LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november30.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/وطوبى للساعين الى السلام الويل من نار جهنم لأصحاب التشبيح والغزوات

الياس بجاني/لأهل الفتنة وقوى الإحتلال وأدواته: نعم للورود ولا للرصاص

الياس بجاني/فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/غزوة بكفيا غبية وجاهلية وطروادية

الياس بجاني/فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/تحية إكبار وإعجاب لأبطال الثورة السلمية في بعلبك وصور وكفررمان والنباطية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

التيار الوطني الحر هو المسؤول عن إفلاس لبنان!

الدرك يعتقل مواطنة دافعت عن كرامتها إزاء شرطي بذيء

بعلبك تثور وتهتف لحرية الوطن

أخيراً... أصحاب المحطات علقوا اضرابهم

خفايا توقيف ابراهيم الصقر وفتشوا عن فضيحة مناقصة الطاقة

الافراج عن ابراهيم الصقر بسند إقامة

فايننشال تايمز’: احيتاطي العملات الأجنبية سينفد بـ2020.. وخياران أمام ‘المركزي’

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/11/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ولادة إمبراطور جديد للبنزين/انطوان سعادة/الكلمة أونلاين

الليرة تخسر 41% من قيمتها و الصرافون المتلاعبون امام اجراءات قاسية

طائرة مسيرة عبرت من لبنان إلى إسرائيل وعادت أدراجها

رجل اعمال لبناني وراء وديعة المليار

رسالة فرنسية للسيّد نصر الله.. ما مضمونها؟

لقاء عن الاستثمار الأميركي في الحراك نعمان: التمادي بالانتظار يؤدي الى الفتنة حب الله: لا حكومة إلا برئاسة الحريري او من يسميه

طوابير الذلّ

دولارات "حزب الله".. صناديق ورُزم!

"العفو الدولية" تطالب القوى الأمنية بوقف ممارسات مسيئة ضد المتظاهرين

الدرك يعتقل مواطنة دافعت عن كرامتها إزاء شرطي بذيء

إذاعة لبنانية تودّع المستمعين وتقفل أبوابها غدا

علّوش: اجتماع بعبدا "مضيعة للوقت".. ولهذا تغيّب الحريري!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الوقت مناسب لإجبار إيران على مغادرة سوريا

رئيس الوزراء العراقي يعلن عزمه تقديم استقالته للبرلمان

السيستاني يحذر من دوامة عنف في العراق

إجراءات أمنية مشددة في بغداد بعد تصاعد أعمال العنف و9 محافظات تترقب موقف السيستاني

حزب البشير يدين قراراً حكومياً بحلّه: «لا نعترف بالسلطة الحالية»

إردوغان لماكرون: أنت في حالة موت دماغي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عندما ينقل «حزب الله» بندقية المقاومة إلى «كتف» السلطة/علي الأمين/جنوبية

هالة القدسية سقطت».. فورين بوليسي: هكذا خسر «حزب الله» الكثير من رصيده في الشارع اللبنانيمن الذي يقصم ظَهر الآخَر في لبنان؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ننتظر حكومة نصرالله بفارغ الصبر/فارس خشان/الحرة

تظاهرة باسيلية ضد اللاجئين السوريين تشويشاً على الثورة/وليد حسين/المدن

يتلذذون بإفقار الناس/مهند الحاج علي/المدن

هذه هي شروط الحريري لرئاسة الحكومة ومصادر مقربة من قوى 8 آذار تراها تعجيزية/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

عناق" حزب الله وعون للحريري ليس حباً: الغرق معاً/منير الربيع/المدن

اقتصاد طرابلس ينهار: "لا أحد منّا سيبقى واقفًا"/جنى الدهيبي/المدن

ما مصير الدعاوى والإنذارات القضائية بحق مصارف؟/عزة الحاج حسن/المدن

حادثة بين مواطن وشبّيح: هذه السلطة لا تُواجَه بالورود/أيمن شروف/المدن

قاضية الحريات تبرّئ ناشطين في حراك "طلعت ريحتكم"/إلهام برجس/المدن

البُسطاء يُفقدون نظام ملالي ايران هيبته!/شربل الخوري/بيروت اوزرفر

«أرامكو» الفكرة والصفقة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس اجتماعا ماليا واتفاق على تدابير تحافظ على الاستقرار والثقة بالقطاع المصرفي وحقوق المودعين

رئيس الجمهورية عرض وقرطباوي التطورات

الحريري استقبل قائد الجيش ومدير المخابرات

الحريري إستقبل كوبيتش وقائد الجيش

بري إستقبل قائد الجيش وعرض الاوضاع مع تجمع العلماء الزين: ملفا الحدود والنفط أمانة بين يديه

نايلة جعجع لـ"المدن": نحن في الميدان.. ولن نشارك بالسلطة/نادر فوز/المدن

باسيل عرض التطورات مع سفير فرنسا وكوبيتش فوشيه: بلادي ملتزمة استقرار لبنان

المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع: كل الوحدات وألالوية تأتمر فقط بقيادة الجيش

الراعي ترأس قداسا في دير مار جرجس بشبرا القاهرة: لو أن المسؤولين عندنا يعرفون حقيقة الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه

قاسم: القرار الحاسم للأطراف الداخلية فالضغوط الخارجية اخذت مجالها واصطدمت بالحوائط السياسية والميدانية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون

إنجيل القدّيس لوقا06/من20حتى26/:”رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون. طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان. إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء. ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون. أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80976/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d9%84%d8%a8%d9%83-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7/

بعلبك، مدينة الشمس، أكدت اليوم تمسكها بثقافة الفرح والحياة والحرية، وجددت رفضها لثقافة الموت والحروب العبثية.

كم يكبر قلب اللبناني المغترب وهو يرى من الخارج “العجيبة” اللبنانية وهي تتجدد في وطنه الأم منذ 44 يوماً.

عجيبة، تتجدد وتقوى وتتوسع على مدار الساعة مع قوة وصدق وعناد ونضال وثورة أهله الأبطال والأحرار في أرجاء لبنان كافة.

وكم يزداد هذا المغترب تعلقاً بوطنه الأم وهو بإعجاب وإكبار يرى أهله وتحديداً الشباب والصبايا يقاومون الظلم والتهميش بحضارة وسلمية وبصدور عارية، ويحتشدون في الساحات ليقولوا للحكام ولقوى الأمر الواقع والاحتلال لا وألف لا.

شباب وصبايا مع أهلهم ينادون بأصوات عالية ومدوية وواثقة، نحن أحرار ولن نسمح لكم باستعبادنا مهما عظمت قوتكم وزاد فجوركم ووقاحتكم.

وكم يزداد فخراً وعنفواناً المغترب وهو يسمع الشباب والصبايا وهم يصرون على الاستمرار بانتفاضتهم رافضين الاستسلام وهم يؤكدون عملياً لقوى الحكم والقمع وصارخين بغضب، لن نركع ولن نترككم تستعبدوننا وتذلوننا وتجروننا إلى أزمنة العصور الحجرية.

وكم يكبر قلبه بهم وهم يقولون بثقة وعناد، نحن شعب يعشق ثقافة الحياة والفرح والمحبة ونرفض ثقافة الموت والتحجر والتعصب التي هي نقيض كل ما هو لبنان ولبناني.

هذا اللبناني من الخارج، وكما هو حالنا، يزداد إيماناً وقناعة بأن وطنه المقدس، لبنان، هو فعلاً في قلب الله، وبأن الله جل جلاله باركه ويعتبره وقفاً له كما ذُكر في آيات كثيرة من الكتاب المقدس.

ونعم لبنان هو وطن الرسالة.. والقديسين يحمونه والعذراء أمه لن تتخلى عنه… وبالتالي لن تنتصر عليه قوى الشر والظلامية.

اليوم، نحن بلاد الإغتراب زاد تعلقنا بلبنان وبرسالته ونحن نرى من خارج لبنان ومن على شاشات التلفزة كيف أن أهل بعلبك وجوارها قد ملأوا الساحات بفرح وبعنفوان وكّبر متحدين بشجاعة الظلم والظالمين وهم يحملون الأعلام اللبنانية.

يا أهل بعلبك، فعلاً بتكبروا القلب.. ربنا يحميكم ويقوي إيمانكم فأنتم الأمل وأنتم الرجاء لإخراج لبنان من زمن الظلامية، ومعكم كل باقي الثائرين من أهلنا في كل ارجاء الوطن لاستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر وصون الكرامات.

العرس الشعبي الفرِّح والحضاري اليوم في ساحات بعلبك أكد اليوم من جديد بأن الشعب اللبناني العظيم بإيمانه وعنادة لا يمكن لأي قوة أن تمنع عنه الحرية وبأن الغلبة ستكون له طال الزمن أو قصر.

تحية اغترابية إلى بعلبك وأهلها الشرفاء والأحرار…

وفعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب حماكم الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

برجا بعد صرخات أمهات عين الرمانة والشياح وبكفيا والأشرفية وطرابلس تُفشِّل مشاريع فتن وخبث الثنائية الشيعية وأهل الحكم

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80955/80955/

أمس واجهت الأمهات في عين الرمانة والشياح غزوة الثنائية الشيعية الملالوية على عين الرمانة التي كانت تهدف بوقاحة وفجور وغباء إلى إشعال فتنة مذهبية تضرب الثورة الجامعة للشعب اللبناني وتعيد المنطقة ومن ثم لبنان إلى زمن الحرب الأهلية.

حملت الأمهات من المنطقتين الورود والأعلام اللبنانية وهتفن بفرح وبصدق وبصوت عال للسلام والوئام وتعانقن بإيمان وصدق ووجع معلنين رفضهم القاطع لكل محاولات استعادة زمن دامي ومؤلم قد ولى إلى غير رجعة.

وكذلك فعل أهل بكفيا الأبطال والشجعان في مواجهة رعاع من أهلنا مغرر بهم وهم من الصنميين والموتورين والأغبياء وعروا أهداف غزوتهم التافهة والصبيانية والزقاقية.

وقبل ذلك فشل شبيحة وزعران الثنائية الشيعية بجر الثورة والثوار إلى أوحال المذهبية على جسر الرينغ، وفي ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وفي شوارع متعددة من منطقة الأشرفية، استهدفوها كلها بغزوات عنفية وجاهلية، وبإطلاق هتافات مذهبية هي من زمن أليم يرفضه شعب لبنان  المحصن بوعي ووطنية بأن لا يكون ضحيته له مرة أخرى.

وأيضاً فشلت الفتنة في طرابس ولم تنجح كل ألاعيب أصحابها التي جندوا لها أوباش ومرتزقة ومأجورين .. ونجحت الثورة في مدينة عروس الثورة بكشفهم وتعريتهم وبالتفافها حول الجيش ومساندته.

وفي نفس سياق هذا المزاج الوطني، قامت اليوم الثورة والثوار وأهالي برجا ومعهم كثر من أهل الجنوب الشرفاء بتفشيل محاولات الثنائية الشيعية المذهبية الهادفة دون خجل أو احترام لعقول وذكاء اللبنانيين في استغلال حادث سير مؤلم وتحويله إلى فتنة سنية -شيعية.

قال أهالي برجا: “نرفض أي اتهامات، ونأمل من أهل الجنوب ألا يصغوا لأحد، الحادثة قضاء وقدر ونعزي أهالينا في الجنوب”.

اليوم أكد أهالي برجا والجوار ومن شاركهم من أهل الجنوب في وقفتهم على أن الحادث المؤلم لم يكن لا مؤامرة ولا جريمة، بل قضاء وقدر.

من المحزن بأنه كل يوم يتفنن بعقلية إبليسيه محور إيران في لبنان ومعه أهل الحكم التابعين له بذل غير مسبوق في ابتكار وخلق وفرض مشهديات وغزوات وشعارات مذهبية من مثل هتافات: “شيعة شيعة شيعة” هدفها الجلي شق صفوف الثوار وكل اللبنانيين وإرجاعهم إلى أقفاص التمذهب والتحزب البالية، ولكن هنا تتدخل دائماً القدرة الإلهية في تفشيلهم وفي كشف مؤامراتهم الخبيثة من خلال وعي وإيمان ورؤية قيادات من الحراك وخارجه.

وبإذن الله لن ينجحوا كل المعادين للثورة ولمطالبها المحقة وسوف تكون نهايتهم التحجيم والعزل السياسي وخروجهم من مواقع النفوذ والسلطة ليحل مكانهم من هم شرفاء ونظيفو الكف وليسوا من اللصوص والفاسدين وجماعات الصفقات والتسويات.

تحية لأهل برجا ولكل الذين شاركوا اليوم في الوقفة التضامنية لأهالي إقليم الخروب وبرجا في الجية تأكيداً على المحبة ونبذاً للفتنة ولمؤامرات أصحابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

وطوبى للساعين الى السلام الويل من نار جهنم لأصحاب التشبيح والغزوات

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/2019

أمل وحزب الله وباسيل لا يعرفون إلا البلطجة والغزوات فيما أمهات عين الرمانة والشياح يوزعون الورود ويحلمون بالسلام ومثلهم شعب لبنان.

 

لأهل الفتنة وقوى الإحتلال وأدواته: نعم للورود ولا للرصاص

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

بارك الله الأمهات في عين الرمانة والشياح فقد أفشلن الفتنة. هم لبنان المحبة والسلام والرسالة وثقافة التعايش. لا للإحتلال الإيراني ولا لأدواته الطروادية في الحكم التابع والخانع..ولا للأحزاب التجارية وأصحابها الطرواديين

 

فرسان شركة حزب باسيل وعلى خطى أمل وحزب الله يقومون بغزوه لبلدة بكفيا..مضيعين طريق القدس!!

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

برافو لأنفار لتيار حزب شركة باسيل فهو حاول تحرير بكفيا. شبيبة الصهر متل شبيحة حزب الله وزعران أمل مضيعين طريق القدس. فعلاً إنه زمن الزقاقية

 

غزوة بكفيا غبية وجاهلية وطروادية

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/2019

العقل المريض الذي فكر بغزوة بكفيا ونفذها لا يمكن أن تكون ثقافته سيادية وكيانية ولبنانية. هذا عقل غبي وجاهل وبحاجة لعلاج نفسي عاجل. الهدف زرع الفتنة والشقاق بين المسيحيين خدمة لحزب الله ولضرب الثورة التي تخطت الطوائف والمناطق والأحزاب.

 

تحية إكبار وإعجاب لأبطال الثورة السلمية في بعلبك وصور وكفررمان والنباطية

الياس بجاني/26 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80892/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%ac%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d9%84-%d8%a7/

تحية إكبار لأهلنا الأحرار من البيئة الشيعية الكريمة في صور وبعلبك والنباطية وكفار رمان، وفي كل بلدات الجنوب والبقاع تحديداً.

فهؤلاء هم عملياً أمل ورجاء وتطلعات كل لبنان وكل أهله في نجاح ثورة التحرر الحضارية والسلمية من الظلم والعبودية وحكم الميليشيات والأوليغارشيات.

هؤلاء الأبطال الميامين بشجاعة وإصرار وإيمان صلب كصخور لبنان يعيدون لوطن الأرز صورته التعايشية المشرّقة والسلمية والحضارية الحقيقية التي شوهها ويشوهها أتباع نظام الملالي في لبنان من ربع الميليشياويين والفكر المنغلق والظلامي، وفي مقدمهم حركة أمل وحزب الله ومعهم أصحاب شركات العديد من الأحزاب التجارية المتورطين في سمسرات وصفقات، وكذلك أهل الحكم المحكومين من حزب الله والمستقوين بفائض سلاحه.

تحية لهؤلاء الأبطال المؤمنين بلبنانيتهم، وبهوية لبنان الموحدة والجامعة والمجموعة بمحبة تحت مظلة العلم اللبناني، والفخورين عن قناعة بتميز ووحدة شعب لبنان بكافة شرائحه.

تحية إكبار لهؤلاء الأحرار الرافضين التقوقع والتعصب والمذهبية الذين بصدورهم العارية يقاومون بسلمية وعناد غزوات وتعديات شبيحة مسلحين هائجين ومتوترين ومنظمين ومجيشين هم تابعين للمجموعات العسكرية في حركة أمل وحزب الله.

احرقوا خيمهم وشيطنوهم وخونوهم وربطوهم بالسفارات واعتدوا عليهم وأهانوهم في حين أنهم من أنقى وأشرف وأصدق الشرائح اللبنانية الحرة الواعية وطنياً.

اليوم في مدينة الشمس، بعلبك الأبية تعرض هؤلاء الأحرار والشرفاء لمسلسل من الغزوات والاعتداءات الجاهلية والإرهابية بهدف إرهابهم ومنعهم من التعبير عن أرائهم والشهادة للحق وقتل مطالبهم المحقة المشروعة وإلحاقهم بالقوة بقوافل ثقافة الغنمية والقطعان.

يبقى أن كل غزوات الجاهليين من شبيحة حركة أمل وحزب الله التي تمظهرت ببربريتها والهمجية على جسر الرنغ وفي شوارع مار يوسف ومونو وساحاتي رياض الصلح والشهداء وفي صور والنباطية وكفر رمان وبعلبك وفي العشرات من قرى وبلدات الجنوب والبقاع…. هذه كلها ممارسات وتصرفات لا تمثل غير ثقافة وشرود أصحابها وفقط أصحابها ومعهم القيمين على حزبيهما، في حين أن غالبية الشعب اللبناني وبكافة شرائحه المذهبية والمناطقية والمجتمعية هي في غير مكان وفي غير ثقافة وفي غير مزاج.

في الخلاصة، فإن حزب الله لا يمثل غير نظام الملالي في إيران، وهو يحتل لبنان عسكرياً ويأخذ بيئته وكل لبنان وكل شرائحه، وكل الدولة اللبنانية رهائن بالقوة.

وبالتالي لن يتمكن لبنان من حل أي مشكلة يواجهها وفي أي مجال كان قبل أن تسود الدولة على الدويلة، ويعود حزب الله وحركة أمل إلى الدولة بشروط الدولة، وتطبق وتنفذ عملياً القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة، وال 1559 وال 1701، وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

التيار الوطني الحر هو المسؤول عن إفلاس لبنان!

مروان اسكندر/النهار//الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

بلغت حاجات تمويل تكاليف انتاج الكهرباء فقط ما بين 2010 و2019، 33.4 مليار دولار، تضاف اليها الفوائد بمعدل 6.5 في المئة سنويًا، لتزيد الكلفة عن 50 مليار دولار تفوق نسبة 56 في المئة من الدين المتراكم المعلن…ان عجز مؤسسة كهرباء لبنان الذي كان بالامكان تلافيه هو اليوم السبب الحقيقي للازمة النقدية والاقتصادية،… عهد 2016 – 2019 كل ما حمل لبنان أعباءه منذ بداية عام 2008 زيادة الدين العام وفوائده بما يساوي 50 مليار دولار، ولولا هذه النفقات الجرارة وغير النافعة لكان لبنان يتمتع باحتياط عملات اضافي لا يقل عن 50 مليار دولار،

ولكان وضع المصارف، والأهم أصحاب الودائع، أفضل بكثير…. لبنان يعيش أزمة نقدية تقنية، نتيجة اهمال معالجة أزمة مالية واضحة بسبب فشل معالجة برامج الكهرباء، ولن نحظى بفجر جديد ما لم ينطو هذا العهد وتغب سياساته.”

 

الدرك يعتقل مواطنة دافعت عن كرامتها إزاء شرطي بذيء

المدن/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

يبدو أن روح الثورة منحت المواطنين الجرأة على مواجهة التنمر السلطوي بكافة أشكاله ومستوياته. فقد تناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لقوى أمنية تعاملت بشّدة واعتقلت إحدى الشابات، إذ تم وضع الأصفاد في يديها إلى الخلف واقتيادها إلى مخفر ميناء الحصن. وشوهدت الفتاة وهي تعترض أمام سيارة قوة الأمن على أمر ما حصل معها قائلة للشرطي الذي قدم لإزاحتها من أمام السيارة: "يدعسني.. أريح، بلكي بموت من هل البلد لي فيه هيك قوى أمن. ما عندك أم، أتطلع بعيوني ما عندك أم؟"

وفي التفاصيل قال الناشطون أن السيدة دانا حمود كانت تنتظر على إحدى محطات الوقود في منطقة الحمرا لتعبئة سيارتها بمادة البنزين، فوصلت سيارة الشرطة لتقف أمامها وأوقعت دراجة كانت مركونة، فأدى ذلك إلى تضرر سيارتها. وعندما اعترضت على هذا الأمر، قال لها أحد رجال الأمن كلاماً بالغ البذاءة (نتحفظ على ذكره). هكذا، تطورت الحادثة إذ خرجت المواطنة من سيارتها لتدافع عن كرامتها، واعترضت سيارة الأمن رافضة ترك الطريق، وقالت ما قلته لرجال الشرطة. فعمد الأخيرون على اعتقالها بطريقة مهينة، ولم يكترثوا للمواطنين الذين حضروا الحادثة وحاولوا ثينهم عن التعامل معها بعنف لفظي وجسدي، وحاولوا منع الحاضرين من تصوير الواقعة. لكن البعض تمكن من التصوير وانتشر الفيديو بسرعة كبيرة. وعلى الأثر تواصل الناشطون مع لجنة المحامين التي تدافع عن المتظاهرين. وحاول المحامون الوصول إليها، بعدما تم إخبارهم أن الدرك يتعمد نقلها من ثكنة إلى أخرى. وقد نقلت أخيراً إلى ثكنة الحلو. ورفضت القوى الأمنية دخول المحامين لرؤية دانا. فتداعى الناشطون للاعتصام أمام الثكنة. وحضرت النائبة بولا يعقوبيان وتحدثت إلى الضباط المسؤولين عن الثكنة، ليتمكن بعدها المحامون من الدخول. لكن الملفت حصول انقسام بين المتظاهرين. إذ عمد البعض على إطلاق هتافات ضد يعقوبيان رافضين تواجدها في المكان، قائلين "كلن يعني كلن وبولا واحدة منن".

 

بعلبك تثور وتهتف لحرية الوطن

وكالات/ الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

بدأ حراك بعلبك وقفته الاحتجاجية المطلبية اعتباراً من الساعة الرابعة عصرا، في ساحة الشاعر خليل مطران مقابل قلعة بعلبك الأثرية، حيث صدحت الأغاني والأناشيد الوطنية، بانتظار وصول الفنان مرسيل خليفة. وقطع المشاركون في الحراك الطريق المؤدية إلى الوسط التجاري عبر الساحة.

ووصل الفنان مارسيل خليفة الى بعلبك وانشد نشيدا للحرية والوطن في ساحة الشاعر خليل مطران في حراك بعلبك، بمشاركة وفود من الجنوب وطرابلس والجبل والبقاعين الشمالي والأوسط. وتحدث الدكتور عبدالله الشل باسم الحراك فقال: “هذا الحراك بعيد عن المآرب والغايات الشخصية والسياسية، وهو حراك شعبي مستقل بشكل كامل لا تحركه الأحزاب ولا التيارات ولا السفارات، وإنما يحركه الضمير الحر وإرادة الشباب والصبايا الذين بهم نكبر، ومعهم يكبر كل لبنان ليصبح وطناً لكل أبنائه. هذا وكان زار الفنانان بديع أبو شقرا وعبدو شاهين، ساحة الشاعر خليل مطران، مساء اليوم، للتعبير عن تضامنهما مع حراك بعلبك. وقال شاهين: "زرت كل ساحات لبنان، لكن هنا الحراك الأجمل، فنحن من زمان أولاد الكرامة، ومن هنا من بعلبك". من جهته، قال أبو شقرا: "كل الناس يتحدثون في بيروت عن حراك بعلبك، فنحن نغتني بكم، أنتم الصمود ونحن خلفكم ومعكم، أنتم الأجمل والأطيب والأقوى في هذا الحراك. إن البلد لنا، وليس لأي أحد آخر، وسنستعيده".

 

أخيراً... أصحاب المحطات علقوا اضرابهم

الكلمة أونلاين/29 تشرين الثاني/2019

أعلن نقيب أصحاب المحطات سامي البراكس عن "اتخاذ القرار بتعليق اضراب محطات الوقود اعتبارا من الليلة بعد الاتصالات مع وزارة الطاقة". وقبل القرار، أعلنت محطات عدة تعليق مشاركتها في الإضراب. وفي السياق، أفاد المكتب الإعلامي للسيد علي فضل الله أن "كل محطات الايتام ستفتح غدا صباحا كالمعتاد بقرار من السيد علي فضل الله من اجل تسهيل اشغال وأعمال المواطنين حتى نفاد كمية مادة البنزين المتوافرة لدى محطات الأيتام". بدورها، اعلنت محطات "مدكو" و"فينيسيا" عن بدء توزيع المحروقات هذه الليلة

 

خفايا توقيف ابراهيم الصقر وفتشوا عن فضيحة مناقصة الطاقة

الراي/29 تشرين الثاني/2019

تبين ان عملية توقيف ابراهيم الصقر  تحمل خفايا كثيرة ابرزها تدخل ما يطلق عليها حماة الديار واظهرت كاميرات التصوير بان ابراهيم الصقر لم يبادر الى الشتائم في وجه موظفي او مندوبي وزارة الاقتصاد بل ركز كلامه على الشاب جوني الاسمر الذي طالبه الصقر بابراز بطاقة تؤكد هوية وظيفته وهذا ما لم يبادر اليه الاسمر الذي اكمل مسلسل استفزازه للصقر  الذي استتبع بقرار توقيف الصقر بتهمة اطلاق الشتائم وهذا لم تظهره تسجيلات الكاميرا بل على العكس وتبين ان الاسمر ينتمي الى حماة الديار التي يشرف عليها وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل. واشارت مصادر قواتية بان ما تعرض له ابراهيم الصقر ياتي في اطار  حملة مبرمجة من قبل التيار الوطني الحر للضغط على محطات الصقر  لانه فتح مؤسسته للناس وخصوصاً من وزيرة الطاقة التي تأتمر من الوزير جبران باسيل ويبدو أنهما مرتاحان للضغط الذي يمارس من قبل نقابة اصحاب المحطات على اللبنانيين من خلال قطع المحروقات، ما سيسمح بتغطية فضيحة المناقصة الاثنين المقبل في وزارة الطاقة لاستيراد النفط التي سترسي الى مقرب من باسيل .

 

الافراج عن ابراهيم الصقر بسند إقامة

مواقع الكترونية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

تم قبل قليل الإفراج عن صاحب محطات الصقر ابراهيم الصقر بسند إقامة بعد توقيفه بعد ظهر اليوم. اشارة الى ان قوة من أمن الدولة اوقفت الصقر بعدما تعرض لمراقبين من وزارة الاقتصاد كانوا بجولة على احدى محطاته في جونية.

 

فايننشال تايمز’: احيتاطي العملات الأجنبية سينفد بـ2020.. وخياران أمام ‘المركزي’

 ترجمة لبنان ٢٤ – FT/29 تشرين الثاني/2019

نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية تقريراً عن الأزمة الاقتصادية اللبنانية، مشيرةً إلى أنّ بعض المحللين والخبراء الاقتصاديين يحذرون من أنّه ينبغي إعطاء الواردات أولوية على التزامات لبنان إزاء حملة السندات، إذ حثّوا الحكومة على تأخير السداد أو ابتداع طريقة أخرى للتعاطي مع الأزمة. ونقلت الصحيفة عن أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية، جاد شعبان، قوله: “يمكنهم إعادة هيكلة هذا الدين عبر إصدار سندات بالعملة الأجنبية أقل تكلفة.. لا أتحدّث عن تسديد الدين بل إعادة هيكلته”. وفي ظل تردي الوضع الاقتصادي، تحدّث وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، كميل أبو سليمان- الذي يمتلك مكتباً للمحاماة يدير الجانب القانوني لعمليات إصدار “اليوروبوند”- عن إمكانية اتجاه لبنان إلى الطلب من دائنيه قبول تأخره في مواعيد التسديد أو دفعه أقساطاً أقل قيمة، وقال أبو سليمان: “لبنان في حالة جيدة للتفاوض على إعادة الهيكلة”. بدوره، علّق الوزير السابق ونائب الأول السابق لحاكم مصرف لبنان، ناصر السعيدي، على تسديد لبنان سندات دولية بقيمة 1.5 مليار دولار استحقت أمس الخميس بالقول إنه توقع أن يقدم المصرف المركزي على توفير العملة الأجنبية اللازمة للتسديد، مبيناً أنّ الأمول كلّها لن تخرج من لبنان بشكل تلقائي، إذ قدّر بقاء ثلثي الـ1.5 مليار في لبنان، باعتبار أنّ الدين يتوزع بين الدائنين المحليين والمصرف المركزي. وفي معرض تناولها الهندسات المالية التي نفذها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وساعدت الحكومة اللبنانية والقطاع المصرف في ظل الأوقات العصيبة، أكّدت الصحيفة أنّ الخبراء الاقتصاديين يتخوفون بشكل كبير من أنّ هذه الاستراتيجيات لن تكفي بعد اليوم.

وفي هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة باعتمادات الدولار التي فتحها المصرف المركزي لاستيراد النفط والقمح والأدوية، لافتةً إلى أنّ هذه الخطوة سرّعت استنزاف احتياطي البلاد من العملات الأجنبية، التي تراجعت بقيمة 900 مليون دولار في الأسبوع الأول من الشهر الجاري.

كما نقلت الصحيفة عن التقرير الذي أصدره “بنك أوف أميركا” تحذيره من أنّ احيتاطي لبنان من العملات الأجنبية سينفد بحلول منتصف العام المقبل “إذا استمر الأمر على هذا المنوال”. وفي حين يقول المصرف المركزي إنّ قيمة الاحتياطي من العملات الأجنبية تقدّر بـ30 مليار دولار أميركي، نقلت الصحيفة عن محللين تأكيدهم أنّ إمكانية وصول المصرف مباشرةً إلى المبلغ كاملاً ستكون صعبة. وتابعت الصحيفة: “إلى جانب تسهيل عملية اقتراض الحكومة، يوفّر المصرف المركزي حالياً سيولة بالدولار للمصارف التجارية عبر قروض مرتفعة الفوائد”؛ علماً أنّ وكالة “موديز” تقدّر خدمة الدين الخارجي للعاميْن الجاري والمقبل بـ6.5 مليارات دولار. وفي تعليقه، حذّر شعبان من أنّه يتعيّن على المصرف المركزي أن يقرر إما مواصلة مساعدة الحكومة على دفع خدمة الدين الخارجي أو التركيز على تخفيف محنة المستوردين.

وعلى الرغم من تشديد سلامة على قدرة المصرف المركزي على القيام بهذيْن الأمريْن ومن عدم تخلّف لبنان عن سداد ديونه ومن بقاء سعر الصرف الليرة مثبتاً عند 1507 ليرة مقابل الدولار، قالت الصحيفة إنّ أزمة شح الدولار أدت إلى ارتفاع السعر الصرف غير الرسمي بنسبة 20% منذ آب. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن تقرير “بنك أوف أميركا” تحذيره من أنّ مصرف لبنان والمصارف التجارية تشتري الوقت بإجراءاتها الاستثنائية على حساب انكماش النشاط الاقتصادي، في تلميح إلى تخفيض المصارف سقوف السحوبات. الصحيفة التي أكّدت أنّ مأزق لبنان معقّد بسبب استقالة الحكومة، نقلت عن أبو سليمان تأكيده أنّ حكومة تصريف الأعمال تتمتّع بالصلاحية التي تخوّلها ترؤس مفاوضات إعادة هيكلة الدين، بل شدّد على أنّه يتعيّن عليها التحرّك في هذا الإطار. وختم أبو سليمان حديثه للصحيفة بالقول: “دستورياً يجوز لحكومة تصريف الإعمال العمل على حل الأزمة، بل يتعيّن عليها القيام بذلك”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/11/2019

وطنية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أزمة البنزين والغلاء المعيشي سببهما تفلت سعر الدولار في السوق السوداء والصرافون أضربوا ليرفعوا الإتهامات الموجهة إليهم، والإجتماع المالي في القصر الجمهوري لم يتخذ قرارات معلنة.

يبقى الحل الأساسي كامنا في التكليف والتأليف للحكومة غيرأن المسألة طويلة والسبب ليس فقط عدم تحديد مواعيد الإستشارات الملزمة وليس فقط الشكل الحكومي ومواصفات الوزراء وإنما أيضا هناك سبب بارز أشارت إليه معلومات أن هناك إصرارا أميركيا على أن تكون الحكومة الجديدة هي المسؤولة عن قرار الحرب والسلم وليس حزب الله الذي عليه عدم التدخل في أزمات المنطقة إضافة الى تقيد وزير الخارجية بقرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالمؤتمرات أو المحادثات في الخارج إضافة أيضا الى سحب ملف الغاز والنفط من يد الرئيس بري وحصر التعاطي معه بمجلس الوزراء في أي قرارات أو اتصالات أو مباحثات.

هذا الإصرار الأميركي مربوط أيضا بوضع الحكومة خطة إقتصادية مالية وخطة لإستقلالية القضاء وقانونا للانتخابات وإجراء الإنتخابات خلال ستة أشهر على أن تشكل حكومة جديدة في ضوء هذه الإنتخابات النيابية.

عنوان الحكومة إذا نجحت الإتصالات في ولادتها سيكون: حيادية لبنان.

عودة الى الإجتماع المالي في قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون nbn

في الشارع اليوم سيارات عمومية وخاصة فقدت القدرة على السير لغياب المحوقات/ ومواطنون خسروا القدرة الشرائية لليرات بسبب الدولارات.

الصرافون أنزلوا شبابيكهم وأصحاب المحطات رفعوا خراطيمها.

وبين سعر الليرة المحروق أمام الدولار والدولار الذي كان ذريعة لإشعال أزمة محروقات بفعل إضراب المحطات يتراوح المشهد وتراوح معه استقالة الحكومة من واجباتها تجاه المواطنين حتى ضمن تصريف الأعمال في ظل الوضع الاقتصادي الاجتماعي الصعب.

وعلى نية الأوضاع المالية عقد إجتماع بعبدا بحضور وزاري ومصرفي وغياب الرئيس سعد الحريري الذي أوفد مستشاره بديلا عنه.

وفي سعر صرف المقررات تكليف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يإتخاذ التدابير المؤقتة اللازمة بالتنسيق مع جمعية المصارف لاصدار التعاميم التي اقترحها سلامة ورفع بعض الإقتراحات التي تحتاج الى نصوص قانونية أو تنظيمية بما يحفظ الإستقرار وحقوق المودعين من دون أي إنتقاص.

أما بورصة التكليف فتعيش وضع "هبة طالعة" و"هبة نازلة" في ظل تواصل اللقاءات والإتصالات من دون أن تترجم إيجابا عبر تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

تبرعت كارتيلات النفط بايجاد أزمة البنزين، والشرارة بعهدة السياسيين والمصرفيين، فاشعلوا الوطن زحمة ونقمة.

والمفارقة الا نقص في مادة البنزين، بل شح بالدولار والضمير لدى البعض الذي لم يشبع من نهب الثروات والصفقات، ويريد ان يتاجر باعصاب الناس لمواجهة مشروع تعده وزيرة الطاقة قد يسحب من بعض المحتكرين اوراقهم، ويضيع على بعض السياسيين المرتزقين منهم جعالتهم.

انه الوطن العالق بين حيتان المال ومراهقي السياسة، الذين يتقنون كل فنون البلطجة السياسية والاقتصادية والمالية، ويجيدون الرقص على اشلاء ضحاياهم.

وكلما سحبت اوراقهم سكبوا عليها البنزين واوراق الدولار والقمح والطحين، وكلها قابلة للحل بايعاز خارجي يوصل ادواته الداخلية الى حيث يريد.

ما اراده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من لقاء بعبدا المالي، بعض تعويض عن الغياب الحكومي، فالاستقالة الحكومية ليست من المنصب الذي لم يغب عن بال شاغليه، بل من المسؤوليات الوطنية الملزمين بادائها، وحتى خلال تصريف الاعمال، فيما هدفهم على ما يبدو مفاقمة الازمة للتحكم باوراق المفاوضات.

وبالعودة الى بعبدا واجتماعها المالي الذي حضره وزراء معنيون ومصرفيون وغاب عنه المعني الاول، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، فان خلاصة النقاش تكليف حاكم مصرف لبنان اتخاذ التدابير الموقتة اللازمة.

والنتيجة التي توصل اليها الجميع، أن البلد بحاجة ماسة إلى حكومة تنفذ خطة مالية نقدية واقتصادية فورية، للخروج من هذا الواقع المتدهور.. والحكومة هذه لا زالت حبيسة مزاجية البعض وتقلباته الذي لا زال يراهن على الوقت.

وعلى المقلب العراقي، وضع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي استقالته بعهدة البرلمان، بعد انفلات الامور في الشارع وتحكم المدسوسين والمرتهنين لمشاريع مشبوهة، والخاسر الاكبر العراق دولة وشعبا ومؤسسات هي محل تربص جهات خارجية كما حذرت المرجعية الدينية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

"جمعة البنزين" من دون أن يدعو أحد إليه... الخزانات الفارغة للسيارات هي التي جعلت الناس تصطف في طوابير أمام المحطات... ومن ليس " مقطوعا" فإنه ملأ غالونات ليخزنها... هكذا أصبح في كل بيت مخبأ للدولارات الكاش لأن المودعين يسحبون ما تسنى لهم منها ويضعونها في منازلهم, ويملأون ما تسنى لهم من بنزين ويضعونها في منازلهم, هذا إضافة إلى من يخزنون مواد غذائية أساسية.

وهكذا أصبح المواطن امام "ثلاثية: الدولار والبنزين والغذاء"... ويشعر المواطن أن هذه الثلاثية, إما محجوبة وإما مفقودة وإما مقننة... المواطن يضع فرضيات ولا يصدق بسهولة, لأن أحدا لا يعطيه اجوبة مقنعة... وتأتي الأجوبة تباعا, لكن العبرة في التنفيذ وفي المبادرة... بالنسبة إلى الدولار إجتماع في قصر بعبدا هو الثاني منذ اندلاع أزمة الدولار، غاب عنه أيضا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري... الإجتماع، ووفق البيان الصادر عنه، قرر تكليف حاكم مصرف لبنان اتخاذا التدابير اللازمة لأصدار التعاميم التي اقترحها...

وفي المعلومات ان الإجتماع تم التوافق فيه على ان لا اقتطاع للودائع, ولا "كابيتال كونترول"، وأن الحل يكون في تسريع تشكيل الحكومة، وأن يتوافق ذلك مع خطة مالية اقتصادية ... لكن في انتظار صدور التعاميم عن الحاكم ، فإن وضع الدولار بقي على حاله ، على رغم إضراب الصرافين اليوم... وضع المحروقات لم يكن بأفضل ... محطات رفعت خراطيمها أما تلك التي لم تلتزم فوقف المواطنون طوابير أمامها فيما مواطنون آخرون انقطعت سياراتهم في منتصف الطريق...

هكذا، الأوضاع الميدانية تزداد توترا واحتقانا، وهذا ما دعا قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى زيارة كل من رئيس المجلس ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وفي المعلومات ان قائد الجيش كان له كلام على الإستعجال في إيجاد الحلول نظرا إلى ان الأمور تزداد توترا، على رغم ان الجيش يقوم بمهامه على أكمل وجه...

يحدث كل ذلك فيما "ترف" عدم احتساب الوقت بالنسبة إلى استشارات التكليف، مازال قائما... كان مقدرا لهذه الإستشارات أن تجري اليوم، لكن التأجيل يراكم التأجيل... معلومات تتحدث عن أن الأسبوع المقبل سيكون أسبوع الإستشارات فيما أسم المهندس سمير الخطيب مازال متقدما، وهو اجتمع أمس مع المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل.

خط الزلازل السياسية من بيروت إلى بغداد... اليوم استقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استجابة للدعوة التي أطلقها المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، السيستاني ... وتأتي هذه الاستقالة بعد سقوط اكثر من أربعمئة قتيل منذ اندلاع شرارة الإحتجاجات في العراق.

البداية من "جمعة البنزين". وفي هذا السياق علمت الـLBCI ان وزيرة الطاقة تتفاوض مع اصحاب المحطات والشركات المستوردة على كيفية تقاسم نسبة الـ 15 في المئة المتوجبة عليهم بموجب الآلية التي وضعها حاكم مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

أزمة المحروقات في صدارة المشهد. وفيما المواطنون يترقبون الحلول، تؤكد معلومات الـ OTV أن المشاورات قائمة في هذا الإطار، على أمل التوصل إلى حل جذري ونهائي يمنع تكرار الازدحام أمام المحطات، بسبب مقنع أو من دون.

وفي هذا السياق، تؤكد أوساط سياسية للـ OTV أن وزيرة الطاقة تقوم بواجباتها في الموضوع، وكل ما تهدف اليه هو عدم رفع الاسعار على المواطنين، كما يشتهي البعض المكشوف.

في غضون ذلك، وفيما استقرت التحركات الاحتجاجية المتنقلة اليوم، سجل تطور لافت تمثل بتسليط الضوء على العبء الكبير الذي يشكله النزوح السوري على الاقتصاد اللبناني، وهو ما تلكأت الحكومات السابقة عن مواجهته بالشكل المناسب لاعتبارات سياسية معروفة.

وفي سياق متصل، تشير اوساط سياسية عبر الـ OTV إلى أن رئيس الحكومة لا يمكن ان يبقى متفرجا على مسلسل الانهيارات من دون اي تحرك، فهو لا يزال رئيس حكومة تصريف اعمال ويتمتع بصلاحيات ومسؤوليات.

أما في الموضوع الحكومي، وفي انتظار أن تسفر المشاورات القائمة عن نتائج ملموسة تسمح بالدعوة الى الاستشارات الملزمة، تؤكد مصادر التيار الوطني الحر للـ OTV استعداد التيار لدعم تشكيل حكومة اختصاصيين برئيسها و وزرائها، وهو لا يعارض حكومة تكنو - سياسية يجري البحث حولها، ولكن إذا تبين خلال فترة قصيرة جدا أن هناك من يصر على عرقلة تشكيل الحكومة وحرق الاسم المطروح مجددا بعد الاتفاق عليه، بشروط مستجدة حول التأليف، والتسريع في الإنهيار وسد أبواب الحل، فإن التيار سيتخذ المواقف التي تمليها عليه مسؤوليته الوطنية.

وجددت مصادر التيار الاشارة الى ان كل ما يجري في الكواليس السياسية يثبت صحة تمهل الرئيس ميشال عون باجراء الاستشارات الملزمة، ويؤكد ان الجميع، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري يشاركون بالمشاورات المكثفة المسبقة حول التأليف وليس فقط التكليف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

للدولار محمياته..وللبنزين أمراؤه..وشعب محروق على خطين. نهار على خراطيم المادة المفقودة تصدر مشهدا لم تعرفه حرب مواطنون يتركون سياراتهم في الشوارع بعد فقدان مخرونها و" شوفيرية " البلد يتنقلون من محطة إلى أخرى طلبا لمحروقات مختبئة خلف زعماء النفط أما المحطات فقد أعلنت أنها لن تفتح أبوابها إلا في حال أعيد التعامل معها بالليرة اللبنانية. يوم عصيب تقطعت فيه سبل الناس التي وقفت تنتظر قرارا لم يصدر فكانت صرخات موجوعين ممن لا رزق لهم إذا ما فقدوا مادة الذهب الأزرق ومع فقدان طاقة المواطنين على الانتظار علم أن وزيرة الطاقة ندى بستاني تعمل لحلول بالتفاوض مع الشركات وأصحاب المحطات بعد كتاب وجهه رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض إلى بستاني طالبا أخذ الإجراءات اللازمة مع المعنيين كافة في الدولة على موضوع تغطية فرق سعر الخمسة عشر في المئة بالدولار الأميركي الذي يكبد القطاع النفطي أثمانا لا يمكن تحملها وفي المعلومات أن بستاني أحالت هذا الكتاب الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع تأكيد استبعاد أي تكلفة ستقع على المواطنين الذين لا علاقة لهم بأزْمة لها صناعها وأبعد من تدخل وزيرة الطاقة فإن للأزْمة " كرتيلاتها " وزعماءها الذين شعروا بأن جهة ما سوف تأكل من صحنهم .. وبأنهم مقبلون على خسارة الاحتكار المزمن. فإزمة البنزين اليوم تدخل عليها كل أنواع الضغوط .. ضغط سياسي تعود إليه ريوع الأرباح .. ضغط مافيا النفط الذي اعتاد اللعب وحيدا في الساحة .. وضغط المناقصة التي ستبدأ الاثنين وهذا فضلا عن اتفاق ابرم في السرايا مع رئيس الحكومة وأصحاب الشركات ولم ينفذ .. اضافة الى تلاعب بالدولار صعودا وامام كل هذه الصورة المحروقة بدت الدولة كعازفي الموسيقى على سفينة تايتنك .. اجتماع مالي بارد لا يمت الى الواقع بصلة .. نتيجة هزْيلة لمصيبة كبيرة فهل من اجتمع في بعبدا اليوم اختبر الخطر ؟ هل وصلوا الى القصر على بنزين أم بطائرة ورقية ؟ طمأنونا إلى الودائع .. لكن المصارف " كاسرة إيدا وشاحدة عليها " .. وعدونا بإجراءات تخفف علينا .. لكنهم لا يعلمون أنهم هم أصل الضغط وفروعه .. اما في المحروقات السياسية .. فإن اسم المهندس سمير الخطيب لا يزال في المعمل الجنائي السياسي وتحت الاختبار .. في انتظار مرشح رابع قبل العودة إلى معادلة " الحريري أو لا أحد"

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

المحروقات تلهب شوارع الثورة وساحاتها من جديد. ففي ظل الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية المتناسلة، ضرب نفاد مادة البنزين ضربته. قطْع الطرقات عاد من جديد لكن... بصورة طبيعية هذه المرة! فالمادة الملتهبة فُقدت من سيارات كثيرة. هكذا بردت المحركات واشتعلت النفوس، فارتفعت الاصوات تطالب الدولة باتخاذ خطوة ما، كما تطالب اصحاب المحطات بتوزيع ما عندهم من المحروقات. نحن اذا أمام مأزق حياتي جديد، في ظل حكومة تصريف اعمال لا تريد ان تقوم بأي عمل، كأنها اتخذت قرارا ضمنيا بمعاقبة الناس وتأديبهم. فمن علّم المسؤولين عندنا هذه الطريقة السيئة في ممارسة المسؤولية؟ وهل يحق للحكومة المستقيلة ان تستقيل من كل مسؤولياتها لأن رئيسها يخوض حربا سياسية مع العهد؟ ففي حرب الرؤساء والزعامات والمقامات ما ذنب الناس؟ وهل على المواطنين ان يدفعوا دائما الثمن مرتين: مرة اولى اذا اتفق الزعماء والمسؤولون، ومرة ثانية متى اختلفوا؟

سياسيا، رغم كل الكلام الذي قيل ويتردد فان العقدة الحكومية مكانك راوح. حظوظ سمير الخطيب ترتفع وتهبط مثل البورصة، لكن المشكلة ليست في شخصه بل في الآلية التي تحكم تشكيل الحكومة. فالرئيس الحريري، لكي يغطي اي حكومة، يريدها كلها من التكنوقراط وبصلاحيات استثنائية، وهما امران لا يوافق عليهما الفريق الاخر الحاكم. من هنا نفهم عدم الحماسة الحريرية لضخ اجواء ايجابية، كما نفهم اسباب عدم الدعوة الى اجراء الاستشارات النيابية للتكليف في قصر بعبدا، علما ان القصر الجمهوري شهد اجتماعا ماليا اليوم تغيب عنه الرئيس الحريري وحضره بدلا منه مستشاره الاقتصادي. وقد استبق الحريري النتائج باعلان مصادره ان سبب تغيبه عن الاجتماع هو ادراكه انه بلا نتيجة. اقليميا، تطور لافت، من العراق هذه المرة، وتمثل في اعلان رئيس الوزراء العراقي عزمه على الاستقالة، وذلك بعيد دعوة المرجع الشيعي الاعلى في العراق مجلس النواب العراقي الى سحب الثقة من الحكومة. فهل نحن أمام مشهد جديد يتكون في المنطقة، انطلاقا من الضغط الاميركي المتزايد على ايران؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 تشرين الثاني 2019

وطنية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

النهار

لوحظ أنّ معظم الطائرات في مطار بيروت تهبط شبه فارغة رغم إطلاق عروض غير مسبوقة، ومرد ذلك الى الأزمة الاقتصادية وغياب حجوزات الرعايا العرب لفترة الأعياد.

يُنقل عن أحد نواب الكتائب أنّهم كانوا متأكدين وفقاً لمعلومات أنّ مواكب التيار الوطني الحر ستجول في المتن الشمالي وتصل تحديدا الى بكفيا منذ صبيحة اليوم الذي حصل فيه الإشكال.

تردد امس في البقاع ان وزيرا اشترى من احد كبار الصيارفة مبلغ مليون دولار اميركي وشوهدت سيارته تحضر لتقل المبلغ في حراسة مشددة.

الجمهورية

كشفت مصادر في اللجان التنسيقية لساحات الإعتصام عن خرق تعرّضت له شبكات الواتس آب الخاصة بها فنزل المتظاهرون الأحد الماضي دون معرفة مسؤوليها.

إستغربت أوساط سياسية أن الأزمة الإقتصادية بلغت حدّ الإفلاس والإنهيار الكامل فيما يقرّ مجلس الوزراء مساهمة مالية لدولة جارة بقيمة 500 مليون ليرة لبنانية وقد نشر القرار في الجريدة الرسمية في 26 الجاري.

يوحي أهل السلطة مراراً بخمسة وزراء سياسيّين لهم والباقي تكنوقراط لإبقاء مفاصل الدولة والوزارات السيادية الأساسية في أيديهم.

اللواء

فسرت تحركات في الشارع بأنها في سياق الضغط لإبقاء مسؤول حكومي في موقعه..

يتردد قطب وسطي بالقيام "بدور تصالحي" بين مرجعين، بانتظار وضوح بورصة الترجيحات الأخيرة حول تسمية شخصية تؤلف الحكومة.

عمد بعض المصارف إلى إرسال رسائل نصية، تخطر أصحاب الرواتب الموطنة بوصولها إلى حساباتهم، ثم تبين لا اثر لها فعلياً، أو لا إمكانية لسحبها بالـ ATM؟!

نداء الوطن

تردّد أن الرئيس سعد الحريري يحرص على توجيه رسائل تفصيلية إلى رؤساء وحكومات دول لحثهم على مساعدة لبنان وعدم السماح بانهياره اقتصادياً وأمنياً.

قال قيادي في "الوطني الحر" في مجلس خاص أمس تعليقاً على اجتماع بعبدا المالي: "عمهل شوي!".

نقل سياسي مخضرم ورئيس سابق لحزب عريق عن رئيس الجمهورية أنه، ولدى سؤاله من قبل أحد المقرّبين عن أولويته بين إنقاذ العهد أو إنقاذ جبران باسيل، أجاب بلا تردّد: جبران.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ولادة إمبراطور جديد للبنزين

انطوان سعادة/الكلمة أونلاين/29 تشرين الثاني/2019

من شاهد وزيرة الطاقة تتكلم عن موضوع البنزين لاحظ ان صوتها وتعابير وجهها غير مقنعة وإذا أردت ان اعدل أقول ان الوزيرة لم تكن مقنعة بما كانت تقول مع كل محاولاتها اقناع نفسها قبل إقناع الشعب المسكين بما تقول. الاسوأ انها تعرف بالظبط ماذا تفعل وما سيحدث الاثنين وأي صفقة تهرب ولصالح من نحن لا ندري لمن لانهم تعودوا على قيادة قطيع من الغنم وليس البشر لغاية الان ومع كل الضجيج في الشارع والحراك والثورة على الفساد لم يفهموا ان ان هذا الشعب استفاق ربما هناك من يقول ما ادراك ان هناك صفقة مشبوهة.أقول الخطورة ليست فقط بالصفقة المشبوهة، الخطورة هي بما يقولون ان ما تقوم به الوزارة هو للخلاص من كارتل البنزين، لكن فاتهم اننا ان خلصنا من هذا الكارتل ذاهبون الى إمبراطور للبنزين يتحكم لوحده بالسوق عكس عدد ولو محدودة من التجار يتنافسون بالسوق.يعني اننا ذاهبون على صفقة ترجعنا الى سوق الاحتكار مبروك الإمبراطور الجديد.

 

الليرة تخسر 41% من قيمتها و الصرافون المتلاعبون امام اجراءات قاسية

مواقع الكترونية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

سجلت تداولات الدولار لدى سوق الصيرفة يوم الخميس، ارتفاعًا جديدًا بَلَغَ 2450 ليرة لبنانيّة (شراء) لقاء كلّ دولار أميركي، بينما تراوح سعر البيع بين 2150 و2200 صباحًا و2300 في فترة الظهر قبل أن يعود وينخفض. بهذه الأسعار الجديدة، تكون الليرة اللبنانيّة قد خسرت من قيمتها، وفق خبراءٍ، نحو 41%، بينما سجّل سعر صرف الدولار رقمًا قياسيًا لم تعتده الاسواق حتى خلال فترة الحرب الاهلية بالرغم من ان مقدمة الدستور اللبناني تنص على أن لبنان بلد ذو اقتصاد حر، الا أن القوانين اللبنانية ومنها قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم أعمال الصرافة تنظم تلك الحرية ومنها التلاعب بسعر صرف العملة الذي بلغ حد تهديد الأمن الاجتماعي للبلاد. وعلم في هذا الاطار، أن اجراءات قاسية سينفذها أحد الاجهزة الامنية وفق اشارات قضائية بهدف ضبط الأمور وابعاد بعض الصرافيين الذي هم أقرب الى المرابين من التحكم بالاسواق وترك لعبة العرض والطلب وفق مقتضيات السوق لا بعض أعمال التلاعب.

 

طائرة مسيرة عبرت من لبنان إلى إسرائيل وعادت أدراجها

مواقع الكترونية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن طائرة مسيرة عبرت من لبنان إلى إسرائيل وعادت أدراجها. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الجيش يبحث عن طائرة مسيرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية. وأفاد موقع "حدشوت بتاخون سدي" بأن الجيش الإسرائيلي يبحث عن طائرة مسيرة أطلقت من ⁧لبنان⁩ وحلقت في أجواء إحدى المستوطنات الإسرائيلية. وأضاف أن الطائرة دخلت للأجواء للمرة الثانية اليوم، حيث حلقت المرة الأولى الساعة 11:20 ظهرا ثم غادرت وعادت مجددا. ولم يذكر الإعلام العبري تفاصيل أخرى عن الحدث.

 

رجل اعمال لبناني وراء وديعة المليار

ليبانون ديبايت/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

بعد خبر الادعاء على "بنك ميد" نتيجة عدم رده وديعة مالية لاحدى الشركات النفطية بقيمة مليار دولار، علم "ليبانون ديبايت"، أن تلك الشركة النفطية هي واجهة يتخفى خلفها رجل اعمال لبناني شمالي من آل رحمة برز اسمه مؤخرًا وشريكه السياسي العراقي النافذ اللذين اودعا مليار دولار في بنك "ميد" لقاء فوائد عالية.

 

رسالة فرنسية للسيّد نصر الله.. ما مضمونها؟

الأنباء الكويتية/الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

كشفت مصادرعن رسالة فرنسية رفيعة المصدر وصلت الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تنطوي على تحذير من خطورة ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية في لبنان وانعكاس ذلك على حزبه وجمهوره، مما يفتح الباب امام البنك الدولي لوضع اليد على الاقتصاد اللبناني وعلى مقدرات البلد.

 

لقاء عن الاستثمار الأميركي في الحراك نعمان: التمادي بالانتظار يؤدي الى الفتنة حب الله: لا حكومة إلا برئاسة الحريري او من يسميه

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

عقد "التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة" لقاء سياسيا بعنوان "ماذا بعد الاستثمار الأميركي في الحراك الشعبي والاعتداءات الإسرائيلية؟ محور المقاومة اين وكيف سيرد"، استضاف منسق "الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي" الوزير السابق الدكتور عصام نعمان ومسؤول العلاقات الفلسطينية في "حزب الله" النائب السابق حسن حب الله، بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية عربية وإسلامية.

غدار

استهل اللقاء أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح حسن شلهوب وسناء الجندي والأسير سامي أبو دياك، لافتا الى أن "اللقاء اليوم، يأتي بالتزامن مع يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني". وقال: "التحدي الأكبر اليوم يكمن في إسقاط التدخلات الأميركية والصهيونية واستعادة الحراك الوطني الداعي الى دولة القانون والسيادة والمؤسسات".

ورأى أن "الحراك لا يمكن أن يكون وطنيا حقيقيا إلا إذا تبنى الثلاثية الذهبية: الجيش - الشعب - المقاومة"، وقال: "ينبغي أن تكون الحكومة المقبلة حكومة تكنوسياسية مقبولة من جانب الحراك الشعبي وقادرة على النهوض بالبلد، معربا عن إيمانه وثقته ب"قيادة حزب الله وكيفية إدارة ملف الأزمة".

نعمان

من جهته، قال نعمان: "نعيش حربا ناعمة على المستويين الإقليمي والمحلي، وطرفا الحرب هما الولايات المتحدة ومن ورائها الكيان الصهيوني من جهة، ومحور المقاومة دولا وفصائل من جهة أخرى".

ورأى أن "الحراك الذي انطلق في 17 تشرين الأول هو حراك محق أطلقه عدد كبير من الشعب اللبناني"، لافتا الى أن "استقالة الحريري أعقبها حالة حذر شديد من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر اللذين حاولا إقناعه بترؤس حكومة جديدة خوفا من مخاطر وقوع فتنة مذهبية".

ولفت الى أنه "في لبنان لا يمكن ان ينجح أي انقلاب عسكري، كما ان العنف مصيره ان يتحول الى حرب أهلية، والأمر الوحيد الذي يمكن ان يؤتي ثماره هو الوفاق الوطني الشعبي الذي يستطيع الضغط على السلطة ويجبرها على تقديم التنازلات. من هنا ينبغي أن تتمتع الحكومة الجديدة بصلاحيات استثنائية -اصدار المراسيم الاشتراعية- وبذلك تقوم بعرض قانون انتخابي على مجلس النواب -على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي- وإعطاء البرلمان مهلة شهرين لإقراره، وبحال تخلف عن ذلك يتم عرض القانون لاستفتاء شعبي وبحال حيازته أكثر من خمسين في المائة يتم إقراره".

وأكد أن "اللجوء الى الاستفتاء الشعبي هو إعمال للفقرة د من مقدمة الدستور التي تنص على أن الشعب هو مصدر السلطات والسيادة، وعملا بنظرية الظروف الاستثنائية التي تقول انه يتوجب اتخاذ قرارات استثنائية".

وشدد على أن "التمادي في الانتظار الى ما لا نهاية يؤدي الى الفتنة التي يخشى منها حزب الله أساسا، وإطالة أمد المفاوضات من شأنه إتاحة المجال أمام المصطادين في الماء العكر أن يفعلوا فعلهم الى جانب تفاقم الوضع الاقتصادي والانهيار".

حب الله

بدوره، لفت حب الله الى أن "أميركا والصهيونية وأدواتها أنشأت جبهة داخلية وصراعا داخليا في العالم الإسلامي"، وقال: "في السبعينات، عندما شهد لبنان حركة مطلبية كبيرة ضد السلطة السياسية التي رفضت تحقيق أي من المطالب، وخصوصا انماء المناطق المحرومة وتعريب المناهج التعليمية ومواجهة البطالة وغيرها من المطالب المحقة، ولكنها انتهت الى حرب أهلية. أما اليوم، فما حصل حراك مهم جدا وعابر للطوائف وعفوي، وبدأت أولى شراراته من منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية ومن ثم الى طريق المطار".

أضاف: "الجميع يؤمن بأن هنالك مطالب معيشية محقة ينبغي العمل على تحقيقها. ولكن، توافرت لدينا معلومات ومعطيات قمنا بالبناء عليها، فالمبعوثون الاميركيون الذين تتابعوا على زيارة لبنان في الآونة الأخيرة، كانوا يحملون رسالة واحدة مفادها أن على الحكومة اللبنانية مواجهة حزب الله، علما ان أحدهم قال لفيلتمان هل أنتم جادون في حرب إيران فأجابه بأن أميركا لا تريد محاربة إيران عسكريا بل اقتصاديا وعلى اللبنانيين ممارسة دور مماثل ضد الحزب. وادعوا مجددا بأن هنالك مصنعا للصواريخ الدقيقة في إحدى المناطق اللبنانية، وهو أمر غير صحيح، فلم نقبل بالتفتيش وأصررنا على جوابنا بأن ليس هنالك مصنع في ذلك الموقع. وكان ذلك مؤشرا واضحا ان الأميركي يريد اقصاء حزب الله وكسر نتائج الانتخابات النيابية، كما أن الحزب قام بتفويض الرئيس بري بأمر ترسيم الحدود. ومن هنا كنا قلقين من أن يتم الإمساك بالحراك وحرفه ليصبح ضد المقاومة".

وأشار الى ان "حزب الله ومنذ اليوم الأول لدخوله الى الحكومة، عمل بشكل جاد لفتح ملفات الفساد، ولكن كان واضحا أن القضاء يتعرض لضغوط كبيرة أخرت التحقيق في هذه الملفات".

وقال: "الحكومة هي سبيل الإنقاذ الحالي، ولا يمكن تشكيلها إلا برئيس اسمه الحريري أو من يسميه، وأي شخص آخر لن تكتب له الحياة إلا ساعات، فالحريري لديه شروط لا نستطيع أن نتجاوب معها على مستوى صلاحيات استثنائية تتضمن قيامه بتعيين أعضاء حكومة التكنوقراط دون الرجوع لأحد، وغيرها، ودون ذلك فالضغط مستمر والمثال على ذلك انهيار الليرة الوهمي الذي يدفع ثمنه الناس وما هو إلا وسيلة ضغط".

أضاف: "ان الحريري وتيار المستقبل اليوم امام مسؤولية وطنية تاريخية، فالأمور في غاية الدقة وتتطلب اعلى درجات الحرص والتأني في التعامل مع الظروف الراهنة. وان تشكيل حكومة المواجهة قد درس من قبل الحزب وحركة أمل والتيار الوطني الحر، إلا أن قرار الحزب تشكيل حكومة وحدة وطنية والتركيز على الحريري سببه التركيبة اللبنانية".

وختم: "أميركا لن تقبل بأن يتم عزل لبنان عنها ولن تسمح بالانهيار فيه لأنها تريد النفط ولا تريد ان تفتح الجبهة مع إسرائيل وسوريا، كما انها لا تريد ان تترك أي ورقة ليمسك بها الطرف الاخر. ان مصلحة لبنان وشعبه هي الأساس في كل قرارات الحزب في كل المراحل، ولكن بحال لم نستطع تحقيق هذا المبتغى ننتقل للخيارات الأخرى".

عوض

وكانت مداخلة للمستشار الإعلامي للتجمع الدكتور مخايل عوض ذكر فيها بقول الامين العام لـ"حزب الله" السيد نصر الله "في آخر خطابين: نحن نريد حكومة سيادة وطنية، أي بلا المتآمرين التابعين للسفارات والدول، ولدينا خياراتنا وهي أفضل مما كان سابقا". وقال عوض: "المناورة التي يبتغي منها الفريق الآخر إطالة امد التفاوض والمسارعة بحرق الأسماء هي لأنهم يعرفون أن البلاد آيلة الى الانهيار، من هنا، فإن تحمل البلد بعد وقوع الانفجار أفضل من أن يتم قبيل الانفجار والانهيار وان نتحمل تبعاتهما".

 

طوابير الذلّ

المدن»/29 تشرين الثاني/2019

استعاد اللبنانيون اليوم مشاهد عاشوها قبل 30 عاماً، حين كانوا يصطفون في طوابير أمام محطات الوقود لملء خزانات سياراتهم بالبنزين، وتكرر المشهد اليوم في المحطات التي امتنعت عن تعبئة السيارات والدراجات النارية التزاماً بإضراب أصحاب محطات الوقود.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو إذلال المواطنين، فيما عبّر آخرون عن اعتراضهم على الإضراب، بايقاف سياراتهم وسط الشوارع، في حركة احتجاجية سلمية.

 

دولارات "حزب الله".. صناديق ورُزم!

المدن»/29 تشرين الثاني/2019

باتت صور دولارات "حزب الله" الايرانية تتكرر، مطلع كل شهر في مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة من الحزب لإظهار فوقيته على اللبنانيين الذين يصطفون بالطوابير أمام المصارف للحصول على مئتي دولار من حساباتهم الجارية. والحزب، يريد من هذه الصور بثّ طمأنينة لدى جمهوره بأنه غير معنيّ بالأزمات المالية والنقدية في البلاد، ويريد القول إن ملايينه التي يدفعها لمقاتليه، لا تتأثر بالأزمات النقدية التي تعانيها البلاد. وتظهر مقاطع الفيديو رزماً من الدولارات الجديدة بحوزته، وصناديق مليئة بالأوراق النقدية من فئة 100 دولار، تتواجد في مستودعات تضم عشرات ملايين الدولارات.

ويحاول الحزب إغراء الناس بخياره السياسي. هذا التداول لصور يفترض أنها خاصة جداً، وتحظى بحماية أمنية، يعني أن الوصول اليها معقد، ولا يمكن لتسريبها أن يكون إلا بقرار من الحزب، أو أحد أجنحته المالية والأمنية، ويُراد منه القول إن الحزب في مكان آمن مالياً، وتضاعفت قيمة رواتب مقاتليه على ضوء ارتفاع سعر الدولار، وأن الذين يعارضون الحزب هم الخاسرون لامتيازات شبيهة. وترتبط الصور بأنباء غير مؤكدة عن أن الحزب يطالب جمهوره بالوثوق في خياراته، وأنه مهما عظمت التحديات المالية، فإن الحزب لم يتأثر، ولديه سيناريوهات كثيرة للتعامل مع الأزمة في المدى القريب والبعيد أيضاً، وهي جزء من خطط حماية البيئة والمناصرين. خصوم الحزب من مختلف التيارات السياسية والفئات الاجتماعية في لبنان، سيعتبرون أنه يتعاطى مع الحزب بتمييز مع سائر اللبنانيين، ويتعاطى مناصروه بشوفينية مع الآخرين في ظل الأزمة القائمة، لكن الحزب سينظر الى التسريب على أنه أداة إعلامية لتمكين سياسي، وللحديث عن "صحة خياراته السياسية"، وهو ما يتردد في تغريدات مناصريه في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

"العفو الدولية" تطالب القوى الأمنية بوقف ممارسات مسيئة ضد المتظاهرين

الكلمة أونلاين/29 تشرين الثاني/2019

دعت منظمة العفو الدولية، في بيان صدر اليوم الجمعة، "القوات العسكرية اللبنانية، بما في ذلك الجيش ومخابرات الجيش والشرطة العسكرية، لوضع حدّ لعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة للمتظاهرين السلميين، مع استمرار الاحتجاجات في شتى أنحاء البلاد ودخولها الأسبوع السابع". ولفتت المنظمة إلى أنها "أجرت مقابلات مع 8 من المحتجين تعرّضوا مؤخراً للاحتجاز والاعتقال على أيدي عناصر الجيش، وأحد المحامين الذي يمثّل عدداً من المحتجين المحتجزين".

وأوضح البيان أنّ "المنظمة راجعت لقطات الفيديو والسجلات الطبية التي تؤكد دقة أقوالهم، إذ وصف المحتجون أنهم تعرضوا لمجموعة من الانتهاكات، من بينها الاعتقالات بلا أمر قضائي، والضرب المبرح، والإهانات والإذلال، وعصب العينين، والاعترافات القسرية. واحتُجز بعضهم في أماكن مجهولة، ومنعوا من الوصول إلى محامين أو الاتصال بعائلاتهم، أو تلقي الرعاية الطبية، وتمّ تفتيش هواتفهم". وبحسب البيان، فقد "أبلغ شخصان منظمة العفو الدولية أنهما تعرضا لعمليات إعدام وهمية".

وفي السياق، قالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، أنه "يجب على قوات الجيش اللبناني أن تضع حداً فورياً لهذه الممارسات المسيئة، وأن تضمن حماية حق المحتجين السلميين في حرية التجمع السلمي والتعبير عن آرائهم، بدلاً من معاقبتهم لمجرد ممارستهم لحقوقهم الإنسانية".

 

الدرك يعتقل مواطنة دافعت عن كرامتها إزاء شرطي بذيء

المدن»/29 تشرين الثاني/2019

يبدو أن روح الثورة منحت المواطنين الجرأة على مواجهة التنمر السلطوي بكافة أشكاله ومستوياته. فقد تناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لقوى أمنية تعاملت بشّدة واعتقلت إحدى الشابات، إذ تم وضع الأصفاد في يديها إلى الخلف واقتيادها إلى مخفر ميناء الحصن. وشوهدت الفتاة وهي تعترض أمام سيارة قوة الأمن على أمر ما حصل معها قائلة للشرطي الذي قدم لإزاحتها من أمام السيارة: "يدعسني.. أريح، بلكي بموت من هل البلد لي فيه هيك قوى أمن. ما عندك أم، أتطلع بعيوني ما عندك أم؟" وفي التفاصيل قال الناشطون أن السيدة دانا حمود كانت تنتظر على إحدى محطات الوقود في منطقة الحمرا لتعبئة سيارتها بمادة البنزين، فوصلت سيارة الشرطة لتقف أمامها وأوقعت دراجة كانت مركونة، فأدى ذلك إلى تضرر سيارتها. وعندما اعترضت على هذا الأمر، قال لها أحد رجال الأمن كلاماً بالغ البذاءة (نتحفظ على ذكره). هكذا، تطورت الحادثة إذ خرجت المواطنة من سيارتها لتدافع عن كرامتها، واعترضت سيارة الأمن رافضة ترك الطريق، وقالت ما قلته لرجال الشرطة. فعمد الأخيرون على اعتقالها بطريقة مهينة، ولم يكترثوا للمواطنين الذين حضروا الحادثة وحاولوا ثينهم عن التعامل معها بعنف لفظي وجسدي، وحاولوا منع الحاضرين من تصوير الواقعة. لكن البعض تمكن من التصوير وانتشر الفيديو بسرعة كبيرة. وعلى الأثر تواصل الناشطون مع لجنة المحامين التي تدافع عن المتظاهرين. وحاول المحامون الوصول إليها، بعدما تم إخبارهم أن الدرك يتعمد نقلها من ثكنة إلى أخرى. وقد نقلت أخيراً إلى ثكنة الحلو. ورفضت القوى الأمنية دخول المحامين لرؤية دانا. فتداعى الناشطون للاعتصام أمام الثكنة. وحضرت النائبة بولا يعقوبيان وتحدثت إلى الضباط المسؤولين عن الثكنة، ليتمكن بعدها المحامون من الدخول. لكن الملفت حصول انقسام بين المتظاهرين. إذ عمد البعض على إطلاق هتافات ضد يعقوبيان رافضين تواجدها في المكان، قائلين "كلن يعني كلن وبولا واحدة منن".

 

إذاعة لبنانية تودّع المستمعين وتقفل أبوابها غدا

الكلمة أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

غرّد الاعلامي جو معلوف على "تويتر" وكتب: "غداً الوطن بلا جرس سكوب. بلا ذاك الصوت الذي لم يقتصر يوماً على الفن وحده بلا تعداه ليكون حراً مستقلاً في خدمة الناس والحرية فكرّسنا المواطن مراسلا ووضعنا حقوقه ومطالبه وكرامته فوق كل اعتبار. غدا نودع المستمعين ونصرف العاملين فتدمع قلوبنا حسرة عليهم وعلى عشر سنوات من النضال المستقل في خدمة الوطن. نحن لسنا بخير ولكن الحلم ما زال أمام أعيننا. على أمل أن نعيد البلد افضل مما كان حتى تتسنى لنا العودة اذا مش هلّق يوماً ما. ايه... في امل".

 

علّوش: اجتماع بعبدا "مضيعة للوقت".. ولهذا تغيّب الحريري!

 ياسمين بوذياب/الكلمة أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

يكمل "الفراغ الحكومي" اليوم شهره الأول. ففي التاسع والعشرين من الشهر الماضي، رضخ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى طلب "الثوار" في الشارع، وأعلن استقالة حكومة "إلى العمل"، آملا بخطوته هذه أن يتم، وبأسرع وقت، تشكيل حكومة "جديدة" تلاقي تطلبات الشارع وتكلّف اختصاصيين لتولّي شؤون البلاد، للتخلص بالتالي من الفساد والفاسدين الذين أوصلوا البلد إلى الانهيار. حتى الساعة، مازال الملف الحكومي يراوح مكانه، والسبب تمسّك القوى السياسية بمصالحها الخاصة على حساب مصلحة البلد، غير آبهة لشعب "افترش الشارع" منذ أكثر من 40 يومًا، مطالبًا بأبسط حقوقه، وواقفًا كـ"السدّ المنيع" بوجه الفساد وأربابه في السلطة. يوم أمس، أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن اجتماع مالي سيُعقد اليوم في بعبدا، برئاسته وحضور وزيرَي المال والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، علي حسن خليل ومنصور بطيش، بالاضافة الى وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وكذلك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، والمستشار الاقتصادي للحريري نديم المنلا، حيث سيعرض المجتمعون الاوضاع المالية في البلاد.

وكما بات معلومًا، سيتغيّب الحريري عن الاجتماع رغم تلقيه دعوة لحضوره، ليتولّى الوزير أفيوني ومستشار الحريري الاقتصادي المهمة. غياب الحريري خلق العديد من علامات الاستفهام، خصوصًا أن البلد اليوم يمرّ بأزمات عديدة، ووضعه الاقتصادي بات على المحك، أو إذا صحّ التعبير يمرّ بانهيار اقتصادي، لذا يعتبر البعض أن مشاركة الحريري في هذا الاجتماع مهمة جدًا ولها تأثير كبير على الوضع الحالي.

عضو المجلس السياسي في "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علّوش، رأى في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن امتناع الحريري عن المشاركة في اجتماع بعبدا اليوم يأتي تفاديًا لأن يحصل أي عملية "لف ودوران" حول تشكيل الحكومة، معتبرا أن الذهاب الى اجتماعات مالية في هذه الظروف هو "مضيعة للوقت" وهكذا اجتماعات ليست مجدية على المستوى الحقيقي، رغم أنها قد تحل المشاكل الثانوية، إلا أن الأساس اليوم هو التوجه سريعًا إلى تشكيل حكومة تنقذ البلد وأبنائه، مشددا على أنه في ظل غياب حكومة فاعلة لا يمكن اتخاذ قرارات مجدية.

من هنا، أكد علّوش أن الكرة اليوم هي في ملعب رئيس الجمهورية ميشال عون، فإذا كان الأخير متمسّكا بالحريري ومصرّا على تولّيه رئاسة الحكومة الجديدة، عليه أن يقبل بشروطه، لا أن يفرض عليه شروطًا كما هو الحال اليوم، غامزا بالمقابل إلى أن تمسّك القوى السياسية، ولا سيما "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، بالرئيس الحريري لتشكيل حكومة جديدة هو تمسّك "وفقًا لشروطهم"، والتي بطبيعة الحال لن يقبل بها الحريري الذي كان واضحًا منذ البداية بإصراره على تشكيل حكومة من اختصاصيين، يكون عنوانها الأساسي "تكنوقراط"، وإلا فالفراغ سيبقى قائمًا إلى أجل غير مسمّى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الوقت مناسب لإجبار إيران على مغادرة سوريا

المدن»/29 تشرين الثاني/2019

يقوم وزير الأمن الإسرائيلي الجديد نفتالي بنيت، بصياغة سياسة جديدة، في ما يتعلق بنشاط الجيش الإسرائيلي ضد التمركز الإيراني العسكري في سوريا، مختلفة عن السياسة التي كانت سائدة سابقاً، وفق ما نقلت قناة "I24 News" عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وبحسب التقرير، فإن النشاط الإسرائيلي اقتصر حتى الآن على تحركات بين الحين والآخر، للحد من تعزيز القوة الإيرانية، ومنع نقل الأسلحة المتطورة من إيران إلى لبنان، عبر سوريا والعراق. ولكن الآن، يتحدث بينيت في محادثات مغلقة مع هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، عن سياسة جديدة، تنص على شن هجمات متواصلة ومنتظمة ضد القوات الإيرانية في سوريا، حتى يتم طردهم من هناك، مع استغلال الفترة الحالية، التي تشهد بها إيران أزمة داخلية عميقة في الداخل وأيضا في العراق، وفي الوقت الذي يواجه فيه حليفها حزب الله في لبنان، تحديا مماثلاً، يجعل احتمالات تدخله بما يحدث بين إيران وإسرائيل في سوريا ضئيلة.

وذكر بنيت، أن على بلاده عدم تكرار أخطاء الماضي، حينما سمحت لحزب الله قبل 25 عاماً، بنشر قذائف بالقرب من الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، ما أدى إلى امتلاكه اليوم 140 ألف قذيفة. والشعار الذي يحمله بنيت هو "يجب اتخاذ إجراء عسكري هجومي، إلى جانب زيادة العقوبات الاقتصادية، والضغط السياسي على إيران". مشيرا إلى أن "الوقت المناسب للقيام بذلك هو الآن وفقط الآن، يجب عدم تأجيل الموضوع، لوجود نافذة استراتيجية، تشكّل فرصة ذهبية لاتخاذ سياسة هجومية ضد إيران من سوريا".

ويرى بنيت، أنه "كلما زاد عدد القتلى الإيرانيين في سوريا، كلما زاد الضغط من طهران، لسحب القوات من هناك". وقال بنيت إن على إسرائيل التمسك برسالة حادة وواضحة لإيران أنه "ليس لديكم أي شيء تفعلونه في سوريا. ليس لدى القوات العسكرية الإيرانية، أي سبب للبقاء بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ولن تسمح السياسة الإسرائيلية بحدوث ذلك". ويعتقد بنيت أن هناك فرصة لتكبيد إيران خسائر فادحة، تضطرها للانسحاب من سوريا الآن، مع نسبة منخفضة جدا من المخاطر والمجازفة. ويرجّح بنيت أيضا، أنه إذا لم تتحرك إسرائيل الآن لطرد إيران من سوريا، فإن المخاطر والمجازفة المُتزايدة مع مرور الوقت، ستقيّد الخيارات العسكرية لإسرائيل. لذا، فإنه يطالب باتخاذ تحركات هجومية لإبعاد إيران من سوريا الآن، بدلاً من انتظار الإيرانيين حتى يقتربوا أكثر فأكثر من الحدود مع إسرائيل، ومن ثم تكون إسرائيل بموقع الدفاع. ويؤكد وزير الأمن الإسرائيلي الجديد، أن أياً من الدول العظمى لن يقوم بهذا العمل بدلا من إسرائيل، وأنه في الوضع الراهن، من المستحيل التعويل على التحركات الأميركية والروسية في هذا الشأن. وتنطوي هذه السياسة على خطر المواجهة الشديدة مع إيران، والتي قد تشمل أيضاً ردا قاسيا من جانبها على إسرائيل، بإطلاق صواريخ أكثر كثافة وربما صواريخ مجنّحة. ويعتقد بنيت أن احتمال ذلك يبقى منخفضا، ولا توجد حاجة لتخويف المواطنين الإسرائيليين "من بلد يبعد أكثر من 1300 ميل عنهم". لكن عضو "الكبنيت" الإسرائيلي، الوزير يوآف غلانت من حزب "الليكود" الحاكم يقول، إن إيران متفوقة على إسرائيل، بُقربها الذي لا يتجاوز بضعة أمتار عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فهي تتواجد في لبنان وسوريا وغزة، في حين تبعد إسرائيل عن الجبهة الداخلية الإيرانية، أكثر من ألف ميل. وقال بنيت إنه من المتوقع أن يدور الصراع بين بلاده وإيران في سوريا، وسيحدث ذلك في ظروف أفضل بكثير بالنسبة للجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إسرائيلية، إن تطبيق سياسة بنيت الجديدة، مرهونة بموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأعضاء "الكبنيت" أولا، وفي بقائه في منصبه، بينما الانتخابات الثالثة على الأبواب ثانيا، وثالثا وجود حكومة انتقالية في إسرائيل، غير مخوّلة باتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية كهذه.

 

رئيس الوزراء العراقي يعلن عزمه تقديم استقالته للبرلمان

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم (الجمعة) عزمه تقديم طلب «استقالته» إلى مجلس النواب وذلك بعد ساعات على دعوة المرجع الشيعي الأعلى في البلاد، علي السيستاني إلى سحب الثقة من الحكومة. ونقل بيان رسمي عن رئيس الوزراء، نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، قوله «سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته». وأضاف عبد المهدي أنه يسعى بذلك إلى الحيلولة دون انزلاق البلاد إلى مزيد من العنف والفوضى. وعلى الفور، هتف متظاهرون يوجدون في ساحة التحرير بوسط بغداد، معبرين عن فرحهم بهذه الخطوة التي تأتي في إطار مطالبهم بـ«إسقاط الحكومة» وتغيير القادة السياسيين. وكان السيستاني قد دعا مجلس النواب خلال خطبة صلاة الجمعة إلى سحب الثقة من الحكومة إثر موجة الاحتجاجات التي تضرب البلاد منذ شهرين دون مبالاة من الطبقة السياسية. وقال السيستاني في الخطبة التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء، إن «مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب». كما أدان السيستاني استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وحث المتظاهرين على رفض العنف والتخريب.

 

السيستاني يحذر من دوامة عنف في العراق

كربلاء: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

أدان المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، اليوم (الجمعة)، استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وحث المتظاهرين على رفض العنف والتخريب، محذراً من دوامة عنف أخرى في البلاد. وقال ممثل عن السيستاني، في خطبة الجمعة، اليوم في كربلاء، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «المرجعية الدينية إذ تترحم على الشهداء الكرام، وتواسي ذويهم، وتدعو لهم بالصبر والسلوان، وللجرحى بالشفاء العاجل، تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين، ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح».

وأضاف: «وعلى المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين، ويتعاونوا في طرد المخربين - أياً كانوا - ولا يسمحوا لهم باستغلال المظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها». وساد التوتر، أمس (الخميس)، محافظة النجف، بعد ليلة عاصفة، انتهت بقيام المحتجين بحرق القنصلية الإيرانية، وعاشت مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، يوماً دامياً، نتيجة الصدامات العنيفة التي وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين، وأدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، انتهت بإقالة القائد العسكري للمحافظة، وإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام.

 

إجراءات أمنية مشددة في بغداد بعد تصاعد أعمال العنف و9 محافظات تترقب موقف السيستاني

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

ذكر شهود عيان، اليوم (الجمعة)، أن السلطات العراقية نشرت أعداداً إضافية من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية في شوارع وفي محيط ساحات التظاهر في بغداد و9 محافظات شيعية بعد موجة عنف خطيرة أوقعت أكثر من 47 قتيلاً وأكثر من 520 جريحاً في محافظتي ذي قار والنجف. وأفاد الشهود بأن «أعداداً كثيفة معززة بآليات عسكرية شوهد انتشارها منذ ساعات الصباح الأولى في الشوارع والتقاطعات والساحات العامة، وفي محيط ساحات التظاهر في ساحة التحرير، والخلاني، وحافظ القاضي في بغداد، ومحافظات البصرة، والناصرية، والمثنى، وميسان، وكربلاء، والنجف، والديوانية، وبابل، وواسط»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وذكر الشهود «أن قوافل من المتظاهرين تدفقت رغم إجراءات حظر التجوال ووضع حواجز وأسلاك شائكة منذ ساعات الصباح الأولى صوب ساحات التظاهر لدعم المتظاهرين المعتصمين داخل الخيام والسرادق منذ 35 يوماً، حاملين أعلام العراق، وعدد كبير منهم يرتدي الملابس السوداء حزناً على سقوط العشرات من الضحايا برصاص القوات العراقية في محافظتي ذي قار والنجف». وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في محافظة النجف استمرت إلى ساعات الصباح الأولى وأوقعت في حصيلة غير نهائية أكثر من 15 قتيلاً وأكثر من 270 مصاباً، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا محافظة ذي قار إلى 32 قتيلاً و250 مصاباً». وعلى خلفية الاحتجاجات وما رافقها من أعمال عنف مفرطة، أعلن محافظ ذي قار عادل الدخيلي ومعاون محافظ النجف طلال بلال استقالتهما من المنصب، في حين استدعت الحكومة العراقية الفريق الركن جميل الشمري للتحقيق معه على خلفية الاضطرابات التي شهدتها محافظة ذي قار استناداً لتكليفه بإدارة الأزمة في المحافظة. في حين حذر محافظو المحافظات التي تشهد مظاهرات، القيادات العسكرية التي أرسلتها الحكومة للمساهمة في فرض الأمن، بعد ساعات من وصولهم برفقة تعزيزات قتالية وآليات عسكرية، من مخاطر التماس وقمع المظاهرات عسكرياً، أو استخدام الرصاص الحي؛ لما له من مخاطر كبيرة على الأمن. ورغم الهدوء الذي تشهده ساحات التظاهر في الساعات الأولى والذي سيستمر لحين إعلان المرجعية الشيعية العليا بزعامة علي السيستاني موقفها من عمليات القتل المفرط في محافظتي ذي قار والنجف من خلال خطبة صلاة الجمعة، فإن الوضع يبقى مهدداً بالانفجار في أي لحظة على خلفية الاحتقان الشعبي. ومنذ أمس (الأربعاء) وحتى صباح اليوم شهدت محافظتا ذي قار والنجف، رغم إجراءات الحظر، مراسم تشييع ضحايا الاضطرابات الأمنية في ظل هتافات بالقصاص من الفاعلين واستمرار التظاهر ودعم مطالب المتظاهرين في ساحات التظاهر.

 

حزب البشير يدين قراراً حكومياً بحلّه: «لا نعترف بالسلطة الحالية»

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/29 تشرين الثاني/2019

دان حزب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، اليوم (الجمعة)، القانون الذي أصدرته السلطات الانتقالية «غير الشرعية»، ليل أمس (الخميس)، وقضت بحلّه ومصادرة أمواله وتفكيك النظام الإسلامي الذي حكم البلاد طوال 30 عاماً. وقال الحزب في بيان مقتضب على صفحته في موقع «فيسبوك»، إن القانون الذي أصدرته السلطات الانتقالية «يعني مصادرة أملاك الحزب ووضعها في خزينة الحكومة»، معتبراً هذه الخطوة دليل «فشل تام تعاني منه الحكومة غير الشرعية. نحن لا نعترف بالسلطة الحالية ولا يعنينا أي قانون أو أي قرار يصدر منها». وكان وزير العدل السوداني نصر الدين عبد الباري، قد أعلن أمس، أن السلطات الانتقالية أقرت، قانوناً لحل الحزب الحاكم السابق، وألغت قانون النظام العام الذي كان مستخدماً إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير لتنظيم سلوكيات النساء والآداب العامة، بحسب وكالة «رويترز». وقال وزير العدل، إن قانون حل حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير يسمح أيضاً بمصادرة أصول الحزب. وذكر التلفزيون الرسمي، أن ذلك القانون يستهدف «تفكيك» النظام السابق. بينما قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على «تويتر»، تعليقاً على القرار: «قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين ليس قانوناً للانتقام، بل هو من أجل حفظ كرامة هذا الشعب بعد أن أنهكته ضربات المستبدين، وعبثت بثرواته ومقدراته أيادي بعض عديمي الذمة قصيري الخطو في مضمار القيم والشرف والأمانة والحقوق».

 

إردوغان لماكرون: أنت في حالة موت دماغي

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين/29 تشرين الثاني/2019

وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الجمعة)، انتقاداً حاداً لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون معتبرا أنه «في حالة موت دماغي»، ومصعّداً الضغط قبل أسبوع من قمة حاسمة لحالف شمال الأطلسي تستضيفها لندن. واقتبس إردوغان توصيف ماكرون نفسه للحلف الأطلسي قائلاً: «عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك. هذه التصريحات لا تليق سوى بأمثالك الذين هم في حالة موت دماغي». وكان ماكرون قد وجه انتقادات حادة للحلف، تمسك بها أمس الخميس عند استقباله الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأمر الذي أثار انتقادات عدد من الدول الأعضاء في الحلف، ومن بينها ألمانيا وتركيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عندما ينقل «حزب الله» بندقية المقاومة إلى «كتف» السلطة!

علي الأمين/جنوبية/29 تشرين الثاني/2019

يمكن تقبل فكرة أن هناك من يريد استهداف سلاح "حزب الله" من خلال استغلال الانتفاضة اللبنانية التي انفجرت في وجه السلطة بكامل مكوناتها، ويمكن أن الإقتناع أن ثمة مطالب إسرائيلية وأميركية وربما دولية جدية، تركز على الصواريخ الاستراتيجية التي يقال أنّها موجودة لدى "حزب الله" في لبنان، وقد خرج أكثر من مسؤول إسرائيلي واميركي ومن بينهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتحدث في هذه القضية من على منبر الأمم المتحدة قبل عامين. وفيما نفى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وجود معامل صواريخ استراتيجية في لبنان، أكد و يؤكد دوما على وجود اعداد هائلة لدى الحزب من الصواريخ في لبنان. الإنتفاضة تُقلق “حزب الله” ربما لم يكن “حزب الله” ليصاب بهذا القلق المشروع من الانتفاضة واستغلالها، لو لم يكن مشاركا في السلطة، أو لم يكن على رأسها وفي صلبها، فالمنتفضون نزلوا الى الشارع وكانت مطالبهم الواضحة والموضوعية تتصل بالسلطة، بسياستها المالية والنقدية والاقتصادية، بالفساد الذي تمدد واستفحل في مؤسسات الدولة واداراتها، بالنهب المنظم لثروات الدولة والشعب منذ سنين طويلة، وخرجوا الى الشارع بسبب ارتفاع نسب البطالة، ولانحسار فرص الحياة الكريمة بحدودها الدنيا، وأيضا لانعدام الخيارات حتى للهجرة التي لم تعد متاحة كما كان الحال في السابق، لأسباب سياسية واقتصادية تتصل بمعظمها بسياسات الدول تجاه الهجرة كما هو الحال في أوروبا ودول الخليج وغيرها.

هذه الابعاد المطلبية المتصلة بالعيش، لا يجب ان تغيّب عن الأعين ضوء الشمس، الذي شعّ من هذه الجموع التي خرجت الى الشارع في كل المناطق ومن كل المذاهب والأديان، والتي قالت بلسان واحد جملة وطنية لبنانية مفيدة، لم تقلها على امتداد تاريخ لبنان، أي نحن مواطنون لبنانيون ولسنا رعايا طوائف ولا زعماء، مواطنيتنا هي هوية وجودنا اللبناني، لا الحزب ولا الطائفة ولا المنطقة. هذه الصرخة التي تردد صداها في ارجاء الوطن وفي كل العالم، كانت أيضا جملة سياسية مفيدة، أن هذا النظام الذي يدير مصالح اللبنانيين، قد فشل، وأوصل البلاد الى الهاوية، وجعل نادي السلطة في واد والشعب في واد آخر، وبات عاجزاً عن تلبية متطلبات الشعب ومؤسسات الدولة وتحول الى عبء بدل أن يكون مصدر حلول وتحديث وتطوير للحياة السياسية وللإدارة العامة.

 “حزب الله” أصيب بالقلق  من الانتفاضة واستغلالها كونه مشاركا في السلطة

الثورة تُغير قواعد اللعبة هي بهذا المعنى تحمل ابعادا ثورية، أي انتقلت من الاستسلام لقواعد اللعبة الطائفية والزبائنية التي تدار بها مصالح الدولة، الى المطالبة بتغييرها من خلال الإصرار على مطلب جامع يتصل بتشكيل حكومة مستقلين أكفّاء من خارج النادي السياسي الذي تمثله السلطة نفسها منذ سنوات طويلة، تغيير قواعد اللعبة، لا يقتصر بنظر الانتفاضة على طبيعة الحكومة والتحضير لانتخابات نيابية مبكرة، بل يتجاوزها الى مسألة محورية في التغيير تتمثل في إقرار قانون يرسخ قانونيا وتنفيذيا استقلالية السلطة القضائية التي ازدادت رضوخا للسلطة السياسية وفقدت دورها كسلطة مستقلة. في موازاة كل ذلك كان اللبنانيون على وجه العموم، محاصرون بسيل من الإجراءات والسلوكيات التي تنتجها السلطة، بقوانين ومراسيم وقرارات تكشف حجم ايغال أطرافها في الفساد، من الكهرباء، الى استيراد الفيول وشركات استيراد البنزين والديزل والغاز، الى الجمارك ومرفأ بيروت، الى التهرب الضريبي، الى ملف النفايات وروائحه النتنة التي طالت الجميع، الى ملف الريجي، الى والى والى .. والملفات شتى وتكاد لا تنتهي، لكنها تكشف أن الفساد بات اكثر من استثناء، بل تحول الى قاعدة السلطة وقوتها.

 الإنتفاضة ضد سلطة الفساد والقهر الاجتماعي والاقتصادي هو فعل مقاومة

ماهية وظيفة السلاح المشكلة أن الناس خرجت لتطالب بحقوقها، متسلحة بتجارب وخبرات سنوات طويلة مع هذه السلطة، بات من الصعب بعدها الوثوق بوعودها، ولم يخرج اللبنانيين الى الشارع ترف سياسي، ولا سلاح “حزب الله” الا اذا كانت وظيفة هذا السلاح حماية هذه السلطة الموغلة في التخريب وفي الفساد، بهذا المعنى فان السؤال الذي على “حزب الله” ان يجيب عليه وليس اللبنانيين من عليهم أن يجيبوا، هو هل هذا السلاح من وظائفه المتعددة محليا وإقليميا حماية السلطة الفاسدة والمفسدة؟ واذا كان الجواب لا، فهل يمكن تحديد وظيفته بوضوح؟ هل هو سلاح من أجل حماية لبنان، أي ان وضعيته كسلاح الجيش والقوى الأمنية وليس سلاحا بيد فئة منهم ضد فئة أخرى؟

أما تسميته سلاح “حزب الله” بسلاح المقاومة، فهذا ما يفرض عليه أن يكون فعلا سلاحا باسم المقاومة اللبنانية، وليس سلاحا بأمرة هذه الدولة أو تلك، مهما كانت العلاقة ممتازة بهذه الدولة أو تلك، فالمقاومة ضد الاحتلال هي من الشعب ومن روحه، هو من يقوم باطلاقها ومن يدفع أكلافها البشرية والمادية، ويتحمل أعباء خيار التحرر من الاحتلال وتعود اليه بالدرجة الأولى ليثمر انتصاره بها في تعزيز الحرية والعدالة وفي ترسيخ الدولة العادلة شعبا وأرضاً، وذات السيادة التي قام بالمقاومة من اجلها، والمقاومة ان لم تكن كذلك فهي شيىء آخر أي شيىء الاّ المقاومة.

على الحزب شرح وظائف هذا السلاح المتعددة محليا وإقليميا

الإنتفاضة فعل مقاومة من هنا فان ما يقوم به المنتفضون ضد سلطة الفساد والقهر الاجتماعي والاقتصادي، هو فعل مقاومة، ومحاولة لاعادة الاعتبار لهذا المفهوم الذي جرى تشويهه وابتذاله من قبل الكثيرين الذين حوّلوه الى سيف مسلط على رقاب الفرد والمجتمع، فهذا المفهوم لا يمكن أن يحافظ على معناه، اذا ما كان حاميا للفساد ومدافعا عنه، ولا يمكن ان يبقى على رونقه ودلالاته الشريفة، اذا ما كان مشروطا بالقمع، ونفي الحرية داخل المجتمع، اذا لم تكن شروط الحرية فيه تتفوق وتتقدم على شروط الحرية في قوانين الدولة لا أن تكون دونها وعنصر الاستبداد فيها، فالمقاومة بمعناها الشامل والعميق، تكون دافعاً نحو مزيد من كسر القيود المكبلة للحرية وللعدالة في الدساتير والقوانين، ودافعا لاحترام حقوق الانسان والمواطن وترسيخها. فالمقاومة فعل تجدد الحياة، وارتقاء بالإنسان من العبودية والانهزامية الى فضاء الحرية والابداع، اذ لا يمكن للمقاومة أن تكون متآلفة مع الجهل، ومحفزة للمذهبية والفئوية والطائفية، ولا تكون بالمطلق مقاومة عندما تطير بأجنحة الفساد… وسائل المقاومة كغايتها في الحرية والعدل، لا يمكن ان تنتمي وسائلها وتتآلف مع الظلم والفساد والعبودية.

 

هالة القدسية سقطت».. فورين بوليسي: هكذا خسر «حزب الله» الكثير من رصيده في الشارع اللبناني

29 تشرين الثاني/2019

منذ شهرين مضيا أو ما يزيد، كان لا يُتصوَر أن يخطر هذا النوع من الهتافات أبداً على بال أي شخص في لبنان. لكن في صباح الإثنين، 25 نوفمبر/تشرين الثاني، علا صوت البعض من مئات المحتجين ضد الحكومة، الذين احتشدوا في شارع رئيسي في العاصمة بيروت، قائلين: «إرهابي.. إرهابي.. حزب الله إرهابي»، في مواجهة مشحونة مع مؤيدي حزب الله و «حركة أمل». وأخبر محتجون آخرون أصحاب الهتافات بالتوقف، لكن مع اتساع دائرة السخط من الأوضاع الاقتصادية واجتياح الغضب شوارع لبنان، واستمرار زعيم حزب الله، حسن نصرالله في الدفاع عن الحكومة، بات من الواضح أنَّ هالة القدسية المحيطة بسمعة حزب الله آخذة في التلاشي، كما تقول مجلة Foreign Policy الأمريكية.

«حزب الله جزء من الأزمة في لبنان»

وفي هذا السياق، قال مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط للمجلة الأمريكية: «حزب الله يُرى أنه جزء لا يتجزأ من العقبة الأساسية أمام التغيير في لبنان». وغلب على المظاهرات اللبنانية طابعٌ سلمي، ووقوفها بمفردها في مواجهة الطبقة الحاكمة بأكملها بجميع أحزابها وأطيافها. وحتى وقت قريب، كان نصرالله، الذي لا يشغل منصباً رسمياً في الدولة، يُرى على أنه بعيد عن الفساد المستشري في الدولة الذي دفعها نحو الانهيار، وتحديداً وسط قاعدة دعم حزب الله الشيعية، التي  اكتسبها من نجاحه في طرد القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة في عام 2000 بين اللبنانيين من جميع الانتماءات السياسية والطائفية. وحتى عقب حرب 2006، التي ألحقت الدمار بمساحات شاسعة من لبنان، حشدت الجماعة دعماً جماهيرياً لما اعتبره الكثيرون انتصار حماة الدولة على العدوان الإسرائيلي. وفي مايو/أيار 2008، سيطر مقاتلو حزب الله على وسط بيروت بعد أن هددت الحكومة بوقف شبكة اتصالات الجماعة، وإقالة حليفها المسؤول عن أمن المطارات، ولأول مرة حينها صوبت الجماعة أسلحتها نحو الداخل وليس عبر الحدود.

التدخل في سوريا.. محطة مفصلية

وفي الوقت الذي أرسل فيه حزب الله الآلاف من عناصره عبر الحدود للقتال في سوريا لدعم بشار الأسد في عام 2013، بدأ المزيد من الناس يتساءلون عمّن يدافع حزب الله بالضبط. إضافة إلى ذلك، لَحِق مزيدٌ من الضرر بسمعة الجماعة منذ الأيام الأولى للاحتجاجات في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، التي شهدت خروج حشود هائلة إلى الشوارع في مناطق تمركز الشيعة، مثل مدينتي صور والنبطية. وفجأة، وبينما يردد المتظاهرون هناك شعارات مناهضة للحكومة على غرار محتجي بيروت -الذين يريدون رحيل جميع القادة السياسيين الطائفيين الحاليين وإجراء انتخابات جديدة في ظل نظام جديد- وجد حزب الله نفسه جزءاً من المؤسسة المُستهدفة. وقال الحاج علي إنَّ الاحتجاجات شكَّلت تحدياً مباشراً للمكاسب التي حققها حزب الله في انتخابات 2018 وتهديداً لأجندة السياسة الخارجية للتنظيم. وخلال الأسبوع الجاري، وفي مواجهة فرقتين كبيرتين من الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب الشرطية على أرصفة تتناثر عليها الحجارة والعُصي، اشتكى بعض المتظاهرين أنَّ أجندة حزب الله لا تتعلق في الحقيقة ببناء لبنان، بل تمتد إلى دمشق وبغداد وصولاً إلى طهران. وعلى غرار بعض الاحتجاجات المشتعلة في الدولة المجاورة العراق، يصر المتظاهرون الشباب على التنديد بالنفوذ الإيراني على لبنان. إذ هتف بعضهم يوم الإثنين، 25 نوفمبر/تشرين الثاني: «هذا لبنان وليس إيران».

«هذا لبنان، وليس إيران»

حين أصر نصرالله على ألا تتنحى الحكومة اللبنانية، خلال بداية انطلاق المظاهرات في أكتوبر/تشرين الأول، شعر كثيرٌ من المحتجين أنه جزء من المشكلة. وقال الحاج علي: «لقد كانت إحدى تلك اللحظات التي (يصدمك فيها الواقع)؛ إذ شكَّل انضمام الشيعة اللبنانيين إلى حركة الاحتجاج صدمة؛ فلماذا يدافع حزب الله عن الوضع الراهن الذي يشوبه فساد شديد، ويدفع البلاد نحو أزمة مالية واقتصادية؟». وحاول نصرالله تشويه سمعة المحتجين، مشيراً إلى أنهم مموَّلون من حكومات أجنبية. وهي الاتهامات التي قابلها المحتجون بسخرية، بل واستقال العديد من الصحفيين من صحيفة «الأخبار»، التي تؤيد عادةً موقف حزب الله. وقال أحد المتظاهرين، ويُدعى بهاء يحيى، بينما كان ينتظر على طريق جانبي إلى أن يتبدد سيل الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش: «هم يحاولون فقط الحفاظ على النظام. وكل ما نريده هو إزالة النظام. هذه هي حقيقة ما يحدث». في الماضي، نجح حزب الله في تجنب معظم الانتقادات المباشرة حول علاقاته بإيران وسوريا. وعلى مدار عقود من الزمن، تمتع أمراء الحرب في لبنان، وكانوا حينها من النخبة السياسية، بدعم من القوى الإقليمية والدولية، وقد هاجم المتظاهرون هذا التدخل الأجنبي في بلادهم. لكن المحتجين حرصوا على عدم الإشارة لجماعة بعينها، وحتى وقت قريب نَدَر ذكر أسلحة حزب الله التي زودته إيران بها، والتي تفوقت على أسلحة الجيش الوطني للبلاد، ومن المفارقة أنه يتصدى الآن لمؤيدي حزب الله.

أنصار حزب الله يقاومون الاحتجاجات

خلال الأسبوع الماضي، عندما خرج الآلاف من الناس إلى شوارع إيران احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود هناك، وجد المتظاهرون في وسط بيروت سبباً مشتركاً معهم، وهم يهتفون: «من طهران إلى بيروت.. ثورة واحدة لن تموت». لكن أنصار حزب الله يقاومون؛ إذ رفعت الاحتجاجات المضادة أعلام حزب الله وحركة أمل هذا الأسبوع، ورددت شعارات طائفية مثل «شيعة.. شيعة.. شيعة»، وأكدوا ولاءهم لنصر الله ونبيه بري، زعيم حركة أمل ورئيس البرلمان اللبناني. وفي المقابل، ردَّ المحتجون المعارضون للحكومة بهتافات «الشعب واحد»، ثم علت أصواتهم بغناء النشيد الوطني. وليس واضحاً تماماً كيف اندلعت المواجهة ليل الأحد، 24 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن ما هو واضح هو أنها أثارت مخاوف من تصعيد عنيف لتمرد لبنان المستمر منذ ستة أسابيع ضد الحكم الطائفي الرديء، وأضافت «وصمة عار» أخرى إلى صورة حزب الله بأنه المدافع عن البلاد. كان هذا الطريق نفسه هو الجبهة الأمامية لمعظم الحرب الأهلية في لبنان. والجميع هنا يعلم هذا، لكن معظم المحتجين أصغر من أن يتذكروا القناصة ونقاط التفتيش التي سيطرت على الشارع. وتمكن بعض من أنصار حزب الله وحركة أمل من اختراق هذه الجبهة، ومهاجمة المتظاهرين ومطاردتهم إلى الشوارع الجانبية، حيث المباني لا تزال تحمل آثار معارك الحرب الأهلية.

«يريدون تخويفنا»

وقال يحيى، بينما يقف في الطريق الجانبي: «يمكنهم (داعمو حزب الله وحركة أمل) الوصول إلينا إذا أرادوا، لكنهم لا يرغبون في ذلك. هم فقط يريدون إخافتنا». وعاد معظم المتظاهرين الذكور للشارع مرة أخرى حاملين أغصان الأشجار والعُصي. وحاول الجانبان التراشق بالحجارة عبر المنطقة المحرمة التي حددتها صفوف قوات الأمن. وألقى حزب الله باللوم في حادث سيارة وقع في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي على الحواجز التي شيَّدها المتظاهرون. ويظهر في شريط فيديو للحادث، سيارة تضرب عقبة في وسط طريق يبدو فارغاً، ولم يظهر فيه أي محتج في الأفق. واعتبر البعض أنها محاولة لتصوير الاحتجاجات على أنها تهديد أمني. وشارك المئات مساء ذلك اليوم في وقفة احتجاجية، ورفعوا أعلام حزب الله وأمل وهم يهتفون بشعارات حزبية وطائفية. فيما خرج آلاف المؤيدين الآخرين في مسيرات سياسية أكثر صراحة؛ إذ جال بعضهم الشوارع بدراجات بخارية وهم يطلقون أبواقها ويهتفون «شيعة.. شيعة.. شيعة» أثناء مرورهم أمام المتظاهرين المناهضين للحكومة. وقال حاج علي: «كلما هاجمهم حزب الله باستخدام هذه التكتيكات الطائفية، ينفضح أكثر، ويخسر المزيد»، مضيفاً أنَّ جزءاً من استراتيجية الثورة المضادة هو تحويل الاحتجاجات إلى صراع طائفي. وإذا ظن نصرالله أو غيره من قادة حزب الله أو حركة أمل أنَّ استعراضاً بسيطاً للقوة سيخيف المحتجين ويبعدهم عن شوارع لبنان ويعيد الهدوء إليها، فهذا سوء تقدير خطير.

«ثورتنا في خطر»

ومساء الإثنين، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات بإطلاق نيران واندلاع اشتباكات، لكن هذه المرة مع أنصار «تيار المستقبل» لرئيس حكومة تصريف الأعمال السُني سعد الحريري. ففي مدينة صور الجنوبية، هاجم أنصار الحزب خيمة للمحتجين وأحرقوها. واستمرت الهجمات والاشتباكات حتى يوم الثلاثاء، 26 نوفمبر/تشرين الثاني. ويصف العديد من المتظاهرين المناهضين للحكومة منظمي الاحتجاجات المضادة بأنهم «تعرضوا لغسيل دماغ»، مشيرين ليس فقط لمؤيدي حزب الله وحركة أمل، بل أيضاً لكل الذين خرجوا في استعراض أقل صدامية للتعبير عن دعمهم لرئيس البلاد ميشال عون، وأحزاب أخرى في الأسابيع الماضية. من جانبه، أعرب متظاهر آخر صديق ليحيى، يُدعَى نادر يسراوي، عن اعتقاده بأنه في نهاية المطاف جميع اللبنانيين يريدون نفس الشيء. وقال يسراوي: «ما يريدونه هو نفسه ما نريده. نحن نعيش في ظروف متردية. وما نريده جميعنا هو أن ننعم بالحرية وأن نأكل ونؤسس لمستقبلنا».

لكن يبدو أنَّ كل فريق يرى سبيلاً مختلفاً لتحقيق هذا الهدف. وكان يسراوي ويحيى في المنزل عندما بدأت الاشتباكات في وقت متأخر من ليل الأحد. ويسترجع يسراوي ما حدث قائلاً: «اتصلت به وقلت: بهاء، دعنا نذهب إلى [الشارع]. ثورتنا في خطر». وعلى غرار الكثير هنا، بدأ الخوف ينمو بداخل يحيى حول تطور الاضطرابات، لكنه يقول إنه يتفق مع يسراوي في أنَّ الأمر يتعلق بتغيير عقول أولئك الذين يقفون على الجانب الآخر من الطريق، وقال يحيى: «يوماً ما، سيقتنع الجميع».

 

من الذي يقصم ظَهر الآخَر في لبنان؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2019

أعلن رئيس الحكومة المستقيل في لبنان سعد الحريري أنه لا يريد تكليفاً بتشكيل حكومة جديدة في لبنان، ونصح رئيس الجمهورية بالدعوة لاستشاراتٍ نيابية مُلزمة حسب الدستور تؤدي لتكليف أحدٍ غيره بذلك. وقد حدث ذلك بعد أربعين يوماً ونيف على نزول الشباب للشارع في مختلف مناطق لبنان. وحدث بعد مضي ثلاثين يوماً وزيادة على استقالة سعد الحريري استجابة لمطالب الشارع كما قال. ومنذ ذلك الحين أقبلت سائر الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة الحالية على التفاوض مع الحريري من أجل إعادة تكليفه بالتناصف في الشروط والموجبات. ونقاط القوة لديهم: أنه كان شريكاً لهم في التسوية قبل ثلاث سنوات، وشكّل معهم حكومتين، «ويسواهم ما يسواه»، كما يقول اللبنانيون، وأنّ رئيس الجمهورية لن يدعو لاستشاراتٍ نيابية حسب الدستور إلاّ بعد الاتفاق مع سعد على التشكيلة، وأخيراً أنهم يستطيعون التحرش بالحراك الشبابي الذي تعاطف معه سعد واستقال، لكي يقنعوه بقبول مطالبهم في التشكيل، بل وقبول التكليف بعد أن دخل في وعيهم أخيراً أنّ الرجل قد لا يريد فعلاً ترؤس الحكومة الثالثة للعهد الميمون!

كانت صدمتهم الأولى معه أنه استقال رغم إنذار حسن نصر الله له في خطابين علنيين بعدم الاستقالة أو ينزل أنصاره للشارع، كما فعلوا أخيراً. ومع ذلك، ولأنهم اعتبروا أن الحريري لم يكن يعني ما قال، عندما يقول إنه لا يقبل أن يترأس إلا حكومة مستقلة مكونة من اختصاصيين؛ فإنّ جبران باسيل أتى إليه وساومه على أحد مخرجين: إما حكومة مختلطة من تكنوقراط وسياسيين، وفيها سعد وجبران، أو حكومة ليس فيها سعد ولا جبران ويدعمها سعد الحريري.

وبعد باسيل جاء إليه الخليلان: حسين خليل وعلي حسن خليل، وتفاوضا معه على حكومة سمياها: تكنو – سياسية ليس فيها جبران، ولكن فيها قليل من السياسيين، وكثرة من التكنوقراط. وما وافق سعد أيضاً، مما أدى إلى غضب الرئيس بري منه وكان ما يزال داعماً له. إنما عندها بدأوا يفاوضونه على آخر يقبله سعد من السنة، فظهر اسم محمد الصفدي الذي كان سعد موافقاً عليه، لكنّ رؤساء الحكومة السابقين عارضوه، وكذلك حراك الشارع فانسحب الرجل. وعندما بدا أنه لا أحد غير سعد يمكنه أن يجمع بين تأييد الشارع، وتأييد شركاء لبنان في المجتمع الدولي، عادوا إليه بشروط الحد الأدنى: 4 سياسيين، و16 من التكنوقراط، دون أن يحظى ذلك بموافقته. وعندما بدا أنه لن يصل معهم إلى شيء، وأن الأزمة تتفاقم مالاً واقتصاداً ومصارف وشركات، خرج إلى العلن، وقال إنّ الآخرين لا يدركون خطورة الوضع، وإنهم في حالة إنكار، وهو لا يستطيع تشكيل حكومة في ظروف الأزمة، والثورة لا تلبي مطالب الشباب؛ ولذلك يعلن اعتزاله عمليات تشكيل الحكومة، ويطلب من الرئيس ومجلس النواب تكليف أحدٍ غيره!

لماذا أصرَّ الحريري على حكومة اختصاصيين، ولماذا أصرَّ الآخرون على المشاركة ولم يقبلوا الابتعاد قليلاً؟ سرت عدة شائعات بشأن صلابة سعد الحريري مؤخراً، فقال بعض المتحزبين إنّ السبب أن الدوليين أصرّوا عليه أن يعزل «حزب الله» عن الحكومة، وأن يعزل الفاسدين المعروفين أو النافرين.

ونفى الدوليون ذلك، الفرنسيون والبريطانيون، وتحدث الرئيس الأميركي إلى الرئيس عون عشية ذكرى الاستقلال، واستحثه على تشكيل حكومة جديدة بسرعة. وصدرت توصيتان من مجلس الأمن. وأعلنت جهات استشارية دولية خفض الدرجة الائتمانية لمصارف لبنانية كبيرة. وكل هذه الجهات اتفقت على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة تستجيب لتطلعات الشباب. وعندما تشاور الأميركيون والبريطانيون والفرنسيون بباريس بشأن لبنان ما اختلف خطابهم، وكذلك الأمر مع المبعوث البريطاني إلى بيروت.

وكل هذه الجهات تحبذ رئاسة سعد الحريري، لكنّ الأهمّ عندها تشكيل حكومة مقبولة من الشباب، وتبعث على الثقة لدى المجتمع الدولي. أما السفير الروسي في لبنان فقال إنّ روسيا كانت مع لبنان وما تزال! وهكذا باستثناء أنّ الحريري يريد حكومة اختصاصيين خالصة، فكل الجهات تريده أن يبقى في رئاسة الحكومة. فلماذا لا يبقى ولو بنصف شروطٍ كما كان يفعل طوال السنوات الثلاث الماضية؟ هذا هو الأمر. فقد عانى الرجل معاناة شديدة من الوزير باسيل، وكان يعتمد على رئيس الجمهورية باعتباره حكماً!

فلنعدُ إلى الطرف الآخر. نصر الله شديد الارتباك نتيجة ما يحصل في إيران والعراق ولبنان. وهو يفضّل الإبقاء على الوضع الراهن في لبنان. وقد تبين له بعد استقالة الحريري أن ذلك غير ممكن. وهو لا يريد بأي ثمنٍ الانكشاف بالبقاء خارج الحكومة، ولذا إن لم يكن مع الحريري فخارج الحريري. وعنده شخصيات سنية، لكنّ أحداً منها لا يتمتع بالصدقية لا مع الجمهور الثائر ولا مع المجتمع الدولي. أما الذي وضعه صعبٌ فعلاً فالعهد وجبران باسيل، وقد انهارت شعبيتهم لدى المسيحيين، وما بقي لهم غير «حزب الله». ولذا فتصور بقائهم خارج الحكومة وهم أكبر كتلة في المجلس النيابي المنتخب قبل عامٍ ونصف، أمرٌ شديد الهول!

ماذا يحصل الآن؟ ما يئس الكل من الحريري، وبخاصة الجمهور السني. لكنّ الرئيس و«حزب الله» الآن مضطران للذهاب نحو غيره. الرئيس قد يعلن عن بدء الاستشارات هذا الأسبوع، ويمكن في الاستشارات أن يحصل واحد على تأييد 65 أو 66 نائباً من أنصار عون ونصر الله، لكنه لن يستطيع التشكيل، لأن الحريري وحليفيه الجديدين – القديمين جعجع وجنبلاط لن يشاركوا. وحكومة اللون الواحد لن تنجح لا بالداخل ولا بالخارج. إنما الغالب ألا يحصل أحدٌ على الأكثرية، وتبقى الحكومة الحالية المشلولة: حكومة تصريف الأعمال!

يقول الدوليون والجهات المالية العالمية (البنك الدولي، وصندوق النقد، والمؤسسات الاستشارية) إنّ لأزمة لبنان الاقتصادية والمالية مساراً مستقلاً، وسواء تشكلت الحكومة أم لم تتشكل، فالأمور سائرة إلى انهيار محتَّم. وكل الناس مرعوبون على حساباتهم، والتجار على تحويلاتهم. وما من أحدٍ عنده خطة لوقف الانهيار، ولا لإحداث النمو.

سعد الحريري اعتذر. والمظاهرات مستمرة. والأسواق جامدة. والثنائي الشيعي بدأ يتحرش بالمتظاهرين. والإنذارات بالإفلاس والانهيار تتولى على مسامع المسؤولين وأبصارهم دون بصائرهم. ولا حديث لأهل التيار الوطني الحر إلاّ عن الفساد قبل ثلاثين عاماً، أما هم فبريئون براءة الذئب من دم يوسف. فمن الذي قلب للآخر ظهر المجنّ؟ الحريري عليهم، أم هم على الحريري، أم الحراك على الجميع؟!

تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراشٌ ما يصيدُ

 

ننتظر حكومة نصرالله بفارغ الصبر

فارس خشان/الحرة/29 تشرين الثاني/2019

يملك الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله جوابا عن كل سؤال، وتصوّرا للخروج من أي مأزق، وحلّا لمطلق مشكلة، وثقة غير متناهية بقوة حزبه تعينه على تحدّي الكون، والأهم رؤية اقتصادية من شأنها أن تخلط أوراق النظام العالمي.

ومثله مثل جميع من يملك هذه الرؤية الموسوعية لبلده وإقليمه والكون، يفترض أن يتحيّن نصرالله الفرصة لترجمة نظرياته ومقولاته وأفكاره وتصوراته وتطلعاته، على الواقع.

وها هو الحظ يبتسم له. الثورة التي اندلعت في لبنان، منذ 17 أكتوبر، أبعدت من يقف حجر عثرة في طريقه، فسعد الحريري نأى بنفسه عن قائمة الأسماء التي يمكن تكليفها تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ووليد جنبلاط أعلن أنه لا يرغب بمشاركة حزبه "التقدمي الاشتراكي" في الحكومة العتيدة، ومثله فعل سمير جعجع، بصفته رئيسا لـ"حزب القوات اللبنانية"، ناهيك بالتخلي المستدام لرئيس "حزب الكتائب اللبنانية" سامي الجميل.

مع انكفاء هذه القوى التي لا تقاسمه نظرته إلى شؤون لبنان وشجونه، يفترض المنطق أن يجمّع نصرالله قواه وحلفاءه وتابعيه، ويسارع إلى تشكيل حكومة تحوّل كلماته أفعالا وتصوّراته قرارات ورؤاه نهجا.

في الحكومة العتيدة هذه، لن يحول أحد دون التواصل الرسمي مع بشار الأسد، رئيس النظام السوري، من أجل الدخول، في ورشة إعادة إعمار بلاده، من الباب العريض، ومن أجل استعمال المعابر البرية على اختلافها، ودون عقد اتفاقات مع العراق لتصريف المنتوجات الزراعية اللبنانية، ومع إيران لتسليح الجيش وتوفير الكهرباء ومد المصرف المركزي بالعملات النادرة الشحيحة في لبنان، ومع روسيا للنهوض بالقطاع الخاص اللبناني، ومع الصين من أجل استثمار ملياراتها الحائرة، في المشاريع "الممنوعة عليها"، ولا حتى مع كوريا الشمالية أو فنزويلا.

وفي هذه الحكومة العتيدة، لن تكون ثمة خشية من أن تخرج أصوات تحول دون محو إسرائيل من الوجود في غضون سبع دقائق أو سبع ساعات أو سبعة أيام أو حتى سبعة أشهر.

واشنطن ستكون، والحالة هذه، خارج المعادلة اللبنانية كليّا، فليس لديها وزير واحد يتماهى مع إملاءاتها، في حين أنّ أوروبا لن تجد من يهتم بها وبشروطها طالما أن أحدا لن يسأل لا عن "سيدر" ولا عن تعهداته ومساعداته ومشاريعه.

والدول الخليجية تتقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ستكون في أصعب أيامها، فإخراجها من العقل اللبناني إلى الأبد، سيكون أسهل من سحب الشعرة من العجين، فلا حاجة إلى مساعداتها، والبدائل وجدت في سوريا للمستثمرين والعاملين اللبنانيين في دولها.

وعلى مستوى المعارضة، لن يكون لها أي صوت في البلاد، فهي مكوّنة من فاسدين تنتظرهم السجون قبل المحاكم، فيما وطأة "الجيش والشعب والمقاومة" ستخرس الجميع، وفق السيناريوهات الإيرانية الانتصارية التي لم تجف دماء آخر فصولها.

إنها الفرصة الذهبية، فلماذا لا ينتهزها نصرالله ومن يسيرون في هدى سياسته؟ لماذا هذا الإصرار على الاشتراك مع المصنّفين عملاء والموسومين بالفساد والمتورطين بمخطط تفقير الشعب منذ ثلاثين سنة؟

يستحيل أن يقبل عاقل بأن يشترك في الحكم مع من يضعون له العراقيل ومع من يرفضون تطلعاته، ومع من يهشّمون رؤاه.

الحريري وجنبلاط وجعجع والجميّل، قالوا، كل من موقعه، وكل انطلاقا من وضعيته، نحن لا نستطيع، بعد اليوم، بالاشتراك مع "حزب الله" وحاملي توجيهاته، أن ننقذ الأوضاع، ونقترح ترك هذه المهمة لطاقات المجتمع المدني التي تجلّت مبدعة ومسالمة ووحدوية ونشطة، لأنها قادرة أن تقدم للعالم صورة جديدة للبنان، وتملك مؤهلات إعادة ضخ الثقة محليا وإقليميا ودوليا، وبالتالي، بمساعدة كل قادر في أي موقع كان، تستطيع أن تستعيد ثقة الداخل، من جهة أولى، وأن تستقطب الاستثمارات الخارجية من جهة ثانية، وأن تزيل القرارات المؤذية، من جهة ثالثة.

"حزب الله" لا يريد ما يريد هؤلاء. يرفض ذلك. يقاومه. يتحدّاه. ونصرالله قدّم، في المقابل، مطالعته الاقتصادية البديلة، فترك له هؤلاء المجال واسعا حتى ينفّذها. لديه الأكثرية في المجلس النيابي، ورئيس الجمهورية، والآن سيكون لديه كامل مجلس الوزراء.

أقدم يا "حزب الله". الجميع ينتظر. العالم يحبس أنفاسه. أوروبا ومعها روسيا والصين، عجزت عن إيجاد ما يحررها من همينة الدولار ودولة الدولار، وهي الآن، ترجو أن تترجم تصوراتك، حتى تسير على هديها، ومعها فنزويلا التي تستغيث، وإيران التي تجوع، وسوريا التي أخسرتها الأزمة اللبنانية الخانقة رئتها الحيوية، والعراق الذي لم تقو الدماء بعد على ثورته.

أقدم يا "حزب الله" وشكّل حكومتك من دون "عملاء الأمريكان" و"أتباع الخليج" و"ضعفاء أوروبا" و"لصوص المال العام"، فخلاص الكون أصبح أمانة بين يديك.

 

تظاهرة باسيلية ضد اللاجئين السوريين تشويشاً على الثورة

وليد حسين/المدن/29 تشرين الثاني/2019

على مثال "لعبة" حزب الله في تجييش الشارع الشيعي ضد الثورة والمتظاهرين، بدأ وزير الخارجية "المستقيل"، جبران باسيل، "لعبة" قضية اللاجئين السوريين، عبر تنظيم تحركات تحريضية، للاعتراض على وجود اللاجئين تحت شعار تحميلهم أسباب البطالة والأزمة الاقتصادية، والتهويل بخطر التوطين.

لافتات فئوية

فقد نظم بعض الأفراد اعتصاماً أمام مبني الاتحاد الأوروبي، في زقاق البلاط، رفضاً لسياسة الاتحاد، لأنه يريد توطين اللاجئين في لبنان، كما زعموا. فتحت العلم اللبناني، للتلميح أنهم من الثوار، رفع العونيون لافتات فئوية قائلين إن الاتحاد الأوروبي يريد دمج اللاجئين في لبنان! ورفعت النسوة العونيات لافتات عنصرية مثل "حان الوقت للذهاب إلى بيوتكم" و"نحبكم في بلدكم"، كتبت باللغة الإنكليزية. ورحن يرددن شعارات مثل أن اللاجئين يحرمون اللبنانيين من فرص العمل، وأن ارتفاع معدل البطالة وتوقف المؤسسات عن العمل مردها إلى التوطين. ولم تلتفت هذه النسوة إلى أن الأزمة الاقتصادية، التي أدت إلى طرد الموظفين اللبنانيين وتحفيض رواتبهم، مردها إلى وجود طبقة سياسية فاسدة يتحكم باسيل نفسه في كل مفاصلها.

اعتصام مضاد

في مقابل هذه التظاهرة، تجمع عشرات المتظاهرين من شبكة مدى والحركات النسوية، رافضين تحميل اللاجئين تبعات الأزمة ورددوا هتافات داعمة للاجئين. واعتبر الناشطون أن هذا التحرك ضد اللاجئين هدفه حرف الأنظار عن طبيعة الصراع الحالي في لبنان ضد الطبقة السياسية، التي أفقرت اللبنانيين. ولفت هؤلاء المتظاهرون أن هذه التحركات العنصرية والفئوية أتت للتشويش على الثورة، معيدين التأكيد أن الأزمة الاقتصادية سببها السياسات التي اعتمدت في لبنان منذ عشرات السنوات.

بيان سفارة الاتحاد الأوروبي

وتزامناً مع هذه التحركات أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً اعتبر فيه أن كل البرامج التي يمولها الاتحاد للاجئين السوريين جرت بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، وهي لا تهدف إلى توطينهم بل لتلبية احتياجاتهم، مشددا على أن سياسته تقوم على حق العودة الآمنة لهم. وجاء نص البيان:"يكرّر الإتحاد الأوروبي موقفه من أنه لم يؤيّد قط توطين اللاجئين السوريين في لبنان أو دمجهم فيه. ونحن نتفق مع نظرائنا اللبنانيين على أن إقامتهم في لبنان مؤقتة. كما نعتبر أن عمليات العودة يجب أن تتم بقدر ما تكون طوعية وكريمة وآمنة بما يتماشى مع القانون الدولي. لا يعود القرار للإتحاد الأوروبي بالنسبة إلى بقاء اللاجئين السوريين في لبنان أو مغادرته. وفي هذا الصدد، نرحّب بالتطمينات التي أعطتها الحكومة اللبنانية باستمرارها بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. يقرّ الاتحاد الأوروبي بأن لبنان قد أبدى حُسن ضيافة استثنائي تجاه الفارين من النزاع في سوريا، وهو يتحمل عبئاً هائلاً منذ اندلاعه. كما نرى أن لبنان يجب ألا يتحمل هذا العبء وحده، إذ تقضي مسؤوليتنا المشتركة بتلبية احتياجات اللاجئين، مع دعم المجتمعات التي تستضيفهم. لهذا السبب، ومن أجل التخفيف من وقع تواجد اللاجئين على اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية، زاد الاتحاد الأوروبي دعمه للبنان بشكل كبير. فنحن نقدم مساعدات كبيرة للمجتمعات المحلية اللبنانية المتأثرة بوجود اللاجئين، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية المحلية والتعليم والصحة. قُرِّرت البرامج التي يمولها الاتحاد الأوروبي في لبنان بالتشاور مع الحكومة اللبنانية. ولم يتم تصميمها لتحفيز بقاء اللاجئين السوريين في لبنان بل لتلبية الاحتياجات الأساسية لجميع الفئات المعوزة. وساهمت مساعداتنا في بناء مراكز رعاية صحية جديدة وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية للمحتاجين من اللبنانيين والسوريين على السواء. كما ساهمت في تحسين البنى التحتية وجودة التعليم الذي توفره المدارس الرسمية اللبنانية، وكذلك في تحسين العديد من أنواع البنى التحتية الأخرى مثل معالجة مياه الصرف الصحي، علماً بأنها جميعها ستُفيد اللبنانيين وستبقى قائمة بعد انتهاء النزاع السوري. ومنذ عام 2011، بلغت قيمة مساعدات الاتحاد الأوروبي 1.8 مليار يورو".بالطبع، البيان الأوروبي المقتضب والواضح، لا يشفي غليل العونيين. إذ يكشف ببساطة مدى خواء شعاراتهم الشعبوية واللاواقعية. ويكشف أن اعتصامهم هذا ليس سوى "تدبير" سياسي لا يخلو من الخبث الذي لطالما اختبرناه في سلوك التيار العوني وشعاراته التي تنضح كراهيات ووساوس عنصرية. 

 

يتلذذون بإفقار الناس

مهند الحاج علي/المدن/29 تشرين الثاني/2019

يرسم القانون الجنائي عادة خطاً بين مرتكب الجريمة عن غير قصد، وذاك الذي يُقدم على فعلته عن سابق تصور وتصميم. في الجريمة الأولى، حسابات خاطئة أو إهمال يُعبّد طريق الفاجعة، وهي غير مقصودة، ولم يعرف صاحب الشأن بحتمية وقوعها. في الحالة الثانية، يعرف المجرم المسار ونهايته ويتحدث بالأمر ويُخطط للجريمة. وهناك برودة ومعرفة مسبقة بالنتيجة تفترض العقوبة القصوى، لا بل يتلقى المجرم موعظة وتوبيخاً من القاضي عند النُطق بالحكم، يتحدث فيها عن الشر الكامن في شخصية المرتكب والأذى المديد الذي تسبب به للآخرين. هذه الموعظة والعدالة المرافقة لها تشفي بعض غليل المصابين بالجريمة.

ونحن اليوم في لبنان أمام جريمة مالية كُبرى تتكشف فصولها، بدأت بالنهب المنظم للمال العام، مباشرة وعبر المتعهدين المنتفعين، وبالاستدانة غير المسؤولة والإنفاق المتهور، وبانتفاخ القطاع العام قبل كل انتخابات وبنهم المصارف على الأرباح، وتنتهي اليوم فصولها بنقل أموال المسؤولين الى الخارج، والحجز على ودائع الناس. صحيح أن علينا التمعن بالمستوى المرعب للجريمة، لكن ايضاً تنفع العودة قليلاً لكشف مستوى الوعي عند المسؤولين حيال هذه الكارثة.

قبل سنة، نهاية العام الماضي، أثار وزير المال علي حسن خليل زوبعة اعلامية بإعلانه أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية بدأت في التحول الى أزمة مالية، وتحدث عن ضرورة "تصحيح مالي طوعي" تجنباً لحدوث "الأسوأ". لحق بهذا التصريح، زلة لسان لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري مطلع هذا العام جاء فيها اعترافاً بعدم وجود "الوقت للترف في السياسة لأن اقتصادنا قد يتعرض إلى انهيار إذا لم نقم بالعملية الجراحية (الاقتصادية) هذه بشكل سريع وبالإجماع".

منذ العام الماضي، تتحدث الطبقة السياسية اللبنانية عن الانهيار. وعند العودة اليوم لمراجعة هذه التصريحات، يرى الواحد منا وضوحاً دقيقاً في استشراف واقعنا الحالي. إضافة الى هذا الوضوح في خصوص الانهيار، هناك أيضاً جدول زمني له، إذ تصاعدت تصريحاتهم عن الوضع المالي والاقتصادي في حلول الصيف الماضي. في 14 تموز (يوليو) الماضي، أي قبل بدء الانهيار، اعتبر وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل أن الواقع المالي بات أكثر خطراً من التهديد الاسرائيلي، قائلاً إن "خوفنا اليوم هو من وضع اليد علينا مالياً ومواجهة هذا الامر تتطلب قراراً سيادياً استقلالياً لبنانياً". استشرف باسيل أن لبنان سيدخل في برنامج صندوق النقد الدولي لمعالجة الانهيار، ما يتطلب تنازلاً سيادياً لبنانياً عن القرار المالي. لم يكن باسيل يعلم فحسب بأن الانهيار سيقع، بل أيضاً تحدث عن خطوات لاحقة لم نرها بعد وقد تحصل العام المقبل.

عملياً، كان يعي المسؤولون اللبنانيون بأن الانهيار مقبل، وأيضاً عرفوا بالمطلوب فعله من اصلاحات اقتصادية ووقف الهدر والسرقات، لكنهم أحجموا عن أداء واجباتهم، وغلبوا مصالحهم الخاصة على مصلحة البلد وسلامته المالية والاقتصادية بحجة أن على الجميع التنازل عن الفساد والهدر، لا كل طرف على حدا. وهذه جريمة عن سبق اصرار وتصميم.

لكننا اليوم، وفي ظل غياب قاض مستقل وشجاع يُلبي طموحات الناس، لا نقف أمام طبقة سياسية نادمة أو تقف في موقف دفاعي. الطبقة السياسية اليوم تحيك خطة جديدة لاستغلال الناس، إما من خلال تأجيج الفتنة الطائفية، أو عبر تهريب أموال السلطة ومنتفعيها إلى الخارج، أو عبر تحقيق المزيد من الأرباح في ظل الفارق بين سعري صرف الدولار الرسمي وفي السوق. نعم، هناك في الطبقة السياسية من يرى فرصة سانحة لتحقيق مزيد من الأرباح. كانوا يعرفون بالانهيار، ولديهم رأس المال والسلطة والنفوذ اللازمين لتحقيق ربح طائل.

وما زال الساسة على موقفهم القاضي بتوزيع الحصص والتمسك بـ"المكتسبات" في الحقائب، أي أنهم يُواصلون الجريمة، وربما يتلذذون بها. هم مجرمون متسلسلون وساديون لن يتوقفوا وحدهم.

 

هذه هي شروط الحريري لرئاسة الحكومة ومصادر مقربة من قوى 8 آذار تراها تعجيزية

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/29 تشرين الثاني/2019

تراجعت المواعيد الافتراضية للاستشارات، تارة الخميس وتارة الجمعة أو السبت، حتى رست على ترجيح مصادر قصر بعبدا أن تجرى الأسبوع المقبل، لكن من دون تحديد موعد رسمي بانتظار ما ستؤول إليه الاتصالات في الأيام المقبلة.

سمير الخطيب؟

بورصة الأسماء المقترحة لرئاسة الحكومة لا تزال راسية على سمير الخطيب، الاسم المقترح من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والذي حظي بتأييد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف العمال جبران باسيل، والذي يبدو أنه نال موافقة "حزب الله" بعد اجتماع ثنائي بقي بعيداً من الإعلام، وهو ما دفع مصادر مقربة من الحزب إلى الحديث عن أن الخطيب قد قطع أكثر من نصف المسافة بانتظار اجتماع ثان سيعقده مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وينتظر أن تتوضح مسار الأمور ليبنى بعدها على الشيء مقتضاه.

الجواب... في بيت الوسط

الجواب الحاسم لا يزال إذاً في بيت الوسط، لدى الحريري، الذي تنفي مصادره لـ "اندبندنت عربية" وجود أي تطور جدي، ما دفع إلى التساؤل عن خلفيات الحديث عن تطورات إيجابية لصالح الخطيب، فهل المقصود إظهار الحريري بموقع المعرقل بدلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يحمّله الحراك الشعبي مسؤولية تأجيل الدعوة إلى الاستشارات للتكليف؟  في قصر بعبدا، كلام عن احتمال الدعوة إلى استشارات نيابية للتكليف الأسبوع المقبل على أن تشكل الأيام المقبلة فرصة لمزيد من التشاور بين القوى السياسية وداخل الكتل النيابية، علماً أن دوائر القصر تنفي أن يكون لرئيس الجمهورية مرشح لرئاسة الحكومة، وتؤكد أن من تسميه الكتل ويحصل على الأكثرية يتولى مهمة تأليف الحكومة.

الحريري... ومسؤولية التأخير؟

وبالنسبة لـ "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، يتحمل الرئيس الحريري مسؤولية التأخير بفرضه أربعة شروط حتى يقبل مهمة التأليف، وهي الشروط ذاتها التي يفرضها على أي مرشح لتولي رئاسة الحكومة حتى يقبل بتسميته وتسهيل مهمته. الشروط الأربعة هي: تشكيل حكومة تكنوقراط، وتثبيت صلاحيات رئاسة الحكومة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وإعادة توزيع الحقائب الوزارية، وهي شروط تعجيزية على حد وصف مصادر سياسية مقربة من الثامن من آذار. في المقابل، تسأل أوساط الحريري، بعد استقالة الحكومة استجابةً لمطالب الناس، أين المبادرة التي أقدموا عليها منذ انطلاق الأزمة حتى اليوم، والتي من شأنها حلحلة الأمور؟ وتكشف لـ "اندبندنت عربية" عن أن الصيغ المقترحة من "حزب الله" وحلفائه لا يمكن أن يكتب لها الحياة ولن يقبل بها المتظاهرون.

حكومة التكنو سياسية

وآخر هذه الصيغ الحكومية، التكنو سياسية، كان طرحها الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) والتيار الحر، على المرشح المحتمل لتولي رئاسة الحكومة الوزير السابق بهيج طبارة، وتضم ستة سياسيين و14 تكنوقراط، ونحن نسميهم كما قالوا لطبارة، علماً أن الأسماء المقترحة من قبل التيار و"حزب الله" و"حركة أمل" هي نفسها التي كانت في الحكومة الحالية، فضلاً عن تمسك باسيل بحقائب الخارجية والطاقة والبيئة لفريقه، مع ربط توزيره بالحريري، فإذا عاد الحريري عاد باسيل، وإذا خرج الحريري خرج باسيل.

هذه الاقتراحات صعّبت مهمة طبارة فانكفأ بصمت، والمرجح وفق المصادر، أن يتكرر السيناريو نفسه مع أي مرشح آخر.

الأزمة طويلة

وعلى الرغم من بعض التفاؤل الذي عممته دوائر القصر الجمهوري، مستندة إلى موقف "حزب الله" الذي تحوّل من متريّث إلى مؤيد للمرشح الحالي لرئاسة الحكومة سمير الخطيب، فإن مصادر سياسية تعتبر أن الأزمة في لبنان طويلة، وتتوقع أن ينتقل الكباش من الحكومة الجديدة إلى مرحلة تصريف الأعمال التي أصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على تفعيلها، في وقت يرى الحريري في الدعوة لغماً إضافياً يراد من خلاله تحميله هو الانهيار المالي المرشح أن يتصاعد. ففي غياب حكومة جديدة، وغياب حلول جدية للعجز المالي، وفي ظل عدم القدرة على تأمين مداخيل ثابتة لخزينة الدولة، وعندما سيصبح من الصعب تأمين الرواتب المطلوبة للقطاع العام، وقد أكد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أنها مؤمنة حتى نهاية العام الحالي، ويمكن عندها أن يضطر لبنان إلى الرضوخ لشروط صندوق النقد الدولي (IMF) التي قد تحول الدولة إلى مفلسة أو متعثرة، فتفرض إجراءات تقشفية قاسية، وهو ما حصل في أكثر من دولة كانت ظروفها شبيهة بظروف لبنان الحالية.

 

عناق" حزب الله وعون للحريري ليس حباً: الغرق معاً

منير الربيع/المدن/29 تشرين الثاني/2019

أصبح المشهد السياسي في لبنان، أشبه بأفعى على ظهر نسر. تخشى الأفعى "لسع" النسر فتقع، ويخشى النسر لسعة الأفعى فيموت، ولذلك يبدو الإثنان بحاجة إلى بعضهما البعض، ويتعانقان. الناظر إليهما من بعيد، يتفاجأ بحجم "الودّ" والتماهي بينهما. بينما الحقيقة في مكان آخر. وهكذا هي صورة تمسك القوى السياسية بالتوافق فيما بينها. فالثنائي الشيعي يتمسك بالحريري رئيساً للحكومة. والحريري يظهر زاهداً فيها، بينما رئيس الجمهورية يستعجل إجراء الاستشارات النيابية (الملزمة!) لكنه يفضّل تغليب التوافق. صورة حرص الأفرقاء على بعضهم البعض، نتيجة للأزمة القائمة، والتي تزداد تفجراً يوماً بعد آخر. فلا أحد يريد أن يتحمّل المسؤولية بمفرده، ويتمسك بالآخر ليكون شريكاً بتحمّلها.

الهزليات والبدع

صورة النسر والأفعى تختصر المشهد السياسي في لبنان. وما يدور حوله من شائعات وأكاذيب من نوع وجود أجواء إيجابية وتحقيق تقدم، وأن الحلّ يجب أن يكون لبنانياً، وأن سمير الخطيب قد قطع المسافة نصف المسافة ليكون رئيس الحكومة الجديدة.. كل ما يّحكى من هذا القبيل لا يعدو كونه جزءاً من الهزليات اللبنانية، التي يعمل كل طرف على إيقاع الآخرين فيها، مقابل الادعاء أنه يسعى بكل إيجابية لإنجاز التوافق. وتبقى البدعة الآن في شعار "لبننة الحلّ"، في حين أصبح مفضوحاً ارتباط الأزمة اللبنانية بأزمات إقليمية ودولية. وهذه تتضح من محاولات استدراج الدول إلى إيجاد الحلول، أو إجتراح اللقاءات والمؤتمرات، والرهان على عقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية في باريس منتصف الشهر المقبل. هذا الرهان ربطاً بكلام السفير الروسي حول "التخريب الأميركي في لبنان"، والذي يلقى صداه لدى محور الممانعة، يؤشر إلى أن الأزمة قد دوّلت.

تمسك حزب الله وحركة أمل بسعد الحريري لرئاسة الحكومة ليس حبّاً به، ولا لأسباب يظنّها الرجل أنها بطولة فيه، أو أن لا غنى عنه للخروج من الأزمة، أو ما يعتبره أوراق قوة موجودة في رصيده، كـ"علاقاته الدولية" التي تتيح للبنان الحصول على المساعدات، لإنقاذه من الانهيار الاقتصادي والمالي. فأي عاقل لا يمكن له أن يتوقع علاج الأزمة الاقتصادية والمالية أو الحدّ من انهيارها بسحر ساحر. فأقصى ما يمكن فعله حالياً هو إدارة هذا الإنهيار. التمسك بالحريري ناجم عن قناعة لدى الجميع، بأنه يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، ولا يمكن أن يتهرب منها حالياً، عند لحظة الانفجار والانهيار، ليظهر وكأنه قد خرج من المركب الغارق. وأكثر من ذلك، هناك من يوجه إليه الكلام بأن عليه أن يتحمّل مسؤولية التسوية الرئاسية التي أبرمها. ويقولون: "إذا كان يعتبر نفسه المخلص، فكان عليه العمل لتلافي الانهيار، لا استغلال الأزمة ليعود فيما بعد تحت شعار: لن تجدوا أفضل مني".

في المقابل، لدى الحريري ردّه أيضاً، الذي لا تنقصه الوجاهة. فبرأيه أن سياسة حزب الله وتعنّت التيار الوطني الحرّ، والانحياز إلى سياسة المحاور هو الذي وضع لبنان في الواجهة ورتّب عليه أثماناً باهظة. ولولا هذه السياسات لما وُضع لبنان تحت عقوبات غير معلنة، ولما حصلت القطيعة الخليجية معه. وبالتالي، أصبحت اللعبة لعبة "شخصية" بين الجميع. وكلّ يبحث عن تسجيل نقاطه ومراكمتها. معركة هذه النقاط، حلبتها كل ما يهتم به الناس ويهمهم، من لعبة الدولار وأسعاره إلى لعبة المحروقات.. وإيقاع الشرخ بين اللبنانيين، على مثال مشهد من يدفع لمحازبيه وموظفيه بالدولار نقداً، فيما الآخرون يتلقون نصف رواتبهم بالليرة اللبنانية، وصولاً إلى معركة جشعة مفتوحة من قبل أصحاب محطات المحروقات بوجه معركة شعبوية يقودها التيار الوطني الحرّ ووزيرة الطاقة.

ضرب رئاسة الحكومة

ولا تستثني هذه المعارك "الدونكيشوتية" مفاوضات تشكيل الحكومة، سواء عبر جهات تروج إلى إحراز التقدم، وشبه حسم تسمية سمير الخطيب لتشكيل الحكومة، وتعميم أجواء إيجابية غير واقعية، بالنظر إلى حال مختلف القوى التي لا تزال تنظر بريبة إلى مواقف بعضها. فالثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرّ يعتبرون أن الحريري لا يزال يناور، بينما الحريري يعتبر أن الشروط التي يضعها الحزب وعون لا يمكن لأحد أن يوافق عليها. ولا يمكن أن تتشكل الحكومة ويعين رئيسها فيما بعد، ويُطلب منه التوقيع على مرسوم تشكيلها.

حزب الله يرفض حكومة من دون موافقة علنية وتفصيلية من الحريري على التصويت لهذه الحكومة والمشاركة فيها ومنحها الثقة. بينما كتلة المستقبل ترفض تسمية مرشحها إلا في الاستشارات النيابية. وفي ظل هذا الخلاف المبدئي، يستمر التلاعب بمصير اللبنانيين بأنواع أخرى من المفاوضات، حول شكل هذه الحكومة، وهل ستكون من 20 وزيراً أم 24، ومن هم وزراء الدولة السياسيون الذين سيشاركون فيها. وقبل الإنتهاء من ذلك، يفتح نقاش آخر حول الحقائب والحديث عن مطالبة رئيس الحكومة بوزارة المالية وأن يتسلمها وزير تكنوقراط غير محسوب على الثنائي الشيعي، الذي يرفض ذلك. هذا كله من دون التوافق بعد على إسم رئيس الحكومة. وهنا بمعزل عن اسمه، ففي حال مجيئه بهذا الشكل، سيكون مجرّد صورة لا أكثر. ما يعني ضمناً الاستمرار في ضرب هذه المؤسسة، وتهشيمها وجعل رئيسها ليس أكثر من "باش كاتب"، تحتاج إليه أركان التسوية لتمرير اتفاقاتها.

إذلال الناس

معضلة أخرى تعترض طريق التفاوض بشأن تشكيل هذه الحكومة، وهي أنها المرة الأولى التي يواجه فيها الأفرقاء اللبنانيون مشكلة من هذا النوع، فمثلاً بحال رفض مشاركة القوات اللبنانية والكتائب فيها، وكانت حكومة من 24 أو 20 وزيراً، هل يصح إعطاء الوزراء المسيحيين لحصة التيار الوطني الحرّ كما يطالب عون وباسيل، ما يعني نصف عدد الوزراء. فيكون المتحكم بقراراتها ومسارها وإبقائها واستقالتها؟ والأمر نفسه ينطبق على مشاركة الحزب الاشتراكي أو تيار المستقبل من عدمها. يكفي النظر فقط إلى كيفية إدارة المفاوضات لتشكيل الحكومة، بمعزل عن الوصول إلى تشكيلها أو استمرار التعطيل، لمعرفة آلية تفكير وعمل هذه القوى السياسية، التي جلّ ما تبحث عنه هو زيادة فرصها وحظوظها، على حساب الناس التي لم تعش حال إذلال كالتي تعيشها حالياً، حتى في أيام الحرب.

 

اقتصاد طرابلس ينهار: "لا أحد منّا سيبقى واقفًا"

جنى الدهيبي/المدن/29 تشرين الثاني/2019

نهار الجمعة، كان المشهد في طرابلس مأساويًا، نتيجة إغلاق محطات الوقود. حالة من الهلع والهيستريا، طُبعت على وجوه مواطنين ومواطنات لم يجدوا محطةً لتعبئة البنزين. أحد سائقي التاكسي يقول لنا: "صارت سياراتنا مثل جيوبنا فارغة". كان يُحاكي نفسه غاضبًا، يركن سيارته جانبًا ويسأل مستنكرًا: "هل يريدون أن نسرق؟ هل يريدون أن نأكل بعضنا؟ لماذا كل هذا الإذلال؟ هل أصبح مصيرنا أن نحلم بالبنزين ورغيف الخبز؟". يعترف السائق بخشيته من مجاعة تضرب البلاد، ويعترف بعزوفه عن النزول إلى الشارع للتظاهر ضدّ السلطة، ويبرر ذلك بالقول: "هذه السلطة وقحة وفاسدة وعديمة الأخلاق، لا يمكن أن نستمر بالتعاطي معهم في الشارع بكلّ هذه الدعابة والسلمية، وإن لم نواجههم بالقوة والعنف أمام منازلهم وفي المؤسسات التي استولوا عليها، لن يستجيبوا لنا أبدا، إنما سيتمادون في استنزافنا وإذلالنا".

حال طرابلس يسوء يومياً، ليس فقط في كل ما يتعلق بالقضايا المعيشية اليومية، لكن أيضاً في مقومات اقتصادها.

في شارع قاديشا داخل  طرابلس، يقف واصف السيد (65 عامًا)، أمام محلّه لبيع الألبسة، يلتفت يمينًا ويسارًا، من دون أن يعثر على زبونٍ راغبٍ بالشراء، فيدخل ليقلّب السراويل والقمصان، كأنّه ينفض الغبار عنها، ثمّ يتنهد عابسًا. السيد الذي سمي على اسم جدّه، يحمل إرثه بعد أن أنشأ في المدينة مؤسسة "واصف السيد للألبسة" منذ نحو قرنٍ وسبع سنوات، عند ساحة التلّ. ومن الجدّ إلى الأبّ فالحفيد الذي صار أبًا وجدًّا، بات هذا التاريخ الطويل تركةً ثقيلة، يكافح السيد ليلًا نهارًا من أجل الحفاظ عليها، والصمود أمام انهيارٍ اقتصاديٍ لم يشهد لبنان مثيلًا له، حتّى في أيام الحرب.

جميع الطبقات

كنّا نجول في أسواق طرابلس وبين محلاتها التجارية، كما لو أننا نتتبّع أحوال "صدمةٍ اقتصادية" لم يتلقفها الشارع بعد، في زمن انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي. لا ينفصل واقع عاصمة الشمال عن لبنان بمجمله، لكن وَقْع الكارثة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد يبدو عليها مُضاعفًا، وهي مدينة يعاني 26 في المئة من سكانها من فقر مدقع ويعيش 57 في المئة عند خط الفقر أو دونه، وفق تقارير الأمم المتحدة. أمّا ما يجعل من هذه الكارثة الاقتصادية حالةً طارئة وفريدة، تحت ضغط الشارع المنتفض، وعدم مبالاة سلطة تستبدّ في الحكم، فهو أنّها تطال جميع الطبقات والفئات الاجتماعية من دون أن تستثني أحدًا منها.

كانت نقطة الانطلاق من شارع قاديشا، أبرز أسواق المدينة وأعرقها، الذي يضمّ عشرات المحلات التجارية ذات جودة متوسطة وعالية. وهذا الشارع الذي كان معروفًا بحيويته، تحول إلى مساحةٍ مسكونةٍ بشبح الهدوء، بعد أن أغلقت محلات كثيرة أبوابها وأُلصق عليها ورقة لـ"البيع" أو "الاستثمار". أمّا من بقوا صامدين، فقد تحولت واجهات محلاتهم إلى مساحةٍ لإعلانات تكسير الأسعار والحسومات التي فاقت الـ 70 في المئة، من أجل جذب الزبائن للبيع ولو بخسارةٍ وبأبخس الأثمان.

ولّت أيام العزّ

نقف أمام محل السيد، ويخبر "المدن" أنّه على مدار ثماني سنوات، سجّل خسارة بقيمة 450 ألف دولار أميركي، وكل ما كان يسعى له هو أن يحافظ على إرث جدّه المعروف والعريق في المدينة. يرفض السيد ربط الأزمة الاقتصادية بالثورة الشعبية، وإنّما يعتبرها متجذرة في طرابلس منذ نحو سبع سنوات، "لا سيما حقبة المعارك بين جبل محسن وباب التبانة دفعت الاقتصاد الطرابلسي إلى الانحدار من سيء لأسوأ حتّى بلغ القعر". السيد الذي نقل محلّه من التلّ إلى قاديشا قبل ثلاث سنوات، يبلغ إيجاره 18 ألف دولار أميركي في السنة، ويستورد بضائعه للألبسة الرجالية من تركيا، وجزء منها من لبنان. يقول: "ساهمت هذه المؤسسة على مرّ تاريخها أن يعيش منها عشرات العائلات، وتفتح عددًا كبيرًا من البيوت، حين كان بيعنا يبلغ نحو 25 ألف دولار أميركي شهريًا، بينما في سنوات الأخير نعجز عن تأمين كلفة رأس المال وتسديد كافة المستحقات". ولدى سؤاله عن مدى قدرته على الاستمرار يجيب بـ"خلصت الحكاية" موضحًا: "لا أحد منّا سيبقى واقفًا على  أقدامه أمام جنون انهيار الليرة. وإذا استمر الوضع على هذا النحو من التدهور، لن تتجاوز مدة مقاومتنا الشهر حتّى نغلق محلاتنا ونعلن إفلاسنا ونعود إلى بيوتنا".

على بُعد أمتارٍ، ندخل محلّ De Quincey لبيع الأحذية والجزادين. نلتقي بصاحبته أمل الشيخ (49 عامًا) وحالها لا يقل سوءًا عن أحوالها جيرانها. "لقد ولّت أيام العزّ"، تقول، وتخبرنا أنّها توقفت عن استيراد بضائعها الأجنبية من الخارج منذ الصيف، وقد تضاعفت الأزمة لأنّ استحقاق دفع الفواتير آخر العام تعجز عن تسديده، لأنّ عملها مرتبط بالبنوك. فـ"نحن بعد فرض القيود المصرفية غير قادرين على إرسال التحويلات إلى الخارج، وفرق الدولار دمّرنا، والقدرة الشرائية تدهورت وقد فقد الزبائن ثقتهم بالليرة، وبالكاد نستطيع تأمين معاشات موظفاتنا". تؤمن السيدة أمل أنّ الحال الذي وصلنا إليها هو بسبب فساد السلطة والسياسات المصرفية، وتعتبر نفسها جزءًا منضويًا في الثورة الشعبية، "لأنّ قضيتنا محقّة"، تضيف: "أكثر ما يقلقني هو قدرتنا على الاستمرار، وقد نصل إلى مرحلة فقدان السيولة في السوق، ونحن لم نختبر أصعب من هذه الأيام".

لا مبيعات ونصف راتب

على تقاطعٍ آخر، نتجه نحو شارع عزمي، وهو الأقدم والمعروف تاريخيًا كأطول شارع مستقيم في لبنان، يربط منطقة التل بالميناء ويمكن الوصول عبره إلى كل الشوارع الرئيسة في المدينة، وقد حمل هذا اللقب نسبة إلى متصرف طرابلس عزمي بك أثناء الحقبة العثمانية. هذا الشارع الوسطي والأشهر في طرابلس، تتراصف على جهتيه عشرات محال الألبسة والأحذية، وكان مشهورًا بحيويته ونشاطه، متمتعاً بميزة خاصة في تناغم محاله مع أبنيته التراثية، يشهد منذ سنوات حالاً من الركود والشلل غير المسبوقتين، لكنّ أوضاعه تدهورت بشكل مضاعف بعد أزمة الدولار والشلل الاقتصادي العام في البلد. محمود (40 عامًا)، وهو موظف في أحد محال الشارع، يخبرنا أنّه أصبح يتقاضى نصف معاش، وأكثر من 50 في المئة من موظفي المحلات الباقية جرى صرفهم، وأنّ أيامًا تمضي من دون تحقيق مبيعات تؤمن كلفة تأمن المعاشات ومصروف المحلات ومستحقات الدين للتجار والبنوك.

وفي السياق، يشير رئيس جمعية تجّار شارع عزمي، طلال بارودي، لـ"المدن" أنّ المشكلة تتفاقم بشكل كبير على الصعيد التجاري، وانهيار الليرة وفقدان الدولار في السوق وحالة الهلع العامة وفقدان الثقة بالبنوك أحدث انكماشًا كبيرًا. يقول: "ارتفاع سعر صرف الدولار أدى إلى ارتفاع الأسعار بما لا يقلّ عن 30 في المئة، وكلّ محلات شارع عزمي دخلت في حال خطر، لا سيما أنّ 80 في المئة من التجار كانوا يعتمدون على تسهيلات من البنوك، لكنها توقفت حاليًا". وبينما تتكدس البضائع في المحلات من دون بيعها، "اضطر معظهم إلى صرف موظفيهم أو تخفيض معاشاتهم، ونسعى إلى التنسيق مع جمعية تجار بيروت لوضع حدٍّ للأزمة، وقد أغلق 35 محلًا تجاريًا من شارعي قاديشا ونديم الجسر في محيط عزمي".

الكساد والتدهور

في ساحة التلّ، التي تكتظّ فيها المحلات التجارية وعربات العصائر والخضار والصرّافين، يعلو القلق على وجوه المارة، وتحديدًا من يدخلون محلات الصيرفة. أحد العاملين في محل يبع للأحذية ولديه صندوق للصرّافة، يقول: "والله لازم يحبسوا كلّ هل الصرافين ويقفوهم عند حدهم لأن التشبيح أخذ مجده". تخرج سيدة من محل صرافة كأنّها تحكي مع نفسها، نسألها عن سبب تذمرها، تجيب مستنكرةً: "كيف سنستمر للعيش في هذا البلد وكلّ يوم نستيقظ لنسأل عن سعر صرف الدولار وقد بلغ 2070 ليرة؟ هل يريدون تهجيرنا أم قتلنا جوعًا؟".

لا تحتمل طرابلس مزيدًا من التدهور الاقتصادي. هذا ما يدركه أبناؤها الخائفين على ثورتهم ولقمة عيشهم في آنٍ معًا، وثمّة خشية كبيرة من استغلال الوضع الاقتصادي لضغط السلطة على الشارع، لا سيما في ظل "جشع" تجار المواد الغذائية والمواد الأولية. من جهته، يشير رئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي لـ"المدن"، أنّ ثمّة تقارير أسبوعية ويومية تصل للغرفة حول الوضع الاقتصادي في طرابلس بعد تدهور الوضع وانهيار الليرة. يقول: "في طرابلس الكبرى من البترون حتّى أقاصي عكار، هناك كساد اقتصادي تدهور منذ بداية العام 2019، وكلّ القطاعات تعاني من اختناق، في الصناعة والتجارة والزراعة، ولا يوجد أدنى رقابة على ارتفاع الأسعار، وتحديدًا في المواد الغذائية. وفي طرابلس، معظم محلاتها في عقود استثمار، وبضائعهم بالدين، ما دفع إلى خلق أزمة كبيرة بين التجار أنفسهم، والمواطنون يدفعون الثمن". هذا، وكان دبوسي قد دعا الأسبوع الماضي إلى اجتماع موسع في الغرفة مع فاعليات اقتصادية، وشدد  على "أهمية مقاربة الأوضاع العامة بمسؤولية وبعقلانية وحكمة وضرورة أن تمسك الفاعليات الاقتصادية اللبنانية بملفات علمية قانونية دقيقة تتضمن رؤية وأفكاراً وطنية إنقاذية قابلة للتنفيذ". وكانت الغرفة قد دعت القطاع الخاص يوم أمس في طرابلس إلى الإقفال التام لكافة مؤسساته أيام 28 و 29 و30 من الشهر الجاري 2019، وذلك استجابة لدعوة الهيئات الاقتصادية اللبنانية.

 

ما مصير الدعاوى والإنذارات القضائية بحق مصارف؟

عزة الحاج حسن/المدن/29 تشرين الثاني/2019

تتوالى الدعاوى القضائية بحق المصارف اللبنانية، في المحاكم المحلية والدولية، لأسباب تقنية متعدّدة، تدور جميعها في فلك تخلّف المصارف عن تسليم الأموال المودعة لأصحاب الحسابات. وقد وقعت ثلاثة مصارف حتى اليوم في شرك "سوء الأمانة" بالتعامل مع أموال الناس، وبمخالفاتها وتجاوزها للقوانين، التي تتيح للمودع الحق باسترداد أمواله من حساباته الجارية متى شاء وكيفما شاء. تتجنّب جمعية المصارف الحديث عن مدى قانونية إجراءاتها المعتمدة في المرحلة الأخيرة، والتي تتطابق إلى حد كبير مع إجراءات الـ"كابيتال كونترول"، أو تقييد حركة الأموال. لكن من دون صوغها بقانون عبر مجلس النواب. وذلك، تجنباً للدخول في سجالات حول قانونية الإجراءات لن تكون في صالحها. موقف المصارف لجهة مدى قانونية القيود المفروضة على حركة الأموال، حسمها مصدر من لجنة الرقابة على المصارف، في حديث إلى "المدن"، بالقول: إن الإجراءات القاسية التي تعتمدها المصارف، لا شك أنها غير قانونية. لكنها إجراءات ضرورية جداً، لا بل طارئة. فالمصارف لا يمكنها تحمل إقبال العدد الأكبر من المودعين على سحب ودائعهم، في مدة زمنية قصيرة، مؤكداً أن القانون يقف في هذه الحالات إلى جانب المودع. لكن الحالة الاستثنائية التي يمر بها البلد والقطاع المصرفي تجعل من تلك المخالفات القانونية أمراً ملحاّ وضرورياً.

مبرّرات المخالفات

وفي تبرير مصدر مصرفي لمخالفات المصارف، أوضح أن المصلحة العامة تعلو فوق مصلحة الفرد. ولا يمكن للمصارف أن تلبي طلبات جميع الزبائن، وتتيح لهم السحوبات نقداً بشكل كبير، لا سيما في ظل الإقبال الكثيف من المواطنين على عمليات السحب من المصارف. فتلبية جميع الزبائن والمودعين قد يعرّض المصارف لخطر الإفلاس. كما يجب على القضاء، وفق المصدر، الأخذ بالاعتبار الأوضاع الاستثنائية السائدة، التي ألزمت المصارف اعتماد إجراءات وقيود على حركة الأموال، خصوصاً أن القيود المفروضة على الزبائن لا يمكن إصدار قانون لتنظيمها، لاعتبارات سياسية، وتجنباً لمزيد من زعزعة الثقة الدولية بالدولة اللبنانية.

قضية بنك ميد

في قضية BankMED، أقامت شركة IMMS Limited لتجارة النفط دعويين قضائيتين بحق بنك البحر المتوسط في ولاية نيويورك الأميركية وفي بيروت، متهمة إياه بعدم رد وديعة بمليار دولار حين طلبتها. ووفق مصدر قانوني في بنك البحر المتوسط، في حديث إلى "المدن"، فإن الشركة الأميركية رفعت دعويين. الأولى في بيروت، والثانية في الولايات المتحدة. وهي مردودة من حيث الشكل. إذ لا اختصاص للقضاء الأميركي في هذه الدعوى. كما أن القانون اللبناني هو المرجع الوحيد الصالح للنظر في أي نزاع بين المصرف وزبائنه، أما في ما خص الدعوى في لبنان فلا قيمة لها "إذ أن الوديعة موضوع الدعوى مجمّدة، بموجب عقد بين الطرفين لمدة سنتين. ولا يحق للشركة طلب سحبها وفك التجميد قبل أوانه. وكان محامي بنك البحر المتوسط، كارلوس أبو جودة، قد تطرق إلى دعوى الشركة الأميركية بالقول: هذه الدعوى فارغة. والهدف منها ممارسة الضغوط على المصرف. فالقضية ترتبط بوديعة مجمدة في لبنان لمدة سنتين. وبتاريخ استحقاق تسليم الوديعة، تحصل الشركة على شيك بقيمتها. يُذكر أن شركة IMMS Limited الأميركية لا تعود ملكيتها لرجلي الأعمال اللبنانيين تيدي وريمون رحمة ورجل الأعمال علاء الخواجة، كما أشيع، بل تربط الرجلين رحمة بالشركة، وفق مصدر موثوق، علاقات وعقود عمل، لكنهما ليسا شركاء فيها ولا مساهمين. كما أن الخواجة، وكما هو معلوم، يملك حصة في بنك ميد تبلغ 42 في المئة.

قضيتا بيبلوس وعودة

وفي قضية بنك بيبلوس واتهامه بالامتناع عن دفع مستحقات المودعين بشكل طبيعي، وخصوصاً بالعملات الأجنبية، فقد أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية أحمد مزهر منذ أيام قراراً نافذاً على أصله، هو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة في لبنان، وقضى القرار بإلزام بنك بيبلوس - فرع النبطية دفع قيمة حساب لديه قيمته 129 ألف يورو، من دون تأخير وتحت طائلة غرامة إكراهية، مقدارها 20 مليون ل.ل عن كل يوم تأخير. لكن، وحسب المصدر القانوني، فقد استأنف بنك بيبلوس القضية. وبالتالي، لم ينفذ الحكم كما انه ليس حكماً نهائياً، مرجّحاً عدم التوصل إلى أحكام نهائية في الدعاوى المرفوعة في وجه المصارف، لتمنّعها عن دفع أموال المودعين بشكل طبيعي. ذلك، لأن القيود والإجراءات الاستثنائية معتمدة في جميع المصارف من دون استثناء. كذلك تلقى بنك عودة منذ أيام إنذاراً موجّهاً من شركة عطوي غروب للتجارة، بواسطة كاتب العدل في منطقة برج البراجنة، لضرورة دفع الأخير كامل قيمة الشيكات المسحوبة من حساب الشركة بالعملة الأوروبية الموحدة، بقيمة مليون و200 ألف يورو، تحت طائلة مراجعة القضاء المختص.

 

حادثة بين مواطن وشبّيح: هذه السلطة لا تُواجَه بالورود

أيمن شروف/المدن/29 تشرين الثاني/2019

تقف يوم الخميس 28 تشرين الثاني 2019، الساعة الثانية من بعد الظهر، على مدخل شارع الجميزة، سيارة من نوع رانج روفر ديسكافوري لونه أسود، في منتصف الطريق. يترجّل منها رجل خمسيني، بلباس نصف رسمي. يقف، يتأخر، يأخذ وقته، وكأن الشارع ملكه. أضرب بوق السيارة طالباً منه الاستعجال، فيدور الحديث الراقي التالي. بالتفصيل وبالعامية كما جرى:

- مسكّر الطريق عالعالم.

* بعرف وما خصك. يومئ بيده.

- مسكّر الطريق ومعتبر الحق معك؟

* يلا روح من هون.

- ما بدي روح، واحكي باحترام.

* كول خـ(..) يلا من هون.

أصبح قريباً من السيارة على مدخل "بول" في الجميزة.

- إنت واحد بلا أخلاق.

* يلا ولاه..

المرافق الهزيل

حاولت أن أستوعب الموقف وأحدثه بطريقة هادئة قائلاً "إنت من عمر الوالد لو بعده عايش، ما بتستحي على حالك تحكي هيك". ليأتي ردّه وهو يبتسم بطريقة أقرب إلى الاستهزاء، حاملاً الكثير من السياسة، ومعبّرا عن حنقه وموقفه الجلي من الثورة: "ليك هالدقن، بعدين كتير قويانين إنتو هالإيام".

إذاً المشكل أكبر من شخص ما قال له إنه يخالف القانون. ولا شعورياً، وجدت نفسي أردد بصوت عالٍ أقرب إلى الصراخ: "طبعاً قويانين كرمال يكون في قانون يربي ناس متلك مش يكبرلها راسها".

يقترب هنا عناصر الدرك والجيش المنتشرين على مدخل الشارع. بعدها، يترجل مرافقه (رجل خمسيني وهزيل) ويقترب نحو السيارة ويقول: يلا ولا من هون، مينك لتحكي هيك.

- أنا مواطن عادي وبحكي متل ما بدي، وإنت ومعلمك بلا أخلاق.

* فل من هون أحلى ما تشوف شي ما بيعجبك.

- بتخالف القانون وبدك تربيني؟!

تحمس المرافق كثيراً ليُثبت ولاءه لمعلمه. مشى نحو نافذة السيارة ومد يده إلى داخلها محاولاً صفعي على وجهي، تمكّن من لمسي قبل أن يُبعده عنصر الجيش. أحاول النزول كونه استفزني، فيمسكني صديقي نادر من يدي ليمنعني "أيمن شو بدك فيه خلص". في تلك اللحظة، وبكل بساطة، لم يكن هناك أي رادع أمامي ليمنعني من ألقنه درساً غير آبه للنتائج، طالما من هم في وجهي مجموعة من الشبيحة تمارس تشبيحها علناً، وقوى الأمن تقف متفرجة مانعة الاحتكاك، من دون أي اكتراث لما يجري من تحقير للناس والدولة والقانون.

سيارة "حكومية"

حرص عناصر قوى الأمن على بقائي في السيارة. خرج من مطعم "بول" رجل يظهر أنه يعمل هناك طالباً مني أن أهدأ، ومن ثُم طلب الأمن من المرافق أن يذهب. إلى جانبي نادر يُردد "ما بدنا نعمل مشكل هلق". يدخل الرجل إلى المطعم بكل فخر طبعاً، يذهب المرافق ليركن السيارة بعد أن أدى فرضه على أكمل وجه. على جانبي عناصر من الجيش يقفون أمام باب السيارة، يضرب أحدهم عليها مردّدا: "خلص خلصت". رحلت وأنا غير مدرك للموقف. لماذا تركت رجلاً يعتدي عليّ لفظياً وآخر جسدياً من دون أي حساب موازٍ لما اقترفاه. أكملت طريقي وعلامات الغضب تظهر جلياً على وجهي. وصديقي يحاول أن يخفف من هول ما حصل، كي يبقى رد فعلي محدوداً. قبل أن يرحل المرافق، التقط نادر صورة للسيارة، حاولنا أن نعرف لمن هي تابعة، عبر تطبيق متخصص في كشف هذه الأمور، تبيّن بعد البحث أنها تابعة لمرجع حكومي. غير معروف من هو لكنه "حكومي"، رجل سلطة، من لوحات السيارات التي توزعها وزارة الداخلية على رجال السلطة. وهذه اللوحة تحديداً تابعة لتيار سياسي معادٍ للثورة. هنا انقلب كل شيء فيّ، وتكرّر سؤال واحد في رأسي: كيف لم أواجه هذا التشبيح بتشبيح مقابل؟ ما حصل أمام "بول" معي، قد يحصل مع أي واحد منّا. هؤلاء نموذج واضح لهذه السلطة التي حوّلت القانون إلى مطية للاستقواء على الناس. هذا الرجل مثال على غالبية الطبقة التي تحكمنا، والتي تعطي لنفسها الحق بأن يكون القانون وسيلتها للتشبيح، للسرقة، للعنف ولرد اعتبارها السياسي، في ظل ما يجري، عبر فرض سيطرتها من خلال أسلحتها ومرافقيها في الشارع. من هم هؤلاء؟ هم شبيحة، يتحكمون بكل مرافق الدولة، هو نفسه هذا منعدم الأخلاق، بشخصيات مختلفة، يسيطر على كل شيء في البلاد، عقلية كهذه هي الوحيدة التي تحكمنا. العقلاء والآدميون في هكذا دولة، لا يستطيعون أن يُغيّروا شيئاً، هم مغلوب على أمرهم أساساً، لأنهم طبعاً غير منتمين إلى حزب، وإن انتموا فهم لا ينفعون حزبهم. السلطة للأحزاب الحاكمة، هي القوّة والوجود بحد ذاته. شعبهم يمشي خلفهم لأنهم أقوياء ويستقوون بالقانون..

الرد الثوري

وسط كل هذا الواقع المزري، يخرج من يسأل أو يُشكك بخلفيات هذا الثورة. وآخرون يشيطنون كل من يطالب بحقه، على أساس أنهم لا يُعبرون عن سخطهم، بل يُنفذون سياسة جيفري فيلتمان المتنقل في مخيلتهم بين ساحات الثورة من صور إلى طرابلس وغيرهما. ثم أيضاً، يخرج من يعتب على الناس المنتفضة لأنها تقطع الطرقات، وآخر يعتبر أن نهاية العالم وخلاصنا يكمن في مشهد الشياح وعين الرمانة، الذي على الرغم من أهميته، يبقى مشهداً يتيماً ينتهي بعد أن ينفرط عقد من يكترثون للحياة. هذه السلطة لا تواجه بالورود ولا بالمحبة. هذا التشبيح لا يواجه باللّين. هؤلاء يواجهون بقطع الطرق، بالدخان المتصاعد من حرق الدواليب، بتصعيد ثوري يوازي تشبيحهم وخبثهم. يواجهون بتسكير المرافق التي يستخدمونها ليُكبروا من ثرواتهم وليزيدوا من قدرتهم على البطش وعلى التحكم بمصائر الناس وتسييرهم على سجيتهم. لكن الفارق الوحيد في هذه المواجهة بيننا وبين السلطة، أن التصعيد في مقلب الثورة هدفه بناء دولة، هدفه استعادتها من هؤلاء. أما تشبيحهم فهو بلا شك، ليُكملوا علينا وعلى ما تبقى من دولة.. قبل أيام حين حاصر الناس مجلس النواب ليمنعوا تمرير قانون يعفي المتسلطين من تبعات ما اقترفوه طيلة 20 عاماً، اقتحم موكب لوزير أو لنائب الناس العزل وأطلق النار غير آبه بالنتائج. هي البلطجة نفسها ولكن بدرجات. مثلاً ما الذي كان يمنع هذا الشبيح الصغير مرافق الشبيح الكبير لو استطعت أن أخرج من السيارة أن يتناول مسدسه ويطلق النار اتجاهي؟ لا شيء. ما الذي منع شبيح صغير مرافق لضابط من أن يقتل علاء أبو فخر أمام عائلته؟ لا شيء. من هو العدو؟ هؤلاء، من أكبرهم إلى أصغرهم.

ولهذا العدو، جملة واحدة: "أني بدّيش وصلّوا رسالة".

 

قاضية الحريات تبرّئ ناشطين في حراك "طلعت ريحتكم"

إلهام برجس/المدن/29 تشرين الثاني/2019

أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت عبير صفا، قراراً بوقف التعقبات بحق كل من الناشطين أسعد ذبيان وزين ناصر الدين، وذلك بتهمة "تحقير العلم اللبناني" الموجهة إليهما. يأتي إعلان براءة الشابين بموجب القرار الصادر بتاريخ 29 تشرين الثاني 2019، بعد مرور أربع سنوات على الواقعة التي اتهموا في إثرها في سياق الحركة الاحتجاجية على أزمة النفايات عام 2015. وكان قد ألقي القبض على كل من ذبيان وناصر الدين في إحدى التظاهرات التي حصلت بتاريخ 6 تشرين الأول 2015، والتي انطلقت من وزارة المالية وصولاً إلى مصرف لبنان بهدف الضغط على الوزارة لتحويل أموال البلديات وفتح حساب الصندوق البلدي المستقل في مصرف لبنان. ولدى وصوله إلى مصرف لبنان، كتب ذبيان عبارة "طلعت ريحتكم" على الحائط المواجه للمصرف والمحيط بوزارة الداخلية المطلي برسم للعلم اللبناني. أما ناصرالدين فكتب عبارة "مستمرون". أما قرار القاضية صفا فليس الأول من نوعه. فهي أصدرت عدداً من القرارات تتعلق بحراك 2015، تكرّس فيها الحق بالتظاهر وحرية التعبير.

العلم رمز الحرية

تنطلق القاضية صفا في قرارها من مفهوم علم الدولة، معتبرةً أنه "رمز البلاد وسيادتها، ويجسد معاني الشرف والكرامة والحرية، ويرمز إلى مبادئ الاعتزاز والفخر والانتماء الوطني". وبالتالي فإن تحقير العلم، وفقاً للقرار، يقتضي تُوجّه إليه "عبارة أو إشارة أو حركة أو رسم من شأنها أن تنال من هذه المبادئ".

هكذا أخرجت القاضية صفا مسألة تحقير العلم من السياق الأخلاقي المطاط، وحصرته في مجموعة من الدلالات الوطنية القابلة للقياس. والحال فإن عبارة "طلعت ريحتكم"، وإن كانت وفقاً للمفاهيم العامة "تخرج عن حدود اللياقة وأصول التخاطب، فهي عبارة لا تعدو كونها تندرج في إطار حرية إبداء الرأي والتعبير عنه". وبهذا المعنى فصل القرار بين اللياقات الاجتماعية، مع ما تستدعيه من احترام مقامات معينة، عادةً ما تندرج رموز الدولة ضمنها، وبين حرية الرأي والتعبير التي تتوسّع مساحة تقبّلها الخروج عن اللياقة كلّما تعلّق الأمر بأداء السلطات. ويستند القرار إلى المادة 13 من الدستور اللبناني، والتي تكرّس حرية الرأي والتعبير، ليؤكد أن كتابة الشعارات على الحائط هي "ممارسة حق التعبير عبر وسيلة سلمية، لحض الدولة على القيام بمعالجة أزمة النفايات ..."

الكرامة وحرية التعبير

ومن النقاط المهمة في القرار، إبراز القاضية للواقع الاجتماعي مبيّنة أهمية ممارسة حرية الرأي والتعبير، وبالتالي أهمية حمايتها من قبل القضاء. وهو توجه مخالف تماماً للدور الذي تلعبه النيابات العامة والمتمثّل بالتركيز على ملاحقة الأفراد على خلفية تعبيرهم عن رأيهم، أو انتقادهم شخصية سياسية أو زعيم سياسي.  بهذا المعنى تبرز القاضية صفا موقع قضية النفايات بالنسبة لمصالح اللبنانيين عموماً. فتشير إلى أن "هذه الأزمة طالت كل المناطق اللبنانية وعانى من تبعاتها الصحية والبيئية جميع اللبنانيين". وهي تكمل في السياق نفسه، وبأسلوب ينطوي على نقد أداء الحكومة من جهة أولى، وادعاء النيابة العامة من جهة ثانية، حيث تعتبر أن العبارات موضوع الإدعاء "لم تهدف إلى تحقير العلم إنما دفاعاً عن إحدى المبادئ التي يجسدها، ألا وهي العيش بكرامة في بلد يفترض أنه يؤمن لمواطنيه حقوق ووسائل حياتية أساسية على أقل تقدير". وتنتهي القاضية صفا إلى إعلان أن "ما أقدم عليه المدعى عليهما، يشكل تعبيراً إحتجاجياً عن تدهور وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني من تفاقمها واشتداد تأزّمها المجتمع اللبناني كله".

قاضية الحريات

بقرارها اليوم تكمل القاضية صفا مسيرتها في حماية حرية التعبير والاعتراض على إساءة استعمال السلطة. المشترك بين أحكامها، إضافة إلى كف التعقبات عن المتظاهرين، هو توسيع دائرة حرية التعبير وإبداء الرأي، عندما يتعلّق الأمر بمطالبة المواطنين بحقوقهم وانتقادهم أداء السلطة، إلى حدود تتخطى الأخلاقيات واللياقات. وهذا يكرس أولوية حقوق الناس الأساسية وسموها على كل مقام تكرّسه المنظومة. وكانت القضايا السابقة تتعلق بـ"تحقير الحكومة ووزرائها". وهذه التهمة وجّهت إلى ناشطين في دعويين: واحدة على خلفية رفع صورة لجميع الوزراء، وكتب عليها "زبالة لبنان"، والثانية بسبب رمي الناشطين طابات بينغ بونغ برتقالية اللون، دوّن عليها كلمة "حرامي"، "وزير حرامي"، "فاسد"....ولوحق الناشطون أيضاً على خلفية توجيهه عبارة: "يا تمام يا زبالة" إلى رئيس مجلس الوزراء آنذاك. وأخيراً قضية ضد مجموعة من الناشطين دوّنوا عبارات تعبر عن رفضهم دفع ضرائب إضافية على بلوكات باطون في منطقة الروشة.

 

البُسطاء يُفقدون نظام ملالي ايران هيبته!

شربل الخوري/بيروت اوزرفر/29 تشرين الثاني/2019

في بداية اندلاع الثورة في لبنان راهن الجميع على ان السلطة لن تتجاوب على الاطلاق مع مطالب الثائرين أيا كانت هذه المطالب خصوصا ان شخصياتها “الرئيسية” راحت “تتمرجل” وتطلق التهديد تلو التهديد معتقدة انها ستخيف الناس الذين قصم ضهرهم “رسم الواتساب” وعندما أيقنت بان هذه التهديدات ولغة الخطابات الغرائزية الرنانة المقترنة برفع الأصابع لم تعد تنفع عمدت الى تطبيق ما تعلمته من “التجربة الإيرانية” فعمدت الى غزو المعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء معتمدة على “شبيحة” دربتهم وحقنتهم لتطلقهم في الوقت “المناسب” ولكن فعاليتهم هذه المرة لم تكن كسابقاتها وكانت النتائج صفرا.حاولوا توريط الجيش ليواجه باسم “الشرعية” الشوارع والساحات على امتداد لبنان لكنهم فشلوا في حين نجح قائد الجيش في التعامل مع هذا الموضوع بما يؤمن مصلحة البلاد دون إغضاب احد. فثارت تائرة الحلف الثلاثي السلطوي “امل-تيار-الحزب-على قيادة الجيش وشنوا عليه الحملات التي ما لبثت ان ارتدت على مطلقيها .واعتقدت طهران ان “وكيلها” قادر كما كان في السابق على حسم الأمور لصالح “مشروعها” ولكنها فوجئت بان اللهيب وصل اليها كما امتد الى العراق بعد ان اعتقدت أيضا ان “شبح” قاسمي سليماني قد اخمد هذا اللهيب قبل ان تمتد النار الى داخلها وتترك خسائر بشرية ومادية هائلة بحيث ان كل أجهزة النظام لم تتمكن من السيطرة على الوضع الا بعد مرور عشرة أيام كان خلالها التواصل الخارجي مع العالم مقطوعا بالمرة مما يفسر حدة الاحتجاجات وعنف قمعها.

ايران حتى هذه الساعة لم تفهم خصوصية العراق كما لم تفهم ردة الفعل العنيفة للعراقيين على كل رموزها بما فيها صور الخميني وشعاراته ومدارسه الدينية ومراكزه “العلمية” التي لم تسلم من الحريق متجاهلة ان التقييم المذهبي يسقط امام الجوع وسرقة الموارد الطبيعية وتعيين الفاسدين في السلطة لتضمن ولائهم فراحوا يتعاملون مع الثروات كأنها غنيمة يجب سرقتها بسرعة لان المستقبل لن يكون معبدا بالورود امامهم فالشعب اجلا ام عاجلا سينتفض عليهم اما الفرق بينهم وبين اقرانهم اللبنانيين فيتلخص بان فاسدي ارض الرافدين لا يستثمرون أي دولار في بلادهم بل يرسلونها الى الخارج في حين ان الفاسدين في لبنان ينهبون منه ويستثمرون فيه.كذلك فان طهران تجاهلت العلاقات غير المستقرة التي سادت مع بغداد لأكثر من ١٥٠٠سنة أي منذ العهد الصفوي وهم لم يعرفوا لحد الان ان الوعي الوطني والقومي العراقي اقوى من كل الولاءات وان خبا بعض الشيء في فترات حرجة من التاريخ. فاذا ما اضفنا الى الهم الإيراني الجديد بعد “ثورة البنزين “١٨مليون عائلة حسب الرئيس روحاني سيحصلون على مساعدة أي ما يقارب ٦٠مليون شخص. وهذا ما يؤرقها ويؤرق معها منظومتها التي تغنت من خلالها بالسيطرة على اكثر من ٤ دول في المنطقة حيث ان كل التوقعات بسوء العلاقة مع شعوب هذه الدول التي باتت تؤمن بان سبب تعاستها بالكامل قادم من سياسة الهيمنة الفارسية بمعنى اخر العقلية الصفوية هي استبدادية ولما تزل مهيمنة على الفكر السياسي لحكام طهران.

كل هذه الأمور عبدت الطريق امام المنتفضين في لبنان والعراق ليكسروا حاجز الخوف الذي رافقهم في ابداء رايهم باي موضوع يتعلق بإيران واذرعها لفترات طويلة ,مما يؤكد ان عقلهم الأمني لم يحل أي مشكلة من مشكلاتهم الداخلية او الخارجية بل زاد الأمور تعقيدا ,فكما لم يتمكنوا من استدراج الرئيس ترامب الى حرب في الخليج ,كذلك فشلوا في إرغام السعودية على الرد على قصفهم للمنشأت النفطية وذلك اعتقادا منهم بان خلاصهم من محنهم يأتي عن طريق الحرب. وسمحوا لحزبهم الإرهابي في لبنان بان يقيم حلفا مقدسا مع الفاسدين لحمايتهم من العقوبات الدولية الذي سمح بدوره للصف الأول من أعضائه في الانخراط بمنظومة الفساد مباشرة او بالواسطة. لذلك تطرح اكثر من علامة استفهام على جدوى سياسة العناد التي تختبئ وراءها طهران من قبل “شيعة”الدول المهيمن عليها بحيث ان كل حروبها منذ نشوء النظام الإسلامي فيها لم تؤثر عليها بالقدر الذي اثرت فيها العقوبات الاقتصادية وتهورها في الداخل والخارج.بل زاد من عزلتها حتى بين “محبيها غرائزيا”بعد ان أصبحت مصدر القلاقل الغرائزية والمذهبية في وقت تحتاج فيه الى التسامح والاستقرار من اجل بناء اقتصاد قوي ومتنوع يؤمن لشعبها أولا الرخاء والازدهار.لقد اكتشف الاقربون والاْبعدون ان هذا النظام ليس عنده شيئا ملموسا ليقدمه لهم سوى الأيديولوجية الدينية المذهبية والتي لم تعد تشبع البطون الجائعة ولا تنطلي على احد سوى المتاجرة “بفلسطين” وهي لم تعد تهم الأغلبية الساحقة من اللبنانيين والسوريين والعراقيين واغلبية الإيرانيين انفسهم لذلك سقطت هيبة النظام الإيراني تحت اقدام هؤلاء البسطاء الذين لا يهمهم أي من الشعارات الفارغة التي تحارب عن بعد فقط والتي تؤكد كلها غباء وفشل سياسات طهران وإن ساروا بها ستجلب لهم مزيدا من الكوارث والنكبات وحتى ان يعترف الملالي بذلك يبقى على “وكلائهم” المحليين تحرير انفسهم من عبودية مذهبية لا تنفع في ظل سياسة الانفتاح العالمي وسقوط كل االحدود تحت ضربات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي!

 

«أرامكو» الفكرة والصفقة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 تشرين الثاني/2019

كانت البداية في الأسبوع الأول من العام الجديد، 2016، حينما رمى فكرة جديدة. قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديثه لمجلة «الإيكونوميست»، إنه يخطط لطرح نسبة من «أرامكو» في السوق، ضمن حديثه عن خطة جديدة اسمها «رؤية المملكة العربية السعودية 2030».

قلة في الصحافة الغربية استقبلت الوعد بشكل جاد، اعتبرته دعاية تسويقية للنجم السياسي الجديد. طرح «أرامكو» سيعني بسعر السوق، أكبر ثلاث مرات من أكبر طرح في العالم، «علي بابا» الصينية. وحتى في منطقتنا، الشرق الأوسط، لم تُستقبل الفكرة بسهولة. أن تبيع حصصاً في شركة نفط مملوكة للدولة أمر لا يُعقل، كما لو أنك تبيع أحد أولادك. ففي المنطقة تاريخ طويل من أجل التأميم، والحكومة السعودية لم تمتلك «أرامكو» بشكل كامل إلا في عام 1981 بعد إلزام الشركات الأميركية ببيع حصصها. هنا يؤمن الناس بأن الدولة فقط هي من لها أن تملك البحر والسماء والنفط. والبعض عبّر عن خوفه من أن تفتح الصفقة نافذة يتسلل منها الاستعمار الأجنبي، مستذكرين تأميم قناة السويس وصراع الحكومات مع شركات النفط العالمية في الماضي. وفي الغرب هناك عدم حماس أيضاً لكن لأسباب مختلفة، لأن الاستثمار في شركة نفط حكومية مشروع سيخسر اقتصادياً. إضافة إلى أن العديد من المعلقين اعتقدوا أن ما قاله ولي العهد ربما فرقعة إعلامية لأن حكومات العالم الثالث تعجز عن التفكير خارج الصندوق. فقط في الغرب يحدث أن الشركات البترولية تكون قطاعاً تجارياً خاصاً.

وعندما دارت عجلة ترتيبات الاكتتاب في أكبر شركة في العالم، واجهت فيضاناً من التشكيك في الإعلام، بعضه كان معقولاً ضد السرية ونقص المعلومات، والبيروقراطية، وسيطرة القرار المالي والسعري، والتدخل السياسي. وخلال السنتين الفاصلتين هيأت الحكومة «أرامكو» لتكون مناسبة للطرح المستقبلي من حيث الشفافية والفعالية، خطوات حسّنت أداء وسمعة الشركة في كل الأحوال.

ففتحت «أرامكو»، التي كانت توصف بأنها أكثر الشركات سرّية في العالم. وكلفت مؤسسات محاسبة دولية بالمراجعة الداخلية، وشركات لمراجعة العمليات، وأخرى لتقييم احتياطيات النفط المؤكدة. النتائج أكدت أن «أرامكو» شركة تدار بكفاءة إدارية وفعالية تماثل الشركات العالمية. تكلفة إنتاج البرميل الواحد نحو 2.8 دولار فقط، الأرخص تكلفة في السوق.

ماذا عن المخاطر الجيوسياسية؟ في سبتمبر (أيلول) الماضي، هاجمت إيران منشآت «أرامكو». كانت الهجمات أسوأ حتى من حريق نفط الكويت الذي أشعلته القوات العراقية عام 1991. مع هذا، خلال أسبوع من الدمار استردت «أرامكو» حصتها في السوق، وفي ستة أسابيع أصلحت المرافق المتضررة، وأثبتت أنها قادرة على معالجة أخطر التحديات.

الشكوك والتحفظات إلى هنا كانت معقولة، إنما في الأسابيع القليلة السابقة للاكتتاب شُنّت حملة ضد الاكتتاب. ربط الطرح بقضايا حقوق الإنسان والبيئة والتغير المناخي. لا أحد سأل نفس الأسئلة وهو يشتري أسهم «إكسون» أو «موبيل» أو «شل» أو غيرها من شركات النفط التي تنتج في دول بعضها سجلها أسوأ. لم يحتجّ أحد من المدافعين عن البيئة ضد تداول أسعار شركات النفط الكبرى في «ناسداك» أو «بورصة نيويورك»!

وبعد أن صار طرح «أرامكو» حقيقةً، مفيدٌ أن نفهم الوضع من الجانب السعودي. كانت الانتقادات في البداية أن الاكتتاب تأخر عن موعده، وعندما أُعلن قيل إنه تم طبخه سريعاً بسبب حاجة الحكومة إلى التمويل المالي. صحيح أن بيع الأسهم من أهدافه المعلنة تمويل خطط حكومية جديدة، لكن ليس لتمويل خدماتها العامة. كما أن الجدل بشأن تقييم «أرامكو» أمر طبيعي بين البائع والمشتري. فالحكومة تطمح لتأمين أفضل سعر. وسواء تم الاكتتاب بكامل النسبة أم لاحقاً، فإن البترول سيبقى سلعة أساسية للعالم حتى يظهر البديل أو ينفد من باطن الأرض، وهي احتمالات بعيدة نسبياً.

السعودية ليست مضطرة إلى بيع سهم واحد من «أرامكو»، إنما الفكرة في حد ذاتها تعبّر عن أسلوب مختلف في إدارة الدولة. وهو أمر سيلحظه كل من يزور السعودية الآن وسبق له أن زارها؛ بلد يتغير كثيراً وفي كل نواحي الحياة والنشاطات المختلفة.

لقد قطعنا مسافة جيدة في زمن قصير منذ أن طُرحت فكرة طرح أسهم أكبر شركة نفط للبيع، قفزت السعودية ثلاثين مرتبة في العالم في الإصلاح الإداري الحكومي، وفق تقرير البنك الدولي، وأدخلت مفاهيم كثيرة حول دور الحكومة والقطاع الخاص والمرأة والنفط، وفتحت البلاد للزوار بعد أن كانت مغلقة للسياح وللمستثمرين الأجانب والكثير غيرهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس اجتماعا ماليا واتفاق على تدابير تحافظ على الاستقرار والثقة بالقطاع المصرفي وحقوق المودعين

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

عقد عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، اجتماع مالي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ضم عددا من الوزراء وشخصيات مالية واقتصادية معنية.

وتم البحث في سبل تخطي الازمة التي يعاني منها لبنان حاليا، حيث قدم الرئيس عون عددا من الاقتراحات في هذا السياق، "تكفل استمرار الثقة بالقطاع المصرفي اللبناني، وتؤكد على عدم المس بحقوق المودعين وعلى النظام الليبرالي الذي لطالما تميز به لبنان".

صفير

وبعد انتهاء الاجتماع، تلا رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير بيانا، جاء فيه: "ترأس فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعا ماليا بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، حضره وزراء حكومة تصريف الاعمال: المالية علي حسن خليل، الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، الاقتصاد والتجارة منصور بطيش والدولة لشؤون الاستثمار وتكنولوجيا المعلومات عادل افيوني، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، مستشار رئيس الحكومة للشؤون المالية والاقتصادية الدكتور نديم المنلا والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

وخصص الاجتماع للتداول في الاوضاع المالية والمصرفية التي تمر بها البلاد، والتي اصبحت تؤثر سلبا على معظم القطاعات الاقتصادية والمنتجة. بعدما عرض فخامة الرئيس اقتراحات عدة للخروج من الازمة، تداول بها الحاضرون، تم تكليف حاكم مصرف لبنان اتخاذ التدابير الموقتة اللازمة بالتنسيق مع جمعية المصارف لاصدار التعاميم التي اقترحها الحاكم، ورفع بعض الاقتراحات التي تحتاج الى نصوص قانونية او تنظيمية، وذلك في سبيل المحافظة على الاستقرار والثقة بالقطاع المصرفي والنقدي كما على سلامة القطاع وحقوق المودعين، دون اي انتقاص. واخيرا، اكد المجتمعون اهمية المحافظة على الاوضاع النقدية والنظام الليبرالي الذي لطالما تميز به لبنان. تجدر الاشارة الى ان لبنان التزم، كما فعل دائما، بدفع المتوجبات المرتبطة باصدار اليوروبوند الذي استحق امس". وردا على سؤال حول اجراء الCapital Control، قال: "سبق وقلنا اننا لن نعتمد هذا الاجراء".

 

رئيس الجمهورية عرض وقرطباوي التطورات

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الوزير السابق شكيب قرطباوي. وكان اللقاء مناسبة تم في خلالها عرض الاوضاع العامة، كما تضمن جولة افق تناولت آخر التطورات على الساحة المحلية في ضوء الاتصالات الجارية على اكثر من صعيد للخروج من الازمة الراهنة.

 

الحريري استقبل قائد الجيش ومدير المخابرات

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" قائد الجيش العماد جوزاف عون يرافقه مدير المخابرات العميد الركن انطوان منصور. وتم عرض للاوضاع الامنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.

 

الحريري إستقبل كوبيتش وقائد الجيش

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش وعرض معه الاوضاع العامة والمهمات التي تقوم بها الامم المتحدة في لبنان".

قائد الجيش

وكان الرئيس الحريري، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون يرافقه مدير المخابرات العميد الركن انطوان منصور. وجرى عرض للاوضاع الامنية في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية.

 

بري إستقبل قائد الجيش وعرض الاوضاع مع تجمع العلماء الزين: ملفا الحدود والنفط أمانة بين يديه

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قائد الجيش العماد جوزاف عون في حضور مدير المخابرات العميد انطوان منصور ومستشار رئيس المجلس النيابي أحمد بعلبكي.

من جهة ثانية، وعرض الرئيس بري الاوضاع العامة وآخر التطورات مع وفد من تجمع العلماء المسلمين الذي تحدث باسمهم بعد اللقاء رئيس مجلس الامناء في التجمع القاضي الشيخ أحمد الزين، الذي قال:"تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وكان اللقاء مناسبة للتباحث في الظروف التي يمر بها لبنان على الصعد كافة، وكانت وجهات النظر متطابقة، انه لجهة الخروج من الازمة يكون من خلال التوافق على حكومة تستطيع وضع قوانين تكافح الفساد والهدر وتستعيد الاموال المنهوبة، وقد أبلغنا دولته باسم تجمع العلماء المسملين الامور التالية:

أولا: نؤكد على المطالبة المحقة للحراك الجماهيري وندعو لتحقيقها، وفي نفس الوقت نحذر من استغلال الحراك من قبل الدول التي تتربص بلبنان شرا والتي تستهدف المقاومة رمز عزة وسيادة واستقلال لبنان. ثانيا: أبلغنا دولته ان ملف النفط والحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة هو أحد اسباب الحصار المفروض على لبنان، والموقف الوطني لدولته هو الذي منع الولايات المتحدة الاميركية من إمرار المطالب الصهيونية، لذا فإننا نعتبر ان هذا الملف هو أمانة بيديه، نحن متأكدون من حرصه على ان لا يفرط فيها مهما كان الثمن.

ثالثا: نوهنا بموقف دولة الرئيس من المطالبة باستعادة أموال البنوك التي نقلت الى الخارج والتي ساهمت بالازمة المالية، وطالبنا بإجراءات تلزم المصارف باستعادة هذه الاموال وضرورة التدخل مع مصرف لبنان لتأمين السيولة للمواطنين بالعملة الوطنية والاجنبية.

رابعا:أكدنا دور مجلس النواب في استصدار القوانين التي توقف الفساد وطالبنا بالاسراع بإقرارها في اللجان، ونحن متأكدون كما أبلغنا دولته حرصه على ان يمارس المجلس النيابي دوره المنوط به بحسب الدستور ونحن مطمئنون لوجود دولته على رأس هذا المجلس.

خامسا: دعونا للالتزام بالضوابط الاخلاقية والوطنية للحراك في الشارع وحذرنا من الهتافات المذهبية والطائفية والكلام البذيء المستعمل من بعض الموتورين والمس بالقيادات الوطنية ودعونا الى ان يقوم المسؤولون بدورهم في ضبط لغة الشارع.

سادسا: أكدنا على حرية المواطنين في التعبير عن الرأي ضمن الضوابط الاخلاقية ومن خلال التجمع في الساحات المخصصة لذلك، واكدنا رفضنا المطلق لقطع الطرقات وطالبنا القوى الامنية القيام بدورها في تأمين حرية تنقل المواطنين في بلدهم.

 

نايلة جعجع لـ"المدن": نحن في الميدان.. ولن نشارك بالسلطة

نادر فوز/المدن/29 تشرين الثاني/2019

المحامية نايلة جعجع، وجه بارز في "بيروت مدينتي"، مجموعة الناشطين التي خاضت انتخابات بلدية وأخرى نيابية، وبلورت نفسها في حركة باتت تحمل مشروعاً سياسياً، تجد نفسها في صلب ثورة 17 تشرين.

قبل عشرة أيام، "تلطّخ" اسم الحركة في زيارة لقائد الجيش جوزاف عون، في ظرف ترفع فيه ساحات المعارضة الشعبية شعار "لا تَفاوض، لا حوار" مع السلطة بمختلف أطيافها ومؤسساتها. ضجّ الميدان، كما الساحات الافتراضية، بهذه "السقطة"، لتعود "بيروت مدينتي" وتوضح الحادثة، وتقدّم اعتذاراً للثورة ومن فيها، ولنفسها أولاً. فتستكمل اليوم الحركة نشاطاتها واجتماعاتها وتواصلها مع الناس، بغية الوصول إلى الحل المنشود في الوقت الراهن: تشكيل حكومة إنقاذية تعمل على وضع حد للانهيار الاقتصادي والمالي، وتعيد تشكيل الحياة السياسية في البلد من خلال انتخابات نيابية مبكرة.

لهذا كله، ولتساؤلات أخرى، كان الحوار التالي مع نايلة جعجع:

الخطأ والهجوم الممنهج

س: هل انتهت مفاعيل الأزمة التي ولدت في بيروت مدينتي نتيجة اللقاء مع قائد الجيش؟

ج: في العمل السياسي ستبقى الأزمات. نحن في هذا الجوّ أساساً وعلينا في كل مرة أن نتعلم كيف علينا معالجة المسائل بشكل أفضل. الزيارة كانت بمبادرة وبصورة فردية من أحد أعضاء بيروت مدينتي، أتت في إطار واضح جداً. إذ كان قد سبقها القمع والتوقيف من كل الأجهزة الأمنية وتحديداً مخابرات الجيش، وسبقت يوم الثلاثاء، يوم جلسة مجلس النواب التشريعية. كان ثمة تخوّف من ازدياد أعمال العنف والقمع. بمبادرة شخصية، وعن حسن نية، تم التواصل مع قيادة الجيش لقطع الطريق على ذلك.

س: والنتيجة؟

ج: بطبيعة الحال، لم تتم مناقشة الزيارة في الحركة. لم يكن البيان الأول الذي أصدرناه واضحاً، وكل الاتهامات توجّهت إليّ شخصياً، ولم أردّ على شيء. تحملنا المسؤولية، وأعدنا النظر في كل مقاربتنا للموضوع بشكل واضح، أقرّينا بالخطأ الذي وقع، واعتذرنا من كل شخص في الثورة اعتبر أنّ الزيارة أضرّت بالثورة. وبيروت مدينتي تقول من اليوم الأول إنها لا تفاوض باسم أحد ولا تحاور باسم أحد، مع التأكيد على أنّ الحركة لا تفاوض على تشكيل الحكومة. في تلك الحادثة "وصل الدب إلى كرمنا". لكن منذ أسبوع ثمة هجوماً ممنهجاً على بيروت مدينتي، من نوع أننا نحمل أجندة صهيونية، أو إماراتية، وبيانات تزّج باسمنا أننا نفاوض السلطة على الحكومة أو نجتمع مع القيادات السياسية مع حزب سبعة. نحن لا ننسق مع هذا الحزب، لا في النشاطات الميدانية ولا حتى المواقف السياسية. نحترم وجودهم كأي جهة موجودة في الساحة. تلقيّنا كمجموعة وكأفراد دعوات للتحاور مع السلطة، بشكل علني وتحت الطاولة، وذلك لم يتمّ. لأننا فعلاً مقتنعون بأنّ الناس تطالب ولا تفاوض.

س: هل عادت الثقة بين الحركة والناشطين والناس في الشارع؟

ج: لا أعتقد أن ما حصل في موضوع الزيارة الفردية لقائد الجيش أوقعت أزمة ثقة بين بيروت مدينتي والناس. هي زلّة رجل وارد وقوعها لدى أي شخص يعمل في السياسة والشأن العام، حيث لا أحد معصوم عن الخطأ. ونتمنى أن يتم تعميم سياسة الاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها لدى كل المكوّنات السياسية، كما فعلنا نحن في الحركة. لا نقوم بتبريرات لمجرّد التبرير أو ندافع عن خطأ وقع، بل نقول أننا أخطأنا بشكل واضح وجدي وبصراحة. الناس تتفاعل مع بيروت مدينتي، ويطلعون على رؤيتنا.

مطالب ثورية واضحة

س: ما هي رؤيتكم للخروج من الأزمة الحالية على مختلف الأصعدة؟

ج: رئيس الجمهورية يخرق الدستور بشكل يومي، وهو أمر يفاقم الأزمة. لا أعرف فعلاً إن كانت السلطة واعية أننا أصبحنا في صلب الأزمة والانهيار المالي والاقتصادي. لا يمكن لأي حل أن يكون إلا من خلال الأطر الدستورية، من خلال تشكيل حكومة تعطي الثقة للجهات والهيئات الخارجية، وبشكل أساسي تعطي الثقة للناس الموجودة في الشارع. الخطوات المطلوب تنفيذها بشكل سريع هي استشارات نيابية، تأليف حكومة من خارج المنظومة السياسية والاقتصادية الحاكمة، تكون من تكنوقراط وأشخاص يحملون رؤية سياسية للبلد، حكومة مؤلفة من فريق عمل منسجم، لأننا في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان، تشرف على تنظيم انتخابات نيابية مبكرة لإعادة فرز السلطة السياسية.

س: ما هو البرنامج الذي تحمله بيروت مدينتي؟

برنامجنا واضح يتمحور حول مجموعة عناوين: أولاً، معالجة الأزمة الاقتصادية من خلال المحافظة على الودائع، وتنظيم الضوابط المالية على التحويلات للخارجية. إشراك المصارف المحلية في معالجة الدين العام، من دون المسّ بحقوق المودعين، تحديداً الصغار منهم. إعادة هيكلة السياسة الضريبية بشكل عادل، ومكافحة التهرّب الضريبي. إلغاء المجالس والصناديق غير المنتجة، التي تشكّل مسارب الإنفاق غير المجدي. دعم القطاعات الإنتاجية وإرساء قوانين المناقصات العمومية الشفافة، بعيداً عن المحسوبيات السياسية. ثانياً، في مكافحة الفساد، إقرار قوانين استقلالية القضاء وحماية كاشفي الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، إضافة إلى رفع الحصانات عن كل السياسيين والمدراء العامّين وكبار موظفي الدولة وأسرهم والمقرّبين منهم. ثالثاً، إعادة انتاج سلطة لها مشروعية من خلال إصلاحات على صعيد النظام الانتخابي وقانون الانتخابات. ورابعاً، تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، من خلال إقرار قوانين التغطية الصحية الشاملة ونظام التعاقد الشامل وتعزيز التنمية المحلية بمساواة في كل المناطق.

التحالف في جبهة سياسية

س: ألم يحن الوقت لتشكيل هيئة جامعة لكل المجموعات المشاركة في الثورة من أجل صياغة مشروع سياسي واحد لواجهة السلطة وطرح البدائل؟

ج: إن لم تنتج الثورة، في مرحلة ما، جبهة معارضة تتحالف وتتعاون بمستويات مختلفة، فإنّ كل ما فعلناه يمكن أن يذهب هباءً. تعلمنا جميعاً من تجارب عديدة، الانتخابات البلدية والنيابية وحِراكات قبل الثورة، أنه ليس لنا سوى الجلوس مع بعضنا والتحاور. حالياً لا نزال في صلب الثورة، التنسيق مستمر لتوحيد التحركات والخطاب، لكن ربما الأمر بحاجة إلى وقت إضافي للوصول إلى جبهة فعلية وتنظيم الأمور بشكل أكبر.

س: لماذا لا تشكّل هذه الجبهة اليوم طالما أنكم واعون لضرورة قيامها؟

ج: جهدنا الفعلي اليوم ينصبّ بشكل أساسي على حماية مكتسبات الثورة وتحصينها، مطالب الناس لم تتحقق بعد. العمل السياسي يجب أن ينضج. لا قرار بعد للتحالفات، الكل منهمك في العمل الميداني والمحافظة على زخم الناس، فلا يمكن ترك الميدان والجلوس في غرف مغلقة للاتفاق على مشروع.  هذه الثورة فرصة لنا، ويجب مأسسة محور ما، مع محافظة كل طرف على خصوصيته. يمكن القول إنّ النقاشات انطلقت لكنها لم تنضج بعد.

السلطة والعنف والرد

س: تقول بيروت مدينتي إنها لا تريد المشاركة في السلطة، كيف ذلك وأنتم حركة سياسية؟

ج: نحن حزب سياسي لكن ليست هذه السلطة التي نريد المشاركة فيها. هذه السلطة لم تأتِ من خلال انتخابات نيابية ديموقراطية فرزتها. الحكومة العتيدة هي حكومة طوارئ لا مشروعية تمثيل فيها. حكومة إنقاذ، لطاقمها مهمات محددة ومعيّنة، وليس في إطار العمل السياسي الطبيعي. لذلك نقول إنّ جدول أعمالهم محدّد. يمكن أن نكون مساعدين ومواكبين لها، إذا كانت المعايير تتوافق مع معاييرنا، لكن نحن سنكون مراقبين ومحاسبين، ومشروعية التمثيل تأتي من خلال الانتخابات.

س: بعد القمع الحزبي والسلطوي للناس، ومحاولة افتعال الفتن المتنقلة، هل بات الناس خائفون من استكمال مشوار الثورة؟

ج: إذا نظرنا إلى عفوية الناس كيف واجهت ما حصل في عين الرمانة- الشياح، مثل وقفة الأمهات التي تمّت بعفوية مطلقة، من دون تخطيط ولا تجييش أو تنظيم، فقد تمّ التجاوب معها بهذا الشكل من قبل الناس من دون خوف. ضروري أن نكون حذرين اليوم في السياسة. إن وجودنا اليوم في الشارع يمكن أن يُستغل من قبل أي طرف سياسي لتوجيه الرسائل. لذلك موقف حكيم ومسؤول أننا لا نريد قطع الطرقات هذه الفترة. فهذه وسيلة وليست غاية. وعندما يتم استغلال التحركات الميدانية من أجل زرع فتنة حرب أهلية، اعتقد أن موقفنا سليم ومسؤول. وفي لعبة شارع ضد شارع أو منطقة ضد منطقة، استطعنا التصدي لها اليوم. والناس مستمرة بهذه الروحية، أنا متفائلة.

شرط التضامن والوحدة

س: مرّ أسبوع صعب على الثوار، لماذا انت متفائلة؟

ج: لأنه إذا جرَدنا ما قمنا به في الثورة يتبيّن أننا حققنا نقاطاً عديدة. السلطة أفلست سياسياً واقتصادياً. وهي مربكة وتلجأ إلى العنف وتحاول إنتاج مشاهد حرب أهلية. خلال أربعين يوماً حققنا مكاسب عديدة، أسقطنا الحكومة وحررنا نقابة المحامين من الأحزاب السياسية التقليدية ومنعنا الجلسة التشريعية واسترجعنا الحيّز العام. الخطاب والحوار في الشارع في كل الساحات والناس تتخلى فعلياً عن الطائفية والمذهبية. وأسقطنا كل مخططات السلطة من خلال ردود فعل طبيعية من دون تنسيق. وهو أمر ممتاز.

س: إلى ماذا نحن ذاهبون؟

ج: قد تكون هذه الفترة الأصعب، الضغط كبير على الجميع، تحديداً على صعيد الوضع المعيشي والمالي. في ظرف مماثل يجب أن نكون متضامنين ومتماسكين، اليوم أكثر من أي يوم مضى. يجب أن نتماسك من دون المساومة على مطالبنا. فالسلطة تراهن على لقمة العيش وعلى تعب الناس وخوفهم لإطفاء الثورة. من الضروري أن نواجه ذلك من خلال التضامن والوحدة. سبق أن برهنا أننا قادرون على تحقيق المكاسب، وقد حقّقناها. لا تريد السلطة الاعتراف بفشلها، ولن تعترف إلا حين نحقق مطالبنا.

 

باسيل عرض التطورات مع سفير فرنسا وكوبيتش فوشيه: بلادي ملتزمة استقرار لبنان

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل سفير فرنسا برونو فوشيه الذي شدد على "التزام بلاده الاستقرار في لبنان". وتناول البحث اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، الذي سيعقد في باريس قبيل منتصف كانون الأول المقبل، والذي سيفتتحه وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، في حضور ممثلين لأعضاء المجموعة، اضافة إلى دول الخليج.‏ والتقى الوزير باسيل المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي اطلعه على تقرير الأمين العام في شأن قرار مجلس الأمن الدولي الـ1701، وعرض معه للتطورات في لبنان.

 

المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع: كل الوحدات وألالوية تأتمر فقط بقيادة الجيش

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

علق المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع الوطني ببيان، على ما "تناقله بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من أخبار عن دور لوزير الدفاع في بعض المهام التي قام بها الجيش اللبناني خلال التظاهرات وقطع الطرق"، موضحا ما يلي:

"أولا: إن كل وحدات وقطع ألوية الجيش اللبناني تأتمر فقط من قيادة الجيش، وتحديدا من قائد الجيش عبر غرفة العمليات. وبالتالي، لا تتحرك أي وحدة ولا تنفِّذ أيَّ مهمة، بدءا من حماية المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة، وصولا إلى فتح الطرقات، إلا بقرار واضح من قيادة الجيش التي يعود لها حصرا اتخاذ قرارات كهذه، فيما يقتصر دور وزير الدفاع على التأكد من أن قيادة الجيش تعمل وفق قرارات مجلس الوزراء.

ثانيا: إن وزير الدفاع كان وسيبقى حريصا على الجيش ومعنوياته، وسيبقى متصديا لكل من يحاول تشويه سمعة المؤسسة العسكرية سواء أكان بالمباشر أم غير المباشر. كما يتمنى على جميع محبي الجيش، ألا يشككوا في عمله، نتيجة القرارات التي تتَّخذها قيادته والتي يراها البعض بشكل استنسابي، فتعجبه حينا ولا تروق له أحيانا، علما أن مثل قرارات كهذه مبنية على ثابتتين واضحتين سبق وأعلنتها السلطة السياسية وقيادة الجيش وهي حماية المتظاهرين وحقهم في التعبير السلمي والديموقراطي. ومن جهة ثانية، حماية حق التنقل للمواطنين والحفاظ على السلم الأهلي".

ثالثا: إن ال43 يوما التي مضت كانت أياما صعبة على لبنان شكلت عبئا ثقيلا على الجيش والقوى الأمنية كافة، لكن الجيش نجح مع القوى الأمنية، رغم بعض المآسي التي أدت إلى استشهاد خمسة مواطنين، في حفظ السلم الأهلي في لبنان.

ولذلك، على الجميع توخي الدقة وعدم نشر أي خبر يتعلق بمهام الجيش من شأنه بث الشائعات الكاذبة بهدف التشويش والتشويه لمآرب خاصة أو سياسية".

 

الراعي ترأس قداسا في دير مار جرجس بشبرا القاهرة: لو أن المسؤولين عندنا يعرفون حقيقة الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية في كنيسة دير مار جرجس للآباء اللعازاريين في شبرا - القاهرة بعد ترميمها، وعاونه راعي الأبرشية المطران جورج شيحان والرئيس الإقليمي للآباء اللعازاريين في الشرق الأب زياد الحداد ولفيف من الكهنة، في حضور سفير لبنان علي الحلبي وحشد من المؤمنين.

الحداد

وألقى الأب الحداد كلمة في مستهل القداس، رحب فيها بالبطريرك الراعي، وقال: "يطيب لي ويشرفني أن أستقبلكم في دارتكم للمرة الأولى في دير مار جرجس شبرا الذي هو ديركم".

واشار الى أن "هذا الدير قد أسسه أخوتكم في الرهبانية المارونية المريمية (الحلبية اللبنانية سابقا) عندما بنوا هذا المقام المشرف بين عامي 1880-1884. فبذل الرهبان كل ما عندهم من قوة وعزم ونشاط وقدموا تضحيات وتقشفات وصلوات وعلى رأسهم الأباتي جبرايل صفير العجلتوني. لقد استقروا في حي شبرا من أجل خدمة المسيحيين التائهين في عاصمة مصر الشاسعة ليقدموا لهم مع بشارة الإنجيل، حضورا إنسانيا وأخويا". وختم: "نضع أنفسنا بكل حماسنا وخبراتنا في خدمة كنيسة مصر، كما نحن معتادون أن نفعل أينما وجدنا كأبناء لكنيسة الله. نتكل على صلاة غبطتكم حتى نتمكن من تحقيق إرادة الله المقدسة وخدمة سادتنا الفقراء الذين نذرنا لهم منذ تأسيسنا".

الراعي

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة، شدد فيها على أن "الرب يسوع يؤكد لنا في انجيل اليوم، ان الغاية الأساسية من وجود كل انسان على الأرض هي ان يعرف الله، لأنه مخلوق على صورته ولأنه مدعو ليكون معاونا لله في تحقيق تصميم الخلاص عبر التاريخ البشري. من اجل هذه الغاية، كشف الله عن نفسه منذ القديم بأنواع شتى وفي ملء الزمن هو صار انسانا بإلابن الوحيد ليكلمنا مباشرة ولكي يبين للانسان كيف يكون انسانا وكيف يشهد لله في حياته واعماله واقواله. ولهذا يقول في انجيل اليوم "ان مشيئة ابي ان كل من يشهد لابنه ويؤمن به له الحياة الأبدية".

وقال: "يسعدنا ان نحتفل معا بهذه الليتورجية الالهية بمناسبة سعيدة بالنسبة لكم وبالنسبة لي شخصيا، لأنها اول احتفال بالليتورجية الالهية في كنيسة مار جرجس بعد ان رممتها جمعية الرسالة للأباء اللعازاريين التي احييها بشخص رئيسها الاقليمي الأب زياد الحداد وبشخص رئيس الجماعة الأب جان صفير والآباء الحاضرين هنا. كما احيي الرهبانية المارونية المريمية بشخص رئيس رسالتها الأب نبيل رفول، التي سهلت مع جمعية الرسالة ترميم هذا الدير العريق لخدمة الرسالة. إني اهنىء راعي الأبرشية على هذا التعاون بين الرسالة والرهبانية، الذي يشكل غنى روحيا اضافيا في الابرشية غايته الأساسية معرفة الله ومساعدة المؤمنين على ذلك". اضاف: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء. العالم يتخبط في شؤونه شرور في كل مكان، حروب نزاعات، ظلم، إفقار، تهجير، كل هذا سببه الأساسي جهل الله. العالم لا يعرف الله، ينبغي أن يعرف الله لكي يحسن تدبير مسيرة التاريخ. فتاريخ البشر ليس للهدم ولا للحرب ولا لعتداءات على الإنسان بأي شكل من الأشكال، ولا لتهجير الشعوب ولا لإفقارها، بل من أجل أن يعيش الناس بأمان وعدل وإنصاف، لا سيما الذين يتولون مسؤولية في العالم، فمسؤولية السياسيين هي من أجل أن تعيش الشعوب بالأمان والسلام والإستقرار وينالوا حقوقهم الأساسية. وإذا كان هذا لم يحصل، فلأن أصحاب المسؤولية لم يعرفوا الله. لذلك نحن نصلي اليوم لكل مسؤول، أكان في العائلة أم في الكنيسة أم في المجتمع أم في الدولة كي يعرف الله وان يشهد له. لا يمكن أن يعرف الإنسان الله على حقيقته دون ان يعكس وجهه بأعماله، بكلماته وبمبادراته".

وأوضح أن "القديس منصور دو بول الذي يكرم في هذه الكنيسة وقد زرع في جمعيته روح معرفة الله، عرف وجه المسيح وعرف عليه من قد عرفهم من خلال القول والعمل. ونحن أيضا إذ نأتي من لبنان، الذي يعيش متخبطا في أزماته السياسية والإقتصادية والمعيشية والإجتماعية كما تعلمون، وإن كل من التقينا بهم من مسؤولين ومؤمنين في مصر العزيزة، وعلى رأسهم رئيس البلاد والبابا تاواضروس، يكلموننا اليوم عن لبنان وكلهم قالوا أنهم يصلون لأجله. لذلك أتجرأ وأقولها اليوم، لو أن المسؤولين عندنا يعرفون حقيقة الله لما وصلنا إلى ما نحن عليه، الباب الوحيد للخروج من الأزمات عندنا، حسب إنجيل اليوم، هو معرفة الله، لأن الله حب وحقيقة وعدالة واستقرار وترقي وازدهار وعيش الناس بكرامة. لذلك نحن نصلي معكم اليوم، كي يعرف المسؤولون عندنا وفي كل مكان، لا سيما لمن هم من أسياد هذا العالم، وهم يخططون للهروب والإستبداد بالشعوب والتجارة بأسلحتهم، كما قال قداسة البابا فرنسيس، نصلي لكي يمس الله ضمائرهم وينير عقولهم لكي يعرفوا الله". وتابع: "هذا هو برنامج كل واحد منا، أن نعرف الله أكثر يوما بعد يوم. يقول الرب في الإنجيل "من شاهد الإبن وآمن به فله الحياة الأبدية"، ونحن نشاهده كما هو قال، في الجوعان والعطشان والعريان والمريض والغريب كما في الأسير والسجن، وهذا ما قال عن نفسه "كنت مريضا وجوعانا وعطشانا فزرتموني وأتيتم إلي"، نعم نحن نشاهد الله في الجماعات المصلية كل يوم جمعة وأحد، نشاهده في الطرقات، نعاينه في الذبيحة الإلهية. عندما شاهد فيليبس الرسول يسوع يوما وقال له "أرنا الآب، أرنا الله"، قال له يسوع "من رآني، رأى الله".

وختم: "صلاتنا اليوم بشفاعة مار منصور الذي رأى الله في الفقير والمريض بنوع خاص فشهد له، أن تكون هذه هي رسالتنا أيضا وثقافتنا ومعنى وجودنا في الحياة. يا رب نحن نسألك كل يوم أن نبحث عنك ونرى وجهك فتكون صلاتنا كل يوم، في كل صبح ومساء: يا رب ساعدني أن أراك وأشهد لك بالقول والعمل".

بعد ذلك التقى البطريرك الراعي المؤمنين في صالون الدير.

 

قاسم: القرار الحاسم للأطراف الداخلية فالضغوط الخارجية اخذت مجالها واصطدمت بالحوائط السياسية والميدانية

وطنية - الجمعة 29 تشرين الثاني 2019

اعتبر نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال حفل التخرج السنوي لدورات ثقافية أقامته "الهيئات النسائية" في مجمع السيدة زينب، ان "الحكومات السابقة ما استطاعت أن تقوم بتطوير وضع النظام ولا الوضع العملي، لان تركيبة البلد تركيبة طائفية معقدة، وطريقة الإدارة بدون سياسات واضحة من قبل الحكومات المتعاقبة، أدت إلى تراكم المشاكل وتراكم المديونية، ووصول البلد إلى مرحلة الإنفجار الاجتماعي الاقتصادي. وما حصل من صراخ الناس هو أمر طبيعي جدا في بلد لا تحكمه سياسات ولا عدالة ولا يكون فيه رعاية لمصالح الناس الحقيقية، وينتشر فيه الفساد والتهرب الضريبي والتدخل السياسي في القضاء". اضاف: "اليوم بعد استقالة الحكومة انفلتت أسعار البضائع من عقالها، وتجاوز الغلاء في شهر واحد ما كان يحصل في سنوات، وفقدت الليرة ثلث قدرتها الشرائية تقريبا، وبدأت بعض المؤسسات والشركات تطرد عمالها أو تعطيهم نصف الأجر. ومن بداية الأزمة حتى الآن خلال أربعين يوما تقريبا تفاقمت الأزمة كثيرا، وطالت كلَّ الشعب من دون استثناء، ألا تستلزم هذه الأزمة التي لم تترك لبنانيا واحدا إلا وطالته، ولم تترك منطقة إلا وطالتها، ولم تترك طائفة إلا وطالتها، أن تقوم حكومة تصريف الأعمال أو الوزراء المعنيون ببعض الإجراءات التخفيفية بانتظار أن يبدأ الحل؟".

وتابع: "عندما تطال الأزمة كل الشعب اللبناني لا يبقى مجال لاي سياسي ليفكر بربحه او ربح حزبه لان الأزمة أكبر بكثير من الأرباح الخاصة والطائفية والحزبية، الربح إنما يكون للجميع إذا تشكلت الحكومة وبدأت المعالجة وانطلقت لحلول موضوعية، واستفادت من التجارب السابقة الخاطئة لإيجاد خطى الإصلاح التي تستطيع من خلالها أن تنقل البلد إلى مرحلة جديدة". واردف: "بحسب معلوماتنا والرسائل التي أصبحت متبادلة بين الأطراف، اليوم وصلنا إلى مرحلة يمكن أن يكون فيه القرار الحاسم للأطراف الداخلية اللبنانية، فقد أخذت الضغوطات الخارجية مجالها واصطدمت بالحوائط السياسية والميدانية، وسلمت بأن بعض الحلول لا يمكن ان تفرض على لبنان، بقي على اللبنانيين أن يختاروا، وعلى من يتحمل مسؤولية إخراج هذه الأزمة من عقالها أن لا يراهن على لعبة الوقت ولا يراهن على لعبة الإنتظار، لأن الأمور اصبحت واضحة ومحسومة لأن البلد يحتاج إلى حكومة كمفصل من أجل ان ينطلق إلى الأمان".

وقال: "أما بالنسبة لأزمة النقد والسيولة وسعر الصرف، فهي مسؤولية حاكم مصرف لبنان والمصارف بصرف النظر عن وجود حكومة تصريف أعمال أو تشكيل حكومة أو عدم تشكيل حكومة، أنا لا أقول أنه يجب أن يعالجوا كل أزمة النقد والسيولة، لكن وضعتم في الآونة الاخيرة حلولا كانت نتيجتها حرمان الناس من أموالهم وودائعهم، وكان من نتيجتها أن ارتفع سعر صرف الدولار بشكل كبير، إذا أعيدوا النظر ببعض الحلول الجزئية للتخفيف ولا تحتجوا بانتظار الحكومة لاتخاذ الإجراءات، هناك إجراءات يستطيع أن يتخذها حاكم مصرف لبنان مع المصارف على قاعدة المحافظة على حقوق المودعين، لا على قاعدة المحافظة على أرباح البنوك على حساب المودعين وإلا سنبقى في الدوامة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 29 و 30 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

فعلا يا أهل بعلبك بتكبروا القلب

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80976/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%a7-%d8%a3%d9%87%d9%84-%d8%a8%d8%b9%d9%84%d8%a8%d9%83-%d8%a8%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%88%d8%a7-%d8%a7/

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 30/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80987/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-30-2019/

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 29-30/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 44th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 29-30/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80990/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-29-30-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-44th-day/

 

 

Analysis/Where Netanyahu Sees an Iranian Threat, His New Defense Chief Sees an Opportunity
 
عاموس هاريل/هآرتس: نيتنياهو يرى أن هنالك تهديداً إيرانياً فيما وزير دفاعه يرى في الأمر فرصة
 Amos Harel/Haaretz/November 29/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80972/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%86%d9%8a%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d9%8a%d8%b1%d9%89-%d8%a3%d9%86-%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%84/