LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15-16 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october16.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لو كانوا منا لبقوا معنا ولكنهم خرجوا ليتعرون وتنكشف حقيقتهم

الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول: في يومين الشيء ونقيضه

الياس بجاني/بالصوت والنص: شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم حزناً وغضباً

الياس بجاني/سعيد عقل: اللبناني لا عربي ولا فارسي ولا عثماني ولا فرنساوي..اللبناني لبناني وبس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع نوفل ضو : التسوية السياسية اوصلتنا الى الخنوع والاستزلام

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 15/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 15 تشرين الأول 2019

هل يعود الثلاثي (الحريري، جنبلاط، جعجع) إلى صوابهم؟!/د.توفيق هندي

انه الفساد بعينه..لبنان يحترق بأخضره وطبيعته وبقلوب ابنائه وضمير حكامه/مي ابي عقل/المرصد

حرائق الشمال تغزو الضنية وعكار.. حتى الفجر/جنى الدهيبي/المدن

حرائق لم يشهدها لبنان من قبل... تشعل نار "الطائفية" مجددا/طوني بولس/اندبندنت عربية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء البيت اللبناني : لبنان لم يعد قويا في ظل قوى قرارها نشر الفوضى في البلد ومنع المعالجات الجدية

السيد نصر الله التقى فرنجية... وتشديد على مكافحة الفساد ورفض الضرائب

باسيل يستدرج الحريري إلى سوريا.. لا مجال للانتظار/منير الربيع/المدن

مـاذا وراء حـل "القومـي" فـي سـوريـا؟

باسيل إلى دمشق "منزوع الغطاء"... و"الاشتراكي" ينتفض على العهد... عنوان المرحلة... "قلب الطاولة"

بيان من السفارة الأميركية عن حرائق لبنان

قيادة الجيش تحذر من استعمال الطائرات المسيرة Drones

أوساط مصرفية: لهذا هدد حزب الله بالتحرك ضد المصارف

عون يتهم الحرائق باستهداف المناطق المسيحية

كيف علّق نصرالله على الحرائق؟

حزب الله” يقود معركة إرغام بيروت على التطبيع مع الأسد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تطالب بوقف إطلاق النار في سورية وتفرض عقوبات على تركيا

منبج في قبضة نظام دمشق.. وشرطة روسيا على خط التماس.. وبريطانيا وإيطاليا تحظران بيع الأسلحة لأنقرة

مدينة عين العرب ـ كوباني و"المنطقة الآمنة".. هل تستثنيها تركيا؟!

العراق يعزز حدوده مع سورية عسكرياً بعد دخول 700 “داعشي” ودعوة لتظاهرات مليونية مدرعة لإسقاط الحكومة في 25 أكتوبر

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان قضايا المنطقة ويتجولان بحي الطريف وخادم الحرمين أهدى الرئيس الروسي "عطاء نجد"

20 اتفاقية سعودية ـ روسية.. إليكم تفاصيل زيارة بوتين إلى الرياض

باكستان تدخل على خط الوساطة بين السعودية وإيران

ولي عهد أبوظبي: علاقاتنا مع روسيا متطورة وماضون معاً نحو تعزيزها

بحث وبوتين مكافحة الإرهاب والأوضاع في الخليج والتسوية بسورية وليبيا ووقَّعا اتفاقات بـ 1.3 مليار دولار

بوتين: نتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الإمارات والتنسيق بيننا مستمر بشأن القضايا الدولية الملحة

مذكرات تفاهم «روسية – إماراتية».. ما مضمونها؟

مقاتلات حربية تستهدف قوات الأسد بريف منبج؟

إعلام إسرائيل عن العلاقة مع روسيا: "توتر" وليس "أزمة"/أدهم مناصرة/المدن

ترامب: تغطية "اي بي سي" لـ"نبع السلام" فضيحة

تركيا: ملاحقات شركات سورية بتهمة "تمويل الإرهاب"

الأكراد ليسوا أعداءنا/مولود تشاووش أوغلو/وزير الخارجية التركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخيار بين الموت البطيء او المواجهة/علي حماده/النهار

لا عسكريين في السجون السورية/غسان الحجار/النهار

إذا كانت الزيارة تفيد النازحين فماذا ينتظر باسيل ليقوم بها؟/اميل خوري/النهار

شأن رئيس الحكومة غير شأن الوزير الأول/نقولا ناصيف/الأخبار

الضجيج اللبناني حول سوريا ... جبران باسيل رجل إيران في لبنان/علي الأمين/العرب

لبنان تحت "رحمة" النيران... أين طائرات الإطفاء؟!/ألان سركيس/نداء الوطن

زيارة دمشق: قرار "استراتيجي" من عون/غادة حلاوي/نداء الوطن

ما يجب أن يقوله باسيل للأسد/محمد نمر/نداء الوطن

تركيا في شمال سوريا هل هو الحل أم فصل جديد؟/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

السفير السوري: نرحّب بباسيل.. لكن ليت لغته أدقّ/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إتّجاه لتعديل مشاريع «سيدر»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هل طلب عون من مخزومي الإستعداد لدخول السراي؟/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إستعجال باسيل المتهوّر مرة أخرى/وليد شقير/نداء الوطن

ببساطة إنها المنافسة!/سامي نادر/نداء الوطن

من يتآمر على رئاسة ميشال عون؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

استباحة سوريا لاختبارات الهيمنة العسكرية/يوسف الديني/الشرق الأوسط

إنها حقبة بوتين/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

رئيس تونس الجديد وأسرار الفوز الساحق/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع تطور الحرائق في المناطق وأوعز بوضع كل الامكانات بتصرف فرق الاطفاء: لفتح تحقيق في أسباب توقف طائرات سيكورسكي واجراء كشف سريع لتأمين قطع الغيار

الرئيس عون استقبل ملكة السويد وأكد الاصرار على مكافحة المخدرات الملكة سيلفيا اشادت بالدور الايجابي للبنانيين في العالم وخصوصا في السويد

بري والحريري عرضا في حضور خليل مسار الموازنة العامة مكتب رئيس مجلس النواب: البلد بحاجة الى خطوات تطفىء نيران الازمات

كنعان بعد اجتماع التكتل: قلب الطاولة هو على الفساد والكلام مع سوريا للمصلحة الوطنية وعودة النازحين ونطالب بالتجهيزات للدفاع المدني

لتيار المستقل استغرب لغة الفوقية والتهديد في مخاطبة بعض من في السلطة حلفاءهم في التسوية

التقدمي: جهاز أمن الدولة بات يأتمر بتوجيهات قوى سياسية

كتلة المستقبل أبدت قلقها لاصطفافات قد تستجر لبنان الى حلبة الانقسامات الاهلية: لاستنفار بيئي بمواجهة مسلسل الحرائق

الكتائب: البلاد تحترق والسلطة غارقة في صراعاتها والمطلوب اعلان حال طوارىء شاملة لاغاثة المناطق المنكوبة

القوات زحلة: لا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بحادثة بلدة ابلح

الرابطة المارونية: تطاول التقدمي على رئاسة الجمهورية عادة قديمة ولا ننسى استباحة جنبلاط للحدود امام كل طارئ وقوله إن الموارنة جنس عاطل

جوزف نعمة: لن أقبل بأن تتحول الرابطة المارونية دمية في يد أي حزب أو موقع مهما علا شأنه

دوري صقر: على الرابطة المارونية ان تكون على مسافة واحدة من الجميع

ندى عبد الساتر: إذا انتزعنا من المواطن حق انتقاد الحكام فماذا يبقى من الدستور والحرية والديمقراطية والمارونية؟

باسيل في عشاء للقاء المشرقي: نحن قوة عظيمة قادرة على تغيير وجه الشرق ووجهته ومشرقيتنا دعوة مفتوحة للسلام

الراعي وصل إلى ساحل العاج وتوجه إلى مركز الإرسالية اللبنانية المارونية ونوه بالتعاون في مساعدة العائلات المتعثرة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي01/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي : مِنْ بُولُسَ وسِلْوانُسَ وطِيمُوتَاوُسَ إِلى كنِيسَةِ التَّسَالُونِيكيِّينَ الَّتِي في اللهِ الآبِ والرَّبِّ يَسُوعَ المَسيح: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلام! نَشْكُرُ اللهَ دائِمًا مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، ونَذْكُرُكُم في صَلَواتِنَا بِغَيْرِ ٱنْقِطاع. ونتَذَكَّرُ في حَضْرةِ إِلهِنَا وأَبِينَا عَمَلَ إِيْمَانِكُم، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُم، وثَبَاتَ رَجَائِكُم، كَمَا في رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. ونَعْلَم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم؛ لأَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُم بِالكَلامِ وحَسْب، بَلْ أَيضًا بِالقُوَّةِ وبِالرُّوحِ القُدُسِ وَبِمِلْءِ اليَقِين، وأَنتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا بَيْنَكُم مِن أَجْلِكُم. فَقَدْ صِرْتُم تَقْتَدُونَ بِنَا وبِالرَّبّ، إِذ قَبِلْتُمُ الكَلِمَة، في وَسَطِ ضِيقَاتٍ كَثِيرة، بِفَرَحِ الرُّوحِ القُدُس، حَتَّى صِرْتُم مِثَالاً لِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَة؛ لأَنَّهَا مِنْكُم ذَاعَتْ كَلِمَةُ الرَّبّ، لا في مَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَةَ وحَسْب، بَلْ في كُلِّ مَكَانٍ ٱنتَشَر إِيْمَانُكُم بِالله، حتَّى لَمْ يَعُدْ بِنَا حَاجَةٌ إِلى أَنْ نَقُولَ في ذلِكَ شَيْئًا. فَهُم أَنْفُسُهُم يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ دُخُولُنَا إِلَيْكُم، وكَيْفَ رَجَعْتُم عَنِ الأَوْثَانِ إِلى الله، لِكَي تَعْبُدُوا اللهَ الحَيَّ الحَقّ، وتَنْتَظِرُوا مِنَ السَّمَاواتِ ٱبْنَهُ، الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، يَسُوع، مُنَجِّينَا مِنَ الغَضَبِ الآتي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لو كانوا منا لبقوا معنا ولكنهم خرجوا ليتعرون وتنكشف حقيقتهم

13 تشرين الأول/2019

محزن أن قادتنا الموارنة ليس فيهم من المارونية غير مفردة ماروني المدونة على هوياتهم وفي ما عدا ذلك هم غرباء عنها وهي براء منهم.

 

ذكرى 13 تشرين الأول: في يومين الشيء ونقيضه

13 تشرين الأول/2019

اليوم نطالب بعودة نظام الأسد للجامعة العربية وغداً نحيي ذكرى شهداء 13 تشرين الأول الذين ذبحهم هذا النظام ونكل بجثثهم. هذه شطارة أم نفاق ام ماذا؟

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم حزناً وغضباً

13 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79381/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-13-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86/

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني/شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم حزناً وغضباً/13 تشرين الأول/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

 http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias13october2019.wma

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم حزناً وغضباً/13 تشرين الأول/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias13october2019.mp3

 

شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم حزناً وغضباً

الياس بجاني/13 تشرين الأول/19

قمة في النفاق أن يحتفل البعض بذكرى شهداء 13 تشرين ويحمل لوائهم وهو يتحالف اليوم مع من قتلهم وفظع ونكل بهم. خداع للذات وليس للغير لأن الشمس شارقة والناس قاشعة.

أنعم علينا الشهداء وأعطونا دون مقابل حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”. (يوحنا 15/13)

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990 ومعهم كل شهداء وطن الأرز الأبرار.

نتذكر بطولاتهم ونتخيل في وجداننا أنهم اليوم في قبورهم يتقلبون غضباً وحزناً على ما وصل إليه وطنهم المفدى الذي سقوا ترابه بدمائهم وافتدوه بأرواحهم.

نعم، فشهداء 13 تشرين الأول/1990 وكل من سبقهم، ومن رحل بعدهم من شهداء وطن الأرز لا بد وأنهم من أمكنة رقادهم على رجاء القيامة يتقلبون حزناً وغضباً ويلعنون كل حاكم وسياسي ومسؤول ومواطن لم يحترم ولم يقدر شهادتهم، كون هؤلاء الإسخريوتيون يتاجرون بدمائهم خدمة لأجنداتهم السلطوية وليس لخدمة الوطن والمواطن.

الإسخريوتيون هؤلاء قفزوا فوق دماء وتضحيات الشهداء، وباعوا الكرامة والاستقلال، وداكشوا الكراسي بالسيادة، واستسلموا للأمر الواقع بذل، ويتعايشون مع الاحتلال وسلاحه ودويلته بضمير مخدر بعد أن اضاعوا وجهة البوصلة الوطنية والإيمانية وغرقوا في أوحال الغرائزية والطروادية وأمست مسالكهم الحياتية هي مسارات الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

ونتخيل هؤلاء الشهداء الأبطال ومن قبورهم يصرخون بصوت مدوي قائلين:” ما من قائد مر في يوم بمقبرة إلا وكل شهيد منا صاح بوجهه غاضباً أين دمي يا هذا؟

نتذكر اليوم الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والاستقلال.

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكراً ومدنيين خطفهم جيش الاحتلال السوري ومرتزقته المحليين ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الاحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير.

الشهداء هم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

نعم إن الله معنا ومع لبنان في مواجهة الاحتلال الإيراني وطروادية وكل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته.

شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة.

شكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

شكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال.

وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا.

الشهداء أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم.

أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك ودن مقابل.

قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات.

فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا ووطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق نار جهنم.

لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 ، وهم عملياً شهداء أحياء وممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان إلا وهم أموات وفي النعوش.

وأيضاً لا يجب أبداً السكوت عن ضرورة معرفة مصير المئات من أهلنا المغيبين قسراً في السجون البعثية-الأسدية.

يبقى إن الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله.

بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء.

يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق.

فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز، ومن أجل معرفة مصير المغيبين من أهلنا في سجون نظام الأسد المجرم ومن أجل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

احزاب لبنان شركات ووكالات ومن فيهم طرابش وفي وضعية الزلم والهوبرجية

الياس بجاني/12 تشرين الأول/2019

لا توجد احزاب في لبنان بل شركات تجارية ملك أفرد وأخرى هي وكالات لقوى خارجية وبالتالي اعضاء هذه الأحزاب هم في وضعية الطرابيش والاتباع والزلم والهوبرجية..وضعية تدميرية للوطن وللحريات وللمواطنية فيه.

 

سعيد عقل: اللبناني لا عربي ولا فارسي ولا عثماني ولا فرنساوي..اللبناني لبناني وبس

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2019

سعيد عقل والشهادة للبنان وللحق وللحقيقة دون تزلف وذمية..سعيد عقل ضمير وعقل ووجدان لبنان التاريخ والهوية والثقافة والعطاءات والإنفتاح. حبذا لو قادة لبنان اليوم الطرواديون يتعلمون من ثقافة وجرأة هذا العملاق.

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.facebook.com/tony.boustany.98/videos/10157522241104477/UzpfSTYwMjQ0Mjc2NToxMDE1NzYzNDQ5MjY1Nzc2Ng/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع نوفل ضو : التسوية السياسية اوصلتنا الى الخنوع والاستزلام

 صوت لبنان/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79508/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d8%a7%d9%84/

 

السلطة السياسية اكلت كل شيء والفساد منتشر وهناك نية  لدى البعض لقلب الطاولة على رؤوس اللبنانيين جميعا.

صوت لبنان/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

https://www.youtube.com/watch?v=CPS8daAmSic

شدد منسق التجمع من اجل السيادة نوفل ضو في حديث لبرنامج مانشيت المساء من صوت لبنان على ان اقتراح قانون انشاء جهاز ترقب الحوادث الذي وضع اسسه الوزير الشهيد بيار الجميّل ما زال في ادراج المجلس النيابي ولو نفذ لما كنا تحت وطأة الحرائق التي احرقت قلوب اللبنانيين .

واشار الى ان الحرائق السياسية اقوى من الحرائق الطبيعية ، لان السلطة السياسية اكلت كل شيء والفساد منتشر وهناك نية  لدى البعض لقلب الطاولة على رؤوس اللبنانيين جميعا.

 واشار الى ان التسوية هي التي اوصلت االبلاد الى سياسية الخنوع والاستزلام مبديا تخوفه من فقدان المسيحيين لكل شيء نتيجة تصرفات وزير الخارجية جبران باسيل .

واعتبر ان البلد يعاني من ازمة ديمقراطية ، وقمع حريات وهذا يذكرنا بالسياسة التي اعتمدها الجنرال عون في العام 1990 والتي اوصلت البلاد الى الانهيار .

واشار الى ان حزب الله هو من يمسك بزمام الامور ونحن نعاني من النظام الديكتاتوري

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 15/10/2019

وطنية/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أمطرت فانفرجت وعسى نقول : أطفأت والاتكال على الرأفة الربانية يكظم كل التبجحات الأرضية...

ألسنة النيران والحرائق الملتهمة الأخضر والأقل خضرة "من الأحراج والأحراش والمزروعات بدت هذه المرة أطول وألذع من الألسنة المختلفة في السياسة والتي تساهم في التهام قيم وأعراف وأعصاب الناس وأرزاقهم ولقمة عيشهم واستطرادا" كراماتهم...

أجراس الكنائس وتكبيرات المآذن دوت في قلوب الناس قبل آذانهم فتوحدوا بالنخوة والجهود وهرعوا لإخماد الحرائق بقدر ما يستطيعون غير آبهين بقدرهم الذي كان أحد شهدائه الشاب سليم أبو مجاهد، وهو الذي هم الى المساعدة في اطفاء حريق في بتاتر- عالية على رغم وضعه الصحي فقضى بنوبة قلبية شهيد النخوة...ومساء اليوم أنجدت العناية الإلهية لبنان وبدأ هطل المطر في سحابات رطبة أرخت بزخاتها من الجنوب من بنت جبيل وصور وصيدا امتدادا" الى ساحل الشوف وحتى خلدة وبعدها عكار...زخات مطر محملة برجاء الإطفاء.

في أي حال وفي شكل عام إذا كانت موارد المياه ومواد الإطفاء غير كافية لإطفاء كل النيران فربما تفي بالغرض دموع اللبنانيين التي ذرفوها وهم يشاهدون بقلوبهم قبل العيون آخر وردة تحترق وآخر شجرة تهوي في فم اللهب العملاق الذي طال بألسنته أجمل غابات جبل لبنان وجنائنه خصوصا" في الشوف والمتن المحاذي لكسروان وفي وطى الجوز...امتدادا" الى الضنية ثم عرقة في عكار...

في الغضون شاركت قبرص واليونان واليونيفل والاردن عبر طائرات في أعمال إخماد الحرائق وعصر اليوم تبلغ النائب تيمور جنبلاط موافقة الحكومة التركية على إرسال ست طائرات للمشاركة في الإطفاء...

ومن خارج نوستالجيا الكلام جاءت مطالبة رئيس الجمهورية بفتح تحقيق بأسباب توقف طائرات الإطفاء سيكورسكي عن العمل منذ أعوام ودعوة رئيس الحكومة بفتح تحقيق بأسباب الحرائق لتفتحا الطريق لألف سؤال وسؤال تبدأ بعدم تجهيز الدفاع المدني بالمعدات الحديثة ولا تنتهي بمأموري الأحراج وشق الطرق الزراعية لتسهيل أعمال الإطفاء...

ووسط غمامات الدخان يبقى أن نستطلع: ماذا بقي من لبنان الأخضر...البلد المنهك من جوانب عدة اليوم نكب بجباله وسهوله

فيما الأرزات تراقب بتوجس وحسرة وبنغصة وغصة...

في مجال السياسة برز لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المردة سليمان فرنجية اللذين توافقا على وجوب الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية اللقاء تناول التطورات على الساحتين السورية والعراقية.

وللوقوف على آخر تطورات جهود الإطفاء على يد رجال الإطفاء وزنود الشباب المتحمسين ننتقل مع الزميل نبيل الرفاعي مباشرة الى منطقة الشوف-اقليم الخروب... نبيل ما آخر الأحوال لديك؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

لبنان فوق البركان ...

وكأنه لا تكفيه حرائقه السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية حتى هبت عليه السنة النيران لتأكل أخضره ويابسه في غير منطقة ... من الشوف مرورا بالمتن وصولا إلى الجنوب وعكار والضنية وزغرتا.

الإستنفار الميداني اللبناني في أعلى درجاته لاحتواء الحرائق لكن هذه الكارثة كشفت قصور الإمكانات ما استدعى طلب المساعدة من دول مثل قبرص واليونان....

وإذا كانت الحرائق قد ضربت ضربتها في ظل رياح جافة وحرارة مرتفعة فإن ذلك لم يلغي هامش الشكوك ومن هنا جاءت دعوات إلى فتح تحقيق في الملابسات والأسباب على غرار ما فعل رئيس الحكومة سعد الحريري.

في السياسة لقاء في عين التينة بين رئيسي مجلس النواب والحكومة لملاحقة المستجدات في البلاد وما أكثرها ومنها موضوع إتساع رقعة الحرائق.

مصادر الرئيس بري أكدت ان اللقاء مع الرئيس الحريري تمحور حول المسار الذي تسلكه الموازنة العامة في جلسات مجلس الوزراء واللجان الوزارية والسبل الآيلة لتذليل العقبات لإنجاز الموازنة وإحالتها إلى مجلس النواب في المواعيد الدستورية فضلا عن المخاطر الناتجة من إضاعة الوقت في السجالات السياسية وإنعكاساتها الخطرة على الوضعين المالي والإقتصادي اللذين لا يحتملان التلكؤ في إتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور الحاصل.

وأشارت المصادر إلى ان البلد الذي يحترق بنيران الأزمات بحاجة إلى خطوات تطفئ هذه النيران وليس إلى إشاعة أجواء تؤجج من إشتعالها.

قمة العداوينة والقرصنة الإسرائيلية تمثلت بإستغلال العدو إنشغال لبنان بإطفاء حرائقه لتركيب بلوكات حائط إسمتني في الوزاني ضمن المنطقة المتنازع عليها وفق ما كشف وزير الدفاع الياس بوصعب.

اقليميا اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية على إمتداد 444 كيلو مترا وبعمق 32 كيلو مترا.

وبالتزامن يواصل الجيش السوري انتشاره في شمال شرق البلاد حيث سيطر على منبج ويستعد لدخول عين العرب وباتت المسافة الفاصلة بينه وبين الجيش التركي في بعض النقاط كليومترات قليلة.

ومن على بعد آلاف الكليومترات قال دونالد ترامب بعد خذلانه الأكراد: فليطلبوا الحماية من نابليون بونابرت.

في الخليج يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولته السياسية - الاقتصادية التي حطت به اليوم في الامارات بعد زيارته السعودية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الدولة تحدد للمواطن واجباته لكن من يذكر الدولة بواجباتها...

في مثل هذا الشهر منذ سبعة أعوام، وتحديدا في العام 2012، صدر قانون السير الجديد في لبنان...

نقرأ في المادة 83 البند 5 منه، ما حرفيته: "يجب ان تكون المركبة مزودة بجهاز إطفاء لإخماد الحرائق عند الضرورة، وأن يكون صالحا للاستعمال، وتحدد مواصفاته بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات..."

يا إلهي في أي بلد نعيش؟ وتحت جناح أي دولة؟

القانون يلزم المواطن العادي بإطفائية في سيارته تحت طائلة "الظبط"، ولكن من يلزم الدولة بإطفائية في الجمهورية تحت طائلة "الظبط" بحق المقصر أو المقصرين؟

ما حدث منذ ليل أمس وحتى الساعة هو جريمة بكل المقاييس، وتقصير كامل الأوصاف، وفضيحة مكتملة العناصر، لكن أين مرتكب الجريمة؟ أين المقصر؟ أين مفتعل الفضيحة؟

في هذه الجمهورية، جريمة من دون مجرم، وتقصير من دون مقصر، وفضيحة من دون مفتعل فضيحة.

والدليل، كل المسؤولين ما زالوا في موقع المسؤولية، ولا أحد منهم قدم استقالته أو على الأقل اعتذر من الشعب.

الوقاحة السياسية تجعلهم يبقون على كراسيهم لأن لا شعب يجعلهم، يخجلون فيستقيلون أو يجبرهم على الإستقالة...

لدينا طائرات إطفاء لكنها تكاد تتحول إلى خردة بسبب توقفها لنحو تسعة أعوام من دون صيانة...

أما لماذا لم تتوافر لها الصيانة، فهنا يبدأ تقاذف المسؤوليات ولا ينتهي...

عدة وزراء داخلية تعاقبوا منذ استعار الحرائق في العام 2008 وحتى اليوم، وعدة روايات حول هذه الطائرات، لكن النتيجة واحدة: طائرات تجثم في المطار من دون حراك فيما لبنان يتوسل قبرص لترسل إليه طائرات إطفاء...

صحيح أن الحرائق كبيرة وعلى مساحات واسعة وشاسعة وتحتاج إلى أكثر من سيارات وطائرات إطفاء، ولا إمكانية في لبنان لكامل هذه التجهيزات، لكن ما ليس مفهوما أو مبررا هو: إذا كانت الطائرات مكلفة أو غير صالحة، فلماذا إبقاؤها لتسع سنوات جاثمة في مطار بيروت من دون بت مصيرها؟

الحرائق تسببت بخسائر، أولها ضحية في بتاتر، وخسائر مادية هائلة تقدر بالميارات، وما كانت لتقع او على الأقل لتتوسع، لو أن في البلد مسؤولين لا يتعاملون مع المواطنين والممتلكات على أنها خردة، تماما كإهمالهم الذي حول الطائرات إلى خردة

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

نار فوق الازمات اشعلت لبنان المنهك من اقصاه الى اقصاه.. وكأن البلد المحترق بلهيب الازمة التي تفوق الطبيعة، كان ينقصه احتراق ما تبقى من طبيعته الخضراء..

نار ان كانت غضب الطبيعة او بفعل فاعل، فانها فعلت بمساحات لبنان الخضراء الكثير، محرقة شجرا بعمر السنين ومحاصرة بيوتا وسكانا آمنين، وقاطعة الكهرباء المقطوعة اصلا، وموترة البلد المتوتر اصلا، ومربكة الحكومة المربكة اصلا.

ابرز مناطق اللهيب الشوف من المشرف والدبية والناعمة والدامور وغيرها، ومعها خطوط نار من الجنوب الى الشمال ومن المتن الى البقاع..

في العالم تسمى هذه كوارث طبيعية، لكن غير الطبيعي في لبنان اننا نحترق كل عام وعاجزون الا عن العويل والاستجداء لاطفاء الحريق، وغدا سيكون دور مناطق اخرى بالغريق، وسنصرخ من جديد..

قبل ان تطفأ النيران وينجلي دخانها تكشف في سجل الهدر او الاهمال اسم جديد: طائرات سيكورسكي للاطفاء التي اشترتها الدولة من التبرعات، وتركت بلا صيانة في المطار، وهي اليوم شاهد على البلد المحترق بكل معنى الكلمة..

وكلمة حق تقال، ان نيران اليوم اشعلت الروح اللبنانية الحقيقية العابرة للخنادق السياسية والمذهبية والمناطقية، فهب اللبنانيون كل اللبنانيين لاطفاء الحريق، دفاع مدني من كل المناطق ومواطنون متعاونون ومتعاطفون بالايواء والمساعدة على قدر المستطاع، ومعهم كانت الطاف السماء التي بدأت مطرا ..

دخان الحريق دخل كل الجلسات السياسية، فطلب رئيس الجمهورية التحقيق لمعرفة سبب توقف طائرات الاطفاء بلا صيانة، وفتح وزير العدل تحقيقا لمعرفة سبب الحريق..

حريق كان حاضرا في لقاء الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في عين التينة، ومعه مساعي اطفاء الحرائق الاقتصادية والسياسية والموازنة العالقة..

لقاء والتقاء على الثوابت، جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالوزير سليمان فرنجية، بحضور الوزير يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسين الخليل.

ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية، كانت ابرز التوصيات، والدعوة للإستفادة من الفرصة الكبيرة التي تتيحها إعادة إفتتاح معبر البوكمال لتعزيز الصادرات اللبنانية عبر سورية إلى العراق، والعمل المشترك مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.

اللقاء أكد على رفض زيادة الضرائب المباشرة وعدم المس بالرواتب والأجور والحسومات التقاعدية، داعيا الحكومة الى إيلاء الإيرادات الناجمة عن الأملاك البحرية إهتماما جادا، والتشديد على مكافحة الهدر والفساد..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

على جري العادة اللبنانية السيئة، أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، ليبدأ الحديث في شأن آخر، سواء على ألسنة السياسيين الذين تبارى معظمهم اليوم على التقاط الصور والادلاء بالمزايدات، أو عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، التي انهمك روادها ببعض التعليقات التي لامست السخافة، كمثل استهجان استقبال ملكة السويد في قصر بعبدا، فيما الوطن يحترق.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، لكن وحده سليم ابو مجاهد سيبقى شهيدا، ووحدها عائلته ستبقى تتحسر عليه، بعدما استشهد بفعل التقصير الرسمي المزمن، والاستهتار الموروث منذ عقود.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على الحرائق، لكن وحده التحقيق الذي طلب رئيس الجمهورية فتحه لكشف أسباب توقف طائرات الإنقاذ والإطفاء "سيكورسكي"، سيبقى مستمرا، وموضع ملاحقة، على أمل محاسبة المقصرين، وفضح المطبلين والمزمرين لاستقدام تلك الطائرات قبل سنوات، لأن تفهم المواطن لذرائع عدم قدرتها على المشاركة في إخماد الحرائق عاما بعد عام، دونه انعدام الثقة بينه وبين جزء كبير من الطبقة السياسية.

أيام قليلة، وينتهي الكلام على حرائق الطبيعة، لكن الكلام على حرائق السياسة سيستمر، فهي بحاجة الى خطوات تطفئ النيران وليس الى إشاعة اجواء تؤجج من اشتعالها، في ظل الوضعين المالي والاقتصادي اللذين لا يحتملان التلكؤ في اتخاذ الاجراءات الفورية للجم التدهور الحاصل، كما شدد رئيس المجلس النيابي خلال لقائه برئيس الحكومة اليوم.

وكما أنقذ تساقط المطر ماء وجه الدولة في مواجهة حرائق الطبيعة هذا المساء، عسى أن ينقذ نقل الأقوال إلى حيز الأفعال، ولاسيما تنفيذ ما اتفق عليه في لقائي بعبدا الشهيرين، في انقاذ ماء وجه الوطن، وحماية الناس من طوفان كارثة لن تحمد عقباها، اذا استمر التهرب من التنفيذ.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

دخلت النيران شريكا مضاربا مع السلطة وقاسمتها الأخضر واليابس أنهت الطبيعة احتكار الدولة فنهبت من خيرات البلد أربع وعشرون ساعة من كتل النار المتوصلة التي لم تبدأ بالاستسلام إلا مع أولى زخات المطر، فالسماء رأفت بالأرض وغسلت عار الدولة.

كان المطر رحيما وعامل إنقاذ لسلطة نامت ومواطنوها يصرخون، أمضت ليلها بين برد وسلام فيما ناسها وعشبها وجبالها يستغيثون. وطوال يوم وليلة كنا أمام حكومة لم تجد من دواع طارئة الى عقد جلسة عاجلة، كان الليل طويلا ولاهبا على قرى تحترق ولم تلتق أي وزير عن طريق الصدفة..أخذت دولتنا غفوتها.. بعد صراع سياسي دام أثبت جدارته في حرب الشوارع دفاعا عن وجوده لكنه أحجم عن الظهور بين الشهب ولما طلع الفجر.. ظهر نمور السياسة وانتشروا على الارض " لبث " و" بخ " النيران الطائفية والإعلان عن مؤامرات سياسية وربما عن تواطىء بين الله والناس ضد العهد.

لكن أحدا من الزعماء والسياسيين لم يدل لناسه بحقائق عن فساد وإهمال وصفقات.. عن مصير طائرات " عفنت " في مخابئها ولم تستخدم .. عن هيئة كوارث أخمدت في اللجان المشتركة .. عن دفاع مدني مات وعاش وهو يصرخ طلبا للحق لكنه لم ينل من الدولة إلا الباطل دفاع أهملناه حد الخذلان .. ولما التهمتنا النيران لم نجد سواه .. وهو قدم اليوم شهيدا جديدا اختنق في أثناء تأدية الخدمة، فكان مجاهدا إبن " أبو مجاهد ".. بطل بلدة بتاتر التي احترق قلبها على رجلها الشجاع.

قدم عناصر الدفاع المدني ما لديهم .. ولم تقدم لهم دولتهم جزءا من حقهم .. وهي السلطة نفسها التي قتلت حلم حراس الأحراج الذين أوقفت توظيفهم لأنهم لم يستوفوا شروطها الطائفية .. وهم الناجحون في مجلس الخدمة المدنية. لا تجهيزات ولا حقوق للدفاع المدني .. اغتيال وظائف حراس الأحراج بطلقة طائفية .. هيئة كوارث دفنت في مهدها .. وفوق كل ذلك نواب ينظرون في الطائفية.

وإذا كانت النيران قد التهمت اليوم لبنان الأخضر .. فإن للوطن شعبا قادرا على أن يلتهم سلطته غدا ويحولها إلى رماد ..إذا ما قرر هذه المرة الخروج من " جهنم " من يحكمها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

انه جحيم حقيقي عاشه ويعيشه اللبنانيون. كأن الحرائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم تكفهم، فحاصرتهم الحرائق الطبيعية في مئة واربعين موضعا لتستكمل هدم وقضم ما تبقى لهم .

لا، ما شهدناه اليوم ليس عاديا و لا طبيعيا، ولم يسبق ان شهدنا مثله في يوم من الايام.

فمن رصد الخريطة اللبنانية من الفجر الى الان اكتشف كيف ان اجزاء كثيرة وكبيرة من ال 10452كلم 2 تحولت كرة نار متدحرجة، أكلت الاخضر واليابس، كما التهمت تعب الناس وما تبقى من نقاء البيئة وجمال الطبيعة. من أقاصي الشمال الى الشوف مرورا بكسروان والمتن وعاليه ارتفعت السنة النار الحمراء ، تاركة اينما حلت بصماتها السوداء. باختصار انه ثلاثاء اسود في تاريخ الوطن، ويحمل عنوانا واحدا وحيدا: لبنان يحترق.

لكن أبعد من الكارثة الطبيعية أسئلة كثيرة تطرح. فهل يمكن ان نصدق ان كل الحرائق المنتشرة هي فقط نتيجة الحر والرياح الخمسينية؟ وهل يمكن ان نصدق ان الطبيعة لوحدها مسؤولة عن الخسائر غير المحدودة التي لحقت بلبنان وباللبنانيين؟ ثم هناك اسئلة أخطر. صحيح ان "ابطال" الجيش والاطفاء والدفاع المدني والبلديات بذلوا اكثر ما في وسعهم لاطفاء الحرائق وواجهوا النيران بشجاعتهم قبل اجسادهم، لكن على الصعيد الرسمي بدا التقصير الفادح والفاضح.

فمن المسؤول عنه؟ ومن المسؤول عن سقوط سليم أبو مجاهد في بتاتر؟ ومن المسؤول عن عدم امتلاك لبنان اي خطة متكاملة او غير متكاملة حتى لادارة الكوارث؟ للأسف ما حصل اليوم اثبت مرة جديدة ان الحكومة شبه حكومة، وان الدولة شبه دولة، وان المسؤولين شبه مسؤولين. وتسألون بعد: لماذا يفضل الناس الهجرة؟ اليس افضل للبناني ان يعيش في بلاد الله الواسعة من ان يموت في بلاده" اما حريق او غريق او مبهدل على الطريق"؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 15 تشرين الأول 2019

وطنية/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

النهار

أثارت اوساط معنية موضوع ادعاء النيابة العامة على مدير المستشفى الحكومي في تنورين في ملف تزوير ايصالات ‏وادخال مرضى وهميين مستغربة كيف ان وزير الصحة لم يكف يده ويوقفه عن العمل حتى الان.

سجل على هامش مجلس الوزراء اجتماع بين الرئيس الحريري والوزيرين باسيل وجريصاتي سبق الجلسة.

تعمل جهات حزبية وبالتنسيق في ما بينها على خلع "رداء الامان" عن حاكم مصرف لبنان ونفي ربط وجوده باستقرار ‏سعر صرف الليرة في اطار الحملات المتكررة ضده بين الحين والآخر والمتضمنة حسابات رئاسية.

البناء

خفايا

قالت مصادر وزارية إنّ الذين عارضوا كلام الوزير جبران باسيل في الجامعة العربية والحدث حول سورية واستعادة ‏مقعدها في الجامعة العربية واعتزامه زيارتها لن يتجرّأوا على طرح معارضتهم للنقاش في اجتماع الحكومة لأنهم ‏يعلمون أنّ ذلك قد يؤدّي لطرح الأمر على التصويت وبالتالي حصول كلام باسيل على دعم أغلبية حكومية تجعل منه ‏قرار ملزماً للحكومة

كواليس

قالت مصادر كردية إنّ بعض المرتبطين بقوة بالعلاقة مع الأميركيين من قادة "قسد" حاولوا الضغط ليكون القرار ‏بالتعامل مع عزم الدولة السورية إرسال جيشها شمالاً بالإعلان عن عدم التنسيق وعدم المواجهة والإستعداد لتأمين ‏طريق العبور إلى النقاط الحدودية مع الأتراك والحفاظ على صيغة الحكم الذاتي التي تقيمها "قسد" في مناطق ‏سيطرتها، لكن الحزم الذي وصلت عبره رسالئل دمشق أسقط مقترحاتهم

الجمهورية

وصف أحد الوزراء زملاء له رافضين التعاطي بملف تم التداول به أخيراً بأنهم جنوا وما يقومون به من تحركات ‏وتصريحات ليقولوا إننا هنا ولسنا وحيدين.

قال نقابي إن المطلوب حاليا مساعدة المصارف في تفسير تعميم مصرف لبنان المتعلق باستيراد القمح والأدوية ‏والمحروقات.

لاحظت أوساط سياسية أن هناك نزاعا حاصلا بين رئيس تكتل ونائب قريب على استمالة ضباط متقاعدين إلى ‏صفوفه.

اللواء‎‎

يعود القرار لدولة كبرى في مسار الحركة على معابر دول المنطقة، بما في ذلك حركة الشاحنات والبضائع اللبنانية.

يواجه حزب بارز خيارات صعبة في ما يتعلق بتصعيد المواجهة السياسية بين مكوّنات الحكومة!

تنفي مصادر مصرفية بشدّة ما يُحكى عن تقارير تطيح بالاستقرار المالي، وتؤدي إلى انهيار نقدي

 

هل يعود الثلاثي (الحريري، جنبلاط، جعجع) إلى صوابهم؟!

د.توفيق هندي/15 تشرين الأول/2019

١) سوريا-الأسد مجرمة بحق الشعبين اللبناني والسوري.

٢) باسيل وما يمثل في جبهة المقاومة وبالتالي قراراته ومواقفه هي قرارات جبهة المقاومة.

٣) الدولة اللبنانية دولة فاشلة وهي دولة حزب الله وهي إمتداد للجمهورية الإسلامية في إيران، وبالتالي المضحك-المبكي أن يقول البعض أن ثمة توازن داخل السلطة وأن يحاول أن يوحي بأن معارضته "من الداخل" سيادية بإمتياز في حين أنه يتهجم على البديل (باسيل)بدلا" من التصويب على الأصيل (حزب الله) وعلى التابع (الأسد) بدلا" التصويب على المتبوع (إيران-الإسلامية).

٤) وإذا كان الحريري سلم أمره لله ولحزبه مكتفيا" بإهتمامه دون نتيجة بإقتصاد مريض جدا"، فإن جنبلاط وجعجع يخوضان معارك سيادية بالشكل وسلطوية بالمضمون وبدون نتيجة أيضا" وأيضا".

فهل يعود الثلاثي (الحريري، جنبلاط، جعجع) إلى صوابهم؟! لا أظن.

 

انه الفساد بعينه..لبنان يحترق بأخضره وطبيعته وبقلوب ابنائه وضمير حكامه

مي ابي عقل/المرصد/15 تشرين الأول/2019

في العام ٢٠٠٩ تجمع عدد من رجال الاعمال والمصارف وتبرعوا بشراء ٣ طوافات سيكورسكي لاخماد الحرائق بقيمة ١٤ مليون دولار، وقدموها هبة للدولة اللبنانية عندما كان زياد بارود وزيرا للداخلية في عهد الرئيس ميشال سليمان. لكن دولتنا الحكيمة وضعتها بعد ٣ سنوات في المستودعات بحجة كلفة صيانتها التي اعتبرتها باهظة !!! منذ تلك السنة كم حريقا هب؟ وكم شجرة وحرجا احترق؟ وكم بلغت كلفة الاضرار؟ وكم دفعنا وسندفع اليوم بدل استقدام طوافات من دول الجوار لاطفاء الحرائق؟ وكم شهيدا وضحية ماتوا او جرحوا واحترقوا بفعلها؟؟؟ وكم خسرنا؟...اجتماع لجنة الكوارث اليوم جاء متأخرا جدا، وكان الحري بها الاجتماع سابقا لاتخاذ الخطوات الكفيلة باستباق الحلول والمعالجات.. دولتنا وحكوماتنا والمسؤولون فيها يوفرون حيث يحتاج البلد والمواطن، ويهدرون ويسرقون حيث يجب ان يصرفوا.. انه الفساد بعينه..لبنان يحترق بأخضره وطبيعته وبقلوب ابنائه وضمير حكامه

 

حرائق الشمال تغزو الضنية وعكار.. حتى الفجر

جنى الدهيبي/المدن/الثلاثاء15/10/2019

ربما لم يتابع النائب في كتلة التيار الوطني الحرّ ماريو عون، امتداد نيران الحرائق طوال الليل وأثناء النهار شمالًا، في عكار والضنية، قبل أن يطلق "عتبه" الاستنكاري على اقتصارها على أحراج المناطق المسيحية، وقبل أن يجزم أنّها مفتعلة، بما أنّه حدد الهويّة الطائفية لأحراج جبل لبنان:

لم يسلم الشمال من ألسنة اللهب الممتدة من أحراج مناطق الشوف وعاليه والمشرف إلى الجنوب. فمحافظة عكار، ومعها الضنية، اللتان تمتازان بالأحراج والجبال والوديان والغابات الخضراء، عاشت ليلةً عصيبة وملتهبة، وكذلك كان نهارها، وإن بوتيرةٍ لم تبلغ خطورتها ما شهدته مناطق جبل لبنان وأحراجه.

قرى الضنية وأحراجها

في الضنية، اندلعت ليلًا حريق في حرج الصنوبر المتاخم لبلدة بطرماز، ثم امتدّ بسرعة كبيرة نتيجة الرياح النشطة، قبل أن تصل إلى مكان الحريق آليات وعناصر من الدفاع المدني لإخماد الحريق بالتعاون مع الأهالي، الذين أطلقوا مناشداتهم. كذلك تمكنت عناصر الدفاع المدني وورش بلدية بخعون، من إخماد حريق كبير اندلع في أحراج البلدة، وامتد إلى بساتين وأراض زراعية حيث قضى على أشجار مثمرة، واقترب من الأماكن السكنية. واندلع مساءً حريق في الأراضي الزراعية في منطقة "جورة بوعمر" في بخعون، كما وعملت طوافات الجيش منذ ساعات الفجر على محاولة إخماد الحريق الذي اندلع في غابة بلدة ديرنبوح، القريبة من بلدة زغرتغرين في الضنية، بالتعاون مع الدفاع المدني والأهالي.

النيران تضرب عكار

أمّا في عكار، فقد اندلع حريق  في أراضي بلدة الحويش العكارية، إلتهم مساحة من الأرض العشبية اليابسة ومن أشجار السنديان، واندلع نهار يوم الثلاثاء حريق كبير آخر في الوادي الفاصل بين بلدتي برقايل ومجدلا العكارية، وعملت عناصر الإطفاء في الدفاع المدني على اخماده.

وفي اتصال مع "المدن"، يشير رئيس بلدية مجدلا، محمد الأسمر، إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها بلدته هذا النوع من الحرائق، وأنّ الدفاع المدني استطاع السيطرة عليها هذه المرّة، لكنّه يغمز من قناة ما شهدته أحراج جبل لبنان بالقول: "يبدو أنّ كلها حرائق مفتعلة وغير بريئة". أمّا محافظ عكار عماد اللبكي، فيؤكد لـ"المدن" أنّه لم يعد هناك مخاطر كبيرة في عكار، بعد أن استطاعوا إخماد الحرائق ليلًا، و"هي حتى إشعار آخر تحت السيطرة"، ويقول: "رغم كل الحرائق التي كادت تكتسح ما يقارب 14 بلدة ليلًا، جرى اخمادها قبل الرابعة فجرًا، بالتعاون بين الدفاع المدني والأهالي واتحاد البلديات والصليب الأحمر. وحاليًا، هناك سيطرة على الوضع وإن لم يكن سالمًا بالمطلق، ولم تستدع الحاجة إلى القيام بإخلاء المنازل، فيما نحن  على استعداد كامل لأيّ طارئ، بالتنسيق بين البلديات والاتحادات وتأمين الصهاريج اللازمة". من جهته، يشير رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية لـ "المدن"، أنّ الحرائق اندلعت في الغابة الواقعة بين دير نبوح وزغرتغرين. ومنذ الصباح، تواجه البلدية مع المتطوعين صعوبةً في الدخول إلى الغابة بطريقةٍ بدائية وصعوبةٍ بالغة. يقول: "أكثر ما نخشاه أن تمتدّ ليلًا، ونحن نحتاج إلى مساعدة أكبر إلى جانب ما يقدمه الدفاع المدني، لا سيما أننا نقوم بإخماد الحرائق وحدنا باللحم الحيّ، وقد قمنا بوضع عازلٍ للحريق، ولم ننته من العمل بعد، فيما الدولة لا تسأل عن أحد بحجة أنها غير مجهزة وليس لديها مالًا".

حرق مفتعل؟

وكان رئيس مركز الدفاع المدني في زغرتا انطوان معوض قد أشار أنّ الحريق في زغرتغرين مفتعل، "لأنّ الوصول إلى مكان اندلاعه شبه مستحيل"، بعد أن جرى السيطرة على الحرائق الأخرى بنسبة 90 في المئة، والدفاع المدني حاليًا في مرحلة تبريد الأرض. ويقول معوض لـ"المدن": "أتحدث عن مناطقنا في الشمال، فمن المستحيل أن يقع حريق عند الساعة 11 ليلًا، من دون وجود حرارة للشمس. والهواء لا يولد في هذا الوقت حرارة ونارًا، وإنني أجزم أنّ هذا الحريق كان مفتعلًا".

 

حرائق لم يشهدها لبنان من قبل... تشعل نار "الطائفية" مجددا

طوني بولس/اندبندنت عربية/15 تشرين الأول/2019

لم يكن ينقص لبنان إلا الحرائق المرعبة التي اندلعت في أكثر من منطقة وبلدة، والتهمت آلاف الهكتارات من جباله الخضراء، وهددت أرواح الأهالي وبيوتهم وسياراتهم التي لم تسلم من النيران التي أكلت الأخضر واليابس، فاضحةً مسلسل التقصير المستمر في أجهزة الدولة، وكاشفة انعدام الأمن الاجتماعي واهتراء كامل في الآداء المؤسساتي للدولة. هذه النيران المستعرة استدعت استنفار الجهات السياسية لطلب المساعدة من الدول القريبة، إذ بادر كل من قبرص واليونان وتركيا والأردن بالتحرك لمساعدة لبنان عبر إرسالهم خبراء وطوافات مختصة لعمليات إخماد الحرائق. وأكد وزير الدفاع القبرصي أن "طائرتين أردنيتين من طراز puma أخذتا الإذن للمرور في الأجواء القبرصية للتوجه الى لبنان، للمساعدة في إخماد الحرائق، إضافة الى طائرتين من طراز Canadair ذات الحمولة الكبيرة والفعالة، المتخصصتين بإخماد الحرائق، واللتين ستقلعان من اليونان إلى بيروت برفقة عربتي إطفاء و٣٠ عنصراً".

حرائق لم يشهدها لبنان

ووفق مصادر الدفاع المدني اللبناني، جرى إحصاء حوالى 136 حريقاً خلال الساعات الـ 24 الماضية، أتت على أكثر من ثلاثة ملايين شجرة. وكان لقرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان الحصة الأكبر في الحرائق المندلعة منذ مساء الإثنين 14 أكتوبر (تشرين الاول) 2019، في وقت تعجز أكثر من 200 سيارة إطفاء وفرق الدفاع المدني اللبناني التي تعمل بأقصى قدراتها، عن إخماد النيران التي لم يسبق أن شهدها لبنان، في ظل غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الكوارث الطبيعية. وتسببت الحرائق بنزوح مئات العائلات من منازلهم في اتجاه مناطق آمنة بعدما طالت النيران منازلهم. وسجل الصليب الأحمر اللبناني الذي نصب مستشفيات ميدانية، عشرات حالات الإغماء وأسعف العديد من الإصابات ونقل بعضها الى المستشفيات المجاورة.

نار "الطائفية" تشتعل أيضاً

وكما كل شيء في لبنان يُعطى بُعداً مذهبياً وطابعاً طائفياً، أثار كلام نائب التيار الوطني الحر ماريو عون عن انحصار الحرائق في المناطق المسيحية فقط، موجة انتقاد كبيرة من قبل سياسيين وإعلاميين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق استنكر عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله في تصريحات لـ "اندبندنت عربية" كلام زميله عن انحصار الحرائق في المناطق المسيحية فقط، مستغرباً استخدام الكلام العنصري والطائفي واستغلال مآسي المواطنين، الذين يرون أملاكهم وبيوتهم تحترق أمام أعينهم، مصححاً لعون أن "الحرائق تشتعل في كل المناطق اللبنانية وتطال الشعب كله على مختلف انتماءاته ومذاهبه"، رافضاً تشويش الرأي العام. وأبدى ارتياحه وسروره للتكاتف الذي تشهده المناطق ولاسيما قرى الشوف، قائلاً "رأينا متطوعي الدفاع المدني والصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية، هذا المشهد يكبّر القلب ويدل على أنه عند الأزمات الشعب اللبناني يتكاتف مع اختلاف أطيافه وبجميع تناقضاته". وطالب عبد الله بضرورة إجراء تحقيقات فورية عن أسباب هذه الحرائق التي يمكن أن تكون مفتعلة، مضيفاً "الدولة عاجزة عن القيام بواجبها على الرغم من الجهود التي تضعها وزيرة الداخلية والبلديات وعناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني، لأن هناك غياباً للتجهيزات والطائرات والخرائط التي تحدد منابع المياه في كل منطقة".

الاشتراكي يتهم التيار بالعنصرية والكراهية

من جانبها، ردت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي بعنف على تصريحات النائب ماريو عون، واتهمته وتياره السياسي بافتعال الفتن بين اللبنانيين، مشيرة إلى أن "التيار الوطني الحر بات مدرسة في العنصرية والطائفية وبث روح الفرقة والكراهية بين اللبنانيين". واعتبرت المصادر أن "التيار الوطني الحر يريد تغطية إخفاقاته السياسية وفشله بمعالجة أبسط أمور الناس وإخفاء الفساد الذي يمارسه في السلطة عبر تأجيج الطائفية واستخدام الخطاب المتطرف للعب على الوتر الطائفي، لأنه بات تياراً مفلساً سياسياً وأخلاقياً"، داعية إلى "فصل المسار الإنساني والمعيشي للمواطن اللبناني عن تناتش المصالح السياسية الضيقة".

وفي ردها على ادعاء عون، أشارت المصادر نفسها إلى أن "المواطن سليم أبو مجاهد الذي استشهد أثناء حاولته مساعدة الدفاع المدني على إخماد الحرائق، هو من الطائفة الدرزية، كما أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أجرى اتصالاته مع الدول العربية لتأمين المساعدة اللوجستية المطلوبة"، وأضافت "بلدات بزال وفنيدق ومشمش السنية تلتهمها الحرائق كما بلدات النبطية وصور الشيعية". وطالبت المصادر النائب عون بالاعتذار من اللبنانيين عن الكلام المستغرب والمستهجن، معتبرة أن "ثمة فارق بين تمثيل الناس وهواجسهم وبين خداعهم والقول إن الحرائق تستهدف مناطق محددة".

كذلك اتهمت المصادر الاشتراكية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل "بايقاف تعيين حراس الأحراج في مجلس الوزراء تحت ذريعة المساواة الطائفية"، قائلة "الاسوأ أنه جرى استنكار تعيين وتثبيت متطوعي الدفاع المدني واليوم لا نجدهم، وقد اتصل بهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مؤكداً استعداده تغطية أتعابهم على نفقته الشخصية".

ونتيجة التوتر والاحتقان الناتج عن كلام عون، طرد عدد من الشبان الغاضبين وزير المهجرين غسان عطاالله المحسوب على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، خلال مشاركته في إحدى المناسبات في بلدة الدامور.

فضيحة الطائرات!

الفضيحة التي كشفت نيران الحرائق النقاب عنها، تمثلت في إهمال صيانة طوافات الإطفاء الثلاث من نوع "سيكورسكي" طرازS-70A، بقيمة حوالى 13 مليون دولار، وقُدمت كهبة للدولة، وتضمّنت الهبة ثلاث سنوات صيانة إضافةً إلى مليون دولار كبدل عن قطع غيار. وبعد انقضاء السنوات الثلاث، لم تكمل الدولة صيانتها ما تسبّب بإيقافها عن العمل تحت ذريعة الصيانة التي تكلف ما يقارب الـ 450 ألف دولار سنوياً، في حين يشير خبراء أن كلفة صيانة طوافات "السيكورسكي" ليست كبيرة نسبة لكلفة الأضرار التي تخلّفها الحرائق، والتي قُدرت حتى الساعة بحوالى 250 مليون دولار أي عشرات أضعاف كلفة الصيانة.

وقالت مصادر عسكرية إن "الطوافات الثلاثة كانت هبة ولم تكلف الدولة دولاراً واحداً، وشملت الهبة إضافة للصيانة لمدة ثلاث سنوات، تدريب الطيارين، وقد اختيرت المواصفات من قبل سلاح الجو في الجيش اللبناني، ثم أرسل دفتر الشروط إلى 21 شركة عالمية"، مؤكدة أن "الطوافات استعملت على مدى ثلاث سنوات وشاركت حتى عام 2013 بمكافحة ما يزيد عن 11 حريقاً وبفعالية".

العناية الإلهية

وفي وقت لا تزال مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانية تحذر من استمرار خطر الحرائق خلال اليومين المقبلين، بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح الشديدة الحارة المرافقة، أعادت بعض زخات المطر التي بدأت تتساقط مع بدء حلول الظلام، لا سيّما في المناطق التي تشتعل فيها الحرائق الكبيرة، الأمل في أن تساهم هذه "الرحمة الإلهية" بالإسراع في إخماد النيران، خصوصاً بعد إعلان بيان الجيش اللبناني أن "طائرات الإطفاء توقفت عن العمل مع حلول الظلام، وبسبب الظروف المناخية تستكمل العمليات عبر العناصر والإمكانيات المتوفرة، واذا استمرت الأمطار بالهطول فستساعدنا كثيراً".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء البيت اللبناني : لبنان لم يعد قويا في ظل قوى قرارها نشر الفوضى في البلد ومنع المعالجات الجدية

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

دان لقاء "البيت اللبناني" في بيان "الغزو التركي للأراضي السورية والضوء الأصفر الدولي لهذا الغزو، معتبرا انه "لا يحجب حقيقة ان النظام السوري وداعميه ايران وروسيا يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية عن استباحة الأراضي السورية، لأن هؤلاء يرفضون منذ تسع سنوات اي حل سياسي يجعل من سوريا دولة قانون تحترم حقوق شعبها ومواطنيها"، لافتا الى "ان الإصرار على رفض الحل السياسي وعلى رفض مسار جنيف للحل جعل من سوريا أربعة أحزمة أمنية حزام روسي في الساحل وحزام ايراني في الشرق والشمال وحزام اسرائيلي في الجنوب وحزام تركي في كل مناطق الشمال".

ورأى اللقاء "ان إنقاذ الأرض السورية لا يمكن ان يتم على أيدي هذا النظام وداعميه ولا رهان عربيا او دوليا على ان هذا النظام يمكن ان يكون جزءا من مستقبل سوريا".

من جهة ثانية، حيا "البيت اللبناني" العسكريين وقدامى العسكريين الذين احيوا ذكرى شهداء 13 تشرين بعيدا عن الاستغلال السياسي ، وهم اشعروا العسكريين وعائلاتهم بكرامتهم وكرامة الجيش اللبناني، من ناحية ثانية 13 تشرين 1990 كان مأساة حركتها طموحات رئاسية صغيرة جدا ضحت بالمؤسسةالعسكرية من اجل الموقع الشخصي. واليوم مع الاسف تم احياء ذكرى 13 تشرين بنوع من ملهاة تحركها طموحات سياسية . علما ان طروحات الزحف لاسترضاء النظام السوري غير قادرة على حل اي مشكلة بل تفاقم من المشاكل الإنسانية والاقتصادية، لكن المؤسف ان بعض ال "ميني" زعامات يسهل عليه التضحية بمصالح الشعب بأكمله لأجل مصالحه الخاصة ومنافعه الخاصة".

وأشار اللقاء في بيانه الى "ان الإضرابات المتتالية التي تنشر الفوضى في البلد تدلل على عجز الطاقم السياسي وضعفه امام القطاعات الاحتكارية، فلبنان لم يعد قويا في ظل قوى سياسية ميليشوية وإعلامية قرارها، ان تنشر الفوضى في البلد وان تمنع المعالجات الجدية للواقع الاقتصادي والمالي. اننا نذكر ان لبنان لم يعد يحتمل ازدواجية الدولة والدويلة وصار على مفترق خطير : اما الحفاظ على الليرة او السلاح غير الشرعي، فالتعايش لم يعد ممكنا".

 

السيد نصر الله التقى فرنجية... وتشديد على مكافحة الفساد ورفض الضرائب

القناة 23/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

التقى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية بحضور وزير الأشغال العامة للنقل يوسف فنيانوس والمعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل. وقد جرى في اللقاء بحث معمق شامل في مختلف التطورات الأقليميّة لا سيما آخر المستجدات على الساحتين العراقية والسورية. وفيما يؤكد الطرفان على موقفها المعروف بضرورة عودة العلاقات بين لبنان وسوريا الى وضعها الطبيعي، يجددان التأكيد على ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية ، خاصة في مجالين هامين هما الإستفادة من الفرصة الكبيرة التي يتيحها إعادة إفتتاح معبر البوكمال لتعزيز الصادرات اللبنانية عبر سورية إلى العراق والعمل المشترك مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتخفيف الأعباء الإقتصادية والإجتماعية الكبيرة على لبنان. وقد جرى في اللقاء إستعراض الأوضاع الإقتصادية بشكل مفصل حيث تم التأكيد على ضرورة العمل على زيادة الإيرادات وخفض النفقات أخذين بعين الإعتبار المطالب المشروعة لذوي الدخل المحدود ورفض زيادة الضرائب المباشرة وعدم المس بالرواتب والأجور والحسومات التقاعدية والعمل على دعوة الحكومة الى إيلاء الإيرادات الناجمة عن الأملاك البحرية إهتماما جادا، والتشديد على مكافحة الهدر والفساد. وقد أكد المجتمعون على الحاجة إلى تضافر كل الجهود وخاصة بين الرؤساء الثلاثة والقوى السياسيّة المختلفة للحفاظ على الإستقرار النقدي والمالي بإعتباره أحد ركائز الإستقرار الأمني والسياسي في البلاد.

 

باسيل يستدرج الحريري إلى سوريا.. لا مجال للانتظار

منير الربيع/المدن/الثلاثاء15/10/2019

لم تعد حقيقة السياسة في لبنان تُبنى أو تُقرأ من المواقف المعلنة. الانحدار الكبير الذي تعانيه ربما من انحدار أحوال رجالاتها. إذ غالباً ما بات الخطاب السياسي يهدف إلى الاختباء وراء الأصابع، أو تحشيد التأييد والمناصرة وتعبئة الرأي العام، من دون أي اقتران بالفعل والقدرة والالتزام العملي بهذا الخطاب. هكذا، يصبح الكلام السياسي باهتاً يكتفي بدغدغة مشاعر الجمهور، بل وتعميته عن الحقائق.

ثلاث محطات

صحيح أن السياسة فن منازعة وشد وجذب ومناورات. لكن اتقان هذا الفن في لبنان حالياً يتسم بأسلوبين. أسلوب يجيد هذه اللعبة ويتقنها، فيحقق ما يريده بالمرونة أو التصلب أو المهادنة أو المواجهة. وأسلوب آخر لا يمتلك غير مبدئية لغوية وتعبيرية باتت مغتربة عن الواقع وليس لها أي قدرة تأثيرية.

وبمعنى أوضح، يلجأ الطرف الأول الممثل بالوزير جبران باسيل إلى إعلان جملة مواقف في ثلاث محطات أساسية، تغيّر المسار والوجهة السياسية في البلاد برمتها. بينما يقابله الطرف الثاني، أي الرئيس سعد الحريري، ببيانات أو مواقف متنوعة لا ترقى إلى مستوى الحدث. جلّ ما في غايتها هو التوجه إلى بيئته الشعبية والانتخابية لفصلها عن الواقع. مع أن الحريرية اليوم تتسم بـ"واقعية" شديدة. بدأ باسيل مساره في جلسة مجلس الوزراء للدفع باتجاه التطبيع مع النظام السوري. وكشف أنه اتفق مع الحريري على ذلك. هنا طلب الحريري عدم التداول بهذا الأمر أمام الإعلام، وتأجيله، بانتظار بلورة مآل الموقف العربي، الذي قد ينفتح على دمشق. وعندها يأتي الانفتاح اللبناني من دون صعوبة. لكن باسيل يريد للبنان أن يكون هو "الطليعة" وفاتح هذه المرحلة من تطبيع العلاقات وإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية. وقد استكمل ذلك بمداخلته في اجتماع الجامعة والدعوة إلى إعادة مقعد سوريا، وصولاً إلى خطابه في ذكرى 13 تشرين الأول، الذي أعلن فيه الانقلاب الكامل على التسوية التي جاء بها ميشال عون رئيساً للجمهورية، كما الانقلاب على اتفاق الطائف. واتخذ صفة صاحب القرار الأوحد، بموجب تفاهمات وتحالفات سياسية مع محور ينتصر في المنطقة. يمكن بالاستناد إليه "استعادة الصلاحيات" وتعزيزها، وصولاً إلى إعلانه عن نيته الذهاب إلى سوريا، والجهوزية "لقلب الطاولة" على الجميع.

القرار اللبناني وردّ الحريري 

إذاً، أمسك باسيل بعد لقاء لساعات طويلة مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، زمام القرار اللبناني، بلا أي مواجهة من أي طرف. ردّ الحريري بداية على كلام باسيل في الجامعة العربية رداً خجولاً. لم يُفهم منه حق من باطل. هو أولاً رفض بشكل ما خطاب باسيل حول مساعي لبنان لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وتمسك بمبدأ "النأي بالنفس"، بينما النقطة الثالثة في البيان جاءت لصالح باسيل كلياً، حين اعتبر أن موقف لبنان من تدخل تركيا في سوريا يعبر عنه بيان وزارة الخارجية، ما يعني إدانة الحكومة للتدخل التركي. لم يكتف باسيل بذلك. واصل هجومه يوم الأحد، مطيحاً بـ"النأي بالنفس"، ومعلناً الاستعداد للذهاب إلى سوريا. هنا ردّ الحريري أيضاً بطريقة أقل ما يُقال فيها أنها ذرّ للرماد في عيون الجمهور، الذي تحمّس لعبارة أن دم رفيق الحريري هو الذي أخرج الجيش السوري من لبنان، وليس باسيل هو الذي أخرجه. طبعاً، هذه مسألة مسلّم بها. لكن إشارة الحريري إليها لا تهدف إلا للاستهلاك الشعبي وليس للفاعلية السياسية، لأن تتمة البيان توحي بمنح باسيل كل ما يريده، عبر القول أن ذهاب باسيل إلى سوريا هذا شأنه، و"المهم النتيجة". هذا يعني أن الحريري سلّم لباسيل بما يريد، الذي كان قد استبق نظرياً أي قرار للحكومة مجتمعة حول هذه الخطوة، بينما عملياً كان متفاهماً مع الحريري عليها، وثمة تبادل للأدوار بخصوصها. ومن ضرورات الاختباء خلف الأصابع، أردف بيان الحريري أنه من المهم أن لا يستغل النظام السوري هذه الزيارة للعودة إلى لبنان. مردفاً أيضاً أن لا ثقة بنيّة النظام لإعادة اللاجئين. ولكن إذا ما تحققت نتائج إيجابية فسيكون أول المرحبين. يعلم الحريري كما باسيل أن أهمية الزيارة السياسية هي بمجرد حصولها. كما يعلم الجميع أن لا عودة للاجئين حالياً. وبالتالي، برر الحريري لباسيل ما يريده ومنحه الغطاء بذرائع واهية. يعود الحريري إلى اعتزال السياسة في بيانه، معتبراً أن البلد لا يحتاج إلى سجالات جديدة، لأن الهم الأساسي هو لوقف الأزمة الاقتصادية. ولكنه حتى في الاقتصاد لا يُترك له شيء للتصرف. والردّ حول كلام باسيل بقلب الطاولة، أتى باهتاً من سوية أن الطاولة ستنقلب على الجميع، من دون معرفة أي طاولة، وإذا ما كان هناك طاولة أصلاً. فكل الطاولات أصبحت في بعبدا.

زيارة سوريا والمصالح

سعد الحريري اليوم في ورطة، إن بعلاقاته الخارجية وتحولات المواقف الإقليمية والدولية، أو أمام جمهوره. وورطته المستمرة غياب أي بديل لديه سواء في التحالفات أو في الخيارات السياسية التي استسلم أمامها. يريد أن يكون واقعياً، فيرى أن العرب سيذهبون إلى سوريا، عاجلاً أم آجلاً. ويريد أن يتصرف بمعزل عن الحسابات الشخصية. وطبعاً في السياسة تغيب الحسابات الشخصية إزاء المصالح. وقد تكون لزيارة سوريا بعض المكتسبات له ولحكومته. ولكنها لن تكون في سجّله إنما في سجل باسيل. وهو لا يريد أن يقف في واجهة التطبيع. لذلك يترك لباسيل أن يتحرك. منحه الغطاء في اجتماع خاص وعلى طاولة مجلس الوزراء، وفي بيان إدانة التدخل التركي، وصولاً إلى بيان مكتبه الإعلامي. وكأنه يتخلى عن كل شيء، فقط في سبيل البقاء على رأس الحكومة. يمثل الحريري الحلقة الضعيفة، فلا يكتشف قوته أو مكانته وموقعه إلا من خلال السير في ركب عون وباسيل، بينما الأمكنة الأخرى بالنسبة إليه غير مضمونة أو خاسرة.

 

مـاذا وراء حـل "القومـي" فـي سـوريـا؟

المركزية/15 تشرين الأول/2019

مفاجئا، كان قرار محكمة الاستئناف في دمشق بإصدار حكم مبرم يقضي بحل الحزب السوري القومي الاجتماعي- الأمانة في دمشق. كيف لا والحزب الذي أسسه "الزعيم" أنطون سعادة معروف بمكانته وحضوره التاريخي في سوريا، وهو الحاضر في مجلس الشعب السوري والفاعل في المجتمع السياسي السوري. وفي السياق، لا يغيب عن بال متابعي التاريخ السياسي الحديث للشرق الأوسط أن "الزعيم" وحزبه حملا أفكارا تمحورت في أساسها حول المطالبة بالدولة المدنية، وبقيام ما يسمى "سوريا الكبرى" التي من المفترض ان تضم لبنان وسوريا والاردن والعراق وقبرص"، ما يدفع بعض المراقبين إلى الكلام عن أن الحزب القومي في سوريا موال لنظام الرئيس بشار الأسد، وهو أمر من شأنه أن يطرح تساؤلات عن الأسباب الكامنة خلف القرار القضائي السوري الأخير. غير أن ما لا يعرفه كثيرون يكمن في أن رياح الخلافات عصفت بالقوميين السوريين في سوريا، ما جعلهم ينقسمون إلى تيارين سياسيين يحملان اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي- الأمانة  و"الحزب السوري القومي الاجتماعي- المركز"، علما أن الأول هو المستهدف بالقرار القضائي السوري فيما الثاني ممثل في الجبهة الوطنية التقدمية، وهي تكتل سياسي سوري يضم 9 أحزاب إضافة إلى اتحاد العمال والفلاحين. وفي السياق، أوضح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان النائب أسعد حردان أن "الحزب المركزي منتشر في سوريا ولبنان والعراق وفي عالم الاغتراب، وهو الحزب الأم. لكن هناك من كانت لهم خيارات تنظيمية أخرى في سوريا، بينهم جوزف سويد وعصام المحايري. وبعد حوار ونقاش مع هؤلاء، رأت الدولة السورية أن لديها أسبابا موجبة لحل هذا التنظيم".

وشدد حردان على أن "قرار المحكمة السورية لا يستهدف الحزب القومي المركزي، بل المجموعة التي اتخذت خيارات مختلفة في الحزب"، علما أن الأخير حاضر في البلديات وفي الجبهة الوطنية التقدمية برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد، ولنا 7 نواب في مجلس الشعب"، مشيرة إلى الحل طاول "الخارجين على الحزب الأم". واعتبر أن "الدولة السورية اتخذت قرارا ضد الخارجين عن الأصول القانونية لإعطاء التراخيص الحزبية في سوريا، ونحن ندعو جميع رفاقنا إلى الانضمام إلى الحزب الأم ورص الصفوف في مواجهة الاحتلالات". وأكد أن "الحزب ناشط وعامل في سوريا كما في كل محافظات العراق، وفي غزة"، مشددا على أن "حزب أنطون سعادة طرح أفكارا من شأنها حل كل مشكلات المنطقة، وهذا ما يدعونا إلى المطالبة بالاصلاح السياسي في لبنان، إنطلاقا من قانون انتخابي يقوم على الدائرة النسبية خارج القيد الطائفي، على أن ينشأ مجلس شيوخ يطمئن الطوائف في لبنان".

 

باسيل إلى دمشق "منزوع الغطاء"... و"الاشتراكي" ينتفض على العهد... عنوان المرحلة... "قلب الطاولة"

نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79493/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%a1/

"نحن بدولة مش دولة"... عبارة تختصر وتختزن الكثير من المعاني الدالة على عمق الأزمة اللبنانية، سيّما وأنها أتت على لسان وزير المال علي حسن خليل وكادت أن تضيع دلالاتها في خضمّ "المعمعة" السورية التي أثارها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل من على منبر "13 تشرين". وعلى قاعدة كونها "دولة مش دولة" ساد التراشق والضياع وانعدام التوازن والتناغم بين أفرقاء الحكومة خلال الساعات الأخيرة، فتطايرت شظايا المعركة تحت عنوان "قلب الطاولة" على محورين، الأول يقوده باسيل بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن رئاسة الجمهورية وفريق 8 آذار لإعادة الوصل بين قصري "بعبدا" و"المهاجرين" بمعزل عن قرار جامع في مجلس الوزراء، والثاني محور متعدد الأبعاد اجتمع على ضفته أكثر من طرف رئاسي وسياسي، لصدّ محاولات إعادة تعويم النظام السوري على حساب الدولة اللبنانية وقافلة شهدائها الذين سقطوا على مذبح "وصاية" هذا النظام.

فبحزام سيادي مرسوم بـ"الدم"، من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري، تنوعت سلسلة الردود بدرجات متفاوتة على كلام باسيل بدءاً من رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي حرص على نزع الغطاء الحكومي عن أي زيارة يعتزم وزير الخارجية القيام بها إلى دمشق عبر بيان ذكّره فيه بأنّ "دم الرئيس رفيق الحريري" هو الذي أعاد الجيش السوري إلى سوريا، ونبه تالياً إلى أنّ حرف المسار عن معالجة الأزمة الاقتصادية سيؤدي حكماً إلى "قلب الطاولة على رؤوس الجميع"، مروراً بتشديد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على كون باسيل لا يستطيع أن يتخذ موقفاً "بهذا الحجم" من دون العودة إلى مجلس الوزراء، مستغرباً محاولة "استغلال الفرص لتعويم بشار الأسد حتى ولو على حساب لبنان من ناحية العقوبات والمواقف الدولية والعربية إزاء النظام السوري"... وصولاً إلى السقف الأعلى على مقياس الردود، الذي تميّز به "الحزب التقدمي الاشتراكي" على لسان رئيسه وليد جنبلاط الذي توجّه إلى الداعين للتطبيع مع نظام الأسد بالقول: "تذكروا أنهم دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري"، مشبّهاً ما يجري على مستوى الأمن والإدارة في الدولة بأنه يتمّ "على طريقة البعث"، ولافتاً الانتباه إلى أنّ "من أتى به الأجنبي سيذهب به نهر الشعب"، وهو ما بدا رداً مباشراً على عبارة "النهر الجارف" التي توعّد به باسيل مَن "ينتظرون على ضفة النهر".

وكما في السياسة، كذلك في الشارع، حشد "الاشتراكي" قواه الشعبية والحزبية والشبابية في تظاهرة مناهضة لقمع الحريات في البلد لكن سرعان ما اتخذت طابع "التنديد بسياسة العهد الداخلية والخارجية"، بحسب تعبير جنبلاط نفسه في معرض توجيهه التحية إلى "منظمة الشباب" في الحزب. وإذ أعادت التظاهرة الاشتراكية إحياء النبض الاستقلالي السيادي في ساحة الشهداء لا سيما مع انضمام شخصيات قواتية وكتائبية بالإضافة إلى مشاركة النائب السابق فارس سعيد والوزير السابق معين المرعبي، ظهّرت كلمة الوزير وائل أبو فاعور خلالها جملة من المواقف النارية من "ساحة الحرية" في مواجهة "ساحة العبودية" دفاعاً عن "الحرية والديموقراطية التي تتعرض لاعتداءات جديدة، بدءاً من صحيفة "نداء الوطن" وصولاً للاعتداءات والاستدعاءات بحق الناشطين"، ليعبّر في هذا السياق عن رفض تحويل الأجهزة الأمنية إلى "ألعوبة بيد السلطة" خاصاً بالذكر جهاز أمن الدولة، وليوجّه اتهاماً صريحاً إلى العهد الحالي بأنه هو من ينفذ "مؤامرة اقتصادية" على البلد خصوصاً وأنه يتحكم بالقرار السياسي والأمني والاقتصادي "فعلى من ستقلبون الطاولة وأنتم تحتكرون كل مواقع السلطة؟".

وإلى مجلس الوزراء، حيث استكمل أبو فاعور الرد على رئيس "التيار الوطني الحر" مؤازراً من الوزير أكرم شهيب الذي رأى ملامح "انقلاب على الطائف والشرعية والإجماع العربي"، بينما حذر نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني من مغبة "استعمال موضوع النازحين السوريين كشماعة ورفع سقف الخطاب السياسي تجاه فتح العلاقة مع النظام السوري" باعتباره مساراً "يمكن أن يعرّض لبنان لعقوبات ويعرّض الدعم الدولي للخطر".

وفي المقابل، تعاملت مصادر"التيار الوطني الحر" بكثير من البرودة مع الردود التي طاولت كلام رئيس التيار، فوصفت لـ"نداء الوطن" كلام رئيس الحكومة بأنه "كلام موزون ومتزن ويفرض تحدياً على التيار الوطني" لناحية الترحيب بعودة النازحين السوريين إذا تحققت من خلال زيارة باسيل المرتقبة إلى سوريا. بينما وضعت انتقادات رئيس "القوات اللبنانية" في خانة "العقلانية" لا سيما لجهة مطالبته بأن يصار إلى الاحتكام لمجلس الوزراء في مسألة الموقف من العلاقات مع سوريا. أما في تعليقها على كلام جنبلاط والتظاهرة الاشتراكية فاكتفت مصادر "التيار الوطني" باعتبار ذلك ليس أكثر من "حركة استعراضية تبحث عن دور جديد يكاد يتنافس مع دور حركات المجتمع المدني". وعلى ضفة "الصيفي"، جددت مصادر "الكتائب" التشديد على أنّ "الحل يكمن في رحيل هذه السلطة وما تمثل وقيام سلطة جديدة على أسس وطنية وإدارية ومالية شفافة"، وسألت المصادر القيّمين على "التسوية الرئاسية" ماذا حققوا حتى الآن وعلى ماذا اتفقوا "فهل تفاهموا على سلاح "حزب الله"، والموضوع السيادي وعلى سياسة لبنان الخارجية وعلاقته بأصدقائه التاريخيين؟ وهل تفاهموا على العلاقة مع سوريا وعلى موضوع النازحين؟"، لتذكّر في معرض ردها على طرح باسيل المتفرّد بقرار إعادة التطبيع مع سوريا تحت عنوان "إعادة النازحين" بالمبادرة الروسية لحل أزمة النازحين، وإبداء موسكو استعدادها للعمل كوسيط بين لبنان ونظام الأسد في هذا الملف "بما يحفظ مصالح لبنان ويضمن النأي بالنفس"، وتساءلت: "لماذا لا يسيرون بهذا المخرج ويوفرون على لبنان الالتحاق بسياسة المحاور"؟.

 

بيان من السفارة الأميركية عن حرائق لبنان

أعربت السفارة الاميركية في بيروت عن الحزن العميق "إزاء الصور المدمرة التي انتشرت اليوم عن الحرائق التي دمرت لبنان". وحيت السفارة في بيان "جهود الجيش اللبناني والدفاع المدني والمواطنين الشجعان ونقدم تعازينا العميقة لعائلة سليم أبو مجاهد الذي توفي وهو يؤدي الواجب".

وقالت: "نقف تضامنا مع الشعب اللبناني".

 

قيادة الجيش تحذر من استعمال الطائرات المسيرة Drones

وكالات/15 تشرين الأول/2019

صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي:تحذر قيادة الجيش جميع المواطنين من استخدام الطائرات المسيرة في المناطق اللبنانية كافة حتى إشعار آخر، وخاصة المناطق التي تشهد حرائق نظرا لتأثيرها المباشر على حركة الطوافات والطائرات أثناء الإطفاء وذلك تحت طائلة إسقاطها والملاحقة القانونية بحق مشغليها.وجاء في بيان آخر: وضعت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، صهريجَي مياه بتصرف الجيش الذي وضعهما بعهدة الدفاع المدني للمساهمة في إطفاء الحرائق، والحد من انتشارها في الأماكن المتضررة.

 

أوساط مصرفية: لهذا هدد حزب الله بالتحرك ضد المصارف

الكلمة أون لاين/15 تشرين الأول/2019

وضعت أوساط مصرفية مطلعة تهديد حزب الله بالتحرك ضد المصارف في خانة الضغط على حاكم مصرف لبنان د. رياض سلامة الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات نقدية رفيعة المستوى بينها "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي" ومؤسسات نقدية أخرى لها صلة بالنظام المصرفي اللبناني وسواها من التي لها تأثير على المنظومة النقدية العالمية. وأضافت الأوساط لموقع "الكلمة أون لاين" أن سلامة قد ينتقل الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين، ولذلك جاء تهويل حزب الله بالتحرك ضد المصارف من اجل دفع سلامة للطلب من هذه المؤسسات الأميركية والدولية عدم اضافة عقوبات على الحزب ومسؤولين وسياسيين لبنانيين حلفاء له، يرتقب ان تصدر في المدى القريب على ما بات واضحا. ورأت الأوساط ذاتها أن تهويل حزب الله بالتعرض للمصارف هو بمثابة دعسة ناقصة او تقدير في غير مكانه لأنه سيؤدي الى تفاقم العقوبات على الحزب لردعه من المس بالنظام المصرفي اللبناني، الذي هو جزء من منظومة لبنان، يفترض حمايتها، بحيث سترتد هذه التحركات سلبا كعقوبات اوسع على حزب الله الذي باتت تداعياتها تنعكس على بيئته التي بدأت تعاني من انعكاسات هذه العقوبات. ولفتت الأوساط لموقعنا الى ان الاجتماعات التي يحضر معظمها ايضا رئيس جمعية المصارف سليم صفير تجعل الفريق اللبناني في حالة دفاع رغم ان النظام المصرفي اللبناني غير خاضع لحزب الله، لكن واشنطن تعتبر ان على هذا النظام التصرف بدقة بعدما تبين ان "بنك جمال" اخفى معلومات عن مصرف لبنان وتبين لاحقا انه كان يقدم خدمات غير مشروعة لحزب الله.

 

عون يتهم الحرائق باستهداف المناطق المسيحية

المدن - مجتمع/المدن/|الثلاثاء15/10/2019

فيما وصلت شهب النيران إلى جميع المناطق اللبنانية من الجنوب وصولاً إلى عكّار، وبينما انهمك معظم المسؤولين والسياسيين بهذه الكارثة التي حلت على لبنان، كان النائب ماريو عون يتساءل عبر قناة "الأو. تي. في" العونية عن السبب الذي جعل الحرائق تقتصر على المناطق المسيحية، قائلاً: "معليشي حتى لو كان هالكلام طائفي ليش الحرايق ما بتصير الا بالمناطق المسيحية". أما حليفه نائب الأمين العام في حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، فكان يدعو خلال استقباله وفداً من منطقة الجلي، الحكومة إلى فتح العلاقات السياسية مع سوريا لمصلحة لبنان.

من الجنوب إلى الشمال

وفي التفاصيل طالت الحرائق منطقة مرجعيون، على طريق تل النحاس برج الملوك، وعملت فرق الدفاع المدني بمؤازرة الجيش وبلديتي على إخمادها، بعد أن التهمت النيران حوالى 30 دونماً من الأعشاب اليابسة وبعض أشجار الصنوبر. ووصل الحريق إلى جسر الخردلي قرب المنتزهات على ضفاف نهر الليطاني. وفي النبطية، شب حريق في الأعشاب والأشجار، على طريق عام عدشيت - كفردجال - شوكين، وعملت فرق من الدفاع المدني في مركزي كفرصير والنبطية على محاصرتها وإخمادها. هذا وقد اندلعت سلسلة حرائق في قضاء صور - في محيط بلدات جويا وصريفا والمنصوري والشهابية وقانا وبافليه ومعركة ويانوح وعملت فرق الدفاع المدني على مكافحتها. وأتت النيران على مساحات من الأشجار الحرجية وأشجار الزيتون والأعشاب. وطالت النيران منطقة جزين، إذ عملت طوافة تابعة للجيش على اخماد الحريق الذي شب في دير المخلص. وأصدر محافظ الجنوب منصور ضو اليوم تعميما إلى قائمقاميتي صور وجزين واتحادات البلديات وكل البلديات العاملة ضمن نطاق المحافظة إلى اتخاذ التدابير اللازمة والحد من الحرائق، على ضوء ما تشهده المناطق اللبنانية من حرائق بسبب موجة الحر. ولفت إلى أن "مصلحة مياه لبنان الجنوبي وضعت مآخذ المياه في المحافظة كافة تحت تصرف الصهاريج وآليات الاطفاء لاستخدامها عند الحاجة". من ناحيتها طلبت قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري من جميع أصحاب الصهاريج في قضاء جبيل الإسراع فورا والتوجه إلى بلدة جدايل لمساعدة الدفاع المدني وأهالي البلدة والبلدية للمساعدة على إخماد الحريق المندلع في البلدة والذي بدأ يقترب من المنازل.

وفي عكّار اندلع حريق في أراضي بلدة خربة داوود بالقرب من المنازل والتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان. كما اندلع حريق في بلدة خربة شار والتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان. وقد تمكن عناصر ومتطوعو الدفاع المدني من تطويق الحريق وإخماده قبل وصوله إلى المنازل وإلى الأراضي المجاورة. في منطقة المشرف أُخمدت النيران بشكل شبه نهائي بعد تدخل الطائرات القبرصية وتلك التابعة للجيش اللبناني، وشارك في عملية إخماد النيران صهاريج مياه حضرت من خارج المنطقة، حتى أن القائم بمهام رئيس اتحاد بلديات الفيحاء عبدالقادر علم الدين إرسال عناصر من إطفاء طرابلس مع آلياتهم للمشاركة في إطفاء الحرائق المندلعة. وتفقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الحرائق في بلدة المشرف، وقال أنه سيصدر قرار عن مجلس الوزراء حول التعويضات، وأنه يترك للجيش قرار الكشف على الأضرار، بالتنسيق مع قائد الجيش، ولتقدم لنا كل بلدية لائحة بالأضرار لسرعة التنفيذ.

تغريدات السياسيين

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: "تحية تقدير واعجاب للجهد الجبار الذي يقوم به عناصر الدفاع المدني والمواطنون والجيش وشكرا لقبرص لتضامنها في مع لبنان . التعزية بالشهيد سليم ابو مجاهد". وزير الاتصالات محمد شقير: "‏الحرائق تجتاح لبنان، إنه منظر يدمي القلوب ويستدعي إعلان النفير العام لحماية ثروتنا الحرجية وإطلاق حملة تشجير واسعة لإعادة الخضار إلى جبالنا عنوان لبنان الطبيعة والجمال. فإذا كانت الأولوية الآن لإخماد الحرائق فكذلك الأمر للخطابات السياسية الطنانة التي تلهب البلد". النائب سامي الجميل: "أمام كارثة الحرائق الإنسانية والبيئية وعجز الدولة، نحيي أبطال الدفاع المدني ونشكر دولة قبرص. كما أدعو رفيقاتي ورفاقي في الكتائب لمد يد العون أينما وجدوا وفتح بيوت الكتائب لفرق الإطفاء والعائلات المنكوبة. زمن المحاسبة آت لكن الوقت الآن للتضامن والعمل لمساعدة أهلنا". النائب أسامة سعد: "أعظم ما في لبنان إنسانه المبدع وطبيعته الرائعة.. ‏حكام لبنان ينتهكون حقوق إنسانه ويدمرون طبيعته.. ‏الحكومة باتت خردة كما طوافات الحرائق.. قالوا لبنان يحترق ونقول لبنان لن يحترق.. نحو معارضة وطنية شاملة".

رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان: "كما فتحنا أبواب خلدة لأهلنا منذ عقود، نؤكد أن أبواب خلدة مفتوحة لأي عائلة منكوبة في المنطقة من كارثة الحرائق.. نسأل الله أن يلطف بأهلنا.. ويخفف مصابهم". النائب ميشال ضاهر: "أين هي طائرات الهليكوبتر التي تم شراؤها لإطفاء الحرائق والتي كان لي شرف المساهمة بجزء قليل من قيمتها بالتعاون مع وزير الداخلية السابق زياد بارود؟". وقال: "ما يحصل كارثة بكل ما للكلمة من معنى، انتظرناها حرائق سياسية فأتتنا حرائق لتدمر ما تبقى من لبنان الأخضر. حمى الله لبنان".

قال وزير الداخلية السابق زياد بارود عبر سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر: ‏"حرائق لبنان المأساوية تعيد طرح السؤال ذاته المطروح منذ 2012: أين طوافات السيكورسكي؟! ولماذا لم يتم تعزيز قدرات الدفاع المدني حتى الآن؟! اليكم ما أعرفه، بكل أسف". وتابع: "الطوافات ال3 كانت هبة ولم تكلف الدولة قرشا واحدا وشملت الهبة الصيانة ل3 سنوات وتدريب الطيارين. وقد اختار المواصفات سلاح الجو في الجيش مع مؤسسة Veritas ثم أرسل دفتر الشروط إلى 21 شركة عالمية ورسا على الأدنى سعرا. أضاف:"الطوافات استعملت على مدى 3 سنوات وشاركت حتى 2013 بمكافحة ما يزيد عن 11 حريق وبفعالية. هل المسألة تتعلق فعلا بالصيانة؟ أم ثمة قطبة مخفية؟ في اي حال، تبقى كلفة الصيانة متواضعة مقارنةً مع غضب الناس وخوفهم والخسائر في الأرواح والممتلكات وفي الأخضر القليل المتبقي. أجرى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط سلسلة اتصالات في إطار مواكبته تطورات الحرائق في الشوف. واتصل لهذه الغاية برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وعدد من الجهات لمتابعة المعالجات.  وأوفد النائب جنبلاط وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائب بلال عبدالله ووكيل داخلية الشوف عمر غنام ووكيل داخلية الإقليم سليم السيد وعدد من المسؤولين لمتابعة الوضع ميدانيا.  وناشد النائب جنبلاط جميع المواطنين أن يتكاتفوا ويمدوا يد العون للمساعدة في إطفاء الحرائق قبل وقوع المزيد من الخسائر وتلافياً لانتشار الحرائق نحو مناطق أخرى.  من جهة أخرى، أجرى النائب بلال عبد الله اتصالاً هاتفياً بوزيرة الداخلية ريا الحسن، شكرها فيها على جهودها واندفاعها الوطني والتحرك السريع اليوم وبالأمس واشرافها شخصيا على عمليات اخماد النيران في المشرف.

 

كيف علّق نصرالله على الحرائق؟

وكالات/15 تشرين الأول/2019

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان موجة الحرائق التي أصابت لبنان تشكل فرصة للدولة لمعالجة الثغرات، داعيا الدولة والقوى السياسية للتصرف بمسؤولية مع الحدث. واشاد السيد نصرالله بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية والتضامن بين اللبنانيين، محذرا من إستغلال ما حصل لإثارة الحساسية المذهبية والطائفية. كلام السيد نصرالله جاء في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت.

”.

“حزب الله” يقود معركة إرغام بيروت على التطبيع مع الأسد

بيروت ـ”السياسة/وكالات/15 تشرين الأول/2019

كشفت معلومات لـ”السياسة”، أنّ “حزب الله” أخذ القرار بخوض معركة “التطبيع” مع النظام السوري، وأنه أبلغ حلفاءه بضرورة السير بهذه المعركة لإرغام رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه للقبول بها، وهو ما ظهر بوضوح من خلال المواقف التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، في موازاة التهديد بتحريك الشارع، في إطار الضغوطات التي يريد فرضها على المصارف اللبنانية التي تتقيد بالعقوبات الأميركية المفروضة على الحزب. فبعد أيام على لقائه الوزير باسيل، حيث تركز البحث على ضرورة الانفتاح على سورية، التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وقد جرى في اللقاء بحث معمق شامل في مختلف التطورات الأقليميّة لا سيما آخر المستجدات على الساحتين العراقية والسورية. وفيما أكد الطرفان على موقفها المعروف بضرورة عودة العلاقات بين لبنان وسورية الى وضعها الطبيعي، جددا التأكيد على ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية، خاصة في مجالين مهمين هما الاستفادة من الفرصة الكبيرة التي يتيحها إعادة افتتاح معبر البوكمال لتعزيز الصادرات اللبنانية عبر سورية إلى العراق والعمل المشترك مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتخفيف الأعباء الاقتصادية والإجتماعية الكبيرة على لبنان. وجرى في اللقاء استعراض الأوضاع الاقتصادية بشكل مفصل حيث تم التأكيد على ضرورة العمل على زيادة الإيرادات وخفض النفقات أخذين بعين الاعتبار المطالب المشروعة لذوي الدخل المحدود ورفض زيادة الضرائب المباشرة وعدم المس بالرواتب والأجور والحسومات التقاعدية والعمل على دعوة الحكومة الى إيلاء الإيرادات الناجمة عن الأملاك البحرية اهتماما جادا، والتشديد على مكافحة الهدر والفساد. وأكد المجتمعون على الحاجة إلى تضافر كل الجهود وخاصة بين الرؤساء الثلاثة والقوى السياسيّة المختلفة للحفاظ على الإستقرار النقدي والمالي باعتباره أحد ركائز الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد. في السياق، دعا نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، “الحكومة الى فتح العلاقات السياسية مع سورية لمصلحة لبنان”، مشيرا الى ان “حزب الله” يتابع الملف المالي الاقتصادي، ولم يقرر النزول إلى الشارع حتى الآن”. واشار قاسم الى ان “أهم سبب للمشكلة الاقتصادية هو القرار السياسي المرتهن للخارج والذي يمنع لبنان من خطوات اقتصادية لمصلحته”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تطالب بوقف إطلاق النار في سورية وتفرض عقوبات على تركيا

منبج في قبضة نظام دمشق.. وشرطة روسيا على خط التماس.. وبريطانيا وإيطاليا تحظران بيع الأسلحة لأنقرة

عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2019

 فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقوبات على تركيا، وطالبها بوقف التوغل العسكري في شمال شرق سورية. وطالب ترامب في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليل أول من أمس، بوقف اطلاق النار في الشمال السوري وإنهاء العملية العسكرية هناك، معلناً عن خطط لإعادة فرض تعرفة جمركية على الصلب التركي ووقف المفاوضات على الفور بشأن اتفاق تجاري بقيمة مئة مليار دولار. وقال إنه “منذ أول يوم لي في السلطة، عملت إدارتي بلا كلل من أجل الحفاظ على سلامة وأمن الولايات المتحدة ومواطنيها، حررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأراضي من خلافة داعش العنيفة بشكل كامل، يجب ألا تُعرض تركيا هذه المكاسب للخطر، يجب على تركيا أيضاً أن تجعل حماية المدنيين من أولوياتها”. وأضاف إن “العدوان العسكري التركي يُعرض المدنيين للخطر ويهدد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لقد أوضحت ذلك مع أردوغان، العمل التركي يُعجل بحدوث أزمة إنسانية ويهيئ الوضع لوقوع جرائم حرب محتملة”. وختم قائلاً، “ستستخدم الولايات المتحدة وبشدة العقوبات الاقتصادية لاستهداف أولئك الذين سمحوا لهذه الأعمال الشنيعة في سورية وسهلوها ومولوها، أنا مستعد تماماً لتدمير الاقتصاد التركي بسهولة إذا استمر القادة الأتراك في هذا المسار الخطير والمدمر”. وأشار إلى أن القوات الأميركية ستبقى بأعداد صغيرة في التنف في جنوب سورية “لمواصلة القضاء على فلول داعش”. من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للصحافيين، “لن تتسامح الولايات المتحدة ببساطة مع غزو تركيا لسورية، إننا ندعو تركيا إلى التراجع وإنهاء العنف والوصول إلى طاولة المفاوضات”. وأضاف إنه سيدعو الحلفاء في حلف شمال الاطلسي إلى “اتخاذ إجراءات جماعية وفردية” ضد تركيا عندما يجتمع مع وزراء الدفاع في بروكسل الأسبوع المقبل. وأشار إلى أنه سيقود وفداً إلى تركيا قريباً، مضيفاً إن ترامب أعطى له ولمستشار الأمن القومي روبرت أوبراين أوامر بالسفر إلى تركيا من أجل العمل على وضع حد للعنف الدائر في سورية.

وأوضح أن ترامب أخبر أردوغان، أن بلاده ستلعب دور الوساطة والتحكيم من أجل التوصل لاتفاق بين القوات في سورية والجيش التركي، مشيراً إلى أن أرودغان قدم لترامب التزاماً قوياً بعدم شن بلاده هجوماً على مدينة عين العرب (كوباني)، يسيطر عليها الأكراد.

وفي لندن، أكد السفير السعودي الجديد لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر في كلمة بمعهد رويال يونايتد، أن الهجوم التركي يمثل كارثة على المنطقة.

وقال إن “الهجوم التركي يثير حالة من الفوضى في سورية، وآخر ما نحتاج إليه هو خلق جبهة أخرى من الفوضوية في المنطقة”. وفي وقت لاحق، عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن مخاوف عميقة إزاء التوغل التركي، فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا. وفي روما، أكد وزير الخارجية الايطالي لويغي دي مايو أمس، أن بلاده ستحظر صادرات السلاح لتركيا، مؤكداً أن “حل أزمة سورية يجب أن يكون ديبلوماسياً لا عسكرياً”. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن قوات النظام السوري سيطرت سيطرة كاملة على مدينة منبج، فيما أعلنت الشرطة العسكرية الروسية أنها تقوم بدوريات على خط التماس بين الجيش التركي وقوات النظام بشمال سورية، في حين انسحبت القوات الأميركية من قواعدها الثلاث في منبج.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن في وقت سابق، عن سعي بلاده لتفادي حصول أي اشتباك بين القوات التركية وقوات النظام السوري. وانتشرت قوات النظام في منبج تزامناً مع استمرار انسحاب قوات التحالف الدولي. في غضون ذلك، كشفت روسيا أمس، أن حكومتي النظام السوري وتركيا تخوضان حواراً ومحادثات مستمرة على وقع العملية التركية، مؤكدة أنه سيتم منع وقوع أي اشتباك بين الطرفين. وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتيف “أعتقد أن حدوث أي اشتباك ليس في مصلحة أحد بل أمر غير مقبول، ولهذا السبب نحن بالطبع لن نسمح بذلك”.

وأشار إلى وجود “حوار مستمر بين سورية وتركيا واتصالات عبر قنوات وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات”. في المقابل، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشره في صحيفة “وول ستريت جورنال”، موقفه السابق من اللاجئين السوريين في تركيا، قائلاً “سيتم نقلهم إلى شمال سورية”. وقال إن بلاده ستنشئ “منطقة آمنة في سورية على مساحة 44 كيلومتراً”. على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 135 عنصراً من “قسد”، و122 آخرين من القوات الموالية لتركيا، منذ بدء العملية التركية، فيما حضت الامم المتحدة، تركيا، على التحقيق في عمليات اعدام في سورية.

 

مدينة عين العرب ـ كوباني و"المنطقة الآمنة".. هل تستثنيها تركيا؟!

وكالات/15 تشرين الأول/2019

كشف تقريرٌ نشره موقع "عربي 21" أنّ مراقبين للشأن السوري، يشكّكون بالأنباء التي تشير إلى تقدّم قوّات الجيش السوري نحو مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، نظراً لأهمية موقع المدينة في ما يخصّ "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إقامتها شمال شرقي سوريا.

وبعيد إعلان الولايات المتحدة إخلاء مواقعها العسكرية في عين العرب، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن عقدها اتفاقاً مع دمشق، يقضي بدخول الجيش السوري إلى المدينة، وفرض سيطرته عليها، تفادياً لاقتحامها من قبل القوات التركية، و"الجيش الوطني السوري" حليف أنقرة، في إطار عملية "نبع السلام". من جهته، أعلن الإعلام الرسمي السوري، صباح الإثنين، أنّ وحدات من الجيش السوري دخلت مدينتَيْ منبج وعين العرب في ريف حلب، بعد يوم من اتفاق بين النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). أمّا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال أمس الإثنين: "لا يوجد لدينا أي خلافات مع روسيا حول عين العرب (كوباني)، وأيضاً لا خلافات مع الولايات المتحدة حول منبج"، وذلك في تعليق على التطورات الأخيرة شرقي الفرات. المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أكّد أنّ بلاده "لن توقف عملية نبع السلام إلا بعد تحقيق أهدافنا"، وفق قوله.

جاء ذلك في تغريدة له على "تويتر"، تعليقاً على الطلبات الأوروبية بوقف العملية التركية "نبع السلام" في سوريا. من جانبه، اعتبر الكاتب السياسي التركي، أديب اليوسف، أنّه "لا معنى للحديث عن إقامة أيّ منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، بدون السيطرة على منطقة عين العرب".

وأوضح لموقع "عربي 21"، أنّ عين العرب هي صلة الوصل بين مناطق عمليات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي "درع الفرات، غصن الزيتون"، ومنطقة عمليات "نبع السلام"، في شرقي نهر الفرات. وتابع اليوسف أنّ "سيطرة النظام على عين العرب تعني حرمان "المنطقة الآمنة" من مصدر مياه الشرب (نهر الفرات)، وفصل مناطق العمليات العسكرية التركية في الأراضي السورية عن بعضها البعض". وجزم اليوسف بأنّ تركيا لن تفرط أبداً في عين العرب، وقال: "السيطرة على مدينة عين العرب، لم تكن ضمن المرحلة الأولى من عملية "نبع السلام"، والحديث الآن عن تحركات من النظام السوري نحوها، قد يجعلها من ضمن أولويات المرحلة الأولى، ما يعني أن المعارك قد تحتدم في محيط المدينة قريبا، وذلك قطعاً للطريق على تقدم النظام نحوها".

من جانبه، أكّد الكاتب التركي، يوسف كاتب أوغلو، أنّ "تركيا لن تتنازل عن إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي الذي يفصل أراضيها عن الأراضي السورية".

وقال لـ"عربي21"، إنّ "التفاهمات التركية – الأميركية، التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تنصّ على إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي، من الضفة الشرقية لنهر الفرات غربا، وصولا إلى المثلث التركي- العراقي- السوري شرقاً".

بدوره أشار الباحث في الشأن السوري، أحمد السعيد إلى ما وصفه بـ"الرمزية المصطنعة" لمدينة عين العرب، المستمدّة من كونها المدينة التي شهدت بداية الحرب الدولية على تنظيم "داعش"، في العام 2014".

 واعتبر السعيد، في حديث لموقع "عربي 21" أنّ الهدف من تهديدات "قسد" بتسليم المدينة إلى النظام السوري، هي زيادة الضغط على الولايات المتحدة، ودفعها إلى إبقاء جزء من قواتها في محيط المدينة منعا من تقدم قوات "نبع السلام" نحوها.

وقال أمّا عن إعلان النظام، بأنّ قواته بدأت بالتحرك نحو الشمال لمواجهة القوات التركية، فهو حديث إعلامي يشبه تماماً الحديث عن انتشار مزعوم لقواته في مدينة عفرين، لعرقلة التقدم التركي في حينها.

وتابع السعيد بالإشارة إلى إدخال تركيا معدات لتركيب جسور عسكرية عائمة إلى مدينة جرابلس على الضفة الغربية من نهر الفرات، وعلق بقوله: "هي خطوة تؤشر إلى أن تركيا بصدد البدء بتحركات عسكرية نحو عين العرب التي تقع على الضفة المقابلة لجرابلس".

 

العراق يعزز حدوده مع سورية عسكرياً بعد دخول 700 “داعشي” ودعوة لتظاهرات مليونية مدرعة لإسقاط الحكومة في 25 أكتوبر

بغداد – وكالات/15 تشرين/2019

أعلنت قيادة عمليات نينوى، عن تعزيز وجود القوات العراقية على الحدود مع سورية، تحسباً لأي طارئ. وأكد قائد عمليات نينوى نومان الزوبعي، بعد تفقده الحدود العراقية -السورية، ليل أول من أمس، أن قواته تراقب الحدود ولن تسمح لأي شخص بالاقتراب منها. من جانبها، قالت مصادر أمنية إن الحدود العراقية مع سورية شهدت تشديداً أمنياً وعسكرياً، مشيرة إلى وجود نحو عشرة آلاف جندي وعنصر أمن في المنطقة الحدودية. بدوره، كشف المتحدث باسم العشائر العربية مزاحم الحويت، عن دخول نحو 700 فرد من عائلات مسلحي تنظيم “داعش” للبلاد خلال اليومين الماضيين، هرباً من العملية العسكرية التركية في سورية التي تقودها تركيا في سوريا. وقال إن “العمليات العسكرية سببت خوفاً ورعباً وسط أهالي المناطق، وهناك الكثير من الدواعش هربوا مع عائلاتهم إلى داخل الأراضي العراقية عبر مناطق ربيعة والمناطق المحاذية لقضاء البعاج عبر الشريط الحدودي مع سورية”. من ناحية ثانية، يحشد الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي المفتوحة باستخدام تطبيقات رفع الحجب المطبق في العراق، إلى تظاهرات كبرى الجمعة 25 أكتوبر الجاري، تنديداً بعمليات القتل، والاختطاف والاختفاء القسري الذي اتبع في قمع الاحتجاجات التي انطلقت في محافظات عدة أخيراً. وقال ناشطون إن التظاهرات الجديدة تسعى إلى إقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، وتغيير النظام والدستور، ومحاكمة من تسبب بقتل المتظاهرين. وحمل تاريخ 25 أكتوبر المحدد للتظاهرات الشعبية الكبرى في بغداد، ومحافظات أخرى من الوسط، والجنوب، تحت عنوان مليونية، مع هاشتاغ #ننتصر_أو_ننتصر، ضمن حملات الترويج المستمرة حتى الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي. على صعيد آخر، قرر مجلس الأمن الوطني أول من أمس، تشكيل قيادة قوات حفظ القانون لتأدية مهام حماية الفعاليات الاجتماعية الكبرى، والحفاظ على القانون وتعزيز حرية التظاهر السلمي وبشكل منظم يكفله الدستور، وحماية المتظاهرين وحريتهم في التعبير عن الرأي، مع مراعاة حقوق الإنسان وضمان سير المرافق العامة وانسيابية حركة المرور والطرق والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وسلامة المجتمع”. إلى ذلك، أعلن وزير النقل العراقي عبدالله لعيبي أمس، أنه قدم ضمانات لنائب السفير الأميركي في بغداد براين ميكفيترز، بما يتيح فتح خط جوي مباشر بين بغداد وواشنطن. ميدانياً، قتل ثلاثة من عناصر “الحشد الشعبي” ليل أول من أمس، في انفجار عبوة ناسفة شمال مدينة تكريت. وفي سامراء وبغداد، أحبطت السلطات الأمنية مخططين إرهابيين كانا يستهدفان زوار أربعينية الأمام الحسين.

وفي السياق، أعلن الباحث الأمني المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية فاضل أبورغيف أمس، عن تمكن خلية الصقور الاستخبارية في وزارة الداخلية، من قتل 12 انتحارياً في صلاح الدين.

 

محمد بن سلمان وبوتين يبحثان قضايا المنطقة ويتجولان بحي الطريف وخادم الحرمين أهدى الرئيس الروسي "عطاء نجد"

الرياض، عواصم – وكالات/15 تشرين/2019

 اصطحب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جولة بحي الطريف التاريخي في الدرعية المسجل ضمن قائمة التراث العالمي في اليونيسكو. وشاهد الرئيس الروسي معالم الحي التاريخي وتراثه العمراني، الذي يستعرض نشأة الدولة السعودية الأولى وعاصمتها، منذ تأسيسها على يدي الإمام محمد بن سعود حتى عصرنا الحالي في الدولة السعودية الثالثة. وكان الرئيس الروسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ترأسا الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية السعودية الروسية بحضور وفدي البلدين. وأكد الامير محمد بن سلمان أهمية استمرار التعاون وبناء الشراكة الستراتيجية بين البلدين الصديقين، وبحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها والمزيد من المشروعات الاستثمارية والإنتاجية المشتركة بما يتوافق مع (رؤية المملكة 2030). من جهته، قال الرئيس بوتين في كلمته ان كبار الشركات السعودية – الروسية المشاركة تقوم بدور رئيسي في الاقتصاد بين روسيا والسعودية، مشيدا بالتعاون الناجح بين الصندوق الروسي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة. وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي أوجه العلاقات السعودية الروسية، ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين، والمزيد من الفرص الواعدة بين الجانبين، في شتى المجالات بما فيها التعاون في مجال الطاقة والاستثمارات في البنية التحتية، وكذلك التعاون في استقرار أسواق الطاقة بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين.

واستعرض الجانبان عددًا من المستجدات والتطورات خاصة الأوضاع في الساحة السورية واليمنية، وأهمية مكافحة التطرف والإرهاب والعمل على تجفيف منابعه. وشدد على دور الامير محمد بن سلمان في تأسيس هذه الشراكة، مضيفا بأنه انطلاقا من (رؤية المملكة 2030) نأمل من استفادة رجال الأعمال الروس من هذه الرؤية. من ناحيته، أكد وزير الحرس الوطني رئيس الجانب السعودي للجنة الاقتصادية السعودية الروسية الأمير عبدالله بن بندر، استعداد الجانب السعودي لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطط المستقبلية والمشروعات المشتركة، مثمنا لصندوق الاستثمار الروسي المباشر افتتاح فرعه في الرياض، وهو الفرع الأول خارج روسيا. من جانبه، تطرق الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر رئيس الجانب الروسي للجنة الاقتصادية السعودية الروسية كيريل ديمترييف إلى التعاون السعودي الروسي وحرص البلدين على تنميته والعمل من خلال اللجنة بتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وتناولت كلمات رؤساء الشركات المشاركين إلى مجالات التعاون بين البلدين والفرص المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي.

بدوره، قال وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي على “تويتر” إن السعودية منحت أربعة تراخيص استثمار لشركات روسية متخصصة في البناء والعقار وتقنية المعلومات والاستشارات المالية والهندسة المعمارية. ووقعت روسيا والسعودية اتفاقًا للتعاون الثقافي لمدة خمس سنوات، ويمكن تمديدها في حال الحصول على موافقة متبادلة من الطرفين. وقع على الاتفاق وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدنسكي ونظيره السعودي بدر الفرحان. من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن السعودية لم تطلب أي وساطة في ما يخص قضية الهجمات على المنشآت النفطية السعودية.

وقال “أكدنا إدانتنا للهجمات على البنية التحتية النفطية السعودية، وشددنا على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي ودقيق”، مضيفا أن “السعوديين وافقوا على ضرورة مثل هذا الموقف من التحقيق في الحادث”. على صعيد متصل، تبادل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدايا، حيث قدّم الملك سلمان لوحة بعنوان “عطاء نجد” كهدية تذكارية للرئيس الروسي، فيما تسلم الملك من بوتين هدية نادرة، عبارة عن طائر الصقر الأحمر وهو من أندر الصقور في روسيا. وحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، يحمل الطائر اسم “ألفا”، وهو من فصيلة الصقور الحمراء النادرة، الموجودة في “كاماتشاتكا”، وهو أحد أقاليم روسيا الاتحادية، وحمل الطائر سابقاً اسم “نجم الشمال”.

 

20 اتفاقية سعودية ـ روسية.. إليكم تفاصيل زيارة بوتين إلى الرياض

الشرق الأوسط/15 تشرين/2019

شدد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، على أهمية استمرار التعاون وبناء الشراكة الاستراتيجية بين بلاده وروسيا الاتحادية، في كلمة ألقاها في الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية السعودية الروسية، وعلى بحث العديد من الفرص المتاحة وتنميتها، والمزيد من المشروعات الاستثمارية والإنتاجية المشتركة، بما يتوافق مع «رؤية السعودية 2030». وأكد تقديره للدور الروسي في دعم وحدة الأراضي اليمنية وضرورة التوصل لحل سياسي، مبيناً أن بلاده تتفق مع روسيا الاتحادية على ضرورة التزام جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة.

وكان ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد ترأسا الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين، في الرياض، أمس، حيث نوه الرئيس الروسي في الاجتماع بأن كبرى الشركات السعودية الروسية المشاركة تقوم بدور رئيسي في الاقتصاد بين روسيا والمملكة العربية السعودية، مشيداً بالتعاون الناجح بين الصندوق الروسي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة، مشدداً على دور ولي العهد السعودي في تأسيس هذه الشراكة، مضيفاً أنه «انطلاقاً من (رؤية السعودية 2030) نأمل استفادة رجال الأعمال الروس من هذه الرؤية».

وكان الأمير محمد بن سلمان، والرئيس بوتين، قد عقدا في وقت سابق، جلسة مباحثات رسمية، استعرضت أوجه العلاقات السعودية - الروسية، ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وبحث اللقاء المزيد من الفرص الواعدة بين الجانبين في شتى المجالات بما فيها التعاون في مجال الطاقة والاستثمارات في البنية التحتية وكذلك التعاون في استقرار أسواق الطاقة بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين. كما تناول الاجتماع عدداً من المستجدات والتطورات، خصوصاً الأوضاع على الساحتين السورية واليمنية، وأهمية مكافحة التطرف والإرهاب والعمل على تجفيف منابعه.

وألقى الأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني رئيس الجانب السعودي للجنة الاقتصادية السعودية - الروسية، كلمة أكد فيها استعداد الجانب السعودي، من خلال هذه اللجنة، لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطط المستقبلية والمشروعات المشتركة، مثمناً لصندوق الاستثمار الروسي المباشر افتتاح فرعه في مدينة الرياض، وهو الفرع الأول خارج روسيا. كما ألقى الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر كيريل ديمترييف، رئيس الجانب الروسي للجنة الاقتصادية السعودية – الروسية، كلمة تطرق خلالها إلى التعاون السعودي الروسي وحرص البلدين على تنميته والعمل من خلال اللجنة على تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين. وألقى رؤساء الشركات السعودية والروسية كلمات، حيث تحدث كل من المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية، وأندريه غورييف الرئيس التنفيذي لـ«فوساجرو»، ويوسف البنيان الرئيس التنفيذي لشركة «سابك»، وموسى باجايف، رئيس شركة «ألانس غروب».

وتطرقت كلمات رؤساء الشركات إلى مجالات التعاون بين البلدين والفرص المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي. كما تم التوقيع على محضر الاجتماع، من قبل كل من رئيسَي الجانبين السعودي والروسي في اللجنة المشتركة.

أكد المنتدى السعودي الروسي، أمس، في الرياض، الرغبة في تعزيز التعاون بين البلدين، بدعم قيادتي المملكة وروسيا، في وقت شدد فيه الطرفان على العمل على المواءمة بين الطموحات والأهداف الاستراتيجية التي تنطلق من «رؤية المملكة 2030» والخطط التنموية الاستراتيجية الروسية، وتوسيع التعاون ليمتد من قطاع الطاقة إلى مختلف القطاعات التنموية والاقتصادية والمالية. وفي هذا السياق، شدد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، ورئيس اللجنة السعودية الروسية المشتركة من الجانب السعودي، على أهمية العلاقات السعودية - الروسية والمصالح المشتركة بينهما، لافتاً إلى الرغبة في تعزيز التعاون من قيادتي البلدين، التي تُوجت بالزيارات المتبادلة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من ناحيته، أوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن البلدين يعملان على المواءمة بين الطموحات والأهداف الاستراتيجية، التي تنطلق من «رؤية المملكة 2030» والخطط التنموية الاستراتيجية الروسية، وتوسيع التعاون ليمتد من قطاع الطاقة، الذي يمثل ثقلاً كبيراً في هذه العلاقات إلى مختلف القطاعات التنموية والاقتصادية والمالية. وأفصح عن أن شراكة البلدين تركز من خلال اللجنة السعودية الروسية على صناعة النفط، وقطاعات الطاقة الأخرى، والبحث العلمي، والفضاء، والخدمات الصحية، والإدارة الضريبية، والثروة المعدنية، والسياحة، وصناعة الطيران، والتعاون الثقافي، وتعزيز العلاقات التجارية في الإطار الدبلوماسي، وغيرها من المجالات الحيوية. وفي الملف الطاقة، أوضح وزير الطاقة السعودي إبان كلمة له في فعاليات المنتدى السعودي الروسي للرؤساء التنفيذيين، أن أسواق النفط في حالة تذبذب بسبب زيادة العرض والطلب، منوهاً إلى أن دول «أوبك» تُظهر امتثالاً كبيراً لاتفاق إنتاج النفط، مشيراً إلى أن أسواق النفط تتعرّض لتذبذبات بسبب زيادة العرض والطلب.

وأكد خلال جلسة حوارية بعنوان «تعزيز مستقبل شراكة الطاقة» مع نظيره الروسي، في أثناء انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي الروسي السعودي، أن السعر المستدام لأسعار النفط هو الأفضل لأنه يعزز نمو الاقتصاد العالمي وإعداد الميزانية بطريقة أكثر سلاسة ووضوح وتمكين الاستثمار في الصناعة.

وقال: «إنه لولا اتفاق (أوبك+) لإدارة السوق النفطية لكان سعر النفط أقل بكثير»، مشيراً إلى أن المملكة حذّرت من تأثير الأسعار على حجم الاستثمار في قطاع الطاقة، موضحاً أن «الحرب التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي أثّرا في أسعار النفط، مما يستوجب التركيز على الاستدامة في أسعار النفط».

أما وزير الطاقة الروسي فقال إن نتائج المنتدى ستسهم في تحقيق مستويات عليا من التعاون في مجال الاقتصاد لمصلحة الشعبين، مضيفاً: «بعض الوثائق الموقَّعة ستكون اتفاق تأسيس مؤسسات تعاون مشترك بين البلدين التي ستؤدي دفعة قوية للتعاون بين البلدين في المجال التجاري، وأعد برنامج تعاون استراتيجي على مستويات عالية والذي يعمل عام 2024 والذي صدر بموجبه مرسوم الرئيس بوتين، وفقاً لـ(رؤية المملكة 2030)».

ووفق الوزير الروسي، سيتم تطوير التعاون في الصحة والتعليم والبنية التحتية والسياحة وأنا على ثقة بأن هذه الوثائق التي توقَّع ستكون بمثابة دفعة قوية للتعاون بين البلدين، وستكون قاعدة أساسية للتبادل التجاري والاقتصادي، على حدّ تعبيره.

ولفت إلى أن نشاط اللجنة الحكومية المشتركة، أثمر عن التعاون في مختلف المجالات، مشيراً إلى ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من 15%، حيث تجاوز المليار دولار، في الوقت الذي نما فيه التبادل التجاري هذا العام بنسبة 34%، متطلعاً إلى المزيد من تطوير العمل في هذا الجانب.

وبيّن أن مجال الاستثمار من أفضل المجالات المتطورة بين البلدين، والتي تجسد حجم التعاون بين صندوقي الاستثمار في البلدين، حيث خصص الصندوق السعودي 10 مليارات دولار في مجال الاستثمار الروسي المباشر، في حين تم تخصيص 2.5 مليار دولار للاستثمار في الأراضي الروسية، وتم تكوين قاعدة بمليار دولار لكل من البلدين.

وقال نوفاك: «ظلت الاستثمارات قاطرة للتعاون الاقتصادي، وتدفع معدلات النمو إلى الأعلى، أما في مجال الطاقة، فإن التعاون في (أوبك) وخارجها يأتي في إطار الاتفاقيات، مما يوفر استقراراً لسوق الطاقة في العالم وحمايته من الابتزازات وهذا أعطى السوق العالمية الاستقرار ونشّطها».

وأضاف نوفاك: «لمسنا مسعى جاداً من السعوديين للتعاون في الطاقة، ولذلك أعددنا خريطة في مجال الطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات، وبعض هذه المشاريع تم تنفيذها فعلياً، وهناك عدد من الشركات الروسية جاهزة للتعاون مع نظيراتها السعوديين»، مشدداً على أنه لا بد من تكوين آلية للتعاون بفعالية في سوق النفط، لافتاً إلى أن برنامج التعاون الاستراتيجي مع السعودية سيستمر حتى 2024.

وتابع: «لدينا قاعدة قوية في التعاون الزراعي بلغ التبادل في المنتجات الزراعية بقيمة نصف مليار دولار ولكن المجال يحتاج إلى توسيع ورفع قدرات بين البلدين إلى ملياري دولار، وأنا أثق في السنوات المقبلة بأنه ستتوسع مجالات التعاون والنقل والسكك الحديد».

وأكد وزير الطاقة الروسي أن هناك آفاقاً واسعة ما زالت تحتاج إلى الاكتشاف للتعاون المشترك فيها، خصوصاً في مجال الصناعة، مبيناً أن صندوق الاستثمارات السعودي يستبشر خيراً بزيارة الرئيس فلاديمير بوتين، في أنها ستعطي دفعة قوية للتعاون بين البلدين في المستقبل، على حدّ تعبيره.

وفي الإطار نفسه، أكد كيريل ديميترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر، أن الزيارة غير المسبوقة للوفد الروسي رفيع المستوى للمملكة تأتي في إطار زيارة الرئيس الروسي لمناقشة أهم القضايا العالمية والمشتركة بين البلدين.

ولفت ديميترييف، إلى أن الطرفين يبحثان آفاق التعاون في قطاع الطاقة والاستثمارات الثنائية في عدد من المشاريع المتنوعة ما بين التقنية والأمن الغذائي، مشدداً على أهمية مثل هذه المناسبات في بناء شراكات واتفاقيات مستقبلية بين المملكة وروسيا.

وشدد ديميترييف، على أن التعاون والحوار بين البلدين سيتضاعف كمخرجات ونتائج طبيعية لـ«منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي - الروسي»، مؤكداً أن صندوق الاستثمار الروسي المباشر حريص على تدعيم هذه العلاقات.

من جهته، أكد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي، أن العلاقة بين والسعودية وروسيا الاتحادية متينة وقوية، مشدداً على أهمية إقامة منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الروسي والموضوعات، التي نوقشت خلاله.

ولفت وزير التجارة والاستثمار السعودي إلى أن الاقتصاد السعودي هو أحد الاقتصادات القوية والمتنامية بين مجموعة دول العشرين، إذ توفر المملكة فرصاً استثمارية عالية القيمة للمستثمرين الروسيين لبدء أعمالهم في السوق السعودية، مضيفاً أن المنتدى يمثل منصة لاستكشاف آفاق أكبر للتعاون الاستثماري بين البلدين، وتعزيز التعاون القائم بينهما. وأكد القصبي أن «منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الروسي»، وفّر فرصة لاكتساب فهم أعمق لثقافة كلا البلدين، ومن خلال ذلك يمكن تحديد أوجه التعاون المثالية، واستكشاف فرص أكبر لبناء مستقبل اقتصادي عالمي واعد.

 

باكستان تدخل على خط الوساطة بين السعودية وإيران

جنوبية/15 تشرين الأول/2019

في إطار وساطة باكستانية مع إيران ، استقبل العاهل السعودي اليوم سلمان بن عبد العزيز رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي وصل إلى الرياض بعد زيارته لإيران الأحد الماضي. إقرأ أيضاً: بوتين في السعودية.. توقيع اتفاقيات وتعزيز التعاون وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن العاهل السعودي استعرض مع عمران خان “العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون الثنائي، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها”. وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الباكستانية، إن زيارة عمران خان إلى السعودية تأتي كـ”جزء من مبادرته للسلام والأمن في المنطقة”. وذكرت الوزارة في بيان صدر عنها، أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة خان لإيران في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ولقائه قادتها”، مضيفة أن “خان سيتشاور مع القيادة السعودية على ضوء مباحثاته الأخيرة مع القادة الآخرين”، في إشارة لقادة إيران. والأحد الماضي، قال رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”، إن بلاده لا تريد حربا بين الرياض وطهران وتؤمن بأن “الخلاف بينهما يمكن حله عبر الحوار”. وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني أن السبب الرئيسي لزيارته الحالية لطهران هو “العمل على الحد من التوتر في المنطقة، فنحن لا نحتاج إلى أزمة أخرى بها”. شارك هذا الموضوع:

 

ولي عهد أبوظبي: علاقاتنا مع روسيا متطورة وماضون معاً نحو تعزيزها

بحث وبوتين مكافحة الإرهاب والأوضاع في الخليج والتسوية بسورية وليبيا ووقَّعا اتفاقات بـ 1.3 مليار دولار

بوتين: نتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الإمارات والتنسيق بيننا مستمر بشأن القضايا الدولية الملحة

أبوظبي، عواصم – وكالات: أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على عمق العلاقات الستراتيجية التي تجمع البلدين، لافتين إلى أنهما مستمرين في تعزيز التعاون بينهما. ووصف الشيخ محمد بن زايد زيارة الرئيس الروسي للإمارات بـ “التاريخية”، موضحا أنها “تجسد قوة العلاقات بين البلدين”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي: “نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وروسيا في جميع المجالات التي تخدم الدولتين، (…)، ونرحب ونثمن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الستراتيجية”.

ورحب بالرئيس بوتين، متمنيا أن تحقق زيارته أهدافها المرجوة في دعم العلاقات الإماراتية – الروسية، ودفعها إلى الأمام في المجالات المختلفة بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. وتطرق ولي عهد أبوظبي إلى الرحلة التي أجراها الرائد الإماراتي هزاع المنصوري إلى الفضاء، قائلا: “أشيد بالدعم الروسي في المهمة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري”. من جانبه، أكد بوتين على أن بلاده مستمرة في تعزيز التعاون مع الإمارات، مشيرا إلى أن علاقات البلدين تشهد تطورا مستمرا. وشدد بوتين على أن بلاده والإمارات تنسقان بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة الإقليمية والدولية، وخصوصا سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج. كما نوه بأن هناك “حوارا سياسيا غنيا ومنتظم بين روسيا والإمارات”، وأكد على “التنسيق المستمر بين البلدين بشأن تطورات المنطقة”. وقال: “لا تزال العلاقات الروسية الإماراتية تتطور بنجاح وبطريقة ودية وبناءة… حيث تتوسع العلاقات في المجالات الثقافية والاقتصادية والإنسانية، ويتم الحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، وقبل كل شيء، في سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج”. وكان الشيخ محمد بن زايد كتب على “تويتر”، باللغة العربية والروسية والإنكليزية: “أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين ضيفاً عزيزاً على الإمارات وشعبها… زيارة تاريخية تجسد قوة العلاقات الإماراتية – الروسية… ماضون معاً نحو تعزيزها على المستويات كافة لمصلحة بلدينا الصديقين”. واستقبل الشيخ محمد بن زايد، الرئيس الروسي في مطار أبوظبي، ثم توجها إلى قصر الوطن الرئاسي، الذي أقيمت فيه مراسم استقبال رسمية للضيف، واستضاف جلسة محادثات روسية – إماراتية بمشاركة وفدين كبيرين من البلدين، ليعقد بعد ذلك الزعيمان محادثات ثنائية. وناقش الجانبان مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في إطار الشراكة الستراتيجية التي وقعها البلدان في يونيو 2018.

وشهد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية، والتي تستهدف تطوير الشراكة الستراتيجية وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات. وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قد ذكر أن المحادثات التي تستضيفها أبوظبي ستركز على مسائل التطوير اللاحق للتعاون الثنائي في القطاعين التجاري الاقتصادي والاستثماري، وتبادل الآراء حول القضايا الحيوية الدولية والإقليمية. وأضاف أن الجانبين سيناقشان “مكافحة الإرهاب والتسوية في سورية وليبيا واليمن، والأوضاع في الخليج”، لافتا إلى أن “القضية المحورية على أجندة المحادثات هي التعاون التجاري الاقتصادي”. من جانبه، قال صندوق الاستثمار المباشر الروسي إنه وقع عشرة اتفاقات استثمارية تتجاوز قيمتها 3. 1 مليار دولار، مع شركاء من الامارات، بينهم شركة “مبادلة” للاستثمار.

 

مذكرات تفاهم «روسية – إماراتية».. ما مضمونها؟

جنوبية/15 تشرين الأول/2019

بعد وصوله اليوم، الى الامارات العربية المتحدة، شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين دولة الإمارات وروسيا، شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية، تستهدف تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك.

وشملت المراسم تبادل مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والصناعة في دولة الإمارات ونظيرتها الروسية، و مذكرة تفاهم بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمؤسسة الحكومية للطاقة النووية الروسية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق ما ذكرت وكالة “وام”. كما ضمت المراسم تبادل اتفاقية امتياز “غشا” بين “أدنوك” و”لوك أويل”، إلى جانب اتفاق ثلاثي بين الشركتين وصندوق الاستثمار المباشر الروسي. وتبادل الجانبان مذكرة تفاهم بين “مبادلة” وصندوق الاستثمار المباشر الروسي، لبحث الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي وغيره من المجالات، إضافة إلى اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي بين شركتي “أدنوك” و “غاز بروم” الروسية. وأكد الشيخ محمد بن زايد، وبوتن، على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، لافتين إلى أنهما مستمرين في تعزيز التعاون بينهما.

 

مقاتلات حربية تستهدف قوات الأسد بريف منبج؟

جنوبية/15 تشرين الأول/2019

بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، أن قوات النظام السوري دخلت مدينة منبج، عقب مغادرة القوات الأمريكية المدينة واتجاهها نحو الحدود العراقية، أفاد الائتلاف الوطني السوري اليوم، بأن مقاتلات حربية استهدفت رتلا عسكريا لنظام الأسد في ريف منبج، دون تحديد المسؤول عن الغارات الجوية.

وقال الائتلاف في تغريدة بموقع “تويتر” إن “مقاتلات حربية تستهدف رتلا عسكريا لنظام الأسد، قرب قرية العسلية بريف منبج، وتدمر الرتل بشكل كامل”. وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية، ذكر الكرملين أن “قوات النظام السوري سيطرت على 1000 كيلومتر مربع حول منبج”، مشيرا إلى أن “قوات النظام السوري سيطرت على قاعدة الطبقة ومحطتي كهرباء وجسور على نهر الفرات”.

 

إعلام إسرائيل عن العلاقة مع روسيا: "توتر" وليس "أزمة"!

أدهم مناصرة/المدن/الثلاثاء15/10/2019

بإيقاع مضبوط، وكأنه توتر بين روسيا وإسرائيل تسببت به قضية الهاكر الروسي أليكسي بوركوف المعتقل لدى تل أبيب والمطلوب للولايات المتحدة بشبهة ارتكاب مخالفات جنائية، في مقابل حكم ثقيل بحق فتاة إسرائيلية تعتقلها موسكو على خلفية حيازتها مخدرات. توتر بدأ سياسياً ووراء الكواليس في الأشهر الأخيرة، ثم سرعان ما تحول إلى قلب الإعلام الإسرائيلي وإن لم يصل إلى مستوى "الإشتباك الإعلامي"، مع محافظة هذا الإعلام على صيغة تجمع بين أسلوب المناشدة و العتب على روسيا.. ولهجة النقد والغضب في أحيان أخرى. الحال، أن التوتر السياسي والإعلامي الحاصل في إسرائيل ليس بسبب أن الأزمة مع دولة روسيا أو لوجود مُنطلق سياسي وأمني للقضيتين، فهما بالمحصلة جنائيتان بإمتياز.. بل، لأن الولايات المتحدة هي طرف بهما أيضاً، فهي تدخل في صُلب القضيتين الجنائيتين ما شكل عاملاً أفسد نضوج صفقة لتبادل السجينين بين موسكو وتل ابيب.. فالهاكر بوركوف هو مواطن روسي متخصص بتكنولوجيا المعلومات اعتقلته إسرائيل سنة 2016 بطلب من الشرطة الدولية "الإنتربول". وهو مطلوب لدى الولايات المتحدة للإشتباه بقيامه بسرقة ملايين الدولارات من مواطنين أميركيين من خلال بطاقات الائتمان. وأما بشأن الفتاة الإسرائيلية نعما يسسخار والمعتقلة في روسيا منذ ستة أشهر بتهمة حيازة 9 غرامات من المخدرات أثناء المرور في مطار موسكو عندما كانت في طريق عودتها إلى إسرائيل قادمة من الهند، فهي تحمل الجنسية الأميركية إضافة إلى الإسرائيلية؛ الأمر الذي جعل واشنطن جزءاً مهما في هذه القضية أيضاً، ما أضاف حساسية وتعقيداً عليها. والحق، أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" حاول أن يُلمّح- ضمناً- إلى اميركا كسبب في عدم المضي قدماً في مقترح روسي ومن ثم إسرائيلي في الأشهر الأخيرة لإطلاق سراح يسسخار في مقابل الإفراج عن أليكسي بوركوف.. لكن الصحيفة تحاشت أن تطرح واشنطن كحجرة عثرة أمام هكذا اتفاق، عبر الترويج لمسألة تسليم المعتقل الروسي للولايات المتحدة في وقت لاحق ك"إجراء قانوني إلزامي"؛ بسبب صدور قرار بذلك من المحكمة العليا في إسرائيل، وعندئذ "لا صفقات سياسية تعلو على صوت المحكمة العليا".

الواقع، أن التبريرات الإسرائيلية التي هدفت الى لجم التوتر مع روسيا بدت متناقضة، فبينما تذرع مسؤول إسرائيلي وصفه الإعلام العبري بـ"الكبير"، بأن الإتفاق بين موسكو وتل ابيب لم يتحقق؛ لأن الأخيرة كانت قد بدأت فعلاً بإجراءات التسليم الرسمية للهاكر الروسي للولايات المتحدة، بناء على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية.. نجده وقد وضع في الإعتبار أيضاً بُعداً سياسياً لا يُمكن إغماض العين عنه، ألا وهو عدم الرغبة الإسرائيلية في إثارة غضب الولايات المتحدة. بالرغم من محاولة هذا المسؤول الإسرائيلي ومعه وسائل إعلام عبرية تسويغ الأمر على أساس قانوني؛ إلا أنهم أظهروا مدى تأثر إسرائيل بالضغط الأميركي، وخشيتها من أن تؤدي قضية "قرصان الإنترنت" إلى تفجر العلاقة مع إدارة دونالد ترامب وحتى مع أطياف أميركية أخرى، في حال تم عقد صفقة تبادل السجناء المذكورة. بيدّ أن حكاية التوتر لم تنتهِ على هذا النحو لمجرّد تعثر صفقة تبادل السجينين؛ فقد راحت إسرائيل لتمزجَ بين أسلوبي اللعب على وتر العاطفة في حديثها عن السجينة الإسرائيلية.. وبين توجيه نقد لاذع لما أسماه وزراء إسرائيليون بـ"الحكم الروسي الجائر" والذي صدر بحق الفتاة الإسرائيلية-الأمريكية الأسبوع الماضي، كرد من موسكو على رفض تل أبيب تسليم أحد مواطنيها الروس.

وتجلّى لجوء إسرائيل للأسلوب "البكائي" تحت عنوان "لن تتخلى عن مواطنتها"، حينما وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأحد الماضي، رسالة مناشدة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يطالبه فيها بالإسترحام والعفو عن هذه الفتاة الإسرائيلية بإعتبار أنها "في مقتبل العمر ولا يوجد لها سوابق جنائية وأن سَجنها سيؤثر عليها كثيراً ومدى حياتها". وقد تصدرت هذه المناشدة عناوين الصحافة العبرية. وسعى ريفلين للتأثير على بوتين، عبر تذكيره بما قام به سابقاً بإعادة جثة الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل الذي قتل في معركة "السلطان يعقوب" جنوب لبنان عام 1982، حيث نُقلت رفاته من سوريا إلى إسرائيل بمساعدة روسية.. وأشار ريفلين في رسالته "إلى أن الشعب الإسرائيلي يقدّر ذلك كثيراً". وكما هو معتاد، لن يفوّت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفرصة كي يتباهى بـ"جهوده التي لم تتوقف منذ الوهلة الأولى للإفراج عن الشابة الإسرائيلية لدرجة انه عمل شخصياً من اجلها وتحدث مع بوتين خلال زيارته إلى سوتشي قبل عدة أسابيع، وطرح هذا الموضوع مرة أُخرى أثناء المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما الأسبوع الفائت "..

لم يكتفِ نتنياهو بإستعراض جهده، بل وقال إنه أعلى صوته بشأن قضية الفتاة الإسرائيلية، عندما نقل "رسالة واضحة" إلى روسيا، وفحواها أن "العقاب الذي أنزلته المحكمة الروسية بيسسخار وهو السجن 7 سنوات ونصف السنة ليس ملائماً ولا يليق بطبيعة المخالفة التي تُنسب إليها".

لم يقتصر التفاعل الإعلامي الإسرائيلي حدّ مناشدة ريفلين، ولا لمجرد توضيح نتنياهو لموقفه.. فقد ارتفع صوت الهجوم الإسرائيلي بشدة إزاء "السلوك الروسي" في هذه القضية. وقال وزير شؤون البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين، المحسوب على حزب الليكود، إن روسيا تقوم بالإستقواء على فتاة إسرائيلية لإعتبارات لا يمكن تفهمها أو تبريرها. فيما اعتبر وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن روسيا فرضت عقوبة ثقيلة وغير ملائمة على "شابة إسرائيلية ليس لها سجل إجرامي". ولأول مرة، انتهز الإعلام العبري الفرصة- انطلاقاً من واقعة الإعتقال لفتاة إسرائيلية- ليسلّط الضوء على أوضاع وظروف اعتقال السجناء في روسيا. كما وسمحت روسيا لوالدة يسسخار الإلتقاء بها من خلف الحاجز الزجاجي في السّجن. وبموازاة ذلك، انطلقت حملات إسرائيلية رسمية وشعبية للإفراج عن الفتاة يسسخار، وقد ركزت عليها صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو. ومع ذلك، اهتمت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" بنقل رسالة قادمة من "قُرصان الإنترنت" الروسي المتواجد في قبضة الأمن الإسرائيلي، ومفادها "مستعد العودة لروسيا والمحاكمة هناك". لكن السؤال الأبرز هو: ماذا بعد هذا التوتر والإستجداء اللذين تسللا إلى الإعلام؟.. على الرغم من أن خلافات أكبر من ذلك بين الطرفين فيما يخص الشأن السوري وغيره، حرصت موسكو وتل أبيب على علاجها بعيداً عن الاعلام!.. وفي حال سلمت إسرائيل فعلاً هذا الهاكر، هل تتأثر علاقتها بروسيا؟.. أم أن اللحظات الأخيرة، ربما تحمل في طياتها مقايضات ثلاثية (أمريكية وإسرائيلية وروسية) ستفضي لحل ما! بالعموم، ترصد "المدن" قراءات معمقة مفادها أن ما يظهر بالإعلام على أساس أنه توتر بين الجانبين، لا يرتقي لمستوى أزمة؛ ذلك أن المصالح المشتركة بين الدولة العبرية وروسيا أكبر بكثير من قضية سجين روسي وأخرى إسرائيلية على خلفية جنائية. صحيح أن روسيا تضغط على إسرائيل لعدم تسليمه إلى اميركا، إلا أنه حتى لو تم تسليمه- وهو المرجح كونه قرار إسرائيلي قانوني- فإن ذلك لن يسبب أزمة.. وقد يتدخل بوتين بعد أشهر قليلة ويطلق سراح الفتاة الإسرائيلية. والحال، أن موقف إسرائيل من بشار الأسد وسكوتها على ما يجري في سوريا، هو أهم استراتيجيا بكثير بالنسبة لبوتين من قضية السجناء وإن أدت إلى توتر. حتى أن هناك سرا ما بعلاقة الثلاثي نتنياهو وبوتين وترامب، ما يجعلها صداقة شخصية تتعدى الجانب السياسي، وهذا عامل آخر سيحول دون حدوث أزمة سجناء، كما يعتقد مراقبون.. غير أن صحيفة "هآرتس" حسمت هذه المسألة بالقول "إن نتنياهو لم يأخذ بالحسبان أي شيء: لا أصدقاء لبوتين".

 

ترامب: تغطية "اي بي سي" لـ"نبع السلام" فضيحة

المدن – ميديا/الثلاثاء15/10/2019

بثّت قناة "إي بي سي" الإخبارية الأميركية مشاهد تتضمن انفجارات قوية، زاعمة أنها سُجلّت أثناء عملية "نبع السلام"، التي ينفذها الجيش التركي شمال سوريا، وظهرت تلك المشاهد ضمن برنامج ترويجي للأسلحة، إلا أنه تبيّن أن مقطع الفيديو، الذي سجل فعليا العام 2017 في الولايات المتحدة، قامت القناة بتعديله، حيث أزالت الأشخاص الذين كانوا يصورون البرنامج الترويجي في المشهد عبر المونتاج، قبل بثه على شريطها الإخباري. وبعد أن تم اكتشاف هذا الأمر، أصدرت القناة بياناً أعربت فيه عن أسفها عن نشر مقطع الفيديو، مؤكدة أنها أزالت المشهد لوجود شكوك بصحته. وانتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محاولة القناة الإيحاء بأن مشاهد دعائية لأسلحة سجلت أثناء العملية العسكرية التركية، وقال إنها "فضيحة كبيرة.. تم القبض عليهم وهم يقومون بنشر فيديو مزيف فظيع جدا عن قصف تركي في سوريا، يا للعار".  كما هاجم ترامب القناة، التي شبّه تغطيتها لما يحدث في سوريا بتغطيتها لأزمة اتصاله بالرئيس الأوكراني.

 

تركيا: ملاحقات شركات سورية بتهمة "تمويل الإرهاب"

المدن - عرب وعالم/الثلاثاء15/10/2019

وجّه القضاء التركي تهمتي "تمويل الإرهاب" و"تحويل الأموال من دون الحصول على رخصة"، لشركات سورية في تركيا؛ الهرم وسكسوك للصرافة، وحبو والخالدي للمجوهرات. واحتجز الأمن التركي التابع لقسم التحقيقات في الجرائم المالية، عدداً من الأشخاص المرتبطين بشركات الصرافة، بحسب موقع "خبر تورك"، بعد ثبوت تورطهم بنقل الأموال الى اشخاص ينتمون الى تنظيم "داعش" الإرهابي، في مناطق نزاع متفرقة. مجلس التحقيق في الجرائم المالية، كان قد وضع شركتي الهرم والسكسوك للصرافة، وشركتي حبو والخالدي للمجوهرات، تحت الرقابة المالية، منذ آب/أغسطس 2018، أي قبل فرض وزارة الخزانة الأميركية لعقوبات عليها. وأصدرت وزارة الخزانة والمالية التركية في 9 تشرين الأول/أكتوبر، قراراً بتجميد حسابات بنكية لـ18 شخصاً، و5 شركات، لمدة 7 أيام، للاشتباه بتورطهم بعمليات تحويل مبالغ طائلة عبر شركة الخالدي. ورفعت وزارة الخزانة والمالية تقريراً بشأن حساباتهم للنيابة العامة للتحقيق بها.

وذكر موقع "بي ان تي في"، ان أجهزة الأمن التركية كانت قد حللت في أيلول/سبتمبر، آلية تحويل الأموال المتبعة لدى شركة الهرم السورية، لنقل الأموال الى عناصر التنظيمات الإرهابية.

وقامت على أثرها المخابرات التركية بمداهمة 37 عنواناً في وقت واحد، في 9 أيلول/سبتمبر، ما بين اسطنبول وكهرمان مرعش وإزمير وقيصري وهاتاي وأضنة وساكاريا وبورصة، ما أسفر عن اعتقال 22 شخصاً، نقلتهم أجهزة المخابرات الي قسم التحقيقات في الجرائم المالية، ووجد في حوزتهم مبلغ 450 ألف ليرة تركية، و250 ألف دولار أميركي، و19 ألف يورو، إضافة الى معدات متعلقة بعمل الصيرفة والمجوهرات. وتحدث تقرير" بي ان تي في"، عن الآلية التي تستخدمها شركة الهرم في تحويل الأموال عبر تطبيقها المخصص لأجهزة الكمبيوتر، حيث تقوم بنقل الأموال بسرعة كبيرة بفضل شبكة عملائها الواسعة، كما وتقوم بتغيير كلمات سر الحسابات الخاصة بها وبعملائها بشكل يومي. وكانت شركة الهرم تتقاضى عمولات كبيرة مقابل نقل الأموال الى عناصر التنظيمات الارهابية، وساهمت في نقل أموال من تركيا وسوريا الى عناصر "داعش" الموجودين في اوروبا، عدا عن تورطها في عمليات تبييض الأموال.

مصادر تركية، أكدت لـ"المدن"، ان بعض المحلات التابعة لشركتي سكسوك والهرم في تركيا توقفت عن العمل، بعد فرض العقوبات الأميركية، خوفاً من الملاحقة في تركيا، إلا أن عدداً كبيراً من مكاتبها لا زال يعمل، وتمر مئات الحوالات يومياً عبرها، من دون أي عراقيل. وأوضحت مصادر "المدن"، أن العدد الأكبر من مكاتب تحويل الأموال السورية، سواء العاملة مع شركات كبيرة كـ"الهرم" و"سكسوك"، او التي لديها عملاء خاصين بها، تعمل من دون حيازة تراخيص من الجانب التركي، وتستفيد من المحلات التجارية لتكون مراكز لها، وتتعرض للمداهمة بشكل دوري من قبل أجهزة الأمن التركية ويطلب من اداراتها تقديم كشوف مالية عن حجم التعامل، ويجري ايقافهم لفترة للتحقيق ومن ثم يتم اتخاذ تدابير متنوعة في حقهم، كالسماح بالترخيص، أو السجن، او الترحيل. وأشارت مصادر "المدن"، إلى ان شركات الصرافة السورية التي تعرضت لعقوبات أميركية، تستطيع الاحتيال على تلك العقوبات ببساطة، بتغيير الاسم واستخراج تراخيص جديدة، وهو الأمر الذي حصل فعلاً مع شركة "سكسوك" التي تحولت الى شركة "كوين" في تركيا، مع الحفاظ على اسمها في الداخل السوري. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات جديدة على "أفراد وكيانات إرهابية"، في أيلول/سبتمبر، وقالت إنها تابعة لكل من "حركة الجهاد الإسلامي" و"حركة حماس" و"الحرس الثوري" الإيراني وتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية"، ووردت أسماء "شركة سكسوك" و"الهرم للصرافة" في سوريا، و"شركة الحبو للمجوهرات" في غازي عنتاب التركية، "وشركة الخالدي" للصرافة بفرعيها في الرقة والميادين لتسهيلها نقل الأموال بين عناصر تنظيم "الدولة".

 

الأكراد ليسوا أعداءنا

مولود تشاووش أوغلو/وزير الخارجية التركية/|الثلاثاء15/10/2019

من المؤسف أن يتم تداول ووصف العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا في وسائل الإعلام الأميركية على أنها هجوم على الأكراد، وتقويض القتال ضد فلول "داعش"، والإضرار بمصداقية أميركا مع حلفائها. لذلك أنا مجبر على وضع بعض الأمور في نصابها الصحيح لأن حلف "الناتو" البالغ من العمر 67 عاماً والذي يضم تركيا والولايات المتحدة، ليس مؤقتاً أو تكتيكياً أو عملياتياً. قامت تركيا بشن العملية لضمان أمنها القومي من خلال إزالة الخطر الذي يشكله الإرهابيون على طول المناطق الحدودية. كما ستقوم هذه العملية بتحرير السوريين الذين يعيشون هناك من طغيان المنظمات الإرهابية وتزيل الخطر الذي يهدد سيادة الأراضي السورية ووحدتها السياسية. وهذان التطوران من شأنهما تسهيل العودة الآمنة والطوعية للسوريين المشردين. تركيا لم تقبل نهائياً بوجود ممر تديره جماعة إرهابية على حدودها. ولقد اقترحنا مراراً إنشاء منطقة آمنة، بما في ذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولقد طالبنا الولايات المتحدة بالتوقف عن توفير الدعم المادي للإرهابيين.

ولكن البيروقراطية الأمنية الأميركية لم تستطع أن تفصل نفسها عن الجماعات المعروفة باسم حزب "الاتحاد الديموقراطي" (P.Y.D) و"وحدات حماية الشعب" (Y.P.G) على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين، بما فيهم وزير الدفاع، قد اعترفوا بأن حزب "الاتحاد الديموقراطي" و"وحدات حماية الشعب"، اللذين يشكلان جوهر "قوات سوريا الديموقراطية"، لا ينفصلان عن حزب "العمال الكردستاني" (P.K.K) في تركيا، الذي تعترف به الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي كمنظمة إرهابية. كما بدا لنا أن محاورينا الأميركيين يوافقون على ضرورة إزالة تلك القوات من طول حدودنا وحتى أننا اتفقنا على جدول زمني. كما أسفرت المحادثات العسكرية الثنائية الأخيرة في آب/أغسطس عن التزام متبادل بإقامة منطقة آمنة من المفترض أن تكون خالية من قوات P.Y.D./Y.P.G. ولكن الولايات المتحدة الأميركية لم تستمر في هذا الأمر وأعطتنا انطباعاً قوياً بأنها كانت تتلاعب لفترة من الوقت بينما كانت الجماعة الإرهابية تتوغل في عمق سوريا.

قد تقوم جماعات P.Y.D/Y.P.G بتقديم نفسها للعالم على أنها الجماعات التي حاربت "داعش"، لكنها أيضا تقوم بتهريب المتفجرات إلى حزب "العمال الكردستاني" عبر حفر الأنفاق في الأراضي التركية. كما وجدنا أن أعضائها يقودون سجناء "داعش" باتجاه تركيا. وفي نوفمبر 2017، ذكرت BBC عن صفقة سرية قامت بموجبها "قوات سوريا الديموقراطية" بالسماح بهروب المئات من إرهابي "داعش" خلال عملية "التحالف" لتحرير مدينة الرقة. فكان علينا أن نتصرف بهذا الشأن. ولكن عبرت أصوات عن قلقها بشأن سلامة السكان الأكراد في سوريا. لذلك أريد أن أكرر وأؤكد أن قتال تركيا ليس ضد الأكراد. معركتنا ضد الإرهابيين. أي وصف للوضع على أنه "أتراك ضد الأكراد" هو وصف خبيث وخاطئ. الأكراد ليسوا أعدائنا.هدفنا هي منظمة إرهابية التي يديرها كل من "حزب العمال الكردستاني" وجماعات P.Y.D./Y.P.G، الذين قاموا بتجنيد الأطفال، وترويع المنشقين وتغيير التركيبة السكانية والتجنيد القسري في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

إن الأكراد والعرب والمسيحيين وغيرهم ممن عانوا من استعباد جماعات P.Y.D./Y.P.G. سيكونون أفضل حالا عندما يتم تحريرهم منهم. حيث أكد المجلس العالمي للمسيحيين الآراميين هذه النقطة بشدة.

قبل الشروع في هذه العملية، قمنا باتخاذ جميع الخطوات للحد من المخاطر على المدنيين ومنع حدوث أزمة إنسانية. وعلى مدار السنوات الماضية، وفرت تركيا المأوى لأعداد كبيرة من اللاجئين من شمال شرق سوريا، بما في ذلك العرب والأكراد والتركمان. معظم هؤلاء، بمن فيهم أكثر من 300.000 كردي، تم طردهم من ديارهم بواسطة الإرهابيين. قدمنا لهم الآمان والمأوى وسبل العيش في تركيا. تقاسمنا معهم خبزنا ومنافع خدماتنا العامة. كما أن تركيا تعد أكبر دولة تنفق على المساعدات الإنسانية في العالم وتستضيف معظم اللاجئين في جميع أنحاء العالم. قامت تركيا بوضع نمط فعال خلال السنوات الثلاث الماضية. حيث أدت عمليات تركيا في شمال غرب سوريا في -2017 2016 في جرابلس وما حولها وفي عفرين عام 2018، إلى تطهير مساحة واسعة من الوجود الإرهابي. وفي أعقاب تلك العمليات، بدأت المجتمعات التي عانت تحت سيطرة الإرهابيين في العيش بسلام والاستفادة من الحكم المنظم. حيث عاد حوالي 365.000 لاجئ إلى ديارهم في شمال غرب سوريا.

لقد أنشأنا العديد من الخدمات العامة، بما في ذلك المدارس لأكثر من 230.000 طالب. كما توفر 6 مستشفيات بها 55 سيارة إسعاف الوظائف لأكثر من 2000 موظف سوري وتركي في المناطق المحررة في شمال غرب سوريا. وتم بناء العديد من المرافق الترفيهية والرياضية، بما في ذلك ملعب لكرة القدم. وتم إعادة تأهيل الأعمال التجارية وفتح بوابة حدودية لتسهيل التجارة. كما بدأت الزراعة وتربية الحيوانات في تلقي الدعم المادي. عند مقارنة عمليات تركيا السابقة بتدمير مدينة الرقة من قبل "التحالف الدولي"، سوف يتضح مدى حذرنا في إدارة عمليات مكافحة الإرهاب. كما سوف تساعدنا الدروس المستفادة من هذه العمليات على تحسين عمليتنا هذه المرة. يقوم حزب "العمال الكردستاني" وجماعات P.Y.D / Y.P.G بابتزاز المجتمع الدولي من خلال الادعاء بأن المعركة ضد "داعش" ستفشل بدونهم. لكن المعركة ضد هؤلاء الإرهابيين الوحشيين لن تتعثر، خاصة إذا حافظ حلفاؤنا على مسار العمل والتعاون مع تركيا. حيث أننا الأمة الوحيدة التي أرسلت جنودا لقتال داعش. يجب أن تستمر مكافحة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى بمساهمة الجميع وتعاونهم. حيث أن العديد من الدول الأوروبية ترددت في السماح بعودة مواطنيها الذين انضموا إلى المنظمة. لذلك، سياسة تمني لإنتهاء هذه المشكلة ليست هي الحل حيث يجب على الجميع تحمل نصيبهم من العبء. نحن في تركيا مقتنعون بأننا نمهد الطريق للاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم وضمان عدم عودة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية. كما أنني أدرك أن العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم بحاجة إلى تخطيط وإدارة حذرة. ويجب أن يتم ذلك وفقاً للقانون الدولي وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة. حيث أن سوريا هي موطن لعدة أعراق، ويجب إنشاء مجالس محلية عملية ممثلة لتلك الأعراق ريثما يتم إيجاد حل سياسي للصراع السوري. بعد آخر عملية لنا لمكافحة الإرهاب في المناطق ذات الغالبية الكردية، قامت تركيا بتسهيل إنشاء مجالس حكم محلية بأغلبية كردية لتمثل السكان.

إن الشعب السوري يريد العودة إلى وطنه الآن. لقد عانوا بما فيه الكفاية. لذلك، نحن نأخذ زمام المبادرة للمساعدة في تهيئة الظروف السلمية اللازمة لعودة ملايين اللاجئين. على عكس المفاهيم الخاطئة السائدة، فإن عمليتنا ستساعد في معالجة البعد الإنساني للأزمة، وتسهم في الحفاظ على وحدة البلد وتضيف إلى العملية السياسية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخيار بين الموت البطيء او المواجهة

 علي حماده/النهار/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

تطرح مواقف رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل، أكان في القاهرة حيث دعا الى إعادة نظام بشار الأسد الى الجامعة العربية، ثم يوم الاحد خلال الاحتفال بذكرى ١٣ تشرين الأول تاريخ إزاحة الجنرال ميشال عون من قصر بعبدا، حيث أعلن نيته زيارة دمشق للبحث في إعادة النازحين السوريين مع أركان نظام الأسد، إشكالية حقيقية في البلد لناحية الانقسام العمودي في شأن الموضوع، بالرغم من ان رئيس الجمهورية سبق أن مهد من نيويورك لزيارة بشار الأسد في دمشق، أو لناحية اختلال موازين القوى الحاد، أقله في السياسة، كنتيجة حتمية لـ”التسوية الرئاسية” التي أتت بالجنرال ميشال عون رئيسا، وأفضت الى إقرار قانون انتخابات كارثي منح قوى ٨ آذار المنضوية تحت عباءة “حزب الله” في الداخل وإيران في الإقليم أرجحية واضحة في مجلس النواب، وبالتالي جرى تشكيل حكومة مختلة التوازن يتمتع فيها الحزب وحلفاؤه بأكثرية مقررة.

الإشكالية تتعلق بكون الفريق الأضعف في المعادلة السياسية الحالية لم يغادر كليا موقفه السلبي من نظام بشار الأسد، ليس لاعتبارات لبنانية صرفة بل لاعتبارات عربية وسورية، حيث لا يمكن أحدا أن ينفي مسؤولية بشار ونظامه عن جرائم القتل الجماعي والتطهير المذهبي، والتدمير المنهجي لمدن وقرى بأسرها، الامر الذي أسهم أساسا في موجة التهجير الجماعي التي قادت مئات آلاف السوريين الى النزوح نحو لبنان والأردن وتركيا، وقد كان لـ”حزب الله” بوصفه ذراعا امنية – عسكرية تابعة لمنظومة “الحرس الثوري” في ايران دور متقدم في عمليات القتل والتدمير والتهجير والتطهير المذهبي في طول البلاد وعرضها.

ومع ذلك استخدم فريق “حزب الله” الداخلي وفي المقدمة “التيار الوطني الحر” من اعلى مواقعه في رئاسة الجمهورية شعار إعادة النازحين الى بلادهم، في إطار معركة فتح “تأهيل” العلاقات اللبنانية مع نظام بشار الأسد، واستخدمت شماعة النازحين في إطار حملات شعبوية داخلية، فيما لم يقم حلفاء نظام بشار الأسد، وأولهم “حزب الله” والرئيس ميشال عون بأي جهد جدي لانتزاع خطوة إيجابية من النظام المذكور لاعادة النازحين بأمن وأمان، بل ان الوقائع اثبتت ان النظام في دمشق أخرج كليا خيار إعادة النازحين الى ديارهم، ويستخدم الورقة في عملية محاولة إعادة تأهيله دوليا. وفي هذا السياق يمكن تعيين الخطوات الأخيرة للوزير باسيل التي مهد لها رئيس الجمهورية في سياق خطة لدفع الأمور خطوة الى الامام لكسر الصمود الداخلي هنا في مواجهة التطبيع مع نظام الأسد (وهو لا يزال متهما بالعديد ممن الجرائم الارهابية في لبنان ومن بينهما جريمة التفجير المزدوج للمسجدين في طرابلس)، وحشر رئيس الحكومة سعد الحريري اكثر في زاوية ضيقة من شأنها في تقدير عون وبطانته، ومن ورائهما “حزب الله”، تحويله مع مرور الوقت الى رئيس حكومة اداري تقني ينأى بنفسه عن أي قرار سياسي سيادي حقيقي، مما يفقد حلفاءه الطبيعيين في المعادلة كالنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع قوة زخم سياسي لطالما كان وارث رفيق الحريري والزعيم الأول في البيئة السنية يوفرها لهما كشريك طليعي في الصراع الكبير حول الخيارات في لبنان.

والحقيقة ان موقف الحريري صعب ومعقد، شأنه شأن جنبلاط وجعجع، ويحتاج مع حليفيه الطبيعيين الى التفكير مليا في مصير البلاد إذا ما استمر الانحدار كما هو حاصل الآن، وتاليا الاختيار بين الموت البطيء كما هو حاصل او الوقوف لمحاولة انقاذ لبنان، واول الغيث مواجهة هذا العهد السيئ!

 

لا عسكريين في السجون السورية

غسان الحجار/النهار/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

ذات يوم، أراد الرئيس ميشال سليمان في مطلع رئاسته ان يسجل إنجازا، فحمل معه الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد، ملفا ورقيا، على غير عادة الرؤساء في القمم، حيث يتحدثون في العموميات والاستراتيجيات، تاركين البحث في الملفات، بعد الضوء الاخضر الرئاسي، لوزراء ومسؤولي استخبارات وأمن واتصال. شكل ملف الرئيس ميشال سليمان مفاجأة غير سارة للقيادة السورية، إذ تضمن لائحة بأسماء عسكريين فقدوا في 13 تشرين الاول 1990 في قصر بعبدا ووزارة الدفاع. وكان الخطاب السياسي، الذي تبدد لاحقا، يوهم ذويهم بأنهم أسرى في سجون الاقبية السورية، لمزيد من الاستنفار ضد سلطة الوصاية آنذاك.

فاتح الرئيس سليمان نظيره السوري في الامر. رد عليه الاخير بأن لا عسكريين في سجون النظام، وهو ما يعني ان لا امكان للتفاوض في الملف. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، رد في المقابل بأن نحو 2000 سوري مخفي في لبنان منذ زمن الحرب، وان بلادهم ايضا تطلب معرفة مصيرهم. وهي تطالب الرئاسة اللبنانية بالعمل على ذلك. فما كان من الرئيس سليمان إلا أن أجابه، وسط ذهول الوزراء والوفد المرافق، بأن مسؤولية لبنان معدومة في هذا المجال، اذ ان السوري كان مسؤولا عن الامن في لبنان، اضافة الى ميليشيات لا تخضع لسلطة الدولة، وبالتالي فإن المسؤولية تتوزع بين “سلطة عنجر” وتلك الميليشيات والاحزاب التي كان بعضها حليفا لعنجر، والبعض الآخر تحالف لاحقا مع دمشق مباشرة، وبالتالي فإن الحصول على اجابات سهل في هذا المجال للسلطة السورية. وانتهى الحديث، واقفل الملف. ولم يجرؤ أحد على فتحه مجددا.

القصة المنقولة عن مشارك في اللقاء آنذاك، لا تهدف الى وضع الرئيس سليمان في إطار بطولي. فالانقسام الحاد في لبنان لا يفيده سلبا او ايجابا. فالذين يناصبونه العداء اعلنوا موقفهم منه بعد الخطاب الشهير عن “المعادلة الخشبية”، والذين يؤيدونه لن يزيدوا، بل ربما يتناقصون بعدما صار رئيسا سابقا، لكن من الضروري إنصاف الرجل في هذا الموقف، خصوصا أن هذا الملف بقي موضوع مزايدة على الدوام، بل أيضا متاجرة سياسية تكاد تكون رخيصة لأنها تتلاعب بمشاعر الناس وأحاسيسهم. ويمكن متابع حركة أمهات المفقودين في ساحة رياض الصلح ان يلمس حجم المعاناة.

اللجان الوزارية والوطنية المسؤولة عن ملف المفقودين لم تتوصل الى حقيقة لأسباب عدة. راكمت الاوراق والملفات من دون حسم أي من المعطيات. تركت الاهالي “لا معلقين ولا مطلقين”. لكن ما يبدو أكيدا، ان لا احياء، ولا اسرى، وان كانت هذه الحقيقة موجعة ومؤلمة، ولا يمكن الاهالي تقبلها بسهولة رغم مرور الزمن على حصول جرائم الخطف والاخفاء. وبعد مرور هذا الزمن، لم يعد ممكنا إلا إقفال هذا الملف، ولو على زغل، لانه ايضا بات غير ممكن إبقاؤه مفتوحا، خصوصا ان النظام السوري، ومعه الميليشيات اللبنانية، لم تعترف، ولن تعترف بمسؤوليتها عن تلك الجرائم التي من الضروري ان تصير جزءا من الماضي.

 

إذا كانت الزيارة تفيد النازحين فماذا ينتظر باسيل ليقوم بها؟

اميل خوري/النهار/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

إذا كان في استطاعة الوزير جبران باسيل إعادة النازحين إلى ديارهم بمجرّد زيارة يقوم بها إلى سوريا، فماذا ينتظر ولا يقوم بها اليوم قبل الغد ويثبت عندئذ أنّه الوزير القوي فعلاً في لبنان القوي… ولا يعود في حاجة إلى “قلب الطاولة” التي يجلس إليها هو ومَنْ معه؟ لكن إذا لم يستطع في زيارته هذه أن يعيد النازحين السوريين إلى ديارهم، وأن يعيد اللبنانيين المفقودين إلى عيالهم، فإنّ عليه عندئذ أن يستقيل ليس من الوزارة فحسب بل من السياسة أيضاً، فكما أنّ للنجاح مكافأة فإنّ للفشل عقوبة.

لكن ألا يعلم الوزير باسيل، وهو وزير للخارجيّة، أن إعادة النازحين السوريّين إلى ديارهم لا تتمّ بزيارة ولا بزيارات وإلّا لكانت هذه العودة تمّت من زمان، ولما كان الفاتيكان لا يتوقّع عودة قريبة لهم، ولا كانت المبادرة الروسيّة تراوح مكانها.

الواقع ان عودة النازحين السوريّين إلى ديارهم تخضع لشروط، كما أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة تخضع لشروط أيضاً، ولا تتمّ لمجرّد المطالبة بها. فعودة النازحين السوريين تتطلّب من النظام السوري اتخاذ إجراءات تطمئن العائدين إلى أمنهم وسلامتهم، وهي إجراءات لم تتّخذ حتّى الآن، وتتطلّب أيضاً من الدول التي تُعطي المساعدات للنازحين مواصلة إعطائها بعد عودتهم إلى ديارهم تشجيعاً لهذه العودة وعدم قطعها عنهم، فيفضِّل النازحون عندئذ البقاء حيث هم ليستمر الحصول عليها. كما أنّ عودتهم تتطلّب من الدول القادرة المساهمة في إعادة بناء ما تهدَّم كي لا يظلان يعيشون في المخيّمات إلى أجل غير معروف… وكل هذا لا يتمّ إلّا بعد التوصُّل إلى حل سياسي للوضع في سوريا وليس في ظل النظام الحالي، بدليل أنّ روسيا نفسها قالت بلسان رئيسها فلاديمير بوتين إنّها تنسحب من سوريا عندما تطلب حكومة سورية جديدة منها ذلك، وهي الحكومة التي ستنبثق من الحل السياسي الذي لم يتمّ التوصُّل إليه بعد. أمّا مطالبة الوزير باسيل بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة، فإنّ هذه العودة تخضع لإجماع عربي غير متوافر حتّى الآن، لأنّه مطلوب من النظام السوري إعادة النظر في علاقاته مع إيران التي تواجه معارضة عدد من الدول العربيّة احتجاجاً على التدخّل السياسي والعسكري في شؤونها الداخلية.

لذلك فإنّ تهديد الوزير باسيل بزيارة سوريا اعتقاداً منه انها تؤمّن عودة النازحين إلى ديارهم، هو تهديد لا يخفي مَنْ يعارض زيارة تتم من دون نتيجة، وكذلك المطالبة بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربيّة وهو يعلم أنّها “شيك بلا رصيد”.

أمّا تهديده بقلب الطاولة فهو كمن يطلق النار على نفسه. فالطاولة هي هذه التي يجلس إليها مَنْ يحكم لبنان وهو منهم، وأن مَن يحاول قلبها هم الخصوم للتخلّص من حكم فاشل في كل المجالات حتّى في تأمين رغيف الخبز…

في الماضي كان الأمن هو المطلوب قبل الرغيف، واليوم صار الرغيف مطلوباً قبل الأمن. فلبنان الكبير ما كان ليقوم لولا الجوع، ولم يكن يكفي القول: “هنيئاً لمن له مرقد عنزة في لبنان”. فالأمن وحده لا يكفي إذا لم يتأمّن معه الرغيف الذي جعل اللبنانيّين يبحثون عنه في المهجر، بحيث كاد لبنان الصغير يفرغ من سكّانه، وكانت الحاجة إلى الرغيف من أسباب جعل لبنان الصغير كبيراً بإعادة السهول إليه لأنّها هي التي كانت تأتي بالرغيف وبالأمن معاً. فإذا كانت أزمة الرغيف من أسباب تكبير لبنان، فهل تكون الآن من أسباب إعادته صغيراً لا سمح الله؟!

 

شأن رئيس الحكومة غير شأن الوزير الأول

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

بينما تتزايد أزمات الضائقة النقدية وتنتقل من يد إلى أخرى، من مصرف لبنان إلى المصارف فالصرّافين، من المستوردين إلى الموزّعين فالمستهلكين، من الشارع إلى النقابات وبالعكس، يتسلّى المسؤولون السياسيون بسجالات هي مثار تفاهم ضمني أكثر منها ولاّدة خلافات وانقسامات

ليس موقف الوزير جبران باسيل مساء الأحد من الاتصال المباشر بسوريا جديداً ولا طارئاً، ولا حتماً مرتبطاً باستحقاق آنيّ شأن ربطه في اجتماع الجامعة العربية، السبت، بين استعادتها مقعدها فيها والغزو التركي لأراضيها. ليس مفاجئاً بالضرورة لأيّ من الأفرقاء الآخرين، بعدما كان سبقه إليه على نحو صريح رئيس الجمهورية ميشال عون في 25 أيلول من منبر الأمم المتحدة، حينما رجّح التواصل المباشر «حكماً مع الدولة السورية» لتشجيع عودة النازحين بعدما أضحوا «معضلة تهدّد الكيان والوجود»، شاكياً من العجز الدولي حيالها.

لم يلقَ كلام عون يومذاك ردود فعل سلبية، ولا سارع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى التذكير بالبيان الوزاري للحكومة، ولا بسياسة النأي بالنفس. لم يتبرّأ مما أعلنه عون في نيويورك، ولم يقل إنّه يعدّه موقفاً شخصياً غير مُلزم للحكومة اللبنانية. لم يبادر أحد أيضاً إلى القول لرئيس الجمهورية إنّه يطعن في صدقية النظام السوري حيال عودة مواطنيه إليه، ولم يصر تبعاً لذلك إلى «لبننة» هذا الموقف لفتح سجال سياسي من حوله.

بذلك كان مضمون كلمتي الرئيس والوزير واحداً، خاطب المجتمَعَين الغربي والعربي (السعودية وحلفاءها تحديداً) اللذين لا يزالان يناوئان نظام الرئيس بشار الأسد ويشكّكان في شرعيته ويمتنعان عن فتح الأبواب أمامه، مع أن خلوّ مقعد سوريا في الجامعة العربية لم تقابله المنظمة الدولية بموقف مماثل، فظلّت عضواً في الأمم المتحدة.

على أن موقفي باسيل، في القاهرة أولاً ثم بعد يوم في الحدث، في مناسبتين مختلفتين تماماً، شقّا الطريق عريضة على اشتباك سياسي استهلاكي ليس إلا، بعدما ردّ الحريري الأحد والاثنين على هذين الموقفين من دون أن يبدوَا قاطعين في توجيه مجلس الوزراء والسياسة الخارجية للحكومة في منحى معاكس لما يتحدث عنه، على الدوام، رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.

إلى عون وحده يُعزى فتح القناة الأمنية مع دمشق من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وكذلك قناة سياسية من خلال قريبين منه يتردّدون إلى العاصمة السورية، من غير أن يصل هذا التواصل حتى الآن إلى أرفع مستوياته، ما خلا بضعة اجتماعات بعيدة عن الأضواء حتّمتها وساطات إقليمية ودولية نيطت باللواء ابراهيم، قادته إلى الاجتماع بالأسد أكثر من مرة. في كل منها كان الوسيط اللبناني يكتفي بالقول إن الاتصال أمني فحسب، بغية دحض أي فحوى سياسي له لم يصدر عن الحكومة اللبنانية. مع ذلك، من دون قرار من الحكومة اللبنانية السابقة، التقى باسيل نظيره السوري وليد المعلم في 21 أيلول 2017 في نيويورك. كذلك فعل وزراء حزب الله وحركة أمل وتيار المردة حينما زاروا، أكثر من مرة، دمشق والتقوا نظراءهم في آب 2017 وأيلول 2018. لم يعثر الحريري على تبرير لما حدث سوى القول إنه اتصال شخصي، مع أن الوزراء الثلاثة كانوا في مَهمات مرتبطة بحقائبهم.

الكلام نفسه أعاد رئيس الحكومة البارحة تأكيده، مع ربطه إياه بتفسير انقسم اللبنانيون حوله قبلاً ولا يزالون، وهو «دافع» إخراج الجيش السوري من لبنان. بينما يعزوه الحريري وحلفاؤه - وبينهم وليد جنبلاط الذي كرّره أمس - إلى «دم» الرئيس رفيق الحريري، فإن للفريق الآخر وجهة نظر معاكسة هي القرار 1559. انقسام كهذا بدأ عام 2005، ولا يزال متواصلاً سواء عند مناقشة جريمة الاغتيال كما عند مناقشة توازن القوى الذي نشأ حينذاك وانهار في 7 ايار 2008. لم تتردّد قوى 14 آذار في الإفصاح عن أن حزب الله خَلَفَ دمشق في إدارة اللعبة السياسية الداخلية، مقدار ما خلف سلاحه الجيش السوري في ضبط الاستقرار كما في تعريضه للاهتزاز. عنى ذلك وهم الاعتقاد بخروج سوريا تماماً من لبنان.

على غرار سلاح حزب الله، لا مكان للموقف من سوريا في مجلس الوزراء

بذلك، منذ اتفاق الدوحة عام 2008، في مرحلة مصالحة الحريري عام 2009 وجنبلاط عام 2010 مع دمشق، ثم انقلابهما عليها مجدداً مع اندلاع الحرب فيها عام 2011، أضحى الموقف من النظام السوري، عملياً، خارج أي اتفاق بين تيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل بصفتهما فريقي الاشتباك السنّي - الشيعي. لم تعد في صلب البيان الوزاري، واستمر كل من الطرفين المتنافرين يتسلّح بوجهة نظره المؤيّدة لنظام الأسد أو المعارضة له. منذ وقوع الحرب السورية لم تخض أي من الحكومات الأربع المتتالية للرؤساء نجيب ميقاتي وتمام سلام والحريري، في مجلس الوزراء، في أي موقف رسمي يندّد بنظام الأسد أو يطعن في شرعيته، أو في أحسن الأحوال يطلب إلغاء المعاهدة والاتفاقات المعقودة معه وسحب السفراء. حينما راحت البيانات الوزارية المتعاقبة تتحدث عن النأي بالنفس بصيغ متطابقة تقريباً، لم يكن السوريون معنيين بها، بل اللبنانيون لوقف تدخّلهم في فصول الحرب هناك، ثم تطور تبرير النأي بالنفس لكي يعني عدم تدخل أي من الأفرقاء اللبنانيين، وتحديداً السنّي والشيعي، في شؤون الدول العربية، في إشارة صريحة إلى دور حزب الله في اليمن تارة، وحملاته العنيفة على السعودية طوراً.

على نحو كهذا أضحى الموقف من سوريا مماثلاً للموقف من سلاح حزب الله. لا أحد يخوض في أي منهما في مجلس الوزراء تفادياً لانقسامه، إلا أن اياً من الأفرقاء المعنيين به لا يتخلى عن وجهة نظره منهما، من دون الانقياد بالخلاف والتباين إلى الشارع. لعل في ذلك مغزى قول الحريري البارحة، مستخلصاً موقفه من زيارة محتملة لباسيل لدمشق: «هذا شأنه». إشارة صريحة إلى أن لرئيس الحكومة أولويات أخرى لا تتأثر كثيراً بتناقض الخيارات مع وزير في الحكومة التي يرأسها، وإن حيال نظام يعدّه عدواً له. لكن الإشارة المقابلة أن للوزير الأول سياسات لا تمر بالضرورة برئيس حكومته ولا بمجلس الوزراء.

القصة المناقضة لذلك كله هي الآتية:

في تشرين الثاني 1956 استقال رئيس الحكومة عبدالله اليافي ووزير الدولة صائب سلام، بعد ارفضاض قمة عربية عُقدت في بيروت، بسبب رفض رئيس الجمهورية كميل شمعون قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا ومجاراة مصر ودول عربية أخرى في هذا الخيار كجزء لا يتجزّأ من ميثاق الدفاع العربي المشترك، رداً على مشاركتهما في حرب السويس.

في كتاب الاستقالة عزا اليافي أسبابها، بلا إفصاح، إلى «تباين في الرأي» فحسب.

 

الضجيج اللبناني حول سوريا ... جبران باسيل رجل إيران في لبنان

علي الأمين/العرب/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79491/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%ac%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%ac/

“إنني ذاهب إلى سوريا”. قالها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في خطابه الذي ألقاه في ذكرى 13 أكتوبر 1990. يوم اقتحم الجيش السوري ما سمي آنذاك المنطقة الشرقية من بيروت، وأنهى سلطة العماد ميشال عون آنذاك، الذي لجأ إلى السفارة الفرنسية، وبدأت منذ ذلك الحين، مرحلة الوصاية السورية على لبنان حتى عام 2005.

اختار باسيل هذه المناسبة ليعلن موقفه، رغم أن مثل هذا القرار يتطلب موافقة مجلس الوزراء اللبناني، الذي يبدو أنه بات ناضجا لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي مع النظام السوري، فما الذي تغيّر ليُعلن باسيل هذا القرار في المناسبة المذكورة قبل يومين؟

لم تحسم الجامعة العربية قرار إعادة سوريا إلى حضن الجامعة بعد، ففي اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ قبل أيام في القاهرة، إثر دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، دعا باسيل في كلمته إلى عودة سوريا التي فقدت مقعدها منذ سبع سنوات، وفيما أدان التدخل التركي في سوريا، جدد التأكيد على أنه من غير المعقول أن تناقش أوضاع سوريا في غيابها.

بين التدخل التركي في سوريا، والمطالبة من قبل لبنان بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تحاول إيران من خلال قاعدتها اللبنانية، خلط الأوراق في سياق تهميش الدور العربي

لم يكن موقف باسيل في الجامعة العربية بشأن سوريا مستساغا لدى العديد من اللبنانيين الذين يعتبرون أن نظام الأسد يقف وراء مأساة شعبه، ويتحمّل مسؤولية ما عاناه لبنان من الوصاية ومخلفاتها. لكن في المقابل يمكن ملاحظة أن الاعتراض من قبل أطراف السلطة لم يسمع، بل لم تصدر أصوات معترضة على هذا الخطاب، باستثناء ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أعلن أن لبنان يلتزم بقرار جامعة الدول العربية في شأن العلاقة مع سوريا، لكنه اعتبر أن باسيل في موقفه من التدخل التركي كان يعبّر عن الموقف اللبناني.

كل المؤشرات تدلّ على أن لبنان ينتقل إلى مرحلة سياسية جديدة عنوانها إعادة فتح قنوات التواصل السياسي مع النظام السوري، ولا يبدو أن الرئيس الحريري في قاطرة تقلّه إلى مكان مغاير، فالرئيس الحريري الذي انتقل من مرحلة قيادة مشروع مواجهة الممانعة بفروعها اللبنانية وعلى رأسها حزب الله، انتقل إلى مرحلة التأقلم مع ميزان القوى الجديد، الذي كان من أبرز نتائجه وصول مرشّح حزب الله العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وما تلاه من انتخابات نيابية جرى ترتيبها لتوفر الأكثرية لحزب الله وأتباعه، بحيث أن قائد فيلق القدس أعلن صراحة أنّ لدى حزب الله أكثر من 70 نائبا، إثر الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي.

على أنّ عاملا آخرا يدفع الحريري إلى مجاراة إعلانات باسيل حول العودة إلى سوريا، وذلك من خلال ما يعتقده أن ثمة قراراً عربياً سوف يصدر في هذا الشأن في المدى المتوسط، وهو كرئيس حكومة يطمح لأن يكون له دور في أي عملية نهوض بالوضع الاقتصادي على المستوى اللبناني والسوري، وهذا يتطلّب أن يكون مستعدّا لمثل هذا القرار العربي من جهة، وألاّ يكون في موقع يظهر فيه وكأنه آخر من يعلم.

قد يبدو هذا الكلام مبالغا فيه ولكن هذا واقع الحال لدى السلطة في لبنان اليوم. فالاستعجال نحو بناء علاقات سياسية مع سوريا، لم يعُد أمرا يثير اعتراضات يعتد بها، خصوصا أنّ الأوضاع المالية والاقتصادية السيئة في لبنان باتت الشغل الشاغل للبنانيين، وبات الكثير منهم يريد أن يصدق أن حلّ مشكلة اللجوء السوري في لبنان ستعيد للبنان عافيته، وهذا حسب “المعزوفة الباسيلية” يتطلّب إعادة العلاقات مع سوريا.

ليس خافيا أن بضاعة فتح العلاقة مع نظام الأسد، هي بضاعة لبنانية، لكن التدقيق في منشأ هذه البضاعة ومصدرها الحقيقي، يُظهر أنها بضاعة إيرانية يجري ترويجها بدمغة لبنانية مزوّرة، فإيران التي باتت المتحكّم بالسياسة الخارجية اللبنانية من خلال حزب الله، (جبران باسيل كان في ضيافة أمين عام حزب الله عشية توجهه إلى القاهرة) تدرك أن محاولات إخراجها من سوريا تجري على قدم وساق، وهي التي استثمرت بشخص الرئيس بشار الأسد، باتت معنية بحمايته وتوفير فرص بقائه لأنه الضمانة الوحيدة لإضفاء الشرعية السورية على الوجود الإيراني في هذا البلد، لذا فإن الحركة اللبنانية نحو العلاقة مع سوريا، هي محاولة تعزيز موقع الأسد في أيّ تسوية مقبلة، وحماية ما أمكن من الأوراق الإيرانية.

لم يكن موقف باسيل في الجامعة العربية بشأن سوريا مستساغا لدى العديد من اللبنانيين الذين يعتبرون أن نظام الأسد يقف وراء مأساة شعبه، ويتحمّل مسؤولية ما عاناه لبنان من الوصاية ومخلفاتها

وفي سياق متصل لم يكن الدخول التركي العسكري والمستمر إلى شمال سوريا، مصدر استياء لإيران، رغم المواقف المعلنة والرافضة لأيّ تدخل بمعزل عن موافقة النظام السوري. فإيران تدرك أنّ الدخول التركي الذي يتم تحت المظلة الروسية الأميركية، يعزز من مسار إبعاد المظلة العربية، فبدل أن تكون إيران الهدف الذي يتم التصويب عليه كطرف متدخل في سوريا، تتحوّل تركيا إلى هذا الهدف لاسيما في الدائرة العربية، علما أن العلاقة التركية الإيرانية أكثر من جيدة، حيث تعتبر تركيا من أكثر الدول المعترضة على العقوبات على إيران، ولا تزال تركيا متنفسا لإيران في مواجهة ضغط العقوبات الأميركية.

واقع الحال يقول إن المعادلة الإقليمية والدولية في سوريا تدخل في مفصل جديد، وسيشكّل الدخول التركي إلى شمال شرق سوريا محاولة تثبيت السيطرة الثلاثية التركية والإيرانية والروسية، فيما المظلة الأميركية الروسية المستمرة منذ تفاهم جون كيري – سيرغي لافروف هي الراعي لهذا النفوذ، لكن ذلك لا يقلل من شأن الأسئلة حول مستقبل النفوذ الإيراني وطبيعته، إذ أن إيران التي رضخت لمطالب إسرائيل في سوريا، تحاول من خلال ذلك توجيه رسائل مطمئنة لإسرائيل على الأرض، برز منها أخيرا التزام حزب الله عدم الرد على الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي لم تتوقف عن الطيران فوق لبنان، وكانت مساء السبت تحلق على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية، دون أن يصدر أي موقف أو إشارة من حزب الله.

بين التدخل التركي في سوريا، والمطالبة من قبل لبنان بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تحاول إيران من خلال قاعدتها اللبنانية، خلط الأوراق في سياق تهميش الدور العربي، عبر تثبيت أن النافذة المتاحة للعرب للدخول إلى سوريا، هي نافذة النظام السوري. في الوقت الذي تريد إيران من خلال حزب الله، غسل أياديها من جريمة قتل وتهجير الملايين من السوريين، بالقول ها هم العرب أنفسهم عادوا إلى حضن النظام السوري، وهي عودة يتم التحضير لها ببيع أوهام التسوية وسلة الإغراءات الاستثمارية، التي يسيل لها لعاب المسؤولين اللبنانيين من جبران باسيل إلى سعد الحريري.

 

لبنان تحت "رحمة" النيران... أين طائرات الإطفاء؟!

ألان سركيس/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79488/%d8%a3%d9%84%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b1%d8%ad%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d9%86/

كأنه لا يكفي البلد الحرائق السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة المندلعة، حتى باغته غضب الطبيعة لتقضي الحرائق على مساحات واسعة من لبنان الأخضر، ما كشف عن فضيحة جديدة وإهمال "قوي" للدولة "القوية" تمثّل في عدم صيانة طائرات الإطفاء وترك البلاد تحت "رحمة" النيران التي "أكلت" الأخضر واليابس.

"بين تشرين وتشرين صيف ثانٍ"، هذه المقولة المأثورة التي يردّدها الأجداد أثبتت حرارة الطقس المرتفعة أنها أمر واقع، فاللهيب الذي يضرب لبنان حالياً أدى إلى حرائق متنقّلة، كان أبرزها حريق المشرف في الشوف.

لا يمكنك التوغّل عند مدخل الشوف الرئيسي من دون ملاحظة جمال الطبيعة، هناك يتمركز حاجز للجيش فتسألة أين الحريق في المشرف فيجيبك العسكري بعد 10 دقائق من هنا، واللافت أن البلدية توقف شرطياً عند مدخل البلدة لترصد الداخلين والخارجين.

تبدو المشرف بلدة منكوبة، وكأنه لا يكفيها ما عانته أيام الحرب اللبنانية، فأتت الحرائق على كل شيء، تلك البلدة عاشت أمس إستنفاراً غير مسبوق، فـ"العدو" إقترب من منازلها وحاصرها، وكان لا بدّ من ردّ فعل وهجوم مضاد لإيقافه بعدما زرع الخراب في الأحراج التي استحالت رماداً. ويروي أحد أبناء البلدة الذي شارك في إطفاء النيران أنه "عند الساعة الثالثة من فجر الإثنين إندلع الحريق وقد سارعنا إلى الإطفاء واتصلنا بالجهات المعنية في الدولة لطلب النجدة".روايات كثيرة

تتعدّد الروايات حول سبب الحريق، فمنهم من يقول إنه مفتعل، وآخرون يحللون إندلاعه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في حين أن بعض سكّان البلدة يقولون إنه بعد منتصف الليل شهدت البلدة موجة رعد، ومن المرجّح أن تكون إحداها أصابت شريطاً حديدياً ما أدى إلى اندلاع حريق. صعوبات كثيرة واجهت فرق الدفاع المدني في الإطفاء، وقد شارك أيضاً فوج إطفاء صيدا وأفواج أخرى وسط إنتشار لعناصر الجيش اللبناني، ومن أبرز تلك الصعوبات، حسب عناصر الدفاع المدني، وعورة المنطقة وعدم وجود طرق زراعية، في وقت كانت الألغام هي العائق الأساسي أمام تقدّم فرق الإطفاء، ما دفعهم إلى الإعتماد على الخراطيم الطويلة للوصول إلى الحرائق قدر الإمكان.

مهما قيل لا يمكن وصف المشهد في المشرف، فشجر الصنوبر إتّشح بالسواد، تلك الأشجار المعمّرة احتاجت إلى عشرات وعشرات من السنوات حتى اكتسبت رونقها وجمالها، وما حلّ بالصنوبر حلّ بشجر السنديان. ومن جهة ثانية فإن رائحة الحريق منتشرة في أرجاء المنطقة وتكاد تخنق المارة، كذلك، فإن الرماد منتشر تحت الشجر المحترق ويتطاير في الهواء، وقد وصل الحريق إلى جانب جامعة رفيق الحريري والبيوت المنتشرة هناك.

وأمام هول الحريق حاولت طائرة إطفاء تابعة للجيش اللبناني التدخّل لكن وجود خطوط توتّر عالٍ منع ذلك، فاقتصرت عملية الإطفاء على عناصر الدفاع المدني وإطفاء صيدا والبلدية وأبناء البلدة.

الصنوبر والسنديان

وبعد الظهر إستطاع عناصر الإطفاء السيطرة على نحو 75 في المئة من الحريق، وانتقل العمل إلى التبريد كي لا يشتعل مجدداً خصوصاً في ظل الطقس الحار وسرعة الرياح.

ويصف رئيس بلدية المشرف زاهر أيوب عون ما حلّ ببلدته بالكارثة الكبرى التي لا تعوّض. ويقول لـ"نداء الوطن": "التقديرات الأولية تشير إلى القضاء على أكثر من مليون ونصف مليون متر مربّع من المساحات الخضراء التي تتألف بمعظمها من أشجار السنديان والصنوبر".

ويوضح أن "التحقيق في أسباب إندلاع الحريق مستمرّ، لكن الأساس يبقى حالياً السيطرة عليه نهائياً وعدم السماح باندلاعه مرّة ثانية، علماً انه من أكبر الحرائق التي تضرب لبنان إذ وصل إلى خراج 3 بلدات شوفيّة". ويشير إلى أنّ "معظم الأراضي المحروقة هي مشاعات، في حين أن عملية حماية الأحراج كانت تحتاج إلى تضافر جهود البلديات والدولة ووزارة الزراعة، ففي السابق كان هناك ماعز في الأحراج، أما الآن فالأحراج لا تدخلها الحيوانات، وبالتالي لا قدرة لأحد على الإهتمام بها لأن المساحات شاسعة".

أين الطائرات؟

ونظراً إلى صعوبة عملية الإطفاء، فقد استعان لبنان بطائرتين قبرصيتين متخصصتين للمساعدة على إخماد الحرائق، ما يطرح أسئلة عن الطائرات التي تمّ شراؤها عندما أعلنت جمعية "أخضر دايم"، التي ضمّت عدداً من الهيئات الإقتصادية وأركان القطاع الخاص ورجال أعمال وعدداً من الجمعيّات البيئية المبادرة العام 2008 لشراء طوافات للإطفاء، وتمكّنت الجمعية العام 2009 من شراء 3 طوافات سيكورسكي من طراز S-70A، بقيمة نحو 13 مليون دولار من تبرعات خاصة عندما كان المحامي زياد بارود وزيراً للداخلية، وقد توقفت الطائرات عن العمل، وهذا الأمر يطرح علامات إستفهام حول هذه القضية خصوصاً أن البلد يحترق وطائرات الإطفاء لا تعمل، وهذا الأمر يُحمّلهم مسؤولية كبرى لأن "الساكت عن حريق بلاده يعتبر مشاركاً في الجريمة" مهما بلغ من قوّة وجبروت.

من جهته، يؤكّد بارود لـ"نداء الوطن" أن "هذه الطائرات تمّ شراؤها بهبة قدّمت إلى الدولة اللبنانية، وتم إختيار هذا النوع من الطائرات نتيجة طبيعة لبنان الجغرافية وبناءً على طلب قيادة الجيش التي وضعت في تصرفها، لأنها تملك طيارين بينما الدفاع المدني وقوى الامن الداخلي ليس لديهما طيارون".

ويشرح بارود أن سعة كل من الطائرات تتراوح بين 3500 ليتر و4500 ليتر ماء والأهم هو الزخم الذي تطفئ به الحرائق وهي تستعمل أيضاً للإسعاف".

لكن الأسوأ هو في ما حلّ بالطائرات، حيث يشير بارود إلى أن "الهبة تضمّنت 3 سنوات صيانة إضافةً إلى مليون دولار كبدل عن قطع غيار، وبعد انقضاء الثلاث سنوات لم تكمل الدولة صيانتها ما تسبّب بإيقافها عن العمل".

وما يدعو إلى الأسف هو استهتار الدولة بالثروة الحرجية وعدم إكتراثها بسلامة المواطنين خصوصاً أن الحرائق تصل إلى المنازل، إذ يكشف بارود أن "كلفة صيانتها هي 150 ألف دولار سنوياً فقط، وهذا الرقم لا يوازي كلفة حريق واحد ممكن أن يشبّ ويخلّف أضراراً لا تعدّ ولا تحصى".

وبما أن هذه الطوافات موضوعة تحت إمرة وزارة الدفاع، فإن وزير الدفاع الياس بوصعب مطالَب بتوضيح للشعب اللبناني عن سبب هذا الإهمال، ولماذا لا تتحرّك الدولة لصيانة طوافات إطفاء الحرائق؟ ولماذا تتمّ الإستعانة بطوافات من قبرص؟ ولماذا ترتفع الصرخة عند كل حريق؟

إستنفار عام

وأحدث الحريق إستنفاراً عاماً في الدولة، وقد زارت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن المشرف صباحاً، ولدى وصولها أكدت أن طوافة الجيش تدخلت لإخماد الحريق في الجهة التي لا يوجد فيها توتر عال. كما أن هناك خوفاً من الألغام الموجودة ولهذا السبب نشهد حذراً في عملية الإطفاء.

ومواكبةً لموجة الحرائق التي ضربت المشرف، تم تفعيل غرفة عمليات جبل لبنان لادارة الكوارث والأزمات، بناء لتوجيهات محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، لمتابعة عمليات إخماد الحريق.

وأجرى مكاوي إتصالا بمحافظ بيروت القاضي زياد شبيب طالباً منه المواكبة بأعمال الإطفاء عبر إرسال سيارات وصهاريج إطفاء، وتم إجراء إتصال من وحدة الحد من المخاطر والكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء في بلدية صيدا للمساعدة أيضاً. كما أشرف الأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع ورئيس اللجنة الوطنية لادارة الكوارث اللواء الركن محمود الأسمر على سير العمليات بالتنسيق مع قيادة الجيش. ووضع المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار كل إمكاناته لإخماد الحريق. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان عن عزل خطي توتر عال رئيسيين تسهيلاً لإطفاء حريق المشرف.

حرائق متنقلة

ولم تقتصر الحرائق على بلدة المشرف، بل تنقّلت في أكثر من منطقة زارعةً الخراب. فقد اندلع حريق في خراج بلدة شان العكارية، والتهم مساحة واسعة من الأراضي العشبية اليابسة، وبسبب سرعة الهواء إمتد ليطاول مساحات من أشجار السنديان والزيتون. وقد تمكن عناصر ومتطوعو الدفاع المدني من تطويق الحريق وإخماده قبل امتداده الى مساحات أخرى. ثم عملوا على تبريد الأراضي التي احترقت خوفاً من إشتعالها مجدداً. وفي بلدة الدوير إلتهم حريق مساحة من الأعشاب اليابسة وامتد بسبب سرعة الرياح ليطاول أشجاراً متنوعة. وأتى حريق في عيدمون على مساحة من الأعشاب اليابسة والأشجار المتنوعة.

وأخمد عناصر من الدفاع المدني حريقاً شب في أعشاب يابسة وامتد ليطاول مساحة من الأشجار الحرجية في برسا - الكورة. كما أخمدت عناصر الاطفاء حريقاً شب في أكوام من النفايات في برسا أيضاً. وكذلك عملت العناصر على إخماد حريق شب في مساحة من الأعشاب اليابسة في كفريا - الكورة.

واندلع حريق في بلدة عاراي قضاء جزين، قضى على حوالى 7 دونمات من أشجار السنديان وغيرها، وعملت فرق من الدفاع المدني على إطفائه. وشب حريق كبير في خراج بلدة صفاريه في منطقة جزين، وعمل الدفاع المدني على إخماده بصعوبة نظراً إلى شدة الرياح، وقد قضى على 45 دونماً من الأشجار الحرجية.

وفي كسروان، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني حريقاً إندلع وأتى على مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب اليابسة في المعيصرة. كذلك أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني حريقاً أتى على مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب اليابسة في بلدة يحشوش. وأتى حريق على مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب اليابسة في بلدة العدرا.

تعميم

وبعد تفشّي ظاهرة الحرائق، أصدر المحافظ مكاوي تعميماً إلى القائمقامين أبلغ بموجبه "البلديات وإتحادات البلديات المشاركة في تحمل مسؤولياتهم لجهة تكليف أجهزة الشرطة والحراس لديهم تكثيف الدوريات في إطار المراقبة على مدار الساعة للأماكن الحرجية، بالإضافة الى مواقع التخييم والتنزه ومنع إضرام النيران لأي سبب كان، لا سيما الأشخاص الذين يعمدون الى إعداد المشاحر من أجل الحصول على الفحم تحت طائلة تغريم المخالف وملاحقته، وفق ما نص عليه قانون الغابات المعمول به، وإبلاغ مراكز الدفاع المدني في الأقضية والسلطات المختصة عن أي دخان يتصاعد مهما كان حجمه وصولاً الى إخماده وعدم تمدده حفاظاً على السلامة العامة".

 

زيارة دمشق: قرار "استراتيجي" من عون

غادة حلاوي/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79493/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%a1/

لا يمكن لعاقل أن يتصوّر أن إعلان وزير الخارجية جبران باسيل عن نيته زيارة سوريا كان مفاجئاً، أو أنه نطق به من دون وجود خطوات مسبقة واتصالات جرت وتجرى تحت الطاولة، كما يصعب التصديق أن رئيس الحكومة سعد الحريري تلقى هذا الإعلان مثله مثل أي مواطن عادي في الجمهورية. هذا ما تكشفه ردود الفعل الأولية على خطاب باسيل أمس الأول، والتي تمثلت بضوء أخضر غير مباشر من رئيس الحكومة سعد الحريري، وبترحيب سوري عبّرت عنه بعض المصادر من خلال وصف خطوة باسيل بالقرار الاستراتيجي المرتبط بسياسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية ومحاولات إفشال عهده. في كلّ الأحوال، يمكن القول إن موقف باسيل كان جريئاً ومتقدّماً، بعدما كان باسيل نفسه يمنع وزراء "التيار الوطني الحر" من زيارة سوريا إلا بعد نيل موافقة مجلس الوزراء، وكان يتجنّب كما رئيس الجمهورية طرح موضوع العلاقات اللبنانية - السورية للحؤول دون تفجير الحكومة. وهذا ما يؤكد وجود مستجدات وظروف معينة أفضت إلى إعلان باسيل عن زيارة يعتزم القيام بها في توقيت يختاره لن يكون بعيداً. وعلى قدر ما كان إعلان باسيل جديداً، شكل بيان الحريري المقتضب بشأنه أمس المفاجأة الثانية، أو الخطوة الاستكمالية لما قاله وزير الخارجية. يمكن القول إن بيان الحريري أعطى تقريباً الضوء الاخضر لزيارة باسيل، إذ قال الحريري بالحرف "إذا أراد رئيس "التيار الوطني" زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه. المهم من وجهة نظر رئيس الحكومة هو النتيجة، فلا يجعل النظام السوري من الزيارة سبباً لعودته إلى لبنان لأننا لا نثق بنوايا النظام من عودة النازحين، وإذا تحققت العودة فسنكون أوّل المرحبين". تقصّد الحريري الحديث إلى باسيل بوصفه رئيس "التيار الوطني الحر" وليس وزير الخارجية، وانطلاقاً من هذا الاعتبار تعاطى مع فعل الزيارة على أنه شأن خاص متعلق برئيس تيار سياسي محاولاً تطويق أي سجال متوقع في شأنه، وقد عبّر عن المسألة بصريح العبارة حين قال إن "البلد لا تنقصه سجالات".

وبإيجابية تلقف "التيار الوطني" كلام الحريري واعتبره كلاماً منطقياً وموزوناً ويدفع الأمور بالاتجاه الايجابي لا سيما وانه صدر عن مسؤول في الدولة. واذا استطاع باسيل تقطيع الموضوع بسلام داخل مجلس الوزراء من دون أن تتبرأ الحكومة من كلامه، يكون موقفه أولاً وبيان الحريري ثانياً خطوة نحو بناء مسار جديد للعلاقات اللبنانية - السورية ولو من بوابة عودة النازحين.

بجملتين لخص باسيل أهداف زيارته الى سوريا وحصرها بعودة النازحين، وفتح المعابر بين العراق وسوريا وكيفية الاستفادة منها محلياً لخفض الرسوم وتصدير المنتجات اللبنانية، وهما مطلبان ملحان في الوقت الحاضر ولا سيما في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يعيشها لبنان.

ولا يمكن فصل الإعلان عن الزيارة والمجاهرة به عن وجود مناخ اقليمي ودولي ومتغيرات تفرض نفسها داخل سوريا وخارجها. يقرأ باسيل المتغيرات جيداً، ويلمس محاولة حصار للعهد وحلفائه في لبنان بقرار أميركي واضح، وبالتالي بات عليه ان يخطو خطوة الى الامام، ليقول للآخرين: إذا كنتم تحاصرونني فلديّ خيارات أخرى يمكن من خلالها كسر الحصار الاقتصادي والسياسي مع سوريا التي هي الامتداد الطبيعي للبنان.

كان يفترض ان يتخذ القرار خلال جلسة مجلس الوزراء السابقة لكن الحريري فضل التمهل لدراسة الموضوع. ربما بانتظار الضوء الأخضر الاميركي للاردن المتعلق ببيع الكهرباء الى سوريا.

واذا كان كلام باسيل أثار ردود فعل محلية فإن زيارته مرحب بها سورياً، حيث لاقت مواقف باسيل الأخيرة ترحيباً في الأروقة السورية التي تمنت أن يكون كلامه نابعاً من قرار استراتيجي وليس مجرد فشة خلق قبل أن تعقب أوساط مطلعة على الموقف السوري بالقول إنه "قرار استراتيجي نابع من نية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون". ولفتت المصادر إلى أن السوريين جاهزون لاستقبال النازحين، وقد أبلغوا لبنان بذلك مراراً وذلك من خلال خطة متفق عليها، فالقرار هو قرار لبناني يستوجب اتفاقاً ولجنة مشتركة لمتابعة الخطوات التنفيذية على الأرض. واعتبرت أن الكرة في الملعب اللبناني، وان سوريا جاهزة لاستقبال النازحين حين يجهز لبنان ولطالما كرّرت دعوتها بهذا الشأن وهذا كلام تبلغه لبنان من خلال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي حمل مراراً وتكراراً الى رئيس الجمهورية حديثاً عن ضرورة تفعيل التعاون وتشكيل لجنة مشتركة لبحث مسألة النازحين.

لطالما اعتبرت سوريا أن عودة النازحين لا تحصل بالخطابات والمواقف وإنما يلزمها قرار من الحكومة اللبنانية، وتقول مصادر مطلعة على أجوائها إنّ "باسيل مرحب به في اي لحظة والتواصل مع لبنان قائم من خلال قنوات عدة".

 

ما يجب أن يقوله باسيل للأسد...

محمد نمر/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تحية معارضة وبعد

نحن من نعارض سياستك في لبنان ونرفض التطبيع مع النظام السوري ونتمنى منكم تسليم رسالتنا إلى الرئيس السوري بشار الأسد، شاكرين مبادرتكم "غير البريئة" في زيارة دمشق. وكلنا يقين أن زيارتكم تشكل ضربة لسيادة لبنان وكرامة ابنائه الوطنيين، ولن تكون إلا بداية سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

معالي الوزير، نتمنى منكم أن تخبروا الأسد بالآتي: أن هناك 55 شهيداً سقطوا في تفجيري التقوى والسلام في طرابلس وأن القضاء اللبناني أثبت تورط الاستخبارات السورية بهذا العمل الإرهابي وأن عليه تسليم الجناة إلى العدالة.

ذكّره بأن هناك مذكرة توقيف غيابية بحق أحد جنرالاته اللواء علي المملوك لعلاقته بالتفجيرين. ولا تنس أن تتوقف عند الملف المرتبط بميشال سماحة والمتفجرات التي نقلها من سوريا إلى لبنان بأمر من مسؤولين في نظام الأسد ومنهم المملوك وتواصله مع مستشارة الأسد بثينة شعبان ونتمنى منه تسليم المتورطين.

معالي الوزير، أنت الحريص على "عظام اللبنانيين" وتتقن فن "نبش القبور" وطالبت في الكحالة بـ"عظام المسيحيين" وكانت حادثة قبرشمون نتيجة خطابكم، فنتمنى عليكم أيضاً مطالبة الأسد باللبنانيين المعتقلين في السجون السورية وأن يحدد مصير المفقودين منهم وأن يعيد رفات أي لبناني استشهد على الأرض السورية لأجل كرامة لبنان، وإذا قال أن لا معطيات لديه عنهم، ذكّره بأن نظامه سلم رفات العميل الإسرائيلي ايلي كوهين إلى إسرائيل قبل فترة قريبة.

طبعاً معالي الوزير، انتم لديكم كل الحرص على سيادة لبنان، فلا بد من طرح قضية ترسيم الحدود حيث يتوجب على النظام السوري تقديم المستندات التي تثبت لبنانية مزارع شبعا من عدمها إلى الأمم المتحدة، وننهي هذا الملف لأن هناك حزباً يستغل حالة "الحدود بلا الهوية" لتعريض لبنان للمخاطر.

وعلى الرغم من أن زيارتكم غير رسمية ولا تحظى بموافقة الحكومة ولا رئيسها، فلا بد من تذكير الأسد بأن نظامه وضع رئيس حكومتكم سعد الحريري ونواباً وشخصيات لبنانية على لائحة "الإرهاب"، علماً انها شهادة يفتخر بها الحريري، وبالتالي لا يجب أن تنسى أن رئيس "تيار المستقبل" كان من الداعمين الأساسيين للثورة في سوريا ولم يبخل عليها انسانياً أو أخلاقياً أو مادياً. وطالما أن الحديث عن الحريري فذكّره أيضاً بأن رئيس حكومتنا يعتبر الأسد مجرماً وأكد للمجتمعين العربي والدولي في العام 2009 قبل زيارته سوريا أن الأسد "دكتور في تقديم الوعود الكاذبة" (خطاب الحريري في رمضان 2016). وأن دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذكية أخرجت السوري من لبنان وأعادت الهاربين إلى الوطن. وأن المحكمة الدولية ستصدر قراراتها قريباً.

معالي الوزير، أخذتم من قضية اللاجئين السوريين حجة للتواصل مع سوريا، وغاب عنكم وعن الأسد أن لبنان البلد الوحيد الذي لم يغلق سفارته في سوريا وأبقى على سفارة النظام في لبنان، وأن المجلس الأعلى اللبناني السوري لا يزال على قيد الحياة، وأن هناك تنسيقاً مباشراً بينكم وبينه عبر ممثلكم بيار رفول، وأن اللواء عباس ابراهيم ينسّق مع الجانب السوري في عودة اللاجئين، ويرسل لهم اللوائح بمئات الأسماء التي ترغب بالعودة فيعيد الأسد اللائحة بعشرات الأسماء، فضلاً عن شخصيات ووزراء تزور أسبوعياً سوريا لتقدم أوراق اعتمادها، إسأله معالي الوزير: ألا يكفي كل هذا التنسيق لعودة اللاجئين؟ ألا يكفيه أن حزب الله ينسّق معه لعودة اللاجئين؟ أخبره أن محاولات ابتزاز الرئيس الحريري لن تنجح ولن يُلدغ من جحر واحد مرتين.

انقل له رأي اللاجئين السوريين، وذكّره بأن هناك ملايين السوريين خارج حدود نظامه يعارضونه وأن عودتهم لا تتطلب ضمانات بعدم اعتقالهم أو تعذيبهم فحسب بل بحرية الرأي والتعبير. وأخبره أن "حزب الله" مسؤول عن تهجير سوريين من قراهم الحدودية وتحويلهم إلى إرهابيين في الجرود. عليه أن يفهم أنه مسؤول عن سقوط أبرياء ومدنيين لن يهدأ لهم بال قبل رؤية المسؤولين خلف القضبان.

رئيس "الوطني الحر"... لم تكن ضمن الذين ناضلوا في وجه السوري قبل العام 2000، ولم تكن في بعبدا عندما هاجمه جيش النظام السوري، فعليكم إعلام الأسد أن شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن في 13 تشرين صنعوا المستقبل بدمائهم.

أخبره أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يعارضه، وأن من يقتل شعبه بالكيميائي لا يمكن احترامه. ولولا المجازر التي ارتكبتها روسيا بسلاحها الجوي وصواريخها العابرة للقارات من بحر قزوين لما بقي على كرسيه. لا بد أن يدرك أن إيران لا تقف إلى جانبه من دون مقابل، بل تريد ثروات سوريا واستغلال السوريين وتحويل بلاده إلى منصة لمهاجمة العرب وتحقيق مشروعها الفارسي.

معالي الوزير، قبل وصولك إلى دمشق، أسلك طريق حمص والتقط الصور وانقلها للأسد، ليعرف أنه مسؤول عن تدمير سوريا وأن الروسي والإيراني والتركي لن يعيدوا إعمار سوريا ولو أرادوا لانطلقوا بذلك منذ سنتين على الأقل، بل دخلوا سوريا كي يحصلوا على مكتسبات مقابل خروجهم لاحقاً. فواجب عليكم اخباره أن سوريا منتهكة السيادة من ثلاث دول وتضاف اليها إسرائيل التي تسرح وتمرح في سماء دمشق ولا تترك هدفاً إلا وتضربه من دون أي رد سوري.

وأخيراً، لا بد من أن يعرف الأسد أن "الوطني الحر" ليس أهلاً لاتفاق أو تسوية، فهو أخلّ بـ"اتفاق معراب" بعدما استغله للوصول إلى أهدافه الرئاسية، وبدأ استهداف البيان الوزاري منذ الأيام الأولى لحكومة "إلى العمل" وهدد التسوية عشرات المرات، لكن على الرغم من ذلك فإن حضوركم إلى جانب المسؤول عن 13 تشرين وما قبلها وما بعدها يدفعكم إلى الاعتراف بمتلازمة ستوكهولم. معالي الوزير، الأسد يعلم أن طموحكم هو الوصول إلى الكرسي، وهو الأكثر خبرة بكيفية بيع الوطن للاحتفاظ بالكرسي.

 

تركيا في شمال سوريا هل هو الحل أم فصل جديد؟

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

«غد بظهر الغيب واليوم لي وكم يخيب الظن بالمقبل

ولست بالغافل حتى أرى   جمال دنياي ولا أجتلي»   (أحمد رامي، رباعيات الخيام)

ليس من السهل استبدال الأسطورة الوطنية للشعوب، وتصبح قضية التغيير شبه مستحيلة إذا اختلطَت الأسطورة القومية بالدين، ليتداخل المقدّس مع الوطني بحيث يصبح من غير الممكن رسم الحدود بينهما. هذا هو واقع تركيا اليوم التي ما زالت تعيش، بمُتديّنيها وعلمانييها، أسطورة الإمبراطورية العثمانية.

قد يظنّ البعض أنّ أتاتورك تخلّى عن الخلافة الإسلامية راضياً، لكن الواقع هو غير ذلك، فلو لم تتغيّر الظروف وتنقلب موازين القوى العالمية، لكان أتاتورك أعلن نفسه خليفة للمسلمين، بغضّ النظر عن إيمانه. فكيف يرفض حكم أمبراطورية مترامية الأطراف إن كان الدين هو ما يجمعها؟ لكنّ ذهاب السلطان أتاتورك إلى علمنة الدولة لم يأت إلّا للحفاظ على ما أمكَن من بقعة من الأرض بالتفاهم مع القوى الجديدة المُهَيمنة.

إنّ معاهدة سيفر هي المعاهدة التي عقدت عام 1920 مع تركيا المهزومة بعد قرنين من التحولات العنيفة في أوروبا، بعد هزيمتها المنطقية في الحرب العالمية الأولى بعد قرن من عدم استقرارها وتَناتش حدودها. كان الاتفاق بين قوات الحلفاء المنتصرة وممثلين عن الدولة العثمانية بأن تُلغى المعاهدات السابقة مع الإمبراطورية العثمانية، واضطرّت تركيا إلى التخَلّي عن كافة الحقوق في الدول العربية في آسيا وشمال أفريقيا، ونَصّت المعاهدة أيضاً على استقلال أرمينيا، وكذلك كردستان مستقلّة أو بحكم ذاتي، وإلى وجود يوناني في شرق تراقيا على الساحل الغربي للأناضول والسيطرة اليونانية على جزر بحر إيجه المُتحكّمة في مضيق الدردنيل. أتاتورك، وبعد نضال عسكري وسياسي داخلي وتسويات مع القوى العظمى، وفي ظل خوف تلك الدول من تَمدد النفوذ السوفياتي، تمكّنَ من استبدال معاهدة سيفر بمعاهدة لوزان عام 1923، ممّا أعاد له ما أصبح اليوم تركيا الحالية. لكن هل يعني ذلك أنّ الأتراك نسوا الأسطورة يوماً؟

مُكره أخاك لا بطل! أردوغان الذي ورثَ الأتاتوركية وأسّس حكمه عليها، يحمل حلم السلطان سليمان القانوني ذاته. لكنه عَلم، منذ اليوم الأول لدخوله في عالم المنافسة على السلطة، أنّ الشعارات وحدها لا تكفي لِلَملمة شمل الإمبراطورية. فهم أن الاقتصاد يأتي أولاً، وتمكّنَ استناداً إلى الإرث الأتاتوركي، مُطعّماً بنكهة ديموقراطية وانفتاح على اقتصاد السوق «العلماني»، أن يضاعف الناتج القومي، ولكن ليس استناداً إلى الإرث الحزبي الإخواني، بل على البراغماتية الرأسمالية مُطعّمة ببعض الشعارات الإسلامية ومظاهر الورع، ليس إلّا.

كان هم أردوغان في البداية هو السعي إلى التوسّع غرباً من خلال مغامرة الدخول إلى الإتحاد الأوروبي، ولكن عندما أحبطت الآمال، كان البديل التوجّه شرقاً، فتَذكّر فلسطين وغزة، وأرسل باخرة لكسر الحصار، فسقط الشهداء الذين لم يتذكروا أنّ أردوغان ذاته، عندما كان رئيساً للوزراء سنة 2005، زار إسرائيل والتقى نظيره أرييل شارون بهدف «تعزيز التعاون الإقتصادي والعسكري».

لا أحد بالطبع يطلب من أردوغان أن يكون أكثر عداوة من العرب لإسرائيل، فهو بالنهاية رئيس دولة تسعى لمصالحها. وبالتالي، فلا سبب له للمزايدة لا على العرب ولا على الفلسطينيين أنفسهم. وعلى كل الأحوال لم تُقطع، أو تنقطع العلاقات بين البلدين حتى في أصعب الظروف.

لكن ما الذي يحدث اليوم في الشمال السوري؟

لا أحد يشك اليوم أنّ الكثير مِن غَض النظر من الجانب التركي سمح لآلاف المغامرين الداعشيين بالوصول إلى العراق وسوريا، وهناك من المطّلعين من يؤكد أنّ تركيا طلبت من دول مجلس الأمن، بُعَيد انفلاش داعش، الضوء الأخضر والغطاء الدولي لِتوَلّي مهمة القضاء على داعش، وكان ذلك يعني أنه ستكون لها اليد الطولى في سوريا بعد ذلك، ومن خلالها العودة للوصاية على جزء من الإمبراطورية العثمانية، وفتح أبواب الإقتصاد شرقاً بعد أن أوصد باب الإتحاد الأوروبي غرباً. لكن هذا العرض قوبِل يومها بالصمت المُطبق، ومن بعدها بدأ التخبّط التركي ذات اليسار وذات اليمين بين أميركا وروسيا وإيران والنصرة...

لا يمكن لأيّ عاقل ألّا يَتفهّم هاجس الدولة الكردية على أي بقعة من الأرض بالنسبة لتركيا، وهذا بغضّ النظر عن وَصف أي مجموعة كردية، سياسية كانت أم عسكرية، بأنها إرهابية. فوجود دولة من هذا النوع سيشجّع النزعة الكردية للانفصال في تركيا ذاتها، وبالتالي العودة إلى مسلسل الصراع العنيف الذي ضرب تركيا لعقود طويلة، وقد ينتهي ذلك بفكفكة جغرافيتها. إنّ مسألة المنطقة العازلة، كما هي مطروحة بعمقها وطولها، ستؤدي إلى إبعاد الحكم الذاتي الكردي عن الحدود التركية، أي إبعاد الشر قدر الإمكان، ومن ثم بناء جدار عازل سكّاني من العرب السوريين قد يصل إلى عدة ملايين، وقد تكون تلك المنطقة، إذا ثبتت واكتملت، تعويضاً لتركيا عن ربما الوصول إلى حلب أو أبعد، إن لم نقل ايضاً جزءاً من العراق.

لكنّ السؤال هو هل سيكتمل المشروع؟ وهل يشكّل ما يحدث مدخلاً للحل في سوريا، أم هو فصل جديد من مشروع أوسع لم تكتمل فصوله بعد؟ الأسابيع القادمة ستأتي على الأرجح ببعض الأجوبة. ولكن ما هو موقف النظام السوري وهل يستفيد من كل ذلك؟ الجواب في المقالة القادمة.

 

السفير السوري: نرحّب بباسيل.. لكن ليت لغته أدقّ

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 تشرين الأول/2019

تفاعلَ خطاب وزير الخارجية جبران باسيل في الحدت على أكثر من مستوى، خصوصاً أنه تضمّن إعلاناً صريحاً عن نيّته زيارة سوريا بعد وقت قصير من مطالبته بعودتها الى المقعد الذي «هُجّرت» منه في الجامعة العربية. وإذا كانت المواقف الداخلية حيال طرح باسيل عكسَت تلقائياً الخلاف اللبناني التقليدي حول مستقبل العلاقة مع دمشق، فماذا عن رد الفعل السوري الأوّلي على ما صدر عن رئيس «التيار الوطني الحر»؟

يقول السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي لـ«الجمهورية» انّ مصلحة لبنان تكمن أساساً في التنسيق والتكامل مع سوريا، ولولا هذا التنسيق والتكامل ما كانت الجرود لتتحرر من الارهاب، ومن دونهما لا يمكن للبنان أن يتعافى أو ينتعش اقتصادياً. نحن نُعرب عن تقديرنا لأيّ موقف لبناني رافِض للاملاءات والضغوط الخارجية، والتي يبدو أنها لا تزال تمنع عدداً من الدول العربية من استئناف علاقاتها الطبيعية مع سوريا.

ويلفت الى أنّ دمشق انتصرت على الارهاب بالتعاون مع حلفائها، «ونحن مرتاحون الى وضعنا، ونسعد بالزائرين، مع العلم انّ من يزور سوريا يقوى بها أكثر ممّا يضيف الى قوتها»، مُشدداً على أنه «لا مِنّة لشقيق على شقيقه إذا زاره وعزّز الروابط والمصالح المشتركة معه، لأنّ هناك أخوّة بين لبنان وسوريا وكلاهما يحتاج الى الآخر». ويُعرب عن انفتاح سوريا على مناقشة متطلبات لبنان بعد إعادة فتح معبر البوكمال، داعياً الى تشكيل لجان مشتركة تتولى درس خيارات التعاون والتنسيق لخدمة المصالح الحيوية للدولتين في مجالات عدة.

ويضيف: انّ سوريا، وعلى الرغم من أزمتها، لا تزال تغطي حاجة السوق الداخلية من الدواء المصنوع محلياً بأرخص الاسعار وأفضل نوعية، وبإمكان لبنان الاستفادة من ذلك. وكذلك تغطي الكهرباء كل الاراضي السورية، ونحن قادرون على مدّ لبنان بـ500 ميغاوات فوراً، وإذا تحسنت خطوط النقل ترتفع النسبة الى 1000 ميغاوات وبأسعار أقل من تلك التي تدفعها الدولة اللبنانية، وهذا ما يعرفه جيداً الأشقاء في بيروت، وغير ذلك من المجالات التي يمكن ان تشكّل مساحة للتكامل، إنما لا أعرف أيّ نوع من الحسابات يعطّل هذه الفرَص.

ويُبدي علي بعض الملاحظات على اللغة المستخدمة أحياناً في معرض مقاربة ملف العلاقة مع دمشق، «كأن يقول الوزير باسيل انه يريد ان يزور سوريا ليعود النازحون اليها، كما عاد جيشها»، مشيراً الى أنه كان يتمنى لو انّ لغة الخطاب كانت محسوبة أكثر، «على قاعدة مراعاة مشاعر السوريين والروابط المميزة التي تجمع الشعبين، ونحن نرى انّ ايّ خروج عن اللغة المدروسة قد تسبّب فجوات وجروحاً، ليست في محلها».

كذلك، لا يُخفي علي انزعاجه من كلام رئيس «التيار الحر» حول «الوصاية السورية»، قائلاً: «نحن نرفض مثل هذا التوصيف، لأننا دخلنا لبنان لنَجدته بطَلب من الشرعية. نعم، حصلت لاحقاً أخطاء من مسؤولين عندنا ومن مسؤولين لبنانيين ايضاً، والرئيس بشار الاسد توقّف في مناسبات عدة عند الأخطاء السورية، لكنّ علاجها لا يكون بالطريقة التي يعتمدها بعض اللبنانيين، ودمشق قامت بالمراجعة ومستعدة للقيام بها، كلما اقتضى الأمر، علماً انّ السلبيات المَشكو منها هي بالتأكيد أقلّ من الايجابيات، إذ إنّ سوريا قدّمت الى لبنان أكثر ممّا أخذت، بعدما ساهمت في توحيد صفوف الجيش والنهوض بمؤسسات الدولة وتحرير لبنان وإعادة توحيده، وشَكّلت الظهير الاستراتيجي للمقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. هذه تضحيات ومساهمات لا ينبغي تجاهلها في معرض مراجعة تجربة العلاقة بين الدولتين.

ويؤكد انّ سوريا تقدّر عالياً موقف الرئيس ميشال عون، الذي راهَن على انتصار سوريا منذ اليوم الاول للأزمة، «وأنا أعرف شخصيّاً هذه الحقيقة التي عايَشتها عن قرب، أمّا الوزير جبران باسيل فهو موضع ترحيب في دمشق وأهلاً وسهلاً به، وإن يكن يحقّ لي أن أتساءل: لماذا لم تتم الزيارة من قبل، علماً انه يجب ان يكون معروفاً انّ المردود من زيارة وزير الخارجية او اي مسؤول لبناني آخر إنما يخدم لبنان وسوريا، وربما لبنان قبل سوريا».

وانطلاقاً من «عتب المُحبّ او الصديق»، يأخذ السفير السوري على بعض قيادات «التيار الحر» اعتمادها خطاباً يحتاج الى مراجعة في ملف النازحين السوريين «الذين يتعرّض بعضهم لمضايقات في مناطق تقع ضمن نطاق بلديات تابعة للتيار، وهذه المضايقات قد تكون فردية ومن دون توجيه حزبي من القيادة، ونحن ندعو الى معالجتها على أساس الاحترام المتبادل وروابط الاخوّة، لأنّ التجريح الذي يتعرّض له النازحون ينعكس شَرخاً بين الشعبَين، وهذا ما لا نريده، خصوصاً اننا نُبدي تقديرنا للخيارات الاستراتيجية التي يتبعها «التيار الحر».

ويلفت علي الى انّ «القيادة السورية كانت، ولا تزال، حريصة على تقديم أقصى التسهيلات الممكنة لإعادة النازحين الى وطنهم، موضحاً انه تندرج ضمن هذا الاطار مراسيم العفو الرئاسي والاجراءات المَرِنة المتخذة من قبل وزارة الداخلية، والتي وصلت الى حَد مَنح أصحاب القضايا العالقة حق أن يغادروا سوريا مجدداً ويعودوا من حيث أتوا، إذا تبيّن لهم بعد رجوعهم الى ربوع الوطن انّ المعالجات او التسويات المقترحة لملفاتهم لا تناسبهم».

ويتابع: سوريا تريد أبناءها وهم أيضاً يريدونها، لأنه ثبتَ أنّ ما يلقونه في بلادهم من خدمات مجانية ومعاملة لائقة لا يجدونه في اي مكان آخر، ثم اننا مُقبلون على ورشة إعمار ضخمة ستحتاج الى جهود كثير من العمال وأصحاب الكفاءات السوريين، ما يُضاعف أهمية عودة النازحين، وإذا كانت المنظّمات الدولية حريصة حقاً على حقوق هؤلاء وكرامتهم فإنّ المبالغ المالية التي تمنحهم إيّاها في مخيمات لبنان يجب ان تدفعها لهم في الداخل السوري حيث قيمتها الشرائية أقوى بكثير، إلّا انّ الواضح حتى الآن هو انّ بعض تلك المنظمات تعتمد التحريض والتخويف في مقاربتها هذا الملف.

ولدى سؤاله: ماذا عن إشارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دور للبنان في ورشة إعادة إعمار سوريا، وكيف يمكن أن يُترجم هذا الدور عملياً؟ يجيب علي: إسألوه... سوريا من جهتها تجد في لبنان دولة شقيقة، وهي مستعدة لإجراء قراءة مسؤولة في أيّ مراجعة تصويبية يُبادِر اليها من أخطأ في حقنا، ونحن تتمنى من الجميع أن يحسبوا كلامهم قبل إطلاقه». ويشير علي الى أنّ سوريا محصّنة ضد كل أنواع الابتزاز والترهيب والترغيب والضغط، «وسياساتها كناية عن خَلطة دقيقة من القيَم الثابتة والمصالح المشروعة، وهذه خلطة لن نحيد عنها».

 

إتّجاه لتعديل مشاريع «سيدر»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

لا تبدو الجهات المانحة في صدد الاقتناع بـ«الإصلاحات» الموعودة في موازنة 2020. فالملامح الظاهرة لا تشجّع. ويتّجه الفرنسيون، رعاة مؤتمر «سيدر»، والجهات المانحة إلى مزيد من التشدّد تجاه لبنان، على عكس المناخات التي يحاول تسريبها بعض المعنيين في بيروت، ضمن عملية «التخدير» المستمرة والمراهنة على عامل الوقت! المعلومات الواردة في الأيام الأخيرة، عن ملف المساعدات، أشارت إلى أنّ الجهات المانحة غيَّرت نوعياً تعاملها مع الدولة اللبنانية. فالعروض التي كانت متوافرة قبل عام لم تعُد قائمة، وحلَّت محلها شروط قاسية.

ويبدو أنّ الحكومة اللبنانية أضاعت فرصة ثمينة للاستفادة من الزخم الذي كان موجوداً عند انعقاد المؤتمر في نيسان 2018، والذي أخذ يتآكل شيئاً فشيئاً بسبب فشل الطاقم السياسي اللبناني في التعامل مع الملف.

هذا الطاقم نفَّذ في الأسابيع الأخيرة مناورة حاول خلالها إقناع الفرنسيين والمانحين بأنه يسير في الطريق الصحيح لتنفيذ شروط «سيدر». وحاول تقديم الكثير من المبرِّرات للتلكؤ والإمعان في نهج انعدام الشفافية طوال عام ونصف العام من صدور القرارات.

وفي الزيارة الأخيرة لباريس، حاول الرئيس سعد الحريري أن يقنع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن هناك خصوصية في الوضع اللبناني تمنع التزام شروط الإصلاح بالكامل. وتمنى عليه، من باب «المَونة»، تحريك المساعدات شيئاً فشيئاً، في موازاة التقدّم نحو الإصلاحات خطوة خطوة، وإلا فإن لبنان معرّض لمأزق كبير يهتزّ فيه استقراره المالي والنقدي والاجتماعي… وربما الأمني، وهذا ما لا تريده فرنسا ولا أي من أصدقاء لبنان.

وأعاد الحريري شرح الأسباب التي حالت دون أن تكون موازنة 2019 في موعدها، وأن تقترن بإصلاحات حقيقية. وقد واجهه ماكرون بتقرير تفصيلي عن الخطوات الإصلاحية التي كان من السهل على الحكومة اللبنانية أن تعتمدها، من دون تأخير، لكنها لم تفعل بسبب الفساد وشبكة المنتفعين منه.

ولم يستطع الحريري أن يبرّر هذه المسألة. وحاول تسويق نظرية مفادها أنّ على الجهات المانحة أن تقتنع مرحلياً بما تحقق حتى الآن من مكافحة للفساد، وتفتح «الحنفية» تدريجاً. فمجرد تقليص نسبة الفساد في الدولة من الحدود الكارثية إلى حدّ أدنى بقليل هو أمر يجب تقديره وبداية جيدة، لكن الفرنسيين رفضوا تماماً هذه النظرية وأصرّوا على إظهار الجدّية من خلال تغيير النهج تماماً شرطاً للإفراج عن المساعدات.

وأساساً، ما زال الفرنسيون يصرون على أنّ الجهات المانحة هي التي تشرف على تنفيذ المشاريع المنتظر تمويلها من «سيدر». ويطرحون تشكيل هيئة من الجهات والمؤسسات الدولية المانحة تأخذ على عاتقها هذه المهمة، فلا يبقى الأمر مرهوناً بمجلس الإنماء والإعمار، كما في العقود الأخيرة.

لكن الجانب اللبناني يبدي اعتراضات قوية على ذلك متذرعاً بأنّ الأمر يرسل إشارة سلبية عن الثقة بلبنان ودولته ويشكل وصاية على لبنان وسيادته المالية وحتى السياسية. وفي النهاية، لم يتراجع ماكرون عن شرطه، لأن الجهات المانحة لا تثق في الطاقم السياسي الذي سيدير المساعدات.

وبين الاستعجال اللبناني لبدء الحصول على مساعدات «سيدر»، والإصرار الفرنسي على الإصلاح أولاً، ظهرت مخاوف من تطيير الـ11 مليار دولار، كلياً أو جزئياً، كما عبّر عن ذلك راعي المؤتمر بيار دوكان في زيارته الأخيرة لبيروت، لأن الكثير من الجهات المانحة قد تحوّلها إلى بلدان أخرى.

لكن الأهم هو الطرح الذي بدأ تداوله لدى الجهات المعنية أخيراً، ومفاده أنه من الأفضل إعادة النظر في المشاريع الـ250 التي تم الاتفاق على تمويلها في «سيدر»، ربيع 2018، لأنّ الكثير منها يخدم التركيبة السياسية النفعية القائمة حالياً، ولا يضخّ الدم في النشاط الاقتصادي المنتج.

ولذلك، هناك اتجاه إلى إعادة النظر في البنود السابقة من «سيدر»، ما دامت مجمدة أساساً، بحيث يتم استبدال العديد من المشاريع بأخرى أكثر حيوية، ووفقاً لما تقتضيه الخطة الإصلاحية، على أن يكون التنفيذ بإشراف الجهات والمؤسسات المانحة.

وتتلقف الطبقة السياسية حتى اليوم هذه الطروحات الدولية بمزيد من المناورات للتملص. وحتى دولة الإمارات العربية المتحدة التي جرى تدبير «عراضة» واسعة لدفعها إلى «فكّ الزنّار» و»القوطبة» على «سيدر»، لم تقم بأي خطوة. واضطر الحريري إلى أن ينفي بنفسه ما أشيع عن وديعة إماراتية في مصارف لبنان. والحال مع السعودية مشابهة.

ويتحدث البعض عن شروط سياسية تكمن وراء الأزمة ويرى أن «العناد» الفرنسي والخليجي يتم بإيحاء من الإدارة الأميركية في سياق حربها على «حزب الله» وإيران. وبمعزل عن مدى دقّة هذه الفرضية، لا يجيب أركان السلطة في لبنان عن السؤال الآتي: لماذا لا يقومون هم بسدّ كل المنافذ داخلياً بسلوك نهج الإصلاح، فتنكشف العوامل الخارجية تلقائياً؟ وأما إذا كانت هذه الطبقة عاجزة عن تحقيق الإنقاذ، فسيكون الحل بإنتاج سلطة جديدة من خلال العمليات الدستورية الطبيعية، أي بانتخابات نيابية جديدة وتشكيل حكومة تكنوقراط حقيقية تتولّى وضع برنامج إنقاذ سريع ولا يمكن التملّص منه. ويوماً بعد يوم، يتبين أن هذا الخيار قد بات حتمياً.

 

هل طلب عون من مخزومي الإستعداد لدخول السراي؟

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

فاضت الكأس بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والعهد وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والعهد، وبقي الصامد الوحيد الرئيس سعد الحريري، الذي على ما يبدو يراد استنفاد صموده، حتى الثمالة.

لم يكن البيان الذي اصدره الحريري رداً على خطاب الوزير جبران باسيل في الجامعة العربية سوى محاولة استلحاق تفرّد وزير الخارجية بإعلان موقف لبنان المطالب بعودة سوريا، من دون تشاور أو قرار من مجلس الوزراء، لكن باسيل عاجله في اليوم نفسه، بقرار زيارته دمشق وكأنه يقول له إنّ ما كتب في لقائه مع السيد حسن نصرالله قد كتب، وإنّ أمامه خيارين: القبول أو القبول بهذه الزيارة، ولا خيار ثالثاً.

ويبدو أنّ باسيل قد كسب الرهان جزئياً، اذ ترك رئيس الحكومة الحرية لباسيل أن يزور دمشق على مسؤوليته، وترك له أن يأتي بالنتائج، فإذا اتى بها يكون قد أسكت جميع منتقديه، أما اذا فشل فستكون المسؤولية عليه وحده.

لم تكن بوادر زيارة دمشق مخفية، فقد تناهى الى أكثر من جهة سياسية أنّ زيارة باسيل الى دمشق باتت قريبة، وعندما طرح الوزير محمد فنيش استعادة العلاقة مع النظام في الحكومة، تصدى له وزراء «القوات اللبنانية» والحزب الاشتراكي، أما الرئيس الحريري فحاول إبقاء الأمر داخل جدران الحكومة، لكن هؤلاء سرّبوا ما حصل للإعلام.

تمر علاقة الرئيس عون بالرئيس الحريري بمنعطف كبير، فالعهد يعتقد انه ما زال بالامكان سحب مكاسب من الرئيس الحريري، لقاء استمرار التسوية، وقد شهدت ازمة قبرشمون أكثر من مناورة في هذا الاطار.

في عزّ الازمة كان رئيس الحكومة، قد قطع وعداً لوليد جنبلاط بأن يبقى على موقفه، ولو طالت الازمة، وقال: «يوم يومين سنة سنتين، خليك عموقفك». لكن مع امتداد الازمة، بدأ هذا الالتزام يضعف شيئاً فشيئاً، الى أن فوجئ جنبلاط قبل مصالحة بعبدا بأنّ الحريري ابرم وهو في الخارج اتفاقاً مع عون من دون علمه، واتى الى لبنان، وصعد الى بعبدا، وأعلن الاتفاق من دون رضى جنبلاط، وكان ما كان يومها، حيث دخل الرئيس بري على الخط وانجز المصالحة المتوازنة.

لاحقاً تناهى الى الكثيرين، ما قام به العهد في ازمة قبرشمون، اذ التقى النائب فؤاد مخزومي الرئيس عون بطلب منه كي يحضّر نفسه لتسميته رئيساً مكلفاً للحكومة، اذا ما اسقطت باستقالة 11 وزيراً. المفارقة أنّ مخزومي امتنع وأقنع عون أنه ليس هناك من مصلحة الآن، إلا أن يكمل الرئيس الحريري على رأس الحكومة، كونه حسب مخزومي، منسجماً مع المرحلة وتحديداً مع «حزب الله»، وفهم من كلام مخزومي أنه لا يريد ان يتسلم كرة النار الاقتصادية.

كانت تلك الخطوة الرئاسية من ادوات الضغط على الحريري، فهي وصلت بالبريد السريع الى من يهمهم الأمر، لكن المناورة لم تسقط فقط بسبب تحفظ مخزومي، بل بسبب رفض «حزب الله» (آنذاك) اللعب بورقة الحكومة، وهكذا فعل الحزب بالأمس عندما دعا باسيل الى العض على جرح سحب مشاريع قوانين المتن من مجلس النواب، فسحبها باسيل من التداول، وعوضاً عن ذلك طرح على الطاولة استعادة العلاقة مع النظام السوري والتحدث باسمه في الجامعة العربية، أي أنه استبدل «المفرّق» «بالجملة»، بناءً على طلب «حزب الله»، وتحضيراً للمعركة الرئاسية المقبلة.

لا تخفي كل من أوساط «القوات» والاشتراكي عتبها على الرئيس الحريري، الذي وحده كرئيس للحكومة يمكن أن يعدّل التوازن الذي افتقدته التسوية، فمن دون أن يعلن موقفاً لا يمكن لـ«القوات» او للاشتراكي أن يخوضا أي مواجهة لتصحيح الوضع منفردين، ويأمل الطرفان ان يكون «انقلاب» باسيل على التسوية، حافزاً لتصحيح التوازن المفقود داخل الحكومة، والا فإن ما كان يسمى تسوية، سيتحول الى تسليم كامل للبلد وقراره في يد «حزب الله» وحلفائه.

 

إستعجال باسيل المتهوّر مرة أخرى

وليد شقير/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

مرة جديدة يفتعل وزير الخارجية جبران باسيل أسباباً جوهرية للخلاف مع رئيس الحكومة سعد الحريري، ويستبق أي قرار للجامعة العربية والحكومة في شأن الانفتاح على النظام السوري، ما اضطر الحريري إلى إصدار بيانه أمس، مذكراً إياه بسياسة النأي بالنفس وبأن البيان الوزاري للحكومة لم يتناول هذا الموضوع.

وإذا كان من الطبيعي أن تثير دعوة باسيل، الجامعة أمس الأول إلى إعادة سوريا إليها، ردود فعل سلبية من كتلة "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، فإن الحجة القائلة إنه يثير موضوعاً خلافياً داخلياً، لا تقف عند استباقه المتسرع للإجماع اللبناني. الحاجة اللبنانية إلى الحد الأدنى من التوافق، في زمن يتطلب تجنب المواضيع الخلافية التي تعيق اتخاذ الإجراءات المطلوبة من الحكومة لإنجاز الموازنة والتوصل إلى الخطوات الإصلاحية لتفادي الانهيار الاقتصادي، باتت مسألة مصيرية. الخلافات السابقة ساهمت في تأخير كل ذلك وسببت ازدراء المجتمع الدولي للدولة اللبنانية، وتردداً في دعمها وخفضاً لتصنيفها الائتماني.

وفي وقت لا يتوقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن التكرار بأن الإنقاذ الاقتصادي يتطلب توافق الجميع على الخطوات المطلوبة وإبعاد الخلافات، ويردد الحريري أن الخلافات السياسية هي التي حالت دون تسريع الإنقاذ الاقتصادي، ما الحكمة في أن ينبري وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي إلى القول إن موقف باسيل يمثل لبنان خلافاً لبيان الحريري؟ فرئيس الحكومة هو من ينطق باسم الحكومة وسياستها وفق الدستور. هل يريد فريق الرئاسة افتعال معركة حول الصلاحيات مجدداً تؤدي إلى أزمة كما حصل مرات عدة في السابق، أدت إلى الالتهاء عن الانكباب على معالجة الأزمة الاقتصادية الداهمة بتجميد اجتماعاتها وتأخير تدابيرها؟ وفي حين تميل الأوساط المعارضة لموقف باسيل المتفرد في الجامعة العربية إلى اعتباره تسليفاً على الحساب لـ"حزب الله" ومحور الممانعة، وأنها ليست صدفة أن يأتي موقفه هذا غداة لقائه الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله، فإن من يراقب ما يصدر من تصريحات في هذا الشأن لا بد من أن يسجل قول وزير "الحزب" محمد فنيش إن مسألة الانفتاح اللبناني على دمشق متروك لقرار تتخذه الحكومة. وهي تعتبر أن هذا دليل إلى أن باسيل يتولى الترويج لتوجهات بالنيابة عن "الحزب"، فينطق بما يريد، في إسراف منه بالتملق لقيادة الأخير ولدمشق.

يصبح الأمر تهوراً، أمام التعقيدات الإقليمية الكبيرة التي تحيط بعودة سوريا إلى الحاضنة العربية، على رغم وجود توجه بهذا المعنى لدى بعض الدول العربية، مع شبه الإجماع العربي على إدانة التوغل التركي في سوريا. وقد يكون على باسيل أن يتبصر قليلاً بالخلفيات الخلافية مع تركيا بين مصر ودول الخليج، وأنقرة، والتي تتناول الوضع الإقليمي برمته وليس سوريا وحدها، والتي تفسر موقفها من العملية العسكرية التركية.

وفي زمن يشهد الإقليم مواجهات عسكرية متفرقة، بدءاً بالخليج وصولاً إلى بلاد الشام، وحراكاً سياسياً متعدد الأوجه والأطراف، من محاولات إقامة حوار أميركي إيراني، وحوار خليجي إيراني، وروسي سعودي (زيارة فلاديمير بوتين للرياض)، فإن خيار إعادة سوريا إلى الجامعة العربية لن يكون معزولاً عن المشهد الإقليمي المتشابك المرشح للمقايضات. وحين تنطّح باسيل للأمر إبان انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت مطلع العام، أفهم وزراء خارجية عرباً نظيرهم أن خطوة كهذه تحتاج إلى إنضاج، والمطلوب خطوات من دمشق لتسهيلها في الداخل وبالعلاقة مع طهران. فما الحكمة من إقحام لبنان في مسألة تخضع لتفاوض ومقايضات بين كبرى الدول، بينما يحتاج لبنان إلى التناغم مع الدول العربية كي تعينه على مواجهة أزمته الاقتصادية؟ وما الفائدة من إجهاض محاولات الحريري للإفادة من هذا الدعم؟

 

ببساطة إنها المنافسة!

سامي نادر/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

سلّط البنك الدولي في تقريره الأخير والصادر منذ أيام الضوء على واقع المنافسة في اقتصادات العالم العربي كما وحثّ الحكومات على المضي في إصلاحات تعزز التنافسية كونها الطريق الأسلم لتحقيق النمو ومكافحة البطالة.

يأتي هذا التقرير ولبنان ما زال عالقاً في أزمته الإقتصادية، يحضّر الموازنة تلو الأخرى، وليس بعد في الأفق أي إشارة إلى إمكانية الخروج من النفق في فترة قريبة. ونذكر تقرير البنك الدولي لأنه يحمل في عنوانه الكلمة المفتاح لوضع لبنان على الطريق السليم، لا بل الطريق الوحيد للخروج من الأزمة. وهذه الكلمة هي بكل بساطة: المنافسة. فلو أخذت تنافسية الإقتصاد كمعيار لإعداد الموازنات مثلاً لكنّا أمام مشاريع موازنة مختلفة تماماً عما شهدناه في الفترة الأخيرة، حيث أتت الموازنات (2018، 2019، 2020) نسخاً طبق الأصل عن بعضها البعض تستند إلى المقاربة عينها: مزيد من الضرائب ترهق كاهل المواطن وقطاع الإنتاج على حد سواء. موازنات تسقط أمام التحدي الأساس: ترشيد الإنفاق الحكومي. أما الموازنة التي تعزز التنافسية، فهي عكس تلك المشار إليها، وهي موازنة جريئة تقتصد بشكل جدي من الـ 26000 مليار ليرة نفقات حكومية وترفع بذلك الضغط عن الوضع النقدي والمالي والعبء الثقيل عن قطاع الإنتاج، هي موازنة تقدم المحفزات الضريبية للمنتجين والمبادرين والمستثمرين، هي موازنة تقدم التسهيلات لما تبقى من شركات ومؤسسات تصارع كل يوم من أجل البقاء، من أجل عدم إغلاق أبوابها وصرف موظفيها لأنها بين نارين نار الضرائب ونار اسعار الفائدة.

ولو كانت تنافسية الإقتصاد هي المعيار في قيادة الإصلاحات لكانت أطلقت ومنذ زمن طويل محركات "سيدر". وربما لما كانت هناك أصلاً ضرورة لـ"سيدر" وغير "سيدر" من مساعدات وودائع تحول معها الإقتصاد إلى اقتصاد إتكالي. وجود منافسة حقيقية، وفي أي قطاع، هو الشرط الأول لازدهاره. المنافسة كما عناها البنك الدولي في تقريره الأخير، وليس إحتكارات أو إمتيازات وعقود تختبئ وراء شركات خاصة تحت عنوان الشراكة ما بين القطاعين العام الخاص. المنافسة تقطع الطريق على الإحتكار. هي الإنقلاب المطلوب على نظام المحاصصة، والسبيل لاسترجاع مقومات إقتصاد منتج وكرامة وطنية تنتفض على واقع استجداء المساعدات وانتظار الوديعة تلو الأخرى.

 

من يتآمر على رئاسة ميشال عون؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2019

يفهم المرء غضبة وزير الخارجية اللبناني في خطاب ذكرى 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990، يوم اجتاح جيش حافظ الأسد قصر الرئاسة اللبنانية منهياً تمرد قائد الجيش السابق ورئيس الحكومة العسكرية ميشال عون، مرسلاً إياه إلى المنفى الفرنسي.

فالغضب مشروع، بسبب تجاور هذه الذكرى العزيزة على العونيين، وإتمام العهد الرئاسي سنته الثالثة بلا أي إنجاز يذكر، كما اعترف باسيل نفسه في خطاب الغضب... فبمثل هذا اليوم كان ينبغي أن يتشاوف باسيل باسم عمّه الرئيس وباسم الحزب المؤَسَس حول شخص عمّه وتجربته، بإنجازات كبرى في الإصلاح، وفي الخدمات، وفي الازدهار، وفي سمعة لبنان وصورته وموقعه، كي لا يفرغ تعبير «العهد القوي» من مضمونه.

جاء عون إلى الرئاسة مدعوماً بقرار سياسي حاسم من «حزب الله»، مقطوراً بأسطورة الرئيس القوي وممثل الأغلبية المسيحية الذي سينهي عقوداً من حرمان المسيحيين من التمثل بأقويائهم داخل مؤسسات النظام السياسي. وجاء أيضاً من خطاب فاقع ضد الفساد والفاسدين، وهم في الغالب الأعم، بحسب مقاصده حينها، التجربة الحريرية وورثتها، قبل أن تكون الحريرية جسره إلى بعبدا، حين بدا أنه لا مناص للحريرية من الخضوع لمعطيين: معطى أول هو موقف «حزب الله» المعلن أنْ «عون» أو لا أحد في سدة الرئاسة. ومعطى ثانٍ أن الكنيسة المارونية حددت المرشحين الرئاسيين بأربعة، جرب سعد الحريري حظوظهم تباعاً قبل أن يصل إلى عون.

كل هذه المعارك والمنحنيات التي وفد منها عون إلى الرئاسة، بدت امتحاناً طويلاً تجاوزه الرجل نحو صناعة الزعامة التي يظن أنها تليق به وبالبلد، وتناسب ما يريد للتاريخ أن يكتبه عنه. غير أنه، وعلى نحو تراجيدي، يجد نفسه مصطدماً بامتحان الإنجاز، خالياً مما يمكن أن يزين به خطاب «13 تشرين»، خاضعاً لكل انفعالات «أزمة منتصف العمر» الرئاسي. لا يذكر اللبنانيون متى كانت آخر أزمات الخبز والبنزين قبل عهد الرئيس عون. ولم تمر عليهم منذ انتهاء الحرب الأهلية، مرحلة تجمد فيها اقتصاد البلاد بمثل جموده اليوم، أو خاف الناس على مدخراتهم وأرزاقهم وأعمالهم بمثل خوفهم اليوم. اليوم؛ في زمن الرئيس القوي والعهد القوي. مبرر إذّاك خطاب الغضب الباسيلي. ما ليس مبرراً هي طواحين الهواء والأشباح التي تنطح الرجل لمقاتلتها وهدد بقلب الطاولة عليها، بمجرد إشارة من رئيس البلاد. لم يفهم اللبنانيون مَن على وجه الدقة يمنع على الرئيس وحزبه وصهره، إنجاز العظائم التي يريدون إنجازها. ولا هو صارح اللبنانيين كيف يمنع المانعون ذلك وبأي آليات وأدوات ووفق أي سياسات وبدفع من أي توازنات سياسية، داخل البرلمان والحكومة. ما الجهات الغاشمة التي تمنع الرئيس عون، بعد 3 سنوات، من إنجاز مشروع الكهرباء، الذي يحتاج إلى تفاوض مباشر بين الدولة اللبنانية والخمسة الكبار في العالم للبدء بالتنفيذ الفوري؟ ما الجهات الغاشمة التي تتآمر على لبنان لتأجيل البدء في تنفيذ مشاريع «مؤتمر سيدر» وكلها مشاريع استثمارية وشبه استثمارية في البنى التحتية وغيرها، تتوفر لها أطر تمويلية تفوق 11 مليار دولار؟ من يتآمر على العهد لسحب الدولار من السوق اللبنانية، بما ينعكس ضغطاً على استقرار قيمة العملة الوطنية وحركة المصارف والقروض والإنفاق والقدرة الشرائية للناس؟

ما هذه القوة الغاشمة التي تمنع عهد ميشال عون من الإقلاع وهو المسلح بثلث معطل في الحكومة، وبرئيس للجمهورية، وبغطاء من «حزب الله»، وبنواب مرتفعي الصوت في كل لجنة من لجان البرلمان، وبرئيس حكومة لا يريد إلا السترة، متقبلاً تحول قصر بعبدا إلى مصنع السياسات العامة في البلاد، تارة عبر أوراق ينتجها فريق الرئيس وتارة عبر لجان اقتصادية وغير اقتصادية كأنها حكومة موازية يرأسها الرئيس أو الوزير باسيل، خلافاً لكل منطوق الدستور اللبناني؟

المفارقة القاتلة أن من يشكو من التعطيل، ومن طغيان القوة الغاشمة السرية على حركته ومنجزه وطموحه، هو نفسه من يحمل على كتفيه ملفاً بحجم إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، متجاوزاً في خطاب الجامعة العربية، جزءاً كبيراً من القوى السياسية التي تخالفه الرأي وعلى رأسها رئيس الحكومة. فكيف بمن يقوى على الدخول على خط أزمة إقليمية بحجم الأزمة السورية بمعطياتها الداخلية، وبمعطيات العلاقات السورية - العربية المقعدة، غيرَ متأثرٍ بقوى مانعة محلية، أن يعجز عن حل ملف بديهي كالكهرباء، متذرعاً بتعطيل يفوق طاقته؟

طبعاً من العبث القول إن لبنان يتهيأ للاندراج في تحول عربي آخذ في التبلور حول سوريا، وأن لبنان سيتفيأ سقف الإجماع العربي في هذا الشأن، كما عبر بيان مرتبك لرئيس الحكومة. فما قاله باسيل هو تعبير دقيق عن موقف بشار الأسد ومحور المقاومة وقراءتهما لمسار الأحداث، لا عن الإجماع العربي. وهو قال ما قاله بعد تكليف ليلي له من أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، قبل ساعات من الخطاب. فباسيل لم يذكر أياً من مرجعيات الحل الثابتة للأزمة السورية، التي ذكرها على سبيل المثال لا الحصر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير؛ أكان القرار الأممي «2254»، أو مقررات مؤتمر جنيف، ولا حتى تطرق باسيل إلى مساري «آستانة» و«سوتشي». كاد يطالب العرب بالاعتذار من الأسد؛ تماماً كما يتخيل المرء أن يطلب نصر الله لو قيض له أن يلقي الخطاب المذكور نيابة عن لبنان. في المقابل، أليس الأجدى أن يطلب باسيل من نصر الله الدعم الكافي للإجهاز على القوة الغاشمة السرية التي تمنع إقلاع العهد القوي؟

 

استباحة سوريا لاختبارات الهيمنة العسكرية

يوسف الديني/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2019

ليس للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها؛ لينجو من صفات الأرض والأشياء

هذه النبوءة الشعرية لمحمود درويش، التي أهداها إلى الروائي الكردي سليم بركات، تختزل الفوضى الهائلة التي يعيشها الأكراد منذ إعلان الرئيس ترمب «التخلي» عن مسؤولية أميركا عن الملف السوري، في سياق أكبر خروج من المنطقة المؤرقة، على خلفية الإخفاقات المتعددة في أفغانستان والعراق وسوريا، وما آلت إليه الأوضاع بعد عقود من الخسائر الاقتصادية والعسكرية؛ وتلك قصة أخرى في الخروج من عقيدة كارتر حول الشرق الأوسط.

ما يحدث اليوم هو أن سوريا منذ خروجها من ثنائية الثوار - النظام، باتت مسرحاً للقوى الدولية على اختلاف مشروعاتها للهيمنة، بوصفها مختبراً حربياً (Military laboratory) يمكن من خلاله إعادة موضعة سياساتها الخارجية، وتفاوضها مع القوى الإقليمية والدولية، وهذا هو الهدف الأساسي لما سماه الرئيس إردوغان، في توصيف لا يخلو من لا مبالاة، «نبع السلام»، حيث يريد إعادة ترسيم دور ومشروع تركيا في الهيمنة، بجانب المشاريع الموازية، وعلى رأسها مشروع ملالي طهران، من خلال منح السلام للدول الغربية التي تعاني، كما هو الحال مع تركيا، من مأزق ملف النازحين والمهاجرين الذي بات أحد أكبر دوافع الانقسام حول الاجتياح العسكري التركي من قبل الدول الكبرى التي، حتى مع ارتفاع لهجة التنديد والتجريم، تمارس تلك الازدواجية بين التنصل من تبعات مسؤوليتها الأخلاقية والرغبة في تحريك ملف النزوح، وانتظار أي مشروع لهجرة عكسية باتجاه سوريا، ولو كان ذلك المشروع ضد الجغرافيا والتاريخ. يحدث كل هذا في غفلة عن تبعات الهيمنة والمشروع الإردوغاني في المنطقة، التي لا تقف عند شمال سوريا، أو التخلص من الأكراد على طريقة التطهير العرقي، بل إعادة بناء منطقة عازلة مستدامة لحشر السوريين في تركيا، الذين هم في معظمهم موالون مؤيدون لإردوغان ومشروع بعث الإسلام السياسي، وهو المشروع الذي تتولى قناة «الجزيرة» التي تقود زمام السياسة الخارجية لقطر ترويج البروباغندا الإعلامية له، وهو ما يفسر تأييدها للاجتياح التركي، والدفاع المستميت عنه، والتخلي عن ملف نصرة الشعب السوري ومظلوميته الذي كان شعاراً مرحلياً لا أكثر.

في الصورة المكبرة للاجتياح التركي، لا تحضر الجغرافيا كما التاريخ كمنطقة للحرث العسكري فحسب، بل ثمة دوافع اقتصادية أخرى، يختزلها الشعور بالقلق تجاه مستقبل الاقتصاد التركي، في ظل شح الغاز والفشل في التوصل إلى تحسين للعلاقات مع مصر واليونان وقبرص، تلك الدول التي لا تزال سياسة إردوغان مع حلف الأزمات وإعلامه تواصل التشغيب عليها، إما أصالة أو بالتبعية، كما رأينا في استدعاء إردوغان لمقارنة ما يحدث بالملف اليمني، رغم الفوارق الضخمة حول المشروعية السياسية القائمة على إعادة الشرعية اليمنية، وكبح جماح تغول ميليشيا الحوثي، الامتداد الإيراني في اليمن، في تجريف هوية اليمن. ومع ذلك، قطعت السعودية على المزايدين في الملف اليمني، بتأكيدها على يمن واحد لا يستبعد فيه أي طرف سياسي، وأن الحوثيين مشمولون في ذلك التأكيد على لسان ولي العهد في مقابلته الأخيرة، متى ما تحولوا من ميليشيا مقوضة للدولة إلى مكون سياسي قابل للتفاوض، دون شروط أو إملاءات طهران.

الخذلان الأميركي للأكراد في سوريا لم يكن مفاجأة في دافعه الأساسي، فكل المؤشرات أكدت تحول أساسي في استراتيجية السياسة الأميركية الخارجية منذ الدعوة إلى مفاوضات مع «طالبان» بأفغانستان، وإطلاق اليد لروسيا وإيران في دخول معمل العسكرة السوري، في ظل عدم وجود أي تهديدات لأمن إسرائيل، وهو ما انعكس أيضاً في حالة الارتباك بشأن التعامل مع طهران بعد القطيعة مع إرث أوباما الكارثي والاتفاق النووي، وهو الخذلان ذاته في اتخاذ مواقف عملية، والضغط على تركيا من قبل الدول الأوروبية المنقسمة في توصيف ما يحدث، أو الاكتفاء بالإدانة الموجهة للقوى الداخلية المناهضة للحرب. لكن من وراء تلك الإدانة الدبلوماسية، يطل ملف النازحين برأسه كل مرة، كواحد من أهم التحديات التي تعيشها القارة العجوز، فيما يخص أمنها الداخلي والتحولات الديموغرافية المرتقبة، حتى مع النجاح في السيطرة على الحالة الأمنية، والتعامل مع خطر الإرهاب، حيث سيظل التحدي الاقتصادي وسياسة الإدماج للقادمين الجدد موضع شك، في ظل الإخفاق في تحسين الأوضاع المعيشية، والفشل في إدماج المهاجرين من الأجيال السابقة التي تعيش عزلة داخلية، وصعوداً واستيقاظاً للهويات الأصلية، بفضل العولمة والثورة التقنية.

ملالي طهران بدورهم يعيشون حالة الارتباك حول التحركات التركية، إذ دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، في جلسة لمجلس الوزراء مؤخراً، تركيا إلى إعادة النظر في قرارها بشأن سوريا، قائلاً إن المنطقة تحتاج إلى الهدوء، بينما شنت وسائل الإعلام الإيرانية هجوماً كاسحاً على إردوغان، عادة أنه يقوم بسياسة ترحيل أزماته الداخلية، وأن «نبع السلام» لن يكون إلا حفرة من اللهب لتصدير الأزمات والإرهاب في المنطقة، وإلى آماد طويلة، لا سيما مع احتمال توسع استراتيجية العسكرة التركية لتتجاوز أهدافها المعلنة.

وفي 23 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، أقر مجلس النواب الأميركي مشروع «قانون قيصر» الذي يقضي بفرض عقوبات أميركية على نظام الأسد وداعميه، بموافقة 55 نائباً ومعارضة 43 آخرين، وامتناع البقية عن التصويت، وينتظر هذا القانون موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، كي يصبح سارياً ملزِماً للرئيس دونالد ترمب. وبغض النظر عن يوتوبيا قانون قيصر الذي لا يعدو كونه منشوراً أخلاقياً لشخصيات سياسية أميركية تبدو بعيدة عن الواقع السوري، وأتون الحرب المتجددة بشكل يومي، فإن انسحاب ترمب المثير جعله يدير ظهره ليس لحلفائه الأكراد الذين أطاحوا بدولة الخلافة الداعشية فحسب، بل لكل السوريين الأبرياء العزل الذين باتوا في مرمى نيران دول كثيرة من كل الجهات، فيما يشبه مسلسلاً خيالياً!

 

إنها حقبة بوتين

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2019

الرواية المفضلة من الأدب الروسي الثري جداً بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي «سوار العقيق»، وهي من تأليف ألكسندر كوبرين، وهو أقل شهرة من الكتّاب الروس الكبار من أمثال تولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف وبوشكين ونيقولاي غوغول. الرواية قصيرة ولكنها، وحسب بوتين في وصفه لها، رواية تبرع في الإنسان وتتعمق فيه، وفي جوانب الروح التي تركز عليها، وهذا سر تفوق كوبرين على غيره. القصة رواية مفعمة بالرومانسية والجوانب الرقيقة والأسلوب الشاعري المليء بالتضحية وموسيقى بيتهوفن.

وتأتي هذه المعلومة كمفاجأة لمن يحكم على بوتين بوجهه السياسي فقط، فهو شخصية مركبة وعميقة، فلاعب الجودو ولاعب هوكي الجليد وصياد الدببة هو أيضاً عازف بيانو بارع، يعشق تشايكوفسكي.

روسيا اليوم هي مرآة لشخصية الرئيس بوتين نفسه. بوتين كان جزءاً من الاتحاد السوفياتي قبل أن ينهار، وشهد تناوب القيادات التي شاخت حتى وصول غورباتشوف وتفكك المنظومة السياسية بعده. بوتين وطني روسي معتز بتاريخ روسيا العميق، ولذلك كان أهم ركائز حماية الرئيس بوريس يلتسين، أول رئيس لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ثم حكم بعده ووضع نظاماً اقتصادياً يعتمد فيه على اقتصاد الدولة، وبالنسبة إليه هو نظام يودّع فيه الشيوعية وينفتح به على الرأسمالية ولكن بتحكم سيادي، ولذلك تبقى الشركات الروسية الكبرى هي ملك للدولة أو لها فيها الحصة العظمى.

بوتين يتصرف كسياسي وطني لديه رغبة شخصية ودافع عميق «لرد الاعتبار» لبلاده، وهو يسعد برؤية «آثار» سياسته في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط.

سياسياً وعسكرياً حقق الرئيس بوتين إنجازات تُحسب له، تحديه الأكبر اقتصادي، فالاقتصاد الروسي لا يزال أصغر من الاقتصاد الإيطالي. قوته في النفط والغاز والذهب والماس والحديد والقمح والسلاح والطاقة النووية، إلا أنه يدرك تماماً أنه لا بد لطموحه السياسي العريض لروسيا أن يتحقق، فذلك مشروط بأن يصاحبه اقتصاد واسع ومتنوع وقوي.

بوتين لديه القناعة الشخصية بأنه «وحده» يمتلك مفتاحاً لفتح أبواب الحلول لمشكلات الشرق الأوسط المعقدة، فهو يردد أنه وحده لديه علاقات قوية مع الأطراف جميعها؛ من دول الخليج إلى إيران وصولاً للعراق وسوريا ومصر وفلسطين، بل إنه يغامر بأن اللوبي الروسي في إسرائيل بات القوة السياسية والاقتصادية الأكثر تأثيراً فيها، وأن «لديه» مليوناً وثلاثمائة ألف إسرائيلي من المهاجرين الروس يتحدثون الروسية فيما بينهم، وبالتالي فإن اللوبي الروسي في إسرائيل له وزنه ومن الممكن أن تعلب روسيا دوراً في عملية السلام بين العرب وإسرائيل.

مر الاتحاد السوفياتي بملامح طُبعت بمن يحكمه، حقبة لينين وستالين وخروشوف وصولاً إلى غورباتشوف، والآن هي حقبة روسيا بوتين. كل ملامح وشخصية وأحلام وهواجس الرجل تنعكس على السياسة الروسية. سمات الحالم الوطني والاستخباراتي والمحقق والشكاك الذي يطمئن بعد أن يختبر، تصنع شخصية أحد أهم ساسة الوقت الراهن، وهو لديه قناعة أن الغرب التقليدي إلى أفول وأن هناك قوى جديدة تصعد وحلفاً جديداً يتكون ترعاه روسيا تحت اسم أوروآسيا، وهو خليط من دول ذات توجه جديد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهو نفس الرجل الذي تمكن من أن يشكِّك الأميركان في منظومتهم السياسية ويتحالف مع الصين ويصبح أهم مورّد للطاقة لها. إنها حقبة بوتين قبل التفكير في روسيا بعد بوتين.

 

رئيس تونس الجديد وأسرار الفوز الساحق

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2019

تستحق التجربة الانتخابية الأخيرة في تونس التوقف عندها، لا صحافياً فقط، بل وحتى علمياً، لتكون موضوع بحوث معمقة تدرس الحالة التونسية، وتحاول فهمها، وتفسيرها، واستخلاص الدروس والرسائل منها.

سننطلق من سؤال بسيط ومباشر: لماذا فاز الأستاذ قيس سعيد بهذه النتيجة القوية؟ في البداية، وقبل محاولة الإجابة السريعة عن هذا السؤال، هناك نقطتان تستحقان الإشارة إليهما. النقطة الأولى أن قراءة هذه الانتخابات بمعزل عن ملابسات انطلاق الثورة التونسية في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 قراءة لا تستقيم، ولن تمكننا من تفسير الفوز، ولا من فهم ماذا يعني أن يصوت ثلاثة ملايين تونسي للمترشح قيس سعيد، وماذا يعني أن يكون أكثر من 90 في المائة من نسبة الناخبين شباباً؟ أيضاً كيف نفسر ارتفاع نسبة المشاركة الانتخابية في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية خلافاً للانتخابات التشريعية والدور الأول من الانتخابات؟ أولاً تقول النسب الأولى إن السيد قيس سعيد فاز بنسبة نحو 74 في المائة، وهي نسبة عالية جداً، وتصبح مدهشة عندما نضع في الاعتبار أنها نتيجة انتخابات شفافة، كانت فيها الكلمة الأولى والأخير لصناديق الاقتراع. وتضيف النسب الأولى أن السيد سعيد كان خيار الشباب، تحديداً الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاماً، وهو الشباب الجامعي والمتعلم في غالبيه.

لنتذكر جيداً أن الثورة في تونس قام بها الشباب، وأن مشكلات الشباب التي عجزت الدولة عن معالجتها مثل العمل وغيره قد وضعت النظام ما قبل الثورة في زنقة حادة انتهت به إلى الانهيار. ولكن ها هي الثورة التي أكلت أبناءها، كما يقال بعد انتخابات المجلس التأسيسي، وبعد الانتخابات التي انعقدت عام 2014، تتدارك أمرها، وتتصالح مع أبنائها الذين غيروا الواقع السياسي، وعاقبوا النخبة التي كانت تحكم، واستبدلوها لغيرهم من خلال صناديق الاقتراع.

إذن نحن أمام إرادة الشباب الذي يمثل المستقبل، والذي تبلغ نسبته من مجموع المجتمع التونسي، حسب آخر التعداد العام للسكان 30 في المائة. بل إن الشباب بكثافة تصويتهم للسيد قيس سعيد قد منحوه قوة استثنائية؛ حيث إنه أقوى من حيث التصويت من كل الأحزاب مجتمعة. ولا نعتقد أن ترشحه كمستقل لا حزب وراءه ستضعف من دوره كثيراً، باعتبار أن الرجل يمتلك أقوى حزب، وهو حزب الشباب، وصوَّت له ثلاثة ملايين ناخب تونسي، وفاز بفارق ساحق حيث سيدخل قصر قرطاج بنسبة 74 في المائة.

أيضاً هناك ملاحظة أخرى، وهي أن التونسيين يولون عناية خاصة للانتخابات الرئاسية، رغم أن صلاحيات الرئيس دستورياً محدودة، والنظام برلماني، وللكتل النيابية الوزن الأقوى والمحدد في تشريع القوانين، ولكن الواضح أن تمثلات التونسيين للنظام الرئاسي ظلت كما كانت قبل الثورة، أي النظام الرئاسي أو الرئاسوي الذي تكون فيه الكلمة والقرار الفاصلين للرئيس.

من ناحية ثانية، فقد نجح السيد سعيد في إحراز تقدم هائل في الدور الثاني خلافاً للدور الأول، الذي كان فيه الفارق بينه وخصمه السيد نبيل القروي نحو الثلاث نقاط. فكيف نفسر ذلك؟

من المهم التذكير أن المترشح الثاني لمنصب رئيس الجمهورية السيد نبيل القروي، قد تعرض إلى الكثير من الاتهامات، وتم سجنه طيلة 48 يوماً، ولم يخض حملته الانتخابية بشكل عادي وسليم، وربما قد أثر ذلك على طبيعة حضوره في المناظرة التلفزيونية التي لعبت دوراً قوياً في إضعاف حظوظ القروي، وتقوية حظ السيد قيس سعيد رئيس تونس الفائز، فكان الالتفاف الشبابي حول قيس سعيد لِما أظهره من معرفة بالقانون، ومن مواقف قومية، ومن غيرة على الشباب والقضية الفلسطينية، الشيء الذي اعتبره خصومه شعبوية ستجلب للبلاد مشكلات في غنى عنها، في حين أن المترشح الثاني كان منهكاً، ولم ينجح في توضيح مشروعه، خصوصاً الدفاع عنه بقدرة على التبليغ مع السقوط في بعض المواقف النقدية التي لم تخدمه بقدر ما خدمت خصمه.

لقد اختار ثلاثة ملايين تونسي أن يعطوا أصواتهم لأستاذ جامعي يسكن في شقة اشتراها بالأقساط، ومترشح رفض التمتع بمنحة التمويل العمومي في الانتخابات، فكان يمثل العلم، ويمثل الطبقة الوسطى التي تعرضت للتهرئة الاقتصادية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أنه من خارج النظام وبكر سياسياً.

أيضاً هناك نقطة خدمت كثيراً السيد قيس سعيد، وساعدته في مقاومة الاتهامات التي راجت حول الجانب المحافظ فيه، وأيضاً اتهامات أخرى تقول بأن لديه علاقات مع السلفية وغيرها؛ خصوصاً أن فوز قيس سعيد في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية جعل الإسلام السياسي يدعو إلى التصويت لصالحه، وضد السيد نبيل القروي في الدور الثاني. هذه النقطة تتمثل في صورة زوجته التي أضافت له الكثير، سواء بهيئتها التونسية العادية، وأيضاً بكونها قاضية تتمتع بسمعة جيدة في القضاء التونسي.

إن الفوز الساحق للرئيس قيس سعيد وخروج أنصاره للتعبير عن فرحتهم في شوارع تونس، واحتفالهم بالديمقراطية، كل ذلك أرسل رسالة جيدة تتمثل في أن صناديق الاقتراع سلطة حقيقية، وأن الشباب خزانها الأقوى.

طبعاً التحديات كثيرة جداً والأحلام كبيرة، ولكن المكسب الواضح أن تونس دخلت فعلاً زمن دوران النخب، وهو الذي سيحسن الفعل السياسي، ويجعل الساسة أكثر اعتباراً لوعودهم ولدورهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع تطور الحرائق في المناطق وأوعز بوضع كل الامكانات بتصرف فرق الاطفاء: لفتح تحقيق في أسباب توقف طائرات سيكورسكي واجراء كشف سريع لتأمين قطع الغيار

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ ليل امس، اتساع رقعة الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، وتلقى تقارير حول الاضرار التي لحقت بعدد من الاحراج والمباني والمنازل.واعطى توجيهاته لوضع كل الامكانات في تصرف الفرق التي تتولى عمليات الاطفاء، منوها بالجهود التي يبذلها رجال الدفاع المدني والاطفاء لمكافحة الحرائق، بدعم من القوى البرية والجوية في الجيش . واوعز الرئيس عون الى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة الى المواطنين الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الاسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النيران.

وطلب رئيس الجمهورية التحقيق في الاسباب التي ادت الى توقف طائرات "سيكورسكي" الخاصة بالانقاذ واطفاء الحرائق عن العمل منذ سنوات. كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث لتأمين قطع الغيار اللازمة لها تمهيدا لاعادة تشغيلها.

سفير الجزائر

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون سفير الجزائر في لبنان السفير احمد بوزيان في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان. وشكر الرئيس عون السفير بوزيان على الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات اللبنانية- الجزائرية وتطويرها في المجالات كافة. وتقديرا لعطاءاته منحه الرئيس عون وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر. وشكر السفير بوزيان الرئيس عون على مبادرته، منوها بالدور الذي يلعبه في قيادة لبنان الى سبل الازدهار والتقدم.

رئيسة لجنة مراقبة هيئات الضمان

واستقبل الرئيس عون رئيسة لجنة مراقبة هيئات الضمان السيدة نادين الحبال عسلي، التي اطلعته على اوضاع القطاع واللجنة، لاسيما منها ما يتعلق بآخر مستجدات الاصلاحات في القطاع. وقد تركز البحث على التحديات التي تعاني منها التأمينات الالزامية بسبب ممارسات ومخالفات عدد من الوسطاء والشركات.

وقد شدد الرئيس عون على ضرورة حماية حقوق المواطنين فوق الاعتبارات الاخرى ودون منح اي استثناء، وتطبيق المعايير العالمية حرصا على التصنيف الانتمائي للبنان. كما اكد حرصه الشديد على صون استقلالية العمل الرقابي وثبات القطاع المالي وضمان حقوق المواطنين.

 

الرئيس عون استقبل ملكة السويد وأكد الاصرار على مكافحة المخدرات الملكة سيلفيا اشادت بالدور الايجابي للبنانيين في العالم وخصوصا في السويد

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "اهمية الدور الذي تقوم به منظمة "منتور" العالمية وفرعها العربي الذي اعتمد بيروت مقرا له، وعلى ان الاهتمام بالشباب والجيل الناشىء كان احد الاسباب الرئيسية لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي اعترفت بها الامم المتحدة بشكل رسمي في ايلول الفائت".وأكد "الاصرار على مكافحة المخاطر والآفات التي تحدق بالشباب وفي مقدمها المخدرات". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الملكة سيلفيا ملكة السويد ورئيسة مؤسسة "منتور" العالمية التي تزور لبنان للمشاركة في احتفال المنظمة. وقد شكرت الملكة سيلفيا رئيس الجمهورية ولبنان عموما على الجهد الذي يقومون به من اجل توعية الشباب ومساعدتهم على التصدي للمخاطر المحدقة بهم"، مشيدة بـ "الدور الذي تقوم به الجاليات اللبنانية في دول العالم وبالاخص في السويد". وكانت الملكة السويدية قد وصلت الى قصر بعبدا عند العاشرة والنصف قبل الظهر، حيث اقيمت لها مراسم استقبال رسمية وادت لها التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم، فيما كان الرئيس عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون في استقبالها عند مدخل صالون السفراء. ورحب الرئيس عون بالملكة سيلفيا في لبنان، منوها بـ "الدور الذي تقوم به والبالغ الاهمية من خلال منظمة "منتور" Mentor العالمية التي تعنى بالشباب، والتصدي للآفات الخطيرة التي تحيط بهم وفي مقدمها المخدرات"، مشددا على "إصرار لبنان على مكافحة هذه الآفة من خلال الارشاد والعناية وايضا وقف التجارة بها". واعرب الرئيس عون عن سروره للزيارة التي تقوم بها الملكة سيلفيا للمناطق اللبنانية من اجل التعرف عليها، مشيرا الى ان "الاهتمام بالاجيال الصاعدة دفعه الى طرح مبادرة انشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار والتي وافقت عليها الامم المتحدة من خلال قرار اتخذ بتصويت 165 دولة في 16 ايلول الفائت، والهادفة الى ترسيخ التلاقي بين الشباب من مختلف الدول والاعراق بما يساهم في التمهيد لاقامة سلام حقيقي عبر تفعيل الصداقات في ما بينهم، ما يمنع الحرب". وشكر الملكة سيلفيا على "وقوفها الى جانب لبنان في هذا المشروع".

وقد حمل الرئيس عون الملكة سيلفيا تحياته الى الملك كارل غوستاف.

ملكة السويد

من جهتها، نقلت الملكة السويدية تحيات زوجها الملك للرئيس عون واللبنانيين عموما، معربة عن "اعتزازها وسرورها لزيارة لبنان للمرة الاولى"، مشددة على الدور الايجابي الذي تلعبه الجالية اللبنانية في السويد، مشيرة الى انه "الدور نفسه الذي يقوم به اللبنانيون في البلاد التي تستضيفهم في اي مكان في العالم، وقد تسنى لها معاينة هذا الامر خلال جولاتها على دول العالم وخصوصا في البرازيل". واشادت بـ "العمل الذي تقوم به منظمة "منتور" العربية، معربة عن سرورها بوجودها في لبنان للقاء القيّمين على المنظمة بفرعها العربي وللاحتفال بالعيد العاشر لقيام هذا الفرع"، مشددة على "أهمية التفاعل بين شعوب الدول، وعلى ان هذا الامر بشكل هدفا اساسيا لمنظمة "منتور" التي تضم مسؤولين وقيمين من كل انحاء العالم، وقد رحبت بكل مساعدة ممكنة من اجل توعية الشباب وانقاذهم من المخاطر المحدقة بهم، كما شكرت الرئيس عون ولبنان على ما يقومان به في مجال توعية الجيل الناشىء، ومساعدة منظمة "منتور" في سعيها. كما لفتت الى رغبتها في لقاء الاطفال ايضا، والى انها تعنى بمنظمة اخرى تهتم بالاطفال وهي ناشطة في لبنان. حضر الاجتماع عن الجانب السويدي، مساعدة الملكة آنا هاميلتون، والسفير السويدي في لبنان يورغن لندستروم، وعضوة مجلس الادارة في "منتور" العالمية ايفون ثانل، والمديرة التنفيذية لـ"منتور" العربية ثريا اسماعيل، وعضوا مجلس الادارة في "منتور" العربية سعود البابطين وساير الساير. وحضر عن الجانب اللبناني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين عون روكز، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمستشارون: شربل وهبه، رفيق شلالا، اسامة خشاب.

 

بري والحريري عرضا في حضور خليل مسار الموازنة العامة مكتب رئيس مجلس النواب: البلد بحاجة الى خطوات تطفىء نيران الازمات

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور وزير المالية علي حسن خليل، واستمر اللقاء زهاء ساعة غادر بعدها الرئيس الحريري من دون الادلاء بأي تصريح. وافاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب "ان اللقاء مع الرئيس الحريري تمحور حول المسار الذي تسلكه الموازنة العامة في جلسات مجلس الوزراء واللجان الوزارية والسبل الآيلة لتذليل العقبات لإنجاز الموازنة وإحالتها الى المجلس النيابي في المواعيد الدستورية، فضلا عن المخاطر الناجمة من اضاعة الوقت في السجالات السياسية وانعكاساتها الخطرة على الوضعين المالي والاقتصادي اللذين لا يحتملان التلكؤ في اتخاذ الاجراءات الفورية للجم التدهور الحاصل"، مشيرا الى "ان البلد الذي يحترق بنيران الأزمات بحاجة الى خطوات تطفئ هذه النيران وليس الى إشاعة اجواء تؤجج من اشتعالها". واشار المكتب الى ان "موضوع اتساع رقعة الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الأشجار الحرجية في الشوف وجبل لبنان ومناطق لبنانية عدة كانت حاضرة في اللقاء".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: قلب الطاولة هو على الفساد والكلام مع سوريا للمصلحة الوطنية وعودة النازحين ونطالب بالتجهيزات للدفاع المدني

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي برئاسة الوزير جبران باسيل في مركزية "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي - سن الفيل.

وعقب الاجتماع، تحدث امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان فقال: "بحثنا في الكارثة الوطنية والحرائق التي شهدناها في أكثر من منطقة، وقد رافقها استبسال بامكانيات متواضعة جدا من قبل عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني والمواطنين، وهو اكبر دليل على تعاون شعبنا وتحسسه بالمسؤولية والوطنية في مواجهة الأخطار. ولذلك، نحيي مجتمعنا، الذي أظهر تضامنا من خلال المساعدات وفتح المنازل. ولأن هذا الأمر يحتاج الى تثبيت، لذلك يطالب التكتل بالتجهيزات اللازمة للدفاع المدني، وهو ما يجب لحظه بالموازنة وبأي اعتماد استثنائي، لتكون هناك امكانات جدية لمكافحة كوارث من هذا النوع. كما يطالب بالتحقيق الذي دعا اليه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتحديد المسؤوليات، وهو ما يفترض أن تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائية".

أضاف: "على صعيد الموازنة، المطلوب ليس مجرد تجميع ارقام وارسالها الى المجلس النيابي، بل نريد الموازنة وسيلة لتحقيق الهدف الاصلاحي بضبط المالية العامة، وهو ما لا يتحقق بمجرد تعداد أرقام. ولذلك، تمكنا في الأعوام الماضية من اتخاذ قرارات واقرار قوانين يجب تنفيذها، وان تتضمن موازنة العام 2020 اصلاحات جديدة، وتطوير نفس ضبط المالية العامة والهدر. وقد وضع التكتل ورقة وقدمها الى مجلس الوزراء للأخذ بها.

وما عرفناه اليوم من وزراء التكتل، ان النقاشات وصلت الى اتفاق على الكثير من المسائل، وهناك امور تحتاج إلى الاتفاق عليها، ونأمل انجازها في الايام المقبلة، وارسالها الى المجلس النيابي، ليكون لدينا الوقت الكافي للاصلاح والرقابة كنواب".

وتابع: "لقد وصلت أعداد النازحين السوريين في لبنان الى ارقام كبيرة، ترتب اعباء اقتصادية ومالية واجتماعية على لبنان. والمساعي الدولية والمحلية التي تم الحديث عنها سابقا لم توصل الى نتيجة منذ عام 2011 فيما يدفع لبنان الثمن غاليا، وتقرير البنك الدولي يتحدث عن اعباء تصل الى 6 مليارات دولار. فهل نترك هذا الواقع يتضخم ويؤثر على اوضاعنا المالية والاقتصادية والاجتماعية؟. لذلك، فالحديث مع الدولة السورية لمصلحة وطنية يجب الا يشكل عقدة، خصوصا أن سوريا لا تزال عضوا في الأمم المتحدة، وحتى الولايات المتحدة الأميركية تتعاطى معها على هذا الأساس. وعندما قاومنا سوريا في مرحلة الاحتلال والوصاية، قاومنا لمصلحة سيادية لبنانية. واليوم، نريد علاقات جيدة مع الدولة السورية للمصلحة اللبنانية ولتحقيق الاستقرار اللبناني. ولا يمكن ان نستمر في عقدة نقص، خصوصا أننا لبنانيون وقادرون على الحديث مع العالم كله بلغة لبنان، ومحاورة العالم كله من أجل المصلحة اللبنانية. هكذا تربينا، وهكذا نريد أن نكمل، وهكذا يفترض بجتمعنا بكل مكوناته السياسية ان يتفاعل، وهذا ما يجب ان يكون مطلبا وطنيا لا حزبيا. ومن له اي حل آخر لهذا الملف او سواه، فليقدمه، ونحن مستعدون لتأييده، ولكن لا يمكن ان يكون التملق سيد الموقف عندما كان الجيش السوري في لبنان، وتصبح المزايدات والسقوف العالية سيدة الموقف بعدما بات الجيش السوري خارج لبنان".

وأردف: "إن سيد الموقف بالنسبة إلينا هو المصلحة الوطنية اللبنانية. وانطلاقا منها، نتخذ قراراتنا، ولو واجهتنا اعتراضات في بعض الأحيان، اذ من المفترض ان نتابع وفق سياسة لبنانية صرف".

وقال: "وما شهدناه على الحدود السورية - التركية، هو اعتداء من قبل الدولة التركية على السيادة السورية، وهو ما حرك العالم حتى ألد اعداء سوريا. فأين المشكلة اذا خرج من يقول في لبنان ان هذا الاعتداء لا يجوز؟ ولماذا عقدة النقص لدى البعض من اعلان الموقف المناسب؟ فالمطلوب كسر هذه العقدة والتعاطي بشفافية وجرأة بما يخدم مصلحة لبنان، لا مصلحة اي دولة كانت مغتصبة للسيادة اللبنانية سابقا، او تحاول اليوم اخذ لبنان رهينة سياسات معينة، فلسنا على استعداد لرهن انفسنا لأحد".

وختم: "سمعنا حملات طاولت رئيس الجمهورية والعهد، فلسنا في صدد الرد عليها. ما يهمنا هو استمرار الاستقرار. لقد ساهمنا في السابق بقلب الطاولة على الفساد والاحتلال وعلى ضرب السيادة اللبنانية ونجحنا. وشهدنا على ما حصل في عام 2005، وعلى قانون الانتخاب لاحقا الذي غير معالم المؤسسات الدستورية، فباتت الشراكة الوطني افضل، وبات لدينا رئيس جمهورية بشرعية تمثيلية. وعندما نقوم بانقلاب، فقلب الطاولة الذي نريده، فهو على الفساد والفاسدين وكل ما هو ضد المصلحة الوطنية ويعيق تطور العمل الاصلاحي في لبنان. فمن يريد بقاء الواقع على ما هو عليه ويقبل بالوضعين المالي والاقتصادي؟ فما نعلنه هو حاجة وطنية نحفز من خلاله الجميع على تحمل مسؤولياتهم، ولسنا على استعداد لأن نكون شهود زور وان نناقض كل ما بنينا شخصيتنا السياسية والوطنية عليه، وما عدا ذلك من كلام لا يوصل الى مكان، لا سيما عندما يطال طرفا اساسيا ووازنا في البلد. فلبنان يحتاج الى صفر مشاكل، لا الى تغذية المشاكل. وما نعلنه هو ثورة على الواقع الراهن الذي يضر بمجتمعنا واقتصادنا وشعبنا، ونطالب الجميع بالتعاون لنعمل معا، والا فسنقول الأمور كما هي".

 

التيار المستقل استغرب لغة الفوقية والتهديد في مخاطبة بعض من في السلطة حلفاءهم في التسوية

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

عقد المكتب السياسي في التيار المستقل اجتماعه الدوري برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر بيانا استغرب فيه "لغة الفوقية والتهديد التي يخاطب بها بعض من في السلطة حلفاءهم في التسوية فيما يتبرأون من مسؤولياتهم ويهددون شركاءهم في الحكم بالعرقلة ووضع العصي في دواليب العهد، متناسين أنهم لطالما تبجحوا بامتلاكهم الاكثرية في الحكومة ومجلس النواب". وأضاف: "انه العهر السياسي بعينه، المسؤولون يحذرون، المسؤولون متخوفون من الأوضاع الاقتصادية والمالية،المسؤولون يهددون بالنزول إلى الشارع". وسأل: "إلى متى الاستخفاف بعقول هذا الشعب وامكاناته؟ وأولئك الذين يصرخون الروح والدم فداء الزعيم متى يدركون الواقع المرير وأنه مغرر بهم؟". وختم: "أما الأكثرية الصامتة القابعة وراء الأبواب والشبابيك فلقد وصلت النيران إليكم ولم يعد ينفع التواري، بل آن لكم ان تفيقوا من سباتكم".

 

التقدمي: جهاز أمن الدولة بات يأتمر بتوجيهات قوى سياسية

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

صدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي البيان التالي: "إستكمالا لسياسات الاستهداف المنهجي، وفي خطوات لا تماثل عمل الدولة وأجهزتها، تبرع جهاز أمن الدولة بتمثيل وتنفيذ حلقة جديدة من هذا المسلسل. فجهاز أمن الدولة بات يأتمر بتوجيهات قوى سياسية وقد أصبح ملحقا بها، ينفذ تعليماتها تارة باستجواب مهين لموظفي السلك الدبلوماسي، وطورا بمحاسبة ضباط وعناصر الجهاز من خلال استهداف مجموعة منهم وتلفيق تهم لهم وتحويلهم إلى التحقيق، انتقاما من موقف الحزب التقدمي الإشتراكي الذي عبر عنه وزير الصناعة وائل أبو فاعور في ساحة الشهداء.

إن الحزب التقدمي الإشتراكي، إذ يحذر من التمادي في هذه الخطوات الكيدية الحاقدة، يدعو لوضع حد جذري لهذه السلوكيات والتصرفات المرفوضة بالمطلق".

 

كتلة المستقبل أبدت قلقها لاصطفافات قد تستجر لبنان الى حلبة الانقسامات الاهلية: لاستنفار بيئي بمواجهة مسلسل الحرائق

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

عقدت كتلة "المستقبل" النيابية عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، استعرضت خلاله الأوضاع العامة وآخر التطورات، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب نزيه نجم، وأشار الى أن "نواب الكتلة عرضوا للحرائق التي اندلعت في مناطق عدة من الشوف والمتن وعكار، والخسائر الجسيمة التي نجمت عنها وتسببت بنزوح عشرات العائلات من اماكن اقامتهم جراء اقتراب النيران منها". ودعت الكتلة الى "تحديد الاسباب الفعلية لاندلاع الحرائق وعدم التوقف فقط عند الاحوال الجوية والمناخ الحار وسرعة الرياح، اضافة الى التقصير المزمن في توفير المقومات اللازمة لحالات الطوارىء"، مؤكدة ان "الكارثة التي حلت بمنطقة المشرف والدامور، والدبية، والعديد من المناطق اللبنانية، تستدعي استنفارا بيئيا على اعلى المستويات لمواجهة مسلسل الحرائق الذي يتكرر سنة بعد سنة". وحيت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن التي "تابعت طوال الليل مجريات مكافحة النيران". كما حيت "أجهزة الوزارة المعنية، لا سيما شباب الدفاع المدني ورجال الاطفاء في كل المناطق الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم لدفع الاذى عن المواطنين والممتلكات".

كذلك حيت الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وشكرت "السلطات القبرصية التي لبت نداء الحكومة بإرسال طوافات خاصة لاطفاء الحرائق".

ولفتت الكتلة الى أن "اللبنانيين توقعوا ان يرتفع الدخان الابيض من جلسة مجلس الوزراء يوم امس، معلنا الانتهاء من اعداد الموازنة ورزمة القرارات والاصلاحات المطلوبة للخروج من نفق الازمة الاقتصادية، فإذا بدخان الصراخ السياسي وهدر الوقت واستحضار الشروط والشروط المضادة يرتفع على وقع التهديد بقلب الطاولات واقتحام المصارف واستخدام الشارع في حلبات الصراع السياسي. مما اضطر الرئيس سعد الحريري إلى رفع الجلسة طالما ان كثرة الجالسين على كراسي الحكم تصر على اعتماد سياسة الهروب من القرارات الجريئة والتهرب من مواجهة الحقيقة، والاصرار على بيع الرأي العام بضاعة البحث عن الأوهام".

وإذ نبهت الجميع الى "خطورة استمرار الدوران في الحلقات الفارغة"، أبدت "شديد القلق تجاه الاصطفافات التي يمكن أن تستجر لبنان الى حلبة الإنقسامات الأهلية وما يترتب عليها من مضاعفات في ظل الضوضاء الاقليمية والاشتباك القائم على الساحات العربية. وإذا كان هناك من يفترض ان في إمكان لبنان تحمل موجات جديدة من الصراع الاهلي، وان الوقت يتيح للجميع ممارسة الترف السياسي وتقاذف الاتهامات الى أقصى الحدود، نكون عندها أمام قرار بالانجراف نحو المجهول. لقد تصاعدت مناخات التصعيد السياسي والتحركات الحزبية والسياسية والرسائل المعلنة والمبطنة عبر وسائل الاعلام، في الوقت الذي يجب ان تنصرف فيه الجهود الى معالجة الازمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية والمالية، وفي الوقت الذي لم ينقطع رئيس الحكومة عن استنفار القريب والبعيد في سبيل توفير مقومات الدعم للبنان واعادة ترميم علاقاته مع عمقه العربي".

وأشارت إلى أن "رئاسة الحكومة مؤتمنة على المصلحة الوطنية، وهي عملت منذ أشهر على تدوير الزوايا وإطفاء الحرائق السياسية لتأمين التوافق بين المكونات الحكومية. ولم يكن غريبا ان تندلع في غضون الاسبوع الماضي، معركة تحت عنوان الحريات الديموقراطية لتتصدر واجهة التجاذب السياسي، سواء بداعي الخروج عن الاصول ومقتضيات القانون في التخاطب الاعلامي وسلوكيات مواقع التواصل الاجتماعي او بدعوى استخدام الاجهزة الأمنية لضبط الحريات والتوقيف العشوائي للناشطين على تلك المواقع. فالحريات الديموقراطية والصحافية كانت وستبقى علامة مضيئة في حياة لبنان واللبنانيين، ولن يكون من المجدي تحويلها الى مسألة خلافية وطنية تتقاذفها المواقف والاجراءات الامنية من هنا وهناك". وذكرت الكتلة أنه "على خط مواز، تم فتح ملف تطبيع العلاقات مع النظام السوري والمطالبة بإعادة سوريا الى الجامعة العربية، وهو مسألة خلافية أساسية تساهم في تأجيج السجال السياسي لتحرف الأنظار عن التوجهات المطلوبة للاصلاح الاقتصادي والإداري". وثمنت في هذا المجال "المقاربات التي قدمها الرئيس سعد الحريري، والتي كسرت حدة المنازلات السياسية واعادت تصويب الموقف اللبناني الرسمي تحت سقف الالتزام بمضمون البيان الوزاري والتزامات لبنان تجاه الاجماع العربي. فقد اعلن الرئيس الحريري ان كل جهد في سبيل عودة النازحين السوريين سيكون محل ترحيب من الجميع، لكننا لا نثق بنوايا النظام السوري المسؤول الاول عن موجات النزوح، وعلينا في ضوء ذلك ان نركز الجهد على مشاكلنا الملحة لان البلد لا تنقصه سجالات جديدة، وحالة التذمر الاهلي تستدعي التصدي العاجل للازمة الاقتصادية". وجددت الكتلة التأكيد على ان "الوقت أخطر عدو للبنان، وان التنكر لهذا الواقع لن يعفي احدا من المسؤولية. فإما ان نبادر فورا الى القرارات الجريئة وإما سيكون لنا وللبنانيين حديث آخر".

 

الكتائب: البلاد تحترق والسلطة غارقة في صراعاتها والمطلوب اعلان حال طوارىء شاملة لاغاثة المناطق المنكوبة

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

ترأس رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي، في الصيفي، الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي، وجرى في خلاله بحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.وفي نهاية الاجتماع، صدر البيان التالي:

"اولا: في كارثة الحرائق، لبنان يحترق اليوم فيما الدولة على تقصيرها المزمن، لا تتحرك استباقا لكارثة طبيعية وانسانية وبيئية، وإن تحركت فبعد فوات الاوان، فإقتراح قانون انشاء جهاز ترقب الحوادث الذي تقدّم به الوزير الشهيد بيار الجميّل، منذ العام 2001 ما زال في أدراج المجلس النيابي.

وإزاء الكارثة الوطنية التي حلت بالبلاد جراء الحرائق، يدعو حزب الكتائب الى اعلان حال طوارىء وطنية شاملة كما يطالب الحكومة باعلان المناطق التي طالتها النيران مناطق منكوبة، ويضع كل امكاناته في تصرف الدفاع المدني وكل الاجهزة المعنية لاغاثة المتضررين محاصرة الحرائق ومعالجة تداعياتها الكارثية.

ثانيا: في الوضع المعيشي المأزوم، فيما تترنح البلاد على وقع ازمات معيشية واقتصادية واجتماعية مريرة، تغسل السلطة السياسية ايديها من ما سببته للناس من مآسي، وتنغمس في انقسامات ومحاصصات، بدل ان تتحمل مسؤولياتها وتبادر الى مصارحة المواطنين بحقيقة الاوضاع وتباشر بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة واولها خطط الكهرباء وتسرع في اقرار موازنة تتضمن ما يجب ان تتضمنه من اصلاحات قبل بدء الدورة العادية لمجلس النواب في 22 تشرين الاول الجاري.

ثالثا: في التفكك الحكومي، باتت الحكومة، مفككة، عاجزة، ضائعة، متنافرة، متهالكة ومنقسمة على نفسها، ووزراؤها يعارضون بعضهم البعض في كل الملفات، او يستجلبون صراعات المنطقة لاشعال حرائق داخلية، في معركة النفوذ والسلطة. ان حزب الكتائب يؤكد ان البلاد ليست حقل اختبار وان من سيقلب الطاولة هو غضب الناس على حكومة فشلت في ادارة البلد وباتت مستقيلة بحكم الواقع وعليها الرحيل بمن وما تمثل، افساحا في المجال امام حكومة جديدة تؤمن بحياد لبنان قولا وفعلا، وقادرة على العمل والانتاج على أسس وطنية وإدارية ومالية شفافة".

 

القوات زحلة: لا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بحادثة بلدة ابلح

الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

وطنية - صدر عن منطقة زحلة في حزب "القوات اللبنانية" البيان التالي: "دأبت بعض المواقع الإخبارية على تلفيق الاخبار غير الصحيحة فيما يتعلق بحزب "القوات اللبنانية" وعلاقته ببعض الأحداث ومنها حادثة بلدة ابلح التي وقعت بالأمس بين عدد من أبنائها. يهم حزب القوات اللبنانية ان يوضح للرأي العام ان لا علاقة له لا من قريب او من بعيد بالحادث المؤسف الذي لا يعود كونه سوى خلاف فردي بين أبناء البلدة الواحدة أدى إلى ما أدى اليه. ويتمنى الحزب على الغيارى العمل على إطفاء نار الفتنة وعدم بث الاخبار الكاذبة حفاظا على الروابط العائلية التي تجمع طرفي الحادثة وعدم إصدار احكام مسبقة بل ترك الأمور للأجهزة المختصة العمل على جلاء ملابسات الحادثة التي نؤكد على طابعها الفردي مع التمني بالشفاء العاجل للجرحى".

 

الرابطة المارونية: تطاول التقدمي على رئاسة الجمهورية عادة قديمة ولا ننسى استباحة جنبلاط للحدود امام كل طارئ وقوله إن الموارنة جنس عاطل

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

صدر عن الرابطة المارونية بيان جاء فيه: "ليست هي المرة الأولى التي يتطاول فيها الحزب التقدمي الإشتراكي على موقع رئاسة الجمهورية، فهي عادة قديمة تمتد إلى أيام الرئيس بشارة الخوري عندما انقلب عليه كمال جنبلاط، الذي كرر فعلته مع الرئيس كميل شمعون، فقاد الثورة المسلحة ضده في العام 1976 ولم يتمكن من إسقاطه، واستقوى في العامين 1975 و1976 بالسلاح الفلسطيني ليسقط بكفيا وجونيه عسكريا وترحيل الموارنة عن لبنان ولم يظفر بمأربه، وكان نجله وليد أمينا على الرسالة والعهد، فلم يبق مسيحيا واحدا في الجبل، وحاول الزحف على قصر بعبدا وخلع الرئيس أمين الجميل لكنه لم يتمكن من تجاوز سوق الغرب. وقاد معركة ترحيل الرئيس إميل لحود قبل انتهاء ولايته فخاب رهانه، وأخفق سعيه. واليوم أوعز إلى الوزير وائل أبو فاعور كي ينهج على هذا المنوال، وأن يتطاول على مقام رئاسة الجمهورية وما يمثله من رمزية وطنية، مسيحية ومارونية. نحن نغفر الإساءة، وإن كنا لا ننسى إستباحته للحدود اللبنانية أمام كل طارئ من دون حسيب أو رقيب في موضوع النزوح. فإننا لا ننسى قول وليد جنبلاط عن الموارنة إنهم "جنس عاطل"، ونحن لا نعتقد أن حلفاءه ومحازبيه من أبناء طائفتنا هم من هذه الفئة.

على كل حال، لقد ولى ذالك الزمن الذي كان يملي فيه جنبلاط الأب والإبن ما يريدان، لينبلج فجر جديد شعاره "لبنان وبس".

 

جوزف نعمة: لن أقبل بأن تتحول الرابطة المارونية دمية في يد أي حزب أو موقع مهما علا شأنه

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

صدر عن ممثل حزب "القوات اللبنانية" في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية المحامي جوزف نعمة، البيان الآتي: "بصفتي الرسمية كعضو في المجلس، استنكر البيان الذي أصدره الرئيس باسم الرابطة شكلا ومضمونا وأرفضه وأرفض ما جاء فيه جملة وتفصيلا. فلئن كان الرئيس ينطق باسم الرابطة، إلا أنه مقيد بقرارات المجلس الذي وحده يرسم سياستها وطالما أن البيان لم يعرض عليه ولم يقر منه فهو في غير موقعه النظامي. إن إعادة نبش القبور بعد مصالحة الجبل هو صفعة لكل الموارنة وصفعة لا تغتفر للمغفور له البطريرك صفير، وإنكار وتنكر لإحدى أهم إنجازاته.

نحن لم ننته بعد من مصالحات الجبل الذي يفتقر اليوم إلى عودة مسيحييه. فمن موقعي، لن أقبل ولن أسمح بأن تتجاوز الرابطة حدود دعوتها وسبب وجودها، ولن أقبل بأن تتحول دمية في يد أي حزب أو موقع مهما علا شأنه. أدعو حضرة الرئيس فورا إلى إصدار بيان يوضح فيه أن البيان ذات الصلة صدر عنه بصفته الشخصية وأن لا شأن للرابطة المارونية به.

آمل ألا أضطر إلى اتخاذ الموقف المناسب وبالوسائل المناسبة".

 

دوري صقر: على الرابطة المارونية ان تكون على مسافة واحدة من الجميع

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

وطنية - صدر عن  عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية المحامي دوري جهاد صقر البيان التالي: "اصدر رئيس الرابطة المارونية المحامي نعمة الله أبي نصر اليوم بيانًا دافع من خلاله عن موقع رئاسة الجمهورية، وحمل بشدة على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مستعيدا وقائع تعود الى نحو ثمانين عاما، مع العلم ان الرابطة المارونية اكبر من جمعية وتتخطى الحزبية الضيقة، ومن الطبيعي ان تكون في طليعة المراجع المدافعة عن مقامات الدولة بدءا بالمقام الأول، ولكن الدفاع لا يكون في معرض نبش القبور والتطرق لأحداث وشخصيات قد تؤدي إلى بلبلة سياسية وشحن فئوي نحن بغنى عنه. صحيح ان مجلسنا التنفيذي مؤلف من لائحة تضم كافة الأحزاب والتيارات السياسية ومستقلين، ولكن على الرابطة المارونية ان تكون على مسافة واحدة من الجميع وان يأتي الدفاع عن المقامات في معرض الاستنكار من دون التحيز النافر أو التطرف. من اجل ذلك استنكر مضمون البيان الصادر بإسم الرابطة المارونية، وكلي ثقة بأنه صدر بناء على حماسة في غير محلها ربما لإحراج البعض، وثقتي اكبر برئيس الرابطة المارونية وبحنكته السياسية كي يعالج هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن". 

 

ندى عبد الساتر: إذا انتزعنا من المواطن حق انتقاد الحكام فماذا يبقى من الدستور والحرية والديمقراطية والمارونية؟

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

وطنية - قالت عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية المحامية ندى عبد الساتر في بيان: "تفاجأت بقراءتي لموقف قيل إنه صدر عن الرابطة المارونية تحت عنوان "ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها الاشتراكي على موقع رئاسة الجمهورية". وبعد أن أجريت اتصالاتي تبين لي أن أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية ليسوا على علم بهذا الموقف. ويهمني أن ألفت الى أن مضمون البيان يتناقض مع مبادىء الديمقراطية وأهداف الرابطة المارونية التي حددتها المادة الثالثة من نظامها والتي نصت أن الرابطة المارونية تهدف الى تحقيق الرسالة الملقاة على عاتق الموارنة عبر التاريخ صونا لاستقلال الوطن اللبناني وكيانه وسيادته وحرية أبنائه. واذا ما انتزعنا من المواطن حق انتقاد الحكام، فماذا يبقى من الدستور والحرية والديمقراطية والمارونية؟".

 

باسيل في عشاء للقاء المشرقي: نحن قوة عظيمة قادرة على تغيير وجه الشرق ووجهته ومشرقيتنا دعوة مفتوحة للسلام

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

أقام اللقاء المشرقي عشاء تكريميا للمشاركين في مؤتمره الأول في صالة السفراء - كازينو لبنان، في حضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، رئيس اللقاء المشرقي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عضو "تكتل لبنان القوي" النائب إدغار طرابلسي، نائب رئيس اللقاء حبيب أفرام، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب المحررين جوزف القصيفي، وفاعليات. إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية اسبرانس غانم بالنشيد الوطني، ثم ألقى عضو اللقاء السفير عبدالله أبو حبيب كلمة أعلن فيها عن تكريم اللقاء عددا من الشخصيات منهم الأمين العام السابق لوزارة الخارجية السفير الراحل فؤاد الترك "الذي خدم لبنان واللبنانيين في معظم دول أميركا اللاتينية والشمالية وغيرها من الدول، متحدثا عن إنجازاته في وزارة الخارجية والمغتربين، ومنها الطلب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تنشىء في لبنان مركزا للحوار بين الأديان والحضارات وقد تطورت فكرته بعدا وجهدا مع الرئيس العماد ميشال عون الذي طالب في العام 2017 الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، مؤكدا أن "الترك حافظ على وحدة الوزارة وإنتشارها حول العالم في السنوات العصيبة".

باسيل

بدوره قال الوزير باسيل:"نجتمع اليوم، بمبادرة من اللقاء المشرقي الذي إنطلق من بيروت لتكون مقرا دائما له، كما هي مقر دائم للحريات. واللقاء أنشأته مجموعة من اللبنانيين ونأمل أن يضم تباعا إخوانا لنا من جنسيات مشرقية أخرى، وأن يصبح منصة تفاعلية للمشرقية بدولها ومجتمعاتها وإنسانها، وأن يتحول هذا الإجتماع إلى لقاء سنوي دوري يتوسع ليشمل كل من يؤمن بفكرة المشرقية فيكون محطة لحشد الدعم والتأييد لما يحمله اللقاء المشرقي من أفكار إنسانية نبيلة تدور كلها حول التسامح والقبول بالآخر والتعدد كنموذج حياة بين الناس".

أضاف:"إن المشرقية هي حضن حضاري ثقاقي يمتد على مساحة العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، لكننا نريد تحويلها من مفهوم مجرد للحضن إلى حاضنة جغرافية حسية على أمل ان تأخذ شكل الكيان السياسي الإقتصادي الذي يحصد هذا الكم الحضاري والإرث الثقافي غير المسبوقين في تاريخ البشرية".

وتابع:"إن المشرقية تنطلق من تاريخ مشترك لتشكل مشروعا رائدا مطورا لشعوبها ومستندا إلى رؤية سياسية واقتصادية تتكامل مع الفضاء العربي، دون أن تتناقض معه. تتميز مشرقيتنا بأن أبناءها كانوا رواد النهضة العربية التي عمت مصر وبلدان المهجر آنذاك، وابناء المشرقية هم الذين أيقظوا العروبة في وجه التتريك وهم أول من تصدى للصهيونية بعقيدتها وبمشروعها القائم على تمزيق فلسطين وخلق كيان احادي بديل عنها وتوليد توترات من حوله بهدف تشجيع كل الكيانات المتنوعة المحيطة".

واعلن ان "أبناء المشرقية هم الذين أشعلوا حركات التحرر والإستقلال، واحتضنوا الحداثة والمدنية والعلمنة فحافظوا على الخصوصيات من دون تقسيم ولا تقوقع. إن مشرقيتنا تنشد الوحدة الإقتصادية طوعا لأنها تنبع من قيم ومصالح مشتركة، فلا يفرضها ديكتاتور ولا عقيدة، بل يقودها الوعي والقرار الحر الذي يحفظ لكل دولة من دولنا إستقلاليتها وحرية قرارها ويعزز المشترك الجامع بينها. إلا أن المشرق الذي ظهرت دوله مع بداية القرن الماضي يعيش جلجلة بدأت مع ولادة إسرائيل كمشروع صهيوني عنصري غريب عن نسيج المنطقة، تسبب بمأساة فلسطين وولد حروبا كثيرة تفجرت قتلا وإرهابا في دول العراق وسوريا ولبنان، فأرهقتها وأستنزفت مواردها وأعاقت إقتصادها ودمرت ثقافاتها ومزقت نسيجها الإجتماعي، ردنا على ذلك هو في تنتج مشرقيتنا إطارا يحكم تنوعنا وينظم إقتصادنا ويبني مستقبلا مشتركا يتحقق فيه الإزدهار على أساس تكامل الإنتاج بين الدول فتصبح المشرقية قوة عظيمة بإتحاد قدراتها وناسها".

وقال:"لدينا إرث كبير لا يكفي، أن نحافظ عليه، بل يجب أن نستثمره ونفعله لصالح خير إنساننا. فمشرقيتنا إنفتاح وتنوع، وهي تحضن عروبتنا وآراميتنا وكرديتنا نحن لا نعزل أحدا ولا ننغلق على أنفسنا، لكننا نعزل كل عنصرية تناقض تاريخنا المشترك وأخطر العنصريات إثنتان: إسرائيل التي تحتل أرضا مشرقية والإرهاب التكفيري الذي يحتل عقولا منغلقة. إن أرضنا تميزت عبر تاريخها بالتنوع، وإنساننا تميز عبر حضاراته بالتفوق والإبداع، أرضنا إبراهيمية كنعانية يهودية مسيحية إسلامية في مشرقنا، نجمة داوود لا تتطفىء النجم الذي أضاء درب المجوس إلى مغارة بيت لحم، وهيكل سليمان لا يلغي المسجد الأقصى ولا كنيسة القيامة، وإنساننا تميز منذ الفنيقية بقدرته على الإبحار بعيدا وعلى حمل الحرف والتجارة معه ليفتح بهما عوالم جديدة، بل يكفي تميزه بالنجاح والإندماج في أي مجتمع يدخل إليه".

أضاف: "ان مشرقيتنا دعوة مفتوحة للسلام بين الشعوب، وهي ليست أقليات تتصارع في ما بينها. فالخصوصيات ثقافية تتعاون في ما بينها فلا يخشى أزيدي على حياته ولا يخاف سرياني أو كردي على مصيره ولا يقلق درزي أو علوي أو مسيحي على وجوده، ولا يتوجس سني من المؤمرات ولا شيعي من الإضطهاد. مشرقيتنا تحتضن عراق ما بين النهرين كما تحتضن سوريا، وتضرب لهما موعدا مع النهضة الإقتصادية والإجتماعية. مشرقيتنا تحتضن أرض فلسطين وتريدها أرض سلام، ولا سلام من دون حقوق لأصحاب الحقوق، لا سلام من دون دولة فلسطينية تفتح بولادتها الباب على أفق جديد، وإلا سيستمر الصراع بلا أفق. مشرقيتنا تحتضن لبنان دولة تنوع وحريات ونموذج حياة ديمقراطية، يقدم للمشرق فيها صيغة لحل مشاكله بالحوار وليس بالعنف، لبنان هو صاحب دور في إطلاق التفاعل المشرقي إقتصادا ومالا، صناعة وزراعة، علما وثقافة نقلا مشتركا وسوقا موحدة. لذلك تقع المشرقية في صلب الرسالة اللبنانية التي كرستها الأمم المتحدة في الوثيقة التأسيسية لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار التي أطلقها فخامة الرئيس العماد ميشال عون. لبنان هو موئل الذاكرة المشرقية ومنصة المستقبل المشرقي، نحن المشرقيون نتكامل بالمعرفة وبالإقتصاد بالثروات وبالإنسان نتعاون مع إمتدادنا العربي من الجزيرة إلى اليمن وننفتح على إفريقيا من بوابة مصر ونتجاور مع تركيا وإيران ونتشارك مع أوروبا في حوض متوسطي حضاري نتفاعل ونبني مع الجميع علاقات الثقة التي ترتكز على الأمن المشترك والمصالح المشتركة نحن أهل المشرقية التي يجب أن تكون تكاملية في الإقتصاد ما بيننا ومع جيراننا ومحيطنا، نحن نتقاتل في ما بيننا بينما الآخرون يبنون من دمائنا النازفة ومالنا المهدور وإنساننا المنتشر قوة لدولهم لذلك يريدوننا متفككين متناحرين لتسهل السيطرة على مقدراتنا. آن الآوان لأن نفكر جميعا بما وصلنا إليه وأن نخرج من هذا الوضع البائس حروبا ونزوحا ولجوءا وهجرة".

وختم:"نملك الطاقة البشرية والثروة الطبيعية بحرا وبرا، المهم ألا نكون أدوات للخارج ونلتفت دوما صوبه بل، أن نلتفت إلى الداخل وصوب بعضنا البعض فنحرر قدراتنا وننفخ الأمل والثقة بشعوبنا. يجب أن نكون أهل المشرقية المتكاملة في محاربة الإرهاب وإلغاء الفكر الإلغائي. نحن قوة عظيمة قادرة على تغيير وجه الشرق ووجهته وإستيلاد كيان مشرقي نموذجي وفاعل، شرط أن نوحد أهدافنا وننتظم في مشروع حضاري مستقبلي وفي جبهة مشرقية معاصرة تقدم لمنطقتنا وللعالم قيمة إنسانية مضافة. املنا كبير أن نعمل معا داخل مساحتنا المشرقية ومع منتشرينا في العالم ونؤمن الحشد الدولي والحاجة الإقليمية لمشروعنا لنحقق هذه الأهداف الإنسانية العالمية النبيلة".

دروع

وتخلل الحفل تقديم دروع تكريمية لكل من السفير الراحل فؤاد الترك تسلمها السفير إيلي الترك، رئيس مكتب الحوار وأمين سر العلاقات الدينية مع المسلمين في الفاتيكان المونسنيور خالد عكشي، نائب الوزير الإتحادي لجمهورية ألمانيا السابق تيلو براون، رئيس اللجنة الرئاسية العليا الفلسطينية لشؤون الكنائس الوزير رمزي خوري، وزير الدولة في المجر تريستان أزبيج.

اقتراح

ثم قدم الفرزلي إقتراحا، بأن يعتمد اللقاء المشرقي كلمة الوزير باسيل التحديد العلمي لمفهوم كلمة المشرقية وأن تعتمدها كل المنتديات التي يتم فيها بحث مشاكل المنطقة والمشرق.

 

الراعي وصل إلى ساحل العاج وتوجه إلى مركز الإرسالية اللبنانية المارونية ونوه بالتعاون في مساعدة العائلات المتعثرة

وطنية - الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء أمس، إلى ساحل العاج، قادما من بوركينا فاسو، في إطار زيارته الراعوية لأبرشية سيدة البشارة - إفريقيا الغربية والوسطى، يرافقه راعي الأبرشية المطران سيمون فضول ونائبه العام المونسنيور مارون زغيب والمدبر العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب طوني الفخري مع الوفد المرافق. وفي مطار أبيدجان، كان في استقبال الراعي وزير الثقافة والفرانكوفونية موريس كوأكو بانداما ممثلا رئيس الجمهورية الحسن واترا وقنصل لبنان جو الترك والقائم بأعمال السفارة البابوية الأب لوقا مارابيزي، يتقدمهم رئيس الرسالة الراهب اللبناني الأب جان بو سرحال وحشد من ابناء رعية القلب الأقدس، إضافة إلى فاعليات من الجالية اللبنانية يتقدمهم رئيس الجالية نجيب زهر، رئيس غرفة الصناعة والتجارة اللبنانية في ساحل العاج الدكتور جوزيف خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري محمود ناصر الدين، الشيخ غسان درويش ووفد جمعية "البر والتعاون"، ومدير مكتب طيران الشرق الاوسط جواد الموسوي. ومن المطار، توجه الراعي إلى مركز الإرسالية اللبنانية المارونية، حيث رفع صلاة الشكر في كنيسة القلب الأقدس. وصباح اليوم، استهل الراعي نشاطه في صالون مركز الرسالة اللبنانية بسلسلة لقاءات اطلع خلالها على أوضاع الرعية والجالية اللبنانية، منوها ب"التعاون بين أبناء الجالية في سبيل تأمين مستقبل افضل لاجيالنا ومساعدة العائلات المتعثرة". كما أجمعت الآراء على "حسن العلاقات مع السلطات الرسمية المحلية وأهمية زيارة الراعي التي تعكس قربا واهتماما من قبل قامة كنسية ووطنية لبنانية كبرى ومناسبة تعزز اللحمة بين اللبنانيين وانتمائهم الى وطنهم الأم".

والتقى الراعي قنصل لبنان في ساحل العاج جو الترك، الذي تحدث بعد اللقاء عن "أهمية زيارة صاحب الغبطة"، وقال: "إن زيارة غبطة أبينا البطريرك اليوم تعتبر تاريخية بعد زيارة المثلث الرحمة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في عام 2000. واليوم، بعد 19 عاما يطل البطريرك الراعي، وكل الجالية اللبنانية في استقباله في عرس وطني في أبيدجيان، هذا البلد الذي نعتبره لبنان الصغير، يستقبل اليوم من أعطي له مجد لبنان". أضاف الترك: "لقد تفاجأنا بالاهتمام الرسمي الكبير، وبشكل خاص من الدولة، حيث تمت معاملة غبطة أبينا على أنه رئيس دولة. أما على صعيد الجالية، فالكل هب لتقديم المساعدة، واستقبال صاحب الغبطة".

درويش

ثم التقى الراعي إمام جمعية "البر والتعاون" الشيخ غسان درويش، رئيس الجمعية محمود ناصر الدين، والممثل الشخصي للرئيس بري.بعد اللقاء، تحدث درويش عن زيارة الراعي فقال: "إن هذه الزيارة، التي سطرها غبطته لهذه الدول تجسد روحية التعايش التي نعرفها في لبنان، والتي تنعكس هنا في أبيدجيان، كما هي زيارة تاريخية بكل ما للكلمة من معنى. ونحن اليوم، في ظل أزمة الاحتراق الاقتصادي واحتراق أحراج لبنان، تقدمنا إلى غبطته ببعض الآمال المعقودة في الاغتراب، حتى تصل أصواتنا الى المسؤولين في لبنان، وخصوصا الغائبين عن مطالبنا وأصواتنا في ما يتعلق بجانب الاتفاقيات الاقتصادية بين أبيدجيان ولبنان، اضافة الى الموضوعات التعليمية حيث يعاني اللبناني من الهجرة الداخلية هنا في أبيدجيان من أجل تحصيل العلم لأبنائه".

وأمل "زيارة مباركة لصاحب الغبطة، أن تكون ثمارها كما يتمنى الجميع".

زهر

من جهته، قال رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر بعد لقائه الراعي على رأس وفد من مجلس الجالية: "ننتظر منذ سنة هذه الزيارة العظيمة لصاحب الغبطة. واليوم، نرحب به حاملا السلام والمحبة. نحن في أبيدجيان نعيش شعار صاحب الغبطة "شركة ومحبة"، ونرى أن لبنان لا يمكن أن يستقيم الا بجناحيه، المقيم والمغترب. ومن هذا المنطلق، نشكر صاحب الغبطة على هذه الزيارة، ونشكر الدولة المضيفة التي قدمت كل التسهيلات، ونأمل أن نراه في زيارة ثانية". أضاف: "مهمتنا الأساسية هي المحافظة على وجودنا في بلاد الاغتراب، ونحن نعلم أن سيدنا لديه من الهموم ما يكفيه، فلا نطلب منه الا بركته وصلاته والدعاء لنا بالتوفيق".

الخوري

كذلك، التقى الراعي وفد غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج برئاسة الدكتور جوزيف الخوري، الذي قال: "إن غبطة البطريرك شخصية دينية ووطنية، ومن واجبنا استقباله ومرافقته، وأن نشرح له ما هو دور غرفة الصناعة والتجارة والدور الذي تلعبه، فهي مسؤولة عن الدفاع عن مصالح رجال الأعمال الللبنانيين، والعمل على خلق علاقات اقتصادية وتجارية بين لبنان وساحل العاج". وعن أوضاع اللبنانيين، قال خوري: "إن الأوضاع الاقتصادية هنا مستقرة، ولو أنها ليست في أحسن حالاتها، والجالية اللبنانية مستقرة هنا وتلعب دورا اقتصاديا مهما. ما نريد تحميله إلى غبطة البطريرك ليوصله إلى المعنيين هو دعم الدولة للمغترب اللبناني". وعن أهمية زيارة الراعي، قال: "إن الزيارة ستسمح لصاحب الغبطة بمعرفة كيف يعيش اللبنانيون، وما هي معاناتهم العائلية والتعليمية والصحية، الأمر الذي سيسمح له بتكوين نظرة عن كيان لبنان المغترب".

آصاف

أما مؤسس أول مدرسة لبنانية في ساحل العاج فادي آصاف فقال بعد لقائة الراعي: "لنا الشرف والفخر أن نستقبل صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في زيارة من شأنها تقوية الايمان في كنيستنا وتثبيت الرسالة". أضاف: "إن كنيستنا اليوم في ساحل العاج تقوم بعملها بشكل ممتاز برئاسة قدس الأباتي جان أبو سرحال، النشيط والمندفع". وعن المطالب والرسائل التي يحملها للراعي، قال آصاف: "لا يسعنا أن نحمله إلا أشواقنا إلى أرض الوطن، لأننا نعيش أخوة ووحدة لا مثيل لها".وعن القطاع التعليمي، قال: "نتبع هنا النظام التعليمي العاجي، حيث يقوم الطلاب بعد التخرج بتعديل الشهادة في الأونيسكو، ليتمكنوا من متابعة تعليمهم في لبنان إذا ما أرادوا. وطبعا، سنضع صاحب الغبطة في كل هذه التفاصيل". والتقى الراعي على التوالي أيضا ممثل المرجع محمد حسين فضل الله الشيخ وهيب مغنية، منسق مكتب "التيار الوطني الحر" في ساحل العاج سليم الخوري.

كوتوا

وظهرا، زار الراعي رئيس أساقفة ساحل العاج الكاردينال بيار كوتوا وعرض معه الخدمة الراعوية المارونية ومشاركة الموارنة في حياة الكنيسة المحلية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 15- 16 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

اضغط على البرابط في اسفل  لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 16 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79506/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-516/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 16/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79504/detailed-lccc-english-news-bulletin-

for-october-16-2019

 

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع نوفل ضو : التسوية السياسية اوصلتنا الى الخنوع والاستزلام

 صوت لبنان/الثلاثاء 15 تشرين الأول 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79508/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88-%d8%a7%d9%84/

 

باسيل إلى دمشق "منزوع الغطاء"... و"الاشتراكي" ينتفض على العهد... عنوان المرحلة... "قلب الطاولة"

نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79493/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%a1/

 

الضجيج اللبناني حول سوريا ... جبران باسيل رجل إيران في لبنان

علي الأمين/العرب/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79491/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%ac%d9%8a%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%ac/

 

لبنان تحت "رحمة" النيران... أين طائرات الإطفاء؟!

ألان سركيس/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79488/%d8%a3%d9%84%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%b3-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b1%d8%ad%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d9%86/

 

زيارة دمشق: قرار "استراتيجي" من عون

غادة حلاوي/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79493/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%a1/

 

زيارة دمشق: قرار “استراتيجي” من عون/غادة حلاوي/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

باسيل إلى دمشق “منزوع الغطاء”… و”الاشتراكي” ينتفض على العهد… عنوان المرحلة… “قلب الطاولة”/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79493/%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%85%d8%b4%d9%82-%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%88%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%a1/