LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/ترامب وإيران وأردوغان وروسيا يعيدون داعش إلى الساحات من خلال الغزو التركي لشمال سوريا

الياس بجاني/ترامب هو سيكون شريك اردوغان في المجازر التي قد يتعرض له الأكراد في سوريا

غباء وجهل قرار ترمب سجب الجيش الأميركي من شمال سوريا

الياس بجاني/السياسة/من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة

الياس بجاني/من حق أهلنا اللاجئين في إسرائيل العودة الحرة من غربتهم القسرية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 10102019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 تشرين الأول 2019

الخوف على الهيئة الوطنية للمفقودين

مي عبود ابي عقل/موقع المرصد

اجتماع بين عون وبري.. هذا ما رَشَح عنه

بشارة شربل من امام قصر العدل: التهمة سياسية ومتفائلون

“حزب الله” يترقب بقلق حكم المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة الحريري

أوساط نيابية: اقتراح بري اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة… لن يرى النور

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الأجندة الذاتية لحزب الله تحرك دفاعه عن أكراد سوريا

باسيل في اميركا.. إخفاق وفضيحة/رالف حلو/"اللبنانية"

إليكم سيناريو التمديد للمجلس النيابي الحالي/داني حداد/ام تي في

الحريري يؤكد التزام الحكومة سياسة النأي بالنفس

احتفال "التيار"... رسالة لكل من يحاول إقامة ١٣ تشرين من نوع آخر/يارا الهندي/الكيمة اونلاين

العقوبات... "حزب الله" يُشهر ورقة النازحين

لبنان: الانهيار قارب الخطوط الحمر وفوضى الدولار تنذر بأزمة دواء والقطاع الخاص نفّذ وقفات تحذيرية في بيروت و"المخابز والأفران" تُضرب الاثنين

مكتب الحريري: لا وديعة بـ4.1 مليار دولار لمصرف لبنان

أوساط قيادية بارزة في “القوات” لـ”السياسة”: حكومة إنقاذ جديدة لإخراج لبنان من المأزق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وكذلك إسرائيل بعد إيران والعرب تدين الاجتياح التركي لشمال سوريا

أردوغان يهدد بإرسال اللاجئين السوريين إلى أوروبا

ترامب: أحب الأكراد لكنهم لم يساعدونا في النورماندي

تركيا تعلن التوغل براً... و«سوريا الديمقراطية» تنفي

عسكريون أميركيون متقاعدون يتهمون ترمب بـ«التخلي» عن الأكراد

الأمم المتحدة تدعو تركيا إلى تجنب زعزعة الاستقرار في قبرص

نزوح مدنيين من الحدود التركية... والأكراد يعلنون «النفير العام»

حزمة إجراءات عراقية لامتصاص الغضب وإعلان الحداد وواشنطن تشدد على المحاسبة... ومئات يتظاهرون أمام مقرين لـ«الحشد الشعبي» في بغداد

إطلاق سراح صحافية روسية بعد أسبوع من توقيفها في طهران

أشتية في القاهرة للانفكاك التدريجي عن الاقتصاد الإسرائيلي وقال إن مصر تبذل {جهداً كبيراً لدعم اقتصادنا وتحقيق المصالحة}

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه البلاد ما عادت تُشبهنا يا فخامة الرئيس/قاسم يوسف/ليبانون ديبايت

الحريات والاقتصاد آخر ميزات لبنان المهددة/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

اقتراح بري لتعديل قانون الانتخاب على نار حامية في مجلس النواب/سناء الجاك/الشرق الأوسط

المساعدات كما الإصلاحات بـ"القطّارة"/جورج شاهين/الجمهورية

مصارف لبنان ”تشوّه” صورتها/غسان حجار/النهار

هل من مقاربة عربية جديدة للبنان/علي حماده /النهار

فرصة إماراتية للبنان/خيرالله خيرالله/العرب

هل كُتبُهم دين الله وميزانه/الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ

استعادة الدولة المخطوفة توقف الانهيار/حنا صالح/الشرق الأوسط

الحرب التركية في سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إيران أفشلت سيناريو فرنسياً لإنقاذ الاتفاق النووي من نيويورك/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ظريف يكتب في “الراي” الكويتية: منطقتنا بحاجة للحوار الإقليمي الداخلي/محمد جواد ظريف/الراي الكويتية

بغداد التي تمزق ثيابها غير العربية/سليمان جودة/الشرق الأوسط

اللعبة الخطرة في سوريا/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

حمائمية» إيران مناورة... والتجربة مع طهران شديدة المرارة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

!هكذا قتل الأتراك 15 ألف مدني كردي في يوم واحد/العربية

تراجيديا الأكراد../محمد قواص/العرب

هل تخلت واشنطن عن الأكراد فقط؟/حسن فحص/اندبندت عربية

هل اقتربنا من مرحلة قد تتفاوض فيها إيران والسعودية؟ ومطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن/مايكل يونغ/مركز كارنيغي

لقد فقد العالم صوابه/حازم الأمين/موقع سوريا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: ليع المجتمع الدولي خطورة تهديد اسرائيل لامننا واستقرارنا والتطورات العسكرية على الحدود السورية التركية تشكل تطورا خطيرا

بري بعد لقائه رئيس الجمهورية: اذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل بشأن الموازنة والوضع المالي اتفقنا على دعوة لجنة الطوارئ

الجراح بعد مجلس الوزراء: توجه إيجابي لإقرار قانون ضمان الشيخوخة وخفض لنفقات المحروقات ودراسات للحسومات التقاعدية

الراعي التقى نائب الرئيس الغاني وأثار معه مسألة تأشيرة دخول اللبنانيين باومبا: ننوه بمبادرة الرئيس عون اعتماد لبنان كمركز لأكاديمية الإنسان

جعجع من مونتريال: لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم

إنجيل القدّيس لوقا16/من09حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79343/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%b1/

ما من شعب اضطهد وشتت وظلم وحرم من حق تقرير مصيره أكثر من الشعب الكردي.

فهذا الشعب العريق بتاريخه وبنضاله وبقوميته وبعطاءاته موزع ومشتت بين عدة دول هي تركيا والعراق وسوريا وإيران وممنوع عليه في كل هذه الدول التمتع لا بالسيادة ولا بالاستقلال الكامل ولا بالقرار الذاتي الحر .

حكام وأنظمة هذه الدول يضطهدون الأكراد ويحاولون باستمرار الحؤول دون مساواتهم بباقي المواطنين في بلدانهم.

في العراق كانت كل الدول العربية قبل غزوها من قبل أميركا تعزل الشعب الكردي وتحاربه لسنين وصدام حسن استعمل ضده السلاح الكيميائي وانزل به المئات من الضحايا.

في سوريا لم يكن النظام الأسدي يقبل حتى بإعطاء الأكراد الجنسية السورية ويعاملهم كغرباء.

وفي إيران الظلم قاعدة تاريخية لحكامها ضد الأكراد.

أما في تركيا حيث يعيش 20 مليون كردي فالحكم فيها يعتبرهم إرهابيين ويتعامل معهم على هذا الأساس الموروب والمريض.

الدول الكبرى تخلت عنهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية كما تخلت عن غيرهم وفي مقدمهم الشعب الأرمني.

أي شعب من شعوب العالم بإمكانه أن ينسى دور الأكراد في محاربة داعش في العراق وسوريا؟

ومن من المتابعين لمجريات الحروب في الشرق الأوسط بإمكانه أن ينسى بطولة الأكراد في معركة “كوباني” السورية حيث كانت الهزيمة الأولى للدواعش؟

وها هي اليوم أميركا وكل دول الغرب يتخلون عن أكراد سوريا ويشاركون مباشرة أو مواربة بتسليمهم لمقصلة الدكتاتور أردوغان بعد أن كان الغرب غدر بأكراد العراق في كردستان عقب الاستفتاء الشعبي الذي جرى هناك على حق تقرير المصير.

من المؤكد بأن التاريخ لن يغفر للرئيس الأميركي ترامب تخليه عن أكراد سوريا وخيانتهم وتسليمهم لتركيا اردوغان المسؤولة الأولى عن قيام داعش وعن كل ما ارتكبته من فظائع إجرامية بحق شعوب المنطقة.

أما الغباء  والجهل والجبن الأوروبي فيكمنوا في السكوت المطبق عن قرار ترامب تسليم مصير الآلاف من المقاتلين الدواعش وعائلاتهم المتواجدين حالياً تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا إلى الرئيس أردوغان.. هم يعطون اردوغان سلاح جديد ليهددهم به كما يهددهم باستمرار بهجرة اللاجئين إلى دولهم.

بتصرف الدول الأوروبية الحالي ومعهم أميركا بحق اكراد سوريا هم عملياً بغباء يلحسون مبرد اردوغان ويتلذذون بملوحة دمائهم.

مسكينة الشعوب الصغيرة فهي دائما تُقدم قرابين على موائد الكبار.

ومن عانى من هذه العلة أكثر من شعبنا اللبناني.

ألف تحية للشعب الكردي الحر والمؤمن بحقه في الحرية والحياة.

يبقى أن الشعب الكري الذي رفض دائما الاستسلام لن يرضخ وسوف يتابع نضاله مهما سدت بوجهه المنافذ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ترامب وإيران وأردوغان وروسيا يعيدون داعش إلى الساحات من خلال الغزو التركي لشمال سوريا

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

غباء أميركي تاريخي يكمن في اعطاء الإخوان المسلمين شمال سوريا وهو سيعيد احياء داعش التي يرعاها اردوغان. جريمة بحق الإنسانية.

 

ترامب هو سيكون شريك اردوغان في المجازر التي قد يتعرض له الأكراد في سوريا

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

ترامب المزاجي والجاهل لتاريخ الشعوب الشرق أوسطية بغباء يساند اردوغان ويعطيه الضوء الأخضر لإرتكاب المجازر ضد الأكراد. جريمة موصوفة

 

غباء وجهل قرار ترمب سجب الجيش الأميركي من شمال سوريا

الياس بجاني/08 تشرين الأول/2019

اردوغان هو أب داعش وتسليمه آلاف الدواعش المعتقلين لدى الأكراد يعني تزويده بسلاح بشري كما اللاجئين يستنزف بهم أوروبا والدول العربية

 

من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريرة السياسة/ من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة/08 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84/

 

من حق أهلنا اللاجئين في إسرائيل العودة الحرة من غربتهم القسرية

الياس بجاني/08 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79305/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%82-%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1/

منذ إقرار اتفاقية الطائف سنة 1990 صدر في لبنان أكثر من قانون عفو عام طاول قادة مليشيات، ولوردات حرب، وأصوليين، وبن لادنيين ومافياويين ومتآمرين ومهربي مخدرات وغيرهم الكثير.

كل ذلك على قاعدة "عفا الله عما مضى". أما المنسيون من قبل الجميع فهم أهلنا اللاجئين في إسرائيل.

في 22 أيار سنة 2000 سحبت إسرائيل جيشها من جنوب لبنان تطبيقاً للقرارين الدوليين 425  و426، وذلك بعد مرور اثنتين وعشرين سنة على صدورهما عن مجلس الأمن الدولي (سنة 9781 .(

تقاعست السلطات اللبنانية في حينه عن القيام بواجباتها الوطنية والإنسانية بسبب تبعيتها المطلقة للمحتل السوري.

تخاذلت عن ملء الفراغ الأمني وبسط سلطتها على أرض الجنوب بواسطة قواها الذاتية من جيش وقوى أمن.

دفنت الدولة رأسها في الرمال وتخلت بالكامل عن دورها لقيادة حزب الله ورضخت لمنطقه الموروب.

استسلمت لمنطق الدويلة الأصولية التي أقيمت رغماً عن إرادة السواد الأعظم من اللبنانيين بالتعاون والتنسيق الكاملين بين دولتي محور الشر، سوريا وإيران.

الآلاف من أهلنا الجنوبيين وبسبب غياب وتغييب الدولة، وخوفاً على حياتهم وحياة عيالهم من جراء تهديد ووعيد السيد حسن نصرالله وغيره من قادة حزب الله أجبروا على مغادرة بيوتهم وأملاكهم، ولجأوا إلى إسرائيل.

التهديدات هذه حقائق لا لبس فيها يعرفها القاصي والداني وهي موثقة بالصوت والصورة، وكل من يتذاكى الآن محاولاً تبريرها بالتكتيك الإعلامي الحربي المبرر يجب أن لا يغيب عن باله أن في ذاكرة اللبنانيين عشرات المجازر البشعة من العيشية والقاع إلى الجبل وبيروت مروراً بالدامور ووصولاً إلى الشمال.

من يومها وأهلنا هؤلاء منسيون ويتم التعامل مع قضيتهم بسطحية واستنسابية مغلفتين بظلم فظيع، وتجني جائر، وذمية فاضحة. ومن جازف منهم وعاد تعرض لمحاكمات مهينة ومسخفة طبقاً للمعايير القضائية والقانونية الدولية كافة.

إلا يعلم كل قادة لبنان من رسميين ورجال دين وسياسيين أن أهلهم الشرفاء هؤلاء إستُعْمِّلوا كبش فداء بين القوى المتصارعة على أرضهم، من محلية وإقليمية ودولية، وأنهم فروا خوفاً من بَقْر بطونهم في مخادعهم وقطع أعناقهم!!! (كما بشرهم السيد نصرالله)

المطلوب بعد سنين الحروب المدمرة تم فتح صفحة جديدة كما يشاع لتؤسس لإعادة بناء لبنان العدل والقانون والمساواة.

وقد  دخل لبنان بعد تحريره من سوريا حقبة جديدة من تاريخه المعاصر تستوجب استعمال معايير واحدة للعدل، وواحدة أيضاً للعفو، كما للتعامل والخيانة. هذا والعدل لا يعتبر عدلاً إلا إذا عم الجميع، فلندع عدل وطن الأرز يشمل أبناءه المنسيين في إسرائيل.

إن أهل الجنوب ضحايا اتفاقية القاهرة، وان كان لا بد من محاكمة أحد، فليحاكم كل من رضي بذلك الاتفاق ووقع عليه.

وكلمة حق نقولها براحة ضمير ولو أزعجت البعض من مدعي التحرير والقهر والصهر: "إن أي مطالبة بمحاكمة أي فرد من أفراد جيش لبنان الجنوبي هي انتهاك لكل معايير الوطنية.

فكفى هرولةً من تحمل المسؤوليات، ودفناً للرؤوس في الرمال. 

لقد حان الوقت لوقفة ضمير ومحاسبة.

لا والله ليس هم من يجب محاكمتهم وسجنهم ولو ليوم واحد، بل كل مسؤول وسياسي وزعيم ومرجع تخلى عنهم وعن قضيتهم المحقة، وتعامى عن تضحياتهم والمعاناة.

المطلوب اليوم إخراج ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل من دهاليز السياسة والمناكفات والمزايدات.

الملف إنساني وحقوقي بحت، فليترفع الجميع عن الصغائر ويتعاملوا معه على هذا الأساس.

لكل القادة والسياسيين والمرجعيات في لبنان نقول: ارحموا أهلكم اللاجئين في إسرائيل، فكوا أسرهم، أعيدوهم إلى وطنهم وإلى كنف أهلهم.

كفاهم غربة وعذاب، وكفاهم ظلماً وتجنياً وتخلياً.

ومن كان منكم بلا جرم فليرميهم بتهمة.

من حق أهل الجنوب الأبطال العودة الحرة من غربتهم القسرية بقانون عفو، وهم معززين مكرمين مرفوعي الرأس دون محاكمات وإذلال وانتهاك لحقوقهم.

نسأل عن معايير الوطنية والعمالة والخيانة المفترض أن تقاس على أساسها ممارسات وارتكابات وخطايا أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل وغيرها من البلدان؟

ونقول براحة ضمير أنه لو طبقت هي ذاتها على كل العاملين في السياسة اللبنانية لبقي القليل منهم خارج السجون!!.

أما الذين يتجنون على أهلنا الشرفاء ويرمونهم بالتهم الباطلة، فنذكرهم في هذا السياق بقول الإمام علي: "لا تكن ممن ينهي ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، ويصف العبرة ولا يعتبر. فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن".

وننصحهم أن يتعظوا مما جاء في الإنجيل المقدس: "لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" (انجيل القديس متى07/01و02)

ربي أعد كل أهلنا إلى كنف بلاد الأرز معززين مكرمين، ربي أبعد عن أهل وطني آفات عمى البصر والبصيرة والاستكبار.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

*المقالة في أعلى كانت نشرت في 22 تشرين الأول/2008

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 10102019

الخميس 10 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الحدث في شمال سوريا والقوات التركية تواصل توغلها مصممة على الإنتشار في أكثر من مئة وعشرين كيلومترا عرضا وبعمق ثلاثين كيلومترا وسط بيانات ومواقف في عدد من دول العالم تستنكر العملية العسكرية الواسعة التي قال أردوغان إنها لإيجاد منطقة آمنة ولمواجهة الإرهابيين من الأكراد متعهدا الحفاظ على المدنيين من كل الطوائف والمذاهب.

محليا الحكومة منخرطة في ورشة إصلاحات وتوازن مالي أقلها هدفا إنجاز الموازنة وأقصاها ترتيب وضع الوزارات والمؤسسات، فضلا عن إلغاء العديد منها وتنظيم موضوع التعويضات المالية بدلا من المعاشات التقاعدية، هذه الورشة تستأنف يوم الاثنين بجلسة لمجلس الوزراء يسبقها انعقاد لجنة الإصلاحات وهذه الورشة كانت موضوع بحث قبيل هذا المساء بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي في ظل تصاعد حركة الاحتجاجات بين اعتصام التجار قبل الظهر وما تلاه من إعلان لاضراب في الأفران والمخابز فيما سعر الدولار في سوق الصيرفة يحتاج لضبط في ظل التفلت الذي بلغ أكثر من 1600 ليرة للدولار الواحد.

وفي شأن اخر نفى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء :ما نسبته محطة الMTV الى مصادر زعمها ان المفاجأة التي تحدث عنها الرئيس الحريري قد تشمل وديعة بقيمة 4،1 مليار دولار تودع في مصرف لبنان من دون فوائد، آملا من الجميع وقف التكهنات التي من شأنها أن تشوش على النتائج الإيجابية للزيارة الناجحة للرئيس الحريري للامارات".

اذن الرئيس بري وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا اكد أن جلسة السابع عشر لمناقشة رسالة الرئيس عون حول تفسير المادة 95 من الدستور قائمة مشددا على انه اذا تاخرت الحلول فيما يخص الموازنة سندعو لجنة الطوارئ للانعقاد كما بحثا الوضع في الجنوب والمستجدات على الحدود التركية السورية وما اذا كان لها تداعيات على لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

كل المواضيع التي يدور الوضع الداخلي في فلكها ولا سيما الموازنة والوضعين المالي والنقدي إضافة إلى التطورات الحاصلة في المنطقة شكلت محور البحث خلال جلسة وصفت بالممتازة وجمعت الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في قصر بعبدا.

رئيس المجلس أكد الاتفاق مع رئيس الجمهورية على دعوة لجنة الطوارىء الاقتصادية للانعقاد، إذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل فيما يتعلق بالموازنة لافتا في مجال آخر إلى أن جلسة نقاش رسالة رئيس الجمهورية وتفسير المادة 95 من الدستور في موعدها.

هذا في وقت سجل فيه استنفار حكومي على خط موازنة 2020 وسباق مع الزمن لإنجازها ضمن المهلة الدستورية وتضمينها ما أمكن من إصلاحات يتقدمها ملف الكهرباء ووضع إصلاحات أخرى في سلة موازية يتم إقرارها بمراسيم وقوانين منفصلة.

مجلس الوزراء تابع درس الموازنة وضرب الاثنين المقبل موعدا لاستكمالها في جلسة يبحث فيها أيضا وضع المؤسسات العامة بالإستناد إلى تقارير من الوزراء بشأن المؤسسات التابعة لوزاراتهم لتفحص جدواها قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها.

هذا في وقت أكد فيه وزير المال علي حسن خليل للـ NBN أن الموازنة ستقدم كما هي من دون أي إضافات وضمن المهلة الدستورية.

في موازاة الحراك الحكومي ثمة حراك احتجاجي رفضا للواقع الاقتصادي المتردي الذي تجلى أحدث وجوهه بشح الدولار.

في الحراك الاحتجاجي وقفة رمزية للقطاع التجاري لمدة ساعة تخللها تلويح بتحركات أخرى و تحديد اتحاد نقابات الأفران والمخابز إضرابا الاثنين المقبل فهل نحن أمام أزمة رغيف؟.

في هموم المواطنين أيضا عدم امتلاكهم الدولار للسداد لشركتي الخلوي اللتين تمتنعان عن التعامل معهم بالعملة الوطنية.

هذا الأمر يلقى متابعة من كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري مع الوزارة المعنية بما يحفظ القطاع ويلبي حاجات الناس.

إقليميا ظلت العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا في صدارة المشهد.

وفيما أعلنت أنقرة بدء الهجوم البري لم يطرأ على الخارطة الجغرافية تغيير جوهري رغم القصف الجوي والمدفعي.

وقبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن الدولي بمبادرة من الدول الأوروبية على نية العملية العسكرية التركية أطل رجب طيب أردوغان في خطاب رد فيه على منتقدي هذه العملية فقال للسعودية: عليك أن تنظري إلى نفسك بالمرآة متسائلا: من أوصل اليمن إلى هذه الحالة؟

ورد على الرئيس عبد الفتاح السيسي: أنت قاتل الديمقراطية في مصر أما الأوروبيون فشهر أردوغان بوجههم فزاعة النازحين.

أما الرد بالعربي فجاء من دمشق التي رأت أن تصريحات أردوغان لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع وأعلنت انها ستواجه العدوان الغاشم بكل أشكاله بالوسائل والسبل المشروعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هل لأحد رأي آخر؟

لا يدخل القول إن في لبنان وضعا اقتصاديا صعبا في باب اكتشاف البارود، بل في إطار وصف الواقع، الذي قد يحتم الدعوة إلى لجنة الطوارئ التي أقرها اجتماع بعبدا في الثاني من أيلول الفائت، إذا لم يتم التوصل إلى حلول حول مشروع موازنة 2020 قبل الأسبوع المقبل، على ما أعلن رئيس مجلس النواب من بعبدا اليوم.

ولا يدخل في سياق اكتشاف البارود أيضا القول إن تداعيات الأزمة السورية، ومنها ملف النازحين، هو أحد أبرز أسباب التراجع الاقتصادي، إلى جانب التراكمات الموروثة، جراء سياسات فاشلة منذ ثلاثة عقود وأكثر.

غير أن من أبرز المفارقات في لبنان 2019، أن الجميع يقر بالأزمة، ويدرك أسبابها، غير أن هذا الجميع هو ذاته يعطل كل الحلول، لغاية في نفس معرقل.

فما الضير مثلا إذا اتخذت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، تحقيقا لمصلحة لبنان العليا اقتصاديا، وبعيدا من أي خلفية سياسية، قرارا يقضي بتكليف أحد الموفدين بزيارة سوريا، على ما طرح وزير الخارجية اليوم، للبحث رسميا في ملفي النازحين والمعابر، اللذين يجمع السياسيون والخبراء المحليون والإقليميون والدوليون، وتؤكد المؤسسات والدراسات والأرقام، أنهما من أبرز الأثقال التي يحملها اقتصادنا اليوم؟

وهل يكفي في لبنان 2019، تكرار ذرائع ما بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لتبرير عدم التحرك "لفك الخنقة" الاقتصادية عن لبنان، بتحسين ظروف التصدير الى العراق والاردن والخليج عبر سوريا، وتخفيف الرسوم على الشاحنات على معبر البوكمال على سبيل المثال، لفتح سوق كبير كالعراق؟

وماذا يقدم أو يؤخر موقف كذاك الذي طرحه وزير القوات كميل ابو سليمان، الذي قال: "خلي الوزراء اللي بيطلعوا على سوريا هني يعطوا مواقفن، ونحنا منبقى على الحياد لنضل حاسبين خط الرجعة"؟ فعن أي خط يتحدث؟ وعن أي رجعة؟ من أين؟ وإلى أين؟

وعلى خط آخر، كما كان متوقعا، ترجم الهجوم التركي على اكراد سوريا هجوما من بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر، حيث انبرى وزير الاشتراكي وائل بو فاعور الى مهاجمة موقف لبنان الرسمي، معتبرا أنه خروج على النأي بالنفس، فرد الوزير المعني جبران باسيل بالتشديد على أن لبنان يدين هجوما من دولة غير عربية على دولة عربية، واعتبر ان من يتكلم بهذا المنطق يبدو كأنه مع الهجوم التركي.

وفي ضوء الإجماع اللبناني والعربي على الادانة، الا يكون الموقف اللبناني تعبيرا عن النأي بالنفس؟ سأل باسيل... وأضاف: هل لأحد رأي آخر؟ هنا، ساد الصمت، وغاب الجواب... فانتهى النقاش عند هذا الحد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

دخلت الحكومة جديا في الأمتار الأخيرة الفاصلة عن إنجاز موازنة 2020، تحركها جملة استحقاقات ضاغطة، تبدأ بقرب انتهاء المهلة الزمنية الدستورية وبارتفاع منسوب الحاجات الاجتماعية والاحتجاجات المتصاعدة على العسر الاقتصادي والمالي والتمويني، ولا تنتهي بالضغوط الدولية والعربية على لبنان كي يمارس حمية اصلاحية طال انتظارها، من دون أن ننسى الخشية المتصاعدة من أن تتمدد تداعيات ما يحصل شمال سوريا الى لبنان سياسيا وأمنيا.

في ضوء هذه المخاطر عجل مجلس الوزراء الخطوات كي ينجز الموازنة، ولكن ليس أي موازنة، فالضغوط الخارجية لإنجاز موازنة إصلاحية تتقاطع مع ضغوط تمارسها بعض المكونات الأساسية في الحكومة. والمعركة تدور بين من يريد الاصلاح الآن في متن الموازنة ومن يريد قطع وعود بالانجاز تنفذ بعد إقرارها، بحجة انقضاء المهل. وقد اعتبر رافضو التأجيل بأن هذه الاستراتيجية، قد تمر في لبنان لكنها ستلاقي رفضا قاطعا من الدول المعنية بمشروع النهوض.

في المقابل، ورغم ما تقدم فإن أوساطا حكومية اعتبرت أن تقدما تحقق في جلسة مجلس الوزراء اليوم يسمح بتوقع ولادة الموازنة الأسبوع المقبل ما لم تهب رياح جانبية تعطل هذا المسار. توازيا، صرخات التجار, الذين توقفوا في مختلف المناطق ساعة محذرين واضعي الموازنة من استسهال تحميلهم أي ضرائب جديدة، لري خزائن الدولة المتعطشة للمال، لأن اللجوء الى هذا النهج سيدمر الاقتصاد، فيما علا صوت أصحاب الأفران لحل أزمة تزويدهم بالدولار محذرين من انقطاع الرغيف. هذه الاعتبارات عالية الأهمية، حملت رئيس المجلس الى بعبدا حيث التقى الرئيس عون وأعلن بعد اللقاء أن لجنة الطوارىء التي شكلت في الثاني من ايلول ستدعى الى الاجتماع في حال تأخرت الحلول المالية و إقرارالموازنة عن الأسبوع المقبل .

إقليميا، عملية نبع السلام التركية شمال سوريا فاقمت قضية النزوح، واشعلت وابلا من الانتقادات الكونية للدور الأميركي المتخلي عن الحلفاء، وللرئيس الأميركي الذي لا صاحب له ولا صديق، وقد غذى الرئيس ترامب هذه الانتقادات بسيل من التصريحات غير المنطقية التي زادت الطين بلة وطرحت اسئلة مشروعة عن التماسك العقلي لرجل يشغل هذا الموقع الخطر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

من تل ابيض ورأس العين السوريتين، الى كل العيون اللبنانية المرتقبة اختراقا ما في جدران الازمة، تركز المشهد اليوم، فالصورتان على اختلافهما ضمن مكونات ما يرتسم في المنطقة..

بالمنطق الصريح اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لبنان واقع تحت الحصار المالي وعقوبات يتأثر بها الاقتصاد بشكل عام والقطاع المصرفي بشكل خاص رغم تقيده بكل التعليمات والانظمة كما قال الرئيس..

ومن بعبدا قول لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء أكثر من جيد مع الرئيس ميشال عون كما وصفه، اذا تأخرت الحلول المالية ولم يتم انهاء الموازنة بحلول الاسبوع القادم فان الاتفاق على الدعوة الى لجنة الطوارئ التي اقرت في اجتماع بعبدا الاقتصادي بداية الشهر الماضي..

اما بداية الاسبوع المقبل فستفتتح بازمة جديدة مع اعلان نقابة اصحاب الافران الاضراب العام الاثنين، فهم واقعون بين المازوت والطحين والدولار كما يقولون، فيما بات المواطن على ابواب ازمة رغيف.. ومعه ارتفع صوت الدواء ومستورديه الذين يبحثون عن ترياق الدولار لشفاء قطاعهم من فقر حاد بالسيولة متقلب بسعر صرف العملة..

فما العمل؟ ومن يصر على اطالة امد الازمة رغم توجيهات رئيس الجمهورية وتعميم حاكم مصرف لبنان.

وحتى يكتشف الجواب فان الحكومة عند تفاؤلها وجلساتها الباحثة عن الاصلاحات في الموازنة.

في المنطقة وعيد وتهديد ونار اشعلت في الشمال السوري فاحرقت ستارا سياسيا فضح اللاعبين بالدم السوري لسنوات عبر تبادل الاتهامات..

فاردوغان الذي يشن عدوانا عسكريا على الاراضي السورية تحت عنوان محاربة الاكراد، خاض حربا سياسية مع الاوروبيين متهمهم بانهم هم من انشأوا داعش واتوا بها الى المنطقة.. وبمنطق التهديد لوح لهم بورقة النزوح وفتح الحدود لاغراق القارة العجوز بملايين النازحين ..

ورقة مسموح لاردوغان استخدامها في اطار النزال الدولي وصد الضغوط، فيما يعيب البعض على لبنان رفع هذه الورقة التي ترهق كاهله الاقتصادي والاجتماعي بوجه المجتمع الدولي..

اما ورقة الاكراد التي رمتها اميركا فارقت الاسرائيليين الخائفين على مصيرهم لا على الاكراد، متسائلين عبر محلليهم السياسيين والعسكريين، من سيثق باميركا بعد اليوم؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

"ما وصلت اللقمة للتم"... فالرغيف لن يتوافر للمواطن يوم الإثنين لأن الأفران ستكون في إضراب، أما لماذا؟ فلأن الأفران تبيع الخبز بالليرة اللبنانية وتسدد سعر الطحين بالدولار، ولا تستطيع تأمين الدولار.

إنها الدوامة التي تتوسع دائرتها: من المحروقات إلى الدواء إلى القمح إلى الرغيف، والبقية قد تأتي... الرغيف الذي لم ينقطع في الحرب هل يعقل أن ينقطع في السلم؟

في الحرب كان يقال: "الأمن قبل الرغيف" وكان المعنى أن الأمن غير متوافر فيما الرغيف متوافر.

في السلم كان الرغيف غير متوافر لأن "الدولار قبل الرغيف"... هذه دوامة يجب إيقافها لأن سلعا أساسية أخرى قد تظهر بعد الخبز ولا دولار لها.

وفيما الرغيف يستعد للإضراب، كان القطاع التجاري يضرب اليوم لساعة، ظهرا، تعبيرا عن التراجع الكبير في القطاع التجاري والذي بلغ حد إقفال عشرة في المئة من المحلات التجارية.

من خارج السياق، برزت زيارة مفاجئة للرئيس نبيه بري لقصر بعبدا، وأبز ما قاله بعد اللقاء: "إذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل، سندعو لجنة الطوارئ الى الإجتماع، وهي اللجنة التي تشكلت في الثاني من أيلول".

في جديد مجلس الوزراء، ملف الكهرباء كان أحد نجوم الجلسة، وفي معلومات مصادر قريبة من وزراء التيار أن التيار رفض زيادة التعرفة قبل تأمين الكهرباء 24 ساعة على 24.

وفي ملف النازحين والمساعدات لهم، شدد الوزير باسيل على أن المساعدات يجب أن تأتي للدولة اللبنانية وهي تتولى توزيعها، لا أن تصل مباشرة إلى النازحين.

وفي الجلسة سجال على موقف الخارجية اللبنانية من العملية التركية، حيث أن الوزير وائل ابو فاعور انتقد موقف الخارجية معتبرا أنه خروج على سياسة النأي بالنفس، ما استدعى ردا من باسيل الذي اعتبر أنه إذا كان هناك إجماع عربي ولبناني على الإدانة، فهل يجوز أن يكون الموقف الرسمي النأي بالنفس؟ عند هذا الحد توقف السجال.

إذا، المعطى الأبرز في ما أعلنه الرئيس بري، والأسبوع المقبل فاصل: فإما التوصل إلى الحلول، وإما إلى لجنة الطوارئ در.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الأنباء لأردوغان والموقف لجبران، فقد توغل وزير الخارجية داخل مجلس الوزراء مسافة كيلومترات سياسية مطلقا عملية " نبع السلام " مع سوريا واقترح على الحكومة إيفاد وزراء بشكل رسمي لزيارة دمشق والاستثمار في معابرها المطلة على الدول المجاورة.

فمع فتح معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق كان باسيل يشق معبرا لعودة العلاقات بفرعها الاقتصادي، ويطرح على مجلس الوزراء المبادرة بخطوة واحدة تقضي بعدم الاكتفاء بزيارات وزارية تحت طائلة المسؤولية الفردية، بل بوفد وزاري تكلفه الدولة اللبنانية بحث مسألة الاستفادة المحلية من خفض الرسوم على الشاحنات والبضائع.

لكن رد القوات جاء لإبقاء الوضع على ما هو عليه أي كل يقوم بزيارات على نفقته السياسية الخاصة من دون الارتقاء بالموقف إلى المستوى الرسمي وطرح وزراء القوات معادلة " يروحوا ونحنا بنغمض عينينا " وهو ما عده باسيل كلاما بلغتين ونحن لسنا في وارده، واستحضرت سوريا الى جلسة الموازنة الحكومية مع إثارة وزير الصناعة وائل أبو فاعور بيان الخارجية اللبنانية الذي يدين التوغل التركي في الشمال السوري.

ورأى أن البيان خرق النأي بالنفس فرد وزير الخارجية: أسالكم فردا فردا إذا اعتدت دولة غير عربية على دولة عربية فكيف يكون الموقف نحن نمارس النأي بالنفس عن صراعات الدول وليس عن الاعتداءات طالبا أن تتوقف المزايدات وسيتوجه وزير الخارجية السبت إلى القاهرة لحضور الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية الذي سينعقد على بركان فجره رجب طيب اردوغان، مدعيا أن عمليته العسكرية تهدف إلى المساهمة في وحدة الأراضي السورية.

يتوغل اردوغان محتلا ويخطب مختلا يقضم الأرض السورية ويتحدث عن إسهام وسلام ووحدة أراض. لكن من يساعد الرئيس التركي في مساهماته تلك هو مواقف دول تسمك العصا من النصف. وإحدى أبرز الدول روسيا التي تفهمت مصالح اردوغان الأمنية أما واشنطن فإنها تهاتف الرئيس المتوغل تهدده بالاقتصاد ثم لا تخاف إلا على قيادي داعش في وقت كانت أوروبا من بين أضعف المواقف وأكثرها ترهلا وقد بدت ببال مشغول على عملية السلام. وأمام سيل التصريحات التي لا توقف حروبا كان اردوغان ينشر ينابيع سلامه الوهمية على الجميع شرقا وغربا ويقصف بمواقفه كلا من أوروبا والسعودية ومصر متوجها الى المملكة السعودية بالقول :عليكم أن تنظروا إلى المرآة. من أوصل اليمن إلى هذه الحال؟ ؟ ألم يمت الآلاف في اليمن؟ عليكم أولا أن تقدموا حساب ذلك أما أنت يا رئيس النظام في مصر فلا تتكلم أبدا، فأنت قاتل الديمقراطية في بلدك أما القارة العجوز فقد هددها بورقة النازحين السوريين عبر السماح لهم بالتحرك نحو أوروبا فمن يدعم اردوغان ليشن حروبا عسكرية وسياسية على الجميع وهل دفعته واشنطن الى التورط في المستنقع السوري عقابا على تمرده في شراء منظمومة " الاس أربع مئة " الروسية ؟ وعلى شرفات النار الممتدة الى الشمال السوري كانت الموائد اللبنانية " تتفزلك "بأرقام الموازنة ويرتفع لهيب هذه الارقام الى بعبدا في لقاء الرئيسين ميشال عون ونبيه بري.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 تشرين الأول 2019

الخميس 10 تشرين الأول 2019

النهار

لوحظ أنه في أبو ظبي وقبلها باريس وفي كل المحطات الأوروبية لم يجر التطرق الى موضوع النازحين بحيث يكشف أحد السياسيين المخضرمين أنّ هذه المسألة تفوق قدرة لبنان وهي قرار دولي لم يحن وقته بعد.

يروي متابعون عن مواجهة كلامية بين احدى كريمات مسؤول كبير وسفير للبنان في الخارج حاول ان يزايد عليها امام جمع من الناس مدافعا عن العهد وعن الوزير جبران باسيل تحديداً.

يشارك النائب شامل روكز معارضين عونيين احتفالهم بذكرى 13 تشرين في قداس على نية شهداء الجيش اللبناني الذين قتلهم الجيش السوري لدى اقتحامه قصر بعبدا ووزارة الدفاع وعددهم نحو 300 من دون القاء كلمة في المناسبة.

الجمهورية

أبدى نواب حزب فاعل "نقزة" من كلام مرجع بارز حين أعرب عن المشاركة في إستحقاق إقليمي قريب، وإمكانية فتح قنوات تواصل مع دولة عربية على علاقة فتور معها؟

قرأ البعض تعميم طرف سياسي على نوابه بضرورة الحضور إلى إحدى جلسات اللجان النيابية لإفتعال مشادّة كلاميّة مع أحد النواب الحاضرين تمهيداً لتطيير اللجنة.

تحدث مرجع بارز عن إستدارة بعض القوى المحلية من محور دولي ذات تأثير كبير في المنطقة إلى محور آخر بدأ يبرز في الآونة الأخيرة على ساحة الشرق الأوسط.

اللواء

تعطي جهات لبنانية الأولوية لتطورات الموقف شمال سوريا، من زاوية مواجهة التدخل العسكري التركي..

تستعجل السلطة إصدار قانون الإعلام الجديد، ليشمل المواقع الالكترونية..

السؤال الذي يملك كثيرون جوابا عليه، ولا يفصح بعضهم: مَن يقف وراء الحملة على وزراء المستقبل؟

البناء

أبدت مصادر حكومية ارتياحها لكلام قيادي بارز في حزب كبير يقول فيه إن لا تبديل في تقييم الحزب لمشهد الحكومة والرئاسات بعدما كانت وصلت لرئيس الحكومة وشوشات عن تغيير في موقف الحزب ورغبته بالذهاب لتغيير حكومي قد يكون من ضمنه إعادة النظر بتسميته لرئاسة الحكومة…

قالت مصادر عسكرية كردية انّ قيادات العشائر العربية المؤيدة للدولة السورية أبلغتها الاستعداد للتعاون في مواجهة ايّ غزو تركي بَري لمناطق شمال شرق سورية، وقالت المصادر إنّ هذا الموقف يأتي مع اشتراط دمشق مواقف سياسية واضحة قبل أيّ تفاوض جديد، ورأت المصدر في الموقفين تعبيراً واحداً عن نظرة دمشق للغزو التركي ونظرتها للموقف الكردي.

نداء الوطن

عُلم أن الحكومة تحاول وضع ورقة عمل موحدة بشأن ملف الترسيم مع إسرائيل لاستخدامها في المفاوضات مع مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر الذي سيعود الى لبنان "بشروط جديدة".

تسود حالة من التململ والاستياء في صفوف "التيار الوطني الحر" من تصرفات أحد وزراء "لبنان القوي" ومواقفه التي باتت توصف بأنها "غبّ الطلب".

لوحظ أن الهجوم الذي تلقاه الوزير العوني فادي جريصاتي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد استخدامه عبارة "ما يسمّعني صوته" التي قالها لكل لبناني معترض، لم يقتصر على المعارضين فقط بل شمل أيضا مؤيدين وحلفاء ومنهم ناشطون في "حزب الله".

 

الخوف على الهيئة الوطنية للمفقودين

مي عبود ابي عقل/موقع المرصد/10 تشرين الأول/2019

ما تردد في اليومين الاخيرين عن نية الحكومة الغاء "اللجنة الوطنية لحقوق الانسان" كان خدعة سمجة وغير واقعية.. فرغم "تهريبة" تشكيلها في آخر جلسة للحكومة السابقة في ٢١ ايار ٢٠١٨، والشوائب التي احاطت بتعيين اعضائها، وابرزها استبعاد سوزان جبور التي تتولى اليوم منصب نائب رئيس لجنة حقوق الانسان في جنيف، ووداد حلواني رئيسة لجنة اهالي المخطوفين، اضافة الى المحاصصة المذهبية والسياسية التي تمت على اساسها، فإن الغاءها امر مستبعد وغير منطقي ومعقول، خصوصا ان تشكيلها كان احد الشروط الاصلاحية التي وضعها مؤتمر روما الذي عقد في ١٥ آذار ٢٠١٨ وتعهد الرئيس الحريري يومها بتشكيلها، كما انها تعكس "الوجه الحضاري" للبنان تجاه المجتمع الدولي الذي يولي هذه الهيئات اهتماما خاصا، واقسم اعضاؤها اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية. وقد تكون هذه الزوبعة في مصلحة الهيئة لجهة تثبيتها وتسوية اوضاعها وصرف مستحقات اعضائها وايجاد مقر خاص لها.. لكن المخيف في الامر ان يأتي كل ذلك على حساب تشكيل "الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا" التي انشئت في العام ٢٠١٨ بموجب القانون رقم ١٠٥ بعد نضال طويل للاهالي ومؤسسات المجتمع المدني على مدى اكثر من ٣٠ عاما، وان يبقى تعيين اعضائها في مهب الريح بحجة وجود هيئة حقوق الانسان، بكل ما يعنيه ذلك من تهرب الدولة من واجبها في الكشف عن مصير آلاف المفقودين اللبنانيين، واستخفاف بمشاعر الاهالي وحقهم في معرفة مصير ابنائهم... فالمهم لهذه السلطة ارضاء المجتمع الدولي، ولو خداعا، وآخر همومها واهتماماتها الافراج عن مواطنيها ومعرفة مصيرهم، فهؤلاء لا دول تسأل عنهم، ولا مصالح تجنى على ظهرهم، ولادموع الامهات والزوجات والاولاد تشفع بهم.. فهل هذه نية الدولة الحقيقية؟؟ #حقنا_نعرف

 

اجتماع بين عون وبري.. هذا ما رَشَح عنه

جنوبية/10 تشرين الأول/2019

على إثر الأوضاع الإقتصادية التي تعصف بالبلاد، اتجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم، الى قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون. وقال بري إثر انتهاء الاجتماع: “الجلسة مع الرئيس عون كانت أكثر من جيدة وممتازة وتناولت كل المواضيع التي ندور في فلكها الآن، لا سيما الوضع المالي والنقدي والموازنة”. اضاف: “كان هناك اتفاق انه اذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل في موضوع الموازنة فسندعو الى انعقاد لجنة الطوارئ التي تقررت في اجتماع بعبدا في 2 ايلول الماضي”. ولفت الى ان “جلسة 17 تشرين الاول لمناقشة رسالة الرئيس عون حول تفسير المادة 95 من الدستور، قائمة”

 

بشارة شربل من امام قصر العدل: التهمة سياسية ومتفائلون

الكلمة اولاين/10 تشرين الأول/2019

أعلن رئيس تحرير "نداء الوطن" بشارة شربل، من امام قصر العدل، "ان التهمة سياسية، ونتمنى ان تقوم المحكمة بواجبها، ومتفائلون ونتوقع خيرا".

 

“حزب الله” يترقب بقلق حكم المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة الحريري

بيروت ـ”السياسة” /10 تشرين الأول/2019

 بالرغم من عدم إعلان المحكمة الخاصة بلبنان عن موعد محدد لإصدار حكمها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا أن الأجواء التي تخيم على مقر المحكمة بلاهاي، تشير إلا أنه بات قريباً ولا يتعدى الأمر مهلة أسابيع قليلة، الأمر الذي من شأنه زيادة الضغوطات على “حزب الله” الذي تتهم المحكمة عدداً من عناصره بالوقوف وراء الجريمة، في حين شكل نشر المحكمة في وسائل الإعلام اللبنانية إعلاناً يطلب من المتهم سليم جميل عياش تسليم نفسه في قضية اغتيال جورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حمادة وإلياس المر، دفعاً جديداً باتجاه محاصرة الحزب في هذه الجرائم، بالتوازي مع رزمة العقوبات الأميركية التي تستهدفه. وتشير المعلومات المتوافرة لـ “السياسة”، إلى أن “حزب الله” يترقب بقلق حكم المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة الحريري، لأنه سيثير تداعيات لبنانية وعربية ودولية لا يمكن الاستهانة بها، في ظل الظروف الضاغطة التي يتعرض إليها، وإن كان الحزب قد أشار في الكثير من المناسبات أنه غير معني بالمحكمة وما يصدر عنها . وأوضحت النّاطقة الرسميّة باسم المحكمة الخاصّة بلبنان وجد رمضان أن “لا جدول زمنياً لصدور الحكم النهائي في قضيّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو بدء المحاكمة في القضيّة المتلازمة”، مؤكّدة أنّ “المحكمة تسير في الخطوات القانونية لتأمين إجراءات محاكمة عادلة وشفّافة، مع مراعاة السرعة”. على صعيد آخر، طالبت “الجماعة الإسلامية” في الشمال ب”إخلاء سبيل الشيخ كنعان ناجي فورا”، ودعت إلى “إغلاق هذا الملف، وسائر الملفات الملفقة عبر ما يسمى بوثائق الاتصال التي كانت الحكومة السابقة قد أوقفت العمل بها”.

 

أوساط نيابية: اقتراح بري اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة… لن يرى النور

بيروت ـ”السياسة” /10 تشرين الأول/2019

 فيما يرزح لبنان تحت أعباء اقتصادية واجتماعية لا طاقة له على تحملها، في ظل عجز الحكومة عن القيام بدورها لمواجهة هذه الأعباء، فاجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوساط السياسية بطرحه اعتماد قانون انتخابي جديد، على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، وهو الأمر الذي أثار انقسامات داخلية بين المكونات السياسية والنيابية، بشأن طرح برّي الذي لقي معارضة واسعة، وخاصة من جانب الأطراف المسيحية . وأكدت في هذا الإطار أوساط نيابية بارزة في “تكتل لبنان القوي” وكتلة “الجمهورية القوية” ل”السياسة”، أن ظروف البلد غير مؤاتية لبحث قانون جديد للانتخابات، باعتبار أن هناك ما هو جدير أكثر بالبحث لإخراج لبنان من أزماته الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن طرح مثل هكذا موضوعات سيثير نقاشات لا طائل منها، لان اهتمامات اللبنانيين في مكان آخر، عداً عن أن أي قانون انتخابات يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، سيواجه باعتراضات واسعة من جانب المكونات السياسية، وبالتالي فإنه لن يرى النور .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الأجندة الذاتية لحزب الله تحرك دفاعه عن أكراد سوريا

العرب/10 تشرين الأول/2019

يراقب حزب الله اللبناني عن كثب تطورات المعركة المفتوحة بين تركيا والأكراد في شمال شرق سوريا بقلق شديد وامتعاض من التقاطع الروسي الأميركي الذي سمح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخوض حملته العسكرية شرق الفرات. ومرد توجس حزب الله من تسارع التطورات في سوريا إمكانية أن تعزز هذه الحرب الجديدة أدوار أنقرة مما سيحد بالتالي من نفوذ إيران وميليشياتها. بيروت – تتجه أنظار العالم وخاصة الأطراف الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط إلى ما يحدث من تطورات في شمال شرق سوريا بعد بدء تركيا في حملة عسكرية في شرق الفرات.

ويعد حزب الله اللبناني من بين أكثر الأطراف التي تبدي قلقا كبيرا من تداعيات الحرب الجديدة في شمال شرق سوريا، خاصة أنه من أكثر داعمي نظام الرئيس بشار الأسد. وكشفت مصادر مطلعة في لبنان أن حزب الله يشعر بأن التقاطع الروسي الأميركي على السماح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخوض هذه الحملة، سيؤدي إلى تعزيز دور تركيا وترجيح كفتها في سوريا، ما سيساهم أيضا في تعزيز الجهود المتعددة الأطراف التي تعمل على تقليص نفوذ إيران وميليشياتها في هذا البلد. وتنقل هذه المصادر عن أوساط حزب الله أنه يراقب عن كثب التطور في شمال سوريا من ضمن المشهد الإقليمي العام، ويرى أن الإجراء العسكري الذي لم تعترض عليه روسيا، على الرغم من اعتراض إيران، شريكة الدولتين في عملية أستانة، يطرح أسئلة حول ما تخطط له موسكو في سوريا ولبنان معا. ويسعى حزب الله إلى الاستفادة من النظرية التي يروج لها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري حول أن مشكلة الحزب “إقليمية”، للاستفادة من هذه “الترقية” والتخاطب مع العالم وفق هذا المعطى الذي تعترف به الدولة اللبنانية، بشخص الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون.

ويقر الحزب أنه أداة مخلصة من أدوات الحرس الثوري الإيراني والسياسة الخارجية لطهران في الإقليم والعالم. غير أن بعض الآراء ترى أيضا أن للحزب أجندته الذاتية التي يعوّل عليها لتدعيم نفوذه وتمدده في الداخل اللبناني. ويعتبر الحزب أن التمدد التركي في سوريا يأخذ اعترافا شرعيا على منوال ذلك الروسي والإيراني في هذا البلد، وأن حضور تركيا الدولة إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإيران، سيعجل من انسحاب الميليشيات، التي يعتبر حزب الله أنه أهمها ومن واجهاتها، لصالح تسويات تستخدم الجيوش المباشرة. وتقول أوساط لبنانية متابعة إن الضجيج في شمال سوريا قد غطى على الجلبة المتعلقة باحتمالات الحرب والسلم مع إسرائيل، والتي كانت تتيح لحزب الله لعب دور محوري فعال في هذا الصدد. وتضيف أن الحدث السوري الجديد يعزز دور إسرائيل في سوريا، بصفتها دولة تتمتع بعلاقات مع كافة الدول المنخرطة ميدانيا داخل سوريا ما عدا إيران، ما يجعل من الجراحة التركية في الشمال متكاملة مع تلك التي تمارسها إسرائيل في الجنوب بموافقة أميركية وبتواطؤ روسي لا لبس فيه.

وترى مصادر دبلوماسية في بيروت أن منابر حزب الله السياسية والإعلامية تكثف خطابها لإدانة الهجوم التركي شمال سوريا ضد الإدارة الذاتية التي يديرها الأكراد شمال شرق البلاد، في سعي لتكون جزءا من الحملة الدولية والعربية المجتمعة على إدانة السلوك التركي ووصفه بالعدوان وفق الأبجديات العربية الأوروبية. وتقول هذه المصادر إن الحزب الذي يعاني من تداعيات موجعة جراء العقوبات الأميركية، يسعى من خلال موقفه المعادي لتركيا لمجاراة الجو العدائي الذي عبّر عنه الكونغرس الأميركي ضد أنقرة كما ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصيا.

ويأمل الحزب من خلال هذا الحدث في استكشاف إمكانات فتح حوار مع الإدارة الأميركية يكون مستقلا عن النزاع بين واشنطن وطهران، والذي قد يجد مسارات تسوية يدفع حزب الله نفسه ثمنها. ولفت المراقبون إلى أن الحدث السوري من بوابة الحملة التركية لا يحمل ماء إلى طاحونة حزب الله في السعي للتخلص من نير العقوبات الأميركية والضغوط الدولية التي تمارس على شبكاته الأمنية والمالية في العالم. إلا أن هؤلاء لفتوا إلى أن حزب الله العاجز عن توفير أي دفاعات في مواجهة الغضب الأميركي، يسعى إلى التلويح بورقة النازحين وقذفها بوجه دول الاتحاد الأوروبي، وهو أمر تحدث عنه بصريح العبارة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله في مجلس النواب اللبناني، النائب محمد رعد.

واستغربت أوساط دبلوماسية هذه المفارقة بين حزب الله وتركيا في تناقض مصالحهما في داخل سوريا، لاسيما إثر العملية العسكرية التركية التي بدأت الأربعاء من جهة، وبين اتفاقهما على تهديد الاتحاد الأوروبي بفتح أبواب النزوح أمام اللاجئين السوريين باتجاه القارة القديمة من جهة ثانية.

وتخلص مراجع سياسية لبنانية إلى أن حزب الله، وإزاء أي تطور يتعلق بتنامي الضغوط عليه في سوريا وتنامي مستوى العقوبات التي تستهدفه وتهدد ديمومته، مازال يمتلك ورقة التلويح بتهديد أمن إسرائيل، وهو ما برح يذكر في كل المناسبات بامتلاكه عشرات الآلاف من الصواريخ التي يلمح إلى قدرته على استخدامها. وتقول هذه المراجع إن أمين عام الحزب الذي سبق أن جاهر بأن حزبه سيتدخل في حال تعرضت إيران لأي حرب، يبعث برسائل ضمنية عن جهوزية الحزب لخوض حرب موجعة ضد إسرائيل في حال شعوره أن التطورات الدولية تهدد وجوده. وينتهز حزب الله فرصة اهتمام العالم بسوق الطاقة في شرق المتوسط للتصويب على إمكاناته في تعطيل هذا القطاع الواعد والمهم لشركات النفط في العالم، سواء بالتهديد بضرب المنشآت النفطية الإسرائيلية، أو بتعطيل المساعي الأميركية التي يقودها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر لإنهاء النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل والذي يعطل العمل في حقول الغاز داخل المياه الحدودية للبلدين. ويسعى حزب الله للاستفادة من خلافات عدة دول متنازعة مثل قبرص واليونان ومصر مع تركيا في هذا المجال، لربطها بتناقض مصالحه الذاتية مع تركيا، بغض النظر عن موقف طهران المعارض للحملة التركية في سوريا.

 

باسيل في اميركا.. إخفاق وفضيحة

رالف حلو/"اللبنانية"/10 تشرين الأول/2019

بعد موجة العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي طالت أجنحتها العسكرية، السياسية والمالية ومن ضمنها "حزب الله"، شخصت الأنظار نحو زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى الولايات المتحدة ضمن الوفد الرئاسي المُشارك في اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك، خصوصاً بعد تداول خبر تحضير الإدارة الأميركية لسلسلة من العقوبات الجديدة ستطال حلفاء الحزب في لبنان وعلى رأسهم الوزير باسيل.

مصادر مُطّلعة تردّد بان محاولات وزارة الخارجية اللبنانية لتنظيم لقاءات رسميّة لباسيل طيلة الفترة الماضية جوبهت دائماً بالرّفض بسبب ما عزته المصادر إلى "الصلات المشبوهة" التي تجمع الوزير اللبناني بالحزب المصنّف إرهابياً كما بسياساته الداخلية والخارجية التي لا تتوافق مع مصالح الولايات المتّحدة. النكسة غير المسبوقة للديبلوماسية اللبنانيّة لم يستطع اللقاءين اليتمين اللذين عقدهما باسيل خلال زياراته مع كل من وزير الدفاع الأميركي الأسبق تشاك هاغل والنائب الديمقراطي إليوت إنجل من تعويضها، كون الأول لا تأثير له داخل "الإدارة" وهو الذي دُفِع إلى الاستقالة والتخلّي عن مهامه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام ٢٠١٤، بينما الثّاني أيّ إنجل فتربطه علاقة شخصية قديمة بالرئيس اللبناني ميشال عون ما ساعد رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ على أخذ موعد معه، مع العلم أنّ اللقاء به قد وضع في إطار اللقاء الشخصي لا الرّسمي.

حاول سفير الدولة اللبنانية في واشنطن غابي عيسى المُقرّب جداً من باسيل، من إستثمار موقعه الديبلوماسي ونفوذه في العاصمة الأميركية لحشد حضور رسميّ رفيع في عشاء نظّمه على شرف "صديقه جبران"، لكن محاولاته لم تفلح إلّا في مشاركة النائبين في مجلس الشيوخ الأميركي داريل عيسى ودارين لحود، كونهما لبنانيي الأصل.

"الإخفاق الكبير" الذي رافق زيارات باسيل للولايات المتحدة لم يُفاجىء المصادر، كون ما حصل هذه المرّة وفي المرّات السابقة كان قد توقّعه أكثر من محلّل وخبير في العلاقات الدولية، لكن الفضيحة الأكبر والتي كشفت عنها المصادر نفسها تمثّلت بعلاقة الوزير باسيل بالـ"Lobbiyst" الإيطالي ماريو لاسالا ودوره في تأمين لقاءات للأول مع الإدارة الأميركية لقاء مبلغ ناهز العشرين ألف دولار تعويضاً لفشل الوزارة في تحقيق المطلوب.

لاسالا الذي يحمل الجنسية الإيطالية ويقطن في رومانيا قد فُرِضَ عليه حظراً مُنع بموجبه مغادرة الأراضي الرومانية بعد أن تمّ اتّهامه بقضية رشاوى مرتبطة بمشروع خطوط لسكّة الحديد. وفي التفاصيل، أنَّ لاسالا قد دخل وسيطاً بين الشركة التي نفّذت المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي ووزراء رومانيين، آخذاً على عاتقه القدرة في سداد المبلغ المتبقّي لصالح الشركة والبالغ ١٢ مليون دولار أميركي لقاء عمولة ٢ مليون دولار كمصاريف، حيث تعهّد بتكوين شركة نمساوية. واليوم، تعيش رومانيا تحت وطأة ملف الفساد هذا حيث تمّ توقيف وزيريّ المال والنقل للشك بضلوعهما بتقاسم قيمة العمولة معه.

علاقة باسيل مع لاسالا وفق المُعطيات التي جمعتها الإدارة الأميركية أحدثت لدى الأخيرة نوعاً من النّفور وانعدام الثّقة بالديبلوماسية اللبنانية كونها سلكت مساراً مُناقضاً للأصول، إضافةً للتّسريبات التي طالت إجتماعات مسؤوليين أميركيين بنظرائهم اللبنانيين في فترةٍ سابقة.

لا شكّ أنّ المسار الذي سلكه وزير الخارجية اللبناني أدّى لوضعه في خانة التّطويق الدولي وتحديداً الأميركي توازياً مع حشر الديبلوماسية اللبنانية وعلاقات لبنان الخارجية في مهبّ المحاور المتصارعة والعواقب المتأتّية عن ذلك حيثُ أنَّ كلّ التّصاريح التي تُحاول الإيحاء بإعتماد لبنان "النأي بالنفس" لم تعد تنجع.

 

إليكم سيناريو التمديد للمجلس النيابي الحالي

داني حداد/ام تي في/10 تشرين الأول/2019

تزدحم سنة 2022 بالاستحقاقات. انتخابات بلديّة واختياريّة. انتخابات نيابيّة، وانتخابات رئاسيّة. المجلس النيابي المنتخب في أيّار من ذلك العام سينتخب الرئيس في تشرين الأول منه. "خبصة" كبيرة في عامٍ واحد.

إلا أنّ هذه الاستحقاقات الانتخابيّة الثلاثة قد يسقط من روزنامتها واحدٌ ليؤجَّل عاماً إضافيّاً. إذ تشير المعلومات الى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يملك توجّهاً لتأجيل الانتخابات النيابية لعامٍ إضافي، بحجّة عدم الاتفاق على قانون انتخابٍ جديد.

ويقول سيناريو التأجيل إنّ طرح قانون انتخاب جديد على أساس لبنان دائرة واحدة مع نسبيّة أو ما يقترب منه من حيث التقسيمات سيلقى اعتراضاً من أكثر من فريق، خصوصاً من الكتل المسيحيّة، وتحديداً الأوزن بينها أيّ "لبنان القوي" و"الجمهوريّة القويّة" المتناغمتين حتى الآن في هذا الملف، وهذا ما ظهرت معالمه في جلسة اللجان النيابيّة المشتركة في الأمس، ما سيفتح سجالات ونقاشات داخليّة سترتفع وتيرتها كلّما اقتربنا من موعد الاستحقاق الانتخابي، الأمر الذي سيشكّل باباً للدعوة الى التمديد للمجلس النيابي بهدف تأمين توافق على قانونٍ جديد.

وإذا كان بري رأس حربة هذا المشروع، فإنّه يحتاج، أقلّه، الى موافقة حزب الله وتيّار المستقبل على هذا الخيار لتسهيل تمريره، ومعهم بعض النوّاب المستقلّين ومن الكتل الصغيرة، من المسيحيّين والمسلمين. علماً أنّ التسويق له ممكن من ناحية الحاجة الى موازنة كبيرة لتأمين اعتمادات للانتخابات البلديّة والاختياريّة النيابيّة في غضون شهرٍ واحد تقريباً. ولعلّ وجود احتمال كبير لتأجيل الانتخابات، ما سيتيح للمجلس النيابي الحالي أن ينتخب رئيس الجمهوريّة المقبلة، سيفتح باباً لعمليّة "بوانتاج" لتحديد موازين القوى في المجلس الحالي ولمعرفة هويّة المرشّح الأوفر حظّاً. ولو أنّ التجربة أثبتت أنّ العدد لا يملك التأثير الأكبر في الاستحقاق الرئاسي الذي يُعتبر فيه حزب الله، حتى اليوم، الناخب الأكبر والقادر، خصوصاً، على تعطيل انتخاب من لا يوافق عليه. فهل يتحوّل هذا السيناريو، الذي يُهمس به في بعض مكاتب النوّاب في ساحة النجمة، الى حقيقة، ونكون أمام اختبار تمديدٍ جديدٍ في بلدٍ اعتاد التمديد، في الاستحقاقات والأزمات؟

 

الحريري يؤكد التزام الحكومة سياسة النأي بالنفس

بيروت/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

أكد رئيس الحكومة سعد الحريري تمسك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والتزام الحكومة بسياسة النأي بالنفس، رافضاً كل ما من شأنه جر لبنان إلى صراعات المحاور، أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأكد الحريري التعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتحصين البلد في وجه المخاطر الإقليمية والاقتصادية، وإنجاز الإصلاحات الإدارية والقطاعية والمالية، بالتوازي مع الجهود لإطلاق برنامج الاستثمار الذي تم تأمين تمويل المرحلة الأولى منه في مؤتمر «سيدر». والتقى الحريري أمس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، في حضور المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبياش؛ حيث تم عرض الأوضاع في المنطقة، والتحديات التي يواجهها لبنان للحفاظ على استقراره الأمني والاقتصادي والاجتماعي. وركز الحريري خلال اللقاء على مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ خصوصاً في مساعدة لبنان على منع الاعتداءات، ووضع حد للخروق الإسرائيلية للقرار 1701، الذي نجح في حفظ الهدوء على مدى 13 سنة، مذكراً بأن هذه المسؤولية تندرج في إطار منع اندلاع أي نزاع إقليمي، في الظروف الخطيرة التي تعيشها معظم دول المنطقة.

وهنأ رئيس الحكومة السيدة ديكارلو على نجاح المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، غير بيدرسون، في تشكيل لجنة صياغة الدستور، باعتبارها خطوة على طريق الوصول إلى الحل السياسي الذي لا بد من أن يشمل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وأشار إلى مسؤولية خاصة للأمم المتحدة في تجييش المجتمع الدولي، ليساعد لبنان على تحمل أعباء مليون ونصف مليون من النازحين السوريين على أراضيه. وأكدت ديكارلو، من جهتها: «استمرار دعمنا للبنان وشعبه، جراء استضافته اللاجئين، ومن الواضح أننا ممتنون جداً لكرم الشعب اللبناني في هذا الموضوع». وأضافت: «لقد كانت بداية ممتازة لزيارتي، وأتطلع لإجراء لقاءات أخرى مع المسؤولين اللبنانيين، ليس فقط مع الرسميين منهم؛ بل مع ممثلين عن المجتمع المدني، ورؤية هذه المدينة الجميلة».

 

احتفال "التيار"... رسالة لكل من يحاول إقامة ١٣ تشرين من نوع آخر!

يارا الهندي/الكيمة اونلاين/10 تشرين الأول/2019

يحشد التيار الوطني الحرّ هذا العام في مناسبة 13 تشرين الاول أنصاره والمنتسبين اليه في ساحة الحدث، كونها لها رمزية نضالية، وبسبب قربها من قصر بعبدا. هذه الذكرى هي ذكرى وطنية وعزيزة على التيار والقواعد المؤيدة له، ومن هذا التاريخ بدأت شعلة النضال، تؤكد نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الإداريّة مارتين نجم كتيلي لموقع الكلمة اونلاين. فهذا العام احياء الذكرى سيكون على شكل مختلف، حيث لا تقتصر المناسبة على احياء قداس الهي على روح الشهداء في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر الاحد 13 تشرين الاول، انما يلي القداس لقاء تياري بامتياز في ساحة الحدث عند السادسة، بحسب كلام كتيلي. الحضور سيكون من عائلات شهداء١٣ تشرين الاول، تضيف كتيلي، وعدد من العسكريين المتقاعدين، الى جانب جمهور التيار، والمنتسبين الجدد. فهكذا نشهد دمجا بين المناسبتين، اي ذكرى ١٣ تشرين الاول، واستقبال المنتسبين الجدد، لأنه اعتبارا من هذا التاريخ، بدأت شعلة النضال المستمرة حتى اليوم، بحسب كلام كتيلي، حيث اصبحت مؤسسة التيار تستقطب منتسبين لديهم نفس المبادئ التي بنى التيار على أساسها مقاومته في ١٣ تشرين الاول.

وتؤكد نائبة رئيس التيار، على ان الاحتفال ينقسم الى قسمين:

اولا: الشق الوجداني والترحم على الشهداء، لتظهير مسيرة النضال والاستشهاد وكيف يعكس التيار طموحات الشباب والمنتسبين الجدد اليه، اضافة الى تقدير لهيئات الاقضية وتشجيع مشاركة المرأة والشباب.

ثانيا: شق تنظيمي تياري والقاء الضوء على نمو التيار تنوعه وسيادة المنتسبين اليه.

ثالثا: الشق السياسي والذي يتمثل بالكلمة المنتظرة لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والتي ستكون سياسية بامتياز خصوصا في ظل محاولات قائمة لخلق ١٣ تشرين اقتصادي من بعد مواجهة ١٣ تشرين عسكري وسياسي ومحاولات اضعاف العهد.

أما بين يومي السبت والاحد، ستقام القداديس الالهية في بلدان الانتشار يصل عددها الى ٣١ قداسًا، في كندا واميركا واوروبا واستراليا، للتياريين، تشير كتيلي لموقعنا، فضلا عن قداديس يوم السبت في لبنان، من تنظيم التيار في مختلف المناطق اللبنانية في المتن، بعبدا، عاليه، لأن هذه الاقضية معنية بهذا الموضوع وكذلك عائلات الشهداء.

 

العقوبات... "حزب الله" يُشهر ورقة النازحين

نداء الوطن/10 تشرين الأول 2019

نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ينبّه من مغبة إسقاط لبنان تحت قبضة العقوبات "لأنّ العالم يدرك خطورة هذا السقوط خصوصاً في مسألة النزوح السوري وتداعيات توجّهه نحو أوروبا"، قبله رئيس كتلة "الحزب" النائب محمد رعد يتوعّد الأوروبيين في معرض تأكيده التصدي للحصار الاقتصادي، إذ "يكفي أن نلوّح بورقة النازحين السوريين حتى تأتي كل دول أوروبا راكعةً أمام إرادتنا"، وبالأمس نائب رئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" الشيخ علي دعموش يصعّد في وجه "شركاء الأميركي" في ملف العقوبات ويحمّلهم مسؤولية "الانهيار واهتزاز الاستقرار"... إذاً هو مسار يرتسم ونهج يتبلور تباعاً، من قاسم مروراً برعد وصولاً إلى دعموش، ومن المفترض أن يتوّجه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في أقرب فرصة إعلامية، لتكون الخلاصة أنّ "الحزب" قد وضع فعلياً معادلته في مواجهة تضييق الخناق الغربي عليه، ودشّنها عملياً بأن شهَر "ورقة النازحين" في وجه الأوروبيين لعلها تساهم في إيجاد "تنفيسة" أوروبية في خضمّ اشتداد وطأة العقوبات الأميركية عليه... تماماً كما وجدت طهران ضالتها في الضغط على الاتحاد الأوروبي كي تدفعه نحو إيجاد كوّة في جدار العقوبات الأميركية عليها. فكما إيران، "الحزب" كذلك "محشور"، وهو، وفق مطلعين على حركته لـ"نداء الوطن"، لن يتوانى عن استخدام كل الأوراق التي يمتلكها في سياق معركته المفتوحة مع الغرب وتحديداً في مواجهة العقوبات الأميركية المتصاعدة، ومن هنا أتى تلويحه المتدرّج خلال الساعات الأخيرة بورقة النازحين "على الطريقة التركية"، أسوةً بالتهديدات المتكررة التي درج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على توجيهها للأوروبيين عبر استخدامه فزاعة إغراقهم بـ"أمواج النزوح". وعلى هذا الأساس، يلفت المطلعون الانتباه إلى كون إدراج "حزب الله" هذه الورقة على لائحة "أدوات المعركة" يجب أن يتم التعامل معه على أساس أنه يستهدف "العقوبات الأميركية" أكثر مما يستهدف حل قضية النازحين.

في الغضون، وبينما تواصل الحكومة تعبيد الطريق أمام إحالة مشروع موازنة 2020 إلى المجلس النيابي قبل 15 الجاري التزاماً بالمهل الدستورية، تتواصل الاتصالات والاجتماعات لتضمين الموازنة بعضاً مما تيسّر من إصلاحات وفي طليعتها ملف الكهرباء، على أن يصار إلى فصل الإصلاحات الأخرى المنصوص عنها في "ورقة بعبدا" الاقتصادية ضمن سلة أخرى موازية للموازنة يتم إقرارها بمراسيم وقوانين منفصلة. وهو ما يأتي تحت سقف محاكاة التطلعات العربية والغربية إزاء الإصلاح المطلوب من الدولة اللبنانية، إيذاناً بانطلاق قطار الاستثمارات الموعودة سواء عبر محطة "سيدر" أو عبر محطة "أبو ظبي" الاستثمارية. وبالانتظار، تحدثت معلومات غير رسمية لـ"نداء الوطن" عن توجّه إماراتي حاسم في دعم لبنان لتمكينه من تخطي أزمته الاقتصادية الراهنة، وسط ارتفاع أسهم إمكانية إيداع السلطات الإماراتية وديعة مالية كبيرة في المصرف المركزي، وفق آلية تؤمن زيادة في ملاءة مصرف لبنان النقدية، لكن على ألا يكون بمقدور الدولة اللبنانية التصرّف بهذه الوديعة مقابل عدم تقاضي الدولة الإماراتية فوائد مرتفعة عن وديعتها. أما في ما خص الأنباء التي أشاعت خلال الساعات الماضية أجواء نعي لمقررات "سيدر" في بيروت، فقد نفت مصادر موثوقة في العاصمة الفرنسية لـ"نداء الوطن" هذه الأنباء جملةً وتفصيلاً، وأكدت أنّ ما تم تداوله في العاصمة اللبنانية من شائعات تفيد بأنّ "سيدر" أصبح بحكم الملغى لا أساس له من الصحة، محذرةً من أنّ مثل هذه الشائعات تضرّ بالموقف اللبناني ومن شأنها أن تضعف الثقة بلبنان أمام المانحين والمستثمرين. وإذ أعادت المصادر تجديد التأكيد على أنّ الجانب الفرنسي لا يزال بطبيعة الحال مصراً على سير الحكومة اللبنانية بالإصلاحات المترافقة مع "سيدر"، غير أنها شددت في الوقت عينه على كون "أموال سيدر لا تزال مرصودة والمستثمرون ينتظرون ولم يتراجعوا عن التزاماتهم"، وختمت متسائلةً: "اللجنة المكلفة تنفيذ مقررات "سيدر" ستجتمع في تشرين الثاني المقبل في باريس لتقييم ما تحقق وما وضع من بنود إصلاحية على سكة التنفيذ، فكيف يكون "سيدر" أصبح في حُكم الملغى؟".

 

لبنان: الانهيار قارب الخطوط الحمر وفوضى الدولار تنذر بأزمة دواء والقطاع الخاص نفّذ وقفات تحذيرية في بيروت و"المخابز والأفران" تُضرب الاثنين

بيروت ـ”السياسة” /10 تشرين الأول 2019

 تسابق الإضرابات التي تعم المناطق اللبنانية، وتتوالد من رحم معاناة اللبنانيين، احتجاجاً على التردي الاقتصادي، مع الجلسات الحكومية لإقرار موازنة العام المقبل، حيث أنه مع استمرار ارتفاع سعر الدولار الأميركي في الأسواق المالية، فإن إجراءات مصرف لبنان التي اتخذها للحد من الطلب على العملة الخضراء، لا تبدو كافية لإعادة الاستقرار إلى هذه الأسواق، وسط عجز الحكومة عن إيجاد الوسائل الكفيلة بعودة الأمور إلى نصابها ووقف التراجع الاقتصادي الذي قارب الخطوط الحمراء، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام الهيئات الاقتصادية لإعلان الإضراب، محذرة من الانهيار المحتوم إذا لم تعالج المشكلة القائمة بشكل سريع، وبما يعيد التوازن إلى الأداء الاقتصادي الذي ينذر بمضاعفات خطيرة إذا بقي المسؤولون مستقيلين من واجباتهم، لإنقاذ الوضع .

وفي الوقت الذي أعلن اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان الإضراب الإثنين المقبل، في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة والوضع النقدي السيىء ، في وقت يعاني هذا القطاع من مصاعب عديدة متراكمة ناتجة عن قرارات ارتجالية اتخذها عدد من المسؤولين، نفذ القطاع الخاص، أمس، في بيروت والمناطق اللبنانية الأخرى، وقفة تحذيرية رفضاً للظروف الاقتصادية والاوضاع المعيشية المتردية، في حين أكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان الدولة اللبنانية تدرس سلسلة اجراءات من شأنها تفعيل الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته، لافتاً إلى أن مشروع موازنة 2020 سوف يحمل اصلاحات تعزز الثقة الداخلية والخارجية بالوضع الاقتصادي اللبناني.

وأجرى رئيس الجمهورية اتصالاً بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لمعالجة مطالب مستوردي الادوية.

وكان الرئيس عون استقبل وفداً من مستوردي الدواء في لبنان، الذين نقلوا اليه الصعوبات التي يواجهونها في موضوع تحويل الليرة إلى عملات اجنبية لدفع قيمة المستحضرات الطبية.

وأشار امين العام للهيئات الاقتصادية نقولا شماس الى ان استمرارية التُجّار باتت مهددة والكلام ينطبق على القطاعات الاقتصادية الأخرى، لافتا الى ان 90 بالمئة من المؤسسات تشعر بالخطر المطلق.

وتوجه شماس للمسؤولين قائلاً:”توجهوا الى احتواء مفاعيل النزوح السوري على لبنان، ونحن نطالب الدولة باتخاذ التدابير لتحسين اسواق العمل والانتاج في لبنان”، مضيفاً :”ليست فقط المؤسسات التجارية بل القطاعات جميعها تنهار، وعلى رأسها قطاع التعليم الخاص وقطاع السكن والعقارات والمستشفيات الخاصة على شفير الانهيار”.

وأشار وزير الاعلام جمال الجراح أن “هناك توجها لضبط نفقات المحروقات في كل إدارات ومؤسسات الدولة بشكل عام”، معلنا أن “هناك اتفاقا شبه كامل على قانون الشراء العام والالتزام الضريبي والجمارك وضمان الشيخوخة وهذا أمر أساس لانه يوفر الحماية الاجتماعية لكبار السن”.

ولفت الجراح بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أمس، والتي خصصت لمناقشة موازنة العام 2020 إلى أن “تم اتخاذ قرارت لوضع كميرات على المعابر الجمركية لضبط عمليات التهريب”، مشيراً إلى أن “هناك دراسات ستقدم يوم الاثنين في جلسة مجلس الوزراء ومن الممكن أن نعقد جلسة للجنة الاصلاحات قبل الجلسة الحكومية”.

إلى ذلك، غرّد الرئيس نجيب ميقاتي قائلا: “الاشارات العربية والدولية بدعم لبنان التي ظهرت خلال زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الامارات العربية المتحدة وقبلها في “مؤتمر سيدر” تبقى رهن تنفيذ لبنان جملة اصلاحات اقتصادية بنيوية باتت شرطا للمساعدة ولاسيما وأن التجارب السابقة على صعيد أداء السلطة اللبنانية لم تكن مشجعة.

 

مكتب الحريري: لا وديعة بـ4.1 مليار دولار لمصرف لبنان

بيروت- وكالات/10 تشرين الأول/2019

 صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيان الآتي: “نسبت محطة الـMTV الى مصادر زعمها ان المفاجأة التي تحدث عنها الرئيس الحريري قد تشمل وديعة بقيمة 4,1 مليار دولار تودع في مصرف لبنان من دون فوائد. ويهم المكتب الاعلامي التاكيد ان هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلا، ولا يمت الى الحقيقة بصلة، آملا من الجميع وقف التكهنات التي من شأنها أن تشوش على النتائج الإيجابية للزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الحريري لدولة الامارات العربية المتحدة”.

 

أوساط قيادية بارزة في “القوات” لـ”السياسة”: حكومة إنقاذ جديدة لإخراج لبنان من المأزق

بيروت ـ”السياسة”/10 تشرين الأول/2019

 فيما رأت أوساط قيادية بارزة في حزب “القوات اللبنانية” لـ”السياسة”، أن الظروف التي يمر بها لبنان، تتطلب تشكيل حكومة مختلفة تأخذ على عاتقها إخراج البلد من المأزق الذي يرخي بثقله على المشهد الداخلي . وقالت إن هناك مخاطر كبيرة في حال لم يتم الإجراءات الكفيلة بإخراج لبنان من حالة الفوضى التي يعيشها، مشددة على أن “القوات” لن تخرج من الحكومة، لأن التغيير من الداخل أفضل بكثير من الخارج .وأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، من كندا، “أننا نفتقر اليوم في لبنان لرجالات دولة وهذه مشكلتنا الأساس وأنا دائما أفضل الذهاب مباشرة إلى لب القضية وجوهر المعضلة بدلا من الدوران حولها في حلقات مفرغة”، مشيرا إلى انه “صحيح أن عددا كبيرا من الرجالات الموجودة اليوم تربطنا بهم صداقات ونتعاطى معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي أمر آخر مختلف تماما”. وشدد جعجع على ان “لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن قرارها السيادي لفريق آخر، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها، والسيادة سلموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسبا ونحن سنتفرغ للاهتمام بالشؤون البلدية للبنان”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وكذلك إسرائيل بعد إيران والعرب تدين الاجتياح التركي لشمال سوريا

جنوبية/10 تشرين الأول/2019

تحت تصنيف التصانيف الرئيسية، خاص، وجهة نظر شارك عبر فيسبوك شارك عبر تويتر اسرائيل يبدو ان المنطقة كلها على تناقضاتها توحدت ضد الاجتياح التركي للمنطقة الكردية شمال سوريا. فبعد الادانة الايرانية والادانة السعودية والمصرية والسورية واللبنانية للعمل العسكري التركي، ادانت اسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو حيث قال: أن “إسرائيل تدين بشدة الاجتياح العسكري التركي للمحافظات الكردية في سوريا وتحذر من قيام تركيا ووكلائها بتطهير عرقي بحق الأكراد”، مشيرا الى ان “إسرائيل ستبذل كل جهد ممكن لتقديم المعونات الإنسانية إلى الشعب الكردي الباسل”. وكان الإعلام العبريّ هاجِم ترامب الـ”خائِن” الذي طعن الكيان بالظهر ولا يُمكِن الوثوق فيه ويتحتّم على إسرائيل الاتكال على نفسها، ووصف المُحلِّل السياسيّ المُخضرم في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، شيمعون شيفر، قيام الرئيس الأمريكيّ بـ”خيانة” الأكراد في الشمال السوريّ، على الرغم من التحالف بينهما، مُحذِّرًا في الوقت عينه من أنّ الخطوة الأمريكيّة هي بمثابة إعلان طلاق رسميٍّ بين أقوى وأعظم دولة في العالم، الولايات المتحدّة وبين منطقة الشرق الأوسط، وأنّ هذا الأمر يُحتِّم على صُنّاع القرار في تل أبيب أنْ يُعيدوا حساباتهم جيّدًا بالنسبة للتعاون مع واشنطن، وبالتحديد: هل يُمكِن، قال شيفر، لكيان الاحتلال الإسرائيليّ أنْ يُواصِل الاتكال على أمريكا في الدفاع عنه سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا بعد الطعنة التي وجهها لجميع حلفاء أمريكا، بما في ذلك إسرائيل، بالمنطقة، على حدّ قوله.

 

أردوغان يهدد بإرسال اللاجئين السوريين إلى أوروبا

اندبندت عربية/10 تشرين الأول/2019

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إن بلاده سترسل اللاجئين السوريين لديها، الذين يصل عددهم إلى 3.6 مليون، إلى أوروبا إذا صنفت الدول الأوروبية التوغل العسكري التركي في سوريا على أنه احتلال. واعتبر أردوغان، الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول)، أن "العملية في شمال شرق سوريا تهدف إلى الإسهام في وحدة أراضي سوريا". وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن القوات التركية سيطرت على أهداف كانت قد حددتها وأن عمليتها "مستمرة بنجاح". في المقابل، قال مروان قامشلو، مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، إن اشتباكات ضارية تتواصل في قرى سورية حدودية مع القوات التركية المتقدمة. أضاف قامشلو أن "اشتباكات ضارية تجري في القرى التي تحاول القوات التركية دخولها". وبدأت تركيا بعد ظهر الأربعاء هجوماً واسعاً على مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، في خطوة تلت حصول أنقرة على ما يبدو أنّه ضوء أخضر من واشنطن التي سحبت قوّاتها من نقاط حدودية. وبعد إدانة كل من السعودية ومصر والإمارات "العدوان التركي على مناطق شمال شرقي سوريا"، أعلنت جامعة الدول العربيّة، الأربعاء 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أنّها ستعقد السّبت اجتماعاً طارئاً للبحث في الهجوم التركي. جاء هذا القرار، وفق الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، بناء على طلب مصر. وهو على مستوى وزراء الخارجيّة. وبعد مواقف أميركيّة متناقضة إزاء الهجوم، اعتبر الرئيس دونالد ترمب، الأربعاء، العملية التركية "فكرة سيّئة". وقال إنّ واشنطن "لا توافق على هذا الهجوم". ويعقد مجلس الأمن الدولي أيضاً اجتماعاً طارئاً مغلقاً الخميس لبحث الهجوم، بناء على طلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبريطانيا.

واعتبرت المفوضية الأوروبية أن الأعمال القتالية التركية في سوريا ستكون عقبة أخرى أمام عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

ودعت إيران، الخميس، إلى "وقف فوري" للهجوم التركي. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية "التي تعبر عن قلقها" إزاء تداعيات هذه العملية على الصعيد الإنساني، "تشدد على ضرورة الوقف الفوري للهجمات وانسحاب الوحدات العسكرية التركية المنتشرة على الأراضي السورية". وكانت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء نقلت عن الرئيس حسن روحاني قوله أن "لدى تركيا كل الحق للقلق بشأن حدودها الجنوبية". أضاف روحاني أنه "ينبغي اتباع مسار سليم لإزالة هذه المخاوف... وعلى القوات الأميركية أن تغادر المنطقة ويتعين على الأكراد في سوريا مساندة الجيش السوري". في الأثناء، دعت الإدارة الذاتية الكردية روسيا الى القيام بدور "الضامن" في "الحوار" مع دمشق. واعتبرت في بيان أن "الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع والأزمة في سوريا يكمن في الحوار وحل الأمور ضمن الإطار السوري- السوري". وقد أعلنت الإدارة "النفير العام" على مدى ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها. وحثت "إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته التوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة".

الجيش الأميركي يستلم إرهابيَين

ميدانياً، تولى الجيش الأميركي، وفق مسؤول دفاعي أميركي، مسؤولية احتجاز اثنين من جهاديّي تنظيم الدولة الإسلاميّة كانت تحتجزهما القوّات الكرديّة في سوريا. وقد اتُخذ القرار في هذا الشأن على خلفيّة الهجوم التركي على شمال سوريا، في وقت رجّحت الصحافة الأميركيّة أن يكون الأمر متعلّقاً ببريطانيَّين عضوَين في مجموعة يُطلق عليها اسم "البيتلز". ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي ان ان" أنّ هذين الجهاديَّين هما ألكساندا آمون كوتي والشافي الشيخ، وكانا عضوين في خليّة الإعدامات في تنظيم الدولة الإسلامية والمعروفة بـ"البيتلز" والمسؤولة عن قطع رؤوس رهائن عدّة، خصوصاً أجانب، بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولاي. وقال مسؤول في وزارة الدّفاع الأميركيّة، الأربعاء، "أستطيع أن أؤكّد أنّنا استعدنا من قوّات سوريا الديموقراطية، السيطرة على اثنين من كبار أعضاء داعش". أضاف أنّ الرجلين "وُضِعا رهن الاحتجاز العسكري خارج سوريا". وترجح الصحافة الأميركيّة أنّهما محتجزان في العراق. في الأثناء، صرح مسؤول كردي سوري أن الهجوم التركي على شمال شرق سوريا سيضعف القدرة على حراسة سجون تضم مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

ترامب: أحب الأكراد لكنهم لم يساعدونا في النورماندي

وكالات/10 تشرين الأول/2019أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه "يُحبّ" الأكراد، لكنّه قدّم في الوقت نفسه بعض "التوضيحات" في هذا الخصوص. ولدى سؤاله إذا كان ممكناً بناء تحالف مع الأكراد ضدّ تركيا على خلفية هجوم العسكري الأخير في شمال شرق سوريا، ردّ الرئيس الأميركي بأنّ الأكراد "لم يُساعدوا" الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية وإنزال النورماندي. وقال ترامب في البيت الأبيض إنّ "الأكراد يُحاربون من أجل أرضهم، عليكم أن تفهموا هذ"ا. وتابع أنّه يستند في حديثه إلى مقال "قويّ للغاية"، من المرجح أنّه منشور على الموقع المحافظ "تاون هول"، مضيفاً: "هم لم يُساعدونا خلال الحرب العالمية الثانية. لم يساعدونا في النورماندي مثلاً". وقال: "أنفقنا أموالاً طائلة لدعم الأكراد، سواء على صعيد الذخائر، الأسلحة، أو المال".

 

تركيا تعلن التوغل براً... و«سوريا الديمقراطية» تنفي

أنقرة - بيروت/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم (الخميس) أن القوات التركية التي تشن هجوما في شمال شرقي سوريا سيطرت على أهداف كانت قد حددتها، وأن عمليتها مستمرة بنجاح. وقالت على موقع «تويتر» إن العملية العسكرية «براً وجواً كانت ناجحة خلال الليل، وسيطرنا على أهداف حددناها»، من دون أن تضيف تفاصيل عن الأهداف ومواقعها، وشددت على أن «العملية مستمرة وفق الخطة بنجاح»، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ومن جانبها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» اليوم تصديها لمحاولات القوات التركية التوغل في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، وقالت في بيان: «تصدت قواتنا لمحاولة توغل بري لجيش الاحتلال التركي في محور تل حلف وعلوك» قرب بلدة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، كما «أفشلت محاولات التسلل من محور تل أبيض التي رافقها قصف عشوائي». وكانت «قسد» أعلنت ليلاً أنها تصدت لأول محاولة توغل تركية في منطقة ومدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «فشل» الهجوم البري للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، في منطقتي تل أبيض ورأس العين منذ مساء أمس (الأربعاء). وأفاد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية في الجهة التركية مقابل مدينة تل أبيض بأن عشرات الآليات التركية المحملة بالمقاتلين السوريين الموالين لأنقرة توجهت صباح اليوم إلى الجانب السوري من الحدود. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تغريدة على موقع «تويتر» أمس (الأربعاء)، أن «القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري (المدعوم من أنقرة) باشرا عملية نبع السلام في شمال سوريا»، مضيفاً أن العملية تستهدف «إرهابيي وحدات حماية الشعب و(داعش)»، وترمي إلى إقامة «منطقة آمنة تسمح بعودة اللاجئين إلى بلدهم». وشنت طائرات حربية تركية غارات في عمق شمال سوريا ومنطقة رأس العين الحدودية التي تعرضت لقصف مدفعي ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت تحدثت «قوات سوريا الديمقراطية» عن شن غارات «ضد مناطق مدنية» متسببة في حالات هلع، وسط إدانة عربية ودولية. وبعد اشتباكات عنيفة حتى ساعة متقدمة من مساء أمس، تشهد المنطقة الحدودية قصفاً مدفعياً متقطعاً يستهدف بشكل أساسي، منطقتي رأس العين وتل أبيض، وفق المرصد. وتُعد المنطقة الحدودية الممتدة من تل أبيض غربا إلى رأس العين شرقا ذات غالبية عربية، وكان محللون توقعوا أن تبدأ العملية التركية منها أو أن تقتصر عليها في مرحلة أولى.

 

عسكريون أميركيون متقاعدون يتهمون ترمب بـ«التخلي» عن الأكراد

واشنطن/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

يجد الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه تحت وابل من الانتقادات من مقاتلين قدامى في الجيش الأميركي لـ«تخليه» عن الأكراد، حلفاء أميركا، حسب قولهم، وذلك بعد سحب قواته من شمال سوريا، ما أفسح المجال لأنقرة لشن هجوم عليهم.

وأطلقت تركيا أمس (الأربعاء) هجوما بعد ساعات على إعلان ترمب أن «خمسين جنديا أميركيا غادروا» المنطقة السورية الحدودية مع تركيا، ما ظهر بمثابة تراجع عن دعم الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة تهديدا لها. واتهم القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل الرئيس الأميركي بالتخلي عن حلفاء يشكلون القسم الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، التي كان لها دور حاسم في محاربة «تنظيم داعش». وكتب الجنرال الذي تقاعد هذا العام أن «سياسة التخلي هذه قد تقضي على معركة استمرت خمس سنوات ضد (تنظيم داعش) وستضر فعليا بمصداقية الأميركيين في كل المعارك المقبلة التي سنحتاج فيها إلى حلفاء أقوياء». وذكر في مجلة «ذي أتلانتيك» أن «قوات سوريا الديمقراطية حررت عشرات آلاف الكيلومترات المربعة وملايين الأشخاص من قبضة (تنظيم داعش) وخلال هذه المعارك خسرت 11 ألفا من مقاتليها». وأشار إلى مقتل ستة جنود وموظفين مدنيين أميركيين اثنين في هذه المعركة.

بالإضافة إلى ذلك، حذر فوتيل من أن عشرات الآلاف من سجناء «داعش» قد يخرجون من السجون ومرافق الاعتقال السورية بعد الانسحاب الأميركي. وأوضح قائلا: «ما يقرب من 2000 مقاتل أجنبي، ونحو 9000 مقاتل عراقي وسوري، وعشرات الآلاف من أفراد عائلة (داعش) محتجزون في مخيمات ومرافق الاعتقال في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. فماذا سيحدث مع هؤلاء المقاتلين بعد مغادرتنا؟». وتابع: «لقد ذكرت قوات سوريا الديمقراطية أنها بعد الانسحاب الأميركي ستضطر إلى تعزيز آليات الدفاع على طول الحدود السورية التركية، تاركة مرافق اعتقال مقاتلي (داعش) دون حماية، الأمر الذي ينذر بإمكان هروبهم من هذه المرافق بسهولة».

ولمّح ترمب أمس إلى أنه ساعد الأكراد بما يكفي بإنفاق «مبالغ كبيرة» لتزويدهم بالسلاح. وأضاف: «نحن نحب الأكراد». ورغم حجج الرئيس، اعتبر القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا مارك هرتلينغ أن قرار ترمب «ينذر بكارثة مقبلة على الولايات المتحدة». وكتب على «تويتر»: «الأكراد ضمن قوات سوريا الديمقراطية - حلفاؤنا السابقون الموثوقون في محاربة (تنظيم داعش) - يتعرضون لهجوم من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي». وأضاف أن «العواقب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ستدوم طويلا وستكون على حساب أمان أوروبا والعالم». وقال مسؤولون في البنتاغون إن الأكراد كانوا مدربين بشكل أفضل من الجنود الأتراك أو العراقيين مثلا لشن حملات لاستعادة مدن مهمة كانت بأيدي «تنظيم داعش». وقال النائب الديمقراطي روبن غاليدو المحارب السابق في العراق: «عندما انهار الجيش العراقي، كان الأكراد من وقفوا في وجه هجوم (تنظيم داعش). لم نواجههم نحن ولا الأتراك». وتابع في تغريدة على «تويتر»: «التخلي عن الأكراد تذكير آخر بأن (أميركا أولا) تعني (أميركا وحدها)». وأقام البعض مقارنة مع الحروب السابقة التي تخلى فيها الأميركيون عن حليف ليجد نفسه منفردا في مواجهة تحديات، منها حكومتا لاوس وجنوب فيتنام في السبعينات. ورأت السيناتور الجمهورية مارثا ماكسالي الطيارة السابقة في سلاح الجو الأميركي التي خدمت في الشرق الأوسط في ست مهام، أن القرار بإفساح المجال لتركيا لشن هجوم «سيئ جدا». وعلى الجانب الآخر، يدعم البعض في المؤسسة العسكرية الرئيس في رغبته سحب القوات الأميركية من نزاعات لا تنتهي. وقال دان كالدويل، المدير التنفيذي لمنظمة «قدامى المحاربين الأميركيين المهتمين concerned veterans for America» «إن ترمب يرغب فقط في وضع مصالح بلاده أولا». وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليس من مصلحتنا أن نجد أنفسنا وسط نزاع قديم بين تركيا وأكراد سوريا كان موجوداً قبل (تنظيم داعش) والحرب الأهلية في سوريا».

 

الأمم المتحدة تدعو تركيا إلى تجنب زعزعة الاستقرار في قبرص

نيويورك/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

دعا مجلس الأمن الدولي في إعلان أُقر بإجماع الدول الأعضاء (الأربعاء)، إلى تجنب أي أعمال تسبب زعزعة للاستقرار في قبرص بعد القرار الذي اتخذته أنقرة في منتصف سبتمبر (أيلول) إعادة تأهيل مدينة فاروشا. وجاء في الإعلان إن «أعضاء مجلس الأمن يحضون كل الأطراف على الامتناع عن أي عمل أو خطاب يمكن أن يضر بإمكان التوصل إلى اتفاق تسوية بنجاح»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. فاروشا التي تعد جزءاً من منطقة فاماغوستا في الشرق هجرها سكانها بعدما طوقها العسكريون الأتراك بسياج. وكانت تركيا غزت الشطر الشمالي من قبرص في 1974 رداً على انقلاب كان يهدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان. واضطر سكان فاروشا حينذاك للفرار إلى الجنوب، أي إلى الشطر اليوناني، العضو اليوم في الاتحاد الأوروبي باسم جمهورية قبرص. وقال مجلس الأمن في بيانه إنه «يجب ألا يُجرى أي عمل بشأن فاروشا لا يتفق مع قراري الأمم المتحدة 550 و789 اللذين تم تبنيهما في 1984 و1992 على التوالي». ودعا هذان القراران إلى وضع فاروشا تحت إدارة الأمم المتحدة. وأكد مجلس الأمن في القرار رقم 550 أن «محاولات توطين أي أشخاص غير سكان فاروشا في هذا القطاع غير مقبولة». وطالب أعضاء المجلس الأطراف «بالتحرك بسرعة وبشكل بنّاء» لتسوية هذا النزاع، مؤكدين أنهم «يشجعون القادة على الاتفاق حول إجراءات جديدة للثقة وعلى تطبيقها». وتعهد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في سبتمبر (أيلول) الماضي بإعادة فتح فاروشا، بعد أسبوعين من تنظيم جولة غير مسبوقة للصحافيين في المنتجع منذ الاجتياح التركي.

 

نزوح مدنيين من الحدود التركية... والأكراد يعلنون «النفير العام»

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

على وقع الضربات التركية والانسحاب الأميركي تتواصل موجات النزوح من مدينتي راس العين وتل أبيض المتاخمة للحدود التركية، باتجاه الريف وإخلاء القرى والبلدات الحدودية التي تتعرض للهجمات، في وقت أعلنت فيه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في بيان، النفير العام، وبحسب البيان المنشور على حسابها الرسمي: «مع تصاعد وتيرة التهديدات وتحشّد الجيش التركي، نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا». وقالت مصادر أهلية من مدينتي راس العين (سري كانيه)، بحسب تسميتها الكردية، عبر اتصال لـ«الشرق الأوسط» إن سكان المدينة توجهوا إلى ريفها الشرقي والجنوبي، وقصدوا بلدات تل تمر والدرباسية ومدينة الحسكة، بعدما تحول ريفها الغربي المحاذي للشريط الحدودي مع تركيا إلى هدف للضربات التركية، إلى جانب نزوح سكان مدينة تل أبيض وخروجهم بعد بدء الضربات الجوية على المواقع العسكرية التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، ونقل سكان تصاعد أعمدة الدخان من مواقع بالقرب من الحدود مع تركيا. ودعت الإدارة الذاتية جميع هيئاتها ومؤسساتها ومكوناتها للتوجه إلى المناطق الحدودية المحاذية لتركيا في بيانها «للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة»، وطالبت بـ«الاحتجاجات والاعتصامات في جميع أنحاء العالم، محمِّلة الأمم المتحدة وكافة الدول والمؤسسات صاحبة القرار والتأثير في الشأن السوري كامل المسؤولية الأخلاقية والوجدانية عن أي كارثة إنسانية تلحق بشعبنا في شمال وشرق سوريا». وحذرت سهام قريو الرئيسة المشتركة للمجلس العام بالإدارة الذاتية، من وقوع كارثة إنسانية تهدد مصير ملايين المدنيين القاطنين في مناطق الإدارة الذاتية، وقالت: «التهديدات التركية لا يمكن حصرها بالمناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة، بل سيكون وقعها كارثياً على الشعب السوري، ويمتد تأثيرها على دول العالم أجمع، وتهدد بكارثة إنسانية تطال نحو 6 ملايين مدني». وفي ظل التصعيد التركي، وشنّ هجمات عسكرية على نقاط ومواقع عسكرية في مناطق الإدارة، قالت سهام قريو: «لدينا القدرة على الدفاع عن الأراضي السورية ووحدتها، ونرفض عودة المجد المعهود للدولة العثمانية، لذا نحن نؤكد قدرتنا في القتال حتى آخر قطرة دم»، وأضافت أن مناطق الإدارة كانت المأوى طوال الأزمة السورية لملايين النازحين السوريين، بعد توفير الخدمات والأمان ومستلزمات الحياة «إذ حققنا عدة مكتسبات بعد أن أخذت (قوات سوريا الديمقراطية) على عاقتها حماية السكان». وحمل «المجلس الوطني الكردي» التهديدات التركية والتصريحات «المدانة واللامسؤولة من جانب الفصائل المسلحة»، على حد وصفه، التي «أحدثت قلقاً وذعراً بالغَيْن لدى أبناء المنطقة بكل مكوناتها، خاصة بعد قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من نقاط المراقبة الحدودية مع تركيا، رغم دخول الاتفاقية الأمنية بينهما في شهر أغسطس (آب) الماضي حيز التنفيذ».

 

حزمة إجراءات عراقية لامتصاص الغضب وإعلان الحداد وواشنطن تشدد على المحاسبة... ومئات يتظاهرون أمام مقرين لـ«الحشد الشعبي» في بغداد

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

أصدرت الحكومة العراقية، أمس، حزمة إجراءات ثانية عاجلة مؤلفة من 13 بنداً، في محاولة لامتصاص غضب المحتجين عبر تلبية جزء من المطالب التي نادوا بها، خصوصاً تلك التي تتعلق بالسكن وتوفير فرص العمل في القطاع الخاص وتوظيف العاطلين في دوائر الدولة ومنح قروض للمشاريع الصغيرة. وأعلن رئيس الوزراء الحداد على قتلى الاحتجاجات من المتظاهرين وقوات الأمن لمدة ثلاثة أيام تبدأ من اليوم، فيما دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى التحقيق في {الاعتداءات على المتظاهرين والقوات الأمنية}، بعد استقباله رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، أمس.

وشدد صالح على {ضرورة القيام بتحقيق قضائي عادل بشأن جرائم الاعتداء على المتظاهرين والقوات الأمنية وإطلاق الرصاص الحي خلال الاحتجاجات الأخيرة، ومحاسبة المسؤولين عن إراقة الدم العراقي}. وأشار بيان رئاسي إلى أن الاجتماع ناقش {أهمية دور القضاء العراقي، وتحديداً المحكمة المختصة بقضايا النزاهة، وأهمية تفعيل دور الادعاء العام لحسم ملفات الفساد ومعاقبة المتجاوزين على المال العام}، مؤكداً {أهمية التعاون والتنسيق بين السلطات الثلاث لاستكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة، وحفظ الأمن وحماية الدستور}.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، أن الوزير مايك بومبيو دعا الحكومة العراقية إلى التحلي بـ«أقصى درجة من ضبط النفس»، مشدداً على أن «منتهكي حقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا». وقالت إن بومبيو أدلى بهذه التصريحات في اتصال هاتفي جرى «مؤخراً» مع رئيس الوزراء العراقي الذي كان قد أعلن الاثنين أنه تحادث مع وزير الخارجية الأميركي. وأوضحت أن بومبيو «أعرب عن أسفه للخسائر في الأرواح خلال الأيام القليلة الماضية، وحَض الحكومة العراقية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وكان مكتب عبد المهدي ذكر في بيان أن بومبيو «عبر عن ثقته بالقوات العراقية ودعم الولايات المتحدة للعراق ولجهود الحكومة لتعزيز الأمن والاستقرار».

وعبرت بريطانيا، أمس، عن «قلقها» من دوامة العنف الأخيرة. وكتب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في تغريدة على «تويتر» أنه أكد لرئيس الوزراء العراقي ضرورة «احترام حق التظاهر بشكل سلمي وحرية الصحافة». ورغم عودة الهدوء ميدانياً، تظاهر مئات أمام مقرين لـ«هيئة الحشد الشعبي» في شارع فلسطين وسط بغداد ومنطقة الجادرية، أمس، مرددين شعارات تتهم قيادتها بالفساد، بينها «شلع قلع، كلهم حرامية». وقال ناشط لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرات جرت بدعم عناصر محسوبة على تيار الصدر، وهناك من يعتقد أن بعض فصائل الحشد مسؤولة عن المجازر التي وقعت بين صفوف المتظاهرين السلميين». وبالعودة إلى حزمة الإصلاحات الجديدة، قرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء وعضوية 8 جهات حكومية، مهمتها معالجة مشكلة السكن عبر توزيع الأراضي على المواطنين الذين لا يملكون منازل.

وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء أن اللجنة «ستتولى تهيئة الأراضي الزراعية اللازمة لتخصيص القطع السكنية للمستحقين، ودراسة توسيع الحدود البلدية وما يتطلبه من إطفاء واستملاك وتعديل استعمال الأراضي وتغيير جنسها لأغراض أعمال اللجنة».

وبهدف معالجة حالة التذمر التي تسود الأوساط الشعبية حول مسألة تسلم بعض الأشخاص لراتبين من الدولة، مثل السجناء السياسيين السابقين وغيرهم، قرر مجلس الوزراء إلغاء العمل بالتعليمات السابقة في هذا الشأن في قانون الموازنة للسنة المقبلة.

كما أوكلت اللجنة لوزارة الكهرباء مهمة «توزيع منظومات طاقة شمسية متكاملة لثلاثة آلاف عائلة فقيرة مجاناً، وبتخصيص إجمالي قدره 15 مليار دينار»، أي نحو 12.5 مليون دولار.

وبغرض توفير عدد كبير من الوظائف للشباب العاطلين عن العمل، قررت الحكومة تبسيط إجراءات تسجيل الشركات الصغيرة للشباب بين 18 و35 سنة، والإعفاء من الأجور المستحدثة. وخصصت مجموعة من القطاعات الخدمية للاستثمار والعمل فيها ومنها شركات التنظيف والبستنة وهندسة الحدائق والمقاولات للأعمال الثانوية ومحطات تدوير النفايات والبرمجيات. وتشترط التعليمات الجديدة على الشركات الحاصلة على عقود حكومية من الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات «إحالة جزء من أعمالها، بما لا يتجاوز 500 مليون دينار، إلى متعهدين غير مصنفين من خلال التعاقد معهم بصيغة عقد مسمّى، لدى صاحب العمل أو جهة التعاقد».

وأوعزت حزمة إجراءات الحكومة إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتولي «اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير السيارات المتنقلة الخاصة بصناعة الأكلات الجاهزة والمرطبات والمشروبات الساخنة والسيارات التخصصية (مثل سيارات الصيانة والتنظيف بأنواعها)، للشباب العاطلين عن العمل من المسجلين في قاعدة البيانات لديها، وتمويلها بطرق مختلفة، منها صندوق القروض المدرّة للربح في وزارة العمل، أو القروض الميسّرة وبفائدة رمزية» من مصرفي الرافدين والرشيد الحكوميين. كما طالب أمانة العاصمة والمحافظات بتبسيط إجراءات منح إجازات ممارسة هذه المهن وتنظيم أماكن وقوفهم في المناطق التجارية.

وشملت الحزمة إجراءات أخرى تتعلق بالمتخرجين من الإعداديات المهنية. وطلبت اللجنة العليا من وزارة الزراعة تخصيص الأراضي الزراعية ذات الحصة المائية لخريجي الإعداديات الزراعية (وكذلك لخريجي الكليات والمعاهد الزراعية والبيطرية) لتأسيس جمعيات تخصصية تعاونية واستثمار هذه الأراضي. وطالبت اللجنة وزارة الصناعة والمعادن بتولي تدريب الشباب العاطلين عن العمل من الخريجين وغيرهم من الراغبين في تأسيس مشاريع تصنيع منتجات محلية. كما طالبت هيئة المستشارين في رئاسة مجلس الوزراء بدراسة تخفيض سن التقاعد للموظفين وتقديم رؤية ل‍مجلس الوزراء خلال أسبوعين، بغية استبدالهم من خلال الشباب العاطلين عن العمل. وفي مجال تحسين الخدمات البلدية والبيئية وتشجيع الصناعات الصغيرة التي تستخدم لمنتجات تدوير النفايات، قررت اللجنة العليا قيام أمانة بغداد والمحافظات بإجراءات التعاقد مع المستثمرين لإنشاء معامل معالجة وتدوير النفايات بالأساليب الحديثة.

ويفترض أن تشكّل الأمانة العامة ل‍مجلس الوزراء لجاناً في المحافظات تتولى متابعة قرارات مجلس الوزراء الخاصة بتلبية مطالب المتظاهرين ورفع تقاريرها الدورية لرئيس مجلس الوزراء خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر. من جهة أخرى، قرر مجلس النواب إلغاء عمل مكاتب المفتشين العموميين التي أسسها الحاكم المدني الأميركي بول بريمر في 2004 لمراقبة حالات الفساد المالي والإداري في الوزارات. ورغم أن مكاتب المفتشين لم تكن على لائحة الأولويات والشعارات التي رفعها المتظاهرون، فإن دعوات برلمانية وشعبية سابقة أفضت إلى القرار الجديد، إذ يعتقد على نطاق واسع أن مكاتب المفتشين كانت إحدى الحلقات الحكومية المساعدة على الفساد بدلاً من مكافحته. وعلق رئيس «المنبر العراقي» رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، على قرار البرلمان بإلغاء مكاتب المفتشين العموميين بالقول عبر تغريدة في «تويتر» إن «قرار مجلس النواب بإلغاء مكاتب المفتشين العموميين خطوة مهمة للتخلص من حلقة إدارية فائضة لا وجوب لها، وتركيز جهود محاربة الفساد عبر المؤسسات الرصينة والقضاء».

 

إطلاق سراح صحافية روسية بعد أسبوع من توقيفها في طهران

لندن: «/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019»

أعلنت السفارة الروسية في طهران، اليوم (الخميس)، إطلاق السلطات الإيرانية سراح الصحافية الروسية يوليا يوزيك بعد أسبوع من توقيفها من الفندق الذي كانت تقيم فيه في طهران. ونقلت وسائل إعلام عن السفارة الروسية في طهران القول في بيان اليوم: «نتيجة للجهود المشتركة لوزارة الخارجية الروسية والسفارة الروسية في طهران، قرر الجانب الإيراني إطلاق سراح المواطنة الروسية يوليا يوزيك في وقت مبكر من صباح اليوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري»، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف البيان: «غادرت يوزيك إيران إلى موسكو في رحلة للخطوط الجوية الروسية». وكانت السفارة قد أعلنت أن السلطات الإيرانية احتجزت يوزيك في الثاني من أكتوبر الجاري في فندق كانت تقيم فيه بطهران، وذلك بعد أن صادرت جواز سفرها عقب وصولها بدعوة خاصة إلى مطار العاصمة الإيرانية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى خلفية الحادث، استدعت الخارجية الروسية السفير الإيراني لدى موسكو مهدي سنائي لتقديم إيضاحات حول إيقاف الصحافية، مطالبة بالإفراج عنها في أسرع وقت. ولاحقاً، قالت الخارجية الروسية إن سنائي أكد للوزارة أن يوزيك احتُجزت لتقديم بعض التوضيحات للسلطات المحلية وسيتم الإفراج عنها قريباً.

 

أشتية في القاهرة للانفكاك التدريجي عن الاقتصاد الإسرائيلي وقال إن مصر تبذل {جهداً كبيراً لدعم اقتصادنا وتحقيق المصالحة}

القاهرة: سوسن أبو حسين - رام الله/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

أكد رئيس وزراء فلسطين محمد أشتية، أن مصر تبذل جهداً كبيراً لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء فصل الانشقاق والانقسام، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري مصطفي مدبولي، عقب مباحثاتهما الثنائية، أمس، في القاهرة، أن «مصر فتحت لنا أبواب التعاون في مجالات التعليم والصحة والزراعة واستقبال البضائع المصرية. وحصلنا على كل الدعم بما يمكن اقتصادنا الوطني الفلسطيني من النهوض». ونوه أشتية إلى أن «مصر لديها الكثير مما تقدمه للشعب الفلسطيني، ونحن في حاجة إلى نتعلم من التجربة المصرية في مجالات الزراعة والتجارة والاستثمار، وفي المدن الجديدة والإسكان الشعبي، وغيرها». ووصف أشتية زيارته الحالية لمصر، حيث يرافقه وفد كبير يضم عشرة وزراء، بالناجحة قائلاً: «وجدنا في مصر هذا البلد الذي يحب فلسطين بشكل كبير، كل التعاون من قبل الوزراء المصريين لأشقائهم الوزراء الفلسطينيين».

من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إنه تم عقد اللقاءات بين الجانبين المصري والفلسطيني لمناقشة الكثير من الموضوعات والقضايا المشتركة بين البلدين، على المستويات السياسية والاقتصادية، وبخاصة حركة التجارة بين مصر وفلسطين، وموضوعات الترابط والتكامل في الكثير من المجالات، كالطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والصحة، وغيرها.

وأضاف مدبولي، أنه «تم التوافق على الكثير من الملفات التي سيتم تفعيلها في أقرب فرصة»، مشيراً إلى أن كل وزير من الجانبين المصري والفلسطيني لديه تكليف خاص بالموضوعات والتعاون فيما بينهما، وأنه ستتم متابعتها بصورة شخصية من قبل رئيسي وزراء البلدين.

وشهدت القاهرة أمس لقاءات بين الحكومة المصرية والفلسطينية في إطار زيارة أشتية للقاهرة، الذي أكد أنها تناولت «إمكانيات تسهيل حياة أبناء قطاع غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية من عناية صحية وكهرباء وسهولة الحركة». وأوضح أشتية، خلال لقاء مع الجالية الفلسطينية بالقاهرة، «أن المعاناة التي يعانيها أهل غزة غير مسبوقة، 95 في المائة من المياه غير صالحة للشرب، ونسبة البطالة وصلت إلى 55 في المائة والفقر إلى 72 في المائة، والكهرباء متوفرة لنحو 8 ساعات فقط في اليوم».

وأَضاف خلال لقائه أعضاء مجالس إدارة المؤسسات الفلسطينية العاملة بالقاهرة، وعدداً من أبناء الجالية في مصر، في مقر سفارة دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية «أن المعاناة التي يعانيها أهلنا في قطاع غزة غير مسبوقة، 95 في المائة من المياه غير صالحة للشرب، ونسبة البطالة وصلت إلى 55 في المائة والفقر إلى 72 في المائة، والكهرباء متوافرة لنحو 8 ساعات فقط في اليوم».

وتابع: «سنبقى أوفياء لأبناء شعبنا أينما تواجدوا، والرئيس محمود عباس حريص على اكتمال المشهد الفلسطيني، وأساس هذا المشهد المصالحة الوطنية»، مجدداً التأكيد على أهمية دعوة الرئيس إلى انتخابات عامة «كمخرج لتوحيد شعبنا وإعادة الإشعاع الديمقراطي له».

وتلعب مصر دوراً مهماً في المصالحة الفلسطينية، وتحظى بدور أهم فيما يخص الأوضاع في قطاع غزة. ويوجد تواصل بين مصر و«حماس» حول كثير من القضايا الاقتصادية والإنسانية والأمنية في القطاع.وقال أشتية «نحن هنا لأن مصر عزيزة علينا، وهذه الزيارة الأولى من نوعها بهذا الزخم الرسمي، ونشكر الحكومة المصرية على حفاوة الاستقبال، وصلنا إلى اتفاقيات كثيرة، ونحرص على فتح آفاق جديدة مع أشقائنا المصريين». وأضاف: «نريد أن تدخل بضائعنا إلى مصر ونريد لبضائع مصر أن تتواجد في أسواقنا»، مستعرضاً استراتيجية الحكومة القائمة على الانفكاك التدريجي عن الاحتلال، والاعتماد على الذات من خلال تعزيز المنتج الوطني، والتوجه نحو العمق العربي، وفتح أسواق الدول العربية. وفي سياق الزيارة، أجرى وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، مباحثات مع المسؤولين المصريين في مجالات الاستثمار والصناعة والتجارة لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين ودعم رؤية الحكومة الفلسطينية في الانفكاك التدريجي عن اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي. وبحث الجانبان إمكانيات إبرام اتفاقيات للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة من أجل تسهيل التجارة وزيادتها وتطويرها بين البلدين، واتفاقية لإنشاء وتطوير المناطق الصناعية والمناطق التكنولوجية الصناعية.

بدوره، بحث وزير الاتصالات الفلسطيني إسحاق سدر، مع نظيره المصري عمرو طلعت، سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وبخاصة تنظيم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفي مجال قطاع البريد. وتناول اللقاء آليات تنفيذ دعم إسكان المقدسيين الذي تم طلبه خلال الاجتماع السابق للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاتصالات العرب، ويتم دعم الإسكان من قبل مشتركي شركات الاتصالات الخلوية والأرضية وتحويل هذه الأموال، من خلال البنك الإسلامي للتنمية. كما بحث وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني محمد زيارة، مع وزير الإسكان المصري عاصم الجزار، التعاون المشترك في قطاعات الإسكان والطرق وإعادة إعمار غزة ومحطات تحلية المياه. واجتمع وزير الزراعة رياض عطاري مع وزير الزراعة المصري الدكتور عز الدين أبو ستيت. وتم بحث التعاون في مختلف المجالات الزراعية، وركز الاجتماع على تعزيز التبادل التجاري الزراعي بما يشمل المنتجات الزراعية، ومدخلات الإنتاج الزراعي لتعزيز انسياب السلع ما بين البلدين، ومنها استيراد الأسمدة والمخصبات الزراعية واللقاحات البيطرية من مصر لدولة فلسطين. وفى مجال التعليم، اتفق وزير التعليم العالي الفلسطيني محمود أبو مويس، مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري خالد عبد الغفار، على زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة الفلسطينيين من 20 إلى 30 منحة، وتخصيص 10 منها في مجال الزراعة لطلبة غزة. ووصل أشتية على رأس وفد وزاري إلى مصر بهدف بحث التعاون لتعزيز العلاقات الاقتصادية في إطار خطة فلسطينية للانفكاك التدريجي عن إسرائيل. ومصر هي ثالث محطة عربية بعد الأردن والعراق يزورها أشتية برفقة طاقم وزاري خلال ثلاثة أشهر بهدف بحث دعم الاقتصاد الفلسطيني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه البلاد ما عادت تُشبهنا يا فخامة الرئيس

قاسم يوسف/ليبانون ديبايت/الخميس 10 تشرين الأول 2019

نعترف أمامكم يا فخامة الرئيس، نحن المواطنون البائسون اليائسون، أننا انضممنا طوعًا إلى ثلة الأشرار، أولئك الذين يروّجون الشائعات عن وضعنا المالي المتهالك، وعن أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهد واحدة من أحطّ وأفظع حقباتها على الإطلاق.

نعترف أمامكم أننا متورطون حتى النخاع، نسعى عن سابق تصوّر وتصميم إلى اسقاط هذا النظام، وإلى ضرب مقومات وجوده ونسف ركائز استمراره. لقد وهبنا أقلامنا وجماجمنا لهذه القضية، وبات لزامًا علينا أن نبحث كل يوم عن ثغرة نلجُ عبرها إلى استهدافه وكسره، بعد أن نُمعن فيه تشويهًا وضربًا وانتقامًا. نعترف بكل هذا أمامكم، بلا ضربة كفٍ أو شتيمةٍ أو سحسوح. ماذا يعني لنا لبنان يا فخامة الرئيس؟ كنا نظنه، ولا نزال، على سجية فؤاد شهاب الذي بنى الدولة ومؤسساتها حجرًا حجرًا، وجمع حوله كوكبه من أعقل الناس وأنزههم وأكثرهم وطنية واستقامة على الإطلاق. ونظنه كذلك على مثال زوجته التي عجزت عن دفع ديونها المستحقة لدكانة الحي، كونها لم ترث من زوجها حسابًا مصرفيًا عامرًا، بل اكتفت بسيرته العطرة ومسيرته العابقة بالزهد والكرامة وعزة النفس.

نحسبه أقرب ما يكون إلى ريمون إده، ذلك الفارس المُجليّ الذي عُرضت عليه الرئاسة أكثر من مرة، فنظر إليها من منظار مواصفاته ومبادئه، ومن علياء كرامته، فلم يجد بُدًا من أن يبصق عليها، وقد بصق بالفم الملآن، على ما يقول عقل العويط في مقالة بديعة.

نظنه أيضًا يشبه الياس سركيس، ذاك الذي رسم صورته الناصعة بتواضعه وحكمته ونزاهته، وبحشرجة لا تغيب أبدًا عن صوته المتهدج ووجهه الحزين. حسبناه قويًا بعاطفته وصبره وصمته، مترفعًا بنبله، وفائضًا بعقله وحصافته. لم يدخل أندية الرؤوس الحامية والمغامرين المشتعلين، وظل هادئًا كالثلج وهو يكبت الوجع في عميقه، إلى أن ترجل باكرًا في فراشه الأخير.

فكرّنا أنه وسليم الحص وجهان لاستقامة واحدة، وأن الذهب الذي ملأ عين الليرة كان جزءًا لا يتجزأ من نباهته وبصيرته، ثم أدركنا أن لكل ذلك ارتباط وثيق بزمن الكبار وقماشة الكبار، ولو كانا على طرفيّ نقيض، منذ فؤاد بطرس، الذي أخذ معه رهطًا هائلاً من دبلوماسية العرب وحكمتهم، إلى شارل مالك، العبقري الذي هندس نظرة العالم المستجدة إلى حقوق الإنسان، قبل أن يعود ويجثو باكيًا على ركبتيه وهو يُقبّل راحتيّ الشيخ بيار، ذاك الأب المثلوم أمام جثة نجله وأحلامه التي تناثرت بين الركام. جنحت بنا الحماسة المفرطة نحو رفع هؤلاء وغيرهم إلى مراتب الأمثولة والأيقونات، وقد جعلنا من سيرتهم الذاتية ومن حيواتهم السياسية والوطنية مقياسًا نقيس فيه كل صغيرة وكبيرة، لكن هذه البلاد ما عادت تُشبههم أو تُشبهنا، صارت مليئة بالعبثية والحقد والإحباط، وأهلها ما عادوا يبحثون إلا عمّن يزرع فيها الحب والأمل، بعد أن كفروا بكل أولئك الذين يمتهنون الكذب والصراخ وكم الأفواه، ويحترفون ضرب الطاولات أو إحراقها بمن فيها.

ليس الحل في جرنا جميعًا إلى أقبية التحقيق، بل في تحمل المسؤولية أو الاستقالة يا فخامة الرئيس.

 

الحريات والاقتصاد آخر ميزات لبنان المهددة

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

يترافق تخبط وارتباك الإجراءات التي تحاول الحكومة اللبنانية بها السيطرة على التدهور الاقتصادي المتمادي، مع موجة جديدة من استدعاءات الناشطين السياسيين إلى التحقيق لدى الجهات الأمنية ورفع الدعاوى على أصحاب المدونات والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي وصدور أحكام زجرية بحقهم إضافة إلى التلويح بمزيد من الخطوات القمعية بحقهم. بكلمات ثانية، يخسر لبنان في وقت واحد ميزتين من آخر ميزاته عن دول الجوار: الحرية الاقتصادية، وحرية التعبير النسبية عن الرأي، بسبب انعدام رؤية النظام الحاكم لكيفية إدارة البلاد وإخراجها من أزماتها الهيكلية من جهة؛ وبسبب محاولة دفع لبنان إلى تحمل وطأة العقوبات الدولية المفروضة على نظام بشار الأسد والمساهمة في مد أنابيب الهواء إلى الحكم المختنق في سوريا؛ من جهة أخرى. وإذا كانت هجمة التحالف الحاكم على الحريات العامة هي أول ما يُرى من جبل جليد الأزمة الحالية نظراً إلى المقاومة السريعة التي يبديها من تبقى من ناشطين وحقوقيين مصرّين على الدفاع عن أنفسهم وعمّا يعتقد كثر من اللبنانيين أنه من أسس الكيان السياسي اللبناني، أي حرية القول والنشر والتظاهر والاعتراض وتشكيل الجمعيات، وهي كلها أمور يكفلها الدستور، فإن الجزء الغاطس من جبل الجليد الذي يختفي تحت المياه الداكنة يشهد محاولات حثيثة لتكريس الغلبة التي حققها المحور الإيراني في لبنان والتي أضحت واقعاً سياسياً منذ «التسوية» التي أنهت إلى غير رجعة ما كان يُعرف بـ«التيار السيادي» وجاء بموجبها ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.

ويتعين القول إن اضمحلال أوهام إعادة بناء سوريا التي راودت المشاركةُ في جني الأرباح منها بعضَ السياسيين اللبنانيين، قد دفع بحلفاء إيران وسوريا إلى البحث عن مخارج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة عن طريق استغلال القنوات الخلفية اللبنانية. الأرقام المتداولة لتهريب المشتقات النفطية من لبنان عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، والتي تسيطر عليها جميعاً قوى الأمر الواقع، تكاد تصل إلى ضعف الاستهلاك اللبناني المعتاد، من دون أن يظهر من يفسر أو يفند أو يدحض هذه الظاهرة. وما هذا إلا جانب واحد من الضغط الذي يتعرض له الاقتصاد اللبناني الموضوع تحت المراقبة اللصيقة للأجهزة المالية الأميركية التي لا تتوقف عن توجيه التحذيرات من مغبة خرق العقوبات الدولية على النظام السوري. وهي تحذيرات تقابل بتذاكي وتشاطر الوزراء اللبنانيين الذين يظنون أن بمقدورهم الإفلات بأفعالهم المفيدة لهم على المستويين السياسي والشخصي، من دون عواقب.

وتتكرر أمام هذا الواقع المأساة اللبنانية المزمنة المتمثلة في انقسام لا شفاء منه للرأي العام المقيد بانقساماته الطائفية على نحو يحول دون اتخاذ الامتعاض أو الاستياء الاقتصادي والاجتماعي شكل الاعتراض السياسي. ولا تضاهي سرعة عودة اللبنانيين إلى معازلهم الطائفية وقوقعاتهم الآمنة أي سرعة؛ ما إن يشعروا بأن المطالبة بحرية التعبير، على سبيل المثال، ستقترب من مساءلة زعيمهم الطائفي الذي يعرفون مسبقاً فساده وسطحية آرائه ومشاريعه.

وبينما يتسارع استدعاء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى المقرات الأمنية ورفع مزيد من الدعاوى ضدهم وتهديدهم بإسكات أصواتهم بكل الطرق المتاحة، وبعد موت الصحافة اللبنانية التي كانت تشكل متنفساً للتعبير عن الرأي، يعجز المعترضون والرافضون للواقع الحالي عن تجميع أنفسهم وعن صوغ آليات مقاومة لوقف القضم البطيء لكن المستمر لمساحات الحريات المتناقصة. ولعل لبنان لم يشهد منذ عقود طويلة وحدة بين الأطراف الرئيسية في رأس الحكم مثل تلك التي يعيشها الآن. لكن خلافاً لنماذج سابقة، قد يكون أبرزها عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي طرح مشروعاً إصلاحياً تحتل الدولة ومؤسساتها مكان المركز فيه في ستينات القرن الماضي، يشكل تفكيك الدولة وتقاسمها كغنائم وأسلاب جوهر المشروع السياسي للمجموعة القابضة على أزِمّة السلطة في لبنان اليوم. وتسقط الحريات بكل أوجهها ضحية التوافق الطائفي العريض على تدمير ما قد يشكل في المستقبل أسس عيش اللبنانيين بعضهم مع بعض.

عليه؛ تبدو انتظارات الحاكمين لحزمات من قروض أو مساعدات تأتي تنفيذاً لمؤتمر «سيدر» الذي لن ترى مقرراته النور، أو لِهِبة من هنا ووديعة مالية من هناك، مجرد مهدئات لمرض عضال هم أول وأخطر عوارضه.

 

اقتراح بري لتعديل قانون الانتخاب على نار حامية في مجلس النواب

سناء الجاك/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

عقدت اللجان المشتركة في البرلمان اللبناني، أمس (الأربعاء)، جلستها الثانية لمناقشة اقتراح قانون الانتخاب المقدّم من كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وينصّ اقتراح القانون على اعتماد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة.

وأوضحت الكتلة في جولاتها على الكتل النيابية الأخرى قبل أشهر لشرح اقتراح القانون، أن «نتائج الانتخابات النيابية بموجب القانون النافذ، أظهرت تراجع الروابط الوطنية، وتنامي العصبيات المذهبية والطائفية، وأثّرت كثيراً على الحياة السياسية اللبنانية».

في المقابل، رأى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أنه «لا يفهم أسباب طرح قانون جديد وإلغاء القانون الحالي الذي أتى بعد مخاض استمر عشر سنوات في وضع حرج، ما يزيد من حراجته»، مشدداً على أن «البلد لا يمكن أن تتحرك فيه إلا التكتلات الكبيرة».

ويرفض النائب في كتلة «التنمية والتحرير» أيوب حميد، أي قراءات مبنية على المبالغات. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «اقتراح الكتلة يستبق الموعد النهائي لولاية المجلس، وطرحه جاء نتيجة الشوائب التي ظهرت في القانون الذي أُجريت على أساسه الانتخابات النيابية الأخيرة (2018)، والتي تحتاج إلى تصويب، وتم إقراره في اللحظات الأخيرة، وإلا كنا أمام خيارين، إما العودة إلى قانون الستين وإما تأجيل إجراء الانتخابات. وبحث قانون جديد قبل أن يداهمنا الاستحقاق المقبل للانتخابات، يعطي فرصة للكتل النيابية للإدلاء باقتراحاتها بما يراعي الواقع اللبناني ويؤمّن المناصفة والمشاركة والاستقرار السياسي». ويشدد على أن «اقتراح القانون لا يستهدف إبعاد أحد أو الانتقاص من موقع أحد. والتلطي خلف الطائفة والمذهب لرفضه لا يعكس مصلحة لبنان، ليعكس قلق الأشخاص وليس قلق الطائفة». نافياً أن «يتعارض مع وثيقة اتفاق الطائف الذي يحرِّض على ردم الهوة بين الدوائر الانتخابية بطريقة أفضل مما هي عليه اليوم».

ويضيف: «قبل نحو الأسبوعين عُقدت جلسة المناقشة الأولى لمشروع القانون، وتداول النواب آراءهم بشأن الواقع الانتخابي. وكان واضحاً موقف نواب كتلة القوات اللبنانية، الذين تمنوا إرجاء البحث في الموضوع لأن الوقت ليس مناسباً. لا أعرف متى يكون الوقت مناسباً أكثر لسماع كل الاقتراحات والوصول إلى خلاصة نهائية بعد إشباع الموضوع نقاشا؟».

من جهته يقول النائب في كتلة «الجمهورية القوية» جورج عقيص، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبدأ يقضي بالحرص على استقرار التشريعات. لذا لا تتغير القوانين التي تُقرّ بعد فترة وجيزة. يجب أن تأخذ وقتها وتنتج مفاعيلها. فالعمل بقانون الستين استمر أكثر من خمسين عاماً. ولبنان الآن في ظرف دقيق على مختلف الأصعدة الجيوبوليتيكية والاقتصادية والأمنية، ولا يُعقل أن يصار إلى تغيير قانون انتخاب استهلك جهداً، يناقض المبدأ العام للاستقرار التشريعي بعد عامين من إقراره. من جهة أخرى لم نسمع شكوى لأي جهة من نتائج الانتخابات التي حافظت على الأحجام السياسية الأساسية في البلد».

ويشير عقيص إلى أن «القانون الحالي للانتخابات أفضل للمسيحيين لأنه صحح الخلل السابق وأنتج تمثيلاً صحيحاً وحافظ على تمثيل المسلمين. بالتالي أزال الشكوى السابقة بأن نواب المسيحيين كانوا يأتون بأصوات المسلمين ولا يمثلون بيئتهم، ما يسبب غبناً يُنتج أجواءً سلبية تؤثر على مصلحة الدولة العليا. أما بموجب هذا القانون فقد أصبح السواد الأعظم من النواب يمثلون بيئاتهم».

ويشير حميد إلى أن «القانون النافذ حمل الكثير من التنافس غير الصحي في البيت الواحد من خلال الصوت التفضيلي. كذلك هناك شوائب لها علاقة بآلية الانتخاب. إذ يُفترض أن ينتقل الناخبون من منطقة إلى أخرى للتصويت، الأمر الذي أثّر على نسب المشاركة في الانتخابات. بالإضافة إلى الشوائب المتعلقة بالعملية الانتخابية في الخارج لجهة بُعد أمكنة الاقتراع عن أمكنة سكن المغتربين». ويرى حميد أن «الموضوع يحتمل الأخذ والرد للتوصل إلى قانون أقرب إلى الواقع اللبناني»، في حين يرى عقيص أن «الحاجة الكبرى الملحّة إلى تغيير هذا القانون غير موجودة. والقوات وتكتلها النيابي ليست ضد فتح النقاش بل تقييم التجربة الانتخابية وإقرار ضوابط بغية تحسين القانون الحالي وتطويره. ولا مشكلة في فتح النقاش حوله باكراً قبل الوصول إلى استحقاق عام 2022، أما الإتيان بقانون جديد فنحن نرفضه». ويشدد عقيص على أن «تغيير القانون لا يطمْئن الوجود المسيحي. وتكبير الدائرة الانتخابية وجعل لبنان دائرة واحدة يعيدنا إلى منطق المحادل والأكثريات العددية. ونحن نوافق على التحسين وليس البحث بصيغ أخرى تنسف القانون الحالي وتعيدنا إلى قانون غير منصف. وقد لمسنا في الجلسة الأولى تناغماً بين القوى المسيحية الممثلة في البرلمان. ولسنا مستعدين للتراجع عن موقفنا. والمطلوب اليوم هو التصدي للوضع الاقتصادي والحياتي وليس المشاريع السجالية فهي تضر بالاستقرار. ونحن لا نتمنى أن نصل إلى هذه الحالة التي تكرس واقعاً انقسامياً على أساس طائفي، ما يريح اليوم هو أن الخلافات سياسية وليست طائفية. والانقسام الطائفي يعيدنا إلى الوراء».

 

المساعدات كما الإصلاحات بـ"القطّارة"!

جورج شاهين/الجمهورية/الخميس 10 تشرين الأول 2019

لم يعد هناك نقاش كثير حول حجم ما هو متوقع من معونات عربية وغربية، وسط اجماع على القول إنّها باتت متلازمة أكثر من قبل مع الإصلاحات التي تعهّد بها لبنان. ولم تعد محصورة بالجوانب الإقتصادية والإدارية، فتجاوزتهما الى السياسية التي باتت في مرحلة توازيهما. وطالما أنّ لبنان يسير بالإصلاحات ببطء فالمساعدات ستأتي بـ «القطّارة».

بعيداً من مضمون بعض البيانات الغامضة او تلك التي لا تعترف الى اليوم بوجود الأزمة النقدية، رغم ما بلغت حدّتها في الأسواق المصرفية وتلك الموازية، وما بات يُعرف بالسوق السوداء، فانّه من الضروري الإعتراف بحجم الأزمة وتوصيفها على حقيقتها قبل معاينتها وتحديد المعالجات الناجعة التي تؤدي الى الحدّ منها، وتطويق ذيولها السلبية في المرحلة الأولى تمهيداً للخروج منها واستعادة السوق النقدية حركتها الطبيعية الهادئة في مرحلة أخرى.

على هذه الصورة، يُجري الخبراء قراءتهم للتطورات التي شهدتها البلاد. فيدعون الى عدم الأخذ بالبيانات التي تحدثت عن توفّر الدولار الأميركي نقداً بالقدر المطلوب وما تحتاج اليه سوق النقد. فكل الوقائع تنفي مثل هذا الإدّعاء وتدحضه. لكن، في الوقت عينه، لا يأخذون ايضاً بالتهويل بما هو آتٍ، ولا بالحديث عن افلاس بلد واعتباره من الدول المارقة غير القادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الاطراف الدائنين. فنسبة الدين الخارجي لا تشكّل خطراً وجودياً. ذلك انّ حجم الدين الداخلي يفوق أربعة اضعاف الدين الخارجي، مع الاعتراف بما يُنبئ ببعض المخاطر التي تواجه الخزينة ومصرف لبنان.

مما لا شك فيه، انّ نصائح البنك الدولي وصندوق النقد قد حالت دون اكتتاب المصارف المحلية في السندات الجديدة المطروحة، ومنها سندات اليوروبوند التي طُرحت في نهاية الشهر الماضي. لكن توفير المؤونة لها، والتي حُدّدت بسقفها الأعلى بألفي مليار ليرة لبنانية ستتوفر من ضمن المهلة التي حدّدتها وزارة المال بالتعاون مع مصرف لبنان. فلم يسبق ان سقط لبنان في اي من الإمتحانات السابقة.

على هذه القاعدة، يتطلع الخبراء الإقتصاديون الى نتائج المساعي المبذولة باتجاه الدول الغنية، وفي مقدمها الدول الخليجية التي تعرف السوق اللبنانية، ولها خبرتها فيه، ولم تخسر يوماً دولاراً واحداً من عائدات استثماراتها في اي من المجالات والقطاعات المختلفة.

وبناءً على ما تقدّم، يتحدث أحد أعضاء الوفد اللبناني الى مؤتمر الإستثمار الإماراتي - اللبناني في ابو ظبي عن اجواء ايجابية رافقت المناقشات التي شهدها المؤتمر، رغم عدم اتخاذ اي قرارات فورية. فأبواب المناقشات مفتوحة في اجواء من التريث المحدود. لقد استمع المسؤولون الإماراتيون باهتمام بالغ الى الطروحات اللبنانية، وخصوصاً تلك التي تتحدث عن مجالات الإستثمار ومشاريع «سيدر». فتراوحت ردود الفعل بين فئتين: من هم على علم بأدق التفاصيل، وبين من دخلوا في الكثير من التفاصيل.

بالنسبة الى الفئة الأولى هم من الشركاء الاساسيين في مؤتمر «سيدر واحد» الذي عُقد في باريس في نيسان من العام الماضي، وسبق لهم أن واكبوا الورش الحكومية. اما الفئة الثانية فهم من حكمتهم هواجس مختلفة عبّروا عنها في مداولات جانبية بعفوية مطلقة، فسألوا هامسين بلباقة عن الضمانات الحافظة لحقوق المستثمرين امنياً وقضائياً وطائفياً، عندما يتصل الأمر بالمناطق التي ستُبنى فيها المشاريع المُقترح تمويلها.

على هذه الخلفيات، يبدو انّه من المبكر الحديث عن حجم المساعدة الإماراتية، في انتظار مواقف سيُعلن عنها بأشكال مختلفة بعد الاعلان عن رفع حظر السفر الى لبنان، رغم الإشارات السابقة التي أُعطيت عن هذا القرار، فبقي تنفيذه محدوداً ومحصوراً بأصحاب الحاجة الملحة لأكثر من هدف. اما ما يتصل بالودائع المالية المحتملة فبقي سراً بين رئيس الحكومة سعد الحريري وولي عهد الإمارات وكبار المسؤولين الذين التقاهم على انفراد، فبعض هذه القرارات يُبنى على تنسيق خليجي، خصوصاً بين ابو ظبي والرياض، وقد تمّ إحياء خطوط التواصل بين العاصمتين قبل زيارة الوفد اللبناني للامارات العربية المتحدة.

تزامناً، تبلّغ مسؤولون لبنانيون انّ ورش عمل بدأت في بعض المؤسسات الحكومية المكلفة ادارة استثمارات الدولة والصندوق الإئتماني، وأنّ الأسبوع المقبل سيشهد زيارات لوفود متخصصة الى بيروت لمناقشة الكثير من التفاصيل في أكثر من قطاع، ولا سيما في قطاعات الطاقة المتجددة والنفط والكهرباء وادارة المرافئ وبعض المشاريع المتصلة بالبنى التحتية. علماً أنّ هناك مشاريع يجري تنفيذها في بعض المناطق بتمويل اماراتي سابق، ولا بدّ من تقويم العمل الجاري فيها على الأرض رغم المراقبة الدورية لسفارتهم في بيروت أو عبر مكاتب متخصصة تعمل في مناطق النزوح السوري منذ بداية موجة النزوح خارج اطار المؤسسات الرسمية والدولية. على كل حال، يبدو جلياً عند قراءة التوجّهات الإماراتية الجديدة، وبالمقارنة مع ما تبلّغ لبنان من الرياض والكويت وقطر ومؤسسات أخرى، أنه لن تكون هناك هبات أو مساعدات «غير مضبوطة»، فهي رهن بالكثير من العوامل التي على اللبنانيين التعجيل بها على كل المستويات، دون إغفال السياسي منها. فهو حاضر وليس في دفتر الشروط الدولية أيضاً. فتوضيحات الحريري من ابو ظبي وتوصيفه للوجه الإقليمي لـ»حزب الله» يشكّلان نوعاً من التطمينات التي يطالب بها الخليجيون اياً يكن شكل العلاقات القائمة بين دولهم وايران. فهم يراهنون على مواقف أكثر انسجاماً من باب «النأي بالنفس» رغم معرفتهم بالخصوصية اللبنانية. وختاماً، ورغم كل هذ النقاش هناك ثابتة وحيدة تربط بين آلية المساعدات والهبات والقروض المختلفة، فهي لن تكون أسرع من الإصلاحات الموعودة، وهما يسيران معاً وفق خطوات متشابهة. فالقرار بالهبات المجانية غير متوافر لا في الخليج ولا لدى الدول المانحة، ويقف الأمر في النتيجة على خروج اللبنانيين بخطى الإصلاحات بطريقة تُستخدم فيها «القطّارة» لتأتي االمساعدات بمثلها، فلا يقع لبنان ولا تذهب الهبات دون جدوى.

 

مصارف لبنان ”تشوّه” صورتها

غسان حجار/النهار/10 تشرين الأول/2019

يبدو أن القيّمين على المصارف اللبنانية لم يسمعوا القول: “الطمع ضرّ ما نفع”، اذ ان سياساتهم الهادفة الى تجميع الارباح ومضاعفتها، تبدو للقريب والبعيد سياسة خاطئة، تُفقِد الثقة بالقطاع الذي يعتمد عليه الاقتصاد اللبناني، ويحاول ان يحميه للمحافظة على قطاع حيوي يحمل معه قطاعات اخرى. واذا كانت الحجة ان الاقتصاد اللبناني متهالك، ما يجعل المصارف تتشدد في اجراءاتها، فالحقيقة ان هذا التشدد هو الذي فرمل الدورة الاقتصادية. لكن الأهم من الاجراءات التي سنعود اليها، هو تبدّل شكل القطاع المصرفي اللبناني الذي سيُلحق ضرراً كبيراً من غير الواضح ماذا تفعل حياله جمعية المصارف ومراكز الابحاث والدراسات في كل مصرف على حدة. إن السرية المصرفية التي لطالما اشتهر بها لبنان، تراجعت على نحو كبير مع سيادة القانون العالمي- الاميركي، وقانون fatka الذي سمح للادارة الاميركية بطلب الكشف على حساب أي مواطن يملك جنسية او بطاقة إقامة اميركية، وصولاً ربما الى أي مشتبه فيه بالتعاون مع منظمات ارهابية. وهذا يفسح في المجال امام الاطلاع على حسابات كثيرين. اضف الى ذلك منع المصارف من التعامل مع “حزب الله” والمتعاونين معه، وهم شريحة واسعة من اللبنانيين.

واذا اعتبرنا ان القرار لا مفر منه، فان القطاع المصرفي خسر الاموال السورية، بخسارته التفاوض مع الاميركيين حول الموضوع، ما ضيَّع على المصارف ما يزيد على عشرة مليارات دولار. واذا كانت الادارة الاميركية بسيطرتها على القطاع المالي العالمي، وضعت عراقيل أمام فتح حسابات للسوريين، فكيف ارتضت ان يدخِل هؤلاء اموالهم الى المصارف والقطاعات الانتاجية في مصر ودبي وهما حليفتان لواشنطن ايضا؟! أما البحث عن ودائع جديدة باعتماد سياسة رفع الفوائد، فلم تكن سياسة جاذبة إلا للمودعين المحليين الذين صاروا ينتقلون بأموالهم من مصرف الى آخر عند كل استحقاق. وأما الخارج، فقد بدا قلقاً من سياسة رفع الفوائد، التي رافقتها شائعات كثيرة ادت الى اجراءات معاكسة، أي حملت مودعين محليين على نقل اموالهم الى الخارج تحت وطأة الكلام عن انهيار محتمل لا تنفع معه موجودات بالدولار او بالليرة. وزادت الطين بلّة، اجراءات قمعية تنفّذها المصارف، ما جعل المواطن في حيرة من أمره في التعامل معها، اذ لم تكن تلك المؤسسات “الداجنة” التي تخدم العميل. زادت الرسوم على الشيكات، وعلى كشوفات الحسابات، وصولاً الى فرض رسم 5 في الألف على السحوبات بالدولار، وهي ترفض التحويل الى الدولار، وتمتنع عن سداد متوجبات الناس بالدولار من حساباتهم لديها، اضف انها توقفت عن اعطاء قروض سكنية ورفعت الفوائد بشكل كبير على كل قرض من كل نوع، ما جعل العملية صعبة ومكلفة على المواطن اللبناني. والسؤال الذي يتداوله كثير من اللبنانيين عن امكان نقل اموالهم الى الخارج، او حفظ بعضها في الخزنات الحديد للشركات، وفي الخزائن المغلقة للمواطنين، مرده ليس الى نقص السيولة، وهي متوافرة، بل الى تراجع الثقة بالمصارف، وهذا الامر سيكون مكلفاً عليها بشكل كبير ما لم تسارع الى ترميم صورتها.

 

هل من مقاربة عربية جديدة للبنان؟

علي حماده /النهار/10 تشرين الأول/2019

عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من أبوظبي وفي جعبته خطوة أولى على طريق طويلة لاستعادة الثقة العربية بلبنان، حيث ألغت دولة الامارات العربية المتحدة الحظر الذي كان مفروضا على سفر رعاياها الى لبنان، والذي كان تقرر مع ازدياد المخاطر الأمنية على الرعايا العرب، وتفاقم عدوانية “حزب الله” في المنطقة، وعجز الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن ضمان أمن المواطنين العرب، والأهم عجزها عن انتزاع ضمان جدي من الحزب لتخفيف عدوانيته الإقليمية بما تحمله من انعكاسات على البيئة الداخلية. ومعلوم أن الرئيس الحريري الذي اصطحب معه وزيري الدفاع والداخلية الى ابوظبي، أتى الى القيادة الإماراتية وبيده ورقة الضمانات غير المكتوبة من “حزب الله” لأمن المواطنين الاماراتيين وسائر المواطنين العرب الذين يزورون لبنان، لأن الحكومة اللبنانية برئيسها وأعضائها تعرف أن الضمانات الرسمية لا تكفي، بل إن المطلوب هو ورقة يسلمها “حزب الله” الى الرئيس الحريري، وإلا ما كان ليجلس وزيرا الدفاع والداخلية مع الطرف الاماراتي ليدخلوا في تفاصيل تقنية تحتاج الدولة اللبنانية التي يمسك بورقتها الحزب المشار اليه الى ضمانات فوق الدولة لكي تؤخذ على محمل الجد.

بالطبع يمكن القول ان “مؤتمر الاستثمار الإماراتي – اللبناني” الذي عقد بمبادرة اماراتية رعاها الشيخ محمد بن زايد شخصيا، ما كان ليكون لولا حصول تحول ما في المقاربة الإماراتية تجاه الوضع في لبنان، وخصوصا في ظل سيطرة شبه تامة لـ”حزب الله” على القرار السيادي في البلد، مترافقا مع اختراق لمختلف مؤسسات الدولة، وغلبة في موازين القرار السياسي من مجلس النواب الى مجلس الوزراء. فما هي طبيعة التحول في المقاربة الإماراتية؟ هنا السؤال الذي يحتاج الى مراقبة في المرحلة المقبلة، ولا سيما أن الخطوة الإماراتية سبقت خطوة منتظرة من جانب الشريك السعودي، ويؤكد الرئيس سعد الحريري أنها اقتربت كثيرا مع الانتهاء من صياغة معظم الاتفاقات الاقتصادية بين لبنان والسعودية والتي يفترض ان تتوج بزيارة للحريري على رأس وفد رسمي سياسي واقتصادي كبير للرياض لتوقيع الاتفاقات، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان والسعودية. والسؤال هنا: هل ثمة مقاربة سعودية-إماراتية جديدة مشتركة؟ ام ان البلدين الحليفين يسلكان طرقا مختلفة في ما يتعلق بالعلاقات مع لبنان الذي يبقى بالرغم من كل شيء واقعا تحت سيطرة “حزب الله”، وهو الذراع الإيرانية الأهم في المنطقة؟ حتى الآن ثمة ضبابية تلف المسألة، ولكن الافتراق الجزئي في مقاربة السعوديين والاماراتيين للحرب في اليمن يعزز التساؤلات في ما يتعلق بلبنان!

حسنا فعل الرئيس سعد الحريري باقتناص الفرصة الإماراتية، وأي فرصة أخرى لمنع انهيار البلاد. فنحن امام خيارين صعبين: اما الانهيار الاقتصادي التام الذي يعزز سيطرة “حزب الله” على كل مفاصل البلاد، وربما أدى في حال حصوله الى قيام الحزب بانقلاب شامل فيه، واما الحؤول دون الانهيار بمساعدة العرب، والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مؤسسات الدولة الشرعية. في الانتظار يبقى الحريري بالرغم من كل ما حصل له في السنوات الماضية يجسد خيارا مدنيا في البلاد، وأكثر ما يحتاج اليه ليصمد (حتى في التسوية) هو أن يولي مسألة علاقته بحلفائه التاريخيين اهتماما اكبر مما هو حاصل الآن، ففي النهاية، وفوق ضرورات “التسوية الرئاسية”، يبقى “حزب الله” الحزب الذي قتل والده، والجنرال ميشال عون تياره الطرف الذي غطى القتلة وناصرهم لاعوام طويلة وناصب بيئة الحريري العميقة ولا يزال العداء السافر.

 

فرصة إماراتية للبنان

خيرالله خيرالله/العرب/10 تشرين الأول/2019

هناك رغبة إماراتية في مساعدة لبنان. هذا ما عكسته الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لأبوظبي على رأس وفد كبير ضم، إضافة إلى وزراء في حكومته، مسؤولين كبارا ورجال أعمال وممثلي قطاعات لبنانية معنيّة بإعادة الحياة إلى الاقتصاد اللبناني. لم تكن الإمارات يوما غير داعم للبنان واللبنانيين استقبلت مئات الآلاف من هؤلاء ووفّرت لهم فرص عمل. أكثر من ذلك، عندما دعت الحاجة إلى مبادرات محدّدة ذات طابع إنساني وسياسي، لم توفّر الإمارات منذ أيّام الشيخ زايد، رحمه الله، أي جهد لمساعدة لبنان. يظلّ تنظيف جنوب لبنان من الألغام التي زُرعت فيه خير دليل على ذلك. هناك فريق إماراتي أُرسل إلى لبنان كي يساهم في حملة تنظيف الجنوب من الألغام التي زرعها الإسرائيلي إبان الاحتلال. هناك مستشفيات ومستوصفات بنتها الإمارات في لبنان. لم تفرّق الإمارات يوما بين لبناني وآخر، ومنطقة لبنانية وأخرى. من لديه بعض الذاكرة، يستطيع العودة إلى العام 1976 ومساهمة الإمارات في قوات الردع العربية التي أرسلتها جامعة الدول العربية إلى لبنان من أجل تمكين البلد من استعادة وضعه الطبيعي بعد حرب السنتين.

للأسف الشديد، ما لبثت هذه القوات العربية أن تحولّت إلى قوات سورية في ظلّ الرغبة التي لم يخفها النظام السوري في وضع اليد على لبنان. من لديه بعض من ذاكرة أيضا، يستطيع العودة إلى دور الإمارات في دعم الجيش اللبناني في معركة مخيّم نهر البارد التي واجه فيها عصابة “فتح الإسلام” المرسلة من سوريا إلى المخيم الفلسطيني صيف العام 2007. يعود الفضل في جزء من الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني، بعد تضحيات كبيرة، إلى الإمارات وفهمها خطورة أن يتمرّد مخيم فلسطيني في شمال لبنان على السلطة اللبنانية خدمة لأهداف سورية وإيرانية في الوقت ذاته. ألم يقل حسن نصرالله، الأمين العام لـ”حزب الله”، وقتذاك إن نهر البارد “خط أحمر”، مع ما يعنيه ذلك من أنّه يجب ترك عصابة “فتح الإسلام” التابعة للأجهزة السورية تسيطر عليه؟ ما لا بدّ من ملاحظته أن الإساءة إلى العلاقة بين البلدين جاءت من لبنان. والكلام هنا عن طرف لبناني محدّد مارس نشاطات معادية للإمارات خدمة لإيران. هذا الطرف هو “حزب الله” الذي وضع نصب عينيه عزل لبنان عن محيطه العربي بغية استفراد إيران به. لم يسئ الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، إلى لبنان واللبنانيين عموما فحسب، بل أساء إلى كل شيعي لبناني أيضا.

على الرغم من ذلك كلّه، تتجاوز الإمارات كلّ الاعتبارات والإساءات التي تعرّضت وما زالت تتعرّض لها، فتتفهّم ظروف لبنان وتبادر إلى دعمه معتمدة على نظرة جديدة وعصرية إلى مفهوم العلاقة بين الدول. تقوم هذه النظرة على المصلحة المشتركة وليس على تقديم الهبات، كما كان يحصل في الماضي. هناك نوع من المساعدات القائمة على مشاريع مشتركة إماراتية – لبنانية توفّر فرص عمل للبنانيين وتستفيد منها الإمارات في الوقت ذاته. من بين هذه المشاريع استثمارات في الأمن الغذائي الإماراتي انطلاقا من لبنان وأخرى في مجال الطاقة، فضلا بالطبع عن الاستثمار في مجال حقول الغاز المكتشفة قبالة الشاطئ اللبناني.

واضح أن الرغبة الإماراتية في دعم لبنان عبر زيارة الرئيس الحريري التي أخذ التحضير الجدّي لها أشهرا عدّة، تضع لبنان أمام تحديات. في مقدّم هذه التحديات هل يستطيع لبنان الارتقاء إلى مستوى الطريقة العصرية التي تعتمدها الإمارات في دعم الدول الأخرى التي يهمّها أمرها؟

ليس سرّا أن السماح بسفر الإماراتيين إلى لبنان عنوان لمرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين. الأكيد أنّ هؤلاء لن يعودوا إلى لبنان بالطريقة نفسها التي كانوا يذهبون فيها إليه في الماضي. لن يستثمروا في لبنان بين ليلة وضحاها، لن يشتروا شققا، كما كانوا يفعلون في الماضي القريب. الأهمّ من ذلك كلّه أنّهم لن يضعوا أموالهم في المصارف اللبنانية، في وقت يشهد فيه البلد أزمة سيولة وعدم توافر الدولار في أسواقه… لكنّهم سيعودون شيئا فشيئا.

يبقى أن الإمارات تعرف جيدا ظروف لبنان وتعقيدات أوضاعه الداخلية وكون “حزب الله” الموجود في الحكومة حالة “إقليمية”. تعرف خصوصا أنّ هناك في لبنان من لا يزال يقاوم الاستعمار الإيراني الذي يسعى إلى تحويل لبنان إلى جزء لا يتجزّأ من “محور الممانعة” الذي يسيّر من طهران. هناك في لبنان من لا يزال يقاوم. هناك شيعة لبنانيون ما زالوا يقفون بجرأة في وجه “حزب الله” بكلّ الوسائل الممكنة. لا شكّ أن تجربة العراق، حيث شعار الانتفاضة الشعبية الأخيرة المستمرّة “إيران برّا”، تدعو إلى عدم الاستسلام نهائيا لرغبات ملالي إيران. فمن بغداد إلى بيروت، يعرف كلّ عربي أن المعركة واحدة. إنّها معركة تفادي السقوط في الفخّ الإيراني الذي في أساسه الاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية.

لم تقدّم الإمارات يوما سوى الخير إلى لبنان. هل يستطيع لبنان الارتقاء إلى التحديات التي تفرضها زيارة سعد الحريري لأبوظبي؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بعد الزيارة، وهي تحديات تأتي في وقت يصعب فيه الحديث عن وضع داخلي متماسك في لبنان حيث الحاجة أكثر من أيّ وقت إلى إصلاحات جريئة من أجل تفادي انهيار كبير على الصعيد الاقتصادي. تعرف الإمارات، التي تجاوزت الإساءات، أن لبنانيين كثرا لا يكنّون لها سوى المحبّة والتقدير، وأنّ هؤلاء يعتبرونها وطنهم الثاني. هؤلاء جزء من نهضتها. ربّما ساعد الإمارات، خصوصا الشيخ محمّد بن زايد في تفهم ما يدور في لبنان، الخبرة الطويلة في المجال الإيراني. فإيران تحتل منذ العام 1971، أي منذ أيّام الشاه، ثلاث جزر إيرانية هي طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى. لم يحصل أي تغيير في الموقف الإيراني بعد سقوط الشاه. تبيّن أن شيئا لم يتغيّر بالنسبة إلى الأطماع الإيرانية في المنطقة. هذه هي إيران التي ترفض أيّ تفاوض في شأن الجزر الإماراتية الثلاث. اعتمدت الإمارات أسلوبها الخاص في مواجهة إيران برفضها الاستسلام للأمر الواقع الذي تحاول فرضه، وتأكيدها في كلّ مناسبة أن الجزر إماراتية. قد يكون ذلك، من بين أسباب أخرى، ما يدفعها إلى دعم لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها كجزء من مساهمة في التصدّي للمشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة كلّها. ما حصل، من خلال زيارة الرئيس الحريري لأبوظبي، فرصة للبنان يصعب تحديد هل يستفيد منها أم لا، وهل يسمح له “حزب الله” ومن خلفه إيران بذلك؟

 

هل كُتبُهم دين الله وميزانه

الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ/10 تشرين الأول/2019

س: هل اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سيحاسبنا يوم الدين بميزان يستند فيه إلى كتاب الخميني وفتاواه ومعتقداته، أو كُتُب خامنئي، والسيستاني، والخوئي، والطوسي، والكُلَيْني، والمجلسي، أو البخاري، والترمذي، أو بميزان يستند فيه إلى خطابات (حسن نصر الله) ! ! !

فهل على ضوء فتاواهم ومعتقداتهم سيحاسبنا الله تعالى؟

وسيحاسب خلقه يوم الثواب والعقاب؟!

الجواب: بكل تأكيد ويقين وإيمان إنَّ هذا الإله لا أؤمن به، ولا أعتقد فيه، ولا أعبده.

إنَّ الربَّ والخالقَ والإِلَه الذي أؤمن به وأعبده هو الله سبحانه الذي سيستند ميزانه أولاً: إلى العقل، وكل إنسان ستتم محاسبته على قَدَرِ ما يملك من طاقة عقلية،

وثانياً: إلى كتابه الذي سمَّاه بالقرآن الكريم حصرياً فقط وفقط وعلى ضوء آياته المباركات الواضحات البَيِّنات سوف يحاسبني ويحاسب خلقه، وبرحمته التي وسعت السموات والأرض، وبحنانه الذي هو أعظم من حنان الأم على طفلها، وسيغفر برحمته ذنوبي وتقصيري وإهمالي بواجباتي المفروضة عليَّ لوجهه الكريم، لكنه سبحانه لن يغفر لي إنْ كنتُ مذنباً ومُفَرِّطاُ ومستهتراً بأداء حقوق الناس، وظالما لهم، وهاتكاً لأعراضهم، وسالباً لأموالهم، وسافكاً لدمائهم، ومُتلذذاً بتعذيبهم في الزنازين والسجون، ومغامراً بأرواحهم بحروب عمياء ومغامرات عشوائية هوجاء، ، بشعارات دينية رنانة كاذبة خادعة ماكرة .

لا أؤمن بربٍ ولا بخالق ولا بإلَهٍ سيقول للناس يوم الحساب إن كل صلواتكم وصيامكم وعباداتكم لي بالأرض فاسدة باطلة غير مقبولة عندي لأنكم لم تقلدوا بها خميني، أو خامنئي، أو خوئي، أو سيستاني، أو حسن نصر الله، أو بخاري، أو الجولاني، والظواهري ، والقرضاوي!!!.

إن الربَّ والإلَه الذي أؤمن به سيحاسب خلقه استنادا إلى القرآن الكريم كتابه المعصوم من الخطأ والكذب والباطل { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) } سورة فُصِّلَت { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) } سورة الواقعة.

فلا أؤمن بقداسة كتاب (ديني) في هذه الدنيا إلا كتاب القرآن الكريم حصرياً، فَكُتُب الفقهاء وتفسيراتهم، وفتاواهم، ليست مُنَزَّهة، ولا مُقَدَّسة، ولا مُطَهَّرة، ولا الفقهاء مُقَدَّسون، بل هم بشر يُصيبون ويُخْطِؤن تارة عن عمد وقصد، وأخرى عن سهو وغفلة ونسيان وجهل بسيط وجهل مركب، وهم كسائر البشر يعشقون المال، والرواتب، والمناصب، والسكائب، والمراكب، والأولاد والأحفاد والأصهرة، ويعشقون الشهرة، والزعامة، والسلطة، والنفوذ، ويعشقون الأنا والذات كسائر خلق الله سبحانه وتعالى وبسببها يفعلون ما يخطر ببالكم وما لا يخطر، لأنهم بشر .

 

استعادة الدولة المخطوفة توقف الانهيار

حنا صالح/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

الزمان الحرب الأهلية الإسبانية، يقف ضابط نازي مذعوراً أمام الـ«غرنيكا» تحفة بيكاسو ويصرخ «ما هذه البشاعة؟!»، فيأتيه الجواب: أنتم من صنعها! استعدت هذه الرواية مع الأنباء عن قفز مجلس الوزراء اللبناني في آخر اجتماعاته فوق مسؤولية أهل السلطة عن الانهيار المالي الداهم، وهو «إنجاز» حصري لها، وانشغل بما اعتبره الأهم، وهو ابتكار الأساليب لإسكات الإعلام، وإنزال أقسى العقوبات بـ«المجرمين» المغردين والناشطين القلقين على لقمة خبزهم، الرافضين الترويج لـ«نجاحات» السلطة.

يتحدثون عن عقوبات مشددة لإنزالها بـ«المرتكبين»، وعوض أن يجد المواطن كوة ضوء تُعالج مخاوفه بعدما شحّ الدولار، بات يواجه الترهيب لردع الموجوع عن البوح بسبب وجعه. ويبرز ضيق صدر السلطة، التي أخذت البلد إلى أبعد درجات الفساد، بأي اعتراض على التمادي في الإفقار، ورفض نهج المحاصصة الطائفي الذي يغطي الموبقات المحروسة بالهيمنة الخارجية وبندقية «حزب الله»، فيجري القفز فوق نص دستوري (المادة 13) يؤكد على «حماية حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة»، ويتم التلويح بمنحى كتم الأنفاس، بذريعة تشويه «سمعة البلد» والمس بمكانة الدولة المالية، تزامناً مع سقوط البلد تحت قبضة «حزب الله».

يذهب رئيس الحكومة، الذي قدّم لمشروع الموازنة سلة من الضرائب تستهدف المداخيل المتدنية لتمويل فساد الدولة، إلى التلويح بغرامات كبيرة على من «يتناقل إشاعات» من شأنها أن تسيء إلى الرئيس والمال العام (!!) ولمجرد أن مغردين لم يتمكنوا من الحصول على أموالهم بالدولار طرحوا الأسئلة، أحيلوا على القضاء وبعضهم أُوقف، ويصل الإنكار إلى الذروة مع التلويح بأيام سوداء للإعلام والناشطين (..)، لكن أن تنشر «الإندبندنت» للصحافي روبرت فيسك، أنه لم يتمكن من سحب مبلغ بسيط بالدولار من الـATM، يتم تجاهل الأمر، ويذهبون إلى بدعة «الدولار الاجتماعي»، أي يتكفل المصرف المركزي تغطية استيراد النفط والغاز والقمح والدواء وفق السعر الرسمي للدولار، والأمر مشكوك بنجاحه، مع أنه يقتصر على ثلث المستوردات في حين الثلثان سيُدفع ثمنهما وفق سعر السوق! لتبرز بعض ملامح الكارثة، وهي أن البلد المنهك بالديون يستخدم ممراً للمحروقات إلى سوريا للالتفاف على العقوبات الأميركية، والأمر واضح فالفاتورة النفطية التي لا تتجاوز سنوياً 4 مليارات دولار بلغت في سبعة أشهر 4.3 مليار وحتى نهاية السنة ستصل إلى 8 مليارات؟ الأمر الذي يضع لبنان في قلب الخطر وهو دخل دوامة الإقرار بسعرين للدولار ما سيفتح باب مضاربات خطيرة. الأمر مفزع والانهيار يقرع الأبواب بشدة، والبلد أدخلته السياسات المتبعة في المحظور! أزمة شح الدولار هي أزمة سياسية قبل أن تكون أزمة نقد، بدأت منذ عام 2011 مع حكومة «حزب الله» التي تسببت بعزل لبنان عن محيطه العربي، ومنذ ذلك التاريخ بدأ العجز في ميزان المدفوعات، الذي تجاوز في 9 أشهر من العام الحالي 5 مليارات دولار. ومع تلك الحكومة التي ترأسها نجيب ميقاتي شهد لبنان تراجعاً في نمو الودائع رغم ارتفاع الفوائد، وتراجعت تحويلات المغتربين، وبدأ تراجع الصادرات نسبة إلى الواردات، وتقلص قطاع الخدمات أحد أبرز مصادر العملة الصعبة، خصوصاً مع عزوف عربي عن المجيء للبنان لأسباب يُسأل عنها أهل الحكم.

منذ التسوية السياسية في عام 2016 ازدادت وتائر الانهيار؛ لأن توافق أحزاب الطوائف تقاسم الموارد على حساب حقوق الناس. تراجع تصنيف لبنان الائتماني درجة سنوياً، حتى تم تصنيفه على درجة C، وهي درجة الشك بالقدرة على الوفاء بالتزاماته. مؤسسات التصنيف قرعت ناقوس الخطر، لكن كبار المسؤولين تحدثوا عن نجاح بإقناع مؤسسة «ستنادرد آند بور» بتأجيل تقريرها 6 أشهر، وبدأ خروج كثيف للدولار فوق أن البلد ينزف نحو مليار دولار شهرياً، جزء منه إلى إيران التي نضبت لدى حكامه الأموال «الحلال» وكميات إلى سوريا وبات على ميزان المدفوعات أن يتحمل عجز سوريا وإيران إلى جانب لبنان!

البلد منهوب، عبارة تتردد كثيراً وهي إشارة إلى أن الطبقة السياسية التي رتبت سياساتها ديوناً على البلد تفوق الـ100 مليار دولار، لا تريد أي مساس بمزاريب الهدر والفساد، ووفق الأرقام الرسمية فإن عائدات الخزينة للأشهر الستة الأولى من العام الحالي من الجمارك والهاتف الخليوي والضريبة على القيمة المضافة تراجعت نحو 50 في المائة، ورغم «التراجع» في عائدات الخليوي أكثر من 150 مليون دولار، يضج البلد بصفقة شراء مبنى لإحدى شركتي الخليوي بمبلغ وصل إلى 120 مليون دولار! وبعد أن تحدث وزير المال عن نحو 130 معبراً للتهريب تراجع العدد مع وزير الدفاع إلى تسعة وأن الأمور غير ما يشاع ولم يقل للمواطنين الحقيقة التي يراها، ليعود رئيس الحكومة ويهدد بسوق المهربين إلى السجون!

اختفى الهامش أمام أطراف السلطة اللاهثة وراء مزيد من الديون لتصريف الأعمال بوهم القدرة على تأجيل الانهيار الذي يطرق الأبواب. مليارات الديون الموعودة من مؤتمر «سيدر» تفترض شفافية بديلاً عن الخفة، وتفترص إصلاحات حقيقية وجدية ببدء الحد من الفساد، والتعامل مع المجتمع الدولي لا يكون بنفس أسلوب خداع اللبنانيين ووعيدهم ثم يتنصل المسؤول من مسؤوليته! ومثال الكهرباء التي لم تتأمن رغم أنها رتبت ثلث المديونية صورة عن «إنجازات» الطبقة السياسية!

ينحدر الوضع اللبناني بوتائر متسارعة؛ فساد سياسي تحاصص البلد، وانخراط رغم أنف أكثرية اللبنانيين في حروب الممانعة ضد الأشقاء العرب؛ ما حوّل البلد إلى ورقة في أجندة الخامنئي وفي خدمة مصالح النظام السوري فاستدرج عقوبات أميركية ستتسع وستطال حتماً، وهذا حديث المسؤولين اللبنانيين، الجهات السياسية الداعمة لـ«حزب الله»؛ ما سيسرع من عوامل الانهيار.

الحل الممكن والوحيد يبدأ بوقف خطف الدولة ليستعيد لبنان سيادته على أرضه وحدوده ومعابره وجماركه، فتتوقف استباحة المصلحة الوطنية، التي حولت البلد إلى «جمال تراست بنك» على مكبر. اليوم أهل التسوية أسرى لها لأن أولويتهم مصالحهم المباشرة في المحاصصة الطائفية التي يرعاها «حزب الله»، والخشية أن هذا المسار مستمر حتى تتوفر لدى اللبنانيين الإمكانية الديمقراطية لتغيير من يحكم البلد؛ لأن أولوية سلطة الشطارة بيع الأوهام والاستمرار في تغطية «حزب الله» وتنفيذ سياسته وترهيب الناس.

 

الحرب التركية في سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

المنطقة الآمنة التي رسمتها تركيا داخل حدود سوريا لها جملة أهداف؛ أولها أن تجعل الحدود آمنة للأتراك، ووسيلة للتخلص من اللاجئين السوريين بالقوة، وأن تجعل من اللاجئين حاجزاً يحميها من المسلحين الأكراد. المنطقة ستكون خطرة على سكانها، وغالبيتهم أكراد سوريون. المنطقة محل الاقتحام العسكري أقل من عمق ثلاثين كيلومترا إلا أنها تنذر بأن تكون بداية فصل جديد من الصراع داخل سوريا. فأنقرة في أكبر عملية تهجير معاكسة في التاريخ المعاصر تخطط للتخلص من نحو مليوني سوري معظمهم من العرب، وإجبارهم على الاستيطان في مناطق إثنية مختلفة معظمهم أكراد، مما ينذر بحروب عرقية جديدة. والمستفيدون من الهندسة الاجتماعية هذه، أولهم نظام دمشق حيث سيقوى مركزه التفاوضي ويتخلص من عدوين محليين في آن، وتركيا بما تفعله بالسوريين ستسهل على إيران عندما «تكب» المليونين سني عربي في مناطق كردية سنية في شمال شرقي سوريا، ضمن عملية التطهير الطائفي التي يمارسها الإيرانيون و«حزب الله» في الجانب الآخر من سوريا. التخلص من مليوني سوري هدية لإيران التي كانت تخشى من الضغوط الدولية، بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها.

مهندس العملية، الرئيس التركي، قرر منذ فترة أن يتخلى عن مواقفه الأولى وينسق نشاطه في سوريا مع حليفيه الجديدين إيران وروسيا، وما المنطقة الآمنة التي قررها إلا جزء من التفاهمات الأخيرة بينه وبينهما. وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم تركيا اللاجئين السوريين؛ فقد كانوا ورقة في مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، والآن تستخدمهم بوصفهم ثوارا ليحاربوا عنها ضد مسلحي الأكراد في المناطق الحدودية. وقد يبدو غريباً أنه في الوقت الذي يتم تحذير لبنان من إعادة اللاجئين السوريين على أراضيه إلى سوريا، فإن المنظمات الأممية لم تفعل الشيء نفسه مع تركيا، وهي البلد الأكثر غنى واستيعاباً وارتباطاً بالحرب السورية.

أما الولايات المتحدة فقد كانت دائماً غير متحمسة للحرب في سوريا، لا تعتبرها في دائرة مصالحها العليا إلا بمقدار تنافسها الإقليمي مع روسيا، أو رغبتها في مواجهة التمدد الإيراني، لكن ليست سوريا بذاتها شأناً مهماً في أولويات سياستها الخارجية بخلاف العراق. وفي حساباتها الضيقة قدمت واشنطن الدعم للمعارضة السورية المسلحة لإلحاق الأذى بالروس وميليشيات إيران خلال سنوات الحرب، وفي الوقت الحاضر تراجع كثيراً هذا الدعم، وتراجع كذلك نشاط المعارضة التي خسرت معظم مناطقها.

أما إسرائيل فإن تدخلها العسكري محصور بالقصف الجوي، ومن المستبعد أن تتدخل ما دام النزاع الجديد خارج الخط المرسوم وراء العاصمة دمشق وحتى الجولان، الذي يعتبره الإسرائيليون منطقة عمليات عسكرية لهم.

الحرب نفسها في سوريا خفتت ولم تصل بعد إلى خاتمتها، تبقت فيها فصول، من بينها الجرح الذي فتحه الأتراك في المنطقة العازلة في داخل سوريا. وقد تتحول المنطقة الآمنة إلى مصيدة للأتراك وحلفائهم لاحقاً. بوجود التوتر المحتمل مع إغراق اللاجئين المجبرين على الانتقال في هذه الأراضي المعدومة من الخدمات ومصدر العيش سيعود الصدام من أجل البقاء، وتعود معه التنظيمات المتطرفة إلى الحياة بما فيها «القاعدة» و«داعش»، وبذلك تستمر سوريا مسرحاً للقتال الإقليمي والدولي، وسيعود الأميركيون لاحقاً إليها في لعبة صيد الإرهابيين، وتستمر الفوضى الخطيرة على الجميع والمنطقة والعالم.

 

إيران أفشلت سيناريو فرنسياً لإنقاذ الاتفاق النووي من نيويورك

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

هل ينوي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحويل فرنسا إلى دولة جديدة لا غنًى عنها في السياسة الأوروبية والعالمية؛ أم كما يقال إن ماكرون في المكان المناسب إنما في الوقت الخطأ ومع المحاور الخطأ؟ وضع ماكرون نفسه في وسط الحركة الدبلوماسية بالنسبة للصفقة النووية الإيرانية، ولذوبان علاقات أوروبا مع روسيا، لكن يبقى تحقيق الأهداف. خططه بالنسبة للإصلاحات الأوروبية الطموح تباطأت بسبب هزائم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في انتخابات سبتمبر (أيلول) 2017. ومحاولات ماكرون أن يكون «الهامس الأوروبي» في أذن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيما يتعلق بـ«اتفاق باريس» حول المناخ، والصفقة النووية مع إيران، واجهت جداراً صلباً من ترمب لا يمكن اختراقه. ثم واجه مظاهرات «السترات الصفراء»، لكنه حقق وحلفاؤه الأوروبيون أداءً أفضلَ من المتوقع في الانتخابات الأوروبية، فألحق ذلك بمبادرتين دبلوماسيتين رفيعتين: الاضطلاع بدور رائد في الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وتحسين العلاقات الأوروبية مع روسيا، فصار المراقبون يتحدثون عن «لحظة ماكرون» و«اللحظة الفرنسية في أوروبا». لكن هل نجح أو سينجح؟ بالنسبة لإيران وبعد فشله في إقناع ترمب بعدم الانسحاب من الاتفاق، قاد ماكرون مع بريطانيا وألمانيا جهوداً لإقناع إيران بمواصلة الالتزام بالاتفاق، لكن مع تصاعد التوترات وحتى التهديد بالحرب، غيّر ماكرون أساليبه.

في أواخر أغسطس (آب) الماضي دعا وزيرَ خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى لقاء جانبي في قمة «مجموعة السبع» في بياريتز، وبدا كأنه يكاد يطبق على فرصة ذهبية مذهلة لو أدرك الجانبان الأميركي والإيراني أبعادها. ثم في أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي اقترح أن يوفر الاتحاد الأوروبي لإيران حداً ائتمانياً قيمته 15 مليار دولار للتعويض عن إيرادات نفطها المحظور بيعه في مقابل عودة إيران إلى الامتثال بما جاء في الاتفاق النووي، لكن هذا الاقتراح حتى يصبح واقعاً يتطلب تعهداً أميركياً بعدم عرقلته. وهذا ما لم يحدث.

أثناء وجوده في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، حاول ماكرون في مناسبات كثيرة التوسط في اجتماع أو دعوة بين ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني للإعلان عن خطة من 4 نقاط متفق عليها بين الطرفين لإنقاذ الاتفاق النووي، ولتأكيد تكهنات انتشرت بأن ترمب يبحث عن مخرج «من الزاوية التي حشر نفسه بها»، وقيل إن الرئيس الأميركي مستعد للانفتاح. وفق الوثيقة: توافق طهران على أنّ «إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي، وتلتزم تماماً بكل التعهدات النووية ومستقبل التفاوض بشأن إطار طويل الأمد لأنشطتها النووية والامتناع عن أي عدوان، والسعي إلى سلام حقيقي في المنطقة من خلال المفاوضات».

ورغم أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني لم يرد ذكره على وجه التحديد في النص، فإن المسؤولين الفرنسيين قالوا إن اللغة الخاصة بالدور الإقليمي لطهران مفهومة من قبل الجميع وتعني أن الصواريخ ستكون جزءاً من المفاوضات. لكن مصدراً مطلعاً على مجريات الأمور في طهران قال لي: إن الإيرانيين هم من أصروا على عدم تضمين قصة الصواريخ. وأضاف: عليكم أن تشاهدوا المقابلة النادرة التي أجريت مع قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني؛ إذ ذكر فيها «خطين أحمرين» لن تسمح إيران بالاقتراب منهما: الصواريخ الباليستية، و«حزب الله» في لبنان؛ حيث وصفه بأنه جزء من منظومة «الحرس الثوري» الإيراني. وهذا يعني: لا حوار حول القضايا الإقليمية ودور «حزب الله» فيها، وحول استعمال إيران صواريخها! ومع ذلك؛ في نيويورك وقف ماكرون ينتظر خارج الجناح الفندقي لروحاني للحصول على إجابة حول إجراء اتصال هاتفي بين روحاني وترمب، لكنه لم يفلح، وكان واضحاً ما تردده إيران بأن ترمب غير جدير بالثقة على أنه شريك تفاوضي ولا تؤخذ عروضه الدبلوماسية على محمل الجد، وأن فرنسا وأوروبا بشكل كليّ عاجزتان عن تقديم ضمانات مجدية لأي صفقة محتملة. ورفض روحاني الخروج من جناحه، وعاد ماكرون خالي الوفاض، وظل ترمب معلقاً.

ليس أمام ماكرون سوى السعي إلى تحقيق انفراجة في إنقاذ أوروبي للصفقة النووية، لكن السياسة الداخلية الإيرانية تجعل من غير المحتمل تحقيق الانفراجة. يقول لي المصدر إن إيران لن تقبل بالتفاوض إلا حسب شروطها؛ وما هي: رفع كل العقوبات أولاً، والاعتراف بدورها الإقليمي بوصفها الأولى في المنطقة.

من إيران إلى روسيا: في خطوة مفاجئة في أغسطس الماضي دعا ماكرون بوتين إلى فرنسا لإجراء محادثات قبل قمة بياريتز، ثم أعاد إطلاق الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى؛ بما في ذلك اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والدفاع كان تم تعليقه بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم. برر ماكرون مبادرته هذه، بأنه يجب على أوروبا ألا تحمل أي أوهام بشأن تصرفات روسيا المؤذية. لكن احتواء روسيا باء بالفشل، وفي الوقت الذي يتعين فيه على أوروبا أن تواجه تحديات الصين الصاعدة، وأميركا التي لا يمكن الاعتماد عليها بشكل متزايد، لا يمكنها تحمل مواجهة مفتوحة مع روسيا قد تقرّب موسكو من احتضان بكين.

لكن، حسب أحد الاستراتيجيين، فإن هذه قراءة خاطئة لعلاقات روسيا والصين والتأثير الأوروبي. صحيح أنه بعد العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا عام 2014، سعت روسيا إلى الصين بوصفها شريكاً تجارياً واقتصادياً مميزاً؛ لا سيما في قطاع النفط، لكن في الوقت نفسه احتاطت روسيا وتساوت مع نهوض الصين من خلال علاقاتها الدفاعية مع دول آسيوية أخرى، مثل الهند وفيتنام، التي تربط الصين بها علاقات شائكة ونزاعات إقليمية. أيضاً فإن اقتراب روسيا من الصين ليس بسبب علاقاتها المتوترة مع أوروبا، لكن على أساس المصالح المشتركة مع بكين، ومن أهمها: إضعاف الولايات المتحدة وتأثيرها العالمي، ومن أجل توسيع فرص البلدين لتشكيل نظام عالمي والنهوض بمصالحهما، ثم إن لدى روسيا كثيراً من الأسباب التي تجعلها حذرة من الصين التي ستكون لها اليد العليا في أي شراكة استراتيجية رسمية، لهذا فإن العلاقات مع أوروبا تلعب دوراً ضئيلاً أو معدوماً في تحديد علاقات روسيا مع الصين.

ماكرون حتى الآن لم يوضح الأهداف الملموسة التي يبغي تحقيقها، لأنه لا يمكن لموسكو تقديم الكثير للاتحاد الأوروبي. حسب محدثي الاستراتيجي؛ ربما يتصور ماكرون «معاهدة عدم اعتداء» تعترف بمجال النفوذ الروسي الفعلي في محيطها الأوروبي القريب! أو أن ماكرون يرى أن العقوبات لم تغير من سلوك بوتين، لذا حان الوقت للشركات الفرنسية والأوروبية للعودة إلى قطاع الطاقة المربح في روسيا.

مشكلة ماكرون أنه أقدم على مبادرة الانفتاح هذه بمفرده، وقد يؤدي هذا إلى إبعاد دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لديها تصور مختلف تماماً عن الخطر الروسي، في وقت يحتاج فيه ماكرون لدعمها في مبادراته الداخلية الأخرى في الاتحاد الأوروبي؛ كتوزيع أكثر إنصافاً بين الدول للاجئين.

صورة ماكرون برزت على الساحة الدولية من خلال القيام بهذه الأنشطة، لكن أن تكون نشيطاً لا يعني أنك فعال وناجح. ليس معروفاً ما إذا كان قادراً على التوصل إلى أي نتيجة أم إنه سيظل يعتمد على الحظ الذي يجعله الشخص المناسب في المكان المناسب؛ إنما في الوقت الخطأ.

 

ظريف يكتب في “الراي” الكويتية: منطقتنا بحاجة للحوار الإقليمي الداخلي

محمد جواد ظريف/الراي الكويتية/10 تشرين الأول/2019

 نشرت صحيفة “الراي” الكويتية مقالاً لوزير الخارجية الإيراني، محمّد جواد ظريف، تحت عنوان “مبادرة هرمز للسلام: مشروع الأمل”، تطرّق فيه إلى أهداف “مبادرة هرمز للسلام” التي أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومشدّداً على أنّ “منطقتنا بحاجة إلی الحوار الاقليمي الداخلي أكثر من میلها نحو كيل الاتهامات واستخدام التعابير العدائية والعنيفة والتنافس التسليحي وتكديس الأسلحة”

وهذا هو النص الحرفي للمقال:

تتمتع منطقة هرمز بأهمية استراتيجية في مجال التجارة الدولية والطاقة، ويتم ضخ حوالي 15 مليون برميل من النفط يومياً من هذه المنطقة الی المستهلكين، وبالتزامن يجري تبادل كميات هائلة من البضائع بين الدول المرتبطة بهذه المنطقة وخارجها. إن استتباب الأمن والاستقرار بغية ضمان التواصل مع الأسواق الدولية يعتبر ضرورة لا مناص منها.

منذ قرون ودول المنطقة تضمن وتتكفل أمن هذه المنطقة للوصول الی الأسواق الدولیه كضرورة ملحة وهو الأمر الذي لا يتحقق من دون التعاون والتعامل البنّاء. إن الظروف الحالية المتأزمة يجب أن تجعلنا نؤمن أن حاجة المنطقة المُلحة لتكريس الأمن المستدام والذي من دواعي الأسف أنها لم تنعم به لحد الآن، هو الوصول الی إيمان مشترك بأن الأمان لا يستتب عن طريق شراء الأسلحة وتكديسها وتوقيع الاتفاقيات العسكرية مع القوی الأجنبية التي من خلال تدخلها المستمر ودعمها للكيان الصهيوني شكّلت أكبر تهديد للمنطقة بأسرها، بل إن الأمن يعتمد علی كسب الثقة والاعتماد علی الشعب والطاقات الوطنية وتمتين علاقات حسن الجوار مع بقية دول المنطقة.

إن المنطقة تعاني من فقر للحوار الاقليمي الشامل في المجالات المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلی جفاف جذور السلام والعمران الی الأبد.

إن منطقتنا بحاجة الی الحوار الاقليمي الداخلي أكثر من میلها نحو كيل الاتهامات واستخدام التعابير العدائية والعنيفة والتنافس التسليحي وتكديس الأسلحة. إن الجمهورية الإسلامية الايرانية ومن خلال استيعابها للمخاطر المستقبلية اقترحت سابقا مبادرتين هما: “مجمع الحوار الاقليمي” و”معاهدة عدم الاعتداء”، والآن مع العلم بتضاعف التهديدات والتحديات ومن اجل إنقاذ المنطقة من حافة الانزلاق في هاوية الدمار، فإننا نستشعر ضرورة تحقيق الحوار الجديد في المنطقة اكثر من أي وقت مضی، ونری ان الحفاظ علی امن المنطقة هو مسؤولية جماعية لكل الدول المتواجدة فيها، واننا علی ثقة من خلال مشاركة كل الدول في حوض هرمز يمكننا وفي خضم الامواج المتلاطمة، ان نعبر بالمنطقة الی ساحل الهدوء والتقدم والازدهار.

إن توفير الأمن الاقليمي هو المسؤولية الاساسية لكل دول المنطقة وإن الأمن يجب ان ينبع من الداخل بعیدا عن التدخلات الأجنبية.

إن مصير شعوب المنطقة، وانطلاقاً من الوشائج الدينية والثقافية والتراثية والجغرافية والأواصر العائلية قد ارتبط وتشابك بعضه ببعض وان الأمن لا يمكن تجزئته وتفكيكه، فإما ان ينعم الجميع بالأمان أو أن ينحرم الجميع منه. وعلی هذا الاساس تم طرح “مبادرة هرمز للسلام” من قبل فخامة الرئیس حسن روحاني رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في كلمته في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. إن “مبادرة هرمز للسلام” بمشاركة الدول المتعلقة به وهي المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، سلطنة عمان، الامارات العربية المتحدة، دولة الكويت، دولة قطر، مملكة البحرين والجمهورية الاسلامية الايرانية تتمتع بالامكانيات اللازمة والكافية لتحقيق الأمن الشامل في ربوع المنطقة عن طريق الحوار الاقليمي الداخلي.

إنّ هذه المبادرة مبنية علی أصول ثابتة، منها الالتزام بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة، حسن الجوار، احترام سيادة الدول ووحدة اراضیها، عدم الاخلال بالحدود الدولية، حل كل الخلافات بطرق السلمية، رفض التهديد واللجوء للعنف أو المشاركة في أي تحالف أو حلف عسكري ضد احدها الآخر، عدم التدخل في الشؤون الداخلية والعلاقات الخارجية لأحدها الآخر، احترام المقدسات والرموز الوطنية والدينية والتاريخية للآخر والاحترام المتبادل، المصالح المتبادلة والمكانة المتساوية لكل دول المنطقة، ومن هذا المنطلق الحصول علی أهداف سامية تشمل النهوض بالسلام والاستقرار والتقدم والرفاهية لكل دول وشعوب المنطقة، تشجيع التفاهم المتبادل والأواصر السلمية والودية والتعاون في سبيل استئصال الارهاب والتطرف والصراعات الطائفية، معالجه التوترات وحل كل الاختلافات والنزاعات بالسُبل السلمية وعن طريق الحوار، دعم وتمتين الاتصالات والتحذيرات الوقائية، توفير الأمن الجماعي للطاقة، حرية الملاحة والنقل الحر للنفط وبقية المصادر، حماية البيئة وتعزيز التعاون والتواصل وتشجیع العمل والتجارة والاستثمار علی كافة المستويات والمجالات المختلفة بين الدول والسكان والقطاع الخاص.

إن تحقیق الأهداف آنفة الذكر تتم متابعتها من خلال إقامة الملتقيات علی المستويات المختلفة كالخبراء والوزراء وقادة الدول وكذلك المختصون والمراكز الفكرية والقطاع الخاص وتشكيل فرق عمل للمبادرات اللازمة التي تحظی بأولوية. إن معاهدة عدم الاعتداء وعدم التدخل والسيطرة علی التسلح واجراءات بناء الثقة وايجاد منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل والعلاقات العسكرية وتبادل المعلومات والمعطيات وخطوط الاتصال المستمر ومنظومات الانذار الوقائي ومكافحة المخدرات والإرهاب وتهريب البشر وتحسين أمن الطاقة وحرية الملاحة للجميع والاستثمار المشترك في قطاعات النفط والغاز والطاقة والترانزيت والنقل وارتقاء تعامل القطاع الخاص والعمل والتجارة والتعاون الثقافي والاجتماعي كالحوار بين المذاهب والمبادلات الثقافية والسياحية والتعاون العلمي كتبادل العلماء والطلاب الجامعيين والمشاريع المشتركة في المجالات العلمية والتقنية والتعاون في المجالات الحديثة السيبرانية كالأمن السيبراني والأمان النووي والحفاظ علی البيئة ولاسيما البيئة البحرية والعواقب السلبية للغبار والأتربة وتكثيف التعاون الانساني لا سيما في مجال المهاجرين واللاجئين والمشردين، هي من جملة مصاديق مجالات التعاون والمحاور القابلة للطرح لدی فرق المبادرات واجتماعات الدول الثماني. وكذلك يمكن الاستفادة من إمكانية الأمم المتحدة لايجاد غطاء دولي لإزالة القلق المحتمل لدی بعض الاطراف وتأمين المصالح المشروعة للمجتمع الدولي.

من البديهي أن نجاح أي مشروع يحتاج الی مشاركة جماعية لكل الأعضاء وبناءً علی الثقة المتبادلة. إنّ فخامة الرئيس روحاني قد كلفني بالبدء بمشاوراتي في استطلاع آراء الدول والنخب في المنطقة وإكمال وتقوية مبادرة هرمز للسلام. إنّ النخب والمراكز الفكرية والقطاع الخاص يمكنهم من خلال تقديم وجهات نظرهم واستعراض المقترحات البناءة أن يساهموا في تدعيم وتكريس “مبادرة هرمز للسلام”. كلنا أمل وثقة لتحقيق هذه المبادرة ونتوقع ردود فعل إيجابية لدی دول المنطقة تجاهها، ونعرب عن استعدادنا لخوض الحوار الشامل والجامع في إطار المبادئ والأهداف المذكورة أعلاه.

 

بغداد التي تمزق ثيابها غير العربية

سليمان جودة/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

عاش صدام حسين سنوات من حياته لاجئاً سياسياً في القاهرة، وكان يسكن حي الدقي الراقي في قلب العاصمة المصرية، وكان دائم التردد على مقهى بعينه من مقاهي الحي، وقد جاءت عليه أوقات عانى فيها مادياً، فكان القهوجي يراعي ذلك في حساب المشاريب التي كان يتناولها! وقد نشأت صداقة بينه وبين القهوجي، الذي كان يقدم له ما يطلبه، ولكن «على النوتة» كما يقول المصريون، أي أنه كان يسجل مشاريبه التي لا يسدد ثمنها، وكان ذلك يتم إلى حين ميسرة، وعلى أساس أن صدام سوف يدفع حين يتيسر الحال! وجاء وقت عاد فيه اللاجئ السياسي إلى بلاده، ثم جاء وقت آخر تولى فيه حكم العراق، فلما تذكر ديونه في مقهى الدقي، طلب من السفارة العراقية في القاهرة أن ترسل مندوباً منها إلى الرجل بمبلغ من المال، ليس فقط على سبيل الوفاء بالديون القديمة المستحقة عليه من أيام اللجوء السياسي، ولكن على سبيل مكافأة القهوجي على طول باله، وعلى صبره الذي لم ينفد مع لاجئ بقي وقتاً يعيش على النوتة!

ومن الواضح أن القهوجي كان رجلاً بسيطاً لا يتابع أحوال السياسة ولا يهتم بها، ولا يعرف بالتالي إلى أين وصل صدام حسين، ولا ماذا حدث من تطور درامي في حياته بعد أن غادر القاهرة!

فما إن جاء مندوب السفارة إلى المقهى، وما إن سلم الرجل مبلغ المال في يده، حتى صاح المسكين في براءة وتلقائية: هو صدام بيه وجد عملاً؟! كانت فكرة الرجل عن «صدام بيه» أنه عاطل يبحث عن عمل، وكان سؤاله المباشر بمجرد أن أخبره المندوب أنه قادم من طرف فلان، عما إذا كان فلان هذا الذي كان شبه مقيم في مقهاه بلا أمل ولا عمل، قد وجد عملاً، أم أنه لا يزال عاطلاً كما عاش يعرفه دائماً؟! هذه قصة واقعية جرت في ستينات القرن الماضي، وعندما نتذكرها هذه الأيام، ونحن نتابع خروج شباب العراق في مظاهرات عنيفة، بحثاً عن فرصة عمل، فإننا ننتبه على الفور، إلى أن «صدام بيه» الذي عاش يبحث عن عمل قد وجد عملاً في قصر الرئاسة، ولكنه مارس من السياسات من بعدها، ما ضيع كل فرصة عمل على شباب بلاده، وربما على شباب في غير بلاده كانوا يجدون عملاً فيها، فعاش شباب العراق سنين بين الأمل والرجاء، إلى أن غلب اليأس على الأمل والرجاء، فخرجوا غاضبين لهذا السبب، ولأسباب أخرى بطبيعة الحال! وليست الأسباب الأخرى سوى رفض كل وصاية إيرانية على بلادهم، وسوى رفض الفساد الذي جعل بلدهم، الذي هو البلد الثاني في دول «أوبك» المصدرة للبترول، يواجه نقصاً في الماء وفي الكهرباء، ويعاني أهله كما يعاني الناس في الدول التي لا تعرف النفط ولا يعرفها!

يرفض العراقيون الغاضبون حجم الفساد الذي أكل ثروات البلاد، بمثل ما يرفضون كل إملاء إيراني على القرار في بلادهم، فالعراق عاش دولة عربية وسوف يظل، وكل الذين يحاولون فرض وصايتهم عليه وعلى إرادته من طهران، يتجاهلون أن عربيته تجري في دمه، وأن قوميته تعيش في خلايا جسده، وأن هذا الشباب الثائر في بغداد، وفي الناصرية، وفي غيرهما من المدن العراقية، قد استفزه الفساد الذي تنتشر قصصه وحكاياته في كل ركن. ولكن التجاوز الإيراني في حق كرامة بلاده، قد استفزه بأكثر مما استفزه الفساد نفسه، وبأكثر مما استفزه الفاسدون أنفسهم، وبأكثر مما استفزه الذين يفاصلون ويساومون حول عربية البلد، وحول هوى أصيل له لا يعرف غير الانتماء إلى المحيط العربي!

وذات يوم قريب كان وزير الثقافة الإيراني السابق في زيارة إلى العاصمة العراقية، فجلس يفاخر بأن نفوذ بلاده قد صار مهيمناً في أربع عواصم عربية، وأن هذه العواصم هي بغداد، وبيروت، ودمشق، وصنعاء. ولم ينتبه الوزير الإيراني إلى أن ما يقوله حتى ولو كان يعبر عن حقيقة في جزء منه، فإنه أمر يبقى فوق طاقة كل عراقي على الاحتمال، وكذلك فوق طاقة كل لبناني، وفوق طاقة كل سوري، وفوق طاقة كل يمني، مهما طال الوجود الإيراني في العواصم الأربع، وتمدد وتحصن، ومهما قفزت حكومة المرشد فوق الحقيقة الثابتة التي تقول إن هذه عواصم عربية خالصة!

وهناك أشياء أخرى تظل بالطبع فوق طاقة كل عراقي، ليس أولها أن يكون العراق ثاني دول «أوبك» في تصدير النفط، ثم يمارس ساسته من السياسات ما يجعل أبناءه عاجزين عن العثور على كوب ماء نظيف، وعن العثور على «فولت» من الكهرباء يضيء ظلام الليل، ولا آخرها أن يكون العراق هو بلد الرافدين، دجلة والفرات، ثم يكون هذا هو الحال المعيشي في حياة الغالبية من العراقيين!

فالذين ثاروا وتظاهروا في الشوارع والميادين، لم يفعلوا ذلك ضد الجيش العراقي، ولا ضد الشرطة العراقية، وكانوا واضحين في ذلك تماماً في كل بيان صدر عنهم، ولكنهم فعلوه ضد الساسة الذين بددوا ثروات البلد، والذين ساوموا على الانتماء العربي للبلد، والذين أهدروا كل إمكانات بلد هو من الأغنى على مستوى المنطقة، في الثروات الطبيعية، وفي الأرض الخصبة التي تمتد على جانبي الرافدين، وفي الرافدين اللذين يشقان الدولة من أقصاها إلى أدناها، ويجريان بالماء العذب من الموصل في الشمال إلى البصرة في الجنوب! الذين ثاروا أرادوا أن يقولوا إن ثروات النفط، والأرض، والنهر، لا بد من أن تصادف ترجمة حية في حياة الناس، فإذا لم تصادف المعنى المباشر الذي لا لف حوله ولا دوران، فليس لهذا من معنى سوى أن الذين تقع عليهم مسؤولية توظيف موارد الوطن لصالح أهله، ليسوا قادرين على النهوض بالمهمة، وليسوا أمناء عليها، وليسوا حتى مؤهلين لأن يكونوا على قدر المهمة الملقاة على كاهل كل واحد فيهم!

الذين ثاروا أرادوا أن يقولوا إن العراق الذي يعيشون فيه، ليس هو العراق الذي يجلس على حضارة نادرة بين حضارات التاريخ، ولا هو العراق الذي جاء عليه يوم أعلنت فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الشهيرة بـ«اليونيسكو»، أن نسبة الأمية بين مواطنيه قد صارت صفراً!

الذين ثاروا رغبوا في أن يبعثوا رسالتين: إحداهما إلى الخارج في إيران، وتقول إن بغداد عاشت تاريخها عربية وسوف تبقى، لا فارسية بأي حال، وإن كل تجاهل لهذه الحقيقة هي سباحة ضد تيار يجرف في النهاية ما يعترض سبيله. والرسالة الثانية إلى الداخل وتقول إن الذين تولوا مسؤولية الحكم في البلاد لم يكونوا على قدر المسؤولية، وكانوا أقل من ظن العراقي فيهم، وكانوا لا يملكون الوعي الكافي باللحظة، ولا يدركون القيمة التي يمثلها بلد نشأت على أرضه الحضارة أول ما نشأت في العالم! بغداد الثائرة تعلن أن ثيابها عربية، وأنها سوف تمزق كل ثياب غير عربية!

 

اللعبة الخطرة في سوريا

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

البلبلة التي أثارتها تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع، وتداعياتها بشأن العملية العسكرية التركية للتوغل في شمال سوريا، ليست سوى فصل جديد في سلسلة فصول التخبط الأميركي إزاء الأزمة السورية. فالحقيقة الساطعة أنه منذ اندلاع الأزمة عام 2011 لم تكن لأميركا استراتيجية واضحة بعيدة المدى، بل اتسمت سياساتها تجاه الأزمة بالتخبط في فترة إدارة باراك أوباما ثم بعده في ظل الإدارة الحالية. هذا التخبط أسهم في تعقيد الأزمة في مراحلها المختلفة، بل كثيرا ما صبَّ الزيت على النار المشتعلة من خلال خطوات خاطئة، أو رسائل مبهمة.

تغريدات ترمب والضجة حولها جاءت في هذا السياق تماماً، وسلطت الضوء مجدداً على تداعيات الرؤية الأميركية الملتبسة للأزمة السورية وأبعادها الإقليمية والدولية. فالرئيس الأميركي فاجأ كثيرا من الأوساط بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الأحد الماضي، ببيان صادر من البيت الأبيض بدا وكأنه يعطي الضوء الأخضر لتركيا لكي تشن عمليتها العسكرية للتوغل في شمال سوريا، عندما أشار إلى سحب القوة الأميركية الرمزية الموجودة هناك. وأعقب البيان بتغريدات ركز فيها على تعهده بسحب القوات الأميركية قائلا: «لقد انتظرت ثلاث سنوات، وحان الوقت لكي نخرج من هذه الحروب الهزلية التي لا تنتهي، ونترك للآخرين التعامل مع الوضع».

موقف ترمب المباغت أثار عاصفة من الانتقادات داخل أميركا، وموجة من القلق في عدد من العواصم. فقد انبرى عدد كبير من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين، وبينهم عدد من حلفائه البارزين، لانتقاد الخطوة محذرين من تداعياتها، ورافضين ما اعتبروه ضوءا أخضر لإردوغان لكي يهاجم القوات الكردية التي كانت حليفا رئيسيا في الحرب على «داعش»، ولتنفيذ خطته لإنشاء «حزام آمن» في الشمال السوري المحاذي لتركيا. وحذر عدد من قادة الجمهوريين في الكونغرس من أن الخطوة لن يستفيد منها سوى الروس وإيران ونظام الأسد و«داعش»، بينما ذهب السيناتور ليندسي غراهام إلى حد اعتبارها موقفا «غير مسؤول وقصير النظر» من ترمب. الانتقادات لترمب امتدت إلى أوروبا التي تشعر بالقلق من أن تؤدي العملية التركية إلى مواجهات واسعة مع الأكراد، وإلى زعزعة الأوضاع في الشمال السوري بما يؤدي إلى اندلاع أزمة لاجئين جديدة. الأخطر من ذلك أن يؤدي القتال والاضطرابات في المنطقة إلى هروب مقاتلي «داعش» المعتقلين لدى الأكراد ويقدر عددهم بنحو عشرة آلاف بينهم نحو ألفي أجنبي. من هذا المنطلق دعت لندن وبرلين وباريس والاتحاد الأوروبي إدارة ترمب إلى إعادة النظر في موقفها. في مواجهة هذه العاصفة من الانتقادات بدا ترمب، وكأنه يحاول تعديل موقفه عندما غرد بأنه لو قامت تركيا بتجاوز الخطوط الحمراء و«بأي عمل أراه غير مقبول من واقع حكمتي التي لا تضاهى، فإنني سأدمر تماما الاقتصاد التركي». كذلك اعتبر أن أنقرة ستكون مسؤولة عن معتقلي «داعش» وأسرهم ممن يوجدون حاليا في سجون القوات الكردية في شمال سوريا.

حتى الآن من غير الواضح ما هي حدود التوغل التركي التي تراها أميركا «مناسبة». فبعدما تسرب في أغسطس (آب) الماضي أنه تم الاتفاق على إقامة منطقة عازلة بطول ثلاثة أميال على الحدود الشمالية السورية - التركية تصبح نواة «منطقة آمنة» تسمح بعودة نحو مليوني لاجئ سوري من تركيا، تريد أنقرة الآن التوغل نحو 30 ميلاً داخل الحدود السورية والسيطرة على مدن كردية من بينها كوباني والقامشلي، ما سيضعها في مواجهة عسكرية دموية مع قوات أكراد سوريا الذين تعتبرهم داعمين للإرهاب بسبب علاقاتهم بحزب العمال الكردستاني التركي. كما تحدث إردوغان من قبل عن توغل أعمق في سوريا يتجاوز «المنطقة الآمنة» المقترحة إلى مدينتي الرقة ودير الزور من أجل السماح لمزيد من اللاجئين بالعودة إلى سوريا.

الخطط التركية هذه المرة ترمي إلى ما هو أبعد من توجيه ضربة لأكراد سوريا وإبعادهم عن الحدود وتواصلهم الاستراتيجي مع أكراد تركيا. فأنقرة تفكر كما يبدو في تغيير التركيبة الديموغرافية لشمال شرقي سوريا وإضعاف المكون الكردي فيها ما قد يفتح الباب أمام مواجهات واضطرابات عرقية تمتد لعقود. فمع القوات التركية ستدخل أيضا فصائل سورية، من المكونين التركماني والعربي، موالية لأنقرة ومدعومة منها على أمل أن تبقى فيها، وتكون المشرفة على حراسة «المنطقة الآمنة» التي سينقل إليها نصف عدد اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.

ما تفعله تركيا ليس «إعادة توطين» للاجئين السوريين، بل «إعادة تهجير». فاللاجئون الذين سينقلون إلى «المنطقة الآمنة» لم تستشرهم أنقرة في مسألة نقلهم إلى هناك، كما أن كثيرين منهم ليسوا من الشمال بل من مناطق أخرى في سوريا وسيجري «زرعهم» في الشمال لتغيير التركيبة الديموغرافية. إردوغان كل همه أن ينشئ «حزاما عازلا» على الحدود التركية، وسبق له أن توعد بالذهاب إلى أبعد مدى لمنع قيام دويلة كردية في شمال سوريا، وهو ينفذ الآن وعيده تحت ستار «المنطقة الآمنة» وتوطين اللاجئين، وبخطة لتغيير تركيبة المنطقة السكانية ستخلق، في حال إتمامها، مشكلة خطيرة لسوريا وللمنطقة.

إذا افترضنا أن تغريدات ترمب الأخيرة جاءت في إطار غياب استراتيجية أميركية واضحة تجاه الأزمة السورية، فإن تكلفة التخبط الذي صاحب سياسات واشنطن لم تكن جلية كما هي اليوم. ترمب الذي فاز في انتخابات الرئاسة عام 2016 بوعد سحب القوات الأميركية من «حروب الشرق الأوسط التي لا تنتهي»، ظل مسكوناً بهاجس سحب العدد القليل من القوات والآليات الأميركية الموجودة في سوريا، وحاول مرتين تمهيد الأرضية لسحب عدة مئات من قواته رغم التداعيات المحتملة لهذه الخطوة. فالوجود الأميركي في سوريا سياسي - رمزي إلى حد كبير ويمكن، بل ويجب، للقوات الأميركية أن تغادر لكن في إطار ترتيبات سياسية شاملة للأزمة السورية تؤدي إلى إنهاء الحرب، وبدء عملية سياسية تشارك فيها أطياف المعارضة، وصولاً إلى وضع دستور جديد للبلاد. لكن أن تغادر القوات الأميركية فجأة وتترك الباب مواربا أمام تركيا، لكي تتوغل في الشمال السوري، وتعمل لتنفيذ مشروع «المنطقة الآمنة» العازلة، فإنها تضع المنطقة أمام سيناريوهات إقليمية ودولية مقلقة، بدءاً من مواجهات عسكرية دموية محتملة بين أكراد سوريا والقوات التركية وحلفائها، مرورا بأزمة لاجئين دولية جديدة، واحتمال عودة خلايا «داعش النائمة» من بياتها الشتوي وهروب عشرات الآلاف من معتقليها في السجون والمعسكرات التي يديرها أكراد سوريا، وانتهاء بتغييرات ديموغرافية تكون عنوانا لاضطرابات تستمر عقوداً.

 

حمائمية» إيران مناورة... والتجربة مع طهران شديدة المرارة

صالح القلاب/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2019

المفترض أنه لا خلاف على أن إيران عندما تعرض «هدنة» أو تهدئة مع بعض دول الخليج العربي، فإنها غير جادة وغير صادقة، وإنها صاحبة «تقيّة» لا تريد إلا إطفاء جمرة جريمة «أرامكو» وإعطاء نفسها مزيداً من الوقت للملمة أوضاعها الداخلية وترتيب شؤونها العسكرية؛ وتحديداً في مضيق هرمز، حيث تصر على أنه «الخليج الفارسي»!! وهذا بالإضافة إلى «تنفيس» انتفاضة الشعب العراقي ضدها، وتطويق تصاعد رفض احتلالها للعراق وسوريا وأيضاً للبنان وقطاع غزة والمناطق «الحوثية». ربما لا يعرف كثيرون أن الخميني عندما قام بثورته، وعاد إلى طهران بطائرة فرنسية في مطلع فبراير (شباط) عام 1979، كان مصمماً على غزو العراق، الذي كان لجأ إليه بعد مرورٍ عابر بتركيا في سبتمبر (أيلول) عام 1965 وغادره مروراً بالكويت إلى فرنسا، واحتلاله بدوافع مذهبية وطائفية وعلى اعتبار أن بلاد الرافدين كانت قد احتلها «الصفويون»، وبقوا يجثمون على صدرها إلى أن حررها العثمانيون في عام 1516.

والمعروف أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد سارع إلى زيارة طهران، بعد عودة الخميني من باريس إليها بأيام قليلة، بتشجيع ومباركة من معظم الدول العربية وعلى أساس أنه تم التخلص من شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي كان قد احتل الجزر الإماراتية؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

كان أبو عمار، وهو على وشك اختتام زيارته هذه إلى إيران التي شملت بالإضافة إلى العاصمة طهران مدينة مشهد في الشمال البعيد، ومنطقة عربستان العربية «المحتلة»، قد طلب من الخميني «همساً»، وهو يُهيئ نفسه للتوجه إلى أبوظبي في طريقه إلى بيروت، التخلي عن الجزر الإماراتية الثلاث آنفة الذكر كـ«عربون» علاقات أخوية مع العرب كلهم ومع الأمة العربية.

وكانت المفاجأة لأبو عمار وللذين رافقوه في تلك الرحلة (التاريخية) حقاً؛ ومن بينهم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، أن رد الخميني كان عصبياً وقاسياً، وأنه قال وهو يضرب بقبضته طاولة صغيرة كانت أمامه: «إن هذه الجزر إيرانية، وهي ستبقى إيرانية إلى أبد الآبدين»، ويومها ساد إحساس، لدى من سمعوا ما قاله زعيم إيران الجديد، بأن مستقبل العلاقات بين «إيران الثورة» والدول العربية القريبة والبعيدة؛ وفي مقدمتها دولة العراق التي كان يحكمها حزب البعث بقيادة الرئيس الأسبق صدام حسين، لن يكون مريحاً، والبعض قال إن الحرب بين إيران «الخمينية» وبلاد الرافدين «البعثية» باتت متوقعة في أي لحظة.

ولعل من المفترض أنه معروف أن العراق قد بادر إلى إعلان الحرب على إيران، التي كانت تستعد لاختراق حدوده واحتلال مدن الأماكن الشيعية «المقدسة»، من قبيل ما يسمى: «الدفاع الإيجابي»، أي الذهاب للخصم في عقر داره قبل أن يصل هو إليك في عقر دارك، وهكذا فقد كانت حرب الأعوام الثمانية التي انتهت بوقف لإطلاق النار قال الخميني إنه تجرعه كـ«تجرع السم الزعاف»!!.

وهكذا؛ فإن تجرع الخميني وقف إطلاق النار مع العراق كتجرع السم الزعاف، قد دفعه ودفع مساعديه الذين كانوا حوله إلى تجنب الحروب «التقليدية» المباشرة؛ إنْ مع هذا البلد العربي، أو مع باقي الدول العربية القريبة والبعيدة، واتباع أسلوب اختراق هذه الدول من الداخل، بالاعتماد - وللأسف - على بعض أتباع المذهب الشيعي الذين كانوا قد بادروا إلى «تسييس» هذا المذهب بعد الثورة الخمينية مباشرة وتحويل «بعضه» في بعض الدول التي يوجد فيها تاريخياً، من مذهب قومي ووطني انخرط في حركات التحرر العربية كلها، إلى بؤر تابعة لـ«الولي الفقيه» أصبحت مع الوقت تشكل قواعد عسكرية تابعة لـ«حراس الثورة» وكما هو عليه الوضع الآن في العراق وسوريا ولبنان والشطر «الحوثي» من اليمن.

ثم، وعلى هذا الأساس، فقد برز هناك ما سمي «الهلال الشيعي» الذي أرادت إيران أن يبدأ طرفه الأول باليمن وينتهي طرفه الثاني بمدينة اللاذقية السورية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشمالية الشرقية، مروراً بمعظم دول الخليج العربي وبالطبع بالعراق الذي - وللأسف - بات وضعه هو هذا الوضع الحالي الذي دفع العروبيين العراقيين إلى هذه الانتفاضة الأخيرة، التي حتى وإن هي توقفت أو قد تتوقف، قد وضعت بلاد الرافدين على بداية طريق ستؤدي حتماً إلى التخلص من الهيمنة الإيرانية المباشرة وغير المباشرة... ويقيناً أن هذا سينطبق أيضاً على سوريا وعلى لبنان الذي أصبحت عاصمته الفعلية، وللأسف، ضاحية بيروت الجنوبية وحيث حلَّ «وكر» حسن نصر الله محل قصر الرئاسة التاريخي في بعبدا.

إن المقصود بهذا كله هو أن «طهران الخامنئية»، أو «الخمينية» لا فرق، عندما تلوّح للعرب عموماً ولـ«الأشقاء» في الخليج العربي بـ«البيارق البيضاء» وتسعى إلى هدنة في هذه المنطقة، فإنها تريد عملياً وفعلياً مجرد التقاط مؤقت للأنفاس وإنْ في هيئة هدنة مؤقتة للخلاص مما هي فيه من أوضاع اقتصادية غدت متردية، ومن ضغط داخلي متصاعد تقوم به المعارضة ممثلة في «مجاهدين خلق» بوصفها قوة طليعية، وتقوم به الأقليات القومية التي تسعى إلى الاستقلال كالعرب والكرد والبلوش وأيضاً كالآذريين... وغيرهم.

فماذا يعني هذا؟... إنه يعني أنه لا يجوز إعطاء إيران مثل هذه الفرصة لالتقاط الأنفاس وللانقضاض على المعارضة الداخلية بكل أشكالها وتشكيلاتها القومية والوطنية، فهذا النظام الذي هو صاحب «تقيّة» لا يمكن تصديقه ولا الثقة به، لذلك فالمفترض أن يتواصل الضغط عليه، وأن تتواصل العقوبات الاقتصادية وغير الاقتصادية ضده، فالميوعة السياسية في هذا المجال بالنسبة للذين خرجوا من جلدهم العربي والتحقوا بالحلف «الإخواني» - الإردوغاني الذي تقوده طهران، والذي يضم سوريا بشار الأسد، ولبنان حسن نصر الله، وحركة «حماس» التي أصبحت تابعة لـ«حراس الثورة» الإيرانية مثلها مثل «الحشد الشعبي» ومثل «الفيالق» العسكرية التي يقودها الجنرال قاسم سليماني، تعدّ تآمراً مكشوفاً على العرب والأمة العربية.

ثم إنه إذا كان لا بد من التعاطي مع مطلب «الهدنة» الإيراني، فيجب أن يكون «الشرط» أن تضع طهران حداً لكل هذا التوتير المتصاعد في الخليج العربي، وأن تنسحب نهائياً من العراق وبما فيه «الإقليم» الكردي، ومن سوريا، وأيضاً من لبنان، ومن صنعاء وبعض أجزاء شمال اليمن، وإلا فإنه: «لا يفلُّ الحديد إلا الحديد»، فالنظام الخميني لا يفهم إلا لغة القوة وعلى غرار ما جرى خلال حرب الأعوام الثمانية؛ إذ إنه كان «لا بد مما ليس منه بدُّ». والمؤكد أنه في مصلحة العرب وفي مصلحة الإيرانيين أن تكون العلاقات العربية - الإيرانية قائمة على أساس حسن الجوار، والمصالح المشتركة، وعدم التطلع نهائياً خلف الحدود؛ لا في اتجاه الشرق ولا في اتجاه الغرب، فعالم اليوم غير عالم الأمس، وهذا يتطلب ألا يكون هناك كل هذه التوترات التي تفتعلها دولة الولي الفقيه في هذه المنطقة التي تواجه في هذه المرحلة توترات كثيرة.

 

!هكذا قتل الأتراك 15 ألف مدني كردي في يوم واحد

العربية/10 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79366/%d9%87%d9%83%d8%b0%d8%a7-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-15-%d8%a3%d9%84%d9%81-%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%88/

عقب توقيع معاهدة لوزان سنة 1923، تخلى الأتراك عن جانب من بنود معاهدة سيفر لعام 1920 التي تعهدوا من خلالها، بعد هزيمتهم بالحرب العالمية الأولى، بضمان حق تقرير المصير للأكراد وإقامة وطن مستقل لهم.

انطلاقاً من ذلك، شهدت السنوات التالية العديد من النزاعات بين السلطات التركية والأكراد، حيث رفض هؤلاء سياسة التتريك التي مارسها نظام مصطفى كمال أتاتورك في حقهم لطمس هويتهم.

وعقب نهاية ثورة الشيخ سعيد بيران، واصلت السلطات التركية أثناء شهر أيلول/سبتمبر 1925 سياسة تتريك الأكراد، فسعت لتغيير تنظيمهم الجغرافي أملا في تجنّب ثورات واضطرابات مستقبلية.

وعمدت عن طريق ما سمّته "خطة الإصلاح بالشرق" لتهجير رجال الدين والأرستقراطيين الأكراد قسرا نحو مناطق أخرى من تركيا، ومررت خلال شهر تموز/يوليو 1927 قانونا آخر وسّع عمليات التهجير التي طالت مزيدا من شرائح المجتمع الكردي.

وبالخارج، نظّم العديد من المناضلين الأكراد المتواجدين بلبنان والعراق وسوريا حركات مقاومة ضد الأتراك وأعلنوا خلال شهر تشرين الثاني/أكتوبر 1927 عن نشأة منظمة Xoybűn التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي وتطلعاته وجعلوا من إحسان نوري (Ihsan Nuri)، الذي عمل سابقا بالجيش العثماني، جنرالا وأرسلوه برفقة نحو 20 من رفاقه لمنطقة أرضروم.

وقد أسس هؤلاء صحيفة أغري (Aigrî) وأعلنوا عن نشأة جمهورية أرارات (Republic of Ararat) الكردية واتخذوا من قرية كوردافا (Kurdava) القريبة من جبل أرارات عاصمة مؤقتة لهم وطالبوا المجتمع الدولي بمساندتهم للحصول على حقوقهم.

وبعد جملة من المحاولات لإنهاء الخلاف بين الطرفين، اجتمع الرئيس التركي، مصطفى كمال أتاتورك، أواخر العام 1929 بوزرائه وعدد من قادة الجيش ليعلن قرارا نهائيا تضمّن عملية عسكرية ضد الأكراد بجبل أرارات وعدد من النقاط والأهداف الرئيسية، كطرد الأكراد من بعض قراهم وإجبارهم على القبول بالتهجير نحو غرب تركيا أو طردهم نحو إيران وإنشاء نقاط للجيش قرب جبل أرارات والمناطق الكردية الحساسة. كما وقع الاختيار على أواخر شهر حزيران/يونيو 1930 لبدء العملية العسكرية وكلّف الفيلق التاسع بمهمة إنجاحها.

وخلال شهر آذار/مارس 1930، عيّن الجنرال التركي صاليح أومورتاك (Salih Omurtak) قائدا للفيلق التاسع لتنطلق العمليات العسكرية بعد نحو 3 أشهر بحلول يوم 11 حزيران/يونيو 1930. وفي الأثناء، لقي نداء منظمة Xoybűn ودعوتها لتوحد جميع الأكراد في وجه الأتراك ترحيبا وإقبالا واسعا، حيث عبر المئات من الأكراد الحدود الإيرانية التركية (قادمين من إيران) وشنوا حملات على خطوط تلغراف الجيش التركي بين جالديران ودوغبايزيد كما أغار آخرون على عدد من مراكز الأمن التركية.

ومطلع شهر تموز/يوليو 1930، تحدّث الجنرال التركي صاليح أومورتاك عن وجود مئات المقاتلين الأكراد قرب منطقة باتنوس شمال نهر فان كما أكد على تحصّنهم قرب القرى الكردية هنالك.

 العدد الصادر يوم 16 تموز يوليو 1930 من مجلة جمهوريات ويبدو فيه التقرير بارزا بالمربع البنفسجي

وقد حشد الأتراك الفيلق التاسع ودعموه بنحو 80 طائرة حربية ليبدؤوا عمليتهم العسكرية ضد الأكراد والتي انتهت بالقضاء على جمهورية أرارات. وفي خضم هذه الأحداث، عرفت الحملة على جمهورية أرارات والمسلحين الأكراد مذبحة أسفرت عن سقوط آلاف القتلى. فما بين يومي 12 و13 تموز/يوليو 1930، أقدم الجنود الأتراك على إبادة الآلاف من سكان القرى الكردية عند منطقة وادي زيلان (Zilan) بعد اتهامهم بالخيانة والتخابر.

واختلفت المصادر حول عدد القتلى، فنقلت جريدة جمهوريات (Cumhuriyet) التركية في عددها الصادر يوم 16 تموز/يوليو 1930 أن عدد القتلى يقارب 15 ألفاً بزيلان وأن المنطقة تعج بالجثث المتناثرة، بينما تحدّثت مصادر ألمانية خلال الفترة التالية عن تدمير الأتراك لما يقارب 200 قرية كردية وقتلهم لحوالي 4500 من سكانها، كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال والشيوخ.

وقد نقل بعض الناجين من هذه المأساة شهادات فظيعة عن المذبحة التي ارتكبتها القوات التركية بزيلان فتحدّثوا عن استخدام الأتراك للرشاشات وحراب البنادق أثناء عمليات إعدام الأكراد، وقيامهم ببقر بطون العديد من بطون النساء الحوامل.

 

تراجيديا الأكراد..

محمد قواص/العرب/10 تشرين الأول/2019

الأكراد عولوا كثيرا الولايات المتحدة

تشكلت اللجنة الدستورية المفترض أنها أداة من أدوات الحلّ المُتوخى في سوريا. ضمت تلك اللجنة من ضمت من معارضة وموالاة ومجتمع مدني، لكنها استثنت المكون الكردي الذي تستهدفه الحملة العسكرية التركية الحالية. وعلى ذلك تطرح الأسئلة حول هذا التواطؤ “الكوني” للانقلاب على الإنجاز الكردي الذي تحقق من عام 2011.

اعتاد الأكراد، تاريخيا، على دفع ثمن المصالح الكبرى وتسوياتها الخبيثة. بدا ذلك منذ أن أغفل مبضع اتفاقية سايكس بيكو الاعتراف بدولة للأكراد على منوال ما أنشأته الخرائط من دول قسّمت جثة العثمانية الزائلة. دفع أكراد العراق ثمنا موجعا مقابل تسويات تمت بين بغداد وأنقرة، أو بين طهران وبغداد لاحقا. فيما أكراد سوريا، الذين أغفلت دمشق قلب العروبة النابض حقوقهم، وجدوا أنفسهم هذه الأيام من جديد، ضحايا ما تقرره الغرف المغلقة وما يقترف باسم المصالح الكبرى.

قام تحالف دولي تألّف من عشرات الدول لمحاربة تنظيم داعش في سوريا. صبّ التحالف بقيادة الولايات المتحدة نيرانا كثيفة، واستخدم تقنيات عسكرية حديثة لإضعاف تنظيم أبوبكر البغدادي. بدا أن تلك الجهود الهوليودية غير قادرة على تقويض جسم الإرهاب العملاق القادر على التأقلم مع كل الظروف، والقادر، رغم تلك الحرب الدولية ضده، أن ينال من عواصم ومدن داخل أوروبا والولايات المتحدة.

لم تكن واشنطن تريد الزجّ بجندها مجددا في أتون حروب كتلك في أفغانستان والعراق. لا تريد الإدارة للناخبين في الولايات المتحدة أن يتأثروا مباشرة وعبر عائلاتهم بالصراعات التي تخوضها واشنطن في العالم. بدا أن تلك الروح هي التي رانت العواصم الغربية برمتها، فراحت تتبارى في النزوع إلى الانكفاء والعزوف عن الانخراط المباشر في صراعات العالم. لاذت الحكومات ببرلماناتها للتنصل من أي قرار يدفع بها أخلاقيا للتدخل لوقف المحرقة السورية. هكذا فعل برلمان باريس، وهكذا فعل برلمان لندن، علما أن الحروب التي انخرطت بها تلك الدول لم تستعنْ قبل ذلك بأي برلمان.

لم تجد واشنطن لدى المعارضة السورية القماشة الاجتماعية والأيديولوجية لتشكيل تحالف ضد داعش. كانت تلك المعارضة ترفع لواء الحرب ضد النظام السوري والقضاء عليه، ولم تكن تريد الانخراط في أي تحالف مع الغرب لا يكون هدفه إزالة حكم الأسد في دمشق. لا بل إن التشكيلات السياسية للمعارضة السورية رفضت الموافقة على قرار المجتمع الدولي وضع تنظيم النصرة بقيادة أبومحمد الجولاني على قائمة الإرهاب، واعتبرته تنظيما سوريا مناهضا لنظام دمشق، يندرج داخل تلك الجبهة السورية العريضة المناهضة لهذا النظام.

كان تحالف الولايات المتحدة مع الأكراد في سوريا الحلّ الوحيد المتوفر. الأكراد يتعارضون أيديولوجيا مع الجهادية التي ترفع داعش والقاعدة لواءها، وهم في معارضتهم لنظام دمشق، السابقة على موسم الربيع العربي بسنوات، لا يريدون من الصراع في سوريا إلا حماية المكون الكردي والدفاع عن حقوقه السياسية، سواء مع هذا النظام في دمشق أو أي نظام آخر يأتي على أنقاضه، خصوصا أن ما حملته المعارضة السورية من مشاريع وبرامج وأوراق، بقي أسير الطابع العربي للدولة لا يلحظ كثيرا حقوق الأكراد في سوريا المستقبل.

تشكلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من خليط كردي عربي ينزع عن الحراك هويته الكردية، ويدرج أمر الحرب ضد الإرهاب داخل مساحة أوسع من الأجندة العرقية الكردية الخالصة. صحيح أن تطعيم التشكيل العسكري الجامع، الذي تسيطر عليه “وحدات حماية الشعب” الكردية، بحضور عربي، لم يكن مقنعا بأن هذا الجيش بات عابرا للقوميات، وأن أجندته تختلف عن أجندة القيادة الكردية المركزية في جبال قنديل شمال العراق. إلا أن التحالف الدولي اكتفى بالشكل، ليستند في معركته ضد داعش على المضمون.

خاضت قسد معارك الميدان ضد تنظيم داعش بكل بسالة ومهنية. دفع هذا الجيش دماء غزيرة من أجل تطهير “إمارة الرقة” الداعشية وبقية مناطق وأنحاء شرق الفرات. كانت طائرات التحالف تدكّ حصون التنظيم الإرهابي عن بعد، بيد أن أمر القضاء عليه لم يكن ليتحقق، بما يتيح للرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان النصر في واشنطن، لولا الجهود العسكرية المتمرسة التي أظهرتها هذه القوات، ولولا الملاحقة الدؤوبة التي قامت بها داخل الأزقة والمخابئ والكهوف التي انتهت إليها فلول التنظيم المتقهقر.

عوّل الأكراد كثيرا على تحالفهم مع الولايات المتحدة وتحالفها الدولي، لكي يحققوا إنجازا سياسيا تاريخيا لطالما طمحوا إليه. ومع ذلك سارعوا إلى الإعلان داخل أدبياتهم ومن على منابرهم، سواء كان ذلك قناعة حقيقية أم مناورة تكتيكية، أنهم لا يصبون إلى قيام دولة مستقلة، وأن هدفهم الأقصى التمتع بحكم ذاتي يشبه تلك الإدارة الذاتية التي أقاموها في مناطقهم في السنوات الأخيرة.

عرف الأكراد أن الولايات المتحدة ربما تريد أن تستخدمهم في حرب لا تريد وحلفاؤها الانخراط بها بريا، وسوف تنقلب عليهم حال انتهائها. ومع ذلك خاضوا تلك الحرب كونها، عمليا، الخيار الوحيد للذود عن أنفسهم وعن بيوتهم ومدنهم وقراهم ضد التنظيم الذي كان يستهدفهم. رأوا كيف استهدف داعش اليزيديين في العراق وحاول استهداف الأكراد في ذلك البلد، قبل أن تردّهم قوات البيشمركة بدعم من التحالف الدولي. وخاض أكراد سوريا الحرب أيضا، لأنه في تحالفهم مع واشنطن واعترافها بقدراتهم، يدخلون نوادي الكبار الذي شرّع لهم أبواب واشنطن ولندن وباريس وبرلين.

ومع ذلك صدقت دروس التاريخ القديم. شروط الراهن لا تختلف عن تلك منذ عقود. ترامب أعلن انسحاب بلاده الكامل من سوريا في ديسمبر 2018، فقال الأكراد إنها طعنة في الظهر. وأعلن الرجل سحب قواته منذ أيام من أمام التقدم العسكري التركي، فأعاد الأكراد الشكوى من طعنة جديدة في الظهر.

حزب العمال الكردستاني في تركيا مُدرج على لوائح الإرهاب في العالم. تتهم تركيا أكراد سوريا و”وحداتهم” و”حزبهم” (حزب الاتحاد الديمقراطي) بأنهم امتداد لـ”الكردستاني” الإرهابي. لا أحد من أكراد سوريا أنكر العلاقة، وربما الولاء لذلك الحزب وزعيمه المسجون عبدالله أوجلان. ومع ذلك تعامل المجتمع الدولي مع “قسد” بصفتها حليفا كامل الأهلية ضد الإرهاب.

لا تريد تركيا كيانا كرديا شمال سوريا، حتى بالشكل الذي يتمتع به الأكراد في العراق، يكون امتدادا جغرافيا مع مناطق الأكراد في تركيا. روسيا تريد للأكراد أن يكونوا جزءا من خططها لتعويم نظام دمشق. إيران لا تريد لأكراد سوريا أن يشكلوا سابقة ممكن أن تنسحب، بعد تلك في العراق (إقليم كردستان)، على أكراد إيران. الأوروبيون يدافعون، دون حماس، عن صون الأكراد وحمايتهم، فيما واشنطن، لاسيما في عهد ترامب، تبيع وتشتري وفق ما تتطلبه البورصة السياسية، خصوصا في موسم الانتخابات الرئاسية، من رشاقة ومهارة دون أي اعتبارات أخلاقية.

 

هل تخلت واشنطن عن الأكراد فقط؟

حسن فحص/اندبندت عربية/10 تشرين الأول/2019

من غير المستبعد أن تشكل العملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي داخل الأراضي السورية استعداداً لبدء عملية روسية– إيرانية

من غير المستبعد أن تشكل العملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي داخل الأراضي السورية شرق نهر الفرات– مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية- تمهيداً ميدانياً بالنار واستعداداً لبدء عملية روسية– إيرانية– سورية في اتجاه محافظة إدلب وإعادتها إلى "كنف الدولة السورية" في انتظار العودة إلى مسار أستانة ومخرجات القمة الثلاثية "الروسية التركية الإيرانية" التي ستتولى مهمة حل أزمة الدخول التركي تحت مبدأ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وبعيداً من فكر "المؤامرة"، فالرئيس الأميركي دونالد ترمب، سبق أن اتخذ قرار الانسحاب من سوريا قبل نحو عام، ثم عدل قراره تحت ضغوط داخلية وأوروبية عربية وأبقى على نحو 200 جندي يتولون مهمة المراقبة، إذ إن باريس ولندن عارضتا في 2018 قرار ترمب وعززتا من انتشار قواتهما في مناطق شرق سوريا، في رسالة واضحة لأنقرة من أي تحرك عسكري داخل الأراضي السورية. ما شكل حينها غطاء أوروبياً للفصائل الكردية.

المفاوضات الثلاثية في قمة أستانة اصطدمت بالارتباك التركي أمام معضلة التعامل مع الجماعات المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها. ويبدو أن الجانب التركي استمهل الطرفين الروسي والإيراني في إيجاد مخرج لهذه الأزمة، بما يساعد على تمهيد الطريق أمام عودة هذه المناطق إلى سلطة الحكومة المركزية في دمشق. من هنا، يمكن فهم الموقف الموارب لموسكو من العملية العسكرية، إضافة إلى الموقف الكلامي غير الحازم لطهران من العملية العسكرية في شرق سوريا في مناطق انتشار الفصائل الكردية.

فموسكو وطهران، وكذلك واشنطن، تدرك الحساسية التركية من أي كيان كردي على حدودها، وهي تتشارك مع إيران هذه الحساسية أكثر من غيرها، والتجربة واضحة لدى هذين الطرفين في التعامل مع أزمة الاستفتاء التي جرت في إقليم كردستان العراقي سنة 2017. وهي حساسية لم تذهب واشنطن في استثارتها إلى النهاية، فتخلّت عن حليفها الكردي في شمال العراق من أجل مصالح إستراتيجية بعيدة المدى مع هاتين القوتين الإقليميتين. وهي هنا أيضاً تتخلى عن الحليف الكردي السوري في إطار تفاهم دولي يسمح للرئيس الأميركي بتطبيق إستراتيجيته بالانسحاب من الشرق الأوسط الذي يعتبر الدخول الأميركي في أزماته من أكبر الأخطاء، وفق تعبير ترمب.

والانسحاب الأميركي من شرق سوريا، وما يعنيه من التخلي عن الحليف الكردي، قد يصب في إطار إعادة ترميم العلاقة بين واشنطن وأنقرة التي اهتزت كثيراً في المرحلة الماضية، ويحمل أيضاً على الاعتقاد بمساعي ترمب لتأكيد تفاهم مع موسكو على تسهيل عملية الحل السياسي في المنطقة من البوابة السورية، مقابل التقدم في ملفات أخرى على علاقة بواشنطن مباشرة وتلعب فيها موسكو دوراً أساسياً، خصوصاً على خط الأزمة الإيرانية.

قد لا يكون بعيداً التصور أن يكون الادعاء التركي بأن العملية العسكرية تصب في إطار الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، أي أن العملية التركية التي تستهدف منع الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتي أو إقليم مستقل أو فيدرالي على حدودها يساعد الحكومة السورية في استعادة هذه المنطقة من خلال الدفع بالفصائل الكردية التي لا يوجد تنسيق بينها وبين دمشق "قوات سوريا الديمقراطية" للعودة إلى حضن الدولة السورية، كما هي الحال مع "وحدات حماية الشعب الكردية". وهذه المرة برعاية روسية إيرانية وموافقة تركية تسمح للأكراد بالحصول على نوع من "اللامركزية الموسعة أو المعززة" كبديل من مطلب الحكم الذاتي الذي ترفضه دمشق بشكل قاطع.

قد لا يكون الهدف التركي من العملية العسكرية الاحتلال أو السيطرة على كامل المنطقة التي تنتشر فيها الفصائل الكردية شرق الفرات، والتي تفوق مساحتها الخمسين ألف كيلومتر مربع، بل السيطرة المباشرة على المنطقة التي تسمح بها اتفاقية أضنة الموقعة مع دمشق سنة 1998، مع تعديل طفيف في عمقها بحيث يتجاوز الخمسة كيلومترات ولا يتعدى العشرة. ما قد يسمح لأنقرة بتنفيذ سياسة "الترانسفير" والتغيير الديموغرافي وفرضها أمراً واقعاً على المجتمع الدولي وإجباره على تمويلها، من خلال نقل اللاجئين السوريين في تركيا وجزء من فائض السوريين في منطقة إدلب الذين تم إجلاؤهم إليها بناء على اتفاقيات بين أنقرة ودمشق، ليشكلوا شريطاً عازلاً بشرياً سورياً– عربياً بين المناطق الكردية والحدود التركية، بما يبعد التهديد الكردي المباشر على الداخل التركي ويمنع التواصل بين أكراد سوريا وأكراد العراق وتركيا.

وبكثير من الواقعية، يمكن القول إن قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من سوريا، في البعد الأول له يوجه ضربة لآخر نقاط الوجود العربي في ملف الأزمة السورية الذي لعب دوراً واضحاً ومباشراً في عملية التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر العربية والقوات الأميركية في منطقة شرق الفرات. وفي البعد الثاني، يأتي نتيجة لإدراك البيت الأبيض عدم جدوى استمرار هذا الوجود الذي كان أحد أهدافه الرئيسية محاربة الوجود الإيراني وقطع الطريق على جهود طهران لإقامة ربط بري بينها وبين دمشق عبر العراق، خصوصاً بعد الإعلان عن فتح المعبر البري بين "البوكمال السورية والقائم العراقية" بحماية الأذرع الإيرانية من قوات الحشد الشعبي العراقي والدفاع الوطني السوري. وبالتالي، إن استمرار هذا الوجود بات يشكل عبئاً عسكرياً وأمنياً لواشنطن لا طائل منه.

والسؤال المحوري الذي يطرحه الانسحاب الأميركي من سوريا وغض النظر عن العملية العسكرية التركية شرق الفرات، هل تقف سياسة التخلي الأميركية عن الحلفاء في الشرق الأوسط عند أكراد سوريا، أم أن واشنطن ومن أجل مصالحها الإستراتيجية وأمن حليفتها الأساسية والوحيدة في المنطقة "إسرائيل"، على استعداد لتكرار هذه السياسة في ملفات أخرى في الإقليم، خصوصاً ما يتعلّق بالأزمة القائمة بينها وبين طهران؟

 

هل اقتربنا من مرحلة قد تتفاوض فيها إيران والسعودية؟ ومطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن.

مايكل يونغ/مركز كارنيغي/10 تشرين الأول/2019

فريد مرجايى | كاتب ومحلّل، وعضو سابق في اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي الجديد في تورونتو

تعاني إيران مشاكل اقتصادية جمّة نتيجة الحظر الأميركي والعقوبات الموجعة المفروضة عليها، ناهيك عن قلقها الدائم من أن تؤدّي هذه الصعوبات الاقتصادية إلى إطلاق شرارة اضطرابات شعبية. لذا، سيرحّب القادة الإيرانيون على الأرجح بخفض التصعيد على مختلف الجبهات.

يُعتبر ولي العهد محمد بن سلمان من الأمراء السعوديين القلائل الذين لم يتابعوا تحصيلهم العلمي في الخارج. لهذا السبب على الأرجح تشكّلت رؤيته من منظور السلطوية المحلية السعودية وحسب. مشكلة الحاكم المُطلق هي أنه لا يواجه أي معارضة في وطنه، وبالتالي لايتقن فنّ التفاوض. لكن المبادرات الاستراتيجية التي اتّخذتها المملكة لم تتكلّل بالنصر. لذا، ربما أسفرت السياسات السعودية في اليمن وسورية وقطر، والانخفاض الراهن في سعر النفط، ناهيك عن القنبلة التي تمثّلت في اغتيال جمال خاشقجي، عن تبديل بعض المواقف في الرياض.

غالب الظن أن تفتح إيران والسعودية حواراً قد يؤدّي إلى شكل من أشكال الانفراج وخفض التصعيد في اليمن. لكن التحدّي يكمن في إطلاق مفاوضات معمّقة من شأنها أن تتكلّل بتقارب شامل بين الطرفين. يبقى في نهاية المطاف أنه لايمكن لأي مقاربة سعودية أن ترى النور بمعزل عن الرؤية العامة للسياسة الأميركية الإقليمية، وتحديداً التحالف بين بعض الدول العربية، وإسرائيل، وإدارة ترامب، التي قوّضت الاتفاق النووي مع إيران. في غضون ذلك، من المستبعد أن تبدّل طهران موقفها الاستراتيجي الراسخ من الهيمنة الأميركية والإسرائيلية التامة في الشرق الأوسط.

فتيحة دازي هاني | باحثة أولى حول قضايا شبه الجزيرة العربية والخليج في معهد الأبحاث الاستراتيجية التابع للمدرسة الحربية في باريس، وفي كليّة العلوم السياسية في ليل

تصاعدت وتائر التوتر بين إيران والرياض بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة. في غضون ذلك، تخضع السياسة الإقليمية الهجومية التي ينتهجها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المراقبة الدقيقة داخل البلاط الملكي السعودي. فإضافةً إلى حرب اليمن الفاشلة، كانت للتحالف الودّي بين محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أكلافاً باهظة تمثّلت في الخلاف مع قطر؛ ذلك الخلاف الذي دقّ إسفيناً داخل مجلس التعاون الخليجي وأجّج جذوة التوترات مع إيران. وقد جرت رياح كل ذلك بما لا تشتهيه سفن المصالح السعودية.

لقد بدا أن الهجمات على منشآت نفطية سعودية أساسية استهدفت أولوية استراتيجية لمحمد بن سلمان، وهي خططه لطرح جزء من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام. يُشار هنا إلى أن غياب الرد العسكري الأميركي على الهجوم، الذي خطّطت له إيران على الأرجح، قد يؤدّي إلى انتهاج مقاربة أمنية جديدة في الخليج. كذلك، ينبغي على السعودية وإيران الاتفاق على مروحة من الإجراءات التي من شأنها أن تقلّل احتمال حدوث أعمال عدائية، وذلك بمؤازرة أطراف سياسية غير واشنطن. ونظراً إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، قد يكون في وسع موسكو التعاون مع سائر الأفرقاء في هذا الصدد، في خطوة ستسير في عكس المقاربة الأميركية المعادية أكثر لإيران.

توماس و. ليبمان | كاتب وصحافي سابق ومؤلّف كتاب بعنوان "Saudi Arabia on the Edge: The Uncertain Future of an American Ally" (المملكة العربية السعودية على الحافة: المستقبل الغامض كحليف أميركي)

برزت على حين غرّة حكمة جديدة حول التوترات في الخليج، مفادها أن إيران التي تشلّها العقوبات ومعها السعودية، التي ارتعدت أوصالها خوفاً بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآتها النفطية، وعاشت خيبة أمل بسبب رد فعل الرئيس دونالد ترامب، وتضعضعت بسبب سحب الإمارات لقواتها في اليمن، تتجهان للعمل على إيجاد صيغة تؤدي إلى تحسين علاقاتهما.

ربما يحدث ذلك (قالت دول ثالثة أنه طُلب منها المساعدة)، لكن مهلاً. فلكل من هاتين الدولتين رؤى مختلفة لا يمكن أن تتوافق بالنسبة إلى مستقبل الشرق الأوسطـ، إذ لا يرغب أي طرف في نشوب حرب شاملة لا يمكن لأحد أن يفوز بها. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يمكنهما التوصّل إلى تسوية حول القضايا التي تفرّقهما، كاليمن ودعم إيران للوكلاء الإقليميين المثيرين للمشاكل والبرنامج النووي الإيراني وغيرها. علاوةً على ذلك، لا يعترف أي من الطرفين بشرعية نظام الآخر، ما يزيد من صعوبة عملية التفاوض. هذا فضلاً عن أن الإيرانيين المنخرطين في التفاوض الدولي، كالرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، لا يملكون القدرة على صنع القرار.

فراس مقصد | أستاذ مساعد في مدرسة إليوت للشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن

ثمة تبادل أحاديث بين السعودية وإيران، أقلّه وفقاً لبعض المصادر المطلّعة في واشنطن. وفي حال صحّ ذلك، لا ينبغي أن يشكّل هذا مفاجأة على ضوء المعايير التي حدّدتها السياسة الأميركية الحالية المتمثّلة في "أقصى درجات الضغط" حيال إيران، والهجمات العديدة الأخيرة التي استهدفت البنى التحتية النفطية في منطقة الخليج، والتي يُعتقد على نطاق واسع أن إيران مسؤولة عنها. تعمد إدارة ترامب، من خلال تحذيرها المستمر لطهران من أن أي هجوم قد يطال أفراداً أو مصالح أميركية سيُواجَه بردّ قاسٍّ، إلى توجيه رسالة ضمنية مفادها أن مهاجمة حلفاء واشنطن في الخليج العربي أمر مقبول. ولا يؤدي غياب رد فعل عسكري أميركي، خاصة بعد استهداف منشآت النفط السعودية قبل أسابيع عدّة، سوى إلى تعزيز هذا الموقف الهشّ. وبالنظر إلى أوجه القصور في السياسة الأميركية الحالية، والتي تعكس وجود رئيس يرغب في مواجهة إيران من دون المجازفة بإشعال فتيل حرب، يدرك المسؤولون الأميركيون حاجة حلفائهم في الخليج العربي للحدّ من تعرضّهم إلى الخطر. مع ذلك، من المرجّح أن تكون أي محادثات سرية سعودية-إيرانية محدودة، ناهيك عن أنها لن تشمل اليمن وستجري بالتنسيق مع واشنطن.

مارك لينش | باحث أول غير مقيم في برنامج كارنيغي للشرق الأوسط

تمثّل الأنباء الأخيرة التي تشير إلى أن السعودية تواصلت مع إيران لإجراء مناقشات هادئة حول كيفية التخفيف من حدّة التوترات الإقليمية، لحظة نادرة من المنطق السليم. بيد أنه ما من مبرر فعلي للاعتقاد بأن تلك المحادثات ستؤتي أُكلها في وقت قريب. على الرغم من ذلك، ثمّة أسباب وجيهة لإجراء مثل هذه المحادثات: فإيران لطالما سعت إلى هكذا تفاعل. أما بالنسبة إلى السعودية، فقد كشف التصعيد العسكري الأخير في الخليج، والردّ الأميركي المحدود، عن مخاطر حدوث مواجهة لا نهاية لها. وفي حين تسبّبت حملة "أقصى درجات الضغط" التي شنّتها إدارة ترامب بأضرار اقتصادية جسيمة لإيران، يتّضح بشكل متزايد أنها فشلت في تحقيق أهداف استراتيجية. ربما تستطلع الرياض احتمالات حلول مرحلة ما بعد ترامب في وقت أقرب مما كان متوقّعاً، في وقت لازالت مروحة واسعة من الرأي العام الأميركي غاضبة جداً من من مقتل جمال خاشقجي والحملة العسكرية السعودية في اليمن.

لكن على الرغم من منطق التقارب هذا، سيكون من الصعب تحقيق أكثر من مجرّد خفض للتوتر وضبط محدود للنفس. فقد أطلق العقد الماضي مزيجاً ساماً من فشل الدولة والطائفية والحرب بالوكالة وغياب القدرة على التنبؤ، ما يشكّل تحدياً لقدرة أي طرف على السيطرة على الأحداث. وتُعتبر مواجهة إيران في جميع أنحاء المنطقة جزءاً أساسياً من النزعة الوطنية المتطرّفة التي حشدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتعزيز سلطته داخلياً، في حين أن التخلّص من الاتفاق النووي مع إيران وفرض العقوبات الأميركية عليها قد أفسح المجال أمام المحافظين الإيرانيين للتمتّع بدعم أكثر مما حصلوا عليه منذ سنوات عدّة. الجدير ذكره هنا هو أن لدى كل من السعودية وإيران أسباباً داخلية جيّدة ترجّح كفّة المواجهة على التقارب، طالما بقيت هذه المواجهة ضمن حدود. كما أن أفضل ما يمكن أن تحقّقه هذه المحادثات الآن يتمثّل في التفاوض بهدوء على هذه الحدود لتجنّب تصعيد قد يكون كارثياً للطرفين.

 

لقد فقد العالم صوابه

حازم الأمين/موقع سوريا/10 تشرين الول/2019

لا ظرف، عراقيا وسوريا، مناسبا لاستيقاظ "داعش" كما هو مناسب الظرف اليوم. التنظيم نائم، والموسيقى المنبعثة من بغداد ومن القامشلي تُطرب أمرائه المتحفزين بين كثبان صحاري الأنبار وبر الشام. فالنصاب الأمني الذي تولى هزيمة التنظيم في شمال سوريا وفي شمال وغرب العراق، يهتز اليوم، وهو أصلا كان نصابا هشا والجميع كان ينتظر لحظة اهتزازه. لقد كانت السنوات التي فصلت هزيمة التنظيم عن الوقائع الراهنة سنوات مريرة، وهي كانت خارج الرصد، ولم تكن محل ابتلاء الرأي العام لا المحلي ولا الإقليمي ولا الدولي. الجميع كان يُخبئ رأسه في التراب. وكنا حين ننشر تحقيقا استقصائيا عما يجري في مخيمات العزل في شمال العراق من انتهاكات، وعن حال الاستعصاء التي يعيشها مخيم الهول في شمال سوريا بعد رفض الدول استعادة إرهابيها وعائلاتهم، لم يكن عملنا يحظى بغير اهتمام عابر.

الغزو التركي لشمال سوريا، وتفرد إيران بالقرار العراقي في أعقاب سحق الانتفاضة، يفضيان إلى أفق لا يتسع لأكثر من جثة

اليوم دقت ساعة الحقيقة. في سوريا قررت الإدارة الأميركية الانسحاب مفسحة المجال لرجب طيب أردوغان لكي يوجه ضربة للقوات الكردية. وفي العراق انفض التحالف السلبي والضمني بين واشنطن وطهران، والذي تولى الحرب على التنظيم الإرهابي!

أردوغان الذي كان له الدور الكبير في تحويل تركيا معبرا لمقاتلي "داعش" أطلقت يده في شمال سوريا، وطهران التي تواطأت في مرحلة ولادة التنظيم وفي مراحل تدفقه على الموصل، لهما اليوم مطلق الحرية في التصرف بمستقبل أراضي "دولة الخلافة"، وما علينا سوى أن نطلق خيالنا ونتوقع ما سيؤول إليه ذلك.

لدينا في سوريا نحو 12 ألف مقاتل من "داعش" في معتقلات "قسد"، ونحو 70 ألفا هم عديد عائلاتهم في مخيمات العزل في شمال سوريا. هؤلاء، في أحسن الأحوال، ستنتقل عملية إدارة معتقلاتهم إلى الجيش التركي وإلى حلفاء محليين له هم سبق أن لعبوا أدوارا في ولادة التنظيم وفي تضخمه.

في العراق سيكون للحشد الشعبي (الشيعي جدا)، بعد سحقه الاحتجاجات، دور أكبر في تقرير مستقبل المناطق السنية. إذا عناصر وصفة ولادة التنظيم قد اكتملت. تعسف شيعي يمثله الحشد الشعبي (وهو لطالما مثله)، وتواطؤ سني يمثله رجب طيب أردوغان (وهو أيضا لطالما مثله). وبينهما قرار أميركي بالانكفاء، وتنظيم نائم في الصحراء. هل من مشهد أكثر وضوحا من هذا المشهد؟ وهل ما زلنا نذكر دور الصحراء ودور المعتقلات ودور الاحتقان الأهلي والمذهبي في ولادة "داعش"؟

لن يجد متقصي الفروق بين شروط ولادة التنظيم بالأمس واحتمالات انبعاثه اليوم اختلافا يمكن التعويل عليه لتوقع نتائج مختلفة. لا بل أن ثمة شروطا جرى تخصيبها. فلم يكن لـ"داعش" في حينها مخيمات عزل تحول "فتية الخلافة" خلال عيشهم فيها إلى شبان في عمر القتال.

الأمنيون في العراق يتحدثون عن أجيال خارج الرصد الأمني، هم جيل الخلافة الجديد. والسجون التي فتح نوري المالكي أبوابها ليهرب منها قادة التنظيم، وكان بشار الأسد قد سبقه في هذه الخطوة، وهي كانت مختبرا لفكرة التنظيم وللنطفة التي أنجبته، تحولت اليوم إلى معسكرات اعتقال يجري فيها ما هو أكثر مما كان يجري في سجني بوكا وصيدنايا. أما "ساحات الاعتصامات" في المدن السنية، والتي ولد "داعش" على ضفافها فقد استعيض عنها بفكرة "مخيمات العزل"، فهذه المخيمات بطن ولادة لمختلف أشكال العنف، إذ أن الحرمان يعيش فيها إلى جانب سلطة عميقة يمارسها "داعش"، ويتوج هذا بممارسات انتهاكية تتولاها الحشود الشعبية والعشائرية، وتم توثيق مئات الانتهاكات بحق النساء والأطفال في هذه المخيمات.

 الأمنيون في العراق يتحدثون عن أجيال خارج الرصد الأمني، هم جيل الخلافة الجديد

لقد فقد العالم صوابه فعلا، وها هو يرتكب الخطيئة ذاتها، ويعيد تكرار نفس الخطوات التي أفضت إلى كارثة العام 2014، وما علينا اليوم إلا أن نباشر توقع شكل "داعش" العام 2020، فهو حكما سيكون مختلفا عن "داعش" العام 2014. فقد اكتسب خبرات في أكثر من مجال، وثبت له أن "أرض الخلافة" ليست آمنة وثابتة، وأن "فقه التوحش" لا يصلح لأكثر من حكم يدوم لسنوات قليلة. أرض الخلافة يبابٌ، والعالم لا يرغب بالتورط فيها، والتنظيم بنسخته السابقة استدرج العالم إلى أرضه، وهذا ما عجل في القضاء عليه. ربما كان أفضل له أن يكتفي بالحروب المحلية، وأن يتحول إلى قوة أهلية، مثله مثل النصرة والحشد الشعبي.

الغزو التركي لشمال سوريا، وتفرد إيران بالقرار العراقي في أعقاب سحق الانتفاضة، يفضيان إلى أفق لا يتسع لأكثر من جثة، ولأكثر من مواصلة للحروب الأهلية والمذهبية، التي تنام وتستيقظ على وقع تنافس الامبراطوريتين المذهبيتين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: ليع المجتمع الدولي خطورة تهديد اسرائيل لامننا واستقرارنا والتطورات العسكرية على الحدود السورية التركية تشكل تطورا خطيرا

وطنية - الخميس 10 تشرين الأول 2019

ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو، التي استقبلها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان متمسك بتطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701 منذ صدوره في العام 2006، فيما استمرت اسرائيل باعتداءاتها على لبنان، من البر والبحر والجو، وكان آخرها استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت بطائرتين مسيرتين في سابقة خطيرة منذ وقف اطلاق النار بعد عدوان تموز 2006".

واكد الرئيس عون ان "اسرائيل كانت المبادرة دائما منذ العام 1978 وحتى الامس القريب الى الاعتداء على لبنان"، مشددا على ان "لبنان الذي يحتفظ بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه، يأمل في ان يعي المجتمع الدولي خطورة ما تقوم به اسرائيل من تهديد للامن والاستقرار على الحدود اللبنانية".

ولفت الرئيس عون المسؤولة الدولية، الى ان "التطورات العسكرية الاخيرة التي تحصل على الحدود السورية - التركية، تشكل تطورا خطيرا لمسار الحرب في سوريا، ولبنان يتابع مجرياتها على امل الا تكون لها تداعيات على وحدة سوريا وواقع النازحين السوريين الذين تتزايد الاثار السلبية لوجودهم في لبنان على الاوضاع فيه". واشار الى ان "معاناة لبنان من تكاثر عدد النازحين السوريين تضاف اليها معاناة اخرى ناتجة عن الحصار المالي والعقوبات التي يتأثر بها القطاع المصرفي خصوصا والاوضاع الاقتصادية عموما، علما ان المصارف اللبنانية تتقيد بكل التعليمات والانظمة وتخضع لاشراف مباشر في عملها المصرفي من مصرف لبنان". واكد ان "الدولة اللبنانية تدرس سلسلة اجراءات من شأنها تفعيل الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته، ومشروع موازنة 2020 سيحمل اصلاحات تعزز الثقة الداخلية والخارجية بالوضع الاقتصادي اللبناني".

وكانت السيدة دي كارلو نقلت الى الرئيس عون تحيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ثم عرضت اهداف جولتها على عدد من دول المنطقة.

وهنأت دي كارلو رئيس الجمهورية ب"القرار الذي صدر عن الجمعية العامة للامم المتحدة بدعم مبادرة الرئيس عون بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، واضعة امكانات الامم المتحدة "بتصرف لبنان للمساعدة في اتمام هذه المبادرة".

وجددت "تقدير المجتمع الدولي للرعاية التي يلقاها النازحون السوريون في لبنان، وللتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، مؤكدة ان "هدف الامم المتحدة مساعدة لبنان ليكون مستقرا ومزدهرا ويبسط سلطة الدولة على كل اراضيه، بما يحفظ سيادته واستقلاله وسلامة اراضيه"، لافتة الى ان "الامم المتحدة تقدم تقارير دورية حول تطبيق قرارات مجلس الامن، لا سيما القرار 1701، وتدرج الخروقات التي ترتكبها اسرائيل ضد السيادة اللبنانية".

وحضر اللقاء، عن الجانب الدولي المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ومساعدة دي كارلو نيكي سيابوش وعلاء عبد العزيز. وعن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم والمستشارون العميد بول مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب.

مخزومي

واستقبل الرئيس عون، النائب فؤاد مخزومي وعرض معه الاوضاع العامة وعددا من مواضيع الساعة.

وبعد اللقاء، قال مخزومي: "هنأنا فخامة الرئيس على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرته إنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان"، لافتا إلى ان "من شأن هكذا مبادرات أن تعيد للبلد صورته الإيجابية كأرض للثقافة والحوار".

وأشار إلى أن "الحديث تطرق إلى الأوضاع العامة في البلد، لا سيما الوضعين الاقتصادي والمالي الصعبين والخانقين"، مشددا على "ضرورة لبننة الاقتصاد ودعم الليرة اللبنانية وتفعيل دور الجهات الرقابية وحماية المستهلك للخروج من الأزمة المالية".

ورأى أن "هذه الحكومة فشلت، وما تحاول أن تقوم به اليوم، هو إعطاء وعود ليس لها ترجمة على الأرض، ولم يعد لدى المواطن ثقة بمدى الجدية في تنفيذها".

اضاف: "من غير المقبول أن تعمد بعض الشركات المملوكة من الدولة أو تحت وصايتها مثل شركتي الخليوي والميدل إيست إلى جباية أموالها بالدولار"، داعيا من جهة أخرى إلى "ضرورة أن تشمل المساءلات والمحاسبة أي وزارة تحوم حولها الشبهات"، مؤكدا أن "السبيل للوصول إلى الإصلاح هو أن لا يبقى غطاء على أحد والتعاون لوضع حد للهدر والفساد".

ولفت الى ان "البحث تناول أيضا موضوع قانون الانتخاب"، مشددا على أن "هذا الملف يجب أن يأخذ وقته في البحث والتمحيص".

وحول السؤال الذي وجهه رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب لفتح النقاش حول المادة 95، ثمن مخزومي "إحالة هذا الموضوع إلى مجلس النواب بديلا من السجالات العقيمة خارج المؤسسات الدستورية"، وقال: "على اهمية هذا الملف، يجب أن نتذكر دائما ضرورة الحفاظ على الطائف وتنفيذه قبل البحث بأي تعديلات تأخذ البلد مجددا إلى تجاذبات وانقسامات نحن بغنى عنها".

سليم حبيب

واستقبل الرئيس عون، النائب السابق سليم حبيب واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة والاوضاع الاقتصادية والواقع النقدي في البلاد وسبل معالجته، كما تطرق البحث الى شؤون وطنية اخرى.

وفد مستوردي الادوية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون وفدا من نقابة مستوردي الادوية واصحاب المستودعات في لبنان برئاسة كريم جبارة الذي عرض الصعوبات التي تواجه مستوردي الادوية "لا سيما لجهة تطبيق التعميم الرقم 530 الذي اصدره حاكم مصرف لبنان في 30 ايلول والذي اعتبره المستوردون مدخلا للحل، الا انه يتطلب تعديلات اساسية كي تنطبق احكامه على قطاع الدواء". واذ لفت النقيب جبارة الى ان "اسعار الادوية محددة من وزارة الصحة وتباع بالليرة اللبنانية وتحول قيمتها من العملة الاجنبية الى العملة الوطنية حسب سعر صرف تحدده وزارة الصحة"، أوضح ان "تأمين عملات اجنبية لقطاع الدواء بسعر الصرف الرسمي هو امر اساسي لاستمرارية القطاع"، واشار الى ان "تعميم حاكم مصرف لبنان يتطرق الى عمليات الدفع بالاعتمادات المستندية، الا ان معظم المستوردين يدفعون ثمن البضائع والفواتير بتحويلات مصرفية بعد عدة اشهر من تاريخ الفاتورة او بوليصة الشحن، وان هذه الطريقة بالدفع تعكس ثقة المصانع والموردين والمستوردين اللبنانيين، وهي تسهل عليهم عمليات الاستيراد والتوزيع، فضلا عن ان المستوردين استلموا كميات من البضائع قبل صدور التعميم ويستحق ثمنها بعد فترة من الزمن، وهم يحتاجون الى توفير هذا الثمن بالعملات الاجنبية وباسعار الصرف الرسمية تداركا للخسائر التي قد تلحق بهم حتما".

واعتبر ان "وجوب تأمين 100% الى 115% من قيمة الفواتير مسبقا من قبل المصارف سوف ينعكس على المستوردين، اذ ان المصارف سوف تطلب منهم تأمين هكذا ايداعات، وهذا الامر سوف يرتب على المستوردين اعباء لا يمكنهم تحملها نظرا الى الفوائد المدينة المصرفية في الوقت الراهن واستحالة زيادة رأس المال بهذه المستويات".

وقدم الوفد سلسلة اقتراحات "للتعميم 530 الصادر عن مصرف لبنان ومنها ان تودع المصارف قيمة الفواتير بالليرة اللبنانية لدى مصرف لبنان 5 ايام قبل استحقاقها، بعد ان يقوم المستورد بايداع ذات المبالغ قبل هذا التاريخ، وتمكين المستوردين الذين يسددون قيمة فواتيرهم عبر تحويلات مصرفية، من الحصول على العملات الاجنبية على اساس سعر الصرف الرسمي، بعد ايداع المصرف قيمة الفواتير بالليرة اللبنانية، 5 ايام قبل تاريخ استحقاقها، وبعد تسليم المصرف نسخة عن المستندات المتعلقة بالفواتير كموافقة وزارة الصحة العامة، او وثائق الشحن، او البيانات الجمركية، الخ..، وتمكين المستوردين من الحصول على العملات الاجنبية على اساس سعر الصرف الرسمي للفواتير الصادرة قبل التعميم والتي لم تسدد قيمتها بعد، وتطبق عليها نفس الاجراءات المذكورة سابقا".

واعتبر جبارة ان "هذه التعديلات سوف تمكن المستوردين من الاستمرار في تأمين خدماتهم رغم الاوضاع الصعبة، حفاظا على صحة المواطن والمصلحة العامة".

رئيس الجمهورية

وابدى الرئيس عون اهتماما بمطالب مستوردي الادوية، مؤكدا "ضرورة استمرارهم في عملهم وتأمين الدواء للجميع واعتماد الحوار وصولا الى معالجة مطالبهم".

وللغاية اتصل الرئيس عون بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه مطالب الوفد. وتقرر ان يلتقي الحاكم رئيس الجمعية والاعضاء للتداول في الاجراءات الواجب اعتمادها.

 

بري بعد لقائه رئيس الجمهورية: اذا تأخرت الحلول عن الأسبوع المقبل بشأن الموازنة والوضع المالي اتفقنا على دعوة لجنة الطوارئ

وطنية - الخميس 10 تشرين الأول 2019 

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الساعة السادسة مساء اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والظروف التي يعيشها لبنان على الصعيدين الاقتصادي والمالي، وسبل الخروج من الازمة.

بعد اللقاء، تحدث الرئيس بري الى الصحافيين، فقال: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وكانت الجلسة اكثر من جيدة، بل ممتازة، وتناولت كل المواضيع التي ندور في فلكها حاليا، وخاصة الموضوع النقدي والمالي ومسألة الموازنة وما يرتبط بها، اضافة الى ما يحصل في الجنوب والمنطقة وسبل المعالجة بأسرع وقت ممكن". اضاف: "وكان هناك اتفاق، لم احصل على اذن من الرئيس عون للتحدث عنه ولكنني سأقوله، وهو انه اذا تأخرت الحلول عن الاسبوع المقبل في ما يتعلق بموضوع الموازنة والمال، فسندعو الى لجنة الطوارئ التي تم اقرارها في الاجتماع العام الذي عقد في بعبدا في 2 ايلول الفائت".

سئل: هل ستعقد جلسة مجلس النواب في 17 من الشهر الحالي؟

اجاب: "نعم، ستعقد في موعدها".

 

الجراح بعد مجلس الوزراء: توجه إيجابي لإقرار قانون ضمان الشيخوخة وخفض لنفقات المحروقات ودراسات للحسومات التقاعدية

وطنية - الخميس 10 تشرين الأول 2019 

انتهت جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي، قرابة الرابعة عصرا، وأدلى وزير الاعلام جمال الجراح على الأثر بالمعلومات الرسمية الآتية: "بحث مجلس الوزراء في كل الاقتراحات الواردة في لجنة الاصلاح المالي والاقتصادي. هناك توجه إيجابي كبير جدا لإقرار قانون ضمان الشيخوخة وقانون الجمارك والقانون الضريبي بأسرع وقت. وجرى خفض لبعض النفقات في المحروقات، وأمور اخرى مثل الاثاث والمفروشات. وهناك دراسة تعد بخصوص الجمعيات التي تأخذ مساهمات من الدولة، لكي نرى التي لديها جدوى او خدمة تؤديها في المجتمع لنترك لها المساهمة، اما الجمعيات التي تنال مساهمات ولا تؤدي الغرض، فسيتم خفض مساهمة الدولة المخصصة لها او إلغاؤها، كما حصل ضبط في نفقات المحروقات لكل المؤسسات وإدارات الدولة بشكل عام". أضاف: "هناك دراسات ستقدم، وسيعقد مجلس الوزراء جلسة الساعة الرابعة بعد ظهر الاثنين المقبل، ويمكن أن تعقد جلسة قبل مجلس الوزراء للجنة الاصلاحات. كما تم التطرق الى موضوع التقاعد، وهناك دراسات ستوضع على التقاعد والحسومات عليه. وتم اتخاذ قرار بوضع "السكانر" على المعابر الجمركية لضبط عملية تهريب البضائع التي تهرب الى لبنان. وهناك اتفاق شبه كامل على قانون الشراء العام والالتزام الضريبي والجمارك وضمان الشيخوخة، وهذا تقدم اساسي بالنسبة الى قانون ضمان الشيخوخة لانه يوفر الحماية الصحية والاجتماعية لكبار السن. هذا كل ما تم بحثه تقريبا، وهناك ارقام كانت في الموازنة تم انجازها اليوم".

 

الراعي التقى نائب الرئيس الغاني وأثار معه مسألة تأشيرة دخول اللبنانيين باومبا: ننوه بمبادرة الرئيس عون اعتماد لبنان كمركز لأكاديمية الإنسان

وطنية - الخميس 10 تشرين الأول 2019

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى غانا فجر اليوم ، وكان في استقباله راعي أبرشية سيدة البشارة - أفريقيا الغربية والوسطى، المطران سيمون فضول، ووفد من إكليروس الأبرشية ولجنة الوقف، والسفير اللبناني في غانا ماهر خير، ورئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي ووفد من الجالية اللبنانية. وفي "مطار أكرا الدولي" كانت كلمات الترحيب بالبطريرك الراعي، استهلها راعي الأبرشية، المطران فضول، "بالتعبير القلبي عن السعادة التي تغمر قلوب كل اللبنانيين، لزيارة تاريخية طال انتظارها، تبدأ بغانا مرورا بالسنغال، بوركينا فاسو، توغو، البينان ونيجيريا وساحل العاج. وتتضمن الجولة لقاءات روحية ورسمية إضافة الى لقاءات مع ابناء الجاليات اللبنانية". بعد ذلك كانت الكلمة لسفير لبنان في غانا ماهر خير قال فيها: "كل الصباحات تتشابه، ما عدا هذا الصباح، وهو الصباح الذي طال انتظاره، مفعما بالفرح والغبطة، بقدومكم إلينا يا صاحب الغبطة وأنتم أيقونة الأمل والعطاء والثبات والموطنية للبنان بأجمعه، وهذه الزيارة ستبقى محفورة في القلوب والعقول قبل الذاكرة، لأن في وجداننا الأمل بكم وبحكمتكم كي يستمر لبنان بلد الحرية والإستقلاله".

الراعي

ومن ثم كانت الكلمة للبطريرك الراعي جاء فيها: "شكرا سعادة السفير، شكرا صاحب السيادة المطران سيمون فضول، كاهن الرعية، لجنة الوقف، الشيخ نوفل الشدراوي، وللنائب العام الذي حضر لهذه الزيارة. أنا سعيد جدا اليوم ونحن على أرض غانا العزيزة. أحيي من خلالكم كل أبناء الجالية اللبنانية الذين يضحون حتى يعيشوا وعائلاتهم بكرامة. وأتمنى لهم التوفيق في كل عمل يقومون به. أحييكم سعادة السفير وسيادة المطران، وأنتم على رأس الجالية اللبنانية، أنتم تمثلون وجه لبنان وتراثه، وتعرفون شعب غانا وبخاصة في أكرا وكوماسي حيث الوجود اللبناني بكثرة، تعرفونه إلى وجه لبنان الحقيقي. هذه زيارتي الثانية إلى غانا. الأولى كانت حين رافقت المثلث الرحمةالبطريرك صفير، واليوم نقوم بهذه الزيارة الثانية بفرح كبير لما لي من محبة كبيرة وبخاصة لغانا وأكرا وأهل رعاياها من خلال الآباء الذين خدموها. وأنا كإبن الرهبانية اللبنانية المريمية لا يمكنني أن أنسى الآباء: المرحوم الأب عبد الله مارون ريغا الذي خدم لسنوات وحببنا بأكرا، وأيضا الاب زحيا والاب امبروسيوس الحاج". وتابع: "علاقتنا ودية جدا مع هذه الجمهورية العزيزية. علاقتنا مستمرة من خلال الشيخ نوفل الشدرواي. أشكركم لأنكم طويتم الليل لاستقبالنا صباحا. أشكركم مجددا صاحب السيادة مع كاهن الرعية مع قيام الابرشية الجديدة وسعادة السفير وانتم قد قدمتم حديثا. اشكر لجنة الوقف ذات الصيت الطيب في معاونة راعي الأبرشية وأشكر فريق تيلي لوميير الذين قدموا معنا لتأمية التغطية الاعلامية لأحداث هذه الرحلة الراعوية".

المحطة الثانية

وزار البطريرك الراعي "مدرسة مار شربل الدولية أكرا - غانا"، وكان في استقباله إدارة المدرسة وتلامذتها، وقد صدحت أصواتهم ترنيما وفرحا بأناشيد أعدوها خصيصا للزيارة وخلالها ألقى غبطته كلمة جاء فيها: "أحيي كل الذين أحيوا هذا اللقاء بدءا بالذين أعدول اللوحات الراقصة في بدء الاستقبال. هم العيد! هذه أول زيارة لي إلى هذه المدرسة وهي الفضلى. نلتقى هنا كل الاجيال الأطفال، الشبيبة، المعلمين، الإدارة، الأهل. كل فئات العائلة في أكرا نلتقي هنا اليوم، في هذه المدرسة التي هي في نمو مطرد، والأهل مطمئنون إلى أن مدرسة مار شربل الدولية أصبحت ثانوية فيها كل مستويات التعليم. بالنسبة إلى الدولة والكنيسة، فالمدرسة هي الأساس الذي يعطي الثبات ويهيء الأجيال. وكونها مدرسة كاثوليكية أنوه بالاهتمام الخاص من راعي الأبرشية. وأهنئ المديرة السيدة نجاة والنائب العام المونسنيور مارون. وقد كرس المطران سيمون حياته في خدمة التعليم وتربية الأجيال ومارسها في لبنان. هو الآن يتطلع إلى المدرسة بفرح وحنين. نحيي أيضا تيلي لوميير ونورسات اللتين تنقلان كل الأحداث إلى مشاهدين في لبنان". وأضاف الراعي: "المدرسة بشفاعة مار شربل، وهو يفيض كل خير ونعمة وبركة. ويفرح مار شربل بنموكم بالإيمان والصلاة فهو عاش طفولته مؤمنا متحدا بالله، وهذا ما يتمناه لكل واحد منا أن نتحد بالرب. مار مارون شفيع الرعية ومار شربل شفيع المدرسة عاشا الصلاة في حياتهما وكانت قوتهما. وهما يحيطان بهذه الجماعة". وتابع: "تبقى الصلاة قوة كل إنسان مهما كان دينه. الله لكل الناس والصلاة هي عندما يرفع الإنسان قلبه لله، كل بحسب إيمانه. الله هو فادي الجميع وأب الجميع. نحن أبناء وبنات الله والقديسون شفعاؤنا جميعا... أختم بالشكر للأهل الذين اختاروا هذه المدرسة لينعم فيها أبناؤهم بالتربية علميا وروحيا وخلقيا، حيث نتعلم محبة الله وبعصنا البعض. مستقبل كل واحد منا يبنى على مقاعد مدرسته. اتمنى لكم كل خير وسنة أكاديمية ناجحة".

المحطة الثالثة

وكانت للراعي لقاءات متتالية في نهار الزيارة الأول، فالتقى عميدة السلك الدبلوماسي سفيرة كولومبيا كلاوديا طربيه كينتيرو، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور بافول تالابكا، ورئيس أساقفة أبرشية أكرا، وقنصل البيرو الفخري غسان يارد.

المحطة الرابعة

وفي المحطة الرابعة استقبال للراعي في السفارة اللبنانية، حيث امتزجت العادات والتقاليد اللبنانية والإفريقية، لتظهر لوحات فنية باهرة، استقبل فيها البطريرك الراعي، في حضور حشد دبلوماسي وروحي وشعبي، ألقيت خلاله كلمة ترحيب لسفير لبنان في غانا ماهر خير، وصف فيها الراعي بأيقونة الوطن والثبات والمواطنية، معتبرا زيارته أملا جديدا ومجددا لكل لبناني هاجر أرضه وحمل معه هم أهله وشعبه ووطنه...وكانت للراعي كلمة شكر وتشجيع، حملت في طياتها رسائل وطنية مباشرة إلى أهل غانا ولبنان، يدعو من خلالها إلى وضع حد للعنف، والحروب والإستهتار بكرامة الإنسان والأوطان والدوس على الهويات والحريّات، ومشددا على" دور اللبنانيين أينما وجدوا وهم يحملون في قلوبهم وطنهم، وطن الرسالة والقداسة.

المحطة الخامسة

وواصل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته لغانا حيث التقى مساء اليوم نائب رئيس الجمهورية الغاني محامودو باوميا الذي رحب بغبطته وبالوفد المرافق باسم رئيس الجمهورية الموجود خارج البلاد. وقال متوجها الى الراعي: "أشكر غبطتكم باسم رئيس الجمهورية الغائب بداعي السفر وقد كلفني باستقبالكم والترحيب بكم في غانا، ونحن نثمن عاليا زيارتكم، ونقدر كل ما تقومون به لتعزيز العلاقة بين بلدينا كما ولاهتمامكم باللبنانيين في غانا واينما وجدوا". وشدد نائب الرئيس الغاني على ان "مفتاح السلام المنشود في العالم هو الحوار والتواصل"، لافتا "الى النموذج الغاني في التعايش بين المسلمين والمسيحيين والذي يشبه الى حد بعيد النموذج اللبناني الذي عاينه عن كثب خلال زيارته الى لبنان وتفقده الكتيبة الغانية العاملة في إطار قوات حفظ السلام في جنوب لبنان".

الراعي

وشكر الراعي لنائب الرئيس الغاني كل ما تقدمه غانا إلى الجالية اللبنانية لديها كما وإلى لبنان، من خلال مشاركتها في قوات اليونيفيل. وأثار موضوع التأشيرة الى اللبنانيين للدخول الى غانا ناقلا رغبة الجالية في إقرار المعاملة بالمثل، بحيث ان المواطن الغاني يحصل على تأشيرته للدخول الى لبنان في مطار بيروت بينما لا يطبق العكس. وردا على هذا الطلب وعد باوميا بمراجعة وزارة الخارجية الغانية مشيرا الى "إيمان غانا بمبدأ المعاملة بالمثل". كما تطرق البحث الى الحروب الدائرة في الشرق الأوسط وتداعياتها على لبنان، وبخاصة موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وضرورة عودتهم الى بلادهم بكرامة، مع التشديد على وجوب رفع الصوت في المحافل الدولية لنبذ الحروب والعنف والإرهاب. كذلك كان تنويه بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون اعتماد لبنان كمركز لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار ودور غانا في دعم تحقيقها.

 

جعجع من مونتريال: لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر

وطنية - الخميس 10 تشرين الأول 2019 الساعة 08:17سياسة

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أننا "نفتقر اليوم في لبنان لرجالات دولة وهذه مشكلتنا الأساس وأنا دائما أفضل الذهاب مباشرة إلى لب القضية وجوهر المعضلة بدلا من الدوران حولها في حلقات مفرغة"، مشيرا إلى انه "صحيح أن عددا كبيرا من الرجالات الموجودة اليوم تربطنا بهم صداقات ونتعاطى معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي أمر آخر مختلف تماما".

وشدد جعجع على ان "لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن قرارها السيادي لفريق آخر، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها، والمواطنون يدفعون الضرائب ويصوتون في الإنتخابات من أجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم إلا أن دولتنا تعمل بالعكس فبدل أن تشرك القطاع الخاص بادارة المؤسسات العامة التابعة لها قامت بالخصخصة في مجال آخر ألا وهو السيادة سلموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسبا ونحن سنتفرغ للإهتمام بالشؤون البلدية للبنان".

كلام جعجع جاء خلال عشاء أقامه القنصل اللبناني العام في مونتريال-كندا انطوان عيد وزوجته كارول على شرف رئيس القوات والنائب ستريدا جعجع، في حضور القنصل فاطمه زياده سليمان وزوجها المهندس سليمان سليم سليمان، راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت، ممثل راعي أسقفية أوتاوا وشرق كندا للروم الأرثوذكس الأسقف ألكسندر مفرج، ممثل عن مطران الأبرشية الأرمنية في كندا بابكين تشاريان، مطران السريان الكاثوليك مار بولس انطوان ناصيف، ممثل دار الفتوى اللبناني في كندا الشيخ سعيد فواز، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في كندا السيد نبيل عباس ممثلا بالسيد مصطفى رمال، ممثل شيخ عقل الدروز الشيخ عادل حاطوم، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير للرهبانية اللبنانية الأب مروان عيسى، رئيس غرفة التجارة والصناعة الكندية-اللبنانية شارل ابو خالد، رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك "ائتلاف مستقبل كيبيك" Coalition Avenir Quebec أليس ابو خليل، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي وائل سلمان، وحشد من الشخصيات السياسية، الديبلوماسية، الإقتصادية، النقابية، والإعلامية.

استهل جعجع كلمته بشكر القنصل وأفراد القنصلية، مشيرا إلى أن "ما لفته كثيرا هو أن القنصل لا يتصرف على أساس أنه موظف وإنما هو مواطن لبناني صحيح يقوم وأفراد القنصلية بوظيفتهم على أكمل وجه ممكن إلا أن صفة المواطن اللبناني تطغى عليه بمعنى أنه يعيش هموم الناس، وفي هذا الإطار أنا أعرف عددا كبيرا من المسؤولين في الدولة اللبنانية على المستويات كافة وهم بأغلبهم يتجنبون مجرد الكلام عن هموم شعبهم والسبب الوحيد لهذا التصرف هو تجنب اتخاذ المواقف التي ستحسب عليهم لاحقا ووضعهم تحت المنظار، الأمر الذي يخافون ان يؤثر عليهم عند اصدار الترقيات ولهذا السبب أود أن أشكرك سعادة القنصل و"الله يكثر من أمثالك" ولو أن عددا كبيرا من المسؤولين في الدولة يتصرفون انطلاقا من ضميرهم وليس انطلاقا من اعتبارات وظيفية لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".

ولفت إلى اننا "أجرينا العديد من اللقاءات هنا في مونتريال ولا أفشي سرا إن قلت أن أعز لقاء من بينها هو القداس السنوي واللقاء من بعده في صالة الكنيسة ومن ثم زيارة دير مار أنطونيوس الكبير باعتبار أن هناك ترعرعنا ونشأنا حيث بعدنا الروحي والتاريخي إلا أن اللقاء الأهم بنظري هو الذي يجمعنا اليوم في القنصلية لأنه في نهاية المطاف لا ملاذ لنا سوى الدولة".

وتابع: "جميعنا اليوم مستاؤون من الأوضاع في لبنان ونشعر بالقرف ونقوم بانتقادها إلا أن الأهم هو ألا نضيع عن الهدف وحقيقة كبيرة جدا وهي حذاري أن ننسى في أي لحظة من اللحظات الدولة لأن ما من مجتمع قادر على النهوض إن لم يكن فيه دولة فعلية قائمة".

ولفت جعجع إلى أن "دولتنا في الوقت الحاضر أقل بكثير مما كان يجب أن تكون عليه إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن نبقى دائما أبدا متمسكين بمؤسسات الدولة ومبادئها ونقاط التقائها لأن بها خلاصنا الوحيد التي يجب أن تكون دولة فعلية "جمهورية قوية" والتي تتطلب لقيامها بالدرجة الأولى وجود رجال دولة وهذه مشكلتنا الأساس اليوم وأنا دائما ما أفضل الذهاب مباشرة إلى لب القضية وجوهر المعضلة بدلا من الدور حوله في حلقات مفرغة، ففي تاريخنا رجال دولة كبار وعلى سبيل المثال لا الحصر فؤاد شهاب وكميل شمعون اللذين يمكن أن تعطى لهما هذه الصفة تبعا للطريقة التي كانا يتصرفان بها وأنا في هذا الإطار أستحضر هاتين الشخصيتين لأقول بكل راحة ضمير وصراحة وبساطة أننا للأسف نحن في الوقت الراهن نفتقر لهذه الخامة من رجالات الدولة وأنا أقول هذا الكلام بعد تجربة وممارسة مباشرة واحتكاك يومي. صحيح أن عددا كبيرا من الرجالات الموجودة اليوم هم أصدقاؤنا ونتعاطي معهم بشكل يومي إلا أن هذا أمر وقول الحقيقة كما هي أمر آخر مختلف تماما". وشدد رئيس القوات على ان "لا دولة فعلية لدينا لأن ما من دولة مماثلة تتنازل عن جزء من قرارها السيادي لفريق آخر مهما كان هذا الفريق إن كان حزبا او منظمة أو فريق خارجي أو داخلي، فأول ما على الدولة القيام به هو المحافظة على سيادتها باعتبار ان المسؤول عن الدفاع عنها هي الدولة اللبنانية ولا نريد أي طرف آخر ليقوم بهذه المهمة بدلا عنها، فالمواطنون يدفعون الضرائب ويصوتون في الإنتخابات من أجل ان تكون هناك دولة مسؤولة عنهم وعن كل شؤونهم إلا أن ما تقوم به الدولة لدينا هو العكس تماما، فبدل أن تشرك القطاع الخاص بإدارة المؤسسات العامة التابعة لها قامت بالخصخصة في مجال آخر ألا وهو السيادة التي سلموها لفريق آخر وقالوا له قم بما تراه مناسبا ونحن سنتفرغ للإهتمام بالشؤون البلدية للبنان".

وأضاف: "أن يكون لديك دولة فعلية فهو ألا تستغرقك الطريق من جونية إلى بيروت ساعة ونصف في الصباح من أجل أن تقصد مكان عملك، أن يكون لديك دولة فعلية هو أن يكون لديك كهرباء وليس أن نبقى عشرات السنوات نتخبط في ملف الكهرباء من دول الوصول إلى أي نتيجة، فأي دولة في العالم الكهرباء غير متوفرة فيها؟ وسبب هذا الأمر ليس قلة المال في الدولة أو الطاقة البشرية المطلوبة لحل هذه المشكلة وإنما لأن لا رجال دولة في لبنان ولأن ما من أحد من الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة عمل من أجل أن يؤمن الطاقة للبنانيين وإنما عملوا من أجل أن يأخذوا الطاقة".

وختم جعجع: "إن لم يكن لدينا اليوم في لبنان جهورية قوية ودولة قوية فهذا لا يعني أن نكفر بالدولة لأن خلاصنا الوحيد هو عن طريق قيام دولة فعلية في لبنان. وما علينا القيام به من أجل الوصول إلى ذلك هو أن نُحسن الإختيار في الإنتخابات النيابية المقبلة، فلبنان دولة ديمقراطية، وانتخابات الـ2018 كانت انتخابات بكل ما للكلمة من معنى وأتت النتائج على ما أتت عليه وبالتالي هذه السلطة التي نشتكي من وجودها اليوم قمنا بأيدينا نحن بالإتيان بها، لذا علينا ان نستبدلها بأيدينا بواحدة أخرى لسبب بسيط وهو أن الدولة الحالية أثبتت فشلها".

وعقب إنتهاء جعجع من كلمته كانت حلقة حوارية بين رئيس القوات والحضور حيث استوضحوه عن آخر التطورات السياسية والإقتصادية على الصعيدين المحلي والإقليمي.

ستريدا

كما ألقت النائبة ستريدا جعجع كلمة، قالت فيها: "إنه لشرف كبير لي أن أقف متكلمة اليوم في بيتنا اللبناني، حيث أنظر إلى الوجوه وأرى أفرادا من مختلف مناطق لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه ويجسدون لبنان الـ10452 كلم2 الذي نحلم به ونعمل بكل ما أوتينا من جهد لكي يبقى كذلك. أريد أن أستغل هذه المناسبة من أجل أن أشكر سعادة القنصل وحرمه ومن خلاله الجالية اللبنانية هنا التي استقبلتنا بحفاوة كبيرة جدا وهذا ما يرمي بالنسبة لي مسؤولية أكبر على كاهلنا للعمل من أجل دفع لبنان بالإتجاه الذي أنتم تحلمون به".

وشددت على أن "كلام القنصل اللبناني عن التساؤلات لدى أفراد الجالية اللبنانية استوقفها خصوصا لناحية أن هناك إجابة موحدة لدى أي لبناني مهاجر يصل إلى كندا عندما يسأل عن سبب هجرته وهي: لتأمين مستقبل لأولادي، وفي هذا الإطار أود أن أشير إلى ان كل فرد من هذه الجالية الموجودة هنا يمكنه أن يغير وأن يساهم في إحداث تحول كبير في لبنان وسأقول لكم كيف؟ عند وصولي إلى القنصلية سألت أحد المسؤولين في حزب "القوات اللبنانية" عن عدد اللبنانيين المغتربين هنا في كندا وأجاب عن أن هناك إحصاءات منذ العام 1975 حتى اليوم تشير إلى أن العدد يناهز الـ250000 لبناني، فعدت وسألت عن عدد الأفراد الذين تسجلوا للإقتراع في انتخابات الـ2018 فأتاني الجواب نحو الـ11500 فيما الذين اقترعوا فعليا 6000 صوت من أصل 250000 لبناني مفترضين هنا أي بنسبة أقل من 2% ونحن كحزب سياسي لمسنا أنه من أصل هؤلاء الـ6000 صوت اقترع نحو الـ2000 شخص لصالح لوائح حزب "القوات اللبنانية" وهؤلاء بحد ذاتهم قد أحدثوا فرقا شاسعا على مساحة الوطن، فما بالكم لو شارك جميع اللبنانيين هنا بالإنتخابات، لذا فالخلاصة أنه كما أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا كحزب سياسي هناك أيضا مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقكم سعادة القنصل وعلى عاتق اللبنانيين هنا في كندا في أن يتم وضع خارطة طريق من أجل رفع هذه النسبة التي لا تتجاوز الـ2% في الإنتخابات المقبلة في 2022 إلى 15 أو 20% وبهذا الأمر يمكنكم إحداث الفرق الذي سيكون شاسعا وبهذا الكلام أنا لا أطلب أن تقترعوا لصالح لوائح حزب "القوات" الأمر الذي سأتطرق له لاحقا وإنما يجب أن تشاركوا في عملية الإقتراع والمشاركة بحد ذاتها ستحدث هذا الفرق المنشود".

وأوضحت أن "جميع نواب "القوات اللبنانية" ينضوون تحت تكتل اسمه تكتل "الجمهورية القوية" الذي يسعى، من ضمن المواجهة السيادية الكبيرة التي نخوضها كحزب، الى الدفع باتجاه بناء دولة قوية حيث حكم القانون وبناء المؤسسات ومحاربة الفساد وما إلى ذلك. أنا بصفتي نائب عن قضاء بشري، الذي يضم 22 بلدة، أود أن أشير إلى نموذج عن هذه الجمهورية استطعنا تطبيقه في هذا القضاء، والجواب على السؤال لماذا تمكنا من تطبيق هذا النموذج في هذا القضاء تحديدا؟ هو أنه في هذا القضاء هناك نائبان و12 رئيس بلدية و40 مختارا يعملون كفريق واحد منسجم من أجل إحداث الفرق في هذا القضاء فالفرد بحد ذاته لا يمكنه أن يحدث أي فرق وإنما المجموعة والعمل الجماعي، فالعديد يتكلمون عن خطط خمسية وعشرية ولكن السؤال كم من المجموعات باستطاعتها تنفيذ هذه الخطة أو لنقل تنفيذ ما تخطط له؟ لأن التنفيذ هو رهن الإنسجام والتنسيق بين الجماعة من أجل تنفيذ خارطة الطريق المرسومة".

ولفتت إلى أن "وزراء القوات اللبنانية الأربعة في الحكومة من أصل 30 وزيرا، وبلسان أخصامنا السياسيين في لبنان قبل الحلفاء، هم من أنظف الوزراء في لبنان، لماذا لأننا وضعنا خارطة طريق نعمل على أساسها، فما بالكم لو كان لدينا بدل هؤلاء الـ4 وزراء 8 وزراء وبدل تكتل نيابي من 15 نائبا لدينا تكتل من 30 نائبا فنحن بطبيعة الحال سنكون قادرين على إنجاز الكثير وتغيير الكثير". وقالت: "نتمنى عليكم أن تقوموا بالتسجيل من أجل الإنتخابات المقبلة في الـ2022 ولا تظنوا أن الوقت مبكر، لا، فالوقت يمر بسرعة البرق، كما أتمنى عليكم أن تقوموا بتسجيل الأجيال الثانية والثالثة هنا بأسرع وقت ممكن، فسعادة القنصل تكلم عن تساؤلات لديكم في حين أنكم إن قمتم بمجرد التسجيل والإقتراع يمكنكم إحداث الفرق النوعي في الإستحقاقات المقبلة". وختمت: "ليدم الله هذا المنزل بشكل دائم كالأرزة رأسه مرفوع وسأستغل هذه المناسة من أجل توجيه شكر كبير لسيدنا المطران الموجود معنا اليوم الذي لمست محبة الناس له من كل الأطياف، فهو يجمع الجميع من حوله كما أريد أن أشكر الأب مروان عيسى الذي استضافنا في بيت الرهبنة اللبنانية هذا البيت الذي تاريخه يشهد عنه".

عيد

من جهته، ألقى القنصل عيد كلمة رحب فيها برئيس القوات وعقيلته "في القنصلية اللبنانية في مونتريال التي نعتبرها بيت كل لبناني وكأي بيت في لبنان ليس مهما الديكور أو كبره وحجمه الأهم هو هذه العائلة التي تجتمع وتستكن فيه، لذا نحن نعتبر أن كل شخص لبناني هو ممثل لكل لبنان لذا فكل بيت لبناني إن كان في كيبيك أو موتنريال أو لافال هو القنصلية بحد ذاتها". ولفت إلى أن "من ضمن العائلة اللبنانية الجميلة في مونتريال لكل فرد منها طباعه الخاصة إلا أن الجميع يعتمدون الحوار كلغة لحل أي نزاع فيما بينهم وتقع في بعض الأحيان الخلافات إلا أن الثابت الوحيد هو أنه بالرغم من كل الإختلافات أو الخلافات فإن المحبة تبقى تجمع الجميع هنا فمنذ أن وصل أول لبناني مغترب إلى كيبيك كان اللبنانيون دائما اليد التي تعمر وتعمل فازدهر أهلنا هنا". وأشار إلى أنه "بالعادة يقطن المهاجرون الجدد المدن الصغيرة في الفترة الأولى من هجرتهم لذا نجد هنا من حولنا مدن كـ"Little China" (الصين الصغيرة)، "Little Italy" (إيطاليا الصغيرة) و"Little Havana" (هافانا الصغيرة) وما إلى هنالك إلا أن اللبنانيين لم يرضوا إلا أن يبقى لبنان كبيرا وألا يكون هناك لبنان صغير فهم لطالما رأوه بوسع العالم كله وهذا هو شعارنا في وزارة الخارجية "حدودنا العالم".

وأوضح عيد أن "اللبنانيين في مونتريال أبدعوا ونجحوا وعملوا بالتجارة حيث فتحوا المحال التجارية وقد استقدموا المونة اللبنانية وكل أطباق المطبخ اللبناني إلى هنا من أجل أن نبقى نعيش في هذا الجو اللبناني، كما أنهم برعوا في الطب واندمجوا بالسياسة، فاللبنانيون يحبون السياسة وهذا طبع لدى معظمهم لذا قد أصبح لنا اليوم نواب في البرلمان الفدرالي وممثلون في المجالس البلدية". وتابع: "عمل اللبنانيون هنا في المهن الحرة كما أنهم برعوا ايضا في الثقافة والفن والرياضة وأصبح لدينا اليوم فريق "Hockey" يحمل اسم لبنان. وكي تكبر وتزدهر وتتوسع أي عائلة يجب أن يثابر المنتشرون هنا على تسجيل أولادهم والإستحصال على بطاقات هوية لهم، والتحدي الأكبر الذي نواجهه هنا هو حض اللبنانيين على القيام بهذا الأمر".

وشدد عيد على أن "العائلة اللبنانية في مونتريال مزهوة وفرحة جدا بزيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع إلى هنا وهو الذي لم يتخل في أي لحظة عن قضيته ومبادئه ودفع ثمن ثباته هذا سنوات من الإعتقال حيث حملت مشعل الحرية والقضية سيدة فاضلة هي ورفاق كثر لم يخافوا من أي تهديد أو وعيد وبقوا صامدين في وجه كل الصعاب وكيف لا وهم أولاد الأرز الذي لا ينحني سوى لله خالقه". وأردف: "إن العائلة اللبنانية في مونتريال مهمومة وحزينة للأوضاع التي يشهدها لبنان ويعتصرها الألم عندما ترى جبال لبنان التي كانت عصية على غزاة كثر على مر التاريخ وعلى جورهم وظلمهم حيث حول أولاد هذه الجبال الصخور إلى جلال زرعوها واعتاشوا من حصادها، والحسرة في قلب اللبنانيين هنا في مونتريال عندما يرون هذه الجبال التي تحمل كل هذا الإرث التاريخي تأكلها الكسارات ويتم اقتلاع الأشجار وتفتيت الصخور والخطر في هذه المسألة أنها تمحو ذاكرة وتاريخ شعب صمد على مر العصور في تلك الجبال". ولفت إلى ان "افراد العائلة اللبنانية في مونتريال يسكن الحزن أعماقهم عندما يرون الشواطئ اللبنانية التي كانت مقصدا للسواح من مختلف بلدان العالم تحولت اليوم إلى مسبب لتلوث البحر الأبيض المتوسط، كما عندما يرون الأنهار التي كان يتغنى بها الشعراء أصبحت جداول للمياه الآثنة. كما يحزنون لعدم احترام القوانين في لبنان والاحوال الإقتصادية الصعبة التي يعيش في ظلها أهلهم ويكافحون لدفع أقساط المدارس وفاتورتهم الصحية. ويحزنون أيضا لأن يكون معيار التوظيف في لبنان هو الوساطة وليس الكفاءة ولكن بالرغم من كل هذا نحن نؤمن أنه لا بد لهذا الحزن أن يتبدد، فنحن أولاد الأمل والرجاء الذي سيساعدنا دائما على الخروج من النفق المظلم". وختم عيد:"بالرغم من كل المصاعب التي ذكرتها إلا أن العائلة اللبنانية في مونتريال لا تزال كما دائما متعلقة ومرتبطة جدا بوطنها الأم لبنان ويتابعون بشكل يومي كل التطورات على الصعد السياسية، الأمنية والإقتصادية كافة، فلبنان هو على ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني أكبر من بلد إنه رسالة، رسالة محبة وتلاقي وحوار، وتكرس هذا المبدأ برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر تكريس لبنان أكاديمية التلاقي والحوار على أمل أن نلتقي دائما لنتحاور بما فيه مصلحة لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 09- 10 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79343/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%b1/

 

Betrayal Of the Kurds In Syria: What a Shame On Trump, The Arab Countries and the European Union
 Elias Bejjani/October 10/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79349/elias-bejjani-betrayal-of-the-kurds-in-syria-what-a-shame-on-trump-the-arab-countries-and-the-european-union/

 

 

!هكذا قتل الأتراك 15 ألف مدني كردي في يوم واحد

العربية/10 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79366/%d9%87%d9%83%d8%b0%d8%a7-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-15-%d8%a3%d9%84%d9%81-%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%88/

 

ثلاثة تحاليل وأراء سياسية من الهآرتس تتناول الغزو التركي لشمال سوريا
 
اليزابت تسوركوف/هآرتس: بذور تخلي ترامب عن اكراد سوريا كان زرعها اوباما

سيمون ولدمان/هآرتس: ترامب متواطئ مع اردوغان في عملية التطهير العرقي

زيفي برئيل/هآرتس: الحرب التركية على الأكراد هل هي فتح سريع أم أنها مستنقع سيغرقون فيه؟
Analysis/The Seeds of Trump’s Abandonment of Syrian Kurds Were Sown by Obama/ Elizabeth Tsurkov/Haaretz/October 10/2019
Opinion/Trump Is Complicit in Erdogan’s Ethnic Cleansing/S imon A. Waldman/Haaretz/October 10/2019
Analysis/Turkey’s War on the Kurds: Quick Conquest or Quagmire?/ Zvi Bar’el/Haaretz/October 10/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/79369/%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%a3%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%aa/