LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october10.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ايُّهَا الإِخْوَة، إِذَا كانَ العَالَمُ يُبْغِضُكُم. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا ٱنْتَقَلْنَا مِنَ المَوْتِ إِلى الحَيَاة، لأَنَّنا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا. ومَنْ لا يُحِبُّ يَبْقَى في المَوْت.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/ترامب وإيران وأردوغان وروسيا يعيدون داعش إلى الساحات من خلال الغزو التركي لشمال سوريا

الياس بجاني/ترامب هو سيكون شريك اردوغان في المجازر التي قد يتعرض له الأكراد في سوريا

غباء وجهل قرار ترمب سجب الجيش الأميركي من شمال سوريا

الياس بجاني/السياسة/من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة

الياس بجاني/من حق أهلنا اللاجئين في إسرائيل العودة الحرة من غربتهم القسرية

الياس بجاني/ترامب يقترف جريمة تاريخية بخيانته  الأكراد تسليمهم للحزار اردوغان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: سجن الخيام والأخبار المضخّمة

«ضغوط» في واشنطن لمعاقبة الحكومة اللبنانية وانتقاد غربي لـ«تساهل» المسؤولين في بيروت مع وضع «حزب الله»

حزب الله... الى القضاء درّ

أول تعليق من نصرالله على الهجوم التركي على شمال سوريا

ما الفرق بين "حزب الله" اللبناني و"حزب الله" الإقليمي؟!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 9/10/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عن قداديس التيار في ذكرى 13 تشرين/جيلبير يونس

ذكرى 13 تشرين: مساران مختلفان في الحدث والضبية

وزارة الخارجية ادانت العملية العسكريةالتركية في شمال سوريا : عدوان على دولة عربية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تبدأ غزو الشمال السوري وتشن غارات جوية ومدفعية مكثّفة/دمشق تعهدت التصدي... وموسكو حذرت... والأكراد أعلنوا النفير العام... وموجة نزوح بريف الحسكة

إردوغان يعلن بدء العملية العسكرية شمال شرقي سوريا وضربات جوية على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية»... ودمشق تندد بنوايا أنقرة «العدوانية»

ترمب: التدخل في الشرق الأوسط كلّفنا 8 تريليونات دولار وصفه بـ«أسوأ قرار» في تاريخ الولايات المتحدة

الهروب الأميركي الكبير من سورية… “مهرجان خيانة”

سناتور أميركي يهدد تركيا بـ”عقوبات من الجحيم”

أبو الغيط يرفض توغل تركيا في الأراضي السورية

«بلومبرغ»: تركيا بدأت التوغل في سوريا... وأنقرة تنفي

ترمب يخفف من قرار الانسحاب من سوريا... ويطمئن الأكراد ويؤكد على التحالف مع تركيا

مصر واليونان وقبرص تحذر من التصعيد التركي «شرق المتوسط»/قادة الدول الثلاث أكدوا تمسكهم بتعزيز التعاون ومواجهة التحديات المشتركة

الحكومة تعلن تعليق المظاهرات إلى ما بعد «زيارة الأربعين» ومقتل شرطي بمواجهات جديدة في مدينة الصدر ببغداد

ماكرون يتعهد حرباً بلا هوادة ضد الإرهاب والتطرف وتصاعد الحملة على وزير الداخلية الفرنسي... ولجنة تحقيق في جريمة مديرية الشرطة

ألمانيا: لاجئ سوري يسرق شاحنة ويصدم 7 سيارات قبل اعتقاله أعاد إلى الأذهان عملية أنيس العامري الإرهابية قبل 3 سنوات

«نوبل الكيمياء» لأميركي وبريطاني وياباني طوّروا بطاريات الليثيوم أيون

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انهيار لبنان المأسوي/خلف أحمد الحبتور/السياسة

أميركا تسلّم المنطقة لخصومها.. لا لحلفائها العرب/منير الربيع/المدن

واشنطن في العراق وسوريا ولبنان: قصّة ابريق الزيت/هيام القصيفي/الأخبار

مهمّة جديدة للقوى الأمنية والعسكرية/أسعد بشارة/الجمهورية

وما أدراكم ما ”الكراهية”/نبيل بومنصف/النهار

هل يـُطبّـق قانون الإثراء غير المشروع أم تكون الكلمة للجياع؟/حبيب شلوق/المرصد

كم ّ الافواه خوفاً من ال آه !/المحامي لوسيان عون

أميركا خرجت...هل يبتهج الرفاق؟/هشام بو ناصيف/الولايات المتحدة

الشطارة اللبنانية: كيف نُحصِّل المال بِلا إصلاح؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

دونالد ترامب أعلن سحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية/جوزيف باحوط/مركز كارنيغي

إيلي كوهين اللبناني!/عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت

مؤتمر صحافي للدكتورة منى فياض عن الحريات بمناسبة استدعاء صحيفة نداء الوطن/المركز اللبناني للبحوث والدراسات LCRS Politica

هل تنجح إسرائيل في التطبيع مع دول الخليج؟/مشعل أبا الودع الحربي/السياسة

الاتجار بمصائب السوريين/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع داود أوضاع وزارة الثقافة ومع حسين حاجات عكار: التواصل مستمر لتوقيع اتفاقيات مع دول دعمت إنشاء اكاديمية التلاقي والحوار

الحريري استقبل ديكارلو: متمسكون بالـ1701 والنأي بالنفس ونرفض كل ما يجر لبنان إلى صراعات المحاور

بري التقى نواب الاربعاء وترأس اجتماع كتلة التنمية: الطائفية سم النظام وحاميته معا واللبنانيون يعيشون الترددات السلبية لقانون الانتخاب

الحريري ترأس اجتماعا للجنة المكلفة دراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية الجراح: جلسة الغد ستشهد أيضا تقدما كبيرا

اللجان المشتركة ناقشت اقتراح قانون للانتخاب قدمته كتلة التنمية الفرزلي والحسن شددا على أهمية استعادة ثقة الناس لتحفيزهم على الانتخاب

جعجع من كندا: لتشكيل حكومة من أخصائيين وتقنيين من أحجام كبيرة ولندعها تعمل لإنقاذ الوضع

نديم الجميّل خلال جولة في مدينة زحلة: نحن مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي ننتمي اليه ويشبهنا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِذَا كانَ العَالَمُ يُبْغِضُكُم. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا ٱنْتَقَلْنَا مِنَ المَوْتِ إِلى الحَيَاة، لأَنَّنا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا. ومَنْ لا يُحِبُّ يَبْقَى في المَوْت.

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى03/من11حتى22/:”يا إِخوَتِي: هذِهِ هِيَ البُشْرَى الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مُنْذُ البَدْء: أَنْ يُحِبَّ بَعضُنَا بَعْضًا، لا مِثْلَ قايِينَ الَّذي كَانَ مِنَ الشِّرِّيرِ فذَبَحَ أَخَاه. ولِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كانَتْ شِرِّيرَة، وأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّة. فلا تَتَعَجَّبُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِذَا كانَ العَالَمُ يُبْغِضُكُم. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا ٱنْتَقَلْنَا مِنَ المَوْتِ إِلى الحَيَاة، لأَنَّنا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا. ومَنْ لا يُحِبُّ يَبْقَى في المَوْت. كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخاهُ يَكُونُ قاتِلاً، وتَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلٍ لا تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيه. بهذَا عَرَفْنَا المَحَبَّة، أَنَّ المَسِيحَ بَذَلَ نَفْسَهُ في سَبيلِنَا، فَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَبْذُلَ أَنفُسَنَا في سَبيلِ إِخوَتِنَا. مَنْ كَانَتْ لَهُ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا، ورأَى بِأَخِيهِ حَاجَة، فأَغْلَقَ أَحشَاءَهُ دُونَ أَخِيه، فكَيْفَ تُقِيمُ فِيهِ مَحَبَّةُ الله؟ أَيُّهَا الأَبْنَاء، لا تَكُنْ مَحَبَّتُنَا بِالكَلامِ أَو بِاللِّسَانِِ بَلْ بالعَمَلِ والحَقّ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا مِنَ الحَقّ، فتَطْمَئِنُّ قُلُوبُنَا أَمامَ الله. فإِذَا كانَ قَلْبُنَا يَلُومُنَا، فَٱللهُ أَكْبَرُ مِنْ قَلْبِنَا، ويَعْرِفُ كُلَّ شَيء. أَيُّهَا الأَحِبَّاء، إِذَا كانَ قَلْبُنَا لا يَلُومُنَا، تَكُونُ لنا ثِقَةٌ أَمامَ الله. ومَهْمَا نَطْلُبُ مِنْهُ بِالصَّلاةِ نَنَالُهُ، لأَنَّنا نَحْفَظُ وَصَايَاه، ونَعْمَلُ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ أَمَامَهُ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79343/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%b1/

ما من شعب اضطهد وشتت وظلم وحرم من حق تقرير مصيره أكثر من الشعب الكردي.

فهذا الشعب العريق بتاريخه وبنضاله وبقوميته وبعطاءاته موزع ومشتت بين عدة دول هي تركيا والعراق وسوريا وإيران وممنوع عليه في كل هذه الدول التمتع لا بالسيادة ولا بالاستقلال الكامل ولا بالقرار الذاتي الحر .

حكام وأنظمة هذه الدول يضطهدون الأكراد ويحاولون باستمرار الحؤول دون مساواتهم بباقي المواطنين في بلدانهم.

في العراق كانت كل الدول العربية قبل غزوها من قبل أميركا تعزل الشعب الكردي وتحاربه لسنين وصدام حسن استعمل ضده السلاح الكيميائي وانزل به المئات من الضحايا.

في سوريا لم يكن النظام الأسدي يقبل حتى بإعطاء الأكراد الجنسية السورية ويعاملهم كغرباء.

وفي إيران الظلم قاعدة تاريخية لحكامها ضد الأكراد.

أما في تركيا حيث يعيش 20 مليون كردي فالحكم فيها يعتبرهم إرهابيين ويتعامل معهم على هذا الأساس الموروب والمريض.

الدول الكبرى تخلت عنهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية كما تخلت عن غيرهم وفي مقدمهم الشعب الأرمني.

أي شعب من شعوب العالم بإمكانه أن ينسى دور الأكراد في محاربة داعش في العراق وسوريا؟

ومن من المتابعين لمجريات الحروب في الشرق الأوسط بإمكانه أن ينسى بطولة الأكراد في معركة “كوباني” السورية حيث كانت الهزيمة الأولى للدواعش؟

وها هي اليوم أميركا وكل دول الغرب يتخلون عن أكراد سوريا ويشاركون مباشرة أو مواربة بتسليمهم لمقصلة الدكتاتور أردوغان بعد أن كان الغرب غدر بأكراد العراق في كردستان عقب الاستفتاء الشعبي الذي جرى هناك على حق تقرير المصير.

من المؤكد بأن التاريخ لن يغفر للرئيس الأميركي ترامب تخليه عن أكراد سوريا وخيانتهم وتسليمهم لتركيا اردوغان المسؤولة الأولى عن قيام داعش وعن كل ما ارتكبته من فظائع إجرامية بحق شعوب المنطقة.

أما الغباء  والجهل والجبن الأوروبي فيكمنوا في السكوت المطبق عن قرار ترامب تسليم مصير الآلاف من المقاتلين الدواعش وعائلاتهم المتواجدين حالياً تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا إلى الرئيس أردوغان.. هم يعطون اردوغان سلاح جديد ليهددهم به كما يهددهم باستمرار بهجرة اللاجئين إلى دولهم.

بتصرف الدول الأوروبية الحالي ومعهم أميركا بحق اكراد سوريا هم عملياً بغباء يلحسون مبرد اردوغان ويتلذذون بملوحة دمائهم.

مسكينة الشعوب الصغيرة فهي دائما تُقدم قرابين على موائد الكبار.

ومن عانى من هذه العلة أكثر من شعبنا اللبناني.

ألف تحية للشعب الكردي الحر والمؤمن بحقه في الحرية والحياة.

يبقى أن الشعب الكري الذي رفض دائما الاستسلام لن يرضخ وسوف يتابع نضاله مهما سدت بوجهه المنافذ.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ترامب وإيران وأردوغان وروسيا يعيدون داعش إلى الساحات من خلال الغزو التركي لشمال سوريا

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

غباء أميركي تاريخي يكمن في اعطاء الإخوان المسلمين شمال سوريا وهو سيعيد احياء داعش التي يرعاها اردوغان. جريمة بحق الإنسانية.

 

ترامب هو سيكون شريك اردوغان في المجازر التي قد يتعرض له الأكراد في سوريا

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

ترامب المزاجي والجاهل لتاريخ الشعوب الشرق أوسطية بغباء يساند اردوغان ويعطيه الضوء الأخضر لإرتكاب المجازر ضد الأكراد. جريمة موصوفة

 

غباء وجهل قرار ترمب سجب الجيش الأميركي من شمال سوريا

الياس بجاني/08 تشرين الأول/2019

اردوغان هو أب داعش وتسليمه آلاف الدواعش المعتقلين لدى الأكراد يعني تزويده بسلاح بشري كما اللاجئين يستنزف بهم أوروبا والدول العربية

 

من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة

إلياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريرة السياسة/ من حق اللبنانيين الموجودين في إسرائيل العودة/08 تشرين الأول/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84/

 

من حق أهلنا اللاجئين في إسرائيل العودة الحرة من غربتهم القسرية

الياس بجاني/08 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79305/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%82-%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1/

منذ إقرار اتفاقية الطائف سنة 1990 صدر في لبنان أكثر من قانون عفو عام طاول قادة مليشيات، ولوردات حرب، وأصوليين، وبن لادنيين ومافياويين ومتآمرين ومهربي مخدرات وغيرهم الكثير.

كل ذلك على قاعدة "عفا الله عما مضى". أما المنسيون من قبل الجميع فهم أهلنا اللاجئين في إسرائيل.

في 22 أيار سنة 2000 سحبت إسرائيل جيشها من جنوب لبنان تطبيقاً للقرارين الدوليين 425  و426، وذلك بعد مرور اثنتين وعشرين سنة على صدورهما عن مجلس الأمن الدولي (سنة 9781 .(

تقاعست السلطات اللبنانية في حينه عن القيام بواجباتها الوطنية والإنسانية بسبب تبعيتها المطلقة للمحتل السوري.

تخاذلت عن ملء الفراغ الأمني وبسط سلطتها على أرض الجنوب بواسطة قواها الذاتية من جيش وقوى أمن.

دفنت الدولة رأسها في الرمال وتخلت بالكامل عن دورها لقيادة حزب الله ورضخت لمنطقه الموروب.

استسلمت لمنطق الدويلة الأصولية التي أقيمت رغماً عن إرادة السواد الأعظم من اللبنانيين بالتعاون والتنسيق الكاملين بين دولتي محور الشر، سوريا وإيران.

الآلاف من أهلنا الجنوبيين وبسبب غياب وتغييب الدولة، وخوفاً على حياتهم وحياة عيالهم من جراء تهديد ووعيد السيد حسن نصرالله وغيره من قادة حزب الله أجبروا على مغادرة بيوتهم وأملاكهم، ولجأوا إلى إسرائيل.

التهديدات هذه حقائق لا لبس فيها يعرفها القاصي والداني وهي موثقة بالصوت والصورة، وكل من يتذاكى الآن محاولاً تبريرها بالتكتيك الإعلامي الحربي المبرر يجب أن لا يغيب عن باله أن في ذاكرة اللبنانيين عشرات المجازر البشعة من العيشية والقاع إلى الجبل وبيروت مروراً بالدامور ووصولاً إلى الشمال.

من يومها وأهلنا هؤلاء منسيون ويتم التعامل مع قضيتهم بسطحية واستنسابية مغلفتين بظلم فظيع، وتجني جائر، وذمية فاضحة. ومن جازف منهم وعاد تعرض لمحاكمات مهينة ومسخفة طبقاً للمعايير القضائية والقانونية الدولية كافة.

إلا يعلم كل قادة لبنان من رسميين ورجال دين وسياسيين أن أهلهم الشرفاء هؤلاء إستُعْمِّلوا كبش فداء بين القوى المتصارعة على أرضهم، من محلية وإقليمية ودولية، وأنهم فروا خوفاً من بَقْر بطونهم في مخادعهم وقطع أعناقهم!!! (كما بشرهم السيد نصرالله)

المطلوب بعد سنين الحروب المدمرة تم فتح صفحة جديدة كما يشاع لتؤسس لإعادة بناء لبنان العدل والقانون والمساواة.

وقد  دخل لبنان بعد تحريره من سوريا حقبة جديدة من تاريخه المعاصر تستوجب استعمال معايير واحدة للعدل، وواحدة أيضاً للعفو، كما للتعامل والخيانة. هذا والعدل لا يعتبر عدلاً إلا إذا عم الجميع، فلندع عدل وطن الأرز يشمل أبناءه المنسيين في إسرائيل.

إن أهل الجنوب ضحايا اتفاقية القاهرة، وان كان لا بد من محاكمة أحد، فليحاكم كل من رضي بذلك الاتفاق ووقع عليه.

وكلمة حق نقولها براحة ضمير ولو أزعجت البعض من مدعي التحرير والقهر والصهر: "إن أي مطالبة بمحاكمة أي فرد من أفراد جيش لبنان الجنوبي هي انتهاك لكل معايير الوطنية.

فكفى هرولةً من تحمل المسؤوليات، ودفناً للرؤوس في الرمال. 

لقد حان الوقت لوقفة ضمير ومحاسبة.

لا والله ليس هم من يجب محاكمتهم وسجنهم ولو ليوم واحد، بل كل مسؤول وسياسي وزعيم ومرجع تخلى عنهم وعن قضيتهم المحقة، وتعامى عن تضحياتهم والمعاناة.

المطلوب اليوم إخراج ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل من دهاليز السياسة والمناكفات والمزايدات.

الملف إنساني وحقوقي بحت، فليترفع الجميع عن الصغائر ويتعاملوا معه على هذا الأساس.

لكل القادة والسياسيين والمرجعيات في لبنان نقول: ارحموا أهلكم اللاجئين في إسرائيل، فكوا أسرهم، أعيدوهم إلى وطنهم وإلى كنف أهلهم.

كفاهم غربة وعذاب، وكفاهم ظلماً وتجنياً وتخلياً.

ومن كان منكم بلا جرم فليرميهم بتهمة.

من حق أهل الجنوب الأبطال العودة الحرة من غربتهم القسرية بقانون عفو، وهم معززين مكرمين مرفوعي الرأس دون محاكمات وإذلال وانتهاك لحقوقهم.

نسأل عن معايير الوطنية والعمالة والخيانة المفترض أن تقاس على أساسها ممارسات وارتكابات وخطايا أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل وغيرها من البلدان؟

ونقول براحة ضمير أنه لو طبقت هي ذاتها على كل العاملين في السياسة اللبنانية لبقي القليل منهم خارج السجون!!.

أما الذين يتجنون على أهلنا الشرفاء ويرمونهم بالتهم الباطلة، فنذكرهم في هذا السياق بقول الإمام علي: "لا تكن ممن ينهي ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، ويصف العبرة ولا يعتبر. فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن".

وننصحهم أن يتعظوا مما جاء في الإنجيل المقدس: "لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" (انجيل القديس متى07/01و02)

ربي أعد كل أهلنا إلى كنف بلاد الأرز معززين مكرمين، ربي أبعد عن أهل وطني آفات عمى البصر والبصيرة والاستكبار.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

*المقالة في أعلى كانت نشرت في 22 تشرين الأول/2008

 

ترامب يقترف جريمة تاريخية بخيانته  الأكراد تسليمهم للحزار اردوغان

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2019

تخلي ترامب عن أكراد سوريا وتسليمهم للجزار اردوغان يُفقد أميركا مصداقيتها ويضرب هيبتها ويعريها من كل ما هو اخلاق ومبادئ وانسانية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: سجن الخيام والأخبار المضخّمة

10 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79355/79355/

بيان صادر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية،

نبدأ بالقول اننا نرفض ثقافة التعذيب بالمطلق، ونرفض ممارسته على أي سجين مهما كانت تهمته، وأياً كانت هويته.

وفي سياق الحديث عن سجن الخيام، وما يدور حوله من أخبار مضخّمة وإشاعات مغرضة... نسأل:

ـ ماذا عن سجون عنجر والبوريفاج ووزارة الدفاع الذائعة الصّيت إبان الإحتلال السوري؟

ولماذا التعتيم على جرائم التعذيب وفنون التنكيل التي مورست على آلاف المعتقلين اللبنانيين، والتي يعجز اللسان عن وصف وحشيّتها وبشاعة أساليبها؟؟

ـ وماذا عن معتقلات "حزب الله" السرّية المجهولة الأمكنة ومصائر نزلائها؟

وأين بطرس خوند المفقود منذ عقود في أقبيتها، أو في أقبية السجون السورية؟

وأين جوزيف صادر الذي خطف منذ عشر سنوات من تحت جسر المطار واختفت آثاره؟؟

ـ وماذا عن شبابنا المفقودين في سجون الموت السورية منذ عشرات السنين؟

هذه السجون التي صنفتها جميع المنظمات الدولية بين أسوأ المعتقلات في العالم من حيث انتهاك حقوق الإنسان، وارتكاب أبشع أنواع الجرائم ضُدّ الإنسانية؟؟

مع التذكير بأن عدد الذين قضوا تحت التعذيب في سجن صيدنايا وحده يقارب ال ١٢ ألف ضحية، ناهيك عن سجون المزّة وتدمر وغيرها، حيث بلغ عدد المعتقلين فيها حتى الآن ١٢٨ ألفاً، بحسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة؟

اما عن مصيرهم فلا أحد يعرف عنهم شيئاً، باعتبار ان المنظمات الإنسانية محظور عليها زيارة تلك المعتقلات، أو مجرّد الإقتراب منها، لذلك قيل عنهم: الداخل مفقود والخارج مولود؟؟؟

لذلك واستناداً إلى ما تقدّم، نستنتج ان سجن الخيام، على علّاته، يغدو فندقاً من خمسة نجوم بالمقارنة مع سجون الموت المذكورة أعلاه، والتي فاقت شهرة على معسكرات الإعتقال النازية في أوشفيتز AUSCHWITZ.

لقد صدق من قال، في أزمنة المُحِل يرتفع منسوب الفجور السياسي والأخلاقي إلى حدودٍ قياسيّة.

 لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

«ضغوط» في واشنطن لمعاقبة الحكومة اللبنانية وانتقاد غربي لـ«تساهل» المسؤولين في بيروت مع وضع «حزب الله»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

رغم مرور المواجهة الإسرائيلية مع «حزب الله» في لبنان بأقل الخسائر الممكنة، بعد تلافي اتساع نطاقها، فإن الدبلوماسيين الأجانب في لبنان يراقبون الوضع عن كثب من منطلق أن الجمر ما زال تحت الرماد، وأن «مقومات المواجهة موجودة، وكل ما ينقصها خطأ في الحسابات أو التوقيت كما جرى في عام 2006». ويقول مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إن شيئاً لم يتغير على أرض الواقع، موضحاً أن «هناك جيشين في لبنان؛ أحدهما غير شرعي وقراره من خارج الحدود، ويكفي أن يصدر من هناك الأمر، أو أن يتفلت بعض أعضاء الميليشيا من قيود قيادتهم لتتحول الأمور إلى مواجهة كبرى قد تؤدي بلبنان إلى ما لا يحمد عقباه». وأخذ بشدة على القيادات اللبنانية «تساهلها مع هذا الواقع الذي تقوم فيه دولة داخل الدولة، وتهدد المصالح الوطنية العليا وأمن لبنان واستقراره»، معدّاً أن «الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة». ونبّه المصدر إلى أن «هناك في واشنطن من يؤيد» فرض عقوبات على الحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أن «ثمة نقاشاً كبيراً في الولايات المتحدة حول ذلك، وهناك من يضغط من أجل تصرف متشدد ما دام أداء القيادات اللبنانية لم يتغير». ولفت إلى أن «واشنطن ترسل الإشارات للحكومة والشعب، بأن الأمور قد تذهب نحو الأسوأ، وقد وضعت نائبين على لائحة الإرهاب للمرة الأولى في إشارة واضحة الدلالات». ورأى أن على المسؤولين اللبنانيين «أن يعوا ذلك. حزب الله ليس منظمة سياسية، بل منظمة مسلحة متكاملة، وهذه المنظمة موجودة داخل حكومة لبنان وهذا ما يزيد من المخاطر». وأكد أن العقوبات الأميركية «تسير في مسار واضح لا يريد المسؤولون اللبنانيون أن ينتبهوا إليه رغم التحذيرات الكثيرة التي صدرت عن الإدارة الأميركية في هذا الخصوص». وشدد على أن حركة العقوبات «ليست ضد الشيعة ومصارفهم وشخصياتهم، بل هي موجهة بالتحديد ضد حزب الله وأفراده وكل من يؤيده».

وأشار إلى أن «كل من يقدم الدعم للحزب قد يتعرض للعقوبات بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني والمذهبي»، موضحاً أن هذا يشمل «كل أشكال الدعم، حتى الدعم السياسي... كل من يساعد هذه المنظمة معرض للعقوبات، سواء كان من النواب أو الوزراء أو كان مسلماً أو مسيحياً. لا توجد استثناءات». غير أن المصدر شدد على أن الولايات المتحدة «تريد أفضل العلاقات مع لبنان»، معدّاً أن «كل الأحزاب اللبنانية تخلت عن السلاح الذي حملته خلال الحرب الأهلية، ما عدا واحد». ورأى أن «المنطق يقول إنه ستكون هناك مروحة أوسع من العقوبات، وهي ستتوسع شيئاً فشيئاً ما دام لم يحصل التغيير. وواشنطن تسعى بقوة إلى لفت انتباه المسؤولين اللبنانيين، لكنهم لا يعيرونها آذاناً صاغية للأسف». وأضاف أن «الدول الغربية تفهم أن الحزب لن يتغير، وهي لا تتوقع أن يدخل الجيش اللبناني الضاحية الجنوبية لبيروت بالقوة، لكنها لا تريد صفر دولة هناك. المطلوب هو الحد من حراك حزب الله الهادف للسيطرة على لبنان، والحكومة والقيادات لم تفعل شيئاً لمنع الحزب من الحصول على أسلحة إضافية ومتطورة». ولفت إلى أن الرسالة «ليست القول للبنانيين أن يقوموا بحرب أهلية، لكن يجب عليهم القيام بشيء ما حيال هذا». وروى أن سفيرة غربية في بيروت زارت المسؤولين اللبنانيين عند اكتشاف إسرائيل الأنفاق التي أقامها «حزب الله» عبر الحدود، وسألتهم: ماذا ستفعلون؟، فكانت الإجابة: «لا نستطيع أن نفعل شيئاً». وعدّ المصدر أن «للبنان إمكانات هائلة، لكننا إذا لم نقم بشيء فقد ينتهي الأمر بلبنان بأن يكون كإيران المثقلة بالعقوبات». وقال إن «الصبر ليس من غير حدود، والمؤشرات تقول ذلك»، معدّاً أن «أيام ركض المجتمع الدولي لنجدة لبنان ربما لن تنتهي، لكن الناس لم تعد تسرع لنجدته كما كانت تفعل في السابق». ورفض مقولة إن «سلاح حزب الله يحمي لبنان»، قائلاً إن «حزب الله لا يستطيع أن يحمي لبنان، لكنه قد يجعل الأمور أصعب، ولو لم يكن هناك حزب الله لما هاجمت إسرائيل» لبنان. ورأى أنه «ليس مطلوباً أن يكون للبنان جيش قادر على مقارعة الجيوش الكبرى... لكن الجيش اللبناني يمتلك الإمكانات المطلوبة لأداء دوره». ونفى أن تكون واشنطن قد وضعت أي «فيتو» على تسليح الجيش اللبناني بأسلحة نوعية.

 

حزب الله... الى القضاء درّ

النهار/الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

للمرة الاولى يلجأ "حزب الله" الى القضاء ضد مدونين بتقدم مسؤول وحدة الاتصال والتنسيق وفيق صفا بشكوى إلى النيابة العامة التمييزية بحق صاحب مدونة على الفايسبوك بجرم اختلاق جرائم والإفتراء والقدح والذم.

 

أول تعليق من نصرالله على الهجوم التركي على شمال سوريا

وكالات/الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

أكد الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصر الله، أنه "لا يمكن لأحد أن يؤمن للأميركي ويراهن على الاتفاق معه لأن مصيره سيكون الخذلان". وأشار نصرالله، خلال كلمته في المجلس العاشورائي الأسبوعي في مجمع سيد الشهداء أمس، إلى أن "الأميركيين تخلوا عن الأكراد في ليلة وضحاها وتركوهم، وهذا مصير كل من يراهن على أميركا". ولفت الأمين العام لحزب الله الى أن "كل التجارب تؤكد أن الأميركيين لا يحفظون حلفاءهم ولا يحترمون الاتفاقات". ودعا نصرالله الذين يراهنون على الأميركيين إلى البحث عن خيارات سليمة وصحيحة بديلة، موضحا أن ما يحصل في شرق الفرات رسالة إليهم.

ولفت إلى كلام المرشد الإيراني علي خامنئي عندما رفض أي مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدا أن التجربة تقول بأن لا عهد لهم ولا ميثاق ولا ذمة ولا يحترمون اتفاقات ولا حليف لهم. وأضاف: "ننظر ماذا فعلوا اليوم بالأكراد وهذه رسالة لكل شعوب المنطقة ولكل من يراهن على الأميركيين، ونسأل أما آن لكل هذه التجارب التي مرت أن يدركها صاحب عقل ويفتش عن خيارات صحيحة ويعلم أن المراهنة عليهم لا تؤدي إلا إلى الخسارة". وبدأت الولايات المتحدة الأميركية، يوم الاثنين الماضي، سحب قواتها من منطقة شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا، وسط استعدادات الأخيرة لشن عملية عسكرية لتطهير هذه الأراضي من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تنشط ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المدعوم أميركيا في الحرب على "داعش"، وتعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني".

 

ما الفرق بين "حزب الله" اللبناني و"حزب الله" الإقليمي؟!

- Lebanon24/الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

في خطوة لافتة ومدروسة قدّم الرئيس سعد الحريري نفسه أمام المنظومة العربية، بدءًا من ابو ظبي، على أنه أقرب إلى هذه المنظومة من أي شيء آخر، وبالأخص من "حزب الله" الإقليمي، حين رفض بصفته رئيسًا للحكومة "أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا"، مشدّدًا على "أن الحكومة اللبنانية ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي". وهذا الموقف الجديد للحريري أثمر قرارًا سريعًا برفع الحظر عن سفر الإماراتيين إلى لبنان، مع العلم أن المسؤولين الإماراتيين يعرفون جيدًا الواقع اللبناني وتعقيداته، وهم لم يطلبوا من الحريري ما لا طاقة للبنان عليه، خصوصًا أن  موقفه السياسي الواضح من خلال "تبرئه" من سياسات "حزب الله" والمطالبة بالتعامل معه كقوة اقليمية وليست محلية، هو الكلام الاكثر تعبيرًا عن الواقع اللبناني الذي تتفهمه ابوظبي العارفة بعدم قدرة رئيس الحكومة وفريقه السياسي على القيام بأي خطوة تصعيدية في مواجهة ما تعتبره خرق "حزب الله" المستمر لسياسة النأي بالنفس وتدخله في الصراعات العربية سياسيا وعسكريا، وانتقاده المستمر لسياساتها في المنطقة من بوابة اليمن، وكان الحريري صريحا في مقاربته للموقف اللبناني حيث اكد في اللقاءات الجانبية عدم القدرة على تغيير الوضع القائم شارحا تعقيدات الاوضاع الداخلية التي تجعل من الفريق السياسي المعارض لمواقف "حزب الله" اقلية في ضوء تأييد فريق رئيس الجمهورية ميشال عون لسياسات "حزب الله" من جهة وعدم وجود مناخات اقليمية ودولية تساعد على الذهاب الى مواجهة على الساحة اللبنانية من جهة اخرى .

وقد يكون التجاوب الإماراتي مع ما طالب به لبنان يندرج ضمن بنك أهداف ابو ظبي في المنطقة، خصوصًا في مجال التسويات السياسية، التي أخذت طابع العجلة، وهي باتت متقدمة، أقله من حيث الشكل، على الحلول العسكرية، بعدما تبين لجميع الأطراف عدم جدواها، وبالأخص في ما يتعلق بحرب اليمن، التي استنزفت قدرات الجميع، من دون تسجيل أهداف واضحة. من هنا، فإن التسابق اليوم على الحلول السياسية والتسويات يبدو في ظاهره متقدمًا على ما عداه من حلول، حيث يمكن لبنان الإستفادة من الظروف المؤاتية لتحسين أوضاعه الداخلية، من خلال سياسة النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة التي اتبعها طوال فترة التشنج، ولذلك جاءت مواقف الحريري لتصب في هذا الإتجاه عندما حيّد الحكومة عن النزاعات الإقليمية ورسم خطًا فاصلًا بين "حزب الله" بنسخته اللبنانية وبين "حزب الله" بنسخته الإقليمية.

وقد تمحورت محادثات الحريري في أبو ظبي حول ما تقوم به الحكومة اللبنانية على الخط الدولي وفق ما ترسمه من خطوط تقوم على الخطوات التالية:

  أولاً: إقناع المجتمع الدولي بأن الحكومة اللبنانية، بدأت إصلاحات جذرية في السياسية الاقتصادية، وهي عازمة على اتخاذ قرارات حاسمة، تؤدي إلى خفض العجز في الميزانية العامة ومحاربة الفساد، بما يتلاءم مع مقتضيات مؤتمر "سيدر"، لكن عبر إجراءات تدريجية.

 ثانياً: تخفيف القيود على تحويلات أموال اللبنانيين المغتربين من الخارج الى بلدهم، بما يعيد هذه العمليات إلى وتيرتها المعتادة.

 ثالثاً: الحدّ من وطأة القيود الأميركية على مؤسسات لبنانية، بحجة العقوبات على قيادات وكيانات تابعة لـ "حزب الله"، والتي تقيّد المعاملات المصرفية، والمؤسسات المالية الأخرى، التي تخضع لتحقيقات عند بعض التحويلات.

 رابعاً: العمل على تطويق أي محاولة لخفض تصنيف لبنان الائتماني من قبل مؤسسات التصنيف الدولية، كي لا يقود ذلك إلى تلاشي ثقة شركات الاستثمار العربية والأجنبية بلبنان.

 وفي الخلاصة، فإنّ ما سينتج عن زيارة الحريري للإمارات العربية يجب أن تتمّ ترجمته على أرض الواقع لكي لا تبقى الوعود بالإستثمار في لبنان حبراً على ورق، علماً أنّ دولة الإمارات هي من بين الدول المانحة في مؤتمر "سيدر".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 9/10/2019

الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

العملية العسكرية التركية في سوريا انطلقت قارعة طبول الحرب باسم عملية نبع السلام لانشاء ما سمته انقرة منطقتها الامنة على طول الحدود الجنوبية مع سوريا مستهدفة المقاتلين الاكراد الذين اعلنوا النفير العام على مدى ثلاثة ايام .

وعلى وقع الضربات الجوية التركية تحركت الديبلوماسية الدولية وافضت الى جلسة طارئة لمجلس الامن يوم الخميس ومصر دعت الى اجتماع طارىء لجامعة الدول العربية فيما توعد السيناتور الاميركي انقرة ليندسي غراهام بدفع ثمن باهظ جراء هذه العملية،هذا في الخارج بينما في الداخل زحمة اجتماعات ولقاءات في سعي لمعالجة الازمة الاقتصادية

فمشروع قانون موازنة العام 2020 يحضر في الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء في السراي غدا، وسبقها اليوم اجتماع اللجنة الاصلاحية لاستكمال البحث في تضمين مشروع الموازنة بنودا إصلاحية

يؤمل ان ينتهي البحث فيها في الخامس عشر من الشهر الحالي

وتزامنا استكمال البحث في ملف الكهرباء في السراي والجو كان ايجابيا ومنو مكهرب.

وفي التحرك المطلبي اعتصام للعسكريين المتقاعدين اليوم وحراك للهيئات الاقتصادية غدا

وبين غمرة الملفات الاقتصادية الى الواجهة قانون الانتخاب حيث حضر اقتراح كتلة التنمية والتحرير على طاولة اللجان النيابية المشتركة، وقد اعتبر الرئيس بري ان هذا الاقتراح كامل متكامل وقابل للنقاش بكل محتوياته ورأى أن القانون الحالي هو ميني ارثوذكسي.

ونعيش تردداته السلبية في المقابل رفض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رفضا قاطعا البحث عن قانون انتخابي جديد في ظل هذه الظروف محذرا من أن القانون الانتخابي المطروح للتداول هو كناية عن ديمقراطية عددية وهذا ليس ما ينص عليه الميثاق الوطني ولا اتفاق الطائف أو الدستور.

البداية من العملية التركية العسكرية في الشمال السوري

فتحت عنوان ربيع السلام انطلقت العملية العسكرية بقيادة تركيا وبضوء اخضر اميركي على اكراد سوريا الذين اعلنوا النفير العام لثلاثة ايام.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

الشمال السوري من التوتير بعد الإنسحاب إلى التنفيذ بعد التحشيد.

تحت عنوان المناطق الآمنة أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيران عمليته العسكرية على طول الحدود الممتدة من شرق الفرات إلى الحدود السورية - العراقية - التركية من دون ان يسمع كل التحذيرات الدولية أو حتى البيان الرئاسي لمجلس الأمن في انتهاك فاضح للقانون الدولي.

النار التركية تم إطلاق نبع السلام على إسمها وحددت أنقرة ثلاثة أهداف لها: ضمان أمن الحدود تحييد الإرهاب الذي يهدد أمنها القومي وتوفير الظروف اللازمة لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم.

أما في الواقع فإن المناطق الآمنة تخفي في طياتها مشاريع تقسيم وتفتيت وتهديد لوحدة سوريا فيما توجه العملية العسكرية ضربة قاصمة للعملية السياسية وتفقد تركيا بشكل قاطع موقع الضامن في عملية آستانا.

في لبنان إستحوذ إقتراح قانون الإنتخابات العامة الذي قدمته كتلة التنمية والتحرير على حيز من لقاء الأربعاء النيابي فيما واصلت اللجان النيابية درسه في البرلمان وفي هذا الإطار أكد الرئيس نبيه بري أمام نواب الأربعاء على أهمية إقتراح القانون الجديد معتبرا أنه قابل للنقاش والتعديل بكل مواده ومحتوياته مشددا على أن الجهة الوحيدة التي يحق لها أن ترده هي الهيئة العامة.

ورأى رئيس المجلس أن قانون الإنتخاب الحالي عبارة عن ميني أرثوذكسي وإننا نعيش كلبنانيين تردداته السلبية لافتا إلى ان الطائفية هي سم النظام وحاميته في آن.

رئيس المجلس الذي دعا اليوم إلى جلسة عامة تعقد في الخامس عشر من الشهر الجاري لإنتخاب المطبخ التشريعي للبرلمان من أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية لفت إلى أنه يسجل للمجلس النيابي حقه في تفسير الدستور وقال لذلك عينت الجلسة في الدورة العادية كي لا نقع في مخالفة دستورية إذا حصل أي مساس بالدستور.

الرئيس بري سأل عن الموازنة بعد سلسلة الإجتماعات التي حصلت مؤكدا في مجال آخر على ضرورة قيام العلاقات الإقتصادية من دولة إلى دولة.

الشؤون المالية والإقتصادية والحياتية حضرت أيضا في اجتماع كتلة التنمية والتحرير والتي أكدت انحيازها إلى الشعب في الدفاع عن لقمة عيشهم بكافة الأشكال والوسائل المشروعة بما لا يؤثر على الإنتظام العام ويعكر صفو السلم الأهلي.

كما ثمنت الكتلة الجهود التي بذلت على مختلف المستويات الرئاسية والمصرفية والنقابية والتي نجحت في لجم التدهور والتخبط في الأسواق المالية داعية الحكومة إلى تنفيذ بنود إجتماع بعبدا الـ 22 كما إستكمال التعيينات.

وفي السرايا إجتماع لمجلس الوزراء غدا وجلسة اليوم للجنتين الوزاريتين المكلفتين متابعة الإصلاحات المالية والإقتصادية وملف الكهرباء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون OTV"

في انتظار "انتفاضة الكرامة"...

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يطلق عملية عسكرية ضد القوات الكردية في الشمال السوري... عملية قامت قيامة بعض العالم حولها، واستنكرها بعضه الآخر، فيما التزم البعض الثالث الصمت المعبر...

لكن، إذا كان توقع نتائج العملية التركية منذ اليوم يدخل في إطار الضرب بالرمل، فتوقع انقسام اللبنانيين حولها - تماما كما حول معظم الشؤون الإقليمية الأخرى - هو من باب تحصيل الحاصل، فلا نأي ولا نفس ولا من ينأى بنفسه.

وفي انتظار اتضاح المشهد الإقليمي بتطوراته المتسارعة، تبقى الصورة المحلية غاية في الوضوح: فريق يسعى للنهوض بمنطق الدولة، وفئات

تضمر عكس ما تعلن، حفاظا على مكتسبات طائفية ومذهبية ومادية، فتضع العصي في الدواليب، وتخطط وتدبر، للحؤول دون تنفيذ ما اتفق عليه في أكثر من مناسبة لانتشال الوضع اللبناني من مستنقع اقتصاده المتعثر.

وإذا كان الجميع في انتظار "انتفاضة الكرامة" الاحد المقبل في الثالث عشر من تشرين الأول 2019 في الحدت، وما يرتقب أن يصدر خلالها من مواقف ستتردد أصداؤها لأيام وأسابيع، فالرسائل الرئاسية تواصلت اليوم تكريسا لدور المؤسسات ووجوب احترامها تعزيزا لموقع الدولة، ف‏احترام القضاء واجب وليس خيارا، والاستدعاء اليه لا يعني بالضرورة اتهاما، والامتثال أمامه يساهم حتما في كشف الحقيقة.

وفي سياق آخر، اكد رئيس الجمهورية ان الإنجاز الذي تحقق بتصويت 165 دولة على انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، يؤكد مرة جديدة ثقة المجتمع الدولي بدور لبنان كموئل لتفاعل الحضارات والإثنيات والطوائف والمذاهب، مشيرا الى ان هذه الثقة تحمل لبنان مسؤولية كبيرة بضرورة المحافظة عليها وتطويرها باستمرار.

واشار الى ان الخطوات التنفيذية لإنشاء الاكاديمية بدأت بعد قرار الامم المتحدة، وهي تشمل النواحي القانونية واللوجستية والادارية والاكاديمية، فيما يستمر التواصل مع الدول التي دعمت المبادرة اللبنانية، والتي زاد عددها عن 176 دولة، وذلك بهدف توقيع اتفاقيات مشتركة معها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا ينبع السلام من فوهة المدافع ولا بتخطي الحدود السياسية والجغرافية، وعليه لن ينبع من العدوان التركي الجديد على الاراضي السورية الا المزيد من الدم المسال، والتعقيد الإضافي للأزمة وان سمي "نبع السلام".

مشت تركيا خطوات ضد الاكراد في سوريا بمساعدة دونالد ترامب الذي وهب الاكراد الذين باعوه مصيرهم، الى رجب طيب اردوغان..

كمن يصفي مدخراته في المنطقة فعل الرئيس الاميركي، فسريعا اقتنص الرئيس التركي ظانا امكانية الاختراق ضمن مساحة تناقضات وانشغالات، لعله ينجي نفسه مما يعتبره الخطر الكردي المسلح في خاصرته، ويكسب مساحة لاعادة النازحين السوريين الذين يرهقونه اقتصاديا واجتماعيا الى منطقة سورية يسميها آمنة، فضلا عن استثماره لعمليات الشمال السوري في الداخل التركي مع ازمته الشعبية التي اظهرتها صناديق الانتخابات البلدية.

لن يقاتل اردوغان بجنوده، فبقايا الجيش الحر حاضرون، ومسلحو داعش والنصرة وغيرهم ممن تركهم الاميركي ورعاهم التركي حاضرون ايضا ليقدموا بنادقهم في مزاد الاستثمار ..

عملية ستعقد الوضع وتتعارض مع الامن الاقليمي قال مساعد رئيس مجلس الشورى الايراني، بل هي اعتداء على السيادة السورية قال مصدر روسي.. فيما علا الصوت الاوروبي ليس حفاظا على القانون الدولي وسيادة سوريا وانما خوفا من موجات نزوح جديدة لن يحتملوها، في وقت لم يعودوا مأخوذين على محمل الجد في السياسات الدولية.

اما الذكر الذي عاد فهو للجامعة العربية التي استنكرت العدوان التركي، فيما تداعى مجلس الامن الى جلسة طارئة..

في لبنان الذي يسمع صدى معارك الشمال السوري ما زال عند جلساته الحكومية بحثا عن خطوات اصلاحية، فيما ملأت الارجاء صرخة صاخبة لقدامى العسكريين الذين عاودوا النزول الى الشارع رفضا للمس بالتقديمات.

كما تقدم اليوم سؤال للرئيس نبيه بري عن الموازنة مستفسرا أين أصبحت بعد سلسلة اللقاءات والإجتماعات؟ وسائلا عن البنود التي تم التوافق عليها في لقاء بعبدا الاقتصادي؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

دستوريا يفترض ان ينتهي مجلس الوزراء من دراسة مشروع موازنة العام 2020 واحالته الى مجلس النواب قبل الخامس عشر من الشهر الحالي اي قبل الثلثاء المقبل.

الخناق الاقتصادي وضع كل السلطات امام حقيقة ان لا مفر من اقرار الموازنة في مهلها الدستورية، وتضمينها ما يمكن من اصلاحات، على ان تستكمل بقية الاصلاحات من خارج الموازنة ضمن آلية عمل تشكل خارطة طريق تحتوي مشاريع محددة وتواريخ محددة لتطبيقها وتأتي تحت مسمى مشاريع قوانين تحيلها الحكومة الى مجلس النواب او مراسيم يصدرها مجلس الوزراء.

معلومات الـLBCI تشير الى ان الخط الموازي لاقرار الموازنة في جلسة حكومية يتمثل باقرار الاصلاحات من خارج الموازنة في الجلسة نفسها أو في جلسة يحدد تاريخها في أقرب تاريخ لجلسة اقرار الموازنة ما يسهل اصدار الموازنة بتوقيع رئيس الجمهورية ومن أبرز هذه الاصلاحات النظام التقاعدي وقانون الجمارك واشراك القطاع الخاص في ادارة بعض مؤسسات الدولة الى الإلتزام الضريبي.

في الوقت الداهم قبل الخامس عشر من تشرين الاول اجتماع للجنة الاصلاحات ولجنة الكهرباء عصرا واجواؤهما ايجابيتان يليهما جلسة حكومية غدا قد تستتبع باجتماعات وجلسات متلاحقة كل ذلك تحت سقف ورقة بعبدا الاقتصادية التي وافق عليها مختلف الفرقاء وتحت الضغط الذي عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى انشاء هيئة طوارئ اقتصادية.

حتى الساعة الاشارات بين مختلف الفرقاء ايجابية والحراك بين الخارجية والسراي وبين الخارجية والمالية كذلك، فإذا سارت الأمور كما هو متوقع لها لجهة اقرار الموازنة وعدد من الاجراءات الاصلاحية أضف اليها البدء بتنفيذ خطة الكهرباء يكون لبنان كله مستعدا للتوجه الى باريس في الخامس عشر من تشرين الثاني المقبل وقد خطا خطوات اساسية لتنفيذ تعهداته تجاه الدول المعنية بمؤتمر سيدر ما يعني عمليا انطلاق المؤتمر ومعه لأول مرة تصور لبناني واضح لواقع المالية العامة للسنوات الثلاث المقبلة.

لبنان كله امام استلحاق الوقت والسباق مع التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وآخرها انطلاق عملية نبع السلام التي اعلنتها تركيا في شمال سوريا تحت أعين العالم اجمع المنقسم بين الدعوة الى ضبط النفس والدعوة لوقف العملية والتهديد بعقد جلسة لمجلس الامن والتخوف من تعزيز تنظيم الدولة الاسلامية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

واضح جدا أن الرئيس الحريري عاد من الإمارات وعلى وجهه إمارات أمل بغد أفضل للبنان، لكن بلوغ هذه الغاية يجب أن يحصل بجهد لبناني، فقد سقطت كل فترات السماح، وتوقفت حنفيات العرب عن تغذية السلال اللبنانية المثقوبة. والمطلوب عربيا من لبنان كي يستحق المساعدة، هو نفسه الذي يطلبه رعاة سيدر، ولكن بلهجة خليجية، ويمكن اختصاره بالآتي: أولا، إنفصال صريح عن حزب الله مقرون بقرارات عملية لا إنشائية. ثانيا، قرارات إصلاحية لا لبس فيها تضبط المالية العامة وتحسن الجباية وتوقف التهرب والتهريب عبر الحدود والمرافىء والمرافق. ثالثا، خطة نهوض اقتصادية -انمائية تضع حدا لنزيف المالية العامة، على أن يكون قطاع الكهرباء هو المشروع النموذجي .. وإلا، شدد العرب، لا تتكلوا علينا.

و في نسف منهجي سريع لأول مدماك ثقة تجريبي سعى الرئيس الحريري الى بنائه، هدد حزب الله بلسان النائب محمد رعد بفتح تسونامي النزوح السوري الى أوروبا، في خطوة تلاقي طهران في تحذيرها أوروبا من مغبة الخروج من الاتفاق النووي. يتزامن التهديد مع فتح تركيا معركة شمال سوريا بعد تخلي أميركا عن الاكراد. في الانتظار، الحكومة اللبنانية تسعى بصمت الى إنجاز فرضها، والذي يتمثل أولا بالانتهاء من موازنة 2020 ضمن المهلة المحددة، لكن الصرخات المطلبية الصادرة من الداخل تضعها في موقف صعب، فإن أرضت الخارج البراغماتي، أغضبت اللبناني المأزوم. فبعد العسكر المتقاعد الذي كرر أعلان وجعه اليوم، يتوقف التجار عن العمل رمزيا ساعة الخميس، وبين الغضبين تنتصب الملفات التموينية العالقة، فكيف السبيل الى الخروج من المأزق؟ ويجيب أحد المراقبين، ربما بتفجير قنبلة تعديل قانون الانتخاب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

رياح تشرين التركية هبت على الشمال السوري وببرودة أعصاب عسكرية روسية سورية إيرانية وبنأي نفس أميركي متوافق عليه، كان رجب طيب أردوغان يطلق عملية سماها "نبع السلام" لكن مضمونها لا يعكس كنيتها وتهدف العملية العسكرية إلى إنشاء منطقة آمنة تمتد من نهر الفرات غربا -حيث مدينة جرابلس- حتى المالكية في أقصى الشمال الشرق عند مثلث الحدود التركية العراقية بعمق ثلاثين كيلومترا وعلى امتداد يقدر بنحو أربع مئة وستين،

وستقتصر المرحلة الاولى منها على المنطقة الممتدة من كوباني إلى تل أبيض في محافظة الرقة وإعادة مليون لاجئ على الأقل وإزالة ما وصفه أردوغان بالممر الإرهابي في الجنوب التركي، وتستند انقرة في حربها هذه على إبلاغ الدول الاعضاء في مجلس الأمن بالعملية والاستشارات السياسية التي أجراها الرئيس التركي مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في لقائهم الأخير، لكن مجلس الأمن سرعان ما دعا إلى جلسة طارئة لبحث الهجوم ممهلا العجلة الى يوم الخميس موعد الاجتماع حيث يكون سيد الحرب قد استطلع نيرانه وأبرق الى من يعنيهم الأمر، وهز العصا للأكراد وأعطى أردوغان سوريا العلم والخبر عبر مذكرة دبوماسية أرسلت الى القنصلية السورية في إسطنبول،

وكل هذه البلاغات تنبئ بأن العملية العسكرية التركية ستكون محدودة فالأميركي ترك الحصان التركي وحيدا والتركي كان يمني النفس بجيش أميركي انسحب مع صياح الديك فيما وقف الروسي مراقبا محدودية التوغل الذي لا يصل إلى مستوى الاحتلال الجامعة العربية، لم تغادر منطقة القلق الأوروبيون كانوا دعاة ضبط نفس أما السوري فوقف يتأمل الجميع وينتظر النهايات لكن بتسطير بيان دبلوماسي يثبت حرمة سوريا وسيادتها والتصدي للعدوان بكل الوسائل لكن لا الوسائل حاليا ستستخدم ولا الروسي والإيراني غاية في الاستياء ولا مجلس الامن على عجلة من أمره وهو يأخذ عدوى قضاء العجلة اللبناني، أما مجلس الجامعة العربية فإنه "بالكاد" سجل موقفا لزوم إثبات الحضور وأصدق موقف في حفلة الجنون الإقليمية الدولية كان لأكثر الزعماء جنونا دونالد ترامب الذي كان شفافا في اعترافات خطيرة عندما قال اليوم: إن توغل أميركا في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة وقد اتخذ بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وتمثلت في وجود أسلحة دمار شامل في المنطقة وقال آسفا إن بلاده أنفقت ثمانية تريليونات من الدولارات للقتال ولعب دور الشرطي لكن هذه الاعترافات لن تسد شهية ترامب في تعويض التريلوينات وإلزام دول المنطقة ولاسيما الخليج في دفعها وعلى حسابات "الدكنجية" اللبنانية تستمر مناقشة الأرقام وسط انتظار لما سيهب من ودائع إماراتية لم تتضح محفظتها بعد فيما هلت طلائع الوافدين عبر مطار بيروت بعد قرار رفع الحظر عن سفر الإمارتيين إلى لبنان.

أما في وعود الإصلاحات وضرب الفساد فلم تظهر أي "ضربة" تعلم في الإدارات اللبنانية وبدا أن الجديد وحدها تخوض هذه المعركة وفي ظرف أيام قليلة سقط من لائحة الفساد مختار في الجنوب صريع البيوعات الوهمية للمشاعات وأطاحت التحقيقات الاستقصائية فضيحة تلزيم الكنس والجمع في قضاء النبطية .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عن قداديس التيار في ذكرى 13 تشرين

جيلبير يونس/الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

بعد أن قسمت ذكرى غياب القائد داني شمعون بعض المسيحيين بين النمور والديمقراطيين الاحرار والوطنيون الاحرار، وبعد أن بعثر ايلول الشهداء رفاقنا في المقاومة اللبنانية على كم من القداديس لمجموعات مختلفة، ها هو تشرين يطل برأسه بمزيد من الشرذمة على المجتمع المسيحي، فبادر البعض إلى إقتراح قداس ثالث في أرجاء ملكوت الله الذي هو وحده أدرى بالحال الذي وصلنا إليه، فبكى الشهداء على حالنا من وسع السماء، وفرح اصحاب المشاريع الاقليمية على حساب عظمة وتاريخ هذا الوطن، ونُحِرَت القضية على يد من بقي حاملا لواءها للزود عن استمرارية وجودنا، وسطع نجم هجرة شبابنا، وقرعت اجراس اليأس قلوب مجتمعنا بعد أن حول مسؤولينا القضية الى سلعة تجارية تنمي حساباتهم المصرفية وإلى شعارات تغذي أنانية بعض سكارى الامجاد الزائلة. يا ايها الشهداء البواسل، إبكوا علينا لأنكم بمقداميتكم بقيتم أحياء فينا، وبتشرذمنا وخنوعنا أضحينا اموات هذه الايام المخزية، فإنتصرت العمالة والتبعية والانبطاح والانانية على النخوة والعنفوان والوطنية والوحدة، فدمر المجنمع وبتنا نسابق الوقت لوصول نعش استشهاده.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

 

ذكرى 13 تشرين: مساران مختلفان في الحدث والضبية

مروى غاوي/ليبانون فايلز - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

لا يحتاج الامر لقداسين في ذكرى 13 تشرين للقول ان الامور لدى الفريق العوني لم تعد تشبه حالها السابقة، وان الحزب تحول الى حزبين بخروج مناضلين كبار واطلاقهم تنظيماً جديداً معارضاً للقيادة الحالية.

القداسان في الضبية والحدث لا تجمعها إلاّ روحية 13تشرين 1990. في الضبية يجتمع الضباط المنشقون عن قيادة التيار ومعهم مجموعة من الحزبيين "المصروفين او المستقيلين". وفي الحدت تسعى قيادة التيار للحشد بكل طاقتها والتسابق جارٍ لإثبات العونية السياسية بينهما. فالمعارضة تحاول ان تقول "نحن نواة التيار ومناضلوه والحزب ضلّ الطريق"، فيما يريد رئيس التيار جبران باسيل ان يُظهِر فائض القوة التمثيلي والشعبي والسياسي لديه. المفارقة أن النائب شامل روكز سيكون "نجم" احتفال الضبية ومعه جنرالات سابقين خاضوا "حرب التحرير"، ويبدو ثابتا ان نائب كسروان في "تكتل لبنان القوي" قطع شوطاً طويلاً في الطريق الى المعارضة، فهو يقاطع اجتماعات التكتل من عدة أشهر، ووجوده في الضبية بحد ذاته رسالة بأن هناك وجهتي نظر في الفريق العوني، وان الانشقاق داخل التيار اخذ منحى تصاعديا.

لا تشكل محطة 13 تشرين نقطة الافتراق الاولى، إذ حصلت تحولات كثيرة في مسار التيار مع مجموعة المعارضة وفي علاقة رئيس التيار والنائب روكز، وكشف لقاء اللقلوق بين روكز والفريق العوني المنتقد لباسيل تبدلاً في المسارات وحجم التباعد في الرؤية والنظرة السياسية بينهما.

ثمة من يعتبر ان قائد المغاوير السابق يقف اليوم على ضفة الخصوم فهو "يتغدى ويتعشى" مع المعارضين لباسيل ويشاركهم افراحهم واتراحهم، فعندما تنتكس علاقة باسيل بأحد المكونات السياسية تقصر المسافة بينها وبين روكز، وكان حضور الاخير لافتاً في حفل زفاف النائب طوني فرنجية الذي لم يُدْعَ اليه رئيس الجمهورية ورئيس التيار. يتداول عونيون في مجالسهم الخاصة الكثير من الروايات عن علاقة ليست على ما يرام بين صهري العهد، فيما التباين واضح في اكثر من ملف حول العسكر والتدبير رقم 3 وسياسة الحكومة وملف المبعدين الى اسرائيل. وذهب روكز بعيدا في الحديث عن دولة المافيات والمحاصصة وطرح تأليف حكومة اختصاصيين. محاولات كثيرة جرت لضبط النزاع لكن الخلاف يبدو اقوى من محاولة الجمع، فهناك شخصيتان متناقضتان، فالجنرال السابق شخصية محبوبة من جمهور واسع من التيار العوني الذي يعشق روكز في البزة المرقطة ايام العسكر. وشخصية جبران باسيل قوية لدرجة ان لا حدود أو أفق له وهو صار صاحب الرقم القياسي في انتزاع الالقاب وحصد المواقع السياسية، ويقف على باب المرشحين الكبار لرئاسة الجمهورية.

عتب روكز على قيادة التيار من يوم الانتخابات، عندما أقر بقرصنة اصواته، وان هناك من سعى لخروجه برقم هزيل لم يعد خفياً، وعبّر عنه في عدة محطات. لكن ما يحصل اليوم بين الطرفين صار اقوى من الأمس، فهناك اختلاف كبير وعلى ما يبدو شقّ كل طرف طريقه السياسي، فليس متوقعاً ان يعود روكز بعد يوم 13 تشرين لحضور اجتماعات التكتل. السجال الصامت خرج من الكواليس وسيظهر بوضوح اكبر بعد محطة 13 تشرين، ويؤكد عونيو "قداس الضبية" ان القداس هو ملك كل اللبنانيين ولا نضعه ضمن السياسة الرخيصة، فهو يضم رفاقاً شهداء من "حرب التحرير" من ضباط ورتباء وافراد الجيش اللبناني، وليس من قبيل الصدفة ان يضم لقاء الضبية هذه المجموعة التي تلاقت لتصحيح الخلل والاعوجاج. ويعتبر هؤلاء ان وجود روكز في القداس طبيعي لأنه جزء من حالة المعترضين ومن استشهدوا في 13 تشرين، ولدى جميع هؤلاء استياء من الوضع اللبناني وما وصل اليه التيار، على اعتبار ان التضحيات التي قدموها لم تصرف في المكان الصحيح.

 

وزارة الخارجية ادانت العملية العسكريةالتركية في شمال سوريا : عدوان على دولة عربية

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

دانت وزارة الخارجية والمغتربين العملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة التركية شمالي سوريا، واعتبرتها عدوانا على دولة عربية شقيقة واحتلالا لأرض سوريا وتعريض أهلها للقتل والتهجير والنزوح. ودعت الوزارة القيادة التركية إلى إعادة النظر بقرارها، وحثتها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الإستقرار في سوريا وتطبيق القرارات الدولية مع التشديد على وحدة الشعب والأرض السورية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تبدأ غزو الشمال السوري وتشن غارات جوية ومدفعية مكثّفة/دمشق تعهدت التصدي... وموسكو حذرت... والأكراد أعلنوا النفير العام... وموجة نزوح بريف الحسكة

عواصم – وكالات/09 تشرين الأول/2019

 بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال شرق سورية، أمس، وشنت غارات جوية، تدعمها نيران المدفعية ومدافع “الهاوتزر”، ما تسبب في “ذعر هائل بين الناس” وحركة نزوح من مدينة تل أبيض باتجاه الحدود، فيما طلبت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) من الولايات المتحدة والتحالف الدولي “منطقة حظر طيران” لوقف الهجمات التركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حسابه بموقع “تويتر”، إن بلاده وحلفاءها من قوات المعارضة السورية بدأوا عملية عسكرية في شمال شرق سورية، مضيفاً إن الهدف منها هو القضاء على “ممر الإرهاب” على حدود تركيا الجنوبية. وأضاف أن الهجوم الذي يحمل اسم “عملية ربيع السلام” تستهدف أيضاً القضاء على التهديدات التي يمثلها “حزب العمال الكردستاني” وتنظيم “داعش”، وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة “منطقة آمنة”. وأوضح أن “مهمتنا هي منع إقامة ممر للإرهاب في الجهة المقابلة من حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام بالمنطقة … سنحافظ على وحدة الأراضي السورية وسنحرر المجتمعات المحلية من الإرهابيين”. من جانبه، ظهر وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، مرتديا الزي العسكري عبر حسابه على موقع “إنستغرام”، مرفقاً الصورة برسالة لدعم الجيش التركي. وقال في رسالته بيتا شعرياً للشاعر التركي الشهير نامق كمال، إن “هيبة أجدادنا معروفة من قبل العالم كله، لا تعتقد أن الفطرة تتغير… فهذه الدماء هي ذات تلك الدماء”.

بدوره، قال مصدر أمني تركي، إن العملية العسكرية التركية بدأت بضربات جوية تدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر. وأضاف إن مدافع هواتزر بدأت في قصف قواعد “حزب العمال الكردستاني” ومستودعات ذخيرة تابعة له، مشيراً إلى أن ضربات “الهاوتزر” استهدفت أيضاً مواقع أسلحة وقناصة. وكانت القوات التركية واصلت أمس، عملية إخلاء القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع سورية، في إطار استعدادها للبدء بعمليتها العسكرية على منطقة شرق الفرات، وبالتزامن مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية الكبيرة من آليات ومدرعات وجنود نحو المنطقة. كما توجهت دفعات جديدة من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا نحو الحدود التركية، آتية من ريف حلب، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية تحت إمرة أنقرة. واستبقت تركيا العملية العسكرية بإزالة الجيش التركي جزءاً من جدار حدودي. واستدعت وزارة الخارجية التركية أمس، السفير الأميركي في أنقرة لاطلاعه على العملية العسكرية التركية، وذلك بعد دقائق من بدئها عبر الحدود. وذكرت “قسد”، أن المقاتلات التركية قصفت مناطقها في شمال شرق سورية، وتسببت في “ذعر هائل بين الناس”. وقال المتحدث باسم “قسد” مصطفى بالي إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية. وطالب أميركا والتحالف “منطقة حظر طيران” لوقف الهجمات التركية في شمال شرق سورية. وكانت الإدارة الذاتية الكردية أعلنت في وقت سابق أمس، النفير العام في شمال البلاد لمدة ثلاثة أيام، وذلك بعد أن أكدت أنقرة، فجراً أن العملية العسكرية شمال سورية ستبدأ خلال ساعات. وقالت مصادر سورية إن القصف التركي على مدينة رأس العين بريف الحسكة بشمال سورية تسبب في حركة نزوح كبيرة للأهالي، مشيرة إلى أن القصف استهدف مواقع “قسد” في قرى المشرافة وخربة البنات بريف رأس العين. وأضافت إن الطيران التركي استهدف “مواقع قسد في قريتي الأسدية وبير نوح شرق رأس العين”، قبل أن يمتد إلى “بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي”. في المقابل، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما أسمته عملية السلام في سورية. وذكر الكرملين في بيان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حض نظيره التركي في مكالمة هاتفية، أمس، على تجنب أي خطوات في سورية قد تضر بعملية السلام هناك، مضيفاً إن بوتين وأردوغان اتفقا في المكالمة الهاتفية على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سورية. من ناحيته، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موقف الولايات المتحدة تجاه سورية، واصفاً هذا الموقف بالمتناقض للغاية.

ونددت دمشق بنوايا أنقرة “العداونية”، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.

في غضون ذلك، وجه رئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” رئيس إقليم كردستان السابق في العراق مسعود بارزاني أمس، رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال”عزيزي الرئيس ترامب، الرجاء العلم بأن شعب كردستان لطالما طالب بحقوقه العادلة … وقوات البشمركة هزمت داعش وتشكل جزءاً فعالاً من التحالف الدولي ضد الإرهاب”، مشدداً على أن “دماء الأكراد أكثر قيمة من المال والأسلحة”. وفي نيويورك، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي المندوب الدائم لجنوب أفريقيا جيري ماثيوز ماتغيلا، أن مجلس الأمن يدعو الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس. وقال “سمعنا عما يحدث والمجلس يرصد الوضع في شمال سورية، وفي هذه المرحلة، ندعو جميع الأطراف إلى ممارسه أقصى قدر من ضبط النفس وضمان حماية السكان المدنيين”. وفي بروكسل، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تركيا، لضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سورية. وقال “اذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الاوروبي أي أموال في هذا الشأن”. وفي القاهرة، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس، بخطط تركيا لشن عملية عسكرية داخل سورية، مؤكداً أنها تهدد وحدة سورية، وتفتح الباب أمام مزيد من التدهور في الموقفين الأمني والإنساني. وفي طهران، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، تركيا إلى ضبط النفس، مضيفاً إن “تركيا لديها كل الحق للقلق بشأن حدودها الجنوبية، نرى أنه ينبغي اتباع مسار سليم لإزالة هذه المخاوف … على القوات الأميركية أن تغادر المنطقة… يتعين على الاكراد في سورية … مساندة الجيش السوري.

 

إردوغان يعلن بدء العملية العسكرية شمال شرقي سوريا وضربات جوية على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية»... ودمشق تندد بنوايا أنقرة «العدوانية»

أنقرة - بيروت/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الأربعاء)، بدء العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال مصدر أمني تركي لوكالة «رويترز» إن العملية العسكرية التركية في سوريا بدأت بضربات جوية وستدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر. وكان المصدر يتحدث بعد انفجارات هزت بلدة رأس العين شمال شرقي سوريا على الحدود مع تركيا. من جانبها، ذكرت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد أن المقاتلات التركية قصفت مناطقها شرق الفرات وتسببت في «ذعر هائل بين الناس». وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية. وكانت الرئاسة التركية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أن إردوغان، ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التوغل المزمع في شمال شرقي سوريا، حيث تتأهب أنقرة لتنفيذ هجوم عبر الحدود. وقالت الرئاسة، عبر بيان، إن إردوغان أبلغ بوتين خلال الاتصال أن التوغل التركي سيسهم في السلام والاستقرار في سوريا وسيفسح المجال للعملية السياسية لحل الصراع هناك. من جهته، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستبلغ جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك النظام السوري، بالعملية في شمال شرقي سوريا. وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي بالجزائر، إن العملية ستتم وفقا للقانون الدولي ولن تستهدف سوى المسلحين في المنطقة. وأضاف أن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب مطلع الأسبوع بأن أنقرة ستشن الهجوم بعدما أوقفت واشنطن الجهود الرامية لتشكيل «منطقة آمنة» بشمال شرقي سوريا. من جانبه، ندّد النظام السوري بنوايا أنقرة «العدوانية» مع استعدادها لشنّ عملية عسكرية شمال البلاد، متعهداً بالتصدي لأي هجوم محتمل. وقال مصدر رسمي في وزارة خارجية النظام السوري، عبر بيان نقله إعلام النظام، إن دمشق «تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية». وأكد  «التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة»، مندداً بـ«الأطماع التوسعية التركية في أراضي» سوريا.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية «النفير العام» لمدة ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها، مع إرسال تركيا تعزيزات عسكرية إلى الحدود وتأكيدها أن الهجوم بات «قريباً». وسحبت الولايات المتحدة بين 50 ومائة جندي من نقاطهم على الحدود الشمالية مع تركيا. وبدت هذه الخطوة بمثابة تخل ملحوظ عن المقاتلين الأكراد، الذين شكلوا حليفاً رئيسياً لها في قتال تنظيم «داعش». إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفى ذلك في تغريدة أمس. وتحمل دمشق على الأكراد تحالفهم مع الولايات المتحدة. وحمّل النظام السوري «بعض التنظيمات الكردية» مسؤولية ما يحصل بعدما شكلت «أدوات بيد الغرباء». وأبدى في الوقت ذاته استعداده «لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب»ن على حد قوله. وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بعد اندلاع النزاع في العام 2011 وإنشائهم إدارة ذاتية على مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرقي البلاد، والغنية بحقول النفط والسهول الزراعية والموارد المائية. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يُشكل الأكراد عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المائة من مساحة سوريا. ولم تحرز مفاوضات سابقة قادها النظام السوري مع الأكراد حول مصير مناطقهم أي تقدّم، مع إصرار النظام على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية. ولطالما أكد النظام السوري عزمه استعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرته، وبينها مناطق سيطرة الأكراد عن طريق التفاوض أو العمل العسكري. وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد «إرهابيين»، وترغب في إبعادهم عن حدودها. وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا، الأول ضد تنظيم «داعش» عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية العام الماضي.

 

ترمب: التدخل في الشرق الأوسط كلّفنا 8 تريليونات دولار وصفه بـ«أسوأ قرار» في تاريخ الولايات المتحدة

واشنطن/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، أن «التدخل في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة»، وذلك بعد سحب قوات أميركية من مناطق قريبة من الحدود السورية التركية في سوريا. وقال ترمب في تغريدة على «تويتر»: «نعيد ببطء وبشكل آمن جنودنا وعسكريينا الرائعين إلى بلدهم»، موضحا أن النزاعات في الشرق الأوسط كلفت الولايات المتحدة نحو «ثمانية تريليونات دولار». وأثار ترمب مفاجأة (الأحد) الماضي، بإعلانه أن القوات الأميركية في سوريا ستنسحب. وبدأ الجيش التركي غداة ذلك بإرسال تعزيزات مؤلفة خصوصاً من دبابات إلى حدود تركيا مع سوريا، كما حشد آليات مدرعة من جديد أمس (الثلاثاء). لكن بدا ترمب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق (الاثنين)، فهدد عبر «تويتر» بـ«القضاء» على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب.وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم، بدء العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شرق الفرات.

 

الهروب الأميركي الكبير من سورية… “مهرجان خيانة”

السياسة/09 تشرين الأول/2019

وصفت صحف عربية، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحاب القوات الأميركية من مواقع شمال شرق سورية، لتفسح الطريق أمام عملية عسكرية تركية ضد قوات مسلحة ذات قيادة كردية، بأنه “الهروب الأميركي الكبير”. وتحدث عدد من كُتّاب الرأي عن الرابحين والخاسرين من قرار الرئيس الأميركي حالَ تنفيذه، وعن تداعياته التي يرون أنها تتعدى شرق الفرات إلى شرق المتوسط والخليج وإيران وموسكو. وبينما وصف أحد الكُتّاب ما يحدث من تخلي أميركا عن الأكراد وتفاهم روسيا مع الأتراك بأنه “مهرجان خيانة”، أكد آخر أن “أوراق اللعبة” ستصب في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورأى عدلي صادق في “العرب” اللندنية أن “التدخل التركي في سورية، لم يكن لسواد عيون السوريين، أو من أجل حريتهم، وإنما كان يتعلق حصراً بالإجهاز على المتمردين الأكراد والاستحواذ على سورية لو استطاع”. ووصف الكاتب ما يحصل من الولايات المتحدة تجاه الأكراد، وتفاهم روسيا مع الأتراك، بأنه “مهرجان خيانة”.

 

سناتور أميركي يهدد تركيا بـ”عقوبات من الجحيم”

واشنطن – أ ش أ: /السياسة/09 تشرين الأول/2019

هدد عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري لينزي غراهام، تركيا، بأنها ستواجه “عقوبات من الجحيم” إذا نقلت قواتها العسكرية إلى شمال سورية. وقال غراهام في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أول من أمس، إنه “إذا انتقلت تركيا إلى شمال سورية سيتبع ذلك عقوبات كثيرة ومدمرة من الكونغرس الأميركي”.

ووصف قرار سحب القوات الأميركية من سورية بأنه “كارثة في طور الإعداد”، وتعهد بأنه سيعمل على فرض عقوبات جديدة على تركيا إذا دخلت سورية. وأضاف: “سنفرض عقوبات تؤيد من الحزبين على تركيا إذا غزت سورية وسندعو إلى تعليق عضويتها في حلف شمال الأطلسي إذا هاجمت القوات الكردية، التي ساعدت الولايات المتحدة في القضاء على تنظيم داعش”.

 

أبو الغيط يرفض توغل تركيا في الأراضي السورية

القاهرة/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا للقيام بعملية عسكرية في العمق السوري. وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان صحافي اليوم (الأربعاء)، أن هذه العملية المُزمعة من جانب أنقرة تمثل انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام مزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني، وذلك وفقاً لم ذكرته الوكالة المصرية الرسمية. وأضاف المصدر أن «التوغل التركي في الأراضي السورية يهدد بإشعال مزيد من الصراعات في شرق سوريا وشمالها، وقد يسمح باستعادة تنظيم داعش الإرهابي لبعض قواته». وشدد المصدر على أن التدخلات الأجنبية في سوريا مدانة ومرفوضة أياً كان الطرف الذي يمارسها، وأن المطلوب الآن هو إعطاء دفعة للعملية السياسية بعد تشكيل اللجنة الدستورية، وليس الانخراط في مزيد من التصعيد العسكري. وأشار المصدر إلى أن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية كان قد أكد في اجتماعه الأخير الشهر الماضي على إدانة التدخلات الخارجية في عموم سوريا، مطالباً الجانب التركي بسحب قواته من جميع الأراضي السورية، كما أكد المجلس على رفض أي ترتيبات قد ترسخ لواقع جديد على الأراضي السورية بما لا ينسجم مع الاتفاقات والقوانين الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار. وكانت تركيا قد أعلنت أمس (الثلاثاء) أنها ستبدأ «قريباً» عملية في شمال سوريا في وقت أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة لم تتخل عن حلفائها الأكراد بعد سحبها قوات من المنطقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأرسلت أنقرة مزيداً من الآليات المدرعة إلى الحدود مع سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، وشوهدت قافلة تضم عشرات المركبات في بلدة أقجة قلعة بمحافظة شانلي أورفا التركية. وتطالب أنقرة بـ«منطقة آمنة» على الحدود مع شمال سوريا تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية وتسمح بعودة نحو 3.6 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية المستمرة منذ 8 سنوات. وأعلن إردوغان الاثنين أن التدخل في سوريا «قد يبدأ في أي ليلة دون سابق إنذار». وتثير العملية التركية المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف مقاتل من تنظيم داعش تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية» حالياً في حال اضطر مقاتلو المجموعة لمواجهة الجيش التركي. وبين هؤلاء، نحو ألفي عنصر من «المقاتلين الأجانب».وأعلن ترمب أن تركيا وغيرها من الدول تتحمل مسؤولية التعامل مع محتجزي تنظيم داعش.

 

«بلومبرغ»: تركيا بدأت التوغل في سوريا... وأنقرة تنفي

أنقرة/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

قالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن القوات التركية بدأت في العبور إلى شمال شرقي سوريا لطرد المسلحين الأكراد الذين يسيطرون على هذه المنطقة الحدودية؛ وهو ما نفاه مسؤولون أتراك. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، للوكالة، إن مجموعة صغيرة من القوات التركية دخلت سوريا في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأربعاء) من نقطتين على طول الحدود، بالقرب من مدينتي تل أبيض ورأس العين، استعداداً لشن هجوم كبير. ورداً على تقرير «بلومبرغ»، أبلغ مسؤولون أتراك وكالة «رويترز» للأنباء بأن التوغل المزمع في شمال شرقي سوريا لم يبدأ بعد، لكن الاستعدادات النهائية جارية، وبأنه اكتمل نشر القوات والعتاد.

وقال مسؤول إن جنوداً أتراكاً أزالوا بمعدات ثقيلة قطاعاً خرسانياً من جدار حدودي. ولم يصدر تعليق فوري من «قوات سوريا الديمقراطية» في هذا الشأن، إلا إنهم تعهدوا خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون في وقت سابق من صباح اليوم من مدينة الحسكة شمال سوريا، بالدفاع عن أنفسهم ضد أي هجوم تركي. وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قد قال في تصريحات متلفزة صباح اليوم إن الاستعدادات للعملية العسكرية شمال سوريا مستمرة. من جهته، كتب فريتين ألتون، مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن القوات التركية ستعبر الحدود السورية مع مقاتلي الجيش السوري الحر «قريباً». وتركيا متأهبة لدخول شمال شرقي سوريا منذ بدأت القوات الأميركية إخلاء المنطقة في تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.وسبق أن قالت تركيا إنها تعتزم إقامة «منطقة آمنة» من أجل عودة ملايين اللاجئين إلى الأراضي السورية، غير أن تلك الخطة أثارت انزعاج بعض الحلفاء في الغرب بقدر ما أثارت قلقهم المخاطر التي تشكلها العملية العسكرية ذاتها. وتعدّ تركيا مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية إرهابيين بسبب صلاتهم بمسلحين من الأكراد يشنون حركة تمرد داخل تركيا.

 

ترمب يخفف من قرار الانسحاب من سوريا... ويطمئن الأكراد ويؤكد على التحالف مع تركيا

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

بدا واضحاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حاول التخفيف من تداعيات قراره سحب الجنود الأميركيين من سوريا عبر التأكيد على أن عدد الجنود الذين انسحبوا من منطقتي تل أبيض وراس العين، لم يتجاوز الـ50 جندياً. وكما أثار قراره الأصلي بالانسحاب إثر مكالمة هاتفية مماثلة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عاصفة مماثلة من الانتقادات وتسبب في استقالة كل من وزير دفاعه الجنرال جيم ماتيس والمبعوث الأميركي الخاص إلى قوات التحالف بريت ماكغورك، توالت ردود الفعل الرافضة لهذا القرار، وخصوصاً من قيادات الحزب الجمهوري الأكثر ولاءً له، داعية الرئيس للعودة عنه. وقال ماكغورك في تغريدة على «تويتر»: «لم يكن لدى تركيا النية والرغبة والقدرة على إدارة 60 ألف محتجز في معسكر الهول، الذي حذر المفتش العام لوزارة الدفاع من أنه سيكون نواة لتنظيم (داعش)»، في إشارة إلى مخيم للاجئين تديره «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال سوريا ويضم آلافاً عدة من أفراد وعائلات التنظيم. وأضاف «الاعتقاد بخلاف ذلك هو مقامرة متهورة مع أمننا القومي».

وفي حين أكد ترمب، أن الولايات المتحدة «لم تتخل عن الأكراد» في سوريا، أكدت وزارة الدفاع الأميركية على أنها لن تتخلى عنهم. وشدد ترمب، في تغريدة الثلاثاء، على أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعمها للأكراد، وأعلن عن اجتماع مرتقب يجمعه بنظيره التركي رجب طيب إردوغان في 13 من الشهر المقبل. وأوضح ترمب، أن الولايات المتحدة سحبت «50 جندياً فقط من هذا الجزء من سوريا»، مشدداً على أن واشنطن «لم تتخل عن الأكراد»، واصفاً إياهم بأنهم «مقاتلون رائعون».

وقال ترمب، إن «تركيا شريك تجاري مهم وحليف في الناتو ومن الجيد التعامل معها»، لكن الرئيس الأميركي حذر تركيا مجدداً من أن تجاوز الحدود في الشمال السوري «سيدمر اقتصادها وعملتها الهشة للغاية». وأشار الرئيس الأميركي إلى أهمية التعاون التجاري مع أنقرة، قائلاً إن تصنيع هياكل مقاتلات «إف 35» يتم في تركيا، وأن السلطات أعادت القسيس برانسون «بناءً على طلبي... والذي كان أمامه فترة طويلة بالسجن». قرار ترمب أشعل موجة غضب وانتقادات شديدة في واشنطن، وخصوصاً من الجمهوريين، بما في ذلك الكثير من كبار حلفائه، واعتبر بمثابة ضربة قوية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، والتي اعتمدت عليها الولايات المتحدة بشدة باعتبارها القوة القتالية الأكثر فاعلية ضد تنظيم «داعش» في سوريا. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، إن «الانسحاب السريع للقوات الأميركية من سوريا لن يفيد سوى روسيا وإيران ونظام الأسد». وأضاف ماكونيل في بيان «سيزيد ذلك من خطر إعادة تنظيم (داعش) وغيره من الجماعات الإرهابية، وحث الرئيس على ممارسة ما وصفه بالقيادة الأميركية للحفاظ على التحالف المتعدد الجنسيات لهزيمة «داعش» ومنع صراع كبير بين حليفتنا تركيا في حلف الناتو وشركائنا السوريين المحليين في مكافحة الإرهاب». بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، في بيان مماثل، إن القرار يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليميين، ويبعث برسالة خطيرة لإيران وروسيا، وكذلك لحلفائنا، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد شريكاً مؤتمناً».

وكان السيناتور ليندسي غراهام أحد أكبر حلفاء ترمب، قد انتقد بشدة قراره سحب القوات، في سلسلة تغريدات ومواقف حذرت من انعكاساته على علاقات الولايات المتحدة بحلفائها. وقال في إحدى تغريداته، إنه عندما قرأ النص اعتقد للوهلة الأولى أنه يقرأ تصريحاً للرئيس السابق باراك أوباما، مشبهاً القرار بسحب القوات الأميركية من العراق.وأضاف غراهام في تغريدة «أشعر بالأسى الشديد للأميركيين والحلفاء الذين ضحوا بتدمير خلافة (داعش)؛ لأن هذا القرار يطمئن من جديد ظهور (داعش). حزين جداً. خطير جداً. ربما يكون الرئيس ترمب قد سئم من محاربة الإسلام الراديكالي. لكنهم لم يتعبوا من قتالنا». وانتقدت مندوبة الولايات المتحدة السابقة في مجلس الأمن نيكي هالي القرار، وقالت في تغريدة: «يجب أن نحمي دائماً ظهر حلفائنا، إذا كنا نتوقع منهم أن يحموا ظهرنا. كان للأكراد دور فعال في قتالنا الناجح ضد (داعش) في سوريا». وأضافت: «تركهم للموت هو خطأ كبير» منهية تغريدتها بالقول: «تركيا ليست صديقتنا».

وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز من ولاية تكساس في سلسلة من التغريدات، سيكون «مزعجاً إذا جلسنا مكتوفي الأيدي بينما تركيا تقتل الأكراد، حيث تشير التقارير العامة إلى أن الزعيم التركي إردوغان أخبر الرئيس ترمب صراحة بأنه يعتزم القيام بذلك».

بدوره، قال السيناتور ماركو روبيو، من ولاية فلوريدا، في تغريدة له: «إذا كانت التقارير حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا دقيقة، فإن إدارة ترمب ارتكبت خطأ خطيراً سيكون له انعكاسات أبعد من سوريا». وأضاف: «سيؤكد ذلك رؤية إيران لهذه الإدارة وتشجعها بعد ذلك على تصعيد الهجمات العدائية التي بدورها يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً وأكثر خطورة».

وأعلن حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي، أحد مؤيدي ترمب الأقوياء، أن التخلي عن الأكراد «خطأ فادح». وأضاف هاكابي والد المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز «لم يطلبوا منا أبداً القيام بالقتال عنهم، بل فقط إعطاءهم الأدوات اللازمة للدفاع عن أنفسهم. لقد كانوا حلفاء مخلصين ولا يمكننا التخلي عنها». وقالت السيناتور بن ساسي من نبراسكا وهي من الجمهوريين المستقلين في بيان، إن قرار ترمب «من المرجح أن يؤدي إلى ذبح الحلفاء الذين قاتلوا معنا، بمن فيهم النساء والأطفال». وأضافت ساسي «قبل قيام تركيا بقتل الأكراد الأبرياء، ينبغي على إردوغان أن ينظر بعناية في وضعه المتميز كعضو في حلف شمال الأطلسي. الشعب الأميركي ليس شريكاً مع أنظمة الإبادة الجماعية».

وفي اتصال هاتفي مع وسائل الإعلام شرح مسؤول في الإدارة الأميركية فضّل عدم كشف اسمه، ما جرى في الاتصال الهاتفي بين ترمب وإردوغان، قائلاً: إن الاتصال بدأ إيجابياً، لكنه انتهى بطريقة غير متوقعة وبشكل سلبي زاد العلاقة بين واشنطن وأنقرة سوءاً.

وأضاف أن ما جرى دفع بالرئيس ترمب إلى تهديد نظيره التركي، بتدمير اقتصاد بلاده إذا قام بشيء يتجاوز الحدود في سوريا. وقال، إن الاتصال جاء في وقت كان فيه العمل جارياً بين الولايات المتحدة وتركيا على تطبيق المنطقة الآمنة على الحدود السورية - التركية والتي كانت تسير على ما يرام.

وأضاف، أن «هذه الآلية قامت على تسوية بين (قوات سوريا الديمقراطية) والولايات المتحدة وتركيا، وكنا نعتبر أنها تلبي حاجات الأتراك». وتابع، أن ترمب تطرق إلى حلول معينة تتعلق بصفقة صواريخ «إس 400» الروسية التي تسلمتها تركيا، وكذلك إلى قضية طائرات «إف 35» الأميركية التي علقت الولايات المتحدة عضوية تركيا في برنامجها وأوقفت تسليمها لأنقرة، إضافة إلى أمور قضائية وإمكانية الوصول إلى اتفاق تجاري بين البلدين يصل إلى مائة مليار دولار أميركي.

وأوضح المسؤول، أنه بعد نقاش إيجابي لتلك القضايا، أثار إردوغان «مسألة الدخول إلى شمال شرقي سوريا، وادعى أن آلية المنطقة الآمنة التي وضعناها ونطبقها لا تلبي حاجاته ومطالبه، وأنه يريد أن يقوم بعملية أحادية الجانب لم يحدد تفاصيلها، لكنه أوضح أنه يريد دعماً أميركياً لها». وهنا قال المسؤول الأميركي، إن إردوغان سمع من ترمب ما لم يكن يتوقعه، حيث أجابه بالتأكيد أن الولايات المتحدة لن تدعم مثل هذه العملية شكلاً أو مضموناً، وأنها فكرة سيئة جداً، وأنها لن توفر أمناً أفضل لتركيا وأبناء المنطقة في القتال مع «داعش». وقال، إن جواب ترمب فاجأ إردوغان؛ لأنه كان يعتبر أن بإمكانه إقناعه في دعم طلبه. وأشار إلى أن ما قامت به الإدارة الأميركية بعد المكالمة في شمال شرقي سوريا، هو سحب أفراد من القوات الأميركية من مواقع على الحدود التركية «لعدم توجيه رسالة بأن قواتنا تدعم العملية العسكرية التركية، وفي الوقت نفسه لا نريد أن تبقى هذه القوات هناك لتظهر وكأنها باقية لمنع الأتراك من التحرك باتجاه الداخل السوري». وأشار المسؤول إلى أن «ليس هناك أي تغيير في وجودنا العسكري في شمال شرقي سوريا ونقوم بمراجعة وجودنا العسكري كما نراجع موقفنا السياسي». وأضاف أن «موقف الرئيس التركي إردوغان يوم الاثنين كان منضبطاً أكثر مما كان عليه من قبل».

وقال هذا المسؤول «إن الإدارة الأميركية تراجع الوضع لمعرفة ماذا سيحصل في المستقبل»، مضيفاً: «لدينا مؤشرات عدة تشير إلى أن الأتراك جاهزون عملياً للقيام بعملية عسكرية، لكن لا نعرف متى ستبدأ. ربما لن تحصل، لكن هناك احتمالات كبيرة أنها ستحصل ولا نعرف ما إذا ستكون عملية صغيرة أو كبيرة». وأعلن أن الولايات المتحدة علقت تطبيق آلية المنطقة الآمنة لأنه «لا فائدة من مواصلة تطبيق هذه المنطقة»، لكنها ستحافظ في الوقت ذاته على التواصل العسكري مع الأتراك.

وفي خطوة لها دلالاتها العسكرية ورسائلها السلبية بالنسبة لتركيا، أعلن أن واشنطن أغلقت الأجواء أمام تركيا في شمال شرقي سوريا. وأردف «نحن الآن نسيطر على هذه الأجواء وليس لدينا أي نوايا في تغيير ذلك في المستقبل القريب، وسنكون حريصين ونشيطين في تطبيق سيطرتنا على هذه الأجواء من أجل حماية أفرادنا وقواتنا». وهذا الأمر يعني بالنسبة لتركيا أنه لا يمكنها أن تستخدم طائراتها الحربية في أي عملية توغل داخل الأراضي السورية ما سيعرضها لخسائر كبيرة ويعيق عملية تقدمها على الأرض. وختم المسؤول بالقول إن «على إردوغان أن يستوعب المعلومات الجديدة بأن الولايات المتحدة لا تدعم توغله العسكري في شمال شرقي سوريا، ولن يكون هناك أي دعم من المجتمع الدولي... ولا نعرف ماذا سيفعل».

 

مصر واليونان وقبرص تحذر من التصعيد التركي «شرق المتوسط»/قادة الدول الثلاث أكدوا تمسكهم بتعزيز التعاون ومواجهة التحديات المشتركة

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

في القمة السابعة من نوعها بين مصر، واليونان، وقبرص، والتي استضافتها، القاهرة، أمس، جدد قادة الدول الثلاث، تحذيرهم من «التوتر، والتصعيد» في منطقة شرق المتوسط، جراء «التحركات الأحادية» التركية للتنقيب عن مكامن الطاقة أمام سواحل «قبرص الشمالية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة.

وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحافي، بحضور نظيره القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن المحادثات الثلاثية لآلية التعاون، التي بدأت قبل 5 سنوات، ناقشت «التطورات في منطقة شرق المتوسط، وما تشهده من توتر وتصعيد في المواقف، قد ينتج عنهما استقطاب دولي وإقليمي، وذلك بسبب الممارسات أحادية الجانب، التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها، والإضرار بمصالح دول الإقليم». وعززت مصر واليونان وقبرص، خلال السنوات الماضية، من متانة الروابط السياسية، والاقتصادية، والعسكرية بين بلدانهم، وذلك بموازاة توترات أثارتها تحركات تركيا للتنقيب عن الغاز. واعتبر السيسي، الذي ترأس أعمال القمة، أن «تحقيق الأمن والاستقرار (شرق المتوسط)، يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعا (مصر، واليونان، وقبرص)، تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها، ومن دونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي».

بدوره، وجه الرئيس القبرصي، هجوماً مباشرا ضد المحاولات التركية للتنقيب عن الغاز، قبالة سواحل «قبرص الشمالية»، وقال إنها «تصرفات غير مقبولة، تشكل تهديدا لاستقرار الأمن والسلام في منطقة شرق المتوسط»، وواصفا إياها بأنها تُمثل «اعتداءً صارخاً على الحقوق القبرصية والقانون الدولي».

كما أعلن أناستاسيادس أن بلاده بصدد «استخدام الوسائل الدبلوماسية المتاحة لوقف الاعتداءات التركية، لضمان عدم وجود عرقلة لتحقيق السيادة القبرصية»، ومنوهاً بأن التعاون بين مصر واليونان وقبرص «يعتمد في مجال الطاقة على استخراج مواردها، وهو ما يلعب دورا حاسما في التعاون الإقليمي، ويساهم في رخاء واستقرار المنطقة». وسبق لمصر ودول أخرى منها أميركا فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، أن أصدروا بيانات عدة تشير إلى استنكار ما تقوم أنقرة من عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص.

وفي كلمته، قال رئيس وزراء اليونان، كرياكوس ميتسوتاكيس، إن بلاده تدعم «إعادة المفاوضات من أجل توحيد جزيرة قبرص»، ومعرباً عن «إدانة التصرفات غير الشرعية لتركيا بمنطقة المياه الإقليمية في قبرص، والاعتداءات والتصرفات الاستفزازية لأنقرة في بحر إيجه، والتي لا تتناسب مع حسن الجوار».

وفي سياق التعاون الثلاثي، أشار السيسي إلى أنه تم الاتفاق على «العمل على الارتقاء بالتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، وتكثيف التفاعلات البرلمانية والشعبية والثقافية بين دولنا، كما أكدنا أهمية تعزيز التنسيق بيننا في مختلف أطر التعاون التي تجمعنا، خصوصاً (منتدى غاز شرق المتوسط)».

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أسست كل من: (مصر، واليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل)، «منتدى غاز شرق المتوسط» (EMGF) ومقره القاهرة، وجاء في البيان التأسيسي للمنتدى أنه «بمثابة منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق مع مبادئ القانون الدولي»

كما أعلن السيسي عن «التوقيع على عدد من الوثائق والبرامج التنفيذية، بين مصر وقبرص واليونان، في مجال الترويج للاستثمار للأعوام من 2019 إلى 2021. وكذا التوقيع على اتفاق منع الازدواج الضريبي بين مصر وقبرص».

وفيما بدا إشارة ثانية لتركيا، ولكن دون تسميتها، تحدث الرئيس المصري، عن «الإرهاب كظاهرة دولية، تحتاج إلى مضاعفة الجهود الدولية المبذولة لمواجهتها (...) وتجريم ما توفره بعض الدول من دعم مادي وبشري للأعمال الإرهابية، والسماح بعبور ونقل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها، لتهديد أمن واستقرار الدول الأخرى، وتوفير حواضن آمنة ونوافذ إعلامية لتلك الجماعات». وسبق للخارجية المصرية، أن أصدرت بياناً الشهر الماضي، اتهمت فيه نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بـ«دعم وإيواء الإرهابيين»، داعية إلى «محاسبته» دولياً. وتطرق البيان المشترك للقمة الثلاثية، إلى الشأن السوري، وبعدما «أكد دعم (أطراف القمة) لجهود المبعوث الأممي لسوريا، والحاجة الملحة لاستئناف الحوار، بين جميع أطراف الأزمة السورية تحت مظلة الأمم المتحدة»، نوه إلى «الرفض التام لمحاولات استخدام القوة، واستقطاع جزء من الأراضي السورية، وفرض أمر واقع جديد في المنطقة، فيما يُعد انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية».

 

الحكومة تعلن تعليق المظاهرات إلى ما بعد «زيارة الأربعين» ومقتل شرطي بمواجهات جديدة في مدينة الصدر ببغداد

بغداد/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أمس، الاتفاق مع تنسيقيات المتظاهرين على تعليق الاحتجاجات في البلاد إلى حين الانتهاء من «أربعينية الحسين» في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقال مسؤول خلية المتابعة بمكتب رئيس الوزراء، مصطفى جبار، في تصريح أوردته شبكة «رووداو»: «تواصلنا مع جميع تنسيقيات المظاهرات في بغداد والمحافظات، وأعلنت (التنسيقيات) إيقاف مظاهراتها إلى ما بعد زيارة الأربعين، لقدسية هذه الزيارة». وأوضح أن التنسيقيات «قدمت لهم مطالب بسيطة جداً، ونحن وعدنا بتنفيذ أغلبها». من جهته، أكد ناشط مدني أن قبول التنسيقيات تعليق المظاهرات جاء بموافقة جميع الأعضاء و«احتراماً وتقديراً لزيارة الأربعينية، ولتهيئة الأجواء لإقامة مراسم الزيارة من قبل ملايين المشاركين». وعاد الهدوء والاستقرار إلى أغلب مناطق العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية، بعد موجة من الاحتجاجات الشعبية الدامية التي استمرت على مدار أسبوع كامل. وصباح أمس، أُعيد فتح «المنطقة الخضراء» المحصنة أمنياً وسط بغداد، بعد أن أغلق الأمن مساء الأربعاء الماضي، جميع مداخلها وفرض إجراءات مشددة حول محيطها منعاً لاقتحامها من قبل المتظاهرين. وعادت الاحتجاجات الليلة قبل الماضية إلى شوارع مدينة الصدر في بغداد حيث قُتل أحد أفراد قوات الأمن، في حين بدا معظم أنحاء البلاد أكثر هدوءاً مما كان عليه على مدى الأسبوع الماضي. وقال الجيش العراقي، أمس، إن شرطياً قُتل وأصيب 4 آخرون إثر هجوم من مسلحين في مدينة الصدر حيث قتل 15 شخصاً في الليلة السابقة خلال أعمال شغب.

وقُتل ما يزيد على 110 عراقيين وأُصيب 6 آلاف على مدار الأسبوع الماضي بعد الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الأمن والمحتجين المطالبين برحيل الحكومة وإنهاء الفساد. وأحداث العنف الحالية هي الأسوأ في العراق منذ هزيمة تنظيم «داعش» قبل عامين، كما أنها تمثل أكبر اختبار أمام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي تولى السلطة قبل عام. ومن شأن وصول أحداث العنف إلى مدينة الصدر هذا الأسبوع زيادة التحدي الأمني الذي تمثله الاحتجاجات. وتاريخياً، كان من الصعب إخماد الاضطرابات في مدينة الصدر حيث يعيش نحو ثلث سكان بغداد البالغ عددهم 8 ملايين في ظروف صعبة تشمل نقص الكهرباء والمياه والوظائف. وقالت مصادر في الشرطة المحلية لوكالة «رويترز» إن المحتجين وذوي قتلى الاحتجاجات احتشدوا في مدينة الصدر بعد حلول مساء الاثنين. وأضافت أن المحتجين أشعلوا النيران في إطارات أمام مبنى مجلس البلدية والمحكمة في ميدان مظفر. وتابعت أن إطلاق النار الذي استهدف قوات الأمن كان مصدره أحد الحشود. لكن المحتجين قالوا إنهم تعرضوا لهجوم من قوات الأمن باستخدام الذخيرة الحية طوال الأسبوع. وشوهد قناصة على أسطح المباني وهم يطلقون النار على حشود المحتجين مما أدى لسقوط قتلى ومصابين.

 

ماكرون يتعهد حرباً بلا هوادة ضد الإرهاب والتطرف وتصاعد الحملة على وزير الداخلية الفرنسي... ولجنة تحقيق في جريمة مديرية الشرطة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

مع كل يوم يمر، تتكشف أمور جديدة بشأن العملية الإرهابية التي أوقعت 4 قتلى وعدة جرحى إضافة لمرتكبها في مقر مديرية شرطة باريس؛ وتحديداً في قسم المخابرات المكلف مواجهة التطرف والإرهاب. ومنذ أن بان تشدد الجاني وراديكاليته الإسلاموية، بفضل القرائن المادية والشهادات الحية التي توصل إليها التحقيق القضائي، اتسعت دائرة تداعيات هذه المقتلة وتحولت إلى قضية سياسية وتكاثرت التساؤلات حول كيفية حدوث عمل إرهابي داخل ما يفترض أن يكون حصناً أمنياً، وأن يكون مرتكبه موظفاً تابعاً لقسم المخابرات ومولجاً صيانة كومبيوترات القسم وذلك منذ 16 عاماً... وأكثر من ذلك، فقد عادت فرنسا سنوات إلى الوراء لتغوص مجدداً في أجواء الإرهاب ويقتنص اليمين واليمين المتطرف الفرصة للتصويب على وزير الداخلية والحكومة ورئيس الجمهورية، وللمطالبة باستقالة الأول المطلوب للإدلاء بشهادته أمام لجان في مجلسي النواب والشيوخ. وكرمت فرنسا، أمس، بحضور رئيس الجمهورية، في باحة مديرية الشرطة، ذكرى رجال الأمن الثلاثة والموظفة الذين قتلهم ميكاييل هاربون طعناً بالسكين التي اشتراها صبيحة يوم ارتكابه جريمته الرباعية قبل أن يقتل بالرصاص في باحة المديرية. ووسط حضور رسمي كثيف وبوجود عائلات وأقارب القتلى، سجيت نعوش الأربعة التي لفت بالعلم الفرنسي وسط الساحة ومنحوا تنويه جوقة الشرف. وألقى الرئيس ماكرون كلمة غلب عليها الطابع السياسي. وكانت هذه ثاني مرة يأتي فيها إلى مقر المديرية لأنه سارع إليها يوم الخميس الماضي ومباشرة بعد المقتلة. وفي كلمته وإزاء الانتقادات الموجهة إلى سياسته إنْ في ملف مواجهة الإرهاب، أو الهجرات، تبنى الرئيس الفرنسي لغة بالغة التشدد، واعداً بـ«شن معركة بلا هوادة ضد الإرهاب والتطرف». لكنه سارع بعدها لإيضاح أن هذه الحرب «ليست ضد الديانة الإسلامية» بل ضد «الوحش الأصولي»، داعياً الفرنسيين جميعاً إلى التعبئة لمواجهة هذا الوحش. وتعود الإشارة للإسلام إلى أن الجاني ميكاييل هاربون قد اعتنق الديانة الإسلامية منذ 10 سنوات وتبنى خطاً راديكالياً متشدداً.

وعثرت أجهزة محاربة الإرهاب التي عهدت إليها مهمة التحقيق في الجريمة ودوافعها، على مقاطع فيديو تمجد «داعش» وعملياته، كما تبين لاحقاً أن هاربون كان يتردد على مسجد في ضاحية غونيس (الواقعة شمال باريس) حيث يقيم إمام متطرف، كما أنه كان على تواصل مع أصوليين متطرفين. إضافة إلى ذلك، ذكر زملاء له للتحقيق أن الجاني عبّر عن «فرحه» بالجريمة الإرهابية التي أصابت أسرة تحرير مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة بداية عام 2015 والتي كانت نقطة الانطلاق لسلسلة من العمليات الإرهابية التي ضربت فرنسا وأوقعت 246 قتيلاً ومئات عدة من الجرحى.

ألمانيا: لاجئ سوري يسرق شاحنة ويصدم 7 سيارات قبل اعتقاله أعاد إلى الأذهان عملية أنيس العامري الإرهابية قبل 3 سنوات

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

بعد 3 سنوات على سرقة اللاجئ التونسي أنيس العامري، شاحنة، ليصدم بها عمداً رواد سوق للميلاد في برلين، ويقتل 12 شخصاً، كادت مدينة ألمانية وسط البلاد تشهد حادثاً مشابهاً، بعد أن أقدم لاجئ سوري على سرقة شاحنة، ليصدم بها 7 سيارات، قبل أن توقفه الشرطة. ورغم أن السلطات الألمانية لم تؤكد أو تنفِ بعد فرضية الإرهاب، وقالت إنها ما زالت تحقق في الدافع، فقد نقلت قناة «زد دي إف» عن مصادر أمنية أن الحادث تم تصنيفه إرهابياً. وكشفت الشرطة، في بيان، أمس، أن منفذ العملية يحمل الجنسية السورية، ويبلغ من العمر 32 عاماً، وأنه سرق الشاحنة من مكان قريب قبل أن يصدم بها سيارات قريبة في مدينة ليمبورغ، وسط ولاية هسن، ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص. ونقلت صحف ألمانية عن شهود أن الرجل كان يكرر كلمات بالعربية، وهو يقود الشاحنة، وبعد خروجها منها. ودخل المتهم السوري، ألمانيا، عام 2015، أي في خضم موجة اللجوء، وكان معروفاً لدى الشرطة لارتكابه جرائم تتعلق بالسرقة والمخدرات، ولكنه لم يكن مصنفاً على أنه متطرف، كما لم تكن لديه علاقة معروفة بمتطرفين، حسب متحدث باسم الادعاء في فرانكفورت. وبعد اعتقاله، بدأت الشرطة عملية أمنية واسعة، وشارك ما يقارب 60 محققاً في تفتيش شقتين في منطقة قريبة، أحدهما كان يسكن فيها اللاجئ المعتقل والأخرى لقريب له. وصادفت الشرطة عدة أجهزة هواتف ومحركات أقراص فلاش (يو إس بي)، من دون أن يتم العثور على أسلحة أو مواد مرتبطة بالتطرف حتى الآن.

ونقل موقع صحيفة «فرانكفورتر نويه برس» عن السائق الأصلي للشاحنة، قوله، إن الرجل المعتقل فتح باب الشاحنة من الخارج بعد أن توقف على إشارة ضوئية، ونظر إليه بعيون جاحظة دون أن يتحدث. وعندما سأله السائق بقلق «ما الذي تريده مني؟»، شده الرجل من ذراعيه ليخرجه من الشاحنة عمداً، ويجلس مكانه، ويقود بسرعة صادماً 7 سيارات، ويتوقف بعد أمتار قليلة. وقال سائق الشاحنة الأصلي إن الرجل كان ملتحياً وشعره داكن، وبدا وكأنه تحت تأثير المخدرات. ونقلت الصحيفة كذلك عن شهود أن الرجل الذي كان يقود الشاحنة خرج منها بعد أن اصطدمت بالسيارات، وبدا مصاباً بالدوار، وجلس على الأرض على بعد بضع أمتار. وقالت سيدة تدعى بتينا يزلي، حسب الصحيفة، إنها خرجت من مكتبها فور سماعها صوت اصطدام وشاهدت الرجل يجلس ويداه مضرجتان بالدماء وأنفه ينزف. وعندما تحدثت معه قال لها إنه «يشعر بالألم في كل مكان»، وعندما سألته عن اسمه أجابها «محمد».

وذكر بيان الشرطة أن عدداً من عناصرها الذين كانوا موجودين بالمكان عن طريق الصدفة، ألقوا القبض على الرجل. كانت «دير شبيغل» نقلت أن عدداً من المتدربين في الشرطة كانوا يمارسون رياضة العدو في الجوار، واقتربوا من الرجل من دون الاشتباه في البداية بأنه كان هو من يقود الشاحنة. وتحدثوا إليه لبضع دقائق قبل أن يوقفوه. وحسب موقع «دير شبيغل»، فإن اللاجئ السوري كان يحمل الحماية المؤقتة. وفي الأول من أكتوبر الماضي انتهت فترة إقامته. ولا يمكن لألمانيا أن ترحل السوريين اللاجئين أو الحاصلين على حماية مؤقتة إلى سوريا، بسبب إمكانية تعرضهم للاعتقال أو القتل هناك. وتعتمد وزارة الداخلية على توجيهات من الخارجية الألمانية التي تصدر تقارير كل 6 أشهر حول الوضع في سوريا، وتوصي بعدم إمكانية ترحيل سوريين إلى بلدهم، بسبب عدم استقرار الوضع هناك. وحسب «دير شبيغل»، فقد قاوم اللاجئ اعتقاله بشدة، وكان يردد كلمات بالعربية. وما زالت ألمانيا تعيش آثار حادث الصدم الذي نفذه اللاجئ التونسي أنيس العامري، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وما تبع القضية من معلومات عن إخفاق الشرطة في منع العملية، خصوصاً وأن العامري كان معروفاً لديها، وتبين لاحقاً أنه على صلة بمجموعات إرهابية على المستوى الأوروبي، من بينهم عبد الحميد أبا عود، الذي يعد العقل المدبر لهجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وقبل أيام كشفت صحف ألمانية أن بحوزة السلطات شريطاً مصوراً لم يكن معروفاً من قبل، يبدو فيه العامري وهو يهدد بتنفيذ عملية إرهابية. وفتحت عدة لجان برلمانية تحقيقات بالحادث لتحديد ما إذا حصل تقصير من قبل السلطات وما إذا يمكن تفادي وقوعه.

ومما جاء في كلمة ماكرون، متوجهاً إلى رجال الشرطة المجتمعين للاستماع له: «إن زملاءكم قد سقطوا تحت ضربات متطرف يحمل الموت في طياته، وعلينا محاربته». وإزاء التساؤلات المتكاثرة حول العملية، وعد ماكرون بـ«جلاء (جميع جوانب) العملية وتوفير الإجابات عن الأسئلة كافة وتحديد المسؤوليات وتمكين القضاء من ممارسة عمله».

ثمة تخوفات لدى المحققين من أن يكون ميكاييل هاربون قد استفاد من طبيعة عمله التي تتيح له الاطلاع على محتويات كومبيوترات قسم المخابرات لينقل المعلومات لأطراف أخرى، خصوصاً أنها قد وجدت لوائح بأسماء عدد من رجال الأمن العاملين لصالح المخابرات الداخلية مع أرقام هواتفهم وعناوينهم الخاصة. كذلك يسعى المحققون للتحري عن وجود أشخاص ربما قدموا مساعدات مادية أو لوجيستية للجاني. وقد اعترف وزير الداخلية كريستوف كاستانير بوجود «خلل» في عمل الأجهزة الأمنية بالنظر إلى أن دلائل التشدد والراديكالية قد ظهرت على سلوكيات هاربون بعكس ما أكده كاستانير في أولى تصريحاته عن الحادثة. ويجهد الأخير في تبرير ما تراه المعارضة خطاً فادحاً؛ لا بل «فضيحة دولة». وسبق لزملاء لهاربون أن تحدثوا عن سلوكيات أثارت ريبتهم؛ ومنها، إلى جانب «تشفّيه» لعملية «شارلي إيبدو»، أنه كان تخلى عن ثيابه العادية وأخذ يرتدي ثياباً تقليدية «جلباباً» عند ذهابه إلى المسجد، كما أنه راح يرفض مصافحة النساء اللاتي يعملن معه، علماً بأنه يعرفهن منذ سنوات.

في شهاداته المتلاحقة، سعى كاستانير لتوفير إجابات «مقنعة» عن تساؤلات النواب والسياسيين والرأي العام. وحتى اليوم، ما زال وزير الداخلية الذي تتركز عليه الانتقادات يحظى بثقة رئيسي الجمهورية والحكومة. وهذه هي المرة الثالثة التي يكون فيها هدفاً لمعارضيه بعد الانتقادات العنيفة التي استهدفته بصدد إدارته السيئة لملف «السترات الصفراء»، ثم في موضوع غرق شاب في نهر لوار الذي ينساب في مدينة نانت (غرب فرنسا) الصيف الماضي بسبب تفريق رجال الأمن احتفالاً موسيقياً شبابياً في ساعة متأخرة.

وأمس، أعلن رئيس الجمعية الوطنية (مجلس النواب) ريشار فران قبوله طلب المعارضة اليمينية تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للنظر في ملابسات اعتداء مديرية الشرطة، مما يعني أن هذه المسألة ومعها مسائل الإرهاب، ستبقى قيد النقاش لأسابيع طويلة. وثمة من يرى أن المعارضة اليمينية أو اليسارية تريد تسخيرها للتصويب على الحكومة. وكان إدوارد فيليب، رئيس الوزراء، قد طلب القيام بتحقيقين لمراجعة أساليب استكشاف علامات الراديكالية والتطرف الديني في أجهزة الشرطة والدولة وإلزامية الإعلان عنها مخافة أن تتكرر مأساة الأسبوع الماضي. وكان ماكرون قد عبر عن دهشته بعد الحادثة إزاء تمكن هاربون من الحصول على تصريح أمني يتيح له الاطلاع على أسرار أمنية، عادّاً ذلك أمراً «لا يمكن تصوره وقبوله»، ومن أن يتمكن الأخير من تنفيذ هجومه «في المكان الذي نقوم فيه بملاحقة الإرهابيين والمجرمين».

 

«نوبل الكيمياء» لأميركي وبريطاني وياباني طوّروا بطاريات الليثيوم أيون

ستوكهولم/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

أعلنت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم اليوم (الأربعاء) فوز الأميركي المولود في ألمانيا جون بي غودإناف والبريطاني ستانلي ويتينغهام والياباني أكيرا يوشينو بجائزة «نوبل» للكيمياء لعام 2019 لتطويرهم بطاريات الليثيوم أيون القابلة للشحن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وذكرت لجنة «نوبل» أن بطاريات الليثيوم أيون الخفيفة والقوية والقابلة لإعادة الشحن تُستخدم اليوم في الكثير من المنتجات، مثل الهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والسيارات الكهربائية. وأضافت اللجنة أن هذا النوع من البطاريات بإمكانه تخزين كميات كبيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبالتالي يمكن استخدامها في جعل العالم خاليا من الوقود الأحفوري. وأشارت اللجنة إلى أن غودإناف المولود عام 1922 في ألمانيا يعتبر بذلك الفائز الأكبر سنا بجائزة «نوبل» على الإطلاق. وذكرت أن الجائزة ستُقسم بالتساوي على العلماء الثلاثة، والتي يبلغ إجمالي قيمتها نحو 830 ألف يورو (911 ألف دولار تقريباً).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انهيار لبنان المأسوي

خلف أحمد الحبتور/السياسة/09 تشرين الأول/2019

ما زلت أحتفظ بذكريات رائعة عن لبنان، وما كان عليه في الماضي. فهذا البلد الذي أُطلِق عليه في مطلع السبعينات لقب”سويسرا الشرق” كان الأكثر سحراً وحيوية في المنطقة، وكان يستقطب الزوار من أصقاع الأرض قاطبةً. وقد وقعتُ تحت سحر لبنان، شأني في ذلك شأن عدد كبير من مواطني بلدي الإمارات العربية المتحدة. فشيّدت فندقَين خمس نجوم ومنتزهاً ترفيهياً في العاصمة بيروت، وكان هدفي الأساسي تأمين وظائف للمواطنين اللبنانيين. في الواقع، فاقت قيمة استثماراتي في لبنان منذ عام 2011 قيمة المبالغ التي وظّفها أي مستثمر آخر في البلاد. وكان رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري يتصل بي كلما زرت لبنان خلال تولّيه رئاسة الحكومة، كي نلتقي ونناقش شؤون الأعمال وغيرها من المسائل، وعلى مر السنين، نشأت علاقة صداقة وطيدة بيننا قوامها الثقة والاحترام المتبادلان… أفتقده كثيراً. ولا يسعني سوى أن ألمس بقلبٍ ملؤه الحزن أن لبنان كما عرفته وأحببته لم يعد له وجود، وأن الزمن تبدّل وغشاوةً قوية أطبقت على هذا البلد الجميل.

الفرق شاسع بين ما كان عليه لبنان أيام العز، وما هو عليه اليوم في هذا المسار الانحداري الذي قد يودي به نحو الانهيار الاقتصادي. يوم الاثنين الماضي، ألقى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري كلمة أمام مؤتمر الاستثمار الإماراتي-اللبناني الذي عُقِد برعاية وزارة الاقتصاد الإماراتية وغرفة التجارة في أبوظبي، ويرمي إلى توطيد أواصر التعاون الاقتصادي بين الحليفَين التاريخيين. وقد علّقتُ آمالاً كبيرة على هذا المؤتمر المهم، لكنه كان للأسف مخيّباً للآمال. أولاً: لم تُعرَض أي فرص استثمارية فعلية ومتينة خلال المؤتمر. ولم يؤتَ على ذكر الإصلاحات التي تُعتبَر ضرورية لتعزيز الأمن والاستقرار للمواطنين اللبنانيين، فما بالكم بالمستثمرين الأجانب الذين يحتاجون إلى الشعور بالاطمئنان إلى أن رساميلهم وموظفيهم سيكونون بأمان.

ثانياً: لم تتطرق النقاشات مطلقاً إلى الخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة الوضع الاقتصادي الشديد التردّي، وسوء الإدارة، والفوضى السائدة على الساحة السياسية. ولا شك أنه كان يجدر بالمندوبين اللبنانيين الرفيعي المستوى، وخصوصاً رئيس الوزراء نفسه، أن يبذلوا جهوداً لزيارة مستثمرين حاليين ومحتملين وجهاً لوجه بغية الوقوف على مخاوفهم، ومنحهم التطمينات اللازمة. المشكلة الحقيقية التي تجنّبَ المتحدثون الخوض فيها هي”حزب الله” الذي تردّد اسمه همساً بدلاً من إعلانه على الملأ بأعلى صوت. لا مفرّ من الحقيقة، فلبنان هو تحت سيطرة تنظيم إرهابي. وأمينه العام حسن نصرالله هو صاحب القرار النهائي؛ أما الوزراء ورؤساء الأحزاب الذين يرتدون بذلات أنيقة، ويقولون كلاماً معسولاً فهم مجرد واجهة ومظهر من مظاهر الديمقراطية الخادعة. وهم يخشون إغضاب نصرالله وإثارة استيائه.

لقد أقرّ الحريري، في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” في سبتمبر الماضي، بعجزه عن كبح ممارسات”حزب الله”، وقال إن التنظيم الذي تتهمه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالضلوع في مقتل والده، “هو مشكلة إقليمية لا مشكلة لبنانية فقط”. القيادة الحقّة تقتضي شجاعة. أين هم الأبطال اللبنانيون، أين هم أصحاب المبادئ الذين لا يترددون في أن يعلنوا على الملأ رفضهم للقبضة المحكَمة التي يمارسها”حزب الله” على مصير أولادهم خدمةً للمصالح الإيرانية؟ الأمر واضحٌ وضوح الشمس، وإذا لم تُقطَع البراثن الإيرانية، لا أمل أبداً بنهوض لبنان. وقد بدأت الدوامة الانحدارية في عام 1975 عندما اندلعت حرب أهلية مذهبية في هذا البلد الصغير، واستمرت 15 عاماً ظهرت في خلالها ميليشيا”حزب الله” الخاضعة لسيطرة إيران، والتي تبثّ سمومها في البلاد تحت قناع ما يُسمّى حركة المقاومة اللبنانية. وبعد ذلك، خضع اللبنانيون للاحتلال السوري وشهدت البلاد حرباً مع إسرائيل تسببت بها الخطوة المتهوّرة التي أقدم عليها”حزب الله” من خلال أسر جنديَّين إسرائيليين عبر الحدود.

يرزح ستة ملايين لبناني، منذ عقود، تحت وطأة الكوارث التي تنهال عليهم الواحدة تلو الأخرى. فالشعب اللبناني يعاني، أباً عن جد، من النزاعات التي تتوالى فصولاً على أرضه التي تُستخدَم بلا هوادة ساحة معركة بالوكالة عن الآخرين، وينتهك حرمتها بعض اللبنانيين الذين يعملون في سبيل تنفيذ الأجندة التوسّعية الإيرانية. وتعاني البلاد منذ عقود من سوء الإدارة. صحيحٌ أن لبنان يخضع بشكل صوري لحكم قائم على معادلة طائفية معينة يؤدّي بموجبه سياسيون من مختلف الطوائف، نظرياً، دوراً في تسيير شؤون البلاد، لكن التسليم بهذا الأمر بات ضربا من السذاجة، فـ”حزب الله” يمتلك السلاح، وهو صاحب القرار بالاشتراك مع حليفَيه السياسيين، حركة “أمل” بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، و”التيار الوطني الحر” أي حزب رئيس الجمهورية ميشال عون. سوف أسمّي الأمور بأسمائها. يترنّح لبنان تحت وطأة احتلال إيراني يُفرَض عليه بحكم الأمر الواقع، ويتسبب بإحكام الخناق على النمو والفرص الاقتصادية.

وهذا التدخل الإيراني جعل بطبيعة الحال الدول الخليجية التي تُعتبَر حليفة تقليدية للبنان، تُبدي تردداً في تقديم مساعدات كبيرة ومجدية إليه لأنها تخشى أن ينتهي بها الأمر في صناديق الحرب التابعة لـ”حزب الله”.

ويبدو أن كيل اللبنانيين قد طفح. فقد نزل الآلاف منهم اخيراً إلى الشوارع، وقطعوا الطرقات للتعبير عن غضبهم من التدهور الخطير في قيمة الليرة اللبنانية، وشح الدولار، وأزمة المحروقات والماء والدواء. وقد وُجِّهت اتهامات إلى عناصر الأمن باللجوء إلى العنف والقوة ضد المتظاهرين.

وتشير تقارير الى توقيف إعلاميين وصحافيين بتهمة “التهجّم” على مسؤولين في الحكومة.

وداعاً لحرية الصحافة التي كانت فيما مضى حريات مكرَّسة وغير قابلة للمس بها في لبنان.

بصراحة، تستحق الحكومة هذه الانتقادات. فهي تدخل في حالة شلل عندما يحين الوقت لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وتُماطل شهورا، بل سنوات قبل إقرار الموازنة. ويحصل جميع رؤساء الأحزاب تقريباً على الحماية من ميليشيات خاصة تابعة لهم، ويسعى عدد كبير من الأفرقاء خلف مصالحهم ومآربهم الشخصية بدلاً من العمل من أجل خير البلاد والعباد. تستشري الرشوة والفساد والمحسوبيات على أعلى المستويات السياسية ،وفي المجتمع بعامة. وفي هذا الإطار، احتل لبنان المرتبة 138 من أصل 180 دولة في”مؤشر مدركات الفساد” الصادر عن منظمة الشفافية الدولية لعام 2018.

تبلغ نسبة الدين العام 151 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ولا تزال تسلك منحى تصاعدياً وصولاً إلى مستويات غير قابلة للاستدامة. وخلال الشهر المقبل، سوف تصبح سندات بقيمة نحو 1.5 مليار دولار مستحقّة السداد للجهات المَدينة. وكانت وكالات التصنيف قد خفّضت التصنيف الائتماني للبلاد إلى المستوى السلبي في وقت سابق من العام الحالي. وقد ذكرت وكالة “رويترز” أن مديري الصناديق يتجنّبون شراء سندات اليوروبوند المقرر إصدارها بقيمة مليارَي دولار في وقت لاحق من الشهر الجاري، وقد نُقِل عن مدير المحفظة المالية لدى الشركة الاستثمارية “أبردين ستاندرد” قوله:”لستُ مستعداً للمسها(أي السندات) ولو بعصا كبيرة جداً. يبدو أنهم يقتربون أكثر فأكثر من الانفجار الداخلي”.

لا بد من العودة إلى الحقبة التي كان فيها الراحل رفيق الحريري رئيساً للوزراء، حيث شهد لبنان نمواً بلغت نسبته 8 في المئة، وكان لبنان يُعتبَر من الوجهات الأكثر جاذبية في منطقة الشرق الأوسط، أما حاليا فمن غير المفاجئ أن المستثمرين يغادرون مع رؤوس أموالهم. ويؤسفني القول إن مكانة لبنان تراجعت أيضاً على المستوى التعليمي، بعدما كان يُعتبَر المركز الريادي الأول للتفوق العلمي في العالم العربي. فقد فقدت المدارس والجامعات ميزتها التنافسية بالمقارنة مع نظيراتها في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول الخليج. ويتوجّه الخرّيجون اللبنانيون الذين يعجزون عن إيجاد فرص عمل في وطنهم الأم، إلى دول الخليج أو الدول الغربية بحثاً عن فرص عمل. أمام الألمع والأفضل بينهم فرصٌ جيدة للحصول على وظيفة، ولكن عدداً كبيراً منهم يعاني من البطالة ويعجز عن إيجاد العمل في مجاله التخصصي بسبب تراجع مستوى التعليم في لبنان. اللبنانيون شعبٌ قادر على تحمّل المشقات والنهوض من كبوته. لقد تخطّوا سلسلة من المحطات المؤلمة على امتداد 44 عاماً من تاريخهم المضطرب، إنما لن تلوح أي نهاية للوضع المتردي في الأفق ما دام رجل إيران حسن نصرالله يُحكم قبضته على البلاد من وراء الكواليس.

المشكلة هي في”حزب الله” وأسياده الإيرانيين، ووحدهم اللبنانيون يستطيعون إيجاد حلٍّ لها بالتعاون مع حلفائهم. ولا يسعني سوى أن أدعو الله سبحانه وتعالى بأن ينجحوا في ذلك وعسى أن يكون ذلك قريباً جداً بإذن الله.

 

أميركا تسلّم المنطقة لخصومها.. لا لحلفائها العرب

منير الربيع/المدن/09 تشرين الأول/2019

تعيش الولايات المتحدة الأميركية جدلاً مفتوحاً منذ سنوات حول سياستها في الشرق الأوسط. النقاش المفتوح يتنامى عند كل محطّة انتخابية، بين الديمقراطيين والجمهوريين. فباراك أوباما، خاض معركته الانتخابية تحت شعار الاهتمام بالداخل الأميركي والانسحاب من أزمات المنطقة، والشرق الأوسط تحديداً. وهو أعلن انسحابه من العراق وأفغانستان. دونالد ترامب ذهب بعيداً في ولايته الأولى حول مسألة الانسحاب من المنطقة، ورفع شعار أميركا أولاً. وها هو يستعيد الأسلوب ذاته تحضيراً للمعركة الانتخابية التي يأمل الفوز فيها بولاية ثانية.

"صفقة القرن" وأمن النفط

تريد الولايات المتحدة الأميركية، الوصول إلى سياسة صفر مشاكل مع مختلف الدول التي كانت في مواجهة معها، ككوريا الشمالية وإيران وروسيا. والهمّ الأساسي لواشنطن يبقى في مواجهة الصين لاعتراض مبادرة حزام وطريق، أو فرض نفسها كشريك قوي في هذا المشروع. سياسة أوباما في هذا المجال لم تكن تختلف عن سياسة دونالد ترامب. الرجلان يستلهمان من زبيغنيو بريجنسكي، ومن هنري كيسنجر، حول ضرورة التقارب مع روسيا تدعيماً لمواجهة الصين وإجبارها على عقد ما الشراكة معها في ظل تناميها وتعاظم اقتصادها.

افتتح ترامب معركته الانتخابية لولاية ثانية بالإعلان عن "صفقة القرن". وقبلها كان انسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية على إيران، بغية تغيير الاتفاق وتقديم نفسه المستعيد للهيبة الأميركية. اليوم تغيرت أحواله وأصبح بحاجة إلى صورة مع أي مسؤول إيراني تعزز وضعيته الانتخابية. تمكنت إيران من استفزاز أميركا في العديد من المجالات وصولاً إلى ضرب خطوط النفط. بينما ترامب لم يكن قادراً ولا راغباً بالدخول في حرب أو مواجهة، لأن الأميركيين لا يريدون الانغماس أكثر في الشرق الأوسط. وتتنامى لدى الأميركيين وجهة نظر مفادها أن ليس على الولايات المتحدة تحمّل تكاليف أمن النظام العالمي الذي أرسي بعد إنهيار الاتحاد السوفييتي. تتخلى واشنطن عن وظيفتها في إدارة العالم متخففة من دفع التكاليف المترتبة عن ذلك. وقد تجلى ذلك بعد الضربات الإيرانية في الخليج. إذ أعلن ترامب أنه غير معني بحماية خطوط النفط، وعلى الدول الأخرى المستفيدة من النفط أن تتكفل هي بحماية الناقلات والمنتوجات النفطية.

أربع قوى

يستكمل ترامب معركته الانتخابية بالإعلان عن أن أسوأ قرار أميركي اتخذ في التاريخ هو التورط في الشرق الأوسط، معلناً سحب خمسين جندياً أميركياً من شرق سوريا، وتسليم المنطقة إلى تركيا، ما يعني أنه منح تركيا غطاءً لعمليتها العسكرية هناك. إعلان ترامب هذا، لا يعني بالضرورة الانسحاب الكامل من الشرق الأوسط. ولكنه في مضمونه يعود إلى نظرية بريجنسكي وكيسنجر في تسليم ملفات المنطقة إلى قوى دولية ترتبط بعلاقة وثيقة بواشنطن، ولن تكون قادرة على الخروج من تحت العباءة الأميركية. وهذا ما دفع أميركا إلى تسليم سوريا لروسيا، وجزء منها لتركيا. بينما غايتها الأساسية، حالياً، تتركز على عقد صفقة كبرى مع إيران. فتكون طهران شريكاً أساسياً ضمن هذه القوى الأربع التي تمنحها واشنطن أدواراً في المنطقة، أي تركيا وروسيا وإيران وإسرائيل. أدوار هذه القوى الأربع هي الجواب البديهي على سؤال حول ما الذي سيحل بدلاً من الوجود الأميركي. بينما ليس لدى العرب سوى الفراغ، وهم الذين افتقدوا لأي مشروع وراهنوا بكلية مشاريعهم ومقدراتهم على الأميركيين. لن يكون الانسحاب نوعاً من الإنكفاء الكامل عن المنطقة، بل محاولة احتوائية جديدة للمنطقة من خلال قوى إقليمية فاعلة كإيران وتركيا وروسيا. بينما تبقى واشنطن قادرة على ضبط هذه اللعبة بالاستناد إلى تحكمها الاقتصادي والمالي.

الخسارة العربية

خسارة كبيرة بالنسبة إلى العرب الذين راهنوا على واشنطن على مدى عقود. وفي المقابل سيسجل خصوم واشنطن "انتصاراً معنوياً" لصالحهم بعد الانسحاب الأميركي، طالما انهم يتفوقون في مشاريعهم على العرب، الذين يضيعون في خطابات متناقضة ومتعددة. الخطابات القومية أو الإسلاموية أو اليسارية الفاقدة لأي رؤية أو أفق، إضافة إلى خطابات الطغم العسكريتارية التي تعزز أدوار الأنظمة على حساب الشعوب ومصالحها.

هكذا، تحولت واشنطن إلى عنوان يستدعي تعليق خيبات العرب عليه. 

طوال السنوات الماضية ترسّخ وهم إسمه الولايات المتحدة الأميركية. بينما اليوم يتوجب طرح السؤال عن البدائل التي يمكن اعتمادها. هل الإيرانيين بنموذجهم في الحشد الشعبي، وحزب الله، والحرس الثوري؟ أم نموذج روسيا بوتين، صاحب العشرين عاماً في حكم روسيا، ورمز تجدد الأنظمة الشمولية والمخابراتية، التي تغيب فيها أي تعددية أو حرية أو ديموقراطية، أم النموذج التركي الذي يأخذه رجب طيب أردوغان إلى الشخصنة والديكتاتورية المغلفة بديموقراطية هشة لا تحتمل الصحافيين. أما النماذج العربية البائسة التي لا تنتج سوى الموت لشعوبها كالنظام السوري؟ ما يحدث حالياً في المنطقة، ولبنان من ضمنها، يشبه إلى حدّ بعيد ما جرى إبان الحرب العالمية الأولى، في إعادة رسم الخرائط والأدوارالجديدة في المنطقة ودولها، حيث تتوزع مراكز القوى الحالية بين إيران وتركيا وروسيا وإسرائيل. وكل ذلك تحت رعاية شعبوية أميركية، وشعبوية أوروبية، تعيش على إعادة إنتاج منطق العصبيات القومية، والتي تلاقي صداها في الشرق الأوسط، بنماذج مختلفة.. تبدأ من "صفقة القرن"، ولا تنتهي في فدرلة سوريا، وفي ترسيخ الدويلات المسلحة داخل الدول، وإضعاف الدور العربي وإغراق العرب والخليجيين في همومهم الداخلية واستنزاف ثرواتهم بعد ضمور شرعيات الحكم، مقابل تعزيز منطق الأقليات القومية والمذهبية المتلاقية ضد العرب أو ضد "الأكثرية" في هذه المنطقة.

الحال اللبنانية

يمثل لبنان مرآة جلية لهذه التطورات وتفاعلاتها. إذ أن واشنطن تترفع عن التورط في تفاصيل السياسة اللبنانية، على الرغم من سيطرة حزب الله على القرار اللبناني، ومن مضي الأميركيين في فرض العقوبات عليه. ما تريده واشنطن من العقوبات على حزب الله هو أولاً إمساك العصا من الوسط بين الإيرانيين والعرب. وثانياً إخضاع حزب الله كما إيران لضوابط معينة تؤمن بنوداً متعددة، تبدأ بملف ترسيم الحدود وحماية النفط، ولا تنتهي بحماية أمن إسرائيل. هذا من دون أن يكون لدى واشنطن أي مشكلة في احتفاظ حزب الله بسلاحه. إذ تحول النقاش من السلاح الكامل إلى الصواريخ الدقيقة فقط. وهذا يعني أن واشنطن لا تمانع أن يكون حزب الله هو الوصي على لبنان برعاية إيران، وبناء على التفاهم بين القوى التي لديها مشاريع واضحة في الشرق الأوسط. وكلها تبحث عن شراكة مع الأميركيين، الذين سيبقون ضباط إيقاع وتوازنات وفق ما يلاءم مصالحهم. وهذا سيكون مرعياً عن كثب بوجود الأميركيين في أكبر سفارة على البحر المتوسط يتم تشييدها في لبنان.

 

واشنطن في العراق وسوريا ولبنان: قصّة ابريق الزيت

هيام القصيفي/الأخبار/09 تشرين الأول/2019

يتشارك الوسط السياسي اللبناني في محاولة فهم أبعاد الخطوة الأميركية في شمال سوريا مع الإعلام الغربي ومعظم مراكز الدراسات الاستراتيجية، وتلمّس مدى ارتداد ذلك على لبنان حاضراً ومستقبلاً. تكمن محاولة استطلاع التوقيت لأن الحدث السوري طغى فجأة على كل ما عداه، وأتى من مكان غير متوقع، بعدما كادت تطورات المنطقة تأكل من رصيد سوريا، بعد الاشتباك اللبناني الإسرائيلي، ومن ثم استهداف أرامكو، وانفجار الوضع العراقي. ورغم توالي المحطات السورية السياسية، إلا أن عودة شمال سوريا الى الواجهة، من بوابة واشنطن، تعيد التذكير مجدداً بأن كل حلقات السلسلة في الشرق الأوسط مترابطة، لأن اللاعبين الأساسيين هم أنفسهم. وهذا يذكي التكهنات بأن شيئاً ما يُهيّأ لسوريا ولا يمكن أن يكون إلا جزءاً مما يعدّ للساحات الأخرى المترابطة معها. ليست المرة الأولى التي تصبح فيها الخطوات الأميركية في سوريا، عكس المتوقع، سواء في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق الديموقراطي باراك أوباما كما حصل مع قرار اللاضربة عسكرية بعد اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيمائية، أو الجمهوري الحالي دونالد ترامب، مع قراره سحب قوات أميركية من شرق سوريا. تسعى كل القراءات الى استطلاع الأسباب والنتائج المترتبة على هذا القرار، في ظل كلام عن مقايضة بين الانسحاب الأميركي بالاتفاق مع روسيا، مقابل سحب روسيا النفوذ الإيراني من سوريا. قد يكون من المبكر التعامل مع هذا الكلام، قبل توضح الصورة كاملة، في انتظار ردة فعل تركيا وجدية التهديد الأميركي إزاء أي عملية تركية، من دون إغفال التنسيق غير المعلن بين واشنطن وتركيا وروسيا، حول هذه المنطقة العازلة التي تستفيد منها تركيا، بخلق شريط حدودي يضم النازحين السوريين إليها، فتضمن بذلك فك ارتباط أكراد سوريا وتركيا. ليتبلور بالنسبة الى بعض اللاعبين جزء من حل أزمة النازحين الكبرى، وإحداث تغيير ديموغرافي واضح، ويتكرس دور تركيا وروسيا في سوريا، في مقابل الكباش الأميركي مع إيران.

لم يتوقف الحوار الأميركي الروسي في شأن سوريا والمفاوضات لرسم صورة النظام أو مستقبل سوريا، أو لتحديد معالمها بجغرافيّتها المتغيّرة عن تلك التي كانت قائمة. وتبعاً لذلك، فإن الكلام عن احتمالات حدوث مقايضات في الساحة السورية ليس جديداً، لكن أدوات تطبيقه ليست في يد الأميركيين والروس وحدهم. لأن من الصعب الاعتقاد، بعد تطورات العراق الأخيرة، بأن إيران يمكن أن تسلّم بسهولة انتزاع ورقة سوريا من يدها ولو لحساب حليف كروسيا. وهنا أيضاً يمكن التوقف عند التطورات العراقية، من الوجهة الاقتصادية، لأن ما حصل يذكّر أيضاً بالحديث قبل أسابيع عن تدهور الوضع الاقتصادي السوري (بعيداً عن تكاليف الحرب وآثارها) ومن ثم انفجار الملفات الاقتصادية والمالية دفعة واحدة في لبنان.

لا يمكن وفق ذلك التعامل مع القرارات الأميركية إزاء سوريا بغير ما حصل في العراق ولبنان والساحات التي تفرض فيها واشنطن نفوذها وحضورها. منذ وقت غير قصير، لم يعد الموالون لواشنطن في لبنان يعوّلون على أيّ تدخّل أميركي فاعل في لبنان، بالشكل الذي جرى بعد عام 2005. تبعاً لذلك، يصبح دائماً اتهام هذا الفريق، الذي لم يعد واحداً، بأنه نواة انقلاب ما على الوضع الحالي، مبالغاً فيه. لأن لا فريق سياسياً يشبه الفريق الذي كان عاملاً قبل سنوات، ولا إدارة أميركية متورطة الى جانب أي من خصوم إيران على افتراض أنها اليوم الخصم الأميركي في لبنان. من هنا، يصبح التخلي عن أكراد سوريا واحداً من مشاهد مماثلة سبق أن حصلت. لا يعني ذلك أن الأكراد لا يتحملون مسؤولية ما. لكن لبنان يختلف بحساباته وتقاطعاته، ويختلف أيضاً بطبيعة ردة الفعل الأميركية إزاءه. فالعقوبات التي تفرضها واشنطن على حزب الله، أو التي ترفع وتيرة الضغط من خلالها على حلفائه، لا تصبّ في مصلحة حلفاء لها في لبنان. بل تأتي في إطار رفع شروطها التفاوضية مع إيران، سواء في الاتفاق النووي أو في تسوية شرق أوسطية كاملة، وبالحد الأدنى إبقاء ضغطها على الحزب لمصالح انتخابية أو داخلية بحت تتعلق بكيفية إدارة كل فريق حاكم ملف التعامل مع الحزب ومؤسساته ومن خلفه إيران. والضغوط الأميركية الحالية والحديث عن رفع سقف العقوبات يدخل في سياق السياسة ذاتها، التي تفرض إيقاعاً وحيداً يتعلق بمصالح الولايات المتحدة أولاً وآخراً، كما حصل حين تدخلت واشنطن مع قوى 14 آذار، ووافقت على انتخاب خصمها الرئيس ميشال عون، ووقفت أخيراً الى جانب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أو الى جانب الجيش اللبناني، أو حاكم مصرف لبنان. من المفيد وفق التطور السوري العودة الى أسباب الدخول الأميركي الى العراق ونتائجه، ومن ثم سوريا، وقبلهما تسليم رعاية الوضع اللبناني الى دمشق طوال خمسة عشر عاماً، للهدف نفسه، وسط خشية أفرقاء لبنانيين من حلفاء واشنطن أن يكون لبنان ورقة تفاوض جديدة مع إيران، فتعيد واشنطن تسليمه لها، كما فعلت سابقاً مع سوريا. وما حصل في شمال سوريا عزّز هذه المخاوف.

 

مهمّة جديدة للقوى الأمنية والعسكرية

أسعد بشارة/الجمهورية/09 تشرين الأول/2019

لم تكد القوى العسكرية والأمنية تتلقى التخفيض في موازناتها والتحضير لشطب التدبير الرقم 3 جزئيّاً، الذي تعتبره تعويضاً عن عدم شمولها بالزيادات على الرواتب من جهة، وعن الانتشار العسكري الدائم بسبب المهمات الموكولة إليها في الداخل وعلى الحدود من جهة أخرى، حتى رُميت في ملعبها كرة نار ثقيلة هي مسؤولية التعامل مع التحركات الشعبية، الناتجة من الأزمة الاقتصادية. تقول مصادر أمنية إنّ هذا التعامل هو الأصعب، لأنّ المؤسسات العسكرية والأمنية تصبح بين نارَين ومسؤوليتين: الأولى حماية التحركات الشعبية، والثانية حماية المواطنين والممتلكات العامة بالحرص نفسه. وفي كل أحد على مدى أسبوعين، كان جنود الجيش وأفراد قوى الأمن الداخلي مُستنفرين، لتحقيق المهمة. واذا تكرر التظاهر السلمي، فستبقى الأهداف واحدة لا تتغير، أي الحفاظ على الاستقرار وحق التظاهر، ومنع الانزلاق الى العنف.

توجِز المصادر التحديات التي تواجه القوى الأمنية والعسكرية بالآتي:

أولاً: إنّ هذه المؤسسات، قيادة وضباطاً وعناصر، تنتمي الى الناس، وهي المكلّفة حفظ أمنهم والأمن الوطني، تشعر بأنّ الأزمة الاقتصادية تطالها كما تطالهم، وأنّ هواجسهم هي هواجسها. وبالتالي، إنّ العسكر المكلّف المهمة، يعاني معاناة من يتحركون سلمياً في الشارع، ومهمته تقع بين حَدّين: التضامن قلبيّاً معهم، والتزام حمايتهم وتطبيق القانون، وحماية الاستقرار.

ثانياً: إنّ مسؤولية المؤسسات الأمنية والعسكرية هي ملاحقة الدعوات المشبوهة الى التخريب، سواء التي تأتي من داخل الحدود أو من خارجها. ففي الاسبوع الاول للتحرك الشعبي، سجّلت الاجهزة الامنية حركة اتصالات منظّمة من أكثر من 240 هاتفاً دولياً، أرسلت رسائل متزامنة يومَي السبت والأحد، الى جميع المناطق اللبنانية، مصدرها بلدان أوروبية وأميركية وافريقية وأسيوية، عملت لمدة يومين، ورصدت، ويجري التحقيق في مصدرها، وربما لا يكشف بسبب صعوبة ملاحقتها من هذه البلدان، ويمكن لهذه الاتصالات والارقام الـ240 أن تكون ضمن مجموعة واحدة. هذه الاتصالات المشبوهة اختَفت في الاسبوع الثاني، وحلّ مكانها تظاهر عادي في ساحة الشهداء وشوارع أخرى.

ثالثاً: إنّ مسؤولية القوى العسكرية والأمنية هي أن تتابع عن كثب كل ما يجري وكل ما يصنّف في خانة الشُبهة، من هذه الشبهات ما جرى في شتورا منذ ايام ولم يعلن عنه خوفاً من حصول حالة هلع تؤثر في المصارف، فقد توجّه سوريون بالمئات الى فروع المصارف في شتورا بعد سماعهم إشاعة أنه في حال حصول صعوبات للمصارف، فإنّ مصرف لبنان أعطى توجيهاً بأن تدفع أموال اللبنانيين وأن تجمّد أموال السوريين، وسَبّب التزاحم قلقاً عند جميع المودعين، وكاد ان ينتقل الى مناطق أخرى، لو لم يعالج الأمر مع مصرف لبنان والمصارف، حيث أعطيت التعليمات بإعطاء السوريين أموالهم (صغار المودعين) قبل أن تتحول «الزوبعة السورية» الى «عاصفة لبنانية».

رابعاً: إنّ مسؤولية القوى العسكرية والأمنية تقتصر على ادارة الاستقرار، أمّا حلّ الأزمة فيستوجب إعطاء اللبنانيين رسالة ثقة هي من مسؤولية الحكومة وأجهزة الدولة، ومن دون رسالة الثقة هذه ستبقى هذه المؤسسات في حالة استعداد، إن لم نقل في حالة استنزاف، لتأمين المهمة الجديدة التي لا يتمناها أيّ جيش في أية دولة في العالم. فهذه الكأس هي الأصعب، وتتجاوَز في صعوبتها تأمين الحدود، أو أية مهمة أخرى، لأنّ نطاق المهمة في الشارع مع الناس وبينهم ومن أجلهم، وكلما لاحَت بوادر انفراج عاد الوضع الى سابق عهده.

تتولى القوى الأمنية التحقيق في التحريك الخارجي للتحركات الشعبية، من دون أن تحصر الأسباب بهذا التحريك، كما تتولى التحقيق في إشاعة شتورا، وتُبقي العين على الداخل، وتحديداً على مسؤولية حفظ الاستقرار، فالأزمة تعرّضها لضغوط مضاعفة، لكنّ قرارها هو حفظ الاستقرار مهما كانت الكلفة مرتفعة.

 

وما أدراكم ما ”الكراهية

 نبيل بومنصف/النهار/09 تشرين الأول/2019

لا ندري كيف ستبرر السلطات الرسمية بعد حين ارتفاع منسوب المؤشرات السلبية في تقارير الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان حيال تصاعد مقلق للملاحقات المتصلة بحرية التعبير عن الرأي في لبنان. هل ستتعامل السلطات المعنية مع تقارير موثقة بالأعداد والحالات والخلفيات التي تقف وراء نهج متنمر يستسهل الاستقواء على ناشطين او إعلاميين او حزبيين من اتجاه معين بهدف تعميم نمط تأديبي معروف التداعيات المدمرة كما تعاملت السلطات السياسية قبلا مع تقارير وكالات التصنيف المالية الدولية على طريقة طمر الرؤوس في الرمال؟

ليس تفصيلا عابرا ان ينذر احد ابرز الزعماء اللبنانيين وليد جنبلاط العهد بخطورة تعميم الكراهية في بيئات سياسية وحزبية وسياسية تتعرض لاستهدافات منهجية على غرار ما توحيه الملاحقات المتواصلة في صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي. ولن يكون تفصيلا عابرا الإضطراب الذي تثيره ملاحقات اعلامية على غرار محاكمة صحيفة “نداء الوطن” التي ستبدأ غدا على وقع اعتصام اهل السلطة الرابعة اعتراضا ورفضا لهذا النهج المنذر بالتضييق على الحريات. نتساءل بغرابة مجددا وتكرارا، ولن نمل من تكرار هذه المعزوفة ما دامت عوارضها مستمرة وتتنامى : من تراه لا يدرك ماذا ترسم دوائر الرصد الخارجية حيال قمع صاعد في لبنان واي تداعيات بالغة الاذى على بلد لم تتردد مجلة “الايكونوميست”عن نشر رسم ارزته تتهاوى من العلم إيذانا بانهياره؟ وابعد من ذلك هل ترانا امام دولة واحدة موحدة وسلوكيات امنية تتبع معايير واحدة في الحفاظ على الامن وحماية حقوق المواطنين كما يضمنها الدستور، ام اننا امام إقطاعات سياسية تتحكم كل منها بسياساتها ومفاهيمها ومصالحها الخاصة كأننا في فيدرالية مكرسة واقعيا فتضاف الشرذمة الى واقع دولة تعاني من سطوة دويلة الحزب الحديدي؟ تغدو كل هذه الهواجس مبررة وواقعية في ظل ما نشهده من فصول التفكك والانحلال امام اخطار الازمة المالية والاقتصادية من جهة وأخطار الصورة التي تصدرها عن لبنان ممارسات واتجاهات بوليسية تكاد تنقرض مثيلاتها في أسوأ أنظمة الدول المتخلفة. من تراه سيقنع اللبنانيين بان الجهود المستميتة التي يبذلها الرئيس سعد الحريري لاعادة استقطاب بعض الدعم العربي الملح للبنان تلاقيه جهود مماثلة لدى الغارقين في حسابات السطوة والاستقواء؟ واي مزاعم سخيفة تلك التي يراد للبنانيين ان يصدقوها عن تنسيق وتوافق وتفاهم على استراتيجية انقاذية للبنان المقترب من أسوأ السيناريوات فيما لا يمر يوم لا يصدمون فيه بعودة ممارسات كانوا يعتقدون انها ذهبت مع طرد نظام الوصاية السورية من لبنان ولن تعود اطلاقا؟ لكأننا فعلا امام جهات تستسقي الكراهية والمزيد من الحقن هنا وهناك غير آبهة او غير مدركة بعين الحسابات العميقة والتجارب المريرة السابقة الى اين تؤدي هذه السلوكيات الأشبه بزرع الألغام. لا موجب اساسا لاستحضار تجارب النفخ المفرط في انتهاك حقوق التعبير وما ادت اليه في حقبات الانقسامات الداخلية الحادة فكيف حين تبدأ هوية الملاحقين السياسية تطغى على سطح التداعيات الخطيرة وتبين ان “جحا لا يقوى الا على خالته”. ومن قال ان “الخالة” لا تنتفض وبجنون يوما ما؟

 

هل يـُطبّـق قانون الإثراء غير المشروع أم تكون الكلمة للجياع؟

حبيب شلوق/المرصد/الأربعاء 09 تشرين الأول2019

توقفت مصادر ديبلوماسية غربية أمام الأوضاع السياسية والإقتصادية المتردية في لبنان فلاحظت أنها نتيجة لسوء الإدارة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، وهي إدارة غالباً ما كانت متسرّعة لعدم إشباع المشكلات المتراكمة درساً ، أو عاجزة عن مواكبة التطورات المتلاحقة بحيث أتت المعالجات متلاحقة وغير قادرة على اجتراح الحلول. وفي رأي هذه المصادر أن الحلول الجوهرية التي طــُـلبت من لبنان نتيجة انعقاد مؤتمر "سيدر"،كشروط للمساعدة، لم ينفّذ منها شيء يذكر حتى الآن، على رغم تلقي الحكومة "لائحة" واضحة بهذه الحلول تتضمّن تحديداً معالجة الفساد ووقف الهدر واجراء إصلاحات جذرية تبدأ بموازنة شفافة وضبط السرقات المتراكمة الناجمة عن سوء الجباية وتحصيل الرسوم منذ عشرات السنين، وصولاً إلى استرجاع الأموال المسلوبة المتخِمة لجيوب البعض ممن تولّوا المسؤولية منذ ما عُرف بـ "وثيقة الوفاق الوطني" إلى اليوم.

وتذهب هذه المصادر إلى أبعد من ذلك وأخطر، معتبرة أن المعالجات الحالية للأزمة غير مجدية مما يهدّد "سيدر"ويقضي على كل المساعي إلى تحقيقه ، لأنها معالجات عادية لأمراض مستعصية، وبالتالي إن الطلب من المصرف المركزي إصدار سندات خزينة بالدولار يِؤدي لاحقاً إلى أزمة اقتصادية وأمنية في آن واحد، لأن ما سيدفعه البنك المركزي لتمويل مشاريع الحكومة سيكون من ودائعه بالدولار، وبالتالي فإن ذلك سيزيد في العجز وخصوصاً أنه سيضاعف الطلب عليه مما يرفع سعره على حساب الليرة وينشـّط السوق السوداء ويثبـّت سعرين للدولار الأميركي الأمر الذي سيفاقم الأزمة .

وتعطي المصادر نفسها نماذج من المعالجات المتسرّعة للأزمة الإقتصادية الخانقة منها خصوصاً تلك الموضوعة لشراء المحروقات والقمح والدواء، والتحرك "الوقائي" المواجه للمصارف، وهي معالجات تزيد في تفاقم الأزمة الاقتصادية في أمد قصير.

وتذكّر المصادر بأن ثمة أفرقاء معدودين مسؤولون عن الفساد الحاصل منذ بداية التسعينات إلى اليوم، وهم على علم أكثر من غيرهم بمكامن الهدر وبمنابع الفساد، ويمكنهم أن يرشدوا اليها عندما يُطلب منهم، وعندما تكون جدية في المعالجة. وتذهب إلى أبعد من ذلك لتؤكد استعداد الجهات الدولية المهتمة لضخ معلومات عن الأموال المهرّبة إلى الخارج طوال هذه الفترة، وخصوصاً بعدما رُفعت السرية المصرفية عن الودائع في الخارج بحجة مراقبة تمويل الإرهاب بحيث بات كشف الثروات والأرصدة في متناول الدول الكبرى، والأمثلة على ذلك واضحة وبدأت في المملكة العربية وبلغت سوريا مروراً بعدد من الدول العربية والغربية. والمطلوب في هذا الظرف الإقتصادي والمالي والإجتماعي الحرج، في نظر المصادر نفسها، وقف المعالجات بالمسكنات والشروع في معالجة جدية تصل حتماً إلى استئصال الداء والكي قبل انهيار أسس الدولة وسقوط الهيكل، وفي مقدم هذه المعالجات تطبيق قانون الإثراء غير المشروع تطبيقاً عملياً وإدخال تعديلات عليه ، بحيث تتحرك النيابات العامة عفواً بناء على خَبَر أو إخبار،وإبعاد السياسيين عن القضاء وليس العكس، وعندها فقط تكون بدأت قيامة الدولة واستــُرجع "وطن النجوم" و"الصورة اللي صوّرها الله من مرمى التلج لفقش الموج"... وإلا يظل قول على مَن تقرأ مزاميرك يا داود؟ سائداً،وثورة الجياع والمرضى والمعوقين وعائلات الشهداء والجرحى متأهبة.

 

كم ّ الافواه خوفاً من ال آه !

المحامي لوسيان عون/الأربعاء 09 تشرين الأول2019

تجربة الجيش وفّرت مليوني دولار: لماذا لا تستورد الدولة البنزين؟

بين ال آه  والاخّ ( مع شدة وتشديد ) تلازم وترابط وثيق لما بين الاولى والثانية عند الشدة والتشدد.

وبين الاثنتين الاخيرتين كم من فوارق واختلاف في التوصيف ، حيث أن الشدّة في التعاطي مع الشعوب رغم ما تتطلب أحيانا من حزم مطلوب مع المجرمين والخارجين عن القانون بهدف تطبيق القانون ، يبقى التشدد واجباً خاصة في وطن شهد تسيباً وانفلاتاً على كل الاصعدة الى أن بلغ الفساد أوجه فتسبب بالانحطاط والافلاس . لكن بقدر ما يفترض أن يكون التشدد والحزم ضرورياً مع الخارجين عن القانون ، فان الحوار يمسي واجباً بحالة الفقر والجوع والعوذ ، مع طبقة فقيرة كادحة جردت من كافة حقوقها المدنية والاجتماعية والانسانية فتكاثرت ظواهر التشرد في الشوارع وعلى الارصفة ، فبات نادراً أن يخلو شارع من مشرد وبائس أ كهل مسن ينام في العراء أم متسوّل أم يقضي لياليه في سيارته المتهالكة وهو ظاهرة لم يكن يشهد لها لبنان قبل الحرب الاهلية التي عصفت فيه الا نادرأً ، لكن كلما ارتقينا الى عصر باتت تشرف عليه جمعيات حقوق الانسان المحلية والعالمية ازدادت نسبة التشرد والفقر والبؤس

لكن كلما ارتفعت نسب البطالة والمآسي الاجتماعي بين أفراد الاسر في مجتمعنا تعالت صيحات الآه والاخّ من شدة الالم تبعاً لاهمال الحكام لشؤون وأزمات الفقراء ، ولكم كثرت مشاهد الموت على ابواب المستشفيات ونسب المتسولين والمحرومين والمحتاجين والاولاد المشردين ، في حين ارتفعت نسبة البذخ والافراط في الترف والصرف ضمن مجتمعات الاثرياء التي لم تتعد الثلاثة في المئة ضمن مجتمعنا حتى كاد يشهد مزاحمة مزايدات بين أفراده على كلفة حفلات الزفاف واثمان القصور التي تبنى أو تشترى من الغنائم من المال العام و ” على عينك يا تاجر “

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الآهات وصرخات الاخّ التي تصم الآذان وتدمي القلوب وتدمع الاعين ، لم يعد  متاحاً أمام الحاكم  سوى القمع وسيلة لاسكات أنين الناس ، فيما الفضائح التي باتت تشكل الخبز اليومي مع صياح الديك تنهش من الاموال العامة بلا خجل أم وجل دون أن تلقى محاسبة أم مساءلة ممن يفترض أن يحاسبوا لتبقى فرصة لتعبئة الجيوب ، وهذا هو المطلوب ممن حظي بنعمة التعيين والتوظيف من المحاسيب والازلام. اليوم يعلق الشعب اللبناني على خشبة ، وبات يطلب منه أن لا يسمع أحد من المسؤولين صوته لكي لا يزعجه، وتتحول معه الوظيفة الى فرصة ذهبية لجني الثروات والاثراء غير المشروع وهنا تنقلب المفاهيم راساً على عقب بفعل ضمير المسؤول الذي تحول الى خشبة لا تشفق الا على مصالحه

وان كان لم يعد للمواطن لا حول ولا قوة ، فيبقى فاهه لينطق بالحق ويطالب بالعدل علّ من مجيب

 

أميركا خرجت...هل يبتهج الرفاق؟

هشام بو ناصيف/الولايات المتحدة/الأربعاء 09 تشرين الأول2019

بات واضحا اليوم أن عوامل الاستمراريّة في السياسة الاميركيّة تجاه الشرق الاوسط بين باراك اوباما وخلفه في البيت الابيض أكثر من عوامل الاختلاف – دع عنك البوق الصوتي المستمرّ على تويتر. قبل فترة سئل أوباما عن القرار الذي يأسف على اتّخاذه كرئيس للولايات المتحدة، فردّ بالتندّم على التدخّل العسكري في ليبيا. احترقت سوريا تحت ناظريه وخلاصته أنّه فعل في المنطقة أكثر مّما ينبغي، لا أقلّ من المطلوب. وقف المساعدات القليلة التي كانت الولايات المتحدّة تقدّمها للجيش السوري الحرّ عام 2017 كان مؤشرا أوّليّا أن ترامب مستمرّ بالاتجاه التراجعي نفسه في الاقليم. الاستعداد للتخلّي عن البيدق الكردي اليوم مؤشر واضح آخر لانّه يخرج الولايات المتحدّة من معادلات النفوذ في سوريا تماما. وبين المؤشّرين، كان ترك السعوديّة وحيدة في مواجهة الاعتداءات الايرانيّة أبلغ رسالة للجميع أن الولايات المتحدّة في طريقها الى الخروج من اللعبة، أو أنّها خرجت منها فعلا. الاستعداد السعودي الحالي ل"التفاوض" مع ايران (اقرأ: التسليم بالارجحيّة) ليس غريبا عن شعور الرياض المفهوم باليتم، وعن قراءة دقيقة، في نهاية المطاف، لموازين القوى الاقليميّة في غياب واشنطن.

ليس تفصيلا أن يكون بين الادارتين الاميركيّتين السابقة والحاليّة هذا القدر من الاختلاف حول كلّ شيء، وأن يكون بينهما أيضا هذا القدر من التلاقي حول الشرق الاوسط. يعني هذا ببساطة أنّ التحوّل بنيويّ، أي أنّه غير مرشّح للتغيير، أقلّه على المدى المنظور. يفترض أن يكون الخبر سارّا لأجيال متلاحقة من المثقّفين والناشطين العرب ممّن تشكّل وعيهم السياسي على خلفيّة العداء للغرب، وللدور الأميركي "الامبريالي"، أليس كذلك؟ صحيح أن مرجعيّة هؤلاء العقديّة اختلفت، بمعنى أنّها كانت قوميّة عربيّة لبعضهم، ويساريّة أو اسلاميّة للبعض الاخر – لكنّ الصحيح أيضأ أنّ الحدود الفاصلة بين هذه الايديولوجيّات الثلاث كانت دوما نفّاذة، خصوصا لجهة التلاقي على شيطنة الدور الاميركي، والاصرار على قهر الامبريالية وتأديبها في الاقليم.

باستثناء، طبعا، أن الصورة ما بعد الاميركيّة للمنطقة مرعبة.

والحال أن الدور الاميركي تلاقى مرارا مع مصلحة العرب، لا ضدّها. يبدو هذا الكلام هجينا لأن النظرة العربيّة النمطيّة قاربت واشنطن حصرا من منظار الصراع العربي – الاسرائيلي. ولكنّ الخروج من خرافة فلسطين بصفتها قضيّة مركزيّة، يتيح الانتباه الى بعض الحقائق الثابتة تاريخيّا، وهي ليست بتفصيل: الولايات المتحّدة، مثلا، كانت القوّة الغربيّة الوحيدة التي حاججت أن لشعوب المنطقة حق بتقرير مصيرها بعد الحرب الكونيّة الاولى. لجنة كينغ - كراين لتقصّي الحقائق ورغبات الشعوب في الاقليم كانت أميركيّة. باريس ولندن لم تتكبّدا يومها مجرّد عناء السؤال، أليس كذلك؟ ثمّ أنّ الولايات المتحدّة هي من أنقذت مصر من هزيمتها في سيناء عام 1956، وسمحت للقاهرة تاليا بتحويل نكبة عسكرية موصوفة الى نصر سياسي. الولايات المتحدّة أيضا هي من حمى لبنان من السقوط في السجن الناصري الكبير عام 1958، أي أنّها جنبّت بيروت مصير دمشق البائس تحت حكم السرّاج وزبانيّته – فبقي للعرب مدينة كانت لهم يوما رئة ليبرالية حيّة، قبل أن يدمّرها الجنجويد العرفاتي لاحقا. الولايات المتحدة كذلك سمحت للحبيب بورقيبة أن يقول لجنرالاته يوم طالبوه بالانفاق على الجيش أن أمن تونس القومي تضمنه واشنطن، وأن الانفاق على بناء المدارس، تاليا، خير من تكديس الدبّابات. ومن حسن حظّ تونس أن بورقيبة، صديق الغرب، انتصر في صراعه على السلطة على بن يوسف، صديق ناصر. لو حصل العكس لاصطفّت تونس اليوم الى جانب طرابلس الشام، ودمشق، وسائر مساحات الخراب التي حكمها يوما أبطال الصراع الانتي – امبريالي، وأساطينه.

من نافل القول أن شيئا من كلّ هذا لم يحدث لأن الاخلاقيّات قضت به. المسألة، تكرارا، أنّ المصلحة القوميّة للولايات المتحّدة تقاطعت موضوعيّا مع مصلحة العرب في أكثر من مناسبة. وهي تحرّكت ضدّها في أكثر من مناسبة أيضا، من التمنّع عن تمويل السدّ العالي في مصرعام 1956 الى اجتياح العراق عام 2003. باختصار، كان الدور الاميركي مفيدا (جدّا) في محطّات كما كان اشكاليّا (جدّا) في أخرى. يصعب قول الامر عينه عن ورثة أميركا في المنطقة، أي عن الكوندومينيوم الروسي – الايراني – التركي، أليس كذلك؟ أي شيء جاء يوما من هذا الثلاثيّ المرعب سوى الاشلاء والجثث؟ أي شيء سيأتي سوى المزيد منها؟ والاهمّ، ربّما: أيّ نموذج تقدمّه عواصم الكوندومينيوم للعرب (وسواهم)، في التنمية، أو التحوّل الديموقراطي، أو التحديث؟ أصرّ العرب القوميّون والشيوعيّون والاسلاميّون، طوال عقود، أنّ الولايات المتحدّة أصل الشرّ، وأن انسحابها من المنطقة بداية خلاصها. هاهي أميركا تخرج فعلا من اللعبة ليبدو العرب كشاة يتقاطر حولها جلّادون لا يعلم واحدنا أي واحد منهم أقلّ توحشّا من الاخر: أهو سيّد موسكو، أم طهران، أم أنقرة؟

والحال أن هناك جمهرة من النخب السياسيّة والفكريّة أدخلت فينا منذ عقود وعيا خرافيا للسياسة، والعالم، والعلاقات الدوليّة. والحال أيضا أن هذا الفهم البائس ليس غريبا عن أحوالنا الحاليّة، البائسة بدورها.

 

الشطارة اللبنانية: كيف نُحصِّل المال بِلا إصلاح؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 09 تشرين الأول2019

أعَلى اللبنانيين أن يفرحوا أو يحزنوا بالدعم الموعود من جهات عدة، منها الإمارات؟

بالتأكيد، هم تنفسوا الصعداء في لحظة اختناقهم القاتل، مالياً ونقدياً، لكنهم أيضاً يشعرون بالمرارة، لأنّ هذا الفيلم «حاضرينو».

فالمساعدات الخارجية، على مدى سنوات، هي التي جعلت الطاقم السياسي يتنكّر للإصلاح. وهي التي كانت تؤجّل سقوط البلد- اصطناعياً- حتى وصل اليوم إلى الكارثة!

يقول خبراء: لو تُرِك الاقتصاد اللبناني يواجه الأزمة بلا دعم خارجي، قبل 10 سنوات أو 20 مثلاً، لكان الوضع قد انتهى آنذاك إلى أحد احتمالين:

1 - اضطرار الطاقم السياسي إلى إنتاج حلّ حقيقي وإنقاذ الاقتصاد. وهذا هو المطلوب.

2 - الفشل والسقوط والانهيار. وهذا أمر سلبي، لكن الأزمة آنذاك ستكون أصغر بكثير من الكارثة المتوقعة اليوم.

آنذاك، كانت الحلول أسهل لأنّ حجم التعقيدات الاقتصادية والمالية والإدارية كان مقبولاً. وعلى الأقل، كان حجم الدين العام مثلاً ضمن الـ10 مليارات أو الـ20 ملياراً. وحتى لو فشلت الحلول آنذاك، فإنّ عواقب السقوط لم تكن كارثية، كما هي اليوم، تحت أعباء دينٍ عام يفوق الـ85 مليار دولار.

كان لبنان سيقع من الطبقة الثانية أو الطبقة الثالثة. اليوم سيقع من العاشرة. وتأجيل السقوط يتمّ «بفضل» شطارة الطاقم السياسي اللبناني وتذاكيه لتحصيل المساعدات من الجهات العربية والغربية المانحة، والمؤسسات الدولية.

في المبدأ، تتجاوب هذه الجهات مع لبنان، لأنها ذات مصلحة في استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حتى حلول السلام في الشرق الأوسط. وجاء ملف النازحين السوريين، بعد النازحين الفلسطينيين، ليدعم هذا الهدف. فالمجتمع الدولي مرتاح إلى إلقاء كرة النزوح في بلدان الجوار السوري، وهو ليس مستعجلاً لإنهاء الملف قبل التسوية النهائية.

ومنذ «باريس1» عام 2001، استفادت طواقم السلطة المتعاقبة في لبنان من الأموال والمساعدات لتتقاسم المنافع. وهي ما زالت مطمئنة إلى أنّ القوى العربية والدولية لن تتخلّى عن دعمها لبنان. ولذلك، يتجرّأ الطاقم السياسي اليوم على «معاندة» شروط «سيدر». فهو تجاهل الإصلاح في موازنة 2019، ولا يبدو أنه سيتجاوب في موازنة 2020.

وهذه الصورة السلبية عبّر عنها بأقوى الأوصاف الموفد الفرنسي المعني بمتابعة «سيدر» بيار دوكان في زيارته الأخيرة، كما أكّدتها مناخات زيارة الرئيس سعد الحريري باريس.

لم تنفع محاولات الحريري إقناع الرئيس إيمانويل ماكرون بتجاوز انتقادات دوكان وبدء الإفراج عن المساعدات. وتبيّن أنّ الرئيس الفرنسي لا يقلّ قسوةً عن موفده ضد الفساد اللبناني. وبقي الحريري يراهن على تحريك الحدّ الأدنى من المساعدات في اجتماع اللجنة الاستراتيجية لمؤتمر «سيدر»، في 15 تشرين الثاني المقبل. لكن لبنان لا يستطيع الانتظار حتى هذا الموعد، لأنّ الانهيار المالي والنقدي بدا واقعاً خلال أيام قليلة أو حتى ساعات، ولا أفق للنجاة في ظل الحاجة إلى نحو 4 مليارات دولار لتسديد فوائد الديون المستحقة خلال الأشهر الخمسة المقبلة.

وإزاء الانهيار، وقف هذا الطاقم عاجزاً. فقط، أمامه طريق واحدة هي أن يمدّ اليد إلى الخارج، مرة أخرى. ولكن عليه مراضاة العرب الغاضبين من سلوك «حزب الله»، وإقناع الأميركيين بأنّ لبنان ليس خاضعاً لمشيئة «الحزب».

وثمة مَن يقول، إنّ واشنطن هي التي تشجع باريس على التشدُّد في ملف المساعدات، للضغط على لبنان كي يسير في نهج الشفافية والإصلاح. فهذا الأمر يؤدي تلقائياً إلى تجفيف مصادر «حزب الله» التمويلية.

إذاً، يتحرّك الحريري خارجياً لتدارك الأسوأ، بغطاء داخلي كامل. فجميع الذين في السلطة يحتاجون إليه. وطبعاً، هذا يُفترض أن يصبّ في مصلحة الحريري داخلياً.

ويستخدم لبنان حالياً كل طاقاته وخبرته في مجال الاستعطاء. وعلى الأرجح، هناك جرعات من الدعم المالي يُتوقع أن تصل خلال هذه الفترة، وأولها من الإمارات العربية المتحدة، وقد تليها مساعدات عربية أخرى.

على الأقل، لن يحذو العرب حذو الفرنسيين في اشتراط الشفافية للحصول على المساعدات. وهذا أمر يريح طاقم السلطة المنزعج من التشدّد الفرنسي. كما أنّ البنك الدولي ربما يُفرج عن مساعدات لبعض البنى التحتية والخدمات الاجتماعية، مقدارها 1.7 مليار دولار.

وهذا الأمر سيشكّل إفراجاً جزئياً عن أموال «سيدر» ما قد يثير استياء الفرنسيين من تصرُّف اللبنانيين الملتوي في هذا الملف، وتهرّبهم من الإصلاح.

وفي الخلاصة، «يستقتل» أهل السلطة للحصول على المال حالياً، ما يؤجّل سقوط البلد مرّة أخرى... في انتظار المجهول. وقد ينجح هؤلاء في إقناع بعض العرب وغير العرب باستجلاب ودائع مصرفية إلى لبنان أو شراء سندات خزينة أو إطلاق بعض المشاريع.

وإذا حصل لبنان على بعض الدعم، وتجاوز اللحظة الحرجة، فسيكون طاقم السلطة قد ربح الجولة على ماكرون وأفهمه أنّ لبنان قادر على تحصيل المال، من دون مِنّة فرنسا والطاعة لشروط الإصلاح.

على الأرجح، لن يستغرب الفرنسيون سلوك هذا الطاقم السياسي، هم يعرفونه جيداً. لكن الخاسر الحقيقي هو لبنان، الذي كانت تلوح أمامه فرصة جدّية للإصلاح فأُهدرت. وأما المستفيدون من المزرعة ومزاريبها وأوكارها وأبقارها الحلوب فـ«آخر هَمِّهم» أي شيء آخر.

 

دونالد ترامب أعلن سحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية

جوزيف باحوط/مركز كارنيغي/الأربعاء 09 تشرين الأول2019

أعلن الرئيس دونالد ترامب الاثنين الماضي أنه سيقلّص عديد القوات الأميركية في المناطق الحدودية مع تركيا، مُفسحاً بذلك المجال أمام دخول الجيش التركي إلى المناطق الواقعة شمال وشمال شرق سورية. حتى اللحظة، تمّ إخلاء موقعين أميركيين، في تل أبيض ورأس العين، وبدأت تركيا بشكل خجول دخول بعض المناطق الحدودية. هذه ليست المرة الأولى التي يُدلي فيها الرئيس الأميركي بمثل هذا التصريح المفاجئ المتعلّق بسورية. ففي كانون الأول/ديسمبر الفائت، أعلن في تغريدة عبر تويتر، عن انسحاب وشيك للقوات الأميركية، مفاجئاً شركائه في التحالف والكثيرين غيرهم. لم يتمّ تنفيذ هذا الانسحاب قطّ، لكن قد يكون الوضع أكثر جديّةً هذه المرة بالنظر إلى مشاكل ترامب الداخلية، كما يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحاجة بدوره إلى القيام بخطوة ما. الأتراك يسعون إلى إقامة منطقة آمنة في سورية يمكنهم فيها إعادة توطين أكثر من مليون لاجئ سوري من أولئك المتواجدين الآن في بلادهم، والذي يثير وجودهم شعوراً بالسخط في أوساط الشعب التركي.

ما أهمية ذلك؟

من شأن شنّ هجوم تركي في شمال شرق سورية أن يهدّد التوازن الهشّ، الذي كان نشأ في المنطقة بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. كما هو يعني أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب، إضافة إلى تحالف "قوات سورية الديمقراطية" الذي يسيطر عليه، ستكون جميعها في مواجهة خطر اكتساحها نهائياً بعد أن استغلّها الغرب في الحرب ضدّ الدولة الإسلامية. لكن إقدام تركيا على إنشاء منطقة أمنية في سورية سيزيد من وتيرة تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ. وفي حال نقل أردوغان اللاجئين السوريين إلى هذه المنطقة، سيكون قد زرع بذلك بذور حرب أهلية عربية-كردية مستقبلية. في هذه الحالة، لابدّ من أن نتوقّع أن يحاول نظام الأسد وداعموه استغلال الوضع والدفع نحو تحقيق مصالحهم في المنطقة، ما يعني أن احتمالات اندلاع اشتباكات بين تركيا والنظام السوري قد تزداد حتماً.

ما المضاعفات للمستقبل؟

يتعيّن علينا، في بادئ الأمر، أن نرى ما إذا كان القرار الأميركي جاداً، ومدى عمق التوغّل التركي. كما ستضطلع ردود فعل النظام السوري وإيران وروسيا بأهمية أساسية. لابدّ من أن نتوقّع حرب استنزاف، خاصة إذا تعاون حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب مع النظام السوري، بهدف تحويل المنطقة إلى مستنقع بالنسبة إلى تركيا. من ناحية أخرى، قد يؤدي النزاع التركي-الكردي أيضاً إلى تسهيل عودة بروز الدولة الإسلامية في بعض المناطق، أقلّه في شكل خلايا أصغر حجماً. علاوةً على ذلك، قد نشهد تقوّض الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها حول إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية. وهذا قد يدفع روسيا إلى منح النظام السوري ضوءاً أخضر لاستعادة السيطرة على المحافظة، ليكون ذلك بمثابة ردّ على تحرّك تركيا في شمال شرق البلاد. مع ذلك، تحرص روسيا أيضاُ على المحافظة على صيغة الأستانة، وستتوخى الحذر لعدم استفزاز تركيا أو السماح بحدوث مواجهة بين إيران وتركيا لاترغب فيها أي من هاتين الدولتين.

على الصعيد السياسي، تمنح التطوّرات في شمال شرق سورية في نهاية المطاف روسيا نفوذاً أكبر وترسّخ موقعها بشكل أكبر في مركز اللعبة السورية. وفي وقت يجري فيه العمل على "عملية سياسية" لسورية، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية، يمثّل ذلك مكسباً كبيراً لموسكو.

أخيراً وليس آخراً، في حال تمّ تنفيذ ملاحظات ترامب بشأن سحب القوات الأميركية في سورية، يجب أن نراقب إسرائيل بانتباه. فهذه الأخيرة قد تجد الفرصة سانحة لإنشاء منطقة عازلة خاصة بها في جنوب سورية، بهدف إبقاء إيران وحلفاءها بعيداً عن مرتفعات الجولان.

 

إيلي كوهين اللبناني!

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت"/الاربعاء 09 تشرين الأول 2019

تُشبِه قضيّة القاء القبض على رئيس حركة الناصريين الاحرار محمد زياد العجوز في جوانبٍ منها، تلك المتعلّقة بإكتشاف "جاسوسية" إيلي كوهين، أو كامل أمين ثابت كما عُرِفَ في سوريا، حيث نجحَ كوهين، بفضل براعته، من إختراقِ الصفّ السياسيّ السوريّ والتدرّج على سلَّمِ المناصبِ قبل أن يُصار الى اكتشاف أمره. تشغيل "ايلي كوهين" بصفة رجل الأعمال كامل أمين ثابت، كان بمثابة تجارة إسرائيليّة مربحة، تمكَّنت تل أبيب عبرها من الحصول على مكتسباتٍ أمنيّةٍ وسياسيّةٍ من جرّاء إقحامِ جاسوسها في صلبِ البنية السياسيّة السوريّة يومها. ثم أنّ هذا النموذج تحوَّل إلى مجالٍ استثماريٍّ استخباراتيٍّ إسرائيليٍّ طويل الأمد، مُحدّثٌ بإتقانٍ ومن خلال أشكالٍ متعدِّدةٍ. وفي الأوراق السريّة، إعترافات إسرائيليّة صريحة حول إنتاجِ أكثرِ من نسخةٍ "كوهونيّة" وإقحامها في نسيجِ أكثر من دولة عربية، بعضها نجحَ وبقيَ طي الكتمان والقسم الآخر، لم يُكتَب له النجاح فإنكشَف أمره، ولا نعلم لغاية الآن كم من "كوهين" أُنتِجَ، وهل هناك أحياءٌ بينهم يؤدّون خدماتهم إلى اليوم؟ مناسبة فتح هذا النقاش، تأتي مع إكتشافِ جاسوسٍ لبنانيٍّ هذه المرَّة وليس يهوديًّا، يحمل تقريبًا جينات "الكوهينيين" الوظائفيّة نفسها لكن بأسلوبٍ آخر، وفق تأكيد أكثر من مصدرٍ.

العجوز، الذي أُلقيَ القبض عليه في مطار بيروت الدولي خلال محاولته دخول البلاد، تُجمِع الأوساط المعنيّة، على ضلوعه في جريمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، لذلك كان مثار شكوك منذ فترةٍ، فتمّ إصدار وثيقة إتصال بحقّه وأُدرِجَ على لوائحِ الاخضاع كمطلوبٍ هام، لكنّ الحظّ العاثر اقفل الباب على تكرارِ "النموذج الكوهيني" نفسه في لبنان، واكتشاف أمره.

القليل من الغبار يُثار حول القضية، حيث أنّ التنقيب عنها صعبٌ، نظرًا إلى التكتّم الشّديد الذي يلفّها من جانبِ المعنيين بها. وطوال أسابيع، لم ننجح في الحصولِ على معلوماتٍ وافيةٍ حول الموقوف، إن لجهة المهام الوظيفيّة الموكلة إليه أو لناحية السعي إلى معرفة أيّ تفاصيلٍ حول تجنيده، وكان الجواب المُتكرِّر عن الاسئلة، أنّ "العجوز عميل ذات نموذجٍ مختلفٍ عمّا هو معهودٌ من العملاء". لكن ما يجب التوقّف عنده، هو الهامش الواسع والدقيق جدًا، المُحاط بالسرية والتكتم الشديدَيْن حول الموقوف، ما يدلّ على "دسامته" وحرص المعنيين على عدم تسريب أيّ معطياتٍ "واضحةٍ" حوله، وهذا يظهر في سياقِ تعامل المصادر مع هذه القضية بالذات، إذ تكتفي بالحديث عن معلوماتٍ "عامّة لا خاصّة" مرتبطة بالموقوفِ، من دون أن تغرقَ في سردِ تفاصيلِ التحقيق. الثابت، أنّ عمالة العجوز راسخةٌ، إذ أنّ المعطيات التي تمتلكها الأجهزة المعنيّة سابقًا وتلك التي جرى استقاؤها حديثًا، سواء عبر آليّات خاصّة أو من خلال إعترافات الموقوف عند إلقاءِ القبضِ عليه، تدلّ على أنّه متورطٌ في "كارِ العمالة"، كما يجري التأكيد، مع الأخذِ بعين الاعتبار، أنّ المشروع المرسوم له، كان يختلف عن ذاك الذي رُسِمَ لعملاءِ الموساد الآخرين الذين يكلَّفون عادة بمهامٍ لوجستيّة تقنيّة أو تشغيليّة ذات علاقة بالرصد والتتبع داخل لبنان.

النموذج الحديث الذي بين أيدينا، صُمِّمَ بحسب معنيّين، من أجل إختراقِ الطبقة السياسيّة ونسجِ علاقاتٍ مع أفرادٍ سياسيّين، مستفيدًا من مركزه كأمينٍ لحركة عروبيّة ناصريّة، ذات تاريخٍ قديمٍ قد ينفع في زيادة منسوبِ الاستثمار، أيّ أنّ الوظيفة الميدانيّة المُخصَّصة للعميل الجديد، كانت ترتكِز على بناءِ علاقاتٍ سياسيّةٍ واسعةٍ. وما حضوره إلى بيروت إلّا لهذا الغرض، إذ استبق ذلك بإجراءِ محادثاتٍ هاتفيّةٍ مع مجموعاتٍ سياسيّةٍ عريضةٍ، وبناء علاقاتٍ معها، أيّ أنه كان يعدّ العدَّة لوظيفته الجديدة. وعلى الأرجحِ، أنّ سعي الموقوف إلى إعادة تفعيل "الحركة" سياسيًّا، ما هو إلّا بهدفِ استثمارها في وظيفته، لناحية إعادة بثِّ الروحِ فيها على ثوابتها القديمة نفسها، والعودة إلى مخاطبةِ القواعدِ بهدفِ اجتذاب المؤيّدين. وليس سرًّا، رصد مبالغٍ كبيرةٍ في العادةِ من أجلِ تحقيق هكذا هدف. الخطيرُ في الموضوعِ، أنّ إنشاء وبناء علاقاتٍ سياسيّةٍ وتوسّعها لاحقًا إلى علاقاتٍ شخصيّةٍ، يعدّ بمثابة ممرٍّ لإدخال مختلفِ أصنافِ السياسيين إلى الحياة الخاصّة بين بعضهم، بحيث يتسنّى بعد ذلك الاطلاع على جانبٍ من الحياةِ الخاصة في كلّ بيتٍ، وربّما الأسرار في حال توطّدت العلاقة أكثر، وبالتالي، فإنّ هذا الإستثناء يسمح بالاطلاعِ على الجوانبِ الأمنيّة والسياسيّة والعائليّة التي يتمتّع بها الرجل السياسي "فلان"، وطبعًا، هذه المواد التفصيليّة يسعى خلفها أيّ جهاز استخباراتي عالمي. وفي تقديرِ المُتابعين، أنّ ما رُسِمَ للعميل المُلقى القبض عليه في بيروت، هو الاهتمام بهذا الجانب تحديدًا، بمعنى بناء علاقاتٍ سياسيّةٍ مع شتّى الأطرافِ بالاستناد إلى ما يتمتّع به من منصبٍ، وهذا الأسلوب يُستَخدَم للمرّة الأولى في لبنان، إذ لم يسبق لبلاد الأرز، أن إقتحمها "عميلٌ أو جاسوسٌ" لغاية إحداثِ إختراقٍ في عُمقِ الطبقةِ السياسيّة وإنشاءِ علاقاتٍ تُستَثمَر إسرائيليًّا. وإلى أن يتَّضح الخيط الأبيضِ من ذاك الاسودِ، نكون اليوم أمام نموذجٍ ثانٍ من إيلي كوهين، إنّما بظروفٍ مختلفةٍ وقواعدٍ تشغيليّة أخرى، وجينات استخباراتيّة مغايرة، تقود طبعًا إلى الأهداف نفسها.

 

مؤتمر صحافي للدكتورة منى فياض عن الحريات بمناسبة استدعاء صحيفة نداء الوطن

المركز اللبناني للبحوث والدراسات LCRS Politica

بيروت 9 تشرين الأول 2019

عندما طلب مني التوقيع على نداء حرية الصحافة بمناسبة الادعاء على رئيس تحرير جريد نداء الوطن بشارة شربل، لانها عنونت صفحتها الاولى بتاريخ 12 ايلول الفائت بما يلي:" سفراء جدد في بعبدا.. اهلا بكم في جمهورية خامنئي"،

ولقد جاء ذلك على خلفية الخطاب الذي القاه السيد نصرالله في 10 منه وجاء فيه:

"في يوم الحسين، في يوم عاشوراء، نحن نكرر موقفنا كجزء من محور المقاومة، نحن لسنا على الحياد ولن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل وفي معركة الحسين ويزيد والذين يظنون أن الحرب المفترضة إن حصلت ستشكل نهاية محور المقاومة، أقول لهم بقوة وثبات وصدق وإخلاص وعزم وتضحيات هذا المحور، هذه الحرب المفترضة ستشكل نهاية إسرائيل وستشكل نهاية الهيمنة والوجود الأميركي في منطقتنا، هذا المحور، هذا المخيم، هذا المعسكر الذي يقف على رأسه سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره. لذلك نقول لكل الذين من خلال الترغيب أو الترهيب أو التهويل أو التهديد بالحرب، بالعقوبات، بالتجويع، يراهنون أن نخرج من هذا المحور، أن نخرج من هذه المعادلة، نقول لهم اليوم في يوم عاشوراء الحسين عليه السلام، نحن أبناء وبنات ذلك الإمام الذي وقف يوم العاشر من محرم وأعلن موقفه بوضوح وأيا تكن النتائج وصرخ في وجه الأدعياء ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة هيهات منا الذلة".

لم اتردد لحظة واحدة في التوقيع. وعندما طلب مني القيام بهذه المهمة اليوم ايضا قبلت طواعية.

لماذا؟

لأني مواطنة لبنانية اشعر انني مهددة بوجودي كجميع المواطنين المهددين بفقدان حرية الكلام وحتى الشكوى من واقعهم.

اشعر انهم يخطفون مني وطني لبنان ويريدون استبداله بلبنان آخر لا أتعرف عليه ولا نريده.

وجودي كلبنانية مرتبط بحريتي وحرية وطني. لطالما كنت فخورة بكوني لبنانية كلما زرت بلدا عربيا من الذين تعهدونهم. فمعظم بلداننا العربية تعاني من نسبة معينة من الاستبداد تزيد او تقل حسب المرحلة والظروف. كنت اشفق على صحف تونس قبل الثورة، فصفحتها الاولى كانت تحمل اخبار آخر صفحة في اي جريدة لبنانية.

ولقد سمحت لي الفرصة عبر مشاركتي في دراسات عربية مختلفة أن أعاين توق المواطن العربي ، سواء كان مراهقاً أو شاباً أو بالغاً رجلا او امراة، لأن يزور لبنان وأن يعيش فيه. لبنان كان يمثل جنة الحرية في هذا الشرق الذي لم يخرج من أنظمة الاستبداد بعد.

فجميعهم يعرفون تماما ما الذي كان يميز لبنان: فبحكم خصوصياته وتنوع مكوناته السكانية تمتع بالحرية والديموقراطية المفقودتان من حولنا. وبيروت التي استحقت ان تكون عاصمة عالمية للكتاب للعام 2009 لتمتعها بدور ثقافي مميز ورائد غطى جزءاً كبيراً من القرن العشرين بسبب صحافتها الحرة. لكن العمل جارٍ اليوم على تهديم كل ذلك.

أين اصبحنا الآن؟

تحولت بيروت في الأشهر الأخيرة إلى عاصمة لقمع الحريات وتكميم الافواه. حيث شهدت البلاد عشرات الاستدعاءات الأمنية لناشطين وصحفيين على وسائل التواصل الاجتماعي لانتقادهم سياسات العهد.

قراءة تقرير سكايز

ويرى ناشطون أن "وظيفة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية تحولت إلى مكتب أمني يستدعي الناشطين ويوقفهم لساعات بتهم متعددة، مما اعتبر ضربة قاضية لحرية التعبير في البلاد".

ان ضيق صدر السلطات يغطي جميع الميادين؛ في سابقة لم نعرفها حتى ايام الوصاية السورية، التي كان يشكو منها نشطاء التيار العوني. وصل الامر الى استدعاء صحافية من صوت لبنان لمجرد طرحها سؤالا على عصام خليفة الاستاذ والمناضل والمؤرخ الذي استدعي بدوره للتحقيق الجنائي.

هذا ما يشكل تهديدا للحرية الوحيدة الباقية امام اللبناني، حرية الشكوى من المشاكل والمخاطر التي اغرقته فيها السلطة السياسية في البلاد.

اننا نسير بهدوء وبخطى متسارعة نحو دولة الاستبداد التي، لسخرية القدر، بدأت تهتز ركائزها في العالم العربي.

في العام 1998 وعندما كان التيار الوطني الحر يتعرض للرقابة والقمع السوريين، لم تكن تصريحات الرئيس عون حينها تنطبق على ممارسات تقييد الحريات المنبعثة من سجل السلطة السورية القمعية البائدة. بل كانت تدينها وتجهد للدفاع عن حرية الاعلام وحرية التعبير، فكتب حينها:"نحن مع حرية الإعلام دون قيد أو شرط أو حصرية، نحن مع قانون ينظّم الإعلام إدارياً ونرفض أي قانون آخر يحدّ من حريته أو يفرض أي رقابة مسبقة، سواء كانت ذاتية أو غير ذاتية. فحدود الحرية هي الحقيقة وأياً يكن الجارح أو المجروح بهذه الحقيقة".

الحقيقة؟ نسأله هل نحن في أزمة اقتصادية حقيقة ام لا؟

هل تتوفر الدولارات في المصارف وماكينات السحب؟؟

قراءة نص تصريح غبطة البطرك....

الم تنقل الوكالة الوطنية للانباء بتاريخ 24 آذار 2018

:" نبّه الرئيس اللبناني ميشال عون امس الى مخاطر الوضع على لبنان الاقتصادي، بابلاغه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ان البلد "مفلس"، مما زاد الحاجة "لضبط المال والفساد"..

السؤال كيف يمكن ان تنقلب المراقف 180 درجة دون ان يثير الامر اي تساؤل لدى المعنيين ولو بينهم وبين انفسهم؟

لا شك اننا في لبنان بأمس الحاجة الى إعلام يحترم القواعد المهنية والموضوعية ولا يتخطى القانون الاخلاقي (اطيقا) ولا يروج للأكاذيب ولا يستخدم القدح والذم.

مع ذلك هناك شخصيات وصحف ومطبوعات معروفة تروّج أخباراً مزيفة وتبث الشائعات والتهديدات والاخبار المفبركة دون ان تجد من يحاسبها.

لكن المواطن اللبناني العادي يوضع في الزاوية. عليه أن يتحمل أعباء سوء إدارة السلطة وفسادها وتسببها بانهيار الدولة ومؤسساتها دون مجرد حق الاعتراض.

استمعت إلى ما صرح به رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بتاريخ 3 أكتوبر الجاري: "ممنوع أن نفشل ولن نفشل"، وأردف فخامة الرئيس "حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة". ومع أن ما يعلنه الرئيس صحيح مبدئيا، لكنني أقف محتارة أمام الفيديوهات الرائجة التي تنقل لنا بعض مؤتمرات صحافية للرئيس نفسه وهو يشتم الصحافيين وحتى السياسيين من زملائه؟ في سوابق لم تكن معهودة!!

 ماذا أفعل أمامها؟ أتناساها أم ألغيها من ذاكرتي أو أطلب من فخامته تفسيرها لنا ربما كنا لا نستوعب ما المقصود منها؟ وهل إشارتي لها هنا هي "مؤامرة" تتوجب مني المثول أمام القضاء؟

هل يمكن ان يكون هناك صيف وشتاء على سطح واحد؟ واذا كان الصحافي ينقل محتوى ما اعلنه امين عام حزب الله يُجر الى المحاكم؟

سبق لأحد السياسيين أن سأل الرئيس

قال: "برسم فخامة رئيس الجمهورية، مع كامل الاحترام، بعضا مما قاله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم:"نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره".

"نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولا وشعوبا ولأنها ستكون حربا على كل محور المقاومة وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات".

هل يتوجب علينا او هل يمكن  اعتبار  النقد السياسي او تغطية خبر من فئة القدح والذم؟

اليس انتقاد السلطات واجب على المواطن في المجتمعات التي توصف بالديموقراطية؟ فكيف بالصحافي او صاحب الرأي؟

لا يمكن اعتبار الانتقاد قدحا وذما والا كيف يمكن للمواطن ان يمارس حقه الديموقراطي في مساءلة ومراقبة ومحاسبة من انتخبهم؟

كيف يمكن التجرؤ على تحويل لبنان الى دولة قمعية بهذه الخفة؟

يريدونه دولة أمنية تتحكم بها الأجهزة الأمنية وتبسط سيطرتها على البلاد والعباد، وتفرض سيادتها التي تنزع كل سيادة أخرى. التمارين مستمرة منذ 3 سنوات بشكل دؤوب.

ما هو الاستبداد سوى: مصادرة القوانين ، بوضع اليد على الدستور وتطويعه بحسب مقتضيات حاجة النظام الحاكم وتكميم الافواه عبر تمرينات واهنة في البداية تتكشف شراستها مع الوقت. وثانياً القمع عبر رقابة تطال مختلف نواحي الحياة.

انها وصفة للعنف الاهلي. فالمواطن الذي يفقد مقومات عيشه لا يمكن منعه من نقل معاناته واتهامه بالقدح والذم وسجنه عندما يشكو.

السؤال التجديفي الذي علينا أن نطرحه على مراجعنا العليا – طلب تعريف معنى "الخيانة العظمى"، وما الذي يشعرون به عند استماعهم إلى خطابات السيد نصرالله الذي يعلن ولاءه للولي الفقيه الايراني؟

أما المسألة الاخرى – فهي – إلى أين يذهبون بنا في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يغيّر وجه العالم ويقترح "الهوموسايبر" بينما هم يعيدوننا إلى عصر "النياندرتال".

 

هل تنجح إسرائيل في التطبيع مع دول الخليج؟

مشعل أبا الودع الحربي/السياسة/09 تشرين الأول/2019

دول الخليج العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، لها مواقف تاريخية مساندة للقضية الفلسطينية، لكن لا يوجد عداء مباشر بينها وبين اسرائيل، ورغم ذلك لا توجد علاقات خليجية مع اسرائيل، رغم المحاولات الاسرائيلية المتكررة لاقامة علاقات مع دول “مجلس التعاون” الخليجي، وتقف القضية الفلسطينية عقبة في طريق فتح علاقات بين اسرائيل ودول الخليج. في حرب اكتوبر1973 شاركت دول الخليج مصر وساندتها ضد اسرائيل، وقطعت البترول عن الدول الغربية، وكل دول الخليج توحدت مع الاشقاء في مصر لتحرير ارضها من الاحتلال الاسرائيلي، ومصر وقعت مع اسرائيل اتفاقية سلام بعد الحرب، وايضا الاردن، لذلك من حق كل دولة ان تقيم علاقات مع من تراه مناسبا لمصلحتها، لان المصلحة هي التي تحكم العلاقات الدولية، ومن حق دول الخليج ان تقبل المبادرة الاسرائيلية المطروحة عليها اليوم من وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس، ومن حقها ايضا ان ترفض اذا رأت ان هذه العلاقة، او المبادرة، لن تكون في مصلحتها.

للاسف الاشقاء في فلسطين في حالة انقسام دائم، ورغم المساندة العربية لهم يرفضون المصالحة، وكل طرف يبحث عن مصلحته على حساب الشعب الفلسطيني، وللاسف ايضا ان هناك من يسيء الى الاشقاء في فلسطين، بالتطاول على دول ساندت قضيتهم طوال تاريخها، سواء سياسيا او ماليا، وهناك فصيل فلسطيني تدخل في الشأن المصري، وشارك مع جماعة “الاخوان” الارهابية في فتح السجون المصرية، والاعتداء على ضباط الجيش والشرطة، وهذا الفصيل الذي يأخذ تعليماته من ايران اعترف بالخطأ، وتعهد بعدم تكراره، لكن اذا سنحت له الفرصة مرة اخرى سوف يفعل ما فعله في يناير2011، ضد مصر، بالاضافة الى كره هذا الفصيل للسعودية ودول الخليج، ودائما هناك تطاول من مرتزقته بتصريحات ضد السعودية. وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس قدم مبادرة لوزراء الخارجية العرب، وللمبعوث الاميركي للشرق الاوسط جيسون غرينبلات اثناء وجوده في الامم المتحدة، وكشف عن ذلك في حسابه بـ”تويتر”، وانه يعمل على اتفاق تاريخي، او مبادرة ربما يتم التوقيع عليها قريبا مع دول الخليج، وان هذه الخطوة سوف تضع نهاية للصراع، وستسمح بالتعاون المدني الى حين التوقيع على اتفاقية سلام، واعتبرت هيئة البث الاسرائيلي هذه المبادرة لتطبيع العلاقات مع دول الخليج امرا مهما، وان ذلك سوف يساهم في وقف التدخلات الايرانية، ونفوذها في المنطقة، بالاضافة الى التعاون في مكافحة الارهاب. من وجهة نظري هي مبادرة جيدة، وقد تساهم في حل القضية الفلسطينية، وهناك عامل مشترك بين اسرائيل ودول الخليج، وهو العدو الايراني الذي اصبح خطرا على المنطقة اكثر من اسرائيل، خصوصا ان ايران تستهدف السعودية ودول الخليج بشكل مباشر، وتهدد امنها واستقرارها، وعلى الاقل اذا لم يكن هناك تطبيع على المستوى المدني، سوف تكون المبادرة ناجحة لارساء السلام والاستقرار في الشرق الاوسط، من خلال التعاون مع اسرائيل في قضايا امنية وعسكرية.

 

الاتجار بمصائب السوريين

فايز سارة/الشرق الأوسط/09 تشرين الأول/2019

آخر حلقات الاتجار بمصائب السوريين إنتاج فيلم سينمائي باسم «الحبل السري» للمخرج الليث حجو، وقد تم تصويره على أنقاض مدينة الزبداني، التي دمرتها الهجمات المشتركة لقوات الأسد وميليشيات «حزب الله» اللبناني في العام 2015 بعد حصار محكم، وتم ترحيل من تبقى من سكانها ممن لم يعتقلوا أو يقتلوا وبين الأخيرين آلاف، دمرت براميل النظام البيوت والمنشآت فوق رؤوسهم، فصارت أنقاض الزبداني قبوراً لهم، قبل أن يتم استخدامها ديكورات وخلفيات في تصوير فيلم حجو الأخير. وكان بعض المخرجين من شديدي الموالاة لنظام الأسد، اتبعوا السلوك ذاته في استخدام أنقاض قرى ومدن مدمرة على رؤوس سكانها بقصف نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين في إنتاج الكثير من أعمالهم التلفزيونية والسينمائية، التي أنجزوها في الأعوام الأخيرة وذهبوا فيها إلى ترويج مقولات النظام في تشويه ثورة السوريين، وإلصاق كل جرائم النظام بها من عمليات قتل واغتيال وارتكاب للمجازر، ولا سيما مجازر الأسلحة الكيماوية.

ما يجري في قطاع الإنتاج التلفزيوني والسينمائي من اتجار بمصائب السوريين، مجرد مثال يجد له ما يوازيه من سلوكيات وأعمال في القطاعات الأخرى، يشارك فيها أفراد نافذون داخل النظام ومقربون منه، وتقوم به مؤسسات وشركات خاصة وأخرى تتبع النظام، انفتحت قابليتها على الاتجار بمصائب السوريين، وتم تحويل الأخيرة إلى بؤرة مكاسب غالبها مادي وبعضها معنوي، وكلها مغلفة بألف غلاف وغلاف من الأكاذيب والادعاءات «الوطنية» و«الإنسانية» وغير ذلك.

سلوك الأفراد والمؤسسات السابق، ينطبق على سلوكيات وممارسات أفراد ومؤسسات لها صلة بحلفاء نظام الأسد من الإيرانيين والروس الذين منح النظام مؤسساتهم وأجهزتهم الرسمية مزايا غير محدودة لأعمالهم في سوريا عبر اتفاقات وعقود وعبر سياسات الأمر الواقع أيضا، فانخرطوا في عمليات واسعة ومتعددة من الاتجار بمآسي السوريين، ولأن الأمر على هذا النحو من التوصيف، فإن الأمثلة فيه أكثر من أن تحصى، ووسط ما أفرزته الكارثة التي قاد نظام الأسد سوريا إليها، يمكن التوقف عند بعض الأمثلة المأخوذة من وقائع الحال السورية.

لقد أصاب الإنهاك سوريي المنطقة الشرقية نتيجة عسف نظام الأسد وعنفه في القتل والاعتقال والتهجير في السنوات الأولى من الثورة، ثم جاء «داعش» في العام 2014 ليسيطر على أغلب المنطقة، تاركاً جزءاً منها تحت سيطرة النظام، وتشارك الطرفان بصورة موازية في سياسة التطرف والإرهاب قتلاً واعتقالاً وتهجيراً وتدميراً لقدرات وممتلكات سكان المنطقة، واستطاعت إيران أن تتسلل للمنطقة مباشرة وبمؤازرة ميليشيات النظام والحشد الشيعي العراقي، وتنشر ميليشياتها ودعاتها، للسيطرة على سكان المنطقة من خلال حملات التشييع وشراء ذمم الخائفين والمعوزين الذين خلفهم إرهاب النظام و«داعش» قبل أن يفرض ملالي إيران السيطرة عليهم وأن يوظفوهم في خدمة السياسة الإيرانية في سوريا في تشييع المنطقة وسكانها عبر سياسة الترهيب والترغيب.

المثال الثاني مأخوذ من ممارسات «حزب الله» اللبناني التابع للمرجعية الإيرانية، وكان بين أولى الميليشيات التي دخلت سوريا عام 2012 للدفاع عن نظام الأسد وتقديم المساعدة العسكرية - الأمنية له في مواجهة السوريين، ورغم أن ميليشيات الحزب شاركت في أغلب معارك النظام ضد المعارضة، فقد أعطت معاركها على قوس الحدود السورية اللبنانية أهمية خاصة، إذ حاصرت ثم اقتحمت أغلب بلدات المنطقة بعد أن اعتقلت وقتلت وجرحت كثيراً من أبنائها، ثم هجّرت أغلبية الباقين، فصارت مدن مثل القصير ويبرود والزبداني ومضايا والقرى المحيطة بها أنقاضاً لا سكان فيها إلا ما ندر، وتحول بعضها إلى مستوطنات شيعية في إطار سياسة التغيير الديمغرافي بعد الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وما تحتويه بيوتهم ومحلاتهم، وفي زحمة ما كانت تقوم به تلك الميليشيات من أعمال إجرامية، جمعت بعضاً من أطفال سوريين تشتت عائلاتهم، أو قتل أهلهم، أو ضاعوا في الطرقات، ودفعتهم إلى معسكر تدريب أقامته في القصير لإعداد هؤلاء من قبل المقاتلين في صفوف ميليشيات الحزب، قبل أن يتم دفعهم للقتال في المعارك ضد السوريين.

المثال الثالث، يجسد بعض سياسات موسكو في سوريا، وهي السياسة التي لا تتعلق فقط باستخدام الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، وإنما بتجربتها عملياً، أي جعل سوريا مسرحاً لمعركة، وسكانها أهدافاً في المعارك التجريبية، وحسب المصادر الرسمية الروسية، فإن مئات الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الجديدة، تمت تجربتها في خلال السنوات الأربع الماضية، وتمت الاستفادة من نتائج التجارب في تصويب الصناعات العسكرية الروسية، ورفع مبيعاتها الخارجية بمضاعفات تصل إلى أكثر من خمس مرات، إذ ارتفعت القيمة المقدرة للمبيعات للعام الحالي إلى ما فوق ستين مليار دولار بعد أن كانت محصلتها في العام 2014 أقل من أحد عشر ملياراً. ولم تقتصر الاستفادة الروسية من العمليات العسكرية على ما حققته الصناعات العسكرية من أرباح وفوائد على حساب دماء السوريين وممتلكاتهم، بل إن تلك العمليات أعطت جنودها وضباطها خبرات، لا شك أن الدولة الروسية ستوظفها سواء إذا صدرتها عبر خبراء إلى الدول التي تتعامل معها، أو استخدمتها في الصراعات الداخلية للاتحاد الروسي أو في صراعات تخوضها موسكو مع الدول المجاورة.

وقد يكون من المهم، اختتام المثال الروسي بالحديث عن تجنيد الأطفال السوريين على نحو ما تفعل ميليشيات «حزب الله» اللبناني، وقد كشفت مصادر رسمية روسية وعبر أشرطة مصورة، قيام الروس بإلحاق أطفال سوريين بمدرسة عسكرية عليا لإعداد القادة في روسيا وإخضاعهم لتدريبات عسكرية، تؤهلهم ليكونوا ضباطاً مقاتلين، ووفق السياق الراهن للسياسة الروسية في سوريا، فإن هؤلاء سيشاركون وربما يديرون عمليات عسكرية ضد أهلهم السوريين، وقد تهيئ موسكو من بينهم جنرالات يحكمون سوريا مستقبلاً لصالحها.

لا يقتصر الاتجار بمآسي السوريين على نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، إنما تمتد تلك السلوكيات ولو بحدود أقل لأسباب موضوعية وذاتية إلى الأطراف التي تناهض نظام الأسد وحلفائه في الداخل وخارج سوريا، وهو ما يحتاج إلى تناول لاحق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع داود أوضاع وزارة الثقافة ومع حسين حاجات عكار: التواصل مستمر لتوقيع اتفاقيات مع دول دعمت إنشاء اكاديمية التلاقي والحوار

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الانجاز الذي تحقق بتصويت 165 دولة على انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، يؤكد مرة جديدة ثقة المجتمع الدولي بلبنان وبدوره كموئل لتفاعل الحضارات والاثنيات والطوائف والمذاهب"، مشيرا الى ان "هذه الثقة تحمل لبنان مسؤولية كبيرة بضرورة المحافظة عليها وتطويرها باستمرار". واشار الرئيس عون الى ان "الخطوات التنفيذية لانشاء الاكاديمية بدأت بعد قرار الامم المتحدة، وهي تشمل النواحي القانونية واللوجستية والادارية والاكاديمية، فيما يستمر التواصل مع الدول التي دعمت المبادرة اللبنانية والتي زاد عددها عن 176 دولة، وذلك بهدف توقيع اتفاقيات مشتركة معها". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود الذي اطلع رئيس الجمهورية على اوضاع وزارته والمشاريع التي ينوي تنفيذها لمناسبة الاحتفال بالمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير التي تبدأ فعاليتها اول كانون الثاني 2020 وتستمر حتى 31 كانون الاول من السنة نفسها".

مراد

واشار الوزير داود الى ان "من ابرز هذه النشاطات اعادة افتتاح قصر الاونيسكو بعد الانتهاء من ترميمه وادخال تحسينات اضافية عليه، وتكريم ابرز المبدعين اللبنانيين بين الاعوام 1920 (سنة اعلان دولة لبنان الكبير) و 2020 (اليوبيل المئوي)".

وقال: "ان البحث تناول دور الوزارة بعد انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" والمساهمة التي يمكن ان تقدمها على هذا الصعيد"، واشار الى مشروع اطلع الرئيس عون عليه وهو "انشاء مسرح وطني جديد".

حسين

واستقبل الرئيس عون عضو "تكتل لبنان القوي" مصطفى حسين، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة وحاجات منطقة عكار، حيث طلب النائب حسين "ان تنال محافظة عكار حصتها من المشاريع التي تم الاتفاق على تمويلها من استثمارات مؤتمر "سيدر".

ونوه النائب حسين ب"الدور الذي يلعبه الرئيس عون لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلاد، بعدما نجح في تحقيق الاستقرار الامني والتوافق السياسي حول الكثير من النقاط التي كانت موضع خلاف بين اللبنانيين".

واوضح ان البحث تناول ايضا "انتخابات المجلس الاسلامي العلوي والازمة النقدية الاخيرة وانعكاساتها في منطقة عكار".

 

الحريري استقبل ديكارلو: متمسكون بالـ1701 والنأي بالنفس ونرفض كل ما يجر لبنان إلى صراعات المحاور

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي اليوم وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، في حضور المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش والوزير السابق غطاس خوري والمستشارين نديم المنلا وهازار كركلا، وجرى خلال اللقاء الذي تخلله غداء عمل، عرض الأوضاع في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان للحفاظ على استقراره الأمني والاقتصادي والاجتماعي. وأكد الحريري لديكارلو "تمسك لبنان بالقرار 1701 والتزام الحكومة سياسة النأي بالنفس، ورفض كل ما من شأنه جر لبنان إلى صراعات المحاور أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

وأوضح أنه يعمل "مع فخامة رئيس الجمهورية على التعاون الكامل بين الحكومة والمجلس النيابي والرئيس نبيه بري، لتحصين لبنان في وجه المخاطر الإقليمية والإقتصادية وإنجاز الإصلاحات الإدارية والقطاعية والمالية بالتوازي مع الجهود لإطلاق برنامج الاستثمار الذي تم تأمين تمويل المرحلة الأولى منه في مؤتمر سيدر". وركز الحريري في المقابل على "مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشكل خاص في مساعدة لبنان على منع الاعتداءات ووضع حد للخروقات الإسرائيلية للقرار 1701، الذي نجح في حفظ الهدوء على مدى 13 سنة"، مذكرا بأن "هذه المسؤولية تندرج في إطار منع اندلاع أي نزاع إقليمي، في الظروف الخطيرة التي تعيشها معظم دول المنطقة". وهنأ ديكارلو بنجاح المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا غير بيدرسون في تشكيل لجنة صياغة الدستور، باعتبارها خطوة على طريق الوصول إلى الحل السياسي الذي لا بد أن يشمل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، مشيرا إلى "مسؤولية خاصة للأمم المتحدة في تجييش المجتمع الدولي ليساعد لبنان على تحمل أعباء مليون ونصف مليون من النازحين السوريين على أراضيه".

ديكارلو

وبعد اللقاء، صرحت ديكارلو: "أنا سعيدة جدا لوجودي في بيروت في زيارتي الاولى للبنان، وقد سررت بلقاء رئيس مجلس الوزراء، وسألتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين الرسميين واصحاب الشأن. لقد أجرينا محادثات ممتازة مع الرئيس الحريري تناولت عددا من المواضيع ابرزها المبادرات التي يقوم بها في مجال الاصلاحات الاقتصادية، والتوتر الذي تشهده المنطقة. كما تطرقنا الى العمل الذي تقوم به الامم المتحدة هنا، بما في ذلك ما يقوم به زملائي في مكتب المنسق الخاص وقوات اليونيفيل والمسؤولون عن الملفات الانسانية والتنمية، وقد اكدت له استمرار دعمنا لكل الشعب اللبناني ودعمنا للبنان على استضافته للاجئين، ومن الواضح اننا ممتنون جدا لكرم الشعب اللبناني في هذا الموضوع. لقد كانت بداية ممتازة لزيارتي، وأتطلع الى عقد لقاءات أخرى مع المسؤولين اللبنانيين، ليس فقط الرسميين منهم بل مع ممثلين عن المجتمع المدني ورؤية هذه المدينة الجميلة".

وكان الحريري التقى في مكتبه وفدا من طلاب مدرسة الحياة -عرمون.

 

بري التقى نواب الاربعاء وترأس اجتماع كتلة التنمية: الطائفية سم النظام وحاميته معا واللبنانيون يعيشون الترددات السلبية لقانون الانتخاب

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أهمية اقتراح قانون الانتخاب الجديد المقدم من كتلة التنمية والتحرير، معتبرا أن "هذا الاقتراح قابل للنقاش وللتعديل بكل مواده ومحتوياته"، ولافتا الى أن "الجهة الوحيدة التي ترده هي الهيئة العامة".

وقال: "ان قانون الانتخاب الحالي هو عبارة عن ميني أرثوذكسي، ونعيش الآن تردداته السلبية". وتطرق الى "مرحلة تأسيس لبنان، وحينها كان الشعور بأن إلغاء الطائفية سيتم خلال أيام"، مشددا على ان "الطائفية هي سم النظام وحاميته في آن واحد، ولكن الى متى؟"

وأضاف بري: "يسجل للمجلس النيابي تأكيد حقه في تفسير الدستور، ولذلك عينت الجلسة في الدورة العادية لئلا نقع في مخالفة دستورية إذا ما حصل أي مساس بالدستور". وتناول الموازنة، سائلا "أين أصبحت بعد سلسلة اللقاءات والإجتماعات التي حصلت؟" وفي العلاقات الاقتصادية، أكد رئيس المجلس "ضرورة احترام قيام هذه العلاقات من دولة الى دولة". وكان بري استقبل في إطار لقاء الاربعاء النيابي النواب: علي بزي، محمد خواجة، قاسم هاشم، هادي ابوالحسن، فؤاد مخزومي، عدنان طرابلسي، ميشال موسى، ابراهيم عازار، فريد البستاني، غازي زعيتر، فادي علامة، ايوب حميد، بلال عبدالله، هاني قبيسي، انور الخليل، علي درويش، ياسين جابر، ابراهيم الموسوي، امين شري، حسين جشي، حسن فضل الله، علي عمار، حسن عزالدين، علي خريس، انور جمعة، علي المقداد، ديما جمالي وطارق المرعبي.

كتلة التنمية

وبعد الظهر، ترأس اجتماع كتلة "التنمية والتحرير" النيابية في حضور الوزراء علي حسن خليل ومحمد داود وحسن اللقيس، والنواب: ابراهيم عازار، انور الخليل، علي بزي، ياسين جابر، ميشال موسى، عناية عزالدين، قاسم هاشم، علي خريس، هاني قبيسي، محمد نصرالله، فادي علامة ومحمد خواجة.

وبعد الاجتماع تلا الامين العام للكتلة النائب الخليل البيان الآتي: "عقدت كتلة التنمية والتحرير النيابية اجتماعا برئاسة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقشت فيه المستجدات السياسية والاقتصادية والمالية وشؤونا متصلة بما هو مدرج على جدول اعمال المجلس النيابي مع بداية العقد التشريعي العادي الثاني.

ففي الشأنين الاقتصادي والمالي، وفي ضوء ما شهدته الاسواق المالية في الاسابيع الماضية من انعدام في المعايير الموحدة لسعر صرف العملة الوطنية امام الدولار الاميركي مما عرض النظام المالي اللبناني لانكشاف خطير ترافق مع تحركات شعبية اعتراضا على ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي لم يعد بوسع المكلف اللبناني القدرة على تحملها، ان كتلة التنمية والتحرير تجدد انحيازها الى جانب الناس في الدفاع عن لقمة عيشهم واستقرارهم الاجتماعي بكل الاشكال والوسائل الديمقراطية التي كفلها القانون والدستور بما لا يؤثر على الانتظام العام ولا يعكر صفو السلم الاهلي.

وبالتوازي، تقدر الكتلة عاليا الجهود التي بذلت على مختلف المستويات الرئاسية منها والمصرفية والنقابية والتي نجحت الى حد ما في لجم التدهور والتخبط في الاسواق المالية. الا ان كتلة التنمية والتحرير ترى ان هذه الاجراءات، على اهميتها وضرورتها في مثل هذه الاوضاع، بالتأكيد لا تؤمن المناعة المطلوبة لنظامنا المالي واقتصادنا الوطني بما يجنبهما تكرار ذلك الكابوس مرة اخرى. وعليه تجدد الكتلة دعوتها الملحة للحكومة الى ضرورة المبادرة الفورية لتنفيذ البنود 22 التي تم التوافق عليها في لقاء بعبدا الاقتصادي، والانتهاء من مناقشة بنود موازنة 2020 ضمن المهلة الدستورية المحددة واحالتها الى المجلس النيابي، والحكومة ايضا مدعوة ومن دون تلكؤ الى استكمال كافة التعيينات في الادارات العامة والاجهزة الرقابية ونواب حاكمية مصرف لبنان وتفعيل الهيئات الناظمة لقطاعي الكهرباء والنفط والإتصالات والتمسك بهيئة حقوق الإنسان والإسراع في احالة مشاريع القوانين التي اعدتها وزارة المالية لاسيما مشروع المناقصات العمومية وقانون الجمارك الجديد وقانون الإلتزام الضريبي.

وفي الاطار الاقتصادي والاجتماعي تجدد الكتلة رفضها المطلق تحميل الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وموظفي القطاع العام أية اعباء او ضرائب جديدة على السلع وخاصة المحروقات في اي خطة للاصلاح الاقتصادي او في الموازنة العامة المرتقبة. وتستغرب الكتلة في الاطار المطلبي تمنع الشركتين المشغلتين لقطاع الخليوي التعامل مع المستهلك اللبناني بالعملة الوطنية دون اعطائهما اية مبررات قانونية لتلك الخطوة المستهجنة، ان نواب الكتلة ونزولا عند هذا المطلب المحق للشعب اللبناني سوف يتابعون هذا الملف ابتداء من الغد مع الوزارة المعنية وصولا الى تحقيق المصلحة التي تحفظ هذا القطاع وتلبي احتياجات اهلنا في هذا الظرف الاقتصادي الدقيق.

كما تدعو الكتلة الى الإسراع في وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ وفض المعايير المتفق عليها بأعلى درجات الشفافية والمنافسة وإعتماد خيار المعامل الثابتة لإنتاج الطاقة في المرحلتين المؤقتة والدائمة وبإعتبارها مدخل حقيقي الى تخفيف ثلث العجز في الموازنة العامة.

كما تؤكد الكتلة على موقفها المتبني لإقتراحات القوانين المتعلقة بإنشاء مجلسين لإنماء البقاع وبعلبك الهرمل وعكار- الشمال وإعتبار هذا الأمر من الخطوات التي تساهم في الإنماء الحقيقي لهه المناطق المحرومة وفقا للفقرة (ز) من الدستور والتي تلزم بالإنماء المتوازن للمناطق.

وفي الشأن المتصل بتصاعد التوتر العسكري في المنطقة، تعبر الكتلة عن قلقها حيال التطورات المتسارعة التي تلوح من افق الشمال السوري تحت عنوان المناطق الآمنة والتي تخفي في طياتها مشاريع التقسييم والتفتيت وتهدد وحدة بلد عربي شقيق مؤسس للجامعة العربية وعليه تهيب الكتلة بما تبقى من نظام رسمي عربي الى وقفة جادة ومسؤولة للدفاع عن وحدة سورية، كما تدعو الكتلة الاتحاد البرلماني العربي الى المبادرة فورا لاجراء الاتصالات مع منظمة البرلمانات الاسلامية والاورومتوسطية والدولية للتحرك العاجل لمنع نشوب حريق ان وقع لن تسلم منه اي من دول المنطقة.

وفي الشأن العراقي، أبدت الكتلة ارتياحها الى إعادة الهدوء الى الساحة العراقية والركون الى موقف المرجعية لجهة محاربة الفساد والتوجه نحو الطبقات الشعبية".

 

الحريري ترأس اجتماعا للجنة المكلفة دراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية الجراح: جلسة الغد ستشهد أيضا تقدما كبيرا

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم، في السراي الحكومي، اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية، في حضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء: علي حسن خليل، محمد فنيش، جمال الجراح، منصور بطيش، محمد شقير، سليم جريصاتي، وائل أبو فاعور، يوسف فنيانوس، كميل أبو سليمان وعادل أفيوني وعدد من المستشارين. بعد الاجتماع، قال الوزير الجراح: "تابعت اللجنة اليوم بحث الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وهناك بعض الأرقام التي طلبت من وزير المالية، وهو سيؤمنها إن شاء الله في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غدا أو في جلسة لجنة الإصلاحات المقبلة. هناك تقدم كبير جدا في النقاش بشأن الأمور التي تتفق عليها معظم القوى، وهي إذا كانت تدخل في الموازنة فسنضمنها إياها. أما القرارات التي يجب أن يتخذها مجلس الوزراء فسيتخذها المجلس. وبالنسة إلى الأمور التي تحتاج إلى مشاريع قوانين يجب أن تحال إلى المجلس النيابي فسترسل بمشاريع قوانين، وأهمها: قانون الجمارك، التهرب الضريبي، المناقصات العامة، والتي هي أساسية. هناك الآن اجتماع للجنة الكهرباء في محاولة للتقدم في موضوع خطة الكهرباء التي ستؤمن وفرا كبيرا في الموازنة".

أضاف: "أعتقد أن جلسة الغد ستشهد أيضا تقدما كبيرا جدا، بعدما نحصل على الأرقام، ونرى ما الذي سنضمنه في الموازنة وما الذي سنرسله إلى المجلس النيابي وما هي القرارات التي سيتخذها مجلس الوزراء وتكون موازية للموازنة".

حوار

سئل: هل ستعقدون جلسة للجنة الإصلاحات عقب جلسة مجلس الوزراء غدا؟

أجاب: "غدا، هناك جلسة لمجلس الوزراء، وقد ننتهي من بعض الأمور داخل هذه الجلسة، وإذا بقيت أمور بحاجة إلى مزيد من البحث فسنبحثها في لجنة الإصلاحات".

سئل: لا تزال هناك 6 أيام لحلول الموعد الدستوري لإنجاز الموازنة، والجميع يريد الالتزام بهذا الموعد، فهل أصبحت الموازنة في خواتيمها؟ وهل ستدخل الإصلاحات من ضمنها، كما يطالب البعض؟

أجاب: "ما نتنهي منه ويجب أن يدخل بالموازنة فسندخله فيها، وما ننتهي منه ويحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء فسيتخذ المجلس قرارا بشأنه، وما ننتهي منه ويحتاج إلى مشروع قانون فسنحيله إلى المجلس النيابي الكريم. هذا يعني أننا نسير على مسارات ثلاثة متوازية".

سئل: هل ستتمكنون من الالتزام بمهلة 15 تشرين الأول؟

أجاب: "في الحقيقة، طرحت اليوم فكرة أن الدستور حدد مهلة للموازنة، وهي يوم الثلثاء الذي يلي 15 تشرين الأول. نحن نقوم بكل الجهد الممكن لكي ننتهي في 15 تشرين الأول. وإذا لم ننته، فإن الدستور يجيز لنا بضعة أيام إضافية، ربما نستخدمها وربما لا. إذا انتهينا قبل 15 تشرين الأول نكون قد حققنا إنجازا كبيرا جدا".

سئل: ما هي القرارات التي اتفقتم عليها حتى الآن والتي لا عودة عنها؟

أجاب: "ما ينجز ويدخل في الموازنة فسنعلمكم به، وما يتخذ فيه مجلس الوزراء قرارا سنقول لكم عنه أيضا. هناك أمور، ليس من السهل الانتهاء منها واتخاذ قرار بشأنها. أنا أتحدث عن توجهات، والتوجه أن ننجز قانون الجمارك وقانون الضريبة وقانون المناقصات وخطة الكهرباء وغيرها من الأمور التي بات التوجه العام أساسيا للغاية فيها وإيجابيا جدا، لكن حين ندرس قانونا كقانون الجمارك، وهو من حوالى 500 صفحة، فلا أستطيع أن أطلب من أي فريق أن ينتهي منه اليوم، ومن حق الجميع أن يحظوا بمهلة بضعة أيام لاستكمال دراسة هذا القانون. هذا ما يحصل، لكن المناخ جدي وإيجابي إلى أقصى حد.

سئل: وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي ذهب اليوم إلى المدعي العام المالي الذي استمع إليه، فهل ستذهبون إليه بعد هذه البادرة اليوم؟

أجاب: "لم نتخذ قرارا بعد، لكن للعلم، سبق أن ذهبت قبلا إلى المدعي العام المالي وكنت يومها وزيرا، والرئيس نبيه بري كان قد نصحني بعدم الذهاب حين كنت نائبا، لكني حين أصبحت وزيرا ذهبت وحدي إلى المدعي العام المالي. أعود وأقول أنه صديق عزيز، لكن حصل بعض الخلل في الإجراءات، نعالجه وإن شاء الله خيرا".

 

اللجان المشتركة ناقشت اقتراح قانون للانتخاب قدمته كتلة التنمية الفرزلي والحسن شددا على أهمية استعادة ثقة الناس لتحفيزهم على الانتخاب

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

وطنية - عقدت لجان المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، والاعلام والاتصالات جلسة مشتركة برئاسة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وحضور وزراء الدفاع الوطني الياس بو صعب، الداخلية والبلديات ريا الحسن والعدل البرت سرحان، والنواب: حسين الحاج حسن، ياسين جابر، قاسم هاشم، انور الخليل، علي عمار، اسطفان الدويهي، سيزار ابي خليل، ايوب حميد، غازي زعيتر، نقولا نحاس، بيار بو عاصي، نقولا صحناوي، اغوب بقرادونيان، عدنان طرابلسي، سامي الجميل، حسن فضل الله، آلان عون، علي بزي، امين شري، هاني قبيسي،

جميل السيد، وهبه قاطيشا، جان طالوزيان، شامل روكز، محمد خواجه، فريد البستاني، انور جمعة، بكر الحجيري، انيس نصار، عماد واكيم، مصطفى الحسين، ديما جمالي، ابراهيم عازار، ابراهيم الموسوي، علي درويش، الياس حنكش، ، جورج عقيص، محمد نصرالله، جوزف اسحق، بلال عبدالله، هنري شديد، حسن عز الدين، وفيصل الصايغ.

الحسن

اثر الجلسة، قالت الوزيرة الحسن: "نحن ندرس في اللجان المشتركة اقتراح القانون الذي قدمته كتلة "التنمية والتحرير". وفي رأيي، التوقيت مهم لأنه يجب ان نطرح بعض اقتراحات التعديل في اسرع وقت، ولكن هناك الشق اللوجستي، والشق الذي لم يطبق وهو مهم يتعلق بطريقة استرجاع ثقة الشعب بالطبقة السياسية من اجل ان نحفز نسب الاقتراع. هنا، أرى المشكلة الاساسية ليست في نظام الانتخاب ولا في تقسيم الدوائر، بل باسترجاع ثقة الناس بالطقم السياسي وانا واحدة منهم. من هذا المنطلق، يجب ان نبحث في النظام الطائفي والسياسي. علينا ان نرى كيف علينا استعادة الثقة عبر اصلاحات مالية اقتصادية وغيرها. من هنا نرى جديا كيف نستطيع ان يصبح هناك تمثيل أفضل لكل النواب الذين سينتخبون عبر قانون الانتخاب".

واضافت: "كوزيرة داخلية، قلت امام اللجان المشتركة ان لدينا الكثير من الاقتراحات لتعديل الشق اللوجستي العملاني، او بالنسبة الى هيئة الاشراف على الانتخابات او الادارة. الادارة معنية بتطبيق القانون، والجمعيات الاهلية قدمت اقتراحات لتعديل هذا القانون نقوم ندرسها، وسنأتي بها عندما نقوم كل هذه التوصيات في حال تشكيل لجنة فرعية ونطرحها امامها. اهم شيء ان نحضر انفسنا لتطبيق "الميغا سنتر" - البطاقة البيومترية، وهذا يكون اهم اصلاح لتطبيق القانون الحالي. الحوار مهم والنقاش مهم، ولكن الاهم ان نرى الثغرات في القانون الحالي بغض النظر عن نظام الانتخاب او تقسيم الدوائر. ونجرب ان نسد الثغرات وان نطبق القانون بكل حذافيره ونرى فعليا كمكونات سياسية كيف نستطيع ان نسترجع ثقة الشعب بكل الاطراف".

الفرزلي

بدوره، قال الفرزلي: "هذه الجلسة للجان المشتركة بحثت في قانون الانتخاب الذي اقترحه السادة النواب في كتلة "التنمية والتحرير". ايضا كان هناك نقاش واسع، تخلله مقاربة مواضيع في غاية الاهمية، لجهة الاسباب الموجبة للاقتراح واهدافه وغاياته، الموافقة عليه وعدمها، سلبياته، ايجابياته. وكان من الواضح جدا ان هناك بعض الاطراف يريدون ان يتقدموا ايضا باقتراحات قوانين ستضم الى هذا الاقتراح. وكما هو معلوم، هذا الاقتراح منشور للنقاش، يستطيع السادة النواب ان يعيدوا النظر فيه بكل مندرجاته بصورة جذرية لأنه ملك اللجان المشتركة، وبالتالي ملك الهيئة العامة. ولا نزال في بداية البحث ونقارب الموضوع بدقة وروية في محاولة لايجاد منهجية مقاربة قانون انتخاب جديد". وأضاف: "اما ما تفضلت به معالي وزيرة الداخلية حيال التفكير ببعض التقنيات فهي محقة في ذلك، ولكن نحن نقارب اليوم (اقتراح) القانون من الزاوية السياسية بامتياز. من المبكر ان نقارب المسألة التقنية، بالرغم من ان الاقتراح المقدم تناول ايضا المسائل التقنية. اما مسألة اقناع الرأي العام الذي تحدثت عنه بالمشاركة او عدمها، فأستغرب هذا القول، لان ذلك ليس فقط من مهمة المجالس النيابية بل ايضا من مهمة الوزارات المعنية بهذا الشأن، لا بل هي شأن وطني يجب ان يهتم به كل المعنيين بالشأن العام وبالمؤسسات الدستورية في البلد عبر استعادة الثقة بين المواطن والدولة".

آلان عون

اما النائب الان عون، فقال: "الواضح ان هناك انقساما كبيرا، هناك من يريد تغيير القانون ومن يكتفي بتطويره، ونحن لا يمكن ان نقبل بتغيير القانون الا بالحفاظ على صحة التمثيل، واهم انجاز هو القانون الحالي ولسنا مقفلين على النقاش".

 

جعجع من كندا: لتشكيل حكومة من أخصائيين وتقنيين من أحجام كبيرة ولندعها تعمل لإنقاذ الوضع

وطنية - الأربعاء 09 تشرين الأول 2019

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "أمام اللبنانيين خيارين اثنين للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية التي يعاني منها لبنان، الأول على المدى المتوسط من خلال الانتخابات النيابية في العام 2022، فالتغيير بين أيدي اللبنانيين، وهذه الديموقراطية هي ثروة كبيرة يملكها الشعب اللبناني ولكنه لا يستعملها، الناس يشكون ويئنون من الوضع في حين ان التغيير في يد كل واحد منا من خلال صندوق الاقتراع. أما الخيار الثاني على المدى المباشر فهو أن نبدل الحكومة الحالية بحكومة أخرى مختلفة، فمنذ عشر سنوات حتى اليوم نرى الأكثرية الوزارية نفسها، تتغير بعض الوجوه ولكن القوى الفعلية هي نفسها، طبعا ليست قادرة على فعل شيء، وقد طرحت شخصيا هذا الأمر خلال الاجتماع الاقتصادي-المالي لإعلان حالة طوارئ اقتصادية في بعبدا، بحيث طالبت بإفساح المجال لتشكيل حكومة من أخصائيين وتقنيين من أحجام كبيرة، ولندعها تعمل لإنقاذ الوضع لأن الأكثرية الوزارية لو كانت قادرة على إنقاذ الوضع لما أوصلته الى هنا، وهذا هو الحل المثالي من خلال عملية تغيير كبيرة تعطي دفعا للوضع العام وتعيد الثقة للمجتمع الدولي والأسواق، ولكن انطباعي ان المعنيين أولياء الأمر متمسكون بمراكزهم وبما يقومون به لذا لا يمكننا إلا أن نستمر في النضال حتى تغيير الوضع القائم والى أن يحين وقت التغيير الكبير في الانتخابات النيابية المقبلة".

ورفض رفضا قاطعا البحث عن قانون انتخابي جديد في ظل هذه الظروف، محذرا من أن "القانون الانتخابي المطروح للتداول هو كناية عن ديموقراطية عددية، غير مقنعة حتى، وهذا ليس ما ينص عليه الميثاق الوطني ولا اتفاق الطائف أو الدستور، لم نتفق منذ قيامة لبنان يوما على الديموقراطية العددية، لأن لبنان بلد تعددي ويجب أن نحترم بعضنا البعض، ونحترم كلمتنا وميثاقنا، ولكل هذه الأسباب مجتمعة نعتبر طرح قانون الانتخاب كما هو مطروح حاليا مسيء ومضر جدا ويجب سحبه في أسرع وقت من التداول تفاديا لمزيد من التشنج والازمات في البلد التي نحن بغنى عنها".

كلام جعجع، جاء خلال عشاء تكريمي أقامه راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول-مروان تابت على شرف رئيس القوات وزوجته النائب ستريدا جعجع في الصالة الكبرى لكاتدرائية مار مارون في مونتريال، في حضور: سفير لبنان في كندا فادي زيادة، القنصل اللبناني العام في مونتريال أنطوان عيد، مطران الروم الأرثوذكس في مونتريال ألكسندر مفرج، الأكسرخوس الرسولي للسريان الكاثوليك في كندا المطران مار بولس أنطوان ناصيف، الأب كميل اسحاق ممثلا مطران السريان الارثوذكس ايليا باهي، الأب هامبيك كارايان ممثلا مطران الأبرشية الأرمنية في كندا بابكين تشاريان، ممثل شيخ عقل الدروز الشيخ عادل حاطوم، إمام المركز الاسلامي اللبناني الشيخ نبيل عباس، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير الأب مروان عيسى، رئيس قسم الكتائب اللبنانية في مونتريال فانسان شدياق، رئيس حزب الأحرار في مونتريال جوزف خيرالله، منسق تيار المستقبل في مونتريال نزار بدران، منسق الحزب التقدمي الاشتراكي فرع مونتريال وائل سلمان، رئيس مركز القوات اللبنانية في مونتريال جوزف كرم، رئيس الجمعية الإسلامية اللبنانية الكندية زهير الجندي، وحشد من رجال الدين والفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

جعجع

استهل جعجع كلمته متوجها بالشكر الى المطران تابت "باعتبار ان رعيته رعية مثالية في كندا، تشكل جزيرة لبنانية في الانتشار اللبناني، ويا ليت وضع بلدنا مثل وضع هذه الجزيرة، فمنطقة الشرق الأوسط منطقة متفجرة في الوقت الحاضر ونشهد فيها أحداثا كبيرة ولكننا نطمئن حين نشهد على هكذا جزر لبنانية خارج لبنان، وبإذن الله سيعود لبنان أقوى وأفضل من خلال هذه الجزر المنتشرة مهما كانت الصعوبات كبيرة، لذا أنا أشد على أيديكم لأنه بقدر أملنا بلبنان الأم، أملنا بلبنان الانتشار في أصقاع المعمورة كافة".

ولفت الى أنه "منذ تأسيس لبنان الكبير وحتى من قبل تأسيسه التاريخي، كان الهم الأول لدى الكنيسة في لبنان هو تشكيل القرى والبلدات، بحيث بدأت قرانا تتشكل من كنيسة أو دير وإلى جانبه مجموعة أراض، فكوَّن الرهبان قرى ومجموعات الى أن وصلنا الى لبنان الذي نحن فيه، وكذلك مع إخواننا المسلمين، تكونت قراهم قرب الجوامع والمعابد والخلوات، ماذا وإلا لما بقي أحد في هذه الأرض التي هي أرض مقدسة".

وشدد على "أننا لسنا لا ضد السنة ولا ضد الشيعة في لبنان، فقد شاءت الصدف أننا نلتقي والأحزاب السنية الكبيرة على نظرة واحدة للبنان وبالتالي نحن حلفاء، ولكننا على الأكيد لسنا ضد الشيعة لأننا طوال عمرنا وبالأخص نحن أبناء بشري ودير الأحمر موجودون على تماس مباشر مع كل المحيط الشيعي في البقاع، كنا دائما ولا زلنا إخوة، نحن صراحة ضد النظرة الأخرى للبنان، لأنه لا يمكننا ان نتخلى عن لبنان الوطن، فبعض الأمور لا تحمل مسايرة على الإطلاق، فحتى أول المستفيدين من بقاء لبنان الوطن سيكونوا إخواننا الشيعة لأنهم مثل الموارنة في هذا الوضع، ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. تاريخيا نحن مع لبنان وهذا ليس بعيب، ففي عز أيام الرئيس جمال عبد الناصر كنا ضده، ليس على المستوى الشخصي، باعتبار انه شخصية تاريخية، ولكننا لم نكن نؤيد الطرح الذي كان يطرحه، لا يمكننا القبول بكيان غير الكيان اللبناني، أي كيان آخر سواء كان اسمه الأمة أو الاتحاد مع فرنسا أو أيا يكن، لا يمكننا أن ننسجم ونتعايش معه، من هذا المنطلق نحن مع فكرة ضد فكرة أخرى وليس مع طائفة ضد طائفة أخرى لا سمح الله ولا في أي لحظة من اللحظات، نحن مع السنة ومع الشيعة وطبعا مع إخواننا الدروز بحيث كنا رفاق درب في لبنان التاريخي وسنبقى الى أبد الآبدين، آمين".

أزمة اقتصادية

وقال جعجع: "ان لبنان يعاني من أزمة اقتصادية مالية كبيرة هي الأساس في الوقت الراهن، فالشعب اللبناني ليس فقيرا، ولبنان ليس فقيرا، فأكثرية الشعب اللبناني هي منتجة، عدا بعض "العطلجية" الذين يريدون وظيفة في الدولة ليأخذوا معاشات دون أن يعملوا. فلماذا وصلنا الى الأزمة الحالية يا ترى؟ فما يسمى Fundamentals في لبنان ليس مضروبا أبدا بالمعنى الاقتصادي المالي، على العكس كلها صحيحة ولكن الإرادة السيئة والفساد الموجود أوصلا الوضع الى ما هو عليه، ان المناخ السائد داخل ادارات الدولة ليس جيدا، اذ لا يوجد إدارة ولا تبصر ولا خطة للمستقبل، بالإضافة الى الفساد، فهذا المزيج المتفجر أدى في نهاية المطاف الى الوضع الراهن، وللخروج منه الأمر يحتاج الى تغيير في إدارة الدولة الذي يحصل على المدى المتوسط من خلال الانتخابات النيابية في العام 2022، وهنا أتوقف لأقول ان التغيير بيدكم أنتم، فهذه ثروة كبيرة يملكها الشعب اللبناني ولكنه لا يستعملها، فالناس يشكون ويئنون من الوضع في حين ان التغيير في يد كل واحد منا من خلال صندوق الاقتراع".

التصويت

ورأى "ان لبنان فيه ثغرات ومشاكل كثيرة إلا أن نظامه بالفعل ديموقراطي، فكما تصوتون تأتي النتيجة، وبالتالي على الشعب اللبناني تغيير طريقة تصويته، لقد صوت بهذه الطريقة ورأينا ما كانت النتيجة"، مذكرا بظاهرة في علم النفس "تسمى Rationalisation حيث على سبيل المثال حين يمنع شخص ما من تناول الحلويات، يبدأ بإيجاد مبررات لتناولها، وهذا ما يحصل مع اللبناني الذي يشكو من غياب الكهرباء، ولكنه يصوت لمن لا يؤمن له الكهرباء، ويبرر لمن صوت له بأن الآخرين قاموا بعرقلته، فبدعة العرقلة غير صحيحة إطلاقا وذلك من خلال الممارسة، فمؤخرا عارضنا الجميع في لبنان في مسألة تنظيم العمالة الأجنبية الذي طرحها وزير العمل، وقامت القيامة عليه من جماعة الدولة أولا، ولكن هذا الأمر لم يثننا عن عزمنا رغم المشاكل والتظاهرات، فحين يصمم الوزير أو السلطة السياسية لا أحد يمكن منعها عن شيء، ان صاحب الحق سلطان، ولكن حين يقوم أحد ما بأمر عن غير حق، طبعا ستتم عرقلته لأنه يكون هشا vulnérable وهذا ما حصل في قطاع الكهرباء وما شهدناه من عراقيل".

ودعا جعجع المغتربين واللبنانيين الى حسن الاختيار ومعرفة كيفية التصويت في العام 2022، منتقدا بعض المغتربين الذين لا يصوتون لأنه لا يوجد مركز اقتراع قريب منهم، سائلا "أي وطن سيقوم إذا كنا أقله كل أربع سنوات لا نقوم بمجهود للإدلاء بأصواتنا؟ الأمور تحتاج الى جدية لأن هذا واجب وطني وبإمكانه تغيير اللعبة السياسية".

وأسف "ان الأوضاع تسوء في لبنان، ولكن ما يمكن فعله راهنا هو أن نرفع الصوت وندل بالإصبع على الخطأ، فالأمور لم تعد تحتمل مسايرات، نحن أصدقاء مع الجميع ولدينا علاقات مع كل الفرقاء السياسيين، ولكن هذا شيء وأن تشير بالإصبع الى ما يحصل من أخطاء هو واجب لتفادي الأزمة أو تأخيرها على الأقل".

الحكومة

وأكد أن "هناك حلا على المدى المباشر هو أن نبدل الحكومة الحالية بحكومة أخرى مختلفة، فمنذ عشر سنوات حتى اليوم نرى الأكثرية الوزراية نفسها، تتغير بعض الوجوه ولكن القوى الفعلية هي نفسها، طبعا ليست قادرة على فعل شيء، وقد طرحت هذا الأمر خلال الاجتماع الاقتصادي-المالي لإعلان حالة طوارئ اقتصادية في بعبدا، حيث طالبت بإفساح المجال لتشكيل حكومة من أخصائيين وتقنيين من أحجام كبيرة، وندعها تعمل لإنقاذ الوضع لأن الأكثرية الوزارية لو كانت قادرة على إنقاذ الوضع لما أوصلته الى هنا، وهذا الحل المثالي من خلال عملية تغيير كبيرة تعطي دفعا للوضع العام وتعيد الثقة للمجتمع الدولي والأسواق، ولكن انطباعي ان المعنيين أولياء الأمر متمسكون بمراكزهم وبما يقومون به، لذا لا يمكننا إلا أن نستمر في النضال لحين تغيير الوضع القائم الى أن يحين التغيير الكبير في الانتخابات النيابية".

قانون الانتخابات

وتطرق جعجع الى موضوع تعديل قانون الانتخابات "بحيث عقد منذ أسبوعين اجتماع للجان المشتركة وستجتمع مجددا قريبا، فبدل ان نبحث عن حلول للوضع الاقتصادي ذهبنا للبحث عن قانون انتخابي جديد، وأنا لدي ملاحظتين بالشكل: أولا بعد تقاتل وشد حبال على مدار عشر سنوات بين عامي 2008 و 2018 للتوصل الى القانون الانتخابي الحالي، فهل هذا القانون هو جدول أسعار المحروقات التي تصدره وزارة الطاقة لنغير فيه في كل ساعة وفي كل لحظة؟ طبعا لا. لا نريد تغيير قانون الانتخاب، فالقانون ليس مزحة وهو موضوع خلافي بين المجموعات اللبنانية، فبعد مئات الاجتماعات نأتي لنفرط بهذا القانون من أجل البحث عن قانون جديد. ثانيا، في خضم كل ما نعيشه نبحث عن قانون انتخابي جديد، بينما نحن في أمس الحاجة لكل جهد نيابي أو وزاري أو سياسي أو اقتصادي لننقذ البلد. أما الملاحظة الأساسية الجوهرية هي أن جزءا كبيرا من مشكلتنا كلبنانيين هي أننا نحاول التذاكي على بعضنا البعض منذ 70 سنة حتى اليوم، وهذا أمر غير مقبول، فالقانون الانتخابي المطروح هو كناية عن ديموقراطية عددية غير مقنعة حتى، وهذا ليس ما ينص عليه الميثاق الوطني ولا اتفاق الطائف أو الدستور، لم نتفق منذ قيامة لبنان يوما على الديمقراطية العددية، فلبنان بلد تعددي ويجب أن نحترم بعضنا البعض، ونحترم كلمتنا وميثاقنا، ولكل هذه الأسباب مجتمعة نعتبر طرح قانون الانتخاب كما هو مطروح حاليا مسيء ومضر جدا يجب سحبه في أسرع وقت من التداول تفاديا لمزيد من التشنج والازمات في البلد التي نحن بغنى عنها".

وتابع: "طبعا قانون الانتخابات الحالي بحاجة لبعض التعديلات التقنية، وأهمها طريقة اقتراع لبنانيي الانتشار، فلقد أضافوا تحت الضغط بندا بأن المغتربين يحق لهم ستة نواب في حين ان كل منطق المطالبة باقتراع المنتشرين كان هدفه إبقاء المغتربين على متابعة وإطلاع على ما يحصل في لبنان، فحين نخصص للمغتربين 6 نواب فقط هذا الأمر يعزز من تقسيمهم وبعدهم وانفصالهم عن لبنان، وسنحاول متابعة هذه النقطة حتى النهاية، فالقانون الحالي وبالرغم من تهجم الكثيرين عليه، هو من أفضل القوانين الانتخابية في لبنان منذ 70 عاما حتى اليوم، فهو القانون الأكثر تمثيلا الذي توصلنا إليه بعد المحادل التي كنا نشهدها سابقا، فمن خلال القانون الحالي لا يمكن أن يصل أحد من دون صفة تمثيلية أو على ظهر أحد".

وختم جعجع: "مرت علينا كلبنايين ظروف قاسية جدا وقاومنا، نحن وطن المقاومة المستمرة ليبقى موئلا للحرية والانسان في الشرق، وحافظنا عليه، صحيح لدينا مشاكلنا ولكن الأساس موجود، الأزمة الآن أسوأ، فحين تأتي الامبراطورية البيزنطية مثلا أو اسرائيل لتسيطر على بلدنا يمكننا مواجهتها، ولكن الأسوأ حين يكون المرض داخليا ويتآكلك من الداخل كالسرطان، فنحن نعاني من اهتراء داخلي كبير جدا ومطلوب منا جهد أكبر للمواجهة، تأكدوا أن مواجهة قوة خارجية تسعى لاحتلالنا أسهل بكثير من المواجهة في الداخل، لم نستسلم يوما والآن سنستجمع قوانا لنقضي على هذا المرض لنصل الى لبنان الذي نحلم فيه".

 

نديم الجميّل خلال جولة في مدينة زحلة: نحن مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي ننتمي اليه ويشبهنا

وكالات/09 تشرين الأول/2019

في مستهل زيارته الى مدينة زحلة، زار نديم الجميّل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في مطرانية سيدة النجاة، بحضور رئيس اقليم زحلة الكتائبي غسان المر، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام وحشد من الكتائبيين في زحلة وكهنة الأبرشية. وقد رحب درويش بالجميل بين "اهله ورفاق بشير" وقال: أرحب بالشيخ نديم بإسم سيدة النجاة وبإسمكم جميعا، بإسم زحلة والبقاع. أرحب به أخا كريما عزيزا علينا، والشيخ نديم حامل الإرث العظيم والكبير، الذي كل واحد منا لديه حصة في هذا الإرث لأننا جميعا أولاد حلم الرئيس بشير الجميل". وختاما قدم درويش للجميل هدية تذكارية بمناسبة زيارته الى المطرانية كما قدم له نسخة من الإنجيل المقدس.

الجميل شكر المطران درويش على الإستقبال وقال: "سيادة المطران أشكر استضافتك لهذا اللقاء الجامع. ووجودنا اليوم هنا هو للتأكيد ان الشعار الذي حمله بشير وعمل من اجله وهو ال10452 كلم2 من قيم ومبادئ، هذا الشعار هو المساحة التي يتواجد عليها الحرية والكرامة والسيادة، وزحلة هي عنوان اساسي في المقاومة من اجل الحرية والسيادة وكرامة الإنسان، والمسيحي الحر. نحن مستمرون من اجل بناء وطن حقيقي ننتمي اليه ويشبهنا، وطن دفعنا الكثير من اجل الحفاظ عليه.

ثم انتقل الجميّل و الوفد المرافق الى مطرانية السريان حيث استقبلهم المطران مار يوستينوس بولس سفر وعدد من أبناء الطائفة، وألقى سيادته كلمة ذكّر فيها بالعلاقات التاريخية بين الطائفة وحزب الكتائب. وردّ النائب الجميّل مؤكداً على العلاقة الوثيقة مع أبناء الطائفة. ثم قدّم سيادة المطران سفر أيقونة مكتوبة باللغة بالسريانية ل-الجميّل. كما زار الجميّل منزل سيادة المطران نيفون صيقلي المعتمد البطريركي لدى الكنيسة الانطاكية لدى الكنيسة الروسية، كما زار سيادة المطران جوزف معوّض راعي أبرشية زحلة المارونية، حيث كانت كلمة ترحيب لسيادته على الزيارة، وردّ الجميّل شاكراً حفاوة الاستقبال.

وانتقل الوفد الكتائبي الى بلدية زحلة المعلّقة حيث أستقبله رئيس المجلس البلدي السيد أسعد زغيب وأعضاء المجلس وألقى زغيب كلمة رحّب فيها بالضيف. وشكر الجميّل رئيس وأعضاء المجلس على حفاوتهم، وهنأهم على عملهم في خدمة جميع أبناء زحلة .

ثم لبى الجميّل والوفد المرافق دعوة رئيس إقليم زحلة الكتائبي على مائدة الغداء في أحد مطاعم المدينة. بعدها انتقل الجميع الى شارع الرئيس بشير الجميّل حيث وضع النائب الجميّل إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للرئيس بشير الجميّل، ثم عقد إجتماع في مبنى الإقليم إنضم اليه عدد من المسؤولين الكتائبيين، حيث أطلعهم الجميّل على آخر المستجدات السياسية، كما زار قسم مار ميخائيل حيث كان الطلاب الكتائبيين يعقدون إجتماع آخر الصيف. ومساءً ختم الجميّل والوفد المرافق هذا اليوم الطويل بعشاء تلبية لدعوة المصرفي السيد فادي جورج السكاف بحضور النائب جورج عقيص وسيادة المطران سفر ومنسّق القوات في زحلة طوني قاصوف وعدد من فاعليات المدينة. بعد كلمة ترحيب من السيد سكاف، قال النائب الجميّل:" في كل زيارة الى زحلة أشعر بمدى الارتباط بين زحلة والبشير، وأستذكر الصعوبات والنضال والتضحيات التي قدمها الأسلاف لندرك انه لا يحق لنا الاستسلام والتراجع، والمشوار طويل وصعب ويجب مواجهته لأن لبنان هو بلدنا الذي بنيناه وضحينا لأجله . وردّ النائب عقيص قائلاً:" أستذكرُ مشهد الانتخابات الطلابية في الجامعة اليسوعية في الاشرفية، الذي تجلّت فيه روح ١٤ آذار، مشيراً الى اعلام القوات والكتائب المرفرفة سويةً، معتبراً أنه من مسؤولية النائب نديم الجميل إبقاء هذا المشهد وتحويله الى قاعدة لا استثناء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 07- 08 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 10/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79347/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-october-10-2019/

 

 

اتيان صقر ـ أبو أرز: سجن الخيام والأخبار المضخّمة

10 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79355/79355/

بيان صادر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

 

الشعب الكردي يستحق الاحترام والتقدير والمساندة وليس التخلي عنه وخيانته

الياس بجاني/09 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79343/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ad%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%b1/

 

 

Betrayal Of the Kurds In Syria: What a Shame On Trump, The Arab Countries and the European Union
 Elias Bejjani/October 10/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79349/elias-bejjani-betrayal-of-the-kurds-in-syria-what-a-shame-on-trump-the-arab-countries-and-the-european-union/