المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november30.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لنا مواهب مختلفة ونحن أعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق باللغتين العربية الإنكليزية عنوانه: لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

24 شخصية لبنانية على لائحة العقوبات.. ومصادر مصرفية تعلّق

"عبر حزب الله... الإيرانيون يقتربون من هدفهم"

لبنان بين الرؤوس النووية الإيرانية والانفجارات الهيروشيمية لودائع اللبنانيين

إحباط مخطط لاغتيال نصر الله بالتزامن مع العالم الإيراني.. هل بدأت إسرائيل "الخطة باء

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/11/2020

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

السودان يكشف تفاصيل زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم

بعد اللقاء السري... صحيفة أميركيّة تكشف سبب تراجع بن سلمان

تفاصيلٌ مُثيرة عن اغتيال "الموساد" للعالم الإيراني زادة

ما خفي بشأن اغتيال العالِم النووي"فخري زادة" وعلاقته بالمقاومة في سوريا وفلسطين واليمن

إيران تشيِّع عالمها النووي... وتبحث خياراتها/هددت بـ«رد حاسم ومحسوب» على اغتيال فخري زاده

إسرائيل: إدانة أوروبا لاغتيال العالم النووي الإيراني «نفاق»

إيران تتوعد بالثأر لاغتيال فخري زاده وتخشى من «فخ الرد»/طالبت مجلس الأمن بالتدخل... ومخاوف من ضربة أميركية قبل انتهاء ولاية ترمب

نذر صراع شيعي ـ شيعي جنوب العراق/«داعش» يقصف بـ«الكاتيوشا» مصفاة نفطية شمال بغداد

مخلوف يقر بـ«هزيمته» أمام الأسد/استئناف جلسات «الدستورية» السورية في جنيف اليوم

جرح أكثر من 60 شرطياً خلال تظاهرات ضد قانون الأمن في فرنسا

أسبوع «مهم للغاية» في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

ترمب يشكك في إمكانية أن تنظر المحكمة العليا قضايا الانتخابات

فاوتشي يحذر الأميركيين من «طفرة كبيرة» في عدد المصابين بـ«كورونا»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الثانية

من إنجازات العهد/جومانا نصر

لا أمل للبنان في الخروج من حال الانهيار/خيرالله خيرالله/العرب اللندنية

مدينة في الصين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران وبايدن وتداعيات التفاوض/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

نحن وإيران والفترة الانتقالية في واشنطن/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

السحر والساحر... محسن فخري زاده/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

حيث الأولويّة للقرابة... وللإيديولوجيا المكان العاشر/حازم صاغية/الشرق الأوسط

خطورة تكرار أخطاء الاتفاقية النووية مع إيران/راغدة درغام/النهار العربي

الصين: هل "غيّر الحلم معسكره" حقا؟/منى فياض/الحرة

ولاية ثالثة لأوباما أم أولى لبايدن؟/سام منسى/الشرق الأوسط

إيران وغياب الخطوط الحمر/غسان شربل/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزير الصحة: سنعتمد الفتح التدريجي للبلاد ليتنفس الناس اقتصاديا

بلدية بشري: نشجب الاعمال الفوضوية وندعو الى الكشف سريعا على ملابسات مقتل جوزف طوق

النهار: الغموض يتفاقم حول التأليف والراعي يستنجد بالبابا

المطران الياس عوده: لبنان في مسار انحداري خطير وسلوك السياسيين معيب

افرام: استقلت ولست نادما وسأعود بحركة سياسية لتغيير المنظومة بأكملها

دياب: علاقتي بالرؤساء جيدة وأؤيد قانونا جديدا للإنتخابات خارج القيد الطائفي وحكومتنا اتخذت قرارات تبينت صوابيتها اليوم

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لنا مواهب مختلفة ونحن أعضاء في جسد واحد هو جسد المسيح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من 01 حتى08/يا إِخوَتِي، أُنَاشِدُكُم بِمَرَاحِمِ الله، أَنْ تُقَرِّبُوا أَجْسَادَكُم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً لله: تِلْكَ هيَ عِبَادَتُكُمُ الرُّوحِيَّة! ولا تتَشَبَّهُوا بِهذَا الدَّهْر، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْديدِ عُقُولِكُم، لِكَي تُمَيِّزُوا مَا هِيَ مَشِيئَةُ الله، أَيْ مَا هُوَ صَالِحٌ ومَرْضِيٌّ وكَامِل. فإِنِّي، بِالنِّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لي، أَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُم أَلاَّ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَجِب، بَلْ أَنْ يَتَعَقَّلَ في ٱعْتِبَارِ نَفْسِهِ، كُلُّ واحِدٍ بِمِقْدَارِ مَا قَسَمَ اللهُ لَهُ مِنَ الإِيْمَان. فكَمَا أَنَّ لَنَا في جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَة، ولكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِد، كَذلِكَ نَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ في المَسِيح، ولكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا هُوَ عُضْوٌ لِلآخَرِين. وَبِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ مُخْتَلِفَةً بِحَسَبِ النَّعْمَةِ الَّتي وُهِبَتْ لَنَا، فَمَنْ لَهُ النُّبُوءَةُ فَلْيَتَنَبَّأْ وَفْقَ الإِيْمَان، وَمَنْ لَهُ الخِدْمَةُ فَلْيَهْتَمَّ بِالخِدْمَة، والمُعَلِّمُ بِالتَّعْلِيم، والمُعَزِّي بِالتَّعْزِيَة، ومَنْ يُعْطِي فَلْيُعْطِ بِسَخَاء، ومَنْ يَرْئِسُ فَلْيَرْئِسْ بِٱجْتِهَاد، ومَنْ يَرحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِبَشَاشَة.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق باللغتين العربية الإنكليزية عنوانه: لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

Elias Bejjani/Video In Both Arabic & English For An Article With The Title: Nothing In The Terrorist Hezbollah Is Lebanese

http://eliasbejjaninews.com/archives/93008/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

https://youtu.be/GdZsYnim494

 

الياس بجاني: حسابي ع اليوتيوبMy account on the youtube

رابط موقعي على اليوتيوب/ندعوا الأصدقاء للإشتراك subscribe  لنتمكن مع غيرنا من الناشطين من استعمال هذا الوسيلة الإعلامية المهمة للتسويق بشكل أوسع لقضية وطننا المحتل

اضغط على الرابط ومن ثم اضغط على مفردة subscribe

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع المخرج والكاتب والمنتج يوسف ي. الخوري عنوانها: الرقابة على الاعمال الفنية والمنشورات في لبنان الى متى؟ ومداخلة للأستاذة الجامعية والاعلامية نضال أيوب

http://eliasbejjaninews.com/archives/93029/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d9%84/

يوسف الخوري ل “مش فالين” : الرقابة في لبنان تحولت إلى ادارة للوعي

اذاعة صوت لبنان/29 تشرين الثاني/2020

أشار المخرج، الكاتب والمنتج يوسف الخوري أنه لم يعد لدينا رقابة في لبنان بمعناها التقليدي بل أصبحنا نعيش بمرحلة ادارة الوعي عند الناس من خلال تمرير أفكار ومفاهيم بأساليب مختلفة.

الخوري و في حديث لبرنامج مش فالين عبر صوت لبنان أكد أن أجهزة الرقابة ما زالت تتوقف عند قبلة بمسلسل لكنها تسمح بمرور مشاهد ارهابية وعنفية fi مسلسلات أخرى إضافة إلى تعاملها باستنسابية مع الأعمال الفنية.

أما عن توقيفه بسبب مقال نشره على التواصل الاجتماعي فشكر الخوري اذاعة صوت لبنان التي واكبته طيلة مرحلة التحقيق معه مؤكداً أن الهدف من المقال لم يكن إثارة النعرات الطائفية كما اشيع بل الإضاءة على ما يقوم به جزء من الطائفة الشيعية أي حزب الله وحلفائه لناحية تزوير وتشويه تاريخ لبنان سعياً لتغيير هويته وثقافته.

نضال ايوب ل “مش فالين”: تخمة المعلومات الموجودة على وسائل التواصل الإجتماعي تمنعنا من معرفة صحة الأخبار

اذاعة صوت لبنان/29 تشرين الثاني/2020

لفتت الأستاذة الجامعية والاعلامية نضال أيوب أن معايير الرقابة في لبنان قد تغيرت ولم تعد واضحة وتحولت من رقابة مسبقة إلى رقابة لاحقة و هذا أخطر أنواع الرقابة لأنه يهدد حرية التعبير.

أيوب وفي حديث لبرنامج مش فالين عبر صوت لبنان أشارت إلى أن وسائل التعبير في الماضي كانت محصورة بالصحافيين والفنانين أما اليوم فأصبحت بيد كل مواطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأضافت أن تخمة المعلومات الموجودة على وسائل التواصل الإجتماعي تمنعنا من معرفة صحة الأخبار و هذا أمر مقصود لتشتيت الأفراد عن الأهم.

https://www.youtube.com/watch?v=7xYWOccDaXM

 

سيزار معوض /أطردوهم من حياتكم..

سيزار معوض/المرصد اونلاين/29 تشرين الثاني/2020

آن الأوان للبنانيين من غير الغنميين، أي ممن لا يسلسون رقابهم والكرامة أمام هذا وذاك من الحكام المجرمين أمراء الحرب... آن الأوان ليطردوا الحثالة من حياتهم.. إرفضوهم، لا تحترموهم بعد اليوم، ابصقوا في وجههم كلهم، من كبيرهم الى الصغير.. إن أتوكم بزيارة مفاجئة، أو اتصل أعوانهم لزيارتكم، لا تستقبلوهم، أوصدوا الأبواب في وجوههم والنوافذ.. أخرجوا الأنذال من حياتكم.. أحرقوا صورهم على الطرقات والممتلكات العامة، انزعوا صورهم من على الشرفات ومزقوا رسوماتهم والوجوه من نفوسكم والعقول.. اقطعوا الطرقات، عرقلوا مسيرتهم، سكروا منافذ الهرب أمامهم بعد اتهامهم والاشارة بالأصابع الى فسادهم واجرامهم والارتكابات... يتموا أولادهم تماما كما قتلوا آبائكم والأبناء، سمموا حياتهم واملؤها كوابيسا وارتهاصات.. كونوا طيفهم والشبح الذي لا يفارقهم فيرتدوا ويرتعبوا.. ضيقوا الخناق عليعم، لا تدعوهم يرتاحون البتة وان رجموكم بحجر، أطلوا الرصاص عليهم.. أقتلوهم.. لا ترحموهم.. بعد أن دمروا وطنكم وجعلوه دويلة ضمن دولة ميليشيا حزب الله الارهالي ورئيسها الارهابي حسن نصرالله.. لا ترحموا المافيات الحاكمة منذ ثلاثين عاما حتى يومنا هذا، جميعهم شركاء في السرقات والصفقات والسمسرات.. أحرقوا حياتهم، نغصوا عيشهم وعلقوا المشانق كل في بلدته.. اعلنوا العصيان عليهم، لا تمتثلوا لقرارات الميليشيات ووزرائها في الحكم.. استردوا لبنان بعد أن سرقوه منكم ودمروا المستقبل والآمال والأحلام..

لا تتأخروا البتة قبل أن يدهمنا اليأس..  الوقت بات يداهمنا. أطردوهم من حياتكم وكفى..

 

منحب نوضّح كم معلومة ليلي بيضلوا بيمننوا المسيحيين بمبداء المتاصفة

الفراد الرياشي/29 تشرين الثاني/2020

 - فالمسيحيين بيمثلوا  38% من السكان ولكن اخدين 20% من وظايف الدولة...

- عميدفعوا  70% من الضرايب بينما نسبة عددهم اقل من 40%...

- المرفاء والمطار ووزارة المالية تحت سيطرت غير مكون...

- كمان المسيحيين ما عندهن اي مجلس متل مجلس الجنوب او مجلس الاعمار...

- قضاة الشرع والمفتيين والمشايخ وموظفيهن بيقبضوا من الدولة بينما الاكليروس ما بيقبضوا شي...

- موازنة "رئاسة" مجلس الوزراء بتبلغ 1583 مليار ل.ل وموازنة "رئاسة" مجلس النواب 70 مليار ل.ل. بينما "رئاسة" الجمهورية بس 18 مليار  ل.ل....

 لذلك يلي بيحب يرتاح منرحب فيه: #الفدرالية_حتماً

 

اكتئاب جماعي» لدى اللبنانيين... وأدوية الأعصاب مفقودة/تقرير دولي يصف حياتهم بـ«الأسوأ»

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

«يعيش اللبناني أسوأ حياة في العالم»، خلاصة توصّل إليها مؤشّر «غالوب» العالمي مؤخراً، لافتاً إلى أنّ 4 في المائة فقط من اللبنانيين قيّموا حياتهم بشكل إيجابي، بما يكفي لاعتبارها «مزدهرة»، وهي أسوأ نتيجة في سجل «غالوب» لأي بلد. لا تبدو هذه النتيجة صادمة لأي مواطن لبناني، حتى ولو كانت تعتمد على تقويم قامت به «غالوب» عام 2019، إذ إنّ الأزمات في لبنان بدأت العام الماضي، واستفحلت هذا العام، لا سيّما بعد وباء «كورونا»، وانفجار المرفأ الذين زادا معاناة حياة اللبناني اليوميّة. وليس غريباً مع كلّ هذه الضغوطات أن تكون أدويّة الأعصاب والمهدئات من أول الأدوية التي انقطعت من السوق اللبنانيّة، بعد الحديث عن إمكانيّة رفع الدعم عن الدواء، إذ تهافت اللبنانيون إلى شراء هذه الأدوية، وتخزينها تماماً، كما فعلوا مع أدوية السرطان والأمراض المزمنة، حسب ما يوضح نقيب الصيادلة غسّان الأمين، لافتاً في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنّ نسبة استهلاك أدوية الأعصاب ارتفع من عام 2015 إلى العام الحالي بنسبة 20 في المائة. ازدياد استهلاك أدوية الأعصاب أمر مفهوم على الصعيد النفسي، كما تؤكد الاختصاصية في علم النفس العيادي رانيا البوبو، لافتة في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنّ المواطن اللبناني «ملّ البحث عن حلول وفقد الأمل في إيجادها، فلجأ إلى المسكّن النفسي ليوقف قدرته على الانفعال، بدلاً من البحث عن العلاج، وذلك ربما مرتبط باعتباره أنّ الغد مجهول».

- وطن تحوّل إلى سجن

إذا كانت نسبة اللبنانيين الذين شعروا بالحزن، تضاعفت حسب «غالوب» من عام 2018 إلى عام 2019، لتبلغ 43 في المائة، مترافقة مع ارتفاع القلق ليصل إلى نسبة 40 في المائة، والضغط إلى 61 في المائة، فإنّه يمكن الحديث حالياً عن «اضطراب ما بعد الصدمة على مستوى جماعي يعيشه اللبنانيون»، حسب البوبو، «فالكل في لبنان يعيش حال الخوف والقلق والفراغ واجترار للأفكار السوداوية طوال الوقت»، الأمر الذي «يجعل اللبنانيين يعيشون نوعاً من الاكتئاب الجماعي يعبرون عنه بحياتهم اليومية وبعلاقاتهم مع الآخرين، لا سيّما مع الأسرة، ومن هنا قد نشهد ارتفاعاً في حالات العنف الأسري، وبالجرائم التي قد تحصل لأسباب بسيطة مثل أحقيّة مرور، وحتى لتزايد الأفكار الانتحاريّة». كانت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أشارت إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الاتصالات الواردة على الخط الساخن للتبليغ عن شكاوى العنف الأسري بين فبراير (شباط) الماضي إلى أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 51 في المائة.

وفيما خص الجرائم، ذكرت «الدولية للمعلومات» ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2020 بنسبة 100 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019. على صعيد الانتحار، لم يشهد لبنان ارتفاعاً في عدد الحالات، ولكنّ كان لافتاً على سبيل المثال حصول أربع حالات انتحار خلال يومين في شهر يوليو الماضي. تتحدّث البوبو عن فقدان إحساس المواطن اللبناني بالأمان، وبوجود منظومة تحميه يُضاف إليه الشعور بالقيد والتكبيل، «كأن المواطن سجين في وطن كبير ممنوع عليه الخروج منه بسبب إجراءات مطارات العالم المرتبطة بـ(كورونا)، وعدم استقبال معظم دول العالم للبنانيين لأسباب تتعلّق بالوباء أو أخرى سياسيّة»، مضيفة أنّ الأصعب أنّ المواطن مكبّل داخل السجن مع سلطة تتحكّم بتفاصيل حياته تهدّده بأمنه الغذائي والصحي، ما يجعله يشعر بأنه مسلوب الإرادة، فيبحث عن أي أمل، ولو كان محفوفاً بالمخاطر تماماً، كما حال اللبنانيين الذين قرّروا الهجرة بحراً بطريقة غير شرعيّة عبر قوارب الموت. ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد غادر لبنان نحو 30 مركباً في الفترة الممتدة بين يوليو (تموز) وأكتوبر الماضي، على متنها، بالإضافة للنازحين السوريين، أعداد كبيرة من اللبنانيين، خصوصاً من مدينة طرابلس (شمال لبنان وأفقر المدن على البحر المتوسط)، بعضهم اضطر لرمي أطفاله في البحر بعد وفاتهم لعدم تحملهم ظروف السفر الشاقة.وفيما تشير البوبو إلى أن الكارثي في الوضع «اعتياد اللبناني هذه المشاهد اللا إنسانيّة والتأقلم بشكل سلبي ما يدلّ على تدهور الوضع النفسي للأشخاص» تشير إلى أنّ استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إما إلى «ازدياد الأمراض النفسيّة، والاستسلام، أو انفجار جماعي على قاعدة لم يبق شيء يمكن الخوف على خسارته».

- خيبات وصدمات بالجملة

تراجع مؤشّر التجارب الإيجابيّة عند اللبنانيين، حسب «غالوب»، بشكل كبير، العام الماضي، وزادت التجارب السلبيّة، أما في العام الحالي، فالأمر لا يحتاج إلى تقارير، فيكفي الحديث عن تجربة انفجار المرفأ التي تركت خوفاً وتوتراً مستمرين، حسب ما يقول فراس أحد الشبّان الناجين من الانفجار. يوم الانفجار كان فراس في مكان قريب من المرفأ، وكان يصوّر سحب الدخان الناتجة عن الحريق الذي سبق الانفجار من شباك سيّارته، ليدوّي بعدها صوت لا ينساه حتى اليوم أدّى إلى تكسّر زجاج سيارته التي انزاحت لأمتار. يروي فراس كيف يصاب وزوجته التي كانت برفقته بالسيارة يوم الانفجار بنوبات خوف عند سماع أي صوت، وكيف هرعت زوجته ركضاً منذ أيام بينما كانت تنزل الدرج خوفاً من حصول انفجار آخر، وذلك بمجرّد أنها تنبّهت أنّ الساعة السادسة، أي على بعد دقائق من التوقيت الذي وقع فيه الانفجار الأول.

 

لما الإدانة بتجي من الداخل من رفاق ذات القضية ونفس السلاح ما في حدن يتهمنا بتزوير الحقيقة والتجني !! تفضلو...

(حبيت انشر هالتعليق من شخص اسمو ميشال عساف-طبعًا كلنا منعرفو بس من قلب القوات بتطلع نكهتا غير)

صرعنا انو هوي ضد الإقطاع، وضد حزب العائلة، بس صرلو ٣٥ سنة بدون انتخابات بالقوات .. حارب ميشال عون لأن بدو يشلحنا سلاحنا، بس خسر ميشال عون راح باعون. عمل انتفاضة على حبيقة بحجّة يلغي الاتفاق الثلاثي وكبّ مئات الزلم بالبحر، وبعد سنتين فتح حرب طويلة عريضة كرمال يمشي نفس الاتفاق بس باسم جديد (الطائف). قال ما تطلبو مني انتخب ميشال عون، لأني بكون عم بنكر عقيدتي وتاريخي .. بعد سنة انتخب ميشال عون. كان يجتمع مع بشير، وبس يضهر من الاجتماع  يحكي بقفا بشير .. وقف على باب قصر الجمهوري وقال : حكومة العماد عون هي حكومة الاستقلال الحقيقية ، تاني يوم عمل خطة حربية حتى يضرب ميشال عون .. حلف عالانجيل ببكركي انو ما يصير دم بالشرقية، تاني  يوم عمل اكبر مجزرة بالشرقية .. بحرب الجبل ربحنا بكفرمتى وعبيه والبنّيه ومطاير عبيه وعين كسور  وقبر شمون، لانو كان قائد الجبهة فؤاد ابو ناضر، وخسرنا ببحمدون لانو كانت تحت قيادة سمير، وهي نفس الارض ونفس الطقس ونفس التوقيت ونفس العدو والقصف المدفعي والتضاريس واللوجستية ذاتها ..

بس هون  في واحد من اول يوم كان مقرر يهرب وهونيك كان في واحد مقتنع بقضيتو ..هرب من زحلة وما ترك رصاصة وحدي وراه لشباب زحلة ..

لملم سلاح الضيع المسيحية بشرق صيدا و فركها بليلة ما فيها ضو قمر وترك المنطقة تسقط ..

 بعتو الشيخ بشير تيكمش اللي قتل جود البايع من اهدن، على اساس هوي ابن المنطقة وبيعرفها اكتر من غيرو، راح عمل مجزرة باهدن وبس مات الباش حطها بضهرو ..

طلع على القرداحة،  كرمال يراضي السوري، بس شاف انو السوري مش قاريه، عملها زيارة اخلاقية وقرط حكي ..

وهوي عندو آلاف الشهدا مش فايت على بيت من بيوتن ..

عمل باسبور مزور باسم أندريه ميشان يهرب بعد ما قتل داني شمعون،  بس ما حسبها منيح  وعلق، قام عمل حالو بطل و١١ سنة ظلم وقرط حكي ..

صرعنا بحالات حتما ، وآخر شي بلع لسانو وتجرصنا .. اول يوم مع القانون الارثوذكسي، تاني يوم راح على السعودية وبس رجع صوّت ضدو.

 اح على عرسال ودافع عن ابو طاقية، وآخر شي شفنا مين طلع هيدا بو طاقية.

راح على عبرا ودافع عن الأسير آخر شي شفنا مين طلع الأسير ..

من ايّام ثانوية سعيد بفرن الشباك كان يكره حالو، وكان عندو عقدة نقص قوية، وبعدها موجودة بشخصيتو ..

جربنا مليون مرة نقلب الصفحة معو ونبلّش من جديد كرمال مجتمعنا وكرمال ولادنا، بس ما عندو شي يعطيك ياه إلا خبار الف ليلة وليلة،

ما طلع من امرو شي، تاريخو فشل واخطاء ودم  وانسحابات وانتفاضات ..

كلو عالفاضي .. اليوم غيّر كل توجه القوات اللبنانية التاريخي، وترك كل العقيدة يلي ربينا عليها من ايّام الباش وشال الصليب من أدبياتنا وشال اسم الباش من النشيد، و راح عند العربان يجيب مصاري، و يعمل حالو مهندس للسياسة الخليجية بلبنان ..

هيدا ماروني من بشري ؟؟ معقل المقدّمين ..؟؟؟؟ والله العظيم ما بصدّق ..

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29/11/2020

وطنية/الأحد 29 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إجراءات مواجهة الوباء مستمرة، مع دخولنا مرحلة تخفيف الأعباء وتجاوزِ الإقفال العام الذي لم تصل نسبة التجاوب معه إلا الى الخمسين بالمئة، فهل نشهد وعيا عاما يتيح انفراجا ويفسح أمام تنفيس للدورة الإقتصادية في موسم الأعياد؟.وهل تستعيد الحياة دورتها اليومية والبلاد تتخبط بالأزمات؟.

اسبوع يفصل عن مؤتمر باريس، الذي لم تتضح صورته بعد على مستوى التمثيل والمساعداتِ المرجوة، واليوم عاد الحديث عن زيارة الرئيس الحريري بعد أيام الى القصر الجمهوري حاملا تشكيلته الحكومية.

وفي إطلالة عبر تلفزيون لبنان لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أكد أن الرئيس الحريري يجب أن يشكل الحكومة لأن البلاد لا تحتمل، وأن كارثة المرفأ شكل من أشكال الفساد، وقال: "من المستغرب أن نضع تاريخ سبع سنوات في كفة المسؤولية مقابل سبعة أيام"، مشيرا الى أنه كان قد أوعز بإستكمال التدقيق بالمعلومات التي وصلته بإتجاهين متناقضين، سائلا: "لماذا دخلت هذه المواد الى المرفأ، وكيف خزنت كل هذه المدة؟. معتبرا أن منظومة الفساد تستوجب المضي بالتدقيق الجنائي لتحديد الفاسدين،قائلا: "إن الناس يجب أن تستعيد أموالها.

وسط هذه الأجواء، المنطقة تغلي على وقع احتدام المواجهة الإيرانية -الإسرائيلية، وما يمكن أن يصيب لبنان من تشظياتها في حال تصاعدها، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الكل يسأل عن الحقوق والمسؤولية الدولية في مدار التطبيع المتنامي.

ماليا، تطرح التساؤلات عن كيفية ترجمة تشريع التدقيق الجنائي المالي بصيغته الموسعة، وترقب لمؤشرات ترجمة ما كشفته المصادر الرسمية لوكالة رويترز، بأن مصرف لبنان يدرس خفض مستوى إحتياطي النقد الأجنبي الإلزامي. وقد سارع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلى نفي ما أشارت إليه الوكالة، موضحا أن الموضوع هو "موضع درس حتى الساعة".

واليوم إفتتحت السوق السوداء الموازية للتسعير الرسمي، على تراجعٍ بسعر صرف الدولار ليسجل 8200 - 8250 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كانت رحلة وداع العالم النووي (محسن فخري زاده) قد بدأت في مراسم تنتهي غدا/ فإن إيران لم تنته من درس كل أبعاد رسالة الإغتيال القاسية.

أولى الاستنتاجات التي خرجت بها الجمهورية الإسلامية، أن الجريمة ضالعة فيها إسرائيل الراغبة في توريط إدارة دونالد ترامب التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكذلك توريث إدارة جو بادين المقبلة ملفا شائكا لا يسمح لها بالعودة إلى الإتفاق النووي.

الإتهام الإيراني لإسرائيل تجدد اليوم في البرلمان الذي دعا إلى رد قاس من جهة، وصوت من جهة اخرى بالأغلبية على مشروع رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، بما يعكس مضي الجمهورية الإسلامية في تعزيز الجهود التي بذلها العالم الشهيد في مجالات علمه وعمله.

في المجال المحلي اللبناني، ثلاث محطات مرتقبة في الساعات والأيام القليلة المقبلة، وهي متصلة بكورونا والحكومة والدور الفرنسي.

فتحت لواء كورونا، التأمت اللجنة الوزارية المعنية في السراي الحكومي، وقررت عودة فتح البلد مقرونة بسلسلة من الضوابط: الإقفال عند العاشرة وحظر التجول من الحادية عشرة ليلا وحتى الخامسة فجرا، على أن تمنع الحفلات والأعراس وكل ما من شأنه أن يقوم على التجمعات، فيما المدارس ستعاود فتح أبوابها أمام التعليم المدمج، وفق ما كان مقررا.

وعلى صعيد الملف الحكومي، لم يستجد أي تطور يوحي بإحداث خرق للجدار المسدود، ما خلا إستمرار التسريبات عن لقاء مرتقب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي يقال إنه سيحمل معه إلى قصر بعبدا، مسودة تشكيلة لمناقشتها.

والجدير بالإشارة أن اللقاء المحكي عنه - إذا ما عقد - سيأتي غداة جلسة مجلس النواب التي أثمرت قرارا بتوسيع دائرة التدقيق الجنائي، فهل تنسحب فضائل هذا القرار على ملف التأليف الحكومي؟!.

بالإنتظار، يتوقف المراقبون عند الحضور الفرنسي المتجدد في لبنان من أبواب عدة، أبرزها: الرسالة الرئاسية في عيد الإستقلال، وتحديد موعد لمؤتمر دعم إنساني يعقد في الاليزيه الأربعاء، وزيارة مرتقبة لايمانويل ماكرون للبنان قبل نهاية العام الحالي، شعارها: تفقد قوات اليونيفيل الفرنسية، فهل ينجح هذا الحضور الفرنسي في تقليص مساحة الأزمات اللبنانية؟!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الا وأن القرار بفتح البلد قد اتخذ، وبغض النظر عن صوابيته أو خطإه، لا شك أن هناك منطقة وسطى بين الإقفال والفقر عبر تشارك المسؤولية بين الدولة والفرد. فكما إن النظافة والحماية الشخصية أمر فطري لا يحتاج الى قرارات حكومية ودوريات عسكرية، فإن غياب الدولة عن دورها يشجع على التفلت من أبسط قواعد الانضباط. فلا مناص كما يقول وزير الصحة حمد حسن من الثلاثي الآمن: الكمامة، التعقيم، والتباعد.

وتباعد عن تباعد يختلف، فانقطاع الأطراف المعنيين بتشكيل الحكومة عن التواصل يتسبب بتفشي فيروس تعطيل التأليف والبلد، فهل نشهد لقاءات على نية التشكيل استباقا للخطوة الفرنسية بتنظيم المؤتمر الاقتصادي بعد أيام؟ المصادر لا تستبعد ذلك، إلا أن المشكلة في إصرار البعض على النسخة القديمة من التشكيل، من دون أي تنقيحات تحدث بعض الإنفراجات في المشهد.

في الاقليم، هناك من يسعى دائما لتعقيد المشهد، وما استضافته مدينة مشهد في الجمهورية الاسلامية خير دليل.

الشهيد محسن فخري زادة كان اليوم في ضيافة الإمام علي بن موسى الرضا في المدينة المقدسة، والمشهد هناك إختلط بين دموع الوداع لمن ترك إرثا قيما لا تمحوه التصفية الجسدية، والدعوات للانتقام والرد، الرد الذي بدأ فعلا من قبل مجلس الشورى الاسلامي عبر التصويت على رفع مستوى تخصيب اليورانيوم الى عشرين بالمئة، ووقف التعاون مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية.

رد يدرك مستوى التصعيد فيه، من يحيكون المكائد ليل نهار لوقف البرنامج النووي الايراني، على أنه ليس الرد الوحيد، بحسب ما يوضح القادة العسكريون، فحرس الثورة الاسلامية يؤكد على رد آخر يردع المجرمين، في وقت خلصت نتائج التحقيقات الأولية بحسب لجنة الخارجية في مجلس الشورى، الى تورط كيان الاحتلال في الجريمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هل نقول "مبروك" أو "العوض بسلامتكم"، بعد قرار العودة التدريجية عن الإقفال العام؟. "المبروك" قد تصح، إذ قاربنا الموضوع من الناحية النفسية، حيث يستعيد اللبنانيون اعتبارا من فجر الغد جزءا كبيرا من حرية حركتهم، مع إلغاء نظام المفرد مجوز، وإعادة تحديد الإقفال بين العاشرة ليلا والخامسة فجرا، ومنع التجول بين الحادية عشرة ليلا والخامسة فجرا أيضا. والمبروك قد تصح كذلك مع عودة الحركة الاقتصادية، بما يستجيب ولو جزئيا، إلى نداءات أصحاب المصالح واعتراضاتهم المعروفة.

وفي الموازاة، قد تصح "العوض بسلامتكم" إزاء فشل الإقفال في تحقيق النتائج المرجوة، حيث لفت وزير الصحة إلى أن الالتزام لم يتجاوز الخمسين بالمئة، والأمر قد يكون عائدا إلى العادة اللبنانية السيئة بعدم الالتزام، إلى جانب شيوع الأخبار حول اكتشاف اللقاح، وأن المسألة مسألة وقت، إلى جانب العامل المعيشي الذي يلعب دورا كبيرا في دفع الناس حتى إلى المخاطرة الصحية، والخروج على الإجراءات التي تفرضها الدولة، في سبيل تحصيل لقمة العيش.

لكن بين "المبروك" و"العوض بسلامتكم"، من الضرورة بمكان الإقرار بصعوبة خلق التوازن المطلوب بين الاقتصاد والصحة، في بلد يعاني أساسا من أزمة اقتصادية خانقة، تنعكس ماليا ومعيشيا في شكل غير مسبوق في تاريخه، إلى درجة أمكن معها القول حول موضوع الإقفال أن ليس بالإمكان أفضل مما كان،… ليبقى الملاذ الاخير تذكير الناس باستمرار بالتزام إجراءات الوقاية الشخصية في انتظار اللقاح الموعود، لا أكثر ولا أقل.

لكن إذا كان ثمة أمل بلقاح يعزز المناعة الصحية في مواجهة الفيروس، فاللقاح الذي يمكن أن يعزز المناعة الوطنية في مواجهة الأزمات، لا أمل باكتشافه، كي يدفع البعض إلى إيلاء الانتماء الوطني والمصلحة العامة الاولوية المطلقة التي تتجاوز سائر الولاءات والمصالح.

ففي ملف التدقيق الجنائي مثلا، المناعة الوحيدة إرادة داخلية بالإصلاح، يعبر عنها باستمرار رئيس الجمهورية، وكرسها القرار الاخير لمجلس النواب، ردا على الرسالة الرئاسية، لكن عند التنفيذ تكرم القوى السياسية على اختلافها، أو تهان.

أما في ملف الحكومة، فلا مناعة خارج إطار الميثاق والدستور، وما دونهما لن يمر، مهما كانت الضغوط.

فالمصلحة الوطنية هي العنوان، والمعايير الموحدة هي الاطار، وعقارب الشراكة الوطنية التي لن تعود إلى الوراء بأي حال، تختصر المضمون. أما الباقي من خطوات داخلية متوقعة، أو توجهات خارجية مرتقبة، فتفاصيل لن تغير شيئا في السياق العام للعيش المشترك في لبنان،… لأن "المبروك" الحكومية مع خلل في الشراكة، ستعني حكما "العوض بسلامتكم" على مستوى الميثاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان بلا إقفال أو بالأحرى بلا أقفال، عدد الإصابات بالكورونا يرتفع، لبنان تحت نظام الإقفال، عدد الإصابات يرتفع وينتفخ.

لبنان يخفف شروط الإقفال بدءا من الغد، بعد أكثر من خمسة عشرة يوما من التعبئة، أعداد الإصابات ترتفع وتنتفخ وكأننا لم نقفل، والإنجاز المسجل اليتيم بحسب وزير الصحة هو تثبيت عدد الإصابات اليومية ولو على منسوب عال.

الجامع المشترك بين الحالات الثلاث أمران: الأول أن الإقفال ليس الحل، والثاني أن الحل لمواجهة الفيروس على الصعيدين الفردي والمجتمعي، يكمن في أن يرتدي المواطن الكمامة ويخفف الإختلاط ويقصره على الضروري جدا، ويحترم شرطي الوقاية المعمول بهما كونيا: التعقيم والنظافة.

إذا وبكل إنصاف، الحكومة ليست وحدها مسؤولة عما وصلنا إليه من واقع صحي كارثي، بل هي تتقاسم المسؤولية مع المواطنين المتشاطرين غير الآبهين بصحتهم ولا بصحة عيالهم ولا بصحة المجتمع والدولة، فيما التراخي في ضبط الفلتان كان السمة الغالبة على تعاطي المسؤولين مع هذه الظاهرة الكارثية، يضاف إليها الإنكشاف الفاقع للبقع الجغرافية والمناطقية، حيث للدولة قدرة وسيطرة، وحيث لا وجود لها ولها قدرة ولا سيطرة.

من هنا فإن الرهان على انضباط الناس في غياب التشدد الرسمي، سيودي بنا إلى النتائج الكارثية نفسها، ولا يراهنن أحد لا في صفوف المسؤولين ولا في صفوف الشعب على ذلك، اللقاح العجائبي الآتي إلينا بدءا من شباط للتراخي في الوقاية، مخافة أن يصل اللقاح ليجد الشعب اللبناني العظيم، وقد "لقحه" الفيروس بكليته أرضا، مع التذكير والتنبيه بأن اللقاح لن يغطي أكثر من 20% من عدد السكان.

هذا على صعيد التفلت والمزاح السمج والمكلف مع الفيروس، والذي حملنا مسؤولية الكارثة التي نجمت عنه للدولة والشعب معا بالتكافل والتضامن. أما المزاح الآخر الأكثر سماجة والأكثر كلفة فهو ذلك الناجم عن استخفاف الطبقة السياسية بشعبها وبالمرجعيات الدولية، إن لجهة التباطؤ الجرمي في كشف المسؤولين عن بركان المرفأ في الرابع من آب، أم لجهة الامتناع عن تأليف حكومة المهمة، أم لجهة محاولات الالتفاف المكشوفة والرخيصة على التدقيق الجنائي في حسابات الدولة.

غني عن القول تكرارا، أن هذه الجرائم الثلاث باتت على قاب قوس من إسقاط لبنان نهائيا في دائرة الجوع والفقر المدقع، ومن تخريب اقتصاده ونظامه المالي، وما عاد ينطلي على أحد لا في الداخل ولا في الخارج خزعبلات من طراز، أن فلانا يمنع علتانا من تأليف الحكومة، أو من إنهاء التحقيق في مجزرة المرفأ، او من فتح المسار عريضا وشفافا وبلا قيود أمام البدء في التدقيق الجنائي.

نتائج هذا الإنكشاف، ستظهر في الثاني من كانون الاول، إذ ستجتمع مجموعة الدعم الدولية بدعوة من فرنسا، ولكن من أجل لبنان الشعب، وليس من أجل لبنان الدولة. وبين الإثنين تكمن كل الكارثة، فهذا التخفيض التقييمي للبنان يعني أن لبنان الدولة إنتهى ولن تعيده الى الحياة محاولة حسان دياب تعويم نفسه وحكومته بظهوره التلفزيوني عصرا، كي لا يقول شيئا.

التقييم الدولي يعني أيضا أن الشعب المتروك لمصيره لن يتلقى من المجتمع الدولي سوى ما تتلقاه الشعوب الغارقة في كوارث طبيعية أو حروب أو انقسامات داخلية: طحين، دواء، ضمادات وبطانيات.. حرام لبنان، سيكتب التاريخ يوما أن مسؤوليه نحروه في مئويته الأولى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يوما بعد يوم، يغرق لبنان مثلما غرقت سفينة الtitanic، والمسؤولون فيه يراقبون حتى النفس الأخير السقوط العظيم، لا يهمهم ابتكار الحلول ولا حتى تنفيذ ما هو مرسوم ومعلوم منها، لأن كل ما يعنيهم حماية أنفسهم أولا وتقاذف المسؤوليات وبعدها نقطة.

ويوما بعد يوم، يتعايش اللبنانيون مع البطالة والفقر والجوع، والحديث عن الاحتياط الإلزامي والدولار وأسعاره المتعددة، والدعم ورفع الدعم.

منذ سنة ونحن ننحدر، حتى أصبحنا ذاك الشعب الفقير المثير للشفقة، أصبحنا متسولين على أبواب الدول ننتظر طحينا من هنا وقمحا من هناك، ودواء من هنا وفيولا من هناك. والأتي أعظم... وهو يتقدم بسرعة.

فهذا الاسبوع، سينعقد المجلس المركزي في مصرف لبنان، ليختار بين أمرين أحلاهما مر: هل نمس بالاحتياط الإلزامي، أم نوقف الدعم عن المواد الاساسية؟.

إذا قرر المجتمعون الاستمرار بالدعم، قناعة منهم او تحت الضغوط السياسية، سيستنفذ ما بقي من أموال المودعين حتى آخر فلس، من دون أن يتمكن المصرف المركزي من ضبط سعر صرف الدولار، نتيجة فقدانه من البلد.

أما إذا قرر المجتمعون وقف الدعم فسيقضى على الفقير، لان سعر ربطة الخبز سيلامس الـ 8 الاف ليرة، أما سعر صفيحة البنزين فسيبلغ حوالى ستين الف ليرة.

فماذا سيقرر المجتمعون وأين خطتهم للمستقبل، وهل سيختارون تطويل آمد الأزمة، علما أن الإنفجار آت لا محال، إن لم يكن غدا فبعد أشهر قليلة لا تتعدى العشرة؟.

في معلومات لل"LBCI"، فإن اجتماع المجلس المركزي سيتناول قضية ترشيد دعم المشتقات النفطية، وإن إحدى الحلول التي قد تطرح التخفيف من صرف المحروقات عبر زيادة ساعات التقنين، ما يعني أن الحل سيأتي مجددا على حساب المواطن ومن جيبه، بينما الحل يبدأ عندما يتحدد من المستفيد من الدعم وكيف للغني أن يستفيد كالفقير، وكيف للاجنبي من سفراء وعاملين في الngo's والارساليات وغيرهم، أن يدفع عشرين سنتا سعر ليتر البنزين في وقت ينكوي اللبنانيون نتيجة الغلاء؟.

هذا في دعم المشتقات النفطية، أما في دعم الدواء والمستلزمات الطبية فحدث ولا حرج. هل تساءل من يدعم استمرار الدعم، ومن وضع خططه كيف لفاتورة هذا العام الصحية لا سيما في ما يتعلق بالأمراض والعمليات الجراحية البعيدة عن كورونا، أن تساوي فاتورة العام الفائت، مع التراجع الكبير في إشغال المستشفيات؟.

هل تساءل هؤلاء أين تكدس الأدوية والمستلزمات الطبية، وهل ستظهر في الاسواق متى ارتفع سعر صرف الدولار؟، هل تساءل هؤلاء لصالح من إرتفعت فاتورة دعم السلع الغذائية لتبلغ 210 مليون دولار، قبل أن تعد دراسة تخفضها الى نحو ثمانين مليونا؟.

ألف سؤال وسؤال يطرح، والاجوبة محددة.

لا عدالة اجتماعية في كل ما يحصل، والبلد المفلس يجد دائما من يسرقه، ومن يدعم استمرار الدعم واستنفاد الاحتياط يشتري الوقت لا اكثر، وهو عالم أن الحل إسمه الاصلاحات ثم الاصلاحات.

يللي استحوا ماتوا، ونحن لن نهدأ قبل أن يحاسب كل فاسد، وكل من أوصلنا الى القعر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

غدا هو يوم كورونا عادي، التلامذة الى المدارس، السيارات خارج نظام المفرد مجوز، إعادة الحركة التجارية وإقفال المؤسسات عند العاشرة ليلا، مع حظر تجوال ابتداء من الحادية عشرة حتى الخامسة صباحا.

وقيمت لجنة الكورونا في السراي الحكومي نسبة التذاكي اللبناني على قرارات الاغلاق العام، وأعلن وزير الصحة حمد حسن أن الإلتزام لم يتجاوز الـ50 في المئة، مبررا الفتح التدريجي بأننا "مقبلون على فترة الأعياد المجيدة".

والاثنين تنطلق دورة الحياة شبه العادية وفق قانون مستجد بمادة وحيدة: إن على الجميع التحلي بالمسؤولية، وهذا القانون يجاري في وزنه الدستوري ما صدر عن مجلس النواب يوم الجمعة، من قرار ظل في المنطقة الرمادية ولم يتمدد الى الجلسة التشريعية التي تلته ليصبح قانونا ملزما. وصفة الاستعجال السياسي التي اعتمدها الرئيس نبيه بري جعلت من مضامين هذه التوصية، بنودا فرغت من عصبها، حيث أخرجت التفاصيل من شياطينها واقتصر التدقيق على دوائر الدولة من دون ان يتمدد الى المصارف وأصحاب الحسابات الخاصة.

وتوصية القنبلة الصوتية للنواب، لن تتمكن من التصريف في سوق شركات التدقيق العالمية، التي لن توافق على توقيع عقد مبهم لا يحدد مسؤولياتها أو يرسم حدودها ومدى تضاربها مع القوانين النافذة المرعية الاجراء، وكل ما حمله القرار النيابي الهوائي هو أن الرئيس بري استخدم مهارته في التفخيخ وتصنيع الاحزمة السياسية المالية الناسفة للتشريع، فسحب حجة التدقيق من رئيس الجمهورية ميشال عون، وآعاد القرار النهائي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

ومع صدور التوصية المبهمة، فإن الحاكم ما يزال مركزيا في قرارته، وسيكرر أقواله لناحية التحصن بقانون السرية المصرفية وموجبات النقد والتسليف..أما اذا كان مجلس النواب جادا، فأمامه الاربعاء اللجان النيابية للبحث في تعديل السرية المصرفية وإحالتها بمضونها الكامل الى جلسة تشريعية، دون اجتزاء او تفريغ محتوى، لكن أحدا لا يريد الوصول الى مرحلة يعم فيها التدقيق الجنائي مختلف القطاعات الادارية الوزارية والمالية، وكل ما شاهدناه من رفع أيدي كان لزوم استكمال المسرحية.

واستنادا الى رأي المطران الياس عوده في عظة الاحد، فإن كل زعيم همه ألا يمس مصالحه سوء، في حين أن الشعب أصبح يتسول حقه من المصارف، وليس من يأبه! وقال "الزعيم يهرب أبناءه خارج الوطن ليتعلموا أو ليكونوا في مأمن، وقد يكون حاملا جنسية أخرى، ثم يطالعنا بمحاضرات عن الوطنية وأهمية البقاء في أرض الوطن، أما من له ولد يدرس في الخارج فهو مكبل لا يستطيع أن يعيل إبنه أو إبنته في الغربة، لأن أمواله مجمدة قسرا لئلا نقول منهوبة.

حضرت عظة عودة، في غياب كلام البطريرك الراعي الذي اجتمع في الفاتيكان مع البابا فرنسيس، وسلمه تقريرا مفصلا عن الاوضاع في لبنان، وفيما ظلت رسالة البابا للبنانيين طي حاملها مؤكدا استمرار صلاته لهذا البلد، فإن الترجيحات تقدر أن رسالة الحبر الاعظم سيبلغها الراعي لرئيس الجمهورية، حرصا من قداسة البابا على مسيحيي لبنان وتاليا مسيحي الشرق.

والحبر السري للرسالة البابوية يتضمن دعوة الى تخفيف حدة التوتر الداخلي، والتطلع الى حكومة إنقاذية تنهي مأساة اللبنانيين، وخلال لقائه البابا عرض الراعي للمخاطر والتحديات المتمثلة بتشكيل الحكومة، وأبلغه عن تسمية ثلاثة رؤساء حكومة لهذا العام ولم ينجح سوى واحد منهم.

في تشكيل حكومته التي اصطدمت بالرفض الداخلي والخارجي، ومع انتهاء الاغلاق العام فإن الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري قد يلغيان نظام المفرد مجوز في الاجتماعات ..ويعودان الى لقاءات التأليف وإن جاءت بمضامين سرية، وبما أن السر متى جاوز الاثنين شاع فلم يبق سوى حل وحيد يقضي بان يتعهد الرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية، بتقديم استقالته فور إنجاز حكومة المهمة بمدة ثمانية أشهر حددتها المبادرة الفرنسية، وربما بهذا التعهد يضمن لعون وباسيل ان الحريري لن يكون رئيسا مدى العهد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

24 شخصية لبنانية على لائحة العقوبات.. ومصادر مصرفية تعلّق

السياسة/السبت 28 تشرين الثاني 2020

كتبت صحيفة "السياسة": "كشفت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا عن قرب إدراج بلادها ما بين 22 إلى 24 شخصية لبنانية على لائحة العقوبات، وهو أمر يفرض على المصارف اللبنانية قطع كل علاقاتها مع كل من يدرج اسمه على هذه اللائحة. وتشدد مصادر مصرفية لـ"السياسة"، في هذا الإطار على أن كل من يدرج اسمه على اللائحة يخرج من النظام المصرفي اللبناني والعالمي، مشيرةً إلى أن المصارف اللبنانية ملتزمة حرفياً القواعد والقوانين المحلية والعالمية مرعية الإجراء في ما يخص مكافحة تبييض الأموال، وتطبيق العقوبات الدولية، ومنها العقوبات الأميركية، حماية لعلاقاتها مع المصارف المراسلة، ومنعاً لإخراجها من المنظومة المالية العالمية".

 

"عبر حزب الله... الإيرانيون يقتربون من هدفهم"

الحرة/السبت 28 تشرين الثاني 2020

نجحت إيران في فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل، وباتت تزحف عبر سوريا ليصبح ما يفصلها مجرد سياج حدودي لا يبعد كثيراً عن الحدود الإسرائيلية، وفق ما ينقل تقرير تحليلي من صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ويشير التقرير إلى أنه "في صيف 2018، أقنع الروس إسرائيل أنهم نجحوا في التوصل إلى إتفاق ينص على تراجع قوات إيران وحليفها حزب الله على بعد نحو 70 كيلومتر من الحدود في مرتفعات الجولان"، لكن يبدو أن "الأمر غير صحيح وفق ما تضيف الصحيفة في تقريرها". وقالت الصحيفة إن "القوات الجوية الإسرائيلة ألقت منشورات، الأربعاء، فوق القرى السورية بالقرب من حدود الجولان تحذر السوريين وتطلب منهم الإبتعاد عن حزب الله والمنشآت الايرانية في المنطقة حفاظا على سلامتهم". ويشير ذلك، وفق التقرير، إلى أن "الوجود الإيراني لم يعد موضع شك". وزادت إيران، من خلال وكيلها حزب الله، من وجودها على طول الحدود الإسرائيلية، إما من خلال مواقع الجيش السوري أو مواقعها الأمامية المستقلة.

وهاجمت إسرائيل، صباح الأربعاء، مثل هذه المواقع بالقرب من القنيطرة (وبالقرب من دمشق)، وقبل أسبوع فقط قامت بهجوم أوسع نطاقاً داخل سوريا ضد عدد من المنشآت والمواقع الأمامية الإيرانية. وخلصت الصحيفة في تقريرها إن الشعور العام هو أن "مهمة إبعاد طهران عن حدود إسرائيل لاتزال أبعد من تحقيق هدفها، بل إن العكس هو ما يحدث، تقول الصحيفة، إذ أن الإيرانيين عبر حزب الله يقتربون أكثر فأكثر، وهدفهم هو خلق جبهة أخرى ضد إسرائيل باستثناء الجبهة اللبنانية". وشنّت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء ضربات استهدفت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركزاً ومخزن أسلحة تابعاً للقوات الإيرانية وحزب الله في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي، كما طالت مركزاً لمجموعة "المقاومة السورية لتحرير الجولان" في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.ولم يصدر أي تبن إسرائيلي لهذه الضربات، وإكتفى متحدث بإسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنّ بلاده "لا تعلق على تقارير في وسائل اعلام أجنبية".

 

لبنان بين الرؤوس النووية الإيرانية والانفجارات الهيروشيمية لودائع اللبنانيين

أخبار اليوم/السبت 28 تشرين الثاني 2020

على وقع التسابُق مع الوقت، يبقى لبنان مسجوناً في دهاليز الإنهيار، بسبب المسار الضبابي للسّير بالتدقيق الجنائي، في حسابات مصرف لبنان ومختلف مؤسّسات الدولة، وانعكاسات إطالة مدّته (كما هو مُتوقَّع) على مستقبل اللّبنانيين ومصالحهم وودائعهم. بالإضافة الى الواقع الأمني والعسكري المُظلِم للمنطقة، على ضوء آخر المستجدات. فردّات الفعل الإيرانية على اغتيال العالِم محسن فخري زاده، تؤكّد بما لا شكّ فيه، أدواره الحسّاسة في برنامج نووي عسكري سرّي، تنفي إيران وجوده. بالإضافة الى أدواره الأساسية في البنية التحتية النووية الإيرانية، وتجميع القنابل النووية، وصناعة الرؤوس المتفجّرة، والصواريخ الباليستية. وهو "أب القنبلة النووية" الإيرانية، بأدلّة دامغة لدى أجهزة استخبارات غربية. "الإصلاحيون"! في هذا الإطار، يذكر بعض الخبراء أن تطوُّر برنامج إيران النووي العسكري السرّي حصل خلال حقبات متباعِدَة. فضلاً عن أن أماكن الأنشطة النووية غير مُترابِطَة جغرافياً، بل منتشرة في أكثر من مكان، وذلك لإبعاد الشُّبُهات. وشهد التطوُّر النووي الإيراني معظم تحديثاته خلال فترات حُكم الإدارات الإصلاحية في طهران، تسهيلاً لخداع دول العالم أكثر. والهدف هو الوصول الى إنتاج رؤوس نووية، تشبه تلك التي دمّرت هيروشيما في عام 1945، وبلوغ مرحلة الإختبارات النووية.

وتزداد المخاوف في هذا السياق أيضاً، انطلاقاً من أن "الإتّفاق النووي" في عام 2015، لم يُعالج تلك الأهداف، بحسب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما يمكّن طهران من امتلاك قدرات عسكرية، تخرق ليس فقط التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط، بل التوازنات العالمية أيضاً. ويأتي الاغتيال أيضاً على وقع مخاوف دولية متزايدة من أنشطة نووية "مشبوهة" ومتسارِعَة في مفاعل "نطنز" النووي، بالإضافة الى كشف صور فضائية عن مخابىء تحت الأرض، في مواقع إيرانية مُصمَّمَة لتخزين قنابل نووية. فماذا عن لبنان والمنطقة، بعد اغتيال الذّراع النووية والصاروخية لإيران، وذلك بعد 10 أشهر من اغتيال ذراع توسُّع النّفوذ الإيراني الخارجي، وهو قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني؟ حول انعكاسات اغتيال العالِم النووي الإيراني على لبنان، أشار النائب السابق عماد الحوت الى أن "التحدّي الأساسي هو أن الأمور تتعلّق بمختلف الأطراف اللبنانية نفسها. فهل هي ترغب بأن يكون لبنان جزءاً من ساحة الصراع الإقليمي - الدولي؟ أم انها ستعمل على تحييده، وعلى الحدّ من انعكاس عملية الاغتيال على الداخل اللبناني؟". ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "إمكانية إقدام (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب على مغامرة، ستكون محدودة لا شاملة. ففي نهاية المطاف، هو رئيس مُوَدِّع. وحتى ولو أراد تفخيخ الواقع أمام الرئيس الأميركي المُنتَخَب جو بايدن، إلا أنه (ترامب) يُدرِك أن المنظومة الأميركية الكاملة، يُمكنها أن تحاسبه مستقبلاً، على أي دعسة ناقصة في هذا الإطار". وقال:"لذلك، يبقى التهويل أكبر من حجمه، في ما يتعلّق بالخطوات التي من الممكن ان يُقدِم عليها ترامب، في فترة ما قبل 20 كانون الثاني القادم".

ورأى الحوت أن "مواقف المسؤولين الإيرانيين بعد اغتيال العالِم الإيراني تُفيد بأنهم عمدوا الى استيعاب العملية. أما التلويح بأن الردّ سيكون نوعياً، وفي الوقت المناسب، فهُم يُدركون أنهم ليسوا بحاجة الى فتح معركة مع إدارة بايدن، لا سيّما أنهم يعوّلون على إمكانية العودة الى مفاوضات معه، تصل الى إحياء "الإتّفاق النووي". وبالتالي، من المُستَبعَد أن يعمد الإيرانيون الى التوتير حالياً". وعن آفاق المستقبل اللبناني، على ضوء التدقيق الجنائي، أضاف: "في ظلّ استمرار الطبقة التي أوصلتنا الى ما وصلنا إليه من كوارث، في إدارة الأمور، فإنه من غير المنطقي أن نتوقّع نتائج إيجابية". وختم: "طالما أن هذه الطبقة تدير البلد بالطريقة السابقة نفسها، فإن الخطر على ودائع الناس سيظلّ كبيراً وجدّياً، والأمل بالإصلاح الحقيقي سيكون محدوداً. وما نراه ليس أكثر من محاولات لصَرْف أنظار الناس عن هذه الطبقة السياسية وممارساتها".

 

إحباط مخطط لاغتيال نصر الله بالتزامن مع العالم الإيراني.. هل بدأت إسرائيل "الخطة باء

وسيم سليمان/سبوتنك/السبت 28 تشرين الثاني 2020

تتسارع الأحداث السياسية منذ بداية العام الجاري 2020، الذي بدأ يومه الأول، بزلزال حادثة اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي، لتتوالى الأحداث السريعة في الحلبة الأكثر خطورة في العالم "حلبة الشرق الأوسط"، والتي تتوسع باستمرار، لتصل في الأمس، إلى داخل إيران، باغتيال أحد أهم علمائها النوويين. يزاد الأمر تعقيدا بعد التسريبات التي كشفتها صحيفة "الجريدة" الكويتية، والتي تحدثت عن إفشال مخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قبل أيام، تسريبات نشرت قبل عملية اغتيال العالم الإيراني بيوم واحد فقط.

تلفزيون "مكان" الإسرائيلي يشارك المعلومة

مرت التسريبات التي نشرها الموقع الكويتي، مرور الكرام من دون أي تعليقات، إلى أن نشرت هيئة التلفزيون الإسرائيلي "مكان" هذه التفاصيل، نقلا عن الموقع، في تلميح "ربما" لإمكانية صحة هذه المعلومات، تحت عنوان بسيط "نبأ يفيد بأن إسرائيل خططت لاغتيال حسن نصرالله".

حزب الله أحبط محاوله لاغتيال حسن نصر الله

بحسب المصادر التي وصفتها الصحيفة الكويتية بـ"المقربة" من قائد "فيلق القدس" الإيراني اللواء إسماعيل قآني، فقد "تمكن حزب الله اللبناني، الأسبوع الماضي، من كشف عملية واسعة، كانت إسرائيل قد جهزتها لاغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وعدد كبير من زعماء الفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق وفلسطين". وأشارت المصادر إلى أن نصر الله قد أبلغ قآني بتفاصيل هذه المعلومات وحول تقديرات من اتباع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الخطة باء" خلال لقائهما في بيروت.

هل بدأت إسرائيل بـ"الخطة باء"

فجرت حادثة اغتيال العالم الإيراني، محسن فخري زاده، أمس الجمعة، الكثير من التساؤلات حول أسباب وتوقيت هذه العملية ومن يقف خلفها. منذ اللحظة الأولى لإعلان الخبر، شاركت الكثير من المواقع الإيرانية صورة لنتنياهو يظهر فيها العالم الإيراني ضمن عرض تقديمي في عام 2018، حيث حذر من تقدم برنامج إيران النوي، على حد زعمه، لتأني بعدها التصريحات الإيرانية لتؤكد ضلوع إسرائيل في عملية الاغتيال. هذه العمليات وغيرها، تعيد إلى الأذهان الحديث عن "الخطة باء"، والتي تنص، بحسب الصحيفة الكويتية، على أن تقوم إسرائيل "بنفسها بشن ضربة ضد المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية ومقرات لحلفاء إيران بالمنطقة، قبل خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، إذا حالت التعقيدات السياسية والعسكرية دون أن تقوم واشنطن بها".

سياسة "اضرب واهرب"

تشير جميع الأحداث التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة، إلى اتباعها سياسة الضربات الخفيفة والسريعة، وتجنب الاشتباك المباشر، حتى في خارج حدودها البعيدة مثل إيران. على سبيل المثال، تقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات سريعة وأغلبها من خارج الحدود، وتستهدف قوات سورية في الجولان وريف دمشق بشكل متكرر، وتتجنب بشكل حذر الاشتباك المباشر والتصعيد. وجميع المؤشرات تشير إلى اتباع إسرائيل سياسة ضرب الأهداف المحددة الصغيرة وتجنب العمليات الكبيرة، أو شن حرب واسعة، لمنع أي مأزق مشابه لما حدث في حربها مع حزب الله عام 2016.

نصر الله لمّح سابقا "لعمل ما"

أكد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في تصريحات أدلى بها في منتصف الشهر الجاري، نقلتها موقع قناة "المنار" التابعة للحزب، أنه "جرى الحديث خلال المناورة الإسرائيلية الأخيرة عن جاهزية إسرائيلية لعمل ما في لبنان أو الجولان". وأكد نصر الله أن إسرائيل تشعر "بقلق كبير"، لكنها تدرك أن يدها ليست مبسوطة في لبنان، في تلميح إلى تجنبها العمل العسكري المباشر. وحذر نصر الله في تصريحاته بوجوب الحيطة الشديدة خلال الشهرين القادمين، وأن على "محور المقاومة" أن يكون على جهوزية عالية، "لرد الصاع صاعين بحال أي حماقة أمريكية أو إسرائيلية". وربط نصر الله بين إقالة الرئيس ترامب لوزير الدفاع الأمريكي وبين وجود خطوات داخل أمريكا وخارجها، منوها إلى أن "شخص مثل ترامب كل الأمور محتملة فيما تبقى من ولايته".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

السودان يكشف تفاصيل زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم

سكاي نيوز عربية/29 تشرين الثاني/2020

أكد المتحدث باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي، الأحد، الأنباء التي تحدثت عن أن وفدا إسرائيليا زار الخرطوم مؤخرا. وقال الفكي لوسائل إعلام سودانية، إن الزيارة التي جرت الأسبوع الماضي “كانت ذات طبيعة عسكرية بحتة وليست سياسية”، وكشف عن لقاء الوفد الإسرائيلي بشخصيات عسكرية في السودان.وأضاف المسؤول السوداني أن اللقاء “ناقش جوانب محددة”، مكتفيا بالقول إن هذه الجوانب “لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي”. وقال الفكي إن الوفد بدأ زيارته إلى السودان بتفقد منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة، حيث التقى بعسكريين، لكن اللقاء “لم يناقش أيا من الجوانب العلاقات السياسية بين البلدين”.

 

بعد اللقاء السري... صحيفة أميركيّة تكشف سبب تراجع بن سلمان

الحرة/29 تشرين الثاني/2020

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم السبت، إن "اللقاء السري الذي جمع قادة سعوديين وإسرائيليين في مدينة نيوم شمالي المملكة فشل في التوصل إلى اتفاق تطبيع بسبب تراجع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن المضي قدماً، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات الأميركية فوز جو بايدن". ونقلت الصحيفة عن مستشارين سعوديين ومسؤولين أميركيين قولهم إن "نتانياهو عندما سافر إلى السعودية نهاية الأسبوع الماضي لإجراء لقاء سري مع محمد بن سلمان، كان يأمل وحلفاؤه في واشنطن في الحصول على تأكيدات بأن صفقة التطبيع مع الرياض ستكون في متناول اليد".

لكن بدلاً من ذلك، تشير الصحيفة إلى أن "الزعيم الإسرائيلي عاد إلى بلده خالي الوفاض بسبب إنسحاب الأمير من الصفقة المرتقبة".

وقال مساعدون سعوديون للصحيفة إن الأمير السعودي، الحريص على بناء علاقات مع الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن، كان متردداً في عقد الصفقة الآن، مشيرين إلى أنه يرى أن "بإمكانه إستخدامها لاحقاً للمساعدة في تعزيز العلاقات مع الرئيس الأميركي الجديد".

وأضافوا أن التوصل إلى اتفاق تحت رعاية الرئيس الأميركي الجديد يمكن أن "يضع العلاقات بين إدارة بايدن والرياض على أسس متينة". وقال مسؤولون إن "عوامل أخرى لعبت دوراً في قرار ولي العهد السعودي ومنها أن "الأمير الشاب لديه وجهة نظر مختلفة عن رؤية والده الملك سلمان حول كيفية معالجة قضية الفلسطينيين الذين يسعون إلى تأسيس دولة خاصة بهم". وذكر مستشارو الملك أن "العاهل السعودي كان على علم بمحادثات نجله مع الإسرائيليين، لكن حالته الصحية السيئة منعته من فهم النطاق الكامل للمناقشات، حسب الصحيفة".

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن "المملكة العربية السعودية تحاول معرفة أفضل السبل لاستخدام اتفاق التطبيع من أجل إصلاح صورتها في واشنطن وخلق نوايا حسنة مع بايدن والكونغرس".

ومع ذلك ترى الصحيفة أن هذا لا يعني أن "الاتفاق لن يتم بنهاية المطاف وتنقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن فرص إبرام صفقة بين إسرائيل والسعودية قبل مغادرة ترمب لمنصبه في 20 كانون الثاني تبدو ضئيلة، لكنها ليست مستحيلة. وتشير الصحيفة إلى أن "المستشارين السعوديين والمسؤولين الأميركيين يشككون في التوصل إلى اتفاق قبل أن يتولى بايدن منصبه في كانون الثاني المقبل، لكنهم يؤكدون أن الأمير محمد بن سيلمان مصمم على تحقيق ذلك في نهاية المطاف".

وكانت الإمارات أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، قبل أن "تحذو البحرين الاتجاه ذاته، فيما أعلنت السودان الدولة العربية الأفريقية التطبيع مع إسرائيل، حيث تأتي هذه العلاقات بوساطة الولايات المتحدة".

 

تفاصيلٌ مُثيرة عن اغتيال "الموساد" للعالم الإيراني زادة

ايلاف/29 تشرين الثاني/2020

كشف موقع "إيلاف" تفاصيل مثيرة عن عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة. وكشف الصحافي مجدي الحلبي عن "ضلوع خمسة عناصر من وحدة "كيدون" في الموساد بعملية الاغتيال، وكل العناصر الذين شاركوا في التخطيط والاسناد والتنفيذ كانوا من الاسرائيليين، مكثوا في إيران أشهرًا عدة، وقد خرج عدد منهم من إيران". وبحسب مصادر "إيلاف"، قضت الخطة الاساسية باغتيال زادة في بيته، لكن استقر الرأي على عملية مركبة لتجاوز أمر السيارة المصفحة حيث قام المهاجمون بتفجير سيارة جيب لإيقاف الموكب الذي أقل زادة، وليتسنى لفريق الهجوم اغتياله في سيارته مع حارسه الشخصي.

وبحسب مصدر "إيلاف"، تحاكي تفاصيل اغتيال زادة سيناريو فيلم هوليوودي. ويقول مسؤول سابق في جهاز أمني غربي لـ "إيلاف" إن "الاختراق في تحديد هوية وأماكن تواجد زادة حصل قبل أكثر من ستة اشهر من خلال عمليات استخبارية مشتركة بين عدد من الدول المعنية ببرنامج ايران النووي".

وبعد الاختراق وتحديد أماكن تواجد العالم رقم واحد في برنامج ايران النووي، قامت عناصر من جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) بمراقبته بشكل متواصل. وأُدخل العناصر إلى ايران من أماكن مختلفة لعدم توفير أي ربط بين أفراد المجموعة والذين يقدر عددهم بـ 12 عنصرًا، جميعهم من الاسرائيليين. فاسرائيل ما عادت في السنوات الأخيرة تعتمد على عملاء محليين في تنفيذ العمليات، بل تستقى منهم المعلومات بأشكال مختلفة لا أكثر، بينما يتولى التخطيط والتنفيذ عناصر إسرائيلية تحسبًا للتسريب وحماية لعملائها في ايران الذين يتلقون من اسرائيل مبالغ مالية كبيرة ويحظون بالحماية ويتم أحيانًا تهريبهم خارج إيران للعيش في دول أخرى بهويات مختلفة. وكشفت معلومات "إيلاف" أن "عناصر الموساد راقبوا زادة أشهرًا ودرسوا تحركاته واماكن تواجده في طهران وفي اماكن اخرى كانت منها مدينة آبسرد التي يمتلك فيها فيلا للنقاهة والاستجمام والراحة بحسب التقارير التي وردت من طهران".

وكانت خطة الموساد الأولى تقضي باغتيال زادة داخل بيته في آبسرد إلا أن صعوبة العملية وتعقيدها بسبب طبيعة الحي الذي يسكنه والحراسة المشددة هناك جعلت الخطة تتغير إلى عدد من الخطط بما فيها قنصه عن بعد عند نزوله من السيارة بجانب البيت,

إلا أن الخطة الاخيرة كانت تقضي استهداف موكبه المؤلف من ثلاث سيارات، اثنتان منها متشابهتان ومصفحتان. ويقول المسؤول السابق إن "عناصر وحدة النخبة في الموساد "كيدون" (الحربة) هم الذين قاموا بالتخطيط وتنفيذ العملية باسناد لوجستي اسرائيلي من الجو بطائرة مسيرة من دون طيار حلقت في اجواء المنطقة وشوشت على الاتصالات بين سيارات موكب زادة واستخدم افراد الطاقم الاسرائيلي أجهزة اتصال خاصة تعمل بواسطة الأقمار الصناعية لتجاوز تعقب اتصالات الحرس الثوري لهم".

ويضيف المسؤول أن "الطاقم قام بجولات عديدة في الطريق الذي يسلكه زادة إلى مدينة آبسرد بشكل مستمر أيام الجمعة والاعياد والعطلات ومن تحليل المعطيات والتعقب قررت المجموعة أن افضل يوم للقيام بالعملية هو الجمعة وفي الصباح حيث تكون الحركة على الطريق خفيفة، خصوصًا في شارع الخميني الواسع الذي به مساران في كل اتجاه".

وجهز أفراد فريق الاغتيال سيارة جيب مليئة بالمتفجرات وركنوها إلى جانب الطريق في نقطة معينة لا تثير الشبهات. وكانوا قد تدربوا على العملية مرات عدة، حيث ركنوا سيارة فارغة وانتظروا. ولما لم يقم أحد بالتوقف او فحص السيارة ركنوا السيارة المفخخة قبل ثلاثة أيام من العملية. ومن جهة أُخرى، انتظر افراد القوة الضاربة في سيارة رباعية الدفع في الجهة المقابلة لسير موكب زادة مع اسلحة رشاشة وكاتمة للصوت. وعند مرور أول سيارة للموكب قام الطاقم بتفجير السيارة المفخخة، قتوقف موكب زادة وخرج الحرس من سيارة زادة وفتحوا أبواب السيارة. في هذه الاثناء، قامت المجموعة الضاربة المكونة من أربعة عناصر بالتوجه سريعًا إلى سيارة زادة واطلاق النار عليه بشكل كثيف ما ادى إلى مقتله ومقتل حارس وجرح آخرين. استغرقت العملية من تفجير السيارة إلى الاغتيال دقائق قليلة بعدها لاذ المنفذون بالفرار في السيارة رباعية الدفع والتي تحمل لوحة أرقام تابعة لحرس الثورة الايراني، ثم اختفى المنفذون بعد أن توجه كل منهم إلى منطقة مختلفة. خلال اقل من ست ساعات كانوا قد عبروا حدود ايران إلى دول أخرى قريبة. ويقول المسؤول السابق إن "العملية كانت معقدة وصعبة، لكن إصرار اسرائيل على تشويش وانهاء برنامج ايران النووي جعل العملية ممكنة وبدون اي خطأ حيث لم يصب اي من المهاجمين الخمسة بأذى، ولم يتم تعقبهم ولا كشفهم".

ويضيف المسؤول أنهم "لم يتركوا وراءهم أثرًا تدل عليهم او على طريقة دخولهم ايران ومكوثهم فيها لعدة اشهر بمساندة سبعة عناصر اخرين تواجدوا للاسناد في اماكن قريبة جدًا من مكان العملية وهم ايضا غادروا ايران". تجدر الاشارة هنا إلى أن، زادة يعتبر الأب الروحي والعقل المدبر لبرنامج ايران النووي العسكري وهو على لائحة استخبارات العديد من الدول، بل وزعت الوكالة الدولية للطاقة النووية اسمه وصورته وجوازه على مطارات الدول الغربية لمنعه من دخولها واحتجازه اذا فعل ذلك وهو رفض مرارا بأمر المرشد الاعلى المثول أمام محققي الوكالة الدولية للطاقة النووية وكان زملاءه يتذرعون أنه يختبئ من فرق الاغتيال.

والجدير بالذكر أن زادة كان حريصاً على أمنه الشخصي ولم يغادر ايران في السنوات العشر الاخيرة وكان يتنقل بموكب وحراسة مشددة وكانت شخصيته مجهولة للكثيرين حتى داخل الحرس الثوري الإيراني منعا للتسريب وزيادة في الحيطة والحذر.

الى ذلك تفيد المصادر الايرانية إلى أن اغتيال زادة في عقر داره هو ضربة قوية للاستخبارات الايرانية ولحرس الثورة الايراني ولبرنامج ايران النووي اذ أن اغتيال شخصية مركزية من هذا النوع ومحروسة بهذا الشكل يؤكد الاختراق الاسرائيلي للاجهزة الايرانية بشتى أشكالها، اضف إلى ذلك سرقة اسرائيل قبل أكثر من عامين كل الارشيف الايراني الخاص بالبرنامج النووي من داخل طهران والنشر أخيرًا عن اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابو محمد المصري في طهران ايضا مع ابنته وهي ارملة حمزة ابن اسامة بن لادن، حيث أخفت طهران حقيقة هويته ووصفته باستاذ جامعي لبناني بعد اغتياله الا أن البيت الأبيض كشف حقيقة اغتياله من قبل عناصر الموساد بطلب من "السي اي ايه" بحسب ما نشر في الصحف الأميركية. من جهة أخرى تقول مصادر اسرائيلية مطلعة أن "تعليمات صدرت فور الاعلان عن اغتيال زادة إلى كل السفارات والقنصليات ومكاتب المصالح الاسرائيلية حول العالم بضرورة اخذ اقصى درجات الحذر". فالمعلومات تشير إلى أن "ايران قد تقوم بالانتقام لمقتل زادة باستهداف شخصية اسرائيلية رفيعة في الخارج وانها اي ايران ليست بصد رد عسكري قد يدخلها في دوامة حرب لا تعرف كيف تنتهي اذ أن تقديرات اسرائيل الاستخبارية الامنية تشير إلى أن ايران لن تقوم بعمل عسكري ضد اسرائيل من اراضيها ولا عن طريق اذرعها المنتشرة من غزة إلى لبنان إلى سوريا والى العراق واليمن". من ناحية اخرى، قال مسؤول امني كبير لـ "إيلاف" إن "اغتيال زادة لن يوقف برنامج ايران النووي لكنه يشوش على البرنامج وعلى جدول المواعيد ويدخل علماء ايران في هذا المجال إلى دائرة الخوف والتخفي ما يصعب عليهم العمل لاستكمال البرنامج خلال الفترة المقررة، ناهيك عن امكانية هروب بعضهم خوفا من الاغتيال وتسليم المعلومات للغرب حول البرنامج". ولمح المسؤول إلى أن "هذا الامر حصل قبل نحو عشر اعوام عندما اغتيل ثمانية علماء ذرة واحدًا تلو الاخر في طهران بين عامي 2005 و2008".

 

ما خفي بشأن اغتيال العالِم النووي"فخري زادة" وعلاقته بالمقاومة في سوريا وفلسطين واليمن

مهر للأنباء/29 تشرين الثاني/2020

ما خفي بشأن اغتيال العالِم النووي"فخري زادة" وعلاقته بالمقاومة في سوريا وفلسطين واليمن

كتب الناشط الاردني الفلسطيني إيهاب الطاهر، عن أسرار وخفايا مذهلة حول اغتيال العالِم النووي الإيراني الشهيد محسن فخري زادة وعلاقته بسوريا وبالمقاومة في غزّة. وكالة مهر للأنباء: لأنّ حجم المعلومات والأسرار المذهلة التي سأذكرها هنا كبير جدا ، فلن تكون هناك مقدّمة للمقال ، بل سأبدأ به مباشرة على شكل نقاط  ..... أولا .... كان الشهيد على رأس أهداف "إسرائيل" المرشّحة للاغتيال ، وهناك فيديو شهير لنتنياهو عام 2018 وهو يشير إلى صورة الشهيد وتحتها إسمه يقول فيه "لقد فشلنا في اغتياله وتذكّروا هذا الإسم جيّداً" .... والحكاية تبدأ قبل ذلك بسنوات كثيرة ، وتحديدا إلى عام 2012 أثناء الحرب على قطاع غزة عندما تم قصف تل أبيب لأول مرّة بصاروخ فجر1 من قطاع غزة ، وهذه الصواريخ بعيدة المدى كانت بمثابة جرس إنذار ، لأنّ إسرائيل اعتبرت أنّ إيران تجاوزت جميع الخطوط الحمراء عبر تزويدها الفلسطينيين بمثل هذه الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى ....

ثانيا .... فورا حمّلت الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولية لسورية الأسد ولإيران بتزويد المقاومة الفلسطينية بهذه الصواريخ وبتكنولوجيا تصنيعها ، وتردّد في أروقة الموساد ثلاثة أسماء تمّ تحميلهم المسؤولية التقنية المباشرة بوصولها إلى غزة ...

الأول هو عالم الصواريخ السوري نبيل زغيب الذي تم اغتياله في سورية على يد الموساد مع زوجته وأولاده عام 2012 بطريقة وحشية في عملية حملت بصمات إخوان الشياطين بالتعاون مع إسرائيل ، وذلك في ذروة المؤامرة على سورية ...

أما الثاني هو العالم السوري "عزيز أسبر" المسؤول عن تطوير الصناعة الصاروخية في سورية ، والذي تم اغتياله أيضا على يد إسرائيل بالتعاون مع مجاهدي ثورة جهاد النكاح وخصوصا إخوان الشياطين .

أمّا الثالث هو العالم الإيراني فخري زادة الذي تم اغتياله يوم أمس ...

ثالثا ... وصلت للاستخبارات الإسرائيلية قبل أشهر معلومات في غاية الخطورة بأنّ إيران والحزب الإلهي نجحا بتزويد حركتي ح* م* ا* س و ا.ل.ج.ه.ا.د بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة نفاثة مُزوّدة بقنابل عنقودية ، وكذلك بالتكنولوجيا اللازمة لتصنيعها في غزة ، والمسؤول الأول عن ذلك هو الشهيد فخري زادة ، وكالعادة كانت سورية الأسد هي الممر لهذه الأسلحة ، وهذا يفسر لنا تكثيف الغارات الإسرائيلية على سورية في الأشهر الأخيرة ، والتي كانت تهدف إلى منع وصولها إلى غزة ، وهذا يفسر أيضا لماذا بدأت ح.م.ا.س في إدانة الغارات الإسرائيلية على سورية ، وذلك لأول مرة منذ عشر سنوات  .....

رابعا .... كعادتهم العرب لا يقرأون ولا يتابعون ما يتم نشره في الكيان الصهيوني حتى في زمن الإنترنت ، ولذلك لم ينتبه أحد إلى المؤسسة الصهيونية التي تم إنشاؤها قبل سنوات وتحمل إسم "نيئمان" ، وهو إسم وزير علوم إسرائيلي سابق  ....

منذ سنوات وأنا أتابع ما يتم تسريبه من هذه المؤسسة التي تهتم بمتابعة أي تطور علمي وتكنولوجي في الوطن العربي والعالم الإسلامي وخصوصا إيران  .....

وقد لفت نظري قبل عامين تقريبا تقرير لها يتحدث عن إيران بأنها أصبحت قوّة تكنولوجية وعلمية عظمى تتفوق على عدد كبير من الدول المتقدمة علميا في الغرب ، وأيضا ذكر التقرير إسم الشهيد زادة ...ولكن أكثر ما يلفت النظر في هذا التقرير أنّه يذكر بأنّ إيران وبإشراف الشهيد زادة نقلت هذه التكنولوجيا المتقدمة لسورية ولليمن وللحزب الإلهي وللفصائل الفلسطينية ، حتى لا تظل حركات المقاومة وسورية تحت رحمة الظروف المتغيّرة التي قد تمنع تدفق الأسلحة لها من طهران  ....

خامسا .... وهنا أخطر الأسرار التي تكشف متى تم اتخاذ قرار اغتيال العالم فخري زادة ، على أن يتبعه عمليات اغتيال أخرى ، واستهداف القدرات العسكرية لإيران ولمحور المقاومة بأكمله  .....

في عام 2019 أي قبل عام ، تمّ عقد اجتماع سرّي في نيويورك شارك فيه عدد من القادة العسكريين والأمنيين الصهاينة ، وشخصيات إماراتية وسعودية منهم يوسف عتيبة وتامر السبهان ، وعدد من قيادات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تتلقى دعما كاملا من إسرائيل والسعودية ، وأيضا حضره رودي جولياني وهو مستشار أمني مُقرّب جدا لترامب ، وهو على علاقة وثيقة بمجاهدي خلق .

لم يتسرب الكثير عن هذا الإجتماع السرّي ، ولكن ما تم تسريبه يؤكد أن الاجتماع كان على جدول أعماله بند واحد هو تنفيذ عمليات أمنية داخل إيران ، ومحاولة عرقلة برنامجها الصاروخي والعسكري والنووي ، وكذلك وضع الخطط لمنع وصول السلاح إلى سورية ، ومنها إلى لبنان وغزة ، ويبدو أن خطة اغتيال زادة تم وضعها في هذا الاجتماع .

سادسا ....  من الواضح أنّ توقيت عملية الاغتيال في الوقت الذي يستعد فيه ترامب لمغادرة البيت الأبيض ، تهدف من ورائه إسرائيل دفع إيران للرد رداً قويا يؤدي إلى مواجهة موسّعة تؤدي إلى خلط الأوراق ، وتمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ، لذلك أعتقد أن القيادة الإيرانية بذكائها وحنكتها السياسية لن ترد برد متهور وانفعالي ، بل سيكون الرد مدروسا بعناية وبدقّة ، بحيث يكون بطريقة مشابهة لجريمة الاغتيال وبدون ضجيج ، وسيكون مؤلما لكن دون أن يؤدي إلى حرب كبرى لا ترغب بها إيران في مثل هذه الظروف الدقيقة التي يستعد فيها ترامب للذهاب إلى الجحيم  ......

وفي الختام نقول أنّ إيران العظمى ومن خلفها محور المقاومة قد تجاوزوا منذ زمن طويل مرحلة أن يتأثر مشروعهم "الذي لن ينتهي إلا بتحرير فلسطين" بأي اغتيال لأي شخصية قيادية مهما كان وزنها ، وأنّ الانتصار النهائي على الكيان الصهيوني قد يتأخر قليلا بسبب كل هذا التخاذل والركوع والخنوع العربي ، ولكنه آتٍ لا ريب فيه  ....

 

إيران تشيِّع عالمها النووي... وتبحث خياراتها/هددت بـ«رد حاسم ومحسوب» على اغتيال فخري زاده

طهران - لندن/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

هددت إيران أمس (الأحد) برد «حاسم ومحسوب» على اغتيال رئيس «منظمة الأبحاث والإبداعات» في وزارة الدفاع الإيرانية، محسن فخري زاده، في ضواحي طهران الجمعة الماضية، الذي بدأت مساء السبت مراسم تشييعه على أن تختتم اليوم (الاثنين) في طهران. وفيما تدرس طهران خياراتها قال كمال خرازي، وهو رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، في بيان: «لا شك أن إيران ستقوم برد محسوب وحاسم على المجرمين الذين استهدفوا الشهيد محسن فخري زاده وحرموا الشعب الإيراني منه»، في حين أعلن رئيس لجنة الطاقة في مجلس «الشورى الإسلامي» (البرلمان) فريدون عباسي، «متابعة بدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من الاتفاق النووي».  ونقل جثمان فخري زاده الليلة قبل الماضية إلى مشهد في شمال شرقي إيران، للصلاة عليه في مقام الإمام علي الرضا، ونقل في وقت لاحق إلى مرقد السيدة فاطمة في مدينة قم جنوب طهران، ثم إلى مرقد آية الله الخميني في العاصمة, على أن يدفن اليوم.

 

إسرائيل: إدانة أوروبا لاغتيال العالم النووي الإيراني «نفاق»

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم الأحد، إن إدانة أوروبا لاغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة «مجرد نفاق». وقال كوهين، العضو في حزب «الليكود» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «بدلاً من اتخاذ موقف واضح بشأن العقوبات اللازمة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، نراهم (الاتحاد الأوروبي) يدفنون رؤوسهم في الرمال مرة أخرى»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وزعم كوهين أنه «ليس لديه فكرة» عمن يقف وراء عملية الاغتيال لكنه قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «إيران تدعو صراحة إلى تدمير إسرائيل... ومن ثم، من وجهة نظرنا أي شخص يشارك بنشاط في محاولة تطوير سلاح نووي هو هدف للقتل». وأضاف أن إيران لم تتخل مطلقاً عن خطتها وجهودها للحصول على القنبلة الذرية. من جهته، أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، سيد كمال خرازي، اليوم الأحد، أن بلاده سترد على مقتل العالم الذي اغتيل يوم الجمعة بـ«صرامة»، وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية إن «إيران سترد بطريقة مدروسة وصارمة على الجناة الذين حرموا الشعب الإيراني من وجود محسن فخري زادة». وكان العالم النووي قُتل في كمين استهدفه شرق العاصمة الإيرانية طهران أول من أمس (الجمعة)، فيما يبدو أنه تكرار لعمليات اغتيال سابقة، حمّلت إيران مسؤوليتها للاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تشتبه أن فخري زادة أشرف على أبحاث سرية لتركيب رأس حربي على صاروخ باليستي واختبار مواد شديدة الانفجار تلائم السلاح النووي، وكذلك تخصيب اليورانيوم.

 

إيران تتوعد بالثأر لاغتيال فخري زاده وتخشى من «فخ الرد»/طالبت مجلس الأمن بالتدخل... ومخاوف من ضربة أميركية قبل انتهاء ولاية ترمب

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إسرائيل، بالوقوف خلف اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، والسعي لإثارة «فوضى» في المنطقة قبل أسابيع من تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لن تقع في هذا «الفخ». وفي حين شدد روحاني على أن الرد سيكون «في الوقت المناسب»، أكد المرشد الأعلى علي خامنئي ضرورة «الثأر» و«معاقبة» المسؤولين عن الاغتيال ومواصلة نشاطات فخري زاده. ودعت إيران، في رسالة إلى مجلس الأمن، للتدخل، وإدانة الحادث بشدة، معبرة من مخاوفها من ضربة أميركية إسرائيلية قبل انتهاء فترة الرئيس دونالد ترمب، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد والدفاع عن النفس. وقال روحاني في كلمة متلفزة، إن «الأمة الإيرانية أذكى من أن تقع في فخ المؤامرة الذي نصبه الصهاينة. هم يفكّرون بخلق فوضى، لكن عليهم أن يدركوا أننا كشفنا ألاعيبهم، ولن ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة». وحذّر من سماهم بـ«أعداء» إيران من أن بلاده ومسؤوليها «أكثر شجاعة من أن يتركوا هذا العمل الإجرامي دون رد... في الوقت المناسب، سيردون على هذه الجريمة». واغتيل فخري زاده، أول من أمس الجمعة، عندما نُصب له كمين قرب طهران، حيث تعرضت سيارته لوابل من النيران. وتم نقله إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. ويعدّ فخري زاده من أبرز العلماء الإيرانيين في مجاله، وكان يشغل منصب رئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع. وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسمه على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية «نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي»، واتهمته إسرائيل سابقاً عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بالوقوف خلف برنامج نووي «عسكري» تنفي طهران وجوده. وأشاد خامنئي بفخري زاده، مطالباً في بيان نشره موقعه الإلكتروني، «جميع المسؤولين أن يضعوا قضيّتين مهمّتين بجدّية على جدول أعمالهم. القضيّة الأولى تتمثّل في متابعة هذه الجريمة، والمعاقبة الحتميّة لمنفّذيها، ومن أعطوا الأوامر لارتكابها، والأخرى هي مواصلة جهود الشهيد العلميّة والتقنيّة في المجالات كافة التي كان يعمل عليها». ووجه المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، رسالة في نسختين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي مندوبة سانت فنسنت وغرانادين إنغا روندا كينغ، واصفاً الاغتيال بأنه «هجوم إرهابي»، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي اللاإنساني واتخاذ التدابير اللازمة ضد مرتكبيه.

وقال إنه «على مدار العقد الحالي، جرى استهداف واغتيال العديد من كبار العلماء الإيرانيين في هجمات إرهابية»، مضيفاً أن «أدلتنا الثابتة تشير بوضوح إلى أن جهات أجنبية معينة كانت وراء هذه الاغتيالات». وقال إن «الاغتيال الجبان للشهيد فخري زاده - مع دلائل جدية على المسؤولية الإسرائيلية فيه - هو محاولة يائسة أخرى لنشر الخراب في منطقتنا، وتعطيل التطور العلمي والتكنولوجي لإيران»، معتبراً أنه «خلال الأعوام الأربعين الماضية، لم يكن بمقدور أي قدر من الضغوط والهجمات الإرهابية أن يمنعنا من تحقيق العلوم والتكنولوجيا اللازمة لتنميتنا الاجتماعية والاقتصادية». وحذر من «أي إجراءات مغامرة من الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران، لا سيما خلال الفترة المتبقية من الإدارة الأميركية الحالية في السلطة»، معلناً أن إيران «تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها ولضمان مصالحها». من جهته حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على «ضبط النفس» وعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى «تصعيد التوتر» في الشرق الأوسط.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمين العام يحض على «ضبط النفس»، مشدداً على «ضرورة تجنب أي تصرفات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة» بعد اغتيال فخري زاده. وبينما تجنب البيت الأبيض ووزارتا الخارجية والدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي» التعليق فوراً على الحادث، أفاد مسؤول أميركي - مع اثنين من مسؤولي الاستخبارات - بأن إسرائيل تقف وراء الهجوم على العالم، ولكن لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة على علم بالعملية مسبقاً، علماً بأن البلدين من أقرب الحلفاء ويتبادلان المعلومات الاستخبارية حول إيران. في كل الأحوال، يمكن لاغتيال فخري زاده، بعد عشرة أشهر فحسب من اغتيال الولايات المتحدة قائد «فيلق القدس» لدى الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، في هجوم بطائرة بدون طيار في العراق، أن يعقد خطط الرئيس المنتخب جو بايدن لإعادة تنشيط خطة العمل المشتركة الشاملة، أي الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015.

وكان ترمب سأل كبار المستشارين في اجتماع بالمكتب البيضوي في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عما إذا كانت لديه خيارات لضرب الموقع النووي الإيراني الرئيسي في نطنز. ومنذ أن أقال ترمب وزير الدفاع مارك إسبر وغيره من كبار المساعدين الدفاعيين، عبرت وزارة الدفاع ومسؤولون آخرون عن الأمن القومي عن مخاوفهم من أن يأمر الرئيس ترمب بعمليات علنية أو سرية ضد إيران. وأبدى مسؤولون آخرون خشيتهم من أن يتحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما لا يزال ترمب في منصبه، علماً بأن وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، يعارضان توجيه ضربة عسكرية لإيران، على الرغم من أنهما يحذران باستمرار من «نشاطات إيران الخبيثة».

وأكد مسؤول أميركي كبير أن عملية القتل أثارت مخاوف من رد فعل إيراني ضد القوات الأميركية في المنطقة، لا سيما في العراق، حيث تعرضت القوات الأميركية المتمركزة هناك لهجمات من فصائل تدعمها إيران. وعندما أثار الرئيس ترمب هذا الشهر إمكان مهاجمة إيران لتعطيل برنامجها النووي، ضغط الجيش الأميركي ومسؤولون كبار آخرون لوقف خطوة كهذه، محذرين من انتقام محتمل ضد القوات الأميركية في المنطقة. ومع ذلك، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي معلومات عن أن القوات الإسرائيلية تلقت تعليمات في الأسابيع الأخيرة للاستعداد لاحتمال أن توجه الولايات المتحدة ضربة إلى إيران قبل مغادرة ترمب البيت الأبيض. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى معلومات استخبارية محددة، لكنه كان بسبب توقع «فترة حساسة للغاية»، فيما لا يزال ترمب القائد الأعلى للجيوش الأميركية. وكتب مؤسس المجلس القومي الإيراني - الأميركي تريتا بارسي، وهو خبير في العلاقة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، سلسلة تغريدات أفاد فيها بأن إسرائيل «مشتبه به رئيسي» في اغتيال فخري زاده، لأنها تمتلك الخبرة والدافع للقيام به، قائلاً إن «القيام بهجمات في إيران له جوانب سلبية قليلة بالنسبة إلى إسرائيل في الوقت الحالي»، مما يمكن أن «يثير غضب إيران ويشعل صراعاً أوسع نطاقاً تنخرط فيه الولايات المتحدة، ويؤدي تالياً إلى مواجهة أميركية - إيرانية لطالما سعى نتنياهو إليها». ورأى أن الاغتيال سيعقد على الأرجح أي محاولة لإدارة بايدن لإحياء الدبلوماسية مع إيران، متوقعاً رداً إيرانياً على الاغتيال. وغرد المدير السابق لـ«سي آي إي» جون برينان، واصفاً عملية القتل بأنها «عمل إجرامي ومتهور للغاية»، لأنها «تنطوي على مخاطر انتقام قاتل وجولة جديدة من الصراع الإقليمي»، مطالباً إيران بـ«انتظار عودة القيادة الأميركية المسؤولة» وعدم الرد. بينما قال كبير مسؤولي سياسة الشرق الأوسط السابق في «البنتاغون» مايكل مولروي، إن مقتل فخري زاده «انتكاسة لبرنامج إيران النووي»، موضحاً أن العالم الإيراني «كان أيضاً ضابطاً كبيراً في الحرس الثوري (...) وسيزيد ذلك من رغبة إيران في الرد بالقوة». واعتبرت الخبيرة في الشؤون الإيرانية أريان طباطبائي، أنه «ليس هناك رجل واحد يدير البرنامج النووي الإيراني بالكامل»، علماً بأنه «كان لاعباً مهماً. ولكن أحد الأجزاء الأكثر أهمية في دوره كان تطوير البنية التحتية، وتدريب الآخرين، ليكونوا قادرين على مواصلة البرنامج»، مضيفة: «لن أتفاجأ إذا رأيت المزيد من الدفع داخل النظام للذهاب في اتجاه (امتلاك) سلاح نووي».

 

نذر صراع شيعي ـ شيعي جنوب العراق/«داعش» يقصف بـ«الكاتيوشا» مصفاة نفطية شمال بغداد

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

تنذر المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة الناصرية الجمعة بين أتباع التيار الصدري وجماعات الحراك بصراع شيعي - شيعي في جنوب العراق، ما دفع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى التحرك سريعاً لاحتواء تداعيات المواجهات بتشكيل «فريق أزمة» وإيفاده إلى مدينة الناصرية.

وأسفرت المواجهات عن مقتل وجرح نحو 100 شخص ما عمّق حالة «العداء» شبه المفتوح بين اتجاهات شعبية ناقمة بشدة على فصائل السلطة وأحزابها نتيجة الفقر والمعاناة، وبين أحزاب وفصائل مسلحة تريد استعادة «هيبتها المهدورة». ويشاع على نطاق واسع بين جماعات الحراك، أن تيار الصدر عازم «بقوة السلاح» الذي يحتكم عليه على فض ما تبقى من ساحات الاعتصام بعد نجاحه في فض اعتصام ساحة التحرير وسط بغداد، ويضم فريق الأزمة الذي أوفده الكاظمي إلى الناصرية مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي الذي أوكلت إليه مهمة رئاسة الخلية، ورئيس جهاز الأمن الوطني الفريق عبد الغني الأسدي، إلى جانب ضباط كبار من قيادة العمليات المشتركة ووزارة الداخلية. من جهة اخرى أعلن تنظيم داعش أمس مسؤوليته عن مهاجمة مصفاة الصينية النفطية في شمال بغداد. وقال في بيان أوردته وكالة رويترز إنه تم استهداف المصفاة بصاروخي كاتيوشا. وأكد مصدر أمني نشوب حريق كبير في المصفاة.

 

مخلوف يقر بـ«هزيمته» أمام الأسد/استئناف جلسات «الدستورية» السورية في جنيف اليوم

دمشق - جنيف/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

أقر رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان واجهة النظام الاقتصادية، بـ«هزيمته» أمام الأسد، أمس، وأعلن في منشور على حسابه في «فيسبوك»، استسلامه لما سمَّاه بـ«حكم» القدر، مسلماً بالإجراءات والقرارات التي صدرت ضده، كالحجز على أمواله، وتعيين حارس قضائي على أكبر شركاته، ومنعه من السفر، ومنع المؤسسات الحكومية من التعاقد معه، إضافة إلى إجراءات أخرى. وكتب مخلوف أنه ليس له سوى «الصبر على حكم القدر ليتمكن من الاستمرار في الحياة». وأضاف: «لمن أراد استمرار حياته، فلا بد أن يصبر لحكم قدره».

في شأن آخر، صرح المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، أمس، بأن اجتماعات اللجنة الدستورية الرابعة في جنيف، ستنطلق اليوم الاثنين، بين وفدي النظام والمعارضة. وبينما وصف بيدرسون تلك المفاوضات بـ«الصعبة»، وأشار إلى خلافات شديدة للغاية، تحدث عن التوصل إلى بعض القواسم المشتركة التي يمكن البناء عليها. وكشف بيدرسون أن «مفاوضات الدستور ستبحث في جولة يناير المقبل». وشدد على أن «التوصل إلى اتفاق حول المعتقلين والمحتجزين شرط لتقدم المفاوضات». وعن سؤال حول موعد زمني لانتهاء المفاوضات، قال المبعوث الأممي إنه «لا يوجد أفق زمني لإنهاء مفاوضات اللجنة الدستورية». لافتاً إلى أن «مهمتي تقتضي قيادة المسار التفاوضي إلى الانتخابات على أساس دستور جديد».

 

جرح أكثر من 60 شرطياً خلال تظاهرات ضد قانون الأمن في فرنسا

باريس/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

جرح أكثر من ستين شرطيا ودركيا واعتقل 81 شخصا في فرنسا أمس السبت خلال تظاهرات رافضة لمشروع قانون أمني ولعنف الشرطة، وفق وزارة الداخلية الفرنسية. وأوضحت الوزارة، اليوم الأحد أنه تم تسجيل 62 إصابة في صفوف الشرطة (39 في المناطق و23 في باريس). وأظهرت عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض عناصر في الشرطة للضرب على أيدي محتجين. وفي باريس لم يتم بعد تقييم عدد المصابين من جانب المتظاهرين. وأصيب المصور السوري المستقل أمير الحلبي (24 عاما) الذي كان يغطي التظاهرة، في وجهه. وندد الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» كريستوف ديلوار، مساء السبت على تويتر، بعنف الشرطة «المرفوض» بحق المتعاون مع مجلة بولكا ووكالة الصحافة الفرنسية. وتظاهر وفقاً للداخلية الفرنسية 133 ألف شخص، بينهم 46 ألفاً في باريس، فيما أعلن المنظمون من جانبهم عن مشاركة 500 ألف شخص، بينهم 200 ألف في العاصمة.

ونظمت هذه التعبئة رفضاً لمشروع قانون «الأمن الشامل» الذي يقول معارضوه إنه يؤثر سلباً على حرية الإعلام. كما أنها جاءت بعد كشف فضيحتين لأعمال عنف ارتكبتها عناصر الشرطة في غضون أيام قليلة، ما أدى إلى تحول الموضوع إلى مسألة ذات أولوية وأجبر الرئيس إيمانويل ماكرون على التدخل.

 

أسبوع «مهم للغاية» في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

لندن/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، اليوم الأحد، إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي مقبلان على أسبوع «مهم للغاية»، وذلك مع دخول محادثات حول اتفاق تجاري أيامها الأخيرة، مع استمرار وجود خلافات خطيرة لم تحل بعد. وقال مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، للصحافيين، في لندن، إن «الأعمال مستمرة حتى في يوم الأحد» نحو عقد جلسة للتفاوض، حيث يبحث كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق يمنع تعطيل ما يقرب من تريليون دولار من التجارة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول)، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وبالرغم من عدم الالتزام بعدة مواعيد نهائية كانت قد فرضتها على نفسها، فإن المفاوضات لم تفلح في تخطي الخلافات حول سياسة التنافسية وتوزيع حقوق صيد الأسماك. إلا أن الاتفاق الانتقالي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي يستمر خلاله تطبيق قواعد التكتل، ينتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول). وتقول بريطانيا إنها لن تسعى للحصول على أي تمديد. وقال راب لإذاعة «تايمز» في مقابلة منفصلة، «خلاصة القول هي أنه وفي السياق الطبيعي للأحداث سنكون بحاجة إلى إبرام صفقة خلال الأسبوع المقبل أو ربما بيومين آخرين بعد ذلك». وكان راب قد أشار في وقت سابق إلى إحراز بعض التقدم في بنود «تكافؤ الفرص» لضمان أن تكون هناك منافسة عادلة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وقال إن صيد الأسماك ما زال أكثر قضية مستعصية على الحل. وبالرغم من أنها تمثل 0.1 في المائة من الاقتصاد البريطاني، أصبحت حقوق الصيد قضية محورية لكلا الجانبين. ورفضت بريطانيا حتى الآن اقتراحات الاتحاد الأوروبي، ولا تزال مصرة على أنه يجب أن تكون لها السيطرة التامة كدولة مستقلة على مياهها.

 

ترمب يشكك في إمكانية أن تنظر المحكمة العليا قضايا الانتخابات

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، إنه قد يجد صعوبة في إحالة مزاعمه عما شاب الانتخابات من تزوير إلى المحكمة العليا لنظرها. وعبر ترمب عن شكوكه في نجاح استراتيجيته القضائية مع تراجع آماله في قلب نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).

وأضاف في مقابلة عبر الهاتف مع قناة «فوكس نيوز»: «المشكلة هي أنه من الصعب إحالتها إلى المحكمة العليا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكر ترمب أنه سيواصل الطعن على نتائج الانتخابات التي فاز بها الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن. وقال «رأيي لن يتغير خلال ستة أشهر».

 

فاوتشي يحذر الأميركيين من «طفرة كبيرة» في عدد المصابين بـ«كورونا»

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

حذر مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، اليوم الأحد، من أن على الأميركيين الاستعداد «لطفرة كبيرة» في انتشار فيروس «كورونا» مع عودة ملايين المسافرين إلى ديارهم بعد عطلة عيد الشكر. وقال فاوتشي لبرنامج «حالة الاتحاد» على محطة «سي إن إن» الأميركية «من شبه المؤكد أنه سيكون هناك ارتفاع (في عدد الإصابات) بسبب الأمور المتعلقة بالسفر». وأضاف «قد نشهد طفرة كبيرة» خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وتابع «لا نريد تخويف الناس لكن هذا هو الواقع»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار فاوتشي إلى اتجاه ينذر بالسوء، مع اقتراب عطلة عيد الميلاد ومزيد من حركة السفر في نهاية العام. وسجلت الولايات المتحدة 266 ألف وفاة جراء الفيروس، وهي البلد الأكثر تضرراً في العالم، ومع طقس أكثر برودة تقترب أرقام الوفيات اليومية من أسوأ مستوياتها في أبريل (نيسان).

وجاءت تصريحات فاوتشي فيما أفادت وسائل الإعلام الأميركية أن الشحنات الأولى من لقاح «فايزر» ضد «كوفيد - 19»، أحد أول اللقاحات التي قيل إنها تتصف بفعالية عالية إلى جانب لقاح «موديرنا»، وصلت إلى الولايات المتحدة من مختبر «فايزر» في بلجيكا. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» ووسائل إعلام أخرى أن شركة «فايزر» كانت تستخدم رحلات تشارتر لتجهيز اللقاح مسبقاً للتوزيع السريع بمجرد حصوله على الموافقة في الولايات المتحدة وهو أمر متوقع قبل 10 ديسمبر (كانون الأول). وشكل لقاحا «فايزر» و«موديرنا»، اللذان قيل إنهما آمنان وربما فعالان بنسبة تصل إلى 95 في المائة، بصيص أمل بعد شهور من الأخبار الكئيبة. وقال رئيس قسم الاختبارات في وزارة الصحة الأميركية الأدميرال بريت غيروير لمحطة «سي إن إن» إن اللقاحات «تضع نهاية للوباء... هذه هي الطريقة التي نخرج بها من الوباء... الضوء في نهاية النفق». لكن على غرار فاوتشي، أعرب غيروير عن مخاوفه العميقة بشأن الأشهر المقبلة، وقال إن «حالات الدخول إلى المستشفيات بلغت ذروتها الآن عند حوالي 95 ألفاً». وتابع «حوالي 20 في المائة من جميع الأشخاص في المستشفيات مصابون بكوفيد، لذلك هو وقت خطير حقاً». وأوضح غيروير أن التطعيم قد يستغرق حتى الربع الثاني أو الثالث من العام المقبل ليشمل معظم الأميركيين، لكن الفوائد الجوهرية ستتحقق في وقت أقرب بكثير. وقال إنه عبر تطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، «يمكننا بالتأكيد الحصول على 80 في المائة من فائدة اللقاح من خلال تحصين نسبة قليلة من السكان».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الثانية

30 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93045/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-3/

دخل شريف القرية وبدا بالعمل الجاد مع الرفاق على تحصينها وتمرين شبابها على التنظيم وعدم التهور، وفي نفس الوقت على الاندفاع والإقدام متى تطلب الموقف ذلك. وكانت مجموعة منهم قد أخذت على عاتقها المسؤولية وأصبحت ايامهم ولياليهم تتلخص بالتواجد في "المركز" والمداومة على الجهوز لرد اي اعتداء. كانت مرحلة السنتين تلك صعبة جدا، فقد أغلقت الطرق وسدت الآفاق، ولكنها حملت ذكريات جميلة شذبها الجهد والتضحية، ولونها الشباب وأحلامهم، وجرّح بعضها قساوة الحزن والألم التي لا تخلو منها كل ايام البناء وإعلاء المداميك. فالفرح يبرزه الحزن كما يجمّل الخير بشاعة الشر...

... وصمدت هذه القرية بشبابها الثلاثين... ولكن بمشاعر وتعاون وصلاة كل أهلها...

صمدت بالجهد الذي بذله من حمل السلاح...

بالشهداء الذين قدمتهم قرابين.

ومنهم المعلم الذي كان يقطع الحطب أمام البيت ليؤمن الدفيء والخبز لوالديه العجوزين.

ومنهم الأم التي كانت تدخل صغارها خوفا عليهم من القصف، أو تلك التي كانت تريد الاطمئنان عن ولدها الوحيد الذي لم يشأ أن يكون مختلفا عن أولاد القرية.

ومنهم الشباب الذين طالما دفعوا الموت عن غيرهم وفي النهاية ذهبوا برفقته دفاعا عن الآخرين...

وصمدت بالذين اصيبوا وما أكثرهم...

وصمدت بذلك الشيخ الذي حمل البندقية كلما أحس بالخطر وركض للمساعدة، وبذلك الذي لم يترك الشباب يأكلون نفس الوقعة مرتين، وبأؤلئك الصبايا اللواتي أوصلن قرص الكاتو إلى الجبهة على الحمار يوم لم يكن هناك وسيلة أخرى...

وصمدت بالرغم من الخمسة وعشرين ألف قذيفة التي سقطت كلها على بيوتها وشوارعها وكنيستها والدير...

وصمدت كما قبة الكنيسة التي طيرت القديفة أحد أعمدتها ولم تشأ أن تنحني...

وصمدت وحيدة كما السنديانة تصارع الرياح في ليلة عاصفة...

ولكن الحب الذي تميّز به ابناؤها ظل يغزيها بالعنفوان. والمشاركة من الداخل والخارج، ولو باليسير، كانت تبعث روح الفخر والاعتزاز وتجدد النشاط والاندفاع فيشعر المقاتل الشاب أنه صاحب قضية وصاحب حق، ويشعر الطفل والأم أنهما بخير طالما لم يسقط "الواحد" ، وتشعر الفتاة أن المستقبل يضحك لها فهي برفقة حبيب العمر الذي يدفع بدمه الحقد والشر عنها فكيف لا يكون أفضل عريس لأجمل حلم...

تلك كانت حرب السنتين حيث شحذت المواهب وتوجهت الصلوات وانحسر الابداع فصمدت عين إبل كما صمدت دبل جارتها وكما صمدت بالغرب علما الشعب التي وقفت بمفردها محاصرة وحيدة يفصلها عن أخواتها عشرون كيلومترا وجدارا من الحقد. ولكن الحائط المسدود الذي كان فيما مضى يشكل الحدود التي حجبت ما وراءها مدة أكثر من خمسة وعشرين سنة أصبحت شريان الحياة. وأضحى ذلك "العدو"، الذي طالما تعلّم التلامذة كيف يبغضونه لأنه سبب مشاكل "الشرق" باسره، جارا رحيما بالرغم من أن الكثيرين ظلوا ينتظرون أن يروا "مقالبه" لكثرة ما أثر الحقد الذي كان يزرعه في النفوس كل من يتكلم أو يكتب بلغة "الضاد"، تلك التي لم "يربح أصحابها جميلا" للذين حملوها وطوروها وأوصلوها إلى ما هي عليه، على حساب لغتهم وتراثهم، علّ أهلها يقبلون بهم متساوين في منطقة ناضلوا قرون كي يبقوا فيها وتحمّلوا كل أنواع التنكيل والاضطهاد وقساوة الحروب ومرارة الظلم كي لا يرحلوا عنها أو يغيّروا معتقداتهم وتعلقهم بالحرية سببا للوجود وحافزا على الاستمرار...

مر شريف بالقرب من شلعبون وتذكر ذلك اليوم الذي دفع فيه "أنيس" ورفاقه السبعة، الفلسطينيين ليجمعوا كل مقاتلي "القوات المشتركة" من كل الجبهات ويزجوا بهم في "معركة استرجاع شلعبون"، التي اعتبروها أحد ايامهم المشهودة حيث انتصروا على "العدو الصهيوني". وجل ما في الأمر أن انيس قد سحب عناصر الواحد وذهب معهم بدون سابق تصميم بمهمة استطلاع إلى منطقة شلعبون...

كان ذلك في أحد ايام شباط سنة 1977 حيث بدأ الطقس بالتحسن، وكان شريف قد ذهب في الليلة السابقة باتجاه شلعبون برفقة ثلاثة عناصر، ووصل إلى مفرق الطيري دون أن يشعر به أحد من عناصر شلعبون. وقد كشف الألغام التي وضعها هؤلاء على الطريق، وتكلم بعد عودته عن كل ذلك مع أنيس، وعن امكانية القيام في المستقبل، إذا ما سنحت الظروف، بالتسلل إلى شلعبون و"بيت طرفة" (المرتفع المقابل) في نفس الوقت، واحتلالهما وبذلك يبعد الخطر عن البلدة ويصبح صف الهوا والطريق المؤدية إليه تحت النيران المباشرة، ويمنع على الفلسطينيين وأعوانهم التحرك في بنت جبيل. لكن ميلاد، الذي كان ميالا للتروي دائما، لم يعجبه هذا "التخطيط" ومانع "من القيام باية خطوة إلى الأمام كونها ستجعل الفريق المواجه يرد عليها بخطوة أعنف، "وإذا ما أصبحت بنت جبيل تحت النيران المباشرة لعناصرنا، سوف يعني ذلك سقوطها، ما لن يقبل به هؤلاء وسوف يردون بهجوم أكبر، ونحن لسنا في وضع يسمح لنا برد هجوم كبير ولم يكن الاسرائيليون ابدو اي حماس في اية مرة لمساندة تحرك عسكري يغيّر المعطيات بشكل اساسي". وقد كان ميلاد، المعروف عنه كثرة تحسبه وخوفه من "المجهول" وهو المتغني دوما بذلك المثل القائل: "الفقير لو طلع عا ضهر الجمل بيطلع الكلب بعضو"، يصور الوضع "بأنه نوع من "الأمر الواقع" الذي لا نملك نحن المقدرة على تغييره، فهو مرتبط بأمور اقليمية ودولية أكثر منه بارادتنا، ولو لم نكن نحن على بال أحد، إلا أن أي تغيير على الأوضاع وقتها، برأيه، سيؤدي إلى تدهور ما، يفرض تدخل اسرائيل، ولا يجب أن نكون نحن من يصعّد الأمور، كوننا ندافع عن أهلنا وبيوتنا وأولادنا، والمقامرة لا تجوز بأرواح الناس ولو كان الهدف منها رفع المعاناة عنهم". لكن هذا الحديث الذي دار في "بيت الشعب" مساء اليوم الثاني لم يقدم أو يؤخر، فقد كان انيس ينام مع عناصر "الواحد" تلك الليلة ولم يشارك أو يسمع به، وعند الساعة الثالثة صباحا، أيقظ "البصار" شريف الذي كان ينام في المركز كعادته للتكلم مع أنيس بأمر مهم، وعند وصوله إلى غرفة الاشارة كان أنيس قد انتقل إلى موجة الاحتياط وبدا كلامه همسا...

كان أنيس بالفعل في شلعبون، وقد استطاع التسلل اليها من الجهة الغربية، ودخل مع عناصره في الخنادق التي حفرها الفلسطينيون وأعوانهم هناك، ودار فيها حول المرتفع بأكمله، ولم يكن صادف أية مشكلة أو عنصر، ولكنه تحسّب من أن يكون هناك أماكن في التلة لم يتفحصها جيدا، لذلك وزع عناصره بشكل يؤمن حمايتهم، وحاول أن يخبر شريف بالوضع عله يتمكن من استغلاله للثبات هناك، وإذا أمكن التسلل إلى "بيت طرفة" أيضا لاتمام "الخطة" التي كانت محور الحديث مساء اليوم الأول.

لم يكن شريف أو أي من الشباب يتوقع أن يقوم أنيس بهذه الخطوة، ولا حتى هو نفسه، فقد كان ذهب بمحاولة استطلاع ولما تمكن من الوصول إلى التل والدوران في خنادقه "الجيدة الحفر"، تصور أنه لا بد من استغلال هذا الوضع للبقاء ولما لا؟ وعندما أدرك شريف الوضع الجديد، حاول هو أيضا استغلاله "فهذه خطوة لم نكن نحلم بها"، ولكنه أدرك أيضا أن معركة ستنشب في الصباح، ولو لم يكن يعطي إهتماما لكلام ميلاد إلا أنه أخذ جزء منه بعين الاعتبار.

حاول شريف أولا تحضير المدفعية للمساندة، ثم طاقم الدبابة لتكون جاهزة للتحرك، ومن ثم تجهيز مجموعة لتبديل العناصر في المرتفع، واذا أمكن، تحضير مجموعة للتوجه إلى "بيت طرفة" لحماية عناصر شلعبون، إذا لم يكن بقصد الاحتلال. ولذا فقد اتصل ب"المنشر" في رميش لطلب دعم ومساندة مدفعية عندما تدعو الحاجة. وقد تم تحضير ما أمكن قبل الفجر فجهزت الهواوين وانطلقت الدبابة إلى الواحد.

ما أن "بهّر الضو" حتى بدأ بعض العناصر الذين ينامون في أسفل التل من الجهة الشمالية بمحاولة التوجه اليه، ولكن أنيس وعناصره كانوا لهم بالمرصاد، ففتحت النار وبدأت المعركة، وقد فوجيء هؤلاء من وجود عناصر في التلة. وبدأت عملية قصف ل"الواحد" والبلدة ثم للتلة نفسها من قبل الفلسطينيين، وقامت الهواوين بالرد على النار وبقصف صف الهوا لمنع الامدادات، ثم وصلت عناصر الدعم إلى "الواحد" وحاولت مجموعة منهم التقدم إلى بيت طرفة تحت غطاء من نيران الدبابة بينما ذهبت المجموعة الأخرى باتجاه الغرب محملة ببعض الذخيرة لدعم عناصر شلعبون.

في الساعات الأولى كان الأمر يبدو مناوشة وقد رفع معنويات البلدة ورميش كونه أظهر مقدرة على التقدم ورفع الحصار المفروض منذ أكثر من ستة اشهر. ولكن مع اعلان اذاعة "مونت كارلو" عن سقوط "أخر موقع للقوات المشتركة قبل تبنين"، وعدم الانضباطية الذي رافق وصول مجموعة "المنشر"، شعر شريف بدقة الموقف أكثر فأكثر وبعدم جهوزية هذه العناصر بعد للقيام بالمناورة اللازمة وطواعيتها لتنفيذ خطط عسكرية هجومية، فأدرك أن عليه إدارة المعركة بشكل جدي للتقليل قدر الامكان من الاصابات كي تبقى المعنويات مرتفعة، لذلك وزع العناصر بمهمات محددة منعا لأي عملية إختراق وتجنبا لأي تجمع يؤدي إلى اصابات واستغلالا لكل الطاقات الموجودة. ولكن مع بداية الهجوم الفلسطيني المضاد بعد الساعة العاشرة كان مفهوما أن هؤلاء وضعوا كل ما لديهم من قوة لاسترجاع الموقع، فقد دفعوا بمجموعات متتالية باتجاه المرتفع، كان يسقط أفرادها قبل الوصول إلى أسفل التل، وقد بقيت مدافعهم تقصف المرتفع بشكل متواصل، ومن حين إلى آخر، منطقة الواحد والبلدة. وكان أنيس وعناصره مرتاحين في خنادق شلعبون ومتمكنين من المهاجمين، واستطاعوا إصابة أعداد كبيرة منهم، ولكن موجات المهاجمين لم تتوقف، ولم تتمكن العناصر المتوجهة إلى بيت طرفة من احتلاله بسبب غزارة النار هناك، فأمر شريف بوقف الهجوم على بيت طرفة وركز على مساندة شلعبون وعدم السماح بتمركز إي من المهاجمين في محيطها. وكان العناصر الذين رافقوا أنيس في الليل إلى المرتفع قد عادوا فور وصول الدعم لأنهم لم يناموا طيلة الليل، وأصبح عدد من في التلة، مع أنيس وزياد الذين بقيا هناك، ستة، وتغيّر نوع الأسلحة وبالطبع نوع الذخيرة المطلوبة، وأصبح زياد، الوحيد منهم الذي يحمل بندقية "فال"، يملك بطبيعة الحال كمية كبيرة من الذخيرة، وكلما طالت المعركة كلما شعر انيس بضرورة الاعتماد على سلاح زياد لتوفير أنواع الذخيرة الأخرى، وهكذا كانت بندقية زياد في ذلك النهار أكثر من أطلق الرصاص من المرتفع وبالتالي أوقع إصابات في جانب العدو، وقد تنقلت عدة مرات بين العناصر لتغطي جهات أخرى من المرتفع غير التي تمركز فيها زياد...

خلال خمس ساعات بكاملها حاول الفلسطينيون الوصول إلى أي مكسب دون فائدة بالرغم من غزارة النار ومن العدد الذي دفعوا به إلى المعركة ومن الخسائر الناجمة عن ذلك، وقد تكلم فيما بعد أحد المحللين العسكريين في مجلة "فكر" القومية عن ذلك اليوم بأنه شهد تجميع مقاتلي القوات المشتركة من كافة الجبهات في لبنان ودفعهم إلى هذه المعركة. وقد فهم الفلسطينيون، على ما يبدو، من سكوت الاسرائيليين، حتى على الأجهزة، أنهم لن يتدخلوا في المعركة الدائرة، فحاولوا أن يكسبوا نقطة إعلامية ، كالعادة، بتصوير هذه المعركة التي اصرّوا، حينها،  على كسبها، بأنها ضد الاسرائيليين، واستمروا في محاولتهم دفع العناصر باتجاه المرتفع لتنفيذ هذه الفكرة.

لم يكن أنيس يريد الانسحاب بالرغم من كل شيء فقد شعر بنوع من الغرور الذي يرافق عادة النجاح وخاصة عندما يشعر الانسان أنه مسيطر على الوضع. ولكن شريف، الذي أحس أن الفلسطينيين يعلمون بأن لا دعم إسرائيلي لهذا الموقف، وأنهم، بالرغم من الاصابات، لا يزالون يملكون العدد الكافي للاستمرار، حاول إفهام أنيس بضرورة الانسحاب قبل الليل، "فإذا ما كان الموقع المسيطر يساعد على صد المهاجمين في النهار فإن العدد من الجهة المقابلة وقلته في صفوفنا مع الاصرار الواضح من جهة العدو، سوف يؤديان لا محالة إلى عملية تطويق ليلية سوف تصيبنا بلا شك ببعض الخسائر التي لم نشعر بها أبدا حتى  الآن". وكان القرار بأن ينسحب أنيس وجماعته من المرتفع قبل الساعة الرابعة مساء تحت غطاء المدفعية وبمساعدة الدبابة التي كانت تقدمت في الصباح وتمركزت فوق المرتفع وساهمت في دفع المهاجمين وتأمين الانسحاب.

وهكذا كان فقد تم الانسحاب وعاد كل إلى مركزه. وقد خسر الفلسطينيون يومها عددا كبيرا من المهاجمين بين قتيل وجريح بينما لم يسقط سوى جريح في الجانب العين إبلي. وقد حقد الفلسطينيون وقرروا الانتقام لهذه الموقعة، وقيل يومها أن عرفات زار بنت جبيل وقال أنه سوف يحرق عين إبل وينثر رمادها...

وبعد هذا الهجوم بسنة تقريبا كان الوضع لا يزال كما هو ولم يهاجم عرفات عين إبل بالرغم من التحضير لذلك في فترة فصح 1977، وقد قيل عن لسانه، يومها، أنه على استعداد لدفع ثلاثة آلاف قتيل، إذا ما اضطر، ولكنه سيدخل عين إبل. وقد عاش العينبليون تلك الفترة أسبوع آلام حقيقي ، فسهر الجميع وتحضرت مراكز لتجميع الأهالي ونصبت مدافع باتجاه ضهر العاصي حتى إذا ما سقط الواحد يكون بالامكان توقيف الهجوم ولو بالرمايات المباشرة كي يتسنى سحب الأهالي. وتقرر الصمود مع الصغار والكبار. وعادت إلى أذهان البعض صور سنة العشرين...

ولكن الهجوم لم يحدث وبقيت عين إبل بالرغم من المعاناة...

... وفي آذار من العام الذي تلى ضحك التراب مرة أخرى في شلعبون، فقد تركها الفلسطينيون وأزلامهم تحت ضربات الاسرائيليين، هذه المرة، وهربوا إلى ما وراء الليطاني، فقد كان صبر إسرائيل نفذ من تحرشات الفلسطينيين وخاصة العمليات التي يقومون بها ضد الاسرائيليين في الداخل والخارج، وكان آخرها عملية "باص تل - أبيب" التي ذهب ضحيتها عدد لا يستهان به من المواطنين وفجرت نقمة عارمة دفعت بالحكومة الاسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتنفيذ ما سمي ب"عملية الليطاني" التي كان هدفها الرد على العمليات الفلسطينية بضربة قوية وإبعاد هؤلاء عن شمال اسرائيل إلى ما بعد نهر الليطاني.

 

من إنجازات العهد

جومانا نصر/29 تشرين الثاني/2020

فتنا ع غينيس بكل شي سلبي ومنحط، وتم تصنيفنا في أول خمس مراتب بالأكثر سوءا وسلبية عالميا على كل الأصعدة.

طموحنا واحلامنا ما بيتجاوزوا مشوار السوبر ماركت. عفوا جلجلة السوبر ماركت والبحث والتدقيق عن السلع الأرخص وتامين المواد الضرورية تا تصمد لآخر الشهر بعد ما يطير المعاش من اولو.

نقاشاتنا؟ في حكومة؟ما في حكومة؟ مفرد، مجوز، كورونا، فساد، عقوبات، كهرباء مقطوعة، موتور ما اجا بعد، راح الانترنت اجا الانترنت؟ السباحة ع الطرقات، سعر الدولار، في مدارس وجامعات او لأ؟ الدوا المقطوع...

وبعدنا ناطرين نقرأ مقال عن معدل التوتر عند اللبنانيي؟وكيف عايشين على الادوية المهدئة؟

ليش بعد في لبناني ما صنع جمهوريتو ضمن المساحة الجغرافية اللي عايش فيا؟

اذا لأ نصيحة جربوا.

«اكتئاب جماعي» لدى اللبنانيين... وأدوية الأعصاب مفقودة

تقرير دولي يصف حياتهم بـ«الأسوأ» - الشرق الأوسط :

«يعيش اللبناني أسوأ حياة في العالم»، خلاصة توصّل إليها مؤشّر «غالوب» العالمي مؤخراً، لافتاً إلى أنّ 4 في المائة فقط من اللبنانيين قيّموا حياتهم بشكل إيجابي، بما يكفي لاعتبارها «مزدهرة»، وهي أسوأ نتيجة في سجل «غالوب» لأي بلد.

لا تبدو هذه النتيجة صادمة لأي مواطن لبناني، حتى ولو كانت تعتمد على تقويم قامت به «غالوب» عام 2019، إذ إنّ الأزمات في لبنان بدأت العام الماضي، واستفحلت هذا العام، لا سيّما بعد وباء «كورونا»، وانفجار المرفأ الذين زادا معاناة حياة اللبناني اليوميّة.

وليس غريباً مع كلّ هذه الضغوطات أن تكون أدويّة الأعصاب والمهدئات من أول الأدوية التي انقطعت من السوق اللبنانيّة، بعد الحديث عن إمكانيّة رفع الدعم عن الدواء، إذ تهافت اللبنانيون إلى شراء هذه الأدوية، وتخزينها تماماً، كما فعلوا مع أدوية السرطان والأمراض المزمنة، حسب ما يوضح نقيب الصيادلة غسّان الأمين، لافتاً في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنّ نسبة استهلاك أدوية الأعصاب ارتفع من عام 2015 إلى العام الحالي بنسبة 20 في المائة. ازدياد استهلاك أدوية الأعصاب أمر مفهوم على الصعيد النفسي، كما تؤكد الاختصاصية في علم النفس العيادي رانيا البوبو، لافتة في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنّ المواطن اللبناني «ملّ البحث عن حلول وفقد الأمل في إيجادها، فلجأ إلى المسكّن النفسي ليوقف قدرته على الانفعال، بدلاً من البحث عن العلاج، وذلك ربما مرتبط باعتباره أنّ الغد مجهول».

- وطن تحوّل إلى سجن

إذا كانت نسبة اللبنانيين الذين شعروا بالحزن، تضاعفت حسب «غالوب» من عام 2018 إلى عام 2019، لتبلغ 43 في المائة، مترافقة مع ارتفاع القلق ليصل إلى نسبة 40 في المائة، والضغط إلى 61 في المائة، فإنّه يمكن الحديث حالياً عن «اضطراب ما بعد الصدمة على مستوى جماعي يعيشه اللبنانيون»، حسب البوبو، «فالكل في لبنان يعيش حال الخوف والقلق والفراغ واجترار للأفكار السوداوية طوال الوقت»، الأمر الذي «يجعل اللبنانيين يعيشون نوعاً من الاكتئاب الجماعي يعبرون عنه بحياتهم اليومية وبعلاقاتهم مع الآخرين، لا سيّما مع الأسرة، ومن هنا قد نشهد ارتفاعاً في حالات العنف الأسري، وبالجرائم التي قد تحصل لأسباب بسيطة مثل أحقيّة مرور، وحتى لتزايد الأفكار الانتحاريّة».

كانت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أشارت إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الاتصالات الواردة على الخط الساخن للتبليغ عن شكاوى العنف الأسري بين فبراير (شباط) الماضي إلى أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 51 في المائة.

وفيما خص الجرائم، ذكرت «الدولية للمعلومات» ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2020 بنسبة 100 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019.

على صعيد الانتحار، لم يشهد لبنان ارتفاعاً في عدد الحالات، ولكنّ كان لافتاً على سبيل المثال حصول أربع حالات انتحار خلال يومين في شهر يوليو الماضي.

تتحدّث البوبو عن فقدان إحساس المواطن اللبناني بالأمان، وبوجود منظومة تحميه يُضاف إليه الشعور بالقيد والتكبيل، «كأن المواطن سجين في وطن كبير ممنوع عليه الخروج منه بسبب إجراءات مطارات العالم المرتبطة بـ(كورونا)، وعدم استقبال معظم دول العالم للبنانيين لأسباب تتعلّق بالوباء أو أخرى سياسيّة»، مضيفة أنّ الأصعب أنّ المواطن مكبّل داخل السجن مع سلطة تتحكّم بتفاصيل حياته تهدّده بأمنه الغذائي والصحي، ما يجعله يشعر بأنه مسلوب الإرادة، فيبحث عن أي أمل، ولو كان محفوفاً بالمخاطر تماماً، كما حال اللبنانيين الذين قرّروا الهجرة بحراً بطريقة غير شرعيّة عبر قوارب الموت.

ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد غادر لبنان نحو 30 مركباً في الفترة الممتدة بين يوليو (تموز) وأكتوبر الماضي، على متنها، بالإضافة للنازحين السوريين، أعداد كبيرة من اللبنانيين، خصوصاً من مدينة طرابلس (شمال لبنان وأفقر المدن على البحر المتوسط)، بعضهم اضطر لرمي أطفاله في البحر بعد وفاتهم لعدم تحملهم ظروف السفر الشاقة.

وفيما تشير البوبو إلى أن الكارثي في الوضع «اعتياد اللبناني هذه المشاهد اللا إنسانيّة والتأقلم بشكل سلبي ما يدلّ على تدهور الوضع النفسي للأشخاص» تشير إلى أنّ استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إما إلى «ازدياد الأمراض النفسيّة، والاستسلام، أو انفجار جماعي على قاعدة لم يبق شيء يمكن الخوف على خسارته».

- خيبات وصدمات بالجملة

تراجع مؤشّر التجارب الإيجابيّة عند اللبنانيين، حسب «غالوب»، بشكل كبير، العام الماضي، وزادت التجارب السلبيّة، أما في العام الحالي، فالأمر لا يحتاج إلى تقارير، فيكفي الحديث عن تجربة انفجار المرفأ التي تركت خوفاً وتوتراً مستمرين، حسب ما يقول فراس أحد الشبّان الناجين من الانفجار. يوم الانفجار كان فراس في مكان قريب من المرفأ، وكان يصوّر سحب الدخان الناتجة عن الحريق الذي سبق الانفجار من شباك سيّارته، ليدوّي بعدها صوت لا ينساه حتى اليوم أدّى إلى تكسّر زجاج سيارته التي انزاحت لأمتار.

يروي فراس كيف يصاب وزوجته التي كانت برفقته بالسيارة يوم الانفجار بنوبات خوف عند سماع أي صوت، وكيف هرعت زوجته ركضاً منذ أيام بينما كانت تنزل الدرج خوفاً من حصول انفجار آخر، وذلك بمجرّد أنها تنبّهت أنّ الساعة السادسة، أي على بعد دقائق من التوقيت الذي وقع فيه الانفجار الأول.

 

لا أمل للبنان في الخروج من حال الانهيار

خيرالله خيرالله/العرب اللندنية/29 تشرين الثاني/2020

ليست مشكلة لبنان في التحقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي (مصرف لبنان) ولا في قانون جديد للانتخابات. كلّ ما يجري حاليا إضاعة للوقت وتفويت للفرصة الأخيرة المتاحة للبلد. تتمثّل هذه الفرصة في تشكيل حكومة من اختصاصيين برئاسة سعد الحريري تجري الإصلاحات المطلوبة. وحدها الإصلاحات يمكن أن تجلب مساعدات وتساعد في تسهيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

هذا يعني في طبيعة الحال أن على رئيس الجمهورية ميشال عون وضع نفسه خارج المشهد السياسي بدل المطالبة بوزراء تابعين له من أجل إعادة تعويم صهره جبران باسيل.

لا شيء يمكن أن يعوّم جبران باسيل في ضوء العقوبات الأميركية التي فرضت عليه. في غياب سياسيين يتجرّأون على طرح ملف الكهرباء الذي تسبب بعجز يصل إلى خمسين مليار دولار، لا حاجة إلى كلام من أيّ نوع عن الفساد. البداية بملفّ الكهرباء. هذا ما أشارت إليه المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارتيه للبنان، مباشرة بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب – أغسطس الماضي، ثمّ في ذكرى مرور مئة سنة على إعلان لبنان الكبير في أول سبتمبر – أيلول الماضي.

لا يعني الخروج بقانون جديد للانتخابات شيئا. كلّ ما في الأمر أن مثل هذا القانون يستهدف التخلّص من اتفاق الطائف وتجاوز صيغة الدستور الحالي وذلك تحت شعار عريض فارغ من أي مضمون هو شعار الدولة المدنية.

يُفترض بمن يريد محاربة الطائفية ألّا يشكّل حزبا مذهبيا ويدعم سلاح “حزب الله” الميليشيوي التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني. يفترض بمن يريد محاربة الفساد أخذ العلم أن في أساس الانهيار الذي يعاني منه لبنان تغطية سلاح “حزب الله” للفساد. تلك هي الحلقة المقفلة، حلقة السلاح غير الشرعي الذي يحمي الفساد ويغطيه. وحده كسر هذه الحلقة يخرج لبنان من الحال التي هو فيها، وهي حال بلد شبه ميؤوس منه لا ينفع فيها كلام عن قانون انتخابي جديد يجعل المواطن يترّحم على القانون الحالي، الذي هو أسوأ قانون في تاريخ لبنان.

ما يؤكّد ذلك أن هذا القانون العجيب الغريب الذي ليس معروفا رأسه من رجليه أمّن لـ”حزب الله” أكثرية في مجلس النوّاب. من الصعب تخلّي الحزب، الذي يمتلك سلاحا موجّها إلى صدور اللبنانيين والذي يتمتع بغطاء مسيحي أمّنه له رئيس الجمهورية وصهره، عن هذا القانون إلّا في حال واحدة. المطلوب إيجاد قانون أسوأ من القانون الحالي بغية الوصول إلى بلد بائس ليس سوى مستعمرة إيرانية في نهاية المطاف.

من هذا المنطلق، يبدو جليّا أن الوضع في لبنان سيراوح مكانه بعدما تبيّن أنّه لا يوجد في رأس الهرم من هو مستعد لاستيعاب المخاطر المحدقة بالبلد في ضوء حال الترهّل العامة وانهيار النظام المصرفي وتفجير ميناء بيروت وإصرار الإدارة الأميركية على فرض عقوبات على سياسيين لبنانيين من نوع علي حسن خليل ويوسف فنيانوس وجبران باسيل.

المخيف في الأمر أن ميشال عون يرفض أخذ العلم بما يحصل على الأرض. لا يريد حتّى رؤية الفارق بين السنة 2020 ما كان عليه الوضع عندما كان في قصر بعبدا الرئاسي بين أيلول – سبتمبر 1988 وتشرين الأوّل – أكتوبر 1990. وقتذاك أخرجه من القصر الجيش السوري بعدما رفض تسليم السلطة إلى إلياس الهراوي المنتخب رئيسا للجمهورية بعد إقرار اتفاق الطائف، الذي حظي بغطاء عربي ودولي.

ما تغيّر بين 1990 و2020 أن ليس هناك حاليا من سيلتقط لبنان الذي سيبدو أن عليه دفع فواتير غالية الثمن غير قادر على تسديدها نتيجة التسوية الرئاسية التي جاءت بميشال عون إلى قصر بعبدا في العام 2016. لعلّ أسوأ ما في الأمر أن أهل الخليج نفضوا يدهم من لبنان. لم يعد لبنان يعني لهم شيئا باستثناء أنّه قاعدة إيرانية متقدّمة على البحر المتوسط.

على ماذا يراهن العهد حاليا؟ هل رهانه على انتصارات سيحقّقها “حزب الله” ومن خلفه إيران وعلى استسلام الإدارة الأميركية الجديدة أمام “الجمهورية الإسلامية” وتلاوتها فعل الندامة على تصفية قاسم سليماني وعقدها لصفقة معها انطلاقا من إعادة الحياة إلى الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني؟

قد يكون السؤال الأهمّ هل رهانات 2020 لميشال عون وصهره جبران باسيل، الذي لم يدرك بعد خطورة العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، ستكون أفضل من رهانات 1990؟ الجواب بكلّ بساطة أنّها لا يمكن أن تكون أفضل، لا لشيء سوى لأن ما على المحكّ مصير لبنان الذي يفوّت حاليا على نفسه فرصة قد تكون الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر تشكيل حكومة اختصاصيين.

يبدو النجاح في التقاط مثل هذه الفرصة من نوع المستحيل. معنى ذلك بكل بساطة أن الانهيار مستمرّ، وهو انهيار لا يوجد، إلى إشعار آخر، من يريد إيقافه عند حدود معيّنة. إنّه انهيار لا قعر له، يبدو “حزب الله” المستفيد الأوّل منه. نعم، “حزب الله” هو المستفيد لسبب في غاية البساطة يعود إلى أن همّه خدمة إيران وليس خدمة لبنان.

يستطيع مجلس النوّاب التلهّي بأمور كثيرة من نوع التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وادّعاء أنّه يريد شنّ حرب على الفساد. يمكن للمجلس تمضية عشر سنوات أخرى بحثا عن قانون جديد للانتخابات، فيما “حزب الله” يتحكّم بالمجلس الحالي الذي يمتلك فيه أكثرية.

في اليوم الذي يبدأ البحث الجدّي في موضوع ملفّ الكهرباء، يمكن القول إن تقدّما حصل في لبنان. ليس سرّا أن جبران باسيل يتحكّم بالكهرباء، التي لا وجود لها، منذ 11 عاما. يغطي جبران “حزب الله” و”حزب الله” يغطيه. كلّ ما تبقى تفاصيل وإضاعة للوقت وبحث عن مخارج للهرب من مواجهة الواقع. الواقع يقول إن لبنان بلد مفلس وفي عزلة عربية ودولية ولا يوجد من يريد مساعدته إذا لم يساعد نفسه أوّلا. أوليست تلك الرسالة التي حملها الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته جان إيف لو دريان الذي كان سبقه إلى لبنان قبل تفجير المرفأ.

الأكيد أن ميشال عون لا يستطيع الانكفاء ولا يستطيع السماح بتشكيل حكومة تضمّ اختصاصيين ولا يستطيع التساؤل لماذا كلّف ملفّ الكهرباء لبنان خمسين مليار دولار في أحد عشر عاما. لا يستطيع بكلّ بساطة التساؤل كيف يغطي السلاح الفساد. إذا كانت هذه الأسئلة تعني شيئا، فهي تعني شيئا واحدا، وهو أن لا أمل للبنان في الخروج من حال الانهيار. يحتاج لبنان إلى معجزة، علما أن زمن المعجزات ولّى إلى غير رجعة.

 

مدينة في الصين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

في زمن مضى كانت صفة «البيروتي» أقرب إلى لقب من الألقاب: أكثرية الناس في القرى والمناطق، والباقون قدموا إليها للتو أو تباعاً. وكانت هي مدينة صغيرة لأهلها «الحُضر» من أرباب التجارة واليسر. هكذا قبلها كانت لندن وباريس. فالباريسي ليست دلالة جغرافية، بل مرتبة اجتماعية تعني التأنق في المظهر والطلاوة في المحادثة والمعرفة في شؤون العالم.

بيروت اجتذبت إليها أهل الجبال والسواحل، وسرعان ما ذابوا بين طياتها في هدوء وسرور. وصارت كلمة بيروتي تبتعد في الذاكرة شيئاً فشيئاً، إلى أن أصبحت تعني فقط السكان الأوائل من أهل السُنة الموزعين في غرب المدينة، ولسبب لا أعرفه لم يصلوا شرقها.

في هذه المدينة الرحبة صار كل من فيها بيروتياً. تساوى الجميع في الانتماء والانتساب. وتكفلت المؤسسات الحكومية والتربوية والتجارية في تعميم الهوى. وصرت عندما تقول لبنان، تعني بيروت، أو العكس، تماماً كما تعني القاهرة عندما تقول مصر. صارت المدينة مدينتي. وأنا ممن متعوا شبابهم في التسكع بين شوارعها وحاراتها في النهارات والليالي وأواخرها، والنوم في ذلك العمر خسارة. وكان كل من تلتقيه نسيب. ومن لا تعرفه بالاسم تعرفه بالوجه. أما هو فيعرفك من قبل، فقد شاهدك تتسكع وكأنك تتفقد الشوارع والساحات ومحطات الترام، وكأنها أملاك خاصة، يا سعادة الباشا.

لماذا أحببت بيروت كل ذلك الحب، لا أدري. ربما بسبب هنائها وسماحها. ربما بسبب الثراء البشري الذي كان يتدفق فيها. كل غريب مواطن. كل جريدة بلد. كل مقهى ديوان شعراء وكتاب وصعاليك ولاجئون سياسيون ولاجئون أدبيون، وكل حسناء مارة في الطريق وعد بقصة حب تنتهي في آخر الطريق.

كانت بيروت، كما يقول الفرنسيون «على مقياس الإنسان». واسعة، غير شاسعة. متعددة غير متنافرة، جميلة بغير غطرسة. أرض البسطاء والنبلاء، وخصوصاً العاديين الذين يملأون المنازل الهادئة والمطمئنة. ماذا كان يجمع كل تلك الأمم في ظل كل تلك الطمأنينة؟ قيم أخلاقية واحدة. مستوى أخلاقي واحد. الآن أتساءل كيف تسكعتُ كل تلك الليالي في كل تلك الشوارع من دون أن أصادف مشكلة واحدة.

يقول الصيني الذي يقطن مدينة من عشرة، أو عشرين مليون نسمة، إنه يمضي العمر من دون أن يدري شيئاً عن ثلاثة أرباع المدينة. كبرت علينا كثيراً بيروت. أصبحت مثل مدينة صينية صغيرة لا ندري ماذا يجري في القاطع الآخر منها. وليس لنا نحن «البيارتة» الذين أصبحنا غرباء، سوى التحسر على ديار ليلى. وثريا. وصوفيا (غير لورين). والمقاهي أغلقت. والشوارع مظلمة مثل مصير لبنان. ومصير لبنان لم يكن كالحاً كما هو اليوم.

أصبحت بيروت متباعدة مثل مدينة في الصين. مجموعة مدن، ومجموعة أوطان، ولا دولة...

 

إيران وبايدن وتداعيات التفاوض

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

من تاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) 2021 موعد تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وحتى 18 يونيو (حزيران) من العام نفسه موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، سيخوض النظام الإيراني معركة إعادة ترتيب بيته الداخلي؛ استعداداً لاستحقاقات داخلية وخارجية معقدة وكبيرة، قد تتسبب في تغيرات ترتبط بكل ما يتصل بطبيعة النظام وصناعة قراره وأدوات تأثيره ونفوذه. طهران الحائرة تواجه صعوبة في اكتشاف حلول مبكرة تساعدها على معالجة معضلات سياسية اقتصادية واستراتيجية ستواجهها مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فملامح علاقتها مع المقيم الجديد في البيت الأبيض لم تتبلور بعد، وهي مرهونة بإعلان بايدن عن أسماء إدارته، وعلى الرغم من تفاؤل طهران الحذر، لكنها على ما يبدو لم تعد تراهن على تيار أوباموي ضمن فريق بايدن السياسي؛ لذلك تقترب من الذهاب إلى خيارات مختلفة عن تلك التي اتخذتها في مرحلة التفاوض مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأول علامة تحوّل نحو التشدد في ملفات التفاوض، أنها تتَّجه إلى إعادة الملف النووي إلى مجلس الأمن القومي، بعد أن نقله الرئيس حسن روحاني في عام 2013 إلى الخارجية ووضعه تحت إدارة وزير خارجيته جواد ظريف. الدعوة إلى إعادة الملف إلى المؤسسات التي يسيطر عليها التيار المحافظ جاءت على لسان المكتب السياسي لـ«الحرس الثوري» عبر مجلته الأسبوعية «صبح صادق»، في مقال نشر في عدد يوم الاثنين. اعتبرت المجلة أن «إعادة ملف إيران النووي إلى المجلس الأعلى للأمن القومي سيمنع استمرار الخسائر بسبب الاتفاق النووي».

هذا التحرك الاستباقي من قبل الحرس الثوري والتيار الراديكالي هدفه قطع الطريق على الرئيس حسن روحاني وفريقه التفاوضي في الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية؛ حتى لا يتمكَّن من فتح ثغرة في جدار العلاقة مع واشنطن تؤدي إلى التأسيس لأرضية تفاوضية مع إدارة جو بايدن تكون قاعدة لمرحلة جديدة من المفاوضات، خصوصاً أن روحاني عبّر أكثر من مرة عن ترحيبه بانتخاب بايدن، واعتبره فرصة لإعادة ترميم العلاقة مع واشنطن.

التوجس الإيراني من المرحلة المقبلة دفع قيادة النظام نحو التشدد، الذي ظهر في الشروط المسبقة التي وضعها المرشد على الإدارة الأميركية الجديدة، وطالبها بتطبيقها قبل انطلاق أي جولة من المفاوضات، وليس من المستبعد أن يكون خيار المرشد التصعيدي هو وضع شروط صعبة أمام إدارة بايدن تجبرها إما على ضرورة التراجع عن شروط وزير الخارجية الأميركي بومبيو، حيث لا تقوم طهران بالتراجع عن شروطها إلا إذا قامت واشنطن بخطوة مماثلة، كما أن السقف المرتفع للمرشد رداً على بعض الأصوات المتحمسة لانتخاب بايدن والدعوة إلى ضرورة التواصل مع إدارته، فيحاول المرشد فرض بيئة سياسية موحدة في رؤيتها للعلاقة مع واشنطن، بعيداً عن الانقسام التقليدي بين أجنحة النظام، خصوصاً أن التيار المعتدل سيخسر حضوره في الدولة، كما خسر قبله التيار الإصلاحي، حيث بدأت ملامح طبيعة واحدة تتشكل داخل مؤسسات الدولة.

مهما كانت الإدارة الأميركية منفتحة على التفاوض مع طهران حول ملفها النووي وملفات أخرى أكثر تعقيداً، إلا أن الشروط التي وضعها المرشد على واشنطن لا تتناسب مع موقع طهران على طاولة المفاوضات؛ فهي ليست قادرة على فرضها، وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن المرشد وضع هذه السقوف العالية خارجياً لأسباب داخلية، في مقدمتها تماسك النظام وشرعيته التي تعتمد على معاداة واشنطن بصفتها «الشيطان الأكبر»، حيث ستكون شرعيته على المحك إذا نجح فريق بايدن في انتزاع تنازلات مؤلمة تؤثر مستقبلاً على طبيعة النظام الذي يحاول قدر الإمكان تجنب صراع مراكز القوة داخل المعسكر الواحد، المُعرّض للانقسام نتيجة خلافات بين «الحرس الثوري» المتهم بعسكرة الدولة، وحليفه التيار الراديكالي الذي يخوض معركة شرسة من أجل الحفاظ على موقعه، خصوصاً معركة رئاسة الجمهورية بعدما سيطر جناح الحرس على رئاسة مجلس الشورى ومجلس القضاء الأعلى.

وعليه، فإن فريق بايدن سيختلف حتماً عن أسلافه، فلن يعيد تجربة أوباما الذي تراخى مع طهران لدرجة التسليم برغباتها، أو التشدد المطلق على طريقة ترمب في معاقبتها لدرجة كسرها، فالخطر الداخلي الذي ستواجهه طهران مع بايدن يكمن في أن المفاوضات التي لم يعد ممكناً حصرها في الملف النووي فقط، وعلى الأرجح أنها ستتوسع لتشمل ملفات داخلية لها علاقة بحقوق الإنسان، وخارجية مرتبطة بوكلائها؛ الأمر الذي سيجرد النظام من ذرائعه العقائدية التي تبرر شرعيته.

 

نحن وإيران والفترة الانتقالية في واشنطن

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

من قراءة الأوضاع الأميركية يظهر أن علينا ألا نتوقع انتقالاً سلساً للسلطة، بين اليوم و20 يناير (كانون الثاني) المقبل، من إدارة الرئيس دونالد ترمب الحالية إلى الإدارة العتيدة للرئيس المنتخب جو بايدن. بداية، لا مؤشرات جدية حتى الآن على نية ترمب الاعتراف بنتيجة الانتخابات... ناهيك من عمله على تسهيل مهمة غريمه. ثم إن «حركيي ترمب» اليمينيين المتحمسين ماضون في شد أزره، ومباركة إصراره على التشكيك في النتيجة والطعن عليها في كل ولاية من الولايات المتأرجحة، رغم النكسات القضائية المتتالية. أضف إلى ذلك، أن التصويت الأخير للمحكمة العليا برفض أي تضييق على التجمعات الدينية - في معاكسة صريحة لتبني حكام بعض الولايات التوصيات الصحية بالتباعد الاجتماعي في ظل تفاقم جائحة «كوفيد - 19» - تطوّر يرفع معنويات ترمب، ويدفعه إلى تصعيد التحدي وصولاً به إلى هذه المحكمة، حيث بات يضمن الولاء شبه المطلق من غالبيتها بعدما عيّن فيها ثلاثة قضاة من اليمين المحافظ المتشدد.

وأخيراً، بعد كل ما تقدم، يدرك الرئيس ترمب ومخطّطو تياره، أن أداء خصومه الديمقراطيين كان متواضعاً نسبياً، إذ تقلصت غالبيتهم في مجلس النواب، وعجزوا - لتاريخه - عن انتزاع غالبية مجلس الشيوخ. وفي هذا تأكيد على أن تفوق بايدن - في عدد الأصوات الشعبية - لم يأتِ بسبب شعبية سياسية يُعتد بها ويُبنى عليها، بل بسبب تلاقي مختلف أطياف كارهي ترمب على التصويت ضده. مع هذا، ففي اتجاه معاكس تماماً، ثمة قوة أخذت ملامحها تتضح أكثر فأكثر، لا تجد مصلحة لها في بقاء الأمور معلّقة والثقة السياسية والاقتصادية والمالية بالولايات المتحدة متذبذبة وقلقة. هذه القوة هي قطاع مجتمع المال والأعمال ذو المصالح الاستثمارية والاستراتيجية العابرة للحدود، الذي يهمه الانتقال السلس، وتقبل التغيير، ورفض القلاقل المدمرة للاقتصاد.

ممثلو هذا القطاع، وحدهم تقريباً اليوم، في موقع يؤهلهم لمواجهة التيار الشعبوي الذي ركبه ترمب عام 2016 ورهن كل شعاراته وسياسته لخدمته. وليس صحيحاً البتة أن القوة التي تستطيع مواجهة «اليمين المتطرف» المتجسّد في ذلك التيار الشعبوي قوة معاكسة ومقابلة من معسكر «اليسار المتطرف»، وذلك لسببين رئيسيين:

الأول، أن «اليسار المتطرف» - إن وجد - ضئيل الحجم وضعيف التأثير، بخلاف الدعاية والضوضاء اللتين تثيرهما قوى اليمين ومنابره، مثل قناة «فوكس نيوز» وصحيفة «نيويورك بوست» وغيرهما.

والثاني، أن ما يُسمى «اليسار» منقسمٌ على نفسه بشدة، ولا يشكّل مجموعة متجانسة عرقياً أو ثقافياً أو جغرافياً أو طبقياً، بدليل أن الحزب الديمقراطي مُني بنكسة حقيقية في البيئات الأميركية اللاتينية التي كان يراهن عليها. ولئن كان موضوع لاتينيي فلوريدا قد ازداد إيلاماً بالنسبة للديمقراطيين بعد انضمام لاجئي فنزويلا إلى اللاجئين القدامى من كوبا دعماً للحزب الجمهوري وسياساته المحافظة، فإن لاتينيي الحدود المكسيكية في ولاية تكساس لم ينقلبوا على ترمب رغم دعوته لبناء «جدار الفصل» عن المكسيك.

«قطاع مجتمع المال والأعمال ذو المصالح الاستثمارية والاستراتيجية العابرة للحدود»، ولنستخدم له هذا الاسم كاملاً، يختلف مصلحياً عن قطاع صغار رجال الأعمال والمقاولين والمهنيين والحرفيين الذين سبق لهم أن انجذبوا في أواخر عقد السبعينات وخلال عقد الثمانينات من القرن الماضي إلى شعبوية رونالد ريغان و«وطنيته» الأميركية، ثم انجذبوا مجدداً مع شعبوية ترمب و«وطنيته» منذ 2016.

هنا علينا التحدث عن فارقين اقتصادي واستراتيجي بين الحالتين.

الفارق الاقتصادي البحت يتمثّل في تبني ريغان أقصى درجات «تحرير» الاقتصاد الرأسمالي وتقليص دور الدولة وتعزيز والخصخصة، مقابل اعتماد ترمب شعارات حمائية تدخلية صريحة رافضة للأسس الفلسفية للحرية الاقتصادية. أما الفارق الاستراتيجي فيتعلق بموقع الولايات المتحدة في العالم. ذلك أنه إبّان عصر ريغان و«الثنائية القطبية» كان المنافس الأكبر للولايات المتحدة الاتحاد السوفياتي، المترهّل واقتصاده التقليدي الموجّه وقطاعه العام المتضخم وصناعاته اللاتنافسية. أما اليوم، بعد سقوط البديل الشيوعي وزحف العولمة والتكنولوجيا المتقدمة، فقد تعدّدت الأقطاب وبرزت الصين قوة ضخمة بلا حمولة آيديولوجية زائدة، انضمت إلى كل من اليابان ثم كوريا الجنوبية، في غزو السوق الأميركية نفسها... وهو ما أيقظ عند ترمب «حمائية الدفاع عن النفس».

نعم. بعدما كانت واشنطن ريغان تحطّم جدران الآخرين، وعلى رأسها «جدار برلين»، رأت واشنطن ترمب مصلحة لها في بناء «جدار المكسيك» لحماية مصالح الداخل من غزو الخارج. وبعدما مارست واشنطن ريغان سياسة الذراع الطويلة لحماية النفوذ الأميركي، صار سحب القوات الأميركية ممارسة يعدها ترمب نصراً لشعار «أميركا أولاً» الانكفائي.

في مطلق الأحوال، ما يهمّنا كعرب هو ما يمكن أن تحمله الفترة الانتقالية، حتى 20 يناير - ما لم يحصل ما ليس في الحساب - للمنطقة العربية وقضاياها الساخنة. وما يمكن قوله هو التالي:

1- لا مؤشرات لوجود رغبة عند ترمب في فرش طريق إدارة بايدن بالزهور، وهذا، من دون أن يعني بالضرورة تعمّده افتعال أزمات وحروب تشغلها وتنهكها وتعطل سياساتها.

2- من الصعب أن نتخيّل انتهاج إدارة بايدن السياسات نفسها التي انتهجتها إدارة ترمب... ولكن من المستبعد أيضاً أن تقلب مقارباتها بالكامل. إذ إن الخلفيات والاعتبارات والمعطيات الإقليمية تغيّرت، وفي طاقم الرئيس المنتخب رؤى قد لا تكون متطابقة تماماً مع رؤى إدارة باراك أوباما.

3- ثمة لاعبون إقليميون قد يستغلون الأسابيع المقبلة لبلورة أولوياتهم والتعبير عنها، ولا أتوقع أن يبقوا مكتوفي الأيدي. وإذا كانت عملية تصفية المسؤول النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران، عملية خارجية - وهو المرجّح - فهذا يعني أن البعض في إدارة ترمب، أو بعض الجهات في إسرائيل، لا يريدون السماح لمناصري طهران داخل الحزب الديمقراطي باللعب لكسب الوقت، ولن يقبلوا إعادة الأوضاع إلى ما قبل 2016.

4- الدور الروسي مع كل من إسرائيل وتركيا وإيران، يستحق الرصد ويُتوقع أن يكون عاملاً مؤثراً في رسم واشنطن سياساتها الإقليمية. ولعل موسكو في عهد الديمقراطيين الجديد لن تشعر بالطمأنينة إزاء سياسات واشنطن كحالها إبان سنوات ترمب... عندما أضحت الصين لا روسيا «العدو الأكبر».

الأسابيع المقبلة حساسة وحاسمة، والاستشراف والاستثمار والتحسب... أولويات تستحق أن يحسب حسابها.

 

السحر والساحر... محسن فخري زاده

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

الأنظمة السياسية تختار أسلحتها بناء على تعريفها لنفسها وهويتها وطموحاتها، والفوضى والإرهاب هما أحد أسلحة النظام الإيراني التي يستخدمها حول العالم، وكل ما يتفرع عنهما من تفجيرات أو اغتيالات أو مظاهرات دموية أو ميليشيات، وبناء على هذا كله فقد اختار النظام الإيراني أن تكون الاغتيالات أحد أسلحته المحببة. لم يتوانَ النظام الإيراني عن استخدام سلاح الاغتيالات عبر أربعين عاماً حكم فيها البلاد بالحديد والنار ولاحق المعارضين في المنافي لتصفيتهم والقضاء عليهم في أقاصي الدنيا، وجميع أفرع النظام الإيراني في المنطقة تستخدم الطريقة نفسها، في العراق وسوريا وفي اليمن ولبنان، وربما كان للبنان النصيب الأكبر من الاغتيالات فقد قام «حزب الله» باغتيالات واسعة النطاق على مدى زمني طويل. تضيق المساحة هنا عن سرد جرائم التفجير والاغتيال التي قام بها النظام الإيراني أو أحد فروعه الإرهابية في المنطقة والعالم، وقد تم شيء من ذلك سابقاً في هذه المساحة، ولكن الجديد اليوم هو أن نفس السلاح الإرهابي بات أداة لخصوم النظام الإيراني في تتبع عناصره وحلفائه داخل إيران، فمن اغتيال أبي محمد المصري القائد في تنظيم «القاعدة» في طهران إلى اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب طهران أيضاً يوم الجمعة الماضي.

جرائم الاغتيال السياسي معروفة لدى غالب الأمم والشعوب من شتى الديانات والأعراق والثقافات، وهي بشكل عام عمليات تقوم على الغدر وتتمرس فيها الجماعات السرية أكثر من الدول والحكومات منذ «الحشاشين» إلى «النظام الإيراني» وتنظيم «داعش».

وبما أن هذه الجرائم هي أحد الأسلحة المفضلة لدى النظام الإيراني فيبدو أن بعض خصومه أحبوا مبادلته الحرب بنفس الطريقة التي يفضلها وبذات الأسلوب الذي يتبعه.

مهم أن يعرف الناس أن محسن فخري زاده لم يكن عالماً مدنياً يدرس في جامعة أو يعمل في مختبر بل هو قائد في وزارة الدفاع الإيرانية ومسؤول عن الملف النووي وأحد قيادات «الحرس الثوري»، وبالتالي فمن اختار اغتياله فقد اختار أن يسبب ألماً ممضاً للنظام بأكمله يوازي ما يصنعه النظام بخصومه حول العالم.

لا أحد يعرف على وجه التحديد من هي الجهة التي خططت وقامت بالاغتيال حتى الآن، هل هي إسرائيل كما يلمح النظام الإيراني على لسان وزير خارجيته محمد جواد ظريف أم هي بعض الجماعات المعارضة للنظام من الداخل؟ هل هي أميركا أو (الشيطان الأكبر) كما يسميها قادة النظام، أم هي دولة أخرى تعادي النظام؟ هذه أسئلة مشرعة للمستقبل ولكن الواضح أن ثمة موجة منظمة لتصفية عناصر مهمة وأسماء كبيرة من قيادات النظام الإيراني في مجالات متعددة، فأميركا لم تختبئ حين أعلنت عن تصفية قاسم سليماني والعراقي أبو ماجد المهندس، ولم تختبئ عندما قامت بتصفية أبي بكر البغدادي قائد تنظيم «داعش» وبالتالي فلو كانت أميركا هي من اغتالت محسن زاده لأعلنت ذلك على الملأ واعتبرته نصراً لها ومفخرة تستحق الإعلان والإشادة.

الاتهامات بدأت تطال النظام الإيراني في العديد من الدول الأوروبية؛ من فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا والسويد وغيرها من الدول التي لم تعد تستطيع الصمت على الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إيران وعناصرها من المخابرات والجيش ضد معارضي النظام في تلك الدول، فقد بالغ النظام في ردود فعله وتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء وإصراره على الاغتيالات كاستراتيجية ستدفع الكثير من الدول إلى معاملته بالمثل وإلى نشر فوضى وإرهاب مماثل داخل بلاده يستهدف رموزه.

إحدى مشاكل النظام الإيراني هي أن أعداءه كثيرون جداً في العالم، فقلما يجد الإنسان دولة لم يتدخل النظام الإيراني فيها بشكل أو بآخر وبالتالي عندما تجري عنده عمليات اغتيال فإنه لا يستطيع توجيه أصابع الاتهام سريعاً لدولة بعينها بناء على معلومات موثقة، ومن هنا فهو يختار «إسرائيل» دائماً لتحويل فشله الأمني والاستخباراتي إلى تجييش ديني ومذهبي يرفع من شعارات النظام ويعزز من آيديولوجيته.

هذه العمليات المستمرة والمتصاعدة هي أحد المؤشرات المهمة على أن العقوبات الأميركية القاسية قد أثرت بشكل كبير وملموس على قدرات النظام وتماسك مؤسساته التي ضعفت جراء العقوبات وهو لم يزل يتجلد للمصائب المتتابعة عليه حتى لا يبدو بمظهر الضعيف الخائف.

بدء ظهور آثار العقوبات الأميركية لم يكن وحده هذه المرة ولكن معه التفشي الهائل لفيروس «كورونا» في طول إيران وعرضها والإصابات بعشرات الآلاف والوفيات بالآلاف والنظام الصحي في إيران متخلف جداً وهو على حافة الانهيار في مواجهة هذه الجائحة. وبالإضافة لهذا بدأت دول كثيرة تكتشف جرائم النظام واختراقاته لسيادتها واعتداءه على مواطنيها واللاجئين فيها، وما محاكمة الأسدي في بلجيكا إلا نموذج واحد سيتبعه أمثاله. تجلد النظام للمصائب التي تحيق به ومحاولاته عدم إظهار ضعفه... كلها تصب في أمل النظام بأن ينتصر جو بايدن بالرئاسة الأميركية ويعيد سيرة إدارة باراك أوباما السابقة من الخضوع للنظام الإيراني والخوف منه وبالتالي العودة إلى الاتفاق النووي المعيب سياسياً وتاريخياً، ويتمنى النظام أن التاريخ سيعيد نفسه ويخضع بايدن كما خضع أوباما.

بعد العام 2003 ونشاط تنظيم «القاعدة» في السعودية دعت وزارة الداخلية عدداً من الباحثين والصحافيين وعرضت بعض تدريبات التنظيم في السعودية، ولفت نظر كاتب هذه السطور مقطعٌ مصور يظهر بعض عناصر التنظيم يتدربون على عمليات اغتيال مستخدمين دراجات نارية للهجوم على السيارات وقتل ركابها، وبعدما تكشفت الحقائق وظهرت العلاقة الوثيقة بين التنظيم والنظام الإيراني اتضح أن عناصره تدربوا في إيران وعلى أيدي عناصر «الحرس الثوري» في أكثر من بلد في المنطقة، وهذه العملية داخل إيران تم تنفيذها بهذه الطريقة ولكن باتجاه معاكس هذه المرة.

منذ العام 2007 واسم محسن فخري زاده يتداول دولياً من إسرائيل وأميركا ومجلس الأمن الدولي، وقد تحدث عن خطورته رئيس الوزراء الإسرائلي بنيامين نتنياهو قبل عامين تقريباً وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تغريدةً تلمح لمعرفته بدور ما لتنفيذ هذه العملية الدقيقة.

أخيراً، فكما تدين تدان، ومن اختار أساليب الشر والاغتيالات والتفجيرات والإرهاب فيجب أن يعرف أن السحر قد ينقلب على الساحر وعلى الباغي تدور الدوائر.

 

حيث الأولويّة للقرابة... وللإيديولوجيا المكان العاشر

حازم صاغية/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2020

في النزاع الإثيوبي الراهن كثيرة هي الأمور التي تستوقف المتابع. من تلك الأمور قصة الماركسية – اللينينية في ذاك البلد: في 1974، حصل انقلاب منغستو هيلا مريام ورفاقه ضباط «الدرغ» الذي أطاح الإمبراطور هيلا سيلاسي. النظام الجديد، وعبر تصفيات دموية متتالية، ما لبث أن تبنى الماركسية – اللينينية. بعد عام واحد، تأسست «جبهة التحرير الشعبي في تيغراي». الجبهة منذ ولادتها أعلنت تبنيها الماركسية – اللينينية إياها. هذا التبني المشترك للإيديولوجيا إياها لم يخفف ذرةً واحدة من حدة الصراع بين الطرفين. الجبهة، منذ البداية، اتهمت النظام بعدم القدرة على حل «مشكلة القوميات» وخاضت ضده حرباً بلا هوادة كان لها الدور الأبرز في إسقاطه عام 1991. ما قصدته الجبهة بـ«مشكلة القوميات» لم يكن سوى حقوق التيغريين حيال سلطة أديس أبابا التي يمسك بها «رفاق» أمهريون.

طرف ماركسي – لينيني آخر كان قد استقبل نظام منغستو الماركسي – اللينيني بتصعيد القتال ضده: إنه «جبهة التحرير الشعبي الإريترية». الجبهة كانت قد نشأت في 1972 كحلف بين مسيحيي الهضاب ومسلمي السواحل في إريتريا، وكمنافس لـ«جبهة تحرير إريتريا – القيادة الثورية» التي مثلت مسلمي غرب إريتريا. هذه الأخيرة كانت محافظة لكنها بقيت أشد تسووية حيال النظام الماركسي من الجبهة الماركسية المنافسة لها.

في هذه الغضون، وفي 1977 – 1978، خيضت «حرب أوغادين» بين نظامين كانا يعلنان يومها أنهما ماركسيان – لينينيان: الإثيوبي والصومالي في عهد محمد زياد بري. سبب الحرب نزاع البلدين على تلك المقاطعة. «الأممية» المعلنة للطرفين لم توقف تلك الحرب إلا بقدر ما أوقفت النزاع الصيني – السوفياتي، أو ذاك الفيتنامي – الكمبودي في 1978 – 1979.

تعطل الإيديولوجيا كان الوجه الآخر لاختيار الإيديولوجيا. ذاك أن العنصر الفكري لم يلعب إلا دوراً ثانوياً جداً في هذا الاختيار قياساً بما ترى جماعة من الجماعات أنه يخدم مصلحتها. مثلاً، في الحرب الأنغولية ضد الاستعمار البرتغالي (1961 – 1974)، والتي استؤنفت حرباً أهلية بين الجبهات المناهضة للاستعمار استمرت حتى 2002، اختارت «الحركة الشعبية لتحرير أنغولا» الماركسية – اللينينية في تأويلها السوفياتي. أما «الاتحاد الوطني لاستقلال أنغولا الكامل» (يونيتا) فاختار الماوية مع التركيز على صينيتها القومية، لا على ماركسيتها. سر هذا الافتراق أن الأولى مثلت إثنية الأمبوندو بينما مثلت الثانية إثنية الأوفيمبوندو. ولأن «الحركة الشعبية» كانت مدعومة من السوفيات والكوبيين، لجأت «يونيتا» إلى دعم الصين ولكن أيضاً النظام العنصري يومذاك في جنوب أفريقيا. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، تخلت «الحركة الشعبية» عن الماركسية – اللينينية.

في زيمبابوي (روديسيا يومذاك)، أسس جواشوا نكومو عام 1961 «اتحاد شعب زيمبابوي الأفريقي» (زابو) ذا التوجه الإصلاحي، وفي 1963 أسس روبرت موغابي «الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي» (زانو) الذي تبنى الماركسية – اللينينية. نكومو مثل قبيلة نديبيلي، وموغابي مثل قبيلة شونا، والقبيلتان تشكلان أغلبية شعب زيمبابوي. لكن الماركسي – اللينيني نداباننغي سيثولي، المنتمي إلى قبيلة نداو الصغرى، انشق في 1975 عن «رفيقه» موغابي.

في 1983 تشكلت «حركة تحرير شعب السودان» المطالبة باستقلال جنوب البلاد عن سلطة الخرطوم. الحركة التي وصفها الإعلام الغربي بـ«يسار الوسط» فجرتها مواجهات دموية، قبل استقلال الجنوب وبعده، بين المنتمين إلى قبيلة الدينكا والمنتمين إلى النوير.

الأمثلة كثيرة في هذا المجال، أشهرها ما شهدته جمهورية اليمن الجنوبي السابق وأفغانستان في ظل السوفيات والشيوعية.

في اليمن الجنوبي اختلف الرئيس سالم ربيع علي، وهو من محافظة أبين التي يربطها بشبوة تحالف قديم، مع «رفاقه»، وهم من ردفان ويافع والضالع. الأخيرون تبنوا التأويل السوفياتي للماركسية. ربيع علي تبنى التأويل الصيني - الماوي قبل أن يعدم في 1978.

الصراع نفسه، ومع اختلاف في الأسماء والعناوين، انفجر ثانية في 1986 فكلف دماً كثيراً وأودى بالاشتراكية ومعها الجمهورية الموصوفة بـ«الديمقراطية الشعبية». في 1967 انشق الحزب الشيوعي الأفغاني المسمى «حزب أفغانستان الديمقراطي الشعبي» إلى تكتلات كثيرة أهمها اثنان: «خلق» ومعظمه من إثنية الباشتون والمناطق الريفية، بزعامة نور محمد طرقي، و«برشام» الذي ضم أبناء المدن بزعامة بابراك كرمل. الأول كان أكثر تشدداً، واتهم الثاني بممالأة الملك ظاهر شاه. صراعات الطرفين وما تخللها من إعدامات وأعمال تسميم، لم يكن السوفيات بعيدين عنها، صارت شهيرة. لقد عجلت في التدخل العسكري السوفياتي وفي سقوط النظام الشيوعي بالتالي. تقول تلك التجارب وسواها كم إن الإيديولوجيا قليلة التأثير في المجتمعات التي يكون فيها نظام القرابة الموسع، الطائفي والإثني والجهوي، قوياً وفعالاً. فالحسم للقرابة وللعصبية، أما الأفكار، التي يتلهى بها الجيل الأصغر سناً، فلها المكان العاشر. هذه القناعة تكسب الكثير من المناعة حيال ما يقوله البعض عن أنفسهم وما يريدوننا أن نصدقه عنهم.

 

خطورة تكرار أخطاء الاتفاقية النووية مع إيران

راغدة درغام/النهار العربي/29 تشرين الثاني/2020

بدأ التنسيق بين فريقي الرئيس الحالي دونالد ترامب والرئيس المنتخَب جو بايدن في العملية الانتقالية للسلطة التنفيذية إنما ليس بدون معركة ضارية على مستقبل العلاقة الأميركية- الإيرانية ومصير الاتفاقية النووية المسماة JCPOA. الصين تبقى، بالتأكيد، الأولوية الحاسمة للسياسة الأميركية الخارجية، لكن المسألة الإيرانية تبدو أكثر حضوراً على عدة مستويات من ضمنها عقوبات فرضتها إدارة ترامب على شركات صينية وروسية هذا الأسبوع بتهمة توفير تكنولوجيا نووية الى إيران. ثم هناك رسائل عسكرية غير واضحة كليّا لجهة تطوّرها من الآن الى حين تسليم مفاتيح البيت الأبيض تتمثّل في غارات إسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا وداخل إيران يتردد انها تلقى معونة أميركية مباشرة ويُلقى عليها لقب "ضربات الخنجر" Dagger strikes لكونها سريعة، عميقة، محدودة الأهداف والمواقع.

في المسألة العسكرية، تقول المصادر، إن هناك خطة متكاملة لضربات ضد مواقع نووية داخل إيران يحتاج البنتاغون الى أمر خطّي من الرئيس لتنفيذها، وحتى الآن لم يصدر الرئيس ترامب تلك التعليمات. تضيف المصادر ذاتها، ان استهداف إسرائيل لمواقع إيرانية تشمل "حزب الله" داخل سوريا لن يتوقف بل سيزداد، لكنها استبعدت في الوقت الحاضر أن تقع اشتباكات اسرائيلية مع "حزب الله" مباشرة عبر الحدود اللبنانية.

القرار الإيراني العسكري يتأرجح على رهان القيادات في طهران على إلغاء إدارة بايدن العقوبات، أو تجميدها مرحلياً، مما يعطي إيران مساحة استراحة من وطأة هذه العقوبات المتتالية عليها وعلى كل من يمد لها يد المعونة. هناك من يتوسّل الى "الحرس الثوري" القائم على صنع السياسة الإيرانية الخارجية بشقَّيها المدني والعسكري ألاّ ينفّذ توعّد الانتقام من قتل قاسم سليماني ومن "اتفاقيات ابراهام" بين الإمارات والبحرين وإسرائيل ريثما تتسلّم إدارة بايدن مهامها في 20 كانون الثاني. إنما هناك داخل بوتقة صنع القرار في طهران من يتحدّى موجة التفاؤل العارم بنقلة نوعية في العلاقات مع الولايات المتحدة بموجب مغادرة ترامب ووصول بايدن إلى البيت الأبيض، وذلك لأسباب واقعية في عملية اعادة التفاوض على JCPOA، كما نتيجة التزامات فريق بايدن بحقوق الإنسان داخل إيران، ونتيجة سلسلة العقوبات التي تنوي إدارة ترامب فرضها الى اليوم الأخير لها.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبلغ نظراء له ان إيران جاهزة لتسّريع speed العودة الى الاتفاقية النووية التي انسحب منها الرئيس ترامب. هذا يعني ان طهران جاهزة للعطاء في مكانٍ ما مقابل تفاهمات تؤدّي الى إحياء اتفاقية JCPOA ورفع العقوبات. هذا المكان قد يحمل عنواناً نووياً أو صاروخياً. إنما، وكما أكدت المصادر المطّلعة على تفكير "الحرس الثوري"، "لا مجال على الإطلاق لإدخال عنصر السلوك الإيراني الإقليمي" على مفاوضات العودة الى الاتفاقية النووية.

السؤال الأهم هنا يتعلّق بمدى استعداد الرئيس المنتخب جو بايدن وفريقه للرضوخ لإصرار "الحرس الثوري" على استبعاد التوسّع الإيراني الإقليمي وسياسات التدخل في سوريا والعراق ولبنان واليمن عن مفاوضات الصفقة النووية. "الحرس الثوري" يراهن على فريق بايدن سيّما وأن بين مَن يَتولى أكبر المناصب من كان له دور في المفاوضات السريّة التي أدّت إلى إبرام الاتفاقية عام 2015، ومن أبرزهم مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن، جايك سوليفان. يراهن على ما يعتبره ضعفاً بنيويّاً في صفوف الدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على JCPOA - بريطانيا وفرنسا وألمانيا- إذا ما تم وضعها تحت الأمر الواقع: إما العودة الى JCPOA بدون عنصر نشاطات إيران الإقليمية، وإما الإصرار على إدراج عنصر السياسات الإيرانية الإقليمية بما يؤدي الى رفض طهران الـJCPOA بحلّتها الجديدة. رهان "الحرس الثوري" هو أن جميع الموقِعين على الاتفاقية عام 2015 ووافقوا حينذاك على شرط إيران استبعاد سياساتها الإقليمية عن المفاوضات النووية، سيرضخون مُجدّداً "لأن الاتفاقية النووية أهم بعشرة أضعاف من الشرق الأوسط برمته"، حسب تعبير أحد المقرّبين من التفكير في طهران.

المرحلة الأولى من المفاوضات المرتقبة بين فريق بايدن وفريق طهران ستكون مفاوضات ثنائية. وبحسب المصادر التي أكدت أن أطرافاً ثالثة ترعى مباحثات سرّية بين الطرفين، تصب هذه الجهود في خانة إقناع طهران بأن توافق مُسبقاً على مسائل حيوية لإعادة إحياء الاتفاقية النووية نظراً لصعوبة استئناف الاتفاقية بصورة أوتوماتيكية.

اليوت ابرامز، الممثل الخاص لإيران وفنزويلا في وزارة الخارجية الأميركية شارك هذا الأسبوع في الحلقة المستديرة الافتراضية الـ24 لقمة بيروت انستيتيوت في أبو ظبي حيث شرح استحالة العودة التلقائية الى الاتفاقية النووية، وأكد عزم إدارة ترامب على فرض عقوبات متتالية على إيران والصين وروسيا طوال الأشهر من الآن حتى 20 كانون الثاني  "حتى النهاية"، وشدّد على "مأساوية وغباء" عدم استخدام ما أنجزته إدارة ترامب في الملف الإيراني في سياسات الإدارة المقبلة.

قال "نحن نعتقد أن أمام إدارة بايدن فرصة عظيمة لأن هناك الآن قدر كبير من النفوذ والتأثيرLeverage على إيران عبر العقوبات والعمل سويّاً بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، فرنسا والمانيا وبريطانيا، والعمل مع أصدقائنا وشركائنا في المنطقة، إسرائيل والسعودية، والإمارات. أمامنا فرصة للعمل سويّاً على انتاج اتفاقية تعالج فعلاً، نعم، مسألة الصواريخ والمسألة الإقليمية على نسق مشكلة لبنان الذي يعاني ليس فقط من مشاكله الداخلية وإنما من سعي إيران للهيمنة عليه كي يكون لها حدود على البحر المتوسّط ومع إسرائيل. فإذا عملنا معاً، هناك فرصة حقيقية. أما إذا رمينا جانباً وسائل النفوذ والتأثير التي لدينا، سيكون ذلك حقاً مأساوياً وغبياً. فهناك فرصة للتوصّل الى اتفاقية بنّاءة تتطرّق الى جميع هذه المشاكل، إذا استخدمنا وسائل نفوذنا Leverage".

أضاف ابرامز مشيراً الى طوني بلينكن وزير الخارجية المفترض في إدارة بايدن والى جايك سوليفان "أعرف جيداً طوني بلينكن وجايك سوليفان وهما شخصان رائعان. إنما السؤال في رأيي هو هل تعلّما من الأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما في تلك المفاوضات مع إيران؟ وهل يدركان أن 2015 ليست 2021 وان عليهما أن يبنيا على دروس الماضي؟".

الدول العربية المعنيّة مثل السعودية والإمارات بدأت العمل مع فريق بايدن للتأكد من عدم استبعادها كليّاً عن المفاوضات مع إيران لإعادة إحياء الاتفاقية النووية. بدأت أيضاً استخدام علاقاتها الخاصة مع الدول الأخرى الموقّعة على الاتفاقية للتأكّد من عدم هرولة الجميع الى إحياءٍ تلقائي لاتفاقية JCPOA بمباركة تلقائية لأدوار إيران الإقليمية وبرفع العقوبات تلقائياً عن طهران بما يمكّن "الحرس الثوري" من استكمال المشاريع التوسّعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الخطر من تكرار إعفاء إيران من المراقبة والمحاسبة على مغامراتها ومشاريعها الإقليمية خطرٌ حقيقي لأن هذا آخر هم لدى الصين وروسيا وربما أيضاً لدى بريطانيا والمانيا. فرنسا اتخذت موقفاً علنياً داعياً الى طرح المسألة الإقليمية على طاولة البحث في إعادة إحياء الاتفاقية النووية. ما لم يصبح هذا موقفاً رسمياً للدول الأوروبية الثلاث، يبقى موقفاً ناقصاً. ولذلك على الدول العربية المعنية أن تُجنّد قدراتها للتأثير ليس فقط في إدارة بايدن وإنما أيضاً الدول الخمس الأخرى التي وقّعت على اتفاقية JCPOA وهي تدرك تماماً انها كانت توقِّع على اتفاقية تطلق حرية إيران للتدخل في سوريا والعراق واليمن ولبنان بتمويل من رفع العقوبات والقيود عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جميع هذه الدول تعمّدت التظاهر بحسن نواياها من خلال قولها انها تثق بتأثير هذه الاتفاقية على السلوك الإيراني الإقليمي، وأتت النتيجة واضحة في مأساة سوريا والعراق ولبنان.

أثناء الحلقة المستديرة الافتراضية التي شاركت فيها السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شاي، وعضو البرلمان اللبناني فؤاد مخزومي، ونائب مدير التخطيط والاستراتيجية في وزارة الخارجية الفرنسية، غورفان لوبرا، كان واضحاً أن فرنسا بدأت تتملّص من تعهداتها لإدارة ترامب بفرض العقوبات على الشخصيات اللبنانية التي تعرقل مبادرتها للبنان وكذلك نحو إيران. لوبرا قال "صحيح تماماً انه يجب علينا مشاركة نفس الأهداف مع الولايات المتحدة من حيث التأكد من أن الطبقات المختلفة للتهديد الإيراني في المنطقة، سواء كان انتشاراً نووياً أو سلوكاً اقليمياً، بحاجة الى معالجة. لكننا بالتأكيد نختلف على طريقة تحقيق ذلك ولا نعتقد أن العقوبات يمكن أن تحقق هذا الهدف في هذا السياق المحدد. أعتقد انها مسألة بنية أمنية، وهذا شيء يمكننا العمل عليه".

مخزومي تحدّى لوبرا وخاطبه متحدّياً كامل المبادرة الفرنسية للبنان وأنماط غضّ النظر عن سيطرة "حزب الله" على لبنان. وقال "حزب الله، بعد العقوبات المفروضة على إيران، وجّه أنظارهم داخلياً للتعويض عن الأموال التي أوقفتها العقوبات، ووجد ذلك في المرفأ وفي المطار وفي المنافذ غير الشرعية بين لبنان وسوريا. ولسوء الحظ، فإن أكبر جريمة وقعت في لبنان في 4 آب دمرت المرفأ. ولكن هذا لا ينفي أنه لا يزال يتعيّن علينا السيطرة على المطار، ولا يزال علينا ضبط الحدود مع سوريا حيث نقترح على المجتمع الدولي وضع القيود والمشاركة فعليّاً في أمن مطار بيروت من خلال اتحاد النقل الجوي الدولي IATA".

السفيرة دوروثي شاي شدّدت أثناء الحلقة الافتراضية على فاعلية العقوبات ليس فقط على إيران و"حزب الله" وإنما أيضاً على المتعاونين معهما والفاسدين منهم في الطبقة السياسية المتحكّمة بلبنان. فضحت ما وصفته باستعداد وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل التخلّي عن علاقته مع حزب الله "وكان قريباً من النقطة التي كان مستعدّاً فيها لإلقاء المنشفة". وقالت "أي شخص كان متورطاً في فسادٍ أوسع، أو أي شخص يساعد ويحرّض منظمة إرهابية (حزب الله)، يجب عليه مراجعة أفعاله والنظر في الآثار المترتّبة عليه"، على نسق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على جبران باسيل وغيره.

رزمة العقوبات الأميركية الآتية ستطال أهدافاً في لبنان وإيران وهناك، حسب المصادر، رزمة تستهدف حوالى 30-40 شركة صينية و20 شركة روسية بسبب علاقاتها مع إيران تشمل كبار الشركات في مجال الفضاء والمجال النووي والملاحة وإنتاج الطائرات. هذه الرزمة، إذا تم التوقيع عليها، ستقيّد أيادي إدارة بايدن بصورة كبيرة بحيث لن يتمكّن من التملّص منها، مهما شاء. إدارة ترامب عازمة على قطع الطريق على أية هرولة في ذهن فريق بايدن نحو إعادة تعويم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإعفاءات خطيرة. أدواتها ليست فقط في حدّة العقوبات. ولذلك تبرز أهمية مراقبة الذبذبات العسكرية التي تشير لربما الى عمليات استباقية للهرولة نحو إعفاء طهران.

 

الصين: هل "غيّر الحلم معسكره" حقا؟

منى فياض/الحرة/29 تشرين الثاني/2020

من مفاجآت التاريخ التي تحدث عنها مارك فيرو في كتابه "ألاعيب التاريخ"، صحوة الصين. قبل أن تحل جائحة كورونا التي نشأت هناك، والتي قد تغير الكثير، كانت جميع الانظار تتجه نحو الصين. القوة الاقتصادية الحاضرة للسيطرة على العالم.

فقد نجح الحزب الشيوعي، وعلى رأسه ماوتسي تونغ الجديد Xi Jinping، في تدعيم سلطانه. النموذج السلطوي الجديد، يجمع بين الليبرالية المنافسة في الخارج، والتأطير الصارم للمجتمع المدني في الداخل.

بدأ هذا الصعود الخاطف للصين منذ عهد Deng Xiaoping، الذي حرر الاقتصاد في نفس الوقت الذي عزز فيه السلطة المطلقة للحزب. استكملت الحركة أيام شي جينبنغ.

الصين لم تكن تساهم في عام 1975 سوى ب 0,7 في المئة من التجارة العالمية، قفزت هذه النسبة عام 2007 إلى 9 في المئة للصادرات و7,4 في المئة من الواردات. هذا النمو نتج عن سياسة دينغ تشياوبينغ تحت شعار "العصفور في القفص، لا تضغط عليه، ولا تفتح له، ليطير". أي ضبط التبادل الحر، مع الاحتفاظ التام بالسلطة السياسية. عكس الذي حصل في الاتحاد السوفياتي في بداية البيريسترويكا.

الشعار هو "بلد واحد، نظامان". قصد بالنظام الثاني هونغ كونغ. لم يكن يراد القول إن مجمل الجماعات الصينية، التي تعيش في إندونيسيا وسنغافورة ولاووس وفيتنام أو ماليزيا، ستكون ضمنه.

انطلاقا من هذه الشبكات تم بناء اقتصاد قوي، لكنه غير ظاهر لأنه نتج عن البوتيكات، وليس عن المراكز الكبرى. لم يكن الغربيون ليتخيلوا أن بالإمكان إنتاج اقتصاد قوي من شبكة بوتيكات. كانت أعين أميركا تترصد القوة الصينية العسكرية وتراقب طموحاتها في تايوان.

لم يتمكن الغرب من قياس أهمية العلاقات غير العلنية وغير الدولتية بين المكونات المتقاربة جغرافيا للدياسبورا الصينية. في تنظيم تكاملي كان لدى صينيو تايوان إمكانية الوصول إلى التقنيات الغربية، وأولئك الذين في هونغ كونغ لعبوا دور منصة نحو الأسواق الخارجية حاملين تجربتهم المصرفية، بينما حمل الساحل الغربي القوة العاملة للسوق.

وبدل ان تقوم البلدان الغنية المتطورة بتصدير السلع والتجهيزات نحو الصين مقابل المواد الأولية، كان العكس يحصل. أصبحت الصين قائدة في التجميع والتعاقد من الباطن (تعاقد مع المقاولين) خصوصا في الإلكترونيات. توسع حقل التصدير من القماش نحو الشاشات المسطحة ومؤخرا نحو الكماليات.

وعلى مشارف القرن الحادي والعشرين غزت المنتجات الصينية جميع رفوف محال العالم.

بلغت الصادرات الأميركية إلى الصين في العقود الأولى للقرن الجديد 79 مليار دولار، بينما استوردت اميركا 280 مليار دولار.

لا شك أن الصين برهنت عن موهبتها في أخذ مكان الغرب في ميدان البحث العلمي. تشابكت جهود الشركات مع الحكومة في القطاعات الأكثر أهمية. وهكذا تضاعف عدد المجلات العلمية ما بين عامي 2012 و2016 من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف مجلة علمية سنويا. ومديروها متمكنون من كل ما ينتج في السيليكون فالي وفي الولايات المتحدة عموما – حيث لا تنتشر المعرفة باللغة الصينية. أداؤهم يتطور ويتراكم في ميادين عدة في الذكاء الاصطناعي.

يشكل التغلب على الرؤيا الغربية للتاريخ هدفا للصين. ومحاربة فكرة أن نمو الطبقة الوسطى لا يمكن إلا أن يؤدي إلى الليبرالية. هذا "التلوث الفكري" القادم من الغرب لا يهدف إلا إلى إضعاف سلطة الحزب.

"غيّر الحلم معسكره"، أعلن الرئيس الصيني، شي جينبينغ. قاصدا حتمية أن تتخطى قوة الصين قوة الولايات المتحدة خلال عدة سنوات.

الصين الرقمية

يشير كتاب: "هل سيقتل الذكاء الاصطناعي الديموقراطية"، إلى أن استراتيجية الرئيس الجديد شفافة: استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مزدوج، ليضبط المواطنين وليصبح القوة الأولى في العالم في نفس الوقت.

وتسجل حاليا براءات اختراع أكثر من الولايات المتحدة. لا تطمئن الفاينانشال تايمز والنيويورك تايمز والفورين أفيرز للتقدم الصيني في IA المطبق في الميدان المالي والذي يهدد المؤسسات المالية الغربية.

ويستنفر إريك شميدت عندما يستعيد تصريحات الحزب الشيوعي الصيني:" سيلحقون بنا من هنا حتى العام 2020، وفي العام 2025 سيصبحون أفضل. وفي العام 2030 سيسيطرون على صناعة الـ IA .

السؤال كيف تستخدم الصين قدراتها وقد أصبحت رائدة في البحث والتطوير العلميين وفي الرقابة؟

أطلقت اوروبا مجتمع المعرفة وتصنيع الذكاء الاصطناعي من دون الاهتمام بدمقرطة الذكاء البيولوجي. ففي مجتمع المعرفة، يجر التفاوت بين القدرات المعرفية إلى اختلافات تفجيرية في المداخيل وفي القدرة على الفهم وفي التأثير على المركز الاجتماعي.

اعترف Sergey Brin عام 2017 في دافوس أن IA يتقدم أسرع كثيرا من جميع التوقعات. وسيقلب تصنيع الذكاء الاصطناعي التنظيم الاجتماعي والسياسي، لأنه، للمفارقة، الأداة الأقوى للتمركز السياسي والاقتصادي الذي عرفته البشرية.

إن التفاوت المتصاعد بشكل هائل، بين تصنيع IA وبين دمقرطة الذكاء البيولوجي، الذي لم يبدأ بعد، يهدد من الآن وصاعدا الديموقراطية. لذا يجب التوظيف بكثافة في تجديد التربية، كما يفعل عمالقة الرقمي لأدمغتهم السيليسية silicium، بدل الجمود في وضعية انتظار وتردد بينما الساحة متروكة للبلدان التي تعيش وضعية معاكسة تماما، كالصين.

عكس جميع التوقعات، الصين: ultra- transhumaniste وتعمل على الإنسان الآلة

بوجه أوروبا المحافظة والخجولة فيما يتعلق بالبيولوجيا تنتصب الصين متخلية عن العِقد والثقافة الغربيين. تظهر دراسة Marianne Hurstel de l’agence BTEC الهوة الثقافية بين فرنسا والصين. فوجدت أن الصينيين أكثر تساهلا فيما يتعلق بالتكنولوجيا، ولا عقد لديهم في زيادة QI أطفالهم بواسطة الطرق البيوتكنولوجية، بينما يتقبل الفكرة 13 في المئة فقط من الفرنسيين. إنه منظور مرعب.

دراسة جديدة تبرهن وجود هوة بين المنظورين فيما يتعلق بالقبول غير المشروط ل IA، ثلثا الصينيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيؤمن وظائف جديدة مقابل ثلث الفرنسيين. كما يقول قسم كبير باستبدال المحامي بالروبوت. فيما يعارض الفرنسيون ذلك بضراوة. و90 في المئة من الصينيين يقولون بعلاقات طيبة وصداقة مع الروبوت مقابل ثلث الفرنسيين.

أيضا على المستوى الجيني، تبدو الصين قابلة بشدة للتدخل الجيني على مستوى البشر. نجحوا في استنساخ قرد عام 2018. كما أنه سبق للصين أن مارست التعديل الجيني عند الأجنة رغم الموقف الدولي المعارض لهذه التجارب. يسود الصين توافق مشهدي على التعديل في الدماغ وعلى نشر الذكاء الاصطناعي. يكفي أن يسمح الحزب بذلك.

هذا كله يهدد بـ "لا مساواة" غير مسبوقة بين البشر، فيمتلك البعض، دولا وأفرادا، قدرات خارقة لا أحد يضمن كيفية استخدامها.

ليست المرة الأولى التي تنخدع فيها الديمقراطيات بسذاجة فيما يتعلق بالتكنولوجيا، سبق لسفير بريطانيا في أميركا عام 1868 أن أعلن أن التليغراف الذي أصبح عصب الحياة الدولية سينقل المعرفة ويمنع أسباب سوء التفهم وينشر السلام والانسجام.. كما سكة الحديد والطائرة وغيرها.

حقبة التنكوتاتور

لم يفرمل الذكاء الاصطناعي أنظمة الاستبداد، بل على العكس شكل لها المفاعل النووي الذي أطلق لها العنان. يعتقد Jack Ma، الذي أسس "علي بابا"، أن الذكاء الاصطناعي سيسمح بقيادة الاقتصاد الصيني أفضل مما يفعل السوق الرأسمالي.

قبل وباء كوفيد 19 وربط جميع الهواتف الذكية بمراكز الأمن الصينية، وصف الاقتصادي والكاتب أوليفييه بابو في l’opinion الواقع المرعب للنظام الصيني. في قطار بكين –شنغهاي، يمكن للركاب أن يسمعوا الإعلان التالي:" الركاب الأعزاء، من لا يحمل بطاقة سفر، يتصرف بشكل غير مناسب، ويدخن في الفضاء العام، سيعاقب حسب النظام وسيتم الإبلاغ عنه انطلاقا من الرصيد الشخصي. تفضلوا وتقيدوا بالنظام."

ويشير بابو إلى أن الصين أرست خلال عدة سنوات أول نظام رقابة للسلوك من دون هوادة في تاريخ البشرية. طال جميع الأفعال على الشبكة والتبادلات على الوسائط الاجتماعية والتنقلات والمشتريات.

إن مذكرة الائتمان الاجتماعي المخصصة لكل مواطن هي التي تسمح له بالسكن والتنقل وتسجيل أولاده في الجامعة. بكلمة جميع أوجه حياة الصينيين هي موضع رقابة مركزية. ما يجعل ماو وستالين وأمثالهما يتحسرون غيرة.

لا شك أن مستبدي العالم الثالث سيستمرؤون منذ الآن جدار الحماية الرقمي الصيني، الذي يسمح – بفضل IA- برقابة فائقة الفذلكة من دون تعطيل الاعمال.

هل الديموقراطيات الغربية محصنة تجاه هذا الخطر الديكتاتوري؟

إن تراجع الديموقراطية لا ينحصر بالبلدان الصاعدة: المواطنون الغربيون هم أيضا مراقبون من الدول. فالأنظمة الأمنية قلصت الحريات وسمحت بالرقابة الجماعية بحجة مكافحة الإرهاب. والآن بسبب كورونا.

لن تعيش الديموقراطيات إلا إذا استطاعت إيجاد بديل فعال للنموذج الاستبدادي السوبر- ممركز الصيني. وإلا ستكون نسخة لطيفة عنه. سننتظر شكل العالم القادم بعد كورونا.

المراجع المستخدمة:

Laurant Alexandre-  Jean François, Copé: L’ I A va-t-elle aussi tuer la Démocratie? J.-C. Lattѐs, 2019, Paris.

Marc Ferro: Les ruses de l’histoire, Tallandier, Paris, 2018.

 

ولاية ثالثة لأوباما أم أولى لبايدن؟

سام منسى/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2020

انجلت الالتباسات التي رافقت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لتحسم نتائجها فوز جو بايدن، وعكس ما توقع الكثيرون، مضت المرحلة الصعبة والمعقدة بسلام من دون مشكلات أمنية أو أعمال عنف تُذكر في بلد أقرب إلى قارة ويزيد عدد سكانه على 300 مليون نسمة. وبدأت المرحلة الانتقالية مع إعلان الرئيس المنتخب جو بايدن أسماء أبرز وجوه إدارته والتي يمكن من اختيارها استشفاف قراءة أولية لسياسة الإدارة الجديدة في هذه المرحلة لا سيما تجاه منطقة الشرق الأوسط.

لعل أهم مؤشر تُظهره هذه التعيينات هو ما أكده الرئيس بايدن نفسه الأسبوع الماضي في مقابلة تلفزيونية وبالفم الملآن أن ولايته لن تكون ولاية ثالثة لباراك أوباما، محاولاً تبديد مخاوف مبررة على أكثر من صعيد لدى الكثيرين في الداخل والخارج. ووضع إطاراً لسياسته تحت عنوان عريض هو «التفكير المبتكر وغير التقليدي» (Fresh Thinking) المبنيّ على إعادة التوازن بأبعاد ثلاثة:

الأول، هو التوازن ضمن الفريق الواحد أي ضمن الإدارة نفسها. والثاني، التوازن في إدارة شؤون السياسة الداخلية بعد المشكلات التي عانى ويُعاني منها المجتمع الأميركي والتي برزت بحدة إبّان الحملة الانتخابية وعمليات التصويت وإعلان النتائج. والثالث، إعادة التوازن إلى السياسة الخارجية الأميركية وعلاقات الولايات المتحدة مع الخارج. وأصدق من عبّر عما تحتاج إليه الإدارة الجديدة في تعاملها مع الداخل هو رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية ريتشارد هاس، عندما تحدث عن الإصلاح ثم البناء. والمقصود بذلك أن على الرئيس الأميركي البدء بإصلاح التشظي والتعطيل المؤسساتي الذي أحدثته السنوات الأربع من ولاية ترمب، وما خلفه من تداعيات سلبية على سياسة البلاد الداخلية والخارجية معاً ومن ثم البدء بعملية البناء. إن عملية الإصلاح شاقة وطويلة ومعقدة وقد تأخذ فترة غير قصيرة من ولاية الرئيس المُنتخب وهي ذات شقين:

الإصلاح الداخلي الذي يبدأ بإعادة الثقة إلى المؤسسات والنظام والمصداقية إلى القيم الأميركية ومعالجة الانقسام في المجتمع الأميركي، بدءاً بمشكلة العنصرية وإصلاح الشرطة، مروراً بالرعاية الصحية وعلى رأسها مواجهة جائحة «كورونا»، وصولاً إلى سياسة الهجرة والأمن القومي. والإصلاح الخارجي الذي يبدأ بإعادة فرز واضح للحلفاء والخصوم وإصلاح العلاقات مع الحلفاء لا سيما عبر ضفة الأطلسي والعودة إلى الاتفاقات الدولية التي خرج منها الرئيس ترمب وعلى رأسها اتفاقية باريس المتعلقة بالمناخ، والعودة أيضاً إلى المنظمات الدولية وأولاها منظمة الصحة العالمية وسط الحاجة إلى تعاون دولي ظهّرته مواجهة جائحة «كورونا».

عملية الإصلاح الداخلي قد تأخذ فترة طويلة من ولاية الرئيس بايدن حتى يتمكن من البدء في الإصلاح الخارجي ناهيك بمرحلة البناء. لكن بقدر ما يرتبط نفوذ أميركا الخارجي بتماسكها الداخلي، فهو يرتبط أيضاً بتوازن سياستها الخارجية واتزانها. إلا أن إدارة بايدن تواجه غياباً للتوافق الداخلي على دور أميركا في العالم. فشعار «أميركا أولاً» الذي رفعته إدارة ترمب جعل الولايات المتحدة وحيدة وشبه معزولة، متباينة مع حلفائها ومتراجعة عن مواجهة ممارسات الخصوم التي لا تأخذ بالحسبان المعايير الدولية والمعايير الإنسانية، كأداء الصين تجاه هونغ كونغ وسعيها إلى ضم تايوان وموقفها القمعي من أقلية الإيغور المسلمة التي أنشأت لها مخيمات إعادة تأهيل في الصين. يضاف إلى ذلك أداء روسيا المتفلت من أوكرانيا إلى سوريا إلى ليبيا والابتعاد التركي عن حلف الأطلسي مع الفورة الإردوغانية المتوجهة شرقاً وجنوباً في استعادة مشوهة لدور تركيا العثمانية، حتى بات يختلط على المراقب تصنيف ممارسات أنقرة وهل هي ممارسات حليف أو دولة مارقة، كما قال السفير دنيس روس.

والأهم من كل ما سبق هو الموقف المستقبلي من إيران، وهو مصدر مخاوف منطقتنا من الإدارة الجديدة. ربما النجاح الوحيد لإدارة ترمب هو سياسة العقوبات القصوى التي مارستها ضد طهران والتي أوهنتها كما أوهنت أذرعها في الخارج. في ظل مواصلة إيران، وإن بوهن «صحوة الموت»، خرق الاتفاق النووي الذي لا تزال الدول الأوروبية ملتزمة به، أو إنتاج الصواريخ الباليستية أو تدخلها في شؤون دول المنطقة ورعايتها للإرهاب، يبقى السؤال: من أين سيبدأ بايدن برسم سياسته تجاه طهران.. من حيث انتهى أوباما أم من حيث انتهى ترمب؟

الصوت الخارجي الذي كان يتهم أميركا بالهيمنة وبأنها سبب الاضطراب في النظام الدولي بات له صدى في الداخل الأميركي عند اليسار كما عند اليمين، كأن المطلوب عزل الولايات المتحدة لنفسها كما لو أن ممارسات الدول الأخرى لا تؤثر على أمنها القومي أو تدخل ضمن المجال الحيوي لسياساتها. وأصدق تعبير عن هذه الحال هو ما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر من أن أميركا باتت اليوم غير قادرة على البقاء في العالم، وفي الوقت عينه غير قادرة على الانسحاب منه ولا السيطرة عليه.

في عالم يشهد طفرة في الفوضى وتغييرات سريعة وغير منطقية في المصالح والتحالفات، وتسوده الشعبوية وتقلص سيادة مؤسسات الحكم لصالح الحكّام الأفراد، وبعد الفراغ الذي تركه انسحاب أميركا التدرّجي منه وسده من قوى ظلامية خلّفت حروباً واضطرابات وعداوات، أصبحت قيادة أميركا التي نعرف للعالم حاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى. ولعل هذا ما عبّر عنه بايدن عندما تحدث عن الحاجة إلى «تفكير مبتكر وغير تقليدي»، ولن يكون كذلك ما لم يبدأ برسم إطار جديد لدور أميركا في العالم يأخذ بعين الاعتبار المتغيّرات الحاصلة خلال العقد الأخير على أكثر من صعيد.

يرى دنيس روس أن المدخل إلى ذلك هو استعمال الولايات المتحدة للقوتين الناعمة والخشنة معاً، لأن سياسة القوة الناعمة بمفردها والركون إلى الدبلوماسية وحدها التي اعتمدتها إدارة أوباما خلال ولايتين لم تكن صالحة، كما أن اعتماد ترمب للقوة الخشنة الانتقائية ورذل الدبلوماسية لم يأتِ بالنتائج المرجوة. فلا بد تالياً من دمج القوتين والتحلي بالحكمة لمعرفة متى يصح استخدام واحدة منهما أو الاثنتين معاً.

وحسب روس، لن تنجح هذه السياسة من دون تحالف أميركا مع الدول التي تؤمن بنفس مبادئها وقيمها لقيام نظام دولي ليبرالي يمزج بين القوّة الناعمة والقوّة الخشنة والدبلوماسية والقوّة، فتكون القوّة لدعم الدبلوماسية عندما لا تنجح هذه الأخيرة.

فقدت أميركا في السنوات الأربع الماضية الكثير من جاذبيتها، ومهمة بايدن هي تجديد هذه الجاذبية كركن أساس من عملية إعادة البناء، كما كتبت سامنثا باور، المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة. وجاذبية الولايات المتحدة هي وراء كون 40% من الشخصيات التي نالت جوائز نوبل في معظم الحقول من السياسة إلى العلوم إلى الطب إلى الفنون تخرجوا في الجامعات الأميركية، كما هي أكبر نسبة من رؤساء دول العالم. ما قد يصيب أميركا في مقتل هو تبني الداخل الأميركي مقولة الخارج من أن أميركا تتراجع. صحيح أن المشكلات كثيرة لكن الأساس صلب ولن تحيد أكبر ديمقراطية في العالم عن مسار الديمقراطيات: إصلاح الذات والمضي قدماً.

 

إيران وغياب الخطوط الحمر

غسان شربل/الشرق الأوسط/30 تشرين الثاني/2020

ساعةَ تلقيه نبأَ قتلِ العالمِ فخري زاده، «الصندوق الأسود» للبرنامج النووي، وجدَ المرشد الإيراني علي خامنئي نفسَه في وضع شبيه تقريباً بذلك الوقت الذي تلقى فيه نبأ قتل قاسم سليماني، على رغم الفوارق بين الرجلين. كان سليماني الأقرب إلى قلب المرشد، وكان حارس حلم «تصدير الثورة» إلى الإقليم. وثمة من يعتقد أن فخري زاده كان «سليماني الحلم النووي». وما يربط بين الحدثين هو أنَّ الأول تمَّ بأمر من دونالد ترمب، والثاني يُعتقد أنَّه نُفّذ بأمر من بنيامين نتنياهو، مستفيداً من «أسابيع الجمر» التي تفصلنا عن موعد انتقال البيت الأبيض إلى سيّده الجديد جو بايدن.

المبالغة تقليد عريق في منطقتنا. نضخّم حجم الأحداث ونروح نتكهن حول الردود والأثمان. ومنطقتنا تساعد على ذلك. إنَّها منطقة العداوات التي لا تنتهي. والخناجر التي تتظاهر بالاستكانة، لكن من دون أن تتقاعد. منطقة ضربات وأخطار لم تتعلم من ولائمها الدموية القديمة والحديثة.

لنترك الإفراط في المبالغات. يمكن العثور على بديل لأي رجل مهما كان لامعاً. يمكن إعادة إعمار أي منشأة مهما كانت حساسة. الأصعب هو معالجة الجروح التي تصيب الصورة. صورة النظام أو سيده أو الآلة الممسكة بخيوطه. ولا مبالغة في القول إنَّ إيران تتَّجه إلى ختام السَّنةِ الحالية مصابةً بجرحين كبيرين. الأول افتتحت به السَّنة وهو الهجوم الأميركي الذي قتل في بغداد الجنرال سليماني الذي يتحدَّث عنه رفاقه وكأنَّه غيفارا الثورة الإيرانية؛ خصوصاً بعدما غيّر هويات دول وعواصم. ويصعب الاعتقاد أنَّ طهران تمكَّنت من الرد على هذا الجرح بما يوازيه ولهذا سمعنا تكراراً عبارة «الصبر الاستراتيجي» فضلاً عن عبارة «في الزمان المناسب والمكان المناسب».

أغلب الظن أنَّ إيران كانت تستبعد أن يتخذ أي رئيس أميركي قراراً بقتل سليماني. استهدافه مختلف عن استهداف أسامة بن لادن أو أبو بكر البغدادي. ولعلَّها كانت تعتقد أنَّ دونالد ترمب نفسه، صانع المفاجآت، لن يجرؤ على تخطي «الخط الأحمر» الذي يشكله استهداف من أدَّى رقصة النصر فوق خرائط «الهلال الإيراني». الاستهداف المبرمج للأميركيين في العراق لم يرتفع إلى مستوى الرد الذي يغسل الضربة فبقي جرح الهيبة ينزُّ. لم يكتف ترمب بذلك. واصل سياسة «الضغط الأقصى» على إيران ملحقاً الخسائر باقتصادها وبشبكة تمويل مؤسساتها وأذرعها. وبطريقة لا تخلو من الاستفزاز كان ترمب يضع إيران دائماً في خيار صعب، إما تجرّع مزيد من الخسارات، وإما الانخراط في مواجهة شاملة غير متكافئة. وشكَّلت صعوبة التكهن بالمدى الذي يمكن أن يذهب إليه سيد البيت الأبيض عنصراً رادعاً منع طهران وحلفاءها من تنظيم رد موازٍ لقتل سليماني. والحقيقة أنَّ الضربة الأولى تمثلت في خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي شكَّل فرصة تاريخية لإيران، حين وافق على إلغاء العقوبات في حقّها، في مقابل القيود النووية، ومن دون التطرق إلى الهجوم الذي تشنُّه في الإقليم، وترسانتها الباليستية.

تبادل الضربات الإيرانية - الأميركية قديمٌ، وهو من عمر الثورة الخمينية. لكن الضربات من الجانب الأميركي اتَّخذت في عهد ترمب بعداً غير مسبوق، ويمكن اعتبارها نوعاً من إلغاء الخطوط الحمر للرد على الجروح السابقة. وكانت الممارسات الإيرانية التي بدأت باحتجاز الأميركيين رهائنَ في سفارة بلادهم في طهران، وتفجير مقر المارينز في بيروت وخطف الرهائن شكلت عملياً نوعاً من إلغاء الخطوط الحمر التي تفرضها القوانين الدولية حتى في حال الاشتباك.

ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل عالماً نووياً على الأرض الإيرانية. فعلت ذلك في بدايات العقد الماضي. جديد العملية الأخيرة هو اسم الرجل وأهميته وعجز سلطات بلاده عن حمايته على رغم تسميته قبل عامين من قبل نتنياهو على مرأى من العالم بأسره، في إطار كشف الوثائق النووية التي سرقها «الموساد» من الأدراج الإيرانية. جديدها أيضاً هو حجم الاختراق الإسرائيلي على الأرض الإيرانية، فالهجوم يحتاج إلى بنية لتوفير المتفجرات والأسلحة والانتقال ثم الانسحاب، أي أنه يحتاج إلى تواطؤ من داخل أجهزة أو التسلل من خلال ثقوبها. وجديد العملية أيضاً توقيتها قبل انتهاء ولاية ترمب بأسابيع، ما يعني أنَّ إدارة بايدن قد تجد نفسها أمام وقائع جديدة تعقّد أي عودة أميركية إلى الاتفاق النووي.

يضاعف من وقع اغتيال فخري زاده على إيران أنَّه يأتي بعد الكشف عن اغتيال «أبو محمد المصري» أحد كبار مسؤولي «القاعدة» وفي طهران بالذات، ما يؤكد الاتهامات السابقة ضد الأجهزة الإيرانية. كما أنَّه يأتي في وقت تواصل فيه إسرائيل حرباً معلنة على «التموضع» الإيراني على الأراضي السورية. تحظى هذه الحرب بتأييد أميركي كما تحظى عملياً بقبول روسي. وعلى رغم تكرار الهجمات الإسرائيلية لم تستطع طهران تنظيم رد موازٍ، لا عبر الجبهة السورية، ولا عبر الجبهة اللبنانية، ما يوحي بمحاولة فرض قواعد اشتباك جديدة أو العودة إلى امتلاك ورقة الردع. ويقول الخبراء إنَّ روسيا ليست في وارد دعم رد إيراني صاروخي انطلاقاً من الأراضي السورية. يقولون أيضاً إنَّ الجيش السوري ليس قادراً على احتمال تبعات انطلاق مثل هذا الهجوم من الأراضي السورية. يلفتون كذلك إلى أنَّ الانهيار الشامل الذي يعيشه لبنان يمنع «حزب الله» من تنظيم عملية واسعة للرد انطلاقاً من لبنان. يضاف إلى كل ما تقدَّم أنَّ العملية الأخيرة جاءت بعد تحوّل كبير في المنطقة تمثَّل في إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين على قاعدة القلق المشترك من السياسات الإيرانية. وهذا يعني عملياً أنَّ برنامج التطويق الشامل للدول البارزة في الإقليم الذي أطلقته إيران قبل سنوات أصيب بتصدعات كبيرة.

ها هو الشرق الأوسط يعيش بلا خطوط حمراء، وتتلوى بعض خرائطه على نيران الحروب الأهلية أو الأحقاد المذهبية أو التدخلات الخارجية وسط تصاعد المخاوف وتغير الأولويات. عبر اختراق الخرائط واحتجاز المدن وتغيير الملامح والاغتيالات والغارات سقطت الخطوط الحمر في المنطقة. طبيعي أنْ يتصاعدَ القلق، وأن تأملَ كلُّ عاصمةٍ أن تبقى بمنأى عن وليمة الجمر إذا فتحت على مصراعيها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وزير الصحة: سنعتمد الفتح التدريجي للبلاد ليتنفس الناس اقتصاديا

وطنية - الأحد 29 تشرين الثاني 2020

أشار وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، بعد اجتماع لجنة كورونا، الى أن "نسبة الالتزام بالاقفال العام لم تتجاوز ال 50%. ونحن مقبلون على فترة الاعياد ويجب أن نفسح المجال للناس للتنفس اقتصاديا وعلى الجميع التحلي بالمسؤولية" .

وأعلن عن "اعتماد الفتح التدريجي للبلاد بدءا من يوم غد الاثنين، ووزير الداخلية سيشرح طرق وكيفية الفتح" .

 

بلدية بشري: نشجب الاعمال الفوضوية وندعو الى الكشف سريعا على ملابسات مقتل جوزف طوق

وطنية - الأحد 29 تشرين الثاني 2020

صدر عن بلدية بشري البيان الاتي: "لطالما كانت بشري مدينة الكرامة والرجولة والكرم، وهذه الصفات لا بد من أن تتماشى معا لتحافظ مدينتنا على صورة الدولة النموذجية ويبقى أهلها مثالا يحتذى به في المناطق كافة. لطالما آمنا بدولة القانون، رافضين رفضا قاطعا شريعة الغاب، ولطالما كنا السباقين الى محاربة السلاح المتفلت، ورفض مبدأ الدويلة البعيدة كل البعد عن مبدأ بناء الدولة القوية التي تحفظ حقوق مواطنيها. من هنا، شرعنا منذ لحظة وقوع الحادثة المفجعة التي أودت بحياة ابن مدينتنا جوزيف طوق على يد أحد العمال السوريين، الى اتخاذ الإجراءات اللازمة، ضمن القانون، لتهدئة النفوس، وتنفيذ العدالة، وهي أدنى واجباتنا أمام أهل الفقيد خصوصا، وأهل المدينة عموما". وتابعت البلدية: "لذلك، طلبنا من كل الاجهزة الأمنية والقضائية اتخاذ الاجراءات اللازمة سريعا، والكشف على ملابسات الجريمة وإنزال أشد العقوبات بالجاني. ورغم اتخاذنا كافة الإجراءات القانونية التي عادة ما تؤخذ عند وقوع أي جريمة، لم نتوان عن اتخاذ خطوات جريئة ضمن نطاق صلاحيتنا، تجسدت بطرح مشروع الحد من العمالة الأجنبية وفتح فرص العمل أمام أبناء مدينتنا، من أجل استفادتهم من تلك الفرص ومن أجل إضفاء المزيد من الأمان على المدينة وسكانها الذين يؤمنون بأن أمنهم لا يتحقق إلا عندما يستلم شبابهم زمام الأمور".

وختمت: "من هذا المنطلق بالتحديد، نؤكد اليوم ضرورة الحفاظ على الأمن والأمان داخل المدينة، وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال رفض قوة السلاح وعدم الإنصياع إلى مبدأ التسرع والخلط بين الظالم والمظلوم. فمنذ فجر التاريخ لم يتعد أي بشراوي على تربية وثقافة أي شخص أعزل أو على حرمة بيت. لقد واجهنا المحتل بسلاحه وهزمناه في كل بقعة تواجدنا فيها، هكذا كنا وهكذا سنبقى، لذلك فاننا كمجلس بلدي نثمن الدور الذي تقوم به السلطات القضائية والامنية ونحرص على أن نكون تحت القانون ونشجب كل الأعمال الفوضوية التي تخالف القوانين وتقاليد مدينتنا وتاريخها".

 

النهار: الغموض يتفاقم حول التأليف والراعي يستنجد بالبابا

النهار/الأحد 29 تشرين الثاني 2020

إذا كانت البلاد ستفتح مجدداً غداً بعد انتهاء الإقفال الثاني بفشل محقق اعترفت به الحكومة عبر وزير الصحة حمد حسن، فإن ذلك سيزيد أعباء التداعيات المتراكمة صحياً من جهة ولن يحسن كثيراً في الأوضاع الاقتصادية والتجارية المنهكة والمنهارة حتى لو على أبواب الأعياد. ولم يكن ينقص المشهد الداخلي المشدود والمثقل بالتوترات سوى تحول مداخل بيروت والكثير من المناطق ولا سيما منها المدخل الشمالي بين الضبية وجونية إلى بحيرات عملاقة بفعل الأمطار الغزيرة التي أغرقتها وكشفت تكراراً مدى القصور الهائل الذي يعيد هذا المشهد عند كل شتوة.

وأما دفع الأمور في اتجاه خرق حقيقي يضع البلاد على سكة بداية الخروج من النفق المظلم الحالك فيقتضي إزالة الألغام من طريق تأليف الحكومة الجديدة وهو الأمر الذي لا يبدو أنه صار وشيكاً أقله استناداً إلى وقائع الأسبوعين الأخيرين اللذين ترنحت فيهما عملية التأليف إلى حدود الجمود التام. ولم يكن غريباً أن تتساءل أوساط مراقبة أين صار مسار تشكيل الحكومة وأي أبعاد وراء الصمت المطبق الذي يلتزمه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي انقطع عن زياراته لقصر بعبدا فيما تتولى جهات معروفة توزيع تسريبات حول معطيات أو تشكيلات أو أسماء هدفها حشره وإرباكه؟ وهل يدرك الحكم الأخطار الكامنة وراء مضيّه في تعطيل مسار التأليف فيما رئيس الجمهورية نفسه بادر قبل ساعات إلى الطلب من حاكم مصرف لبنان الاستمرار في إجراءات الدعم للمواد الأساسية فيما يتعاظم الخوف من تداعيات الأزمة المالية مع اقتراب استحقاقات نهاية السنة بلا حكومة جديدة؟

هذا المناخ القاتم زادته غموضاً وشكوكاً الترددات السلبية للجلسة النيابية التي أقرت توصية اعتماد التدقيق الجنائي الشامل في مصرف لبنان وكل مؤسسسات الدولة والمصالح والصناديق إذ بدا لافتاً جداً أن التشكيك في جدية القرار أو التوصية التي أصدرها مجلس النواب بدأت تتصاعد على السنة كتل ونواب قبل الاخرين. ويكفي أن تأتي طلائع الشك الخارجية والدولية في جدية قرار أو توصية مجلس النواب أولاً من ممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش لتظهر مجدداً الصورة السلبية للطبقة السياسية والنيابية اللبنانية أمام المجتمع الدولي. ذلك أن كوبيتش غرّد معلقاً على ما قرره مجلس النواب في جلسته الأخيرة فكتب "إشارة سياسية قوية من مجلس النواب تؤيد إجراء تدقيق جنائي واسع النطاق. إن القيمة الحقيقية لشيء تظهر بعد تجربته".

أما على الصعيد السياسي الداخلي، فبرز موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعدما كانت كتلة القوات أيدت بقوة موضوع التدقيق الجنائي كما أيدت مضمون رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب. اذ لم يمنع ذلك من رسم جعجع ظلال التحذير والشك رمى الكرة مجدداً في ملعب الرئيس عون وحكومة تصريف الأعمال للمضي مجدداً في عملية التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وقال الكرة أصبحت الآن في ملعب رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لإعادة تكليف شركة مختصة بالتدقيق الجنائي في اسرع وقت لكي تباشر بالتدقيق بدءاً من مصرف لبنان وتباعاً على إدارات الدولة كلها وإلا يكون كل ما شهدناه مسرحية ثقيلة غليظة في الوقت الذي يعاني فيه المواطن اللبناني مأساة عميقة وموجعة ومتمادية".

وسط هذه الأجواء اكتسب استقبال البابا فرنسيس في الفاتيكان أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعداً مهماً وبارزاً شكلاً ومضمونًا. فاللقاء ووفق المعلومات التي توافرت عنه استمر ساعة كاملة فيما كشف النقاب أن الراعي سافر خصيصاً لمقابلة البابا وأنه سيعود اليوم إلى بيروت بما يكسب اللقاء دلالات استثنائية. ووفق المعلومات عن اللقاء فإن البطريرك الراعي أعرب للبابا عن هواجس اللبنانيين والخوف الذي ينتابهم من ضياع النموذج اللبناني للعيش الواحد بين الأديان مشيراً إلى خطر وجودي على لبنان وأبنائه ولا سيما منهم المسيحيين. ولفت الراعي إلى أن منسوب الخوف من الجوع والسعي إلى الهجرة يرتفع في عقول وقلوب اللبنانيين الذين باتوا يخشون على مستقبل أولادهم معتبراً أنه لا بد من القيام بعملية إنقاذية سريعة لإخراج لبنان من محنته قبل فوات الأوان. وتمنى الراعي على البابا لهذه الغاية لعب دور في عملية الإنقاذ هذه من أجل الحفاظ على وحدة لبنان كنموذج للعيش المشترك من خلال علاقات الفاتيكان الدولية مؤكداً أن لبنان يطمح إلى أن يكون دولة واحدة قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وهذا يتم من خلال الحياد الإيجابي الذي بات مشروعه جاهزاً وقابلاً للتنفيذ إذا تأمن التوافق الداخلي في شأنه. ووجه الراعي دعوة إلى البابا فرنسيس لزيارة لبنان.

 

المطران الياس عوده: لبنان في مسار انحداري خطير وسلوك السياسيين معيب

وطنية - الأحد 29 تشرين الثاني 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت. بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "أحبائي، تتوالى في هذه الفترة المباركة، التي نتهيأ فيها لاستقبال الإله متجسدا في مذود، القراءات الإنجيلية المتحدثة عن الغنى، والفرق بين الاستغناء بالمادة والاستغناء بالله. فبعدما سمعنا مثل الغني ولعازر، ثم مثل الغني الذي أخصبت أرضه وأراد أن يبني أهراء أكبر تتسع لمحصوله، ها نحن اليوم نسمع الرب يسوع قائلا للانسان الذي دنا إليه مجربا: بع كل شيء لك ووزعه على المساكين، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني. وبعدما حزن جدا هذا الغني لسماعه قول الرب، نسمع المخلص يتابع قائلا: ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله. إنه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غني ملكوت الله".

أضاف: "وضعت الكنيسة المقدسة كل هذه النصوص لكي تجعلنا ندرك لماذا اختار ربنا، الغني بالرحمات، والخالق البرايا بأسرها، وملك الملوك، الفقر والتواضع والولادة في مذود، لا على سرير من المخمل أو الحرير. سمعنا في نص الرسالة الذي تلي اليوم على مسامعنا، والمأخوذ من رسالة الرسول بولس إلى أهل أفسس: يا إخوة، أطلب إليكم، أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها؛ بكل تواضع ووداعة وبطول أناة. المسيحية، اتخذت مبادئها ممن دعيت باسمه، وكل مسيحي لا يسير على خطى المسيح، يشكل عثرة للآخرين، وستكون دينونته عظيمة. الغنى ليس عيبا ولا خطيئة، إذ كثيرون من الأغنياء يتصدقون في الخفية، ويساعدون الآخرين بلا تعلق بالمادة أو بغية حب الظهور، كما أن كثيرين من الفقراء هم بعيدون عن المسيح. الغني الحقيقي هو الذي امتلك المسيح في كيانه، وأطاع وصاياه، فكانت كلماته بلسما للقلوب المجروحة، وابتسامته ندى للأرواح المنكسرة، وحياته كلها تعبق بشذى المسيح المبهج".

وتابع: "عيدنا الأسبوع الماضي لقديسة عظيمة في الشهيدات، هي القديسة كاترينا السينائية الكلية الحكمة. كانت الشهيدة أميرة، غنية، لكنها لم تجد في الأموال ما يكفي. امتلكت القديسة كاترينا حكمة واسعة، إلا أن هذه أيضا لم ترو عطشها. عندما تعرفت كاترينا على المسيح، لم ترغب بأي أحد أو شيء فيما بعد، إذ امتلأت من المالىء الكل محبة وتواضعا وصبرا، وجاهدت حتى الاستشهاد من أجل إيمانها. هذا الأسبوع نعيد لقديس معاصر، هو القديس البار بورفيريوس الرائي، الذي لم يكن غنيا بالماديات، لأنه اختار الرهبنة طريقا له نحو الملكوت، إلا أنه كان غنيا جدا بالمسيح الساكن فيه، والذي منحه موهبة الرؤيا. يقول القديس بورفيريوس: أيها المسيح، أنت حبي. أنا لا أفكر بالموت. أنا أود أن أفكر فقط بالمسيح. إفتحوا أيديكم وارتموا في أحضان المسيح، وعندئذ سوف يحيا هو في داخلكم. ازدروا الأهواء ولا تهتموا للشيطان. التفتوا فقط نحو المسيح، ولكي يتم هذا أطلبوا أولا نعمته. يقول الرب لكل واحد منا: حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (مت 6: 21). كنز القديس بورفيريوس كان المسيح، وبه تعلق قلبه والتهب بعشقه، فاستطاع أن ينقل المسيح إلى كل من التقاه. يعلمنا القديس بورفيريوس قائلا: وجهوا أذهانكم دوما نحو العلاء، نحو المسيح".

وقال: "إعملوا مع المسيح، عيشوا مع المسيح، تنفسوا المسيح، تألموا مع المسيح وافرحوا أيضا معه. ليكن المسيح كل شيء بالنسبة إليكم. المسيح هو عروس نفوسكم، هو أبوكم، هو كل شيء. لا يوجد أمر أسمى في هذه الحياة من محبة المسيح. المسيح كله فرح، كله غبطة. النفس السكرى بمحبة المسيح هي دوما فرحة وسعيدة مهما واجهت من أتعاب وبذلت من تضحيات". الإنسان المتعلق بالماديات يقضي أيامه مهتما بالمحافظة عليها ومضاعفتها، ناسيا نفسه ومن حوله، ويحزن عند خسارتها، أما الغني بالمسيح فيعتبر أن كل ما يملك عطية من الله يستعمله للخير والبنيان، وما يحصل معه هو بركة من الرب، لخلاص نفسه، حتى لو كان خسارة أو مرضا أو حتى موتا".

أضاف: "القديس يوحنا الدمشقي، الذي نعيد له هذا الأسبوع أيضا، خسر يده، التي قطعت بسبب استخدامه إياها في الكتابة عن الرب والدفاع عن الإيمان القويم، لكنه لم يغتم لخسارته، وبقي ثابتا على صخرة الإيمان، فحصل على التعزية الإلهية، وظهرت له والدة الإله التي أعادت إليه يده المقطوعة حتى يتابع شهادته الإيمانية وتعليمه المستقيم. العظيمة في الشهيدات بربارة، التي نقيم تذكارها في اليوم نفسه مع القديس يوحنا الدمشقي، هي مثال آخر يحتذى في الاستغناء بالرب. فقد كانت إبنة رجل وثني غني جدا، لكنها، عندما تعرفت إلى المسيح، تركت كل شيء وتبعته على الرغم من المصاعب والشدائد التي واجهتها".

وتابع: "يا أحبة، القديسون أمثلة حية لنا، يعلموننا أن كل ما في هذه الدنيا زائل ولا قيمة له، كما يعلموننا أن من تعلق بالمسيح حتى المنتهى، كان له المسيح مرساة آمنة، وقارب نجاة في أصعب الظروف وأشد الاضطهادات. السؤال الأهم اليوم هو: هل نتشبث نحن بالمسيح لكي ننجو من الشدائد والضيقات؟ أم نتبع بشرا لا خلاص لديهم، بل حروب وخراب ودمار ودماء؟ سمعنا في رسالة اليوم: فإنكم جسد واحد وروح واحد كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد؛ رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة، وإله أب للجميع فوق الجميع وبالجميع وفي جميعكم. إذا، إن اتبعنا الرب نكون جميعنا واحدا فيه، أما عندما تتبع كل مجموعة زعيما معينا، يصيب التشقق والتصدع النسيج الواحد، وتبدأ المشاكل بالظهور وصولا إلى التناحر والتخاصم والحقد وحتى الحروب وسفك الدماء. المسيح أهرق دمه فداء عن العالم. هل رأيتم زعيما يطلب أن يتألم أو يفتقر طوعا من أجل أحد، مثلما فعل المسيح من أجل البشر؟ كل زعيم همه ألا يمس مصالحه سوء، في حين أن الشعب أصبح يتسول حقه من المصارف، وليس من يأبه! الزعيم يهرب أبناءه خارج الوطن ليتعلموا أو ليكونوا في مأمن، وقد يكون حاملا جنسية أخرى، ثم يطالعنا بمحاضرات عن الوطنية وأهمية البقاء في أرض الوطن. أما من له ولد يدرس في الخارج، فهو مكبل لا يستطيع أن يعيل ابنه أو ابنته في الغربة لأن أمواله مجمدة قسرا لئلا نقول منهوبة". وقال: "الشعب يئن جوعا، والقلوب محطمة والمسؤولون غائبون عن الواقع وعن المسؤولية وكأن الأمر لا يعنيهم. البلد متروك لمصيره، والانهيار يعصف بمؤسساته وناسه، وما زال هناك بشر يفتعلون الأزمات، ويتقاذفون المسؤوليات، ويؤجلون الاستحقاقات، وآخرها تأليف حكومة تتولى مهمة القيام بما يلزم، بمهنية وشفافية، من أجل إنقاذ البلد. نحن في مسار انحداري خطير لم يعرفه لبنان من قبل. الدولة متحللة وتنتظر فتات المساعدات من الخارج، وسلوك الطبقة السياسية معيب، والمواطن يئن ويشكو وليس من يسمع".

وختم عوده: "دعوتنا في هذا الزمن المبارك، أن نتمثل بالقديسين الذين ساروا بحسب وصايا الرب، فكانت كلمته كنزهم الثمين، وقوتهم اليومي، وقوتهم في الشدائد. من كان المسيح في حياته، كانت أيامه مليئة بالتعزية الإلهية، وعاش فرحا سماويا لا يوصف، حتى ولو كانت العواصف على أنواعها ثائرة حوله. بارككم الرب المخلص، وقاد خطاكم إلى كل عمل صالح، هو الصالح وحده".

 

افرام: استقلت ولست نادما وسأعود بحركة سياسية لتغيير المنظومة بأكملها

وطنية - الأحد 29 تشرين الثاني 2020

أعاد النائب المستقيل نعمة افرام تأكيد عدم ندمه "على الاستقالة من الندوة البرلمانية، خصوصا بعد ما آلت إليه الأمور".

وقال في تصريح: "ترشحت بهدف التغيير وفشلت، لذلك خرجت، وأنا استقلت لأنني أصبحت شاهد زور ولم يعد باستطاعتي القيام بشيء من داخل المجلس، وعندما سأعيد التجربة سأعود بحركة سياسية كبيرة هدفها تغيير المنظومة بأكملها". أضاف: "عندما أتحدث عن حركة سياسية فأنا أعني بها عملا مؤسساتيا يوصل إلى تغيير بنيوي وجوهري في العمل السياسي في لبنان ويصل إلى مجلس النواب، وفيه كل الطوائف ومن مختلف المناطق وهدفه الأساسي لبنان الجديد". وتابع: "الاحتراف هو ما سيجمع كل الأفراد في هذه الحركة التي ستكون مبنية على الانتاجية في كل القطاعات، وسيكون هدفها الإنسان وكيفية تطوير حياته، وهي ستبصر النور في الربع الأول من السنة المقبلة". وعن الانتخابات النيابية، قال: "خياري الأول والمفضل هو الذهاب سريعا إلى انتخابات نيابية تفضي إلى طبقة سياسية جديدة. وفي هذا الإطار أنا ضد تعديل قانون الانتخاب الحالي، لأن فتح هذا الموضوع سيؤدي إلى تأخير الانتخابات ل5 سنوات، والسؤال الأهم اليوم هو هل مجلس النواب الحالي لا يزال يمثل الشعب اللبناني؟". وعن التدقيق الجنائي، قال: "الطبقة السياسية لن تسمح بمروره، ورفضه من قبل البعض سببه أنه يفضح كل شيء. والمتورطون بالفساد كثر، ومتى سقطت جهة سقط الجميع لأن أحدا لن يقبل بأن يسقط وحده". وختم افرام: "لبنان اليوم ينزلق بسرعة نحو مستنقع خارج التاريخ، وإذا بقي ضمن محور ممانعة الانفتاح على العالم العربي والغرب وعدم اعتماد الحياد، سيكون واقعه كارثيا. وإن وقف السرقة والفساد وإصلاح المؤسسات والنهوض بالاقتصاد وتحقيق الحماية المجتمعية مع طبقة متخصصة محترفة تعيد وجه لبنان الحقيقي ومفهوم الإنتاجية وتجسد المفهوم اللبناني بحياة أفضل، توازي مواضيع السيادة والسلاح في يد الشرعية اللبنانية".

 

دياب: علاقتي بالرؤساء جيدة وأؤيد قانونا جديدا للإنتخابات خارج القيد الطائفي وحكومتنا اتخذت قرارات تبينت صوابيتها اليوم

وطنية - الأحد 29 تشرين الثاني 2020

إعتبر رئيس الحكومة المستقيل الدكتور حسان دياب في حديث مع الإعلامي ريكاردو كرم عبر ال أم تي في أن الفساد الأسوأ والاخطر هو فساد العنابر في العقول، وهي الأخطر لأنها تؤدي الى انفجار فساد على الارض. ووصف علاقته بالرئيس عون بأنها جيدة وكذلك علاقته برئيس المجلس النيابي نبيه بري وهو يتفق معه ببعض الأمور ويتباين في أخرى وهذا أمر طبيعي، وكذلك علاقته جيدة بالرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس ميقاتي. وإذ نفى أن يكون زار حارة حريك أو أن تكون حكومته حكومة حزب الله، قال أنه لا يجوز تحميل حكومته تبعات السنوات الماضية. وأن قرارات اتخذتها حكومته انتقدت عليها وتبين في ما بعد أنه كانت صائبة. وأيد طرح قانون انتخاب جديد وانتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون خارج القيد الطائفي.

وفي ما يلي تفاصيل الحديث:

وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب إنفجار مرفأ بيروت بأنه "بالفعل جريمة العصر، وهذه الكارثة وهذا الانفجار كما قيل من أكبر ثلاثة او اربعة انفجارات في العالم وفي التاريخ. هي كارثة كبيرة لمرفأ بيروت ولبيروت وللبنان واللبنانيين وطبيعي ان هذا اثر فيي بالعمق في وجداني وفي وجدان جميع اللبنانيين".

وفي موضوع مطالبة اللبنانيين بالانتداب، قال: "طبعا نحن دعاة الاستقلال، ولكن هذا الانفجار في هذا العنبر هو شكل من اشكال الفساد المستشري للأسف في هذا البلد. ولكن الأسوأ والاخطر هو فساد العنابر في العقول، وهي الأخطر لأنها تؤدي الى انفجار فساد على الارض. من هذا المنطلق لا بد من محاربة الفساد".

سئل: رائحة الحزن ما زالت تفوح، ماذا عن مشاعرك وانت تشاهد كل هذا السواد امامك؟

فأجاب: لا شك ان الحزن عميق وكبير، وأنا مثل أي مواطن لبناني يعتريني الحزن لما حصل لبيروت وللبنان واللبنانيين".

وأضاف: "السرايا الكبير يتردد فيه الصدى، تتردد فيه آثار جريمة المرفأ جريمة العصر، وهذه الآثار بعثرت الكثير من التفاصيل. واعتقد اني ازيد السراي جامعة، هذا السراي الرائع. وأنا من دون شك، كنت أراقب من هذا السراي الثورة التي بدأت من حراك الشباب والشابات. وانا بطبيعة الحال قريب من الشباب كوني كنت استاذا في الجامعة الاميركية في بيروت وراقبت مدى الصعوبات التي يمرون بها، صعوبات تراكمت على مدى عشرات السنين ومن حقهم ان يعبروا عن ارائهم وارادتهم لمستقبل افضل".

وعما إذا كانت راودته فكرة الإستقالة، امام منع الشباب من التعبير عن سخطهم وثورتهم الداخلية وتأذي الكثير من المتظاهرين ومنهم من خسروا عيونهم خلال مناداتهم بصوت عال ( كلن يعني كلن) مطالبين باستقالة الحكومة، قال: "اذا عدنا الى 17، تشرين الاول من العام الماضي نجد ان معظم هذه المشاهد كانت قبل نيل الحكومة الثقة ولكن في كل الحالات هذا تعبير للحراك عن مطالبهم المحقة التي تبنيتها بشكل واضح عند تكليفي".

وأضاف: "أتمنى لمشهد بيروت المقبل ان يكون مشرقا، وان تبقى بيروت كما كانت دائما منارة. بيروت ستنهض مجددا كما فعلت من قبل".

وبسؤاله عن علمه بوجود نيترات الامونيوم وتراجعه عن زيارة ميدانية للكشف على محتويات العنبر رقم 12. وأنه تم التحقيق معه وشرح للقاضي فادي صوان الاسباب التي منعته من إتمام تلك الزيارة. وعما إذا كان يشعر بنوع من الذنب في قرارة نفسه؟ إستغرب الرئيس دياب "وضع تاريخ سبع سنوات في آخر سبعة ايام. صحيح أنا كنت سأزور المرفأ ولكن وصلتني معلومات مختلفة من مكالمتين، تفصل بينهما ساعتان، وصلتني ثلاث معلومات مختلفة. وبما ان التحقيق في هذا الملف لم يكتمل طلبت استكماله وارساله إلي في أسرع وقت ممكن لأكون على بينة عندما انزل الى المرفأ. المعلومات لم تكن دقيقة عندما وصلتني، وصل الملف بعد شهر وثلاثة اسابيع تقريبا ومثل كل الملفات التي تصلني أرسلته الى الوزارات المختصة لتزويدي بالمعلومات".

وتابع: "السؤال الأجدى الذي يجب طرحه هو من الاساس لماذا دخلت كمية 2750، طنا الى مرفأ بيروت وكيف خزنت، ليس لسبع سنوات بل لسبعة ايام او سبعة اسابيع او لسبعة أشهر؟ هذا هو السؤال، وليس ما لم يتمكنوا القيام به في سبع سنوات لماذا لم نقم به نحن في سبعة ايام؟"

وأضاف: "بالطبع وصلني اتصال من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وسألني ما اذا كنت امانع بخصوص الاجتماع مع المحقق العدلي القاضي فادي صوان ليستمع الى افادتي، اجبته بالتأكيد نجتمع، واجتمعت به في نفس اليوم وادليت بافادتي في كل المعطيات التي كانت لدي في ذاك الوقت".

وردا على سؤال عن أن القضاء في بلادنا مسيس والكثيرون يشككون به وبنزاهته واي تحقيق في اي ملف لم يصل الى خواتيمه، وكيف ينظر الى القضاء؟ قال: "القضاء مثل اي مؤسسة، والنظام موجود لينقح القضاء نفسه بنفسه، وهذا ما فعله الجيش ما بعد الطائف، وما يفعله القضاء بشكل مستمر، وهو ادرى كيف ينقح نفسه بنفسه وانا لدي كل الثقة بأن القضاء يقوم بهذا الامر وهو مستقل تماما عن السلطة التنفيذية وانا احترم ذلك".

وعن عدم استقلالية القضاء عن القوى السياسية وان التعيينات القضائية دليل على ذلك أجاب دياب: "انت تقول ذلك، انا لم اتبع اي طريقة سياسية في التعيينات والتشكيلات القضائية وعندما وصلني الملف لم اغير فيه لإيماني بان القضاء هو الادرى كيف يختار وكيف ينقح نفسه بنفسه".

وعما اذا كانت جريمة المرفأ مفتعلة قال دياب: "هذا امر يحدده القضاء وليس السلطة التنفيذية".

وعن تأييده لانكار حزب الله وجود اياد صهيونية في هذه العملية قال: "صحيح، ولكن القضاء يكشف ذلك وهو يملك المعطيات".

وعن وعده للناس بالتوصل الى نتائج بمدة خمسة ايام، وعدم حصول هذا الامر، وما سبب ذلك؟ أجاب: "هذا موضوع تم توضيحه من قبل، ويجب اعادة التأكيد عليه. الانفجار وقع في 4 آب واتصلت بشكل مباشر بفخامة الرئيس وشكلت لجنة التحقيق الادارية وليس القضائية والمؤلفة من وزراء، وعملت هذه اللجنة من 5 الى 10 آب حيث كان الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء قبل ان اقدم استقالتي. وكان هدف هذه اللجنة اولا جمع المعلومات المطلوبة من كل الجهات والوزارات المعنية بالمرفأ وقمنا بهذا الامر وارسلناه الى القضاء. ولكن الاهم من هذا الموضوع كان هناك تأكيد وارادة من قبل الجميع ان يحال هذا الملف من المحكمة العسكرية الى المجلس العدلي لاسباب عدة، فالمجلس العدلي قراره مبرم من جهة ومن جهة ثانية يستطيع المتضررون من هذا الانفجار تقديم دعاوى لتحصيل حقوقهم. لهذا السبب كانت هذه لجنة التحقيق الادارية وكان هناك قرار ايضا للتصويت على المئة مليار ليرة ليتم التعويض على المتضررين وتم توزيعها تقريبا كلها على المتضررين من هذا الانفجار. وبالتالي كل هذه التوصيات التي صدرت عن لجنة التحقيق الادارية تم التصويت عليها في اجتماع مجلس الوزراء في 10 آب ومن ثم قدمت استقالة حكومتي مساء 10 آب، وتحول هذا الملف الى القضاء حيث بدأ التحقيق القضائي الذي لا نتدخل به".

وعن المراهنة على نسيان الناس وعدم توقيف اي سياسي في هذه الجريمة، قال: "كل من يراهن على نسيان الناس لهذه الفاجعة والكارثة هو رهان خاسر".

وعما اذا كان فشل التحقيق في تقديم تفسيرات واضحة ومقنعة لتواجد نيترات الامونيوم في قلب بيروت، والغلاء، وكورونا، والوضع الصحي المزري، وهروب السجناء من مخفر بعبدا، وتفريغ رجال الامن لحماية الشخصيات بدل حماية المواطنين والمخافر، وغيرها. واعتبار أنها احداث مفتعلة وتصب في الدعوة الى صيغ الفدراليات المطروحة او ربما الامن الذاتي، اجاب دياب: "انا اقول ربما ولكن معظم هذه الامور وهذه الملفات هي قيد التحقيق وننتظر نتائج التحقيقات بشأنها. اما بالنسبة الى المواضيع الاخرى، فحن نعيش في ظل ظروف صعبة جدا، وهناك ملفات عديدة تحاول الحكومة حلها، وللاسف هذه الحكومة توالت عليها المصائب والمشاكل منذ ان ابصرت النور وحتى قبل نيلها للثقة".

وعن التحقيقات في انفجار المرفأ وعدم استجابة الحكومات الاجنبية بتزويد التحقيق اللبناني بصور التقطتها الاقمار الإصطناعية للمرفأ قال: "انا طلبت هذا الموضوع ولكن حتى اليوم لم تستلم حكومتي اي صور للاقمار الإصطناعية، ونعم تمت الاستعانة من قبل المحققين بجهات تساعد على تحليل الكثير من الأمور في ساحة الجريمة، وانا انتظر نتائج التحقيق من القضاء للكشف عن الحقائق والنتائج".

وبما يختص بفترة المئة يوم لتحقيق الحكومة ما وعدت به عند تشكيلها قال: "لقد حققنا 32 من 33 هدفا واردة في البيان الوزاري. وتستطيعون العودة الى البيان للتأكد".

وعن علاقته بالرئيس عون وعما يحكى انه استطاع تطويعه قال: "لا رئيس جمهورية يفكر بهذا المنطق وشخصيتي ليست كذلك. قبل تولي رئاسة الحكومة التقيت بالرئيس عون مرة واحدة عندما كنت وزيرا للتربية. علاقتي مع الرئيس عون جيدة جدا ويحكمها الدستور، وهناك حرارة وكيمياء ويحكمها التقدير والاحترام".

وعما اذا رضخ او تنازل للوزير باسيل قال: "لم ارضخ للوزير باسيل ومرجعي هو الدستور وانا تواصلت مع باسيل كما تواصلت مع رؤساء الكتل الاخرى". وأكد: "من يعرفني شخصيا يعرف انني لا اطوع".

وردا على سؤال حول موضوع بعض القرارات التي اتخذها، ومنها قرار اليوروبوند قال: "لم اخطئ في هذا الامر. اخذت الحكومة الثقة في 11 شباط واستقالت في 10 اب، وليس هذه الحكومة التي عمرها ستة اشهر من اوصل البلد الى هذا الواقع المزري والاقتصادي والاجتماعي السيء، بل الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنوات. نحن وصلنا ووجدنا هذا الانهيار، وبالتالي اخذنا الثقة في 11 شباط وكانت لدينا مهلة 3 اسابيع لنأخذ قرارا تاريخيا ومحوريا حول دفع اليوروبوند الذي كان يبلغ حوالى 1.5 مليار دولار في 13 اذار تقريبا. وكان هدفنا في البداية اجراء اعادة جدولة وليس اعادة هيكلة للدين السيادي. وهذا يتطلب ان يكون لحاملي سندات اليوروبوند اكثر من 75% من السندات، وهذه كانت تماما النسبة وبالتالي كان لدينا الامكانية لاعادة الجدولة وكانت تمنياتي انذاك للقطاع المصرفي عدم بيع سندات اليوروبوند، وكانت لدينا فرصة لدرس مجال اعادة الجدولة".

اضاف: "اعادة الجدولة تحتاج الى سنتين او 3 سنوات ومستحقات اليوروبوند كانت 4.6 مليار دولار لسنة 2020 على اربع دفعات و4.5 للعام 2021 وكذلك 4.5 للعام 2022. وكان الهدف جمع السنتين او الثلاث وتأجيلها 20 او 30 سنة للقيام باعادة جدولة لسنوات اليوروبوند لكي يأخذ القطاع المالي نفسا للوصول الى برنامج اقتصادي مالي يعيد الحياة الى القطاع المالي والمصرفي. ولكن للاسف تم بيع هذه الاسهم من القطاع المصرفي، وعندما اردنا اتخاذ القرار وجدنا قبل عدة ايام من اتخاذه ان نسبة كبيرة من السندات جرى بيعها والسيولة بقيت في الخارج ولم تعد الى لبنان لدفع اقساط في الخارج، وبالتالي لم يكن امامنا الا اتخاذ قرار التعثر".

واشار الى ان القرار كان توافقيا من الرؤساء الثلاثة، معتبرا انه قرار صائب لان اليوم يحكى على انهم سيتوقفون عند الاحتياطي الالزامي الذي يساوي 17.5 مليار دولار والذي وصلنا اليه تقريبا، فلو دفعنا ال 5 مليارات عندما استلمنا الحكومة فماذا كنا فعلنا بدعم المواد الغذائية والنفطية والادوية والطحين والخبز؟ وكنا وصلنا اليوم الى وضع كارثي".

وقال: "الحريص على الاحتياطي الالزامي 17.5 مليار كان يجب ان يكون حريصا على اكثر من 150 مليارا من اموال المودعين التي خرجت من القطاع المصرفي الى خارج لبنان او في المنازل والمؤسسات. اين هو الحرص وقتها؟ هذا الامر بدأ في 2011 فاذا نظرنا الى ميزان المدفوعات نلاحظ ان تدفق الدولارات الى خارج لبنان فاق تدفقها الى الداخل، وهذه المشكلة عمرها 9 سنوات".

وعن موضوع شركة "الفاريس ومارسال" اكد ان لبنان لم يدفع شيئا حتى اليوم ولكن اذا اصرت الشركة على الانسحاب من العقد فيحق لها بمبلغ 150 الف دولار".

وحول امكانية أن تقوم حكومة تصريف الاعمال بتكليف شركة تدقيق جديدة قال: "التدقيق الجنائي هو سبب لكثير من الامور اهمها الوضع المالي الراهن. وهذا التدقيق هو ما يحدد الحسابات وهي حساب البنك المركزي وحساب رقم 36 العائد للدولة والوزارات والمصاريف المختلفة، بالاضافة الى حسابات المصارف التي يمكن ان يظهر من خلالها نتائج الهندسات المالية من 2015 الى 2019. والفكرة من التدقيق القيام بتحليل مالي والتدقيق يكشف عن جرائم مالية، وانا استغرب الرجوع إلى قانون السرية المصرفية، فهل عندما تم اصدار هذا القانون كان هدفه تخبئة الجرائم المالية ام استقطاب ودائع المودعين من الخارج الى لبنان؟"

اضاف: "انوه بموقف وكتاب الرئيس عون وانوه بسرعة الاستجابة من الرئيس بري وموقف مجلس النواب للبت بهذا القرار. والسرية المصرفية ليست عائقا امام مشوار التدقيق الجنائي فاذا رفض مصرف لبنان قرار مجلس الوزراء ومجلس النواب فهذا يفتح الباب امام عدة امور منها قانون تجميد السرية المصرفية على هذا العقد بالذات لاتمام التدقيق الجنائي ويفتح باب اعادة النظر في قانون النقد والتسليف لان ما يحصل غير معقول لجهة عدم الاستماع لقرار مجلس النواب. وهذا الموضوع يجب ان يسلك طريقه سواء عبر الفاريز او اي شركة اخرى".

واكد دياب ردا على سؤال "انه في لبنان ليس هناك دويلة بل دولة واحدة، هنالك فساد لاشك لكن هناك دولة لبنانية هي دولة القانون. الدولة ضربت بحزم واتخذت إجراءات عديدة والتقيت الامنيين وجرت توقيفات في قطاع الصيرفة. هذه المنظومة عميقة وكبيرة".

وعما اذا كان حاكم مصرف لبنان يتحمل المسوؤلية وحده. وأن بعض الإجراءات يفسرها البعض بأنها انتقام، قال: "هل التفتيش عن أموال المواطنين هو انتقام؟ نحن لا ننتقم من احد إنما نريد الحقيقة لا اكثر ولا اقل. وبالتالي الجميع يتحمل المسوؤلية، أنا لا احمل المسؤولية للمصرف المركزي او لأي حاكم لهذا المركز إنما أحملها للجميع وللحكومات المتعاقبة وللقطاع المصرفي ولمصرف لبنان. أليس مصرف لبنان هو المسؤول عن ثبات الليرة اللبنانية، وعن قانون النقد والتسليف؟ اذا لمصرف لبنان مسؤولية كبيرة".

وعن سؤاله حول المصدر الذي يستمد منه حاكم مصرف سلطته للبقاء في منصبه وتحدي قرارات اعلى المرجعيات، اجاب: "لا شك ان حاكم مصرف لبنان لديه دعم من جزء من الطبقة السياسية والمالية والاقتصادية، وأردف انه ليس أقوى مني بالقانون، إنما لا شك ان هناك دعما كبيرا له في الممارسة. والمهم أنه يجب أن يستعيد المواطنون اموالهم التي جمعوها بتعبهم".

وعن سعر صرف الدولار أوضح دياب: "ان سعر الصرف الرسمي لا يزال 1500 ليرة لقطاع الدواء والقروض والمستشفيات والطحين والخبز، اذ ان 70% من التناقل بين الليرة والدولار لا زالت على سعر 1500 ليرة وهذا ما يبقي المنظومة الاجتماعية بحدها الأدنى متماسكة. ان الجميع يتحمل المسؤولية ويجب ان يستعيد الناس اموالهم. نتحدث عن haircut هنا او هناك، يمكن ان يكون هناك فوائد على الثروات لمن جنى فوائد طائلة جراء الهندسات المالية".

عن علاقته بسنة بيروت وطرابلس ومفتي الطائفة عبد اللطيف دريان، وعن العزلة الداخلية التي تعرض لها وكان ضحيتها، قال رئيس الحكومة: "لا أحد يستطيع اختصار الطائفة لان الطائفة السنية فيها تنوع، وهي ليست حزبا. ما هو المقياس لقياس توجهاتها، بالتالي هذا الموضوع مسيس اكثر مما هو واقعي. ان علاقتي بسماحة المفتي ممتازة ومنذ سنوات وليس فقط منذ ان توليت رئاسة الحكومة".

وعما اذا كان تعرف على الرئيس الراحل رفيق الحريري، أوضح دياب انه التقى به مرة واحدة، وأشار الى "ان اللقاء الاول مع الرئيس سعد الحريري جرى قبل عشرة ايام من تكليفه، وكان تلبية لدعوة، وكانت جلسة فيها مودة وكيمياء، ولم يكن هناك كلام في السياسة".

وعن مقاطعة الرئيس نجيب ميقاتي له، قال:" هذا كلام غير دقيق وليس لحد علمي ان هناك مقاطعة بيني وبين الرئيس ميقاتي، على الأقل ليس من ناحيتي، وانا أكن له دائما المحبة والاحترام والخير". وأكد انه "خارج النادي السياسي، وافتخر انني مستقل. أنا رجل يحمل مشروعا وطنيا"، نافيا ان يكون قد زار "حارة حريك ولم اطرح أسمي"

وعن العلاقة مع الرئيس نبيه بري، اكد "ان التواصل مستمر مع بري وجرى توافق على ملفات عدة كما كان هناك تباين في ملفات أخرى وهذا امر طبيعي"، مشيرا الى "انه كان يقوم بعمله كرئيس لمجلس الوزراء"، ومشددا على "ان ما من مواجهة بين الطرفين والتباين ليس مواجهة".

واوضح "ان دعوته لإجراء انتخابات نيابية مبكرة لم تأت منه فقط بل من اكثر من وزير، وهو ما كان قد ذكر في البيان الوزاري وتحدث عنه مرات عدة وطالب به الحراك الشعبي، الذي مع ترؤسه الحكومة اعتبر انه يشبهه ويتبنى مطالبه كافة. وان طرح قانون جديد يأتي في الوقت الملاءم لإجراء هذه الانتخابات واذا اراد المجلس ان ينظر الى قانون جديد فهذا سيأخذ وقتا، لافتا الى انه يؤيد قانونا على أساس لبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي".

وجدد التأكيد "ان الحكومة استقالت بسبب الانفجار الكارثي في المرفأ وليس لسبب آخر، وقال: "اي انفجار في أي مرفأ او اي مدينة من واجب الحكومة الأخلاقي الاستقالة، وهذا ما فعلته حكومتنا".

وردا على سؤال قال الرئيس دياب: "انا في حقبة جديدة من حياتي وانتقلت من الاكاديمية الى امر اخر وهو الشأن العام"، وعن تاثير رئيس الجامعة الاميركية مالكوم كير، اشار دياب الى انه "لم يلتق به ولكنه يكن له كل المحبة والاحترام. والتقيت مع عائلته واحفاده منذ سنتين". وتابع: "الدكتور كير هو مستشرق ومدافع عن القضايا الوطنية. وبعض اللبنانين يتذكرون انه في عام 1982 عندما دخل العدو الإسرائيلي الى بيروت حينها كان الدكتور كير واقفا على مدخل الجامعة الاميركية وقال للعدو الإسرائيلي "اذا اردتم الدخول فستدخلون فوق جثتي". وهذه مواقف وطنية احترمها جدا وكانت للدكتور كير طبعا عطاءات كثيرة للجامعة الاميركية في بيروت والتي اكن لها كل المحبة والمعزة. وبالنسبة لي الجامعة الاميركية في بيروت ومجلس الأمناء كمؤسسة هذا أمر وإدارة الجامعة امر اخر. وطبعا اكن كل المحبة والاحترام للمؤسسة وأكيد الى مجلس الأمناء الذي أعرف معظمهم اذا لم يكن كلهم. وهذه الجامعة هي الأولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومن أهم واول 220 جامعة في العالم، فالجامعة الاميركية في بيروت والتي عملت فيها لأكثر من نصف عمري ما يقارب أربعة وثلاثين سنة وطبعا سكنت هناك واولادي تخرجوا منها، فيوجد محبة وثيقة بيني وبين هذه المؤسسة، وبالنسبة لإدارة الجامعة فهذا أمر اخر وساترفع بالكلام عن هذا الموضوع".

وبالنسبة للقائه مع المسؤول الأميركي ديفيد هيل قال دياب: "بالنسبة لهذا الاجتماع فالمجالس بالامانات هذا ما أستطيع قوله ولكن العلاقة جيدة مع السفيرة الأميركية". واشار الى انه صحيح ان هيل قال له ان الحكومة هي حكومة حزب الله. وتابع انه قال له: "هذا كلام غير صحيح ونفس الموضوع هذه اسطوانة مكسورة".

وردا على سؤال اذا كان هيل قد اقتنع، قال دياب: "اظن انه مقتنع حتى قبل ان يقول هذا الموضوع وهنالك قرار سياسي لا اكثر ولا اقل، بمعنى انه كائنا من كان في هذا الموقع بغض النظر حسان دياب او اي شخص اخر كان هذا الموقف من قبل الإدارة الأميركية".

وعن رأيه بالعقوبات الاميركية قال دياب: "نحن نشجع الحكومة الأميركية او الاتحاد الأوروبي او اي دولة عندها ملفات فساد عن لبنانين بأن ترسل هذه الملفات الى الحكومة اللبنانية حتى تتم احالتها الى القضاء المختص في لبنان".

واشار ردا على سؤال "انه يفقد أعصابه عندما يتألم إنسانيا". وتساءل دياب في رده على سؤال عن مفهومه للدبلوماسية، "ما هو مفهوم الدبلوماسية الشفافية، الندية، الصدق بالتعامل، يعني كلامي في مجلس الوزراء تم اخذه بشكل سلبي وخارج نطاقه وتم استغلاله من قبل بعض الجهات الإعلامية". واشار الى "انه لا يرى نفسه وحيدا، وأنه يعتبر نفسه قويا "لانني أقول الحقيقة".

وعن صفات بعض الوزراء في الحكومة قال: "الوزيرة زينة عكر شغيلة ونشيطة، وناصيف حتي دبلوماسي، وريمون غجر تقني، وراوول نعمة مهني، ودميانوس قطار سياسي، ووزير الداخلية عسكري، ووزيرة العدل ماري كلود نجم إصلاحية".

وتحدث رئيس الحكومة عن والدته فقال ردا على سؤال: "أنه من الطبيعي ان تكون العلاقة مع الوالدة مميزة ومن الطبيعي عندما خسرتها قبل أربعة أيام من تكليفي كوزير للتربية والتعليم العالي فشعرت انها خسارة كبيرة، وأكيد انا دائما اذكرها وهي دائما في قلبي واعتبر ان نجاحي منذ صغري سببه رضا الله ورضا الوالدين ورضاها هي بالذات علي".

ورأى "ان المرأة شريكة الرجل في كل المواقع من هنا اصر على تشكيل حكومة ثلثها من النساء، معبرا عن فخره بهذه الحكومة ووزرائها ووزيراتها فهي مميزة لهذا سميت بحكومة مواجهة التحديات وحكومة "اول مرة".

وتمنى للرئيس الحريري التوفيق، مضيفا: "عند تكليفه اتصل بي وقمت بتهنئته وتمنيت له التوفيق. وعليه ان يشكل حكومة، فالبلد لا يحتمل الانتظار وعلى القوى السياسية ان تدعم وتساعد للتشكيل وتدوير الزوايا، فالانقسام الموجود غير مقبول في هذا الظرف."

وردا على سؤال عن دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لتفعيل حكومة تصريف الاعمال علق بالقول: "وصلت الرسالة".

دياب اشار الى ان "لبنان هو همزة وصل بين الشرق والغرب لمئات والاف السنوات ولكن مع النموذج الاقتصادي الموجود اليوم التركيز على منطقة جغرافية معينة لا ينفع ولا يكفي للمستقبل، لذا شدد على انهم منفتحون على الولايات المتحدة واوروبا ودول كثيرة الا انه لا بد للبنان ان يفعل ما يعد الافضل له ولإقتصاده ومستقبله وينفتح على جميع العالم".

وتابع: "من هذا المنطلق صوت مجلس الوزراء على الخطة الصناعية والزراعية والسياحية بعد انتهاء كورونا وهي تنطوي تحت راية الخطة الاقتصادية ولا بد ان تكون اولوية في الحكومة المقبلة للانفتاح على كل دول العالم. اين تكون مصلحة لبنان عليه الاستفادة منها، لا يمكننا حصر التعامل بجغرافيا او جهة او سياسة معينة."

وعشية انتهاء الاقفال، قال: "الاغلاق تم لاعطاء "نفس" للقطاع الصحي والآن بات هناك ضرورة لاعطاء "نفس للقطاع الاقتصادي". الاغلاق تم لعدة اهداف وهذه المفاضلة بين الوضع الصحي والاقتصادي امر واجهه العالم كله في ظل جائحة كورونا، التي اثرت على كل الاقتصادات واكبرها الا ان الفرق ان لبنان يمر بتعثر مالي في الوقت نفسه مع كورونا. اذا قمنا بمقارنة بين مرحلة الـ14 يوم الاغلاق و14 يوم التي سبقت، نلاحظ ان نسبة الوفيات قبل الاغلاق وصلت الى نحو 29.4% في وقت انخفضت للنصف تقريبا في مرحلة الاغلاق. كما شهدنا انخفاضا في نسبة الاصابات ماأعطى القطاع الصحي نفسا. وهنا كان لدي مصدر خوف وازعاج من الوصول الى النموذج الايطالي بعد وصول عدد الاسرة في العناية الفائقة الى صفر الا اننا بعد الاغلاق زاد عدد الاسرة الى 94 بفضل وزارة الصحة التي زادت نحو 60 سرير و34 سرير في المستشفيات الخاصة."

واشار الى انه "في المرحلة المقبلة سيضاف ايضا 100، وفي هذه المرحلة سيعطى القطاع الاقتصادي مجال مع وضع بعض الضوابط".

وختم بالتوجه للبنانيين بالقول: "الاصلاح يجب ان يبدأ من داخل البلاد قبل الخارج، وبالتالي اذا لم يكن هناك تضافر جهود من كل القوى من دون استثناء فهذا سيؤدي الى وضع اسوأ للبنان واللبنانيين واتمنى لهم مستقبلا افضل والله يحمي لبنان."

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29 و30 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/فيديو ونص تعليق باللغتين العربية الإنكليزية عنوانه: لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

Elias Bejjani/Video In Both Arabic & English For An Article With The Title: Nothing In The Terrorist Hezbollah Is Lebanese

http://eliasbejjaninews.com/archives/93008/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

 

Nothing In The Terrorist Hezbollah is Lebanese/Elias Bejjani/November 29/2020

لا شيء لبناني في حزب الله الإرهابي

http://eliasbejjaninews.com/archives/93002/elias-bejjani-nothing-in-the-terrorist-hezbollah-is-lebanese-%d9%84%d8%a7-%d8%b4%d9%8a%d8%a1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84/

 

L’Iran et le théâtre des ombres/Charles Elias Chartouni/November 29/2020

شارل الياس شرتوني: إيران ومسرح الظلال/29 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93025/charles-elias-chartouni-liran-et-le-theatre-des-ombres-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88/

 

Court Validates Child Rape: Persecution of Christians, October 2020/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute./November 29, 2020

ريموند إبراهيم/معهد كايتستون: جدوا بعمليات اضطهاد المسيحيين خلال شهر تشرين الأول 2020/محكمة تشرع اغتصاب الأطفال

http://eliasbejjaninews.com/archives/93023/raymond-ibrahim-gatestone-institute-court-validates-child-rape-persecution-of-christians-october-2020-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d9%86/

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الثانية

30 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93045/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-3/