المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november27.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.”أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص: لبنان بلد محتل ومخطوف ورهينة ويحتاج لقوى خارجية لتحريره من خلال مجلس الأمن والقرارات الدولية

الياس بجاني/مسرحية وقناع ملحم خلف/ما من مستور إلاّ سينكشف، ولا من خفيّ إلّا سيظهر

الياس بجاني/فيديو وبالنص قراءة في مبادرة ملحم خلف الإنقاذية/خلف أسقط قناعه وأعلن تبعيته لحزب الله وذلك بتعامي مبادته عن القرارات الدولية وعن الدويلة وسلاحها واحتلالها وبالمطالبة بقانون انتخابي يلغي الدستور والميثاق وكل الأقليات ويسلم لبنان بالكامل للإيراني

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الاستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الاحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

1859 إصابة كورونا و24 وفاة: الإصابات النشطة تلامس 50.000

الغاء الطائفية الاسم الاخر للاسلمة/شارل الياس شرتوني

إسرائيل قصفت شاحنة قادمة لحزب الله من إيران عبر سوريا، فماذا كانت تحمل؟

فيتو مسيحي يضع قانون الانتخاب “على الرف”… وبري “لن يستكين”

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 26/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحل الوحيد والصعب التحقيق، هو بتدويل الأزمة المستفحلة، ووضع القرارين ١٧٠١ و١٥٥٩ تحت الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة

فهمي: ما لا يقل عن 95% من القضاة فاسدين

بعد اتهامه القضاة بالفساد.. "القضاء الأعلى" يردّ على فهمي

فتفت: الدولة اصابها الهريان... ولقد وصلنا إلى جهنم

هذا ما حصل مع أحد المُحامين المتدرّجين...قوى الامن الداخلي توضح

النهار: المجلس والسلطة: "عروض" العقم امام الانهيار

نداء الوطن: فيتو مسيحي يضع قانون الانتخاب "على الرف"... ورئيس المجلس "لن يستكين" الراعي يستصرخ الحريري... فهل يخرق "جدار الصمت"؟

بنك إيراني يموّل “الحزب” أرسل ملايين الدولارات إلى كندا!

سلامة يتراجع وينفي خفض الاحتياطي.. هل يتوقف الدعم؟

الفاريز أند مارسال" تفضح وزارة المالية.. ووزني يردّ

ضحايا شبكات التهريب إلى أوروبا: اللبنانيون يتحولون شعباً لاجئاً؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

«المرصد»: مقتل 19 مسلحاً موالياً لإيران في غارات إسرائيلية على سوريا

إسرائيل تصعّد «حرب استنزاف» الفصائل التابعة لإيران في سوريا

26 غارة شنتها إسرائيل هذا العام ومقتل 206 من قوات النظام والمسلحين الموالين لطهران

لودريان لـ«الشرق الأوسط»: دولٌ تريد بالتحكم بمسلمينا

وزير الخارجية الفرنسي قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم يواجهون مزيجاً من «الإرهاب المزدوج»... والمسلمون أول ضحاياه

البيت الأبيض يوافق على اطلاع بايدن على الإحاطات السرية الأمنية والاستخباراتية

سيناتور ديمقراطي يحذّر من ترشيح مايكل موريل لمنصب مدير الـ«سي آي إيه» بسبب ممارسات التعذيب

بايدن يحاول توحيد الأميركيين في «عيد الشكر» ضد الجائحة

بايدن أكّد أن العالم «يتطلع» إلى دور أميركا القيادي… واستبعد «اليسار الراديكالي» من التعيينات

السيسي: مصر نجحت في فرض التوازن الاستراتيجي بالمنطقة

السلطات المصرية تحبط تهريب طائرة تجسس لدى أميركي بمطار القاهرة

اتهام محمد رمضان بـ«التطبيع» لعناقه مطرباً إسرائيلياً والفنان المصري ينفي معرفة جنسية معجبيه... و«الممثلين» تستعد للتحقيق

تركيا تعزز قواتها في إدلب وارتفاع عدد القتلى الموالين لها بالرقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الأولى

دولةٌ لـمـرّةٍ واحــدة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

كيف حذفت أسماء رؤساء الحكومات من رسالة القاضي صوان إلى مجلس النواب/ملاك عقيل/أساس ميديا

بيان اليأس في لبنان ... "مثقف" من حزب الله وصف جبران باسيل بأنه عنترة بن شداد/حازم الأمين/موقع الحرة

ما معنى « دولة » في بيان نقابتي المحامين/موقع الشفاف

إسرائيل “تقامر” بمفاوضات الترسيم/جورج شاهين/الجمهورية

الشّرق الأوسط على فوهة بركان: هل تفعلها إسرائيل/النهار العربي/ رياض قهوجي

اهتمام غربي بضبط الحدود مع سوريا: منع التهريب والإرهاب/غادة حلاوي/نداء الوطن

ما الذي هدف إليه طرح بري الانتخابي/عمّار نعمة/صحيفة اللواء

حتى لا يتم تقديم لبنان جائزة ترضية لإيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

كيف نفهم إدارة بايدن/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

عباس بادر لتغيير الاتجاهات استقبالاً لبايدن والمستجدات الأميركية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

ليس هوليوود/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ماكرون في رسالة الى عون: لدعوة القوى السياسية بقوة لتضع جانبا مصالحها من اجل لبنان وتنفيذ خريطة الطريق كفيل بتعبئة دولية لتفادي الانهيار

رئيس الجمهورية استقبل فريق عمل اغنية بدنا نعيش: على المربين متابعة الأطفال وتنشئتهم على محبة الآخر والعناية بالبراءة

بري ترأس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس ورد على ما ذكره بعض الصحف عن تسلم المجلس رسالة عن انفجار المرفأ: لقد قمنا باللازم وأجبناه

وهبه شارك في اجتماع الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي وطالب بالمساهمة في تأمين عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم

كتلة الوفاء للمقاومة: للاسراع في تشكيل حكومة مع مراعاة التوازنات وإجراء التدقيق الجنائي والاستعداد التام لمناقشة مقترحات لتطوير قانون الانتخاب

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.”أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من40حتى46/“قالَ الربُّ يَسوعُ: «هذِهِ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُشَاهِدُ الٱبْنَ ويُؤْمِنُ بِهِ، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء». وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: حسابي ع اليوتيوبMy account on the youtube

رابط موقعي على اليوتيوب/ندعوا الأصدقاء للإشتراك subscribe  لنتمكن مع غيرنا من الناشطين من استعمال هذا الوسيلة الإعلامية المهمة للتسويق بشكل أوسع لقضية وطننا المحتل

اضغط على الرابط ومن ثم اضغط على مفردة subscribe

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص: لبنان بلد محتل ومخطوف ورهينة ويحتاج لقوى خارجية لتحريره من خلال مجلس الأمن والقرارات الدولية

أذا ما كنت عارف شو بدك ما حدا بيقدر يساعدك

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92755/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8/

أذا ما كنت عارف شو بدك ما حدا بيقدر يساعدك

إن ما يمر به بلدنا الحبيب والمقدس لبنان هو حال صعب للغاية ومعقد حيث أن البلد وأهله وحكمه وحكامه ومؤسساته ومواطنيه كافة مأخوذين رهائن ومخطوفين.

ولهذا فإن قدرات السياديين والأحرار واللبناناويين من شرائح الشعب اللبناني وعلى المستويات كلها هي مكبلة ومعطلة وتحول دون إمكانية تحرير بلدهم بمفردهم ودون تدخل خارجي عن طريق مجلس الأمن تحديداً.

أي خطة عمل رؤيوية لتحرير لبنان من خاطفيه ومحتليه من الضرورة بمكان أن تلتزم بمنهج وأطر حل المشاكل العلمية وهي:

أولاً ، لا بد من تعريف مشكلة لبنان الأساسية لتجنب الغرق في أعراض المشكل والتعامي عنه. المشكل هو الاحتلال الإيراني بواسطة جيش حزب الله..وكل باقي الأزمات أكانت كبيرة أو صغيرة هي مجرد أعراض لمشكلة الاحتلال. والجيش المحتل هذا مكون من مرتزقة لبنانيين وهنا تكمن صعوبة أي تحرير من الداخل.

ثانياً، يجب معرفة أسباب ومسببات المشكل وهي كثيرة ومن أهمها وأخطرها أن شرائح لبنانية مجتمعية غير قليلة وهي من كل المذاهب لم تؤمن يوماً بلبنان الدولة منذ الاستقلال ودائماً تبحث عن مرجعية خارجية لتواليها وتستقوي بها.  في الماضي القريب هذا كان حال ما سمي يومها بالحركة الوطنية، وراهناً هذا هو حال حزب الله وكل من يواليه من المذاهب كافة ويعمل معه في خدمة المشروع الفارسي الاستعماري والمذهبي والتوسعي على حساب لبنان وكل ما هو لبناني.

ثالثاً، مطلوب معرفة الإمكانيات كافة المتوفرة لدى السياديين لتحرير بلدهم وفك أسره واسترداد سيادته واستقلاله وقراره من الفارسي وحزبه وربع الطرواديين المحليين من حكام وأحزاب وسياسيين ورجال دين.

رابعا، وضع رؤية وطنية وسيادية وعملية للحل، أي للتحرير على أن تكون متكاملة وبخيارات متعددة. الرؤية هذه يجب أن تكون مبنية على خلفية القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل والقرارات 1701 و 1559 و1680.

خامساً، تكوين مجموعات لبنانية مقيمة ومغتربة عندها الكفاءة والعزيمة والإيمان لتسويق (لوبيات) رؤية ومشروع الحل وحملها إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والفاتيكان والجامعة العربية وكل الدول الغربية والعربية وغيرها.

يبقى أن لبنان محتل ومخطوف ومأخوذ رهينة وهو عاجز عن تحرير نفسه دون تدخل خارجي.

في الخلاصة المثل يقول “اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك”، وإذا ما كان اللبناني السيادي واللبناناوي مش عارف شو بدو وما عندو خطة إنقاذية متكاملة ما حدا بيقدر يساعده.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://youtu.be/OcTxLh4yuQs

 

مسرحية وقناع ملحم خلف/ما من مستور إلاّ سينكشف، ولا من خفيّ إلّا سيظهر

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/2020

صوروا ملحم خلف طوباويا يرشح زيت قداسة وإذ به يسقط القناع ليعلن ملالويته ويستعير من بري قبعته والأرانب.ربي أحمي لبنان من اليوداصيين

 

الياس بجاني/فيديو وبالنص قراءة في مبادرة ملحم خلف الإنقاذية/خلف أسقط قناعه وأعلن تبعيته لحزب الله وذلك بتعامي مبادته عن القرارات الدولية وعن الدويلة وسلاحها واحتلالها وبالمطالبة بقانون انتخابي يلغي الدستور والميثاق وكل الأقليات ويسلم لبنان بالكامل للإيراني

ملحم خلف والقناع الذي سقط

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92710/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af/

https://youtu.be/BJNs52PahSg

من المؤسف وبنفس الوقت من المفرح حقيقة أن السيد ملحم خلف قد اسقط القناع وتعري وانكشفت حقيقته، وكذلك حقيقة كل الذين شاركوه في المؤتمر وتنبوا ما سموه الوثيقة الإنقاذية “معاً نسترد الدولة” وذلك في فرز صحي بين الزوؤان والقمح.

اليوم تعرى خلف وكشف عن عوراته اللبناناوية والوطنية والسيادية وذلك بتبنيه علناً وع المكشوف مبادرة ملالوية وتعموية واحتيالية حملت عنواناً انقاذياً في حين أنه وبكل سطر من سطورها هي 100% كلام حق يراد به باطل.

اطل السيد خلف اليوم من خلال مؤتمر صحفي كبير وهو محاطاً بالعديد من الناشطين والحقوقيين بعد أن كان هيأ الأجواء له اعلامياً قبل عدة أيام.

 من خلال المؤتمر الصحفي هذا الذي نقلت وقائعه وسائل إعلام عديدة تم الإعلان عن ما سمي “المبادرة الإنقاذية”…”معاً نسترد الدولة”..

هل هي مبادرة لإسترداد الدولة أم لإكمال تسليمها للمحتل الإيراني؟

فعلاً لا ندري كيف يمكن إلصاق مفردة “انقاذية” على بيان ووثيقة هما بعيدين كل البعد عن الإنقاذ.

نسأل كيف يمكن إنقاذ لبنان المريض وبنفس الوقت التعامي عن كل أسباب المرض والتي في أولى أولوياتها الاحتلال الإيراني والاكتفاء بتوصيف بعض أعراض هذا المرض السرطاني اللاهي؟

المبادرة لم تأتي على ذكر حزب الله الإيراني والمحتل ولا هي تطرقت لاحتلاله ولسلاحه ولدويلته ولحروبه ولإجرامه ولإرهابه ولاغتيالاته ولمافياويته بكل أشكالها وألوانها.

المبادرة المسخ لم تذكر لا من قريب ولا من بعيد القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 و1701 و1680.

المبادرة طالبت بقانون انتخابي يلغي الميثاق والدستور ويقتلع ويغتال الدور الوجودي والسياسي لكل الأقليات اللبنانية، ولبنان كل شرائحه المجتمعية هي أقليات.

المبادرة لم تتناول لا سلاح المخيمات ولا حتى اتفاقية الطائف.

ملحم خلف يريد أن يسترد الدولة من دون أن تكون عنده لا الشجاعة ولا الوطنية ليقول للبنانيين من هو الذي يخطفها.

باختصار مفيد نقول بأن المبادرة “التعتير” هذه هي طوق نجاة لحزب الله، وتسويق وقح لمشاريع أرانب وقبعات نبيه بري الانتخابية التي يطرحها بين الفينة والأخرى في محاولات يائسة وفاشلة لإرهاب المسيحيين وجرهم إلى مواقف استسلامية.

يبقى أن الجيد والمفرح  في الطرح هو سقوط الأقنعة وانكشاف حقيقة ملحم خلف الذي كان لمعه وسوق له مرسال غانم عدة مرات .

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

1859 إصابة كورونا و24 وفاة: الإصابات النشطة تلامس 50.000

المدن/26 تشرين الثاني/2020

1859 إصابة كورونا و24 وفاة: الإصابات النشطة تلامس 50.000

قبل ثلاثة أيام على انتهاء الإقفال الشامل، عاد عدّاد إصابات فيروس كورونا إلى الارتفاع فسجّل 1.859 إصابة جديدة. أما الوفيات، فمرتفعة أيضاً، بعد تسجيل 24 حالة في الساعات الـ24 الأخيرة. على الرغم من الراحة التي عبّر عنها مدير مستشفى الحريري، فراس أبيض، اليوم، يبدو أنّ قراءة الأرقام بدقة تستوجب الحذر والقلق. فإصابات اليوم سجّلت بفعل إجراء 11804 فحوص، ما يعني أنّ نسبة الفحوص الموجبة بلغت 15.7% بارتفاع ما يقارب النقطة عن نسبتها للأسبوعين الماضيين والبالغة 14.9%. عددّ الإصابات يرتفع، نسبة الفحوص الموجبة ترتفع، أعداد الوفيات اليومية ترتفع. فما الذي يدعو إلى التفاؤل؟

أرقام اليوم

مع إصابات ووفيات اليوم، يكون العدد الإجمالي للإصابات قد بلغ 122.159 إصابة، والعدد التراكمي للوفيات وصل إلى 974 حالة وفاة. وتوزّعت الإصابات الجديدة بين 1846 لمقيمين و13 لوافدين من الخارج، ومنها 17 إصابة في صفوف القطاع الصحي، الذي ارتفع عدد الإصابات فيه إلى 1.709 إصابات.

وفي تقرير الوزارة، سجّل في الساعات الأخيرة 916 حالة استشفاء، منها 341 حالة في العناية المركزة، ومنها 135 حالة مع تنفّس اصطناعي. ومع تسجيل 73.021 حالة شفاء، يكون عدد الحالات الموجبة النشطة -بعد احتساب عدد الوفيات- قد لامس الخمسين ألف حالة: 48.164 حالة نشطة في لبنان.

تجهيز مستشفيات صور

وكان وزير الصحة العامة، حمد حسن، قد تناول اليوم تجهيز المستشفيات الحكومية في صور، ورفع جهوزيتها في مواجهة كورونا أسوة بسائر المناطق. فعقد اجتماعاً برئيس اتحاد بلديات صور، حسن دبوق، ومسؤولين من حركة أمل في القضاء. وأكد حسن "الاقتراب من إنهاء الأعمال تمهيداً للبدء باستقبال المرضى في مستشفى قانا الحكومي، فيما يتم الاستعداد بالتوازي لوضع المستشفى الميداني الذي قدمته دولة قطر مشكورة موضع التنفيذ. الأمر الذي يتطلب تعاوناً من الجميع، خصوصا أن الهدف لا يتوقف عند إقامة المستشفى. بل يتمثل في ضمان نجاحه في تقديم الخدمة والرعاية الصحية المطلوبة". وشدّد على أنّ الخطة التشغيلية والجوانب اللوجستية والطبية والمصاريف "تستدعي الدرس بعناية مع رئيس الحكومة حسان دياب والبنك الدولي إضافة إلى التعاون مع الجامعة اللبنانية، وعدد من المؤسسات الاستشفائية الموجودة في المنطقة".

وتجدر الإشارة إلى أنّ وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور أعلنت اليوم تسجيل 43 إصابة جديدة بالفيروس رفعت العدد التراكمي للإصابات فيه إلى 3266 إصابة.

فحوص في صيدا

وجنوباً أيضاً، أجرت وزارة الصحة ظهر اليوم حملة فحوص PCR مجانية في ملعب صيدا لـ49 مخالطاً على صعيد قضاء صيدا- الزهراني، وبالتنسيق مع مصلحة الصحة وطبابة القضاء واتحاد البلديات. واستمرّت الحملة حتى المساء ، بهدف استقبال أكبر عدد ممكن من المخالطين، الأمر الذي يساهم في الحد من مخاطر تفشي عدوى الفيروس على صعيد المجتمع، إضافة إلى التخفيف من الأعباء المادية عن كاهل المواطنين من جهة أخرى.

إقفال المساجد بقاعاً

وبقاعاً، أصدر رئيس دائرة أوقاف بعلبك- الهرمل، الشيخ سامي الرفاعي، قراراً قضى بـ"استمرار إقفال مساجد محافظة بعلبك- الهرمل لصلاة الجمعة والجماعة حتى إشعار آخر، نظراً إلى استمرار تزايد الإصابات بوباء كورونا في المنطقة وتسببها ببعض حالات الوفاة". وأكد الرفاعي "إقفال قاعات المساجد والمراكز التابعة للأوقاف والاعتذار عن إقامة الدورات القرآنية والمناسبات الاجتماعية فيها".

الإصابات النشطة شمالاً

وفي الشمال، وبينما سجّلت اليوم 60 إصابة في عكار و15 في زغرتا، أعلنت غرفة عمليات إدارة أزمة كورونا في محافظة لبنان الشمالي "وجود 1618 إصابة نشطة في المحافظة". وتوزّعت الإصابات النشطة على مختلف الأقضية بالشكل التالي: 868 في قضاء طرابلس، 203 في قضاء المنية- الضنية، 168 في البترون، 161 في زغرتا و58 في بشري.

 

الغاء الطائفية الاسم الاخر للاسلمة

شارل الياس شرتوني/26 تشرين الثاني/2020

الغاء الطائفية الاسم الاخر للاسلمة، المطلوب وقف الارهاب والدجل باشكاله، والانتقال الى النقاش السياسي والقانوني والرصين… الفاشيات الشيعية، واركان الاوليغارشيات الشيعية والسنية الذين نهبوا البلاد على ٣٠ سنة وحولو هذه الجمهورية المنقوصة القدر الى دولة صورية تتقاسم مسالبها هذه القوارض ( بري، جنبلاط، الحريري، الميقاتي، الصفدي، ومواليهم في الاوساط المسيحية )، يريدون الغاء الواقع السوسيولوجي والتاريخي، لان التمثيل المتكافئ للمسيحيين هو مصدر المشاكل البنيوية التي تعانيها البلاد حسب تمنياتهم… شرعيتهم مطعون بها، فسادهم يكفي لاسقاط صدقيتهم، وتسلطهم يخشى الخوض في نقاش مفتوح لتظهير حيثيات التعددية الدينية والهندسات الدستورية الناشئة عنها… الى هؤلاء نقول لا تخطئوا في التقدير، سياسات الغاء المسيحيين وتدمير مقومات وجودهم كما عبرت عنها العملية الارهابية في مرفأ بيروت وتصريحات بري وشلته، كافية للانباء عن النوايا والطروحات، وللبقية صلة … لسنا اللقمة السائغة التي تتمناها هذه القوارض … بئس الزمن

 

إسرائيل قصفت شاحنة قادمة لحزب الله من إيران عبر سوريا، فماذا كانت تحمل؟

العربية/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

أكدت مصادر خاصة لـ "العربية" أن القصف الذى طال حزب الله اللبناني الثلاثاء الماضي استهدف شاحنة أموال آتية من إيران. وأفادت المصادر أن إيران أرسلت أموالا عبر طائرة فارس التابعة للخطوط الجوية الإيرانية إلى دمشق ولدى تحميلها بشاحنات لحزب الله قصفتها إسرائيل. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أعلن أمس الأربعاء، سقوط 8 قتلى موالين لإيران في قصف إسرائيلي ليلي على سوريا. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القتلى غير سوريين، من دون أن يتمكّن من تحديد جنسياتهم، بحسب وكالة فرانس برس. وسقط القتلى جراء القصف الذي استهدف مركزاً ومخزن أسلحة تابعا للقوات الإيرانية وحزب الله في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. كذلك، استهدف القصف موقعاً لمجموعة موالية لإيران في ريف القنيطرة.

 

فيتو مسيحي يضع قانون الانتخاب “على الرف”… وبري “لن يستكين”

نداء الوطن/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

 انتهت “زوبعة” قانون الانتخاب التي أثارها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأقل الأضرار الطائفية الممكنة بعدما اصطدمت بـ”فيتو” مسيحي فارض للتوازن في المجلس أعاد وضع ملف القانون الانتخابي “على الرف” كما أكدت مصادر مشاركة في جلسة اللجان المشتركة أمس، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّ أجواء الجلسة كانت “هادئة بخلاف جوّ التوتر الذي ساد قبل انعقادها”. واعتبرت أنّ بري، وبنتيجة لعبة “جس النبض” التي جاءت غير مشجعة للاستمرار في لعبة استفزاز الكتل المسيحية الوازنة، عاد ففرمل اندفاعته وهو ما بدا واضحاً في المداخلات “التبريدية” التي أدلى بها أعضاء في كتلة “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” خلال جلسة اللجان، بحيث نقلت المصادر عن النائب علي حسن خليل نفيه وجود أي “مؤامرة” وراء طرح موضوع قانون الانتخاب، مؤكداً الحرص على رفض الفتنة، بينما ذهب النائب علي فياض أبعد في طمأنة المكوّن المسيحي من خلال تشديده على أنّ تغيير قانون الانتخاب لن يتم “إلا بالتفاهم”. وفي حين تؤكد أوساط مطلعة على أجواء الثنائي الشيعي أنّ “حزب الله” لا يحبذ إثارة أي موضوع خلافي مع “التيار الوطني الحر” في الوقت الراهن خصوصاً بعد فرض العقوبات الأميركية على رئيسه، تشدد في المقابل على أنّ بري “لن يستكين” في مسألة الدفع باتجاه بحث ملف قانون الانتخاب بل هو “سيستمر في طرحه متحرراً من أي حرج طائفي أو حساسيات حزبية على اعتبار أنّ ذلك يقع في صلب العمل المجلسي وبإمكان الكتل الرافضة العمل على إسقاط أي قانون تحت قبة البرلمان إذا لم يلق أكثرية نيابية لإقراره”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 26/11/2020

وطنية/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تخبط سياسي وسط انعدام أي أفق للحل نتيجة تصلب مواقف أصحاب الربط والحل انعكس سلبا على وضع البلد المتردي أساسا وباتت كل أزمة متفرغة الى أزمات متشعبة يكاد الحل معها يصبح مستعصيا وآخرها الحديث عن توجه المصرف المركزي لخفض الإحتياطي الإلزامي من العملات.

وقبل قليل برز ما ذكرته وكالة رويترز نقلا عن مصادر مطلعة إن فرنسا ستستضيف مؤتمرا عبر الفيديو مع شركاء دوليين في الثاني من كانون الأول لبحث سبل تقديم مساعدات إنسانية للبنان.

ويهدف المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى جذب أرفع تمثيل ممكن بهدف التشجيع على تقديم مساعدات للبنان.

وغدا ينقشع الجو الرمادي الذي يلف التدقيق الجنائي حيث ستدلي الكتل النيابية بدلوها من الملف الذي بات اشبه بكرة تتقاذفها الأطراف السياسية وتتبادل الإتهامات بعرقلته.

وفي هذا السياق أكد النائب سمير الجسر لتلفزيون لبنان أن اتهام المستقبل بعرقلة التدقيق الجنائي محض افتراء داعيا الجميع الى الإستماع لما سيقوله المستقبل غدا ومعرفة الحقيقة النائب ميشال موسى بدوره أوضح أن العقبات ستذلل ولو كان الرئيس بري يرفض التدقيق الجنائي لما كان لبى بسرعة الدعوة الى مناقشة رسالة الرئيس عون.

في ملف آخر وفيما يؤشر الى محاولة إسرائيل لإفشال مفاوضات الترسيم مع لبنان الجولة الخامسة من المفاوضات في الثاني من كانون الأول لن تكون كسابقاتها في الشكل حيث ترددت معلومات أن التفاوض سيكون عبر الوسيط الأميركي الذي سيجتمع الى الوفد اللبناني المفاوض ثم ينتقل الى اسرائيل لوضع الوفد الإسرائيلي بنتيجة ما توصل إليه

ماذا أولا في المواقف من جلسة مجلس النواب غدا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "nbn"

إلى جلسة التدقيق الجنائي النيابية در ... .

الجلسة التي تعقد بعد ظهر غد في قصر الأونيسكو تقرأ في ثنايا رسالة رئيس الجمهورية وسط سيناريوهات عدة للتوجه الذي سيعتمده المجلس النيابي.

لكن السيناريو الثابت أن رئيس المجلس نبيه بري والكتلة والحركة اللتين يترأسهما هم ليسوا فقط مع التدقيق الجنائي في مصرف لبنان فحسب بل مع التدقيق الشامل في كل الوزارات والمؤسسات والصناديق والمجالس.

ومصداقا لهذه الثابتة فإن الإستنسابية منبوذة والمزاجية مرفوضة والكيدية ممجوجة.

جلسة التدقيق الجنائي غدا تأتي بعد جلسة القانون الإنتخابي التي التأمت أمس.

وبين فوعة دبابير التعصب الطائفي التي رافقتها ومنطق كسر القيد الطائفي موقف أممي داعم لتوجه الرئيس بري عبر عنه يان كوبيتش الذي شدد على ضرورة توضيح الصورة قبل إجراء إنتخابات 2022 في موعدها.

الحراك على المستوى الإنتخابي يقابله عقم على مستوى التأليف الحكومي يغذيه تباعد متزايد بين قصر بعبدا وبيت الوسط.

القصر وزع نص رسالة تهنئة بذكرى الإستقلال بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره اللبناني ميشال عون.

الرسالة أكدت وقوف فرنسا إلى جانب لبنان مشددة على أن الأزمة متعددة الجوانب التي يجتازها لبنان تستدعي إتخاذ تدابير قوية.

وذكر ماكرون بخريطة الطريق التي إلتزمت بها كل الأطراف السياسية في الأول من أيلول داعيا إلى وضعها موضع التنفيذ وتمنى الرئيس الفرنسي على عون دعوة كل القوة السياسية لتضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من أجل تحقيق مصلحة لبنان.

من جهة أخرى سئل الرئيس بري عن ما ذكرته بعض الصحف من ان المجلس النيابي تسلم رسالة حول إنفجار المرفأ فأجاب: لقد قمنا باللازم وأجبناه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

من مع محاربة الفساد، ومن ضد؟

هذا هو السؤال الذي يجب أن يحصل اللبنانيون على جواب مقنع عليه في ختام الجلسة العامة التي يعقدها مجلس النواب غدا بدعوة من الرئيس نبيه بري لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتدقيق الجنائي.

فمن يكون مع محاربة الفساد بالقول والفعل معا، ينبغي أن يكون حكما مع التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، كمنطلق للتدقيق في كل حسابات الدولة، بمختلف مؤسساتها وإداراتها ومجالسها وصناديقها ووزاراتها، بعيدا من أي اعتبارات أو مراعاة، لا سياسية ولا طائفية ولا مذهبية ولا خارجية.

ومن يكون مع محاربة الفساد كشعار تجارة سياسية فحسب، هو تلقائيا ضد التدقيق الجنائي في المضمون، ولو أعلن أنه معه في الشكل. وهذه الفئة من اللبنانيين موزعة بين قوى وشخصيات سياسية من جهة، ومن جهة أخرى فئات نادت بالإصلاح على مدى عام تقريبا، ويراها اللبنانيون اليوم تلوذ بالصمت إزاء أخطر ضربة يتعرض لها هذا الإصلاح، من خلال ضرب التدقيق الجنائي، الذي بات يشكل أيضا مطلبا دوليا، وشرطا أساسيا من شروط مساعدة لبنان.

من مع محاربة الفساد، ومن ضد؟

النظيف مع والفاسد ضد، ومعظم اللبنانيين يميزون جيدا بين الإثنين، في وقت تبرز مطالبة بنقل جلسة الغد مباشرة على الهواء، وفيما يضع التيار مجسم الحقيقة في العدلية تزامنا.

غير أن أهمية سؤال رئيس الجمهورية، أنه يضع ممثلي الشعب أمام مسؤولياتهم، لناحية تحديد موقف واضح مما جرى أولا، ولجهة إبداء الرأي في المسار المستقبلي للموضوع ثانيا، عوض إغراق القضية في عناوين أخرى، كمثل قانون الانتخاب الذي فتح ملفه في غير أوانه، إلى جانب طرح اقتراحات قوانين متضاربة تحت عنوان تسهيل التدقيق، فيما هدف بعض القوى السياسية على الأرجح هو أن تضيع الطاسة، فلا يعود يعرف كوع التدقيق من بوع الإصلاح، فضلا عن المزايدة في موضوع شمولية التدقيق، علما أنها واقعة حتما، ذلك أن التدقيق في حسابات المصرف المركزي، هو مقدمة للتدقيق في مختلف مفاصل الدولة، إذ يمتد طبيعيا إلى كل الهيئات ذات الصلة بأي ملف فساد.

في الموازاة، وفيما يعقد المؤتمر الدولي للمساعدات الإنسانية للبنان في الثاني من كانون الأول المقبل، جدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة الى الرئيس عون في ذكرى الاستقلال، التشديد على أن الازمة المتعددة الجوانب التي يجتازها لبنان، تستدعي اتخاذ تدابير قوية، فيما الحلول معروفة، وهي تكمن في وجوب وضع خريطة الطريق التي التزمت بها كافة الأطراف السياسية في الأول من أيلول موضع التنفيذ، فوضع هذه الخريطة موضع التنفيذ كفيل وحده بتعبئة المجتمع الدولي الضرورية من اجل تفادي انهيار البلد ومساعدته على اعتماد الإصلاحات التي لا مفر منها لنهوضه من جديد.

واشار ماكرون الى ان العجلة راهنا، تقتضي تشكيل حكومة من شخصيات مؤهلة، تكون موضع ثقة وقادرة على تطبيق كافة هذه الإجراءات. وتمنى ماكرون على رئيس الجمهورية ان يدعو بقوة كافة القوى السياسية لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية، والطائفية والفئوية من اجل تحقيق مصلحة لبنان العليا وحدها ومصلحة الشعب اللبناني. وختم بالقول: تأكدوا فخامة الرئيس من ان فرنسا تقف اليوم، كما في كل وقت، الى جانب لبنان والشعب اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

المتعارف عليه أن هناك "قهوة عالريحة" لكن ان يكون هناك "دجاج عالريحة" فهذه ذروة الفساد والإستهتار بصحة الناس وبسلامتهم، تخيلوا مثلا أن بعض اصناف مصنعات الدجاج في الأسواق تباع إلى المستهلك بحسب قدم الدجاج الفاسد لأنه يجب تصريفه قبل غيره! وكيف يعرفونه قديما؟ من قوة رائحته الكريهة، يخلط مع كميات صالحة، وتاكلوا بالصحة، إلى هذا الحد وصل الفساد، فساد مخلوط بالإجرام لأنه لا يراعي حياة الناس، وأصحاب هذه الأعمال مازلوا متوارين لكن "ملائكتهم" في المنظومة السياسية، حاضرون ويحاولون تنظيف ملفهم لكن فات هؤلاء أن روائح الفساد المنبعثة من الدجاج الفاسد، لا يمكن تنظيفها أو أخفاؤها.

اليوم صدر في الجريدة الرسمية قرار منع ثلاثة ماركات من مصنعات الدجاج من تداولها في الأسواق، فهل سيلتزم أصحابها؟ أم هم فوق القانون؟

هم آخر يقض مضاجع اللبنانيين: الإبقاء على الدعم أو رفع الدعم عن الدواء والمحروقات والطحين، الخياران أحلاهما مر، فإذا بقي الدعم يطير الاحتياط بالعملات الصعبة تدريجا من مصرف لبنان، وإذا طار الدعم يطير الاحتياط المتبقي في جيوب المواطنين، آخر بدعة "ترشيد الدعم" الذي ليس له سوى مرادف واحد : إطالة أمد ما بقي من احتياط، فالترشيد إسم على غير مسمى في ظل غياب الآلية لتطبيقه.

وهذا المساء اوردت وكالة "رويترز" أن فرنسا ستستضيف مؤتمرا عبر الفيديو مع شركاء دوليين يوم الثاني من كانون الأول لبحث سبل تقديم مساعدات إنسانية للبنان. ويهدف المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى جذب أرفع تمثيل ممكن بهدف التشجيع على تقديم مساعدات للبنان.

بالنسبة إلى جائحة كورونا فإن الأنظار موجهة إلى ما يمكن ان يكون الوضع عليه الثلاثاء المقبل، الأول من كانون الأول، وما هو القرار الذي سيتم اتخاذه بعد مرحلة الإقفال؟ وماذا لو ان عداد الإصابات استمر مرتفعا؟ وفي المقابل، ماذا عن شهر الأعياد؟ وهل سيواجه بالإقفال أو بترشيد إعادة الفتح؟ طالما ان الترشيد بات عنوان المرحلة؟ عداد اليوم سجل 1859 إصابة و24 وفاة .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

ارادة صلبة حولت الامعاء الخاوية الى انتصار جديد، وعقول خاوية وبطون متخمة حرفت الامة الى مسار انحدار خطير.

انتصر ماهر الاخرس ومعه فلسطين، وانتزع الحرية من سجانه الصهيوني بعد اضراب عن الطعام، متغذيا من موائد الكرامة الفلسطينية، ومحتسبا مع ملايين اليمنيين والسوريين واللبنانيين المحاصرين بكل الوان العدوان الصهيوني السعودي الاميركي اما عسكريااو اقتصاديا.

انتصر ماهر الاخرس بصوت الحق المدوي على عدو ما زال يذهب اليه بعض الاعراب ليرهنوا ما تبقى من ماء وجههم لشراء عروش خاوية، وهم المطبعون المطبوعون على الذل والهوان.

في لبنان قلوب خاوية ما زالت تعمل مع الاميركي لتجويع اهلهم ، فيما اللبنانيون يخوضون معركة الكرامة التي لا بد ان ينتصروا فيها على العدوان الاميركي وادواته الداخلية والخارجية، وهم ما اعتادوا الا الانتصار في ميادين الحق الوطني.

اما اصحاب العقول الخاوية من سياسيين واقتصاديين وابواق اعلامية فما زالوا يخدمون مشروع الحرب الاميركية المفروضة على اللبنانيين، بافقار البلاد والعباد، وسرقة ودائع اللبنانيين ومدخراتهم واحلامهم، ولا يزالون يبازرون في ميادين السياسة والاقتصاد والدعم والمساعدات.

ففي الوقت الذي يقع فيه البلد في اصعب حال بسبب الاميركي وادواته الفاسدة، لا يزال بعض الاعلام الفاقد للمصداقية ، المتهم بملفات وألياف من الفساد ، المتورط برفع منصته لسفارة من هنا او امير من هناك، لا يزال يهاجم التجارب الناجحة على مستوى الجمعيات والمؤسسات التي تقف الى جانب المواطنين لسد بعض الرمق والجوع، واسنادهم في معركة الصمود.

وبعض هذا الاعلام نفسه يخوض معركة تلميع صورة حكام المال ومنظومتهم المالية والسياسية التي هدرت ونهبت وهربت، ولم تكتف، وعادت الآن لتمد اليد على ما تبقى من ودائع اللبنانيين.

وبحثا عن ودائع اللبنانيين سيناقش مجلس النواب غدا رسالة رئيس الجمهورية حول التحقيق الجنائي المالي، الذي أكدت كتلة الوفاء للمقاومة ضرورة اجرائه، واملت من خطوة الرئيس ميشال عون بارسال رسالته الى مجلس النواب، والرئيس نبيه بري بالدعوة السريعة الى جلسة تشريعية لمناقشتها، ان تؤديا الى وضع التحقيق الجنائي موضع التنفيذ.

* قدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

قصر رئاسي فتح أبوابه لجماهير الكرة في نظرة الوداع الأخير على أسطورة الأرجنتين ديغيو مارادونا، الطائفون حوله كسروا حظر كورونا ومشوا في جنازة من كان يوما يد الله على الارض وقدما تنبت ذهبا وأهدافا ساحرة، قصر الارجنتين كان زاحفا نحو بطل الملاعب .

وقصر رئاسي يكاد العشب البري ينبت على دروبه بعدما عز التقاء الثنائي عون الحريري على تأليف الحكومة، وما بين القصرين واحد مشرع لشعب مصنوع من شغف الكرة ويرقص رقصة التانغو الأخيرة مع من صنع مجده الكروي، وآخر جعل من الشعب كرة بين أقدام السياسيين وصار لاعب هجوم أساسيا على مصالح الناس وحارس مرمى لصد الضربات كلما اقتربت من مصالح المقربين.

وبين صفارة الأزمة الاقتصادية وجرس إنذار المس بالاحتياط لتوفير الدعم لأبسط مواد عيشهم ، يقف اللبنانيون أمام أزمة فقدان الغاز المنزلي وإن قلل المعنيون من أهميتها منعا للتهافت على التخزين.

وفي بلد الأزمة تجر أزمة، أمنه يعتدي على حقوقي بكامل عدة البلطجة وليل المحامين والامن كان صريع ضياع الحقوق لولا أن نقيبا ينبري مع كل اعتداء الى ارتداء ثوب المحامين والإسراع نحو الدفاع عن المعتدى عليهم، ولا تخاف أمة فيها ملحم خلف والامن المعتدي ليلا يعجز حتى عن حراسة نظارة فجرا، فيصدر بلاغ بحث وتحر بحق سجين أقعده المرض العضال ويفرز له فرقة تراقب منزله فيما السجين حبيس زنزانته.

هذا في الأمن أما في السياسة فلا حل حكوميا يلوح في الأفق وعلى طريقة كتبة التقارير رسالة من جبران باسيل إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون " وشى " فيها على المجلس النيابي العاجز عن إقرار قوانين مكافحة الفساد واستقلالية القضاء، وسجل اسم سعد الحريري كمشاغب في تأخير تأليف الحكومة، ومحاولة آخرين الاستقواء بالمبادرة الفرنسية وبالوضع الاقتصادي المزري لفرض شروط غير معهودة خلافا للدستور والميثاق، وضربا للتوازن الوطني والاستقرار السياسي والجواب على الرسالة تجاوز الفرع إلى الأصل فتلقى الجنرال رسالة من ماكرون .

في مكتوب العجلة دعوة واضحة إلى تأليف حكومة من شخصيات مؤهلة تكون موضع ثقةوفي المكتوب طلب لعون للقيام بدوره ودعوة القوى السياسية كافة بقوة لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من اجل تحقيق مصلحة لبنان العليا وحدها ومصلحة الشعب اللبناني.

لكن الرئيس عون حول الجمهورية إلى "أنا الوالي" رأس اجتماعات التدقيق والتمديد حتى شمعت ألفاريز خيطها وهربت، فيما أقصر الطرق كان في ملاحقة الحسابات الجارية في وزارات فريقه السياسي ورفع السرية عن تلك الحسابات والأهم أن يسرع الخطى لتأليف حكومة تتخذ القرارات المصيرية على طاولة مجلس الوزراء لا بالاجتماعات مع المستشارين في أروقة القصر.

القرارات الاعتباطية ببيانات وزير المال تذكر وهو اليوم نفى ما أوردته شركة ألفاريز آند مارسال عن انسحابها من التدقيق الجنائي لمصرف لبنان المركزي بسبب عدم تلقيها المعلومات اللازمة لإتمام المهمة، وبدلا من صرف وقت تصريف الأعمال في التنظير كان على غازي وزني أن يفتح دفاتر المالية.

في جمهورية تبادل الأدوار في التعطيل والقفز فوق المسؤوليات واللعب المزدوج على الدستور والقوانين فإن المصرف الفرنسي المركزي وصل إلى النهائيات في التدقيق بحسابات وزارة المالية اللبنانية بالتكافل والتضامن مع المصرف المركزي اللبناني وما على السياسيين إلا انتظار النتائج.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

بلغة فيروس كورونا ، الوضع في لبنان يختصر بالآتي: بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تباعد حكومي - سياسي فاقع .

اما التدقيق المالي الجنائي فموضوع في حجر كامل حتى اشعار آخر .

اذا بالقراءة السياسية التعثر الحكومي متواصل ، وعدم قيام الحريري بأي مبادرة عملية للتشكيل سيستمر.

وفي المعلومات ان الحريري تلقى رسالة ديبلوماسية اميركية عالية اللهجة تحذره من تشكيل اي حكومة يكون فيها وجود لحزب الله ، سواء كان التمثيل المذكور حزبيا مباشرا ام غير حزبي وغير مباشر.

والظاهر ان الفرنسيين، الذين تبلغوا الرسالة الاميركية ايضا، نصحوا الحريري بالتريث حتى تبدل الوضع في الولايات المتحدة، اي حتى انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب، وتسلم جو بايدن مقاليد السلطة.

وهذا يؤكد المؤكد، اي ان لا حكومة حتى نهاية الشهر الاول من السنة المقبلة.

في الانتظار، ستخف زيارات الرئيس الحريري الى بعبدا، تماما كما هوحاصل اليوم.

فهل يتحمل الوضع اللبناني استمرار الاهتراء الحاصل حتى اواخر كانون الثاني المقبل؟ إن الوضع اللبناني يحتاج الى حكومة انقاذ تعمل 24 ساعة على 24 لا الى حكومة تصريف اعمال، وهي، للتذكير، كانت حكومة شبه مستقيلة حتى قبل ان تستقيل!

على صعيد التدقيق الجنائي ، alvares and marsal اعلنت رسميا انسحابها من التدقيق الجنائي للمصرف المركزي ، معللة الامر بعدم توافر ما يكفي من المعلومات .

واللافت ان الانسحاب الرسمي للشركة جاء قبل اربع وعشرين ساعة من انعقاد مجلس النواب لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية في شأن التدقيق المالي .

وبمعزل عما يمكن ان يحصل في جلسة الغد ، فانه يمكن التأكيد ان مشروع التدقيق في كل الادارات والمؤسسات سقط ، ولو موقتا ، وان المنظومة الحاكمة الفاسدة والمفسدة نجحت مرة اخرى في ابعاد كأس المحاسبة المر عن نفسها.

على صعيد كورونا ارقام الاصابات والوفيات لم تتدن كما كان مطلوبا ومتوقعا عند اعلان الاقفال

مع ذلك فان القرار الرسمي يميل الى عدم تمديد الاقفال الكامل بسبب تداعياته الاقتصادية السلبية والبدء بفتح البلد تدريجيا بدءا من الثلثاء المقبل .

في المقابل نجحت السلطات المختصة في تحقيق مرادها من الاقفال ، اذ اراحت الجسمين الطبي والتمريضي وعززت وضع المستشفيات باضافتها 210 اسرة عادية و90 سريرا للعناية الفائقة موزعة على 62 مستشفى خاصة . فهل اصبح لبنان بما حققه من نقاط قادرا على مواجهة الجائحة حتى نهاية شباط المقبل ، وهو الموعد المبدئي لوصول اللقاح المنتظر ؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 2020

وطنية/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

النهار

ينقل عن وزير سابق ان جهة سياسية استعانت بخبير في تحسين الصور فنصح في ظل تعذر ذلك بإغراق الاخرين في ملفات تسيء الى صورهم.

خضع رئيس الجامعة اللبنانية للتحقيق في المباحث الجنائية على خلفية فضيحة نتائج كلية العلوم الطبية وملفات تزوير كانت عُرضت على وسيلة مرئية.

لوحظ لأول مرة في الأزمات التي مرّ بها لبنان هجرة فنّانين وأطباء بأعداد كبيرة واللافت أنّ البعض منهم يستعين بمقرّبين لهم للحصول على تأشيرات وكفالات مالية نظراً إلى الوضع المصرفي المتردّي في لبنان.

اهتمت اوساط الامم المتحدة في لبنان بمعرفة هوية الجهات التي دعت الى وقفة اعتصام امام مقر ممثل الامين العام في اليرزة للمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصا الصادرة عن مجلس الامن

قال احد اركان الجالية اللبنانية في بلد افريقي ان وزير خارجية البلد قال امام مجموعة من المغتربين "ما دام حزب الله مسلحا خارج الشرعية فان احدا لن يساعد لبنان. الحل يبدأ بنزع السلاح بعد رفع الغطاء عنه".

الجمهورية

تعرضت مبادرة أطلقت أخيراً لسيل من الإنتقادات من أطراف حزبية كانت تساند مطلقها وعبّرت عن خشيتها من مشاريع غامضة.

علم أن وزيراً أحال الأسبوع الماضي الى الجهات الرقابية المختصة ملفات مشبوهة تبيّن أنها تطال مدير عام وزارته.

نبّه مسؤول رسمي غير مدني من محاولات إختراق يمكن أن تشهدها مراكز حساسة كتلك التي شهدتها إحدى مواقعها أخيراً.

اللواء

لمس قريبون من مرجع كبير ازدياد الهوة مع قطب مسؤول، على خلفية إطاحة عقد "التدقيق الجنائي"!

يدعم رئيس لقاء وسطي اقتراح قانون جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، بعيداً عن الاستقطابات أو استجلاب خصومات..

تسود البلبلة لدى عدد من المصرفيين من عزم المركزي الإقدام على سلسلة إجراءات تتعلق بالحدّ من التضخم، وطبع العملة الوطنية!

نداء الوطن

يستبعد مرجع دستوري رفيع قيام تكتل سياسي متنوع يتم التحضير له خلال لقاءات غير معلنة، متوقعاً أن تظهر بوادره في جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية غداً.

يحاول بعض الوسطاء الدخول على خط الوساطة بين رئيس حزب ومرجع رئاسي لإعادة تقريب وجهات النظر بينهما، لكن هذه الجهود لم تصل إلى مكان بعد، على أن يبقى الالتقاء في بعض المواقف بين الجانبين ظرفياً.

تردد أن شخصية ممانعة ناشطة زارت العراق أخيراً، واقتصرت الزيارة على لقاء مسؤول عراقي رفيع "أمام المصعد"، حيث أبدى المسؤول قلة ترحيب بالضيف اللبناني وتعمّد الإشادة أمامه بزعامة تاريخية في لبنان مناوئة لخط الممانعة.

الأنباء

لم يحسم لقاء عقده مسؤول رفيع بين نائب من تياره وشخصية وزارية في رأب الصدع بينهما.

يحاول مرجع رسمي التنصل من مسؤولية تعقيد ملف تفاوضي، ويحاول رمي الأمر على عاتق مسؤول غير مدني.

البناء

قال ناشطون في الحراك إن نقاشاً يجري داخل الجمعيات المشاركة حول الموقف من المبادرة التي طرحها نقيب المحامين للإنقاذ وإن ضغوطاً تمارس من أحزاب وسفارات لإدانة النقيب والتبرؤ منه، بعدما اعتبر أيقونة "ثورة 17 تشرين" لأنه تبنّى حلاً إنقاذياً يقوم على قانون انتخاب غير طائفي ولم يشترط نزع سلاح حزب الله.

سرّبت وسائل إعلام في كيان الاحتلال بعض وقائع لقاء بومبيو ونتنياهو وبن سلمان، ومنها التعاون في لبنان ومناطق السلطة الفلسطينية وتشكيل لجنة لكل من الساحتين توحّد الجهود وتجمع الحلفاء في خطة عمل موحدة إعلامية وأمنية وسياسية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحل الوحيد والصعب التحقيق، هو بتدويل الأزمة المستفحلة، ووضع القرارين ١٧٠١ و١٥٥٩ تحت الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة

The Unsaid Lebanon/26 تشرين الثاني/2020

بنان بلد مخطوف ومحتل من قبل حزب الله ومن خلفه إيران، والدولة المتنكرة إبتلعتها الدويلة، وأصبحت مشرب من مشاربها، تستخدمها وقت الحاجة.

على أنقاض عذابات اللبنانيين، تنسلخ دويلة حزب الله أكثر فأكثر عن لبنان، فتنشئ مخازن غذائية وشبكة مياه ومولدات كهربائية وشبكة هاتف وصرافات آلية خاصة بها ومدعومة من إيران، على حساب لبنان واللبنانيين.

السياسيون الإباحيون، مستتبعين كانوا أم خصوم مفترضين لحزب الله، خصوصا" المرتدون الذين أبرموا الخطيئة الرئاسية، هم تحت سطوته، مقيدين وعاجزين عن حكم لبنان.

حوّل حزب الله لبنان إلى قنبلة موقوتة في الداخل والخارج، وأصبح يشكل خطر على الأمن والسلام والإستقرار في العالم ولبنان في آنٍ معا". بالإضافة إلى المأساة الإقتصادية والإنسانية المتزايدة والمستمرة التي يعيشها اللبنانيّون، من دون أي أفق للحل، لا على المدى القصير ولا المتوسط ولا البعيد.

في هذه الحالة، بات الحل الوحيد والصعب التحقيق، هو بتدويل الأزمة المستفحلة، ووضع القرارين ١٧٠١ و١٥٥٩ تحت الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.

 

فهمي: ما لا يقل عن 95% من القضاة فاسدين

ليبانون فايلز/الخميس 26 تشرين الثاني 2020 

لفت وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي الى أن “وزارة الداخلية والبلديات واسعة وعلاقتها مع المواطن في كل التفاصيل من وثيقة ولادته الى وثيقة وفاته وما بينهما". وسأل فهمي خلال حديث لبرنامج "صار الوقت" عبر قناة "ام تي في": "من راتبه في الدولة اللبنانية 15 مليون ليرة لبنانية ومنزله بـ5 ملايين دولار يجب أن يُسأل من أين له هذا؟". واردف: "ما لا يقل عن 95 في المئة من القضاة فاسدين". ورداً على سؤال حول الحادثة التي حصلت يوم أمس مع أحد المحامين على أحد حواجز قوى الأمن الداخلي في منطقة الرملة البيضاء، أوضح فهمي أن المحامي هو من بادر إلى الإعتداء على أحد العناصر بالضرب بالتزامن مع التوجه له بكلمات نابية. وشدد على أن قوى الأمن الداخلي تحمي الجميع، وأن الموضوع بات في عهدة القضاء، مؤكداً أن ردة فعل نقيب المحامين ملحم خلف لم تكن مبررة. وبشأن ملف فرار المساجين من نظارة بعبدا، قال فهمي: “أنا قادم من خلفية أمنية وقائد الدرك يتحمّل مسؤولية معنوية في حادثة سجن بعبدا وأما المسؤولية المباشرة فتتحملها العناصر المولجة بحماية السجن”. ولفت فهمي ، إلى ان نسبة الاكتظاظ مرتفعة جدا في السجون حيث يوجد فيها 7125 بين سجين وموقوف، وقال: "حتى الآن لم يتبين وجود أي تواطؤ بين العناصر المولجة بحماية سجن بعبدا والمساجين وهناك إهمال يتحمّله المسؤول الأول عن السجن وقائد الدرك يتحمّل مسؤولية معنوية في حادثة سجن بعبدا وأما المسؤولية المباشرة فتتحملها العناصر المولجة بحماية السجن". وأكد فهمي أن "وزارة الداخلية لا علاقة لها بالتوصيات التي تصدر عن اللجنة المختصة بكورونا فرئاسة الحكومة تحيلها الى الداخلية لتنفيذها" وحسب معلوماتي سيكون هناك فتح تدريجي ابتداء من الاثنين لبعض القطاعات وخاصة للمياومين وأصحاب المهن الحرة". واشار فهمي إلى ان "من ذهبوا الى فلسطين المحتلة يجب ان يحصل توافق سياسي على إعادتهم وعلى الأقل عائلاتهم ومَن لم يحصل منهم على الجنسية الاسرائيلية"، مضيفا: "أنسّق مع كل القوى السياسية وأنا على مسافة واحدة من كل الأحزاب ولا أحد يؤثّر عليّ". كما اعتبر ان "ما يقوم به اللواء عماد عثمان في موضوع التعيينات ضمن القانون وهو يقوم بواجباته ولا يتحمّل مسؤولية سياسية وتعيين قائد الشرطة القضائية أحلته الى وزارة المالية"، مضيفا: "أخشى من تفلت السلاح في أيدي النازحين و"بيكفينا سلاح فلتان" وانفلات الوضع الاجتماعي والاقتصادي سيؤثر سلباً وحكماً على الوضع الأمني وسجّلنا 3 حوادث سلب قيمتها فقط 150 ألف ليرة، وثورة الجياع في حال رفع الدعم ستؤثر على الأمن"

 

بعد اتهامه القضاة بالفساد.. "القضاء الأعلى" يردّ على فهمي

ليبانون فايلز/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

صدر عن مجلس القضاء الاعلى البيان التالي:

تعليقاً على ما ورد على لسان السيد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي في سياق الحلقة يهم مجلس القضاء الأعلى، أن يوضح أنّ "ما صدر بحق القضاء والقضاة غير مقبول وغير مسموح به بتاتاً وغير صحيح، لا سيما ممن يفترض به العمل على بناء الدولة والمؤسسات علماً أن القضاء يقوم بجزء كبير من المهام الملقاة على عاتقه في ظروف أكثر من صعبة، وينتظر مؤازرة من كافة السلطات والمؤسسات".يذكر أنّ وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أشار في حديثٍ لـ برنامج "صار الوقت" عبر قناة الـ "MTV، إلى أنه "هناك ما لا يقل عن 95 في المئة من القضاة فاسدين"

 

فتفت: الدولة اصابها الهريان... ولقد وصلنا إلى جهنم

ليبانون فايلز/الخميس 26 تشرين الثاني 2020 

أكد الوزير السابق أحمد فتفت أننا "نعيش انحلال مفهوم الدولة على كل المستويات وسنشهد هذا الانحلال على كل المستويات الصحية والتربوية وغيرها فنحن وصلنا الى جهنم". واعتبر فتفت، في حديث للـmtv، ان "المشكلة ليست فقط في القضاء انما بالهريان في الدولة على كل المستويات ولم يعد هناك شعور لدى المواطن بوجود دولة وفي هذا البلد يتوقف ويُسجن من ليس لديه غطاء وحماية وهناك جرائم حتى اليوم لا نعرف مرتكبيها"، مشيرا الى ان السجون في القانون هي مسؤولية وزارة العدل لا الداخلية وقوى الأمن الداخلي مكلّفين فقط بالملف وعلى وزارة العدل تحمّل مسؤولياتها وهناك ظلم يلحق بالداخلية، مضيفا: "للأسف مأسسنا الفساد خلال فترات طويلة من الزمن لدرجة أصبح الموظف يرى أن هذا الأمر طبيعي واذا كان هناك دولة فلا مكان للفساد".

 

هذا ما حصل مع أحد المُحامين المتدرّجين...قوى الامن الداخلي توضح

ليبانون فايلز/الخميس 26 تشرين الثاني 2020 

صـدر عـن المديرية العـامة لقوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة

البـلاغ التالـي: بعد تداول فيديوهات على مواقع التّواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يَظهر فيها عناصر من قوى الأمن الدّاخلي تقوم بتكبيل أحد المحامين المتدرّجين وما تلاه من ردود فعل غير مدروسة، يهمّ المديريّة العامّة أن توضح ما يلي:

أولاً: إنّ هيبة عنصر قوى الأمن الدّاخلي من هيبة الوطن، ومن لا يحترمه في خلال تأدية واجبه عند تطبيقه القانون، فهو يُسيء للوطن وللقانون.

ثانياً: إنّ عناصر المؤسّسة يعملون بشكل مكثّف ومتواصل، دون كلل، على كامل الأراضي اللبنانيّة للحرص على سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم، لا سيّما في هذه الأوقات الصّعبة التّي يمرّ بها الوطن، وبالتّالي فإن دور العنصر هو التجسيد الحقيقيّ للأمن

ثالثاً: عند تنفيذ عنصر قوى الأمن الدّاخلي لمهامه، فهو ينفذّ القانون الذّي لا يعلو عليه أحد وتسقط أمامه كلّ الحصانات مهما ارتفع شأنها، وبالتّالي أيّ شخص يعترض عمل قوى الامن الدّاخلي يجب ملاحقته.

رابعاً: إنّ المحامي المتدرّج موضوع الفيديو المتداوَل، لم يلتزم بالقرار الصّادر عن وزير الدّاخليّة والبلديّات لجهة بند "المفرد والمجوز"، - ولا سيّما وأنّ المحامين لا ينطبق عليهم أيّ استثناء من تلك الّتي ذُكِرت في القرار -  ولدى وصوله إلى الحاجز، اعترض على تنظيم محضر بحقّه لمخالفته هذا القرار -علماً أنه لم يكن ملتزماً بوضع الكمّامة رغم وجود شخص آخر برفقته داخل السيارة-، ليخرج بعدها من سّيارته وينهال على عنصر السّير بالشّتائم والإهانات فأدّى ذلك إلى حصول مشادّة كلاميّة بينهما، ثمّ أقدم المحامي المتدرّج على ضرب ودفع العنصر بقوّة أرجعته عدّة خطوات إلى الخلف، وكادت أن تصدمه إحدى المركبات المارّة في المكان –المبيّن في الفيديو المُرفق والّذي نضعه بتصرّف الرأي العام- وما لبث أن عاد إلى سيارته، عندها أصرّ العنصر على استجلاء أوراق المركبة، بعد تَمنُّعه عن ذلك، ونُظِّمَ محضر ضبط بحقّه بمخالفة عدم نقل رخصة سير المركبة والتي تستوجب الاحتجاز. وعند رفضه الامتثال ومعارضته نقلها بواسطة الرّافعة والخروج من السيّارة -بعد مطالبته عدّة مرّات وبكلّ احترام كما يُظهر أحد المقاطع الذي حاول البعض حذفه من الفيديو الذي نُشرعلى مواقع التّواصل الاجتماعي -اضطّر العناصر إلى إخراجه بالقوة من السيّارة وتكبيله بالرّغم من مقاومته الدّائمة للتكبّيل وشتمهم.

خامساً: إن هذه الطّريقة في التّكبيل التّي اعتمدها العناصر قانونيّة وصحيحة، إذ أتت نتيجة لمقاومة رجال الأمن، وهي معتمدة في كلّ الدّول حين يُحاول أيّ شخص التعدّي على رجال الأمن أو رفض الامتثال لهم. عند وصول المحامي المتدرّج إلى الفصيلة، أُزيلت الأصفاد عن يديه، واستُقبِل بطريقة لائقة في مكتب أحد ضبّاط الفصيلة بانتظار التحقيق.

 

النهار: المجلس والسلطة: "عروض" العقم امام الانهيار

النهار/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

تكاد النتيجة القاتمة التي يعاينها اللبنانيون في مشهد التخبط العشوائي الذي يضرب السلطة الحاكمة من جهة، ومجلس النواب من جهة مقابلة، تتلخص بان السلطتين التنفيذية والتشريعية تثبتان امام الازمة الوجودية التي يواجهها لبنان، انهما وجهان لعملة واحدة و"كما حنا كما حنين". فكما شكل توسل رئيس الجمهورية ميشال عون حقا دستوريا في توجيهه رسالة الى مجلس النواب حول التدقيق الجنائي المحاسبي في مصرف لبنان خطوة لا تحظى بالإلحاح الذي يريد له الحكم ان يحتل المشهد الدعائي والسياسي راهنا، فيما لا أولوية يجب ان تسبق تسهيل تشكيل الحكومة والتوقف عن زج التعقيدات المتسلسلة في طريق ولادتها، بدا افتعال اشعال حساسيات وحزازات وعصبيات لا طائل منها الان حول ملف قانون الانتخاب الوجه المكمل لهذا الإلهاء العبثي الفاقد أي جدوى. والاسوأ ان إشغال المشهد الداخلي بجلسات الثرثرة النيابية والسياسية هذا الأسبوع على خلفيات الانقسامات السياسية والطائفية، جاء في التوقيت الخاطئ تماما، اذ يكفي ان تبرز امس تحديدا مسألة مالية أساسية بالغة الأهمية والخطورة تتصل بوضع موضوع الاحتياط النقدي الأجنبي الإلزامي في مصرف لبنان على طاولة البحث والمعالجات والتحسب للآتي من الاستحقاقات الداهمة الضخمة حتى يتبين حجم العقم السلطوي والنيابي الدراماتيكي والقصور المخيف عن مواجهة الاولويات العاجلة والملحة التي تعني اللبنانيين لا الطبقة السياسية برمتها. جلسة اللجان النيابية المشتركة التي عقدت امس للبحث في اقتراحات قوانين تتعلق بقانون الانتخاب واستقطبت حضور ما يفوق 65 نائبا، بدت اقرب الى عصف فكري في غير مكانه وتوقيته وجدواه بشهادة العديد من النواب انفسهم لجهة اتسام الجلسة ومناقشاتها بالخروج عن الأولويات الملحة التي تحتاج البلاد الى معالجتها سواء على مستوى السلطة التنفيذية الضائعة بين حكومة تصريف اعمال وحكومة قيد الاستيلاد القيصري او على مستوى السلطة التشريعية ومواكبتها للتشريعات الملحة. وبرز الانقسام العمودي حول الاقتراح الذي قدمته "كتلة التنمية والتحرير" خصوصا، الامر الذي اتخذ طابعا طائفيا في ظل المعارضة الحادة لنواب "تكتل لبنان القوي" و"كتلة الجمهورية القوية" لاي تشريع جديد لقانون الانتخاب، في ظل القانون الحالي أولا ولرفضهم الحاسم لمشروع لبنان دائرة انتخابية واحدة ثانيا. ولذا بدا طبيعيا الا تفضي الجلسة الى أي نتيجة تقريرية، وطارت الاقتراحات ورحلت الى امد غير معروف. وفي هذا السياق اثار رئيس حزب الكتائب سامي الجميل امام السفير البريطاني كريس رامبلينغ تخوفه من تأجيل الانتخابات النيابية وقال انه "يخشى ان يكون الجدل الذي احتدم في مجلس النواب حول قانون الانتخابات شد العصبيات الطائفية وحرف الأنظار عن التقصير والفشل في إدارة البلد والاختباء وراء هذا النقاش بحيث يخيف كل فريق جماعته بما يؤدي الى تأجيل الانتخابات".

مجموعة الدعم الدولية

واللافت انه وسط هذا التخبط السياسي الداخلي تبرز يوما بعد يوم التحذيرات الدولية من التأخير المتمادي في تشكيل الحكومة ولكن من دون جدوى أيضا . وامس أصدرت مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان بيانا لاحظت فيه "بقلق متزايد الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي تزداد سؤا في لبنان " وأسفت "للتأخير المستمر في تشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل ومواجهة المحنة المتفاقمة للشعب اللبناني". وإذ حضت القادة السياسيين على تشكيل الحكومة دون مزيد من التأخير حضت أيضا حكومة تصريف الاعمال الحالية وأعضاء مجلس النواب "على تنفيذ مسؤولياتهم الانية بالكامل من خلال اتخاذ كل الخطوات البرنامجية والتشريعية المتاحة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية التي تواجهها العائلات والمؤسسات التجارية اللبنانية". وليس بعيدا من هذا الموقف طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مجددا رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب "بأهمية اتخاذ القرارات الأساسية في ترشيد الإنفاق ودعم المواطن مباشرة بمساعدة البنك الدولي ووقف دعم التجار لان استخدام الاحتياطي الإلزامي هو مقدمة لانهيار شامل، فكفى مراهنات وزارية وانتخابية وإقليمية ودولية تعرض لبنان الى الزوال". ووسط غياب أي تطور يتعلق بتسهيل تأليف الحكومة وانقطاع اللقاءات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس قصر بعبدا والتقى الرئيس عون عشية سفره الى الفاتيكان. وإعلن الراعي على الأثر انه سينقل دعوة الى البابا فرنسيس لزيارة لبنان ويُنقل اليه واقع البلاد. وتطرق الى تأليف الحكومة فقال ان "الحكومة لا تشكل بالتقسيط وقد مر شهر والبلد يموت وليسمحوا لنا فيها". واعتبر ان رئيس الحكومة يجب ان ينهي استشاراته ويعود الى رئيس الجمهورية بتشكيلة كاملة من الأسماء لبت الامر بينهما . وقال الراعي نريد حكومة انقاذية استثنائية مجردة غير مدجنة من احد وغير سياسية وقادرة على العمل".

السفيرة وباسيل

الى ذلك تجدد السجال بين السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في شأن العقوبات الأميركية على باسيل. وقالت شيا في ندوة مع "معهد بيروت" ان هناك ملفات عن شخصيات لبنانية في واشنطن يتم درسها تحت راية العقوبات المتعلقة بالفساد او بالإرهاب وعلى الدولة اللبنانية ان تجري إصلاحات فورية واعتبرت ان "العقوبات على جبران باسيل مثل واضح كيف تحاسب الإدارة الأميركية الفاسدين". وأضافت ان "باسيل حور فحوى اللقاءات بيننا وجبران باسيل شكرني على مواجهته بتفاصيل عن حزب الله". ورد المكتب الإعلامي لباسيل على شيا معلنا ان "لا داعي للرد عليها مجددا طالما هي تكرر ذاتها دون الإتيان باي برهان حول اتهام رئيس التيار الوطني الحر بالفساد". ولفت وزارة الخارجية اللبنانية الى "ضرورة تذكير السفيرة الأميركية بضرورة احترام الأصول الديبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان لناحية التعرض غير المقبول للنواب الممثلين للشعب اللبناني ".

 

نداء الوطن: فيتو مسيحي يضع قانون الانتخاب "على الرف"... ورئيس المجلس "لن يستكين" الراعي يستصرخ الحريري... فهل يخرق "جدار الصمت"؟

نداء الوطن/الخميس 26 تشرين الثاني 2020

في قضية تفجير المرفأ لا يزال أهالي الضحايا المفجوعين يستصرخون ضمير السلطة الغائب بينما التحقيقات القضائية تحوم وتدور حول مسؤولية صغار الموظفين مقابل تسطير رسالة "رفع عتب ومسؤولية" من المحقق العدلي القاضي فادي صوان إلى المجلس النيابي بحق الوزراء المعنيين وهو الأعلم بأنها لن تقدّم ولن تؤخر في محاسبة كبار المرتكبين، تماماً كما رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المجلس حول تطيير التدقيق الجنائي. وفي ملف التأليف، استرعت الانتباه أمس رسالة وجهها البطريرك بشارة الراعي إلى الرئيس المكلف سعد الحريري يستصرخه فيها كسر حلقة المراوحة العقيمة والإقدام على تقديم تشكيلته الكاملة إلى عون لأنّ "الحكومة لا تُشكّل بالتقسيط"... فهل تلقى صرخة الراعي من باحة القصر الجمهوري صداها في "بيت الوسط" وتدفع الحريري إلى خرق "جدار الصمت"؟ سؤال، تؤكد أوساط مواكبة لعملية التأليف أنّ الجواب عليه يملكه الرئيس المكلف نفسه ولا بد من أن تتضح معالمه في القابل من الأيام، خصوصاً وأنّ توّجه الراعي "بالمباشر" للحريري وتضمين كلمته عبارات توحي بتحميله المسؤولية الأولى عن إطالة أمد التكليف والتأليف، مسألة من شأنها أن تحث الرئيس المكلف على إعادة النظر في "استراتيجية الصمت والاعتكاف" التي يتبعها في مقاربة العراقيل التي تعترض تشكيلته، باعتبارها بدأت ترتد عليه سلباً، لا سيما مع تعاظم وطأة "البروبغندا" الإعلامية والسياسية التي تطارده وتحمّله وزر التعطيل تحت عناوين تتهمه تارةً بإجهاض فرصة الإنقاذ الفرنسية وطوراً بالانصياع لقرار أميركي يمنع ولادة الحكومة.

لكن وإذا كانت ضراوة هذه الحملة لم تُخرج الحريري عن اعتصامه بحبل التكليف حتى الآن بانتظار أن يحين وقت التأليف بعيداً عن الانزلاق في سجالات سياسية وإعلامية "تزيد الطين بلة"، فإنّ الأوساط رأت في موقف الراعي "منعطفاً مفصلياً باتجاه تغيير قواعد لعبة التأليف من شأنه أن يحث الرئيس المكلف على إعادة حساباته ليعيد معها تصويب بوصلة المسؤولية عن عرقلة ولادة حكومة "إنقاذية استثنائية غير حزبية وغير سياسية" كما وصفها البطريرك الماروني، مذكرةً بكون "ما يعيق التأليف فعلاً هو تصدي رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لولادة تشكيلة بهذه المواصفات تحديداً".

وفي الوقت الحكومي الضائع، انتهت "زوبعة" قانون الانتخاب التي أثارها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأقل الأضرار الطائفية الممكنة بعدما اصطدمت بـ"فيتو" مسيحي فارض للتوازن في المجلس أعاد وضع ملف القانون الانتخابي "على الرف" كما أكدت مصادر مشاركة في جلسة اللجان المشتركة أمس، موضحةً لـ"نداء الوطن" أنّ أجواء الجلسة كانت "هادئة بخلاف جوّ التوتر الذي ساد قبل انعقادها". واعتبرت أنّ بري، وبنتيجة لعبة "جس النبض" التي جاءت غير مشجعة للاستمرار في لعبة استفزاز الكتل المسيحية الوازنة، عاد ففرمل اندفاعته وهو ما بدا واضحاً في المداخلات "التبريدية" التي أدلى بها أعضاء في كتلة "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" خلال جلسة اللجان، بحيث نقلت المصادر عن النائب علي حسن خليل نفيه وجود أي "مؤامرة" وراء طرح موضوع قانون الانتخاب، مؤكداً الحرص على رفض الفتنة، بينما ذهب النائب علي فياض أبعد في طمأنة المكوّن المسيحي من خلال تشديده على أنّ تغيير قانون الانتخاب لن يتم "إلا بالتفاهم". وفي حين تؤكد أوساط مطلعة على أجواء الثنائي الشيعي أنّ "حزب الله" لا يحبذ إثارة أي موضوع خلافي مع "التيار الوطني الحر" في الوقت الراهن خصوصاً بعد فرض العقوبات الأميركية على رئيسه، تشدد في المقابل على أنّ بري "لن يستكين" في مسألة الدفع باتجاه بحث ملف قانون الانتخاب بل هو "سيستمر في طرحه متحرراً من أي حرج طائفي أو حساسيات حزبية على اعتبار أنّ ذلك يقع في صلب العمل المجلسي وبإمكان الكتل الرافضة العمل على إسقاط أي قانون تحت قبة البرلمان إذا لم يلق أكثرية نيابية لإقراره".

 

بنك إيراني يموّل “الحزب” أرسل ملايين الدولارات إلى كندا!

قناة الحرة/26 تشرين الثاني 2020

كشف تقرير استخباراتي كندي عن “تورط شركة صرافة في مساعدة إيران على تحويل ملايين الدولارات إلى كندا. ولفت تقرير في هذا السياق الى “إن شراكة الصرافة “أونغ” ساعدت طهران لتحويل أموال من بنك صادرات، وهو بنك يسيطر عليه النظام الإيراني ويستخدم لتمويل “حزب الله”. وتتهم الاستخبارات الكندية علي رضا أوناغي، 44 عاما، وهو مهاجر مستثمر بأنه “يشكل تهديدًا للأمن القومي للبلاد لمساعدته طهران على تحويل الأموال إلى كندا”. ونقل التقرير أن “دائرة الاستخبارات الكندية كتبت في تقريرها في كانون الأول 2019، أن الأموال تم توجيهها عبر دبي من أجل الالتفاف على العقوبات”. ورغم أن المبلغ الذي تم تحويله من إيران إلى داخل كندا لايزال مجهولًا، إلا أن الاستخبارات تقدره بالملايين. وأكد تقرير دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية أن “شركة صرافة تحول أموالًا إلى كندا من مصرف صادرات، الذي تفرض عليه كندا ووزارة الخزانة الأميركية عقوبات لتمويله حماس و”حزب الله”.

 

سلامة يتراجع وينفي خفض الاحتياطي.. هل يتوقف الدعم؟

المدن/26 تشرين الثاني/2020

أحدثت التسريبات التي وردت عبر وكالة "رويترز"، حول استمرار مصرف لبنان بسياسة الدعم، موجة من المواقف المستنكرة والنافية لها، خصوصاً أنها تزعم بأن البنك المركزي  يدرس خفض مستوى احتياطي النقد الأجنبي الإلزامي. وقد نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تلك التسريبات مؤكداً "أن لا أساس لها من الصحة"، وأشار في حديث لوكالة "رويترز" إلى أن "أي تخفيض لنِسَب الإحتياطي الإلزامي، لو حصل، سيعود إلى أصحاب الودائع في مصرف لبنان، وهم أصحاب المصارف، وليس لأي غرض آخر". وتأكيداً لعدم صحة تسريبات "رويترز" اعتبر أحد المصرفيين عبر "المركزية"، أن "الدعم القائم لم يؤتِ بالنتيجة المطلوبة، ولم يستفد المواطن من الدعم سوى في مادة البنزين، وما تبقى يتم تهريبه"، وقال "لا يجوز الاستمرار في هذه الطريقة العشوائية من الدعم التي تكلّف مصرف لبنان 600 مليون دولار شهرياً... فالحل الأنسب يبقى في تخفيف حجم الكلفة إلى 200 مليون شهرياً عبر حصره بالمواد الاستهلاكية الأساسية والضرورية للغاية". ودعا اللبنانيين إلى "التيقّن والتعلّم من درس كلفة هذا الدعم، بأن الدولة هي التي تًنفق ودائعهم.. إذ بدل أن تجد مصدراً آخر لدعم تلك المواد الأساسية، تترك البنك المركزي يعالج الأمر بمفرده ومن الاحتياطي بالعملات"، وتوجّه بالقول إلى "الدولة ووسائل التواصل الاجتماعي التي ألقت اللوم على المصارف بأنها هي مَن أخفى ودائع الناس": ها هي تلك الودائع تسحبها الدولة لتخدير اللبنانيين بالدعم، فما الفارق بين الاحتياطي الإلزامي والاحتياطي بالعملات؟! النتيجة واحدة. وليست سوى جرس إنذار للناس بأن الدولة لا تستطيع الوقوف على رِجليها لإنقاذ الوضع، حتى أن رواتب القطاع العام يؤمّنها مصرف لبنان.. وهذا دليل إضافي إلى أن الدولة عاجزة عن تلبية مطالب شعبها.. فليتّعظ الجميع من هذا الدرس بدل إلقاء الملامة على حاكم البنك المركزي والمصارف.

 

الفاريز أند مارسال" تفضح وزارة المالية.. ووزني يردّ

المدن/26 تشرين الثاني/2020

ما إن خرجت شركة "ألفاريز أند مارسال" عن صمتها، بكشف السبب الفعلي الذي يقف وراء انسحابها من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان المركزي، معلنة أنها لم تتلق المعلومات اللازمة لإتمام المهمة، حتى سارع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني إلى تكذيبها. وإذ أكدت شركة ALVAREZ & MARSAL المتخصّصة في استشارات إعادة الهيكلة، في بيان رسمي لها، أنه نظراً لعدم توافر ما يكفي من المعلومات، لم تستطيع إتمام المراجعة، نفى وزني في بيان، نفياً قاطعاً ما نشرته شركة Alvarez & Marsal عن أن الوزارة أكدت أن المعلومات المطلوبة من قبل الشركة لن يتم تقديمها في المستقبل القريب. وقال وزني في بيانه "إن النص الحرفي لتصريحه في اجتماع القصر الجمهوري كان واضحاً، من ناحية أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على إجراء اللازم لتمديد المهلة المطلوبة لتسليم المستندات إلى شركة Alvarez & Marsal، لتصبح ثلاثة أشهر بعدما كانت محددة في العقد الموقع مع الشركة كي تنتهي في تاريخ أقصاه 3/11/2020، على أن يتم خلال الفترة أعلاه تسليم بعض المستندات التي حالت دون تسلمها في ظل القوانين والأنظمة المرعية الإجراء". وختم: "هذا ما اتفق عليه في الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري في 5/11/2020 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومدير شركة التدقيق الجنائي جيمس دانيال".

 

ضحايا شبكات التهريب إلى أوروبا: اللبنانيون يتحولون شعباً لاجئاً؟

المدن/26 تشرين الثاني/2020

حذّر القنصل اللبناني في تركيا، مازن كبارة، من ظاهرة ازدياد عدد اللبنانيين في تركيا، وهم يبحثون عن سبل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وأشار كبارة، في مقابلة تلفزيونية، إلى "خطر مافيات تستغلّ اللبنانيين لتهريبهم غرباً، فتتقاضى الأموال وتتركهم على الحدود بين تركيا واليونان أو بلغاريا". وفي اتصال مع "المدن"، أكد كبارة على أنه منذ أشهر، يتلقّى بشكل يومي أو أسبوعي عشرات طلبات الحصول على Laisser passer، جوازات مرور، تعطى لمواطنين فقدوا أوراقهم الثبوتية أو جوازات سفرهم في بلد أجنبي، للعودة إلى بلدانهم. ويضيف كبّارة أنّ ظاهرة هذه الطلبات ازدادت في الأسابيع الأخيرة، "إذ يأتي عدد من اللبنانيين ويشيرون إلى أنه أضاعوا أوراقهم أو تعرّضوا للسرقة. وهو الأمر الذي يثير الشكوك، خصوصاً أنّ العدد يكبر". وفي تفاصيل ما يحصل مع عدد من الراغبين بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، يوضح كبارة أنّ "لبنانيين يصلون بشكل طبيعي إلى إسطنبول على متن الرحلات، ثم يلتقون بوسيط سبق وتواصلوا معه بغية تهريبهم إلى أوروبا". فيتقاضى الوسيط أو المهرّب المال، ويتسلّم منهم أوراقهم الثبوتية ثم يتركهم عزّل على الحدود أو رصيف البحر. وهم يتخلّون عن أوراقهم الثبوتية اللبنانية "حتى يمكنهم الادعاء- في حال تم إلقاء القبض عليهم- أنهم لاجئون ولا يحملون الأوراق اللازمة كي لا يتم ترحيلهم". ويضيف كبارة أنه "بفعل هذه التجارب المتكرّرة، يخسر الساعون إلى الهجرة غير الشرعية المال والوقت، ويصعّب عليهم أيضاً أمل الهجرة الشرعية لاحقاً". ويشدّد كبارة على أنّ القنصلية اللبنانية تقوم باللازم مع ضحايا شبكات تهريب البشر. مضيفاً أنّ "تزايد أعداد الضحايا جعل من المغرّر بهم ظاهرة يجب التوقّف عندها، والحدّ منها، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية". فيؤكد على وجوب توعية المواطنين في الإعلام وتعزيز المتابعة الأمنية للعصابات والوسطاء بهدف حماية الضحايا قبل سقوطهم في أفخاخ المافيات. على أي حال، فإن تفاقم هذه الظاهرة يدل على أن اللبنانيين يتحولون شيئاً فشيئاً إلى شعب لاجئ، مثل سائر الشعوب المنكوبة بحروب أو بأنظمة قاتلة.. أو بالغة الفساد على شاكلة لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

«المرصد»: مقتل 19 مسلحاً موالياً لإيران في غارات إسرائيلية على سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

قتل 19 مسلحاً موالياً لإيران، اليوم (الخميس)، في ضربات جوية استهدفت مواقعهم في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورجح المرصد أن تكون «طائرات إسرائيلية» شنت الغارات التي استهدفت إحدى المجموعات المسلحة غير السورية الموالية لإيران قرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وشنّت اسرائيل، ليل الثلاثاء الأربعاء، ضربات استهدفت، وفق المرصد، مركزاً ومخزن أسلحة تابعا للقوات الإيرانية و»حزب الله» اللبناني في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي، كما طالت مركزاً لمجموعة «المقاومة السورية لتحرير الجولان» في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.

 

إسرائيل تصعّد «حرب استنزاف» الفصائل التابعة لإيران في سوريا

26 غارة شنتها إسرائيل هذا العام ومقتل 206 من قوات النظام والمسلحين الموالين لطهران

لندن - تل أبيب: /الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020 »

أكد النظام السوري صباح أمس (الأربعاء)، أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت منطقة في الضواحي الجنوبية لدمشق يقول منشقون عن الجيش إن هناك تواجداً عسكرياً إيرانياً قوياً فيها، وهذا هو الهجوم الثاني على مواقع لفصائل إيرانية أو حليفة لإيران خلال أسبوع.

وقال بيان الجيش السوري، إن إسرائيل نفذت القصف من هضبة الجولان المحتلة، وإن الخسائر اقتصرت على الماديات.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن ثمانية مقاتلين موالين لإيران قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليلاً مواقع عسكرية في سوريا.

وقالت مصادر دبلوماسية متابعة للغارات الإسرائيلية المتكررة على المواقع الإيرانية في سوريا، إنها تدخل في إطار «حرب الاستنزاف» بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية، وذكرت أن الغارات مرشحة للتصعيد خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

واستهدفت غارات أمس مركزاً ومخزن أسلحة تابعاً للقوات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. كما طالت مركزاً لمجموعة «المقاومة السورية لتحرير الجولان» في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن القصف قرب دمشق أوقع ثمانية قتلى غير سوريين، لم يتمكّن من تحديد جنسياتهم، بالإضافة إلى عدد من الجرحى. كذلك تسبب في دمار مستودع صواريخ. وفي القنيطرة، أدى القصف إلى إعطاب آليات، من دون تسجيل خسائر بشرية.

ويتكرر في الأيام الأخيرة القصف الإسرائيلي على سوريا، بحسب «المرصد»، آخره السبت الماضي وأدى إلى مقتل 14 مسلحاً موالياً لإيران، غالبيتهم عراقيون في شرق سوريا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع، أن مقاتلاته قصفت «أهدافاً عسكرية لـ(فيلق القدس) وللجيش السوري»، في حين اعتبره «رداً» بعد العثور على عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف وفق «المرصد»، عشرة قتلى، بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران.

وقال منشقون عن الجيش، إن الضربة الأخيرة استهدفت قاعدة عسكرية في جبل مانع قرب بلدة الكسوة، حيث يتدرب «الحرس الثوري» الإيراني منذ فترة طويلة في منطقة وعرة على بعد 15 كيلومتراً جنوبي وسط دمشق.

وقالت مصادر عسكرية، إن المنطقة التي تعرضت للغارات فيها صواريخ مضادة للطائرات، واستهدفت الغارات منطقة تقع في مساحة تمتد من ريف دمشق الجنوبي إلى هضبة الجولان، حيث تعتبر إسرائيل الوجود الإيراني المتنامي تهديداً استراتيجياً.

وشنّت إسرائيل غارات جوية على ما وصفتها بأنها مجموعة واسعة من الأهداف السورية والإيرانية في سوريا يوم الأربعاء الماضي، في مؤشر على أنها ستواصل سياسة القصف عبر الحدود.

وتقول مصادر استخبارات غربية، إن الغارات الإسرائيلية المتصاعدة على سوريا في الأشهر القليلة الماضية هي جزء من «حرب الظل» التي وافقت عليها واشنطن، وجزء من سياسة مناهضة لإيران قوضت في العامين الماضيين القوة العسكرية الواسعة لطهران دون أن تؤدي لتفجر الأعمال القتالية.

وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون في الأشهر الأخيرة، إن إسرائيل ستكثّف حملتها ضد إيران في سوريا، حيث وسّعت طهران وجودها بمساعدة الفصائل التي تعمل بالوكالة عنها.

وكما في غالبية الحالات، امتنعت إسرائيل هذه المرة أيضاً عن التعليق على أنباء هذا القصف واعتمدت وسائل إعلامها نشر تقارير عربية وأجنبية عنه. لكن مصادر عسكرية أكدت، أن الجيش أغلق، منذ صباح أمس، المجال الجوي في هضبة الجولان أمام الطيران المدني، وأمام الرحلات الجوية التي يزيد ارتفاعها على 5000 قدم؛ وذلك تحسباً من إمكانية إطلاق قذائف من الأراضي السورية، انتقاماً من هذه الغارات.

وقالت إن هذا الإغلاق، يأتي كإجراء وقائي. إذ إن القصف استهدف هذه المرة مواقع في الجولان، يتواجد فيها «حزب الله» والميليشيات الإيرانية، على مقربة من قرية رويحينة جنوب القنيطرة، وفي محيط جبل المانع بريف دمشق. وهي مناطق يمكن لصواريخها أن تصيب طائرات إسرائيلية.

وأشارت معلومات صحافية إلى أنه ومع الغارات الجديدة، تكون إسرائيل قد استهدفت الأراضي السورية 36 مرة منذ بداية عام 2020، وتسببت ضرباتها الجوية في مقتل 206 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والقوات الإيرانية و«حزب الله» والميليشيات التابعة لها، بينهم 41 من الجنسية السورية، والبقية أي 165 من جنسيات غير سورية.

وفي السياق، بعث سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، رسالة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن يطالب فيها باتخاذ إجراءات فورية ضد «الوجود الإيراني في سوريا»، وطالب بإدانة الأحداث الأخيرة التي تم فيها وضع عبوات ناسفة بالقرب من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل. وقال إردان في رسالته، إن «البنية التحتية العسكرية تزعزع استقرار المنطقة، وتعتبر إسرائيل النظام السوري مسؤولا عن أي نشاط إرهابي إيراني يخرج من أراضيها»، وهدد بالرد «بكل الوسائل لحماية سكان إسرائيل». ودعا مجلس الأمن إلى أن يدين هذه الأحداث ويطالب إيران بالانسحاب الفوري من سوريا.

 

لودريان لـ«الشرق الأوسط»: دولٌ تريد بالتحكم بمسلمينا

وزير الخارجية الفرنسي قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم يواجهون مزيجاً من «الإرهاب المزدوج»... والمسلمون أول ضحاياه

الرياض: عبد الله آل هيضه/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن بلاده تواجه إرهاباً مزدوجاً، مؤكداً أن محاربة الإرهاب تنبغي قيادتها مع المسلمين، كونهم أول ضحاياه.

ولفت الوزير الفرنسي، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أن جوهر نشاطهم العسكري الذي بدأ منذ عدة سنوات ويواصلون تنفيذه في منطقة الساحل وفي الشرق الأوسط، هو محاربة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن بلاده تتعرض لحملة «من القدح والذم والنميمة والاستغلال والكراهية يقودها رؤساء بعض الدول والمجموعات مستخدمين نفوذ شبكات التواصل الاجتماعي وساعين إلى إيهام الآخرين بأن فرنسا وأوروبا تنبذان الإسلام». وأكد لودريان، في حوار أجري معه عبر البريد الإلكتروني، أن القانون الفرنسي في جوهره ينص على حياد الدولة إزاء جميع الأديان، وأن «فرنسا بلد التسامح» التي ترفض تقسيم المجتمع الفرنسي، والتمييز بين المواطنين على أساس انتمائهم الديني، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهوداً. وحث لودريان، الذي تعرضت بلاده مؤخراً إلى موجة إرهابية، المؤسسات التي تمثّل الإسلام في فرنسا على أن تحسن تنظيمها، ما يتيح إقامة حوار وثيق معها.

وهذا نص الحوار...

> لنبدأ من آخر الأحداث في فرنسا، بعد موجة هجمات فردية، ذهب ضحيتها عدد من المدنيين، قال الرئيس الفرنسي، لأئمة مساجد فرنسية، إن عليهم «حفظ صورة الإسلام باعتباره ديناً وألا يتحول إلى حركة سياسية مرتهنة بالتمويل والأجندات الخارجية». كيف تقاربون بين المطالبة هذه مع وجود جمعيات إسلامية بعضها مجهولة التمويل وكذلك تتبنى خطابات متطرفة؟

- نشهد اليوم حالات من العنف العارم في فرنسا، وكذلك في أوروبا وفي مختلف أصقاع العالم من نيس إلى فيينا، ومن كرايستشيرش إلى كابول.

ونواجه مزيجاً من التهديد الإرهابي ومن بيئة حاضنة للكراهية يعمل البعض على تأجيجها. وإن التهديد الإرهابي الذي نواجهه اليوم تهديدٌ مزدوجٌ، فثمة الإرهاب الذي ما تزال تمارسه منظمات إرهابية من قبيل تنظمَي «داعش» و«القاعدة» اللذين يواصلان أنشطتهما الإرهابية في الشرق الأوسط وأفريقيا، من جهة، والأعمال الإرهابية الفردية النابعة عن هذه العقيدة من جهة أخرى.

وتتعرض فرنسا أيضاً لحملة من القدح والذم والنميمة والاستغلال والكراهية يقودها رؤساء بعض البلدان والمجموعات، مستخدمين نفوذ شبكات التواصل الاجتماعي وساعين إلى إيهام الآخرين بأن فرنسا وأوروبا تنبذان الإسلام.

وأودُّ أن أكرر أن فرنسا تكنُّ احتراماً عميقاً للإسلام، فالإسلام دين تربطه بها علاقات تاريخية وثقافية عريقة ووطيدة وغنية، ناتجة عن مجموعة من التأثيرات المتبادلة في شتى المجالات. واليوم يجب أن نحارب الإرهاب بجميع أوجهه من جهة والانحراف المتطرف والفكر الأصولي من جهة أخرى. وهذه المعركة نريد أن نقودها بل يجب أن نقودها مع المسلمين، فهم أول ضحايا الإرهاب.

> يعد النموذج الفرنسي في التعايش أحد النماذج التي تلقى إشادة حضارية، لكن هناك بعض الخطابات التي يُرى أنها تمثل تعدياً على رموز إسلامية وتفتح باب التحريض. هل من إعادة تنظيم علاقة بين الخطابات السياسية والتقارب الإسلامي في النموذج الفرنسي؟

- إن رسالتنا واضحة جلية، فمكانة الإسلام محفوظة في فرنسا. والإسلام دين مهم وأساسي وهو ثاني أكبر الأديان في فرنسا، وينتمي ملايين المسلمين الفرنسيين إلى المجتمع الوطني انتماءً كاملاً، ويمثّلون جزءاً من تاريخ جمهوريتنا وهويتها.

ويتمتع المسلمون في فرنسا بإطار حاضنٍ يحمي ممارسة معتقداتهم الدينية، وتفرض الدولة احترام هذا الإطار انطلاقاً من مبدأ المساواة بين جميع الطوائف الدينية.

وينص القانون الفرنسي في جوهره على حياد الدولة إزاء جميع الأديان وعدم انحيازها إلى هذا الدين أو ذاك. وهذا يعني أن القانون يكفل حرية الإيمان أو عدم الإيمان، كما يكفل للمؤمنين حرية ممارسة دينهم. ويتيح حياد الدولة في فرنسا معاملة جميع المؤمنين إلى أي دين انتموا معاملة عادلة، أما عدم انحيازها فيتيح تنفيذ قيم بلدنا العالمية المتمثلة في الحرية والمساوة والإخاء بين جميع المواطنين بلا استثناء، وذلك في الإطار الديني والعقائدي.

> الحرية التي تدافع فرنسا في تاريخها عنها، تضع مسؤولية كبرى أمام المجتمعات المسلمة ومعها كل الأطياف الأخرى، لكن هناك من المسلمين في فرنسا من يرى تنامي خطاب العنصرية، خاصة مع خطابات يسارية توصف بـ«المتطرفة» لأهداف انتخابية سياسية. كيف تقيمون ذلك؟

- سنظلّ متيقظين، كما هو الحال في الوقت الراهن، حيال أي خطاب يحرّض على الكراهية أو العنصرية. وإن نشبت بعض التوترات من حين إلى آخر، يتعيّن علينا تهدئتها، فالتمييز أو خطابات الكراهية تتنافى وقيمنا، ولزام علينا محاكمة كل من يقوم بذلك، وهذا ما نفعله بالفعل.

وفي الواقع، تضمّ فرنسا اليوم زهاء 3 آلاف دار عبادة إسلامية، ويبثّ التلفزيون الوطني كلّ أسبوع برنامجاً متلفزاً عن الإسلام في إطار فقرة صباحية مكرّسة للأديان، وثمة أئمة مسلمون يؤمون الصلاة في القوات المسلّحة وفي السجون وفي المستشفيات. وتقيم السلطات العامة حواراً وثيقاً مع ممثلي المنظمات الإسلامية.

واعتقد البعض بالفعل أحياناً أن فرنسا تتهجّم على المسلمين، وقد عمد بعض المسؤولين السياسيين أو بعض الجماعات إلى تحريف أقوال رئيس الجمهورية مستخدمين شبكات التواصل الاجتماعي. فلن ندعهم يظنون أن فرنسا قد تناهض الإسلام.

بل يجب الاستماع إلى كثير من المثقفين المسلمين ورجال الدين المسلمين في فرنسا الذين رفعوا الصوت عالياً في الأسابيع الماضية مذكّرين بحقيقة الظروف التي يعيشونها في فرنسا.

وفرنسا بلد التسامح، وهي ترفض الإرهاب ومحاولات تقسيم المجتمع الفرنسي، وتستنكر التمييز بين المواطنين على أساس انتمائهم الديني، سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهوداً. وسندافع على الدوام عن حرية ممارسة الدين الإسلامي في فرنسا، ونعتزم في الوقت عينه مكافحة التطرّف والإرهاب، فالاثنان لا يتناقضان، بل يكمّل بعضهما البعض.

> أطلقت فرنسا دعوات لمواجهة ما وصفته بـ«الانعزالية الإسلامية» في الأحياء الفرنسية التي تهدف إلى إنشاء ما قال إنه إنشاء «مجتمع مضاد»، هل هذا توجه حقيقي لمحاربة أحزاب وحركات «الإسلام السياسي»؟

- إننا نتصدى بلا هوادة لخطرين اثنين هما، الإرهاب الذي ما زال يهدد فرنسا وأوروبا، وهذا ما رأيناه في الأسابيع الماضية، وهو يهدد أيضاً العالم أجمع، بما في ذلك المملكة العربية السعودية حيث تعرّضنا لهجومَين في جدّة في غضون 15 يوماً.

كذلك الانحرافات المتطرفة التي تسعى إلى نأي المسلمين عن المجتمع الفرنسي، وإبعاد فرنسا عن العالم الإسلامي في آن معاً، ففرنسا ترتبط بالعالم الإسلامي بفضل تاريخ مشترك على امتداد قرون من الزمن وبفضل مصالح مشتركة وكثير من الروابط الإنسانية والعائلية.

ويستند هذا التطرف الذي يجب التفريق بينه وبين الدين إلى فكر أصولي، ويصبو إلى تحقيق غايات سياسية الطابع. فثمة الإسلام من جهة والتطرف من جهة أخرى، ونحن لا نخلط بينهما إطلاقاً. ونعمل على تنظيم سبل مكافحة الإرهاب والتطرف بالتعاون مع شركائنا؛ فتصميمنا على محاربة الجماعات الإرهابية لا يتهاوى، إنه جوهر نشاطنا العسكري الذي بدأناه منذ عدة سنوات، والذي نواصل تنفيذه مع شركائنا في منطقة الساحل وفي الشرق الأوسط، إنه أيضاً جوهر الجهود التي تبذلها أجهزة الاستخبارات والقوى الأمنية الفرنسية وكذلك التعاون الاستخباراتي والأمني مع البلدان الصديقة. ومن الضروري أن نأخذ الحيطة والحذر في أراضينا الوطنية وأن نتّخذ إجراءات الحماية المناسبة. وإننا نقود هذه المعركة ضد الإرهاب بالتعاون مع كثير من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، سواء في التحالف الدولي ضد «تنظيم داعش» أم عبر أنشطة التعاون الثنائية. ومن جهة أخرى، لم تقم فرنسا وحدها بشجب حملات الكراهية والتلاعب بالمعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، بل عمد جميع شركائنا الأوروبيين إلى ذلك أيضاً رافضين على سبيل المثال رفضاً واضحاً تصرف تركيا لأنهم يعلمون أنه يستهدفهم هم أيضاً.

> كيف ترون الاتهامات التي تطال دولاً إسلامية بمحاولة إعادة تنظيم الحركات الإسلامية في فرنسا لوضعها في إطار جماعات ضغط داخلية؟

- بطبيعة الحال ثمة علاقات تربط بين مسلمي فرنسا وبلدانهم الأصلية، وهذا أمر طبيعي يثري العلاقات التي تجمع فرنسا بهذه البلدان إنسانياً ووجدانياً، لكن ثمة أمراً آخر مختلفاً تماماً، وهو رغبة بعض البلدان في ممارسة نفوذ سياسي في فرنسا والتحكّم ببعض المؤمنين المسلمين، وهذا أمرٌ نرفضه. فنريد أن يتمكّن مسلمو فرنسا من ممارسة دينهم بحرية وكرامة وسلام، وأن يتمكنوا من أن يكونوا في الوقت عينه مسلمين ومواطنين فرنسيين بكل ما للكلمة من معنى. ولهذا السبب نرغب في تعزيز نشوء إسلام فرنسي مثلما هناك إسلام سعودي أو إسلام مغربي. يجب أن يتمكن مسلمو فرنسا من الجمع بين ممارسة دينهم الإسلامي والالتزام بقيم بلدنا ومبادئ جمهوريتنا على حدّ سواء. لذا نحث المؤسسات التي تمثّل الدين الإسلامي في فرنسا على أن تحسن تنظيمها، ما يتيح إقامة حوار وثيق مع السلطات العامة، ولهذا السبب أيضاً نرغب في أن يتلقى الأئمة في فرنسا التدريب في بلدنا. فبموازاة الفقه الديني، يجب أن يتضمن هذا التدريب إتقان اللغة الفرنسية وإدراك المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية.

أما فيما يخصّ التمويلات الأجنبية، فيجب أن تكون شفافة، لكي نتأكّد من أنها لا تهدف إلى فرض فكر أصولي أو إحداث انقسامات داخل المجتمع الفرنسي.

> كيف تنتهجون في فرنسا لمجابهة العائدين من المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق ومناطق التوتر العالمية؟

- يخضع جميع الأشخاص الذين انضووا تحت راية أي منظمة إرهابية في مناطق النزاع إلى المحاكمة بصفة منهجية عند عودتهم إلى الأراضي الفرنسية. وينطبق ذلك أيضاً على الأشخاص الذين يحاولون الذهاب من فرنسا إلى ساحات القتال للانضمام إلى تنظيمَي «داعش» أو «القاعدة»، لأن هذا الفعل يُعاقب عليه القانون الفرنسي بالسجن لمدة 10 سنوات.

وفيما يتعلّق بوضع المقاتلين الإرهابيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، فلقد ذكّرت بانتظام بأنه تجب محاكمتهم في المكان الأقرب إلى حيث ارتكبوا جرائمهم. وما زالت أولوية الحكومة الفرنسية تتمثّل في ضمان أمن المواطنين الفرنسيين في ظل احترام مبادئنا وقيمنا.

فهؤلاء الرجال والنساء الراشدون قرروا الانضمام إلى «تنظيم داعش» والقتال في صفوفه في مناطق الحرب، فهم لم يصلوا إلى سوريا أو العراق بمحض الصدفة. أما الأطفال الذين لم يختاروا بأنفسهم الذهاب إلى سوريا والعراق فوضعهم يختلف، لذا نحرص على تنظيم عودتهم، وخاصة الأكثر عرضة منهم للخطر في ظل ظروف صعبة في معظم الأحيان ومن مناطق لا نتحكّم فيها فعلياً بأي شيء. وما زالت أولويتنا تتمثل في مكافحة إفلات مقاتلي «تنظيم داعش» من العقاب على الجرائم التي ارتكبوها. فهذه مسألة أمنية، لكنها أيضاً مسألة تتعلق بالعدالة تجاه الضحايا الذين قُتلوا بسببهم في البلدان التي ذهبوا إليها.

> هل أنتم على استعداد لمراجعة أو فتح نقاش لتصنيف تيارات إسلامية في قائمة الإرهاب، خاصة أن الدول الإسلامية مثل السعودية، صنفتهم في القائمة، والحديث يأخذ جماعة «الإخوان المسلمين» بعد ثبوت ضلوع آيديولوجيتهم وعدد من المنتمين لها في أعمال عنف وتحريض على الإرهاب؟

- تحارب فرنسا الإرهاب بعزم بعد أن تعرّضت مجدداً لاعتداءات بغيضة. ففي حال الاعتداءات الإرهابية، لا نعتمد أي مبدأ آخر سوى التحليل الموضوعي للتهديد الذي تمارسه جماعات إرهابية على أمننا الوطني.

بموازاة المعركة التي نقودها ضد الإرهاب بواسطة الأجهزة الأمنية، نلتزم بمكافحة تأثير الفكر الأصولي والانحرافات المتطرفة. وهذه المعركة نقودها ضد الأفكار والعقائد من خلال مكافحة الخطابات التي تحرّض على الكراهية، والفكر الذي يسعى إلى تحريف الدين خدمةً لغايات سياسية، والمحاولات التي تهدف إلى إبعاد المواطنين المسلمين عن باقي المجتمع. وفي هذا الصدد اتّخذت الحكومة في الآونة الأخيرة قرارات تقضي بحلّ عدة جمعيات في فرنسا.

 

البيت الأبيض يوافق على اطلاع بايدن على الإحاطات السرية الأمنية والاستخباراتية

سيناتور ديمقراطي يحذّر من ترشيح مايكل موريل لمنصب مدير الـ«سي آي إيه» بسبب ممارسات التعذيب

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

في خطوة تلت الموافقة الرسمية على ترتيب الانتقال السلمي للسلطة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفريق جو بايدن، أعلن مكتب الرئيس المنتخب أنه سيبدأ من الإثنين المقبل تلقي الإحاطات والأمنية والموجز الاستخباراتي اليومي الذي يقدم للرئيس، ومن المتوقع أن يركز بشكل خاص على أحدث المستجدات والاستعدادات لمواجهة جائحة كورونا. وقالت جين بساكي مساعدة جو بايدن ضمن الفريق الانتقالي في مؤتمر صحافي مساء أمس، إن كلاً من بايدن ونائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس سيبدأ تلقي المذكرة اليومية للرئيس، منوهة إلى أن البيت الأبيض وافق رسمياً على السماح لإدارات المخابرات الحكومية بمنح بايدن الإحاطة اليومية، والتي تتضمن بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية حساسية للحكومة. وكانت إدارة ترمب قد منعت نائب الرئيس الديمقراطي السابق من تسلمها، مما أثار انتقادات بين الحزبين من جانب المشترعين الذين عبّروا عن قلقهم من أنه أمر بالغ الأهمية للأمن القومي، وهو ما أدّى إلى تأخير إدارة الخدمات العامة لأسابيع طويلة وحرمان جو بايدن وفريقه من الوصول إلى الإحاطات السرية، والوكالات الفيدرالية.

وأوضحت بساكي أنه مع بدء إجراءات نقل السلطة رسمياً الآن، فإن فرق مراجعة الوكالات التي أنشأها جو بايدن قد أجرت اتصالات أو اجتمعت مع أكثر من 50 وكالة ولجنة ابتداء من ليلة الثلاثاء الماضية، بما في ذلك كل من المكاتب الرئيسية داخل السلطة التنفيذية في مكتب الرئيس، مضيفة: «رغم التأخير لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً في القدرة على الاتصال بهذه الوكالات، فإن الاستقبال من موظفي الخدمة المدنية المهنية كان مهنياً ومرحباً، والعديد منهم كانوا يستعدون لهذه اللحظة منذ أشهر». ولفتت إلى أن من خطوات الانتقال أيضاً العمل مع جهات الأمن السيبراني لتوفير حسابات البريد الإلكتروني الموقتة، وأجهزة الكومبيوتر المحمولة الصادرة عن الحكومة، بالإضافة إلى توفير آلية الوصول إلى المعلومات بشكل آمن في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاور حيث يقيم جو بايدن. وأفاد الفريق الانتقالي لبايدن بأن معالجة جائحة كورونا تمثل أولوية قصوى، وقد التقوا المسؤولين الانتقاليين في إدارة الصحة والخدمات البشرية يوم الثلاثاء لمناقشة توزيع اللقاح، وتطورات كوفيد - 19، كما أنهم كانوا على اتصال بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، والتواصل مع الدكتور أنتوني فاوتشي، أكبر خبراء الأمراض المعدية في البلاد.

وأشارت كيت بيدنغفيلد كبيرة مستشاري جو بايدن، خلال حديثها إلى الصحافيين، إلى أن «الرئيس المنتخب لا يحتاج إلى التحدث مع الرئيس ترمب من أجل المضي قدماً في إجراءات انتقال السلطة، لكنه سيكون على استعداد للقيام بذلك إذا طُلب منه ذلك»، مضيفة: «بالتأكيد، إذا أراد الرئيس ترمب التحدث مع الرئيس المنتخب بايدن، فهذا شيء سنعمل على تحقيقه في المستقبل». بدوره، قال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الموظفين يعملون بنشاط مع فريق بايدن وهاريس الانتقالي لتنسيق الانتقال السلس ومواصلة عرض سلسلة من الإحاطات الأسبوع المقبل، حول مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالاستجابة لفيروس كورونا. وفي سياق متصل، حذّر أحد الديمقراطيين الرئيسيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ جو بايدن من ترشيح مايك موريل لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية «السي آي إيه»، متهماً موريل بأنه صاحب سجل طويل في الدفاع عن التعذيب والطرق العنيفة في التحقيقات التي تجريها وكالة الاستخبارات، قائلاً إن ذلك يجعله بالتأكيد «غير ناجح».

ويعد موريل، الذي كان نائب مدير الـ «سي آي اي» في عهد الرئيس باراك أوباما وخدم مرتين كمدير بالنيابة للوكالة، هو مرشح محتمل بشكل قوي لتولي منصب مدير الاستخبارات في إدارة بايدن، وذلك بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية، بيد أن هذا الاحتمال أثار انتقادات شديدة من أعضاء حزب بايدن نفسه، وبالتحديد السيناتور رون وايدن من ولاية أوريغون، وهو عضو في لجنة الاستخبارات التي سيصوت في النهاية على ما إذا كان قد تم تأكيد أي مرشح لهذا المنصب. وقال وايدن لشبكة «سي إن إن»: «لا يمكن تأكيد أن أي مدافع عن التعذيب هو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إنه أمر غير ناجح»، مشيراً إلى قول موريل سابقاً إن ما يسمى «الاستجواب المعزز» للوكالة للإرهابيين كان فعالاً وأخلاقياً على حد سواء. ورفض نك شابيرو، الذي عمل سابقاً في وكالة الاستخبارات ويعمل حالياً متحدثاً رسمياً باسم مايك موريل، ادعاءات السيناتور وايدن، قائلاً لشبكة السي إن إن: «عمل مايكل موريل لخدمة البلاد عقوداً طويلة، وهو أحد أذكى ضباط الاستخبارات وأكثرهم تفانياً لدينا. وخدم تحت إدارة كل من الفريقين الديمقراطيين والجمهوريين، وكان إلى جانب الرئيس بوش في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول)، ومع الرئيس أوباما عندما أطحنا بأسامة بن لادن»، مؤكداً أن موريل لم يشارك بأي شكل من الأشكال في إنشاء برنامج التحقيقات تحت التعذيب، والمعروفة اختصاراً ببرنامج «EIT».

 

بايدن يحاول توحيد الأميركيين في «عيد الشكر» ضد الجائحة

بايدن أكّد أن العالم «يتطلع» إلى دور أميركا القيادي… واستبعد «اليسار الراديكالي» من التعيينات

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

بعد أسابيع من التأخير وعدم اليقين والكثير من الدعاوى القضائية، حرص الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على الوفاء بوعوده الأولى بإظهار رفضه التام لسلوك الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب وسياسات «أميركا أولا»، محاولا في الوقت ذاته عدم إثارة أي مخاوف لدى الجمهوريين من ترشيح أشخاص من «اليسار الراديكالي» للمناصب الحكومية التي أعلنها حتى الآن، ومعلنا أن «أميركا عائدة» إلى دورها القيادي عبر العالم. ومع تلاشي حظوظ ترمب في المعارك القضائية التي يخوضها واستعداد الرئيس المنتخب لتولي المسؤولية بعد 55 يوما، خاطب بايدن الشعب الأميركي في مناسبة عيد الشكر؛ ساعيا إلى توحيد الأميركيين في مواجهة جائحة «كوفيد - 19»، في ظل تحذيرات الخبراء من ارتفاع محتمل في عدد الإصابات والضحايا خلال فترة العطلة. وشدد على التضحيات المشتركة خلال موسم الأعياد، معبرا عن ثقته في أن الأميركيين سيتغلبون سوية على جائحة «كوفيد - 19» التي فتكت حتى الآن بأكثر من ربع مليون أميركي، وأصابت 12 مليونا منهم. وبدا واضحا من التعيينات التي أعلنها حتى الآن أنه يريد بناء إدارته على مفاهيم تقليدية تعير اهتماما رئيسيا لحقيقة أن القادة العسكريين يجب أن يصونوا الاستقرار، وأن المسؤولين الحكوميين يحتاجون إلى الخبرة والمهارة، وأن الدولة التي تعاني انقسامات عميقة قادرة على القيام بواجباتها، وأن العالم يتطلع إلى الدور القيادي للولايات المتحدة، آملا في استخدام التفويض الشعبي الذي حصل عليه لمواجهة القوى السياسية التي أدت إلى صعود «الظاهرة الترمبية»، علما أيضا بأن أكثر من 73 مليون أميركي صوتوا للرئيس ترمب، وإن لم يفز في الانتخابات.

وانتقى بايدن مسؤولين حكوميين متنوعين من الرجال والنساء والملونين يمثلون ابتعادا واضحا عن فريق ترمب، الذي يتألف فريقه إلى حد كبير من رجال أكثريتهم الساحقة من البيض. وخلال مناسبة رمزية في مدينة ويلمينغتون بولاية ديلاوير، وقف المرشحون خلف بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس على مسافات متباعدة ويرتدون أقنعة واقية من فيروس «كورونا»، وهم خبير السياسة الخارجية المخضرم أنتوني بلينكين الذي يحظى باحترام كبير في الكابيتول هيل لمنصب وزير الخارجية، والمحامي أليخاندرو مايوركاس ليكون وزيرا للأمن الداخلي، والدبلوماسية المخضرمة ليندا توماس - غرينفيلد لمنصب مندوبة دائمة لدى الأمم المتحدة، وجايك سوليفان كمستشار للأمن القومي، والنائبة السابقة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي» أفريل هاينز كمديرة للاستخبارات الوطنية، ووزير الخارجية السابق جون كيري كمبعوث خاص بشأن تغير المناخ. ولا يتطلب تعيين كيري وسوليفان موافقة مجلس الشيوخ.

أما اللاعب الرئيسي الذي لم يكشف بايدن اسمه بعد فهو المرشح لمنصب وزير الدفاع، علما بأن هناك اعتقادا بأن المرشح الرئيسي هي ميشال فلورنوي، التي شغلت سابقا منصب وكيل وزارة الدفاع للسياسة.

واحتفى بايدن خصوصا بتنوع اختياراته، مقدما تحية مؤثرة بشكل خاص لتوماس - غرينفيلد، التي كانت الشقيقة الكبرى بين 8 أطفال نشأوا في ولاية لويزيانا، وكانت أول من تخرج من المدرسة الثانوية والجامعة في عائلتها. وقال: «سويا، سيستعيد هؤلاء الموظفون العموميون (دور) أميركا في العالم، وقيادتها العالمية وقيادتها الأخلاقية»، مضيفا أن هذا «فريق يعكس حقيقة عودة أميركا، وأنها مستعدة لقيادة العالم، وليس الانكفاء عنه». وأمل في «إعادة الولايات المتحدة إلى طبيعتها» كما وعد خلال حملته الانتخابية من أجل التخلص من «الاضطرابات» التي شهدتها السنوات الـ4 الماضية. كما أعلن أنه «يمكن لفرقنا الاستعداد لمواجهة التحديات المطروحة»، وأبرزها «السيطرة على الوباء، وإعادة البناء بشكل أفضل، وحماية سلامة وأمن الشعب الأميركي».

تطلّعات إدارة بايدن

وأكد أن خياراته «تعكس فكرة أننا لا نستطيع مواجهة هذه التحديات بالتفكير القديم والعادات التي لم تتغير»، كاشفا أنه «صُدم» بما أخبره إياه عدد من زعماء العالم مرارا وتكرارا خلال مكالمات التهنئة. وأضاف أنهم يتطلعون إلى أن «تعيد الولايات المتحدة تأكيد دورها التاريخي كقائد عالمي» في ظل إدارته. وتوقع من مستشاريه أن يخبروه «بما احتاج إلى معرفته، وليس بما أريد معرفته». وفي تباين مع ترمب، قالت هاينز إنها قبلت ترشيح بايدن وهي تعلم «أنك تقدر منظور مجتمع الاستخبارات، وأنك ستفعل ذلك حتى عندما يكون ما يجب أن أقوله غير مريح أو صعب». وأكدت أنها «لن تتورع أبدا عن قول الحقيقة للسلطة»، مضيفة: «ستكون هذه مسؤوليتي كمديرة للاستخبارات الوطنية». وبينما رأى بلينكين أن أميركا بحاجة إلى «التواضع والثقة» للاعتماد على حلفائها، قالت توماس - غرينفيلد: «زملائي من الدبلوماسيين والموظفين العموميين حول العالم، أريد أن أقول لكم: أميركا عائدة، التعددية عائدة، الدبلوماسية عائدة». كما أشار مايوركاس، وهو أميركي من أصل كوبي، إلى تربيته كمهاجر، قائلا: «جلبني أبي وأمي إلى هذا البلد هربا من الشيوعية». وأضاف «كانا يعتزان بديمقراطيتنا، وكانا يفخران للغاية بأن يصبحا مواطنين أميركيين، كما كنت أنا». وباختيار هذه الشخصيات المخضرمة، يشير جو بايدن إلى العودة إلى السياسة الأميركية التقليدية، خلافا لترمب الذي كان حديث العهد بالسياسة عندما وصل إلى واشنطن، ووعد بأن إدارته لن تكون كسابقاتها. إلا أن بايدن رفض فكرة أنه يشكل مع فريقه «ولاية ثالثة لأوباما». وأوضح في مقابلة مع «إن بي سي» هي الأولى منذ انتخابه، أن «هذه ليست ولاية أوباما الثالثة... لأننا أمام عالم مختلف تماما عما كان في عهد أوباما». وتابع: «نواجه عالما مختلفا تماما. لقد غير الرئيس ترمب المعطى. أصبحت أميركا أولا، وأصبحت أميركا وحيدة».

انطلاق العملية الانتقالية

في غضون ذلك، ظهرت علامات على بدء العملية الانتقالية رسميا، إذ تمكن فريق بايدن من التواصل مع كل الوكالات الفيدرالية تقريبا، وفقا لمسؤول انتقالي طلب عدم نشر اسمه، أكد أن نحو 20 من تلك الاجتماعات عقدت الثلاثاء، بما في ذلك في وزارة الأمن الداخلي ووزارة التعليم. وقال المسؤولون الانتقاليون إن الاستقبال من إدارة ترمب كان متجاوبا ومفيدا. ويشرف كبير الموظفين لدى وزير الدفاع بالإنابة كاش باتيل على العمل الانتقالي في «البنتاغون»، ضمن فريق عمل بقيادة رئيس مكتب الخدمات الإدارية والتنظيمية لمنشآت وزارة الدفاع في واشنطن توم موير، الذي قال إن الاجتماع الأول مع فريق بايدن عُقد فعلا صباح أول من أمس الثلاثاء، متوقعا اجتماعات يومية. وأكد أنه جرى اتخاذ ترتيبات عادية لفريق بايدن، بما في ذلك توفير مواد إحاطة وقدرات مؤتمرات الفيديو عن بعد ومساحة مكتبية داخل البنتاغون. وأعلن وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار أن وكالته تعمل على الحصول على مواد إعلامية لمساعدي بايدن على الفور، وتعهد بانتقال «مهني وتعاوني». وجاءت هذه التطورات بعدما كتبت مديرة دائرة الخدمات العامة إميلي مورفي خطاب «تأكيد» يقر بأن بايدن هو «الفائز الواضح» في الانتخابات.

 

السيسي: مصر نجحت في فرض التوازن الاستراتيجي بالمنطقة

القاهرة:/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020 »

في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الدور الذي يقوم به الجيش المصري أسفر عن «نجاحات في مجال الأمن والاستقرار وفرض التوازن الاستراتيجي في المنطقة»، شهد الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وعدد من رؤساء أركان القوات المسلحة للدول العربية المرحلة الرئيسية لتدريب «سيف العرب» العسكري والذي تستضيفه مصر ويشارك فيه السعودية والإمارات والأردن البحرين والسودان. والتقى السيسي، أمس، الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري، والفريق عباس حلمي قائد القوات الجوية، داعياً إلى «الاستمرار في الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لحماية أمن مصر القومي في ظل التحديات الكبيرة التي تموج بها المنطقة». وأفاد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصري، بأن الاجتماع «تناول اطلاع الرئيس على عدة موضوعات متعلقة بأنشطة وجاهزية الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة خاصة القوات الجوية، فضلاً عن مناقشة نتائج مباحثات وزير الدفاع خلال زياراته الخارجية الأخيرة، وذلك في إطار التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها في بعض الدول الصديقة، وكذلك نتائج التدريبات العسكرية المشتركة التي تمت مؤخراً مع عدد من وحدات الجيوش الشقيقة». وعلى صعيد قريب، شهد رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، وعدد من رؤساء أركان القوات المسلحة للدول العربية المشاركة بالتدريب المشترك (سيف العرب) المرحلة الرئيسية للتدريب والذي نفذته عناصر من القوات المسلحة لكل من (مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية ومملكة البحرين وجمهورية السودان) بقاعدة محمد نجيب العسكرية المصرية. وقال المتحدث العسكري المصري، العميد أركان حرب تامر الرفاعي، أمس، إن مرحلة التدريب الرئيسية بدأت بـ«تقديم شرح تفصيلي للفكرة التي بني عليها التدريب والتوجيه الطبوغرافي والتكتيكي لمنطقة المشروع، وتنفيذ الرماية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة المقاتلة والمعاونة والقوات الجوية، وظهر خلال المرحلة مدى الدقة في إصابة الأهداف من الثبات والحركة والقدرة العالية على المناورة من خلال العمل المشترك.

 

السلطات المصرية تحبط تهريب طائرة تجسس لدى أميركي بمطار القاهرة

القاهرة:/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020 »

أحبطت السلطات المصرية بمطار القاهرة الدولي، محاولة تهريب طائرة تجسس، أخفاها راكب أميركي داخل حقائبه فور وصوله من أميركا. وقالت إدارة المطار، في بيان رسمي، إنه أثناء إنهاء إجراءات وصول ركاب طائرة «إير فرانس» رحلة 570. اشتبه مدير الجمارك في راكب أميركي قادم من باريس، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضافت أنه بعد بالكشف على حقائب الراكب بالأشعة تبين أنها تحتوي على جسم غريب، وتم تشكيل لجنة لتفتيش حقائب الراكب حيث عثرت معه على طائرة تجسس. وقرر مدير الجمارك اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الراكب.

 

اتهام محمد رمضان بـ«التطبيع» لعناقه مطرباً إسرائيلياً والفنان المصري ينفي معرفة جنسية معجبيه... و«الممثلين» تستعد للتحقيق

القاهرة: منة عصام/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

تعرض الفنان المصري محمد رمضان لهجوم عنيف من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، بعد نشر إعلامي إماراتي صورة لرمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام بجانب آخرين، خلال حضوره حفلا خاصا في دبي، ليُتهم رمضان بـ«التطبيع»، من قبل متابعين مصريين، وسط مطالبات بحذفه من قائمة نقابة المهن التمثيلية المصرية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل. وزادت حدة الهجوم على محمد رمضان، بعد تفاعل عدد من الصفحات الإسرائيلية الشهيرة على موقع «فيسبوك» مع الصورة، وإعادة نشرها، من بينها صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية» التابعة للخارجية الإسرائيلية، التي علقت على الصورة قائلة: «الفن دوماً يجمعنا»، وكذلك صفحة أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي الذي كتب تعليقاً على الصور «ما أجمل الفن والموسيقى والسلام... الفنان المصري القدير محمد رمضان مع الفنان الإسرائيلي المتألق عومير آدام في دبي». ورداً على الانتقادات الحادة التي وجهت له، نشر رمضان تسجيلاً صوتياً عبر صفحته الرسمية على إنستغرام قال فيه «لا يهمني اسمك ولا لونك ولا ميلادك، يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان»، مضيفاً «أنا لا أعلم أو أسأل على أي إنسان يلتقط صوراً معي أو أسأله على دينه أو جنسيته وربنا خلقنا واحد»، ولكنه حذف المقطع بعد دقائق، ثم نشر فيديو آخر أثناء استقباله في مطار دبي والجمهور يلتقط صوراً معه وكتب تعليقاً: «لا يوجد مجال لسؤال كل شخص عن هويته ولونه وجنسيته ودينه». بدوره، قال أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس «إنه تواصل مع الفنان محمد رمضان بشكل شخصي وأكد له أنه لم يكن على علم بهوية أو جنسية من صور معهم في حفل دبي». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «سيُصدر الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر بيانا يوضح فيه الإجراء المناسب الذي سيُتخذ مع رمضان».

وفي محاولة ثانية لامتصاص «غضب الجمهور المصري» نشر محمد رمضان أمس عبر «تويتر» فيديو يجمعه بشاب فلسطيني، وقال «لا أسأل عن بلد الذين يطلبون التصوير معي، إلا إذا كان بمفرده، وهذا مقطع فيديو في نفس الوقت والمكان مع شاب فلسطيني، أوجه فيه التحية للشعب الفلسطيني الشقيق»، موضحاً أن «تجاهل البعض لهذا الفيديو يؤكد أن القصد ليس القضية الفلسطينية ولكنها محاولة لإيقاف نجاحي وشعبيتي». على حد تعبيره. ويرى نقاد مصريون من بينهم خيرية البشلاوي، أن «المواقف الاجتماعية والسياسية هي من تصنع قيمة الفنان الحقيقية، لذلك يجب على الفنانين الانتباه جيداً لهذه المواقف وإلا ستصبح نقطة سوداء في تاريخهم الفني»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «محمد رمضان شخص على قدر بسيط جداً من التعليم، لكن تصويره برفقة إسرائيليين يعد تطبيعاً صريحاً». لافتة إلى أن «رمضان بالفعل فنان موهوب، لكنه لا يدير موهبته بشكل صحيح».

وأكد المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر أنهم يحاولون التأكد من الواقعة التي لو ثبت صحتها فإن محمد رمضان سيواجه إما شطب اسمه من نقابة الممثلين المصريين أو الإنذار، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «قوانين النقابات الفنية في مصر صريحة وترفض التطبيع شكلاً وموضوعاً، ونحن حالياً نتحرى عن صحة الصور المنشورة، ثم سنخاطب رئيس نقابة الممثلين دكتور أشرف ذكي لضرورة اتخاذ إجراء ضد رمضان، ولو لم يتخذ أي إجراء من قبلهم، فسنكون مضطرين لتطبيق اللائحة وتوجيه عقوبات بحق محمد رمضان».

في المقابل، أعرب كثيرون عن تعاطفهم مع رمضان وأوضحوا أنه من الممكن ألا يكون على دراية بهوية ضيوف الحفل فعلاً، وبعضهم ذهب أن تصوير محمد رمضان مع هؤلاء لن يحل القضية الفلسطينية وعليهم أخذ مسألة الصور ببساطة، على حد قولهم.

يشار إلى أن عدداً من الممثلين المصريين قد تعرضوا لاتهامات مماثلة بـ«التطبيع» على غرار الفنان عمرو واكد بعدما شارك في الفيلم البريطاني «بين النهرين» عن حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان الفنان الرئيسي ممثلا إسرائيليا وأوضح عمرو أنه لم يكن على علم بجنسية الممثل، كما اتهم الفنان خالد النبوي بالتطبيع أيضا بعد مشاركته في عام 2010 في الفيلم الأميركي «اللعبة العادلة» لوجود عدة مشاهد جمعته بالممثلة الإسرائيلية ليزار شاهي، ووقتها دافع النبوي عن نفسه قائلا «لا أسمح لأحد بالمزايدة على وطنيتي كفنان عربي».

وكان المطرب عمرو دياب من ضمن الفنانين المتهمين بالتطبيع بعدما شارك عام 2009 في مهرجان موسيقي بالمغرب شاركت فيه مطربة إسرائيلية، وأوضح بعدها أنه لم يكن يعلم جنسيتها.

واعتاد الجمهور المصري على «أزمات محمد رمضان» خلال السنوات الماضية، التي كان آخرها، أزمة قيادته للطائرة، وتسببه في وقف الطيار أشرف أبو اليسر عن العمل.

 

تركيا تعزز قواتها في إدلب وارتفاع عدد القتلى الموالين لها بالرقة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا في كمين نصبته «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في عين عيسى شمال الرقة، إلى 31 قتيلاً نتيجة انفجار ألغام بعد عملية تسلل لهم إلى قرية معلق، بينما تظاهر أهالي عين عيسى محتجين على صمت القوات الروسية إزاء الاستهدافات التركية المتصاعدة في المنطقة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المنطقة شهدت هدوءاً حذراً أمس (الأربعاء). وكان عناصر «قسد» نصبوا، الثلاثاء، كميناً لفصائل موالية لتركيا عبر زرع ألغام والانسحاب من قرية معلق، لتوقع أكبر حصيلة خسائر بشرية في صفوف مقاتلي هذه الفصائل في عملية واحدة، منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على تل أبيض وريفها في عملية «نبع السلام» العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وتمكنت الفصائل من سحب 6 من جثث قتلاها، بينما سُلم باقي الجثث؛ وبينها جثة «أمير» سابق في تنظيم «داعش» الإرهابي كان يعمل في قطاع تل أبيض شمال الرقة، إلى القوات التركية بإشراف القوات الروسية وبحضور عناصر من «قسد»، بحسب «المرصد». ونظم أهالي عين عيسى، أمس، مظاهرة للتنديد بالصمت الروسي إزاء الاستهدافات التركية المتصاعدة بالمنطقة، من قصف صاروخي مكثف وهجمات للفصائل الموالية لها. في الوقت ذاته، اندلعت، ليل الثلاثاء - الأربعاء، اشتباكات عنيفة في أوساط الفصائل الموالية لتركيا في قريتي ريحانية وقاسمية شمال غربي تل تمر الواقعة ضمن ما تسمى «منطقة نبع السلام» في ريف الحسكة، بسبب خلافات بينهم على تقاسم المسروقات من منازل المواطنين والاستيلاء على أراضٍ زراعية في المنطقة. وبحسب «المرصد السوري»، أحرقت عناصر من الفصائل الموالية لتركيا منازل عدة في قرية باب الفرج التي تسيطر عليها «فرقة المعتصم» في قرية أبو راسين بريف الحسكة، بعد سرقة محتوياتها والكابلات الكهربائية منها. كما نهبت عناصر الفصائل مقتنيات كنيسة «مار توما» للسريان الأرثوذكس في حي الكنائس برأس العين في ريف الحسكة؛ ومن بينها مقتنيات معدنية ونحاسية وأجهزة كهربائية، حسبما أفاد الأهالي، لكن الفصائل اتهمت بعض المواطنين بنهب تلك الممتلكات. في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إن عناصر قواتها الخاصة تمكنت من «تحييد» 17 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية؛ أكبر مكونات «قسد»، أثناء محاولتهم التسلل لمنطقة «نبع السلام» شمال سوريا، لتنفيذ هجوم في المنطقة، بهدف زعزعة أجواء الأمن والاستقرار. إلى ذلك، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة له في إدلب؛ حيث دخلت تعزيزات جديدة في رتل مكون من 30 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجيستية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون شمال إدلب، واتجهت نحو النقاط التركية في غرب وجنوب المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل السادس/الحسم والحصار/الحلقة الأولى

27 تشرين الثاني/2020

أعطى هذا التطور الذي حصل في رميش مهلة لسكان المنطقة فقد أوقف الفلسطينيون مطالبتهم وحتى زياراتهم إلى رميش، وسارت دوريات من أبناء البلدة في محيطها، وأصبحت القنابل المضيئة تنير سماءها ليليا. فقويت المعنويات ما دعا الفلسطينيين إلى أعادة الحسابات ومحاولة استرضاء عين إبل كي لا تتسع دائرة "التنسيق" كما جرى في رميش. فلم يكن هؤلاء قد حسبوا هذا الحساب، وكانوا قد اعتبروا دائما أن الحدود فاصل لن تجرؤ اسرائيل، أو تقدم، على اجتيازه. وهم منذ أن استولوا على المناطق اللبنانية لم يعودوا يحاولون إثارة أي مشكلة مع الاسرائيليين، فقد أجّلوا محاربة إسرائيل لأن "طريق القدس تمر بجونيه" ويجب الانتهاء من هذا الفصل، وهو السيطرة على لبنان، أولا ثم تعود مقولة "تحرير الأرض السليب" و"رمي اليهود بالبحر"...

لكن المسيحيين كانوا قد بدأوا هجوما من نوع آخر فقد فتحت بوابات رميش وكفركلا عيون من في العاصمة وجرى الاتصال مع الاسرائيليين عبر البحر وتم نوع من التنسيق دفع بكميات من الاسلحة قلبت الموازين وأربكت دمشق، وفتح خط إتصال بحري ولو مؤقت بين بيروت والحدود وصدرت مذكرات من قيادة الجيش بشأن التجمعات العسكرية في المنطقة "فتشرعنت" مجموعة رميش ومجموعة القليعة، ثم قدم بعض أبناء المنطقة بحرا لمساندة قراهم. فقويت معنويات المواطنين وفتحت آفاق جديدة وآمال...

كان شريف أحد العائدين إلى عين إبل بالبحر وقد كانوا أربعة بينهم قمر وابو ربيع وحبيب وكان السكان ينتظرون دفعة جديدة من المقاتلين من أبناء البلدة. فقد كان الهجوم الذي قام به "محمود" وهو أحد مسؤولي فتح في المنطقة، في قلب عين إبل، قد أدى إلى استشهاد ثلاثة من شباب البلدة وقتل فيه "محمود" ورفاقه الأربعة، ولم يجرؤ عناصر مجموعة "حانين" التي كانت تنتظر عند المحفرة على التدخل بعد مقتل المهاجمين ولا المجموعة التي كانت تنتظر عند ضهر العاصي.

كان "محمود" هذا أحد ضباط فتح المهمين وقد تابع دورات في قتال العصابات في شرق آسيا والصين الشعبية، وكان من الذين يعتمد عليهم. وقد كان والده علّم في مدرسة اليسوعيين في عين إبل في الستينات في بداية فتح القسم الثانوي الذي كان الوحيد في المنطقة يومها. وكان "ميغيل" قد ولد في المهجر وتعلم هناك ثم وبسبب موت والديه عاد إلى لبنان وسكن في صور، ولكي يتمكن من الزواج من "زينب" التي أحب انتقل إلى المذهب الشيعي. فقد كانت "زينب" من مواليد "قدس" وهي من القرى الشيعية الأربع التي دخلت ضمن حدود فلسطين وضمت إلى إسرائيل في 1948، وكان أهلها يعتبرون أنفسهم لبنانيين وقد نال أغلبهم الجنسية اللبنانية. ولكن بعد تتالي الخضات الاجتماعية والسياسية بخاصة في المخيمات الفلسطينية، أصبح ولاء هؤلاء أكثر لتلك الثورة المتولدة التي سيطرت فيما بعد. وبالرغم أن "ميغيل" و"زينب" لم يسكنا المخيمات أبدا، الا أن "محمود"، الذي نشأ شيعيا وتأثر بمحيط يتكلم عن الظلم الذي تعرض له الفلسطينيين، والتراث الشيعي فيه جزء مهم من الشعور مع المظلومين، فطقوس العاشوراء التي تقام في كل سنة هي بشكل أو بآخر شعور بالظلم الذي لحق بأبناء الامام علي وحث على مساندة المظلومين، وقد تضامن "محمود" دائما مع هؤلاء الفلسطينيين "المظلومين"، في المدرسة والشارع والبيت حيث كان يلقى تشجيع والدته وعدم معارضة الوالد الذي كان ميالا لليسار، فقد كان هو نفسه يتتبع باعتزاز أخبار الثورة الكوبية، حيث ولد، وانجازاتها، وفي بداية السبعينات، ومع تعاظم "العمل المسلح"، انضم محمود إلى صفوف فتح وتدرب في "عين الحلوة" أولا ثم تابع دورة خاصة في سورية حيث ظهرت براعته وقدراته، فأرسل إلى الصين الشعبية مدة سنة كاملة تابع خلالها عدة دورات في فنون حرب العصابات وأعمال التخريب وزرع العبوات والمهمات الخاصة. لذلك كان قد أرسل مع ثلاثة آخرين من العناصر المدربة جيدا والقادرة على القيام بمهمة دقيقة كهذه، تقضي باحتلال المدرسة في عين إبل، حيث كان شباب البلدة يتدربون على الدفاع عنها، والقضاء على من فيها ومن ثم بعد إعطائه الاشارة تتدخل المجموعتان من الجنوب والشمال وتفرض السيطرة على البلدة بكاملها. وقد تلخصت الخطة بأن يجتاز محمود ورفاقه أولا البلدة لدرس الوضع على الأرض، ثم يعودون لمهاجمة الحارس الوحيد هناك، فالوقت ظهرا والجميع في منازلهم لتناول طعام الغذاء، ولم تكن البلدة في حالة حرب مفتوحة بعد، ولو أن رميش كانت قد وضعت الحواجز، إلا أن عين إبل كانت لا تزال تسمح بمرور كل سكان المنطقة فيها دون اعتراض خاصة أثناء النهار. وهكذا فقد مر محمود وجماعته، بالفعل بسلاحهم وبسيارتهم دون أن يتعرضهم أحد. ولكن عند عودتهم وإطلاقهم النار على "عيد" الذي كان يحرس مدخل المدرسة، رد "عيد" النار بالمثل قبل ان يفارق الحياة فاصاب أحدهم ما اضطرهم للاحتماء، فوصل "حيدر" لمساعدة رفيقه وحاصرهم أولا، ولكن حماسه دفعه إلى محاولة الالتفاف عليهم فقتل أحدهم ولكنه أصيب ايضا برصاصة أودت بحياته، في هذه الأثناء كان الشباب قد بدأوا يتوافدون فحاول "بطرس الأخ" التقدم فأردي برصاصة في راسه وقتل المسلح الثالث.. وكان محمود، الذي انطلق باتجاه المدخل الرئيسي للمدرسة، يحاول الدخول إلا أنه فوجيء بوجود عناصر مسلحة كانت سبقته وتمركزت هناك فهرب ولكنه قتل على بعد خمسين مترا من المكان...

هذا الهجوم فتح الحرب الفعلية وأدى إلى وقف كل أنواع التفاوض أو الاتصال بالفلسطينيين، فقد فهم أنهم يضمرون الشر وينوون السيطرة التامة بالقوة على البلدة... منذ ذلك اليوم تحولت عين إبل إلى ثكنة عسكرية وأصبح كل مواطن فيها مقاتلا.

وصل شريف ورفاقه إلى رميش ليلا وكان مارون أحد الأنصار ينتظرهم، وفي الطريق قال لهم إن الأهالي كانوا يتوقعون عددا أكبر ولكنه يعتبرهم الأربعة أهم من مئة مقاتل. وعندما وصلوا إلى المدخل الجنوبي حيث مفرق دبل، كانت تقف هناك آلية كتب عليها "مجموعة الشهيد بطرس الأخ". وعلى بوابة "المركز" كانت تقف إحدى الفتيات وقد حملت سلاحا ظهر بأنه أثقل من أن تتحمله، بينما وقفت رفيقتها خلف أكياس الرمل حيث يربض رشاش متوسط. وعندما ترجلوا هناك قبل الدخول كانت تلك البسمة البريئة لمن لم تتجاوز الخمسة عشر ربيعا أجمل ترحيب بهم. فقد تجندت البلدة كلها بشيبها وشبابها وحمل الأطفال السلاح ووقفت الفتيات حراسا وساعدت النسوة في تحضير عدد القتال وطعام المقاتلين الذين انتشروا على المداخل والسطوح يمنعون "النسمة الغريبة" من المرور. وأصبحت تلك البلدة والتي فتحت، كلبنان، أبوابها لكل ضيف لتكون واحة رحبة في تلك المنطقة النائية والجافة بمناخها وطبيعتها وعادات سكانها، أصبحت تلك القرية عرين أسد يهاب الكل أن ينظر إلى جوارها. وقد قال فيها شاعرها مفاخرا...

 إيه عين إبل كم دهتك خطوب واستفاضت في ذكرك الأنباء

 أنت للعين بهجة وجمال  أنت للقلب نضرة ورواء

 أنت في الصبح نغمة وحداء  انت في الليل نجمة زهراء

 انت في السلم جنة ونعيم  انت في الحرب جمرة حراء

 إن غفوتي غفا الدجى والليالي أو صحوتي صحى الضحى والبهاء

كان شريف يوم دخل المدرسة الحربية يحلم بالدفاع عن وطنه وخاصة عن منطقته وقريته، فهنا ولد وترعرع، وهنا لعب وكبر. وفي كل زاوية من زواياها له ذكرى وصورة للقاء أو مغامرة أو موقف. وفي كل شارع ينبت له حلم طفولة أو لعبة مراهقة أو مشروع شباب. كان يرى الدنيا تتلخص بقريته وقد فاخر بها وأعتز أينما ذهب. وكان يشعر، كأغلب أبنائها، أنه على حق بذلك فقليلة هي القرى التي يسود الوئام بنيها ويتعلق بها شبابها، وقد نعموا بالجو الهاديء والأراضي الواسعة التي تشكل تلالها وأوديتها مناظر جميلة وأماكن للمرح والمغامرة وغدوات الشباب، أما ينابيعها الشحيحة المتعددة والموزعة على كل الجهات فتؤلف مع الأشجار والصخور والمنبسطات مادة تنوع كانت تغني عن الحاجة إلى الذهاب بعيدا سعيا وراء التغيير، فالتنوع يزيد المجالات إثارة. وقد كان شريف، الذي أنهى دراسته الثانوية في قلب لبنان بعيدا عن القرية، عرف الوطن كله وسار في دروبه وتنقل في أوديته وجباله من الجنوب إلى الشوف فالجبل والبقاع والشمال، وقد تتبع مسالك الجبال سيرا، وتسلق الصخور، وتسابق على المنحدرات الثلجية، واستحم في مياه الأنهار الباردة، وتمرغ في رمال الشواطيء الملتهبة، وتصاحب مع رفاق من كل المناطق وكافة المذاهب. وقد كان لهم من درج "السارولا" في الحمرا "بيت" طالما التقوا فيه، ومن شوارع الأشرفية وساحاتها وملاعب "ستاد دوشيلا" أو دور السينما ومطاعم "البلد" أماكن تجمّع ولهو ومرح، ولطالما قضى أوقاتا حلوة وليالي مع "كوكو" و"بيبو" و"جورج" وغيرهم برفقة موسيقى "البوب" التي كانت تغزو أمريكا والعالم ويصل تأثيرها إليهم، ولطالما أمضوا السهرات على صوت "جيمي هندركس" أو "بوب ديلن" أو "جون لينون" أو فرقة "الكريدنس كلير ووتر ريفايفل". وقد رافقوا أحداث "وودستوك" وعاشوا تلك "اللحظات العالمية"...

ولكنه لم يفضّل اي شيء على جلسة في ضوء القمر عند "إم النور" أو لعبة ربيعية على تلة "المحفرة" أو مسيرة كشفية إلى الصالحاني. ولم يطرب لنغم أكثر من تساعية الميلاد أو اسبوع الآلام في كنيسة السيدة في البلدة. وكان مثل الكثيرين من الرفاق يعود عند كل فرصة تزيد عن اليومين إلى قريته ليداعب ترابها فيشعر بالارتياح والانتماء يغزيانه عنفوانا واندفاعا.

كان شريف تأثر في بداية السبعينات بالموجة الأميركية التي نتجت عن حرب الفيتنام والتي نادت بال"لا عنف" ولم تكن تلك الفكرة بعيدة عن الفكر المسيحي الذي تربى عليه وقد غزاه الكهنة، وخاصة كاهن الرعية بحديثه عن المحبة المسيحية محبة الانسان أينما وجد والسعي إلى خيره والعمل لكي يكون هذا العالم مجتمعا متناسقا ينعم بالسلام الذي بشر به السيد المسيح ويرفض الحروب والعنف بكل أشكاله.

وقد كان شريف يتمنى مثل كل شاب في مرحلة المراهقة أن يساهم في عمل كبير بحجم الانسانية، كالذهاب مع المرسلين أو مع المنظمات الانسانية للمساعدة في تخفيف مصائب الناس. وبالفعل قدر له أن يشارك مع "كاريتاس" في الذهاب إلى الأردن في صيف 1971 حيث عمل مع طاقم من الشباب المتبرع في مخيمات للأطفال في عمان. وقد كان الجيش الأردني طرد في الصيف الذي سبق كل المنظمات الفلسطينية من عمان وما حولها ولم يبق إلا بعض الجيوب في منطقة "جرش" حيث تكثر الغابات. وكان هذا الجيش في ذلك الصيف يحاول الانتهاء من الوجود الفلسطيني المسلح حتى في تلك المنطقة.

وقد شعر شريف ورفاقه في الفترة التي قضوها في عمان لأول مرة بصعوبة الحرب الأهلية، ففي كل شارع كانت تقف حواجز للجيش وكان كل البدو يحملون المسدسات وكان، كيفما ذهب، يتعرض للسؤال. ولكن الجنود الأردنيين كانوا يرحبون بهم عندما يعرفون بأنهم لبنانيون وكان بعضهم يشير إلى لبنان و"شمعون" باعتزاز وتقدير. وكان منع التجول قائما ليلا، وقد شعر شريف ورفاقه بالفراغ الذي يعنيه خوف المواطنين من الخروج إلى الشوارع. وكانت العاصمة في ذلك الصيف تبدو فارغة قبل حلول الظلام ولم يكن أحد يجرؤ على التجول في شوارعها.

وكانت بعض العائلات اهتمت بهم ودعتهم إلى زيارتها وأحيانا تناول العشاء في منازلها، ولاحظ شريف في تلك الزيارات مستوى العائلات الأردنية وضيافتها وقرب عاداتها من عادات قريته. ولكن أهم من تعرف بهم في تلك الرحلة كان مستشار "الأمير محمد" الذي كان صديق "الأخ معماري" مسؤول "كاريتاس" في الأردن، ومطران الروم الكاثوليك الذي استضافهم في المطرانية. وقد كان الأخير عارفا بالفلك يقضي أغلب سهراته على سطح المطرانية في جبل عمان حيث، وكالراعي الذي يحب قطيعه، يرافق النجوم بتحركاتها ويسميها باسمائها ويعرف أمكنتها ومساراتها. وكان بمجرد أن ينظر إلى السماء يستطيع أن يميز النجوم الثابتة من الأقمار الأصطناعية التي كان يعرف ايضا مساراتها وسرعة دورانها. وقد أرشد شريف إلى كيفية الاهتداء إلى الأبراج وأوقات وأمكنة تواجدها في السماء...

وكان الأول يأتي لزيارة الأخ معماري في المقر حيث كانوا ينزلون وقد حدثهم، وكان رجلا محببا في طلته وطريقة حديثه، عن ايامه وهو الذي بدأ حياته العسكرية مع "غلوب باشا" ثم انتقل إلى انكلترا وعمل في وزارة الخارجية البريطانية مستشارا لشؤون الشرق الأوسط قبل أن يعود إلى الأردن، وقد أخبرهم عن حرب الثمانية وأربعين حيث خدم مساعدا لقائد الجيش الثاني في جيش النقاذ الذي كان يرابط في جنوب لبنان، وكيف كانت تجري تلك الحرب بدون مستوى، وقد عرف عين إبل في تلك الفترة وتكلم عن "القاوقجي" قائد الكتيبة التي كانت ترابط في منطقة بنت جبيل والذي كان نشر رجاله على خط مستقيم مغطيا جبهة طويلة بدون عمق وبذلك أضاع جنوده وفرق قوتهم وكان هذا مثالا عن مستوى القتال في جيش الأنقاذ الذي كان يحاول العرب بواسطته "إسترجاع" فلسطين.

كان "اللواء جميعان" مستشارا لشؤون القبائل وكان هذا المنصب بالذات له أهميته في تلك الفترة حيث كان الملك يستند بشكل اساسي في حربه ضد الفلسطينيين على ولاء القبائل البدوية واندفاع شبابها لحماية الأردن وتخليصه من تلك "الثورة" التي كادت أن تقضي على الاستقرار فيه وتجعل منه ساحة لصراعاتها ومركزا ل"دولتها" لو استمرت. ولكن الضربة التي وجهها اليهم قضت على ذلك الحلم، وإنما بنقس الوقت حولتهم إلى لبنان، وكانت بشكل أو بآخر سببا في الأحداث التي تتالت عليه فيما بعد. فقد توجه الناجون من المعارك، وهم بأغلبهم مقاتلين، إلى سوريا التي حولتهم بدورها إلى لبنان فاكتظت بهم المخيمات. ثم لحقت بهم عائلاتهم فزادت المشكلة بزيادة العدد وبوجود الأسلحة. وقد كانت النقمة التي حملوها معهم ضد "الأنظمة" والتصميم على القتال وقودا أساسيا لتلك الثورة التي بدأت تتفاقم وتتراكم حتى الانفجار الكبير في 1975.

في تلك الفترة كان شريف يحاول أن يُبقي شيئا من التوازن بين، الشعور الانساني المتعالي والعام الذي ينطلق من مبادئه المسيحية الشاملة لكل البشر على السواء في تلك المخيمات التي خدم فيها أطفال الفلسطينيين في جبل الأشرفية في عمان، وبين وطنيته المتجذرة والتي غزتها مواقف قريته وصراعها ونضالها، وتاريخ جماعته الذي قام على التعلق بذلك الجبل موئلا لشرزمة من الابطال الذين تحدوا المستحيل واستمروا بالرغم من كل شيء حتى أصبح جبلهم ملجأ المضطهدين ومشعل الحرية الدائم الذي أنار ذلك الشرق. وقد كان من بين هؤلاء الأطفال الذين اعتنى بهم إبنة شقيقة "جورج حبش" أحد أشرس القادة الفلسطينيين وهو قائد تنظيم "الجبهة الشعبية" الذي قام بأكثر العمليات الارهابية عنفا. وقد كانت تلك الفتاة التي لم تتجاوز العشر سنوات ممتلئة حقدا، ليس على الأردن فقط، إنما على العالم باسره، ولكنها كانت تحمل في داخلها براءة الأطفال وذكاء يلفت النظر. وقد حاول شريف أن يخفف من ذلك الشعور العدواني المسيطر، بالمحبة المسيحية. وكان عليه، وهو الذي لم يحب تلك الثورة من الأساس، أن يتعامل مع أطفال تربوا على حبها ثم عانوا من حرب حقيقية بسببها منذ سنة بالضبط...

كان هؤلاء الأطفال يذكرون مواقع وأحداث حصلت ويخبرونه أحيانا بما كانوا رأوا منها. وكانت الحيطان والشوارع لا تزال تحمل آثارا لتلك المعارك التي لم يتصور شريف حينها أنه ورفاقه سوف يعيشون معارك أقسى منها ومواقف أكثر تأثيرا في السنين القادمة. فهو كان يتعامل مع مشاعر الصغار بروح المحبة التي ترمي إلى تخليصهم من ذكريات الماضي تلك وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية.

في نهاية المخيم تجلت في ذهن شريف فكرة أن يقدم سنة من حياته في سبيل الآخرين وقد تحدث بها مع "الأخ معماري" الذي عرض عليه العودة إلى الأردن في الخريف القادم والاشراف على بناء مستشفى في منطقة "الكرامة" في الأغوار حيث كانت جرت قبل سنين معركة بين الأردنيين والاسرائيليين. وكانت "كاريتاس" تنوي إقامة هذا المشروع هناك ويحتاج الأخ معماري إلى من يساعده بالتواجد في المشروع خاصة إذا كان متطوعا. وكانت الفكرة تروق لشريف من حيث المبدأ. ولكنه في طريق العودة، وبعد أن دخلوا لبنان من جهة "المصنع"، تساءل إذا لم يكن بلده أحق بمساعدته من بلد آخر. وفكر بأن قرى في مناطق نائية من "الهرمل" مثلا قد تكون بحاجة إلى متطوعين مثله أكثر من "الكرامة". ولما لا؟... ولكنه عندما دخل إلى عين إبل تجدد عنده التساؤل، لماذا ننظر دائما إلى البعيد ولا يمكننا أن نرى حاجة من حولنا؟.. وفكر ماذا يمكنه، مثلا، أن يفعل من أجل قريته وبنفس الروحية الانسانية المترفعة، وتساءل عن حاجتها للمتطوعين. فقد كان "هنري" و"برنار" "ميشال" و"جيل" وغيرهم من الفرنسيين الذين ساهموا بكثير من النشاطات حتى أنه وغيره تأثروا بشخصيتهم وعطائهم وقد تكون فكرته عن التطوع ناتجة بشكل أو بآخر عن مثل هؤلاء...

في الأشهر التي تلت كان شريف قد بدأ بالتفكير بحاجات قريته وصار همه أن يراها تتقدم، لذلك راح يفتش عن نقاط الضعف أو الخلل فيها فإذا بها كثيرة. وإذا به يكتشف أن قريته تنزف بصمت وتخسر بنيها الواحد تلو الآخر، فحاجة التعلم والتخصص تجعل الشباب يرحلون صوب المدينة أو إلى الخارج، وأغلب الاختصاصات تجعلهم يرتبطون بهذه المدينة أو بهذا الخارج ولا يعودون. فهذا المجتمع إذا لن يستمر وسوف لن يكون هناك تجدد فيه. فكل الذين تزوجوا في تلك السنة كانوا إما من المهاجرين إلى الدول العربية وإما من الشباب الذين يسكنون في بيروت. لذلك لفت نظره أنه كان في أساس تربيتهم نوع من الخلل، فقد كانوا يستهزؤون بالفلاح ويتعبرون شغلته هي شغلة من ليس له شغلة أخرى أو من ليس عنده  طموحا أو من لا يملك مقدرة وذكاء كافيين لمتابعة تحصيله العلمي و"التقدم" باتجاه "الأعمال الأسهل"، وإذا به يكتشف أن هذا الفلاح هو العنصر الوحيد القادر على البقاء في القرية، ولو أنه كان هناك تجدد في الفلاحين لكان يمكن للطبيب والمهندس والتاجر والبناء والحرفي وغيرهم السكن في القرية والاستمرار بخدمة هؤلاء الفلاحين، فلا يمكن لسكان هذه القرى الاعتماد على التجارة أو السياحة وهم في آخر البلد محشورين بالحدود المغلقة من جهة وبالترتيبات العسكرية التي تفرضها حالة الحرب مع إسرائيل من جهة أخرى، ولا مجال للصناعة هنا أن تزدهر كون الأماكن الأقرب إلى المدن الكبرى تحظى بالتسهيلات المطلوبة أكثر بكثير من المناطق النائية، ولا توجد مناطق صناعية في المدن القريبة لكي يتمكن من يسكن في البلدة من الذهاب للعمل في هذه المصانع والعودة إلى القرية. إذن فالفلاح هو الحل الطبيعي والبديهي وقد استمر الجدود لأنهم كانوا بأكثريتهم من الفلاحين.

بدأ شريف بتسويق فكرته وهي تقضي بالعودة إلى الأرض أولا وحثها على العطاء، ثم بالتخصص فيها وبما يدور حولها وعندها يمكن الاستفادة من العلم وخبرات الآخرين، وبعد هذه المرحلة يتم الانتقال إلى تصنيع إنتاجها أو تعليبه، وفي النهاية يبدأ السعي إلى تسويق هذا الانتاج وذلك بالذهاب إلى داخل البلاد والتفتيش عن أسواق وعقد إتفاقيات تؤمن التصريف، وهنا أيضا تبرز الحاجة إلى المتعلمين والمتخصصين. بهذا الشكل المبسط والمتدرج رأى شريف النواة الأساسية لمجتمع ريفي يمكن أن يتطور ويكبر فتزيد فيه إمكانيات العمل التي تؤدي إلى زيادة الاستقرار. وهنا، تكبر المدرسة والدكان، والمطعم، والسوق، والعيادة، ما إلى هنالك... ثم تنشأ الصناعات الصغيرة لتكفي حاجة هؤلاء، وشيئا فشيئا تتطور البلدة إلى مركز جذب للمشاريع، وليس مركز لتوليد وتصدير الطاقات البشرية لا يتجدد...

ولكن مشروع شريف قوبل بالاستهتار ورفض كليا، من الأهل أولا، وثم من الأصدقاء. ولم يؤمن أحد بأن الفلاح قد يكون له قيمة غير تلك الصورة الرومنطقية التي نحب أن نرسمها له في كتب الأدب "لنبكي فقط على أطلال الماضي" ونتحسر على "أيام زمان".

في السنوات التي تلت جرب شريف المدرسة الرسمية ثم الجامعة اللبنانية فشعر بالجو الذي كان سائدا، فقد تغلغل اليسار بشكل قوي في كل الأوساط ووصل تدخل الفلسطينيين إلى المدارس والجامعات وقامت المظاهرات الطلابية التي كانت تبدأ بشعارات ومطالب ثم تستغل لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد.

بعد حوادث 1973 شعر شريف بأن الوطن بحاجة للتضحية وأن أياما صعبة بانتظاره، وتصور أن من واجبه الدفاع عن هذا الوطن؛ "فقد عشنا جزءً من لبنان العز وعلينا أن ندافع عنه لنورث أبناءنا وطنا حرا قادرا على الاستمرار".

وهكذا عاد شريف فدخل المدرسة الحربية وكل همه أن يساهم في الدفاع عن الوطن فلا يقهر أو يزول وتذهب معه بزرة الحرية التي ترك الجدود في سبيلها السهول الخصبة ورغد العيش وتمسكوا معها بالصخور الصلبة والقناعة حتى الزهد. ولم يغب عن باله قط أن أساس الاستمرار في بناء الوطن هو بناء القرى البعيدة بواسطة الفلاحين النشيطين المتكلين على سواعدهم وإيمانهم وجهدهم وليس على الكسل والتبعية وهبات المتمولين في الداخل والخارج...

عندما تدافعت الأحداث لتقسم البلد والجيش وتنشر الرعب والموت في كل المناطق، شارك شريف مثل الكثيرين في الدفاع عن الوطن؛ من بسابا وكفرشيما إلى الزعرور والمونتي فردي فالبترون وشكا وأخيرا في الأسواق حيث عمل مع فريق من الرفاق على وقف التدهور برسم خطوط اللاتراجع ودعم جبهة دفاعية متكاملة صمدت في وجه الهجمة البربرية وأصبحت فيما بعد حدود المنطقة الشرقية هناك.

في هذه المرحلة عمل شريف مع بشير مباشرة وعرفه عن قرب أكثر، ولكنه تعرّف ايضا على الطفيليات التي تنمو عادة في افياء العظماء فتخرب الصورة المثلى التي يسعى هؤلاء لرسمها، ف"الكبار" يحلمون بالعظمة وعلى هذا تبنى تصرفاتهم، بينما لا يملك "الصغار" مقدرة الحلم لذا فهم يقزّمون كل شيء ويلطخون الأعمال الكبيرة ويفسدون في النهاية صور الأبطال...

 

دولةٌ لـمـرّةٍ واحــدة!

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/26 تشرين الثاني 2020

أبناءُ “لبنان الكبير” يَرفضون مشروعَ حزبِ الله جملةً وتفصيلًا إذ بعد أربعينَ سنةً على انطلاقِه اتّضَح مدى الضررِ الذي ألحقَه بلبنانَ الدولةِ والنظامِ والصيغةِ والميثاقِ والاقتصاد.

http://eliasbejjaninews.com/archives/92790/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9%d9%8c-%d9%84%d9%80%d9%85%d9%80%d8%b1%d9%91%d8%a9%d9%8d-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d9%80%d9%80%d8%af%d8%a9/

الشعبُ ناقمٌ على الطبقةِ السياسيّةِ مثلما هو خائبٌ من الثورةِ. والشعبُ مصدومٌ من لبنانَ الاستقلال مثلما كان مُغتاظًا من لبنان الانتداب. والشعبُ مُتعَبٌ في "لبنانَ الكبير" مثلما هو متوجِّسٌ من العودةِ إلى لبنانَ الصغير. والشعبُ رافضٌ الدولةَ المركزيّةَ وتائهٌ بين اللامركزيّةِ والفدراليّة. إذا كانت هذه التجاذباتُ المتلاطِمةُ تَعكِسُ عُمقَ الأزمةِ اللبنانيّةِ المتراكِمةِ، فإنّها تَكشِفُ نوعيّةَ الحلول التي تُراودُ ذِهنَ الشعب، خِيارًا أو اضْطرارًا، ليُنقذَ وجودَه الحرَّ والحضاريَّ في لبنان. حين يُصبح التعايشُ مرتبِطًا بحركةِ الزمنِ لا بنبضاتِ القلب، تصبحُ الحياةُ أولويّةَ اللبنانيّين.

حتّى زمنٍ قريب، ظنَّ اللبنانيّون أنَّ الإنقاذَ يكون بحكمٍ قويٍّ، بحكومةٍ قادرةٍ، برئيسٍ جديدٍ، بتعديلِ قانونِ الانتخابات، باستراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ، بمكافحةِ الفساد، بتعييناتٍ إداريّةٍ صالحة. أما اليوم، فيَجْنَحون نحو الحلولِ الجذريّةِ التي تُعيدُ النظرَ ببُنيةِ الدولة. فَقدوا ثقتَهم بالتسوياتِ والتنازلاتِ وهيئاتِ الحوار؛ ولا أدري إذا كان تغييرُ النظامِ يَكفيهم بَعد. فالتحولاتُ الفكريّةُ والدينيّةُ والسياسيّةُ والاجتماعيّةُ التي طرأت على المجتمعِ اللبناني وتَجذَّرت فيه ليست عابرةً ومرتبِطةً بعواملَ ظرفيّةٍ داخليّةً كانت أو خارجيّة. لقد أمسَت تحوّلاتٍ ثابتةً يَصعَبُ قَلْبُها إلا بعدَ أجيال.

لذا، وبعيدًا عن ضغطِ السلاح، لا بدَّ من التفكيرِ بشكلِ لبنانَ الجديد قبلَ أن تَسبُقَ الأرضُ التفكير. حاليًّا، ولكي لا نَغُشَّ أنفسَنا، لا نَعيش في ظلِّ أيِّ دستورٍ لبنانيّ: لا هو دستورُ جمهوريّةِ الانتداب، ولا دستورُ جُمهوريّةِ الاستقلال، لا دستورُ جمهوريّةِ الطائف، ولا حتى دستورُ الطوائف. لبنانُ وطنٌ عارٍ، مكوِّناتُه ارْتدَت أثوابَ أوطانٍ أخرى. والمفارقةُ الحزينةُ أنَّ اللبنانيّين اعتادوا الحياةَ الاجتماعيّةَ معًا قبلَ التفكيرِ بهوِيّةِ الوطنِ ودستورِ الدولة. ولـمّا انتَسبوا إلى الدولةِ ذاتِـها بدأوا يَتفرّقون ويَتناسَوْن الأيامَ الحلوةَ، فدَفعت الشراكةُ العفويّةُ ثمنَ العقائدِ المستورَدة.

مَن يَعتقدون أنَّ النظامَ جيّدٌ وتطبيقَه سيِّئٌ يَستنتجون بأنّنا لسنا أهلًا له طالما لم نُحسِنْ تطبيقَه طَوالَ عقود. ومَن يعتقدون أنَّ النظامَّ سيِّئٌ بحدِّ ذاتِه يُبرِّرون البحثَ عن آخَر. لكنَّ البديلَ عن النظامِ السياسيِّ، هذه المرّة، ليس نظامًا سياسيًّا آخَر، بل هو صيغةٌ جُغرافيّةٌ أخرى للشراكةِ المسيحيّة/الإسلاميّة. صيغةٌ تقومُ على احترامِ الخصوصيّاتِ لا على توسيعِ الصلاحيّات. فالنظامُ السياسيُّ اللبنانيُّ لم يَتعطَّل بسببِ بنودِه الدستوريّة، بل بسببِ انهيارِ الصيغةِ بقيمِها الميثاقيّةِ تحت طعناتِ مشاريعَ مذهبيّةٍ لا تَنسجم مطلقًا مع "لبنان الكبير" أرضًا وشعبًا وتراثًا.

لقد فَشِلَت الديمقراطيّةُ أمام الطوائف، وفَشِلَت الطوائفُ أمام الطائفيّة، وفَشِلَت الصيغةُ أمام التعدديّة. وها هي التعدديّةُ تواجِهُ العدديّة، والتجربةُ اللبنانيّةُ تُصارع التطرّفَ الدينيّ، والسلامُ يَتحدّى السلاح. بات لبنانُ أمامَ خِيارٍ واحِد: سقوطُ المشاريعِ المذهبيّة أو سقوطُ وِحدةِ لبنان. فلماذا نرفضُ استلامَ مُذكَّرةِ أخذِ العِلمِ ما دُمنا بالأمرِ عالمين، وبالواقعِ كافرين، وبالتغيير حالمين؟

في الزمنِ العاديّ، زمنِ الدولةِ، زمن ِالسلامِ عليكم لا السلاحِ عليكم، كانت التراتبيّةُ الوطنيّةُ هي التالية: الإنسانُ فالكيانُ فالصيغةُ فالطائفة. اليومُ، في زمنِ القلقِ على الوجودِ الذاتي، صارت التراتبيّةُ كالتالي: الإنسانُ فالطائفةُ فالكيانُ فالصيغة. أبناءُ "لبنان الكبير" حريصون على الشراكةِ الوطنيّةِ العادلةِ، لكنهم يَرفُضون الخللَ ناخِرَ الشراكةِ المسيحيّةِ/الإسلاميّةِ منذ عقودٍ والذي تَفاقم مع مشروعِ حزبِ الله وسلوكِه التوسعيِّ على حسابِ جميعِ المكوّناتِ الأخرى. والاستباحةُ الوطنيّةُ الكبرى، أنّ الشرعيّةَ، للمرّةِ الأولى في لبنان، تَتحالف مع مشروعٍ غيرِ شرعيٍّ وتغطّيه وتُبرِّرُه. ورغمَ مناشدةِ رأسِ الطائفةِ المارونيّةِ، البطريرك بشارة الراعي، والمكوِّناتِ اللبنانيّةِ الأُخرى والمجتمعَين العربيِّ والدوليّ، ورغمَ ظهورِ عوارضِ الانهيارِ العامّ، لا تزالُ الشرعيّةُ لصيقةَ حزبِ الله ومُنفِّذةَ رغباتِه حتّى على حسابِ مصيرِ العهد وأركانِه.

أبناءُ "لبنان الكبير" يَرفضون مشروعَ حزبِ الله جملةً وتفصيلًا إذ بعد أربعينَ سنةً على انطلاقِه اتّضَح مدى الضررِ الذي ألحقَه بلبنانَ الدولةِ والنظامِ والصيغةِ والميثاقِ والاقتصاد. أبناءُ "لبنان الكبير" يَرفضون أن يَبقى مصيرُهم مرتبِطًا بمصيرِ سلاحِ حزب الله الذي لا مكانَ له طليقًا في دولةٍ موحَّدة. أبناءُ "لبنان الكبير" يَرفضون أن يظلَّ لبنانُ الكبيرُ المركزيُّ، أرضًا وشعبًا، مادّةَ تجاذبٍ بين مشاريعَ إقليميّةٍ بسببِ ولاءِ بعضِ المكوِّنات لدولٍ غريبة. أبناءُ "لبنان الكبير" يَتمنّوْن، بالمقابِل، أنْ يَلتقوا و"أبناءَ حزبِ الله" حولَ مشروعٍ وطنيٍّ، وأن يَبنوا معًا دولةَ الإنسانِ الحرِّ والمقاوِم بشراكةٍ كاملةٍ ومساواةٍ تامّةٍ، وأن يَنشروا معًا ثقافةَ البحثِ عن أصدقاءَ لا ثقافةَ التنقيبِ عن أعداء. ما عاد لنا سوى أعداء...

خلافَ هذا المنطقِ الوِحدوي، نَدفع بلبنانَ الكبير إلى السقوطِ الحتميِّ من دونِ ضمانِ ولادةِ آخَرَ مستقلٍّ ومستقرّ. فأيُّ طموحٍ دُستوريٍّ، أبعدَ من اللامركزيّةِ والحِياد، يؤدّي إلى التقسيمِ المباشر. وأيُّ طموحٍ دُستوريٍّ للسيطرةِ على لبنانَ المركزيِّ يؤدّي أيضًا إلى التقسيمِ المباشَر. وأيُّ حالةٍ انفصاليّةٍ بقوّةِ السلاحِ تؤدّي كذلك إلى التقسيمِ المباشَر. وأيُّ احتيالٍ على التعدديّةِ من خلالِ قانونِ انتخاباتٍ جائحٍ يؤدّي أوّلًا إلى التقسيمِ المباشَر. عمومُ طوائفِ لبنان أعادَت النظرَ بسقوفِ طموحاتِها الدستوريّة: من الدروزِ الّذين غُبِنوا في الجُمهوريّةِ، إلى السنّةِ الّذين فَرِحوا بـــ"اتفاقِ الطائف"، إلى المسيحيّين الّذين تَقبّلوا التنازلات. وإذا كانت إعادةُ النظرِ بهذه السقوفِ كلَّفتْنا حروبًا وألوفَ الضحايا وجَلَبت علينا الاحتلالات، عسى أنْ يُعيدَ المكوّنُ الشيعيُّ ـــ وتحديدًا الثنائيُّ الشيعيّ ـــ النظرَ بسقفِ طموحاتِه سلميًّا.

حان الوقتُ لكي نُـميّزَ جميعًا الفارقَ بين الطموحاتِ والأوهام. لا مجالَ لأيِّ مكوّنٍ أن يُعيدَ تأسيسَ لبنانَ على قياسِه، ولا مجالَ للبنانَ أن يَستمرَّ موحَّدًا من دونِ أن يكونَ على قياسِ جميعِ مكوّناتِه. مأساةٌ أن نعيشَ معًا مرّةً واحدةً، كأنَّ لبنانَ وُجد صُدْفةً، فيما هو قبلَ جميعِ دولِ الشرقِ وباقٍ مهما كان شكلُه، وكَم مِن شكلٍ أَخذَ عبرَ التاريخ.

 

كيف حذفت أسماء رؤساء الحكومات من رسالة القاضي صوان إلى مجلس النواب؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/الجمعة 27 تشرين الثاني 2020

نصيحة من "وسيط وصاحب تجربة"، دفعت المحقّق العدلي القاضي فادي صوان إلى حذفِ عبارة من نصّ الرسالة التي أرسلها إلى مجلس النواب عبر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، التي طلب خلالها منه اتّخاذ ما يراه مناسباً في شأن مسؤولية بعض الوزراء عن إهمال وتقصير أدّيا إلى وقوع انفجار مرفأ بيروت. فالرسالة بنصّها الأصلي ذكرت بالاسم رؤساء حكومات سابقين هم نجيب ميقاتي، وتمام سلام، وسعد الحريري، وحسان دياب، اعتبر القاضي صوان أنّ مجلس النواب عبر المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء هو صاحب الصلاحية في تبيان مدى مسؤوليتهم حيال انفجار 4 آب.

لكنّ صوان اكتفى بالطلب من مجلس النواب التحقيق مع وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، ووزراء الأشغال السابقين غازي العريضي، وغازي زعيتر، ويوسف فنيانوس، ووزير المال الحالي غازي وزني، والسابق علي حسن خليل، ووزيرة العدل ماري – كلود نجم، ووزراء العدل السابقين أشرف ريفي، وسليم جريصاتي، وألبيرت سرحان، كاشفاً أنّ التحقيقات التي أجراها مع وزراء حاليين وسابقين أفضت إلى شبهات حول مسؤولية الوزراء وتقصيرهم.

لأكثر من سبب، حيّد صوان رؤساء الحكومات السابقين، أوّلاً لتداعيات ذلك على المستوى السياسي، وثانياً لاكتفاء المحقّق العدلي بالاستماع فقط إلى إفادة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بعد انتقاله شخصياً إلى السراي، فيما لم يفعل ذلك مع ميقاتي، وسلام، والحريري.

ولذا، لم يكن منطقياً، برأي مطلعين، أن يطلب من مجلس النواب التحقيق في تقصير هؤلاء في حين أنّ صوان لم يستمع إليهم أصلاً.

وبحسب تأكيد مطّلعين، فقد أخفق صوّان في وضع القطار على سكتّه الصحيحة مع أنّه يضع في حساباته الضغط الذي يتعرّض له من أهالي ضحايا انفجار المرفأ والرأي العام الذي ينتظر بالحدّ الأدنى محاسبة من "أكبر رأس" ونزولاً، وليس الاكتفاء بتوجيه تهمة التقصير لموظفين صغار، إداريين كانوا أم أمنيين. 

ويؤكد مصدر قضائي بارز في هذا السياق أنّه "لم يكن هناك أيّ عائق يحول دون استماع صوان إلى كافة رؤساء الحكومات من دون أخذ الإشارة أو الإذن من أحد، لا مدّعي عام التميييز ولا رئيس مجلس القضاء الأعلى. هو مطلق الصلاحية وغير مقيّد من أيّ مرجع قضائي. وبناءً على إفاداتهم، يراسل مجلس النواب ليتّخذ الإجراء اللازم. كما كان يمكن له أن يدّعي على الوزراء موضع الشبهات، ويحيل الادّعاء إلى مجلس النواب لا رمي المسؤولية على مجلس لن يُحاسِب، ولن يفتح تحقيقاً برلمانياً، ولن يقوم باللازم منه لإحياء عمل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء... وإن "بُعِث" المجلس الأعلى من تحت الركام، وتمّ تعيين قضاته، سيبقى الأمر محتاجاً إلى "معجزة"، وهي موافقة تأمين ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب لإدانة أيّ رئيس حكومة أو وزير". عملياً، تجربة الوزير الأسبق شاهيه برصوميان لا توحي بأن الطبقة الحاكمة من "يَوم يومها" قد تدخِل هدفاً في مرماها وتسمح للقضاء بمحاكمة سياسي من جلدِها. تسجيل سابقة في هذا السياق يشكّل كابوساً للطبقة السياسية. والنتيجة، أنّ المحاسبة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء متعذّرة سياسياً وقانونياً.  

الوزير برصوميان الذي اتّهم في عهد الرئيس إميل لحود  ببيع رواسب نفطية وجني أرباح غير مشروعة، لوحق بداية أمام القضاء العادي عام 1999، ثم أصدرت محكمة التمييز الجزائية قراراً بصلاحية القضاء العادي النظر في ملاحقة برصوميان. وعلى أساس ذلك، سُجن الرجل 11 شهراً من دون محاكمة.

وبعد خمس سنوات، وضع مجلس النواب يده على الملف عبر لجنة تحقيق نيابية، على اعتبار أنّه المرجع المختصّ للملاحقة من خلال "المجلس الاعلى"، وذلك بعد الأخذ باجتهاد محكمة الجنايات التي أصدرت قراراً في كانون الأول 2002، بعدم صلاحية القضاء العدلي النظر في قضية مرتبطة بالإخلال بالواجبات الوظيفية المنصوص عليها في المادة 70 من الدستور. وتنصّ المادة 70 من الدستور على أنّ "لمجلس النواب أن يتّهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى أو بإخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم، ولا يصدر قرار الاتهام إلا بغالبية الثلثين من مجموع أعضاء المجلس". أما المادة 71، فتفيد بأنّ "المتھم يُحاكم أمام المجلس ا?عل? لمحاكمة الرؤساء والوزراء".

وعام 2005، اجتمع مجلس النواب مجدّداً، وناقش تقرير لجنة التحقيق النيابية التي اعتبرت أنّ الافعال المنسوبة إلى برصوميان غير ثابتة، ولا مبرّر قانونياً لاتهامه أو ملاحقته. فتقرّر طيّ الملف، وتبرئته بأكثرية أصوات مجلس النواب!

33 شخصاً حتّى الآن مدّعى عليهم في قضية انفجار المرفأ، بينهم قادة أمنيون وعسكريون، فيما يرجّح أن يرتفع عدد الموقوفين في القضية الى 27. لكن لا أفق حتّى الآن للقضية.

المؤكّد أنّ صوان قبِل مهمّة رفضها قضاة آخرون بسبب صعوبة تحقيق العدالة على مستويين: نظام فاسد يُبدِع في حماية رجالاته حتى لو كانت الجريمة على مستوى "انفجار عاصمة"، فلا تتعدّى المحاسبة عتبة الموظفين الصغار، ولأنّ  تطبيق القانون في حالة انفجار المرفأ يعني الاكتفاء باتهام بالإهمال الوظيفي والتقصير والتقاعس، في حال عدم توفر النية الجرمية أو القصد الجرمي، وهو الأمر المثبّت حتى الآن.

يعترف أحد القضاة البارزين أنّ "هذا النوع من الملفات لا يصل إلى مكان، لأنّ تحقيق العدالة فيها لا يرضي سوى من يعرف في سرّه أنه ساهم في الجريمة، وإن عن غير قصد، والنظام جاهز لحمايته". ويشير إلى "عوائق أخرى منعت بعد نحو أربعة أشهر من انفجار المرفأ تكوين صورة شاملة لسبب الانفجار، ومنها عدم تسلّم القاضي صوان حتى الآن رسمياً تقرير الخبراء الفرنسيين الذين حقّقوا في الجريمة واكتفوا بتقديم استنتاجات أوّلية قبل مغادرتهم بيروت". 

مع ذلك، تؤكّد المعطيات أنّ مسؤولية صوان مضاعفة في تحميل الرؤوس الكبيرة المسؤولية إضافة إلى المسؤولين الآخرين، وذلك بسبب استبعاد فرضية العمل الإجرامي المقصود، كذلك فرضية الإرهاب. فقد تقاطعت المعطيات لدى خبراء الـ FBI مع تقرير واستنتاجات "شعبة المعلومات" لناحية إمكانية حصول هذا الانفجار الهائل ربطاً بتسلسل الأحداث من تخزين كميات نيترات الأمونيوم على مدى سنوات، ووجود المواد القابلة للاشتعال بجانبها وصولاً إلى ما حدث في اليوم السابق للمأساة ويوم الانفجار من عمليات تلحيم قادت إلى الانفجار الأول ثم الثاني.

ومن جهة أخرى، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI رسمياً، أنّه لم يتوصل إلى نتيجة قاطعة في شأن أسباب الانفجار، ولا بد من توجيه المزيد من الأسئلة للسلطات اللبنانية.

كما سبق لوزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق إن أشار الى "تواطؤ أميركي - اسرائيلي - لبناني لتضييع التحقيق في انفجار المرفأ"، مشيراً الى أنّ "الصور الجوية لم تصل منذ اغتيال رفيق الحريري حتى الآن. فكيف ستصل صور الانفجار من فرنسا أو أميركا"؟

وأصلاً، سواء كان الانفجار نتيجة "الإهمال والحظ السيء"، أو كان عملاً مقصوداً، تبقى المسؤولية الأولى، أخلاقياً وقانونياً، على من سَمح بإهماله في تجميع مكوّنات قنبلة وتخزينها في بقعة واحدة قرب منطقة مكتظّة سكنية، ما أدّى إلى وقوع أحد أكبر الانفجارات في تاريخ البشرية.

 

بيان اليأس في لبنان ... "مثقف" من حزب الله وصف جبران باسيل بأنه عنترة بن شداد

حازم الأمين/موقع الحرة/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92796/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a3%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ab%d9%82%d9%81-%d9%85/

سيُمضي لبنان أشهراً أخرى من دون حكومة، وسيُمضي أقل من شهرين ليستنفد ما تبقى من احتياط مصرف لبنان في دعم السلع الغذائية والدوائية، وبعدها سيسقط السقف على رؤوس اللبنانيين، ولن ينجو إلا أهل الطبقة السياسية وعائلاتهم ومرتزقتهم.

والمرء إذ استنفد كل النعوت والشتائم في وصف هؤلاء، يشعر بضرورة توظيف خياله لإنتاج وابتكار مزيداً منها، فهذه وسيلتنا الوحيدة لحماية ما تبقى من توازن نفسي نحتاجه لكي نبقى على قيد الحياة في هذا المكان البائس من الكرة الأرضية.

قد يبدو مملاً أن نكرر حقيقة أن حزب الله يفرض على اللبنانيين أسوأ نموذج في الحكم. صحيح أن عقبات تحول دون اكتمال النموذج الأمني في الحكم، لكن نموذجاً لا يقل سوءاً، بل يزيد النظام البوليسي سوءاً، هو ما يحرص الحزب على تكريسه وحمايته في بلدنا.

حين نتجاوز الفساد إلى تفاهة الفساد، والارتهان لنظامي الجريمة في طهران ودمشق إلى تفاهة الارتهان، نبلغ عندها مستويات غير مسبوقة من اليأس.

وهذا هو حالنا اليوم. جبران باسيل الذي انعقدت في وجهه قباحة السياسي الصهر في ثورة ١٧ تشرين، أعاد الحزب رسم ملامح "البطل" على وجهه في أعقاب صدور عقوبات قانون ماغنسكي بحقه. إنه عنترة بن شداد على ما وصفه به "مثقف" الحزب.

المفارقة لا تصدق، والحزب بجعله عنترة يعلن للبنانيين الذين لم يمض زمن طويل على إعلانهم أن جبران هو "شيطان الجمهورية" أن عليهم اليوم أن يقبلوا به بصفته عنترة بن شداد الجمهورية.

هذا المستوى من احتقار الناس يفوق ما تمارسه أنظمة عسكرية في سوريا وفي مصر وإيران والسعودية بحق مواطنيها، ذاك أن القتل المباشر ينطوي على اعتراف بالمخاطر الذي يشكلها القتيل، أما احتقار الناس وعدم الاكتراث بذكائهم ففيه عدم اعتراف بكراماتهم، وفيه أيضاً يقين الجاني بعجز الضحية.

لن تتشكل الحكومة في لبنان. لا يشعر حزب الله بأن هذا ضرورياً اليوم. شراء الوقت يتم عبر الـ١٧ مليار دولار الأخيرة في المصرف المركزي، وهذا المبلغ هو القيمة المتبقية من ودائع اللبنانيين. وبهذا المعنى يصرف اللبنانيون مما تبقى من ودائعهم على جمهورية حزب الله.

في السنوات الثلاث الفائتة أنفقوا نحو مئة مليار دولار على هذه الجمهورية، وها هم اليوم ينفقون ما تبقى في خزنة المصرف. لا بأس فالحزب ينتظر إدارة أميركية جديدة قبل أن يعطي الأمر لرهائنه قادة الأحزاب والطوائف والعُصب لكي يلتئموا في حكومته الجديدة. والحزب لا يشعر بمعنى نضوب مداخيل الناس طالما أن تمويله يتم نقداً من طهران، وهو يعززه بحصته من مداخيل الفساد التي لم يعد خافياً على أحد شراكته فيها.

والحزب محق في انتظاره طالما أنه يحتقر حاجات اللبنانيين. فسبق أن جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان مرتين ومده بمزيد من الوقت، وتكشفت "المبادرة الفرنسية" عن حقيقة واحدة تتمثل في تعويم الطبقة السياسية التي يتصدرها حزب الله.

حكومة تكنوقراط يسمي حزب الله فيها الوزراء الشيعة! ما الجديد في هذه الحكومة؟ لا شيء طبعاً، لكن الأشد فظاعة أن الحزب ذهب في إهانته لـ"المبادرة الفرنسية" إلى حد عدم القبول بهذه الحكومة، وإلا ما الذي يعيق تشكيل الحكومة اليوم؟ المبادرة الفرنسية مثلت رصاصة رحمة في رأس طموحات اللبنانيين بالتغيير. لا قيمة لفرنسا في حسابات الحزب، فالمفاوضة الفعلية هي مع واشنطن، وليس لبنان مدار هذه المفاوضة، ذاك أن قيمته لم تعد تساوي شيئاً لجميع الأطراف المقرِرة. سننتظر إذا ما ستتقاضاه طهران ثمناً لحكومة تافهة هي تتويج لمسار من حكومات الارتهان. سندفع ثمن الانتظار ما تبقى من ودائعنا في مصرف لبنان.  من المرجح أن يطول الانتظار، اذ أن أشهراً طويلة تفصلنا عن تشكل المسار الجديد للإدارة الأميركية المنتخبة. لا يبدو أن هذه الكارثة التي سترافق الانتظار تعني شيئاً للحزب الحاكم.

سيراقب سيد الحزب احتضارنا ويرسم ابتسامته المعهودة ويقول إن الاستعمار العالمي وراء الكارثة، ولن نصدقه، لكن هذا لن يثير اهتمامه، وهو لن يُقدم على قتلنا جراء عدم إيماننا بأن جبران باسيل هو عنترة بن شداد، فعدم إيماننا لا يشكل خطراً عليه، وهو لا يطمح أصلاً لنيل ثقتنا بكلامه. كل ما يريده منا هو أن لا نعيد الكرة ونستأنف ما بدأناه في ١٧ تشرين ٢٠١٩.

 

ما معنى « دولة » في بيان نقابتي المحامين؟

موقع الشفاف/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92799/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%85%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%86%d9%89-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%86%d9%82%d8%a7/

الصورة المرفقة مع المقال هي للقاء « الخيمة »، على خط الحدود اللبنانية-السورية، بين الرئيس فؤاد شهاب ورئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر، بحضور الحاج حسين العويني وأكرم الحوراني والسرّاج.

في حينه، لم يقبل «الجنرال» فؤاد شهاب اقتراحاً سورياً بأن يتقدّم لملاقاة جمال عبد الناصر عند نزوله من الهليكوبتر. كان جواب فؤاد شهاب أنه، هو، « جنرال » وعبد الناصر.. « عقيد »!  ليس كل جنرال.. « جنرال »!)

طلب كاتب هذا النص من « الشفاف » عدم ذكر إسمه بحكم موقعه في لبنان!

البيان الصادر عن نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس في 23/11/2020 بمناسبة ذكرى الاستقلال- ولا نقول « عيد الاستقلال » – هو مؤشر لمدى الانحطاط في ادراك معنى “دولة” في لبنان، وفي إدراك معنى « السيادة » و »الاستقلال ».

لقد تحولت هذه البديهيات المبدئية الى شعارات اجترارية.

ورد في بيان نقابتي المحامين خمس مرات تعبير “دولة”. وورد تعبير “دولة” ثماني عشرة مرة في خطاب نقيب المحامين في بيروت مع ربطه بإصلاحات دستورية وسياسية.

لكن عن أي “دولة” يتحدث أصحاب البيان في نقابة المحامين في بيروت؟ عن الدولة “الرسمية” أو عن “الدولة” الموازية في لبنان التي لها جيشها ودبلوماسيتها الخاصة؟

ما معنى دولة؟

تتمتع الدولة بأربع مواصفات مُسماة « ملكية » (droits régaliens (rex, regis, roi وهي: احتكار القوة المنظّمة أي جيش واحد لا جيشان، واحتكار العلاقات الدبلوماسية، وصلاحية فرض الضرائب وجبايتها، وبناء السياسة العامة.

لا يستقيم أي اصلاح سياسي ودستوري بدون سيادة، حتى لو كان ذلك في أرقى البلدان، في سويسرا أو المانيا أو فرنسا أو الدانمارك…

في لبنان دولتان وجيشان ودبلوماسيتان!

إلى أي دولة يتوجه المجتمعون؟

هذا الانحراف نحو « مشاكل إصلاحية » هو تغطية للاحتلال واجترار “للوراقين” خلال سنوات الحروب 1975-1990. تغطية للاحتلال وتجاهل المعضلة الأساس وتعامٍ عن “فك الحصار عن الشرعية”. يُوفر ذلك البرَكة لسلطة حاكمة، حيث ان سبب المعضلة هو : الدستور والنظام!

هل يعرف المجتمعون انه في احد المؤلفات الحديثة ورد تعبير “دول من ورق” Etats de papier مُخترّقة السيادة بشأن ثلاث بلدان وهي سوريا والصومال ولبنان…؟

Bruno Tertrais et Delphine Papin, L’Atlas des frontières (Murs, conflits, migrations), Les Arènes, 2016, et Sciences humaines, no spécial, mai 2020, pp. 18-23, p. 21

لا تتحمل السيادة المسايرة والتموضع والمجاملة. جوابها هو بطبيعته ثنائي: نعم أم لا!

ثلاث مراحل في تاريخ لبنان طيلة نصف قرن، منذ 1969 ولغاية 2020، هي العبرة حول السيادة:

1. أصبح لبنان مُنتزع السيادة في « اتفاق القاهرة » سنة 1969 الذي ألغاه بعدئذ المجلس النيابي في ختام حروب 1975-1990.

2. استعادَ لبنان سيادته مؤقتًا بعد العملية الحربية الارهابية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14/2/2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان.

3. عودة الى اتفاقية قاهرة مُتجددة في اتفاقية مار ميخائيل سنة 2006 مع حزب – دولة في اطار دبلوماسي إيراني.

في تبرير تجاه انتقادات طالت البيان كان الجواب في 25/11/2020: الهدف “استعادة الدولة”!

ما معنى دولة؟ ما هذا التعميم والتمويه؟ ليست الدولة الحوكمة بشكل عام، والمؤسسات، والعلاقة مع المواطنين والانتخابات…! نتكلم عن الدولة كشعار. فقدنا معنى الدولة في صفاتها الجوهرية ontologiques وهي « السيادة » في حصرية جيشها وعلاقاتها الدبلوماسية!

الهدف من التعابير العامة في “استعادة الدولة” هو التمويه على حالة الاحتلال!

الشيعة اللبنانيون مكوّن لبناني، أما الجيش- الحزب المرتبط بتسلح ودبلوماسية إيرانية فهو مكوّن غير لبناني واحتلال بالوكالة.

عدم تسمية الأمور بأسمائها هو مُجاملة ومُسايرة وتموضع وتغطية للاحتلال وانكار لواقع لبنان بلا سيادة.

 

إسرائيل “تقامر” بمفاوضات الترسيم؟

جورج شاهين/الجمهورية/26 تشرين الثاني/2020

اصاب الخط الذي رسمته قيادة الجيش وحمله الوفد اللبناني الى مفاوضات الترسيم الجانب الاسرائيلي بالصدمة، على رغم من الاحتياطات والحسابات التي اجراها مسبقاً. ولو لم يكن كذلك، لما ردّت اسرائيل بخط «همايوني»، لا اساس له في سير المفاوضات منذ عقد ونصف من الزمن، قبل ان تستأنف في الشكل الجاري منذ 14 تشرين الاول الماضي. وعليه ما هو مستقبل المفاوضات؟ فهل «تغامر» اسرائيل و«تقامر» بمصيرها؟

بعد اسبوع، تُستأنف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي في جولتها الخامسة في ضيافة مكتب منسّق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان (UNSCOL) الذي اتخذ مقراً له في مقر قيادة القوات الدولية («اليونيفيل») في الناقورة وبرعاية اميركية. وذلك، بعد عطلة قسرية امتدت من الجولة الرابعة التي عُقدت في 11 من الجاري بفعل انشغال رئيس الفريق الأميركي في المفاوضات السفير جون ديروتشر بمواعيد في واشنطن. وهو ما فرض فترة واسعة بين الجولتين، بعدما كان الوسيط الاميركي، ومعه الاممي، مصرّين على تكثيف جولات التفاوض، للإسراع في المهمة على قاعدة ما قال به «اتفاق الإطار» الذي أُعلن عنه في 1 تشرين الاول الماضي من عين التينة، وقبل اسبوعين على الجلسة الافتتاحية.

وفي المسافة الفاصلة بين الجلسة الرابعة وتلك المنتظرة، بقيت ترددات ما شهدته هذه الجولة مسيطرة على مسرح المواقف المتصلة بحصيلتها، وما هو منتظر بعد الردّ الذي قدّمه الوفد اللبناني على الطرح الإسرائيلي الجديد، فأفرغه من محتواه القانوني ومشروعيته الدولية، والغى ما قال به واقترحه الوفد الاسرائيلي من معطيات لا تستند الى اي من القوانين المعترف بها، ولا سيما منها قانون البحار والاتفاقيات السابقة، من اتفاقية «بولييه كومب» التي تثبت الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، قبل ولادة الدولة اليهودية، والتي اقرّ بها اتفاق الهدنة عام 1949، وهي التي حدّدت النقطة الساحلية التي ينطلق منها الترسيم البحري القانوني. وعليه، فقد قدّم الوفد اللبناني على طاولة المفاوضات المستندات والوثائق والخرائط التي تثبت حق لبنان في مياهه البحرية والمنطقة الاقتصادية تحديداً، مع تشبثه بحقه الكامل في المساحة البحرية المضافة الى الخطوط السابقة وتحديداً منطقة الـ «860» كيلومتراً مربعاً، بما يقارب 1430 كيلومتراً مربعاً إضافياً، ما يرفع الخلاف على منطقة تمتد الى 2290 كيلومتراً مربعاً.

كان طبيعياً ان يستمر الوفد الاميركي الراعي والمساعد في صمته حتى اليوم، مكتفياً بتنظيم المفاوضات، بعدما آلت اليه إدارتها في الجلسة الرابعة، وتمنّى رئيس الوفد ديروتشر، تمديد المفاوضات لساعات إضافية يومها، ليكمل الوفد اللبناني ردّه على خط الـ «325» الذي قدّمته اسرائيل واجتاحت به ثلاثة بلوكات نفطية لبنانية، وصولاً الى منطقة يمكن احتسابها من نقطة ساحلية برية لبنانية ما بين مدينتي صيدا وصور، وهو ما لم يوفّر له الوفد الإسرائيلي اي موجب قانوني سوى الردّ على الخط اللبناني الذي ضرب جنوباً حقل نفط «ياريش» الإسرائيلي المتقدّم في اتجاه المنطقة الاقتصادية اللبنانية والقبرصية، بما لا يمكن القبول به. ووفق قراءة لمراجع قانونية وديبلوماسية لبنانية، يدعمها خبراء في القانون الدولي وبرامج الترسيم، فأنّ لبنان كان ينتظر تصعيداً اسرائيلياً على المستوى السياسي، فجاءه الجواب سريعاً من وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس، الذي تحدث اولاً عن تغيير لبنان رأيه في ترسيم الخط البحري 7 مرات حتى اليوم. فاللبنانيون يعرفون انّه استند الى مسلسل المفاوضات التي قادها الوسطاء الأميركيون منذ العام 2008، والتي بقيت حتى الامس القريب تجري بواسطة الزيارات المكوكية للموفدين الاميركيين بين بيروت وتل ابيب، وهي بالتحديد تلك التي قادها على التوالي كلٌ من فريدريك هوف وعاموس هولكشتاين، قبل ديفيد هيل وديفيد ساترفيلد، فديفيد شينكر.

وتضيف هذه المراجع: «لقد تناسى شتاينتس انّ كل هذه المفاوضات لم تفض الى ترسيم أي خط، فبقيت مقترحات تخضع للنقاش، من دون التوصل الى اي اتفاق نهائي يمكن ايداعه في المواقع المختصة في الامم المتحدة، التي لم تتبلّغ سوى أوراق الاعتراض والتوضيحات الاسرائيلية كما اللبنانية، ولا سيما منها تلك المتصلة بتصحيح لبنان خط الترسيم مع قبرص، والاعتراض على الاقتراح في «خط هوف»، وهو ما جعل كل هذه العناوين التي يتحدث عنها الوزير الاسرائيلي مجرد اقتراحات لا معنى لها رسمياً، محلياً او دولياً».

ويقول العارفون الذين يتوقعون ردّة الفعل الاسرائيلية مسبقاً، انّ ردّ مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على مزاعم وزير الطاقة الإسرائيلي، معتبراً «انّه لا اساس له»، دفعه للانتقال الى مرحلة متقدّمة في مخاطبة رئيس الجمهورية عبر المواقع الافتراضية، وكأنّه يجري حواراً كان يتمناه الجانب الاسرائيلي منذ فترة طويلة، تمهيداً لوصوله الى مرحلة التطبيع، وهو ما لم يستجب لبنان له، الى ان ذهب الى مرحلة التفاوض غير المباشر وبرعاية اممية ووساطة اميركية.

بالتأكيد، تقول المراجع اللبنانية المعنية، انّ رئيس الجمهورية لن يردّ على مواقف وزير الطاقة الاسرائيلي، الذي ذهب بعيداً في تقديره «بعدم معرفة رئيس الجمهورية بما يتحدث عنه وخلفياته»، كما بالنسبة الى مطلبه «الحوار المباشر»، وحديثه عن «الخط البحري الذي أودعته إسرائيل في الأمم المتحدة قبل نحو 10 سنوات»، أي «خط هوف» وهو ما يعني تراجعه عن الخط الجديد الذي يُسمّى خط «325» الذي عُرض في الجولة الثالثة من المفاوضات الجارية.

ففي رأي عون، انّ كلام وزير الطاقة لا يحمل ما يدعو الى الردّ. فالمواقف اللبنانية المحصّنة هذه المرة خلف الوفد اللبناني، توفّر البدائل من الانعكاسات السلبية المحتملة من اي من الطروحات الاسرائيلية، في مرحلة يُطبّع فيها العدو علاقاته مع بعض دول الخليج العربي والسودان، وما هو مرتقب من خطوات مستقبلية لا علاقة له بسير المفاوضات المحدّدة في شكلها ومضمونها واهدافها. فالرهان الاسرائيلي على قبول «الثنائي الشيعي» اطلاق المفاوضات لضمان ما يريده منها هو محاولة يائسة. فالموقف الذي عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، يساوي في نتائجه ما لا يخالفه اي مسؤول لبناني آخر. هذا ان لم يكن انّ مواقف البعض، ومنها موقف رئيس الجمهورية ومن سبقه في قصر بعبدا، يُعتبر اكثر تصلباً، ولا يمكن الرهان على اي خرق اسرائيلي في لبنان تحت هذا العنوان.

وبناءً على كل ما تقدّم، تنتهي المراجع لتقول، انّ الضوضاء التي تسبب بها موقف وزير الطاقة الاسرائيلي لا يعني سوى امر واحد، ويمكن اختصاره بمسعاه لتقويض المفاوضات ونسفها من الداخل، وهو امر مرتقب. فلبنان ومنذ الجولة الاولى من المفاوضات ينتظر تصعيداً اسرائيلياً انطلاقاً من هذه المواقف، خصوصاً وانّ ملف المفاوضات هو في يد وزير الطاقة نفسه. واياً كانت ردّات الفعل، فالامر يلقي بمسؤوليات كبيرة على الوسيط والمسهّل الاميركي الذي يرعى هذه المفاوضات قبل الوفد الاممي، وهما كانا قد عبّرا، ومن خلفهما مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، عن الاستعداد للتدخّل في اي محطة يمكن ان تشكّل خطراً على مصير المفاوضات، ولكن بتوافق من الجانبين الاسرائيلي واللبناني. وهو ما يضع الوفد اللبناني في موقع اقوى، طالما انّه يراعي القوانين الدولية ويعتمدها، ولم يستند الى منطق القوة او محاولة فرض الواقع الذي تحاول اسرائيل تعديله. وان وصلنا الى هذه المرحلة، يمكن مقاربة الملف من زوايا مختلفة، فلننتظر.

 

الشّرق الأوسط على فوهة بركان: هل تفعلها إسرائيل؟

النهار العربي/ رياض قهوجي/26 تشرين الثاني/2020 

ارتفع في الآونة الأخيرة مستوى التوتر في المنطقة نتيجة تصريحات لمسؤولين إيرانيين وإسرائيليين وأميركيين، وتحرّكات عسكرية مريبة لجميع الأطراف، وتوتّرات أثارتها الأقاويل والتحليلات عن حرب مرتقبة يجري التحضير لها. لكن بحسب مجريات الأمور والمعطيات المتوافرة، فإن الحرب ممكنة فقط إذا ما أراد طرفا الصراع ذلك، أو إذا تعمّد أحد الطرفين تخطّي خط أحمر يعلم مسبقاً أن خصمه لن يستطيع السكوت عنه لحجم الإهانة التي سيلحقها بالدولة والشعب. وأحد الخطوط الحمر لإيران هو ضرب منشآتها النووية. أما بالنسبة الى لبنان، فهناك دولة وحكومة بالاسم، إذ إن صاحب قرار الحرب والسلم هو "حزب الله"، وهو وحده يستطيع جر لبنان الى حرب في المنطقة. لكن هل هناك حرب فعلاً وما إمكان حدوثها؟

يعيش العالم في الشهرين الأخيرين من عمر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو الذي اعتمد سياسة متشددة جداً اتجاه إيران وحلفائها. القرارات الأخيرة لهذه الإدارة من ناحية زيادة وتيرة فرض العقوبات توحي بأن الاتجاه هو لدفع الأمور نحو تصعيد مرتفع الوتيرة تعقّد من مهمة إدارة الرئيس المنخب جو بايدن بإعادة إطلاق المفاوضات مع طهران للتوصل الى اتفاق جديد حول برنامجها النووي. الفارق بين ترامب وبايدن أن لكل منهما انطباعه الخاص نحو إيران وتفسيره المختلف لما تقوم به. ففيما يعتبر فريق بايدن أن سياسة إيران رفع تخصيب مستوى اليورانيوم وزيادة حجم المخزون من اليورانيوم المخصب هي خطوات لزيادة أوراق التفاوض في يدها، يراها ترامب وفريقه خطوة لإتمام الهدف وتصنيع سلاح نووي. طبعاً، إسرائيل تساعد على ترسيخ هذه القناعة الأخيرة لدى الساسة الأميركيين. 

الخبر الذي نقلته صحيفة "النيويورك تايمس" الأميركية عن مصادر في البيت الأبيض تحدث عن أن ترامب، بعد إبلاغه بمضاعفة إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب، طلب من جنرالاته إعطاءه تقييماً عن إمكان قصف المنشآت النووية الإيرانية. لكن الصحيفة أضافت أنه تم ثنيه عن هذه الخطوة من وزرائه وجنرالاته. فما كان منه إلا أن طرد وزير دفاعه وعدداً من كبار المسؤولين في الوزارة وعيّن مكانهم أشخاصاً معروفين بولائهم المطلق له وباستعدادهم لتنفيذ توجيهاته من دون أسئلة. ثم صرّح وزير الدفاع بالوكالة بنيّة أميركا سحب عدد كبير من جنودها من أفغانستان والعراق، برغم المعارضة الشديدة لذلك من جهات أميركية عدةومن ضمنها فريق بايدن. وآخر التطورات كان قيام سرب من القاذفات الاستراتيجية الأميركية طراز بي-52 برحلة الى أجواء الخليج العربي ضمن تمرين لمحاكاة هجوم جوي، مع الإشارة الى أنه في حينه لم تكن هناك أي مناورات أميركية معلن عنها في المنطقة. 

الأسئلة التي يجب طرحها هنا هي: لماذا يقوم البيت الأبيض بتسريب محتوى اجتماع أمني مهم جرى الحديث فيه عن هجوم على إيران الى صحيفة أميركية معروفة بصدقيتها دولياً؟ ولماذا لم نسمع رد فعل بالنفي أو الإيجاب أو حتى أي شيء عن هذا الموضوع من الحكومة الأميركية؟ الإعلام الأميركي المشغول بتتبع نتائج الانتخابات الأميركية ورفض ترامب الاعتراف بفوز خصمه، لم يغص في هذه الأسئلة ولم يعط تحليلات واضحة عن سبب صرف عدد من كبار مسؤولي البنتاغون؟ كما أن خبر رحلة قاذفات بي-52 الى المنطقة مر سريعاً من دون تعقيب في الإعلام الأميركي. فقط خبر سحب بعض الجنود الأميركيين من أفغانستان والعراق لاقى رد فعل في الإعلام. 

من الواضح أن واشنطن تشنّ حرب معلومات ضد إيران مترافقة مع هجمات سيبرانية والعقوبات، هدفها اللعب على أعصاب القيادة الإيرانية، وربما امتحان رد فعلها. فقد يكون سحب جنود أميركيين من العراق وأفغانستان هو لتقليل عدد المواقع التي يمكن أن تستهدفها إيران في حال مهاجمتها.  وقد يكون خطوة من ترامب لتنفيذ وعده لناخبيه بإعادة جزء كبير من الجنود الأميركيين، وذلك للحفاظ على شعبيته وتحضيراً لإمكان خوضه الانتخابات الرئاسية بعد أربعة أعوام. وفي هذه الحالة يكون البنتاغون بإرساله قاذفات بي-52 للمنطقة قد بعث رسالة لإيران والقوى الإقليمية الأخرى بأن أميركا لا تزال قادرة على توجيه ضربات قوية انطلاقاً من أراضيها إذا ما دعت الحاجة. 

تترافق التطورات والتحركات على الساحة الأميركية مع غارات جوية مكثفة تشنها الطائرات الإسرائيلية على قواعد للحرس الثوري الإيراني وحلفائه في سوريا. وبرغم شدة الغارات، لم يكن هناك أي رد على إسرائيل. بل إن قائد فيلق القدس الجنرال قاآني، قام بجولة على قواته والميليشيات التابعة لإيران في كل من لبنان وسوريا والعراق ليشدد على ضرورة عدم الرد على إسرائيل أو مهاجمة أي مصالح أميركية في هذه المرحلة، عاكساً إدراك طهران خطورة فترة ما قبل خروج ترامب من السلطة. فلقد تلقى المسؤولون الإيرانيون التحذيرات من جهات أميركية وأوروبية منذ أيلول (سبتمبر) الماضي بتجنب استفزاز أميركا وإسرائيل خلال الفترة الممتدة حتى نهاية السنة، ويبدو أن إيران أخذت هذه التحذيرات بجدية وتنفذها. فهي تعلم جيداً عواقب الحرب مع أميركا ومدى الدمار الذي سيلحق بها، ما قد يهدد النظام نفسه. 

لكن لدى إيران خيارات أخرى للرد على أي هجوم إسرائيلي أو أميركي، وهو الرد عبر الميليشيات التابعة لها والمتمركزة على حدود إسرائيل الشمالية – لبنان وسوريا. والميليشيات العراقية التابعة لإيران قد تستهدف قواعد أميركية هناك وتمد الجبهتين السورية واللبنانية بالمقاتلين والسلاح، بخاصة عبر معبر البوكمال حيث تنتشر كبرى قواعد الحرس الثوري الإيراني، والتي تتعرض لغارات إسرائيلية متكررة في الآونة الأخيرة. 

بالعودة الى النيات المحتملة لأميركا وإسرائيل، فكل من ترامب والقادة الإسرائيليين شددوا على أنهم لن يسمحوا لإيران بأن تمتلك سلاحاً نووياً. وتحدثوا عن خشيتهم من إقدام إدارة بايدن على تقديم تنازلات تسمح لإيران بالاحتفاظ بقدرات ستمكنها ذات يوم من تصنيع أسلحة نووية. والطرفان توقفا عن التواصل مع إيران بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ما يرفع من احتمال التصادم العسكري. ترامب الذي أعلن مراراً لناخبيه أنه لن يدخل حروباً في الشرق الأوسط وسيسحب قوات بلاده من هناك، يدرك أيضاً أن لدى إسرائيل خصوصية كبيرة لدى قاعدته الشعبية التي تعتبر حماية إسرائيل واجباً مقدساً. وعليه، فهو لن يتوانى عن مساندة إسرائيل عسكرياً إذا ما قررت الأخيرة شن هجوم لتدمير منشآت إيران النووية.

هل تستطيع إسرائيل تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة جيداً والمنتشرة في أماكن عدة في البلاد؟ وهل لدى إسرائيل ما يكفي من القدرات العسكرية لاستهداف هذه المنشآت؟ من غير المؤكد أنها ستستطيع تدميرها بشكل ينهي البرنامج النووي الإيراني، كما فعلت ضد البرامج النووية في كل من العراق وسوريا. فهي بحاجة الى قدرات عسكرية بحجم دولة مثل أميركا للقيام بذلك. إذا ما أعطى ترامب الضوء الأخضر للقيادة الإسرائيلية، فهي على الأرجح ستقدم على ذلك مدركة أن إيران لن تستطيع أن تتجنّب الرد المباشر على إسرائيل، ما سيفتح المجال لترامب للتدخل عسكرياً. فالرئيس الأميركي يستطيع أن يأمر بعمليات عسكرية حتى آخر يوم له في البيت الأبيض. وهو ليس بحاجة لإرسال أي قوات برية، بل سيكتفي بقصف جوي استراتيجي وعمليات بحرية لتدمير منشآت حيوية وتقليص قدرات إيران العسكرية. وطبعاً أي مواجهة عسكرية ستعقّد الأمور على إدارة بايدن كثيراً، التي سيكون عليها التركيز على إيقافها قبل التفكير بمفاوضات معها.

 لكن هل تبادر إسرائيل الى حرب استباقية ضد إيران خلال جائحة كورونا؟ كيف يمكن إسرائيل أن ترسل مواطنيها الى الملاجئ أو جنودها الى الجبهات وسط جائحة وإجراءات تباعد اجتماعي؟ لن يكون الأمر ممكناً قبل توزيع اللقاح على سائر الشعب الإسرائيلي. وبناءً على كل هذه المعطيات، فإن إمكان الحرب وارد ومسبباتها متوافرة، لكن تنقصها الثقة بإمكان تحقيق أهدافها وعقبة تهديد فيروس كورونا. ستعيش منطقة الشرق الأوسط حالة ترقب شديد حتى انتقال السلطة في أميركا في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، وقد تشهد تطورات دراماتيكية. فمن مستعدّ لها؟

 

اهتمام غربي بضبط الحدود مع سوريا: منع التهريب والإرهاب

غادة حلاوي/نداء الوطن/26 تشرين الثاني/2020

فيما يخوض لبنان ملف مفاوضات ترسيم حدوده البحرية والبرية مع اسرائيل عاد الى الواجهة مجدداً ملف ضبط الحدود بين لبنان وسوريا، فحضر سفراء ثلاث دول غربية هي اميركا وبريطانيا وكندا يستفسرون المؤسسة العسكرية عن الخطوات التي قطعها الجيش لجهة ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب بين لبنان وسوريا. وفي ظل الظروف السياسية التي يتخبط فيها لبنان عاد موضوع الحدود الى سكة البحث، مع استئناف لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية اجتماعاتها بعد انقطاع قسري سببه انتشار “كورونا”. فهل هو مجرد استئناف خطوات روتينية تتعلق باجتماعات لجنة اعتادت الاجتماع كل ثلاثة اشهر أو ان الاهتمام الدولي عاد ليتجه نحو الحدود مجدداً ليصب جام اهتمامه على هذا الملف؟ وهل يدخل هذا الاهتمام من باب إحكام الضغط على لبنان من كل الجهات، خصوصاً في ظل الهجمة الاميركية التي تحاصر تشكيل الحكومة بالعقوبات ولا تتوقف عن التهديد بها؟

وترأس قائد الجيش العماد جوزف عون قبل يومين اجتماعاً للجنة بحضور السفير البريطاني كريس رامبلينغ، والسفيرة الأميركية دورثي شيا، وسفيرة كندا في لبنان شانتال تشاستيناي، إلى جانب أعضاء فريق العمل المشترك بينهم، وتركز الاهتمام على المراحل التي قطعها الجيش اللبناني في عملية ضبط حدوده.

ورغم انقطاعهم عن مد لبنان بأي نوع من المساعدات ربطاً بالاصلاحات المطلوبة، يتجه التركيز الغربي على مؤسسة الجيش بوصفها المؤسسة الوحيدة القادرة على ممارسة دورها وسط الالغام السياسية. يسعى الغرب الى تمييز المؤسسة العسكرية ومدها بما يلزم من مساعدات على كل الصعد بما يظهر اهتمامه بتقويتها والحفاظ على علاقة وطيدة معها. هي لعبة المصالح التي يمكن ان تصب في مصلحة المؤسسة العسكرية التي أشاد سفراء الدول الغربية بدورها وخطواتها في حفظ أمن الحدود ومكافحة أعمال التهريب ومحاولات التسلل، وأدائها المميز في مواجهة التنظيمات الإرهابية حفاظاً على أمن لبنان واستقراره. وعلم ان سفراء الدول الغربية نقلوا التزام بلدانهم بدعم الجيش وتعزيز قدراته على مختلف الأصعدة وبخاصة في مجال مراقبة الحدود وضبطها في هذه المرحلة الدقيقة، وانه لا يزال العمود الفقري للبنان والمؤسسة الوحيدة الصامدة رغم كل الظروف، ولذا من المهم دعمها وتقويتها لمواجهة كل التحديات التي تمر بها المنطقة. والمساعدات التي تقدم بناء على ما يطلبه الجيش وحاجته الهدف منها ضبط الحدود ومنع التهريب والارهاب.

العماد عون الذي شكر هذه الدول على مواصلة تنفيذ برنامج المساعدات الخاصة بتجهيز أفواج الحدود البرية، وعلى دعمها المستمر لمساعدة الجيش اللبناني في مراقبة الحدود وضبطها بفعالية، لم تفته الاشادة بجهود الضباط والعسكريين في حفظ الأمن خلال هذه المرحلة المليئة بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية. ويأتي هذا الاجتماع في وقت لا تزال المؤسسة العسكرية في انتظار نتائج زيارة قائدها الى بريطانيا التي حصلت الشهر الماضي وترجمتها عملياً بدعم ومساعدات من قبل البريطانيين. وتهدف كل المساعي الى اقفال الحدود مع سوريا بشكل نهائي امام المهربين والارهابيين والمراحل التي قطعها الجيش في موضوع الحدود. لكن السؤال هنا هل يمكن لمثل هذا الملف ان ينجز بعيداً من التنسيق مع الجانب السوري اقله من الناحية الامنية لنجاح عملية ضبط الحدود. وكانت اللجنة العليا بدأت في العام 2011 لكن عملها الفعلي انطلق عام 2016. قدمت لغاية اليوم 200 مليون دولار من الأميركيين والبريطانيين والكنديين. بحيث قدمت بريطانيا 77 برجاً على طول الحدود مع تدريب للعناصر اللبنانية، فيما قدم الكنديون كل ما له علاقة بالعتاد والعدة المخصصة للاستخدام في المناطق المثلجة، أما الاميركيون فقدموا كل ما له علاقة بالتكنولوجيا، على أن كل ما يحصل على الحدود هو موصول مباشرةً بغرفة عمليات القيادة.

 

ما الذي هدف إليه طرح بري الانتخابي؟

عمّار نعمة/صحيفة اللواء/26 تشرين الثاني/2020

مع كل يوم جديد تضاف أزمات سياسية الطابع لكن طائفية الجوهر، على كاهل اللبنانيين وسط كل المآسي الكارثية التي يعيشها اللبنانيون وعلى رأسها تلك الاقتصادية وإفرازاتها الإجتماعية والحياتية والإجتماعية، بينما تكبر كل يوم شريحة اللبنانيين العاطلين عن العمل والمُفلسين، وبينهم من يتوجهون بثبات نحو ما يصطلح على تسميته بـ«الفقر المدقع» أي عدم كفاية غذائهم اليومي إزاء مدخولهم. ورغم كل ذلك، لم يرحم السياسيون شعبهم وتناتشوا المناصب الوزارية تحاصصيا ما أدى الى إطالة للتشكيل الحكومي الى أمد غير منظور، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد أكثر من أي وقت مضى لحكومة فاعلة وجديّة.

آخر سجالات البلاد تمثلت في موضوعي التدقيق الجنائي وقانون الانتخاب. فالتدقيق الذي يعارضه أركان في الطبقة السياسية ولو في شكل مستتر وذلك تحت عنوان تعديل قانون السرية المصرفية، واجهه طرح انتخابي من قبل «كتلة التنمية والتحرير» برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا الى لبنان دائرة واحدة مع النسبية، يرى البعض أنه جاء من ناحية التوقيت والمضمون للتغطية على مسألة التدقيق. على ان هذا التدقيق الذي سيتخذ مسارا بيروقراطيا طويلا في المجلس النيابي، هذا إذا صفت النيات، سيكون في حاجة الى توافق من قبل القوى الكبرى في البلد في ظل عدم حماسة له من «تيار المستقبل» وحركة «أمل» و«الحزب التقدمي الإشتراكي». وبعد 24 ساعة من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال الى مجلس النواب للتعاون مع السلطة الاجرائية من أجل تمكين الدولة من إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي، تتوجه الانظار نحو قانون الكتلة الذي بحثته اللجان المشتركة أمس بنوع من التشدد كما عُلم، حسب أحد أعضاء الكتلة الذي يشدد على أن الوقت حان لتطوير النظام، من دون ان يعني ذلك ان القانون الحالي لم يشكل نقلة عن قانون الـ 60 المعدل الذي اعتمد في اتفاق الدوحة العام 2008.

حسب المؤيدين للقانون، فقد بات لزاما على اللبنانيين البحث في علّة البلد المتمثلة في النظام الطائفي والمذهبي، وسط مخاوف من سرقة الوقت للبنانيين في ظل نقاشات عميقة دلت عليها جلسة الأمس، علما بأن هناك في الكتلة من يؤكد أن القانون جاء بعد وعد لبري يربو عن العام بمناقشته وطرحه على مجلس النواب. على أنه في قراءة بسيطة لمآل التدقيق والقانون، لا يبدو ان ثمة امكانية لتمريرهما قريبا، ويعتبر البعض أن بري قد سحب البساط ببراعة من تحت أقدام من يدعون الى انتخابات نيابية مبكرة، وهما في الاساس القوتين المسيحيتين «القوات اللبنانية» و«الكتائب».

لا شك ان هاتين القوتين سارعتا منذ الايام الاولى لاندلاع الانتفاضة الشعبية الى استثمار ما حدث في 17 تشرين، ومحاولة تصريفه سياسيا في تكبير حجمهما في السلطة على حساب «التيار الوطني الحر» الذي كان الضحية الاولى للحراك الشعبي.

الأحوال الشخصية في وجه الطائفية السياسية!

وبطرحه هذا القانون، أطاح بري بمساعي هاتين القوتين وهو ما دفع زعيم «القوات» سمير جعجع الى وضع ذلك في اطار المؤامرة وحتى اعتباره قضية خطيرة جدا على النسيج الوطني ما ألقى بظلاله على جلسة أمس، مسارعا الى توحيد موقفه مع «التيار» الذي يتمايز عنه، ولو في الشكل، لكونه لم يخرج بموقف مصلحي أمام العامة، بل دعا الى حل شامل وصولا الى دولة مدنية ولامركزية ادارية، كما يرى البعض. على ان ذلك لا ينفي ان التيار يقابل كل مسعى لإلغاء الطائفية السياسية ولو نص عليها اتفاق الطائف، بإثارة قضايا شائكة يعلم تماما إستحالتها اليوم مثل الاتفاق على قانون للأحوال الشخصية لعلمه بصعوبة ذلك لدى الطوائف الاسلامية، علما أنه صعب أيضا لدى تلك المسيحية، لكنه سيدفع باتجاهات صراعات البلاد في غنى عنها.

كما لدى القوى المسيحية تساؤلاتها حول توقيت الخروج بالطرح الانتخابي الحالي بعد أن اتخذ الامر تسع سنوات تقريبا للتوصل الى القانون الحالي للانتخابات بعد صراع كبير تمكن بعده المسيحيون من استعادة بعض حقوقهم التمثيلية، إضافة الى طرح تساؤلات حول ماهية صلاحيات مجلس الشيوخ المأمول.. وهناك من يعتبر بين هؤلاء أنه كان الحري ببري منح الأولوية الى القوانين الإنقاذية للبلاد ومنها التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونصت عليها مبادرته التي لا تزال مجمدة بفعل التحاصص الطائفي والمذهبي..

يبدو أن بري أراد بطرحه تحريك المياه الراكدة وهو يعلم تماما ان لا أمل لقانون كهذا وسط عواصف إقليمية لبنان في صلبها. كما أن المجلس النيابي سيكون قاصرا عن مقاربة مسألة ضخمة كهذه وهو لم يتمكن من تمرير مسائل أخرى أكثر إلحاحا ومنها مثلا قانون استقلالية القضاء..

وبذلك يظهر بري بمظهر المصلح للنظام السياسي والمتقارب مع نبض الإنتفاضة الشعبية، علما بأن مجموعات الحراك، وهي المؤيدة بقوة لانعتاق من القوانين الانتخابية الطائفية وتسعى الى قانون انتخابي خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة انتخابية واحدة أو حتى دوائر كبرى، لا ترى في الطرح الحالي لـ»كتلة التنمية والتحرير» سوى تسجيلا اعلاميا للنقاط على الخصوم ومحاولة لاستعادة بعض الشعبية المتراجعة، وقبلها تحويل الانظار عن قضية التدقيق الجنائي، في ظل معارك تحاصصية طائفية في تشكيل الحكومة من قبل القيمين على القانون المطروح. في كل الاحوال، شكلت نقاشات أمس تدشينا لحوار يجب أن يجري حول تطوير النظام، مع إستحالة الوصول الى قانون يرى المسيحيون أنه يستهدفهم عبر انقلابه على نظام «يحميهم»، لكن برغم كل الظروف، فإن ذلك قد يؤسس الى إعادة النظر بالقانون الحالي نفسه وتعديله خاصة لجهة زيادة الصوت التفضيلي.

 

حتى لا يتم تقديم لبنان جائزة ترضية لإيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92794/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%aa%d9%89-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%aa%d9%85-%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%b2/

صُعق اللبنانيون لدى سماعهم جبران باسيل وزير الخارجية السابق وصهر رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان يوماً قائداً للجيش، وهو يقول على قناة «الحدث - العربية» إن الجيش قصّر في محاربة تنظيم «داعش» وأن «حزب الله» كان المنقذ! أثار هذا ردود فعل كثيرة كان أبرزها رد فعل العميد المتقاعد خليل الحلو الذي يعد الصوت المدوّي حتى ما قبل «ثورة تشرين» في مواقفه المنددة بالسلطة القائمة، ويمكن تسميته عميد العمداء المتقاعدين. أشار في دفاعه عن الجيش إلى صفقة تضمنت تبادل إرهابيي «داعش» بجنرال إيراني كان معتقلاً لدى التنظيم في سوريا.

في استفسار لـ«الشرق الأوسط» قال العميد الحلو إنه في صيف 2017 وكانت المعارك في سوريا طاحنة تحدث الإعلام عن جنرال إيراني أسير وأن الصفقة التي أبرمها «حزب الله» مع تنظيم «داعش» قضت بتولي الحزب إخراج مقاتلي «داعش» من جرود رأس بعلبك والقاع وعرسال في لبنان ونقلهم إلى دير الزور مقابل الإفراج عن الضابط الإيراني. وكانت فضيحة إخراج هؤلاء بحافلات مكيفة. يوضح العميد الحلو أنه بعد الاتفاق على الصفقة بين الحزب و«داعش» تم إبلاغ رئيس الجمهورية عون الذي وافق وأعطى تعليماته للجيش بوقف العملية التي كانت على وشك الانتهاء. يومها أُعطيت الحجة بأننا سنستعيد كل الأرض من دون معركة، وأن العسكريين الذين كانوا لدى «داعش» منذ عام 2014 قد قُتلوا واستطعنا أن نأتي بجثثهم. يضيف الحلو أن هذه كانت الحجة لكن «كان المفروض الإطباق على (داعش)، وكان الجيش قد أكمل انتصاره الذي كان معنوياً مهماً له وللبنان».

المعروف أن لبنان هو الدولة الوحيدة التي حاربت تنظيم «القاعدة» في مخيم نهر البارد عام 2007 بدون حاجة إلى دعم أميركي، وهو الدولة الوحيدة التي حاربت «داعش» في فجر الجرود من دون الحاجة إلى أي دعم أميركي جوي. يقول الحلو: «بالطبع الدعم الأميركي للجيش كان متوفراً بالسلاح والذخيرة لكن لم يُضطر الطيران إلى التدخل. لقد عرض الأميركيون والبريطانيون الدعم الجوي للجيش لكنه لم يكن في حاجة وكان يحارب بفاعلية عالية جداً».

عندما احتل «داعش» سوريا والعراق أنشأت أميركا تحالفاً من 60 دولة وكان لبنان إحدى هذه الدول، وعقد زعماء هذه الدول عدة اجتماعات، وفي غياب رئيس للجمهورية كان باسيل يذهب بصفته وزيراً للخارجية ويمثل لبنان، وكان يبدو سعيداً في الصور وسط وزراء التحالف، لكن يقول العميد الحلو إن الإعلام اللبناني لم يكن يبرز هذه الاجتماعات حتى لا يظهر مَن الذي يحارب «داعش» فعلاً في لبنان لأن الدعاية كانت أن «حزب الله» يحارب «داعش» في سوريا، وفي هذا شيء من الصحة، لكن الذي كسر ظهر «داعش» في سوريا والعراق كانت الغارات الأميركية. لم يُبرز الإعلام اللبناني أن لبنان ضمن هذا التحالف الدولي لأن المسؤولين لم يريدوا الظهور أنهم في مكان لا يُرضي إيران. اعتقدوا أنهم يتذاكون على الأميركيين ويسيرون مع إيران، لكن لم ينجحوا. وأعلق: لقد ظهر هذا في العقوبات على باسيل! ويقول العميد: 100%.

وعودة إلى المعركة، فإن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو السلطة السياسية التي، حسب القوانين اللبنانية، تتحكم في مسار عمليات قيادة الجيش. هذه السلطة السياسية أقدمت على الصفقة التي يصفها الحلو بالسلبية جداً.

أقول: إذن هو قدم خدمة لإيران و«حزب الله» على حساب الجيش اللبناني؟ يجيب بأن الكل يعرف أن التيار الوطني الحر (حزب الرئيس) عقد تحالفاً مع «حزب الله» في 6 فبراير (شباط) 2006، وبالتالي ليس مستغرباً بعد كل هذه السنوات وبعدما أوصل الحزب عون إلى الرئاسة، وبعدما عطل الثنائي الشيعي مجلس النواب والسلطة سنوات لإيصاله إلى الرئاسة، أن يتعاون عون مع الحزب في هذه العملية.

أيضاً يحمِّل الحلو السلطتين التنفيذية والتشريعية مسؤولية التقصير في عملية «فجر الجرود». يقول: في أثناء المعركة كان وزير الدفاع إلياس أبو صعب (محسوب على عون)، فلماذا لم يعطِ رأيه في ما حدث بل ترك الأمور فقط بين قيادة الجيش والرئيس مباشرة؟ يضيف العميد الحلو أن باسيل الذي يتهم الجيش بالتقصير كان وزيراً للخارجية، ونسأله: من أين جاء التقصير؟ من الجيش أم من السلطة؟ السلطة التشريعية - مجلس النواب؟ حتى معارضو التيار الوطني، لماذا لم يتوجه واحد منهم بسؤال إلى الحكومة كيف يُسمح بإخراج 300 مقاتل لـ«داعش» من دون استجواب ولو شكلياً وكلهم كانوا يعرفون أن هناك 20 عسكرياً أسيراً لديهم منذ سنوات ولا نعرف شيئاً عن مصيرهم أو مَن قتلهم؟ أين كان وزراء العدل والداخلية والدفاع؟ هنا يكمن التقصير الذي ارتكبته السلطات التي التزمت الصمت، والتقصير من مجلس النواب بكامله الذي لم يتوجه باستفسار. يقول العميد الحلو إن باسيل كان يغمز ليس من عملية فجر الجرود بل من عملية عرسال عندما لم يكن هناك رئيس جمهورية وكانت حكومة تمام سلام تحل محله، حصل هجوم على مراكز الجيش في عرسال وهجوم معاكس من الجيش. هو يغمز كيف سُمح بأسر العسكريين، كأنه في المعارك لا يسقط ضحايا ولا يقع جنود في الأسر، لكنّ باسيل كان في ذلك الوقت يعرقل بسبب الفراغ الرئاسي، فلماذا لم يتخذ مواقف أفضل بدل أن يلوم الجيش؟!

أسأل: هناك الآن أزمة وجودية يواجهها لبنان تهدد هويته وحضارته، هو بين فكّي الثورة الإيرانية... كيف يمكن التخلص من هذا الخطر؟ يجيب: لبنان مهدَّد وهذا ليس بالشيء الجديد، لأنه إذا عدنا إلى 2008 حتى اليوم نرى أنه خلال 12 سنة زادت سيطرة «حزب الله» على مفاصل الدولة. قبل ذلك العام لم يكن مجلس النواب بيد «حزب الله». جرت انتخابات 2018 فصارت الأكثرية بين يديه. وفي الحكومات السابقة كان للحزب وحلفائه الثُّلث المعطِّل أو الأقل بقليل. بعد 2016 صار رئيس الجمهورية حليف «حزب الله» حسبما قال بنفسه. أيضاً، الحكومات التي تشكلت بعد 2016 كان الثلث المعطِّل فيها للحزب وكانت المحاصصة.

في هذا المسار فإن السلطة التنفيذية والتشريعية ورئيس الجمهورية متحالفون مع إيران، لذلك هناك خوف لدى قسم كبير من اللبنانيين على تغيير هوية لبنان القائمة على التوازنات، صارت لدينا هيمنة إيرانية غير معلنة، وبالتالي الخطر مؤكَّد على تغيير وجه البلد. ويضيف: حالياً تنظر إلينا الدول العربية والغربية والدول الحرة كأننا تحت الوصاية الإيرانية، وهذا أمر سيئ جداً. يعوِّل العميد على الرأي العام والانتخابات بعد سنتين، وهناك الانتفاضة، وجزء منها غير موافق على هذا الوضع، السبيل الوحيد هو أن تستعد الأطراف والأحزاب المعارضة لهذه الانتخابات كي تدخل إلى البرلمان وتستعيد الأكثرية النيابية وتنبثق عن المجلس سلطة تنفيذية، فالمجلس المقبل هو من سينتخب رئيس جمهورية جديداً.

برأي العميد الحلو أن هذا هو الحل اللبناني، أما إذا كانت هناك حلول في المنطقة فليس للبنان كلمة فيها، «المهم ألا تكون هذه الحلول على حساب لبنان، ولا يتم تقديم لبنان جائزة ترضية لإيران»!

أسأله: الملاحَظ أن الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين والألمان يركِّزون على دعم الجيش اللبناني كأن هناك رغبة في إنقاذ لبنان من البراثن الإيرانية؟ يجيب: هذا صحيح «ونحن متمسكون بهذا الدعم الغربي للجيش الذي يجعله يقف بثقة على قدميه. إنها الحالة الوحيدة التي تقيم نوعاً من التوازن في وجه إيران، أما على المستوى السياسي فليس هناك من توازن إطلاقاً».

وأكرر عليه حيرتي من موقف الرئيس اللبناني الذي كان قائداً للجيش وكيف يفضل مصلحة إيران على مصلحة لبنان؟ يجيب العميد الحلو: «تعرفين أنني من المعارضين، وقد فوجئت كثيراً عندما عقد عون التحالف مع (حزب الله)، وفوجئت أكثر عندما غيّر سياسته 180 درجة، لكن هذا خياره وهو يتحمل مسؤولية هذا الخيار».

لكنه مسؤول عن لبنان؟ يوضح العميد الحلو: «إنه مسؤول عن حماية الدستور، كلنا مسؤولون عن لبنان. هناك رأي عام سواء سار عون مع (حزب الله) أو مع غيره، لدينا ثوابت وهي سيادة الدولة على أراضيها، وحصر السلاح بيد القوى الشرعية، وتطبيق الدستور كاملاً من دون أي انتقاص نصاً وروحاً، واستقلالية القضاء وقانون انتخابي عادل يؤمِّن سلامة وصحة التمثيل».

وماذا إذا توفر غطاء دولي، هل تشجع الجيش على القيام بانقلاب والحكم لفترة انتقالية؟ يرفض الضابط السابق في الجيش هذا الطرح: «أنا ضد حكم العسكر». يؤمن بأنه لا توجد سوى الوسائل الديمقراطية التي تغيِّر الحكم في لبنان إلا إذا كانت هناك تدخلات أجنبية، وهذه لا علاقة لها بإرادة اللبنانيين: «علينا الاستعداد لتغيير السلطة واسترجاع لبنان وإعادته إلى العالم العربي، والأسرة الدولية وإلى العالم الحر وإنعاش صداقاته في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم أجمع».

وهل تعتقد أن هجوم باسيل على الجيش بسبب خوفه من دور مستقبلي لقائد الجيش الجنرال جوزيف عون كأن يصل إلى رئاسة الجمهورية؟ يجيب العميد الحلو: «نعم هناك خشية عند باسيل من اختيار قائد الجيش رئيساً، وأكرر أنني لا أحبّذ وصول العسكريين إلى السلطة. وإذا وصل الجنرال جوزيف عون إلى السلطة يكون بسبب فشل السياسيين، وهدف باسيل الاستراتيجي الوصول إلى رئاسة الجمهورية».

لكن هل يؤيد الجنرال الحياد؟ يجيب: «مائة في المائة، الحياد والسيادة تؤأمان لا ينفصلان. الحياد من دون سيادة مستحيل، وهو يحمي السيادة عندما تكون دول المنطقة ودول العالم تؤيد هذا الحياد».

يرى أن حياد لبنان هو لمصلحة لبنان ودول المنطقة كافة، الحياد الذي يحميه جيش قوي يمنع استعمال الأراضي اللبنانية للاعتداء على أي دولة في العالم. أما بالنسبة إلى إسرائيل فيقول: «نحن حالياً نرتبط مع إسرائيل بالقرار 1701 وبأهم منه اتفاقية الهدنة الموقّعة عام 1949، ومن يقرأها يجدها أهم من القرار 1701، وهذه الاتفاقية ما زالت قائمة ولا تزال لجنة الهدنة من ضباط لبنانيين وإسرائيليين تجتمع في الناقورة كل فترة لحل المشكلات الحدودية».

 

كيف نفهم إدارة بايدن؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

الذين يحاولون قراءة سياسات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن من خلال سياسات أو مذكرات الرئيس السابق باراك أوباما، يخطئون، والأسباب كثيرة. فبايدن عندما يتسلم الرئاسة رسمياً في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، سيجد الأوضاع المحلية والدولية مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل أربع سنوات عندما غادر البيت الأبيض مع أوباما. أربع سنوات تغير فيها المشهد بفعل عوامل كثيرة، وأيضاً بسبب سياسات وأسلوب الرئيس دونالد ترمب.

بايدن نفسه تطرق لهذا الأمر في المقابلة التي أجرتها معه شبكة تلفزيون «إن بي سي» الأميركية هذا الأسبوع عندما قال في رده على سؤال مباشر في هذا الموضوع، إن إدارته «لن تكون مثل ولاية ثالثة لأوباما». وبعدما نوه إلى أن العالم مختلف اليوم عما كان عليه في سنوات أوباما، أشار بالتحديد إلى سياسة «أميركا أولاً» التي انتهجها ترمب واعتبر أن هذه السياسة عزلت أميركا وأضعفت دورها القيادي في العالم.

عموما بايدن كان نائباً للرئيس، وإن حظي بدور وتأثير مع أوباما، فإن السياسة العامة في نهاية المطاف يقررها الرئيس ويبقى مسؤولاً عنها وعن تبعاتها. وتأكيداً لهذا الأمر فإن بايدن على سبيل المثال لم يكن متحمساً لفكرة تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، وهو التدخل الذي أسهم في إطاحة العقيد معمر القذافي في 2011، كذلك فإنه يرى أن أميركا تحتاج اليوم لأن تكون أكثر حزماً مما كانت عليه في السابق مع الصين، وقد أوضح تفكيره في مقال نشر في مجلة «الشؤون الخارجية» في يناير الماضي.

بعض الناس قد يكونون رأوا أن وجود عدد ممن عملوا مع أوباما في إدارة بايدن المتوقعة يعني أنها ستكون امتداداً لسياسات الرئيس السابق، لكن هذا أيضاً قد يقود إلى نتائج خاطئة. خذ على سبيل المثال أنتوني بلينكن الذي عمل في إدارة أوباما نائباً لمستشار الأمن القومي ثم نائباً لوزير الخارجية، وهو اليوم مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية. فقد بات يرى اليوم أن السياسة التي انتهجت إزاء الأزمة السورية في عهد إدارة أوباما كانت خاطئة، وعبر عن هذا الأمر في مقابلة منتصف العام الحالي قال فيها إنه لا بد من الإقرار بأن تلك السياسة فشلت في منع مأساة فظيعة أودت بحياة آلاف السوريين.

بايدن وفريقه سيرون العالم بعين مختلفة عن إدارة أوباما، لأن الأوضاع تغيرت، ولأنهم يحتاجون في الفترة المقبلة إلى رسم سياساتهم الخاصة التي تتناسب مع المشهد الراهن ومع الأولويات الضاغطة. أولى الأولويات للرئيس الجديد ستكون التعامل مع جائحة الكورونا التي طغت مع آثارها الإنسانية والاقتصادية المدمرة على كل ما عداها وكانت من بين الأسباب الرئيسية التي أسهمت في إسقاط ترمب. فأميركا تتربع على رأس قائمة الدول المتضررة من الجائحة بأكثر من 12 مليون إصابة و260 ألف حالة وفاة، وتواجه اليوم ارتفاعاً كبيراً في الإصابات. وسيكون على الإدارة الجديدة التعامل فوراً مع الأزمة وتنظيم عمليات التطعيم مع بدء إنتاج وتوزيع اللقاحات الجديدة التي يؤمل أن تساعد في كبح جماح الفيروس الذي غيّر حياة الناس وضرب الاقتصادات بشكل لم يمر على العالم منذ الكساد الكبير في نهاية عشرينات وبداية ثلاثينات القرن الماضي. في الوقت ذاته سيكون على الإدارة العمل على النهوض بالاقتصاد الأميركي مجدداً، وجزء كبير من هذه المهمة سيكون على عاتق جانيت يلين التي يتوقع أن يعلن بايدن ترشيحها لتكون أول امرأة تقود وزارة الخزانة في تاريخها.

في مضمار السياسة الخارجية ستهتم إدارة بايدن أولاً بترميم علاقات أميركا مع المجتمع الدولي ومع حلفائها الغربيين بعد الشروخ التي أحدثتها صدمات ترمب. كان هذا واضحاً في كلمة الرئيس المنتخب التي قدم بها مرشحيه الذين أعلنهم أول من أمس وشدد فيها على أن فريقه للسياسة الخارجية والأمن القومي يوضح «عودة أميركا واستعدادها لقيادة العالم لا الانسحاب منه»، ويمثل قناعته بأن أميركا أقوى عندما تعمل مع حلفائها، وأنه يتوقع من هذا الفريق «أن يقول لي ما يجب أن أعرفه، لا ما أريد أن أسمعه». هذه العبارات تحمل في طياتها نقداً لنهج ترمب وطلاقاً مع سياساته وتأكيداً على أن الإدارة القادمة تضع في أولوياتها إصلاح العلاقات مع حلفائها في الناتو، وتنشيط دورها في حوض المحيط الهادي، والانضمام مجدداً إلى اتفاقية باريس للمناخ، واستئناف مساهمتها في منظمة الصحة العالمية.

خلال المائة يوم الأولى لإدارة بايدن سيتضح للعالم أيضاً ما إذا كانت تنوي اتباع سياسة خارجية حذرة تنأى عن المشاكل ولغة الحرب الباردة، أم أنها ستتبع نهجاً أكثر حزماً لاستعادة دور أميركا في وقت تواجه فيه منافسة قوية من الصين، وتحديات مع روسيا وكوريا الشمالية وإيران. بالنسبة للتدخلات العسكرية فقد أوضح بايدن موقفه أن إدارته لا تريد الخوض في أي حرب «غير ضرورية»، كما قال إنه يفضل حصر دور أميركا العسكري في أفغانستان في قوة صغيرة مهمتها تنصب على الحرب ضد الإرهاب.

إدارة العلاقات المعقدة مع الصين ستكون أحد التحديات الحساسة لبايدن، فهو يريد نهجاً أكثر دبلوماسية من ترمب، وفي الوقت ذاته يرى أن أميركا لا بد أن تتصدى بحزم لحماية دورها ومصالحها أمام التنين الصيني الزاحف. وفي مقالاته التي نشرتها مجلة «الشؤون الخارجية» خلال العام الحالي يوضح بايدن موقفه بأن الولايات المتحدة تحتاج لأن تكون أكثر حزماً مع الصين ومع روسيا أيضاً من منظور أن كلاً منهما يشكل تهديداً مختلفاً للمصالح الأميركية. ويشعر بايدن والحزب الديمقراطي بغضب شديد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يرون أن تدخلات أجهزته الاستخباراتية في انتخابات عام 2016 كانت من أسباب فوز ترمب على هيلاري كلينتون.

ماذا عن قضايا الشرق الأوسط والخليج وأفريقيا؟

الأمر المؤكد أن الإدارة الجديدة ستكون داعمة بشدة لإسرائيل، فبايدن يصف نفسه بأنه كاثوليكي وصهيوني، وقال في أحد خطاباته إنه لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أميركا أن توجدها لحماية مصالحها. لذلك يتوقع أن يستمر الدعم المطلق لإسرائيل وتشجيع الدول على التطبيع معها، لكن من دون الخوض في ملف السلام الشائك في هذه المرحلة، علماً بأن جيك سوليفان الذي رشحه بايدن لمنصب مستشار الأمن القومي لديه دراية جيدة بهذا الملف وقد قاد مفاوضات الهدنة في غزة عام 2012، كما لعب دوراً في المفاوضات السرية مع إيران التي قادت إلى توقيع الصفقة النووية. وفي هذا الصدد فإن إدارة بايدن يتوقع أن تعدل سياسة الانسحاب من الصفقة النووية التي عمد إليها ترمب، لكنها على الأرجح ستريد إدخال تعديلات على الاتفاقية وتضمينها بنوداً تسد بها بعض الثغرات التي ظهرت وأزعجت دول الخليج وإسرائيل أيضاً.

ورغم الكلام عن اهتمام بايدن بموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد تطرق إليه في مقالاته المنشورة وفي بعض تصريحاته السابقة، فإنه لن يكون في أولويات إدارته في ظل جبل المشاكل الذي تواجهه، وستبقى حماية المصالح هي الموجه للسياسات الأميركية. ومن المرجح أن الإدارة الجديدة ستعطي اهتماماً أكبر بأفريقيا من ترمب، وذلك ضمن حسابات التصدي للنفوذ الصيني المتنامي، ولأن الإدارة ستضم وجوهاً لها معرفة جيدة بأفريقيا مثل ليندا توماس غرينفيلد المرشحة لمنصب مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة التي عملت دبلوماسية في أفريقيا (سفيرة لدى ليبريا)، وشغلت منصب مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية من 2013 وحتى 2017. كذلك يتوقع أن يمنح بايدن منصباً ليوهانيس أبراهام وهو أميركي من أبوين إثيوبيين مهاجرين عمل مع إدارة أوباما ويشغل الآن منصب مدير الفريق الانتقالي الذي يشرف على ترتيبات تسلم إدارة الرئيس المنتخب لمهامها من إدارة ترمب.

بايدن سيكون بالتأكيد رئيساً مختلفاً عن أوباما، فالرجل لديه خبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود في العمل السياسي ما بين عضويته الطويلة في مجلس الشيوخ وعمله في البيت الأبيض، ولديه رؤاه التي يريد تطبيقها. والأهم من ذلك أنه يواجه عالماً مختلفاً عن ذلك الذي كان في فترة أوباما.

 

عباس بادر لتغيير الاتجاهات استقبالاً لبايدن والمستجدات الأميركية!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

خلافاً لما كانت عليه الأوضاع سابقاً فإنّ الأسبوع الماضي كان حافلاً بالفعل بالمستجدات الفلسطينية «المفاجئة» التي لم يكن بعضها متوقعاً على الإطلاق، وأولها أنّ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قد فاجأ حتى بعض كبار زملائه في القيادة بإعادة العلاقات التي توصف بأنها «تنسيقيّة» مع إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل نحو ستة أشهر فائتة وأنه قد بادر وعلى نحو مفاجئ أيضاً إلى إعادة السفيرين الفلسطينيين إلى كلٍّ من أبوظبي والمنامة واللذين كانا قد تم سحبهما بعد تبادل العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع الدولة الإسرائيلية. وحقيقة أنّ هذه الخطوة قد استُقبلت بالارتياح والتقدير إنْ بالنسبة للإماراتيين وإنْ بالنسبة للفلسطينيين وأيضاً وإنْ بالنسبة لبعض الدول العربية.

وربما أنّ الرئيس الفلسطيني قد فاجأ أيضاً بعض زملائه في القيادة الفلسطينية بإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى ما كانت عليه، وحيث إن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ قد أعلن في «تغريدة» له أنه في ضوء الاتصالات التي قام بها (أبو مازن) بخصوص التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقَّعة مع الفلسطينيين فإنّ مسار العلاقات مع الإسرائيليين سيعود إلى ما كان عليه.

وهنا فإنّ ما تجدر الإشارة إليه هو أنه كما كان متوقعاً سلفاً فإنّ مفاوضات القاهرة الجديدة بين حركتي «فتح» و«حماس» قد فشلت هذه المرة أيضاً وأنّ حركة المقاومة الإسلامية ومعها حركة «الجهاد الإسلامي» قد أصدرتا بياناً مشتركاً ندّدتا فيه بالقيادة الفلسطينية حتى قبل أنْ تتخذ قرار العودة إلى علاقاتها السابقة مع إسرائيل، وهذا يعني أنّ هاتين الحركتين ليستا في وارد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية وأنّ التزامهما الأساسي هو بالتحالف الذي يقوده رجب طيب إردوغان والذي يضم أيضاً إيران وقطر وبالطبع التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين».

والواضح هنا أنه بينما تنشغل القيادة الفلسطينية بمستجدات قضية فلسطين في ضوء المتغيرات التي ترتّبت على فوز جو بايدن في الانتخابات الأميركية الأخيرة و«سقوط» دونالد ترمب ومعه مشروع «صفقة القرن»، الذي وُصف بأنه «صفعة القرن»، فإنّ حركة «حماس» بقيت تنشغل في هذه المرحلة الخطيرة بأوضاعها الداخلية وبمؤتمرها الذي من المفترض أن ينعقد خلال فترة باتت قريبة، والذي، كما يقال، يتنازع فيه طرفان هما: مجموعة خالد مشعل التي توصف بأنها مجموعة «الضفة الغربية»، ومجموعة إسماعيل هنية التي توصف بأنها مجموعة «قطاع غزة»، والواضح أنّ المجموعة الأولى تحظى بدعم رجب طيب إردوغان في حين أن المجموعة الأخرى تحظى بدعم «قطر» كما يُقال، وأيضاً بدعم إيران التي يقول البعض إن دورها ليس أساسياً في هذه المسألة، وحقيقةً إنّ الأمور بالنسبة إلى هذا الأمر ليست محسومة ولا واضحة وإنه قد تكون هناك مستجدات مؤثرة كثيرة.

وبالطبع فإن ما سيترتّب على مؤتمر «حماس» هذا الذي تشير بعض المعلومات المتداولة إلى أنه سيتشكل من أكثر من خمسين عضواً، منهم خمسة عشر عضواً من الضفة الغربية ومثلهم من قطاع غزة، وذلك في حين أن «الباقي» من جهات متعددة وبنسب متفاوتة، وحيث تقول بعض المعلومات إنّ «تمثيل» الإخوان المسلمين في الأردن سيقتصر على مجرد «عضوين» من الذين يعدون أعضاء عاملين في حركة المقاومة الإسلامية التي تتداخل تنظيمياً مع التنظيمات «الإخوانية».

والمهم أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعه بعض كبار المسؤولين الفلسطينيين من قادة حركة «فتح»، لم يعد مهتماً بحركة «حماس» ولا بقُربها أو بُعدها عن المسيرة النضالية الفلسطينية، وأنّ اهتمامه في هذه المرحلة بات يتركز على اقتراب أو ابتعاد الإدارة الأميركية الجديدة من قضية فلسطين، والواضح هنا أنّ هناك قناعة لدى القيادة الفلسطينية وأيضاً لدى بعض الدول العربية بأن الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة سوف تلعب دوراً إيجابياً لإنهاء هذا الصراع، الشرق أوسطي، الذي بقي محتدماً على مدى سبعين عاماً وأكثر، والذي إنْ هو بقي متواصلاً فإنّ هذه المنطقة لن تنعم بالاستقرار وستواصل اجتذاب هذا الإرهاب الذي بات يترسخ في العديد من دول هذه المنطقة الشرق أوسطية.

إن ما شجع الرئيس الفلسطيني على الإقدام على اتخاذ هذه الخطوات الأخيرة التي اتخذها، وعلى عدم الاهتمام بـ«حماس» التي إنْ هي اقتربت من «فتح» والسلطة الوطنية أو ابتعدت عنهما، هو أن ما وصله من معلومات «مؤكدة» جعله يراهن على أنّ الإدارة الأميركية الجديدة من الواضح أنها ستكون جدية في إنهاء هذا الصراع الشرق أوسطي الذي مرت عليه سنوات طويلة، وأنّها بتوجهاتها التي غدت معروفة وواضحة ستكون غير توجهات إدارة الرئيس دونالد ترمب، صاحب مشروع «صفقة القرن» التي وصفها الفلسطينيون وبعض العرب بأنها إنْ تمت فإنها ستكون «صفعة» ما بعدها «صفعة»!

وعليه فإن ما يُتداول من معلومات في هذا المجال يشير إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب يختلف كثيراً عن الرئيس ترمب، وحقيقةً إنه يختلف عنه وإنه مع حلّ لهذا الصراع الشرق أوسطي وعلى أساس القرارات الدولية التي نصت على عودة ما احتُلَّ من أراضٍ فلسطينية في عام 1967، وإنه مع أن يقيم الشعب الفلسطيني دولته المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يكون هناك سلام راسخ في هذه المنطقة الشرق أوسطية كلها، وأن تكون الدولة الإسرائيلية مقبولة من الدول العربية القريبة والمحاددة وأيضاً البعيدة!

ويقيناً إنّ هذا هو ما جعل (أبو مازن) لا يكترث لـ«حماس» ولا لابتعادها عن الوحدة الوطنية، وأيضاً ولا لهذا الصراع التناحري بين خالد مشعل وإسماعيل هنية ولا لكل هذه التنظيمات «المايكروسكوبية» القديمة والجديدة، فهذه لحظة تاريخية يجب اغتنامها، وهذه فرصة تشكِّل إضاعتها جريمة جديدة ستضاف إلى الجرائم السابقة التي كان عنوانها «المزايدات» والإصرار على «الكل» الذي أدى الإصرار عليه إلى إضاعة ما كان ممكناً الحصول عليه، ونتيجته أن هذه القضية المقدسة بقيت معلَّقة كل هذه السنوات الطويلة وأنّ الشعب الفلسطيني تضاعف تشرده في العالم بأسره.

إنه من حق (أبو مازن) ومعه الشعب الفلسطيني أن يغضب إن هو أحسّ بإجحاف من أي طرف عربي، وأنّ عليه أن يقبل بأي تصحيح للمواقف من أي جهة عربية، وهنا فإنّ المؤكد والواضح لكل من هو غير أعمى بصر وبصيرة، أن التفاتة الأشقاء في الإمارات والبحرين كانت صادقة وصحيحة وأن الرد عليها بعودة السفيرين الفلسطينيين إلى أبوظبي والمنامة كانت ضرورية ولازمة، وأن هذا يجب أن يبقى متداولاً في العلاقات العربية – العربية، فقضية فلسطين هي قضية العرب كلهم، والقدس كانت ولا تزال مهوى أفئدة أبناء هذه الأمة ومعهم كل المسلمين وأيضاً كل المسيحيين في العالم بأسره!

والمعروف أنه ولسنوات طويلة، أي على مدى سبعين عاماً وأكثر، بقيت «المزايدات» تتحكم في معظم المواقف العربية تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية، وهكذا إلى أن ارتطمت الرؤوس بجدران الحقيقة فكان لا بد من القبول بما هو ممكن وهو الحل على حدود عام 1948 وقيام الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعليه فإن ما عدا هذا فإنه علينا أن ننتظر سبعين عاماً أخرى وأن نبقى نتغنى بأمجاد وهمية وأن نراهن على حركة «حماس» وعلى الإخوان المسلمين، الذين ثبت من خلال التجارب المُرة حقاًّ أن ما يهمهم هي رسالتهم «الإخوانية» منذ عهد حسن البنا وحتى الآن وليس قضية فلسطين!

 

ليس هوليوود

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

قالت الصحافة العربية، بشيء من الاعتزاز والابتهاج، إن الرئيس المنتخب جو بايدن عيَّن سيدة من أصل فلسطيني في إحدى وظائف البيت الأبيض. واللبنانيون الذين لهم أكبر هجرة عربية في الأميركتين، ينوهون دائماً بفوز أميركي من أصل لبناني بمقعد في مجلس النواب أو الشيوخ، أو ببروز عسكري كبير في منصب مهم. ردة الفعل هذه أمر طبيعي، خصوصاً عند الشعوب الضعيفة الطامحة إلى أن يكون لها تأثير ما في سياسات الدول الكبرى. ولعله في شعوبنا ننسى أن ولاء المتحدرين هو لدولهم وسياساتها ومفاهيمها وتقاليدها، وما أوطانهم الأولى إلا ذكرى رومانسية وبقايا آثار من زمن الجدّات مثل التبولة والكبة النيئة. ننسى أيضاً أن كل أميركي هو من أصول أو جذور ما. ليس من أميركي بلا جذور خارجية إلا الهنود (الحمر). والباقون جميعاً، بيضاً وسوداً وخلاسيين، قدموا من القارات الأخرى. آخر مثال هو كامالا هاريس الآتية من جذور أفريقية وهندية معاً. أما جذور بايدن الآيرلندية الكاثوليكية فقد سبقه إليها جون كيندي. ويملأ المتحدرون الآيرلنديون مناصب الإدارة ومقاعد الكونغرس. وكذلك الأوروبيون الآخرون من بريطانيين وألمان وفرنسيين وإسكندنافيين. لا شبيه «للوطن» الأميركي بتعدديته في العالم. فالمواطن «الأصلي» هو الأقل عدداً ونفوذاً وثراء وألقاً. وقد غلب العنصر الأنكلو - سكسوني (الأبيض) على تكوين البلاد، أما الآن فقد اجتاح اللاتينيون، أو الهسبانيون، لون البشرة، وتجاوزوا أعداد الأفرو - أميركيين الذين جيء بهم عبيداً ومعذبين من القارة الأفريقية. سميت أميركا «المرجل» الذي تصهر فيه الجنسيات والأعراق. وخلال الحرب العالمية الثانية تم حجر اليابانيين في معسكرات شكاً في ولائهم. ونادراً جداً ما اتهم أميركي بالخيانة، لحساب عرقه أو دينه أو بلده. فقط في زمن الشيوعية وجهت التهمة إلى عدد كبير من الناس، لحسابات آيديولوجية، كما حدث في بريطانيا. خلال الحرب اللبنانية، عين البيت الأبيض السفير من أصل لبناني، فيليب حبيب، مبعوثاً خاصاً لحل الأزمة. وسرَّ عدد كبير من اللبنانيين بالأمر. وفي النهاية أدركوا أنه كان يطبق سياسات أميركا وليس تمنياتهم. وقبل ذلك كان مفاوض أميركا في محادثات فيتنام، وطبق التعليمات الأميركية. وفي هوليوود جمعت الصداقة والزمالة بين ممثلين شهيرين، رونالد ريغان والكوميدي داني توماس. وعندما أصبح الأول رئيساً، ظن كثيرون، وبينهم توماس، أن ريغان سوف يتأثر بصداقاته اللبنانية. لكنه قال لداني ذات يوم: «أنا كفرد لا أستطيع أن أنسى أيام الصداقة. لكن عليك أن تتأكد أن البيت الأبيض ليس هوليوود».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ماكرون في رسالة الى عون: لدعوة القوى السياسية بقوة لتضع جانبا مصالحها من اجل لبنان وتنفيذ خريطة الطريق كفيل بتعبئة دولية لتفادي الانهيار

الخميس 26 تشرين الثاني 2020

وطنية - اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة تهنئة بالعيد السابع والسبعين للاستقلال وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "وقوف فرنسا اليوم، كما في كل وقت، الى جانب لبنان والشعب اللبناني"، مشددا على "انه بمقدور اللبنانيات واللبنانيين في يومياتهم ان يعتمدوا على دعم فرنسا في تلبية حاجاتهم الملحة في ميادين الغذاء والصحة والتربية والمسكن. فنحن نعمل، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجموع شركائنا، من اجل عقد مؤتمر دولي لدعم الشعب اللبناني".

وشدد على ان "الازمة المتعددة الجوانب التي يجتازها لبنان على مختلف الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وكذلك السياسية، تستدعي اتخاذ تدابير قوية. والحلول معروفة: وهي تكمن في وجوب وضع خريطة الطريق التي التزمت بها كل الأطراف السياسية في الأول من أيلول موضع التنفيذ"، مشيرا الى ان "خريطة الطريق هذه تجيب في آن معا على متطلبات أصدقاء لبنان الصادقين، كما على الانتظارات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني"، متمنيا على رئيس الجمهورية "دعوة كل القوى السياسية بقوة لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية والطائفية والفئوية من اجل تحقيق مصلحة لبنان العليا وحدها ومصلحة الشعب اللبناني".

نص الرسالة

وجاء في رسالة الرئيس الفرنسي: "يسعدني لمناسبة احياء لبنان عيد الاستقلال ان أتقدم منكم، بإسمي الشخصي وبإسم الشعب الفرنسي، بأطيب مشاعر الصداقة لكم وللأمة اللبنانية.

ان فرنسا متمسكة بصورة خاصة بعلاقات الاخوة التي تجمع بلدينا وشعبينا. وهي تعلق بالغ الأهمية على استقلال لبنان وسيادته. هذا الوطن الذي كان على الدوام مثال انفتاح وحرية في المنظقة. وقد تسنى لي ان اجدد التأكيد على هذا الامر خلال الزيارتين اللتين قمت بهما في الصيف عقب انفجار الرابع من آب.

اني قلق للغاية نتيجة الوضع في بلادكم راهنا، وانا مدرك للصعوبات المتزايدة التي تواجه اللبنانيات واللبنانيين في يومياتهم. وهم بمقدورهم ان يعتمدوا على دعم فرنسا في تلبية حاجاتهم الملحة في ميادين الغذاء والصحة والتربية والمسكن. فنحن نعمل ، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجموع شركائنا، من اجل عقد مؤتمر دولي لدعم الشعب اللبناني.

الا ان كل ذلك ليس بكاف، ذلك ان الازمة المتعددة الجوانب التي يجتازها لبنان، على مختلف الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وكذلك السياسية، تستدعي اتخاذ تدابير قوية. والحلول معروفة: وهي تكمن في وجوب وضع خريطة الطريق التي التزمت بها كافة الأطراف السياسية في الأول من أيلول موضع التنفيذ. ان خريطة الطريق هذه تجيب في آن معا، على متطلبات أصدقاء لبنان الصادقين، كما على الانتظارات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني. ان وضع هذه الخريطة موضع التنفيذ كفيل وحده بتعبئة المجتمع الدولي الضرورية من اجل تفادي انهيار البلد ومساعدته على اعتماد الإصلاحات التي لا مفر منها لنهوضه من جديد.

والعجلة، راهنا، تقتضي تشكيل حكومة من شخصيات مؤهلة، تكون موضع ثقة وقادرة على تطبيق كافة هذه الإجراءات. وفي هذا الاطار، لديكم، فخامة الرئيس، مسؤولية خاصة. ان لبنان يواجه اليوم خيارات جسام، وانتم، بصفتكم فاعلا في تاريخه، تدركون هذا الامر. ان ما طالب به الشعب اللبناني منذ قرابة السنة في انتفاضته لا يزال ممكن التحقيق. وإنه، لمن واجبكم كرئيس للدولة، ان تستجيبوا له، وتدعوا بقوة كافة القوى السياسية لأن تضع جانبا مصالحها الشخصية، والطائفية والفئوية من اجل تحقيق مصلحة لبنان العليا وحدها ومصلحة الشعب اللبناني.

وتأكدوا فخامة الرئيس من ان فرنسا تقف اليوم، كما في كل وقت، الى جانب لبنان والشعب اللبناني."

درغام

الى ذلك، استقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم، عضو "تكتل لبنان القوي" النائب اسعد درغام، واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع السياسية العامة في البلاد، وحاجات منطقة عكار.

رحمة

واستقبل الرئيس عون النائب اميل رحمة، وعرض معه الوضع السياسي العام. واكد رحمة بعد اللقاء على أهمية تحقيق التدقيق الجنائي لأنه يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين.

وتناول البحث كيفية الخروج من الازمة الراهنة الذي لا يمكن ان يتم الا بتضامن جهود الجميع، لا سيما منهم الذين في موقع المسؤولية. كما تطرق البحث الى الوضع الأمني المتردي في مدينة بعلبك، وقال رحمة في هذا الاطار: "نقلت للرئيس عون غضب الأهالي وقلقهم، وهم يتطلعون الى ضرورة تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة".

الاب جلخ

وفي قصر بعبدا، رئيس الجامعة الانطونية الاب ميشال جلخ مع وفد، ضم الأمين العام للجامعة الاب زياد معتوق ونائب الرئيس للعلاقات الدولية والتعاون الدكتور روني درزي، وبحث معهم في الأوضاع التربوية العامة وواقع التعليم العالي في لبنان حاليا.

 

رئيس الجمهورية استقبل فريق عمل اغنية بدنا نعيش: على المربين متابعة الأطفال وتنشئتهم على محبة الآخر والعناية بالبراءة

وطنية - الخميس 26 تشرين الثاني 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "على المربين متابعة الأطفال وتنشئتهم على محبة الآخر والفضائل التي تعود بالخير عليهم وعلى الآخرين، وكيفية التعامل مع اشقائهم في الوطن، وتزويدهم بالمناعة الكافية لمكافحة الوباء الذي ينتشر في المجتمع".

وشدد على "أهمية العناية بالبراءة التي لا تنحصر بالطفولة فقط، بل تتعداها الى براءة الضمير الذي يعتبر وسيلة التعبير للانسان بشكل عام".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، فريق عمل اغنية "بدنا نعيش" LET US Unite التي يؤديها أطفال لبنانيون، وهدفها التوعية على أهمية السلام والعيش بأمان.

ضو

وتحدثت بداية السيدة رينيه ميشال ضو التي عرضت لفكرة هذا العمل والمراحل التي تمت والهدف منه، وهو "الدعوة الى الحياة الكريمة والعيش بسلام في هذا الوطن الذي يؤمن به الأطفال كما الكبار".

حبقة

اما السيدة سعاد حبقة فأوضحت ان الأطفال "عبروا من خلال هذه الاغنية عن مشاعرهم بكلماتهم التي يفهمونها وهي عفوية وصادقة، ولايصال رسالة مفادها انهم يريدون ان يعيشوا بسلام في لبنان".

عبود

من جهته، تحدث السيد جوني عبود فقال: "فخامة الرئيس، نشكركم على استقبالنا في قصر بعبدا، قصر الشعب اللبناني، واسمحوا لي ان استشهد بقول للسيد المسيح "دعوا الأطفال يأتون الي ولا تمنعوهم فلامثال هؤلاء ملكوت الله"، وهناك قول للنبي محمد (صلعم) "من منكم لا يتصرف بلطف مع صغير فلا يستحق ان يكون من امتي". خذوا الحقيقة من فم الأطفال "بدنا نعيش"، هي اجمل ما عبرت عنه الطفولة الرافضة لما اصابها في اليوم المشؤوم في الرابع من آب الفائت، طفولة تمردت بسلام ومحبة لايصال رسالة الى القادة في لبنان ورجال الدين ودعتهم الى الوحدة. التزم الأطفال الصدق لانه يوصل الى الحقيقة ويبني جسور الثقة بين الجميع، ونحن نلتزم الصدق والله هو الذي يحاسب. نناشدكم، فخامة الرئيس، ان تضعوا يدكم بيد هؤلاء الأطفال لنبني معا وطنا نحلم به جميعا، فلكل طفل الحق بالحياة والعيش بكرامة دون ذل".

وأشار الى انه "لا يجب ان تعيش الطفولة الرجولة المبكرة، ويجب تأمين العلم والمعرفة للأطفال، وعدم التسول على الطرقات، او التعرض لمفاجآت غير سارة تصعب عليهم الحياة".

واستمع الرئيس عون الى عدد من الأطفال ناشدوه باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، حماية الطفولة وتأمين مستقبل مشرق وزاهر لهم ولكل الأطفال. ثم ادوا اغنيتهم بأصواتهم الملائكية التي صدحت في ارجاء القاعة، وعبرت بكلماتهم العفوية والصادقة عن توقهم الى العيش بسلام وأمان في لبنان "احلى البلدان".

الرئيس عون

وتحدث الرئيس عون مرحبا بالأطفال والقيمين على العمل، معربا عن سعادته وتأثره بما قدمه الأطفال الذين تشع البراءة من اعينهم، وقال: "من واجب المربين متابعة الأطفال وتنشئتهم على محبة الآخر والفضائل التي تعود بالخير عليهم وعلى الآخرين، وكيفية التعامل مع اشقائهم في الوطن، وتزويدهم بالمناعة الكافية لمكافحة الوباء الذي ينتشر في المجتمع، ونحن نعيش اليوم حالة وباء صعبة. وكونكم من المتابعين للأطفال، تدركون أهمية العناية بهم وبالبراءة التي لا تنحصر بالطفولة فقط، بل تتعداها الى براءة الضمير الذي يعتبر وسيلة التعبير للانسان بشكل عام، ليكون مرتاح الضمير في كل مراحل حياته، ولو انه قلق على كيفية تأمين العيش لعائلته وأولاده، ومتابعة عمله والهموم اليومية... هذه الحياة هي التي تحمل معنى، بدل ان تكون فارغة ومرحلية لا اثر لها في المجتمع، فلكل شخص اثر يتركه اكان كبيرا ام صغيرا، وهذا الامر يبدأ من عائلته. وانا على ثقة ان هؤلاء الأطفال سيغدون اشخاصا بارزين وسينجحون في تقريب المسافات مع الآخرين".

يذكر ان فكرة هذه الاغنية نشأت بعدما استمعت السيدة ريتا عبود وهي صاحبة دار حضانة BEBES CALINS للأطفال، الى عدد من الأطفال الذين عبروا عن مشاعرهم الحزينة بسبب الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من آب الفائت. وقررت وضع هذه المشاعر في اغنية يؤديها الأطفال، وقامت بالتواصل مع عدد من القيمين على هذا العمل، ومنهم الكاتب والملحن الفنان جوني عبود، والمنتجة المنفذة السيدة سعاد حبقة، والمسؤول عن الترتيب الموسيقي السيد غابرييل ساسي، والمسؤول عن تسجيل وتحرير الصوت السيد فارس أبو ملهب الذين قدموا خبرتهم وجهدهم دون مقابل مادي، وبدأ اختيار الأطفال الذين لم يتعدوا السبع سنوات من العمر، واخضاعهم لجلسات تدريب، قبل ان يتم تصوير الاغنية وتسجيلها".

 

بري ترأس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس ورد على ما ذكره بعض الصحف عن تسلم المجلس رسالة عن انفجار المرفأ: لقد قمنا باللازم وأجبناه

وطنية - الخميس 26 تشرين الثاني 2020

ترأس رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، اجتماعا لهيئة مكتب المجلس، حضره نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: آلان عون، سمير الجسر، هاغوب بقرادونيان، هادي ابو الحسن وميشال موسى والأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر.

وخصص الاجتماع لمناقشة جدول اعمال جلسة مجلس النواب التي ستعقد يوم غد الجمعة، عند الثانية من بعد الظهر في قصر الاونيسكو، والاجراءات التي يمكن اتخاذها.

من جهة ثانية، سئل الرئيس بري عما ذكره بعض الصحف من أن المجلس النيابي قد تسلم رسالة عن انفجار المرفأ، فأجاب: "لقد قمنا باللازم وأجبناه".

 

وهبه شارك في اجتماع الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي وطالب بالمساهمة في تأمين عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم

وطنية - الخميس 26 تشرين الثاني 2020

شارك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه عبر تقنية الفيديو في اجتماع الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي، الذي انعقد اليوم على المستوى الوزاري، بدعوة من إسبانيا والممثل الأعلى للشؤون الخارجية وسياسة الأمن لدى الإتحاد الأوروبي ومفوضية الإتحاد الأوروبي لسياسة الجوار، للبحث في الشراكة الاستراتيجية التي تجمع لبنان مع الإتحاد الأوروبي. وأكد "حرص لبنان على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي"، مطالبا الاتحاد ب"المساهمة في تأمين عودة النازحين واللاجئين الآمنة والكريمة إلى مناطقهم"، وقال: "إن لبنان، الذي يمر في ظروف صحية واقتصادية ومالية صعبة واستثنائية، يجدد التزامه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وضرورة إعادة إطلاق وتفعيل سبل التعاون بين ضفتي المتوسط، إنطلاقا من تقييم مشترك وعميق للعلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض وتحديد سبل تطويرها، عبر الاعتماد بصورة رئيسية على العامل الإنساني الذي يختزن إمكانات هائلة تساهم في النمو الاقتصادي والإبداع والابتكار بيننا". ورأى أن "الاستقرار في المنطقة ينطلق من التوصل إلى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي تبقى المرجعية الأساسية لحل الصراع العربي - الإسرائيلي، وللمبادرة العربية التي أقرت في بيروت عام 2002".

وقال: "إن أوضاع لبنان تفاقمت سوءا مع انفجار مرفأ بيروت المأسوي في 4 آب، إذ أصبح بحاجة إلى تقوية شراكته مع الاتحاد الأوروبي وتعزيزها وإلى الدعم في كل المجالات المالية والاقتصادية. ونجدد تأكيد استمرار تمسك لبنان بالمواضيع التي تعنينا جميعا، لا سيما في حوض البحر المتوسط".

أضاف: "توجد حاليا فرصة للبحث في تعديلات جوهرية وهيكلية تتعلق بالتحول الرقمي، خصوصا بعد تداعيات جائحة كورونا ليس فقط على منطقتنا، وإنما على العالم بأسره".

وأكد وهبه "ضرورة تطوير التكامل الإقليمي بين دول الجوار الجنوبي والاتحاد الأوروبي، كخطوة أساسية تساهم في تعزيز التبادلات التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي وتزيد من قيمة الاستثمارات المتبادلة"، لافتا إلى أن "لبنان بدأ أخيرا بمفاوضات تقنية غير مباشرة لترسيم حدوده البحرية الجنوبية كخطوة أولى للبدء باستخراج النفط والغاز والاستفادة منه مع شركائه الأوروبيين في مجالات التبادلات والاستثمارات والشراكات في هذا المجال".

وقال: "نشدد على أهمية الأمن والاستقرار في منطقتنا التي تعاني من صراعات متلاحقة أدت إلى تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين نحو أوروبا ومن اللاجئين والنازحين نحو دولنا، الأمر الذي زاد من سوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الدول والمجتمعات المضيفة".

أضاف: "إن لبنان منذ بداية الأزمة السورية حتى اليوم كان ولا يزال الأول في استقبال أعداد هائلة من النازحين السوريين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من ثلث مجموع سكانه، وأصبحت تداعيات هذه الأزمة وخيمة جدا، إذ أصبح العدد الإجمالي للفقراء بين اللبنانيين حوالى 2،1 مليون فقير، ولامست نسبة النازحين السوريين الذين يعيشون في فقر مدقع ال75 في المئة، وهذه الأرقام، إضافة إلى تلك المتعلقة بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، تدفعنا إلى التعاون والتنسيق من أجل الوصول إلى حلول مستدامة لمسائل النزوح واللجوء والهجرة غير الشرعية".

وطالب "المجتمع الدولي بالمساهمة في تأمين عودة النازحين واللاجئين الآمنة والكريمة إلى مناطقهم"، مشيرا إلى أن "لبنان متمسك بأولويات الشراكة والCompact التي اتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016، ويشدد على ضرورة تقييم تنفيذ هذه الأولويات بهدف إيجاد نهج متكامل ومحدث يغطي الشؤون الاقتصادية والمالية والتبادلات التجارية، إضافة إلى المسائل الأساسية كالأمن والحوكمة وحقوق الإنسان والحريات. كما يطالب لبنان بإطلاق شراكات متبادلة في مجالي الهجرة والطاقة تكون مفيدة للجانبين الأوروبي والجوار الجنوبي".

وأكد أن "حسن الجوار يرتكز على الحوار السياسي والتفاعل والتنسيق المستمر وتعزيز العمل والنمط الإقليمي في المجالات كافة، لا سيما القضايا الدولية المهمة"، داعيا إلى "تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي وتفعيل الحوار بين الحضارات والثقافات في المجالات كافة. ومن هذا المنطلق، كانت مبادرة لبنان بإنشاء أكاديمية الإنسان التلاقي والحوار، التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية 165 صوتا بتاريخ 16/9/2019".

 

كتلة الوفاء للمقاومة: للاسراع في تشكيل حكومة مع مراعاة التوازنات وإجراء التدقيق الجنائي والاستعداد التام لمناقشة مقترحات لتطوير قانون الانتخاب

وطنية - الخميس 26 تشرين الثاني 2020

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري، بعد ظهر اليوم في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وأصدرت البيان الآتي: "بين عقد التشكيل الحكومي، ومسألة التدقيق الجنائي، تتردى أوضاع البلاد وتترنح مصالح اللبنانيين على أرجوحة شد الحبال والتنافر بين كر وفر، لتصفية حسابات لا تحقق جدواها في ظل نظام سياسي يرعى تقاسم المغانم والمصالح بين الطوائف ويحظى برضاها، وينال نصيبه من الاستقرار تبعا لاستمرار التوازن/ التسوية في ما بينها. إن الواقعية تقتضي من الجميع في هذه المرحلة التعاون من أجل تشكيل حكومة تنهض بمعالجة الأزمات الراهنة، مع مراعاة التوازنات المعتمدة في البلاد. لأن أي إخلال يطال أي فريق تمثيلي الآن سوف يفاقم الأزمات ويستولد عقبات ومعوقات لا مصلحة لأحد فيها، على الأقل في المرحلة الراهنة. في الشأن الإقليمي، تبدو أوضاع المنطقة هشة بفعل التساقط المريب والممنهج لأنظمة الخليج باتجاه تطبيع علاقاتها مع كيان العدو الإسرائيلي ووسط توهم خائب بأن ذلك ينهي قضية فلسطين ويثني محور المقاومة في المنطقة عن التصلب في الدفاع عن حقوق الأمة ومصالحها وعن الإصرار على مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته التوسعية والاستيطانية في فلسطين والعالم العربي.

لقد ناقشت الكتلة اليوم الملفين المحلي والإقليمي وخلصت إلى ما يأتي:

1- مع التزامنا بقانون الانتخاب النافذ، تبدي الكتلة استعدادها التام لمناقشة مقترحات لتطوير قانون الانتخاب نحو الأفضل وبما يعزز صحة التمثيل وفاعليته.

2- تؤكد الكتلة ضرورة إجراء التدقيق الجنائي وتعتبر أن رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الخصوص إلى المجلس النيابي، ومسارعة الرئيس نبيه بري إلى عقد جلسة نيابية عامة لمناقشة هذه المسألة، خطوتان وفق الأصول الدستورية تأمل الكتلة ان تؤديا الى وضع التدقيق الجنائي موضع التنفيذ.

3- تعتبر الكتلة أن التأخير في تشكيل الحكومة بات من شأنه أن يلحق أضرارا جسيمة بالبلاد على كل المستويات، ولذلك فإنها تدعو إلى ضرورة التحرك السريع في هذا الاتجاه، وإلى الاستفادة من كل بادرة تعاون لتذليل العقد وتخطي العقبات.

4- تجدد الكتلة إدانتها لسياسة التطبيع التي انتهجتها أنظمة خليجية عن سابق إصرار وتصميم، وشجعت عليها ورعتها الإدارة الأميركية الداعمة للإرهاب الصهيوني، وتولى النظام السعودي في المنطقة تغطيتها وحمايتها، وتشدد الكتلة على مخاطر هذه السياسة وتداعياتها على هوية ومصالح المنطقة وأهلها، وتجد أن الاتصالات القائمة والاجتماعات والزيارات المدانة، السرية أو المعلنة، بين قادة العدو الصهيوني وأطراف النظام الخليجي سترتد سلبا على أطرافها بفعل يقظة شعوب المنطقة.

5- ترى الكتلة أن كل عمل عدواني قد تلجأ إليه الادارة الاميركية أو الكيان الصهيوني ضد أي طرف من أطراف قوى ودول محور المقاومة في المنطقة، يشكل إمعانا موصوفا في تهديد الأمن والاستقرار الدوليين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 26 و72 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

 

دولةٌ لـمـرّةٍ واحــدة!

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/26 تشرين الثاني 2020

أبناءُ “لبنان الكبير” يَرفضون مشروعَ حزبِ الله جملةً وتفصيلًا إذ بعد أربعينَ سنةً على انطلاقِه اتّضَح مدى الضررِ الذي ألحقَه بلبنانَ الدولةِ والنظامِ والصيغةِ والميثاقِ والاقتصاد.

http://eliasbejjaninews.com/archives/92790/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9%d9%8c-%d9%84%d9%80%d9%85%d9%80%d8%b1%d9%91%d8%a9%d9%8d-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d9%80%d9%80%d8%af%d8%a9/

 

بيان اليأس في لبنان ... "مثقف" من حزب الله وصف جبران باسيل بأنه عنترة بن شداد

حازم الأمين/موقع الحرة/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92796/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a3%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ab%d9%82%d9%81-%d9%85/

 

ما معنى « دولة » في بيان نقابتي المحامين؟

موقع الشفاف/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92799/%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%81%d8%a7%d9%81-%d9%85%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%86%d9%89-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%86%d9%82%d8%a7/

 

حتى لا يتم تقديم لبنان جائزة ترضية لإيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92794/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%aa%d9%89-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%aa%d9%85-%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%b2/