LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تشرين الأول/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.october02.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/كم من سجن خيام في الضاحية والبقاع اخبرونا

الياس بجاني/طرواديون واسخريوتيون في سدة الحكم وفي العمل السياسي

الياس بجاني/السرطان هو حزب الله والباقي كله أعراض من سياسيين وحكام وأزمات

الياس بجاني/لا حل للإقتصاد ولا لأي مشكلة بظل احتلال الإيراني وحزبه للبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوات وتقارير موثقة ومداخلات لكل من لقمان سليم وعلي الأمين ونبيل الحلبي ومهند الحاج تحكي واقع سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان

فيديو/مقابلة من قناة الحدث مع المحلل السياسي لقمان سليم يعليق من خلالها على تقارير فضحت وعرت حقيقة وجود سجون ومعتقلات لحزب الله الذي هو دولة إلى جانب الدولة

فيديو مداخلة من قناة للصحافي علي الأمين تتناول سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان

فيديو مداخلة من قناة العربية مع مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي تتناول سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان

فيديو مداخلة من قناة العربية مع المدير الاتصالات والاعلام الدكتور مهند الحاج علي يتناول سجون ومعتقلات حزب الله

فيديو تقرير من قناة الحدث/حزب الله.. سجون سرية وتعذيب في ضاحية بيروت الجنوبية

فيديو تقرير من تلفزيون اورينت عنوانه، "حزب الله يدير معتقلات سرية بالضاحية الجنوبية

سجون "حزب الله" السرية.. 5 معتقلات في مناطق سكنية وتفنن بالتعذيب

سجون حزب الله السرية.. تفاصيل وشهادات مرعبة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/10/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 1 تشرين الأول 2019

فارس سعيد: بتنا امام دولار اجتماعي واخر تجاري

لستُ أنأى عنك إني يا الهي تحت ظلَّكْ/الأباتي سيمون عساف

استدعاء الناشطين بدأ.. لبنان دولة بوليسية؟

"المؤامرة" على سعد الحريري وملايين صديقته

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سليماني: هذا ما حصل خلال حرب تموز

إجراءات لبنانية لمعالجة الأزمة المالية وتعميم لتوفير الدولار للبنوك بالسعر الرسمي غداة توترات الشارع

«المستقبل» يحاور باسيل «من موقع الاختلاف» بهدف «تغليب التفاهمات» رغم غياب «الكيمياء السياسية» بينهما

القضاء العسكري اللبناني يرجئ محاكمة الأسير

الحريري يحصّن النيابات العامة من التدخلات السياسية

بعد الشائعات التي طالته الحريري يردّ: مهما قالوا أو كتبوا سأستمر في العمل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المقاومة الإيرانية: خامنئي أمر و”الحرس الثوري” نفَّذ هجمات “أرامكو”

لاريجاني: أبوابنا مفتوحة للسعودية... وحبس شقيق روحاني 5 سنوات والإعدام والسجن لـ"جواسيس" واشنطن

الكويت تؤكد أنها «ليست بعيدة» عن تحالف حماية الملاحة الدولية

رعاية روسية ـ إيرانية لفتح «ممر استراتيجي» بين سوريا والعراق وتشغيل معبر القائم ـ البوكمال بعد خمس سنوات من إقفاله

بيدرسن يدفع نحو منتدى إقليمي ـ دولي موسع يدعم المحادثات السورية وحث على التعاون بين «ضامني آستانة» و«المجموعة المصغرة»

تحذيرات أميركية من تفاقم خطر «القاعدة» شمال غربي سوريا

مساعدو نتنياهو السابقون يحذرون غانتس من «كمائن الليكود» ومطباته

عبد المهدي يتهم إسرائيل رسمياً بقصف معسكرات «الحشد» وفصائل تدعو الحكومة إلى الرد على الهجمات

كوريا الشمالية تستأنف محادثاتها مع الولايات المتحدة السبت

مصر تعرض «التابوت الذهبي» لأول مرة بعد استرداده من أميركا

مجلس النواب الأميركي يأمر محامي ترمب بتسليم وثائق قضية أوكرانيا

تقرير: ترمب طلب مساعدة رئيس وزراء أستراليا لضرب مصداقية تحقيق مولر

الصين تستعرض قوتها بأكبر عرض عسكري في تاريخها بالذكرى السبعين لتأسيسها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سعد الحريري.. أتى مع الفاجعة وإليها يعود/منير الربيع/المدن

هكذا كُشفت قضية العارضة كانديس والرئيس الحريري/سامي خليفة/المدن

الحريري الذي أعدم خياراتنا/يوسف بزي/المدن

حزب الله.. المشاغبات مقابل العقوبات/علي الأمين/العرب

سباق بين الدولار و«سلحفاة» الإصلاح/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

عون ينفتح على الأسد إذا سبَقَهُ السعوديون/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

أوقفنا العدّ صحيح، ولكن/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

القرنة السوداء: مشروع فتنة جدید قابل للإستغلال لغیر مصلحة أبناء المنطقة/أحمد الأيوبي/اللواء

بانتظار توضيح من الحريري/حازم الأمين/موقع درج

اتهام أستاذ جامعي بالإعداد لتفجير البيت الأبيض لمصلحة حزب الله/عمر نشابة/الاخبار

رحيل شيراك وتبدُّل أصدقاء لبنان/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

400 ليون جنيه مقابل سجينة بريطانية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الإمام الصدر والخمينية... التصادم والإزاحة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

أول الغيث العسكري/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تركيا وقطر والصعود إلى الهاوية/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

ترمب بين العزل الداخلي والانعزال في الشرق الأوسط وإيران لن تستفيد من هذه الإجراءات في نهاية المطاف/د.وليد فارس/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية للموفد التجاري البريطاني: الشراكة بين البلدين تكفل حسن سير الاعمال والاستثمارات وتعزز الانفتاح

الحريري ناقش مع الموفد التجاري البريطاني فرص التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين

الحريري التقى نواب اللقاء الديموقراطي ووفدا من جمعية الصناعيين أبو فاعور: الصناعة تستطيع ان تعالج جزءا كبيرا من النقد الأجنبي

مجلس الوزراء أقر إعفاء سيارات من الرسوم الجراح: العمل الإصلاحي سيستمر عبر لجنة الاصلاحات أو عبر مجلس الوزراء حتى النهاية

بري التقى ريزبي وسفيرة سري لانكا ومعوض بو صعب: موضوع الكهرباء اساسي في مشروع الموازنة ويخفف عبئا كبيرا على الدولة

قائد الجيش استقبل كوبيتش ووفدا من الاتحاد الاوروبي ومراد بحث معه في تقديم منح للعسكريين وعائلاتهم

الكتائب: متضامنون مع المحتجين السلميين الغاضبين ونرفض إستغلال التظاهرات لتصفية حسابات أهل التسوية

كتلة المستقبل: النزول الى الشارع رسالة الى كل الجهات المعنية لإيجاد الحلول ووقف مسلسل الانهيار

كنعان: من يظن أنه بتحميل الرئيس عون وفريقه مسؤولية ما يحصل بخلفية ان العهد سيهر فعضمنا أزرق ولحمنا ليس طريا ولا انهيار اقتصاديا والاصلاح بتنفيذ ما أقر

التيار المستقل كرر إصراره على حكومة إنقاذ حيادية مصغرة من اختصاصيين من غير النواب وسأل عن وعود معامل الكهرباء وفضيحة الاستملاك في سلعاتا

عوده التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وشبيب وغنطوس وأبو حيدر حاصباني: الوضع لا يحتمل الانتظار ووجع الناس والمواطنين يزداد يوميا

صلاة في الذكرى السبعين لرحيل الرئيس إميل إده

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى01/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي : ذاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْء، أَلَّذي سَمِعْنَاه، أَلَّذي رَأَيْنَاهُ بعُيُونِنَا، أَلَّذي أَبْصَرْنَاهُ ولَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، ذَاكَ الَّذي هُوَ كُلِمَةُ الحَيَاة، بِهِ نُبَشِّرُكُم؛ لأَنَّ الحَياةَ قَدْ ظَهَرَتْ، فَرَأَيْنَا ونَشْهَد، ونُبَشِّرُكُم بِالحَياةِ الأَبَدِيَّة، الَّتي كانَتْ عِنْدَ الآبِ وظَهَرَتْ لَنَا. فالَّذي رأَيْنَاهُ وسَمِعْنَاهُ، بِهِ نُبَشِّرُكُم أَنتُم أَيضًا، لِتَكُونَ لَكُم أَنْتُم أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنا، وشَرِكَتُنا إِنَّمَا هِيَ معَ الآبِ ومَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح. ونَحْنُ نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِهذَا لِيَكُونَ فَرَحُنَا كامِلاً. وهذِهِ هِيَ البُشْرَى الَّتي سَمِعْنَاهَا مِنْهُ، وبِهَا نُبَشِّرُكُم: إِنَّ اللهَ نُور، ولا ظُلْمَةَ فِيه. فَإِنْ قُلْنَا إِنَّ لنا شَرِكَةً مَعَهُ، ونَحْنُ نَسِيرُ في الظَّلام، نَكُونُ كاذِبينَ ولا نَعْمَلُ الحَقّ. أَمَّا إِنْ كُنَّا نَسِيرُ في النُّور، كَمَا هُوَ نَفْسُهُ في النُّور، فتَكُونُ لنَا شَرِكَةٌ بَعضُنَا معَ بَعْض، ودَمُ يَسُوعَ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِن كُلِّ خَطِيئَة. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا بلا خَطِيئَة، فإِنَّنَا نُضَلِّلُ أَنْفُسَنَا، ولا يَكُونُ الحَقُّ فينَا. أَمَّا إِذَا ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايانَا فإِنَّهُ أَمِينٌ وبَارٌّ يَغْفِرُ لنَا خَطايَانَا، ويُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ شَرّ. وإِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نَخْطَأْ، فَإِنَّنَا نَجْعَلُهُ كَاذِبًا ولا تَكُونُ كَلِمَتُهُ فينَا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

كم من سجن خيام في الضاحية والبقاع اخبرونا

ترى، هل سجون ومعتقلات حزب الله في الضاحية والبقاع هي أفضل من سجن الخيام.. بربكم يا أيها المقاومون والممانعون والعروبيون واليساريون المنافقون والملجميون اخبرونا؟!!

https://www.youtube.com/watch?v=x0TybdSzdfw

 

طرواديون واسخريوتيون في سدة الحكم وفي العمل السياسي

الياس بجاني/27 أيلول/2019

من باع نفسه للمحتل مقابل كرسي ونفوذ ومال لن يأخذ معه أي منها يوم يسترد الله وديعة الحياة منه وساعتها قاضي السماء لن يرحمه.

 

السرطان هو حزب الله والباقي كله أعراض من سياسيين وحكام وأزمات

الياس بجاني/27 أيلول/2019

لا باسيل ولا عون ولا الحريري ولا جعجع ولا بري ولا كل طاقمنا السياسي هم المشكلة. هودي كلون أعراض للسرطان الذي هو الإحتلال الإيراني.

 

لا حل للإقتصاد ولا لأي مشكلة بظل احتلال الإيراني وحزبه للبنان

الياس بجاني/27 أيلول/2019

حكام يتهمون غيرهم بالتآمر على الإقتصاد والغير هذا يتهمهم فيما الحقيقة هي أن المُتهِمون والمُتَّهَمُون شركاء بالتنازل عن السيادة والإستقلال  مقابل الكراسي وبتسليم البلد للمحتل الإيراني مسبب كل المصائب

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوات وتقارير موثقة ومداخلات لكل من لقمان سليم وعلي الأمين ونبيل الحلبي ومهند الحاج تحكي واقع سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/79020/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%ab%d9%82%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86/

في أسفل ملخص ما جاء في التقارير والمداخلات

*لا وجود للدولة اللبنانية في دولة حزب الله

*الدويلة تهيمن على الدولة

*داخل هذه السجون والمعتقلات لبنانيون وسوريون معارضين، وهناك أيضاً افراد من الحزب الله مخالفين أو عاصين أو متهمين

*سجون ومعتقلات حزب الله موجودة في مباني يملكها ويدير ه الأنشطة فيها وكذلك موجودة تحت أماكن عبادة وكلها تحت الأرض

*سكان المنطاق التمواجدة فيها السجون والمعتقلات معروفة للسكان ولكن الخوف يمنعهم من الحديث عنها

*لحزب الله مونة على القضاء وعلى المؤسسات الأمنية وهي تنفذ رغباته

ممنوع على الدولة وقواها وقضائها التعاطي مع أفراد حزب الله دون اذن مسبق منه.

حزب الله يسبطر على الدولة وعلى وسائل الإعلام وكل وسائل الإعلام تعمل من ضمن خطوط حمراء وضعها الحزب

لم يعد هناك من معارضين سياسيين وحزبيين فاعلين لحزب الله في لبنان ومن كان يعارضه دخل معه في تسويات وصفقات ويشاركة حالياً في مجلسي النواب والوزراء ويغطي كل إرتكاباته

 

فيديو/مقابلة من قناة الحدث مع المحلل السياسي لقمان سليم يعليق من خلالها على تقارير فضحت وعرت حقيقة وجود سجون ومعتقلات لحزب الله الذي هو دولة إلى جانب الدولة/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=x0TybdSzdfw

 

فيديو مداخلة من قناة للصحافي علي الأمين تتناول سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان/01 تشرين الأول/2019/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=hCcHaRt23wg

 

فيديو مداخلة من قناة العربية مع مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي تتناول سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان/01 تشرين الأول/2019/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=F4Wzyx3DeJQ

 

فيديو مداخلة من قناة العربية مع المدير الاتصالات والاعلام الدكتور مهند الحاج علي يتناول سجون ومعتقلات حزب الله/01 تشرين الأول/2010/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=5-iN-BeqyEk

https://www.youtube.com/watch?v=MKU2QmONRpo

 

فيديو تقرير من قناة الحدث/حزب الله.. سجون سرية وتعذيب في ضاحية بيروت الجنوبية/18 آب/2018/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=63SBUxS5B1A

 

فيديو تقرير من تلفزيون اورينت عنوانه، "حزب الله يدير معتقلات سرية بالضاحية الجنوبية"/19 آب/2018/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=3LhflO0yHcg

 

سجون "حزب الله" السرية.. 5 معتقلات في مناطق سكنية وتفنن بالتعذيب

دبي - (العربية نت) 01 تشرين الأول/2019

كثيراً ما يردّد سياسيون لبنانيون معارضون لـ"حزب الله" اللبناني بأنه يشكل دويلة داخل الدولة، أو أن "حزب الله" هو الدولة بحكم نفوذه السياسي والأمني الواسع الذي يفرضه على مناطق واسعة من لبنان، فبالإضافة إلى امتلاك "حزب الله" جيشا نظاميا وترسانة عسكرية تضمّ آلاف الصواريخ، أنشأ الحزب مربّعات أمنية تضمّ مؤسساته الخاصة في مجالات عديدة، وتعدّ الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أبرزها.

من ضمن هذه "الدويلة" التي نمت على أطراف الدولة اللبنانية، أنشأ "حزب الله" سجوناً سرّية لاحتجاز معارضين لسياسته من داخل الحزب نفسه، أو خارجه، يمارس فيها التعذيب النفسي والجسدي، بحسب ما أكدت مصادر لـ "العربية نت).

وتقع جميع تلك السجون وسط مناطق سكنية في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت التي تُعدّ معقله الأساسي. وتديرها وحدتا الحماية والأمن الوقائي في "حزب الله".

وتتوزّع تلك السجون السرّية وعددها 5 في أحياء شعبية في الضاحية الجنوبية معقل الحزب وهي:

1- السجن المركزي في حارة حريك: ويقع خلف مستشفى بهمن في الملجأ التابع لمؤسسة بيضون لبيع الكراسي ومحلات RIMA.

2- سجن بئر العبد: يقع في مبنى خلف مركز التعاون الإسلامي مقابل عيادة الدكتور حسن عز الدين، وهو يضم سجناً ومركز تحقيق.

3- مركز التحقيق قرب مجمع القائم في الطابق السابع.

4- سجن في بئر العبد قرب مجمع السيدة زينب.

5- سجن مجمع المجتبى خلف قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب. ويتميز هذا السجن بشموله زنزانات انفرادية وغير انفرادية تم إزالة بعضها بعد كشفها على خلفية خطف فتاتين من آل شمص وسجنهما هناك.

وروى أحد السجناء السابقين، "م.ذ" الملقّب بـ"أبو زينب"، رحلة العذاب التي امتدت ست سنوات إلا 25 يوماً من العام 2009 وحتى 2015. وقال لـ "العربية نت"، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، "تعرّضت للضرب والتعذيب بشتى الطرق الجسدية والنفسية، وحُرمت من الطعام لفترات طويلة، حتى إنهم منعوني من التواصل مع أهلي عبر الهاتف، باستثناء زيارة مرّة كل شهر أو شهرين لمدة لا تتجاوز نصف ساعة". وحاول "أبو زينب"، كما يقول وضع حدّ لمشوار معاوناته بمحاولته الهروب من السجن، إلا أن محاولته باءت بالفشل وعوقب على ذلك بوضعه في زنزانة انفرادية ومكبّلاً على الأرض.

كما أضاف "العذاب الجسدي لم يأتِ فقط من المسؤولين عن السجن وإنما أيضاً من المساجين أنفسهم حيث كانوا يضربونني ضرباً مبرّحاً لأسباب بسيطة وكانوا يرمونني على الأرض ويتناوبون على ضربي". ولعل أصعب ما كان يُعذّب "أبو زينب" بحسب ما يروي سماع صراخ "رفاق السجن" أثناء تعرّضهم للتعذيب، لا سيما من كانوا يُعذّبون كهربائياً. فكنت أسمع أنينهم طيلة الليل". وسُجن "أبو زينب" كما يروي بتهمة عمليات نصب واحتيال على رجل أعمال يعمل بالشراكة مع القائد العسكري مصطفى بدر الدين الذي قتل في سوريا في العام 2016، فأمر بدر الدين بسجنه كَونه كان المسؤول عن سجون "حزب الله".

إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن المئات يقبعون في سجون "حزب الله"، وليس فقط من المعارضين لسياسته، بل ممن هم متورّطون في قضايا لها علاقة بمسؤولين في الحزب. ومن بين هؤلاء بحسب ما أفادت معلومات لـ"العربية.نت" طليق ابنة النائب السابق في "حزب الله" نوّاف الموسوي، حسن المقداد المسجون منذ قرابة الشهر في أحد سجون الحزب في الضاحية لأسباب مرتبطة بالإشكال المسلّح الذي وقع في يوليو الماضي بين الموسوي والمقداد على خلفية قضية مرتبطة بحضانة أطفال ابنته.

وحسن المقداد هو نجل مدير مكتب الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان محمد توفيق المقداد. وأدّى إشكاله مع طليقته إلى استقالة الموسوي من البرلمان اللبناني. ويبدو أن الحزب لا يكتفي بسجن المعارضين من بيئته، بل اعتقل سوريين، خصوصاً المعارضين للنظام السوري، تحديداً من "الجيش السوري الحر" ممن نزحوا من سوريا إلى لبنان هرباً من الحرب. وكانوا يتعرّضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي. ويروي أبو زينب أن الحزب اعتقل ما بين العامين 2014و2015 إيرانياً من الطائفة السنّية ورجال دين شيعة وآخرين سنّيين من حي السلم قرب طريق المطار في بيروت اشتريا سلاحاً من مسؤول في "حزب الله". وترتبط مدّة التوقيف في سجون "حزب الله" بنوعية الجرم المُرتكب. والمدّة الأطول يُمضيها من يُتّهمون بالعمالة لمصلحة إسرائيل.

 

سجون حزب الله السرية.. تفاصيل وشهادات مرعبة

أبوظبي - سكاي نيوز عربية/19 أب/2018

السجون تقع وسط أماكن سكنية وأسواق/علي مظلوم يقول إنه تعرض للتعذيب على يد ميليشيات حزب الله

أبوظبي - سكاي نيوز عربية

تقف ميليشيا حزب الله في موازاة الدولة اللبنانية باستنساخ أجهزتها واختطاف القرار الأمني والسياسي، لكن الفرق أن ممارساتها لا تزال تلتزم بأسلوب العصابات، حيث يجري اختطاف اللبنانيين وإيداعهم في سجون سرية خارج إطار القانون، لتؤكد أزمة "الثنائية الأمنية" التي يعيشها البلد الواقع تحت هيمنة ميليشيات مسلحة. فقد كشف علي مظلوم نجل أحد القيادات المؤسسة لحزب الله، عن إدارة ميليشيات حزب الله لمجموعة من السجون السرية التي يمارس فيها التعذيب وإذلال المعارضين لسياساته من داخل التنظيم أو خارجه.

وعلى صفحته بموقع "فيسبوك"، ذكر الشاب نجل حسين مظلوم المعروف حركيا باسم "الحاج ولاء"، أنه سجن لمدة سنة على أيدي ميليشيا الحزب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة له.

وقال علي مظلوم:" سجنت لدى حزب الله لمدة سنة تقريبا تعرضت خلالها لأبشع أنواع التعذيب والإذلال، حتى أنني بقيت حين أدخلوني السجن لما يزيد عن ٢٤ ساعة مكبلا ملفوفا بغطاء سميك بينما كنت أتعرض للضرب بشكل متواصل".

ونشر الشاب صورا لمداخل قال إنها لمراكز احتجاز تقع وسط مناطق سكنية في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، قائلا: "الحزب يملك عددا من السجون التي تديرها وحدتا الحماية والأمن الوقائي، وفيها يقوم بسجن بعض المخالفين من المنظمين في صفوفه، أو بعض اللبنانيين والأجانب الذين يقوم باعتقالهم أو خطفهم بتهم مختلفة".

سجون وسط الأسواق

وكشف نجل القيادي الراحل في حزب الله أماكن سجون الميليشيات التي تقع وسط الأسواق والمناطق السكنية، وهي "السجن المركزي في حارة حريك الواقع خلف مستشفى بهمن، في الملجأ التابع لمؤسسة بيضون لبيع الكراسي، وسجن بئر العبد الواقع في مبنى خلف مركز التعاون الإسلامي مقابل عيادة الدكتور حسن عز الدين، إضافة إلى مركز تحقيق قرب مجمع القائم في الطابق السابع، وسجن في بئر العبد قرب مجمع السيدة زينب، وسجن مجمع المجتبى خلف قناة المنار التليفزيونية التابعة للحزب، الذي يشمل زنازين انفرادية وغير انفرادية تم إزالة بعضها بعد كشفها على خلفية خطف فتاتين من آل شمص وسجنهما هناك". ويتعرض السجناء، بحسب مظلوم، للضرب والتعذيب بشتى الطرق الجسدية والنفسية، ومنها حرمانهم من الطعام لفترات طويلة، كما يمنع عليهم التواصل مع أهلهم عبر الهاتف، لكن قد يسمح بالزيارة مرة كل شهر أو شهرين لمدة لا تتجاوز نصف ساعة.

لا سيادة للدولة

واعتبر المحلل  السياسي اللبناني حارث سليمان أن وجود سجون لحزب الله "أمر منطقي كون الحزب يمثل كيانا موازيا للدولة اللبنانية"، قائلا لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الحزب لديه منظومة عقابية، وهي فكرة واقعية من خلال قراءتنا لحوادث سابقة". وأشار سليمان إلى أنه "في حالات كثيرة تكون أجهزة الدولة الأمنية على علم وربما تنسيق مع حزب الله نظرا لهيمنته وقدرته الكبيرة على اختراق أجهزة الدولة"، بحسب سليمان. ورأى المحلل السياسي أن "أي دولة تحترم نفسها، لا يوجد فيها منظومة بوليسية خارج إطار الدولة". و"هذا الأمر جزء من الأزمة التي تعيشها الدولة، التي من المفترض أن يكون لديها سيادة على حدودها وسيادة قانونها داخل أرضها وحقها في احتكار القضاء والأمن والاستخدام المشروع للعنف"، بحسب المحلل السياسي. وبالإضافة إلى امتلاك حزب الله ميليشيا عسكرية تهيمن على القرار الأمني في لبنان، فإن "للحزب أيضا أجهزة موازية تنافس وزارات الخارجية والمالية والعديد من الجهات التي تعد من صميم وظائف الدولة". ويمثل خروج واحد من أبناء قادة الحزب التاريخيين للحديث عن القمع الأمني الذي تمارسه الميليشيا، مؤشرا جديدا على تراجع شعبية الحزب في البيئة الحاضنة له جنوبي العاصمة اللبنانية، خاصة بعد تورطه في النزاع السوري وعودة المئات من أبناء أنصار الحزب في نعوش من سوريا.

ويقول سليمان إن صورة الحزب "تتآكل نسبيا" في هذا الوسط، فالناس "متعبون ويحاولون التعبير عن هذا التعب الناتج عن ممارسات الحزب".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 1/10/2019

وطنية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019 الس

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

السادسة والربع من مساء اليوم اندفع عشرات من الشبان في بعض المناطق وفي شكل مفاجئ في تجمعات احتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية ولقد ساروا في تظاهرة عند جسر الرينغ في بيروت وعملت القوى الامنية والعسكرية للحؤول دون تقدمهم نحو رياض الصلح والسراي الكبير حيث كان مجلس الوزراء منعقدا" برئاسة الرئيس سعد الحريري...ثمة سؤال مشروع عن "النكز" الحاصل.

نقديا

الدولار سيتوافر في الأسواق المالية اللبنانية بدءا من اليوم وفوضى المضاربة على الليرة ستنتهي تطبيقا للتعميم الذي أصدره صباحا" حاكم المصرف المركزي والذي سيواكب بإجراءات لضمان تقيد الصيارفة بالسعر الرسمي للدولار.

وبحسب الخبراء فإن هذه الاجراءات برمتها وعلى أهميتها تبقى بحاجة إلى اكمال مسيرة الاصلاحات الجذرية والبنيوية للوضع المالي والاقتصادي الذي بات يحتاج إلى صدمة إيجابية...

في المقابل أعلنت موديز عن وضع تصنيف لبنان البالغ CAA1 قيد المراجعة لخفض محتمل ودائما" بحسب ما بثت وكالة رويترز هذا المساء.

من جهة ثانية وعلى رغم دقة الوضع في البلاد نقطة ضوء للتفاؤل تتمثل بإعلان وزير الصناعة عن توافر 3850 فرصة عمل جديدة في القطاع الصناعي للبنانيين.

أما مسار العمل من أجل بلورة مشروع قانون موازنة ال 2020 فهو يشهد تزخيما لجلسات مجلس الوزراء الذي عقد جلسة خامسة عصر اليوم في السراي الكبير لمناقشة النقاط التي ستشكل مسودة المشروع.

إقليميا

مسار فرز النفوذ يستمر معقدا...الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده لم تر التطورات التي تريد أن تراها في الجهود مع الولايات المتحدة، لإقامة "منطقة آمنة" بشمال شرق سوريا وليس أمامها خيار سوى مواصلة مسارها الخاص.

في الغضون مجلس الوزراء السعودي يرحب بتأليف اللجنة الدستورية في سوريا في سياق البحث عن حل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

التعميم المنتظر لحاكم مصرف لبنان لتنظيم استيراد المشتقات النفطية والقمح والأدوية، صدر أخيرا على شكل جرعة ضخت في الشرايين الاقتصادية والمالية بانتظار تقدير الحجم الحقيقي للمفعول الذي سيترتب عليها.

فهل ستنجح هذه الخطوة في تقليص المخاوف في السوق المالية بحيث يتراجع الطلب على الدولار وينحسر قلق المواطنين والمودعين، أم ستكون مسكنات ظرفية لأن لب الأزمة أكبر بكثير؟.

في موازاة التحرك على الخط الاقتصادي - النقدي ثمة محاولات قضائية على خط احتواء الأزمة عكستها دعوة النائب العام التمييزي النيابات العامة، للتشدد في ملاحقة كل ما من شأنه زعزعة الثقة بالنقد اللبناني وذلك غداة تعميم قصر بعبدا نصوص مواد من قانون العقوبات تجيز ملاحقة مرتكبي جرائم النيل من المكانة المالية للدولة.

وكالات التصنيف الائتماني العالمية تواصل - هي الأخرى- ملاحقة لبنان وجديدها قرار لموديز أبقت فيه على التصنيف الحالي CAA1 ولكنها وضعت في المقابل تصنيف لبنان قيد المراقبة وباتجاه التخفيض خلال ثلاثة أشهر إذا لم يتبلور مسار الأمور باتجاه إيجابي.

وستقوم الوكالة خلال هذه الفترة بتقييم أداء الحكومة ومدى التزامها بإقرار موازنة 2020 مؤكدة أن هذا الالتزام سوف يعزز الثقة ويؤمن الدعم الخارجي.

موازنة 2020 التي تحدث عنها تقرير موديز يحضر مشروعها مجددا على طاولة مجلس الوزراء المنعقد في السراي الحكومي حيث سبق جلسته اجتماع للجنة الوزارية للاصلاحات.

قبل هذا الاجتماع رصد تصعيد قواتي عكسه نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني بقوله إنه بناء على ما يناقش اليوم سنقرر الاستمرار في اللجنة أو الإنسحاب منها.

هذا ويعقد مجلس الوزراء جلسة أخرى يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري وعلى جدول أعماله 38 بندا من ضمنها الموازنة.

وفي أول تعليق على الحملات التي طاولته شدد الرئيس سعد الحريري انه سيستمر في العمل مهما شنوا حملات ضده لأن ما لن نتحمله هو انهيار البلد.

على المستوى السوري رحب مجلس الوزراء السعودي بتشكيل اللجنة الدستورية في سوريا فيما لقي موقف ولي العهد السعودي حول إيران بترحيب من مجلس الشورى الإيراني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

كما طافت ازمة المحروقات وشح الدولار فجأة، انتهت فجأة. وكما تحول بعض القطاع الصيرفي الى سوق سوداء في سعر صرف الدولار بسحر ساحر معلوم لدى أصحاب القرار، عاد الى الانضباط، بقرار رئاسي بالدرجة الاولى، واع وحاسم بعدم السماح بالتفلت غير المبرر. وكما غالت بعض الاصوات باتهاماتها الى النيل من الكرامات بغير صدفة، تراجعت بغير صدفة ايضا ...

لكن التراجع لا يعني الصمت على إهانة رئاسة الجمهورية، الموقع قبل الشخص، بما يمثل ومن يمثل. وعلى هذا المستوى، إخبار موثق بالصور والفيديو امام النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، علما ان بعبدا ووفق مصادر قريبة منها، باتت تملك معطيات مؤكدة حول الجهات التي حركت الشارع وتقف خلف حملة الشائعات المبرمجة...

في وقت كان لافتا موقف تكتل لبنان القوي الذي توجه الى كل من يظن أنه بتحميل الرئيس عون وفريقه المسؤولية "منهر" : فعضمنا أزرق ولحمنا مش طري"، على حد تعبير النائب ابراهيم كنعان...

الإخبار امام النيابة العامة الاستئنافية لا يستثني من نالوا من مكانة الدولة المالية، وبالتالي الثقة بها، لا داخليا فقط بل خارجيا ايضا، بينما يستعد لبنان لانطلاق 250 مشروعا استثماريا في "سيدر" فور وضع الاصلاحات التي التزمتها الحكومة موضع التنفيذ، وعلى ابواب موازنة موعودة تقشفية اصلاحية في مهلها الدستورية...

في الموازاة، اصدر مصرف لبنان تعميمه لتأمين الدولار لاستيراد المواد الاساسية من مشتقات نفطية وقمح وادوية، ما انعكس ارتفاعا للسندات الدولارية للبنان وفق "trade web"، فيما ابقت موديز على تصنيفها للبنان مع وضعه قيد المراجعة لخفض محتمل...

وفي الخلاصة، لا يمكن وضع كل ما حصل خلال الايام الماضية خارج سياق مخطط لا يتوقف عند حدود تشويه صورة العهد، بل بات واضحا انه يستهدف قيام الدولة وتقوية عناصرها، بعدما عاث فيها فساد عقود تدميرا لمؤسساتها ونهبا لمقدراتها واستنزافا لشعبها. شعب، لطالما استند الرئيس عون اليه في المحطات الوطنية المصيرية، ولطالما صارحه بالوقائع والحقائق في ايام الاحتلال كما في ايام المواجهة السياسية وبعدها في تفاصيل التفاهمات، ولم يخف عنه صعوبة الازمة الاقتصادية غير المستعصية على الحل، فدعاه الى المقاومة الاقتصادية، انطلاقا من ان المقاومة لا تكون دائما بهدف الحصول على الحرية والسيادة والاستقلال، التي اعتادها اللبنانيون وقدموا دما لأجلها، لكن لتحسين الاقتصاد ايضا...

فهل يفكر اللبنانيون "لبناني"؟ سؤال بات واجبا على كل مواطن، لا للوقوف عند بعض مواقف التحقير والتشويه، لكن للدفع باتجاه بناء وطن لا يقوم بالاتكال على الخارج، كما قال رئيس الحكومة اليوم، ولا تستقيم فيه مؤسسات إذا أحجم المسؤولون عن الاصلاحات لإسكات الحملات ضدهم، تماما كما رفض الحريري في رده غير المباشر على مقال نيويورك تايمز الاميركية اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

حظي الثلاثي النفط، الدواء، والطحين برعاية المصرف المركزي، وما يلزمها من عملة خضراء للدخول الى الاسواق اللبنانية بعيدا عن سطوة المضاربة بالدولار، وان امن اللبنانيون التلاعب في ثلاث سلع أساسية شرط موافقة الطرف الاخر مع ما يحكى عن عدم رضى شركات استيراد المحروقات، فماذا عن بقية السلع التي يستوردها بلد مستهلك الى الدرجة القصوى، هل تضبط الكتلة النقدية لشراء السلع الثلاث حركة سوق الصرف، والى متى؟ أم أن السوق سيبقى متفلتا وخاضعا لمزاج مضاربي الدولار وما يستتبعه ذلك من غلاء أسعار؟ طبعا الاجابة في طيات الايام المقبلة، وعليه سيصنف اجراء المصرف المركزي على أنه ضابطة عامة أو خاصة.

أما الضابطة المالية الخارجية، فقد قررت الإبقاء على التصنيف الائتماني للدولة اللبنانية على حاله، الا ان شركة موديز قررت وضع لبنان تحت المراقبة وباتجاه التخفيض خلال ثلاثة أشهر، إذا لم يتبلور مسار الأمور باتجاه إيجابي في خطوة وصفها العارفون بالايجابية او على الاقل بغير السلبية. وحتى يحافظ لبنان على علامته المتواضعة اصلا ولا يكون مصيره الرسوب، فالامر يحتاج الى سياسة اقتصادية راجحة ولطف من الله، أما عملية: نصر من الله اليمنية في مرحلتها الثانية فيعرضها المتحدث العسكري يحيى سريع بما تضيفه من مشاهد الهزيمة ورسائل الذل والهوان للجيش السعودي ومرتزقته، فيما كانت طهران تكشف عن رسائل سعودية وصلتها عبر رؤساء دول بهدف الحوار.

المتحدث باسم الحكومة الايرانية أوضح أن احدى الرسائل يمكن أن تكون إنهاء العدوان على اليمن، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني يؤكد أن أبواب طهران مفتوحة للحوار. فهل عادت الرياض الى لغة العقل، أم أن لغة القوة وفعلها على الارض هي التي ترسم المسارات؟

* مققدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

أربعة تعاميم شغلت الرأي العام اللبناني في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ونسبة الإنشغال جاءت بحسب اهتمام كل فئة:

التعميم الأول الصادر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بشأن تنظيم فتح الإعتمادات لاستيراد الدواء والقمح والمحروقات، وقد لاقى ارتياحا في الأسواق.

التعميم الثاني، إعلامي، إذا صح التعبير، ويتعلق بـ"التعميم" الذي نشرته "نيويورك تايمز" عن علاقة الرئيس الحريري بعارضة أزياء من جنوب افريقيا، نقول تعميما لأن الصحيفة نبشت خبرا من العام 2013...

التعليق الأول من الرئيس الحريري جاء بعد ساعات على نشر التحقيق، فاكتفى فيه بالقول: "مهما شنوا من حملات ضدي ومهما قالوا او كتبوا او فعلوا سأستمر في العمل ولن أتوقف"...

في هذا الرد المقتضب، لا نفي من الرئيس الحريري على ما نشر... لكن ما كان لافتا أن أكثر من موقع إخباري اعتبر ان ما نشر يأتي في سياق توجيه رسالة لوم أميركية قاسية للحريري...

التعميم الثالث ما صدر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، يتعلق بمواد في قانون العقوبات عن النشر والإساءة إلى السمعة المالية والنقدية، وقد كان هذا التعميم محط سجال بين مؤيد ومعارض: المؤيدون اعتبروا فيه أنه ضروري لوضع حد للفوضى التي تؤثر سلبا على الوضع النقدي، فيما المعارضون اعتبروا ان النشر هو نتيجة وليس سببا وأن المخاوف النقدية والمالية كانت تأتي اولا...

وبين التأييد والإعتراض، تبقى العبرة في تنفيذ ما جرى التذكير به، فهل تكون مواد ضبط او انضباط؟ وهل هناك ما هو أكثر؟

التعميم الرابع هو ما صدر عن قوى الأمن الداخلي، ردا على نشر حول خطف أطفال، فجاء فيه: "تبين انه لم تحصل اي عمليات خطف للأطفال من امام المدارس، كما ان الأخبار المتداولة حول محاولات الخطف غير دقيقة والتحقيق ما زال مستمرا في حالة واحدة".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

المجد للطحين والمحروقات والأدوية، وقد جاءها الدعم المركزي في تعميم قونن مواد الخط الأحمر وترك البقية على ذمة الليرة والصنف المدعوم عبر إلى المصارف بسلامة وبسعر الدولار الثابت، أما المستورد من خارج القطاعات الثلاثة الأساسية فعليه أن يسوق بحسب السوق يتقلب ويبني على السوء مقتضاه قدم الحاكم ما لديه من رياض مالية وأفرد بساطا من الحماية على الأولويات، وسرعان ما رصدت وكالة رويترز ارتفاعا لليرة أمام الدولار وصعودا لسندات الخزينة المقومة بالعملة الأجنبية وترجمة هذه السطور أن الليرة شدت بضع حيلها في مسعى للنهوض من بين ركام السيد الأخضر.

ومن بين العوامل الايجابية هي الضابطة المصرفية التي فرضتها قناة الجديد يوم امس من خلال دخولها مغارة الصيرفة وفضحها اللعب بسعر الصرف، وهذا ما ادى الى توقف نزيف الارتفاع لدى الصيارفة، وتبين ان الامر لا يحتاج سوى الى هز العصا من قبل المولجين حماية السوق رسميا.

بالاتكال على قانون النقد والتسليف سد الحاكم الرمق وضخ جرعة الدعم حين وصل الموس إلى رقبة العهد بثورة الجياع التي جيرت مفاعيلها ضد الحكم فتلقى الضربات عن سنوات من سياسات أضاعت المال العام وأهدرته في مزاريب المحاصصات والمحسوبيات، وألقت بثقلها على من تعهد بثورة مضادة لم تحدث تغييرا ولا لاحت بيارق إصلاحها حتى ركزت البلاد بين اثنين الحاكم بأمر المال وحكم المافيا المتآمرة على بيت المال.

ما الحل؟ الحل "بإيدك يا ريس" ورومية بالريتز يذكر أطلق يد المحاسبة وكف يد السارقين بيد جنرال لا يطلق سراحهم إلا بعد إعادة المال المنهوب وإذا ضاق رومية بالحجر عليهم فبالإقامة الجبرية أسوة بما فعله الرئيس السوري حتى بأقرب المقربين إليه ولا تسأل من أين لكم هذا؟ بل بالعمل على إقرار قوانين تسمح بمحاكمة السارقين واستعادة المليارات المهدورة. لكن سير الملاحقة لا يسري الا على جرائم المعلوماتية وحيالها تقدم العهد عبر منظريه بإخبار إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت يلاحق كل من أقدم على "تحقير الدولة اللبنانية ورئيسها، وتلفيق مزاعم، وإحداث خفض في أوراق النقد الوطنية، وحض الجمهور على سحب أموال إخبار "بلا عقل" يطارد الأشباح والافتراضيين لكنه يؤكد أن العهد لديه قوة التحرك متى أراد فلماذا لا يلاحق من هم في سدة السلطة أو ممن تعاقبوا عليها وفضوا أعراضها وبالأعراض الرئاسية في درجتها الثالثة سيطر الرئيس سعد الحريري على حريق وصل من جنوب أفريقيا وبمفعول رجعي فأدلى بأقصر الإجابات: مهما شنوا من حملات ضدي ومهما قالوا أو كتبوا أو فعلوا فسأستمر في العمل ولن أتوقف تجاوز الحريري العارضة ولم يستخدم الهجوم أو الدفاع مضى لاعبا حكوميا في الصفوف الامامية يترأس مجلس الوزراء ويحاكي البنود الاصلاحية للمستقبل من دون التدقيق في الماضي وان جاء مكلفا ومن دون شروح تفصيلية شجبت كتلة المستقبل اليوم الاساليب البالية في استهداف الحريري ومشروعه الاقتصادي والانمائي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

اشتدي ازمة تنفرجي. فبعكس الايام الفائتة فان الصورة الاقتصادية اليوم ليست سلبية. دوليا أولا، لبنان تخطى امتحان موديز، فبقي تصنيفه كما كان ولم يتراجع . لكن ذلك لا يعني اننا سنرتاح طويلا. فنحن سنبقى تحت المجهر، وسيبقى تصنيفنا معرضا للتخفيض في مهلة ثلاثة اشهر اذا لم نحقق الاصلاحات المطلوبة واذا لم تقر الحكومة موازنة اصلاحية للعام 2020 وفي المهلة القانونية. داخليا، تنفست السوق المالية الصعداء بعد تعميم مصرف لبنان، فارتفع سعر صرف الليرة مجددا امام الدولار، وعادت الامور تقريبا الى ما كانت عليه قبل عشرة ايام. التطبيع المالي ترافق مع ارتياحٍ نفسي في قطاعات عد ، ما انعكس ايجابا على السوق بعد ركود قاس وطويل.

وزاريا، الحكومة ماضية في بحث مشروع الموازنة، وهو أمر يواكبه بحث في الاصلاحات البنيوية المطلوبة للوصول الى خفض للعجز. ايقاع اجتماعات مجلس الوزراء جيد، وينم عن رغبة في انجاز الموازنة في موعدها الدستوري. توازيا ، اللجنة الوزارية المكلفة درس الاصلاحات عقدت اجتماعا قبل جلسة مجلس الوزراء. وهي تعرضت لهزة قواتية ايجابية ، بحيث ستفعل اللجنة الوزارية عملها وتباشر درس الخطوات الاصلاحية المطلوبة والملحة. على اي حال الاصلاح اصبح مطلبا لكل الدول، وهو ما عبر عنه الموفد التجاري البريطاني الخاص إذ قال: الاصلاح اولا. من جهته الرئيس الحريري ردّ على الحملة الاعلامية التي طالته بتأكيده انه مهما حصل سيستمر في العمل ولن يتوقف...في المحصلة يوم جديد، وصفحة جديدة.. فهل تستمر نفحة التفاؤل؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 1 تشرين الأول 2019

وطنية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

النهار

قال مصدر ديبلوماسي إن عوامل داخليّة وخارجيّة تداخلت في ما بينها ممّا أدّى إلى توتّر سياسي أثّر على الوضع المالي في لبنان.

يحضِّر جهاز أمني لملاحقة عدد من مُطلقي الشائعات الكاذبة والصور المزوّرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وملاحقتهم قضائيّاً.

تبيّن أن صرّافين اتّفقوا مع ثلاثة مصارف على سحب دولارات ثمّ بيعها من الزبائن بأسعار مرتفعة وتقاسم الأرباح ويجري التحقّق من الأمر.

الجمهورية

أمضى مرجع رسمي عطلة نهاية الأسبوع في إجتماعات مكثفة لمناقشة تقارير تتصل بالخطوات الإقتصادية والمالية المتوقعة في الأيام المقبلة.

لاحظت أوساط سياسية أن التصويب على شخصية غير مدنية وأخرى إقتصادية وراءه وزير يراهما عقبة أمامه في المستقبل.

نبّهت أوساط إقتصادية من إرتفاع أسعار السلع في المحلات التجارية بشكل غير مسبوق في ظل غياب السلطات الرقابية التي يفترض بها أن تحمي المواطن.

اللواء

تساءلت أوساط قريبة من جهة فاعلة عن السبب الذي دفع وزير سيادي للتلاعب بالتصريحات والمواقف، في جولاته الخارجية؟

يشهد شارع فريقين مسيحيين توتراً، مرشّح للإزدياد يوماً بعد يوم.

تضاربت تقارير المعنيين، من أجهزة ودبلوماسيين أجانب في التعرُّف على النشطاء البارزين في التحركات الشعبية.

البناء

أكدت مصادر أمنية واكبت عن كثب التحركات الإحتجاجية الأخيرة أنّ القوى الرئيسية كانت غائبة عنها بشكل فعلي، وانّ مشاركة بعض المناصرين لبعض الأطراف بأعداد محدودة طبيعي بما تستقطبه التظاهرات من غاضبين أو من فوضويين ليسوا ضمن كتل منظمة مرصوصة تحرّكها القرارات الحزبية، وكان غيابها أكيداً وواضحاً، وقالت إنّ كلّ السيناريوات التي رواها البعض خلاف ذلك هوليودية ومتخيّلة أو مدسوسة لأغراض.

قالت مصادر عراقية إنّ قضية الفريق عبد الوهاب الساعدي التي شكلت مادة شعبية وسياسية وإعلامية مشتعلة في اليومين الماضيين تمّت تسويتها بحيث يلتزم الساعدي بقرار رئيس الحكومة ويتقاعد بعدها لينصرف للعمل السياسي استعداداً لتشكيل لائحة انتخابية في الانتخابات النيابية القادمة، ورأت المصادر أنّ جهات إقليمية ساعدت في التوصل للمخرج ووعدت الساعدي بمنصب سياسي أمني يبقيه في المشهد العام للعراق…

 

فارس سعيد: بتنا امام دولار اجتماعي واخر تجاري

المركزية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

اعتبر رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد "انه وُلد في لبنان البارحة واليوم تأكّد بتعميم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما يُسمّى "الدولار الاجتماعي" اي ان هناك دولاراً يدعم الفئات الاجتماعية الفقيرة في الدواء والمحروقات وفي القمح، وكأن هناك دولاراً اجتماعياً واخر غير اجتماعي مخصص للسياحة للتداول التجاري والصناعي". وقال لـ"المركزية" "هذا التدبير ليس تدبيراً ادارياً يُسأل عنه حاكم مصرف لبنان. فلو كان تدبيراً ادارياً لكان نفّذه سلامة منذ العام 1993. الا ان هذا القرار هو استجابة للطبقة السياسية ولتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون". وحذّر من "ان هذا الموضوع سيُضخّم السوق السوداء في لبنان، بحيث سيكون هناك نوعان من الدولار، وبالتالي نوعان من الاسواق. سوق ودولار رسمي وسوق ودولار غير رسمي"، مبدياً خشيته من ان هذا الموضوع "يرتبط بقرار سياسي لمصلحة حزب الله وطهران والشام، بمعنى انه مع فتح معبر البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق، فُتحت طريق برّية تربط طهران بالضاحية الجنوبية من دون حواجز برية، وبالتالي سيُطلب ربما من لبنان ان يوصل الى سوريا وداخل ايران كل ما تريدانه ولا تستطيعان الحصول عليه قانونياً بسبب العقوبات الاميركية". واعتبر سعيد "ان هذا الوضع الخطير لا يُطاق، ولا يجب تحميل حاكم مصرف لبنان والمصارف اللبنانية مسؤولية ذلك، وانما الطبقة السياسية ككل، لان السكوت عن الخطأ جريمة". ولفت رداً على سؤال الى "ان لا خوف على سقوط الحكومة انما الخوف على لبنان الذي بات تحت النفوذ الايراني-السوري، واعتقد ان هذا الوضع لا يُمكن ان يستمر من دون ان ندفع ثمناً غالياً". وختم بتوجيه تحية الى رياض سلامة الذي لو كان التدبير الذي اتّخذه ناتجاً عن ارادته لصدر منذ العام 1993".

 

لستُ أنأى عنك إني يا الهي تحت ظلَّكْ

الأباتي سيمون عساف/01 تشرين الأول/2019

لستُ أنأى عنك إني يا الهي تحت ظلَّكْ

لم أهْبكَ الجزءَ مني لي وهيبٌ انت كلَّكْ

يا وهيباً لِيَ كُلَّكْ

انت من فجري انبلاج انت للقلب العلاج

انت سِرٌّ انت طلسَمْ انت داءٌ انت بلسمْ

علتي انت العلاج

هل مررتُم ذات يومٍ يا صديق فوق ذيَّاك الثرى؟

هل سألتم نعمةَ الربِّ الغَديقْ من سخاه المغفره؟

هل وقفتُم قرب تلك المقابرْ هل تأمَّلتُم مصيراً يا اكابرْ

نتساوى في المنايا كلنا لا صغيرٌ لا كبيرٌ يُكابر!!

يا ام يسوع يا أُمِّي في فَيء جنحيكِ أنْ لمي

شملاً بديداً هفا يرجو منك الحنانَ الطُفي ضُمي

يا ربُّ إبقَ الرفيقْ لولاك من يستفيقْ؟

من غفلةٍ وعلى الشِبْهِ أنت الشفيقْ

 

استدعاء الناشطين بدأ.. لبنان دولة بوليسية؟

المدن/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019 

تبلغ الزميل عامر شيباني، اليوم، بإلزامية حضوره، غداً الأربعاء، إلى مكتب الجرائم المعلوماتية للتحقيق معه لكتابتة تغريدة، قال فيها ان مصرف "السوسيتيه جنرال" لا يوجد فيه دولارات، وذلك في أول خطوة تنفيذية لتعميم صدر أمس يحدد ماهية النشر، وإنزال العقوبات بمرتكبي جرائم النيل من مكانة الدولة المالية. وكتب عامر في حسابه في "فايسبوك" اليوم: "تبلغت منذ قليل إلزام حضوري غداً الى مكتب الجرائم المعلوماتية للتحقيق معي لكتابتي التويت". وكتبت الزميلة عزة الحاج حسن في صفحتها: "هلق سؤال تقني.. إذا الواحد راح على البنك بدو يسحب دولار من حسابو يللي بالدولار.. وقالولو بالبنك منعتذر ما في عنا... شو المفروض يطلع يقول؟ البنك عندو دولار وعم يمزح معي.. أو البنك ما عندو دولار؟".والاستدعاء، يبدو أنه تنفيذ لتعميم أصدرته رئاسة الجمهورية، أمس الاثنين، عممت فيه نص المادة 209 من قانون العقوبات التي تحدد ماهية النشر، والمادتين 319 و320 من القانون نفسه والتي تحدد العقوبات التي تنزل بمرتكبي جرائم النيل من مكانة الدولة المالية.

وهنا نص المادة 209/ عقوبات:

"تعد وسائل نشر:

1- الأعمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرّض للأنظار أو شاهدها بسبب خطأ الفاعل من لا دخل له بالفعل.

2- الكلام أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقلاً بالوسال الآلية بحيث يسمعها في كلا الحالين من لا دخل له بالفعل.

3- الكتابة والرسوم واللوحات والصور والأفلام والشارات والتصاوير على اختلافها اذا عرضت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرّض للأنظار أو بيعت او عرضت للبيع أو وزعت على شخص أو اكثر أياً كانت الوسيلة المعتمدة لذلك بما فيها الوسائل الالكترونية".

وفي ما يلي نص المادة 319/ عقوبات:

"من أذاع بإحدى الوسائل المذكورة في الفقرتين الثانية والثالثة من المادة 209، وقائع ملفقة او مزاعم كاذبة لإحداث التدني في أوراق النقد الوطنية أو لزعزعة الثقة في متانة نقد الدولة وسنداتها وجميع الإسناد ذات العلاقة بالثقة المالية العامة، يعاقب بالحبس من ستة اشهر الى ثلاث سنوات وبالغرامة من خمسمئة ألف ليرة الى مليوني ليرة.

ويمكن فضلاً عن ذلك أن يقضي بنشر الحكم".

وفي ما يلي نص المادة 320/ عقوبات:

"يستحق العقوبات نفسها كل شخص تذرع بالوسائل عينها لحض الجمهور إما على سحب الأموال المودعة في المصارف والصناديق العامة، أو على بيع سندات الدولة وغيرها من السندات العامة او على الإمساك عن شرائها". واليوم، أعلن المحامي وعضو المكتب السياسي في "التيار الوطني الحر"، وديع عقل، إخباراً مفصلاً أمام النائب العام الإستئنافي ببيروت. وغرّد تعليقاً عليه: "ما منرضى ألا ما نشوف الزعران بالحبس من الكبير للصغير... ومش عم نمزح مع حدا لأنو لبنان أكبر من الكل".

 

"المؤامرة" على سعد الحريري وملايين صديقته

المدن/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019 

لا شيء يستحقّ الصدمة في فضيحة الـ16 مليون دولار المحوّلة من حساب الرئيس سعد الحريري الى عارضة الأزياء الجنوب افريقية، الا حجم المبلغ. عدا ذلك، محاولات لذر الرماد في عيون محبيه الذين يرفضون التصديق بأن هناك عاقلاً يدفع لامرأة مغمورة 16 مليون دولار. وما دون ذلك، ينطوي على أوهام سياسية تتحدث عن المؤامرة.

أي مؤامرة حول الكشف – الفضيحة؟

سؤال يوجب طرحه، في ظل الهراء المنتشر، من بعض وسائل الاعلام، إلى منصات التواصل الاجتماعي. فلا الحكومة اللبنانية قابلة للسقوط أو الاستبدال، ولا بديل متوفراً عن الحريري الآن. ولا الإدارة الاميركية توجه رسائل غير مباشرة، لأنها قادرة على ارسال رسائل مباشرة، في الشرق الاوسط تحديداً، ولن تلقى من معارضي تلك الرسائل - المطالب إلا دعوات لنقاش حول آليات تنفيذية، أو استمهالاً قصيراً في التنفيذ، أو إيجاد مخارج صغيرة لا تؤثر في الاستراتيجية – الطلب. والادارة الاميركية، أيضاً، لا توجه رسائل الى العالم العربي مرتبطة بفضائح جنسية، لعلمها بأن رسالة مشابهة هي عبثية، وعاجزة عن تغيير اي شيء، ولن تحقق الا "تشويه السمعة" الذي سيغسله عار الانتخابات المقبلة، والأصوات المؤيدة للزعيم في صناديق الاقتراع. وهي تعلم أن أي فضيحة جنسية في العالم العربي، مرتبطة بمسؤول "ذكر"، لن تهشم صورته في المدى البعيد، خلافاً لفضائح مرتبطة بالنساء. بل على العكس، سيتعاطى هؤلاء معه على أنه "فحل"، وقادر على جذب أجمل النساء وأكثرهن تأثيراً.. وعوضاً عن إثارة تعليقات الإدانة، ستثير تعليقاً من قبيل "يقبرني البطل"! والحال أن مريدي المؤامرة في هذا المكان، أو مَن يتمنونها في أقل تقدير، يتناسون أو لا يعرفون شيئاً عن وسائل إعلام من مصاف "نيويورك تايمز" (إذا كانت مسطرتهم وسائل إعلام المحاور التي يعرفونها). ومَن لم يكن منهم جاهلاً، فهو يحاول الاستفادة من الفضيحة لخدمة ملفّه مع أميركا: العقوبات، حزب الله، إيران... أميركا تضغط على الحريري، وانظروا بأي طريقة! ولم لا؟ بل ولماذا لا يستفيد الحريري نفسه، هذه المرة، من المخرج الذي تؤمنه له الممانعة - الصديقة اللدودة؟

والحال أن "نيويورك تايمز"، ليست فقط بالمستوى والتأثير الذي يجعلها أهم من السلطة، بل تشوبها علاقات متوترة مع الإدارة الاميركية الحالية، وليست مقرّبة منها لكي تتواطأ معها في أي "مؤامرة". فأي رسالة، وممن، ستُرسل إلى الحريري؟ لا شيء منها. لكن كشف "نيويورك تايمز" الأخير، هو الأول الذي يطاول شخصية عربية في موقع السلطة. لم يسبق الحريري على الفضح اي مسؤول عربي قبله. وربما لن يكون هناك بعده. وهنا مصدر التشكيك، في النظر الى ان خبراً يستأهل أن يكون فضيحة جنسية في الغرب، هو ليس كذلك في العالم العربي، ويضم الحريري، للمرة الأولى، الى نادي الفضائح الجنسية التي عُرفت في التاريخ الحديث، وبينها فضيحة الرئيس الاميركي بيل كلينتون، ورئيس الحكومة الايطالي سيلڤيو برلسكوني، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحتى ترامب نفسه الذي يُفترض أنه الضاغط الآن على الحريري..

أين المؤامرة إذن؟

كل التقديرات تنطوي على أوهام، باستثناء واقعة واحدة تستحق التشكيك. لماذا 16 مليون دولار لامرأة مغمورة؟ وهو سؤال، لا يملك اي أحد إجابة عنه الا الحريري نفسه. وحده يدرك لماذا؟ وكيف؟ وحده يمتلك الحقيقة التي لن تظهر. وسينتهي الجدل حولها بعد فترة قصيرة. كيف لا، وقد انتهى الجدل حول فضائح جنسية أكثر خطورة تنطوي على اتهامات بالاتجار بالبشر مثل برلسكوني. وعليه، فإن الشعب مضطر للتصديق هذه المرة. في العام 2018، ظهرت قضية الـ16 مليون، وسُمّي الحريري بالاسم، في مقالات ومواد إخبارية ضمن وسائل اعلام صغيرة، قد لا تتمتع بشعبية أو مصداقية عالية. كانت هنا، في الانترنت، بين الأيادي، ولم ينتبه إليها أحد في خضم الضخ اليومي من الأخبار. لكن ظهورها في "نيويورك تايمز" ظهّرها في ضوء عالمي، وثبّت الواقعة التي لم يعلق عليها الحريري، ولم تعلق الفتاة أيضاً، رغم أن أقوالها التي أوردتها "نيويورك تايمز" مأخوذة من ملف قضائي مثبت في بلادها. لكنه كشف غير مؤثر. لن يهشّم صورة رئيس الوزراء الذي يعدّ ضرورة لبنانية في هذا الوقت. لن يطيح الحكومة في ظل البحث عن استقرار اضافي، نقدي وأمني واقتصادي. ولن يتخطى تأثيره تشويه سمعة الحريري، ليس بسبب معاشرة امرأة بمبلغ مالي كبير، بل لأنه حرم موظفي مؤسساته منها، ودفعها لامرأة مغمورة لقاء نزوة، إذا صحت التقديرات. الحريري رجل، وزعيم طائفة. لذلك، وفق تقديرات ناشطي "فايسبوك"، هو أكبر من تداعيات فضيحة. وأعلى من الشبهات. لن "يغبّر على صبّاطه" حديث عن "فحولة". وهي كلمات كافية لكفّ ألسنة المتوهّمين، لكنه لا يكفي لإزالة المرارة من قلوب موظفيه الغارقين في الديون، والعاطلين عن العمل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سليماني: هذا ما حصل خلال حرب تموز

وكالات/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

يخرج قائد “فيلق القدس” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” اللواء قاسم سليماني، عن صمته ويفجّر كلاماً يبدو صداه أقوى من قنابل حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله ولبنان العام 2006 . حديث سليماني جزء من حوار يبثّ اليوم عند الساعة 7 مساء عبر قناة إيرانيّة.

ويروي سليماني، في حوار خاص أجراه معه مكتب “حفظ ونشر مؤلفات قائد الثورة الاسلامية” أن “حرب تموز تحولت بسرعة الى حرب شاملة وسميت بحرب 33 يوماً”، مضيفاً، “عدت الى لبنان، وزارني الحاج عماد مغنية. كنت أرسل تقارير عبر الخط الآمن الى طهران.

ويشير إلى أن “علي خامنئي قال إن هذه الحرب ستكون في غاية الشدة والصعوبة. اليومان 27 و28 من الحرب كانا يومين صعبين”. ويوضح قائد “فيلق القدس”، أنه “كان لحزب الله غرفة عمليات في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. كانت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية تحلق بشكل متواصل في سماء الضاحية بصورة مجموعات ثلاثية وترصد كل التحركات بدقة”. ويكشف عن أنه “في احدى الليالي خرجنا انا والسيد حسن نصر الله وعماد مغنية في الساعة 11 مساء، وكانت طائرات MK اي الطائرات من دون طيار الاسرائيلية تحلق فوق رؤوسنا. عندما وصلت السيارة الينا كانت MK تركّز على السيارة”.

 

إجراءات لبنانية لمعالجة الأزمة المالية وتعميم لتوفير الدولار للبنوك بالسعر الرسمي غداة توترات الشارع

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

سلك لبنان طريق معالجة الأزمة المالية الأخيرة التي تمثلت بتقلص العملة الصعبة من السوق، وتداعياتها على استيراد المحروقات والدواء والغذاء، عبر إجراء يعلنه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، بعدما أطلع الرئيس اللبناني ميشال عون عليه خلال لقاء عقد بينهما، أمس.

وخصص عون معظم لقاءاته، أمس، لعرض الأوضاع الاقتصادية والمالية في ضوء التطورات الأخيرة، والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة هذه الأوضاع. وعرض مع سلامة الأوضاع النقدية في البلاد وعمل المصرف، فيما وضعه سلامة في أجواء معطيات التعميم الذي سيصدره اليوم، والإجراءات التي سيتخذها لمعالجة الإضراب الأخير.وأكد سلامة بعد اللقاء أن مصرف لبنان «يؤمّن حاجات القطاعين العام والخاص بالعملات الأجنبية، وسيستمر بذلك وفقاً للأسعار الثابتة التي يعلن عنها المصرف المركزي من دون تغيير». وأشار إلى أنه سيصدر اليوم تعميماً ينظم توفير الدولار للمصارف بالسعر الرسمي المعلن عنه من المصرف المركزي لتأمين استيراد البنزين والأدوية والطحين، ضمن آلية سيرد شرحها في التعميم، مع التشديد على أن علاقة مصرف لبنان هي مع المصارف فقط، وهو لا يتعامل مع المستوردين مباشرة. ولفت إلى أن مصرف لبنان «سيتابع تحفيز التمويل للقطاعات المنتجة وللسكن، وكان أعلن منذ أسبوع عن تحفيزات جديدة لقطاعات الصناعة». ورداً على سؤال، قال سلامة إن «مصرف لبنان لا يتعاطى تاريخياً بالعملة الورقية، ولن يتعاطى بها حالياً أو مستقبلياً لاعتبارات عدة. إلا أن التعميم الذي سيصدر اليوم سيخفف حتماً الضغط على طلب الدولار لدى الصيارفة».

واستقبل رئيس الجمهورية في وقت لاحق رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير وعرض معه شؤوناً مصرفية ومالية في ضوء التطورات الأخيرة. وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة التي انفجرت في الشارع الأسبوع الماضي، وبلغت ذروتها في الاحتجاجات التي عمت المناطق اللبنانية الأحد «بدأت معالجتها اليوم»، مشددة على أن قرار حاكم المصرف المركزي «خطوة أولى ومهمة على طريق الحل»، من غير أن تنفي أن الحل يحتاج إلى وقت، كونه يرتبط بتطمين الناس وإزالة أسباب قلقهم. وفيما لم تؤكد المصادر أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ستنهي الأزمة فوراً أو تحتويها بالمطلق، شددت على أنه «تم سلوك طريق المعالجة». وانفجرت الأزمة الأسبوع الماضي مع إضراب محطات توزيع المحروقات بسبب عدم توفر الدولار في السوق، وتوقف بعض المصارف عن دفع الدولار. وخرجت مظاهرات الأحد في الشوارع احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وسط ارتفاع سعر صرف الليرة نحو 4 في المائة في السوق السوداء. ورأت المصادر الوزارية أن «هناك جانباً مبالغاً فيه ومفتعلاً في الأزمة التي حصلت، لكن ذلك لا ينفي أن هناك جانباً واقعياً يعود إلى الأزمة الاقتصادية وإقفال الحدود أمام البضائع اللبنانية بسبب الأزمة السورية، والديون المترتبة على لبنان منذ 1992 وخدمة الدين العام التي تستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية البلد، إضافة إلى سلسلة الرتب والرواتب التي لم تتسم أرقامها بالدقة، ما رتّب على ميزانية الدولة مدفوعات إضافية أرهقتها».

ولا تزال تداعيات الأزمة قائمة، بانتظار التعميم الذي سيصدره حاكم مصرف لبنان اليوم. وقالت الشركات المستوردة للنفط والغاز في بيان، أمس، إنها «رغم إبدائها الإيجابية الكاملة، تنظر بحذر كبير لطريقة التعامل مع هذا القطاع الحيوي الذي هو ركيزة الاقتصاد ويعيل أكثر من خمسة آلاف عائلة». وكررت طلبها الاطلاع على مشروع قرار مصرف لبنان قبل إصداره والتشاور بشأنه. وقالت: «في حال لم تطلع على هذا المشروع، فإن الشركات تحتفظ بحق دراسته بعد إصداره قبل اتخاذ الموقف النهائي من تنفيذه، وإلى حين اتخاذ الموقف النهائي، فإن شركات الاستيراد لن تعدّل طريقة البيع». وفي السياق نفسه، أكدت جمعية الصناعيين اللبنانيين في بيان أنه «في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وشح النقد النادر في لبنان، يجمع الجميع على زيادة الصادرات وتخفيض الاستيراد قدر الإمكان، والصناعة قادرة على تلبية حاجات الأسواق بقطاعات عدة». وأشارت إلى أن «بعض المصانع تبيع إنتاجها بالليرة اللبنانية، إلا أنها تستورد موادها الأولية بالعملات الصعبة، وبالتالي هي بحاجة إلى أن يتأمن لها الدولار وإلا ستضطر إلى شراء العملة من الصرافين بأسعار مرتفعة، ما سيزيد من تكلفة إنتاجها».

 

«المستقبل» يحاور باسيل «من موقع الاختلاف» بهدف «تغليب التفاهمات» رغم غياب «الكيمياء السياسية» بينهما

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

يستعد «تيار المستقبل» لاستضافة رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الأربعاء المقبل، في حوار مفتوح يأتي في سياق برنامج حواري يشمل أبرز المكونات السياسية المشاركة في الحكومة، لتأكيد «ضرورة الانفتاح والتواصل ولو من موقع الاختلاف».

ويشمل الحوار عدداً من القضايا المتعلقة بالعمل الحكومي «بغية تغليب التفاهمات على التباينات في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وتتطلب من الجميع الابتعاد عن المهاترات التي يترتب عليها إقحام البلد في دوامة الاشتباكات السياسية في وقت هو في أمسّ الحاجة إلى رفع منسوب الإنتاج لمنع انزلاقه إلى الانهيار»، حسب مصادر. لكنّ اختيار «المستقبل» للوزير باسيل ليكون الأول على لائحة الحوارات المفتوحة التي يستضيفها لا يلقى الارتياح المطلوب لدى معظم كوادره ومحازبيه، ليس لأن «الكيمياء السياسية» لا تزال مفقودة بين الطرفين فحسب، وإنما لوجود «نقزة» تتفاعل من حين لآخر وتبلغ ذروتها من خلال تبادل الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلما اشتدّ الخلاف بينهما.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للتحضيرات التي يقوم بها «المستقبل» بالتنسيق مع «الوطني الحر» لاستضافة باسيل أن المعترضين على استضافته لا يعترضون من حيث المبدأ على الحوار وضرورة الانفتاح والتواصل، وإنما على اختياره كأول محاور، باعتبار أنه «كان من الأجدى التريث في اختياره إفساحاً في المجال أمام تحضير الأجواء التي لا تزال ملبّدة». ويرى هؤلاء أن هناك ضرورة لتأخير استضافة باسيل وأن تُعطى الأولوية لممثلين عن المكوّنات الأخرى المشاركة في الحكومة. وتؤكد هذه المصادر أن «تحضير الأجواء وصولاً إلى تعبيد الطريق لتكون سالكة أمام استضافة باسيل يستدعي إطلاق الضوء الأخضر للبدء في حوار داخلي على مستوى كوادر ومحازبي (المستقبل) للوقوف على الأسباب الكامنة وراء عدم استعدادهم من الوجهة السياسية لأن يبلعوا استضافته، خصوصاً أن أكثر من نائب ينتمي إلى تكتل لبنان القوي برئاسة وزير الخارجية ممن يصنّفون على خانة الصقور في التكتل لم يتوقفوا عن شن حملاتهم على (المستقبل)، وكان آخرهم النائب زياد الأسود، فهل يتفرّد الأخير في مواصلة حملاته من دون الرجوع إلى قيادته إلا إذا كان من الفريق الذي يفتح على حسابه بلا رادع؟». وتقول المصادر إن السواد الأعظم من المنتمين إلى «المستقبل»، إضافة إلى شارعه، يُبدون امتعاضهم من التوقيت الذي اعتُمد وكان وراء إدراج باسيل على رأس لائحة المدعوين للتحاور معهم. وتساءلت: «هل المطلوب إعطاء صك براءة لمن أعاق تشكيل الحكومة ويعيق حالياً استكمال إصدار التعيينات الإدارية وتزعُّم الفريق الوزاري الذي عطّل انعقاد جلسات مجلس الوزراء واشترط إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي بذريعة أنه كان شخصياً هو المستهدف قبل أن يعود ويتراجع عن اتهامه هذا؟»، و«كيف يمكن ضبط إيقاع الحوار مع باسيل وعدم إصرار بعض المدعوين للمشاركة فيه على طرح أسئلة نارية يمكن أن تؤثر سلباً على مجريات الحوار؟». ورأت أن «هناك ضرورة لأن يسبق هذا الحوار حوار آخر بين قيادة (المستقبل) وجمهوره يقود إلى المصارحة بلا كفوف». وفي هذا السياق، ترى المصادر المواكبة أن الحوار «لا يشترط على فريق دون الآخر أن يبادر إلى تقديم تنازلات أو أن يتعهد المستضيف بأن يكون معلباً بوضع رقابة مسبقة على الأسئلة التي يُفترض أن يوجهها الحضور إلى المحاور، وإنما إصرار الأخير على خطابه السياسي وتقديم نفسه على أن تياره هو المنقذ الوحيد للبلد دون الآخرين وأن هناك مؤامرة داخلية وخارجية تقف وراء استفحال أزمة التداول بالدولار، لا يعيق إطلاق الحوار فحسب وإنما بات يشكّل عائقاً أمام تفعيل العمل الحكومي».

وأكدت أن رئيس الحكومة سعد الحريري «يتجنّب على الدوام إقحام البلد في أزمة تلو الأخرى وهو الحريص على التفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، والتفاعل الإيجابي مع المجلس النيابي برئاسة الرئيس نبيه بري، لأنه ليس هناك من لديه القدرة على تسديد فاتورة التكلفة المالية والسياسية من جراء جره إلى اشتباك سياسي يصعب السيطرة عليه». غير أن المصادر تساءلت: «هل ستكون الطريق آمنة وسالكة سياسياً أمام محاورة باسيل، ما لم يبدّل الأخير في خطابه السياسي، وأيضاً في أسلوبه في مخاطبة الآخرين وفي إصراره على احتكار الحصة المسيحية في التعيينات بالتوازي مع قيام (المستقبل) بجهد فوق العادة يؤدي إلى تنعيم موجة الاعتراض على استضافته؟». وعليه، فإن الجرأة التي أظهرها «المستقبل» في استضافته لباسيل «لا تكفي لأن قراره بأن يلاقيه في منتصف الطريق يستدعي منه ملاقاته في المنتصف الآخر ليكون الحوار مثمراً، هذا إذا لم يدفع تسارع الأحداث إلى التريث في إطلاق الحوار، خصوصاً في حال أن الباب بقي مفتوحاً على مصراعيه في تبادل الاتهامات، بدلاً من التعامل مع التدبير الذي سيصدره اليوم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أنه خريطة طريق لتأمين استيراد الدواء والقمح والمشتقات النفطية في أجواء طبيعية». ويبقى السؤال عن: كيف سيتعاطى باسيل مع الحوار وبأي روحية، وهل يتمكن من إقناع محاوريه بأنهم يتحاورون مع باسيل «آخر» غير الذي كانوا ينظرون إليه باعتباره لن يتغير؟

 

القضاء العسكري اللبناني يرجئ محاكمة الأسير

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أرجأت المحكمة العسكرية اللبنانية الدائمة برئاسة العميد حسين عبد الله، إلى 3 فبراير (شباط) 2020 محاكمة الداعية المتشدد أحمد الأسير في قضية أحداث الاعتداء على الجيش اللبناني في منطقة بحنين شمال لبنان في 2014، والمتهم مع آخرين بتدريب أشخاص للقيام بأعمال إرهابية. وجاء الإرجاء بسبب استمهال وكلاء الدفاع عن الأسير، ليتمكنوا من الاطلاع على تقرير الخبير العسكري، وستُخصّص الجلسة للتعليق على التقرير وللمرافعة. وكانت مجموعات متطرفة نصبت كميناً لدورية للجيش اللبناني في منطقة بحنّين - المنية في شمال لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وقتلت عدداً من عناصرها. واتُّهم الأسير بتدريب مجموعات مسلّحة وتمويلها وتصنيع عبوات ناسفة، والتحريض على قتل عناصر من الجيش.

 

الحريري يحصّن النيابات العامة من التدخلات السياسية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أثار التعميم الذي أصدره رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وطلب فيه من الوزارات والإدارات العامة والبلديات، مخاطبة النيابات العامة والقضاء بواسطة النائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات حصراً، بلبلة في الأوساط القضائية. وتباينت التفسيرات حيال هذا الإجراء، بين من اعتبر فيه تقويضاً لصلاحيات النيابات العامة، وبين من رأى فيه إجراء طبيعياً يضع حداً لتفلّت عمل هذه النيابات، ويخرجها من الاستتباع السياسي لهذا الفريق أو ذاك. وكان الحريري أصدر تعميماً الأسبوع الماضي، طلب فيه من جميع الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والبلديات «التقيد بالقوانين، واحترام أصول التخاطب لناحية مراسلة قضاة النيابات العامة على اختلافها وتنوعها، (نيابات عامة استئنافية - نيابة عامة مالية - مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية)، من خلال النائب العام التمييزي حصراً». ووضع هذا التعميم موضع التنفيذ، إذ بدأت الإدارات بتنفيذ مضمونه، رغم الغبار الذي أثاره البعض حوله.

وفي حين رأت مصادر متابعة أن هذا الإجراء «يهدف إلى تصويب عمل النيابات العامة، ويضع حداً للتفلّت في بعض قراراتها»، ربطت ذلك في استتباع كل نيابة عامة لفريق سياسي تعمل بإيحاءاته، وتتلقى تعليماته في قرارات الملاحقة وتحريك الدعوى العامة.

إلا أن مصدراً قضائياً بارزاً عبّر عن رفضه لهذه السياسة، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «معالجة أي خلل في تطبيق القانون تستدعي وضع اليد على هذا الخلل، لا أن تخلق خللاً إضافياً». ورأى أن تعميم رئيس الحكومة «يحوّل النائب العام التمييزي إلى صندوق بريد للنيابات العامة الأخرى، وهذا يخالف مبدأ قانونيا أساسيا، وهو حق الوصول إلى القضاء».

ولا يختلف رجال القانون على أن بعض القرارات خرجت عن إطار العمل القضائي البحت، «وهذا يحتّم لجم الوضع القائم عبر سلطة رقابة تضبط مسار النيابات العامة، حتى لا تكون القرارات القضائية عرضة للتشكيك». غير أن المصدر القضائي رأى أن «سبب القرار أبعد من ذلك، ويهدف إلى تقليص صلاحيات النيابات العامة الأخرى، والحدّ من حقوق الجهة التي تخاطب النيابات العامة، وهذا أمر غير مبرر». وسأل: «لماذا تمرير كلّ المراسلات، وتحويل النيابة العامة التمييزية إلى مصفاة لتنقية الشكاوى والإخبارات، بحيث تقبل بعضها وترفض البعض الآخر؟». ورأى أن «تعميم الحريري جاء استكمالاً لتعميم صدر قبله عن القاضي غسان عويدات، وهذا يدلّ على أن الأمور تسير وفق اتفاق سياسي لا يستند إلى مبرر قانوني». في المقابل، أوضحت مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط» أن «التعميم ليس له أي أبعاد أو خلفيات سياسية، بل يهدف إلى ضبط إيقاع عمل النيابات العامة، بحيث لا يبقى كل نائب عام فاتحاً على حسابه»، مؤكدة أن «هذه السياسة الجديدة يعتمدها النائب العام التمييزي، وهو يطبّق القانون، ويضع حداً لتدابير شكلت خللاً في عمل النيابات العامة ودورها». المبررات التي ساقتها مصادر رئيس الحكومة، تقاطعت مع تفسير الخبير القانوني والدستوري الدكتور سعيد مالك الذي اعتبر أنه «لا مشكلة قانونية في تعميم رئيس الحكومة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «قانون أصول المحاكم ينص على أن النائب العام التمييزي هو رئيس النيابات العامة الاستئنافية والنيابة العامة المالية والنيابة العامة العسكرية، وكلّها تخضع لسلطته وتعمل بموجب تعليماته وتحت إشرافه». لكنه لفت إلى أن «العادة درجت منذ زمن بعيد على أن النيابات العامة تستقبل الشكاوى وتفتح تحقيقات فيها من دون مراجعة النائب العام التمييزي». ولا يستبعد مالك وجود خلفيات سياسية لبعض الملاحقات أو الدعاوى التي تقدّم. وقال: «لم يعد خافياً على أحد أن هناك دعاوى بحق أشخاص تسير بشكل روتيني، ودعاوى مماثلة يجري حفظها لعدم تعريض أصحابها للملاحقة، وهذا لا يمكن فصله عن التأثير السياسي». ولفت إلى أن «تعميم رئيس الحكومة قانوني وصحيح، ومستند إلى قانون أصول المحاكمات الجزائية».

 

بعد الشائعات التي طالته الحريري يردّ: مهما قالوا أو كتبوا سأستمر في العمل

وكالات/01 تشرين الأول/2019

اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اصراره على العمل قدما لتحقيق الاصلاحات المنشودة للنهوض بالبلد وتجاوز الازمة الصعبة التي يمر بها وقال: مهما شنّوا من حملات ضدّي ومهما قالوا او كتبوا او فعلوا ساستمر في العمل ولن اتوقف . صحيح اننا نمر باوضاع اقتصادية صعبة ولهذا علينا اتخاذ قرارات جريئة وهذا امر غير قابل للنقاش لان ما لن نتحمله فعليا هو انهيار البلد. اضاف: كلما قمنا بانجاز ما يأتي من يهاجم هذا الانجاز و بعض السياسين يدّعي ان لا ذنب له بما يحصل، في حين ان ما نمر به هو بفعل الخلافات بين كل الاحزاب السياسية بمن فيهم المستقبل.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال ترؤسه ظهر اليوم في السراي الكبير إجتماع "اللجنة الفنية لتنسيق الخدمات الضرورية في المحافظات"، والمشكلّة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 56/2017 تاريخ 27/02/2017. حضر الاجتماع رئيس اللجنة، نائب رئيس مجلس الوزراء الأستاذ غسان حاصباني، ووزيرة الداخلية والبلديات السيدة ريا الحسن، وممثلو رئاسة مجلس الوزراء المهندس فادي فواز المستشار للشؤون الإنمائية والمهندس محمد عيتاني مقرّر اللجنة، والمحافظون، والقائمقامون، ورؤساء اتحادات البلديات، وممثل عن بلدية بيروت، وممثلون عن وزارات الأشغال العامة والنقل، الطاقة والمياه، الزراعة، الصحة العامة، الداخلية والبلديات، الدفاع الوطني، الإتصالات، التربية والتعليم العالي، الثقافة، البيئة، الشؤون الإجتماعية، السياحة، وممثلون عن وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية وعن وزير الدولة لشؤون النازحين، ومجلس الإنماء والإعمار، والمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان، وكهرباء لبنان، ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، والمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، والهيئة العليا للإغاثة والمجلس الأعلى للدفاع.

في مستهل الاجتماع تحدث الرئيس الحريري فقال: ما يهمني هو استكمال هذه الاجتماعات بموازاة تنفيذ المشاريع التي تطالبون بها ، لا سيما تلك التي تتصدر الاولوية في مناطقكم وتحديد ما يمكن ادراجه منها، سواء في "سيدر" او لدى المنظمات الدولية او ما يمكننا نحن كدولة ان نساهم فيه.

وتابع: كلما تعمّقنا بالامور اكثر، نرى ان هناك مئات الملايين من الدولارات تصرف في البلد "هدرا" او بسبب نقص التنسيق بين المنظمات المانحة. لذا يجب علينا كدولة وكمحافظات وبلديات ان نعد لائحة بالاولويات للتاكد من صرف الاموال في مكانها الصحيح تلافيا لما حصل مثلا في احدى الوزارات ، التي مكننت ادارتها بمبلغ عشرة ملايين دولار ليتبين فيما بعد ان النظام التشغيلي غير صالح للعمل مع باقي الوزارات. وخاطب الحاضرين بالقول: علينا ان نتعاون جميعا فيما بيننا، وعليكم انتم كمحافظين ومديرين عامين ورؤساء بلديات واتحادات، عقد اجتماعات تنسيقية فيما بينكم، فانتم اليد التنفيذية الحقيقية للدولة، لذا عليكم ان تحددوا اولوياتكم لنتعاون معاً على تنفيذها. لقد بدانا بهذه الاجتماعات العام الماضي وسنستكملها معكم في محافظاتكم، وهذا امر اساسي لاحداث نمو في البلد ولتحقيق ما تنشدونه، لذا يجب ان لا ينتهي هذا الاجتماع هنا، فاستمرار التواصل وطرح الافكار امر اساسي لنجاح ما نقوم وتقومون به.

وعلى الرغم من انني رئيس حكومة ، الا انني اجد نفسي مضطرا احيانا لمتابعة تنفيذ مسائل معيّنة كنت قد اصدرت قرارات بشانها، وهذا ما يجب عليكم ان تقوموا به انتم ايضا ، فالعديد من القرارات تتعرض للاهمال اوالعرقلة، وهذا امر يجب ان لا يحصل ولن اقبل باستمراره مستقبلا.

واردف قائلا: صحيح اننا نمر باوضاع اقتصادية صعبة، ولكن ليس من المستحيل تجاوزها، ولهذه الغاية يجب علينا اتخاذ قرارات صعبة وهذا امر غير قابل للنقاش لان ما لن نتحمله فعليا هو انهيار البلد، وهذا يتطلب منا جميعا جهدا اضافيا . يجب ان لا نتكل على الخارج، فالخارج مستعد لمساعدتنا على ان نساعد انفسنا اولا من خلال تغيير اسلوب عملنا.

لدينا الكثير من النجاحات في عدد من البلديات وذلك على الرغم من عدم وجود ثروات كبيرة . وفي مرحلة ما حققنا نجاحات ونموا في البلد وواجهنا تحديات، لكن مشكلتنا اننا اضعنا البوصلة في مرحلة من المراحل بسبب خلافاتنا السياسية، والان نحاول استرجاع ثقة المواطنين بالدولة ،وهذا امر لن يحصل من دون تعاونكم. انتم مسؤولون امام المواطنين وعليكم ان تثبتوا لهم ان الدولة موجودة وان هناك مديرين عامين ورؤساء بلديات ومحافظين يهتمون لامرهم. نحن جميعا موظفون في النهاية، سواء كنا نواب او رؤساء بلديات او غيرهم لان الناس هي التي انتخبتنا.علينا ان نعمل لمصلحة كل المواطنين دون تفرقة ، وانا ساستمر في العمل ولن اتوقف، وساقوم بالاصلاحات المطلوبة للنهوض بالبلد من الازمة التي يعيشها مهما شنّوا من حملات ضدي ومهما قالوا او فعلوا اوكتبوا ، ولكنني لا استطيع ان اقوم بذلك من دونكم فانا بحاجة لكل واحد منكم. اضاف: من الواضح ان هناك من يحاول ضرب الاستقرار في البلد. الوضع الراهن صعب ولكن كلما قمنا بانجاز معيّن ياتي من يهاجم هذا الانجاز. ونرى اليوم في وسائل الاعلام بعض الذين لا يفقهون شيئا بالاقتصاد ولكنهم يدّعون انهم خبراء في هذا المجال، وكل سياسي لا يفهم الامور الاقتصادية عليه ان يتنحّى جانبا والا ينظر على اللبنانيين بامور الدولار واسعار الصرف وغيرها.

فما حصل بقطاع المحروقات مثلا منذ عدة ايام لم يكن ازمة ، لان الموضوع محلول بالاساس ، ولكن بسبب " تعصيب" احدهم تمت الدعوة الى الاضراب وحدث ما حدث. فهل من المقبول ان تخضع الامور لمزاجية اي كان ؟

هناك آلية معينة للنهوض بالبلد ونحن نسير بها،فهناك قوانين اصلاحية يجب اقرارها ووضع موازنة تقشفية واجراءات مالية علينا القيام بها، ويجب ان نعض على جرحنا للقيام بذلك.

بعض السياسيين سيقولون وما ذنبنا نحن؟ ذنبهم ان المصيبة حصلت بسببهم، كما ان الخلافات بين كل الاحزاب السياسية بمن فيهم " المستقبل" هي التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.

وتطرق الرئيس الحريري الى الوضع المالي في لبنان فقال: اننا نعمل الان على مسالة الفلتان لدى بعض الصيارفة وهذا الموضوع على سكة الحل . لا اقول ان لا مشاكل لدينا الا اننا نعمل ليل نهار لمعالجة الاوضاع الراهنة، في حين يعمد البعض الى ترويج اشاعات عبر الواتساب او غيره وهذا ما نواجهه حاليا. فاذا كان البعض يعتقد ان الموضوع يتعلق بسعد الحريري فلياتي شخص آخر، ولكن المشكل ليس هنا، بل بايجاد حلول اقتصادية ونقطة على السطر، فلم يعد بمقدورنا صرف اكثر من مدخولنا وتكديس الديون على البلد. علينا ان ننتهي من هذا الدين من خلال تخفيض المدفوعات وزيادة الايرادات وهذا ما نسعى اليه من خلال " سيدر" او "ماكينزي" او غيره. الوضع المالي صعب ولكنه ليس مستحيلا ، باستطاعتنا انقاذ البلد وهذا الامر يحتاج الى شجاعة وقرارات جريئة والاتكال على رب العالمين. ثم تحدث رئيس اللجنة، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وتطرق الى خطة العمل المقبلة، حيث سيصار إلى استعراض قوائم المشاريع في كل المحافظات ومناقشتها من أجل وضع لائحة أولويات وفقاً للحاجات الملحّة والآنية لكل منطقة. وأشار إلى ضرورة وضع آلية واضحة للتنسيق ما بين الوزارات والمحافظين والقائمقامين بهدف تذليل العقبات المحتملة التي قد يواجهها تنفيذ المشاريع المتعدّدة، وآلية أخرى رديفة للمتابعة عن قرب مع الجهات المناطقية والجهات المنفذّة من اجل ضمان حسن سير الأعمال وسرعة التنفيذ. كما كانت مداخلة لوزيرة الداخلية والبلديات، ريا الحسن أبدت فيها دعمها لجهود اللجنة وعرضت توجه الوزارة للمساعدة في المرحلة المقبلة . وكان المهندس فواز قد عرض فيلماً وثائقياً قصيراً يلخّص نتائج الاجتماعات المناطقية التي عقدت خلال العام 2017، وأشار إلى خارطة الطريق المستقبلية لعمل اللجنة والتي تتمثل بزيارة المحافظات خلال 6 أشهر، بدءاً من محافظة عكار، ثم بعلبك – الهرمل، فلبنان الشمالي، ثم البقاع، وجبل لبنان، فلبنان الجنوبي، ثم بيروت وأخيراً النبطية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المقاومة الإيرانية: خامنئي أمر و”الحرس الثوري” نفَّذ هجمات “أرامكو”

لاريجاني: أبوابنا مفتوحة للسعودية... وحبس شقيق روحاني 5 سنوات والإعدام والسجن لـ"جواسيس" واشنطن

طهران، عواصم – وكالات/01 تشرين الأول/2019

 أكد نائب مدير مكتب ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة علي جعفر زادة، أن القيادة العليا في إيران هي من اتخذ قرار شن الهجمات على منشآت شركة “أرامكو” في السعودية في 14 سبتمبر الماضي. وقال زادة إن “قوات الحرس الثوري” الإيراني نفذت الهجمات، موضحا في مؤتمر صحافي في واشنطن أن “القرار اتخذ بشكل شخصي من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، وشاركت القيادة العليا في إيران، بما في ذلك قيادة الحرس الثوري في تخطيط وتنفيذ العملية”. وأكد أنه تلقى هذه المعلومات، من منظمة “مجاهدي خلق”، التي حصلت عليها من “مصادر تابعة لها داخل النظام الإيراني، بما في ذلك من داخل الحرس الثوري”. وقال: “تم اتخاذ القرار النهائي، يوم 31 يوليو الماضي، في اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يرأس اجتماعاته الرئيس حسن روحاني، ويحضرها وزير الخارجية محمد جواد ظريف بصفته عضوا فيه. وحضر اللقاء ممثلون عن الحرس الثوري”. وأضاف أن الهجمات نفذت من محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، وبالذات من قاعدة “اوميدية” العسكرية التي تستخدمها الوحدات العسكرية العادية في الجيش الإيراني، وليس “الحرس الثوري”، موضحا أن الهجمات تمت باستخدام صواريخ مجنحة محلية عالية الدقة من طراز “يا علي”. في غضون ذلك، رحب رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، برغبة ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان حل القضايا مع ايران بالحوار. وقال لاريجاني “نرحب بما نقل عن محمد بن سلمان بأنه يريد حل الخلافات عبر الحوار… أبوابنا مفتوحة للسعودية ونرحب بحل الخلافات عبر الحوار مع طهران”. في غضون ذلك، كشفت صحيفة “نيويوركر” الأميركية، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، رفض محاولة من جانب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بإجراء محادثات هاتفية ثلاثية، تضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحسب الصحيفة، قام ماكرون بزيارة غير معلنة لمقر إقامة روحاني في فندق “ميلينيوم هيلتون” بالقرب من مقر الأمم المتحدة في نيويورك ليلة الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أن جهز فنيون خطا آمنا مع ترامب في قاعة اجتماعات في الطابق الذي يقيم به روحاني، لكن روحاني رفض الخروج من غرفته، تاركا ماكرون وترامب في الانتظار، وفقا للصحيفة. وجاءت محاولة ماكرون الفاشلة بعد الخطاب الذي أدلى به ترامب في الأمم المتحدة، وقال فيه إن إيران “تسفك الدماء” وحمل طهران مباشرة مسؤولية الهجوم على شركة “أرامكو” السعودية. وكان ماكرون ظهر في لقطات فيديو يوم الثلاثاء الماضي، قال خلالها عبر مترجم لروحاني إن مغادرته للولايات المتحدة بدون مقابلة ترامب، بمثابة “فرصة ضائعة”.

على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، أن محكمة إيرانية قضت بحبس شقيق الرئيس حسن روحاني المتهم بالفساد، خمس سنوات. وقال إسماعيلي إن القضاء أصدر حكما بالسجن خمس سنوات على حسين فريدون شقيق روحاني، لكنه قد يواجه مزيدا من الاتهامات في قضية أخرى، دون أن يذكر تفاصيل. على صعيد آخر، قال إسماعيلي إنه “صدر حكم بالاعدام على متهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية، وبالسجن عشر سنوات على اثنين اخرين بنفس التهمة، وعلى شخص رابع بتهمة التجسس لصالح بريطانيا”.

ونقل موقع “ميزان” الاخباري التابع للسلطة القضائية عن إسماعيلي القول إنه “صدر حكم بالاعدام على متهم بالتجسس لصالح أميركا لكن تم الطعن في الحكم”، مضيفا أن المحكمة أصدرت حكما نهائيا بسجن اثنين آخرين عشر سنوات بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.

 

الكويت تؤكد أنها «ليست بعيدة» عن تحالف حماية الملاحة الدولية

الكويت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، اليوم (الثلاثاء)، أن بلاده «ليست بعيدة» عن تحالف حماية الملاحة الدولية في منطقة الخليج العربي، مشدداً على أن الكويت ستعلن موقفها الرسمي بعد الانتهاء من دراسة تفاصيل التحالف. وقال الجار الله، في تصريح صحافي عقب مشاركته في افتتاح ندوة «جهود الكويت لرعاية كبار السن»، إن الكويت شاركت في اجتماعات المنامة وتامبا، المتعلقة بإطار تحالف لحماية حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي، مؤكداً مواصلة الكويت المشاركة في أي اجتماعات في هذا الإطار، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وأضاف أن الكويت لم تعلن رسمياً الموقف من الانضمام إلى هذا التحالف «ولكن الممارسات العملية تؤكد أن الكويت ليست بعيدة عن هذا التحالف».

 

رعاية روسية ـ إيرانية لفتح «ممر استراتيجي» بين سوريا والعراق وتشغيل معبر القائم ـ البوكمال بعد خمس سنوات من إقفاله

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

مع دخول التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا عامه الخامس، أعادت دمشق وبغداد فتح معبر القائم - البوكمال على الحدود السورية - العراقية في خطوة تدل على إعادة فرض الحدود التي كان «داعش» أزالها من جهة، وتمسك طهران بدعم موسكو بطريق برية تربطها ببغداد ودمشق وبيروت من جهة ثانية، و«الالتفاف» على جهود واشنطن لقطع الطريق بين طهران ودمشق من جهة ثالثة. وعبرت أمس أولى الشاحنات من المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية على حدود العراق، ذلك أن المعبرين الآخرين يقع أحدهما سيطرة القوات الأميركية في شكل مباشر، والآخر تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، الحليفة لواشنطن.

وفي عام 2014، وبعد سيطرته على ثلث مساحة العراق ونصف مساحة سوريا، بدأ «داعش» رسم حدود مناطقه عبر إزالة الحدود وتأسيس «ولايات» تقع على جانبها. لكن التدخل الروسي قلب الموازين في سوريا، في حين غيّر التحالف الدولي بقيادة أميركا المعادلات غرب العراق إلى أن انتهى قبل أسابيع «داعش» جغرافياً، وبقيت خلاياه النائمة تجول في المناطق الصحراوية.

وفي منتصف 2015، كانت قوات الحكومة السورية تسيطر فقط على نحو 15 في المائة من البلاد، وعلى البوابات الحدودية مع لبنان، مقابل سيطرة «داعش» وفصائل المعارضة وقوات كردية على باقي البلاد، ومعظم البوابات الـ19 مع العراق وتركيا والأردن، وخط الفصل مع إسرائيل. واذ رفعت دمشق، بفضل دعم موسكو وطهران، خلال السنوات الأربع مناطق السيطرة إلى نحو 65 في المائة من مساحة البلاد البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، فإنها رفعت أيضاً حصتها على البوابات الحدودية.

وبين 19 بوابة حدودية، تسيطر دمشق على 5 مع لبنان، ومعبر مع الأردن، وآخر مع العراق، ومعبرين مع تركيا مقفلين من طرف أنقرة. وهنا تفاصيل السيطرة:

- الأردن

- نصيب - جابر: سيطرت الفصائل المعارضة عليه في أبريل (نيسان) 2015، لكن قوات الحكومة استعادته في يوليو (تموز) الماضي.

- الرمثا - درعا: استعادته دمشق قبل السيطرة على نصيب - جابر، بعدما فقدت السيطرة عليه منذ عام 2013.

- تركيا

- كسب: تحت سيطرة دمشق من طرف اللاذقية، لكنه مقفل من الجانب التركي بعد معارك في 2014.

- باب الهوى: تحت سيطرة إدارة مدنية تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على معظم إدلب.

- باب السلامة: تابع لمنطقة أعزاز في محافظة حلب ويقع تحت سيطرة فصائل «درع الفرات» التي تدعمها أنقرة.

- جرابلس: يتبع لحلب ويقع تحت سيطرة فصائل «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي.

- تل أبيض: تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» التي طردت «داعش» في 2015. وتريد تركيا خروج «الوحدات» منه ضمن اتفاق مع واشنطن لإقامة «منطقة أمنة». ووافقت واشنطن على البدء بـ«آلية أمنية» تمتد من تل أبيض إلى رأس العين.

- عين العرب (كوباني)، شمال حلب: تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب»، وهو مغلق رسمياً. تقع قربه قاعدة عسكرية أميركية. ولا تزال واشنطن طلب أنقرة ضمه إلى «المنطقة الآمنة».

- رأس العين: في صيف عام 2013، تم طرد «داعش» من قبل المقاتلين الأكراد. ووافقت واشنطن على آلية أمنية مع أنقرة تتضمن إخراج «الوحدات» وسحب السلاح الثقيل.

- القامشلي - نصيبين: يقع في الحسكة ولا يزال تحت سيطرة قوات الحكومة، لكنه مقفل من السلطات التركية.

- عين ديوار، في الحسكة: وهو تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، وتتم الإفادة من معبر زاخو للعبور إلى كردستان العراق.

- العراق

- اليعربية - الربيعة: يقع في محافظة الحسكة، ويربطها مع العراق، وهو تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية».

- البوكمال - القائم: تحت سيطرة قوات الحكومة والميليشيات الإيرانية. وقام قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني بزيارته. ووسعت إيران من سيطرتها على المنطقة. وسربت إسرائيل صوراً لـ«قواعد إيرانية» فيها قبل حصول «غارات غامضة» يعتقد أنها إسرائيلية.

- التنف - الوليد: تسيطر عليه قوات التحالف بقيادة أميركية، مع فصائل معارضة تدعمها، منذ طرد تنظيم «داعش». وتقع قربه قاعدة التنف. أعلنت واشنطن لن تنسحب منه أو من مناطق شرق سوريا، ما لم تخرج إيران وميلشياتها من سوريا. والسيطرة عليه رمت إلى قطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، بحسب تصور واشنطن.

- لبنان

تقع بين سوريا ولبنان خمسة معابر، جميعها تحت سيطرة الحكومة السورية، وهي: جديدة يابوس - المصنع، والدبوسية - العبودية، وجوسية - القاع، وتلكلخ - البقيعة، وطرطوس - العريضة. وتوجد على طول الحدود معابر كثيرة غير شرعية، معظمها في مناطق جبلية وعرة، بحسب تقرير سابق لوكالة الصحافة الفرنسية.

- إسرائيل

ليست هناك معابر بين البلدين، لكن فصائل كانت تسيطر على القنيطرة، غير أن قوات الحكومة عادت إليها بدعم روسي في بداية 2018. وأعاد الجيش الروسي العمل باتفاق فك الاشتباك في الجولان، ونشرت الشرطة الروسية «القوات الدولية لفك الاشتباك» (أندوف). وقد يستخدم معبر مؤقت في القنيطرة لعبور سوريين من الجولان المحتل إلى دمشق.

- موانئ ومطارات

الجزء المتبقي من حدود سوريا، مفتوح على البحر المتوسط حيث تسيطر دمشق عليه. وتقيم روسيا قاعدة بحرية في ميناء طرطوس، وقاعدة جوية في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية.

وتسيطر الحكومة على مطارات دمشق وحلب واللاذقية، إضافة إلى مطار القامشلي في مناطق الأكراد شرق نهر الفرات. لكن التحالف الدولي أقام عدداً من القواعد العسكرية التي تسمح له باستخدامها لأغراض هبوط وإقلاع وإقامة طائرات مروحية وشاحنة شرق نهر الفرات.

- الطرق الرئيسية

تمتد طريق «إم 5» 450 كلم من نصيب على حدود الأردن إلى باب الهوى على حدود تركيا، ويربط أوروبا عبر تركيا بالخليج عبر الأردن. وتتقاطع مع طريق «إم 4» بين اللاذقية وحلب. وتم ربطها بطريق ممتدة من حلب إلى دير الزور والعراق، وإذا تم تشغيل طريق بيروت أو طرابلس بنصيب، يكون الربط بين المتوسط والعراق والخليج قد تم عبر البوابة السورية.

بدأ التحول في نهاية 2016، عندما سيطرت قوات الحكومة على شرق حلب؛ إذ إن الفصائل ركزت منذ عام 2011 على قطع أجزاء من الطريق في محافظتي دمشق وحمص، قبل أن تسيطر على أجزاء رئيسية منها في العام التالي.

وتمكنت قوات الحكومة بداية العام الماضي، بدعم روسي، من استعادة كل الأحياء الخارجة عن سيطرتها في جنوب العاصمة، وطرد الفصائل المعارضة من غوطة دمشق، ومن مدن عدة في محافظة حمص (وسط)، تقع جميعها على الطريق الرئيسية بين نصيب والشمال والشمال الغربي.

كان نحو 30 كلم من الطريق يمر في مناطق في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وقسم مشابه في ريف حمص، لكن في مايو (أيار) العام الماضي أعلنت دمشق تشغيل القسم الواقع في ريف حمص ثم ترميم القسم الآخر في حرستا شرق دمشق.

وتسلك قوات دمشق طريقاً بديلة بين حمص وحلب بسبب استمرار غلق طريق «إم 5». وتحول سيطرة فصائل على منطقة إدلب وريفها دون السيطرة على تواصل طريقي «إم 4» و«إم 5». وكانت موسكو تمسكت مع أنقرة بأن يتضمن اتفاق سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) العام الماضي بإعادة فتح الطريقين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ولا يزال الجانب الروسي يضغط على الجانب التركي لتنفيذ وتشغيل الطريقين الرئيسيتين. وهناك فكرة تسيير دوريات روسية - تركية لحمايته. وأبدت أنقرة خلال مفاوضات مع موسكو اهتمامها بتشغيل حلب - اعزاز (في سوريا) - غازي عيناب (التركية). كما أن الجانب التركي أبدى اهتماماً خلال مفاوضات مع الأميركيين بإقامة «منطقة أمنية» شمال طريق «إم 5» بين حلب والحسكة.

ويعتقد أن الصراع على البوابات الحدودية والطريق الرئيسية سيكون أساسياً في المرحلة المقبلة لدى الحديث عن إعمار سوريا والتنافس الجيوسياسي الإقليمي؛ إذ قصفت إسرائيل مواقع إيران في البوكمال مرات عدة، في حين بدت طهران متمسكة بالسيطرة على الطريق البرية لاستمرار دعم حلفائها في سوريا وتصدير بضائع إلى الأسواق المجاورة.

 

بيدرسن يدفع نحو منتدى إقليمي ـ دولي موسع يدعم المحادثات السورية وحث على التعاون بين «ضامني آستانة» و«المجموعة المصغرة»

نيويورك: علي بردى - موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

دفع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن في اتجاه إنشاء منتدى دولي - إقليمي جديد يوفر الدعم للعملية السياسية التي يمكن أن تبدأ مع انعقاد اللجنة الدستورية الوليدة في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في جنيف، ولا سيما أنه تلقى الكثير من الإشادات لنجاحه في إحداث اختراق أول نحو إجراء محادثات سورية - سورية ذات مغزى يمكن أن تفضي إلى إنهاء ثماني سنوات من الحرب الطاحنة في البلاد. ويعمل بيدرسن على دعوة ممثلي الدول في المجموعة المصغرة لسوريا، أي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والسعودية والأردن فضلاً عن ممثلي عملية آستانة، أي روسيا وتركيا وإيران، إلى افتتاح المحادثات بين أعضاء اللجنة الدستورية، أملاً في أن يتمكن من تشكيل منتدى جديد يضم كل هذه الدول لدعم العملية السياسية السورية - السورية.

وأبلغ بيدرسن أعضاء مجلس الأمن في نيويورك أنه «يعتزم في غضون شهر، في 30 أكتوبر 2019 عقد اجتماع للأعضاء الـ150 من الرجال والنساء السوريين لإطلاق اللجنة الدستورية الجامعة التي تتمتع بالصدقية والتوازن بقيادة سوريا وبملكية سوريا، بتيسير من الأمم المتحدة في جنيف»، معتبراً أنها ستكون «علامة أمل للشعب السوري الذي طالت معاناته». ورأى أن التوافق عليها يمثل «أول اتفاق سياسي ملموس بين الحكومة والمعارضة للبدء في تنفيذ جانب رئيسي من قرار مجلس الأمن الرقم 2254» من أجل «وضع جدول زمني وعملية لدستور جديد»، ملاحظاً أن اللجنة «تلزم مرشحيها الجلوس سوية في حوار وجهاً لوجه والتفاوض، وفي الوقت ذاته تفتح المجال للمجتمع المدني» للمساهمة في «الترتيبات الدستورية الجديدة لسوريا - والتوصل إلى عقد اجتماعي جديد يساعد في إصلاح بلد محطم». وأكد أن «اغتنام هذه الفرصة لن يكون سهلاً»، لأن «سوريا لا تزال في أخطر أزمة، بسبب استمرار العنف والإرهاب، وانتشار خمسة جيوش دولية على أراضيها»، فضلاً عن «المعاناة والانتهاكات المروعة، والمجتمع المنقسم بعمق، والشعور باليأس بين الناس داخل البلاد وخارجها». وإذ عدد ما تضمنته ورقة المعايير والمرجعيات التي أصدرت قبل أيام، شدد على أن الأطراف «التزمت بالعمل على وجه السرعة وبشكل مستمر لتحقيق نتائج وتقدم متواصل، من دون تدخل أجنبي أو مواعيد نهائية خارجية - وأيضاً من دون شروط مسبقة أو إصرار على اتفاق على نقطة واحدة قبل البدء في مناقشة نقطة أخرى». ولفت إلى أنه «مدرك تمام الإدراك أنه لا يمكن للجنة الدستورية وحدها حل النزاع»، مؤكداً أنه سيسعى إلى «معالجة الأزمة بشكل أكثر شمولاً طبقاً للقرار 2254». ونبه إلى أن العنف «لا يزال مستمراً» في إدلب وأجزاء أخرى من سوريا، بينما «تواصل الجماعات الإرهابية (...) انتشارها في المجتمعات السورية». وأشار أيضاً إلى أن «المواجهات العنيفة بين اللاعبين الدوليين لا تزال تتكرر داخل سوريا وعبر حدودها الدولية»، مما يعني أن «شبح الحريق الإقليمي الأوسع لا يزال يلوح في الأفق». وطالب بـ«وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني»، لأنه «لا يوجد حل عسكري».

وتحدث عن «عشرات الآلاف المحتجزين والمختطفين والمفقودين»، ناشداً «العمل من أجل إطلاقهم»، وخصوصاً النساء والأطفال. ورأى أن «هناك حاجة إلى خطوات ذات معنى لإقامة بيئة للاجئين والنازحين تتيح العودة بصورة آمنة وطوعية وبطريقة كريمة». وحض الجميع على «اغتنام الفرصة واتخاذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة». ودعا إلى إجراء «حوار دولي حقيقي وتعاون لدعم عملية جنيف» عبر اتخاذ «خطوات ملموسة يمكن أن تكون متبادلة»، فضلاً عن «بناء الثقة بين السوريين (...) والمجتمع الدولي أيضاً». وقال: «يجب أن يكون الشعب السوري قادراً على المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة تمشياً مع القرار 2254». ورحبت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت بإعلان إنشاء اللجنة الدستورية باعتباره «خطوة تاريخية»، آملة في التوصل إلى «دستور يعكس تطلعات جميع السوريين، داخل البلاد وخارجها». وإذ شكرت للمبعوث الخاص جهوده، وجهت الشكر أيضاً إلى «شركائنا في المجموعة المصغرة - مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية والمملكة المتحدة - وكذلك تركيا وروسيا لمساعدتنا في اتخاذ هذه الخطوة المشجعة». وأكدت أنه «إذا كان هناك طرف واحد فشل دائماً في التصرف بحسن نية، فهو إيران»، لأنها «مسؤولة عن الكثير من المذابح في سوريا - وفي معظم الصراعات اليوم في الشرق الأوسط». ونبهت إلى أنه «يجب ألا يستخدم نظام الأسد وحلفاؤه إطلاق اللجنة الدستورية كذريعة لوقف العملية السياسية»، مطالبة بـ«وقف العنف في إدلب فوراً ومن دون قيد أو شرط».

وكان بيدرسن أعرب عن تطلعه لإقامة «تعاون أوثق» بين أطراف «صيغة آستانة» وبلدان «المجموعة المصغرة» بشأن التسوية السورية. وأكد في حديث لوكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية أن إطلاق نشاط اللجنة الدستورية يشكّل نقطة تحول مهمة لدفع التسوية في سوريا، لكنه أعرب عن «قلق جدي» بسبب وجود خمسة جيوش أجنبية على الأرض السورية، ورأى في ذلك «تهديداً واضحاً لسيادة ووحدة أراضي سوريا». وأكد بيدرسن أنه متفائل بسبب التطور المتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية، مشيراً إلى أن الخطوة المطلوبة من الأطراف المعنية بالشأن السوري حالياً هي تعزيز التعاون فيما بينها. وقال إن كلا من «ثلاثية آستانة» (روسيا، وإيران، وتركيا) و«المجموعة المصغرة» المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن، إضافة إلى مجلس الأمن الدولي، قد أبدت تأييدها للجنة الدستورية السورية المشكلة حديثاً، ما يعني أن «لدينا إجماعاً دولياً، وهي (اللجنة) تحظى بدعم كامل من جميع أعضاء مجلس الأمن»، مشيراً إلى أن المشاورات التي أجراها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الأطراف المختلفة دلّت «بكل وضوح على تأييد إطلاق اللجنة الدستورية». وأضاف أن هذه الأجواء تدفع إلى الأمل بشأن تعزيز التعاون بين «المجموعة المصغرة» و«مجموعة آستانة».

 

تحذيرات أميركية من تفاقم خطر «القاعدة» شمال غربي سوريا

واشنطن: خدمة «نيويورك تايمز»/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أعرب مسؤولون أميركيون معنيون بمكافحة الإرهاب عن قلق متزايد، إزاء الذراع التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، والتي يقولون إنها تخطط لهجمات ضد الغرب، عبر استغلال الوضع الأمني الفوضوي في شمال غربي سوريا، والحماية التي توفرها لها عن غير قصد الدفاعات الجوية الروسية، التي تحمي القوات الحكومية السورية المتحالفة مع موسكو. ويأتي هذا الصعود لأحدث أذرع «القاعدة» في سوريا، وكذلك العمليات التي نفذتها أذرع أخرى لـ«القاعدة» في غرب أفريقيا والصومال واليمن وأفغانستان، ليسلط الضوء على التهديد المستمر للتنظيم الإرهابي، رغم مقتل أسامة بن لادن، وانحساره بدرجة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، في مواجهة صعود تنظيم «داعش». جدير بالذكر أن ذراع «القاعدة» الجديدة في سوريا، تطلق على نفسها «حراس الدين»، وظهرت مطلع عام 2018، بعد انفصال عدة مجموعات عن جماعة أخرى أكبر كانت تابعة للتنظيم في سوريا. وتعتبر جماعة «حراس الدين» خليفة «مجموعة خراسان»، وهي تنظيم أصغر؛ لكنه أشد خطورة، يضم عدداً من كبار عملاء «القاعدة» المخضرمين الذين أرسلهم زعيم التنظيم، أيمن الظواهري، إلى سوريا، لتدبير هجمات ضد الغرب. وتمكنت ضربات جوية أميركية من القضاء فعلياً على «مجموعة خراسان» منذ بضع سنوات. والآن، ظهرت جماعة «حراس الدين» التي تضم ما يصل إلى 2000 مقاتل، بينهم قيادات متمرسة من الأردن ومصر، كخليفة للجماعة سالفة الذكر، وهي أكبر بكثير، وتعمل في مناطق تحميها الدفاعات الجوية الروسية في أغلب أرجائها من الضربات الجوية الأميركية، وأعين طائرات الاستطلاع الأميركية.

كانت موسكو من جانبها قد بعثت مساعدات عسكرية ومستشارين عسكريين إلى سوريا أواخر عام 2015، لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد المتداعية. وتعتبر «حراس الدين» على درجة من الخطورة؛ لدرجة أن «البنتاغون» أقدم مرة واحدة على الأقل على خطوة استثنائية باستخدامه خطاً ساخناً خاصاً مع قيادات روسية عسكرية داخل سوريا، للسماح بالقوات الأميركية بشن ضربات جوية ضد قيادات «القاعدة»، ومعسكرات التدريب التابعة للتنظيم في محافظتي حلب وإدلب، في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب). وكانت حدوث تلك الهجمات نادراً غرب خط التقسيم غير الرسمي، بين القوات الأميركية إلى الشرق من نهر الفرات، والقوات الروسية والأخرى التابعة للحكومة السورية غرب النهر. في هذا الصدد، أعرب ناثان إيه سيلز، المنسق المعني بجهود مكافحة الإرهاب داخل وزارة الخارجية، عن اعتقاده، الشهر الماضي، بأن: «تنظيم (القاعدة) أظهر تفكيراً استراتيجياً وصبراً على مدار سنوات عدة، وسمح لـ(داعش) بامتصاص الجزء الأكبر من جهود العالم في مجال مكافحة الإرهاب، بينما عكف التنظيم بصبر على إعادة بناء صفوفه».

من جهته، أضاف بيتر ياب ألبرسبرغ، منسق جهود مكافحة الإرهاب الهولندي، خلال مقابلة أجريت معه، أنه: «لا يزال هناك تهديد عام من قبل (القاعدة)، يتنامى ببطء». تجدر الإشارة إلى أن عملاء «القاعدة» تحركوا إلى داخل وخارج سوريا لسنوات. وعام 2013 أرسل الظواهري مجموعة من كبار قيادات «القاعدة» لتعزيز صفوف ذراع التنظيم في سوريا، والتي كانت تعرف آنذاك بـ«جبهة النصرة». وبعد عام، أرسل الظواهري إلى سوريا خلية تتبع «القاعدة» عرفت باسم «خراسان»، والتي قال مسؤولون أميركيون إنها كانت تخطط لشن هجمات ضد الغرب. من ناحية أخرى، تضم إدلب التي شهدت ارتفاعاً هائلاً في عدد سكانها لما يتجاوز 3 ملايين نسمة خلال الحرب الأهلية السورية، مزيجاً بالغ الخطورة من جماعات إرهابية تهيمن عليها جماعة «هيئة تحرير الشام» التي تشكل ذراعاً أكبر لـ«القاعدة» في البلاد، وكانت تعرف فيما مضى باسم «جبهة النصرة». من جهتها، استهدفت قوات سورية، مدعومة بقوة نيران إيرانية وروسية، الجماعة، في إطار غارات استمرت أربعة شهور، وهجوم بري دفع مئات الآلاف من المدنيين السوريين، بعضهم نازح بالفعل من مناطق أخرى بالبلاد، إلى الفرار باتجاه الحدود المغلقة مع تركيا. ولا يزال وقف إطلاق نار هش جرى إقراره أواخر أغسطس قائماً، رغم وقوع بعض الانتهاكات.

يذكر أن «هيئة تحرير الشام» تضم ما بين 12000 و15000 مقاتل، وركزت أجندتها على محاربة حكومة الأسد، دون أن تبدي اهتماماً بتنفيذ هجمات خارج البلاد، تبعاً لتقرير أصدرته الأمم المتحدة في وقت قريب. وذكر التقرير الأممي أن «من المعتقد أن جماعة (حراس الدين) تضم ما بين 1500 و2000 مقاتل، نصفهم إرهابيون أجانب، ما يشكل نسبة أعلى بكثير عما عليه الحال في (هيئة تحرير الشام)». أيضاً، تبدي «حراس الدين» اهتماماً أكبر بكثير بالصعيد الدولي، تبعاً لما ذكره التقرير.

وقال كولين بي كلارك، الزميل رفيع المستوى لدى «مركز سوفان» للأبحاث، المعني بالقضايا الأمنية العالمية: «هذه فرصة يمكن لـ(القاعدة) استغلالها في العودة إلى الخريطة».

وبينما تشترك الجماعتان معاً في آيديولوجية واحدة، أثارت الاختلافات بين السياسات التي تنتهجها كل منهما حالة من التوجس المتبادل، وذكر محللون أن الجماعتين مستمرتان في التجسس، بعضهما على بعض.

علاوة على ذلك، شكك بعض المحللين في حجم التهديد الذي تشكله «حراس الدين» على الغرب، بالنظر إلى معاركها مع «هيئة تحرير الشام». وحقيقة أن معظم مقاتليها محتجزون داخل إدلب وحلب، مع انتشار قوات تركية على امتداد الحدود إلى الشمال، وقوات روسية وحكومية سورية إلى الجنوب.

في هذا الصدد، قال إدموند فيتون براون، أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بمكافحة الإرهاب، والذي تولى تنسيق تقرير التقييم الصادر عن المنظمة: «بالتأكيد على المستوى الفردي، هناك أشخاص داخل (حراس الدين) لديهم طموحات دولية. وأتساءل حول ما إذا كان الظواهري يرى بالفعل هذا باعتباره المكان الأمثل لبناء جماعة إرهابية دولية». وجاء تعليق براون خلال مقابلة أجراها معه مؤخراً «مركز مكافحة الإرهاب»، في ويست بوينت. من ناحيتهم، يقر مسؤولون أميركيون عسكريون واستخباراتيون، ومعنيون بمكافحة الإرهاب، بمعرفتهم بهذه القيود والحدود؛ لكنهم أعربوا عن قلقهم من تمتع تلك العناصر الإرهابية بحرية المناورة والتخطيط؛ خصوصاً أن «حراس الدين» لديها بالفعل النية والقدرة على تنفيذ هجمات ضد الغرب، بما في ذلك ضد أميركيين ومصالح أميركية.

ومع هذا، أكد كثير من المسؤولين أنه لا تتوفر لديهم معلومات بخصوص خطط بعينها يجري العمل عليها. من جانبه، لا يميز «البنتاغون» في العلن بين «حراس الدين» و«هيئة تحرير الشام»، ووصف كليهما بذراعين تابعتين لـ«القاعدة» في سوريا. ومع هذا، يقول محللون أميركيون على الصعيد غير المعلن، أن «حراس الدين» تمثل خطراً أكبر على الغرب، وأنه يجري التركيز عليها في جهود الاستهداف. والملاحظ أن إدارة ترمب هي الأخرى عززت جهودها بالمجالين الدبلوماسي وجمع الاستخبارات ضد «حراس الدين». هذا الشهر، وضعت وزارة الخارجية «حراس الدين» على قائمة التنظيمات الإرهابية، وعرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لأي معلومات تتعلق بكل من قادة الجماعة الثلاثة، الذين «ظلوا نشطين في صفوف (القاعدة) لسنوات ولا يزالون موالين» للظواهري.

جدير بالذكر أن الزعماء الثلاثة المشار إليهم هم: فاروق السوري، سوري الجنسية، ويشتهر كذلك باسمي سمير حجازي وأبو همام الشامي، الذي جرى تعيينه قائداً عاماً للجماعة، تبعاً لما أفادت به تقديرات وزارة الخارجية والأمم المتحدة. وقد تواترت أنباء عن مقتل حجازي؛ لكنها تباينت حول متى وكيف قتل.

أما الزعيم الثاني، فهو أبو عبد الكريم المصري، ويعرف باسم كريم، مصري الجنسية. والثالث يدعى سامي العريضي، ويعرف كذلك باسم أبو محمود الشامي، وهو مواطن أردني.

 

مساعدو نتنياهو السابقون يحذرون غانتس من «كمائن الليكود» ومطباته

تل أبيب/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

كشفت مصادر مقربة من حزب الجنرالات «كحول لفان» (أزرق أبيض)، أن موقف بيني غانتس من التحالف مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة القادمة، يتأثر بشكل كبير بمجموعة من مساعديه الذين عملوا لسنين طويلة مع نتنياهو وكانوا ذات مرة من أقرب المقربين له، والذين يحذرونه اليوم من كمائنه ومطباته. وقالت هذه المصادر إن هؤلاء المساعدين يعرفون نتنياهو عن قرب ويفهمون شخصيته ونقاط قوته وضعفه، وبناء على ذلك ينصحون غانتس بألا يصدقه في شيء. ويقولون له إن «الرجل فنان في تضليل نظرائه وخداعهم ولا يتردد في استخدام أي وسيلة لطعنهم والتراجع عن التزاماته معهم». ويقولون له إنه – أي نتنياهو – ليس صادقا في توجهه لحكومة وحدة. وإذا وافق اليوم على التناوب معه على رئاسة الحكومة فإنه سيتراجع في أول لحظة ويظهره أمام الناس ضعيفا ومضحكة ومثارا للسخرية. وأكدوا أن همّ نتنياهو اليوم هو النجاة من المحاكمة والتهرب من العدالة وإن كان سيشعر أنه يتدهور إلى الهاوية فلا يهمه أن يجر معه الجميع. المعروف أن غانتس محاط بعدد كبير من السياسيين العسكريين ورجال السياسة الذين عملوا مع نتنياهو. فالرجل الثاني في قائمته، يائير لبيد، كان وزير مالية في حكومة نتنياهو، والثالث في قائمته، موشيه يعلون، كان وزير دفاع لدى نتنياهو. والرجل الرابع جابي اشكنازي كان عضوا في رئاسة أركان الجيش في فترة حكم نتنياهو الأولى (1996 - 1999) والنائب في قائمته يوعاز هندل كان سكرتيرا لحكومته طيلة ثلاث سنوات والنائب تسفي هاوزنر كان رئيسا لمكتب نتنياهو. والأمر نفسه ينطبق على المستشارين الإعلاميين والاستراتيجيين، الذين عينهم غانتس أعضاء في طاقم المفاوضات الائتلافية ويرسلهم الآن إلى المفاوضات باسمه مع حزب الليكود، مثل: يسرائيل بيكر، الذي عمل أربع سنوات مع نتنياهو سابقا، وشالوم شلومو، الذي يلقب بالصياد، لأنه كان عمل مع نتنياهو ست سنوات وتخصص في سرقة سياسيين من الأحزاب الأخرى ومعسكرات الخصوم إلى نتنياهو، وتم تكليفه مرة بتفكيك حزب «كديما» الذي أقامه ارئيل شارون وإيهود أولمرت بعد انشقاقهما عن الليكود، ورونين موشيه، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية المقرب من نتنياهو، يسرائيل كاتس. وتؤكد المصادر أن جميع هؤلاء يقولون لغانتس أن عليه ألا يصدق نتنياهو. وحسب أحدهم: «عندما يقول إنه مستعد للتناوب تأكد أنه ليس مستعدا لذلك. إنه يخبئ خدعة جديدة. وعندما يقول إنه يوافق على تسليم صلاحياته لك كقائم بأعماله، لا تصدقه، فسيجد طريقة للتراجع. وعندما يقول إنه لا يريد إعادة إسرائيل إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى هذه السنة، فافهم أنه يستعد للانتخابات القادمة بعد عدة شهور. إن كل همه الآن هو أن ينهك قوى الجميع حتى يستسلموا، وعندها يختار الطريقة التي يتهرب بواسطتها». ويقولون له: «عليك ألا تصدق أي كلمة يقولها نتنياهو. لا تمنحه ملمترا واحدا للمناورة. لا تتنازل له عن شيء». تجدر الإشارة إلى أن قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل بغالبيتهم قلقون من استمرار حكم نتنياهو ويعتبرونه خطرا على الأسس السليمة لعملهم المهني ويهمسون في الأروقة بكل صراحة أن الرجل يمكن أن يدهور إسرائيل إلى حرب غير ضرورية في سبيل تأجيل محاكمته بضعة أشهر.

 

عبد المهدي يتهم إسرائيل رسمياً بقصف معسكرات «الحشد» وفصائل تدعو الحكومة إلى الرد على الهجمات

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن التحقيقات في قصف بعض مواقع «الحشد الشعبي» تشير إلى مسؤولية إسرائيل. وقال عبد المهدي في تصريحات متلفزة، أمس، إن «التحقيقات بشأن قصف معسكرات (الحشد الشعبي) تشير إلى أن إسرائيل هي التي قامت بالعملية»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ويعد تصريح عبد المهدي أول اتهام رسمي عراقي لإسرائيل فيما كانت الحكومة العراقية شكلت لجان تحقيق بشأن عمليات قصف بدت غامضة لعدد من معسكرات «الحشد الشعبي» في مناطق ومحافظات عدة بالعراق. وفي الوقت الذي أعلنت فيه قيادات «الحشد الشعبي» في وقت مبكر أن إسرائيل نفذت الهجمات، فإن الحكومة العراقية أعلنت من جانبها وعلى لسان أكثر من مسؤول أنها تبحث عن أدلة حقيقية لكي تعلن موقفها من ذلك. وكانت معسكرات عدة لـ«الحشد الشعبي» تعرضت منذ شهر يوليو (تموز) الماضي لسلسلة تفجيرات؛ كان الأول منها في بلدة آمرلي بمحافظة صلاح الدين، أعقبه تفجير آخر في 28 من الشهر نفسه داخل معسكر «أشرف» في ديالى، شرق العراق، ثمّ معسكر «الصقر»، جنوب بغداد، في 13 أغسطس (آب) الماضي. وبعد ذلك بأيام عدة، وقع تفجير آخر في معسكر «بلد»، قرب تكريت، ثمّ اغتيال قيادي في كتائب «حزب الله» العراقية، يدعى أبو علي الدبي، قرب مدينة القائم على الحدود مع سوريا في الشهر ذاته. وآخر الاستهدافات كان لقاعدة بمنطقة المفرق العراقية الواقعة ضمن المثلث الحدودي العراقي - الأردني - السوري غرب الأنبار.

وعلى صعيد الأوضاع في المنطقة، أكد عبد المهدي في تصريحات لقناة «الجزيرة» القطرية أن «الذهاب إلى الحرب قد يحصل في أي لحظة، وبقرار منفرد، لكن الخروج منها سيكون صعباً وقاسياً»، لافتاً إلى أن «الكثير من المؤشرات تدل على ألا أحد يريد حرباً في المنطقة باستثناء إسرائيل». وتابع عبد المهدي أن «الحديث الآن عن كيفية صياغة نهايات لحل أزمة الخليج». وإلى ذلك، قال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إن «تأكيد القائد العام للقوات المسلحة حول قصف مستودعات تابعة لـ(الحشد الشعبي) في مناطق مختلفة من العراق من قبل إسرائيل، إنما هو تأكيد رسمي لما قيل سابقاً عن ضلوع إسرائيل في عمليات من هذا النوع تعرض لها (الحشد)». وأضاف أن «هناك معلومات وفيرة فيما يتعلق بعمليات القصف التي قامت بها إسرائيل والتي هي جزء من مخطط إسرائيلي سوف يتصاعد خلال الفترة المقبلة باتجاه استهدافات جديدة لمواقع أخرى لـ(الحشد) ما لم تسارع فصائل (الحشد) إلى نقل مخازن أعتدته إلى وزارة الدفاع». وأشار أبو رغيف إلى أن «المرحلة المقبلة ربما تكون أشد احتقاناً من المرحلة السابقة؛ لا سيما مع الإرهاصات التي حدثت مؤخراً بالتزامن مع إقالات حصلت لضباط استخدموا الدعاية والسوشيال ميديا بشكل مبالغ فيه». من جهته، أكد «تحالف الفتح» الذي يضم فصائل عدة من «الحشد الشعبي»، مثل «بدر» و«عصائب أهل الحق»، أن الدولة العراقية باتت تملك حق الرد بجميع أنواعه تجاه إسرائيل بعد ظهور نتائج التحقيق التي أعلنها رئيس الوزراء. وقال عضو «تحالف الفتح» في البرلمان العراقي محمد البلداوي، في تصريح إن «إعلان رئيس الوزراء بأن إسرائيل هي التي استهدفت معسكرات (الحشد) يتيح للحكومة العراقية اتباع كل السبل وأنواع الرد التي يتيحها القانون الدولي». ودعا الحكومة إلى شراء منظومة صواريخ «إس400» الروسية والأسلحة الهجومية لـ«صد جميع أنواع الاعتداءات التي يتعرض لها العراق». في السياق نفسه، أكد عضو البرلمان العراقي عن «حركة إرادة»، حسين عرب، لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان رئيس الوزراء بأن إسرائيل تقف وراء الضربات، يجعل الموقف العراقي الرسمي أكثر وضوحاً من ذي قبل». وأضاف: «يتوجب على العراق الآن التوجه إلى المجتمع الدولي بدءاً من الجامعة العربية ومجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لتقديم شكاوى ضد إسرائيل بهذا الخصوص».

 

كوريا الشمالية تستأنف محادثاتها مع الولايات المتحدة السبت

سيول/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أعلنت كوريا الشمالية، اليوم (الثلاثاء)، أنها ستجري محادثات حول الملف النووي على مستوى فرق العمل مع الولايات المتحدة (السبت)، في مؤشر على استئناف المفاوضات بعد انهيار قمة في فبراير (شباط) الماضي. واتفق الجانبان على إجراء «اتصال مبدئي» في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وعقد مفاوضات على مستوى فرق العمل في اليوم التالي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن نائبة وزير الخارجية شوي سون هوي. وأضافت: «أتوقع أن تسهم مفاوضات فرق العمل في تسريع التطور الإيجابي للعلاقات بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة»، دون الكشف عن مكان عقد المحادثات. وقالت شوي إن المسؤولين الكوريين الشماليين «جاهزون» للدخول في المباحثات. وتوقفت المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن منذ انهيار قمة ثانية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، في فبراير، من دون التوصل لاتفاق. واتفق الزعيمان على استئناف حوار على مستوى فرق العمل، وذلك خلال اجتماع، لم يكن مقرراً، جرى في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين في يونيو (حزيران)، غير أن غضب كوريا الشمالية إزاء رفض الولايات المتحدة إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الشمالية، أدى إلى تعليق الحوار. وتحسنت العلاقات، الشهر الماضي، بعد أن أقال ترمب مستشاره للأمن القومي جون بولتون، المعروف بسياسته المتشددة حيال كوريا الشمالية، الذي كثيراً ما نددت به بيونغ يانغ، وقالت إنه يسعى للحرب. ورد كبير مفاوضي كوريا الجنوبية إيجاباً على اقتراح ترمب أن يقوم الطرفان بتجربة «نهج جديد» لأسلوب مباحثاتهما.

 

مصر تعرض «التابوت الذهبي» لأول مرة بعد استرداده من أميركا

القاهرة/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

كشفت وزارة الآثار المصرية عن تفاصيل استرداد التابوت الذهبي للكاهن «نجم عنخ» من الولايات المتحدة، والمعروض حالياً بقاعة العرض المؤقت بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة. وبدأ المتحف القومي للحضارة المصرية اليوم (الثلاثاء) في عرض التابوت الذهبي للكاهن «نجم عنخ» بقاعة العرض المؤقت بالمتحف، حيث تم وضعه في إحدى الفاترينات (الواجهات) الجديدة المخصصة لقاعة المومياوات بالمتحف. وتم عرض التابوت الذهبي لأول مرة في حضور مسؤولين من وزارة الآثار المصرية وعدد من السفراء العرب والأجانب ووسائل الإعلام الأجنبية والمحلية.

وقال مدير عام إدارة الآثار المستردة بالوزارة شعبان عبد الجواد إن التابوت يمثل إضافة مهمة للمتاحف المصرية، مؤكداً لوكالة الأنباء المصرية الرسمية أنه تمت سرقته من مصر في عام 2011 بعد أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وقام متحف متروبوليتان في (نيويورك) بشراء التابوت من تاجر فنون في باريس في يوليو (تموز) 2017 مقابل نحو 4 ملايين دولار، مؤكداً أن هناك إجراءات قانونية تتم حالياً من قبل النائب العام المصري لكشف تفاصيل سرقة هذا التابوت وتهريبه للخارج. ويرجع تاريخ التابوت الذهبي لنهاية العصر البطلمي وهو مصنوع من الخشب المغطى بالذهب، على شكل مومياء، ويبلغ طوله مترين، وينتمي تحديداً لنهاية الأسرة البطلمية (من 150 إلى 50 عاما قبل الميلاد) وكان لكاهن كبير للإله «هيرشيف» في مدينة هيراكليوبوليس (مركز أهناسيا بمحافظة بني سويف حاليا) ولم يعد التابوت يحتوي على مومياء الكاهن.

وفي سياق متصل، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري إن مصر تبذل جهوداً حثيثة لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج، مشيراً إلى أنه سيتم استرداد مجموعة من القطع الأثرية من الخارج شهر ديسمبر (كانون الأول) القادم. وأضاف وزيري على هامش عرض التابوت الذهبي بمتحف الحضارة أنه من المقرر افتتاح متاحف جديدة في مناطق الغردقة وشرم الشيخ وكفر الشيخ خلال الـ4 أشهر المقبلة، موضحاً أن شركات السياحة بدأت وضع متحف الغردقة ضمن برنامجها السياحي. وأشار إلى أن متحف الغردقة هو الأول من نوعه الذي تتعاون فيه وزارة الآثار مع مستثمر من القطاع الخاص ويضم نحو ألف قطعة أثرية، وسيتم بموجب التعاقد توزيع عائد التذاكر بالنصف بين الجانبين. وكان مصر قد تمكنت من استرداد التابوت الذهبي الأسبوع الماضي، وقد حضر وزير الخارجية المصري سامح شكري حفل تسلمه بمكتب المدعي العام الأميركي في ولاية نيويورك، قائلاً على هامش الحفل إن «التعاون والجهد المشتركين اللذين بذلتهما سلطات الدولتين وأسفرا عن استعادة القطعة الأثرية المهمة، يعكسان مدى التعاون الوثيق والعلاقات القوية بين مصر والولايات المتحدة الأميركية». وتُعدّ الولايات المتحدة من أكثر الدّول التي تتعاون مع مصر لإعادة القطع الأثرية المهربة من مصر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري خارجية البلدين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بشأن حماية الآثار المصرية من التهريب.

 

مجلس النواب الأميركي يأمر محامي ترمب بتسليم وثائق قضية أوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

أمر رؤساء لجان التحقيق الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترمب، بتسليمهم وثائق تتعلّق بقضية أوكرانيا، في إطار التحقيق الذي تجريه اللجان والرامي إلى عزل الرئيس الجمهوري.

وقال النواب الديمقراطيون في بيان إنّ جولياني «أقرّ على التلفزيون بأنّه طلب، بصفته المحامي الشخصي للرئيس، من الحكومة الأوكرانية استهداف نائب الرئيس السابق جو بايدن» على خلفية أنشطته في أوكرانيا، مشيرين إلى أنّ الرئيس الأسبق لبلدية نيويورك ملزم بتقديم الوثائق ذات الصلة بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول ) المقبل. وحذّر رؤساء اللجان النيابية الثلاث، وهي الخارجية والاستخبارات والرقابة على السلطة التنفيذية، جولياني من أنّ «رفضك أو عدم امتثالك لهذا الأمر الزجري سيكون دليلًا على إعاقة التحقيق الجاري في مجلس النواب».

وفتح مجلس النواب تحقيقاً بشبهة إساءة الرئيس استخدام سلطته خلال مكالمة هاتفية جرت بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسيتقرّر بنتيجته ما إذا كان المجلس سيصوّت على توجيه اتّهام رسمي للرئيس وبالتالي ترك مصيره لمجلس الشيوخ الذي يعود إليه أمر إدانة ترمب وعزله أو تبرئته وبالتالي استمراره في منصبه. وأضاف رؤساء اللجان النيابية في بيانهم مخاطبين جولياني: «بالإضافة إلى هذا الاعتراف الخطير، فقد ذكرت أخيراً أنّ لديك أدلّة، على شكل رسائل نصيّة وسجلّات مكالمات هاتفية وغيرها من الاتصالات، على أنّك لم تكن تتصرّف بمفردك وأنّ مسؤولين آخرين في إدارة ترمب ربما شاركوا في هذه المؤامرة».

في الموازاة، استدعى الديمقراطيون وزير الخارجية مايك بومبيو للإدلاء بشهادته في مجلس النواب في إطار التحقيق بقضية أوكرانيا. وأكّد مسؤول في وزارة الخارجية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمس (الإثنين) أنّ بومبيو كان من بين الأشخاص الذين استمعوا إلى المكالمة بين ترمب وزيلينسكي الذي ضغط عليه الأول بهدف فتح تحقيق قضائي في أوكرانيا يستهدف هانتر بايدن، نجل المرشّح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ومواجهة ترمب خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020. وكان هانتر عضواً في مجلس إدارة مجموعة غاز أوكرانية حين كان والده نائباً للرئيس باراك أوباما.

وكلّف ترمب محاميه رودي جولياني بالتحقيق في قضية هانتر بايدن في أوكرانيا. فسافر جولياني إلى هناك حيث التقى عدداً من المسؤولين الأوكرانيين، وصرّح علانية أنّه فعل ذلك بالتشاور مع وزارة الخارجية. ومن التطورات اللافتة في القضية، تأكيد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل أمس إنه لن يكون أمامه «أي خيار» سوى مساءلة ترمب إذا قرر مجلس النواب ذلك. وقال: «وفقاً لقواعد مجلس الشيوخ، نحن مطالبون بالمضي في ذلك إذا قرر مجلس النواب السير في هذا الطريق... قواعد المساءلة في مجلس الشيوخ واضحة تماماً».

ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد مساعدي ماكونيل أن بإمكان أي سناتور السعي لإلغاء توجيه الاتهامات في المراحل الأولى من إجراءات المساءلة، لكن ذلك يتطلب تصويتا من مجلس الشيوخ. وكانت تكهنات أشارت إلى أن ماكونيل قد يجد سبيلا لتجنب مساءلة مجلس الشيوخ لترمب لأن زعيم الأكثرية يتحكم في المسائل التي تثار في المجلس ويحدد مواعيد مناقشتها.

 

تقرير: ترمب طلب مساعدة رئيس وزراء أستراليا لضرب مصداقية تحقيق مولر

واشنطن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

ذكر تقرير صحافي أمس (الاثنين) أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب من رئيس الوزراء الأسترالي أن يساعد وزير العدل بيل بار في جمع معلومات بغية فتح تحقيق يهدف إلى ضرب مصداقية تحقيق روبرت مولر. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولَين أميركيين لم تكشف هويتيهما بأنّ ترمب طلب ذلك خلال مكالمة هاتفية بينه وبين ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون. وأوردت الصحيفة أن البيت الأبيض منع الوصول إلى محضر المكالمة بالطريقة نفسها التي منع بها الوصول إلى محضر المكالمة الأخيرة لترمب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

أدت المكالمة التي طلب فيها ترمب من زيلينسكي فتح تحقيق يطول جو بايدن، منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام 2020. إلى فتح تحقيق في مجلس النواب الأميركي ذي الغالبية الديمقراطية يرمي إلى عزل الرئيس، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتجري وزارة العدل الأميركية تحقيقاً حول مصادر التحقيق الذي أجراه المحقّق الخاص روبرت مولر بشأن تدخّل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية في العام 2016. والذي وصفه ترمب مراراً بأنّه «حملة اضطهاد سياسي». وأوردت الصحيفة أنّ ترمب طلب من موريسون المساعدة في مراجعة تجريها وزارة العدل حول مصادر تحقيق مولر وطلب منه التحدّث إلى بار. وأفادت الصحيفة بأن التحقيق الأول الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي حول تدخّل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية في العام 2016، فُتح إثر تلقّي «إف بي آي» إخباراً من مسؤولين أستراليين.

ولاحقاً تولّى مولر التحقيق الذي فتحه مكتب التحقيقات الفيدرالي حول التدخل الروسي وحول ما إذا حصل تواطؤ بين حملة ترمب وروسيا، بعدما أقال الرئيس الأميركي مدير «إف بي آي» جيمس كومي.

وردا على التقرير، نقلت هيئة الإذاعة الأسترالية قول المتحدث باسم الحكومة اليوم (الثلاثاء) إن «الحكومة الأسترالية مستعدة دائما للمساعدة والتعاون مع الجهود التي تساعد على إلقاء مزيد من الضوء على الأمور قيد التحقيق». ونقلت محطة (إيه.بي.سي) الأسترالية عن المتحدث قوله «أكد رئيس الوزراء هذا الاستعداد مرة أخرى في محادثة مع الرئيس». ولم يحدد متى جرت المكالمة.

 

الصين تستعرض قوتها بأكبر عرض عسكري في تاريخها بالذكرى السبعين لتأسيسها

الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

استعرضت الصين اليوم (الثلاثاء) قوتها بعرض عسكري هو الأكبر بتاريخ البلاد بمناسبة الذكرى السبعين لقيام النظام الشيوعي، مقابل مظاهرات تحدٍ في هونغ كونغ من قبل ناشطين مؤيدين للديمقراطية تعهدوا إفساد الاحتفالات. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد ضم العرض العسكري في بكين 15 ألف عسكري ومئات الدبابات والطائرات الحربية، بحضور أعلى المسؤولين في البلاد الذين تجمعوا على شرفة ساحة تيان أنمين في بكين، من حيث أعلن ماو تسي - تونغ تأسيس الصين الشعبية في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 1949. وأعلن الرئيس شي جينبينغ، مرتدياً زي ماو، عند إعلانه إطلاق الاحتفالات «لا شيء يمكن أن يزعزع أسس أمتنا العظيمة. لا شيء يمكن أن يمنع الأمة والشعب الصينيين من المضي قدماً». وتجمع آلاف المشاركين في ساحة تيانانمين، ملوحين بالرايات الحمراء مع مرور الرئيس الصيني أمام قوات العرض العسكري، قبيل بدئه، وهو أكبر عرض نظم في الصين على الإطلاق، بحسب صحيفة «غلوبال تايمز» القومية. وافتتحت مروحيات العرض العسكري بتشكيلها رقم «70» في سماء العاصمة الصينية التي تعلوها سحابة من التلوث.

واستعرضت أهم التقنيات العسكرية الصينية، خصوصاً الصاروخ النووي العابر للقارات «دي إف - 41»، الذي يعرض للمرة الأولى. وهذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 14 ألف كلم يمكن نظرياً أن يصل إلى الولايات المتحدة. يهدف هذا الحدث إلى تحريك المشاعر الوطنية عبر الاحتفاء بصعود قوة الصين الشعبية في السنوات الماضية وتحولها لثاني قوة اقتصادية في العالم. لكن على بعد ألفي كلم جنوب بكين، دعا متظاهرون في هونغ كونغ، يتحدون النظام الشيوعي منذ 4 أشهر، إلى «يوم غضب» الثلاثاء، وهو يوم عطلة أيضاً في هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي أعيدت إلى الصين عام 1997. وحذر جون تسي، وهو مسؤول كبير في الشرطة المحلية، أمس (الاثنين) قائلا «نتوقع أن يكون الوضع غداً خطيراً جداً جداً». وأضاف «إن مثيري أعمال الشغب المتطرفين هم بصدد رفع مستوى عنفهم. إن عمق ومدى عنفهم يظهر أنهم يتحضرون أكثر وأكثر لأفعال إرهابية».

ومنذ صباح الثلاثاء، كثفت سلطات هونغ كونغ الرقابة على الهويات والحشد في الشوارع ووسائل النقل العام، فيما أغلقت أكثر من 12 محطة مترو. ويريد المتظاهرون الاستفادة من هذه المناسبة ليؤكدوا استياءهم من النظام الصيني، والتنديد بتراجع الحريات وخرق مبدأ «شعب واحد، نظامان»، وفق رأيهم، الذي تدار هونغ كونغ بموجبه منذ عام 1997. وأعلن شي جينبينغ مساء الاثنين التزامه مواصلة العمل بموجب هذا المبدأ، مدافعاً في الوقت نفسه عن الوحدة الوطنية. وقال الرئيس الصيني «الوحدة، هي الحديد والصلب، هي مصدر القوة»، فيما أوحى نظامه في الأشهر الأخيرة باحتمال التدخل في هونغ كونغ لإعادة النظام.

لكن وبعد 30 عاماً على القمع الدموي للحراك الديمقراطي في ساحة تيان انمين في بكين، الذي تسبب بتوقف للنمو الاقتصادي الصيني حينها، يشكك العديد من الخبراء بأن يخاطر النظام الصيني بالقيام بالخطوة نفسها في هونغ كونغ التي تعد مركزاً مالياً عالمياً. ويعدّ شي جينبينغ، الذي عزز أكثر سلطة الحزب الشيوعي الصيني منذ وصوله للحكم في عام 2012. أقوى رئيس صيني منذ حقبة ماو (1949 - 1976). ويتحدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قوة بكين، حيث أطلق العام الماضي حرباً تجارية ضدها، بفرضه رسوما جمركية عقابية. وبدأت نتائج هذه الإجراءات تظهر على الاقتصاد الصيني.

وتجرى الاحتفالات تحت رقابة مشددة، حيث سمح فقط لحشد اختير بعناية بمشاهدة العرض العسكري في جادة «السلام الأبدي»، بالقرب من ساحة تيان انمين. وتلا العرض العسكري مرور موكب كبير يضم 100 ألف شخص يسيرون حول 70 مركبة خاصة بالمهرجان، مع راية وطنية عملاقة وصورة لماو. وانتهى اليوم بعرض للألعاب النارية أطلقت من تيانانمين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سعد الحريري.. أتى مع الفاجعة وإليها يعود

منير الربيع/المدن/الأربعاء 02 تشرين الأول/2019

قدر سعد الحريري أن يشرب دوماً كأس الفواجع. بل إنه ابتدأ حياته السياسية بفاجعة والده. ومعها، كان مسلسل الاغتيالات والتفجيرات التي طالت الأصدقاء والمقربين إليه أو المحسوبين عليه. فعاش والمسدس مصوب على رأسه، بلا أي حماية أو أمان. رافقته الفواجع أنّى توجه. من السياسة إلى حياته الشخصية، وما بينهما، حلّت الكوارث عليه. فتنقّل من مأساة إلى أخرى، ومن مصيبة إلى فاجعة، بجروح مثخنة لا يجد فرصة لتضميدها حتى يصاب بمثلها.

المهدد بالغرق

أُخذ سعد الحريري على عجل من غفلة حياته الشخصية شاباً هانئاً إلى مسرح الدراما السياسية وإلى "مهمة" وراثة دم والده. وجد نفسه (قسراً أو اختياراً) وقد بات "شخصية عامة" في لحظة مشتعلة وبركانية، وسط معارك سياسية ومصيرية، وكان لا يزال طري العود. معارك متتالية بلا رحمة مع خصوم موغلين بالشراسة والضراوة. فكان يسبح في خضم الموج العاتي مهدداً بالغرق في أي لحظة. لكن تلك المعارك التي فُرضت عليه وسَمَتْه بالكثير النبالة، وأكسبته جاذبية عاطفية.. بخلاف الفضائح التي تفجّرت بوجهه حالياً، والتي ارتكبها بإرادته ورغبته ونزواته. وهو بلا شك يتحمّل مسؤوليتها، وسيدفع ثمنها على نحو أو آخر.

من فاجعة والده، إلى فاجعة التراجع السياسي، وخسارة المشروع الذي كان جزءاً منه. ثم اختبار الدم والرصاص لأول مرّة في أحداث السابع من أيار 2008، حين عاش ما لم يكن يتوقعه، وما لم يكن يريده من السياسة. فكانت فاجعته في بيروت، التي دفعته إلى فواجع متتالية، بدءاً باتفاق الدوحة إلى تسوية "السين سين" والنوم في قصر بشار الأسد قاتل أبيه، وصولاً إلى إسقاط حكومته وهو على عتبة البيت الأبيض، ليغيب بعدها عن المشهد السياسي، عائداً إلى حياته الشخصية. حينها، خلال "اعتزاله" المؤقت والقسري كانت قصة العارضة الجنوب أفريقية، المتكشفة اليوم. بعودته من "منفاه" متخذاّ خيار التنازل الكبير ولوجاً إلى الحياة السياسية، رافقته فواجع انكساراته التي ازدادت مع أخطاء في الحساب والتكتيك. وخصومه الذين أعطاهم ما يريدونه استمرّوا بنحره وبتعريته وإضعافه. لا يقبلونه إلا أن يكون لقمة سائغة. ومن يعرف بالخبايا، فإن الرجل تعرّض مراراً لمحاولات ابتزاز علنية من أصدقاء وحلفاء. كثر لوّحوا له بابتزازه بقضايا شخصية، عندما أرادوا الإتيان به إلى بيت الطاعة السياسي. هو يعرفهم. عند أزمة تشكيل الحكومة الأخيرة، وصلته رسائل كثيرة حول الاستعداد لفضح أحاديثه السرية في بعض المجالس. والغاية دوماً كان هدفها تطويعه في السياسة.

نصب الشراك

ما إن استعاد بعضاً من أنفاسه حتّى جاءته الضربة من الخلف. أزمته في السعودية، التي خرج منها مصاباً بـ"تروما" صعبة الشفاء، وغيّرته حتى في كيفية الابتسام أو النظر أو الانفعال. هكذا استيقظ وقد ضُرب في بيته أو من بيت أبيه. فلم يعد أمامه إلا طريق واحدة للهروب، أي أن يرتمي بأحضان خصومه، الذين كانوا أوّل فاجعيه. وعلى هذا النحو اكتشف أن كل ما يحيط به طامع أو طامح أو حالم بالقفز فوقه وعلى أكتافه. فتفاقمت أزمة الثقة بنفسه وبالآخرين. ومن تهتز ثقته يُكثر من الأخطاء. ولا يُلام على ذلك. تلك القصة حصلت في العام 2013، وتسرّبت أخبارها قبل أشهر. هنا أسئلة كثيرة تُطرح، حول توقيت النشر والغاية منه. وقد يكون حلقة من سلسلة أكبر. هدفها النيل من سعد الحريري أكثر، وإبقائه في فواجعه. كثر يستعجلون انتهاءه أو إنهاءه سياسياً، هو يقدم على ذلك وهم ينصبون له الشراك. أكثر من طرف يستفيد من هذه الفضيحة. بعضهم من أقرب المقربين إليه. وبعضهم من الشركاء - الخصوم. الذين سيتلقفونه مجدداً، طيعاً ليناً، أسيراً وموالياً. لا يمكن لهذه القصة أن تختصر سيرة الحريري، الذي اعتاش كثر من "مآدبه". لو لم يمرّ الحريري في أزمته المالية المديدة والسياسية، لما أعار الناس أي اهتمام لهذه القضية. فقدانه لماله وسلطته هي التي تعرّضه للتنكيل، والنهش. أزمته الكبرى، ليست في دفع 16 مليون دولار لعارضة شابة أو لغيرها. دفع أكثر من ذلك بكثير في السياسة. فاجعته أنه يخسر مؤسساته ويخطئ بحق جمهوره وبيئته وموظفيه. لو لم يكن الوضع كذلك، لعبرت القضية، ولما شنّت الحملات عليه. ما يُراد للحريري من هكذا تسريبات أن يفقد الثقة بنفسه، وليس بمن حوله فقط، وأن يخسر الثقة به داخلياً وخارجياً.

اليتم المضاعف

بعضهم يعتبرها رسالة أميركية قاسية. لكنها ستقود الحريري إلى حزب الله ورئيس الجمهورية أكثر، اللذين سارعا مجدداً إلى الدفاع عنه كما أثناء محنته في الرياض. والبعض الآخر يعتبر أنها ضربة تحت الزنار، وطعنة في الخاصرة، لضرب صورته أمام بيئته وجمهوره. لكنّها أيضاً ستقوده إلى التشبث بخياراته السياسية.

سعد الحريري وحيد في فاجعته. ويُتمه سبب الفواجع أصلاً. هو يتيم الأب بداية، واليتيم سياسياً وإقليمياً، المتروك بلا أي دعم أو سند على مدى سنوات. وُضع ذات مرّة في فم الأسد، ويوضع حالياً على حلبة صراع الضباع والذئاب. وما فعله في جزر سيشيل لا دافعه الحب ولا الشغف، لكنّه بالتأكيد الهروب.. من مآسي وآلام ومآتم السياسة. هروب من المعاناة كطائر يرقص مذبوحاً من الألم. مع الفاجعة الأولى خسر "خصوصيته الشخصية"، وربما المفارقة أن تلك "الخصوصية" قد تكون سبباً في فاجعة ختامية.

 

هكذا كُشفت قضية العارضة كانديس والرئيس الحريري

سامي خليفة/المدن/الأربعاء 02 تشرين الأول/2019

شكل ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن فحوى قضية مثارة في جنوب أفريقيا تتعلق برئيس الحكومة سعد الحريري، صدمة في الشارع اللبناني. لكن المفارقة أن هذا الملف يعود لستة أعوام، وتم ذكر اسم الحريري في عدد من المقالات التي نشرتها الصحافة الجنوب أفريقية خلال السنوات الماضية.

بداية الشكوك

بدأت الصحافة في جنوب أفريقيا، تتابع باهتمام العلاقة التي جمعت الحريري وكانديس فان دير مروي في عام 2015، عندما عينت محكمة الاستئناف العليا في كيب تاون، كوليت موراي، كمشرفة على الأصول التي تمتلكها عارضة الأزياء، بما في ذلك الحسابات المصرفية التي بلغت قيمتها 15 مليون دولار.

منعت المحكمة بموجب القرار آنذاك دير مروي من التصرف بأصولها، وجاء القرار مدعوماً بدليل من مصلحة الإيرادات بجنوب أفريقيا، يشير إلى أن والد العارضة المذكورة، استخدمها كقناة للتهرب من الضرائب، عبر إيداع الأموال في حسابها.

أموال من شخص مقرب من الحريري

رداً على اتهامات المحكمة، ادعت دير مروي أنها استلمت المال من أحد المعجبين العرب الذين قابلتهم في منتجع "بلانتيشن كلوب" للأثرياء. وهو منتجع أحاطت به ظروف مثيرة للجدل منذ عام 2008، عندما أجبرت حكومة سيشيل المالك السابق على التصفية، ليتم بيعه لشركة مرتبطة بعبد المحسن بن عبد الملك آل الشيخ، رجل الأعمال الثري المقرب من العائلة المالكة السعودية.

وقد أشار موقع معارض في سيشيل، أن المنتجع، الذي تديره الآن فنادق كمبينسكي، أصبح ملعباً للأمراء العرب. حيث يمكنهم الاسترخاء في خصوصية تامة بعيداً عن أعين الفضوليين التي تصاحب عادة أنماط حياتهم، ولا يُسمح بالدخول إليه إلا بعد إجراءات أمنية مشددة.

أشارت دير مروي في عام 2015 أن أصدقاءها اقترحوا عليها قبل عامين البحث عن منزل فاخر في سيشيل، ملمحين بأنها ستتلقى أموالاً من دون تحديد المصدر. وأضافت أن الحظ ابتسم لها عندما تلقت هدية سخية بقيمة 15.3 مليون دولار من رجل عربي، تم التعرف عليه على أنه محمد نزيه رواس، وهو أحد المقربين من الرئيس سعد الحريري.

عادت دير مروي في وقت لاحق، لتؤكد لمحققين من البنك الاحتياطي، أن مرسل الأموال كان مساعداً للجهة المانحة الحقيقية، وهي شخصية مهمة كشفت عن هويتها، ولكن تم سحب اسمها من أوراق المحكمة. كما أفادت بأنها طلبت من والدها على الفور التعامل مع هذه الأموال، لأنه كان رجل أعمال ذا خبرة.

حامت الشكوك بعد رواية ديروي حول والدها غاري فان دير ميروي، مجدداً، خصوصاً وأنه واجه سابقاً تهماً تتعلق ببيع احتيالي مزعوم لأسهم في شركتين: "وورلد أون لاين ليمتد"، المسجلة في موريشيوس، وشركة جنوب أفريقية تُدعى "شبكة ويلنس الدولية". وقد ردد باستمرار، أنه لا يملك أي أصول ولا دخلاً، وأن الأموال التي وصلت لابنته ليس له أي علاقة بها.

عودة القضية

في عام 2018، أعادت الصحافة الجنوب أفريقية تناول القضية، بعد أن أعلنت دير مروي عن نيتها مقاضاة وزير المالية تيتو مبويني بسبب الانتهاكات المزعومة لحقوقها والأضرار التي لحقت بسمعتها.

وتحدثت الصحف حينها عن مجموعة من مسودات أوراق المحكمة، التي تم إرسالها إلى وزير المالية مع خطاب طلب تعويض، ذُكر فيه اسم سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الثري، مضيفين أن محامي فان دير مروي، تيم دن، لم يؤكد أو ينكر أن الحريري هو الرجل المعني في القضية.

في المراسلات السرية التي كشفت عنها الصحف الجنوب أفريقية العام الماضي، وصف البنك الاحتياطي الجنوب أفريقي و "ستاندر بنك"، العلاقة بين المانح (أي الحريري) ودير مروي بأنها علاقة غرامية. وأصرت دير مروي مراراً وتكراراً بأن السلطات الضريبية كانت تعرف طوال الوقت أن المال كان في الواقع مجرد هدية، لكنها فشلت في إثبات هذه الحقيقة في الدعاوى القضائية المتعلقة بهذا الأمر.

وكشفت الصحف عن رسالة أرسلها محاميها إلى وزارة المالية، تنص على ما يلي: "تم إنهاء علاقة موكلتي بالسيد الحريري، ما يعني أنها فقدت المزايا المالية التي كانت ستجنيها من العلاقة". ومن الواضح أن المحامي كان يحاول أن يقول بأن الحريري توقف عن إرسال الأموال لدير مروي، وبأنها ستخسر كل شيء إن كان مادياً أو مهنياً بسبب هذه القضية.

وقد أدت القضية والدعاية المصاحبة إلى توتر العلاقة بين دير مروي ووالدها وانقطاع التواصل بينهما لبعض الوقت. حتى إن بعض الأصدقاء وشركاء الأعمال قطعوا علاقتهم بها.

معركة قانونية طويلة

ينبع الموقف المتشدد للسلطات الجنوب أفريقية من القضية، والإصرار على حجز الأموال، من المعركة القانونية الطويلة التي يخوضها والدها منذ عام 2007 وقرار مجلس المساعدة القانونية بحرمانه من المساعدة المالية.

وتؤكد السلطات الضريبية بأنه قام بعمليات احتيال لتجنب دفع ضريبة القيمة المضافة، حين قامت عدة شركات ترتبط به بمخططات (مشروعات) وهمية. وهو يحاول من خلال ابنته انقاذ وضعه المالي. وفي آخر تحرك له، أثار والد العارضة الحسناء تحدياً دستورياً لمواد من قانون الضرائب وقوانين ضريبة القيمة المضافة، التي بموجبها تم الحصول على أمر تجميد أصول ابنته، وقد عيّن محامياً جنائياً مخضرماً، يُدعى يان هيونيس إس سي، لمواجهة مصلحة الإيرادات بجنوب أفريقيا.

الحريري معلقاً

علق الرئيس سعد الحريري، على ما كشفته الصحيفة الأميركية، قائلاً "مهما شنوا حملات ضدي لن أتوقف عن العمل. كلما قمنا بإنجاز ما، يأتي من يهاجم هذا الإنجاز، وبعض السياسيين يدعي أن لا ذنب لهم بما يحصل، في حين أن ما نمر به هو بفعل الخلافات بين كل الأحزاب السياسية بمن فيهم تيار المستقبل".

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصدر لبناني قوله إن الكشف عن قضية عارضة الأزياء يأتي في سياق توجيه رسالة لوم أميركية قاسية للحريري تتزامن مع مطالبته بالاستقالة على خلفية تأزم الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد، خصوصاً أنه بات أكثر التصاقاً بالتيار الوطني الحر وحزب الله.

 

الحريري الذي أعدم خياراتنا

يوسف بزي/المدن/الأربعاء 02 تشرين الأول/2019

كان اعتراضنا على سياسات رفيق الحريري في التسعينات، هو خيارنا الطبيعي والبديهي، أي أن نستأنف حياة سياسية ديموقراطية تخلصاً من الحرب وأحزابها وميليشياتها. منحنا رفيق الحريري فرصة أن يكون سلطة، ونكون نحن مواطنين و"رأياً عاماً".

انتقلنا مع رفيق الحريري من لغة المتاريس القاتلة إلى لغة "الإعمار" وسجالاته. هذا ما منحنا فضاء عاماً نتدرب فيه على مدنية جديدة، واهتمامات جديدة، والانهماك بما هو سعي البشر اليومي ونوازعهم و"سياستهم".. أي أن نعود هكذا، ندبّر اجتماعنا وبلدنا وعيشنا، ونذهب إلى انتخابات بلدية ونيابية وننتسب إلى نقابات وجمعيات ونتظاهر من أجل مطلب، أو ننشغل بأعمال ووظائف وتأمين مسكن لائق وحياة رغيدة لنا ولأبنائنا..

كان هذا طموحاً مشتركاً لنا ولرفيق الحريري في تصوره وتصورنا لهذا البلد الذي نعيش فيه. نلتقي ونتعارض كما ينبغي أن تكون شؤوننا العامة. انحزنا إليه ليس تأييداً ومبايعة، إنما ضد "الاقتراح الآخر" الذي يقدمه الطغاة الصغار والقتلة والطاعنون في السلاح وفي تأبيد الحروب الأهلية المقنّعة والسافرة. اخترنا رفيق الحريري لا بشخصه وخططه ومشاريعه هو، لكن لنكسب أنفسنا ونستعيد شيئاً من عادية المواطنة وبداهة السلم.

في شباط 2005، كانت فاجعتنا ليست فقط في الاغتيال نفسه. بل في يقيننا أن القتلة يريدون أن يسلبوا منا الحياة التي اخترناها والسياسة التي اعتنقناها والاقتصاد الذي اردناه والسلم الذي طلبناه. كان يقيننا أن المجرمين يغتالوننا نحن ويقتلون بلدنا نحن.

ارتضينا حينذاك هذا "التوريث" المستعجل نكاية بالاغتيال، ورفضاً للموت. ارتضينا سعد الحريري وأسرته كلها، كي لا يأسرنا "محور الاستبداد والسلاح". لم تكن خياراتنا كثيرة أمام هول المتفجرات وما تلاها من اغتيالات لئيمة موغلة في كراهيتها وشرها.

لم يكن لدينا خيار ولم نقبل أو نستسلم لليأس. بل منحنا رفيق الحريري بعد مقتله قوة رمزية، ربما أكبر مما هو عليه في الحقيقة، وأنطنا بسعد الحريري أن يتلبس هذا الدور وأن يجسد تلك القوة الرمزية. "اخترعنا" زعامته بكثير من المكابرة الفادحة، تحاشياً لمصائر أسوأ وخيارات أردأ.

كانت هذه حيلتنا في ربيع 2005 كي نقنع أنفسنا أن ما ابتدأناه مع رفيق الحريري سيستمر مع ابنه، من أجل أن لا ننسحب إلى متاريس الطوائف مجدداً أو نذهب إلى تيارات سلفية هنا وأصولية هناك، أو نسلم بلدنا إلى بشار الأسد وعصابته أو لولاية الفقيه ووكلائها أو لميليشيات داعشية وقاعدية وبعثية و"حراس أرز" العنصرية والتعصب أو لتيارات حروب الإلغاء أو لزعماء الفساد خرّيجي علي مملوك وغازي كنعان ورستم غزالي..

ربما هذا خطأنا الأصلي أن نعتقد أن سعد الحريري (السياسة والشخص) بمستطاعه تنكّب كل هذا الطموح.

رحنا نجد في هزائمه المتكررة، وفي انكساراته وهفواته وأخطائه، فضيلة "الضعف" البشري إزاء هؤلاء المعصومين الأقوياء المتألهين الطغاة والمنتصرين دوماً وأبداً. رحنا نغفر له سقطاته باعتبارها تعبيراً عن هشاشتنا الأصلية.

لم ننتبه أن ركام خيباتنا منه صارت أثقل من أن نتحملها. وصرنا ننوء بحمل كل هذا الفشل المتواتر. بات سعد الحريري "فضيحتنا" إذ يكشف عجزنا وهزيمتنا وبؤس خياراتنا. وصرنا نخاف أن نخسره كي لا يظهر إفلاسنا التام.

وخطيئتنا هنا، أننا فعلنا أسوأ وأكثر ما نكرهه في أعدائنا ونقضائنا الذين يختزلون أمة أو بلداً أو "مستقبلاً" في شخص واحد مؤبد. 

 

حزب الله.. المشاغبات مقابل العقوبات!

علي الأمين/العرب/الثلاثاء، 01 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79012/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84/

حزب يجر لبنان إلى المجهول

شهد لبنان سلسلة تحركات في الشارع الأحد الماضي، احتجاجات شعبية في وسط العاصمة بيروت وأخرى في مناطق لبنانية عدة، فيما جرى إغلاق بعض الطرقات الرئيسية لفترة وجيزة بالإطارات المشتعلة.

التحرك، الذي كان في جزء أساسي منه عفويا، وبقي محدودا من حيث أعداد المشاركين، لا يخفي وجود أبعاد سياسية تمثلت في سلسلة رسائل جرى توجيهها من خلال هذه التحركات في الشارع اللبناني.

لاشك أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان اليوم تفاقمت في الآونة الأخيرة، وزادت من الضغوط على الحياة اليومية للمواطنين، وزادت من انعدام الثقة بين السلطة والشعب.

الجانب الآخر من الأزمة هو ما يمكن ملاحظته في تداعيات العقوبات الأميركية على حزب الله من جهة، وفي الخيبة الدولية، والفرنسية تحديدا حيال عدم قيام السلطة اللبنانية بالإصلاحات المطلوبة من أجل إطلاق برنامج دعم لبنان “سيدر” من جهة ثانية.

ففي الأسبوعين الآخيرين شهد لبنان أزمة تراجع العملة النقدية للدولار في السوق، نتيجة “ظاهرة غير طبيعية” تمثلت في سحب كميات كبيرة من الأسواق للدولار، فيما رفض مصرف لبنان ضخ الدولار في السوق، باعتبار أن ما يجري غير طبيعي ولا يتناسب مع العمليات المالية الطبيعية المعهودة، وهذا ما أدى إلى أن يرتفع سعر صرف الدولار إلى 1700 ليرة لبنانية، فيما بقي مصرف لبنان يتعامل مع البنوك على سعر يزيد قليلا عن 1500 ليرة.

باختصار، ما جرى كان يمثل قيام مافيات مالية محميّة بشراء الدولار بأسعار مغرية من محلات الصرافة وغيرها. وتحدث أكثر من خبير مالي لبناني عن عمليات نقل الدولار الورقي إلى سوريا، فيما رجحت مصادر متابعة قيام حزب الله، ولأسباب مالية سببها الحصار والعقوبات، إلى الاتكاء على السوق السوداء لتوفير العملة الصعبة، لتلبية احتياجات مالية كان يتم توفيرها بطرق بات من الصعب توفيرها اليوم بنفس الطريقة، أي عبر عمليات مالية باتت البنوك اللبنانية شديدة الحذر في الدخول فيها.

لذا صعّد حزب الله من هجومه على حاكم مصرف لبنان، الذي يتولى إدارة سياسة النقد، وفي نفس الوقت هو الذي يتولى عملية الرقابة على المصارف اللبنانية، وهو الجهة المسؤولة أمام وزارة الخزانة الأميركية لجهة التزام المصارف اللبنانية بالعقوبات الأميركية.

العقوبات المالية على حزب الله دفعت الحزب، وتحديدا أمينه العام حسن نصرالله، إلى التوجّه إلى طهران، فحسب ما يجري تناقله داخل أوساط حزب الله أن زيارة نصرالله، التي كانت مسبوقة بتجديده الولاء للمرشد الإيراني السيد علي خامنئي أو “حسين العصر”، جرت في سياق توفير موارد مالية لحزب الله. وتروّج هذه الأوساط أن “نصرالله رفع الصوت عاليا أمام القيادة الإيرانية إلى ضرورة إعطاء أولوية لدعم حزب الله ماليا وعلى مستوى ما يتطلبه الواقع، لاسيما في حال وقع عدوان إسرائيلي على لبنان”.

إلى جانب العقوبات الأميركية التي يُرجح أن تطال في مرحلة مقبلة متعاونين سياسيين مع حزب الله، فإن ما نقله مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في الخزانة الأميركية، خلال زيارتهم بيروت قبل أسبوع، يبدو أنه أعمق في تأثيراته مما يشاع. ففي المعلومات أن الإدارة الأميركية باتت تدرك أن ثمة شبكة منافع ومصالح كبرى يديرها حزب الله من داخل المؤسسات الرسمية، كما يدير نظام مصالح مافيوي لمجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين وغير اللبنانيين تتحكم به منافع مالية مشروعة وغير مشروعة. وحسب المعلومات من مصادر أميركية، فإن لبنان تحول إلى سوق غير شرعي لمنتجات إيرانية لاسيما على صعيد الدواء والحديد الصلب، مستفيدة من سيطرة حزب الله على المرافئ غير الشرعية ونفوذ مباشر وغير مباشر على المرافئ الشرعية.

من هنا تشير المواقف الأميركية إلى أن مسار العقوبات وإن كان يسير بخطوات بطيئة إلا أنه ينطوي، حسب بعض المحللين الاقتصاديين، إلى سياسة طويلة الأمد، تستهدف الفصل بين منظومة حزب الله وأذرعها من جهة، والمؤسسات اللبنانية سواء تلك الرسمية أو الخاصة من جهة أخرى، وهذا مسار دون صعوبات لا يمكن أن يحقق نجاحا كاملا على مستوى الأهداف الأميركية، إلا أن إثارة الخوف والحذر لدى أصحاب المال من ربط نظام مصالحهم بمصالح حزب الله حقق على ما يبدو الكثير من الخطوات.

ذلك ما جعل حزب الله يوجه أكثر من رسالة، بأنه لن يسمح بأن يُخنق اقتصاديا، وإذا كان لا مفر من ذلك فهو لن يكون وحيدا بل كل لبنان سيختنق أيضا.

التحركات في الشارع اللبناني انطوت على توجيه رسائل سياسية، بأن لبنان قابل لأن يعيش فوضى سياسية فيما لو استمر الضغط الاقتصادي والعقوبات المالية على حزب الله أولا. ورسالة أمنية مفادها أن الاستقرار الأمني ليس قدرا، وبالتالي فمن يريد الاستقرار الأمني في لبنان، سواء كان أوروبيا أو أميركيا، يجب أن يتعامل مع حقيقة أن حزب الله هو عنصر الاستقرار. ورسالة تحذيرية للمصارف، التي كان حزب الله يوجهها إعلاميا وعمل على إرسالها من خلال بعض التحركات الميدانية، هي أن حماية لبنان من العقوبات الأميركية تتطلب حماية حزب الله باعتباره مكونا لبنانيا وليس قوة خارجية، وأن سلوك حاكم مصرف لبنان لم يعد مقبولا وبات يتطلب الرد.

 

سباق بين الدولار و«سلحفاة» الإصلاح

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

بعيداً عن مسلسل الاتهامات العلنية والمبطّنة حول هوية وموقع المسؤول عمّا آلَ اليه الوضع النقدي في البلاد، فإنّ هناك من يَتطلّع الى الأزمة بعيون غير سياسية تُحاكي الواقع الإقتصادي الصعب الذي تمرّ فيه البلاد والمنطقة على وَقع قرقعة السلاح وتَقدّم الخيارات العسكرية على السياسية، فيتحدث عن سباق غير متكافىء بين «سلحفاة الإصلاح» والدولار. فما هو المقصود بهذه النظرية؟ قبل الدخول في تفنيد سلسلة الآراء والسيناريوهات المرسومة للوضع النقدي والمالي وما شَهدته الساحة اللبنانية قبل أيام من فوضى مالية ونقدية، هناك إجماع على أنّ المقاربة الموحّدة للأزمة غير متوافرة حتى اليوم، وأنّ المسؤوليات المُلقاة على بعض أهل الاختصاص والمعنيين بالملفات المالية والنقدية لا تفيض بكثير عن المسؤوليات المُلقاة على أركان الحكم والحكومة من دون استثناء.

وعند توزيع المسؤوليات، يجدر التوقّف عند نظرية واضحة وصريحة تقول إنّ ما حصل لم يكن حادثاً مفاجِئاً لأحد. فالمسؤولون في مختلف المواقع المعنية كانوا يتوقعون السيناريوهات المخيفة المتداوَلة في الكثير من الغرَف المغلقة، وفي كواليس عدد من المؤتمرات والاجتماعات التي تجرّأ البعض على نَشر ما صدر عنها من توصيات الى العَلن ومنها ما بقي مَخفيّاً، مع الحرص على عدم تسريب ما توصّلوا إليه خوفاً من انعكاسات لا مفر ّمنها، ولكن يمكن تأجيلها الى أمَد معيّن. وفي هذه الأجواء، يكشف أحد كبار المصرفيين أنّ ما شهدته البلاد من فوضى في صَرف العملة الخضراء بأكثر من سعر رسمي وغير رسمي لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقّعاً بين ليلة وضحاها، وفق سيناريو تقود إليه سياسة تأجيل القرارات التي تَردّدت الحكومة في اتخاذها، إن لم يكن هناك مَن يعرقلها عن سابق تَصوّر وتصميم لأسباب متّصلة بمصالح آنية، ومعادلات يسعى البعض الى تكريسها رغم خروجها عمّا يقول به الدستور ومبدأ الفصل بين السلطات. ويضيف كبير المصرفيين أنه من الخطأ الاعتقاد أنّ التَعمية على مسلسل الأخطاء المرتَكبة في بعض القطاعات، يمكن ان يقود الى تأجيل ما هو محتوم. ففي عالم المال والأعمال قواعد أساسية لا يمكن تجاوزها، وهي تحتسب من باب الخسارة او الربح، ولا وجود لِما هو بين المَنزلتين. وإن حاول أحدهم صَرف النظر عن خطأ ارتُكِب من هنا او من هناك، فإنّ الأخطاء المتراكمة يمكن ان تؤدي الى ما هو مُذهل ومخيف. ويستطرد انّ التلاعب بما هو مطلوب من القرارات الصعبة التي كشفت عنها المؤسسات المانحة وتلك المعنية بالتصنيف، مرفوض بشكل لا يقبل أيّ لبث. وهي، وإن انطَلَت على بعض اللبنانيين، فهي لا تؤخر ولا تقدّم في نظرة المجتمع الدولي. فالحديث المتنامي عن قرارات موجعة لم تقدم عليها الحكومة بعد، لأنّ الآلية المعتمدة تنمّ عن سَعي بعض أطرافها الى الإمساك بمختلف مفاصل الحياة، وهي التي قادت البلاد الى نوع من الخلل الذي لا يمكن ترميمه أو تجاوز تداعياته.

كان مطلوباً منذ سنوات أن تعالِج الحكومات المتعاقبة أبواب الهدر والفساد والابتعاد قدر الإمكان عن إدارة الشؤون المالية والنقدية برؤية مختلفة تماماً عمّا جرى. فمواجهة كلفة الدين العام والفروقات الكبيرة في الميزان التجاري، لا تقل أهمية عن الفشل في إحياء بعض القطاعات، ولاسيما منها السياحة والاصطياف، تزامناً مع اتخاذ الإجراءات التي تعزّز الاستثمارات في القطاعات المُنتجة وفي المشاريع التي تؤدي الى تكبير حجم الإقتصاد.

فإذا بالحكومة تعزّز سياسة الإعفاء من الضرائب والرسوم، وتسهيل ارتكاب المخالفات في الشركات الكبرى، والتغطية على أوجه الفساد والفشل فيها. فانخفضت مداخيل المؤسسات الإنتاجية، كقطاع الإتصالات بمختلف وجوهه المتّصلة بالخلوي والإنترنت والشبكات الأرضية، بنسَب مخيفة، وتعاظَمت خسائر الكهرباء نتيجة الفشل في بناء المعامل والشبكات، وإن سجّلت العائدات الجمركية زيادة طفيفة فقد بقيت دون ما كان مُنتظراً منها في ظلّ الفلتان على المعابر الشرعية قبل غير الشرعية. والأسوأ من ذلك أنه في الوقت الذي كان لبنان يحتاج الى مزيد من النأي بالنفس عن بعض الأزمات الكبرى، اقتيدَت البلاد الى المزيد من التدخلات الخارجية التي أبعدَت بعض أوجه الدعم التي كانت مُنتظرة من أكثر من طرف، وجاء مسلسل الأحداث الأخيرة ليعزّز هذا التوجّه في أكثر من قطاع، فنَدر المصطافون وغاب المستثمرون وفَرّت مليارات عدة من لبنان الى حيث الموئِل الأفضل والأكثر أمناً. وساءت علاقات لبنان بالخارج، ولاسيما الدول الخليجية، فتراجعت أدوارها على الساحة اللبنانية لصالح قوى أخرى لا تؤمن بالتركيبة الاقتصادية في لبنان، وتطمح الى جَر البلاد الى محاور لا تُؤتي إلّا بالمزيد من الخسائر.

عند هذه الملاحظات التي يمكن التوسّع في الكثير منها، لا يتجاهل المعنيّون ما أدّى اليه الاهتزاز السياسي في البلاد واستمرار الخلاف على شَكل ومضمون العلاقات بين السلطات والمؤسسات الدستورية. فاستبعدت قرارات كبيرة كانت مُنتظرة، وتراجعت الحياة السياسية الى الحدود الدنيا وصولاً الى فقدان ثقة اللبناني بدولته ومؤسساتها. وبناءً على ما تقدّم، لا يريد المصرفي الكشف عن كل ما يملك من قرائن ودلائل على ما يشجّعه على المزيد من التشاؤم، فيشير الى أنّ المواجهة مفتوحة والسباق قائم بين «سلحفاة الإصلاح والتغيير» ودينامية الحركة المالية والاقتصادية التي لا تنتظر أحداً. فالسباق غير متكافىء، وهذه هي النتائج المتوقعة من دون أن يتسبّب أيّ ممّا حصل بأيّ شكل من أشكال المفاجآت، فهي محسوبة بدقة، وليس هناك أخطر من وجود مَن لا يريد أن يرى أو يسمع.

 

عون ينفتح على الأسد إذا سبَقَهُ السعوديون

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

يريد الرئيس ميشال عون أن يذهب إلى سوريا ويجلس «رأساً برأس» مع الرئيس بشّار الأسد، «نكاية» بـ«الدول» التي تمارس الابتزاز في ملف النازحين. ومبدئياً، لا مشكلة في ذلك مع الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط. هؤلاء سيسكتون، ولو على مضض. إنما، يحاذر الرئيس أن يصبّ الزيت على نار العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية. فإذا حُلَّت مشكلة الأسد مع السعودية، تصبح طريق الشام سالكة وآمنة. وكثير من الرافضين اليوم سيهتفون «قوموا تَ نهَنّي»! ليس جديداً «تهديد» عون بلقاء الأسد. لكنه اليوم أكثر جدّية. فهناك رهان في الأوساط الداعمة لرئيس الجمهورية على تحوُّلات إقليمية قد تقلب المعادلات، وتتيح للبنان أن يسلك طريق التطبيع مع دمشق من دون استثارة الحساسيات لدى أحد. والأبرز هو «الصدمة الإيجابية» التي قد تشهدها العلاقات السعودية- السورية، نتيجة المبادرة الروسية التي بدأت في الربيع الفائت، عندما تحرَّك لهذه الغاية ألكسندر لافرنتييف موفد الرئيس فلاديمير بوتين، على خط الرياض- دمشق. آنذاك، رشح مناخ إيجابي. علماً أنّ شريكتين أساسيتين للسعودية هما الإمارات والبحرين كانتا قد فتحتا السفارتين في دمشق أواخر العام الفائت، فيما يبذل الأردن والعراق جهوداً حثيثة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية التي أُخرجت منها عام 2011. وهنا تبدو لافتة مصافحة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط أركان الوفد السوري في نيويورك قبل أيام.

فالرياض باتت مقتنعة واقعياً بأنّ الأسد باقٍ في السلطة، على الأقل إلى ما بعد التسوية السياسية. وهي أوقفت الحملات ضده لأنها صارت بلا هدف. كما جرت اتصالات بين العاصمتين على مستويات مختلفة. وقد تحذو الرياض حذو الإمارات والبحرين في إعادة فتح السفارة في دمشق خلال فترة ليست بعيدة. والشرط السعودي الأساسي للتقارب هو فكّ ارتباط الأسد بإيران. وهو يرضي الأميركيين أيضاً. فلا مشكلة كبيرة لدى واشنطن في التعامل واقعياً مع الأسد، حتى إشعار آخر، شرط أن يفكّ ارتباطه الوثيق بمحور طهران. وفي ظل التصعيد العسكري الذي يمارسه الإيرانيون ضد المملكة، من بوابة اليمن، يصبح ممكناً توقع تطورات في العلاقات السعودية- الإيرانية أيضاً. إذاً، في هذا السياق الإقليمي جاء كلام عون الأخير، في نيويورك، عن فتح خط التفاوض مع دمشق في ملف النازحين. وهو باشر تحضير ملف المفاوضة على أكثر من مليون وربع المليون نازح. ويرى أنّ الحلّ واضح: الحرب انتهت في غالبية سوريا. فليعُد هؤلاء إلى بلدهم، إلى المناطق الآمنة في المرحلة الأولى. ولاحقاً، يتوزّعون على مناطقهم الأصلية.

والنموذج الذي اعتمدته تركيا، بإقامة منطقة آمنة على حدودها، ولكن داخل الأراضي السورية، يمكن تطبيقه على الحدود مع لبنان. طبعاً، من دون أنتهاك لبنان سيادة سوريا، كما تتّهم تركيا بانتهاك السيادة السورية في منطقتها الآمنة. حتى اليوم، يتعامل لبنان مع ملف النازحين بشكل مضطرب. فالرئيس عون، خلال زيارته موسكو في الربيع الفائت، وضع الملف في أيدي الروس، لكنّ المبادرة الروسية بقيت مشلولة بسبب دخول العامل الأميركي على خط العلاقات بين بيروت وموسكو، واختلاف اللبنانيين على مبدأ التفاوض المباشر مع النظام السوري. كما أنّ في مجلس الوزراء ورقتين مختلفتين يتبنّاهما فريق عون السياسي. الأولى أعدّها وزير الخارجية جبران باسيل قبل 5 سنوات، وطوّرها. والثانية أنجزها وزير شؤون النازحين صالح الغريب، في ضوء مشاورات مع المعنيين في دمشق. والأرجح أن يجري إقرار خطة موحّدة تكتفي بالعموميات، إذ ستقول بالتنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين تدريجاً، مع ضمان عودتهم الآمنة، وبالتعاون مع الجهات والمؤسسات الدولية، وعلى أساس احترام المواثيق الدولية. ويدرك عون أنّ الفريق السياسي المعارض للقائه الأسد سيلتزم وضعية المتفرّج تقريباً، أي إنه سيترك اللعبة تمشي. أولاً، لأنه عاجز عن وقفها، وثانياً لأنه لا يريد أن يُحَمَّل المسؤولية عن التعثّر في ملف النازحين، أحد أسباب المأزق الاقتصادي.

وحتماً سيضيف لبنان ملفات أخرى، كترسيم الحدود البحرية شمالاً، في ذروة الورشة لبدء استخراج الغاز والنفط. وهذا سيفتح نقاشاً لا يحبّه السوريون حول الحدود البرية والترسيم من عكار إلى مزارع شبعا. كما يريد لبنان تسهيلات لعمليات الترانزيت عبر سوريا إلى الأردن والعراق، خصوصاً في ظلّ سعي هذين البلدين إلى فتح المعابر، وآخرها معبر القائم- بوكمال مع العراق.

وفي المبدأ، معظم هذه المواضيع لا يثير خلافات عميقة بين اللبنانيين أنفسهم. ولكن، هناك ملفات ذات طابع أمني وقانوني ستطرح نفسها على طاولة التفاوض. وهي ستثير موجة عارمة من الخلافات، بين لبنان وسوريا، كما بين اللبنانيين أنفسهم. السؤال: كيف سيتصرَّف الأسد؟

على الأرجح، هو سيعتبر الفرصة متاحة لإجراء «مقاصّة» مع لبنان يتم فيها تبادل المصالح والسلع. فلبنان يطالب بالتخلص من أعباء النازحين، وعليه دفع الثمن. ولا شيء مجانياً في السياسة. وبعض اللبنانيين سيكونون في جبهة واحدة مع الأسد في وجه القوى اللبنانية الأخرى، المعترضة، في الملفات ذات الطابع الأمني والقانوني. وهذا أسوأ وضع يمكن أن يصل إليه لبنان. فهو سيكرّس الانقسام الأهلي في ظل العامل السوري، ما يذكِّر بما كان قائماً قبل عام 2005. وسيلعب الأسد ورقة حلفائه المُمسكين بالسلطة، بما لذلك من تداعيات على ما بقي من تماسك الدولة. إذاً، هناك فرص إقليمية حقيقية قد تتيح الانفتاح بين لبنان ودمشق الأسد. وسيحقّق ذلك أمنية حلفاء سوريا اللبنانيين. ولكن، إذا انطلقت المفاوضات فعلاً، هل يصل عون إلى الهدف المنشود في ملف النازحين ويسجّل الانتصار التاريخي، أم سيندم لأنه هرب من الابتزاز الدولي ليسقط مجدداً في فَخِّ الابتزاز السوري؟

وفي عبارة أخرى، هل يكون الابتزازُ السوري في ملف النازحين جزءاً من عملية الابتزاز الكبرى، الدولية والإقليمية؟

 

أوقفنا العدّ صحيح، ولكن

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

«لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن  لكنت أرفق من آسى ومن صفحا

غداة لوحت بالآمال باسمة   لان الذي طاح وانقاد الذي جمح»  (الأخطل الصغير)

لست أدري اليوم إن كان من الواجب الترحّم على أيام المارونية السياسية أم لعنها، فعلى رغم من كل الشوائب التي اعترتها، لكنها تمكنت مع بعض الحكمة، من بعض الحكماء، أن تؤمّن نوعاً من التوازن المستحيل في لبنان، وإن لفترات وجيزة، فكان بعض البحبوحة، والقليل من الديموقراطية والحرية، رغم بحر من الديكتاتوريات التافهة المحيطة بنا من كل حدب وصوب. في تلك الأيام النادرة، تمكّن بعض رؤساء الجمهورية الموارنة من إقناع الناس بأنهم لكل اللبنانيين، وعلى رغم من أنّ السلطات كانت بأيديهم من دون شركاء، فقد كانت الحكمة تدفعهم إلى التعقل. لكن السقطات القاتلة كانت تكراراً عندما تتجاوز النرجسية قواعد الحكمة، ويتحوّل الرئيس إلى زعيم عشيرة لا همَّ له إلّا السطو على كل شيء!

ما لنا ولكل ذلك الآن، فليس بنبش القبور تُبنى الدول ولا يتأمّن الإستقرار للأمم، لكنه قد يكون من المفيد أن يذكّر المرء هؤلاء أصحاب الذاكرة الإنتقائية، أو الذين لا يقرأون أصلاً لعطب في قدراتهم على الفهم. فالقضية اليوم هي استحضار كلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري حول «أننا أوقفنا العدّ»!

ما هو غريب بالفعل هو أنّ الجهة التي لم تتوقف عن اتّهام الرئيس الحريري «بسرقة الحقوق»، تعود اليوم للإستشهاد بأقواله بعد استشهاده، بعد سنوات من محاولة الفريق ذاته حرمانه حتى من لقب شهيد ليصبح «فقيد العائلة»، والسعي إلى تشويه سمعته بكل الطرق. لكن لا بأس، فمَن كان يتآمر على رفيق الحريري في حياته، عاد واستشهد بأقواله وأفعاله في مناسبات أخرى. فمَن اتّهمه بخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في حياته، عاد ليتّهم تيارَه بخيانة تاريخ رفيق الحريري العروبي»، ومَن اتّهمه في حياته بالتآمر ضد بشار الأسد، أصبح يتحدث عن خدمته لسوريا أثناء حياته. كلها وقائع موثقة مع غيرها من الأمور، وأهمها كان مثلاً حديث حسن نصر الله عن لقاءاته مع الحريري وعن دعم الأخير للمقاومة، في الوقت الذي كان أفرادُ حزبه الميامين يلملمون آثارهم على موقع الجريمة على نسق القاتل الذي يسير في جنازة ضحيته.

على كل الأحوال، فبعد سنوات من محاولة محو رفيق الحريري من الذاكرة، يعود أعداؤه إليه لدعم حججهم، وآخرها مسألة وقف العدّ في معرض الحديث عن المادة 95 التي استُحضرت من أرشيف الدستور لترسل إلى مجلس النواب للتفسير.

لن أدخل هنا في متاهات الجدل الدستوري والقانوني بخصوص المادة، على رغم من أنها لا تحتاج إلى تفسير، فكما قال المتنبي، «وليس يصحّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»، ولنترك لممثلي الشعب اللبناني القرار.

لكنّ مسألة وقف العدّ فلها حديث آخر، فمن حيث المبدأ، فلا بأس بالعد، فحتى في أعرق الديموقراطيات تدخل الإحصاءات في كل شيء ومن ضمنها تعداد الطوائف والإتنيات، لكنّ التعداد في لبنان له طعم آخر. فعندما قال رفيق الحريري أننا أوقفنا العدّ، فقد كان هذا على أساس المادة 95 من الدستور بالذات التي قالت بأنه من واجب رئيس البلاد أن يُنشئ الهيئة الوطنية لبحث مسألة إلغاء الطائفية السياسية، وبالتالي فإنّ مسألة «العدّ» كانت ستصبح وراءنا جميعاً لو أنّ المساواة بين المواطنين، بغض النظر عن طوائفهم، أصبحت اليوم أمراً واقعاً.

كان الأمل في «وقف العد» هو أن تصبح الكفاءة والنزاهة والنجاح في مباريات مجلس الخدمة المدنية هي وحدها معيار انفتاح أبواب الرزق للمواطنين، وبالتالي تساوي الفرص وعدالتها. عندها كانت المنافسة ستتوقف عن كونها على قدرة المرشح على تعفير جبهته على أعتاب أصحاب النفوذ لنيل نعمة الوظيفة، وستشلّ حتماً قدرة صاحب المعالي أو السعادة أو السيادة، وحتى دولة الرئيس أو فخامته، عن استعمال خدمات التوظيف لتجديد الولاء في ولايات لا تنتهي إلّا بنهاية العمر. ووقف العد أيضاً، استناداً إلى إلغاء الطائفية، سيعني حتماً أنّ الولاء للدولة والخدمة العامة خارج القيد الطائفي هما المعياران الأساسيان لحماية الموظف وليس مرجعيته الطائفية أو السياسية. وأنّ هذا الموظف إن فسد، وهذا ممكن رغم كفاءته وقدراته، فلن يكون محمياً من العقاب ولا الحساب. ربَّ ضارّة نفعت! فاليوم كل التمني هو أن يذهب نواب الأمة إلى المجلس في السابع عشر من تشرين الأول وأن يستنتجوا ما هو واضح في المادة 95 وهو أن يذهب الرئيس في أجل مسمى إلى تعيين الإجتماع الأول للهيئة الوطنية لجني منافع وقف العدّ، وبهذا فقط نفي لرفيق الحريري حقه.

 

القرنة السوداء: مشروع فتنة جدید قابل للإستغلال لغیر مصلحة أبناء المنطقة

أحمد الأيوبي/اللواء/01 تشرين الأول/2019  

المنطقة المتنازع عليها بين بشري والضنية 

تحوّلت القرنة السوداء إلى زاوية صراعٍ مفتوح على خطوط مواجهةٍ باتت أبعد من حدودٍ مختلَفٍ عليها بين قضاءين، وأخطر من نزاعٍ على بركة ماءٍ يتنازعها أهالي البلدتين، وباتت مدخلاً لزارعي الألغام ومشعلي النيران ومثيري الفتن بين اللبنانيين.

صورةٌ لصليب تنشرها بلدية بشري تقابلها تظاهرة سيارة لشباب من الضنية، يتخلّلها إطلاق نار «مجهول» عليها، تليه دعوة لإقامة صلاة الجمعة في القرنة، ليظهر «صاحب المياه المقدسة» ويسكب على نار التصعيد المزيد من وقود التسعير الطائفي مع تقاذف المندفعين، من كلا الجانبين، الإدعاءات والإتهامات والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور..

الخريطة السياسية

تسيطر القوات اللبنانية شعبياً وسياسياً، وتحتكر التمثيل النيابي والبلدي، لمدينة بشري، إلا أن في هذه المنطقة خصوماً للقوات أبرزهم النائب السابق جبران طوق الذي إستقبل الوزير جبران باسيل خلال جولته الإستعراضية في المنطقة، وهو يسعى إلى إستعادة دوره الذي فقده مع غياب الهيمنة السورية.

في الضنية، يتقاسم تيار المستقبل ممثلاً بالنائب سامي فتفت السيطرة النيابية مع النائب جهاد الصمد، عضو اللقاء التشاوري والحليف الثابت لـ«حزب الله»، مع وجود بلديات متنوعة الولاء السياسي.

يبقى أن في المشهد الضناوي أيضاً حضور النائب فيصل كرامي الذي يعتبر من أهالي بقاعصفرين، فدارة والده المرحوم الرئيس عمر كرامي لها مكانتها لدى أبناء المنطقة، والجماعة الإسلامية تحضر في تفاصيل النسيج الضناوي، بينما تنمو قوة المجتمع المدني لتبرز على شكل إتحاد للجمعيات، بينما تتقدم أدوار بعضها في الإنماء والسياسة، وأبرزها جمعية التراحم والتنمية، المنخرطة في إطار «التحالف المدني الإسلامي».

الإتفاق على المياه: أصل الحكاية

في العام 2010، وبقرارٍ من رئيس الحكومة سعد الحريري، تشكلت لجنة برئاسة محافظ الشمال السابق ناصيف قالوش، مؤلفة من ممثلين عن: مجلس الإنماء والإعمار، المشروع الأخضر، المديرية العامة للشؤون العقارية، ووزارة الطاقة.

رفعت هذه اللجنة تقريرها في شهر تشرين الثاني 2010 إلى رئاسة الحكومة، وجاء في خلاصته الآتي:

«بما أنه هناك خلاف بين بلدتي بشري وبقاعصفرين، فإن الحل يكون في وجود بركتين:

 ترميم بركة العطارة.

 وإنشاء بركة في وادي الدب.

وإذا أراد أهل بشري إنشاء بركة تكون في وادي المزاريب.

والملاحظ في هذا التقرير أن النقاط الثلاث ليست ضمن المناطق المختلف عليها عقارياً.

حظي التقرير الصادر عن اللجنة المنبثقة من رئاسة الحكومة بموافقة بلديتي بشري وبقاعصفرين، وتمكن حزبا المستقبل والقوات اللبنانية من تأمين تمويل لبركة العطارة بواسطة الهيئة العليا للإغاثة، وكان آخر دفعة للتمويل مبلغ 400 ألف دولار من إجمالي مبلغ مليون ونصف المليون دولار.

الإنتقال المفاجئ: الفتنة الكامنة

لكن، مع التمويل الجديد، تم نقل البركة، إلى بركة سمارة، وتم إطلاق العمل برعاية وزير الزراعة، وبمشاركة النائب فيصل كرامي، بدون أي دراسة للأثر البيئي، وهي خطوة شكلت خطراً على النسيج الطبيعي الحساس في هذه المنطقة.

ومع هذا الإنتقال من بركة العطارة إلى بركة سمارة، إنطلقت موجةٌ من الإعتراض من أهالي وبلدة بشري، لأسباب مختلفة، منها أنها لم تكن واردة في تقرير اللجنة الحكومية، وأن العمل في الموقع الجديد يحمل أضراراً خطرة على مجمل التركيبة البيئية في المنطقة، خاصة أن بركة سمارة تغذي زغرتا والضنية بالمياه، وليس بشري.

من غيَّر المشروع وأحدث الفتنة؟

السؤال الجوهري هنا:

 من هو الشخص أو الجهة التي تقف وراء مخالفة تقرير الحكومة وخرق موافقة بلديتي بقاعصفرين وبشري عليه ؟

 من الذي إتخذ قرار نقل العمل إلى بركة سمارة بدون دراسة الأثر البيئي وكيف توافق وزارة الزراعة على مشروعٍ بهذه الحساسية بدون إدراكٍ لأبعاده، في ظل الخلاف المعروف حول تحديد الواقع العقاري بين قضاءي بشري والضنية؟

 لماذا تم إختيار نقطة العمل في منطقة متنازع عليها، ولم يتم إعتماد نقطة في الأراضي المحسوم ملكيتها وهي الأكبر مساحة والأكثر ملاءمة لتنفيذ مشروع البركة؟

 لماذا البدء بتنفيذ بركة جديدة تحتاج إلى التمويل، بدل إستكمال بركة العطارة بالتمويل الموجود والإفادة منها في أقرب الآجال، بدل الدخول في مشروعٍ جديد يحتاج التمويل والوقت الإضافيين؟؟

 السؤال الأخطر: كيف تخرق وزارة الزراعة قرار وزارة البيئة القاضي بتصنيف جبل المكمل – القرنة السوداء موقعاً طبيعياً، والصادر عن الوزير أكرم شهيب بتاريخ 17/11/1998، وتعطي الأمر بالعمل بشكلٍ مخالف لقرار وزير إتخذ قراره بدون أي خلفيات مناطقية.

الرأي البيئي المختص

يقول الهيدروجيولوجي الدكتور سمير زعاطيطي (المسلم من أهل السنَّة!!) عن الخطر البيئي بإنشاء بركة لبلدة بقاعصفرين في منطقة مرتفعة قرب مناطق ذوبان الثلوج: «الخطر يكمن في تدخل الإنسان في عمل الطبيعة وعرقلته وتخريبه. العلم يقول إن الماء إما يكون سطحياً أو جوفياً. وسحبُ مياه الثلوج التي تغذي الصخور بالمخزون الجوفي هو تدخلٌ غير مدروس له مفاعيلُ وآثارٌ بيئية مضرة، فالطبيعة تخزن عبر التسريب السطحي هنا في القرنة ومحيطها الفائض من المياه  السطحية في عمق الصخور لتظهر المياهُ بعدها في المناطق الأقل إرتفاعاً في الينابيع والأنهار وفي الآبار.. وعباقرةُ وزارة البيئة والمشروع أخضر يريدون تخزيناً سطحياً في بركةٍ موحلة وملوثة بعكس السير وخلاف الطبيعة».

ويتساءل الدكتور زعاطيطي: لماذا هذا العبث ومحاولة إبتداع مشاريع من هذا النوع؟ لتكون الإجابة بأن «البرك والسدود مكلفة وتسمح بالتلاعب وبتسلُّل الفساد، بعكس حفر الآبار المدروسة بفعالية وبأكلافٍ بسيطة كما هو حال عملنا لفترة ٣٠ سنة في الجنوب اللبناني المكتفي بدون برك أو سدود ويعاني أهله من تلويث مياه  سد نهر الليطاني لمصادر المياه الجوفية.. فكلفة الآبار قليلة نسبة للسدود والبرك وبالتالي الأرباح قليلة لذا لا يريدون السماع بهكذا مشاريع ويوقفون الرخص الجديدة لحفر الآبار ويضعون ضرائب عالية على كل بئر منتجة.»

وينتقد الدكتور زعاطيطي السياسة المائية «القائمة  على السدود خرقاء لا أساس علمي لها تؤمـّن لهم أرباحاً طائلة وتـُلحق خسائر كبيرة بالخزينة وبالمواطنين المحرومين من خيرات البلد المائية.»

ويوضح الدكتور زعاطيطي: «المطلوب مصادرُ مياهٍ جديدة لبقاعصفرين وهذا حقها. ولكن تأمين هذه المصادر هو أمر علمي يترك للخبراء. المياه الجوفية متوفرة بغزارة تحت البلدة لماذا لا يُصار الى دراسة هيدروجيولوجية يتم بناءً عليها تعيينُ عدة مواقع لحفر آبار إستثمارية  غير مكلفة، بدل تجميع مياهٍ سطحية يطالها التبخر وإحتمالات التلوث».

ويضيف: « أتكلم عن تجربة في قرى جبل عامل المرتفعة عن سطح البحر.. عن مياهٍ جوفية على عمق ٣٠٠ متر  في بئرٍ منتج على طريق أرز بشري حفره أصدقاء لنا في الماضي.»، مؤكداً أن «الجنوب اللبناني كله يستفيد من المخزن المائي الجوفي للعصر الطبشوري  المتجدد سنويا بالأمطار والثلوج.. فلماذا لا ننقل التجربة الى الشمال الموجود فيه عدة مخازن جوفية من جوراسيك الى طبشوري؟

ويؤكد الدكتور زعاطيطي أن «حل نقص المياه مسألة بيئية علمية وليست مسألة عقارية أو نفوذاً سياسياً أو طائفياً أو مذهبياً، بل هو تأمينُ مادةٍ حياتية للإنسان اللبناني» وهو الذي عمل «على تأمين مصادر مياه ٍجوفية جديدة ومتجددة  لأكثر من ٣٠ سنة ماضية في الجنوب اللبناني لصالح: مجلس الجنوب، البلديات،  قوات الطوارئء، بالإضافة إلى الآبار الخاصة (أكثر من ٢٠٠ بئر موزعة على أرجاء الجنوب اللبناني)».

لا یمكن مقاربة ملف القرنة السوداء والأحداث الجاریة من دون تحلیل الأبعاد الإستراتیجیة والسیاسیة التي حملتها التطورات المرتبطة به، سواء لجهة إندلاع الخطاب الطائفي والتحریض المناطقي، أو لجهة البحث في عمق هذه المظاهر الملتبسة والملیئة بعناصر التفرقة والتفجیر.

فمن الناحیة الشكلیة، إستحضرت كل أشكال التعبیر الطائفي، وعدنا نقرأ ونسمع مصطلحات «الجبل الماروني» وإستعادة رفع الصلیب على القرنة، مقابل قدوم شباب من الضنیة أقاموا الصلاة وأعلنوا أنهم سیصلون الجمعة في البقعة التي تشهد النزاع، وكل هذا حصل بالتوازي مع تخریب نصب الجیش الموجود في تلك النقطة، وهذا مسارٌ مخالفٌ لطبیعة العلاقة السائدة بین أهالي بشري والضنیة..

عند التدقیق في مسار الأحداث، بات مؤكداً أن هناك من أراد تفجیر الموقف، من خلال خطةٍ مدروسة، تتمثل في نقل الأعمال من بركة العطارة المتفق علیها والمتوافرِ تمویلُها، إلى بركة سمارة، الكائنة في منطقة مصنفة بأنها من المناطق الطبیعیة الخاضعة لحمایة وزارة البیئة؟

كیف أمكن تصویر الإعتراض من بلدیة بشري على نقل الأعمال إلى هذه المنطقة على أنه عملٌ معادٍ لأهل الضنیة، وهل أبناء الضنیة على درایة بخلفیات وبأهداف هذه العملیة؟

أین أصبح العمل في بركة العطارة، ولماذا تجاهل ما وصلت إلیها الأعمال فیها وضرورة إستكمالها؟

مع العلم بأن الخلاف على تحدید المساحات العقاریة یسلك مساره القضائي وأعلن الطرفان قبولهما بنتائج حكم القضاء، وبالتالي فإن تسعیر الخلافات بهذا الشكل كان الهدف منه إشعال فتنة كبرى من شأنها أن تطیح بالسلم الأهلي..

 في البعد السیاسي، كان حضور رئیس كتلة نواب «حزب لله» في دارة حلیفه النائب جهاد الصمد لافتاً، خاصة أن قدوم رعد جاء عشیة زیارة النائبین ستریدا جعجع وجوزیف إسحاق للرئیس نبیه بري.

 یذكر العارفون بأن «حزب الله» یضع عینیه على المرتفعات الإستراتیجیة لمنطقتي بشري والضنیة، وهو سعى لإنشاء نفقٍ یربط الهرمل بعكار، لیس بخلفیةٍ إنمائیة، وإنما بهدف إسقاط القیمة الدفاعیة للمناطق الجبلیة في الضنیة وجوارها، وتسهیل إنتقال مقاتلیه إلیها عند اللزوم.

فخٌ أمني - سیاسي

تتجمع معطیات تدفع للإعتقاد بأن ما كان یجري هو نصبُ فخٍ أمنيّ سیاسيّ لإیقاع الصدام بین أهل السنة والموارنة السیادیین في بشري، في إستغلالٍ فاضح لإشكالیة الخلاف العقاري القائم منذ عقودٍ طویلة.

تمكنت القوات من ضبط شارعها، لكن حلفاء «حزب الله» في بشري قاموا بملاقاة حلفائه في الضنیة، لیدفعوا بإتجاه الصدام، في مسعى لتكرار حادثة الجبل، قواتیاً، وللسماح بحصول إختراقاتٍ أمنیةٍ وسط الفوضى المنتظرة مع إندلاع المواجهة.

 لا یمكن التساهل أو التخفیف من خطورة ما جرى، وإن كان الجیش قد حوّل قمة القرنة السوداء إلى معسكرٍ للتدریب، مانعاً الجمیع من إستخدامها ساحة للمنازلات، وهي خطوة حكیمة ومطلوبة، فإن هذا لا یعني عدم التدقیق بمسار هذه القضیة.

الوعي السیاسي:

آن الأوان

 في ختام النقاش، یمكن إستخلاص الآتي:

- عقاریاً: إن الخلاف العقاري حول حقوق قضاءي الضنیة وبشري یسلك مساره القضائي، والطرفان سیقدمان ما یمتلكان من أدلة تؤكد الحقوق، والحكم سیكون في النهایة بما یتوصل إلیه القضاء. وهذا المسار هو الطریق الصحیح لإنهاء هذا الخلاف، ولا یجب إرفاقه بأي تصعید میداني.

- بیئیاً: وبغض النظر عن النتائج في حقوق الملكیة العقاریة، فإن القرنة السوداء، لبنانیة، وهي محمیة طبیعیة لا یجوز العبث بها ولا إخضاعها للصراعات، والواجب هو إبقاؤها على نقائها ومنع تلویثها بأي شكلٍ من الأشكال.

- معیشیاً: إن ترمیم بركة العطارة، یحل مشكلة المیاه أهل الجرد في الضنیة، ویئد الفتنة المشتعلة عمداً بسبب الأشغال في بركة سمارة، فالواجب إستكمال الأعمال النهائیة في بركة العطارة، والتراجع عن ضرب المنظومة البیئیة من خلال المشروع الجدید البعید عن المواصفات البیئیة الضروریة.

- سیاسیاً: آن الأوان لأن یتمتع اللبنانیون جمیعاً بالوعي الكافي لفهم وإدراك اللعبة التي یستمر حلف الممانعة في إدارتها، وهي تسویق الفتنة والتفرقة، ولو تحت شعاراتٍ دینیة یقوم بإثارتها أتباعه من كل الجانبین، للوصول إلى هذه المناطق الإستراتیجیة، وهذا غیر ممكن إلا من خلال إذكاء الصراع بین بشري والضنیة.

وبینما یخترق «حزب الله» المناطق السنیة، یتراجع تیار المستقبل، حتى كأنه غیر موجود، كما هو الحال في أزمة القرنة السوداء. في السیاق السیاسي والإجتماعي أیضاً، فإن دور المجتمع المدني في الضنیة وبشري یجب أن یكون فاعلاً وواضحاً في التصدي لكلّ أشكال الفتنة، ویجدر برواد هذا المجتمع التحرك لرأب الصدع ودفن الفتنة، وتحمیل عیدان ثقابها لحمّالي الحطب من النواب والوزراء، ولیبني هؤلاء «حیطانهم»، بعیداً عن سماء الضنیة النقیة وعن أرض بشري الأبیة.

فالأهم في كل هذا المحافظة على الوحدة الوطنیة ورفض الإنزلاق إلى التناحر الطائفي والمناطقي، وإذا كان النائب فیصل كرامي قد سلّم باللجوء إلى القضاء، فلماذا الإنجرار إلى التصعید المیداني.

 ربما تكون هذه الأحداث فرصة لرأب الصدع الوطني من خلال التفاهم على مصالح أبناء الضنیة وبشري، وكلام النائب كرامي یؤسّس لأرضیةٍ إیجابیة ویحمي المرتفعات الإستراتیجیة من أي إستغلال أمني لغیر أبناء المنطقة، فالجمیع بحاجة إلى المصالحة وإطلاق مبادرات التضامن والتنمیة.

 

بانتظار توضيح من الحريري

حازم الأمين/موقع درج/01 تشرين الأول/2019

بدأ التأويل اللبناني لقصة رئيس الحكومة سعد الحريري مع عارضة الأزياء الجنوب أفريقية كانديس فان دير ميروي يأخذ منحى مؤامراتياً، وبدأت أسئلة تدور حول توقيت صحيفة “نيويورك تايمز” نشر القصة، وأخرى تربط بين التوقيت وبين “قرار أميركي” بالإطاحة بالحريري! علماً أن الإطاحة بالأخير تعني بديلاً سنياً عنه سيكون حكماً أقرب إلى “حزب الله” منه، وهذا لا يمثل بكل تأكيد مصلحة واشنطن. هذا ناهيك بالخصومة المريرة التي تربط اليوم بين “نيويورك تايمز” وبين الإدارة الأميركية، وهو ما لا يسهل مهمة الإدارة الافتراضية والمتمثلة في توظيف الصحيفة العالمية في خدمة مصالحها.

العارضة كانديس فان دير ميروي

علماً أن علامة الاستفهام التي يمكن أن يضعها المرء حول القصة لا ترتبط أبداً بالتوقيت، ذاك أن قصة صحافية وصلت لمراسل الصحيفة في بيروت بن هابارد، ومن يعرف الأخير يدرك أنه لن يبددها طالما أنها قصة ترتبط بقضية عامة، إنما علامة الاستفهام ترتسم حول ضخامة المبلغ، ذاك أن 16 مليون دولار، رقم غير منطقي على الإطلاق، إذا ما كان لقاء “خدمات عاطفية” أياً كانت صاحبة هذه الخدمات! وبن نفسه غرَّد في أعقاب نشره القصة، أن هذا الرقم يحتاج إلى توضيحات، على رغم أنه موثق وأن الحريري دفع المبلغ من خلال تحويلات مالية مثبتة بسجلات مصرفية!

لكن بالعودة إلى ربط لبنانيين كثيرين بين توقيت نشر القصة والظروف التي يمر بها لبنان، فمن المفترض أن يكون خصوم واشنطن هم من أقدم على تسريب القصة للصحيفة، علماً أن عبارة “تسريب” لا تصح هنا، ذاك أننا لسنا حيال قصة غير معروفة، فالمحاكم الجنوب أفريقية تحقق فيها منذ أكثر من سنتين، والجديد في قصة بن هاباراد أنه رصدها من هناك ومن بيروت. وأن يصفع كشف جديد عنها وجه رئيس الحكومة اللبنانية، فهذا يعني تعرضاً لآخر ما تبقى لواشنطن في الإدارة اللبنانية.

يقول بن إن القصة وصلته منذ أكثر من شهر وقد أرسل أسئلة حولها إلى مكتب الحريري ولم يتلقَّ أجوبة. القصة ليست كاملة، ذاك أن مهمة الصحافي تتعدى مهمة المحكمة لجهة ضرورة السعي إلى تقديم أجوبة تتعدى المضامين التقنية والقانونية للقصة. والسؤال عن حجم المبلغ لقاء نوع الخدمة المؤداة قد لا يشغل بال القضاة طالما أن الوثائق تثبت أن المبلغ قد حُول، ولا شيء يُثبت أنه لقاء خدمات أخرى، أما القصة الصحافية فتطمح إلى السعي لتفسير ما هو غير منطقي على رغم أنه موثق. ما هو الدافع من وراء تحويل رئيس الحكومة اللبنانية هذا المبلغ للعارضة؟

جنوب أفريقيا تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلى وجهة “سياحية” خليجية بعيدة من أعين راصدي سياحة الأمراء. “درج” نشر قبل أشهر تحقيقاً قامت به منظمة “أما بنغان” عن منتجع في جنوب أفريقيا يكشف أمبراطورية أعمال سعودية خفية يملكها أفراد في الأسرة المالكة. وكشف التحقيق أيضاً عن حضور كبير للأمراء السعوديين في مجالات السياحة البرية هناك وعن امتلاكهم مطارات خاصة في مزارعهم. فإذا أضفنا إلى هذه المعلومات حقيقة أن والد عارضة الأزياء لديه سوابق مع المحاكم وتدور حوله شكوك لجهة التهرب من الضرائب، فإن متابعة القصة من هنا قد تأخذنا إلى تفسير تحويل هذا المبلغ الضخم إلى حساب عارضة الأزياء.

الأرجح أن التوقيت ارتبط بتاريخ وصول ملف القضية لمراسل “نيويورك تايمز”، وإذا كان لا بد من ربط توقيت النشر بالظروف التي يمر بها لبنان، فإن “حزب الله” هو أكثر المستفيدين من هذا التوقيت

طبعاً يبقى هذا كلاماً افتراضياً، طالما أنه غير موثق، لكنه جزء من الشكوك البدهية التي يمكن أن ترتسم حول ضخامة المبلغ، طالما أن قيمته موثقة وهو أعفي من الضرائب كونه “هدية” من الحريري للعارضة الشابة.

الأرجح أن التوقيت ارتبط بتاريخ وصول ملف القضية لمراسل “نيويورك تايمز”، وإذا كان لا بد من ربط توقيت النشر بالظروف التي يمر بها لبنان، فإن “حزب الله” هو أكثر المستفيدين من هذا التوقيت، فبين يديه اليوم رئيس حكومة أكثر ضعفاً بعد هذه الواقعة، والحريري بوصفه قناة التواصل الأخيرة بين واشنطن ولبنان، سيجد نفسه في وضع لا يخوله مقاومة رغبات الحزب في تثبيت موقع لبنان الإقليمي إلى جانب طهران ودمشق. وهذا طبعاً يضعف فرضية أن وراء التوقيت نيات أميركية للإطاحة بالحكومة اللبنانية، كما أنه من غير المنطقي أن تتولى “نيويورك تايمز” تعزيز موقع “حزب الله” في لبنان.

حتى الآن لم يصدر عن الحريري توضيح حول القصة التي نشرتها “نيويورك تايمز”، واستمرار الصمت سيزيد التساؤلات، لا سيما أن الرجل أقدم أخيراً على إقفال مؤسسات إعلامية بعدما توقف عن دفع مستحقات العاملين فيها منذ سنوات بحجة الأزمة المالية التي يمر بها.

 

اتهام أستاذ جامعي بالإعداد لتفجير البيت الأبيض لمصلحة حزب الله

عمر نشابة/الاخبار/الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

كشفت السلطات القضائية الاميركية أخيراً عن القرار الاتهامي وخلاصات محاضر التحقيق التي أجريت مع الأستاذ الجامعي، المواطن اللبناني الاميركي علي حسن صعب، الموقوف حالياً، والذي ينتظر أن تبدأ محاكمته قريباً بتهمة العمل لمصلحة «حزب الله» والإعداد للقيام بأعمال إرهابية في الولايات المتحدة، أبرزها تفجير البيت الأبيض ومبنى الكونغرس في واشنطن. اطلعت «الأخبار» على محاضر التحقيق، وتبيّن لنا أنها مبنية على تكهنات ومزاعم وروايات لا تتناسب مع منهجية التحقيق الجنائي المحترف، وأن تحليلات المحقق الفيدرالي الاميركي تبدو متسرّعة وتفتقد الدقة وتشوبها الأحكام المسبقة

في الثامن من تموز 2019، قدم المحقق الخاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي، انطوني سيبريانو، خلاصة تحقيقات قام بها مع اللبناني الاميركي علي حسن صعب، الأستاذ المحاضر في جامعة باروش في نيويورك، (حائز شهادتي ماجيستير في إدارة الاعمال وفي تكنولوجيا المعلومات). وفي 19 تموز، صدر قرار الاتهام بحق صعب، وهو اليوم ينتظر موعد محاكمته بتهم عدة أهمها: «التآمر لتقديم دعم مادي لحزب الله» بين عامي 1996 و2019، و«تلقي تدريبات عسكرية»، و«الحصول بطريقة غير قانونية على الجنسية الاميركية بهدف تسهيل عمل إرهابي دولي». وأشارت محاضر التحقيق الى أن بين «الأهداف» المزعومة: البيت الأبيض ومبنى الكونغرس ومبنى «امباير ستايت» وجسري «بروكلن» و«فيرازانو» ومعالم أخرى. لكن كيف علم مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذه «الأهداف»؟ الجواب: صوّر صعب هذه المعالم، بينما وُجد في حوزته تسجيل للسيد حسن نصر الله كان قد التقطه من على شاشة تلفزيون «المنار».

تجدر الاشارة الى أن سلطات التحقيق في الولايات المتحدة تستخدم «أساليب تحقيق خاصة» أثناء التحقيق مع «إرهابيين» محتملين، يرجّح أنها تشمل وسائل ضغط نفسي وجسدي يمكن تصنيفها بالتعذيب بحسب الاتفاقية الدولية للقضاء على التعذيب.

«الأخبار» اطلعت على خلاصات التحقيقات التي أجراها سيبريانو (محقق تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، متخصص في «اعتراض النشاطات الإرهابية لحزب الله وبشكل خاص لمنظمة الجهاد الاسلامي»)، والتي تضمنت معلومات تجافي الحقيقة، وتحليلات تفتقد المنهجية المهنية، وخلاصات بدت متسرعة وتتضمن أحكاماً مسبقة. وفي ما يأتي بعض أبرز التجاوزات والإخفاقات المهنية التي استند اليها لإصدار قرار الاتهام.

استمر استجواب صعب (42 سنة) الذي سافر الى الولايات المتحدة عام 2000 وحاز الجنسية الاميركية عام 2008، من 14 آذار حتى 8 تموز 2019 بشكل متواصل، وخلص المحقق الى أن المتهم جُنّد لدى حزب الله عام 1996 عندما كان طالباً في الجامعة اللبنانية، وأنه كُلّف مراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي و«جيش لبنان الجنوبي» في بلدة يارون ومحيطها وكتابة تقارير بنتائج المراقبة.

وبصرف النظر عن صحة التجنيد، فقد تناسى المحقق أن الجيش الإسرائيلي كان يومها يحتلّ جنوب لبنان، باعتراف الأمم المتحدة، وأن العدو الإسرائيلي هو الذي كان يخالف القانون الدولي بعدم انصياعه لقرار مجلس الأمن 425، وبالتالي من حق اللبنانيين، بحسب ميثاق الامم المتحدة، مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

ويزعم المحقق أن المتهم خضع لأول تدريب عسكري عام 1999 على استخدام الاسلحة النارية. وقبل سفره الى الولايات المتحدة تدرّب، بحسب مزاعم المحقق، على أساليب للتواصل الإلكتروني «بمشغليه» في «منظمة الجهاد الإسلامي». وذكر المحقق أن صعب قال له إن حزب الله أعلمه بأنه في حال وصلته رسالة إلكترونية بدت كأنها دعاية تجارية (ما يعرف بـ«سبام») تحتوي على إشارات معينة (لا يذكرها محضر التحقيق) فهي تعني أن الحزب يأمره بالعودة الى لبنان. كما زعم أن حزب الله زوّد صعب برقم تلفون و«كود» لاستخدامه «فور وصوله الى لبنان ليعرف الحزب موعد وصوله فيتصل به لاحقاً». لكن هل يحتاج حزب الله، وهو بحسب الاميركيين «الأكثر قدرة تقنياً» بين المنظمات «لإرهابية» كافة، الى انتظار اتصال هاتفي ليعرف بوصول أحد عناصره الى لبنان؟

يدّعي المحقق أن صعب أخبره بأنه كان يُنقل مع زملاء مجهولين الى مواقع تدريب بواسطة فان أبيض اللون زجاجه أسود داكن. وكان على الجميع في الفان ارتداء أقنعة، ولدى وصولهم الى «الصف» يُعزلون عن بعضهم بعضاً بواسطة ستارة ولا يسمح لهم بالتفاعل. كما أن عليهم استخدام أسماء وهمية، واختير لصعب اسم «رشيد». وللتثبت من صحة ذلك، اعتمد المحقق على أقوال «شاهد متعاون» بقي اسمه سرياً، وهو بحسب زعمه عضو سابق في منظمة «الجهاد الإسلامي» قبض عليه في الولايات المتحدة في حزيران 2017، واعترف بضلوعه في عدد من الهجمات الإرهابية، وعرض تقديم معلومات للمحققين مقابل اتفاق تسوية. وزعم المحقق أن «الشاهد» انضم الى «الجهاد» عام 2007، وخضع للتدريب على صناعة المتفجرات، وشارك لاحقاً في مهام لصالح المنظمة في باناما وتايلاند. إلا ان المحقق لم يقدم أيّ دليل أو معلومات إضافية تثبت صحة ذلك.

التدريب الذي خضع له صعب، بحسب المحقق، كان على المراقبة والتصوير السري لصالح «الجهاد الإسلامي». ويعطي المحقق مثالاً بالقول: إن التدريب كان يرتكز على وجوب تصوير شيء لا علاقة له بما يراد فعلاً تصويره قبل المباشرة بالتصوير الفعلي. وشمل التدريب التصوير من ارتفاع شاهق من «أجل الإشارة الى الوجهة التي تهمّ حزب الله». لكن هذا الأسلوب في التصوير لا يحتاج الى تدريب، ولم يقدم المحقق أي أدلة تثبت وجود تدريب كهذا. ويمكن من خلال مشاهدة الصور التي ذكر أن صعب التقطها أنها صور سياحية له، ولمباني وجسور ومعالم معروفة قد تكون في حوزة أي زائر لنيويورك أو لواشنطن.

بين 2004 و2005 خضع صعب، بحسب المحقق الفدرالي، لتدريبات على المتفجرات في لبنان. وكان التدريب المزعوم الذي دام ثلاثة أسابيع يحصل في مكان تحت الأرض (لم يحدّد المكان في محضر التحقيق). وتمكّن من صناعة «قنبلة لاصقة» قام بتفجيرها على سبيل التجربة «في الجبل خارج بيروت». وعرض المحقق ثلاثة رسوم ادّعى أن صعب رسمها أثناء التحقيق معه لشرح كيفية صناعة المتفجرات. غير أن الرسوم بدت خربشات، وبدا فيها رسم لسلك مربوط بعلبة مربوطة بدورها بعلبة ثانية وبخيوط إضافية لا تبدو وظيفتها واضحة. وأضاف المحقق أنه بعد هجوم 14 شباط 2005 الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري، طلب مدرّبو صعب (في حزب الله) منه ومن زملائه تحليل صور مسرح الانفجار وتحديد مكان العبوة المتفجرة وحجمها وتكوينها وطريقة التفجير المستخدمة.

وقد غادر صعب لبنان الى الولايات المتحدة (في نيسان 2005) عبر تركيا، لكنه أوقف في مطار إسطنبول لأن آثاراً لمتفجرات وجدت على ملابسه وفي حقيبة يده. إلا أن السلطات التركية سمحت له بالسفر الى نيويورك حيث حقق معه أمن مطار «جي اف كي»، لكنه نفى معرفته بمصدر آثار المتفجرات. والغريب أن المحقق يدّعي أن الامر انتهى عند هذا الحد، ولا يذكر خلاصة التحقيق الذي قام به أمن المطار المتشدّد بعد مرور سنوات قليلة على وقوع هجوم 11 أيلول 2001.

ادّعى المحقق أن حزب الله أمر صعب بمراقبة «مواقع ساخنة» في مدينة نيويورك، وأن أوامره كانت بأن يراقب باستمرار من دون أي توقف وبطريقة أوتوماتيكية (autopilot). وزعم أن التصوير الذي قام به صعب كان لصالح «منظمة الجهاد الإسلامي» وليس تصويراً سياحياً، وأن المصور كان يبحث عن «نقاط ضعف بعض الأبنية والجسور للمساعدة على تحديد حجم المتفجرات والمكان المناسب لوضعها». كما صودر «تقرير» كان في حوزة المتهم، هو كناية عن دفتر رسمت عليه بخط اليد خريطة لمدينة نيويورك، وحددت عليها عناوين لمعالم شهيرة مختلفة منها: تمثال الحرية، مقر الامم المتحدة، مركز «روكفلر» التجاري، «وول ستريت» (البورصة الاميركية)، برج «امباير ستايت»، ومختلف الجسور والأنفاق الرئيسية في المدينة. كما أضيفت الى الدفتر الطرقات المؤدية الى المطار.

ولدى تفتيش منزله في منطقة موريستاون في نيو جيرسي (قرب نيويورك)، تمت مصادرة «أجهزة إلكترونية» (لا يحدد محضر التحقيق نوعها أو طرازها) تحتوي على «صور المراقبة» لجسر بروكلين وجسر فيرازانو والمبنى الفدرالي في نيويورك وجسر جورج واشنطن. وهي جميعها مواقع سياحية معروفة يزورها الآلاف يومياً ويلتقطون صورها. المحقق الفيدرالي أضاف في تقريره أن صعب التقط «صور مراقبة» إضافية في مدينة بوسطن وفي واشنطن «لصالح حزب الله»، بما فيها صور للبيت الأبيض ولمبنى الكونغرس، في إطار الاستعدادات لشنّ هجوم إرهابي.

كما زعم المحقق أن حزب الله طلب من صعب التقاط «صور مراقبة» في اسطنبول عام 2005، منها صور للأسواق التجارية فيها وللجامع الأزرق، وأنه عاد الى بيروت عن طريق دمشق حيث استقبله أحد المسؤولين في حزب الله في فندق، واجتازا الحدود اللبنانية السورية عبر الخط العسكري في سيارة «بي ام» سوداء.

قد تكون الرواية الأغرب في تقرير المحقق هي محاولة صعب قتل عميل إسرائيلي في بيروت بين عامي 2003 و2005. فقد زعم المحقق أن أحد المسؤولين في حزب الله أمر صعب بسرقة سيارة نوع «مرسيدس» بواسطة مفتاح خاص، ثم طلب منه تسلم مسدس فضي مجهّز بكاتم صوت كان موضوعاً في كيس بلاستيك تحت مقعد السيارة. وبعد ذلك ذهب المشغل مع صعب في السيارة الى مكان خارج بيروت، حيث كانت سيارة «فان» بيضاء صغيرة في انتظارهما، فركنا سيارة «المرسيدس» خلفها، وأمر «المشغل» صعب بأن يترجل ويطلق النار على الرجل الموجود في الفان «مرّتين في البطن ومرّة في الرأس». ولدى وصول صعب أمام الرجل صرخ الأخير «لست أنا»، فحاول صعب إطلاق النار باتجاهه لكن المسدس تعطّل فجأة. بعد ذلك طلب المشغل من صعب العودة الى السيارة ليفرّا من المكان. وأضاف المحقق في روايته الغريبة أن «صعب علم لاحقاً بأن الرجل في الفان كان مشتبهاً فيه بالعمالة لصالح إسرائيل».

يشير محضر التحقيق الى صور وفيديوات للأمين العام لحزب الله وجدها المحققون الاميركيون في «التجهيزات الإلكترونية» الخاصة بصعب. وتبين أن هذه الصور مأخوذة من شاشة تلفزيون «المنار» حيث تظهر علامة المحطة التلفزيونية بوضوح في أعلى الصور الموجودة في تقرير المحقق.

أخيراً، خصّص جزء وفير من محضر التحقيق للإشارة الى زواج صعب «صورياً» من سيدة أميركية للحصول على الجنسية مقابل مبلغ من المال، بطلب من حزب الله بهدف تسهيل تحركاته التحضيرية للعمل الإرهابي المزعوم. هي ليست الرواية الاولى وقد لا تكون الأخيرة لمحقق فيدرالي يستعجل التحقيق، ويربط صوراً وخبريات بعضها بالبعض الآخر، لـ«يكتشف» مؤامرة إرهابية، وكأن نظرية المؤامرة تتمدّد لتصبح كل صورة سياحية يلتقطها عربي مصدر شبهة، وكل سفر أو هجرة يقوم بها لبناني بداية مسلسل إجرامي، وتصبح كل مخالفة للقانون فرصة لإدانة حزب الله وشيطنته وتشويه سمعته ومكانته في العالم.

 

رحيل شيراك وتبدُّل أصدقاء لبنان

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

حريٌّ برحيل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، أن ينبّه اللبنانيين إلى خسارتهم المتزايدة لأصدقائهم في العالم وإلى الدور الكبير الذي أدّته «الصداقة» في توفير قدر ملموس من الحماية والمصالح للبلد الذي يعيش حالياً أحد أسوأ فصول تاريخه الحديث.

ليس المقصود هنا الصداقة الشخصية التي قد تجمع بين مسؤولين من بلدين مختلفين فيوظفانها للخدمة العامة، على ما يُقال عن الصداقة التي جمعت شيراك برئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، بل عن حاجة لبنان ذي التركيبة السياسية والاقتصادية الهشة والموقع الجيوسياسي المضطرب إلى أصدقاء حقيقيين يقفون إلى جانبه في أوقات الأزمات.

وأدرك مؤسسو لبنان منذ اليوم الأول لقيامه نقاط ضعفه وسهولة تلاعب القوى الخارجية به واستخدام بنيته الطائفية القلقة في صراعات أكبر منه وكساحة حروب إقليمية ودولية. ويجد الباحث في كتابات شخصيات مثل ميشال شيحا اهتماماً بفكرة صداقة لبنان مع الدول الكبرى على الرغم من حصر الرجل فهمه للصداقة في المكاسب المباشرة والسريعة التي يحق للبنانيين أن يجنوها من «صداقات» هي - بهذا المعنى - أقرب إلى الصفقات. ولا مفر من الاعتراف بأن السلطات اللبنانية لجأت إلى استخدام انتهازي للصداقات التي أقامها مسؤولون رسميون وأكاديميون وسياسيون من مشارب شتى مع الخارج. ويؤخذ على لبنان، على سبيل المثال، أنه استفاد – بين الأربعينات والسبعينات من القرن الماضي - من علاقاته العربية لتحقيق ازدهار اقتصادي في الوقت الذي كان يرفض فيه المشاركة في العمل العربي الذي يتناول القضية الفلسطينية بذريعة ضعف قوته العسكرية وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه في حال تعرض لعدوان إسرائيلي. في المقابل، لا يقل صحة القول إن لبنان تعرض لتدمير شبه منهجي يرجع بعض أسبابه إلى تبنيه سياسة انفتاح وحرية نسبية فرضتها توازناته الداخلية (وليست زجليات حب اللبناني للحرية) وضآلة رقعته الجغرافية وموارده الطبيعية.

لكن حتى هذا الفهم الأداتي - الانتهازي للصداقة ولضرورة الانفتاح لبلد له ما للبنان من مقومات خفيفة الوزن على الساحة الدولية، يتعرض منذ أعوام لهجوم عنيف يدفع بلبنان إلى المزيد من العزلة العربية ويضعه في مواجهة حصار دولي محكم. عملية تفكيك صداقات لبنان العربية والدولية تصدر من فقر الخيال الذي صاغ السؤال عن الموقع الذي يجب أن يحتله لبنان المرموز إليه بعاصمته بيروت: «هانوي أو هونغ كونغ»؟ طُرح هذا السؤال في التسعينات عندما تعارضت للمرة الأولى مقتضيات إعادة الإعمار (بكل علّاتها وسلبياتها) بعد الحرب الأهلية، مع ضرورات متابعة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحتفظ بجزء من الأراضي اللبنانية. المفارقة أن اختيار «هانوي» كردٍّ على السؤال كان اضطرارياً، وبعد فشل إعادة الإعمار كمسار سياسي - اقتصادي لا كعملية هندسية تشمل بناء المطار والطرق السريعة ووسط العاصمة، فحسب.

ولئن كان أصدقاء لبنان الجدد، كبشار الأسد وقاسم سليماني ومن يشبههما، ليسوا من النوع الذي تفتخر أي دولة بصداقتهم، فإن المشكلة العميقة في هذه الصداقات الجديدة هي أنها لا تقدم شيئاً للبنان بل تحمّله أعباء هو في غنى عنها. عليه يكون اللبنانيون قد خسروا أصدقاءهم التقليديين في العالم العربي والغرب ولم يقيموا في المقابل منظومة من الصداقات التي توفر له الظهير القوي في زمن تتفاقم صعوباته وتحدياته. من ناحية أخرى، إذا استقر رأي أكثرية اللبنانيين على أن «محور المقاومة» هو المكان الأنسب لهم ولمصالحهم، فلا بد من الانتباه إلى أن ذلك يجب أن يترافق مع تغييرات جذرية في بنى الاقتصاد والسياسة والتعليم في لبنان حتى تتلاءم مع الوظائف المستجدة في سياق المواجهة مع الأصدقاء السابقين. بكلمات ثانية، ما من داعٍ لحكم مسبق يستند إلى القيمة المتخيلة لمن هم الأصدقاء الأنسب للبنان، بل يجب أن يوضع كلٌّ من الخيارين على ميزان المصالح الوطنية ورفاهة المواطنين. فإضفاء العقلانية على السياسة شرط شارط للخروج من سخونة الخطابة والابتعاد عن الرذاذ المتطاير من أفواه الخطباء محروقي الأعصاب نحو تقييم نفعي - ربما - للصداقة التي قد تكون مبدأ لا يقل أهمية عن مبادئ الخطباء المفوّهين.

 

400 ليون جنيه مقابل سجينة بريطانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

تظنون أن «داعش»، ومثيلاته، هم من يخطفون الأبرياء ويطلبون أموالاً لقاء الإفراج عنهم؟ يفاجأ المرء عندما يسمع الأخبار من طهران. هذه المرة كشفت الحكومة البريطانية أن وزير الخارجية جواد ظريف كان قد طلب من بريطانيا 400 مليون جنيه إسترليني لقاء الإفراج عن سيدة بريطانية من أصول إيرانية تم الزج بها في السجن بغرض الابتزاز بتهمة التجسس. وقالت الحكومة البريطانية التي فضحت المفاوضات في بيان لها: «إننا لم نقبل، ولن نقبل أبداً، أي اقتراح بأن تدفع المملكة المتحدة لإيران للإفراج عن رعاياها الذين احتجزوا تعسفاً. ويجب الإفراج عنهم دون قيد أو شرط. ولن يتم ابتزاز المملكة المتحدة، ولن تؤدي تعليقات وزير الخارجية الإيراني إلا إلى زيادة سوء سمعة الحكومة الإيرانية». بالفعل الوزير ظريف، مع شيء من الفذلكة، التي اعتاد عليها مستمعوه، قال معللاً طلبه المال لقاء الإفراج عن المعتقلة البريطانية، إنه حتى يقنع المحكمة الإيرانية بأن إطلاق سراح السجينة هو تبادل أحكام قضائية، وإن هذه أموال قديمة متراكمة الفوائد!... بسبب شح المال، طهران تسجن وتعتدي وتخطف للحصول على فدى. ولا ننسى أن مسلسل الابتزاز، الذي لا نعرف حكومة أخرى في العالم تمارسه غير السلطات الإيرانية، له صفات مختلفة؛ فهي تحتجز عدداً من السفن إلى اليوم قامت بخطفها وتطالب من الدول التابعة لها أثماناً سياسية أو مادية.

هذا هو أسلوب إيران منذ قديم الزمان، فقد كان أول أعمالها «الدبلوماسية» احتجاز 52 موظفاً من السفارة الأميركية في طهران في عام 1979 ولمدة 444 يوماً. ولاحقاً قامت بعدة عمليات خطف، من خلال منظمتها «حزب الله»، استهدفت مدنيين غربيين في لبنان في مطلع الثمانينات والمساومة عليهم. وفي حرب سوريا لم تتوان عن محاصرة بلدات ومساومة المقاتلين على الأهالي. وفي سجن إفين، سيئ السمعة في طهران، المزيد من المعتقلين من جنسيات بريطانية وأسترالية وغيرها، تم اعتقال معظمهم مسبقاً لهذا الهدف، ومحاكمتهم، بأحكام تهدد بإعدامهم، من أجل المساومة عليهم.

في إطار هذا المسلسل المستمر من البلطجة كسياسة للدولة لا نستبعد أن تقدم إيران مباشرة، أو من خلال منظماتها في العراق ولبنان، على اختطاف أميركيين، غير المحتجزين لديها من أصول إيرانية، اعتقاداً بأن ذلك سيحرج الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتخابياً، حتى تضطره ليقدم لها تنازلات، فيتراجع عن العقوبات الاقتصادية أو يباشر مفاوضات تشمل الإفراج عن معتقلين من الجنسية الأميركية، وهو ما سبق أن فعلته مع الرئيس السابق باراك أوباما، الذي أعطاها أموالاً ضخمة ووقع معها اتفاقاً أعرج. هذه هي إيران المرشد الأعلى، ومن دون أن يرسل العالم لها رسائل ردع قوية فإنها لا تحترم غير القوة. ولهذا لا نراها تتجرأ على مواجهة دولة مثل إسرائيل إلا مختبئة خلف «حزب الله» ومثيلاته.

 

الإمام الصدر والخمينية... التصادم والإزاحة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

تحتل السيرة السياسية للإمام موسى الصدر فصلاً مهماً من أي بحث عن مآلات الثورة الإيرانية، والشيعية السياسية فـي إيران ولبنان والمنطقة. كما لا يمكن فهم الخمينية؛ كمدرسة سياسية وفقهية وصلت الآن إلى ذروة هيمنتها السياسية على الشيعة في العالم، من دون قراءتها في ضوء التعارض الحاد بينها وبين مدرسة الإمام الصدر. فالأخيرة نهضت على مرجعيات فقهية وسياسية مختلفة تماماً عن مرجعيات الخمينية، ومورست من خلال أداء براغماتي يعطي أولوية للخصوصية الوطنية اللبنانية أو العراقية أو الخليجية في البيئات الشيعية المختلفة، على الأولوية الثورية العابرة للهويات الوطنية كما كانت الحال وما زالت في ممارسات الخمينية.

آخر البحوث الرصينة في حال الشيعة وسيرتهم، كتاب أراش ريزنه أزهاد «شاه إيران... أكراد العراق وشيعة لبنان»، الصادر بالإنجليزية، وكان موضوع مراجعة نقدية موسعة في مجلة «أميركان إنترست» مؤخراً.

يتعقب الباحث؛ الإيراني الأصل، سيرة التحولات الكبرى التي حفّت بالشيعة بعد سقوط نظام الشاه، من خلال وثائق لجهاز «السافاك» ينشر بعضها للمرة الأولى، وتظهر طبيعة الاتصالات بين نظام الشاه وعدد كبير من الشخصيات بينها الإمام الصدر. كما تكشف عن طبيعة الصراعات التي شكّلت ديناميات الثورة التي أوصلت الخميني إلى الحكم، والعلاقات المعقدة لأجنحة الثورة بعضها ببعض، كما تبين سلوك الشخصيات التي أثّرت في مسارات الثورة ومآلاتها، وعلاقاتها بالصدر. بهذا المعنى يعيد الكتاب، من خلال الوثائق والسير الفرعية، تركيب السيرة المعقدة للصدر التي ابتسرت في السنوات القليلة الماضية وجرت إعادة تدويرها في سياق سردية إيرانية مزورة تطمس التباينات الجذرية بين الصدر والخميني، وتجعل من مسار الإمام الصدر مجرد مجرى صغير في نهر الخمينية، وتقدمه للجمهور الشيعي بكثير من المديح اللفظي والمسايرة، اللذين باتا سمة جديدة في خطاب «حزب الله» في لبنان.

الحقيقة أن عنوانين أساسيين فرزا قوى الثورة الإيرانية في لبنان، هما؛ أولاً: موقف الفصائل المختلفة من العلاقة بالموضوع الفلسطيني. وثانياً: رؤية هذه الفصائل لهوية الدولة الإيرانية ما بعد الشاه وانقسامها حول الموقف من نظرية «ولاية الفقيه» لصاحبها الخميني.

في العنوانين، وقف الإمام الصدر في منطقة التعارض مع الخميني وفريقه. فهو على خلاف الثورية الخمينية، لمس مصلحة شيعة لبنان في أن يكونوا جزءاً من الوطنية اللبنانية التي كانت تُعرَف حينذاك بموقفها الرافض للكفاح الفلسطيني المسلح من لبنان، وقبل ذلك بالموقف المعترض على الناصرية.

ولئن كان مسرح الكفاح المسلح هو جنوب لبنان، أي إحدى البيئتين الشيعيتين الرئيسيتين في الجغرافيا اللبنانية، فقد ارتأى الصدر أن المغامرة بمصالح أهل الجنوب وعمرانهم واستقرار بيئتهم لا يخدم المصلحة الشيعية في شيء. لهذا شكّل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978، سنة اختفاء الإمام، ذروة الطلاق بين الصدر والخميني. فتحفظات الصدر على العمل الفلسطيني المسلح، باتت أكثر علنية، ووصلت في خطابات الجمعة بمدينة صور إلى حد القول إن الاجتياح ما كان ليحصل لولا الوجود الفلسطيني.

وينقل الكتاب عن مذكرات علي أكبر محتشمي، سفير الخميني لدى منظمة التحرير ولاحقاً لدى سوريا بعد الثورة ثم وزيراً للداخلية، أن محتشمي قدم تقريراً للخميني حول خطابات الصدر السالفة الذكر، وأن الخميني أبدى حيالها «كثيراً من الأسى بسبب انعدام ثورية الصدر»!!

كانت الدعاية السياسية المضادة للصدر، السابقة على اجتياح 1978، والتي يقودها محتشمي، وعدد من أركان ما يعرف بـ«خط الإمام» الخميني، كجلال الدين فارسي، ومحمد منتظري، ومحمد بهشتي، تعدّ الصدر «عميلاً للمارونية السياسية» و«حزب الكتائب اللبنانية» بسبب من الفلسفة الوطنية التي حافظ عليها وفعّلها في الهوية الشيعية، في حين كان يرى في ولاية الفقيه الغيبية العابرة للوطنيات «عصارة عقل مريض» كما وصفها في رسالة بعث بها إلى الشاه!! وقد ظل الصدر على تقليده للسيد محسن الحكيم وبعده الإمام أبو القاسم الخوئي، رافضاً مرجعية الخميني.

والواقع أن تهمة العمالة للمارونية السياسية، لها جذور قبل اصطدام الصدر بالملف الفلسطيني، حيث إن الإمام تقرب من مؤسسات النظام السياسي اللبناني؛ لا سيما رئاسة الجمهورية، ولم يعادِها، بل إن الشاه رأى فيه وفي موقعه هذا، إبان صعود الناصرية، مرتكزاً شيعياً مهماً في سياسة إيران الخارجية غير الرسمية المناهضة لجمال عبد الناصر. وقد وفّر الحلف بين الصدر والرئيس اللبناني فؤاد شهاب، بمباركة بعيدة من الشاه، عمقاً إسلامياً للموقف المسيحي اللبناني المتوجس من الناصرية، في مقابل الحماس الإسلامي السني لها. ووفّر للشاه صوتاً عربياً إسلامياً من قلب المنطقة يخترق خطاب التهليل للناصرية ومن موقع وطني لبناني. وهذا، للمفارقة، معاكس للوظيفة الإيرانية التي يلعبها اليوم الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، بوصفه صوتاً عربياً لإيران من قلب المنطقة، يعلو بالاعتراض على مواقف السعودية والإمارات ومن موقع لا يقيم وزناً لأي مصلحة وطنية لبنانية.

من مفارقات الكتاب الكثيرة ما يكشفه من انطباعات مقربين من الصدر، كصهره مهدي فيروزان وصادق طبطبائي، حول حجم العداء للإمام في أوساط رجال الخميني، ومنها اتهام فيروزان لجلال الدين فارسي بأنه كان مقرباً من الخميني ومن القذافي وبأن له دوراً في التحريض على اختطاف الصدر. وفارسي من مجموعة محتشمي ومنتظري، والأخير حل ضيف شرف على القذافي في مارس (آذار) 1979 بعد أشهر من اختطاف الإمام الصدر، وكانت المناسبة الاحتفال بالانسحاب البريطاني من ليبيا... ويبقى السؤال السهل الصعب... من قتل موسى الصدر؟!

 

أول الغيث العسكري

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

يطلّ الزميل فؤاد مطر، مؤرّخاً هذه المرة، من خارج نطاقه التقليدي، أي هلال مصر والسودان اللذين أمضى فيهما سحابة من العمر. لكن ليس بأقل متعة ومصداقية ومهنية: «عسكر سوريا وأحزابها»، الذي قدّم له رياض نجيب الريّس (الدار العربية للعلوم ناشرون) هو حكاية أول ثلاثة انقلابات عسكرية في دمشق، أدّت فيما بعد إلى سلسلة من المغامرات العسكرية في العالم العربي، بعضها دموي وبعضها، استثنائياً، من غير دماء. الضبّاط الثلاثة الأُول حملوا جميعاً لقب الزعيم: الزعيم حسني الزعيم، الزعيم سامي الحنّاوي، الزعيم أديب الشيشكلي. جمعت بين الزعماء الثلاثة قواسم كثيرة. الأوسمة الملوّنة العريضة والمحمولة على الصدور بربطة متدلّية. الأول خدع بالحكم المدني، الثاني خدع بالحكم العسكري، والثالث خدع بالعسكريين والمدنيين معاً. وشاع في تلك الأيام قول بأن كل من يملك عشر بنادق، يستطيع السيطرة على الحكم. غير أنه كان في هذا القول بعض المبالغة. وربما الأصحّ عشر دبابات وبضع مصفّحات أخرى.

يُحسب للانقلابيين الثلاثة أنهم لم يستخدموا كلمة «ثورة» في الاستيلاء على السلطة وبسط الأحكام العرفية وإنزال الرعب في النفوس. بل إن ثلاثتهم استخدموا بكل بساطة كلمة «الانقلاب» في وصف ما قاموا به. وأجمع ثلاثتهم على أنهم يقومون بالعمل حرصاً على سمعة الجيش. في حين أن رئيس الوزراء الشهير، خالد العظم، يقول إن حسني الزعيم قام بانقلابه من أجل تغطية صفقة فاسدة من التموينات التي أتى بها إلى الجيش.

يُحسب للثلاثة أيضاً أنهم حاولوا الحفاظ على الغطاء المدني، فأقاموا حكومات يرأسها مدنيون وفيها حقائب كثيرة للمدنيين أيضاً. وأعلن الثلاثة أنهم قادمون لمرحلة انتقالية يسلّمون بعدها الحكم إلى الشعب. كما أجروا استفتاءات لا تصل فيها نسبة مؤيّديهم إلى 99.999 في المائة. وفي حين تجنّب الزعيم الأول فكرة المحاكمات العرفية والإعدامات الفورية، فإن الزعيم الثاني أمر بمحاكمته وإعدامه مع رئيس وزرائه قبل طلوع الفجر. وطرح الثلاثة فكرة الحداثة في البلاد، فألغى حسني الزعيم الطربوش والسروال؛ تيمّناً على الأرجح بما فعله كمال أتاتورك. وارتدى الشيشكلي السترة البيضاء المطرّزة والموشّاة مثل أميرالات البحريات الغربية.

يروي فؤاد مطر هذه الحكايات المريرة استناداً إلى أبطالها أنفسهم. وكعادته يملأ عمله بالوثائق والشواهد. ويضيء في تلك المرحلة على الدور الذي لعبه العراق والأردن في حياة وسياسات سوريا، والأحلام الهاشمية في إقامة دولة تضمّها. كما يضيء على دور لبنان والشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح، وخصوصاً الصحافة اللبنانية التي كانت، على ما يبدو، حاجة أساسية إلى جميع المغيّرين والمنقلبين في العالم العربي.

 

تركيا وقطر والصعود إلى الهاوية

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

دبلوماسية المملكة العربية السعودية نموذج نادر يستحق البحث في دراسة أكاديمية معمقة. هذا التماسك أمام أحداث مستفزة تشعل القلب غضباً، والتأني والتشاور وقراءة المستقبل بشكل براغماتي صادق مع النفس، كلها سلوكيات من الصعب جداً اتباعها أمام خيارات عدة، قد تلجأ لها الرياض دون حتى أن تكون في مرمى الملامة.

لن أتحدث عن إيران، فالحشد الدولي ضدها كفيل بتلطيخ سمعتها السيئة أصلاً، ولم يعد هناك من يدافع عن السياسة الإيرانية، لكن هناك من ينحني لها علّ شرورها تمر بسلام.

لكن لنتحدث عن تركيا، البلد الذي كان صديقاً لدول الخليج، قبل أن تصبح جماعة «الإخوان المسلمين» ركناً أساسياً في مشروع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقيادة العالم الإسلامي، أي قبل بزوغ نجم الجماعة في 2011 ثم أفوله في 2013، ولاختلاف المملكة مع تركيا حول دور الجماعة في تاريخ العرب الحديث، وطموحاتها التي لا تختلف كثيراً عن الأجندة الإيرانية، اتخذت أنقرة الرياض عدواً، وليس عدواً فقط، بل أصبحت طرفاً في نزاع، وخصماً على ما تظنه حصتها من المنطقة.

خلال ستة أعوام كيف كانت السياسة التركية مع السعودية؟

أولاً: احتضنت على أراضيها مطلوبين سعوديين متهمين بالتخابر والتواطؤ ضد مصالح المملكة.

ثانياً: فتحت مكاتبها وقنواتها لإعلاميين وكُتّاب سعوديين معارضين للدولة بعد أن قامت قطر بشراء ذممهم للكتابة ضد النظام السعودي.

ثالثاً: انحازت لقطر في الأزمة الخليجية بحكم العلاقة التي تربطهما والأهداف المشتركة، رغم أن الحكومة السعودية أطلعت الجانب التركي على أسباب المقاطعة.

رابعاً: أنشأت قاعدة عسكرية تركية في قطر، ظاهرها تخويف قطر من جيرانها، وباطنها ابتزاز النظام القطري بمزيد من الأموال.

خامساً: انحازت إلى إيران فيما يخص العقوبات الاقتصادية عليها، وصرح الرئيس إردوغان أكثر من مرة بأن النظام الإيراني نظام صديق ولا يقبل فرض عقوبات عليه.

سادساً: قامت بشراء النفط الذي يسرقه تنظيم «داعش»، مستغلة انخفاض سعر برميل النفط المسروق، غير عابئة بأن تمويل التنظيمات الإرهابية هو استعداء لكل دول المنطقة.

سابعاً: أصبحت حاضنة لجماعة «الإخوان المسلمين» الذين عاثوا فساداً في ليبيا ومصر والخليج والأردن والسودان.

ثامناً: خططت لبناء قاعدة عسكرية قبالة شاطئ البحر الأحمر في السودان من خلال اتفاقية مع نظام عمر البشير البائد، لاستئجار جزيرة سواكن.

تاسعاً: محاولاتها المستمرة لتدويل فريضة الحج، وإثارة هذه القضية أكثر من مرة لأنها لا تزال تمني نفسها بالماضي الذي كانت تضع يدها فيه على الأماكن المقدسة قبل تأسيس الدولة السعودية.

عاشراً: الحشد ضد المملكة في قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، رغم أن القضية قيد التحقيق، وهي معقدة ولها أطراف من بينها الحكومة التركية نفسها التي رفضت تسليم ما لديها من أدلة.

حادي عشر: اتهامها المملكة بالتقارب مع إسرائيل وهي التي اتفقت مع توجه واشنطن بوجود سفارتها في القدس، وتتمتع بعلاقات تجارية كبيرة وبينهما ما يقارب عشر اتفاقيات أمنية وعسكرية.

ثاني عشر: توجيه نقد للسعودية لتوقيفها ناشطين وناشطات متهمين بالتخابر مع دول أخرى، ونائب الرئيس التركي يبشر شعبه بفتح المزيد من السجون لتكون أكبر سعة لأكثر من نصف مليون سجين!

كل ما فعلته تركيا ضد المملكة هو استعداء صريح، ولم يعد سراً أن الحكومة التركية تعمل مع نظام الحكم في قطر للحشد ضد المملكة في أي موضوع أو حدث يحصل فيها أو عنها. وقطر تهاجم لتشغل العالم عن سوآتها، وسلسلة طويلة من العمليات التي تنكشف للرأي العام تباعاً فيما يخص دفع نظام الدوحة للرشى إلى مؤسسات وهيئات رياضية، وشراء ذمم مراكز بحثية ومثقفين. ونسمع كما حصل مؤخراً تحقيقات جارية في الولايات المتحدة للبحث في شأن أموال قطرية دخلت خزائن مراكز بحثية يفترض أن دورها حاضنات للتفكير وإسداء الرأي، وبالتالي ستتلاعب بدورها في التأثير على صنع القرار. قطر تتصدر الدول الداعمة للإرهاب، علاقتها المتينة بـ«حزب الله» و«الحشد الشعبي» وتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، ودعم المتمردين في كل الدول لتجعل من نفسها شرطي المنطقة العربية ولمحاولة السيطرة على حكامها ومسؤوليها، من خلال ما يظهر أنها جمعيات خيرية ومؤسسات تعليم. آمال واسعة بدأت بالتآمر مع نظام العقيد القذافي وتأكيدها له أن الدولة السعودية زائلة خلال سنوات قليلة، مبشرة بإعادة إحياء دولة الخلافة العثمانية وتتويج قطر سيدة للخليج العربي.

شكراً لأحلام اليقظة التي جعلتنا نقرأ النيات. لكن لنعُد إلى الواقع حتى لا نتوه بين أروقة الأمنيات.

تركيا تئن اقتصادياً، ورئيسها أصبح منبوذاً ليس من الأكراد أو حزب الشعب الجمهوري، من خصومه المعروفين، بل من أعز وأقرب أصدقائه الذين انفضوا من حوله بعدما طغت غطرسته ولم يعد يرى سوى نفسه. إن أردتم، لاحظوا كيف استقبل السودانيون رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في نيويورك خارج مبنى الجمعية العامة، بالكثير من الهتافات والحب، وقارنوها بإردوغان الذي دخل مبنى سفارته من الخلف وهو ينظر شزراً إلى تجمعات من الأتراك رفعت شعارات تدينه وتهاجمه.

تركيا وقطر حلف معزول. تركيا كادت تجن بعد زيارة وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف إلى قبرص واعتبرتها استعداء! رغم أنها دولة معترفة بها دولياً، ومن الاتحاد الأوروبي خاصة، والجزء القبرصي التركي لا أحد يعترف به سوى أنقرة، لكنها لم تعتد على أن يكون للمملكة رد فعل يتضاد مع سياستها.

الحقيقة أن للسعودية أكثر من ورقة، وهي أكثر تأثيراً في محيطها، ولعل تركيا تنظر للقفل الذي يحيط بقطر، وماذا فعلت من أجل أن تلف العالم بحثاً عن مفتاح، وتتخذه عبرة.

 

ترمب بين العزل الداخلي والانعزال في الشرق الأوسط وإيران لن تستفيد من هذه الإجراءات في نهاية المطاف

د.وليد فارس/انديبندت عربية/01 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79010/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7/

منذ أسبوع تقريباً يتصدر الإعلام الأميركي خبر محاولة الديمقراطيين لبدء آلية عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب ما اعتبروه تدخلاً من قبل الرئيس الأميركي لدى الرئيس الأوكراني من أجل تحقيق مكاسب انتخابية في الداخل ضد خصمه المفترض جو بايدن.

وبغض النظر عن نجاح عملية العزل وهي مستبعدة، أو عدم نجاحها، فإن مجرد إطلاقها من قبل المعارضة ستُكبد الرئيس خسائر سياسية، خصوصاً أن حملته الانتخابية ما زالت في أولى مراحلها وستفعل عملها أكثر في الأشهر المقبلة.

وكما نجح ترمب في اجتياز صعوبات مرحلة تحقيق روبرت مولر وما أطلق عليه التحقيق الروسي واحتمال وجود تواطؤ بين موسكو وحملته وسقوط هذه المزاعم بعد الفشل في إثبات أي تهم على الرئيس وفريقه، فمن الممكن إلى حد كبير أن ينجح في اجتياز هذه المحاولة الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، لا بل أن يرجح كفة الميزان لصالحه عبر توظيف هذه الاتهامات بما يعود عليه بالفائدة وسط قاعدته الناخبة.

وأياً كانت الاحتمالات، فإن الضغوط القائمة حالياً ستؤثر من دون شك في أداء الرئيس، إن على صعيد الإنجازات الداخلية أو سياسته الخارجية. ففي الداخل سيركز الرئيس على مقاومة محاولات العزل، ما سيسهم في إضاعة وقت كبير لهذه المواجهة، ويقلل من اهتمامه في الملفات الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والمالية، التي كان يعمل على إنجازها. وهذا أمر طبيعي، فعندما تستهدف المعارضة رئيس البلاد يتحول البيت الأبيض إلى خلية عمل للدفاع عنه.

وما يصح في الداخل يصح في السياسة الخارجية. إذ إن اشتداد الحملة على ترمب في الداخل تقوض قدراته في التركيز مع فريق عمله على القرارات الكبرى في العالم بشكل عام والمناطق الساخنة ومنها الشرق الأوسط خصوصاً. ولنبدأ أولاً بمراجعة احتمالات العزل، وتأثيرها سواء كانت رابحة أو خاسرة في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط من الآن حتى 2020.

وتجدر الإشارة إلى أنه ليس محسوماً حتى اللحظة أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين يخرق القوانين الأميركية. أما في العملية الحسابية، ففي مجلس النواب هناك أكثرية ديمقراطية من ضمنها كتلة يسارية راديكالية تعمل بشكل مركز على بدء عملية العزل عبر إنجاز ملف وعرضه على التصويت في المجلس. إذن، الخطوة الأولى هي التأكد من وجود أكثرية في الحزب الديمقراطي في مجلس النواب كافية لنيل الموافقة على عزل الرئيس. فهناك نواب في الحزب الديمقراطي انتخبوا في ولايات فاز بها ترمب، بالتالي لديهم حسابات في قضية العزل تتعلق بخوفهم من إمكانية خسارة مقاعدهم في الانتخابات المقبلة.

إذن على رئيسة المجلس نانسي بيلوسي اجتياز المرحلة الأولى وضمان الأكثرية في مجلس النواب من أجل تقديم مشروع العزل، وبحال ربح الديمقراطيون هذه المرحلة، فإن المرحلة اللاحقة ستكون الجدار المانع الذي سيحمي الرئيس في مجلس الشيوخ حيث الأكثرية لحزبه، ولا يمكن عزله هنا إلا بالحصول على أكثرية الثلثين وهذا شبه مستحيل في ضوء سيطرة الجمهوريين، على الرغم من أن بعض المراقبين يتحدثون عن إمكانية انقلاب عدد من الجمهوريين على الرئيس وهذا أمر مستبعد. لذلك، فإن مجلس الشيوخ سيكبح محاولة الديمقراطيين لعزله، ويستمر ترمب في رئاسته إلى اليوم الأخير قبل الانتخابات.

ويبقى السؤال ما فائدة إطلاق الديمقراطيين في مجلس النواب مرحلة العزل، على الرغم من استحالة تمريرها في مجلس الشيوخ؟ وكيف سيؤثر ذلك في سياسة ترمب في الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة؟

الجواب على السؤال الأول يبقى في أن للمعارضة حسابات أبعد من العملية القانونية. إذ إن أي تحرك لعزل الرئيس سيشل عمل البيت الأبيض على الصعيدين الداخلي والخارجي. ووفق المراقبين، فإن أي عملية عزل قد تمتد طوال فترة حكمه المتبقية.

وبالنسبة إلى التساؤل الثاني، فعلى الصعيد الإعلامي سوف تتحرك القوى المناهضة للولايات المتحدة وعلى رأسها إيران وجماعات الإخوان عبر إعلامها الممتد إلى الغرب وأميركا. هذه القوى قد بدأت فعلاً- الإعلام الإيراني والجزيرة- بشن حملة لإضعاف صورة الرئيس واستخدام عملية العزل في أميركا وتوظيفها لصالحها في الشرق الأوسط، لإضعاف معنويات حلفاء واشنطن، وزرع البلبلة والفوضى في الدول والجماعات المؤيدة لأميركا. وهذا ما سيدفع ترمب إلى التردد كثيراً قبل اتخاذ أي قرارات استراتيجية ضد إيران ومحورها في الشرق الأوسط. وهذا ما سيؤخر في دعمه للدول العربية الحليفة التي تواجه التطرف، وما وصفناه في مقالات سابقة بأنه تحفظ تمارسه الإدارة الحالية في القيام بأعمال كبرى في المنطقة سيزداد الآن مع انطلاق حملة العزل ضده، لكن هل سيؤدي هذا الأمر إلى تراجع ترمب في المنطقة عن قرارات اتخذها، خصوصاً العقوبات غير المسبوقة على إيران؟

بالتأكيد لن يكون هناك تراجع عن المواقف والقرارات التي اتخذت، فالعزل قد يؤدي إلى إقناع الرئيس الأميركي بفرملة اندفاعته ولكن لن يجري أي تغيير على ما سبق. كما أن اصطفاف خصوم ترمب في المنطقة وراء الدعوة إلى العزل، أقله على المستوى الإعلامي، قد يزيد من عزمه على الصمود في الشرق الأوسط، ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية بعد انتخابه ليحسم الأمر بصورة نهائية مع القوى الراديكالية. ولذلك، ما دام العزل لن يبصر النور، فلا خوف على الستاتيكو الجديد الذي رسمه ترمب للشرق الأوسط.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية للموفد التجاري البريطاني: الشراكة بين البلدين تكفل حسن سير الاعمال والاستثمارات وتعزز الانفتاح

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "اتفاق الشراكة بين لبنان وبريطانيا يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين ويضمن استمرارية الاطار القانوني في العلاقة التجارية ويكفل حسن سير الاعمال والشركات والاستثمارات". وابلغ الرئيس عون الموفد التجاري لرئيس وزراء بريطانيا الى لبنان اللورد ريتشارد ريسبي والذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور السفير البريطاني كريس رامبلينغ، ان "اتفاق الشراكة سيدفع للمزيد من الانفتاح بين لبنان وبريطانيا ويعزز فرص دخول السلع اللبنانية الى المملكة المتحدة"، متمنيا ان "تهتم الشركات البريطانية بالفرص المتاحة في لبنان الذي يمكن ان يكون منصة لها في المنطقة، لا سيما في قطاعي الخدمات والتكنولوجيا". وشدد الرئيس عون على ان "النظام الاقتصادي في لبنان حر ومنفتح على التعاون مع من يرغب في التعاون معنا والتزام مشاريع انمائية وفق نظام المنافسة الحرة"، مشيرا الى ان "الاولوية معطاة حاليا لمشاريع الكهرباء والنفط والغاز والطرق وسكة الحديد وتطوير مرفأ بيروت". وشكر الرئيس عون بريطانيا على "الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني، لا سيما في مجال بناء ابراج المراقبة على الحدود وتجهيزها".

ريسبي

وكان اللورد ريسبي اطلع الرئيس عون على المهام التي اسندت اليه بعد تعيينه موفدا تجاريا لرئيس وزراء بريطانيا الى لبنان، مؤكدا رغبة بلاده "في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتطويره، بحيث يشمل كل القطاعات التي يمكن لبريطانيا ان تساهم في نهضتها".

واشار الى ان زيارته لبيروت "تؤكد اهمية موقع لبنان بالنسبة لبريطانيا والتي ترجمت من خلال اتفاقية الشراكة بين البلدين"، محددا اطر التعاون، معربا عن امله "في اجتذاب رجال الاعمال البريطانيين للاستثمار في لبنان في مختلف الميادين".

 

الحريري ناقش مع الموفد التجاري البريطاني فرص التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم في السراي الحكومي، الموفد التجاري لرئيس وزراء بريطانيا الى لبنان اللورد ريتشارد، ريسبي يرافقه السفير البريطاني كريس رامبلينغ والمسؤول التجاري في السفارة بول خواجة، في حضور مستشارة الرئيس الحريري للشؤون الاقتصادية هازار كركلا.وتم خلال الاجتماع عرض العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بعد توقيع اتفاق التجارة الثنائية الشهر المنصرم، وبحث في سبل تعزيز فرص التبادل التجاري والاستثمار بين لبنان وبريطانيا وتحديدا تشجيع الشركات البريطانية على الاستثمار في لبنان، ما يعيده الى خارطة الاسثمارات البريطانية.

 

الحريري التقى نواب اللقاء الديموقراطي ووفدا من جمعية الصناعيين أبو فاعور: الصناعة تستطيع ان تعالج جزءا كبيرا من النقد الأجنبي

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، وفدا من جمعية الصناعيين برئاسة فادي الجميل، في حضور وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري وكانت فرصة لاستعراض كل الاجراءات التي قامت وتقوم بها الحكومة اللبنانية من اجل دعم الصناعة في لبنان، وهذه الاجراءات يلمسها الصناعيون، وبدأت تعطي ثمارها في عمل الصناعة في لبنان".

أضاف: "الزيارة هي لرد تحيات الصناعة الى الحكومة والدولة اللبنانية على الاجراءات التي حصلت. فقد قامت جمعية الصناعيين ووزارة الصناعة بإجراء مسح أولي لعدد من فرص العمل في الصناعات اللبنانية، وحتى اللحظة تم إحصاء 3850 فرصة عمل شاغرة في القطاع الصناعي، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد اللبناني ما يعانية وتكثر المطالبات اللبنانية المحقة بإجراءات اقتصادية إجرائية لمعالجة الوضع الاقتصادي والأوضاع الاجتماعية، نسجل هذا الخرق في القطاع الصناعي بوجود هذا الكم والعدد بفرص العمل في القطاع الصناعي وهي ليست فرص عمل عامة عائمة غير محددة، بل فرص عمل محددة وموجودة في متناول الشباب اللبناني. تعلمون ويعلم الجميع ان نسبة البطالة مرتفعة جدا في لبنان، وبعض التقديرات تقول إنها وصلت الى 35% في صفوف الشباب بحسب إحصاءات البنك الدولي التي تقول إنه في العام 2013 كان هناك 23 الف فرصة عمل سنويا في لبنان، لا اعتقد او اعرف اذا كانت هناك إحصاءات جديدة، هناك حاجة لعدد كبير من فرص العمل، وهذه الفرص التي اتحدث عنها هي 1850 فرصة في قطاعات محددة في معامل ومصانع محددة وعناوين محددة، وستوضع على الموقع الالكتروني لجمعية الصناعيين. الفرص الموجودة مع اسم المصنع او المؤسسة الصناعية التي تحتاج هذه الفرص، كما انه موجود التوصيف الوظيفي لهذه الفرصة، وموجود عنوان المصنع ورقم الاتصال كي يطلع عليها المواطنون اللبنانيون. أما ألـ2000 فرصة عمل الباقية، فهي فرص محددة في القطاعات والمصانع، يعني ان لدينا 1500 فرصة عمل في قطاع الالبسة الجاهزة و500 فرصة عمل في قطاع صناعة الاحذية، فرص عمل موجودة ايضا وستوضع على لائحة جمعية الصناعيين بالمصانع الموجودة هنا، ربما يكون هناك حاجة لبعض التأهيل، مثلا في بعض المهارات نتيجة الإهمال المزمن للأسف للقطاع الصناعي انقرضت ولم تعد موجودة وانصرف العاملون فيها الى قطاعات اخرى تحتاج الى تأهيل".

تابع: "اليوم كان هناك اجتماع في مديرية التعليم المهني والتقني لإنشاء مراكز تأهيل وتدريب في مناطق الصناعية الموجودة، سيكون هناك دورات مكثفة على مدى شهر او شهرين لتحضير هؤلاء العمال بالقطاعات الاخرى موجود 1850 فرصة عمل. آمل ان نكون من خلال هذا الإجراء اليوم الذي أعلنه من منبر رئاسة الحكومة نقدم الصورة الحقيقية عن الصناعة ونقدم الطاقة الحقيقية الموجودة لدى الصناعة، التي لو استثمرت بشكل ايجابي وجيد لكانت قادرة على إعطاء فرص عمل مستقبلية للمواطنين اللبنانيين. الصناعة تختزن طاقات كبرى وتستطيع ان تعالج جزءا كبيرا من حاجات فرص العمل والنقد الأجنبي، واليوم الشكوى الأساسية والإجراءات التي نقوم به وآخرها الإجراء الذي يقوم به مصرف لبنان، كل هذه علاجات للأعراض بينما العلاج الحقيقي الجذري هو في وقف الاستنزاف للعملة الأجنبية والشراء في العملة الأجنبية والاستيراد. تحدثت الأسبوع الماضي عن أرقام الاستيراد وهذا الامر لا علاج له إلا بدعم الصناعة، بما ان الحديث هو عن قطاعي الالبسة الجاهزة والاحذية، لا تزال اجراءات الحماية من استيراد الاغراء عالقة. تحدثنا مع دولة الرئيس في هذا الامر ووعد ببت هذا الامر في وقت سريع، يكفي ان نقول انه رغم المعاناة التي يعانيها قطاع الالبسة الذي يكاد يندثر نتيجة المنافسة والمنافسة غير المشروعة والمنافسة الجشعة المشروعة".

الجميل

من ناحيته قال الجميل: "شكرنا الرئيس الحريري والحكومة على التفاتتهما حول القطاع الصناعي، نحن نردد دائما ان القطاع الصناعي هو اداة لتفعيل الاقتصاد بكل اطاره وخلق فرص عمل للشباب ومثل ما هو ظاهر عندما بدأنا بتبين بصيص نور أطلقنا واصبح هناك عدد من الوظائف في القطاع الصناعي نستطيع تأمينها. نحن نتطلع الى مزيد من الفرص لكي تستطيع الصناعة أن تخدم شباب لبنان ونحن ما زلنا نستطيع في هذا الظروف الصعبة ومع فقدان النقد النادر. نشكر الوزير ابو فاعور والحكومة اللبنانية ودولة الرئيس وفخامة الرئيس على جهودهم، ونرى أن هناك نظرة جديدة في الاقتصاد اللبناني، وكلنا أمل أن تلعب الصناعة دورها لكي نستطيع تحقيق النمو المطلوب".

نواب "اللقاء الديموقراطي"

واستقبل الحريري وفدا من نواب "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي ضم الوزير وائل ابو فاعور والنواب: هنري الحلو، فيصل الصايغ، هادي ابو الحسن ومن الحزب كلا من ظافر ناصر ومحمد بصبوص وحسام حرب.

بعد اللقاء قال أبو الحسن: "قمنا كحزب تقدمي اشتراكي ولقاء ديموقراطي بزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في إطار سلسلة لقاءات كنا قد بدأناها مع دولة الرئيس، وهي مستمرة، وتأتي الزيارة في هذا التوقيت بالذات وفي هذه اللحظة الحساسة التي نواجه فيها الازمة الكبرى التي بدأت تتفاقم وتنذر بالاسوأ.

كان النقاش مع دولة الرئيس موضوعيا وصريحا ومباشرا وبناء، وتقدمنا منه بثلاث اوراق، الورقة الاولى تتضمن الرؤية الاقتصادية والمقترحات الاصلاحية للحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي، والورقة الثانية تتضمن ملاحظات على موازنة عام 2020، والورقة الثالثة تضمن مقترحات حول آلية تلزيم ودفتر الشروط لمشغلي الطاقة المرتقب.

وقد وضعت هذه الاوراق الثلاث بحوزة الرئيس الحريري وجرى نقاش حول مضمونها، ولكن يبقى الأهم من تلك المقترحات الإجراءات الفورية والجذرية والسريعة للقيام بخطوات إصلاحية قبل فوات الأوان". وأكد أن "رئيس الحكومة كان متفهما، ونحن عبرنا عن رأينا بكل صراحة وموضوعية، وعسى ان يستكمل النقاش داخل الحكومة من خلال وزراء اللقاء الديموقراطي ولاحقا في لجنة المال والموازنة وفي الهيئة العامة لمجلس النواب". سئل: هل هذا يعني أنكم غير راضين عما يحصل داخل الحكومة في ما يتعلق بالموازنة؟

أجاب: "نحن جزء من هذه الحكومة ولن نتنصل ولن نتبرأ من دورنا في المشاركة في السلطة على الإطلاق، لكن هناك نقاشا دائرا في الحكومة ومن حقنا كحزب وكلقاء ديموقراطي أن نبدي رأينا بكل صراحة ووضوح وبطريقة علمية وعملية".

سئل: هل هذا يعني أن وزراءكم لا يقومون بدورهم في الحكومة؟

أجاب: "وزراؤنا يقومون بدورهم، ولكن من باب الاحترام والواجب تقدمنا بالورقة بشكل رسمي ومباشر الى دولة الرئيس".

سئل: هل يمكن أن تحذوا حذو "القوات اللبنانية" وتنسحبوا من لجنة الإصلاحات في حال عدم اتخاذ إجراءات معينة؟

أجاب: "بكل صراحة الوقت الحاضر يحتاج الى تضافر الجهود والتضامن والشجاعة وان نقف جميعا كلبنانيين صفا واحدا لمواجهة التحديات. لسنا نحن كحزب تقدمي اشتراكي او لقاء ديموقراطي من يخلع الأعباء عن كاهله ويلقيها على الآخر، فكلنا معنيون بالإنقاذ وهذا دور وطني ومسؤولية وطنية واخلاقية اولا واخيرا".

 

مجلس الوزراء أقر إعفاء سيارات من الرسوم الجراح: العمل الإصلاحي سيستمر عبر لجنة الاصلاحات أو عبر مجلس الوزراء حتى النهاية

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

انتهت قرابة السابعة والنصف من مساء اليوم، جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، أدلى على أثرها وزير الإعلام جمال الجراح بالمعلومات الرسمية الآتية: "بداية، اتخذ مجلس الوزراء قرارات بإعفاء السيارات السياحية المستخدمة لدى شركات تأجير السيارات من بعض الرسوم الجمركية، إعفاء السيارات الكهربائية والدراجات الكهربائية من رسم الـ3% المنصوص عنه في المادة 59 من موازنة العام 2018، إعفاء سيارات الإطفاء والإسعاف والدفاع المدني والبلديات واتحاد البلديات من الرسوم الجمركية، تمديد مهلة استيضاح البلديات واتحاد البلديات لمواقع إنشاء وتشغيل مطامر صحية لمدة شهر إضافي".

أضاف: "أما بالنسبة إلى أرقام الموازنة، فقد انتهينا في الجزء الثاني من معظم الوزارات، بقيت وزارتان للجلسة المقبلة، وهما وزارتا الخارجية والأشغال العامة والنقل، نتيجة غياب الوزيرين المعنيين. في الجلسة المقبلة، سنستكمل مناقشة الجزء الثاني من موازنات وزارتي الأشغال والخارجية. بالتوازي، ستعقد لجنة الإصلاحات غدا جلسة عند الخامسة مساء، كما ستعقد جلسة أخرى بعد جلسة مجلس الوزراء العادية يوم الخميس المقبل، لاستكمال بحث الإصلاحات واتخاذ قرارات نأمل أن تكون مهمة في موضوع الإصلاح الذي يجب ان يترافق مع الموازنة".

سئل: وزير المال كان قد أشار إلى أنه تم الانتهاء من الموازنة بشكل شبه كامل وأنكم لا زلتم بحاجة فقط إلى جلسة قصيرة؟

أجاب: "هذا صحيح كأرقام. والموازنة هي شقان: مواد وأرقام. الأرقام بجزئها الأول انتهت كلها، وفي الجزء الثاني ما زالت هناك وزارتان سننتهي منهما. أما بالنسبة إلى المواد فسنعود إلى البعض منها، استكمالا وبالتوازي مع قرارات لجنة الإصلاحات الاقتصادية التي ستجتمع غدا والخميس المقبل لاتخاذ قرارات في بعض المواضيع التي أصبحت ناضجة".

سئل: إلى كم جلسة ما زلتم بحاجة لإنهاء الموازنة؟

أجاب: "كأرقام، لسنا بحاجة لأكثر من جلسة، أما كإصلاحات، فهناك جلستان ستعقدان هذا الأسبوع للجنة الإصلاحات".

سئل: هل يمكن الانتهاء من الإصلاحات قبل المهلة الدستورية للموازنة؟

أجاب: "إن شاء الله، والإصلاحات منها ما هو فوري ويجب أن يتخذ فيه قرار فوري، ومنها ما هو بحاجة إلى مشروع مرسوم يحال إلى المجلس النيابي. كل ما يتم الاتفاق عليه ويدخل في الموازنة فسيدخل في هذه الموازنة. أما ما يتم الاتفاق عليه وهو بحاجة إلى قانون من مجلس النواب فسنعد له مشروع قانون ونرسله إلى مجلس النواب، وأما ما لم نتفق عليه بعد فسيستمر النقاش بشأنه حتى لو بعد إرسال الموازنة إلى المجلس النيابي. عملية الإصلاح مستمرة، ما ينجز ويدخل في الموازنة هو شق، وما ينجز ويحتاج إلى مشروع قانون يرسل إلى المجلس النيابي فسنرسله إلى المجلس النيابي، وليست نهاية المطاف. العمل الإصلاحي سيستمر عبر اللجنة أو عبر مجلس الوزراء حتى النهاية".

 

بري التقى ريزبي وسفيرة سري لانكا ومعوض بو صعب: موضوع الكهرباء اساسي في مشروع الموازنة ويخفف عبئا كبيرا على الدولة

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الموفد الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني الى لبنان للشؤون التجارية اللورد ريتشارد ريزبي، وكان عرض للعلاقات الثنائية وبريطانيا لا سيما العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان وبريطانيا.

كما استقبل سفيرة سري لانكا ويجيراتني منديس.

بو صعب

وبعد الظهر، عرض رئيس المجلس للاوضاع العامة خلال استقباله وزير الدفاع الياس بو صعب الذي قال على الاثر: "بحثت مع دولة الرئيس نبيه بري جملة من المواضيع التي لها علاقة بما حصل مؤخرا ومنها موضوع الموازنة لجهة امكانية تسريع اقرارها بأسرع وقت ممكن".

أضاف: "لمست من الرئيس بري الحرص على اقرار الموازنة بالسرعة المطلوبة لان هذا الامر يأخذ البلد والعجلة الاقتصادية الى مكان آخر. كما ناقشنا بعض الصعوبات الموجودة ولكن الواضح ان لكل شيء حلا. وتم التطرق الى خطة الكهرباء المطروحة ولمست ايجابية من الرئيس بري وهو تواصل مع المعنيين بالخطة للوصول الى حل سريع، فموضوع الكهرباء اساسي في مشروع الموازنة ويخفف عبئا كبيرا على الدولة اللبنانية اذا ما أقرت الخطة".

معوض

كما استقبل الرئيس بري رئيس حركة "الاستقلال" النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء: "لا احد اليوم ينكر اننا نعيش مرحلة اقتصادية ومالية واجتماعية دقيقة وازمة جدية، ولكن وجود ازمة يجب ان يشكل فرصة لمزيد من التعاون لاننا جميعا مسؤولون عن انقاذ البلد من المكان الذي وصل اليه، ولا يجوز ان يكون ذلك سببا لتصفية الحسابات السياسية او لتخويف الناس او لخلق الذعر كما حصل الاسبوع الفائت. من غير المقبول لاحد لا السياسيين ولا الاقتصاديين ولا "الكارتيلات" القفز على موجة الازمة الاقتصادية من اجل تخويف الناس، لان ذلك يمثل جريمة بحق لبنان".

أضاف: "الموضوع الثاني الذي ناقشناه هو كيفية التعاون لاستعادة الثقة التي تشكل البداية فالتعاون وحده لا يكفي، التعاون يحتاج ايضا الى قرارات والى اصلاحات واجراءات على مستوى الجدية في معالجة العجز في الموازنة، اجراءات على مستوى ميزان المدفوعات والميزان التجاري واجراءات على مستوى السياسات القطاعية، وهذه الاجراءات لا تستدعي انتظار الموازنة، فالتوقيت في الاجراءات ومحاربة الفساد امر اساسي، هناك امور يجب ان نبدأ بها اليوم. لماذا ننتظر الموازنة كي نبدأ بالاتفاق على جملة من الخطوات مثل مكافحة التهريب ومحاربة الفساد وهناك بعض الامور تحتاج الى موازنة 2020، لكن هناك بعض الامور يجب ان تتخذ الآن وهي بحاجة الى قرار وليس قرار تجميلي او عمليات ترقيع اقتصادية، لا الاسواق المالية العالمية او الداخلية ولا الشركاء الدوليون سوف يأتون اذا لم يكن هناك اجراءات حقيقية لكل ما وعد به لبنان، المطلوب قرار".

وختم: "الموضوع الثالث الذي تكلمنا به مع الرئيس بري هو تفعيل عمل المؤسسات، الناس تريد ان تشعر ان هناك قيادة للبلد لا يمكن ان نبقى هكذا وكأن لا شيء يحصل ومجلس وزراء ينعقد اسبوعا ولا ينعقد اسبوعا آخر. المطلوب وكما وعد دولة الرئيس بري، تفعيل دور المراقبة والمساءلة في المجلس النيابي لان الاساس هو العودة الى المؤسسات وعدم ابقاء البلد بين ايدي "الكارتيلات" التي تبتز. ممنوع لأحد ان يبتز احدا، الجميع يجب ان يضحي، الجميع ان يتعاون والجميع يجب ان يتخذ قرارات".

 

قائد الجيش استقبل كوبيتش ووفدا من الاتحاد الاوروبي ومراد بحث معه في تقديم منح للعسكريين وعائلاتهم

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

كما استقبل وفدا من الاتحاد الأوروبي برئاسة السفير رالف طراف في زيارة تعارف بعد تسلمه مهامه الجديدة في لبنان. ثم التقى رئيس الجامعة اللبنانية الدولية LIU الوزير السابق عبد الرحيم مراد يرافقه وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، وتم البحث في توقيع اتفاقية بين الجانبين تشمل تقديم منح للعسكريين وعائلاتهم.

 

الكتائب: متضامنون مع المحتجين السلميين الغاضبين ونرفض إستغلال التظاهرات لتصفية حسابات أهل التسوية

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019 

بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية في اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل في اخر التطورات، واصدر في ختام مداولاته بيانا تناول فيه "الازمة الاقتصادية وتراشق التهم"، واشار الى انه "مع تفاقم حدة الازمة الاقتصادية والمالية ووصولها الى مستويات فاقت قدرة المواطنين على تحملها، يدعو الحزب أفرقاء السلطة السياسية الى تحمل مسؤولياتهم بدل التنصل منها وتقاذف التهم واخفاء الحقائق. إن حزب الكتائب الذي لطالما حذر من مخاطر السياسات المالية والاقتصادية المتبعة ، واطلق مبادرات اصلاحية حقيقية ، يجدد دعوته إلى بدء تنفيذ الخطط الاصلاحية المعروفة بدل التلهي بتقديم ودراسة خطط جديدة لها. ويعتبر انه "لا يمكن للمتواطىء والمرتكب والمتأمر والعاجز عن إظهار فعل اصلاح واحد او استئصال حالة فساد واحدة ، وقد اعطي فرصا عدة لذلك، لا يمكن المراهنة عليه بعد الان لتغيير أدائه او إئتمانه على إدارة أزمة".

وعن التحركات الاحتجاجية الغاضبة، اكد الحزب "تضامنه ووقوفه الى جانب المحتجين السلميين الغاضبين من تردي الاوضاع في البلاد"، وشدد على أن "التحرك السلمي مشروع ومفهوم ومنتظر، ويعلن انه الى جانب اهله وناسه كما كان وسيبقى". وحذر من "إستغلال التظاهرات لإيصال رسائل وتصفية حسابات أهل التسوية"، واكد ان "حرية التعبير والتظاهر من الحقوق التي كفلها الدستور اللبناني، ولا يجوز قمعها او نزعها او ما شابه تحت اي ذريعة". وعن "استعادة السيادة المفقودة"، رأى الحزب أن "الازمات المتناسلة والمتراكمة والخطرة في آن، لن تجد لها حلا يتصف بالديمومة ألا بتغيير السلطة السياسية الحاكمة، لتحل مكانها دولة تنهض بالبلاد، قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كامل اراضي الوطن، تملك وحدها قرار الحرب والسلم وتلتزم بالحياد بعيدا عن صراعات المحاور".

 

كتلة المستقبل: النزول الى الشارع رسالة الى كل الجهات المعنية لإيجاد الحلول ووقف مسلسل الانهيار

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

توقفت كتلة "المستقبل" النيابية، في بيان بعد اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة النائبة بهية الحريري، عند "التحركات الاهلية التي شهدتها العاصمة بيروت والمناطق"، ورأت فيها "تعبيرا عفويا وصادقا عن القلق الذي يحيط بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحالة التذمر الكامنة لدى اللبنانيين حيال تلك الاوضاع".

ورأت الكتلة ان "النزول الى الشارع هو رسالة موجهة الى كل الجهات المعنية بإيجاد الحلول ووقف مسلسل الانهيار، وان احدا من الذين يتسابقون على كسب ود الشارع والرأي العام ويعلن الانضمام الى وجع الناس لا يمكن ان يعفي نفسه من مسؤولية التصدي للمشكلات المتراكمة واسبابها، وقد يكون من الاجدى بدل التلاعب على عواطف المواطنين وصراخهم المساهمة في ورشة الانقاذ المطلوبة وعدم الرهان على استنزاف الوقت لتحقيق مكاسب سياسية من هنا وهناك". ولاحظت "تمادي بعض الاصوات في تحريف وقائع التاريخ والتطاول على السجل الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره الطليعي في اعادة الاعتبار للدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية. وإذا لم يكن غريبا على بعض الاصوات ان تنبري لاستحضار مراحل النهوض الاقتصادي والاعماري في التسعينيات، وهي التي شاركت أصلا في تعطيل مسيرة النهوض وعرقلتها وحاربتها بكل الوسائل السياسية والامنية والترهيبية، فإن الغرابة تنشأ عن خروج بعض الأصوات المستجدة على قواعد الشراكة في الحكم واستخدامها التغريد اليومي وسيلة للاساءة الى الرئيس الشهيد والى الجهود التي لا ينفك الرئيس سعد الحريري عن مواصلتها. وإن كتلة المستقبل النيابية اذ تشجب تلك الاساليب البالية في استهداف الرئيس رفيق الحريري ومشروعه الاقتصادي والانمائي، تؤكد مجددا ان كل محاولة لرمي الاسباب العميقة للازمة الى السياسات الاقتصادية في بداية التسعينيات ولنتائج مؤتمرات باريس، هي اصرار على ذر الرماد في العيون والتعمية عن الحقائق السياسية المالية والاقتصادية والامنية التي تكافلت، بدعم من الداخل والخارج، على تعطيل المشروع الانقاذي في اواخر التسعينيات".

أضافت: "لقد ضاق صدر البعض هذه الأيام، بأن الاكثرية الساحقة من اللبنانيين في كل المناطق ومن كل الطوائف، تترحم على ايام رفيق الحريري، وتتطلع الى الزمن الذي عادت فيه الكهرباء 24/24 قبل ان تنهار تحت ضربات الحروب والصراعات السياسية.

الازمة الاقتصادية والاجتماعية واضحة الاسباب والحلول باتت معروفة. فليتوقف النافخون في نار الفتنة عن بخ السموم". وتوجهت الكتلة من "عائلة الرئيس جاك شيراك والشعب الفرنسي وحكومته بأحر التعازي لرحيله، الذي تفقده فرنسا رئيسا استثنائيا ويفقده لبنان صديقا وفيا وتفتقده الإنسانية رجلا من العظماء".

 

كنعان: من يظن أنه بتحميل الرئيس عون وفريقه مسؤولية ما يحصل بخلفية ان العهد سيهر فعضمنا أزرق ولحمنا ليس طريا ولا انهيار اقتصاديا والاصلاح بتنفيذ ما أقر

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعا برئاسة أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان في مركزية "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي في سن الفيل.

وعقب الإجتماع تحدث النائب كنعان فقال: "يهنا التأكيد أن ما نشهده اليوم ليس انهيارا اقتصاديا، والمطلوب الهدوء ومقاربة الأمور كما هي. فنحن أمام أزمة ناتجة عن اصلاح مطلوب عمل عليه، وهو لا يتم بقرار فردي او من قبل مسؤول او وزير او كتلة لوحدها، بل من خلال المؤسسات التي حولت اليها مقترحات بات قسم منها قوانين يجب تنفيذها، والقسم الآخر قرارات حكومية يجب تنفيذها. وهناك مقترحات في الموازنة وفي الحكومة ضمن لجنة سميت بلجنة الاصلاحات. والتنفيذ من مسؤولية الحكومة مجتمعة والا فلنختار نظاما آخر". واشار كنعان الى أن "المؤسسات التي لا تعمل وصلت الى 74 مؤسسة، بحسب تقارير رسمية، وبحسب وزير المالية علي حسن خليل، وبحسب ما توصلنا اليه في لجنة المال والموازنة عند مناقشة الموازنات، فلماذا لا تزال هذه المؤسسات قائمة؟"، مشيرا الى أن "مناقصة الكهرباء لتحويل المعامل من الفيول الى الغاز جاهزة منذ ثمانية أشهر وتنتظر اطلاقها، والمطلوب أن تنطلق بقوة وبوتيرة اسرع لارتباطها بعجز الكهرباء، خصوصا أنها توفر بفاتورة الكهرباء ما نسبته 40%. فألا يستأهل ذلك قرارا سريعا من الحكومة مجتمعة؟". ولفت الى أننا "لطالما نسمع عن الرؤية الاقتصادية، وقد جاءت دراسة ماكينزية لتضع هذه الرؤية المحالة الى مجلس الوزراء في 8 نيسان الماضي، فألا تستأهل جلسة لمجلس الوزراء لاقرارها، وهي التي تتضمن المشاريع والقطاعات التي تشكل اولوية في هذه المرحلة؟". وقال: "مشروع سيدر اصبح جاهزا بدوره، فأين آلياته التنفيذية وتحديدا المشاريع الأكثر الحاحا لاطلاقها؟".

وأكد كنعان أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يخف يوما من المسؤولية، وهو مسؤول عن المبادرة لحل المشكلات، ولا أعتقد أن هناك رئيسا بادر على قدر الرئيس ميشال عون، من الحوار الإقتصادي في بعبدا الى 3 موازنات في عهده، الى رفض التسوية على الحسابات المالية التي يعاد تكوينها وتؤمن الامكانات لديوان المحاسبة للوصول الى حسابات شفافة من العام 1993 الى اليوم، مرورا بالبنود الإصلاحية التي حددتها حوارات بعبدا، أما التنفيذ فمن مسؤولية الحكومة مجتمعة التي وحدها والوزارات المعنية لاراحة البلاد، وعلينا القيام بذلك في الأشهر القليلة المقبلة بدل اضاعة الوقت لسنوات". اضاف: "اما الذي يريد استغلال ما يحصل بالسياسة لتحميله لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي، بخلفية "إنو العهد بهر"، فنحن "عضمنا أزرق" ولحمنا مش طري. وإلى اليوم، نحن نعتبر أن همنا انقاذ الوضع الإقتصادي والمالي الذي هو نتيجة تراكمات عقود من الزمن، كنا فيها خارج الدولة والبلاد. فلا تحرجونا أكثر من ذلك، لا نريد ان ننجر الى هذه المهاترات. وندعوكم الى تحمل مسؤولياتكم في تنفيذ الاصلاحات التي اتفقنا عليها والتي نطالبكم بها. فالمقاربة يجب ان تكون بضمير لأن البلد عزيز على الجميع". وختم كنعان بالقول: "باسم التكتل نؤكد اننا نريد قرارات جريئة والتنفيذ من مسؤولية المؤسسات، ولا أحد يراهن على استغلال اي خلل او ثغرة لتحميلنا المسؤولية لأنه سيدفعنا للتعاطي بشكل مختلف".

 

التيار المستقل كرر إصراره على حكومة إنقاذ حيادية مصغرة من اختصاصيين من غير النواب وسأل عن وعود معامل الكهرباء وفضيحة الاستملاك في سلعاتا

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر بيانا توجه فيه المجتمعون بالتعزية الى "الشعب الفرنسي والرئيس ماكرون برحيل رئيس الجمهورية السابق جاك شيراك الذي خص لبنان طوال فترة حكمه بعاطفة مميزة واهتمام لافت".

وتوقف المجتمعون عند "مسلسل الكهرباء الفاضح الذي لم ينته فصولا بحيث تتوالى الوعود الطنانة والرنانة طيلة عقد كامل من وزراء من التيار نفسه تولوا ادارتها!". وتساءلوا: "اين وعود بناء معامل الانتاج في دير عمار وسلعاتا والزوق؟ وأين محطات التوليد الهوائية التي تعاقب على اطلاق دعاياتها وزراء الطاقة الاسبق والسابق وتكررها الوزيرة الحالية؟ وأين اصبحت فلاتر أعمدة الزوق واين المعامل العاملة على الغاز". وتساءلوا ايضا عن "أسباب تخلي وزارة الطاقة منذ اشهر عن عقارات تستملكها في سلعاتا لاجل بناء معامل كهرباء عليها لتبحث هذه الوزارة مجددا في استملاك جديد للغرض عينه في المنطقة نفسها مما يشكل فضيحة كبرى تستدعي المساءلة والمحاسبة من اجهزة التفتيش المعنية". فهل ان زوبعة اطلاق المشاريع الكهربائية لعشر سنوات انتهت بالالهاء باعلان البدء بحفر بئر للنفط. وتوصية رئاسية بشراء مولدات صغيرة لتطوى صفقة المشاريع الانتخابية الكبرى في غمرة حقبة الازمة الاقتصادبة التي تطال كل لبناني وخاصة ذوي الدخل المحدود؟". وكذلك سألوا: "ألا يستأهل هذا الوضع المزري التوقف عند خبر تمكن الدولة السورية من اعادة انتاج ما تحتاج اليه من الكهرباء لسائر محافظاتها مدى 24 ساعة متواصلة وبيعنا ما نحتاج اليه رغم انها لم تنفض عنها بعد ، غبار الحرب المدمرة التي عصفت بها؟" وكرر المجتمعون "الاصرار على حكومة انقاذ مصغرة من اختصاصيين حياديين من غير النواب تمثل كل اللبنانيين، تقدر على انتشال لبنان من ازماته ويمكن مجلس النواب محاسبتها، ولا يستطيع احد ان يتنصل من مسؤوليته حيث لكل غائب بديل" وفق المادة 62 من الدستور".

 

عوده التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وشبيب وغنطوس وأبو حيدر حاصباني: الوضع لا يحتمل الانتظار ووجع الناس والمواطنين يزداد يوميا

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، الذي قال بعد الزيارة: "تباحثت مع سيادة المتروبوليت الياس في مجريات الوضع العام وتطوراته، وتناولنا التحديات التي يواجهها لبنان اليوم. كما تداولنا كالعادة في شؤون الطائفة الأرثوذكسية ومؤسساتها ومقاربات تطويرها". اضاف: "أطلعت سيدنا على العمل الذي أقوم به كنائب لرئيس مجلس الوزراء، خصوصا من ناحية إدارة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة العاملة على وضع رؤية 2030 للتنمية المستدامة في لبنان، والتي سنطلقها هذا الأسبوع. كما أطلعته على العمل الذي نقوم به مع المحافظات والأقضية من خلال رصد المشاريع الأساسية عبر كل المناطق، الأمر الذي سنطلقه اليوم من السراي الحكومي. وأيضا، وضعت سيادته في أجواء عمل سائر اللجان الوزارية التي تنظر بأمور عاجلة وأساسية للبلد".

واكد "علينا العمل لتلبية طموحات المواطنين، ولن نقبل بأن يميَّع العمل على الإصلاحات الفورية والجدية المطلوبة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار ووجع الناس والمواطنين يزداد يوميا". وقال: "علينا إذا القيام بإجراءات إصلاحية فورية ولن نقبل بالمماطلة في النقاشات إن بالموازنة أو إلى جانبها".

وتابع: "وأيضا، فيما ننكب على مواجهة التحديات الحالية في البلد، نرى بين الحين والآخر أشخاص يقيمون المأدبات ويجمعون الناس باسم الأرثوذكسية ويستغلون غيرة الناس على تقاليدهم وكنيستهم ليجعلوا من مناسباتهم منصة للخطابات السياسية باسم الأرثوذكسية. طبعا، هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، ولديهم حرية التعبير، لكن عن رأيهم الشخصي فقط. يصورون للناس أنهم مرجع للأرثوذكسية، واضعين أنفسهم تحت عباءة سفراء ودول، محرجين المرجعيات الدينية والمدنية الحاضرة والغائبة. للتوضيح فقط، ومع محبتنا لهم، نقول ومن الموقع الذي نحن فيه على مستوى الوطن، إنهم يمثلون أنفسهم ولا يمثلون كل المستقيمي الرأي في لبنان. لديهم رأيهم، لكنه ليس هو رأي الجميع. لهم مرجعياتهم، لكنها ليست مرجعيات الجميع. ولهم أهدافهم لكنها، بطبيعة الحال، ليست أهداف الجميع. فبكل محبة، أتمنى أن يكون عملهم تفاعليا وتنمويا مع سائر إخوتهم في الكنيسة وعلى مستوى الوطن، مع عدم زج الأرثوذكسية في مبارزات شعبوية، إذ إن الطائفة والوطن بغنى عن هذه التشنجات، ونحن لسنا هواة بطولات طائفية ومذهبية".

ثم استقبل المتروبوليت عوده رئيسة الهيئة العليا للتأديب القاضية ريتا غنطوس.

وكان استقبل صباحا محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب والنائب العام الإستثنائي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر.

 

صلاة في الذكرى السبعين لرحيل الرئيس إميل إده

وطنية - الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019

أقيمت صلاة في الذكرى السبعين لوفاة رئيس الجمهورية الراحل إميل إده، في كابيلا المرحوم ابراهيم إده في مدافن رأس النبع-بيروت، في حضور رئيس حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده، والأمين العام للحزب بيار عيسى، ورئيس "مجلس الحزب" تامر خير، ورئيس "المجلس العام الماروني" الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي أنطوان خير، وأعضاء "اللجنة التنفيذية" و"مجلس الحزب"، والأمين العام السابق للحزب جان حواط، ورئيس التحرير السابق لصحيفة "النهار" فرنسوا عقل، ورئيس "تجمع موارنة من أجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان، وعضوي "مجلس الشيوخ" المحاميين كلود عازوري وأندريه نادر، وحشد من المحازبين والأصدقاء. وكانت عظة للأب سالم الحاج تحدث فيها عن مزايا "الراحل الكبير"، لافتا إلى أن "لبنان يفتقد صفاته القيادية والمسؤولة والوطنية في هذا الظرف العصيب الذي تمر فيه البلاد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 01- 02 تشرين الأول/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for October 01 /2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79034/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-october-02-2019/

 

فيديوات وتقارير موثقة ومداخلات لكل من لقمان سليم وعلي الأمين ونبيل الحلبي ومهند الحاج تحكي واقع سجون ومعتقلات حزب الله السرية في لبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/79020/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d9%88-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%ab%d9%82%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86/

 

 

حزب الله.. المشاغبات مقابل العقوبات!

علي الأمين/العرب/الثلاثاء، 01 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79012/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%ba%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84/

 

 

ترمب بين العزل الداخلي والانعزال في الشرق الأوسط وإيران لن تستفيد من هذه الإجراءات في نهاية المطاف

د.وليد فارس/انديبندت عربية/01 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79010/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7/

 

من موقع الخامنئي: نص مقابلة مطولة من موقع الخميني مع السيد حسن نصرالله

The full text of Khamenei.ir’s interview with Sayyid Hassan Nasrallah/ Khameneie.ir site/01 October/2019

من موقع الخامنئي: مقابلة مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني يروي من خلالها حقائق لم تحكى من قبل عن حرب ال 33 يوم بين حزب الله وإسرائيل

Untold Facts on the 33-day War in an Exclusive Interview with Major General Qassem Soleimani/ Khameneie.ir site/01 October/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79029/%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%b1%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7/

 

 

عبد الرحمن الراشد/وزير خارجية إيران طلب من بريطانيا 400 مليون جنيه لقاء الإفراج عن سيدة بريطانية/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

Abdulrahman Al-Rashed/Blackmail is Iranian regime’s modus operandi/Arab News/October 01/ 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79016/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b7%d9%84/

 

Blackmail is Iranian regime’s modus operandi
 Abdulrahman Al-Rashed/Arab News/October 01/ 2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/79016/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b7%d9%84/

 

وزير الخارجية جواد ظريف كان قد طلب من بريطانيا 400 مليون جنيه إسترليني لقاء الإفراج عن سيدة بريطانية

400 مليون جنيه مقابل سجينة بريطانية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/79016/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b7%d9%84/