LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october04.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/بيانات المطارنة الموارنة الفاترة بالمفهوم الإنجيلي

الياس بجاني/المحتل حزب الله والحكم التابع له والأحزاب المستسلمة يدفعون لبنان إلى الهاوية والدمار

الياس بجاني/مشكلة الحريري احساسه الخاطئ بأنه ضعيف وعليه الإستمرار بتقديم التنازلات

الياس بجاني/كم من سجن خيام في الضاحية والبقاع اخبرونا

الياس بجاني/طرواديون واسخريوتيون في سدة الحكم وفي العمل السياسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الباحث الجيواستراتيجي د.نبيل خليفة يتناول من خلالها رؤيته المستقبلية العلمية للعالم وفي مقدمها الحروب الحالية الجارية لمنع الإسلام السني من السيطرة على العالم

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 3/10/2019

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 تشرين الأول 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

التجمع من اجل السيادة: المعالجات الاقتصادية مستحيلة في ظل سلطة تابعة لحزب الله والمشروع الايراني

التهويل يدفع اللبنانيين لتكديس 2.5 مليار دولار في منازلهم

هذا ما قاله سلامة عن ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار

سياسي لبناني موقوف بتهمة العمالة !

سليماني: كلام خامنئي «مُنزَل» لدى نصرالله

المشنوق يُعلّق على مقال "نيويورك تايمز"... ويخاطب الحريري

لبنان يقف أمام «تسوية عرجاء» وتعويمها ينقذ الحكم والحكومة/محمد شقير/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: ارتفاع عدد قتلى التظاهرات إلى 31  شخصا

سليماني في بغداد يدير غرفة عمليات لمواجهة الاحتجاجات بالرصاص

العراقيون تحدّوا حظر التجوال وواصلوا تظاهراتهم الحاشدة... وهجوم صاروخي استهدف المنطقة الخضراء

السلطات الأمنية تقطع الإنترنت عن جميع المحافظات وتعلق وسائل التواصل وتغلق الطرق المؤدية للعاصمة

الساعدي أيقونة انتفاضة العراق الجديدة

مظاهرات بلا قيادة... أول تحدٍ للنظام الجديد في العراق بعد صدام حسين

مقتل 4 رجال شرطة طعنا بهجوم في باريس

إيران تزعم إحباط محاولة لاغتيال قاسم سليماني

تلميع الجنرال سليماني لمواجهة تآكل صورة النظام في إيران

بيدرسن لن يحدد جدولاً زمنياً وأهدافاً للجنة الدستورية

مظاهرة في القامشلي احتجاجاً على إقصاء الأكراد من «الدستورية»

لقاء نتانياهو وليبرمان ينتهي من دون تشكيل الحكومة الإسرائيلية

عباس يشكل لجنة لمتابعة ملف الانتخابات/اجتماع لـ«التنفيذية» اليوم... و«حماس» تصر على انتخابات ضمن مصالحة تشمل المنظمة

13 محامياً لنتنياهو يحاولون إلغاء اتهامه بالفساد والرشوة

إردوغان يلمح إلى تعديل دستوري لتسهيل فوزه بالرئاسة مجدداً وسط تراجع شعبيته

ماكرون يثير غضب تركيا لانتقاده انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتوظيف قضية اللاجئين

البرلمان المصري يستدعي الحكومة ويلوّح بـ«محاسبات»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بوليسية العهد لن تمنع تبدّد رصيده/علي حماده/النهار

أحلام الرئاسة «تفرطع» عدّة شغل العهد: عون وباسيل vs طموح المال والعسكر/هيام القصيفي/الأخبار

مسيحيّو الشرق "النازحون" وأجراس الأمل... بالهجرة/ألان سركيس/الجمهورية

لهذا لن يستخدم "حزب الله" بطاقته "الذهبية"... راهناً/كلير شكر/نداء الوطن

"باسيل راجع"...ماذا ينتظره؟/مرلين وهبة/الجمهورية

حذارِ قراءة تقارير وكالات التصنيف سياسيّاً/جورج شاهين/الجمهورية

الحلّ: حكومة إختصاصيِّين/سعيد مالك.. محام وخبير دستوري

عون فوجئ بردّ الشارع ففــتح الدفاتر القديمة/أسعد بشارة/الجمهورية

"عشاء غير سري"/حازم الأمين/موقع درج

تمدد إيران وانكفاء العرب.. الحاجة إلى فضاء عربي جديد/منير الربيع/موقع سوريا

هجوم «أرامكو»... مكاسب السعودية وخسائر إيران/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

حسابات إيران الخاطئة مبنية على الاستفزاز والتصعيد/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

«حماس» إخوانية وإيرانية وليست منظمة فلسطينية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

أربعة أعوام على التدخل الروسي في سوريا/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

من جريدة الشرق الأوسط مقابلة مع وزير خارجية روسيا

لافروف لـ «الشرق الأوسط»: لا نتمسك بأشخاص في سوريا... وتقدم الحل يطرح عودتها لـ«العائلة العربية»

وزير الخارجية الروسي أكد أن الملك سلمان وبوتين يضعان ملامح العلاقات الثنائية والأمير محمد يقدم مساهمة وازنة جداً

رئيس الجمهورية ترأس جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا: حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة وحرية الاعلام لا تعني اطلاق الشائعات واي فشل لنا هو فشل لكل السلطة

الحريري نفى خلال دردشة مع الصحافيين في السراي أن تكون هناك أي مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية: الإصلاحات والموازنة تسيران بالتوازي

الحريري ترأس اجتماع لجنة الاصلاحات والتقى كوبيش الجراح: قررنا وضع مشروع قانون المناقصات على جدول اعمال مجلس الوزراء

التقدمي استنكر إستدعاء الناشطين: لا لكم الأفواه!

النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي: لرحيل هذه الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين تعيد ثقة المجتمع الدولي والناس بالدولة

الراعي ازاح الستارة عن نصب القديس مارون في داربعشتار: ثقافتنا هي الأساس التي عليها تبنى الأوطان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار

إنجيل القدّيس لوقا14/من12حتى15/:”قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار». وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أي مقاربة للوضع اللبناني لا يكون محورها احتلال حزب الله هي ضحك ع الناس

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

كل اطلالة اعلامية لأي صاحب شركة حزب تجارية أو سياسي لا تركز على احتلال حزب الله وعلى سرطانه هي أطلالة ذمية ونفاقية وضحك على الناس.

 

لا حل لأي مشكل في لبنان بظل احتلال حزب الله

الياس بجاني/03 تشرين الأول/2019

لا حل لأي مشكل اجتماعي واقتصادي وقانوني وسلطوي وسياسي بظل احتلال حزب الله للبنان الحلول كلها تبدأ بالخلاص من الاحتلال وليس قبل ذلك.

 

بيانات المطارنة الموارنة الفاترة بالمفهوم الإنجيلي

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2019

من المحزن بأن بيانات المطارنة الموارنة أمست انشائية وفاترة ومنسلخة عن واقع الناس المعيشي التعتير وفيها الكثير من الرمادية والذمية.

 

المحتل حزب الله والحكم التابع له والأحزاب المستسلمة يدفعون لبنان إلى الهاوية والدمار

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2019

قومو تا نهني العهد القوي وربع المقاومة فبفضل جهودهم التحريرية التعتير تم تصنيف جواز السفر اللبناني ضمن المراكز ال10 الأخيرة عالميا

 

مشكلة الحريري احساسه الخاطئ بأنه ضعيف وعليه الإستمرار بتقديم التنازلات

الياس بجاني/02 تشرين الأول/2019

مشكلة الحريري أن اللبنانيين بمن فيهم حزب الله يعرفون قوته فيما هو لا يرى ذلك ويتوهم أنه ضعيف وعاجز ولهذا هو مستمر بتقديم التنازلات

 

كم من سجن خيام في الضاحية والبقاع اخبرونا

الياس بجاني/01 تشرين الأول/2019

ترى، هل سجون ومعتقلات حزب الله في الضاحية والبقاع هي أفضل من سجن الخيام.. بربكم يا أيها المقاومون والممانعون والعروبيون واليساريون المنافقون والملجميون اخبرونا؟!!

https://www.youtube.com/watch?v=x0TybdSzdfw

 

طرواديون واسخريوتيون في سدة الحكم وفي العمل السياسي

الياس بجاني/27 أيلول/2019

من باع نفسه للمحتل مقابل كرسي ونفوذ ومال لن يأخذ معه أي منها يوم يسترد الله وديعة الحياة منه وساعتها قاضي السماء لن يرحمه.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الباحث الجيواستراتيجي د.نبيل خليفة يتناول من خلالها رؤيته المستقبلية العلمية للعالم وفي مقدمها الحروب الحالية الجارية لمنع الإسلام السني من السيطرة على العالم

03 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79071/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab/

بعض عناوين المقابلة

*كان العالم قائم على توازن نظامين هما أميركا والإتحاد السوفياتي ومنذ  العام 1989 تاريخ سقوط الإتحاد السوفياتي تحاول السنية السياسية الحلول مكانه ولهذا الكل يقف بوجهها والحروب الحالية في الشرق تدور في هذا الإطار وخصوصاً في سوريا.

*على السياسي أن يكون رؤيوياً وإن لم يكن كذلك فهو سياسي فاشل.

*شعوبنا للأسف هي تنظر إلى تاريخها بشكل عابر.

*واجب المسيحي اللبناني ان يساعد السنة على تبني مبدأ الفكر والثقافة والحوار وقبول الآخر المختلف والأخوة.

*اكبر عدو للمسيحي اللبناني هو ما يسمى حلف الأقليات.

*القرن ال 21 سيكون قرن الإسلام السني.

*الإسلام السنة بأكثريتهم متواجدون في المنطقة الوسط الممتدة من المغرب لأندونيسيا والتي هي الأغنى في العالم.

*حروب الأقليات على الأكثرية السنية خاسرة.

*القوة العسكرية لا تبني دول قوية..الإتحاد السوفياتي سقط وهو يملك 4000 قنبلة نووية.

*الشيعة هم 15% من العدد الكلي للإسلام.

*ثلاثية الجيش والمقاومة والشعب في لبنان تناقض نفسها بنفسها لأن المقاومات هي شيعية وجرى تقويتها بوجه الجيوش…وأصلاً المقاومة وجدت لتكون ضد الجيوش.

*الديموغرافيا هي التي تصنع التاريخ.

*مشكلة الأقلية هي مشكلة الأكثرية.

*ادعو للحفاظ على صيغة العيش الإسلامي-المسيحي الأخوي والثقافي والتفاهمي واللاهوتي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 3/10/2019

وطنية/الخميس 03 تشرين الأول 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تسارعت الاجراءات المالية باتجاه منع التلاعب بالدولار وباتجاه تحقيق الإصلاحات وإنجاز الموازنة العامة، وقد شدد رئيس الجمهورية على ملاحقة المتلاعبين في وقت أكد الرئيس الحريري دور الحكم والشعب في اجتياز المرحلة.

فيما جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء كان عاديا، طغى الحديث عن الحريات وضرورة فصل الحرية عن الشتائم على المناقشات، وعلم ان الرئيس عون أثار خلال الجلسة ضرورة التعامل بالليرة الوطنية..في وقت تجرى الليلة وغدا إتصالات للحؤول دون إضراب محطات الوقود التي يشكو أصحابها من عدم قبض الشركات المستوردة أثمان المحروقات بالعملة اللبنانية.

حاكم مصرف لبنان أوضح بالنسبة الى ATM أن من يملك حسابات بالدولار يسحب أموالا بالدولار ومن يملك حسابات مصرفية بالعملة اللبنانية يسحب أموالا بهذه العملة..

إذن الحريري شدد في دردشة مع الصحافيين على ان لا مشكلة بينه وبين الرئيس غامزا من قناة الإعلام الذي يريد تصوير خلاف بينهما.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

لولا أمران لكانت جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا عادية بإمتياز وإن شمل جدول أعمالها بندا أو أكثر على جانب من الحساسية.

الأمر الأول هو المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية في أول جلسة للمجلس بعد فترة من التوترات السياسية والاقتصادية والمالية.

الرئيس ميشال عون قال لرئيس الحكومة والوزراء: نحن جميعا نمثل السلطة الإجرائية وأي فشل لنا هو فشل لكل السلطة لذلك ممنوع ان نفشل ولن نفشل وزاد: الوقت اليوم ليس للمزايدة بل لحل المشاكل وخصوصا الاقتصادية وأولها إكمال الموازنة.

أما بالنسبة لحرية الاعلام فهي لا تعني حرية إطلاق الشائعات المغرضة كما ان حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة قال رئيس الجمهورية.

في قصر بعبدا أيضا مبادرة لطيفة داعمة للتفاح اللبناني أطلقها وزير الزراعة وكادت تخطف الأضواء عن جلسة مجلس الوزراء.

الوزير حسن اللقيس حمل صناديق من هذه الفاكهة ليوزعها على الوزراء والإعلاميين في القصر وعلى كل صندوق من هذه الصناديق كتب عبارة (تفاح بلادك إلك ولولادك).

وزير الزراعة وجه نصيحة طبية من وحي مبادرته: تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب.

على أن انعقاد مجلس الوزراء جاء على إيقاع انحسار الحمى المالية والنقدية بقوة دفع من التعميم الأخير الصادر عن حاكم مصرف لبنان.

الحاكم رياض سلامة خرج عن صمته متحدثا للمرة الأولى عن الأزمة الأخيرة وقائلا: ان الليرة هي عملة البلد ومستمرون بتأمين استقرار سعر صرفها، وأشار إلى ان أسواق الصرافين والأوراق النقدية بالدولار هي أسواق لا يتدخل فيها مصرف لبنان الا من ناحية التنظيم.

سلامة أمل أن تقر الحكومة موازنة تعطي إشارة إيجابية للأسواق مبديا استعداد البنك المركزي لسداد استحقاق الدولة بالدولار.

استحقاقات وليد جنبلاط في تويتر عبرت عنها تغريدات للزعيم الاشتراكي يكرر فيها الدعوة إلى إقرار الهيئة الناظمة للكهرباء لتجري المناقصات من أجل منع رأس المال المشبوه من الاستيلاء على هذا القطاع، مؤكدا انه من المعيب ان يسيطر تجار سلاح على القطاع العام بحجة الخصخصة.

على المستوى الإقليمي قفز إلى صدارة المتابعات تطوران: الأول في إيران والثاني في العراق.

في التطور الأول أعلن الحرس الثوري الإيراني إحباط محاولة لاغتيال اللواء قاسم سليماني على يد فريق كان يخطط لتنفيذ تفجير لدى مشاركته في مراسم عاشوراء بمدينة كرمان.

لكن السلطات الإيرانية ألقت القبض على فريق الاغتيال الذي كان قد جهز حوالى نصف طن من المتفجرات ووضعها في نفق تحت الحسينية التي تجري فيها المراسم.

أما التطور الثاني في العراق فتمثل باستمرار الاحتجاجات الشعبية في أنحاء البلاد حيث فرض حظر تجول في عدد من المدن من بينها بغداد.

في العاصمة العراقية قطعت القوى الأمنية الطرقات بين الأحياء لمنع التظاهرات التي رست حصيلتها على مدى ثلاثة أيام إلى تسعة عشر قتيلا وستمئة وخمسين جريحا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أكل آدم التفاحة وفي أول إنتاج له قبض على الصحافة واتضح من رائحة التفاح التي عبقت في بعبدا أن الإعلام هو مصدر الإغواء السياسي، فقد هز البلد والعهد وهدد استقرار الليرة ونشر الشائعات ضد الحكومة من فوقها الى " تحتها " وإن هذا الإعلام يراود السياسيين عن أنفسهم ويفض شفافيتهم ويعرقل خط سيرهم الإصلاحي، ولأن السلطة اكتشفت الغرف الإعلامية المغلقة فقد بدأت حملة التطهير والتطويق وجندت كل استخباراتها الوزارية والقضائية ومتعهدي العهد للانقضاض على المؤامرة الإعلامية ووأدها في أرضها، من هنا جاء كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أولا معلنا أن حرية الإعلام لا تعني حرية إطلاق الشائعات المغرضة والمؤذية للوطن قبل أن يترافع وزراء في القضية.

يقترح الرئيس سعد الحريري رفع الغرامات على الصحافة، ويتبرع المجلس الوطني للاعلام بالدعوة إلى اجتماع يوم الاثنين يلقن فيه الإعلام الإلكتروني درسا في أصول المهنة ويحدد له في نص الدعوة سبل الابتعاد عن الإثارة والوطني المثير في تقديم الخدمات السياسية، هو نفسه أولى الشبهات لكونه مجلس التنفعية لأركان الحكم الذين يتناوبون على اقتسامه على مدى العهود، بإمكان السلطة أن توهم نفسها بالغرف الإعلامية وأن الصحافة هي من تسببت بفشل العهد، وأن من يغرد افتراضيا قد سرق الدولار من الأسواق بإمكان العهد أن يدفن رأسه في الإعلام لكن ذلك لن يكون إلا لترميم الفشل ورمي المسوؤليات، فكم من فضحية سطرتها الصحافة ووثقتها فيما ترتطم نهاياتها بأبواب القضاء المسدودة سياسيا، وإذا تغافلنا عن الماضي وأخذنا من هذه النشرة حصرا فسنقبض على سجل سوابق من السارقين الذين ما زالوا على قيد المهنة.

فبتحقيق واحد سوف نكتشف أن هناك تلزيما في النبطية بثلاثة مليارات ونصف مليار ليرة لمتعهد على اسم شركة لا علاقة لها الثلاثي دندش عياش بو حبيب ليس سوى " نصبة " جديدة على الدولة ومواطنيها عياش و آخرون حيث لا تزال الدولة تحتال على نفسها في أعداد الموظفين الوهميين منهم والافتراضيين، وتقرير آخر في النشرة يوثق الأرقام أما في اعترافات أهل السلطة فبكشف لوزير المهجرين غسان عطالله اليوم أحصى آلاف الطلبات الوهمية للاخلاءات في وزارته، وأعطى مثالا واحدا على ذلك أن من بين ألف طلب إخلاء خمسة وخمسين طلبا مستحقا فقط والبقية تكرار وخلل وعدم شفافية.

وفي مطلع كل نهار يكاد الاعلام يستوعب فضائح السياسيين وأركان الدولة وأفضل تعليق على هذا المشهد جاء من النائب سامي الجميل " إنو جنيتوا؟" مواطن على فيسبوك يهدد استقرار البلد ؟ أم الشغل الذي لا تقومون به " وإذا عم تعملوه عم تعملوه غلط " ؟

وخلص الجميل الى القول "إذا أصحاب المصالح هني مستلمين الإصلاح مار ح يمشي الحال"،

وعدم استيعاب السلطة للخطر لن تكون ترجمته إلا بتحريك الشارع من جديد وباحتجاج يشبه، العراق اليوم الذي لم يعد يقوى على فساد لا يعادله إلا الفساد اللبناني هناك حديث عن مؤامرة وهنا الحديث نفسه لكن الشعب الموجوع لم يعد في حاجة الى من "يدزه" على مؤامرات.

وفي كلام لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى الجديد اليوم أن لدينا معلومات عن محاولات من الخارج لزعزعة لبنان لكن الجواب " عنا مش عندن " فإذا كانت لدينا إصلاحات موازنة بخفض العجز عندئذ لا يفتح أي مجال لاستغلال من الخارج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

ثمة احداث متسارعة في وطننا ومنطقتنا بل في عالمنا، لن تنتظرنا عند سجال ولا عند تحديد سعر صرف الدولار.

وكما قال رئيس الجمهورية في مستهل الجلسة الحكومية: الوقت اليوم ليس للمزايدات، بل لحل المشكلات، وخصوصا الاقتصادية منها. ومنها الانطلاق بان اي فشل هو لكل السلطة، والفشل ممنوع قال الرئيس ميشال عون.

والممنوع ايضا بحسب الرئيس ان يفسر حق التظاهر على انه حق الشتيمة، وحرية الاعلام على انه حق اطلاق الشائعات المغرضة والمؤذية للوطن..

ولانقاذ الوطن، فانه لم يعد هناك مجال للدلع، ولا لمد اليد الى المال العام، كما أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي دعا كل اطراف المشكلة الى التحدث في ما بينهم واعادة تذكير بعضهم بالاولويات، فبلدنا ليس مفلسا كما رأى النائب رعد، لكنه مهدد بالانهيار اذا لم نحسن التعاطي مع اللحظة الراهنة.

في اوضاع المنطقة الراهنة ثمة شيء خطأ يجري في المملكة السعودية، ما يجعلها تتجه نحو الانهيار بصمت بحسب مجلة "ناشيونال انترست" الاميركية، فولي العهد محمد بن سلمان يحصد نتاج سياساته هزائم في الخارج وتذمرا وهمهمات مقلقة بالداخل بحسب المجلة.. وبحسب الوقائع فان ارامكو ومعها نجران افقدت الحالم اي حيلة امام اهله قبل خصومه.

الامير المتقلب على اوجاع الحكم، يشاطره حليفان، الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يبدو يائسا وغير متماسك ومنهارا بحسب صحيفة الواشنطن بوست، وهو الواقف عند مفترق سياسي مع تضييق الخناق عليه في ملف التواصل مع الرئيس الاوكراني.

اما رئيس الوزراء الصهيوني فعالق بين ملفات الفساد، ولم تسعفْه كل محاولات الدعم الى الآن.

حتى ان محاولة الثالوث المأزوم التعويض بخطوة علها تكسبهم بعض النقاط، فقد باءت بالفشل الذريع، مع كشف الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني محاولة لاجهزية عبرية وعربية كما سمتها لاغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، فنجا القائد، ووقع المتورطون ومعهم المحرضون، وبقي لواؤه خفاقا على طريق القدس، ولو كره الكارهون.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

المعالجة سمة المرحلة، والانكباب على الخطوات الآيلة الى الحد من تداعيات الازمة الاخيرة مستمر . هذا ما يستشف من الحراك الداخلي الذي افتتحه رئيس الجمهورية بداية الاسبوع واستكمل اليوم في مجلس الوزراء.

بالعالي النبرة وصف كلام الرئيس عون الذي شدد بمستهل الجلسة على ان الوقت ليس للمزايدة، بل لحل المشاكل وخصوصا الاقتصادية منها وقال : أنا رئيس الدولة وامثل كرامة اللبنانيين وهيبة الدولة، ونحن جميعا نمثل السلطة الاجرائية واي فشل لنا هو فشل لكل السلطة، لذلك ممنوع ان نفشل ولن نفشل".

رئيس الجمهورية شدد ايضا على ضرورة البحث في مسألة التعامل بالليرة اللبنانية وفق ما تنص عليه القوانين والأنظمة المرعية الاجراء.

لم يمر هذا الكلام مرورا عاديا، فبه وضع الجميع امام مسؤولياتهم، حتى ان التعالي على كل الخلافات لمصلحة التضامن الحكومي والوطني باتت طريقه سالكه، وما هو كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن ان لا ازمة ثقة ولا مشكلة مع بعبدا سوى خير دليل على ان الامور تسير في اطارها الطبيعي... في وقت تواصل بعض العقول المريضة سعيها الى افتعال توتر وهمي بين الطرفين . الحريري لاقى الرئيس عون بالتأكيد ايضا على ان مشكلتنا في لبنان سياسية ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع النهوض بالبلاد لذلك علينا التعاون من أجل تحقيق كل الاهداف.

وعلى وقع الشائعات التي تغمر البلاد،اتجهت الامور اليوم صوب الاستناد الى القوانين المرعية الاجراء من اجل ضبط تفلت باتت تساهم فيه بعض الماكينات الاعلامية، فالكلام السلبي الذي يصب في خانة خلق الذعر في صفوف المواطنين عبر تلفيق اخبار وبث معلومات مغلوطة حول الواقع النقدي والاقتصادي لن يمر من دون جمرك، على حد قول المثل، تماما كما هي الحال في مهد الديمقراطية فرنسا حيث ان قانون العقوبات صارم لناحية حماية الاستقرار النقدي من الشائعات.

هكذا اذا درس مجلس الوزراء صيغة تقضي برفع الغرامات المالية على وسائل الاعلام في حال التطاول على المواقع الرسمية والمس بصورة الدولة المالية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الأزمة بأبعادها النقدية والمالية والإقتصادية والمعيشية، باتت في سباق بين المعالجات والمضاعفات، حتى ان بعض أوجهها بات ينطبق عليه مقولة:إسمع تفرح جرب تحزن... أولى تجليات الأزمة في حركة الأسواق، أو بالأصح في " جمود الأسواق " ... باللغة المحكية "شي بيبكي".

أسواق مقفرة، محال "تصوفر"، أما كيف المعالجة، فلا أحد يملك الجواب لأن لا قدرة شرائية عند أحد.

الشراء بالليرة لم يعد متاحا كثيرا، وبالدولار غير ممكن، لأن الدولار غير متوافر، وما يتوافر منه يشتري به حامله الوقت " ليومه الأسود "، علما ان لون يومه في هذه الأيام هو " الرمادي الغامق " الذي يقترب من الأسود ...

هذه ليست مبالغة، فالأسواق اصدق إنباء من الكتب، ولكن ما يبعث على الأمل هو أن السلطة التنفيذية تبدو جادة في المعالجات، وقد برز هذا النفس في ما قاله رئيس الجمهورية في جلسة مجلس الوزراء، وفي إصرار رئيس الحكومة على تنفيذ المعالجات. لكن الخشية ان تكون هذه الجدية في سباق مع المعطيات غير المريحة: أصحاب شركات المحروقات لم يعجبهم تعميم حاكم مصرف لبنان، فيما يرى خبراء ان اعتراضهم مرده الى ارباحهم التي تراجعت، لا الى التعاميم التي تؤدي إلى خسارة لهم ... وهناك تململ من المواطنين بسبب اشتراط التسديد بالدولار بالنسبة إلى " بطاقات التشريج للخليوي"...

في ظل كل هذه المعمعة، حاكم مصرف لبنان يطمئن، ولكن في المقابل الصيارفة يرفعون الصوت معتبرين أن التفاوت في سعر صرف الدولار لا يتحمل الصيارفة مسؤوليته ...

"برج بابل" سياسي ومالي ومعيشي يواكب مقاربة موازنة 2020 من باب الإصلاحات المطلوبة لهذه الموازنة،علما ان الأوضاع المالية والإقتصادية باتت تستدعي أكثر من إصلاحات...

تستدعي عملية جراحية، سواء في القطاع العام أو في القطاعات التي لا يعرف عنها إلا أنها قطاعات نازفة تستهلك ثلث الموازنة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

نبت التفاح اليوم في القصر وفاض الانتاج في قاعة مجلس الوزراء. في الشقين العلمي والعملي، لقد أحسن وزير الزراعة رفع هذه القضية الى هذا المستوى، ففي الخطوة تحفيز للحكومة على تبني تصريف موسم التفاح إنقاذا لآلاف العائلات التي تعتاش من هذه الثمرة النبيلة.

في الشق الرمزي، إن في إدخال التفاحة الى تجمع أخطأ معظم رجاله في حق البلد حتى كادوا يخرجونا من جنة الدولة الى جهنم الفوضى، يشكل تذكيرا بالأفعى والتفاحة التي حكمت على جدنا آدم وستنا حواء بالنفي من الفردوس، بعد استسهالهما تجربة مخالفة كتاب الله، والكتاب في إسقاط على الحاضر، يعني الدستور والقوانين.

أما في الشق الطبي، فمقولة "تفاحة في اليوم تبقي الطبيب بعيدا من بيتك"، لم تعد تصح، لأن الاهتراء الرسمي الشامل بات يستدعي تدخل أكثر من طبيب، حتى أن جمعية أطباء سيدر لم تعد تكفي لإنقاذ البلاد، والمقصود هنا شفاء العقول والضمائر والنفوس، الذي هو شرط اساسي لإنقاذ الوضعين المالي والاقتصادي، والأهم قبول المريض الابتعاد عن الاطباء الدجالين و البدء بالعلاج، على مرارة هذا العلاج.

مجلس الوزراء، لم يقتصر جدول أعماله على التفاح، بل تضمن محاولة جديدة ومتكررة لإيجاد حد أدنى من التفاهم بين مكوناته خصوصا بعد المعارك الضارية الناشبة بين بعضهم بعضا، والتي كادت تطير التسوية وتهدد الحكومة. في السياق، وفيما البحث عن المخارج للملفات الساخنة يتعثر، وجد مجلس الوزراء متسعا من الوقت للبحث في ضبط الاعلام، ما يسمح له قوله وما لا يسمح، وأي عقاب يستحقه إن هو عرض الثقة بالبلاد للاهتزاز، في استعادة بائسة لزمن ولى غير مأسوف عليه.

في الأثناء، ما تجنبناه بقدرة قادر في لبنان من انفلات للشارع خارج أي ضوابط، حصل في العراق الذي تدهور فيه الوضع أمنيا، على خلفية مطلبية عناوينها العريضة مستنسخة كأنها من لبنان: الشعب يريد ماء وكهرباء ومحاسبة الفاسدين. لكن ما لا نريد استنساخه من العراق هو السيناريوهات التي تعتبر ما يحصل هناك، هو بداية معركة لي أذرع بين واشنطن وطهران لكسر سيطرة إيران على العراق، وضرب هلال سيطرتها، الذي بدأ عوده يشتد، والممتد من اليمن الى لبنان مرورا بدرته : بلاد الرافدين.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 تشرين الأول 2019

وطنية/الخميس 03 تشرين الأول 2019

النهار

تعيش إدارة مؤسسة عامة تخبطا إداريا غير مسبوق على خلفية المناوشات الحادة بين تيارين سياسيين، يدفع الموظفون ‏ثمنها. فبعدما اصدر مديرها العام قرارا غير معلل بنقل موظفين من مديرية الى اقسام أخرى، عاد وتراجع عنه في ‏اليوم التالي تحت وطأة

ضغوط سياسية .

ينقل عن رئيس الجمهورية نيته تفعيل اجراءات استرداد الاموال العامة المسروقة من سياسيين ورجال اعمال افادوا ‏من الفوضى التي كانت قائمة في عهود سابقة.

قال حقوقي بارز ان التعيينات القضائية جاءت ممتازة بعكس ما حصل في المجلس الدستوري حيث ان واحدا من عشرة ‏متخصص في القضايا الدستورية.

الجمهورية

قال أحد النواب أن لديه أكثر من 2600 سيرة ذاتية لعاطلين عن العمل في أدراج مكتبه، ولم ّيستطع تأمين فرصة ‏عمل لأي منهم بسبب الوضع الإقتصادي السيئ.

‎‎لاحظت أوساط سياسية أن إحدى الطوائف الأساسية في لبنان ليس لديها حصة مثل باقي الطوائف في موضوع ‏سينطرح قريبًا في مجلس الوزراء.

إتخذ حزب بارز قرارًا ضمنيًا ومن دون إعلان يقضي باعتبار أحد أعضائه البارزين خارج الإطار التنظيمي للحزب ‏المذكور.

البناء

خفايا

قالت مصادر إعلامية إنّ الجهة التي تقف وراء ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بصيغة فضائحية حول الرئيس ‏سعد الحريري هي جهة لبنانية وليست أجنبية، والتقريرمصدره بيروت وليس واشنطن، وإنّ شخصية نافذة في وسط ‏تيار المستقبل تملك قدرة على الحصول على معلومات مصرفية غير متداولة ولها تأثير على مكاتب التمثيل الصحافي ‏الأجنبي بحكم مواقعها السابقة حكومياً قامت بإعداد كلّ التفاصيل ومتابعتها حتى وصولها إلى النشر

كواليس

قالت جهات أوروبية مهتمّة بترتيب العلاقات السورية الأوروبية ويرون في تشكيل اللجنة الدستورية منعطفاً مناسباً ‏للخروج الأوروبي من القطيعة مع الحكومة السورية إنه يجب قراءة كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بتمعّن ‏في التحذيرات التي وجّهها للأميركيين والفرنسيين ما لم يقرّروا الخروج من سورية طوعاً، مستخدماً تعبير اللجوء إلى ‏وسائل مشروعة لتحقيق ذلك، متسائلة عن مصلحة أوروبا بإحياء ذاكرة العداء للاستعمار القديم؟

اللواء

يدرس مرجع مسؤول إمكانية إقامة دعوى على وسيلة إعلام دولية، على خلفية حملة معروفة الأهداف..

تعيش حركة سياسية خضة صامتة على خلفية تدخلات وأداء بعض الوزراء.

اتهم مسؤول في تيّار موالٍ رئيس لقاء نيابي بأنه فأجأ هذا الفريق بحجم انتقاداته لمشروع العهد!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

التجمع من اجل السيادة: المعالجات الاقتصادية مستحيلة في ظل سلطة تابعة لحزب الله والمشروع الايراني

وكالات/03 تشرين الأول/2019

عقد "التجمع من اجل السيادة" اجتماعه الدوري الاسبوعي وأصدر البيان الآتي:

١- توقف المجتمعون عند التدهور المالي والاقتصادي وعند الفساد المستشري في ظل السلطة القائمة ومن يقف وراء إنتاجها، ولاحظوا تشابه ما يعيشه الشعبان اللبناني والعراقي في هذه الايام من ظروف سياسية وامنية واجتماعية متردية، لافتين الى الحقيقة الموضوعية الثابتة والمتمثلة بأن أي سلطة ينتجها المشروع الايراني او تغطي المشروع الايراني وتسير في ركابه لا بدّ أن تودي بشعبها الى ما لا تحمد عقباه ديموقراطيا واقتصاديا وحياتيا ومعيشيا. فحيث حل المشروع الايراني وادواته والساكتون عنه والمتعايشون معه، حلّ عدم الاستقرار وصولا الى الفوضى والحصار والعقوبات والفقر  والهجرة والتهجير والقمع والتسلط والموت والدمار.

٢- يتوجه المجتمعون الى اركان السلطة في لبنان بضرورة التوقف فورا عن سياسات الغش والخداع التي يعتمدونها في التعاطي مع الشعب اللبناني التواق الى الحرية والسيادة والاستقلال والحياة الكريمة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. فقد أثبتت التطورات الأخيرة منذ صفقة التسوية التي سلّم من خلالها شركاء السلطة القرار السيادي للدولة اللبنانية في شكل كامل الى حزب الله، ومن خلاله الى مشروع زعزعة الاستقرار في الدول العربية الذي ترعاه ايران مباشرة أو من خلال ادواتها العسكرية والامنية والسياسية، ان الاستسلام لايران وحزب الله في مقابل بعض المناصب والمواقع والمنافع سوف يعرض المستسلمين للعزلة الشعبية والعربية والدولية، وسيضع لبنان في مصاف الدول الفاشلة والمارقة، وسيعرض شعبه لأفدح الأضرار، واقتصاده لافدح الخسائر واستقراره الاجتماعي لأخطر الاهتزازات.

٣- ان الخروج من الازمات التي يعاني منها لبنان، وتلافي الوقوع في المزيد منها، يتطلب قراراً جريئاً بفك الارتباط نهائيا بين الدولة اللبنانية ومصالحها الاستراتيجية والحيوية من جهة وبين المشروع الايراني وادواته المحلية والاقليمية من جهة مقابلة، واعادة لبنان الى موقعه الطبيعي بين الدول التي تمثل الشرعيتين العربية والدولية. اما المضي قدماً في المكابرة والتذاكي، ومحاولة خداع الرأي العام اللبناني والمجتمعين العربي والدولي بوعود كاذبة، ورفض الاعتراف بحقيقة مسؤولية سلاح حزب الله والمشروع الايراني عما آلت اليه الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية من تدهور، والايحاء بان المعالجات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ممكنة في ظل التبعية لايران وسلاحها، فلن يؤدي الا الى المزيد من الغرق في آثار الحصار والعقوبات والعزلة والى الاقتراب يوما بعد يوم من الانهيار الداهم.

 

التهويل يدفع اللبنانيين لتكديس 2.5 مليار دولار في منازلهم

جنوبية/03 تشرين الأول/2019

اعتبرت “العربية” أن “حالة التهويل هذه ، لم تأتِ من فراغ بل تنبع من حملة “ممنهجة” تمارس ضد المصارف اللبنانية”، وسألت في تقريرٍ لها عن “الذي يحدث على أرض الواقع”؟ إقرأ أيضاً: تعميم من جمعية المصارف يتعلق بالقروض.. ماذا في التفاصيل؟ في السياق، يوضح الخبير الاقتصادي د.لويس حبيقة، أنّ “من أحد عوامل شح “الدولار” في السوق هو عمليات سحب الدولارات من البنوك يقوم بها بعض التجار السوريين من فروع المصارف اللبنانية في قرية “شتورا” البقاعية، القريبة من الحدود السورية”. وهو ما وصفه الخبير الاقتصادي والاستراتيجي البروفيسور جاسم عجاقة بـ”الشائعات المغرضة”، مؤكداً أن الأمر عار من الصحة تماما، “إذ لا انهيار لليرة اللبنانية ولا للقطاع المصرفي لما يتمتع به من ملاءة مالية كبيرة”. ويشير التقرير، إلى أن “حالة “الذعر” التي حاولت جهات معينة بثها بين اللبنانيين قد وصلت إلى مبتغاها، إذ عمد اللبنانيون بدورهم إلى تخزين أموالهم نقدا في المنازل، في حين لجأ البعض الآخر لنقل أمواله إلى الخارج”.وفي حين أن بعض الجهات قدرت هذه الأموال المكدسة في بيوت اللبنانيين بمليار دولار، علمت “العربية.نت” أن هذه الأموال المخزنة وصلت إلى 2.5 مليار دولار، بحسب ما كشف عجاقة معتمدا على الحسبة التالية: “في لبنان، يوجد مليون و250 ألف عائلة، واستنادا إلى المعايير الاجتماعية والسكانية فإنه بالمتوسط يتم سحب ألفي دولار تقريبا لكل عائلة والاحتفاظ بها بالمنازل”. ويتفق حبيقة مع عجاقة بأن اللبنانيين قلقون مما يحدث على الساحة النقدية: “بعض العائلات عمدت إلى تخزين 50 ألف دولار في منازلها، وأخرى احتفطت بـ100 ألف دولار نقداً”، مؤكدا أن “هناك شائعات خاطئة يروج لها كل منها تخدم هدفا معينا، منها ما يهدف إلى ضرب سمعة القطاع المصرفي اللبناني، في حين أن الغرض الآخر يتمثل في تشويه صورة العهد الحالي لرئاسة الجمهورية”. شارك هذا الموضوع:

 

هذا ما قاله سلامة عن ارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار

جنوبية/03 تشرين الأول/2019

كد سلامة خلال مشاركته في منتدى اقتصادي في بيروت انه “إبتداءً من شهر حزيران ، زاد الطلب على هذه الأوراق النقدية (الدولار) لتتضاعف قيمة الأوراق النقدية التي يستعملها الصرافون”. إقرأ أيضاً: ماذا يريد «حزب الله» من رياض سلامة؟ وبرر ارتفاع الطلب بأسباب قد تكون محلية ناتجة عن الطلب المتزايد من “محطات البنزين أو من الأفران أو من الصيدليات”، ولم يستبعد في الوقت ذاته أن يكون ناتجاً كذلك عن “زيادة إستيراد بعض المواد”. أضاف “لا نعرف إذا كان كل هذا الإستيراد للإستهلاك المحلي”.

 

سياسي لبناني موقوف بتهمة العمالة !

ليبانون ديبايت/03 تشرين الأول/2019

قبل أكثر من أسبوعَيْن، كشف “ليبانون ديبايت”، عن توقيف رئيس حركة الناصريين الأحرار محمد زياد العجوز في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، بموجب وثيقة اتصال صادرة عن مديرية المخابرات من دون معرفة ماهية الجرم.

وفي متابعة للقضية، وبعد مرور وقتٍ من دون سماعِ أيّ خبرٍ عنه، تبيَّن لموقعنا، أنّ ملفّ “العجوز”، حسّاسٌّ جدًّا، ومحاطٌ بسريّة تامّة، وهناك تكتّم شديد على القضية، التي قد تكون بحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، مرتبطة بتُهمِ العمالة، حيث أنّ التحقيقات الأولية أظهرت وجود تواصلٍ بين رئيس حركة الناصريين الأحرار مع رقم هاتف اسرائيلي. وُعلِم أيضًا، أنّه تمّ رفع السرية المصرفيّة عن حساب “العجوز”. هذا وأشارت مصادر متابعة للملف، الى أنّ جهّة سياسيّة، تتدخّل في القضية، وتُمارِس ضغوطًا من أجل لفلفة الموضوع.

 

سليماني: كلام خامنئي «مُنزَل» لدى نصرالله

جنوبية/03 تشرين الأول/2019

تحت تصنيف التصانيفأحدث الأخبار، خاص شارك عبر فيسبوكشارك عبر تويتر في الحوار الذي أجراه مكتب حفظ ونشر أثار مرشد الدولة الايرانية السيد علي خامنئي، مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، دعا سليماني الى الاقتداء بالسيد حسن نصرالله لجهة تعلم دروس الولاية. اقرأ أيضاً: من صاحب السيطرة الفعلية على الحدود «السورية العراقية»؟ وقال سليماني بحسب وكالة مهر الايرانية، إن “لدى السيد نصرالله خصوصية لم يصل أي واحد منا إليها بنفس تلك الدرجة، وأظن أننا يجب أن نذهب ونتعلم دروس الولاية منه، لديه إيمان وعقيدة راسخة بكلمات سماحة السيد القائد (الخامنئي)، ويعتبرها كلمات إلهية غيبية، لذلك يهتم اهتماماً شديداً بأية كلمة أو عبارة تصدر عن سماحة السيد القائد، ويعتني بها عناية كبيرة.

 

المشنوق يُعلّق على مقال "نيويورك تايمز"... ويخاطب الحريري

وكالات/الخميس 03 تشرين الأول 2019

علّق النائب نهاد المشنوق على مقال صحيفة "نيويورك تايمز" الذي تناول رئيس الحكومة سعد الحريري.

وقال، "فاجأني كثيراً ربط إسمي بمقال نشرته "نيويورك تايمز"، ويتناول جانباً شخصياً من حياة الرئيس الحريري، وإتهامي بالوقوف خلفه، شاكراً الذين يبالغون في قدراتي الاعلامية الدولية، ومَوْنتي على مؤسسات مرموقة كالصحيفة الاميركية المذكورة". واضاف المشنوق في بيانٍ صادر عنه:"الحقيقة التي يعرفها كل الناس، أنني لم ألجأ يوماً لتوظيف الحياة الشخصية في الصراع السياسي مع أحد، لا حين كنت وزيراً للداخلية، يتسنى لي بحكم موقعي الاطلاع على ما أريد وما لا أريد أن أعرف، ولا قبلها كمستشار للرئيس رفيق الحريري، ولا في موقعي كصحافي مفتوحة أمامه أكثر المنابر تأثيراً وإقناعاً ومصداقية. ومن لديه وقائع خلاف ذلك فليضعها في تصرف الرأي العام". وتابع:"إذ لم أتصرف على هذا النحو مع خصوم وأنصاف أعداء، فحريّ بي أن لا أفعلها مع الرئيس الحريري الذي عرفته منذ 30 عاماً، على الرغم من الخلاف السياسي المعلن لأسباب تتصل بقراءتي السياسية، منذ أكثر من سنتين، للدور والاداء والموقع الوطني لرئاسة الحكومة، والاختلالات العميقة التي باتت تصيب نظام الشراكة السياسية في البلاد". ولفت وزير الداخلية الأسبق، الى انني "أتفهّم حاجة البعض لمداراة الفضائح، عبر تشتيت الانتباه ونقل النقاش من موضوع الى آخر، وإحلال كذبة وقوفي خلف المقال، مكان الانشغال بالمقال نفسه ومضمونه ومعانيه، التي تتجاوز القصة المحددة في المقال، إلى البحث في دلالاته وأبعاده". وقال، "كنت أود أن يعفيني الرئيس الحريري من مشقّة هذا البيان، لو أنه أوقف سفاهات بعض الرؤوس الحامية والأخرى الفارغة الا من الحقد والاسفاف، لوقف حملة قديمة جديدة، يعاد نفض الغبار عنها لمهاجمتي بالاكاذيب والاختراعات نفسها". وتوجه الى الحريري بالقول:"بمناسبة الحديث عن الرؤوس، نعم يا دولة الرئيس، أنا فخور أن أكون "أبو راس"، سيظل دائماً مرفوعاً بلا تكبر، حاراً بالهم الوطني لا حامياً بهواجس الطعن والتآمر، مفكراً بالوقائع والحيثيات لا مشغولاً بانفعالات تستند إلى أوهام". وختم المشنوف بيانه، "يعرف الرئيس الحريري وغيره أنّ من يسعى للترشّح إلى رئاسة الحكومة عليه أن يستحوذ أوّلاً على موافقته، ومن يعارضه سياسياً لا يكون طالباً للموافقة ولا مرشّحاً للمنصب".

 

لبنان يقف أمام «تسوية عرجاء» وتعويمها ينقذ الحكم والحكومة

محمد شقير/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

فوجئ الوسط السياسي في لبنان، مع اقتراب مجلس الوزراء من إقرار مشروع قانون الموازنة لعام 2020 في موعده الدستوري، بتجدّد الاشتباك السياسي على نحو غير مسبوق، على خلفية تبادل الاتهامات المترتبة على نزول المحتجين إلى الشارع احتجاجاً على تفاقم الأزمة الاقتصادية، من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج. لكن الجديد في تجدّد الاشتباك السياسي يكمن، كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، في أنه لم يقتصر على المكونات الرئيسية المشاركة في الحكومة، وإنما انسحب هذه المرة على علاقة بعضها برئيس الجمهورية ميشال عون، من خلال اتهام الفريق الوزاري المؤيد له بأن هناك مَن استغل النزول إلى الشارع، وعمد إلى استهداف أبرز رموز الدولة، أي الرئيس الماروني الذي هو رأس السلطة في لبنان.

وأشار إلى أن الاشتباك السياسي تلازَمَ مع البحث عن مخرج لتأمين فتح اعتمادات مالية بالدولار لاستيراد المشتقات النفطية والأدوية والقمح «وهذا ما تأمّن لاحقاً من خلال التدبير الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد تلقيه جرعة غير مسبوقة للدفاع عن السياسة النقدية التي يتبعها للحفاظ على الاستقرار المالي، صدرت عن البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته، الأحد الماضي، إلى جانب دفاعه عن قيادة الجيش في وجه الهجمات التي تستهدفها».

ولفت المصدر الوزاري إلى أن «ما صدر عن البطريرك الراعي كان موضع ترحيب تجاوز الساحة المحلية إلى الإقليم والمجتمع الدولي»، وأوضح أن «التعميم الذي أذاعه سلامة كان موضع تشاور بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل وجمعية المصارف، خصوصاً أنه ربط فتح الاعتمادات بقيود لمنع استنزاف احتياط مصرف لبنان بالعملات الصعبة، من غير أن يدعمه بأموال جديدة».

واعتبر أن «فرض هذه القيود في حاجة إلى آلية أمنية وقضائية ورقابية لتوفير الحماية لأسواق الصرف وتبادل العملات، خصوصاً أن عدم حصول تحويلات بالعملات الصعبة من لبنان إلى الخارج، في ظل احتدام الأزمة الاقتصادية والمالية يدعو إلى الاطمئنان حيال السيطرة على هذه الأسواق».

ولا يؤيد المصدر ما تردد ويتردد عن أن التعرض لرئيس الجمهورية ممن نزلوا إلى الشارع جاء بناء على أمر عمليات حظي برعاية المعترضين على توجهه للحوار مع النظام في سوريا لتأمين عودة النازحين، وقال: «لا يجوز إقحام عودة النازحين بالحركة الاحتجاجية، خصوصاً أن ترحيب دمشق باستقبالهم، بلسان وزير الخارجية وليد المعلم، في خطابه الذي ألقاه من منبر الأمم المتحدة لا يُصرف في مكان، على الأقل في المدى المنظور، ما دام أنه ربط إعادتهم بتأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات والمباشرة بإعادة بناء القرى والبلدات المهجرة».

ورأى أن لا مصلحة لرئيس الجمهورية في أن يتحول مجلس الوزراء إلى ساحة حرب بالمعنى السياسي للكلمة تُقام في قاعته المتاريس «لأنه سيكون المتضرر الأول، ولا أظن أنه يتصرف هكذا مع اقتراب دخول ولايته الرئاسية عامها الرابع». وأضاف أن «مجرد إحداث صدمة إيجابية تدعو إلى التفاؤل بتوفير الحلول، ولو على مراحل، للأزمة الاقتصادية المالية في الإفادة من مقررات (مؤتمر سيدر)، سيسجل في خانة الإنجازات للعهد القوي الذي هو في حاجة إليها».

ويتوقف المصدر الوزاري أمام ارتفاع منسوب التأزم السياسي، سواء في داخل الحكومة أو بين بعض أطرافها ورئيس الجمهورية، ويرى أن للأخير القدرة على خفض منسوبه «بدلاً من إقحام البلد في لعبة تصفية الحسابات التي سيتضرر منها الجميع بلا استثناء».

ويُعتقد أن لرئيس الجمهورية دوراً في إعادة الاعتبار للتواصل والحوار، بدءاً بالمكونات المشاركة في الحكومة «بدلاً من إغراق البلد في حالة من الفلتان يصعب السيطرة عليها، وبالتالي فإن المصلحة تقضي بأن يبادر إلى الانفتاح على الجميع، بمن فيهم مَن هم على خلاف معهم، وهذا يتطلب منه سعة الصدر وعدم التوقف أمام بعض الحملات التي استهدفته ومعه رئيس الحكومة ومسؤولون آخرون».

ويخلص المصدر إلى أنه «لا يبدو أن هناك مَن يُعِدّ لمؤامرة تستهدف الرئاسة الأولى، وبالتالي فإن لجوء بعض مَن هم في فريق عون السياسي إلى التلويح بالاقتصاص ممن استهدفوا الرمز الأول في الدولة، من شأنه أن يدفع في اتجاه تعقيد الأمور، من دون أن يعني هذا الكلام أن هناك مَن يتعاطف مع كل من حاول الإساءة إليه». وشدد على أن «هناك ضرورة لتضافر الجهود بغية تفكيك الاشتباك السياسي، وإبطال فاعليته، في التأثير السلبي على التضامن الحكومي، في وقت تتطلع فيه الأنظار إلى إقرار موازنة العام المقبل بالتعاون مع المجلس النيابي لتأتي برمتها على قياس الاستجابة للتعهدات اللبنانية أمام مؤتمر سيدر، بما يعبد الطريق للإفادة منها للنهوض بلبنان من أزماته المالية والاقتصادية».

وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري عن جدوى تنظيم حملة ضد سلامة يرعاها عدد من المنتمين إلى «التيار الوطني الحر»، بذريعة أن وجوده لأكثر من عقدين على رأس حاكمية المصرف المركزي بات يتطلب اختيار مَن يخلفه، ويقول إنه «لا مبرر لمثل هذا الهجوم، وهل تأتي المطالبة بإعفائه من منصبه من باب مكافأته على دوره في الحفاظ على الاستقرار النقدي؟».

كما سأل عن جدوى إصرار «التيار الوطني» على خوض المعارك المفتوحة ضد معظم المكونات في الحكومة «بدلاً من أن يمون على القيادي فيه النائب زياد أسود ويطلب منه وقف حملاته التي كانت وراء تأجيل الحوار الذي كان سيقيمه تيار المستقبل مع الوزير جبران باسيل»، فتأجيل الحوار لم يكن إلا رسالة لباسيل على خلفية أنه لم يصدر منه أي رد على أسود مع أن مجرد تأجيله كان في محله لقطع الطريق على تصاعد المعارضة بداخل «المستقبل»، احتجاجاً على استضافته.

كما أن «التيار الوطني» يتحمل، بحسب المصدر الوزاري، مسؤولية تفخيخ الأجواء السياسية داخل الحكومة، تارة بتحميله حزب «القوات اللبنانية» مسؤولية وقوفه وراء بث الشائعات ضد رئيس الجمهورية، وتارة أخرى بوقف الحوار مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي انتقد، كما يقول مسؤول بارز فيه، «عدم التوازن القضائي» في التعاطي مع حادثة قبرشمون.

وعليه، فإن «الحريري لن يلتفت إلى الحملات التي تستهدفه وينصرف إلى التحضير لإعداد الموازنة من جهة ولرزمة الإصلاحات المالية والإدارية لخفض العجز في موازنة 2020»، لكن هذا لا يعني، كما يقول المصدر الوزاري، أن التسوية السياسية ما زالت في أمان «بل أُصِيبت باهتزاز، وكادت تتحول إلى تجربة عرجاء، والمسؤولية لا تقع على عاتق الحريري الذي ينأى بنفسه عن الدخول في السجالات وتبادل الحملات الإعلامية والاتهامات السياسية، إنما تقع على الشريك الآخر فيها».

وبكلام آخر، فإن «إنقاذ التسوية من الاهتزاز يعيد الاعتبار للحكومة وللعهد في آن، وإلا فإن تجويفها من مضمونها سيرتد سلباً على الجميع من دون استثناء، أي الحكومة والحكم، لأن لا مجال للجوء لخيارات غير مدروسة تأخذ البلد إلى المجهول».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: ارتفاع عدد قتلى التظاهرات إلى 31  شخصا

العربية.نت/03 تشرين الأول/2019

أفاد مراسل العربية بأن خلية الأزمة العراقية أعلنت عن ارتفاع عدد قتلى التظاهرات إلى 31 شخصا، فيما بلغ عدد المصابين 1188 جريحا. وأضاف المصدر أن اشتباكات بالأسلحة وقعت بين متظاهرين والقوات الأمنية في حي العامل جنوب غرب بغداد، وأن محافظ واسط أعلن إطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين، كما عادت خدمة عودة الإنترنت في بغداد بشكل محدود. وأطلقت قوات مكافحة الشغب العراقية الرصاص الحي في الهواء مجدداً في وقت سابق، الخميس، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط بغداد، رغم حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجراً، بحسب ما أفادت به وكالة "فرانس برس". وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي، في اليوم الثالث من التظاهرات الدامية. إلى ذلك أعلن مجلس مكافحة الفساد في العراق أنه تم إيقاف نحو ألف موظف بتهم الاختلاس وتبديد المال العام.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن "المجلس الأعلى لمكافحة الفساد اطلع في الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الخميس، على تقرير هيئة النزاهة/دائرة التحقيقات بخصوص الموظفين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية متعلقة بالنزاهة سواء كان هدر المال العام أو تعمد الإضرار بالمال العام أو الاختلاس أو الإثراء على حساب المال العام وغيرها من جرائم النزاهة". وحسب الوكالة "وجه المجلس، بتنحية ألف موظف بمختلف الدرجات الوظيفية، وبمختلف مؤسسات الدولة عن مواقعهم الوظيفية التي يشغلونها وعدم تسليمهم أي مناصب قيادية عليا أو وسطى مستقبلاً، لما لذلك من إضرار بالدولة ومؤسساتها ويُعمق الإثراء على حساب المال العام ويعزز الكسب غير المشروع". وفرضت قوات الأمن العراقية حظراً للتجول على مدار الساعة في بغداد ومحافظات أخرى وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وفي محاولة يائسة لقمع الاحتجاجات، التي كانت عفوية ومدفوعة في أغلبها بالمشاكل جراء تدهور اقتصاد العراق ونقص الوظائف والخدمات وكذلك احتجاجاً على تنامي نفوذ إيران، حجبت السلطات الوصول إلى الإنترنت في معظم أنحاء البلاد. وقبيل الفجر، سمع دوي انفجارات داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، والتي تضم مكاتب حكومية وسفارات أجنبية. تبدو الاحتجاجات، التي تركزت في بغداد والمحافظات ذات الغالبية الشيعية في جنوبي البلاد، عفوية وبدون قيادة سياسية، نظمها شباب محبطون يطالبون بالوظائف وتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمياه ووضع حد للفساد المستشري في العراق. نظموا احتجاجاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وصعدوا تدريجيا مطالبهم ويطالبون الآن باستقالة الحكومة. لم ينضم أي حزب سياسي إلى الحملة حتى الآن.

 

سليماني في بغداد يدير غرفة عمليات لمواجهة الاحتجاجات بالرصاص

العراقيون تحدّوا حظر التجوال وواصلوا تظاهراتهم الحاشدة... وهجوم صاروخي استهدف المنطقة الخضراء

السلطات الأمنية تقطع الإنترنت عن جميع المحافظات وتعلق وسائل التواصل وتغلق الطرق المؤدية للعاصمة

بغداد – وكالات/03 تشرين الأول/2019

 تحدى العراقيون الرصاص وحظر التجوال، وواصلوا تظاهراتهم الحاشدة أمس لليوم الثالث على التوالي في مختلف المدن العراقية.

وكشفت مصادر عراقية أن غرفة عمليات في المنطقة الخضراء، تضم قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني، إضافة إلى قادة في “الحشد الشعبي” بينهم هادي العامري وقيس الخزعلي وأبومهدي المهندس وأبوجهاد الهاشمي، قررت عزل المتظاهرين عن الشعب، من خلال إصدار مكتب رئيس الوزراء بيانا يؤكد الموافقة على تلبية جميع مطالبهم، واستهداف ناشطي الحراك وقادة الاحتجاجات بالقتل بالرصاص الحي.وقال شهود عيان، إن “القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي على متظاهرين حاولوا التجمع في ساحة التحرير وأجبرتهم على الانسحاب”، وذلك بعد مقتل 11 شخصاً ليل أول من أمس.

وجابت قوات الطرق الرئيسية والأماكن العامة في بغداد لكن بحلول النهار كانت تظاهرات صغيرة ومتفرقة قد بدأت تتجمع مرة أخرى في تحد للحظر المفتوح الذي فرض في العاصمة من الساعة الخامسة صباحاً.

وتسببت الاشتباكات التي دارت خلال ساعات الليل في مدن بالجنوب في رفع عدد القتلى بنحو الضعف ليصل عددهم الاجمالي إلى 29 قتيلاً خلال الاضطرابات المستمرة منذ ثلاثة أيام.

وترأس رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني وأصدر أوامره بحظر التجوال في بغداد، بحيث لا يُسمح بوجود أحد في الشوارع غير المتجهين للمطار والآتين منه وسيارات الإسعاف وبعض موظفي الحكومة وزوار الأماكن الدينية.

وأفاد مصدر أمني أمس، بإغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بمدن شمال العراق عن طريق محافظة صلاح الدين المجاورة للعاصمة بغداد، مشيراً إلى أن “طوابير السيارات والشاحنات التي تحاول الوصول إلى بغداد اصطفت لنحو عشرة كيلومترات فيما سمح لمنتسبي القوات الأمنية الملتحقين بعملهم من المرور”٠

كما قطعت القوات الأمنية أمس، الطرق الرئيسية بين الأحياء في بغداد، في الوقت الذي رفضت فيه بعض مناطق بغداد الاستجابة لحظر التجول الذي فرضته الحكومة.

وفي سياق آخر، أفادت قناة “السومرية نيوز” أمس، بانقطاع خدمة الانترنت في عموم المحافظات العراقية.

وفي وقت سابق، بدت مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستاغرام” و”واتساب” معطلة في أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان الذي يمتلك بنية تحتية منفصلة فيما يتعلق بالإنترنت.

في غضون ذلك، قررت الرئاسات الثلاث تشكيل لجنة رسمية للتعامل مع مطالب المتظاهرين وإطلاق حوار وطني شامل بشأن الإصلاح والسعي لتوفير فرص عمل.

على صعيد آخر، أفادت أنباء صحافية أمس، بوقوع انفجارات داخل المنطقة الخضراء ببغداد وسماع صافرات الإنذار، مشيرة إلى سقوط صاروخ قرب السفارة التركية، بينما سقط صاروخ ثانٍ في جسر الحارثية بمحيط المنطقة الخضراء شديدة التحصين، في حين أعلن التحالف الدولي أن انفجاراً وقع في المنطقة الخضراء لم يطل أيا من منشآته.

وأعرب التحالف في بيان، عن قلقه العميق إزاء أعمال الشغب التي رافقت الاحتجاجات الأخيرة في العراق، داعياً جميع الأطراف إلى تخفيف التوترات.

وأشار إلى أن سقوط قتلى ووقوع إصابات بين المدنيين وقوات الأمن العراقية يستدعي قلقاً بالغاً.

وفي ردود الأفعال، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، أمس، عن موقف طهران من الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ أيام. وذكرت الوزارة أن لدى إيران “ثقة بأن الحكومة العراقية ستعمل مع الأحزاب والمرجعيات على تهدئة الأوضاع”، وحضت مواطنيها على تأخير زيارتهم إلى العراق حتى تستقر الظروف هناك. وأضافت: “تشدد وزارة الخارجية الإيرانية على أهمية المسيرة العظيمة لأربعين الأمام الحسين وضرورة إجراء هذه الفعالية العظيمة، وتحض المؤمنين الإيرانيين اتباع أهل البيت على تأخير زيارتهم إلى العراق حتى تستقر الظروف في البلاد، وأن يولوا اهتماماً كبيراً لتحذيرات المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق خلال زيارتهم”. وأشارت إلى أن “طهران على ثقة من أن الحكومة العراقية ستعمل، إلى جانب الأحزاب والشخصيات السياسية والمرجعية الدينية والزعماء الدينيين، على تهدئة الأجواء المشتعلة في المدن العراقية ولن تسمح لبعض الحركات بإلحاق الضرر بالشعب العراقي وإساءة معاملة الأجانب الوافدين إلى العراق”.

 

الساعدي أيقونة انتفاضة العراق الجديدة

بغداد – وكالات/03 تشرين الأول/2019

 أثار قرار نقل القائد العسكري السابق لمكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي، والذي يحظى باحترام شعبي واسع في العراق، الغضب في أوساط الشارع العراقي، خصوصا بعد التقارير التي تحدثت عن أن فصيلين تابعين لـ “الحشد الشعبي” مارسا ضغوطاً على رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بإيعاز من إيران، ما تسبب بإبعاده من قوات مكافحة الإرهاب ونقله إلى وزارة الدفاع العراقية.ورفع المتظاهرون صوراً للساعدي، وعبروا عن دعمهم له في إشارة ضمنية إلى أنه بات يمتلك دعماً شعبياً كبيراً في هذه الاحتجاجات العفوية.

 

مظاهرات بلا قيادة... أول تحدٍ للنظام الجديد في العراق بعد صدام حسين

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

انطلقت الشرارة الأولى للمظاهرات في العراق عام 2011 بتأثير ما عرف بـ«الربيع العربي». وكان الحراك المدني هو من وقف خلف تلك المظاهرات التي خشيت منها حكومة رئيس الوزراء العراقي الأسبق الثانية نوري المالكي. كانت الحكومة منحت كأولى نتائج تلك المظاهرات 100 يوم لتقييم أدائها، وذلك من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي لم يكن قد دعا في وقتها لأي مظاهرات. وبالقياس إلى نشوء النظام السياسي في العراق الجديد بعد سقوط صدام حسين عام 2003 فإن العراقيين انتظروا نحو 8 سنوات قبل أن يفكروا بالاحتجاج عبر التظاهر بوصفه إحدى وسائل الاحتجاج الشعبي، الذي كفله الدستور العراقي. لم تحقق مظاهرات الحراك المدني أياً من النتائج التي طالبت بها. فالعملية السياسية التي بنيت بعد 2003 على المحاصصة السياسية والعرقية بقيت كما هي، بل ازدادت تجذراً بعد أن باتت معظم القوى السياسية تملك المال والنفوذ، بعد أن كان بعضها يعتمد على الخارج في تمويل أنشطته. صحيح أن المال السياسي بقي أحد وسائل التأثير في الانتخابات التي تجرى كل 4 سنوات في البلاد ويتم خلالها تبادل السلطة سلمياً، لكن وسائل الاستحواذ على السلطة ازدادت اتساعاً مع اتساع مزايا ومكتسبات الطبقة السياسية بكل مكوناتها. الهزة داخل الكتل السياسية حصلت خلال انتخابات عام 2018 التي لم يجدد فيها لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بولاية ثانية، بخلاف سلفه نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق الذي حظي بولايتين. تمثلت الهزة السياسية بحصول تغييرات أساسية داخل البيوت المكوناتية العرقية - الطائفية (الشيعية - السنية - الكردية). ونتج عن ذلك تشكيل تحالفين «الإصلاح» و«البناء»، الذي كانت نتيجة توافقات هشة بين كتلتين، منه «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة هادي العامري، أن جيء بالمفكر الاقتصادي عادل عبد المهدي رئيساً توافقياً للوزراء. كانت قد جرت منذ عام 2015 حتى 2018 مظاهرات حاشدة، وكان أبرز من يقوم بها التيار الصدري، بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، الذي تمكن من تحشيد مئات الآلاف من التابعين له، يليه في ذلك تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم الذي خرج إلى المعارضة كلياً، ومن ثم الحراك المدني، فدولة القانون بزعامة نوري المالكي.

لكن ما حصل بدءاً من أول من أمس نمط مختلف من الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة التي ربما فاقت بعض ما كانت تقوم به قوى وتيارات من داخل الطبقة السياسية. فهذه الاحتجاجات التي سقط فيها خلال يومين قتلى وجرحى، ليست لها قيادة واضحة وبدت بعض سقوف مطالبها مرتفعة، تصل حد إسقاط النظام. هذا النمط الجديد من الاحتجاج الشعبي غير المسبوق أدى إلى ارتباك واضح في أداء الطبقة السياسية العراقية التي تعودت على احتجاجات من داخلها. بينما اليوم تواجه شبه تحدٍ مجتمعي غير مسبوق، مادته الأساسية شبان دون سن العشرين. المطالبات بدت مختلفة داخل الطبقة السياسية من تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي كاستراتيجية مطلوب الإسراع في تنفيذها، إلى تنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين الذين هم في السجون العراقية، في وقت يطالب المتظاهرون بالماء والخبز وفرص العمل، وليس بإعدام الإرهابيين أياً كانت المبررات. الناشط المدني حسين الساهي يقول في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة تكمن في أن مطالب المتظاهرين ذات سقوف عالية، بينما الإمكانات على أرض الواقع تبدو محدودة»، مبيناً أن «الأمر يحتاج إلى عقلاء وحكم رشيد، من أجل استيعاب هموم وتطلعات الشباب، وبخلاف ذلك فإننا ذاهبون إلى المجهول».

من جهته، يرى القيادي في «دولة القانون» سعد المطلبي أنه «ينبغي العمل على تعطيل الدستور وإلغاء النظام البرلماني وتحويله إلى (رئاسي) لحل أزمة المظاهرات والسخط الشعبي»، مبيناً أن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين تسبب في فقدان الثقة بين القوات الأمنية والمواطنين. ويضيف المطلبي أنه «بغضّ النظر عن دوافع والأيادي التي حركت المظاهرات إلا أنها أظهرت حاجة الشاب العراقي إلى تغيير نظامه، كونه لم يحصّل من النظام السياسي أي شيء». وأشار إلى أن «استخدام العنف المفرط والرصاص الحي دون تفكير بحاجة المواطن، زادت من حدة الأزمة وتسببت في رفع سقف المطالب لجميع المتظاهرين». ويرى المطلبي أن «الحل الراهن هو الإعلان عن تعطيل الدستور والعمل على إلغاء النظام النيابي واستحداث برنامج لتحويل النظام برمته إلى رئاسي، عبر انتخابات شفافة ونزيهة».

على صعيد متصل، فإن هناك توجهاً للذهاب إلى رئيس الجمهورية من أجل تنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين القابعين في السجون منذ سنوات. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بدر الزيادي، عن نية مجلس النواب تشكيل وفد مشترك من لجنتي حقوق الإنسان والأمن والدفاع البرلمانيتين لزيارة رئيس الجمهورية برهم صالح، بغية الإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين الصادرة بحقهم أحكام قطعية منذ سنين، ولم يتم تنفيذها. وقال الزيادي في تصريح، أمس (الأربعاء)، إن «هناك وفداً مشتركاً سيتم تشكيله من لجنتي حقوق الإنسان والأمن والدفاع لزيارة رئيس الجمهورية لغرض إيصال رسالة بدعمنا إجراءات تطبيق العدالة والإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام»، معتبراً أنه «من غير المعقول أن يكون لدينا آلاف المعتقلين ممن صدرت بحقّهم أحكام إعدام دون تنفيذ».

 

مقتل 4 رجال شرطة طعنا بهجوم في باريس

باريس/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

لقى ما لا يقل عن أربعة من رجال الشرطة حتفهم بهجوم بالطعن في مقر الشرطة بالعاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما ذكره لويك ترافير المسؤول بنقابة الشرطة الفرنسية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا في الهجوم، حالة أحدهم خطيرة.

وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن المهاجم كان موظفا بالمبنى الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة وتم قتله. وأضافت أن وزير الداخلية كريستوف كاستانير في طريقه حاليا لموقع الهجوم. وقال مصدران من الشرطة الفرنسية لوكالة «رويترز» للأنباء إن هناك اعتقاداً بأن المهاجم هو أحد أفراد الشرطة. وأفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية بأن إجراءات أمنية مشددة فرضت حول مقر الشرطة الواقع في قلب باريس التاريخي، كما وصلت سيارات إسعاف إلى المكان.

 

إيران تزعم إحباط محاولة لاغتيال قاسم سليماني

لندن: عادل السالمي الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

زعم حسين طائب رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني اليوم (الخميس) إحباط محاولة لاغتيال قائد «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية في «الحرس» قاسم سليماني. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس» عن طائب قوله إن قواته «أحطبت خطة لاغتيال سليماني بمدينة كرمان»، مسقط رأسه. وقال طائب في كلمة أمام مؤتمر قادة «الحرس» في طهران، اليوم، إن جهازه للاستخبارات «اعتقل خلية من ثلاثة أشخاص على خلفية التخطيط لاغتيال سليماني» من دون تحديد هوية المعتقلين. لكنه زعم وقوف «أجهزة استخبارات عربية وإسرائيلية» وراء مخطط اغتيال القيادي الأكثر نفوذاً في «الحرس». وأضاف أن جهاز استخبارات {الحرس} اعتقل أفراد الخلية، مشيراً إلى أنها {تابعت خطة على مدى سنوات لاغتيال الجنرال قاسم سليماني داخل البلاد وفي محافظة كرمان}. وأوضح أن {الخطة كانت تقضي بشراء مكان في جوار حسينية والد الجنرال سليماني وزراعة المتفجرات تحت الحسينية عبر حفر قناة، لكي يجري تفجيرها عندما يحضر سليماني في أيام تاسوعاء وعاشوراء} الشهر الماضي. وقال إن {الخلية} دخلت إلى إيران بين 20 يناير (كانون الثاني) و10 فبراير (شباط) الماضي، لافتاً إلى أن الخطة تضمنت {تجهيز 350 إلى 500 كليوغرام من المتفجرات}. وذهب أبعد من ذلك قائلاً: {أرادوا بهذا العمل الخبيث إثارة حرب طائفية وان يقولوا إنها قضية ثأر داخلي}. ونقل عن المعتقلين قولهم: {أردنا اغتيال سليماني لإحداث تدهور كبير في الأوضاع الداخلية والرأي العام}. وجاء الإعلان غداة كلمة للمرشد الإيراني علي خامنئي شدد فيها على توسيع العمليات الإقليمية لإيران، معتبراً أنها على عاتق «الحرس الثوري».

وقبل يومين، بث التلفزيون الإيراني أول مقابلة مطولة مع سليماني منذ توليه قيادة «فيلق القدس» في 1999. وأجرى موقع خامنئي الرسمي مقابلة مع سليماني والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بمناسبة صدور أول عدد من مجلة «المسير» التي تصدر من القسم الإعلامي في مكتب خامنئي. وحملت المجلة في عددها الأول عنوان «معادلة نصر» للدلالة على ما عدّه موقع خامنئي تأثير «حرب 2006» على «الهندسة الجديدة للمنطقة». وكشف سليماني لأول مرة أنه كان قائداً ميدانياً في حرب يوليو (تموز) 2006 بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، وهو النزاع الذي أوقع 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي. وكانت تقارير وسائل إعلام مقربة من «حزب الله» اللبناني قد كشفت في سبتمبر (أيلول) 2018 عن تعرض قاسم سليماني لمحاولة اغتيال في العراق. باريس: «الشرق الأوسط أونلاين» لقى ما لا يقل عن أربعة من رجال الشرطة حتفهم بهجوم بالطعن في مقر الشرطة بالعاصمة الفرنسية باريس، بحسب ما ذكره لويك ترافير المسؤول بنقابة الشرطة الفرنسية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا في الهجوم، حالة أحدهم خطيرة. وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن المهاجم كان موظفا بالمبنى الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة وتم قتله. وأضافت أن وزير الداخلية كريستوف كاستانير في طريقه حاليا لموقع الهجوم. وقال مصدران من الشرطة الفرنسية لوكالة «رويترز» للأنباء إن هناك اعتقاداً بأن المهاجم هو أحد أفراد الشرطة. وأفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية بأن إجراءات أمنية مشددة فرضت حول مقر الشرطة الواقع في قلب باريس التاريخي، كما وصلت سيارات إسعاف إلى المكان.

 

تلميع الجنرال سليماني لمواجهة تآكل صورة النظام في إيران

العرب/04 تشرين الأول/2019

طهران - قالت السلطات الإيرانية، الخميس، إنها أحبطت محاولة اغتيال استهدفت الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وأحد الوجوه البارزة للنظام، وذلك بعد يومين فقط من مقابلة مطولة عرضها التلفزيون الرسمي مع سليماني تحدث فيها عن “بطولاته” ضد إسرائيل في حرب 2006 بلبنان، في وقت بات فيه الاستهداف الإسرائيلي للوجود الإيراني في سوريا يمثل اختبارا لشعارات مواجهة إسرائيل ولصورة سليماني نفسه. وأعلن الحرس الثوري الإيراني إحباط ما أسماه بـ”مخطط عربي عبري” لاغتيال سليماني بعد أيام من نشر صور جديدة له في بادرة نادرة، سبقها نشر صورة له مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله والمرشد الإيراني علي خامنئي من دون أن يعرف تاريخ التقاطها. واعتبر متابعون للشأن الإيراني أن الترويج لمحاولة اغتيال قائد فيلق القدس في هذا الوقت يهدف إلى تلميع صورة الوجه الأكثر راديكالية في النظام، وإظهاره في صورة البطل القومي، مشيرين إلى أن الإيحاء بأن إسرائيل تقف وراء المحاولة يصبّ في سياق إثبات أن النظام الإيراني ما زال يحتفظ بشعاراته القديمة في وقت تحول فيه الجهد العسكري الإيراني إلى تهديد للأمن الإقليمي وإرباك للاستقرار في دول عربية وإسلامية مجاورة. ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن حسين طائب رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري أنه تم إحباط المخطط واعتقال كافة أعضاء فريق الاغتيال، وأنهم قاموا “بشراء منزل قرب قاعة خاصة بالاحتفالات الشيعية يمتلكها اللواء قاسم سليماني”. وذكر أن الفريق اشترى المنزل “لتجهيزه بنحو 350 إلى 500 كيلوغرام من المتفجرات، كان يخطط وضعها في نفق أسفل القاعة”، وأنّ العملية كان يخطط لتنفيذها خلال “حضور سليماني مراسم العزاء في عاشوراء”.

وبث التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الثلاثاء، مقابلة مطولة مع الجنرال سليماني خصصها لدوره في لبنان خلال النزاع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. وقدمت المقابلة على أنها الأولى لسليماني المكلف بالعمليات الخارجية خصوصا في سوريا والعراق، لحساب الحرس الثوري الإيراني.

صورة لتلميع الصورة

وشرح سليماني أنه دخل لبنان مطلع الحرب من سوريا برفقة المسؤول القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية (قتل عام 2008) الذي يعتبره الحزب مهندس “الانتصار” على إسرائيل خلال النزاع الذي أوقع 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي. وكشف التركيز خلال المقابلة على بطولة سليماني وجود إحراج كبير لدى السلطات الإيرانية بسبب انتقادات واسعة بين الإيرانيين تقول إن طهران باتت مستسلمة تماما للضربات الإسرائيلية في سوريا، وإنها بدل أن تواجه إسرائيل خلقت لنفسها أعداء في المحيط العربي والإسلامي. وكثف المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأخيرة من التصريحات التي تستعيد خطاب القضاء على إسرائيل، مثلما جاء على لسان قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، الاثنين الماضي، حين قال إن تدمير إسرائيل “لم يعد حلما بل هدفا يمكن تحقيقه”. وكان مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي قد نشر صورة جماعية للمرشد بصحبة سليماني وأمين عام حزب الله حسن نصرالله ، ما أوحى بأن الثلاثة قد يكونون التقوا قبل فترة قصيرة في طهران، وأن العداء لإسرائيل لا يزال محورا رئيسيا في خطط إيران بالمنطقة. واستهدفت هجمات جوية متكررة قواعد فيلق القدس في سوريا، وفي أغسطس اتهمت إسرائيل الفيلق بالتخطيط لشن “هجمات فتاكة بطائرات مسيرة” وقالت إن ضرباتها الجوية أظهرت لطهران أن قواتها معرضة للخطر في أي مكان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير خارجية إسرائيل كاتس قوله في ذلك الوقت إن بلاده تعمل على القضاء على سليماني.

 

بيدرسن لن يحدد جدولاً زمنياً وأهدافاً للجنة الدستورية

جنيف - لندن/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

ذكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أمس (الأربعاء)، أن تحديد جدول زمني للمفاوضات المقبلة التي طال انتظارها بين الحكومة السورية والمعارضة لن يكون مفيداً.وقال المبعوث الأممي أمام مؤتمر صحافي في جنيف، قبل بدء المفاوضات في المدينة السويسرية: «هناك الكثير من الجداول الزمنية في هذا الصراع. عادةً عندما تحددون جدولاً زمنياً، لا يتم الوفاء به».وبعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب المدمرة في سوريا، ستبدأ لجنة في صياغة دستور سوري جديد في الاجتماع في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ولم يحدد بيدرسن أي معايير لنتيجة ناجحة، لكنه قال: «بعد الاجتماع الأول، سأقول لكم ما إذا كان ناجحاً أم لا». وذكر الدبلوماسي الأممي النرويجي أن عمل اللجنة لن يحل الحرب في سوريا. وأضاف بيدرسن: «يمكن أن يساعد وضع دستور في تسوية الخلافات في المجتمع السوري ويمكن أن يساعد في بناء الثقة ويمكن أن يساعد أيضاً في فتح الباب أمام عملية سياسية أوسع نطاقاً». وتتألف اللجنة من 150 عضواً من بينهم 50 مندوباً حكومياً و50 عضواً بالمعارضة وأعضاء من المجتمع المدني، يختارهم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.

 

مظاهرة في القامشلي احتجاجاً على إقصاء الأكراد من «الدستورية»

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

شارك نحو 5 آلاف شخص من أكراد سوريا، يوم أمس، في وقفة احتجاجية أمام مقر منظمة الأمم المتحدة في مدينة القامشلي، الواقعة أقصى شمال البلاد، تنديداً بإقصاء ممثلي الإدارة الذاتية و«مجلس سوريا الديمقراطية» عن تشكيلة اللجنة الدستورية التي ستعقد أولى جلساتها في 30 من الشهر الحالي.

ورفع مشاركون لافتات أمام بوابة المبنى الأممي، الذي كان من دون حراسة أمنية، كُتب على إحداها: «لن نقبل أبداً بعدم مشاركتنا بكتابة دستورنا»، وكُتب على لافتة ثانية: «من حقنا المشاركة في صياغة مستقبل بلدنا»، وكتبت عبارة على لافتة أخرى تقول: «الدستور الذي لا نشارك بصياغته لا يعنينا»، وتقدمت وقفة الاحتجاجات أمهات وذوو المقاتلين الذين قُتلوا في المعارك التي خاضتها «وحدات حماية الشعب» الكردية، العماد العسكري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، خلال العامين الماضيين ضد تنظيم «داعش» شمال شرقي سوريا، ورفعوا صورهم ولافتات تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر بهذه الخطوة، التي وصفوها بغير العادلة. وقالت كليستان، السيدة الخمسينية التي قُتل ابنها ذو العشرين عاماً في معارك القضاء على التنظيم، وكانت تحمل صورته: «نحن هنا لنقول للأمم المتحدة ومبعوثها لماذا أقصيتم أكراد سوريا عن التشكيلة، نطالب بإشراكنا في كتابة مستقبل بلدنا، هذه الخطوة مجحفة بحق مليونين ونصف مليون كردي». وأعرب شاب يدعى لقمان (23 سنة) والذي كان يرفع لافتة تطالب بمشاركة الأكراد وباقي مكونات شمال شرقي سوريا في اللجنة الدستورية، أن عدم مشاركة شريحة واسعة من أبناء المنطقة «سيجعل مصيرها (اللجنة الدستورية) الفشل حتماً» على حد زعمه، وقال: «أي دستور يكتب ويصاغ ويتم إقراره من دون مشاركة مكونات شمال شرقي سوريا لا يعنينا». وتسيطر الإدارة الذاتية، المُعلنة في يوليو (تموز) من العام الماضي، وقواتها العسكرية، على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، وتتلقى الدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، لكن ممثليها غير مشاركين في خطوة اللجنة الدستورية التي طال انتظارها في عملية السلام المتعثرة، وأكدت في بيان نشر على حسابها الرسمي: «فيما يتعلق بإقصاء الإدارة، فهو غياب للعدالة والمساواة، وتناقض تام مع القرار الأممي (2254) القاضي بحل الأزمة السورية بمشاركة كل السوريين»، وانتقدت منظمة الأمم المتحدة والدول الفاعلة بالملف السوري الرضوخ للضغوط التركية، ولفتت: «لا يمكن تجاوز مكونات مهمة أساسية في الحل وفي الدستور بسبب حساسيات تركيا، مع أن دعمها للتطرف وتطويرها لسياسات الاحتلال والتقسيم في سوريا تدركها الأمم المتحدة والدول الأخرى كافة»، بحسب بيان الإدارة الذاتية المنشور قبل يومين. واعتبر بدران جيا كورد، كبير مستشاري الإدارة الذاتية، أن «إقصاءنا له مؤشران، الأول محاولة تقسيم سوريا، أما الثاني فهو إطالة أمد الأزمة وكسب الوقت لإقناع الأطراف بقبول الدستور القديم»، مشيراً إلى أن هذه المحاولات لن تُفضي إلى حلّ الأزمة السورية المعقدة، وشدّد قائلاً: «تجب مشاركة كل الأطراف في هذه المرحلة بقرار واتفاق بين جميع السوريين، فروسيا وإيران وتركيا تسعى إلى وضع دستور دون مشاركة السوريين أنفسهم، وهذا غير مقبول».

 

لقاء نتانياهو وليبرمان ينتهي من دون تشكيل الحكومة الإسرائيلية

تل أبيب – وكالات/03 تشرين الأول/2019

 التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، مع زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”أفيغدور ليبرمان، إلا أن اللقاء انتهى من دون تحقيق أي تقدم، الأمر الذي يبدد إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي، بعد الانتخابات الأخيرة. وقال نتانياهو: “اقترحنا على ليبرمان الانضمام إلى حكومة وحدة في أسرع وقت ممكن”، فيما ذكر حزب “إسرائيل بيتنا”في بيان، عقب اللقاء، أن “المسار الصحيح لتشكيل الحكومة هو خلق مبادئ أساسية مشتركة بين إسرائيل بيتنا، والليكود، وأزرق أبيض”. على صعيد آخر، عقد الكنيست الإسرائيلي أمس، جلسته الافتتاحية، وذلك في الوقت الذي يلوح فيه في الأفق سيناريو الانتخابات الثالثة على التوالي، بسبب المأزق الذي وصلت إليه مجدداً مشاورات تشكيل الحكومة. وشارك جميع النواب تقريباً من الكنيست الـ21 الذي بدأ عمله قبل خمسة أشهر فقط، يضاف إليهم 17 نائباً جديداً، في مراسم أداء اليمين، ما يعد أصغر عدد مشرعين جدد في تاريخ البرلمان الإسرائيلي. وقرر نواب “القائمة العربية المشتركة”عدم حضور الجلسة الافتتاحية، تضامناً مع الإضراب العام الذي نظم أمس، في المجتمع العربي احتجاجاً على تصعيد العنف ضد العرب وجرائم القتل وتقاعس السلطات عن التعامل مع ذلك. في غضون ذلك، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”الإسرائيلية أمس، بأن نتانياهو يدرس إجراء انتخابات تمهيدية داخل حزبه “الليكود”.

ونقلت الصحيفة عن الحزب توضيحه في بيان، أن “الهدف من هذا الإجراء هو تفنيد خدعة وجود عصيان داخل الحزب، والتي تكررها الأحزاب الأخرى وتمنعهم من الدخول في حكومة وحدة”مع “الليكود”. من ناحية ثانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، اعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين اجتازوا السياج الأمني إلى خارج قطاع غزة من الجهة الجنوبية، واقتيادهم للتحقيق. وفي الضفة الغربية، أصيب مصور صحافي فلسطيني، برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط.

 

عباس يشكل لجنة لمتابعة ملف الانتخابات/اجتماع لـ«التنفيذية» اليوم... و«حماس» تصر على انتخابات ضمن مصالحة تشمل المنظمة

رام الله/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

شكّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجنة من اللجنة المركزية لحركة «فتح» لبحث ومتابعة إجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية. وقال عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»، سمير الرفاعي، إنه تم تشكيل هذه اللجنة في الاجتماع الذي ترأسه عباس للجنة المركزية، ويفترض أن تتلوه اجتماعات للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وأكد الرفاعي أن مهمة اللجنة دراسة موضوع الانتخابات. ويتطلع عباس إلى وضع خطة لإجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية، بما يشمل إجراءها في القدس التي تسيطر عليها إسرائيل، وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس».

ويعتزم الرئيس الفلسطيني إصدار مرسوم من أجل إعلان انتخابات عامة. لكنه قبل ذلك سيوفد رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية إلى غزة من أجل المشاورات، وسينتظر تقييم موقف حول إمكانية إجرائها هناك، فيما ستضغط السلطة من أجل إجرائها في القدس. وأعلن عباس في كلمته خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أنه سيدعو إلى إجراء انتخابات في الضفة وغزة حال عودته. وفي مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة «فتح»، الذي جرى في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الثلاثاء)، قال عباس إنه سيبحث في الانتخابات والاستعدادات لها «والإجراءات التي يجب أن نتخذها من أجل تحقيق هذا الهدف». ويفترض أن تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعاً اليوم مخصصاً لموضوع الانتخابات.

وقال أعضاء في اللجنة التنفيذية، بينهم أحمد مجدلاني، وواصل أبو يوسف، إن إجراء الانتخابات «هو الحل الأمثل من أجل إنهاء الانقسام على قاعدة أن الشعب يختار». لكن السلطة تواجه تعقيدات محتملة في غزة مع اشتراط «حماس» أن تشمل الانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وفي القدس التي يعتقد أن تمنع فيها إسرائيل إجراء الانتخابات باعتباره نشاطاً سيادياً. وكانت «حماس» أعلنت موافقتها على إجراء الانتخابات، لكنها ربطت ذلك بإتمام المصالحة وشمول المجلس الوطني لتابع لمنظمة التحرير بالانتخابات. وقال عضو المكتب السياسي لـ«حماس» نائب رئيسها في قطاع غزة، خليل الحية، إن حركته «تريد انتخابات شاملة عامة؛ تشريعية ورئاسية ومجلس وطني». وأضاف في لقاء بثته وكالة محلية تابعة للحركة: «نحن لدينا إشكالية في الأطر الثلاثة، بانتهاء ولاية الرئيس عباس منذ عام 2009، و(التشريعي) بحكم القانون لا يزال باقياً حتى يتم تنظيم مجلس تشريعي جديد، والمجلس الوطني تم العبث به». وتابع: «نريد بناء المؤسسات الوطنية في إطار من التوافق، وجاهزون للذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية (عامة) والاتفاق على انتخابات المجلس الوطني». وقال: «لإتمام ذلك في روح وطنية، وحتى تكون الانتخابات ساحة للوحدة، فإن (حماس) تُفضّل أن يتم ذلك وفق أجواء مصالحة ومبادرة الفصائل... لماذا الذهاب إلى تمزيق مبادرة الفصائل الفلسطينية والالتفاف عليها؟». غير أنه لفت إلى أن حركته «مع الانتخابات، ذاهبون لها، مستعدون لها، ومستعدون لأي نتيجة، وراضون بما سيقوله صندوق الانتخابات، ولكن حتى تكون الانتخابات مصونة لا بد من حالة وطنية عامة محتضنة ومتوافقة، لأن الذهاب إليها في هذه الحالة المنقسمة يجعلنا في مخاوف ما بعد الانتخابات، لذا لندع قطار الوحدة يمضي، ولتكن الانتخابات إحدى الوسائل المركزية». وشكك الحية في نية عباس من إجراء الانتخابات، وقال: «نتحدى حركة (فتح) وأبو مازن أن يعلن غداً الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية سنوافق عليها ونذهب إليها». وترفض «فتح» أن تكون الانتخابات أحدى مخرجات المصالحة، باعتبار أنها لجأت للانتخابات بديلاً للمصالحة، باعتبارها الحل الأمثل لإنهاء الانقسام، كما ترفض إقحام منظمة التحرير في المسألة قبل التأكد من إنهاء الانقسام. وأفشل ملف المنظمة محاولات سابقة للمصالحة وإجراء الانتخابات. ولا يعرف كيف سيتصرف عباس إذا لم يستطع إجراء الانتخابات في القدس وغزة، لكن مسؤولاً فلسطينياً قال إن السلطة ستتحدث مع مصر حول الأمر، وستبحث خياراتها الكثيرة إذا أفشلت «حماس» الانتخابات.

 

13 محامياً لنتنياهو يحاولون إلغاء اتهامه بالفساد والرشوة

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

حضر 13 محامياً، بينهم ثلاثة من كبار المحامين في إسرائيل، جلسات الاستماع في وزارة القضاء، أمس، في محاولة أخيرة لمنع محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم فساد خطيرة. ويسعى هؤلاء إلى إقناع المستشار القضائي للحكومة أبيحاي مندلبليت، ووكيل النيابة العام شاي نتسان، بأن محاكمة نتنياهو غير مجدية لأنه «لم يتورط في قضايا خطيرة». وحسب الاتفاق بين محامي نتنياهو ووزارة القضاء، ستستغرق جلسات الاستماع أربعة أيام عمل، بدأت أمس وتنتهي الاثنين المقبل. وستجرى في مكتب المستشار القضائي للحكومة الذي أبلغ محامي نتنياهو أن بإمكانهم استغلال هذا الوقت لطرح طعونهم وتعهد بأن يقتصر دور النيابة ومحاميها على توجيه الأسئلة. وبعد الانتهاء من الاستماع، يتفرغ المستشار وطواقمه لدراسة الملفات واتخاذ قرارات نهائية بشأنها. ويتوقع أن يصدر قراره بمحاكمة نتنياهو ونوعية بنود الاتهام في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أو ديسمبر (كانون الأول). ووفقاً لمصادر مقربة من التحقيق، فإن الصراع يدور حالياً حول نية المستشار تقديم لائحة اتهام واحدة تتضمن بنود اتهام خطيرة مثل تلقي الرشا، وهي تقود من يدان بها في المحكمة إلى السجن الفعلي، وتقديم لائحتي اتهام تحتويان على بنود أخف، مثل خيانة الأمانة والاحتيال. المعروف أن الشرطة أوصت بمحاكمة نتنياهو في ثلاثة ملفات فساد خطيرة. أخطرها هو الملف الذي يعرف باسم «القضية 4000»، وبموجبه قام نتنياهو باستغلال نفوذه بصفته رئيس حكومة ووزير اتصالات، بمنح امتيازات لشركة «بيزك» ومالكها رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، تقدر أرباحها بمئات ملايين الدولارات، مقابل أن يضمن ألوفيتش أن يحظى نتنياهو بتغطية إيجابية وداعمة له في موقع «واللا» الإلكتروني الذي يملكه. وأفردت النيابة لهذا الملف يومين كاملين، لأنها تعتبره «الأكثر دسماً». وهناك ملفان آخران أوصت الشرطة بلائحة اتهام بشأنهما، وتقرر تخصيص يومي الأحد والاثنين المقبلين لجلسات الاستماع بشأنهما، هما «القضية 1000» المتعلقة بحصول نتنياهو وزوجته ونجله على منافع وهدايا من أثرياء، و«القضية 2000» المتعلقة بمحادثات بين نتنياهو ومالك صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس، بطريقة ألوفيتش نفسها: ضرب صحيفة «يسرائيل هيوم» التابعة لنتنياهو مقابل تحسين صورة نتنياهو في «يديعوت أحرونوت». وقال رام كاسبي، محامي نتنياهو، إنه يعتقد أن مندلبليت «سيبلور قراراته بشكل مهني وموضوعي، ويتجاهل الضجيج في الخلفية والمظاهرات الفظة والتي لا داعي لها والضغوطات الإعلامية». لكن مراقبين اعتبروا هذا «الغزل» مجرد كلام في الهواء هدفه دفع مندلبليت إلى تخفيف وطأة الإجراءات القانونية على نتنياهو، بل والسعي إلى التوصل معه لصفقة يعتزل بموجبها السياسة مقابل إلغاء الاتهامات. لكن كاسبي المعروف أنه متخصص في إبرام صفقات كهذه، نفى أن يكون هناك حديث عن صفقة.

 

إردوغان يلمح إلى تعديل دستوري لتسهيل فوزه بالرئاسة مجدداً وسط تراجع شعبيته

ماكرون يثير غضب تركيا لانتقاده انتهاكاتها لحقوق الإنسان وتوظيف قضية اللاجئين

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

وسط تصاعد الحديث عن احتمالات توجه تركيا إلى انتخابات مبكرة العام المقبل. لمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى إمكانية خفض النسبة التي يتعين على المرشح لرئاسة الجمهورية الحصول عليها للفوز بانتخابات الرئاسة وهي (50 في المائة + 1).

واعتبرت المعارضة التركية، التي بدأت حراكا للاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة ربما يتقرر إجراؤها العام المقبل بدلا عن العام 2023، أن تلميح إردوغان إلى خفض نسبة الفوز بالانتخابات الرئاسية جاء بسبب تدني شعبيته والتصدع العميق الذي يعاني منه حزبه الحاكم (العدالة والتنمية).

وترأس إردوغان أمس (الأربعاء) اجتماعا للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية وذلك بعد يوم واحد من افتتاح السنة التشريعية الجديدة بالبرلمان التركي أول من أمس، حيث تحدث في تصريحات للصحافيين عن إمكانية إجراء تعديل دستوري لخفض النسبة المطلوبة للفوز بالرئاسة.

وكان إردوغان يرد على أسئلة حول تعليقات للقيادي في حزبه فاروق تشيليك، لمح فيها إلى البدء في إجراءات لإلغاء نسبة الـ«50 +1» في الانتخابات الرئاسية. وقال تشيليك، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «يني تشاغ» إنه يتعين أن يفوز بمنصب الرئيس من حصل على أكثر من 40 في المائة فقط وليس 50 + 1، معتبرا أن النسبة الحالية «ترهق تركيا». وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال إردوغان: «هذا الأمر يقتضي تعديلاً دستورياً، وهذا مرده إلى البرلمان، ومن ثم سنقوم بعمل اللازم لنعرض تصورنا في هذا الصدد على البرلمان. وهذا يمكننا القيام به من خلال تعاون المعارضة مع الحكومة». ورأى إردوغان «ضرورة حل هذا الأمر في البرلمان دون التوجه إلى استفتاء شعبي لحسم المسألة». وتلزم موافقة 400 عضو من بين 600 بالبرلمان على المقترح لإقرار تعديل دستوري مباشرة دون التوجه لاستفتاء، فيما يتعين موافقة 360 عضواً للموافقة على التعديلات لكنها في هذه الحالة تطرح للاستفتاء الشعبي.

واعتبرت أحزاب المعارضة أن الخطوة الجديدة من جانب إردوغان ما هي إلا حملة جديدة يسعى من خلالها للبقاء في السلطة، لا سيما بعد أن خسر حزبه الكثير من الأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة في مارس (آذار) الماضي، فضلا عن خسارته ما يقرب من مليون عضو من أعضائه تركوا الحزب بعد خسائره في تلك الانتخابات احتجاجا على ممارسات إردوغان وانفراده بالقرار وتراجع الحزب بسبب عدم تمسكه بالمبادئ التي قام عليها.

ويشهد حزب إردوغان سلسلة انشقاقات واستقالات كان أبرزها استقالة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، في 8 يوليو (تموز) الماضي، ثم رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي وسط توجه إلى تأسيس حزبين جديدين سينضم إليهما نواب وقياديون من الحزب الحاكم وهو ما سيضعف إردوغان وحزبه الذي ربما لن يتمكن من الفوز بالأغلبية في الانتخابات المحلية والرئاسية في 2023، ومن المرتقب أن يعلن باباجان وداود أوغلو عن حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري.

وشهدت تركيا استفتاء على تعديل الدستور في 16 أبريل (نيسان) للانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وبموجبها أصبحت الانتخابات البرلمانية والرئاسية تجريان معا كل 5 سنوات، كما أصبح من حق إردوغان أن يترشح لفترتين رئاسيتين، حصل على واحدة في الانتخابات المبكرة في 24 يونيو (حزيران) 2018. ويحق له الترشح في الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لفترة رئاسية ثانية وأخيرة. وتتحدث أوساط المعارضة التركية حاليا عن استعدادات لانتخابات مبكرة قد يقرر إردوغان اللجوء إليها العام المقبل بسبب مخاوفه من استمرار التراجع في شعبيته وشعبية حزبه بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على الانتخابات المحلية الأخيرة التي انتزعت فيها المعارضة كبريات المدن التي تشكل معاقل للعدالة والتنمية وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة. في الوقت ذاته، أكد إردوغان، مجددا، أنه لا يعتزم إجراء أي تعديل وزاري في حكومته في الوقت الراهن. وقال إن التعديلات الوزارية تجري عند الحاجة، وإن الوزراء الحاليين يعملون بنشاط ويبذلون جهودا لتطوير وزاراتهم. على صعيد آخر، أثارت تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا واستغلالها قضية المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي، غضبا واسعا لدى أنقرة التي اتهمته بالتصرف مثل «ديك يصيح بينما قدماه مغروستان في الوحل». وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن ما وصفه بـ«تطاول ماكرون على تركيا هو تجاوز للحدود»، مضيفاً «أُشبه تصريحات ماكرون اليوم بديك يصيح وقدماه مغروستان في الوحل».

كان ماكرون، قال في خطاب ألقاه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ أول من أمس، إن دولاً أوروبية لا تزال تنتهك حقوق الإنسان الأساسية بعد مرور ثلاثين عاماً من انهيار جدار برلين، معتبراً تركيا مثالاً على ذلك. ودعا إلى اليقظة إزاء ما يجري في تركيا، حيث تتراجع سيادة القانون، وتُطلق إجراءات قضائية ضد مدافعين عن حقوق الإنسان، وصحافيين، وأكاديميين. وعن انتقادات ماكرون في مجالي حقوق الإنسان وحرية التعبير، قال جاويش أوغلو إن «آخر دولة يحق لها انتقاد تركيا في القضيتين هي فرنسا، ورئيسها ماكرون». وبالنسبة لقضية اللاجئين، قال ماكرون إن «أعداد المهاجرين الذين يغادرون تركيا إلى اليونان تتزايد، وإنه يدرك تماما ما تعانيه اليونان، وتركيا تستخدم هذا الأمر وسيلة للضغط». وأضاف «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح لضغوط تركيا أن تملي علينا سياستنا في سوريا». كان إردوغان كرر خلال الشهر الماضي تهديدات بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين للتوجه إلى أوروبا، إذا لم تتلق أنقرة دعماً إضافياً بموجب اتفاق اللاجئين الموقع مع الاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016، وإذا لم يتم الإسراع في إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لاستيعاب اللاجئين، بموجب اتفاق بين بلاده والولايات المتحدة.

 

البرلمان المصري يستدعي الحكومة ويلوّح بـ«محاسبات»

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

لا تزال تداعيات مظاهرات محدودة شهدتها القاهرة ومدن مصرية في الأيام الماضية، تلقي بظلالها على البلاد. فعقب وعود بإصلاحات سياسية واقتصادية وإعلامية، تمنح دوراً للمعارضة وتخفف الأعباء المعيشية على المواطنين، قرر البرلمان المصري، أمس، استدعاء رئيس الوزراء وعدد من وزرائه، الأسبوع المقبل، لـ«إيضاح الحقائق»، ملوحاً بـ«محاسبة المقصرين». وقال علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أمس، إنه «سيدعو رئيس الوزراء وعدداً من وزرائه لإلقاء بيان لإيضاح بعض الحقائق المهمة أمام البرلمان الأسبوع المقبل»، مضيفاً خلال جلسة عامة أن «ثورة مجلس النواب لن تهدأ إلا إذا وصلت الحقيقة لكل مواطن، وكل مسؤول تنفيذي مُقصر يتم محاسبته». وعلى مدار يومين، شهدت أروقة البرلمان المصري هجوماً حاداً وغير معتاد من رئيس المجلس والنواب على أداء الحكومة. ويتألف المجلس من 596 عضواً، غالبيتهم من الموالين للرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويأتي الهجوم البرلماني على الحكومة في وقت أشارت فيه مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إلى «تغيّرات متوقعة وقريبة في الحكومة وكذلك لعدد من المحافظين، استجابة لشكاوى من سوء الأداء».

والحراك السياسي الذي تشهده مصر حالياً جاء في أعقاب مظاهرات معارضة محدودة، جرت الجمعة 20 سبتمبر (أيلول)، في مناطق مختلفة وسرعان ما فرقتها قوات الأمن، ثم تجددت بحجم أقل، الجمعة الماضي، قابلها تجمع للآلاف من أنصار الرئيس السيسي في القاهرة.

وجاءت تلك المظاهرات استجابة لمقاطع فيديو نشرها رجل أعمال مصري هارب في إسبانيا يدعى محمد علي على موقع «فيسبوك» واتهم فيها قيادة الدولة بالفساد. ورغم إشارته إلى قصور في الأداء الحكومي، اعتبر عبد العال، أمس، أن «مصر تسير في الطريق الصحيح، وأن الهجمة الشرسة عليها هدفها إعاقتها عن التحرك». وأضاف: «الأرقام التي صدرت عن الاقتصاد المصري تثير الحقد والغيرة». ورداً على اتهامات الفساد التي طالت القوات المسلحة في الفترة الماضية، قال عبد العال إن «الجيش المصري أقوى جيش في المنطقة وتم تصنيفه من بين أقوى الجيوش في العالم، وهذا كان باعثاً لمحاولات استهدافه حتى نكون تحت المطرقة». وتابع: «الدولة قوية الآن ولديها جيش واقتصاد قويان»، مشيراً إلى أن «هناك مجموعة من الداخل تغذّي محاولات الخارج لاستهداف البلاد». واستدرك: «لن نلتفت لهذه المحاولات. قطار الدولة انطلق إلى الهدف الأمثل وهو تطوير هذا الوطن».

ولفت إلى أن «البعض اتخذ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر الإشاعات والأكاذيب، لكن مصر أثبتت أصالتها ومناعتها القوية، التي نحاول أن نقوّيها بإجراء كثير من الإصلاحات». وأكد أن «حديثه في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الخامس (أول من أمس) عن أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات سياسية وحزبية وإعلامية صحيح وليس مجرد كلام عابر». وكان رئيس النواب المصري أشار الثلاثاء إلى «إصلاحات سياسة وحزبية وإعلامية»، خلال المرحلة المقبلة، ووصفها بـ«جني الثمار» بعد فترة انتقالية «استلزمت إجراءات قاسية»، على حد قوله. وشدد على أن «المجلس ستكون له وقفة شديدة مع الحكومة ولن يترك الشعب ومصالحه بعيداً عن قاعة البرلمان، والمواطن المصري سيكون هو عنوان دور الانعقاد الخامس» الذي بدأ قبل يومين. وساند عبد العال موقف السلطات المصرية في خصوص نزول مظاهرات معارضة واتهام أجهزة إعلام مناوئة بتزييفها. وقال إن «تصوير المارة في الشارع بالهواتف المحمولة، والترويج على أنهم مشاركون في مظاهرة، يعد مثالاً حياً على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب». ودلل رئيس البرلمان على التقدم الحاصل في مصر، بما تشهده البنية الأساسية من تطوير، مؤكداً أنها «جسر التقدم في مصر، لما تمثله من أهمية في جذب الاستثمار وتسهيل انتقال الأموال والأفراد». وقال: «مصر لديها حالياً طرق عالية الجودة وفقاً للمعايير العالمية، ومحطات طاقة حققت وفراً في الطاقة، إلى جانب تشييد أنفاق تحت قناة السويس، وموانئ مهمة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بوليسية العهد لن تمنع تبدّد رصيده

علي حماده/النهار/03 تشرين الأول/2019

بدل أن يعود رئيس الجمهورية ميشال عون الى البلاد من رحلته النيويوركية الباهتة، ويواجه المناخ الداخلي المتوتر اقتصاديا واجتماعيا بالعمل الجدي والصامت، وبمخاطبة اللبنانيين بأسلوب الرؤساء الذين يواجهون الازمات بمحاولة إقناع الناس حتى عندما تغلبهم الشكوك حيال كل شيء، عمد الى محاولة استخدام عصا غليظة، مهددا ومتوعدا باستخدام القضاء والأجهزة الأمنية مرة جديدة لإسكات الناس بأسلوب بوليسي، وقد نسي أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي بلغت القعر، وهو لم يكمل منتصف ولايته الرئاسية “القوية”، أوصلت الرأي العام الى حالة من اللاخوف من عهد قيل في بدايته انه سيأتي بالمنّ والسلوى بعد طول معاناة منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على يد حلفاء الجنرال عون. فما فعله الرئيس عون في مطلع ولايته من ملاحقات لناشطين ومغردين وأصحاب رأي في البلد، ما أسكت الناس، وخصوصا ان رصيد العهد نفد تماما، وقد تجلّى ذلك من خلال حالة الاعتراض الكبيرة التي واجهت نمط تنقلات الرئيس الخارجية في زمن القلة، وفي زمن أيقن اللبنانيون أن عون يواجه عزلة حقيقية في الخارج، أكان عربيا أم دوليا.

ارتكب رئيس الجمهورية عندما تنصل من الازمة القائمة، محاولا نفض يديه منها، والتغطية على أسلوب أداء بطانته المتفرغة لخوض المعارك الضيقة الأفق، ومراكمة مكاسب صغيرة في الزمان والمكان والنوعية. ولعل أكثر ما أخطأ فيه رئيس الجمهورية عندما حاول رسم صورة الازمة في لبنان بالجانب التقني الاقتصادي، رافضا رؤية الآثار المدمرة التي خلفها ويخلفها وضع البلاد تحت سيطرة “حزب الله” شبه التامة، حيث تحولت الدولة برمتها واجهة لحكم إيران للبنان بواسطة الحزب المشار اليه. فلقد أخذوا المكاسب الصغيرة والآنية من “حزب الله” وأعطوه البلاد بقرارها السيادي والمصيري! فـ”التسوية الرئاسية” كانت بمثابة صك الاستسلام، من خلال تسليم الرئاسة الأولى لحليف “حزب الله”، وبالتالي إطاحة التوازن الهش الذي كان قائما. هنا ليس عون وحده المسؤول، فلقد كان ولا يزال جزءا من التحالف الذي تقوده إيران إقليميا، و”حزب الله” محليا، وما تغير شيء منذ انتخابه. إنما هذا موضوع آخر.

 

أحلام الرئاسة «تفرطع» عدّة شغل العهد: عون وباسيل vs طموح المال والعسكر

هيام القصيفي/الأخبار/03 تشرين الأول/2019

لافتة هي علاقة العهد بحاكم مصرف لبنان والجيش. ففي حين يظهر العهد محكوما بعلاقة مثلثة لا تنقطع، يتحول اي حدث مناسبة ليصبح الحاكم او الجيش في دائرة التساؤلات والتشكيك

مع بداية عهد الرئيس ميشال عون، كان واضحاً، له ولفريقه، انه باتت لديه القدرة على ان يحكم بذراع عسكرية، اي الجيش، واقتصادية مع تثبيت علاقته بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فضلا عن اتكائه في شكل فريد على التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل.

بعد ثلاث سنوات على عمر العهد، ثمة تحوّلات كثيرة جرت على خط العلاقة بين عون والطرفين الاقتصادي والعسكري، وأصبح باسيل الرجل الأقوى والأكثر حضوراً ونفوذاً الى جانب رئيس الجمهورية، في مقابل انفراط عقد حلقة المستشارين والوزراء وتغيرهم، وتبدل العلاقة بين القصر - واستطراداً التيار الوطني الحر - مع الطرفين المذكورين. فهل احلام رئاسة الجمهورية، وحدها، هي التي غيرت النظرة الى من كان يعتبرهم عون من عدة الشغل الضرورية؟

في أيار 2017، لم يكن عون قد اكمل ثمانية اشهر في قصر بعبدا حين رفع وزير المال علي حسن خليل، طلب التجديد لحاكم مصرف لبنان للمرة الرابعة بعد 1999 و2005 و2011.

كان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير أكثر من عبّر عن رفضه لسياسات التجديد المستمرة للحاكم وقادة الجيش ومجلس النواب.

لكن عون، في قصر بعبدا، بدّل موقفه، وجدّد للحاكم تحت وطأة التسوية التي فرضت ايقاعاً، اضطر معه، في بداية عهده وتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى، الى التزام يلتزم بنودها قبل ان يثبت مع باسيل موقعهما، ويعيدا النظر في تفاصيلها الصغيرة وتغير شروطها.

واذا كان لم يتبق من تلك التسوية سوى الحريري الذي بات موقعه فيها موازياً، بأهميته، لمصير مستقبله السياسي والاقتصادي، ويحتاج اليها اكثر من حاجة عون له، فان عناصر التركيبة الامنية والاقتصادية لم تعد ترضي عون وباسيل.

في المرحلة الأولى من التسوية، لم يتعامل عون مع الحاكم بصفته من تركة العهود الماضية، بل استفاد منه كونه يشكل ضمانة ازاء الدوائر المالية الغربية والاميركية التي يتفاعل معها ولا تكنّ وداً لرئيس الجمهورية، لا سيما مع بروز ملف العقوبات، وقدرة الحاكم على ايجاد مخارج بالتنسيق مع فارضي العقوبات. وهذا امر كان يسمح للحكم بأن يرتاح داخليا.

في موازاة ذلك، تم غضّ النظر عن اداء سلامة، بسبب تسويات هندسات مالية لمصلحة ما اصبح يعرف بـ«مصرف العهد»، سيدروس بنك، وتفاصيل اخرى لم تظهر كثيرا الى العلن.

لم تكن التفاعلات النقدية التي جرت اخيرا، هي وحدها ما اثار هواجس عون وباسيل معاً من اداء حاكم مصرف لبنان.

إذ أن موقفهما منه مزمن، لكنه - كما في الموقف من رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت - بات مغلفاً بالحاجة اكثر منه بالرضى عن الاداء.

والمفارقة انه كلما زادت حملة الدفاع عن سلامة مع تحميل العهد مسؤولية التدهور النقدي، من اطراف لا يكن لها عون وباسيل ودا، زادت الريبة لدى كليهما من الحاكم.

ورغم ان اقتصاديين وخبراء ماليين ابدوا منذ اكثر من سنتين ملاحظات مزمنة على اداء سلامة، ومنهم من فريق باسيل نفسه، الا ان ذلك ظل ضمن اطر محكومة بحاجة الفريقين الى بعضهما بعضاً.

وهذا يبدو احيانا كساحة عرض وطلب بينهما، ترتفع حدّته يوماً وتنخفض يوما آخر، وان انعكس سلبا على مسار الوضع الاقتصادي والمعيشي العام.

في المقابل، وعلى وقع محاولة العهد صياغة تركيبة امنية، جاء تعيين جوزف عون قائدا للجيش ومعه مدير المخابرات العميد طوني منصور. وفق ذلك، بدا المشهد الامني متناغماً، لا سيما في ظل العلاقة بين عون والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. ورغم ان باسيل لم يكن راضيا على اختيار رئيس الجمهورية، الا انه بقي على مسافة منهما ومن تعيينهما، لا سيما انه مدرك تماما ان اي ضابط ماروني يصل الى اليرزة يتحول منذ اللحظة الاولى الى مرشح رئاسي، وهو كان يرغب باختيار ضابط موال له، كما اختار نوابه ووزراءه.

لكن، في الاونة الاخيرة، بدأت تظهر تدريجا اعتراضات لدى عون وباسيل على التركيبة العسكرية وليس على الاداء الامني، تطورت الى الحديث عن طرح تغيير المسؤولين، الى ان ظهرت معارضات داخلية وخارجية لهذا التغيير.

اضيفت الى ذلك سلسلة ملاحظات لباسيل، لاقت اصداء ايجابية لدى رئيس الجمهورية، ورغبات بحضور باسيلي اقوى في الجهاز العسكري.

اي منازلة بين باسيل مرشحا وقائد الجيش، ستضع الفريق العوني في خانة لا يُحسد عليها

لم يؤثر وجود وزير دفاع محسوب على باسيل وحزبه في تخفيف توجهات رئيس التيار، بل ان العلاقة غير السوية بين فرعي اليرزة، السياسي والعسكري، ساهمت اكثر في تعميق رغبة باسيل في فرض ايقاعه لصالح طلبات محددة لم تترجم عمليا بعد، علما ان بعض الضباط الطموحين بدأوا يولون باسيل الثقة. ناهيك عن السبب الاساسي المتعلق بالعلاقة التي باتت تربط قائد الجيش بواشنطن واستقبالها له اكثر من مرة، في مقابل الامتناع عن استقبال وزير الخارجية.

تبعا لذلك، تضيع احيانا كثيرة بوصلة العونيين والموالين للعهد، في انحيازهما الى الجيش او باسيل، حين يصبح الاختيار محكا اساسيا. لان التيار بنى شعبيته على قاعدة الجيش.

لكن حادثة قبرشمون، مثلا، جعلت بعض سهام التشكيك العونية تصيب اداء الجيش. واي منازلة بين باسيل مرشحا وقائد الجيش، ستضع الفريق العوني في خانة لا يُحسد عليها.

بذلك، تبدو لافتة علاقة العهد بركنين اساسيين في التركيبة القائمة (المارونية) وهو امر لم تشهده عهود سابقة، لأن مثلث رئيس الجمهورية كان قائما على التنسيق والتفاعل بين الاركان الثلاثة.

قد يكون السبب الوحيد، والابرز، ان هذه العلاقة الثلاثية محكومة بلاعب رابع اساسي هو وزير الخارجية، تحت سقف انتخابات رئاسة الجمهورية، لان الثلاثة دخلوا الترشيح الرئاسي من بابه العريض.

وباسيل، رغم ملاحظاته، وتغطية رئيس الجمهورية المطلقة له، غير قادر على فرض ايقاع التغيير لدى الموقعين، وابعادهما عن طريق الرئاسة.

فولاية الحاكم لا تزال في منتصفها، وهو وقائد الجيش (وان كان لا ولاية محددة له)، لا يمكن استبدالهما الا بموافقة القوى السياسية قاطبة، والاهم موافقة واشنطن.

وهي قطعا تنحاز اليهما من دون باسيل. وهذا ما يجعل العلاقة الثلاثية حاليا من باب الضرروة، لا اكثر ولا اقل.

 

مسيحيّو الشرق "النازحون" وأجراس الأمل... بالهجرة

ألان سركيس/الجمهورية/3 تشرين الأول 2019

تفجيرات العراق زادت من هجرة المسيحيين

لا تزال الأزمات تعصف بسوريا والعراق على رغم الإنتهاء من ظاهرة "داعش" بشكل كبير، لكن التسوية السياسية الكبرى لم تبصر النور بعد. أصبح مؤكداً أن الحفاظ على الأقليات في الشرق لا يمكن حمايته إلاّ بوجود دولة قوية وعادلة، وهنا طبعاً لا يُقصد بالدولة الأنظمة الديكتاتوريّة التي كانت حاكمة، بل إن الدولة تعني قيام مواطنة حقيقية واحترام كل المكوّنات العرقية والإثنية والطائفية والمذهبية. وقد شكّل لبنان منذ العام 2003، تاريخ الحرب الأميركيّة على العراق، ملاذاً آمناً لكل مضطهد ومُعذّب، وهذا الدور ليس جديداً عليه، وقد ارتفع منسوب الهجرة المسيحية من العراق بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وتنفيذ تنظيم "القاعدة" عدداً من الهجمات بعد العام 2003 على المناطق ذات الغالبية المسيحية وتفجير عدد من الكنائس العراقية. وقد أتى الكلدان إلى لبنان ليجدوا فيه مأوى يحميهم ريثما تقرع أجراس العودة إلى بلادهم، وقد انتشروا بشكل كبير في زحلة والأشرفية وساحل المتن.

وبعد اندلاع الربيع العربي وسيطرة "داعش" على أجزاء كبرى من العراق، واشتعال الحرب السورية، حدثت موجة الهجرة الثانية من سوريا والعراق، وشملت معظم أبناء الطوائف المسيحية وعلى رأسهم الكلدان والآشوريون خصوصاً على ضفاف نهر الخابور، وقد فتحت الدولة اللبنانية بقرار من وزير الداخلية والبلديات آنذاك نهاد المشنوق الحدود أمام الآشوريين بعدما كانت قد اتخذت العام 2014 قراراً بوقف لبنان إستقبال أي نازح.

وشكلت الأديرة وبعض المناطق السكنية الملاذ لهؤلاء المهجّرين، في حين كان يأمل الكثيرون في العودة إلى بلداتهم ومدنهم. لكن ما يحصل بالنسبة إلى المسيحية المشرقية يشبه موجة تهجير مبرمجة، إذ إنه لا فرق بين أكثرية وأقليّة تهجّر، لكن حجم الوجود المسيحي أقلّ بكثير من بقية الطوائف، وبالتالي فإن الأرض التي عاش عليها السيد المسيح مرشّحة لأن تصبح خالية من أي مسيحي. وتترافق هذه الهجرات كلها مع تقلّص عدد المسيحيين بشكل كبير في الأراضي المقدّسة، ما يدل على أن الوضع المسيحي المشرقي في أسوأ أحواله. وبعد مرور سنوات على موجات تهجير المسيحيين، فإن المطّلعين على هذا الملف في لبنان من مطرانيات ورهبانيات يؤكدون أن ما يزيد عن التسعين في المئة من المهجّرين المسيحيين أصبحوا في بلاد الإغتراب ولم يستطع لبنان الحفاظ عليهم، وقلة قليلة جداً منهم عادت إلى بلادها، ولا يتعدى عدد العائلات العائدة أصابع اليدّ الواحدة.

وقد كانت وجهة هؤلاء "المهجّرين" أوروبا بشكل كبير، وخصوصاً البلدان الإسكندنافية، في حين أن أعداداً كبيرة أيضاً توجّهت نحو الولايات المتحدة الأميركيّة وكندا.

وهناك أسباب عدّة لعدم قدرة لبنان على الحفاظ عليهم لإعادتهم إلى بلادهم أبرزها:

أولاً: من تهجّر من بلاده منذ العام 2003 فقدَ الأمل في العودة خصوصاً بعد سقوط الدولة العراقية وسيطرة "القاعدة" ومن بعدها "داعش"، وبالتالي فإن بلاده قد تغيرت وأصبحت سبل العيش فيها غير متوافرة أصلاً. ثانياً: إن موجات الهجرة الثانية التي حصلت مع اندلاع الربيع العربي رافقتها موجة غربية لإستقطاب النازحين، لذلك فقد رأى عدد من المسيحيين النازحين في هذا الأمر فرصة للمغادرة إلى البلدان الأوروبية. ثالثاً: لم يكن لبنان أرضاً خصبة لإستقبال هؤلاء، فقد كان منطقة "ترانسفير" من أجل انتقالهم إلى الغرب، علماً أن الأزمة السورية أرخت بظلالها على لبنان الذي لم يعد قادراً على تحمّل أعبائها.

وأمام كل هذه الوقائع، كان انتقال المسيحيين إلى الغرب قدراً محتّماً، خصوصاً أنّ اندماجهم في المجتمعات الغربية يحصل بسرعة أكبر من بقية المكونات، وبالتالي فإن بلدان الشرق ستصبح خالية من الوجود المسيحي إذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال، وبدل أن تقرع أجراس عودتهم إلى بلدانهم، قرعت أجراس الهجرة إلى الغرب.

 

لهذا لن يستخدم "حزب الله" بطاقته "الذهبية"... راهناً

كلير شكر/نداء الوطن/03 تشرين الأول 2019

تعيش القوى السياسية هاجس الشكّ المتبادل. فجأة سقط عامل الثقة في فخّ الأحداث المتلاحقة، وتعاظم الشعور بالارتياب نتيجة تراكمات حبلت بها المرحلة الماضية وتجلّت في أكثر من محطة، ولو أنّها غير مترابطة عضوياً. كان يفترض بـ"التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" أنهما يخططان لكسر جليد الخلافات المزمنة بينهما، من خلال استضافة رئيس الأول جبران باسيل في مركزية الثاني، في محاولة للإجابة على هواجس "المستقبليين" وملاحظاتهم على سلوك وزير الخارجية التي تأتي دوماً على شكل تساؤلات وانتقادات.

وإذ بتغريدة نارية للنائب زياد أسود، تطيح كل الجهود المشتركة التي كانت تبذل في سبيل التخفيف من حدّة الاحتقان على خطّ بيت الوسط - ميرنا الشالوحي. وبعدما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري دينامو المصالحة التي شهدها قصر بعبدا بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، أحيطت حركة رئيس المجلس خلال الأيام الأخيرة بدائرة من الشكوك المقتبسة من تهمة المشاركة ولو ضمنياً في حملة الاستهداف التي تعرّض لها العهد.

عملياً، لم يكن الغضب الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية خلال الساعات الأخيرة، والمتفجّر في وجه حملات اشتغلت بتنظيمٍ هادفٍ لضرب العهد من بوابة النقد، ابن ساعته. لا بل هو نتاج تراكمات رسمت مساراً مشبوهاً، برأي العونيين، ودفعت رئيس الجمهورية إلى التحذير من المضي بهذا المشروع.

وفق المعنيين، انطلقت أولى الإشارات المثيرة للشكوك، بعد أحداث قبرشمون، حيث تبيّن أنّ جبهة سياسية بصدد التشكل في وجه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، وقوامها رئيس الحكومة، رئيس المجلس، جنبلاط، ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع.

طبعاً، هي لم تكن جبهة بكل معنى الكلمة، لكنّ خطوطاً مشتركة بدت موضع التقاء بين تلك القوى، ما رفع منسوب الارتياب في أذهان العونيين مما تضمره مكونات هذا التجمع. الهدف المشترك تمثّل في تلك اللحظة، في عزل العهد وإضعافه، وقطع الطريق استطراداً على باسيل في معركته الرئاسية.

وقد حاول الثلاثي بري، جنبلاط، وجعجع، كل على طريقته، جذب الحريري إلى ضفّتهم بعد توسيع مساحة تبايناته مع العهد. الأخير قام بما يستطيع لنجدة الزعيم الدرزي، لكنه لم يسلّم أوراقه للثلاثي، لالتصاقه بالتسوية الرئاسية ولقناعته أنّ بقاءه في رئاسة الحكومة من بقاء عون في بعبدا. حتى أنّ بري، كما يجزم المعنيون، لا يخاطر بخوض معركة الرئاسة قبل أوانها، خصوصاً وأنّ المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية قد لا تعفي الاستحقاق الرئاسي من لمسات قد لا تظهر إلا في اللحظات الأخيرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، دخل العامل الأميركي على الخط من خلال الدفعة الجديدة من العقوبات التي طالت هذه المرة مصرف "جمال". صحيح أنّ الإجراء الأميركي لم يكن مفاجئاً، لكن انضمامه إلى سلّة التطورات على الساحة الداخلية، رفع من منسوب الشكوك في قصر بعبدا حول مخطط لاستهدافه، إلى أن حطت أزمة شحّ الدولار رحالها في السوق النقدية ما أثار الرعب في نفوس اللبنانيين ودفعهم إلى الشارع، لتثبت بما لا يقبل الشك وجود مشروع مشبوه يريد النيل من الفريق العوني.

يقول المعنيون إنّ هذه الأحداث لم تكن مترابطة، لكن سياقها بدا مشبوهاً بعدما جرى تحميل العهد، مسؤولية أزمة مالية - اقتصادية عمرها عقود خصوصاً وأنّ شركاءه الحكوميين هم من صاغوا السياسات المالية منذ تسعينات القرن الماضي، ما دفع الفريق العوني إلى اسقاط صفة البراءة عن تسلسل الأحداث الحاصلة.

هذا السيناريو بالذات، هو الذي حرّض العونيين على السؤال عن موقف "حزب الله" تجاه الأحداث الأخيرة، فيما راحوا يبحثون في هويات المعترضين في الشارع بحثاً عن أدلة تثبت اتهاماتهم. ولهذا لم تستثن مواقف نواب "تكتل لبنان القوي" حليف وثيقة "مار مخايل" في الأيام الأخيرة من رزمة انتقاداتهم.

فـ"الحزب" قرر خوض معركة مكافحة الفساد، وهو يعتبر نفسه كغيره من مكونات السلطة معنياً بورشة النهوض الاقتصادي بدليل تأييده وللمرة الأولى موازنة العام 2019 وكل مقررات "سيدر".

لكن مسؤوليه يقولون في مجالسهم الخاصة إنّ معركتهم الاصلاحية تواجه حائطاً مسدوداً لأسباب تتصل بالسلطة القضائية أولاً، وبالسلطة السياسية الغارقة في فسادها والتي تكتفي بتراشق التهم بالمسؤوليات من دون أن تقدم على أي خطوة جديّة.

ومع ذلك، هم يعرفون تماماً أنّ "حزب الله" لم ولن يستخدم ورقة الشارع في هذه الظروف الدقيقة، لأسباب عديدة، يعددها المطلعون على موقف "الحزب" على الشكل الآتي:

- سيصار إلى ربط أي تحرك قد يقوم به "حزب الله"، بالعقوبات الأميركية بحيث يفقد الحراك قيمته الحقيقية لمصلحة تسييسه وضمّه إلى الصراع الاقليمي الحاصل خلف الحدود.

- إن النزول إلى الشارع سيُستثمر على أنه موجّه ضدّ عهد الرئيس عون، وهو أمر يستحيل أن يقوم به "حزب الله".

- إذا لم تكن الخطوة محصّنة شعبياً بحيث تكون نتائجها مضمونة، فلن يقدم عليها "حزب الله".

ورغم كل هذه السردية، يتصرف العهد على أساس أنّ التسوية الرئاسية، الثنائية بوجهها المباشر، والثلاثية بوجهها غير المباشر، صامدة حتى نهاية العهد... طالما أنّ الحريري "محبوس" في خياراته، ولا ملجأ له إلّا الرئاسة الأولى.

 

"باسيل راجع"...ماذا ينتظره؟

مرلين وهبة/الجمهورية/الخميس 03 تشرين الأول 2019

يعود وزير الخارجية جبران باسيل اليوم من جولته السندبادية في بلاد «العم سام» دون أن يلتقي أيّاً من المسؤولين الأساسيين، لكنه يعود منتشياً بعد جولة دسمة جال فيها على المانيا، بريطانيا، كندا، اسكتلندا، متسلحاً بكمّ من الوعود والإشادة وهتافات المناصرين، ومتجرّعاً كمية فائضة من المعنويات العونية المتبادلة بينه وبين صفوف مؤيديه وأنصاره في الخارج التي ستعطيه زخماً هو يحتاج اليه أمام التحديات والملفات الساخنة التي تنتظره داخلياً، فكيف إذا كانت العودة في تشرين، وكيف ستكون المواجهة؟ خلافاً لكلّ سنة يتوجس رئيس «التيار الوطني الحر» من تشرين الأول 2019، وهو شهر النصر لأنصار التيار البرتقالي، فيتحضر العونيون للاحتفال في الثالث عشر منه، فيما يترقب رئيس التيار هذا العام، فيعود مستقصياً عدد المخالفين لتأديبهم وعدد المنشقين للتصدّي لهم، مثل كلّ عام. ينتظر باسيل ملف ساخن داخل صفوف التيار، فكيف سيواجه التكتل المعارض لسياسته؟ إذ تفيد المعلومات أنّ «المنشقين» إذا جاز التعبير، يتحضرون لقداس احتفالي في 12 تشرين يرعاه النائب شامل روكز والعميد انطوان عبد النور ونعيم عون وشقيقه جوزف عون. وتضيف ان ابنتي الرئيس كلودين وميراي عون ستحضران الاحتفال في وقت يراقب «الباسيليون» كيف سيكون وقع هذا الاستحقاق على رئيسهم وكيف سيتعامل معه.

ملف الكهرباء

ويعود باسيل لمواجهة أكبر تحدّ لم يستطع حتى الساعة فكّ «أشرطته المتشابكة» برغم التحذيرات داخلياً وخارجياً، وهو ملف الكهرباء. كما يعود وفي جعبته تساؤلات عن كيفية تعامله مع المكوّنات التي تراجعت جميعها عن دعم العهد الذي بدوره وجّه الى الثلاثية الحاكمة قبل وصوله مسؤولية التراجع الاقتصادي رافضاً التصويب عليه في الشارع. ويعود «للترقيع» بعد تحميل العهد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المسؤولية عن الوضع المالي، فيما ما زال وزير الخارجية يحتاج الى دعمه لتخطي الأزمة المالية في البلاد... يعود باسيل بنظرة مختلفة عن علاقة «التيار الوطني الحر» بالادارة الاميركية بعد تلمّسه تعاملها الرسمي معه، من جهة، وبعد وضوح الرؤية وثبوت ترشحه الى منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، من جهة ثانية. يعود باسيل متخوفاً من إدراج اسمه في لائحة العقوبات الاميركية التي قد تمنع وصوله الى الرئاسة، فيما يقول حلفاء باسيل العكس، وأن تلك العقوبات اذا ما صدرت في حقّ باسيل فعلاً، فانّها ستعجّل بوصوله الى بعبدا بدعم من حليفه الاول أي «حزب الله».

... ويذهب جعجع

يعود باسيل وسط مقاطعة «القوات»وغياب رئيسها جعجع، فكيف سيواجه رفض «القوات» مناقشة موازنة 2020، بذريعة أنّها خالية من الإصلاحات وتعتمد مثل سابقاتها على زيادة الإيرادات؟ وهل يستمر بواقع التبريد الحالي أم سيعيد ملف الكهرباء حالة التوتر بينهما؟ يعود باسيل على جمر النفط واقتراب موعد الحفر الذي يتطلب لملمة سريعة لعلاقته بالحريري واستيعاب سخط الشارعين المستقبلي والعوني كرمى لعيون العلاقة النفطية بين الرجلين. وماذا ينتظره على مستوى العلاقة مع الحريري بعد الغاء المستقبل اللقاء الذي كان مقرراً معه؟ وفي المعلومات لـ«الجمهورية» ان اللقاء رفضته كوادر التيار الأزرق، «لأن باسيل شخصية منفرة بالنسبة للقاعدة»،علماً أن تيار «المستقبل» كان في وارد عقد لقاءات مع كوادر الاحزاب اللبنانية كافة. فقررت القيادة ان يكون باسيل باكورة هذه اللقاءات الامر الذي اعترض عليه الكوادر. ويذكرأن اشكالات كثيرة وقعت أخيراً بين القاعدتين ولم تترمم بالسرعة التي ترممت بها علاقة الحريري بباسيل. وتضيف المعلومات ان الحريري أصر على مبدأ التلاقي لتفادي الخلافات بين التيارين الازرق والبرتقالي إلى ان جاءت تغريدة النائب زياد الاسود، فكانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير، ولم يصدر أي شجب او رفض او بيان رسمي عن التيار العوني وفق مصادر «المستقبل»، فيما يدرك ان المشكلة الاساسية للانهيار المتدحرج هو تراكم مساوئ وجود ميليشيا مسلحة في البلد اي «حزب الله» الذي منع الاستثمار وهرّب السواح والمساعدات وفرض العقوبات، والتيار العوني يعلم ذلك والمفروض بباسيل قول الحقيقة لحليفه الذي يدافع عنه في المنابر الدولية. وباسيل يعلم انه بتحالفه والحكم مع حزب الله هو بالتأكيد من |أهم أسباب انهيار البلد، بحسب مصادر «المستقبل».

وبالعودة الى باسيل وما ينتظره

يعود ليستقبله الملف الأهمّ والأكثر خطورة على الاقتصاد الملف المتراكم على مرّ العهود والذي يدعى ملف الكهرباء وهو السبب الرئيسي لتراكم الدين العام والخسارة والهدر داخل البلد. مصادر المستقبل تسترسل «نريد ان يفهمنا باسيل وهو الذي استلم هذا الملف الدقيق منذ 2009 لماذا لم ينحل ؟ إما أنه متواطئ أو عاجز، وفي الحالتين ألم يحن الوقت لتسليم الملف الى فريق آخر؟» مصادر المستقبل تضيف ان باسيل والعهد قد يستطيعان اسقاط الحكومة اي ساعة يريدان، لكن ما هو البديل؟

في المقابل

يعود باسيل في وقت استغرب البعض سفره في هذا الوقت الدقيق من لبنان ملمحين من انه هروب في عز الازمة الأمر الذي يعاكسه مناصرو باسيل فيقولون ان رئيس «القوات» غادر ايضا في خضم الازمة، وان المشكلة هي مشكلة رئيس الحكومة والوزارة مجتمعة. فإذا كانوا غير قادرين على مواجهة باسيل فهناك آلية دستورية للعمل الحكومي وللاعتراض وهي الاستقالة. واضافت المصادر: اصبح الجميع يستغلون باسيل لتغطية عجزهم فيما توجد آلية دستورية تحلّ جميع المشكلات، أكان سببها باسيل أم غيره. واذا كانت الحكومة لا تريد السير معه يمكنها الاستقالة او اقالته اذا استطاعت ومعارضته وليس التمثيل على الناس انهم ألغوا اللقاء في القنطاري، وترى هذه المصادر ان القصة برمتها تمثيل لأن التسوية يستفيد منها كل الاطراف. بالنسبة لمناصري التيار البرتقالي قصة باسيل اصبحت شمّاعة وهو سائر الى الامام ولا شيء يوقفه وهناك آليات دستورية فلماذا لا تستعمل للمواجهة؟ وهي ليست حتماً عبرة النزول الى الشارع.

غداً يعود باسيل فكيف ستكون مقاربته لكلّ تلك الملفات؟ هل بإعادة وصل ما انقطع مع تيار «المستقبل» ومع غيره من أغلبية الفرقاء أم هو موعود بنصر تشريني من لون آخر؟

 

حذارِ قراءة تقارير وكالات التصنيف سياسيّاً!

جورج شاهين/الجمهورية/الخميس 03 تشرين الأول

أسرفَ بعض اللبنانيين في تسخيف مهمّات الموفدين وبعثات مؤسسات التصنيف الدولية، واعتبار توصياتها من إملاءات المحاور الدولية من دون النظر الى مضمونها والمخاطر التي تشير اليها. وفي المقابل، لم يعد سراً أنّ بعض هؤلاء الموفدين يتلمّس قدرة اللبنانيين على قراءة الأرقام بطريقة تتناسب ورغباتهم. لذلك، حذّروا من الاستمرار في هذا النهج. فلماذا وكيف؟ قبل أن يغادر موفد فرنسي يَحضُر موفد أميركي، وما بينهما موفد بريطاني، عدا عن بعثات البنك الدولي وصندوق النقد والمؤسسات الشبيهة المتمركزة في لبنان الى جانب ممثلي المؤسسات المكلفة بالتصنيف الدولي للحكومات والمؤسسات العابرة للقارات، وهو ما جعل اللبنانيين على تَماس مع سلسلة التوصيات ومسلسل النصائح التي صيغت بتقارير من عشرات الصفحات، بما فيها من مؤشرات ومعادلات وتوقعات.

كان ذلك، ولفترة سابقة، حبراً على ورق تَوسّع خلالها الخبراء في قراءتها بأشكال مختلفة، قبل أن يعيش اللبنانيون أخيراً نماذج من التجارب وما رافقها من بَلبلة سبقت وضع مصرف لبنان حدّاً لها بسلسلة إجراءات مالية ونقدية، ضمنها تعميمه الأخير لضمان توفير السلع الأساسية للمواطنين بالسعر الرسمي للدولار، طالما أنه ليس قادراً على تحرير سعر صرف الدولار في الوقت الراهن. على هذه القواعد بَنت مراجع اقتصادية ومالية أجنبية قراءتها للتطورات الإقتصادية، فتحدثت عن مكامن الخلل السياسية التي تعوق التوصّل الى قرارات جريئة، ودعت الى قراءة مضمون الكلمة التي ألقاها السفير البريطاني كريس رامبلنغ في حفل تكريم المبعوث التجاري البريطاني الى لبنان اللورد ريتشارد ريسبي الذي أنهى زيارته، أمس الأول، فقال: «إنّ الإصلاح الاقتصادي سيكون مؤلماً، ولكنه من الملحّ لكي يستعيد لبنان الثقة».

لم يكن كلام السفير البريطاني نصيحة يتيمة، إذ لفتت المراجع الى التقارير التي رفعتها بعثات أكثر من مؤسسة دولية تتحدث فيها صراحة عن هزالة الإجراءات المُتّخذة قياساً بما هو مطلوب من لبنان في أكثر من قطاع. وتحدثت عن مهل دولية صارمة، فأعادت التذكير بمضمون تقرير مؤسسة «موديز» للتصنيف الدولي التي أبقَت لبنان على التصنيف الذي وضعته في آب الماضي بعدما أسقطته من درجة «B -» الى درجة «Caa1»، ووضعت لبنان مجدداً تحت المراقبة لـ90 يوماً، لتقرر «خَفضها» في حال عدم تبلور مسار الأمور النقدية والمالية في اتجاه إيجابي».

وللتَشدّد بمهمتها، ربطت تقييمها الجديد بحجم التزام لبنان الإصلاحات الموعودة في موازنة 2020. والى هذه المهلة تُضاف مهلة «ستاندرد آند بورز» التي أعطت لبنان، بدءاً من تقريرها في منتصف آب الماضي، 6 أشهر أخرى لتحدّد تصنيفها الجديد له بعدما أبقَته بدرجة «CCC» من دون تعديلها.

والى هذه التحذيرات الواضحة، يدرك الخبراء الدوليون أنّ العوائق التي حالت دون التزام اللبنانيين تعهداتهم الى هذه اللحظة مردّها سياسي، ولو كان القرار في يد المعنيين بملفات النقد والمال لكانَ الأمر سهلاً، ولكن اذا بقيت السيطرة السياسية على القرارات والمعايير النقدية والحسابية فلن يكون الأمر مُتاحاً. فلم يُغفِلوا حجم الضغوط السياسية والمناكفات اليومية، التي تمنع اتخاذ أبسط القرارات المتصلة بوقف الهدر وسَد مزاريب التهرّب الضريبي ومحاولات الإحتيال على العقوبات الأميركية.

فلم يفهم أحد الخبراء المعادلة التي قدّمها له أحد كبار المسؤولين عند مقاربته للوضع النقدي والمالي، فقد ناقضَ نفسه بنفسه عندما تحدث عن سلسلة القوانين التي أقرّت في مجلس النواب قبل عامين وأكثر، لتعزيز الشفافية ومكافحة تبييض الأموال والتزام المعايير الدولية وما يرتكب يومياً في بعض المؤسسات والقطاعات ممّا ينافي هذه القرارات. لكنه عندما تبلّغ من مسؤولين آخرين أنها قوانين وقرارات ما زالت حتى اليوم حبراً على ورق، زادت قناعته باستحالة الوصول الى مرحلة الإصلاح المنشود.

عند هذه المعطيات، أنهى أحد الموفدين الدوليين مهمته في بيروت بانطباعات سلبية، ووفق قناعة لا تَتبدّل ما لم يسمع بالمزيد من القرارات الصعبة، ولكن ليس من باب فرض المزيد من الضرائب بقدر ما هو مطلوب البحث عن موارد غير مباشرة على الحكومة أن تسعى إليها. فهو مُتخوّف من حجم التهديدات المتبادلة على اكثر من مستوى حكومي ومالي ونقدي، تؤدي بشكل تلقائي الى تخفيض المناعة التي عَبر لبنان بفَضلها الأزمات الدولية السابقة، ولاسيما أزمة عام 2008، معتبراً أنّ العودة الى تلك المعادلات سيعيد الثقة بلبنان تدريجاً.

والى التمنيات، عَبّر الموفد الدولي عن القلق من المتغيّرات الدولية التي وضعت لبنان في موقع مختلف عمّا كان عليه عام 2008. فبعض التصرفات أبعَدت رؤوس الأموال المملوكة من دول ومؤسسات وأشخاص، ليس لأسباب مالية بَحتة، فلبنان ما زال على لائحة الدول التي تعتبر من «الجنائِن الضريبية» التي يرتاح لها رأس المال وخصوصاً نسَب الفوائد على الحسابات المصرفية، بل لفقدان الحَوكمة الرشيدة في إدارة المال العام، وعدم تسهيل الإستثمارات التي تكَبّر حجم الاقتصاد لمواجهة البطالة المتمادية، في موازاة ما بلغته المناكفات السياسية التي يمكن أن تطيح كل ما هو متوقّع من إصلاحات.

 

الحلّ: حكومة إختصاصيِّين

سعيد مالك.. محام وخبير دستوري/الخميس 03 تشرين الأول 2019

شهدت العاصمة بيروت يوم الأحد الفائت تظاهرات واحتجاجات، أَلهبت الشارع. ما لبثت أن تمدّدت إلى مدن أُخرى، ومناطق مختلفة، حتى بات لبنان على قاب قوسين أو أدنى، من انفجار اجتماعي مطلبي، يُنذر بالأسوأ.

ومَن يُراقب ما جرى، وما يُحضّر له، يُدرك أنّ الوضع الاقتصادي ليس على ما يُرام، إنّما يؤشر الى عواقب وخيمة. وبالتالي، بات لا بدّ من إيجاد الوسائل والسبل الناجعة، لتدارك ما ينتظرنا في الأيام اللاحقة، إن لم نقُل في الساعات الطالعة.

علماً، انّ الشارع ليس هو الحلّ، ولا يمكن على الإطلاق الاحتكام إليه ، فالشارع ممكن أن يدفع بالبلاد نحو الخراب، وهو ما لا نشجّع عليه مطلقاً.

صحيح أن لبنان عانى ولما يزل يُعاني ومنذ عقود من الزمن، من أزمة اقتصادية خانقة. عجز المعنيون حتى تاريخه عن معالجتها، حتى بات الهيكل على وشك أن ينهار على الكافة.

وأمام هذا الواقع المرير، بات لا بدّ من عملية قيصرية، تُنقذ الوطن من براثن الانهيار الكامل. حاولت الحكومة الحاضرة ما بوسعها، من أجل الإنقاذ دون أن تنجح، فزاد بنيان الدولة تشقّقاً وتصدّعاً.

أمّا اليوم، فبات لا بُدّ من اللجوء إلى حكومة من الاختصاصيين، توكَل إليهم مهمة الإنقاذ والتصدّي. وهو ما يُعرف بحكومة الاختصاصيين أو حكومة «التكنوقراط».

وعبارة «التكنوقراطية» (بالإنجليزية Technoracy) كلمة أصلها «يونانيّ» («تكنو» أي «فنّي وتقنيّ») (و«قراطية» تعني «سلطة وحكم») أي ما معناه: «حكومة التقنيين». وتُسمّى أيضاً: «حكومة الكفاءات». وهي الحكومة التي تتشكّل من الطبقة العلميّة والفنّية والمثقّفة والمتخصّصة في علوم الاقتصاد والصناعة والتجارة والأعمال والقانون... كذا... . «والتكنوقراطية» حركة بدأت عام/1932/ في الولايات المتّحدة الأميركية، وكان «التكنوقراطيّون» عبارة عن مجموعة من المهندسين والمعماريين والاقتصاديين والقانونيين العاملين بالعلوم. تسلّموا الحكم، ونجحوا في مهمّتهم.

ومن ثمّ، اعتمدت «الصين الشعبية» هذا النوع من الحكومات. فبعد أن تبوّأ «ماو تسي تونع» سدّة الحكم، نتيجة الثورة الصينية عام/1949/ تسلّم دفّة السلطة بمعيّة 26 من رجال الاختصاص والعلوم.

وبعد وصول «دينج شياو بينج» إلى سدّة الحكم، عمل هذا الأخير، وتحديداً في أواخر سبعينيّات القرن المنصرم. إلى إرسال بعثات علمية إلى البلاد الغربية، لتعلّم «الهندسة والاقتصاد وطُرُق الإدارة الحديثة» كلّ ذلك بهدف تطوير «الصين» وتقدّمها. حيث صار الاعتماد على هؤلاء بعدها لحلّ مشاكل البلاد على أنواعها. وبالتّالي، شكّل «التكنوقراطيّون» خير نخبة، صار الاعتماد عليها في حلّ المشاكل الاقتصادية والحكومية.

علماً، أن المجموعة الحاكمة الراهنة في «الصين» هم حالياً، من أكثر النوابغ في العلوم الهندسية والاقتصادية والإدارة والقانون. مع الإشارة، إلى أنّ «الصين» لمّا تزلْ وحتى تاريخه، تُرسل البعثات إلى أفضل الكلّيات في «بريطانيا» و«الولايات المتّحدة الأميركية» لاكتساب المعرفة، وإدخالها إلى رحاب الوطن.

كلّ ذلك حتى نقول، أنّ لبنان يُصدّر الأدمغة، ويمتلك قدرات فكرية متخصصة هائلة في الاقتصاد والتجارة والصناعة والإدارة والقانون و... كذا... . بالتالي، أَلَيسَ من الأنسب، وفي وضعنا المأزوم الراهن، أن نستعين بتلك الأدمغة والخبرات والقدرات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟؟؟

«فالصين» أرسلت بعثات لاكتساب المعرفة، فيما نحن نمتلك هذه القدرات، وبشهادة الكافة، ألّا يستوجب ظرفنا العصيب، التسليم بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين، من أجل إنقاذ الوطن؟؟؟

ماذا سنقول لأبنائنا غدًا، بعد خسارة الوطن، وانهيار الهيكل، أنقول لهم أنّ إحجامنا عن إيلاء أصحاب الاختصاص دفّة الإنقاذ، أطاح بكلّ شيء، بما في ذلك الوطن؟؟؟ لم يعُد أمامنا يا سادة، إلّا القليل القليل من الوقت قبل السقوط المدوّي، فإن لم نذهب إلى حكومة من الاختصاصيين قبل فوات الأوان، سيلعننا التاريخ، وإلى أبد الآبدين. وفي الختام، أتوجّه إلى السياسيين، وأصحاب القرار، والحلّ والربط، لا تقولوا أنّ الوضع بألف خير، فالمواطن يئنّ من الألم، وبات على شفير الانهيار، ولا تكرّروا مقولة الملك «لويس الرابع عشر» حين سخِر قائلاً (ومن بعدي الطوفان)، لأنّه لن يبقى أحد بعد الطوفان، كون «الطوفان» وبحال حصل، سيجرفنا جميعاً دون أيّ استثناء. مع التأكيد والإصرار على انّ الاحتكام الى الشارع لم يكن يوماً هو السبيل، انّما اتخاذ القرارات الحكيمة، يبقى هو الحلّ الأوحد والصائب في آن. وفي الخلاصة، لا بديل راهناً من الذهاب نحو تشكيل حكومة من الاختصاصيين، حكومة كفاءات، قبل فوات الأوان، مكتفياً بتكرار ما قاله الباحث والكاتب الكويتي والداعية الإسلامي «طارق محمد الصالح السويدان» «اللهم أشهد، أنّي قد بلّغت».

 

عون فوجئ بردّ الشارع ففــتح الدفاتر القديمة

أسعد بشارة/الجمهورية/الخميس 03 تشرين الأول 2019

في أقلّ من أسبوعين كانت علاقة الرئيس ميشال عون مع معظم القوى السياسية التي يتشارك معها في السلطة، قد دخلت في أزمة وجود، فقد ذهب الى نيويورك وسط هدوء نسبيّ، ثمّ عاد وسط عواصف صاخبة، كأنّ ما ظهر على السطح كان كامناً وينتظر وصول الأزمة لينفجر دفعة واحدة.

تتشارك القوى السياسية، في النظرة الى عهد الرئيس عون، و كلّ على طريقتها تصفه بأنّه اقترب من التعثر الكبير، ومع ذلك فإنّ أياً منها لم يردّ على رئيس الجمهورية وهجومه المضاد، كلّ لأسبابه، وتقرأ أوساط سياسية مطلعة، التوازنات الجديدة التي نتجت من تفجير العهد لهذه العلاقات بالجملة، وفقاً للآتي:

أولاً: يضع تيار «المستقبل» الحملة عليه وعلى رئيسه، وتلك التي طالت الرئيس رفيق الحريري، ضمن خانة الاضطراب الحاصل نتيجة الأزمة الاقتصادية، ونتيجة تحميل الشارع جزءاً من المسؤولية للرئيس عون، وهذه المسؤولية، يبدو أنّها فاجأت العهد الذي لم يكن يتوقع أن يكون في واجهة الاتهامات، فقرّر أن يفتش في الدفاتر القديمة وان يستعملها كورقة احتياط جاهزة غبّ الطلب، ويتحرك «المستقبل» في علاقته بالعهد تحت سقف خطوط لن يتجاوزها، فباستثناء الغاء اللقاء بين كوادر «المستقبل» والوزير جبران باسيل، لم يصدر عن الرئيس سعد الحريري أقله في المرحلة الحالية أيّ ردّ فعل، وهو سيبادر كما العادة الى ترميم ما تمّ تخريبه في هذه العلاقة، خصوصاً أنّه يستعدّ لجولة خارجية، لاستكمال المشاورات بشأن مؤتمر «سيدر».

ثانياً: في ما يتعلق بـ»القوات اللبنانية» فهي تتخذ الموقف نفسه من الهجمات التي تعرضت لها، وتفضل عدم الرد، بسبب عدم تخطي هذه الهجمات الكلام المباح، وهي لن تهدي من يهاجمها فرصة الاستدراج الى اشتباك، الهدف منه «تضييع الشنكاش»،فالأكثر إحداثاً للضرر هو الهروب الى اشتباك كلامي لا يقدم ولا يؤخر، بل يساهم في التعمية على العجز عن القيام بإصلاحات حقيقية لتفادي الانهيار الاقتصادي، والمقصود هنا أن «القوات» تتجنب الاشتباك، لكي لا تعطي فرصة، كي يحل هذا الاشتباك مكان النقاش الوحيد المقبول:اي كيف يمكن ان ننقذ الوضع الاقتصادي من الفشل والفساد.

ثالثاً: في ما يتعلق بالنائب وليد جنبلاط، فلم تكد الحرارة الهزيلة للقائه الرئيس عون في بيت الدين، كما لقاء النائب تيمور جنبلاط الوزير باسيل، تنتعش، حتى عادت علاقة الطرفين الى ما هو أخطر من حادثة قبرشمون، حيث اتهمت الادبيات العونية جنبلاط بأنه شريك في استعادة الوصاية وترويكا الوصاية، وهو اتهام يشبه الى حد بعيد تحميل الرئيس رفيق الحريري مسؤولية الانهيار الاقتصادي.

رابعاً: على خط العلاقة مع الرئيس نبيه بري، لا يعود الأمر قابلاً للتأويل، فالرئيس عون يتصرف مع بري باعتباره قائد اوركسترا إضعاف العهد، وقطع الطريق الرئاسية على الوزير جبران باسيل، ويقال في الغرف المغلقة الكثير من الكلام على دور حركة «امل» في التظاهر وقطع الطرقات يوم الاحد الماضي، بشكل يوحي وكأنّ بري هو رئيس «ترويكا» محاربة العهد. ويبقى السؤال: الى اين سيذهب الرئيس عون الذي لم يستثنِ احداً من هجومه المضاد؟ وهل يستطيع عهده بعد 3 سنوات على انتخابه ان يستمرّ، بعد الأزمة الاقتصادية والازمات السياسية التي هزت التسوية؟ وهل ان ما قاله، كان مجرد هجوم سياسي، الهدف منه الالتفاف على اتهام عهده بالتسبب بالأزمة، أم أنه سيتابع هذا الهجوم ما يمكن أن يمسّ بالحكومة ورئيسها، وبما تبقى من التسوية؟ الواضح أن عهد عون دخل في منتصفه الثاني، بمواجهة مع الجميع، لا يملك فيها كما في أزمة قبرشمون، القدرة على قول الكلمة الاخيرة، فالتهديد بالشارع يستدرج شوارع مقابلة، والتلميح بإسقاط الحكومة القرار فيه بيد «حزب الله»، وبعد هذه الجولة من الهجمات المتبادلة، لا يتوقع إلّا العودة الى التسوية بحلّ سياسي يشبه المخرج الذي انهى قضية قبرشمون.

 

"عشاء غير سري"

حازم الأمين/موقع درج/03 تشرين الأول/2019

وأخيرا ظهر الجنرال قاسم سليماني وكشف أنه قاد بنفسه حرب يوليو (تموز) 2006 في لبنان! وهو بفعلته هذه لم يكترث إلى حقيقة أنه التقى مع الرواية الإسرائيلية عن هذه الحرب، والتي زعمت أن تل أبيب خاضت هذه الحرب ضد الحرس الثوري الإيراني.

لكن السؤال هنا هو: لماذا فعلها؟ لماذا قرر أن يظهر وأن يعلن ما أعلنه؟ لقد نقل الرواية عن الصراع إلى مستوى مختلف. لقد نزع الجنرال أحد الأقنعة، وصار بإمكاننا اليوم أن نتحدث من دون أن نختلف عن أننا جزء من حرب نفوذ إيرانية إسرائيلية.

وخطوة الجنرال سليماني هي جزء من انعطافة في التعاطي الإيراني مع عددٍ من ساحات نفوذ طهران في المنطقة. قبل أسابيع قليلة كان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله قد أعلن أن حزبه ومقاومته يخضعان لحسابات ولاية الفقيه، وأن قرارهما متصلان بما تمليه شروط الولاية.

الأيديولوجية أداة رخيصة ومضحكة على طاولة المفاوضة

وفي أثناء ظهور سليماني على الشاشة التي تحبه، كان معبر البوكمال بين سوريا والعراق يُفتتح رسميا، بما يشبه إعلانا عن تسليم العراق ما تبقى من شؤونه إلى طهران، وكان رئيس الحكومة العراقية يجري خطوات يبتعد فيها عن واشنطن، ويعلن أن إسرائيل هي من نفذ الغارات على قواعد الحشد الشعبي، بما يشبه إعلان انضمام هذا الحشد إلى مواجهة موازية مع تل أبيب. ليست هذه الخطوات مؤشرات حرب. إنها مؤشرات على الحاجة الإيرانية لجمع الأوراق في عملية التجاذب الكبرى مع واشنطن. فلدى طهران حاجة ملحة لأن تدفع بملفات الضغط لمحاولة لكسر الحصار الذي يبدو أنه صار خانقا. وهي إذ تفعل ذلك، لا تبالغ في تصوير مستويات نفوذها. لبنان بيدها، وهي شريكة موسكو في سوريا، وما شراكتها السلبية مع واشنطن في بغداد سوى وهم من السهل تبديده. تقييم خطوات سليماني في لبنان وفي العراق وبينهما سوريا، يجب النظر إليه من خارج الزاوية الضيقة للانقسام، على ما جعلنا نفعل منذ سنوات. فالتذكير بأن تصريحاته بما يخص لبنان هي نيل من سيادة هذا البلد يبدو مضحكا. عن أي سيادة نتحدث؟ ثم أن الجنرال لم يكشف سرا حين قال إنه تولى قيادة الحرب بنفسه. الجميع يعرف هذه الحقيقة، وما مداراتها طوال هذه السنوات سوى أنها جزء خرافة "الصراع" التي نعرف جميعنا مدى ضعفها وركاكتها.

أما في العراق، فواشنطن تعرف قبل غيرها أن نفوذ طهران هناك أشد عودا وأكثر متانة، وأن الجنرال سليماني تولى هناك إخضاع غالبية شيعية وسنية وكردية خلال مرحلة الابتعاد التي باشرتها إدارة باراك أوباما وتابعتها إدارة دونالد ترامب.

الجديد الآن هو حاجة طهران لأن تقول: "الأمر لي"، وأن تفاوض على هذه الحقيقة، ويبدو أن ذلك يجري في ظل جهود فرنسية لإطلاق مفاوضات إيرانية أميركية. وهذه المفاوضات تحتاج إلى شروط صلبة وإلى أوراق مكشوفة، ولم يعد بالإمكان مداراة كرامات الدولة المستتبعة والحكومات المحلية.

الأيديولوجية أداة رخيصة ومضحكة على طاولة المفاوضة. طهران تعرض على هذه الطاولة كرامة "مقاوميها"، فيما واشنطن تستنفر ما تبقى من "سياديين" لفضح الرواية. الضحايا على طرفي الطاولة هم أدوات النزاع أنفسهم. أي "السياديون" من جهة و"المقاومون" من جهة أخرى، أي الأصحاب المفترضون للبلاد. عادل عبد المهدي وميشال عون، وبينهما متظاهرو بغداد وخصوم حزب الله في لبنان. مجزرة كرامات على ضفاف طاولة مفاوضات سرية تعد باريس نفسها لاستقبالها.

الجديد الآن هو حاجة طهران لأن تقول: "الأمر لي"، وأن تفاوض على هذه الحقيقة

والحال أن الأيديولوجية تتحرك في هذه اللحظات على نحو مهين فعلا، ذاك أنها تصبح بمنتهى البراغماتية عندما تلوح المصالح الحقيقية لأصحابها. هل لنا أن نستعيد مثلا واقعة أن مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر التقى عندما زار بيروت مؤخرا بعدد كبير من رجال الأعمال الشيعة في عشاء "غير سري"، وأن الممانعة وصحافتها وأفواهها لم تشعر بأن كرامتها على المحك، وأن كلمة واحدة لم تنل من المشاركين في العشاء، ومن بينهم من ليس بعيدا عن "المحور"! لقد مثل العشاء إحدى لحظات الحقيقة التي تُفسح فيها الأيديولوجية للمصالح الحقيقية للطائفة، والأخيرة هي المضمون الحقيقي لكل خطاب ولكل مقاومة ولكل كرامة في هذا الشرق البائس. إنها لحظة الحقيقة. الدول التي كفت عن أن تكون دولا، والحدود التي جرى تبديدها في سياق بناء الجسر الذي يربط طهران ببيروت. معبر البوكمال كان يشتغل قبل افتتاحه رسميا، ويؤدي مهمته كمعبر بري يصل بين طهران وبين مناطق نفوذها. الحاجة اليوم ليس لافتتاحه، إنما لإعلان افتتاحه. وقاسم سليماني كان في قلب حرب تموز، والجميع يعرف ذلك، ومرة أخرى الحاجة اليوم هي لإعلان هذه الحقيقة، و"حزب الله" هو جزء من ولاية الفقيه، كلنا يعلم ذلك، والحزب نفسه لم ينف يوما ذلك، لكن إعلان نصرالله عنها هو تلبية لحاجة إيرانية لهذا الإعلان.

 

تمدد إيران وانكفاء العرب.. الحاجة إلى فضاء عربي جديد

منير الربيع/موقع سوريا/03 تشرين الأول/2019

بالنظر إلى خريطة المنطقة وتاريخها، يمكن رسم مثلّث قوى متنازعة تاريخيا. هذا المثلث، يشكّله العرب، والفرس، والترك أو السلاجقة. استمر الصراع بين مكونات هذا المثلث، في التاريخ الحديث، وفي الشكل الذي أنتجته الحربان العالميتان الأولى والثانية. فاستمر الصراع العربي التركي، والعربي الفارسي. تعددت المشاريع لدى العرب، بين استقلال الدول الوطنية، أو الوحدة العربية والقومية. بينما تركيا مرّت في حقبات عصيبة على الصعيد السياسي بين الترهل والانقلابات وضعف التأثير السياسي. فيما إيران التي كانت شرطي المنطقة أيام الشاه، استمرّ مشروعها بالتدخل في الشؤون العربية لتوسيع نفوذها السياسي وإعادة إحياء امبراطوريتها. فخلال الحرب الباردة بين الأميركيين والسوفييت، عززت الولايات المتحدة الأميركية من تحالفها مع تركيا، فيما الحاجة إلى مواجهة الاتحاد السوفييتي، حتّمت ضرورة أميركية في الارتكاز إلى "التطرف" الإسلامي لمواجهة المدّ الشيوعي، فمنها أنتجت القاعدة بتطرفها، الذي نما على تطرّف أنتجته الثورة الإسلامية الإيرانية التي نجحت وتعززت بدعم أميركي وغربي.

مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وجد العرب أنفسهم على حافة تحول كبير في سياسة المنطقة، بدأت تلاميحه تظهر في الاستقطاب السنّي الشيعي، على قاعدة التطرف ينتج تطرفاً، بينما كانت المنطقة العربية، تعيش حالة استقطاب حادّ بين الإسلاميين والعسكر، ما أعدم أي خيار سياسي أو حركية سياسية جدية ومنتجة. وسط تضعضع عربي هائل، مقابل ثبات إيراني. تحت المثلّث الأشمل، الذي يضم العرب والأتراك والإيرانيين، كان هناك مثلّث عربي

حافظ الأسد كان يمسك العصا من الوسط، بعلاقته الجيدة بالسعوديين وبالإيرانيين معاً فيعمل على توازن العلاقة بين الطرفين، ودوزنة موقف سوريا

نشأ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وخروج مصر من المعادلة في العام 1978 في اتفاقية كامب ديفيد، تأسس المثلث من المملكة العربية السعودية، العراق، وسوريا. شكلت السعودية الدولة المحورية في مواجهة إيران، بينما العراق كان السدّ المنيع والذي انتصر في الحرب عليها، فيما حافظ الأسد كان يمسك العصا من الوسط، بعلاقته الجيدة بالسعوديين وبالإيرانيين معاً فيعمل على توازن العلاقة بين الطرفين، ودوزنة موقف سوريا.

استمر الصراع، الدولي في المنطقة، والذي أوصل إلى اجتياح العراق وإسقاط صدام حسين وسيطرة إيران عليه، بينما حافظ الأسد مات، وتولى نجله بشار رئاسة سوريا، فاختار الذهاب إلى المحور الإيراني والتماهي مع إيران بدلاً من الحفاظ على علاقته الجيدة بالعرب، عندها أصبحت السعودية وحيدة في هذه المواجهة، وأصبحت مضطرة للمواجهة عن نفسها وعن العراق وسوريا معاً، وهذا دور لا تستطيعه السعودية تاريخياً، ولا قوتها تسمح لها بذلك، هذا إلى جانب فقدان أي مشروع سياسي حقيقي وجدّي يمكن السعودية من دعم قوى متعددة، تشكّل أذرعاً لها في هذه المواجهة.

وأيضاً، هناك مثلّث أصغر، يضم دولاً أصغر، هي لبنان، الأردن، وفلسطين، التي كانت تمثّل في السنوات الأخيرة، ميزان الصراع وصداه بين السعودية وإيران، وكانت هذه الدول تعكس جزءاً لا بأس به من السياسة الدولية وتحولاتها وتوجهاتها. بسقوط العراق وسوريا، أصبح سقوط لبنان سهلاً، بينما فلسطين نجحت إيران في اختراقها وضرب قضيتها من الداخل، بتحقيق الانقسام الفلسطيني، بينما بقي الأردن ضعيفاً بسبب الضعف الاقتصادي وتحرك الإسلاميين.

اكتمل الهلال الإيراني في المنطقة، من إيران إلى العراق فسوريا وصولاً إلى لبنان. مع اندلاع الربيع العربي، تجدد الصراع بين القوى الثلاث الأساسية، أي العرب والإيرانيون والأتراك، لكل منهم مشروع. لو نجحت الثورات العربية التي عززت دور القوى الإسلامية، لتشكل هلال ثان مقابل ومعارض للهلال الإيراني، هذا الهلال كان يمتد من تونس إلى مصر إلى غزة فيما سوريا تشكّل النقطة المحورية فيه كما تشكل النقطة المحورية بالنسبة إلى اكتمال الهلال الإيراني.

في هذا الصراع، ضاع العرب مجدداً، وبغياب أي مشروع سياسي لديهم، أكثروا من عداواتهم داخل مجتمعاتهم، وخارجها، فغلب الصراع التاريخي بين عسكر وإسلاميين. هذا الصراع الذي تلهى به العرب، أتاح لإيران تحقيق التقدّم أكثر على طريق إنجاز مشروعها في السيطرة وفي ادعاء أنها صاحبة اليد الطولى في المنطقة ككل، بينما طريق الثورات المضادة كان الأساس في إضعاف المشروع العربي أمام

تذهب إيران باتجاه الغرب، وفي يديها، أوراق عديدة، جاهزة لتقديمها، من أمن إسرائيل، إلى حماية أمن النفط

المشروع الإيراني. لتصل إيران إلى مرحلة فتح المعارك في الخليج بعد اليمن، وبالتالي نقل المعركة إلى عقر دار السعودية، مقابل استعدادها لمفاوضة العالم مجدداً على اتفاقها النووي، وعلى الاعتراف بدورها كشرطي للمنطقة، خصوصاً بعد ما حصل في الخليج، وادعائها أنها صاحبة القرار الأساسي في حماية الملاحة الخليجية. وأكثر من ذلك، تذهب إيران باتجاه الغرب، وفي يديها، أوراق عديدة، جاهزة لتقديمها، من أمن إسرائيل، إلى حماية أمن النفط، وضبط الأوضاع السياسية والعسكرية في المناطق التي تسيطر عليها، والأهم بالنسبة إليها، أنها تدعي خوضها المعارك في العراق وسوريا ضد الإرهاب، الذي يقلق العالم، وأنها الحريصة على حماية الأقليات في هذه المنطقة، بين العراق وسوريا ولبنان، وهذا يدغدغ سياسات غربية مديدة، ويلاقيه الغرب في تأبيد الحماية لإسرائيل ويهوديتها وقوميتها. مرّت المنطقة بحالات مماثلة كثيرة، وأفشلت مخططات كثيرة. لكن الأساس في السعي لمواجهة هذا المشروع ومنع استمراره، يبدأ أولاً بالاعتراف بالهزيمة، وإجراء عملية نقد شاملة للمسار السياسي الذي سلكته الدول العربية، ومصالحة مجتمعاتها ثانياً، وبعدها الشروع في مشروع عربي موحد، لمواجهة العصر الإيراني الأميركي، ومواجهة التفتيت الذي تشهده الدول بما يتلاءم مع نظرية تحالف الأقليات.

 

هجوم «أرامكو»... مكاسب السعودية وخسائر إيران

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

لا جدال في أن الهجوم الإيراني على منشآت نفط حيوية تابعة لشركة «أرامكو»، يعد تصعيداً خطيراً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، بالإضافة إلى أنه عدوان مباشر على القانون الدولي قبل أن يكون عدواناً على السعودية، وربما يعرّف لتاريخ المواجهة غير المباشرة بين إيران والعالم بما قبل الهجوم وما بعده، إلا أنه بعد مضي نحو أسبوعين على الهجوم «الأحمق»، كما وصفه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، يمكن القول إن السعودية حققت مكاسب عدة من خلف الحماقة الإيرانية، بينما النظام الإيراني خسائره تزداد يوماً تلو الآخر، ويسير في عزلة أكبر وهو الذي كان معزولاً أصلاً، وبعد أن كانت إيران تستغل منطقة رمادية للمضي من خلالها لتزيين سوءات أعمالها، تجد نفسها اليوم تحت ضغط دولي رهيب، لم يسبق أن واجهت مثله ربما في تاريخها.

المكاسب السعودية متنوعة ويمكن إيراد أبرز أربعة منها: أولها أنها أثبتت لكل من خالفها صحة موقفها السياسي من النظام الإيراني، منذ قطع العلاقات معه ووضعه في خانة النظام الذي لا يمكن إصلاح العطب معه دبلوماسياً. وثانيها أن المملكة أكدت مجدداً أنها الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تأمين الإمدادات النفطية للعالم تحت أي ظروف كانت، وأن أمن الاقتصاد العالمي واستقراره لا يمكن أن يكتملا من دون البصمة السعودية، وللتذكير فإنه بُعيد الهجوم الإيراني على «أرامكو» مباشرةً ارتفعت أسعار النفط نحو 18% كأعلى ارتفاع في يوم واحد منذ عام 1988، قبل أن تعيد المملكة الاستقرار للأسواق بسرعة مذهلة. وثالث المكاسب أن العالم رأى بالأدلة والبراهين ما هي الدولة العاقلة حقاً والتي تجنِّب العالم الأزمات وتطفئ الحرائق وتتعامل وفق القانون الدولي، وما هي الدولة المتهورة صاحبة المغامرات المجنونة التي لا تتردد في إدخال العالم بأسره في حروب عبثية وتوترات لا تنتهي. أما رابع المكاسب فهو قدرة السعودية الدبلوماسية على حشد تأييد العالم لصالحها من خلال إدانة أكثر من 80 دولة وبشدة هذا الهجوم ووصفه بأنه هجوم إرهابي عدواني وغير مبرر.

ماذا عن الخسائر الإيرانية؟ غنيٌّ عن القول إن خسائر النظام في طهران أكثر من أن تُحصى، لكن لنحصِ أبرز أربع منها: الأولى أن إيران هاجمت السعودية فعلاً لكنها وجدت نفسها في مواجهة دولية وليست فقط مع الدولة التي هاجمتها، فالعدوان كان موجهاً إلى شريان الاقتصاد العالمي لا إلى الاقتصاد السعودي كما توهمت طهران، والثانية أن العزلة الدولية التي تتعرض لها إيران غير مسبوقة، حتى إن الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، كان يبحث عن أي اجتماع ولو كان عابراً مع رؤساء الدول. والخسارة الثالثة، تراجع مواقف الدول الأوروبية التي كانت بمثابة الدرع الواقية لإيران أمام سياسة الضغط الأقصى التي تمارسها الولايات المتحدة ضدها، فلأول مرة يحمّل قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيران المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت السعودية، وهو ما يشكّل تحولاً في التعاطف الذي كانت تتعلق فيه إيران من البوابة الأوروبية، بينما رابع الخسائر تمثلت في أن العالم لم يعد يتحدث عن العقوبات التي تتعرض لها إيران بل أصبح متقبلاً المزيد منها، ناهيك بالقناعة بأن حملة الضغط الأقصى ضد النظام الإيراني هي الحد الأدنى من المواجهة الحالية لإيقاف زعزعته لأمن العالم واستقراره.

لو استوعبت إيران حماقتها في الهجوم على السعودية وحجم الخسائر التي أصابتها لَمَا فعلتها أبداً، فالعالم على أهبة الاستعداد للقبول بأي إجراءات مهما كانت ضد النظام الإيراني بدلاً من المواجهة العسكرية التي تدفع بها إيران، وحتى هذه المواجهة وإن حدثت مستقبلاً فالمواجهة لم تعد بينها وبين المملكة وحليفتها الولايات المتحدة فحسب، وإنما أصبحت مواجهة بين إيران والعالم، فأيُّ مكاسب كبرى حققتها المملكة وأيُّ خسائر جمّة أصابت إيران؟! إنها النهاية التعيسة التي لم تتوقعها إيران على الإطلاق.

 

حسابات إيران الخاطئة مبنية على الاستفزاز والتصعيد

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

أثارت العملية الإيرانية ضد منشآت النفط السعودية سلسلة من الأسئلة حول الاتجاه الحالي للسياسة الإيرانية. من المؤكد أن قراراً كبيراً سبق الهجوم، لأن نطاق الهجوم وتداعياته العالمية كانت عبوراً للخطوط الحُمر وبمثابة إعلان حرب؛ ليس فقط ضد السعودية، بل ضد الولايات المتحدة. وكان توقيت الهجوم غريباً؛ إذ وقع في ظل أصوات خلفية كانت تدعو إلى المصالحة وتخفيف العقوبات واحتمال عقد قمة إيرانية - أميركية. التوقيت كشف عن تفاقم المعضلة المتعلقة بأي اتجاه تتخذه القيادة الإيرانية.

يعدّ محدثي السياسي الغربي أن الهجوم الأخير جزء من خطة لها علاقة ببقاء النظام الإيراني. في الأشهر الأخيرة وجدت القيادة الإيرانية نفسها تحت ضغوط متزايدة على الصعيد المحلي، والسبب الرئيسي هو العقوبات الاقتصادية وآثارها البعيدة المدى على الشعب الإيراني؛ إذ عادت العقوبات بعدما شعر الشعب الإيراني بقدر من الارتياح في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن الانتكاسة بانسحاب أميركا من الاتفاق النووي زادت الشعور باليأس والغضب الشعبي.

ازدادت حدة الانتقادات العلنية بسبب الثقل الإضافي لمليارات الدولارات المستثمرة في المشروع الفاشل لـ«الحرس الثوري» في سوريا ولبنان، وهو المشروع الذي ينهار مع الهجمات المتكررة على مواقع «الحرس» في سوريا ومواقع «حزب الله» في سوريا ولبنان.

داخل حدود النزاع السوري الذي يتجه الآن نحو مراحله الأخيرة، شنت إسرائيل حرب ظل متواصلة للحد من طموحات إيران و«الحزب»؛ تلك الطموحات التي تسعى إلى إقامة نفوذ إقليمي إضافي، وترسيخ عسكري، وجني الفوائد الاقتصادية لإعادة إعمار سوريا... أمر لم يعد خافياً على أحد؛ خصوصاً بعد اعتراف إسرائيل بأنها على مدى السنوات الماضية شنت المئات من الضربات الصاروخية «المستهدفة» إلى جانب العمليات السرية على خطوط إمدادات إيران و«حزب الله»، وعلى مستودعات الأسلحة والمنشآت العسكرية.

في هذه الأثناء كان الاقتصاد الإيراني في حالة تباطؤ، ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم نسبة 37 في المائة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019 في نقص نسبته 6 في المائة تحت الصفر. هذه المصاعب الاقتصادية تزامنت مع اضطرابات سياسية. وكانت احتجاجات العام الماضي أثارت انتباه قادة إيران. ومع أن المرشد الأعلى علي خامنئي لا يتعاطف بالتأكيد مع مظالم الإيرانيين اليومية ومحنتهم، ويشعر بأمان وهو يمسك السلطة بقبضته، إلا إنه يدرك تمام الإدراك أن الشعب الثائر يشكل تهديداً. ثم إن المظاهرات الضخمة تثير الاهتمام والدعم في جميع أنحاء العالم؛ لا سيما من أميركا.

تساعد ميزانية الدفاع الإيرانية لعام 2019 على تسليط الضوء على مخاوف القيادة بشأن الاستقرار الداخلي. انخفضت الميزانية العسكرية الإجمالية بنسبة 28 في المائة، بما في ذلك خفض بنسبة 17 في المائة من ميزانية «الحرس الثوري». في المقابل؛ شهدت وزارة الاستخبارات المكلفة مراقبة المعارضين وقمعهم زيادة في ميزانيتها بنسبة 32 في المائة.

لدى «حزب الله» أيضاً اعتباراته الاقتصادية والسياسية المحلية التي تجب مراعاتها، فهو يتلقى غالبية تمويله من إيران بقيمة تصل إلى 700 مليون دولار سنوياً، وهو قلق بسبب العقوبات المفروضة على البلاد التي يخوض الحروب من أجلها. ونشد مؤخراً الأمين العام للحزب حسن نصر الله دعماً اقتصادياً من مؤيديه في الخارج. وأشار استطلاع للرأي العام أجري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى أن ثلث الشيعة اللبنانيين فقط لا يعترضون إذا بدأ الحزب «بمواجهة إسرائيل» عسكرياً. يضاف إلى كل ذلك أن سوريا حصلت على استثمارات كثيرة من إيران لدعم نظام بشار الأسد واحتفاظه بالسلطة، وكانت التكاليف البشرية والمالية باهظة للغاية. ثم إن نفقات الدفاع الإجمالية التي تكبّدتها إيران على مدى السنوات العشر الماضية بلغت نحو 140 مليار دولار. لهذا، فإن نسبة كبيرة من الشعب الإيراني تنظر باستياء إلى القيادة الإيرانية لإنفاقها مثل هذا القدر من الأموال في الخارج بدلاً من القضايا الاقتصادية الخطيرة في الداخل.

هذه التعقيدات الاقتصادية والسياسية حملت إسرائيل على الانتقام من إيران أو «حزب الله» الذي لم يعتبر أن الضربات الجوية الإسرائيلية المحددة في سوريا تجاوزت الخطوط الحمر. وكما يقول محدثي، فإن افتراض إسرائيل فيما يتعلق بالإرادة السياسية من قبل إيران و«حزب الله» بقي ثابتاً رغم أن حملتها العسكرية أصبحت أكثر ديناميكية ووصلت إلى استهداف «الحشد الشعبي» في العراق.

وضع هذا الأمر النظام الإيراني في مواجهة تهديد كبير لاستقراره. لقد وجد النظام أنه من الصعب جداً شرح سياساته وإخفاقاته للشعب الإيراني. إن الشاغل الإيراني الرئيسي هو الاضطرابات الداخلية التي تشكل أكبر تهديد للنظام، وبالتالي يمكن أن تندلع مثل هذه الاضطرابات في أي وقت إذا بقيت العقوبات سارية حتى في شكلها الحالي. لذلك رأى النظام أن الطريقة الوحيدة لنزع فتيل الغضب والتهديد الداخليين هي حشد الناس حوله، ويمكن أن يحدث الالتفاف حول النظام من خلال عملية عسكرية تدور حول القضية الرئيسية: العقوبات المفروضة على سوق النفط.

يعرف النظام الإيراني شعبه وإحساسه القومي أكثر من أي طرف آخر، ويعتمد القادة الإيرانيون على الإيرانيين في الالتفاف حول قادتهم في وقت المواجهة العسكرية. وبناء على ذلك، قامت إيران أولاً بتسخين الخليج العربي من خلال هجمات على ناقلتي نفط بغية خلق استفزاز عسكري.

يؤكد محدثي أن الإيرانيين كانوا يتوقعون نوعاً من الرد من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة، لكن عندما فشل وصول هذا الرد، لجأوا إلى الخطة «ب» التي، فيما يتعلق بإيران، كانت أكثر فاعلية، كما كان لها ضعف التأثير:

أولاً: توجيه ضربة إلى «عدوها اللدود» السعودية، فسجلت نقاطاً محلية بين الجماهير الإيرانية.

ثانياً: ضربت عصب الاقتصاد العالمي؛ النفط، واستخدمت أداة الحرب الاقتصادية ضد أميركا والغرب.

اعتقدت إيران أن الهجوم على منشآت «أرامكو» سيرفع الضغط الاقتصادي على الدول الأوروبية؛ الأمر الذي سيدفع بها إلى ممارسة مزيد من الضغط على الولايات المتحدة للدخول في حوار مع إيران. فوق ذلك، يقدر القادة الإيرانيون أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يقود حملة عسكرية... إنهم ليسوا قلقين من حملة كهذه، لأنها في نظرهم لن تؤدي إلا إلى تقويتهم في نظر الشعب الإيراني فضلاً عن تحسين شروطهم للانفتاح على مفاوضات مستقبلية لاحقاً.

هذه هي حسابات القيادة الإيرانية. يقول محدثي، ولأنه من المتوقع أن يزداد الضغط الذي يمارس على النظام الإيراني فيزداد بالتالي ضعفه، فستكون المفارقة أن يصعّد من استفزازاته وقد يرفع من نطاق عمليات عسكرية أقرب ما تكون إلى «حالة حرب».

 

«حماس» إخوانية وإيرانية وليست منظمة فلسطينية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79066/%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

ما لم تلتقطه الفصائل الفلسطينية، هو أن العرب المعنيين بالوضع الفلسطيني منهمكون في قضاياهم الخاصة، وفي مقدمتهم مصر المنشغلة في هذه المرحلة الخطيرة بأوضاعها الداخلية، حيث إن «الإرهاب الإخواني» يواصل ضرباته إنْ في سيناء وإنْ في القاهرة، وإن في «الجغرافيا» المصرية كلها، وهذا بالإضافة إلى «اللغم» الليبي المتفجر، وإضافة إلى أن هناك «ألغاماً» كثيرة قابلة للانفجار في أي لحظة في بعض دول الجوار القريبة والبعيدة.

ولعل ما هو مؤكد هو أنه باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية، فإن التنظيمات التي انتدبت نفسها للتوسط بين حركة «فتح» وحركة «حماس» بمعظمها مجرد عناوين وهمية، وأنه إذا كان لبعضها وجود متواضع إنْ في سوريا وإنْ في لبنان كـ«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل، فإنه لا وجود لها وعلى الإطلاق لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية.

لا شك في أن هناك وجوداً لحركة «الجهاد الإسلامي» متدثراً بعباءة حركة «حماس» التي باتت تسيطر على قطاع غزة بعد انقلابها الدموي على منظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة «فتح» في عام 2007، وهذا ينطبق على «حزب الشعب» ولا ينطبق إطلاقاً لا على «الصاعقة» ولا على جبهة التحرير العربية، وذلك في حين أنه قد ينطبق وعلى نحو محدود على ما يسمى «فدا»، وأيضاً على ما يسمى «المبادرة الوطنية» التي لا علاقة لها بتاريخ العمل الفدائي الفلسطيني؛ على اعتبار أنها من إنتاج تعثر العملية السلمية المستندة إلى اتفاقيات «أوسلو» المعروفة.

لقد كانت هناك محاولات توحيدية سابقة كان آخرها في عام 2017، لكن كل تلك المحاولات كانت مجرد قفزات في الهواء؛ فالوضع الفلسطيني، طالما أن بعض الفصائل والتنظيمات كانت وبعضها لا يزال مجرد امتداد لبعض الأنظمة العربية كالنظام السوري وسابقاً النظام العراقي ونظام معمر القذافي، لم يكن موحداً إلا في فترات عابرة ومحددة، من بينها خلال حصار بيروت في عام 1982، ومن بينها أيضاً خلال انعقاد مؤتمر الجزائر الشهير في عام 1988 الذي اعتبر تمهيداً مطلوباً للانخراط في العملية السلمية وفقاً لاتفاقيات «أوسلو» التي على أساسها أصبحت هناك هذه «السلطة الوطنية».

كانت حركة «فتح»، حتى قبل ظهور كل هذه الفصائل الفعلية والوهمية بعد هزيمة يونيو (حزيران) عام 1967، السبّاقة إلى إعلان: «الكفاح المسلح» في الفاتح من عام 1965، وحيث كان القرار في هذا المجال قد اتخذه المؤسسون الطلائعيون على شاطئ «الصليبخات» في الكويت، وكان البلاغ رقم «1» بأول عملية فدائية التي هي عملية: «سد عيلبون» قد كتب في بيروت وأذيع في دمشق في مطلع عام 1965، ويومها لم يكن هناك أي تنظيم فدائي فلسطيني آخر إلا هذه الحركة التي أعطيت ذراعها العسكرية اسماً عسكرياً هو: «العاصفة» الذي لا يزال يحمله شعارها الوطني حتى الآن.

لقد كان الذين أسسوا حركة «فتح» على صلة بالجزائر التي كانت قد اجترحت استقلالها في عام 1962، وكان المفترض أن تقتصر الثورة الفلسطينية على هذه «الحركة» وحدها؛ وذلك على اعتبار أن الثوار الجزائريين الذين كانوا قد بدأوا ثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1954 قد حصروا تنظيمهم بـ«جبهة التحرير الوطني الجزائرية»، وحالوا دون ظهور أي تنظيم آخر خوفاً من اختراقهم بفصائل وتنظيمات كثيرة ومتعددة، من بينها ما يتبع للمحتلين الفرنسيين، ومن بينها ما يتبع لجهات معادية حتى وإنْ كانت عربية.

وكذلك، فإن المؤكد أن حركة «فتح»، عندما قامت بعملية «عيلبون» هذه التي قادها ياسر عرفات (أبو عمار) نفسه، والتي صدر بلاغها العسكري باسم «العاصفة»، كانت مصممة، اقتداءً بالثورة الجزائرية المظفرة، على ألا يكون في ساحة العمل الفدائي الفلسطيني غيرها، لكن ما جرى لاحقاً، بعد هزيمة يونيو عام 1967 واحتلال إسرائيل الضفة الغربية حتى نهر الأردن ولهضبة الجولان السورية حتى مشارف دمشق واحتلال سيناء كلها حتى قناة السويس، ما لبثت أن تفجرت الساحة الفلسطينية بتنظيمات متعددة، أولها: «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ومن بينها تنظيمان «بعثيان» أولهما كان ولا يزال تابعاً لـ«بعث سوريا» هو: طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة)، والآخر كان تابعاً لـ«بعث العراق» هو جبهة التحرير العربية، وهذا بالإضافة إلى كل هذه الفصائل التي ظهرت لاحقاً، ويومها كان هناك ما يوصف بأنه: «المرحلة الأردنية».

والمهم أن «الإخوان المسلمين» بقوا خارج هذه الدائرة كلها، وهذا مع أن بعض الفلسطينيين منهم قد التحقوا ولفترة عابرة، كانت في نهايات عام 1968، بحركة «فتح» وأقيمت لهم قاعدة عسكرية في منطقة إربد في الأردن أُطلق عليها اسم «قاعدة الشيوخ»، والمعروف أن هؤلاء لم يدخلوا ساحة العمل الفلسطيني إلا في عام 1987، حيث كان وجودهم الفعلي بقيادة خالد مشعل في عمان قبل إخراجهم منها في نهايات تسعينات القرن الماضي إلى الدوحة التي أصبحت مركزاً قيادياً لهم وللتنظيم العالمي «الإخواني» منذ ذلك الحين وحتى الآن.

ثم، ومن المعروف أن أبو عمار بذل جهوداً مضنية لاستيعاب: «حركة المقاومة الإسلامية» في الإطار الرسمي الفلسطيني الذي هو منظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار أن انخراط الفلسطينيين في عملية السلام على أساس اتفاقيات «أوسلو» يستدعي وحدة تنظيمية فلسطينية، لكنه لم يفلح في هذا، وثبت أن لهذه الحركة «موالها الخاص» الذي كان قد تبلور في انقلاب عام 2007 وسيطرتها على قطاع غزة، حيث فشلت كل محاولات «مصالحتها» وتوحيد الساحة الفلسطينية من أجل الانخراط في عملية السلام كجهة واحدة.

وهكذا، ورغم وجود كل هذه الفصائل الفعلية والوهمية؛ فإن المعادلة الفلسطينية القائمة الآن هي أن هناك حركة «فتح» صاحبة منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وهناك حركة «حماس» التي كانت قد انتزعت قطاع غزة بانقلاب عسكري دموي ككل الانقلابات العسكرية العربية، لكن الواضح والمؤكد أنها لن تصبح قطباً فلسطينياً ثانياً، وأنها ليست منظمة فلسطينية، وذلك على أساس أنها قد بدأت تشكيلاً «إخوانياً» يتبع للتنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين الملحق بهذا التحالف الذي تقوده إيران والذي يضم «قطر» و«الحوثيين» ونظام بشار الأسد و«حزب الله» وفوق هؤلاء جميعاً تركيا «الإردوغانية»!

وهذا يعني أنه على السلطة الوطنية ومعها حركة «فتح» ألا تشغل نفسها بهذه المسألة إطلاقاً؛ فـ«حماس» في حقيقة الأمر إيرانية و«إخوانية» أكثر كثيراً مما هي فلسطينية؛ ولذلك فإنه إذا كان لا بد من لملمة الوضع الفلسطيني فإنه يجب التركيز على الجبهتين الشعبية والديمقراطية وعلى «المبادرة» وعلى التشكيلات النقابية صاحبة الأدوار الطليعية في هذا المجال... لقد وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في اجتماعها الأخير، أنه سيدعو إلى انتخابات برلمانية قريبة سيحدد موعدها في فترة لاحقة، وحقيقة أن الأكثر جدوى وأهمية هو أن يتم التعاطي مع الحالة الفلسطينية في هذا الوقت وفي هذه الظروف الصعبة على أساس أن حركة «حماس» خارج هذه الدائرة نهائياً، وأنها في «معسكر» آخر هو «المعسكر الإيراني» الذي يضم حتى الآن ما يعتبر «هلالاً طائفياً»، يبدأ أحد طرفيه باليمن وينتهي طرفه الآخر بـ«اللاذقية» السورية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط والذي عملياً لا تعترض مساره الجغرافي والسياسي إلا المملكة العربية السعودية!

 

أربعة أعوام على التدخل الروسي في سوريا

حنا صالح/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

في 30 سبتمبر (أيلول) دخل التدخل العسكري الروسي في سوريا عامه الخامس. كان الرئيس بوتين قد تحدث علانية عن التدخل الذي جاء بعد فشل النظام الإيراني بشكل كامل في إنقاذ النظام السوري، وتعهد بأن التدخل الروسي سيكون مؤقتاً لـ«3 أو 4 أشهر»، وكشف أن المهمة تتطلب «دعم الجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية»، وأنه سيتم فقط من خلال «عمليات جوية لدعم القوات البرية»، وعرضَ معطيات عن وجود منظمات استقدمت الإرهابيين من مختلف البلدان، ومن بينها «روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق»، مشدداً على قتالهم هناك، لأنه دون ذلك «سيعودون إلى روسيا».

مباشرة مع تصريحات الرئيس الروسي، كانت القاذفات الروسية تدكّ المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وخلافاً لمزاعم موسكو عن استهداف إرهابيّي «داعش» تركزت أولى الغارات على مواقع «الجيش الحر» في اللطامنة شمال حلب، والرستن وجسر الشغور وسواها... وتأكد أن الأهداف الروسية كانت المعارضة المعتدلة التي حملت مشروعاً سياسياً تغييرياً بديلاً للنظام السوري، فاستخدمت روسيا كل ما تملكه من إمكانات عسكرية مستخدمة نهج الأرض المحروقة، وباكراً تباهت بأنها جرّبت في الشعب السوري كل أسلحتها الفتاكة وأن قواتها أجرت تمارين حية!!

لاحقاً تبين أن روسيا تشارك في الحرب على الشعب السوري بكل قواها، إذ تأكد وجود قواتٍ برية على الأرض، وإن اتخذت تسميات مغايرة، مثل «الشرطة العسكرية الروسية» أو وحدات الحماية الخاصة، ولاحقاً برز وجود مجموعات «المتطوعين» التابعين لشركة «فاغنر» وغيرها، بحيث يكون من السهل على وزارة الدفاع الروسية التنصل من المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبونها، وكذلك عدم تحمل المسؤولية عن القتلى في صفوف هؤلاء المرتزقة، وهذا ما جرى بالضبط عند محاولة هؤلاء السيطرة على آبار النفط شرق الفرات، فقام الطيران الأميركي بإبادة مئات منهم خلال ساعات قليلة.

وحتى يؤكد الرئيس الروسي أنه وفّي لتعهداته، أعلن في 14 مارس (آذار) 2016 عن سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا، لأن سوريا أصبحت «خالية من تنظيم داعش (...) وفق وزارة الدفاع الروسية»، وكان ذلك بعد 5 أشهر ونيف على بدء التدخل، ليتبين أن الحاصل استبدال روتيني للقوات العسكرية، تزامن مع بدء توسعة قاعدة «حميميم» الجوية، وتحضير أماكن مضاعفة لسكن الضباط الروس وإقامة العسكريين، ولاحقاً بدأت أعمال التوسعة في قاعدة طرطوس البحرية الروسية، وتزامن كل ذلك مع انطلاق «مسار آستانة»، مع انضمام الرئيس التركي إلى الرئيسين الروسي والإيراني!! وبدء مرحلة «مناطق خفض التصعيد»، وسياسياً مرحلة تجويف «مسار جنيف» وتقديم طروحات مجتزأة للقرار الدولي 2254 بالسعي الدؤوب لشطب المرحلة الانتقالية، وهي أبرز مرتكزات أي حل سياسي حقيقي للأزمة السورية.

في العام 2018 أعلنت روسيا الانتصار العسكري وكشفت أن النظام السوري الذي كان يهيمن على نحو 18 في المائة من الأراضي السورية بات نتيجة التدخل الروسي يسيطر على أكثر من 60 في المائة إلا شرق الفرات وإدلب وأمكنة السيطرة التركية، والأهم تمثل في إعلان موسكو استخدام نحو 63 ألف عسكري، بينهم نحو 25 ألف ضابط ومئات الجنرالات، وهذا يفسر الاستخدام المكثف للعمليات الجوية، حيث يلعب الضباط المحترفون دوراً محورياً، وروّجت موسكو دعاية تسويقية مكثفة لفعالية الأسلحة المستخدمة!

السؤال الكبير اليوم هو؛ ماذا حققت روسيا من هذا التدخل في الأزمة السورية؟ وما الأثمان؟ وهل بالإمكان الحديث عن نتائج نهائية؟

مع التوسعة الإضافية الراهنة على قاعدتي «حميميم» و«طرطوس» والاتفاقات المبرمة للبقاء العسكري 49 سنة، حقّقت روسيا حضوراً قوياً في شرق المتوسط، لم يحققه الاتحاد السوفياتي السابق، وأنجزت تنسيقاً غير مسبوق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، ولهذا الأمر حسابات روسية بعيدة المدى، خصوصاً في العلاقة مع أميركا. وبعد التعاطي مع روسيا كأنها مجرد قوة إقليمية كبرى، عادت لتكون شريكة في معالجة الأزمات الدولية، لكن هذه الأرباح دفترية، أي أنها لم تُكرس بعد، ولا يمكن أن تُكرس من دون تسوية سياسية.

مؤخراً تمثلت الخطوة المهمة في الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية التي ستلتئم في جنيف في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن تأليف هذه اللجنة استغرق عامين، فكم من الوقت سيكون مطلوباً للتوافق النهائي على جدول الأعمال والمباحثات؛ خصوصاً أنه وُضِع على المستوى نفسه مسألتا البحث في تعديل الدستور السوري للعام 2012، والذهاب إلى وضع دستور جديد، وهذا أمر يرفضه النظام ولا يحظى بموافقة روسية. هذا المنحى الروسي أكده وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي قال: «يجب أن تسبق الانتخابات السورية وفق القرار 2254 إصلاحات دستورية»، وهذا الموقف مغاير كلية لنص القرار 2254 الذي يشدد على تشكيل هيئة حكم انتقالية تؤسس للتسوية السياسية. خلاصة القول، ما زال البحث الدائر في الهامش بعيداً عن متن جوهر الحل، وهذا الأمر مؤجل بانتظار توافقات مع أميركا، وهي غير ممكنة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات الأميركية.

بانتظار التطورات وما سترسو عليه مسألة إدلب والدور التركي والوضع في شرق الفرات، وما تعوّل عليه روسيا من استعادة القدرات العسكرية للجيش النظامي لإضعاف الدور الإيراني، رتّب التدخل العسكري أعباء مالية كبيرة على دولة متواضعة القدرات الاقتصادية، وكل الأحاديث أن التكلفة لا تتجاوز ميزانية تدريبات بالذخيرة الحية يراد منها ذرّ الرماد في العيون، لأنها أكثر من 5 مليارات دولار، عدا تجهيز الجيش النظامي وتسليحه، وهذا استدعى ضغوطاً روسية على النظام لتأمين الأموال، لأن عقود استثمار الفوسفات والغاز متواضعة، ولم يحن بعد استثمار النفط، وهذا يفسر الحملة على بعض واجهات النظام السوري من أثرياء الحرب بهدفين؛ أولهما تأمين الأموال للخزينة الروسية، وثانيهما يندرج في سياق الخطة الروسية لتبييض صفحة النظام وإعادة الترويج لرئيسه!! تزامناً مع التحضير لاجتماع اللجنة الدستورية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

من جريدة الشرق الأوسط مقابلة مع وزير خارجية روسيا

لافروف لـ «الشرق الأوسط»: لا نتمسك بأشخاص في سوريا... وتقدم الحل يطرح عودتها لـ«العائلة العربية»

وزير الخارجية الروسي أكد أن الملك سلمان وبوتين يضعان ملامح العلاقات الثنائية والأمير محمد يقدم مساهمة وازنة جداً

موسكو: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حديث إلى «الشرق الأوسط» بتشكيل اللجنة الدستورية السورية «بناءً على قرار مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي» بداية العام الماضي، لافتاً إلى أن التقدم على المسار السياسي في سوريا «سيطرح ملفاً تم طرحه منذ وقت طويل حول ضرورة عودة سوريا إلى العائلة العربية، والمقصود جامعة الدول العربية. والكثير هنا سيتوقف على موقف المملكة العربية السعودية؛ لأن صوتها مسموع في المنطقة وخارجها».

وسئل ما إذا كان التدخل الروسي في سوريا استهدف «إنقاذ النظام»، فأجاب: «فيما يتعلق بفكرة إنقاذ النظام عليّ أن ألاحظ التالي: سياساتنا الخارجية لم تقم في أي يوم على شخصنة الأحداث، نحن لا نتمسك بأشخاص محددين، ولا نقف مع أحد ما ضد شخص آخر». وأضاف أن موسكو «لبّت طلب السلطات السورية وقدمنا لها المساعدة في الحرب على الإرهاب».

وكان لافروف يتحدث لـ«الشرق الأوسط» قبل الزيارة المقبلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، حيث قال إن العلاقات بين موسكو والرياض تقوم «على الصداقة والتنوع في المصالح الثنائية، وعلى أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح للطرفين. وأسس لهذا التوجه بشكل شخصي قائدا البلدين، الرئيس بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. من خلال المحافظة على التواصل بشكل دائم، يقومان بوضع الملامح الرئيسية للاتصالات الثنائية، ويتابعان تنفيذ المشروعات ذات الأولوية المتفق عليها. وثمة إسهام وازن جداً لهذا الجهد يقدمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان». وأضاف أن هناك «أهمية خاصة للزيارة المقبلة للرئيس بوتين إلى المملكة، وأنا على ثقة بأن المحادثات على أعلى مستوى ستمنح دفعة قوية إضافية لشراكتنا المتعددة الجوانب، وستضعها على مستوى جديد، وستعزز الفهم المتبادل بين شعبينا».

على صعيد آخر، سئل لافروف عن الوجود الإيراني في سوريا، فقال: إن «الأساس الوحيد الشرعي للاعبين الخارجيين على الأرض السورية، يمكن أن يقوم على دعوة السلطات الشرعية، أو استناداً إلى قرار بهذا الشأن من جانب مجلس الأمن». وأضاف: «إيران موجودة في سوريا بطلب من دمشق، خلافاً للولايات المتحدة (...) عندما تُهزم عناصر داعش الرئيسية في سوريا، تبرز أسئلة حول الغرض من استمرار الوجود الأميركي على الأراضي السورية. هناك شعور قوي بأن مهمة واشنطن هي منع استعادة السلامة الإقليمية لسوريا، في انتهاك مباشر لقرار مجلس الأمن 2254». وأعرب عن الأمل أن تفي الولايات المتحدة بالوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بـ«سحب القوات الأميركية من سوريا».

وقال لافروف رداً على سؤال يتعلق بالغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية» في سوريا: «لم نخف أبداً موقفاً سلبياً تجاه مثل هذه الأعمال، التي تزيد من زعزعة استقرار الوضع، ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد وحتى إلى إخراج الوضع عن السيطرة. يجب ألا تصبح سوريا منصة لتنفيذ خطط ما أو (لتسوية الحسابات). يجب أن تكون المهمة الرئيسية لجميع القوى المسؤولة هي المساعدة في إعادة السلام إلى الأراضي السورية».

وتناول لافروف النظام العالمي الجديد «متعدد الأقطاب» والسياسيات الأميركية والغربية والعلاقات بين واشنطن وموسكو والوضع في العالم العربي والخليج. وتحدث مجدداً عن المبادرة الروسية لأمن الخليج، قائلاً: «تم عرض نسخته (الاقتراح) المحدثة بشكل رسمي من الخارجية الروسية في يوليو (تموز) الماضي. المبادرة تفترض وضع أجندة إقليمية إيجابية وتوحيدية، وتأسيس آليات لعمل مشترك لمواجهة التحديات والمخاطر. المقصود إطلاق عملية هادفة وتدريجية يتم من خلالها مراعاة آراء كل الأطراف. بهذا المعنى فإن مبادرتنا تتميز عن المشروعات الأخرى المطروحة التي تقوم على مبدأ: (معنا) و(ضدنا) وتؤسس لترسيخ خطوط فاصلة جديدة».

هنا نص أجوبة لافروف عن أسئلة خطية بعثت بها «الشرق الأوسط»:

> يتحدث كثيرون اليوم عن بروز نظام دولي جديد، تغيرت موازين القوى فيه عما كان الحال في المرحلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، هل تتفقون مع هذا الطرح؟

- وضع عام 1991 خطاً فاصلاً لعهد المواجهة ثنائية القطبية، وظهرت فرصة حقيقية لبناء نظام دولي عادل، وراسخ، مبنيٍّ على التعاون، وبشكل كان يمكن أن يلبّي مصالح كل أطراف المجتمع الدولي من دون استثناء.

للأسف، بلدان «الغرب التاريخي» تجاهلت هذه الفرصة. ومن خلال الإصرار على مقولة «نهاية التاريخ» ومنح نفسها صفة «المنتصر في الحرب الباردة»، فإن واشنطن وعدداً من العواصم الغربية الأخرى راهنت على تكريس هيمنتها على الشؤون الدولية. واستخدمت الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب القوة العسكرية كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف، إلى جانب سياسة العقوبات، والابتزاز، والضغوط وتزوير الحقائق.

كما أن عمليات التدخل العسكري والحروب التي انتهكت القانون الدولي أسفرت عن زعزعة الأوضاع في مناطق بأكملها. على الرغم من الفشل والضرر الواضحين والناجمين عن هذه السياسة وللأسف، فإن فكرة تأسيس نظام عالمي يتم توجيهه وقيادة من الغرب ما زالت تسيطر على أذهان بعض النخب في جانبي الأطلسي.

لكنّ وقف مسار التاريخ ليس ممكناً، ومنذ بداية القرن الجديد مر المشهد الجيوسياسي للعالم بتبدلات جذرية، ذلك بالدرجة الأولى بفضل بروز وتعزيز أقطاب عالمية جديدة، تعمل على الانخراط بنجاح وفعالية في عمليات الإدارة العالمية، وتأخذ على عاتقها بثقة المسؤولية عن دعم الأمن والاستقرار في مناطقها. على سبيل المثال، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تقلصت حصة «مجموعة السبع» في الاقتصاد العالمي، وفقاً لمعايير القدرة الشرائية من 46 إلى 30%. في المقابل، فإن ثقل البلدان ذات الأسواق النامية، على العكس من ذلك، يتسع باطّراد.

ليست مجرد صدفة أن القضايا المحورية والرئيسية في العالم المعاصر يتم طرحها تحديداً في «مجموعة العشرين» التي تعزز مكانتها باعتبارها الآلية الأكثر ثقة وتمثيلاً للمتطلبات الواقعية في القرن الـ21، للقيادة الجماعية للدول الرائدة.

ويتم تعزيز مكانة وتأثير مجموعات متعددة الأطراف من طراز جديد، مثل منظمتي «شانغهاي» و«بريكس».

> نظام متعدد الأقطاب؟

- البناء متعدد الأقطاب للنظام الدولي يعكس بشكل موضوعي التنوع الثقافي – الحضاري للعالم المعاصر، وتطلعات الشعوب إلى اختيار طرق وآليات تطورها بشكل مستقل، ويلبي عاداتها وتقاليدها.

بهذه الطريقة فإن بلورة مركز متعدد الأقطاب للنظام الدولي تغدو أكثر تمثيلاً وبالتالي أكثر عدلاً. ومن المهم، أن يكون أكثر استقراراً ورسوخاً ومريحاً أكثر لكل البلدان.

ومن الصعب في هذا الشأن التقليل من أهمية دور الدبلوماسية. فقط على أساس الحوار القائم على الاحترام المتبادل، مع التركيز على القانون الدولي، وبالدرجة الأولى على النظام الداخلي لمنظمة الأمم المتحدة، يمكننا أن نعمل بشكل فعال على تجاوز المشكلات الكثيرة ذات الطابع العالمي، مثل الإرهاب، وتجارة السلاح غير المشروعة، والمخدرات، والتحديات على صعيد الهجرة والمناخ، وعدم السماح بتوسيع الصراعات المذهبية والدينية والقومية. روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن، تعد أحد الضامنين الأساسيين للأمن والاستقرار في العالم، وستعمل على دعم هذه التوجهات بكل جهد.

> يتهم البعض روسيا بمواصلة المحاولات لإضعاف الغرب بشكل جدّي، وبأنها تبذل مساعي لاختراق أوروبا عبر تركيا وأوكرانيا، كيف تعلقون على ذلك؟

- في إطار الحرب الإعلامية الكبرى الموجّهة ضد روسيا، يتم اتهامنا بكل «الخطايا» بما في ذلك محاولات شق صفوف الاتحاد الأوروبي، أو على سبيل المثال إضعاف ما يسمى «التضامن الأوروأطلسي».

هذا لا يطابق الواقع، نحن لا نفكر بتلك الطريقة. ولا يدخل ضمن قواعدنا أن نلوي ذراع الشركاء، وأن نضعهم أمام خيار: «إما معنا وإما ضدنا»، ناهيك من محاولات التدخل في شؤونهم الداخلية. هنا بالمناسبة، يكمن الفارق المبدئي والجوهري عن واشنطن وعدد من العواصم التي تكاد هذه الممارسات بالنسبة إليها تدخل في إطار الحال الطبيعية لتصرفاتها.

ولا داعي لأن نذهب بعيداً في ضرب الأمثلة. يكفي أن نتذكر الغزو العسكري للعراق، والتدخل الخارجي في أحداث «الربيع العربي»، أو دعم الاستيلاء العسكري على السلطة في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2014، الذي هدف إلى زرع الفتنة بين شعبين شقيقين، وإطلاق شرارة التوتر على الحدود مع روسيا. واليوم، نرى محاولات لزعزعة سيادة فنزويلا.

لذلك، فإن أولئك الذين يوجّهون الاتهامات إلينا، عليهم التوقف عن المقامرة «بألعاب تعادل جيوسياسية»، وتقسيم المناطق إلى مناطق نفوذ، وعليهم البدء بالالتزام بالمعايير الموثقة في النظام الداخلي للأمم المتحدة، حول آليات وقواعد التعامل بين الحكومات. روسيا، كانت وستبقى منفتحة لتعاون نزيه ومتكافئ يراعي مصالح كل الأطراف، مع كل البلدان والمجموعات الاتحادية من دون استثناء.

كل شريك أجنبي بالنسبة إلينا له أهميته ومكانته، هذا ينسحب على الاتحاد الأوروبي، جارنا الذي تربطنا به علاقات تجارية واقتصادية وثيقة.

> ما توقعاتكم من الزيارة التي سيقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين للمملكة العربية السعودية؟ وكيف تصفون العلاقات الروسية - السعودية وآفاق التعاون في مجالات الحرب على الإرهاب، وتسوية الأزمة في اليمن وسوريا، والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؟

- تقوم العلاقات الروسية - السعودية على الصداقة والتنوع في المصالح الثنائية وعلى أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح للطرفين. وقد أسّس لهذا التوجه بشكل شخصي قائدا البلدين، الرئيس فلاديمير بوتين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. من خلال المحافظة على التواصل بشكل دائم، يقومان بوضع الملامح الرئيسية للاتصالات الثنائية، ويتابعان تنفيذ المشروعات ذات الأولوية المتفق عليها. وثمة إسهام وازن جداً لهذا الجهد يقدمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

بلدانا يوسّعان التعاون في أوسع طيف من الاتجاهات، وتم ترسيخ حوار سياسي نشط، وتبادل واسع للزيارات على مستويات الوفود بين البلدين. وتعمل بشكل ناجح اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي التجاري، والتعاون في المجالات العلمية التقنية. ويتم تطوير الاتصالات المباشرة بين أوساط المال والأعمال في البلدين، بما في ذلك على أرضية مجلس الأعمال الروسي - العربي.

ولا بد من الإشارة، إلى تطور العلاقات على صعيد الاستثمارات، وفي إطار صندوقي الاستثمارات الحكوميَّين يتم العمل للتوافق على مشروعات محتملة على قاعدة مشتركة تصل قيمتها إلى نحو 10 مليارات دولار.

وتتم المحافظة على آفاق واعدة للتعاون في مجالات مثل الصناعة والطاقة والزراعة والبنى التحتية والمواصلات والموارد الطبيعية والتقنيات المتقدمة. وأيضاً ثمة نشاط مشترك للمحافظة على تنسيق وثيق في شأن الوضع في الأسواق العالمية للنفط.

ونحن نشكر الأصدقاء السعوديين على كرم الضيافة التقليدي والمعروف، تجاه الحجاج الروس الذين يزورون المشاعر المقدسة في مواسم الحج.

موسكو والرياض تنطلقان معاً من مواقف متضامنة تجاه عدد واسع من المسائل الحيوية على الأجندة الدولية حالياً. نحن معاً مع التوصل إلى حلول للأزمات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا واليمن عبر الآليات السياسية الدبلوماسية.

وأريد أن ألفت الأنظار بشكل خاص إلى دور المملكة العربية السعودية في تسوية المشكلة الفلسطينية على أساس مبدأ الدولتين لشعبين، وأذكر أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كان صاحب المبادرة لوضع أحد أبرز وأهم الوثائق التي تحظى باعتراف دولي، وهي مبادرة السلام العربية في عام 2002.

روسيا والمملكة العربية السعودية تدعمان مواصلة مكافحة الإرهاب بشكل حازم، ومواقفنا متفقة حول حجم الضرر الذي يُلحقه الفكر المتطرف، وبلدانا يعرفان وجرّبا بشكل مباشر هذا الخطر، لذلك مواقفنا متطابقة في أنه لا يمكن تقسيم المتطرفين إلى «معنا» أو «ضدنا» أو استخدامهم لتحقيق مآرب.

> ما توقعاتكم من زيارة الرئيس بوتين؟

- على هذه الخلفية لا يمكن التقليل من الأهمية الخاصة للزيارة المقبلة للرئيس بوتين إلى المملكة، وأنا على ثقة بأن المحادثات الروسية - السعودية على أعلى مستوى ستمنح دفعة قوية إضافية لشراكتنا متعددة الجوانب، وستضعها على مستوى جديد، وستعزز الفهم المتبادل بين شعبينا.

> روسيا وضعت رؤيتها للأمن المشترك في منطقة الخليج، ما ردود الفعل؟ هل ثمة تنافس هنا مع اقتراحات وخطط الولايات المتحدة؟ هناك من يقول إن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران قد تسفر عن نزاع مسلح في المنطقة؟

- تطوُّر الوضع في منطقة الخليج وصل إلى مستويات خطرة، والوضع المتفجر في المنطقة يعد بالدرجة الأولى نتيجة لسياسات واشنطن غير المسؤولة، التي لم تكتفِ بالتنصل من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم إقرارها في مجلس الأمن بالقرار 2231، بل أمعنت في تصرفات استفزازية أسفرت عن تصعيد التوتر.

النتيجة، أن خطر اندلاع مواجهة عسكرية كبرى بات يلوح. هذا السيناريو يدفعنا إلى القلق بشكل جدي، ولا يمكن السماح بانزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية مدمرة، يمكن أن تسفر عن تداعيات كارثية ليس على بلدان الخليج فقط بل وعلى العالم كله.

الاقتراح الروسي حول تقليص مستوى التوتر تبلور في مبادرة للأمن في منطقة الخليج، وتم عرض نسخته المحدثة بشكل رسمي من جانب وزارة الخارجية الروسية، في يوليو الماضي. المبادرة تفترض وضع أجندة إقليمية إيجابية وتوحيدية، وتأسيس آليات لعمل مشترك لمواجهة التحديات والمخاطر. المقصود إطلاق عملية هادفة وتدريجية يتم من خلالها مراعاة آراء كل الأطراف. بهذا المعنى فإن مبادرتنا تتميز عن المشروعات الأخرى المطروحة التي تقوم على مبدأ: «معنا» و«ضدنا» وتؤسس لترسيخ خطوط فاصلة جديدة.

وبهدف دفع العمل النوعي لبلورة أفكارنا، اقترحنا البدء بنقاش على مستوى أوساط الخبراء، وفي 18 و19 سبتمبر تم في موسكو في معهد الاستشراق، الأكاديمية الروسية للعلوم، تنظيم طاولة مستديرة شارك فيها نحو 30 خبيراً من روسيا وإيران والبلدان العربية والصين وفرنسا والهند وبريطانيا، ونأمل أن دائرة الأوساط المشاركة في النقاشات ستتسع أكثر.

> ماذا عن سوريا؟ كيف تقيّمون آفاق التسوية السياسية؟ أنتم تدعمون تبني دستور جديد لسوريا أم الاستناد إلى دستور عام 2012؟

- روسيا بلا شك، تدعم التسوية السياسية الدبلوماسية للصراع، من خلال الحوار الشامل بين مكونات الشعب السوري.

الآن، وبعد ضرب الوجود الإرهابي، تم تأسيس الظروف لتسريع العملية السياسية، وفي الفترة الأخيرة تم التقدم بخطوة مهمة في هذا الاتجاه عبر الانتهاء من عملية تشكيل اللجنة الدستورية، وبناءً على قرار مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، فإن روسيا كدولة ضامنة في إطار «مسار آستانة» عملت الكثير من أجل التوصل إلى هذه النتيجة بما في ذلك من خلال الاتصالات النشطة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة.

ننطلق من أن إطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف سيقدم دَفعة لكل العملية السياسية في سوريا، والمهم أن السوريين بأنفسهم من دون تدخل أو ضغوط خارجية عليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم، كما نص على ذلك القرار 2254، وهذا ينسحب على ملف الدستور، و«ثلاثية آستانة» ستدعم هذا العمل.

التقدم على المسار السياسي يطرح ملفاً تم طرحه منذ وقت طويل حول ضرورة عودة سوريا إلى «العائلة العربية» والمقصود جامعة الدول العربية. والكثير هنا سيتوقف على موقف المملكة العربية السعودية، لأن صوتها مسموع في المنطقة وخارجها.

> روسيا أنقذت النظام بعد تدخلها، هل ستتم ممارسة ضغوط للانضواء بالحل السياسي؟

- فيما يتعلق بفكرة «إنقاذ النظام» عليّ أن ألاحظ التالي: سياساتنا الخارجية لم تقم في أي يوم على شخصنة الأحداث، نحن لا نتمسك بأشخاص محددين، ولا نقف مع أحد ما ضد شخص آخر.

لقد لبّينا طلب السلطات السورية وقدمنا لها المساعدة في الحرب على الإرهاب. وكما هو معروف في سوريا إلى جانب الهياكل الإرهابية، قاتل آلاف من الأشخاص من روسيا وبلدان الرابطة المستقلة، الذين كان يمكن في المستقبل أن يعودوا إلى بلدنا لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية وإطلاق نشاطات هدامة.

بكلمات أخرى، فإن الأمر يتعلق بتدمير المتطرفين، الذين مهّدوا لمقاربات بعيدة، والذين كانوا يهدفون أيضاً إلى خلق خلافة شبه دولة على مساحات شاسعة من الشرق الأوسط. من الواضح أن تنفيذ مثل هذا السيناريو كان سيتحول إلى كارثة، ليس فقط بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحسب، ولكن أيضاً للعالم ككل.

> هل يمكن لروسيا أن تُخرج إيران من سوريا، أو أن تقلص نفوذها؟ ولماذا سوريا هي المنطقة الوحيدة التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة أن تعملا فيها بشكل مشترك؟

- ما يتعلق بموضوع وجود اللاعبين الخارجيين على الأرض السورية، (مثل أي وجود خارجي على أرض أي بلد) يمكنني قول التالي: الأساس الوحيد الشرعي لمثل هذا الوجود يمكن أن يقوم على دعوة السلطات الشرعية، أو استناداً إلى قرار بهذا الشأن من جانب مجلس الأمن. إيران موجودة في سوريا بطلب من دمشق، خلافاً للولايات المتحدة على سبيل المثال، التي «اشتهرت» على مستوى العالم كله من خلال أعمال عسكرية غير قانونية معادية لسوريا. على وجه الخصوص، أعني الهجمات الصاروخية في 7 أبريل (نيسان) 2017 و14 أبريل 2018.

واليوم، عندما تُهزم قوات «داعش» الرئيسية في سوريا، تبرز أسئلة حول الغرض من استمرار الوجود الأميركي على الأراضي السورية. هناك شعور قوي بأن مهمة واشنطن هي منع استعادة السلامة الإقليمية لسوريا، في انتهاك مباشر لقرار مجلس الأمن 2254، ونأمل أن تفي الولايات المتحدة بالوعد الذي قطعه (الرئيس) دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بسحب القوات الأميركية من سوريا.

مع ذلك، وعلى الرغم من الاختلافات، أظهرت روسيا والولايات المتحدة أنهما يمكنهما التعاون في الملف السوري. ينبغي ألا ننسى أن الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن تجريد سوريا من الأسلحة الكيماوية في عام 2013 هو الذي مكّن من منع سيناريو استخدام القوة. للمرة الأولى أيضاً، تم تطبيق وقف الأعمال القتالية في سوريا عام 2016 استناداً إلى قرار موسكو وواشنطن.

وتمكّن عسكريّونا بالفعل، من إقامة تفاعل جيد في سوريا، لضمان سلامة الطلعات الجوية، وتم وضع آلية خاصة لتقديم المساعدات في حالات الأزمات، والتوافق على قواعد لتعامل طواقم الطيران. بفضل هذا، تم منع وقوع حوادث تهدد أمن العسكريين الروس والأميركيين.

> كيف تنظرون إلى مخاطر وقوع مواجهة كبرى بين إيران وإسرائيل إذا واصلت الأخيرة توجيه ضربات إلى منشآت ومواقع عسكرية إيرانية في سوريا؟

- فيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائيلية التعسفية على الأراضي السورية، فإننا لم نخف أبداً موقفاً سلبياً تجاه مثل هذه الأعمال التي تزيد من زعزعة استقرار الوضع ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد وحتى إلى إخراج الوضع عن السيطرة. يجب ألا تصبح سوريا منصة لتنفيذ خطط ما أو لـ«تسوية الحسابات». يجب أن تكون المهمة الرئيسية لجميع القوى المسؤولة هي المساعدة في إعادة السلام إلى الأراضي السورية.

 

رئيس الجمهورية ترأس جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا: حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة وحرية الاعلام لا تعني اطلاق الشائعات واي فشل لنا هو فشل لكل السلطة

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "حق التظاهر لا يعني حق الشتيمة، وحرية الاعلام لا تعني حرية اطلاق الشائعات المغرضة والمؤذية للوطن"، وشدد على ان "الوقت اليوم ليس للمزايدة، بل لحل المشاكل وخصوصا الاقتصادية منها واولها اكمال الموازنة".

وقال الرئيس عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء: "انا رئيس الدولة وامثل كرامة اللبنانيين وهيبة الدولة، ونحن جميعا نمثل السلطة الاجرائية واي فشل لنا هو فشل لكل السلطة، لذلك ممنوع ان نفشل ولن نفشل".

ودعا رئيس الجمهورية الى "ان يمارس كل مسؤول صلاحياته، واذا اخطأ لا بد من محاسبته وفقا للاصول والقواعد القانونية"، طالبا من الوزراء "تحمل مسؤولياتكم والدفاع عن الحكومة وشرح ما تقومون به للمواطنين ليكونوا على بينة ولا يستمعون للشائعات التي تطلق من هنا وهناك"، مشددا على ان "القوانين وضعت للتطبيق وليس للاطلاع عليها فقط". وكان سبق انعقاد الجلسة، اجتماع بين الرئيسين عون والحريري، تداولا في خلاله في البنود المدرجة على جدول الاعمال.

الجراح

وفي ختام الجلسة، ادلى وزير الاعلام جمال الجراح بالبيان التالي:

"اكد رئيس الجمهورية في بداية الجلسة احترامه مبدأ الحريات وحرية الصحافة والتعبير من ضمن القانون والدستور الذي ينص على المحافظة على الدولة وهيبتها ومقام الرئاسة والاستقرار النقدي والمالي وعدم الخوض في سجالات تفهم على انها تقويض لمصلحة الدولة المالية والنقدية. وقد اكد جميع الوزراء مبدأ الحريات، وان هناك حدودا في المقابل صانها الدستور ونصت عليها القوانين التي ترعى التعاطي مع هذه الحريات، وخصوصا ما يتعلق منها بالمقامات، لا سيما مقام رئيس الجمهورية والوزراء.

ان ما اطلق في اليومين الاخيرين من اشاعات الحق ضررا كبيرا بالاقتصاد والمالية العامة، وقد تمنى الجميع على وسائل الاعلام توخي الدقة بنشر الاخبار التي تتصل بالنقد الوطني وبالاقتصاد.

أقر جدول الاعمال باستثناء بند واحد سحب او تم تأجيله. وعند الرابعة من بعد ظهر اليوم ستعقد جلسة للجنة الاصلاحات الاقتصادية والمالية في السراي الحكومي لاستكمال مناقشة ما تم المباشرة به في موضوع الاصلاحات. وسيستمر هذا العمل لانجازه في اقرب وقت. وكما قلنا بالامس فإن كل اصلاح يمكن ان يكون من ضمن الموازنة سيرد في متنها ضمن المهلة الدستورية، وكل اصلاح يجب ارساله الى مجلس النواب سيصل وفق مشروع قانون، وعمل اللجنة الاصلاحية سيستمر حتى بعد الموعد الدستوري وتقديم الموازنة الى المجلس النيابي".

سئل: كان هناك اصرار من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على ان لا موازنة الا ضمن اصلاحات.

اجاب: "لم يقل احد ذلك، الا انه كان تأكيد من القوات والتيار الوطني الحر بشكل خاص، على ضرورة تضمين الموازنة اصلاحات جذرية تؤدي الى استقرار اقتصادي ومالي. وهذا اصلا ما ينادي به كل الافرقاء في المجلس، وهذا السبب الذي تجتمع من اجله لجنة الاصلاحات بشكل يومي واكثر من مرة احيانا، لان الجميع حريص على انجاز الموازنة في اقرب وقت لارسالها الى مجلس النواب في موعدها الدستوري في 15 تشرين الاول، كما سترسل اصلاحات اخرى الى مجلس النواب وفق مشاريع قوانين، وسيتواصل البحث في اصلاحات ايضا على غرار مناقشة النظام الجمركي الجديد بخطوطه الاولية، وهو مشروع مهم لانه يسهل عمل التجار والمستوردين ويؤمن مدخولا اضافيا للخزينة، لكنه مشروع لا يمكن الانتهاء منه خلال فترة قصيرة جدا. كما يتم ايضا البحث في قانون المناقصات الجديد الذي يؤمن شفافية للمناقصات، وفي حال لم يتم الانتهاء منه قبل تقديم الموازنة، سيصل الى مجلس النواب بمشروع قانون منفصل".

سئل: لماذا يتم تصوير الاعلام على انه المسؤول عما يحصل، فيما هو يعمد الى نقل الواقع وليس تجميله؟

اجاب: "صحيح ان الاعلام ينقل ما يقوله السياسيون ولا ذنب عليه في ذلك، لكن هناك امر آخر حيث يجتهد بعض الاعلاميين في تحليل الوضع الاقتصادي والمالي بما يؤثر سلبا على الوضع العام، علما ان هؤلاء ليسوا بخبراء اقتصاديين او ماليين ويكتبون امورا من شأنها الحاق الضرر بالوضع النقدي والاقتصادي للبلد، اضافة الى شتم المسؤولين من فخامة الرئيس او دولة الرئيس وغيرهما. هذا امر غير مقبول وهناك علاقة تكاملية ومهمة الاعلامي ايصال الواقع الحقيقي للناس".

سئل: اكدت ان الموازنة ستحال ضمن موعدها الدستوري، فمتى سينتهي البحث بها في الوزراء؟

اجاب: "كما سبق وقلت، ان الارقام كانت انجزت بشكل كامل ما عدا الجزء الثاني من ارقام وزارة الخارجية ووزارة الاشغال لغياب الوزيرين في حينه. بنود المواد القانونية ستستكمل والاصلاحات سبق وذكرت كيفية التعامل معها، لان عملية الاصلاح مستمرة ودائمة ولا تنتهي مع الموعد الدستوري للموازنة، الا انه مع نهاية العام يجب ان تكون لجنة الاصلاح المالي والاقتصادي قد انجزت كل ما عليها القيام به".

سئل: هل يمكن القول اننا تجاوزنا بالفعل الازمة المالية والاقتصادية ام ان في الامر تجميل للواقع؟

اجاب: "لدى لبنان القدرة على تجاوز هذه الازمة، انما الامر يحتاج الى بعض الهدوء، فنحن نملك امكانات كبيرة للخروج من الازمة.

سئل: من المعني بالفوضى التي حصلت الاسبوع الفائت؟

اجاب: "لا اعلم، لكن المؤكد انه ليس الاعلام، فهناك وزراء ونواب يدلون بتصريحات سلبية عن الاوضاع، وهذا امر تم طرحه في مجلس الوزراء وقد اكده دولة الرئيس".

سئل: هذا يفترض ان هناك ازمة بين السياسيين ورئاسة الجمهورية؟

اجاب: "كلا، فالمسؤولون السياسيون ورئاسة الجمهورية فريق واحد، وقد يجتهد بعض السياسيين في الكلام".

سئل: متى ستستكمل التعيينات ومنها مجلس ادارة تلفزيون لبنان؟

اجاب: "في وقت قريب جدا".

توزيع التفاح اللبناني

وكان وزير الزراعة حسن اللقيس ولمناسبة "يوم التفاح اللبناني"، وصل الى قصر بعبدا ومعه صناديق من التفاح كمبادرة منه لدعم هذا المنتج. وقبل مشاركته في اعمال الجلسة، وزع تفاحا على الوزراء والصحافيين ومنشورات حملت صورة التفاح اللبناني بألوانه الصفراء والخضراء والحمراء، تضمنت ملخصا عن فوائده واوجه استخدامه في علاجات متعددة، وادلى ببيان للصحافيين فقال: "تفاح بلادك إلك ولولادك، شعار تطلقه وزارة الزراعة ليوم التفاح اللبناني في الخامس من تشرين الأول برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون".

ولفت اللقيس الى ان "الهدف من تنظيم الأيام الوطنية للمنتوجات الزراعية اللبنانية، هو تسويق الإنتاج الزراعي في الأسواق المحلية والخارجية، وحث اللبنانيين مقيمين ومغتربين على دعم المنتج اللبناني ليبقى المزارع في أرضه وللحد من الهجرة وتحقيق التنمية المستدامة في كل المناطق اللبنانية، لا سيما الأرياف منها".

اضاف: "في لغة الأرقام، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح في لبنان ستة عشر الف هكتارا وتشكل محافظات جبل لبنان وبعلبك الهرمل والشمال مجتمعة، ثلاثة ارباع المساحة المزروعة بنسب متساوية تقريبا. هذا ويبلغ انتاج التفاح السنوي ثلاثمائة وخمسون الف طن ويشكل التفاح ستة عشر بالمائة من الصادرات الزراعية، اما الوجهة الأساسية للتصدير هي جمهورية مصر العربية، بعدد ستون الف طن ودول الخليج، عشرون الف طن والاردن الفي طن".

وأوضح أن "يوم التفاح اللبناني يشكل فرصة جدية للمزارعين والتعاونيات الزراعية لتسويق منتوجاتهم وبيعها طيلة يوم الخامس من تشرين الأول، في النقاط التي حددتها الوزارة في مختلف المناطق اللبنانية، وهي: الدكوانة، عين دارة، الدامور، ترشيش، مثلث الخيام مرجعيون حاصبيا، العبدة، بسكنتا، جزين، كفردبيان، مشغرة، خربة قنافار، أفقا، العاقورة، بعلبك، تنورين، بشري، اللبوة، زغرتا، طرابلس، والبترون وغيرها من النقاط التي تقام بالتنسيق بين المزارعين والتعاونيات والبلديات. قديما قيل: تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب، وفي يوم التفاح اللبناني نقول للمزارعين، إن وزارة الزراعة ستكون الطبيب لإنتاجكم، لن تسمح بأن يسقط أرضا، وستقوم بكل ما يلزم لتصريفه ستكون التفاحة هذه المرة، هي من تعيدكم إلى جنة الإنتاج بعكس ما كان سائدا".

وشكر الوزير اللقيس رئيس الجمهورية على "رعايته الكريمة لهذا اليوم، كما أشكر الوزارات والمؤسسات العامة والهيئات الاقتصادية وغرف التجارة والصناعة والزراعة، والمؤسسات التربوية، والبعثات اللبنانية، والقوى الأمنية، وجمعية مصارف لبنان والبلديات والتعاونيات الزراعية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام، وكل من دعم وتفاعل مع هذا النشاط".

حوار

ثم دار حوار بين الوزير اللقيس والصحافيين، فسئل عما اذا كانت هناك مساع لايجاد اسواق جديدة لتصريف الانتاج اللبناني في ضوء عدم تمكن المزارعين من تصدير انتاجهم السنة الماضية؟ فاجاب: "ان افتتاح معبر البوكمال الاسبوع الفائت الذي اختصر التصدير الى العراق مباشرة عبر سوريا، هو مؤشر ايجابي يعطي املا كبيرا للمزارع اللبناني، لا سيما وان سوق العراق كبير جدا وهو بحاجة الى الانتاج اللبناني. نأمل ان يشكل الامر عاملا ايجابيا نؤسس عليه للمستقبل".

سئل: هل من خطة تصدير لكميات من التفاح من خلال اتفاقيات مع دول؟

اجاب: "هناك خطة تسويقية عبر الملحقين الاقتصاديين المنتشرين في اصقاع العالم بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين لتصدير التفاح كما سائر الانتاج اللبناني".

سئل: هل من خطة للتصدير الى سوريا؟

اجاب: "هناك اتفاقيات مع سوريا، واللجنة الاقتصادية اللبنانية - السورية اجتمعت الاسبوع الماضي في زحلة والعمل القائم على هذا الصعيد".

سئل: بالنسبة للتفاح الوطني، تكمن احيانا المنافسة من خلال نوعية ما يتم استيراده، فالى أي مدى باستطاعته مواجهة الامر؟

اجاب: "لم اوقع منذ تسلمت عملي في الوزارة على اي اجازة لاستيراد التفاح وذلك حماية للانتاج الوطني وتعزيزا للمزارع اللبناني. ان عملنا يهدف الى تصدير التفاح وليس الى استيراده".

وعن التفاح غير اللبناني الموجود في الاسواق، اجاب: "تهريب".

 

الحريري نفى خلال دردشة مع الصحافيين في السراي أن تكون هناك أي مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية: الإصلاحات والموازنة تسيران بالتوازي

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019

نفى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نفيا قاطعا "أن تكون هناك أي مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، مؤكدا "ألا أزمة ثقة بينهما"، وقال: "أعرف علاقتي به جيدا وكم أننا نحترم بعضنا البعض".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال دردشة مع الصحافيين، بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي، حيث سئل: كيف ترون المسار بين الإصلاحات والموازنة؟

أجاب: "الإصلاحات والموازنة تسيران بالتوازي، فنحن لدينا مهلة دستورية، ونعمل على إنهاء الموازنة ضمن هذه المهلة، وستكون هناك إجراءات ضمن الموازنة، واجتماعات مجلس الوزراء التي سنعقدها ستشهد إقرار بعض الإجراءات التي لا تحتاج إلى قانون، بل إلى مراسيم. كما ندرس مشاريع قوانين أخرى، إن كان بالنسبة إلى الجمارك أو الالتزام الضريبي أو غيرهما من القوانين. وكل الفكرة أنه حتى نهاية هذا العام، يجب أن تصدر كل هذه القوانين عن مجلس الوزراء وتحال إلى مجلس النواب. كما لدينا النية لتسريع مسار هذه القوانين، لأننا بحاجة إلى إجراء هذه الإصلاحات. وكما تعرفون، لدينا مهل محددة، سواء مع S&P أو موديز. ونحن نريد أن نقوم بهذه الإجراءات والإصلاحات في أسرع وقت ممكن لكي نتمكن من إصلاح الوضع المالي ونخرج من هذه الضائقة المالية التي نعيشها".

سئل: صحيفة "الأخبار" قالت إن "الرئيس ميشال عون وصفك بالكسول"، فيما لم تبادر بعبدا إلى نفي هذا الأمر؟

أجاب: "صدر نفي لهذا الموضوع، كما أني أعرف فخامة الرئيس، وأعرف علاقتي به جيدا وكم أننا نحترم بعضنا البعض. وأنا لا أظن أبدا أن الرئيس يفكر على هذا النحو".

سئل: هل هناك أزمة ثقة بينكما؟

أجاب: "لا أبدا".

سئل: هل حصلت اليوم مصارحة بينكما؟

أجاب: "ليست هناك مشكلة بيني وبينه، أنتم تريدون افتعال هذه المشكلة، فأنا ورئيس الجمهورية لسنا مختلفين. إن الإعلام يريد أن يصور أن هناك خلافا بيني وبين رئيس الجمهورية. وقد سرب عن مجلس الوزراء أني تحدثت عن الصحافيين في موضوع حرية الصحافة، وقيل إن الحريري كان هجوميا. كل ما أقوله إنه لدينا قانون، وهناك الكثير من الناس الذين يطلقون أخبارا كاذبة تدخلنا في كثير من الأماكن بفوضى وعدم استقرار في البلد. البعض يتجه إلى أن يفرض على هؤلاء عقوبات بالسجن، فيما أنا أقول إنه إذا كنت تريد بالفعل أن تجعل الناس مسؤولين عن كل كلمة تصدر عنهم، فلا تهددهم بالسجن. دول كالاتحاد الأوروبي تفرض غرامات مالية. من هنا، أدعو إلى مقارنة القانون الموجود لدينا بما هو مطبق في الخارج، وحسب الإمكانات المالية لوسائل الإعلام لدينا، تفرض غرامات على هذا الأساس. لكنه ليس طبيعيا أيضا أن يكون هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم إعلاميين، يطلقون كلاما من هنا أو هناك. انسوا الهجوم على سعد الحريري، فهذا أمر لا أقف عنده، ولا أذكر أني تهجمت أو رفعت دعوى على أحدهم إلا بالسياسة. لكن في النهاية، إن كان هناك من ضرر على المال العام أو على الدولة، وحتى الهجوم على رئيس الجمهورية يرتب عقوبات بحسب القانون، فلتكن هذه العقوبات مالية، وعندها من يريد أن يشتم ولديه بعض المال، فإن خزينة الدولة ستكون هي المستفيدة".

 

الحريري ترأس اجتماع لجنة الاصلاحات والتقى كوبيش الجراح: قررنا وضع مشروع قانون المناقصات على جدول اعمال مجلس الوزراء

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019

تابعت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الإصلاحات المالية والاقتصادية اجتماعاتها عصر اليوم، في السراي الحكومي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وحضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء: علي حسين خليل، محمد فنيش، جمال الجراح، منصور بطيش، محمد شقير، صالح الغريب، سليم جريصاتي، يوسف فنيانوس، كميل أبو سليمان، وائل أبو فاعور وعادل أفيوني وعدد من المستشارين. بعد الاجتماع، قال الجراح: "تابعت اللجنة بحث الورقة المقدمة من وزراء القوات اللبنانية، وقررت ان تضع على جدول اعمال مجلس الوزراء مشروع القانون المتعلق بالمناقصات لمناقشته واقراره. كما طلبنا من وزيرة الطاقة ان ترفع تقريرا للجنة او للمجلس حول تطور العمل في خطة الكهرباء التي اقرها المجلس في نيسان الماضي، ونحن بصدد استكمال دراسة مشروع قانون الجمارك الذي بحثناه امس للاتفاق عليه واحالته الى مجلس الوزراء". أضاف: "سنتابع دراسة عدد من مشاريع القوانين الملحة في اللجنة وفي مجلس الوزراء تمهيدا للموافقة عليها في اقرب وقت ممكن، واهمها مشروع قانون المناقصات الذي سيقر الان على ان يحال بقانون منفصل الى المجلس النيابي. كما قررنا اجراء مناقصات لآلات السكانر لوضعها على الحدود بهدف ضبط التهرب الجمركي، الى جانب اجراءات اخرى سنقرها خلال الجلسة المقبلة التي تعقد غدا الساعة الثانية بعد الظهر، وستبقى جلساتنا مفتوحة لان العملية الاصلاحية هي عملية مستمرة".

كوبيتش

ومساء، استقبل الرئيس الحريري الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وعرض معه آخر التطورات والمستجدات محليا واقليميا.

 

التقدمي استنكر إستدعاء الناشطين: لا لكم الأفواه!

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019

صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي البيان التالي: "تستمر السلطة السياسية في لبنان بالتعبير عن ضيق صدر بحرية الرأي، وها هي تلجأ مرة جديدة الى اساليب القمع وكم الافواه، فتوعز الى النيابات العامة بالتشدد في ملاحقة كل من يتعرض بالنقد لرئيس الجمهورية على وسائل التواصل الاجتماعي. إن تألم أحد المواطنين بالأمس كما كل اللبنانيين من الوضع الذي وصلت اليه البلاد، ومن ضيق العيش في ظل حكم يتلكأ في البحث عن حلول للازمات، لا يستدعي على الاطلاق التوقيف، بل معالجة الاسباب التي حدت به الى كتابة ما يعبر عن وجعه على وسائل التواصل الاجتماعي؟.

إن مفوضية الإعلام إذ تجدد دعوتها لهذه السلطة للتوقف عن سياسة قمع الحريات العامة، والتفرغ بدلا من ذلك لمعالجة الازمات التي ترهق كاهل المواطنين، تستنكر وتدين كل توقيف لصاحب رأي، وتهيب بالنيابات العامة ان لا تكون اداة طيعة في وجه الشباب الذي يطمح الى بلد العدالة والمساواة والحرية وتكافئ الفرص والعيش الكريم".

 

النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي: لرحيل هذه الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين تعيد ثقة المجتمع الدولي والناس بالدولة

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019 

شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل على ان "رحيل الحكومة بات ضرورة"، معتبرا ان "السلطة غير قادرة على تنظيف نفسها، خصوصا اننا وصلنا الى المحظور". ودعا السلطة الى ان "ترحل بإرادتها وتشكيل حكومة إختصاصيين حيادية تأخذ ثقة الناس والخارج"، لافتا الى ان "الخطوات الموجعة يجب الا تطال الناس بل المنظومة التي تحكم البلد". واستهل الجميل مؤتمره الصحافي بالسؤال "هل المسؤولون عن ادارة البلد على تماس مع الناس ويعيشون في هذا البلد ويرون ما يحصل، او هم في مكان آخر؟ وهل يرون حجم الاهل غير القادرين على ادخال اولادهم الى المدارس، وارقام التلامذة الذين تم نقلهم من المدارس الخاصة الى الرسمية، واذا كانوا يتلقون طلبات توظيف من اشخاص تم طردهم من مؤسساتهم او أقفلت هذه المؤسسات بسبب الازمة الاقتصادية، لا اعرف اذا كانوا يستوعبون حجم الكارثة التي يتعرض لها المواطن في حياته اليومية والشركات؟".

وتابع "لا اعرف كم يجب ان يحتمل المواطن اللبناني بعد، وفي هذا الوقت السلطة لا تقوم بشيء بل فقط تتقاذف المسؤوليات ويزايد كل واحد على الآخر بدل التضامن والاجتماع ليل نهار لانقاذ البلد، ويجتمعون مرة في الاسبوع ولا يتفقون بل يحملون المسؤوليات لبعضهم واذا لم يجدوا احدا لاتهامه تحضر نظرية المؤامرة على البلد". ووصف الجميل هذه السلطة بأنها "هي المؤامرة"، وقال: "عندما قمتم بتسوية المحاصصة التي قسمتم فيها الجبنة بين بعضكم وأخذتم البلد الى المكان الذي وصل اليه وكلكم مسؤولون بالتكافل والتضامن فلا جدوى من رمي المسؤوليات".

ولفت الى ان "في السنوات الاربع الأخيرة قسمتم ثروات لبنان ووظائف اللبنانيين وموارد الدولة"، وقال: "من العام 2015 الى 2019 زاد عجز الدولة %50، ارتفعت الاسعار 14%، النمو الاقتصادي إنخفض من 2% ايجابي الى صفر وفي الاشهر الاخيرة بات النمو سلبيا، كما ان النفقات زادت 26%، والاخطر من كل ذلك ان الدين العام زاد اكثر من 25%". ورأى انه "بسبب المزايدات والتسوية ضربتم علاقة لبنان بكل اصدقائه وكل من كان يساعده"، وقال: "وصلنا الى هذه الارقام بالتكافل والتضامن فيما بينكم وبالافعال والامتناع عن الافعال، أقررتم سلسلة من دون اصلاحات، أقررتم ضرائب، وافقتم على 3 موازنات مدمرة ونحن حذرنا في كل مرة من الكارثة، السفريات بنود أقرَّت في مجلس الوزراء بالتكافل والتضامن، والتوظيفات التي أقرت من دون اصلاحات التي كان يجب ان تحصل لدى اقرارها".

واضاف: "كلها قرارات اخذتموها سويا اضافة الى وضع لبنان بمواجهة من كان يساعده".

وقال "لم تضعوا خطة اقتصادية، لم تنظفوا الادارة من الوظائف الوهمية، لم تقلصوا عدد المؤسسات العامة التي تصرف عليها أموال هائلة، لم تنشئوا هيئات ناظمة، لم تعينوا مجالس ادارة، لم تضبطوا المعابر، لم توقفوا إيجارات المباني وعندما قمتم بذلك عمدتم الى شراء مبنى بـ90 مليون دولار فلماذا اختيار مبنى في وسط بيروت وألم تعد تنفع الأرض الموجودة في الدكوانة، اضافة الى عدم تطبيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتأمين الشفافية ومنع الهدر واعتماد الالية نفسها التي تفتح المجال للهدر، لم تضبطوا النفقات".

وتوجه الى الحكومة بالقول "كلكم شركاء في مجلس الوزراء وصوتم على هذه المشاريع، وبدل التهلي ببعض تلهوا بإنتشالنا من المأزق الذي نحن فيه وإنقاذ البلد".

واكد ان "من فشل اليوم ليس علاقة شخص بآخر، بل من فشل هو كل منطق ادارة البلد بالمحاصصة، فشل نهج من اساسه ولهذا السبب لا يفيد الترقيع ونحن بحاجة لتغيير بنيوي في طريقة التعاطي مع الشأن العام".

وشدد الجميل على ان "ما بني على باطل هو باطل وهذا ما نراه اليوم"، وتابع: "قلنا لكم في المرة الماضية إما اعملوا او غادروا، قدمتم عشرات الاوراق الاصلاحية وعندما إطلعنا على أوراق التيار والقوات ورئيس الجمهورية والهيئات الاقتصادية رأينا ان 60% من الاصلاحات هي نفسها فلماذا لم تطبق؟".

وقال "اعطيناكم فرصا عدة فكانت الاجابة ان لانقاذ البلد انتم مضطرون لاتخاذ قرارات غير شعبية وموجعة، في حين ان الخطوات المطلوبة اليوم هي موجعة لكم لا للناس، وموجعة للمنظومة التي تحكم البلد، موجعة للمحاصصة والتنفيعات والاموال التي توزع لجمعيات وهمية وغيرها من مزاريب وهمية، وموجعة للتوظيف السياسي لموظفين لا يأتون الى العمل، وموجعة لايقاف معابر التهريب التي تستفيد منها جماعتكم وانتم تؤمنون الغطاء لها، هذه كلها خطوات موجعة لا زيادة الضرائب على الناس قبل الانتهاء من تنظيف نفسكم اولا".

وأضاف "انتم المسؤولون وتديرون البلد منذ 4 سنوات وقد رأينا نتائج أعمالكم بالأرقام الموثقة، أنتم المسؤولون لا الناس وبالتالي اياكم ان تقتربوا من الناس الموجوعة عندما تعبر عن وجعها". ودان الجميل "إستدعاء مواطن الى التحقيق لانه موجوع ولانه قال انه لم يتمكن من سحب عملة بالدولار، وكل من يفتح فمه يستدعى الى التحقيق". وسأل: "هل المواطن الموجوع هو من يهدد الاقتصاد او العمل الذي لا تقومون به وهدر أموال الناس؟". وتوجه رئيس الكتائب الى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول "جماعة 7 آب والعهد القديم يجب ان تبعدهم عنك لأن هذه البيانات التي تصدر بإسمك لا تشبهك، شعرنا أننا عدنا الى ايام النظام السوري وعدم المس بالمعادلات السياسية". وتابع: "اذا كان هناك من يجب ان يدخل الى السجن فبالتأكيد ليس المواطن، بل من أوصله الى هنا ومن هدر المال العام وسلم قرار البلد وسيادته".

ودعا السلطة إلى ان "يكون لديها الجرأة لاتخاذ القرار الصعب والاعتراف بعجزها"، مشيرا الى "ان ما يمنع اجراء الاصلاح هو أنه سيمس بمصالح السلطة، ولهذا السبب يجب ان يغادروا بملء ارادتهم ويسلموا البلد لاشخاص لا حسابات لهم ولا مصلحة لديهم لايقاف الاصلاحات"، وتابع: "والا سترحلون "شحط" وبالتالي سنسلم اشخاصا لا مصالح لهم لينظفوا الادارة من المحسوبيات ويقومون بعملهم التقني، يطبقون القانون ويضبطون المعابر". وقال "لدينا ثروة بشرية في لبنان والخارج أعطوهم انتم الغطاء ليعملوا". وتابع "البداية يجب ان تعترفوا بأنكم عاجزون وان تعطوا الغطاء لتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية تحيد لبنان عن صراع المنطقة وتحرره من ارتباطاته ومن المحاور، نريد حكومة يمكنها الحديث مع المجتمع الدولي، وتعيد ثقة المجتمع الدولي والناس بالدولة"، مشددا على ان "هذه الحكومة يجب ان ترحل".

ووجه تحية "لكل الشباب واهلنا الذين نزلوا بطريقة سلمية للتعبير عن الغضب، وكل مواطن يعبر عن رفضه للواقع على مواقع التواصل، وكل شخص يستدعى الى التحقيق سنضع محامي الكتائب بتصرفه".

ووجه نداء "لكل الناس الذي يشاركوننا الرأي من نقابات الى بعض النواب القلائل"، وقال: "اذا كنتم مقتنعين ان هناك ضرورة للتغيير فيدنا ممدودة لكم ولكل من يعترف بالخطأ او يتراجع عن الخطأ ولكل من هو مقتنع بضرورة تغيير بنيوي وتحييد البلد عن الصراعات الموجودة والاهتمام بالمواطن".

وأكد ان "يد حزب الكتائب ممدودة لاتخاذ القرارات المناسبة في كل مرحلة من المراحل". وقال: "يسألوننا لماذا لم ننزل الى الشارع والجواب اننا نختار التوقيت المناسب للتحرك كما يجب، لكن هذا لا يعني ان الناس لا يجب ان تنزل الى الشارع للتعبير عن رأيها".

ودعا المواطن الى "التحرر من الذات والانتماءات الطائفية والسياسية والتفكير بمصلحة البلد ومصلحة المواطن"، مشددا على ان "المطلوب من كل مواطن التعبير عن رأيه دون خوف وان يتحرر ونحن يدنا بيدكم لن نستسلم، بإمكاننا اصلاح البلد وان ينهض بسرعة".

وقال: "في العام 2018 استورد لبنان بـ 4 مليارات دولار محروقات، وفي اول 7 اشهر من العام 2019 استورد 4.3 مليار دولار محروقات، فهل زادت المعامل والسيارات؟ واين ذهب الفائض؟ وهل يمكن ان نعرف اين تذهب هذه الكميات من المحروقات؟".

واضاف: "تتحدثون عن ضبط المعابر؟ كلنا نعرف انكم لم تقوموا بشيء".

وذكر ان "حزب الكتائب قدم اكثر من قانون، من مشروع قانون استعادة الاموال المنهوبة الذي تبرع بتقديمه نيابة عن "حزب 7" وهو ممتاز، اضافة الى رفع السرية المصرفية الذي قدمناه مع النائبة بولا يعقوبيان، ومشروع قانون متعلق بتخفيض معاش كل نائب لا يحضر الجلسات، اضافة الى سلسلة قوانين قدمناها لوقف الهدر، لكن لا توجد ارادة ولا ارى ان هذه السلطة قادرة على تنظيف نفسها".

وحذر الجميل من اننا "وصلنا الى المحظور وبالتالي باتت مغادرة الحكومة ضرورة لان هذه التركيبة برهنت انها غير قادرة".

وردا على سؤال، اكد انه "لا يدين ما حصل الاحد لان 80% من المواطنين نزلوا بحسن نية للتعبير عن رأيهم ومسؤوليتنا عدم السماح بافشال التحرك او اخذه الى مكان اخر".

 

الراعي ازاح الستارة عن نصب القديس مارون في داربعشتار: ثقافتنا هي الأساس التي عليها تبنى الأوطان

وطنية - الخميس 03 تشرين الأول 2019

أزاح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الستارة عن نصب القديس مارون في بلدة داربعشتار في الكورة. حضر حفل التدشين وزير العدل البرت سرحان ممثلا بالسيد الفريد سرحان، النائب سليم سعادة، النائب جورج عطالله ممثلا بعقيلته السيدة نورما، النائب فايز غصن ممثلا بالمحامي رامي لطوف، النائب السابق فادي كرم ممثلا بالاستاذ رشاد نقولا، النائب السابق لرئيس مجلس النواب فريد مكاري ممثلا برئيس بلدية بكفتين جورج شوبح، راعي ابرشية طرابلس للموارنة المطران جورج ابو جودة، قائمقام الكورة كاترين كفوري، الدكتور ماهر الحسين نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم،السيدة ماري حبيب أرملة النائب الراحل فريد حبيب، السيدة نجاة غصن أرملة النائب الراحل نقولا غصن، رؤساء وعناصر الأجهزة الامنية، رؤساء بلديات حاليون وسابقون ومخاتير، ممثلو الاحزاب والجمعيات، رئيس بلدية داربعشتار اسحق عبود وأعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعية المونسينيور جورج عبود، منسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي- الاسلامي في الشمال جوزاف محفوض ممثلا اللجنة ورئيسها سيادة المطران يوحنا عصام درويش، وحشد من أهالي البلدة. بداية مع النشيد الوطني ، ثم تحدث رئيس البلدية إسحق عبود وهنأ بلدة داربعشتار على نصب مار مارون قائلا: "هذا العصب الذي يتخطى أطر الحجر ليضحى صوتا يهز الضمائر في اعماقها، فنبادر كلنا إلى لملمة الجراح للانطلاق من جديد باسم مار مارون الذي نحمله على جباهنا وفي قلوبنا وساما نفتخر به".

واضاف: "هنيئا لبلدتنا باستقبال غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سليل البطاركة العظام الذين أعطي لهم مجد لبنان".

وختم شاكرا اتحاد بلديات الكورة على المساهمة الأوسع لتبصر هذه المستديرة النور.

بو كريم

بعدها القى رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم كلمة قل فيها :"غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أهلا وسهلا بكم في الكورة في بيتكم في داربعشتار، هذه الزيارة التي تضفي على هذه المناسبة مناسبة إزاحة الستار عن تمثال القديس مارون البركة والنعمة. اضاف :"لا يسعني إلا أن اذكر وبفخر اننا نقف هنا على حددود عاصمتين اميون عاصمة الروم الارثوذكس في الكورة ولبنان وانطاكية وسائر المشرق، وداربعشتار عاصمة الموارنة وطبعا بالقرب من هذا المكان الكثير من القرى السنية والشيعية. وقال:"نحن كاتحاد نفتخر ونعتز اننا مع بلدية داربعشتار ساهمنا في توسعة الطريق وإنشاء هذه المستديرة الجميلة لتأتي البلدية وتزينها بتمثال القديس مارون الذي نأمل أن تحل بركته على أهالي داربعشتار وسائر قرى وبلدات الكورة. نحن كاتحاد عملنا بفلس الارملة على تدبير شؤوننا بايدينا إزاء غياب الدولة عن الإنماء المتوازن". وختم:" في هذا الإطار نعتذر من غبطتكم على الطريق التي سلكتموها للوصول إلى هذا المكان الذي لم يمس منذ أن زال الانتداب فإن اتحاد بلديات الكورة عمل بالتعاون مع بلدية داربعشتار على توسعته حتى أصبح على ما هو عليه الآن ونحن بانتظار وزارة الاشغال ان تقوم بواجبها وقد علمت مؤخرا انها في صدد تلزيم وتعبيد هذا الطريق".

وختم مرحبا بالبطريرك في الكورة.

الراعي

بعدها القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها : "انا موجود في داربعشتار بفرح لأننا نبارك تمثال ابانا القديس مارون الذي قد شئتم أن يكون على هذه المستديرة، ونحيي كل من تقدم بالارض.

اضاف: " هذا العمل يتصل بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير السنة التي بدأناها في أول ايلول.لبنان لم يولد فقط في أول ايلول 1920 لكنه كان موجودا بارضه وشعبه وثقافته في كل العهود التي مرت في المنطقة، وبقينا كلبنانيين حاضرين وحاملين ثقافتنا التي تبلورت في الدستور والميثاق أن نكون في لبنان شعبا منفتحا على التعددية الدينية والثقافية والسياسة، هذا ما يتميز به لبنان عن بقية الدول في الشرق الاوسط، هذا الوطن الذي نعيش فيه كمسلمين ومسيحيين بمساواة في الحقوق والواجبات حسب الدستور، هذه المساواة التي هي في صميم ثقافتنا اللبنانية، وبالتأكيد إلى جانب مفاهيم أخرى كالحريات اهمها الحرية الدينية وحرية المعتقد وحرية التعبير والثقافة والسياسة، والحرية الحزبية وهذا ما لا نجده في اي بلد من بلدان الشرق الاوسط، كل هذه الحريات موجودة في دمنا وفي ثقافتنا كلها قيم وثوابت قام عليها لبنان ولا يمكن ان تتغير برغم الظروف الصعبة اقتصاديا وانمائيا وماليا.

وتابع :"امام هذا الواقع يتوجب علينا ان نؤدي دورا كبيرا على مستوى الكنيسة والعائلة او المدارس لنساعد الأجيال الجديدة أن يتربوا على قيمنا الأساسية الوطنية التي ضعفت كثيرا ولمن نحن بحاجة لأن نقويها أكثر".

واضاف:" عندما نرى ارتفاع تمثال ابينا القديس مارون نرى القديس الذي كان مثل حبة القمح التي تعطي ثمارها، الثمار هم التلاميذ الذين تبعوا القديس مارون في حياته وكونوا كنيسة مع البطريرك يوحنا مارون سنة 686 ومنها انطلقت فكرة تجسيد الفكرة الروحية في وطن وقادوا هذه المسيرة البطاركة الموارنة عبر التأريخ، وتكون هذا الكيان اللبناني الذي كل قيمته انه ليس احاديا، لا لون واحد، ولا دين واحد، ولا مذهب واحد، هذه فلسفة الدستور اللبناني والميثاق الوطني الذي على اساسها قام اتفاق الطائف".

واردف :" اقول هذا الكلام كي لا نخاف ونحافظ على كياننا الذي لا يموت بسهولة،اطلب من كل أبناء المنطقة عندما يمرون من هنا ويشاهدون تمثال مار مارون الذي يذكرنا بتاريخنا المسيحي وبكل تاريخنا اللبناني المتنوع ان نشكر كل من قدم التمثال ونكمل طريقنا حتى نتجاوز كل الصعوبات لأن ثقافتنا هي الأساس التي عليها تبنى الأوطان".

وختم :" لبنان له قيمة كبيرة ودور ورسالة في هذا الشرق يجب أن نحافظ عليها،اجدادنا وأباؤنا ناضلوا وصمدوا في العهود الصعبة ومع كل ذلك ثبتوا ووصلنا إلى جمال هذا اللبنان.

وبعد انتهاء الحفل اقيم عشاء قروي بالمناسبة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 03- 04 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 04 /2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79081/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-october-04-2019/

 

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الباحث الجيواستراتيجي د.نبيل خليفة يتناول من خلالها رؤيته المستقبلية العلمية للعالم وفي مقدمها الحروب الحالية الجارية لمنع الإسلام السني من السيطرة على العالم

03 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79071/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab/

 

«حماس» إخوانية وإيرانية وليست منظمة فلسطينية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79066/%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

 

France: President Macron Must Stop Appeasing Iran's Mullahs
 
د.مجيد رافيزادا/معهد كايتستون: مطلوب من الرئيس الفرنسي ميكارون التوقف عن التملق لملالي إيران وعن محاولات استرضائهم
 Dr. Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/October 03/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79062/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d9%85%d8%b7%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%85%d9%86/
 
https://www.gatestoneinstitute.org/14941/macron-appeasing-iran

 

 

Iran believes Trump is afraid of taking military action
 
د.مجيد رافيزادا: إيران تعتقد بأن ترامب خائف من اتخاذ قرار عسكري
 Dr. Majid Rafizadeh/Arabic News/October 03/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/79078/%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d9%82%d8%af-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d8%ae/