصبحوا اليوم أكثر من مليوني شخص، أي أكثر من الضِّعف. وهناك انخفاض الناتج المحلي بما لا يقلّ عن 30%، وإقفال عدد من المؤسسات التجارية والسياحية، ووصول القطاع المصرفي الذي كان يعد العمود الفقري للاقتصاد إلى شبه إفلاس، يُضاف إلى كلّ هذه العوامل جائحة «كورونا».

وعلى الرغم من كلّ ذلك لا يتوقع معظم المجموعات المشاركة في الحراك مشاركة واسعة من المواطنين في الذكرى الأولى للانتفاضة اليوم. «لن نرى مشهدية 17 أكتوبر 2019 بالتأكيد»، يقول أنطوني الدويهي، أحد مؤسسي مجموعة «بداية وطن» الناشطة في الحراك، ويتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عوائق عديدة تَحول دون نزول الناس في ذكرى الانتفاضة بالأعداد التي نزلت بها في أكتوبر الماضي، مع تأكيده عدم استعمال كلمة «ذكرى» لأنّ الانتفاضة كما يرى «مستمرة ولم تتوقف يوماً». يذكر الدويهي جائحة «كورونا» وقرار إقفال عدد من المناطق التي كانت تعدّ مراكز لتجمّع المنتفضين، كعوامل قد تمنع الناس من النزول للاحتفال بذكرى انطلاق الانتفاضة، إلّا أنه لا ينكر وجود سبب آخر وهو فشل مجموعات الحراك في «تقديم طرح يعطي ثقة للناس ويكون بديلاً عن طرح السلطة»، مؤكداً أنّ مختلف المجموعات باتت واعية لهذه النقطة و«تعمل على تخطّيها عبر طرح بدائل على الناس».

ويرى الدويهي أنّ الانتفاضة «أسقطت الزعامات المذهبية وكسرت الخوف والألقاب حتى استطاعت أن ترفع شعار (كلّن يعني كلّن)، إلّا أنّ التغيير يحتاج إلى نَفس طويل ولا سيّما إذا كان بوجه منظومة متغلغلة في جميع المؤسسات وضدّ سلطة حكمت 30 عاماً».

- حراك الجنوب مستمر

ويشير أحمد إسماعيل، وهو ناشط في حراك النبطيّة (جنوب لبنان)، إلى العوامل نفسها؛ من وباء «كورونا» وعدم وجود رؤية موحّدة لدى المجموعات، كعوائق أمام نزول الناس إلى الشارع لإحياء ذكرى 17 أكتوبر إلّا أنّه يرى أن «الواقع الاقتصادي والاجتماعي من فقدان للدواء والمحروقات وسلع أساسية، وارتفاع الأسعار، ولا سيّما في حال رفع الدعم عن المواد الأساسيّة، سيدفع إلى عودة الناس إلى الشوارع من جديد». ويرى إسماعيل أن لحراك الجنوب أهميّة خاصة فهو «استطاع أن يكسر الخوف وأن يُظهر أصواتاً لم تكن ظاهرة قبل 17 أكتوبر ولا سيما ضدّ الأحزاب المسيطرة على المنطقة (حزب الله وحركة أمل)، انطلاقاً من مفهوم حقوق المواطنين وواجبات السلطة»، لذلك يعد -حسب إسماعيل- «استمرار حراك الجنوب مطلباً أساسياً وحيوياً لاستمرار الحراك بأكمله». ويوضح إسماعيل أنّه ما دام الوضع السياسي والاقتصادي على حاله فإنّ حراك الجنوب سيستمر وسيزداد زخمه «لأنّ أحزاب المنطقة والمشاركة في السلطة لن تستطيع تقديم تبريرات مقنعة للمواطنين عن أسباب معاناتهم».

- الانتفاضة خارج معيار الفشل والنجاح

من جانبه يرى الناشط في انتفاضة 17 أكتوبر والأستاذ الجامعي باسل صالح، أنّها «لا تخضع لمعيار التشاؤم والتفاؤل والنجاح والفشل»، فهي حدث أتى في «سياق تراكمي لمجابهة السلطة برزت منه محطات حراك 2011 الذي كان هدفه إسقاط النظام الطائفي ومن ثم حراك 2015 والذي كانت شرارته أزمة النفايات إلى أن وصلنا إلى أكتوبر 2019». واعتبر صالح في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّ زخم التحركات خلال المحطات السابقة كان في سياق تصاعدي وذلك نتيجة طبيعية لإمعان السلطة في الفساد ونهب الدولة وعدم قدرتها على إيجاد حلول للأزمات التي باتت تحاصر المواطنين، مضيفاً أنّه إذا أردنا محاكمة الانتفاضة فهي «خرجت أساساً كحركة اعتراض على سياسة فرض الضرائب وذهنية مد اليد إلى جيوب الناس، ونجحت بإسقاط الحكومة أي أنها أنجزت ما خرجت من أجله» وفي هذا السياق يرى أنّ زخم الانتفاضة تراجع بعد إسقاط الحكومة، فضلاً عن عوامل أخرى مثل «كورونا، والعنف الذي استخدمته السلطة ضد المحتجين من دون أن تتعرض للمحاسبة، وعدم قدرة قوى التغيير على تأسيس جبهة سياسية بمشروع واضح وبقدرة تنظيمية لا مركزية ممتدة في المناطق»، معتبراً أنّ هناك «حتماً مواجهات لاحقة مع السلطة ستكون أكثر جذرية لأن النظام انتهى وما بقي هي قوى النظام التي تحاول إعادة إنتاجه».

- مسيرات واحتفالات قيد التحضير

ميدانياً، يحضّر مختلف المجموعات لأنشطة تحيي من خلالها ذكرى 17 أكتوبر في مختلف الأماكن التي كانت تُعرف بساحات الثورة، فشمالاً ستنطلق من مدينة طرابلس إلى القرنة السوداء مسيرة يتخلّلها توقف في محطات ومناطق عدة. وفي بيروت سيكون هناك احتفالات في ساحات جل الديب (شرق بيروت) ورياض الصلح والشهداء (وسط بيروت) ومسيرات إلى المصرف المركزي.وجنوباً ستكون هناك مسيرة في صور وأنشطة واحتفالات في النبطيّة وصيدا، وكذلك في مدينة بعلبك (شرقاً) وعالية (جبل لبنان)، مع الإشارة إلى أنّ عدداً من المجموعات لجأ إلى تأجيل الاحتفال بسبب وباء «كورونا».

 

مواجهات بين الأمن اللبناني ومحتجين حاولوا اقتحام البرلمان

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

اندلعت مواجهات، مساء اليوم (السبت)، بين محتجين وقوات الأمن اللبنانية في وسط بيروت عند محاولة المحتجين الدخول إلى المجلس النيابي (البرلمان)، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وبعد مسيرة جابت شوارع بيروت، والانتهاء من إضاءة شعلة الثورة عند مدخل مرفأ بيروت مساء اليوم، عاد عدد من المحتجين الذين وصلوا إلى بيروت بعد ظهر اليوم للمشاركة بإحياء ذكرى ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى وسط بيروت وبدأوا برمي الحجارة باتجاه المجلس النيابي، وقاموا بمحاولات للدخول من أحد المداخل. ومنعت قوات الأمن المحتجين من الدخول إلى المجلس النيابي، ورمت القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، فيما رمى المحتجون القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية، وتمكنت القوات من إبعاد المحتجين من وسط بيروت. وكان نشطاء من الحراك الشعبي خرجوا في مسيرة بشوارع العاصمة، وصولاً إلى مرفأ بيروت، بمناسبة ذكرى مرور سنة على انطلاق المظاهرات الشعبية في 17 أكتوبر الماضي، وأضاؤوا شعلة الثورة عند مدخل المرفأ. وتوافد النشطاء من مختلف المناطق اللبنانية من شمال لبنان وشرقه وجنوبه، ومن مختلف المجموعات التي يتشكل منها الحراك الشعبي إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت، ورفعوا الأعلام اللبنانية واللافتات واستخدموا مكبرات الصوت، على وقع الأغاني والأناشيد الوطنية في ذكرى ثورة 17 أكتوبر.

وانطلق النشطاء من ساحة الشهداء في مسيرة، بمواكبة من قوى الأمن اللبناني، إلى جسر الرنغ في بيروت، ثم وزارة الداخلية مروراً بمصرف لبنان المركزي، ووصولاً إلى أحد مداخل مجلس النواب. وانتهت المسيرة عند مدخل مرفأ بيروت، حيث أضيئت شعلة كبرى للثورة كتحية لضحايا انفجار مرفأ بيروت، وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا. وتقيّد غالبية المشاركين في المسيرة بإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وحمل الناشطون الأعلام اللبنانية ولافتات حملت مطالبهم، ووجهوا الانتقادات للسياسيين «المتشبثين بمواقعهم»، كما أطلقوا الدعوات للمواطنين للنزول إلى الشارع.

وشددوا على تمسكهم بمطالبهم المتمثلة بحكومة مستقلة من رئيسها إلى كل أعضائها، وبإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتنفيذ الإصلاحات، ومحاكمة الفاسدين والسارقين، واسترجاع الأموال المنهوبة، ومحاكمة ومحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. وأعلنوا أنهم يحاسبون السلطة السياسية، ولن يتوقفوا قبل إسقاط المنظومة الحاكمة، وطالبوا بدولة مدنية، واستقالة حاكم مصرف لبنان بعد الانهيار الكبير الذي شهدته الليرة اللبنانية، كما طالبوا بعدم رفع الدعم عن المواد الأساسية. يذكر أن المظاهرات الاحتجاجية كانت قد انطلقت في 17 أكتوبر الماضي في وسط بيروت، عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق «واتس آب»، وسرعان ما انتقلت المظاهرات لتعم كافة المناطق اللبنانية. وطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، واسترداد الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين، وقضاء مستقل، ولكنهم لم يتمكنوا طيلة عام كامل من تحقيق مطالبهم.

 

لبنانيون يتحدثون عن {حلم لم يكتمل} ويؤكدون استمرار الانتفاضة

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

لم تكن مجموعات الانتفاضة التي دعت إلى إحياء ذكرى 17 أكتوبر (تشرين الأول) تتوقّع مشاركة واسعة من المواطنين تشبه بأعدادها العام الماضي، فمعظم هذه المجموعات كانت تعرف أنّ زخم الانتفاضة بعد عام على انطلاقها لم يعد كما كان في السابق، وهكذا جاء المشهد في بيروت التي توجه المواطنون إليها من مختلف المناطق، إمّا تأكيداً على استمرار الانتفاضة، وإما لاسترجاع مشهديّة طبعت في ذاكرتهم، وكانت بالنسبة لهم حلماً جميلاً لم يكتمل. «لا أستطيع أن أصف ما أشعر به، أخاف أن أعوّل على المشهد كما فعلت منذ عام، ومن ثمّ أحبطت، وتوقفت عن المشاركة» تقول فرح سعد، مشيرة إلى مشاعر كثيرة تراودها، وهي التي هجرت ساحات الثورة منذ شهر مارس (آذار) الماضي. تروي فرح لـ«الشرق الأوسط»، كيف نزلت العام الماضي، وكانت تحلم بلبنان جديد، قائلة: «أعود اليوم إلى الساحة علّ الأمل يعود إليَّ، أريد أن استرجع ذكريات جميلة، ولكنّني أعرف أنّ التغيير ليس ممكناً، فأحزاب السلطة تحاربنا إما بالانضمام إلينا في الشارع، أو بمهاجمتنا، وأعرف أيضاً أننا لم نستطع التوحد على شعار مشترك». وإذا كانت فرح عادت اليوم إلى الساحات لاسترجاع الذكريات، فإنّ ريهام رومية الناشطة في حراك صور، التي لم تترك الساحة يوماً، كما تقول، حرصت على الوجود أمس في إحياء ذكرى 17 تشرين، لتؤكد «أن المواجهة مستمرة ضد السلطة السياسية الفاسدة بكل مكوناتها من دون استثناء». وتؤكد ريهام على مطالب «17 تشرين» 2019 التي نزل المواطنون من أجلها، والتي تحدّدها بـ«حكومة انتقالية خارج المنظومة الفاسدة، وبقضاء مستقل، ومحاسبة الفاسدين، وقانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي، وتغيير السياسات الاقتصادية، وتأمين التعليم والطبابة».

- انفجار المرفأ لم يغب عن المتظاهرين

حادثة انفجار المرفأ كانت حاضرة بشكل لافت خلال مسيرات إحياء ذكرى «17 تشرين»، فقد رفع المتظاهرون العديد من اللافتات التي تطالب بالتحقيق العادل في هذه القضية، وبمحاسبة المسؤولين عنها، فضلاً عن لافتات طالبت بالإسراع بالتعويض عن المتضررين من جرّاء هذا الانفجار الذي «كان نقطة مفصلية خلال هذا العام، كنا نتمنى ألا تكون»، حسب تعبير محمود فقيه، وهو ناشط في حراك بيروت، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنّ هذا الانفجار «كسر السلطة وعرّاها، وأثبت أن الثوار أهل ثقة وبديل ممكن لهذه المنظومة الحاكمة، إذ وقفوا منذ اللحظة الأولى إلى جانب المتضررين، وتطوعوا لمساعدتهم، فعوّض التكافل الاجتماعي غياب الدولة، وهذا ما دفع بالكثيرين إلى النزول اليوم إلى الشارع لأوّل مرة».

- استمرار للانتفاضة وليس ذكرى

صحيح أنّ المتظاهرين أعادوا الشعارات نفسها، إلّا أنّه كان لافتاً التأكيد على أنّ الثورة مستمرة، وذلك من خلال تذييل عدد من اللافتات بوسم «المواجهة مستمرة» أو «ثورتنا مكملة»، وفي هذا الإطار يقول فقيه إنّ أهمّ ما في تحركات أمس هي «تأكيد استمرار المواجهة مع هذه المنظومة الديكتاتورية»، وأنّ الناس أتوا ليقولوا للسلطة إنّ «نفسنا طويل لأن المواجهة تحتاج إلى وقت».

 

القضاء اللبناني يحذر من تدخل «أي مرجع» في تحقيقات انفجار المرفأ

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

قال النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، إن أعمال الخبراء الجنائيين الدوليين في التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، تتم بواسطته، بمشاركة أساسية من المحقق العدلي، محذراً من تدخل أي مرجع وادعائه إدارة التحقيق. وقال إن التنسيق مع الجهات الدولية يشكل تدخلاً في عمل السلطة القضائية.

وفي بيان توضيحي له حول التحقيقات في انفجار بيروت، قال مكتب عويدات: «بعد أن وقعت الكارثة على لبنان بانفجار مرفأ بيروت، وبُوشرت التحقيقات حينها بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، والذي سبق وأصدر في البدء في تاريخ 10 أغسطس (آب) 2020 بياناً أوضح فيه للرأي العام النمط والمنهج العلمي المعتمد من قبله في التحقيقات، ومن ضمنها الاستعانة بالقدرات الدولية في العلوم الجنائية، قام النائب العام التمييزي بالفعل، بواسطة سفارات الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، بتوجيه استنابات قضائية إلى الدول المشار إليها، بالإضافة إلى استنابات أخرى لدول معنية بالقضية».

ولفت البيان إلى أن عويدات «أجرى العديد من اللقاءات مع مسؤولين جنائيين مكلفين من تلك الدول، وأبلغهم طلبه بإجراء التحقيقات الفنية اللازمة، وهو يتابع الاتصال أو اللقاء بهم بشكل شبه يومي، وقد أثمر ذلك عن ورود بعض التقارير من تلك الجهات المشار إليها، وأحالها إلى المحقق العدلي».

من هنا قال البيان: «يقتضي إعلام الرأي العام بأن أعمال الخبراء الجنائيين الدوليين تتم بواسطة النائب العام التمييزي ومشاركة أساسية من المحقق العدلي، وهذا الأمر نتيجة جهود النيابة العامة التمييزية، والثقة التي تكنها الدول المشار إليها لعمل القضاء اللبناني»، محذراً من أن «أي تدخل لأي مرجع وادعاءه إدارة التحقيق والتنسيق مع الجهات الدولية المشار إليها يشكل تدخلاً في عمل السلطة القضائية، ويُخشى أن يحرف مسار العمل القضائي السليم وإدخاله في مجال المزايدات، ويجعل التعاون الدولي مع السلطة القضائية والذي يتم عبر مراسلات إدارية للوزارة المختصة مشوباً بالمغالطات أو أهواء سلطات أخرى».

 

طاهٍ أردني يبتكر مرقة «دموع بيروت» ويحفر اسم المدينة على الأطباق وعشاءات ومزادات لجمع التبرعات لإعادة إعمار العاصمة اللبنانية

لندن: جوسلين ايليا/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

تسعون طاهياً من حول العالم تكاتفوا لجمع التبرعات لبيروت - «دموع بيروت» في أوانٍ طبية وهي عبارة عن مرقة مبتكرة بيروت محفورة على مجسم قلب

بعد أيام من وقوع الانفجار المروع الذي هز بيروت، تعاون الشيف وفنان الطعام الأردني عمر السرطاوي مع مؤسسة «ذا ارتيناري» لإعداد وليمة عشاء كبيرة وإقامة مزاد فني لجمع التبرعات بغرض المساهمة في إعادة إعمار العاصمة اللبنانية. تبرع الشيف عمر وفريقه بوقتهم وخبراتهم لطهي وليمة من ستة أطباق لضيوفهم، وقاموا بنقش كلمة «بيروت» باللغة العربية على العظام التي تخللت اللحوم المطهية ليضفوا على الأطباق بهجة جعلت الضيوف يشعرون بمتعة كبيرة من رحلتهم البصرية والحسية بين الأطباق. أعقب العشاء مزاد فني، حيث بيع 31 عملاً فنياً لأعلى سعر، وجرى التبرع بكامل عائدات وليمة العشاء والمعرض الذي ضم الكثير من الأطباق والأعمال الفنية في إطار مبادرة أطلق عليها «باب وشباك» التي تهدف إلى إعادة بناء أبواب ونوافذ المنازل التي دمرها الانفجار ليتمكن الناس من العودة إلى منازلهم. ىكما أقامت مؤسسة «إم إم إي جي» معرضاً لجمع التبرعات ضم أعمال أكثر من 100 فنان من عمان والمنطقة العربية، وجرى التبرع بجميع عائدات مبيعات هذه الأعمال إلى منظمات محلية موثوقة في لبنان للمساعدة في جهود الإغاثة في حالات الكوارث. وابتكر الشيف السرطاوي مرقة أطلق عليها «دموع بيروت»، وهي مرقة مستوحاة من الدموع البشرية في ملوحتها، وعبأها في زجاجات طبية مستعملة.

وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» مع الشيف السرطاوي، قال إن مرقة «دموع بيروت» هي عمل فني يعبّر عن المشاعر التي أثارتها الكارثة في بيروت والتي «كانت سبباً لأن ينزف الكثيرون في بيروت الدماء، وجعلت الكثيرين في باقي أنحاء العالم يذرفون الدموع».

وتابع السرطاوي بأنه أرداد إيصال هذه الرسالة إلى العالم لمساعدة بيروت لكي تعود بيوتها إلى ما كانت عليه، فصدرت أربع طبعات محدودة بأربع لغات هي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والفينيقية لنقل رسالة سياسية قوية إلى العالم. احتوت الزجاجات على الخط العربي والخط الفينيقي الذي رسمه حسين العزت، واختار السرطاوي أن يدوّن عليها عبارة «هذا العمل مستوحى من الكارثة التي ضربت المدينة التي لمست روحي... بيروت». عكست الوليمة الأسلوب الفريد للسرطاوي وفريقه في إعداد الطعام، بما في ذلك الأطباق الفاخرة الفرنسية الشهيرة التي توزعت بأناقة على ستة أطباق جرى إعدادها لأربعين ضيفاً.

ولكي تتناغم مع المطبخ اللبناني؛ ضمت الأطباق في مكوناتها «الزعتر» الذي يميز أطباق العاصمة اللبنانية مع نقش لكلمة «بيروت» باللغة العربية على كل عظمة من عظام لحم الضأن. ووفقاً للتقاليد الأردنية، انتهى العشاء بالقهوة العربية. الجزء الثاني كان عبارة عن مزاد فني أجري بعد العشاء بيع خلاله 31 عملاً فنياً، وجرى التبرع بعائدات كل شيء في تلك الليلة، سواء الطعام أو الأعمال الفنية إلى الجهات المعنية في بيروت. والى جانب تلك الأعمال الخيرية، أقيمت فعالية خاصة تحت عنوان «اسأل الطهاة عن أي شيء»، فكان هذا عنوان الملتقى الذي استمر لثلاثة أيام، حيث شارك وقدم تسعون من أفضل طهاة العالم وقتهم وخبرتهم في المزاد العلني لجمع التبرعات لبيروت. سعى المزاد الإلكتروني إلى زيادة الوعي وتوفير الأموال لمئات الآلاف من المتضررين من الانفجار، حيث قام كل طاهٍ بالمشاركة في المزاد بتقديم 30 دقيقة من وقته لتقديم وصفته المفضلة ونصائحه في فن الطهي.

نجحت الفعالية في جمع 35 ألف دولار على مدى ثلاثة أيام. وتلقى السرطاوي وحده سبعة تبرعات خلال فترة عرضه التي استمرت 30 دقيقة. وفي هذا الصدد، قال السرطاوي، إن «بيروت مدينة استحوذت على قلبي، سواء فيما تقدمه من فنون الطهي، أو في أماكنها الرائعة وأهلها الطيبين. أعتقد حقاً أنه عندما تكون لديك القدرة على مساعدة البشر الآخرين، فسيتحتم عليك أن تقول نعم، وسيصبح واجباً أن تفعل كل ما في وسعك للمساعدة. إنها لنعمة كبرى أن أكون وسط هؤلاء الطهاة، وسأكون ممتناً لمن قدم لي هذه الفرصة إلى الأبد. وأود أن أشكر كل من ساهم في إقامة هذا الحدث وأتاح إمكانية جمع الكثير من الأموال للمدينة التي أحبها بيروت». > الطهاة المشاركون: ماسيمو بوتورا، رينيه ريدزيبي، دومينيك كرين، جاججان أناند، ويلي دوفرسن، أنيسة حلو، مايكل مينا، تشاد روبرتسون، دانيال بارترسون، جريج معلوف، جيمس لوي، جو برزا، وغيرهم.  ومن بين المشاركين في هذه الفعاليات الخيرية، دينا دباس رفاعي، أمجد وميرنا مرار، منى الصالح، رانيا الخالدي، الشيف معتز زياد، الشيف تالا صوفان، «كلياني فود سنتر»، و«تيبل توب»، دانيل أوست، الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، «روزينتال»، شكوع ديبو، أيبينا وحنا، الترا واتر، كاستانيا، براويز فادي شرف، هنا جمو، والفنانون الرائعون عمار خماش، أحمد تركي، آيلا حبري، بشار الحروب، ديلير شاكر، غادة دحدلة، حازم زعبي، همت علي، هاني علقم، خزامى أبو جودة، لمى الخطيب، محمد الشمري، محمود عبيدي، محمود الكرد، ميرنا مرار، عمر كنعان، رنا دحدلة، رندا حدادين، شهد داود، سينا عطا، تغلب عويس، وائد قويدر، وليد قيسي، زيد الشوا، وزينة السيد.

 

معرض «هذه الأرزة التي تقطع» وقفة مع الذات تجاه الطبيعة...لبنان من البلدان النادرة التي تزيّن علمها بشجرة

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

يستمر معرض «هذه الأرزة التي تقطع» في فتح أبوابه لغاية 31 ديسمبر 2020 من الأعمال المعروضة في المعرض في «غاليري مغبغب»

تمثّل الشجرة العلاقة القوية بين الإنسان وجذوره الطبيعية، والبعض يرى فيها صورة للحياة والقوة والصلابة والأمل بالغد. ويعدّ لبنان من البلدان القليلة في العالم التي تزيّن علمها بشجرة. واختيرت شجرة الأرز لتتوسطه كونها ترمز إلى السرمدية. ويتغنى اللبنانيون بغابات الأرز الموزعة على عدد من مناطقهم، في الباروك الشوفية وفي بلدة الأرز الشمالية وفي تنورين وجاج في منطقة البترون. فهم يعتبرونها من اللوحات الطبيعية النادرة في بلاد العالم، لا سيما وأن معظمها تحوّل إلى محميات يجري التأني في تربيتها والحفاظ عليها. وانطلاقاً من مبدأ المسؤولية التي يجب أن يتحلّى بها اللبناني تجاه هذه الشجرة، أطلق غاليري أليس مغبغب في الأشرفية معرضاً بعنوان «هذه الأرزة التي تقطع». ويهدف إلى تعزيز العلاقة بين اللبنانيين وأرضهم، بالأخص مع الشجرة بشكل عام. فالمساحات الخضراء تتراجع نسبتها سنوياً بسبب اندلاع الحرائق. وأدّت صورة لبنان يحترق في عام 2019 إلى غضب كبير في الشارع اللبناني. وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه اندلعت الثورة الشعبية، وكان أحد أسبابها المباشرة اللامبالاة التي تعامل معها المسؤولون تجاه الحرائق. وفي مناسبة مرور عام على هذه الانتفاضة الشعبية، شرّع «غاليري مغبغب» أبوابه أمام معرض «هذه الأرزة التي تقطع». أرادته كما تقول صاحبة الغاليري بمثابة وقفة تأمل مع الذات، وعودة إلى الضمير تجاه الطبيعة، من خلال لوحات رسم ومنحوتات وصور فوتوغرافية وتجهيزات فنية. وتقول: «منذ عام حتى اليوم، وبالرغم من اكتساح المتظاهرين الساحات لم يتغير شيء. فالمعرض يطرح تساؤلات كثيرة في هذا الصدد. ولوحاته تؤكّد أن ما من شيء يمكنه أن يدفعنا إلى الهجرة وبأننا كلبنانيين متعلقين بأرضنا وجذورنا مهما شهدنا من نكبات ومعاص».

يشارك في المعرض نحو 14 فناناً جمعت مغبغب بعضاً من أعمالهم التي سبق واستضافتها في الغاليري. فنرى إيتل عدنان تصور شجر الزيتون بالأبيض والأسود من دون جذور، وفاديا حداد تبرز جمالية أشجار الصنوبر في بلدتي جزين وبكاسين الجنوبيتين. ويتفيأ زائر المعرض تحت ظل شجرة كستناء ضخمة للبولندية مارغورزاتا باسزكو. فيما يأخذنا نديم صفير إلى غابة الأرز في تنورين في خلفية تخترقها إضاءة طبيعية لأشعة الشمس. وفي لوحة أكليريك لشارل بيل الفرنسي يقف المشاهد مندهشاً بألوان شجرة ضخمة وتفاصيل أغصانها المتشابكة.

وتعلّق أليس مغبغب في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «استوحيت اسم المعرض من كتاب للفرنسي أندريه ميرو بعنوان (السنديان الذي نقطع). فهو استخدم هذه العبارة في المجازية للإشارة إلى نقص في الرؤية المستقبلية لدى الشعب الفرنسي الذي دفع بالجنرال شارل ديغول إلى الاستقالة».

وهل في معرضك هذا تحاولين الإشارة إلى لبنان المتقطع الأوصال؟ ترد مغبغب في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «نعم أردت ذلك لوضع الأصبع على الجرح، فليس أرز لبنان وحده هو الذي في خطر، بل البلاد برمتها، لأننا نتعامل معها وكأننا عميان. فيأتي المعرض كعودة إلى الضمير للحفاظ على جذورنا رافضين الهجرة». وتعتبر مغبغب أن موضوع المعرض يحثّنا على فتح أعيننا، لنرى بشكل أفضل ما يدور حولنا، وكذلك يدفعنا إلى ملامسة الحقيقة. لوحات وصور من غابات لبنانية وغيرها من الغرب يقدمها أصحابها في إطار فني بحت تترك لمشاهدها مساحات من الحرية ليتلقف جماليتها. «الشجرة في أي بلد أو منطقة يبقى لها المعنى نفسه يتراوح بين الحياة والإنسان والطبيعة والجذور. وفي النهاية الشجرة هي أقوى بكثير من الإنسان، إذ تستطيع أن تخرج إلى النور من العدم، وتتسلل أغصانها بين الصخر والجدران». وفي تجهيز فني يحمل عنوان «أداة التوازن»، تطالعنا لودفيكا أوغورزيليك البولندية، بعمل يرتكز على غصون أشجار صغيرة ربطت ببعضها البعض، لتهتز أو تدور مع أي حركة هوائية تلامسها. وتوضح أليس مغبغب: «لودفيكا شاركت في أحد معارضي في بيروت في عام 1998. وفي أحد الأيام هامت في غابات جبلية انتزعت من الأرض غصون أشجار يابسة قشرتها وقولبتها لتؤلّف هذا التجهيز للإشارة إلى دورة الحياة الطبيعية». ومع الفنانة البلجيكية ليوبولدين رو، نذهب في نزهة داخل حرج بيروت الملون بأشجار وزهور التقطتها في عام 2018 أثناء وجودها في لبنان وحوّلتها إلى بطاقات بريدية (cartes postales). وفي لوحات منمنة تحمل عنوان «الأوديسيه» يصوّر الفرنسي يان دوموجيه الإنسان المهاجر والعائم على زهور برّية في مجرى نهر. يشير من خلالها إلى زوارق الهجرة التي تحمل الناس المحبطين الراغبين في ترك أرضهم يأساً، ويجهلون مصيرهم الحقيقي. معرض «هذه الأرزة التي تقطع» يستمر فاتحاً أبوابه في «غاليري مغبغب» في الأشرفية لغاية 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويشارك فيه أيضاً إريك بواتفان وجان برنار سوسبيريغي، ولي واي (ياباني)، ولوتشيانو زانوني (إيطالي)، ونيكولا غاياردون، وغيرهم.

 

لبنان يختنق بمؤشراته وفقره... ولا يستطيع استعمال احتياط الذهب..الخبز والدواء والنقل تنضم قريباً إلى سلّة سلع الرفاهية في البلد المنكوب

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

يمتلك لبنان احتياطات وازنة من الذهب تناهز قيمتها السوقية 18 مليار دولار أميركي، يُفترض جدلاً أن تقيه شر العِوَز وتفشي الفقر في الزمن الصعب، إلا أن تبديد «القرش الأبيض» من العملات الصعبة الذي راكمه «البنك المركزي» (مصرف لبنان) بتكلفة مرتفعة واستثنائية غالب الأحيان، يشرّع التمسك بقانون «منع التصرف» بهذا المخزون الاستراتيجي الصادر عام 1986، إلى حين يأمن أهل البلد لإدارته وللشروع بالإصلاح وحوكمة مؤسسات الدولة. هذا الإيجاز الذي استخلصته «الشرق الأوسط» عبر استطلاع ميداني للمسارات الاقتصادية والمالية والنقدية والحلول الممكنة، أثرته بطرح الخيارات الممكنة للجوء إلى الذهب، كملاذ إنقاذي بعدما بلغ الانهيار مستويات حرجة للغاية تهدد الرغيف والدواء والاستشفاء والتدفئة والنقل. ولقد حاورت لهذه الغاية خبيرين كبيرين في شؤون القطاع المالي الذي يشكل النواة الصلبة لكرة ثلج الانهيارات التي دارت على القطاعات كافة، هما: سمير حمود الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف، والدكتور جو سرّوع المصرفي الجامع لخبرات طويلة في مؤسسات أجنبية ومحلية. واقع الحال في لبنان، عشية ختام السنة الأولى لرحلة الآلام التي تدحرجت ككرة الثلج وتسببت باندلاع أوسع موجات الاحتجاجات الشعبية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2019 أن البلد والمقيمين فيه من مواطنين ونازحين يناهزون الستة ملايين نسمة، عالقون في عنق الزجاجة «السياسي» الداخلي، مع انسداد منافذ الإنقاذ عقب ترنُّح المبادرة الفرنسية رغم تمديد مهلتها. ولا غرابة في تفشي الإحباط واليأس في أوساط العامة، بعدما فقد الجميع الثقة برجال الدولة ومؤسساتها وإمكانية حصول تحوّل حقيقي يفضي إلى إعلاء المصالح الوطنية والإصلاح على مناهج الفساد والمحاصصة والامتيازات الفئوية والطائفية. عامل الوقت سيكون ضاغطاً بشدة، وربما يغدو قاتلاً في الأسابيع القليلة المقبلة، كما يجمع المراقبون؛ إذ إن هناك التزامن الحكمي مع ترقب موجة تضخم عاتية ستنتج تلقائياً مع قرب الاستحقاق الزمني لاستنفاذ احتياطات البنك المركزي القابلة للاستخدام من العملات الصعبة. هذا بينما يستعيد الضغط النقدي ثقله النوعي النافذ إلى الاستهلاك اليومي، ويتكفل باقتطاع أجزاء جديدة من المداخيل المترهلة، وتبقى المدخرات في البنوك حبيسة القيود المشددة.

- عوز شديد مرتقب

ولم يعد سراً في إشهار الوقائع المتفشية، التحذير من حدة المخاطر المقبلة وتفاقمها على البلاد واقتصادها وناسها. فالنذر الأولى لمرحلة ما بعد تعذر دعم تمويل السلع الاستراتيجية والغذائية الأساسية بدأت تسود الأسواق من خلال ندرة السلع المدعومة وتهريبها خارج الحدود عن أعين الدولة وأجهزتها. وهي تشي، بحسب إجماع المراقبين والمحللين، بتحوّلات أشد مرارة تصيب القطاعات الاقتصادية بالشلل التام، وتصدم الصامدين من العاملين فيها بانضمامهم الوشيك إلى رفاقهم السابقين المكتوين، الذين تربو أعدادهم على 300 ألف، بنار البطالة التامة والجزئية. أما الأكثر إيلاماً، فستعكسه التداعيات الاجتماعية والمعيشية التي يرجح أن تطلق موجات جديدة وعالية تجرف السواد الأعظم من الناس إلى العوز الشديد. ومن المرتقب أن تشكل الذكرى السنوية الأولى لاندلاع موجات الاحتجاجات الشعبية، وقوداً إضافياً للتحولات الصعبة المنتظرة ضمن محطات التوقيت الشائك الذي يظلل الأوضاع اللبنانية كافة. فإذا كان فتيل فرض رسم مقطوع على «واتساب» أشعل «ثورة» شعبية غير مسبوقة بشموليتها خارج القيود الطائفية ومداها الزمني المتواصل؛ فكيف يُمكِن تصوُّر مكوّنات المشهد المرتقب عند بلوغ محطة انقطاع الرمق الأخير لاحتياطات العملات الصعبة قريباً، وفقاً لتحذيرات حاكم البنك المركزي، رياض سلامة، وارتقاء الخبز والغذاء والأدوية والمحروقات إلى مصاف سلع الرفاهية الصعبة المنال والمتاحة بيُسر لنسبة ضئيلة فقط قد لا تتخطى 20 في المائة من المقيمين؟!

- حمود: القيمة النفسية للذهب توجب ربط استعماله بالإصلاح الهيكلي

دونما أي تردد أو تهيب، يقول سمير حمود: «لعله من المبكر طرح موضوع الذهب في المرحلة الحاضرة. فلهذا الاحتياط قيمة نفسية عالية ربما تفوق ما يوازيه من قيمة نقدية، والبلد حالياً في وضعية انعدام الوزن، لجهة فقدان الثقة وغياب الرؤى والبرامج والخطط الكفيلة بتفكيك المشكلات وإعادة ترتيب البيت اللبناني الداخلي». ثم يضيف: «سيأتي حكماً الوقت الذي يمكننا فيه مقاربة موضوع مخزون الذهب وخيارات استخداماته. ومنها على سبيل التعداد لا الحصر: الاستناد إلى قيمته كضمانة مهمة لإعادة جدولة الديون الحكومية الخارجية، وتعظيم الاستفادة المقابلة في استعادة سمعة البلد ومؤسساته في الأسواق الدولية، التي بناها على مدى العقود الأخيرة، حيث لم يخلّ يوماً، ما عدا العام الحالي، بتسديد موجباته واستحقاقات ديونه». كذلك فإنه يمكن استعمال قوة هذا الاحتياط في ضمان استمرارية استيراد المواد الأولية للصناعة الوطنية ضمن خطة سليمة تضمن نهوض الاقتصاد من كبوته الحالية.

«أما أن تقرر الدولة استعمال الذهب كمخزون نقدي متوفر، فهذا ينذر - كما يرى حمود - بأن يتم استهلاك هذه الأصول المتينة على منوال استهلاك الاحتياطات النقدية من العملات الصعبة. وهكذا خيار سيبدد معه بقايا مخزون الثقة بالبلاد وقطاعاتها، ويضيف أوزاناً ثقيلة إلى المشكلات البنيوية التي تكشفت عقب انفجار الأزمات. بل إن مجرد التوجه بذاته، سيضعنا لاحقاً في موقع الفاقد لأي احتمال إنقاذي ممكن وأي إمكانية لإعادة ترتيب أوضاعنا كافة». ويستطرد الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف، فيقول: «أكرر التأكيد بأنه سيأتي اليوم المناسب للتداول الوطني بموضوع احتياط الذهب وتحديد أوجه استعماله، إنما يجب أن يسبق كل ذلك تأسيس توافق داخلي عريض قوامه استقرار داخلي ورؤى سياسية واقتصادية واضحة وشفافة واتفاقات على معالجات مالية ونقدية ومصرفية صريحة ولا لبس فيها. وبالأخص، راهناً لجهة علاقتنا مع (صندوق النقد الدولي) ومحفّزات المبادرة الفرنسية في إنعاش التزامات مؤتمر (سيدر). كذلك ما يعود إلى علاقاتنا بمحيطنا العربي، وتحديداً دول الخليج، كجزء حيوي ومتقدم من مجمل منظومة علاقاتنا الخارجية».

وبتابع حمود شارحاً: «أما في غياب كل هذه المقتضيات أو الشروط الموضوعية، فإن المس بالذهب سيكون حقيقة رمياً لأصول ثمينة في البحر، وستأكله أسماك نعرفها، وقد لا نستطيع إعادة اصطيادها في أي زمن لاحق. ولذا فلنتمسك بهذا الملاذ ضناً بما تبقى من آمال الناس في استعادة مقوّمات العيش الكريم في وطن مستقر. وليكن سلاحاً حاسماً في معركة الإصلاح حين ينضج وقتها».

- الأزمة ما عادت سعر الصرف أو إعادة هيكلة الدَّين

في الخلفيات التي عايشها سمير حمود عن كثب من خلال مسؤولياته ومواقعه المصرفية والإدارية السابقة، فإنه يعتقد أن الأزمات المستفحلة السائدة لم تعد مسائل سعر صرف أو إعادة هيكلة دين. بل هي حقيقة أزمة وجود دولة تحترم تعهداتها في الداخل والخارج، ولا تقبل أن تمارس مؤسساتها أعمالاً تخالف القانون والدستور. وهذا ما يقتضي أن ترتكز منطلقات الحلول على مبادئ احترام الحقوق والوفاء بالالتزامات، ولا يعتقدن أحد أن البلاد يمكن أن تقف مجدداً إذا سرقت أو بددت أموال الناس. ثم يوضح: «لبنان هو بلد تحويل أكثر مما هو بلد تصدير. ولو أننا نعشق الاقتصاد المنتج فإن البناء وإعادة البناء لا يتحققان بالتمني بل بالاستناد إلى أعمدة ثابتة صلبة قوامها العدل والنظام. إن الأحاديث عن المال المنهوب لا علاقة له بالأزمات لأن التصدي للفساد والنهب والسرقات واجبات الدولة الصحيحة سواءً كانت في بحبوحة أم في ضيق. وصحيح أن الأزمة انفجرت نقداً، لكن مسبباتها مالية وسياسية. وهذا يعني أن الحل وجب أن يأتي سياسياً. بينما، في غياب التصحيح السياسي ستبقى المعالجات ناقصة، ولن تضمن العودة إلى الوضع الذي اعتاد لبنان واللبنانيون العيش في ظلاله». لقد أظهر لبنان على مدى عقود مستوى عالياً في العيش وحرية الانتقال في الداخل والخارج. إنما اعتبر كثيرون - وفق سرد حمود - أن «اللبنانيين ينفقون أكثر مما ينتجون، وأن نمط العيش محكوم بالتغيير لتقلص الموارد في الفترة المقبلة. وهذا الكلام يتصف ببعض الصحة. لكن يجب ألا يغرب عن البال أن مظاهر الغنى والرقي مطلوبة لاستمرار اقتصاد لبنان، إذ إن قطاع الخدمات في لبنان لا يقل، ولا يجوز أن يقل، عن أي من القطاعات الاقتصادية الأخرى، وإن كنا نؤيد الدعوة المحقة لإعطاء القطاعات الإنتاجية الأهمية والدعم لأجل التحول إلى بلد إنتاج». وعن تصوراته لاقتراحات الحلول المطلوبة يرى حمود أنه «من الناحية التقنية تأخذ المعالجات عادة أحد مسارين: إما مسار التصفية أو مسار الاستمرارية. الأزمة الحالية تتناول مالية الدولة ورساميل مصرف لبنان والمصارف وأموال المودعين. والمعالجات توجب الحفاظ على هذه الأموال وعلى المؤسسات وسمعة البلاد، ولا تفيد (الهندسات) الرقمية أو الورقية ما لم تضمن ضخ أموال جديدة تضمن إعادة النهوض» ولذا، فهو يعتبر أن «مسار الاستمرارية حتمي. ويتطلب ذلك معالجة الأسباب وإعطاء الأهمية لمصادر تغطية أي خسائر أو فجوات، بدلاً من الضياع بتقديرات مبالغ الخسائر المحققة، لأنه لا فائدة تُرجى من أن نضع أنفسنا في دائرة العجز والتنصل من الالتزامات بدلاً من البحث عن إمكانات التغطية أو الاستمرارية، وألا نحوّل المعالجة إلى مسار التصفية».

- الكهرباء... الكهرباء... الكهرباء

وفقاً لهذا الخيار، يجد حمود أن الحلول الناجعة لا بد أن تبدأ «بتوازن المالية العامة، ذلك أن العجز ناتج أساساً عن الفوائد وتراكمها وعجز الكهرباء. وبما أن الفوائد بمعظمها تعود للمصارف ومصرف لبنان، فإن المطلوب معالجة مشكلة الكهرباء التي غدت عنواناً عريضاً لتخلف لبنان واللبنانيين، ثم اللجوء إلى إيقاف الفوائد، والعمل على تعزيز الحساب الأولي، وربط الإنفاق الاستثماري بالفائض الحاصل، والإبقاء على رصيد يشكل نواة المعالجة لإعادة هيكلة الدَّين. إن مقاربة الدَّين في تخفيضه أو تسديده قبل توازن المالية العامة لن تؤدي إلى نتيجة، لأن مصادر التسديد الجزئي أو الكلي غير متوافرة، كما أن توازن المالية العامة لا يتحقق من دون إصلاحات حقيقية تعالج بنود الإنفاق وتوزّعها على ثلاث فئات أساسية تشمل الرواتب والتعويضات والكهرباء والفوائد».

في المحطة الموازية، يشير حمود إلى وجوب مصارحة المودعين في البنوك قانونياً بأن الوديعة بالدولار هي «دولار لبناني» غير قابل للتحويل نقداً أو خارج البلاد. وحتى إشعار آخر، سيُصرف في السوق المحلية وفق السعر المعتمد على منصة البنك المركزي. وهو يقدّر، في المقابل أن «الكلام عن تحرير سعر الصرف في غير محله أيضاً. فالسعر الحر هو الذي يساوي العرض مع الطلب، ولا يمكن في الحال هذه التوازن في ظل احتباس ودائع بنحو 125 مليار دولار، واكتناز الدولار عند توفره. فعندها وفي حال التحرير، يمكن أن يصل الدولار إلى ستة أرقام. ولذا لا بد من التعايش مع سعرين والقبول ضمناً بالسوق السوداء ومحاربتها علناً وبجدية للحؤول دون الفوضى».

أما بشأن الدين العام البالغ نحو 94 مليار دولار، فيعتبر حمود أن معالجته كي يتناسب مع الناتج المحلي «أمر أساسي، غير أن تخفيضه عن طريق الاقتطاع من الأموال الخاصة للمصارف وأموال المودعين يشكل خطيئة كبرى، لأن ذلك ينهي النظام المصرفي، ولا يضخ أي رساميل في السوق المحلية». ويوضح: «هدف التخفيض هو الأساس. إنما الأسلوب والمدة يختلفان عن الطرح الحكومي الذي تم التداول به مع خبراء (صندوق النقد). والخلل بالسداد لم يكن صائباً، ويجب تصحيحه بتكليف مصرف لبنان والمصارف شراء السندات بحسومات كبيرة لحصر المديونية داخلياً. هذا الأمر يسهل معالجة الدَّين أولاً بتخفيض التكلفة، وثانياً بإعادة الجدولة لمدة كافية لتمكين الدولة من احترام التزاماتها. وهذا الاقتراح يتناسب طرداً مع معالجة الودائع لأن تمديد فترة السداد يقابله حبس الودائع قصراً، وأيضاً تخفيض كلفتها على المصارف».

- سرّوع: الثقة أولاً... ولدى الدولة عوائد قابلة للتسنيد وجذب التمويل الإسلامي

يعتبر الدكتور جو سرّوع، من جهته، أن «الذهب كان ولا يزال الملاذ الآمن للعملات الوطنية، ودعم قيمتها واستقرارها إزاء الدولار كعملة تداول عالمية. وبالتالي، التفكير المنطقي أن تعمد الدول والبنوك المركزية إلى استثمار مخزوناتها من «العملة الصفراء المتينة». فهو قابل للاستخدام كضمانة للاستدانة في الأسواق الدولية بفوائد متدنية للغاية. وهو أيضاً قابل لدر مردود عبر التأجير أو الإعارة لدول تحتاج إليه، إنما مع تحسّب سليم للمخاطر. وربما الأهم حالياً جاذبيته النوعية للتمويل الإسلامي الفائض في الأسواق، مع تعظيم المردود المتوخّى كون التمويل الإسلامي في هذه الحالة يفوق التمويل التقليدي في التكلفة والجدوى وسرعة التعاقد». ويستدرك سروع ليقول: «لكن هذه القواعد المجزية لا تتفق مطلقاً مع حالة لبنان المُزرية. فالوضع السياسي الشائك، والتدهور الاقتصادي، وانعدام التنافسية، وانهيار الليرة، وأزمة المالية العامة المستعصية، وتدني التصنيف الائتماني السيادي، وشلل قطاعات الإنتاج، كلها عوامل تتضافر للاستنتاج البديهي بأن الظروف غير مهيأة لمقاربة موضوع احتياطات الذهب. ثم إن حقيقة توزّع الكميات المخزّنة بين لبنان وسويسرا والولايات المتحدة، يضيف عقدة مهمة تجبه (حرية) أي قرار بالاستعمال. إذ أنها تتطلب مسبقاً مفاوضات شاقة لإقناع (المؤتمَنين) على الذهب بسلامة وشفافية استثماره في خدمة نهوض الاقتصاد والتنمية، وليس لغايات نقدية تؤدي إلى تبديده». «هل توجد خيارات ذات أسبقية وأفضلية؟» يسأل الخبير في الصيرفة الاستثمارية ويجيب: «نعم... لبنان يملك أصولاً تتناسب مع مواصفات التمويل في الأسواق الدولية، وبالأخص التمويل الإسلامي، ما يؤمّن له تدفقات يحتاج إليها بالعملات الأجنبية؛ فإذا انتظمت الدول ومؤسساتها في مسار سياسي سليم، والتزمت خطة إصلاح هيكلية شاملة، يمكن اللجوء إلى تسنيد و/ أو توريق العوائد التي تجبيها مؤسسات مربحة تملكها الدولة، على غرار قطاعات الاتصالات والمنافذ البحرية والجوية والأملاك البحرية وشركتي (إنترا) و(طيران الشرق الأوسط). ويمكنها أن تؤسس بذلك لاحقاً لتسنيد العوائد المرتقبة من ثروة الغاز والنفط الموعودة في المياه الإقليمية».

- أولوية الحلول السياسية والاستقرار الداخلي

ويتابع سروع: «استباقاً، هناك أولوية الحلول السياسية وإرساء دعائم الاستقرار الداخلي. هذا هو المدخل الإلزامي للشروع بتنفيذ خطة متكاملة لإعادة هيكلة اقتصادية ومالية، وإعادة بناء شبكة أمان اجتماعي شاملة ومستدامة. هذه محطات حيوية دونها صعوبات كثيرة ينبغي مقاربتها بعقلانية، وفي مقدمها فتح خطوط الإمداد المالي الخارجي عبر صندوق النقد الدولي والتجاوب مع المبادرة الفرنسية التي تتضمّن وعوداً على أعلى مستوى بإنعاش التزامات مؤتمر (سيدر). فضلاً عن أهمية تطوير الموارد البشرية واعتماد الفكر المصرفي الحديث المرتكز على إدارة المخاطر وبناء التنافسية المتقدمة، وإعادة هيكلة جذرية على كل الصعد البشرية والإدارية والتنظيمية».

ويجزم سروع بأن «المطلوب في المقام الأول هو إعادة الثقة في الدولة، وباستعادتها سيادتها واعترافها وليس تنصلها من مسؤولياتها، بما يشمل الإيفاء بديونها وتعهدها المطلق بإيفاء دينها السيادي. وهي محطة الانطلاق لتفعيل الدولة وإنتاجيتها وتعزيز شفافيتها، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة من الخارج كما من الداخل. إن إعادة التموضع السياسي السليم مهمة واجبة لمصلحة البلد. وتستجيب طرداً لمطلب الإصلاح الذي ينشده المواطنون وغالبية الدول المانحة للبنان. ويعبّد الطريق لانطلاقة جدية لأية خطة تعافٍ للبلد بشقيها الآني والاستراتيجي، فتصبح حقاً دولة في خدمة الوطن واقتصاده ومواطنيه».

 

مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ولدت لتفشل

The Unsaid Lebanon/17 تشرين الأول/2020

مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ولدت لتفشل، لأن حزب الله هو السلطة المطلقة وهو يناور منذ البدء لتخفيف وإحتواء الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية عليه وعلى حلفائه المستتبعين. والحكومة لن تبصر النور إلا إذا كان هو مسيطر عليها بشكل كامل، مما يمنع الحصول على أي مساعدات خارجية مرتقبة. في المحصلة، حزب الأمونيوم يَحرم لبنان من الإستفادة من موارده الطبيعة ودعم صندوق النقد الدولي وإحتضان المجتمع الدولي له، في حين أن لبنان على طريق الزوال. لا يمكن التعايش مع الجمهورية الإسلامية في لبنان، لذا يجب وضع لبنان تحت الوصاية الدولية وتحت الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.

 هذا هو الحل الوحيد المتاح، للحؤول دون نعي لبنان ككيان وكدولة.

 

اختتام مهمة خبراء فرنسيين بالاشتراك مع الجيش في كلية فؤاد شهاب

وطنية - السبت 17 تشرين الأول 2020

أقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، حفل لمناسبة اختتام مهمة خبراء فرنسيين نفذوا تمرينا مشتركا من خلال نظام التشبيه المعتمد في الكلية مع فوج التدخل الأول في الجيش. حاكى التمرين فرضية مواجهة تهديدات إرهابية مختلفة واستمر لمدة 5 أسابيع.

ترأس الحفل قائد الكلية العميد الركن حسن جوني، في حضور عدد من الضباط، وألقى كلمة شكر فيها بعثة الخبراء الفرنسيين على جهودهم وأكد "أهمية نظام التشبيه المعتمد في الكلية، والذي يتميز بقدرات تقنية عالية تسمح بمحاكاة المناورات التكتيكية والعملياتية بشكل احترافي، خصوصا بعد تطوير برنامجه مؤخرا بمساعدة الجيش الفرنسي".

 

عقدة الحريري – باسيل.. هل تؤجل الاستشارات مجدداً؟

 وكالة الانباء المركزية/17 تشرين الأول/2020

فيما تستذكر البلاد اليوم أكبر ثورة عرفتها في تاريخها القديم والمعاصر، من حيث جمعها تحت لوائها أطياف الشعب اللبناني كلها دون استثناء متجاوزة حدود المناطق والطوائف والمذاهب التي لطالما باعدت بين اللبنانيين لا بل ألبتهم بعضهم على بعض… وفي وقت تفاقمت الاسباب التي دفعت الناس الى الانتفاض، كون مطالبهم لم تلق الآذان الصاغية لدى الطبقة الحاكمة، فأوصلتنا الى انهيار شامل على الصعد كافة، وسط هذه الاجواء التي تختلط فيها النوستالجيا الى ذلك اليوم المجيد وما حمله من امل بالتغيير بمشاعر اليأس والخوف من الغد والفقر والجوع والمرض التي تقض المضاجع اليوم، الجمهورية اللبنانية أسيرة اتصال هاتفي ولقاء يفترض ان يحصل كي تشكل حكومة تحاول اخراج البلاد من الغيبوبة التي يقبع فيها منذ اشهر.. والا لا حكومة! نعم، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وكأن لا ناس انتفضت ولا أدوية ومحروقات مفقودة ووباء يفتك بالشباب والشيب، ولا أزمة مالية خانقة او غلاء معيشيا فاحشا يدفع المنكوبين الى ركوب عبارات الموت… القوى السياسية لا تزال تشتبك في ما بينها وتتقاتل فوق آلام الناس وجراحهم، وتكابر وترفض الانكسار او التراجع و”من بعدي فليكن الطوفان”! هذا هو المشهد الذي يدور اليوم على خشبة التأليف. تأجلت الاستشارات النيابية لأن الرئيس سعد الحريري لم يلتق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل موعد الاستشارات للتفاهم معه حول الحصص والحقائب وشكل الحكومة وبرنامجها… العقدة هذه، تدخّل العالم كلّه لحلّها. هل من عاقل يُصدق؟! تسأل المصادر بتهكّم. قصر الاليزيه دخل على الخط، شغّل محركاته على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي، واتصل ايضا بعين التينة وكليمنصو طالبا مساعدتهما لتفكيك عقدة الحريري- باسيل! والانكى، انها حتى الساعة عصية على الحل. كل من الرجلين على موقفه، بغض النظر عمن هو على حق ومن “عليه حق”. الحريري يؤكد عبر اوساطه انه لن يلتقي او يتصل بأي احد.. اما باسيل، فالى تأكيده انه لن يبادر في اتجاه الحريري، يشير ايضا الى ان ولو حصل هذا التواصل، فإنه لن يبدل شيئا في موقفه من تكليف الحريري وربما ايضا من منحه الثقة لاحقا.. الستاتيكو القاتل هذا يتهدد الاستشارات المحددة الخميس المقبل اذ قد يؤدي الى ارجائها من جديد، لأن رئيس الجمهورية ميشال عون قد ينتفض ايضا لنصرة خليفته في سدة التيار، ومنع كسره. لكن في حال لم يؤجلها وكلّف الحريري، فان لا شيء يضمن ان يؤلف حكومته. ففي عود على بدء، تتابع المصادر، ليست الجمهورية فقط أسيرة الانانيات، بل خاطفها الاكبر يبقى مَن حوّلها  بفضل تفوقه العسكري، اي حزب الله، ورقة وساحة في تصرف الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصالحها. وطهران قد تعتبر ان تسهيل الحكومة في لبنان حاليا ووضعه على سكة الانعاش، لا يفيدها! الخروج من هذا السجن، لن يكون الا بالتخلص من السجانين، عبر مزيد من الثورة والثورة والثورة… تختم المصادر.

 

مليونا عاطل عن العمل... والليرة خسرت 80% من قيمتها

بيروت: /الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020»

شهدت الانتفاضة خلال عام موجة غير مسبوقة من الاعتقالات والتوقيفات التي بلغ عددها، حسب عضو لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين المحامية غيدة فرنجية، 1175 حالة من 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 حتى 30 يونيو (حزيران) 2020. وتشرح فرنجية، وهي محامية في المفكرة القانونية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّ معظم التوقيفات كانت بشكل جماعي وخلال المظاهرات، وأنّه حتى اللحظة لا يزال هناك 5 أشخاص موقوفين على خلفية مظاهرات حصلت في أبريل (نيسان) الماضي في طرابلس. وفيما خصّ حالات الاعتداء على المتظاهرين فقد بلغ عددها 1240 اعتداءً على أيدي عناصر أمنية أو مدنيين موالين للأحزاب أو حتى مرافقي سياسيين. ويُضاف إلى هذه الأعداد 20 حالة توقيف قامت بها العناصر الأمنية في مظاهرة 8 أغسطس (آب) والتي جاءت عقب انفجار المرفأ، فضلاً عن أكثر من 700 اعتداء على المتظاهرين في هذا اليوم. وتتنوع أسباب الإصابات بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي والخردق والغاز المسيل للدموع واعتداء بدني. أما على الصعيد المالي فقد تراجعت قيمة العملة المحلية مقابل الدولار بنسبة 80%، إذ كان سعر الدولار في أكتوبر من العام الماضي 1515 ليرة فيما يتراوح اليوم في السوق السوداء عند سعر 8 آلاف ليرة. وتضاعف عدد العاطلين عن العمل من نحو مليون شخص في العام الماضي إلى أكثر من مليونين حالياً. أما نسبة الفقر فتخطت 55% بعدما كانت في حدود 30% في العام الماضي. وبلغت نسبة التضخم 115% وتجاوز عجز الموازنة 16% كما تراجع الناتج المحلي إلى 35 مليار دولار، بعدما كان 55 ملياراً في العام الماضي.

 

صيدليات ومستودعات تخزّن الأدوية..وزير الصحة جال عليها وتحدث عن عمليات احتكار

بيروت/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

يستمر الكشف على المزيد من الصيدليات والمستودعات التي تخزّن الأدوية المدعومة وتمنعها عن اللبنانيين بهدف جني الأرباح لاحقاً عند اتخاذ مصرف لبنان قرار رفع الدعم. وواصل وزير الصحة الدكتور حمد حسن، أمس، جولاته المفاجئة على مستودعات للأدوية في منطقتي بعبدا والشويفات في جبل لبنان، معلناً عن عمليات احتكار للأدوية ومحسوبيات تمنع بعض الصيدليات من تسلم الكميات اللازمة لها. وقال خلال جولته: «هناك استنسابية واحتكار لبعض الأدوية وهي محصورة في بعض الصيدليات بسبب المحسوبيات»، لافتاً إلى «أن هناك أدوية مدعومة من مصرف لبنان موجودة في المستودعات وسنتّخذ الإجراءات الكفيلة لتوزيع الدواء بشكل عادل على المناطق اللبنانية كافة». وأكد وزير الصحة توفُّر كمية من الأدوية في المستودعات، كاشفاً أنه يتم التأكد من آلية توزيعها إثر اكتشاف وجود خلل فيها، خصوصاً أن صيدلية تحصل مثلاً على 8000 قطعة دواء في حين أن أحد المستودعات يأخذ ألف قطعة، مشدداً على أنه سيتبع آلية تدقيق تبدأ من وكيل كل دواء مقطوع لكشف الاحتكار. وعن الإجراءات القضائية، لفت حسن إلى أنه تواصل «مع النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، والنائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، واتفقنا على اتخاذ كل الإجراءات القضائية لتأمين الدواء للناس واتخاذ تدابير فورية بحق كل مرتكب وكل من يتلاعب بصحة المواطن». وفي الإطار نفسه ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، أصدر استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية المختصة، لإجراء التحريات والتحقيقات اللازمة لكشف ما إذا كانت هناك مخازن أدوية في محافظة البقاع وأسماء التجار وأصحابها، وما إذا كانوا يسلمون الصيدليات طلبياتهم أو يمتنعون عن ذلك، بهدف الاستفادة من زيادة الأسعار ومخابرته بالنتيجة. وصباحاً كتب حسن على حسابه في «تويتر» قائلاً: «ما جدوى كل ما نقول وما نفعل دون عقاب المذنب والمرتكب؟!»، متوجهاً بالشكر إلى مديري عام قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة ومحافظ البقاع والمدعي العام منيف بركات وعلي إبراهيم. مؤكداً أن «العبرة بتوقيف بعض الوكلاء وبعض أصحاب المستودعات والصيدليات وإبقاء مؤسساتهم في خدمة المتألمين».

 

«القوات» و«المستقبل»... حلفاء رغم الثقة المفقودة ...خلافات من الحكومة إلى الانتخابات الرئاسية

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

تطرح العلاقة بين «الحليفين الخصمين»: حزب «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، العديد من الأسئلة، في ظل التباعد الحاصل بينهما في الفترة الأخيرة، والذي يظهر بشكل أساسي في رفض «القوات» تسمية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الاستشارات النيابية. حتى أن اعتذار الحريري قبل تكليف حسان دياب كان مرتبطاً بشكل أساسي بقرار «القوات» الذي لم يتبدل منذ ذلك الحين، فيما يبدو أن الحريري سيتخطاه هذه المرة وسيمضي في ترشيحه بمعزل عن موقف حليفه القديم. وبسؤال الطرفين عن هذا الخلاف، والرد عليه، يظهر عتب كبير من المسؤولين في الحزبين، مع تأكيدهما أن العلاقة القديمة التي جمعتهما في أبرز وأهم المحطات اللبنانية لا بد أن يأتي يوم لتعود إلى سابق عهدها. الدخول في تفاصيل هذه الخلافات تختصره عبارة «الطعن بالظهر» التي يحملها الطرفان بعضهما على بعض. وتتحدث مصادر مطلعة على الاتصالات بينهما لـ«الشرق الأوسط» عن معركة رئاسة الجمهورية المبكرة التي تأخذ حيزاً من الخلاف بين رئيس «القوات» سمير جعجع ورئيس «المستقبل» سعد الحريري؛ خصوصاً بعد المسار الذي سلكته انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة، وانتهت بالتسوية الرئاسية بين الحريري والرئيس ميشال عون. وفي ظل «التحالف الجديد» بين الحريري والمرشح للرئاسة رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، تقول المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات» يحاول الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لتحديد المسار في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحيث يؤدي على الأقل إلى تعهد بتوحيد المواقف في هذا الاتجاه بين «المستقبل» و«القوات»، وهو ما لا يلقى تجاوباً من الحريري.

هذه المعلومات ترفض التعليق عليها مصادر نيابية في «تيار المستقبل»، بينما يؤكد النائب في «القوات» جورج عقيص أنه لم يسمع هذا الأمر من جعجع، مستبعداً أن يكون رئيس «القوات» قد طلب موقفاً مسبقاً حول الاستحقاق الرئاسي، ومؤكداً أن العلاقة لا بد من أن تعود لسابق عهدها بين الطرفين؛ خصوصاً أنه لا يوجد خلاف جوهري بينهما، إنما الأمر يحتاج إلى المصارحة والإجابة عن بعض علامات الاستفهام والهواجس. وتقول مصادر «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عتب كبير على جعجع من قبل الحريري، وهناك علامة استفهام تطرح حول خلفية هذه المواقف وحقيقة الأسباب التي يعلنونها، بحيث نشعر أن هناك أسباباً أخرى أكبر مما يقال». وتضيف المصادر: «قبل ذلك قالوا إنهم يريدون مصلحة الحريري. والآن يقولون إنه جرب ولم ينجح؛ لكن في النهاية من الواضح أن (القوات) تبحث عن مصلحتها وتأخذ خياراتها انطلاقاً من هذا الأمر»؛ لكن رغم ذلك تؤكد المصادر أن الأهم في علاقة الطرفين أنهما متفقان على الأمور الاستراتيجية، والخلافات لا تزال تنحصر في الأمور التكتيكية، وبالتالي لا بد من أن يتم تذليلها. لا يختلف موقف «القوات»، فقد وصف جعجع الحريري بالصديق، مع رفضه تسميته لرئاسة الحكومة، وهو ما يلفت إليه النائب جورج عقيص، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لدي ثقة كاملة بأن العلاقة مع المستقبل ستعود إلى ما كانت عليه سابقاً؛ خصوصاً أننا لا نتعامل مع الحريري إلا كحليف. إنما التجربة في الانتخابات الرئاسية الماضية ومن ثم الأداء خلال الحكومة، وتحديداً العلاقة الملتبسة بين الحريري وباسيل بين عامي 2016 و2019، طرحت علامات استفهام؛ لكن رغم ذلك نريد الانطلاق من جديد، إنما ضمن أسس مختلفة خاصة بعد الثورة الشعبية التي طالبت بالتغيير». ويضيف عقيص: «عناوين عدة وشراكة وطنية لا تزال تجمعنا مع (المستقبل)، إنما مقاربتنا للأمور في هذه المرحلة تختلف؛ بحيث أننا نؤمن بأن الوقت ليس للتنازلات وليس ملائماً لتشكيل حكومات على غرار التي كانت تشكل قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2019؛ بل الإنقاذ اليوم هو بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين لتحقيق الإصلاحات، وبالتالي تنفيذ المبادرة الفرنسية بحذافيرها». وعما سيكون عليه موقف «القوات» إذا كُلف الحريري ونجح في تشكيل حكومة، وهل تمنحه كتلة «الجمهورية القوية» الثقة، يقول عقيص: «ندرك أنه حتى لو كُلف الحريري بتشكيل الحكومة فسيعرقلون تأليفها كما يريد، ولكن إذا نجح في المهمة وشكل حكومة من اختصاصيين من غير السياسيين بعيداً عن سلطة الأحزاب، عندها سنتعامل بلا شك بإيجابية».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

هدنة إنسانية بين أرمينيا وأذربيجان

صوت بيروت انترناسيونال/17 تشرين الأول/2020

أعلنت أرمينيا وأذربيجان، مساء اليوم السبت، توصلهما إلى اتفاق حول هدنة إنسانية اعتبارا من منتصف الليل. وذكرت وزارة الخارجية الأرمنية، في بيان: “اتفقت جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان على هدنة إنسانية اعتبارا من الساعة 00:00 من يوم 18 أكتوبر بالتوقيت المحلي”. وأشارت إلى أن هذا القرار تم اتخاذه تطبيقا للبيان المشترك الصادر يوم 1 أكتوبر عن رؤساء روسيا، فلاديمير بوتين، والولايات المتحدة، دونالد ترامب، وفرنسا، إيمانويل ماكرون، وبيان رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الصادر يوم 5 أكتوبر، وبيان موسكو يوم 10 أكتوبر. كما أصدرت وزارة الخارجية الأذربيجانية بيانا مماثلا أكدت فيه التوصل إلى اتفاق حول هدنة إنسانية اعتبارا من الليل. وفي وقت سابق من اليوم أفادت موسكو بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أجرى محادثات هاتفية مع نظيريه الأذربيجاني، جيحون بيراموف، والأرمني، زوغراب مناتساكانيان. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الحكومة الأذربيجانية عن مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة 52 آخرين جراء قصف صاروخي استهدف ليل السبت كنجه، ثاني أكبر مدن البلاد، من داخل أراضي أرمينيا واندلعت في 27 ايلول، اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم قره باغ والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاما وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب. وتوصلت أذربيجان وأرمينيا خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية بوساطة من روسيا، يوم 10 أكتوبر، إلى اتفاق حول إعلان وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية، لكن لاحقا تبادل الطرفان الاتهامات بخرقه.

 

إسرائيل والبحرين توقعان على وثيقة العلاقات الدبلوماسية الأحد

صوت بيروت انترناسيونال/17 تشرين الأول/2020

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيتم الاحد التوقيع على وثيقة تتناول إقامة علاقات دبلوماسية وعلاقات سلمية مع البحرين، وذلك في العاصمة المنامة. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح  ان رئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات، سيترأس الأحد بعثة إلى البحرين في أول رحلة تجارية بين البلدين. وأشار إلى أن أعضاء البعثة الإسرائيلية، سيعقدون مباحثات مع مسؤولين بحرينيين وأمريكيين كبار حول المجالات التالية: الطيران والمواصلات والتكنولوجيا والصناعة والتجارة والأموال والسياحة والزراعة والعلاقات الدبلوماسية والصحة والثقافة. وأضاف بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “سيتم خلال الزيارة التوقيع على وثيقة تتناول إقامة علاقات دبلوماسية وعلاقات سلمية بين إسرائيل والبحرين”. وتابع: ” كما سيتم التوقيع على مذكرات تفاهم حول قضايا ثنائية متنوعة بغية صب مضمون عملي في العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بينهما”. وأشار مكتب نتنياهو إلى أن “إسرائيل تولي أهمية كبيرة جدا لهذه الزيارة ولمضامينها ولتعزيز علاقاتها مع مملكة البحرين في شتى المجالات”.ومن المقرر أن يرأس الوفد الأمريكي وزير الخزانة ستيفن مينوشين، ويضم مبعوث البيت الأبيض الى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش.

 

 ساركوزي في مواجهة القضاء...الرئيس الفرنسي السابق متهم بـ«تشكيل عصابة إجرامية» في ملف التمويل الليبي

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020»

يتميز نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي الأسبق (2007 - 2012) بديناميته وشعبيته في الأوساط اليمينية. وينظر إليه اليوم على أنه الشخصية القادرة على إنقاذ اليمين الكلاسيكي المتفتت، بسبب تنازع قادته، وتمكن الرئيس إيمانويل ماكرون من اجتذاب العديد منهم. ويقال في الأوساط السياسية والإعلامية في باريس إن ساركوزي «ما زال في الحكم»، باعتبار أن جان كاستيكس، نائب أمين عام الرئاسة في عهده هو اليوم رئيس الحكومة، وجيرالد درامانا، الناطق باسمه في حملته الانتخابية الأخيرة وزير الداخلية، ووزير الزراعة في إحدى حكوماته هو اليوم وزير الاقتصاد... إضافة إلى العشرات من النواب وكبار الموظفين هم اليوم نواب في حزب ماكرون الرئاسي (التجمع من أجل الجمهورية)، وبعضهم يحتل مناصب مهمة ومفصلية في الوزرات والإدارات. ورغم هذا الواقع وقرب ساركوزي من ساكن قصر الإليزيه الحالي، لم يحمِ الأول من أن يمثل أمام القضاء الذي يواصل تحري الملفات الضالع فيها، ولا يقل عددها عن العشرة. والرئيس الأسبق يكون بذلك قد ضرب رقماً قياسياً، لأن أي رئيس سابق، منذ ولادة الجمهوريتين الرابعة والخامسة، لم يتعرض لهذا الكم من المساءلة، لا بل الملاحقة.

آخر ما استجد أن النيابة العامة المالية وجهت لساركوزي أمس، وبعد جلسات استجواب امتدت على أربعة أيام، وزادت على أربعين ساعة، اتهاماً رسمياً صادماً للغاية، إذ اعتبرت أن الرئيس الأسبق أسهم في «تشكيل عصابة إجرامية» في الملف المعروف باسم «التمويل الليبي» لحملته الرئاسية لعام 2007 التي أوصلته إلى قصر الإليزيه. وهذا الاتهام هو الرابع في الملف نفسه، وذلك في شهر مارس (آذار) من عام 2018، حيث اتهم ساركوزي بـ«الفساد» وبـ«اختلاس أموال (ليبية) عامة»، وبـ«تمويل غير مشروع» لحملة انتخابية، ووضع تحت الرقابة القضائية، وهي المرة الأولى التي يخضع لها منذ أن أطلقت الفضائح المرتبطة باسمه. كثيرة هي الكتب والتحقيقات التي صدرت في فرنسا عن هذا الملف الذي تختلط فيه الوقائع بالتوهمات. قضية تتداخل فيها أموال العقيد القذافي الذي قتل خريف عام 2011، بعد ضربة ضد موكبه قامت بها طائرات رافال الفرنسية بعمل أجهزة المخابرات، واختفاء مسؤولين ليبيين سابقين على اطلاع على خفايا الأمور، واتهامات من سيف الإسلام القذافي، الذي طالب في بداية الثورة الليبية، الرئيس الأسبق، بأن يرد الأموال التي تسلمها من طرابلس. ثم هناك أشخاص لعبوا دور الوسيط بين الطرفين، ومنهم زياد تقي الدين الذي كتب وأكد أنه نقل بطائرة خاصة، وعلى دفعتين، 5 ملايين دولار ليبية وسلمها إلى كلود غيان، مدير مكتب ساركوزي، حين كان وزيراً للداخلية بين نهاية عام 2006 و2007، أي إبان الحملة الرئاسية. وغيان نفسه الذي أصبح لاحقاً أميناً عاماً للرئاسة، ثم وزيراً للداخلية ملاحق من قبل القضاء بملفات مالية. وتجدر الإشارة إلى أن القذافي «أهدى» ساركوزي الإفراج عن الممرضات البلغاريات اللاتي كانت ليبيا تحتجزهن بحجة نقلهن وباء «الإيدز» إلى أطفال ليبيين وسلمهن لسيسيليا، زوجة ساركوزي التي انفصلت عنه لاحقاً، وكان غيان بمعيتها. والمعروف أن قطر هي التي دفعت مبلغ 400 مليون دولار للقذافي، كشرط للإفراج عن الممرضات. ولاحقاً، قام القذافي بزيارة دولة إلى باريس نصب خلالها خيمته الشهيرة في حديقة قصر الضيافة، الذي لا يفصله عن قصر الإليزيه سوى شارع ضيق.

يتمتع ساركوزي الذي يحظى ككل الرؤساء السابقين بمكاتب فخمة ومرتب مرتفع وخدمات سائقين وسكرتيرة، بخبرات ألمع المحامين على الساحة الباريسية للدفاع عنه وتبييض ناصيته. إلا أن ذلك لم ينفعه حتى اليوم في الملف الليبي، بسبب ما استحصل عليه قضاة التحقيق من أدلة وشهادات وبراهين. لذا، فإن الطعون بالتحقيق الذي تقدم به وكلاؤه في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، لطي الملف، لم تنجح، ما أفضى بالأمس إلى توجيه الاتهام الرابع، وهو الأعنف والأشد خطورة عليه. وقبله، وجه القضاء تهمة مماثلة لتييري غوبير، أحد معاونيه السابقين الذي يظن أنه تقاضى أموالاً من النظام الليبي لصالح ساركوزي وحملته الانتخابية. وثمة مزاعم انطلقت في عام 2012، أي مباشرة بعد أن خرج ساركوزي من قصر الإليزيه تفيد بأن ليبيا قدمت له خمسين مليون دولار، بحسب ما كشفت عنه صحيفة «ميديا بارت» الإلكترونية المعروفة بتحقيقاتها المتفجرة. يقول القانون الفرنسي إن أي متهم يعد بريئاً ما لم يصدر حكم بحقه. من هنا، فإن ساركوزي مستمر في إعلان براءته. وعقب صدور الاتهامات بحقه وتحولها علانية، عمد إلى كتابة تغريدة أكد فيها أن براءته قد انتهكت. وجاء في تغريدته: «صعقت بهذه التهمة الجديدة. امتهنت براءتي مجدداً بقرار لا يقدم أي دليل على تمويل غير مشروع». وما زالت الجمعية المعروفة باسم «شيربا» المتخصصة بمحاربة الفساد تلاحقه، وأعرب محاميها أمس، عن أن «الإجراءات القانونية متواصلة» بحق ساركوزي. ثمة من يقول إن ساركوزي كان يريد في عام 2017 أن يعود رئيساً للجمهورية، ليتمتع بالحماية التي يوفرها المنصب. وهناك من يدعي اليوم أن هذا الحلم ما زال يراوده. إلا أن التطورات الأخيرة ومثوله أمام المحكمة مرشح لها أن تقضي على آخر آماله السياسية.

 

المدعي العام الفرنسي يكشف تفاصيل جديدة عن “جريمة باريس”

 روسيا اليوم/ رويترز/17 تشرين الأول/2020

أعلن المدعي العام الفرنسي أن “الأخت غير الشقيقة لأحد الموقوفين في قضية قتل مدرس التاريخ في إحدى ضواحي باريس، كانت عضوًا في داعش”، متابعًا: “جماعة “أنصار الشيشان” أعنلت مسؤوليتنا عن عملية القتل”. وأشار المدعي العام إلى أن “منفذ الاعتاء، شيشاني ولد في موسكو وعمره 18 عاما، وقد نشر صورة الضحية على وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر” بعد الهجوم، مصحوبة برسالة تقول إنه نفذ عملية القتل”. وقال المدعي الفرنسي لمكافحة الإرهاب إن “المدرسة التي كان يعمل فيها الضحية، تلقت تهديدات عدة في السابق”. من جهته، أشار ممثل الادعاء الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب فرانسوا ريكارد اليوم إلى أن “الشاب  الذي قطع رأس المدرس أمام المدرسة التي يعمل بها تحدث إلى تلاميذه في الشارع وطلب منهم أن يشيروا له نحو ضحيته”.

 

فرنسا تؤكد عزمها الرد بحزم وبأشد الطرق على قتل المدرس

روسيا اليوم/17 تشرين الأول/2020

أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس ان بلاده سترد بأكبر قدر من الحزم بعد قطع رأس مدرس في أحد شوارع إحدى ضواحي باريس أمس الجمعة بعدما عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد. وقال كاستكس على “تويتر” ان “الإرهاب الإسلامي ضرب الجمهورية في القلب”. وأضاف “بالتضامن مع أساتذتها.. ستتفاعل الدولة بأكبر قدر من الحزم حتى تعيش الجمهورية ومواطنيها أحرارا! ولن نستسلم أبدا”.

 

أذربيجان تعلن السيطرة على مدينة جديدة في قره باغ

روسيا اليوم/17 تشرين الأول/2020

أفاد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأن قوات جيشه استعادت السيطرة على مدينة فضولي، إضافة إلى سبعة قرى في محيطها في إقليم قره باغ. وأعلن علييف ان “مدينة فضولي أصبحت تحت سيطرة الجيش الأذربيجاني”، لافتا إلى ان العملية “لها معنى رمزي. لقد استعادت أذربيجان أراضيها التاريخية القديمة”، مشيرا إلى أن ذلك “أمّن عودة عشرات آلاف الناس إلى مناطقهم”. ونصح علييف أرمينيا  “بالانسحاب طوعا من الأراضي المحتلة”، محذرا من “أننا سنطردهم على كل حال من أراضينا حتى النهاية، دون أن يبقى لهم أثر هناك”. ووصف علييف الهجوم الصاروخي الأرمني على مدينة كنجة الأذربيجانية بأنه “جريمة حرب”، ووعد بالرد عليه في ساحة المعركة ومعاقبة المسؤولين عنه. ورأى ان “هذه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. إذا كان المجتمع الدولي لا يريد معاقبتهم، فسنكون نحن من يعاقب مرتكبيها. وسنعاقبهم في ساحة المعركة”.

 

ترامب: سأغادر البلاد إذا هُزمت أمام أسوأ مرشح بتاريخ الرئاسات

روسيا اليوم/17 تشرين الأول/2020

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ساخرا أمام جمهوره خلال تجمع في إطار حملته الانتخابية في ولاية جورجيا، إلى انه قد يغادر البلاد في حال انهزامه أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن. ووصف منافسه بايدن بـ “أسوأ مرشح” في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، لافتا إلى أن “التنافس مع أسوأ مرشح في تاريخ السياسة الرئاسية يضعني تحت الضغط”، وأضاف: “هل تتصورون لو انهزمت؟ طوال كل حياتي – ماذا سأفعل؟ سأقول إنني انهزمت أمام أسوأ مرشح في تاريخ السياسة، ربما يتعين عليّ مغادرة البلاد، لا أدري”. ونشرت مؤسسة “مشروع لينكولن” الجمهورية التوجه، المعارضة لترامب والمساندة لجو بايدن فيديو على موقع “تويتر”، بشأن مغادرة ترامب البلاد في حال انهزامه، متسائلة “هل هذا وعد؟”

 

غوتيريش: العالم المنقسم يفشل في اختبار «كوفيد - 19»

لشبونة/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، إن العالم المنقسم فشل في اختبار مكافحة جائحة «كوفيد - 19»، ونبه إلى ضرورة القيام بتحرك ملموس للحيلولة دون انزلاق الملايين نحو الفقر والجوع. وقال غوتيريش إنه كان من الممكن فعل المزيد إذا تعاونت البلدان معاً لمكافحة المرض الذي أودى بحياة ما يربو على المليون شخص، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة لوكالة الأنباء البرتغالية «لوسا»: «جائحة (كوفيد - 19) تحدٍ عالمي للمجتمع الدولي بأسره، للتعددية ولي كأمين عام للأمم المتحدة». وأضاف: «للأسف إنها اختبار أخفق فيه المجتمع الدولي حتى الآن». وقال إنه إذا لم تتخذ إجراءات منسقة «فسيدفع فيروس دقيق الملايين نحو الفقر والجوع، فيما ستبقى الآثار الاقتصادية المدمرة لأعوام مقبلة». وانتقد غوتيريش بلدان العالم لعدم اتحادها من أجل حل التحديات العالمية الأخرى التي تشمل النزاعات في أفغانستان واليمن وسوريا. وأضاف: «هذا مصدر إحباط شديد». وأصيب ما يربو على 39 مليوناً بفيروس «كورونا» وفقاً لإحصاء وكالة «رويترز»، الذي يستند إلى بيانات رسمية. وسُجلت حالات إصابة في أكثر من 210 دول ومناطق منذ رصد أوائل الحالات في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019.

 

رئيس ألمانيا يدخل الحجر الصحي بعد إصابة أحد حراسه بـ«كورونا»

برلين/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

أعلنت متحدثة باسم مكتب الرئاسة الألمانية اليوم (السبت)، دخول الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير، الحجر الصحي، بعد ثبوت إصابة أحد حراسه الشخصيين بفيروس كورونا المستجد. وأوضحت المتحدثة بعد ظهر اليوم أن الرجل المصاب هو من الفرقة التابعة للهيئة الاتحادية لمكافحة الجريمة، وأنه واحد من الفئة الأولى في الأشخاص المخالطين للرئيس، وتابعت أن شتاينماير أجرى اختباراً للكشف عن «كورونا»، وأن النتيجة لم تصل بعد، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد وضعت نفسها قيد الحجر المنزلي بشكل احترازي لمدة قاربت أسبوعين في نهاية مارس (آذار) الماضي، لأنها خالطت طبيباً تبينت لاحقاً إصابته بـ«كورونا».كانت ميركل أجرت آنذاك ثلاثة اختبارات للكشف عن «كورونا»، وجاءت نتائجها جميعاً سلبية.

 

إصابة رجل بفيروس «كورونا» في مقر إقامة بابا الفاتيكان

روما/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

قال الفاتيكان، اليوم (السبت)، إن الاختبارات أثبتت إصابة رجل يعيش في نفس مقر إقامة البابا فرنسيس بالفاتيكان بفيروس «كوفيد-19»، ودخل في عزل. وقال بيان إن هذا الرجل الذي لم يتم الكشف عن هويته ولم تظهر عليه أعراض المرض غادر مقر سانتا مارتا، ودخل عزلاً مع آخرين خالطهم بشكل مباشر. وأثبتت الاختبارات إصابة شخص آخر يعيش في هذا المقر الذي يضم نحو 130 غرفة وجناحاً بفيروس «كورونا»، عندما اجتاح الوباء إيطاليا في مارس (آذار).وتجرى للبابا فرنسيس اختبارات منتظمة للكشف عن «كوفيد-19». وأجريت للبابا عملية لاستئصال جزء من إحدى رئتيه أثناء مرضه عندما كان شاباً في وطنه الأرجنتين.

 

ترمب مازحاً: قد أضطر لمغادرة البلاد إذا فاز بايدن بالانتخابات

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مازحاً إنه «سيتعين عليه مغادرة البلاد» إذا خسر الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد المرشح الديمقراطي جو بايدن، وفقاً لموقع «ذا هيل». وقال ترمب أمام حشد في مهرجان انتخابي في ماكون بولاية جورجيا أمس (الجمعة)، ساخراً لاحقاً من التباعد الاجتماعي والالتزام بارتداء الكمامات في أحداث حملة بايدن: «سأقدم التفاؤل والفرص والأمل، وهذا ما نفعله، ولهذا السبب لدينا هذه الروح». وأضاف ترمب: «لا يجب أن أمزح. هل تعرفون لماذا؟ الترشح ضد أسوأ منافس في تاريخ السياسة الرئاسية يضغط عليَّ. هل يمكن أن تتخيلوا إذا خسرت؟ سأقول: لقد خسرت أمام أسوأ مرشح في تاريخ السياسة. لن أشعر بحالة جيدة». وتابع الرئيس الأميركي الحالي: «ربما سأضطر لمغادرة البلاد... لا أعلم». وأخبر ترمب حشداً من المؤيدين في تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولاينا الشهر الماضي، أنه «إذا خسرت أمامه، فأنا لا أعرف ما الذي سأفعله. لن أتحدث إليكم مرة أخرى». وعرضت حملة بايدن تعليقات الرئيس في فيديو خاص بها على وسائل التواصل الاجتماعي. كما قال ترمب مازحاً في عام 2016 إنه إذا خسر ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس، فلن يبقى أمام أعين الجمهور. وتابع: «لست متأكداً من أنكم سترونني هناك على الإطلاق. لا أعتقد أنني سأخسر؛ لكن إذا فعلت لا أعتقد أنكم سترونني مرة أخرى، يا رفاق. أعتقد أنني سأذهب إلى تيرنبيري في اسكوتلندا وألعب الغولف أو شيئاً من هذا القبيل».

 

واشنطن تحذر من «عواقب وخيمة محتملة» لاختبار تركيا منظومة «إس 400»

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

حذّرت الولايات المتحدة من «عواقب وخيمة محتملة» إذا قامت أنقرة بتفعيل صواريخ «إس - 400»، مع التلويح بفرض عقوبات، بينما لم تؤكد ما إذا كانت تركيا اختبرت منظومة الدفاع الصاروخي الروسية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس في رسالة بالبريد الإلكتروني: «إذا تأكد ذلك، فإننا ندين بأشد العبارات اختبار إطلاق صاروخ من منظومة (إس 400)، باعتباره يتعارض مع مسؤوليات تركيا كحليف ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو) وكشريك استراتيجي للولايات المتحدة». وأضافت: «الولايات المتحدة واضحة بشأن توقعاتنا بأن نظام (إس 400) يجب ألا يتم تشغيله». وأظهر تسجيل مصور محلي حصلت عليه «رويترز» إطلاق صاروخ يوم الجمعة على ساحل تركيا المطل على البحر الأسود حيث من المتوقع أن يختبر الجيش منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400». وظهر في التسجيل الذي تم تصويره في مدينة سينوب الساحلية عمود رفيع من الدخان يرتفع نحو السماء. وفي الأيام الماضية أصدرت تركيا إخطارات تفيد بفرض قيود على المرور عبر المجال الجوي وفي المياه قبالة المنطقة الساحلية لإجراء اختبارات الإطلاق. وقد تُثير اختبارات منظومة «إس 400»، إذا حدثت، توتراً بين تركيا والولايات المتحدة التي تعارض بشدة شراء أنقرة أسلحة من موسكو بدعوى أنها تتعارض مع نظم الدفاع المشتركة لحلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول أميركي تحدث لـ«رويترز» شريطة عدم نشر اسمه إن تركيا اختبرت نظام «إس 400» يوم الجمعة، ولكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنه يجب عدم تشغيل منظومة «إس 400». وقال متحدث باسم «البنتاغون»: «تم بالفعل منع تركيا من برنامج (إف 35) وما زالت منظومة (إس 400) تمثل عائقاً أمام تحقيق تقدم في أي مجالات أخرى في العلاقات الثنائية».

وقالت وزارة الدفاع التركية إنها لن تنفي أو تؤكد إجراء اختبارات لإطلاق صواريخ من منظومة «إس 400». وردت واشنطن العام الماضي بتعليق مشاركة تركيا في برنامج طائرات «إف 35» وهددت بفرض عقوبات. وقال المحلل الدفاعي توران أوجوز إن التقييم المبدئي للون وكثافة وزاوية ومسار الدخان في المقطع المصور يتفق مع صواريخ «إس 400». وأجرى الجيش في العام الماضي اختبارات رادار لمنظومة الدفاعات أرض - جو، وهي من بين أكثر الدفاعات تطوراً في العالم، ويمكنها رصد وتتبع الطائرات المقبلة على نطاق متوسط وبعيد.

ووقعت تركيا صفقة «إس 400» مع روسيا في عام 2017. وبدأ تسليم أول أربع بطاريات صواريخ بقيمة 2.5 مليار دولار في يوليو (تموز) من العام الماضي. ووصف السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، التجربة بأنها «سلوك غير مقبول» من بلد عضو بحلف شمال الأطلسي. وقال ريش في بيان إن الخطوة تلحق الضرر بالحلف وتشكل خطرا مباشرا على برنامج الطائرة «إف 35» ونظم أخرى تابعة للولايات المتحدة وللحلف.

وأضاف أن «القانون الأميركي يشترط فرض عقوبات على الدول التي تعزز علاقاتها الدفاعية مع روسيا وينبغي للإدارة أن توجه رسالة قوية بضرورة تخلص تركيا من (برنامج) إس-400». وقال السيناتور بوب مينينديز أكبر عضو ديمقراطي باللجنة إن تقارب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي الأميركي. وأضاف مينينديز في بيان: «ينبغي معاقبة تركيا فوراً على شراء واستخدام هذه المنظومة».

 

تهديدات للمرشح المناهض لأنقرة عشية انتخابات شمال قبرص

نيقوسيا/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

تلقى رئيس شمال قبرص تهديدات من مسؤولين أتراك تدعوه للانسحاب من الانتخابات غداً (الأحد) التي تهدد بتعميق الانقسامات في الجزيرة، وفقاً لصحيفة «التايم» البريطانية. وسيواجه مصطفى أكينجي إرسين تاتار، رئيس الوزراء والمرشح المفضل لأنقرة، في انتخابات رئاسية شابها التهديد والعنف. وأعلن أكينجي الذي يؤيد إعادة توحيد الجزيرة في ظل هيكل فيدرالي، أنه تلقى رسائل تقول إن عدم الترشح سيكون «أفضل لي ولعائلتي». ويعتقد أن المسؤولين الأتراك أرسلوا الرسالة، وقال: «يقوم بعض النواب من تركيا بزيارة القرى ويطلبون من الناس عدم التصويت لي. هذا يفتح جروحاً عميقة في ضمير الشعب القبرصي التركي». وتلقى أكينجي تهديدات بالقتل العام الماضي بعد أن انتقد العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا. وقد رفض تاتار فكرة الحل الفيدرالي، قائلاً إنه سيعرض القبارصة الأتراك «للخطر». ويؤيد تقسيم الجزيرة ويعتقد أنه يخطط لتقريب المنطقة أكثر من تركيا في حال فوزه. وتم تقسيم قبرص منذ حرب عام 1974. وأعلن الشمال الناطق بالتركية السيادة باسم جمهورية شمال قبرص التركية في عام 1983. والتي تعترف بها أنقرة فقط. وانضم الجنوب إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004. وطُرحت خطة إعادة التوحيد للاستفتاء في نفس العام، ووافق عليها القبارصة الأتراك لكن الجانب اليوناني رفضها. وانهارت المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2017. في الشهر الماضي، قال تاتار إن «الفرصة ضاعت»، ويجب إيجاد بدائل لإعادة التوحيد. وقال: «لا أحد يستطيع تعريض الناس لمثل هذا الخطر». وكان متقدماً في استطلاعات الرأي، لكنه أثار نفور العديد من الناخبين بإعادة فتح بلدة فاروشا قبل الجولة الأولى من التصويت بثلاثة أيام. وكانت البلدة، القريبة من الخط الفاصل، مكاناً رئيسياً لقضاء العطلات في الجزيرة، وقد زارها نجوم السينما بمن فيهم صوفيا لورين. وفر سكانها، وكثير منهم يونانيون، في عام 1974 وأصبحت منذ ذلك الحين منطقة عسكرية تركية مغلقة. وأعلن تاتار عن خطط لإعادة التطوير وسمح للسكان المحليين بالدخول، بعضهم يرفع الأعلام التركية. في الجنوب، وصف الرئيس نيكوس أناستاسيادس هذه الخطوة بأنها «غير قانونية»، وقام اليونانيون بأعمال شغب بالقرب من فاروشا.

 

تقرير: السياسة الخارجية لتركيا جعلتها «أكثر عزلة»

باريس/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

عندما اندلعت أعمال العنف بين أرمينيا وأذربيجان الشهر الماضي في منطقة ناغورنو قره باغ، دعا المجتمع الدولي بسرعة الجانبين إلى إنهاء الأعمال العدائية، باستثناء تركيا. وعلى عكس الأمم المتحدة وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، دعمت أنقرة علناً جانباً واحداً (أذربيجان) وعرضت الدعم العسكري.ويرى مراقبون أن الأعمال العدائية في جنوب القوقاز هي فقط أحدث مثال على الخلاف المتزايد في السياسة الخارجية بين القوى الغربية وتركيا. ففي السنوات الأخيرة انخرطت تركيا عسكرياً في ليبيا وسوريا والعراق وأثارت غضب الاتحاد الأوروبي من خلال تكثيف الدوريات في شرق البحر المتوسط في منطقة متنازع عليها. كل ذلك أدى إلى «زيادة عزلة البلاد»، وفق تقرير لموقع «يورونيوز»‏ الإخباري. وحسب التقرير، فقد أثار تدخل واشنطن في العراق عام 2003، وشراكتها مع قوات كردية تعتبرها تركيا منظمة إرهابية في سوريا، غضب أنقرة كما فعلت المحادثات المتعثرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال سنان ألغين، الباحث في مؤسسة كارنيغي، إن ذلك دفع أنقرة إلى «تحول في السياسة الخارجية بعيداً عن شركائها التقليديين في الغرب». ويؤكد لويجي سكازيري، الباحث في مركز الإصلاح الأوروبي، أن السياسة الداخلية ساهمت أيضاً بشكل كبير في التغير في سياسة تركيا الخارجية، قائلاً: «يتزامن التحول نحو سياسة أكثر بعداً عن الشركاء الغربيين مع تحالف (الرئيس رجب طيب) إردوغان مع حزب الحركة القومية اليميني منذ عام 2015 ومحاولاته تعزيز حكمه بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016». ويضيف: «في الآونة الأخيرة، كانت الحكومة مدفوعة بالرغبة في زيادة الدعم وصرف الانتباه عن الوضع الاقتصادي المتدهور في تركيا».

وحسب ألغين فإنه «من الواضح، لو كانت العلاقة مع الاتحاد الأوروبي نوعاً ما أكثر استقراراً، وأكثر إنتاجية، وأكثر تطلعية، فمن المؤكد أننا لم نكن لنشهد هذا السيناريو». ويشير سكازيري إلى أنه في حين أدت سياسة أنقرة الخارجية «الأكثر استقلالية» إلى فتور كبير في العلاقات الدبلوماسية مع الشركاء التقليديين، فقد فشلت أيضاً في تأمين حلفاء جدد. وقال: «النقد الرئيسي الذي نسمعه كثيراً محلياً هو أن السياسة الخارجية الأكثر حزماً لم تؤدِّ إلى وضع حيث رغبت تركيا ولم يعزز شراكتها الإقليمية. على العكس من ذلك، فقد أدى إلى وضع تجد فيه تركيا نفسها أكثر عزلة على الصعيد الإقليمي». ويرى سكازيري أنه لو أسفرت الانتخابات الرئاسية عن تغيير الإدارة في واشنطن فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى موقف أميركي أكثر حزماً تجاه أنقرة «يمكن أن يغير الديناميكيات في المنطقة».

 

سيدة أعمال أميركية تدعي أنها كانت على علاقة ببوريس جونسون

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

قالت سيدة أعمال أميركية في قطاع التكنولوجيا لصحيفة بريطانية إنها كانت على علاقة برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عندما كان رئيسا لبلدية لندن، وفقاً لوكالة «رويترز». وتعد هذه السيدة محور مزاعم بسوء السلوك تلاحق جونسون. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» اليوم (السبت) أن جينيفر أركوري قالت ردا على سؤال بشأن ما إن كانت تربطها علاقة بجونسون: «أعتقد أن هذا بديهي... الأمر شديد الوضوح». وفي مقابلة مع الصحيفة، قالت أركوري إن جونسون الذي كان مرتبطا بزوجته الثانية مارينا ويلر في هذا الوقت، غمرها «بفيض من العاطفة». وأجرت أركوري عددا من المقابلات التلفزيونية بعد ظهور هذه المزاعم وقالت إنها وجونسون ربطتهما «علاقة شديدة الخصوصية» رغم رفضها مرارا ذكر ما إن كان بينهما علاقة غرامية. وشغل جونسون منصب رئيس بلدية لندن بين 2008 و2016 وأصبح رئيسا للوزراء في العام الماضي. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الحكومة البريطانية حتى الآن.

 

واشنطن تدعو تايوان لـ«التحصن» ضد غزو صيني محتمل

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

نصح مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) تايوان بـ«التحصن» لحماية نفسها من غزوٍ من قبل الصين، مؤكدًا أن هذا الاحتمال غير قائم قبل «عشرة أعوام أو 15 عاماً»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: «لا أعتقد أن الصينيين يريدون أو مستعدون في هذه المرحلة لإنزال برمائي في تايوان». وتابع خلال مؤتمر افتراضي استضافه معهد «أسبن إنستيتيوت» أنه يعتقد «أنها ستكون عملية عسكرية صعبة للغاية بالنسبة إلى الصينيين اليوم». وأضاف: «ربما في غضون عشرة أعوام أو 15 عاماً، سيكونون أكثر استعدادا للقيام بذلك». وشدد على أن الصين تطور أسطولها البحري بسرعة عالية. وتحدث المستشار باستفاضة عن الوضع في تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. ولم يتم الاعتراف بتايوان كدولة مستقلة من قبل الأمم المتحدة، وتهدد بكين بانتظام باستخدام القوة في حال الإعلان الرسمي عن الاستقلال في تايبيه أو تدخل خارجي، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة. ولفت أوبراين إلى أنه يجب على بكين أن تأخذ في الاعتبار إمكان قيام الولايات المتحدة بالدفاع العسكري عن تايوان في حال محاولتها غزوها. وأوضح: «لدينا الكثير من الأدوات تحت تصرفنا. إذا تدخلنا، فإن هذه الأدوات ستجعل محاولة الغزو خطيرة جدا بالنسبة إلى الصين». وتابع: «أعتقد أنه على تايوان أن تبدأ التفكير في استراتيجيات لمنع الوصول والتحصن بطريقة تثني الصين عن شن أي نوع من غزو برمائي». وقطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه في عام 1979، لكنها لا تزال أقوى حليف للجزيرة وموردها الأول للأسلحة.

 

فوز ساحق لأرديرن في الانتخابات التشريعية بنيوزيلندا

ولينغتون/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

حقق حزب العمال النيوزيلندي فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية، تمثل بنجاح رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن التي تعزز موقعها بنجاحاتها في مكافحة وباء «كوفيد - 19»، بتحقيق غالبية مطلقة غير مسبوقة. وبعد فرز ثلاثة أرباع صناديق الاقتراع، جاء حزب العمال في الطليعة بنسبة 49.2 في المائة، وسيشغل 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان. ولم يحقق أي حزب نيوزيلندي الغالبية المطلقة منذ إصلاح النظام الانتخابي في 1996، وهو ما يعني أن كافة رؤساء الوزراء الذين ترأسوا الحكومة مذاك حكموا بواسطة ائتلاف. وأقرت زعيمة المعارضة جوديث كولنز بالهزيمة في خطاب متلفز السبت، حيث قالت لرئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، التي كلمتها هاتفياً: «هنيئاً بالنتائج المذهلة التي حققها حزب العمال». ويبدو أن الحزب القومي المعارض الذي حقق 27 في المائة بحسب النتائج الأولية، ما يساوي 35 مقعداً في البرلمان، قد مني بأسوأ هزيمة له منذ أكثر من 20 عاماً. وخلال حملتها، وصفت أرديرن البالغة 40 عاماً والتي تتولى الحكم منذ 2017، هذا الاقتراع بأنه «انتخابات كوفيد»، إذ اعتمدت في حملتها على نجاح إدارتها في السيطرة إلى حدٍ كبير على الوباء في البلاد. سجلت نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، 25 وفاة بوباء «كوفيد - 19». كما حظيت استراتيجية الحكومة في مكافحة الوباء بترحيب منظمة الصحة العالمية، وفقاً لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وتساءلت الزعيمة العمالية خلال حملتها: «من المؤهل أكثر لضمان أمن النيوزيلنديين (...) ووضعنا على الطريق الصحيح نحو الإنعاش؟». وشددت أرديرن أيضاً أكثر من مرة على ضرورة أن «نقف جنباً إلى جنب في الأوقات الصعبة»، في تذكير بأن البلاد شهدت في القسم الثاني من ولايتها أزمات غير مسبوقة. وتعرضت رئيسة الوزراء لاختبار صعب في مارس (آذار) 2019 عند تعرض البلاد لهجوم إرهابي هو الأسوأ بتاريخ نيوزيلندا، بقيام رجل مؤمن بتفوق العرق الأبيض بقتل 51 مصلياً في مسجدين في كرايستشرش (جنوب). وأثارت أرديرن حينها الإعجاب بأسلوبها وتعاطفها مع الضحايا واستجابتها السياسية للأزمة، لا سيما في قرارها فرض قيود على حيازة السلاح وحثها على ضرورة احتواء خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي. أعقب هذه المأساة انفجار بركاني أودى بحياة 21 شخصاً في ديسمبر (كانون الأول) هذا العام، وتفشي الوباء. وقالت أرديرن هذا الأسبوع: «أياً تكن الأزمة التي أمر بها، أضمن لكن دوماً أنني سأعطي كل ما لدي (...) حتى ولو انطوى ذلك على تضحية كبيرة». داخلياً، عرقل حليف أرديرن في الائتلاف الحاكم حزب نيوزيلندا أولاً الشعبوي بزعامة ونستون بيترز، إصلاحاتها. وبحسب نتائج الانتخابات، لن يكون العماليون مجبرين على التحالف من جديد مع الشعبويين، بل قد يكفي التحالف مع الخضر فقط لتشكيل حكومة، وهؤلاء أكثر استعداداً لدعم برامج أرديرن في مجال تسهيل الحصول على سكن وتقليص الفقر بين الأطفال. وحاولت منافسة أرديرن في الحزب القومي التلويح بالتهديد الذي يشكله البيئيون باعتبار أن رفع الضرائب الذي يطالبون به، من شأنه خنق الطبقة الوسطى. وكانت الانتخابات مقررة بداية في 19 سبتمبر (أيلول) لكنها أرجئت لشهر بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا المستجد في أوكلاند في شمال البلاد. ودعي الناخبون أيضاً للتصويت في استفتاء على قانونين، الأول حول تشريع استخدام الحشيشة لأغراض ترفيهية، والثاني حول القتل الرحيم. ولن تصدر نتائج هذين الاستفتاءين قبل 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

 

حملة بايدن تجمع تبرعات شهرية قياسية بلغت 383 مليون دولار

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020

تمكنت حملة جو بايدن للانتخابات الرئاسية من جمع أكبر مبلغ من التبرعات الشهرية وصل إلى 383 مليون دولار في سبتمبر (أيلول)، وذلك بفضل سيل التبرعات بعد مناظرته الأولى مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. بالمقابل حصلت حملة ترمب الشهر الماضي على 248 مليون دولار، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وإلى جانب المناظرة التي عمتها الفوضى مع مقاطعة ترمب باستمرار لبايدن، تحرك الديمقراطيون لزيادة مبالغ التبرع إثر وفاة القاضية التقدمية في المحكمة العليا روث بادر غينسبورغ. ويتقدم بايدن على ترمب في استطلاعات الرأي الوطنية قبل الانتخابات المرتقبة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت جين اومالي ديلون مديرة حملة بايدن إن مبلغ 383 مليون دولار يمثل رقماً قياسياً ويتضمن 203 ملايين دولار من متبرعين على الإنترنت. وفي رصيد الحملة الآن 432 مليون دولار للأنفاق، سعياً لإيصال بايدن إلى مقعد الرئاسة، كما قالت. وكشفت حملة ترمب، مساء الخميس الماضي، عن جمعها 248 مليون دولار. ورغم تقدم حملة بايدن في مبالغ التبرعات، قالت أومالي ديلون: «نعتقد أن المنافسة أكثر حدة مما يعتقد الناس على (تويتر)». وبعد وفاة غينسبورغ في 18 سبتمبر (أيلول)، شعر صغار المتبرعين بالغضب إزاء فكرة تعيين قاضية محافظة في مكانها يرشحها ترمب، فتبرعوا بأكثر من مائة مليون دولار في عطلة أسبوع واحدة لمنصة «آكتبلو»، التي تعنى بجمع التبرعات للمرشحين الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة والكونغرس والانتخابات المحلية. وكان بايدن قد جمع مبلغ تبرعات قياسي وصل إلى 364.5 مليون دولار في أغسطس (آب). والمبالغ التي جمعها أعلى بكثير، مقارنة بالمبلغ القياسي للرئيس السابق باراك أوباما مع قرابة 200 مليون دولار في سبتمبر (أيلول) 2008.

 

السعودية وروسيا لمزيد من حوارات التقارب الاقتصادي...مباحثات رفيعة تتضمن فعالية عقار «كورونا» واستقرار سوق الطاقة العالمي

الرياض/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020»

الرياض وموسكو لمزيد من التقارب الاقتصادي، هكذا كان مشهد العلاقات السعودية والروسية مؤخرا الذي ارتقى لتواصل حوارات التعاون على مستوى القادة في البلدين. ووفقا لوكالة الأنباء العالمية «رويترز» قال الكرملين في بيان أمس السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحثا ملف أسواق الطاقة وتنفيذ اتفاقات «أوبك بلس»، مضيفة «أكد الجانبان استعدادهما لمواصلة التعاون الوثيق في هذا المجال للحفاظ على الاستقرار في سوق الطاقة العالمي». وبحث الزعيمان، بحسب رويترز، التعاون لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا وآفاق استخدام اللقاح الروسي سبوتنيك 5 في السعودية. وشهد الأسبوع الماضي اتصالا بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيسي الروسي فلاديمير بوتين، أكدا الجانبان خلاله تطابق الرؤى حول ضرورة تعزيز استقرار أسواق الطاقة ودعم اتفاقية «أوبك بلس». وجرى خلال الاتصال استعراض أوضاع الأسواق النفطية العالمية، والجهود المبذولة لتحقيق استقرارها وتوازنها والمحافظة عليها، لدعم نمو الاقتصاد العالمي، كما اتفقت وجهات نظر الجانبين على أهمية مواصلة جميع الدول المنتجة للنفط التعاون والالتزام باتفاق «أوبك بلس» لتحقيق هذه الأهداف لما فيه صالح المنتجين والمستهلكين معاً. من جانب آخر، كشف ألكسندر فورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم الروسية للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن أن شركته تشارك بحوار تنافسي لحق إنشاء محطة طاقة نووية سلمية بالسعودية. وتوقع ألكسندر فورونكوف، في حوار أمس مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انتشارا أكبر في مجال إنشاء محطات الطاقة النووية السلمية في المستقبل، خاصة الدول العربية الخليجية، مثل السعودية والإمارات. وبحسب الحوار، يرى فورونكوف أن دول شمال أفريقيا الأخرى مثل تونس والمغرب والجزائر ربما يناسبها محطات نووية صغيرة منخفضة الطاقة بعكس مصر التي تعد من الدول الكبيرة، مشيرا إلى أن «روساتوم» تعمل في الفترة الحالية على إنشاء محطتين للطاقة النووية السلمية، الأولى في منطقة الشرق الأوسط الأولى في مصر والأخرى في تركيا. وأفصح فورونكوف أن «روساتوم» تقوم حاليا بتنفيذ مشروعات محطات جديدة للطاقة النووية في 12 دولة، لافتا إلى أن الصناعة النووية الروسية قامت خلال أكثر من 75 عاما بإنشاء أكثر من 100 مفاعل نووي في 14 دولة مختلفة، من ضمنها روسيا، وأن هناك 60 مفاعلا من نوع VVER لا يزال قيد الخدمة، منها 38 وحدة طاقة داخل روسيا من خلال 11 محطة طاقة نووية. ووفق فورونكوف، تتعاون روسيا الوقت الراهن مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين، والهند، وكوريا الجنوبية واليابان، لإنشاء أول مفاعل اندماج نووي «إيتر» في مدينة تولوز الفرنسية. وكشف فورونكوف، عن أن روسيا تعمل حاليا على تطوير المفاعلات النووية الأرضية من خلال تكنولوجيا المفاعلات الصغيرة أو منخفضة الطاقة، ومن المقرر أن يتم دخول هذا المشروع في مرحلة بدء مرحلة بدء التشغيل الفعلي بحلول عام 2027. ليصبح نموذجاً أولياً للمشروع في الأسواق الخارجية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سجين "التفاهم"

الياس الزغبي/17 تشرين الأول/2020

رأى الطرف العوني، في بيان له اليوم، أن "تفاهم شباط" الذي وقّعه مع "حزب اللّه"، قبل قرابة ١٥ سنة، "حمى لبنان ووحدته من اعتداءات إسرائيل والارهاب وسيبقى عاملاً أساسياً من عوامل قوة لبنان"!

مسكين هذا الطرف الغافل عن أن هذا "التفاهم" هو الذي سلّط الدويلة على الدولة والسلاح غير الشرعي على الشرعي، وغطّى كل الانحرافات:

من "انقلاب الدواليب" ٢٠٠٧، إلى انقلاب "غزوة بيروت والجبل" ٢٠٠٨، إلى "انقلاب القمصان السود" ٢٠١١، إلى سلسلة الاغتيالات، إلى إقفال لبنان عن بيئته العربية والدولية، إلى حماية الفساد والفاسدين ونهب أموال الدولة بالتهريب والحدود السائبة، إلى استباحة الصلاحيات الدستورية للرئاسةالأولى نفسها في أكثر من قضية، وآخرها رفض المداورة مع فرض حقيبة المال ل"الثنائي"، والتدخل السافر في تشكيل الوفد المفاوض مع إسرائيل، إلى... إلى....

ثمّ، ماذا يضير "حزب اللّه" تشبّث الطرف العوني، عند كل منعطف، وبمناسبة وبدون مناسبة، ب"التحالف الوطني الاستراتيجي" معه، أي بتغطية وظائف سلاحه داخل لبنان وخارجه، تحت شعار "توحيد الميادين"؟

وماذا يضيره إذا ضمن سكوت، بل تواطؤ حليفه، في مسألة السيادة التي يخرقها ذهاباً وإياباً بمواكبه المسلّحة عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، والمكرّسة للتهريب على أنواعه؟

الطرف العوني يشكو من تقصير حليفه في دعم معاركه السياسية الداخلية، خصوصاً في الشأن الحكومي ونظرية مكافحة الفساد، بينما يرى "حزب اللّه" أنه أطلق يد حليفه في المنافع والتعيينات والكيديات السياسية، وغطّاه غير مرة في صراعاته مع حليفه الآخر نبيه بري، ويكفي أنه سلّمه مفتاح القصر الجمهوري ومعادلة "السلطة والمال"، فبماذا يطمع أكثر !؟

في الحقيقة، يهم "حزب اللّه" أن يبقى تأييد حليفه للجانب الاستراتيجي من "التفاهم"، أي الغطاء لسلاحه، وكل الباقي تفاصيل وتوزيع أدوار داخلية، ونقار أهل البيت على الأكثر.

لذلك، كلّما حدث تباين داخلي في مصالح سياسية أو تمرير مكاسب وصفقات، يلجأ إلى إشهار البند العاشر من "ورقة التفاهم"، والذي يطلق يد سلاحه، ك"وسيلة شريفة مقدسة"، تبقى الحاجة ملحّة إليه حتّى "تتوافر الظروف الموضوعية ويزول الخطر الإسرائيلي"، عبارة مطلقة وغامضة في الورقة الخطيرة، تكرّس سلاح "حزب اللّه" كأولوية ضرورية ولازمة إلى ما شاء... "الفقيه"، خصوصاً أن هذا البند الوارد تحت عنوان "حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته" لم يأتِ، لا من قريب ولا من بعيد، على ذكر الجيش اللبناني، ولو بإشارة عابرة، إنقاذا لوجه من كان قائداً للجيش ذات مرحلة.

مسكين هذا "الطرف" السجين في نصّ يقبض على أنفاسه، ولا فكاك له من قبضته، طالما أنه لا يزال يتغنّى ب"الأبعاد الوطنية" لورقة بائسة لم تجلب سوى المصائب للبنان واللبنانيين، وطالما أنه لا يجرؤ على سحب توقيعه الأسود.

 

54 شهيدا في التهجير الأول و47 في الثاني.. العيشية هل تتذكرون؟

جومانا نصر- المسيرة/تشرين الأول 2013

العيشية ملحمة متكررة  تشرين الأول 1976. تاريخ قد لا يتذكره إلا أبناء بلدة العيشية الجنوبية. يومها يروي التاريخ أن مجزرة حصلت في تلك القرية التي كانت تشكل قطبة مسيحية في وجه الطغاة. يومان وسقطت العيشية ليسجل على لوحة الشهداء سقوط 52 من أبنائها. لكن سيرة المقاومة والعنفوان التي خطها هؤلاء الشهداء شكلت خارطة طريق لمفهوم الصمود والبقاء في أرض كانت ولا تزال محط أطماع القوات المشتركة سابقا، وقوى الأمر الواقع اليوم.

21 تشرين الأول 2013، 38 عاما على مجزرة العيشية وكأنها اليوم، كيف يتذكر من عايشوا وقائعها لحظات الجحيم القاتلة؟

قد يكون التاريخ وحده حافزا لحك الذاكرة وسكبها من جديد في قالب يحاكي الأجيال التي لم تتعرف إلى العيشية بعدما عاد إليها أهلها ولو بتواضع.

صحيح أن أجراس كنيستي سيدة "الحبل بلا دنس" ومار أنطونيوس عادت  لتقرع إما فرحا بولادة طفل أو مناسبة دينية، لكنها تنشد حزنا في كثير من المرات مع وصول جثمان  أحد أبنائها من وراء الحدود، وربما على بعد مرمى حجر من بيت القرميد ورائحة الأرض، في صندوق خشبي محكم الإقفال، وفي سيارة الصليب الأحمر الدولي ليدفن في أرض العيشية إلى جانب أهله ورفاقه في الشهادة.

يقولون إن قدر العيشية هو البقاء كما أبناؤها. لكن لا شيء يعزز مفهوم البقاء في هذه الأرض إلا قوة الإيمان والشجاعة. ما عداهما... الرحيل أو الخضوع لقوى الأمر الواقع. لماذا نكتب سيرة العيشية اليوم؟ الجواب في حكاية المجزرة.

يروي الخوري بولس عنيد الذي عايش فصول المجزرة في كتابه"ملحمة العيشية":"...في 21 تشرين الأول من العام 1976 كانت المجزرة. وتشردت العيشية...ذاك الهجوم البربري على العيشية لا ينسى. وإذا كنا نروي اليوم روينا فصول الملحمة التي عشناها، إنما لاستعادة الأحداث والتذكير بالتاريخ لئلا يضيع هول المذبحة في ذاكرة الأجيال. تلك المذبحة التي حوًلت وطن الأرز برمته إلى غرف للتعذيب".

منذ التاريخ شكلت العيشية مع المزارع المحيطة بها، بوابة المتصرفية في القرن التاسع عشر. فكانت المدخل الجنوبي  لقضاء جزين من خلال الجرمق أو ما يعرف بجبل الريحان، والمعبر الأساسي نحو منطقة البقاع الغربي. وحتى تاريخ سقوطها يحكى أن الهدف من الأحداث الإستفزازية التي سبقت المجزرة، كانت تهدف إلى تأمين خط عبور آمن للقوات المشتركة بين البقاع والجنوب ومن دون مقاومتهم. حتى جاءت ساعة الصفر.

فجر التاسع عشر من شهر تشرين الأول اخترقت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني كانت تقل عددا من المسلحين من القوات المشتركة مدخل البلدة وفتحت النار على المواطنين. فقتل من قتل، وأصيب العديد من المواطنين.  وعند محاولتها التقدم إلى داخل البلدة، قاومها أهالي البلدة فتوقفت وقتل من فيها، ووقع السائق أسيرا في أيدي الأهالي الذين تولوا نقله وتكليفه إسعاف الجرحى كونه كان يعمل ممرضا. لاحقا شن المسلحون هجومات متتالية على البلدة لكن المواجهة مع الأهالي دفعتهم إلى الإندحار خلف أسوارها من جديد.

ويروي احد ابناء البلدة الذي عايش فصول المجزرة أنه في ليل 20 تشرين الأول كثفت القوات المشتركة هجوماتها براجمات الصواريخ وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة. لكن قرار أبناء العيشية كان الدفاع عن وجودهم حتى الرمق الأخير، وبما توافر من عتاد وعديد. حتى الصغار تولوا نقل الذخائر والطعام. ومع انبلاج الفجر توضحت الصورة:"جيش لبنان العربي" في أرض المعركة!

صحيح أنهم لبنانيون كما الأهالي الذين كانوا يدافعون عن وجودهم. لكنهم انفصلوا عن الجيش اللبناني. وساهم تدخل عناصرهم في المعركة إلى جانب قوات"الحركة الوطنية" الذين كانوا بالآلاف واستعمالهم سلاح المدفعية من نوع (106) في إسقاط المتاريس الترابية التي شيدها أبناء بلدة العيشية للدفاع عن خطوطهم الأمامية. ويروي الخوري عنيد" كانت اللحظات أشبه بيوم القيامة. أو كأن إعصارا عصف بالبلدة أو ما يشبه التسونامي. الأطفال والنساء والشيوخ لجأوا إلى أقبية البيوت.فقتل من قتل من الشباب الذي هب للدفاع عن بيته وحرماته .ومنهم من حمل الأولاد وفر في الأودية شرقا إلى بلدة القليعة أو شمالا نحو جزين. لكن على الجبهات خطَ الرجال والنساء والأطفال سطورا من البطولة . فالمتراس الذي كان يتولى الأب الدفاع من خلاله عن أهل القرية، كان يحتضن أيضا الزوجة التي تحمل الطعام إلى الشباب. أما  الأطفال فكانوا يتولون نقل الذخائر إلى المواقع غير آبهين بأزيز الرصاص وأصوات الراجمات التي كانت تتساقط على البلدة.

انتهى القصف لتبدأ عمليات الإبادة والتصفية. ويضيف شاهد العيان:" كنا مجموعة من النساء والشيوخ والأطفال. وصلنا إلى أحد الأقبية. لكن القصف كان يلاحقنا. بقينا حيث نحن ننتظر وصول "الجزارين". فجأة سمعنا صوت الكاهن يردد:"إذا كان لا بد من الموت فلنستقبله واقفين متكلين على الله الذي لا يهمل عبيده عند ساعات الخطر" رددنا فعل الندامة. ومنحنا الخوري البركة.

وفي صباح 21 تشرين الأول جاء القرار في تجميع الأهالي أو من بقي منهم، وسوقهم كالنعاج غلى الكنيسة. ويروي الشاهد بحرقة:"كان مشهد الجثث مقززا. وكنا نتعرف إلى بعضها من دون أن نصدر أي رد فعل. هذه جثة فؤاد نصر الذي استمر في مقاومة المعتدين حتى الموت وأمام انظار والدته. وهناك جثة جرجس عون، وأخرى للشهيد خليل نصر التي تشلعت أطرافها وفصل الرأس عن الجسد".. مشهد لن ينساه الراوي الذي لم يكن يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وقد لا يكون وحده الذي حفره في الذاكرة ليكون عبرة لحكايات الأجيال اللاحقة.

قرار تجميع الأهالي في الكنيسة لم يكن بدافع حمايتهم أو ترحيلهم.فالكنيسة كانت مزنرة بالألغام .وكان القرار في تفجيرها وهدمها على رؤؤس الأهالي وعددهم نحو 300 حتى لا يبقى من يخبر سيرة العيشية. ويضيف الراوي، أمضينا الوقت في الصلاة في انتظار ساعة الصفر. لكن علمنا لاحقا أن مفاوضات حصلت على أعلى المستويات بين قياديين من القوات المشتركة وشخصيات سياسية وروحية أسفرت عن فك الألغام المزروعة حول جدران الكنيسة.

في هذا الوقت كان المسلحون يعبثون بالبيوت ويحرقونها بعد سرقتها، ويستبيحون الأرزاق.أما داخل الكنيسة فكانت حرب إبادة. إذ كان يتولى مسلحون المناداة على الرجال الذين تمت الوشاية بهم، ومنهم عمي جرجس فرحات نصر الذي وشى به أحد المواطنين من الطائفة الشيعية لأنه أراد الإنتقام منه بعدما منعه ذات مرة من التقدم إلى داخل البلدة بسيارته حيث كان يشارك جرجس في تحرك تضامني مع الجيش اللبناني. فاقتاده المسلحون إلى أمام عتبة منزله وأمطروه بوابل من الرصاص مزقت جسده.وبعد الكشف على الجثة تبين أنه تعرض لإطلاق النار أيضا على أصابعه انتقاما كونه رمى حجرا كبيرا يومها على سيارة المخبر لمنعه من الدخول عنوة إلى العيشية. ثم نادوا على والدي، وأخذوه إلى نفس الموقع وطلبوا من شقيقي الأكبر أن يطلق النار على والده. فصرخ احد المسلحين:" بيكفَي قتلنا خيو. اتركون".واستكملت عمليات الإبادة لتشمل أيضا الجرحى الذين لم ترأف بهم إصاباتهم فتمت تصفية البعض على مرأى من أولاده أو أهله.

بعد يومين على انتهاء المجزرة أعطي الأمر للكاهن وبعض الأشخاص لسحب الجثث من الطرقات والأحراج. فتمت الإستعانة بجرار زراعي "تراكتور" لتجميع الجثث ونقلها على دفعات إلى الكنيسة . وكان يطلب من الأهالي الخروج "لملاقاة " الأحبة جثثا مكدسة في السيارة. كانت لحظات أقسى من الجحيم. وسمح للكاهن أن يتلو صلاة الأبانا والسلام بعد تدوين الإسم في سجل الوفاة قبل نقل "الحمولة" إلى مدافن البلدة ورميهم بطريقة عشوائية. وبعد مرور نحو الأسبوعين تم إجلاء الأسرى أو من بقى منهم بعدما خرج البعض من خلال تدخل بعض الوساطات. وكان التهجير الأول".

ولاحقا كتب على اللوحة الرخامية :54 شهيدا سقطوا في مجزرة العيشية.

لكن جلجلة أبناء العيشية لم تنته. فالشهداء الذين سقطوا بين العامين 1982 و2000 تاريخ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وصل عددهم الى 47 شهيدا.

ذنبهم أنهم رفضوا أن تتكرر مأساة التهجير، فقرروا البقاء لكن الثمن كان مزدوجا: مرة في الإستشهاد،ومرة في ترحيلهم عن قريتهم إلى ما وراء الشريط ولصقهم تهمة العمالة.

من أصل 5000 نسمة، ثمانون فقط يعيشون اليوم في حنايا أشجار الصنوبر التي تكلل البلدة.

وحتى لا يصير التاريخ مجرد حكاية أو فصلا من كتاب، تعود الذكرى في كل سنة في قداس ولقاء مع احبة حملوا البندقية والسلاح الأبيض ذات يوم ودافعوا عن أغلى ما لديهم: بلدة العيشية.

 

سينودس الموارنة: حياد وثبات مواقف و3 مطارنة أو أكثر

حبيب شلوق/المرصد/17 تشرين الأول/2020

 يلتئم يوم الأربعاء المقبل 21 تشرين الأول 2020 في بكركي، مجمع مطارنة الطائفة المارونية برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في سينودس سنوي للبحث في قضايا كنسية إدارية، ووطنية. ويُستهل المجمع برياضة روحية تستمر حتى الأحد، تليها إجتماعات يعرض فيها  المجمع شؤوناً وطنية في مقدمها الأوضاع السياسية المتزعزعة، والإقتصادية المتردية، والأمنية المتفلتة. وسيتناول المجتمعون مشروع البطريرك الراعي عن الحياد الناشط  وهو مشروع أرسل إلى جميع المطارنة في لبنان وبلدان الإنتشار قبل صدوره للإطلاع عليه ودراسته ومناقشته. وينتظر أن تأخذ مناقشة المشروع حيزاً من وقت السينودس.

كذلك سيأخذ موضوع "تفجير" مرفأ بيروت متسعاً من الوقت واستفاضة في البحث في ضوء اقتناع لدى مجلس المطارنة والشريحة الكبرى من المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً، بالبعد الإجرامي للحادث الذي أسفر عن أكثر من 200 ضحية و6000 جريح ونحو ملياري دولار من الأضرار في المرفأ وآلاف المنازل ودور التعليم والكنائس ، وفق دراسة أعدتها جهات مختصة وسلمتها إلى المعنيين رسميين وعسكريين ومدنيين. وينتظر أن يشدّد بيان يصدر عن السينودس على "مسؤولية المسؤولين"عن هذه الخسائر سواء حصل التفجير بعمل خارجي أو داخلي أو عن أهمال وسوء إدارة. ورجحت مصادر كنسية أن يحافظ البيان على وتيرة متشدّدة وعلى مستوى البيانات والمواقف  التي أطلقها البطريرك الماروني في الأشهر الأخيرة ، وأن يلامس "نداءات أيلول" البطريركية التي أطلقت في بدايات الألفـَـيـْـنـِيـّات.

وفي الموضوع الإداري، فإن الآباء مدعوون إلى البحث في شؤون كنسية عادية، فضلاً عن ملء الأبرشيات التي شغرت باستقالة مطارنة بلغوا السن القانونية (الخامسة والسبعين) أو بالوفاة، وهي أبرشيات طرابلس وصور (باستقالة المطرانين جورج بوجوده وشكرالله نبيل الحاج) وأنطلياس (بسبب وفاة المطران كميل زيدان).

ومن دون الخوض في الأسماء التي يكثر تردادها ، علماً أن أكثر ما يتردد غالباً ما يكون للحرق، وحرصاً على مبدأ قدسية المداولات و"إلهام الروح القدس"، فإن الكلام سيقتصر على إمكان تولي أحد النواب البطريركيين أو إثنين منهما لإحدى ابرشيتي انطلياس وطرابلس أو للإثنتين ، ويصبح بالتالي انتخاب مطرانين جديدين لنيابة بطريركية  واحدة أو للإثنتين.

كذلك يمكن أن ينتخب مطران بديل لمطران في إحدى الدول الأوروبية فيما لو نقل بالإنتخاب أحد المطارنة  أو إثنين إلى طرابلس أو أنطلياس.

يبقى أن أبرشية صور إحدى أبرشيات الجنوب، فيبدو أن أبرشيتها هادئة نسبياً وربما شهدت تفاهماً، وهي تستعد لخلافة مطرانها الهادئ شكرالله نبيل الحاج وقريبه مطران صيدا ودير القمر مارون العمار.

 

حين يغير السياسيون أفكارهم

توفيق شومان/فايسبوك/17 تشرين الأول/2020

عشرات الدول هوت إلى قاع الإنهيار والإفلاس في المائة سنة الأخيرة بفعل الفساد أو الحروب مع الخارج أو صراعات الداخل ، وفي قائمة الإنهيار 85 دولة ، منها الولايات المتحدة في عام 1929وألمانيا (مرتان) بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ، واليابان وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، والصين في الستينيات والسبعينيات،  وروسيا في عام 1998 ، والأرجنتين في عام 2001 ، وايسلندة في عام 2008 ، وقبرص في عام 2013 واليونان في عام 2015.

كل هذه الدول تعافت بعد أعوام معدودات او تماثلت إلى الإستشفاء  بعد سنوات ، والسؤال الذي يختصر أسئلة التعافي والتشافي : كيف خرجت هذه الدول من أمراض الإنهيار ؟.

في اليابان ، امتحن الإمبراطور هيروهيتو(1901 ـ 1989) عقله ، واستقر على قناعة بعد هزيمة بلاده في الحرب الثانية ، بأنه ليس من " سلالة الآلهة " وما يحوزه من مُلك مطلق وعلو مقام وجلال ليس إرثا متوارثا من " جدته آلهة الشمس " ، كما كانت تُجهر وتُفصح ديانة " الشنتو"، وحين استبدل هيروهيتو أفكاره  ونظر في مرآة نفسه فرآها بشرا سويا .

حين غير امبراطور اليابان  أفكاره وصار بشرا  سويا غدا اليابانيون شعبا، وحين غدا اليابانيون شعبا باتت اليابان أنشودة الزمان .

في ألمانيا وبحسب ما يقوله تقريرمنشور على موقع التلفزيون الألماني ( 14ـ 4ـ2014 ) : " يرغب الكثير من الأطفال في ألمانيا معرفة صلة والديهم أو جديهم بحقبة النازية إذ يحيرهم سؤال مهم وهو: هل كان جدي وجدتي من جناة  النازية أم من ضحايا  النازية ؟ ، و هذا  السؤال  يؤشر إلى خروج العقل الألماني بعد  الحرب العالمية  الثانية من العقل النازي قبل الحرب ، وهو الأمر الذي مهد إلى سبيله كونراد أديناور(1876ـ1967) أول مستشار لألمانيا الغربية في مرحلة ما بعد النازية .

 مستشار  ألمانيا  غير أفكاره فتغيرت أفكار الألمان ، وها هي ألمانيا نجمة الحضارة الحديثة وإحدى  أهم دول العالم صناعة وتقدما.

من اليابان و ألمانيا إلى الصين :

في الحقبة الشيوعية الماوية ، لم يكن لدى الصينيين ما يأكلونه ، وللحفاظ على الجنس الصيني أصدر الحاكم بأمره " الرفيق " ماوتسي تونغ (1893ـ1976 ) قرارا بقتل العصافير حتى لا تأكل الحبوب والمزورعات ، فيُضاف إلى ملايين الصينيين الموتى بالجوع ملايين أخرى ، ولما رحل ماو تسي تونغ ، خلفه هوا جيو فينج ( 1921 ـ 2008 ) فاحتمل صوابية الوقوف في منتصف الطريق بين  الشيوعية ـ الماوية والتغيير ، ولما كان من المستحيل والمحال إخراج الصين من مآسي الماوية ومهالك المجاعة بتغيير نصف الأفكار ، برز إلى الواجهة عبقري اسمه دينج شياو بينج (1904ـ1997) عام 1979، فأزاح هوا جيو فينج وأحاله على التقاعد، وأكمل  انقلاب النصف الثاني من الأفكار وقال : القرن الواحد والعشرون هو قرن الصين ، وهكذا كان .

من قال إن الإنسان لا يغير أفكاره مثلما يغير ملابسه ؟

تصدأ الأفكار مثلما تعتق الملابس، وهكذا فعلت اليابان وألمانيا والصين .

ما جرى في روسيا يناظر ما جرى في الصين، فبعد انهيار الإتحاد السوفياتي في آوائل التسعينيات من القرن الفائت ، تسلطت عصابات المال والسلاح والمخدرات واللصوص على رؤوس  الروس ، وباتت دولة مثل الشيشان تتحدى دولة مثل روسيا ،  وما أن حل عام 1998 حتى أعلنت روسيا إفلاسها ، وحين وصل فذ وخلاق اسمه فلاديمير بوتين إلى رأس السلطة في عام 1999 استلم جثة اسمها روسيا ولكنه قال : من يريد عودة الإتحاد السوفياتي ليس عنده عقل.

هي الأفكار الجديدة  التي أعادت إحياء روسيا بعدما كانت رميما

خلع فلاديمير بوتين الأفكارالشيوعية  القديمة ولم يستعبده ماضيه.

قد يقال تلك دول كبرى ، ولكن هذا مثال  آخر من دولة ايسلندة الصغيرة و الواقعة في أقصى شمالي المحيط الأطلسي :

في آواخرعام 2008 انفجرت في ايسلندة " ثورة القرع على الطناجر" جراء الأزمة المالية العالمية التي تفشت آنذاك ، فاستقالت الحكومة  اليمينية وجاءت بديلتها حكومة يسارية جريئة وجادة ، فأممت مصارف ، وألقت الفاسدين في السجون ، ولم تعمل الحكومة على إلقاء تبعة الإنهيار على عامة الشعب ، بل أسقطت ديون الرهن العقاري ، وتعقبت المتورطين فصادرت منهم ما تسنى لها وتيسر ومن دون الذهاب إلى صناديق المال الدولية، وخلال سنوات ثلاث تم تصنيف ايسلندة دولة مستقرة ماليا واجتماعيا ،عادت بعدها أحزاب اليمين لتحكم وتدير البلاد.

في مثال أيسلندة ذهبت حكومة  يمينية طالحة وجاءت حكومة  يسارية صالحة ،  ولتعقبها حكومة يمينية ناجحة .

خلاصة التجربة الأيسلندية أنها شرعت آليات العقل على التفكير بأسباب لجوء الناس إلى اليسار عند الشدائد وانزياحهم إلى اليمين بعد زوال المصاعب ، فبرزت مقولة مضمونها أن اليسار ينجح في إدارة الدول حين تصيبها كوارث او حين تشتعل بالحروب ، وبمعنى آخر ان حكومات اليسار هي حكومات طوارىء ناجحة او حكومات انتقالية صالحة لتقطع مع مرحلة وتمهد إلى اخرى .

مقولة قابلة للتأمل

مقولة ناتجة عن عقل ينتج أفكارا.

هذا مثال آخرمن قبرص جارة لبنان وقريبته في التاريخ والبحر :

قبل سبعة أعوام، وبالتحديد في عام 2013، انزلقت قبرص إلى الإنهيار المالي وأعلنت إفلاسها ، وأصاب القبارصة ما أصاب اللبنانيين من قيود على السحوبات المالية ومثيلاتها المرة ، وإثر مفاوضات عسيرة مع الإتحاد الأوروبي قررت الحكومة القبرصية إعادة هيكلة المصارف ودمجها ، وفرضت سياسة الإقتطاع الصارم على الحسابات المالية التي تتعدى 100 ألف يورو ، فيما الحسابات دون هذا الرقم بقيت في مأمن وأمان ، وفي غضون ثلاث سنوات  خرجت قبرص  من نفق الإنهيار وظلماته .

تلك أمثلة من اليابان و الصين وروسيا ، ومن  ألمانيا و ايسلندة ، ومن اليونان وقبرص : من لديه في لبنان من أهل السياسة شجاعة القول : أول التغيير تغيير التفكير؟

من يتقمص دور هيروهيتو  الياباني او كونراد أديناورالألماني  او دينج شياو بينج الصيني أو فلاديمير بوتين الروسي او يسار ايسلندة او يمين قبرص ؟.

من يبدأ أول الحكاية ؟

من ينطق أول الكلام ؟

من يرمي أفكاره القديمة كما يرمي ملابسه العتيقة ؟

عشتم وعاش لبنان .

 

هل مازالت  بيروت عاصمة لبنان ؟

توفيق شومان/فايسبوك/17 تشرين الأول/2020

يختصر الناس  الولايات المتحدة بأميركا ،  ويخلعون إسم الكل على الجزء ، لأن الجزء فرض تفوقه  على الكل فاختصره وأوجزه .

ويختصر المصريون القاهرة بمصر كلها ، ويزاوجون بين مصر والقاهرة ، ويصفونها ب " أم الدنيا " مع أن القاهرة حديثة الوجود والعمران نسبيا .

والسوريون  يسمون دمشق بالشام، مع أن بلاد الشام واسعة وشاسعة، وهنا أيضا يُختصر الكل بالجزء ، ويتقدم الأهم على المهم.

بيروت بالنسبة إلى لبنان، هي لبنان ، وإذ لا  يختصر اللبنانيون لبنانتيهم ببيروت قولا ولفظا ، فإن سلوكياتهم  وثقافاتهم تؤكد "بيروتيتهم"، وسيادة  اللهجة البيروتية المدجنة، غزت واستولت على اللهجات المناطقية والطرفية بصورة شبه كلية.

هذه دلالة  انتماء لبناني عام إلى بيروت

الدلالة  الثانية  تكمن في اتساع الضواحي حول بيروت .

 فالضاحية هي مسعى الإقتراب من المركز ، لمن عجز عن ذلك سبيلا ، بل هي انتماء  لبيروت  ولو كان عن بُعد.

هكذا هي الضواحي حول بيروت ، إذ تبدو الضواحي المنتشرة شرقا وجنوبا وشمالا ، أشبه بأبناء وبنات يحيطون أمهم ، وأمهم هي بيروت .

الدلالة الثالثة تتمثل في الليونة البيروتية ، والقدرة على استيعاب الوافدين من الأطراف ، فالمرونة البيروتية ، لم يجذبها تصنيف الآتين من المناطق بين " المحلي " و الغريب " ، فلا غرباء في بيروت ، وقد استوعبتهم المدينة في كل أزقتها وأحيائها : من الطريق الجديدة إلى المزرعة ، ومن النويري إلى الخندق الغميق، ومن البسطة إلى المصيبطة، ومن مار الياس إلى الحمرا إلى رأس بيروت ، إلى  عين المريسة  والأشرفية وغيرها .

هذه القابلية للإستيعاب ، دفعت  بالخليط  اللبناني والمختلط ، والمتعدد والمتنوع  أن يعكس صورته في بيروت ، وغدت بيروت صورة عن لبنان ، بل واقعا عن لبنان ، بل لبنان هو نفسه  في حضوره وشخصه وذاته .

مثل هذه القابلية غير متوافرة في الأطراف ، فالأطراف أكثر انطواء على نفسها ، والوافد  إلى الأطراف يبقى غريبا مهما طال زمنه وأمده ، فالمدن أكثر  رحابة وانفتاحا وتسامحا، وفي لبنان ـ  بالمعنى العام  ـ مدينة واحدة هي بيروت.

ولذلك  ، بيروت ، اختصرت  لبنان بطوائفه ومذاهبه  وأحزابه واتجاهاته ، وبأطرافه ومناطقه ، وبأريافه ومدنه.

بل إن بيروت ، اختصرت في لحظة ذروتها الثقافية والإقتصادية  والسياسية  والجمالية ، جميع العرب وجموعهم  وأجمعهم ، بأنظمتهم وسياساتهم ، بحروبهم وانقلابتهم ، بمطابعهم وإعلامهم ، وشعرائهم وأغانيهم ومقاهيهم ، وقد كان الشاعر الكبير نزر قباني أجرأ العرب بفضيلة الإعتراف بالغيرة من بيروت وإلى حدود نحرها ، حين أنشد قصيدته الشهيرة عن بيروت وقال :

يا ست الدنيا يا بيروت

نعترف أمام الله الواحد

إنا كنا منك نغار

وكان جمالك يؤذينا

نعترف الآن

بأنا  لم ننصفكِ ... ولم نعذركِ ... ولم نفهمكِ

وأهديناك بدل  الوردة سكينا .

ذاك اعتراف الفاضلين ، مصحوب مع بكائية مشهودة ، إنما هذه البكائية معطوفة على مظاهر الخروج عن  بيروت العاصمة  ،  منها : شيوع دورات الحياة الطائفية  والمذهبية المنفصلة عن بيروت الجامعة  ، وبروزعصبيات  المناطقيات  الحادة ، وسطوع  الخطاب السياسي  وخفوت الخطاب الوطني ، وصعود  الفيدراليات السلوكية  المؤسسة لثقافات متصادمة ، وتفشي الدورات  والإنعزاليات الإقتصادية ، وانتشار مصانع القرار السياسي خارج العاصمة الواحدة ، تطرح سؤالا مصيريا حول مصيرية العاصمة المفترضة ، وحول إذا ما فتىء بالإمكان الحديث عن بيروتية لبنان وبيروت المتلبننة، مثلما سبق القول .

مصير بيروت يعني مصير لبنان ومصير لبنان  مرتبط  بالإجابة على. مصير بيروت .

هل  يمكن الحفاظ على ما تبقى من تعدد في بيروت ؟ هل يمكن صون آخر مساحات الرحابة والإنفتاح والإجتماع الوطني العام ؟ هل يمكن أن تبقى بيروت  متنوعة بأصولها ؟ وأهم من كل ذلك : هل يمكن أن  تبقى  بيروت حاضنة للفروع الذين سرعان ما يتحولون إلى أصول ؟

هل تبقى لكل اللبنانيين ؟

هل تبقى عاصمة للبنان؟

سلام لبيروت ...

 

لبنان المترنح بعد سنة على "ثورة 17 أكتوبر"

د. خطار أبودياب/العرب/17 تشرين الأول/2020

بالرغم من عبثية الرهان على شيء إيجابي من المنظومة الحاكمة يريد المواطن التعلق بخشبة خلاص ولو على شكل حكومة شبيهة بما سبق شرط وقف التدهور وبدء وصول الدعم الخارجي

تشبث بالأمل

لُقّب لبنان بـ”سويسرا الشرق” خلال حقبة استقراره في خمسينات وستينات القرن الماضي، وبعد تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2021 تحول بنظر أحدهم إلى “ضاحية فقيرة في الشرق الأدنى”. إنه التاريخ الذي لا يرحم إلى درجة أن وزير خارجية فرنسا، القوة المنتدبة التي كانت “أم لبنان الكبير” قبل قرن من الزمن، لم يتردد في التحذير من إمكان زوال لبنان. وبالطبع لا يقصد جان إيف لودريان تبخر التاريخ أو التضاريس، لكن ربما وحدة الكيان وشكله وانتظام الدولة. وهذه المخاوف والاستنتاجات لها مكانها بعد مرور سنة على الحراك الثوري في 17 أكتوبر 2019، إذ يبدو المأزق مستمرا والحلول مستعصية والبدائل غير جاهزة.

ويكمن الأدهى في المراهنة على الانتظار مثل انتظار استحقاق الانتخابات الأميركية أو الصفقة الإقليمية وتبرير ذلك بعدم إمكانية مجابهة محور إقليمي بعينه أو عدم وجود إرادة وطنية جامعة. ولم تنجح مجموعات الثورة في سد الفجوة في الرؤى في ظل أزمة بنيوية متنوعة وملامسة الانهيار الاقتصادي والصحي، ولذا يترنح لبنان المسلوب والمنهك على وقع تسلسل الأزمات لكن الحراك الشبابي والشعبي لم يندثر بالرغم من أوراق الثورة المضادة وكل محاولات المنظومة المتحكمة في الاحتواء والتطويع.

منذ عام نشبت حركة 17 أكتوبر التي كانت انتفاضة اجتماعية – سياسية خارج القيد الطائفي والطبقي والمناطقي. ومن أبرز إنجازاتها النقلة نحو المواطنة بعيداً عن الانتماءات الفئوية، وتوحيد الساحات المختلفة بوجه المنظومة المتحكمة المكونة من غالبية الطبقة السياسية والمؤسسات الدينية والرأسمالية الطفيلية، وتسليط الأضواء على الفساد. واصطدم مسعى إيجاد قاسم مشترك بين مجموعات الحراك بجدران الأنانيات المضخمة أو الاعتبارات الأيديولوجية، وقبل كل شيء بالجدل حول سلم الأولويات حول السيادة ونفوذ حزب الله ومحوره، أو حيال مكافحة الفساد ولو بشكل انتقائي في ظل عجز القضاء وانحياز المتحكمين بالسلطة.

ولم يسهّل الهجوم المضاد المسار بالنسبة للثوار المواطنين بعد تأجيج الخطاب الطائفي (بدأ مع صراخ باسم فئة مذهبية وهجمات آتية من مناطق نفوذ الثنائي حزب الله – أمل، واستمر مع قمع ساحات مناطق بيروت الشرقية وطرابلس “عروس الثورة”، ومحاولات الاحتواء والمنع في مناطق أخرى) واستخدام أدوات القمع السلطوية، بالإضافة إلى سلاح الضغط الاجتماعي – الاقتصادي على المنتفضين وكان وباء الكورونا حليفاً غير منتظر للمنظومة الحاكمة ضد ساحات الانتقاضة.

على مر عام من الزمن لم تتحقق المطالب بالتغيير ولم يتم وضع بلاد الأرز على سكة الإنقاذ. وعشية الذكرى الأولى أتت محاولة إلهاء وتسويف إضافي عبر تأجيل مكرر من رئاسة الجمهورية لاستشارات نيابية من أجل تكليف رئيس حكومة جديد، وما يمثله ذلك من ازدراء بمعاناة اللبنانيين الذين يعيشون تحت سطوة مصادرة ودائعهم في المصارف ويكابدون لتأمين قوتهم اليومي والأدوية “المدعومة” المختفية من الصيدليات والمخزنة في مستودعات المستوردين.

بالرغم من عبثية الرهان على شيء إيجابي من المنظومة الحاكمة، يريد المواطن اليائس التعلق بخشبة خلاص أياً كانت ولو على شكل حكومة شبيهة بما سبق شرط وقف التدهور وبدء وصول بالونات أوكسجين من الدعم الخارجي. وفي الواقع، لا تتوافق مجموعات الحراك في النظرة إلى بنود المبادرة الفرنسية وفعاليتها ويغلب عليها الحذر. لكن بعضها يطالب تحت وطأة الوضع المؤلم للناس بعدم الرفض لأجل الرفض ووضع المنظومة تحت مراقبة شارع أكثر تنظيماً وإنتاجية.

ويبدو أن الثوار كما كافة الأطراف محكومون بالمرونة والبراغماتية في مواجهة أزمة بنيوية مركبة ومتفاقمة، وتطغى المرارة بدل مداعبة الأحلام حيث كانت السنة الفائتة مزدحمة بالأحداث والكوارث وكأنها سنة بعشر سنوات بدأت مع “شرارة الواتس آب” في 17 أكتوبر 2019، ولم تنته مع فاجعة مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي وشهدت استقالة حكومتين واستمرار الانهيار الاقتصادي وتفشي جائحة كورونا، وانتهت مع اللغط حول المبادرة الفرنسية المتجددة عبر “محاولة تكليف سعد الحريري” وأخيراً “مفاجأة” انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل التي لا تعدو حسب مصدر مطلع على أنها “هدية محدودة من إيران وحزب الله إلى الإدارة الأميركية الحالية لتكون بمثابة إشارة إيجابية تمهد للتفاوض اللاحق”.

وبغض النظر عن مآلات هذه المفاوضات ونتائجها، تأتي المفاوضات في هذا الوقت بالرغم من بدء الكلام عنها منذ 2010 – 2012، وتزيد من الخشية من ترك لبنان رهينة لمحور إيران بعيداً عن عمقه العربي الذي يشكل حاضنته الطبيعية اقتصاديا وتاريخيا.   

من هنا حتى لا يكون لبنان “جائزة ترضية” أو سلعة في سوق نخاسة “لعبة الأمم” لا يزال الكثير من اللبنانيين يعتبرون أن ثورة 17 أكتوبر تمثل النبراس البديل عن منظومة السيادة المهدورة والانهيار والفساد، وما سيجعل هذا الخيار في التفتيش عن البديل أمراً بديهياً هو حجم الانهيار وتوجه الدولة الفاشلة نحو السيناريو الفنزويلي أو السيناريو الصومالي.

انتهت صلاحية المنظومة السياسية التي عاثت فساداً ومحاصصة وهدراً للسيادة، ولم يتمكن حراك 17 أكتوبر إلى الآن من تعبيد طريق التغيير لأنه تحت ستار “الشرعية الدستورية” يتم الالتفاف على الشرعية الشعبية التي يمكن أن تكون مصدر إعادة إنتاج السلطة. تبدو الدرب طويلة وشاقة من أجل إنقاذ لبنان ورسم دور جيوسياسي واقتصادي له تبعاً للمتغيرات الحاصلة في الإقليم.

لا يكفي البكاء على الأطلال كما حصل بعد كارثة المرفأ والتساؤل بصوت عال عن فقدان دور لبنان في الزمن الجميل حينما كان مرفأ العمق العربي والمشرقي، ومصرف المنطقة ومدرستها ومستشفاها. ومن شروط الخروج من المأزق مقاربة اللبنانيين لوضعهم بواقعية وشجاعة وألا يتوهموا أنهم محور الأحداث ومحط اهتمام العالم. ويتوجب عليهم الإثبات للجميع بأنهم يستحقون هذا الوطن واحترام العالم ووجوب حمايتهم إنسانيا وسياسيا من قيود المحاور الخارجية والمنظومة المتسلطة.

 

التيار: عداء منذ اللحظة الأولى

هيام القصيفي/الأخبار/17 تشرين الأول/2020

17 تشرين الأول عام 2019 و17 تشرين الأول عام 2020، يحق للتيار الوطني الحر أن يقوم بمراجعة نقدية شاملة، على غرار ما فعله رئيسه النائب جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين الأول. لكن المراجعة تقتضي أيضاً علمياً أن يقدم الطرف السياسي جردة حساب بما له وما عليه، في كل التطورات السياسية التي حصلت. فكيف الحال والتيار هو حزب العهد، وله في السلطة أربع سنوات، وفي الحكومات المتعاقبة منذ عام 2015، حضور أثبت فعّاليته بسلبياته وإيجابياته، فلم يعد أي طرف قادراً على تجاوزه. شكّل 17 تشرين الأول مفصلاً في حياة التيار، تماماً كمحطات أخرى، 7 آب، و13 تشرين، لكن بمنظور يختلف 180 درجة.

الواقعية السياسية تقتضي القول بأن التيار هو من صلب الحراك الشعبي، كان فيه قبل أن يصبح تياراً، في التسعينيات، وظل فيه خلال مرحلة الوجود السوري، وفي عام 2005. لكن وجهة التظاهرات اختلفت كما تغيّرت معها خطب التيار وأدبياته. والواقعية أيضاً تقتضي القول بأن جمهور التيار كشريحة شعبية وشبابية، عاشت زمن انطلاقتها في الشارع، وعلى الأرض وفي المواجهات مع السلطة. لكن هذا الزمن، انتهى عند حد فاصل اسمه 17 تشرين الأول، لأن التظاهرات الشعبية تركت سلبيات واضحة على أداء التيار وموقعه في المعادلة السياسية، وإن ظل غطاء العهد ورئاسة الجمهورية ركيزة أساسية في دعمه وإبقائه أحد أركان السلطة.

منذ الانتخابات النيابية، تغيّر واقع التيار الوطني على الأرض. يمكن له أن يتغنى بأنه فاز بأكبر قوة نيابية مسيحية، لم تكن صافية تماماً، وبأنه يبني مقره العام على أهم نقطة مركزية عند نهر الكلب، لكن التيار يدرك تماماً أن نتائج الانتخابات كانت إشارة أولية إلى تغيّر المزاج الشعبي، وأن هناك منافسة من داخل الصف المسيحي، تضاف إلى انتقادات من قوى حليفة ومعارضة بدأت تفرض إيقاعها. والإشارة الأقوى أتت مع الانتفاضة الشعبية.

بعد أيام قليلة على خطاب ذكرى 13 تشرين، الذي دعا فيه باسيل رئيس الجمهورية إلى قلب الطاولة، انطلقت التظاهرات الشعبية المعارضة. لم يتوقع التيار الوطني أن يكون مستوى ما يجري على الأرض بهذا العنف اللفظي والاحتجاجي، أو أن تكون ردة الفعل بهذا الحجم موجهة ضده وضد العهد، بعدما كسر المتظاهرون كل القواعد في التعامل معهما من دون قفازات، ما استدعى انكفاء التيار وزراء ونواباً وقيادات عن الواجهة. التخبط في الأيام الأولى في مواجهة التظاهرات، إعلامياً وسياسياً، عكس تخبطاً أيضاً داخل صفوف التيار الوطني الذي كان يشهد قبل شهور معارضات بالجملة داخل البيت الواحد، نتيجة تفرد رئيس التيار بقراراته. الإيجابية اليتيمة لما جرى أن التيار تجاوز خلافاته الداخلية، لحظة التعرض لرئيس الجمهورية، وإن ظلت أصوات المعترضين على أداء رئيس التيار وبعض وزرائه فاعلة في الأوساط النيابية والقيادية، وحتى عائلة رئيس الجمهورية. فاستهداف عون بما يحمل من ثقل عاطفي وشعبي، ساهم في إبقاء محازبي التيار والعونيين صفاً واحداً معترضاً على أداء المتظاهرين، وخصوصاً مع وجود قوى حزبية على الأرض كالقوات اللبنانية والكتائب. وهذا الاستهداف يختلف تماماً عن التعرض لشخص باسيل، بما يحمل من استفزازات سياسية، حتى بالنسبة إلى أكثر المناصرين العونيين تشدداً. وقد جرى التعبير عنه يوم دعا التيار مناصريه إلى طريق القصر الجمهوري دعماً للعهد في مستهل تشرين الثاني، رداً على استهدافه، وما جرى أيضاً حين بدأت ملاحقة النواب في أماكن تواجدهم، من جانب مجموعات من المنتفضين. إلى اليوم، لا يزال عونيون شاركوا فيها، يتحدثون بفخر عن اللحظة التي أثبتوا فيها ولاءهم لرئيس الجمهورية. لكن نجاح محازبي التيار بجمع صفوفهم لم يمنع انفصال بعض النواب وحلفاء التيار عنه بعد محطات متتالية من تعارض الآراء والمواقف من المطالب الشعبية.

في المقابل حملت التظاهرات انعكاسات سلبية على التيار الوطني، وخلفه العهد. علماً أن الإنقاذ الأساسي جاء من جانب حزب الله وخصوصاً في ما يتعلق بقطع الطرق، التي تركز جزء أساسي منها في مناطق نفوذ التيار، إذ لن يتمكن التيار، مهما بالغ في تصوير نجاحه في منع تطويقه واستفراده، من تجاوز شعار أن عهد عون حمل كل هذا الانهيار وإن لم يكن هو المسؤول عنه وحده، خصوصاً أن المتظاهرين، حمّلوا التيار الوطني مباشرة مسؤولية فشل العهد في تحقيق أي اصلاحات، وتشبث رئيس الجمهورية بباسيل رغم كل الاستهدافات التي طاولته.

لم تقف ارتدادات 17 تشرين عند حد العلاقة بين الناس والعهد، بل إن تداعياتها أصابت دفعة واحدة: علاقة التيار على مدى أشهر بالجيش اللبناني، بعدما حيّد الجيش نفسه في أكثر من محطة، أن يكون طرفاً في النزاع، وإن وقعت بعض الأخطاء في مواجهة المتظاهرين. وهو ما ارتد أيضاً في بعض الأحيان على علاقة رئيس الجمهورية بالجيش. علاقة التيار بالقوى المسيحية كافة التي قطعت معها كل علاقات، ولا سيما القوات اللبنانية التي وضعها التيار في مقدم مستهدفيه وصولاً إلى كلمة باسيل الأخيرة. علاقة التيار ببكركي التي تعثّرت بفعل وقوفها إلى جانب المتظاهرين، وإن مع تحييد العهد، وصولاً إلى اعتمادها شعار الحياد.

علاقة التيار بالرئيس سعد الحريري، الذي قدّم استقالته خلافاً لما كان يرغب رئيس الجمهورية، إضافة إلى علاقة متوترة أصلاً مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي شارك مناصروه في التظاهرات وقطع الطرق. لكن الخرق الوحيد السياسي الذي تزامن مع تداعيات تشرين، هو خروج علاقة التيار بواشنطن إلى الواجهة في سلسلة محطات ولقاءات، وتنسيق على مستويات مختلفة، على وقع تهويل بالعقوبات في مقابل تقديم تنازلات.

في كل هذه الخريطة المتشابكة، لم يتبدل خطاب التيار كردّ على 17 تشرين وملحقاتها من استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتشكيل حكومة الرئيس حسان دياب وصولاً إلى تكليف مصطفى أديب واعتذاره. اللبنة الأساسية في الخطاب، هي إظهار وجه التيار المدافع عن المطالب الشعبية، ومكافحة الفساد. لا يخلو كلام للتيار من التذكير بأن المتظاهرين حملوا شعاراته، وأن الحزب يعمل في كل المجالات لإصلاح الدولة ووقف السرقات وتنفيذ المشاريع الحيوية من كهرباء وسدود وتنقيب عن الغاز، من ضمن لائحة طويلة من الإنجازات. إلا أن ذلك لم يساعد في تحقيق خرق في جدار اللاثقة، لا بل العداء بين جمهورين: المتظاهرون والتيار. الجمهور الأول استهدف التيار في صورة مطلقة والثاني استخدم لغة التخوين وتحميل المتظاهرين أجندات خارجية ومناطقية وفئوية. منذ سنة إلى الآن، لم تتبدل مكابرة التيار في النظرة إلى حدث 17 تشرين، ولعل إحدى مفارقات خطابه الأخير من ضمن سلسلة اعتراضاته على أداء المتظاهرين: إقفال المصارف. عند هذه النقطة، يصبح التيار خارج كل ثورة وانتفاضة، وحليفاً مطلقاً لكل من اختلف معهم في الملفات السياسية.

 

17 تشرين...كي لا تصبح الثورة ذكرى

فوزي يمين/فايسبوك/17 تشرين الأول/2020

كي لا تصبح الثورة ذكرى..أبشع ما في الحياة وتشويه لها، أن نحوّلها إلى ما يشبه الموت في الوقت الذي لا تزال تكون فيه تجري وتنبض بكامل قلبها. الثورة حياة. الذكرى موت.  بمعنى من المعاني، توحي أنها انتهت ويجب الاحتفال بها بمرور الزمن عليها. المواجهة مستمرّة. تخفّ، تقوى. تطلع، تنزل. تروح، تجيء. المهمّ أن يبقى الفتيل مستعراً ولو في الظلام. المهمّ أن تبقى الروح مشتعلة في عزّ التعب. مرّ وقت، صحيح. لا أحد ينكر ذلك. تدهورت الأحوال في كلّ المجالات. تفاقم الهمّ السياسيّ. الاقتصادي. الاجتماعيّ. الصحّي. كلّ شيء أتى مع بعضه ودفعة واحدة. مطلوب من الناس تحرير أنفسهم وهم لا يستطيعون تحرير أموالهم المحجوزة في المصارف!  (بالمناسبة، أحد المصارف أقرض بقرة لمزارع). لليوم لم تتشكّل حكومة مستقلّة. أكثر من واحدة فشلت وللسبب نفسه. معروف. الذي يفاوض في الحرب يفاوض على السلام. يقطف في الحالتين.

نحن اليوم في لبنان: لا إدارة، لا حكومة، لا مجلس نواب، لا قضاء، لا دستور... لكن لا ناس؟ المهمّ أن يبقى ناس. الثورة ضمير الشعب. الثورة شغل يوميّ. القضاء على السلطة واسترداد الدولة. هزم الطوائف والفوز بالوطن. من خلال المطالبة بالحقوق ومواجهة الفساد ومقارعة الباطل والدفاع عن المظلوم وتطبيق القانون وتحقيق العدل. أينما كان. في البيت. في المدرسة. في الجامعة. في مكان العمل. في المؤسّسات الرسميّة والخاصّة. في الطريق. في المصرف. في الحرش. على رأس الجبل وفي كعب الوادي... والجوع؟

أعتقد أنّه ينبغي خطف أحد من أولاد مافيات الأدوية التي تحتكر. أحد أولاد مافيات المحروقات التي تحتكر. يجب التفكير بأعمال كهذه، ضروريّة ولا بدّ منها، من وقت لآخر، خصوصاً في أوقات الحشرة.

الكلّ مسؤولون عن إفلاس البلد وإفقار الناس. سنة على الثورة، وكلّهم يعني كلّهم. الثورة، ما لها وما عليها؟ ما هي إيجابيّاتها وسلبيّاتها؟ ما الذي حقّقته ولم؟ نترك الأسئلة للزمن وللمتشدّقين الكثيرين. يكفي أنّها خلخلت. يكفي أنّنا تلاقينا. يكفي أنّها بدأت ولن تنتهي. كي لا تصبح الثورة ذكرى، كي لا تصبح فولكلوراً ونلبسها طربوشاً وشروالاً، لنحتفل بها قولاً وفعلاً، صوتاً وصمتاً. كلّ يوم. كلّ ساعة. الآن.

 

جبران "الزمكّ"

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 18 تشرين الأول 2020

مشكلة جبران باسيل بسيطة. عليه فقط أن يقتنع أنه ليس ميشال عون. المشروعية التاريخية لا تُعار وقلّما تورّث. يكاد وليد جنبلاط أن يكون الوريث الوحيد الذي نجح في اجتياز استحقاق الزعامة الموروثة. شخصيته الخاصة مكّنته من حفر مكانه حيث حفره. الخصوصية الدرزية سند إضافي لأن يتسلّق "البلاي بوي" الظلّ الشاهق لعامود السماء. الحياة السياسية والوطنية في لبنان المعاصر، هي سيرة وراثات مأزومة ومرتبكة. يملكون كلّ سيئات من رحلوا، والقليل القليل من حسناتهم، بحسب عبارة عبقرية تنسب إلى الراحل غسان تويني.. بيد أنّ باسيل أخذ هذه السيرة إلى مستوى جديد من التأزّم والارتباك..

مذ عاد ميشال عون من منفاه، وباسيل يختبر طاقته الطاردة.. في التيار الوطني الحرّ تزامن صعوده مع استقالات يمينًا ويسارًا، لقادة من شيوخ التيار، ومن نشطائه الأفتى.. في بيئه السياسية الأوسع، لا حليف له إلا حزب الله. لم يعرف لنبيه بري حساسية على سياسي لبناني بمقدار حساسيته على جبران. سليمان فرنجية يمقته بأعلى درجات الشفافية، بحيث لا يترك مناسبة إلا ويعبّر عن ذلك.. وليد جنبلاط لا يحتاج أسباباً خاصة للنفور منه. سعد الحريري اختبره في كلّ نسخه، ولم يحصد إلا خيبة الأمل.

في الأساس ليس أسهل من مقت جبران. إذا ثار اللبنانيون صارت شتيمته نشيداً للثورة. وإذا قابله الإعلام تنافس محاوروه في جلده.. بيكي أندرسون من الـ "سي إن إن" شوته مرتين.. مرة في دافوس يوم تفتّقت عبقريته عن اقتراح تدريس واشنطن ولندن علم إدارة الدول من دون موازنة... وأخرى في ذروة أزمة الفراغ الحكومي حين توجّهت له بتصنيفات جارحة، لا ينبغي لأيّ سياسي يحفظ لنفسه أدنى مقادير الكرامة الشخصية أن يقبلها..

...  أما نجمة "سي إن بي سي" الصاعدة هادلي غامبل، فاختارت "حفل شوائه" ليكون علامتها الفارقة في إطلالتها في دافوس، ولتحصد في لبنان إعجاباً غير مسبوق بصحفية أجنبية، ليس حباً بها بل كرهاً بجبران. وإذا أصابه كورونا، فاق المتضامنون مع الفايروس المتضامنين معه، ولو على سبيل الكوميديا السوداء التي تفصح عن موقع جبران في وعي اللبنانيين لأزماتهم ومشاكلهم.. وحين حاول استخدام ابنه في حملة استدرار العطف في مواجهة فائض معاداته ومقته، زاد على نجله أسباباً، ولو ظالمة، للتنمّر.

ليس أسهل من مقته. جبران يمثّل كلّ ما يمقته اللبنانيون، لا سيما عصاميي الطبقة الوسطى من الشبيبة الذين انتفضوا في الشوارع منذ 17 تشرين 2019. "زمكّ"، كما وصفه الأديب الياس خوري في مقالة بديعة. والزمك، كما يشرح لنا خوري "كلمة عامية تُستخدم في لبنان، وقد حوّلها الناس من صفة إلى شتيمة في كلامهم اليومي. غير أن الكلمة فصيحة، حسب المعلم بطرس البستاني في «محيط المحيط». «الزَمَكة من الرجال: العَجِل الغضوب الأحمق القصير».

زمكّ إذًا بالمعنى الحرفي للكلمة. فهو الضارب الدائم بسيف غيره. لا قوة له يستند اليها في التطاول أو الاشتباك أو التعالي إلا مصاهرته لرجل يحبه. علاقة معقّدة بين رجلين. كأن الجنرال في خريف تجربته يستعير من جبران شبابه. وكأن جبران يستعير من الجنرال مشروعيته التاريخية، ولو الخالية من أيّ إنجاز حقيقي يذكر، لا في قيادة الجيش، ولا في رئاسة الحكومة العسكرية، ولا في القتال، ولا في المنفى، ولا في السياسة، ولا في الرئاسة.

سأعتذر من أيّ قارئ يأتيني بخلاف ما ذكرت، ويُعيِّن للجنرال إنجازاً حقيقياً واحداً يصعب على كتب التاريخ تجاوزه. خسر جبران الانتخابات النيابية مرتين. في المرة الثانية خسر بقانون الدوحة الذي احتفى به احتفاء محمد الفاتح على أبواب القسطنطينية. قال لمارسيل غانم: اتفاق الطائف أخذ، واتفاق الدوحة استردّ. ثم رسب في الانتخابات التي جرت وفق قانون الستين، بموجب اتفاق الدوحة. في قطر، حاجج الرئيس نبيه بري أن تكتب عبارة "لمرّة واحدة فقط" ورفض عون.. ثم عاد وخاض معركة تغيير القانون، ليأتي مفصّلاً على قياس النجاح المضمون لصهره. وزِّر الراسب في الوزارات التي أراد، لا بقوة كفاءته بكلّ بعضلات الحالة المسيحية التي شكّلها عون. ورُئس المكروه من حزبه على حزبه، لا بقوّة الحضور، بل بالتزكية بعد أن مُنع منافسوه من خوض معركة تفضح تدنّي شعبيته.

هكذا هو جبران. شعبوي من دون شعبية. حالة شاذة حتى في فصيلة الديماغوجيين.

الديماغوجية هي قيادة الناس بالاستناد إلى تعظيم مخاوفهم، والتأكيد على أحكامهم المسبقة تجاه الآخر. يختصر جبران في سلوكه السياسي أبرز صفاتها المتفق عليها:

1- الشمّاعة: ثمّة دائماً شمّاعة يعلّق عليها الديماغوجي فشله أو غضبه.. "ما خلونا" هي الشمّاعة في حالة جبران الذي ما انفكّ ينتقد نتائج سياسات "السنوات الثلاثين الماضية" ناسياً أنّ التيار الوطني الحرّ شريك أساسي في 15 سنة منها، منذ العودة غير الحميدة للجنرال عون إلى لبنان..

2- الخوف: صناعة الخوف هي إحدى أبرز مواهب الديماغوجي. بلسان التخويف يخاطب جبران جمهوره، طارحاً نفسه كسدّ منيع أمام محاولات إلغاء المسيحيين والتطاول على حقوقهم. مرة يخيفهم بالطائف، وأخرى بداعش، وثالثة بالرئاسة التي يراد، بحسبه، نزع صلاحياتها إلى حدود تحويلها إلى رئاسة فخرية.

3- التبسيط: يكره الديماغوجي الأسباب المعقّدة لتفسير أيّ معطى سياسي أو اقتصادي. جبران ديماغوجي أصيل بهذا المعنى. الأزمة الاقتصادية تحلّ بصندوق سيادي يسيّل أصول الدولة. الكهرباء تحلّ بالبواخر. السدود تأتي بالمعجزات. في جعبة جبران حلول مباشرة ودائمة. للسياحة. للطب. لكورونا. لثقب الأوزون. لكلّ شيء.

4- الكذب: جبران يكذب بأعلى درجات الصدق. يحاضر ليل نهار بمحاربة الفساد من دون معركة فساد واحدة جادة. يهاجم خيار البواخر ووعودها باعتبارها كذباً على الناس، ويتحوّل عرّاب مشروع البواخر. لا يرفّ له جفن وهو يحكي عن التضحيات.. يسأله، مارسيل مرة أخرى: "بشو ضحّيت؟". تخونه العبارات؟ يبحث في سيرته فلا يجد تضحية واحدة يُعتدّ بها!!

5- فائض الوعود: الديماغوجي سيعدك بالقمر ولبن العصفور. وجبران مثله: سيعدك بالمترو في بلاد بلا ماء وكهرباء. سيعدك بالسدود في بلاد صارت أنهارها مجاري صحية. . سيعدك  بالازدهار في بلاد على حافة الإفلاس التام . سيعدك بالسلام والاستقرار في بلاد تنام على لغم الحرب الأهلية.

هذا هو جبران. خليط مقزّز من لعبة التخويف، والتبسيط، والكذب، والادّعاء، واللوم الذي لا يتوقّف.

لكنه ديماغوجي من دون "ديموس"، أي الشعب باليونانية.

كائن فراكشتايني، مُجمّع من تصوّرات مضحكة عن بشير الجميل، وكميل شمعون، وميشال عون، وإيلي حبيقة..

منذ عام 2005، استنفد جبران رصيده الصغير كقيادي صاعد في حزب حيوي. الأكيد أنّه استنفد رصيد عمه وفرصته.

لا يوجد عامل واحد يتحمّل مسؤولية الفشل المريع لأسوأ عهد رئاسي لبناني منذ 1920 أكثر من جبران باسيل. وهذا يقودني إلى الخطأ الذي ارتكبه الجنرال. كان يمكن لعون أن يمضي ثلثي رئاسته بمراكمة الانجازات، أياً تكن أكلافها السياسية عليه. وأن يُمضي الثلث الأخير في تهيئة الفرصة لصهره. لكنه فعل العكس، ولا أدري إن كان فعل ذلك مختاراً او مدفوعاً بشراهة صهره المدلّل. اختار عون أن يضيع 4 سنوات في تسمين صهره ودفعه خلافاً لكلّ قواعد العمل الوطني والسياسي لأن يعامل معاملة الرئيس الثاني في الجمهورية، لا معاملة رئيس الحزب أو التكتل النيابي. وحين بدّد كلّ شيء، صار يلهث اليوم لإنقاذ الثلث المتبقّي له في رئاسته. إذا كان على جبران أن يقتنع أنه ليس عون، فعلى عون أيضًا أن يقتنع أنه ليس جبران. لا اقتنع الأول، ولا اقتنع الثاني. وربما هذا، بالرغم من أكلافه  الهائلة، من حسن حظ لبنان واللبنانيين.

من محاسن ما يحصل أنّ عون لن يبيِّض تاريخه المأساوي بحق لبنان عبر رئاسة من ست سنوات، وأن تنطفئ الفرصة أمام جبران لتكرار المأساة بشكل أشدّ إيلاماً.

 

جمهورية البلف، الفاشية الشيعية والاوليغارشيات المافياوية وحكم الرعاع

شارل الياس شرتوني/18 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91403/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%81%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7/

لا توصيف لجمهورية الطائف افضل من نهج البلف الذي طبع اداءها منذ ١٩٩٠ حتى اليوم، لم نسمع يوما خلال الثلاثين سنة الماضية الا تفسيرات مضللة لواقع الحكم الاوليغارشي والسيادة المعطلة، والفساد النافذ على كل المستويات الحكومية والادارية والقضائية، ومحاولة تبريرها من خلال ايحاءات دستورية فارغة استخدمتها سياسات النفوذ القائمة من اجل تغطية واقع الاستباحات المبرحة التي دمرت مفهوم دولة القانون، والغت بشكل فعلي الكيان الدولتي لحساب مراكز القوى الحاكمة، وتحالفات اوليغارشية متقلبة. ان اكثر ما يلفتني في النقاشات الحادة حول التشكيل الوزاري العتيد الكلام حول الاعتبارات الميثاقية والاصول الدستورية التي ترافق الملابسات  الحكومية، هو زورها وتلميحاتها الكاذبة، في حين ان ما يجري يندرج في سياق التسويات المؤقتة بين تجمعات مصلحية متأهبة للانقلاب على بعضها البعض عند اول مناسبة، ودون اي مسوغ يذكر. فجأة التأم شمل المتخاصمين بحكم حسابات مذهبية ومصلحية ظرفية ( سنية-شيعية  تستعيد لعبة الاتفاق الرباعي في ٢٠٠٥، وضرورة تنظيم الخلافات في ظل الكلام عن الترحيل المبرمج للمسيحيين الذي يجول في هذه الاوساط )، الى استهداف الميثاقية التي يستلهمها جبران باسيل المصلحي المراوغ، الى غياب الافق الاصلاحي لعملية التأليف الذي يبرر من خلاله سمير جعجع رفضه تسمية الحريري، وآخرًا لا اخيرا وضع مسألة التأليف الحكومي المزمع في خانة التجاوب مع المبادرة الفرنسية الساعية الى انقاذ البلد من واقع الفراغ المتمادي، وتردداته المدمرة على واقع سياسي ومالي واقتصادي واجتماعي وبيئي مترهل. هذا مع العلم ان اداء الاوليغارشيات قد اسقط  من حساباته  الطروحات الاصلاحية للحراكات المدنية المعارضة التي تآكلت بفعل تصلب الاقفالات الاوليغارشية، وترسخ لعبة النفوذ الاقليمية، وفشلها في اكتساب بعد سياسي حاسم.

يضاف الى ذلك مشهد التفاوض مع اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، وايجاد تسوية حول تقاسم الموارد النفطية والغازية المحتملة، يديرها الائتلاف الشيعي مباشرة او مداورة، في حين انه، حتى البارحة، كان يملي محظوراته لجهة عدم جواز التعاطي مع الدولة الاسرائيلية من خلال العمل الدپلوماسي الآيل الى حل النزاعات، واللجوء الى سياسات التوتر الاستنسابية، وادارة التوترات النزاعية على وقع المصالح الاستراتيجية الايرانية واولوياتها المتحركة. سياسات البلف التي تتقنها الفرق السياسية الشيعية هي جزء من ثقافة التقية والكذب الارادي التي تطبع تاريخا مديدا من الصراعات المذهبية مع السنة، تقابلها سياسات الايهام عند السنة تمهيدا لظروف انقلابية مؤاتية، وسياسات التعيش الانتهازية في الوسط السياسي الدرزي. والاهم من كل ذلك، اعطاء كل هذه الحركات البهلوانية صفة دستورية في حين انها ليست الا مناورات كاذبة تندرج  ضمن سياقات انقلابية تحكم اداءاتها، وايقاعاتها، واهدافها المرحلية والبعيدة: انطلقت مفاوضات الترسيم تحت وطأة سياسة العقوبات التي طالت الوسط المافيوي المباشر لنبيه بري، ومخاوف شركائه الشيعة والسنة والدروز (  حزب الله، الحريري، الميقاتي، الصفدي،  فتفت، جنبلاط …)، ومن  ارادة السيطرة على الموارد النفطية والغازية المحتملة من قبل سياسة وضع اليد الشيعية على البلاد.

ان كل كلام في الدستور، والميثاق، وارادة التسوية، والتجاوب مع الارادة الاصلاحية الفرنسية، والتمهيد لنقلة تمهيدية ونوعية في العلاقات الايرانية-الاميركية، يندرج في سياق الخطابة التضليلية، والاسقاطات الاعتباطية، والشعوذة التي تعودها كل متعاط في الشأن السياسي في ظل الواقع الاوليغارشي المطبق على الحياة السياسية منذ ٣٠ سنة. السؤال الاول الذي يتبادر الى ذهن اي مراقب للحياة السياسية في لبنان، هو مدى صوابية المراهنة على صدقية سعد الحريري والنادي الاوليغارشي في مجال التجاوب مع الطرح الاصلاحي الفرنسي لجهة: حل ازمة المديونية العامة من خلال استعادة الاموال المهربة والمنهوبة، واطلاق ورشة التحقيق المالي الجنائي وعمل المقاضاة ومصادرة الاموال المنهوبة في لبنان والخارج، واعادة هيكلة القطاع المصرفي والمصرف المركزي على اسس مهنية، وخارجا عن آلية المحاصصات الاوليغارشية، واصلاح الادارات العامة لجهة تصفية  قواعد عملها الحيازية والزبائنية ومهنيتها، واستئصال القضاء من واقع التبعيات السياسية، واعادة النظر في الادارة الكارثية للقطاعات الاستراتيجية ( كهرباء، شبكات تواصلية، ثروات مائية، وطاقات متنوعة )، وحل الازمات المالية على خط التلازم بين العمل المالي والمصرفي والاقتصاد الفعلي بكل مرتكزاته المعلوماتية والخضراء وتطبيقاتها، في سائر المجالات الخدماتية والزراعية والصناعية، وعلى اساس العلاقات السيستمية بين العمل التربوي والتدريبي والبحثي، من خلال الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والحاضنات التكنولوجية…،. لم نر حتى الساعة، ليس فقط برنامجا وزاريا للحريري، بل اي اعلان نوايا اولي، من قبل احد اركان الاوليغارشيات المافيوية، الذي يخلف نفسه بعد انقضاء عشرة اشهر على استقالته، وتسلم حكومة وهمية تستر وراءها حزب الله متابعة لعملية احكام السيطرة على البلاد. انا لست متيقنا، ان الحكومة الفرنسية او الادارة الاميركية، بصدد اعطاء رصيد سياسي لفرقاء سياسيين كاذبين بالتعريف، ومسؤولين عن انهيار البلد على مدى عقود ثلاث، ومفاوضات مضللة مع صندوق النقد الدولي والبرامج المالية منذ باريس ١-٤، وامدادهم ببرامج انقاذية سوف يعاد نهبها. نحن في ظل لعبة تضليلية متجددة، وكل ما عدا ذلك يندرج في باب المناورات التي الفتها هذه الاوليغارشيات المافياوية. لاسبيل للتفاوض مع هؤلاء الرعاع الا من خلال التدويل، وسياسة العقوبات، ومصادرة اموالهم وتوظيفاتهم المبيضة.

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الأول..الحلقة الثالثة

المنسقية/17 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91401/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81/

تحرك الصبي الذي كان ينام بحضن أمه بقرب سعيد قابضا على قنينة "الصحة"، ثم فتح عينيه وحاول أن يشرب، وكانت أمه لا تزال نائمة. فدلق الماء على ثيابه ووقع شيء منه على سعيد الذي استيقظ مرتبكا. فاستفاقت الأم مسرعة وصفقت ابنها على يده وأخذت منه القنينة وأعتذرت من سعيد، وأفاق أخاه الصغير مزعورا وبدأ بالبكاء. كانت الأم "معجوقة"، فهي تريد أن تسكت الطفل لأن الكثيرين لا يزالون نياما، وبنفس الوقت تفتش عن خرقة نظيفة بين حاجياتها لتنشف الماء الذي أوقعه إبنها محاولة الإعتذار من سعيد. وكان هذا قد استيقظ ومسح الماء الذي أصابه، ولم يكن قد تأثر إلى هذا الحد، ولما نهض وجلس أدرك أن الوقت قد حان فبعد قليل تشتد حرارة الشمس، لذا حاول افهام السيدة أن الوضع ليس بالخطير وألا يجب أن تشعر بالحرج، فالمسكين لم يقصد أن يسكب الماء عليه، وقد كان خيرا ما فعل "لأنه حان وقت نهوضنا جميعا". ثم استدار يبحث عن حقيبته فتنبه إلى أن النائم بقربه ليس صديقه شريف، فتطلع مفتشا ولما لم يجده تناول حقيبته وأبتسم للطفل الذي كان توقف عن البكاء، ثم فتحها ومد يده ليخرج لوحا من البسكوت المغطى بالشوكولا قسم قطعة منه وناولها للطفل الذي كان يرقبه وهو لا يزال عابس الوجه. تردد الولد قبل أن يأخذ القطعة. فتنبه سعيد إلى أن شقيقه رمقه بشيء من الحسد. فقسم قطعة ثانية وأعطاها للصغير، ثم جلس وبدأ يقضم ما تبقى له من اللوح، فقالت الأم لولدها:

- روح قول مرسي لعمو..

فتقدم الصبي الكبير من سعيد وشكره...

فاستدار سعيد وحمله وقبله وأجلسه على ركبته وبدأ يشرح له عن البحر والجبال المواجهة ويسأله عن رحلته وأحواله... وهكذا صار لسعيد صديق صغير وبدا كأن الطفل أستأنس بالحديث فكان كلما سكت سعيد يسأله عن شيء جديد في الباخرة أو الركاب وما إلى ذلك.

حمي وطيس الشمس بعد فترة وكانت تلك السيدة تلف "سندويشات" للأولاد وتعطيهم كلا بدوره "عروسة" صغيرة بال"بيكون" مع قطعة خيار. رفض صديق سعيد أن يتناول "عروسه"، ما لم يأكل "عمو" واحدة. ولم يستطع سعيد أن يرفض طلبه فاضطر أن يقبل "السندويش" الذي قدمته له السيدة. وعندما التفت ليأخذه منها نظر إليها لأول مرة عن قرب. كانت تخفي تحت ذلك الوجه الرصين ملامح جذابة تختلط بتقاسيم متناسقة لم تفسد السنين نضارتها ولا المساحيق، وفي لحظ عينيها سحر تستره مسحة الحزن البادية عليها في كل شيء، وبعض الخجل القروي الذي لم يفارقها بعد. وعندما التقى نظره بنظرها أحس بارتعاش أضطرهما، على الفور، إلى التحول كل منهما باتجاه مختلف.

أعاد سعيد ترتيب الجلوس، وكان ذلك الشاب الذي نام بقربه قد ترك مكانه لينزل إلى الممر حيث وضع حقيبته ووقف مع أحد رفاقه يتبادلان الحديث. ربط سعيد طرف الشادر بالزاوية العليا للصندوق الذي استندت عليه "ام حنا" وأوقف حقيبة شريف على جنبها وعلق بها الطرف الآخر للشادر فأصبح عنده قليل من الظل أجلس تحته الطفلين واستلقى بقربهما. أما الأم فقد بقي لها من الجهة الخلفية شيء من الظل تقاسمته مع "ام حنا" التي قربت رأسها قليلا. واكتفى "بوحنا" يربط خرقة من صرة "ام حنا" حول رأسه على طريقة "الحطة" التي كان يستعملها في الحقل أثناء العمل.

لم يلاحظ سعيد أن أحدا يرافق تلك السيدة، ولذا حاول أن يستفهم عن الموضوع من الحديث مع الصغير، فسأله:

- أنا اسمي سعيد وانت شو إسمك؟

- أنا روني

- وخيك شو اسمو؟

- اسمو؟... اسمو "جو".

- وشو اسم البابا؟

سكت الطفل ولم يجاوب، ثم اخذ يلعب بشريط حذائه حتى انحل وقال لسعيد:

- بتعرف تربطو؟

- أكيد.

وما كان من سعيد إلا أن ربط الحذاء وكرر عليه السؤال:

- اي… وشو قلتلي اسم البابا؟..

فالتفت الصبي إلى أمه ثم تملص من سعيد وزحف باتجاهها، فاستدار سعيد ليراه وقد عانق أمه التي ظهرت دمعة في مقلتيها، ولكنها شعرت بأنه ينظر إليها ففتحت حقيبتها وأخذت منديلا مسحت به دمعتها وقالت ل"روني":

- خليك شوي من عمو.

وحملت "جو" وحاولت النزول من الجهة الأخرى بين المسافرين دون أن تنظر باتجاه سعيد حتى وصلت إلى الممر وتوجهت صوب المطبخ. أعاد سعيد "روني" وأجلسه بقربه. وغير الحديث، إذ حاول أن يريه السمكة الطائرة التي مرت أمامهم في تلك اللحظة، وكانت تبدو كالعصفور وقد اجتازت مسافة تفوق طول الباخرة وعادت فغاصت بالبحر. كان سعيد يحدّث صديقه الصغير عن السمكة وكيف تطير فوق الماء وأن لها بالفعل جناحين يساعدانها بأن تعلو فوق سطح الماء ما لا يستطيعه أولئك الأعداء فتهرب منهم وقد أنعم الله عليها بهذه الميزة للدفاع عن نفسها. فسأل "روني":

- وليش الله ما أعطى البابا جناح تيدافع عن حالو؟

فأجاب سعيد:

- أعطاه غير شي.

- بس لو أعطاه جناح كان قدر يهرب وما كانوا صابو.

- ليش وين البابا هلق؟

- البابا بالسما... بس الماما... لما نحكي عنو بتصير تبكي.

- انت بتحبو للبابا؟

- أي بحبو... بس ما بعرفو... صارلو زمان ما اجا لعنا.

- بتعرف شو اسمو؟

- معلوم... اسمو طوني.

- وين ساكنين انتو؟

- بسن الفيل.

- وين رايحين هلق؟

- عند جدو.

- وين ساكن جدو؟

- جدو والتيتا ساكنين برميش.

- برميش؟.. أنا من رميش، شو اسمو جدو؟

- جدو... اسمو... اسمو نمر.

فتذكر سعيد فورا "نمر المعتوق" وكان جاره فيما مضى وقد كان له بالفعل صبي اسمه "طوني" التحق بالجيش اللبناني في 1982 بعد أن فتحت الطرق وأصبح بالامكان الوصول إلى بيروت وقد شكل إلى اللواء الرابع وخدم في الشحار بعد أن تسلمه الجيش من "القوات" على أثر معارك الجبل. وكان "طوني" من عناصر الفصيلة التي فقدت في معركة الشحار يوم حدثت الخيانة الثانية ل "زكريه".

كان الملازم أول "هشام" قائد السرية التي تؤمن حماية تلة "البنيه". وقد أخبره بعد سقوط الشحار كيف أنه كان بالامكان الصمود ولم يكن هناك داع للانسحاب. ولكن ما حدث أربكهم جميعا. فقد تلقوا أمرا بالانسحاب، ثم قطع الاتصال على جميع الموجات الأساسية والاحتياطية. وكأن جهازا قويا للغاية قد ضربها كلها في نفس الوقت. وقيل يومها أن ذلك يمكن أن يكون من عمل الأمريكيين أو الاسرائيليين. فقد كان اسطول القوى المتعددة الجنسيات رابضا قبالة بيروت. وكان الاسرائيليون لا يزالون في منطقة الأولي. ولأن تكنولوجيا متطورة كهذه لا يمكن أن يملكها السوريون، إلا إذا كان الروس قد أمدوهم بها. وعندما عاد إلى الخلف للاستفسار عن الوضع من قيادة الكتيبة. وجد أن قائدها قد وقع بالأسر وأن بعض القطع قد انسحبت بالفعل. عندها ازداد القصف على المرتفع وحوله، ما أخر التحاقه بعناصره. ولما حاول العودة، فوجيء بأن المجموعة التي كان يجب أن تؤمن ميمنتهم قد قامت هي بالهجوم على المرتفع، ولم يعد يستطيع الوصول إلى عناصر سريته، ولم يعرف ما إذا كانوا قد انسحبوا أم لا. وحاول الاتجاه إلى مجموعة الدبابات التي كان من المفروض أن تدعمهم لكي ينجد بها العناصر إذا كانت مطوقة. فوجدها قد أصبحت بعيدة باتجاه الساحل. وهكذا بقي وحيدا واضطر إلى الالتحاق بالمجموعة في "المشرف"، سيرا على الأقدام حيث كانت قد انتهت المعركة بالانسحاب الفعلي للواء ولم يعرف مصير العسكريين التابعين لسريته والذين كانوا قد حوصروا على تلة "البنيه" وقاوموا الهجوم.

كان "طوني" بين العناصر الذين فقدوا في ذلك الهجوم ولم يستطع أهله الحصول حتى على جثته لدفنها، وهكذا فقد بقي لدى والديه أمل بعودته حيا ولم يخبروا زوجته "انجيل"، التي كانت تلد ابنها الصغير، بما حصل فظلت تنتظره مدة. كان أهله يسكنون في رميش، بينما سكن مع زوجته في سن الفيل. وكانت هي بالأصل من "معاصر الشوف" ولكنها كانت تقطن، مع شقيقها، في سن الفيل حيث تابعت تعليمها وحيث تعرف عليها طوني. فقد بقي أهلها في المعاصر، ولم يشأ والدها "ابو كميل" الانتقال إلى بيروت وترك البيت والرزق. وقد ساعده جيرانه بيت "أبو معروف"، كثيرا يوم مقتل "كمال جنبلاط"، حيث كانت وقعت مذابح في بعض الأماكن ضد المسيحيين. فبينما كان قادما من "بيت الدين"، أوقفه حاجز لل"اشتراكيين" وكانت "القيامة قائمة"، ولكن "أبو معروف" علم بالأمر فتدخل فورا لدى "العقال" وتمكن من تخليصه من الذبح. وقد كانت العلاقة حميمة دائما مع بيت "أبو معروف"، وكانت "أنجيل" ابنته تعلم أولاد "أبو معروف" قبل أن تنزل إلى بيروت، وكان هو يساعده في الأمور الزراعية ولاسيما مواضيع مكافحة الآفات. فقد تابع عدة دورات زراعية وكان يعتبر من أنجح المزارعين ولا تعصى عليه حالة. ويوم دخل الاسرائيليون إلى الشوف ودخلت "القوات" بعدهم إلى مناطق معينة، وصلت أخبار التحرشات بالدروز من قبل بعض الغرباء، وكان "أبو كميل" من بين الذين استنكروا هذه الأمور. ويوم زارهم رئيس الرهبنة، أسمعه كلاما، اعتبره البعض، قاسيا. فقد حمّل الاكليروس مسؤولية وضع حد لعدم تفاقم الأمور والسعي لدى قادة "القوات" لمنع حدوث مشاكل قد تطال عواقبها المسيحيين، ف"حتى اليوم قد استطعنا البقاء في بيوتنا"...

ولكن حتى ما قاله "أبو كميل" وغيره لم يغيّر "المقدر"، فعندما لم يبرم رئيس الجمهورية إتفاق السابع عشر من أيار مع الاسرائيليين، بالرغم من موافقة المجلس النيابي والحكومة عليه، وقعت الكارثة، فقد عاد السوريون، الذين كانوا خرجوا من بيروت والجبل وجزين مطأطئي الرأس، إلى الشوف، وراء الفلسطينيين واليساريين، وحتى بعض الدروز الاسرائيليين، وكانت الفؤوس الدرزية قد فعلت فعلها بالسكان الآمنين فتهجر أكثر من مئة ألف مسيحي غير الذين قتلوا. وهذه المرة أرسل "أبو معروف" إلى "أبو كميل" أن يرحل: فال"حمل تقيل هالمرة". ولكن "أبو كميل" فضل الموت في بيته على ذل التهجير. فوجد بعد الهجمة وقد ضرب راسه بالفأس وذبحت زوجته بقريه... ووصلت ألأخبار إلى بيروت بعد عدة أيام من مجزرة المعاصر. وعرف "كميل" مصير والديه ولم يستطع دفنهما فيئس من هذه البلاد وسكانها ورحل إلى "بلاد الله الواسعة". وكانت "أنجيل " التي تزوجت من "طوني" قد بكت وحدها طويلا، وكانت حبلى ب"روني" وكان زوجها "طوني" محجوزا كبقية أفراد الجيش، وعندما استطاع العودة إلى البيت بمأذونية 72 ساعة، وجد زوجته بحالة يرثى لها. ولولا "أم ابراهيم" جارتهم من "دير الأحمر" التي تعرف مشاكل العسكريين كونها زوجة عسكري ولها ابنان أيضا في الجيش، وقد كان "طوني" يخدم من نفس الكتيبة من ابن عمها. لولا هذه الجارة لكانت "أنجيل" ماتت من حزنها ووحدتها. ومنذ تلك الحادثة و"ام ابراهيم" لا تتركها، فهي تعتبرها مثل ابنتها، وأولاد "أنجيل" ينادونها "تيتا". ويوم جاءها خبر "طوني" لم تصدق أن الله قد يسمح بكل هذا، فما ذنب الأطفال وما ذنبها أن تتيتم وتترمل في عز شبابها؟ ومرة أخرى لولا "ام ابراهيم" لكانت أدخلت إلى "دير الصليب".  

هذه الأخبار عن "أنجيل" زوجة "طوني المعتوق" كان سمعها سعيد في رميش سابقا. فبعد استشهاد زوجها، بقيت مدة تنتظر أن تحصل على جثمانه، أو أن تدفن بعضا من رفاته دون جدوى، فلا قيادة الجيش ولا أي من المنظمات الانسانية استطاعت أن تساعد في هذا الموضوع. ثم تعصدت ولادتها ولم تخرج من البيت طيلة ستة أشهر بدأت بعدها بملاحقة قضية أوراق زوجها والمعاملات المطلوبة. وكان "أبو ابراهيم" الملم بعض الشيء بأمور المعاملات الادارية في الجيش، قد ساعدها حتى تمكنت من الحصول على المعاش ولكنه طلب منها بعض الأوراق والمستندات الواجب تحضيرها من مأمور نفوس بنت جبيل، فبعثت إلى أهل زوجها بهذا الصدد، لكن ما أرسل لم يكن المطلوب فقررت، أن تحضر شخصيا إلى رميش فيتعرف الأولاد على جدهم وستهم وتنجز المعاملات الضرورية وتمضي بعض الوقت عند بيت عمها الذين تكاد لا تعرفهم، فهم لم ينزلوا إلى بيروت إلا مرة واحدة بعد زواجهما، وهي لم تأت قط إلى رميش، فقد كان طوني كلما قرر أن يصحبها معه يطرأ ما يحول دون ذلك، فإما أن يحجز وإما أن يحدث عطل في السيارة أو مشكلة على الطريق، وفي النهاية أغلقت هذه الطريق وأصبح القدوم بالبحر حتى "الجية" هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة إلى الجنوب. أما الآن وبعد مرور أكثر من سنتين فها إن الوصول إلى رميش أصبح يتطلب السفر بالبحر حتى الناقورة.

كل هذه الأمور دارت بفكر سعيد فلم ينتبه أن "روني"، عندما ذهبت أمه ولم يعد سعيد يكلمه، حاول النزول عن ظهر العنبر واللحاق بها، ولكنها لم تكن حيث رآها فقد صعدت إلى الجهة الخلفية حيث كان ذلك العجوز يغني وجلست هناك حاملة طفلها الصغير وقد سال الدمع على وجنتيها وسرحت في همومها ووجهها إلى البحر. لكن "روني" دخل من باب المطبخ وتطلع مفتشا فلم يجدها. فتقدم عبر غرفة الطعام وإذا به في ممشى صغير، فيه عدة ابواب. فتح أحدها، فخرج منه صوت المحركات وضجيجها مع رائحة المازوت القوية. فنظر وإذا بسلم يؤدي إلى الأسفل، فنزل وجلس على الدرجة الثانية ينظر إلى تلك القطع الكبيرة التي تدور محدثة هذا الصور.

أما شريف الذي كان لا يزال واقفا في غرفة القيادة، فقد لاحظ ارتباك سعيد وكأنه أضاع شيئا. كان يفتش بين الركاب ينظر إلى هنا وهناك، فهو لا يريد أن تعود "أنجيل" فلا تجد طفلها. لذا كان سعيد ملهوفا يبدو عليه القلق. وعندما رأه شريف يتجه باتجاه المطبخ نزل لملاقاته.

كان خوف سعيد أن يقترب الصبي من الحافة فيقع بالبحر. ومن سينتبه له؟ وماذا ستفعل تلك السيدة التي كفاها ما عانت حتى الآن من هموم؟ وازداد قلقه فلم يدخل إلى المطبخ بل دار حول العنبر إلى الممر من الجهة الثانية.

وصل شريف إلى أسفل السلم ودار باتجاه المطبخ إلا أنه راى باب غرفة المحركات مفتوحا والرائحة والصوت ينبعثان منه. فاستحسن أن يغلقه، لكنه ما أن اقترب حتى شاهد ذلك الطفل جالسا على إحدى درجات السلم. فنظر اليه وساله ماذا يفعل هنا. فأشار إلى المحركات. وكان بالفعل منظرا غير عادي. السلم يؤدي إلى ممشى صغير له حاجز من قضيبي حديد يمنعان السقوط إلى الأسفل، فالارتفاع بالغ نسبيا، وينزل سلم آخر من الجهة اليسرى إلى موقع المحرك الضخم الذي يتوسط الغرفة، في قعر السفينة تقريبا، وقد طليت أقسامه بعدة ألوان، فالأنابيب دهنت بالأصفر وبالأحمر والهيكل بالأخضر أما جدران الغرفة فكانت كلها بيضاء، وبينما صبابات المحرك ترتفع وتهبط كان المحور الخلفي يدور ناقلا الحركة إلى "الفراش" في الخارج. وكان "محسن" الميكانيكي يتنقل من مكان إلى آخر ممسكا بيد مفتاحا لشد البراغي وباليد الأخرى خرقة، يبدو أنها لمسح ما يتساقط من الزيت أو المازوت هنا وهناك.

أمسك شريف بيد الطفل وهمس في أذنه أنه لا يجوز البقاء هنا فقد يزعل "عمو" الذي يعمل في الأسفل، وخرجا معا إلى الممر المؤدي إلى المطبخ. وكان سعيد، في هذه الأثناء، قد صعد السلم الخلفي للبحث عن "روني" فالمهم أولا الخارج ليؤمن إلا يقع مكروه ثم يعود إلى الداخل حيث لا يوجد خطر الوقوع في الماء. وعندما دار خلف حجرة القيادة، رأى "أنجيل" الجالسة باتجاه البحر فناداه "جو" فالتفتت ونظرت إلى سعيد وشعرت أن شيئا ما ليس على ما يرام، فصرخت:

- وين روني؟

وقف سعيد مذهولا، كان يأمل أن يجد الصبي مع أمه، وها هي تسأله عنه، فأين هو اذا؟.. تسمر لحظة في مكانه، لم يدري ماذا يقول. لكنه استدرك إذ لا يجوز أن يفقد أعصابه ويزيد من مشاكل تلك السيدة فقال:

- هلق بحيبو

واستدار سريعا ونزل من حجرة القيادة إلى الداخل، وحاول فتح أول باب أمامه فلم يفلح، كان هذا باب غرفة البحارة، وكان مقفلا من الداخل. ثم استدار باتجاه الصالون فلم ير "روني" ولم ينتبه إلى كل الجالسين هناك وبينهم "أبو فادي" وجماعته، ولم يكلم أحدا. ثم فتح باب الحمام الوحيد في السفينة وباب غرفة العدة، وزاد قلقه وكاد ينفجر قهرا لولا أنه لحظ وهو عائد باتجاه المطبخ وكأن ولدا يخرج من الباب إلى الجسر فركض إلى الخارج.

في هذه الأثناء كانت "أنجيل" قد حملت "جو" ورجعت باتجاه السلم، فقد ساورها بعض الشك، ولكنها لم تشأ أن تفكر بالسؤ لئلا يقع الأسوأ، واستحسنت أن تعود إلى مكانها على سطح العنبر، وإذا ب"جو" ينادي:

- دادا

فبرمت وجهها لترى "روني" ممسكا بيد شريف يحاول أن يدله إلى حيث كانوا يجلسون. فوقفت "أنجيل" في أسفل السلم و"صلبت يدها على وجهها". وكان سعيد واقفا بباب المطبخ يرسم هو الآخر اشارة الصليب ويتنفس الصعداء...

 

التعايش وقبول الآخر همٌ مشترك... من أميركا إلى لبنان

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020»

جميلة جداً الكلمة التي ألقتها رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردرن، بعد قيادتها حزب العمال النيوزيلندي الحاكم، أمس، إلى انتصار ساحق في الانتخابات العامة، يكفل لها فترة حكم ثانية بغالبية مطلقة مريحة. جاءت هذه الكلمة نموذجاً للتعقل والأخلاق حبذا لو يصار إلى تصديره لبلدان العالم قاطبة... كبيرها وصغيرها.

آردرن (40 سنة)، قادت نيوزيلندا خلال السنوات القليلة الفائتة عبر اختبارين صعبين؛ هما مجزرة مسجد مدينة كرايستشيرتش في مارس (آذار) 2019، وجائحة «كوفيد - 19». وبفضل مزيج من الحزم والعطف نجحت في لجم الفتنة، وطمأنة الناس، وضرب التطرف وحفظ الأمن في بلد غالبية سكانه من المهاجرين. ثم كرّرت نجاحها مع الجائحة جاعلة من بلدها الصغير الأكثر نجاعة في العالم على صعيد احتواء الفيروس القاتل. قالت الزعيمة الشابة محتفلة بالنصر: «إننا نعيش اليوم في زمن أكثر استقطاباً من أي وقت مضى، وعالم فقد فيه الناس القدرة على رؤية وجهات نظر الآخرين. أملي أن تكون هذه الانتخابات قد بيّنت أننا في نيوزيلندا لسنا من هؤلاء، بل بيّنت حقيقة أننا كأمة قادرون على الإصغاء وتبادل الرأي. وفي النهاية، نحن أمة أصغر من أن نتغافل عن منظور الآخرين. وصحيح أن الانتخابات ليست دائماً وسيلة لجمع الناس، لكن لا يجوز أن تكون وسيلة للتفرقة والنزاع».

رسالة التسامح المتواضعة هذه لا يختلف جوهرها كثيراً عن قول الإمام الشافعي: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب». ثم إنها صيغت بجمل بسيطة وبروح إيجابية نبيلة تشجع على التقارب والتفاهم بدلاً من التحريض على التناحر والتعالي والتهميش والإلغاء، وأحياناً التخوين. غير أنها، للأسف، تبدو استثناءً في عالمنا اليوم. إذ ما عدنا نراها مطلقاً في دول تتباهى بأنها ديمقراطيات تمارس الانتخابات وتدعي احترام الحريات العامة، بدءاً بقوى عملاقة كالولايات المتحدة والهند... ووصولاً إلى دولة صغيرة فاشلة كلبنان تتحكّم بها «دويلة ميليشياوية»، ومروراً بقوى إقليمية تعبث بمصير منطقتنا كإيران وتركيا وإسرائيل. لقد مرّت على الولايات المتحدة أشهر صعبة، تلاشت فيها تقريباً القدرة على تغليب منطق المؤسسات، واحترام تنظيم الاختلاف، في خضم تداعيات «كوفيد - 19» الاقتصادية والسياسية. والمرجح أننا، وسط العد العكسي ليوم الانتخابات الرئاسية والتشريعية 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سنشهد مزيداً من الاحتقان والتأجيج، بمواكبة تثبيت تعيين القاضية المحافظة آيمي كوني باريت في المحكمة العليا. وفي مكان آخر، قد يكون بعيداً عن معادلات الولايات المتحدة وحجمها، لكنه قريب جداً من مصالحها، مرّت أمس سنة كاملة على الانتفاضة الشعبية اللبنانية. ولكن بعد سنة من ذلك المفصل، تبدو هذه الانتفاضة شبه ضائعة تنظيمياً، ولبنان نفسه أسوأ حالاً في ظل أمر واقع تحاشت الانتفاضة، عن قصد أو من دون قصد، أن تواجهه مباشرة. بالنسبة للولايات المتحدة، أزعم أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، ليس فقط في ظل مؤشرات استطلاع الرأي، بل في المزاج العام القلق والاستقطابي بصورة غير مسبوقة. وشخصياً، لا أذكر معركة انتخابية كان التناقض فيها بالحدة التي نراها اليوم بين المرشحَين الجمهوري والديمقراطي. أنا أتذكر جيداً معركتين رئاسيتين بين نقيضين «شبه آيديولوجيين»؛ هما انتخابات 1964 بين الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون ومنافسه السيناتور الجمهوري باري غولدووتر، وانتخابات 1972 بين الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون ومنافسه السيناتور الديمقراطي جورج ماكغفرن. المعركتان جرتا في أجواء دولية ذات صلة بحرب فيتنام، وانتهتا بفوزين كاسحين (بأكثر من 60 في المائة من الأصوات الشعبية) للمرشحين الأكثر اعتدالاً. فعام 1964، كان جونسون ديمقراطياً شبه محافظ بالمقارنة مع غولدووتر اليميني المتشدد حربياً وفكرياً. وعام 1972 كان نيكسون جمهورياً واقعياً وسطياً (بالمقارنة مع غريمه المتشدد رونالد ريغان في صفوف الجمهوريين)، وفي المقابل كان ماكغفرن ليبرالياً جامحاً وأحد «الحمائم» المعادين للحرب داخل الحزب الديمقراطي. وعليه، يمكن القول إن الناخب الأميركي مال في المرّتين إلى الواقعية والوسطية ضد الجموح يميناً ويساراً. هذه المرة الوضع مختلف، ويستبعد المحللون - حتى اللحظة - اكتساحاً لأي من المرشحين؛ الرئيس الجمهوري دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن. والحال، أننا لو طبقنا منطق 1964 و1972 لرجحت كفة بايدن بفارق كبير، كونه الأقرب بين المرشحين إلى مواقع الوسط. أما السبب، فيرجع، باعتقادي إلى عاملين أساسيين: الأول، هو أن أميركا نفسها تغيّرت بفعل الديموغرافيا والعولمة والتكنولوجيا المتطورة (وبالأخص، صناعياً وإعلامياً). والثاني، أن ما كانت مُسلّمات مؤسساتية تحترمها الطبقة السياسة... تهتز الآن بشدة تحت ضغط الشعبوية الجامحة التي تمثلها ظاهرة ترمب ومفاهيم ستيف بانون. ولذا يرى كثيرون أن أميركا كما عرفناها، حتى قبل أربع سنوات، انتهت فعلياً بغض النظر عن نتيجة 3 نوفمبر.

لبنان أيضاً، مع احترام فارق الحجم والنفوذ، تهدده ديناميكيات بنيوية قد تضع كيانه الهش ونظامه الأكثر هشاشة في مهب الريح. ولقد تابعت أمس، مقابلة مع ضابط متقاعد ومحلل سياسي عاقل، على إحدى الفضائيات اللبنانية، علّق فيها على الانتفاضة، وكيف يمكن تقييمها... وكان، بالفعل، موفّقاً في تقييمه. كان محقاً عند الإشارة إلى العوامل التي أدت إلى تعثر الانتفاضة حتى الآن. وقال إن أبرزها كان محاربتها في «عراضات» طائفية تهديدية صريحة، وكذلك عبر جماعات مندسّة، وافتعال العنف... سواءً من جانب الأجهزة الأمنية أو أفراد من المنتفضين. كذلك تطرق إلى أخطاء في الممارسة والتسيير داخل الانتفاضة، وانتقد شعار «كلّن يعني كلّن» (كلهم يعني كلهم)، معتبراً أنه لا يصح ولا يفيد، بل يجب التمييز بين الفاسد والمتآمر والمقصّر. وهذا الكلام مصيب جداً. والخلاصة، أن الانتفاضة اللبنانية قد تعمّدت النأي عن السياسة، أو التعميم في تناولها، تحاشياً لاستهداف قوة بعينها. لكن، ما أثبتته الأشهر الـ12 الأخيرة أن المؤامرة على مصير لبنان وهويته، وسط المشاريع الإقليمية، أكبر بكثير من المسائل المطلبية. إذ لا فساد خارج الحالة الأمنية، ولا استمرار لهذه الحالة الأمنية خارج نطاق المشاريع الإقليمية التي يتفاوض عليها «الكبار» من غير اللبنانيين. ومن ثم، بعد التفاهم ينصاع سلاح «الصغار» تمريراً للتفاهمات والصفقات... على جثة كيان جائع، ووطن من دون مواطنين، يفقد يومياً مبرّرات وجوده.

 

تركيا واحتراف الفوضى

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/17 تشرين الأول/2020»

احتراف نشر الفوضى مهمة كبرى تتبناها تركيا إردوغان، للتغطية على كل الخسائر والفشل السياسي والاقتصادي العريض الذي تمر به، في واحدة من أسوأ مراحل تاريخها الحديث، وآيديولوجيا الإسلام السياسي، ووهم بسط النفوذ على الدول العربية. والشعارات القومية الرنانة لا تغطي عجز الاقتصاد ولا فشل السياسة.

الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان صرح بكل وضوح بأنه «إذا لم يتم إخراج تركيا من السياق العام، فسيكون من الصعب للغاية التوصل إلى تسوية سلمية من خلال المفاوضات». وأضاف: «إذا لم يتم إيقاف تركيا، فسيؤدي ذلك إلى وضع غير مستقر للغاية في القوقاز، وستسيطر أنقرة على خطوط الأنابيب الدولية»؛ بينما يرى غيره أن الحل سيكون عسكرياً وسياسياً ضد أرمينيا. انحيازاً للفوضى، أعلنت تركيا مجدداً إعادة التنقيب في شرق المتوسط الذي توقفت عنه قبل فترة وجيزة، في تحدٍّ جديد للعالم وللاتحاد الأوروبي، وهذا البحث التركي اليائس والمستميت خلف النفط والغاز وطرق الأنابيب الدولية، هو ما يفسر كل التهور السياسي ودعم الفوضى في كل المنطقة، من أذربيجان إلى ليبيا، مروراً بشرق المتوسط وسوريا التي كانت تركيا تستفيد من نفطها ونفط العراق، عبر التعاون الوثيق مع تنظيم «داعش» الإرهابي قبل سنوات قليلة من الزمن.

في القوقاز، سعت تركيا وتسعى لخلق «سوريا جديدة»، كما تحدث الرئيس الأرمني، وذلك لنشر الفوضى في كل منطقة القوقاز، والمخاطرة بإعادة إحياء صراعات التاريخ وثاراته في هذه المنطقة الخطيرة من العالم، وهو ما سيهدد استقرارها وإعادتها لمربع الفوضى والإرهاب الذي تحبه تركيا وتدعمه، كما سعت من قبل لتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة في شمال أفريقيا، والأمل أن ينتقل فشلها في ليبيا إلى فشل مماثل في القوقاز، فلا أحد يحب الفوضى ولا الحروب.

«المرتزقة السوريون» - مع الأسف الشديد - حاضرون في حرب أذربيجان وأرمينيا، بالدعم التركي المباشر والمفضوح عبر سياسة «الميليشيات المتنقلة» التركية التي أصبحت معروفة، وهم لا يصنعون شيئاً سوى تكرار تجربة ليبيا؛ حيث أصبح استخدام المرتزقة المأجورين الإرهابيين سياسة تركية ثابتة، ولكن تركيا تضيف في هذه الحرب مشاركة وحدات عسكرية من الجيش التركي نفسه، وتنقل بعض وسائل الأنباء استخدام وحدات عسكرية من بلد آسيوي مسلم من قِبَل تركيا.

بالفوضى، ولنشر الفوضى في منطقة البحر الأسود، قامت تركيا بتجربة منظومة الصواريخ الروسية «إس 400» فوق البحر، وهو ما استدعى ردة فعل من الخارجية الأميركية التي نددت بذلك الفعل علناً. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حذَّر الرئيس التركي، العام الماضي، من أن هذه السياسة التركية ستكون «مشكلة حقيقية قد تتسبب في فرض عقوبات أميركية على أنقرة». وكم حجم التناقض الذي تتبناه تركيا حين تلجأ لمنظومات الأسلحة الروسية وهي عضو في حلف «الناتو»! والتناقضات في السياسة لا تلبث أن تنكشف عن مواقف لا تسر المتناقضين.

ليست العقوبات الأميركية وحدها هي التي تلوح في سماء تركيا؛ بل والعقوبات الأوروبية كذلك. وبحسب «العربية نت»، فقد «انتقد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، الجمعة، عمليات استئناف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، مندداً بما اعتبره (استفزازات) تركية أحادية الجانب. كما أكد أن الاتحاد الأوروبي يعتزم دراسة الوضع في ديسمبر (كانون الأول) للنظر في عقوبات ضد أنقرة».

هذه الأخبار توضح أن أوروبا بدأت تستيقظ وتستشعر الخطر الحقيقي من وراء الفوضى التي تنشرها تركيا في شرق المتوسط، وأعلنت دعماً أقوى لدولتي قبرص واليونان، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: «تركيا لا تزال مصممة على سلوكها الاستفزازي والعدواني»، ومن قبل قال رئيس وزراء سلوفينيا: «يحدوني الأمل بصدق في أن نتمكن من تقديم الدعم بقوة وبالإجماع لليونان وقبرص، في مواجهة أحدث الاستفزازات التركية».

الإكثار من تصريحات بعض القادة والسياسيين في هذا السياق، المقصود منه إيضاح أن رهان تركيا القوي على نشر الفوضى والإرهاب هو سياسة معلنة لتركيا، يراها بوضوح كثير من قادة العالم وسياسييه، ولم تعد خافية على أحد.

استمرار تركيا في هذه السياسات العدائية لكل جيرانها والمنطقة بأسرها، يدفع بها بقوة لتصبح دولة منبوذة، تشكل مصدراً خطيراً لنشر استقرار الفوضى في كل مكان تصل إليه، ومن دون أي اكتراث بالقوانين الدولية. والعقوبات الأميركية والأوروبية - إن حصلت - لن تكون الأخيرة على المستوى الدولي، فعديد من دول المنطقة وبالذات في الدول العربية ستقود عقوبات اقتصادية وشعبية ضد هذا العدوان التركي الغاشم. وما دعوات مقاطعة البضائع التركية إلا تعبير شعبي عن وعي الشعوب بالأدوار التخريبية لتركيا.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تحدث صراحة عن دور تركيا التخريبي في إقليم قره باغ، وقال: «حل هذا الصراع ينبغي أن يكون عبر المفاوضات والمناقشات السلمية، لا من خلال القتال، وبالتأكيد ليس من خلال دخول طرف ثالث بتقديم قوته النيرانية لمكان هو بالفعل برميل بارود» والطرف الثالث هو تركيا.

تحول الدولة التركية من دولة داعمة للاستقرار إلى دولة داعمة لاستقرار الفوضى وناشرة لها، هو سياق تاريخي معقد وطويل؛ حيث تم الصراع على علمانية الدولة ومبادئ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك لها منذ السبعينات وما قبلها بقليل، ثم نجم الدين أربكان ومن بعده فتح الله غولن، وهما من زعامات الإسلام السياسي المعروفة وصولاً إلى إردوغان الذي ورث تركتهما السياسية، وانقلب فيما بعد على شيخيه السابقين، وانقلب على هوية الدولة التركية الحديثة، وقادها ويقودها إلى تحقيق أحلامه الشخصية وأوهامه الخاصة بأن يعيد إحياء «الخلافة العثمانية» كما يسميها، وأن يبسط نفوذه على الدول التي كانت تحتلها الإمبراطورية التركية السيئة الذكر في التاريخ العربي وتاريخ المنطقة بأسرها. ازدياد أعداد النازحين من إقليم قره باغ يعيد للأذهان مجازر الأتراك ضد الأرمن مطلع القرن الماضي، بكل ما حملته من مآسٍ وآلام لم تزل خالدة في ذاكرة الأرمن وذاكرة العالم كله، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، والقنابل العنقودية ضد المدنيين العزل ينكأ تلك الجراح القديمة، ويعيدها جذعة في الذاكرة، لا لشيء إلا لنشر الفوضى التركية، وتحقيق مصالح اقتصادية لخطوط الأنابيب، عبر بناء خطوط الدم على خريطة البشر في تلك المنطقة المنكوبة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

كورونا: 8 وفيات و1405 إصابات جديدة.. الوباء يهدّد "الإقليم"

المدن/17 تشرين الأول/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة، في تقريرها اليوم السبت 17 تشرين الأول، تسجيل 8 حالات وفاة و1405 إصابات جديدة بفيروس كورونا. فارتفع العدد التراكمي للوفيات منذ 21 شباط الماضي إلى 517، والإصابات إلى 61284 إصابة. وتوزّعت الإصابات الجديدة بين 1378 لمخالطين مقيمين و27 لوافدين من الخارج، ما يؤكد استمرار ارتفاع الإصابات الوافدة يومياً. كما أن بين الإصابات المسجلة في الساعات الأخيرة 12 إصابة في القطاع الصحي، رفعت العدد التراكمي للإصابات فيه إلى 1268 إصابة. وأفادت الوزارة عن تسجيل 635 حالة استشفاء، منها 206 في العناية المركزة. وعلى مستوى الفحوص، تم خلال الـ24 ساعة الماضي إجراء 15289 فحصاً، منها 14414 لمقيمين و875 لوافدين، فارتفع إجمالي الحصوص في لبنان إلى 1,056,254 فحصاً.

الإصابات الوافدة

وبينما أفادت الوزارة عن تسجيل 19 إصابة على متن رحلات أتت من إسطنبول وبغداد والدوحة في 15 الجاري، وتعليقاً على الارتفاع المستمرّ للإصابات، أكد مستشار وزير الصحة محمود زلزلي على صحة نتائج الفحوص، وتحديداً فحوص الرحلات الوافدة من النجف، مشيراً إلى أنّ "عدد الحالات الموجبة مرتفع بالفعل، ولم نشهد هذا العدد منذ حوالى الشهرين، ما دفع بوزارة الصحة إلى الاستنفار الصحي على مستوى المتابعة والتنسيق مع البلديات في مختلف المناطق لتأكيد الحجر المنزلي الإلزامي للمصابين وللوافدين، بهدف الحد من انتشار الفيروس". وشدد زلزلي على "وجوب تحمل كل وافد المسؤولية بأن يلتزم الحجر المدة المطلوبة، حتى ولو كانت نتيجة فحصه سالبة حرصاً على سلامته وسلامة المحيطين به". وحول دقة فحوص PCR، أوضح أنه "من الناحية العلمية، من الممكن أن يعيد أحدهم الفحص بعد أيام ويحصل على نتيجة سالبة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن النتيجة الأولى الموجبة كانت خطأ، بل يكون المصاب قد أصبح في آخر المراحل قبل التعافي الكلي من كورونا". وشدّد زلزلي على أنه "لا توجه حالياً لإقفال المطار، باعتبار أن الإصابات المرتفعة تزامنت مع مناسبة الزيارة للعراق، ومخالطة الزوار لعدد كبير من الأشخاص قصدوا النجف من دول عدة".

كورونا يهدّد الإقليم

وعاد شبح كورونا وتفشّيه ليهدّد بلدات منطقة ساحل الشوف وإقليم الخروب. فأعلنت بلدية الناعمة - حارة الناعمة تسجيل 30 إصابة بفيروس كورونا، داعيةً المخالطين إلى "مراجعة البلدية لاجراء فحوص الـ‏PCR‏". ‏كما أفادت بلدية شحيم عن تسجيل 40 إصابة بالفيروس. مع العلم أنه سبق لبلدية شحيم أن أعلنت إصابة 22 شخصاً في الأيام الأربعة الأخيرة، في حين كانت بلدية الناعمة-حارة النعمة أفادت عن تسجيل 29 إصابة في الأسبوعين الأخيرين، ما يشير إلى ارتفاع عداد الإصابات بشكل تصاعدي وبوتيرة عالية.

إقفال بدنايل

وبقاعاً، أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر قرار "إقفال بلدة بدنايل بعد تخطي عدد الإصابات بفيروس كورونا 75 إصابة". أما في صيدا، فوجّهت إدارة معهد صيدا التقني رسالة تبلغ فيها الأساتذة "بوجود إصابتين بفيروس كورونا لدى طالبتين في صف التجميل الداخلي bt3". وعليه اتخذ المعهد قراراً بإيقاف الدروس في هذا الصف، على أن تستأنف يوم الخميس في 22 تشرين الحالي.

إصابات الشمال

وشمالاً، أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا تسجيل 22 حالة موجبة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين أفادت غرفة إدارة الكوارث في محافظة عكار، عن تسجيل "حالتي وفاة جديدتين و21 إصابة جديدة". فارتفع العدد التراكمي للوفيات في المحافظة إلى 21 حالة وبلغ إجمالي عدد المصابين 1375 منها 437 نشطة وقيد المتابعة. وفي الضنية، أعلنت خلية الأزمة والطوارىء "تسجيل 14 إصابة بفيروس كورونا". وتوزّعت الإصابات على بلدات قرصيتا 4، بخعون 4، السفيرة 2، وإصابة واحدة في كل من بلدات سير، مراح السفيرة، حقل العزيمة وديرنبوح.

إصابات الجنوب

وجنوباً، أفادت خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل - مرجعيون عن تسجيل 5 حالات جديدة بكورونا منها حالتين قادمتين من بيروت. أما اتحاد بلديات صيدا- الزهراني، فأشار في تقريره الأسبوعي حول حالات انتشار الفيروس بين 9 تشرين الأول و15 منه إلى تسجيل 420 إصابة و8 حالات وفاة، إضافة إلى 386 حالة شفاء.

وعلى صعيد آخر، أعلنت بلدية الحدث عن تسجيل 9 إصابات و17 حالة شفاء جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة. وبلغ مجموع الحالات الموجبة النشطة في البلدة 173 حالة، مع وجود 190 مخالطاً في الحجر المنزلي الإلزامي.

مخزون بلازما بقاعاً

وعلى صعيد آخر، أعلنت إدارة مستشفى رياق مباشرة تحضير مخزون "البلازما" من الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا لاستخدامه في علاج المصابين بالفيروس. وحدّدت الإدارة بعض الشروط للراغبين بالتبرّع، وهي أن يتراوح عمر المتبرّعين "ما بين 17 و60 سنة، أن لا يشكوا من أي مرض مزمن، وأن يكونوا قد أصيبوا بالفيروس منذ 5- 6 أسابيع قبل التبرع". وقد دعت المواطنين إلى "التعاون والتضامن في هذه المرحلة التي بدأت تنذر بتصاعد وتفشي الوباء، وأخذ الحيطة واعتبار الإمداد بالمصل هو عمل إنساني واجتماعي وديني".

 

مستشفى جبل لبنان: ننفي كل الافتراءات التي تتهمنا بالتمييز الطائفي

صوت بيروت انترناسيونال/17 تشرين الأول/2020

أعلنت إدارة مستشفى جبل لبنان أن “بعض وسائل التواصل الاجتماعي تداول كتابا مجهول الهوية اتهم فيه مستشفى جبل لبنان بالتمييز الطائفي بين العاملين لديه. ونفت ادارة المستشفى كل ما جاء في هذا الكتاب من افتراءات رخيصة، مكتفية بالتذكير بتاريخ المستشفى الممتد على أكثر من عقدين ونصف العقد، كان فيها المستشفى في خدمة جميع المرضى، وأبناء الوطن كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم. وذكّرت بأن المستشفى لم يميز مرة واحدة بين الأطباء والممرضات والممرضين والكوادر الادارية، وان ابوابه كانت دائما وسوف تبقى مشرعة امام الكفاءات والمهارات والعلم والعمل. وقالت إنه “من المخجل والمحزن، ان يتم زج اسم المستشفى في مثل هكذا سجالات في هذا الوقت العصيب الذي يمر فيه الوطن”. وأكدت ان “مستشفى جبل لبنان كان دائما، وهو مستمر في وضع طاقاته وطاقات طاقمه الطبي والتمريضي والاداري في خدمة المرضى وضحايا الفاجعات الصحية المتلاحقة. وهو مفتوح للجميع وبخدمة الجميع”.

 

أمل استنكرت قرار منع الممرضات المحجبات من الالتحاق بمستشفى جبل لبنان

وطنية - السبت 17 تشرين الأول 2020

أصدر مكتب الصحة المركزي في حركة "أمل" بيانا جاء فيه: "في ظل هذه الأزمة الاستشفائية والجائحة الوبائية التي تصيب وطننا الحبيب لبنان، وارتفاع عدد الإصابات ونسبة الوفيات وحاجة لبنان إلى كل عناصر كادره الطبي من أطباء وممرضين وفنيين، تفاجأنا بالقرار العنصري لإحدى الجامعات اللبنانية العريقة بعدم السماح للممرضات المتمرنات المحجبات الالتحاق مثل زميلاتهن بمستشفى جبل لبنان. يدين مكتب الصحة في الحركة هذا التصرف غير المسؤول من قبل المستشفى والجامعة، ويدعو الجهات المختصة من وزارة التربية ووزارة الصحة الى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار هذه الأنواع من القرارت العنصرية التي تشوه صورة لبنان الحضارية وتوجه طعنة في قلب الجسم التمريضي والإستشفائي. لبنان بشعبه سيبقى وطن التعايش ومنارة الحضارة وسيلفظ كل مسيء لهذه الصفات. وأمل بنصر الله وعودة الإمام القائد ورفيقيه".

 

الوطني الحر: لن نسمي الحريري واتهامنا بالعرقلة تجن

وطنية - السبت 17 تشرين الأول 2020

عقد المجلس السياسي ل"التيار الوطني الحر"، اجتماعه الدوري إلكترونيا برئاسة رئيس "التيار" النائب جبران باسيل. وبعد مناقشة جدول أعماله، أصدر بيانا قال فيه: "يؤكد المجلس تمسكه بالمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة مهمة يكون رئيسها ووزراؤها من أهل الاختصاص، وتكون إصلاحية منتجة وفعالة برئيسها ووزرائها وبرنامجها، على أن تدعمها الكتل النيابية. واستنادا الى ذلك، أجمع المجلس السياسي على عدم تسمية دولة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، باعتباره ليس صاحب اختصاص، مع تأكيد احترام شخصه وموقعه التمثيلي والسياسي. ويرفض المجلس السياسي تسخيف الخلاف على هذه النقطة، بتصويره خلافا شخصيا يمكن حله بلقاء أو اتصال هاتفي، ويرفض تحوير موقف التيار في الإعلام والسياسة من خلال حملة ممنهجة تصور موقفه وكأنه متوقف على اتصال سياسي لم يطلبه التيار أصلا، بل جاء تداوله نتيجة حملة اتصالات قام بها تيار المستقبل ورئيسه، ونتيجة فبركات سياسية إعلامية صار التسويق لها. وهذا كله، لن يغير في موقف التيار أساسا لأن عمق الموقف نابع من وجوب اعتماد معايير واحدة لتشكيل الحكومة".

أضاف: "إذا كانت حكومة اختصاصيين، فيجب أن ينطبق هذا المعيار على رئيسها ووزرائها معا، وإذا كانت حكومة سياسية أو تكنوسياسية فمعيار التمثيل السياسي يجب أن ينطبق على كل مكوناتها، وفقا لقواعد الميثاقية والتمثيل النيابي، وهو ما لا يمكن للتيار أن يتهاون به".

ورأى أن "اتهام التيار الوطني الحر ورئيسه بعرقلة تشكيل الحكومة، تجن سياسي يندرج في إطار حملة استهداف التيار ورئيسه، وكأنه ممنوع عليهم أن يمتلكوا حرية الاختيار بدعم هذه الشخصية السياسية أو تلك أو عدم دعمها، تحت طائلة اتهامهم بالعرقلة". وشدد على أن "قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الاستشارات أمر يعود له، لكنه في مطلق الأحوال لن يغير في موقف التيار، وفي الوقت عينه يؤكد التيار الوطني الحر تمسكه باستمرار الحوار مع تيار المستقبل، وسيعمل على تطويره إنفاذا للبرنامج الإصلاحي، تبعا لما اتفق عليه خلال زيارة وفد المستقبل المقر المركزي للتيار قبل أيام".

وتابع: "لاحظ المجلس السياسي استمرار المحاولات السياسية والإعلامية اليائسة لإحداث فراق سياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهي محاولات لم تتوقف منذ عقد التفاهم بينهما قبل 14 عاما، وهو تفاهم لا يمكن تجاوز أبعاده الوطنية. أما المواضيع التي يختلف الطرفان عليها فأصبحت معروفة، وعلى الرغم من أسف التيار لعدم معالجتها مما يفوت على لبنان الفرص لضرب الفساد وفقدان قوة دفع لبناء الدولة، إلا أن هذا لا يلغي ثابتة أن تفاهم مار مخايل حمى لبنان ووحدته من اعتداءات إسرائيل ومن الإرهاب، وسيبقى عاملا أساسيا من عوامل قوة لبنان".

وقال: "أبدى المجلس السياسي ارتياحه لإطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية، ويعتبرها وسيلة ممكنة للحفاظ على حقوق لبنان، في حال أحسن المفاوض اللبناني استخدامها لتحصيل ما تم الاستهتار به وإهماله في السابق. ويعتبر المجلس أن اعتماد لبنان على القانون الدولي لتثبيت حقوقه في ثرواته والإفادة منها، هو مدخل لبناء الاستقرار والسلام، في حال تخلت إسرائيل عن منطق القوة وقبلت بأحكام القانون الدولي ورضخت لمنطق الحق".

أضاف: "يحذر المجلس السياسي من الإجراءات التي تمنع المودعين من الحصول على أموالهم بالليرة، بعدما حرمهم الانهيار من الحصول على أموالهم بالعملات الأجنبية، ويؤكد أن المضي بهذه الإجراءات سيرتب تصاعد النقمة الشعبية، والتيار لن يكون إلا بجانب الناس، وسيدرس كل الخطوات والإجراءات التي يمكن القيام بها". وختم: "ناقش المجلس السياسي سبل تطوير استراتيجية التيار لمكافحة الفساد وتفعيلها، وأكد تصميمه على بذل كل الجهود لإقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، ولا سيما المتصلة بمكافحة الفساد، وعلى استمرار كل مساعيه لتحريك ملفات الفساد العالقة في القضاء والتدقيق المالي في وجه كل محاولات إيقافه".

 

أربعة اقتراحات قوانين للجمهورية القوية

وطنية - السبت 17 تشرين الأول 2020

أعلن تكتل "الجمهورية القوية"، في بيان اليوم، "تقدم النواب جورج عدوان وجورج عقيص وفادي سعد وماجد ادي ابي اللمع وزياد الحواط وأنطوان حبشي وجوزيف اسحق، بأربعة اقتراحات قوانين سجلت لدى الأمانة العامة لمجلس النواب تحت الأرقام 794 و795 و796 و797/2020".

وقال: "يرمي الأول الى إنشاء الهيئة العليا لإدارة الطوارىء والأزمات والكوارث، وهي الهيئة التي يفترض أن تعنى بإدارة الكوارث مثل الانفجار الذي وقع بتاريخ 4 آب في مرفأ بيروت وأثبت عجز الدولة وعدم قدرتها وأهليتها للتحوط من وقوع الكوارث، وعجزها عن إدارة الاستجابة والتعافي بعد وقوع الأزمة أو الكارثة. ويمثل الاقتراح حاجة وطنية عليا في ظل غياب جهة مركزية تمنع تعرض الشعب لما يتعرض له من طوارىء وأزمات وكوارث عديدة تلحق بالبشر والاقتصاد أفدح الخسائر".

أضاف: "أما الاقتراح الثاني فعن الوساطة الاتفاقية، وتستكمل قانون الوساطة القضائية الصادر العام 2018 والباقي حتى الساعة من دون تنفيذ. ومن شأن الوساطتين الاتفاقية والقضائية، أن توفرا حلولا بديلة لفض النزاعات، تخفف من اختناق المحاكم، علما بأن هذا الاقتراح واحد من سلسلة إصلاحات مطلوبة من الدولة في سبيل الحصول على مساعدات سيدر". وتابع: "الاقتراحان الثالث والرابع، يرميان الى تعديل المادتين 27 و87 من قانون الموازنة العامة الرقم 144/2020 عن تعويضات المستخدمين في القطاع الخاص الذين يتركون عملهم طوعا بتحفيز من صاحب العمل، من جهة، وعن مساهمة الدولة في أقساط التلاميذ المسجلين في المدارس الخاصة المجانية وشبه المجانية". وختم: "لا يزال تكتل الجمهورية القوية، رغم كل السوداوية وانسداد الآفاق السياسية، يحاول أن يمارس دوره التشريعي بفعالية، عسى أن تكون الإصلاحات التي يقترحها في خدمة الوطن والشعب والمؤسسات عند جلاء الغيوم السياسية والاقتصادية الحالكة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي17- 18 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

فيديو باللغة الإنكليزية يحكي من خلال مأساة عامر الفاخوري الذي خطف وسجن في لبنان الذي يحتله حزب الله وتعرض للتعذيب ولم يفرج عنه إلا بعد تدخل الرئيس ترامب نفسه

EMET Webinar – The Compelling Story Of Amer Fakhoury And His Daughters’ Fight For Justice

http://eliasbejjaninews.com/archives/91377/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%85%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%a9-%d8%b9%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=ptcl0k9_qGM

 

تعليق للياس الزغبي يتناول فيه مجدداً ورقة تفاهم مار مخايل بين عون ونصرالله تحت عنوان: سجين التفاهم

الياس الزغبي/17 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91381/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9/

 

من الأرشيف: مقالة لجومانا نصر تحكي مآسي مجزرة بلدة العيشية…54 شهيدا في التهجير الأول و47 في الثاني.. العيشية هل تتذكرون؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/91387/%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%ac%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%aa%d8%ad%d9%83%d9%8a-%d9%85%d8%a2%d8%b3%d9%8a/

 

 

لبنان فوضى… انتو جماعه كفّرتنا بربِّها وعين العنايه شايفه ومنبَّهه

الأب سيمون عساف/17 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91396/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%88%d8%b6%d9%89-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%88-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%87/

 

U.S. Only Country to Hold Iran's Mullahs Accountable/ Majid RafizadehGatstone Institute/October 17/2020
 
د. مجيد رافيزادا/معهد كيتستون: أميركا هي الدولة الوحيدة التي تحاسب ملالي أميركا على ممارساتهم وتحملهم مسؤولياتها
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/91398/dr-majid-rafizadeh-gatstone-institute-u-s-only-country-to-hold-irans-mullahs-accountable-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af/
 
Elliott Abrams, the U.S. Special Representative for Iran and Venezuela, pointed out during a hearing at the Senate Foreign Relations Committee that "The U.S. is committed to holding accountable those who deny freedom and justice to people of Iran and later today the United States will announce sanctions on several Iranian officials and entities including the judge who sentenced Navid Afkari to death."
 Holding the Iranian leaders accountable only for human rights violation is not enough. Pressure must be imposed on the regime to stop its military adventurism.
 Iran has also, since the beginning of the JCPOA, brought terror and assassination plots to the EU. If the mullahs acquire nuclear weapons and missiles to deliver them, they will not even need to use them; just the threat to European cities should be enough to produce instantaneous acquiescence. German intelligence has acknowledged that more than 1,000 members of Hezbollah, Iran's proxy, use the country to recruit, raise money and buy arms.
 The EU needs to stop its appeasement policies with Iran's mullahs. It needs to join the US in holding the Iranian leaders accountable.
 The only Western government taking concrete steps to hold the Iranian regime accountable for its human rights violations, destabilizing behavior and aggressive policies in the Middle East is the Trump administration. On September 24, the United States blacklisted and slapped sanctions on several Iranian officials and entities over gross violations of human rights. Sanctions were also imposed on the judge who was involved in issuing the death sentence for the Iranian wrestling champion, Navid Afkari.