المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الأول/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَلَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لَا تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تغريدات ثلاثة تحكي وضع لبنان المحتل والظالم

الياس بجاني/نتمنى إلى اللواء أشرف ريفي الشفاء من جائحة الكورونا

الياس بجاني/بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عبارة مهمّة يتوقّف عندها القديس شربل في ظهوراته هي “أنا شربل من لبنان” ومعانيها كبيرة…شربل ولبنان حكاية قداسة، شربل أحبّ لبنان ولبنان أحبّ شربل، علامتان من علامات حضور الله ومحبّته للبشريّة.

تحذير على حافة الذكرى/الياس الزغبي

"ببكي وبروح... إلى التطبيع"/الياس الزغبي

انفجار مسائي وآخر صباحي: "التلحيم" الذي يقتل أهالي بير

«حزب الله» باعها صواريخ بملايين الدولارات..العشائر «جيش نصرالله الرديف "

عصام خليفة لـ«جنوبية»: المفاوضات شاقة وموقف لبنان قوي.. رغم الأخطاء!/باسمة عطوي/جنوبية

قائد الجيش يجتمع مع الوفد المكلف التفاوض لترسيم الحدود البحرية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/10/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 10 تشرين الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: مواقف الافرقاء من الحريري قبل خميس الاستشارات شيا لـ"النهار": متحمسون لاتفاق مفاوضات الترسيم

نديم الجميل: حزب الله يريد عودة الحريري الى الحكومة لإفشاله

عين التينة: الحريري مرشّحنا رغم كلّ شيء.. ولكن!

“ميني” 4 آب في الطريق الجديدة… 4 قتلى وجرحى

نداء الوطن/الحريري “راجع” بضوء أخضر من باريس

علي حسن خليل: وزارة المالية ستكون للطائفة الشيعيّة في أي حكومة مقبلة

تل أبيب تتوقع ضغوطاً إيرانية على «حزب الله» للتراجع عن الموافقة على المفاوضات مقابل التفاؤل في واشنطن حول اتفاق إسرائيلي ـ لبناني على الحدود البرية أيضاً

عون يتابع تشكيل الوفد اللبناني لمفاوضات ترسيم الحدود يضم عسكريين وخبيراً في القانون الدولي

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

اتفاق على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان

تركيا: الهدنة في قره باغ آخر فرصة لأرمينيا

هبوط قياسي جديد للريال الإيراني مقابل الدولار

«الطاقة الذرية»: إيران تخصب اليورانيوم بدرجة أعلى مما كانت ملتزمة به

قرقاش: الجيش التركي في قطر يزعزع استقرار المنطقة

المرتزقة» السوريون... مخلب تركيا في الصراعات من ليبيا إلى القوقاز

الكاظمي... حرب مفتوحة على عدة جبهات (تحليل إخباري) والعلاقة مع الفصائل المسلحة والانسحاب الأميركي أبرز ملفين

ترمب يظهر في أول مناسبة عامة منذ إصابته بـ«كورونا»

صراع أذربيجان وأرمينيا في قره باغ إلى أين؟ والاستقطابات الإقليمية تنذر باتساع نطاق الاشتباكات إلى حرب واسعة

الكويت... عهد جديد عنوانه الاستقرار والاستمرار/الأمير وولي العهد من رجال الدولة المخضرمين... قضيا معظم حياتهما في سلك الأمن والدفاع

السلطان والقيصر وقره باغ/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من جمهورية الطائف الى الجمهورية الشيعية، او التداعي الاستوائي المبرمج/شارل الياس شرتوني

"فوفاش"... ما عرضته محطة الـ mtv مساء أمس تحت عنوان "صارو مية"، هو "فوفاش"! بمضمونه "فوفاش". بسرديّته "فوفاش"/المخرج يوسيف ي. الخوري

 ترسيم الحدود مع اسرائيل يرسم "إطار" الفوضى الجديدة في لبنان/بارعة الأحمر/سي ان ان

إسرائيل ام فلسطين المحتلة. بدي افهم شو عم بيصير/ادمون الشدياق

ترسيم الحدود: طبخة بحص/د.توفيق هندي/الكلمة اونلاين

كيف سيولد لبنان مجدداً ما بعد “الحزب”؟/خلف أحمد الحبتور/الجمهورية

الحريري وقصر بعبدا: الباب مفتوح… بالانتظار/كلير شكر/نداء الوطن

الحريري الراضخ لـ”الثنائي الشيعي”… يتحامل على المسيحيين/ألان سركيس/نداء الوطن

الحريري وجعجع وجنبلاط.. ملامة وعتاب!/راكيل عتيِّق/الجمهورية

عون لا يمانع عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.. وباسيل يتحفَّظ!/منال زعيتر/اللواء

شروط حزب الله وعون: إنهاء الحريري أو إحراق مبادرته/منير الربيع/المدن

ليس رجلاً يريد السراي.. بل يريده بأي ثمن/أسعد قطّان/المدن

الحريري في طوره العوني/شادي علاء الدين/أساس ميديا

نصرالله وبشار.. الرجوع إلى حافظ الأسد/نديم قطيش/أساس ميديا

"اليونيفيل" في بيروت: جسّ نبض حزب الله/نبيل الخوري/المدن

عيب أن نجد طريقة للتفاوض مع إسرائيل ولا نجدها مع سوريا/جهاد الزين/النهار

الممانعون أو «المهرولون الجدد»؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ماكرون بين فيروز وحسن نصر الله/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

لبنان: الترسيم توقيع إيراني بحبر العقوبات؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

شاويش الفكر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المبالغة في الرهان الأوروبي على بايدن/خطار أبو دياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع تحقيقات انفجار الطريق الجديدة ونبه الى خطورة تخزين مواد ملتهبة في أماكن سكنية

الوطني الحر: حكومة إصلاحية ومنتجة وفاعلة أولوية

التقدمي يحذر من فخ تعديل أعضاء وفد مفاوضات الترسيم

أمن المطار: عائلة رامي مخلوف سافرت وفق الإجراءات المتبعة

الجيش: تمرين مشترك مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَلَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لَا تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ.

رسالة القديس يعقوب/1/من01حتى18: اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، ٣عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. ٤ وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ٱلْبَتَّةَ، لِأَنَّ ٱلْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ ٱلْبَحْرِ تَخْبِطُهُ ٱلرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلَا يَظُنَّ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَلْيَفْتَخِرِ ٱلْأَخُ ٱلْمُتَّضِعُ بِٱرْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا ٱلْغَنِيُّ فَبِٱتِّضَاعِهِ، لِأَنَّهُ كَزَهْرِ ٱلْعُشْبِ يَزُولُ. لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِٱلْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ ٱلْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ ٱلْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلتَّجْرِبَةَ، لِأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ ٱلْحَيَاةِ» ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَلَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لَا تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ، ٱلَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلَا ظِلُّ دَوَرَانٍ. شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ ٱلْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلَائِقِهِ.

 

Al 'Etro d'Besmé Tobé نفحات العطر العذب

https://www.youtube.com/watch?v=k4_UShCdlVQ&list=PL8N1S7__-pGvP86VdmiCShKylfAFbj75-&index=21&t=0s&app=desktop

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

تغريدات ثلاثة تحكي وضع لبنان المحتل والظالم

الياس بجاني/10 تشرين الأول/2020

*الإبادة التي يتعرض لها الشعب الأرمني على أيدي الأتراك الجدد والقدماء مرفوضة ومستنكرة. مع حق الأرمن في الحفاظ على وجودهم وأرضهم.

*لا حلول في لبنان الذي يحتله الحزب الأمونيومي ويحكمه بغير تنفيذ القرارات الدولية واعلانه دولة مارقة ووضعه تحت البند السابع.

*بعد التجارب كلها منذ العام 2005 لا يمكن الوثوق بالحريري فهو لم يلتزم بوعد واحد. طيب لكنه كسول ولا علاقة له بالسياسة. فاشل بامتياز.

 

نتمنى إلى اللواء أشرف ريفي الشفاء من جائحة الكورونا

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

صلاتنا من أجل شفاء اللواء أشرف ريفي من جائحة الكورونا التي أعلن أمس أنه مصاب بها بعد ان بين فحص ال بي سي أر نتيجة إيجابية.

Our Prayers goes to the quick & safe Healing of General Asharaf Refi whose PCR Corona Test turned to be positive

 

بري لم يكن يوماً غير أداة طروادية للسوري والفلسطيني والإيراني

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91083/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%83%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%b7%d8%b1/

لا يوجد في لبنان ولا في دول الجوار سياسي مذهبي وحاقد ومتلون وطروادي يتقدم على نبيه بري، الميليشياوي والفاسد والمفسد.

هذا الرجل الذي سرق حركة أمل وحولها إلى شركة تجارية عائلية هو متخصص بتفقيس أرانب مشاريع تهويلية تهدد المسيحيين كلما طلب منه أسياده الغرباء ذلك.

تحالف مع الإحتلالات كافة وكان في مقدمة مرتزقتهم، الفلسطيني والسوري واليوم الإيراني.

أدمن على رفع راية إلغاء الطائفية السياسية موسمياً بوجه المسيحيين لابتزازهم وتهديدهم، وهو أكبر طائفي ومذهبي في لبنان.. وطرحه اليوم أرنب مناقشة قانون انتخابي جديد يأتي في هذا السياق التهويلي والإرهابي واللادستوري واللاميثاقي.

عملياً هو ومنذ هزيمته في معارك إقليم التفاح مع الحزب الأمونيومي أمسى موظفاً بدرجة رئيس مجلس نواب عند إيران وسيد أمونيوم…ينفذ ولا يقرر.

فإن كان من سارق متمرس في لبنان فهو هذا الرجل الذي لم يوفر مصادرة حتى مشاعات العشرات من قرى وبلدات الجنوب والبقاع.

وإن كان من فاسد فهو رقم واحد وفساده لم يرحم لا مؤسسات ولا نقابات ولا دائرة واحدة من دوائر وزارات الدولة اللبنانية.

وإن كان من مفسد فهو الخبير المتمرس والرقم واحد، وزلمه وقطعانه المفسدين مزروعين في كل مواقع الدولة وفي العشرات من الشركات الخاصة.

وإن كان من ملياردير جمع ثروته بالنهب والسطو والتشبيح فبري متقدم على كل أقرانه في هذا المجال الشيطاني.

وإن كان من دكتاتور بجيناته فهو هذا الرجل الذي يهيمن على مجلس النواب منذ سنين وقد دخل موسوعة غينتس في تربعه على رئاسة مجلس نيابي. وهو حول المجلس إلى ثكنة ومعسكر ميليشياوي للزلم والزعران ورفع عدد العاملين فيه من 35 إلى ما يقارب الألف.

يملك تلفزيون متخصص بتشويه الحقائق وبالتسويق لصنميته.

هذا السياسي يعمل حالياً على تمرير قانون انتخابي ملالوي عنوانه لبنان دائرة واحدة بهدف سيطرة حزب الله الأمونيومي على لبنان وتهميش كل باقي المجتمعات اللبنانية.

ادعى باطلاً العداء لإسرائيل وحين جاءته الأوامر من الملالي كشف عن حقيقته واعترف علناً بالدولة اليهودية ودون أن يرمش له جفن.

في الخلاصة، فإن أرنب بري الجديد المسمى قانون انتخابي، لبنان دائرة واحدة هو خطير وخطير للغاية لأنه غير دستوري ويقضي على ما هو لبنان رسالة وتعايش وحريات ودستور وميثاقية، وبالتالي على السياديين والأحرار من المذاهب كافة أن يرفضوه ويفضحوه ويسقطوه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عبارة مهمّة يتوقّف عندها القديس شربل في ظهوراته هي “أنا شربل من لبنان” ومعانيها كبيرة…شربل ولبنان حكاية قداسة، شربل أحبّ لبنان ولبنان أحبّ شربل، علامتان من علامات حضور الله ومحبّته للبشريّة.

http://eliasbejjaninews.com/archives/91157/%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%87%d9%85%d9%91%d8%a9-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%91%d9%81-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%81/

هيثم الشاعر/اليتيا/ - تم النشر في 09/10/20

اليوم، يصادف ذكرى إعلان شربل مخلوف قديساً، راهب صامت تنسّك في جبال لبنان، عاش معنى أن تكون مسيحياً في الشرق، خسر والده الذي أجبره العثمانيون على القتال معهم، عايش مرحلة صعبة من الاضطرابات بين الموارنة والدروز، اختبر الأرض والفقر والجوع والبرد والتنمّر…

شربل، كمعلّمه مارون الذي حمل رهبانه اسمه وأصبحوا المجموعة المسيحية الوحيدة في العالم التي تحمل اسم راهب معيّن، لجأ هؤلاء إلى جبال لبنان فقدّسهم وقدّسوه. ربما يعتقد البعض أنّ ما أكتبه كفر، لا، فلبنان أرض قداسة حتى قبل وصول رهبان مارون، على أرض لبنان عاش يسوع وبشّر، اسم لبنان ذكره الأنبياء وجبل لبنان وأرزه نور ومنارة للحرية والعلم والإيمان.

في ظهوراته، كان القديس شربل يظهر على أشخاص لم يذكروه ولم يطلبوا شفاعته ولم يسمعوا به من قبل، كان يحيّيهم بعبارة ” أنا شربل من لبنان”. فلنتوقّف هنا، كيف لقديس أن يبشّر باسم وطنه؟ وهل طلب يسوع منه هذا؟ ولماذا على شربل أن يذكر لبنان؟ كيف لا والأنبياء بأنفسهم ذكروا اسم لبنان، الله اختار لبنان رسالة كرّسها يوحنا بولس الثاني، ولأنّ شربل يعرف جيداً أن انقراض المسيحية من لبنان هو انقراض للرسالة التي على لبنان نقلها الى العالم.

لبنان شربل، هو لبنان القداسة، منارة للشرق والغرب والعالم أجمع. شربل حمل لبنان في قلب المحبسة الى العالم الأوسع، الى السماء، وهو يعرف أنه لولا من لبنان لما كان هناك شربل. كيف؟ هو الذي كان يزور النساك في قاديشا، يصلّي معهم وهو في ريعان الشباب، تلك الأرض التي تشبه جنّة عدن عشعش فيها النساك والرهبان حاملين هموم شعبهم بصلواتهم. أرض لبنان ليست مجرّد بقعة أرض في هذه الدنيا، هي التي علّم المسيحيون فيها العالم أجمع معنى الصمود على رجاء الايمان، هي التي بين كلّ كنيسة وكنيسة هناك كنيسة أو دير أو مزار.

شربل اللبناني ليس تعبيراً عنصرياً، فالرهبان السوريين الذين أسسوا أوّل رهبنة مارونية، أطلقوا عليها تسمية الرهبانية اللبنانية المارونية، عارفين أن اسم لبنان مجبول بعلامات حضور الله، واسم لبنان ليس مجرّد تسمية، هو اسم مقدّس وهو أكبر من وطن إنه رسالة.

أراد شربل من ذكر اسم لبنان، أن يكون سفيراً لتلك الرسالة، أن يقول لمسيحيي لبنان والشرق، أن لبنان وطن لا قوّة على هذه الأرض قادرة على سحقه، والتجارب برهنت هذا الأمر.

شربل ولبنان حكاية قداسة، شربل أحبّ لبنان ولبنان أحبّ شربل، علامتان من علامات حضور الله ومحبّته للبشريّة.

 

تحذير على حافة الذكرى

الياس الزغبي/10 تشرين الأول/2020

إلى البطانة الحاكمة، إلى طابخي سُمّ المحاصصات آكلي لحوم البشر، إلى أي مرشح لرئاسة الحكومة، وأي مرشح لحقيبة:

إن القبول بأي خرق لمبدأ استقلالية الحكومة العتيدة عن الأحزاب والتيارات والحركات، مثل الرضوخ لبدعة توزير شيعي في وزارة المال، والتسليم بحق أي طائفة في فرض وزرائها بحجة التسهيل...)

وكذلك الإذعان لأي خرق لمبدأ اعتبارها حكومة أخصائيين ذات مهمة إنقاذية محددة على أساس البرنامج الإصلاحي الذي طرحته المبادرة الفرنسية،

سيؤديان إلى خروق أخرى تُعيد إنتاج حكومة فاشلة ومحكومة بالسقوط على غرار سابقاتها، ولو كانت تحت عنوان خطب ودّ الكتل النيابية لنيل الثقة.

ولا ينفع تبرير أي تنازل بذريعة التضحية لمصلحة لبنان، لأننا رأينا كيف غرقت مصلحة لبنان لتعويم مصالح "أهل الغلبة"، و"أهل المصالح"، ولمسنا لمس اليد خطورة التدهور تحت شعارات زائفة مثل: "التسوية" و"الإصلاح" و"الاستقرار والاعتدال" و"ربط النزاع" و"حماية ظهر المقاومة"...

إن لبنان هو الذي ينازع ويحتضر تحت هذه العناوين القاتلة، وأشدها أذى "ربط النزاع"، وقد ثبت مدى خوائها وخطرها وآثارها الكارثية. وحصدنا جميعاً نتائجها على كل المستويات السياسية والمالية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

فهل نجرّب بعد ما جرّبناه مراراً، ودفعنا ثمنه من لحمنا ودمنا ورزقنا ومستقبلنا؟!

لم يعد لنا إلّا أن نقول:

حذار الوقوع في الحفرة نفسها مرة جديدة، وحذار الرهان على غفوة الثورة اللبنانية أو كبوتها

فهي تتحفّز، على حافة ذكراها السنوية، كي تشهد عبور جثثكم السياسية نحو ما تحفرون

... وللمرة الحاسمة والأخيرة!

 

"ببكي وبروح... إلى التطبيع"

الياس الزغبي/10 تشرين الأول/2020

لم يتأخر "حزب اللّه" في إصدار توجيهاته وتحذيراته إلى رئيس الجمهورية في مسألة التفاوض مع إسرائيل على الحدود.

فقد بدأ اليوم، عبر وسائطه الإعلامية، وضع شرطين أمامه:

- الأول هو رفض ضمّ دبلوماسي إلى الوفد العسكري، على غرار الوفد الإسرائيلي، (والإسم المقترح هو مستشار وزير الخارجية فادي الهاشم، ولو كان من فريق حليفه التيّار العوني!).

- والثاني هو رفضه التفاوض في قاعة واحدة (ولو كانت مثلّثة الأطراف، ولا يخاطب الوفد اللبناني ندّه الإسرائيلي مباشرةً).

والواضح أن "حزب اللّه" يريد، من خلال إملاءاته، تسجيل أمرين:

- احتواء الضجيج حول فضيحة قبوله بالانتقال من "صراع الوجود" إلى تسوية الحدود، تمهيداً للتطبيع في سباق إيراني محموم مع "التطبيعات" العربية، من جهة.

- وإملاء إرادته على المفاوض اللبناني ومرجعيته الرئاسية، من جهة أخرى.

وبذلك، تنكشف لعبة الرئيس نبيه بري في رسم "الإطار"، ثم الانكفاء المسرحي عن التفاوض لمصلحة الرئاسة الأولى وفقاً للدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية!

لقد رسموا "الإطار" ويريدون الآن وضع الصورة في داخله وتحديد لونها وشكلها وخطوطها، والاستيلاء على البيضة وقشرتها.

ودائماً تحت شعار المزايدة في الحرص على صلاحيات الرئاسة، وتحت راية "المقاومة"... وشعار "ببكي وبروح... إلى التطبيع"!

 

انفجار مسائي وآخر صباحي: "التلحيم" الذي يقتل أهالي بير

المدن/11 تشرين الأول/2020

نام أهالي بيروت على نبأ سقوط 4 ضحايا في انفجار مستودع في منطقة الجديدة، واستيقظوا على خبر انفجار مطعم في الأشرفية أسفر عن مقتل شخص. في حادثة الأشرفية، لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف كامل الملابسات، مع تأكيد على أن الانفجار ناجم عن انفجار قارورة غاز. وفرضية أن يكون الضحية يقوم بعملية تلحيم داخل المحل لغرض غير واضح بعد، فأصابات الشرارت القارورة ووقع التفجير. من تلحيم مطعم الأشرفية، إلى عملية التلحيم في مستودع الطريق الجديدة، التي لا تزال التحقيقات فيه مستمرة لتوحيد الروايات والفرضيات.

تحقيقات في الانفجار

من المتوقع أن تفضي التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية في ملف انفجار خزّان للبنزين في أحد مستودعات الطريق الجديدة، بغضون أيام، لتحديد المسؤولية في الحادثة والتأكد من ماهية تخزين المحروقات في المستودع. كما ظهرت فرضية "التلحيم" في الانفجار، مع تأكيد عدد من الأهالي على أنّ فريقاً من الحدّادين كان يقوم بعملية تلحيم في المستودع قبيل وقوع الانفجار فيه. وبالتالي عادت فرضية "التحليم" مرة أخرى، بعد جريمة مجزرة مرفأ بيروت يوم 4 الماضي، وترافقت هذه المرة مع سيناريو أن يكون صاحب الخزّان يقوم بتخزين المحروقات لبيعها في وقت لاحق بسعر أعلى في تجارة غير قانونية أدّت إلى مقتل 4 أشخاص.

ضحايا الحادثة

وأصدرت اليوم إدارة مستشفى المقاصد التي استقبلت ضحايا الانفجار، بياناً أشارت فيه إلى أنها استقبلت 59 جريحاً في قسم الطوارئ و3 جثث وضعت في براد المستشفى. وأفادت الإدارة أنّ الإصابات توزّعت بين "32 إصابة طفيفة، 21 متوسطة واثنتين حرجة". وأكدت الإدارة أنّ الإصابتين الحرجتين، "الأولى مصابة في الرأس نتيجة شظايا من الزجاج والحجارة فأجري للمريض عملية في الرأس، والثانية إصابة في اليد والساعد نتج عنها تمزق الأوتار والعصب وكسر في الساعد"، مؤكدّة أنّ الحالتين وضعهما مستقراً بعد إجراء العملية. كما قامت الإدارة بتحويل 3 أطفال إلى مستشفيات أخرى في العاصمة، بسبب حروق من الدرجة الثالثة تغطي جزءاً كبيراً من أجسادهم.

دمار وتفقّد

واستيقظ اليوم أهالي منطقة أبو شاكر في الطريق الجديدة لتفقّد الأضرار الناجمة عن انفجار أمس. ‏دمار ورفع أنقاض ولملمة زجاج وتضميد للجراح، كما دائماً، وسط جولات ميدانية لعدد من ‏المسؤولين في الدولة. فتفقّد اليوم الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير مكان ‏الانفجار مشيراً أنّه سيتم التعويض على المتضرّرين. كما كانت جولة تفقدية أخرى قام بها كل ‏من رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود. فأكد عيتاني على ‏أنه "لا خوف على سلامة المباني المحيطة للمستودع الذي انفجر"، مضيفاً أنّ "عمودين أساسيين ‏في المبنى تضررا بشكل كبير والبلدية تعمل على إزالة الردميات وتدعيم المبنى لحمايته من ‏الانهيار". أما عبود فأشار من جهته إلى أنّ "الإهمال يؤدّي إلى هكذا نتائج وهناك آلاف الأبنية ‏التي تحتوي على مستودعات"، مكرراً دعوته "الأهالي إلى الإبلاغ عن الأماكن الخطرة الموجودة ‏قرب المنازل في بيروت، وتوصلنا إلى تحديد حوالى مئة مكان خطر لكن هذا المبنى لم يبلغنا أحد ‏عنه".

إهمال وتضامن

وتابع رئيس الجمهورية، ميشال عون، التحقيقات الجارية في حادثة الانفجار في الطريق الجديدة، وأعرب عن ألمه لسقوط عدد من الضحايا وإصابة عدد من الجرحى، وتقدّم بالتعزية من ذوي الضحايا. ونوه عون بجهود مكافحة الحريق الذي نجم عن الانفجار ونبّه إلى خطورة تخزين مواد ملتهبة في الأماكن السكنية ووسط الأحياء المأهولة ودعا الأجهزة الإدارية والأمنية إلى اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمنعها. وفي السياق نفسه علّق رئيس الحكومة الأسبق، النائب تمّام سلام، على الانفجار قائلاً "كأنّ بيروت لا يكفيها ما هي فيه من مآس اقتصادية واجتماعية وصحيّة، ومن تبعات الزلزال الذي تعرضت له في الرابع من آب، حتى جاءتها الحادثة الأليمة في الطريق الجديدة لتحصد أرواحاً بريئة في صفوف أهلها الآمنين، نتيجة الإهمال وعدم الدراية". وبعد تقديمه التعازي لعائلات الضحايا ودعوته بالشفاء العاجل للجرحى، شدد سلام على الأهالي في بيروت وسواها من المناطق على ضرورة "احترام مقتضيات السلامة العامة وعدم تخزين المواد الخطرة في المباني السكنية، والتزام تعليمات التباعد الاجتماعي حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم". أما النائب نزيه نجم، فأكد بعد تفقدّه المكان على أنّ "غياب الدولة يؤدي إلى وقوع الكوارث يومياً"، مشيرا إلى أن "معلم التلحيم في لبنان بات بمثابة قنبلة نووية متنقلة".

 

«حزب الله» باعها صواريخ بملايين الدولارات..العشائر «جيش نصرالله الرديف "

جنوبية/10 تشرين الأول/2020

المشاهد الصادمة التي صورها مسلحو العشائر بأيديهم وكرسائل تهديد بين عشيرتي آل جعفر وآل شمص، لم تهز الرأي العام المحلي واللبناني فقط بل هزت الامم المتحدة ومعظم السفراء العرب والاوروبيين في لبنان. وتؤكد معلومات حصرية لـ”جنوبية” ان ليس عشيرتا جعفر وشمص فقط من تمتلكان اسلحة فردية ورشاشة ومتوسطة ورشاشات ثقيلة ومحمولة وقاذفات صواريخ، بل تمتلك معظم العشائر البقاعية صواريخ حديثة الصنع واميركية وروسية من الاجيال المتقدمة والحديثة ومنها صواريخ “لاو” و”تاو” والتي تتسلح بها الجيوش. وتفيد المعلومات ان اجهزة مخابرات غربية تتابع طريقة وصول هذه الصواريخ الى العشائر حديثاً، ويتردد انها وصلت عن  طريق البر وعن طريق حمص والبادية السورية الى معابر “حزب الله” ومن ثم الى البقاع.

تؤكد المعلومات ان بالحد الادنى كل عشيرة اشترت سلاحاً وصواريخاً بقيمة مليون دولار عداً ونقداً!

وتؤكد المعلومات ايضاً ان بالحد الادنى كل عشيرة اشترت سلاحاً وصواريخاً بقيمة مليون دولار عداً ونقداً، وهذا ما اثار تساؤلات ايضاً عن مصدر هذا المال الهائل في هذه الظروف! وتؤكد مصادر مقربة من العشائر لـ”جنوبية”، ان “حزب الله” هو وراء صفقات السلاح والصواريخ هذه. وتسأل: “من يملك القدرة غيره على القيام بمثل هذه الاعمال ومن يستطيع ان يدخل هذه الكمية من الصواريخ المتطورة غيره؟ إقرأ أيضاً: الجنوب يحترق و«الثنائي» يتفرج..وخمسة صهاريج للمهربين وواحد «رشوة» للدولة! فلـ”حزب الله” هدفان من تسليح العشائر بسلاح صاروخي ونوعي. اولاً:  هو جمع ما تمتلك من عملة صعبة بالدولار وهو يحتاجها في ظل الحصار الخانق عليه. وثانياً: ينشىء “جيشاً” رديفاً وتفوق امكاناته امكانات “سرايا المقاومة”، وهذه السرايا تشكل عبئاً مادياً وبشرياً وسياسياً عليه، وأخذت منه ولم تعطه شيئاً.

مصادر مقربة من العشائر لـ”جنوبية”: “حزب الله” هو فقط من يستطيع ان يدخل هذه الكمية من الصواريخ المتطورة!

اما العشائر فإنها قوة عسكرية وبشرية هائلة وتمتلك اموالاً ومقدرات ويمكن لـ”حزب الله” ان يستخدم ورقة هذا “الجيش الرديف” والمجهز جيداً، عند الضرورة على غرار ما حصل ابان مواجهة “النصرة” و”داعش” على الحدود اللبنانية- السورية في الاعوام 2013 و2014  كما يمكن لحارة حريك ان تتنصل من “العشائر” في اي لحظة عبر القول ان “لا دخل لها بها” كما جرى منذ ايام، عندما اشتبكت عشيرتا جعفر وشمص والامر مرشح للتكرار في اي لحظة وبين اي عشيرتين اخريين.

 

عصام خليفة لـ«جنوبية»: المفاوضات شاقة وموقف لبنان قوي.. رغم الأخطاء!

باسمة عطوي/جنوبية/10 تشرين الأول/2020

تتجه الانظار إلى يوم 14 تشرين الاول الحالي الاربعاء المقبل موعد إنطلاق المفاوضات اللبنانية- الاسرائيلية لترسيم الحدود البحرية بينهما في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة برعاية الامم المتحدة وبوساطة من الولايات المتحدة الاميركية، حيث ستجتمع وفود البلاد المشاركة الاربعة من دون أن يعرف إلى الان إذا كان التفاوض بين لبنان والجانب الاسرائيلي مباشرا أو بالواسطة أو شكل طاولة المفاوضات التي ستجلس عليها الوفود.

بعد أسبوعين على إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن إتفاق- الاطار لمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، لا بد من قراءة التحضيرات اللبنانية ( القانونية والعلمية) لهذه المفاوضات والتي يصفها أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية عصام خليفة لـ”جنوبية” بأنها “ستكون صعبة وعلينا التمسك بحقوقنا بالبر والبحر علما أن موقف لبنان قوي من الناحية القانونية والعلمية، ولكن علينا الانتظار لنر كيف ستدار المفاوضات وأعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة  ولن تنتهي بسرعة “.

ويستند خليفة في كلامه هذا إلى العديد من المعطيات، مبديا ملاحظاته على الجانب اللبناني على عدم إعتماده وثيقة رئيسية كان يجب أن تكون في أساس التفاوض مع اسرائيل، وهي وثيقة ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين في 10 آذار 1923 ووثيقة ترسيم الحدود بين 5 و15 كانون الأول 1949 بموادها ال 12، المرفقة بخريطة توضح خط الحدود الدولية والنقاط الحدودية، وإتكال الجانب اللبناني فقط على القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن في 11 آب 2006 في “الاتفاق – الإطار”.

يشدد خليفة على ضرورة استعمال وثيقة ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين في 10 آذار 1923 ووثيقة ترسيم الحدود بين 5 و15 كانون الأول 1949 بموادها ال 12 اساساً للتفاوض

وإعتبر أنه “يمكن إعتماده كمرجع ضروري لكن الخط الازرق ليس حدود لبنان الدولية والقرار 425 أقوى من القرار 1701، إذ يطالب إسرائيل بالإنسحاب إلى خط الحدود الدولية، ويمكن إعتماد ال 1701 في أساس التفاوض، لكن يجب أن تضاف إليه الوثائق التاريخية والمعاهدات الديبلوماسية والخرائط ذات الصلة، أما في الترسيم البحري فيجب أن نؤكّد أنّ مرجعيتنا هي الاتفاقية الدولية لقانون البحار”.  ويُذكّر خليفة أن الخطأ الذي أوصل لبنان إلى الوضع الذي نحن فيه “هو خطأ وزارة الاشغال في لبنان بتوقيع إتفاق بيننا وبين قبرص عام 2007 ينص على تقاسم المنطقة الاقتصادية بين البلدين مناصفة وهذا إجحاف بحقّ لبنان، إذ أنّ قبرص جزيرة ولبنان برّ وبالتالي يحقّ لنا بأكثر من ذلك وقد إستدرك خبراء الجيش هذا الخطأ واستبدلوا النقطة واحد بالنقطة 23 جنوباً،  لكنّ إسرائيل إستفادت من الخطأ وأبرمت إتفاقاً مع قبرص، لكن في  الإتفاق اللبناني القبرصي هناك مادة تقول إنّه اذا كان أي طرف يريد أن يوقّع اتفاقاً مع طرف ثالث عليه أن يسأل الطرف الآخر، وهذا ما لم يحصل إذ أن قبرص أبرمت اتفاقاً مع إسرائيل ولم تُعلم لبنان.

واسرائيل تقول اليوم إنّ النقطة رقم 1 هي ما اتفق عليه بين لبنان وقبرص، فالخلاف هو بين النقطة واحد والنقطة 23، وهذه المساحة تطالب بها إسرائيل”.

لبنان مغبون!

ويشرح أنه “بعد هذا الخلاف تدخل الجانب الاميركي مقترحين تقسيم منطقة النزاع إلى قسمين وهو ما يعرف بخط (فردريك هوف) واقترحوا إستثمار هذه المساحة وتوزيع أرباحها على الجانبين لكنّ لبنان رفض”، معتبرا أنه “حتى إعتماد النقطة 23 فيه غبن للبنان، إذ للبنان ما يزيد عن الألف كلم2 إضافية وراءها، بحسب الاتفاقية الدولية للبحار، والمساحة المعطاة لنا هي نحو 17500 كلم2، بينما يجب أن تكون 23632 كلم2، إذ أنّ طول ساحلنا 169 كلم، وطول ساحل إسرائيل 149 كلم، وقد أعطيت إسرائيل 27 ألف كلم2، في وقت نحن شاطئنا أطول من شاطئها، فكيف حصل ذلك؟ “. بعد كل ما تقدم يمكن القول أن لبنان قادم على صراع مع إسرائيل من نوع آخر، يستخدم فيه الصبر والحنكة والادلة القانونية والعملية، وهذا ما يوافق عليه خليفة  قائلا :”سلاحنا الأكيد أنّه قوّة جيشنا وشعبنا، لكن هناك قوّة ثانية هي العلم، أي الوثائق التاريخية، لكني أسأل أين شبعا في إطار التفاوض؟ ما هو موقعها ومصيرها؟ هل هي من الجولان أو من لبنان؟ هذا سؤال مهم وأنا نظريتي كأستاذ تاريخ أنّ مزارع شبعا جزء من حاصبيا لا من الجولان”.

اتفاق نانت يؤكد لبنانية المزارع

ويشدد على أن  “مزارع شبعا وقرية النخيلة هي داخل الأراضي اللبنانية منذ قيام لبنان الكبير، وقد حصل على وثائق من NANTES نانت الفرنسية تبرهن أنها جزء من لبنان، كما أبرز اتفاقا بين لبنان وسوريا سنة 1946 موقّع من قاض عقاري سوري اسمه عدنان الخطيب، وقاض عقاري لبناني اسمه رفيق الغزاوي، وهناك اتفاق ترسيم حدود في شبعا بيننا وبين سوريا”. وسأل ” لماذا لا يبرزونه؟ بينما يستمرون في طرح السؤال عمّا إذا كانت مزارع شبعا سورية أو لبنانية وينتظرون ورقة من سوريا؟”، ويذكر بأن “مصر  فازت بمنطقة طابا بعد أن  أبرز الدكتور في جامعة القاهرة لبيب يونان خريطة تؤكد مصرية طابا، فربحت مصر الصراع مع اسرائيل حولها”. ويشير خليفة إلى أنه يستند في ملاحظاته إلى العديد من الوثائق التاريخية “لاسيّما المادة الخامسة من اتفاقية الهدنة، ووثيقة ترسيم الحدود بين 5 و15 كانون الأول 1949، لافتا إلى أن “تعريف الحدود اللبنانية قد حصل في 31 آب عام 1920، أمّا عملية التحديد فحصلت في 23 كانون الأول 1920، وفي أول حزيران 1921 اجتمعت لجنة ترسيم الحدود وبدأت عملها برئاسة Paulet عن فرنسا وNew combعن بريطانيا، وفي 3 شباط 1922 وقّع المسؤولان الفرنسي والانجليزي اتفاق ترسيم الحدود، وفي 7 آب 1923 ابرمت الاتفاقية وأصبح هذا الترسيم معمولاً به ابتداء من 10 آذار 1923، أما عملية التثبيت فتمّت في 4 شباط 1924 حيث أودع محضر هذا الترسيم الى عصبة الأمم فأقر، وهكذا أصبحت الحدود دولية”. ما يتعلق للمنطقة الاقتصادية البحرية طبق لبنان مندرجات الات

ما يتعلق للمنطقة الاقتصادية البحرية طبق لبنان مندرجات الاتفاقية الدولية لقانون البحار التي وقّع عليها لبنان بينما إسرائيل لم توقّع

ويضيف: “في 29 أيلول 1947 أخذت الأمم المتحدة القرار 181 القاضي بحل الدولتين في فلسطين، وبعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 تم التوقيع، في 23 آذار 1949، على اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل، وقد نصّت المادة الخامسة من الاتفاقية على ما يلي: “يجب ان يتبع خط الهدنة الدائمة الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين”. وأشار إلى أنه “بعد ذلك قامت لجنة الهدنة اللبنانية – الإسرائيلية، وبإشراف الأمم المتحدة، بعملية مسح جديدة للحدود بين 5 و15 كانون الأول 1949 وتمّ وضع تقرير من 12 مادة، ثمّ في حرب حزيران ،1967 بدأت إسرائيل باحتلال النخيلة ومزارع شبعا على مراحل، وحاولت أن تعلق العمل باتفاقية الهدنة معتبرة إياها ساقطة لكنّ الدولة اللبنانية والأمم المتحدة أكدتا التمسك بها”.ويشرح أنه “في العام 1978 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان (عملية الليطاني) وقد صدر عن مجلس الأمن القرار 425 والقرار 426 حيث يجب الانسحاب الى الحدود المعترف بها دولياً.، وكذلك قامت إسرائيل باجتياح آخر عام 1982، وفي 24 أيار 2000 انسحبت من جنوب لبنان، وقد وافقت الحكومة اللبنانية على الخط الأزرق كخط انسحاب مع بعض التحفظات، وقد استعاد لبنان 17.751.600 م2 كانت أراضٍ مقتطعة من قبل إسرائيل”. ويرى خليفة أن المقارنة “بين الخط الأزرق وخط بوله – نيوكومب نلاحظ وجود تباين في 13 نقطة، بينما مجموع مساحة الأراضي المتحفظ عليها بين لبنان وإسرائيل 485487م2. وإضافة إلى هذه النقاط الثلاثة عشر هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية النخيلة وقرية الغجر وهي بموازاة الحدود اللبنانية مع الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل”. ويختم:” في ما يتعلق للمنطقة الاقتصادية البحرية فقد قام لبنان بتطبيق مندرجات الاتفاقية الدولية لقانون البحار التي وقّع عليها لبنان بموجب القانون رقم 295 تاريخ 22/2/1994، بينما إسرائيل لم توقّع على هذه الاتفاقية الدولية. وتعتدي إسرائيل على المنطقة الاقتصادية اللبنانية وتطالب بمساحة 860 كلم2.

 

قائد الجيش يجتمع مع الوفد المكلف التفاوض لترسيم الحدود البحرية

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "إنفاذا لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اجتمع قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة مع الوفد المكلف ملف التفاوض لترسيم الحدود.

وخلال الاجتماع، أعطى قائد الجيش التوجيهات الاساسية لانطلاق عملية التفاوض بهدف ترسيم الحدود البحرية على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا والممتد بحرا تبعا لتقنية خط الوسط دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة. استنادا الى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/10/2020

وطنية/السبت 10 تشرين الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ما هي العوامل الطبيعية التي تسفر عن اندلاع الحرائق في لبنان؟، وإذا كان من افتعال، من يشعل الحريق في الأخضر واليابس؟، ومن سيخمد نيران الأحراج؟، ومن يطفئ نار الأسعار والدولار؟، ومن يعيد للبنانيين حياة كريمة بعد الذي تحمّلوه منذ 40 عاما وحتى الآن؟.

بعد مرور عام بالتمام على "جهنم حرائق الـ2019" التي سبقت بأسبوع انتفاضة 17 تشرين الاحتجاجية، المطالبة آنذاك بالعيشة الكريمة ورحيل القوى السياسية، ها هي الآن الحرائق تندلع في الجنوب والجبل وعكار، وتجهد فرق الدفاع المدني والإطفاء والأهالي والجيش منذ 48 ساعة وحتى الآن لإخمادها.

على مستوى القوى السياسية، تشير المعطيات إلى أن الساعات المقبلة ستسجل انطلاق اتصالات واسعة، لحسم مواقف الأفرقاء السياسيين حيال مسألة ترشح الرئيس سعد الحريري، قبيل الاستشارات النيابية المحددة، في القصر الجمهوري الخميس المقبل لتسمية المكلف تأليف الحكومة المنشودة أو بالأحرى الحكومة الجديدة.

الرئيس الحريري المتمسك بخطة المبادرة الفرنسية، والذي كانت له مواقف واضحة وشديدة مساء الخميس الماضي، يشرع في الساعات الأربع والعشرين المقبلة بحركة اتصالات سيتولاها هو شخصيا، وكذلك عبر ممثلين عنه، وستشمل الكتل النيابية كافة التي كانت ممثلة على طاولة قصر الصنوبر.

الحريري ينشد تأييدا وازنا من الكتل، للمضي في ترشيحه أو كي يسمي ممثلا عنه على دراية بما تحمله المبادرة الفرنسية اقتصاديا.

أوساط قريبة من القصر الجمهوري، رأت ان موقف الحريري بدا متقدما، فهو "انتقل من مرحلة أنه لا يريد أن يكون رئيسا للحكومة في هذه المرحلة، إلى مرحلة أنه مرشح لرئاسة الحكومة على أساس المبادرة الفرنسية".

توازيا، تنطلق الأربعاء المقبل المفاوضات بين الفريقين اللبناني والإسرائيلي، على ملف ترسيم الحدود البحرية في الناقورة، برعاية أممية وحضور وسيط أميركي. وبناء عليه، وإنفاذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، قائد الجيش العماد جوزاف عون اجتمع في اليرزة مع الوفد المكلف ملف التفاوض للترسيم الحدودي، وأعطى التوجيهات الأساسية لانطلاق عملية التفاوض على أساس الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا والممتد بحرا تبعا لتقنية خط الوسط، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة، وذلك استنادا إلى دراسة أعدتها قيادة الجيش وفقا للقوانين الدولية.

السفيرة الأميركية دورثي شيا العائدة إلى بيروت من إجازتها في واشنطن، أعلنت عن اهتمام كبير من المسؤولين الأميركيين بمسألة الترسيم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على انفجار خزان بنزين حصد أربعة قتلى وستين جريحا في الطريق الجديدة، نام اللبنانيون. وعلى انفجار قارورة غاز في الأشرفية أدى لسقوط قتيل وجريحين، استيقظ اللبنانيون أيضا.

قبل الانفجارين وبعدهما، موجة حرائق تجتاح مناطق لبنانية شاسعة، وتأتي على مساحات زراعية وحرجية وتلامس أحياء سكنية. صحيح أن وهج الحرائق خف عما كان عليه في اليومين السابقين، لكن الصحيح أيضا أن الدولة وقفت أجهزتها المعنية شبه عاجزة أو غائبة، وملأ فراغها الأهالي وبعض الجمعيات، كما هو حال "جمعية الرسالة للإسعاف الصحي" التي عملت بلا هوادة لإخماد النيران، ولاسيما في الجنوب حيث تضررت بعض آلياتها خلال عمليات الإطفاء.

في السياسة، الجميع في انتظار جولة الاتصالات التي وعد الرئيس سعد الحريري بإجرائها، بعدما أعلن أنه مرشح حكما لرئاسة الحكومة. فهل تتضح اتجاهات الاستحقاق الحكومي قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة المقررة الخميس المقبل؟.

على خط هذا الاستحقاق، برز اليوم موقف ل"التيار الوطني الحر"، طالب فيه باعتماد معايير واضحة ومتساوية لتأليف الحكومة، مشددا على أحقية كل طائفة أو فريق سياسي بالحصول على أي حقيبة وزارية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

البلد مجمد سياسيا حتى مطلع الأسبوع، حيث من المفترض أن يبين مرج الاتصالات حول التكليف والحكومة. وفي الوقت الحاكم إلى موعد الاستشارات الخميس المقبل، حدد "التيار الوطني الحر" موقفه من كلام رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، وقال إن إعادة طرح تشكيل الحكومة بالمعايير السياسية التقليدية أمر ممكن، ولكن بشروط الدستور والتمثيل النيابي واعتماد معايير متساوية وعادلة في التأليف.

على خطوط أخرى، لبنان يموج بأهله في كل الميادين، ينشغلون في ما احتسبوا له وفي ما لم يحتسبوا، وكأنه أصبح لهم في كل يوم موعد مع أمر جديد يزيد همومهم، كانفجار طريق الجديدة الذي أودى بعدد من الضحايا وعشرات الجرحى، وخلف أسئلة حول تخزين المحروقات تحت المنازل السكنية بعيدا عن كل شروط السلامة، وهو أمر لا يبرره الانقطاع الجائر للمحروقات بفعل المحتكرين والمهربين، والملوحين برفع الدعم الذين يواصلون بث الرعب في كل مجالات الحياة تحت غطاء ما يسمى قانون النقد والتسليف.

ومن أحياء الفقراء وأزقة الموجوعين وكل المناطق، ترتفع الصرخة جراء فقدان الدواء خاصة لدى المصابين بأمراض مزمنة. بعض هؤلاء يحتاج إلى دوائه فلا يجده، فيهيم إلى مصيره خائفا فوق خوفه على مستقبل عياله وقوتهم.

ويبقى فيروس كورونا على قائمة التهديدات، وهناك من لم يصدق إلى الأن أنه يجتاح لبنان ويضعه على جدول الانهيارات الصحية التامة في غضون أقل من شهر، وفق التقديرات الطبية، إذا لم يلتزم المخالفون بأبسط قواعد الوقاية المنجية لهم وللآلاف الآخرين.

أما الحرائق التي ضربت معظم المناطق منذ يومين ولا تزال، فرسمت بدخانها ورمادها وأضرارها أسئلة حول حجم الافتعال، والتزامن في الاشتعال بين مناطق متفرقة، خصوصا في المنطقة الحدودية جنوبا، حيث ثبت اليوم بالدليل أن الاحتلال ارتكب جريمة بيئية لا تغتفر بإشعال عدد من أحراج مزارع شبعا المحتلة، وعندما امتدت النيران إلى بعض مواقعه ناله نصيب من لهيبها فهرول لإطفائها مخلفا خسائر فادحة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أربعة تواريخ يتمحور حولها الأسبوع المقبل: التاريخ الأول، الثلاثاء 13 تشرين الأول، الذكرى الثلاثون للعملية التي فصلت عام 1990 بين قمح الانتماء للبنان، وزؤان الولاءات الخارجية، فكان أن دفنت حبة الحنطة في التراب لتزهر بعد سنوات زوالا للوصاية واسترجاعا للشراكة. أما الزؤان، فيحصد اللبنانيون منذ عام تقريبا ثمار فساده وخطاياه في حق الوطن.

التاريخ الثاني، الأربعاء 14 تشرين الأول، موعد بدء المفاوضات حول ترسيم الحدود، وما تؤشر إليه على صعيد الموقف الدولي، ولاسيما الأميركي من لبنان، إلى جانب فتحِ باب إضافي من أبواب حماية ثروات الوطن من الاطماع.

التاريخ الثالث، الخميس 15 تشرين الأول، اليوم الذي حدده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعدا للاستشارات النيابية الملزمة، والذي يأتي بعد تطور بارز يتمثل باحتلال سعد الحريري صدارة المشهد الحكومي، في انتظار الاتصالات التي سيجريها مع المعنيين، وعلى أمل أن يشكل هذا النهار منطلقا لتشكيل حكومة منتجة وفاعلة، قادرة على تنفيذ خطة اصلاحية في مهلة محددة، كي لا يضيع الزخم الفرنسي، ويخسرَ لبنان فرصة الإنقاذ الأخيرة الحية.

أما التاريخ الرابع، فالسبت 17 تشرين الأول، ذكرى مرور عام على انتفاضة ال"واتساب"، أو الثورة التي شارك فيها كثيرون عن صدق وحسن نية، فيما تعمد آخرون منذ اليوم الأول توجيهها في منحى واحد، وحرفها عن أهدافها المعيشية المعلنة، في اتجاه غايات سياسية لم تعد بعد 365 يوما، خافية على أحد.

في كل الأحوال، ليس أمام اللبنانيين إلا المزيد من الانتظار: انتظار المواقف المحتملة في 13 تشرين، والمشهد المرتقب في 14 تشرين، والنتيجة المرجوة في 15 تشرين، والمراجعة الضرورية في 17 تشرين.

أما الباقي، فحرائق واسعة تتكرر بعد عام، ومأساة انفجارٍ ناجم عن تخزين محروقات في مبان سكنية، فضلا عن خطر رفع الدعم الجاثم على صدور الناس، الذين ينظرون دائما بأمل إلى الأوادم الموجودين، والاصلاحيين المتبقين، حتى لا يقضي اليأس على ما تبقى من رجاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ألغاز التلحيم، ألغاز الغاز المتفجر، ألغاز النيترات، ألغاز الكورونا والدولار والتهريب، سرقة المدعوم ودعم السارق، حرمان المحروم، الفلتان الأمني والقتل المجاني، فالحرائق، المفتعل منها والعرضي.

مسار وطن معذب، ملطخ بجرائم ومآس لا يلقى القبض على مرتكبيها، رغم وضوح أسمائهم والعناوين. ولا نعجب لماذا، لأن أول ما تم حرقه واغتياله في هذا البلد الشهيد هو الدولة بمؤسساتها. بحيث أن انفجار الرابع من آب، لم يكن سوى تتويج لهذه الجلجلة والمشهد الختامي من مسرحية تراجيدية قاتلة، طالت فصولها ونجحت عروضها ونجم أبطالها، بحيث لم يعد معروفا في نهايتها من يدفن من: الأموات من اللبنانيين أم الأحياء.

وسط هذا الواقع المغرق بالعبثية، ما عاد الناس يسألون: من المسؤول؟، بل يسألون، وقد استسلموا لقدرهم: متى الانفجار المقبل أو الحريق المقبل وأين، ومن هم الضحايا؟. فاللبناني بات يضع الموت جوعا أو مرضا في خانة تحصيل الحاصل. وفيما هم يسألون وصلهم صدى انفجار قارورة غاز دوى في إحدى السيارت في طرابلس، كان التعتير دفع صاحبها إلى تحويل تشغيلها من البنزين إلى الغاز للتوفير، لكنه لم ينج بفعلته، لأن الفقير منحوس.

في السياسة، وفي الشأن الحكومي تحديدا، كمية الألغاز أقل، فالرئيس الحريري يدرس الصيغة التي سيعرضها على القوى السياسية، وهي تستلهم بمضمونها وروحيتها ورقة قصر الصنوبر، مع إمكانية محدودة جدا للبننتها، أي استخدام الأكروباتية في رسم التخريجات المسهلة للتأليف. فالثنائي موقفه معروف، وقد جدده اليوم بالتأكيد أنه هو من يسمي وزراءه، وهذا لغم سينفجر في وجه الحريري بمجرد مقاربته إياه. علما بأنه أكد ليل الخميس على الـmtv، أنه لن يرض بأقل من الشروط التي وضعها، ملزما نفسه قبل أن يلزم الآخرين.

في المعلومات، فإن "حزب الله" يناور أي انه سيقبل بورقة الصنوبر الفرنسية كورقة تين، على أن ينقلب على الحريري لاحقا، تماما كما فعل مع أديب، معتبرا أن الضغط الفرنسي غير ذي وزن، فيما الأميركي غير معني بالتأليف وهو يركز على العقوبات وعلى مشهدية الترسيم مع إسرائيل.

في السياق، بداية اجتماعات ترسيم الحدود، تتعرض لإغراقين: إسرائيلي معروف الأهداف وغير مفاجىء، ولبناني مجهول الأهداف وغير مفاجىء، إن لجهة النقص في مروحة خبرات أعضاء وفده المفاوض، أو لجهة النقص في الوثائق، خصوصا أنه يتعين على الوفد اللبناني القتال لتصحيح خطأ كبير ارتكبه لبنان أثناء المفاوضات البحرية مع قبرص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يحدد الرئيس سعد الحريري الاثنين المقبل، الاطار الذي سيتحرك بموجبه والموقف بشأن اتصالاته، بعد أن يتوقف على كل ردود الفعل التي تصدر تباعا على المبادرة التي أطلقها لتشكيل حكومة بموجب المبادرة الفرنسية، وكل ما يقال خلاف ذلك غير دقيق بحسب معلومات للـLBCI.

حتى الساعة، يبدو أن أمام الرئيس الحريري وأمام اتصالاته، عقدتان أساسيتان: عقدة "أمل" و"حزب الله"، المصران على وضوح التأليف قبل التكليف، والمصران كذلك على حق الكتل النيابية بتسمية الوزراء، فما أعطاه ثنائي "أمل" و"حزب الله" لمصطفى اديب، سيعطى لسعد الحريري، وما لم يعط لأديب لن يعطى للحريري. والعقدة الثانية هي عقدة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".

مصادر "القوات" قالت للـLBCI إن قرار التكليف يعود لتكتل "الجمهورية القوية" الذي سيلتئم ظهر الأربعاء المقبل لاتخاذ الموقف المناسب. أما الفترة الفاصلة فستخصص للاتصالات ولترقب مواقف الكتل السياسية الأخرى.

أما تكتل "لبنان القوي"، فمتمسك بالمبادرة الفرنسية، أي بحكومة اختصاصيين من رئيسها إلى وزرائها، وأي حديث عن حكومة اختصاصيين يترأسها الحريري مرفوض بحسب مصادر التكتل التي تضيف للـLBCI: أما إذا كان طرح الحريري حكومة سياسية، فشروط التفاوض حولها مختلفة.

كل هذه المواقف، تعقد مشوار التكليف وتجعل الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا اليها رئيس الجمهورية الخميس المقبل، عرضة للتأجيل. فحتى ولو ان بعبدا تؤكد أن الاستشارات في موعدها، وأن الرئيس عون ينتظر أن تعلن الكتل النيابية اسم الرئيس المكلف، وان ليس لدى الرئيس أي فيتو على أي اسم تخلص إليه الاستشارات، هل تكفي الأيام الأربعة الفاصلة عن الرابع عشر من تشرين الأول، لبلورة صورة اسم الرئيس المكلف، والأهم شروط التأليف؟.

حتى الآن، يمارس كل الأفرقاء لعبة عض الأصابع، غير مكترثين بنار الأسعار التي تلتهم اللبنانيين، وبالقلق الذي يعيشونه من خوف رفع الدعم. فهم يعرفون أنه، إما تشكل الحكومة سريعا، بالشروط الإصلاحية التي حددها الغرب، ويبدأ حينها فقط ضخ الدولارات إلى لبنان، وإما تتأخر الحكومة، فيطير الدعم الذي وللمناسبة لن يكفي أكثر من شهر ونصف أو شهرين، فيكتوي حينها الموطنون بنار الأسعار تماما كما احترقت غاباتهم بالنار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بين نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وخزان البنزين في الطريق الجديدة، شرارة. هي لعنة أصابت بيروت وصار قدر المدينة رهينة، رهينة الطمع والإهمال وغياب الرقابة وتقصير الدولة وعلى رأسها حكم الفاسد.

خزان انفجر. والخزان بحجم وطن اختزن سلطة عن بكرة أعوامها في تخزين فسادها في الإدارات والوزارات والمؤسسات، صارت المعادلة من هالك إلى مالك إلى قابض على الأرواح، بعدما اقتسم السياسيون مناطق النفوذ، وأقاموا عليها دويلاتهم، وصار لكل حي ديك.

ولو لم يهدروا مليارات الدولارات على طاقة لا قوة لها، ولم يتحاصصوا عوائد "فاطمة غول" وأخواتها، لما كانت مافيا المولدات لتستأثر بالضوء، وما كان للمواطن، بائعا أو شاريا، أن يسترجع في كل لحظة من حياته لحظات الإذلال التي يعيشها في طوابير الانتظار أمام الأفران أو محطات الوقود وحتى أمام المصارف.

نعم هو الطمع الذي "ضر وما نفع". وهو سوء الإدارة، والأهم استقالة السلطة من أداء واجباتها تجاه مواطنيها في الأمن كما في الصحة، واليوم في التربية حيث دخلت منحة المليون ليرة منطقة التجاذب السياسي بتنصل وزير المال في الحكومة المستقيلة غازي وزني بقوله: إن المنحة المدرسية تحتاج إلى دراسة مالية معمقة. علما أن محضر مجلس الوزراء الذي حصلت عليه "الجديد" يشير إلى موافقة وزير المال ومن دون تردد.

ومن مقاعد الدراسة التي ستعاود استقبال التلاميذ الاثنين المقبل، إلى طاولة مفاوضات ترسيم الحدود يوم الأربعاء، يجري الحديث من تحت الطاولة عن تعديل في أسماء الوفد المفاوض، وتطعيمه بوجوه سياسية، وهو فخ أراده الإسرائيلي الذي لغم وفده مدير عام وزارة الطاقة، ما دفع ب"الحزب التقدمي الاشتراكي" إلى التلويح ببيان لرئيس الجمهورية في ظل معلومات تشير إلى نيته تعديل الوفد، يؤكد أن ترسيم الحدود مسألة قانونية تقنية فنية محض، وأن التفاوض يجب أن يكون حصرا ضمن هذا الإطار، وأعضاء الوفد اللبناني يجب أن يكونوا حصرا من ذوي الكفاءة في الاختصاصات ذات الصلة.

وعلى مسافة ساعات من انتهاء ال"بوانتاج" الذي أطلقه "مسيو سعد" بنسخته الفرنسية لبدء استشاراته، يبدو أن الأطراف المعنية رفعت شعار: "سعد ما تحلم فيها بعد". مصادر "القوات اللبنانية" أكدت ل"الجديد" أنها "صعبة كتير" تسمية الحريري خصوصا بعد هجومه الحاد علينا، واستبعدت تسميته إلى حد الجزم بعدمها. ومصادر "الاشتراكي" نقلت موقف الحزب من أنه لا توجد لديه نية للمشاركة في الحكومة، ولا يزال عند رأيه بحكومة اختصاصيين تنقذ الوضع. أما "التيار الوطني الحر" فتأرجح بين الأولوية المطلقة لتنفيذ البرنامج الإصلاحي تحت مسمى المبادرة الفرنسية، وكل كلام آخر فهو خروج عن المبادرة الفرنسية، ويتحمل صاحبه مسؤولية إضاعة المبادرة وتضييع الفرصة.

أما من أضاع فرصته الذهبية في الإصلاح، فكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي دخل اللعبة على معزوفة ميراث الفساد، وأكمل سيمفونية تغطية الفاسدين، ووقع أسير نفوذهم وخان الأمانة، وهو في خطابه الممجوج إلى اللبنانيين بالأمس، حذر المصرف المركزي من خطر رفع الدعم.

وعلى خطورة هذه الخطوة، فإنه لثلاثين عاما مضت، كانت السلطة تتمول من المصرف المركزي وتطلب أموالا لتغطية العجز الناتج عن صفقاتها وسرقاتها، وحكومة دياب نفسها سحبت مبالغ مرقومة من المصرف المركزي عبر وزير المالية.

قانون النقد والتسليف يمنع على المصرف المركزي التسبب بإفلاس دولة على شفير الإفلاس، أما الاحتياط فهو ملك الشعب، لا ملك المصرف المركزي ولا ملك دياب.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 10 تشرين الأول 2020

وطنية/السبت 10 تشرين الأول 2020

أسرار النهار

يتم أسبوعياً إبلاغ موظفين في مؤسسات خاصة ومصارف قرار الاستغناء عن خدماتهم شارحين الظروف والأسباب الآيلة لصرفهم

بدأت ادوية كثيرة وحليب اطفال تفتقد من الصيدليات على رغم توافر الية الدعم للادوية الضرورية من دون التأكد اذا ما كانت غير متوافرة لدى الشركات ام انها مخزنة للافادة من رفع اسعارها فيما لو تم رفع الدعم

يلاحَظ أنّ مواقف بعض الأحزاب والتيارات اليسارية والعقائدية التي كانت تهاجم بعض اتفاقات الصلح أو التطبيع مع إسرائيل، خفتت أو غابت نتيجة ولوج أحد أبرز أحزاب الممانعة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

أسرار الجمهورية

عمّم حزب بارز على محازبيه الإقتصاد في إنفاقهم الى الحد الضروري جداً على اعتبار أن موارد الحزب لم تعد كما كانت عليه من قبل.

لم يُفاجأ حزب بارز بموقف مرجع سابق من إستحقاق مرتقب، إذ أنه كان تحدّث عن الموقف قبل صدوره عن صاحبه.

تطرح علامات إستفهام كبيرة حول المساعدات الهائلة التي تدفّقت إلى لبنان لمؤازرة العائلات المفجوعة والمتضرّرة من إنفجار بيروت، ولا أجوبة رسمياً حتى الآن.

أسرار اللواء

يجري تشكيك بإمكان زيارة مسؤولين دوليين كبار إلى لبنان، قبل تأليف حكومة جديدة.

حسم مرجع بارز خياراته السياسية، وتحالفاته، ولن يجدّد التحالف مع حزب يمنيي، تحت أي اعتبار!

تصرّ مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان تحميل المواطن الملتزم بتسديد فواتيره السنوية، عبء الفاتورتين، فالمياه بالكاد تصل نصف ساعة كل يومين، فيما "الستيرنات" تملأ الشوارع!

خفايا نداء الوطن

تساءلت مصادر سياسية عن تحضيرات لبنان ودوره في المؤتمر الروسي المتعلق ببحث قضية النازحين السوريين والخطوات التي سيبني عليها موقفه.

يتردد أن أكثر من جهة بدأت تستعد لمرحلة "تعديل النظام" من خلال الإعداد لورشات فكرية تناقش كل الاحتمالات.

يسجل غياب وزارة سيادية بارزة عن لعب دورها في هذه المرحلة الحساسة وسط الحديث عن ان الجهة السياسية التي عينت الوزير تفضل عدم حصول "زحطات" في هذه الفترة.

البناء

خفايا

قال عضو كتلة نيابية كبرى إن كلام الرئيس الحريري لن يلقى في شقه الهجوميّ ردوداً يستحقها إفساحاً في المجال لمعرفة ما لديه من تصوّرات للحل وتقييمها ومناقشتها وإن شكلت أساس تفاهم تمّ التغاضي عن الردّ، وإن شكلت استمراراً لما رافق تسمية مصطفى أديب يكون الردّ عندها شاملاً ومفصلاً.

كواليس

قال دبلوماسي أوروبي سابق إن التعاون الروسي الفرنسي في إطار مجموعة مينسك للوساطة بين اذربيجان وارمينيا يقابل التعاون الروسي التركي والحصيلة ستكون وساطة روسية بين فرنسا وتركيا لحلحلة كل مشاكل المنطقة من ليبيا الى قره باغ ما يعني تركيز مكانة روسيا المرجعيّة الصاعدة.

الأنباء

* موقف سلبي

رسائل مشفّرة من فريق سيادي لحليف سياسي مفترض تؤشر الى موقف سلبي من استحقاق يخصّه.

* لا تبرير

لم يصدر أي تبرير واضح حول الدوافع الحقيقية التي أدت الى تأجيل موعد دولي يتعلّق بلبنان لمدة شهر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: مواقف الافرقاء من الحريري قبل خميس الاستشارات شيا لـ"النهار": متحمسون لاتفاق مفاوضات الترسيم

النهار/السبت 10 تشرين الأول 2020

لم يكن مفاجئا ان تتريث القوى السياسية في اعلان مواقفها حيال امكان عودة الرئيس سعد الحريري الى تولي رئاسة الحكومة الجديدة غداة المقابلة التلفزيونية المثيرة للجدل الواسع التي اطلق من خلالها كما كثيفا غير معهود لديه من المواقف التي اتسم معظمها بتشدد حيال معظم هذه القوى بما فيها قدامى الحلفاء. ذلك ان الردود الموضعية لـ"القوات اللبنانية " والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين انفردا تقريبا في إصدارها تناولت ما طاولهما من كلام الحريري في شأن وقائع معينة، ولكن رصد المواقف والتعليقات من مسألة عودة الحريري الى السلطة على أساس الشروط التي طرحها وفي مقدمها التزام المبادرة الفرنسية اظهر كأن موقف الحريري جاء اشبه بحجر ثقيل رمي في ركود الجمود السياسي ولا يزال رصد وقعه يحتاج الى بعض الوقت. واذا كان ثمة من يتوقع ان تتبلور المواقف المبدئية لمختلف القوى والكتل النيابية من عودة الحريري المطروحة الى رئاسة الحكومة بدءا من الاحد او الاثنين المقبلين استباقا لموعد الاستشارات النيابية الملزمة الخميس، فان ذلك يعني ان مصير الاتجاهات الحاسمة التي سيتخذها الاستحقاق الحكومي قد يكون امام أسبوع مفصلي فعلا من شأنه اما ان يدفع البلاد نحو مفترق انفراجي ان جرى التوافق على تكليف الحريري او على مخرج آخر، واما سيتخذ المأزق طابعا خطيرا اذا برزت تباينات وانقسامات عميقة لن تسمح بإتمام التكليف الخميس المقبل وربما الاضطرار الى ارجاء الاستشارات.

السفيرة الأميركية

ولكن أهمية التطورات المتعلقة بالاستحقاق الحكومي لم تحجب الأهمية الموازية للتطور المتعلق بالاستعدادات لانطلاق المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية والبرية برعاية الأمم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة والتي يفترض ان تنطلق الأربعاء المقبل من الناقورة. وفي هذا السياق خصت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا بعد عودتها من إجازة في الولايات المتحدة "النهار" بحديث قبل ايام من انطلاق المفاوضات فأعلنت ان الاتفاق الإطار للمفاوضات "استحوذ على اهتمام كبار المسؤولين صانعي السياسة في واشنطن. فهناك امكانات هائلة هناك. ونحن متحمسون من اجله وواقع ان واشنطن استثمرت كل هذا الوقت من اجل الوصول اليه معبر جدا عن هذه الامكانات" مؤكدة " ان الولايات المتحدة تتطلع الى الانتقال الى المستوى التالي من حيث اجراء محادثات فعلية. وستسمعون قريبا عن ذلك من جانبنا. ولكن ما استطيع قوله هو اننا نرى امكانات كبيرة وان السياسة الاميركية موجودة من اجل دعم الفريقين لكن سيكون عليهما فعلا القيام بما يستطيعان القيام به انطلاقا من اتفاق الاطار وترجمته الى نتائج ملموسة". وأضافت السفيرة الأميركية "كلنا يعلم مدى الحوافز الموجودة في المتوسط ونحن نود ان ندعم الفريقين من اجل استكشاف ذلك. نحن نود ان نمنح املا في ما خص الوضع الاقتصادي وعلى نحو اوسع هناك امر يمكن البناء عليه". وتقول" اعلان اتفاق الاطار كان بصيص امل مهم اذ استثمرنا جميعا الكثير من الجهد والوقت خصوصا خلال الاعوام الاخيرة. لقد سررنا جدا بهذا الاتفاق وتمهيد الطريق لمحادثات فعلية بين الطرفين". وتقول" اننا قمنا بالعصف الفكري حول كيفية استخدامنا لكل الادوات في مجموعة الادوات الخاصة بنا للعب دور نأمل ان يدعم ارادة الشعب اللبناني التي سمعناها بصوت عال وواضح اثناء زيارة كل من وكيل وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل والسفير شينكر".

وأوضحت السفيرة شيا في سياق آخر ان المساعدة الاميركية للبنان لمواجهة وباء الكورونا بلغت 41,6 مليون دولار وشملت مساعدات انسانية للاكثر حاجة كما للمستشفيات الخاصة وهي مستشفيات موثوقة بان هذه المساعدات ستوظف في الامكنة المناسبة. وقسم من المساعدة تم تحويله من ضمن برامج المساعدات الاميركية القائمة ما سمح بتقديمها للقطاع الخاص من اجل تحويل صناعاته نحو الكمامات او معدات السلامة الشخصية والمطهرات او الى تدريب عاملين صحيين في ظل توقع الحاجة اليهم مع استمرار تفشي الكورونا.

الحريري ورصد الردود

وبالعودة الى الاستحقاق الحكومي ستتركز الاهتمامات اعتبارا من نهاية هذا الأسبوع على رصد طبيعة الحركة السياسية الاستثنائية التي ستنطلق مجددا لاستمزاج مواقف المراجع المعنية والقوى السياسية من الموقف الذي اعلنه الحريري والذي شكل خرقا فعليا للازمة، علما ان الحريري نفسه كان لمح الى اجراء جولة اتصالات خلال الـ 72 ساعة المقبلة . وقالت مصادر "المستقبل" عبر "النهار" أنّ الرئيس الحريري لم يرشّح نفسه لرئاسة الحكومة، بل اعتبر أنّه مرشّح طبيعيّ لسدّة الرئاسة الثالثة، وهذا تصريح منطقيّ باعتباره رئيس كتلة نيابية وازنة ورئيساً سابقاً للحكومة، ويتمحور جوهر كلامه في هذه المرحلة حول إعادة تعويم المبادرة الفرنسية التي قد تكون الفرصة الأخيرة لضمان استمرار لبنان. ويعمل الحريري على هدف محدّد قائم على وقف الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي في البلاد وإعادة إعمار مرفأ بيروت، وسط واقع صعب لا يمكن تخطّيه إلا من طريق إعادة تعويم المبادرة الفرنسية ووضعها على جدول الأعمال. وتلفت الى أن الموضوع لا يتعلق برغبة في العودة الى رئاسة الحكومة، لكنّ الحريري استعدّ لتحمّل المسؤولية وقال إن باب الأمل سيفتح مجدّداً وسط وضع اقتصادي لم يعد يحتمل في البلاد. وتترقب المصادر ردود الفعل، وترى أن الهدوء السياسي يخيّم على المواقف العامّة حتى اللحظة، والسؤال الذي يوجّهه "المستقبل" اليوم، يتمحور حول ما اذا كان لا يزال هناك التزام من القوى السياسية ببنود المبادرة الفرنسية أم لا؟

وتفيد معلومات "النهار" بأنّ جدول الرئيس الحريري مبنيّ على بلورة مشاورات داخل البيت السياسي مع رؤساء الحكومة السابقين في الثماني والأربعين ساعة المقبلة، على أن تعمل محرّكات الاتصالات مع الأحزاب والقوى السياسية انطلاقاً من نهاية الاسبوع.

وفي المقابل لا تبدو بعبدا كانها تقابل الحريري بسلبية بل تقول أوساطها ان إبدائه الرغبة في الإنقاذ امر إيجابي رغم المآخذ العديدة على ما ورد في كلامه. وتشير مصادر الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر الى انها تعطي الحريري المجال خلال الأيام الثلاثة المقبلة للاتصال بالقوى المعنية في شأن ترشيحه وبعد التواصل يبنى على الشيء مقتضاه.

دياب وتحذير المركزي

وسط هذه الأجواء برزت خطوة مفاجئة لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي ألقى من السرايا كلمة للمرة الأولى منذ استقالة حكومته هاجم فيها مصرف لبنان وحذره من رفع الدعم عن الدواء والطحين والمحروقات. وقال دياب ان "توجه مصرف لبنان لرفع الدعم غير مقبول في هذه الأحوال واي خطوة من مصرف لبنان لرفع الدعم يتحمل هو مسؤوليتها مع كل الذين يغطون هذا القرار". وإذ اعتبر ان الخسائر في استمرار الدعم اقل من خسائر رفعه قال مهاجما مصرف لبنان "حبذا لو أوقف مصرف لبنان تمويل سياسات الهدر من أموال المودعين، واذا لم يستطع مقاومة الضغوط السياسية سابقا ليس مفهوما الاستقواء على الناس اليوم".

انفجار في الطريق الجديدة

وليلا دوى انفجار في منطقة الطريق الجديدة اثار هلعا ما بين الاهالي ليتبين لاحقا انه انفجار خزان مازوت في طريق الجديدة، محلة الرفاعي - ساحة أبو شاكر، وقد اندلعت النيران في المكان، واذ هرعت سيارات الإطفاء إلى المكان، عمل عناصر الدفاع المدني على اخراج الاهالي من المبنى عبر الشرفات بعدما تعرض عدد منهم للاختناق.

ولاحقا افاد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة انه "تم نقل 4 جثث وعدد من الجرحى إلى مستشفى المقاصد من جراء انفجار خزان المازوت الذي اشتعلت فيه النيران". وسادت حال من الهرج والمرج أمام مستشفى المقاصد بعد نقل المصابين إليه.

 

نديم الجميل: حزب الله يريد عودة الحريري الى الحكومة لإفشاله

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

سأل النائب المستقيل نديم الجميل في حديث إلى قناة "التلفزيون العربي"، "لماذا يحمل الحريري نفسه وحيدا الفشل؟ الفشل سببه الثنائي المعطل والعهد القوي والتركيبة التي أوصلت البلد الى ما نحن اليه، وهناك نسب متفاوتة في هذا الفشل. أما إذا كان سعد الحريري يصر على تحمل المسؤولية وحيدا في تشكيل الحكومات السابقة وعن الفشل والانهيار، فعليه هو ورؤساء الحكومة السابقون أن يفسحوا في المجال اليوم أمام الدم الجديد لتحمل المسؤولية". وقال: "تحدث أيضا سعد الحريري عن المبادرة الفرنسية. ويبدو أنه هو أيضا وافق الفرنسيين في تحليلهم لحزب الله، أن هناك جزءا سياسيا وجزءا إرهابيا، إذ أنه أيضا لم يتحدث عن لب المشكلة وهي السلاح غير الشرعي، بل فتح النار على الأصدقاء والأخصام على حد سواء وحيد سلاح حزب الله الذي كان المسبب الأول في عرقلة حكومة حسان دياب ومنع تشكيل حكومة مصطفى أديب". وأضاف: "إذا كان حزب الله يطالب اليوم بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، فمن أجل "نتفه" وإيصاله ضعيفا حتى لا يتمكن من الحكم. ألم يتعلم سعد الحريري بعد؟ فمن يوافق على تسليم وزارة المالية الى الثنائي المعطل دون شروط بهذه السرعة وبدون أي ضمانة، لا يكون قد تعلم شيئا من تجارب الماضي القريب، أي مثلما وافق بسرعة على مجيء الرئيس ميشال عون".

وردا على سؤال، قال الجميل: "فشل المبادرة الفرنسية لها سبب ونتائج. إذا كان الحريري يتكل على حسن أخلاق حزب الله تجاه هذه المبادرة، فهو مخطىء إذ تبين كيف أن حزب الله لم يف بالتزاماته تجاه الفرنسيين. وإذا كان الثنائي المعطل لديه أكثرية في المجلس، فليشكلوا حكومة اللون الواحد وليسموا وزير المالية الذي يريدون، وليثبتوا للمواطنين ماذا بإمكانهم أن يقوموا به مع العهد القوي. وسنرى إذا كان الوضع الحالي سيتحسن أم سينهار". وختم: "إن فرط المبادرة الفرنسية ألم تكن تجربة خطيرة من قبل الثنائي المعطل وقد أوصلتنا الى الفوضى السياسية والدستورية والأخلاقية. لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية. خذوا هذه الحكومة مثلما أخذتم المجلس وليعي الشعب أن المشكلة ليست من سعد الحريري إنما من الثنائي المعطل والعهد القوي الذين خربوا البلد مع التركيبة التي تدور في فلكهم".

 

عين التينة: الحريري مرشّحنا رغم كلّ شيء.. ولكن!

الانباء الالكترونية/10 تشرين الأول/2020

أكدت مصادر عين التينة لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، أنّها لن تعلّق على كلام الرئيس سعد الحريري “بانتظار نتائج الاتصالات التي وعد بالقيام بها لتسويق ترشيحه لرئاسة الحكومة”، وأن عين التنية “لا زالت تعتبر الحريري مرشحها رغم كل شيء ولكن ليس بشروطه بل بشروط المصلحة الوطنية، والموقف النهائي من المبادرة سيعلن في اجتماع كتلة التنمية والتحرير مطلع الأسبوع”. واعتبرت المصادر اتهامات الحريري للثنائي الشيعي “فشّة خلق”، آملة أن تعود الأمور الى مسارها الطبيعي في الأيام المقبلة.

 

“ميني” 4 آب في الطريق الجديدة… 4 قتلى وجرحى

نداء الوطن/10 تشرين الأول/2020

تكرّر مشهد 4 آب في الطريق الجديدة، وإن على نحو مُصغرّ، بعدما هزّها قرابة الثامنة والنصف مساء أمس إنفجار ناجم عن اشتعال خزّان مازوت في مستودع بين الابنية السكنية، ما اثار ذعراً وهلعاً في صفوف المواطنين وأوقع 4 قتلى وعدداً من الجرحى.

وقد تضاربت المعلومات في شأن طبيعة هذا الانفجار، قبل ان يتبيّن انه ناجم عن انفجار خزان المازوت بعدما اشتعلت فيه النيران، في محلة الرفاعي – ساحة أبو شاكر، وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص ووقوع عدد من الجرحى جراء اصابتهم بحروق بالغة فيما بعضهم كانت اصاباتهم طفيفة، ونقلوا الى مستشفى المقاصد الذي سادت امامه حال من الهرج والمرج. كذلك تم إسعاف عدد من عناصر الدفاع المدني الذين تعرّضوا للاختناق. واوضح أحد سكان المبنى ان الانفجار وقع في خزان مازوت مخصّص لتشغيل مولد كهربائي بعدما وقع عطل فيه. وأوعز وزير الصحة العامة حمد حسن باستقبال الجرحى على نفقة وزارة الصحّة العامة. وأوضح محافظ مدينة بيروت مروان عبود: “طلبنا سابقاً من الأهالي الإبلاغ عن الأماكن الخطرة الموجودة قرب المنازل في بيروت وتوصلنا إلى تحديد حوالى مئة مكان خطر لكن هذا المبنى لم يبلّغنا أحد عنه”. الرئيس سعد الحريري وفي تغريدة له، قال: “نسأل االله تعالى أن يلطف بأهلنا وأحبتنا في الطريق الجديدة. أتقدم منهم بأحر التعازي وأناشدهم التزام الحذر والتعاون مع رجال الاطفاء والدفاع المدني لمواجهة آثار الانفجار كما اناشد الشباب خصوصا التزام موجبات الحماية من وباء كورونا وعدم التجمع في محيط الحادث وأمام مستشفى المقاصد. انني على تواصل مع كل الجهات الامنية المختصة للوقوف على أسباب الانفجار ومتابعة الاوضاع الصحية للجرحى والمصابين، سائلاً الله ان ينعم عليهم وعلى الطريق الجديدة بالسلامة. حمى الله بيروت من كل شرّ”. وأدّت قوة الإنفجار الى تصدّع جدران المبنى، وخلّف دماراً كبيراً في عدد من المباني. وفرض الجيش طوقاً أمنياً في المكان وعمل على تفريق المواطنين الذين تجمّعوا في المحلة، طالباً إخلاء المكان. كذلك سارعت فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخماد النيران وإخلاء السكان المتواجدين في الأبنية القريبة من الانفجار بعد تصدّعها، قبل ان تتمكّن لاحقاً من محاصرته والسيطرة على الحريق. وسُجّلت حالات اختناق عدّة، ونقل الصليب الاحمر عددا منها الى المستشفى. لكن معلومات إعلامية تحدّثت عن إصابتين لشخصين حالتهما خطرة أحدهما عامل من الجنسية البنغلادشية والثاني من الجنسية السورية كانا في المستودع حيث وقع الانفجار إضافة إلى عدد من الإصابات الطفيفة. وأوقفت شعبة المعلومات صاحب المستودع وخزان المازوت، بعدما نُقل إلى المستشفى بسبب حالة اختناق. وذكرت قناة الـ”LBCI” أنّ “الموقوف يُدعى ع. س.، وقد أكد أن الانفجار ناتج عن كمية من مادة البنزين كان يقوم بتخزينها للاستعمال الخاص لشركته التي تعمل في مجال الهواتف الخلوية وأجهزة الشحن أيّ powerbank”.

 

نداء الوطن/الحريري “راجع” بضوء أخضر من باريس

نداء الوطن/10 تشرين الأول/2020

رمى الحجر في المياه الراكدة فاستفاق الملف الحكومي من غيبوبته، وضع الرئيس سعد الحريري ترشيحه على الطاولة وأطلق نفير الاستنفار الرئاسي والسياسي استشرافاً لآفاق التوافق من عدمه على بُعد أسبوع من الاستشارات النيابية الملزمة. وبانتظار “الحكي الجد” الذي لم يبدأ بعد ويحتاج مزيداً من جوجلة الأفكار والمواقف بين الأفرقاء، تفاوتت الردود الأولية على طرح الحريري بين فاترة ونارية، وسط اعتقاد ساد خلال الساعات الأخيرة لدى بعض الأطراف يرتكز على فكرة أنه لم يكن ليبادر إلى طرح ترشيحه بهذا “النبض القوي” لولا أنه واثق من أنه “راجع” إلى السراي الحكومي “بضوء أخضر من باريس، حيث سرت أنباء تتحدث عن كون الفرنسيين يدعمون ترشيحه ونسقوا دعمهم هذا مع الأميركيين”. أما على المستوى الداخلي، فالردود الفاترة على ضفة العهد العوني والثنائي الشيعي توحي بقابلية للتأسيس على ترشيح الحريري تمهيداً لبلورة موقف مشترك يتيح تسميته من جانب الفريقين، أما الردود النارية فتصدرت جبهتها “القوات اللبنانية” التي ردت بعنف على الحريري واعتبرت أنه بمواقفه “كسر الجرة” معها، سيما وأنّ الاستياء القواتي بدا كبيراً في البيان المسهب الذي أصدرته الدائرة الإعلامية في القوات وحرصت فيه على تفنيد “مغالطات للحقائق وتشويه للوقائع”. وإذ حمل البيان الحريري مسؤولية تعطيل حل الكهرباء بوقوفه إلى جانب الوزير جبران باسيل في “الإصرار على حل البواخر”، صوّب الرد القواتي على “أسلوب تدوير الزوايا والتنازلات” الذي كان “أحد أسباب الانهيار”، ونفى في المقابل وجود “اتفاق محاصصة بين القوات والتيار من تحت الطاولة”، معتبراً أنّ الحريري حمّل الخلاف بين القوات والتيار الوطني “أكثر مما يحتمل”. أما في ما يتصل بعدم تكليف كتلة القوات النيابية الحريري لترؤس الحكومة، فوضعه البيان في إطار “رفض الأكثرية الشعبية بعد انتفاضة 17 تشرين الأول لمن كانوا في السلطة”، وانطلاقاً “من رؤية القوات الإنقاذية للبلد بتشكيل حكومة مستقلة تماماً عن القوى السياسية كلّها من دون استثناء”، مع دعوة الحريري إلى “أن يسأل نفسه عن خلفية تمسك الثنائي الشيعي بتكليفه”. ورأت الدائرة الإعلامية في القوات أنه “كان الحري بالرئيس الحريري أن يركِّز على الطرف الذي عطّل المبادرة الفرنسية ويحول دون قيام الدولة منذ العام 2005 إلى اليوم، بدلاً من إلقاء التهم جزافاً على القوات اللبنانية”، متمنيةً لو أنه “تذكّر نقاط الالتقاء الكثيرة والكبيرة جداً في الطروحات السياسية بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، بدل التلهّي بترّهات مجتزأة على هامش أصل المشكلة”، وأشارت في الوقت عينه إلى أنّ “القوات لن تدخل في مماحكات سياسية لا طائل منها ولا فائدة”.

 

علي حسن خليل: وزارة المالية ستكون للطائفة الشيعيّة في أي حكومة مقبلة

البناء/10 تشرين الأول/2020

 أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، النائب علي حسن خليل، التعاطي بإيجابية مع ترشيح الحريري رئيساً للحكومة، قائلاً إنه «نحن في الأساس نتعاطى بشكل إيجابي مع ترؤس الحريري للحكومة المقبلة». لكن خليل ربط بين تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة المقبلة مع التفاهم على قواعد التشكيل. مؤكداً الانفتاح على كل الصيغ المطروحة لتشكيل الحكومة المقبلة، مع أهمية مشاركة الجميع. ولفت في مقابلة مع وكالة يونيوز للأخبار الى أن «رئيس تيار المستقبل أخطأ في تشخيص الاتفاق الذي تمّ على دعم المبادرة الفرنسيّة وتشكيل الحكومة المقبلة، مؤكداً أن فريقه ليس الطرف الذي عطل تشكيل الحكومة. من جهة أخرى، أوضح خليل أن اتفاق الإطار حول المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي لترسيم الحدود يحفظ للبنان حق الدفاع والمقاومة. وكشف أن وزارة المالية ستكون للطائفة الشيعيّة في أي حكومة مقبلة، مشيراً إلى أن «هذه النقطة قد حُسمت». كما كشف خليل عن ضغوط تمارسها واشنطن بشأن الصراع مع «إسرائيل» ودور لبنان في المنطقة، فضلاً عن محاولاتها لتغيير موازين القوى في الساحة الداخلية.

 

تل أبيب تتوقع ضغوطاً إيرانية على «حزب الله» للتراجع عن الموافقة على المفاوضات مقابل التفاؤل في واشنطن حول اتفاق إسرائيلي ـ لبناني على الحدود البرية أيضاً

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/10 تشرين الأول/2020

في مقابل التقديرات المتفائلة في واشنطن بأن تتعمق المفاوضات الإسرائيلية - اللبنانية حول الحدود البحرية، وتتطور للاتفاق أيضاً على الحدود البرية، تسود تقديرات في تل أبيب بأن «حزب الله»، الذي أعطى الضوء الأخضر لهذه المفاوضات، سيتراجع في مرحلة معينة بضغط من القيادة الإيرانية.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إمكانات التوصل إلى اتفاق على الحدود البحرية وحتى البرية قائمة جداً، لأن الخلافات بين الطرفين تعد طفيفة ومعظم الأطراف اللبنانيين معنيون بتسوية ويأملون بأن تكون نتيجة الاتفاق مع إسرائيل إطلاق مشروع حفر آبار الغاز وتحقيق طفرة في وضع لبنان الاقتصادي، لكن إيران تخشى من تبعات اتفاق كهذا. ومن مصلحتها أن يبقى لهيب التوتر مشتعلاً على حدود إسرائيل الشمالية. ووفقاً لمصادر سياسية في تل أبيب، فإن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالكشف عن مخازن الصواريخ والذخائر في ثلاثة أحياء في بيروت، قبل يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي - لبناني عن مفاوضات الغاز، لم يكن صدفة. فقد أراد أن يكون النشر متوازناً مع موقف حكومته، التي تضع رخاء لبنان مقابل تخفيض دور «حزب الله» في التأثير على الحكم. وجاء ليعد الرأي العام العالمي لاحتمال تفجير الأوضاع الأمنية. وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر تقريراً عن المخازن في لبنان، في الوقت نفسه الذي كشف فيه نتنياهو الأمر خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي. وفي اليوم التالي، عندما أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد شنكر، عن الاتفاق على المفاوضات المباشرة، كان الجيش الإسرائيلي يذكر الجميع بأنه ما زال في حالة تأهب قصوى على الحدود مع لبنان، التي بدأها قبل شهرين، في أعقاب مقتل المسؤول الميداني من «حزب الله»، كمال حسان، في غارة إسرائيلية على موقع للجيش السوري تستخدمه الميليشيات الإيرانية قرب دمشق. ووقع حادثا تصادم بين إسرائيل و«حزب الله» كادا يدهوران الوضع إلى حرب أو عملية حربية كبرى.

ونقل عن مسؤولين في قيادة الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» حاول الانتقام لمقتل حسان، حتى يضع قاعدة تعامل جديدة. وقد عبر أمين عام الحزب، حسن نصر الله، عن هذه القاعدة عندما قال إنه في حال مقتل عنصر من الحزب فإن إسرائيل ستدفع بعنصر من جنودها. ووفق المصدر الإسرائيلي، بذلت قواته جهداً حتى ينزل نصرالله عن هذه الشجرة وينهي التوتر. وقال: «فتحنا له باب التراجع. أرسل لنا ثلاثة مقاتلين لتنفيذ عملية ضد موقع عسكري إسرائيلي، وكان بإمكاننا قتلهم ولم نفعل. قمنا بدفعهم إلى الهرب عن طريق إطلاق الرصاص من حولهم. فلم يحترموا مبادرتنا. ثم أرسلوا خلية تسللت إلى منطقة حدودية في منتصف الليل وفي ظل الضباب الكثيف، وراحت تطلق الرصاص على بيوت إسرائيلية على الحدود، وبسبب حالة الطقس لم نتمكن من قتلهم وقمنا بقصف موقعين للحزب على الحدود، ونحن نعرف أنهما مهجوران. وكان يفترض بهم أن يكفوا. لكنهم مستمرون، ونصرالله يدعي بأن الجندي الإسرائيلي لا يجرؤ على التحرك على الحدود. والحقيقة أننا نتحرك كالعادة من دون أي مشكلة وندخل مناطق وراء السياج الحدودي. وعناصر (حزب الله) يشاهدوننا ولا يجرؤون على المساس بنا، لأنهم يعرفون أننا جاهزون للرد بشكل قاسٍ حتى لو تدهورت الأمور إلى عملية كبرى، أو حتى إلى حرب».

وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن المعادلة المطروحة اليوم أمام لبنان، بما في ذلك «حزب الله»، هي الاختيار بين الحرب والدمار وبين السلام والازدهار. وأضاف: «إن كنا نريد الصراحة أكثر، القرار بيد نصرالله. نحن نعرف أنه يتعرض لضغوط شديدة من قادته في طهران لإبقاء الوضع على الحدود ملتهباً. فهذه مصلحة إيرانية واضحة. وهذا أسلوب إيراني تقليدي. يشعلون الأوضاع في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا ويريدونها مشتعلة في لبنان. واللبنانيون بغالبيتهم يعرفون أن هذا التوتر ليس في مصلحتهم. فعندهم ما يكفي من أزمات ومشاكل. لديهم أزمة حكم. وأزمة كورونا. وأزمة اقتصادية تهدد بإفلاس الدولة. ومخازن الأسلحة تبين أن ما جرى في مرفأ بيروت وفي قانا من انفجارات يمكن أن يحصل في كل موقع في البلاد، فـ(حزب الله) وضع لبنان على آبار من المتفجرات. والآن، توجد فرصة لإنهاء الصراع المفتعل مع إسرائيل حول مسألة الحدود. وقد بات واضحاً أن حسن نصرالله بات أمام منعطف تاريخي. فإما يقرر أن يكون شيعياً لبنانياً، يضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، ويخفض التوتر ويتيح للمفاوضين التوصل إلى اتفاق وإما أن يكون شيعياً إيرانياً، يخدم أجندة طهران ويضرب مصلحة وطنه لبنان.

والمعروف أن موعد بدء المفاوضات بين إسرائيل ولبنان تحدد ليوم 14 الجاري، وسيكون على مستوى منخفض من التمثيل، إذ يحضر عن لبنان مسؤولون في وزارة الطاقة، ويحضر عن إسرائيل مسؤولون بالمستوى نفسه، كما يشارك ممثلون عن الجيشين. ويكون الوسيط الأميركي حاضراً بقوة، وإلى جانبه «المضيفون»، أي قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة، في قرية الناقورة اللبنانية، الملاصقة للحدود مع إسرائيل. ومع أن الطرفين يؤكدان أنهما سيجريان مفاوضات رسمية فيما بينهما بشأن خطوط الحدود البحرية فقط، فقد أعرب الوسيط الأميركي ديفيد شنكر عن تفاؤله من توسيعها لتشمل الحدود البرية أيضاً.

 

عون يتابع تشكيل الوفد اللبناني لمفاوضات ترسيم الحدود يضم عسكريين وخبيراً في القانون الدولي

إيناس شري/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

يتابع رئيس الجمهورية ميشال عون موضوع تشكيل الوفد اللبناني الذي سيُشارك في أول اجتماع تفاوضي حول ترسيم الحدود مع الجانب الإسرائيلي، برعاية الأمم المتحدة، والمقرر عقده في 14 الشهر الجاري، ولم ينته عون - حسب مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية - من عملية تشكيل هذا الوفد بصورة نهائية.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، أشار المصدر إلى أن الوفد سيضم حتماً عسكريين، ومدنيين خبراء في القانون وفي المسح الجيولوجي، وممثلاً عن لجنة قطاع النفط، وسيكون على الأرجح رئيس اللجنة وسام شباط. وذكر المصدر أنه حتى اللحظة يضم الوفد بالإضافة إلى شباط، العميد الطيار بسام ياسين، والعقيد البحري مازن بصبوص، والخبير في القانون الدولي نجيب مسيحي الذي يعمل مع قيادة الجيش في المواضيع المتعلقة بالخرائط. من جهة أخرى، لفت المصدر إلى أن «الوفد وبعد تشكيله وقبل انطلاق المفاوضات سيجتمع برئيس الجمهورية»، لا سيما أنه وفقاً لأحكام المادة 52 من الدستور يتولى رئيس الجمهورية شؤون الوفد، بدءاً من تأليفه وصولاً إلى مواكبة مراحل التفاوض. وأوضح المصدر أن رئيس الجمهورية خلال اجتماعه مع أعضاء الوفد سيزودهم بما يجب اتباعه لجهة التفاوض بالشكل والمضمون، مضيفاً: بالشكل «لا بد من تفادي التحدث مباشرة مع الوفد الإسرائيلي، إذ يكون الكلام عبر مفوض الأمم المتحدة»، هذا بالإضافة إلى وجود اعتبارات تتعلق بأماكن الجلوس «إذ يجب ألا يكون الوفد اللبناني قريباً أو إلى جانب الوفد الإسرائيلي». أما فيما خص المضمون، فيمكن تلخيص الموضوع - حسب المصدر - بالحديث عن «ترسيم الحدود البحرية والبرية من دون أي التزام سياسي».

في الإطار نفسه، يؤكد مصدر عسكري مطلع على عملية تشكيل الوفد، أن الوفد «حتى اللحظة يضم فقط 4 أشخاص (الأسماء التي ذكرت سابقاً) وأن هناك احتمالاً لزيادة عدد أفراده في حال برزت الحاجة إلى مزيد من التقنيين»؛ مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن الأمر «سيتضح بداية الأسبوع المقبل؛ حيث سيُعلن عن الأسماء بشكل رسمي». وفيما خص الشكل، لفت المصدر إلى أن الاجتماع سيكون في المكان نفسه الذي يعقد فيه عادة الاجتماع الثلاثي وفي الغرفة ذاتها؛ حيث عادة ما تكون الطاولة على شكل حرف «U» يجلس الوفد اللبناني في جهة والوفد الإسرائيلي في جهة أخرى، بينما يجلس ممثل الأمم المتحدة على رأس الطاولة. وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن أن المفاوضات ستكون في مقر الأمم المتحدة في الناقورة جنوبي لبنان.'

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

اتفاق على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان

سبوتنيك عربي/10 تشرين الأول/2020

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان بدءا من منتصف ليل 10 تشرين الثاني. وأفاد لافروف بأنه “ردا على نداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووفقا لاتفاقاته مع رئيس جمهورية أذربيجان علييف ورئيس وزراء جمهورية أرمينيا باشينيان، اتفق الطرفان على إعلان وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بدءا من الساعة الـ12 من العاشر من أكتوبر الجاري 2020 لأغراض إنسانية، لتبادل أسرى الحرب وغيرهم من المعتقلين وجثث القتلى  بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر”. واوضح لافروف ان الاتفاق على معايير محددة بشأن وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ سيتم بشكل منفصل، مضيفا “إن وزراء خارجية روسيا وأرمينيا وأذربيجان اتفقوا على وثيقة مشتركة”. وأفاد مسؤول في إقليم ناغورني قره باغ قبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بأن صواريخ أذربيجانية سقطت في ستيباناكرت. بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية ان أرمينيا “تقصف بكثافة” مناطق مأهولة بالسكان، قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. رحبت تركيا بإعلان وقف إطلاق النار في منطقة قره باغ، لافتة إلى ان هذه الخطوة مؤقتة وليست بديلا عن التسوية النهائية للنزاع الأذربيجاني-الأرمني.

 

تركيا: الهدنة في قره باغ آخر فرصة لأرمينيا

روسيا اليوم/10 تشرين الأول/2020

رحبت تركيا بإعلان وقف إطلاق النار في منطقة قره باغ، لافتة إلى ان هذه الخطوة مؤقتة وليست بديلا عن التسوية النهائية للنزاع الأذربيجاني-الأرمني. وأصدرت الخارجية التركية بيانا، قالت فيه ان “أذربيجان، خلال الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري الذي بدأ في قره باغ في 27 أيلول، أظهرت لأرمينيا والعالم بأكمله أنه بإمكانها أن تستعيد بنفسها أراضيها المحتلة منذ 30 عاما”. وأضافت: “إعلان وقف إطلاق النار إجراء مؤقت يأتي لدواع إنسانية استجابة للدعوات من مختلف أرجاء العالم” مضيفة أن أذربيجان “منحت أرمينيا آخر فرصة للانسحاب من الأراضي المحتلة”. وأكدت الوزارة ان “وقف إطلاق النار المعلن لدواع إنسانية بهدف تبادل الأسرى وجثث القتلى خطوة أولى مهمة لكنها ليست بديلا عن التسوية الدائمة”. وشدد البيان على أن أنقرة ستدعم تلك الخطوات فقط في سبيل تسوية النزاع التي تتجاوب مع مصالح باكو، مبديا تصميم تركيا على مواصلة دعم أذربيجان “في ميدان القتال وطاولة التفاوض على حد سواء”.

 

هبوط قياسي جديد للريال الإيراني مقابل الدولار

 روسيا اليوم/10 تشرين الأول/2020

ارتفع سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء في إيران، السبت، إلى 304500 ريال في رقم قياسي جديد، بعد أن كان آخر سعر قد سجل قبل عطلة يومي الخميس والجمعة 296000 ريال. وجاء ذلك تزامنا مع إعلان هيئة تنظيم السوق الإيرانية عن تخصيص 9 مليارات دولار لتغطية السلع الأساسية في السنة المالية الجارية التي تنتهي 20 آذار عام 2021. وأوضح أمين الهيئة محمد رضا كلامي في تصريح لوكالة “فارس”، أن واقع 8 مليارات دولار من المبلغ المخصص يتوفر من مبيعات النفط وموارد البنك المركزي الإيراني، مضيفا أن 6,4 مليار من أصل 9 مليارات دولار ستغطي توريد 5 سلع أساسية،  تشمل الزيت الخام و 4 أصناف من الأعلاف والبقية لاستيراد الأدوية.

 

«الطاقة الذرية»: إيران تخصب اليورانيوم بدرجة أعلى مما كانت ملتزمة به

زوريخ/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن إيران ليس لديها في هذه المرحلة ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية واحدة، طبقاً للمعايير الرسمية للوكالة التابعة للأمم المتحدة. وأضاف غروسي، في مقابلة مع صحيفة «دي برس» نشرتها على موقعها الإلكتروني، اليوم (السبت): «يواصل الإيرانيون تخصيب اليورانيوم وبدرجة أعلى بكثير مما كانوا يلتزمون به، وهذه الكمية تزداد كل شهر»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. ورداً على سؤال حول المدة التي ستحتاجها إيران لصنع سلاح نووي، قال غروسي: «في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا نتحدث عن الوقت بل ننظر إلى الكمية الكبيرة والحد الأدنى من كمية اليورانيوم المخصب أو البلوتونيوم اللازم لصنع قنبلة نووية. إيران ليس لديها هذه الكمية الكبيرة في الوقت الحالي».وتنفي إيران امتلاكها برنامج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي مخصص فقط لأغراض الطاقة.

 

قرقاش: الجيش التركي في قطر يزعزع استقرار المنطقة

أبوظبي/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، اليوم (السبت)، إن وجود الجيش التركي في قطر عنصر عدم استقرار في منطقة الخليج. وأضاف قرقاش، في تغريدة على موقع «تويتر»: «الوجود العسكري التركي في قطر طارئ ويساهم في الاستقطاب السلبي في المنطقة، ولا يراعي سيادة الدول ومصالح الخليج وشعوبه». يذكر أن البرلمان التركي تبنى في السابع من يونيو (حزيران) 2017، اتفاقيتين تسمحان بنشر قوات عسكرية في قاعدة تركية في قطر (طارق بن زياد)، تطبيقاً لاتفاقية الدفاع المشترك التي وقّعها البلدان عام 2014، بالإضافة إلى تدريب قوات الدرك القطرية. وجاءت هذه المصادقة من البرلمان بناءً على دعوة عاجلة من الحكومة التركية.

 

المرتزقة» السوريون... مخلب تركيا في الصراعات من ليبيا إلى القوقاز

الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

تصاعدت الادعاءات حول إرسال تركيا مرتزقة من الفصائل السورية الموالية لها إلى إقليم ناغورني قره باغ لدعم حليفتها أذربيجان في مواجهة أرمينيا. ووفق الشائعات جرى نقل مئات منهم، وبخاصة من التركمان من ليبيا بعد استخدامهم من قبل لدعم «حكومة الوفاق الوطني» في مواجهة «قوات الجيش الوطني» الليبي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 72 من المرتزقة في معارك قره باغ. أدانت روسيا وكثير من الدول الغربية إرسال مقاتلين أجانب عن طريق تركيا وحضوا تركيا على العمل نحو التوصل لتسوية سياسية للقتال. وتحدث مدير جهاز الاستخبارات الأجنبية الروسية سيرغي ناريشكين عن مقاتلين من «مجموعات إرهابية» بينها «جبهة النصرة»، وقال إنهم مئات بل آلاف من المتطرفين الذين يأملون جني المال في الحرب الجديدة في قره باغ، فيما قال الكرملين إن الأوضاع تشهد تدهوراً. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى، بدوره، بتصريحات مشابهة. وقال إن لديه معلومات مؤكدة عن نقل تركيا مرتزقة سوريين إلى قره باغ. وأعلن وزير الخارجية الكندي فرنسوا فيليب شامباني أن بلاده قرّرت تعليق كلّ صادرات الأسلحة إلى تركيا بانتظار انتهاء تحقيق يرمي لتبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت بعضاً من عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها أذربيجان لدعمها في معاركها ضد الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ.

وعلى الإثر، اعتبرت تركيا أن تعليق كندا لصادرات بعض المنتجات العسكرية إليها يظهر النهج القائم على الكيل بمكيالين لتلك الدولة، وأنه لا يوجد تفسير لمنع كندا تصدير المنتجات الدفاعية لأحد حلفاء «ناتو».

 

الكاظمي... حرب مفتوحة على عدة جبهات (تحليل إخباري) والعلاقة مع الفصائل المسلحة والانسحاب الأميركي أبرز ملفين

بغداد/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

بعد نحو خمسة أشهر على تسلم مصطفى الكاظمي منصبه رئيساً لوزراء العراق لا يبدو أمام الرجل هدنة يمكنه من خلالها التقاط أنفاسه. فبعد التصفيق وقراءة الفاتحة بالقصر الجمهوري لحظة تكليفه بدأت الشروط ومحاولات الإملاء عليه بدءاً من كابينته التي استكملها على مرحلتين من البرلمان العراقي الذي يعكس إرادة القوى السياسية التي دأبت على الاختلاف على كل شيء. وحيث إن الكاظمي بدأ مساعيه لتطبيق برنامجه الوزاري فإن الإجماع السياسي عليه بدا مجرد استراحة محارب من القوى السياسية التي بدأت تنظر إلى خطواته اللاحقة من زواياها الخاصة هي وليس بالضرورة يمكن أن تكون لها انعكاسات إيجابية على الحياة اليومية للمواطن العراقي. في سياق محاولاته لترميم وضعه السياسي من أجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهه شخصياً بوصفه مختلَفاً عليه لا سيما من قبل أطراف عديدة في المقدمة منها الفصائل المسلحة القريبة من إيران أو تواجه حكومته التي يتعين عليها التهيئة للانتخابات المبكرة وإعادة هيبة الدولة، سعى الكاظمي إلى تحييد مجريات الصراع في الداخل حين تراجع عما بدا أنها مواجهة مع الجماعات المسلحة في مقابل حسم التأييد الخارجي له إقليمياً ودولياً. وفي هذا السياق بدت زيارتاه لكل من إيران والولايات المتحدة ناجحتين بالمقاييس التي يحتاج إليها هو والتي يمكن أن تنعكس على مديات تأييده في الداخل. المتغيران المهمان اللذان لا يزال الكاظمي يخوض حرباً مفتوحة بسببهما هما العلاقة مع الفصائل المسلحة وطريقة تعاطي طهران مع هذا الملف، والثاني هو ملف الانسحاب الأميركي من العراق والذي بدأت مؤشراته من خلال انسحاب الأميركيين من عدد من المواقع العراقية طبقاً للحوارات التي خاضها في واشنطن والتي انتهت بجدولة الانسحاب.

وبين هذا وذاك حاول الكاظمي حسم أهم فقرة في برنامجه الحكومي وهي الانتخابات المبكرة، حيث فاجأ جميع القوى السياسية حين حدد موعدها في السادس من شهر يونيو (حزيران) العام المقبل. أما آخر الحروب التي خاضها الكاظمي فتخص الرواتب. ففي الوقت الذي أعلنت وزارة المالية أن مسألة رواتب الموظفين مرتبطة بورقة الإصلاح التي هي محل خلاف بين الحكومة والبرلمان، وهو خلاف يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً فإنه سرعان ما جرى الإعلان عن توزيع الرواتب، الأمر الذي فسّره خصوم الكاظمي على أنه بدأ يهيئ الأمور لنفسه وفريقه المقرب من أجل خوض الانتخابات المبكرة.

المتغير الذي ربما لم يكن محسوباً لكل الأطراف هو ملف الانسحاب الأميركي من العراق. ففي الوقت الذي لا يبدو فيه العديد من القوى السياسية الشيعية بالذات راضية عن جدولة الانسحاب البطيء بل تطالب بانسحاب فوري، فإنها تسوّق فكرة أن هذا الانسحاب وفي إطار الجدولة التي تم الإعلان عنها إنما هو بمثابة انتصار لها، في السياق نفسه فإن العديد من الفصائل المسلحة أعلنت هي الأخرى أن إغلاق السفارة الأميركية هو بمثابة انتصار لها قبل أن تبدأ كبريات وسائل الإعلام الأميركية تسويق العديد من السيناريوهات الأميركية المخيفة في حال انسحبت من العراق وقوامها مواجهة مفتوحة مع مطلقي صواريخ الكاتيوشا ومن يقف خلفهم. متغير آخر يمكن أن يتسبب بخلط الأوراق من جديد هو ما أعلنه الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، أمس، عن عدم نية الولايات المتحدة الانسحاب من العراق والمنطقة بسبب استمرار خطر تنظيم «داعش». ماكنزي أكد أن الصراع مع «داعش» قد يستمر أجيالاً. هذا الموقف الأميركي الجديد من شأنه إعادة خلط الأوراق لا سيما بين واشنطن وبين الجهات الرافضة لوجودها في العراق. وفي هذا السياق يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والأمنية، لـ«الشرق الأوسط» أنه «فيما يتعلق بالانسحاب الأميركي من العراق هناك صلة مباشرة بين مقتل قاسم سليماني وبين سياسته المتمثلة في إرغام الولايات المتحدة على الانسحاب، وبالتالي فإنه إذا انسحبت واشنطن، وهو لن يحصل لا في المستقبل القريب ولا البعيد، فإن سليماني يكون قد حقق في موته ما لم يتمكن من تحقيقه وهو على قيد الحياة». وأضاف محيي الدين أن «العراق وفي حال انسحاب القوات الأميركية سيفقد بالضرورة مساعدات ومعونات كبيرة تلعب دوراً كبيراً في النظام المالي للعراق وعلى كل الصُّعد». وأوضح أن «الولايات المتحدة الأميركية تعد المصدر الرئيسي لتسليح الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب الذي يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على هيبة الدولة العراقية».

 

ترمب يظهر في أول مناسبة عامة منذ إصابته بـ«كورونا»

واشنطن/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أول مناسبة عامة، اليوم (السبت)، منذ عودته إلى البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي بعد بقائه في المستشفى ثلاثة أيام للعلاج من فيروس «كورونا»، وذلك رغم استمرار صمت مساعديه بشأن ما إذا كانت حالته لا تزال معدية. وشارك ترمب في مناسبة بالبيت الأبيض حملت اسم «احتجاج سلمي من أجل القانون والنظام» حضرها بضع مئات. وقال بعدما نزع كمامته: «أشعر بأنني في حالة رائعة... أريد أن تعرفوا أن بلدنا سيهزم هذا الفيروس الصيني الفظيع». وأكد أن الفيروس «سيختفي، إنه يختفي». وخاطب ـنصاره: «أخرجوا وصوتوا. أحبكم!». وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، يُنظر إلى ظهور ترمب باعتباره خطوة أولى باتجاه استئناف دعايته الانتخابية اعتباراً من يوم الاثنين. وقد أعلنت حملته الانتخابية السبت أنه سيشارك في تجمعين انتخابيين الأسبوع المقبل. وجاء في بيان لحملة المرشّح الجمهوري أن ترامب سيلقي خطابا خلال تجمّعين انتخابيين في مدينة جونزتاون في ولاية بنسلفانيا الإثنين، والأربعاء وفي مدينة دي موين في ولاية أيوا. وتعليقاً على ذلك، وصف المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن سلوك الرئيس الجمهوري بأنه «متهور».

 

صراع أذربيجان وأرمينيا في قره باغ إلى أين؟ والاستقطابات الإقليمية تنذر باتساع نطاق الاشتباكات إلى حرب واسعة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

خيّمت سُحُب الحرب من جديد على إقليم ناغورني قره باغ بعد هدوء استمر منذ عام 2016، قبل أن يتجدد بشكل مختلف في يوليو (تموز) الماضي في منطقة بعيدة عن الإقليم المتنازع عليه والخاضع لسيطرة المتمردين الأرمن منذ تسعينات القرن الماضي.

عاد التوتر إلى جنوب القوقاز مرة أخرى، عندما قامت أرمينيا في 12 يوليو بمهاجمة أذربيجان بشكل مفاجئ، لكن بطريقة مختلفة. إذ كان مسرح الهجوم مدينة توفوز التي تقع بالقرب من ممر يصل بين أذربيجان وجورجيا وتركيا، وبجوار طرق النقل والشحن والطاقة. إذ يُنقل النفط والغاز من بحر قزوين إلى تركيا عبر هذا الممر من خلال خط أنابيب النفط «باكو - تبليسي - جيهان»، وممر الغاز الجنوبي لنقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عبر تركيا في إطار مشروع «تاناب»، بالإضافة إلى خط السكك الحديدية «باكو - تبليسي – كارص» الرابط بين الدول الثلاث. ولقد فتح هذه الهجوم الباب أمام كثير من التساؤلات، لأنه أعقب فترة هدوء وجاء بعد لقاء، عقد للمرة الأولى وجهاً لوجه خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في فبراير (شباط) الماضي، بين الرئيس الأذري إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، الذي أعلن بعد ذلك عن خطط للحل السياسي للنزاع المزمن مع باكو حول ناغورني قره باغ.

الاشتباكات الدائرة حالياً، توسعت رقعتها في الأيام الأخيرة بعد أن طال القصف مدناً كبرى، بينها ستيباناكرت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، ومدينة غنجة ثانية كبريات مدن أذربيجان. ويتبادل الطرفان اتهامات بقتل المدنيين، في حين أعلنت إدارة الإقليم نزوح نحو نصف سكانه من الأرمن بسبب الضربات الأذرية. وراهناً، تحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20 في المائة من الأراضي الأذرية التي تضم إقليم ناغورني قره باغ المكوّن من 5 محافظات، إضافة إلى 5 محافظات أخرى غرب البلاد، وأجزاء واسعة من محافظتَي آغدام وفضولي. ولقد تسبب النزاع بين الجانبَين في تهجير أكثر من مليون أذري من أراضيهم ومدنهم؛ فضلاً عن مقتل نحو 30 ألف شخص.

اشتعال الأزمة

استمر التوتر بين أذربيجان وأرمينيا على مدى السنوات الست الماضية حول إقليم ناغورني قره باغ، الذي يشكل أساساً لصراع لن ينتهي إلا بحل النزاعات المجمدة. وكانت الاشتباكات الخطيرة والمحدودة بين القوات العسكرية للبلدين تحدث بشكل شبه يومي منذ صيف العام 2014. وظل الطرفان على حالة تأهب دائم بعد حرب الأيام الأربعة عام 2016، عندما قتل 94 أذرياً، بينهم مدنيان، و84 جنديا أرمنياً. ثم ساد نوع من السكون، تبين أنه كان هدوءاً يسبق العاصفة التي اندلعت مجدداً في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، والتي تتوسع دائرتها حالياً لتثير مخاوف من حرب إقليمية بسبب دعم قوى إقليمية لطرف ما على حساب الآخر. أحد أسباب اندلاع الاشتباكات مجدداً على خط الجبهة في ناغورني قره باغ أرجعته حكومة أرمينيا في يريفان إلى «التحرك التركي المكثف لدعم أذربيجان»، الذي تطور إلى استعراض قوة في مواجهة أرمينيا عبر مناورات عسكرية واسعة أجريت ليوم واحد في جمهورية نخجوان الذاتية الحكم في 5 سبتمبر. ولقد شارك في هذه المناورات 2600 جندي و200 دبابة ومدرعة و180 نظاماً صاروخياً ومدفعية وقذائف هاون، و18 مروحية وأكثر من 30 نظاماً للدفاع الجوي، لتحييد أهداف عدوة مفترضة جرى تدميرها بالصواريخ وقذائف المدفعية. ثم نفذ الجنود عمليات هجومية، وقامت الوحدات العسكرية بعمليات إنزال وسيطرة على نقاط، وتدمير مدرعات وطائرات من دون طيار تابعة للعدو. وفي نهاية المناورات، نفذت المروحيات العسكرية طلعات استعرضت خلالها العلمين التركي والأذري. رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اتهم تركيا بتأجيج المعارك في إقليم ناغورني قره باغ من خلال دعمها لأذربيجان. وبدورها، حذّرت إيران من تحوّل النزاع إلى «حرب إقليمية»، منددة بانتشار جماعات مسلحة عند حدودها، بعد اتهام دول عدة لتركيا بنقل عناصر من مجموعات موالية لها في شمال سوريا للقتال إلى جانب قوات أذربيجان. أيضاً دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف «المأساة»، وعبّر عن أمله في أن يتوقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن. وجاء موقف بوتين بعد قول موسكو إن نقل مقاتلين مرتزقة إلى المنطقة «ينذر بفتح جبهة جديدة للإرهاب»، وإعلانها أنها تدرس تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد حول نقل تركيا عناصر مسلحة من الفصائل السورية الموالية لها إلى قره باغ على غرار ما فعلت في ليبيا. وحسب كلام باشينيان: «لولا التحرك الكثيف لتركيا لما بدأت هذه الحرب».

رفض التهدئة

في هذه الأثناء، جددت الأمم المتحدة مطالبتها الأطراف المعنية بضرورة الوقف الفوري للقتال على طول خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا. إلا أن تركيا وقفت مع أذربيجان في صف رفض كل دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار والتوجه إلى المباحثات بين طرفي الصراع. بل قللت تركيا من جدواها وركزت هجومها على «مجموعة مينسك» التي تقودها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا. ورأت أن دعوة «المجموعة» لوقف «غير مشروط» لإطلاق النار تساوي بين المحتل (أرمينيا) والضحية (أذربيجان). كذلك، توجه وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إلى باكو، الثلاثاء، غداة لقائه في أنقرة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، وهناك جدد دعم بلاده لأذربيجان والتأكيد على أن الحل الوحيد هو انسحاب أرمينيا من إقليم ناغورني قره باغ. وبينما أطلق ستولتنبرغ من أنقرة دعوة لوقف فوري لإطلاق النار، ردّ جاويش أوغلو بأن على «ناتو» أن يتصدر المجتمع الدولي في مطالبة أرمينيا بالانسحاب من أراضي أذربيجان.

في سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي على لسان ممثله الأعلى للأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل، أمام البرلمان الأوروبي الأربعاء، أنه لا يمكن حل النزاع في قره باغ إلا بجهود «مجموعة مينسك» (التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا)، مشدداً على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار من الطرفين في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى المفاوضات. ومع إقراره بأن المفاوضات خلال السنوات الـ30 الماضية لم تكن ناجحة، شدّد بوريل على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للنزاع. وبينما حثت الدول الغربية تركيا، الحليف القديم الوثيق لأذربيجان، على استخدام نفوذها لدى باكو لاستعادة الهدوء، ردت أنقرة بأن «على قادة العالم أن يلقوا بثقلهم خلف أذربيجان، وأن وضعها مع أرمينيا على قدم المساواة يعني مكافأة المحتل».

مخاوف الحرب الإقليمية

في المقابل، فإن روسيا وإيران اتخذتا موقفاً مخالفاً للموقف التركي. إذ طالبتا بوقف إطلاق النار وحذرتا من نشوب حرب إقليمية وظهور بؤرة إرهابية جديدة في منطقة القوقاز، في إشارة إلى تأكيد كثير من الدول على قيام تركيا بنقل مرتزقة سوريين للقتال في ناغورني قره باغ إلى جانب أذربيجان، على غرار ما فعلت في ليبيا لدعم «حكومة الوفاق الوطني» في طرابلس. من جهته، حاول الرئيس الأذري إلهام علييف تهدئة مخاوف إيران، مؤكداً لنظيره الإيراني حسن روحاني، في اتصال هاتفي بينهما الأربعاء، أن قواته سيطرت على مناطق محاذية لإيران وتنوي إقامة مراكز حدودية ونشر حرس الحدود. وبدوره، شدد روحاني على أن بلاده لن تتساهل مع وجود «إرهابيين» على حدودها بسبب نزاع ناغورني قره باغ، محذراً من تحوله إلى «حرب إقليمية». أيضاً قال روحاني، في كلمة متلفزة خلال اجتماع للحكومة الإيرانية: «من غير المقبول بالنسبة لنا أن يرغب البعض بنقل إرهابيين من سوريا وأماكن أخرى إلى مناطق قريبة من حدودنا تحت ذرائع مختلفة. كنا واضحين في إبلاغ جارتينا أذربيجان وأرمينيا بذلك... لا يجوز أن تتحول هذه الحرب إلى حرب إقليمية. الذين يقومون، من جهة أو أخرى، بصب الزيت على النار، لا يخدمون أحداً. يجب على الجميع القبول بالحقائق، القبول بحقوق الأمم، واحترام وحدة أراضي الدول».

من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأذري علييف إلى وقف «المأساة» الجارية التي لا يوجد أي مؤشر على تراجع حدتها. واعتبرها الزعيم الروسي «مأساة هائلة. هناك أناس يموتون. نأمل أن يتوقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن»، وقال لعلييف إنه «إن كان من غير الممكن وقف هذا النزاع بشكل نهائي، لأننا بعيدون عن ذلك، فإننا ندعو على الأقل، وأشدد على ذلك، إلى وقف لإطلاق النار»، مؤكداً أنه «ينبغي تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن». وبالفعل، وفي مقابل تأكيد تركيا دعمها لأذربيجان، أبدى رئيس الوزراء الأرميني «ثقته بأن روسيا ستساعد بلاده إذا ما تعرضت لهجوم مباشر». ومعلومٌ أن أرمينيا ذات الغالبية المسيحية، تنضوي في تحالف عسكري يضم دولاً سوفياتية سابقة بقيادة روسيا، التي تملك قاعدة دائمة في أرمينيا، لكنها لم تبدِ رغبة في التصعيد العسكري.

هذا، ووفقاً للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، يجب على القوات المحتلة الأرمينية مغادرة منطقة قره باغ، لكن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ليست متحمسة لفكرة انسحاب الأرمن. ويعتقد الخبراء أن سبب تساهل الدول الثلاث في التعامل مع أرمينيا، مرده نفوذ الشتات الأرمني الكبير الذي تستضيفه الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.

الصمت الأميركي

وفي المشهد الدولي أيضاً، مع تواصل الاشتباكات في ناغورني قره باغ وتصاعد احتمالات تحولها إلى حرب شاملة، تثور تساؤلات بشأن الصمت الأميركي غير المعتاد، الذي يرجعه مراقبون «جزئياً» إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن الأمر قد يحمل دلالات أكثر عمقاً بشأن الدور الأميركي على المسرح الدولي. كاري كافانو، السفير الأميركي السابق الذي كان مكلفاً بالمساعدة في حل النزاع بين الجمهوريتين السابقتين في الاتحاد السوفياتي (أذربيجان وأرمينيا) عبّر عن الحزن، ليس بسبب تجدد الاشتباكات في حد ذاته، وإنما لرؤيته تراجع الدور القيادي لبلاده على المسرح الدولي. إذ إن ذلك النزاع الذي يرجع أصله لنحو قرن من الزمان أدى لتشكيل لجنة من الأمم المتحدة عام 1993 تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بهدف المساعدة في حسم الصراع بالطرق الدبلوماسية، في إطار «مجموعة مينسك»، لكن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت قبل أسبوعين تشهد غياباً أميركياً كاملاً عن المشهد.

كافانو، الذي تحدث لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال إن الولايات المتحدة لم تشارك في المناقشات ولا التنسيق ضمن اللجنة المعروفة باسم «مجموعة مينسك». وبذا ينضم السفير الأميركي السابق إلى مجموعة من المراقبين يرون في هذا الغياب تراجعاً للدور الأميركي على المسرح الدولي منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض ورفعه شعار «أميركا أولاً».

وبدوره، تهكم توماس دي فال، الباحث البارز في معهد كارنيغي - أوروبا، على موقف واشنطن، قائلاً: «إن الأميركيين انسحبوا من تلك القضية، ولو كان ترمب سمع عن أذربيجان من الأصل، فالسبب هو أنه أراد بناء أحد أبراجه على أراضيها»، في إشارة لجهل الرئيس الأميركي بالمنطقة وأسباب الصراع فيها بين البلدين. وحقاً، كان صمت إدارة ترمب لافتاً بالفعل، حتى إن وزير الخارجية مايك بومبيو لم يعلق على الاشتباكات التي أوقعت عشرات القتلى، بينهم كثير من المدنيين، إلا عندما سئل عنها خلال إحدى مقابلاته التلفزيونية وكانت إجابته محايدة تماماً ولم تحمل أي التزام بمحاولة التدخل.

واللافت أنه منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، انسحبت الولايات المتحدة في كثير من الأحيان من قضايا دولية، بعكس الإدارات السابقة، وخاصة في المناطق التي تقع ضمن نطاق التأثير الروسي. وتجنب ترمب إصدار أي بيانات قد تزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يعود الانسحاب الأميركي من النزاع بشأن إقليم ناغورني قره باغ، الذي تحتله أرمينيا منذ 30 سنة، وهو سبب الصراع في المنطقة، والذي تصر أذربيجان على تحريره، إلى أغسطس (آب) عام 2017. أي في العام الأول لترمب في البيت الأبيض، عندما عيّنت الإدارة ممثلاً جديداً لها في «مجموعة مينسك»، هو أندريه شوفر، ولكن من دون أن تمنحه لقب سفير ما جعله أقل رتبة من نظيريه الروسي والفرنسي. واعتبر كافانو في ذلك خطراً كبيراً على الجهود الدبلوماسية في منطقة مضطربة وتشهد نزاعاً مسلحاً ممتداً؛ حيث إن الحفاظ على التوازن في التعامل مع القضية من الجانب الأميركي يعطي ثقة لأذربيجان وأرمينيا في حيادية وجدية «مجموعة مينسك». أما هذا التراجع الأميركي فقد أعطى إشارات خاطئة كانت نتيجتها تجدد الاشتباكات المسلحة.

مكمن الخطورة

تدعم روسيا أرمينيا، بالأساس، رغم أنها الطرف المعتدي والرافض لـ4 قرارات أممية تطالبها بالانسحاب من الإقليم وأراضي أذربيجان الأخرى التي تحتلها، والتي تبلغ 20 في المائة من مساحة أذربيجان. وبالتالي، كان الدور الأميركي يمثل توازناً مطلوباً لإقناع الجانبين بالتوصل لتسوية سلمية للنزاع.

وبإضافة الانحياز الفرنسي لأرمينيا في الاشتباكات الدائرة حالياً لأسباب لا علاقة لها بأذربيجان بشكل مباشر، بل لموقف شخصي للرئيس إيمانويل ماكرون المعادي لتركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان، يصبح الانسحاب الأميركي أكثر خطورة. لأن هذا الوضع لا يترك مجالاً للدبلوماسية، بل يهدد بتحول الاشتباكات إلى حرب شاملة قد تنضم لها قوى إقليمية أخرى كتركيا الداعمة لأذربيجان وروسيا وإيران الداعمتين لأرمينيا في صراع معقّد ومتشابك الجذور. ومكمن الخطورة في صراع ناغورني قره باغ هو أن الحدود بين أذربيجان وأرمينيا هي أكثر المناطق تسليحاً وسخونة في أوروبا والعالم. ومع وجود مصالح لروسيا وإيران وتركيا، فإن استمرار الاشتباكات الحالية وتطورها قد يدفع الأمور للخروج عن السيطرة كما حدث في الحرب العالمية الأولى لينقلب الصراع الثنائي إلى نزاع إقليمي واسع. وللعلم، تعد منطقة جنوب القوقاز شرياناً حيوياً للغاز والنفط من أذربيجان إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وباقي أسواق العالم. وتوفر أذربيجان نحو 5 في المائة من حاجة أوروبا من النفط والغاز وتساعد على تقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على روسيا. وعام 2016 كادت الاشتباكات في المنطقة تصل إلى عدد من خطوط الأنابيب، وهو ما تكرر في الحرب الحالية.

 

الكويت... عهد جديد عنوانه الاستقرار والاستمرار/الأمير وولي العهد من رجال الدولة المخضرمين... قضيا معظم حياتهما في سلك الأمن والدفاع

الكويت: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

بمناداته أميراً لدولة الكويت، أصبح الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأمير السادس عشر للبلاد، والأمير السادس بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1961. ولقد ولد الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح، يوم 25 يونيو (حزيران) من عام 1937، في مدينة الكويت. وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي تولّى حكم الكويت في الفترة ما بين 1921 – 1950، من زوجته اليمامة. وهو الأخ غير الشقيق لاثنين من حكام الكويت: الشيخ جابر الأحمد (حاكم الكويت الـ13 ما بين 1977 - 2006)، والشيخ صباح الأحمد (حاكم الكويت الـ15، ما بين 29 يناير/كانون الثاني 2006، حتى 29 سبتمبر/أيلول 2020). أما ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، فقد ولد في الكويت عام 1940، وهو الابن السابع لحاكم الكويت أحمد الجابر، من زوجته مريم مريط الحويلة.

يجمع بين الأمير السادس عشر للكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، التجربة الطويلة في بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكانا شخصيتين بارزتين أمضيا معظم حياتهما العملية في سلك الأمن والدفاع.

فمن جهة، الشيخ نواف الأحمد؛ فهو يعتبر المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية في الكويت بشكلها الحديث، وإدارتها المختلفة، وقد تولى مسؤولية الوزارة على مدى فترتين، الأولى من مارس (آذار) 1978 إلى يناير 1988، والأخرى من 2003 إلى فبراير (شباط) 2006، وإبان توليه حقيبة وزارة الداخلية قام بتحديث هذه المؤسسة الأمنية، لتواجه التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد. كذلك، تولى الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الدفاع عام 1988، حتى عام 1991. وخلال فترة توليه هذا المنصب شهدت البلاد كارثة الغزو العراقي للكويت (2 أغسطس/آب 1990 – 28 فبراير 1991).

ثم مع تشكيل أول حكومة بعد تحرير الكويت، تولى الشيخ نواف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في أبريل (نيسان) عام 1991، ثم أصبح نائباً لرئيس الحرس الوطني في 1994، وعاد لتولي حقيبة وزارة الداخلية مجدداً في 2003 إلى أن أصبح ولياً للعهد في 2006.

أما ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، فهو يتمتع بشخصية أمنية وعسكرية؛ إذ إنه تلقى تعليمه في كلية هيندون للشرطة في المملكة المتحدة عام 1960، ثم التحق بوزارة الداخلية. ومن ثم تدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً لجهاز المباحث العامة برتبة عقيد منذ عام 1967 وحتى عام 1980، ولقد تحولت المباحث العامة في عهده إلى إدارة أمن الدولة، وظل رئيساً لجهاز أمن الدولة لنحو 13 سنة.

بعد ذلك انتقل الشيخ مشعل إلى الحرس الوطني في 13 أبريل 2004، حين عيّنه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير. وحقاً، ساهم الشيخ مشعل الأحمد في إصلاح الحرس الوطني، وتنظيمه وتدريب أفراده، ورفده بالمعدات، ليصبح قوة صلبة ضمن القوات المسلحة الكويتية، وساهم الحرس الوطني مؤخراً في مساعدة الحكومة لاحتواء تفشي فيروس «كوفيد – 19» (فيروس كورونا المستجد).

تشخيص التهديدات

في خطابه الأول أمام البرلمان بعد أدائه اليمين الدستورية شخّص الأمير نواف الأحمد التهديدات التي تواجهها الكويت، وهي التحديات ذاتها التي لطالما أشار إليها سلفه الشيخ صباح الأحمد؛ إذ قال إن «الكويت تعرضت خلال تاريخها الطويل إلى تحديات جادة ومحن قاسية نجحنا بتجاوزها متعاونين متكاتفين، وعبرنا بسفينة الكويت إلى بر الأمان». وأضاف «يواجه وطننا العزيز اليوم ظروفاً دقيقة وتحديات خطيرة لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها إلا بوحدة الصف وتضافر جهودنا جميعاً، مخلصين العمل الجاد لخير ورفعة الكويت وأهلها الأوفياء».

ما يجدر ذكره، أن الكويت التي عُرفت بتجربتها الديمقراطية، شهدت حياة سياسية نشطة، حتى قبل الاستقلال عن بريطانيا. إذ عرفت البلاد أول دستور مكتوب ومجلس شورى في عام 1921. وكان الكويتيون أول شعب خليجي يشكل مجلساً تشريعياً بالانتخاب في عام 1938. كما عُرفت الكويت بنظامها البرلماني الذي أرساه الشيخ عبد الله السالم الصباح، رجل الاستقلال. وفي عهده، جرى إقرار الدستور، الذي كان أول وثيقة من نوعها في الخليج، ويطلق اسمه اليوم على قاعة مجلس الأمة. صدر الدستور الحالي بعد الاستقلال في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 1962. وبدأ العمل به رسمياً يوم 29 يناير 1963.

وحصلت الكويت على استقلالها من بريطانيا في 19 يونيو 1961، حين وقّع الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح، الحاكم الحادي عشر للكويت، وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتون، نيابة عن حكومة بلاده. وألغى الاتفاقية التي وقّعها الشيخ مبارك الصباح، الحاكم السابع للكويت، مع بريطانيا في 23 يناير 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.

ويتبنى الدستور الكويتي النظام الديمقراطي، حيث تنص المادة السادسة بأن «نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً». وعلى الرغم من أن التجربة النيابية والتشريعية في الكويت ضاربة في القدم، فإنها بقيت على الدوام معرضة للامتحان، بين الديمقراطية والاستقرار.

كانت الكويت على الدوام تواجه تحديات إقليمية يفرضها موقعها كدولة ثرية وصغيرة في محيط ملتهب، ولكن يأتي تسلم العهد الجديد أمانة المسؤولية والبلاد تواجه تحديات متنوعة، أبرزها التحديات الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط، وجائحة كورونا، حيث تراجعت مداخيل الكويت من النفط، حيث تواجه البلاد التي تنتج يومياً نحو 2.2 مليون برميل من النفط، عجزاً في الميزانية، وأزمة سيولة وتتطلع البلاد إلى سنّ تشريعات تتيح للحكومة طرق أبواب أسواق الدين الدولية لمساعدتها في تمويل عجز الميزانية.

انتخابات متوقعة لمجلس الأمة

يأتي انتقال السلطة أيضاً وسط انتهاء دور الانعقاد لمجلس الأمة البرلمان؛ ذلك أنه من المنتظر أن تشهد البلاد انتخابات لمجلس الأمة جديد بنظام الصوت الواحد، ووسط غياب أقطاب المعارضة الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن على خلفية اقتحام مجلس الأمة، ونشطت في الأسابيع الأخيرة المحاولات لإصدار عفو عام لم يكتب لها النجاح.

سيكون ملف محاربة الفساد أحد أبرز الملفات التي سيضطلع بها العهد الجديد، لا سيما أن الأمير وولي عهده أظهرا الرغبة في معالجة هذا الملف بحزم وقوة القانون.

الأمير نواف تحدث في كلمته الأخيرة التي وجهها للمواطنين في 23 أغسطس 2020، عن ملف الفساد، رافعاً الغطاء عن أي فرد في الأسرة يثبت تورطه في قضايا الفساد. وقال «إن محاربة الفساد ليست خياراً، بل هي واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسؤولية أخلاقية ومشروعي وطني يشترك الجميع في تحمل مسؤوليته». وأردف «لكل من يثير التساؤل حول محاسبة أبناء الأسرة الحاكمة نؤكد بأنهم جزء من أبناء الشعب الكويتي وتسري عليهم ذات القوانين، ومن يخطئ يتحمل مسؤولية خطأه؛ فليس هناك من هو فوق القانون».

الاقتصاد... التحدي الأكبر

أخيراً، يمثّل الاقتصاد التحدي الأبرز أمام العهد الجديد. إذ إن الكويت تعاني من شحّ في السيولة وصلت إلى التحذير من العجز عن دفع المرتبات، وقال وزير المالية الكويتي براك الشيتان في نهاية أغسطس الماضي، إن هناك حاجة أمام الحكومة إلى إقرار قانون الدين العام الذي سيمكنها من اقتراض 20 مليار دينار (نحو 66 مليار دولار) خلال ثلاثين سنة. وحذر الوزير من نقص السيولة بشكل يهدد دفع رواتب العاملين في الدولة، وقال إن «الكويت تمتلك ملياري دينار (أي ما يعادل 6.6 مليار دولار) من السيولة في خزينتها ولا تكفي لتغطية رواتب الدولة بعد شهر أكتوبر (تشرين الأول)» الحالي، وهذا، مع أن الكويت تمتلك صندوقاً سيادياً ضخماً يقدر حساب صندوق الأجيال بنحو 550 مليار دولار. وقال الوزير الشبتان «إن الحكومة تسحب من صندوق الاحتياطي العام بمعدل 1.7 مليار دينار شهرياً؛ ما يعني أن السيولة ستنضب قريباً إذا لم تتحسن أسعار النفط، وإذا لم تستطع الكويت الاقتراض من الأسواق المحلية والدولية».

حكام الكويت... ودستورها ونظامها السياسي

> الشيخ صباح بن جابر الصباح، المولود بداية القرن الثامن عشر، هو أول حكام أسرة آل صباح في الكويت. وكان قد تسلّم الحكم بعد تحالف قبلي خلال الفترة من عام 1756 حتى 1776؛ وبناءً عليه، مع الشيخ صباح بن جابر (أو صباح الأول) يبدأ التاريخ السياسي للكويت ولأسرة الصباح منذ عام 1756، واستمرّت الإمارة في ذرّيّته، مروراً بالشيخ مبارك الكبير (الحاكم السابع، الذي حكم من 1896 إلى 1915)، والذي يعدّ المؤسّس الحقيقي للدّولة.

تعاقب على الحكم في الكويت منذ عام 1756 حتى اليوم 16 أميراً، ومنذ 1915 جرى تناقل الإمارة في ذرّية الشيخ مبارك الكبير، مع الإشارة إلى أن الإمارة استقلت رسمياً عام 1961 إبان عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح، وصدر الدستور الكويتي عام 1962م.

تسلسل تولّي حكام الكويت

تعاقب على الحكم منذ عام 1756 من مشايخ آل الصباح، كل من:

الشيخ صباح (الأول) بن جابر (تولى الحكم عام 1756م)

الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح (1762م)

الشيخ جابر (الأول) بن عبد الله الصباح (1812م)

الشيخ صباح (الثاني) بن جابر بن عبد الله الصباح (1859م)

الشيخ عبد الله (الثاني) بن صباح الصباح (1866م)

الشيخ محمد (الأول) بن صباح الصباح (1892م)

الشيخ مبارك (الكبير) بن صباح الصباح (1896م)

الشيخ جابر المبارك الصباح (1915م)

الشيخ سالم المبارك الصباح (1917م)

الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح (1921م)

الشيخ عبد الله السالم المبارك الصباح (1950م)

الشيخ صباح السالم الصباح (1965م)

الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح 1977م)

الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (2006م)

الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (2006م)

الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (2020م)

الدستور الكويتي ونظام الحكم

> نصّ الدّستور الكويتي على أن نظام الحكم يكون وراثيّاً في ذرّيّة الشيخ مبارك الكبير، ويُسمّى حاكم الكويت أميراً ويتمتّع بالكثير من السلطات الدستوريّة كالسلطة التشريعيّة التي يتولّاها مع مجلس الأمّة والسلطة التنفيذيّة التي يتولّاها مع مجلس الوزراء، كما يعمل الأمير على اختيار ولي العهد وتزكيته ليقوم مجلس الأمّة بمبايعته في جلسة خاصّة، ولا بدّ من توفّر الكثير من الشروط في كلّ من الأمير وولي العهد، ومنها: أن يكون رشيداً عاقلاً مسلماً من أبوين مسلمين.

نظام الحكم بدولة الكويت أميري ديمقراطي، فلدولة الكويت سيادة ودستور ويرأسها أمير البلاد ويشرّع قوانينها مجلس الأمة المكون من خمسين عضواً يُنتخبون كل 4 سنوات بالاقتراع الشعبي الحر. وتنقسم السلطات بالكويت إلى سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، يرأسها الأمير. ولا يُسمح وفقاً للدستور بتشكيل الأحزاب على الرغم من وجود الكتل النيابية.

نظام الحكم نظام وراثي دستوري، يستمد شرعيته من الدستور، وهو بذلك يتيح نقل السلطة داخل الأسرة الحاكمة من ذرية مبارك الصباح. ولقب الحاكم هو الأمير، ويتولى الأمير سلطاته التنفيذية من خلال وزرائه، ولا تنفذ الأحكام القضائية، إلا بعد مصادقة الأمير عليها، والأمير هو الوحيد الذي يمكنه العفو من الأحكام.

يمتاز نظام الحكم بالكويت بالمزج بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي، فجميع القوانين التي يقرها مجلس الأمة تصبح نافذة بعد توقيع الأمير عليها خلال شهر من إصدارها. وفي حالة مرور شهر دون توقيع الأمير على هذه القوانين، تصبح نافذة من دون التوقيع وكأنه وقّع عليها، فإن أعادها الأمير للمجلس ووافق عليها مرة أخرى، تصبح نافذة من دون الحاجة إلى توقيعه.

الكويت... بالأرقام

> بلغ عدد سكان دولة الكويت في 30 يونيو (حزيران) 2012 وفق «الإدارة المركزية للإحصاء» إلى 3.268.431 نسمة تقريباً، منهم 1.128.381 كويتيون، والباقي من الوافدين والأجانب، ويتركز معظم سكان دولة الكويت في مدينة الكويت وضواحيها، وبخاصة في المناطق المحاذية لساحل الخليج العربي.

في الماضي، اقتصرت المعلومات السكانية خلال الفترات التاريخية عـلى التقديرات التي ذكرها بعـض الرحّالة. لكن عام 1957م أجري أول تعداد رسمي للسكان، وبيّن أن عدد السكان يبلغ نحو 206.473 نسمة، بينهم 92.851 من الوافدين. وفي عام 1961م بلغ عدد سكان دولة الكويت 321.621 نسمة، منهم 62 في المائة من الذكور و37 في المائة من الإناث، وهذا الاختلاف في التركيب النوعي للسكان ناتج من الهجرة الخارجية التي شهدتها دولة الكويت. ومنذ عام 1965م بدأت دولة الكويت إجراء تعدادات سكانية منتظمة كل خمس سنوات.

في التعداد الذي أجري عام 1985م بلغ عدد السكان نحو 1.697.301 نسمة، منهم 56 في المائة من الذكور و44 في المائة من الإناث. أما في تعداد عام 1990م فقد بلغ إجمالي عدد السكان 2.141.465 نسمة، منهم 72 في المائة من الوافدين. وفي العام نفسه تعرضت الكويت للعدوان والاحتلال العراقي، وما تبع ذلك هجرة كبيرة للوافدين من العرب وغيرهم، الأمر الذي أدى إلى تغييرات كبيرة في وضع السكان.

بعدها، في تعداد عام 1995 م، بلغ إجمالي عدد السكان نحو 1.577.598 نسمة، منهم 58 في المائة من غير الكويتيين. وفي أبريل 2005 أُجري التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، وهو التعداد التاسع من سلسة تعدادات دولة الكويت والأول في القرن الحادي والعشرين، وقد أسفرت النتائج الأولية لهذا التعداد الأخير بأن عدد سكان قد بلغ 2.213.403 نسمة، منهم 880.774 من الكويتيين و1.332.629 من غير الكويتيين.

 

السلطان والقيصر وقره باغ

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

الحربُ التي اشتعلت، مؤخراً، في ناغورني قره باغ، جنوب جبال القوقاز، بين الأرمن والأذر ليست مفاجأة تماماً، لمن لديهم خلفية بجذور نزاع ليس جديداً، ومتمحوراً، منذ زمن، حول هوية الأرض. فالأرمن «يعتبرون ناغورني قره باغ آخر معقل للحضارة المسيحية، بينما الأذر يرونها مهداً، وحضانة، ومسقط رأس لشعرائهم وفنانيهم». مفاجأة الحرب الحقة تجسّدت في التدخل التركي في منطقة تعدّ، تاريخياً، ضمن مناطق النفوذ الروسي، ودائرة أمنه الحيوي. ما يميّز هذه النوعية من الحروب يتمثل في مساحة الكراهية التي تولدها في نفوس الأطراف المتصارعة، وقدرتها على التمدد في الزمن عابرة للأجيال، وتطال كل مناحي الحياة. الأمثلة كثيرة حول العالم، لكن ما يميّز النزاع في إقليم ناغورني قره باغ أنه، باعتراف دولي، يقع داخل حدود أذربيجان. هذا أولاً. أما ثانياً، فإن سكان الإقليم من الأرمن الذين لا يتجاوز عددهم 150 ألف نسمة، عقب إجلاء الأذر في حرب عام 1994، أعلنوا استقلالاً بالإقليم لم يعترف به أحد.

التدخل التركي في النزاع، لا شك أنه مربك، يطرح أسئلة عديدة، في وقت وظروف تمر فيها العلاقات بين أنقرة وموسكو، على وجه الخصوص، بتوتر متصاعد، ناجم عن تنافس محموم بينهما في سوريا، وللتمدد في بلدان عديدة، بغرض توسيع مناطق النفوذ، وربما بدافع يهدف لاستعادة مجد مضى وانقضى. التدخلات العسكرية التركية، في الفترة الأخيرة، شملت سوريا، والعراق، وليبيا، وشرق المتوسط، وحالياً وصلت إلى جنوب القوقاز. في حين أن التدخلات الروسية شملت سوريا وليبيا، مضافاً إليهما تدخلاتها في أوكرانيا، وروسيا البيضاء وغيرهما من باقي دول وسط أوروبا، التي كانت تدور سابقاً في المدار السوفياتي وحلف وارسو. علاقة روسيا بكل من أرمينيا وأذربيجان معروفة، وهي حريصة على التعامل بحذر وبحياد فيما يخصّ النزاع في كاراباخ، وفي الوقت نفسه تزود الطرفين بالسلاح. وحين اشتعلت الحرب بينهما عام 1994 همَّت تركيا بالتدخل، لكن روسيا حذرتها من مغبة قيامها بذلك.

في قره باغ، كما في سوريا وليبيا، وجد الرئيس إرودغان نفسه، لمرة ثالثة وفي فترة زمنية قصيرة، يحارب في جبهة مضادة للرئيس الروسي بوتين. ويرى معلقون غربيون أن تدخل البلدين في ليبيا والقوقاز لا يخرج عن أن يكون امتداداً لصراعهما التنافسي في سوريا. ويعزون التوجه العدواني التركي مؤخراً، في جزء منه، إلى ما حدث على الساحة الدولية من تغيّرات، أهمها انكماش الدور الأميركي في المنطقة، والانقسام الحاد الذي يمرّ به الاتحاد الأوروبي، والحرب المدمّرة في سوريا، على حدود تركيا الجنوبية. أضف إلى ذلك إيمان الرئيس إردوغان بأن استعراض عضلاته عسكرياً، خارج حدود تركيا، سوف يوفر له مكاناً على مناضد التفاوض مع الدول الكبرى.

ووفقاً للتقارير، ما إن اشتعلت الحرب في قره باغ، حتى كان الرئيس التركي إردوغان أول القافزين إلى حلبة نارها، معلناً دعمه لأذربيجان، ومتهماً أرمينيا بتجاهل الجهود الداعية للتفاوض بغرض إيجاد تسوية نهائية للأزمة، ومطالباً أرمينيا بالانسحاب من أراضٍ احتلتها منذ ثلاثين عاماً، متناسياً ما قامت به تركيا من تدخل واحتلال وتقسيم في جزيرة قبرص عام 1974، واستمر إلى يومنا هذا. في حين أن رؤساء أميركا وروسيا وفرنسا دعوا الطرفين المتحاربين إلى وقف القتال. الجدير بالذكر أن البلدان الثلاثة كانوا أعضاء فيما أطلق عليه اسم «مجموعة مينسك» التي أشرفت عام 1992 على محاولات حفظ السلام بين الطرفين المتنازعين. تركيا، على لسان وزير دفاعها، اعتبرت الدعوة غير جدّية وغير مقنعة.

التقارير ذاتها تؤكد قيام تركيا بتزويد الأذر بالسلاح وبالتدريب. كما تتوفر أدلة على تورطها في القتال، الأمر الذي تنفيه أنقرة. تبنّي تركيا سياسة خارجية عدوانية توسعية أزعج حلفاءها في حلف الناتو، لكن تقارير إعلامية متعددة تنحو إلى أن الرئيس إردوغان سيسبب بتدخلاته هذه أزمة اقتصادية، وتدهور عملة بلاده الليرة، وانخفاضاً في شعبية حزبه. الخبراء العسكريون في الغرب يشبهون الحرب في قره باغ بمعارك الحرب العالمية الأولى، أي أنها حرب خنادق، بمعنى أن أي تقدم يحرز من قبل أي من الطرفين لن يتعدى أمتاراً قليلة، وبخسائر بشرية كبيرة، ومن الممكن أن يخسره في اليوم التالي. ويعزون نشوب الحرب مؤخراً إلى فشل المجتمع الدولي في وضع تسوية شاملة للأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، عقب نهاية حربهما في عام 1994، وهي الحرب التي أدَّت إلى استحواذ الأرمن على الإقليم، وتهجير سكانه من الأذر. وللعلم، فإن الصراع في قره باغ، لم يكن في حالة بيات حتى خلال فترة الحكم السوفياتي، حيث شهدت الثمانينات من القرن الماضي تمرد سكان الإقليم من الأرمن، ومطالبتهم بضمّه إلى أرمينيا السوفياتية. مع نشوب الحرب تنادى أفراد الجاليات الأرمنية في مختلف بلدان العالم محرضين الشباب على التطوع للقتال. أكبر الجاليات الأرمنية وأغناها توجد في أميركا، بولاية كاليفورنيا، والعديد من شبابها في طريقهم جواً إلى أرمينيا للمشاركة في القتال، خصوصاً بعد ظهور تقارير إعلامية تؤكد قيام تركيا بإرسال قوات مرتزقة من سوريا وليبيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من جمهورية الطائف الى الجمهورية الشيعية، او التداعي الاستوائي المبرمج

شارل الياس شرتوني/11 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91183/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d8%a7%d9%84/

يختصر مشهد التداعي المبرمج الذي تظهره الاشتباكات العشائرية بين آل جعفر وآل شمص طبيعة النهاية المتوقعة لجمهورية الطائف التي اسست بشكل منهجي لواقع التقوض السيادي، وسياسات تقاسم المسالب بين مراكز النفوذ السنية والشيعية، التي اسست لواقع  التآكل البنيوي لمفهوم وواقع الدولة في بلد لم يستطع منذ بداياته حتى اليوم  تجاوز ازمات الشرعية الوطنية، وتطوير ولاءات مدنية جامعة، بالرغم من كونه البلد العربي الوحيد الذي بنى حيثيته الوطنية والسياسية على اساس ميثاقي وديموقراطي وتسووي حال دون وقوعه في التجارب السلطوية السائدة في المنطقة، ودون تقويض الحيز المدني لحساب الدوائر السلطوية المغلقة، ودون السقوط في سياسات السيطرة الاسلامية والاتنو-دينية، والحفاظ على الثقافة والمؤسسات الديموقراطية كاطار ناظم للعبة السياسية كما ظهرتها الحراكات الاستقلالية والاصلاحية ( ٢٠٠٥، ٢٠١٩-؟ ). لقد انتهت هذه القواعد مع سقوط المسيحيين من اللعبة السياسية بفعل السياسات الانقلابية التي دفع بها تحالف اليسار الفاشي والمنظمات الفلسطينية وسياسات النفوذ العربية والدولية ( ١٩٦٥-١٩٩٠ )، ولعبة الطائف التي قامت على اساس سياسات المحاصصة بين الاوليغارشيات السنية والشيعية ومواليها في الاوساط المسيحية وتحكيم النظام السوري( ١٩٩٠-٢٠٠٥ )، وسياسة الانقلاب الشيعي على خط التواصل مع سياسات نفوذ النظام الاسلامي في ايران  على المستوى الاقليمي ( ٢٠٠٥-٢٠٢٠ ) .ان ما نشهده اليوم هو  تداع لكل اشكال الوجود الدولاتي لحساب سياسات النفوذ المتفلتة، والتذرر البنيوي لكل الرباطات المدنية والمواطنية والانسانية بحدودها الدنيا، لحساب ديناميكيات نزاعية مفتوحة، واشاعة احوال من التوحش الذي حول البلد الى مستنقع نزاعي بين قوارض يأكل بعضها البعض. نحن لسنا امام حدث عارض، نحن في تضاعيف نزاعات مفتوحة على مدى ثلاثين عام، التأمت حول واقع الدولة الصورية، وتقاسم النفوذ والموارد بين اوليغارشيات سياسية ومالية، وسياسات انقلابية متلاحقة منعقدة على خط التقاطع بين مراكز القوى الاقليمية وديناميكياتها المتحركة. 

لقد انبنت سياسة النفوذ السنية في بدايات عهد الطائف على اساس تسوية سعودية

-سورية تم استبدالها سريعا بسياسة وضع اليد السورية على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي من خلال تكليف رفيق الحريري رئاسة مجلس الوزراء، وصياغة قواعد لسياسة ريعية واستثمارية اسست للواقع الاوليغارشي بشقيه المالي والسياسي، من خلال القبض على مفاصل سياسة اعادة الاعمار بكل جوانبها. لقد انفرط عقد سياسة النفوذ السورية مع   بداية حرب الخليج الثانية( ٢٠٠٣ )، وتبدد الاقفالات التي وضعت على القرار السياسي، ودخول البلاد في ديناميكية تبدلية سريعة، دفعت بالحكم السوري وحلفائه في الوسط الشيعي الى احتواء المد الانقلابي من خلال اغتيال الحريري، وكسر المد الاستقلالي الناشىء، واستعادة المبادرة من خلال التسوية الرباعية ( ٢٠٠٥ ). مع انطواء المرحلة الاولى، دخلنا في مرحلة وضع اليد الشيعية من خلال التحالفات الانتهازية مع ميشال عون وتياره، وايجاد ردائف سنية ودرزية تحصن سياسة التمدد الانقلابية، واحكام السيطرة على المجلس النيابي والحكومة، والتموضع داخل الديناميكيات النزاعية في سوريا والعراق، والتمهيد لسياسة السيطرة على البلاد من خلال توتاليتارية اسلامية، وتنكر صريح للحيثيات الوطنية والسياسية المنشئة للبلاد.

هذا المد الانقلابي الصريح يقودنا الى استنتاجات اساسية اذا ما اردنا التبصر في مستقبل البلاد: هل من مستقبل لتسوية سياسية ديموقراطية في ظل الموازين القائمة وصواعقها التفجيرية على خط استوائي بين الداخل والخارج، وهل من استقرار ممكن في ظل مناخات ايديولوجية توتاليتارية مطبقة تحكم المتخيل الشيعي الغالب، وفي ظل نهيلية ذات تصريفات دينية شرعت كل انواع الاستباحات، وطبعت استعمال العنف، وتعمل على تفكيك اواصر السلم الاهلي على تنوع مندرجاتها، وتحيلنا الى مناخات فاشية تبيح العنف الجسدي والمعنوي، وتفتح البلاد على صراعات المنطقة. ما هو السبيل الى تسوية ديموقراطية في ظل هذا العنف الذي يمحض مسحة دينية، وعصمة اخلاقية، وتسويغا شرعيا؟! ان مستقبل السلم الاهلي مرتبط بتسوية سياسية ديموقراطية فدرالية الطابع تضع حدا لسياسات السيطرة الفئوية والاوليغارشية، وتحفز التمثيل والمشاركة والمحاسبة الديموقراطية، تضمنها وضعية الحياد الدولي التي تحول دون استعمال البلاد كارض نزاعات بديلة، ومستنقعا للصراعات الاقليمية المديدة والمفتوحة على كل الاشتراكات النزاعية، او مرتعا للجريمة المنظمة والخلافات القبلية  والارهاب الاسلاموي على تنوع مصادره. النظام اللبناني الحالي انتهى ولم يعد قادرا على احتضان مشروع وطني او تسويات سياسية بناءة،يخرجنا من واقع " الازمات المتناسلة " الى واقع ديموقراطي وتسوية وطنية ناجزين. ان الفشل في العبور الى مرحلة جديدة، والتموضع عند تخوم نزاعية استوائية، يتطلب تدويلا يمكننا الخروج من الارتباطات الاقليمية الآسرة، والخوض في شؤون التسوية الداخلية خارجا عن املاءاتها، وعن استهدافات السلم الاهلي المتأهبة على غير محور.

 

"فوفاش"... ما عرضته محطة الـ mtv مساء أمس تحت عنوان "صارو مية"، هو "فوفاش"! بمضمونه "فوفاش". بسرديّته "فوفاش".

المخرج يوسيف ي. الخوري/10 تشرين الأول/2020

إنّ معالجة التاريخ لا تتحقّق بأن تأتينا بها مذيعة أنيقة، أو معدّ متحمّس، أو حتّى ضيوف ذائعي الصيت لكنّهم غير متمكّنين في الجوهر...

ما عرضته محطة الـ mtv مساء أمس تحت عنوان "صارو مية"، هو "فوفاش"! بمضمونه "فوفاش". بسرديّته "فوفاش".

استدركت المُذيعة في بداية العرض قائلةً إنّ ما تقدّمه الليلة (أمس)، هو ليس وثائقيًّا بالمعنى المعروف للنوع، بل هو شيء يُشبه ذلك! لكن ما هو يا عزيزتي، ويا عزيزي المُعّد، نوع هذا الشيء الذي تُطلّان علينا به؟ تابعنا الحلقة الأولى، وللأسف لم نُدرك ما هو! وما كنّا لنتوقّف عنده في الشكل، لو كانت العناية بالمضمون وافية ومبذول عليها جهد حقيقي.

المكتوب يُقرأ من عنوانه. هل مسموح في بداية الحلقة أن يُصبح إسم البطريرك الحويّك يوسف بدلُا من إلياس؟!! لنفرض ان الإسم التبس على المذيعة، أين المعدّ؟ ألم يكن حاضرًا أثناء التصوير ليصحّح خطأها، أم إنّه لا يعرف أيضًا!!؟ أين "البروديوسر" الذي يتابع عمليّة التصوير؟ ألا يعرف هو الآخر أنّ بطريرك لبنان الكبير إسمه إلياس وليس يوسف؟ أم إنّه كان متلهٍّ بشيء ما ولم ينتبه؟

هل مسموح أن يُصبح إسمُ الجبهةِ اللبنانيةِ، الجبهةَ الوطنية؟! أوَلم تطّلع إدارة البرامج في الـ mtv على نصّ المُعِدّ قبل الموافقة عليه؟! ولنفرض أنّ الأمور سارت بالـ "هَوْبَرة" والواسطة ككلّ شيء في لبنان، وتمّت الموافقة على النصّ، وصُرفت موازنة لإنتاجه وأُنتَج، ألم يخضع بعدها العمل بصيغته النهائيّة للمراقبة الفنّية؟ ألم يحضره المخرج قبل تسليمه؟! ألم يُراقَب مضمونُه السياسي؟!! ألم يُشاهد في قسم الإعلانات لتحديد الوقفات الإعلانيّة؟!!! ألم يلتقي "إبن مرا" في كلّ هذه الإجراءات، إنتبه لهكذا أخطاء صغيرة هي في الفعل مميتة؟

هل مسموح أن يعتمد المعدّ، في تركيب حلقته، التسلسلَ التاريخيَ في عرض أحداث المائة عام، وأن يُخطئ التسلسل ويُضيّعنا أكثر من مرّة؟ كما حصل عندما انتقل إلى انتخاب الرئيس بشير الجميّل ثمّ عاد إلى الإجتياح الإسرائيلي، وكما حصل حين دخل إلى مرحلة سبعينيّات القرن الماضي ثمّ عاد إلى اتفاقية القاهرة في أواخر الستينيّات.

هل يُعقل أن ضيوف الحلقة المفترض أنّهم أعلام مشهورون، ألّا يقدّموا لنا معلومة واحدة جديدة من خارج كتب التاريخ والصحافة اليوميّة؟ أيُعقل أنّ هؤلاء كانوا يُسمِّعون لنا التاريخ من دون مقاربته أو الغوص في تضارب المراجع حوله لاستنتاج الحقيقة؟ أيُعقل أنّ السيّدة المُذيعة – بلسان المُعدّ طبعًا – تُعيد لثلاث مرات خلال الحلقة، أنّ أسباب حرب الـ 75 لا تزال مجهولة؟ حقبة ربع قرن من الأحداث والحروب أسبابها مجهولة؟؟؟ أقلّه أيّها المعدّ، أعرض علينا وجهات النظر المختلفة حول هذه الأسباب ودَعنا نستنتج. هذا إن كنت محرجًا في القول إنّ نشاط منظّمة التحرير في لبنان هو السبب في كلّ الخراب الذي حلّ بوطننا.

هل يُعقل أنّ لا منهجيّة واضحة في تركيب الحلقة؟! لماذا تمّ المرورُ مرورَ الكرام على إنشاء الدستور اللبناني، وعلى قيام ثورة العام 1958، بينما تمّ التركيز على "معركة الفياضيّة" بين الجيش اللبناني والجيش السوري؟

الحلقة كانت مليئة بالأغلاط التاريخيّة التي تعلق في الأذهان وتشوّه الحقائق، كحين قال أحد الضيوف أن الموارنة انزعجوا من أنّ الرئيس شارل دبّاس أورثوذكسي، بينما فاتَه كم كانت علاقة بشارة الخوري، الماروني، متينة بهذا الرئيس، وفاتَه أنّه كان هنالك شبه إجماع على تجديد ولاية الرئيس دبّاس، لكنّ الأخير رفض إحترامًا للدستور، وفاتَه أنّ بعض الشخصيّات اللبنانية كانت تُحاول أن تلتف على نهج الرئيس دبّاس وحكومته من خلال تحريض المفوّض السامي عليه، لكن بمجرّد أن كان يخرج الرئيس عن صمته، كان الجميع يخضع إحترامًا لمقامه، بمن فيهم المفوّض السامي! 

وخلال الحلقة، طلع مع أحد الضيوف أنّ كلّ الرؤساء الموارنة، من عهد الإستقلال حتّى اتفاق الطائف، كانوا يخططون لتجديد ولاياتهم، مع العلم أن ضيفًا آخرًا نفى مثلًا أنّ الرئيس شمعون كان يرغب بالتجديد، وثاني أكّد أنّ الرئيس أمين الجميّل كان يودّ لو إستطاع تأمين إنتقال سلس ودستوري لرئيس جديد منتخب من بعده. فلماذا إذًا تعميم فكرة غير صحيحة عن الرؤساء الموارنة وإدخالها في أذهان الناس؟! ومن المغالطات أيضًا ما صرّح به ضيف عن أنّ اللبنانيين كانوا "يُجرّبون" خلال حقبة الإنتداب، أيّ مؤسسات عليهم السير بها، وركّز على موضوع إلغاء مجلس الشيوخ. أما كان حريّ بهذا الضيف أن يقول أنّ الرئيس دباس، بالتناغم مع أوغست أديب (رئيس الحكومة)، وبشارة الخوري (وزير الداخليّة)، ألغى مجلس الشيوخ لأنّ القيّمين عليه كانوا يعتمدون عرقلة القوانين الصادرة عن المجلس النيابي بهدف عرقلة عمل الحكومة عن غير وجه حقّ، وبالتالي كانوا يتعرّضون لشؤون وحاجيّات الناس؟

هذا غيضٌ من فيض عن حلقة "صارو مية"، لكن يبقى عندي سؤال أخير، قد يكون ثانويًّا أمام ما سبق، لكنّه يستفزّني شخصيًّا:

ألا تستحقّ مئة سنة من التاريخ نصًّا إبداعيًّا، للمذيعة والمعلّق، يرقى إلى مستوى كتابات الأدباء والشعراء والفلاسفة الذين زيّنوا هذا التاريخ وزادوا من مجد لبنان، كنصوص أمين الريحاني، وجبران خليل جبران، وميّ زيادة، وخليل مطران، وكمال الحاج، وسعيد عقل وموريس عوّاد وغيرهم وغيرهم...؟    

حضرة الأستاذ ميشال المر (جونيور)،

تشغلنا منذ سنوات محاولات بعض الدكاترة في التاريخ، وجلّهم من الشيعة التابعين لحزب الله، تغيير تاريخ لبنان من ضمن مخطّط متكامل يهدف إلى تهميش دور المسيحيين في هذا البلد، وبالتالي تغيير وجهه الحضاري والثقافي. وقد لفتنا أكثر من مرّة، ولا نعلم إن كان عن قصد أو غير قصد، أنّ محطتكم التي نعتبرها بيتنا، تساهم في هذا المخطّط بعرضها أعمالًا مشبوهة تخدم غايته. أمس ضُربنا مباشرة من داخل الـ mtv، التي أكرّر أنّها بيتنا، لأن سوء إستخدام المادة التاريخيّة يُساهم في تشويه وتزوير التاريخ، ويخدم ما يُحيكه مؤرّخو الملالي للبنان في هذا الإطار. فأرجوك، أستاذ ميشال، أن ترأف بنا وبمستقبلنا، وأن تكلّف أخصائيين للقيام بفحص دقيق على باقي حلقات "صارو مية"، وتكلّف فنيين وتقنيين يسهرون على تقديمها بأحسن أسلوب، كي ترسخ في عقول الناس وتخدم المصلحة الوطنيّة وليس أيّ مصلحة أخرى. وعلى قول الشاعر:

ليس بإنسان ولا عالم            مَن لم يعِ التاريخ في صدره

ومَن درى أخبار مَن قبلَهُ        أضاف أعمارًا إلى عمره.

 

 ترسيم الحدود مع اسرائيل يرسم "إطار" الفوضى الجديدة في لبنان

بارعة الأحمر/سي ان ان/ 10 تشرين الأول/2020/

http://eliasbejjaninews.com/archives/91175/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d8%b3%d9%8a-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

أن يتّهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الساسة اللبنانيين بخيانة شعبهم، وبالسرقة، وباستغلال المناصب العامة لمصالحهم الشخصية، ليس أمرًا عابِرًا بالإمكان تجاوزه. وأن يستنكر الساسة اللبنانيون موقف ماكرون هذا، بإطلاقهم بعض "العنتريّات" الهزيلة لهو أمر مُعيب ولا يُطمئن. الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله، هو الوحيد الذي استدرك الموقف بالهروب إلى الأمام بعد إجهاض المبادرة الفرنسيّة، وقد تجلّى ذلك بوضوح في خطاب الرئيس نبيه برّي الأخير الذي اعترف فيه ضمنًا بإسرائيل، كما تجلّى أيضًا بتراجع الخطاب العام لحزب الله في معاداة الغرب وإسرائيل، حتّى راجَ في الأوساط اللبنانيّة إعتقادٌ شبه أكيد مفاده أنّ جلّ ما يخافه القيّمون على شيعة لبنان، هو إغضاب الراعي الأميركي والجار الإسرائيلي.

إلا أنه، وفي ظلّ هروب الثنائي إلى الأمام، يبرز سؤال خطير: من هو الجانب اللبناني الذي يفاوض اسرائيل كرما لعين ترامب وخوفا من عقوباته؟ هل هي الدولة اللبنانيّة، أم الأحزاب الشيعية بتفويض من الدولة اللبنانيّة، أم الأحزاب الشيعية باسم إيران؟

التحوّل المفاجئ لخطاب بري من "فلسطين المحتلة" الى "دولة اسرائيل"، والانحدار العامودي في خطاب "سيد المقاومة" من "تحرير القدس" والتهديد بـ "إخراج أميركا من الشرق الأوسط"، إلى البحث عن جندي اسرائيلي وحيد، للانتقام من اغتيال عنصر من حزب الله في سوريا، وإلى السكوت التام عن أي ضلوع لإسرائيل في تفجيرَيّ مرفأ بيروت وعين قانا، يدلّ على أن مكاسب اسرائيل من المفاوضات المزعومة ستكون حتمًا على حساب لبنان الدولة والشعب، وستصبّ في مصلحة المكوّن الشيعي لوحده، وبأن لبنان سيكون مرّة جديدة ضحية هذه العبثية الإيرانية-الأميركية-الإسرائيلية، بحيث لن يكون الثمن، هذه المرّة، أقلّ من زوال كيانه بعد قرن كامل من الفوضى والحروب.

الأميركي ضغط وهدّد وطالب بقدر ذراع، إلا أنّ الممانعين بقيادة الثنائي الشيعي، اندفعوا نحوه بالأمتار، حتّى تجاوزوا كل توقعاته، ويتردّد، أنّ الأميركي لم يكن يتوقّع، لا بل فوجيء، بمنسوب تجاوب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن إعلانه إطلاق مفاوضات "الإطار" بهذه السرعة بعد مماطلة لسنوات، ومن تسميته إسرائيل بـ "الدولة" من دون أن يرتجف صوته أو يشعر بأي ألم.

اللبنانيون الغارقون في العتمة والافلاس يهمّهم أن يعرفوا: هل سيكون هناك تنازلات يقدّمها حزب الله لإسرائيل" حفاظًا على سلاحه، ولو الى حين؟ وماذا سيكون دور هذا السلاح بعد أن تنتفي علّة وجوده بترسيم الحدود، علما أنه من شأن هذا الترسيم، سدّ الطريق نحو تحرير القدس؟

من الصعب الإجابة على تساؤلات اللبنانيين قبل تحديد هويّة المفاوضين عن لبنان، وقبل معرفة هامش تحرّك المفاوضين، لاسيّما بعد التنازلات الجسيمة التي جرّ الثنائي الشيعي بها لبنان إلى ترسيم الحدود. لكن نتيجة مفاوضات الترسيم باتت واضحة بالنسبة لما سيحقّقه الإسرائيلي، وعليه يمكن قياس القعر الذي سيدركه بعدها اللبنانيون.

من المؤكد أنه لم يعد يناسب اسرائيل مجاورة حزب الله المسلّح بصواريخ تهدّدها، خصوصا أنّ عملية السلام في المنطقة تتسارع بشكل سلس يُشبه الأحلام، أو الكوابيس، وأنّ إسرائيل تحتاج الى سهولة في الحركة لاستخراج نفطها وغازها، ولمدّ الأنابيب لهذه الغاية بين مياهها الإقليميّة وقبرص من جهة، ومصر من جهة ثانية، في ظلّ معلومات عن أن شركات اسرائيلية التزمت إستخراج الغاز من بعض الأبار البحرية القبرصية. كلّ هذا يعني أنّ السلاح سيكون حاضرًا على طاولة مفاوضات الترسيم، فهل سيتعهد المفاوض اللبناني بإزالته؟ أم سيُقدم الضمانات بعدم تعرّضه لإسرائيل في حال بقائه، فيتحوّل من سلاح "مقاوم" الى حرس للحدود الإسرائيلية، كما هي حال الجيش السوري على خطوط الجولان منذ عقود خلت؟ إنّ أخطر ما في الأمر في حال بقاء السلاح، هو أنّ حزب الله سيكون قد خرج من المعادلة الإقليميّة، وسيصبح تفرّغه كاملاً للداخل اللبناني.

تقدم مفاوضات ترسيم الحدود، وصولا الى اتفاق، سيعيد إحياء إتفاقيّة الهدنة (1949) التي لا تزال قائمة لكن غير مطبّقة، وستكون إسرائيل قد ضمنت عدم الإعتداء عليها من داخل الأراضي اللبنانيّة، وضمنت الشق المتعلّق بأمنها في القرار 1701. لكن ماذا عن الشق المتعلّق بلبنان في هذا القرار، وبالتحديد تنفيذ القرار الدولي 1559؟ هل سيجرؤ لبنان على عدم تطبيق الـ 1559، لاسيّما أنّ ترسيم الحدود سيُسقط أمام المجتمع الدولي كل ذريعة بأنّ لإسرائيل مطامع في لبنان؟

المفاوضات ستسير بوتيرة سريعة، وستُخلط الأوراق في الداخل اللبناني سريعًا أيضًا، على وقع قرار الدولة اللبنانيّة نزع سلاح حزب الله أو عدمه. وقد تشكّل خيارات الدولة اللبنانيّة مدخلًا لحسم خارطة الشرق الأوسط الجديد وخطوطه الحمر والزرق وباقي الألوان. فإذا ما تم تطبيق الدستور اللبناني بعد تعديلات اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب، والقرارات الدوليّة بنزع كل سلاح خارج سلطة الجيش اللبناني، تكون منطقة الشرق الأوسط متّجهة فعليًّا وبسرعة نحو سلام شامل.

أما وأن لا تحترم الدولة اللبنانية دستورها وما لحقه من قرارات دولية تتعلّق بالسلاح غير الشرعي، بما فيه سلاح حزب الله، فهذا يعني السماح بإنفجار هذا السلاح في الداخل على غرار العام 1975، وسيغرق لبنان، من جديد، في فوضى داخلية وحروب، تجرّ عليه ويلات أقلّها التقسيم وأقصاها تغيير وجهه الحضاري والثقافي والاجتماعي، وربما إعلانه ولاية من ولايات الفقيه برضى المسلمين السنّة وإسرائيل.

فهل ترتكب الولايات المتّحدة، ومن خلفها العالم الحر، هذا الخطأ مرة ثانية، فتسمح بأسقاط الصيغة الفريدة للبنان كما ساهمت في إسقاط ايران الشاه؟ وهل سيقوى المسيحيون اللبنانيون على حمل السلاح مرة جديدة، أم سيكون مصيرهم عون الله؟

 

إسرائيل ام فلسطين المحتلة. بدي افهم شو عم بيصير...

ادمون الشدياق/10 تشرين الأول/2020

اولاً مش هلاء نبيه بري نصفو الاخر للسيييد حسن وهو من اشرف الناس.

ثانياً : مش هني كل شغلتهم وعملتهم يقضوا على إسرائيل وراكبينا بتحرير القدس ( وقريباً ) وانه نحنا خونه  لانه اخر همنا نحررها .

ثالثاً  : لما بري  بيقود المعركة لمفاوضات من أجل الترسيم البحري والترسيم البرّي لدولة اسرائيل مش يعني عم يعترف بكيان هالدولة من خلال  الاعتراف يحدودها. ويعني عم يحاول يحدد حدودها تيعطيها شرعية معنوية وكيانية حتى من حضرتو وحضرة السيييد عدوها الاكبر.

رابعاً : بما أنه بري عم بيقود الحملة مش يعني السيييد حسن ماضيلو على  بياض وموافق على التعامل مع إسرائيل ولو بطريقة غير مباشرة وعلى تحديد حدود إسرائيل الدولة التي وبهذا المنطق يعترف لبنان وبالتالي المقاومة يحدودها وهم يفاوضون على ترسيمها وتوثيقها في الأمم المتحدة. وهل هذا يعني الاعتراف بنهائية الكيان الإسرائيلي والتخلي عن  فكرة كل فلسطين للفلسطينيين وزوال الكيان الغاصب الإسرائيلي ككل عن ارض فلسطين التاريخية.

يعني بطل الترسيم مع فلسطين المحتلة واعترفته بانه الترسيم مع دولة إسرائيل. واذا إسرائيل موجودة بقاموسكم وين راحت فلسطين المحتلة وهل هناك إمكانية لتواجد دولتين مختلفتين ومتناقضتين في مساحة جغرافية واحدة حيث لا فراغ الا لدولة واحدة. انا دارس تاريخ وفلسفة ومش عم بفهم هذا المفهوم الفلسفي والاستراتيجي الثوري الجديد ( بغض النظر عن رأي بفلسطين والفلسطينيين ).

لو واحد غير الالهة بري ونصر الله فكر بالتعاطي حتى مع موضوع اقل من هذا  وهامشي يخص إسرائيل سيخون ويهرق دمه ويسحق اما هم فهم بمصاف الآلهة التي لا تحاسب وحتى بالقوانين والمفاهيم  والنواهي التي يقرونها ويحددونها هم بانفسهم.

الى متى سنظل نقبل بان نكون مواطنين تيرسو ودرجة عاشرة،

إلى متى سنظل نقر  بالتفوق المطلق العلوي لقادة  الثنائي الشيعي وكأنهم قضاء وقدر لا يمكن رده وسنظل نتعامل معه من منطلق انهم ان تركونا نحيا فهو انتصار لنا وكان حياتنا ووجودنا معطات منة منهم ومن سلاحهم  والى متى سنظل ننتظر على حافة النهر في عجزنا هذا عل وعسى تمر جثث اعدائنا أمامنا طافية على وجه المياه.  

يحددون العدو والصديق  ويلزموننا بالتحديد ونحن موافقون.

 يغيرون هويتنا وحضارتنا ويلزمونا بالتغيير ونحن قابلون .

 يغيرون الوجه الاقتصادي للبنان ويفرضون علينا التعتير ونحن صاغرون .

يفجرون مناطقنا وعاصمتنا ونحن نعلم انهم الفاعلون ولا جراءة عندنا لنعلن قناعتنا بحجة اننا لا نملك الدليل وهذه حجة الخائف الرعديد الذي لا يريد المواجهة حتى ولو على جثث أهله وشهدائه.

يقولون الشيء ويفعلون عكسه، يحددون الثوابت ويقفزون فوقها، يفرضون عنوة الحدود العقائدية الملزمة للعوام وهم ومن منطلق فكرة تفوقهم ينقضونها بفوقية.

إسرائيل او فلسطين المحتلة  هي كلمات يتلاعب بها الاحتلال في لبنان ليغطي عورته وتواطؤه اما الحرية والمساواة والسيادة فهي كلمات مباديء وركيزة لأفكار يقوم عليها تاريخنا ومصيرنا ومصير بلدنا فلا يجب أن نتهاون في تطبيقها والا كانت عنوان زوالنا وزوال لبنان.

الحرية والمساواة والسيادة أفكار ان تخلينا عنها  وتراخينا في تطبيقها  واصبحت تطبق فقط عند اللزوم وعند المستطاع في حياتنا ومفهومنا ستغير شخصيتنا الحضارية  التاريخية وسيصبح التعايش مع الاحتلالات صفة من صفاتنا كشعب عرف خلال تاريخه بانه ركيزة الحرية والمساواة في هذا الشرق وسنكون نعمل على تحضير اول جيل من المتقاعصين المتأقلمين الهامشيين المتعاملين مع الاحتلالات ومع الامر الواقع على انه قضاء وقدر  ولا قدرة لهم على تغيير التاريخ وصنعه  وهذا هو وبالحقيقة كان فحوى وملخص تاريخنا وقيمتنا كشعب في هذا الشرق.

 

ترسيم الحدود: طبخة بحص

د.توفيق هندي/الكلمة اونلاين/10 تشرين الأول/2020

من الواضح أن ليس لعون في نهاية المطاف إلا الخضوع لإملاءات حزب الله في إدارة مفاوضات الترسيم بعد أن تعدى هذا الأخير على الصلاحيات الدستورية لرئاسة الجمهورية (المادة 52) التي تحدد بشكل واضح أن رئيس الجمهورية يقوم بالمفاوضات الخارجية ويوقع عليها ثم يحيلها على مجلس الوزراء ومجلس النواب لقبواها أو رفضها أو تعديلها. ف"تفنكة" إتفاق الإطار هي سرقة موصوفة لصلاحيات رئاسة الجمهورية بمباركة عون وسكوته عن الأمر. وحزب الله كمن يفاوض نيابة عن عون، ثم يرمي عليه مسؤولية ما قرره هو لتنفيذه تقنيا".

وقد فاوض حزب الله إسرائيل عبر الوسيط الأميركي من خلال بري الذي لعب دور ناقل الرسائل ذهابا" وإيابا" بين حزب الله وإسرائيل.

هذا الواقع يدلل أن مفاوضات الترسيم هي مفاوضات إسرائيلية-إيرانية مموهة من جهة الجمهورية الإسلامية في إيران بعدة طبقات من السواتر (المفاوضين الإفتراضيين)، وآخرهم عون الذي يدار ولا يدير المفاوضات "التقنية" بأصغر تفاصيلها بالشكل والمضمون.

لا حاجة بعد ذلك أن نبرهن أن لا دولة في لبنان، أن "الدويلة" إبتلعت الدولة كاملة، وأن لبنان واقع تحت الإحتلال الإيراني، وأن القوى السياسية التي تتعاطى مع الوضع وكأن الدولة موجودة هي واهمة أو خاطئة أو متواطئة أو تعطي الأولوية لما تراه مصالحها الذاتية في السلطة غير آبهة بمصلحة لبنان الوطنية ومصلحة اللبنانانين الإقتصادية والمالية والمعيشية وإن تحججت بأنها تدافع عن الوطن وعن الشعب...

اللافة أننا لم نلحظ دفاعا" حقيقيا" عن الدستور من قبل من يتنطح بالتمسك به من الطبقة السياسية المارقة.

في مطلق الأحوال، واهم من يأمل من وصول مفاوضات الترسيم إلى خواتيمها. ممنوع على لبنان أن يستفيد من غازه وهو رازح تحت الإحتلال الإيراني المقنع، علما" أن لبنان تأخر جدا" في إستخراج غازه وأن الطلب على الغاز قد تدنى نتيجة إنكماش الإقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا وأن عملية تسويق غازه باتت صعبة في ظل تطبيع إسرائيل مع بعض الدول العربية ومؤخرا" مع دول خليجية (والحبل على الجرار) والإتفاقات الغازية في الحوض الأبيض المتوسط التي تربط المصدر الشرق أوسطي مع المستورد الأوروبي.

أما حزب الله، فهو يريد من خلال هذه المفاوضات أن يتقي شر الضربات الإسرائيلية في هذه المرحلة الحساسة ويتقي شر العقوبات الأميركية عليه وعلى حلفائه أو بالأصح التابعين له. إنه يدرك أن هذه المفاوضات طبخة بحص يريد منها أيضا" أن يستخلص اللبنانيين أن إسرائيل تريد أرض لبنان مياهه وغازه، وبالتالي أن تحرير كامل التراب الفلسطيني عبر المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لحماية لبنان وإن تحررت مزارع شبعة وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر. هذا ما يكفي لتبرير حيازته على سلاحه وإكمال مسيرته الإلاهية على حساب لبنان الكيان والدولة وعلى حساب اللبنانيين.

نص المادة 52 من الدستور:

يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالإتفاق مع رئيس الحكومة. ولا تصبح مبرمة إلا بعد موافقة مجلس الوزراء. وتطلع الحكومة مجلس النواب عليها حينما تمكنها من ذلك مصلحة البلاد وسلامة الدولة. أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب.

بعدَ أن صارَ ملف الترسيم في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يُنتظر من الأخير موقف بشأن الوفد الذي أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي أنه سيمثل تل أبيب في مفاوضات ترسيم الحدود.

 

كيف سيولد لبنان مجدداً ما بعد “الحزب”؟

خلف أحمد الحبتور/الجمهورية/10 تشرين الأول/2020

لا شيء يدوم إلى ما لا نهاية، وحدسي ينبئني بأن الحزب الذي يخضع لإيران ويتصرّف بالوكالة عنها والذي يسيطر على مختلف جوانب السياسة والحياة اليومية في لبنان، سوف يصبح قريباً من الماضي. لقد روّج «حزب الله» لنفسه بأنه حامي الشعب ضد الاعتداءات الإسرائيلية وأنه حريص على مصلحة اللبنانيين من مختلف الأديان والمذاهب. ولكننا رأينا مراراً وتكراراً أنه لا يتردد في رفع السلاح لاعتبارات مذهبية خلال الصدامات في الشوارع. إنه أداةٌ للتعطيل ويدخل دائماً في خلافات على أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وكذلك المرشحين لتسلّم الحقائب الوزارية، إلى درجة أن البلاد تبقى في أحيانٍ كثيرة من دون حكومة فعّالة طوال أشهر عدّة.

واقع الحال هو أن لبنان بات عصيّاً على الحكم. فقد اعتذر رئيس الوزراء المكلّف مصطفى أديب عن تشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات بين الأفرقاء. وألقى النائب فادي سعد باللوم علناً على «حزب الله» وحلفائه محمِّلاً إياهم مسؤولية الجمود في العملية السياسية. وقال في هذا الصدد: «يستخدم حزب الله سلاحه والنفوذ الذي يتمتع به لترهيب اللبنانيين وفرض إرادته عليهم».

لولا سياسات «حزب الله» لتحققت أمور كثيرة في لبنان. فضلاً عن ذلك، سوف يُغدق حلفاء لبنان التقليديون المساعدات عليه في هذه الأزمنة العصيبة التي يمرّ بها اللبنانيون راهناً، ولن يترددوا في الاستثمار أو تشجيع مواطنيهم على قضاء عطلتهم في لبنان الذي هو من أكثر البلدان تطوّراً وتنوّعاً في العالم العربي. وسوف أكون من أوائل الأشخاص الذين يستقلّون الطائرة للتوجّه إلى هناك.

أنا على يقين من أن عدداً كبيراً من القادة العرب والدوليين غاضبٌ جداً من الدوّامة الانحدارية التي يسلكها لبنان في الاقتصاد والسياسة. هم يرغبون حقاً في مساعدته على الصمود في وجه واحدة من أعتى العواصف في تاريخه، لكنهم يترددون في القيام بذلك لأنهم لا يريدون أن تُنفَق أموالهم على تسليح «حزب الله».

بصريح العبارة، على الرغم من أن الناس يحمّلون القادة الفاسدين وغير الأكفياء مسؤولية المشكلات التي تتخبط فيها البلاد، ولا شك في أن لهذا الأمر دوراً في ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، إلا أن المشكلة الحقيقية التي تخشى بعض الشخصيات اللبنانية البارزة الإشارة إليها بالإصبع، تتمثّل في وجود كيانٍ غريب على الأراضي اللبنانية. فعناصر «حزب الله» لبنانيون بالاسم؛ أما ولاءاتهم فهي لطهران، وقد تسللوا إلى جميع أروقة السلطة.

عندما يفقد «حزب الله» نفوذه، يجب إعادة بناء المرتكزات السياسية للبلاد على نحوٍ كامل بدءاً من وضع دستور جديد.

لقد مُنيت المنظومة الطائفية القديمة المتوارثة عن فرنسا بإخفاق ذريع. ومن أجل أن ينمو لبنان ويزدهر، يجب اختيار رؤساء الجمهورية والحكومات ومجلس النواب وكذلك الوزراء بحسب كفاءاتهم وسمعتهم لا بحسب طائفتهم. وينبغي ألا يُسمَح أبداً للأشخاص الذين تتحكّم بهم انتماءاتهم المذهبية أن يجرّوا لبنان من جديد إلى المياه الآسنة والمظلمة التي يغرق فيها الآن.

الدستور هو ركيزة الدولة العظيمة، والدستور اللبناني يعود إلى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف الذي أُريدَ منه أن يكون حلاً مؤقتاً من أجل وضع حد للحرب الأهلية ولكنه لم يعد بالفائدة على أحد. لا تزال معظم أحكام اتفاق الطائف مجرد حبر على ورق. فعلى سبيل المثال، كان يجب نزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية، إلا أن هذا البند لم يُطبَّق في الواقع سوى على المسيحيين والدروز، ما يعني أن الاتفاق نُفِّذ على نحوٍ انتقائي. أما «حزب الله» فقد عمد إلى توسيع إمكاناته العسكرية، وفعلَ أمراء الحرب ما يحلو لهم.

منحَ الدستور اللبناني الذي كان معمولاً به قبل اتفاق الطائف، صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية، وهذا هو عين الصواب. لا تستطيع أي سفينة أن تعمل أو تبحر بأمان بوجود ثلاثة ربابنة لكل منهم وجهته الخاصة. تاريخياً، لم يمارس الرؤساء المسيحيون القمع بحق المواطنين من الطوائف الأخرى، بل على العكس تماماً. ومن الأمثلة عن الرؤساء الذين قادوا السفينة بحكمةٍ وحنكة فؤاد شهاب وكميل شمعون وسليمان فرنجية. لم يميّز هؤلاء بين مسيحي ومسلم ودرزي، إلخ. خلال عهودهم، وكانت الحقوق الخاصة بكل طائفة مدوَّنة ومصانة في القانون.

عندما يولد لبنان من جديد، يجب أن تكون الدولة ضامنة حقوق المواطنين. ويجب توفير فرص متساوية للجميع بغض النظر عن انتمائهم الديني، فهذا يساهم في القضاء على نفوذ زعماء الطوائف الذين يختطفون الفرص لشراء ولاءات الأشخاص الذين يدورون في فلكهم.

لقد أمعنوا في تقسيم قالب الجبنة بين الطوائف والمذاهب، فلم يبقَ للشعب من خيار سوى التمسّك بزعماء طوائفهم الذين يقطعون لهم وعوداً بحماية حقوقهم وفتح أبواب الفرص أمامهم.

يجب أن يُكتَب الدستور الجديد بطريقة تُحرّر المواطنين من مختلف التأثيرات الدينية والمذهبية؛ بتعبير آخر، يجب فصل الدين عن الدولة، وفقاً للمبدأ الذي نجده تقريباً في جميع دساتير الأنظمة الديمقراطية في العالم.

وينبغي أن يُسمَح للمواطنين بالتصويت للرئيس الذي يجب أن يقع على عاتقه لوحده تشكيل حكومة يختارها بنفسه. ويجب أن تؤدّي الانتخابات التشريعية إلى اختيار نوّابٍ ذوي تمثيل فعلي لقواعدهم الناخبة، لا نوابٍ يملأون جيوبهم فيما يطيعون أوامر زعماء الطوائف الذين أوصلوهم إلى المقاعد النيابية تحقيقاً لمآرب شخصية.

بغية التخلص من أوجه الظلم الكامنة في النظام الانتخابي الحالي، ينبغي إجراء الانتخابات وفقاً للقانون الذي كان معمولاً به قبل القانون الانتخابي الأخير، والذي أتاح لنواب مستقلين تحقيق الفوز، في حين أن القانون الحالي لا يسمح بذلك.

إنه لأمر مؤسف أن تصل الأمور إلى مرحلةٍ يُضطر فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تأنيب السياسيين اللبنانيين وتحديد مهلٍ زمنية لهم كي يبادروا إلى التحرك. لا شك في أن ماكرون ينطلق من نوايا حسنة، ولكن يقع في نهاية المطاف على عاتق اللبنانيين أنفسهم إعادة بناء مستقبلهم، وحان الوقت كي يفعلوا ذلك. من الأجدى باللبنانيين أن يضعوا خطةً شاملة للتخلص من قبضة «حزب الله»، بمساعدة المجتمع الدولي أو من دونها، وحين تتمكّن البلاد من استنشاق هواء الحرية، يمكن وضع برنامج عمل سياسي جديد. كم أنا متشوّق لحلول هذا اليوم على لبنان الذي لطالما كان عزيزاً على قلبي.

 

الحريري وقصر بعبدا: الباب مفتوح… بالانتظار

كلير شكر/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2020

يجوز القول إنّ مرارة المِحن فعلت فعلها في شخصية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. صقلتها جيداً. بدا في إطلالاته الأخيرة، أكثر المرّات ثقة بنفسه، عفوية مضبوطة لا تنمّ عن ضعف أو اعتلال. نجح في إيصال رسائله السياسية كما في محاكاة الجمهور من دون تكلّف أو لفّ ودوران أو الحاجة إلى الاستعانة بالحجج المصطنعة.

حاول قدر الإمكان قول الأمور كما هي، على بساط الوضوح والسهولة الممتنعة. لم يستثن أحداً من انتقاداته، بمن فيهم نفسه، ولكن من دون أن يقطع شعرة معاوية مع أي من القوى حتى تلك لو نضح الإناء في كثير من الأحيان، بقليل بما فيه. استخدم الأسلوب المخفف لـ”الكسر والجبر” في آنٍ واحدٍ، ولكن غير الحاد أو القاسي… لأنّه كما يبدو، يريد أن يأكل العنب لا أن يقتل الناطور. والعنب هنا، في السراي الحكومي.

أظهر الحريري بما لا يقبل الشكّ، أنّه مقتنع أنّ فرصة العودة قد تكون متاحة، أو أقله تستحق “شرف المحاولة” الأخيرة. لن يقدمها من جديد على طبق ممانعة السعودية لأي شخصية أخرى، سواء كانت من قماشة رفاقه في نادي رؤساء الحكومات السابقين أي نجيب ميقاتي، معلناً بصريح العبارة أنّه معارض للطرح الذي تقدم به القطب الطرابلسي، أو من الطامحين الجدد كالسفير مصطفى أديب الذي أسقطت محاولته بمنطق الفيتوات المتبادلة.

عملياً، عاد رئيس “تيار المستقبل” إلى المربع الأول: أنا أو لا أحد. لم يحسم ترشيحه الذي وضعه في الاطار الطبيعي لكنه كشف في المقابل عن نيّته في إجراء سلّة مشاورات خلال الساعات القليلة المقبلة مع القوى السياسية ليبني على الشيء مقتضاه. وهذا يعني بالنتيجة، أنّ الرجل أجرى تبديلاً جوهرياً في التكتيك الذي اعتمده منذ تقديم استقالته على أثر اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول. طوال تلك الفترة، فضّل الانكفاء والتسلّح بالصمت على قاعدة أنّه لا يرغب بالعودة إلى السراي، ولو أنّه كان يفاوض الثنائي الشيعي الذي ذهب في اغراءاته إلى درجة تقديم لبن العصفور، لكن الحريري كان يخشى محاذير تلك الخطوة.

بالأمس، قالها على نحو واضح: أنا من سأفاتح القوى السياسية بطرح عودتي إلى السراي. حدد القواعد والشروط. شكل الحكومة التي يريدها وأجندتها كما روزنامتها. “فإمّا تُقبل كما هي وإما تحمّلوا المسؤولية أمام الرأي العام”. هذه المعادلة بالذات فتحت باب التكهنات عما اذا كان رئيس الحكومة السابق بصدد إجراء مناورة على طريقة “اللهم أني بلغت”، تنتهي بدخول المشاورات في عنق الرفض واجهاض المبادرة الفرنسية في نسختها المحدّثة، لينقذ نفسه من نيران الشارع التي ستلتهم أخضر القوى السياسية ويابسها مع اندلاع الفوضى الاجتماعية – الاقتصادية.

لكن للمتفائلين، من خارج محيطه، وجهة نظر أخرى: الحريري جدّي في طرحه، لا بل جديّ جداً. وهذه المرة سيشتغلها بطريقة مختلفة، عبّر عن بعض ملامحها من خلال الأسلوب الذي اعتمده في اطلالته… والذي يمزج بين الحسم والانفتاح. قليل من كل شيء. هذه الوصفة لم تستثن رئاسة الجمهورية و”التيار الوطني الحر”، حيث حرص الحريري على ترك الباب الخلفي مفتوحاً مع الرئاسة الأولى وشريكه السابق “اللدود” جبران باسيل. وقد يكون مرد ذلك، إلى مناخ التهدئة الذي أحاط بقصر بعبدا مع تلاوة المبادرة الفرنسية. حتى أنّه عشية اتفاق الرباعي السني لم تكن الجبهة العونية ولا الرئاسة بصدد الوقوف على ضفّة التصدي لأي ترشيح قد يخرج من مدخنة النادي الرباعي حتى لو كان الحريري بنفسه.

تلك الأجواء كان يعرفها رئيس الحكومة السابق جيداً، وهو يعلم أنّ معادلة “الحريري – باسيل معاً داخل الحكومة أو خارجها” سقطت ولم تعد قابلة للحياة. باسيل بنفسه حسم جلوسه على مقاعد الانكفاء الحكومية، كما حسم قرار تياره بتسهيل ولادة الحكومة مهما كان الثمن. وقد يكون هذا رهان الحريري لهذه الجولة.

الفارق هو أنّ رئيس “تيار المستقبل” يسعى هذه المرة إلى ابرام اتفاق مسبق لضمان نجاح الفرصة الأخيرة. يريد التزامات محددة من باقي الأطراف قبل أن يحسم ترشيحه. ما يعني أنّ الصيغة السابقة التي كان يسوق لها “التيار” بأنّه قد يمنح الثقة ولكن من دون ضمان تأييده لعمل الحكومة، لن تجد لها مكاناً على طاولة النقاش الجدي. يكفي أنّ “التيار” لم يسارع إلى شيطنة مبادرة الحريري وعلّق موقفه على حبل انتظار ما سيضعه رئيس الحكومة السابق على طاولته، للتأكد من أن باسيل رفع الفيتو، ليس حباً بالحريري وإنما خشية من الأعظم، ولأنّ هامش الاختيارات بات تقريباً مقفلاً.

 

الحريري الراضخ لـ”الثنائي الشيعي”… يتحامل على المسيحيين

ألان سركيس/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2020

لا شكّ أن تحميل الرئيس سعد الحريري و”الحريرية السياسية” وحدها مسؤولية الأزمة التي تضرب البلاد ظلم وإخفاء للحقيقة، وبالتالي فان الحريري الذي يرفض المظلومية لا يستطيع أن يُحمّل الطرف المسيحي عرقلة مسيرته الحكوميّة.

صحيح أن الوقت ليس للمناكفات بل لقيادة مسيرة الإنقاذ، إلاّ أنه لا يمكن أن تمرّ مقابلة الحريري على قناة “أم تي في” مع الزميل مرسيل غانم مرور الكرام، خصوصاً انه صبّ جام غضبه على الأطراف المسيحية وإنتقد بطريقة مبطّنة دور البطريرك الماروني.

ويقرأ كثر في كلام الحريري وإعتبار نفسه مرشحاً طبيعياً لرئاسة الحكومة أنه أبرم صفقة مع “الثنائي الشيعي” على رغم مهاجمته له بطريقة خفيفة، وإذا كان حسب إعترافه بأن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل ورئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط لا يريدونه في رئاسة الحكومة، فهو يسير بلا رضى الأغلبية المسيحية والدرزية ويتكل فقط على عضلات “حزب الله” وحركة “أمل”، أي إنه ينسف “إتفاق الطائف” الذي يقوم على التوافق بين جميع المكونات اللبنانية.

وفي معرض الحديث عن إستبعاد القوى المسيحية، فان التجارب تُعلّم أنه لا يمكن لأحد إستبعاد أي مكوّن، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري وخلال حقبة الإحتلال السوري، تمكن من الحكم لكن ليس تحت سقف الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية لأن المسيحيين كانوا خارج السلطة، فجعجع كان في السجن والعماد ميشال عون في المنفى، وكانت بكركي رأس حربة في المعارضة، ولم تنجح سياسته بتعيين مسيحيين تابعين له في كسب العطف المسيحي حتى لو احترم منطق المناصفة المشروطة بالإتيان بجماعته وأتباع الوصاية.

بالأمس عاد الحريري ووقع في الخطأ نفسه، وغلب منطق التنازلات للدويلة بحيث أثبت أنه يدمر الدولة ولا يحمي الشعب كما يدّعي.

وبالأمس أيضاً رضخ الحريري لمطلب “الثنائي الشيعي” بالإحتفاظ بوزارة المال حتى لو قال لمرة واحدة، وهنا يُطرح سؤال جوهري وكبير، لماذا يتنازل الحريري لـ”حزب الله” و”أمل” ويريد إستبعاد باسيل و”التيار الوطني الحرّ” عن أي حكومة، فأين الميثاقية في طرح الحريري؟

وبما أنه يتحدث عن حكومة إختصاصيين، فلماذا يشارك “الثنائي الشيعي” في تسمية الوزراء الشيعة ولماذا يرضى بفرض شروط الثنائي، ولماذا يستضعف الحريري المكوّن المسيحي؟ ولماذا يضرب دستور “الطائف” الذي ترك أهم صلاحية لرئيس الجمهورية وهي التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة؟

لا شكّ ان وحدة المعايير هي الأساس، ومعروف أنه من العام 1990 إلى 2005 كان المكون المسيحي الحقيقي خارج السلطة، أي إنه لا يتحمل وحده مسؤولية الإنهيار، وبالتالي فان محاولة الحريري إستبعاد “التيار الوطني الحرّ” بعد رفض “القوات اللبنانية” المشاركة في أي حكومة تكنوسياسية فيه ضرب للميثاقية، فوحدة المعايير تطبّق على الجميع بمن فيهم “الثنائي الشيعي”، ولا يجوز تحميل كل ما يحصل لـ”التيار الوطني الحرّ”.

وما يثير أكثر إستغراب الأوساط المسيحية هو تحميله الخلاف بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحرّ” مسؤولية عدم قدرة حكوماته على الإنتاج، متناسياً دور “حزب الله” التعطيلي من 2005 حتى يومنا هذا، وكأن تجربة الحلف الرباعي تعود وتمثل من جديد عندما تم ضرب “ثورة الأرز” باستبعاد المكون المسيحي وتقاسم الحصص بين السنة والشيعة.

وبما أن الإنتخابات النيابية هي الأساس، لا يمكن للحريري المرور على نتائج آخر إنتخابات التي أعطت “القوات” و”التيار” الأغلبية، وبالتالي فان محاولاته الإشادة برئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل وحديثه عن مرشحه السابق للرئاسة سليمان فرنجية لا تشكل خشبة خلاص مسيحية له لأن الشعب المسيحي إختار ممثليه، وعندما يتغير هذا الامر في الإنتخابات المقبلة فلكل حادث حديث.

في معرض حديثه عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “لطش” الحريري الراعي من دون أن يسميه، معتبراً أن المفتي لا يتدخّل في السياسة مثل بقية المرجعيات، متناسياً انه كان من الاوائل الذين صعدوا إلى بكركي لتأييد موقف الراعي الداعي إلى الحياد وفك أسر الشرعية، وأظهر الحريري في كلامه أن البطريرك يتدخل بالتفاصيل ويوتر الوضع بينما الحقيقة أن سيد الصرح طرح أفكاراً تنقذ البلد وتضع الإصبع على الجرح النازف، وهو إستنزاف الدويلة التي ترشح الحريري لرئاسة الحكومة للدولة.

لا شكّ أن مقابلة الحريري أثارت سخط المسيحيين الذين باتوا على علم أن عودته إلى الساحة تمرّ برضى “حزب الله” و”أمل”، وبدل أن يركز الانتقاد على العراضات المسلحة بين آل شمص وجعفر في البقاع وتفلت السلاح وحروب “حزب الله” الإقليمية، صبّ كل الإهتمام على عرض للكشافة في الأشرفية في ذكرى إستشهاد بشير الجميل، وبدا في ذلك متحاملاً على “القوات اللبنانية” من خلال تعميم فكرة التسليح والتخويف من الحرب الاهلية.

إتخذ الحريري خياره السياسي وفق مصلحته، لكن ذلك لم يكن يجبره على تعميق الشرخ بل الطلاق مع حليفه الطبيعي المسيحي.

 

الحريري وجعجع وجنبلاط.. ملامة وعتاب!

راكيل عتيِّق/الجمهورية/10 تشرين الأول/2020

لم يوفّر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أياً من الأفرقاء السياسيين من «الملامة» في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، على رغم اعتبار نفسه مرشحاً طبيعياً لترؤس الحكومة المقبلة. واعتبر أنّ حليفيه المفترضين، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تخلّيا عنه في أكثر من محطة. القوى الثلاث، التي كانت المدماك الأساس لفريق 14 آذار، لم تنجح بعد تحقيق إنجاز إخراج الجيش السوري من لبنان، في تحقيق أي إنجاز سياسي. تشرذُمها أدّى الى انتخاب رئيس للجمهورية من فريق 8 آذار، والى توسُّع نفوذ «حزب الله» في الدولة شرعياً عبر غالبية نيابية، فضلاً عن المساهمة في وصول البلد الى حافة الانهيار، بل الزوال.

يبدو أنّ «القوات» في وادٍ وتيار «المستقبل» و»الاشتراكي» في وادٍ آخر. لا لقاءات أو نقاط التقاء ثلاثية بين هذه القوى السياسية في هذه المرحلة، على رغم من أنّها تتطلّب جبهة معارضة سيادية وفق كثيرين لمواجهة «سيطرة «حزب الله» وبالتالي المدّ الإيراني ومحاولة تغيير وجه البلد وشكل الدولة»، وذلك بعد عدم بروز قيادات جديدة منبثقة من رحم ثورة اللبنانيين، لاستلام زمام المبادرة والسلطة، وإنقاذ لبنان من الموت المالي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والصحي.

حزب «الكتائب اللبنانية» انفصل عن السلطة القائمة نهائياً باستقالة نوابه من مجلس النواب. لقاء «سيدة الجبل» والنائب السابق فارس سعيد يحملان راية تأليف جبهة معارضة واسعة لـ»سلاح حزب الله»، ولا من يجيب. «القوات» كانت أوّل من استقال من حكومة الحريري الأخيرة، بعد يومين من «انتفاضة 17 تشرين الأول 2019». قبل هذه الاستقالة، كانت الخلافات كثيرة مع الحريري، على الكهرباء والموازنات العامة، الى آلية التعيينات والعلاقة مع «التيار الوطني الحر» و»حزب الله»، فضلاً عن الجرح القديم بُعيد استقالة الحريري عام 2017 من السعودية، وصولاً الى رفض «القوات» تسمية الحريري رئيساً للحكومة بعد استقالته جراء ضغط شارع 17 تشرين. أمّا القاء اللوم على إيصال عون، فمتبادل بين الحريري وجنبلاط وجعجع. وهناك خلاف على قانون الانتخاب بين هذا «الثلاثي» أيضاً، فضلاً عن النظرة الى الحكومة، والعلاقة مع «الحزب»، فجنبلاط كان السبّاق في المهادنة معه، ثمّ لحقه الحريري، فيما لا قنوات اتصال بين «القوات» و»حزب الله».

التواصل بين جعجع وجنبلاط قائم ومتواصل، أمّا الاتصال الأخير بين جعجع والحريري فجرى عشية استقالة الرئيس حسان دياب، تلاه لقاء جانبي على هامش اللقاء الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر في 1 أيلول الماضي. والعنوان الرئيس لأي تواصل ثلاثي، حسب مصادر «القوات»، هو الاستقالة من مجلس النواب. حتى هذه الاستقالة التي يدعو اليها النواب الثمانية المستقيلون، تفرّق بين «الثلاثي الـ14 آذاري». «القوات» مع هذه الاستقالة، إنما ترهنها باستقالة ثلاثية، فيما يبدو أنّ الحريري وجنبلاط غير متحمسين لها، ولوحّا بها قبل استقالة دياب ورقة ضغط، فسارع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تقديم حكومة دياب ضحية على مذبح مجلس النواب، حين قرّر استدعاءها الى الاستجواب في المجلس جراء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، ففضّل دياب الاستقالة.

«القوات» تعتبر أنّ الاستقالة من مجلس النواب تغيير مسار، ولفرض انتخابات نيابية مبكّرة، من خلال إفقاد مجلس النواب ميثاقيته السنّية والدرزية والمسيحية بجزءٍ منها، وذلك لقلب الطاولة وفرض دينامية سياسية جديدة، والدفع الى إجراء انتخابات نيابية مبكّرة، إذ إنّ لا حلّ في سيطرة «الثلاثي الحاكم»، «حزب الله» وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر». انطلاقاً من ذلك كرّر جعجع دعوة «الاشتراكي» و»المستقبل» الى الاستقالة من مجلس النواب. في المقابل تعتبر مصادر تيار «المستقبل»، أنّ «الاستقالة من مجلس النواب والانتخابات النيابية المبكّرة لن تغيّران شيئاً في الواقع على صعيد دور «حزب الله»، فحتى لو جرت الانتخابات وأنتجت أكثرية ساحقة لـ14 آذار، فلا يُمكن إعلان الحياد أو نزع سلاح «الحزب»، الذي ليس في يدنا بل في يد الخارج». «القوات» ترفض هذا المنطق، وتقول مصادر نيابية في تكتل «الجمهورية القوية»: «إذا كانوا لا يريدون المواجهة ليسلّموا الدولة الى «حزب الله».

أمّا مصادر «الاشتراكي» فتسأل: «ماذا بعد الاستقالة من مجلس النواب وماذا بعد قلب الطاولة؟ من يجزم بأنّه ستُجرى انتخابات نيابية مبكرة؟ ومن يضمن ذلك؟». وتقول: «ليضمنوا إجراء الانتخابات فنقدّم استقالتنا فوراً». وتعتبر أنّ «الاستقالة هروب من المسؤولية مغلّف بالشعبوية». وتشير الى «أننا تواصلنا مع الأفرقاء المعنيين ومع «المستقبل» و»القوات»، وحين رأينا أنّ استقالاتنا لن توصل الى انتخابات نيابية مبكّرة «طوّلنا بالنا».

في المقابل، وعلى رغم مشاركة «اللقاء الديمقراطي» في استشارات التكليف وباللقاءات التشاورية والأخرى السياسية ـ الإقتصادية ـ المالية التي دعا اليها عون في القصر الجمهوري في بعبدا، وذلك بناءً على توجيهات جنبلاط، تستمر دعوات المسؤولين في «الاشتراكي» الى استقالة عون وتحميل العهد الفشل الحاصل. وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في الفترة الأخيرة، إنّ الدعوة الى استقالة عون يجب أن تتصدرها القوى المسيحية وفي مقدّمها البطريركية المارونية، ولا يُمكن تحقيقها من دون هذه المطالبة المسيحية. أمّا «القوات»، فتعتبر أن «لا فائدة من استقالة عون في ظلّ وجود مجلس النواب الحالي الذي سيأتي برئيس جمهورية آخر شبيه بعون». وتقول مصادرها: «نريد تغيير السلطة بكاملها، والهدف انتاج سلطة جديدة، انطلاقاً من المدخل الاساس أي مجلس النواب، بعدها نطالب باستقالة عون، ضمن انتاج منظومة جديدة متكاملة لحُكم البلد».

قوى السُلطة تستفيد من هذا الاختلاف بين «المستقبل» و»الاشتراكي» و»القوات»، وتقول مصادر الفريق الحاكم: «يتحدثون عن انتخابات مبكّرة، لأنّ كلّ واحد منهم هدفه رفع نسبة تمثيله، لكن وفق قانون انتخاب مختلف. «المستقبل» و»الاشتراكي» يريدان تغيير القانون لاسترداد المقاعد التي كانا يحصلان عليها وفق النظام الأكثري. وفي حسابات «القوات»، أنّ «التيار الوطني» ضعف وتريد الانقضاض على بعض مقاعده، مع تمسُّكها بالقانون الحالي، لذلك لم يتفقوا، إذ إنّ الهدف ليس الخروج من الأزمة بل تسجيل نقاط في السياسة وتحقيق مكاسب حزبية». وتؤكّد «أنّنا لن نعتمد الغباء السياسي ونسمح لهم بمحاولة تغيير الأكثرية». وفي المحصّلة، يقول أحد وجوه 14 آذار: «طار البلد، وما زال الحريري وجنبلاط وجعجع يتبادلون الملامة والعتاب».

 

عون لا يمانع عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.. وباسيل يتحفَّظ!

منال زعيتر/اللواء/10 تشرين الأول/2020

ليس سراً أن ثنائي «حزب الله -امل» ما زال يتعامل مع الرئيس سعد الحريري كفرد من اهل البيت… رغم مآخذ الثنائي على الرجل الذي شذّ في مرات كثيرة عن مفهوم ربط النزاع والتعايش الوطني وحاول القفز فوق الاعراف الا انه ما زال ابن الشهيد رفيق الحريري والممثل الاقوى للسنّة في لبنان. ليس سراً ايضا، ان الثنائي يرحب «بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة في اي زمن واي وقت»، وفقا لمصادره «نحن لا نمانع اعادة ابرام تسويات وتفاهمات مع الحريري لتشكيل حكومة «وطنية جامعة» رغم اخطائه الكثيرة مؤخرا ولكن شرط ان يتحلى الرجل بالوعي الكافي للتعامل معنا من موقع وطني وميثاقي، وان يبقى محافظا على التوازنات السياسية والوطنية».

ربما المطلوب من الحريري في هذه اللحظة المفصلية في لبنان ان يلتزم بتطبيق التفاهمات الوطنية بحذافيرها وتحديدا عدم محاولة تطبيق اجندات خارجية باقصاء اي مكون عن الحكومة، او محاولة ابتزاز الثنائي تحديدا تنفيذا لاجندات خارجية لا يبدو انها تغيرت بالشكل الكافي لوضع مصلحة لبنان كاولوية على المصالح الاقليمية والدولية، وهذا ينذر وفقا للمصادر ذاتها بان الاتفاق على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة دونه عقبات جوهرية واساسية قد تطيح بتكليف الرجل وتعيد الامور الى نقطة الصفر.

ولكن المشكلة اليوم ليست في موقف الثنائي الشيعي المشجع لعودة الحريري والذي بدأها قبل نحو الاسبوع تقريبا حين انفردت «اللواء» بنقل موقف الثنائي غير الممانع لاعادة تكليف الحريري بعد تبليغ الفرنسيين لبنان عن توجهها لاعادة تفعيل مبادرتها باتجاه اعادته رئيسا للحكومة، ولا حتى في موقف رئيس الجمهورية الذي فتح الباب لعودة وصل ما انقطع مع الحريري حين اعلن عدم ممانعته تكليف اية شخصية سنّيّة لهذا المنصب، بل في موقف رئيس التيار الحر جبران باسيل الذي على ما يبدو ما زال ممانعا بشكل جدي لعودة الحريري او على الاقل مشترطا توزيره في اي حكومة يرأسها الحريري.

وفقا لمعلومات موثوقة خاصة بـ«اللواء» فان الرئيس عون لا يمانع عودة الحريري وهو ابلغ الفرنسيين وجهات لبنانية داخلية بقراره، كما ان هناك معلومات عن مسعى دولي تقوده فرنسا لعقد لقاء ثنائي في القصر الجمهوري بين عون والحريري وحتى رباعي بين ثنائي «حزب الله-امل» وعون الحريري.

وتؤكد المعلومات انه منذ اسبوع تقريبا نشطت الوساطات الداخلية والفرنسية لتقريب وجهات النظر بين الحريري وكل من عون وباسيل، ووفقا للمعلومات ذاتها فان باسيل ومن منطلق المساعدة على وقف الانهيار الاقتصادي في لبنان، ابدى ليونة للسير بتسوية الحريري وتراجع عن شرط مشاركته شخصيا في اية حكومة يرأسها الاخير، ولكن بشرط تمثيل تكتله في الحكومة في وزارات محددة وان يسمي هو وزراءه.

ولكن، على طريق الحريري الى بعبدا ومن ثم الى السراي الحكومي، هناك التزامات يجب عليه التقيد بتنفيذها:

اولا: الاتفاق على الخطوط العريضة لشكل الحكومة وبرنامجها الوزاري وخطتها الاصلاحية، والاتفاق على عدد الوزراء ونوعيتهم، والاهم الاتفاق على وقت محدد للتأليف وتطعيم الحكومة بشخصيات ليست تكنوقراط بالكامل وفي الوقت نفسه غير حزبية او سياسية بشكل مباشر.

ثانيا: تسمية كل فريق سياسي لوزرائه في الحكومة وفق الية تقديم كل فريق لائحة من الاسماء غير المستفزة لكل وزارة ممثل فيها على ان يختار الحريري منها.

ثالثا: وضع برنامج عملي وواضح وصريح لشكل الالتزامات التي سيقدمها لبنان للمجتمع الدولي وصندوق النقد للاتيان بالمساعدات المالية اللازمة لوقف التدهور الاقتصادي.

رابعا: ان حكومة المهمة لا يمكن ان تقتصر مدتها على ستة اشهر فقط بل يجب ان يتضمن الاتفاق تمديد مهمتها لحين انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.

خامسا: التزام حكومة الحريري بتفاهم واضح ومحدد البنود حول شكل تفاوض لبنان غير المباشر على ترسيم حدوده البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة وعدم شذوذ الحكومة باية مرحلة عن الاتفاق الاطار والتفاهم المذكور. سادسا: التزام الحكومة بتقديم قانون انتخابي غير طائفي.

سابعا: ان حكومة الحريري مطالبة بالالتزام بكافة المعايير الوطنية لجهة عدم المساس بموجودات الدولة وتنفيذ الاجراءات اللازمة لاستعادة المال المهدور ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

ثامنا: تحضير حكومة «المهمة» الارضية اللازمة لصياغة اتفاق وطني جامع جديد غير طائفي، وللتنويه فان الفرنسيين بداوا العمل جديا على تحضير الخطوط العريضة للميثاق الجديد.

 

شروط حزب الله وعون: إنهاء الحريري أو إحراق مبادرته

منير الربيع/المدن/11 تشرين الأول/2020

كما أُفرغت المبادرة الفرنسية من مضمونها مع مصطفى أديب، سيتم إفراغ "مبادرة" سعد الحريري من مضمونها في مفاوضاته لتشكيل الحكومة. لن تكون طريقه معبّدة بسهولة ليصبح رئيساً مكلفاً للحكومة. وحتى لو تم تكليفه، لن تكون طريق التأليف سهلة بأي شكل من الأشكال.

مقومات إجهاض مبادرة الحريري قبل أن تولد أصبح متوافرة بجدية كبيرة، إلا إذا ارتضى الرجل لنفسه أن ينخفض كثيراً عن السقف الذي اعتذر عند حدوده مصطفى أديب. أول استحقاق سيواجهه الحريري قبيل ساعات من تكليفه المفترض، هي تظاهرات الاتحاد العمالي العام ونقابات السائقين (ومعروف الولاء السياسي لهذه "النقابات"). عنوان التظاهرات رفض رفع الدعم وكل السياسات المالية. وهذا يعني ضمناً، وفي الرسائل السياسية، رفض أي شرط من شروط صندوق النقد الدولي.

بين باسيل وعون

بكل الأحوال، سيبدأ سعد الحريري مشاوراته واتصالاته السياسية بحثاً عن توافق حول اسمه. هو يقدّم نفسه عراباً للمبادرة الفرنسية، على نحو خيّر فيه كل القوى بالسير بها عبره أو أنهم يرفضونها. تتضارب المعلومات حول حقيقة المواقف مما أعلنه الحريري. البعض يعتبر أن بوادر اتفاق بينه وبين جبران باسيل قد تعيده إلى رئاسة الحكومة. وذلك، انطلاقاً من عاملين أساسيين. الأول، مفاوضات ترسيم الحدود. والثاني، رغبة فرنسية في إعادة إنتاج التسوية الرئاسية التي كانت في العام 2016 صنيعة فرنسية. لكن حتى ذلك، لن يكون سهلاً في ظل موقف حزب الله.

في المقابل هناك معطيات أخرى تكشف أن عون لم يوافق بعد على تكليف سعد الحريري، ولا يزال يبحث عن رئيس حكومة، سواء بالعودة إلى مصطفى أديب أو تسمية غيره. حركة عون هذه يمكن أن تندرج في سياق الضغط على الحريري، لابتزازه أكثر وإجباره على تقديم التنازلات المطلوبة. فبُعيد مبادرة الحريري، عملت بعض الجهات على جس نبض عون، الذي قال: "اتفقوا على رئيس حكومة مع جبران باسيل"، فأجاب الشخص سائلاً: "ماذا لو تم الاتفاق على الحريري؟" ليرد عون: "الحريري، لن أمانع. ولكن سأضع شروطي أمامه، وإذا وافق نسير به. وبحال لم يوافق، فلن نوافق عليه". شروط عون لن يتزحزح عنها، أولها وجود سعد في الحكومة يقتضي وجود جبران. كما تفيد المعطيات أن عون لن يتزحزح عن مبدأ محاسبة رياض سلامة، وإقالته مهما كلف الأمر. وتشير المعلومات إلى أن بعض الأجواء الفرنسية المحيطة بماكرون شركاء بهذه العملية، بسبب موقف سلامة من شركة لازار. وهذا جو معاكس لاجواء وزارة الخارجية الفرنسية، والمصرف المركزي الفرنسي.

وزارات الشيعة والبيان الوزاري

بمجرد تكليف الحريري سترفع الشروط بوجهه، شروط حزب الله، وشروط ميشال عون وجبران باسيل. وسيكون حزب الله واضحاً في الانطلاق من المفاوضات بالتمسك بوزارة المالية، ومن دون ورود أي كلمة لها علاقة بـ"لمرة واحدة فقط". ثانياً، الحزب هو من سيختار الوزراء الشيعة. وثالثاً، الحقائب. وهذه النقطة الوحيدة التي قد يكون الثنائي مرناً فيها باستثناء وزارة المال. الشروط الأخرى تتعلق بالبيان الوزراي، ورفض إسقاط أي بيان مسبقاً. وسيكون الحزب حريصاً على ورود كلمة "مقاومة" في البيان. أيضاً هذا كله لا يمكن فصله عن الشروط الاقتصادية الأخرى، والتي سينطلق منها حزب الله بناء على موقف أمينه العام السيد حسن نصر الله، برفض شروط صندوق النقد، ورفض مسألة تحرير سعر صرف الليرة، ورفض أي ضرائب جديدة، وكل النقاط التي يريد صندوق النقد فرضها. هنا لا بد من طرح سؤال حقيقي، هل يمكن للحريري أن يوافق على هذه الشروط؟ وإذا وافق، هل سيكون هناك رضى أميركي على حكومته؟ وهل يتمكن من السير بمثل هذا الخيار؟ بحال وافق الحريري على هذه الشروط، يعني أنه أسقط كل مواقفه السابقة. لذا، حتماً سيكون من الصعب أن يقدم هذه التنازلات. وبحال لم يوفَّق، وفشل، فإنه سيكون قد تلقى ضربة قاسية بعدما تراجع وتناسى كل رفضه السابق لتشكيل الحكومة، وأبدى استعداده لتشكيلها.. ولم ينجح. ستكون الأيام المقبلة التي تسبق موعد الاستشارات حافلة بالاتصالات والمشاورات. وهناك من يستبعد احتمال الوصول إلى اتفاق قبل موعد الاستشارات. وبحال تعذر الاتفاق، ستكون الاستشارات صباح الخميس المقبل أمام مصير التأجيل.

 

ليس رجلاً يريد السراي.. بل يريده بأي ثمن

أسعد قطّان/المدن/11 تشرين الأول/2020

كنت أتوقّع أن أرى رجلاً في مستوى ثورة 17 تشرين، التي أعلن أنّه استقال بسببها ومن أجلها؛ رجلاً لا يكتفي بالقول إنّه يتحمّل بعضاً من المسؤوليّة، بل يقول للناس كيف يحاسب نفسه على الأخطاء التي ارتكبها، وكيف يحوّل حسّه بالمسؤوليّة إلى أفكار سياسيّة خلاّقة. فوجدت رجلاً لا يقوم بأيّ مراجعة نقديّة حقيقيّة لمسيرته السياسيّة ولا يسمّي الأخطاء بأسمائها، بل يمعن في الضبابيّة حتّى حين يعترف بالمسؤوليّة مكتفياً بالقول إنّه سيتبنّى، إذا عاد، خطّةً اقتصاديّةً نزلت عليه بالمظلّة من قمّة برج إيفل.

كنت أتوقّع أن أرى سياسيّاً فطم نفسه بعد 15 سنة من العمل السياسيّ، وتخطّى منطق العائلة والقبيلة. فوجدت رجلاً ما زال يقدّس ماضي عائلته، ويلتصق بالميثولوجيا المرسومة عن والده الشهيد. ثمّ يتباهى بأنّه يتكارم على الناس هنا وهناك، ويتناسى أنّه كان شريكاً في عدم بناء الدولة التي تصون كرامتهم وتوفّر عليهم ذلّ التسوّل وأن يتصدّق عليهم سياسيّون مثله بالفتات المتساقطة عن موائدهم.

كنت أتوقّع أن أرى رجلاً علّمته الأزمات كيف يحلّل مكامن الخلل في السلطة، ويفضح الاعتوارات، ولا يكتفي بالعموميّات، بل ينفذ إلى التفاصيل. فوجدت رجلاً يتلهّى بالمناكفات التي خاضها مع حلفائه في السياسة، ويعاتبهم على تخلّيهم عنه، ويتّهمهم بأنّهم أفسدوا عليه دسته. ثمّ يلاطف خصومه ويكاد يوفّرهم من أيّ نقد بنيويّ، لكونهم ظلّوا متشبثّين بعودته في أحلك الظروف، رغم أنّه يدرك مخاتلتهم ويعرف نواياهم المبيّتة ويلمّ بمتاهات المكر في خطابهم.

كنت أتوقّع أن أرى رجلاً يقرأ العلاقة وثيقة العرى بين الاقتصاد والسياسة، بين السلاح واحتمالات الضغط الممنهج على ضمائر الناس، بين المافيا التي تحتمي بالميليشيا لئلاّ تتهاوى، والميليشيا التي ترغّب المافيا تارةً وترهبها طوراً. فوجدت رجلاً يحسب أنّه يستطيع مداواة الاقتصاد من دون معالجة السياسة، ويعتقد أنّ في مقدوره إنقاذ السفينة الآخذة بالغرق من دون الإحاطة بطبيعة الثقوب التي تنخر جسم الخشب.

كنت أتوقّع أن أرى رجلاً يعترف بأنّه ما زال حتّى اليوم جزءاً من طغمة تتخاصم في ما بينها، لكنّها تتقاطع منذ 15 سنة على الاستباحة والتناهب وحماية الزعران والاستقواء بقطّاع الطرق. وكنت أتوقّع منه أن يشرح للناس كيف سيستطيع، إذا عاد، أن يتحرّر من هذه الحلقة الشيطانيّة المقفلة وأن يتحوّل إلى صوت للحقّ وسيّاف للعدل، وكيف سيبدأ بتطهير الدهاليز المحيطة به من عشرات المصرفيّين والمديرين العامّين والقضاة والموظّفين والحجّاب المحسوبين عليه، والذين استبدلوا منطق الدولة بمنطق غزل الحرير.

ربّما كنت ساذجاً وغبيّاً في معظم توقّعاتي. فثمّة أشياء يتعلّمها المرء. وثمّة أشياء تبقى عصيّةً على التعلّم لأنّها تحتاج إلى ما يتجاوز الحذاقة ويتخطّى الخبرة ويفوق التبصّر في أسباب الهزائم واستخلاص العبر. لكن لعلّي كنت مصيباً في توقّع واحد:

كنت أتوقّع أن أرى رجلاً يريد أن يعود إلى السراي الكبير، فوجدت رجلاً يريد أن يعود إلى السراي الكبير بأيّ ثمن. وإذا بخطاب الترفّع عن المنصب الذي صمّ به آذاننا طوال ما يقارب السنة يتحوّل إلى كومة من الترّهات والكلمات المثقوبة بالخواء.

 

الحريري في طوره العوني

شادي علاء الدين/أساس ميديا/الأحد 11 تشرين الأول 2020

انفجرت في وجوهنا إطلالة سعد الحريري الأخيرة في برنامج "صار الوقت" مع الإعلامي مارسيل غانم، كما ينفجر لغم قديم من مخلّفات الحرب العالمية الثانية. ظهر الرجل وكأنه فقد كلّ شيء دفعة واحدة. لم يترك لنا أيّ طلل لنبكي عليه ونناجيه. أصرّ أن يكون خارجاً من كلّ شيء وعلى كلّ شيء من السياسة إلى الهيئة والمظهر. بدا وكأنه قد تقمّص بنية الكهل التي جاء بها إلى سدة الرئاسة وارتداها في العام وفي الشخصي، ولم يعد قادرا على التصرّف إلا انطلاقاً من ملامحها وصفاتها. أخرج من عباءته كلّ الشعارات المستهلكة التي بليت من كثرة الاستعمال محاولاً أن يسوّقها على أنّها جديدة من الشركة مباشرة. سحب من القبعة مبادرة ماكرون متجاهلاً السبب العميق والمباشر الذي أدى إلى فشلها، والمرتبط باستحالة الجمع بين متطلّباتها الإصلاحية في حدودها الدنيا، وبين السيطرة المطلقة لحزب الله على البلاد أمنا وسياسة وفساداً واقتصاداً. لا نفهم لماذا كلّ هذه المجّانية، أو ماذا يعني في لحظة البلد الحالية أن يكون سعد الحريري مرشحاً طبيعياً لرئاسة الحكومة من دون منّة من أحد كما كرّر

لم يعرف الحريري بعد، أنّ ما يروّج له من ضرورة أخذ موضوع السلاح بواقعية لم يعد كلاماً سياسياً أو تسووياً، بل يعني الشراكة في الحرب ضد أميركا والعرب والمنطقة. لم يخبره مستشاروه خلال المقابلة أنه بينما كان يدلي بهذه التصريحات، كانت الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 18 مصرفاً إيرانياً بهدف إخراج إيران من المنظومة المصرفية المالية العالمية وخنقها. التفاهم مع السلاح لم يعد شغلاً سياسياً في هذه اللحظة، بل بات شراكة مباشرة في إخراج البلد من لحظة العالم. لا أحد طلب من الحريري أن يفتح مشروع مجابهة، لكنّه تبرّع سابقاً، ويتبرّع الآن بأن يكون حارس السلاح، ومخازن الصواريخ. يعتقد أنّ وجهه البريء في سياقه الجديد، وما أعاد توظيفه من مفاهيم الطيبة والبراءة، سوف تعمي أنظار الأقمار الاصطناعية، ومنصات المراقبة الدولية من رؤية مشهد تحويل البلد إلى بؤرة لتبييض الأموال، وتجارة المخدّرات، وتخزين المزاد المتفجّرة.

لا نفهم لماذا كلّ هذه المجّانية، أو ماذا يعني في لحظة البلد الحالية أن يكون سعد الحريري مرشحاً طبيعياً لرئاسة الحكومة من دون منّة من أحد كما كرّر.

سلوك حزب الله، وواقع العقوبات المتمادية والمتصاعدة، وما باتت تشكّله من ثابت أساسي في السياسة الأميركية، مما لا تلغيه أو تحوّره مجريات انتخابات رئاسية، حوّل منصب رئاسة الحكومة إلى نوع من الفخّ السياسي يصطاد فيه الحزب الشخصيات السنية التي تقبل أن تحمل عنه ما لا يريد أن يحمله.

الحكومة الآن ليست سوى التتويج الشخصي لصورة سعد الحريري عن نفسه ولا شيء آخر. يريد الرجل أن يحتلّ هذا المنصب ليتحدّث مع نفسه وحسب، لأن لا أحد سيتحدّث معه أو مع البلد في حال شكّلت حكومة بالمواصفات التي يقبل بها حزب الله.

يستغلّ الحزب كلّ هذه السياقات لمحاولة تركيب مؤتمر تأسيسي يعيد إنتاج البلد ككلّ على هيئة مصنع صواريخ، ولكن كلّ هذه الطموحات الإلهية لا تزال غير شرعية وترتدي ثوب الغلبة

أليس هذا كله طوراً عونياً في التفكير والسلوك والممارسة، يقوم على منطق التقاعد المريح والدائم عبر السكن في المنصب. لقد حقّق الجنرال عون آماله حين صار رئيساً، و لم يعد يهمّه أيّ شيء على الإطلاق. بل على العكس من ذلك، صار يتصرّف كأن احتلاله لهذا المنصب قد أعفاه من المسؤوليات تماماً، وصار رمزاً متحفياً مقدساً يصلح للتبريك، وليس للحركة والعمل. حال الحريري مماثل تماماً إذ إنه يريد أن يتجمّد في موقع رئاسة الحكومة، ويصبح مرجعاً ورمزاً انطلاقاً منها، عبر الكفّ عن الحركة والعمل. يريد أن يحوّله إلى مقبرة جماعية تدفن آمال وطموحات اللبنانيين، وتبقي السلاح حاكماً ومرجعاً وحيداً ونهائياً لكلّ شيء في سبيل أن يكون صاحب اللقب. تصرّف الجنرال عون مع منصب رئاسة الجمهورية وكأننا في نظام ملكي، وكأن الرئيس سيبقى في المنصب الى أن توافيه المنيّة، وتعامل معه على أنّه صار ملكية خاصة، فراح يسعى إلى توريثه وكأنه يريد أن يبقى فيه إلى الأبد حياً أو ميتاً. ليس هذا المنطق سوى دفن للنظام البرلماني والديمقراطي، وللسياسة كلّها، خصوصاً بعد أن فكّكت العقوبات بنية الاقتصاد، وتناسل تحت ظلالها نوع غير مسبوق من الانفلات الأمني العام. يستغلّ الحزب كلّ هذه السياقات لمحاولة تركيب مؤتمر تأسيسي يعيد إنتاج البلد ككلّ على هيئة مصنع صواريخ، ولكن كلّ هذه الطموحات الإلهية لا تزال غير شرعية وترتدي ثوب الغلبة. ما يهديه سعد الحريري للحزب حالياً، هو تحويل لحظته الاستثنائية، التي مهما طالت لن تكون سوى لحظة عابرة، إلى واقع نهائي للبلاد. كلّ ذلك مقابل أن يكون الرئيس الثابت للحكومة التي صارت وظيفتها الأساسية أن تكون المخزن الشرعي لأمونيوم الحزب وصواريخه.  

 

نصرالله وبشار.. الرجوع إلى حافظ الأسد

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 11 تشرين الأول 2020

حين سئل الرئيس ميشال عون عن السلام مع إسرائيل قال إن السلام يعتمد على أنه "لدينا مشاكل مع إسرائيل وعلينا حلّها أولا". بعد تصريح عون بأسابيع أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن اتفاق إطار مع إسرائيل وبرعاية وإدارة أميركية تحت ستار الأمم المتحدة، لترسيم الحدود البحرية والبرية. وهو ما كان ليفعل ذلك لولا التفاهم الكامل مع حزب الله. وحين سئل بشار الاسد عن السلام قال إنّ "مسألة بسيطة جدا تحول دون خطوة التطبيع وهي استعادة الأراضي السورية". وكان الأسد قد تجنّب التعليق السلبي على إتفاق السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل. التبسيط اللافت لشروط السلام وقواعد العلاقة مع إسرائيل، في الموقفين اللبناني والسوري، ليس بسيطاً. فهل نحن أمام فرصة جدية للسلام مدفوعة بدينامية السلام التي تقودها دول الخليج من خارج الاطار التقليدي لما يسمى الصراع العربي الاسرائيلي؟

لفتني في هذا التوقيت تعيين سلطنة عمان لأول سفير خليجي في دمشق منذ إنقطاع العلاقات العربية السورية بعد بداية الثورة فيها عام 2011، وأن يكون السفير الجديد أحد أفراد الأسرة الحاكمة للسلطنة وهو تركي بن محمود البوسعيدي، ما يؤشر الى أنّ المهمة الموكلة اليه تتجاوز الوظائف الكلاسيكية للسفارات والسفراء. وسبق ذلك إعادة كلّ من الإمارات والبحرين افتتاح سفارتيهما في سوريا عام 2018 من دون إيفاد سفراء، بالإضافة الى إستئناف حركة الطيران بينها وبين دمشق.

الأرجح أنّ حسن نصرالله وبشار الأسد يستعيران صفحة من كتاب حافظ الأسد، وهي استخدام الإغراء بالسلام لتحصين الموقع الداخلي.

الرجلان في زاوية ضيّقة وصعبة. والرجلان يفعلان ما كان ليفعله حافظ الأسد لو كان في مكانهما

الأسد محاصر بإحكام القبضة الروسية على نظامه، والضغط عليه لإجراء تعديلات عميقة في الدستور يعارضها ويتهرّب منها، بالاضافة إلى حجم التفاهمات التي يرفض الاقرار بها في الميدان بين روسيا وتركيا و روسيا والولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل.

ونصرالله محاصر في واقع لبناني مفخّخ بالانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي والاجتماعي، وبالتهديدات وربما الاستهدافات الاسرائيلية التى لا يقوى على الردّ عليها، منها عدم ردّه على مقتل أحد عناصره في سوريا حتى الآن.. كلّ ذلك مقرون بالإنهاك الواضح البادي على مشغّليه الايراني الذين تتحالف على قوّته العقوبات القاسية والتداعيات الأقسى لوباء كورونا.

الرجلان في زاوية ضيّقة وصعبة. والرجلان يفعلان ما كان ليفعله حافظ الأسد لو كان في مكانهما.

يعرف الأسد أنّ مسار التفاوض الذي افتتحه مع إسرائيل عام 2007 برعاية تركية آنذاك ساهم في فكّ عزلته الدولية وسمح له بركوب موجة الثلاثي: رجب طيب أردوغان، حمد آل ثاني، ونيكولا ساركوزي..

الجديد أنّ نصرالله "يتأسدن" بالمعنى العملي للكلمة. يشتري الوقت بإبداء الليونة تجاه التفاوض مع إسرائيل على قواعد خارج قاموس الايديولوجيا والقضية ومفرداتها.

يكتفي الاثنان بمسار السلام من دون توجيع رأسيهما بالسلام نفسه. فهذا في الختام قرار ايراني كبير، والدليل علي ذلك أنّ مزارع شبعا لا تزال خارج أيّ نقاش جاري في هذه اللحظة.

إذا كان الأسد يواجه الضغوط الروسية عليه لتفادي إجراءات دستورية تهمّش الرئيس والرئاسة وتعيد تشكل هيكلية النظام، فإنّ حزب الله يقوم بالأمر نفسه ولكن بشكل معاكس

ضمن حافظ الأسد نظامه حين فهم أنّ الالتحاق بمؤتمر مدريد قدر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وفي ظلّ تفوق الآلة العسكرية الإسرائيلية. قاتل مع الأميركيين في حرب الخليج لإخراج صدام حسين من الكويت، مسقطاً كل الاعتبارات العقائدية لنظام ثوري مفترض.

مثله اليوم يريد حزب الله، وبشار الأسد حماية نظاميهما عبر القناة الإسرائيلية. بمسار السلام من دون سلام. أو هكذا يعتقدان ويحاولان.

والاثنان ينافحان لحماية إمساكهما بنظام بلديهما. فإذا كان الأسد يواجه الضغوط الروسية عليه لتفادي إجراءات دستورية تهمّش الرئيس والرئاسة وتعيد تشكل هيكلية النظام، فإنّ حزب الله يقوم بالأمر نفسه ولكن بشكل معاكس. قبل أيام ومع انطلاق مسار تشكيل حكومة جديدة في لبنان، صدر عنذ الثنائي الشيعي رسالتان. أولى حملها الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، بتأكيده أن تشكيل الحكومة يجب أن يلتزم قواعد الأكثرية النيابية، التي يعتقد الحزب أنّه يملكها مع حلفائه. وثانية حملها إطلاق الرئيس نبيه بري عملية درس تعديل النظام عبر تشكيل مجلس الشيوخ في سياق مناقشات متّصلة بإقرار قانون للانتخابات البرلمانية. عبر الرسالتين يقول الثنائي: "أنا مستعدّ لكل شيء بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل، لكن دائماً من موقع حكم لبنان..

ومثله يقول بشار الأسد. في هذه الأثناء ما زال البحث جاريًا عن لبنان وسوريا تحت أنقاض مشروع المقاومة المجيدة.

 

"اليونيفيل" في بيروت: جسّ نبض حزب الله

نبيل الخوري/المدن/11 تشرين الأول/2020

تكاد تمر عملية نشر وحدة عسكرية تابعة لـ"قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" (اليونيفيل) في مرفأ بيروت ومحيطه، مرور الكرام، لولا هويتها الأممية هذه، ولولا أنها سابقة تاريخية بالغة الحساسية والأهمية. فقد سبق أن أرسلت المنظمة الدولية مراقبين أمميين إلى قلب العاصمة، لا سيما عام 1982. لكن إرسال "قبعات زرق" إلى بيروت، أو تكليف "اليونيفيل" بمهام خارج نطاق عملياتها في جنوب لبنان منذ 1978، كان من "المحرّمات". فهل تغيرت المعادلة اليوم؟

تجارب مأسوية

فوجئ اللبنانيون بخبر إرسال "قوة متعددة الجنسيات" من "القبعات الزرق" إلى بيروت، اعتباراً من يوم الأحد 27 أيلول 2020. الهدف المعلن هو "مساعدة السلطات اللبنانية في جهود التعامل مع تداعيات تفجير المرفأ في 4 آب". يأتي ذلك ترجمةً لقرار التجديد لـ"اليونيفيل"، رقم 2539، الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 28 آب؛ أحد بنوده يأذن لها "باتخاذ تدابير مؤقتة وخاصة لتقديم الدعم إلى لبنان وشعبه في أعقاب تفجير المرفأ، من دون الإخلال بتنفيذ ولايتها وفي حدود مواردها المتاحة". لم يحدد القرار بدقة مقاصده. لكن أنْ يُتَرْجَم ذلك بانتشار أممي في قلب بيروت، فهذا يمثل تطوراً لا يمكن التقليل من أهمتيه الرمزية. تكفي العودة إلى تجارب مأسوية سابقة لاكتشاف كمْ كانت فكرة نشر "القبعات الزرق" خارج الجنوب، تثير الحساسية والاعتراض. حين انفجرت الحرب اللبنانية عام 1975، لم يكن الجنوب وحده يحتاج لقوات حفظ سلام. فالنيران التي كانت تلتهم مناطق جنوبية، بسبب الصراع بين المليشيات الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، سرعان ما انتقلت إلى بيروت وكل لبنان. بسرعة، بدأ التفكير بكيفية وقف الاقتتال الأهلي. تحمّس الفرنسيون لفكرة إرسال قوة تابعة للأمم المتحدة، وبمشاركتهم، للفصل بين المتحاربين. لكن "التواطؤ الأميركي الإسرائيلي السوري" أضاع فرصة "الحل الأممي" السلمي، وأدى إلى تكليف دمشق بتلك المهمة (...)!

لم تتوفر ظروف ملائمة لإرسال قوة دولية إلا بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في آذار 1978. لم يكن بوسع الأمم المتحدة أن تبقى متقاعسة أمام الاحتلال. لذا، دخلت على خط الأزمة مع تأسيس قوات "اليونيفيل". إلا أن مهامها، شأنها شأن نطاق عملياتها، ظلّت محصورة بمنطقة النزاع بالجنوب. وهنا بدأت قصة جديدة غير مكتوبة لـ"القبعات الزرق" مع بيروت وبقية المناطق.

محاولات فرنسية

أثناء معركة زحلة بين القوات السورية ومليشيات "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، في ربيع 1981، طرح الفرنسيون مبادرة لوقف إطلاق النار وإرسال قوة تابعة للأمم المتحدة، تتولى الفصل بين المتنازعين في زحلة وكذلك في بيروت. نال الاقتراح تأييداً أميركياً، شكلياً على الأرجح، لكنه قوبل برفض سوري، ما حال دون أن يبصر النور. محاولة ثالثة قام بها الفرنسيون أيضاً، في حزيران 1982، أثناء الاجتياح الإسرائيلي الثاني وحصار بيروت. حينها، حاولوا تمرير مشروع قرار أممي في مجلس الأمن يقضي بتحييد بيروت، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم اقتراحات للمجلس، بالتوافق مع الحكومة اللبنانية، حول نشر قوة أممية للتمركز في بيروت. سقط المشروع بـ"الفيتو" الأميركي، في 25 حزيران، لأن واشنطن كانت ترى العملية العسكرية الإسرائيلية فرصةً للتخلص من وجود "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان. وقد أخرجتها من بيروت تحت حماية "قوات متعددة الجنسيات" وفي ظل تهميش دور الأمم المتحدة. صحيح أنه في مطلع شهر آب 1982، تم إرسال حوالى 10 مراقبين أمميين للإشراف على التزام الأطراف بوقف إطلاق النار، وفق القرار 516 الصادر عن مجلس الأمن. لكن مهمة هؤلاء كانت محدودة، وتمحورت حول رفع تقارير إلى المجلس لإطلاعه على تطور الأوضاع الميدانية في بيروت. وطبعاً، لا يمكن تجاهل أن القرار 521 الصادر في 19 أيلول 1982، بعد مجازر صبرا وشاتيلا، أتاح زيادة عدد هؤلاء المراقبين من 10 إلى 50 مراقباً؛ وكان ينص بوضوح على تفويض الأمين العام للمنظمة الدولية التشاور مع السلطات اللبنانية حول إمكانية نشر "قبعات زرق" في بيروت، لحماية السكان المدنيين فيها. إلا أن هذا التوجه الأخير ظل حبراً على ورق. تراجعت حظوظه بالمطلق أمام إرادة الولايات المتحدة بإعادة إرسال "قوات متعددة الجنسيات"، ذات صبغة "غربية ــ أطلسية" إلى العاصمة. باريس كانت مؤيدة لمشروع "القبعات الزرق". لكن في الواقع، لم يكن لدى واشنطن مصلحة بتشكيل "إدارة أممية" للوضع في بيروت بعد خروج "منظمة التحرير" وياسر عرفات منها. وجود "قبعات زرق" من شأنه أن يمنح الاتحاد السوفياتي، كعضو دائم في مجلس الأمن، إمكانية التأثير على قواعد اللعبة. هذا سيناريو مرفوض لدى إدارة أميركية مصممة على إعادة الحكم في بيروت إلى الفلك الغربي، بعدما وقع البلد كله "في الأسر" على يد الفلسطينيين وحلفائهم، أي حلفاء السوفيات منذ 1969.

أمين الجميّل وحافظ الأسد

سيناريو مشابه نسبياً لما يطمح إليه البعض اليوم، كاد يُطبّق في مطلع عام 1983. حينها، حاولت السلطة اللبنانية بقيادة رئيس الجمهورية، أمين الجميل، الحصول من مجلس الأمن على قرار يتيح توسيع نطاق عمليات قوات "اليونيفيل" ليشمل كامل الأرض اللبنانية. الأهداف المعلنة، كما جاءت في الطلب اللبناني، تتمثل بدعم عملية انسحاب كل القوات غير اللبنانية (...). يتعلق الأمر خصوصاً بالقوات السورية التي كانت لا تزال تتمركز في البقاع، وببقايا المليشيات الفلسطينية التابعة بشكل خاص لدمشق. لم تستجب الأمم المتحدة لهذا الطلب، مكتفيةً بتجديد روتيني للقوة الدولية بجنوب لبنان. تكررت محاولة تكريس "الحل الأممي" أثناء انسحاب "قوات المتعددة الجنسيات" من بيروت، إثر سلسلة ضربات تلقتها، أبرزها الاعتداء الشهير ضد قوات "المارينز" الأميركية (241 قتيلاً) ومركز "دراكار" للقوات الفرنسية (58 قتيلاً) في 23 تشرين الأول 1983. باريس هي التي أصرت في 20 شباط 1984، على تمرير قرار أممي ينص على إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة إلى بيروت، لتحل محل القوات "الغربية ــ الأطلسية". بيد أن المحاولة باءت بالفشل بفعل "الفيتو" السوفياتي هذه المرة. لماذا ستقبل موسكو بخيار "القبعات الزرق"، بعدما نجحت بالتحالف مع السوريين في قلب الطاولة من جديد على الأميركيين والغربيين في لبنان؟

مع نهاية ولاية أمين الجميل الرئاسية في أيلول 1988، سعت فرنسا لتجنب الفراغ الرئاسي. وكان لديها تصور، قوامه الاستعانة بقوات "اليونيفيل" استثنائياً لضمان الأمن في بيروت أثناء تنظيم العملية الانتخابية، لاختيار رئيس توافقي. سيناريو كهذا كان سيودي بطموح الرئيس السوري، حافظ الأسد، الرامي إلى إحكام قبضته على البلد. لأن الآلية الأممية تمنع تلقائياً الوصاية السورية على العملية الانتخابية. على أي حال، رفض المسيحيون الجانب السياسي ــ الرئاسي من الاقتراح الفرنسي، فيما اعترض المسلمون على أي تعديل بمهام "اليونيفيل" وأي تحجيم للدور السوري. هكذا، فشلت آخر محاولة في تاريخ الحرب اللبنانية لإرسال قوة تابعة للأمم المتحدة أو "اليونيفيل" إلى بيروت. آنذاك، دعمت المنظمة الدولية الدور العربي الذي أفضى في المحصلة إلى توقيع اتفاق "الطائف" وصولاً إلى إنهاء الاقتتال الأهلي.

تعديل نوعي

بعد تفجير المرفأ، أصبح المحظور مسموحاً. "اليونيفيل" حطّت أقدامها في بيروت، حتى ولو كان طابع عملها لوجستياً أو إغاثياً. تحركها استثنائي بالطبع. لكن ما الذي يمنع تحوّل الاستثناء إلى قاعدة في المستقبل؟ بات التساؤل مشروعاً بالتالي عن احتمال البناء على هذه التجربة لمحاولة تعميمها أو تثبيتها لاحقاً، إذا اقتضت الضرورة الأمنية. يمكن أن يتعلق الأمر إذاً بتعديل نوعي في مهام "اليونيفيل". الموضوع غير مطروح حتى الآن، أقله في العلن. وقد تنسحب وحدة "اليونيفيل" نهائياً من مرفأ بيروت بعد أسبوعين على انتهاء مهامها، بحسب ما نُقِلَ عن قائد "قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان"، الجنرال ستيفانو دل كول، بعد لقائه نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" منذ أيام. لكن أن تمر خطوة كهذه من دون إثارة أي ضجة تُذْكَر في لبنان، وبلا اعتراض علني، فهذا يعني على الأرجح أن الأمم المتحدة قامت بعملية جس نبض حزب الله. عدم قطعه الطريق على الخطوة قد يُفَسّر بوصفه غض طرف مؤقت، أو ليونة، أو تنازل من قبله. بيد أنه فتح كوّة ولو صغيرة أمام سيناريو أممي محتمل، يمكن أن يشمل كامل الأرض اللبنانية.

 

عيب أن نجد طريقة للتفاوض مع إسرائيل ولا نجدها مع سوريا

جهاد الزين/النهار/10 تشرين الأول/2020

تحت شعار المصلحة اللبنانية، وهي مصلحة ضخمة وحقيقية في إنتاج ثروة من الغاز البحري، وجد اللبنانيون، في توقيت رضى إقليمي إيراني مناسب، طريقة للتفاوض مع إسرائيل، المعلَنة عدواً، ولم يجدوا حتى الآن بل لم يجرؤوا حتى الآن على إيجاد طريقة للتفاوض مع الدولة السورية الشقيقة، ومصلحتنا الترانزيتية وحدها معها أوضح من مصلحتنا الغازية مع إسرائيل وهي مصلحة لا تزال نظرية قبل تأكيد اكتشاف الغاز وقبل استثماره وقبل انتهاء التفاوض عليه. هذا في الكلام الخدماتي الصرف فكيف بما هو أعمق وأعقد في الديموغرافيا والثقافة. سوريا رئتنا البرية الكاملة إلى كل الشرق والداخل العربيين، ومرفأ عاصمتها دمشق الحقيقي تاريخيا وراهنا هو مرفأبيروت وهي سوق منتجاتنا الخدماتية المباشر في التعليم والسياحة والاستشفاء.

لماذا تُمنع طرابلس من استنشاق الأوكسيجين الترانزيتي عن محيطها الشمالْ سوري ويجري فصل أزمتها المعيشية الخانقة التي بدأت منذ سنوات تمتد تعبيراتها المأساوية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط وتمس بقع الدم الطرابلسي التائه شواطئ أوروبا؟

نعرف ويعرفون أننا نعرف أن الشعب اللبناني بكل مكوناته راضٍ  بالتفاوض مع إسرائيل طالما هو يلبي شروط الاحترام الوطني وهو (بلا تجليط) تفاوض مباشر، وفي المقدمة أهل جنوب لبنان لأن ذلك في وعي جميع اللبنانيين، إضافةً إلى  إمكان تأمين مصالحنا في استخراج واستثمار وبيع الغاز، هو محاولة لكف شر هذه الجارة الطامعة بمياهنا وهي تحصل منذ عقود بسهولة على كل الماء المتدفق من أراضينا إلى داخلها دون أن يجرؤ أي ممانع على ممانعة ذلك علنا والطامعة بغازنا والطامعة بأشياء كثيرة فينا وعندنا.

الرضى ينبع من إمكان هذا التفاوض، كعملية جس نبض إيجابية أميركية إيرانية، على أن يصبح نقطة تحول إيجابية في الوضع اللبناني، و لكن ما هو أهم هو اختبار استقرار دائم إيراني - إسرائيلي ينهي السلام الديفاكتو الحالي والمتين القائم منذ 2006 بينهما في لبنان ويلبي طموح اللبنانيين المُتعَبين إلى نوع من الاستقرار بعد عقود من استخدامهم الحربي في عمليات لا تُنتج إلا "سلامات"  عربية و المزيد من السلام. سقف الموقف اللبناني والعربي تاريخيا هو قبول الفلسطينيين السلام العادل بحقهم مع إسرائيل. العرب في عالم اليوم يواصلون دعم الحقوق الفلسطينية والضغط سياسيا على إسرائيل مهما اختلفوا في المواقع. وصارت إسرائيل بالخبرة التاريخية تعرف أنه من دون حل يعتبره الشعب الفلسطيني عادلاً لن تكون هناك إمكانية لعلاقات طبيعية مع الشعوب العربية. هذا ما تقوله التجربتان المصرية والأردنية.

لا يمكن تحميل مفاوضات الناقورة الآتية مضمونا تطبيعيا بالمفهوم المعروف للتطبيع. هذا صحيح. لا تطبيع في الناقورة مع إسرائيل. بالتأكيد ما سيحصل بعد أسبوع ليس تطبيعا ولكنه تفاوض على مصالح يكسر للمرة الأولى الكلام الفارغ الإطلاقي حول الصراع. ليس تطبيعاً. ولكنه بداية شيء مختلف.

الشيء المختلف يولّده السياق المختلف..

المهم الآن هو أن ينجح المفاوض اللبناني في الحصول على مكاسب. أين التنسيق مع مصر صاحبة الخبرة الفنية والقانونية حصرا في مفاوضات طابا الشهيرة التي انتهت بانتصار مصري استعاد نقطة طابا.

أن يأتي الإيراني نحو احترام مصالحنا البحرية والبرية الوطنية خير من أن لا يأتي أبدًا. هذا ما يفعله الآن في الناقورة مهما كانت نواياه. وهو في بازار مفتوح مع أميركا. لا يهم الآن القول أنه أُرغِم على ذلك لحساباته. المهم أنها لحظة احترام لمصالحنا الوطنية اللبنانية تكسر عنده وفيه وفي جماعته المحلية تابووات أو محرّمات لن يكون باستطاعته العودة السهلة إلى اللعب بها.

الآن احترام النفس اللبناني يتطلب فتح حوار مع سوريا، مع الدولة السورية. يجب أن تنقص حمولة المزايدات عن ظهر اللبناني  ولكن أيضا يجب أن يُظهِر اللبنانيون قابليتهم لإنقاص حمولة التبعية ( المْكاريّة السياسية )عن أنفسهم. في سوريا صراع داخلي وخارجي ضارٍ ولكن من المعيب القيام بأي تفاوض مع إسرائيل وتحريم أي تفاوض مع الدولة السورية.

بعد مفاوضات الناقورة صار جدول التفاوض الزراعي والتجاري والمرافئي والتهريبي مع الدولة السورية ضرورة لإثبات كفاءة اللبنانيين على التلقّي المسؤول لفرص الانفتاح الإقليمي حتى لا يسبقنا الزمن من كل الاتجاهات.

بعد انفجار أو تفجير مرفأ بيروت انفجر الزمن اللبناني الانتظاري والاتهامي والاستخفافي ، ف"اللعبة" بسبب كثافة مأساوية الانهيارات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية تتجه لتصبح جديةً جدا يتهيّبها حتى من يساهم فيها كما يحصل وسيحصل في الناقورة.

ما سيحصل في الناقورة مدعاة لتهذيب العديد من القوى السياسية اللبنانية لألسنتها في اتجاهات متعددة. العداء لإسرائيل كما الصداقة مع سوريا هما بعد الآن حِمْل مسؤولية إعادة اعتبار لفكرة أولوية المصالح اللبنانية وإدارتها العقلانية.

 

الممانعون أو «المهرولون الجدد»؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

ثمة قصيدة شهيرة للشاعر الراحل، نزار قباني، اسمها «المهرولون»، هجا فيها فتح مفاوضات سلام وتفاهمات سياسية عربية مع إسرائيل.

كان ذلك بعد اتفاق أوسلو بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي (1993). وهو الاتفاق الذي تمَّ خلف ظهور العرب، خاصة القاهرة والرياض. غضب الشاعر السوري العربي نزار قباني، وغيره من الرومانسيين العرب، فكتب رائعته الشعرية، قصيدة «المهرولون»، وكعادته أبدع «أدبياً» أيما إبداع.

مما قاله نزار في قصيدته تلك:

بعد هذا الغَزَلِ السِري في أوسلُو

خرجنا عاقرينْ...

وهبونا وَطناً أصغرَ من حبَّة قمحٍ...

وطَناً نبلعه من غير ماءٍ...

كحبوب الأسبرينْ...!».

رأينا حفلات الردح والهجاء، من جمهور و«ميديا» إيران الخمينية، وتركيا الإردوغانية، و«حماس»، وحتى السلطة الفلسطينية، وجماهير «الإخوان» وإيران في الخليج واليمن والعراق... إلخ، ومراهقي اليسار والقومية حتى من أشياخ السن...

لكن بعدها، اليوم، نجد رأس حربة «المقاومة» في المنطقة، والشاتم الأول لكل من يفتح قنوات حوار سياسي «علني» مع تل أبيب، الذي هو «حزب الله»، يسارع لتأييد حوار لبنان مع إسرائيل!

نعم، بكل مباشرة وصراحة، لنرصد موقف «حزب الله» الأخير، حيث قالت كتلة «حزب الله» البرلمانية، في بيان، إنَّ الاتفاق على إطار تفاوضي مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، «لا علاقة له بنهج المصالحة والتطبيع الذي انتهجته دول عربية»، وإنه «خلافاً لكل الكلام الذي قيل هنا وهناك أنَّ الإطار التفاوضي حول موضوع حصري يتَّصل بحدودنا البحرية الجنوبية واستعادة أرضنا، وصولاً إلى ترسيم مواقع سيادتنا الوطنية».

هذا تسويغ وتبرير وتفسير جماعة إيران في لبنان «للتطبيع» مع إسرائيل، بحجة التفاوض على حقوق الدولة والقضية الوطنية، وهو بالضبط ما فعله عرفات من قبل والسادات والملك حسين وحتى حاول فعله حافظ الأسد.

هل هناك تطبيع حلال وآخر حرام؟ حوار مقدّس وآخر مدّنس مع إسرائيل؟

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وشريك «حزب الله»، قال مؤخراً إنَّ التواصل اللبناني - الذي هو مع «الكيان الصهيوني» - سيكون برعاية من الأمم المتحدة، والمثير أنَّ إسرائيل نفسها رحَّبت بهذا الموقف اللبناني، كما الولايات المتحدة أيضاً!

على ذكر عرب الممانعة وخطباء القضية، فقد أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» الروسية مؤخراً أنه ممكن «أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، فقط عندما نستعيد أرضنا». وأضاف «الدكتور» على طريقته التنظيرية: «نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإنَّ الجواب هو لا».

لا تهمُّ هذه الحذلقات الأسدية، المهم هو كسر المحرم في الحكي، وهذا ما لمح له رئيس الممانعة والمقاومة في حديثه للوكالة الروسية... وقبله دافع ونظّر حزب الخمينية في لبنان.

هل نحتاج إلى قصيدة نزارية معاصرة بعنوان «المهرولون الجدد»؟!

 

ماكرون بين فيروز وحسن نصر الله

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

اندفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوة متعددة السرعات نحو المستنقع اللبناني الواسع العميق. لبنان اليوم غير ذاك الذي غادرته فرنسا منذ سبعة وسبعين عاماً، وفرنسا ليست هي تلك التي كان زعماؤها يفرضون وصايتهم على لبنان.

الجيل المؤسس للبنان الكبير عند ولادته كان فرحاً محتفياً بكيانه المستقل. كان الوطن الوليد أكبر من الوظائف والمصالح. نعم، كانت الطائفية الحبل السري للكيان الوليد، لكنَّها شكلت حبل الوصل والربط، وليس أسواراً للعزل أو أثافي لنار ماعون المجتمع. كُتب الدستور، وتمَّ التوافق على ميثاق وطني، وبقي حافز الوطن الكبير هو الحادي لمسيرة الانطلاق. تعددت الأسماء التي تناوبت على المراكز العليا للدولة بسياق سلس إلى حد بعيد. الطائفية لم تغب، ولكن تماسك الكيان كان هو ما يصنع الإيقاع الذي يضبط خطوات الجميع. كان للعائلات حضور بأسمائها الكبيرة في المراكز العليا، وخاصة رئاسة الجمهورية والحكومة. شكل هؤلاء فرقة وطنية أشبه بأوركسترا سياسية ترى في شجرة الأرز التي تتوسط العلم الوطني المايسترو الذي يمسك بعصا القيادة، ويضبط حركة الجميع.

صار لبنان مبكراً ضوء الحرية والإبداع والفكر الذي يهفو إليه الكتاب والشعراء والمفكرون من كل أنحاء الوطن العربي. وأنتج قادة للرأي العام، وفي الأدب والسياسة والفن. ومنذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، برزت توجهات سياسية عربية مختلفة، منها القومية والمحافظة، وكلها امتدت إلى لبنان الذي تحول إلى صالة للعرض، لم تخلُ من الأصوات العالية المتصادمة في أحيان كثيرة. انتقلت إلى لبنان أعراض الصحة والأمراض العربية، لكن الجسد اللبناني تحمل كل ذلك، وتعايش معه وعاش به إلى حد كبير. بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958، دخل لبنان حلقة مواجهة مستوردة من خارج حدوده، وشهد تماساً بين من يدفع نحو اصطفاف البلاد مع مسار الوحدة، ومن يقاوم ذلك بقوة، واضطرب الموقف إلى حد أنذر بمواجهة شديدة الخطورة. موقف الرئيس كميل شمعون من ناحية ومتشددي التيار الوحدوي شكل نقلة في المزاج السياسي اللبناني، ورفع من وتيرة الشقاق التدخل الأميركي الذي وصل إلى حد تحريك قوات نحو لبنان.

كان ذلك بداية تحول في منظومة العقل والفعل السياسي في لبنان. العواصف لها أكثر من رحم واتجاه. العاصفة التي هزَّت ما بناه الأولون كانت بلون غير لبناني مع قدوم الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان بعد خروجهم من الأردن، وإقامة ما عرف بـ«فتح لاند» (أرض فتح)، ودخولها في مواجهات مع إسرائيل، وخاصة في الجنوب، وتوسع العناصر الفلسطينية في فرض تدخلهم في الشأن اللبناني، واشتعال الحرب الأهلية، وانتهى الأمر بالهجوم الإسرائيلي على لبنان. بدأ اصطفاف أطراف لبنانية مع المقاومة الفلسطينية، وصار النفس الطائفي يرتفع، ولكن بما خالف مرحلة تأسيس لبنان. أصبح السلاح الصوت الذي حلَّ محل الإبداع السياسي والأدبي والفني.

بعد ثورة الخميني في إيران، دخلت لبنان حقبة أخرى أنتجت طائفية آيديولوجية راديكالية لها تبعية خارج الحدود، كان الوليد الجديد هو تكوين مسلح، «حزب الله» آلت زعامته إلى رجل دين شيعي هو حسن نصر الله.

تراجع لبنان الأدب والفكر والفن. صوت فيروز الذي غنى للقدس ومكة ولبنان والحب والجمال، يرتشفه العرب مع قهوة الصباح من مشرق البلاد العربية إلى غربها، صار نسمات حاصرها صوت الرصاص، وعلا عليها خطاب الفقيه المقاتل حسن نصر الله، ووراءه حزبه الذي يحمل أيضاً اسم الله. كانت فيروز روح حقبة لبنانية عربية صنعت أوركسترا سلام الوطن والناس، تماهت مع شجرة الأرز التي تطل من وسط العلم اللبناني. كان للسياسة في لبنان، يوماً، رجالٌ وعقولٌ شامخةٌ، صنعوا بينهم خيوطاً نسجها الودُّ والاحترام وحضور دفق البديهة، حكمة ورؤية وقفشة ونكتة تمنح القلوب نبضات تعزف عرقها وجهدها للوطن، ينادون بعضم بأسمائهم مسبوقة بكلمة بيك. لم يُستبح المال أو تتعارك القامات على مناصب، ولم يستقووا بطوائفهم. جاء الرئيس الفرنسي تحركه دوافع متعددة لإنقاذ لبنان الذي وقع في هوة الفقر والضياع واليأس، وصار يتحرك نحو الجحيم، كما قال الرئيس ميشال عون.

قابل الرئيس الفرنسي كلَّ الطيف السياسي اللبناني، وطلب من الجميع أن يتحركوا عاجلاً لتشكيل حكومة إنقاذ قوية غير طائفية، ليتمكن ماكرون من حشد المؤسسات والدول لتقديم دعم مالي سخي يخرج لبنان من الهوة التي سقط فيها.

قابل الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان كلَّ ممثلي الطيف السياسي اللبناني، بمن فيهم ممثل حسن نصر الله. وحرص على مقابلة السيدة فيروز، نغم الحب والحياة والسلام. لا أظن أن الرئيس ماكرون يعرف المسافة بين فيروز وحسن نصر الله. بين فمٍ يغني للسلام والوئام، وفمٍ يجعل من الطائفية فوَّهاتِ بنادقَ تحارب باسم دولة فقيه تبعد آلاف الكيلومترات عن لبنان. فيروز هي الطائفة الغائبة في لبنان؛ طائفة كل الوطن وكل الناس، تزرع بذور الحب في أرض القلوب والناس. لقد هزمت أصوات العنف الطائفي والاصطفاف المذهبي، لحنَ لبنان وإبداعه وعشقه للحياة. لبنان الذي أهدى للدنيا عملاق الحب مبدع «النبي» جبران خليل جبران، ولا يزال يغزو كل مكتبات العالم، ويجد فيه الناس من كل عرق ودين هاتفاً للصفاء والمحبة.

ومن أرضه، قدَّم للعالم زعماء قادوا دولاً في أميركا اللاتينية، وحققوا إنجازات كبيرة. وفي أفريقيا، انتشر رجال الأعمال والأطباء والأساتذة اللبنانيون يساهمون في نهضة دول كثيرة.

لقد تحوَّلت الطائفية إلى جدران من خرسانة مسلحة، تفصل أبناء الوطن الواحد الجميل في داخله، وحولت بيروت التي كانت تجمع أنوار العقول من مختلف أقطار العرب إلى مساحة للظلام والانفجارات والموت والفقر واليأس. ليت الرئيس الفرنسي يصدر بياناً مع فيروز تغنيه بصوتها، يكون مانيفستو الحياة والحب والنور. فرغم تقدمها في السن، يبقى صوتها هاتفاً يحمل نداء الحب والحياة، يساهم في كتم صوت الكراهية والتطرف والفساد الذي أدمى أرض لبنان وأهلها، ومزق نسيج وجودها. لا يمكن الجمع بين حسن نصر الله وفيروز فوق مسرح واحد تعلوه شجرة الأرز.

 

لبنان: الترسيم توقيع إيراني بحبر العقوبات؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

تبدأ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود يوم الأربعاء المقبل، في وقت ليس من الواضح إذا كان سيتم التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة، وسط التعقيدات السياسية المتزايدة، بعد فشل المبادرة الفرنسية في تشكيل «حكومة المهمة» التي وافقت عليها كل القوى السياسية أمام الرئيس إيمانويل ماكرون، وقام «حزب الله» بنسفها وإفشال مهمة مصطفى أديب في تشكيل حكومة الاختصاصيين من خارج المنظومة السياسية الفاسدة.

يجدر التوقف هنا عند الموعد الذي حدده الرئيس ميشال عون، لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة تمهيداً لتشكيل الحكومة، يوم الخميس المقبل، أي مباشرة في اليوم الثاني بعد بدء المفاوضات مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة في الناقورة، وهذا توقيت يبعث على التساؤل في ظل الانقسامات والعقد بين السياسيين اللبنانيين: هل تجري المفاوضات مع إسرائيل في غياب حكومة لبنانية، بما يوسّع من إطار قدرة المفاوض اللبناني على المناورة، رغم أن الدستور ينص على أن عقد المعاهدات والاتفاقات من صلاحية رئيس الجمهورية، وهل من معنى لهذا التوقيت كما تقول أوساط سياسية في بيروت؟

عملياً لا تستطيع كل هذه المناورات أن تشكل قناعاً يخفف من الحرج الذي يواجهه «حزب الله»، بعد الإعلان عن الاتفاق، الذي سمّاه الرئيس نبيه بري «اتفاق إطار»، ذلك أن كل المؤشرات توحي بأن الاتفاق حاصل ضمناً، وأن المفاوضات هي لمجرد الإخراج، وأن هناك عقدة واحدة متبقية، وهي إيجاد حل لقصة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، لأن أي تفاهم حولها سيسقط عملياً وميدانياً حجج «حزب الله» للاحتفاظ بسلاحه!

قبل يومين، شرح السفير الأميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان، دوافع «حزب الله» للموافقة على الاتفاق، لكنه طرح في النهاية تساؤلاً مهماً: هل يتطلع الحزب إلى أن يحتفظ بكعكته ويأكلها في الوقت عينه، كما يقول المثل الإنجليزي، بما يعني أن يقبل بترسيم الحدود البحرية، فيتمكن لبنان من الاستفادة من احتياطات الغاز في البلوكات الجنوبية، وأن يحاول التملص من ترسيم الحدود البرية للاحتفاظ بسلاحه بحجة تحرير مزارع شبعا، رغم أنه من المعروف منذ انسحاب إسرائيل أن هناك جدالاً حول لبنانية هذه المنطقة، التي كانت تحت السيطرة السورية عند احتلال هضبة الجولان، والتي رفضت سوريا منذ عشرين عاماً الاعتراف بلبنانيتها وإيداع الأمم المتحدة الخرائط التي تثبت هذا!

عقدة تشكيل حكومة جديدة ستبقى بالتأكيد باباً لضخ الضباب وصرف التركيز على المفاوضات في الناقورة، لكن ذلك في النهاية لا يلغي حقيقة أنه منذ إعلان بري عن الاتفاق، لم يعلق الحزب، ولا سمعنا أي تعليقات من إيران، رغم أن هذه المسألة هي ورقة إيرانية مهمة في التجاذب مع الولايات المتحدة، والغريب مثلاً أن يهبط محمد جواد ظريف في بيروت بعد ساعات من وصول ماكرون، لينتقد أي محاولات خارجية لتشكيل حكومة لبنانية، بينما يخيّم الصمت اليوم في طهران، عندما يعلن عن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل، بما يوحي ضمناً بأننا لسنا أمام «إطار اتفاق»، كما قال بري، بل أمام اتفاق يحتاج إلى إخراج، بعدما فعلت العقوبات الأميركية فعلها على إيران و«حزب الله».

كان ملف ترسيم الحدود ينام منذ عشرة أعوام عند الرئيس بري، ويقول فيلتمان إنه سبق أن بحث الأمر مع بري، وكذلك فعل السفير ديفيد ساترفيلد، ومن بعده فريديريك هوف، ثم السفيرة إليزابيت ريتشارد، وأخيراً مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، ولكن الأمر ظل في سبات عميق، ثم فجأة وقف الرئيس بري وأعلن عن الاتفاق، مؤكداً: «أن زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى لبنان أعادت ملف ترسيم الحدود إلى الحياة، والمبادرة التي تمسكت بها هي (تفاهم نيسان)، وقرار مجلس الأمن 1701، وأن تكون الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة، وبرعايتها، وتلازم المسارين براً وبحراً».

هل كان يمكن أن يعلن بومبيو فوراً «أن الاتفاقية تاريخية، وأن التفاوض سيوفر إطار عمل مشترك يخدم مصالح لبنان وإسرائيل والمنطقة»، لو كان الأمر فعلاً عند حدود «إطار اتفاق»، وكيف يصفه بأنه اتفاق تاريخي قبل أن يحصل عملياً، وإذا كان الموضوع مجرد «ملف للرماد» ينام في درج بري، فكيف ينتقل إلى عون بعدما صار «ملفاً للجمر»، قياساً بالإحراج المعنوي الذي يواجهه «حزب الله»، انطلاقاً من القواعد والشعارات والخطب وترسانة الصواريخ الدقيقة وتحرير القدس، والتمسك منذ عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي بالقول حرفياً: «إن كل الوسائل السلمية والدبلوماسية والتفاوضية لا يمكن أن تنفع مع الكيان العبري، الذي يعمل لإخضاع أعدائه وخصومه لشروطه ومطالبه مستقوياً بالدعم الأميركي غير المحدود، وبانحياز واشنطن الفاقع له ولمصالحه، وبالتالي فإن أي تحرير للأرض أو حفظ للحقوق في البر والبحر لا يمكن أن يتحقق إلا عبر السلاح، وعبر خلق توازن للرعب معه».

وماذا يبقى من كل هذا عندما يعلن الرئيس بري أن الاتفاق يتمسك بالقرار 1701 الذي يشمل أيضاً مندرجات القرار 1559، بما يعني الدعوة تكراراً إلى نزع سلاح كل الأحزاب والقوى غير الشرعية وحصره بيد الدولة اللبنانية، وهل يمكن بعد هذا وبعد «الاتفاق التاريخي» أن يستمر مسار الصراع السياسي والتعطيلي والعنفي الذي استثمره «حزب الله» لإرساء معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، وكيف يمكن بالتالي أن يتم التفاهم على الحدود البحرية وعلى 13 نقطة خلاف على الخط الأزرق في الحدود البرية، وصولاً إلى عقدة مزارع شبعا، من دون الالتزام بتنفيذ محتوى القرار 1701 ونزع سلاح «حزب الله»؟

من هذا المنطلق تحديداً يتخوّف فيلتمان من أن يسعى «حزب الله» إلى الاحتفاظ بكعكته، وأكلها في الوقت عينه، أي الاتفاق مع إسرائيل، ومحاولة الاحتفاظ بالسلاح الذي يفقد وظيفته جنوباً، ويبقي عليها داخلياً للاستثمار السياسي، وكل ذلك على قاعدة رفض سوريا تسليم الأمم المتحدة الخرائط الحدودية في مزارع شبعا.

ستعلو الضوضاء السياسية حول التعقيدات التي يمكن أن تواجه عملية تشكيل حكومة جديدة في وقت متلازم مع بدء التفاوض مع إسرائيل، لكن كل ذلك لا يلغي عملياً طرح سلسلة من الأسئلة المترابطة: هل كان الرئيس بري ليعلن الاتفاق لو لم يكن «حزب الله» موافقاً، وهل كان الحزب الذي يقول إنه عند الولي الفقيه، ليوافق لولا موافقة طهران، التي تزعم أنها باتت تسيطر على بيروت، وهل كانت إيران لتوافق لولا الرهان المتزايد عندها على الخروج من فك العقوبات الخانقة، عبر الذهاب إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، من منطلق حسابات ورهانات واضحة، فإذا فاز الرئيس دونالد ترمب فإنه أعلن سابقاً عن استعداده لمفاوضتها من دون شروط، وإذا فاز جو بايدن فهو أصلاً شريك أوباما في الاتفاق معها الذي ألغاه ترمب، ولهذا ليس كثيراً التساؤل:

هل فعلاً الاتفاق اللبناني الإسرائيلي ممهور بتوقيع إيراني بالحبر الأميركي؟

 

شاويش الفكر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2020

المسافة قصيرة جداً بين 28 سبتمبر (أيلول) و6 أكتوبر (تشرين الأول). وفاة جمال عبد الناصر في آخر قمة له حول القضية الفلسطينية، واغتيال أنور السادات في عز استعراض الانتصار العسكري الوحيد في حروب الدول العربية مع إسرائيل. خمسون عاماً والخلاف لا يزال مستعراً بين فريقين: واحد يبالغ في تصوير الهزيمة، وواحد لا يرى أهمية للنصر. والحقيقة الموضوعية ليست عند هذا، ولا عند ذاك. الحقيقة أن مصر (والعرب) هم الخاسرون؛ لأن الفريقين يُحوِّلان التاريخ إلى حلبة ملاكمة، بدل إبقائه قاعة محاضرات ودروس وأبحاث. والحقيقة الأهم أن الفريقين يسيئان، في هذا الصراع الأعمى، إلى معنويات وسمعة وكرامة الفريق الأكثر أهمية، أي جيش مصر.

بدل أن يُترك للمؤرخين والمفكرين والخبراء والعلماء، تقييم أهم موعدين في تاريخ مصر الحديث منذ وصول محمد علي، يتولى الأمر جلاوزة وشتّامون وفتوات منفوخون بالحقد والكره ومصابون بمرض الاستسهال اللفظي، والمسألة أعلى بكثير. ويفهم المرء أن يدخل الجميع في الجدل الحامي بعد سنين على غياب الرجلين وغليان المشاعر العاطفية في الاتجاهين، أما بعد نصف قرن، فإن هذا المستوى من الدفاع والهجوم، فلا يليق بالرجلين ولا بالموعدين. لقد خرج 6 ملايين مصري في وداع عبد الناصر، أكبر جنازة في التاريخ، ولم يعد الرجل في حاجة إلى شتام إضافي أو إلى شاويش فكري. ونقل السادات مصر من أحزان النكسة إلى عملية عبور نادرة في الحروب. العداء له ليس عداءً وطنياً، بل سياسي. والنقاش معه ليس في 6 أكتوبر، بل في كامب ديفيد. ويقتضي التاريخ، واحترام كرامة مصر، الفصل بينهما.

لا يجوز أن تبقى مصر (والعرب) في نزاع نفسي وروحي حول أهم مرحلتين قوميتين ووطنيتين في تاريخها. كأنما الهزيمة تلغي السد العالي والسويس، أو كامب ديفيد تلغي أن انور السادات كان خَلَف عبد الناصر المعيَّن ورفيقه منذ 23 يوليو (تموز)، أو قبلها أيضاً.

لا شيء في الدنيا موصول مثل التاريخ، مهما انقطع وتقلّب. أنا لا أقول إنه يجب الامتناع عن الكلام أو مناقشة المرحلتين، أنا أقول إن الفكر الموبوء لا يكف عن تحطيم مصر وتخليد أخطائها وإهمال منجزاتها ومعالم قوتها. فالبقاء في هذا المزاج الانهزامي البائس أسوأ من البحث عن إنجازات كاذبة.

بعد 5 يونيو (حزيران) أمضينا أياماً وشهوراً وسنوات في «النقد الذاتي» بحيث لا بقي نقد ولا ذات ولا جيش ولا مشير. ولم نتوقف حتى مع ذلك العبور العظيم. ولا نزال. آن الوقت لأن يتولى تاريخ مصر مؤرخوه ومفكروه. الشاويش إسماعيل ياسين سيما وزنبليطا. الحقيقة في مكان آخر.

 

المبالغة في الرهان الأوروبي على بايدن

خطار أبو دياب/العرب/السبت 10 تشرين الأول 2020

يحبس العالم أنفاسه بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية في الشهر القادم، لأن ما سيحدث في واشنطن سيؤثر دوليا ليس فقط على الأسواق، بل على مسارات السياسة والاقتصاد والنزاعات. بحكم الأمر الواقع وموازين القوى الحالية يعد الرئيس الأميركي رئيسا للعالم وتتم المبالغة في مقاربة سياساته عبر هذا المنظار.

ويسري الأمر من دون شك على رهان غالبية الأوروبيين وغيرهم من بعض حلفاء الولايات المتحدة أو أعدائها على نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن. لكن يغيب عن بال هؤلاء أن الولايات المتحدة تغيرت كما تغير العالم منذ منعطف انتخاب ترامب في 2016. ولذا يرى فريق كبير من الأخصائيين والمتابعين أن الرهان على التغيير الكبير وراء الأطلسي ومفاعيله كمن يجري وراء سراب. وما لم تؤكد أوروبا نفسها كقوة جيوسياسية مؤثرة في التوازنات العالمية، لن يفيدها انتظار غودو أميركي أو روسي أو صيني.

المرشح الديمقراطي جو بايدن ليس مجهولا في الأوساط الأوروبية، فقد كان نائب الرئيس باراك أوباما، وكان من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ طوال العقود الأربعة الماضية. وإذا كان الكثير من دوائر القرار الأوروبي يرفعون عمليا شعار ” كل شيء إلا ترامب” نظرا لمواقف الرئيس الأميركي الحالي إزاء الاتحاد الأوروبي وداخل حلف شمال الأطلسي أو مجموعة السبع، فإن سفيرا أوروبيا سابقا عاش كواليس واشنطن السياسية، يكشف في مجلس خاص عن أن السناتور جو بايدن “أخطأ في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي تقريبا خلال مساره العملي”.

ومن الأمثلة الملموسة معارضة بايدن لإرسال تعزيزات عسكرية أميركية إلى أفغانستان في 2010، واضطرار أوباما بعد ذلك لإرسال 30 ألف جندي من أجل التمهيد لانسحاب مشرف في العام 2011 كما كان مقررا. وهذا النقص في الرؤية حسب نفس الدبلوماسي، لازم السناتور بايدن خلال حرب العراق في العام 2003 حيث أيد قرار الرئيس جورج دبليو بوش، ووصل به الأمر لطرح سيناريو تقسيم العراق.

بيد أن ذلك لا يحد من حماس المراهنين على رئيس أميركي جديد بعد يناير 2021، ويعول هؤلاء على نهاية تداعيات “إعصار دونالد ترامب” الذي عصف بالولايات المتحدة والنظام العالمي. وينطلق هذا الفريق من مقاربته لمخاطر استمرارية ترامب في ولاية رئاسية أخرى، إذ يمكن أن يقود ذلك في تطبيق لشعار “أميركا أولا” إلى انسحاب واشنطن من حلف الناتو، وسحب القوات الأميركية من أفغانستان وبعض دول الشرق الأوسط، وفك الارتباط مع إنهاء الوجود العسكري الكبير في شبه الجزيرة الكورية.

لكن بالرغم من الخشية الأوروبية من فقدان الغطاء الإستراتيجي الأميركي وجنوح القارة القديمة نحو الاضطراب، تبدو هذه التصورات لانعكاس استمرارية ترامب على الواقعين الأميركي والدولي وتصور استفادة الصين وروسيا من ذلك، غير دقيقة وفيها مقاربات مستندة لأفكار مسبقة وتحليل أيديولوجي مغلف أكاديميا.

في المقابل يرى بعض الباحثين الأوروبيين المختصين بالسياسة الأميركية، أن الذين تراودهم “أحلام اليقظة” التي تتصور التغيير الحاسم في واشنطن، سيكون استيقاظهم صعبا لأن طريق بايدن ستكون وعرة ولن تكون مرادفة للحكمة والاعتدال والكفاءة ولاتخاذ خطوات فورية لتجديد الديمقراطية وتعزيز تحالفات الولايات المتحدة، لأن من يراقب خطابات بايدن ومساره التاريخي، يلاحظ أن التزامات المرشح الديمقراطي غامضة وسيكون من الصعب عليه التحلل من تأثيرات اللوبيات ومجموعات الضغط النافذة، ولذلك لا مردود عمليا لتغيير سيد البيت الأبيض على العلاقة مع الأوروبيين إذا لم يترافق باستنهاض للبناء الأوروبي والبعدين السياسي والعسكري في الاتحاد الأوروبي، وإلا فإن كل طرح أميركي لبناء شراكة جديدة مع الاتحاد الأوروبي سيبقى نظريا وليس بالضرورة لصالح الجانب الأوروبي.

بناء على المقاربات المتناقضة، يمكن للأوروبيين المراهنين على بايدن أن يكتفوا بقبول جوائز ترضية مثل إعلان عودة واشنطن لاتفاقية باريس حول مكافحة التغيير المناخي، أو عود أميركي إلى تناغم مع الترويكا الأوروبية بخصوص الاتفاق النووي مع إيران (15 يوليو 2015). وبالطبع سيكون هناك تعويل على أجواء أفضل في قمم الناتو ومجموعة السبع. لكن في العمق تتوجب مراقبة تأقلم المؤسسات الأميركية ونظراتها للحرب التجارية وتصدع العولمة ومعاملة الأوروبيين بمثابة حلفاء راشدين على مستوى معين من الندية.

على صعيد آخر، لا يمكن للجانب الأوروبي الذي يعاني كثيرا من الهبوط الاقتصادي بسبب كوفيد – 19 ويجد صعوبة في تنفيذ برنامج “إعادة التنشيط الاقتصادي” للاتحاد الأوروبي، إلا أن يراقب باهتمام ما يجري في نيويورك وواشنطن حيث أن من يفوز بالبيت الأبيض سيحدد مسار مؤشرات البورصات العالمية والنفط والذهب.

وحسب أحد الخبراء الاقتصاديين أن “مرض ترامب أدى إلى هبوط المؤشرات والأسعار” ويعتقد أن فوز المرشح الديمقراطي يمكن أن يؤدي لخفض الأسهم الأميركية وقيمة المعادن. ويستند هذا التوقع على القناعة بأن قطاعات الأعمال وكبرى الشركات أقرب إلى النهج الترامبي المبشر بتفوق الاقتصاد الأميركي، بينما يتم النظر إلى الديمقراطيين على أنهم أقرب إلى الطبقات المتوسطة والفقيرة. وأكثر ما تخشاه مجمل الأوساط الأوروبية أن يؤدي إلى مزيد من الاضطراب الاقتصادي العالمي في حال حصول بلبلة في واشنطن عشية الانتخابات أو نظرا للخلاف حول سيرها ونتائجها، خاصة أن ذلك يترافق مع تداعيات جائحة كورونا التي أوقفت حركة النقل والصناعة والأعمال في العالم كله، من دون استثناء، وانخفاض أسعار النفط والمعادن والسلع وارتفاع نسبة البطالة في كل العالم.في الإجمال، تنظر أوروبا والعالم إلى ما يدور في الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع القادمة، وأيا كان الفائز يسود الإجماع أن استعادة دور واشنطن العالمي مطلوب من ناحية إيجابية لتفادي الأسوأ ولأن اندلاع أي أزمة كبيرة في واشنطن سيعاني كل العالم من آثارها ويزداد فيه التخبط.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة

رئيس الجمهورية تابع تحقيقات انفجار الطريق الجديدة ونبه الى خطورة تخزين مواد ملتهبة في أماكن سكنية

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحقيقات في حادثة الانفجار الذي وقع ليل أمس في منطقة الطريق الجديدة، لكشف الأسباب الحقيقية التي أدت الى وقوعه في منطقة مأهولة بالسكان. وإذ أعرب عن ألمه لسقوط عدد من الضحايا وإصابة عدد من الجرحى، فإنه تقدم بالتعزية من ذوي الضحايا، داعيا للجرحى بالشفاء العاجل، ومنوها ب"الجهود التي بذلت لمكافحة الحريق الذي نجم عن الانفجار وتداعياته، لا سيما لسكان البناية، محل الانفجار، وخصوصا الأطفال منهم".

ونبه الى "خطورة تخزين مواد ملتهبة في الأماكن السكنية ووسط الأحياء المأهولة"، داعيا الأجهزة الإدارية والأمنية الى "اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعها وللتوعية على مخاطر تعريض السكان لها". الى ذلك، اطلع رئيس الجمهورية على التقارير الواردة إليه عن الحرائق التي اندلعت أمس واليوم في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيما في الجبل والجنوب والشمال، والناتجة بمعظمها عن موجة الحر، داعيا الأجهزة المعنية الى "البقاء على كامل الجهوزية لمكافحة هذه الحرائق والعمل على إخمادها".

 

الوطني الحر: حكومة إصلاحية ومنتجة وفاعلة أولوية

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري إلكترونيا، برئاسة رئيس "التيار" النائب جبران باسيل، وأصدرت بيانا قالت فيه: "تطل ذكرى 13 تشرين بعد 30 عاما لتكون عبرة مفادها أنه ما من حق يضيع إذا كان وراءه مناضل، الا لمن لا يأخذ العبرة سواء من انقضاء سنة مرارة وظلم او من 30 سنة نضال أو من عمر بأكمله أمضاه في الرعونة السياسية. ويبقى أن التيار سيلتقي في ذكرى 13 تشرين كما في كل سنة وفاء واستخلاصا للعبر". أضافت: "تعتبر الهيئة السياسية أن الأولوية المطلقة، لا تزال لتنفيذ البرنامج الإصلاحي تحت مسمى المبادرة الفرنسية، وهي ترى لذلك أولوية في تشكيل حكومة إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها. أما كل كلام آخر فهو خروج على المبادرة الفرنسية ويتحمل صاحبه مسؤولية إضاعة المبادرة وتضييع الفرصة بحثا عن حلول أخرى، من الواضح أنها غير ناضجة وليست سوى تكرار لسنة كاملة من المواقف تحت عنوان أنا أو لا أحد، وأنا ولا أحد، فيما المطلوب اعتماد معايير واضحة، متساوية وعادلة ‏لتأليف الحكومة. هذه المعايير يجب أن تكون معايير الكفاءة والقدرة مع توفير الدعم السياسي للحكومة بإعطائها الثقة النيابية والشعبية. أما إعادة طرح تشكيل حكومة بالمعايير السياسية التقليدية، فهو أمر ممكن، لكنه يكون خارج سياق المبادرة الفرنسية، وهذا له شروطه الخاصة التي نتمسك بها لناحية موجبات الدستور وشرعية التمثيل النيابي التي لا نتنازل عنها إلا لصالح صيغة حكومية، يكون هدفها وقف الانهيار، شرط أن تكون مؤلفة على قاعدة المساواة والتساوي بين اللبنانيين. وفي هذا الإطار، يؤكد التيار موقفه المبدئي بأحقية كل طائفة أو مكون أو فريق سياسي في الحصول على أي حقيبة وزارية من دون التسليم بوجود موانع هي أصلا غير دستورية". وتابعت: "في إطار إعطاء الأولوية للمسار الإصلاحي والتشريعي، تدعو الهيئة الكتل النيابية إلى توحيد جهودها وتكثيف العمل لإقرار القوانين الإصلاحية وعلى رأسها استقلالية القضاء وضبط التحاويل المالية إلى الخارج والشراء العام. وكذلك قوانين مكافحة الفساد وعلى رأسها استعادة الأموال المنهوبة وكشف الحسابات والممتلكات ومحكمة الجرائم المالية". وختمت: "تدعو الهيئة السياسية إلى ملء الوقت ‏السياسي المستقطع، بمباحثات جدية داخلية مع صندوق النقد الدولي تحضيرا للاتفاق على البرنامج المنوي اعتماده، وكذلك تتابع الهيئة أعمال التدقيق الجنائي الشريحية الذي انطلقت به شركة الفاريز، وتؤكد الهيئة السياسية في التيار أنها ستبقى العين الساهرة على حسن التنفيذ".

 

التقدمي يحذر من فخ تعديل أعضاء وفد مفاوضات الترسيم

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

جدد الحزب التقدمي الإشتراكي، في بيان اليوم، "التحذير من مغبة وقوع السلطات في فخ الإنجرار لإجراء تعديلات على أعضاء الوفد اللبناني عبر إضافة شخصيات ذات طابع سياسي، إزاء إعلان العدو الإسرائيلي عزمه تشكيل وفد سياسي، لا تقني فقط، إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وهو ما يصب في صلب الهواجس التي كان أشار إليها الحزب في بيانه بتاريخ 2 تشرين الأول". وشدد على أن "ترسيم الحدود مسألة قانونية - تقنية - فنية محض، وعليه فإن التفاوض يجب أن يكون حصرا ضمن هذا الإطار، وأعضاء الوفد اللبناني يجب أن يكونوا حصرا من ذوي الكفاءة في الاختصاصات ذات الصلة، أما الاتجاه في خيارات أخرى فمن شأنه خلق انقسام داخلي، في وقت يجب أن يكون الجميع يدا واحدة لحماية الحقوق السيادية للبنان وثرواته الطبيعية، ومحاولة إنقاذه من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي".

 

أمن المطار: عائلة رامي مخلوف سافرت وفق الإجراءات المتبعة

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

أوضحت قيادة جهاز أمن المطار، أن زوجة رجل الأعمال السوري رامي مخلوف مع طفليها و6 أشخاص، سافروا من مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، في الثاني من الشهرالجاري، وفق الإجراءات المتبعة مع كل المسافرين "ولم يكن في وداعهم أي مسؤول حزبي".

جاء ذلك في بيان لقيادة الجهاز في ما يأتي نصه: "تناقل بعض وسائل التواصل الإجتماعي خبرا عن سفر عائلة رجل الأعمال السوري رامي مخلوف عبر مطار رفيق الحريري الدولي، بطريقة غير قانونية عبر طائرة خاصة وسيارات سوداء بإشراف أحد المسؤولين الحزبيين دخلت إلى منطقة محظور الدخول إليها، كما جاء في الخبر، يهم قيادة جهاز أمن المطار أن توضح ما يلي: إن المدعوة رزان عثمان زوجة المدعو رامي مخلوف دخلت إلى لبنان مع عائلتها عبر طريق المصنع بتاريخ 2/10/2020، وغادرت عبر صالون البدل من المطار بالتاريخ نفسه، متجهة إلى دبي على متن الخطوط الجوية الإماراتية، يرافقها ثمانية أشخاص من بينهم طفلاها، وقد تم فتح صالوني بدل بقيمة 500 ألف ليرة لبنانية للصالون الواحد، ببرقيتين 1338 و1339، وقد حضروا بشكل طبيعي إلى المطار وفق الآلية المعتمدة وتم توشيح جوازات سفرهم قبل صعودهم إلى الطائرة، وسلمت جوازاتهم باليد، ولم يكن في وداعهم أي مسؤول حزبي كما يدعي الخبر، كذلك تم تمرير جميع حقائبهم على آلات التفتيش بشكل طبيعي كباقي المسافربن، فاقتضى التوضيح".

 

الجيش: تمرين مشترك مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان

وطنية - السبت 10 تشرين الأول 2020

أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "نفذت وحدات من لواءي المشاة الخامس والسابع وفوج التدخل الخامس، بالاشتراك مع وحدات من قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان في منطقة الناقورة، تمرينا قتاليا باسم العاصفة الفولاذية، استمر لعدة أيام وتخلله رمايات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة.ويأتي هذا التمرين في إطار تفعيل التعاون الميداني بين الجانبين، ورفع مستوى جهوزية الوحدات العسكرية المنتشرة في قطاع جنوب الليطاني".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10 و11 تشرين الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

 

 

إسرائيل ام فلسطين المحتلة. بدي افهم شو عم بيصير…

ادمون الشدياق/10 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91170/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%85-%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa/

 

اولاً مش هلاء نبيه بري نصفو الاخر للسيييد حسن وهو من اشرف الناس.

ثانياً: مش هني كل شغلتهم وعملتهم يقضوا على إسرائيل وراكبينا بتحرير القدس (وقريباً) وانه نحنا خونه لانه اخر همنا نحررها.

ثالثاً: لما بري بيقود المعركة لمفاوضات من أجل الترسيم البحري والترسيم البرّي لدولة اسرائيل مش يعني عم يعترف بكيان هالدولة من خلال الاعتراف يحدودها. ويعني عم يحاول يحدد حدودها تيعطيها شرعية معنوية وكيانية حتى من حضرتو وحضرة السيييد عدوها الاكبر.

رابعاً: بما أنه بري عم بيقود الحملة مش يعني السيييد حسن ماضيلو على بياض وموافق على التعامل مع إسرائيل ولو بطريقة غير مباشرة وعلى تحديد حدود إسرائيل الدولة التي وبهذا المنطق يعترف لبنان وبالتالي المقاومة يحدودها وهم يفاوضون على ترسيمها وتوثيقها في الأمم المتحدة. وهل هذا يعني الاعتراف بنهائية الكيان الإسرائيلي والتخلي عن فكرة كل فلسطين للفلسطينيين وزوال الكيان الغاصب الإسرائيلي ككل عن ارض فلسطين التاريخية.

يعني بطل الترسيم مع فلسطين المحتلة واعترفته بانه الترسيم مع دولة إسرائيل. واذا إسرائيل موجودة بقاموسكم وين راحت فلسطين المحتلة وهل هناك إمكانية لتواجد دولتين مختلفتين ومتناقضتين في مساحة جغرافية واحدة حيث لا فراغ الا لدولة واحدة. انا دارس تاريخ وفلسفة ومش عم بفهم هذا المفهوم الفلسفي والاستراتيجي الثوري الجديد ( بغض النظر عن رأي بفلسطين والفلسطينيين).

 

 

 

 

 

 

 

المخرج يوسيف ي. الخوري/فوفاش… ما عرضته محطة تلفزيون المر مساء أمس تحت عنوان “صارو مية”، هو فوفاش بمضمونه فوفاش. بسرديّته فوفاش

http://eliasbejjaninews.com/archives/91161/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%8a%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%b4-%d9%85%d8%a7-%d8%b9%d8%b1%d8%b6%d8%aa%d9%87-%d9%85/

حضرة الأستاذ ميشال المر جونيور، تشغلنا منذ سنوات محاولات بعض الدكاترة في التاريخ، وجلّهم من الشيعة التابعين لحزب الله، تغيير تاريخ لبنان من ضمن مخطّط متكامل يهدف إلى تهميش دور المسيحيين في هذا البلد، وبالتالي تغيير وجهه الحضاري والثقافي. وقد لفتنا أكثر من مرّة، ولا نعلم إن كان عن قصد أو غير قصد، أنّ محطتكم التي نعتبرها بيتنا، تساهم في هذا المخطّط بعرضها أعمالًا مشبوهة تخدم غايته. أمس ضُربنا مباشرة من داخل الـ mtv، التي أكرّر أنّها بيتنا، لأن سوء إستخدام المادة التاريخيّة يُساهم في تشويه وتزوير التاريخ، ويخدم ما يُحيكه مؤرّخو الملالي للبنان في هذا الإطار. فأرجوك، أستاذ ميشال، أن ترأف بنا وبمستقبلنا، وأن تكلّف أخصائيين للقيام بفحص دقيق على باقي حلقات “صارو مية”، وتكلّف فنيين وتقنيين يسهرون على تقديمها بأحسن أسلوب، كي ترسخ في عقول الناس وتخدم المصلحة الوطنيّة وليس أيّ مصلحة أخرى.

 

 

كيف سيولد لبنان مجدداً ما بعد “الحزب”؟

خلف أحمد الحبتور/الجمهورية/10 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91166/%d8%ae%d9%84%d9%81-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a8%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d9%88%d9%84%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a7/

لا شيء يدوم إلى ما لا نهاية، وحدسي ينبئني بأن الحزب الذي يخضع لإيران ويتصرّف بالوكالة عنها والذي يسيطر على مختلف جوانب السياسة والحياة اليومية في لبنان، سوف يصبح قريباً من الماضي. لقد روّج «حزب الله» لنفسه بأنه حامي الشعب ضد الاعتداءات الإسرائيلية وأنه حريص على مصلحة اللبنانيين من مختلف الأديان والمذاهب. ولكننا رأينا مراراً وتكراراً أنه لا يتردد في رفع السلاح لاعتبارات مذهبية خلال الصدامات في الشوارع. إنه أداةٌ للتعطيل ويدخل دائماً في خلافات على أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وكذلك المرشحين لتسلّم الحقائب الوزارية، إلى درجة أن البلاد تبقى في أحيانٍ كثيرة من دون حكومة فعّالة طوال أشهر عدّة.

 

 

ببكي وبروح… إلى التطبيع”/الياس الزغبي/10 تشرين الأول/2020

تحذير على حافة الذكرى/الياس الزغبي/10 تشرين الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/91168/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a8%d8%a8%d9%83/