LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november26.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: «أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل!»؛ لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف”؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خينا الرئيس إيلي الفرزلي شخصية تعود بثقافتها وخطابها ومسرحيتها إلى زمن سوق عكاظ

الياس بجاني/ع جسر الرنغ المواجهة كانت بين زعران حزب الله الملالوي وبين شباب لبنان الحر

الياس بجاني/ترى هل جسر الرنك بمفهوم قادة أمل وحزب الله هو الطريق الذي يوصل إلى القدس؟ يا حرام مضيعين الطريق

الياس بجاني/شارع امل وحزب الله شارع زعران وشبيحة

الياس بجاني/رسالة قاسية من كرستين أبو جودة إلى ميشال عون

الياس بجاني/أميركا دولة صديقة وليست عدوة، أما إيران وحزبها عندنا فهما خطر داهم على لبنان وكل ما هو لبناني

الياس بجاني/عرس استقلالي شعبي في ساحات لبنان، ومأتم استقلالي للرؤساء الثلاثة في وزارة الدفاع

الياس بجاني/قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الإستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس العالمي لثورة الأرز: على قيادة الجيش أن تقوم بوضع خطة عملانية لحماية المتظاهرين والمجتمع المدني.

مجلس الامن: لتشكيل حكومة جديدة في لبنان قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب واستعادة الاستقرار ضمن الإطار الدستوري

البطريرك صفير: نحن نشجب هذا النوع من التعاطي في قضية مقدسة لان الشباب والصبايا يطالبون بما هو خير للبنان وشعبه...

نصرالله يستنفر نساء «حزب الله» و«يعزلهن» عن الحراك!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 25/11/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 25 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الياس الزغبي: ليوظف المعنيون البقية الباقية من التبصر لتفادي الانزلاق

اعتداء مناصرو امل وحزب الله على المحتجين واحراق الخيم في صور

مسيرات الدراجة تصل الى عين الرمانة: توتر وإشكال!

اشكال بين مناصري حزب الله – امل والاهالي في الكولا واطلاق نار!

قصة الاتصال بين عون وجعجع... واللقاء السرّي

انصار حزب الله وامل يحاولون اقتحام مبنى الجديد

ديما صادق: لم أقبل استبعادي لأسباب سياسية.. فاستقلتُ

أمي .. أبي .. أخي .. أختي .. عمتي .. خالتي .. أصدقائي..عن أية مقاومة تتحدثون ؟ !

الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ

في «أحد التكليف» مسيرات عمّت لبنان وتجمعات «خبز وملح» على موائد الفطور

وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية... وتوقيف قاصرين لتمزيقهم صورة على مركز «الوطني الحر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزراء الخارجية العرب يرفضون القرار الأميركي حول المستوطنات الإسرائيلية

إسرائيل تطرد مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش»

الأمم المتحدة: انبعاثات الغازات الدفيئة بلغت مستويات قياسية العام الماضي

الأونروا» تواجه «أقسى أزمة مالية» منذ نشأتها بعجز بلغ 332 مليون دولار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اليوم الأربعون: الشبيحة ينشرون إرهابهم في العاصمة/يوسف بزي/المدن

ترهيب معتصمي صور وإحراق خيمهم.. والمنتفضون باقون/حسين سع/المدن

موفد بريطاني في بيروت والحريري لحكومة بصلاحيات استثنائية/منير الربيع/المدن

ليلة جسر الرينغ: تفاصيل مواجهة أفواج التخريب/نادر فوز/المدن

شباب الخندق لـ"المدن": السيد حسن هو من يرى ويأمر/نبيلة غصين/المدن

في حال إفلاس مصرف.. ما مصير الودائع؟/عزة الحاج حسن/المدن

ثورة 17 تشرين: مراجعة في تاريخ الطائفية السياسية وإفلاسها/بول طبر/المدن

لبنان يدخل "نفق الانهيار الكامل"... والغرب يتمسك بحكومة "مطمئنة" بعيدة من إيران/طوني بولس/انديبندت عربية

ليلة فشل القبض على الثورة في جسر ”الرينغ”/أحمد عياش/النهار

مخاطر إجهاض ثورة لبنان/ميشال الشمّاعي/النهار

اشتباك ثوريين بـ «محرومين» على جسر الرينغ/د. أحمد عياش/جنوبية

”صخرة” مواقف الحريري – جنبلاط – جعجع غير قابلة للزحزحة؟/مجد بو مجاهد/النهار

لبنان: مع من يتفاوض المنتفضون لو اختاروا قيادة؟/وسام سعادة/القدس العربي

التأخر عن اجراء الاستشارات يشكل مخالفة واضحة للدستور/المحامي عبد الحميد الأحدب

السلطة و"حزب الله"... "بكاؤكما لا يُجدي" على الإنتفاضة!/علي الأمين/نداء الوطن

الدولة الوطنية من بيروت إلى بغداد/سام منسى/الشرق الأوسط

هل يستسلم ساسة العراق ولبنان للناس؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا/غسان شربل/الشرق الأوسط»

السرّ في اللغة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

في وضع إدلب ومحيطها/فايز سارة/الشرق الأوسط»

نتنياهو... ليس من أجل هذا فقط/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع الموفد البريطاني الاوضاع وتداعيات النزوح مور: ملتزمون مساعدة لبنان ودعم تأليف الحكومة

بري أرجأ جلسة تفسير المادة الـ 95 من الدستور

بري استقبل الموفد البريطاني والعريضي: للتشدد في إبقاء أوصال الوطن سالكة امام كل اللبنانيين

قائد الجيش استقبل مورفي ومور ووفدا من الضباط المتقاعدين

اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: ما شهده جسر الرينغ رسائل متعددة الابعاد

نديم الجميل:الاعتداء على المتظاهرين ينذر بعواقب وخيمة ويؤدي الى فلتان

سامي كليب يفر من «نكبة» الميادين على جناح الثورة.. القصة الكاملة

من يصدق سارقيه وجلاديه/دانيل عبد الخالق/جنوبية

علي الأمين في مؤتمر«المسيحيين العرب» في باريس: المواطنة والتنوع الديني.. خطان يلتقيان حتماً

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: «أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل!»؛ لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف”؟

رؤيا القدّيس يوحنّا06/من09حتى17/:”يا إِخوَتِي، لَمَّا فَتَحَ ٱلختْمَ ٱلخَامِس، رَأَيْتُ تَحْتَ ٱلمَذبَحِ نُفُوسَ ٱلْمَذبُوحِينَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَمِنْ أَجْلِ ٱلشَّهادَةِ ٱلَّتي شَهِدُوهَا.وَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «حَتَّى مَتَى، أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلقُدُّوسُ ٱلحقّ، لا تَدِينُ سُكَّانَ ٱلأَرْض، وَتَنْتَقِمُ مِنْهُم لِدَمِنَا؟». فَأُعطِيَ لَهُم، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم، حُلَّةٌ بَيْضَاء، وَقِيلَ لَهُم أَنْ يَسْتَرِيحُوا بَعْدُ وَقْتًا قَلِيلاً، إِلى أَنْ يَكْتَمِلَ عَدَدُ رِفَاقِهِمْ في ٱلخِدْمَة، وَإِخْوَتِهِمِ ٱلَّذِينَ سَيُقْتَلُونَ هُمْ أَيْضًا مِثْلَهُم. وَرَأَيْتُ، لَمَّا فَتَحَ ٱلخَتْمَ ٱلسَّادِس، فإِذَا زَلْزَالٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ، وَصَارَتِ ٱلشَّمْسُ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْر، وَصَارَ ٱلقَمَرُ كُلُّهُ مِثْلَ ٱلدَّم، وَسَقَطَتْ كَوَاكِبُ ٱلسَّمَاءِ على ٱلأَرْض، كَمَا تُسْقِطُ ٱلتِّينَةُ ثِمَارَهَا ٱلفَجَّة، حِينَ تَهُزُّهَا رِيحٌ عاصِفَة، وَٱنْطَوَتِ ٱلسَّمَاءُ كَمَا يُطْوَى ٱلكِتَاب، وزُحْزِحَ كُلُّ جَبَلٍ وَجَزِيرَةٍ من مَوَاضِعِها، وَمُلُوكُ ٱلأَرْضِ وٱلعُظَمَاءُ وٱلقُوَّادُ وٱلأَغْنِيَاءُ وٱلأَقْوِيَاء، وكُلُّ عَبْدٍ وحُرّ، ٱخْتَبَأُوا في ٱلمَغَاوِرِ وصُخُورِ ٱلجبَال، وهُم يَقُولُون لِلجِبَالِ وٱلصُّخُور: «أُسْقُطِي عَلَيْنا وَخَبِّئِينا مِنْ وَجْهِ ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْش، وَمِنْ غَضَبِ ٱلحَمَل!»؛ لأَنَّ يَومَ غَضَبِهِ ٱلعَظِيمَ قد أَتَى، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ٱلوُقُوف”؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خينا الرئيس إيلي الفرزلي شخصية تعود بثقافتها وخطابها ومسرحيتها إلى زمن سوق عكاظ

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80872/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%b2%d9%84%d9%8a-%d8%b4/

ايلي الفرزلي بالشخصي مهضوم، وبليغ لغوياً، ومسرحي في مقارباته، وخفيف الظل، أما في السياسة والشؤون الوطنية فهو شخصية انتهازية ووصولية تعود بثقافتها وخطابها وخياراتها إلى زمن سوق عكاظ الجاهلي حيث كانت القاعدة يومها للشعراء والمتعلمين “قدح ومدح بالأجرة”.

فالرجل في زمن الاحتلال السوري كما يعرف القاصي والداني كان سورياً وبعثياً أسدياً أكثر من حافظ الأسد وابنه وكل أهل القرداحة وضواحيها، وهلقتنيي بزمن احتلال حزب الله الإرهابي والغزواتي فهو ملالوي ولاهي ومقاومتي نفاقي أكثر مليون مرة من السيد حسن نصرالله والشيخ نعيم قاسم والشيخ نبيل قاووق وكل ملالي إيران.

الفرزلي ومرة أخرى بالسياسة وليس بالشخصي هو سياسي من غير زمن ثورة 17 تشرين الأول 2019، ومن غير ثقافة السياديين والكيانيين اللبنانيين رغم تغنيه الدائم “بالكتاب”الدستور.

من الواجب الوطني الحذر من نتعاته وتكويعاته وفذلكاته وتحليلاته وتحريماته.

في زمن الاحتلال السوري كان من أشد وأعنف المهاجمين والمشيطنين للعماد ميشال عون، ومن منا لا يذكر تلك المواجهة التلفزيونية الحامية الوطيس بينه وبين عون عبر محطة الجزيرة بمساندة ميدانية وبعثية من غالب وناصر قنديل؟ واليوم هو من حاشية عون ومن أهم مستشاريه والمنظرين والمسوّقين له… وهكذا دواليك.

في لبنان هناك كثر من نموذج خينا ايلي الفرزلي في العمل السياسي،  وبالتالي الخيار بالطبع هو للمواطن، إما في أن يصدق هؤلاء، أو أن يهزأ بهم ولا يأخذهم على محمل من الجد والجدية ويعري انتهازيتهم ودجلهم.

نتمنى أن يكون صدر خينا الفرزلي رحباً لأن العامل في السياسة من حق المواطن إن يواليه أو أن ينتقده ويشكف حقيقته السياسية والولائية…وبس هيك.

*استاذنا الفرزلي المحترم الآن ع ال LBC مع البير كوستنيان وعلى السياديين التنبه لأفخاخه ونتعاته وتفننه في عمليات التبرير المرّضيةRationalization

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ع جسر الرنغ المواجهة كانت بين زعران حزب الله الملالوي وبين شباب لبنان الحر

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

المواجهة ع جسر الرنغ ما كانت بين شارعين، بل بين زعران وشبيحة ومرتزقة أمل وحزب الله وبين شباب شعب حر مسالم ومتحضر...الزعران والشبيحة هم عسكر تابعين لأمل وحزب الله..

 

ترى هل جسر الرنك بمفهوم قادة أمل وحزب الله هو الطريق الذي يوصل إلى القدس؟ يا حرام مضيعين الطريق

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80847/%d8%aa%d8%b1%d9%89-%d9%87%d9%84-%d8%ac%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%86%d9%83-%d8%a8%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

زعران وشبيحة أمل وحزب الله من فرسان الضاحية والخندق الغميق يشنون غارات همجية وبربرية منذ ساعات لتحرير جسر الرنك في بيروت بالحجارة والعصي والشتائم وكل المفردات الزقاقية.

فرسان أمل وحزب الله من الشبيحة والزعران والشوارعيين “مضيعين طريق القدس”، ولهذا ارادوا تحرير الجسر من “الصهاينة ويهود الداخل وعملاء السفارات”، وإعلانه ممراً وطريقاً جديداً لتحرير فلسطين.

مساكين هولاء الشباب المغرر بهم فهم وقادتهم مضيعين طريق فلسطين، وفعلاً خوش مقاومة وخوش تحرير.

وأبلغ تعبير عن واقع حال الإحتلال الإيراني  السرطاني والكارثي للبنان جاء قبل قليل من خلال شعار نادى به الثوار وهم يواجهون زعران وشبيحة أمل وهو: “لبنان مش إيران”.. وهذا ما لم يدركه بعد السيد نصرالله وأسياده في إيران.

ونعم لبنان هو لبنان وليس إيران، ولا يمكن أن يكون غير ذاته…لبنان السلام والمحبة والرسالة.

في الخلاصة فإن قادة أمل وحزب الله هم أعداء الثورة والثوار… أما شبيحتهم من الشباب فهم فعلاً مغرر بهم وضحايا لثقافة الموت التي هي غير ثقافة اللبنانيين.. والمواجهة مستمرة.

والسؤال يبقى، شو بعدو ناطر الرئيس عون ما بيبلش بالإستشارات لتأليف الحكومة؟

وهل هناك من وضع أخطر مما هو حاصل؟

تحية للقوى الأمنية التي قامت بواجباتها اليوم على أكمل وجه وبسلمية ورقي ودون عنف…وألف تحية لشباب وصبايا الثورة السلمية والحضارية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شارع امل وحزب الله شارع زعران وشبيحة

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

أمل وحزب الله فيلتو زعرانون وعم يعتدوا ع المتظاهرين. مطلوب من القوى الأمنية القيام بواجباتها. أمل وحزب الله اعداء الثورة والثوار.

 

رسالة قاسية من كرستين أبو جودة إلى ميشال عون/الربط في اسفل

https://www.facebook.com/342784849500937/videos/2037079139726354

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

كل الرسائل التي نوجهها إلى العماد عون تقع على أذان قررت أن لا تسمع وهي رسائل من عشرات المناضلين من مثل كرستين أبو جودة.. كلنا كنا إلى جانب العماد قبل ورقة تفاهمه مع حزب الله وتخليه عن القضية مقابل منافع وكراسي.. عون للأسف هو في غير قاطع السياديين ونحن نرى أنه في السياسة من كلن يعني كلن

 

أميركا دولة صديقة وليست عدوة، أما إيران وحزبها عندنا فهما خطر داهم على لبنان وكل ما هو لبناني

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80841/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa-%d8%b9%d8%af/

إن الاعتصام “المشبوه” واللاهي اليوم أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر هو اعتصام لحزب الله الإرهابي الذي يحتل لبنان، وبالتالي لا يمثل إلا الحزب وراعيته دولة الملالي، ومن هم متفرسنون ومتأيرنون وطرواديون من أهلنا الذين لا يؤمنون بأي شيء لبناني من هوية وتاريخ وكيان وتعايش ورسالة وسلم ومحبة وانفتاح وحضارة..

وهؤلاء علناً ودون أي أقنعة وبوقاحة غير مسبوقة يسعون لدفن لبنان القداسة والقديسين والعطاء والرسالة الذي نعرفه وجذوره مغروزة في التاريخ منذ 7000 سنة، وجعله بالقوة وعن طريق الإرهاب وبالتمذهب الأعمى دولة مارقة وفاشلة وتابعة لنظام ولي الفقيه الفارسي.

هذا الكلام ليس تحليلاً ولا تنظيراً ولا توقعات، لا بل هذا كله وأكثر ما يبينه ويدونه ويعلنه حزب الله رسمياً في دستوره ومنشوراته وعقيدته، وفي جوهر وروحية خطابه اليومي، وفي ممارساته، وفي كل طرق تعاطيه مع الملفات الكبيرة والصغيرة.

والسيد نصرالله ومنذ سنين وهو يسوّق علناً ولا يزال لقيام الدولة الإسلامية الإيرانية في لبنان، ويفاخر بأنه جندي بجيش الولي الفقيه، وبأن تمويله وتوجهاته وبوصلة مسيرته هي كلها صرف إيرانية.

حزب الله يحتل لبنان، وهو حوله إلى قاعدة عسكرية إيرانية. أما أميركا فهي صديقة للبنان وللبنانيين، وتدعمه وتسلح جيشه، وتمول أكثر من نصف موازنة القوات الدولية “اليونيفل”، ولها جامعة فيه خرجت 99% من قادته ومفكريه وساسته والعلماء والمتخصصين في كافة الحقول العلمية وغيرها.

وهنا لا يجب أن نتوقع من أميركا أن تكون لبنانية أكثر من اللبنانيين، وهي دولة كما كل دول العالم الأولوية عندها لمصالحها، إلا أنها ليست عدوة ولا تحتل لبنان ولا تسعى كما إيران لتدميره.

أميركا فيها ثلاثة ملايين لبناني ومتحدر من أصول لبنانية، وهؤلاء ساهموا ويساهمون في دعم أهلهم داخل لبنان مالياً وعلمياً ومعيشياً.

أما إيران فهي عدوة حقيقة للبنان وتحتله بواسطة حزبها اللاهي، وتسعى لتدمير ودفن كل ما هو لبناني.

وحزب إيران في لبنان، أي حزب الله، فهو قمة في التأخر والانغلاق والرجعية والتزمت والمذهبية والدكتاتورية، وهو يتبنى ثقافة الموت والحقد والفوضى وإلغاء الآخرين ويمارسهم. وهو بالقوة والإرهاب والإغتيالات والخطف جر ويجر لبنان واللبنانيين إلى الحروب والنزاعات والعداوات والفقر والتعتير، وإلى كل ما هو من عاهات أزمنة وحقبات العصور الحجرية.

إيران لا تعترف بالدولة اللبنانية، وتقتصر علاقاتها بحزبها، وهي تموله وتسلحه وتؤدلجه وتمذهبه وتحرضه على اللبنانيين، وعلى كل العرب ودولهم، وتستعمله كجيش رديف لجيشها في مهمات إرهابية ومعادية للبنان وللدول والشعوب العربية كافة.

إيران تتاجر بنفاق جلي ومكشوف بما تسمية مقاومة وتحرير ومحاربة إسرائيل وتحرير القدس ورمي الدولة العبرية في البحر، في حين هي عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض من أكثر الدول في العالم التي تخدم مصالح إسرائيل مباشرة أو مواربة.

إيران عن طريق حزبها الإرهابي دمرت الاقتصاد اللبناني، وأفقرت اللبنانيين وهجرت الكثير منهم، وعطلت الدستور وتفسد وتحمي الفاسدين، وشرّعت التهريب المنظم، وحزبها يهيمن بالقوة والتشبيح على مطار بيروت وعلى البور، وفي نفس الوقت يمنع ضبط الحدود مع سوريا، وله عشرات الممرات اللاشرعية هناك حيث يتم من خلالها التهريب بكل أنواعه وأشكاله.

إيران الملالي دولة فاشلة ومعسكرة ومذهبية ومؤدلجة ونظامها يقتل ويفقر ويظلم شعبها وينتهك حقوقهم ويضطهد شرائح كبيرة من الإيرانيين الذين هم من غير الفرس… أما أميركا فهي رائدة في الحضارة والعلم والحريات والديمقراطية.

إيران لا تساعد لبنان الدولة والشعب اللبناني بشيء ولا في أي مجال.

كما أن لا وجود لجالية لبنانية تعمل في إيران، في حين أن ملايين من اللبنانيين والمتحدرين من أصول لبنانية يعيشون ويشتغلون ويسترزقون في أميركا والدول العربية.

من هنا وباختصار فإن من اعتصم اليوم أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر هو ضد لبنان وضد شعبه وضد مصالح اللبنانيين ويخدم فقط وفقط ملالي إيران ومشروعهم الإحتلالي والمذهبي والإرهابي.

الذين اعتصموا هم زلم وشبيحة ومرتزقة وعسكر حزب الله، ولا علاقة ولا صلة لهم بأحرار لبنان وبمحبي السلام والساعين إليه من الشعب اللبناني، ولا بالتأكيد يخدمون مصالح وتطلعات 3 ملايين لبناني أميركي.

نذكر من ضُربت من قادتنا ذاكرتهم وضمائرهم بالأخطاء والخطايا والإسخريوتية، وذلك بعد أن داكشوا الكراسي بالسيادة، بأنه كان لأميركا دوراً اساسياً ومحورياً في تحرير لبنان من الإحتلال السوري من خلال “قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان”.

وليت هؤلاء الذين كانوا من الداعمين والمسوّقين لذلك القانون…ليتهم اليوم يتوبون ويستغفرون ربهم ويقدمون الكفارات عن خطاياهم المميتة ويعودون قبل فوات الآوان إلى لبنانيتهم ويعملون في أميركا مرة أخرى على اقرار “قانون محاسبة إيران واستعادة سيادة لبنان”!!!

في الخلاصة، فإن أميركا دولة صديقة وليست عدوة، أما إيران وحزبها عندنا فهما خطر داهم على لبنان وعلى كل ما هو لبناني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

عرس استقلالي شعبي في ساحات لبنان، ومأتم استقلالي للرؤساء الثلاثة في وزارة الدفاع

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80797/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a7%d8%aa/

حقيقة بأن ما يشهده وطني لبنان الحبيب منذ 37 يوماً من حراك ومظاهرات واحتجاجات واعتصامات شعبية هو غير مسبوق في تاريخ هذا البلد المتميز والرسالة، وبالغالب هذا حدث لم يحصل في أي بلد آخر.

إيمانياً ما حدث ويحدث في الساحات اللبنانية كافة وبمفهوم كثر من أهلنا ونحن منهم هو نعمة من الله تقارب العجيبة.

نعم عجيبة، وعجيبة كبيرة أن يثور الشعب اللبناني وفجأة بهذا الزخم العابر للمذاهب والطوائف والمناطق والأحزاب، وبهذا الأسلوب الفرح والحضاري والسلمي والعنيد في إصراره رغم كل ما يعاني منه من وجع وخيبات وصدمات واضطهاد وإهمال وتهميش وإفقار وهجرة وتهجير.

هذا البلد العظيم، لبنان، باركه الله وقدس ترابه منذ خلق الأرض وما عليها وكون الإنسان على صورته ومثاله.

بارك الله تربة لبنان الخميرة التي أنجبت وتنجب بررة وقديسين وعلماء ومفكرين وفنانين ومبدعين في كل المجالات فاستحق عن جدارة مسمى، بلد القداسة والقديسين والرسالة.

هو بلد قال الله أنه انه "وقف" أي ملك له... ومن هنا ولأنه بهذه القداسة فإن كل يد امتدت عليه بالأذى منذ بدء التاريخ لقيت ردعاً وعقاباً سماوياً، ونفس المصير للاقته كل قوى الاحتلال التي طردت بذل وهو بقي شامخاً كأرزه المقدس.

*("ونظر موسى إلى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ أجاب الله وقال: أغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدك").(تثنية الاشتراع: 03/25/32/52/34/04.

("ونظر موسي إلى الشمال، إلى ارض لبنان والجبال! وهذا الجبل لمن؟ قال! أغمض عينيك!!! محال! أجابه الله بصوت زلزال... وقف لي، هذه الأرض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازل".(يشوع بن سياغ 01/40 حزقبال 30/03/31/15).

ونعم لبنان، وطن الأرز والرسالة والقداسة والقديسين هو قلب الله وجماله من جمال الله.

هذا هو لبنان «قلب الله» الآتي من اسم كلمة لبنان: لب: وهي تعني قلب «نون» وهو اسم الله.

فيصبح اسم لبنان، قلب الله.

وهو أيضاً يعني الجبل الأبيض.

وعلى هذه الجبال تمنى تلامذة السيد المسيح أن يقيموا مظالهم «هنا» في جبل لبنان في طور حرمون حيث يقال إن المسيح جاء مع تلاميذه وتجلى أمامهم وأصبحت ثيابه بيضاء كالثلج.

إن اسم لبنان يتردد لأكثر من 72 مرة في الكتاب المقدس وفي أجمل المقاطع.

وكل مرة يريد الكتاب المقدس أن يتكلم عن جمال الله فهو يشبهه بجمال أرز لبنان.

من هنا فلا غرابة أن تكون ثورة شعب لبنان العظيم بهذا التميز والفرادة والإعجاز، وبأن تكون فعلاً حدث عجائبي بكل ما في الكلمة من معاني.

فمن يشاهد ويسمع شباب وصبايا لبنان الذين تعج بهم الساحات في كل أرجاء لبنان وهم يعبرون عن أسباب ثورتهم السلمية والحضارية، يفاجئ بمستوى اطلاعهم وإدراكهم ومعرفتهم وعمق فهمم لكل ما يدور حولهم، ولكل خفايا وألاعيب وفساد وإفساد الطبقة السياسية من حكام وأصحاب شركات أحزاب ومرتزقة وتجار مقاومة وتحرير.

شباب وصبايا في عمر الورود سابقين بوعيهم وآمالهم أعمارهم بسنين وسنين.

شباب وصبايا لا يمكن من يسمعهم ويشاهد عفويتهم وشجاعتهم وصدقهم وسلميتهم وقدرتهم الرائعة في التعبير عما يريدونه ويتطلعون إليه إلا أن يقول بفخر ما بعده فخر: بارك الله بهم فهؤلاء فيهم فعلاً نوع من القداسة.

أمس كانت ذكرى الاستقلال وهي مناسبة عملياً بينت بوضوح كم أن حكام لبنان وأطقمه السياسية والحزبية "وكلن يعني كلن" هم جميعاً غرباء ومغربون ومنسلخون عن شعب لبنان وتحديداً عن الشباب والصبايا.

هؤلاء الحكام والسياسيين هم في غير عالم الواقع، وفي غير عالم الشعب، وقد تمظهرت هذه الغربية القاتلة في الفوارق بين احتفالهم بذكرى الاستقلال في وزارة الدفاع والشبيه "بالجنازة والمأتم"، وهم محاطون بالحراس لخوفهم من الشعب الثائر على ممارساتهم اللادستورية.

وقد كان الخوف والاكتئاب والضياع باديين على وجوههم.

 الاحتفال الاستقلالي في وزارة الدفاع كان أمس عملياً مأتماً وليس أي شيء آخر.

أما في ساحات لبنان الرحبة، وخصوصاً في ساحتي الشهداء ورياض الصلح –بيروت، فكان الاحتفال بالذكرى عرساً ومهرجاناً جماعياً لكل الشرائح المجتمعية.

احتفال فرح وأمل لم يرى لبنان من قبل مثيلاً له.

احتفالاً فرحاً وفنياً وحضارياً وسلمياً كان فيه الجميع يؤدون الصلاة للبنان الرسالة والمحبة والانفتاح والعطاء والكرامة والقداسة والفرادة ,الحقوق وكل على طريقته وحسب وزناته ومهنته وقدراته.

هذا الشعب المتحضر والسلمي والفرح والمصمم على التحرر من أغلال الفساد والمفسدين، وعلى أن يتولى مسؤولية الحكم في بلاده أشخاص يشبهونه وهمهم العطاء والتضحية، هذا شعب لا يمكن لأي سلطة مهما عظمت وتجبرت أن تعيده إلى زمن ما قبل بدء ثورته في 17 تشرين الثاني.

يبقى أن المستقبل هو لهذا الشعب العظيم الذي حول الاحتفال بعيد الاستقلال إلى عرس ومهرجان فرح، أما الحكام والسياسيين والرسميين الذين أقاموا مأتم الذكرى في وزارة الدفاع فهؤلاء ومهما تمادوا في الغرق بعاهات الإسقاط والتبرير الإنكار والإستكبار والأوهام فهم أمسوا الماضي وأدوارهم السياسية انتهت إلى غير رجعة.

لنصلي من أجل أن يحمي الرب لبنان وينصر شعبه على الظلم والظالمين

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس العالمي لثورة الأرز: على قيادة الجيش أن تقوم بوضع خطة عملانية لحماية المتظاهرين والمجتمع المدني.

المجلس العالمي لثورة الأرز

25 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80863/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

على قيادة الجيش أن تقوم بوضع خطة عملانية لحماية المتظاهرين والمجتمع المدني.

واشنطن – في 25 تشرين الثاني 2019

بعد أكثر من شهر على ثورة اللبنانيين من أجل حكم يمثل تطلعات الشعب وينهي حالة الفساد والتبعية التي أوصلت البلاد إلى الانهيار الاقتصادي لا بل الآفلاس يقوم عناصر مأجورة تابعة لحزب الله وأمل بمهاجمة المتظاهرين المرة تلو الأخرة في محاولة منهم لكم الأفواه. ولكن هذه المرة كان الهجوم أكثر عنفا وعددا ما يظهر وكأنه تنفيذا لتعليمات خارجية جديدة وصارمة تشبه ما يحدث في شوارع إيران من قبل الحرس الثوري والعراق من قبل الحشد الشعبي.

إن المجلس العالمي لثورة الأرز وهو يراقب ما يجري على أرض الوطن يطلب من الجيش اللبناني القيام بحماية المتظاهرين سلميا ومنع أي تحرش بهم من أية جهة أتى ولذا فعلى قيادة الجيش أن تقوم بوضع خطة عملانية لحماية ساحات التظاهر ومنع القوى المأجورة من التعرض للجماهير المعبرة عن رأي غالبية المواطنين وبنفس الوقت نطالب الأمم المتحدة أن ترعى تنفيذ مثل هذه الخطة من قبل الجيش اللبناني وتأمين حاجاته اللوجستية إذا دعت

الحاجة.

إن لبنان يمر بظروف صعبة ولكنها ضرورية من أجل النهوض من الوضع المأساوي الذي وصل إليه من هنا على الجميع في الوطن وبلاد الانتشار التكاتف من أجل مستقبل أفضل في بلد

جدير بالحياة.

 

مجلس الامن: لتشكيل حكومة جديدة في لبنان قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب واستعادة الاستقرار ضمن الإطار الدستوري

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

دعا مجلس الأمن الدولي في بيان، الى "الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات في لبنان". اضاف البيان، الذي وافق عليه المجلس بالاجماع، خلال اجتماع عادي حول لبنان: "ان الدول الاعضاء تطلب من جميع الأطراف الفاعلة إجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات، عن طريق تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي". وتابع: "إن دول المجلس تشيد بدور القوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الامنية في الدولة للدفاع عن هذا الحق".

كما أكد مجلس الأمن "أهمية ان تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري".

 

البطريرك صفير: نحن نشجب هذا النوع من التعاطي في قضية مقدسة لان الشباب والصبايا يطالبون بما هو خير للبنان وشعبه...

مواقع الأكترونية/25 تشرين الثاني/2019

ألقى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبيل افتتاح أعمال مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في القاهرة، يوم الاثنين ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٩، كلمة قال فيها: ”ندين معكم ما حصل ليل امس من اعتداء في غير محلّه، والذي لم يطال الشباب السلمي فحسب، وانما كان للجيش وللقوى الأمنية نصيبهما منه. نحن نشجب هذا النوع من التعاطي في قضية مقدسة لان الشباب والصبايا يطالبون بما هو خير للبنان وشعبه ومؤسساته والاعتداء عليهم هو اعتداء على لبنان وعلى القضية المقدسة. ندين التعدي على الأملاك العامة والخاصة من سيارات ومحلات ونناشد في الوقت نفسه الشباب والصبايا بضبط أنفسهم والتحلي بالروح الحضارية ويتجاوبوا مع القوى الأمنية والجيش في ما يتعلق بالخير العام...

 

نصرالله يستنفر نساء «حزب الله» و«يعزلهن» عن الحراك!

جنوبية/25 تشرين الثاني/2019

في تسريب لكلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال لقائه "الهيئات النسائية" في الحزب، فان الملاحظ فيها انه لم يأتِ على ذكر الاحتجاجات المطلبية وقطع الطرقات وتظاهرات الحراك المنددة بفساد الطبقة السياسية الحاكمة، ولا المشاكل السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، انما كانت كلمته موجهة الى بيئة حزب الله، وتعبئته ضدّ الحصار الاقتصادي و"معركة الافقار" التي يقودها الرئيس الاميركي ترامب ضد الحزب. أهم ما جاء في كلمة نصرالله أمام “الهيئات النسائية” التي ورد ملخص عنها الى موقع “جنوبية” قوله في مقدمتها ان “العبور إلى الله لا يكون بكمية الأعمال وإنما بالنوعية وبارتباط أي عمل بالنية الخالصة” مؤكداً “إننا انتصرنا في معاركنا مع إسرائيل ومع داعش وسننتصر بإذن الله في أي معركة مقبلة”. وفي توصيفه للوضع الذي يهيشه حزب الله حاليا قال ” ان المعركة الحالية ضدنا والتي يقودها ترامب بإصرار كبير هي معركة الإفقار والحصار المالي والاقتصادي، ولمواجهة هذه المعركة يجب أن يكون لدينا إرادة تحد وصبر وأن نذهب إلى الترجمة الفعلية لهذا الأمر”.

وتطرق الى الحرب الاعلامية فأشار “أن الهدف هو ضرب معنوياتنا وينبغي ان لا نُحبط، لأن أنا قرأت هذا الموضوع إيجابا (موضوع الحصار المالي) فمن فوائد الشدة المالية العودة إلى الله واللجوء إليه لطلب الرزق والكفاف”. وفي بادرة منه لرفع تلك المعنويات أكد نصرالله “نحن لدينا إمكانات ضخمة جدا وتوقف الأموال لفترة لا يغير في المعركة ولا يؤثر في بنيتنا”. وفي ارشادات اجتماعية لمواجهة (الحصار المالي) شدّد نصرالله على “القناعة، القبول بما تيسر، تنظيم الأمور، ونحن قادرون على العيش في كل هذه الظروف، أن نصبر على بعضنا، أن لا تكون توقعات الأولاد عالية من الوالدين بشأن المصارفات، فالمطلوب جمع العائلة والحديث عن التحمل في ظل هذه الظروف لكي نتمكن من العبور منتصرين مرفوعي الرأس”. اقرأ أيضاً: ملف حزب الله (2): كشافة المهدي.. خزان المقاتلين والشهداء وختم حديثه عن السيدة فاطمة الزهراء التي كانت “بنت رسول الله،وكانت زوجة قائد جيشه، الجنرال الأول، فضلا عن عظمتها، وقد تحملت شظف العيش وصعوبات الحياة، الأن يمكن أن نفهم هذه الأمور أكثر، لقد كانت تعمل بيدها،تطبخ، تنظف، تربي، تعلم، تعظ… والمطلوب في هذه المرحلة بالذات الاقتداء بالزهراء عليها السلام، وبقدر ما ننجح ونثبت أننا اهل رضى وصبر، هذا البلاء ستكون مدته أقصر”. ومن أجل رفع معنويات “الهيئات النسائية” في الحزب مجددا، انهى نصرالله كلمته بعبارة متفائلة ولكنها تظهر حالة التراجع التي يعيشها الحزب حاليا بقوله ان “باب الفرج يمكن أن يفتح في أي لحظة ونعود أقوى”!

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 25/11/2019

وطنية/الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حكومة عاجلة أو إعلان حال طوارىء.

حلان لا ثالث لهما في ظل وضع أمني يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء لمعالجته عن طريق الجيش والقوى الأمنية، وعبر المجلس الأعلى للدفاع، وأيضا في ظل تفلت أسعار الدولار في السوق السوداء لضبطه عن طريق الرقابة أولا والإجراءات الداخلية والخارجية واستعادة الثقة بلبنان.

ولقد بلغ سعر الدولار لدى الصيرفة أكثر من ألفي ليرة فيما البيع بالدولار، وكذلك تسديد القروض وأيضا عمليات التحويل، أما الليرة فهي للفقراء العاجزين عن شراء السلع والمواد الغدائية التي ارتفعت أسعارها.

وما يزيد الطين بلة إضراب الهيئات الإقتصادية لثلاثة أيام وإضافة الى إضراب أهل الحراك.

وفي الوضع الأمني نام اللبنانيون على مواجهات الرينغ وصحوا على الطرق المقفلة التي عمل الجيش ولا يزال على فتحها.

وتجدر الإشارة الى أن قائد الجيش كان قد وجه بحماية المحتجين في الساحات والعمل في الوقت نفسه على منع إقفال الطرق، إلا أن الطرق استمرت بين الإقفال والفتح وكأن الأمر يعيد اللبنانيين الذين عاشوا الحرب بالذاكرة الى الإعلامي المذيع شفيق جدايل وحكايات الشوارع الحذرة وكذلك الطرق بين سالكة وآمنة.

هذا يطرح السؤال عن الجهة أو الجهات التي تعمل على حكايات شفيق جدايل وهذا يطرح السؤال أيضا لماذا لا تكون حال طوارىء الى حين بلوغ الحل السياسي؟

هذا الحل يراوح بين طرحي حكومتي التكنوقراط والتكنوسياسية ولكل منهما رئيس مكلف، إلا أن العملية تتم حسب الدستور بعد الإستشارات الملزمة لئلا يكون التأليف قبل التكليف.

التطورات اللبنانية تحضر في جلسة يعقدها الليلة مجلس الأمن الدولي لمناقشة تقرير الأمين العام بشأن تنفيذ القرار 1701.

وفي موازاة التحرك الدبلوماسي الفرنسي في بيروت تحرك دبلوماسي بريطاني للمدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشار مور الذي أكد التزام بلاده مساعدة لبنان ودعم شرعيته الدستورية في لبنان وحث على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان "

على قارعة طريق هم قطاع .

بحجة الجوع يترقبون حتى الباحثين عن لقمة عيش مع ضوء كل فجر فيسلبونهم بالإكراه أبسط ما هو من حقهم التنقل وكسب الرزق والأمن والأمان.

وهكذا هي حكاية حسين وسناء ونور شهيدان وناجية عادت من بين ألسنة اللهب التي أحرقت جسدي أبيها وخالتها وقلبها.

عادت نور لترصف أحجار الوجع التي رميت بها لترسم ما حصل بكلماتها المتعثرة بعمود كهربائي قطع الطريق على سيارة والدها بدموع ستلعن من تسبب بهذه الفاجعة مع طلعة كل صباح إثنين إلى آخر العمر.

حسين سناء نور هم كل الناس التي عانت من غوغائية قطاع الطرق، دعوا نور تعيش مجددا لا تقتلوا حسين وسناء مرة ثانية.

سقط الدم على الإسفلت اعيدوه إلى شرايين الوطن لتبقى أوصاله سالكة وآمنة أمام كل اللبنانيين.

ودرءا للفتنة التي يربأ بكل اللبنانيين الوقوع في منزلقاتها الخطرة على مختلف توجهاتهم وإنتماءاتهم، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى القوى الأمنية والجيش لضرورة التشدد بإبقاء الطرق مفتوحة امام اللبنانيين مع المحافظة على الحق في ابداء الرأي تحت سقف القانون، وبما لا يمس السلم الأهلي وأعراض وكرامات الناس كل الناس وبالممتلكات العامة والخاصة.

وأعتبر الرئيس بري ان ما حصل على طرقات الوطن في وسط العاصمة وبين الجنوب وبيروت مدان بكل المقاييس.

حزب الله استنكر الجريمة المروعة التي نجمت عن إعتداءات ميليشياوية تقدم بها مجموعات من قطاع الطرق، فيما دعا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى الحفاظ على جميع الطرقات مفتوحة من أجل المواطن الذي يجاهد كل يوم لتأمين لقمة العيش.

واليوم يحضر القرار 1701 بكل أبعاده في جلسة لمجلس الأمن، في الشكل هي جلسة يقوم بها مجلس الأمن بشكل عادي لتقييم القرار الدولي، أما في المضمون فتأخذ الجلسة أبعادا ترتبط بمجريات المنطقة ولا سيما الموقف الأميركي والتدخل المباشر بما يحدث خصوصا في لبنان والعراق.

من جهة أخرى أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تفسير المادة 95 من الدستور والتي كانت مقررة في 27 من الشهر الجاري إلى موعد يحدد فيما بعد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

نام اللبنانيون بقلق على حادثة الرينغ ، وأفاقوا على حادث الجية، الحادثة والحادث استتبعا استنكارات وردات فعل : حادثة الرينغ دفعت بكركي عبر المركز الكاثوليكي للاعلام إلى التنديد بأشد الادانة مما حصل على جسر الرينغ ومحيطه ، واللافت أنها استهجنت "عدم ردع هذه الممارسات الخطيرة من المرجعيات التي ينتمون اليها وعدم صدور أي إستنكار".

حادث الجيه وضعه حزب الله في خانة " اعتداءات ميلشيوية تقوم بها مجموعات من قاطعي الطرق " أما الرئيس بري فشدد على " إبقاء اوصال الوطن سالكة ، درءا للفتنة ".

وبين الرينغ والجيه ، هل تعبر استشارات التكليف مصادر متابعة لجهود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لفتت إلى أن الخيارات قد ضاقت أمام رئيس الجمهورية وهو ينتظر في الساعات الأربع والعشرين المقبلة أجوبة حاسمة من الرئيس الحريري تتعلق بالتكليف والتأليف، وتابعت هذه المصادر: " نحن نتجه جديا لتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة " .

تأتي هذه التطورات على وقع ظروف مالية ومصرفية واقتصادية صعبة وتزداد صعوبة: عسر في السيولة وشح في إعطاء الدولار للزبائن وقد هبط السقف في بعض المصارف من الف دولار إلى ثلاثمئة دولار ، فيما بدأت الدعاوى تظهر ضد جمعية المصارف بشخص رئيسها، في غضون ذلك ، الهيئات الإقتصادية تدق ناقوس الخطر وهي اعلنت اليوم الإضراب لثلاثة أيام : الخميس والجمعة والسبت، في الموازاة ، الجميع يجمعون على أن بوابة المعالجة تبدأ من السياسة وتحديدا من تشكيل حكومة جديدة ، وبوابة الحكومة الجديدة تبدأ من استشارات التكليف، لكن الآمال في مكان والواقعية السياسية والديبلوماسية في مكان آخر، موفد بريطاني في بيروت ، بعد الموفد الفرنسي ، فهل هذه الديبلوماسية هي للاستطلاع فقط أم لديهم ما يطرحونه ؟ الجواب بعد انتهاء جولة الديبلوماسي البريطاني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

بين "نور" ودموع حرقتها، واهل الظلام واحقادهم التي احرقت جسد ابيها وخالتها حيين، وقفة طوال الحياة.

وبين سعي الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي لرزقهما بين مناطق الوطن المشظى، وقطاع الطرق على كاسبي العيش الحلال، بامر من سارقي المال الحرام، حساب طويل.

لم يحترق والد نور وخالتها امام عينيها بفعل فاعل فحسب، بل احترقت شعارات وادعاءات، وأطراف وطن، جعلوا تحت سقفه الواحد صيفا وشتاء في آن، وسيول من اسئلة عمن يحمى هؤلاء القتلة.

اعتداءات ميليشياوية، تقوم بها مجموعات من قاطعي الطرق، تمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء، تلك التي ذهب ضحيتها الشهيدان شلهوب والجندي، وباتت تهدد السلم الاهلي والاستقرار الاجتماع، بحسب حزب الله، الذي دعا الجميع في بيان إلى تحمل المسؤولية الكاملة، وكشف هذه الجريمة الإرهابية،ومعاقبة المعتدين،

ودرءا للفتنة التي نربأ بكل اللبنانيين تجنب الوقوع في منزلقاتها الخطرة، جدد الرئيس نبيه بري الدعوة الى القوى الأمنية والجيش اللبناني بضرورة التشدد بإبقاء اوصال الوطن سالكة امام اللبنانيين كل اللبنانيين، مع المحافظة على الحق بإبداء الرأي تحت سقف القانون، وبما لا يمس بالسلم الأهلي،بحسب الرئيس نبيه بري، الذي رأى أن لقمة العيش تعمدت بالدم حيث ارتقى الشهيدان حسين شلهوب وسناء الجندي.

وعلى رقيه رغم الالم الكبير، بقي الصوت الاستنكاري للجريمة البشعة،ومواساة بالعزاء لنور، لكي لا يصاب غيرها بما اصيبت به على طرقات الوطن الذي يريده البعض مقطعا، وتأبى جموع اللبنانيين - من اخوة وابناء حسين وسناء، الموجوعين الحقيقيين، والكادحين لتحصيل لقمة العيش - يأبون الا ان تكون كل اوصال الوطن متينة وكل طرقاته متصلة، وهم الذين دفعوا الغالي والنفيس ليقطعوا الطريق على العدو الصهيوني وحليفه التكفيري وليؤمنوا الطرقات حتى لاولئك الذين يقطعون عليهم اليوم لقمة العيش، وحتى ما تبقى لهم من انفاس الحياة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

لا جدال في الشهادة وما تركته من مأساة وحزن ولوعة، فحسين شهلوب وسناء الجندي والعائلة التي تركت مفجوعة من ابنة شاهدة على الموت، وقرى شيعت وتظاهرت وأضاءت شموعا، كل ذلك جرى توقيعه في أربعين الثورة وعلى طرقات خطفتها مجموعات لا مطالب لها سوى ضرب الناس بالناس، وسلب صورة تظاهر حضارية وأخذها إلى منطقة دموية.

فعند فجر الأربعين كانت مأساة لعائلتين تأثرت بها العائلة اللبنانية على مستوى الوطن، بحيث لم تعد القضية مسألة حاجز اصطدام ولا مسألة تحقيقات متصلة بالتحكم المروري وخبراء السير، لأن الأسباب الفعلية تكمن في خطر قطع الطرق وتنصيب حراس الليل والنهار شرطة مرور عليها، بدءا بالتدقيق في الهويات وصولا إلى إذلال المارة والعابرين وانتهاء بحادث الفجر في منطقة الجية، وإذا كان لكل جهة حزبية حساباتها على الأرض من الناعمة إلى الجية وخلدة وليلا في الرينغ مع أخطر مواجهة من نوعها، فإن المتظاهرين من أصول ثورية لا يمتون إلى تلك المظاهر العنفية بصلة، ولتخرج الأرواح الممسوسة من هذا الجسد النقي.

فهم قدموا في أربعين نهارا نماذج عن حراك مدني لا أرواح فيه ولا شياطين، من العروض المدنية إلى سلسلة بشرية فالخبز والملح والمراكب البحرية والتجمعات العابرة للطوائف والرافضة تحصيل الحق بالشتائم، كل ما عدا ذلك سيكون عملا مدانا وشيطانا رجيما يدخل الحراك بتدبير من نوع العناية السياسية الفائقة، لأن نتائجه على الأرض تريد سحب الامور الى منطقة غير آمنة، وقد كانت حصيلتها فجرا سقوط شهيدين طالب ذووهما بفتح تحقيق يصل الى نهايته لاسيما أن الأمن كان شاهدا على ما حدث، أما حزب الله فقد اتهم جهات مليشاوية ومجموعات من قطاع الطرق، التي تمارس أبشع أساليب الإذلال والإرهاب بحق المواطنين الأبرياء، وقال إن هذا الاعتداء بمثابة الاعتداء على كل اللبنانيين وعدوه تهديدا للسلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي داعيا الجميع الى تحمل المسؤولية الكاملة وكشف الجريمة الارهابية ومعاقبة المعتدين.

والارض المحتقنة لم تحجب التداول السياسي في الحكومة غير المقبلة على التأليف، لكن رمي اسم الوزير السابق بهيج طبارة اصطدم على ما يبدو مرة أخرى بشروط الوزير جبران باسيل مع دخول مرحلة التشاور في الاسماء والحقائب، والتشاور الوحيد الذي انتهى إلى تضامن وتوافق كان تلفزيونيا حيث توحدت محطات الالبي سي والام تي في والاو تي في والمستقبل على التضامن مع قناة الجديد، وطلبت حجبها وإزالة تردداتها عن شركات الكابل، أسوة بقناة الجديد واعتراضا على قرار قطع بثها وتضامنا معها ومن خلالها مع الحريات العامة في البلاد التي باتت تحت رحمة وخطر مجموعات "يشغلها" قرار سياسي "اون .. اوف". والجديد اذا تقدر خطوة المحطات التلفزيونية الأربع وتشكرها على قرارها الجريء فإنها تؤكد في المقابل أنها ستكون على ذات الخطوة إذا ما تعرضت أي محطة لبنانية لإساءة تتسبب بضرر من هذا النوع.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

من الجدير التوقف عند ما قاله عميد متقاعد ومستشار عند احد المرجعيات في البحرين التي تشكل منصة عربية خليجية للتطبيع مع اسرائيل، والتي فيها انعقد قبل فترة غير بعيدة منتدى ضخم لتسويق صفقة القرن .

ومن الضروري التمعن بعبارة قالها : ماذا لو وضعت القوات المسلحة اللبنانية في مواجهة مع حزب الله في لحظة ما او ظرف ما ؟ علما ان التحضير لمثل رد الفعل هذا من جانب الجيش على حزب الله يمكن ان يخدم كنوع من الردع .

ويضيف : نحن كنا ندعو القوات المسلحة اللبنانية للقيام بهذا الامر خلال الستة اشهر السابقة للازمة الحالية لاننا رأينا الازمة مقبلة .

لو حصل هذا واصطدمت القوات المسلحة اللبنانية مع حزب الله في ظل غياب اي مظلة سياسية محلية فماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة ؟؟ انتهى الاقتباس .

بعيدا عن التطبيل والتهويل والتحجيم والتقزيم او التفخيم والتعظيم ، يتطلب سؤال الضابط المخضرم الذي يتمتع بسجل مهم ومشرف في الجيش اللبناني وخصوصا اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982, يتطلب سؤاله الموجه الى الاميركيين جوابا، خصوصا ان المسائل التي طرحها كل واحدة منها محرقة وهي مجتمعة تشكل مولوتوف متفجر لا يريد احد رميه في ظرف حساس كالذي نعيش .

في وقت بدأت الادارة الاميركية تتبرأ من كلام العزيز جيفري كما يلقبه اصدقاؤه اللبنانيون وتعتبره زكزكة لدونالد ترامب وتمريكا على وزارة الخارجية الاميركية التي تتفرج والبيت الابيض على ما يحصل في لبنان، معتبرة ان شهادة فيلمتان تناقض سياسة الادارة الاميركية الداعمة للجيش اللبناني والثبات النقدي والاستقرار الامني ليس من باب الغرام والهيام والاهتمام بلبنان وانما لمنع تمدد نفوذ حزب الله وتنامي حضوره في لبنان اذا ما كبرت الازمة وصعب السيطرة عليها .

في وقت ذكرت الادارة بما قاله ديفيد شينكر خلال زيارته الاخيرة لاسرائيل ان لا حجب للمساعدات العسكرية عن الجيش اللبناني بل مجرد دراسة ومراجعة لان قطع المساعدات برأي شينكر سيدفع بالجيش الى حزب الله وايران .

وبانتظار الاجوبة على مداخلة المنامة وشهادة فيلتمان فأن الحراك الاوروبي تجاه لبنان لم يتأخر في اعطاء اجوبة وابداء تصوره لمخارج محتملة لازمة لم تعد تحتمل المزيد من التوتر .

الموقف الاوروبي حتى الساعة يختصر بالاتي : حكومة تكنو -سياسية متوازنة وغير استفزازية - تحبيذ بقاء سعد الحريري في رئاسة الحكومة لكن من دون وجود اي ربط بين مسار سيدر او بقاء وعدم بقاء الحريري - لا فيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة .

هذا باختصار موقف اوروبا التي تجاهد وتكابد في وجه الاميركيين الذين لا يماشون الاوروبيين حتى الساعة على الاقل في مقاربتهم من دون ان يعني ذلك ان الاميركيين متشددين او متشبثين بمواقفهم وهذا ما ستكشفه الايام المقبلة في حين يؤكد معنيون بالمفاوضات الجارية على الخط الحكومي ان المرونة في النقاشات والطروحات هي لحماية السلم والسلام ولا تعني ابدا التخلي عن الثوابت والمسلمات وخصوصا التحالفات وما بني على صخرة التفاهمات لن تقدر عليه غيوم عابرة وسموم غادرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

للثقافة المشرقية قصتها مع الرقم اربعين، فالمرأة التي تبلغ الأربعين وهي بصحة جيدة بعد إنجابها طفلا، تكون تجاوزت قطوعا قد يهدد حياتها ، وكذلك مولودها يكون تجاوز مرحلة مصيرية تخوله دخول معترك الحياة و مواجهة مخاطرها.

الأربعون بالنسبة للمتوفي هي مرحلة مفصلية في مفاهيم الأديان التوحيدية ، إذ بعدها ترتقي روحه الى عالم الأموات حيث يلقى الثواب على أعماله أو العقاب، بالنسبة للثورة التي بلغت أربعينها، فهي اثبتت جدارتها بالحياة والاستمرار، أما بالنسبة للسلطة الهامدة فالأربعين تؤكد أنها ماتت جدا، وتكريم الميت بدفنه .

لكن هذا المنطق المعزز بالادلة لا يستقيم ، لإن السلطة وحلفاءها يصرون على اغتيال كل المفاهيم الانسانية والدستورية والسياسية بالإنكار ، وقد انتقلوا أمس انطلاقا من مجزرة الرينغ، الى فرض واقع انقلابي متدحرج تجلى بالمسعى الى وضع شارع مسلح ومكودر ومؤدلج، في مواجهة شعب ديموقراطي مسالم أعزل لا يطالب بامتيازات لنفسه، بل بحقوق جميع اللبنانيين المهضومة الى أي ساحة أو بيئة إنتموا، حيث الفقر المهيمن لا يميز بين لون او طائفة.

وفي ما يشبه الانفصال المرضي عن الواقع ، حملت القيادات التي حولت الرينغ امس الى حلبة مجالدة مدمرة ، حملت الجيش مسؤولية التقصير في الدفاع عن الناس.

ولم يتوقفوا هنا، بل صغروا انقلاب الأمس ووضعوه في منزلة أدنى من حادث السير المؤسف الذي أودى بشخصين على اوتوستراد الجنوب ، فاتهموا الثوار بالتسبب به ووصفوا الواقعة المأسوية بالجريمة الارهابية المروعة، ليخلصوا الى ضرورة منع تقطيع اوصال البلاد من خلال قطع الطرقات.

في مقابل كل هذا الغليان تستسهل السلطة حل الأزمة بالعصا الغليظة، كما حصل على اوتوستراد الزوق، وتسخير المحاكم وتحويلها الى مصايد للمعارضين، بدلا من المسارعة الى تحديد موعد الاستشارات .

فرغم بلوغ الوضعين الأمني والاقتصادي-المالي حافة الانهيار وإعلان الهيئات الاقتصادية الاضراب وأقفال المؤسسات ثلاثة أيام ، لا تزال السجالات الرسمية تدور حول المسائل التي طرحت غداة استقالة الحكومة.

وإذ ساد الصمت بيت الوسط واكتفت أوساط الرئيس الحريري بالقول إنه أعلن موقفه: إما حكومة تكنوقراط صافية أو هو خارج التأليف ، أعلنت اوساط العهد أنها ستغادر قريبا مربع المراوحة وتحدد موعد الاستشارات في وقت قوبل هذا الجو بتحفظ المعنيين الآخرين بالتأليف لأن الاتصالات على هذا الخط مقطوعة .

في السياق حض الموفد البريطاني ريتشارد مور السلطة على ضرورة تشكيل حكومة تأخذ بهواجس اللبنانيين ومطالبهم ، ناصحا إياها بعدم استسهال اللجوء الى العنف.

تزامنا ينعقد مجلس الأمن لبحث مآل تطبيق القرار 1701 وسط ضغوط أميركية اوروبية تدفع في اتجاه التشدد في احترامه و في حتمية تطبيقه.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 25 تشرين الثاني 2019

وطنية/الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

 النهار

كشف النائب سليم عون ان "حزب الله" هو صاحب القرار في الحكومة اذ قال"إن التيار الوطني الحر يؤيد حكومة تكنوقراط وفق الآلية الدستورية، ولكن القرار ليس لنا وحدنا، لأن الفرقاء الآخرين لا يريدون القبول به ولا سلطة للرئيس في تجاوزهم".

سجل الوزير السابق وئام وهاب الواقعية الاكبر لدى فريق 8 آذار اذ قال ان 95 في المئة من الشباب في الحراك نزلوا بشكل عفوي و5 في المئة بتوجيه بعض السفارات.

تكاثرت في الأيام القليلة الماضية مشاركة أبناء الجبل في تظاهرات بيروت وطرابلس وذلك بعد مقاطعة اللقاء الديموقراطي جلسة اقرار العفو العام ومواقف رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الأخيرة.

الجمهورية

لاحظت مصادر دبلوماسية أن أحد السفراء الأجانب غاب عن المشهد رغم حجم إهتماماته بالوضع السياسي وجمّد نشاطه العلني الداخلي في لبنان.

يجهد فريق من الأكاديميين لتشكيل فريق يؤازر الإنتفاضة الشعبية من أجل تقديم العون في مجالات محدّدة ولا سيما في الشق الدستوري والقانوني.

أبلغ حزب متعاطف مع الحراك الى حزب بارز حرصه على عدم حصول أي توتر معه على الأرض وإبقاء الخلاف بينهما منظماً.

اللواء

فوجئت أوساط سياسية بالإنتقاد الذي وجهه وزير مقرب من مرجع كبير ضد رؤساء الحكومات السابقين بحجة الدفاع عن رئيس الجمهورية!

تراجع مستوى اداء شبكتي الخليوي في الأسابيع الأخيرة على الخطوط العادية، وبالنسبة للخدمات على التطبيقات الأخرى، وخاصة "الواتس أب" الذي يتعرض لإنقطاعات متكررة!

لوحظ أن ملفات "الفساد" التي كثر الحديث عنها مؤخراً لم تصل إلى نتائج حاسمة، وغلب عليها طابع الإستنسابية، والكيدية السياسية، وإقتصرت على مكون وطني واحد!

البناء

قالت مصادر مصرفية إنّ هناك مناخا عاما في المصارف العالمية يتهيّب تقبّل أيّ تحويلات مالية لحساب شخصيات سياسية من لبنان، ويتمّ النظر لكلّ عملية طلب تحويل، حتى بالنسبة للذين لديهم شركات أعمال، بصفته نوعاً من أنواع التبييض المخالف للقوانين إلا إذا كان ضمن تنفيذ واضح ومبرمج مسبقاً لعقود تتصل بعالم الأعمال…

قالت مصادر خليجية شاركت في ندوة عسكرية إنها فوجئت بكلام الضابط اللبناني المتقاعد مارون حتي يعمل كمستشار لرئيس الحكومة وهو يدعو الأميركيين للمشاركة في حرب يدعو الجيش اللبناني لخوضها بوجه حزب الله، وقالت المصادر إنّ هذا الكلام أحرج منظمي اللقاء الذين لم يكن في حسابهم فتح هذا النقاش رغم تنسيقهم المسبق مع الأميركيين على مواضيع التعاون الأمني والعسكري…

نداء الوطن

تساءلت مصادر عن صحة قول أحد السياسيين إنّ شخصية سياسية من "8 آذار" رفضت عرضاً قُدم إليها لترؤس الحكومة.

بات بحكم المؤكد أنّ شخصية قريبة من قيادي رفيع المستوى في "حزب الله" هي التي أعطت الأوامر لأصحاب الكابلات بوقف بث قناة "الجديد".

تبيّن أنّ تسريب أنباء عن لقاء حاسم يعقده "الخليلان" في بيت الوسط مساء أمس، وراءه "جهة حليفة" لهما بغرض التشويش بعدما بلغتها إمكانية قبولهما بصيغة حل حكومي لا يصب في صالحها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الياس الزغبي: ليوظف المعنيون البقية الباقية من التبصر لتفادي الانزلاق

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي أن "مأزق السلطة يتعمق كلما تأخرت في حسم الوضع الحكومي، لأن رهانها على فشل الانتفاضة الشعبية أو تراجعها لم ينجح بعد مرور 40 يوما، بل اتضح أنه خارج السياق الواقعي". وقال في تصريح: "هذا المأزق المتمادي الذي وقعت فيه السلطة بات أمام أحد مسارين: إما تراجعها ورضوخها لمطلب الانتفاضة في حكومة مستقلة من خارج القيد السياسي، وإما هروبها إلى الأمام لاستخدام العنف والدخول في المجهول". وتمنى أن "يوظف المعنيون البقية الباقية من التبصر والتعقل لتفادي الانزلاق إلى ما بعد الخطوط الحمراء".

 

اعتداء مناصرو امل وحزب الله على المحتجين واحراق الخيم في صور

مواقع الأكترونية/25 تشرين الثاني/2019

فيما لا تزال الاحتجاجات قائمة في مدينة صور منذ اليوم الاول للانتفاضة الشعبية، افادت قناة الـ “ام تي في” ان مناصري “حزب الله” وحركة أمل هاجموا ساحة صور والجيش اللبناني يفصل بين الجانبين. وافادت المعلومات عن اقتحام انصار الثنائي وحركة أمل خيم المعتصمين في ساحة العلم بمدينة صور والاعتداء على المحتجين، وعملوا على احراق الخيم، وليس هناك معلومات واضحة عن تمكن الموجودين داخل الخيم من الخروج منها.

هذا وتشهد العديد من المناطق في بيروت مسيرات دراجة لانصار الثنائي حزب الله وحركة أمل، حيث تم الاعتداء على ساحات الاعتصام.

 

مسيرات الدراجة تصل الى عين الرمانة: توتر وإشكال!

مواقع الأكترونية/25 تشرين الثاني/2019

لا تزال مسيرات الدراجة لانصار حركة امل وحزب الله تجول في بيروت، وتشهدُ مداخل عين الرمانة توترًا كبيرًا، إثر محاولة شبّان قيل أنهم من مناصري الثنائي دخول المنطقة.

وحدث إشكالٌ محدود بين شبّان من عين الرمانة وآخرين حاولوا الدخول الى المنطقة عبر الدراجات النارية حاملين أعلامًا حزبية، حيث تعرض لهم البعض من أهالي المنطقة، وعمدوا الى مُصادرة عدد من دراجاتهم النارية. وينتشر الجيش اللبناني بكثافة في المنطقة.

 

اشكال بين مناصري حزب الله – امل والاهالي في الكولا واطلاق نار!

مواقع الأكترونية/25 تشرين الثاني/2019

في ظل التوترات التي تشهدها العديد من المناطق في بيروت، بفعل مسيرات الدراجات النارية لمناصري امل والحزب التي تجول في بيروت، يسمع في هذه الأثناء صوت رصاص في بيروت طريق الكولا ومعلومات عن عمليات كر وفر بين عناصر من الحزب والحركة وبين شباب اهالي المنطقة.

 

قصة الاتصال بين عون وجعجع... واللقاء السرّي

 MTV/داني حداد - 25 تشرين الثاني 2019

لا يخطئ من يعتبر أنّ العلاقة بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة في أسوأ أيّامها، منذ بدء التواصل بين الحزبين الذي أوصل الى إقرار وثيقة التفاهم بينهما قبل سنوات. ولكن، يخطئ من يعتبر أنّ التواصل مقطوع بين الرجلين اللذين وقّعا على التفاهم، أي رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع.في هذه السطور، نكشف بعض التفاصيل. حصل تواصلٌ هاتفيّ بين عون وجعجع منذ قرابة الأسبوعين، هو الأول بين الرجلين منذ فترة طويلة. لم يطل الاتصال كثيراً، وطلب رئيس الجمهوريّة من جعجع إرسال من يمثّله للقاء به. أوفد جعجع كلّاً من الوزير السابق ملحم الرياشي ومدير مكتبه ايلي براغيد الى لقاءٍ مع عون أحيط بالسريّة التامة من بعبدا ومعراب. شهد اللقاء، الذي حصل يوم السبت في ١٦ تشرين الثاني الجاري، عرضاً للتطورات الأخيرة المتعلّقة بالحراك الشعبي واستقالة الحكومة. كرّر عون موقفه، وردّ ممثّلا "القوات" بالمطالبة بالإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيّين، ومن دون أيّ تمثيل حزبي، الأمر الذي اعتبره رئيس الجمهوريّة غير قابل للتنفيذ بسبب رفض حزب الله. لم يحقّق هذا اللقاء تقدّماً إيجابيّاً كبيراً في العلاقة بين بعبدا ومعراب، إلا أنّه يشكّل تأكيداً على عدم قطع الطريق بينهما. والأهمّ، أنّه يشكّل رسالةً من "القوات" بإبقاء التواصل قائماً مع رئاسة الجمهوريّة حصراً، وليس مع رئيس التيّار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. تجدر الإشارة الى أنّ الأسبوع الماضي شهد انكفاءً قوّاتيّاً عن مشاركة مناصرين في التحرّكات الشعبيّة، على عكس الأسابيع التي سبقته، من دون أن يعرف إذا كان الأمر له صلة بلقاء بعبدا وبالتواصل الهاتفي الذي سبقه بين عون وجعجع.

 

انصار حزب الله وامل يحاولون اقتحام مبنى الجديد

مواقع الأكترونية/25 تشرين الثاني/2019

لا تزال محاولات القمع وكم الافواه مستمرة، اذ يتجمع مناصرو حركة أمل وحزب الله أمام مبنى قناة الجديد محاولين اقتحامه.  هذا واطلق المحتجون هتافات ضد القناة و ورئيس مجلس إدارتها تحسين الخياط

 

ديما صادق: لم أقبل استبعادي لأسباب سياسية.. فاستقلتُ

المدن/25 تشرين الثاني/2019

أعلنت الزميلة ديما صادق، استقالتها من "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، في منشور عبر "فايسبوك"، سمّته "بيان استقالة"، وجاء فيه:  "هو بالنسبة لي زمن ثورة. وفي الثورة لا سقف للحريات. هي فرصة لنسمي الأشياء بأسمائها، لنسمي المرتكبين بأسمائهم، وأن نقول لا بأعلى صوت. منذ ثلاثة أسابيع، أُبعدت عن هواء المؤسسة التي أعمل فيها، بسبب خطأ إداري. تم الاعتذار علناً عن الخطأ، وتلقيتُ عقوبتي بمسؤولية تامة. إلا أن الإدارة لم تحدد مدى وشكل هذه العقوبة. فبقيت مبعدة عن الهواء من دون أسباب مقنعة. بعدها التقيت مع السيد بيار الضاهر، الذي شرح لي ان المشكلة ليست فقط الخطأ الإداري، وإنما أيضاً طبيعة تغريداتي، وتحديداً التي تطاول بعبدا، والمعلومات التي سربتها عن قصر بعبدا (والتي لم يتمكن أحد من نفيها)، طالباً إيقافها مع الوعد بعودتي. إلا أن هذه العودة اقتصرت على قراءة الأخبار، مع إبعادي التام عن البرامج السياسية، ووضع تغريداتي تحت الرقابة. وهو ما اعترضت عليه. ثم جاءت حادثة سرقة هاتفي على الرينغ، حيث كانت ردة فعل المؤسسة إيقافي مجدداً عن الهواء دون أدنى الاطمئنان علي. وعليه، أجد نفسي على يقين أن سبب الاستبعاد هو سياسي، وهو ما لن أقبل به، لا في زمن الثورة، ولا غير زمن، مع التأكيد أن الإدارة أبلغتني التمسك بي مع توقيفي مؤقتاً عن الهواء. وعليه، أعلن استقالتي من المؤسسة اللبنانية للإرسال. وللحديث تتمة. شكراً.

 

أمي .. أبي .. أخي .. أختي .. عمتي .. خالتي .. أصدقائي..عن أية مقاومة تتحدثون ؟ !

الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ/25 تشرين الثاني 2019

إن خامنئي وحسن نصر الله وبشار أسد دَمَّروا وطننا لبنان وجعلوه ثالث أفسد دولة في لائحة الدول الفاسدة أل 126 بالعالم وذلك بحمايتهم للصوص الكبار والوسط والصغار في الدولة اللبنانية ومشاركتهم في اختلاس أموال الدولة ولم يبقَ شيء في لبنان نظيفا من التلوث والفساد والقذارة بأفحش صورها وأعهر أشكالها ؛ والخمينيون سجنوني 5 سنوات وأخرجوني من دياري وَهَجَّروني وأَذُّوني أذيةً جسديةً ومعنويةً فوق ما يتصوره خيالكم ، فاسمعوني جيداً واقرؤوا كلماتي التالية بدقة : لا أميركا ، ولا إسرائيل ، ولا أوروبا ، ولا دول العرب أعدائي ، إن الخمينيين حصريا هم أعدائي وإنني بكل ما تَفَضَّل به الله تعالى عليَّ من أسباب القوة سوف أقاتلهم قتالاَ بكافة الوسائل المُباحة شرعاً ، مُسْتَنِداً في ذلك إلى قوله سبحانه وتعالى :

{ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (195) سورة آل عمران .

{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ } وليس الخميني صنمكم ولا الخامنئي وثنكم ولا نصر الله طاغوتكم وغَدَّارَكُم .

أيها الخمينيون : ربنا الله والولاية لله وحده حصريا وليس للفقيه خميني وخامنئي وحسن نصر الله ولا لأي كائن بشري قط .

قلت سابقا وأقول اليوم وسأقول : لعنة الله ولعنات الأنبياء والشهداء والأولياء على حزبكم ومقاومتكم التي تطلب النصر بالظلم والجور والإجرام والكذب ! ! ! وتريد تحرير فلسطين والقدس بزنازين ، وسجون تَعَذَّب بها الشيخ حسن سعيد مشيمش ، ويتعذب بها آلاف الأحرار الأبرياء مثله تعذيباً تبكي عليهم ولآلامهم ملائكة السماء ! ! ! فلعنة الله على مقاومتكم ، وعلى أصنامكم وأوثانكم خميني + خامنئي + حسن نصر الله وإمامكم بوتين روسيا صديق إسرائيل وحليف إسرائيل طغاة عصرنا

{ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } آية (2) /سورة السجدة / صدق الله العلي العظيم .

 

في «أحد التكليف» مسيرات عمّت لبنان وتجمعات «خبز وملح» على موائد الفطور

وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية... وتوقيف قاصرين لتمزيقهم صورة على مركز «الوطني الحر»

بيروت: «الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

انطلقت التحركات الشعبية منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس في مناطق متعددة من لبنان تلبية لدعوة حملت عنوان «خبز وملح» تهدف إلى جمع المواطنين على الشواطئ اللبنانية في «فطور تقليدي»، ورفضاً لاستباحة الأملاك البحرية، بينما استمرت المظاهرات من بعد الظهر فيما أطلق عليه «أحد التكليف» للضغط باتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة. وسجّل أمس تحركات أيضاً من قبل متظاهرين في الحراك الشعبي أمام السفارة الأميركية رفضاً للتدخلات الأجنبية، فيما أثارت قضية توقيف قاصرين في بلدة حمانا في جبل لبنان، بلبلة وتحركاً لمحامي المجتمع المدني على خلفية تمزيقهم صورة أمام مركز لـ«التيار الوطني الحر»، مساء السبت قبل أن يتم الإفراج عنهم فجر أمس. وأعلن مساء الثلاثاء عن توقيف 5 شبان، بينهم ثلاثة قاصرين، وأشارت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين عن توقيفهم من قبل النائب الاستئنافي في جبل لبنان، لافتة إلى أنها اطلعت على تسجيل لعملية إزالة اللافتة من دون أن يتبين لها وقوع أي جرم، وأطلق سراحهم بعدها. من جهتهم قال الأهالي إنه تم توقيف الشبان من قبل مخابرات الجيش، ونقلوا إلى الشرطة العسكرية، ثم جرى تسليمهم إلى مخفر حمانا. وفي بيان لها أوضحت قيادة الجيش «أنّ مديرية المخابرات لم توقف الشبان القاصرين بل تسلّمتهم من بلدية حمانا، بعدما أوقفتهم شرطتها التي كانت تقوم بدوريات مكثّفة بعد سلسلة حوادث شهدتها المنطقة وقيام مجهولين بإحراق مبنى أوجيرو، ومحاولة إحراق مركز (التيار الوطني الحر)». ولفت البيان إلى أنه «التزاماً بالتعليمات فإنّ مديرية المخابرات قامت بتسليم هؤلاء الفتية (الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً) إلى الشرطة العسكرية التي سلّمتهم بدورها إلى قوى الأمن الداخلي استناداً لإشارة القضاء المختص». ميدانياً، تظاهر عدد من الناشطين أمام مقر السفارة الأميركية في منطقة عوكر احتجاجاً على التدخل الأميركي في لبنان، والذي عبّر عنه أخيراً السفير الأميركي الأسبق، جيفري فيلتمان. وفي تحركهم الذي ترافق مع انتشار كثيف للجيش عند المداخل المحيطة بمنطقة عوكر، مقر السفارة، جدد الناشطون تأكيدهم أن دعوتهم للتظاهر أمام السفارة الأميركية «ليست لإثبات وطنيتهم أمام جمهور (حزب الله) بل جاءت رفضاً للسياسة الأميركية في لبنان، ولكل السياسيين الذين يتظاهرون بمعاداة الولايات المتحدة».

وبعدما كان قد سجل تجمعات في عدد من المناطق لتناول الفطور تلبية لدعوة «خبز وملح»، ضجّت ساحات التظاهر بالمواطنين في ساعات ما بعد الظهر. وكان كورنيش عين المريسة في بيروت على موعد مع الفطور التقليدي، حيث اجتمع مواطنون للتأكيد على حقهم في الإفادة من الشاطئ، ورفضاً للأملاك البحرية غير الشرعية رافعين الأعلام اللبنانية وسط أجواء من الفرح وحلقات الدبكة والرقص.

كذلك لبّى الجنوبيون الدعوة نفسها، حيث توافد الناشطون صباحاً على رصيف الواجهة البحرية لملعب مدينة صيدا البلدي، حيث افترشوا الأرض وتشاركوا أطباق الفطور المتنوّعة، مؤكدين على حقّهم في الأملاك العامة البحرية. وفي صور، نظم شباب وشابات الحراك في ساحة العلم فطوراً في إطار جمع الناشطين تحت شعار «خبز وملح»، وأطلقوا هتافات تدعو إلى تشكيل حكومة اقتصادية إنقاذية للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية، إضافة إلى إعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. وفي منطقة كفرمان الجنوبية أيضاً، نظمت مسيرة من خيمة الاعتصام ضمت متظاهرين من مختلف القطاعات، من الأطباء والمهندسين والعمال والفلاحين والمهن الحرة والمعلمين والطلاب والمحامين، حيث ارتدى كل منهم زياً خاصاً متوجهين إلى مدينة النبطية رافعين الأعلام اللبنانية على وقع الأناشيد الثورية والوطنية وسط تدابير أمنية للجيش وقوى الأمن الداخلي. واستمرت التحركات رفضاً لإقامة «سد بسري» بينما برز تحرك لأهالي الناعمة في جبل لبنان الجنوبي للمرة الأولى أمام ما يعرف بـ«زيتونا باي الناعمة» اعتراضا على تعدي مشروع استثماري على الأملاك البحرية العامة، حيث شارك أهالي المنطقة في مسيرة من البلدة إلى الشاطئ. وكما عادتها، لم تهدأ ساحات مختلف المناطق الشمالية، حيث نظمت أمس مسيرة مراكب مؤلفة من 11 مركباً على متنها المئات من أهالي طرابلس والشمال، من ميناء طرابلس وصولاً إلى شكا، وذلك رفضاً للسيطرة على الأملاك البحرية وفرض بدل مادي مقابل الاستمتاع بالشواطئ، تحت شعار «ما خلونا نفوت بالبر رح نفوت بالبحر» (يرفضون السماح لنا بالدخول عبر البر سندخل عبر البحر). وتوقفت الحملة أمام المنتجعات البحرية القائمة على الشاطئ ما بين البحصاص وصولاً إلى شكا ومروراً ببلدة القلمون، وتولى خبراء بيئيون شرح واقع هذه المنتجعات القائمة على الأملاك العامة، كما كانت وقفة أمام شركات الترابة في شكا، حيث بدا واضحاً التعديات البيئية على المناطق الجبلية التي تعرت بالكامل من الأشجار دون أي محاولة لإصلاح التشويهات وفق ما تفرضه القوانين. وكان لطلاب طرابلس أيضاً تحركهم، حيث نظموا مسيرات راجلة جابت الشوارع الرئيسية وكل الأحياء الداخلية، مطلقين الهتافات المنددة بالأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، ومطالبين بتشكيل حكومة في شكل سريع، كي تستجيب لمطالب الحراك الشعبي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزراء الخارجية العرب يرفضون القرار الأميركي حول المستوطنات الإسرائيلية

القاهرة/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

أعلن وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ، اليوم (الاثنين)، في القاهرة «رفضهم» القرار الأميركي الذي اعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير مخالفة للقانون الدولي. وأكد الوزراء في قرار صدر في ختام اجتماعهم المخصص للموقف الأميركي الجديد، «إدانة ورفض قرار الولايات المتحدة... باعتبار هذا القرار باطلاً ولاغياً وليس له أثر قانوني، وهو مخالفة صريحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. كذلك أكد وزراء الخارجية العرب «إدانتهم الشديدة للعدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على قطاع غزة» و«إدانة سياسة الاغتيالات الإسرائيلية والإعدام خارج نطاق القانون». وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أنّ المستوطنات الإسرائيليّة لا تُعدّ «في ذاتها غير متّسقة مع القانون الدولي»، رغم قرارات مجلس الأمن التي تعد المستوطنات غير قانونيّة كونها مقامة على أراضٍ فلسطينيّة محتلّة. ويأتي هذا الموقف المفاجئ لإدارة الرئيس دونالد ترمب، بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادة الدولة العبرية على الجولان السوري المحتل. ويضع هذا التحوّل الولايات المتحدة في مواجهة مع الأسرة الدوليّة بكاملها. وقد قوبل بانتقادات من الاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة. ويعيش أكثر من 630 ألف إسرائيلي في القدس الشرقيّة والضفّة الغربيّة إلى جانب أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني. ولا تزال مسألة المستوطنات بين أبرز الملفّات الشائكة في إطار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المستمرّ منذ عقود. واندلعت مواجهات بعد اغتيال إسرائيل في 12 نوفمبر الجاري القيادي العسكري البارز في حركة «الجهاد الإسلامي» بهاء أبو العطا، وهو ما ردّت عليه الحركة بإطلاق 450 صاروخاً في اتجاه إسرائيل على مدار الأيام الثلاثة للتصعيد. ورد الطيران الإسرائيلي بشن عشرات الغارات الجوية استهدفت خصوصاً مواقع لـ«الجهاد الإسلامي». وأسفر التصعيد بين الجانبين عن مقتل 35 فلسطينياً وجرح أكثر من 100 آخرين.

 

إسرائيل تطرد مدير منظمة «هيومن رايتس ووتش»

تل أبيب/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

يدخل قرار إسرائيل طرد المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» في إسرائيل والأراضي الفلسطينية حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، بعد معركة قضائية طويلة اتهم فيها بدعم مقاطعة الدولة العبرية. وينفي الأميركي عمر شاكر الاتهامات ويتهم بدوره الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى قمع المعارضة. وشاكر هو أول شخص يُطرد من داخل البلاد بموجب قانون مثير للجدل صدر عام 2017 يحظر دخول أنصار مقاطعة إسرائيل إليها. ووصل عمر شاكر المولود لأبوين عراقيين، إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب بعد ظهر اليوموكان في استقباله نحو عشرين من مؤيديه الذين حملوا لافتات كتب عليها: «لا تستطيع إخفاء الاحتلال»، وفق ما أفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية. وصرح شاكر من المطار: «يتوج اليوم جهد استغرق عامين لترحيلي بسبب دفاعي عن حقوق الإنسان». وقال شاكر في وقت سابق الاثنين خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة القدس: «آمل أن يأتي اليوم الذي تستقبلونني فيه ويكون يوماً أفضل تحترم فيه حقوق الإنسان للإسرائيليين والفلسطينيين». وأعلنت «هيومن رايتس ووتش» أن شاكر سيبقى في منصبه رغم طرده، وسيعمل من الأراضي الأردنية. وانتقدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قرار الطرد وطالبا إسرائيل بالتراجع عن قرارها، بينما حذرت الأمم المتحدة من «تقويض عمل المدافعين عن حقوق الإنسان» في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأعلنت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، رفضها الشديد لحركة مقاطعة إسرائيل، لكنها قالت أمس (الأحد) إنها مع حرية التعبير. من جهتها، وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي القرار بـالإجراء اليائس لإخفاء جرائم الحرب وانتهاكاتها. وحذرت من «الاستهداف المنهجي للسكان الفلسطينيين العزل والتصعيد المتعمّد بدوافع سياسية لإرهاب الفلسطينيين المستضعفين وتنفيذ الخطط التوسعية في فلسطين التاريخية». ولم تجدد إسرائيل تصريح عمل شاكر بعد مايو (أيار) 2018 بعد أن أقر الكنيست قانوناً يقضي بطرد الأجانب المؤيدين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات التي تدعو إلى فرض حظر واسع النطاق على إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.

 

الأمم المتحدة: انبعاثات الغازات الدفيئة بلغت مستويات قياسية العام الماضي

جنيف/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف اليوم (الاثنين) إن مستويات الغازات التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي. وأشارت المنظمة إلى أنه منذ 1990. ارتفع تأثير الانبعاثات الغازية بنسبة 43 في المائة، وفقاً لتقرير المنظمة الذي صدر قبل أسبوع من بدء مؤتمر التغير المناخي الأممي في مدريد، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس: «لا توجد أي دلالة على التباطؤ، فما بالك بالتراجع، في تركيزات الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي، رغم جميع الالتزامات المتعلقة باتفاقية باريس للتغير المناخي». وقد وصلت تركيزات ثاني أكسيد الكربون، أكبر مسبب لتأثيرات الاحتباس الحراري، إلى 8.‏407 جزء في المليون. وقال تالاس إن هذا يعد أعلى تركيز يتم تسجيله منذ 3 ملايين إلى 5 ملايين عام. وأضاف: «منذ 3 ملايين إلى 5 ملايين عام، كانت درجة الحرارة أعلى بواقع درجتين بحيث تتراوح ما بين 2 و3 درجات، وكان مستوى البحر أعلى بنحو 10 إلى 20 متراً، مقارنة بالوقت الحالي».وقد وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون الآن إلى نحو 150 في المائة من المستوى الذي سُجّل عام 1750، قبل بدء الثورة الصناعية. ورغم أن التصحر واستخدام الإنسان للأرض كان لهما دور كبير في ارتفاع نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن تركيزات غاز الميثان ارتفعت أيضاً إلى مستوى قياسي جديد، لأن الاحتباس الحراري أدى إلى إطلاق هذا الغاز في المناطق الأكثر دفئاً. وقالت كبيرة الباحثين في المنظمة أوكسانا تاراسوفا: «إذا أصبح المناخ أكثر دفئاً، سوف يصدر المزيد من انبعاثات الميثان من المناطق الاستوائية».

وقد أدى الاستخدام المفرط للأسمدة إلى تسجيل أكبر ارتفاع سنوي لتركيزات أكسيد النيتروز. ويبلغ الميثان حاليا 259 في المائة من المستوى الذي سُجّل قبل بداية الثورة الصناعية، في حين يبلغ أكسيد النيتروز 123 في المائة. وقال تالاس إن الصين تعد أكبر مصدر في العالم للانبعاثات الغازية، ولكنه أشار إلى أن دولاً أخرى خارج نادي الدول الصناعية ساهمت أيضاً في زيادة الانبعاثات. وأوضح أنه لا يمكن للصين أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية بمفردها حل مشكلة قضية المناخ، مطالباً بإجراء تحول جذري عالمي بعيداً عن طاقة الوقود الحفري. وطالب بإشراك المواطنين لدعم إجراء تغييرات في السياسات.

 

الأونروا» تواجه «أقسى أزمة مالية» منذ نشأتها بعجز بلغ 332 مليون دولار

عمّان/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

أعلن القائم بأعمال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريستيان سوندرز، اليوم (الاثنين)، أن الوكالة تواجه «أقسى أزمة مالية» منذ نشأتها، مؤكداً أن العجز في ميزانيتها بلغ 332 مليون دولار. وقال سوندرز، في مؤتمر صحافي على هامش افتتاح أعمال اللجنة الاستشارية لـ«أونروا» التي بدأت في منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان)، إن «التحقيق الذي بدأ خلال الصيف انتهى الآن تقريباً»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «نتيجة التحقيق هي أن (أونروا) تواجه أشد أزمة مالية منذ نشأتها (...) والعجز في الميزانية في الوقت الحالي هو 332 مليون دولار». وطالب «المانحين باستئناف عمليات التمويل والالتزام بتعهداتها لتمكيننا من مواصلة تقديم الخدمات المهمة»، مشيراً إلى أن «الحاجة إلى الأونروا هي الآن بالأهمية التي كانت عليها قبل سبعين عاماً». وأوضح سوندرز أن «ما نحتاج إليه كي نستمر بعملنا حتى نهاية العام الحالي والذي يتضمن دفع رواتب موظفينا والفواتير الأساسية التي لا تتوقف هو 167 مليون دولار». واضاف: «هذا ما نحتاج إليه الآن من أجل البقاء، وفي بداية العام المقبل سنحتاج إلى الحصول على مزيد من المال»، مشيراً إلى أنه واثق من أن «المانحين سيمولوننا بحلول ذلك الوقت». ولفت إلى أن «الحد الأدنى الذي نحتاج إليه للبقاء على أساس شهري هو 80 مليون دولار». وأعلنت الأمم المتحدة في السابع من الشهر الحالي أنّ المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) السويسري بيار كرانبول قدّم «استقالته بأثر فوري»، على خلفية تحقيق داخلي حول استغلال السلطة وسوء الإدارة، وعيّنت كريستيان سوندرز قائماً بأعمال المفوض العام لفترة مؤقتة. وأشار تقرير صدر سابقاً عن لجنة الأخلاقيات في «أونروا» إلى انتهاكات جسيمة حصلت على أعلى مستويات الهيكل التنظيمي للوكالة التي عانت من أزمة مالية بعد وقف التمويل الأميركي عام 2018. وعلقت سويسرا وهولندا مساهماتهما في «الأونروا» بانتظار توضيحات حول الاتهامات الموجّهة إلى مسؤولين في هذه الوكالة التي تساعد 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اليوم الأربعون: الشبيحة ينشرون إرهابهم في العاصمة

يوسف بزي/المدن/26 تشرين الثاني/2019

في اليوم الأربعين للثورة، أصر شبيحة حركة أمل وحزب الله أن لا يغادروا المشهد. بل وأن يعيدوا تذكير اللبنانيين بما اقترفوه يوم 29 تشرين الأول، حين هاجمت مجموعات من زعرانهم ساحتي الشهداء ورياض الصلح واعتدوا وحرقوا وضربوا وخربوا كل ما تطاله أيديهم.. وتفوقوا يومها في ممارسة العنف على الشابات خصوصاً. كان انتصاراً مشيناً ولا شك. لكن بلا حياء أصلاً. أبى حزب الله وحركة أمل أن يمر اليوم الأربعون للثورة من دون أن يتركا بصمتهما الخاصة، بصمة العنف والغلّ. وليعيدا إلى أذهان اللبنانيين المعضلة إياها: التعايش مع فائض القوة، ومع هذا الاستعراض الدائم للقوة، وهذا الشغف في بسط القوة العارية والفاحشة.

مشهد جسر الرينغ المروع، هو حتى الآن وطوال الأربعين يوماً الاقتراح السياسي الوحيد الذي يقدمه حسن نصرالله (وخلفه دوماً نبيه برّي) للشعب اللبناني الثائر. وأبعد من ذلك، هو مشهد واعد بالأسوأ عن سابق تصور وتصميم. وعد بالدم والميليشيات والوحشية والعدوان والاستباحة.

يصرّ حزب الله على شيطنة الثورة وعلى معاداتها. ويصر أكثر على دفعها بعيداً عن طابعها السلمي والمدني. وهو يحتقر أصلاً الكلمتين الأخيرتين. يسخر من هذه "السلمية" بوصفها حيلة محرجة تريد تكبيل سلاحه. فحزب الحروب، المدمن على الحروب حتى في لحظات السلم، لا يسعه أن يظهر بعض اللياقة تجاه متظاهرين سلميين مدنيين.

لكن ماذا يفعل "مقاتلو" أو "مجاهدو" حزب الله على جسر الرينغ؟ ضد من ودفاعاً عن ماذا؟ هل بات جسر الرينغ أيضاً طريقاً إلى القدس؟ هل هؤلاء الشابات والشبان يهددون صواريخه الدقيقة التي تطال ما بعد حيفا؟ بل هل هؤلاء اللبنانيون ينوون سبيّ السيدة زينب مرة ثانية؟ هل المطالبة بدولة أفضل، باقتصاد أحسن، بفساد أقل.. يهدد المعتقدات الشيعية وطقوسها؟

من يأتون بهذه العداوة كلها وبهذا الكراهية العميقة تجاه مواطنيهم، ومن أين هذا العزم على الأذى، والاستعداد للقتل والاعتداء وإسالة الدماء؟

ليل الأحد – الإثنين، بدا وعيداً مقصوداً من حركة أمل وحزب الله تجاه الشعب اللبناني: الاستعداد لرمي البلد في الفوضى. الاستعداد لإطلاق شرارة طائفية ومذهبية.

لم تقم الثورة بوجه حزب الله. لا بل أكثر ما تجنبته بحرص شديد هو التصادم السياسي أو الميداني مع جمهور حزب الله. لكن الحزب الذي يرى منذ اليوم الأول أن الثورة خطرة عليه، وعلى ما كرسه منذ العام 2006، لم يتوقف على حض جمهوره ومواليه على مخاصمة الساحات والناس والثورة، بوصفها "مؤامرة صهيو أميركية".

والمحيّر حقاً أن "الثنائي الشيعي" الذي يدرك مأزق النظام، وعمق الأزمة الاقتصادية، وفشل الدولة وانهيار صيغة الحكم، لا يعمل على تقديم أي فكرة سياسية قابلة للتداول. ليس مستعداً لأي مراجعة أو المبادرة لحوار فعلي. كان يمكنه أن يلهينا ويرضينا لسنوات مثلاً في مناقشة "الاستراتيجية الدفاعية". لكن وبصراحة، يبدو أن العنجهية باتت متحكمة فيه. شيء من لوثة الأسدية ونشوة "الانتصار" على الشعب السوري، جعلت حزب الله أكثر تكبراً وعناداً وصلفاً. ثم أن تجربة "اليوم المجيد" (7 أيار 2008) كانت أشبه بنزهة، ليس من الصعب تكرارها عسكرياً، وتكرار ثمارها السياسية التي أدت إلى هيمنة الحزب على الكيان اللبناني وقراره الرسمي.  هل من مفر من الصدام مع حزب الله؟ مخرج لائق للبلد وله؟ هل من اقتراح يقدمه الحزب غير الغلبة على اللبنانيين؟ ما نراه فجر الإثنين ليس إشراقاً.. بل دخان كثيف وأطياف سوداء في سماء لبنان.

 

ترهيب معتصمي صور وإحراق خيمهم.. والمنتفضون باقون

حسين سع/المدن/26 تشرين الثاني/2019

أنهى منتفضو صور ومنطقتها، الذين يتخذون من دوار العلم عند مدخل المدينة منذ 40 يوما محطة لأنشطتهم السلمية ومسيراتهم، وقفتهم التضامنية مع الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي، حيث أضاؤوا الشموع عن روحيهما.. على وقع النشيد الوطني اللبناني.

ولم تمض ساعتان على هذا "الواجب"، كما أسماه المنتفضون في الساحة، حتى بدأت حشود من الشبان تجول عند دوار العلم على دراجاتها النارية، رافعين أعلام حركة أمل وحزب الله، على وقع هتافات منددة بالمعتصمين مرددين شعاراتهم المعروفة. وذلك، بهدف استفزاز المعتصمين داخل الخيم، الذين لم يردوا على الاستفزازات، في ظل تواجد عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، الذين تدخلوا لحماية المعتصمين.

اقتحام واتصالات

وبعد سلسلة من علميات الكر والفر بين تلك المجموعات، الذين تكاثرت أعدادهم بسرعة، والجيش اللبناني.. اقتحم عشرات الشبان باحة الاعتصام التي تحوي عدداً من الخيم، ومن بينها خيمة رئيسية للمحاضرات والأنشطة، وعمدوا إلى تحطيم الكراسي والتجهيزات، واحراق عدد من الخيم، ما تسبب بإصابة بعض المعتصمين بجروح طفيفة، فيما بقي المعتصمون - الذين ارتفعت أعدادهم بعد الهجوم- داخل الخيمة الرئيسة كتعبير عن استمرارهم وإصرارهم بالبقاء في ساحة الانتفاضة. وفيما سجل إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل عناصر الجيش اللبناني لإبعاد الشبان، تسارعت الاتصالات من جانب مسؤولين في حركة أمل مع عدد من المعتصمين، ثم حضر إلى المكان مسؤول مخابرات الجيش اللبناني في صور العقيد ناصر همام، والمسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل علي اسماعيل، برفقة عدد من مسؤولي الحركة، حيث عمدوا إلى نزع الصور الكبيرة للرئيس نبيه بري وأعلام حركة أمل التي نصبها عنوة المقتحمون داخل دوار العلم.. وأكدوا للمعتصمين أن هذا الحادث لن يتكرر، مؤكدين حرصهم على الحراك المطلبي السلمي.

برّي منزعج

وقد علم في هذا السياق أن الرئيس نبيه بري قد أبدى انزعاجه من تصرفات الشبان والاعتداء على خيم المعتصمين، وشدد أحد أبرز ناشطي الانتفاضة في صور، الدكتور ناصر فران، أن المنتفضين في صور سيواصلون اعتصامهم السلمي في دوار العلم، إنطلاقاً من أحقية المعتصمين بالتعبير عن رأيهم، ورفضهم لكل سياسات الهدر والفساد وإغراق البلد بالديون والفقر. وقال: إن ساحة صور يشهد لها وبوطنيتها وبيئتها المقاومة. فالمعتصمون في صور ومنطقتها مضى على شعاراتهم ومطالبهم وحراكهم عشرات السنين، ولم تبدأ انتفاضتهم منذ أربعين يوماً. وفيما يتعلق بمصير الاعتصام في دوار العلم، أوضح الدكتور فران أن الاعتصام سيستمر إسوة بكل ساحات لبنان، حتى تحقيق المطالب المرفوعة والمحقة، مشيراً إلى أن مسؤولي حركة أمل قد رفضوا الاعتداء على الخيم ووعدوا بعدم تكراره. وقالت الناشطة نور صفي الدين، المتواجدة على مدار أيام الانتفاضة في الساحة، على صفحتها على الفيس بوك: "أحرقوا الخيم في صور الآن. صور ما قطعت طريق. صور ما شتمت حدا. صور ما خربت. بس شكلا سلميتنا استفزتهن! صور الشريفة ما اتحملوها شريفة! وسنبقى سلميين للنهاية بس هم من كشفوا النقاب عن وحشيتهم".

 

موفد بريطاني في بيروت والحريري لحكومة بصلاحيات استثنائية

منير الربيع/المدن/26 تشرين الثاني/2019

تشير مصادر متابعة إلى أن موفداً بريطانياً يصل يوم الاثنين إلى بيروت، في إطار الجهود الدولية المبذولة للبحث عن مخرج للأزمة اللبنانية. وحسب المعلومات، فإن الموفد البريطاني يأتي في الإطار ذاته لزيارة الموفد الفرنسي كريستوف فارنو قبل أسبوعين تقريباً. وقد مهد السفير البريطاني في بيروت لهذه الزيارة، عبر جولة قام بها على المسؤولين.

التنسيق بين أمل وحزب الله

وحسب ما تكشف مصادر "المدن"، فإن الموفد البريطاني سيشدد على ضرورة تشكيل سريع للحكومة، للتعامل مع الأزمة الراهنة، وتطبيق الورقة الإصلاحية بما يتلاءم مع مطالب المتظاهرين. وتشير المعلومات، إلى أن الموقف البريطاني شبيه بالموقف الفرنسي، أي أن لندن لا تريد مواجهة حزب الله، أو محاصرته، أو استفزازه عبر استبعاده من الحكومة. بل تفضل تشكيل حكومة جامعة تضم مختلف القوى، تتمثل بشخصيات غير استفزازية، وتضم اختصاصيين يتمكنون من التعامل مع الواقع القائم. هذا الموقف كان قد أبلغه السفير البريطاني في بيروت لبعض السياسيين. ويأتي تحرك الموفد البريطاني وسط مساع أوروبية حثيثة لإيجاد حلّ وسط للأزمة اللبنانية، عبر عودة الحريري إلى رئاستها، وتمثل مختلف الأفرقاء.. وتكون مرضية للمتظاهرين. هذه الأجواء الدولية كانت مدار بحث بين حزب الله وحركة أمل طوال الأيام الماضية. وحسب ما تكشف المعلومات، فقد عُقد لقاء مساء الأحد بين الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين الخليل، بحضور الوزير علي حسن خليل، للبحث في آخر ما توصلت إليه الاتصالات الدولية. وحسب المعلومات، فإن الحزب يبدو مرتاحاً لمسار الأمور سياسياً، خصوصاً في ظل الموقفين البريطاني والفرنسي، اللذين لا يتماشيا مع الموقف الأميركي. ويعتبر الحزب أن الصمود وعدم الرضوخ للشروط التي فرضت عليه، سينعكس إيجاباً في المستقبل، لناحية تراجع الدول عن موقفها، لا سيما أميركا ودول الخليج، طالما ان هناك توافقاً في المجتمع الدولي بعدم السماح بانهيار لبنان سياسياً وأمنياً. ولذا، يراهن الحزب على الوقت إلى أن يتراجع خصومه.

فرنسا وأميركا وإسرائيل

لقاء عين التينة كان بهدف التنسيق السياسي بين برّي والحزب، خصوصاً بعد توافر معلومات عن ضغط فرنسي على الحريري للقبول بتشكيل حكومة تكنو سياسية، ويسير بما أراده حزب الله ورئيس الجمهورية. وهنا تشير المعلومات إلى أن المساعي الدولية ستستمر بهدف تشكيل حكومة تكنو سياسية. لكن نضوجها يحتاج وقتاً إضافياً، ريثما تتبلور الوجهة الدولية عموماً، بعد جلسة مجلس الأمن الاثنين، والتي ستبحث بالتأكيد في الملف اللبناني. لا بد من انتظار الموقف الأميركي، القابل للتغير عند أي متغيرات إقليمية أو في "علاقته" مع طهران، لا سيما أن المساعي الاوروبية تهدف أيضاً إلى إعادة فتح خطوط التواصل بين طهران وواشنطن، للدخول في حوار بينهما. وما قد يسهل هذا الأمر هو بعض الاتصالات التي تحصل حول الوضع في الخليج، وإمكانية تحقيق اتفاق بين السعودية والحوثيين. عندها قد تتحرك مياه المفاوضات حول الملف اللبناني، خصوصاً أن بنيامين نتنياهو أرسل قبل أيام رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى الرئيس الاميركي، يطالبهما فيها بضرورة تطبيق كامل للقرار 1701، ونزع صواريخ حزب الله الدقيقة. هذه الرسالة تعني فتح باب المفاوضات بشكل موارب، على قاعدة ان الهاجس الاسرائيلي الأميركي يرتبط فقط بالصواريخ الدقيقة، وليس بكل سلاح حزب الله. وعندما يتقدم هكذا طرح معناه السعي لضمان أمن اسرائيل من الصواريخ الدقيقة، وإنجاز ترسيم الحدود، والاتفاق على آلية التنقيب عن النفط، المهم للأميركيين.

شروط الحريري

بالعودة الى الضغوط الدولية حول تشكيل الحكومة، يتحدث بعض القريبين من حزب الله وحركة أمل أن الحريري أصبح قريباً من الاقتناع بتشكيل حكومة تكنوسياسية، ولا يمانع بتمثيل الأحزاب، لكن مقابل شروط أخرى يطالب بها، وهي إعطاء هذه الحكومة صلاحيات موسعة تتمكن من خلالها، من تنفيذ ورقة الإصلاحات، وأن لا تكون محكومة بآلية عمل الحكومة السابقة، التي كان جبران باسيل قادراً على تعطيلها. كما أن الحريري يصر على استبعاد باسيل وأي شخص غيره من الاستفزازيين. ولا يمانع توزير حزبيين. لكن حزب الله وأمل رفضا هذه الشروط. كما أن عون لا يزال مصراً على تمثيل باسيل.

 

ليلة جسر الرينغ: تفاصيل مواجهة أفواج التخريب

نادر فوز/المدن/26 تشرين الثاني/2019

في الشارع مجموعة من مئات المعتدين تهاجم كل شيء: القوى الأمنية، والمتظاهرين والممتلكات العامة، والخاصة، السيارات، زجاج المحال التجارية والبيوت، فيما هم يهتفون: "شيعة شيعة شيعة". في المقابل جمهور من مئات أيضاً، لكنه مسالم يهتف مشاهداً مشهد التخريب: "من عنا تحية... للضاحية والنبطية".

يلخص هذا المشهد ما حصل في بيروت ليل الأحد -الاثنين، في اليوم الأربعين لانطلاق ثورة 17 تشرين: غزوة جديدة لساحات الاعتصام. وعلى المستوى السياسي، صفر بيانات رسمية عن القوى المعنية بهذه الغزوة: حزب الله وحركة أمل، اللذان عادة ما يسارعان، عند الحاجة، إلى التأكيد على رفع الغطاء عن المخلّين بالأمن ومرتكبي الفظائع في الشارع.

فوج الموتسيكلات

لكن يبدو أنّ ورقة "العناصر غير المنضبطة" مطلوبة أكثر من أي يوم مضى. هذا "فوج الموتسيكلات" الذي تحرّك وخرّب ما خربه. فوج "عفوي" غير منظّم، اعتدى على الأملاك ونهب محلاً لبيع الكحول في منطقة مونو. دخل منطقة الصيفي فيلاج، فروّعها وعاث فيها فساداً. وللمناسبة دمّر المخرّبون هذا الشارع الذي تعرّف إليه اللبنانيون حديثاً، في ثورة تشرين. ممرّ لطيف وفضاء مفتوح بإرث عمراني يعبّر عن جزء من بيروت المنهوبة بدورها. وبعد كل ذلك، قبض متظاهرو الثورة على "موتوسيكل" يتيم، حاول صاحبه ورفاقه الالتفاف عليهم في منطقة التباريس من جهة مونو. حطموا الدراجة وأحرقوها قرب برج الغزال. وفي ذلك تعبير واضح عن الانتصار على "ورقة الموتوسيكلات".

فوج الإنفوي

وبحسب أنصار حزب الله ومناصريه في "الجيش الإلكروني"، "فوج الإنفوي" لم يتحرّك بعد. أي الفوج الرسمي المنظّم القادر على استبدال العصي والحجارة بأسلحة حربية. التهويل مستمر، وكذلك تهديد حياة كل من يجرؤ على معارضة الثنائي الشيعي.

على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمسلحين من حركة أمل ويجوبون الشوارع في سيارتهم الأشبه بفرق تدخّل مسلّحة لم يصدر أمر ترجّل مسلّحيها بعد. وما القنبلة الصوتية التي سمع دوي تفجيرها في مستوعب للنفايات في بيروت إلا رسالة أيضاً. السلاح جاهز والأيدي على الزناد لتفجير السلم الأهلي وافتعال الحرب الداخلية. مع العلم أنّ أي بيان رسمي لم يصدر أيضاً عن القوى الأمنية لتوضيح هذه الحادثة.

غزوة الأشرفية

ما حصل محاولة، إلى حد كبير، لتكرار مشهد غزوة الأشرفية يوم 5 شباط 2006. المكان نفسه: التباريس ومحيطها. التخريب نفسه، ونسخ للخطاب الطائفي والمذهبي نفسه. مع فارق بسيط: نسخة 2019 واجهتها صدور لبنانيين خلعوا أثواب الحزبية والمذهبية واستكملوا مشوار 17 تشرين. وفي هذا المشوار وعي فاقع لدى جمهور الثورة أنّ المعتدي لا ينتمي إلى مذهب محدّد بل إلى حزب، أي إلى سلطة. المخرّب ليس شيعياً، ولم ينزل لكونه من الشيعة. نزل للتخريب من أجل بطاقته الحزبية وانتمائه الحزبي. هو وحزبه يسيطران على هذه الشريحة لكنّ الأخيرة لا يعبّر عنها أزعر حُكماً. ومن أجل أبناء هذه الشريحة، الفقراء والعاطلين عن العمل، الذين يعانون الفساد نفسه، فساد السلطة والأحزاب ونهب المال، لا بد من هتاف: من الرمل العالي والحارة ثورة وحدة جبّارة، من صور والنبطية صوت الثورة القوية. ليست هذه مجرّد شعارات، بل واقع تحدٍ يومي ووجودي يعيشه أبناء هذه المناطق بفعل التخوين والترهيب والتهديد بالضرب والقتل. وهذا واقع 17 تشرين، الثورة المنتشرة كالفطر الصالح في كل المناطق في مواجهة سموم أحزاب الحروب الأهلية والدمار والتقوقع.

 

شباب الخندق لـ"المدن": السيد حسن هو من يرى ويأمر

نبيلة غصين/المدن/26 تشرين الثاني/2019

توالت في السنوات العشر الأخيرة في لبنان تحركات وتظاهرات عدة: من حملة إسقاط النظام الطائفي في العام 2011، إلى حراك "طلعت ريحتكم" في العام 2015، وصولاً إلى ثورة 17 تشرين من العام الحالي. لعب "المندسون" في هذه التحركات كلها دوراً رئيسياً في إجهاض أو إفشال التظاهرات. والمندسون في لغة المتظاهرين هم "الزعران" الذين يتسببون بمعارك أو مشاكل مع القوى الأمنية، أو مع المتظاهرين. وهم غالباً من مؤيدي الأحزاب الطائفية في لبنان، ويحاولون الالتفاف على مطالب الحراك، إن باندساسهم السلمي بين المتظاهرين، أو باعتدائهم على المتظاهرين بالضرب وتحطيم ما تصل إليه أيديهم في المكان. وغالباً ما يُتهم شباب حي الخندق الغميق بارتكاب هذه الممارسات. الخندق غميق جداً بين الشباب المتظاهرين وشباب حي الخندق الغميق المؤيدين لحركة أمل وحزب الله، والذين يبثون القلق في المتظاهرين. وما أن تظهر حركة خارجة عن المألوف في ساحات التظاهر، حتى تتوجه أصابع الاتهام مباشرةً إلى شباب الخندق. فصورة فهؤلاء الذين هاجموا متظاهري تحرك "طلعت ريحتكم"، والتظاهرات الحالية بأسلحتهم البيضاء، حاضرة بقوة في أذهان الثائرين ووعيهم وذاكرتهم. وبعد أكثر من شهر على بداية الثورة الراهنة، أين هم شباب الخندق؟ ما هو رأيهم في الحراك؟ ولماذا لم تستطع هذه الثورة ولا الاحتجاجات التي سبقتها استقطاب هذه الفئة، رغم مطالبها المحقة؟

كل الحق عالثورة

لا يبعد الخندق الغميق عن ساحتي رياض الصلح والشهداء سوى أمتار قليلة، لكن الهوّة بين الشارعين كبيرة جداً، على الرغم من أن مطالب ومعاناة  شباب الثورة المعيشية وشباب الخندق واحدة. على طول الشارع المؤدي من وسط المدينة إلى الخندق الغميق، تراقبك صور الزعامات الشيعية المنتشرة. والشعارات والأعلام والصور تشير إلى أنك في عقر دار الثنائي الشيعي. اقترب من رجل ستيني يسعى وزوجته التي تعاونه في دكان، إلى تحصيل لقمة عيشهما. الجميع يتجوس من الصحافة، فكيف بصحافية، وتريد التحدث عن الثورة! ارتعد العم حسين خوفاً عليّ، قائلاً: "انتبهي على حالك، جاي عالمحل الغلط". فالعم حسين وسواه من شباب الحي يتهمون الثورة بأنها باتت مسيسة. فهي كانت عفوية وصادقة  في الأيام الأربعة الأولى من انطلاقتها - بحسبهم -  وبعد ذلك باتت "مخروقة" من الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل. ودليلهم إلى ذلك شتمُ بعض المتظاهرين الزعماء، ومن بينهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. وهذا يعتبر من المحرمات لدى شباب المنطقة. يستقبل العم حسين، أثناء محادثتي، أحد موزعين البضائع والمنتجات. قيمة الفاتورة التي باتت أعلى من سابقاتها جعلته يستشيط غضباً: "تفضلي الثورة لوين وصلتنا"، قال لي. ففي بيئة العم الثورة هي سبب كل ما يحدث من تردي الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم أزمة الدولار التي بدأت قبل الثورة التي عجّلت الانهيار. العم حسين الذي لم يشارك في التظاهرات إطلاقاً، يتهم المشاركين فيها بالفسق والفجور. يقول إنه رآهم بأم عينه على شاشة التلفون. لكنه لا يمانع يبيع منتجاته لباعة صغار يجرون عرباتهم في رياض الصلح والشهداء، وهي أماكن تجارية مربحة في موسم الثورة، ويتقصى منهم العم حسين أخبار تمويل الثورة. وهو يستغرب كيف يشتري المتظاهرون زجاجة المياه بألف ليرة، بدلاً من 500 ليرة لبنانية.

كحول وشبان

أكمل جولتي في زواريب الخندق. صوت امراةٍ من داخل أحد المحال يخترق الهدوء. تقول المرأة: "نحن الطائفية هي لي وصلتنا لهون". أشعر بالإلفة، أفرح لجرأتها على رفع شعار من شعارات الثورة في الخندق الغميق. أحييها باسمة، أسألها عن رأيها في الثورة. علامات الدهشة ترتسم على وجهها، وتهمس إلي: "سكري عالموضوع والحقيني. هون جاي تحكي بموضوع الثورة؟!". أسير قربها، فتطلب مني النظر يميناً لأرى محلاً مليئاً بزجاجات مشروبات روحية: "ما هو ممنوع في الساحات مسموح به هنا"، تقول وتطلب أن أنظر شمالاً مشيرةً إلى مجموعة من الأشخاص: "هول هني محركي الشباب، بيقولولهم نزلوا، بينزلوا".

أسرارهم من صغارهم

في حوالى الساعة الواحدة والنصف، يرن جرس المدرسة معلناً إنتهاء اليوم الدراسي. تتهافت إلى مسامعي هتاف "ثورة، ثورة". على هذا النحو بات تلامذة المدارس في الخندق ينهون نهارهم. عند ناصية الرصيف أجد بائع النرجيلة، ناصباً خيمة فيها عدد من الكراسي لأستقبال الزوار. على الرغم من خلو المكان من الزبائن، سرعان ما توافد الشباب وتجمهروا على مدخل الحي. يقف محمد الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وبلا خوف يعلن وسط الحشد تأييده للثورة. فهو يشارك فيها كل ليلة. يتحدث بلسان الثوار، ويلوم السياسيين -"كلن يعني كلن"- على فسادهم، لاعناً الطائفية والطوائف كافة، وحالماً بوطن جديد. يقاطعه رجل في الخمسين من عمره، وحركاته  تعبر عن استخفافه بالمتحدث، ويقول: "ولد". يردد هذا الرجل الاتهامات التي تقول إن الحراك تسيّس، و"الفسق والفجور" يمارسان في الساحات. لا يعبأ الرجل بأحوال البلاد، ولا بالفساد الذي ينخرها.

.. ومن شبانهم

وجاء خضر إلى الجلسة، وهو أحد الفارين من وجه العدالة. راح يصب غضبه على الثوار الذين منعوا انعقاد جلسة مجلس النواب الأخيرة. شباب الخندق لا يفهمون أسباب اعتراض الثوار على انعقادها نهار الثلاثاء الفائت. كما لا يثق المتظاهرون بخطابات السياسيين، لا يثق شباب الخندق بالثورة وأهدافها. شباب الخندق لا يتابعون أصلاً ما يجري في الساحات، فلا يسمعون ما يدور في ساحة اللعازارية من نقاشات، ولا يشاهدون التلفزيون بهدف سماع خطاب المتظاهرين. هم حفروا خندقهم الخاص. خندق سقفه كلمات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حركة أمل نبيه بري. وخندق كلما حاولوا التلصلص منه على العالم الخارجي، اصطدموا بسقف غربتهم عنه.

السيد وحده يرى

يستخدم شباب الخندق أيضاً مصطلح المندسين والزعران. ويعتبرون أن الثورة مليئة بهم. وهدفهم من الهجوم على رياض الصلح وجسر الرينغ، هو لـ"تطهير الثورة منهم"، يقولون. إغلاق جسر الرينغ المتاخم لمنطقتهم، من عمل المندسين - بحسبهم - وهو يستفزهم. لكن التخبط والضياع سرعان ما يظهران في تناقض كلامهم وتضاربه. منهم من يعتبرون أن الثورات تكون بالعنف والتكسير والشغب، فيما هم يعترضون قطع الطرق. يدعون المتظاهرين للتوجه إلى منازل الوزراء والزعماء، إلا منزل الرئيس بري. في الزاوية يجلس علي الذي شارك في الاعتداء على المتظاهرين في رياض الصلح وجسر الرينغ. يقول: الهدف هو الهجوم على جسر الرينغ فقط، ولكن لما وصلنا إلى هناك، لم يتعرض لنا أحد. ويسأل سواه من الشباب: لماذا لم تتدخل القوى الأمنية لإيقافنا؟! هي فعلت العكس، فقد سهلت طريقنا إلى الساحات. ثم سرعان ما يتهمونها بالتبعية للرئيس سعد الحريري، وبالتواطؤ لإحداث حالة من الشغب في البلاد.

ختم الشباب جلستهم داعين شباب الثورة إلى الحذر من المندسين المحرضين على سلاح حزب الله، رافضين مبدأ قطع الطرق المؤدية إلى مناطقهم، معتبرين انهم لا يتحركون أو يشاركون، إلاّ بإيعاز من السيد نصرالله: "هوي يلي بيشوفوا، نحنا ما فينا نشوفوا. وهو بدو مصلحتنا، ويأمرنا"، يقول أحدهم منهياً الحديث.

 

في حال إفلاس مصرف.. ما مصير الودائع؟

عزة الحاج حسن/المدن/26 تشرين الثاني/2019

لم يعد الحديث بالأرقام المصرفية محور اهتمام صغار المودعين. كما لم يعد يعنيهم لمَن تعود تلك التحويلات المالية الهاربة "خلسة" إلى الخارج.. كل ما يعنيهم اليوم هو معرفة مصير ودائعهم وجنى أعمارهم، في حال إفلاس مصرف ما. أو في حال إعلانه التوقف عن العمل كلياً في السوق. وهل من ضمانات على أموال المودعين تكفل لهم إعادة دفع أموالهم في حال إفلاس المصارف؟

خطة لتجنب الإنهيار

دفعت الأزمة القائمة في البلد المصارف اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات، وفرض قيود على عمليات السحب النقدي، في إطار خطة لحماية القطاع المصرفي من الضغوط، وربما من "الانهيار". وعادة ما تتخذ دول ومصارف هكذا إجراءات، في حالات الخطر الكبير المُحدق بالبلد، والذي من شأنه دفع مصارف ومؤسسات مالية إلى الإفلاس. ودائماً ما تكون القيود المصرفية مؤقتة، لكن من دون تحديد نهاية المدة الزمنية، كما هو الحال في لبنان، إنما يتم ربطها بزوال الخطر عن القطاع المصرفي. وقد اعتمدت المصارف اللبنانية القيود المعمول بها في أكثر من بلد يتعرّض قطاعه المصرفي لضغوط معينة، بينها إغلاق أبواب المصارف في وجه العملاء لأيام، وتحديد سقوف لعمليات السحب النقدي، لاسيما بالعملة الأجنبية، الدولار، ووقف التحويلات إلى الخارج. ومؤخراً عمدت بعض المصارف إلى اتخاذ قرار بوقف العمل بالبطاقات المصرفية (الفيزا وغيرها) خارج الأراضي اللبنانية.

هل من ضمانات

ما هي الضمانة لأموال المودعين في المصارف؟ في حال إفلاس أي مصرف في العالم يتولى عادة البنك المركزي توفير الضمانة على الودائع. وتختلف طريقة وحجم الضمانات بين دولة وأخرى. وتعتمد غالبية الدولة على صناديق تأمين على الودائع، يتم تأسيسها بمساهمة المصارف واحتياطات المصارف المركزية. وتكون مهمتها ضمان أموال المودعين كاملة في حال الإفلاس. في دول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، تعتبر الودائع لدى المصارف مضمونة في حال الإفلاس. إذ تبلغ الضمانة لتغطية الوديعة نحو 100000 يورو. أما في لبنان فينص القانون رقم 110/1991 على أن المؤسسة الوطنية لضمان الودائع تضمن ودائع المصارف المتوقفة عن الدفع أو التي ستوضع اليد عليها لغاية مبلغ 5 ملايين ليرة لبنانية فقط (5000000 ليرة) أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية. من هنا يرى البعض أنه كان ملحاً في وقت سابق أن تُرفع قيمة الضمانة على الوديعة في لبنان أقله إلى 100 مليون ليرة أو 150 مليون ليرة.

الأزمة أكبر من مصرف

ومن حيث المبدأ، في حال توقف أي مصرف في لبنان عن الدفع، يتدخل مصرف لبنان عبر إجراءات، بينها تعويم المصرف وضخ الأموال، لاستيعاب التعثر المالي، منعاً للدخول في مرحلة تصفية الموجودات وحرصاً على أموال المودعين.

لكن واقع الأزمة القائمة اليوم في لبنان، تحول دون التعامل مع أزمة المصارف وفق ما تم ذكره. فالأزمة اليوم تطال القطاع المصرفي اللبناني بأكمله. وبالتالي، في حال تعثر القطاع وتوقف المصارف عن الدفع لا يمكن، وفق عدد من الخبراء، التعامل مع أزمة المصارف كما يتم التعامل مع مصرف واحد أو اثنين. ومن غير الممكن أن يتمكن مصرف لبنان من احتواء أزمة انهيار قطاع بأكمله فيما لو حصل ذلك.

ينهار بأكمله او ينجو بأكمله

وعن واقع القطاع المصرفي اللبناني تحديداً يرى الخبير الاقتصادي حسن خليل، في حديث إلى "المدن"، أنه من غير الممكن الحديث عن إفلاس مصرف واحد أو أكثر في لبنان. فالأزمة تطال القطاع المصرفي برمّته. وواقع حال المصارف بات متشابهاً إلى حد كبير، وجميعها تعاني من شح السيولة.

وإذ يلفت خليل إلى أن القطاع المصرفي يواجه اليوم أزمة سيولة، فإما أن ينهار بأكمله أو أن ينجو بأكمله. ولا تمايز بين مصرف وآخر. وينتقد آلية عمل المصارف وتعريضها لآلاف المغتربين اللبنانيين للخطر رغم أن الطاقة الإغترابية تُعد البنية الأساسية التي تشكل أهم عامل للاستقرار في لبنان، ويختم بالقول: "أوهمت المصارف مودعيها على مدى عشرين عاماً بأنهم ينفقون من فوائد ودائعهم ليتبيّن اليوم أن الإنفاق كان يتم من أصل الودائع. وما الفوائد سوى أرقام مسجّلة على دفاتر المصارف لا يمكن اعتبارها سوى مال وهمي".

أزمة قطاع

يلتقي خبراء اقتصاد ومال على نظرية ترابط الأزمة بين المصارف كافة. وفي حال تعثر أحد المصارف، يطمئن الخبير المالي تميم موسى في حديثه إلى "المدن"، أن السلطة النقدية تبقى الحافظة لحقوق المودعين. ويوضح أن الاحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان ومؤسسة ضمان الودائع، لديهما القدرة على تغطية أي حالة تعثر. ويستبعد حصول حالات إفلاس بين المصارف. أما في حال التوقف عن الدفع، فإن مصرف لبنان سيمارس مهامه بوضع اليد على المصرف المعني، ويتّجه إلى تصفيته وإعادة أموال المودعين، وذلك استناداً إلى الإجراءات التي اتخذت عقب أزمة بنك إنترا سابقاً. ويعود موسى ليؤكد أن أزمة المصارف اليوم ليست مرتبطة بمصرف أو مصرفين. بل هي مرتبطة بمخاطر إفلاس القطاع المصرفي بأكمله وبارتباط الأخير بإفلاس الدولة عموماً.

 

ثورة 17 تشرين: مراجعة في تاريخ الطائفية السياسية وإفلاسها

بول طبر/المدن/26 تشرين الثاني/2019

لا بد لكل نظام مجْحف يقوم على قهر الإنسان وقمعه واستغلاله، من الاستناد إلى العنف الرمزي أكثر مما على العنف الجسدي، الذي غالباً ما تحتكر الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية حق ممارسته. والعنف الرمزي يقوم على امتلاك القدرة على تأويل الوقائع والأحداث على غير حقيقتها. والأهم ترميز علاقات السيطرة والاستغلال على عكس ما هي عليه.

شرعية النظام اللبناني

تاريخياً، بنى النظام السياسي في لبنان شرعيته، أقله منذ العام 1943، على امتلاك أهل السلطة ومؤسساتها التعليمية والثقافية والإعلامية لرأسمال رمزي تشكِّل الاعتبارات الطائفية -الليبرالية أهم خصائص هويته. وقد استطاعت السلطة السياسية اللبنانية ورموزها من شرْعنة وجودها وسياساتها في نظر محازبيها ومؤيديها وقناعاتهم. والنظام الطائفي - الرأسمالي، بممارسته العنف الرمزي، ظل يتوالد ويتناسل ويتعدَّل حتى انتفاضة 17 تشرين الأول عام 2019. فأدخلت هذه الانتفاضةُ النظامَ في نظر قواعد شعبية واسعة من اللبنانيين، في أزمة فعلية طرحت، من جملة ما طرحته، إسقاط شرعيته الرمزية. والسؤال الذي لابد من طرحه في ضوء الانتفاضة الراهنة، هو: ما هي العوامل الفاعلة في بنية النظام الطائفي - الرأسمالي والقادرة على إعادة إنتاجه، ولو مع بعض التعديلات في آلية عمله من جهة، أو في بداية سقوط شرْعيته في 17 تشرين، من جهة ثانية؟ نبدأ من عام 1943، عام استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي. دخل لبنان هذه المرحلة محكوماً بنظام يُعرِّفه الدستور وميثاق 1943 على أنه ديموقراطي، يمنح للأحزاب والزعماء الحق في تمثيل طوائفهم، وحيازتهم حصصاً وصلاحيات متفاوتة، تستند إلى جملة من الآراء التي شكَّلت، ولا تزال، أفكاراً أساسية في تعريف الرأسمال الرمزي الذي كان سائداً في لبنان.  ومن هذه الآراء والأفكار:

- يتألف المجتمع اللبناني من طوائف روحية يحق لها التمثيل السياسي المتفاوت أصلاً، وإدارة الأحوال الشخصية لأبناء الطوائف وضبطها، وإدارة مدارسها الخاصة والمستقلة عن إدارة الدولة.

- لا يعود التفاوت في حصص "ممثلي" الطوائف وصلاحياتهم إلى التفاوت المتخيل في حجم الطوائف العددي أو الديموغرافي العددي وحسب، بل أيضاً إلى حاجة الموارنة والمسيحيين عموماً إلى ضمانات سياسية وقانونية تضمن حفاظهم على هويتهم المميَّزة في لبنان وفي الجوار العربي المأهول بأكثرية مسلمة.

- لبنان صلة وصل بين العالم العربي الإسلامي والغرب، وذو وجه عربي.

- لبنان اقتصاده حرّ، تغلب عليه الخدمات والتجارة والسياحة، ويقوم على احترام الملكية الخاصة والمبادرة الفردية.

شكلت هذه الآراء والأفكار وأمثالها النواة الفعلية للرأسمال الرمزي، الذي دعَّم سيطرة "المارونية السياسية"، برموزها المختلفة، على السلطة في لبنان حتى نشوب الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1989. هذه والآراء والأفكار نفسها، وما تناسل منها، شكّلت القاعدة الرمزية التي دفعت أغلبية أبناء الطوائف المسيحية - والموارنة خصوصاً - إلى منح ولائهم السياسي لرموز السلطة وأحزابها، وإعادة إنتاجها، ولو بتعديلات نسبية في حصة شراكتها السياسية مع "السنّيّة السياسية". وهذا ما حدث في العهد الشهابي الذي أدخل بعض الضوابط على الاقتصاد الرأسمالي الحر، المتفلت من أي قيود قانونية تحدّ من الأرباح (الريعية في معظمها) التي كانت تجنيها طبقة الأغنياء (معظمها من المسيحيين). والمتفلت أيضاً (أي النظام السياسي - الاقتصادي اللبناني) من تحمل جزء من كلفة الخدمات العامة التي تقدمها الدولة لعامة الشعب. وهيمنة "المارونية السياسية" على السلطة، أو أرجحية حصتها الواضحة فيها، كانت لها أبعادها الاقتصادية، وملامحها في سياسة لبنان الخارجية، الإقليمية والدولية.

مارونية سياسية - اقتصادية

على الصعيد الاقتصادي، تمكن أركان "المارونية السياسية" وحلفاؤهم من استخدام سيطرتهم الراجحة على مؤسسات الدولة ومداخيلها في خلق شبكة واسعة من "الزبائن" أو الموالين. وهذا من طريق توزيع الوظائف العامة الحكومية على أبناء الطائفة المارونية في الدرجة الأولى، وأبناء الطوائف المتحالفة معها في الدرجة الثانية. واستخدمت هذه السيطرة على مناصب الدولة وأجهزتها القانونية والقضائية والتنفيذية، سبيلاً إلى الترسْمل والتربُّح من المشاريع الاستثمارية والإنمائية على اختلافها، وتغطية، بل تسهيل استثمارات طبقة الأغنياء في لبنان، مع ترجيح كفة جناحها المسيحي أو تفضيله على نحو دائم .

أما على صعيد السياسة الخارجية فكانت "المارونية السياسية" تقيم تحالفاتها - على الدوام - في المنطقة العربية وعلى الصعيد الدولي، على نحو يؤدي إلى تدعيم نفوذها في الداخل من جهة، ودعم نفوذ حلفائها من جهة ثانية، لتأمين اصطفاف السلطة - قدر الإمكان - إلى جانب سياسات "المارونية السياسية" ومصالحها في لبنان والمنطقة (حلف بغداد مثلاً؛ وتخلي الدولة عن مهمتها في الدفاع عن السيادة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية؛ التحالف مع دولة إسرائيل في مراحل من الحرب الأهلية: 1975 - 1989).

بناءً على هذه العوامل في الداخل والخارج، حافظت رموز "المارونية السياسية" على قاعدتها الشعبية، وتمكّنت من "شرْعَنة" وجودها في السلطة، أقله في نظر أغلبية أبناء طائفتها. من دون أن يعني ذلك أن شرعيتها السياسية المتمحورة حول "الطائفة ومصلحتها" لم تواجهها بعض المصاعب من داخل الطائفة، طوال هيمنتها على الدولة حتى العام 1975.

الشهابية واليسار والطوائف

كان أبرز هذه المصاعب، ذلك التحدي القاعدي أو "من تحت"، الذي جسده اليساريون المسيحيون ومؤيدوهم في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. وهناك أيضاً التحدي "من فوق" الذي بدأ مع العهد الشهابي، من دون أن يكسر فعلياً نظام الطائفية السياسية السائد في البلاد، بل أحدث فيه كثرة من التعديلات التي جاءت من خارج منطقه الطائفي الصارم. وفي الأحوال كلها، لم يكن مصير الشهابية وسياساتها الإصلاحية أفضل حظاً من مصير التحدي اليساري العابر للوسائط السياسية والطوائف ونظامها السياسي. فإذا كان صحيحاً القول إن رموز "المارونية السياسية" التقليدية تحالفت لإجهاض المشروع الشهابي، فإن إفشال المشروع "اليساري" تولته بأدوار ووسائل مختلفة الأحجام والأهداف، أحزابٌ "المارونية السياسية" وقوى "السنية السياسية" و"الشيعية السياسية" و"الدرزية السياسية"، كل منها حسب الظروف التي مر بها لبنان، بعد اغتيال كمال جنبلاط عام 1977.

وهكذا انتظمتْ المعارضة السياسية، بالتدريج وفي مراحل متقطعة، على قاعدة طائفية، ولّدت تباعاً وعلى مراحل متقطعة، الطائفيات السياسية المذكورة. وإذا كانت الدرزية السياسية مكتملة المعالم ومميَّزة على الدوام (وهذا يعود إلى أسباب تاريخية لا مجال لسردها هنا)، فإن الطائفة الشيعية لم تحقق هذه المكانة، ولم تتحول لاعباً سياسياً مستقلاً إلا مع ظهور حركة المحرومين على يد الإمام موسى الصدر، في الستينات من القرن الماضي. ولاحقاً اكتسبت الحركة هذه دوراً سياسياً قوياً، بل طاغياً في سياق تكوّن الثنائي الشيعي السياسي، وبروزه على الساحة السياسية اللبنانية بعد توقف الحرب الأهلية عام 1989. وظلت "السنية السياسية" تتأرجح بين معضلة "الاتصال والانفصال"، في مسار تكوّنها التاريخي منذ نشوء لبنان الكبير، حتى حسمت أمرها بعد توقف الحرب الأهلية، فـ "تلبننت" في ظل بروز الظاهرة الحريرية، واتخذ "تلبننها" شكلاً حاسماً بعد اغتيال زعيمها رفيق الحريري.

لم يختلف نشوء هذه "الطائفيات السياسية" عن نظيرتها المارونية، إلا في المقومات والروافد التي حُشدت واستخدمت لشد العصب "الطائفي السياسي" لدى كل طائفة، استناد إلى الأبعاد والموارد الاجتماعية والثقافية التي تمتلكها.

فمقابل "الامتيازات" التي كانت تتمتع بها "المارونية السياسية"، رفعت قوى "الطائفيات السياسية"، كل على طريقتها، مطالب حرمانها من تلك الامتيازات وما تستجره من منافع (مضخمة بالطبع، لمضاعفة شد عصب جماهير الطوائف الأقل حظاً في الاستيلاء على مغانم الدولة ومواردها). وشكلت تلك المطالب والنزاعات على المناصب والمغانم الأرضية الخصبة لتعزيز "العصبية" الطائفية، التي تحولت ركيزة "خط (سياسي) جماهيري" يشكل الأساس الشرعي لقوى "الطائفيات السياسية" ورموزها التي تخاصم قوى "المارونية السياسية" ورموزها. دائماً كان لتلك "الطائفيات السياسية" من يناصرها ويدعمها من الخارج، أكان في العالم العربي أم على الصعيد الدولي، في وجه خصومها في "الداخل". وعلى الدوام اتخذت "الطائفيات السياسية" من الصراعات الإقليمية والدولية مادة تتغذى منها. أما "جماهرية الطائفيات المعارضة"، فكان مطلب "المشاركة في السلطة" وتعديل الدستور لتأمين مشاركة "عادلة" في السلطة، شرطاً أساسياً لتأمين تأييد أبناء كل طائفة "مغبونة" لقواها السياسية ورموزها القيادية.

لا يختلف في هذا الوسط الاجتماعي المسيحي، عن الأوساط الإسلامية، ولم تنحصر التعبيرات السياسية دائماً في ما سميناه "الطائفية السياسية"، بل أخذت أحياناَ أوجهاً غير طائفية، يسارية وليبرالية وقومية وجهادية إسلامية. لكن جميع هذه التعبيرات لم يكتب لها التغلب على تعبيرات "الطائفية السياسية" في خضم الصراع، وأحياناً التعايش معها.

الطائف والوعود الخاوية

أخيراً جاء اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية التي دامت 15 عاماً، وبدأ عهد تطبيق الحكم الذي أمّن نسبياً مطلب المشاركة بين زعماء الطوائف الأساسية في لبنان (موارنة وسنة وشيعة ودروز، لكن شراكة الموارنة كانت ضعيفة ما بعد الطائف، مقارنة بالطوائف الثلاث الأخرى). وفي نظر "المارونية السياسية"، لم تقم تلك "المشاركة"  فعلياً إلّا بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005. وهذا لأسباب باتت معروفة للجميع.

وتبين تباعاً لجمهور الطوائف مدى خواء الوعود التي ضُربَتْ لهم، وتعهدت لهم بحل مشاكلهم بمجرد تحقيق مطلب المشاركة في السلطة بصورة ينهي نظام الامتيازات المسيحية في لبنان. والجمهور المسيحي الذي خرج مصدوماً من اتفاق الطائف، بسبب خسارته امتيازاته السياسية التي كان يتمتع بها في الماضي، تبين له أن عودة اللاعبين المسيحيين السياسيين الأقوياء إلى المشهد السياسي في لبنان - خصوصاً بعد انتهاء حقبة "الانتداب" السوري على لبنان، وحتى بعد إيصال الرمز الماروني الأكثر شعبية (أعني ميشال عون) إلى سدة الرئاسة - لم تؤد إلّا إلى المزيد من الإفقار وانسداد مجالات العمل والاستثمار، وانكشاف عجز الدولة المتصاعد في تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين.

باختصار شديد، تبين تدريجياً لكثرة من أبناء الطوائف  -المشاركة قواها السياسية في الحكم، ولو بدرجات متفاوتة (لا يمكن لنظام الطائفية السياسية بالتعريف أن ينتج مساواة في ممارسة الحكم بين أطراف السلطة، لأن كل مكسب لطرف ما هو بالضرورة خسارة للأطراف الأخرى)، وخصوصاً منذ بداية عهد رئاسة ميشال عون الرئاسي عام 2016، والذي انتخبه ممثلو كتل سياسية طائفية وازنة، ولاحقاً بعد تشكيل حكومة "الوحدة الوطنية" بداية عام 2019 - تبيّن لجمهور الطوائف، بعد هذه التطورات كلها، الفشل الذريع لقوى جميع الطائفيات السياسية وأحزابها في لبنان.

هذا بالضبط ما يكشف عنه شعار انتفاضة 17 تشرين الأول المفتوحة: "كلن يعني كلن" المدوى عالياً في الساحات العامة في المحافظات اللبنانية. وتمثلتْ عناوين هذا الفشل الذريع أولاً، في عدم قدرة زعماء الطوائف على حل مشاكل أبناء طوائفهم، على ما كان يُصوَّر لهم دائماً في خضم الصراعات، سعياً إلى الشراكة الطائفية  في الحكم. ولدى تحقيق "الشراكة" المطلوبة تاريخياً من "زعماء الطوائف" الأساسية في البلد، ظهر - ثانياً ومع الوقت - عجز هؤلاء "الزعماء" عن إدراة الخدمات العامة والخاصة، وفي إدارة اقتصاد منتج وعادل يؤمن فرص العمل والنمو الفعلي للثروة الوطنية. وتجسد هذا الفشل المريع - ثالثاً - في تورُّط رموز السلطة وعلى المستويات كلها، التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة والإدارة العامة، في الفساد ونهب الأموال والأملاك العامة والتربُّح والترسمل من طريق استخدام النفوذ السياسي. وهذا ما أصبح محط تندر "الرأي العام" العابر للطوائف وسخريته وتهكمه، في محاولة لتبرير فشل كل طرف من الأطراف الممسكة بالسلطة، مستخدماً حجة "رمزية" واحدة: نحن مع تقديم الحلول السليمة لمشاكل البلد، لكن العائق هو الشريك "الآخر". ومع استكمال دورة الاتهامات والاتهامات المضادة، اكتشف "الرأي العام" أن جميع رموز الطائفيات السياسية مسؤولة عن انهيار البلد.

جرى هذا كله في ظل سياسات اقتصادية نيو- ليبرالية كان رفيق الحريري رائدها الأول. ولم يتورع رموز الطائفيات السياسية الأخرى من تأييد هذه السياسة، والانتفاع من الفرص التي وفرتها لهم في سياق تربّحهم وترسْملهم غير المشروعين. وأخيراً، تبين تباعاً لأبناء الطوائف المأخوذين على مدار السنين بوعود القوى والزعامات الطائفية، أن أقصى ما يمكن أن تحققه تلك الوعود، هو انتاج شبكة من المنتفعين والمنخرطين غالباً في تعزيز فساد "زعمائهم" وسياساتهم الفاشلة في الدولة والاقتصاد. وشبكة المنتفعين لا يمكنها أن تشمل أكثر من نسبة عددية ضئيلة في كل طائفة، لا سيما في ظل السياسات الاقتصادية النيو- ليبرالية، والتي لا تنتج فحسب شحاً في موارد الدولة وترهلاً فائضاً في القطاع العام، بل تولّد أيضاً أزمات متتالية في الاقتصاد الوطني العام (أنظر مثلاً، نسبة النمو الاقتصادي المتدني سنوياً، والبطالة التي تتراوح بين 30 و35 في المئة،  ومستوى الدين العام (حوالى 90 مليار دولار أميركي)، وعدد المهاجرين سنوياً من لبنان، والذي  وصل عام 2018 إلى 300 ألف مهاجر، إلخ).

تبين هذه السطور العوامل التي أزّمت النظام السياسي الطائفي في لبنان، كجزء من آلية اشتغاله الداخلية، مع الإشارة إلى تغْذية هذه العوامل من المشاكل المتولَّدة من الاقتصاد اللبناني الريعي وسياسات النيو- ليبرالية والصراعات الإقليمية والدولية المحيطة.

ومع استنفاذ هذا النظام قدرته على ضخ الوعود - الأوهام، ليكتسب شرعيته في إعادة إنتاج "الخط الجماهيري" لقوى الطوائف وأحزابها الممْسِكة بمفاصل السلطة في لبنان، انفجرت ثورة 17 تشرين الأول 2019، ولا تزال أحداثها تتوالى حتى الآن.  

 

لبنان يدخل "نفق الانهيار الكامل"... والغرب يتمسك بحكومة "مطمئنة" بعيدة من إيران

طوني بولس/انديبندت عربية/25 تشرين الثاني/2019

تزداد الأزمة اللبنانية تعقيداً على وقع المماطلة في البدء بالاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة، في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الطبقة السياسية برمتها. غير أن الأزمة الاقتصادية والحياتية التي كانت الدافع لخروج مئات آلاف اللبنانيين إلى الساحات تفرض واقعاً جديداً، فالمؤشرات تدل على إمكانية انفلات الوضع التجاري والمالي والاقتصادي في حال استمر الشلل في البلاد، كما أن أسعار السلع مرشحة لارتفاع غير مضبوط، ما يعمق من أزمة البلاد والمواطن.

الفقر على الأبواب

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن الاقتصاد اللبناني يلفظ أنفاسه الأخيرة، ونسبة المواطنين الذين سيقعون تحت خط الفقر سترتفع من حوالى الـ 27% حالياً إلى أكثر من 60% خلال شهرين أو ثلاثة، وأن هناك أكثر من 800 ألف وظيفة في القطاع الخاص باتت مهددة، ما يعني أن نسبة البطالة التي تقدر بحوالي 30% من اليد العاملة ستتجاوز الـ 50% خلال فترة قصيرة. ويضيف الخبراء أن "هذا السيناريو في حال لم يجر تداركه في أسرع وقت ممكن، ستكون له نتائج كارثية، وسنلحظ مشهداً جديداً من مشاهد الإفلاس الذي شهدته دول عدة سابقاً، لاسيما اليونان وقبرص وحتى فنزيلا. ويعود ذلك إلى تركيبة الاقتصاد اللبناني المعقدة، التي ترتكز على استقطاب الودائع التي وصلت الى 172.5 مليارات دولار، وهذا رقم يعتبر من الأكبر على صعيد دول المنطقة"، مؤكدين أن هذا الرقم بضخامته لن يكون سداً منيعاً للانهيار لأسباب عدة، منها أن حوالى 100 مليار دولار من هذه الودائع هي استثمارات للمصارف خارج لبنان وما يقارب الـ40 مليار دولار ديونا للدولة، وبالتالي فإن السيولة الموجودة في المصارف حالياً لا تتجاوز معدل الـ30 مليار دولار. وستعمل المصارف المستحيل لعدم تسربها للدفاع عن نفسها من الوقوع في المحظور.

تضخم مقنّع

وبحسب الخبراء، فقد استطاعت سياسة المصرف المركزي نظرياً الحفاظ على سعر صرف الليرة عند حدود الـ 1500.12 مقابل الدولار، ولكن في الواقع فإن سعر الصرف في السوق يوازي الـ 1800 مقابل الدولار، حيث شهدت الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار السلع الاستهلاكية، ما يعني أن الليرة اللبنانية فقدت حوالى ثلث قيمتها الشرائية. ويضيف هؤلاء أن حاكم المصرف المركزي أكد أن ما يسمى الـ capital control غير قانوني في لبنان، ولن يلجأ إلى تطبيقه. إلا أنه في الواقع مطبق من قبل المصارف التي تسعى للدفاع عن احتياطاتها بالعملات الأجنبية، إذ لا يستطيع المودع سحب سوى 500 دولار أميركي في الأسبوع الواحد، وسط مخاوف من أن تتوقف عملية السحب بالدولار نهائياً خلال الأشهر المقبلة.

ثورة على الثورة

وعن السيناريو المخيف الذي يهدد لبنان في المرحلة المقبلة، أكد المتخصصون أن حالات الفقر الشديد ستزداد، إضافة إلى اختفاء العديد من السلع من الأسواق، كنتيجة مباشر لتقنين الاستيراد من الخارج لخفض معدل استنزاف العملات الأجنبية، فضلاً عن امتناع المواطنين عن تسديد الرسوم والضرائب والفواتير العامة ما سيزيد من عمق الأزمة، الأمر الذي قد ينعكس على رواتب القطاع العام التي تشكل حوالى 25% من القوى العاملة. وهناك تخوف من أن يؤدي الأمر إلى اندلاع ثورة عارمة تضاهي الثورة التي تشهدها البلاد حالياً، أو أن تصل الأمور إلى تفلت أمني محدود في المناطق اللبنانية تضبطه تدريجياً الأحزاب النافذة في المناطق، من خلال تشكيل إدارات مدنية لضبط الأزمة والسيطرة على التّفلت الأمني.

مسار الإنقاذ

وعن إمكانية إخراج لبنان من نفق الانهيار، تقول أوساط اقتصادية وسياسية إن "الاقتصاد اللبناني بحاجة عاجلة خلال الأشهر الستة المقبلة لودائع بقيمة 15 مليار دولار تعيد إنعاش الدورة الاقتصادية، وتعيد التوازن للكتلة النقدية المنكمشة في الأسواق". ويستبعد هؤلاء أن تأتي تلك الودائع من خلال استثمارات، باعتبار أن الجهة الوحيدة القادرة على إنقاذ لبنان هي الجهة العربية والخليجية، مع المجتمع الغربي لا سيما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، الذي قد يبدأ بضخ استثمارات مؤتمر "سيدر"، مؤكدين أن كل ذلك مرتبط بحكومة تطمئن المجتمعين العربي والغربي حول حياد لبنان وعدم الاستمرار بلعب دور الواجهة الأمنية والاقتصادية لإيران من جهة، وأن يكون هناك ضمانات بأن هذه الحكومة ستكون حكومة إصلاح حقيقي، توقف الهدر والفساد وتقوم بتشريعات عاجلة لاستعادة الأموال المنهوبة والمودعة في مصارف بالخارج، ولاسيما في الدول التي تعتبر ملاذاً آمناً لتبييض الأموال وتهريبها من ضمنها "بنما"، التي تعتقد مصادر عدة أن رجال أعمال وسياسيين لبنانيين يودعون أموالهم فيها.

وثائق "بنما" تطال السياسيين

وتشير الأوساط إلى أن الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده لمساعدة لبنان على استعادة الأموال المنهوبة، وأن قوانين الاتحاد صارمة بهذا الشأن، خصوصاً أن هناك تجارب عدة سابقة تشهد على إعادة الأموال المنهوبة، معتبرة أن يتوجب على الحكومة اللبنانية في المرحلة الأولى العمل على استقلالية القضاء ليتمكن من التعاون مع القوانين الدولية، لمكافحة تبييض الأموال واسترداد الأموال غير الشرعية المودعة في الخارج. وكشفت تلك المصادر أن القضاء اللبناني لم يتحرك بجدية تجاه وثائق بنما التي سُربت عام 2016، التي اعتبرت فضائح مدوية وقد تكون مساراً حقيقياً للعمل على كشف مصادر ثروات العديد من السياسيين اللبنانيين، الذين حصلوا عليها عبر الأطر غير الشرعية، لا سيما المخدرات وتبييض الأموال.

265 مؤسسة تقفل أبوابها

في المقابل، أعلن مجلس إدارة نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في بيان، أن "265 مؤسسة من المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب أقفلت أبوابها نهائياً في غضون شهرين، ويتوقع أن يرتفع عدد الإقفالات النهائية أكثر فأكثر خلال الشهر الجاري مع استمرار الوضع الحالي لتنضم 200 مؤسسة أخرى الى سابقاتها ليكون العدد النهائي للمؤسسات في ثلاثة اشهر يقارب الـ 465 مؤسسة".

 

ليلة فشل القبض على الثورة في جسر ”الرينغ”

أحمد عياش/النهار/25 تشرين الثاني 2019

ما انتهت اليه “غزوة” ليل الأحد – الاثنين على جسر “الرينغ” ومحيطه تفوقت على مثيلتها نهار 29 تشرين الاول الماضي. لكن ما بين تشرين وتشرين ليس “صيف تاني”، كما هو معروف في أمثالنا الشعبية، بل خيبة ثانية لهذه الثورة المضادة لثورة 17 تشرين الاول التي صارت راسخة الجذور في لبنان، كأنها شجرة أرز او سنديانة عتيقة، وليست بنت 40 يوماً كما هي فعلاً. فما هي قصة “الغزوة” الثانية التي روّعت الآمنين في منطقة الصيفي والقت بظلال التوتر على المشهد الوطني عموما؟

في معلومات لـ”النهار” من خبراء أمنيين، ان الدخول على خط التوتر في منطقة هذا الجسر الذي يربط شرق بيروت بغربها، وقف وراءه قرار سياسي من مرجعية هؤلاء العناصر الذين تسرّبوا من الجوار الذي يلوذ بثنائي حركة “أمل” و”حزب الله”. غير ان اوساطا قريبة من الحزب رددت في مجالس خاصة انها “براء” من التعديات التي رافقت تحرك هؤلاء العناصر، مشيرة بطرف خفيّ الى ان هؤلاء من جمهور الحركة، علماً ان أعلام الحزب والحركة ارتفعت معا خلال ليلة الشغب التي استمرت ساعات. كما كُتبت على جدران أحياء في الصيفي عبارات تعلن اسميّ الحزب والحركة مع عبارة “نبيه بري خط أحمر”.

ما هي الرسالة التي بعثت بها جهات “الغزو”؟ في قراءة لاوساط سياسية محايدة، ان هناك بعدين داخلي وخارجي لهذا السلوك العنيف. في البعد الداخلي، جاءت هذه الاعتداءات في ذروة أسبوع تعرضت فيه الطبقة السياسية عموما، والثنائي الشيعي خصوصا، لهزة غير مسبوقة من خلال تنامي التحركات الشعبية على امتداد لبنان، وتوَّجها مشهد الاستقلال في ساحة الشهداء الذي نزع عن هذه الطبقة شرعية تمثيلها للبنانيين في أهم مناسبة وطنية.

أما في البعد الخارجي لهذه الرسالة، فتمثّل بالرد الايراني على الخسائر المتلاحقة التي مُني بها النفوذ الايراني في لبنان والعراق وحتى داخل إيران. وفي لبنان تحديدا، بحسب هذه الاوساط، لم تفلح محاولات تصوير الثورة بأنها تصب في مخطط أميركي، على رغم النجاح المحدود للتظاهرة التي قام بها ناشطون في منطقة عوكر يوم الاحد.

في معلومات ديبلوماسية ان طهران التي تعاني ضغوطا غير مسبوقة في الداخل والمنطقة، ليست في وارد الذهاب بعيدا في قلب الطاولة في لبنان. وما جرى في ليلة جسر “الرينغ “هو في إطار الضغط المحدود. وجاء هذا الضغط متزامنا مع خطوة السلطات الايرانية التي تراجعت عن حجب خدمات الانترنت في إيران بعد التظاهرات الدامية الاخيرة. وفيما كانت صحيفة “كيهان” تعلن عن معاودة هذه الخدمة في “معظم المحافظات”، أطل وزير الاتصالات الايراني محمد جواد آذري “معتذرا” عن قطع الانترنت غداة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الاميركية عليه. فهل كان الهجوم في بيروت لتغطية التراجع في طهران؟

ما هو مهم أيضا في هذه المعلومات الديبلوماسية، ان الجيش اللبناني نجح في اختبار السيطرة على الموقف مجددا، على رغم حجم الاستفزاز الذي رافق شغب الجسر. وهذا النجاح بعث برسالة مفادها ان تجربة 7 أيار 2008 لم يعد لها مكان في لبنان. وترافق هذا الاختبار مع تحليل نشرته صحيفة “الوفاق” الايرانية وحمل عنوان: “كيف يفكر الاميركيون في الجيش اللبناني”. وجاء في مقدمة هذا التحليل: “لم يكن الكلام الأخير للديبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي خارج المألوف في السياسة الأميركية تجاه لبنان، إذ إنه لم يُدخل أي شيء جديد في نظرة الأميركيين الى لبنان، أو في استراتيجيتهم في ادارة الملف اللبناني وارتباطاته الاقليمية والدولية”. وقال ان “الدعم الاميركي المباشر (للجيش)، وتسهيل الدعم الأوروبي، هدفه الرئيسي ليس حماية الحدود مع سوريا وضبطها، بل يهدف بالأساس ومن ضمن أهداف الغرب، وخصوصا الاميركيين، الى ضبط حركة حزب الله بين لبنان وسوريا وتقييدها، لناحية انتقال المقاتلين او لناحية نقل الأسلحة والصواريخ النوعية”.

لا يبدو ان “حزب الله” حتى الآن ماضٍ في التصعيد المفرط ضد ثورة 17 تشرين الاول. فنائب الامين العام للحزب، وفي مقابلة مع “الوفاق” الايرانية نُشرت بالامس، تحدث عما سمّاها “قوى في الداخل والخارج تستغل الحراك الشعبي في لبنان لمصالح سياسية”، وقال ان “هناك مساعي من أجل تشكيل الحكومة، وتوجد بعض العقبات، ومع ذلك فإنها قابلة للتحقق”. وأضاف: “أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، وإن شاء الله نرى قريباً حكومة في لبنان، وفي آن واحد تتوقف أشكال الاحتجاج بانتظار أن تقوم الحكومة ببرنامجها وأن تقدم الى الناس ما يحتاجونه”.

إلامَ يشير هذا “اللين” في ما قاله المسؤول الثاني في “حزب الله”؟ لا جواب حاسماً، لكنه ينطوي على إقرار بان ما جرى ليل الاحد – الاثنين على جسر “الرينغ” فشل في “القبض” على أهم ثورة في تاريخ لبنان المعاصر.

 

مخاطر إجهاض ثورة لبنان

ميشال الشمّاعي/النهار/25 تشرين الثاني 2019

لا تبدو ثورة لبنان كغيرها من الثورات التي وقعت في العالم. فهي إن صحّ التّعبير تأخذ خصوصيّتها من خصوصيّة المجتمع اللّبناني المركّب، فضلاً عن أنّها تطالب بحقوق، وليس مطالب كما يحاول منتقدوها الإيحاء. وهي مرّت بمراحل مختلفة منذ تاريخ اندلاعها في 17 تشرين الأوّل المنصرم، وما زالت مشتعلة بالوتيرة نفسها. فما هي أبرز المخاطر التي قد تسقطها؟ وهل ستؤثّر في قواعد الاستقرار إقليميًّا؟حاولت وتحاول السلطة أن تجهض الثّورة بمختلف الطّرق. لسنا هنا بصدد سردها فهي معروفة من قبل المراقبين جميعهم. لكن الأخطر ما قد تواجهه هذه الثّورة ممّن هم خارج إطار سلطة الدّولة. وأعني تحديدًا هنا خطر السلاح المتفلّـت، وتحديدًا السلاح الذي لا تملك الدّولة أي قدرة على التّحكّم به. ولا يخفى على أحد أنّ أبرز القوى الخارجة بسلاحها عن قدرة الدّولة على التحكّم هي سلاح “حزب اللّه”.

صحيح أنّ الثّورة قد انطلقت نتيجة الضّغوط الاجتماعيّة – الاقتصاديّة والماليّة. لكن تكمن الضّرورة في البحث عن مسبّبات هذه المشاكل. ولعلّ عدم قيام دولة قادرة وقويّة هو السبب الأساسي الذي مكّن الفاسدين من ارتكاب موبقاتهم. والسلاح الذي منع الدّولة وقوّض قيامها بالشّكل الصّحيح، ولئن كانت مهمّـته في البدء مهمّة مقدّسة، في ظلّ تقاعس الدّولة عن القيام بدورها الأساسي في الدّفاع عن الأرض والعرض. ولقد حذّرنا مرارًا وتكرارًا من خطر تفلّت السلاح غير الشّرعي المنظّم وغير المنظّم.

لذلك لا خطر على ثورة لبنان من السلاح المقبوض بيد الدّولة، بل الخطر بوجود السلاح الخارج عن إطارها التنظيمي. وهو تحديدًا سلاح “حزب الله” الذي يتمتّع بدوره بقدرة تنظيميّة في استخدامه، أو بأبسط الحالات باستخدام وهجه كما حصل في أحداث مختلفة في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة. إضافة إلى ذلك، إنّ ارتباط هذا السلاح بقرارات استراتيجيّة إقليميّة قد تلزمه على التحرّك في أيّ لحظة خدمة لأوليائه في إيران. ولا يخفى على أحد أنّ الأوضاع الايرانيّة التي تشهد عدم استقرار، قد تكون دافعًا جديدًا لاستخدام هذا السلاح في لبنان اليوم، بهدف تخفيف الضّغط داخل إيران، وإشاحة النّظر عن الثّورة التي تشتعل كالنّار في الهشيم داخل الجمهوريّة الاسلاميّة. فضلاً عن ذلك، المصادر الدّوليّة، لا سيّما الرّوسيّة، التي ترفض مطلب الثوّار اللّبنانيّين في تشكيل حكومة اختصاصيّين مستقلّين، والتي تدفع نحو حكومة سياسيّة تبقي الستاتيكو في لبنان كما كان قبل الثّورة، قد تشكّل دافعًا جديدًا لـ”حزب الله” في استخدام سلاحه لإجهاض الثّورة اللّبنانيّة. وقد شهدنا بروفات جديدة منها ما حصل حول محطّة الجديد التلفيزيونيّة على أثر مقدّمتها الاخباريّة، وآخرها الغزوة البربريّة لساحات بيروت والاصطدامات مع المتظاهرين على جسر الرّينغ.

حذارِ من إسقاط ثورة لبنان خدمة لأغراض إقليميّة توسّعيّة، أو خدمة لمطامع شخصيّة شعبويّة. وحذار تقويض الثورة، أو حتّى تحويلها إلى دمويّة لأنّ ذلك قد يشعل إيران أكثر، وقد يوقظ الثّورات التي أخمدت برماد الخيانة والدّماء عند أقرب المقرّبين إلى لبنان. ومن له أذنان للسّماع… فليسمع.

 

اشتباك ثوريين بـ «محرومين» على جسر الرينغ

 د. أحمد عياش/جنوبية/25 تشرين الثاني/2019

في اليوم الاربعين من بدء الانتفاضة اشتبك حراكيون اقفلوا جسر الرينغ بانصار لحركة امل وحزب لله من خندق الغميق... لا قطع الطريق مبرّر ومفهوم بل ايضاً مستغرب ولا ردّة الفعل المفرطة والهتافات التي اطلقت ك”شيعة – شيعة” من الحركة والحزب واضحة دوافعها ولا هي من صلب المشهد العام ومن جوهر النصّ … يبدو ان الثنائية الشيعية تيقنت من استهدافها غير المباشر وان ما كان شكّا اصبح يقيناً لديها ويبدو ان المفاوضات التي كانت تجري في الخفاء للملمة الوضع السياسي قد وصلت ايضاً الى طريق مسدود بل ربما الثنائية الشيعية التي تعتبر نفسها قد تساهلت كثيرا من اجل انقاذ الحكومة والعهد قد تم استفزازها عن قصد بهدف اقصائها… يبدو ان الثنائية الشيعية اقتنعت ان  الانقلاب على الجمهورية لا يستهدف رئاسة الجمهورية المحدودة الصلاحيات انما يهدف الى الانقلاب على الشيعية السياسية ما بعد الطائف بما تمثله من قوة اقتصادية ومن فائض قوة عسكريا-امنيا-سياسيا محليا واقليمياً… لم تستهدف حركة امل وحزب لله شبيبة الحراك ولو رشقوهما بالحجارة انما استهدفا من يستفيد من حركة الحراك بالخفاء من دون علم الشرفاء الابرياء وايضا يستهدفان من يرفض استخدام القوة لفتح الطرقات من القوى الامنية… يبدو ان حركة امل وحزب لله اقتنعا ان جهازا امنيا في الدولة يتقاعس او يتواطأ بحياده السلبي في الطرقات وخاصة بعد عدم تدخل الاجهزة الامنية لحماية وصول النواب الى الجلسة النيابية الاخيرة… لم ينفذ صبر قيادتي امل وحزب لله فجأة بل طال صبرهما كثيرا على ما يحصل اذ هما في مازق فعليّ فإن تدخلوا خسروا وان لم يتدخلوا فهم ايضا من الخاسرين لان رأسيهما مطلوبان دوليا عبر عقوبات مالية مباشرة او عبر استهداف امني عسكري اسرائيلي-داعشي او ما شابههما ما يعني انهما يحاولان قدر الامكان الهرب من حرب داخلية لا نقصد بها حربا اهلية… عند جسر الرينغ شبان ثوريون لا ثواراً فالفرق كبير وعند جسر الرينغ فقراء محرومين مقهورين ايضا لا ينتفضون ضد الحرمان وهذا امر غريب  … مأزق الثنائية الشيعية انها اقتنعت ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مع اسرائيل فتقاعست بالاقتصاد والادارة وغضت النظر عن خيانة تراكم الديون وها هي تدفع الثمن… اخطر ما يكون ان نكون قد انتقلنا من الانتفاضة “الصفعة”الى المتاهة الى الاشتباك…

 

”صخرة” مواقف الحريري – جنبلاط – جعجع غير قابلة للزحزحة؟

مجد بو مجاهد/النهار/25 تشرين الثاني 2019

تبقى الكلمة للمراوحة المسيطرة في فلك الاتصالات والمشاورات السياسية في ظل أجواء أربعين الانتفاضة التي لم تشهد أي تقدم أو زحزحة في صخور المواقف على الصعيد الحكومي وفي غياب تبني أي استراتيجية جديدة للتعامل مع الأزمة من “مايسترو” المفاوضات على خط بيت الوسط المتمثل بالثنائية الشيعية. ولا يزال “حزب الله” متمسكا بشخص الرئيس سعد الحريري وبالاحتكام إلى منطق الشراكة الحكومية معه مع احتراق ورقة تشكيل حكومة اللون الواحد التي بدا مؤكدا للأوساط العليمة أنها غير مطروحة للتطبيق وبعيدة من حسابات “الحزب” وأجندته السياسية.

اذا، ماذا يحصل على صعيد الكباش السياسي بين “الحزب” والفريق المؤيد للطرح “التكنو-سياسي” من جهة ورئيس “تيار المستقبل” والفريق المؤيد للطرح “التكنوقراطي” من جهة أخرى؟ تكمن الاجابة في المحاولات المستمرة التي يعتمدها “الحزب” لزحزحة الصخرة الحريرية بشتى الطرق،في ظل عجز عن الاقدام على أي خطوة نحو الأمام من دون مشاركة الرئيس الحريري، وفق تأكيد الأوساط نفسها. ويحصل ان الرد الشارعي الذي احتكمت اليه العناصر المؤيدة ل”حزب الله” لم يكن سوى رد فعل على الحائط المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات والاتصالات السياسية مساء أول من أمس في ظل اصرار الحريري على موقفه. ولم تكن الرسالة موجهة فقط إلى بيت وسط، بل إن الأوساط العليمة نفسها تشدد على أن صدى العبارات التي رددها المحتجون الموالون للثنائية الشيعية، المراد منها ايصال رسائل جماعية مشفرة إلى كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.

واذ يسعى “الحزب” باصرار شديد إلى حض خصومه على القبول بخيار الحكومة المرتقبة أي “التكنو-سياسية”، لا يبدو أن هناك أي خطة أخرى أمامه سوى الضغط على هؤلاء بشتى الطرق للسير نحو زواج حكومي بالإكراه. ويأتي ذلك في ظل تأكيد تبديه صالونات سياسية عليمة بمقاربة “حزب الله” للمرحلة المقبلة أنه لا يزال متمسكا بالحريري وأنه لا يحبذ تحديد مهلة زمانية أو وقت للانتظار، وهذا ما يؤكد السير في اتجاه واحد لا غير، يسير في ضوئه “الحزب”، وهو خيار الحكومة “التكنو- سياسية” بمشاركة فريق الحريري وبمبايعته.

الى ذلك، يرى مصدر نيابي في “اللقاء الديموقراطي” عبر “النهار”، في التعريج على الطرق المعتمدة للحض على زحزحة صخرة المواقف المتشابهة على خط الوجوه المطالبة بحكومة “تكنوقراط”، أن الحملات التي تستهدف جنبلاط والاتهامات الاخيرة التي تشير إلى شخصه ليست سوى ملفات مبتدعة تقف خلفها منظومة سياسية بغرض الضغط المعنوي على موقف المختارة المتمايز، علما ان منهاجا معتمدا من هذا النوع لن يؤدي إلى تبديل موقف التقدمي، الذي يبقى شرطه الأساسي في الاحتكام إلى استشارات غير مشروطة بدلا من التحضير لنتائجها قبل حصولها. ويطلب التقدمي خطة انقاذية سياسية – اقتصادية، من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة يبنيها نظام انتخابي جديد. وتبقى الانطلاقة عبر تأليف حكومة “أوادم” من شأنها ان تساهم في العملية الانقاذية. واذ يستقرئ التقدمي موقفا ثابتا لابناء الانتفاضة على صخرة الطرح “التكنوقراطي”، يرى ضرورة استمرارها بعيدا من منطق قطع الطرق وضرورة الاحتكام الى التحركات في ميدان الساحات.

الصخرة الثابتة، تعبر عنها ل”النهار” مصادر قيادية في “تيار المستقبل” ومقربة من الحريري، في قولها إن ما يحصل في الشارع يشكل بروفة لردود الفعل حول مدى القدرة على ترهيب الناس وحشر الرئيس الحريري وحضه على القبول بالامر الواقع تفاديا للمزيد من الإشكالات. وبالنسبة إلى الحريري، خيار السلطة موجود عبر الذهاب نحو استشارات نيابية وتأليف الحكومة الذي تريد. اما طلب وضع الحريري في الواجهة مجددا، فهو يبقى شرط تشكيل حكومة تكنوقراط الذي لن يتراجع عنه لأنه يراه الخيار الوحيد الذي يجمع بين إعطاء الناس فرصة عملية الحكومة المقبلة تساهم في خروج الناس من الشارع وفي التفاهم مع المجتمع الدولي.

اذا لا ملامح تسوية مرتقبة او واضحة المعالم حتى اللحظة. ويوحي المشهد السياسي كما تطورات الشارع بأن المرحلة تعيد شد مفاصل الحلف الاستراتيجي بين ثلاثية الحريري – جنبلاط- جعجع. ويرى مراقبون أن كلاما من هذا النوع أقرب الى اعتباره منطقيا، وان مواقف ثلاثية الحريري – جنبلاط – جعجع ناتجة عن احترام ارادة الشعب المنتفض، علما ان قوة الشارع تخطت هذه المعادلة الزعاماتية والخيارات التقليدية، إلا أنه لا يمكن الابتعاد من مشهدية تترجم على الأرض قوامها أن الانتفاضة تتخذ في طياتها خيارات الرابع عشر من آذار المبنية على بناء الدولة العادلة والمستقلة، فيما تتصرف قوى الثامن من آذار على أنها تدافع عن وجودها.

 

لبنان: مع من يتفاوض المنتفضون لو اختاروا قيادة؟

وسام سعادة/القدس العربي/25 تشرين الثاني 2019

لسان حال المنظومة المتسيدة والمتصدعة في لبنان واحد حيال الانتفاضة الشعبية. هي منظومة الهائمين على وجوههم بامتياز، جراء انفجار التناقضين السياسي والاقتصادي في نفس الوقت. لكنهم ما زالوا في قصورهم، ولن يسلموا مفاتيحها بسهولة.

من جهة، تلاك عندهم معزوفة «بلغنا وجعكم أيها الشباب، لكن الوقت حان أن تعودوا أدراجكم، وإلا فأنتم تساهمون في زيادة الأوضاع سوءا».

ومن جهة ثانية، تجري مطالبة الانتفاضة باصطفاء ممثلين عنها للمفاوضة.

والمطالبة هنا تستبطن أن الجانب الوحيد من الانتفاضة المعترف به من قبل أصحاب الشوكة والثروة على حد سواء هو الجانب «المعاشي» المشتت، أي الجانب الذي لا يحتاج أساسا لناطق رسمي.

أما الجانب الآخر، والرئيسي، المتصل بالقطيعة مع هذه التركيبة المشكلة من الأحزاب السياسية المتخاصمة والمتعايشة في حكومات مشتركة متعاقبة، كما المتصل بالقطيعة مع تلك النظرة التي روج لها طويلا، والتي تفتئت فيه على البلد وتقزمه الى «وطن المصارف»، فهذا الجانب، الذي هو «كل الانتفاضة»، لا يريد أن يراه مجمع الرؤساء اللبنانيين الرسميين والفعليين. يعتبرونه عدميا وعبثيا، وبالتالي معدوما، كأنه لم يكن.

وأدهى من ذلك، كلما تطرق زعيم أوليغارشي الى ازمة النظام رآه أزمة شاملة تنتاب كل المفاصل والحلقات ولا ينجو منها الا حالته هو وتياره هو. وكل زعيم أوليغارشي لا يكاد يفرغ من مطالبته الانتفاضة بأن تتنظم وتتبرمج وتبلغ سن الرشد، حتى تراه يطرح نفسه أبا اعتباريا لها، غصبا عنها، ما دامت محكومة بأن تبقى قاصرا. بالتوازي، يتبادل اقطاب الأوليغارشية تهم التعاون مع الانتفاضة بين بعضهم البعض.

أن لا تفرز الانتفاضة قيادات وهيئات تنسيق أو تنطق باسمها، فهذا اتخذه خطاب أهل الشوكة والثروات الكبيرة للقذف ضد الناس، والطعن بالمسار الثوري. هذا في وقت ليس من المألوف فيه ابدا، في تاريخ الثورات، أن تنبثق قيادات واضحة لها، قبل مضي أشهر طويلة. إلا إذا كانت الثورة مرتكزة على انقلاب عسكري.

لا يلغي ذلك، البتة، أن الحدث الانتفاضي الشعبي اللبناني يواجه الإشكالية نفسها التي تعترض كل الحركات الاحتجاجية والانتفاضية في عالم اليوم، وهي اشكالية التحسس من أي انبثاق قيادي، ومن أي محاكاة لثلاثية القائد والطليعة والجماهير التي طبعت تاريخ الثورات في القرن الماضي. هذا التحسس، هو في جزء منه، احتجاج عميق على «حكم التمثيل»، اي احتجاج على فكرة أن المنتخبين ينالون من الناخبين وكالة على غرار الوكالات التجارية، ناهيك عن التفويض الكارثي حين يطلبه زعيم شعبوي، لتقويض مرجعية صناديق الاقتراع.

في الانتفاضة اللبنانية عناصر توتر مع حكم التمثيل بحد ذاته، جنبا الى جنب مع عناصر توتر من كون النظام لا ينهض على اساس سليم من حسن التمثيل. وحين يطالب اصحاب الشوكة والثروة المتظاهرين والمنتفضين باختيار ممثلين عنهم فإنهم يطالبونهم بما يقوم الاحتجاج مرة بمناهضته، وهي فكرة الموكل والموكلين، ومرة بالتطلع إليه، من وكالة جديدة معطاة لبرلمان جديد منتخب بشروط الانتفاضة والثورة.

لكن الطامة ليست هنا. لنفرض ان الانتفاضة تمكنت من ايجاد تلك القيادة العتيدة لها ان لم يكن غدا فبعد غد. مع من تفاوض تلك القيادة الانتفاضية؟

ليس هناك ضمن هذه التركيبة الجاثمة من يفاوضه المنتفضون، مثلما أنه لم يعد هناك، على صعيد هذه التركيبة، اي قابلية للتفاوض المنهجي بين احزاب الأوليغارشية فيما بينها.

فما الذي يطالب به المفاوضون بالتحديد؟ التفاوض مع رئيس الجمهورية؟ هل يمكن ان يحصل التفاوض، مثلا، على قاعدة البحث معه في شروط وترتيبات التنحي، بما انه من بين مطالب المنتفضين؟ هل يمكن بأقل تقدير المكابرة على انه رئيس خلافي بين الناس؟

في سنوات ماضية كانت تستحدث بدعة اسمها طاولة الحوار. مرة برعاية الرئيس الأبدي للبرلمان، ومرة برعاية رئيس الجمهورية. اليوم؟ طاولة حوار تضم ممثلين عن «الحراك» وتحت رعاية عون او بري هي فكرة سريالية بامتياز.

يبقى حيز واحد. التفاوض بين الانتفاضة وبين حزب الله، وهذا لن يكون واقعيا الا بعد أشهر من مواصلة العمل الانتفاضي بشكل تراكمي. لكن هذا إذا حدث يعني أن النظام بالفعل سقط، بحيث أن التفاوض الوحيد الممكن سيكون مع ولي أمر النظام.

 

التأخر عن اجراء الاستشارات يشكل مخالفة واضحة للدستور

المحامي عبد الحميد الأحدب/25 تشرين الثاني 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80868/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a3%d8%ae%d8%b1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7/

وضع الدستور على عاتق رئيس الجمهورية موجب اجراء استشارات نيابية ملزمة، وذلك في "المادة (2) 53" منه، ولكنه لم يحدد له مهلة لمباشرة هذه الاستشارات. من المسلم به انه إذا القى الدستور موجباً على عاتق رئيس الجمهورية ولم يحدد له مهلة لتنفيذه فإن الموجب يبقى قائماً ضمن "المهلة المعقولة" بمفهومها الدستوري. إلاّ إذا كانت هناك قوة قاهرة تحول او تعيق تنفيذ الموجب الذي ألقاه الدستور على عاتق رئيس الجمهورية، أي مباشرة الاستشارات النيابية الملزمة.

بحسب رئيس مؤسسة "جوستيسيا" للإنماء وحقوق الإنسان، الدكتور بول مرقس، يوجد في الفقه الإداري والدستوري مفهوم "المهلة المعقولة" délai raisonnable التي يترتب على السلطة الدستورية او الادارية التقيد بها لأجل القيام بإجراء دستوري او اداري معين. وهذه المهلة تُحدّد بالأيّام وليس بالأسابيع أو الأشهر.

استناداً الى مؤسسة "جوستيسيا"، فان المهلة المعقولة لدعوة رئيس الجمهورية الى استشارات نيابية هي عدة ايام لا تتجاوز الاسبوع.

ان القوة القاهرة، في الاوضاع الراهنة، ليست لصالح تمديد المهلة بل لصالح تقصيرها حيث تتطلب الظروف قراراً او موقفاً سريعاً. هذه المهلة يجب ألا تتجاوز الأيام القليلة وإلاّ يكون هناك تأخير. كما تجدر الإشارة الى ان الرئيس الذي وتماشياً مع "المهلة المعقولة" هو ملزم بممارسة مهمته بهمة وعناية diligence وإلاّ يصبح بطئه يعادل خرق الدستور بمعنى المادة 60 من الدستور.

ان المشترع اللبناني يعطي للمهلة المعقولة مضموناً اخلاقياً Contenu moral. فالمادة 287 موجبات وعقود مثلاً، تنص على ما يلي:

جاء في النص الأصلي الفرنسي للمادة 287 موجبات في فقرتها الثالثة ما يلي:

L’approbation ne peut intervenir qu’après que les parties ont donné communication de la reprise au créancier et elle doit intervenir dans le délai fixé au cours de ladite communication, sinon, dans un délai moralement nécessaire pour prendre parti.

Une fois ce délai expiré, l’approbation est considéré comme ayant été refusée .

والاجتهاد كما الفقه أعطى الأرجحية للنص الفرنسي الذي هو الأصل على النص العربي الذي هو مترجم: تمييز – هيئة عامة- قرار اعدادي (نقض) رقم 1 تاريخ 5 تموز 1970 دعوى حنا ضد شقير (الرؤساء أبو خير، برجاوي- طليع- حاتم- ن ق ل 1092 صفحة 103- العدل صفحة 421 وفيه بحث في مدى توافق قانون رجب 1304 المعروف بقانون المرابحة وقانون المراباة usure الصادر في 24 حزيران 1939 وقانون العقوبات الصادر في 8 آذار 1943 المادة 66 وكذلك قرار محكمة التمييز (الهيئة العامة) صادر في 5/3/1970 الرؤساء برجاوي- نجيم- أبو خير- حاتم- طليع.

ان المفهوم الاخلاقي للمهلة المعقولة في القانون الدستوري يفرض نفسه لان الدستور هو اسمى تشريع في البلاد وعند وجود ثغرات فيه يصار الى الاستعانة ليس فقط بقواعد المنطق بل ايضاً بالقاعدة الاخلاقية Règle morale.

ان القانون الدولي، وتحديداً القانون الاوروبي، اتخذ هذا المنحى اذ اعتمد المعيار النوعي للمهلة المعقولة Critère qualitatif. فقد قضى بان المهلة المعقولة، عند توفر الضرورات الاقتصادية والاجتماعية الملحة، كما هو الحال في الظروف الحاضرة، يجب ان تفسر بالعجلة القصوى Prompitude الموازية للتدابير الفورية والنجدات السريعة

يراجع:

“52. Il ne faut pas oublier non plus que l’affaire présentait un enjeu considérable non seulement pour les requérants, mais aussi pour la société espagnole en général, en raison de ses vastes incidences sociales et économiques. Le grand nombre des personnes impliquées- salariés, actionnaires et tiers-, ainsi que le volume des capitaux en cause, militaient pour une prompte solution du litige.

53. A la lumière de l’ensemble des circonstances de la cause, la cour conclut au dépassement du délai raisonnable prévu à l’article 6 par. 1 (art.6-1), lequel a donc été violé sur ce point. » CEDH, Cour (Plénière), 23 juin 1993, no. 12952/87. Lire en ligne :

https://www.doctrine.fr/d/…/HFJUD/CHAMBER/1993/CEDH001-62395

ان الدستور يلزم رئيس الجمهورية بالدعوة الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة ضمن "مهلة معقولة" بالمعنى المشار اليه علاه.

ان العجلة القصوى لا بل "التدابير الفورية" تفرض نفسها في الظروف الحاضرة لان البلد ينهار يوماً بعد يوم وهو على شفير الهاوية.

ان الظروف الاستثنائية في الوقت الحاضر تقلص حدود السلطة الاستنسابية – في حال افترضنا وجودها – الى اقصى الحدود والقول بعكس ذلك يجعل من السلطة الاستنسابية pouvoir discrétionnaire قريبة من السلطة التعسفية pouvoir arbitraire

Le recours au raisonnable pour qualifier le délai viserait « à tracer une limite entre discrétionnaire et arbitraire» (J. Salmon, “le concept de raisonnable en droit international public», pp. 462-467).

إن التأجيل الذي يزيد عن حده والذي يتجاوز "المهلة المعقولة" يؤدي الى الاختناق والمزيد من التدهور.

ان "المهلة المعقولة" بالمعنى المشار اليه اعلاه تعد بالأيام وليس بالأسابيع، بينما لم تباشر الاستشارات على الرغم من انقضاء أكثر من ثلاثة أسابيع على استقالة الحكومة.

ان الدساتير في البلدان الراقية تعطي لرئيس الجمهورية صفة الاب الصالح Le bon père de famille الذي يعتمد، عند خلو النص من تحديد للمهلة، مفهوم المهلة المعقولة وفقاً للمعنى الذي اعطيناه اعلاه.

[…] l'administration ne doit-elle pas ainsi se conduire de manière raisonnable, prudente tel un bon père de famille ? (Le raisonnable en droit administrative (Sous la direction de Mme Sophie THERON), 1ère édition, volume 13).

ان التأخر في تحديد موعد للاستشارات الملزمة الذي نصت عليه المادة 53 فقرة 2 من الدستور يشكل ليس فقط مخالفة لهذه المادة نصاً وروحاً بل ايضاً مخالفة لليمين التي حلفها فخامة الرئيس والمنصوص عليها في المادة 50 من الدستور.

 

السلطة و"حزب الله"... "بكاؤكما لا يُجدي" على الإنتفاضة!

علي الأمين/نداء الوطن/25 تشرين الثاني 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80870/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d9%83%d8%a7%d8%a4%d9%83%d9%85%d8%a7-%d9%84/

ما يزعج أقطاب السلطة في لبنان اليوم، أن انتفاضة 17 تشرين، لا تستعين إلا بذاتها، ترفع شعاراتها وتحدد خطوات المواجهة ضد عقم السلطة وفسادها من دون أن تستقوي بطائفة أو بجهة حزبية أو طرف إقليمي ودولي.

وما يربك السلطة في لبنان أن الحركة الشعبية التي تتنفس من رئة لبنانية تدرك أنها حققت إنجازاً في أن التغيير في لبنان لن يتحقق في ظل معادلة الحكم والحكومة التي ارتسمت وترسخت منذ التسوية الرئاسية، وهي أي السلطة التي يديرها "حزب الله" ويحامي عنها، باتت أعجز من أن تقنع عموم اللبنانيين بأنها تستطيع أن تدير الأزمة في الدولة، فكيف أن تدير عملية انقاذها وإخراج اللبنانيين من المأزق الذي أوقعتهم فيه؟

عجز السلطة هذه يدفعها إلى الاستقتال من أجل العودة إلى الوراء، صارت تحلم وتستجدي العودة إلى "الانقسام الآذاري"، تريد من اللبنانيين أن يعودوا إلى زمن الانقسام بين 8 و14 آذار، تريد بقوة أن تلتقط أيّ إشارة دولية أو إقليمية مهما بلغت من الهشاشة، لتستعيد أناشيد ومقولات المؤامرة على "حزب الله" وسلاحه وعلى المقاومة التي يشرف عليها ويديرها "الأخ الأكبر" في طهران.

ومن يراقب اللغة التي لا يزال "حزب الله" عاجزاً عن تجديدها تجاه جمهوره، هو أن من يدير انتفاضة اللبنانيين اليوم، هم شركاء له في السلطة أي "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب القوات اللبنانية"، لا يريد الاعتراف بحقيقة أن ثمة انتفاضة حقيقية، بل يريد دوماً أن يحيلها إلى فعل الشركاء الذين كانوا أسلموا القيادة والطاعة له طيلة السنوات الثلاث الماضية.

انه يستجدي الانقسام في السلطة، لأنه السبيل لبقائه وصياً على السلطة، يدير خلافاتها ويوزع فسادها بين اقطابها بـ"العدل والقسطاس"، وإلا ما معنى أن يتحاشى "حزب الله" اليوم فتح ملفات الفساد، ولا يتعامل مع المفسدين كما العملاء، كما وصفهم أمينه العام؟لم يتنبه "حزب الله" أو لا يريد الالتفات الى أن اللبنانيين باتوا يعرفون عطب السلطة، ويدركون أن لا قيامة للبنان ومؤسساته من غير طريق الدولة، ويدركون أن ملفات الفساد ليست حكراً على طرف دون آخر، لأن المعادلة الحاكمة لادارة الدولة، جرى تركيبها على أسس الفساد، طاقة استمرارها الفساد ولا شيء سواه، لذا لن يسمح صاحب السلطة بفتح ملف الفساد والهدر على مصراعيه، بل يريده وسيلة ابتزاز، وطاقة استمرار السلطة التي اثبتت الأرقام والوقائع عجزها عن الاستمرار.

طموح "حزب الله" اليوم أن يعيد تركيب المعادلة نفسها، حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط، باختصار حكومة يرأسها هو، وفيها عدد من وزراء التكنوقراط، قادر على التحكم بادائهم من خلال السطوة الأمنية وسلاح التخوين.

الذهاب باتجاه المؤامرة الأميركية ومؤامرة جنبلاط أو الحريري وجعجع، لم تعد مجدية، ولن توقف هذا الانهيار الذي تعاني منه ما سمي "التسوية الرئاسية"، ولن يكفي توجيه تظاهرة أو عشرات التظاهرات نحو السفارة الأميركية ليعيد التموضع السياسي الى ما يشتهيه "حزب الله"، إذ ليس من الفطنة ولا من السياسة ولا  حتى الحنكة، أن تجعل الدولة تتسول وتستجدي العون الخارجي من "الدول المتآمرة" ثم بعد ذلك تريد من هذه الدول ألّا تتدخل أو أن تطلق مواقف في الشأن اللبناني.

مقتضى الانسجام مع الذات هو أن تتعلم دروساً في الاقتصاد، اذ ليس من الجائز أن يخرج حاكم لبنان الفعلي بعد استفحال الأزمة الاقتصادية والنقدية المستمرة منذ عقود، كما يقول هو، أنه لا يفهم كثيراً في الاقتصاد!

التظاهر أمام السفارة الأميركية وأمام دول الاستكبار العالمي، لم يعد مجدياً، المجدي للبنانيين بعد كل الفرص التي اخذتها الحكومات المتعاقبة، وبعد الانتصارات الإلهية والكونية التي حققتها الممانعة، وبعد كل الكلام عن الانكفاء الأميركي، أن تقول للبنانيين كلاماً في الاقتصاد، لا شعارات لا تغني أو تسمن من جوع، هدير الاحتجاجات في إيران في وجه "حسين العصر" ينصت لها اللبنانيون، ويتعلمون منها، كما ملحمة الثوار العراقيين التي لا تتوقف وتشير بالأصبع إلى معادلة الفساد التي حققت "الانتصارات الإلهية".

 

الدولة الوطنية من بيروت إلى بغداد

سام منسى/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

قدّر لـ«مؤتمر المسيحيين العرب الأول» أن ينعقد في باريس، في الثالث والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بالتزامن مع تحركات وانتفاضات شعبية في نسخة ثانية من «الربيع العربي»، آخرها في لبنان والعراق. تحركات شعبية قوامها شابات وشباب، جاءت مطلبية في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها مطالب سياسية تشكل عناوينها صورة الوطن الذي ينشدون. انتفاضتا بيروت وبغداد جاءتا كمفاجأة، لا سيما بالوعي الشبابي الذي أفرزتاه، وبتغيير الصورة النمطية التي كانت سائدة عن البلدين لجهة غلبة الانتماءات الفرعية على الانتماء الوطني الجامع. فكانت المطالبة ببناء دولة مدنية حديثة، وإجراء انتخابات مبكرة خارج القيد الطائفي. اللافت أن أدبيات هذا المؤتمر، كما مداخلات ومواقف المشاركين فيه من شخصيات مسيحية وإسلامية وثقافية وأكاديمية واجتماعية وسياسية وإعلامية من مختلف البلدان العربية، عكست كمرآة مطالب هذه الانتفاضات الشعبية، وذلك من خلال مقاربة ظواهر ثلاث طغت على الأحداث التي شهدتها المنطقة في العقد الأخير: ظاهرة التطرّف والعنف الإرهابي، وخيارات المكونات بين أطروحة الانطواء على الذات الدينية أو الطائفية وتحصينها بتحالف أقليات، وأطروحة اندماجهم في بلدانهم ومنطقتهم وحمل قضاياها بالشراكة مع مواطنيهم، وأزمة الدولة الوطنية في المنطقة العربية.

ولعل النقطة الأخيرة، أي أزمة الدولة الوطنية في العالم العربي، تشكل في إشكالياتها السبب الأساس للظاهرتين الأولى والثانية. فبين سندان استبداد الأنظمة ومصالحها ومطرقة استبداد الجوع وانعدام التنمية، ظهرت مخالب التطرف والإرهاب لتتجسد في مجموعات راديكالية إسلاموية متشددة عنيفة تسعى إلى إقصاء الآخر المختلف وإلغائه، مسلماً كان أم مسيحياً أم من أي طائفة أخرى. وحتى قبل ظهور التطرف والمتطرفين، عملت جميع الأنظمة الاستبدادية على تغليب الانتماءات الفرعية لدى الناس على حساب المواطنة الجامعة. بعضها لعب على الوتر الأقلوي، واستجلب إليه الأقليات تحت ذريعة حمايتها من الأكثرية، تاركاً لها هامشاً من الحرية في ممارسة شعائرها الدينية، أو المحافظة على خصوصيتها الثقافية. وبعضها الآخر لجأ إلى تهميش هذه الأقليات وقمعها إلى حد العمل على إلغاء موروثها الثقافي. ولم يقتصر الأمر على التمييز بين المسلمين والمسيحيين والمكونات الأخرى، بل انسحب في حالات على التمييز بين السنة والشيعة أيضاً.

لذلك جاء مطلب قيام دولة وطنية مدنية حديثة لدى المنتفضين، ليجسد مجموعة من المطالب، لعل عمرهم الفتي لم يسمح لهم بعد ببلورتها، أو أقله بالتعبير عنها: الانتقال من حالة الجماعة إلى حالة المواطن الفرد في دولة مدنية دستورية تؤمن حقوق الفرد، وتحترم الحريات، ويتساوى فيها الجميع أمام القانون، ورفض كل أشكال الاضطهاد والتمييز العنصري والإثني والديني، والتأكيد على مسألة «العيش معاً» تحت مظلة المواطنة، ورفض تقسيم أوطانهم إلى كيانات وهويات مستقلة، والتأكيد على وحدتها الجغرافية ووحدة مكوناتها، وفصل الدين عن الدولة، ورفض التدخلات الخارجية في أوطانهم، كما رفضهم تمدد بعض المكونات إلى الخارج، فلا التماس لحمايات خارجية، ولا تحالف أقليات، ولا انتماء جامع إلا الانتماء للوطن.

بتعبير واقعي، وبعيداً عن المفاهيم النظرية، يرفض شبابنا أن تكون إيران حامية الشيعة ضد الأكثرية السنية، ويرفضون أن تكون روسيا أو الغرب بعامة حماة المسيحيين أو المكونات الأخرى، فالحماية لا تأتي إلا من البيئة الداخلية، من دولة وطنية دستورية حديثة تكون على مسافة واحدة من جميع مواطنيها. إن شبابنا الذين نزلوا إلى الشوارع متسلحين بهواتف ذكية، وبإبداع قلّ نظيره، لا يطالبون برغيف أو فرصة عمل أو ماء وكهرباء وتغطية صحية، هم يطالبون بدولة تشبههم، دولة شابة ورشيقة وفعالة، دولة قائمة على الحرية والعدالة، السجون فيها استثناء لا قاعدة، دولة لا تفصّل الأنظمة فيها على قياس شخص أو عائلة، دولة لا تجعلهم ورقة مقايضة لدى قوى إقليمية أو دولية، دولة القيم وحقوق الإنسان.

إن تحقيق هذه المطالب يتطلب السير في طريق صعب، ولكن ما قد يسهل من صعوبته هو تجديد مفهوم العروبة، انطلاقاً من قيم المساواة والمواطنة والحق في الحياة الكريمة، وإسقاط تعريفاتها القوموية السابقة.

العروبة بمفهوم الأمة، التي تذوب الأوطان في خضمها، لم تعد صالحة للشباب الذين، كما ينشدون الخروج من الانتماءات الطائفية الضيقة، ينشدون أيضاً الخروج من الانتماء القومي الفضفاض إلى انتماء وطني ضمن دولة قانون حديثة. لذلك لا بد لمفهوم العروبة أن يتطور إلى رابطة ثقافية حضارية غير آيديولوجية، وغير دينية، أساسها اللغة العربية والمصالح المشتركة، وبعيدة عن أي مشروع إمبراطوري صريح أو موارب، عروبة التلاقي الحر التي تتسع لجميع أبنائها، عرباً وغير عرب، مؤمنين بديانة سماوية أو غير مؤمنين، دونما تمييز أو مفاضلة. وهذا ما عبر عنه «إعلان الرياض» الصادر عن القمة العربية في مارس 2007، بدرجة عالية من الوضوح والنضج. الزمن لا يعود إلى الوراء، ولا يمكن للحكام في أوطاننا العربية الاستمرار باستخدام اللغة الخشبية القائمة على الشخصنة، والتهديد بالقوة، والتخوين، والاتهام بالعمالة.

الجيل الجديد غير جيل هزيمة حرب 1967 وجيل الظلم والخيبات والفشل والهجرة، هو جيل طريقة تفكيره مختلفة تماماً، حتى إنه يتكلم لغة مختلفة، وله أسلوبه في المخاطبة والكتابات؛ جيل مطلبه الخروج من جمهوريات الموز، ويهدف للحاق بالحداثة؛ حداثة منعتهم عنها أنظمة عسكرية استبدادية قمعية استغلت كل شيء، واستباحت كل المحرمات في سبيل بقائها. أنظمة باعت نفسها للشيطان، لتحافظ على كرسيها، فجاءها انتفاض الشباب، ليسحب هذا الكرسي بممارسات سلمية أفعل من البندقية.

 

هل يستسلم ساسة العراق ولبنان للناس؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

إلى أين يمكن أن يصل الناس الغاضبون في العراق ولبنان؟

الشعار المرفوع واضح، وهو نبذ «كل» المستوى السياسي الموجود... شطبهم من اللوحة السياسية، جلب شخصيات جديدة، ونهج جديد، بل قل: حياة جديدة. عبَّر عن ذلك الهتاف الأساسي للمظاهرات اللبنانية: «كلكن يعني كلكن... ما بدنا حدا منكن». والهتاف العراقي الشهير في الساحات: «شلع... قلع... كلهم حرامية». هذا طلب غالٍ، وطموح رفيع، مهره نفيس وخطير، لكن كيف سيتعامل معه الساسة في العراق ولبنان؟ هل سيخرج كل زعيم حزب أو كتلة برلمانية، ويقول للمتظاهرين: فعلاً، لقد صدقتم، نحن يجب أن نغادر الحياة السياسية، ومغانم الحكم استجابة لغضبكم؟!

مُحال؛ لذلك يلجأ الساسة هنا وهناك، في العلن، إلى المزايدة على طلبات المحتجين، بدعوى أن «محاربة الفساد وتعزيز الاستقلال الوطني، أصلاً هو برنامجي أنا، مشروعي أنا، تاريخي أنا، أنا واحد منكن، أنا مُش منهم»! مثلاً في خطابات الرئيس اللبناني الجنرال عون، خصوصاً مقابلته مع تلفزيونه، «أو تي في»، قال، بدهشة واستغراب: ألم يطالع المتظاهرون تاريخي الخاص؟! في العراق، كل طرف سياسي يزايد على المتظاهرين، حتى قيس الخزعلي، قائد ميليشيا «العصائب»؛ يتبعه عدة نواب في البرلمان! إلى حزب الدعوة نفسه، الذي حكم العراق منذ نحو 14 عاماً. في مقالة له بجريدة «الاتحاد» الإماراتية، استغرب الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيون، من بيان أصدره حزب الدعوة هذه الأيام، كله، من هذا النوع المزايد، بل المغالط للحقائق، ومن الإيغال في الاستغفال... تصدير البيان بآية قرآنية هي: «وَأنّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ». كل القوى السياسية التي تغانمت ثروات العراق ومناصبه، بعد 2003، لن تترك هذه الغنائم، مهما كان العقاب والعاقبة. للأسف؛ الثمن سيكون غالياً... حتى لو تجاوز عدد الضحايا من العراقيين 400 قتيل، وحتى لو وصل مؤشر الفساد في العراق إلى مرحلة «مخجلة» حيث يحتل العراق المركز 168 من 180 على لائحة أكثر الدول فساداً، بحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية. المناصب الحكومية، كما يقول خبير عراقي، تباع وتشترى، وكل وزارة معينة تخصص لحزب سياسي، ويقوم الأخير ببيعها لمن يدفع المبلغ الأكبر، ويضرب مثلاً بأن بعض الوزارات بيعت بـ20 مليون دولار. حسب موقع «ميدل إيست أونلاين» الإخباري. بل إن أحد أشهر زعماء «الحشد الشعبي» عيَّن أخاه في منصب دبلوماسي دولي رفيع؛ وهو لا يفقه كلمة باللغة الإنجليزية! تأسيساً على هذا كله، ونظراً لضخامة المصالح من «كل» الطبقة السياسية العراقية واللبنانية؛ سنة وشيعة ومسلمين وغير مسلمين، لا بدَّ في هذه المعركة بالعراق ولبنان، من منتصر، غير ذلك هو تأجيل للمعركة.

 

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

غسان شربل/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

استيقظ عادل عبد المهدي باكراً. ليس غريباً أن يجافي النومُ حاكمَ العراق. ثم إنَّ النصف الثاني من السبعينات ليس الموسم الملائم لنوم طويل هانئ. يخالجه شعور بأنَّه سيئ الحظ. انتظر موعده مع رئاسة الوزراء فجاءه في توقيت شائك. ترك له أسلافه إرثاً من المشكلات يكفي لإطاحة أكثر من حكومة. ومع اشتداد التجاذب بين واشنطن وطهران، ترسَّخت قناعته أنه رئيس وزراء على خط الزلازل. لقد التقت مصائب الداخل بمصائب الخارج لتعبد الطريق نحو الكارثة. يعيد قراءة بيان وزارة الدفاع الممدد على مكتبه. نفت الوزارة أن تكون استوردت قنابل الغاز التي تهشم رؤوس المتظاهرين وتقتلهم، وألقت المسؤولية على «طرف ثالث». ما أصعب أن يقرأ رئيس الوزراء بياناً من هذا النوع أصدره وزير الدفاع في حكومته. لا يستطيع عبد المهدي الاستقالة من مصير الشبان الذين قتلوا بهذا النوع من القنابل المسيلة للدموع. ثم إنَّ البيان نفسه يطرح أسئلة محرجة: من استورد هذه القنابل القاتلة؟ ومن استخدمها؟ ومن هو هذا «الطرف الثالث» الذي تخشى الحكومة تسميته كي لا نقول اعتقاله؟ حظه سيئ فعلاً. لو انطلقت الاحتجاجات الحالية من الأنبار أو ركام الموصل لكانَ أمكنَ إلصاقُها بـ«داعش» و«التكفيريين». لكنها تدور في النجف وكربلاء والبصرة والديوانية، أي في معاقل شيعية، فضلاً عن بغداد. يطالبه المتظاهرون باجتثاث الفساد واستعادة الأموال المنهوبة. يكلفونه مهمة انتحارية.

أمرٌ آخر يقلقه. أحرق المتظاهرون في المدن الشيعية صوراً لرموز إيرانية. ندَّدوا أيضاً بتدفق البضائع الإيرانية لمنافسة البضائع العراقية. يتساءل عبد المهدي بحذر في مكتبه: هل ذهبت إيران أبعدَ مما يحتمل في إدارة الشأن العراقي؟ وهل صحيح ما يهمس به البعض من أنَّ عليه «أن يختار بين طريق السيستاني وطريق سليماني»؟ ما أصعبَ أنْ يختار! هل شاخ نظام ما بعد صدام باكراً؟ يبحث عن إجابات. تستوقفه هذه القطيعة الكاملة مع هؤلاء الشبان الذين لا يبخلون بأرواحهم، رغم تحذيرات السلطة وتهديدات «الحشد» وممارسات «الطرف الثالث». يغمض عينيه، ويقول لنفسه: لا نستطيع إنكار أنَّهم أبناؤنا.

في بيروت، استيقظ ميشال عون باكراً. يكاد يشعر أنه سيئ الحظ. انتظر الرئاسة طويلاً لكنَّها لم تفتح له ذراعيها إلا متأخرة وفي توقيت شائك. استلزمت تحالفات مكلفة ومصالحات باهظة. لم يستطع ترويض كل هذه التناقضات. وحين التقت مصائب الداخل بمصائب التجاذب الأميركي - الإيراني هبَّت رائحة الكارثة.

لم يتوقع العاصفة. سلوك بعض المقيمين تحت جناحيه ينذر بتحويلها إعصاراً. الرئيس الذي اعتقد دائماً أنه المنقذ يتفرَّج الآن على الانحدار المتسارع نحو الإفلاس. من الظلم تحميله وحده مسؤولية هذا الانهيار الواسع، لكنه الرئيس ولا يستطيع التنصل من تحمل جزء كبير منها. سينسى الناس أسماء كثيرين وسيحفظون أنَّ الكارثة حلَّت في عهده. هل انقطع الاتصال تماماً بين الرئيس الثمانيني والفتيان الذين يحتشدون في الساحات؟ جيل يغرف من قاموس آخر. لا يعنيهم قوله «يا شعب لبنان العظيم». لا يتوقَّفون عند معارك سوق الغرب ومدافع سوق الغرب. لا يريدون قراءة قصة خروجه إلى المنفى وملابسات عودته. جيل آخر مهجوس بالمستقبل ولا يعنيه الماضي.

عاصفة شابة وعابرة للطوائف. لا يصدق أحد أنَّها من صناعة فيلتمان أو بتحريض من جنبلاط أو جعجع. إنَّها عاصفة الفقر والبطالة والأفق المسدود والنقمة على الفساد والمشاركة فيه أو السكوت عنه. لا جدوى من نعتهم بالأشرار والمخربين، فهؤلاء هم في النهاية أبناؤنا.

في طهران، استيقظ حسن روحاني باكراً. تقول التقارير إنَّ الهدوء عاد إلى أكثر من مائة مدينة شملتها موجة الاحتجاجات. أخمدت العاصفة. والنظام ليس مهدداً. يبتسم. لا يعرف هؤلاء الفتيان الفارق الكبير بين النظام الإيراني والأنظمة التي سقطت على وقع قرع الطناجر والهتافات في الساحات. يقول في نفسه: إذا كان المرشد لم يسمح بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق، فهل يسمح بسقوط النظام في طهران؟

ثمة أسئلة لا يستطيع طرحها على الرأي العام أو مصارحة المرشد بها. النظام ليس مهدداً، لكن لماذا يحتاج بعد أربعين عاماً من قيامه إلى هذه الوجبات من الجثث لإسكات الناس كلما فاض غضبهم وتدفقوا في الشوارع؟ هل شاختِ الثورة فعلاً؟ ولماذا يغرف هؤلاء الشبان من قاموس لا يشبه قاموسها ويكاد يكون نقيضه؟ جيل لم تعد تستفزه عبارة «الموت لأميركا» أو إعادة نشر صور الأميركيين أسرى في سفارة بلادهم في طهران؟ جيل لا يبدو معنياً بهذا الاشتباك الطويل مع «الشيطان الأكبر». النظام ليس مهدداً لكن غربته عن الأجيال الجديدة تتعمق وكأنه يهرب إلى الأمام. جيل يتحدَّث عن الفقر والفساد ومعدلات البطالة وحقوق الإنسان والبيئة والحريات والانخراط في ثورات العالم التكنولوجية والنوافذ المفتوحة في القرية الكونية. جيل لا يعترف بالخطوط الحمر التي اقتنع بها الآباء أو استسلموا لها. جيل يقرأ في كتب أخرى. يصدق رسائل هاتفه الذكي أكثرَ مما يصدق الناصحين والمهددين. يعرف روحاني أنَّ المرشد حمل على «الأشرار» الذين ركبوا موجة الاحتجاجات. لكنَّه يقول في سره إن هؤلاء الأشرار هم أبناؤنا. جيل جديد هنا وهناك وهنالك. شبان وشابات شحذت الهواتف الذكية ووسائل الاتصال أحلامهم ومخيلاتهم ومطالبهم وشغفهم. لا يحبُّون كتبنا. ولا يقرون مخاوفنا. ولا يحترمون الخطوط الحمر ولا يخافون الاستبداد ولا يتقبلون العيش في دولة فاسدة متصدعة. لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا.

 

السرّ في اللغة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، تناقص كثيراً عدد المستشرقين والمستعربين عما كان عليه من كثافة في القرن التاسع عشر. وذلك لأسباب عدة، منها تقدم الوسائل وإنشاء الكليات المختصة في جامعات الغرب. فلم يعد من الضروري دائماً أن يذهب الباحث بنفسه إلى الجزيرة العربية أو الخليج أو تلك البلدان التي كان يعتقد أنها تقع في أراضي المجهول. البريطاني تيم ماكنتوش سميث، واحد من المستعربين الجدد الذي شغفه الإسلام وسَحَره التاريخ العربي، فلم يكتفِ بالعمل من بُعد، فأشهر إسلامه واستوطن صنعاء، حيث يعيش في منزل من منازلها القديمة، ويستطيع أن يرى من نافذته: «ميليشيات الحوثيين» تعيث فساداً وخراباً في إحدى محطات التاريخ. أصدر سميث أخيراً كتاباً بعنوان «العرب: 3000 عام من تاريخ الشعوب والقبائل والإمبراطوريات» عن دار جامعة ييل، ويقع في 630 صفحة.

يبني سميث قاعدة الكتاب على أساس أن العرب والعروبة سرّهما اللغة وقوّتها. ويستذكر قول المسعودي إن رواية التاريخ العربي تشبه صنع عقد من الحجارة الكريمة خيطه واحد هو اللغة. وكان يُقال في بغداد القديمة أنه عندما نزلت الحكمة من السماء، نقلتها عقول اليونانيين وأيدي الصينيين وألسنة العرب. وفي العصر الحديث قال الرئيس التونسي السابق مُنْصف المرزوقي، إن العرب خلافاً للشعوب الأخرى، لا يسكنون أرضاً بل لغة: «أفكر بالعربية إذن أنا عربي»، كما قال العلاَّمة اللبناني الراحل عبد الله العلايلي.

يحاول سميث في كتابه الممتع، من دون الالتزام بالنسق الأكاديمي، أن يتجاوز اثنين من كبار المؤرخين بالإنجليزية، هما الدكتور فيليب حتي والدكتور ألبرت حوراني. ولعله تميَّز في الانتباه إلى بعض القضايا لطبيعته كأجنبي، لم يلتفت إليها المؤرخان الكبيران. فهو يلاحظ أن الإمبراطورية الإسلامية امتدت من إسبانيا إلى السِند، غير أن اللغة العربية لم تُفرض كلغة رسمية إلا زمن الخليفة مروان عبد الملك. وفي تفسيره لتراجع العرب النسبي في العلوم بعد النهضة العربية، يقول سميث إن السبب الجزئي هو حظر الأتراك للمطابع بعد عام 1485. أما السبب الآخر في رأيه، فهو الصعوبة في طبع الحرف العربي لكونه متصلاً بعكس الحرف اللاتيني. وزاد في الصعوبة أن الحرف العربي فائق الجمال، ولذا، يصعب على الكثيرين امتهان حرفته. يستند سميث في سرده المتنوع إلى معرفة شديدة بالعربية والإنجليزية معاً. ويُذوّق نصوصه بترجمة بعض القصائد النبطية، أو الأشعار الشعبية الأخرى في الجزيرة والأردن وسوريا. ويختلف المؤلف اختلاقاً شديداً مع سائر المستعربين في النظر إلى الفرقة بين السنة والشيعة. فهو لا يرى فيها نزاعاً دينياً بقدر ما هو نزاع عائلي نشأ واستمر بالمرحلة الأولى لوفاة الرسول «صلى الله عليه وسلّم».

من هنا يعتبر أن النزاعات التي لا تزال قائمة اليوم أسبابها قائمة في طباع العرب، معتمداً بذلك نظرية ابن خلدون. ويقول إن عرب اليوم ما زالوا يمارسون القبلية التي عاشوها في الماضي، سواء كان ذلك في دول صحراوية أو في دول أخرى مثل سوريا.

 

في وضع إدلب ومحيطها

فايز سارة/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

يتواصل بأقل قدر من الأضواء الإعلامية والاهتمامات السياسية الصراع على مستقبل إدلب ومحيطها، بين أطراف حلف نظام الأسد مع روسيا وإيران في مواجهة طرفي السيطرة على مدينة إدلب ومحيطها، التي تتقاسمها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، وبقايا تشكيلات محسوبة على «الجيش الحر» وجماعات إسلامية معتدلة. وفي الوقت الذي يعمل فيه أطراف حلف نظام الأسد بصورة منسقة ومتناغمة على محاور متعددة، يواصل الطرف المسيطر على إدلب ومحيطها صراعاته البينية من جهة، ومحاولة كل جماعة فيه تعزيز مواقعها بكل السبل في مواجهة مساعي النظام وحلفائه استعادة السيطرة على إدلب، التي لا شك أنها ستمثل تحولاً نوعياً في الصراع السوري المستمر منذ ثماني سنوات. وإذا كانَ همُّ القوى المسيطرة على المنطقة من تشكيلات مسلحة الحفاظ على المنطقة خارج سيطرة النظام وحلفائه، وسعي كل جماعة تحسين مكانتها، وتوسيع حيز سيطرتها على الأرض والسكان بانتظار ظروف أفضل، تبدل معادلات الصراع أو تقلبها، فإنَّ همَّ نظام الأسد وحلفائه حسم الوضع في المنطقة واستعادة السيطرة عليها على نحو ما تحقق من انقلاب في الموازين بعد التدخل الروسي، واستعادة سيطرة النظام على مناطق كثيرة، بدأت فاتحتها في حلب 2016، ثم تباعاً في ريف دمشق ودرعا، وتقوم خطة النظام وحلفائه على ثلاث نقاط أساسية.

أولى النقاط وأهمها استمرار الاستنزاف العسكري للمنطقة وللتشكيلات المسلحة فيها، عبر استمرار العمليات العسكرية، التي تتضمن زج أكبر عدد من القوات وعناصر الميليشيات على حدود المنطقة، والإيحاء بأنه فرض للحصار عليها، بالتزامن مع فتح معارك تبقي خطوط التماس في حالة اشتباك عسكري، وقيام القوات بالتقدم ما دامت استطاعت، إلى أراضي خصومها، مما يضع التشكيلات المسيطرة في إدلب ومحيطها في حالة استنفار دائم، ويستنزف قوتها، ويضعف انضباطها، بحكم طبيعتها غير النظامية، والنقطة الثانية نقطة مكملة، وهي تصعيد العمليات العسكرية على المدنيين خلف خطوط الاشتباك، ويشكل القصف الجوي للطائرات الروسية بأسلحتها، وبعضها محرم دولياً، وبالبراميل المتفجرة، التي تطلقها طائرات النظام، جوهر هذه العمليات، حيث تُلحِق خسائر بشرية ومادية كبيرة بالتجمعات السكانية، فيما يشكل القصف المدفعي والصاروخي الذي تشارك فيه قوات الحلف الثلاثي وميليشياتها قسماً آخر في عمليات التصعيد، وكان للقصف الصاروخي الأخير للقوات الإيرانية على مخيمات النازحين في أطراف بلدة قاح، شمال إدلب، قرب الحدود مع تركيا، أثر مدمر، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى المدنيين.

وتشكِّلُ إضافة النقطة الأولى في استنزاف قوة وطاقة التشكيلات المسلحة على خطوط التماس مع قوات النظام وحلفائه، والنقطة الثانية في إرهاب وتدمير البنية السكانية المعارضة للنظام في المنطقة، القسم الرئيسي من مثلث نقطته الثالثة إشاعة تدهور سياسي واجتماعي ومعاشي متعدد المستويات في إدلب ومحيطها بالتزامن مع التدهور الأمني، بحيث تتكامل مساعي تدمير المنطقة وسكانها، وهي أحد محاور سياسة النظام وحلفائه بمن فيهم الطابور الخامس والخلايا النائمة الذين يتشاركون بصورة مباشر وغير مباشرة في تعميم التدهور في كل مناحي الحياة العامة، لا سيما لجهة منع تحسين الأحوال والعلاقات بين الأطراف المختلفة، ونشر الإشاعات وتثبيط الهمم، مما يعزز سياسة النظام هناك القائمة، في هذا الجانب، على إغلاق المنطقة والتضييق على سكانها في حركتهم ومعاشهم، وإشاعة أجواء الإحباط واليأس نتيجة تغييب الحل السياسي، والإيحاء بأن لا طريق سوى استمرار القتل والتدمير والتهجير.

وللحق، فإن جزءاً مهماً من السياسات السابقة يتقاطع مع سياسات أطراف تزعم الوقوف في خندق العداء لنظام الأسد وحلفائه، على نحو ما تفعل «هيئة تحرير الشام»، التي تشكل «جبهة النصرة» عمودها الفقري، وباستثناء إصرارها على رفض إحداث أي تحولات في مصيرها، سواء بحل نفسها أو إجراء تغييرات عقائدية وسياسية فيما تتبناه، مما يبعد عنها صفة التطرف والإرهاب، ويحولها إلى طرف معتدل، فإنها تُصِرّ على البقاء في البيئة العقائدية والسياسية لـ«تنظيم القاعدة»، وتتابع في الوقت ذاته الإصرار على بسط هيمنتها السياسية والعسكرية، ومحاربة كل الأطراف التي تختلف معها بكل الأشكال بما فيها القتل والاعتقال والتهجير، إضافة إلى فرض تفكيرها العقائدي على السكان سواء عبر ميليشياتها أو عبر أجهزة ما تسميه «حكومة الإنقاذ»، التي شكلتها في المنطقة لتكون ذراعها في الإدارة المدنية، وإحدى وسائل سيطرتها، وواحدة من أدوات نهب القدرات المادية المتواضعة للسكان عبر الضرائب والإتاوات المفروضة، دون مقابل، وتحويلها لصالح الهيئة، التي جعلت من حكومتها منافساً للحكومة السورية المؤقتة، التي شكّلها الائتلاف الوطني المعارض.

ولعله لا يحتاج إلى تأكيدِ قولٍ، أن ما تتابعه الهيئة من سياسات، وما تقوم به من ممارسات، تفعله بدرجة أو بأخرى بعض التشكيلات المسلحة، خصوصاً التشكيلات الإسلامية، مما جعل حياة السكان والناشطين السياسيين والمدنيين والإعلاميين لا تُطاق، مما دفعهم إلى تنظيم مظاهرات واحتجاجات ضد الهيئة وزعيمها الجولاني، ومطالبتهما بالخروج من إدلب، وهي واحدة من خطوات يمكنها تحسين الحياة في المنطقة، وتحسين الإدارة فيها، وتعزيز صمودها في مواجهة سياسات وممارسات نظام الأسد وحلفائه.

إن العامل الأخير في التأثير على أوضاع إدلب ومحيطها تمثله تركيا وسياساتها في الشمال السوري، وهو تأثير لا يُستمدّ من كون تركيا بوابة المنطقة إلى العالم، والمتحكم الرئيسي فيها فقط، وهي طرف في الصراع، ولها مصالح وأهداف ووجود عسكري مباشر، إضافة إلى انخراطها مع روسيا في تحالف آستانة - سوتشي، الأمر الذي جعل سياساتها في موضوع إدلب ومحيطها أقل تشدداً، وخارج أي مساعدة، في مواجه الحرب على إدلب، بعد ما حصلت عليه من دعم ومساندة دوليين، وسكوت روسي على عمليتها الأخيرة، «نبع السلام»، في شرق الفرات، بخصوص خصومها من «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يشكل أكراد حزب «الاتحاد الديمقراطي» (BYD) عمودها الصلب في مناهضة تركيا. خلاصة القول في وضع إدلب ومحيطها اليوم: إنها تسير بخطى متسارعة نحو كارثة، ليس من خلال قوة النظام وحلفائه فقط، بل من خلال تواطؤ سياسات الأطراف المسلحة التي تفرض سيطرتها على المنطقة، ومن خلال تهاون تركيا ومسايرتها موسكو وسياستها في القضية السورية، وما لم تحصل تطورات سياسية تقارب المعجزة، فإن إدلب ومحيطها يمكن أن تصبح في يد نظام الأسد وحلفائه.

 

نتنياهو... ليس من أجل هذا فقط

نبيل عمرو/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني 2019

أخيراً صدرَ القرار المنتظر بشأن فساد نتنياهو، انقسمت إسرائيل مناصفة في ردِّ الفعل، مناصروه معه ظالماً أو مظلوماً، وخصومه ضده ويعملون على اعتصار قرار المدعي العام حتى آخر قطرة، ولن يرضيَهم أقل من خروجه النهائي من الحياة السياسية. الرهان العملي ينحصر في استقطاب بعض من معه لتشكيل حكومة، وهذا رهان غير مضمون مع أنه محتمل، فلا أحد يعرف أين يصلُ إغواء السلطة بالمواقف القديمة، خصوصاً أن الإغواءَ هذه المرة لا يتعلق بالحصول على منصب وزاري أو قيادة جهاز، بل بقيادة دولة إسرائيل. القضايا التي أحيل نتنياهو إلى القضاء بسببها هي أقل بكثير مما فعل ويستحق المسائلة والإدانة. ولو أن هنالك نائباً عاماً لا يأتمر بأمر القوانين الإسرائيلية، وإنما بالحقائق الموضوعية، لتجاهل الرشوة وزجاجات الشمبانيا وعلب السيجار وحتى الكذب على المحققين، فهذه تُهَمٌ تبدو هامشية أمام ما فعل نتنياهو في عهده طويل الأمد؛ ليس بإسرائيل وحدها بل في المنطقة كلها.

في إسرائيل لم يبقَ شيءٌ لم يعلن الحرب عليه فقد اشتبك مع القضاء الذي يعدّ درة التاج في الدولة العبرية، وأوشك على إلغاء دوره أو ترويضه لمصلحته مستغلاً أغلبيته اليمينية في الكنيست واشتبك مع الصحافة والثقافة بحيث لم يبقَ معه كاتب عليه القيمة، فضلاً عن حكايته المدوية مع ناشر «يديعوت» حين ساومه على إضعاف الصحيفة المنافسة «إسرائيل هايوم»، لقاء حصوله على بعض التغطيات الإخبارية والترويج لقراراته في الصحيفة الأوسع انتشاراً في إسرائيل، وكذلك حين كان يجرُّ الدولة إلى حروب وتوترات كان يمكن تفاديها لولا حاجته للأصوات والظهور بمظهر بطل الأمن وحامي حمى الدولة، حتى وصف عهده بمصطلح «بين كل حرب كبرى والحرب التي تليها حروب صغيرة على كل الجبهات».

ثم ماذا فعل حيال المليوني عربي من مواطني الدولة، وبأي حيثيات عنصرية صريحة أعلن الحرب عليهم، عبر تحريض سوقي هابط واصفاً ممثليهم المنتخبين بالطابور الخامس، ومحذراً الناخبين اليهود من تدفق العرب إلى صناديق الاقتراع، متناسياً أنه شخصياً وفي خطاباته أمام الأمم المتحدة كان يتباهى بقيادته لدولة سمَّاها واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. إن تحريضه على العرب مواطني دولة إسرائيل وحده يعادل كل التهم التي بمقتضاها سيذهب إلى القضاء، أما الكذب من أجل إشاعة إنجازات خارقة ليس لها أي أساس في الواقع فكل يوم كان الإسرائيليون يستقبلون منه سيلاً من الادعاءات الملفقة، حول ما كان يصفه بالانقلابات الجذرية التي أحدثها في الشرق الأوسط، التي من خلالها حوّل عرباً إلى حلفاء لإسرائيل، ثم ماذا فعل بحلم السلام والاستقرار الذي راود شعوب المنطقة والعالم بما في ذلك أكثر من نصف إسرائيل؟... أليس هو وشريكه اللدود شارون من دمرا أي إمكانية لتقدم مشروع السلام مع الفلسطينيين؟ ثم أليس هو وبسلوكه الاستفزازي المتعالي من دفع ملك الأردن إلى الإعلان في واشنطن مؤخراً بأن العلاقة مع إسرائيل هي الآن في أسوأ حالاتها، بعد أن أوصل السلام مع الأردن مرات كثيرة إلى حافة الهاوية، لإرضاء متشددين متعصبين يعبثون بالمقدسات التي هي تحت الرعاية الأردنية؟

ماذا نقول وماذا لا نقول عن عهد نتنياهو؟ ماذا يقول أهل غزة والضفة؟ إن روزنامة أيامهم مخضبة بالدم، وأرضهم وممتلكاتهم وأرواحهم تنتهك كل يوم، كم عائلة أبيدت في حروبه معهم وآخرها عائلة السواركة التي لم يجفَّ دمها بعد، وكم بيت وحيّ تحول إلى ركام، إمَّا بقصف الطائرات أو بالنسف تحت حجة أنه بُني دون تصريح، مع العلم بأن الحصول على تصريح لبناء بيت هو من أكثر المستحيلات استحالة. العالم يجمع على أن ما فعله نتنياهو بالفلسطينيين يعدّ جرائم حرب تستحق المحاكمة بل وأشد العقوبات، سوف يصدر لنا قادة إسرائيل تقديم نتنياهو للمحاكمة على أنه دليل على قوة العدالة في دولتهم، وهذا يمكن أن يكون صحيحاً لو أن مقياس العدالة من عدمه هو علب السيجار وزجاجات الشمبانيا التي يُتهم رئيس الوزراء بالحصول عليها من وراء ظهر القانون، أو التهم الأخرى بخصوص تزوير للفواتير واختلاس عائد القوارير الفارغة. لن نشتري هذه البضاعة لأن ما فعله نتنياهو وتركيبة الحكم في إسرائيل قبله وبعده يستحق المحاكمة والإدانة والعقاب. لقد ذهب نتنياهو، وقد نعاني من محاولاته اليائسة لاستغلال كل ما يقع تحت يديه للبقاء في سدة الحكم، وقد نعاني أكثر ممن سيخلفونه، الذين يبشرون بسياسة أكثر تشدداً لاستقطاب الأصوات من وراء ظهر العدالة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع الموفد البريطاني الاوضاع وتداعيات النزوح مور: ملتزمون مساعدة لبنان ودعم تأليف الحكومة

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية السفير ريتشارد مور، في حضور السفير البريطاني كريس رامبلينغ ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي.

وخلال اللقاء، نوه الرئيس عون ب"العلاقات اللبنانية - البريطانية والتعاون القائم في مجالات كافة، لا سيما دعم بريطانيا للجيش اللبناني وخصوصا لافواج الحدود"، لافتا الى ان "توقيع اتفاق الشراكة اللبنانية - البريطانية كان آخر انجاز ديبلوماسي مهم تحقق قبل استقالة الحكومة".

وعرض الرئيس عون للسفير مور الاوضاع في لبنان، "لا سيما منطلقات الازمة الراهنة والامكانات المطروحة لحلها". كما تطرق البحث الى "موضوع النزوح السوري الى لبنان وتداعياته على القطاعات كافة".

مور

بدوره شكر الموفد البريطاني الرئيس عون على استقباله، واطلعه على الاجتماع الذي عقد في باريس بحضور ممثلين عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية، والذي خصص في جانب منه لعرض الوضع في لبنان وسبل مساعدته.

واكد السفير مور التزام بلاده "مساعدة لبنان ودعم شرعيته الدستورية"، لافتا الى ان بلاده "تدعم تأليف حكومة جديدة من دون ان يعني ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية".

 

بري أرجأ جلسة تفسير المادة الـ 95 من الدستور

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري ارجاء جلسة تفسير المادة الـ 95 من الدستور التي كانت مقررة في 27 من الشهر الجاري الى موعد يحدد فيما بعد.

 

بري استقبل الموفد البريطاني والعريضي: للتشدد في إبقاء أوصال الوطن سالكة امام كل اللبنانيين

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019 

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، تعليقا على ما حصل امس في وسط العاصمة وعلى الطريق بين بيروت والجنوب، أنه "مدان بكل المقاييس، حيث تعمدت لقمة العيش بالدم فسقط الشهيدان حسين شلهوب وسناء الجندي"، داعيا "القوى الأمنية والجيش الى إبقاء اوصال الوطن سالكة امام اللبنانيين". وقال: "إن ما حصل على طرقات الوطن بالأمس مدان بكل المقاييس، سواء في وسط العاصمة او على الشريان الرئيسي الذي يربط العاصمة بجنوب الجنوب حيث تعمدت لقمة العيش بالدم فسقط الشهيدان حسين شلهوب وسناء الجندي. ودرءا للفتنة التي نربأ بكل اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، تجنب الوقوع بمنزلقاتها الخطرة، نجدد الدعوة الى القوى الأمنية والجيش اللبناني بضرورة التشدد بإبقاء اوصال الوطن سالكة امام اللبنانيين كل اللبنانيين، مع المحافظة على الحق بإبداء الرأي تحت سقف القانون وبما لا يمس بالسلم الأهلي وبأعراض وكرامات الناس كل الناس وبالممتلكات العامة والخاصة".

وكان رئيس المجلس قد عرض الأوضاع العامة، فاستقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور الذي جدد التزام بلاده "دعم الجهود الرامية لتشكيل حكومة جديدة واستمرار المملكة المتحدة بدعم لبنان في مختلف المجالات وشؤونا اخرى". كما استقبل الرئيس بري الوزير السابق غازي العريضي الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.

برقيات

على صعيد آخر، تلقى رئيس المجلس برقيات تهنئة بعيد الإستقلال، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، نائب الرئيس العراقي السابق إياد علاوي والقائد السابق لليونيفيل لوتشيانو بورتولانو.وكان الرئيس بري قد اتصل معزيا عائلة حسين شلهوب وسناء الجندي اللذين قضيا بالحادث الأليم على أوتوستراد الجية.

 

قائد الجيش استقبل مورفي ومور ووفدا من الضباط المتقاعدين

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، السيناتور الأميركي Chris Murphy بحضور السفيرة الأميركية في لبنان Elizabeth Richard على رأس وفد مرافق.

كما استقبل وفدا بريطانيا برئاسة المدير العام للشؤون السياسية في الخارجية البريطانية Richard Moore يرافقه السفير البريطاني في لبنان Chris Rampling والملحق العسكري المقدم Alex Hilton، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جهة أخرى استقبل عون وفدا من الضباط المتقاعدين الذين قدموا دعمهم الكامل لجهود المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

 

اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: ما شهده جسر الرينغ رسائل متعددة الابعاد

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

عقدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام اجتماعا قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام برئاسة رئيس اللجنة المطران أنطوان نبيل العنداري وحضور مدير المركز الخوري عبدو أبو كسم وأعضاء اللجنة ومديري المؤسسات الاعلامية الكنسية، وأصدرت بيانا نددت فيه بـ"أشد الادانة وحذرت مما شهده جسر الرينغ ومحيطه ليل أمس من محاولات لوضع شارع في مقابل شارع، وما حملته من رسائل ترهيبية متعددة الابعاد لمواطنين مسالمين ولمناطق سكنية آمنة ومن اطلاق شعارات طائفية ومذهبية تحريضية، ومن تعديات سافرة على الممتلكات الخاصة والعامة، لم توفر الاعلاميين والاعلاميات في خلال تأديتهم رسالتهم في نقل الحقيقة". واستهجنت اللجنة "عدم ردع هذه الممارسات الخطيرة من المرجعيات التي ينتمون اليها وعدم صدور أي إستنكار". في المقابل، أثنت على "جهود الجيش والقوى الامنية التي عملت على ضبط الوضع ومنع انزلاقه الى مزيد من الفوضى"، وناشدت القوى الامنية أن "تكون قبضتها أكثر شدة تجاه المشاغبين وألا يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد في تعاطيها مع التحركات التي تشهدها بعض المناطق، فلا يتم إعتقال متظاهرين من دون مسوغ شرعي وترك معتدين يستدرجون البلد الى صدام وفتن ويثيرون النعرات الطائفية". وأسفت "للعجز الرسمي المتمادي لدى المسؤولين في الدولة في إتخاذ القرار المناسب بإنطلاق الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة للانصراف الى عملية التأليف بما يؤدي الى إستعادة نوع من الثقة المفقودة، والى انتظام عمل المؤسسات الدستورية ووقف حال الاستنزاف الاقتصادي والمالي للبلد الذي يهدد بإنهيار كامل ستكون تكلفته باهظة على الجميع بلا إستثناء".

وحيت اللجنة "الانتفاضة الشعبية السلمية في الساحات البعيدة عن العنف والمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وتضمّ صوتها الى صوت صاحب الغبطة والنيافية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ثمّن في عظة الاحد " شجاعة شعبنا في مقابل غياب هذه الشجاعة عند اصحاب القرار السياسيين غير القادرين على إتخاذ القرار الشجاع لمصلحة لبنان وشعبه"، وتنظر اللجنة بإيجابية الى "رفع العلم اللبناني في معظم المناطق من الشمال الى الجنوب مرورا ببيروت وجبل لبنان والبقاع، والى ما شهدناه من عرض مدني حضاري في مناسبة عيد الاستقلال ال76"، آملة في أن "يصبح الاستقلال كاملا غير منقوص". وتركت اللجنة الاسقفية "اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات الميدانية والاتصالات الهادفة الى إحتواء الوضع".

 

نديم الجميل:الاعتداء على المتظاهرين ينذر بعواقب وخيمة ويؤدي الى فلتان

وطنية - الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

أبدى النائب نديم الجميل استنكاره ورفضه "الاعتداء على المواطنين المنتفضين سلميا ليل أمس في بيروت"، قائلا: "للذين قاموا بالأمس بأعمال عنف واعتدوا على الثوار والمتظاهرين المسالمين، أؤكد لهم أن هذه الإعتداءات لن تغير شيئا في هذا الحراك وأهدافه".

وأضاف: "ستستمر الإنتفاضة الشعبية بسلميتها مهما حاولوا جرها الى غير ذلك. فالشعب لن يتراجع عن مطالبه الأساسية المحقة المتمثلة بنزاهة الحكم وشفافيته بدءا برأس الهرم وحتى أسفله، والإستعجال في إجراء الإستشارات لإختيار الرئيس المكلف، وتأليف حكومة أختصاصيين تعمل بسرعة لوقف التدهور إقتصاديا وماليا وأمنيا. وما شهدناه من إعتداءات سافلة على الأملاك الخاصة في أطراف الأشرفية من زمر من الخارجين على القانون ينذر بعواقب وخيمة، ويؤجج لوضع شارع في مواجهة شارع، وبالتالي سيؤدي الى فلتان أمني خطير".

وختم:"كفى مماطلة وتضييعا للوقت، الوطن في خطر ويدفعه بعض المهووسين نحو الهاوية".

 

سامي كليب يفر من «نكبة» الميادين على جناح الثورة.. القصة الكاملة

جنوبية/25 تشرين الثاني/2019

لم تكن استقالة الإعلامي سامي كليب ومن بعده الإعلامية لينا زهرالدين من قناة “الميادين” عادية في زمن الثورة، بل خضعت لكثير من التفسيرات القائمة على دلائل ملموسة واستنتاجات أفاد بها مقربون من فريق العمل داخل القناة، عن توقيت الاستقالة وارتباطه الفعلي بموقفهم من الحراك الشعبي وسط أجواء مربكة في داخل القناة كشفت عن خزانة من الأسرار فتحت مع إعلان الاستقالة. وفي التوقيت الحرج للقرار، يحضر مشهد الحادي عشر من حزيران لعام 2012، حين انطلقت قناة أخبار جديدة بإدارة الإعلامي غسان بن جدو، بعد “استقالته” من قناة الجزيرة على إثر تغطيتها للملف السوري إبان ثورة الشعب في وجه نظام الأسد المجرم. جلس بن جدو أمام الحضور في المؤتمر الصحفي طارحاً شعار “الواقع كما هو” ومنتقياً اسماً من وحي ميادين الثورات العربية وعازماً على حد كلامه آنذاك بأن القناة المنبثقة من رحم الشارع العربي ستنقل أوجاع الناس، والذي لم يعرف حينها لدى عدد كبير من الجمهور أن قناة “الميادين” التي أطلقت بثها من الضاحية الجنوبية لبيروت وكان أحد مكاتبها الرئيسية في طهران، ستقع في فخ إثبات مهنيتها وتسقط عند كل محك واحداً تلو الآخر. في المؤتمر عينه، جلس في الصف الأول كليب وإلى جانبه مستشارة القصر الجمهوري في دمشق الإعلامية لونا الشبل، وكان هذا المشهد كافٍ لمعرفة أن القناة تتجه لاستنساخ تجربة قناة “الجزيرة” التي قدِم منها الثلاثة ولكن بصيغة غير متوازنة، أدت لصفع القناة عبر استقالة اثنين من إعلامييها خلال أسبوع واحد بعد سلسلة من الاستقالات بلغت أكثر من 15 موظفاً منذ بداية عام 2019. شكلّت استقالة كليب الاسبوع الفائت سؤالاً كبيراً حول مصير القناة التي استعانت لأول مرة منذ انطلاقتها بمحررين مبتدئين لتغطية النقص في كادرها المهني، وبحسب مصادر مقربة من إعلاميين يعلمون داخل القناة ،فإن هيكلية العمل تعاني من مشاكل جمّة تتركز معظمها في غياب البنيوية الواضحة للقناة والتي أفشلت إمكانية بناء “الميادين” نفسها كقناة تحمل هوية إعلامية مختلفة وجمهور خاص يتابعها. بل على العكس تشربت الميادين عاملين من “الإخبارية السورية” وقدّمت نفسها على أنها نسخة منقحّة من قناة “المنار” التابعة لحزب الله عبر توظيف إعلاميين من عدة طوائف وعدم إلزام المذيعات بالحجاب أو بزي معين. لكن اللحظة الفاصلة، جاءت مع مقابلة كليب التي أجراها مع رئيس الجمهورية ميشال عون، والتي اعتبرها مدير “الميادين” بن جدو تحدياً له حيث، و اعتبرها مخالفة لقواعد القناة عبر إجرائه المقابلة دون إعلام الإدارة بذلك، وهذا ما دفع البعض لاعتبار هذا الموقف هو حصيلة تراكمات في التعامل المهني السيء وجدها كليب دفعته لاختيار اللحظة المناسبة للاستقالة. وما أفضل من لحظة “الثورة اللبنانية”، فمن انشق لرفضه تسمية المظاهرات في سوريا بـ”الثورة”، سيجد في حراك بلاده على الأرض فرصة ذهبية لإعادة تصدير اسمه أمام الإعلام العربي على أنه رافض لقمع الحريات وتكميم أفواه المتظاهرين، وهذا ما فدفع كليب للنزول إلى خيمة الاعتصام والمشاركة في الحراك. ولكن هل كانت استقالة كليب ستشكل هذه العاصفة فيما لو استقال في لحظة غير هذه اللحظة! تشير مصادر مقربة من عاملين في “الميادين” إلى أن المشكلات الإدارية تمتد منذ فترة طويلة وسبق ودفعت بالإعلامي علي هاشم إلى مغادرة القناة قبل انضمامه إلى شبكة BBC وحذا حذوه في الاستقالة كل من: عبد الرحمن نور، حازم كلاس، سلمى الحاج، هبة الله بيطار، عبير الزوادي، دلولة الحديدان وخورشيد دلّة وآخرون. في حين أشارت المصادر إلى أن سبب الخلاف الجوهري بين كليب وبن جدو تعود إلى سياسة الأخير في تهميش كليب عبر تحجيم نفوذه في القناة من مشارك في التأسيس ومدير لغرفة الأخبار إلى مقدم برنامج “لعبة الأمم” فقط، ومن ثم إجحاف حق كليب في إعداد برنامجه عبر تكليف لجنة من المعدين للموافقة على ضيوف البرنامج الذين يقترحهم  كليب.

وتابعت المصادر بأن مؤشر ضعف “الميادين” يعود لأسباب إدارية ومهنية عديدة برزت مؤخراً للعيان بانتقاء الشيخ نعيم قاسم إجراء مقابلة مع قناة “الجزيرة” ورفضه الظهور عبر “الميادين”. واليوم  كما يرى المستقيلون،  تتسع ثورة لبنان بصدرها الرحب إلى الإعلاميين التائبين بعد أن خرجوا من عباءة “الميادين” وانضمامهم إلى الحراك إثر رفضهم انحياز القناة ضد مطالب الناس المحقّة على حد وصفهم، على أن يظل السؤال عن الشاشات القادمة التي سيطلون من خلالها؟ وعن مستقبل “الميادين” بعدما تحولت إلى قناة الرجل الواحد تيمناً بمنهج الأنظمة المستبدة التي تدافع عنها!  شارك هذا الموضوع: WhatsAppتويترفيس بوكTelegram رئيس الجمهوريةسام

 

من يصدق سارقيه وجلاديه ؟

دانيل عبد الخالق/جنوبية/25 تشرين الثاني/2019

شهد جسر الرينغ امس، اعتداءات من قبل مناصري “حزب الله” و”حركة أمل” نتج عنها إصابة عدد كبير من العسكريين والمدنيين واعمال شغب. هجمتم وكسّرتم، لكن هل تعلمون: خصومكم ليسوا مَن يطالبون بحقوقكم التي هي مطلب كل مواطن إنما الذين نهبوكم وفقّروكم وأسكتوكم طيلة هذه السنوات عبر شحنكم بالخطاب الطائفي الذي ما زلتم تتأثرون به. كي لا يُغرّر بكم مرة اخرى إعلموا أننا لن نسمح باستغلال الثورة لا من الداخل ولا من الخارج، إنما هم أهل السلطة مَن يتعاملون مع الخارج الذي لا يراكم مواطنين لكم حقوق بل وقودا لمصالحهم لا أكثر. هل ما زلتم تصدقون الذين جمعوا ملايين الدولارات على ظهوركم وبفضل دعمكم بينما انتم تعيشون في شقق الذل ولا تستطيعون تجديد  شيء في بيوتكم الا بالتقسيط. إن ما يُخوّفونكم به أننا الثوار نريد نزع سلاح حزب الله هو نفس الخطاب الذي يخوّفوننا به بأن سلاح حزب الله هو لقتلنا وتركيعنا والسيطرة عليها. وهو نفس الخطاب الذي سمعناه أن طوائفنا بخطر إن لم نواجه شركائنا في الوطن. إعلموا يا إخواننا المواطنين، إعلموا بما لا يقبل الشك أننا وإياكم ضحايا وحشيتهم وجشعهم، وما استطاعوا أن يُسكتونا كل هذه السنوات لولا أنهم جمّعونا في قطعان مذهبيّة تخاف بعضها بعضا، وهُم مَن استقووا بالخارج وجعلوا من أنفسهم عملاء لا نحن، ها قد بدأنا أول خطوة وكسرنا حواجزهم الوهمية، لنخرج نحن وإياكم من حضائرنا الى فسيح الوطن الذي يَحمينا جميعا. وعندما تتجرّأ أي فئة من الحراك أن تخطو أي خطوة باتجاه مواجه سلاح الحزب دون أن يعترض باقي الحراك عليها فلكم عندها العذر في ترك خندق الوطنية والعودة الى المتاريس الطائفية

 

علي الأمين في مؤتمر«المسيحيين العرب» في باريس: المواطنة والتنوع الديني.. خطان يلتقيان حتماً

جنوبية/25 تشرين الثاني/2019

نوه رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين بأهمية مؤتمر المسيحيين العرب الأول الذي عُقد في باريس في 23 تشرين الثاني الجاري،  لما ينطوي عليه من “تطلع مسؤول الى النهوض بمجتمعاتنا العربية ودولنا الوطنية”. ولفت في كلمته الإفتتاحية  التي تُليت في المؤتمر بعد تعذر وصوله لأسباب لوجستية، ان “الوجود المسيحي  الراسخ والعميق في المنطقة العربية يؤكد أن الهوية العربيةهي فعل تكامل مع الهوية الإنسانية”. و فيما يأتي نص الكلمة: ينعقد مؤتمر “المسيحيين العرب” في لحظة تحولات  سياسية ودينية وحراك شعبي عربي يعم المنطقة تحت شعارات محقة للتحرر من أنظمة فاسدة وعابثة، تمعن في هتك حرية الفرد والدين والمعتقد. بداية لا بد من شكر الداعين لهذا المؤتمر وتوجيه تحية لهم من لبنان بلد التنوع الديني والثقافي، الذي أطلق حراكا ًقبل أسابيع و سرعان ما تحول إلى إنتفاضة تدافع، من جملة ما تدافع عنه، حق الطوائف والمذاهب في ممارسة حياتها الدينية ، وتحديداً المسيحية، التي تشكل مصدر تمايز للبنان و تدخل في صلب مقاربة هذا المؤتمر حول المسيحيين العرب  قاعدة  ان المسيحيين هم  يقدمون نموذجاً صارخاً وممتازاً في لبنان للشراكة مع المسلمين للعيش بحرية في بوتقة تؤمن بالتعددية الدينية والتنوع الثقافي و تنبذ المذهبية وكل أشكال الإضطهاد الديني او العرقي أو العنصري.   تكمن أهمية هذا المؤتمر لما ينطوي عليه من تطلع مسؤول الى النهوض بمجتمعاتنا العربية ودولنا الوطنية، ولئن كانت أوراق المؤتمر تقارب النهوض العربي من بعد جوهري يتصل بالوجود المسيحي الراسخ والعميق في المنطقة العربية، فذلك فعل يؤكد ان الهوية العربية، هوية مؤسِسة ليس في الفكر والثقافة والتاريخ والجغرافيا، بل فعل تكامل مع الهُويات الإنسانية والوطنية والدينية والمناطقية والعائلية في الدول العربية من مشرقها الى مغربها، والديانة المسيحية التي خرجت الى العالم وبشّرت برسالة السلام من هذه المنطقة، هي رسالة فعلت وتفاعلت ولاتزال في تشكل الهوية العربية التي تكتسب حضورها ومعناها من تشكل دائم ومستمر، وهذا المؤتمر هو مصدر من مصادر الحياة والنمو والحضور لهذه الهوية العربية. ليس من اليسير مقاربة مسألة النكوص والتراجع في إدارة المجتمعات والدول في الدول العربية، من دون التطرق الى مسألة فشل مشروع الدولة، بما هو اطار لعقد اجتماعي بين السلطة والشعب، ويقوم على أساس المواطنة، من دون تمييز بين افراد المجتمع. ولا شك أن هذا الخلل يفتح في كثير من الأحيان الباب امام الاطماع الخارجية سواء كانت غربية أو إقليمية. ومن دون أن نقلل من شأن عوامل سياسية واقتصادية منها دور الحروب الإقليمية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولأراض عربية في تعميق المأزق الوطني، وتصدع مشروع الدولة، فان ذلك لا يقلل من شأن ما بات يهدد العديد من المجتمعات العربية في وحدتها الوطنية، قصدت الإشارة الى ما بات يعرف من عقود أي مسألة الأقليات لاسيما في المشرق العربي. ان غياب دولة المواطنة أو اختلالها منذ عقود في هذه المنطقة، كان سبباً من أسباب ترسيخ الدكتاتوريات فيها، وفي نشوء أنظمة مصالح تستقوي بالانتماءات العصبية وتعزز من دورها ونفوذها الاجتماعي والسياسي وتزيد من تراجع وضعف دولة المواطنة، من جهة، ومسألة الأقليات في المنطقة العربية التي تبلورت وتضخمت في ظل غياب المساواة بين المواطنين داخل الدولة من جهة ثانية. من دون أن نغيب دور الأيديولوجيات الدينية التي قامت في مشروعها السياسي على شيطنة المختلف وعلى النقيض من دولة المواطنة. الاختلاف الديني أو التنوع الذي ميّز الفضاء العربي، يؤكد أن سمة التنوع والتعدد في المجتمع فعل أصيل في الثقافة العربية والإسلامية، وهو الحقيقة الناصعة التي يزخر بها تاريخ مجتمعاتنا، وتؤكدها تفاصيل العيش الواحد فيها، ويرسخه في الوجدان ايّ تطلع صادق وحقيقي للحرية والاستقلال والارتقاء.

ينعقد مؤتمرنا هذا وسط أصوات تضج بها اوطاننا، ولاسيما لبنان والعراق، أصوات حرة، تنشد الوطن والدولة، انتفاضة تعيد ترتيب افكارنا وتخترق جدران الوهم أو جدار الخوف، وهم السجن الطائفي والخوف الأقلوي، لذا هي انتفاضة الذات على الذات قبل كل شيء، ما يشهده لبنان والعراق اليوم، فعل انتفاضة الدولة في وجه الدويلة، وفعل انتفاضة الهوية الوطنية ضد تضخم الهويات الطائفية وتشوهها، وهو قبل ذلك وبعده فعل خلاّق لدولة المواطنة والمساواة بين المواطنين. بهذا المعنى تقترح انتفاضة العراق كما انتفاضة لبنان، برنامج دولة القانون، وعصب الدولة اذا صحّت المقولة في مقابل عصب الطائفة أو المذهب، نحن مواطنون نحتكم كأفراد في علاقاتنا لعقد اجتماعي ويحكم العلاقة بين المواطنين والسلطة، في المشهد اللبناني اليوم نكتشف لبنانيتنا ونختبر قوتها في الميدان، ليست الانتفاضة في عمقها فعل انفصال عن الانتماءات والهويات الدينية، بل هي فعل انعتاق من سجن الخوف الطائفي الذي طالما كانت الأحزاب الطائفية وزعاماتها ولاتزال تستثمر هذا الخوف وتعززه في سبيل تعميم السلطة العمياء وتهميش سلطة القانون.  ولم ينجو الشيعة في لبنان والعراق من سطوة الأقلوية، وكانوا في العقود الأخيرة عرضة لعملية فصل وعزلة ثقافية وفكرية ليس مع محيطهم الوطني أو العربي، بل لعملية عزلة عن تاريخهم الاجتماعي والسياسي والثقافي الوطني والعربي، وساهمت الأيديولوجيا التي بشرت بها ايران في منطقتنا العربية، في خلق سياج أيديولوجي حول الشيعة جرى مدّه نحو الأقليات المسيحية والاثنية في السنوات الأخيرة، ليس باسم مظلة ثقافية إسلامية، ولا بعناوين الانتماء الوطني، بل باعتماد مصطلح أطلقه مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي منذ أشهر وردده امين عام حزب الله حسن نصرالله مرات عدة، هو مصطلح منطقة غرب اسيا، وهي محاولة لاجتزاء المنطقة العربية وإدخال ايران فيه، وهو في جوهره فعل تهميش الهوية العربية وتقويض النظام الإقليمي العربي، وابتداع فكرة مقابلة مفادها ان غرب آسيا هو مجموعة طوائف واثنيات لا دول وطنية ولا عربية. انتفاضة لبنان وانتفاضة العراق، هما في جوهرهما العميق ردّ على هذا الوهم الإيراني، بقدرته على تدجين المجتمعات بمقولة الأقليات، وهما يشكلان أيضا انتفاضة وعي وادراك لنظام المصالح الوطني وهو بالضرورة وعي عميق للانتماء الى الهوية العربية، ليس لكونها هوية صمّاء، بل هوية متفاعلة مع العصر ومع كل الإنجازات التي حققتها البشرية على مستوى الحرية والديمقراطية واحترام التنوع في المجتمعات.    وبعد كلمات المشاركين، خلص المؤتمرين إلى التوصيات التالية: البند الأول لا يختلف خيار المسيحيين المشاركين في هذا المؤتمر اليوم عمّا كان عليه في بداية القرن الماضي عندما انهارت السلطنة العثمانية ودخلت المنطقة في منعطف جديد.حينها طالب المسيحيون بقيام الدولة الوطنيّة التي تنقلهُم هُم والمسلمين من حالة الجماعة الى حالة المواطن الفرد وحيث يتساوى الجميع أمام القانون.رفضوا البارحة ويرفضون اليوم تقسيم أوطانهم لصالح كيانات مستقلّة.كما رفضوا البارحة ويرفضون اليوم مبدأ تحالف الأقليات الدينية والمذهبية والإثنية ومناداة الخارج القريب والبعيد للحماية والغلبة في الداخل. إن المشاركين في هذا المؤتمر يعلنون انتسابهم الى أوطانهم في عالم عربي يساهمون في بنائه مع جميع المواطنين على قاعدة الحريّة والعدالة والمعاصرة.البند الثانييطالب المشاركون في مؤتمر المسيحيين العرب الأول بقيام الدولة المدنيّة الوطنية الحديثة المرتكزة على الفصل بين الدين والسياسية والتي تؤمن حقوق الإنسان والمواطن الفرد.   البند الثالث 1- يدعو المشاركون في مؤتمر المسيحيين العرب الأول المنعقد في باريس: أ‌- شباب الثورات العربية في لبنان وسوريا والعراق وليبيا والسودان والجزائر وتونس، كما باقي البلدان على مساحة المنطقة إلى التمسّك بالطابع السلمي للتحركات، إذ إن تجربة الربيع العربي بطبعته الأولى، وخاصةً في سوريا، أكّدت أن عنف الأنظمة الاستبدادية والمجموعات الإرهابية لا يقاومه الاّ شجاعة سلميّة التحركات.لقد شهد العالم على مآسي بلداننا وفضّلَ الأمن على الحريّة، وترك شعوبنا الى قدرهم مُتذرعاً بالعنف ليبحث عن بدائل “موضوعيّة” للأنظمة الاستبدادية.  لن نستدعي مجدداً انتباه العالم إلينا الاّ من خلال العمل من أجل الحرية والعدالة والسلام: السلام مع بَعضنا البعض، مواطنين متساوين مسيحيين ومسلمين، سنّة وشيعة وعلويين ودروز وأيزيديين وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين وسريان…  السلام والتضامن داخل مجتمعاتنا تحت مظلة أنظمة ديمقراطية معاصرة.- والسلام في المجتمعات ومعها من خلال الأنظمة الوطنية المدنية الدستورية التي تسود فيها العدالة الاجتماعية وحكم القانون. الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ضحية الاحتلال والإستيطان، وعن حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. السلام بين العالم العربي والعالم القائم على احترام المواثيق الدولية، لا سيما المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، ومناهضة كل أشكال الاضطهاد و التمييز العنصري والإثني والديني .ب‌- ويدعو أيضا إلى الحفاظ على الهوية العربية الجامعة بوصفها رابطة ثقافية غير أيديولوجية وغير دينية، تعززها المصالح العربية المشتركة وإلى تجديد العروبة انطلاقا من قيم المساواة والمواطنة والحق في الحياة الكريمة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 24 و 25 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

خينا الرئيس إيلي الفرزلي شخصية تعود بثقافتها وخطابها ومسرحيتها إلى زمن سوق عكاظ

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80872/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a5%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%b2%d9%84%d9%8a-%d8%b4/

ايلي الفرزلي بالشخصي مهضوم، وبليغ لغوياً، ومسرحي في مقارباته، وخفيف الظل، أما في السياسة والشؤون الوطنية فهو شخصية انتهازية ووصولية تعود بثقافتها وخطابها وخياراتها إلى زمن سوق عكاظ الجاهلي حيث كانت القاعدة يومها للشعراء والمتعلمين “قدح ومدح بالأجرة”.

فالرجل في زمن الاحتلال السوري كما يعرف القاصي والداني كان سورياً وبعثياً أسدياً أكثر من حافظ الأسد وابنه وكل أهل القرداحة وضواحيها، وهلقتنيي بزمن احتلال حزب الله الإرهابي والغزواتي فهو ملالوي ولاهي ومقاومتي نفاقي أكثر مليون مرة من السيد حسن نصرالله والشيخ نعيم قاسم والشيخ نبيل قاووق وكل ملالي إيران.