المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

نُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/منطقياً وعملياً مطلوب عدم تشكيل حكومة لبنانية قبل ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية

الياس بجاني/سجالات الأحزاب الطرواديين والإتحاد العمالي الأداة الإيرانية

الياس بجاني/بالصوت والنص: شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم ويلعنون القادة الذين يتاجرون بدمائهم ويتحالفون مع من قتلهم

الياس بجاني/الحريري ما خصوا بالسياسة ومن أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/الحريري هلكنا بمقولة أم الصبي وهو قتل الأم والصبي ومكمل ع العيلي.

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الرئيس عون قرر تأجيل الاستشارات النيابية أسبوعا بناء على طلب كتل نيابية لبروز بعض الصعوبات

عون يرجئ مشاورات لاختيار رئيس حكومة للبنان.. وبري يعارض

المكتب الاعلامي لبكركي: شينكر أكد بعد لقائه الراعي اهتمامه بطرح الحياد وان المهم تشكيل حكومة فاعلة وشفافة بغض النظر عن اسم رئيسها

السيناتور الأميركية جاين شاهين: ملتزمون العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي لدعم لبنان وسنتابع مسألة ترسيم الحدود

فيديو مقابلة مع غبطة البطريرك الراعي من تلفزيون الجديد

تقرير الـ«إف بي آي» عن انفجار المرفأ يستبعد العمل التخريبي وتحدث عن إهمال وتقصير في تخزين نترات الأمونيوم

إسرائيل: سنواصل المحادثات مع لبنان

معلومات هامّة عن ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل...و ما قاله الوفد اللبناني ... وجولة ثانية في 28 الحالي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 14/10/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 14 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

توزيع أدوار بين عون و"حزب الله"... "لتعويم العهد"!

ما هي "الرويبضة" التي اتُّهم بها باسيل؟

بهاء الحريري نجم الشاشات: هل اقترب زمن قلب الطاولات؟

فيتو سياسي يلاحق وزراء الاختصاص… اعتبارات شخصية!

ماكرون لم يعدّل مبادرته.. وباسيل دعا الحريري الى التزام حدوده!

 جنبلاط: الموالون لإيران يلعبون على الوقت والحريري يقلب المشكلة رأساً على عقب

النهار : يوم تاريخي للمفاوضات ومفصلي لتحرك الحريري

نداء الوطن : جعجع لوفد "المستقبل": لن نغطّي هذه الأكثرية التفاوض مع إسرائيل... "القفازات" من بري إلى عون!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

غوتيريش: ايران ارتكبت انتهاكات جسيمة وقتلت مئات المتظاهرين

بومبيو لخامنئي: لن نسمح أبدا لأكبر راع للإرهاب بامتلاك النووي

بوتين يبلغ أردوغان قلقه من نقل مقاتلين إلى ناغورنو كاراباخ

موسكو تنشّط اتصالاتها الدبلوماسية والعسكرية لمحاصرة التدهور في قره باغ

الحكومة الإسرائيلية تصادق على معاهدتي السلام مع الإمارات والبحرين/بن زايد ونتنياهو يتبادلان دعوات للزيارة

الرئاسية الفرنسية: قلق أوروبي من «مغامرات» إردوغان «المتنقلة» وأكدت «التضامن التام» مع اليونان وقبرص و«التشدد» مع تركيا

تركيا تشهر ورقة اللاجئين لمواجهة الضغوط شرق المتوسط/أميركا وألمانيا تشددان على وقف «استفزازات» أنقرة

طهران تستعرض «سطوة وجودها» قرب دمشق بعد تراجع مظاهره في قلبها والبضائع الإيرانية تغزو أسواق العاصمة السورية

أميركا تعزز قواتها شرق الفرات بعد «احتجاج كردي» على دورية روسية والخطوة تعكس تصاعد التنافس بين موسكو وواشنطن

مطالب بسحب الجنسية البريطانية من المتحدث باسم بن لادن

قطع يدي فتى وفقء عينيه .. جريمة تهز الأردن والملك يتدخل

السيسي يجدد رفض مصر أي مساس بحقوقها المائية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين تفترس قطعان الأحزاب المسيحيّة بعضها/داني حداد/ام تي في

لبنان ليس المقاومة والمقاومة ليست لبنان/حازم صاغية/الشرق الأوسط

اين تكمن ذكرى 13 تشرين 1990 في قاموسكم يا اولاد الافاعي؟/عبدالله الخوري/فايسبوك

الحريري يلتقي حسين الخليل: الانتحار أو قلب الطاولة/منير الربيع/المدن

إتعظوا من الماضي والحاضر.. إنه النظام/عبد الله بو حبيب/موقع 180

اللامركزية ليست مطلب المسيحيين فقط /بيار عطاالله/المرصد

جعجع أقوى من بشير.. و”نصرالله أضعف من عرفات”/سليم الأسمر/موقع 180/12

الحدود اللبنانية- الإسرائيلية: باسيل و”الحزب” يتنافسان لتفادي العقوبات/حازم الأمين/موقع درج

هكذا كان وزراء لبنان/توفيق شومان/فايسبوك

"لبننة" مبادرة ماكرون: الإصلاح مقابل تسمية الوزراء؟/وليد شقير/نداء الوطن

هل يفتح «الترسيم» الطـريق الى الحكومة الجديدة؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

ماذا يُخبِّئون تحت طاولة الترسيم؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الإرهاب الإيراني في أوروبا: أسد الله أسدي مثالاً/فارس خشان/النهار العربي

موسم الهجرة من لبنان/رامي الريس/الشرق الأوسط

إيران ومتاهة القوقاز/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

هل تنجو الولايات المتحدة من فوضى انتخابات الرئاسة؟/مينا العريبي/الشرق الأوسط

صفعة كويتية لـ«إخوان» مصر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون اطلع من ياسين على وقائع الاجتماع الاول للتفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية

رئيس الجمهورية عرض مع السفير السوري التطورات علي: لاستحداث تسهيلات للمحاصيل اللبنانية

أمل وحزب الله: لإعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الاطار

التقدمي: جنبلاط تلقى اتصالا من الحريري ناقشا خلاله نقاطا تتعلق بالاستحقاق الحكومي

جعجع: لا نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلية ورغم صداقتنا مع الحريري لن نسميه غدا لتأليف الحكومة

مكتب الحريري: الخبر عن لقاء الحريري خليل عار من الصحة

كتلة التحرير والتنمية اجتمعت برئاسة بري وأعلنت مشاركتها في الاستشارات الملزمة ودعت الى حكومة إنقاذ تراعي التوازن والاختصاص

كنعان التقى وفد كتلة المستقبل: ذاهبون بالاصلاح أبعد من المطروح بهية الحريري: ورقة ماكرون الاصلاحية انطلاقة لمرحلة يحتاج اليها البلد

مقابلة من تلفزيون المر مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن: مجلس الشيوخ للدروز ونطالب بحقيبة سياديّة... و"لبنان بلا الدروز ما بيمشي"

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

نُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل

“رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى14/: “يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا. فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين، ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم، لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا. فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل! وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم. فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير. وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل”!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

منطقياً وعملياً مطلوب عدم تشكيل حكومة لبنانية قبل ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91296/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%b9%d8%af%d9%85/

في الخلاصة، صحيح بأن”المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين”.. وصحيح أيضاً ولأنكم يا أصحاب شركات الأحزاب التعتير لا تعرفون الإيمان ولا تخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير، فأنتم بكفركم وذلكم والحقارة ادمنتم لدغ الجحور وتربيتهم على سمومها حتى أمسيتم سماً قاتلاً يسمم كل لبنان وكل ما هو لبناني…حمى الله لبنان وشعبه منكم ومن سمومكم.

***يبدو أن الأطقم السياسية اللبنانية المكونة من أصحاب شركات الأحزاب “التعتير” وبأغلبيتها سوف ترتكب اليوم نفس الغلطة المميتة التي اقترفتها يوم رضخت سابقاً لفرمانات وإملاءات وأجندة حزب الله وراعيته الإرهابية جمهورية الملالي وانتخبت ميشال عون رئيساً قبل أشهر قليلة من الانتخابات الأميركية الأخيرة التي كان فاز فيها الرئيس ترامب.

يومها عقد وعلى عجل ودون رؤية وبغباء وعلى خلفيات الخوف والتهديد بالأجندات الشخصية المالية والسلطوية، عقد ما كان يسمى تجمع 14 آذار، جعجع والحريري ومعهما وليد جنبلاط، صفقة رئاسية خطيئة وانتخبوا عون رئيساً.

علماً أن كل المحللين المطلعين محلياً وإقليميا ودولياً وأميركياً تحديداً يقولون وبناء على رزم من المعلومات المؤكدة بأنه لو لم تماشي القوى السياسية اللبنانية هذه وتحديدا، ثلاثي الركوع والخنوع والنرسيسية، جعجع وجنبلاط والحريري، ضغوطات محور الشر الإيراني، ولو لم تعقد معه صفقة الخطيئة الرئاسية، لما كان من الممكن انتخاب عون رئيساً بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

عون الذي انتخبوه رئيساً وفاخروا بخيارهم هذا ونعته جعجع المعرابي “بالصناعة اللبنانية” وخلال 4 سنوات من رئاسته جر لبنان بالكامل إلى قاطع إيران، ودمر حزب الله في”عهده” بالكامل الاقتصاد من خلال القطاع المصرفي، كما عادى العرب، ولم يترك مؤسسة لا سياحية ولا تعليمية ولا استشفائية ولا صناعية إلا ودمرها..

وتوج عهر عهده بتفجير المرفأ، وانهيار الليرة اللبنانية، وسرقة ودائع المواطنين، وفتح الحدود على مصرعيها مع سوريا حيث يتم تهريب كل السلع المدعومة مما قاد البنك المركزي إلى حافة الإفلاس…وهذا العهد مستمر في أيرنة وفرسنة لبنان وتهجير أهله وسلخه عن كل العرب وعن كل الغرب.

هذا الثلاثي الملعون والمدن على الركوع والإستسلام (جعجع وجنبلاط والحريري) يبدو أنه يسير اليوم في نفس المنحى الانتحاري والغبي ذاته الذي سار فيه يوم انتخب عون رغم كل التحذيرات الجادة التي كانت في حينه أسديت له من الناشطين اللبنانيين الأميركيين ومن عدد كبير من قادة الدول العربية.

هذا الثلاثي الملعون والإبليسي يبدو أنه رضخ مجدداً لإرهاب حزب الله ولإغراءات بري الوزارية وهو يهرول لتشكيل حكومة جديدة ربما برئاسة الفاشل سعد الحريري لتكون غطاء لاحتلال حزب الله وتحميه من أميركا وعقوباتها.

سعد الحريري، ذاك المخلوق الطارئ على العمل السياسي في لبنان والذي فشل في كل شيء ولم يلتزم بوعد أو عهد قطعه على نفسه، الحريري هذا كلف نفسه مهمة تشكيل الحكومة الغطاء لحزب الله، وأرسل الوفود إلى الأحزاب طالباً دعمه في سابقة لا دستورية ولا أخلاقية لم يعرف لبنان مثيلاً لها منذ استقلاله.

اليوم مفترض أن تجري الاستشارات في القصر الرئاسي لتكليف الشخص الذي سيعمل على تشكيل الحكومة الجديدة… هذا إن لم تؤجل.

المطلوب سيادياً ومنطقاً ورؤية سياسية وسيادية وعقلانية عدم المشاركة في الاستشارات، وعدم تسمية أي أحد وترك حكومة حزب الله، حكومة حسان دياب، الفاشلة تستمر بتصريف الأعمال إلى ما بعد معرفة نتيجة اللإنتخابات الأميركية.

نقول للنواب ولأصحاب شركات الأحزاب: لا ترتكبوا نفس الخطيئة المميتة التي اقترفتموها بغباء وقلة إيمان وخور رجاء وجبن وطروادية يوم انتخبتم عون، وانتظروا إلى ما بعد معرفة من سيكون الرئيس الأميركي المقبل.

في الخلاصة، صحيح بأن”المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين”.. وصحيح أيضاً ولأنكم يا أصحاب شركات الأحزاب التعتير لا تعرفون الإيمان ولا تخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير، فأنتم بكفركم وذلكم والحقارة ادمنتم لدغ الجحور وتربيتهم على سمومها حتى أمسيتم سماً قاتلاً يسمم كل لبنان وكل ما هو لبناني…حمى الله لبنان وشعبه منكم ومن سمومكم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سجالات الأحزاب الطرواديين والإتحاد العمالي الأداة الإيرانية

14 تشرين الأول/2020

*الإتحاد العمالي العام مجموعة تخريب وإرهاب وكداعش وعسكر العشائر البعلبكية هو جيش احتياط عند حزب الله وبشارة الأسمر من انتاج مصانع بري.

*قادة الإتحاد العمالي هم أدوات يسارية بالية من تفقيس مخابرات الإحتلالين السوري والإيراني. لا يجب الوثوق بهم وخصوصاً ببشارة الأسمر .

*سجالات الطرواديين الذين سلموا البلد لحزب الله، جعجع وباسيل والحريري وفرنجية وبري وجنبلاط وبضهرهم عون لا تعنينا. هم كلن يعني كلن.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم ويلعنون القادة الذين يتاجرون بدمائهم ويتحالفون مع من قتلهم

13 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/79381/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-13-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86/

الياس بجاني/بالصوت/فورمات/WMA/ شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم ويلعنون القادة الذين يتاجرون بدمائهم ويتحالفون مع من قتلهم/13 تشرين الأول/2020/ اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias13october2019.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورمات/MP3/شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم ويلعنون القادة الذين يتاجرون بدمائهم ويتحالفون مع من قتلهم /13 تشرين الأول/2020/ اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias13october2019.mp3

 

شهداء 13 تشرين الأول يتقلبون في قبورهم ويلعنون القادة الذين يتاجرون بدمائهم ويتحالفون مع من قتلهم

الياس بجاني/13 تشرين الأول/2020

أنعم علينا الشهداء وأعطونا دون مقابل حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”. (يوحنا 15/13)

ولا بد أن شهداء 13 تشرين الأول الأبطال ومن قبورهم يصرخون بصوت مدوي قائلين:” ما من قائد مر في يوم بمقبرة حيث نرقد إلا وكل شهيد منا صاح بوجهه غاضباً أين دمي يا هذا؟

قمة في النفاق أن يحتفل البعض بذكرى شهداء 13 تشرين ويحمل لوائهم وهو يتحالف اليوم مع من قتلهم وفظع ونكل بهم. هذا خداع للذات وعهر وفجور ونرسيسية قاتلة.

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990 ومعهم كل شهداء وطن الأرز الأبرار.

نتذكر اليوم الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل، ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والاستقلال.

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكراً ومدنيين خطفهم جيش الاحتلال السوري ومرتزقته المحليين ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

نتذكر بطولاتهم ونتخيل في وجداننا أنهم اليوم في قبورهم يتقلبون غضباً وحزناً على ما وصل إليه وطنهم المفدى الذي سقوا ترابه بدمائهم وافتدوه بأرواحهم.

إن شهداء 13 تشرين الأول/1990 وكل من سبقهم، ومن رحل بعدهم من شهداء وطن الأرز لا بد وأنهم من أمكنة رقادهم على رجاء القيامة يتقلبون حزناً وغضباً ويلعنون كل حاكم وسياسي وصاحب شركة حزب ومسؤول ومواطن لم يحترم ولم يقدر شهادتهم، كون هؤلاء الإسخريوتيون يتاجرون بدمائهم خدمة لأجنداتهم السلطوية وليس لخدمة الوطن والمواطن.

الإسخريوتيون من حكام وأصحاب شركات أحزاب قفزوا فوق دماء وتضحيات الشهداء، وباعوا الكرامة والاستقلال، وداكشوا الكراسي بالسيادة، واستسلموا للأمر الواقع بذل، ويتعايشون مع الاحتلال الإيراني وسلاحه ودويلته بضمير مخدر بعد أن اضاعوا وجهة البوصلة الوطنية والإيمانية وغرقوا في أوحال الغرائزية والطروادية وأمست مسالكهم الحياتية هي مسارات الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الاحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير…وهم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

في الخلاصة، نعم إن الله معنا ولبنان في قلبه ومع كل لبناني حر وسيادي في مواجهة الاحتلال الإيراني وطروادية وكل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته، وشكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة، وشكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحريري ما خصوا بالسياسة ومن أول كلن يعني كلن

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2020

الحريري متل العادي رضخ وركع ولحس كل عنترياته ورجع لموال "جبران صديقي" وباس التونت تريز وعبطها وكتر وبكي ندماً. فاشل وخسع بجيناته.

 

الحريري هلكنا بمقولة أم الصبي وهو قتل الأم والصبي ومكمل ع العيلي.

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2020

لم يعرف لبنان سياسي سني ولادي وساذج وجاهل وذمي وجبان وفاشل وكسول كما هو الحريري. الرجل كارثة. نتمنى أن تُحرّم عليه السرايا للأبد

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك” (إشعياء33/01)
http://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/11 تشرين الأول/2020/2020/اضغط هنا

 http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب/11 تشرين الأول/2020 /2020اضغط هنا
 http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/eliasgreedinesaudio17.5.17.wma

تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب
الياس بجاني
/11 تشرين الأول/2020
"ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك” (إشعياء33/01)
من منا لا يعرف شخصياً العشرات من الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغربهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.
للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء
ً وأمهات أحياناً..
هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.
بجحود وجهل وتسرع ودون كوابح وضوابط إيمانية يعبدون النّعم والعطايا متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.
خير مثال نقتدي به في هذا السياق ونأخذ منه العبر يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.
إن الجشع أي الطمع هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..
الجشع عزيزة مدمرة وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..
هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.
والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة  توقع صاحبها في التجارب وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة.
كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..
في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة هم من تراب كما هو جسد الإنسان.
"فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم".(إنجيل القديس لوقا12/34)
وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.
هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعته من مخلوقه الذي هو الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب.
يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”..
في خضم كل ما نعيشه من فجور وغرائزية وتحديداً على مستوى القادة والحكام لا يسعنا إلا ان نصلي ونطلب من الرب أن يحمينا من شرور وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.
ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.
نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في إنجيل القديس متى 10/08/: ”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الرئيس عون قرر تأجيل الاستشارات النيابية أسبوعا بناء على طلب كتل نيابية لبروز بعض الصعوبات

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: "قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة يوم غد الخميس 15 تشرين الاول 2020 اسبوعا أي الى يوم الخميس 22 تشرين الاول 2020 بالتوقيت نفسه، وذلك بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها".

 

عون يرجئ مشاورات لاختيار رئيس حكومة للبنان.. وبري يعارض

دبي - العربية.نت/ الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم الأربعاء أن الرئيس ميشال عون أرجأ ولمدة أسبوع مشاورات التكتلات النيابية التي تستهدف اختيار رئيس للوزراء يتولى تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد. وأضافت الرئاسة أن عون كان من المقرر أن يجري المشاورات غدا الخميس لكنه أرجأها لمدة أسبوع حتى 22 أكتوبر تشرين الأول، مضيفة أن ذلك جاء بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها. وقال مكتب نبيه بري، رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل، في بيان صدر بعد دقائق من إعلان الرئاسة إن بري يعارض أي تأجيل للمشاورات ولو ليوم واحد. وكان من المتوقع أن يُقيّم خلالها مدى قدرة سعد الحريري، القيادي السني، على حشد التأييد بما يحقق أغلبية في البرلمان لتشكيل حكومة. لكن اثنين من أبرز الساسة المسيحيين عبرا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن تحفظهما على اختيار الحريري. واستقال الحريري من رئاسة الوزراء قبل عام إثر احتجاجات حاشدة.

وستكون مهمة الحكومة الجديدة معالجة أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وانزلقت البلاد إلى أتون أزمة مالية طاحنة وشهدت تراجعا حادا في قيمة الليرة اللبنانية. وزادت جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت الضخم قبل شهرين من تفاقم الأزمة ودفع ذلك الكثير من اللبنانيين إلى هاوية الفقر. واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خريطة طريق للإصلاح كشرط لتقديم مساعدات دولية بمليارات الدولارات. وتعهد الحريري بدعم الخطة الفرنسية. وقالت الرئاسة إن عون أرجأ المشاورات لمدة أسبوع حتى 22 أكتوبر تشرين الأول، مضيفة أن ذلك جاء بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال السياسي اللبناني سمير جعجع إنه لن يرشح أحدا لرئاسة الحكومة الجديدة خلال مشاورات رسمية لشغل المنصب. ويمثل حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه جعجع ثاني أكبر كتلة مسيحية في البرلمان. كما انتقد السياسي اللبناني المسيحي جبران باسيل، الذي يتزعم التيار الوطني الحر وهو أكبر كتلة مسيحية في لبنان، وحلفاؤه أمس الثلاثاء الحريري لطرحه نفسه لرئاسة حكومة لتنفيذ المبادرة الفرنسية. ولا يزال مصير تشكيل حكومة "مستقلين" في لبنان يطالب بها الشارع والأسرة الدولية معلقاً بعد استقالة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب.

يشار إلى أنه بعد أشهر من المشاورات غير المثمرة إثر تعيينه أواخر أغسطس، اعتذر مصطفى أديب في 26 سبتمبر عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة في ظل خلافات بين الأفرقاء على الحقائب الوزارية، ووسط مطالبات دولية متزايدة بحكومة تنفذ إصلاحات ضرورية لإخراج هذا البلد من أسوأ أزمة اقتصادية يواجهها منذ عقود. وتعثر تشكيل حكومة أديب على خلفية تمسك "الثنائي الشيعي" حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري وحزب الله، وتصلبهما بتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة لا سيما وزير المالية.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأربعاء إنّ لبنان يشهد وضعاً اقتصادياً "كارثيا" بسبب عدم توافر "الإرادة السياسية"، مشيرة إلى أنّ مؤسستها لا تزال جاهزة لتقديم المساعدة. وقالت في محادثة أجرتها على هامش اجتماعات صندوق النقد الخريفية مع الناشطة في مجال الأعمال الخيرية مليندا غيتس، "نحن على استعداد تام لمساعدة لبنان". ولكنّها أضافت "نحتاج إلى شريك" مستعد "حقاً للالتزام مع صندوق النقد الدولي". وأشارت إلى ضرورة "إجراء تدقيق في حسابات المؤسسات المالية، بما في ذلك (حسابات) مصرف لبنان". وتابعت أنّه ينبغي أيضاً صوغ برنامج اقتصادي "ذي مصداقية لدى المستثمرين ودائني لبنان"، موضحة أنّ ذلك شرط لإعادة هيكلة الدين اللبناني. وقالت إنّ الأمر ممكن لكن يدا واحدة لا تصفق "نحن لم نبلغ بعد مرحلة التشمير عن سواعدنا والعمل لمساعدة لبنان". ورأت جورجييفا أنّ "التشرذم" السياسي يغرق لبنان ويمنعه من الخروج من الأزمة.

كما أعربت عن قلقها إزاء ازدياد أعداد الشبان اللبنانيين الساعين للهجرة. وتساءلت "إذا غادر الشبان، الأذكياء، من سيخرج لبنان" من الأزمة؟". ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشاً اقتصادياً في لبنان بنسبة 25% هذا العام. وكان لبنان طلب منتصف أيار/مايو إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي، ولكن المسار يراوح مكانه.

 

المكتب الاعلامي لبكركي: شينكر أكد بعد لقائه الراعي اهتمامه بطرح الحياد وان المهم تشكيل حكومة فاعلة وشفافة بغض النظر عن اسم رئيسها

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دافيد شينكر، ترافقه السفيرة الاميركية دوروسي شيا. وتم عرض الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية. وأفاد بيان وزعه المكتب الإعلامي لبكركي، أنه "خلال اللقاء، أعرب شينكر عن اهتمام خاص بطرح البطريرك الراعي حول حياد لبنان الناشط، واستمع من غبطته الى عرض مفصل حوله. كما تطرق البحث الى مسألة المحادثات حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل التي استهلت اليوم، كما إلى موضوع الحكومة الجديدة، حيث اكد شنكر ان ما يهم الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفافة تقدم الخدمات الاساسية إلى الشعب اللبناني بغض النظر عن اسم رئيسها. واكد شنكر استمرار الدعم الاميركي للبنان ووقوف الولايات المتحدة الى جانب الشعب اللبناني في حاجاته الملحة".

 

السيناتور الأميركية جاين شاهين: ملتزمون العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي لدعم لبنان وسنتابع مسألة ترسيم الحدود

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

أشارت عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور عن ولاية نيو هامبشاير جاين شاهين، خلال لقاء انتخابي للبنانيين الأميركيين من مختلف الولايات الأميركية رعته المحامية اللبنانية الأميركية سيلين عطا الله، إلى أنها "تابعت في الآونة الأخيرة الأوضاع اللبنانية مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتم التأكيد أن الولايات المتحدة ملتزمة العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي من أجل لبنان". وشددت على "ضرورة حصول إصلاحات في لبنان كي يقدم المجتمع الدولي على دعمه ماليا، ومن بينها التدقيق المالي الحاصل اليوم"، مؤكدة أنها "ستتابع مسألة ترسيم الحدود في لجنة الشؤون الخارجية عبر طرحها الأسئلة والحصول على الإيضاحات من الإدارة الأميركية في شأن المفاوضات بين لبنان وإسرائيل". وأعربت عن "ثقتها بمساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الذي سيعمل جاهدا لإنجاح المفاوضات"، معتبرة أن "رؤية المنطقة الحدودية الجنوبية للبنان منزوعة السلاح سينعكس إيجابا على لبنان وإسرائيل والمنطقة كلها". ولفتت إلى أن "الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة هي في الحقيقة من يزود المسؤولين في السلطات بما يجب أن يقدموه إلى لبنان"، وقالت: "على الشعب اللبناني أن يقرر مستقبله في حين أن ما علينا القيام به في الولايات المتحدة، هو دفعه في هذا الاتجاه ومعرفة كيف يمكننا إزالة الحواجز التي تعترض طريقه كعقوبات قانون قيصر. وكذلك، أن يحظى الشعب اللبناني على دعمنا ودعم المجتمع الدولي في تغيير حكومته أو تحسين أوضاعه".وذكرت ب"أنها أحبطت، بالتعاون مع السيناتور جون مكاين، محاولات كثيرة لخفض تمويل واشنطن ودعمها للقوات المسلحة اللبنانية، وهي المؤسسة الأكثر تقديرا في لبنان".

 

فيديو ونص مقابلة مع غبطة البطريرك الراعي من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=A7ofgOCzsMQ

غبطته يؤكد من خلالها بالتفصيل على ما جاء في مبادرة الحياد الإيجابي التي طرحها ويؤكد أن غالبية القوى السياسية ايدتها وأنه بصدد اصدار شرح لها يكون أكثر شمولية. هذا واكد غبطته بأن المطلوب هو استعادة لبنان الإستقلال والحريات والرخاء والإحترام,. وبما يخص حزب الله قال بأنه كلف السفير الإيراني عندما زاره مؤخراً نقل رسالة لحزب الله لكنه حتى الآن لم يستلم أي رد عليها...مشيراً إلى أنه من واجب جميع اللبنانييم أن يكونون في خدمة لبنان وفقط لبنان

ملخص المقابلة من موقع تلفزيون الجديد

شدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال مقابلة مع الزميلة جوزافين ديب على "الجديد" على اننا "بحاجة الى حكومة استثنائية انقاذية"، مشيراً الى انه كان يجب ان ننتظر الاستشارات النيابية حتى يتم اتكليف رئيس للحكومة .

وفي سياق آخر قال الراعي: "الكل استهجنوا التأخير في القضاء بموضوع تفجير مرفأ بيروت ولا يوجد قضاء لا دولة اهتمت بالناس ونحن نستغرب كيف لم يصدر اي شيء بعد عن القضاء ولذلك قلنا ان على القضاء اللبناني ان يتساعد مع التحقيق الدولي لان ما حصل حادث كبير".

وتابع: " الطريقة التي يتعاطى بها رجال السياسة لا تبين اي مسؤولية حيال ما يحصل في لبنان من دمار وخراب والشعب اللبناني متروك لوحده ومن سيتولى رئاسة الحكومة عليه ان "يشمر عن زنوده" ويتحمل ويصبر".

واضاف الراعي: "لا يحسد من سيتم اختياره لرئاسة الحكومة لاننا امام زلزال ويجب ان يكون هناك تضافر قوى من كل الاحزاب".

وتطرق البطريرك الماروني الى موضوع الحياد مشيراً الى ان "  قضية الحياد هي عودة الى الذات  ونحن لا نزال نسير فيه ولبنان محيد من كل الاحلاف الاقليمية بحكم التعددية التي فيه وميثاقه ولبنان ارض الحوار والحريات وحوار الثقافات والاديان وهو تعددي".

واضاف: "نحن اليوم ليس دولة بل مجموعة دويلات ولا تحييد تجاه اسرائيل التي هي عدو للبنان".

كما لفت الراعي الى ان "الحكم عنا "مش ماشي" والحكومة كما تركب اليوم مش سليمة والخطأ هو عندما بدأت خلافاً للدستور الكتل النيابية هي من تؤلف الحكومة لأن البرلمان لم يعد يسائلها ويحاسبها ولذلك حتى يسير البلد يجب ان تكون الحكومة مستقلة"، موضحاً: " لدينا الدستور ويجب ان نسير وفق ما ينص عليه وبالتالي يجب ان يجري رئيس الجمهورية الاستشارات وبنتيجة تلك الاستشارات يسمى رئيس الحكومة ولا يعنيني من يكون ومشكلتنا انهم بدأوا يدخلون اعرافاً دون تعديل الدستور".

وشدد على ان قيمة لبنان في التعددية  و"لبنان دولة مدنية  والتقسيم في لبنان اكل عليه الدهر وشرب والشعب اللبناني نبذه والثقافة اللبنانية هي العيش معاً  واتفاق الطائف يتحدث عن اللامركزية الموسعة فلماذا لا ينفذوها ".

وقال : " لدينا الدستور ويجب ان نسير وفق ما ينص عليه وبالتالي يجب ان يجري رئيس الجمهورية الاستشارات وبنتيجة تلك الاستشارات يسمى رئيس الحكومة ولا يعنيني من يكون ومشكلتنا انهم بدأوا يدخلون اعرافاً دون تعديل الدستور".

ولفت الراعي الى ان لبنان كان حيادياً، مضيفاً: "الرئيس جمال عبد الناصر هو من طلب ان يكون لبنان حيادياً وانا لم اكن أدين سياسة عبد الناصر".

وتابع : "على لبنان ان يحيد نفسه من الصراعات الاقليمية والدولية ولبنان ليس ارض حرب وعليه ان يخرج نفسه من الاحلاف وعندما تعتدي علينا "اسرائيل" الدولة اللبنانية مجبورة ان تدافع عن شعبها ولذلك يجب خلق دولة".

وفي سياق آخر اشار الراعي الى انه لم يذكر حزب الله في مذكرة الحياد ولم يستهدفه، مضيفاً: "اسال حزب الله هل علينا ان نبقى بحالة حرب دائمة؟  الا تريدون الاستقرار في لبنان؟"، لافتا الى انه بعث برسالة الحزب مع السفير الايراني ولم يصله الجواب عليها.

وفي موضوع متصل قال الراعي ان رئيسي الجمهورية والحكومة مع الحياد، مشيراً الى ان "الرئيس بري بعث برسالة لنا مع المطران مطر اكد فيها انه مع الحياد".

كما اعاد التشديد على ان "الحياد هو من يعطي الحياة للبنان وما يعنيني هو قيام لبنان دولة لكل اللبنانيين وبحسب الدستور فان قرار الحرب والسلم تقرره الحكومة بثلثي الاصوات".

وتطرق الراعي الى موضوع مفاوضات ترسيم الحدود التي ستنطلق غداً بين لبنان والعدو الاسرائيلي بالقول: " لا اعتقد ان مفاوضات ترسيم الحدود ستصل الى التطبيع واليوم ليس وقت التطبيع ولبنان بحاجة الى الترسيم ليستطيع الاستفادة من النفط".

وعن التطبيع مع العدو قال الراعي: " التطبيع لن يحصل على ايامنا".

وفي سياق ىخر لفت الراعي الى ان العلاقة بين بكركي وبعبدا ممتازة.

كما اشار البطريرك الماروني الى ان "النظام في لبنان مدني وليس طائفي او ديني ونحن ككنيسة مع الزواج المدني الالزامي وليس الاختياري".

 

تقرير الـ«إف بي آي» عن انفجار المرفأ يستبعد العمل التخريبي وتحدث عن إهمال وتقصير في تخزين نترات الأمونيوم

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

بعد شهر على انتهاء مهمته في مرفأ بيروت، سلم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إف. بي. آي القضاء اللبناني تقريره النهائي، والذي يتضمن النتائج التي توصل إليها حول طبيعة انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 أغسطس آب الماضي وأسبابه.

ويعكف المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي فادي صوان، على دراسة التقرير، ويتحفظ على مضمونه، باعتباره إحدى الوثائق السرية التي لا يمكن كشفها قبل ختم الملف وصدور القرار الاتهامي، وأوضحت مصادر مواكبة لمسار القضية، أن المحقق العدلي «ما زال ينتظر تقرير الفريق الفرنسي ليبني على الشيء مقتضاه». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التقارير سترتب بالتأكيد خطوات يجب اتخاذها في الأيام المقبلة»، واصفة تقرير الـإف. بي. آي، بأنه «تقني فني بعيد عن التسييس، ويتضمن استنتاجات مستندة إلى أدلة علمية تحسم وجهة الانفجار، ويقدم الأدلة حول الخلاصة التي توصل إليها».

وبموازاة التحقيق اللبناني الذي يركز على ملاحقة المسؤولين عن تفريغ 2750 طناً من مادة «نترات الأمونيوم» في داخل حرم المرفأ، والاحتفاظ بها لحوالي سبع سنوات، من دون الأخذ بالاعتبار النتائج الكارثية لوجود مثل هذه المواد في المرفأ وفي قلب العاصمة بيروت، بدأت تظهر خيوط التحقيق الفني الذي تولاه الخبراء الأجانب الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون، إذ كشف مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن الفريق الأميركي «عزا سبب الانفجار إلى خطأ في عملية تخزين نترات الأمونيوم، واحتراق مواد قابلة للاشتعال مخزنة بالقرب منها أدى إلى الانفجار الهائل». ولفت إلى أن «المواد التي انفجرت تقدر بـ550 طناً من نترات الأمونيوم، من أصل 1200 طن مخزنة داخل العنبر رقم 12». وتحدث التقرير عن «إهمال وتقصير في عملية التخزين، وفي تقدير خطورة وجود مثل هذه المواد في هذا الموقع الحساس». وقالت المصادر إن تقرير الـإف. بي. آي «توصل إلى استنتاج مفاده أنه لا وجود لعمل إرهابي أو عمل تخريبي، كما لا وجود لبقايا أسلحة وذخائر في موقع الانفجار». غير أن المصدر القضائي دعا إلى «انتظار دراسة المحقق العدلي للتقرير وتقييم مضمونه»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية تقرير الفريق الفرنسي للوقوف على حقيقته، سيما أن عمل الخبراء الفرنسيين استغرق وقتاً أطول، ومعرفة مدى تطابقه مع التقرير الأميركي».

 

إسرائيل: سنواصل المحادثات مع لبنان

 رويترز/14 تشرين الأول/2020

أكدت إسرائيل أنها ستواصل التفاوض مع لبنان بخصوص الحدود البحرية بينهما بعد انعقاد أول اجتماع بين البلدين.وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، في بيان، إنه وافق على أن يمضي الوفد الإسرائيلي قدما في المحادثات “لإعطاء فرصة للعملية”.

 

معلومات هامّة عن ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل...و ما قاله الوفد اللبناني ... وجولة ثانية في 28 الحالي

المركزية/14 تشرين الأول/2020

تنطلق اليوم مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل... وللمناسبة أعدّت الخبيرة في شؤون الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر دراسة حول الموضوع لفتت فيها إلى أن "المفاوضات طال انتظارها، وأصبحت أكثر من ضرورية، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى ترسيم حدوده البحرية مع اسرائيل كونها ستنعكس على ترسيم الحدود البحرية غير المرسمة سواء مع قبرص وسوريا، وكي يستطيع الاستفادة من الثروات النفطية والغازية الموجودة في قعر البحر المتوسط لا سيما في البلوكات المحاذية لإسرائيل.

وفي هذا الإطار، لا بد من العودة الى أهم المعاهدات والقوانين التي اقرّها لبنان والتي من الممكن ان يتسلح بها الوفد اللبناني المفاوض كون المفاوضات ستكون شاقة وطويلة ولا يمكن التكهن بنتائجها إلا باعتماد القانون والمنطق والاجتهادات المماثلة الصادرة عن المحاكم الدولية".

وأضافت "لكن قبل البحث في القوانين اللبنانية لا بد من الاشارة الى انه من المعروف ان البحر يُقسّم إلى قسمين أساسيين هما البحر الإقليمي التابع للدول الساحلية ويخضع لسيادتها المطلقة، وأعالي البحار التي لا تخضع لأي سيادة. واعتبر الاجتهاد الدولي بأن الحقوق البحرية تكمل السيادة الإقليمية التي تتمتع بها الدول، إلا أن التطور الاقتصادي والملاحي ونظراً إلى ما يوجد في البحار من ثروات مختلفة تحتاج إليها المجتمعات أضاف على تقسيم البحار حكماً وعلى مرّ السنوات مناطق بحرية متفرّقة.

وهذه المناطق هي:

- المنطقة المتاخمة  zone contigüe،

-  الجرف القاري  plateau continental،

-  والمنطقة الاقتصادية الحصرية ZEE .

جميع هذه المناطق البحرية بحاجة إلى تحديد عبر الترسيم وذلك انطلاقاً من خط أساس، وما تجدر الإشارة إليه أن الصلاحيات التي تمارسها الدول في هذه المناطق ليست متطابقة وليست جميعها صلاحيات سيادية بل قد تكون اقتصادية أو جمركية.

وفي ما خصّ تحديد الحدود البحرية وفقاً للقوانين اللبنانية:

-  ينص الدستور اللبناني صراحة في مادته الثانية على أنه لا يجوز التخلي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانية أو التنازل عنها. وتعتبر المناطق البحرية من الاراضي اللبنانية التي يجب حمايتها والاهتمام بها.

-  في العام 1983 بموجب المادة الأولى من المرسوم الاشتراعي رقم 138/83 حدّد لبنان عرض البحر الإقليمي اللبناني بـ 12 ميلاً بحرياً من الشاطئ اللبناني، بدءاً من أدنى مستوى من الجزر، مع مراعاة أحكام الاتفاقات الدولية التي يكون لبنان فريقاً فيها أو منضماً إليها. كما أعطى المرسوم مجلس الوزراء صلاحيات أن ينشئ مناطق محرّمة تحظر فيها الملاحة البحرية.

-  في العام 1995 وبموجب القانون 295 انضم لبنان إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار "مونتيغوباي (الجاماييك)  Montego Bay" التي أقرّت في العام 1982 . أهمية هذه الاتفاقية اأها أنشأت منطقة بحرية سُمّيت بالمنطقة الاقتصادية الخالصة تمتدّ إلى 200 ميل بحري من خط الأساس (حوالى 370 كلم). وكما أسلفنا، في حين تمارس الدولة سيادة كاملة على بحرها الاقليمي، يعترف لها بحقوق سيادية في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

-  تطبيقًا لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار صدر بتاريخ17/8/2011 القانون رقم 163 (قانون تحديد واعلان المناطق البحرية للجمهورية اللبنانية) يحدّد فيه لبنان مياهه الداخلية وبحره الاقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة، والجرف القاري. تجدرالاشارة إلى أن قانون الاطار هذا لم يرفق بأي خارطة تفصيلية (على رغم مطالبة بعض النواب بذلك) وذلك من أجل حفظ حقوق لبنان عند العمل على ترسيم حدوده الاقتصادية مع غيره من الدول. وهذا أمر جيّد إذ أن الخريطة في حال إقرارها من قِبل المجلس النيابي يؤخذ بها ولو احتوت على اخطاء غير مقصودة. ونصّت المادة الثانية من القانون على أن خط الأساس للساحل اللبناني هو الخط الذي يبدأ منه قياس عرض المناطق البحرية. يُحدّد خط الأساس للجمهورية اللبنانية باعتماد حدّ أدنى الجَزْر والخطوط الـمستقيمة التي تصل بين نقاط أساس مناسبة بما يتوافق مع أحكام القانون الدولي، اعتباراً من منتصف مصب النهر الكبير شمالاً وصولاً إلى نقطة انطلاق خط الهدنة موضوع اتفاقية الهدنة لعام 1949 جنوباً.

كما حدّد القانون المياه الداخلية وهي المياه الواقعة على الجانب المواجه للبرّ من خط الأساس، والبحر الإقليمي الذي حدّد عرضه بمسافة 12 ميلاً بحريًا مقيسة من خط الأساس، كما حدّد المنطقة المتاخمة وهي التي تقع وراء البحر الاقليمي وتلاصقه وتمتد أربعة وعشرين ميلاً بحريًا مقيسة من خط الأساس إضافة الى الجرف القاري الذي يشمل قاع أرض المساحات المغمورة وباطنها، والتي تمتد إلى ما وراء البحر الاقليمي في جميع أنحاء الامتداد الطبيعي لإقليم الجمهورية اللبنانية البري حتى مسافة 200 ميلٍ بحريٍ من خط الأساس.

كما عرّف القانون في المادة السادسة المنطقة الاقتصادية للبنان التي تُقاس من خط الأساس وتمتد إلى أقصى الحدود المتاحة، على ألا تتعدى مسافة 200 ميل بحري وتمتد غربًا لتكون حدودها الدنيا في البحر:

1- من الناحية الشمالية الغربية: النقطة الواقعة على المسافة ذاتها من أقرب النقاط على ساحل كل من الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية وجمهورية قبرص.

2- من الناحية الجنوبية الغربية: النقطة الواقعة على المسافة ذاتها من أقرب النقاط على ساحل كل من الجمهورية اللبنانية وجمهورية قبرص وفلسطين المحتلة.

وحدّد القانون، بحسب أبي حيدر، حقوق لبنان وولايته وواجباته في المنطقة الاقتصادية الخالصة وهي:

1-حقوق سيادية لغرض استكشاف الموارد الطبيعية واستغلالها، الحية منها وغير الحية، للمياه التي تعلو قاع البحار ولقاع البحر وباطن أرضه، وحفظ هذه الموارد وإدارتها، وكذلك في ما يتعلق بالأنشطة الأخرى للاستكشاف والاستغلال الإقتصاديين للمنطقة، كإنتاج الطاقة من المياه والتيارات والرياح.

2- ولاية على الوجه المنصوص عليه في الأحكام ذات الصلة من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في ما يتعلق بما يلي:

أ- إقامة الجزر الاصطناعية والمنشآت والتركيبات واستعمالها.

ب- البحث العلمي البحري.

ج- حماية البيئة البحرية والحفاظ عليها.

كما يمكن للبنان ان يمارس في المنطقة الاقتصادية الخالصة، الحقوق والواجبات الأخرى المنصوص عليها في إتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وغيرها من الإتفاقات وقواعد القانون الدولي.

وتضمّن القانون أحكامًا متفرّقة تتعلّق بالكابلات وخطوط الأنابيب المغمورة على الجرف القاري والجزر الاصطناعية والمنشآت والتركيبات في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وفي الجرف القاري وحق المرور البريء للسفن في البحر الإقليمي وحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها والأشياء الأثرية والتاريخية التي يعثر عليها في البحر بالإضافة إلى البحث العلمي البحري.

- في العام نفسه وتحديداً في شهر تشرين الاول صدر مرسوم تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية برقم 6433، في مادته الأولى عرّف المنطقة الاقتصادية الخالصة على أنها المنطقة التي "تقع وراء البحر الاقليمي وتشمل كامل المنطقة المتاخمة وتمتد باتجاه أعالي البحار مقوسة من خط الأساس استنادًا إلى أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار".

وتمّ تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للجمهورية اللبنانية بموجب لوائح إحداثيات نقاط بحرية مرفقة بالمرسوم، وذلك من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية. واستدرك نصّ المرسوم على إمكان مراجعة حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة وتحسينها وبالتالي تعديل لوائح إحداثياتها عند توافر بيانات أكثر دقّة ووفق الحاجة في ضوء المفاوضات مع دول الجوار المعنيّة. ومن أجل تعزيز موقفه أودع لبنان الأمم المتحدة إحداثيات منطقته الخالصة.

وختمت أبي حيدر: إذاً، هذه الورشة القانونية الداخلية وإقرار معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار (التي لم توقّع عليها إسرائيل) يجب أن تعطي الوفد التقني القوة والدفع من أجل ترسيم حدود بحرية مع إسرائيل تعطي لبنان كامل حقوقه بعيداً عن المزايدات والخلافات السياسية اللبنانية.

انتهت الجولة الأولى من المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية بشأن ترسيم الحدود، في الناقورة، على أن تكون هناك جولة ثانية في 28 تشرين الأول.

وأشار رئيس الوفد اللبناني العميد الركن بسام ياسين، إلى أنّ اللقاء اليوم الذي عُقد في الناقورة "يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكّل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية".

وتابع أنّه "انطلاقاً من مصلحة وطننا العليا، نتطلّع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تُمكّننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة، كما نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنيّة على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرّية المداولات".

وأضاف: "تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر كذلك الصيغة النهائية للترسيم، يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 14/10/2020

وطنية/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

كل الانظار توجهت اليوم جنوبا الى الحدث التاريخي في الناقورة، حيث عقدت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، الاجتماع الذي عقد في خيمة برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية وصف بالبروتوكولي الاستكشافي جولته الثانية حددت في السادس والعشرين من الشهر الحالي وقد اطلع رئيس الوفد اللبناني للتفاوض العميد الركن بسام ياسين رئيس الجمهورية على اجوائه التي كشفت المصادر بانها كانت ايجابية.

وفيما نقلت رويترز عن إسرائيل إنها ستواصل المحادثات الحدودية مع لبنان "لإعطاء فرصة للعملية"، اعلن وزير الخارجية الاميركية ترحيبه بهذه المحادثات، مؤكدا الالتزام بنجاحها.

حكوميا، التكليف قد يحصل غدا ولكن متى التأليف، فعشية الاستشارات النيابية التي مازالت على موعدها غدا.

واصلت كتلة المستقبل جولتها على الكتل النيابية، استهلتها من ميرنا الشالوحي حيث غاب عن اللقاء باسيل، فكتلة الوفاء للمقاومة ثم اللقاء التشاوري.

وفي خريطة المواقف، كتلة التنمية والتحرير اكدت مشاركتها في الاستشارات واتجاه لتسمية الحريري، فيما القوات اللبنانية على موقفها، اذ لن تسمي لا الحريري ولا سواه.

اما اللقاء الديمقراطي، فالاجواء توحي بايجابية عبر عنها اتصال واضح وصريح بين الحريري وجنبلاط، سبقه اتصال بين رئيس الاشتراكي ومستشار ماكرون، تمنى عليه العمل حكوميا لانجاح المبادرة الفرنسية.

يبقى موقف تكتل لبنان القوي الذي يعلنه غدا مع ترجيح عدم تسمية الحريري او يضع الاسم بتصرف رئيس الجمهورية.

يحصل هذا وسط تفاقم الازمة المعيشية التي يعانيها المواطنون الذين نزلوا اليوم الى الشارع، تلبية ليوم الغضب ضد رفع الدعم واحتجاجا على الغلاء الفاحش، فيما عداد كورونا يسجل مزيدا من الارقام القياسية اذ حصد اليوم عشرين حالة وفاة و1377 اصابة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

على مدى سنوات عشر نقب رئيس مجلس النواب نبيه بري في كل مصطلح وكلمة وتفصيل قبل أن يكون نتاج عقد من العمل إتفاق إطار هو بمثابة خارطة طريق تحفظ سيادة الوطن وحقه في ثرواته بالتكافل والتضامن.

بعد عشرة أيام فقط على تسليم الأمانة عدا ونقدا تم الخروج عن إطار قاعدة التفاهم الذي قامض عليه الإتفاق لناحية ما أعلنه الرئيس بري في مقدمته حول ضرورة الإنطلاق من تفاهم نيسان عام 1996 ومن القرار 1701 واللذين على أساسهما تعقد إجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصرا.

وهنا تطرح أسئلة كبرى : لمصلحة من الإنجرار إلى ما يريده العدو الإسرائيلي من خلال تشكيلته لوفده المفاوض ولماذا تم تضمين الوفد اللبناني شخصيات مدنية في مخالفة واضحة لإتفاق الإطار ولمضمون تفاهم نيسان؟ وهل هناك من ضغوط في هذا الشأن أم هي دعسة ناقصة أم قطب مخفية؟ وأكثر من ذلك من يتحمل مسؤولية كل ما حصل؟.

على أي حال وقبل "أن يطلع الضو" على التفاوض كان البيان المشترك للثنائي الوطني ما بعد منتصف الليل.

قيادتا حركة أمل وحزب الله رسمتا مجددا حدود الوفد المفاوض وطالبتا المبادرة فورا إلى العودة عن القرار المتخذ وإعادة تشكيل الوفد اللبناني والرفض الصريح لما حصل لكونه يضر بموقف لبنان ومصلحته العليا ويشكل تجاوزا لكل عناصر القوة اللبنانية وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي كما أنه يمثل تسليما بالمنطق الإسرائيلي الذي يسعى إلى أي شكل من اشكال التطبيع والأهم هل هناك من يسمع؟.

على أي حال فإن النسخة الأولى من التفاوض لم يدم عمرها طويلا ولم يتجاوز الإجتماع الساعتين من الوقت قبل أن يتم الإتفاق على إجتماع ثان أواخر الشهر الجاري.

في شأن آخر شكل يوم الغضب صرخة لكل عمال لبنان بأن رفع الدعم عن السلع الأساسية لن يمر.

التحركات والإضرابات عمت المناطق اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتخللها قطع الطرقات لبعض الوقت في وقفات إحتجاجية رمزية قبل أن يتجمع المشاركون أمام مصرف لبنان لإيصال صرختهم.

وفي الشأن الحكومي ترقب لما ستفضي إليه إتصالات الرئيس سعد الحريري مع القوى السياسية عشية الإستشارات الملزمة غدا وفي هذا الإطار أعلنت كتلة التنمية والتحرير مشاركتها في الإستشارات لتشكيل حكومة إنقاذ بأسرع وقت ممكن تراعي التوازن والإختصاص والكفاءة وتعيد بناء الثقة ضمن مندرجات المبادرة الفرنسية بكافة بنودها الإصلاحية والإنقاذية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بين الترسيم التقني الحدودي الذي انطلقت مفاوضاته اليوم في الناقورة، والترسيم السياسي الداخلي المطلوب حتى يلزم بعض الأفرقاء حد الصلاحيات وحدود الدستور، سواء في موضوع دور رئاسة الجمهورية بتولي المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية، كما تنص المادة 52 من الدستور، أو لجهة الشراكة في تأليف الحكومة، حيث يصدر رئيس الجمهورية مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء وفق المادة 53.

أسئلة كثيرة تتكرر يوميا حول التزام حدود الميثاق، التي لا يوفر البعض مناسبة، الا ويحاولون فيها تجاوزها بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، وهو ما لا يدفع ثمنه اذا حصل الا الوطن ككل، تماما كما جرى على مدى السنوات التي تلت فرض العفونة والنتانة السياسية والدستورية على لبنان بالدبابة قبل ثلاثين عاما.

في كل الاحوال كان اللافت اليوم التجاهل شبه التام الذي تعاملت به الكتل النيابية مع طرح رئيس تكتل لبنان القوي امس لناحية تحديد مهلة للتكليف واخرى للتأليف بتعديل دستوري، تماما كما تعاملت قبل اسابيع مع طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول توزيع الوزارات السيادية الاربع على الطوائف الاقل عددا لفض الاشكال الذي كان قائما يومها بين ساع الى استئثار، ومصر على فرض اعراف.

فكأن ببعض القوى يأبى الحلول، ويتمسك بالعيش على الصلاحيات المتضاربة، والمصالح المتناقضة، التي اثمرت بعد ثلاثين عاما الكارثة الاقتصادية والمالية التي نحن في خضمها اليوم.

لكن مهما يكن من امر، فالاربعاء 14 تشرين الاول 2020 تحول الى يوم تاريخي لناحية الحفاظ على حقوق لبنان ومصالح ابنائه وثرواتهم الوطنية، بوحدة اللبنانيين وصولا إلى تحقيق الهدف. اما 15 تشرين الاول 2020، فموعد لاستشارات ملزمة لا تزال قائمة حتى اللحظة، فيما التأجيل وارد في كل لحظة، لأن مصير التكليف غير محسوم بعد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

هل نضجت المشاورات الحكومية فثبتت الاستشارات النيابية غدا؟ ام ان الحاجة الى تمديد الاولى قد تفرض ارجاء تقنيا للثانية؟ الجواب بعهدة القصر الجمهوري وما سيصدر عنه قبل ساعات قليلة من حلول خميس الاستشارات.

اما احوال وأجواء الاطراف السياسية مع استكمال الجولة المستقبلية على الكتل النيابية، فلم تخلص الى نتيجة نهائية بعد، رغم تأسيسها لجو من التفاؤل المتأرجح بين المعلومات والامنيات.

خلاصة حراك اليوم: حضرت كتلة المستقبل الى حارة حريك وسمعت من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التشديد على ضرورة المصارحة في المواقف بين الأطراف السياسية، وأنه يقف ايجابا إلى جانب أي مسعى يؤدي إلى مصلحة البلاد والعباد.

كتلة المستقبل حضرت الى ميرنا الشالوحي، ولم تغب بمشاوراتها عن اللقاء التشاوري، وباتصالاتها عن اللقاء الديمقراطي، حيث اجرى الرئيس سعد الحريري اتصالا مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، حمل اشارات ايجابية على ما قالت مصادر متابعة، فيما كانت اشارات كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري نحو وجوب الاسراع ما امكن بتشكيل حكومة انقاذ، تراعي في تشكيلها التوازن والاختصاص والكفاءة، ضمن مندرجات المبادرة الفرنسية.

هذا في اللقاءات والمواقف المصورة، اما اللقاءات والاتصالات النشطة البعيدة عن عدسات الكاميرات فلم تنتج بعد صورة مكتملة، من دون اغفال النفحة الايجابية غير الكافية بعد .

جنوبا، وبعد اولى جلسات التفاوض غير المباشر بين لبنان والعدو الصهيوني، بدأ اللبنانيون يحسبون طريق الالف ميل بمواجهة عدو خبروا كيف يلوون ذراعه في ميدان المواجهة العسكرية، ويريدون رسم كل الحدود معه بالشكل وبالمضمون.

عدو لم يأخذ من اول اللقاءات غير المباشرة ما كان يريد – اي صورة تجمعه مع الوفد اللبناني، كما لم يكن – حزب الله وحركة امل – يريدان للعدو ان يأخذ شيئا حتى بتكوين عديد الوفد، ولهذا كان بيان منتصف الليل الذي سبق المفاوضات، منطلقا من التزام ثنائي المقاومة بالثوابت الوطنية، ورفض الانجرار الى ما يريده العدو الاسرائيلي.

ورفضا للسياسات المتحكمة بقوت وارزاق بل ارواح اللبنانيين، كانت صرخة تحذيرية من الاتحاد العمالي العام رفضا لمحاولات رفع الدعم عن الادوية والسلع الاساسية.

*مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

خطر حقيقي منتظر ومتوقع كان يواجه الوفد اللبناني إلى مفاوضات الترسيم والخطر سيرافقه طالما استمرت هذه المفاوضات. والقلق مبرر، لأنه ليس سهلا استرجاع الحق المسلوب من الإسرائيلي، خصوصا متى تعلق الأمر بحدود وماء وثروات باطنية .

قلق آخر مستهجن لكنه ليس بمبرر، تمثل في أن الوفد ذهب إلى التفاوض وهو تحت نيران حزب الله الذي بدا غاضبا، ليس لعدم الثقة بالوفد وأعضائه فقط، بل لأن الوفد وفي لحظة تخل شلح الحزب امتياز التفاوض وحيدا بإسم لبنان، بما قد يؤسس لاحقا لتشليح الحزب قرار السلم والحرب .

خطر آخر تهدد الوفد، إذ بدا وكأنه يفاوض بإسم قسم من اللبنانيين، وإن عظم حجمهم، ويتعزز الخوف عندما نتطلع إلى لبنان المخلع مؤسساتيا، المفكك إقتصاديا وماليا وأمنيا، والجائع المريض شعبيا واجتماعيا.

وقد ذهب الوفد يفاوض بإسم هذا اللبنان، وسط خشية متعاظمة من أنه إن استرجع الحق قد لا يجد في الداخل من يتسلمه منه ويحميه ويصونه، ما عدا ثنائية الجيش والشعب الطيب الحر المتعلق بالشرعية.

خوف آخر يقلق اللبنانيين، ويتمثل في الخطر المحدق بالدولة من بوابة التعاطي الخفيف والمدان مع مسألة تشكيل الحكومة، وقد نقلت السلطة مسألة مبادرة الرئيس الحريري لتولي رئاسة الحكومة، بحسب الورقة الفرنسية، إلى زواريب المحاصصة والكيدية، فيما البلاد تنزلق إلى المرض والجوع والإفلاس.

اما المتوقع في شأن المبادرة الحريرية فثلاثة احتمالات: الأول: أن يقبل الحريري بتكليف نيابي ضعيف معولا على رافعة فرنسا، وعندها سيواجه خطر عجزه عن التشكيل .

الثاني: أن يقبل بشروط الثنائي فيشركه في التأليف، وعندها سيراهن الحريري على عدم تعرضه لرفض أميركي قاس مباشر، وعلى لا مبالاة سعودية خليجية.

الثالث: أن يتخلى عن المهمة لأنه لم يتمكن من إمرار شروطه.

في وقت سجلت هجمات مبرمجة تشنها على الحريري قيادات الصف الثالث والرابع في منظومة الممانعة في مؤشر على قرار هذا الفريق عدم تسمية الحريري.

في المقابل، تدعو اوساط مطلعة الى رصد حركة الليل، حيث تسري معلومات تفيد عن امكانية احداث خرق ايجابي قد يفضي الى تسمية الحريري في استشارات الغد.

وسط اليأس والقلق، نقطة مضيئة: قاضية شابة تدعى كارلا شواح، أبطلت قرار رئاسة الجمهورية الذي منع الـmtv من دخول قصر بعبدا، فأنصفت القضاء بقرارها المتماسك المعلل، وأنصفت رئاسة الجمهورية بردها الى سكة القانون، وأنصفت الاعلام الحر، إذ ان حكمها لا تستفيد منه الـmtv فقط، بل صار مرجعا حاميا للاعلام، وفقها لا يمكن تجاوزه إن تكررت التجاوزات.

وطمأنت اللبنانيين الى أن هناك قضاة أحرارا هم خميرة العدالة الآتية.

أما رئيس الجمهورية الذي هاجمنا في السياسة وردينا عليه بالقانون، فيسجل له أنه أنحنى أمام قرار القضاء وأعاد فتح ابواب قصر الشعب أمامنا، والمأمول منه الآن أن يفرج عن التشكيلات القضائية التي تتضمن في جداولها أكثر من كارلا شواح .

وبعد، أليس العدل أساس الملك؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

اعتبارا من تاريخ 14 تشرين الاول 2020 لبنان الرسمي يفاوض دولة اسرائيل على ترسيم الحدود البحرية.

مجرد القبول بالتفاوض حتى ولو سمي تفاوضا تقنيا يعني على الاقل الاعتراف بوجود دولة إسرائيل وسقوط كل الشعارات التي نادت بإزالتها.

طريق التفاوض طويل، وليس اللقاء غير المباشر اليوم بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، سوى لقاء بروتوكولي، لأن الجد يبدأ في السادس والعشرين من تشرين الاول الحالي، عندما يفاوض الوفدان على الخرائط وضمن مهلة زمنية معقولة.

التفاوض لكي ينطلق، أعد له اطار والاطار لكي يعلن أعد نصه في واشنطن، والاتفاق على النص حصل بين الأميركيين ورئيس مجلس النواب نبيه بري ونال رضا تل أبيب.

في اعلان اطار الاتفاق استخدم تعبير دولة اسرائيل ولم يكن ممكنا تعديل التعبير تماما كما لم يكن ممكنا رفض طلب الاميركيين شمول الوفد اللبناني المفاوض مدنيين ينضمون الى العسكريين.

انضمام المدنيين الى الوفد كاد يعرقل انطلاق المفاوضات، وساعات ليل أمس شهدت محاولات لاقناع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بسحب المدنيين من التفاوض، أو على الأقل عدم ادخالهم مكتب التفاوض في الناقورة، إلا أن كل هذه المحاولات لم تنجح ما أسفر عن إصدار بيان مشترك بعيد الواحدة فجرا عن حركة أمل وحزب الله رفضا فيه ما خلصت اليه الامور ودعيا الى العودة عن القرار.

حصل ما حصل، واليوم، سحب المدنيين من الوفد غير وارد وثنائي أمل وحزب الله لا يزال في غاية الاستياء إلا أن هذا الثنائي أصبح من الآن وصاعدا معنيا بنتائج المفاوضات التي يفترض أن تقف عند ترسيم الحدود ولا تعطي لا للأميركي ولا للإسرائيلي فرصة نقل التفاوض من التقني البحت إلى الطابع السياسي.

ومثلما أن أمل وحزب الله لا يشكان بنوايا رئيس الجمهورية ولا بالوفد المفاوض، تقول بعبدا: تجاوزنا كل الانتقادات، والوفد بدأ التفاوض بعيدا من التطاول على الدستور وبعيدا من التطبيع، لتضيف: الأعين الآن فصوب الاستشارات النيابية الملزمة في التاسعة من صباح غد، وما يريده رئيس الجمهورية تكليف رئيس حكومة قادرة وفاعلة، تنفذ المبادرة الفرنسية التي تشكل مدخلا لإنقاذ لبنان.

على هذا الأساس تنطلق الاستشارات غدا، فهل يعود سعد الحريري رئيسا مكلفا، من دون اصوات الكتل المسيحية الوازنة بعد رفض تكتل لبنان القوي والجمهورية القوية تسميته، أم يطرأ أمر استثنائي ترجأ الاستشارات على أساسه فترة زمنية محدودة بناء على طلب الرئيس بري أو مكتب المجلس أو الكتل الوازنة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

وهلا بالخميس ..وبسعد الحريري رئيسا مكلفا.

الرجل رسم للتمسية غدا وإذ ما كانت اتصالات الليل تشابه إيجابيات النهار فإن غدا هو " يوم السعد " الا اذا احتاجت الكتل الى مزيد من التشاور وطلبت تأجيلا تقنيا .

وفي آخر حصيلة التواصل السياسي فإن موقف وليد جنبلاط بدد الضبابية ليعود زعيم التقدمي مرة جديدة " بيضة قبان " في لعبة الأصوات وتوزاناتها.

وبينما جنبلاط يتجه الى تسمية الحريري بعد اتصال من زعيم تيار المستقبل كان تكتل جبران باسيل يتخذ منحى السلبية وقد أظهرت فحوص ال pcr لنواب التيار أنهم خارج التسمية الحريرية ليترك القرار بيد رئيس الجمهورية.

حركة أمل بدورها أودعت الحريري ثقتها لكنها لم توفر له حتى الساعة لبن عصفور يفترض أن تستورده من حزب الله فالحزب وإن بدا باجواء تسهيل لكنه لم يبلغ نوابه القرار النهائي بعد لكون النواب جزءا من قرار حزبي ومجلس شورى.

وعلى ضفة اللقاء التشاوري فإن التوجهات لم تحسم وإن كانت تميل إلى عدم التسمية وفي وقت تواصل الكتل والتيارات اجتماعاتها هذا المساء فقد علم أن الرئيس الحريري سيمضي قدما في قبول التكليف وإن جاء ذلك بأصوات ضعيفة وذلك لكون المرحلة تستلزم العمل الإنقاذي لا صراع الأرقام ولا حرب النجوم والطريق الى بعبدا غدا لا تزال حتى الساعة محفوفة بمخاطر العناد ومطالب السياسيين الذين يرجح أن ينقلبوا في أي لحظة على كل التعهدات ..ولهم في الانقلابات شواهد آخرها مبادرة ماكرون .

وقبل ترسيم التكليف، كانت الناقورة تشهد أول تفاوض للترسيم البحري بين لبنان والعدو الاسرائيلي بوجود شاهدين اميركي وأممي، وقد التزم الوفد اللبناني بكامل مندرجات رفض التطبيع من الصورة التذكارية التي غاب عنها الى تعمد إلقاء أي كلمة مباشرة أو نظرة باتجاه عدوه وبعد لقاء التعارف عبر وسطاء حدد التفاوض الثنائي بعد أسبوعين.

وفيه سوف يطرح لبنان نقاطا مفصلية تتعلق برؤيته الى خط حدوده انطلاقا من راس الناقورة وخط الحدود المرسوم على اساسه فيما التوقعات الاسرائيلية تتجه الى طرح خطوط التفاوض التي يفصل بينتها خط هوف .

وأبعد من " زيح " وخط فإن اسرائيل تدعمها اميركا سوف تبقى عينها على الصورة التذكارية ولن تغادر الجلسة الثانية قبل التقاطها لتقدمها صورة إنقاذية إلى كل من نتنياهو وترامب لزوم الانتخابات

اما اعتراض الفجر لكل من حزب الله وحركة امل فهو صورة غير تذكارية ومشهد من مسرحية هزلية ساخرة .وجاءت لزوم رأي عام ينسب الى الطرفين الموافقة على مفاوضات التطبيع .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 14 تشرين الأول 2020

الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

صحيفة النهار

ـ حكي عن ان مسؤولا سياسيا اختار المحطة التي يريد ان يطل من خلالها كرد على سياسة محطة اخرى تجاهه ‏وضمنا على مقابلة اخرى تناولته بالسوء.

ـ بدت مجموعات الانتفاضة في ذكراها الاولى مربكة حيال عدم قدرتها على تسمية مرشح لرئاسة الحكومة من ‏خارج الوجوه القديمة المعروفة.

ـ يرجح مرجع نيابي ان يتم تكليف الحريري غدا لتأليف الحكومة الجديدة لكنه يتخوف من عرقلة لاحقة اذ "لا شيء ‏مضمونا في هذا البلد".

- يقول مصدر قواتي ان الحملة التي تشن عليه وتساهم فيها أحزاب واعلام حزبي تدار من مسؤول في أحد الأجهزة الأمنية .

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقفت مصادر نيابية أمام رد مصادر رئاسية على اعتراض رئيس الحكومة حول عدم مشاركته بتشكيل الوفد ‏المفاوض لترسيم الحدود عملاً بالمادة 52 وما تضمّنه الردّ من أن تشكيل الوفد والتفاوض لا يتصلان بالمادة 52 ‏طالما لم يتم التوصل الى اتفاق. وتساءلت لماذا اذن رفعت المادة 52 بوجه قيام رئيس المجلس النيابي بمساعٍ مع ‏الوسيط الأميركي لرسم إطار التفاوض وهو اقل بكثير من تشكيل وفد يفاوض الإسرائيليين.

ـ كواليس

توقفت مصادر خليجية امام مواقف الرئيس السوري ووزارة الخارجية السورية من دعوات التطبيع وتجديد ‏سورية موقفها السابق للحرب التي تعرّضت لها برفض التطبيع العربي واعتباره تفريطاً بالحقوق وربط مستقبل ‏موقف سورية بمصير الجولان المحتل واعتبرت المواقف السورية رفضاً لمقايضة إعادة العلاقات الخليجية مع ‏سورية بتعديل موقف سورية من التطبيع الخليجي الإسرائيلي.

صحيفة الجمهورية

ـ نُقل عن مرجع حزبي قوله: سقف الشروط في الملف الحكومي منخفض جداً، ولا مصلحة لدى أي طرف في ‏الدخول في تجاذب حولها.

ـ فشلت محاولات المصالحة التي قام بها أصدقاء مشتركون بين مرجع وقطب لكن الرهان بقي على دور يلعبه ‏مرجع سياسي وأعطى نفسه مهلة 24 ساعة.

ـ أدى إجراء دولي اتخذ قبل فترة ضد وزير سابق إلى فتح سجلات قديمة وأخرى حديثة للتعويض عمّا خسره.

صحيفة اللواء

ـ لا يُخفي قيادي مسيحي بارز أن تكون حركة الرئاسة الأولى، تقع في خلفية معركة تأليف حكومة جديدة..

ـ لم تتفق فصائل "الحراك" الذي انطلق في 17 ت1، على خطة موحدة لإحياء الذكرى السنوية الأولى، بعد تبدلات ‏الحسابات الداخلية والخارجية لبعض الأطراف.

ـ نجح حزب بارز في إبعاد شخصية دبلوماسية عن الوفد المفاوض، لحصر المناقشات غير المباشرة "بالتقنية ‏فقط"!

صحيفة نداء الوطن

ـ يتردد أن فريقاً أساسياً طالب الرئيس سعد الحريري بإظهار "موقف ثابت" في ما خص حقيبة سيادية لتحديد ‏الموقف من تكليفه.

ـ لاحظت مصادر متابعة أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لم يقفل الباب نهائياً تجاه تكليف الحريري ‏وأبقى الموقف مرهوناً بمقاربته لتشكيلة الحكومة.

ـ لفت قيادي في 8 آذار إلى أنّ عدم إصدار "حزب الله" بياناً رسمياً يعترض فيه على تشكيلة الوفد التفاوضي مع ‏إسرائيل، دليل على أنه "مستمر بتسهيل مهمة المفاوضات الحدودية".

صحيفة الأنباء

*لا موقف دولي

لم يُسجَّل أي موقف دولي ايجابي او سلبي حيال التطورات السياسية الأخيرة في لبنان حتى من العاصمة المهتمة ‏بالشأن اللبناني مؤخراً..

*تبادل أدوار

تبادل أدوار واضح بين مرجع رسمي وفريق سياسي محسوب عليه في مقاربة استحقاق وطني داهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

توزيع أدوار بين عون و"حزب الله"... "لتعويم العهد"!

نداء الوطن/14 تشرين/2020

رصدت المصادر لـ"نداء الوطن" ضخاً ممنهجاً للأنباء والأخبار الإعلامية عشية تدشين مفاوضات الناقورة الحدودية برعاية أميركية اليوم، للإيحاء بوجود خلاف بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية حول تشكيلة الوفد الرسمي عبر محاولة اتهامه بتسييس التفاوض اللبناني - الإسرائيلي، في حين أنّ ما جرى في مقاربة الملف التفاوضي لا يعدو كونه "توزيع أدوار بين أفرقاء الصف الواحد، فلا حزب الله في وارد الاستغناء عن دور عون المحوري في المفاوضات مع إسرائيل، ولا عون نفسه في وارد الخروج عن النص المكتوب من جانب الحزب لطبيعة هذه المفاوضات"، وسألت: "هل يصدّق عاقل أن يكون رئيس الجمهورية تلقى فعلاً رسالة حاسمة من قيادة "حزب الله" ترفض تركيبة الوفد الرسمي الذي شكله للتفاوض، وبقي الوفد على حاله؟". وعليه، رأت المصادر أنّ ما أشيع وأشبع تحليلاً وتأويلاً في الساعات الأخيرة حول وجود خلاف واختلاف في التوجهات بين قصر بعبدا وحارة حريك "إنما يهدف في جزء منه إلى إرسال رسائل مشفرة باسم "حزب الله" إلى الإسرائيليين والأميركيين تلوّح باحتفاظه بالقدرة على نفض يده من عملية التفاوض ساعة يشاء، ويسعى في جزء آخر إلى إعادة تعويم العهد العوني أميركياً ومحاولة تجنيب تياره السياسي كأس العقوبات، عبر تصويره في موقع القادر على انتزاع تنازلات من "حزب الله" لصالح ترك الباب موارباً أمام إمكان شبك الخطوط الحدودية بالسياسية مستقبلاً تحت سقف اتفاق الترسيم المزمع إبرامه مع إسرائيل".

 

ما هي "الرويبضة" التي اتُّهم بها باسيل؟

رؤيا نيوز/14 تشرين/2020

ما أن أنهى رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل كلمته أمس، في ذكرى ١٣ تشرين، حتى انهالت الردود عليه من قبل سياسيّين وناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من هذه الردود، بدا لافتاً تعليق القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، الذي اعتبر فيه أنه "من علامات الانحطاط أن يتولّى أولياء العهود بأطماعهم وأحقادهم سدّة المسؤولية فيعيثون في الارض فساداً من جديد، هو زمن الرويبضة يوم تولي التافه شؤون البلاد والعباد". ولكن، ما هو زمن الرويبضة الذي تحدّث عنه علوش؟ يشير المعنى اللغوي للرويبضة إلى "الشخص السفيه وغير القادر على الخوض في الأمور الحاسمة والكبيرة، والذي لا يملك من الأمر شيئاً، فيفضل التزام بيته عن الاختلاط في الناس". أما زمن الرويبضة، فهو يحلّ حين يصبح الرجل السفيه هو صاحب الكلمة، والحكم والناهي في قضايا الناس الكبيرة، فيساهم أخذه لهذا المكان في تضليل الناس وانتشار الفساد. وقد قال النبيّ محمد: سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ.

 

بهاء الحريري نجم الشاشات: هل اقترب زمن قلب الطاولات؟

ليبانون فايلز/14 تشرين/2020

يُثير بهاء الحريري في اطلالاته الاعلامية الكثيرين من أهل السياسية الذين يتابعونه مواربة والاستفسار أكثر عن مشاريعه اللبنانية في المرحلة المقبلة، والرسائل التي يوجهها للفرقاء الداخليين وما اذا كانت تحمل في طياتها أبعادا اقليمية وخارجية.

بعض القياديين السابقين في تيار المستقبل يقولون أن بهاء الحريري سيأتي في زمن قلب الطاولات، وسيكون جزءا من الحلول المطروحة، فيما دعا البعض الى رصد اطلالاته الاعلامية التي تنسق بدقة لاختيار المحطة الواجب الظهور عبر شاشتها. وفي هذا الاطار لا يستغرب هؤلاء كيف انتقل الرجل من قناة CNN الاميركية وسكاي نيوز وشاشات عالمية الى قناة ال OTV المحسوبة على التيار الوطني الحر والعهد وحاور جمهور المحطة لأكثر من ربع ساعة، كل ذلك ليؤكد أنفتاحه على مختلف الاطراف وعلى أن جوهر الصراع بالنسبة اليه هو سلاح حزب الله الذي تحول الى ميليشيا تهدد لبنان في الداخل والخارج.

ربما استحوذت الاطلالة على قناة "التيار البرتقالي" ابعادا كثيرة وفسرها كل طرف وفق ما يريد أو يطمح، في حين مرر الرجل رسالته باتجاه بعبدا وميرنا الشالوحي عبر انتقاء العبارات التي أراد من خلالها العبور الى جمهور التيار في الحديث عن الاصلاح والطبقة السياسية التي أفلست البلد انطلاقا من ثابتة اساسية وهي مدرسة رفيق الحريري المبنية في الاساس على الانفتاح. في اطلالته على الجديد أو ال أو تي في، فضل بهاء فصل الشيعة كطائفة عن الشيعية السياسية التي يسير بها الثنائي أمل حزب الله وأكد أن الشيعة جزء من النسيج اللبناني وتمثيلها كطائفة على الطاولة يجب أن يكون اساسيا ولكن ليس كمشروع له امتدادته الاقليمية كما يعمل حزب الله. وفي مقابل كل ذلك شدد بهاء الحريري في محور حديثه عن الدولة اللبنانية على مبدأ فصل الدين عن الدولة وهو الذي أوضح أن علاقته بالبطريرك بشارة بطرس الراعي مبنية على الاحترام المتبادل وعلى دعمه مشروع الحياد الذي اطلقه الصرح البطريركي.

ركز الحريري على الشارع المنتفض، أراد أن يقول للطبقة السياسية ان البديل موجود وهو الثورة التي بدأت في السابع عشر من تشرين وان التواصل أو الحديث مع أي طرف شارك في هذه السلطة لم يعد ممكنا لأن الشعب قال كلمته بوجه الطبقة الحاكمة، وهذا الامر يتقاطع مع المشروع الذي وعد باعلانه نهاية السنة وهو بعيد عن السياسة ويحاكي الازمة اللبنانية ويطرح حلولا عملية للشباب اللبناني. وبالعودة الى العائلة والعلاقة مع الشقيق الاصغر "سعد" كانت لافتة مبادرة الشقيقين بسحب هذا الموضوع عن المزايدات الاعلامية والتشديد على ترك المنافسة في اطارها السياسي فقط وبالتالي أي كلام عن خلاف عائلي أو ما شابه وَأَده الرجلان في موقفهما. ولعل طيف رفيق الحريري كان الجامع الاكبر لهذا الاختلاف بالرؤيا وترك الخلاف السياسي للساحة الداخلية حيث المكان الانسب لتصفية الحسابات والمشاريع.

 

فيتو سياسي يلاحق وزراء الاختصاص… اعتبارات شخصية!

 وكالة الانباء المركزية/14 تشرين/2020

مع ان باريس “ناقمة” على القوى السياسية واتّهمتها بالخيانة الجماعية بسبب إفشالها المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون في بيروت اثناء زيارته عقب انفجار المرفأ، غير انها في الوقت نفسه “تُرحّب” بالحراك المُستجد الذي يقوده الرئيس سعد الحريري من اجل إحياء مبادرتها كفرصة اخيرة إنقاذية للبنان والا سيكون مصيره الزوال كما حذّر وزير خارجيتها جان ايف لودريان منذ اكثر من شهر.

وبحسب معلومات نقلتها اوساط مطّلعة على الموقف الفرنسي لـ”المركزية” فان باريس ترحب بالخطوة التي اتّخذها  الحريري لتشكيل حكومة مهمة انقاذية لفترة محددة لتعويم مبادرتها المستمرة ولو انها تعثّرت بعد فشل الرئيس المكلّف مصطفى اديب تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين من اصحاب الكفاءة والنزاهة”.واكدت الاوساط “ان التواصل بين باريس وبيروت بشأن المبادرة مستمر مع المسؤولين والسياسيين كافة من اجل مواكبة المساعي المستجدة للمبادرة والتي اطلق قطارها الرئيس الحريري في اطلالته التلفزيونية الاخيرة تحت عنوان “انا مرشّح طبيعي لرئاسة الحكومة”.

وفي وقت طرق رئيس التيار الازرق باب الكتل النيابية من اجل تسويق مبادرته الحكومية التي تنطلق بجوهرها من روح المبادرة الفرنسية، على ان تتوضّح الصورة الحكومية في الساعات المقبلة، تحديداً قبل موعد الاستشارات النيابية المُلزمة غداً في قصر بعبدا، ابدت الاوساط المطّلعة “ارتياحها الى المحادثات التي اجراها الحريري مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والتي جاءت نتائجها ايجابية وفق المواقف التي صدرت في اعقابها”، مستبعدةً ان يقدم احد من القوى السياسية على عرقلة مهمة الحريري ولو ان بعضها لم يُبدِ حماسةً في عودته الى سدّة الرئاسة الثالثة”.

وفي حين يحمل وفد كتلة المستقبل الى الكتل النيابية في جعبته مجموعة اسئلة تدور حول المبادرة الفرنسية وما اذا كانوا يوافقون على نتائج محادثات قصر الصنوبر التي اجراها الرئيس ماكرون مع القادة السياسيين، لاسيما لجهة تشكيل “حكومة مهمة” من اختصاصيين تنفّذ الورقة الفرنسية للانقاذ والتي ستكون البيان الوزاري، اشارت مصادر سياسية مواكبة لـ”المركزية” الى “ان في ضوء الاجوبة التي سيعود بها وفد “المستقبل” من لقاءاته مع الكتل السياسية سيُحدد موقفه من حكومة اختصاصيين من المرجّح ان تضمّ 14 وزيراً، وان لا مانع من ان تُقدّم الكتل النيابية بعض الاسماء ليختار من بينهم الأكفأ والاجدر في اختصاصه”. وعلى رغم هذا الحل المقترح من اجل تسهيل ولادة حكومة المهمة، غير ان قوى سياسية لا تزال تتعاطى بمنطق الشروط وفرض فيتوات حتى على اشخاص اختصاصيين.

وفي السياق، كشفت المصادر السياسية المواكبة “ان مرجعيات وضعت فيتو على توزير اختصاصيين في الحكومة الجديدة بعدما تردد ان هناك اتجاها الى الاستعانة بهم ليكونوا من ضمن فريق عمل حكومة المهمة”.

واذ استغربت “الفيتو من جهات معروفة على شخصيات تتمتع بالمصداقية والشفافية”، عزت الفيتو الى “اعتبارات سياسية وشخصية”.  ولفتت الى “ان جهات مسؤولة “نصحت” الرئيس الحريري عدم استعجال الخطوات بل اشباعها درسا تجنّباً لاي دعسة ناقصة”.

 

ماكرون لم يعدّل مبادرته.. وباسيل دعا الحريري الى التزام حدوده!

أخبار اليوم/14 تشرين/2020

بموازاة الحركة الحكومية التي تجدّدت “حريرياً” منذ أيام، يبدو أن المبادرة الفرنسية انتقلت من ضفّة الى أخرى، بنسبة معيّنة. فبعدما كان التركيز على بنود المبادرة الفرنسية هو الأساس في أيلول الفائت، تحوّل الإنتباه في الوقت الراهن الى الانشغال بنقاط أخرى، ليس أقلّها نتائج تقلّبات علاقات الرئيس سعد الحريري مع مختلف الكتل النيابية والشخصيات السياسية، وذلك رغم أن لا شيء يؤكّد أنه سيكون الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة الجديدة، حتى الساعة. فالحريري نقل النّقاش الحكومي من تحميل جهة واحدة، هي “الثنائي الشيعي”، مسؤولية الفشَل الحكومي، بسبب تمسّك هذا الفريق بحقيبة المالية، وبتسمية الوزراء الشيعة، كما حصل قبل أسابيع، الى إظهار أن عدم الإتّفاق على إسمه كرئيس للحكومة الجديدة هو مسؤولية سياسية جماعية ومشتركة بين معظم الأطراف الداخلية، لا سيّما أن أكثر المتشابكين سياسياً يلتقون على عدم الحماسة لتكليفه (الحريري).

رحّب مصدر قريب من “التيار الوطني الحرّ”، بـ”أي حوار وتواصُل بين المكونات اللبنانية، وتحديداً مع تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري. إنما في الوقت عينه نعتبر أن جولات وفد الكتلة (“المستقبل”) على الأطراف السياسية يجب ألا يتمّ وضعها خارج سياقها المحلي”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “المبادرة الفرنسية هي بالنسبة لنا، الأساس، ونحن ملتزمون بها نصّاً وروحاً. وما يطرحه الحريري حول أن يكون هو رئيس حكومة الإختصاصيين، لا ينسجم لا شكلاً ولا مضموناً مع تلك المبادرة، التي نصّت بوضوح على حكومة اختصاصيين برئيسها ووزرائها”.

وردّاً على سؤال حول أن الحريري بحَراكه الحكومي، نقل النقاش الى مكان آخر، بطريقة تكشف كل أفرقاء الداخل تقريباً، وتضعهم في واجهة إما القبول بتكليفه أو إنهم سيُعتَبرون مُعرقلين للحلّ الحكومي، أجاب المصدر:”لا أبداً. فلا أحد عيّنه وصياً على الداخل أو مفوضاً سامياً فرنسياً. المبادرة الفرنسية طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون، ووجّهها الى المتحاورين حول طاولة قصر الصنوبر كقوى سياسية لبنانية متساوية”. وأضاف: “ماكرون انتقد بخطابه في 27 أيلول الفائت، الحريري و”الثنائي الشيعي” بالإسم. وبالتالي، لا يُمكنه (الحريري) أن يتصرّف على أساس أنه وصيّ علينا، إذ لم ينتدبه أحد لهذا الدّور”. وتساءل المصدر: “هل ان الحريري تبلّغ من الفرنسيين بأنهم عدّلوا مبادرتهم، حتى بات يحجز لنفسه هذا الدور المتقدّم؟ في حال حصل هذا الأمر، فليصارحنا لنبني على الشيء مقتضاه، وإلا فليُبقِ الأمور في نصابها الحقيقي”. وقال: “الحقيقة الوحيدة هي أن الفرنسيين لم يُدخلوا تعديلات إليها حتى الساعة، وهو ما يعني أن رئيس الحكومة العتيد، وفق المبادرة، يجب أن يكون من الاختصاصيين، أي ليس سياسياً أو حزبياً. والأمر نفسه ينسحب على مجموع الوزراء. وكفانا لغواً وتذاكٍ”. وختم: “أما إذا كان الحريري يرغب بتوليفة من خارج المبادرة الفرنسية، تقوم على حكومة سياسية أو تكنو – سياسية، فهذه مسألة لها قواعدها، ونحن جاهزون للنقاش فيها. ولكن ما يقوم به حالياً لا يُعبّر عن أمانة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، وهو تحريف عن مسارها الحقيقي”.

 جنبلاط: الموالون لإيران يلعبون على الوقت والحريري يقلب المشكلة رأساً على عقب

الجمهورية/14 تشرين/2020

يحلّل وليد جنبلاط الأزمة الاقتصادية والسياسية والمعنوية التي تمرّ بها بلاده. ويرفض الحوار مع الزعيم السنّي ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي استقال قبل عام ويعتزم تشكيل حكومة جديدة.

• لوفيغارو: أداء لبنان سيئ. كيف تفسّر هذا التعثر؟

وليد جنبلاط: تلقينا ضربة فوق ضربة. حصلت «الثورة»، وانخفضت قيمة الليرة اللبنانية، وتشكيل حكومة جديدة بعدما تأخّر سعد الحريري في ترك السلطة. هذه الحكومة لم تعرف أو لم ترغب في التفاوض بجدّية مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لم يُسدّد الاستحقاق وسقطنا في دوامة الانهيار والتوقف الاقتصادي، فيما يعتمد لبنان على التدفقات المالية بأموال تأتي من الخارج. المليارات التي كانت تصل في وقت ما في عهد الحريري تمّ إنفاقها بشكل سيئ في نظام فاسد للغاية.

• من يتهم؟ المصرف المركزي اللبناني؟ المالية؟ إنها حلقة مفرغة.

كانت هناك حيل لجذب الأموال والحصول على الفائدة. استفاد منه الجميع بلا استثناء. من المدخّرين الصغار إلى الأقوياء. لأسباب داخلية، فشل لبنان في الإصلاح. مثل الكهرباء. لقد توسلنا الفرنسيون لتصحيح هذا القطاع الأساسي حتى يعمل بشكل صحيح، لكن لم يتمّ الاصغاء اليهم. في الذكرى المئوية لتأسيس فرنسا لهذا البلد، حدث انفجار مرفأ بيروت الذي كان أحد جواهر الإمبراطورية العثمانية. ذهب المرفأ.

• هل تبدو مقترحات إيمانويل ماكرون واقعية بالنسبة لكم؟

أحسن ماكرون أن يأتي. لقد علّمنا درساً واضحاً: دعونا نحاول حلّ المشكلات التي يمكن حلّها، أي الإصلاحات، الكهرباء، إعادة رسملة البنوك. أقبل انتقاداته، رغم أنني أحد السياسيين المهمين، لكني لا أملك كل التروس. بعد زيارته، تذاكى البعض. آخرون، من الموالين لإيران، يلعبون على الوقت. إنهم يراهنون على الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني. العناصر الرئيسية لمبادرة ماكرون باقية، لكن من سيترجمها على أرض الواقع؟

• النظام الزبائني اللبناني ينهار. هل يستطيع البقاء على قيد الحياة؟

إنه ينهار ولكن في الوقت نفسه، لإجراء إصلاحات، تحتاج إلى حد أدنى من السيادة على البلاد، وهذا ليس هو الحال. إننا نعاني من الاقتصاد الموازي والتهريب. الاقتصاد متشابك مع اقتصاد سوريا التي تشهد حرباً. نحن لا نسيطر على حدودنا من المرفأ إلى الحدود البرية. مثلاً: نستهلك 1.2 مليار دولار من الأدوية لستة ملايين نسمة. هذا كثير! كارتل المستوردين أقوى من الدولة. يتمّ دعمه فيما لن يكون هناك دولار واحد في احتياطيات البنك المركزي في غضون بضعة أشهر.

• هل تؤيّد الانتقال السياسي؟

لا يوجد حل سياسي انتقالي. لا أرى مخرجًا. الشيعة و«حزب الله» والأجنحة المسيحية، وبدرجة أقل السنّة، لا يؤيّدون فصل الدين عن الدولة. من جانبنا نقترح برلماناً غير طائفي مع مجلس شيوخ طائفي لتهدئة عصبة الكهنة والشيوخ.

• هل ما زلت تؤمن بمستقبل لبنان؟

كان بلداً جميلاً. كان لبنان رائداً في النشر والصحافة والتعددية والحياة الفكرية، مع جامعات عالية الجودة. كنا مستشفى الشرق الأوسط، لكن أطباءنا يغادرون بأعداد كبيرة. انفجار المرفأ ضربة قاتلة. العملة اللبنانية لم تعد تساوي شيئاً، والنخب تغادر. لقد حان وقت الخروج.

• ما رأيك في ترشيح سعد الحريري لرئاسة الوزراء؟

طرح نفسه على أنّه المرشح الوحيد، ولكن بحسب الدستور، فإنّ الكتل النيابية هي التي تسمّي المرشح وتسلّم الاسم الى رئيس الجمهورية. إنّه يقلب المشكلة رأساً على عقب من خلال التشاور مع الأطراف. يسألهم ما إذا كانوا مع «برنامج إصلاح ماكرون» أم لا. يقول «ماكرون هو أنا!»، «الدولة هي أنا!» الأمر هو للكتل أن تسأله عن برنامجه. لن أستلمه! يدّعي أنّه سيشكّل حكومة غير سياسية، لكنه هو نفسه زعيم سياسي. لقد حجز الـ«TÉNORS» الكبار مقدّماً وزاراتهم، المالية وربما الصحة للشيعة، والداخلية وربما الاتصالات السلكية واللاسلكية للسنّة. أرفض أن أُعتبر أقلية من الدرجة الثانية. نفس الشيء ينطبق على الكاثوليك، وبدرجة أقل الروم الأرثوذكس.

• ما رأيك في حركة 17 تشرين؟

لقد طفح كيل الناس، لكن «الثوار» دخلوا في حلقة مفرغة. أرادوا تدمير كل شيء. كيف يتمّ تفكيك النظام وهو قائم على الطائفية وامتيازات رجال الدين المسيحيين والمسلمين الذين هم الاقوى؟ قالوا «نحن الجيل القادم». جيد جداً، ولكن سرعان ما دخل المشاغبون والخلافات والتوترات الطائفية الى داخل الحركة. يمثل 17 تشرين تمرّد البروليتاريين الحضريين في الشمال والجنوب ضدّ العاصمة ووسط المدينة وثرائها المفترض. لم يتمّ عمل شيء لهم.

• هل نتجّه نحو تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل؟

من خلال هذه المفاوضات، ترسل إيران رسالة إلى الولايات المتحدة ثم الى إسرائيل. لا أدري كم من الوقت ستستغرق المناقشات لترسيم الحدود البحرية التي تجرى بموافقة «حزب الله». إسرائيل بحاجة إليها لأنّها دخلت في محور مصالح استراتيجي للنفط والغاز مع قبرص ومصر واليونان ضد تركيا. يحتاج اللبنانيون أيضًا إلى الكلام، لأنّه يمكن أن يجلب لنا الموارد إذا تمّت إدارتها بشكل جيد.

 

النهار : يوم تاريخي للمفاوضات ومفصلي لتحرك الحريري

النهار/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

مع ان اللبنانيين اعتادوا منذ اشهر ظاهرة تزاحم التطورات والاستحقاقات والأزمات في ‏بلدهم، يبدو التزامن الحاصل بين تطورات مصيرية مفصلية في الساعات المقبلة كظاهرة ‏نادرة ربما لا تكون فصولها جارية بالمصادفة. ذلك ان هذا اليوم بالذات سيدخل في رزنامة ‏المواعيد التاريخية محطة تفاوضية غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية ‏بما يعنيه ذلك من دلالات وتداعيات وانعكاسات على لبنان، ولو ان المعطيات الموضوعية ‏والسوابق التفاوضية تحتم ترقب مدة طويلة من المفاوضات ومراسا صعبا وشاقا من ‏التعقيدات في الجولات التفاوضية. وللمصادفة أيضا فان هذا اليوم أيضا يفترض ان يشهد ‏حسما لجهة تقرير مصير المحاولة المتقدمة التي بادر اليها الرئيس سعد الحريري منذ طرح ‏الاستفتاء السياسي الواسع على مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كأساس لتشكيل ‏الحكومة الجديدة التي اعلن انه مرشح طبيعي لترؤسها. ولعل المصادفة أيضا وضعت في ‏موازاة هذين التطورين البالغي الأهمية تحركا اجتماعيا احتجاجيا ينذر بتحول البلاد كرة ثلج ‏ثائرة عشية احياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بعد أيام قليلة ‏بعدما انفضح المشهد الكارثي في البلاد بين مواطنين يعانون أسوأ ما عرفه وعاشه شعب ‏في العالم من الفواجع والازمات والانهيارات المتعاقبة الكارثية فيما طبقته السياسية عادت ‏تلهو بمطالبها التافهة ومحاصصاتها الفاسدة واتجاهاتها البائسة على رغم كل الاهوال التي ‏تضرب البلاد. هذا الانكشاف السياسي المخيف برز بكل فضائحه سواء في الانقسامات التي ‏برزت في الساعات الأخيرة بين الحكم والحكومة المستقيلة نفسها حول المفاوضات التي ‏اثارت نزاع صلاحيات بين بعبدا و"سرايا حسان دياب" او بين بعبدا وحليفها "حزب الله " نفسه ‏في موضوع تركيبة الوفد المفاوض. اما الفضيحة الأخرى الأكبر والاسوأ فهي ما أبرزته ‏الطبقة السياسية في شأن الاستحقاق الحكومي من سقوط متجدد في حفرة المصالح ‏الخاصة والمطالب الفئوية وتصفيات الحسابات الضيقة الأفق وكأن البلد لا يعاني السقوط ‏النهائي في أسوأ واخطر وأكبر انهياراته ما لم تتشكل حكومة انقاذية في اسرع وقت تنقذه ‏أولا من هذه السياسات المدمرة.‎‎ ‎

مفاوضات الناقورة

اذا تتجه الأنظار اليوم الى مقر قيادة قوة "اليونيفيل" في الناقورة الذي يستضيف حدث ‏انطلاق المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ومشاركة ‏الولايات المتحدة كوسيط مسهل للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية علما ان مساعد ‏وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر سيحضر هذه الجلسة كما ‏سيبقى يوما إضافيا في بيروت لاجراء بعض اللقاءات السياسية. وفيما عقد اجتماعان ‏تحضيريان في قصر بعبدا عشية الجولة الأولى من مفاوضات الناقورة احدهما بين رئيس ‏الجمهورية ميشال عون وممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش والآخر للوفد المفاوض ‏بحضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون خصص للتوجيهات التي ‏قدمها الرئيس عون للوفد المفاوض، برزت معلومات عن تصاعد استياء "حزب الله" من ‏تطعيم الوفد المفاوض العسكري التقني بعضوين مدنيين بما اعتبره الحزب التفافا على ‏الاتفاق الإطار للمفاوضات وبانه نتيجة تدخل أميركي خدمة لإسرائيل. وعلمت "النهار" ان ‏الثنائي "امل" و"حزب الله " كانا على تواصل امس مع رئاسة الجمهورية وعبرا عن عدم ‏ارتياحهما لضم مدنيين الى الوفد بعدما صرفا النظر عن اصدار بيان علني في هذا الصدد.‎‎ ‎ اما الجانب السلبي الاخر الذي برز عشية افتتاح المفاوضات فبدا عبر تفاقم الخلاف حول ‏الصلاحيات التفاوضية بين رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ‏الذي كان اتهم بعبدا بمخالفة الدستور. وردت رئاسة الجمهورية على دياب امس من دون ‏ان تسميه لافتة الى ان رئيس الجمهورية لم يتول الى حينه عقد أي معاهدة دولية او ابرامها ‏لكي يصار الى الاتفاق في شانها مع رئيس الحكومة وإذ ذكرت بانها الجهة المختصة ‏الوحيدة بتولي التفاوض اعتبرت "كل كلام آخر كلاما تحريفيا للدستور الهدف منه اما ‏التضليل او اضعاف الموقف اللبناني في اللحظة الخاطئة".‎‎ ‎

الحريري ام ..المجهول ؟

اما في ملف الاستحقاق الحكومي فيمكن القول ان الساعات المقبلة ستتسم بأهمية ‏حاسمة لجهة رسم خريطة الاتجاهات حيال إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل ‏الحكومة الجديدة وفق المبادرة الفرنسية والتوافقات الداخلية على تنفيذ آليات وضعها ‏الحريري واطلع عليها المسؤولين والقوى السياسية او فشل المبادرة التي اطلقها وتولاها ‏بنفسه. واستنادا الى نتائج اليوم الأول من جولة وفد "كتلة المستقبل" الذي ضم النواب ‏بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش بالإضافة الى مواقف سياسية أساسية اطلقت، ‏يبدو ميزان الاحتمالات السلبية والإيجابية حياله في نقطة وسطية يصعب معها الجزم بما ‏سيقرره الحريري في نهاية اليوم الثاني من جولة الوفد المستقبلي اليوم. ذلك انه في خانة ‏الإيجابيات سجل موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المؤيد بقوة لتولي الحريري ‏رئاسة الحكومة الجديدة كما سجل استعداد إيجابي لدى كتلة نواب الطاشناق لمصلحة ‏الحريري. وبرزت اتصالات ووساطات بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لتبريد ‏التوتر الذي ساد علاقتهما عقب الحديث الأخير لرئيس التقدمي وليد جنبلاط بما يمكن معه ‏إعادة احياء قنوات التشاور بينهما. وستتجه الأنظار اليوم الى موقف "حزب الله" الذي ‏سيلتقيه وفد "المستقبل " بعد الظهر بعد ان يلتقي قيادة "التيار الوطني الحر" قبل الظهر. ‏ولكن النائب جبران باسيل ارسل موقفا سلبيا قاطعا من تحرك الحريري عشية موعد لقاء ‏ميرنا الشالوحي مع وفد المستقبل . في اول تحرك علني له بعد شفائه من إصابته بكورونا ‏حمل باسيل في كلمته في ذكرى 13 تشرين الأول على الحريري فقال "ليس على علمنا ان ‏الرئيس ماكرون عين ناظرا او مشرفا عاما على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى ‏التزامها مبادرته. وفي كل الأحوال من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو ‏الاختصاصي الأول او يزيح لاختصاصي ومن يريد ترؤس حكومة سياسيين حقه ان يفكر بذلك ‏اذا كان هو السياسي الأول. ومن يريد ان يخلط بين الاثنين يجب ان يعرف كيف يعمل ‏الخلطة ولكن بلا تذاك وعراضات إعلامية ". وبعد لقاء وفد المستقبل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء، ‏أعلنت النائبة الحريري ان جعجع اكد تأييده المبادرة الفرنسية والإصلاحات ونفت ان تكون ‏زيارة الوفد لاستباق الاستشارات او لبحث التكليف. وعن موقف باسيل قالت غدا (اليوم) ‏نجتمع به .

‎ ‎وفيما ترددت معلومات عن احتمال إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة المقررة غدا الى ‏موعد لاحق في حال تبين ان ثمة حاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات، أفادت ‏معلومات قريبة من بيت الوسط ان الحريري ليس في وارد عقد مزيد من اللقاءات ولن ‏ينتظر الى ما بعد الخميس ولن يقبل ان يكون تحركه سببا لإرجاء الاستشارات بما يعني انه ‏سيحسم موقفه في الساعات المقبلة بناء على نتائج التحرك لانه وضع خريطة طريقة ‏واضحة لا تحتاج الى وقت إضافي لبت المواقف منها. وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن ‏نقطتين أساسيتين يفترض بتهما خلال الساعات المقبلة وهما الموقف النهائي للرئيس ‏الحريري من اشتراط الثنائي الشيعي تسمية وزرائه في الحكومة الجديدة وكذلك موقف ‏الرئيس عون المتحفظ عن ترؤس الحريري حكومة اختصاصيين وفي حال بتهما إيجابا ‏سيكلف الحريري غدا على رغم كل المواقف السياسية الأخرى الرافضة لتكليفه .

‎ ‎موجة الإضرابات

وسط كل هذا الاحتدام السياسي كان المشهد الاجتماعي والصحي يسجل تطورات بالغة ‏الخطورة خصوصا في ظل تصاعد المخاوف من تراجع الخدمات الاستشفائية التي تترجم ‏في ارتفاع اعداد الوفيات بإصابات كورونا في شكل مقلق كما في ارتفاع اعداد الإصابات ‏ناهيك عن ازمة فقدان الكثير من الأدوية التي دفعت القطاع الصيدلي الى تنفيذ اضراب ‏عام امس شمل كل المناطق احتجاجا على تحكم كارتيلات شركات الأدوية بالسوق . كما ان ‏موجة إضرابات واعتصامات واسعة ستنفذ اليوم بدعوة من الاتحاد العمالي العام ونقابات ‏المصالح المستقلة وقطاعات عدة تحت اسم " يوم الغضب والرفض التحذيري " ضمن ‏برنامج اعتصامات ومسيرات سيارة في مختلف المناطق .

 

نداء الوطن : جعجع لوفد "المستقبل": لن نغطّي هذه الأكثرية التفاوض مع إسرائيل... "القفازات" من بري إلى عون!

وطنية/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

في سياق مسرحي محبوك، عبّدت سلطة 8 آذار طريق التفاوض مع إسرائيل من خلف حجاب ‏رسمي، فتوزعت الأدوار وتنوعت السيناريوات على خشبة "الترسيم الحدودي" وسط إطلاق ‏وابل من القنابل الدخانية لحرف الأنظار عن جوهر المشهد وحجب الرؤية عن صورة الجلوس ‏على "كرسي الاعتراف" بحدود الدولة الإسرائيلية على أراضي فلسطين المحتلة وترسيم ‏الحدود اللبنانية معها. وفي خضم هذه المشهدية، آثر "حزب الله" إخراج نفسه من بقعة الضوء ‏وتسليطها على من اختار إلباسه دور "البطولة" بحسب مقتضيات اللقطة المسرحية، فبعدما ‏أنهى رئيس مجلس النواب نبيه بري دوره في عملية إبرام "اتفاق الإطار" مع الإسرائيلي عبر ‏الوسيط الأميركي معلناً من عين التينة "انتهاء مهمته"، ألبس الحزب رئيس الجمهورية ميشال ‏عون اليوم "قفازات" التفاوض مع تل أبيب، ضمن إطار فصل جديد تواكبه جوقة "كورال ‏مسرحي" تركزت مهمتها على ترداد لازمة معلّبة تضع عون في "بوز المدفع" التفاوضي ‏مقابل التعمية على إمساك الحزب بعصا "المايسترو" في العملية التفاوضية مع إسرائيل.

ومن هذا المنظار، رصدت مصادر مواكبة ضخاً ممنهجاً للأنباء والأخبار الإعلامية عشية ‏تدشين مفاوضات الناقورة الحدودية برعاية أميركية اليوم، للإيحاء بوجود خلاف بين "حزب ‏الله" ورئيس الجمهورية حول تشكيلة الوفد الرسمي عبر محاولة اتهامه بتسييس التفاوض ‏اللبناني - الإسرائيلي، في حين أنّ ما جرى في مقاربة الملف التفاوضي لا يعدو كونه "توزيع ‏أدوار بين أفرقاء الصف الواحد، فلا حزب الله في وارد الاستغناء عن دور عون المحوري في ‏المفاوضات مع إسرائيل، ولا عون نفسه في وارد الخروج عن النص المكتوب من جانب ‏الحزب لطبيعة هذه المفاوضات"، وسألت: "هل يصدّق عاقل أن يكون رئيس الجمهورية تلقى ‏فعلاً رسالة حاسمة من قيادة "حزب الله" ترفض تركيبة الوفد الرسمي الذي شكله للتفاوض، ‏وبقي الوفد على حاله؟".

وعليه، رأت المصادر أنّ ما أشيع وأشبع تحليلاً وتأويلاً في الساعات الأخيرة حول وجود ‏خلاف واختلاف في التوجهات بين قصر بعبدا وحارة حريك "إنما يهدف في جزء منه إلى ‏إرسال رسائل مشفرة باسم "حزب الله" إلى الإسرائيليين والأميركيين تلوّح باحتفاظه بالقدرة ‏على نفض يده من عملية التفاوض ساعة يشاء، ويسعى في جزء آخر إلى إعادة تعويم العهد ‏العوني أميركياً ومحاولة تجنيب تياره السياسي كأس العقوبات، عبر تصويره في موقع القادر ‏على انتزاع تنازلات من "حزب الله" لصالح ترك الباب موارباً أمام إمكانية شبك الخطوط ‏الحدودية بالسياسية مستقبلاً تحت سقف اتفاق الترسيم المزمع إبرامه مع إسرائيل".

وعلى طريق بعبدا والطريقة "الدونكيشوتية" ذاتها، أطل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران ‏باسيل من على منبر 13 تشرين مصوّباً سهام معركته المعلقة منذ عام مع ثورة 17 تشرين ‏حين أحبطت الثورة مخططاته وشقلبت أولوياته التي كانت تحتل "زيارة دمشق" صدارتها، ‏فوصف الثوار تارةً بـ"الحراك الكاذب" وحملهم تارة أخرى مسؤولية "التفلت الأمني" في البلد، ‏لينتقل تالياً إلى قصف الجبهتين الدستورية والحكومية. فنعت باسيل دستور الطائف بـ"النتن ‏والعفن" وأكد العزم على الدفع باتجاه تعديله، بدءاً من تقديم مشروع تعديل دستوري يفرض ‏مهلة شهر على الرئيس المكلف للتأليف ومثلها لدعوة رئيس الجمهورية إلى الاستشارات ‏النيابية الملزمة. بينما ظهّر موقفاً رافضاً لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة على ‏قاعدة أنه ليس اختصاصياً و"لازم يزيح لاختصاصي"، في ما بدا بمثابة رفع لسقف التفاوض ‏على التشكيلة الوزارية المقبلة تأكيداً على حق الشراكة في الحصص والتسميات تحت مسمى ‏‏"الخلطة" الحكومية التي ألمح إليها بين الطابع السياسي والصبغة الاختصاصية.

في الغضون، جال وفد كتلة "المستقبل" أمس على القيادات السياسية لسماع تعهدات قاطعة ‏بالسير بورقة الإصلاح الفرنسية ربطاً بمبادرة الحريري الحكومية. وفي حين تشي الأجواء ‏المحيطة بهذه المبادرة أنّ درب التكليف سالك، توحي المؤشرات السياسية الأولية أنّ طريق ‏التأليف لا تزال مفخخة بالعراقيل والعقبات نفسها التي لطالما شكلت صاعقاً تفجيرياً في الملف ‏الحكومي عبر العودة إلى سياسة وضع عربة الشروط التحاصصية والاستيزارية أمام حصان ‏التكليف والتأليف. وتأسيساً على ذلك، فإنّ تكليف الحريري من عدمه سيبقى رهناً بما ستحمله ‏الساعات المقبلة من تطورات ومعطيات، وفي طليعتها مسألة الإبقاء على موعد الاستشارات ‏النيابية غداً أو إرجائه إلى وقت لاحق، لما سيكون لذلك من انعكاس مفصلي على اندفاعة ‏الحريري باتجاه تشكيل الحكومة العتيدة. أما على مستوى نتائج جولة وفد "المستقبل"، فإنّ محطتها الأبرز كانت ليلاً في معراب لا ‏سيما بعدما خيّم الفتور على العلاقة بين الجانبين. غير أنّ مصادر المجتمعين أكدت لـ"نداء ‏الوطن" أنّ الاجتماع كان "ودياً" بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والوفد الذي ‏ترأسته النائب بهية الحريري، فكانت خلاصته تأكيد "الاتفاق على الخطوط العريضة ‏والاختلاف على التطبيق"، مع التشديد على كون "الطرفين متفقين على المستوى الاستراتيجي ‏وبالتالي لا يجب تظهير المواضيع الخلافية باعتبارها هي المعيار الأساس في العلاقة بينهما". وإذ لفتت إلى أنّ مسألة تكليف الحريري لم تُطرح خلال الاجتماع، إنما تركزت مهمة الوفد ‏على سؤال مركزي يتصل بالنظرة إلى المهمة الإصلاحية المرتقبة من الحكومة المقبلة، نقلت ‏المصادر أنّ جعجع جدد تأييده المبادرة الفرنسية مقابل تحميله الفريق الآخر مسؤولية إجهاض ‏‏"قوة الدفع الاستثنائية" التي كانت تتمتع بها إبان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ‏بيروت وتكليف السفير مصطفى أديب تشكيل حكومة الاختصاصيين، كاشفةً أنّ رئيس ‏‏"القوات" أعرب عن موقفه الرافض لإعادة التجربة ذاتها مع العهد العوني والثنائي الشيعي ‏قائلاً: "جربناهم وما وصلنا لمحل ومش مستعدين نغطي حكومة في ظل هذه الأكثرية"، وسأل: ‏‏"لماذا علينا التنازل وأين الجريمة في الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة؟".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

غوتيريش: ايران ارتكبت انتهاكات جسيمة وقتلت مئات المتظاهرين

لندن - صالح حميد/العربية/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غرتيريش، خلال تقرير قدمه الأربعاء، إلى الجمعية العامة في دورتها الخامسة والسبعين، عن حالة حقوق الإنسان في إيران، بشدة، ما وصفها بالانتهاكات الجسيمة والمروعة وقتل المتظاهرين وحالة القمع وحرمان الأقليات من حقوقها. وأكد غوتيريش على أن حالة حقوق الإنسان في إيران " لا تزال مثار قلق بالغ بسبب الانتهاكات المتواصلة والجسيمة " مضيفا أن "قمعا عنيفا تم فيه استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة والمميتة في مواجهة الاحتجاجات على صعيد البلد في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وفي كانون الثاني/يناير 2020".

أعمال تعذيب واحتجاز تعسفي

ولا تزال عقوبة الإعدام تُنفذ بمعدلات مرتفعة، بما في ذلك بحق الجانحين من الأطفال. كما ظلت السلطات توجه لمن يعبر من الأفراد عن آراء مخالفة أو منتقدة، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان والمحامون والصحفيون، تهما تتعلق بالأمن القومي، وتفرض عليهم عقوبات بالسجن لمدد طويلة، وفق ما جاء في التقرير. ونقل الأمين العام للمنظمة الدولية عن مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة "تقارير عن وقوع أعمال تعذيب واحتجاز تعسفي على نطاق واسع، فضلاً عن استمرار التمييز ضد النساء والفتيات والأقليات". وكشف أنه قد أُعدم في عام 2019 ما لا يقل عن 280 شخصاً، 13 كان إعدامهم علنيا، بينما شهدت الفترة بين 1 كانون الثاني/يناير و 23 نيسان/أبريل 2020 تنفيذ ما لا يقل عن 84 إعداما.

قمع الاحتجاجات

وأعرب الأمين العام عن "انزعاج شديد" قمع قوات الأمن الايرانية للاحتجاجات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب زيادة أسعار البنزين والتي امتدت الى 29 محافظة من أصل 31 محافظة ايرانية. وقال غويتيريش إن القوات الايرانية وجهت الذخيرة الحية نحو رؤوس المتظاهرين والمارة حيث قُتل ما لا يقل عن 304 أشخاص، من بينهم 23 طفلاً (22 صبياً وفتاة واحدة) و 10 نساء، بين 15 و 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وفقا لاحصائية مفوضية حقوق الإنسان، لكن تقارير منظمات أخرى ومصادر المعارضة تشير الى مقتل 1500 متظاهر.

كما عبر قلقه إزاء مصير على ما لا يقل عن 000 7 معتقل منذ الاحتجاجات بما فيهم النساء اللواتي يقبعن في سجن قرتشك بطهران. وورد في التقرير أن المحتجين المحتجزين يُحرمون من العلاج الطبي، ويتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، ويُجبرون على الإدلاء باعترافات كاذبة.

اعترافات بالإكراه

وأدلى ثلاثة معتقلين من طهران وتبريز والأهواز بأقوال تفيد أن "المحققين اعتدوا عليهم جسديا وحاولوا إجبارهم على الاعتراف بأن كيانات أجنبية تقف وراء الاحتجاجات". وقال الأمين العام أنه يساوره القلق من استمرار نمط استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة خلال الاحتجاجات التي شهدتها عشرات المدن الإيرانية في كانون الثاني/يناير 2020 عقب اعتراف بأن صواريخ للحرس الثوري أسقطت طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 مسافرا. وانتقد غوتيريش عدم محاسبة من أمروا بارتكاب تلك الانتهاكات الماسة بحقوق الإنسان ومن نفذوها، قائلا إن برنامج الحكومة لتقديم التعويضات لضحايا احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2019، ليس تحقيقاً مستقلاً في الأحداث أو آلية لمحاسبة مسؤولي قوات الأمن وغيرهم من المسؤولين عن استخدام القوة المفرطة المفضية إلى الموت وغيرها من الانتهاكات الخطيرة". كما أشار الى أنه في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أمر المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، في رد فعل على الاحتجاجات، بأكبر عملية إغلاق لشبكة الإنترنت والهاتف المحمول حيث انخفضت معدلات الاتصال إلى 5٪. ووفقا للتقرير، تلقت مفوضية حقوق الإنسان تقارير عن موت سجناء بعد إهمالهم في الحبس الانفرادي، وعن إعادة سجناء ممن أُصيبوا بعدوى كوفيد-19 أو تظهر عليهم أعراض المرض إلى زنزانات مكتظة بدلا من وضعهم في الحجر الصحي، وعن نقل سجناء إلى أجنحة يُحتجز فيها أفراد مسجونين بسبب جرائم عنف لتعرضهم للفيروس.

معتقلو الرأي

وانتقد الأمين العام استثناء السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي من قرار الإفراج المؤقت عن 120 ألف سجين من أصل 300 ألف، بسبب جائحة كورونا. كما عبر عن القلق إزاء استمرار التمييز ضد النساء فيما يتعلق بشؤون الأسرة وحرية التنقل والعمل والثقافة والرياضة، فضلا عن الوصول إلى الوظائف السياسية والقضائية. كما قال غوتيريش إن التمييز والعنف ضد أفراد الأقليات الإثنية والدينية في ايران أدى إلى وقوع وفيات وإصابات واعتقالات وإصدار أحكام، فضلا عن السجن لفترات طويلة والوفاة بتهم تتعلق بالأمن القومي.

 

بومبيو لخامنئي: لن نسمح أبدا لأكبر راع للإرهاب بامتلاك النووي

دبي – العربية.نت/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعوته جميع دول العالم لرفض ابتزاز النظام الإيراني. ورد على تغريدة لـ خامنئي قائلا: "لن نسمح أبدا لأكبر راع للإرهاب بامتلاك سلاح نووي". وأضاف أن "إيران تدعي أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي ثم تهدد العالم ببرنامجها النووي". واعتبر بومبيو أن "سياسة الضغط القصوى على إيران حرمتها من موارد لدعم الإرهاب". وشدد على أن واشنطن تدعم أمن حلفائها "في مواجهة تهديدات إيران"، مضيفاً أن "إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب دعمت دول الخليج أكثر من أي إدارة أخرى". وأكد بومبيو أن طهران "تدعم هجمات الحوثيين على السعودية"، وأضاف رداً على سؤال لمراسلة قناة "العربية"، أن "إيران تأمر الحوثيين بمنع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني". وعبّر بومبيو الأربعاء عن سعادة الولايات المتحدة لاتخاذ الحكومة العراقية المزيد من الإجراءات لحماية السفارة الأميركية في بغداد من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران. وقال في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية: "نحن سعداء لفعل العراقيين المزيد من أجل تعزيز الأمن لفريقنا على الأرض". وأضاف: "ميليشيات مارقة تستهدف ديبلوماسيين أميركيين مهمتهم مساعدة شعب العراق"، مؤكداً أن إيران تدعم الميليشيات العراقية التي تستهدف البعثات الدبلوماسية. واتهم بومبيو إيران بمواصلة زعزعة أمن العراق واستقراره عبر ميليشياتها. في سياق آخر، رحّب بومبيو بالمحادثات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل اليوم لترسيم حدود البحرين بين البلدين. من جهة أخرى، أكد أنه ناقش مع ترمب الوضع في ناغورنو كاراباخ، حيث تتحارب أرمينيا وأذربيجان، مطالباً جميع الأطراف بوقف التصعيد. وأضاف: "لاحظنا قيام تركيا بدعم موقف أذربيجان في الصراع"، داعياً لـ"تسوية سلمية للنزاع" بين أذربيجان وأرمينيا. وأخيراً، اعتبر بومبيو أن "على أوروبا تحمل مسؤولية مواطنيها" الذين انضموا لداعش والمعتقلين حالياً في سوريا والعراق والموافقة على استلامهم، مضيفاً: "سنواصل ملاحقة عناصر داعش في العراق وسوريا".

 

بوتين يبلغ أردوغان قلقه من نقل مقاتلين إلى ناغورنو كاراباخ

العربية.نت/الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

أعلن الكرملين، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن مخاوفه بشأن مشاركة مقاتلين من الشرق الأوسط في صراع ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان. وأكد بوتين أنه يأمل في مساهمة تركيا "بشكل بناء" لتهدئة الصراع في ناغورنو كاراباخ. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إن مواقف تركيا وإجراءاتها يجب أن تكون شفافة، مشدداً على أن موسكو غير متوافقة مع مواقف تركيا بشأن النزاع على إقليم ناغورنو كاراباخ. تصريحات لافروف جاءت ضمن حواره مع وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، حيث أكد أن العمليات العسكرية التي تدعمها تركيا بوجه أرمينيا لن تحل المشكلة والنزاع القائم هناك. وأضاف أنه يجب نشر قوات حفظ السلام في كاراباخ لمراقبة وقف إطلاق النار هناك. وتوسطت موسكو في التوصل لوقف لإطلاق النار في الإقليم بين باكو ويريفان، اللتين تتبادلان الاتهام بانتهاكه منذ بدء سريانه يوم السبت الماضي.

ومازالت أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بانتهاك هدنة تم التوصل إليها قبل 4 أيام بهدف إخماد قتال على إقليم ناغورنو كاراباخ، فيما ظهرت مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة. من جهته، ناشد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أرمينيا وأذربيجان، الالتزام بالهدنة في ناغورنو كاراباخ، ودعا نظيريه الأرميني والأذربيجاني إلى الوفاء الكامل بالالتزامات التي توصل إليها الطرفان في موسكو. وأعلنت أذربيجان، الأربعاء، أنها قصفت موقعا لإطلاق الصواريخ في أرمينيا. فيما نفت أرمينيا إطلاق صواريخ من أراضيها، وقالت إن أذربيجان قصفت دورية عسكرية في الأراضي الأرمينية. وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية أن مناطق على أراضيها تعرضت لقصف، نافية في الوقت نفسه أن تكون قصفت أذربيجان، ومؤكدة أنها "تحتفظ" من الآن فصاعدا "بحق استهداف أي بنية تحتية أو تجهيزات عسكرية على أراضي أذربيجان".

يأتي ذلك فيما أعلن إقليم ناغورنو كاراباخ عن قصف مدفعي على مدينة مارتاكيرت في الإقليم. وقبلها قالت وزارة الدفاع في ناغورنو كاراباخ، إن الجيش الأذربيجاني انتهك مجددا الهدنة الإنسانية بقصف مكثف صباح اليوم على الإقليم. وأضافت أن القصف الأذربيجاني كان أشد على القطاعات الجنوبية الشرقية والشمالية والشمالية الشرقية من الإقليم. موضوع يهمك?تكثف أجهزة الأمن المصرية جهودها للبحث عن 3 شباب قتلوا فتاة بسيارتهم دهساً بعد سحلها لعدة أمتار في الشارع بسبب رفضها...مصر.. شباب يقتلون فتاة دهساً بالسيارة بعد صدها تحرشهم مصر.. شباب يقتلون فتاة دهساً بالسيارة بعد صدها تحرشهم مصر يأتي ذلك فيما قال مساعد رئيس أذربيجان على "تويتر": إن "التزام أرمينيا بالهدنة الإنسانية نفاق واضح.. مدينة تارتار تتعرض منذ الصباح لقصف مدفعي شديد". والقتال الذي اندلع في 27 سبتمبر هو الأسوأ منذ الحرب حول الإقليم بين عامي 1991 و1994 والتي سقط فيها حوالي 30 ألف قتيل. وتضع العيون في الخارج الصراع تحت رقابتها الشديدة ليس فقط لقربه من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا، ولكن بسبب المخاوف من استدراج روسيا وتركيا إلى الصراع. وترتبط روسيا باتفاقية دفاع مع أرمينيا، وتركيا حليف مقرب من أذربيجان.

 

موسكو تنشّط اتصالاتها الدبلوماسية والعسكرية لمحاصرة التدهور في قره باغ

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020»

نشّطت موسكو اتصالاتها مع طرفي النزاع في قره باغ، ومع الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الأزمة، بهدف إنقاذ الهدنة الهشة التي أُعلنت السبت، على خلفية اتساع نطاق الخروقات من الجانبين الأذري والأرميني في اليوم الثالث بعد توقيع اتفاق وقف النار. وفيما تبادل الطرفان الأرميني والأذري الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الوضع على عدد من محاور القتال، بدت الهدنة «صامدة» أمام الخروقات المتعددة، وفقاً لوصف دبلوماسي روسي قال إن «التدهور الحاصل لم يؤدِّ إلى انهيار اتفاق وقف النار»، لكنه لفت إلى ضرورة تسريع التحركات الجارية حالياً، بهدف منع الوضع من الانزلاق مجدداً نحو مواجهة واسعة. ورغم الدعوات الروسية والغربية، لفتت وزارة الدفاع الأذرية إلى تسجيل عدد من الخروقات من الجانب الأرميني، وقالت إن قصفاً أرمينياً استهدف عدداً من المناطق. ولفت بيان عسكري إلى قيام القوات الأذرية بمواجهة «محاولات شن هجوم معاكس أرميني في عدد من القطاعات». وأضافت الوزارة أن قواتها «دمرت عدداً كبيراً من المعدات المعادية بما في ذلك راجمات صواريخ (بي إم 21) و(غراد) ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات ومدفع مضاد للطائرات، إضافة إلى ثلاث طائرات مسيّرة». في المقابل نفت يرفان صحة هذه المعطيات، وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذرية شنّت فجر أمس (الثلاثاء)، هجوماً واسعاً على أكثر من محور على خطوط التماس. وكتبت الناطقة الصحافية باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن «الوضع على خطوط التماس كان متوتراً لكنه مستقر إلى حد ما طوال الليل»، وأضافت أن «قوات العدو استأنفت فجراً عمليات مصحوبة بقصف صاروخي ومدفعي كثيف» على مختلف المحاور، ولا سيما في القطاع الشمالي الشرقي.في حين أفاد المسؤول في الوزارة أرتسرون هوفانيسيان، بأن «القوات الأذرية تحولت إلى الهجوم على كل محاور خطوط التماس تقريباً».

وأعلنت يريفان أن قواتها نجحت في تدمير «خمس طائرات من دون طيار و7 آليات مدرعة، فضلاً عن مقتل 220 عسكرياً أذرياً خلال الساعات الـ24 الماضية، لتبلغ حصيلة خسائر أذربيجان 173 طائرة مسيّرة و16 مروحية و18 طائرة و521 قطعة من المدرعات إضافة إلى 5139 قتيلاً».

وانعكس تصاعد الأعمال القتالية وتزايد الخروقات على تنفيذ بنود اتفاق وقف النار، وأشار مستشار رئيس الوزراء الأرميني فاغارشاك أروتينيان، إلى «تعذر تبادل الأسرى مع أذربيجان في إقليم قره باغ، بسبب عدم تحقيق وقف إطلاق النار التام المتفق عليه».

وقال أروتينيان إن الصليب الأحمر الذي من المفترض أن تجري تحت رعايته عملية تبادل الأسرى، سيبدأ بتنفيذ هذه المهمة فور وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الجانبين الأرميني والأذري لا يستطيعان الشروع في تبادل الأسرى حالياً، لكنه لفت إلى «ثبات الهدنة الإنسانية المعلنة على معظم محاور التماس». ويرى الخبير في المركز الجورجي للتحليل الاستراتيجي غيلا فاسادزي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «أذربيجان سجّلت بعض الإنجازات العسكرية، لكن باكو بعيدة كل البُعد عن السيطرة على قره باغ»، مشيراً إلى «مأزق دبلوماسي وعسكرية».

في غضون ذلك، نشطت موسكو اتصالاتها لمحاصرة تفاقم الموقف، واللافت أن هذه الاتصالات شملت المستويين الدبلوماسي والعسكري، وأعلنت وزارة الدفاع أن الوزير سيرغي شويغو، أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه في باكو ويريفان وأنقرة، ركزت على ضرورة وقف التصعيد من الجانبين والالتزام الكامل ببنود الهدنة الإنسانية.

وانفصل إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمينية، عن أذربيجان بعد حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. والمعارك الجارية حالياً هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994، وبعد ثلاثين عاماً من مأزق دبلوماسي، تعهد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف استعادة السيطرة على المنطقة. في الأثناء، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو محادثات في موسكو، مع دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين في إطار «مجموعة مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية بأن المحادثات تناولت «الخطوات المحتملة الهادفة إلى تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأذري جيحون بيراموف، ووزير الخارجية الأرميني زوغراب مناتساكانيان في 10 أكتوبر (تشرين الأول) في موسكو». وأكدت أطراف المحادثات «الاهتمام بمواصلة الجهود الجماعية الرامية إلى نزع التوتر في إطار الاستناد إلى المبادئ التي حددها البيان الروسي الأميركي الفرنسي المشترك الصادر في مطلع الشهر». وكان بيان الرؤساء المشاركين في «مجموعة مينسك» قد دعا طرفي النزاع إلى وقف القتال فوراً واستئناف الحوار السياسي للتوصل إلى تسوية للأزمة في قره باغ.

كما أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية أمس، مع مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تناولت تطورات الوضع في قره باغ والاتصالات الجارية مع الأطراف المختلفة لتسوية هذا الملف.

على صعيد متصل، أعربت وزارة الدفاع الروسية عن «قلق بالغ» حيال المعطيات عن استمرار «زج مسلحي جماعات إرهابية من الشرق الأوسط إلى منطقة النزاع في إقليم قره باغ». ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 119 مسلحاً سورياً موالياً لأنقرة على الأقل منذ بداية المواجهات من أصل 1450 منتشرين في قره باغ. وأفاد مصدر مسؤول في الوزارة في حديث مع الصحافيين أمس، بأن الوزير شويغو «أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بالموقف الروسي وأعرب عن قلق جدي بسبب هذا الوضع». وكان شويغو وأكار قد أجريا مكالمة هاتفية، الاثنين، تناولت الوضع في قره باغ.

وزاد المسؤول أن «وزارة الدفاع الروسية تشارك بنشاط ضمن اختصاصاتها في تنفيذ مبادرات روسيا الرامية إلى استقرار الوضع بشكل سريع في قره باغ». وقال إن «الهدف الأساسي للاتصالات التي أجراها شويغو خلال اليومين الماضيين يتمثل في ضرورة التوصل إلى الوقف الفوري للقتال في قره باغ والانتقال إلى مفاوضات بين الأطراف المتنازعة من أجل تسوية الوضع في المنطقة».

 

الحكومة الإسرائيلية تصادق على معاهدتي السلام مع الإمارات والبحرين/بن زايد ونتنياهو يتبادلان دعوات للزيارة

أبو ظبي - تل أبيب: /الشرق الأوسط/14 تشرين/2020»

بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على نصوص معاهدتي السلام مع كل من الإمارات والبحرين، أمس (الاثنين)، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالشيخ محمد بن زايد، ولي العهد، نهاية الأسبوع الماضي، وأنه دعاه لزيارة إسرائيل، وأن بن زايد دعاه لزيارة أبوظبي. ولم يكشف عن موعد الزيارتين. وقال نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة، إن وفداً إماراتياً رفيعاً يضم عدداً من الوزراء الأساسيين، سيزور إسرائيل في غضون أيام، و«سنستقبله بالحفاوة نفسها التي استُقبل بها الوفد الإسرائيلي في أبوظبي في الشهر الماضي». وأعرب نتنياهو عن ثقته بأنه «لا شك في أنّا سنرى اتفاقيات أخرى مع دول عربية وإسلامية إضافية في القريب». وقال لوزرائه، إن «غالبية الدول العربية لم تعد تنظر إلى إسرائيل عدواً، بل شريكاً في مواجهة الأخطار المشتركة». وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، أن بن زايد ونتنياهو بحثا «مسار العلاقات الثنائية في ضوء معاهدة السلام التي تم توقيعها بين البلدين»، وأنهما استعرضا «الخطوات التي يجري اتخاذها لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وإسرائيل، في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية». وبحسب الوكالة، أكد نتنياهو وبن زايد، أن «معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية خطوة لتعزيز السلام والاستقرار والأمن الإقليمي، وتفتح المجال لمرحلة جديدة من التعاون»، وأعربا عن «تقديرهما الكبير للدور المهم الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركيّة والرئيس دونالد ترمب في التوصل إلى معاهدة السلام بين البلدين». وأكدت أن نتنياهو وبن زايد، تداولا كذلك، في «تعزيز التعاون في مواجهة فيروس كورونا».

وصادقت الحكومة الإسرائيلية، صبيحة أمس، على «اتفاقية السلام» بين إسرائيل وبين الإمارات، وفي المساء على الاتفاقية مع البحرين. وكان يفترض أن يصادق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أيضاً، على المعاهدتين، أمس، إلا أن خلافاً إجرائياً منع ذلك. فقد اعترضت لجنة الخارجية والأمن على طرحها قبل أن تبحث أمامها، وتستمع إلى ردود رئيس الوزراء على أسئلة النواب والاختصاصيين. فتقرر تأجيل التصويت في الكنيست إلى بعد غدٍ (الخميس).

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن طائرتين إماراتيتين من شركة «الاتحاد» ستحطان في مطار تل أبيب يومي الاثنين والأربعاء في الأسبوع المقبل، وعلى متنهما الوزراء وطواقم المفاوضات، بغرض التداول في تفاصيل 18 اتفاقية موقّعة بين البلدين. وأكدت أن 5 – 6 من هذه الاتفاقيات يوجد تقدم كبير في التفاهم حول بنودها، بينها تشجيع الاستثمارات، والتعاون العلمي، إقامة سفارتين في تل أبيب وأبوظبي وتأشيرات الدخول للبلدين. وسيصل إلى هذه المفاوضات في الوقت نفسه، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفتش.

وفي السياق، ذكرت مصادر سياسية أن وفداً إسرائيلياً – أميركياً مشتركاً، سيصل الأحد المقبل إلى المنامة. ونقل أحد المسؤولين في إسرائيل، أن الزيارة تأتي بناءً على طلب البحرين، «التي تريد شروطاً متساوية للعلاقة مع إسرائيل كما بينها وبين الإمارات». وسيرأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشفيز، والقائم بأعمال مدير عام ديوان رئيس الوزراء، رونين بيرتس، أما الوفد الأميركي، فسيرأسه وزير المالية ستيف منوشين والمبعوث بيركوفيش. وقال المسؤول الإسرائيلي، إن هدف الزيارة هو الدفع باتجاه صياغة اتفاق سلام بين إسرائيل والبحرين، وإقامة طواقم عمل لبلورة اتفاقات إضافية في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطيران والتعاون العلمي - التكنولوجي في الطب والزراعة والمياه. يذكر أن الاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والبحرين وقّعت في حديقة البيت الأبيض في أغسطس (آب) الماضي، وقام وفدان إسرائيليان بزيارة كل من أبوظبي والمنامة في حينه، وباشر المسؤولون في الطرفين مفاوضات عن بعد حول مختلف القضايا. ومن المتوقع أن يتم التوقيع على مزيد من الاتفاقيات.

 

الرئاسية الفرنسية: قلق أوروبي من «مغامرات» إردوغان «المتنقلة» وأكدت «التضامن التام» مع اليونان وقبرص و«التشدد» مع تركيا

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

مجدداً سيكون الملف التركي وأنشطة أنقرة الأخيرة في مياه المتوسط الشرقي على جدول مباحثات القادة الأوروبيين في قمتهم يومي الخميس والجمعة في بروكسل. وكما في قمتهم السابقة بداية الشهر الحالي، فإن رؤساء دول وحكومات الـ27 سيجدون أنفسهم بمواجهة ما يعتبرونه «تحديات تركية متنقلة» من المتوسط إلى ناغورني قره باغ، وقبلها في ليبيا وسوريا والعراق وداخل حلف الأطلسي. تجدر الإشارة إلى أن الـ27 وجهوا، مع انتهاء القمة الأخيرة، تحذيرات لتركيا، لا، بل أنذروها بفرض عقوبات عليها ما لم تتراجع عن الخطوات التي وصفوها بـ«الاستفزازية» والتي تنتهك سيادة عضوين في الاتحاد، هما اليونان وقبرص عن طريق التنقيب عن الغاز في مياه عائدة لهما. وأمس، وصفت مصادر رئاسية فرنسية، في معرض تقديمها للقمة، إرسال أنقرة سفينة المسح الجيولوجي «أوروتش رئيس»، مجدداً إلى جنوب جزيرة «كاستيلوريزو» اليونانية بأنها «جزء من حركات تكتيكية تركية»، حيث كانت أنقرة قد سحبتها من المنطقة قبل القمة الأوروبية الأخيرة وأعادت إرسالها أول من أمس لعمليات تنقيب عن الغاز تستمر حتى 22 الحالي.

وبحسب باريس، فإن التكتيكات التركية هدفها الأول كان «منع الأوروبيين من التوصل إلى مواقف موحدة» لجهة المباشرة في فرض عقوبات عليها وليس فقط التهديد بفرضها. وسبق لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان در لايين، أن أكدت، أن العقوبات «جاهزة للتطبيق» عندما يقرر القادة ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء تبنّوا سياسة «العصا والجزرة» إزاء تركيا: فمن جهة، عرضوا على أنقرة جملة «محفزات» اقتصادية وتجارية وتحديث الاتحاد الجمركي والتعاون في ملف الهجرات في حال «تواصلت جهودها الإيجابية» لوضع حد «لأنشطتها غير الشرعية» في مياه المتوسط. ومن جهة أخرى، هددوا بـ«استخدام كل الخيارات والوسائل المتاحة» إذا قامت تركيا «مجدداً بأعمال أحادية الجانب وباستفزازات تنتهك القانون الدولي». وأعطيت أنقرة مهلة ثلاثة أشهر لتحقيق ذلك. والحال، أن ما عاودت تركيا القيام به أول من أمس لا يذهب أبداً في اتجاه التهدئة، بل إنه تصعيد أعاد التوتر لما كان عليه بينها وبين اليونان. ولذا؛ فإنه يعد اختباراً لمدى جدية الأوروبيين بتنفيذ قراراتهم. تقول المصادر الرئاسية الفرنسية، إن «خط» الاتحاد عنوانه «التضامن التام» مع اليونان وقبرص و«التشدد» مع تركيا، مضيفة أن ثمة «قلقاً من تكاثر مغامرات (رجب طيب) إردوغان» في إشارة إلى دوره في ناغورني قره باغ ودعمه المطلق الطرف الآذري، ومده بالسلاح والمرتزقة السوريين، وتحفيزه لالتزام مواقف متشددة، وتمسكه بانسحاب القوات الأرمينية من المنطقة المتنازع عليها، ودفعه لاستمرار القتال.

وتعتبر باريس، وفق مصادرها، أن تدخلات تركيا في جنوب القوقاز تعد «خطراً جيوــ استراتيجي»، وأن موسكو «تعي ذلك جيداً»؛ إذ إنها حمّالة مخاطر بالنسبة إليها. وسبق لمسؤولين روس أن أشاروا إلى أن وصول مرتزقة إلى أذربيجان يعد بمثابة تهديد محتمل للأمن الروسي. وفي هذا الخصوص، أفادت المصادر الرئاسية الفرنسية، بأن ماكرون على تواصل مع البيت الأبيض والكرملين، إضافة إلى رئيسي أرمينيا وأذربيجان، وأن الأولوية اليوم هي لاحترام وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو السبت الماضي، وأنه «مقدمة لكل شيء». وسبق للرئيس ماكرون أن أعلن، أن باريس «لن تتخلى عن الأرمن ولا عن أرمينيا». وفرنسا تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التي تضم، إليها، الولايات المتحدة وروسيا، وهي تحظى - بحسب باريس - بكامل دعم المجموعة الأوروبية. رغم مغامراتها المتنقلة، ليس من المتوقع أن يعمد الاتحاد، في اجتماعه غداً وبعد غد، إلى المباشرة بفرض عقوبات على تركيا للأسباب نفسها التي حالت دون أن يقرر ذلك في قمته الأخيرة. وفي هذا السياق، قالت المصادر الرئاسية، إن الاتحاد الأوروبي يعتبر تركيا «بلداً كبيراً، ونحن نحتاج إلى علاقات تعاون معها». لكن أساس المعضلة «وجود حساسيات مختلفة» بين أعضاء الاتحاد لجهة تقرير ما يتعين القيام به إزاءها. وقبل أسبوعين، فضّل الأوروبيون الاكتفاء بالتهديد بالعقوبات وليس اللجوء إليها من أجل تلافي ضرب التقدم الذي حصل بين أثينا وأنقرة في الاجتماعات «التقنية» التي رعاها الحلف الأطلسي والتي كان غرضها تجنب حصول احتكاكات عسكرية بين قوى الجانبين المتواجدة في المناطق نفسها. يضاف إلى ذلك، أن الاجتماع الأخير الذي حصل الأسبوع الماضي في براتيسلافا، على هامش مؤتمر أمني، بين وزيري خارجية اليونان وتركيا، وإعراب الطرفين عن الاستعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات خفف من حدة التوتير، ولوّح باحتمال أن يعمد الطرفان إلى استئناف اجتماعاتهما المتوقفة منذ سنوات لإيجاد اتفاق حول المسائل الخلافية، وأولها تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل طرف والمياه العائدة له. وبحسب باريس، فإن ما سيقرره القادة الأوروبيون مرهون بما سيصدر عن إردوغان. من هنا، أهمية الزيارة المفترض أن يقوم بها اليوم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أنقرة والتي تعقب زيارته لأثينا ونيقوسيا، والتي تندرج في سياق الوساطة الألمانية بين الطرفين.

والسؤال المطروح مزدوج: فهو من جهة يتناول معرفة ما إذا كانت أنقرة سوف تتجاوب مع الطلب الأوروبي بالتوقف عن مبادراتها الاستفزازية في بحر إيجه ومياه المتوسط الشرقي، ومن جهة أخرى ما إذا كان القادة الأوروبيون سينتظرون حتى نهاية المهلة التي منحوها لتركيا «حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل» لاتخاذ قرار نهائي بشأن العقوبات، أم أن «التكتيكات» التركية ستبقيهم مترددين، لا، بل متخوفين من ردود الفعل التركية، خصوصاً في مسألة الهجرات؟ قبل أسبوعين، اقترح الأوروبيون عقد «مؤتمر متعدد الأطراف حول البحر الأبيض المتوسط الشرقي» يكون بمثابة منصة للتداول بخصوص المواضيع التي تتطلب حلولاً متعددة الأطراف مثل تحديد المياه البحرية والأمن والطاقة والهجرات والتعاون الاقتصادي وكلف «وزير» خارجية الاتحاد جوزيب بوريل العمل على إعداده. لكن إزاء المسار الذي تسلكه التطورات، لا يبدو أن مؤتمراً كهذا يمكن أن يرى النور في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

 

تركيا تشهر ورقة اللاجئين لمواجهة الضغوط شرق المتوسط/أميركا وألمانيا تشددان على وقف «استفزازات» أنقرة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

لوحت تركيا بورقة اللاجئين والهجرة في وجه الاتحاد الأوروبي بعدما أعلن التكتل أنه سيجري تقييماً للعلاقة مع تركيا في اجتماع وزراء خارجيته نهاية الأسبوع الحالي، بعد إعادتها سفينة البحث «أوروتش رئيس» للعمل في منطقة تقول اليونان إنها ضمن جرفها القاري.

وطالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي بالوفاء بمسؤولياته بشأن اتفاق الهجرة وإعادة قبول اللاجئين، الموقع بين الجانبين في 18 مارس (آذار) عام 2016. وذكر بيان للرئاسة التركية أن إردوغان بحث مع رئيس المجلس الأوروبي شارك ميشال، خلال اتصال هاتفي بينهما ليل الاثنين - الثلاثاء، العلاقات بين تركيا والاتحاد والوضع في شرق البحر المتوسط. وذكر البيان أن إردوغان أكد ضرورة إحياء العلاقات بين تركيا والاتحاد ووفائه بمسؤولياته في إطار اتفاق الهجرة واللاجئين عبر إحراز تقدم في موضوعي تحديث اتفاق الاتحاد الجمركي الأوروبي الموقع عام 1995 وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول التكتل الأوروبي (شنغن). وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس 2016 إلى 3 اتفاقات مرتبطة بعضها ببعض حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك، إضافة إلى حصول تركيا على 6 مليارات يورو لدعمها في تحمل أعباء اللاجئين ومنعهم من التدفق على دوله. وأضاف البيان أن إردوغان أكد لرئيس المجلس الأوروبي أن اليونان تواصل خطوات التصعيد بالمنطقة، رغم إبداء تركيا حسن النية، قائلاً إن «تركيا تنتظر خطوات ملموسة من الاتحاد الأوروبي بشأن اقتراح أنقرة عقد مؤتمر إقليمي موسع حول شرق المتوسط». إلى ذلك، اتهمت وزيرة خارجية السويد آن ليندي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس، تركيا بإشعال التوتر في شرق البحر المتوسط وانتهاك المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص للتنقيب عن النفط والغاز، وعلق جاويش أوغلو، قائلا إن «السويد تدعم قبرص اليونانية بسبب دعم الاتحاد الأوروبي لها»، مضيفاً: «حينما يتضامن المرء مع الجانب المخطئ يجعله ذلك مثل الأعمى... لماذا لا تنتقدي سلوك اليونان أثناء غرق قوارب كثير من اللاجئين على الحدود وفي بحر إيجه؟ نسجل اعتراضنا الكامل على ازدواجية المعايير هذه». وبدوره، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى حل الخلافات في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة عبر الحوار، محذراً من اختبار قدرة وعزيمة بلاده. وقال أكار، في كلمة خلال حفل افتتاح العام الدراسي الجديد لأكاديمية الحرب البرية التابعة لجامعة الدفاع الوطني في أنقرة، إن بلاده «تؤيد إقامة علاقات حسن جوار وحل جميع القضايا بما يتناسب مع الاتفاقيات الثنائية والأعراف والقوانين الدولية، لكن بقية الأطراف (في إشارة إلى اليونان وقبرص) لا تتبنى النهج ذاته». في الوقت ذاته، عزز حليفان غربيان أساسيان لتركيا هما الولايات المتحدة وألمانيا، ضغطهما على أنقرة بهدف دفعها لوقف «استفزازاتها» في المتوسط، حيث الانفراج الهش مع اليونان مهدد أصلاً بالسقوط. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس: «نطالب بأن توقف تركيا هذا الاستفزاز المتعمد وتطلق فوراً محادثات تمهيدية مع اليونان». وأضافت أورتاغوس في بيان: «الإكراه والتهديدات والترهيب والأنشطة العسكرية لن تحل التوترات في شرق المتوسط». وعدّت واشنطن أن قرار تركيا إرسال سفينة إلى المنطقة «يعقّد بشكل متعمد استئناف محادثات تمهيدية مهمة بين حليفينا في حلف شمال الأطلسي اليونان وتركيا»، وقال وزير الدولة اليوناني جورج جيرابتريت إن «اليونان لن تشارك بأي محادثات ما دامت السفينة التركية موجودة في المنطقة». من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي زار اليونان وقبرص أمس، وسيزور أنقرة أيضاً ضمن جولته: «إذا جرت فعلاً عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فتكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد». وقال الوزير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي: «على أنقرة أن تضع حداً لدوامة التهدئة والاستفزاز إذا كانت الحكومة مهتمة بإجراء محادثات؛ كما أكدت أكثر من مرة». ودعت ألمانيا أيضاً إلى «عدم إغلاق نافذة الحوار التي فتحت للتو مع اليونان بسبب التحركات أحادية الجانب».

 

طهران تستعرض «سطوة وجودها» قرب دمشق بعد تراجع مظاهره في قلبها والبضائع الإيرانية تغزو أسواق العاصمة السورية

دمشق: /الشرق الأوسط/14 تشرين/2020»

«لم نعد نراهم كما كانوا العام الماضي، بل لا نكاد نراهم في شوارع الشام القديمة»؛ قالت ابتسام، السيدة الدمشقية التي تسكن في باب توما في رد عند سؤالها عمّا إذا كان حضور الإيرانيين تراجع في منطقتها. وعزت الأمر إلى تعليق زيارات الزوار منذ مارس (آذار) الماضي، وقالت: «كانت حافلات مجموعات الزوار الآتية من لبنان والعراق وإيران تملأ شوارع أحياء باب توما والعمارة والأمين والبزورية والحميدية. ينتشرون في كل أسواق دمشق خلال فترة عاشوراء وأربعين الحسين». وتتابع ابتسام: «ليس حضورهم فقط تراجع، بل أيضاً راياتهم التي كانت تجلل معظم الشوارع في مواسم قدومهم تراجعت مع اختفاء بعض حواجز الميليشيات الإيرانية من سوق الحميدية وبعض الحارات». وتبدو السيدة الدمشقية غير مكترثة بهذا التغير «لأنه لا يعني شيئاً» بالنسبة للحي الذي شهد تغيراً كبيراً في ملامح سكانه. تقول متابعة: «خلال الحرب؛ تملك الأغراب في دمشق القديمة بيوتاً ومحلات، ولم تعد هي نفسها المدينة التي ولدنا وتربينا فيها. الإيرانيون موجودون. سوق البزورية أصبحت إيرانية، بضائعها غالبيتها تأتي من إيران؛ أغذية، وبهارات، وحبوب، وفواكه مجففة، وشاي، وتمور». وحسب الأرقام المتداولة، ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى سوريا بين 2011 و2017 من 361 مليون دولار إلى 869 مليون دولار. حيث تحولت سوريا إلى سوق للمنتجات الإيرانية؛ إذ بلغت قيمة البضائع الإيرانية المصدرة إلى سوريا من 2012 إلى أغسطس (آب) 2017 نحو 313 مليون دولار، بينما لم تتجاوز السورية 91 مليون دولار». لكن هذا النشاط تلقى «ضربة مؤلمة» خلال العام الحالي بعد تشديد العقوبات الأميركية على إيران وتطبيق «قانون قيصر»؛ وفق ما قاله اقتصادي سوري لـ«الشرق الأوسط»، عادّاً تجمد سوق العقارات مثالاً على ذلك. وقال: «خلال السنوات الأربع الماضية سيطرت إيران على سوق العقارات عبر شبكات من المؤسسات وتجار العقارات وبنوك إيرانية مرتبطة بـ(الحرس الثوري)، وقدمت تسهيلات ومنحت قروض كبيرة للراغبين في شراء العقارات في سوريا، فتملك إيرانيون ومقاولون ورجال أعمال وعناصر الميليشيات آلاف المنازل والعقارات في أكثر المناطق حيوية؛ سواء في دمشق القديمة؛ أحياء العمارة والجورة وحي باب توما المسيحي. وفي الوسط التجاري حيث استملكت السفارة الإيرانية، فنادق: (كالدة)، و(الإيوان)، و(آسيا)، و(دمشق الدولي)، و(فينيسيا)، و(البتراء)، وأسهم في فندق «سميراميس)، ومساحات واسعة خلف مشفى (الرازي) لإنشاء أبراج سكنية، وذلك إضافة إلى تملك أراض وعقارات في ريف دمشق، وذلك بالتزامن مع فورة في حركة البناء والإعمار شهدتها مناطق عدة بريف دمشق مثل صحنايا، وجديدة عرطوز، والسيدة زينب».

بعد توقف العمليات الحربية وسيطرة النظام على كامل دمشق وريفها عام 2018، بلغ البناء ذروته صيف 2019، قبل أن يضربها الجمود مع بداية عام 2020 لدى تدهور قيمة الليرة وارتفاع الأسعار، لا سيما مواد البناء، جراء تشديد العقوبات الأميركية على إيران والنظام السوري، حيث فرضت العقوبات قيوداً صارمة على الدعم والنشاط الإيراني في سوريا. التراجع الظاهري للحضور الإيراني الذي تفرضه المستجدات على الساحة السورية، تعمل إيران على نفيه إعلامياً لتأكيد «عمق تغلغلها» في المجتمع السوري، الذي كشف عنه مسير أربعين الحسين الذي صادف الثامن من الشهر الحالي، ومع أن «موكب المشاية» لم ينطلق من ساحة باب توما التي كانت منطلقاً للوفود المتجهة إلى السيدة زينب خلال السنوات الماضية من الحرب، فإنه انطلق بمسير حاشد بوجود المواكب الخدمية على طريق المطار متجهاً إلى بلدة السيدة زينب جنوب دمشق حيث مزار السيدة زينب ومعقل الميليشيات الإيرانية ومركز المقيمين في دمشق من غير السوريين. كما تعد منطقة جنوب دمشق التي يخترقها أوتوستراد المطار الدولي منطقة نفوذ عسكري إيراني. وبين 79 هدفاً لضربات إسرائيلية على مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا بين 2018 و2020، كانت هناك 28 ضربة في ريف دمشق؛ كبراها استهدفت مواقع إيرانية عسكرية في محيط طريق المطار.

وأظهرت صور بثتها قناة «العالم» الإيرانية ومقاطع فيديو تداولها نشطاء في الـ«سوشيال ميديا» مواكب من المشاة؛ رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً، يلبسون الأسود وهم يسيرون على طريق المطار جنوب العاصمة، رافعين الرايات، فيما بدا استعراضاً لوجود أكثر منه مناسبة دينية.

وتزامن الاحتفاء بـ«أربعينية الحسين» وظهور الموكب الديني على طريق المطار بدمشق مع تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد على أن الوجود الإيراني في سوريا «يقتصر على خبراء عسكريين يعملون مع قوات النظام على الأرض»، نافياً وجود أي قوات إيرانية داخل الأراضي السورية. وعدّ مراقبون في دمشق ذلك تناغماً مع النفي الإيراني المستمر لوجود قوات عسكرية إيرانية رسمية في سوريا. كان الأسد عدّ «الوجود الإيراني» بالنسبة للأميركيين مجرد «ذريعة لاحتلال الأراضي السورية ودعم الإرهابيين»، في وقت مضت فيه طهران ودمشق في تعزيز التعاون العسكري. وبعد اتفاق التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2018، لتعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا، جرى في يوليو (تموز) الماضي توقيع اتفاق بهدف «تعزيز أنظمة الدفاع الجوي السورية». وقال رئيس أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري، إن الاتفاقية «تعزز إرادتنا وتصميمنا على التعاون المشترك في مواجهة الضغوط الأميركية». وتشير تقديرات إلى أن إيران أنفقت في سوريا ما معدله 6 مليارات دولار سنوياً على مدى 8 سنوات من الحرب؛ ما يعادل مجموعه 48 مليار دولار، أي 4 أضعاف ميزانية الدفاع الإيرانية السنوية.

 

أميركا تعزز قواتها شرق الفرات بعد «احتجاج كردي» على دورية روسية والخطوة تعكس تصاعد التنافس بين موسكو وواشنطن

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

منع محتجون في ريف مدينة المالكية التابعة، لمحافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي سوريا، قوات روسية من التقدم بالقرب من بلدتهم، وأجبروها على الانسحاب بالتزامن مع تدخل القوات الأميركية في المنطقة التي طوقت المكان. وعزز الحادث الذي هدف إلى منع الروس من إقامة نقطة تمركز عسكرية في منطقة على الحدود مع تركيا، من مظاهر التنافس الروسي - الأميركي على تثبيت الحضور العسكري في مناطق شرق الفرات. وتجنبت وزارة الدفاع الروسية أمس، التعليق على التطور، كما لم تصدر قاعدة «حميميم» الروسية توضيحا للحادث. وقال ناشطون إن مدنيين من قرية عين ديوار في ريف مدينة المالكية الواقعة قرب الحدود السورية - التركية في ريف الحسكة، اعترضوا رتلاً روسياً مؤلفاً من 11 آلية عسكرية، ومنعوه من الوصول إلى منطقة كان من المقرر أن يقيم فيها نقطة عسكرية. وأوضحت مصادر أن مروحيات روسية كانت ترافق الرتل حلّقت بعلو منخفض بهدف إخافة المحتجين على عبور الرتل، لكنهم تمسكوا بمطالبهم ودعوا قائد الدورية لمغادرة المنطقة على الفور. ووفقا للمصادر الميدانية، فإن قائد الرتل أخبر المدنيين بأن القوات الروسية ستبقى في المنطقة مدة أسبوعين فقط، بهدف تدريب قوات النظام الموجودة في المنطقة، لكنه فشل في إقناعهم. ولفتت المصادر إلى أن القوات الأميركية تدخّلت وأغلقت جميع الطرقات على الدورية الروسية، كما حلّقت مروحية أميركية وطاردت مروحيتين روسيتين في المنطقة. ورغم الحادث عكس تواصل التنافس الروسي - الأميركي على تعزيز الحضور العسكري في المنطقة، لكنه اكتسب طابعا جديدا، وخلافا للاحتكاكات المتكررة التي وقعت بين الأرتال العسكرية الروسية والأميركية في مناطق شرق الفرات، فإن تحرك محتجين مدنيين من أبناء المنطقة لمنع مرور أو تمركز القوات الروسية شكل تطورا في آليات مواجهة التحركات الروسية في المنطقة.

وكانت القوات الأميركية اعترضت أكثر من مرة في السابق، الدوريات الروسية التي تحاول السير على الطريق الدولي انطلاقاً من القاعدة الروسية في القامشلي، أو القاعدة الروسية في منطقة أبو راسين بناحية تل تمر، شمال غربي الحسكة. وكانت موسكو عززت بناء على تفاهمات مع تركيا وجودها العسكري حول مناطق «قسد» قرب الحدود السورية التركية، إلا أن القوات الأميركية تمنعها من التحرك بحرية. واللافت أن الانسحاب الروسي قوبل بتعزيز لانتشار القوات الأميركية في المنطقة، وقالت تقارير إن دورية أميركية مكوّنة من مدرّعات برادلي، وعرباتٍ عسكرية أخرى تمركزت في قرية كرزيرو بمنطقة الكوجرات، والتقت مع أهالي القرية، وبقيت لبعض الوقت هناك، قبل أن تعود إلى قاعدتها في الرميلان بعد ساعاتٍ من تمركزها. ولفتت مصادر إعلامية إلى أن الحادث، دل أيضا إلى استياء سكان المنطقة بسبب التصريحات الروسية التي صدرت أخيرا وحملت تحذيرات من تحركات واشنطن في منطقة شرق الفرات، وإشارات للمكون الكردي في المنطقة. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حذر من «خطورة النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة إزاء أكراد سوريا»، ووصفه بأنه سيجلب «عواقب كارثية للمنطقة برمتها». وأعرب لافروف، عن قلق روسيا إزاء الوضع في الأراضي السورية الواقعة شرق الفرات محملا العسكريين الأميركيين المنتشرين هناك المسؤولية عن التشجيع على النزعات الانفصالية لدى الأكراد. وأوضح الوزير أن الأميركيين يحرضون الأكراد ضد الحكومة السورية و«يردعون رغبتهم الطبيعية في إطلاق حوار مع دمشق»، مشيرا إلى أن هذا الأمر يستدعي قلقا بالغا ليس من وجه نظر وحدة الأراضي السورية فحسب، بل ومن ناحية أن التصرفات الأميركية قد تسفر عن «تفجير» الوضع حول القضية الكردية، ليس في سوريا وحدها بل وفي العراق وتركيا وإيران، ووصف نشاط واشنطن بأنه «لعبة خطيرة في هذه المنطقة تقوم على خلق فوضى يأملون أن تكون خلاقة. وهم بعيدون ولا يهتمون كثيرا بنتائج تصرفاتهم، لكن عواقبها قد تكون كارثية بالنسبة للمنطقة، إذا استمروا في دعم النزعات الانفصالية». فيما رأت الإدارة الذاتية لمنطقة شمال سوريا أن تصريحات لافروف لا تخدم التسوية السياسية في سوريا. إلى ذلك، سارت واشنطن خطوة إضافية لتعزيز قواتها في المنطقة، وقالت مصادر محلية إنّ قافلة عسكرية أميركية دخلت إلى بلدة تل كوجر عبر معبر الوليد الحدودي مع كُردستان العراق، مكوّنة من 25 شاحنة، وبحماية دورية للجيش الأميركي، يرافقها عدد من المروحيات. ومع التعزيزات العسكرية القادمة عبر المعبر، تواصلت حركة عكسية لنقل النفط من المنطقة، وتحدثت تقارير إعلامية في موسكو نقلا عن مصادر حكومية سورية أن حركة واسعة لمرور الصهاريج الضخمة عبر معبر الوليد رصدت خلال اليومين الماضيين، وتتهم موسكو ودمشق الولايات المتحدة بالتستر على عمليات «سرقة ونقل النفط السوري من هذه المنطقة». ووفقا للمعطيات فقد تم السبت رصد قافلة مؤلفة من 20 صهريجاً وناقلة محملة بالنفط غادرت محافظة الحسكة إلى الأراضي العراقية، في حين قالت مصادر وكالة «نوفوستي» الروسية إن عدد الصهاريج التي رصدت تحركاتها على الطريق M4 بين القامشلي والحسكة شمال شرقي سوريا خلال اليومين الماضيين بلغ 54 شاحنة.

 

مطالب بسحب الجنسية البريطانية من المتحدث باسم بن لادن

لندن: «الشرق الأوسط»/14 تشرين/2020

طالب أعضاء بالبرلمان البريطاني بسحب الجنسية البريطانية من عادل عبد المجيد عبد الباري، المصري الأصل الذي اعتبرته الدوائر البريطانية المتحدث الرسمي باسم زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وجاءت مطالب البرلمانيين البريطانيين مع اقتراب إفراج الولايات المتحدة عن عبد الباري من سجن أميركي. وكان عبد الباري مسؤولا عن المكتب الإعلامي لأسامة بن لادن، العقل المدبر لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر أيلول. وعبد الباري من مواليد 1960 انضم لصفوف الجماعة الإسلامية في مصر نهاية السبعينيات واعتقل في بداية الثمانينيات وخرج في العام 1985 حيث حصل على ليسانس الحقوق، وعمل محاميا وتخصص في الدفاع عن قضايا الجماعات الإسلامية والمعتقلين. وأثارت أنباء العودة المتوقعة للمتحدث باسم التنظيم الإرهابي انتقادات واسعة نظرا لاحتمال حصوله على منزل ممول من دافعي الضرائب في محاولة للسيطرة على تحركاته. ومنح عبد الباري حق اللجوء إلى بريطانيا في التسعينيات، وقاد خلية أطلق عليها اسم «المكتب الإعلامي» لأسامة بن لادن، العقل المدبر لهجمات سبتمبر أيلول 2001. وكان عبد الباري قد اعتقل في لندن عام 1999 بتهمة التخطيط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا مما أدى إلى مقتل 224 شخصا، وجرى تسليمه أخيرًا إلى الولايات المتحدة عام 2012 وسجن لمدة 25 عامًا بتهمة تدبير جريمة قتل. ومن المقرر أن يطلق سراحه الشهر الجاري بعد 16 عاما قضاها في سجن أميركي كان نزيلا فيه. لكن مصدرًا أبلغ صحيفة «ذا صن» أنه «من شبه المؤكد أنه سيعيش في منزل يدفع إيجاره دافعو الضرائب لأن ذلك سيكون الوسيلة المؤكدة الوحيدة لمراقبة تحركاته بفعالية»، وهو ما انتقده أندرو بريدجن، النائب عن حزب المحافظين، بقوله «إذا كان لوزارة الداخلية الحق في منع دخول شخص ما إلى البلاد، فتلك الحالة هي الأهم». وأضاف قائلا إن «سجله حافل ومروع ومن الواضح أنه ليس مرغوبا فيه»، وهو الرأي الذي كرره الدكتور آلان ميندوزا، الباحث بمركز أبحاث «هنري جاكسون سوسيتي» قائلا إنه «لأمر مخز أن نضطر إلى قبول عودة هذا الإرهابي الخطير».

 

قطع يدي فتى وفقء عينيه .. جريمة تهز الأردن والملك يتدخل

عمّان – محمد الطراونة/العربية/14 تشرين/2020

في جريمة بشعة شهدتها محافظة الزرقاء في الأردن، أقدم مجموعة من الأشخاص على بتر ساعدي حدث يبلغ من العمر 16 عاما وفقأوا عينيه، وتفاعل المجتمع الأردني مع الجريمة البشعة، كما تابع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تفاصيل الحادثة حتى لحظة القبض على الجناة.

وأصدر الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، العقيد عامر السرطاوي، بيانا قال فيه إنه أُسعف لمستشفى الزرقاء الحكومي بحالة سيئة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً إثر تعرضه لاعتداء بالضرب وبتر في ساعدي يديه وفقء لعينيه، وبالاستماع لأقواله أفاد أن مجموعة من الأشخاص وعلى إثر جريمة قتل سابقة قام بها والده قاموا باعتراض طريقه واصطحابه إلى منطقة خالية من السكان والاعتداء عليه بالضرب وبالأدوات الحادة. وأضاف الناطق الإعلامي أنه وفور ورود البلاغ بوشرت التحقيقات لتحديد هوية الأشخاص المعتدين وإلقاء القبض عليهم. وحذر من تداول أو نشر أو إعادة نشر الفيديو الذي ظهر خلاله ضحية الاعتداء في جريمة الزرقاء .وأكد أن تداول هذا الفيديو يوجب المساءلة القانونية لانتهاكه كافة القوانين والأعراف، مشيرا أن وحدة الجرائم الإلكترونية ستقوم بمتابعة كل من يقوم بنشره واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. وقال أحد شهود العيان والمطلع على تفاصيل الجريمة لـ"العربية.نت" إن سبب الجريمة هو ثأر المجرم لمقتل خاله، على يد والد المجني عليه (الفتى)، وأضاف أن المجرم (سفاح الزرقاء) قطع ساعدي الفتى ووضعهما في "كيس" تخلص منه في المياه العادمة. وكشف الفتى في تسجيلات صوتيه أنه تم اختطافه من قبل عشرة أشخاص بعد أن كان في طريقه لشراء الخبز، ثم اقتادوه إلى منطقة مهجورة في مدينة الشرق حيث قاموا بتنفيذ الجريمة. وأضاف الفتى أن الله أعطاه قوة لتحمل ما حصل له، وأنه عندما رأى الخاطفين حاول الهرب إلا أنهم استطاعوا الإمساك به وأخذه إلى أحد المنازل في مدينة الشرق حيث نفذوا جريمتهم. ولحظة ركوبه في حافلة صغيرة، قال السائق للفتى: "إذا تفتح فمك.. أطعنك"، ثم صعد شخص آخر للحافلة وشرع في ضرب الفتى بآلة حادة، وقاموا بنقله إلى أحد المنازل وفعلوا جريمتهم البشعة. وكان الفتى صالح يردد داخل الحافلة: "الله أكبر الله أكبر... يارب اجعلها بردا وسلاما علي". وقال: "وضعوا يدي على الطاولة وضربوها بالبلطة عدة ضربات، وأدخلوا شفرة حادة في عيني، وكنت أصرخ: الله أكبر". وكان عدد الأشخاص الذين خطفوا الفتى صالح 12 شخصا.

وتابع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تفاصيل العملية الأمنية الدقيقة التي نفذتها مديرية الأمن العام - قيادة الشرطة الخاصة في منطقة شعبية مكتظة، وقادت إلى القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا الجريمة بشعة في محافظة الزرقاء. وأكد الملك ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروع المجتمع، لافتا إلى أهمية أن ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار. ووجه الملك المعنيين بتوفير العلاج اللازم للضحية. وانشغل الرأي العام الأردني خلال الساعات الماضية بهذه الجريمة البشعة التي وقعت في مدينة الزرقاء لدرجة كبيرة.

من جانبه، قال مدير مستشفى الزرقاء الحكومي، الدكتور مبروك السريحين، إن العلامات الحيوية لـفتى الزرقاء مستقرة وجيدة، مع كل ما يعانيه من إصابات جسدية بالغة، ولا خوف على حياته. وأوضح السريحين أن الفتى يعاني من تهتك شديد في سواعد اليدين، ومن غير الممكن إعادة اليدين إلى مكانها كما كانت، نتيجة إتلاف الأنسجة الموجودة في السواعد، جراء وضعها لفترات طويلة من الوقت في المياه العادمة. ولفت السريحين إلى أن العين اليمنى تعرضت إلى إصابة بليغة، بينما العين اليسرى إصابتها سطحية ويمكن معالجتها. وأضاف السريحين أنه تم إجراء 4 عمليات للفتى حتى اللحظة، اثنتان في عينيه واثنتان في ساعديه، كما سيتم إجراء عمليات أخرى لمساعدته للاستمرار على الحياة. واستهجن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الجريمة البشعة مطالبين بإيقاع أشد العقوبات على الفاعلين.

 

السيسي يجدد رفض مصر أي مساس بحقوقها المائية

القاهرة -العربية نت/14 تشرين/2020

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر المائية. وجدد السيسي خلال اتصال مع سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا الأربعاء التأكيد على الثوابت المصرية بشأن سد النهضة، خاصةً ما يتعلق باستئناف المفاوضات الثلاثية لبلورة اتفاق قانوني ملزم وشامل بين كافة الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن الرئيس الجنوب أفريقي أعرب عن التطلع لاستمرار التنسيق المكثف بين البلدين خلال الفترة المقبلة للعمل على حلحلة الموقف الحالي، والوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن هذه القضية الحيوية. وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تطرق كذلك إلى التباحث حول بعض موضوعات التعاون الثنائي بين مصر وجنوب أفريقيا، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي. وكان البرلمان الإثيوبي قرر مناقشة مشروع قرار يطالب باتخاذ موقف عادل في مفاوضات سد النهضة، بما يحفظ حقوق مصر وإثيوبيا والسودان خاصة بعد قيام أميركا بخفض المساعدات الخارجية لأديس أبابا بنحو 100 مليون دولار قبل شهرين. وتعليقاً على هذا التغير الإثيوبي، تحفظ مسؤولون مصريون في الرد على تلك الخطوة الجديدة الآتية من آديس أبابا، مؤكدين لـ "العربية.نت" أن إثيوبيا وعدت كثيرا بتغيير موقفها وإبداء مرونة في المفاوضات عبر وسائل الإعلام المختلفة، لكنها عاودت في كل مرة التعنت خلال الاجتماعات الرسمية، ممسكة بشروطها التي تضر بمصالح مصر والسودان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حين تفترس قطعان الأحزاب المسيحيّة بعضها...

داني حداد/ام تي في/14 تشرين/2020

يعيد بعض قادة الأحزاب "المسيحيّة" جمهورهم ثلاثين عاماً الى الوراء. يريدون أن يبنوا لبنان الجديد بحجارة الماضي. حقدٌ وحروبٌ وكثيرٌ من التفاهة. من تعليقاتهم تعرفونهم. مسيحيّون بالإسم، لا يجيدون الغفران. تابعتُ مساء أمس الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة ١٣ تشرين، وكان تعييرٌ من فئةٍ مسيحيّة يقابل تعييراً آخر من فئةٍ مسيحيّةٍ أخرى. قطعان الأحزاب المغرّدة لم تهتمّ بغلاء المعيشة الذي يثقل كاهل غالبيّة العائلات اللبنانيّة، ولا بالدولار الذي نترقّب طيلة النهار سعره في السوق السوداء، ولا باحتمال رفع الدعم الذي يرفع الأسعار بشكلٍ جنونيّ، ولا بالكورونا الذي لا ينزل عدّاده عن الألف إصابة يوميّاً... لم يهتمّ قطعان الأحزاب، ويسمّيهم البعض جيوشاً الكترونيّة، بهذا كلّه بل راحوا يهاجمون بعضهم البعض وينبشون القبور ويطلقون الاتّهامات. وتابعتُ الصور المركّبة والفيديوهات التي تمّ تجميعها من الأرشيف. شبابٌ يضيّعون وقتهم في التغريد الحاقد، ويضيّعون أعمارهم في تأليه زعيمهم الذي يسخر من سخافتهم في مجالسه الخاصّة. غنمٌ، غنمٌ، غنم. والمسيحيّون في حالٍ يرثى لها، بين مهجَّرٍ بعد انفجار ومهاجِرٍ بعد خيبة، وقلِقٍ على المستقبل في بلدٍ "لم يعد لأولادنا"، والعبارة الأخيرة يردّدها كثيرون يبحثون عن فرصة لإخراج أبنائهم من جمهوريّة الرمال المتحرّكة.

وماذا يقدّم لنا بعض الزعماء؟ حقدٌ ومعارك وهميّة وعودة الى ماضٍ أسود. هؤلاء لا يبنون أوطاناً. هم يصنعون أحقاداً. وهم يرعون قطعاناً. قطعان هذه الأيّام تغرّد أيضا

 

لبنان ليس المقاومة والمقاومة ليست لبنان!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

منذ عقود ثلاثة والربط بين لبنان والمقاومة على قدم وساق. المقاومة، في بعض الاستخدام اليومي للسياسة والإعلام، صارت تُقدّم كأنّها خير ما أنتجه لبنان في تاريخه، تماماً كما أنّ حافظ الأسد خير من أنجبتهم سوريّا في تاريخها. ذاك أنّ ما حقّقته المقاومة في لبنان، وفقاً للرواية إيّاها، لم تحقّقه مقاومة في تاريخ المقاومات. هذا ما يرفع مؤيّديها إلى مرتبة «أشرف الناس»، كما يخفض خصومها إلى درَك الشبهة والاتّهام.

الربط هذا نشأ في زمن الوصاية السوريّة وراح يتنامى عاماً بعد عام، بحيث ظهرت في وقت لاحق نظريّة الثالوث «شعب وجيش ومقاومة»، على إيقاع شعارات مفتاحيّة تلخّص طبيعة الحاضر وتصادر مهمّات المستقبل، كـ: «وحدة، حرّيّة، اشتراكيّة» أو «وحدة، تحرّر، ثأر».

«لبنان المقاوم» هذا وُضع، ضمناً أو صراحة، في مواجهة ما درج عليه اللبنانيّون من أوصاف، كـ«الجسر بين الحضارات» و«سويسرا الشرق» و«ملتقى الجبل والبحر»، أو تلك الأوصاف التي تقرنه بوظائف معيّنة تتعلّق بالحرّيّة أو بالسياحة أو بالطبيعة والطقس فتعرّف الكلّ بما يُفترض أنّه جزء منه. ومع أنّ هذه النعوت مبالَغ فيها كثيراً، وتسعى إلى إضفاء صورة ورديّة على الذات، فإنّها تبقى أقرب ألف مرّة إلى الواقع من «لبنان المقاوم». هنا يبلغ الافتراء على التاريخ الذروة.

ذاك أنّ أفضل ما في تاريخ لبنان ما قبل المقاومات أنّه لم يُضطرّ لأن يقاوم. لقد أعفته ظروفه من تلك التجربة المُرّة التي تجعل حزباً قائداً وزعيماً ملهَماً يصعدان على دم الضحايا. هكذا رُسمت المقاومات القديمة، كتلك المنسوبة إلى مدينة صيدا التي يقال إنّ الأشوريّين دمّروها وأحرقوها قبل المسيح بمئات السنين، بوصفها تعوّضنا الحاجة إلى المقاومة في الزمن الراهن. أمّا التاريخ اللبناني الرسمي فكُتب بما يشبه القول: كان أجدادنا أبطالاً عظماء ينبغي دوماً أن نكرّمهم لكنْ لا ينبغي أبداً أن نقلّدهم. فتمجيد الأساطير بالتالي جاء مقروناً بافتراض أنّها فرجة من الماضي تغني عن تجشّم الموت والقتل في الحاضر.

وفي مقابل «ثقافة المقاومة» التي هي دوران حول ميثولوجيا الشهادة، ظلّ لبنان ما قبل المقاومات يقصد بالثقافة الأدب والشعر والموسيقى والرسم والنحت والرقص. فحين احتُفل بشيء من الإسهاب بـ«شهداء 6 أيار» الذين أعدمهم جمال باشا عام 1916، لم يرافق ذلك احتفال بالشهادة. لقد قُدّمت المناسبة كآخر الأحزان، واستُخدمت للتوكيد على شراكة مسيحيّة - إسلاميّة في الموت يُراد لها أن تغدو شراكة في الحياة وفي بناء وطن موعود.

وتكرّر الأمر نفسه في وقت متأخّر كالعام 2005. فتمجيد «شهداء ثورة الاستقلال» لم تصحبه أيّ ميثولوجيا من النوع المألوف عن الشهادة. لقد ساد، مرّة أخرى، التركيز على التلاقي بين اللبنانيّين كجسر إلى وطن حي وحيويّ، أو أنّ هذا، على الأقلّ، ما كانه الخطاب المعلن.

فالمقاومة، أيّاً كانت، لم تكن مصدراً لشرعيّة لبنان وشرعيّة نظامه اللذين لم يرزحا تحت حزب قائد أو زعيم معصوم. وبالمعنى نفسه بُعث التاجر الفينيقي بوصفه دليلاً إلى النجاح والعيش الأفضل. لقد أريد له، وإن بقدر من الغنائيّة والرومنطيقيّة، أن يكون هو البوصلة.

والحال أنّ أكثريّة اللبنانيّين الساحقة عرفت وتعرف أنّها حين لم تمتهن المقاومة لم تتعرّض لاحتلالات. لكنّها، وهذا أهمّ، عرفت أنّ القداسة التي يصف المقاومون بها مقاومتهم لا تفعل سوى تعطيل النقد والحدّ من الحرّيّة وإلقاء ظلّ قاتم على الحياة السياسيّة.

هكذا لم يكن الانتقال من لبنان ما قبل المقاومات إلى لبنان المقاومة سوى انقلاب في كلّ شيء، انقلابٍ صاحبته تحوّلات ديموغرافيّة أحدثت اعتداءات إسرائيل الكثير منها. وهو، ككلّ الانقلابات، سيّئ وخطير، حتّى ليصحّ القول إنّ الإيجابيّة الوحيدة لظهور المقاومة هي استقدام القوّات الدوليّة بما تنفقه وتستهلكه في الجنوب. لكنْ إذا كان ربط لبنان بالمقاومة كاذباً فأكذب منه ربط المقاومة بلبنان. صحيح أنّ لبنانيّين كانوا يحملون السلاح في تنظيمات المقاومة الفلسطينيّة، كما أنّ مقاتلي «حزب الله» لبنانيّون، لكنّ قرار المقاومة لم يكن مرّة لبنانيّاً، ولا كان من السهل تبيّن إفادته للبنان وإن كان سهلاً جدّاً تبيّن أضراره عليه.

ثمّ إذا كان التوجّه في زمن ما قبل المقاومات محكوماً بضمّ الآخرين وتوسيع المساحات المشتركة بينهم، ولو على نحو متعثّر ومتباطئ ومتضارب، فالمقاومة هي بالضرورة والتعريف فئويّة مهما زعمت عكس ذلك. إنّها تخصّ جماعة بعينها فيما تدفع الجماعات الأخرى إلى ما يتراوح بين الحذر والخوف واللجوء إلى التسلّح إن أتيحت فرصة كهذه. هذا بالضبط ما حصل عشيّة اندلاع الحرب اللبنانيّة، وهو ما يشتهي كثيرون أن يحصل اليوم ويكون الخاتمة الجدّيّة لتلك الحرب.

 

اين تكمن ذكرى 13 تشرين 1990 في قاموسكم يا اولاد الافاعي؟

عبدالله الخوري/فايسبوك/14 تشرين الأول/2020

اخاطبكم بلغة الكتاب المقدس علكم تهتدون!!

اغرقتم بالامس آذان اللبنانيين بالترهات الصوتية والسماجات العدائية ايها االمراؤون وبشتى صنوف الدجل

ذلك كله وتتوخون دائما مجاورة القصر الجمهوري اعتقادا منكم انه مُدون في سجلكم العقاري وملحق باملاككم التي تعاظمت لعمق فسادكم؛ والادهى من ذلك استغلالكم حماية الحرس الجمهوري بعد ان لفظكم المجتمع وقبّح اعمالكم.

لم تنبسوا بالامس ببنت شفة تؤشر الى هول الذكرى ومضامينها التي صبغت التاريخ بلون الدم الذي اُهرق وعدد الشهداء الذين قضوا نحبهم مظلومين؛ وتجهيلكم المصلحي المستمر لفاعل تلك الجريمة المذبحة التي اُضيفت الى سواد سجلات سوريا الاسد.

الا تخجلون من عتبات هذا القصر وقد خزلتموه مرتين بعد ان صبغتم الجبين الماروني بالعار والتهلكة ، مرة اولى عندما ادبرتم وجعلتموه لقمة سائغة لوحوش الفتح السوري بالرغم من ادعاءاتكم عن الموت في مقر القيادة؛ومرة اخرى عندما احتضن مرغما نمطا من الرؤساء لا ينتمي البتة الى السلم القيمي الجيني للرؤساء الاقوياء.

تستمرون بغيّكم  ولا تخجلون ولا ترتوون،اسسنا في الماضي بمعية المناضلين الشرفاء"التيار الوطني الحر" ، قمتم بتدمير قيمه والتعمية على علة وجوده كنبراس في مواجهة الاحتلال السوري الذي عقدتم معه الخناصر ومنحه عفوا جائرا وعاما عن جرائمه تجاه لبنان والانسان فيه؛ ساعين لديه للامجاد الباطلة على حساب شهدائنا وحريتنا وكرامتنا واقتصادنا وحضورنا الراسخ.

كفاكم متاجرة ونخاسة يا اولياء الهيكل، تحاولون قتل العفة في انساننا وتغييب الطهارة عن نهجنا ومحو الزهد عن قداسة قضيتنا تلك شمائل ونذور يتماشى عليها المسيحيون كسيرة حياة اين انتم منها ؟؟؟

تدأبون على تجميع البشر على قاعدة الرقم المنتفخ والكرسي الاضافي والتصفيق الغرائزي صونا لنرجسيتكم واشباعا لنهمكم القزمي  المنافي للشموخ والعملقة.

انتم تمثلون البدع الزائلة بمواجهة مسيرة كيانية لشعب لا يُطوى له زند،وصدق من قال ولو لمرة واحدة فقط

"ويل لامة تضحي بشبابها لاجل شيبها"!!!!!!

 

الحريري يلتقي حسين الخليل: الانتحار أو قلب الطاولة

منير الربيع/المدن/14 تشرين الأول/2020

يقف الرئيس سعد الحريري في موقف حرج على مسافة أقل من أربع وعشرين ساعة للاستشارات النيابية الملزمة. ويؤكد الحريري أنه يرفض تأجيل الاستشارات، لأن التأجيل يعني استدراجه إلى ما وقع فيه مصطفى أديب من أخذ وردّ. لذا، أمامه ثلاثة خيارات. إما أن يقبل بأي عدد من الأصوات التي ستسميه، مهما كانت ضيئلة، ويتم تكليفه على أساسها طالما أن ليس هناك مرشح بوجهه. وإما أن يعتذر، أو أن يعود ويوافق على تأجيل الاستشارات.

نصيحة برّي

إذا قبل الحريري بتكليفه وفق المعطيات المتوفرة حتى هذه اللحظة، يعني أنه سينال أصوات، كتلة المستقبل، تيار المردة، الرئيس نجيب ميقاتي وكتلته، الرئيس تمام سلام، وكتلة التنمية والتحرير وعدد من النواب المستقلّين، بالإضافة إلى كتلة اللقاء الديمقراطي إذا نجح بإقناع وليد جنبلاط. ولكن عندها سيذهب إلى معركة التأليف والتي ستنتظره فيها مطبات كثيرة، وسيكون خاضعاً لابتزاز هائل كان قد فتح بازاره جبران باسيل. أما بحال وافق على تأجيل الاستشارات، فسيخوض جولة مشاورات سياسية، وليس نيابية، مع القوى والكتل من أجل توفير ظروف ومقومات التفاهم.

موقف باسيل كان واضحاً: طريق رئاسة الحكومة تمرّ عبرنا. يتسلح باسيل بالميثاقية المسيحية وبتوقيع رئيس الجمهورية. وعندما التقى الحريري بالرئيس نبيه برّي، قال له رئيس مجلس النواب: "لا بد لك أن تعقد لقاءات مع ثلاث قوى سياسية، حزب الله ووليد جنبلاط وجبران باسيل. والمسألة ليس لها علاقة بـ"المحبة" أو عدمها. بل بما تفرضه اللعبة السياسية". وكان الحريري يتجنب عقد مثل هذه اللقاءات، كي لا يعطي طابعاً سياسياً للتشكيل، فاخترع طريقة إرسال وفد كتلة المستقبل لاستمزاج الآراء، في محاولة لتعبيد طريقه.

"ممانعة" جنبلاط ولقاء الخليل

أول الردود كان من وليد جنبلاط الذي رفض طريقة التعامل معه. يعلم جنبلاط أن الحريري لن يكتفي بتواصله مع التيار الوطني الحرّ من خلال الوفد النيابي، وأنه سيحصل تواصل أو لقاء مباشر بينهما. وقد كان باسيل واضحاً في رفع سقفه. وكان معلوماً ان الحريري سيلتقي المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين الخليل، بعيداً من الإعلام. رفض جنبلاط استقبال وفد المستقبل. بادر الحريري إلى فتح خطوط التواصل وإيجاد حلّ للمشكلة عبر إقناع جنبلاط باستقبال الوفد، مقابل حصول لقاء هاتفي بينهما. لكن الأخير رفض، بينما برر الحريري موقفه بأنه لا يريد عقد لقاء مع أي شخص سياسي، كي لا يلتقي باسيل.

مساء الثلاثاء عقد لقاء طويل نسبياً بين الحريري وحسين الخليل، جرى خلاله استعراض مبادرة الحريري، والبحث عن مخرج لتشكيل حكومة برئاسته. سأل الحريري عن مدى التزام حزب الله بالمبادرة الفرنسية، فكان الجواب سريعاً وبديهياً أن الحزب أول من رحب بها. وكرر الخليل موقف النائب محمد رعد أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أي الموافقة على 90 بالمئة من الورقة، فيما العشرة بالمئة تحتاج إلى نقاش وبحث عميق لأنها أمور عامة. وهذه تتعلق بشروط صندوق النقد والخطة الاقتصادية وتفاصيلها.

طالب الحريري بصلاحيات استثنائية للحكومة، الأمر الذي سارع الخليل إلى رفضه بشكل مطلق. وجدد موقف الحزب وحركة أمل بالتمسك بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة.

على أي حال، ترك الحريري المجال أمام المزيد من المفاوضات، ولم يقفل الباب، لكن الثنائي بقي على موقفه.

احتمالات صعبة

أعاد الجميع رمي الكرة في ملعب الحريري. هو صاحب الخيار وصاحب القرار. وفي حال ارتضى التكليف بأصوات ضيئلة، ومن دون أصوات الكتل المسيحية الكبرى، أي القوات والتيار، سيكون مكبلاً بشكل كامل لدى حزب الله. علماً أن مفاوضات التأليف ستحتم عليه عقد لقاء مع باسيل للحصول على ثقة المجلس، وعلى توقيع رئيس الجمهورية. أما بحال حصل على أصوات تكتل "لبنان القوي"، فيعني أن المفاوضات قد حصلت بين الطرفين وتم نسج تفاهم جديد.

وسط كل هذه الاحتمالات القاتمة، يبقى أمام الحريري خيار يقلب الطاولة، إما بإعلان الانسحاب وتحميل المسؤولية للكتل التي عرقلت مجدداً. وإما القبول بالتكليف، وفيما بعد يعمل على تشكيل حكومة كما يريدها هو، ومن دون استلام أسماء من القوى السياسية، ويذهب بها إلى القصر الجمهوري، فيطرحها أمام عون الذي سيرفضها. وعندها، يخرج ويعلن ما لديه ويحمّل من عرقل المسؤولية كاملة. وبهذه الخطوة، ربما يستعيد صورته وحضوره وصلاحياته، سياسياً ومعنوياً.

 

إتعظوا من الماضي والحاضر.. إنه النظام

عبد الله بو حبيب/موقع 180/14 تشرين الأول/2020

كأن لبنان قدره أن يتعايش مع الأزمات. مواسمها تهبُ عليه عندما يكون العالم العربي مستقرا، فيحتاج إلى متنفس لتناقضاته، أو عندما يكون العالم العربي مشتعلاً، فيحتاج إلى فسحة من الإستقرار الهش.

خدم السفير سام لويس سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل خلال حكومات مناحيم بيغن المتتالية، قبل أن يتقاعد في العام ١٩٨٤. التقينا على غداء لاحقاً خلال ممارسة مهمتي كسفير للبنان في واشنطن. باغتني يومذاك بسؤال لم أتوقعه: “أتمنى أن تعطيني جواباً صريحاً. كانت العلاقات بين الموارنة واليهود خلال السنوات الأخيرة من حياة بشير الجميّل تتصف بالمودة والأخوة والشراكة. كنت أتصور أنني في حفل زواج بينهما وكان الجميع يرقص فرحاً وابتهاجاً. ماذا حلّ بين هذين الشعبين؟”.  كان عليّ أن احكّ رأسي قبل أن أقدم له الجواب المناسب. بالفعل “حبكت معي”، كما يقال، فأجبته بعد ثوانٍ قليلة: “لم يكن هناك عرس ماروني ـ يهودي. العرس كان بين بشير (الجميل) و(أرييل) شارون. اغتيل بشير قبل أن يتعرف الموارنة واليهود على بعضهم البعض، فانهار الحلم”.

يصح هذا التشبيه على المكونات اللبنانية التي تشكل منها لبنان في ظروف مختلفة وعلى مدى قرون طويلة. الازمات المتتالية والمتعددة والمستمرة التي حلّت بلبنان منذ الاستقلال تُبيّن أن اللبنانيين ليسوا شعباً واحداً. لم تتعرف المكونات تلك على بعضها البعض. هم قبائل او طوائف ولكل مكون خصوصية/خصوصيات حملها معه الى ارض لبنان وما يزال متمسكاً بها. اللبنانيون مجموعة شعوب ولكل منها سند خارجي يدعمه. علاقات الصداقة والتعارف القائمة على مستوى النخب لم تترجم نزولاً الى عامة الشعب. النظام القائم لا يناسب اللبنانيين ولا يعطيهم أمناً وأماناً وإستقراراً وازدهاراً مستداماً. وبرغم أن هذا النظام أعطى اللبنانيين في فترات عديدة من تاريخه، البحبوحة والأمان، إلا أنه أتى بالويلات على أبنائه في فترات عديدة، كما يبيّن تاريخه أيضاً. النظام لا يخدم أحداً من اللبنانيين. لا أعتقد أن ثمة حاجة لإثبات ذلك بالإحصائيات، لكن العودة المختصرة إلى تاريخنا منذ الاستقلال قد تثبت صحة ذلك للقارىء:

أولاً، كان اللبنانيون منقسمين إلى ثلاث مجموعات عشية الاستقلال عام ١٩٤٣:  مع الوحدة مع سوريا؛ مع بقاء الانتداب الفرنسي؛ مع الوفاق المسيحي – المسلم (النموذج اللبناني). رعت بريطانيا الفئة الاخيرة، فكان الاستقلال والميثاق الوطني الذي كرس داخلياً شراكة في الحكم مع أرجحية مسيحية، وبالاخص مارونية. أما خارجيا، فكانت صيغة “لا غرب ولا شرق ولبنان ذو وجه عربي”. أعطى معظم اللبنانيين فرصة للاتفاق الجديد، لكن بقي هناك شعور مبيت بأن هذه التجربة لن تصمد طويلا، وبالفعل عاشت ١٣ عاما.

ثانياً، ظهر الخلاف بين اللبنانيين بعد حرب السويس والاعتداء الثلاثي (بريطانيا، فرنسا واسرائيل) على مصر في خريف ١٩٥٦. عاد اللبنانيون الى الانقسام وقامت حرب اهلية عام ١٩٥٨، بعدما تحالف الحكم مع الغرب والدول العربية المتحالفة معه. وبينما دعمت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) معارضي الحكم اللبناني، دعمت الولايات المتحدة الرئيس الماروني (كميل شمعون) ومؤيديه. بكلام اوضح، التف المسيحيون حول الحكم وبات المسلمون هم رأس حربة المعارضة. انتهت “ثورة 1958” باتفاق اميركي مصري على انتخاب فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، فأجرى تغييرات طفيفة في بنية النظام، ومنها شعار “٦ و ٦ مكرر”. كذلك ابتدع شهاب سياسة خارجية قوامها الآتي: “مع العرب اذا اتفقوا وعلى الحياد اذا اختلفوا”، بالاضافة الى “لا شرق ولا غرب، انما مع الشرق والغرب”. أعطى النهج الشهابي لبنان حوالي عشر سنوات من الاستقرار والازدهار.

الخطير في الوضع الحالي ان المسؤولين لم يتعظوا من فشل الماضي وما زالوا يجهدون بمحاولة تلو الاخرى لاستمرار النظام من دون تغيير

ثالثاً، انقسم اللبنانيون مجددا في أواخر الستينيات بين مؤيد ومعارض للعمل الفلسطيني المسلح وحرية استخدام الاراضي اللبنانية لمهاجمة اسرائيل. لم يتمكن اتفاق القاهرة بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٦٩ من تبديد الخلاف بين اللبنانيين، بل تراكم وتفاقم إلى أن إنفجر في ربيع ١٩٧٥ حرباً دموية ومدمرة كرّست انقسامات طائفية عميقة. إجتمع نواب لبنان في الطائف في تشرين الاول/اكتوبر ١٩٨٩، بدعوة من لجنة عربية ثلاثية تشكلت في قمة عربية عقدت خصيصا في المغرب لوقف الاقتتال والوصول الى سلام في لبنان. تألفت اللجنة العربية من ملكي السعودية والمغرب ورئيس الجزائر. اتفق النواب على اصلاحات داخلية عرفت بـ”اتفاق الطائف”. في خريف ١٩٩٠، عشية الحرب الدولية لإخراج صدام حسين من الكويت، منحت اميركا والسعودية الرئيس السوري حافظ الأسد حق الوصاية على  لبنان. اقتصر تطبيق الاتفاق على نقل القرار من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا.

رابعاً، عينت دمشق “مفوضا ساميا” أدار البلد طوال 15 عاماً وحَكم بين اللبنانيين وكان يفض خلافاتهم المستمرة. اعطت الوصاية السورية إستقراراً سياسياً وأمنياً دام عقداً ونصف من الزمن. اعتمدت الوصاية السورية على قيادات الميليشيات الاسلامية، وجرّدت الميليشيات المسيحية من سلاحها بعدما توزعت قياداتها بين المنفى والسجن. تبدلت الأحوال بعد خلاف أميركي – سوري حول الارهاب والاجتياح الاميركي للعراق، فانقسم اللبنانيون بعد قرار مجلس الامن الرقم ١٥٥٩ عام ٢٠٠٤ الذي انهى الوصاية السورية على لبنان وطالب بحل القوى المسلحة غير الشرعية (حزب الله ضمناً) وإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. خرجت القوات السورية العسكرية والامنية من لبنان بعد اقل من شهرين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط/فبراير ٢٠٠٥. انتهت الوصاية السورية تحت ضغوط اقليمية ودولية ولبنانية. لم يكن الانقسام هذه المرة طائفياً. فبينما الذين اشتركوا في مظاهرات ٨ اذار كانوا من الطائفة الشيعية بالاضافة الى اقليات سنية ومسيحية ودرزية، حضرت في مظاهرات ١٤ اذار اكثرية السنة والدروز والمسيحيين مع أقلية شيعية. نجحت اكثرية ١٤ اذار في عزل ميشال عون بعد الانتخابات النيابية في ربيع ٢٠٠٥، برغم ما حققه على صعيد التمثيل المسيحي الكاسح، فقرر “الجنرال” إبرام تفاهم مع حزب الله (شباط/فبراير 2006) اوصله الى رئاسة الجمهورية بعد عشر سنوات.

خامساً،  منذ عام ٢٠٠٥ ولبنان منقسم بين من يدعم امحور غربي، وبالتحديد اميركا والسعودية، وبين محور شرقي قوامه ايران وسوريا: السنة مع الغرب والشيعة مع الشرق والمسيحيون والدروز منقسمون بين الاتجاهين. كما شهدت الخمسة عشر عاما  الاخيرة، من جراء الانقسام القائم، حالة من عدم الاستقرار السياسي والامني، تخلله اصطدام مسلح في ربيع ٢٠٠٨ واجتماع القيادات اللبنانية في قطر واتفاقهم على انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ رئاسي دام سبعة اشهر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، للمعارضة فيها حق النقض بإعطائها ثلث عدد الوزراء زائدا واحد. لم تنتج الانتخابات النيابية في عام ٢٠٠٩ ولا تشكيل حكومات الوحدة الوطنية الاستقرار السياسي المنشود. وقع فراغ رئاسي اخر دام عامين وخمسة اشهر كما كانت الحكومات المتتالية تاخذ اشهرا طويلة لتشكيلها. والجديد منذ عامين، ان السياسات النقدية والمالية التي وضعت في اوائل التسعينيات استنفدت غايتها، وبات لبنان يعاني من ازمات سياسية واقتصادية وحياتية ومالية ونقدية والى حد اقل امنية. والخطير في الوضع الحالي ان المسؤولين لم يتعظوا من فشل الماضي، وهم يجهدون محاولة تلو اخرى لاستمرار النظام من دون تغيير، ولو أن من يدفع ثمن تعطيل المؤسسات هو كل الشعب اللبناني.

ان تشكيل حكومة غير سياسية وببيان وزاري يتطرق فقط الى القضايا الحياتية العالقة هو حاجة ماسة لوقف الانهيار والفقر والعوز والجوع ولعدم تدرج لبنان نحو تصنيفه دولة فاشلة

هذا العرض التاريخي يقودنا إلى الإستنتاج أن هناك سبعة عوامل اساسية للخلاف وهي:

كانت الخلافات الخارجية دائما السبب في تفجير الوضع الامني والعسكري. انقسم اللبنانيون باستمرار حول السياسة الخارجية وكان تاريخيا لكل من المكونات اللبنانية دعم خارجي.

بالرغم من ان الخلافات الداخلية اساسية، الا انها لم تكن السبب الرئيسي للتفجير في ايٍّ من الاحداث التي وقعت في لبنان على مدى سبعة عقود ونيف.

بينما كان الانقسام لغاية أواخر القرن العشرين بين مسيحي ومسلم، انقسم المكون المسلم في هذا القرن الى سني وشيعي، مما عقد الوصول الى حلول للقضايا الداخلية العالقة.

ان الخلافات الاقليمية تنعكس باستمرار على الوضع في لبنان، ومن ثم على رئيس الجمهورية ان يتصرف كحَكم وليس كطرف. ان من مصلحة اللبنانيين، وبالاخص طائفته ان يسعى باستمرار لتضييق الهوة بين المكونات اللبنانية الرئيسية.

بينما لعب البريطانيون دورا اساسيا عام ١٩٤٣، اتى الحل عام ١٩٥٨ من واشنطن والقاهرة، وفي عام ١٩٩٠ من السعودية واميركا، وفي عام ٢٠٠٨ من قطر، واليوم تحاول باريس إيجاد حل للبنان.

برغم حدة الإشتباك الداخلي، لا افكار جديدة لتعديل النظام الحالي او استبداله او حتى تطبيق ما اوصى به مؤتمر الطائف عام ١٩٨٩. للاسف، ما زال لبنان يتخبط بفراغ  يضيف الى الوضع الراهن تعقيدات جديدة.

لبنان بحاجة الى حوار يزيل الى حد بعيد الخلافات الداخلية ويمنع بالمطلق الخلافات الخارجية من تفجير لبنان والسير في حروب سياسية وعسكرية.

هذا كله لا يعني ابدا ان لبنان ليس بحاجة الان الى حكومة تعالج بسرعة مشاكله الحياتية. ان تشكيل حكومة غير سياسية وببيان وزاري يتطرق فقط الى القضايا الحياتية العالقة هو حاجة ماسة لوقف الانهيار والفقر والعوز والجوع ولعدم تدرج لبنان نحو تصنيفه دولة فاشلة.

ان لبنان بحاجة الى حكومة تستعيد علاقاته ودوره في المجتمعين الدولي والعربي. كذلك ان التعاون مع المؤسسات الانمائية والمالية الدولية والاقليمية اكثر من ضروري للخروج من الازمات الاقتصادية التي يواجهها كل لبنان. اضافة الى كل ذلك، يجب ان ينصب اهتمام الدولة، إبتداءً من رئيس الجمهورية مرورا برئيس الحكومة وصولا إلى الوزراء والنواب على معالجة تلك الازمات.

وفي إنتظار أن تتشكل حكومة وفق الأعراف السائدة بعد الطائف، لا بد من إختيار فريق عمل مهمته إقتراح خارطة طريق لتأسيس نظام جديد ياخذ بالاعتبار خلفيات وتطلعات كل مكون من المكونات اللبنانية وخصوصيته التي تزيد لبنان غنىً وتنوعًا، كما انها جعلت منه وطنا مميزا في منطقته وفريداً في العالم.

 

اللامركزية ليست مطلب المسيحيين فقط

بيار عطاالله/المرصد/14 تشرين الأول/2020

مصيبة المسيحيين في لبنان، أنهم كلما استشعروا قليلاً من القوة السياسية والمعنوية فسرعان ما تغمرهم احلام الهمينة على البلاد والعباد، اما اذا استشعروا قليلاً من الضعف فسرعان ما يعودون الى نبش دفاتر الماضي ويغمرهم الحنين الى متصرفية جبل لبنان ويلقون باللائمة على لبنان الكبير في التسبب بازماتهم ومشكلاتهم وإنحسار دورهم وحضورهم، ويغب عن بالهم تماماً ان البطريرك العظيم الياس الحويك استشعر ومثله أمير لبنان فخر الدين المعني الثاني الكبير مدى اهمية تمدد لبنان الى حدوده التاريخية داخل السلسلة الشرقية والى أبعد منها، وكذلك فعل الرئيس بشير الجميل الذي مات وهو يردد عبارة "لبنان 10452 كمدى حيوي للجمهورية اللبنانية وساكنيها".

لم يخطئ الانتداب الفرنسي في الاعلان عن قيام دولة لبنان الكبير الذي احتفلت الدولة الفرنسية مع اللبنانيين بذكرى مئويته الاولى وسط اجواء حزينة وبائسة بسبب انفجار المرفأ وانهيار الاوضاع السياسية والاقتصادية، وقيام هذا اللبنان الحديث أمر طبيعي واستمرارية للروح الاستقلالية اللبنانية التي تجلت حروباً طاحنة مع الامبرطوريات العربية الاسلامية وصولاً الى كيانات الامارة اللبنانية شبه المستقلة ومحاولاتها المستميتة للخروج عن السلطنة العثمانية.

لكن الفرنسيين ارتكبوا خطأ في استنساخ النظام المركزي الفرنسي على النظام السياسي - الاداري – الاقتصادي دون ان يأخذوا في الاعتبار (ورغم ادراكهم للتركيبة اللبنانية) التنوع والتعددية اللبنانية التي تجتمع على الكثير من الامور الاساسية وتختلف على الكثير منها. وهكذا يبدو التعاطي مع ملفات البيئة والفساد والاصلاح موضوع إجماع بين اللبنانيين، في حين تصبح قضية اساسية مثل التعامل مع الوضع في سوريا، والعلاقة مع دول الخليج العربي موضوع خلاف لا ينتهي، وكذلك في ملفات اساسية مثل "السلاح غير الشرعي" و "السلاح الفلسطيني" و "التجنيس" وتداخل الديني مع المدني في مسائل الاحوال الشخصية.

ينفع النظام المركزي في الدول المتجانسة مثل فرنسا، لكن هذه المجتمعات المتجانسة بالذات بادرت الى خفض مستوى تأثير المركز على سائر انحاء الدولة ومرافقها، واعطت السلطات المحلية المزيد من الحرية في ادارة شؤون مناطقها المختلفة. في حين تستمر البيروقراطية المركزية الصارمة – الفاشلة تتحكم بمفاصل الدولة اللبنانية تحت عناوين طائفية – مذهبية اصبحت مكشوفة للقاصي والداني بدليل ما تعاني منه العاصمة بيروت من إهمال، وفوضى، ولا تنظيم، وحال اللا انماء بسبب تمركز السلطات المحلية في يد مجلس بلدي واحد تتنازع التأثير عليه الاحزاب والقوى المهيمنة دون ان تتمكن من حل مشكلة واحدة ابرزها نفايات العاصمة، والصرف الصحي، والتنمية بأبسط مظاهرها.

يستخدم البعض عنوان اللامركزية ورقة في المواجهات السياسية العقيمة بين القوى السياسية المتصارعة بحيث تبدو اللامركزية الموسعة مطلباً مسيحياً، وهذا كلام غير صحيح، فأهل الشمال والجنوب والبقاع والجبل ليسوا جميعاً مسيحيين، لكنهم يلهجون سراً وعلناً في طلب اللامركزية وأن تكون السلطات المحلية على قدر طموحاتهم وامانيهم في التنمية الحقيقية الادارية والاقتصادية والاجتماعية بكل اوجهها. وهذه اللامركزية الموسعة يجب ان تكون مفصلة لتأمين رفاه اللبنانيين ومستقبل اولادهم، و"كهرباء زحلة" التي تفاخر بأنها "24 – 24" يشكل النموذج الذي يجب تعميمه على مستوى كهرباء كل لبنان بدلاً من التناحر على معمل في دير الزهراني للشيعة، ومعمل أخر للمسيحيين في سلعاتا. وحدث كذلك عن تجربة اللامركزية في التنمية السياحية والصناعية والزراعية في مناطق مختلفة في موازاة التخلف والقهر الذي تعاني منه مناطق كثيرة...

لا يحل مجلس الشيوخ مشكلة اللبنانيين، ولا الدائرة الفردية، رغم اهمية هذه العناوين في تأمين التمثيل الانتخابي فالبنية المجتمعية التعددية تتجاوز كل الاعتبارات والقيم والافكار الى صلب تشكل الاجتماع اللبناني....

 

جعجع أقوى من بشير.. و”نصرالله أضعف من عرفات”!

سليم الأسمر/موقع 180/12 تشرين الأول/2020

https://180post.com/archives/13574

ندر أن تجد حزباً لبنانياً شارك في الحرب الأهلية ولم يرتكب. لذلك، لا يمكن للذاكرة أن تكون إنتقائية. أي أن تختار حزباً بعينه وتصوب سهام الإنتقاد على ماضيه وحده، لكن إذا كان قائد الحزب نفسه لا يريد مغادرة ماضيه، لا بل يريد إسقاط صفحاته السوداء وسجله الدموي، ماضياً، على "عدو" جديد، حاضراً أو مستقبلاً، هل يجوز التجاهل أو التساهل؟ إليكم سمير جعجع نموذجاً.

لم يترك رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع شيئاً إلا وفعله ليُثبت “نُدرتَهُ” السياسية. حيناً يطُل كمن ينتظر دعوى تطويبه قديساً. أحياناً أُخرى يُظهر “مثالية سياسية” أولويتها أخلاقية، لكن سرعان ما تتبدد هذه الصورة مع استذكار “اتفاق المحاصصة على المسيحيين” (تفاهم معراب). في أحايين ثالثة، يبدّد الرجل أوقاته بـ”إرشاد” الساسة اللبنانيين إلى جادة الصواب السياسي لبناء لبنان المُرتجى بمخيلته. ولذلك، يضرب خبط عشواء بالجميع لأن أحداً لا يستجيب لنداءاته الصادرة من قلعة معراب. عليه، فإن غالبية الساسة اللبنانيين هم حقل رماية لأهدافه: يستهدف الرئيس سعد الحريري، ولا يوفر “حزب الله”. ولا يستثني رئيس حزب الكتائب سامي الجميل. ولا يستبعد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حتى الجيش اللبناني لم يسلم منه ومن رؤاه، وكان ذلك في تقرير أعدته دائرة اغتراب قواتية ورفعته إلى إحدى عواصم القرار منذ نحو عامين.

لا يزال “الحكيم” أسير ماضيه الحربي. يصدر عن عقل طائفي يستحوذ على غالبية القوى السياسية الوازنة في لبنان. هذا العقل وظيفته تعيين آخر يُعاديه. فالطوائف لا يمكن أن تحيا وتستمر من دون عدو. ومن عادات الطوائف وغرائبها أن تُجاهر بما ترفضه. وأسوأ طبائعها تورية ما تريده وما تسعى في مناكبه. وأكثر ما تحترفه الطوائف هو “التقية” إذ تُعلن غير ما تُضمر على الإطلاق. وسمير جعجع يشتغل كالطوائف. فهو يُحابي “حزب الله” من تحت الطاولة، لكنه يسابقه في العسكرة والتسلح حتى “صارت القوات اللبنانية الآن أقوى مما كانت عليه في زمن (الرئيس) بشير الجميل. لقد أنجزت نهائياً عملية التسلح والتسليح والتدريب. أما حزب الله، فهو يعيش أسوأ مراحل ضعفه. لقد صار أضعف مما كانت عليه منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، عشية الإجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران/يونيو من العام 1982”. هذا ما قاله “الحكيم” حرفياً في عشاء جمعه قبل أكثر من أسبوع، مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عند “صديق مشترك”، بحضور زوجتيهما ستريدا طوق جعجع ونورا جنبلاط.

والحال هذه، فإنه يصح عن سمير جعجع القول إنه إما جاهل بالتاريخ أو متجاهل للتاريخ بأحسن الأحوال، لذا فقد صار محكوماً بتكراره. فالرجل الميلشياوي الذي درس الطب في الجامعة الأميركية ولم يكمل سيرته طبيبا، فنال منها فقط اللقب (الحكيم)، لم يمعن في قراءة مقولة كارل ماركس الشهيرة عن أن التاريخ يعيد نفسه مرتين: مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة. فلقد اشتهر “الحكيم” بخوضه “حروب الخسارات” باسم “الدفاع عن المسيحيين”: من حرب الجبل وشرق صيدا وإقليم الخروب وصولاً الى حروبه مع ميشال عون. كان يمزج القتال باللاهوت. يرفع شعار الصليب المشطوب ويتماهى مع نفسه، إلى درجة محاولته لعب دور “القديس” سواء من خلال حملة الشمعة الصغيرة أو الوردة الحمراء في المهرجانات المعرابية.

جعجع لجنبلاط: صارت القوات اللبنانية الآن أقوى مما كانت عليه في زمن (الرئيس) بشير الجميل. لقد أنجزت نهائياً عملية التسلح والتسليح والتدريب. أما حزب الله، فهو يعيش أسوأ مراحل ضعفه. لقد صار أضعف مما كانت عليه منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، عشية الإجتياح الإسرائيلي للبنان

وعلى الرغم من محاولات جعجع الحثيثة لتنميق خطابه السياسي، ومحاولته الدؤوبة للظهور بصورة السياسي المتزن و”المثالي” وصاحب الرؤية الإستراتيجية، لكنه لم يتغير بالمعنى العميق للكلمة. فقط خذوا كبائره من صغائره: هل تحتاج “القوات اللبنانية” الى عراضة عسكرية لاستذكار بشير الجميل ولو كانت بستار “الكشفية”؟ وهل تُبقي عراضة الأشرفية “الكشفية أيضاً” على المسيحيين في لبنان وتزيل من مخيلتهم هول إنفجار المرفأ في 4 آب/أغسطس الماضي؟ الكشافة هي خطوة أولى نحو العسكرة في المجتمعات.. هكذا كانت الكتائب وكل أحزاب لبنان “الحربية” سابقاً!

لم يتغير جعجع وان فقد مخالب الحرب. فهو وعلى الرغم من “حقبة 14 آذار” وشعاراتها “الوطنية” البرّاقة، بقي عالقاً في ماضيه الحربي. لا يزال عند شعارات الصليب المشطوب. تقدم بـ”اعتذار عميق، صادق وكامل، عن كل جرح، او أذية، او خسارة، أو ضرر غير مبرر، تسببنا به، خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية، طوال مرحلة الحرب الماضية”. يسمي مشاركته في الحرب الشنيعة “مقاومة” و”واجبات وطنية”. وحتى حين كتب مؤخراً في رثاء الكتائبية الراحلة جوسلين خويري، مدح المرحلة التي كانت فيها الى جانبه في بداية ثمانينيات القرن الماضي، علماً أن خويري انسحبت من الميليشيا المسيحية حين دب الخلاف بين قادتها وبدأوا يأكلون بعضهم بعضاً في منتصف الثمانينيات.

السوريالي في الأمر، أن جعجع شكّل إحتمالاً إنقاذياً لبعض مناصري قوى 14 آذار. ففي عام 2011، بدأ الحديث في حزب “القوات اللبنانية”، عن المجموعات الشبابية الإسلامية التي تسأل عن إمكان الانتظام في صفوف “القوات”. كل الطلبات التي قدمت بقيت محفوظة في أرشيف “القوات” إلى حين حسم النقاش والدرس العميق، “لكوننا لا نريد بناء أي شيء على أسس غير ثابتة” على ما قال جعجع، وقتذاك، ليستطرد مؤكداً أنّ الطابع المسيحي لحزب “القوات” موضع نقاش!

كلام جعجع في عشائه الأخير مع جنبلاط يستحضر سؤالاً ما يلبث يتكرر مؤخراً جراء حملات “البدلة الزيتية” الفايسبوكية: هل عادت “القوات اللبنانية” الى الصليب المشطوب؟ الجواب: ربما لم تغادر الصليب المشطوب حتى يعود. فالصليب الذي حذف من المهرجانات “الرسمية”، بقي مكتوباً وموشوماً على الأجساد. هو مطبوع على صور جعجع في الجامعات. ومنشور عبر مواقع الانترنت. ولم تُسعف سمير جعجع صوره مع نساء عكاريات مسلمات محجبات، في خضم اندفاع بعض السُنة باتجاهه باعتباره صاحب خطاب غرائزي ضد سلاح “حزب الله”.

ما عادت “القوات اللبنانية” تستطيع كبت حنينها الميلشياوي، وهي تُكثر من عراضاتها الكشفية في المناطق من الأشرفية إلى معراب مروراً بعين الرمانة

لم يستطع جعجع الصمود طويلاً في رفع شعار العبور إلى الدولة. هذا ما يقوله كلامه إلى جنبلاط، ثم كيف يمكن أن يتصور صدى عباراته في حضرة جنبلاط الذي كان والده ثم هو رأس حربة القتال ضد بشير الجميل ومن ثم ضده في حرب الجيل؟ لماذا ينكأ جراح الجبل وهل يريد أن يرفع معنويات جنبلاط ضد حزب الله أم أن الرسالة محض مسيحية لدروز الجبل؟.

يثبت جعجع مجددا أنه “ملك التكتكة”. فمن باب الكيدية ضد ترشح  سليمان فرنجية، لجأ “الحكيم” إلى توقيع اتفاق معراب مرفقا بنظرية “اوعا خيك” وصولاً إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. الجوهر كان تقاسم حصة المسيحيين بين القوات والعونيين. لكن حساب الحقل لم يتفق مع حساب البيدر، ذلك أن جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر إلتهم معظم حصة المسيحيين من الوظائف. وهنا بلع قائد “القوات اللبنانية” الموس. بدأ يكابر في الاعلام عن الخطأ، وأحيانا يضع الخطأ في خانة الـ”ربما”، كل هذا وعداءه لسعد الحريري يستحكم أكثر فأكثر لكون الأخير لم يستثمر في ترشيحه.

ما عادت “القوات اللبنانية” تستطيع كبت حنينها الميلشياوي، وهي تُكثر من عراضاتها الكشفية في المناطق من الأشرفية إلى معراب مروراً بعين الرمانة. والأرجح أنها صارت أميل إلى عروض “سرايا وئام وهاب الرياضية” في الجاهلية، وإلى عروض أفواج “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في شارع الحمرا سنوياً، كأن اللغة المدنية لم تعد تسترها في شد عصبها، فلجأت إلى النظام المرصوص الذي يستهوي بعض الشبان المسيحيين “المهووسين بالبدلة الزيتية” في خضم صراع الهويات القاتلة في المنطقة.

“القوات اللبنانية” تستعيد راهناً “شق المهزلة” من إعادة التاريخ لذاته. فالحرب اللبنانية، بدأت بعراضات ثياب الكاكي وانتهت بصدام بين “حزب الكتائب” وبين “التنظيمات الفلسطينية”، ما دفع البلد إلى الهاوية. اليوم تأتي “العروض الكشفية” في خضم الحديث عن الذهاب الى “جهنم”.

“عروض كشفية” تستحق دعماً عربياً، وتحديداً سعودياً ـ إماراتياً، ولا بأس في أن “تلفت أنظار” الغرب، وتحديداً الأميركيين.

“عروض كشفية” يُنظر لها بعض فريق إستشاري يريد فقط أن يؤدي الولاء والطاعة لسيده، لا أن يجادله بالتي هي أحسن للبنان ولا سيما للمسيحيين.

ما هكذا يُحمى المسيحيون يا “حكيم”!

 

الحدود اللبنانية- الإسرائيلية: باسيل و”الحزب” يتنافسان لتفادي العقوبات

حازم الأمين/موقع درج/14 تشرين الأول/2020

"حزب الله" على طاولة المفاوضات الحدودية. الخطوة هي الثمرة الأولى لسياسة العصا والجزرة التي صاغها مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر، وهذا الأخير صديق الآخذين على الحزب موافقته على جلوس لبنان على طاولة المفاوضات.

نظم خصوم “حزب الله” في لبنان حملةً عليه، بسبب استجابته للضغوط الأميركية وموافقته على إجراء لبنان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي انطلقت في بلدة الناقورة اللبنانية!

هؤلاء الخصوم كان سبق لهم أن اشتكوا من تحويل “حزب الله” الحدود اللبنانية- الإسرائيلية إلى منطقة نزاعٍ دائم لا يقوى لبنان على خوضه، ولطالما عابوا على الحزب عدم التزامه قواعد الهدنة ورفضه الانخراط في مفاوضات دولية ترعى العلاقات الحدودية وتنظمها.

اليوم، وافق الحزب على خطوة كانوا يطالبونه بها، والعثرة المحتملة في هذا المسار هو احتمال أن ينقلب “حزب الله” على الخطوة، أو أن يضع عثرات تعيق الوصول إلى نتائج. وهذا الاحتمال سيدفع منظمي الحملة على الحزب إلى العودة إلى خطاب التذمر من وضع الحزب لبنان في مواجهة لا يستطيع لبنان خوضها.

مصدر هذا الترنح والاضطراب في خطاب خصوم الحزب، هو أن هذه الخصومة صادرة عن صدع أهلي ومذهبي لا عن افتراق في الخيارات وفي القناعات. نحن ضد “حزب الله” لأنه حزب الشيعية السياسية، ولسنا ضده لأنه حوّل لبنان مزرعة إيرانية، ذاك أن معظم هؤلاء الخصوم صادرون عن ولاءات دولية وإقليمية، على رأسها ممالك الخليج وإماراته، قد تكون أقل تأثيراً في لبنان من الولاء لإيران، لكنها لا تقل فداحة لجهة ما تضمره من قبح في الاستتباع.

المفاوضات التي انطلقت في الناقورة لا تؤمل منها نتائج حدودية، فنحن اليوم لسنا في لحظة نضوج التسويات. الإدارة الأميركية في آخر أيامها، والانتخابات هي الوجهة الوحيدة للسياسة الداخلية والخارجية. هذا الأمر يصح أيضاً على تل أبيب التي افتتحت مساراً آخر للتطبيع في الخليج، ولا بأس من هدية للحليف الأميركي.

اليوم “حزب الله” على طاولة المفاوضات الحدودية. الخطوة هي الثمرة الأولى لسياسة العصا والجزرة التي صاغها مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر، وهذا الأخير صديق الآخذين على الحزب موافقته على جلوس لبنان على طاولة المفاوضات. والحال أن هؤلاء كان يفترض أن يكونوا سنداً لصديقهم في مهمته، وأن يصمتوا وينتظروا ما سيؤول إليه المشهد، ذاك أن حملاتهم ستساعد الحزب على قلب الطاولة والعودة إلى مربع لطالما ترنحوا به، أي مربع المواجهة المفتوحة.

المشهد في الناقورة لا يحتمل إشهار التخوين. خلفه وقائع ثقيلة علينا جميعاً. خلفه حزم من العقوبات، وخلفه حقول غاز ونفط، والأهم أن خلفه بلد منهار ونظام فساد واستتباع، وحروب ممتدة من القوقاز إلى الخليج. أما تطبيع العلاقات مع إسرائيل والذي أطلقته دول الخليج، فهذا مسار آخر لا تندرج فيه مفاوضات الناقورة. والخوف من أن يندرج لبنان في هذا المسار ينطوي على مزاج شعبوي لا يمت إلى الواقع بصلة.

ولبنان الذي يبدو أقل من أن يخوض هذه التجربة في ظل الخلافات على طبيعة الوفد اللبناني المفاوض، نقل إلى طاولة المفاوضات صدوعه. “حزب الله” يريد الوفد كاملاً له، وجبران باسيل، صهر الرئيس وظله، يريد أن يتمثل في المفاوضات عساه ينجو من عقوبات لاح اسمه في جداولها، وهذه حقائق وإن كانت تكشف الاهتراء اللبناني، إلا أنها تكشف أيضاً عدم جدية لدى الجانب اللبناني، ومحاولة مراوغة بانتظار أن يأتي الفشل من الخارج.

تسوية النزاعات الحدودية مع إسرائيل خطوة ذهب إليها “حزب الله” مرغماً. وإسرائيل من جهتها تصرفت حيالها بمزاج احتفالي. ولا أحد في لبنان مرشح لأن يحول معطيان سلبيان إلى لحظة احتكاك إيجابي. لبنان، أي “حزب الله”، سيستثمر خلال عملية المفاوضة في الصعوبات، وبنيامين نتانياهو سيجعل من الحدث نصراً انتخابياً، فهو تمكن من جر “حزب الله” إلى مفاوضات لم يسبق أن وافق عليها. ستشهد الناقورة رقصاً على حلبة نزاع أميركي- إيراني، بانتظار جلاء مشهد المنافسة بين دونالد ترامب وجو بايدن.

المشهد من حول طاولة المفاوضات شديد التعقيد، واللحظة لا توحي بأنها لحظة تسويات. “حزب الله” يفاوض على مشارف انتخابات أميركية قد تفضي إلى تغيير كامل في الإدارة، والمواجهة الأميركية- الإيرانية تشهد تصعيداً كبيراً آخر فصوله حزمة عقوبات طاولت 18 مصرفاً إيرانياً. أما الكلام عن أن حقول الغاز التي ستسمح المفاوضات للبنان باستثمارها ستنقذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والمالي، فهو مضحك فعلاً. ذاك أن الأمر سيحتاج إلى نحو 10 سنوات حتى يبدأ التسويق، وهذا وقت كفيل بتحول الانهيار المالي إلى مجاعات وتفكك وحروب.

المفاوضات التي انطلقت في الناقورة لا تؤمل منها نتائج حدودية، فنحن اليوم لسنا في لحظة نضوج التسويات. الإدارة الأميركية في آخر أيامها، والانتخابات هي الوجهة الوحيدة للسياسة الداخلية والخارجية. هذا الأمر يصح أيضاً على تل أبيب التي افتتحت مساراً آخر للتطبيع في الخليج، ولا بأس من هدية للحليف الأميركي. أما “حزب الله”، فهو داخلياً في أسوأ أيامه، ذاك أن الهيكل الداخلي، إذا ما سقط، فسيسقط على رأسه، ولا بأس ببعض البراغماتية، بانتظار الإدارة الجديدة.   

 

هكذا كان وزراء لبنان

توفيق شومان/فايسبوك/14 تشرين الأول/2020

*ماذا سيتذكر اللبنانيون عن أغلب وزراء العقود الأخيرة: عفة اللسان؟ السُباب والشتائم؟ الأيدي النظيفة؟ الثقافة الرفيعة؟ نبش القبور؟ الحلم بوطن؟ محاولة بناء دولة؟.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91278/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%83%d8%b0%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7/

قرأتُ ثلاثة كتب لجواد بولس ( 1900 ـ 1982)،هي “تاريخ شعوب الشرق الأدنى وحضاراته”، و” التحولات الكبيرة في تاريخ الشرق الأدنى منذ الإسلام “، و”الأسس الحقيقية للبنان المعاصر”، وفي الكتب الثلاثة، فضلا عن محاضرته الشهيرة ” جذور القومية اللبنانية ” على ما فيها من إشكاليات وجدالات ووجهات نظر، يقف القارىء أمام مفكر كبير سعى إلى تطويع التاريخ في سبيل قضية سياسية عامة عنوانها لبنان كما يراه وكما يريده. عن كتابه “تاريخ شعوب الشرق الأدنى وحضاراته”، كتب أحد أشهر مؤرخي العالم ارنولد توينبي (1889 ـ 1975) فقال: “يتفرد مصنف جواد بولس في تاريخ آسيا الغربية بخصائص جعلته يساهم في بيان معرفتنا مساهمة بالغة “. من أقوال جواد بولس: الإستقلال ليس كلمات … الإستقلال عمل وإمكان بقاء. جواد بولس كان وزيرا لبنانيا.

رجل آخر اسمه شارل مالك (1906ـ 1987) قد تباعد السياسة بينه وبين قارئه مساحات ومسافات، لكن الرجل فيسلوف، ففي كتبه وفي

“المقدمة” بالتحديد، وهي سيرة عقله وفكره، يقف المرء بإجلال أمام سعة ثقافته وفضائه الموسوعي، وقبل انشداد اللبنانيين إلى عصبياتهم القاتلة وتجاذبهم بين لبننة عنصرية وعروبة شوفينية، كتب شارل مالك”رؤية” في عام 1949 حول الصراع مع اسرائيل، ربما لم يسبقه إليها أحد لا في لبنان ولا في بلاد العرب، يقول شارل مالك:ـ “في كل تعارض جوهري بين المصلحة العربية والمصلحة الإسرائيلية ستؤيد أميركا المصلحة الإسرائيلية ، وأحذر كل التحذير من الإرتماء في المشاريع الإنشائية الأميركية دون تمحيص تام لها ولعلاقة اليهود بها ، .يجب أن نتعاون مع نهضات آسيا وخصوصا العالم الهندي، والخطر المباشر المحدق هو بسط النفوذ الصهيوني الإقتصادي، ان اسرائيل تريد من خلال السيطرة على العالم العربي أن ترث العهود السابقة ، فكما عُرفت المنطقة سابقا بالعهد الروماني والعهد اليوناني والعهد العربي والعهد التركي تريد اسرائيل ان تُعرف المنطقة بالعهد الإسرائيلي، وبعد خمسين سنة سيكون هناك في العالم العربي اسرائيل والولايات المتحدة “، (” تقرير في الوضع الراهن” ـ 5 ـ8ـ 1949ـ دار “النهار” ـ بيروت 2002). كأن شارل مالك تنبأ بصفقة القرن وبالنهضات الآسيوية، من أقواله:ـ شهوة التسلط لا تتسلط على الأحرار.

في عقد الأربعينيات، كان ثمة مثقف من نوع رفيع، اسمه سليم تقلا (1895ـ 1945)، وبفطنة نادرة وذكاء مشهود استطاع أن يجمع بين جبلين، الأول اسمه بشارة الخوري، والثاني اسمه رياض الصلح، جمع سليم تقلا جبلين فكان لبنان، وحين مات، ما كان يلوي على شيء، فقد مات فقيرا كما يقول بشارة الخوري في مذكراته (” جقائق لبنانية ” ـ الجزء الثاني ـ ص : 126 ـ بيروت 1961)، وقال فيه السادة الكبار: ـ ميشال شيحا: هذا رجل وطني ونزيه وطاهر، ولا أعتقد أنه طوال حياته ظلم أحدا ـ جورج نقاش : إن هذا الرجل من بين جميع خصومنا ، واحد من القلائل ، الذي يمكننا أن نكرم ذكراه ـ الياس أبو شبكة : سليم تقلا جمع بين الذكاء والمعرفة وعفة اليد. ( سليم تقلا من بناء الدولة الى معارك الإستقلال ـ إعداد فارس ساسين). من أقوال سليم تقلا : ليس المطلوب من السياسيين أن يتحدثوا مثل القبضايات.

كان لسليم تقلا شقيق اسمه فيليب تقلا (1915 – 2006)، ألقى محاضرة في “الندوة اللبنانية ” في عام 1956 قال فيها:” أزمتنا الأولى هي أزمة رجال، أزمة أولئك الذين يقودون الرأي عندنا، أولئك الذين يصنعون التاريخ في حقبة من الزمن ، فيدخل صنيعهم في تراث أمجاد الأمة ويطول مفعوله، هذه النخبة القائدة لا تنحصر في من يمارسون صناعة الحكم، بل تشمل، إلى جانب رجال الحكم، جميع الذين ينتجون في مضمار الإنتاج العقلي والروحي، وهي تضم الشعراء والفنانين والصحافيين والأدباء والعلماء، ووطننا عليه أن ينتزع إعجاب محيطه المشرقي والعربي ، وعليه أن يقدم دائما مجموعة من القيم والكفاءات ، حتى يجعل محيطه حريصا على بقائه “.

هذا كلام المفكرين

سأله مرة الزميل جورج بشير (” الديار” ـ 12ـ 7ـ 2006) عن أسباب عزوفه عن كتابة مذكراته فقال: ” لا أريد أن ألحق الأذية بأحد ، يكفي ما عاناه اللبنانيون من حرب العام 1975 “. رفض الرجل أن يتكلم حتى لا يؤلم أحدا وحتى لا يستعيد آلاما ، لا بالكلمة ولا بالذكرى. من أقواله: أن يُخطئ الإنسان فذاك شيء بشري، ولكن أن يستمر في الخطأ فذاك شيء شيطاني.

مما يستوجب قراءته في مرحلة المساعي لبناء وطن ودولة، محاضرة لفؤاد عمون بعنوان “سياسة لبنان الخارجية ـ دراسة سياسية مركزة ـ دار النشر العربية ـ بيروت 1959، يحدد فيها ركائز ومنطلقات ودوائر السياسة الخارجية للبنان، وفي هذه المحاضرة يظهر فؤاد عمون مفكرا سياسيا ألمعيا، فيجول في لبنان الحديث من لحظة الأمير فخر الدين إلى لحظة الرئيس فؤاد شهاب، ينتقل بين التاريخ وبين الراهن برشاقة باهرة، ويتحدث عن وسائل السياسة الخارجية وأهدافها، ولبنان والأمم المتحدة ، ولبنان والقضية العربية، والتعاون الآسيوي الأفريقي، والوحدة الإقتصادية العربية  والتعاون مع الأقطار العربية وعدم الخشية من نزوع العرب الى الوحدة. من أقواله: ساهم لبنان بلغة اليونانيين بإنتاج فلسفتهم وأدبهم وعلومهم  وساهم لبنان بلغة الرومانيين بإنتاج قوانينهم التي لا تزال حاضرة في كل قوانين العالم، واستيقظ العالم العربي بأزيز الأقلام اللبنانية.

 

"لبننة" مبادرة ماكرون: الإصلاح مقابل تسمية الوزراء؟

وليد شقير/نداء الوطن/14 تشرين/2020

 هل تفرض الحاجة القصوى والملحة لتأليف الحكومة الجديدة تحت ضغط المخاوف من الانهيار المالي الكامل ونتائجه الكارثية التي تأخذ لبنان إلى المجهول، التوجه نحو "لبننة" المبادرة الفرنسية، بحيث يجري تعديلها لتتلاءم مع ما يريده بعض الفرقاء من اشتراك في تسمية الوزراء فيها؟

تعبير "اللبننة" انتشر في الأيام الأخيرة في بيروت وبلغ باريس. وهو يعني أن إنهاء الفراغ الحكومي القاتل يجب أن يأخذ في الاعتبار هواجس الفرقاء الذين يفترض أن يمنحوها الثقة بإعطائهم حق تسمية وزراء فيها حتى لو كانوا من المستقلين في طوائفهم. فبعض هؤلاء ولا سيما "حزب الله"، يتصرف إزاء حرمانه من تسمية وزراء طائفته على أنه استبعاد واستئثار ومؤامرة عليه وانسياق وراء إملاء أميركي وعربي خليجي، إلى ما هنالك من توصيفات لا نهاية لها، في وقت تكثر المبررات التي باتت معروفة لاستبعاد الحزبيين وحتى لمن تسميهم الأحزاب تحت يافطة "الأخصائيين والمستقلين". وتبدأ هذه المبررات بما قاله الرئيس الفرنسي للقادة اللبنانيين حين التقاهم عن أنهم فشلوا في معالجة أزمة البلد وأن الشعب الذي التقاه في الشارع لا يريدهم، ولا تنتهي عند القول بأن تكرار تجربة حسان دياب يعني الفشل لأن وزراءه جاءت بهم القوى السياسية فلم يخرجوا عن عباءتها وحالوا دون الإصلاح. وما يتجنب البعض المجاهرة به هو أن اشتراك "حزب الله" في الحكومة سيحجب عنها المساعدات، حتى لو نفذت بعض الإصلاحات، لأنه يعني بالنسبة إلى واشنطن ودول عربية استمرار هيمنته على قراراتها، المطلوب وقفها والحد منها. وهذا ما يجعل خرق مبدأ أساسي من مبادئ المبادرة، في شقها السياسي، محفوفاً بمخاطر عدم الإيفاء بوعود الدعم المالي من قبل الولايات المتحدة والدول العربية.

إلا أن اقتران عودة زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري بالترشح للرئاسة الثالثة انطلاقاً مما انتهى إليه الرئيس مصطفى أديب على قاعدة حكومة المستقلين غير الحزبيين، يسودها التباس كبير بالنسبة إلى بعض الفرقاء السياسيين: هل سيصر الحريري على عدم اشتراك الأحزاب ولا سيما "حزب الله" و"الثنائي الشيعي"، في تسمية الوزراء بهذه المواصفات كما أصر عليه مصطفى أديب، أم أن معالجة العقدة التي "انتهى" عندها الأخير وحالت دون تأليفه الحكومة تفترض بالحريري التساهل فيها بحيث يقبل باشتراك الأحزاب في التسمية حتى يتمكن هو من التأليف؟

هذا الالتباس دفع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى انتقاد الحريري، مطالباً بحق تسمية الوزير أو الوزراء الدروز، رافضاً ما سماه "تجاهل" الطائفة وسط اعتقاد بأن الحريري يتجه نحو توافق ما على اشتراك "الثنائي" في طرح أسماء غير حزبيين من الشيعة من أجل قيام حكومته، وأن هذا التوجه يفترض أن يشمل كل الفرقاء.

في اعتقاد البعض أن تركيز مشاورات الحريري على تجديد التزام الفرقاء بالشق الإصلاحي من المبادرة الفرنسية ربما يخضع لمعادلة تسليم "حزب الله" بالإصلاحات التي لوّح السيد حسن نصر الله بمعارضتها، ولا سيما ما تتطلبه من خطوات موجعة باتفاق مع صندوق النقد الدولي، مقابل القبول بحق تسمية وزراء لا تكون أسماؤهم مستفزة للمجتمع الدولي وللفرقاء اللبنانيين. فهل العودة إلى آلية الرئيس نبيه بري، بأن يسلم لائحة طويلة من المرشحين الشيعة ليختار منها الرئيس المكلف؟ وهذا ينطبق تالياً، اذا صح، على سائر الفرقاء.

 

هل يفتح «الترسيم» الطـريق الى الحكومة الجديدة؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/14 تشرين/2020

ليس من السهل الفصل بين الموعد الذي حُدّد للاستشارات النيابية الملزمة غداة أولى جلسات المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وتطوّع الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة. وما يعزّز هذا الإعتقاد او ينفيه، يبقى رهناً بالتثبّت من انّ «طَحشة» الحريري ليست فردية بمقدار ما هي ترجمة لتفاهم إقليمي ودولي، أعطى الضوء الأخضر، لتتزامن عملية الترسيم مع إعفاء ابطالها السياسيين من برنامج العقوبات وعهد حكومي جديد؟ من اليوم تتزاحم الإستحقاقات السياسية والأمنية والحكومية، وما على اللبنانيين سوى الانتقال بعيونهم وقلوبهم من الناقورة اليوم الاربعاء الى بعبدا غداً الخميس، لمتابعة المحطات التي تترجم حجم الملفات المطروحة دفعة واحدة، بعد مرحلة من الجمود غابت عنها المعالجات الخاصة بمجموعة الملفات الساخنة والمعقّدة الحكومية منها كما الاجتماعية والنقدية والأمنية، التي تقضّ مضاجع اللبنانيين بمختلف مستوياتهم ومناطقهم.

فبعد حالات الشلل والملل التي سادت الاوساط السياسية والحزبية، والتي عزّزت الخلل القائم على أكثر من مستوى، انطلقت بداية الأسبوع الجاري ورش العمل حول مجموعة استحقاقات لا تفصل في ما بينها سوى ساعات قليلة وتستمر لأيام عدة فتحت فيها معظم الملفات العالقة. فتزامناً مع انطلاق عملية ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل المطروحة منذ عقدين، اعقبت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان (25 ايار 2000)، تنطلق ورشة تشكيل الحكومة العتيدة المعلّقة في توقيت اعقب مرور 66 يوماً على استقالة حكومة «مواجهة التحدّيات» التي ترأسها الدكتور حسان دياب (10 آب الماضي) و45 يوماً على تكليف السفير مصطفى اديب لتأليف بديلتها (31 آب 2020) و18 يوماً على اعتذاره عن إتمام المهمّة (26 ايلول 2020).

لا يكفي إلقاء الضوء على اهمية ما سيشهده لبنان في الأيام القليلة المقبلة من محطات بالغة الدقة والخطورة، وخصوصاً ان بقي البحث جارياً عن خريطة طريق واضحة لِما يمكن ان تؤول اليه هذه المواجهة المفتوحة مع هذه الإستحقاقات المهمة على شتى الاحتمالات السلبية منها او الإيجابية النادرة. فعلى وَقع ما يمكن تحقيقه في البحر والبر، سيتوقف كثير ممّا يوحي بما سيكون عليه مستقبل اللبنانيين القريب لوقف المنحى الإنحداري الذي تتخذه التطورات الإقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية في اتجاه مزيد من الانزلاقات الخطيرة. وسط اعتقاد كثر أنّها يمكن ان تودي بلبنان الكيان الى التفتت والمجتمع الى الانهيار، وتهدّد وحدة مؤسساته وتُعمّم الفقر والجوع وربما الفوضى الأمنية في المناطق الحساسة التي تشكل نقاط تماس بين المتخاصمين.

وفي الوقت الذي سيتحلّق الوفدان اللبناني والاسرائيلي المكلّفان ترسيم الحدود البحرية في مرحلة اولى اليوم في مقر قيادة القوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة حول الراعي الأميركي مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر ومعه الشاهد الأممي ممثل الأمين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومستضيف اللقاء قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال ستيفان ديل كول، سيكون اللبنانيون في انتظار ما ستؤول اليه مبادرة الرئيس سعد الحريري الذي «تَطوّع» لتشكيل الحكومة الجديدة. فبقيت عَين على تلك المحطة الجنوبية التاريخية وأخرى على محطة داخلية مفصلية تُنبئ بإمكان إضاءة نور خافت في نهاية النفق الحكومي الاسود ليقرأ اللبنانيون ما ينتظرهم في الأيام المقبلة. فإمّا إشارة واضحة الى بداية الخروج من النفق الى نور الحل، وإمّا المزيد من رفع الحواجز والسدود امام كل المخارج الإقليمية والدولية التي رُسِمت للبنان، لإخراجه من ذيول النكبة التي حلت ببيروت والنفق الاقتصادي والاجتماعي المظلم.

على هذه الأسس، جاء الربط تلقائياً بين كل هذه المحطات، وسط اعتقاد المتفائلين انها لم تأت برمجتها بالمصادفة، وانّ هناك من خَطّط لها من ضمن خريطة طريق فتحت الأبواب امام مرحلة جديدة يمكن ان تشهد بدايات الإنفراج الأزمات المتعددة الوجوه لعلها تؤدي الى وقف التدهور وبداية خريطة طريق الى الإنقاذ أياً كانت المصاعب التي يمكن ان تواجهها.

وعليه، فإنّ المراجع الديبلوماسية تجزم بأنّ الاعلان عن «اتفاق الاطار» في توقيته وشكله ومضمونه، أطلقَ دينامية جديدة على اكثر من مستوى. فسيف العقوبات المصلت على رؤوس الممانعين وحلفائهم، ترجم الخطوة الأولى، ومن المفترض ان تليها الأخرى. فالوضع في لبنان لم يعد يحتمل، وان «الغنج والدلع» الذي يمارسه البعض قد حان أوان وَقفه. فلا البلد يحتمل مزيداً من ترف الانتظار، ولا الدولة يمكن ان تستمر في تقصيرها لتوفير الحد الأدنى من واجباتها تجاه مواطنيها في مثل الظروف التي تعيشها، ولا المجتمع الدولي قادر على التفرّج على كل ما يجري من مظاهر التفلت الامني والاخلاقي والسياسي الى نهايته الحتمية بتوريد شيء منه الى دولها ومجتمعاتها. فالتزام جميع الأطراف بالمبادرة الفرنسية بشقيها الحكومي والاقتصادي والطرح الأميركي لملف الترسيم، وأيّاً كان التباين قائماً حول بعض التفاصيل فقد فرض آلية جديدة لا بدّ للجميع ان يلتزموا بها.

وكشفت هذه المراجع ان البَت سريعاً بالخطوة الأولى في شأن الترسيم أرجأت موجة جديدة من العقوبات الأميركية، كانت ستطاول رأسين كبيرين على الأقل، قبل ان يجددوا التزامهم بالمحطتين معاً. فهامش الحركة ضاق أمام الجميع، وما زاد في الطين بلة انّ مصرف لبنان، الذي يقوم بأدوار ومهمات معظم السلطات التشريعية والتنفيذية وعدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية الفاشلة والمشلولة، فَقدَ «المؤونة المادية» التي أمّدتهم بكل الوسائل التي عززت سيطرتهم على البلاد والعباد. وان اسابيع قليلة تفصل بين ما هو قائم اليوم من جنون الأسعار وفقدان السلع الأساسية، الى درجة يمكن ان تستدرج العنف للحصول عليها او وضع اليد عليها. ولذلك كله، تراهم يصطفون في سباق الى نيل الرضى الأميركي، سواء من خلال الترحيب المفاجئ بعملية الترسيم أو لجهة تركيبة الوفد اللبناني، بعدما انتقلت المفاوضات من مرجع الى آخر وكأنّها امتياز شخصي، وقد تنازل عنه أحدهم لآخر وحان أوان قطافه لكسب الود الأميركي وتجنب سيف العقوبات الذي كان سيطاول رؤوساً منهم. وختاماً، تقول المراجع عينها: «ان رغب أحدهم بعدم أخذ هذا المعطى المتميز بما يستحق من جدّية، فما عليه إلّا الوقوف على الحقائق التي تسببت بتعثر الاعلان عن تشكيل الوفد اللبناني المفاوض رسمياً، عدا عن الاتهامات المتبادلة بالإنبطاح امام موفد الإدارة الأميركية ديفيد شينكر الذي وصل الى بيروت في الساعات الماضية بهدف إطلاق مسيرة الترسيم، ولتحديد خط بحري قد يكون فاصلاً بين مرحلتين اقتصاديتين ونفطيتين، في انتظار ترسيم الخط السياسي الفاصل بين حكومتين تنقل الثانية البلاد من محطة الى اخرى في خطوة اولى على طريق الالف ميل.

 

ماذا يُخبِّئون تحت طاولة الترسيم؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/14 تشرين/2020

حرصت الخارجية الأميركية في بيانها أمس، على إيضاح أنّ واشنطن هي التي «ستدير» اليوم جلسة انطلاق المفاوضات في الناقورة. وأما منسق الأمم المتحدة يان كوبيتش فدوره، وفق البيان، «حضور» الجلسة. وستكون «الإدارة» لمساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، وينضمّ إليه السفير الأميركي السابق في الجزائر، جون ديروشر، المكلَّف أن يكون وسيطاً لهذه المفاوضات. إذاً، الأميركيون حسموا أي التباس كان عالقاً حول السؤال: أين يبدأ دور «الوسيط»، أي الولايات المتحدة، وأين ينتهي دور «الراعي»، أي الأمم المتحدة؟ وواشنطن هي التي ستتولّى عملية التفاوض غير المباشر. وأما الأمم المتحدة فسيكون دورها تدوين النتائج وتوثيقها وتحويلها إلى قرارات تحظى بالشرعية الدولية وقابلة للتنفيذ. ومن البديهي أن ينحاز الإسرائيليون إلى دور واشنطن لا دور الأمم المتحدة. وأما لبنان فسيكتشف أنّه، في الناقورة، أصبح تحت وطأة ضغط أميركي جديد يصعب التفلُّت منه.

وللتذكير، كانت واشنطن حتى العام الفائت تتبنّى خط فريدريك هوف للترسيم، العام 2012، وتقول باقتسام المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ومساحتها 865 كيلومتراً مربعاً، بحيث يحصل لبنان على 500 كيلومتر منها، والباقي لإسرائيل. وقد اصطدم هذا الموقف بإصرار لبنان على حصته كاملة، وفق منطوق الحدود الدولية للعام 1949.

ولكن، في الجولات المكوكية التي أجراها السفير ديفيد ساترفيلد بين البلدين، خلال العام الفائت، وسعياً إلى تسهيل انطلاق المفاوضات، تخلّى الأميركيون عن مفهومهم السابق لـ»خط هوف»، فلم يعودوا يعتبرونه خطاً حدودياً، وأصبح «خطاً تقنياً»، وأقرب إلى الخط الأزرق الموقّت الذي تمّ ترسيمه في البرّ.

وإذ يجزم لبنان أنّ الوثائق التي يملكها لا تقبل الجدل بأنّ له كامل الحقّ في الـ865 كيلومتراً، فإنّ منطق المفاوضات كما يراها الأميركيون هي أنّ هناك شيئاً يجب أن يُعطى مقابل شيء يمكن أن يؤخذ.

في اعتقاد بعض المتابعين، أنّ الجانب الأميركي أنضَجَ عملية التفاوض إلى حدٍّ بعيد، بالجولات المكوكية، وأنّ الرئيس نبيه بري ممثلاً «حزب الله» أيضاً، حصل على تطمينات بأنّ الأميركيين لن ينحازوا خلال المفاوضات إلى الجانب الإسرائيلي، ولن يتبنّوا مطالبه، وأنّهم سيضغطون إيجاباً لحلّ المشكلة الحدودية والمساعدة في انطلاق لبنان في استثمار طاقاته من الغاز والنفط.

فالإسرائيليون أيضاً يحتاجون إلى إنهاء هذه المشكلة ليبدأوا التنقيب في المناطق الحسّاسة. والأهم، أنّ من شأن الترسيم وتحديد المناطق الاقتصادية العائدة إلى دول الحوض الشرقي للمتوسط أن يسهِّل تمرير خط الغاز العابر من مصر والأردن وإسرائيل إلى أوروبا، من دون أزمات.

ولكن، ما الذي يمكن أن يطلبه الإسرائيليون مقابل الإفراج عن حقوق لبنان والسماح له باستثمار طاقته الغازية والنفطية، في أكثر اللحظات التي يحتاج فيها إلى الدعم؟ وكيف سيتصرف الأميركيون إزاء ذلك؟ وما هو الشيء الذي سيقترحون على لبنان تقديمه عملاً بمبدأ التفاوض؟

واضح أنّ لبنان ليس مستعداً لتقديم أي تنازل نحو الحلول السياسية والتطبيع، علماً أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون كان أعلن في آب الفائت أنّ السلام مع إسرائيل يصبح ممكناً «إذا حلّت المشكلات» بين البلدين. وقد سبقه الوزير السابق جبران باسيل، ذات يوم، بتأكيده أنّ لا عداء «عقائدياً» مع إسرائيل.

كل ذلك، ويُضاف إليه الإشكال الذي وقع أخيراً بين عون و»حزب الله»، عندما قرَّر ضمّ أحد مستشاريه إلى الوفد المفاوض، يوحي بأنّ الرئيس وفريقه السياسي ربما يكونان أقل تشدّداً من الحليف الشيعي في مقاربة ملف التفاوض، لا في التمسّك بحقّ لبنان بل في ما يتعلق بمناخات التسوية.

عند هذه النقطة يصبح منطقياً طرح السؤال عن لغز الدخول المفاجئ للرئيس سعد الحريري على خط تأليف الحكومة، وسط صمت دولي وعربي، فيما كانت الطروحات كلها حتى اللحظة تقضي بنبذ الحريري وسائر القوى السياسية وإقصائها عن مواقع القرار، وتشكيل حكومة مستقلين.

يقول أحد المطلعين، إنّ تلميع صورة الحريري الإبن في لحظة انطلاق المفاوضات لا يحمل فقط الطابع المحلي، بل يوحي بأنّ هناك قوى دولية وإقليمية تريده وريثاً للدور الذي عمل له الحريري الأب، طوال سنوات، ورحل قبل أن يتحقق، وهو التسوية في الشرق الأوسط.

وبمعزل عمّا إذا كانت مفاوضات الناقورة ستقود إلى تسوية سياسية أو تطبيع، كما يرغب الإسرائيليون، أو ستقتصر على استرداد الحقوق، كما يريد لبنان، وسواء تطورت المفاوضات لتشمل الحدود البرية أو لا، وسواء وصلت إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أو لا، فإنّ لبنان وجنوبه سيدخلان في وضعية جديدة، ومعهما «حزب الله» ومقاربته للمقاومة.

نقطة ضعف لبنان أنّه يفاوض وهو في الوضع الأسوأ مالياً واقتصادياً وسياسياً. فكيف سيقول «لا» للأميركيين على الطاولة، فيما طاقمه السياسي مكشوف على الفضائح، وفيما هم يمسكون بكل دولار يمكن أن يأتيه من جهة مانحة وبقطاعه المصرفي وبقدراته الأمنية والعسكرية واستقراره السياسي؟

تحت طاولة المفاوضات، أو خلفها، ستختبئ شياطين كثيرة. أليست الشياطين هي الكامنة دائماً في التفاصيل؟ في الانتظار، ثمة مَن يرى أيضاً أنّ تلميع اسم الحريري قد يكون إحدى الإشارات إلى بداية تقاطع، على خط العلاقة الأميركية- الإيرانية، سيتبلور بعد انتهاء الانتخابات في واشنطن. ومن مصلحة أركان تسوية 2016 أن ينعشوا الحريري تمهيداً لإنعاشها. وهكذا، تبقى مسيرة الحريري بين التكليف والتأليف رهينة الوقت. وفي موازاة مفاوضات الترسيم في الناقورة، ستدور مفاوضات لترسيم الحدود عند مثلث الطوائف «الحامية» (باسيل- بري- الحريري).

 

الإرهاب الإيراني في أوروبا: أسد الله أسدي مثالاً

فارس خشان/النهار العربي/14 تشرين الأول/2020

إعادة تسليط الأضواء على ملف أسد الله أسدي، أهدرت مجهوداً إيرانياً جبّاراً، في محاولة منها لإظهار نفسها شريكة دولية في مكافحة الإرهاب، وليس الوجه الآخر له.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91292/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%a7-%d8%a3/

في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، سوف تشهد بلجيكا حدثاً غير مسبوق، في تاريخ العلاقات الأوروبية – الإيرانية.

يتجلّى هذا الحدث الأوّل من نوعه، في محاكمة دبلوماسي إيراني بتهمة التخطيط لعملية إرهابية ومحاولة قتل عدد كبير من الأشخاص.

وقد جرى توقيف هذا الدبلوماسي، في صيف 2018 في ألمانيا، حيث لا يتمتع بأي حصانة دبلوماسية.

أسد الله أسدي، كان، عند إلقاء القبض عليه في ألمانيا، السكرتير الثالث في السفارة الإيرانية في فيينا، وتبيّن للنيابة العامة وللقضاة الذين أحالوه مع ثلاثة آخرين على المحاكمة، أنّه رئيس وحدة التجسّس الإيرانية في أوروبا.

ووُجّهت الى أسدي تهم تتمحور حول عملية إرهابية خطط لها وموّلها، بناءً لأوامر مباشرة تلقاها من إيران، لقتل أكبر عدد ممكن من المشاركين في مؤتمر نظّمته المعارضة الإيرانية في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، في آخر حزيران (يونيو) 2018.

وحضر هذا المؤتمر الذي انعقد، في 30 حزيران (يونيو) في بلدة “فيلبانت” حوالي خمسة وعشرين ألف شخص تتقدمهم شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشخصيات فرنسية وأوروبية ودولية تعارض النظام الإيراني.

وكان مقدّراً لعصف العبوة الناسفة التي جرى إعدادها على يد محترفي المتفجرات، أن يمتد على شعاع يتعدّى عشرين متراً، وأن يصيب التفجير الناجين بهلع يؤدي الى مقتل عدد كبير منهم، لدى هروبهم العشوائي.

ونسّقت فرنسا وبلجيكا وألمانيا، في عملية مشتركة، إحباط هذه العملية الإرهابية وكشف ملابساتها، وتجميع الأدلة الخاصة بأدوار المتورطين بها.

وسلّمت برلين أسدي الى بروكسل، حيث كانت قد ضبطت العبوة الناسفة، وهي في طريقها الى فرنسا، كما سلّمت باريس الى بروكسل متهماً رابعاً، كان يزوّد أسدي بمعلومات عن مقر مؤتمر المعارضة الإيرانية.

وعادت هذ القضية الى الضوء، هذا الأسبوع، بعد نشر معلومات عن وثائق الاتهام، بالتزامن مع تسريب محضر للشرطة جرى ضمّه الى ملف القضية.

الأهم في القرار الاتهامي ما يتوافر من أدلّة تربط، مباشرة، بين مخطط “الدبلوماسي – المخابراتي”، من جهة وبين المسؤولين المباشرين عنه في طهران، من جهة أخرى.

أمّا الأبرز في محضر الشرطة البلجيكية، فكان تأكيد أسدي، في لقاء تمّ بناء على طلبه في آذار (مارس) الماضي، أنّ هناك جماعات مسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وإيران، سوف تراقب مجريات المحاكمة، وهي لن تستكين إذا جاء الحكم ضده، بل ستكون لها ردات فعل ميدانية ترتد سلباً على استقرار بلجيكا وأمنها.

وإعادة هذه القضية الى الضوء، بكل ما تحمله من معطيات ومعلومات وأدلة و”تحذيرات” من مغبة إغضاب إيران وأذرعتها الميليشاوية في الشرق الأوسط، تأتي في وقت تقف باريس وألمانيا، وهما المعنيتان مباشرة بها، ضد إعادة الولايات المتحدة الأميركية العمل بالعقوبات الأممية التي كان قد جرى رفعها بموجب الاتفاق النووي، ومن بينها إسقاط كل القيود عن الإتجار بالأسلحة التقليدية.

وتتعارض هذه القضية كليّاً مع توجه فرنسا وألمانيا الذي تعتبره واشنطن دعماً لطهران، لأنّ معطياتها لا تعيد الى الأذهان الحدث الأساس، وهو تفجير مقر مؤتمر المعارضة الإيرانية فحسب، بل تكشف الوسائل الإيرانية التي تعتمدها تهديداً للاستقرار الأوروبي، أيضاً.

وإذا كانت حكومات بروكسل وباريس وألمانيا لم تتفاعل مع ما جرى نشره، إلّا أنّ ذلك حرّك قوى الضغط المعادية لإيران، من أجل أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في علاقاته مع طهران، ويتصرّف معها على أساس أنّها تمارس ضمن دوله “إرهاب الدولة”.

وتلقى قوى الضغط، في منحاها هذا، دعماً كبيراً من الإدارة الأميركية التي تريد أن ينضم الاتحاد الأوروبي إليها في استراتيجية “الضغط الأقصى” الهادفة الى دفع إيران الى تغيير سلوكياتها “الإرهابية”، في العالم عموماً وفي الشرق الأوسط خصوصاً.

ومن شأن الكشف عن التهديدات الإيرانية لأوروبا من مغبة الحكم على أحد دبلوماسييها باعتباره صلة وصل إرهابية بين الخلايا التنفيذية التي يشكلها في أوروبا وبين الحكم الإيراني، أن يعوّض عن “النقص المعنوي” لواشنطن، في هذه المرحلة، بسبب دخولها في المرحلة النهائية لإجراء الانتخابات الرئاسية.

في ظاهر الحال، إنّ ما نشرته الصحافة من وثائق ومعلومات عن ملف أسد الله أسدي، أضرّ معنوياً بالاتحاد الأوروبي عموماً، وبألمانيا وفرنسا خصوصاً، ولكن، في واقع الحال، فإنّ إعادة هذا الملف الى الضوء يُمكن أن يرتد إيجاباً على هذه الدول، لأنّها تعطيها ورقة إضافية لتواجه بها إيران، إن شاءت أن تستمر في تفاعلها الإيجابي معها.

إنّ فرنسا، في هذا السياق، قد تلمّست، على الرغم من وقوفها في وجه خطة الولايات المتحدة الأميركية، أنّ إيران تلعب أدواراً سلبية ضد مساعيها، في أكثر من منطقة، ولا سيّما في لبنان.

كما أنّ فرنسا التي تحول دون إدراج “حزب الله”، بجناحيه السياسي والعسكري، على لائحة الإرهاب الأوروبية، وجّهت اتهاماً رسمياً، وبلغة حادة، إلى هذا الحزب، بنسف مبادرتها الإنقاذية في لبنان.

ومن شأن تظهير الدور الإيراني في عملية إرهابية كانت تستهدف فرنسا، كما توسّل طهران لـ”حزب الله”، في تهديد دولة أوروبية، من أجل التأثير على عمل القضاء فيها، أن يرتدا إيجاباً على باريس، لأنّهما يعيدان خلط الأوراق لمصلحتها.

ولا يُعتقد أنّ هذا الملف سوف يرتد سلباً على الحكومات الأوروبية المعنية به، لأنّ كل دولة قامت بواجباتها، حياله، سواء في توفير الظروف لمحاكمة أسدي ومجموعته، كما في مطاردة الخلايا والمجموعات والجمعيات التي يمكن أن تكون لها علاقة بإيران.

وإذا كانت فرنسا قد فرضت عقوبات، في ضوء هذا الملف، على مسؤولين إيرانيين وحظرت جمعيات لها علاقة بإيران وصادرت ممتلكاتها، فإن ألمانيا أدرجت “حزب الله” بجناحيه العسكري والسياسي، بعد وضوح معطيات هذا الملف، على لائحة الإرهاب، كما شنّت حملة على جمعيات وجماعات على تواصل معه ومع إيران.

على أي حال، ومهما كانت عليه التطورات المقبلة، فإنّ إعادة تسليط الأضواء على ملف أسد الله أسدي، أهدرت مجهوداً إيرانياً جبّاراً، في محاولة منها لإظهار نفسها شريكة دولية في مكافحة الإرهاب، وليس الوجه الآخر له.

 

موسم الهجرة من لبنان

رامي الريس/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

لسنا في عام 1966 عندما أصدر الأديب السوداني الراحل الطيّب صالح روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»، التي تُرجمت إلى عدد من اللغات، ونالت جوائز أدبيّة رفيعة. نحن في عام 2020 ونعيش موسماً غير مسبوق من الهجرة من لبنان.

صحيحٌ أن الاغتراب شكل على مدى العقود الماضية مدى واسعاً وطبيعياً للبنانيين الطامحين نحو النجاح والاستقرار، وبعضهم بنى إمبراطوريات مالية واقتصادية وحقق نجاحات باهرة، وصحيح أيضاً أن الاغتراب ساهم بدعم الاقتصاد اللبناني في كل الحقبات من خلال التحويلات الماليّة التي تتم بصورة منتظمة وبكميات وفيرة؛ ولكن الصحيح أيضاً أن ما يحصل الآن في لبنان من هجرة غير مسبوق بحجمه وأعداده. لقد كان انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) المنصرم «القشة التي قصمت ظهر البعير» كما يقول المثل الشائع. لم يعد في وسع اللبنانيين تحمّل الوضع الدراماتيكي: انسداد تام للأفق الاقتصادي، وتدهور سعر العملة الوطنيّة، والتضخم المتسارع، وارتفاع نسب الفقر والبطالة (ذكرت «الإسكوا» في أحد تقاريرها أن نسبة الفقراء تضاعفت في لبنان لتصل إلى 55 في المائة في عام 2020 بعد أن كانت 28 في المائة في عام 2019)، وجائحة «كورونا»، والإدارة السيئة في مواجهتها، ما جعل لبنان يقارب السيناريو الإسباني مع تقلص القدرة الاستيعابيّة للمستشفيات الحكوميّة والخاصة، وإلى ما هنالك من منزلقات تؤكد أن سلسلة الانهيارات المتتالية لن تتوقف في القريب العاجل، وأن بناء المستقبل للأجيال الجديدة في المدى المنظور مسألة دونها عقبات وتعقيدات.

لقد وصلت درجات اليأس عند اللبنانيين إلى مراحل متقدمة، ما دفع بعض فقراء مدينة طرابلس إلى بيع كل ما يملكون ليقفزوا مع أطفالهم في قوارب مطاطيّة لا تمتلك الحد الأدنى من مواصفات السلامة العامة وغير مؤهلة لعبور البحار والمحيطات والتنقل بين البلدان، وذلك فقط في سبيل الهروب من الواقع اللبناني المقفل على أي حلول أو انفراجات. بعضهم اضطر لرمي أطفاله في قعر البحر بعد وفاتهم لعدم تحملهم ظروف السفر الشاقة، وبعضهم وجدت جثثهم على الشاطئ اللبناني. لم يحدث هذا المشهد الدراماتيكي أي ردة فعل رسميّة لبنانيّة تُذكر. إنه استمرار لظاهرة التقهقر الأخلاقي التي يعاني منها لبنان منذ سنوات طويلة.

الأخطر في موسم الهجرة الجديد هو ما يصطلح على تسميته «هجرة الأدمغة»، أي عمليّاً تفريغ البلاد من كفاءاتها الأساسيّة في كل القطاعات التي كانت له ميزات تفاضليّة فيها: الطب مثلاً. لقد استطاع لبنان النهوض بعد الحرب واستعادة بعض أدواره التي فقدها خلال حقبة النزاعات الأهليّة المسلحة، ومن القطاعات التي تمكنت سريعاً من احتلال موقع متقدم في الخريطة الإقليميّة كان القطاع الطبي والاستشفائي الذي تميّز بكفاءاته العلميّة والأكاديميّة، في حين كانت دول أخرى تبني صروحاً استشفائية ضخمة وتستورد لها عمالة من بلدان أخرى.

رويداً رويداً، يهاجر الأطباء اللبنانيون إلى مختلف أصقاع الأرض، بحثاً عن فرص عمل أفضل واستقرار أسري واجتماعي لم يعد متوفراً في لبنان بسبب الظروف المتدهورة، وبسبب غياب الأفق السياسي لتوليد الحلول المنتظرة منذ زمن بعيد. لقد قال وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان: «لبنان يواجه خطر زوال الدولة... البلد على حافة الهاوية. نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. هناك شباب قلق وبطالة واسعة، كما أن التضخّم مروّع ومذهل».

لقد واجه لبنان منذ نشأته تحديات وجوديّة صعبة، وبقيت الانشقاقات السياسيّة تضعف هيكل الدولة المرتجاة التي لا تزال غير مكتملة العناصر بفعل استقواء بعض أطراف الداخل بالخارج، وبفعل غياب التوافق على الثوابت الوطنيّة التي لا تزال موضع نزاع مثل هوية البلاد، ودور لبنان في الصراعات الإقليميّة، وموقفه من سياسات المحاور ونزاعاتها المتبادلة، فضلاً عن غياب التفاهم على تحييد لبنان لتلافي تجدد الإشكالية المتمثلة بتأدية دور الساحة المستباحة لتبادل الرسائل للقوى الفاعلة والمؤثرة من وراء الحدود.

المفارقة الكبرى أن موسمي الهجرة الأوسع حصلا في عهد الرئيس ميشال عون. الأولى عندما كان رئيساً لحكومة عسكريّة مبتورة وُلدت في الدقائق الأخيرة من عهد الرئيس السابق أمين الجميّل، بعد فشل انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة سنة 1988، والثانية في الحقبة الراهنة، أي في ولايته الرئاسية التي انطلقت سنة 2016، وشهد لبنان في خلالها ويلات لا مثيل لها سياسياً ودستورياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً وأمنياً. بالكاد تستطيع أن تسجل للعهد أي إنجاز، تبحث عن إنجازات فلا تجدها!

في التجربة الأولى، لم تعمر حكومة العماد عون أكثر من عامين، فأطلق حرباً في كل عام: الأولى سماها حرب التحرير وكانت ترمي لإخراج الجيش السوري من لبنان (بعدما تيقن بانعدام دعم دمشق له في انتخابات الرئاسة) وأطلقت في لحظة إقليمية غير مواتية على الإطلاق، وكانت آفاقها مسدودة بالكامل لولا استغلال صدام حسين للحرب ودعمه للعماد المتمرد وإقحامه في الصراع التاريخي بين البعثين السوري والعراقي، ورداً على وقوف الرئيس السوري حافظ الأسد إلى جانب طهران في حربها الطويلة والدموية ضد بغداد. أما الحرب العبثية الثانية، فسميت حرب الإلغاء التي استهدفت تطويع «القوات اللبنانية» واحتكار القرار السياسي في المنطقة الشرقية (أي المناطق المسيحية وفق التعابير التي كانت رائجة في تلك الحقبة).

كانت النتيجة انطلاق أوسع موسم هجرة في تاريخ لبنان (لا سيما من قبل المسيحيين وقد دمرت بيوتهم وممتلكاتهم بسبب الحرب بين الإخوة). غريب كيف تنجح الشعبوية في بعض الأحيان في تعمية الرأي العام عن حقائق ووقائع تاريخية واضحة لا لبس فيها، ومنها مثلاً تلك الشعارات الرنانة التي ارتكز عليها التيار الوطني الحر في كل أدبياته السياسية وفي طليعتها: استعادة حقوق المسيحيين! أما التجربة الثانية، أي حقبة عهد عون الرئاسي، فالأحداث تتكلم عن نفسها، وعناوين الصحف كفيلة بتقديم أفضل توصيف!

إنه موسم الهجرة من لبنان!

 

إيران ومتاهة القوقاز

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

في مقدمة كتابه «جبال الله»، استعان الكاتب الصحافي سيباستيان سميث بالموروث الثقافي الشعبي لتوصيف جغرافيا بلاد القوقاز وقاطنيها، حيث تقول الأسطورة إنَّ «الله عندما خلق الدنيا، نشر الأمم عبر البسيطة، ونشر عبر جبال القوقاز وأوديتها خليطاً من كل الأعراق، لذلك أطلق الرحالة القدامى على القوقاز لقب (جبال اللغات). حيث عبر اليونان والفرس والرومان والعرب والمغول والأتراك هذه المنطقة، التي أثار جمالها خيال الشعراء والفنانين رغم تاريخها المأساوي، حيث إنها بليت بسلسلة مستمرة من الأزمات».

فالمآسي والأزمات بين دول وشعوب القوقاز مستمرة، ما دام ثوب الجغرافيا أضيق من طموحات بعض الدول الكبرى أو المستكبرة، المسكونة دائماً بوهم أو هاجس إمبراطوري تحاول استعادته رغبة بتوسع وثراء، وبهدف تحقيق النفوذ والثروات ارتفعت حدة الصراعات الجيوسياسية والجيواستراتيجية التاريخية على الحيّز الجغرافي الذي يقع ضمن المثلث الروسي - التركي - الإيراني. فمنذ أكثر من قرن لم تعد بلاد القوقاز ممراً للجيوش أو للقوافل المتنقلة ذهاباً وإياباً على طريق الحرير، فقد تحولت جغرافيا القوقاز المتعبة والمقلقة دائماً لسكانها ولجوارها من معابر للغزاة إلى ممر لتصدير الطاقة، بعد اكتشاف الحرير الأسود، حيث استبدلت قوافل الحرير الأبيض والتوابل بأنابيب الغاز والنفط، وقامت الدول مقام القبائل في دور حراستها، كما كانت تحرس القبائل القوافل وترسم طريقها ومحطاتها وتفرض ضرائبها.

في المقابل، توارثت إيران وتركيا التنافس العثماني الصوفي على القوقاز الذي وضعت بطرسبورغ القيصرية شروطها عليه سنة 1828، في اتفاقية تركمنشاي مع إيران القاجارية ومن ثم موسكو السوفياتية حتى 1991.

مما لا شك فيه أن اكتشاف النفط والغاز فرض متغيّرات سياسية اقتصادية واجتماعية أثرت على العلاقات بين دول ما وراء القوقاز (جورجيا، وأرمينيا وأذربيجان) وعلاقتها مع جوارها، ما سرّع بعودة التنافس التركي - الروسي - الإيراني من جديد، وأدَّى إلى تغيرات جوهرية على مستوى التحالفات والنزاعات، حيث تحاول موسكو استعادة دورها في المجال الحيوي السوفياتي، وتنشغل أنقرة بتثبيت حضورها في العالم التركي الممتد من آسيا الوسطى إلى ما وراء القوقاز، فيما تعيش طهران أزمة خيارات قاتلة فرضتها ضرورات حماية ما تبقى لها من مصالح بشروط سياسية قاسية، دفعتها إلى تجاوز عقدة الجوار وإدارة الظهر للروابط العرقية والانتماءات المذهبية، لذلك لم تتردد سابقاً في الوقوف إلى جانب أرمينيا ضد أذربيجان في معركة التنافس الجيوسياسي مع تركيا على هذه المنطقة الحيوية، بالتفاهم مع موسكو.

لكن في المواجهات الجديدة تواجه طهران تحديات داخلية وخارجية تهدد استقرارها، فداخلياً لم يعد بإمكانها المجاهرة بدعم يريفان خوفاً من ردة فعل مواطنيها من الأذر الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 28 مليوناً، ويمتلكون دوراً كبيراً في إدارة مؤسسات الدولة وفي الاقتصاد، الأمر الذي دفع كبار شخصيات النظام إلى تجنب إعلان أي انحياز، وإظهار الحياد بهدف ضمان الاستقرار الداخلي، وذلك بسبب سوء العلاقة بين المركز والأطراف التي باتت تهدد وحدة التراب الإيراني نتيجة صعود الهويات القومية بوجه هوية النظام العقائدية.

فقد كشفت تداعيات أزمة ناغورنو قره باغ عن صعود الهوية الأذرية على حساب الهوية الوطنية في إيران، وتماسكها مع المشتركات القومية والدينية في الجانب الآخر من الحدود أدى إلى بلورة هوية شيعية تركية منافسة للهوية الشيعية الإيرانية، التي يبني عليها نظام طهران شرعيته، فإعادة بلورة الهوية الشيعية التركية المتناغمة قومياً مع الهوية السنية التركية ستلحق أضراراً داخلية وخارجية بطهران. أما على الصعيد الخارجي، فإنَّ هذه الجولة من المواجهة التي كشفت عن اندفاعة تركية - أذربيجانية وارتباك روسي، أدَّت إلى مزيد من الارتياب الإيراني، خصوصاً أن هذه المواجهة تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي، خصوصاً بعد أن قامت تركيا بنقل مرتزقة سوريين إلى مناطق النزاع، ما دفع الرئيس روحاني إلى انتقاد أنقرة علانية، حيث قال: «إيران لن تسمح للدول بإرسال الإرهابيين إلى حدودنا تحت ذرائع مختلفة». وبالنسبة للأمن القومي الإيراني، فهذه المرة الأولى التي يوجد على حدوده ميليشيات معادية من الممكن أن تتسلل إلى الداخل الإيراني وتتسبب في أعباء أمنية، خصوصاً أن معظم هذه الميليشيات من الجنسية السورية الذين يتهمون إيران بتدمير بلادهم من أجل حماية نظام أقلوي تهيمن على قراره، وهؤلاء قد تكون لديهم رغبة بالانتقام مما فعلته مرتزقة إيران بالشعب السوري منذ قرابة 9 سنوات.

وعليه، فإن موقف نظام طهران الجديد من الصراع ليس نتيجة سياسية عقلانية، بل بسبب عجزه في فرض حضوره السياسي أو الميداني خوفاً على سلامة واستقرار النظام السياسي في مرحلة انتقالية قد يؤدي سوء التقدير إلى دخول إيران في متاهة القوقاز ووعورة مسالكه.

 

هل تنجو الولايات المتحدة من فوضى انتخابات الرئاسة؟

مينا العريبي/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

تدخل الولايات المتحدة مرحلة غير مسبوقة، إذ بات من المرجح أن يرفض كل من المرشحين للرئاسة الأميركية الإقرار بالهزيمة في حال خسر الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وكان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب قد صرح مراراً بأن هناك «مؤامرة» ضد فوزه بولاية ثانية للرئاسة، تشمل احتمال التزوير في الانتخابات الأميركية. والمثير أن هذا السيناريو أصبح مطروحاً أيضاً من قبل المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي بات مناصروه يتحدثون عن مخاطر محتملة من التزوير في الانتخابات، من خلال تلاعب يشمل «قمع الناخبين» أو عدم فرز جميع الأصوات التي يدلى بها عن بُعد.

وتزداد عملية الاقتراع الأميركية تعقيداً مع زيادة عدد الناخبين الذين يفضلون التصويت عبر البريد وإدخال التكنولوجيا في عد الأصوات في بعض الولايات، بالإضافة إلى التلاعب بحدود الدوائر الانتخابية لعزل أصوات بعض الناخبين. هذه العملية ليست جديدة في الولايات المتحدة، إذ تم اتباعها منذ عقود للحد من أصوات الأقليات، وخاصة الأميركيين من أصول أفريقية، ولكن عملية «قمع الناخبين» من خلال تعطيل قدرتهم على التصويت، وإدخال تعقيدات على عملية التصويت باتت أكثر وضوحاً هذه السنة.

من الطبيعي أن تحتدم المنافسة بين المرشحين للرئاسة قبل أسابيع من إجراء الانتخابات كل أربع سنوات، ولكن الأمر المختلف هذه المرة هو إدخال فرضية رفض أحد المرشحين نتيجة الانتخابات والتشكيك في العملية. والنظام السياسي الأميركي يعتمد على المرشح الخاسر أن يعلن قبوله أو قبولها مثل ما حصل مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالخسارة بعد الإعلان عن غالبية نتائج الانتخابات، ومن ثم يخرج الفائز بالرئاسة للإعلان عن الفوز. ولكن في حال رفض المرشح الخاسر اتباع هذا العرف، وهو عرف وليس قانوناً، سيكون من الصعب الإعلان عن فوز مرشح بالرئاسة. وبينما اعتاد العالم على الإعلان عن نتيجة الانتخابات بعد ساعات من غلق أبواب مراكز الاقتراع، تزداد احتمالات تأخير الإعلان عن النتيجة النهائية لبضعة أيام – قد تصبح أسابيع - للانتهاء من فرز جميع الأصوات عبر البريد والتعامل مع الطعون المتوقعة في عدد من الدوائر الانتخابية.

وبينما تتباهى الولايات المتحدة بنظامها السياسي المبني على التداول السلمي للسلطة وإقرار الطرف الخاسر بخسارته فور الإعلان عن النتائج الانتخابية وقرار الناخب الأميركي، بات هذا النظام مهدداً وسط انقسامات ظاهرة في البلاد، تشمل ظهور ميليشيات مسلحة في الشوارع، ومع إجراء الانتخابات وسط وباء عالمي، وإصابة الرئيس نفسه بفايروس كورونا. فقد شهدنا كسر الكثير من التقاليد السياسية في الولايات المتحدة خلال هذه الحملة الانتخابية، بما فيها استخدام البيت الأبيض منصةً للحملة الانتخابية، وهو أمر غير مسبوق في العصر الحديث، حيث إن قوانين الانتخابات الأميركية تمنع استخدام الرئيس الحالي البيت الأبيض والمال العام لدعم حملته الانتخابية. وإصرار حملة ترمب على مواصلة اللقاءات الشخصية في تجمعات حاشدة مع الناخبين وسط انتشار الوباء ووفاة أكثر من 200 ألف أميركي من جراء الفايروس، أثارت تساؤلات. ومواصلة التجمعات الشخصية للحزب الجمهوري أجبرت المرشح الديمقراطي جو بايدن على مواصلة التجمعات الشخصية أيضاً. ولكن انقلب الأمر على ترمب عندما أصيب بكورونا واضطر للمكوث بالبيت الأبيض لعشرة أيام خلال أهم مرحلة من الحملة الانتخابية. توجه ترمب إلى فلوريدا، وهي من الولايات المتأرجحة التي قد يكسبها الديمقراطيون، ليل الاثنين بعد عشرة أيام من إصابته بكوفيد - 19، في تجمع حاشد قرر أن يجعله مسرحاً لإظهار ازدرائه إجراءات الوقاية الرسمية، إذ رمى قناعه الوقائي الكمامة وهو واقف على المسرح، في لفتة درامية.

وبينما شهدت الحملة الانتخابية الأميركية هذا العام كسراً للكثير من التقاليد، هناك أساسيات لم تتغير، بما فيها أن القضية الجوهرية التي تحرك الناخب الأميركي تدور حول الاقتصاد والوظائف. السؤال التقليدي للناخب: «هل وضعك اليوم أفضل من قبل 4 سنوات؟» – أي هل أحدث الرئيس الحالي تغييراً إيجابياً على حياتك تجعلك تصوت لصالحه، أم أصبحت حياتك أكثر صعوبة مما يدفعك للتصويت لإخراجه من البيت الأبيض؟ الإجابة عن هذا السؤال بالطبع تختلف بحسب وضع وموقع الناخب المعين، ولكن بشكل عام ينعكس على الواقع الاقتصادي العام للبلاد. وإلى حد بداية العام الحالي كانت مؤشرات أسواق المال ومعدلات البطالة تشير إلى نجاح نسبي للرئيس ترمب في تحسين الظروف الاقتصادية في البلاد، حتى وإن فشل في تحقيق بعض وعوده مثل إحياء مناجم الفحم، وإعادة المزيد من فرص العمل للجاليات المرتبطة بها وغيرها من وعود متعلقة بقطاعات تراجعت في البلاد. إلا أن ظهور الوباء أثر على الاقتصاد بشكل كبير، وقد أدى إلى إغلاق 31 في المائة من الشركات الصغرى والمتوسطة بشكل مؤقت أو دائم في الولايات المتحدة. وأصحاب تلك الشركات وموظفوها سيحكمون على الإدارة الأميركية من خلال صناديق الاقتراع.

ويتمتع بايدن بتقدم مريح على ترمب في استطلاعات الرأي الوطنية، وتشير باحتمال كبير إلى قدرته على النجاح في الانتخابات، ولكن استطلاعات الرأي أثبتت عدم جدواها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مع فوز ترمب غير المتوقع وهزيمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016. ولكن في الوقت نفسه، الفجوة بين بايدن وترمب أكثر – بين 10 و14 في المائة في بعض الولايات – من الفجوة الصغيرة بين كلينتون وترمب عام 2016. ويذكر أن نظام الانتخابات الأميركية يعني أن الانتخابات عادة ما تحصر بعدد من الولايات «المتأرجحة»، أي التي تتأرجح نتائجها بين الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري بناء على الناخبين غير الملتزمين دوماً بحزب ما. وتلك الولايات مهمة بالنسبة للناخبين للحصول على الرقم السحري – 270 – من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538. ويذكر أنه في عام 2016 فازت المرشحة الديمقراطية كلينتون بأكثر من 3 ملايين صوت أكثر من ترمب، ولكنه استطاع أن يحصل على 304 أصوات من المجمع الانتخابي، بينما حصلت كلينتون على 227 صوتاً فقط. وفي حال فاز بايدن بولايات متأرجحة وغير محسومة مثل فلوريدا وبنسلفانيا، بالإضافة إلى الولايات التي تقليدياً تصوت لصالح الديمقراطيين، فسيكون الحسم في الانتخابات أكثر سهولة، وربما ينقذ النظام السياسي ويجنبه الخلافات السياسية المتوقعة في حال كان الفارق ضئيلاً. وبينما تسلط أنظار العالم على نتيجة الانتخابات الرئاسية، فإن ثلث مقاعد الكونغرس ستحدد في انتخابات الكونغرس الدورية. ويتطلع الديمقراطيون إلى استرجاع مجلس الشيوخ، بعد أن سيطروا على مجلس النواب في الانتخابات السابقة.

ووسط الفوضى حول انتخابات الرئاسة، ستكون نتائج انتخابات الكونغرس مهمة، ولكن الأهم من ذلك سيكون دور الذراع القضائية للبلاد، إذ في حال توجه أي من الناخبين للقضاء لرد نتائج الانتخابات، سيكون القرار الفاصل في المحاكم.

في النهاية، النظام السياسي للولايات المتحدة، أو لأي بلد مستقر ويتمتع بآلية الانتقال السلمي للسلطة، أهم من المرشح أو الحزب السياسي. وبعد أن عملت واشنطن على إدخال صناديق الاقتراع وإجراء الانتخابات في دول مثل أفغانستان والعراق، من دون أن تحمي العملية السياسية من الفساد والطعون، باتت الانتخابات مصدراً لزعزعة الاستقرار والضرر بالبلاد. على أمل ألا تنتقل عدوى الانتخابات الفوضوية للولايات المتحدة.

 

صفعة كويتية لـ«إخوان» مصر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تشرين/2020

ضربة جديدة تلقَّتها جماعة الإخوان المصرية، المحاربة للدولة المصرية، بتسليم الكويت لـ3 من مطلوبي الجماعة المقيمين في الكويت.

في التفاصيل، فقد سلَّمت السلطات الكويتية 3 مصريين من نشطاء جماعة الإخوان المسلمين مقيمين، بالكويت إلى الإنتربول الدولي تمهيداً لتسليمهم إلى السلطات المصرية، بسبب أنشطتهم التخريبية والمحرضة والحزبية ضد مصر.

وفق معلومات أكدتها مصادر مصرية لـ«العربية نت» فإنَّ هؤلاء المتهمين ينتمون لجماعة الإخوان، يقيمون في منطقة الفروانية، وأطلقوا حملة مكثَّفة مؤخراً لتحريض المصريين على الفوضى والخروج عن النظام والتظاهر ضد الحكومة خلال الأيام الماضية.

هذه ليست المرة الأولى من الكويت، ففي عهد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، في يوليو/ تموز من العام الماضي، أعلنت الكويت ضبط خلية إخوانية يحمل أعضاؤها الجنسية المصرية. واعترف المتهمون، حينها للأمن الكويتي، خلال التحقيقات بتنفيذ عمليات إرهابية في عدة أماكن.

إذن الأمر ليس «سياسة جديدة» من الجانب الكويتي، حتى يصرخ الصارخون المصريون من تركيا عبر برامجهم المعادية لمصر، الخادمة لقطر وتركيا والجماعة، صراخاً على الكويت وأهلها، ويرددون ما معناه: «ماكنش العشم ياكوايتة»!

الواقع أن تركيا الإردوغانية نفسها، يجب أن يقلق منها الهاربون من الجماعة وأنصارهم من مذيعي الصراخ التركي، بعد وصلات المديح من إردوغان وتابعه ياسين أقطاي، لمصر والسيسي والجيش المصري! بل وإن الأمن التركي نفسه سبق له تسليم عناصر إخوانية لمصر.

قطر بشحمها ولحمها طلب من كثير من الإخوان المصريين، وبعضهم نجوم الجماعة مثل الشيخ الموتور، وجدي غنيم. الرحيل عن أرضها.. رحيل «فايف ستار»!

عطفاً على هذا، وغير هذا، يجب أن يقلق الإخوان من مصيرهم، بعد أن صاروا، وهم كانوا كذلك من قبل «كروتا» تصرف في سوق السياسة والأمن.

ضع هذا كله، مع الصفعة الكبيرة التي إحمّر لها صدغ الجماعة بعد القبض على صقرها ورجلها الحديدي، محمود عزت، داخل مخبئه الفاخر في حي التجمع الخامس القاهري.

لذلك تعيش الجماعة تضعضعاً على مستوى الحضور وتكتيل القاعدة الشبابية حولها، بعد كسر تيار محمد كمال التكفيري العسكري، وقتله هو شخصياً، ثمة انقسامات و«خناقات» بين كوادر وقيادات الجماعة خاصة من الشباب والقيادات الوسطى.

عبّر عن ذلك إعلان جماعة الإخوان مؤخراً تشكيل لجنة لإدارة الجماعة، وإلغاء الأمانة العامة لمكتب الإرشاد، ضمن حزمة قرارات عدة اتخذتها بعد نحو أسبوعين من إلقاء القبض على القائم بأعمال مرشدها، محمود عزت. كان محمود حسين، الهارب من مصر، يترأس الأمانة، وجرى تشكيل لجنة معاونة ضمت في عضويتها حسين ومجموعة من القيادات، بهدف «لمّ الشمل ووقف نزيف الخلافات».

لكن منير نفسه «اللندني» الذي يعتبر الرمز الدولي القديم للجماعة، حوله انقسام وخلاف، بين قيادات الجماعة والطبقة الشبابية.

جماعة الإخوان المصرية اليوم... ليست بحال حسنة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

عون اطلع من ياسين على وقائع الاجتماع الاول للتفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في مكتبه في قصر بعبدا، رئيس الوفد التقني المكلف التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الاول من المفاوضات غير المباشرة، الذي انعقد قبل ظهر اليوم في مقر القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" في الناقورة. وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع. وسيعقد الاجتماع الثاني في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الاول الحالي.

 

رئيس الجمهورية عرض مع السفير السوري التطورات علي: لاستحداث تسهيلات للمحاصيل اللبنانية

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير سوريا علي عبد الكريم علي، وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية الراهنة.

بعد اللقاء، أوضح السفير علي أن البحث "تركز على أهمية التكامل بين البلدين، لا سيما وان ما يصيب سوريا يصيب لبنان والعكس صحيح"، وأشار الى ان "الرئة التي يتنفس منها البلدان هي واحدة بحكم الجغرافيا والعلاقات الأخوية". ولفت الى ان "الوضع الاقتصادي في لبنان موضع متابعة، خصوصا ان سوريا هي جسر للعلاقة بين لبنان والخليج والعراق، ومن المهم التنسيق بين البلدين واستحداث تسهيلات المحاصيل اللبنانية التي تساعد على تطوير الاقتصاد اللبناني".

 

أمل وحزب الله: لإعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الاطار

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

وطنية - صدر عن قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" البيان الاتي: "تعليقا على تشكيلة الوفد اللبناني المفاوض حول ترسيم الحدود والذي يعقد أول اجتماعاته اليوم الاربعاء يهمنا تبيان ما يأتي: إن اتفاق الاطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود قد أكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان عام 1996 ومن القرار 1701 واللذين على أساسهما تعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصرا، وبالتالي فإن تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت وضمه لشخصيات مدنية، مخالف لاتفاق الاطار ولمضمون تفاهم نيسان، وبالتالي إن موقف حركة أمل وحزب الله وانطلاقا من التزامهما بالثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار إلى ما يريده العدو الاسرائيلي من خلال تشكيلته لوفده المفاوض، والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي، يعلنان رفضهما الصريح لما حصل واعتباره يخرج عن إطار قاعدة التفاهم الذي قام عليه الاتفاق، وهو ما يضر بموقف لبنان ومصلحته العليا ويشكل تجاوزا لكل عناصر القوة لبلدنا، وضربة قويه لدوره ولمقاومته وموقعه العربي ويمثل تسليما بالمنطق الاسرائيلي الذي يريد أي شكل من اشكال التطبيع. إن حركه امل وحزب الله يطالبان بالمبادرة فورا الى العودة عن هذا القرار واعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الاطار".

 

التقدمي: جنبلاط تلقى اتصالا من الحريري ناقشا خلاله نقاطا تتعلق بالاستحقاق الحكومي

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي، ما يلي: "تلقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اتصالا هاتفيا من الرئيس سعد الحريري، ناقشا خلاله المستجدات الراهنة وعرضا في أجواء من الصراحة والوضوح عددا من النقاط الأساسية المتعلقة بالاستحقاق الحكومي. وقد وضع جنبلاط كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها مساء اليوم بأجواء اتصال الحريري وفي أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان".

 

جعجع: لا نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلية ورغم صداقتنا مع الحريري لن نسميه غدا لتأليف الحكومة

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "تكتل الجمهورية القوية سيشارك في الاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري في بعبدا غدا"، وقال: "إننا متمسكون بموقفنا أننا لا نريد ولا نقبل إلا بحكومة إنقاذ فعلية التي لا يمكنها أن تكون إلا إن كان وزراؤها تقنيين مستقلين. لذا، ورغم صداقتنا مع الرئيس سعد الحريري فنحن لن نسميه لتأليف الحكومة غدا. كما لن نسمي أي شخص آخر لأن ليس هناك بين الأسماء المطروحة حاليا أي شخص يتمتع بالمواصفات التي تمكنه من تشكيل حكومة إنقاذ فعلية. وفي الوقت عينه، سأسارع للقول إننا، كما كنا دائما، لن نكون سلبيين في أي يوم من الأيام، فهذا هو موقفنا المبدئي، وسنواكب كل ما يحصل، وأي عمل أو خطوة أو إعلان إيجابي ستقوم به أي حكومة سنلاقيه أكثر من نصف الطريق بمواقف إيجابية 100%، ولكن في الوقت نفسه سيكون لنا موقف في أي أمر لا يتلاقى مع قناعاتنا على هذا الأساس".

كلام جعجع جاء في تصريح عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهورية القوية"، الذي استغرق حوالى الثلاث ساعات وعقد برئاسته في المقر العام لحزب "القوات" في معراب.

وحضر الاجتماع: نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، النواب: ستريدا جعجع، بيار بو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، أنطوان حبشي، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقون: مي الشدياق، ريشار قيومجيان، ملحم الرياشي، جو سركيس وطوني كرم، أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم، النائبان السابقان: إيلي كيروز وشانت جنجنيان، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، عضوا الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورجا الراسي ومستشار رئيس الحزب سعيد مالك.

وأعلن جعجع أن "النقطة الأساسية لانعقاد هذا الاجتماع هي موضوع التكليف والاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري"، مشيرا إلى أن "الجميع منطلقون حتى في ما يتعلق بالتكليف من المبادرة الفرنسية"، وقال: "أعتقد أن هذا الأمر جيد جدا، ونحن في هذه المناسبة كتكتل معها قلبا وقالبا".

أضاف: "جوهر المبادرة الفرنسية وفحوى اجتماعي قصر الصنوبر والمؤتمرات الصحافية التي عقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن في لبنان مشاكل أساسية جمة لنضعها كلها جانبا ولنعمل على محاولة حل مشكلة وحيدة الآن، ألا وهي الوضع المعيشي والتدهور الحاصل على صعيد الوضع الاقتصادي لأنها هي المشكلة الملحة في الوقت الراهن، وإذا ما تركناها من دون حل سينهار لبنان قبل أن نتمكن من حل أي من مشاكله الفعلية إن كان سلاح حزب الله أو مشكلة النظام أو أي من المشاكل الأخرى، ومن أجل معالجة المشكلة الاقتصادية نحن بحاجة إلى مال من الخارج. وكي نتمكن من الحصول على هذا المال يجب أن يقوم لبنان بإصلاحات، ومن أجل القيام بالإصلاحات التي سمى الفرنسيون بعضا منها في ورقتهم التي أصبحت بمتناول الإعلام، رغم أننا بحاجة إلى إصلاحات أكثر، إلا أنهم وضعوا ما وضعوه منها في ورقته على سبيل المثال لا الحصر على أنها تشكل بداية جيدة للاصلاحات إن كان في موضوع الكهرباء أو المالية إلخ. ومن أجل تحقيق هذه الإصلاحات، نحن في حاجة إلى حكومة إصلاحية، وهذا التسلسل واضح جدا. الحكومة التي حاول الفرنسيون التدخل في تشكيلها منذ بضعة أسابيع أي حكومة السفير مصطفى أديب كانت على هذا الأساس. ولذلك، رأينا كيف تم اختيار رئيسها والشكل الذي كان يتم فيه اختيار وزرائها. وفي الحقيقة، اعتذر مصطفى أديب عن التأليف عندما رأى أن هناك تدخلات من أجل تشكيل الحكومة على أسس غير إصلاحية".

وتابع جعجع: "إن الحكومة التي كانت مطروحة مع أديب والحكومة التي نحن طرحناها منذ الأول من أيلول 2019 هي حكومة إنقاذ، وكي تكون حكومة إنقاذ فعلية يجب أن تتشكل من تقنيين مستقلين، والصفة الثانية أهم من الأولى، ونفس الذي طرحناه في 1 أيلول ومن بعده مرارا وتكرارا عاد ليكون في صلب المبادرة الفرنسية إذ أطلقوا على الحكومة تسمية Gouvernement De Mission أي حكومة إنقاذ ومهمة معينة، ولتكون كذلك طلبوا من مصطفى أديب تشكيلها بالشكل الذي كان يريد تشكيلها، إلا أنه لم يستطع القيام بذلك. ولذلك، اعتذر".

وجدد جعجع "تأكيد تأييده المبادرة الفرنسية بشكل كلي، خصوصا لهذه الجهة فلبنان في أمس الحاجة إلى حكومة إنقاذ وحكومة مهمة محددة، ولتكون كذلك لا يمكن أن تكون إلا بشكل معين من جهة"، وقال: "من جهة أخرى، نحن اليوم في ذكرى 17 تشرين، فمن بعد أن نزل الناس إلى الشوارع في كل لبنان من العبدة والعبودية وطرابلس، وصولا إلى النبطية، ومن بيروت إلى بعلبك الهرمل من اجل التغيير، فهم شئنا أم أبينا لا يريدون أي أحد منا، ونحن نشمل أنفسنا مع الآخرين من أجل أن نكون لطيفين قليلا، فالناس رأوا أين وصلنا في البلاد ولا يريدون العودة عود إلى بدء".

أضاف: "لكل هذه الاعتبارات، نحن متمسكون بموقفنا أننا لا نريد ولا نقبل، إلا بحكومة إنقاذ فعلية التي لا يمكنها أن تكون إلا إن كان وزراؤها تقنيين مستقلين. ولذا، ولكل هذه الأسباب، ورغم صداقتنا مع الرئيس سعد الحريري، نحن لن نسميه لتأليف الحكومة غدا. كما لن نسمي أي شخص آخر لأن بالأسماء المطروحة حاليا ليس هناك أي شخص يتمتع بالمواصفات التي تمكنه من تشكيل حكومة إنقاذ فعلية، إلا أنه في الوقت عينه سأسرع للقول إننا، كما كنا دائما، لن نكون سلبيين في أي يوم من الأيام، هذا هو موقفنا المبدئي، وسنواكب كل ما يحصل، وأي عمل أو خطوة أو إعلان إيجابي ستقوم به أي حكومة سنلاقيه أكثر من نصف الطريق بمواقف إيجابية 100%. وفي الوقت نفسه، سيكون لنا موقف في أي أمر لا يتلاقى مع قناعاتنا على هذا الأساس".

وكان استهل جعجع كلمته بالقول: "نحن على بعد ثلاثة أيام عن الذكرى السنوية الأولى لثورة 17 تشرين، وهي في الحقيقة كانت ثورة حقيقية فعلية فعلية فعلية لأنها كانت عفوية شعبية صادقة شفافة، حيث نزل الناس إلى الشوارع من جراء وجعهم وألمهم وأوضاعهم".

وأشار إلى أن "هناك بعض من يتساءل عن سبب عدم استمرار الثورة بعد مرور سنة عليها، في حين أن هذه الثورة مستمرة، ولكن بأشكال أخرى مختلفة". وقال: "في الشهرين الأولين، رأينا كيف أن الناس تركوا كل شيء ونزلوا إلى الشوارع وملأوها في كل الظروف حتى تحت المطر وتعذبوا كثيرا، إلا أنه بعد ذلك رأوا أنهم يعيشون في دولة، لا قلب للمسؤولين فيها ولا عقل. وبالتالي، يمكنهم الاستمرار في النزول إلى الشوارع بقدر ما يشاؤون إلا أن المسؤولين لن يتأثروا بذلك. في العادة ينزل الناس إلى الشوارع للتظاهر من أجل أن يتأثر المسؤولون بحركتهم ويعمدوا على تغيير نهجهم في الحكم أو أدائهم أو أي شيء في طريقة حكمهم، إلا أن الشعب الذي نزل إلى الشارع في لبنان أيقن بعد بضعة أشهر أن المسؤولين عندنا لا حواس لهم أو بأفضل الأحوال حواسهم معطلة كليا. وبالتالي، ليس هناك تأثير كبير لنزلتهم إلى الشارع".

أضاف: "من جهة أخرى، إن الأكثرية الساحقة من الناس الذين نزلوا إلى الشوارع لا يريدون من الثورة أن تنقلب لتصبح ثورة عنفية. ومن الجهة الثالثة، رأى الناس أن بعض الأطراف بدأ باستعمال القوة بوجه الثوار في بعض المناطق على ما حصل في ساحة رياض الصلح أو النبطية أو بعلبك في مرات عدة. ولهذه الأسباب مجتمعة، قرر الناس التوقف عن النزول إلى الشوارع، إلا أنهم لا يزالون في الثورة، ويجب ألا نخلط بين عدم وجود ناس الآن في الشارع وأنه لم تعد هناك ثورة فهذا غير صحيح لأن الثورة الفعلية لا تزال نارها متقدة في قلوب الناس أينما كانوا إن في العمل أو المنزل، وستستمر حتى تأدية المطلوب منها".

وتطرق جعجع في إلى "جريمة المرفأ"، معتبرا أنها "جريمة مكتملة الأوصاف فهي أسقطت 200 شهيد وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المتضررين ومهما كان الثمن لن نترك هذه الجريمة تمر من دون معرفة الحقيقة وتحديد المسؤوليات". وأضاف: "بكل صراحة ليس هناك أحد بيننا لديه ثقة بمسار الأمور في الدولة إلا أنه انطلاقا من روحنا الموضوعية سنقوم بمتابعة التحقيقات الجارية في الوقت الحالي التي هي في ظاهر الحال جدية إلا أننا لن نتمكن من الحكم عليها بشكل نهائي قبل صدور القرار الظني أقله لنرى كيف يتم تحديد المسؤوليات وعلى أي أساس يتم متابعة هذه العملية القضائية التي سنتابعها ونواكبها بشكل حثيث وإن سار كل شيء فيها على ما يرام، الأمر الذي لدى الجميع شكوك كبيرة به، سندعم ونساعد أينما يمكننا المساعدة إلا أنه عندما يتبين أمامنا أن التحقيق لن يأخذ مسارا جديا فعندها نحن سندرس كل الإحتمالات التي بين أيدينا والتي نستطيع اللجوء إليها من أجل الذهاب باتجاه مجلس الأمن او أي محافل دولية أخرى كالمحكمة الجنائية الدولية وكل شيء رهن الطريقة والنتيجة التي سيتوصل إليها التحقيق المحلي الجاري في هذه الأثناء".

وبالنسبة إلى مسألة ترسيم الحدود البحرية، قال جعجع: "إنها قضية مهمة جدا بالنسبة إلينا بغض النظر عن أي أمر آخر له علاقة بهذا الموضوع، وذلك لأنه وبكل صراحة يمكن لبنان من الاستفادة من ثرواته البحرية أكثر بكثير من عدم ترسيم الحدود، والقضية بالنسبة إلينا تأتي على هذا القدر فقط في الوقت الراهن".

أضاف: "إن موقفنا من القضية الفلسطينية واضح جدا، وإن كانت جامعة الدول العربية تضم أساسا 22 دولة، فنحن الدولة 23 التي هي آخر من من الممكن أن يوقع التطبيع مع إسرائيل، وذلك لأننا نريد أن يتم حل القضية الفلسطينية قبل ذلك حتما. لذا، فلا يزايدن احد علينا في هذا الموضوع لأنه غير مطروح أساسا، إلا أن ترسيم حدودنا البحرية أمر ملح من أجل محاولة الاستفادة من الثروات التي نملكها في البحر. وطبعا، آمل ألا يكون ذلك في عهد الأكثرية النيابية الحاكمة الحالية باعتبار أنه لو وجدت هذه الثروات في بحرنا ستصبح ثروات في جهنم، ولن نتمكن من الاستفادة منها بأي طريقة من الطرق".

وتابع: "الظاهر أن مسألة ترسيم الحدود يقوم بها البعض بالشكل فقط فيما البعض الآخر يقوم بها تفاديا للعقوبات أما البعض الثالث فيتعاطى مع المسألة من قبيل لزوم ما لا يلزم لذلك نرى الخلاف بين جماعة الأكثرية الحاكمة فيما بينهم على شكل الوفد وتركيبته إلى حين ما قبل بدء انعقاد الجلسة"، معتبرا أن "هذه التصرفات غير جدية فبعد كل ما قمتم به من أجل تشويه صورة لبنان فهل أتيتم اليوم لتشويهها في أمر كهذا حيث هناك وفد لبناني ذاهب للمشاركة في حين أن أطراف السلطة المعنية مختلفون على تركيبته وشكله".

وختم جعجع: "أنا أدرك مدى الحسرة والألم التي يعيش فيها الناس والصعوبات التي يعانون منها وهم في المستقبل سيعانون من صعوبات إضافية مع رفع الدعم وعدم وجود أي بصيص أمل في الأفق. نحن نفهم تماما كل هذا إلا أننا نريد أن نرجو منهم أمرا واحدا فقط إن لبنان وطننا في نهاية المطاف وما من مجتمع لا يمر في أزمنة رديئة. نحن نمر اليوم في أكثر زمن رديء بتاريخ لبنان الحديث ولا أعرف إن كان الوجع في زمن المجاعة أكبر من الآن أم العكس لذا يجب أن نتعاضد جميعا مع بعضنا البعض ولا أخفي سرا إن قلت أننا في حزب "القوات اللبنانية" وتكتل "الجمهورية القوية" نضع معظم جهدنا في هذا الأيام في الشأن الاجتماعي المعيشي من أجل محاولة قدر الإمكان المساعدة في الأماكن التي يمكننا القيام بذلك وهذا ما نقوم به في بيروت على أثر انفجار 4 آب أو في غيرها من المناطق، وما أحاول قوله هو أنه يجب ألا يظن أحد أن هذه هي نهاية الكون باعتبار أن التاريخ لا نهاية له ولا يمكن لأحد إنهاءه المهم أن نعض على جرحنا ومساعدة بعضنا البعض قدر الإمكان للإستمرار في هذه الظروف بغية الوصول إلى باب ضوء ما، وفي المناسبة إن أول باب ضوء يمكننا أن نلجه هو الانتخابات النيابية المبكرة التي عبرها يمكن الناس أن تسمع صوتها مجددا ويجب أن تقوم بذلك بشكل مختلف عن المرة السابقة الأمر الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من أجل فرز أكثرية نيابية مختلفة وبالتالي حكم مختلف وممارسة مختلفة ومصير مختلف عن الذي نحن فيه في الوقت الراهن".

وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان الحريري عشية الذكرى الأولى لثورة 17 تشرين تشكيل حكومة، خصوصا أن الشارع السني قد سبق ورفض تسميته سابقا في الشارع، قال جعجع: "صراحة، لا جواب لدي على كل هذه التساؤلات، إلا أننا جل ما يمكننا القيام به هو الانتظار ومواكبة التطورات، ونحن نقوم بذلك لحظة بلحظة. والمقياس بالنسبة إلينا هو نوعية الخطوات التي سيتم القيام بها، فإن كانت هناك من بينها خطوات إيجابية فنحن في طبيعة الحال سنؤيدها 100%، إلا أنه إذا ما كانت هناك خطوات سلبية، نحن سنكون ضدها 100% أيضا، وهذه المسألة لا تتطلب بحثا، إلا أن الباقي سأتركه للأيام المقبلة".

وبالنسبة إلى كلام النائب جبران باسيل عن أنهم "ليسوا خائفين من العراضات العسكرية في الأشرفية وما نقل عن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن أن لجعجع 15000 مقاتل مدرب وسيواجه بهم حزب الله"، قال جعجع: "هذا الكلام غير صحيح، وقام النائب وليد جنبلاط بتوضيح الكلام بنفسه. وبالتالي، لا لزوم لتأكيد التوضيح، وكل ما أتى في هذا السياق هو من فبركات الوسيلة الإعلامية التي نشرته. أما في ما يتعلق بالنائب جبران باسيل، فنحن لم نقم بأي عراضات عسكرية، والجميع يعلم أننا في كل عام نقوم بعرض كشفي في ذكرى شهدائنا، وحصل ذلك في القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية في معراب، كما أنه حصل قبل القداس في بيروت وانتهى الأمر عند هذا الحد وكل ما يشاع في هذا الخصوص لا علاقة له بالواقع، إضافة إلى أنني أريد التشديد في هذا الإطار على أن الجيش اللبناني يقوم بمهمته على أفضل ما يكون، وهذا الأمر وحده هو صمام الأمان بالنسبة إلينا والضمانة التي تكفينا، وبالتالي بوجود الجيش اللبناني وإلى جانبه قوى الأمن الداخلي والطريقة التي تتصرفان بها عبر منع أي فريق من التعدي على الآخر فنحن لسنا مضطرين للقيام بأي شيء".

وردا على سؤال عما إذا كان لا يزال يعتبر الرئيس الحريري صديقا على أثر تصريحه الأخير، وخصوصا أنه اتهم حزب "القوات" بالطعن بالظهر أكثر من مرة، وهل هو يكرر هذا الطعن مرة جديدة للرئيس الحريري، قال جعجع: "الرئيس الحريري صديق، ويبقى كذلك لأسباب تاريخية يعرفها الجميع، ولأسباب موضوعية انطلاقا من التلاقي على الكثير من المواقف، إلا أنه بالنسبة إلى مسألة الطعن بالظهر، فهذا الموضوع يجب أن يسمح لنا الجميع به إن كان صديقا أو خصما. ما نقوله اليوم هو موقف سياسي، ونحن أحرار باتخاذ أي موقف نريد. وفي هذا الإطار، أتمنى على الجميع أن يتذكر أن حزب "القوات اللبنانية" هو حزب قائم بحد ذاته ومن أكبر الأحزاب في لبنان كي لا أذهب أبعد من ذلك في الوقت الراهن. وبالتالي، لدينا حرية اتخاذ القرار الذي نراه مناسبا والتأييد والقول نعم أو لا وهذا لا يعتبر طعنا بالظهر، ومن سلفنا أي شيء ليأتي كي نرده له، وانا لا أقبل بهذا التوصيف أبدا لا من قريب ولا من بعيد".

 

مكتب الحريري: الخبر عن لقاء الحريري خليل عار من الصحة

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري في بيان انه "خلافا لما تم بثه عبر قناتي الـ"otv" و"الجديد"، عن لقاء مطول ليل أمس بين الرئيس سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين خليل، يؤكد المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري أن هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلا ولا أساس له".

 

كتلة التحرير والتنمية اجتمعت برئاسة بري وأعلنت مشاركتها في الاستشارات الملزمة ودعت الى حكومة إنقاذ تراعي التوازن والاختصاص

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري الاجتماع الدوري لكتلة التحرير والتنمية، في حضور أعضائها كافة. ناقشت فيه الاوضاع العامة لا سيما الاستحقاق الحكومي وشؤونا متصلة بالاوضاع الصحية والمعيشية والعمل التشريعي.

البيان

وبعد الاجتماع، تلا الامين العام للكتلة النائب أنور الخليل،البيان الاتي: "في الشأن المتعلق بالاستحقاق الحكومي، تؤكد الكتلة مشاركتها في الاستشارات النيابية الملزمة وستعلن عن اسم مرشحها لرئاسة الحكومة كما جرت العادة بعد الانتهاء من اللقاء مع فخامة رئيس الجمهورية، كما تشدد الكتلة على وجوب الاسراع بتشكيل حكومة انقاذ في أسرع وقت ممكن، تراعي في تشكيلها التوازن والاختصاص والكفاءة وتعيد بناء ثقة اللبنانيين في الدولة ومؤسساتها وثقة المجتمعين العربي والدولي، كما ثقة المغتربين بلبنان ودوره وذلك ضمن مندرجات المبادرة الفرنسية ببنودها الاصلاحية والانقاذية كافة. وعلى المستوى المعيشي، تحذر الكتلة من أي خطوة غير مدروسة باتجاه رفع الدعم عن السلع الاساسية والمواد الحيوية وخاصة الدواء والمحروقات والطحين. وفي هذا الاطار تدعو الكتلة القضاء والسلطات الامنية المختصة الى وضع يدهما على هذا الملف والمبادرة الفورية الى ملاحقة المحتكرين والمتاجرين بوجع الناس ولقمة عيشهم وانزال اقصى العقوبات في حقهم. وفي الاطار المتصل بتفشي جائحة كورونا على النحو الحاصل اليوم والذي بات معه الامن الصحي للبنانيين ينذر بكارثة جماعية تدعو الكتلة السلطات المعنية المختصة لا سيما وزارتي الصحة والداخلية الى تحمل مسؤولياتها فورا ودون تأخير لجهة التشدد بتنفيذ الاجراءات التي تجنب لبنان ما لا يحمد عقباه. كما ناقشت الكتلة شؤونا تشريعية واتخذت القرارات المناسبة في شأنها".

 

كنعان التقى وفد كتلة المستقبل: ذاهبون بالاصلاح أبعد من المطروح بهية الحريري: ورقة ماكرون الاصلاحية انطلاقة لمرحلة يحتاج اليها البلد

وطنية - الأربعاء 14 تشرين الأول 2020

التقى أمين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان في حضور النائبين سيزار ابي خليل وجورج عطاالله والوزير السابق منصور بطيش، وفدا من "كتلة المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري ومشاركة النائبين سمير الجسر وهادي حبيش، في مقر "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل.

عقب اللقاء، قالت النائبة الحريري: "كان لقاؤنا اليوم مع التيار الوطني الحر من ضمن المهمة التي كلفنا بها الرئيس سعد الحريري، والمرتبطة بالبرنامج الموجود في ورقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والإصلاحات الموجودة فيها والتي وافقت عليها الاطراف التي شاركت في اجتماع قصر الصنوبر". اضافت: "لمسناه اليوم في خلال نقاشنا، أن التيار الوطني يطمح إلى ما هو أبعد من الورقة الموجودة، ونحن نعتبر أن الورقة تشكل انطلاقا لمرحلة يحتاج إليها البلد بشكل كبير، لان الوضع الذي وصلنا إليه قاس وصعب والناس لم تعد قادرة على تحمل الظروف التي تمر بها".

واكدت الحريري ان "هناك فرصة، وهي من ضمن هذا التفاهم الوطني على برنامج، سيؤدي إلى الخروج من هذه الأزمة القاسية والصعبة ليعود البلد إلى انطلاقة جدية. لغاية اليوم لمسنا التزاما واضحا بالورقة من كل الاطراف التي التقينا بها، ونأمل خيرا مع انطلاق الاستشارات التي ستبدأ غدا والتي ينتظر الجميع نتائجها". وعن تعامل الرئيس الحريري مع مطالب الكتل، قالت: "لا استطيع الاجابة على هذا الموضوع، لان علينا أن نجتمع لتقويم كل اللقاءات التي قمنا بها ونتخذ الموقف المناسب بالنسبة للغد". ولفتت الى أن "الإعلام شريك اساسي ونحن نمر بمرحلة دقيقة جدا، وعلينا ألا نتشاطر على بعضنا، ويجب أن نذهب معا إلى عملية انقاذية. وحتى الآن هناك إرادة حقيقية لدى الجميع بغض النظر عن موضوع الغد".

كنعان

ثم تحدث النائب كنعان فقال: "رحبنا بزيارة وفد كتلة المستقبل. وكما تعلمون، فالتواصل والحوار بالنسبة الينا، بمعزل عن العلاقات السياسية، هو اساسي، لا سيما في مرحلة استثنائية كالتي نمر بها اليوم". واشار الى ان "وفد كتلة المستقبل كان واضحا بأن هذه المشاورات مع الكتل لها علاقة بالاصلاح وببلورة تصور مشترك، بمعزل عن موضوع التكليف غدا، او التأليف بعده، ولا يستبق الاستشارات، ولم نتطرق الى هذا الموضوع في الاجتماع".

واعتبر كنعان أن "المطلوب الانقاذ، وقد اكدنا انه بالنسبة الينا كتكتل وكتيار، فمسألة الاصلاحات اساسية، وليست قضية نلتزم او لا نلتزم بها. فالاصلاحات اساسية، ونتمنى ان تكون كذلك لكل الكتل لولوج المرحلة المقبلة وانقاذ لبنان. وهو ما يتطلب حكومة وتعاونا ووضع الاصلاح كمسألة وطنية فوق الخلافات والتجاذبات. فاذا خسرنا الوطن، فلا السلطة تفيد ولا أي أمر آخر. واذا لم نلتق على انقاذ الوطن، فلا داعي عندها للقيام بأي شيء".

اضاف: "نضع هذا اللقاء، وفي ضوء الملفات التي طرحناها وحاولنا ملامسة تفاصيل مهمة فيها، ونذكر بأن الملفات المطروحة في المبادرة الفرنسية والورقة الاصلاحية، هي من دون استثناء، مطروحة من قبلنا كاساس للحكومة المقبلة، كما لكتلة المستقبل".

وتمنى النائب كنعان، أن "يتم تطوير هذا التعاون على المستوى الوطني بمعزل عن التموضع والآراء السياسية، فمصلحة لبنان يجب ان تكون الهدف من التنافس السياسي، والا يكون مدمرا".

وعن كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بالأمس، قال كنعان: "ملف الحكومة والتكليف والتأليف لم يكن هدف الزيارة، وقد شرحنا ان التفاهم هو المطلوب على مشروع انقاذي، ولدينا اجتماع للتكتل، وسنعلن كل شيء بوقته".

 

مقابلة من تلفزيون المر مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن: مجلس الشيوخ للدروز ونطالب بحقيبة سياديّة... و"لبنان بلا الدروز ما بيمشي"

نادر حجاز/موقع تلفزيون المر/14 تشرين الأول/2020

تحدّث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لموقع mtv،عن الجولة التي قام بها الى بكركي ودار الافتاء والمجلس الشيعي الأعلى، مؤيّدا طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الداعي لحياد لبنان. كما شرح موقفه من تشكيل الحكومة الجديدة وتعديل الدستور وإنشاء مجلس الشيوخ.

وإليكم نصّ المقابلة:

- قمتم بجولة لافتة على الرؤساء الروحيين في بكركي ودار الافتاء والمجلس الشيعي الأعلى، هل حملتم أي مبادرة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد؟

نحن دائماً على تواصل روحياً، وأردنا أن نؤكد هذا التواصل ونتشاور في ظل الأجواء المأزومة في الوطن وقد كانت جولة مفيدة، فالمراجع الروحية رسالتها واحدة بالنسبة للوطن لبنان والسلام والمحبة والتلاقي والعيش الواحد ولبنان الكرامة والعدالة والحرية والميثاقية والثوابت الوطنية، وهذه ثوابت القمم الروحية ولا يعدلوا عنها، وهُم دائماً صمّام أمان ضد الفتن ومع جمع الشمل. فكانت مبادرة شخصية وحاولنا خلال الطروحات إعادة إطلاق أعمال لجنة الحوار المسيحي الإسلامي في مهمة جديدة، لأن وجدنا ان هناك جمود ووُعدنا خيراً حيث يتم البحث بإعادة تجديد همّتها، لأن هذه اللجنة هي التي تعدّ البيان مع المراجع الروحية في كل القمم الروحية وهي التي تتليه، ونقوم بمتابعة هذا الامر.

- بعد القمة الروحية الأخيرة التي استقبلتها دار الطائفة الدرزية، هل من قمة جديدة تعملون على عقدها في ظل الظروف الدقيقة جدا التي وصل إليها لبنان؟

أعتقد أنا هذا الموضوع بحاجة إلى تهيئة للأجواء، ومن هنا بدأنا بتفعيل لجنة الحوار المسيحي الإسلامي، الأمر الذي يساعد في عقد قمة روحية بشكل أفضل.

- نشهد على أجواء مشحونة في البلد، وعندما نتحدث عن إعادة إحياء لجنة الحواء المسيحي الاسلامي هل هذا يعني أنكم متخوّفون على البلد من فتنة لا سمح الله؟

نحن دائماً لدينا أمل بلبنان الواحد والعيش الواحد وان شاء الله لن يحصل هذا الأمر، فلا يزال هناك خيّرين في البلد. ولكن الدولة لا تقوم بكامل واجباتها، ونوجّه تحية للجيش اللبناني وقوى الأمن الذين يبذلون ما يستطيعون من جهود، ولكن من دون حكومة فاعلة هناك وضع غير طبيعي ونصلّي للنجاح بتشكيل حكومة ويصار الى ضبط الأمن ومعالجة الوضع الإقتصادي.

- طرح البطريرك الراعي مشروع حياد لبنان، فهل أنتم مع هذا الطرح؟ وكيف السبيل إليه؟

موضوع النأي بالنفس تضمنه العديد من البيانات الوزارية للحكومات، والحياد الايجابي قام به سابقاً ثلاثة من الكبار في منتصف القرن الماضي هم رئيس الوزراء الهندي جواهر لآل نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي تيتو وغيرهم، وكان الهدف منه الحياد بين الشرق والغرب، فمن حيث المضمون كل شخص في لبنان من أي طائفة كانت يريد العيش الكريم والراحة والاطمئنان والدولة والسلام ولا أحد يرفض هذا الأمر، ولكن طرح الحياد على الصعيد القانوني والدولي يحتاج الى توافق داخلي والى مباركة دولية، واما العنصر الثالث فهو وجود أراضٍ لبنانية محتلة ويجب تحريرها، ولكن كفكرة تهدف لخير الوطن والسلام له لا يمكننا إلا أن نكون الى جانب البطريرك الراعي فيها.

- يكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن أعراف جديدة وعن طروحات تضرب اتفاق الطائف ومندرجاته ولا سيما طرح المثالثة، فما هو موقفكم وانتم تمثلون طائفة مؤسسة للكيان اللبناني؟

زارني السفير الإيراني وسألته عن رأيه بتغيير اتفاق الطائف، فكان جوابه ان هذا الأمر هو مسار طويل ولننتبه اليوم في لبنان الى لقمة الخبز والوضع الاقتصادي، فاتفاق الطائف ليس منزلاً ولا الدستور، ولكن أي تعديل يحتاج الى جو مناسب وطرحه يكون في جو هادئ وبحريّة وراحة، وأما الوضع اليوم غير مناسب لطرح أمور معقدة تزيد المعاناة في لبنان.

- ولكن إذا ما طُرحت المثالثة ما يكون موقف شيخ العقل؟

هناك مثل معروف في الجبل وهو ان للـ"سيبة" ثلاث أرجل ولكن من دون القُرص لا يمكن ان تستقيم، و"لبنان بلا الدروز ما بيمشي".

- عاد البحث الأسبوع الماضي في اللجان لنيابية المشتركة بموضوع إنشاء مجلس الشيوخ، وبكل صراحة هل تطالبون بهذا المجلس ليكون من حصّة الطائفة الدرزية؟

مَن طالب بمجلس الشيوخ هو وليد بيك جنبلاط والأمير مجيد ارسلان وشيخ العقل محمد أبو شقرا أثناء الزمن الصعب في مطلع الثمانينات، وقاموا بإعداد مذكرة من أجل السلام في لبنان والخروج من الأزمة، وقد تضمنت إنشاء مجلس شيوخ تتثمل فيه العائلات الروحية وبالتالي يكون باباً للخروج من الازمة الطائفية الموجودة، فنحن مَن طرح مجلس الشيوخ وما كنّا لنوافق على اتفاق الطائف لو لم يكن هناك وعدٌ للطائفة الدرزية بمجلس الشيوخ، والطائفة الدرزية مؤسسة للكيان اللبناني وهناك أصحاب وفاء في لبنان، وأصحاب الوفاء يعرفون أن رئاسة مجلس الشيوخ هي للطائفة الدرزية.

- في حال قيام مجلس الشيوخ، هل يمكن ان تقوموا بتسهيل قيام الدولة المدنية في لبنان كرؤساء روحيين، خاصة وان دائما هناك لوم بأن رجال الدين هم من يمنعون هذا الامر، فهل يكون مجلس الشيوخ هو المدخل لذلك؟

هذا الأمر بحاجة الى تشاور حوله بين الرؤساء الروحيين، ولا نريد أن نستبق الأمور.

- جاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وقدّم مبادرة للخروج من الأزمة، وأخيراً عاد الرئيس سعد الحريري وطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة، برأيكم أي حكومة يحتاج لبنان في هذه الظروف؟

أدعو كل السياسيين الى العمل على إعادة الثقة، وبالثقة تعالج كال التفاصيل. وقيل إن ماكرون طالب بحكومة اختصاصيين، ولكن أعتقد أن المقصود أن تترك القضايا الخلافية الكبيرة جانبا ومعالجة أمور الناس وهذا المطلوب. لذلك المطلوب نوايا صادقة للتخفيف من الأزمة التي وقع بها الشعب اللبناني.

- طالب وليد جنبلاط بكل صراحة بحصول الدروز على حقيبة سيادية في الحكومة المقبلة، فهل تشاركه في هذا المطلب؟

صحيح أنه في الماضي كانت وزارة الدفاع من حصّتنا كدروز أو وزارة الداخلية، ولكن وزارة الصحة أيضاً أو وزارة الأشغال هي وزارات خدماتية، مع الأسف انه جرى تسمية وزارات سيادية في الفترة الأخيرة، لا أعرف لماذا، وأصبحت هذه الوزارات السيادية مخصصة لجهات معينة، مع أن هذا الأمر غير دستوري، وطبعاً نحن نشارك وليد بيك لأن هناك حقوق لهذه الطائفة المؤسّسة للكيان اللبناني وطبعاً نحن نطالب بهذا الأمر.

- بعد المصالحة الأخيرة التي شهدتها الطائفة الدرزية بين جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، هل أنتم مرتاحون لوضع الطائفة الدرزية وموقعها على المستوى الوطني؟

نحن طبعاً من خلال المصالحة التي حصلت ومن خلال عمل المجلس المذهبي لا نفرّق في الطائفة بين أي فردٍ وآخر وهذا هو الجو العام الموجود في الجبل، وهذا الوفاق ينعكس خيراً على الطائفة. وعلى المستوى الوطني هناك حقوق لهذه الطائفة لا يمكن ان نتنازل عنها.

ونحن كطائفة درزية لا غنى لنا عن هذا الوطن ولا غنى لنا عن المؤسسات والدولة، فنحن حتى جامعة لنا كطائفة لم ننشىء، فلا جامعة لنا الا الجامعة اللبنانية، ونحن لا نتصرّف الا على أساس وطني وعلى أساس حسن المعاملة، ففي التوحيد أدب الدين قبل الدين وحسن المعاملة شرط أساسي لدينا في الاخاء والتعامل، ولا أدري لماذا لا يزال هناك من بين شركائنا في الوطن مَن يجهلون صحة ما نريده لهذا الوطن وما نتصرّف على أساسه.

- يعاني الشعب اللبناني أزمة اقتصادية ومالية خانقة بدأت تؤدي الى نسب مرتفعة جدا في البطالة والفقر والتسرب المدرسي وما يمكن ان تخلقه من فوضى اجتماعية وارتفاع معدل الجريمة، من موقعكم ماذا تفعلون للمواجهة؟

الموارد الأساسية للمجلس المذهبي هي الأوقاف، وكنا نطمح لتطوير أكثر بكثير لكن المرحلة التأسيسية استغرقت وقتاً وللأسف بعض العقول الصعبة المراس حاول تأخيرنا، لكن على قدر امكاناتنا كما ان هناك مجموعة قليلة خيّرة من أبناء الطائفة يقدّمون الدعم ويكونون الى جانبنا دائماً. فنحن نقوم بتقديم مساعدات مدرسية ومساعدات استشفائية وصحية للمرضى المضمونين على حساب وزارة الصحة العامة حيث نقوم بتغطية فرق الوزارة في المستشفيات ضمن سقف معين، فخلال السنتين الماضيتين نقوم بالتركيز على الخدمات الصحية حيث قدّمنا حوالى 4000 مساعدة العام الماضي، كما نقوم بتخصيص مرضى السرطان والأمراض المزمنة بحصص أكبر وقمنا بالتعاون مع مؤسسة فرح بتوزيع مساعدات غذائية على قدر الإمكان، فأولوية المجلس اليوم هي المساعدات الاجتماعية.

- ما المطلوب من الناس لكي تتمكن من الصمود؟

الامر ليس سهلاً في ظل البحبوحة التي عاش فيها البلد والراحة التي كانت موجودة إضافة الى متطلبات الحياة اليوم والضغط المالي، فالمطلوب الكثير من القناعة والصبر، وفي الجبل لا بد من العودة الى الأرض.

- كورونا باتت واقعا يوميا علينا التعايش معه، الا ان فئات اجتماعية واسعة لا تزال تستخف بهذا الفيروس ولا تلتزم الاجراءات الوقائية، أي رسالة لكم في هذا المجال وماذا تقول لهؤلاء من موقعكم كمسؤول روحي وكمرجع وطني؟

قمت بإصدار أكثر من بيان توعوي وتحذيري، ونحن لدينا عتب على من يخالف أكثر من قاعدة في التوحيد، ومنها "اعقل وتوكّل" و"درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وسنستمر في إطلاق التوجيهات ونشدد على الوعي.

- ما تعليقكم على الأحداث الأخيرة التي شهدها جبل العرب، وهل تخشون على الجبل من المستقبل السوري الغامض؟

المشايخ وأهلنا في الجبل هم أدرى بأمورهم، وأعتقد ان الجبل الذي أخرج سلطان باشا الأطرش وأمثاله لا يمكن إلا ان يبقى في الاطار العربي والوحدوي، وندعو دائماً للانتباه من الفتن والحفاظ على التآخي بين مكونات الشعب السوري لا سيما بين جبل العرب وجيرانه. ونحن لدينا قاعدة بأن "لا نتعدّى ولا نقبل أن يتعدّى علينا أحد"، وإذا طبّقوا هذه القاعدة يكون التوفيق حليفهم.

- تشهد المنطقة تحوّلات كبرى في ظل صفقة القرن، فهل من كلمة للقضية الفلسطينية ولعرب 48؟

القضية الفلسطينية حملتها الطائفة الدرزية واستشهد من أجلها شهداء في مقدمتهم كمال جنبلاط، وأهم من كل شيء في هذه المرحلة هو التوافق الفلسطيني الفلسطيني وهذا أساس لتوقيف الهجمة الاسرائيلية على الأراضي العربية.

وقد حصل تواصل مع مجموعة من العرب الدروز الأحرار الذين قاوموا التجنيد الاسرائيلي، وعلى دروز فلسطين الصمود رغم الغطرسة الاسرائيلية التي تحصل.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي14- 15 شرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

منطقياً وعملياً مطلوب عدم تشكيل حكومة لبنانية قبل ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية

الياس بجاني/15 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91296/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d8%b9%d8%af%d9%85/

في الخلاصة، صحيح بأن”المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين”.. وصحيح أيضاً ولأنكم يا أصحاب شركات الأحزاب التعتير لا تعرفون الإيمان ولا تخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير، فأنتم بكفركم وذلكم والحقارة ادمنتم لدغ الجحور وتربيتهم على سمومها حتى أمسيتم سماً قاتلاً يسمم كل لبنان وكل ما هو لبناني…حمى الله لبنان وشعبه منكم ومن سمومكم.

 

هكذا كان وزراء لبنان

توفيق شومان/فايسبوك/14 تشرين الأول/2020

*ماذا سيتذكر اللبنانيون عن أغلب وزراء العقود الأخيرة: عفة اللسان؟ السُباب والشتائم؟ الأيدي النظيفة؟ الثقافة الرفيعة؟ نبش القبور؟ الحلم بوطن؟ محاولة بناء دولة؟.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91278/%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b4%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%83%d8%b0%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b2%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7/

 

اين تكمن ذكرى 13 تشرين 1990 في قاموسكم يا اولاد الافاعي؟

عبدالله خوري/فايسبوك/14 تشرين الأول/2020

انتم تمثلون البدع الزائلة بمواجهة مسيرة كيانية لشعب لا يُطوى له زند، وصدق من قال ولو لمرة واحدة فقط “ويل لامة تضحي بشبابها لاجل شيبها”!!!!!!

http://eliasbejjaninews.com/archives/91282/%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%83%d9%85%d9%86-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-13-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%86-1990-%d9%81%d9%8a-%d9%82/

 

مقابلة من تلفزيون المر مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن: مجلس الشيوخ للدروز ونطالب بحقيبة سياديّة… و”لبنان بلا الدروز ما بيمشي”

نادر حجاز/موقع تلفزيون المر/14 تشرين الأول/2020

تحدّث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لموقع mtv،عن الجولة التي قام بها الى بكركي ودار الافتاء والمجلس الشيعي الأعلى، مؤيّدا طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الداعي لحياد لبنان. كما شرح موقفه من تشكيل الحكومة الجديدة وتعديل الدستور وإنشاء مجلس الشيوخ.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91288/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81%d8%a9/