LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ، ِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عرس استقلالي شعبي في ساحات لبنان، ومأتم استقلالي للرؤساء الثلاثة في وزارة الدفاع

الياس بجاني/قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الإستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الاستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/لا حكومة أخصائيين أو مستقلين ولا حتى حكومة ملائكة سيكون لها أي فائدة ما لم تضع في سلم أولوياتها استعادة الدولة من دويلة حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وملخص نص مقابلة بشيرية وكيانية واستقلالية بامتياز مع رفيق بشير الأستاذ سجعان قزي. مقابلة هي عملياً خريطة طريق للثورة والثوار وللبنان المراد إعادة تكوينه

أهم عناوين مقابلة السيد سجعان قزي من تلفزيون المر

تفريغ وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين ودون أي مسؤولية للأستاذ سجعان قزي/23 تشرين الثاني/2019

مهرجان شعبي على مستوى عالٍ من الأبداع والتنظيم والجمال/ابو أرز-اتيان صقر

لا ناقة ولا جمل للادارة الاميركية في منع او تشكيل حكومة جديدة في لبنان/د.وليد فارس

فيديوهات لمداخلات ومقابلات من تلفزيونية لبنانية وعربية تلقئ الأضواء على الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الصحافي نبيل بو منصف

فيديو مداخلة لرئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمفكر الأسلامي سماحة السيد علي الأمين من قناة العربية

فيديو مقابلة مع د. مصطفى علّوش من تلفزيون الجديد

فيديو مداخلة لمدير المنتدى الأقليمي للأستشارات والدراسات خالد حمادة من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي محمد نمر من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي مصطفى فحص من قناة الحدث

فيديو مداخلة لأستاذ العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر من قناة الحدث

عبيد إيران في لبنان يحرقون العلم الأميركي في صور/فادية سمعان/

حرب غير مسبوقة في "تاريخ إسرائيل": مواجهة مع "حزب الله" أو حماس أو الاثنين معاً

البحرين: حزب الله "يَشُلُّ" لبنان!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/11/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون مُصرٌّ على توزير باسيل و”حزب الله” يُهدِّدالحريري بالميليشيات

مجلس الأمن الدولي يناقش غداً تطبيق القرار 1701 والأوضاع الراهنة في لبنان

السنيورة: الاحتفال بعيد الاستقلال كئيب… ورئيس الجمهورية يتعدى على صلاحيات الرئاسة الثالثة والبرلمان

جنبلاط يُحيي الشباب ويشدد على وحدة الصف… وكلودين روكز: التطورات الأخيرة أظهرت دور المرأة الإيجابي

الثوار يحتفلون بعيد الاستقلال في ساحة الشهداء وطلاب ثانوية عكار تظاهروا وانضموا إلى خيمة اعتصام حلبا

خيمة كفررمان شعر وغناء على أنغام الثورة

نساء صور يسرن نحو المحكمة الجعفرية.. رفع سن الحضانة ومنح الجنسية وإسقاط النظام الطائفي

رفض واسع لقرار “حزب الله” قطع بث قناة “الجديد” طالبوا بمحاسبة من يقف وراء الفاعلين

لائحة بأسماء سياسيّين أجروا تحويلات ماليّة بالملايين

يعقوبيان لرجل دين شيعي: سيدات الثورة أشرف الناس

فيلتمان: أكثرية اللبنانيين رفضت الاستماع لمطالب نصرالله وقال لـ «الشرق الأوسط» إن سمعة «حزب الله» تآكلت خلال المظاهرات الأخيرة

حاكم "المركزي" ينفي صحة الحملات ضدّ "بنك عودة"

التأزم السياسي ينعكس فتوراً في علاقة الحريري مع عون وبري والعرض العسكري بعيد الاستقلال كشف عمق الخلافات... وسجال بين «المستقبل» وأبو صعب

تظاهرة قرب السفارة الأميركية غدا... ما علاقة الشيوعي؟

وزير خارجية البحرين: التدخل الإيراني عبر “حزب الله” شلَّ لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة الإيرانية: الملالي واجهوا المحتجين بالدبابات والطائرات وتظاهرات الوقود أحرقت 165 مدينة والنظام استخدم جميع قواته القمعية وقتل 287 واعتقل 7 آلاف

واشنطن تعاقب وزير اتصالات إيران وتفتح خطاً ساخناً لتوثيق تجاوزات النظام وخطباء الجمعة يدافعون عن قرار حجب الإنترنت ويطالبون بأشد العقوبات للمحتجين > نقابة الصحافيين تنتقد سياسات الحكومة

القضاء يدرس إبلاغ نتنياهو بأنه «لم يعد مؤهلاً لمنصب رئيس حكومة» والمعارضة تطالبه بالاستقالة في أعقاب توجيه لوائح اتهام خطيرة ضده

القضاء الأميركي: على إيران دفع 180 مليون دولار لصحافي كان مسجوناً لديها

نائب الرئيس الأميركي يتفقد قوات بلاده في العراق

ترمب: أدعم استقالة بومبيو وترشحه لمجلس الشيوخ

الأكراد يخوضون معارك ضد قوات تركية وفصائل موالية لها في شمال سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تؤدي الانتفاضة إلى "تحرير" بيئة حزب الله؟/منير الربيع/المدن

كرنفال ساحة الشهداء.. للاستقلال عن المافيا السياسية/محمد أبي سمرا/المدن

مرج بسري: معركة الثورة لانقاذ جمال لبنان وبيئته/أنور عقل ضو/المدن

التحرك الشعبي: إصلاح اللغة والمعنى/أحمد جابر/المدن

النساء في ساحات الثورة: لما الذهول من حضورهن؟/يارا نحلة/المدن

القبضة تعود إلى وسط بيروت... إنجاز ضد العنف والكراهية/طوني بولس/انديبندت عربية

واشنطن تغير مقاربتها للبنان… ضغط إضافي على حزب الله وحلفائه /سيتطور الموقف الأميركي في اتجاه مزيد من العقوبات تطال الجانب الاقتصادي/جاكلين مبارك/انديبندت عربية

مخاض "الاستقلال الثالث" والتحرر الوطني بعد التحرير ,"عوامل الثورة كانت تتراكم منذ صارت قوات الردع العربية قوات سورية خالصة"/رفيق خوري/انديبندت عربية

عيد الاستقلال كما أحياه اللبنانيون: تأسيس الجمهورية الثالثة/منير الربيع/المدن

«العهد القوي» إذ يصطدم بشعبه/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

لبنان... الانهيار أو الجمهورية الثالثة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

بقاء أميركا في سوريا مهم لدورها في المنطقة/شارلز ليستر/الشرق الأوسط

بعد 103 أعوام على عقدها... سايكس بيكو مشجب المؤامرة الدائم/متخصصون يرون أن الاتفاقية وراء دمار الشرق الأوسط... وباحث: مخطط اليوم يستهدف تفكيك المنطقة لـ"أشباه دول"... وآخرون يقللون من أهميتها/أحمد عبد الحكيم صحافي/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في تأمل صلاة المسبحة الوردية: ما قام به المواطنون أمس في ساحة الشهداء أكبر دليل على أن شعبنا أقوى من المشكلة التي يواجهها

الوطنيون الأحرار: ما يصدر عن مدعي الشمعونية والشمعونيين لا يمثل إلا رأي كاتبه ومطلقه الشخصي

كلودين عون زارت البابا تواضروس الثاني في القاهرة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ، ِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك

“إنجيل القدّيس متّى06/من01حتى04/: “قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات. فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ، ِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عرس استقلالي شعبي في ساحات لبنان، ومأتم استقلالي للرؤساء الثلاثة في وزارة الدفاع

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80797/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a7%d8%aa/

حقيقة بأن ما يشهده وطني لبنان الحبيب منذ 37 يوماً من حراك ومظاهرات واحتجاجات واعتصامات شعبية هو غير مسبوق في تاريخ هذا البلد المتميز والرسالة، وبالغالب هذا حدث لم يحصل في أي بلد آخر.

إيمانياً ما حدث ويحدث في الساحات اللبنانية كافة وبمفهوم كثر من أهلنا ونحن منهم هو نعمة من الله تقارب العجيبة.

نعم عجيبة، وعجيبة كبيرة أن يثور الشعب اللبناني وفجأة بهذا الزخم العابر للمذاهب والطوائف والمناطق والأحزاب، وبهذا الأسلوب الفرح والحضاري والسلمي والعنيد في إصراره رغم كل ما يعاني منه من وجع وخيبات وصدمات واضطهاد وإهمال وتهميش وإفقار وهجرة وتهجير.

هذا البلد العظيم، لبنان، باركه الله وقدس ترابه منذ خلق الأرض وما عليها وكون الإنسان على صورته ومثاله.

بارك الله تربة لبنان الخميرة التي أنجبت وتنجب بررة وقديسين وعلماء ومفكرين وفنانين ومبدعين في كل المجالات فاستحق عن جدارة مسمى، بلد القداسة والقديسين والرسالة.

هو بلد قال الله أنه انه "وقف" أي ملك له... ومن هنا ولأنه بهذه القداسة فإن كل يد امتدت عليه بالأذى منذ بدء التاريخ لقيت ردعاً وعقاباً سماوياً، ونفس المصير للاقته كل قوى الاحتلال التي طردت بذل وهو بقي شامخاً كأرزه المقدس.

*("ونظر موسى إلى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ أجاب الله وقال: أغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدك").(تثنية الاشتراع: 03/25/32/52/34/04.

("ونظر موسي إلى الشمال، إلى ارض لبنان والجبال! وهذا الجبل لمن؟ قال! أغمض عينيك!!! محال! أجابه الله بصوت زلزال... وقف لي، هذه الأرض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازل".(يشوع بن سياغ 01/40 حزقبال 30/03/31/15).

ونعم لبنان، وطن الأرز والرسالة والقداسة والقديسين هو قلب الله وجماله من جمال الله.

هذا هو لبنان «قلب الله» الآتي من اسم كلمة لبنان: لب: وهي تعني قلب «نون» وهو اسم الله.

فيصبح اسم لبنان، قلب الله.

وهو أيضاً يعني الجبل الأبيض.

وعلى هذه الجبال تمنى تلامذة السيد المسيح أن يقيموا مظالهم «هنا» في جبل لبنان في طور حرمون حيث يقال إن المسيح جاء مع تلاميذه وتجلى أمامهم وأصبحت ثيابه بيضاء كالثلج.

إن اسم لبنان يتردد لأكثر من 72 مرة في الكتاب المقدس وفي أجمل المقاطع.

وكل مرة يريد الكتاب المقدس أن يتكلم عن جمال الله فهو يشبهه بجمال أرز لبنان.

من هنا فلا غرابة أن تكون ثورة شعب لبنان العظيم بهذا التميز والفرادة والإعجاز، وبأن تكون فعلاً حدث عجائبي بكل ما في الكلمة من معاني.

فمن يشاهد ويسمع شباب وصبايا لبنان الذين تعج بهم الساحات في كل أرجاء لبنان وهم يعبرون عن أسباب ثورتهم السلمية والحضارية، يفاجئ بمستوى اطلاعهم وإدراكهم ومعرفتهم وعمق فهمم لكل ما يدور حولهم، ولكل خفايا وألاعيب وفساد وإفساد الطبقة السياسية من حكام وأصحاب شركات أحزاب ومرتزقة وتجار مقاومة وتحرير.

شباب وصبايا في عمر الورود سابقين بوعيهم وآمالهم أعمارهم بسنين وسنين.

شباب وصبايا لا يمكن من يسمعهم ويشاهد عفويتهم وشجاعتهم وصدقهم وسلميتهم وقدرتهم الرائعة في التعبير عما يريدونه ويتطلعون إليه إلا أن يقول بفخر ما بعده فخر: بارك الله بهم فهؤلاء فيهم فعلاً نوع من القداسة.

أمس كانت ذكرى الاستقلال وهي مناسبة عملياً بينت بوضوح كم أن حكام لبنان وأطقمه السياسية والحزبية "وكلن يعني كلن" هم جميعاً غرباء ومغربون ومنسلخون عن شعب لبنان وتحديداً عن الشباب والصبايا.

هؤلاء الحكام والسياسيين هم في غير عالم الواقع، وفي غير عالم الشعب، وقد تمظهرت هذه الغربية القاتلة في الفوارق بين احتفالهم بذكرى الاستقلال في وزارة الدفاع والشبيه "بالجنازة والمأتم"، وهم محاطون بالحراس لخوفهم من الشعب الثائر على ممارساتهم اللادستورية.

وقد كان الخوف والاكتئاب والضياع باديين على وجوههم.

 الاحتفال الاستقلالي في وزارة الدفاع كان أمس عملياً مأتماً وليس أي شيء آخر.

أما في ساحات لبنان الرحبة، وخصوصاً في ساحتي الشهداء ورياض الصلح –بيروت، فكان الاحتفال بالذكرى عرساً ومهرجاناً جماعياً لكل الشرائح المجتمعية.

احتفال فرح وأمل لم يرى لبنان من قبل مثيلاً له.

احتفالاً فرحاً وفنياً وحضارياً وسلمياً كان فيه الجميع يؤدون الصلاة للبنان الرسالة والمحبة والانفتاح والعطاء والكرامة والقداسة والفرادة ,الحقوق وكل على طريقته وحسب وزناته ومهنته وقدراته.

هذا الشعب المتحضر والسلمي والفرح والمصمم على التحرر من أغلال الفساد والمفسدين، وعلى أن يتولى مسؤولية الحكم في بلاده أشخاص يشبهونه وهمهم العطاء والتضحية، هذا شعب لا يمكن لأي سلطة مهما عظمت وتجبرت أن تعيده إلى زمن ما قبل بدء ثورته في 17 تشرين الثاني.

يبقى أن المستقبل هو لهذا الشعب العظيم الذي حول الاحتفال بعيد الاستقلال إلى عرس ومهرجان فرح، أما الحكام والسياسيين والرسميين الذين أقاموا مأتم الذكرى في وزارة الدفاع فهؤلاء ومهما تمادوا في الغرق بعاهات الإسقاط والتبرير الإنكار والإستكبار والأوهام فهم أمسوا الماضي وأدوارهم السياسية انتهت إلى غير رجعة.

لنصلي من أجل أن يحمي الرب لبنان وينصر شعبه على الظلم والظالمين

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الاستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80750/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d8%a9/

بداية فكلمة الرئيس عون يوم أمس في ذكرى الاستقلال كانت في السياسة وفي شقيها الوطني والإستراتيجي مخيبة للآمال، وهي جاءت بمحتواها وكأنها من غير عالم، ومن غير كوكب، رغم نبرتها الصوتية العالية.

كلمة من كتبها للرئيس لا يعيش نبض الشارع، ولا يدرك ما يريده المنتفضون من أهلنا، ولا عنده حتى فكرة ولو صغيرة عن مطالبهم وأوجاعهم وأسباب غضبهم وثورتهم وشعار “كلن يعني كلن”.

كلمة إنشائية لم تكن لهذا الزمن، ولا لأي زمن كالزمن إلي يعيشه لبنان وأهله في الوقت الراهن.

كلمة هي رزم لكلام مفرغ من أي محتوى عملي ملموس، وكان فيها الرئيس شاكياً وواعظاً ومنتقداً وغارقاً في مفاهيم المؤامرة، ولم يكن فيهاً مسؤولاً وواعياً لما يدور من حوله ليشخص العلل ويعطي الحلول.

كلمة لم يكن محتواها واضحاً، ولا محاكياً لعقول وتطلعات وأسئلة الناس، خصوصاً المنتفضين منهم، ولما كانوا يتوقعونه منه بعد 36 يوماً على انتفاضتهم الشعبية، وبعد إطلالاته السابقة المرتبكة والمستفزة لكراماتهم.

كلمة تؤكد أوهام وعقم وعدم صدقية وحقيقة شعار الرئيس والعهد القوي الذي مله وضجر الناس من ببغائية تكراره.

كلمة غريبة ومغربة عن واقع انتفاضة 17 تشرين الثاني، وليس فيها ما يبين بأن ملقيها واعي للمتغيرات العميقة والكبيرة التي أحدثتها.

ولا هو متفهماً ومتقبلاً لحقيقة سقوط الهالات الصنمية الكاذبة لكل الحكام وأصحاب شركات الأحزاب والطاقم السياسي، ولحقيقة انكشاف تام للحكم والحكام حتى للأطفال.

كلمة ليست لهذا اللبنان المنتفض شعبه العظيم على حكامه وأحزابه وسياسييه الغرباء عنه بضمائرهم وفكرهم وممارساتهم وأنماط حياتهم.

تناسى الرئيس بأن القرار الحر الذي ذكره في كلمته هو غير موجود في القصر الرئاسي، ولا في مجلس النواب، ولا في سرايا الحكومة، بل في يد حاكم دويلة حزب الله.

القرار الفعلي هو بيد حزب الله الذي يغطيه الرئيس على حساب الدستور والقسّم ويتمسك علناً وعملياً بورقة تفاهمه معه.

تلك الورقة اللادستورية التي تلغي كل ما هو حرية وسيادة واستقلال ودولة وقرار سلم وحرب وإستراتجية وعلاقات سوية مع العالمين العربي والدولي وتلحق لبنان بملالي إيران وبمشروعهم المذهبي والتوسعي والإحتلالي.

كما اغفل الرئيس حقيقة أساسية وهي بأن الفساد هو الاحتلال، وأن لا حل لأي مشكلة كبيرة أو صغيره في ظل دويلة هذا الاحتلال والخطوط الحمراء التي يفرضها السيد نصرالله يمينً وشمالاً خدمة لمشروع الملالي على حساب لبنان واللبنانيين.

أما الغائب الكبير عن كلمة الرئيس فكان غياب، بل تغييب القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة وال 1559 وال 1701. ..

وهذه القرارات الثلاثة بكافة بنودها لا يمكن للبنان أن يتحرر ويستعيد سيادته واستقلاله إلا من خلالها.

يتذكر شعب لبنان العظيم اليوم عيد الاستقلال، وهو عملياً استقلال مغيب ومصادر.

فعسى أن يتغير هذا الواقع الإحتلالي المأساوي ويُستعاد الاستقلال بكل مندرجاته، وقريباً بإذن الله ليصبح للذكرى معنى حقيقي وواقعي ومعاش.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

لا حكومة أخصائيين أو مستقلين ولا حتى حكومة ملائكة سيكون لها أي فائدة ما لم تضع في سلم أولوياتها استعادة الدولة من دويلة حزب الله

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80735/80735/

بداية ودون قفازات أو أي نوع من التملق أو الذمية نقول وبصوت عال وعن قناعة تامة مبنية على وقائع وإثباتات وقرارات دولية ومآسي يعاني منها شعبنا وتتفاقم على مدار الساعة وعلى كافة الصعد، نقول بأن مشكلة لبنان السرطانية والإحتلالية هي حزب الله، وهذا التنظيم العسكري والإرهابي والإجرامي الملالوي لا شيء فيه من ألفه حتى يائه غير مناقض للبنان ولكل ما هو لبناني.

لا شيء في هذا التنظيم ليس معادياً للإنسانية ولكل ما هو سيادة واستقلال وحريات وديمقراطية، وليس فيه ومعه غير الفساد والإفساد وثقافة الموت والتوسع والاحتلال.

من هنا لا مجال لحل أي مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة، وعلى أي مستوى كان، ما دام هذا التنظيم الإيراني ممسكاً بالقوة وبالإرهاب بقرار البلد ويرعب ناسه ويمسك بمفاصل حدوده ويعهر كل ما هو قانون ومؤسسات وتعايش وحقوق.

كما أن هذا الحزب يُعيّن الحكام ويسوّق بوقاحة وفجور للفوضى ولثقافة الموت ويخون ويشيطن من يشاء ويفرض الخطوط الحمر على كل ما لا يخدم مشروع اسياده الملالي.

وصحيح أن لبنان يعاني من كل مشاكل الدنيا في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، إلا أن مشكلته الأساس والأهم هي احتلال حزب الله الإرهابي وكارثية ربعه من المرتزقة والشبيحة.

وبالتالي لا حكومة أخصائيين، ولا حكومة مستقلين، ولا حتى حكومة ملائكة وقديسين معاً سيكون لها أي فائدة سيادية واستقلالية ومعيشية، أو تأثير إيجابي ما لم تسمي المحتل الإيراني هذا باسمه، وتدل عليه بالبنان بجرأة وشفافية، وتضع جدولاً زمنياً ملزماً وذلك عملاً بالقرارات الدولية الثلاثة، اتفاقية الهدنة، وال 1559 و1701 بهدف استعادة الدولة من الدويلة، وإرجاع نفوذ الملالي إلى طهران، وفرض السلطات اللبنانية بقواها الذاتية سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتفكيك وحل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحصر السلاح فقط بالقوى الأمنية الشرعية.

وفي سياق مسلسل التعري الذي حققته وتحققه الثورة اللبنانية الشعبية في يومها ال 36 فهي قد عرت تفاهة عقول ومستوى الحكام المحكومين وأصحاب شركات الأحزاب كافة المستسلمين للمحتل وللتمسك بالكراسي كل على طريقته وبذمية وبباطنية.

ومع الثوار نقول لكل الأطقم الرسمية والسياسية والحزبية…عالبيت وبيكفي قرفتونا وخربتوا البلد وكلكن يعني كلكن..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وملخص نص مقابلة بشيرية وكيانية واستقلالية بامتياز مع رفيق بشير الأستاذ سجعان قزي. مقابلة هي عملياً خريطة طريق للثورة والثوار وللبنان المراد إعادة تكوينه

http://eliasbejjaninews.com/archives/80811/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

 

أهم عناوين مقابلة السيد سجعان قزي من تلفزيون المر

تفريغ وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين ودون أي مسؤولية للأستاذ سجعان قزي/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80811/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

*الثورة اللبنانية الحالية هي غير مسبوقة في التاريخ وسوف تكون مستقبلاً نموذجاً  عالمياً يحتذى به لروقيها وسلميتها وفرحها.

*الثورة ولدت شعب جديد، ولكن الدولة المراد وجودها مع هذا الشعب لم تولد بعد..الثورة خلقت مجتمعاً لبنانياً جديداً عابراً للمناطق والطوائف.

*تظاهرة يوم الجمعة الاستقلالية الشعبية كانت روعة، وهي غير مسبوقة في تاريخنا وقد إعادة الحيوية للمجتمع اللبناني المعطل منذ سنوات جراء ارتكابات وممارسات ومخططات وظلم وتحكم الاحتلال السوري وهي أعطت الأمل باستعادة لبنان الرسالة والجميل والحضاري الذي نعرفه ونريده.

*الوضع الحالي في لبنان خطير للغاية وإن لم تشكل حكومة سيادية واستقلالية في أقرب وقت سيواجه البلد عقوبات دولية تطاول الكثير من السياسيين والرسميين، كما أن هناك احتمال قوي بأن ترفع دول غربية فاعلة في عالم الاقتصاد السرية المصرفية  عن حسابات لشخصيات لبنانية معرقلة ومرتبطة بحزب الله وإيران.

*الدول المعنية بالشأن اللبناني تريد أن تساعده ولا تريده أن ينهار ولكنها تتوقع من اللبنانيين مواقف واضحة ومحددة لجهة الالتزام بالقانون والدستور والقرارات الدولية الخاصة بلبنان… وهذا الدعم مجمد لحين تشكيل الحكومة.

*وانأ أشاهد الاحتفال الاستقلالي الشعبي سألت ألم يكن عند قادة وجمهور حزب الله الشوق والرغبة في أن يكونوا في مقدمة المحتفلين؟ ولهم أقول تعالوا نعيش معاً بسلام ونحن عندنا فائض من كل شيء إلا من السلام فدعونا نبني لبنان السلام والتميز معاً.

*مطلوب من رئيس الجمهورية أن يلتزم بالدستور ويبدأ المشاورات الحكومية الملزمة لأنه ليس من مصلحة أحد أن يستمر أكثر في تأخيرها.

الرئيس عون هو حليف حزب الله والحزب لا يريد أي حكومة لا يكون له فيها مشاركة سياسية والتأثير الفعلي والكلمة الفصل.

*الرئيس الحريري حتى الآن مصر على تشكيل حكومة من غير السياسيين وحزب الله هو من يرفض ويعيق الاستشارات والتكليف.

*أنا كمسيحي لبناني لست مستعداً تحت أي ظرف أن أتخلى عن دوري ووجودي في لبنان.

*فيما يخص علمنة الدولة المطلوب من أخي المسلم أن يسبقني إليها وليس العكس.

*المسلم اللبناني هو جزء من اللبناني المسيحي والعكس صحيح.

*أطالب الثورة في لبنان أن تنج سريعاً قيادة لتتحاور مع العالم قبل أن تتحاور من أهل السلطة.

*نحن بحاجة إلى قادة للثورة أولوياتهم وطنية وسياسية، اضافة إلى كل الملفات المعيشة وذلك لصون كيان واستقلال وسيادة لبنان ولعدم نقض تاريخه وضرب أسس تكوين التعايش بين شرائحه المذهبية.

*نحن رفضنا الذوبان في العروبة، ونرفض أن نذوب في أي تغيير ديموغرافي يُفرض علينا من خلال توطين نصف مليون لاجئ فلسطيني وما يقارب المليونين نازح سوري.

*عدد الفلسطينيين في لبنان يزيد عن النصف مليون طبقاً لإحصائيات الدوائر اللبنانية الرسمية، وحق العودة تخلىت عنه السلطات الفلسطينية نفسها.

*مطلوب عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لأن بقائهم في لبنان يهدد تركيبته الديموغرافية ويلغي لبنان الكيان الذي عرفناه وحافظنا عليه.

*نحن ضنينون على موقع رئاسة الجمهورية الماروني، ولكن الرئاسة الحالية، أي الرئيس عون نقض كل الثوابت اللبنانية والمسيحية التاريخية والكيانية وألحق لبنان بالمحور السوري- الإيراني وهذا أمر خطير للغاية وغير مسبوق في تاريخنا.

*نريد حكومة جديدة من غير السياسيين الحاليين لأن هؤلاء فشلوا وغالبيتهم كانوا من إنتاج حقبة الاحتلال السوري

*الكنيسة المارونية هي مع الثورة وهذا موقف تاريخي وثابت لها.

*الثورة لا يجب أن تكون من أجل الثورة فقط، بل من أجل قيام دولة حرة وسيدة ومستقلة. دولة الحقوق فيها مصانة ومحترمة، والخدمات التي توفرها متوفرة بمساواة للجميع.

*30 أو 40 يوم من عمر الثورة لن يجعلنا نقبل بنقض تاريخ نضال ووجود وفرادة واستقلال وحضارة عمرهم 7000 سنة.

*على الثورة أن تبدأ فوراً بالتطرق للملفات الوطنية الخلافية وهي الوجود الفلسطيني واللجوء السوري والقرارات الدولية وسلاح ونفوذ حزب الله.

*على أي حكومة جديدة أو أي نظام يحل مكان النظام الحالي أن تكون الأولية هي الحفاظ الراسخ والقوي على أسس لبنان التاريخية وعلى قواعد تركيبته المذهبية التعايشية والحضارية.

*نحن ضد إلغاء الطائفية السياسية لأن بإلغائها سيتغير وجه لبنان الرسالة ويضرب التعايش وتتحكم الأكثرية بباقي شرائح مجتمعه وبحكمه وبنظامه.

* الاحتلال السوي ضرب المجتمع اللبناني وفرض عليه قيادات مخصية سياسياً ووطنياً والثورة اليوم تعيد هذا المجتمع إلى دوره وإلى حيويته.

* أرى في الأفق انعقاد مؤتمر دولي تشارك فيه الدول الصديقة لضبط الوضع المتفلت عندنا لأن هذه الدول لا تقبل بأن يذوب لبنان ولا أن تعمه الفوضى وينتهي ككيان مستقل وحضاري. ودور أي حكومة جديدة ستشارك في هذا المؤتمر أن تسعى إلى:

1-قانون انتخابي يُفصل على مقاس احتياجات ووجود وادوار وثقافة كل شرائح لبنان المجتمعية والمذهبية.

2- رفض مطلق لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين لأن هكذا توطين يضرب علة وجود لبنان التي هي التوازن الديموغرافي.

3- تنفيذ كل متدرجات وبنود القرار الدولي 1701 ، أي الانتهاء من ترسيم الحدود مع إسرائيل، واستعادة الدولة لكامل سلطتها على كل الأراضي اللبنانية بقواها العسكرية الذاتية، وتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها، وضبط الحدود مع سوريا، وتنفيذ بنود كل باقي القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.

4- إنهاء النفوذ الإيراني على لبنان المفروض عليه من قبل حزب الله.

*أميركا ودول الغرب والدول العربية قرروا تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة وعلى إيران أن تراجع أولوياتها وتلتحق بالنظام الدولي وتهتم بشعبها وتوقف تصدير ثورتها على حساب شعبها.

*أميركا لا تريد أن تدخل بحرب مع إيران ولكنها قد تكون مضطرة لذلك إن لم يُعيّد النظام في إيران حساباته ويوقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية ويتعايش بسلام مع النظام الدولي.

https://www.youtube.com/watch?v=C0UcDg50Mbk&t=5217s

 

مهرجان شعبي على مستوى عالٍ من الأبداع والتنظيم والجمال.

ابو أرز-اتيان صقر/23 تشرين الثاني/2019

ان المهرجان الشعبي الذي نظمه الثوار يوم امس في ساحة الشهداء بمناسبة عيد الأستقلال، كان على مستوى عالٍ من الأبداع والتنظيم والجمال.

كما و ان الأستعراض الذي ضم اربعين فوجاً من مختلف قطاعات الشعب اللبناني كان مذهلاً الى حدود الدهشة.

اما الرقي الذي ميٌز هذه الثورة عن سواها، فيعود الى جذور شعبنا التاريخية، يوم كانت فينيقيا تصدر الحضارة الى العالم، وتملأ الدنيا علماً ونورا وأبداعا، وتساهم، كما لا أحد، في نهضة الشعوب القديمة وتثقيفها وازدهارها.

اما كيف استطاعت الثورة ان تجمع بين نقيضين، الغضب والفرح، في اَن واحد، فهنا تكمن فرادتها وقدرتها على الأستمرار حتى الانتصار.

لبيك لبنان

 

لا ناقة ولا جمل للادارة الاميركية في منع او تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

د.وليد فارس/23 تشرين الثاني/2019

من يمسك بهذا القرارهو حزب الله لانه ممسك بقرار الحرب والسلم بعد ان اغتال السياسيين والنواب والصحافيين والطلاب والناشطين والعسكريين، واجتاح بيروت والجبل وهدد المعارضين بأيذائهم كعملاء.

ان تشكيل و شكل الحكومة المستقلة المقبل يجب ان يكون تعبيرا عن ارادة وتطلعات الثورة، لا ُمنةً نم احد، لا ميليشيا ولا دولة خارجية.

 

فيديوهات لمداخلات ومقابلات من تلفزيونية لبنانية وعربية تلقئ الأضواء على الثورة الشعبية في لبنان

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=0iSv82TFG5I

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الصحافي نبيل بو منصف

https://www.youtube.com/watch?v=JoP4guAWnJ0

 

فيديو مداخلة لرئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=ElShSNj2iDg

 

فيديو مداخلة للمفكر الأسلامي سماحة السيد علي الأمين من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=ROI8436V104

 

فيديو مقابلة مع د. مصطفى علّوش من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=rYx31oW1nEo

 

فيديو مداخلة لمدير المنتدى الأقليمي للأستشارات والدراسات خالد حمادة من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=9Hz_Ly5N3o0

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي محمد نمر من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=nrfSC2WeZoI

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي مصطفى فحص من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=1QFzRbyY3lI&list=TLPQMjMxMTIwMTmK2N3aZckMtQ&index=2

 

فيديو مداخلة لأستاذ العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=4AFoA4vAe7I

 

عبيد إيران في لبنان يحرقون العلم الأميركي في صور

فادية سمعان/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80807/%d9%81%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%82%d9%88%d9%86/

عبيد إيران في لبنان يحرقون العلم الأميركي في صور! على كل أقارب هؤلاء الذين يعيشون في الولايات المتحدة ويحملون جنسيتها ويعتاشون من خيراتها ويعامَلون فيها كأي مواطن أميركي آخر أن يرفضوا هذا العمل ويعبروا عن ذلك بوضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بييان أو غيره!

تفعلون هذا فيما العلم اللبناني مرفوع في هذه الأثناء بمناسبة الاستقلال في معظم المدن الأميركية تكريماً لبلد الأرز وأبنائه الأميركيين الذين أثروا المجتمع الأميركي بحضورهم وثقافتهم وتفوقهم في مختلف المجالات التي يعملون فيها!!! يا عيب الشوم! ما هكذا يكون العرفان بالجميل!!!!

ملايين اللبنانيين هم مهاجرون مقيمون في الولايات المتحدة ولا يقبلون بهذا العمل الشنيع الذي يشبه أخلاق من قاموا به!

 

حرب غير مسبوقة في "تاريخ إسرائيل": مواجهة مع "حزب الله" أو حماس أو الاثنين معاً

 عربي 21 - يديعوت أحرنوت/23 تشرين الثاني/2019

قال الجنرال الإسرائيلي مائير ألران، رئيس قسم حماية الجبهة الداخلية بمعهد الأمن القومي بجامعة تل أبيب في مقاله بصحيفة يديعوت أحرنوت إن "القرار الإسرائيلي بإغلاق كل الدولة خلال المواجهة الأخيرة مع غزة ليست قرارا سليما، وليست حلا للمشكلة الأمنية، لأنه بسبب منظمة صغيرة مثل الجهاد الإسلامي اضطرت إسرائيل لأن تصاب بالشلل، فماذا سنعمل في مواجهة مستقبلية في حال انضمام حماس وحزب الله".  وأضاف ألران أن "هناك خططا لدى قيادة الجبهة الداخلية، لكنها ليست قابلة للتنفيذ على الأرض، فقد توفرت تقديرات عسكرية لدى الجيش الإسرائيلي مفادها أن ذلك التنظيم بعد اغتيال قائده العسكري في غزة، سيطلق قذائف صاروخية باتجاه العمق الإسرائيلي، بما فيها منطقة غوش دان وتل أبيب". وأكد مساعد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، وشارك بمفاوضات السلام مع مصر والأردن، أن "التقديرات تحققت خلال يومي المواجهة بإطلاق 450 قذيفة صاروخية، مع أن الخسائر متواضعة، بسبب عدة عوامل متزامنة، كالنجاح اللافت لمنظومة القبة الحديدية، وملاحقة الخلايا المسلحة التي كانت تطلق الصواريخ في أنحاء غزة، والإنذارات المتلاحقة لقيادة الجبهة الداخلية، سواء بصفارات الإنذار أو التعليمات الميدانية".

وأوضح ألران الذي تقلّد عددا من المناصب في الجيش؛ كنائب قائد كلية الدفاع، ومرشدا في العديد من الوزارات، ومجلس الأمن القومي، أن "خضنا هذه المواجهة أمام تنظيم تقل كثيرا قدراته الصاروخية عما تحوزه حماس من إمكانيات قتالية كبيرة، وبالتأكيد لا مقارنة بينه وبين حزب الله، وهما التنظيمان اللذان يشكلان تهديدا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ورغم عدم انضمامهما لهذه المواجهة، لكن الدولة أعلنت الشلل التام للمرة الأولى منذ حرب الخليج الأولى في 1991".  وأشار إلى أن "إغلاق إسرائيل شمل حظر فتح المدارس التي تضم مليون تلميذ، وثمانين ألف من العاملين، ومنع خروج الموظفين غير الأساسيين للعمل، وبعد عدة ساعات تم التراجع عن هذه التعليمات الخارقة، لكن وسط إسرائيل بقي معطلا طوال اليوم، حتى بلغت خسائر الاقتصاد الإسرائيلي قرابة مليار شيكل". وأضاف أن "هذه السياسة المبالغ فيها بتوفير الحماية للإسرائيليين عنوانها عدم تحمل أي مخاطرة بحياتهم، لكن ذلك يطرح على دوائر صنع القرار الإسرائيلي جملة تساؤلات: هل أن هذه التعليمات التي حولت شوارع تل أبيب مناطق فارغة من السكان، لا تمنح العدو في غزة صورة انتصار يبحث عنها، وهل من الناحية التوعوية نجح الفلسطينيون بإيصال صانع القرار الإسرائيلي لوضع يعترف فيه بالخشية من وقوع خسائر؟".

ولفت ألران إلى أن "السؤال الثالث يتعلق بالمواجهة العسكرية المتوقعة القادمة، حيث إن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية مدعوة لمحاكاة التعامل مع مواجهة مفترضة مع "حزب الله" أو حماس، أو معهما معا في الوقت ذاته، لأننا سنكون في هذه الحالة أمام مواجهة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، سواء من جهة الهجمات على الجبهة الداخلية، أو البنى التحتية الحيوية في إسرائيل، أو استهداف مراكز التجمعات السكانية".  واعترف أننا "سنكون أمام خسائر إسرائيلية غير مسبوقة، وسقوط قتلى وجرحى غير مسبوقين، تشمل مئات القتلى، وفي هذه الحالة ما الذي ستتوقعه إسرائيل؟ هل ستقرر إغلاق كل شوارعها ومرافقها الاقتصادية بقرار من رئيس الحكومة طوال أسابيع متواصلة، مع أن المواجهة الأخيرة مع حماس في الجرف الصامد في صيف 2014 استمرت أكثر من سبعة أسابيع". وأوضح ألران أن "التقديرات الأولية للمواجهة الواسعة القادمة تتحدث عن سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين، وفي حال وصول كلفة الخسائر الاقتصادية 17 مليار شيكل في الأسبوع، فهل سنقول حينها إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية مهيأة لمثل هذه المواجهة بنسبة معقولة؟ الإجابة هي سلبية".  وختم بالقول بأن "مواجهة غزة الأسبوع الماضي شكلت شهادة إضافية على أننا غير مستعدين للمخاطرة المستقبلية، لأن المواجهة القادمة ستشمل إلزام الإسرائيليين بعدم مغادرة بيوتهم، وإغلاق المؤسسات التعليمية، وإلغاء عمل المرافق التجارية، وكل ذلك يتطلب عدم المغامرة بمصير الإسرائيليين".

 

البحرين: حزب الله "يَشُلُّ" لبنان!

مواقع ألكترونية/23 تشرين الثاني/2019

كد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن إيران تتدخل في لبنان من خلال حزب الله، معتبرًا أن ذلك أدى الى شللٍ في البلد. واتهم وزير الخارجية البحريني إيران، بأنها "لا تهتم بمصالح الشعب العراقي بل بمصالحها الخاصة، فهي تعيق تقدمه وإزهارهُ". وشدد على أن "دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ستلعب دورا أساسيًا في الحفاظ على أمن المنطقة". كما ادعى أن "إيران تغذّي النزاع في اليمن وتُفشل أيَّ حلٍ سياسي". ورأى المسؤول البحريني أن "هناك تحدٍ آخر في المنطقة، وهو استمرار إسرائيل بتجاهل القرارات الدولية"، مشددًا على أنه "لابد لإسرائيل أن تلتزم بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة". ولفت آل خليفة الى أنه "لا يمكن لإيران حل مشاكلها الدولية دون التعاون مع دول المنطقة"

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/11/2019

وطنية/السبت 23 تشرين الثاني 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إهدار الوقت مستمر. والموضوع الحكومي يراوح مكانه. والإستشارات النيابية الملزمة، لم تحدد مواعيدها بعد. والتكليف لم يتم، والتأليف الخارق للدستور محور اتصالات ومشاورات سياسية. والحراك مستمر منذ 17 تشرين الأول، متوغلا في الأسبوع الثاني من الشهر الثاني من التظاهرات والاعتصامات المطلبية.

وغداة عيد الاستقلال، بقيت اليوم الأوضاع مظللة بصورتي أمس: الأولى صورة العرض العسكري الرمزي في وزارة الدفاع في اليرزة، حيث اكتفى رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة المستقيلة، بلقاء "المرحبا" من دون اجتماع ثلاثي.

أما الصورة الثانية، فقد تمثلت بالعرض الشعبي المدني في قلب العاصمة بيروت، أمام ساحة الشهداء، في مسيرة عارمة، تمسكا بالاستقلال والحقوق والمطالب. العرض المدني نقلت وقائعه كذلك وسائل إعلام أجنبية عدة.

في نيويورك، مجلس الأمن الدولي يعقد يوم الاثنين جلسة خاصة بلبنان، لمناقشة التقرير الدولي المتعلق بتطبيق القرار 1701. وسيتطرق أعضاء مجلس الأمن إلى الأوضاع القائمة في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كان الاستحقاق الحكومي لم يسجل اختراقات جدية في هذه المرحلة، فإن ذلك لا يعني أن قنوات التواصل بين القوى السياسية مقفلة. هذا الواقع عكسته مصادر للـNBN، بقولها إن الاتصالات جارية على قدم وساق بعيدا من الأضواء، من أجل إيجاد مخرج للأزمة الحكومية. وأكدت المصادر نفسها، أن هذه الإتصالات قطعت شوطا على أمل تحقيق نتائج إيجابية في الأيام المقبلة.

في الأبعاد الخارجية، انغماس دولي متواصل في الوقائع المحلية، يتصدره الأميركيون الذين يستثمرون على الأزمة وعلى الحراك الشعبي، إلى درجة دفعت السفير الروسي في بيروت لوصف الدور الأميركي في لبنان بالتخريبي.

أما آخر تجليات هذا الاستثمار الأميركي، فقد تمثل بإطلالة لبنانية لجيفري فيلتمان، هي الثانية خلال أربعة أيام. كما في الأولى، حرص "مستر جيف" في الإطلالة الثانية، على دق أسافين التحريض والخلاف بين الفئات اللبنانية، انطلاقا من قصائد غزله باللبنانيين المشاركين في التظاهرات "الملهمة". أما دعواته المتكررة للافراج عن المساعدات العسكرية للقوى الأمنية، فمبعثها ليس حبا بهذه القوى، بل خشية من أن يخدم تجميدها "حزب الله" والمصالح الصينية والروسية والإيرانية في لبنان.

هذا على المستوى الأميركي، أما بالنسبة لفرنسا، فكلام عن نيتها التحرك في محاولة لاجتراح مخارج للأزمة الحالية، لكن الأمر لم يرق إلى مستوى مبادرة كاملة الأوصاف.

وبانتظار وضوح معالم التحرك الفرنسي، سيكون لبنان حاضرا في جلسة لمجلس الأمن بعد غد الاثنين. وهي جلسة مخصصة أصلا لمناقشة التقرير الدوري المتعلق بتطبيق القرار 1701.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لماذا اصرار جيفري فيلتمان على الظهور المتكرر، داعيا إلى الفتنة في لبنان؟، هل في اطلالاته المتتالية أمر عمليات، أم أن للرسالة بعد إضافي من على الصفحات السعودية؟.

أعاد الديبلوماسي الأميركي نسخ مواقفه ذاتها، من مقاعد البرلمان الأميركي، إلى صفحات جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، والعنوان: التحريض وإطالة عمر الأزمة في لبنان. وأخطر ما في اطلالته الثانية خلال أيام، دعوة اللبنانيين ووسائل إعلامهم إلى قراءة إفادته أمام الكونغرس كاملة، وأن يتذكروا بأن الولايات المتحدة قادرة على مساعدة لبنان لانهاضه من أزمته الاقتصادية. أما مقصده فما خير به اللبنانيين بين الفقر الدائم إن لم يستجيبوا لمطالبه السياسية، أو الرخاء المحتمل.

والنتيجة الواضحة لدى "حزب الله"، أن المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أميركا، التي تريد حكومة على شاكلتها، ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجاته، كما قال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.

لا مؤشر لاندلاع حرب أهلية في لبنان، و"حزب الله" لن ينجر إلى الفتنة، أكد الشيخ قاسم، وأميركا تتحرك في الخفاء وتفرض شروطها وتسعى إلى أن تكون النتائج لصالحها، وهذا ما يجعل الأزمة تأخذ وقتا إلى حين يأس الأطراف الخارجية من امكانية تحقيق ما يريدون.

أما ما يريده اللبنانيون فحكومة على مستوى التحديات الداخلية، صناعة توافقات داخلية لا املاءات خارجية، حكومة لا زالت غير واضحة المعالم إلى الآن، مع العلم أن المشاورات لا زالت مستمرة، وأن أسماء وصيغا متعددة لا زالت مدار بحث بين الأفرقاء السياسيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فالمطلوب يفهم من مضمونه. الرسالة الأميركية بالبريد الايراني والعراقي واللبناني، وصلت إلى ايران و"حزب الله" وتجمع الحلفاء ولفيف الشركاء. زعزعة العراق، ونقل المعركة إلى داخل ايران، واخراج الحزب من سوريا، ونقل المعركة إلى لبنان، وقطع خطوط المدد والعتاد والعدد من الفرات إلى العاصي والليطاني، وتحريك الشارع الشيعي من أصفهان إلى كفررمان.

لم يتردد بومبيو في اعلان موقف بلاده مما يحصل في طهران وبغداد وبيروت. ثورة على النفوذ الإيراني، وواشنطن تريد مساعدة شعوب هذه البلدان، للتخلص من ايران التي سلمتها واشنطن كامل العراق إثر فشلها في غزو بلاد الرافدين بعد العام 2003. ولم تقصر في التعامل معها في سوريا، على أنها القوة الوازنة في الصراع ضد المجموعات التكفيرية. ولم تتأخر في التفاهم معها على اتفاق ضمني- علني، أسس لتسوية ومخرج للأزمة اللبنانية العام 2016، بانتخابات رئاسية تهافت الجميع على تبنيها ورعايتها ومنح صكوك البراءة لها. لكن الأهم، هو الاتفاق الكبير الشهير الذي حصل العام 2015، وعرف بالاتفاق النووي بين أميركا وإيران والمجتمع الدولي، وتحديدا الأوروبي.

مثلما كانت سوريا راعية ومشرفة ووصية على الحل في لبنان، ببركات العم سام، العام 1976 وبعدها في ال1987 وبعدها في الطائف، ومن ثم سحبت منها الوكالة وعزلت عنها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هكذا لعبت واشنطن دور الخاضع لموازين القوى لمصلحة إيران من باكستان وأفغانستان- ورعاية طهران للمفاوضات بين واشنطن وطالبان- وصولا إلى سوريا ولبنان. اليوم تستفيق واشنطن على واقع جديد، يضعها أمام مشهد متزاحم ومتراكم من الفورات والثروات الغازية والنفطية على شواطىء المتوسط وجبال القلمون والأرض السورية.

مثلما تسبب الغاز بالحرب السورية، يبدو أن الغاز والنفط مجتمعين، أعادا لبنان فجأة إلى ذاكرة الاهتمام الأميركي بعدما كاد يصبح ذكرى. المعلن "حزب الله" والمضمر النفط. نخدم اسرائيل بالنفط وبتحييد "حزب الله"، ونستخدم الأصوات اليهودية في الانتخابات الأميركية العام المقبل.

في العام 2005، كانت الشرارة اغتيال الرئيس الحريري. وفي العام 2019 الشرارة بالفساد الذي أحرق البلد، وحرق مستقبل الشباب، وقضى على القضاء، وبعد قليل يصادر الهواء ويحتكر السماء ويتملك الفضاء. منذ أيام مررت صحيفة محسوبة على مرجع رسمي، أن أميركا توافق على إشراك "حزب الله" بالحكومة، شرط عدم تدخله في ترسيم والملف النفطي. انتظر الناس أن تطلب أميركا من الحزب تسليم سلاحه، ودمج عناصره بالجيش، وعدم تعرضه لاسرائيل، ووقف مشاركته في سوريا، فكانت النتيجة عدم التدخل في الملف النفطي.

لكن ما هو أخطر، وما لا يقال، هو أن المطالب المخفية تركز على توطين اللاجئين، وتحويل النازحين لاجئين، وهنا بيت القصيد لا بل بيت النار.

تدور المبارزة الحكومية، غير المتكافئة حاليا، بين خيارين ونهجين ومفترقين: فريق يشترط إخراج التيار والحزب، وعدم المس بمسؤولين في مواقع حساسة، وعدم الذهاب إلى سوريا، والانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، والتوازنات الداخلية التي ترجمها المجلس والحكومة. وفريق مقابل يرفض حكومة تكنوقراط، ويرفض منح الحكومة أي صلاحيات استثنائية، وأن تعكس الحكومة العتيدة موازين القوى، وأن يتمثل التيار والحزب سياسيا.

وبين الاثنين، يكشف فيلتمان الأوراق، ويصبح التصعيد سيد الموقف، على خلفية ضرب التسويات التي قامت، وفرط التحالفات التي أسست بمفعول رجعي يعود للعام 2005 و2006، وبمفعول ثأري يعود للعام 2017 عندما أجهضت الاقالة من الخارج لتصبح اليوم استقالة من الداخل.

في هذا الوقت، ما زال البعض يردد مع ابن الرومي: يا خليلي تيمتني وحيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان المشرف الجميل الملون كلوحة رسمها الخالق، وليس أي رسام، أوصل أبلغ الرسائل إلى من لا يريد أن يسمع من أهل السلطة وجماعة التسلط، مفادها أن الشعب يريد التغيير، وأن التغيير ضروري بل حتمي، وأن التغيير متاح. إذ قدم "العرض المدني"، لمناسبة الاستقلال، لائحة شرف وشرفاء طويلة، تتضمن وجوها وأسماء لشباب وشابات ترفع لهم القبعات، بإمكان الحاكم أن يشكل منها عشرات الحكومات المتخصصة والمحايدة التي يمكن أن تنهض بلبنان وتضعه في مصاف أحلى الدول وأكثرها تقدما، بدءا من الغد.

ولم يكتف العرض المدني بالمحلي، بل قدم للعالم نموذجا خلاقا وغير مسبوق، لثورة حضارية هادئة سلمية، لم يكسر فيها لوح زجاج ولم تخدش فيها واجهة محل تجاري. والدم الذي عمد الثورة، كان لذبائح من الثورة نفسها، أهرقها أهل النظام.

الرسائل الملونة الآنفة الذكر، يبدو أنها لم تحرك من يعنيهم الأمر، بدليل أن أي موعد لم يحدد بعد للاستشارات الملزمة، بل على العكس فإن السجالات والتبريرات بين أهل الحكم، لا تزال تتمحور حول صوابية عدم الدعوة إلى الاستشارات، ففوائد المماطلة في عدم إجراء الاستشارات التي ستفضي الى تكليف رئيس للحكومة، الحريري أم غيره، أكبر من مخاطر التكليف غير المحدد بزمن. لأن ذلك في نظر بعض السلطة، يضع البلاد تحت وصاية حكومة تصريف أعمال، علما بأن ما نمر به الآن هو الوجه السلبي الأقبح لتصريف الأعمال.

في ظل هذا الجدال البيزنطي القاتل، البلاد تجاوزت سريعا مرحلة التعثر الاقتصادي- المالي، وتخطت مرحلة الافلاس المقنع، لتدخل عمليا زمن الفوضى المؤدي إلى المجاعة، وهذا لم يعرفه لبنان المستقل يوما، بل خبره إبان الحرب العالمية الأولى تحت النير العثماني.

والخوف من الآتي الأعظم، باد على الوجوه القلقة وفي بيانات الجمعيات الاقتصادية والأهلية والدولية، وصولا إلى مجلس الأمن الدولي الاثنين، فهل الخروج من الإنكار لوقف الانهيار وارد في أذهان الكبار، كما يسأل اللبنانيون؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في اليوم الثامن والثلاثين على انطلاق ثورة 17 تشرين، أخذت الثورة والسلطة استراحة المحارب.

الثورة أنجزت سلسلة انتصارات توجتها شعبيا أمس باحتفال "الاستقلال المدني"، وهي تستعيد أنفاسها بتحركات محدودة اليوم، وغدا تحضيرا لجولة جديدة تبدأها الاثنين بالاعلان عن الاضراب العام.

السلطة سجلت سلسلة اخفاقات، وهي تدور في حلقة مفرغة: من سيترأس الحكومة؟، هل سيكون سعد الحريري أم من ينال رضى الحريري؟، ما هي نتيجة جوجلة أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة؟، ما هو شكل هذه الحكومة، هل تكون حكومة تكنوقراط أم حكومة سياسو- تقنية، أي أن الأحزاب تختار هي ممثليها التقنيين في هذه الحكومة؟.

ما يمكن تأكيده اليوم، عدم تسجيل أي تواصل في موضوع التكليف والاستشارات، في مقابل شد حبال دولي حول الأزمة اللبنانية، محاوره ثلاثة: فرنسا الرافضة للانهيار الاقتصادي والمتمكسة بالحريري رئيسا لحكومة تكنو- سياسية، روسيا التي تفضل بقاء الحريري على رأس حكومة تكنو- سياسية يتفق عليها اللبنانيون، والولايات المتحدة التي تريد حكومة تكنوقراط لا وجوه سياسية فيها، بغض النظر عن من يترأسها.

حتى تصل هذه القوى لجامع بينها، اللبنانيون في عمق الأزمة المالية والاقتصادية، والضغوط عليهم ستزيد، لا سيما مع وجود جهات تعتبر أن التفاوض على شكل الحكومة قبل الانهيار شيء، وبعده شيء آخر.

عض الأصابع مستمر إذا، بين الولايات المتحدة أو من يريد الانهيار الكامل لكسب كل مراحل التفاوض وصولا إلى حكومة، تقول معلومات الـ LBCI، أن اصلاحاتها وأموالها ستوضع في عهدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبين "حزب الله" أو من يعتبر أن لعبة الضغوط الاقتصادية انتهت، ولن تؤدي غاياتها خصوصا عند الحزب، وان الاوان آن للعودة إلى الحوار مجددا لانقاذ الوضعين الاقتصادي والمالي.

حتى تتبلور الصورة، اللبنانيون يقتربون من نهاية الشهر، وقلقهم يزيد حول رواتبهم، في وقت تشتد الرقابة، ولا سيما الأميركية منها، على تحويلاتهم إلى الخارج، بحثا عن كل ما يربط هذه التحويلات بأي محاولة لتهريب أموال الفاسدين إلى خارج الأراضي اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لبيروت من قلب أهلها سلام لبحر ثورة، للبيوت، هي من روح شعب خرج متفقدا عاصمة سكنت القصيدة، باحثا فيها عن عرقه وخبزه والياسمين.

ومن فردان، معقل المصارف، إلى الحمرا، وطن كل الناس، فساقية الجنزير وعائشة بكار وشوارع بيروت الداخلية، كانت جموع البيارتة تؤكد أنها من أكثر الذين طالتهم نتائج الفساد، بعدما حرمتهم الانتخابات النيابية نتائج عادلة.

وبانضمام أهل بيروت، تحت ظلال العلم الواحد، فإن مدينة صور اختارت اليوم حرق العلمين الأميركي والاسرائيلي، تنديدا بالتدخلات على خطوط تشكيل الحكومة، على أن تصعد هذه الاحتجاجات غدا إلى عوكر، تنديدا بكلام جيفري فليتمان الذي وجه رسالته الثانية إلى اللبنانين.

لكن هذا التدخل يشكل عادة أميركية منذ التكوين، وواشنطن لم تفاجئنا بحرصها المسكون باللعنات، ولا هي غريبة عن أوراشاليم، لا بل ان كل سياستها تقوم على حماية اسرائيل. وبانعدام عناصر المفاجأة، فإن القادة اللبنانين لن يكونوا في عوز إلى حجة عدم التكليف أو إلى التأني في التأليف.

فليتمان يعرقل وهذه وظيفته، كما أقرانه من ساترفليد إلى شينكر فكبيرهم بومبيو. ومهمة كل هؤلاء الدائمة تتمثل بمصلحة تل أبيب أولا. لكن ماذا فعلنا نحن لضرب المخطط، أميركيا كان أم روسيا أو متعدد الجنسيات؟.

فعلى أبواب أربعين الثورة، لا يزال رئيس الجمهورية يتمهل في الدعوة للاستشارات. يتأنى ولا يدع شعبه يتهنى. يخطب في الفراغ، ثم يغيب ليسلم صلاحيات الرئاسة إلى جبران باسيل، والذي بدوره يفصل مواصفات رئيس الحكومة.

رئيس الجمهورية الأول والرئيس الثاني، كلاهما يطالب بتغيير سعد الحريري المستقيل، لكن بموافقة سعد الحريري ومصادقته وثقته. ويستقدمان إلى المهمة وزير الدفاع الياس بو صعب، الذي حصر التعطيل بالحريري، وأعطى صك براءة إلى باسيل "وحماه".. وحاميه.

فأي اجراء اتخذته هذه الطبقة المتحكمة، سوى التريث المكلف ماليا واقتصاديا؟. الشعب العظيم في الشارع، لكنه ينتظر المجهول السياسي، حيث سلطته لم تقدم له سلطة بديلة بمواصفات نظيفة. ولم يشف غليل تظاهراته بمسوؤل واحد يدخل السجن. لا بل إن الملايين تهرب من أمام ناظريه إلى الخارج، وبعضها يضبط في اللحظات الأخيرة.

ماذا أنتم فاعلون؟. لا شيء صار، لا شيء تحقق، لا خطوة تقدمت، ما خلا صمت السلطة عن قرار قطع بث "الجديد" من قبل أوصياء على شبكة "كايبل" غير مقوننة. فيا أعداء الحرية، عدونا بنيامين نتنياهو سيدخل السجن، وسييتم معه دولا عربية، فيما أنتم تطاردون من خرجوا إلى ثورة شعبية، وتلاحقون مصادر تمويلهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون مُصرٌّ على توزير باسيل و”حزب الله” يُهدِّدالحريري بالميليشيات

مجلس الأمن الدولي يناقش غداً تطبيق القرار 1701 والأوضاع الراهنة في لبنان

السنيورة: الاحتفال بعيد الاستقلال كئيب… ورئيس الجمهورية يتعدى على صلاحيات الرئاسة الثالثة والبرلمان

جنبلاط يُحيي الشباب ويشدد على وحدة الصف… وكلودين روكز: التطورات الأخيرة أظهرت دور المرأة الإيجابي

الثوار يحتفلون بعيد الاستقلال في ساحة الشهداء وطلاب ثانوية عكار تظاهروا وانضموا إلى خيمة اعتصام حلبا

بيروت ـ”السياسة” /24 تشرين الثاني/2019

مع انسداد مخارج الأفق بشأن الأزمة الحكومية التي تزداد تعقيداً، وفي حال استمرار الرئيس سعد الحريري على موقفه الرافض لترؤس حكومة تضم ممثلين لـ”حزب الله”، فإن الأخير ووفقاً لمعلومات “السياسة”، فأن “حزب الله” لن يقف مكتوف الأيدي، حيث بدأ يفكر بالتنسيق مع حلفائه، بالضغط على الثورة التي يشهدها لبنان منذ السابع عشر من الشهر الماضي، من خلال التلويح بالشارع الآخر الداعم للعهد، والرافض لأي توجه نحو حكومة تكنوقراط، يرى فيها الحزب والذين يدورون في فلكه، بأنها امتداد للعقوبات الأميركية التي تستهدفه، وبالتالي فإنه سيجد نفسه مضطراً للجوء إلى شارعه، لمواجهة الضغوطات التي يتعرض إليها، وسعياً من أجل إرغام الرئيس الحريري وحلفائه على القبول بحكومة “تكنو ـسياسية”، تؤمن له مصالحه، وتواجه محاولات عزله، حيث أشارت هذه المعلومات إلى أن الحزب يمارس ضغوطات على التيار”العوني” لعدم القبول بحكومة التكنوقراط، في الوقت الذي يصر الرئيس ميشال عون على أن يكون صهره الوزير جبران باسيل ركناً أساسياً في أي حكومة ستشكل، لتفادي سقوط ورقته الرئاسية. واعتبر الوزير محمد فنيش، “ان الوضع الحكومي رهن المشاورات والاتصالات القائمة والمستمرة، لكن يبدو ان الامور تتعقّد بسبب التصريحات الاميركية الاخيرة التي جاءت على لسان السفير السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان”. وعلم أن مجلس الامن الدولي يعقد، غداً، جلسة خاصة بلبنان لمناقشة التقرير الدولي المتعلق بتطبيق القرار 1701. وسيتطرق أعضاء مجلس الأمن الى الاوضاع الراهنة في لبنان. وفي الوقت الذي لم تفض المشاورات الجارية لأي تقدم على الصعيد الحكومي، أشارت المعلومات المتوافرة ل”السياسة”، إلى محاولات “حزب الله” مستمرة مع الرئيس الحريري، لإقناعه بترؤس حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين، على أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً على هذا الصعيد، في ضوء إصرار رئيس “المستقبل”، على أنه لن يعود إلى السرايا الحكومية، إلا على رأس حكومة اختصاصيين.

وفي الإطار، أشار رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة الى ان “الاحتفال الرسمي الكئيب بعيد الاستقلال يدل على انسداد في الأفق”. وقال ان: “عرقلة تشكيل الحكومة تبدأ بامتناع الرئيس عن إجراء المشاورات”. ورأى ان “خطاب رئيس الجمهورية عشية الاستقلال بعيد عن الواقع والسنوات الـ 3 الماضية بيّنت أن الوزراء باتوا مسؤولين عن مزارع”، معتبراً، ان “الرئيس عون يتعدى على صلاحيات كل من رئيس الحكومة الذي سيكلف والبرلمان”، مشيرا الى ان “المتظاهرين يطالبون بالحكم الرشيد والحوكمة”. وكان الوزير جريصاتي، توجه إلى نادي رؤساء الحكومة السابقين، قائلًا: “الخطيئة الوطنية هي في التحصن بالمذهب وتطويق الدستور والقانون والقضاء”.ولفت، الى أن “تطوير نظامنا السياسي ومنع الفتنة وتاكيد الوحدة الوطنية إنما هي أهداف تسمو كل اعتبار”. وشدد جريصاتي، على أن الرئيس عون خارج دائرة استهدافكم، مضيفًا: “الرئيس الحريري احوج ما يكون الى الهواء الطلق، فلا تسمموا أجواءه”، في وقت اعتبر عضو “تكتل لبنان القوي” النائب سليم عون أن “التكليف مسألة أيام”. وقال، “إن التيار الوطني الحر مع حكومة تكنوقراط وفق الآلية الدستورية، ولكن القرار ليس لنا وحدنا، لأن الفرقاء الآخرين لا يريدون القبول به ولا سلطة للرئيس في تجاوزهم”.

ولفت الى أن “الحريري لديه الرغبة ان يكون هو من سيكلف”.

إلى ذلك، ردَّ الوزير السابق محمد المشنوق، على وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي، الذي كانت له تغريدةٌ اعتبر فيها أن “الرئيس الحريري احوج ما يكون الى الهواء الطلق”. ورأى المشنوق أن “الخطيئة الوطنية هي خرقُ الدستور في امتناع الرئيس عن استشارات التكليف، واعلانهِ شكل الحكومة وأعضائها، وهي السموم التي يشكو منها الرئيس الحريري لا من بيان رؤساء الحكومة”. وأضاف المشنوق: “الهواء الطلق هو إخراج البلد من أخطر أزماته، لا الانصياع إلى الفساد السياسي والشعبوية الغبيّة”. وحيا رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، “الشباب اللبناني الذي عكس مشهدا حضاريا مدنيا في ساحة الشهداء، مقابل المشهد الكئيب وغير المكتمل للدولة، الامر الذي يدفع الى التعجيل في الاستشارات النيابية الملزمة لقيام حكومة تقنية جديدة تكون من الكفاءات وتلاقي تطلعات الشباب اللبناني وتلبي حاجاته ومطالبه المحقة”.

واذ شدّد جنبلاط على “اهمية وحدة الصف والكلمة في الظروف القاسية التي يمر بها الوطن”، رأى ان “التحدي الاساسي اليوم يكمن في الحفاظ على الاقتصاد والحد من خطر الانهيار”.

وفي يوميات الثورة، نظم حراك طلاب عكار، تجمعا أمام ثانوية حلبا الرسمية لمناسبة عيد الاستقلال، شارك فيه طلاب الثانوية والهيئة الإدارية، وانطلق المجتمعون بمسيرة من أمام الثانوية جابت شوارع حلبا، وحملوا الأعلام اللبنانية وأنشدوا النشيد الوطني، مطلقين الهتافات المنددة بالأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة. وطالبوا “بحكومة إنقاذية من اختصاصيين تعمل على مكافحة الفاسدين ومحاسبتهم واسترداد الأموال المنهوبة وبانتخابات نيابية مبكرة وتخفيض سن الإقتراع، ليتمكن الطلاب من إختيار ممثليهم بأنفسهم وبجامعة لعكار فيها كل الاختصاصات أسوة بغيرها من المناطق”.

ثم عاد الطلاب المعتصمون أدراجهم وانضموا الى المحتجين في ساحة خيمة الإعتصام في حلبا. ورأت كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ورئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، في كلمة لها في الاجتماع التاسع للمجلس في القاهرة، أن “التطورات التي جرت في الفترة الأخيرة في عدد من بلداننا، أظهرت الدور الإيجابي والرئيسي الذي للنساء أن يقمنّ به بهدف تحقيق التحولات الاجتماعية.

وهذه التحولات هي التي من شأنها أن تعمل سلمياً على نقل مجتمعاتنا من حالة الركود الاقتصادي والسياسي والثقافي إلى حالة من الحيوية الخلاّقة النابضة باندفاعة الشباب والشابات. كذلك من شأن هذه التحولات أن تضيّق المسافات التي لا زالت في العديد من بلداننا تفصل بين الأولويات الحكومية والمطالب الشعبية”. وتزامنًا مع العيد السادس والسبعين لاستقلال لبنان، وبمشاركة كلّ شرائح المجتمع والمناطق والمهن والاختصاصات والفئات العمرية، أُقيم “عرض الإستقلال المدنيّ”، وسط العاصمة بيروت، أول من أمس، في ظلِّ جوٍ وطنيٍّ حافل، فاختار المتظاهرون إحياء هذا العيد على طريقتهم الخاصة تحت راية العلم اللبناني، بالتزامن مع عرض عسكري رسمي مختصر، أقيم في وزارة الدفاع في اليرزة، بحضور الرؤساء الثلاثة ووزيرين فقط. وشارك في احتفال ساحة الشهداء،42 فوجًا، تنتمي جميعها الى العديد من القطاعات في المجتمع اللبناني. وتم رفع مجسّم جديد ل”قبضة الثورة” إلى ساحة الشهداء، مكان القديم الذي أحرق على أيدي مجهولين، معلومين.وأُعيد صنع المجسم بحجمٍ أكبر من الذي كان عليه في السابق، كما أشار صانعوه الى أنه سيكون مقاومًا للنيران هذه المرة.

 

خيمة كفررمان شعر وغناء على أنغام الثورة

جنوبية/24 تشرين الثاني/2019

نظم المعتصمون في خيمة داور كفررمان، أمسية فنية – شعرية بمناسبة عيد الإستقلال، شارك فيها عدد من الفنانين بينهم شربل روحانا وزياد الأحمدية، والشاعر مهدي منصور. وتضمنت تقديم باقة من الأغاني الحماسية والثورية والشعر الوطني.

في سياق آخر كان عناصر من الدفاع المدني، اليوم السبت، قد أخمدوا حريقاً شب في أعشاب يابسة ونفايات في كفرمان – النبطية.

 

نساء صور يسرن نحو المحكمة الجعفرية.. رفع سن الحضانة ومنح الجنسية وإسقاط النظام الطائفي

جنوبية/24 تشرين الثاني/2019

ما زال الجنوب حاضراً بقوة في الحراك الشعبي، وبمشاركة نسائية واسعة مزجت المطالب الاجتماعية بالاقتصادية والسياسية، حيث انطلقت مسيرة نسائية مساء اليوم، من أمام ساحة العلم في صور، وصولا إلى أمام مقر المحكمة الجعفرية، هتفت المشاركات فيها بمطالب أبرزها: رفع سن لحضانة، حق الأم اللبنانية بمنح الجنسية لأبنائها، حقوق المرأة، قانون موحد للأحوال الشخصية، وإسقاط النظام الطائفي بعد ذلك توجهت المتظاهرات إلى أمام فرع مصرف لبنان في صور، حيث نددن بالسياسة المالية المعتمدة، ثم عدن إلى مكان الانطلاق في ساحة العلم.

 

رفض واسع لقرار “حزب الله” قطع بث قناة “الجديد” طالبوا بمحاسبة من يقف وراء الفاعلين

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الثاني/2019

 تفاعل في الأوساط الإعلامية والشعبية، قطع إرسال قناة “الجديد” في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعدد من مناطق الجنوب والبقاع، في الوقت الذي اتهمت إدارة القناة “حزب الله” بالوقوف وراء قرار القطع، وهو ما رأت فيه هذه الأوساط محاولة جديدة من الحزب للتضييق على حرية الرأي.

وسجل المحامي عماد يونس لـ”يوميات ثورة”، على قناة “الجديد” اعتراضه على قيام مجهولين على قطع بثّ المحطة عن مناطق عدة في لبنان تنفيذاً لسياسات معينة ولإرغام الناس على مشاهدة شاشات مناهضة للثورة. وقال: سأتقدّم يوم الإثنين بشكوى جزائية ضدّ شخص محدّد وأصحاب كابلات ينتمون إلى أحزاب معيّنة لقيامهم بقطع بثّ “الجديد”. وفي السياق، استنكرت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” الاعتداءات المتكررة على قناة “الجديد” والتعرُّض للزميلات والزملاء في القناة في محاولة لترهيبهم ومنعهم من القيام بدورهم الإعلامي. وشجبت بقوة منع بث القناة في عدد من المناطق اللبنانية من قبل أصحاب الكابلات بطلب من مرجعياتهم الحزبية. وعبّر الحزب عن تضامنه مع إدارة القناة وكل العاملين فيها. وأكد الوزير السابق أشرف ريفي عن تضامنه مع قناة الجديد “بوجه حملة القمع التي تتعرض لها”. وأعلن عبر “تويتر”، رفضه قطع بث القناة في بعض المناطق، مشيرًا الى أن “هذا العمل مرفوضٌ ومُدان”. وطالب المعنيين “العمل على محاسبة من يقف وراء هذه الحملة، فوسائل الإعلام هي صورة نبض الشارع، وحرية الرأي وحرية التعبير هي ما يميز هذا الوطن”.

 

لائحة بأسماء سياسيّين أجروا تحويلات ماليّة بالملايين

بيروت- وكالات/23 تشرين الثاني/2019

 تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، لائحة بأسماء سياسيّين لبنانيين وسحوبات وتحويلات مالية تقدر بالملايين، أجروها في الفترة من آغسطس إلى أكتوبر الماضيين. وأجمعت المصادر المصرفية اللبنانية على ان “هذا المنشور لا اساس له من الصحة”، مستندة الى “السرية المصرفية التي تلتزم بها مصارف لبنان”. وتساءلت المصادر: “هل لدى أصاحب هذه المنشورات علاقات وثيقة بكل المصارف اللبنانية لتزوده بهكذا معلومات؟”. وختمت بالقول: “انها مزحة سمجة من شخص هدفه التسلية”. من جهة اخرى، تفيد معلومات، بأن لجنة الرقابة على المصارف تجري تحقيقا في ودائع مالية أخرجت من لبنان في الفترة الاخيرة.

 

يعقوبيان لرجل دين شيعي: سيدات الثورة أشرف الناس

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الثاني/2019

 علّقت النائب بولا يعقوبيان، عبر “تويتر” على كلام صادر عن رجل الدين الشيعي، سامي خضرا بحق المرأة اللبنانية الذي اعتذر من خلاله “من العرب والمسلمين عن الصورة التي ظهرت للمرأة اللبنانية في التظاهرات الأخيرة”. ونشرت يعقوبيان فيديو عن كلام السيد خضرا، وأرفقته بالقول: “نساء الثورة أحلى عالم، سيدات الثورة أشرف الناس، زمن استعباد المرأة انتهى وهي فرد في المجتمع كالرجل لها نفس الحقوق والواجبات”. وأضافت، “ولستم من يقرر كيف تكون المرأة اللبنانية”.

 

فيلتمان: أكثرية اللبنانيين رفضت الاستماع لمطالب نصرالله وقال لـ «الشرق الأوسط» إن سمعة «حزب الله» تآكلت خلال المظاهرات الأخيرة

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

قال جيفري فيلتمان السفير الأميركي السابق لدى لبنان إن سمعة «حزب الله» تآكلت خلال المظاهرات التي يشهدها لبنان. واعتبر فيلتمان في تصريحات خاصّة لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب لم يعد نظيفاً لأنّه أصبح جزءاً من المشكلة السياسية في البلد. وتحدث الدبلوماسي الأميركي السابق عن الأمين العام للحزب حسن نصرالله: «لقد رأينا واستمعنا إلى خطابات نصرالله، أربع خطابات طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا، وعندما طلب من الشيعة مغادرة الطرقات، بعضهم استمع إليه لكن كثيرا منهم لم يعيروه أي اهتمام، وهذا أمر لم يشهده لبنان من قبل». وقال فيلتمان إن تغلغل الحزب في المؤسسات السياسية اللبنانية أدى إلى فقدانه شرعيته السابقة في الشارع اللبناني. وقال فيلتمان إن محاولة «حزب الله» التشكيك بالمتظاهرين ونياتهم قوّضت السمعة التي عمل عليها سنين طويلة. وأصبح اليوم مثل بقية الأحزاب السياسية في لبنان التي فقدت مصداقيتها مع الشعب.

ووصف المظاهرات بالملهمة، معتبراً أنها مختلفة عن مظاهرات الرابع عشر من مارس (آذار) 2005 التي تم تسييسها بحسب قوله. وأضاف أن المظاهرات الحالية أسبابها إنسانية ومعيشية بحتة، ومن هنا تنبع قوتها، وأعرب عن أمله في أن تستمع الطبقة السياسية اللبنانية إلى دعوات المتظاهرين وتباشر بالإصلاحات المطلوبة ومكافحة الفساد والمحاسبة كي ينهض لبنان من أزمته الاقتصادية من خلال جذب المستثمرين. ودعا فيلتمان الإدارة الأميركية إلى الإفراج عن المساعدات العسكرية للقوى الأمنية اللبنانية لأن تجميدها يخدم «حزب الله» والمصالح الروسية والإيرانية في لبنان. وتابع أنه يتوجب على الحكومة الأميركية أن تقدم حزمة مساعدات دولية للبنان بهدف الإصلاح. وحرص على الإشارة إلى أنه لا يمثل الرأي الرسمي الأميركي، وأنه يتحدث بصفة خبير فحسب، ودعا اللبنانيين ووسائل الإعلام اللبنانية إلى قراءة إفادته التي أدلى بها أمام الكونغرس يوم الثلاثاء كاملة، وتابع أن على اللبنانيين أن يتذكروا أن السياسة الأميركية مهمة لأن الولايات المتحدة تستطيع أن تساعد لبنان لإنهاضه من أزمته الاقتصادية. وشدد: «هذا تحرك لبناني بحت ولا يجب أن يأخذه أحد من يد اللبنانيين. لكن الشعب اللبناني شعب ذكي وهو يستمع ويجمع المعلومات بحذر». وكانت تصريحات فيلتمان أثارت ردود فعل شاجبة في لبنان، واتهمه البعض بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. وكان فيلتمان شدد خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا الفرعية في مجلس النواب يوم الثلاثاء على أن من مصلحة الولايات المتحدة الاستمرار بدعم الجيش اللبناني، وقال في الجلسة التي عُقدت تحت عنوان: «ماذا يحمل المستقبل للبنان؟ النظر في انعكاسات المظاهرات الحاليّة» إنّ أكثرية اللبنانيين فقدوا الثقة بـ«حزب الله» وهناك غضب عارم بحق وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لأنه وفّر الغطاء المسيحي لـ«حزب الله». واعتبر أعضاء اللجنة أن المظاهرات في لبنان تعكس ضعف قاعدة «حزب الله» وإيران في لبنان. ودعا رئيس اللجنة الديمقراطي تيد دويتش الإدارة الأميركية إلى الإفراج عن المساعدات العسكرية التي جمدتها للقوى الأمنية اللبنانية. وأضاف أن الإدارة تجاهلت الرسالة التي أرسلها عدد من النوّاب الديمقراطيين إلى البيت الأبيض لمطالبته بتفسير قرارها القاضي بتجميد جزء من المساعدات العسكريّة للبنان. وكان دويتش ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت أنغل كتبا في رسالة أرسلاها إلى مدير مكتب الإدارة والموازنة ميك مولفاني: «نحن مرتبكان من قرار الإدارة تجميد هذه المساعدات». وقال النائبان إن مكتب مولفاني هو الّذي اتخّذ قرار تجميد 105 ملايين دولار من الأموال المخصّصة لبرنامج التمويل العسكري الخارجي بتوجيه من البيت الأبيض.

 

حاكم "المركزي" ينفي صحة الحملات ضدّ "بنك عودة"

الكلمة أولاين/23 تشرين الثاني/2019

أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيانا جاء فيه: "يتعرض بنك عودة وادارته منذ فترة الى حملات ممنهجة. يهم مصرف لبنان ان يؤكد ان بنك عودة مصرف يتمتع بادارة رشيدة كما بالملاءة المطلوبة من مصرف لبنان وان عملياته المصرفية هي سليمة و قانونية ويحتوي على سيولة مرتفعة ، ان بنك عودة منتشر في لبنان والخارج ومعروف بحسن تعاطيه مع زبائنه داخلياً كما في الخارج. لذا يستنكر وينفي مصرف لبنان كل هذه الحملات التي يتعرض لها بنك عودة. "

 

التأزم السياسي ينعكس فتوراً في علاقة الحريري مع عون وبري والعرض العسكري بعيد الاستقلال كشف عمق الخلافات... وسجال بين «المستقبل» وأبو صعب

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

أظهر الفتور في علاقة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، في الاحتفال المصغر بعيد الاستقلال في وزارة الدفاع، أمس، تأزماً إضافياً ينسحب من العلاقة السياسية إلى العلاقة الشخصية، في ظل انغلاق مساعي الحل، واندلاع سجال بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال إلياس بوصعب وتيار «المستقبل». ووسط هذا المشهد، جاء تحذير المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبتش، من تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، إذ غرد عبر حسابه في «تويتر»، داعياً إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن. وقال: «هناك افتقار لحسن إدارة الموقف»، مشدداً على أن حاجة ماسة لتشكيل حكومة ذات مصداقية في نظر الشعب اللبناني». وأعلن أن هناك مخاوف كبيرة بشأن تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. وترأس الرئيس عون، أمس، العرض العسكري الرمزي الذي أقامته قيادة الجيش في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، لمناسبة عيد الاستقلال السادس والسبعين، وكان إلى جانب عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وعدد من المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية، وتخلله عرض عسكري محدود. وأعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية عن إلغاء حفل الاستقبال التقليدي في القصر الجمهوري، نظراً إلى الأوضاع الراهنة في البلاد. ورغم تصريحات المسؤولين بأن الاتصالات لا تزال قائمة بين القوى السياسية لتفعيل المشاورات والتوصل إلى حل للأزمة، أظهرت الصور في احتفال اليرزة فتوراً في العلاقة بين الرؤساء، وهو ما لم تخفه مصادر قيادية في «تيار المستقبل»، قائلة إن الأمور «مقفلة بالجانب السياسي، وتقريباً في الجانب الشخصي»، وذلك على خلفية تبادل الرسائل بين الأطراف في الفترة الماضية، وإصرار الحريري على عدم الاستجابة لمطالب عون وبري بترؤس حكومة مختلطة من سياسيين واختصاصيين.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الأفق مسدود، كانت هناك أنباء عن انفراجات أول من أمس، لكن الفتور الذي ظهر في علاقة الرؤساء اليوم (أمس) أظهر أن لا انفراجات سياسية»، لافتة إلى أن الحريري «ليس مضطراً لتغطية أي شخصية سياسية يتم توليتها رئاسة الحكومة»، في إشارة إلى المقترحات التي تقدم بها عون والثنائي الشيعي حول ترشيح شخصية أخرى غير الحريري، في حال لم يوافق على ترؤس الحكومة مرة أخرى، على أن تحظى هذه الشخصية بدعم الحريري ويوفر لها غطاءً سياسياً. ولم تنكر المصادر «أننا دخلنا في الأزمة المالية والسياسية»، قائلة إنه «لولا الدعم الخارجي الذي لا يزال موجوداً للبنان، لكان التدهور أكبر»، موضحة أن ارتفاع سعر السندات السيادية بشكل طفيف أول من أمس، أبرز هذا الدعم الدولي «الذي يحمي لبنان من ضرر إضافي». وإذ جددت تأكيدها أن هناك انغلاقاً بالمشهد: «شددت المصادر على أن الحل هو الذهاب إلى استشارات نيابية وتكليف رئيس جديد للحكومة»، في وقت لا يزال فريق عون والثنائي الشيعي يرى أن الحل الإنقاذي يتمثل بوجود الحريري في رئاسة الحكومة، أو تغطية أي شخصية تحظى بدعمه، وسط تهيب من تأليف حكومة مواجهة لا تحظى بغطاء الحريري بسبب انعكاساتها على تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تصيب البلاد.

وفي سياق مرتبط بالمواقف لتأليف الحكومة، أكد وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال إلياس بوصعب، «إننا قدمنا كلّ التسهيلات من أجل تشكيل الحكومة على أمل أن يتلقفها الفرقاء الآخرون»، مضيفاً: «لا شيء مؤكد بعد فيما يخص قبول الرئيس سعد الحريري، أو رفضه التكليف، وهذا ما يؤخر التشكيل، وعاجلاً أم آجلاً سيتم تشكيل الحكومة على أمل أن تلبي مطالب الشعب وتحل الأزمة الاقتصادية». وشدد على أنه «لا نريد أن نأتي بحكومة، وتفشل بعد شهر أو شهرين، ولا علاقات مقطوعة، فالاتصالات جارية مع كل الفرقاء»، ورأى أنه «حان الوقت لنفهم أننا لا نستطيع الاستماع إلى ما يريده الخارج، وماذا تعني حكومة تكنوقراط أو اختصاصيين، فهناك اختصاصيون موجودون في الحكومة الحالية مثل وزير العمل كميل أبو سليمان المحسوب على حزب (القوات اللبنانية)». وتابع بو صعب: «من سيعطي الثقة لحكومة مستقلة؟ ولا أعلم على ما يصر الرئيس الحريري، وهناك تشاور ومفاوضات معه، وكل الأمور مطروحة لتسهيل تشكيل الحكومة». وأشار إلى أن «الاختصاصيين قادرون على القيام بالفرق، ولكن لا يمكن لشخص أن يسمي أسماء من المستقلين من خارج الحكومة، فمن سيعطيها الثقة؟ الحل هو بالذهاب إلى دولة مدنية»، لافتاً إلى أن «الاستشارات ملزمة بنتيجتها، ويُعمل عليها كي تؤدي إلى تشكيل حكومة بشكل سريع، والحريري هو الأقوى في الطائفة السنية، ولكنه ليس الأوحد، ولذلك يجب التشاور معه». وتعليقاً على تصريحات بوصعب، قال مصدر قيادي في تيار «المستقبل»، لـ«مستقبل ويب»، القريب من تيار «المستقبل»، إن «ما يؤخر التكليف والتأليف هو التمادي في إنكار المتغيرات التي استجدت على الساحة الوطنية». وأضاف المصدر: «موقف الرئيس سعد الحريري معروف، وتعلمه كافة القيادات، ولا يحتاج لتفسير أو تأويل، ويبدو أن الوزير أبو صعب خارج دائرة المعلومات، لكن يمكنه للاطلاع على حقيقة الموقف العودة إلى رئيس تياره».

 

تظاهرة قرب السفارة الأميركية غدا... ما علاقة الشيوعي؟

المدن/23 تشرين الثاني/2019

دعت مجموعات يسارية إلى تظاهرة بالقرب من السفارة الأميركية في عوكر. وجاء في بيان دعوتها: "رفضًا للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان، وأبرزها التدخل الأميركي الأخير الذي عبّر عنه السفير الأميركي الأسبق، جيفري فيلتمان، وتناول فيه سلوك الجيش اللبناني وتصنيف اللبنانيين، ومحاولته توجيههم بما عليهم فعله. وبالإضافة إلى الدور الأميركي الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية، ندعوكم للتظاهر يوم الاحد الساعة 11 صباحا أمام السفارة الاميركية في عوكر". وبينما حاول أصحاب الدعوة إلصاق مبادرتهم هذه بالانتفاضة اللبنانية وجمهورها، أولاً، ثم إلصاقها بالحزب الشيوعي اللبناني، الفاعل حالياً في ساحات الثورة، أكد مصدر رسمي في الحزب لـ"المدن" أن الحزب الشيوعي لم يدع لهذا التحرك ولن يشارك فيه، وهو يكتفي بالبيان الذي أصدره عشية عيد الاستقلال. وكان بعض الشيوعيين قد ردوا على هذه الدعوة للتظاهر في عوكر، أنهم ليسوا بحاجة لفحص دم بالوطنية. كما أن هكذا دعوة يجب أن تكون متجاورة ومتزامنة مع تظاهرات أمام السفارات الأخرى، الإيرانية والسعودية والفرنسية والسورية.. إلخ.

وكان الحزب الشيوعي اللبناني قد أصدر بياناً جاء فيه:

"يأتي عيد الاستقلال هذا العام، عابقا بأريج الانتفاضة مميزاً عمّا سبقه من أعياد، فها هم اللبنانيون يحتفلون به في الشوارع والساحات على طريقتهم الخاصة، في انتفاضة وطنية مظفرة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، مؤكدين على أولوية انتمائهم الوطني وعلى حقوقهم الوطنية والسياسية والاجتماعية. إنها الانتفاضة التي أعطت لعيد الاستقلال هذا العام في الشكل والمضمون رونقه الحقيقي الذي يليق بتضحيات شعبنا ومقاومته في شعارها: "الشعب يريد اسقاط النظام"، والذي يعكس إرادة هذا الشعب وتصميمه على متابعة معركة الاستقلال حتى إنجاز مهام تحرره الوطني والاجتماعي.

انها انتفاضة ثورية واجتماعية لتحرير اللبنانيين من النظام السياسي الطائفي وتبعيته للامبريالية وسياساتها النيولبرالية ومن أدواتها السلطوية الفاسدة والمرتهنة التي بدل ان تلبي مطالب الانتفاضة بتشكيل حكومة وطنية انتقالية ذات صلاحيات استثنائية تستمر في الالتفاف عليها لضربها تحت شعار تشكيل حكومة تكنوقراط أو تكنوسياسية مشرّعة الأبواب واسعة للتدخلات الخارجية وللضغوط الأميركية الهادفة للنيل من موقع لبنان ودوره في مقاومة مشاريعها العدوانية والصهيونية".

 

وزير خارجية البحرين: التدخل الإيراني عبر “حزب الله” شلَّ لبنان

بيروت ـ”السياسة” /23 تشرين الثاني/2019

 أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد، أن إيران تتدخل في لبنان من خلال “حزب الله”، معتبرًا أن ذلك أدى الى شللٍ في البلد. واتهم وزير الخارجية البحريني إيران، بأنها “لا تهتم بمصالح الشعب العراقي بل بمصالحها الخاصة، فهي تعيق تقدمه وإزهارهُ”. وشدد على أن “دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ستلعب دورا أساسيًا في الحفاظ على أمن المنطقة”، مبينا ان “إيران تغذّي النزاع في اليمن وتُفشل أيَّ حلٍ سياسي”. في المقابل، اتهم نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، مجددا أطرافا لبنانية بالعمالة للخارج، واعتبر أن المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هي أميركا، لأنها تريد حكومة على شاكلتها. وقال قاسم إن واشنطن تتحرك في الخفاء، وتفرض شروطها، وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها، مشيرا إلى أن أميركا تريد حصتها من لبنان. يأتي ذلك فيما رأى السفير الأميركي السابق لدى لبنان، جيفري فيلتمان، أن سمعة “حزب الله” تآكلت خلال المظاهرات التي يشهدها لبنان حالياً، معتبراً أن الحزب لم يعد نظيفاً. وقال فيلتمان، إن مطالبة نصر الله للمتظاهرين بالعودة إلى بيوتهم لم يصغِ إليها احد، وحتى من داخل طائفته، فبعضهم استمع والبعض لم يعره اهتماماً، وهو مشهد جديد لم يشهده لبنان من قبل. وأضاف: “لقد رأينا واستمعنا إلى خطابات نصر الله.. 4 خطابات طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المعارضة الإيرانية: الملالي واجهوا المحتجين بالدبابات والطائرات وتظاهرات الوقود أحرقت 165 مدينة والنظام استخدم جميع قواته القمعية وقتل 287 واعتقل 7 آلاف

طهران – وكالات/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

 بينما تتواصل حملة القمع العنيفة التي تشنها قوات الأمن ضد المتظاهرين في إيران، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن النظام اعتقل 4800 متظاهر في 18 محافظة، فيما قالت المعارضة الإيرانية إن الحراك الإيراني اندلع في نحو 165 مدينة طيلة الأيام الماضية.

وأسفرت الملاحقات الأمنية للمحتجين عن مقتل متظاهر أمس، وصفته وسائل إعلام النظام بأنه “أحد العناصر الضالعة في أعمال الشغب”. في الأثناء، أفادت وكالة “إرنا” للأنباء بعودة خدمة الإنترنت جزئياً إلى محافظات عدة، لكن ليس للهواتف النقالة. من جانبه، أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مؤتمر صحافي بالعاصمة لندن، أنّ النظام استخدم جميع قواته القمعية، بما في ذلك “الحرس الثوري” و”الباسيج” والشرطة، مستعملاً الدبابات وناقلات الجنود والمروحيات. وأصدر إحصائية عن قتلى وجرحى الاحتجاجات، مؤكداً أن الاحتجاجات نتج عنها سقوط 287 قتيلاً في 20 مدينة، كما أصابت قوات الأمن نحو 3700 شخص. وأكد مجلس المقاومة أن قوات الأمن اعتقلت سبعة آلاف شخص، كما اتهم النظام الإيراني بقتل طفل بعمر 13 عاماً خلال الاحتجاجات. وطالبت المعارضة الإيرانية الاتحاد الأوروبي، بضرورة تغيير سياسة الاسترضاء التي تأتي بنتائج عكسية مع النظام الإيراني. يأتي ذلك فيما وثقت عدسة امرأة إيرانية مشاهد العنف في شارع ستارخان بالعاصمة طهران، بحسب ما أفاد نشطاء، حيث رصدت اللقطات مظاهر العنف من قبل عناصر مندسة بين المتظاهرين، بعضهم في زي رجال الأمن والبعض الآخر في زي مدني. من جانبها، طالبت منظمة حقوق الإنسان في الأحواز جنوب إيران، بإيفاد لجنة تقصي حقائق إلى إيران، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة. وأفاد بيان صادر عن المنظمة بمقتل نحو 60 متظاهراً في بلدات ومدن إقليم الأحواز منذ بدء احتجاجات إيران، مؤكدة إن السلطات الإيرانية حولت الأحواز إلى ثكنة عسكرية.

ودانت المنظمة استخدام النظام الإيراني للقمعِ المفرط الذي أدى إلى وقوع مجازر، ودعت المجتمع الدولي لمطالبة طهران بالإعلان عن أسماء القتلى والضحايا وأعدادهم. وصرحت المنظمة الأحوازية بأن الأمن الإيراني شن حملة اعتقالات وأغلق مداخل ومخارج مدن الإقليم. بدورها، طالبت أحزاب وشخصيات إيرانية معارضة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بالتدخل لوقف ما أسموه “ماكينة القتل” للمحتجين الإيرانيين. وقالت مصادر في المعارضة الإيرانية إن أحزاب “الحرية والرفاه” و”الجبهة الديمقراطية” و”كوملة كردستان إيران”، طالبت غوتيريس بأن يدعو في رسالة خطية الحكومة الإيرانية، إلى وقف ما سموه “ماكينة القتل” لمواطنيها. في المقابل، وفيما أكد رئيس القضاة إبراهيمي رئيسي أن أي شخص تسبب في زعزعة الامن أو تدمير الممتلكات العامة سيواجه “عقابا شديدا”، أعلن المتحدث باسم القضاء غلام حسين اسماعيلي، أن “الحرس الثوري” اعتقل نحو 100 من قادة الاحتجاجات، قائلا “تعرف الحرس الثوري على نحو 100 من قادة الاضطرابات الاخيرة وأبرز شخصياتها وقام باعتقالهم”. وأضاف أنه جرى الافراج عن عدد كبير من الاشخاص الذين اعتقلوا لمشاركتهم في التظاهرات، لانهم لم يشاركوا في الحاق الاضرار أو اشعال النيران. من جانبه، نقل التلفزيون الرسمي عن “الحرس الثوري” الزعم أن الهدوء عاد لايران.

 

واشنطن تعاقب وزير اتصالات إيران وتفتح خطاً ساخناً لتوثيق تجاوزات النظام وخطباء الجمعة يدافعون عن قرار حجب الإنترنت ويطالبون بأشد العقوبات للمحتجين > نقابة الصحافيين تنتقد سياسات الحكومة

واشنطن: هبة القدسي لندن - طهران/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس (الجمعة)، فرض عقوبات على وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي بسبب ما قالت إن له دوراً في قطع الإنترنت في البلاد، في وقت دشنت فيه الخارجية الأميركية خطاً ساخناً مع الإيرانيين عبر شبكة «تلغرام» للحصول على أدلة توثق قمع الاحتجاجات، وذلك بعد مضي أسبوع على موجة احتجاجات جديدة أشعلها البنزين في أكثر من مائة مدينة إيرانية، وفي الوقت نفسه، خلال الاحتجاجات التي تجتاح إيران. وفي طهران دافع خطباء الجمعة وممثلو المرشد الإيراني عن «قرار النظام» رفع أسعار الوقود وتدخل قوات الأمن لفض الاحتجاجات، إضافة إلى قطع الإنترنت. وقال محافظ طهران، الاثنين، إن 70 في المائة من المحافظات الإيرانية شهدت احتجاجات. ورصدت منظمة العفو الدولية 106 حالات وفاة في 21 مدينة إيرانية، في حين نشرت وسائل إعلام خارج إيران إحصائيات تفوق ذلك بكثير في وقت تمتنع فيه السلطات الإيرانية عن تقديم إحصائية للقتلى بعدما أعلنت الاثنين، مقتل 5 متظاهرين و7 من قوات الأمن. ومنذ الثلاثاء، أعلنت السلطات مراراً وتكراراً أنها اعتقلت قادة الاحتجاجات التي تخللتها مهاجمة «مراكز للشرطة وإحراق محطات بنزين»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي المقابل، تداولت تسجيلات عبر شبكات التواصل، يتهم فيها شهود عيان ضباطاً بملابس مدنية بـ«حرق المباني الحكومة والبنوك ومحطات البنزين».

وأعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها حيال التقارير التي تحدثت عن «سقوط عدد كبير من القتلى» جرّاء استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية لمواجهة الاضطرابات. ويصعب التأكد من مدى عنف الأحداث الجارية جرّاء أوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي بحجب خدمة الإنترنت، في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي الأربعاء، إن عودة الإنترنت مرتبط بإعادة الهدوء، لكن وزير الاتصالات آذري جهرمي قال إن عودة الإنترنت يعود إلى قرار المجلس الأعلى للأمن القومي. وذكرت «إيسنا» أن خدمة الإنترنت عبر «إيه دي إس إل» (خطوط الاشتراك الرقمية غير المتماثلة) عادت إلى العمل في عدة محافظات وفي بعض جامعات طهران.

إجراءات أميركية ضد النظام الإيراني

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني «لدوره في» فرض «قيود واسعة على شبكة الإنترنت في إيران». وأكد وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين في بيان أن «المسؤولين الإيرانيين يدركون أن وجود شبكة إنترنت حرة ومفتوحة في البلاد يكشف عدم شرعيتهم، لذلك يسعون إلى فرض قيود عليها، من أجل خنق المظاهرات المناهضة للنظام». ووصفت وزارة الخزانة وزير الاتصالات الإيراني بأنه اللاعب الرئيسي في حملة الرقابة والمراقبة في طهران، وأنه قام بدور في تشديد هذه الرقابة خلال الاضطرابات المناهضة للحكومة. وبموجب العقوبات على وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية يتم تجميد الأصول والممتلكات المالية التي يملكها في الولايات المتحدة ويتم حظر تعامل الشركات الأميركية والبنوك والأشخاص الأميركيين من التعامل معه. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان: «إننا نعاقب وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني على تقييد الوصول إلى الإنترنت بما في ذلك تطبيقات المراسلة الشائعة التي تساعد عشرات الملايين من الإيرانيين في البقاء على اتصال مع بعضهم ومع العالم الخارجي». وعقب ذلك، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو في تغريدة، أن بلاده «ستعرض أي عضو من النظام الإيراني تورط في قمع المحتجين، للمساءلة». وفي وقت سابق، دعا بومبيو المحتجين في إيران إلى إرسال تسجيلات فيديو وصور توثق عمليات القمع للاحتجاجات. وقال في تغريدة على «تويتر» إنه طلب من المحتجين الإيرانيين «أن يرسلوا لنا مقاطع الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة النظام على المتظاهرين». وأضاف: «ستكشف الولايات المتحدة عن الانتهاكات وتعاقب عليها». وفتح خطاً ساخناً بين الخارجية الأميركية والمحتجين الإيرانيين عندما نشر في تغريدة باللغة الفارسية عنوان قناة على شبكة تلغرام تسمح للإيرانيين بالتواصل المباشر مع الخارجية لإرسال الوثائق والمستندات. وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بالتحقيق حول قمع المتظاهرين في إيران. وأشارت في تغريدة إلى «تقارير عن قمع المتظاهرين وامتلاء المستشفيات بالجرحى وقطع الإنترنت». وقالت إن «هذه الأوضاع تتطلب تحقيقاً وشفافية».

قطع الإنترنت وخسائر كبيرة

في طهران، قال وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، أمس، إن خدمة الإنترنت عادت في بعض أجزاء البلاد، ولكن مصادر أخرى قالت إن الحكومة ما زالت تقيد الخدمة بشكل كبير، لكن جهرمي قال إن وزارته تعمل على إعادة خدمة الإنترنت بشكل كامل في مختلف أنحاء البلاد. وأظهر موقع «نتبلوكس»، الذي يراقب عمليات إغلاق الشبكات، أن نسبة التشغيل الفعلي لشبكة الإنترنت في إيران بلغت 14 في المائة فقط منتصف الجمعة. وقال الموقع قبل أيام إن حجب الخدمة يلحق أضراراً تقدر بـ60 مليون دولار يومياً. وأوضحت بيانات الموقع أن خسائر إيران بلغت 367 مليون دولار خلال 6 أيام من قطع الإنترنت. وتناقلت وسائل إعلام إيرانية معلومات عن أضرار لحقت بالمراكز العلمية والجامعات ودور الصرافة وشركات الاستيراد والتصدير وخدمات البنوك وقطاعي السياحة والطيران. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية عن شركة خاصة لتكنولوجيا المعلومات بأن اتصالات الإنترنت ذات النطاق العريض (إل تي إي) التي يستخدمها أغلب الإيرانيين في هواتفهم الذكية، ما زالت متوقفة. وفي العاصمة طهران، عادت بعض خطوط «إيه دي إس إل» للعمل مجدداً، بحسب الشركة. بدوره، أشاد خطيب جمعة طهران المتشدد أحمد خاتمي بـ«الخطوة الحكيمة» للحكومة في قطع الإنترنت، مطالباً باستمرار الخطوة وتفعيل شبكة الإنترنت المحلية. وقال: «رجائي هو عدم فتح الإنترنت» واتهم الخدمة بـ«تعليم الجرائم» للناس. وتوقف خاتمي عند 6 نقاط، بعد دفاعه عن القرار المفاجئ لرؤساء السلطات الثلاث (القضاء، والبرلمان، والحكومة) برفع أسعار البنزين. وقال: «لا أحد يعارض الاحتجاج، ولن يواجَه المحتجون شرط أن تكون في إطار القوانين»، قبل أن يستدعي أمثالاً قديمة لوصف حالة النظام مقابل الاحتجاجات، قائلاً إنه «ليس صفصافاً حتى تهزه هذه الرياح».

وأشار خاتمي إلى دعم المرشد الإيراني علي خامنئي للقرار، وقال: «لولا خطوة وموقف المرشد لشاهدنا أحداثاً أكثر خشونة أمام الناس»، لكنه عاد في النقطة الثانية، وقال: «كان بإمكان المسؤولين العمل بطريقة أفضل». وطالب الحكومة بالعمل على تنفيذ وعودها في منع ارتفاع الأسعار الأخرى تحت تأثير سعر البنزين، في إشارة إلى ارتفاع متوقع للأسعار على غرار ما يحدث عادة في إيران بعد كل زيادة على أسعار الوقود. وحرص خاتمي على الفصل بين المحتجين والناس متهماً من نزلوا إلى الشارع بمعاداة الرموز الدينية. وهي الطريقة التي اتبعتها وسائل الإعلام المحافظة منذ السبت الماضي، في محاولة للحيلولة دون انضمام المدن المحافظة للاحتجاجات. وهاجم خاتمي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا على مواقفها من قمع الاحتجاجات قبل توجيه أصابع الاتهام إلى السعودية بالوقوف وراء الاحتجاجات. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي أعرب عن تأييده للقرار بعد 24 ساعة على إعلان قرار اللجنة العليا للسياسات الاقتصادية رفع أسعار البنزين وتراوحت بين 50 في المائة للحصة المدعومة و300 في المائة للبنزين الحر. ووصف خامنئي الأحد الماضي المحتجين بـ«الأشرار»، بعدما صدرت مواقف من مراجع تقليد ونواب في البرلمان يطالبون بإعادة النظر في القرار المفاجئ. كما وجهت بعض وسائل إعلام المحافظة انتقادات إلى الرئيس حسن روحاني، ما دفع الحكومة لتوضيح خلفية القرار وتأييده من رئيسي البرلمان والقضاء.

وشرحت أسبوعية «خط حزب الله» الصادرة أمس من مكتب خامنئي أسباب دعمه للقرار «على وجه السرعة». وأشارت إلى تحذيرات سابقة من خامنئي بشأن «خطط أميركية لإثارة الفوضى». ومن جهة أخرى، أثنى خاتمي على أداء أجهزة الاستخبارات والباسيج والشرطة على «صد الأشرار». وقال في هذا الصدد: «عدد قليل من الذين كانوا في الفتن السابقة وقفوا في الأحداث الأخيرة بوجه حراس الأمن». وطالب بـ«أشد العقوبات» للمعتقلين. وخاطب الجهاز القضاء قائلاً: «أقول للقضاء عن هذه الحشود: تجب المواجهة بطريقة حازمة حتى لا تسول لهم أنفسهم بشياطين مثل هذه ويأخذوا العبر للأبد». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن خاتمي قوله إن «بعض زعماء الاضطرابات فوضويون يستحقون عقوبة الإعدام». بدوره، قال خطيب جمعة مدينة مشهد إن السلطات اعتقلت 400 شخص من «الأوباش والأشرار» في «الاضطرابات» التي شهدتها المدينة، مشيراً إلى أن «90 في المائة منهم شباب يفتقدون للخبرة وأطلق سراحهم ليلة الاعتقال». وقال: «تم التعرف واعتقال عناصر العدو»، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية. واعتبر علم الهدي الإعلان المفاجئ لقرار رفع البنزين سبب الاحتجاجات، موضحاً أن «الناس الفقراء أرادوا الاحتجاج، لكن الأعداء ركبوا الموجة».

استمرار الاعتقالات وتحذير نقابة الصحافيين

قبل ساعات من خطب الجمعة، قال قائد عمليات ميليشيا الباسيج سالار آبنوش إن «الاضطرابات» التي تسبب بها رفع أسعار الوقود في أنحاء البلاد ترقى إلى «حرب عالمية» ضد النظام «أحبطت»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ووصف آبنوش تطورات الأيام الأخيرة بـ«الظاهرة الغريبة والجديدة التي شملت كل إيران»، مضيفاً أن «حرباً عالمية شاملة بمعنى الكلمة، ولدت ضد المنظومة والثورة ولحسن الحظ توفي المولود لحظة الولادة». واتهم «السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل» بالوقوف وراء «فتنة». ودافع آبنوش عن قطع الإنترنت مشيراً إلى أنه أسهم في «عرقلة» جهود أعداء إيران في إثارة «الاضطرابات»، مشيراً إلى «ضبط أجهزة ومعدات»، وقال: «سنقدم المعلومات الكاملة بعد الاعترافات». وتضاربت المعلومات أمس عن استمرار الاحتجاجات في عدة مناطق وطبيعة الاعتقالات التي أعلنت عنها السلطات. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن نائب الشرطة بمحافظة هرمزجان، سعيد شفيعي، أنه نفى وجود «اضطرابات» في ميناء بندر عباس مركز المحافظة. وقال المتحدث باسم القضاء غلام حسين إسماعيلي إن السلطات اعتقلت 100 شخص من «قادة ورؤوس مجموعات والمسببين في الاضطرابات» على يد «الحرس الثوري»، مشيراً إلى أنها «على وشك اعتقال آخرين»، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم التابعة لـ«الحرس». وقال سفير إيران لدى المملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد إن طهران قدمت شكوى إلى السلطات البريطانية بشأن «سلوك شبكات (معادية) ناطقة بالفارسية مثل (بي بي سي فارسي) و(إيران إنترناشونال) و(من وتو)» ومقرها لندن. وكتب على «تويتر» أن تقاريرهم كانت «تشويهاً متحيزاً للأحداث الأخيرة في إيران والدعوة إلى انتشار العنف ضد المؤسسات المدنية الإيرانية». في شأن متصل، حذرت نقابة الصحافيين في طهران من زيادة القيود على وسائل الإعلام الداخلية الإيرانية. وقالت في بيان أمس، إن السياسة الإعلامية التي تتبعها الحكومة «تؤدي لأزمات وضد المصالح الوطنية». وانتقد البيان حجب الإنترنت وفرض القيود على عمل وسائل الإعلام الإيرانية، ووجه لوماً لوسائل الإعلام الإيرانية على ما عدّه «لا مبالاة وسائل الإعلام الداخلية من أحداث الأيام الأخيرة». وقال البيان: «إنها تدفق الأخبار في داخل الصفحات بطريقة ينظر إليها المتلقي على أنها رقابة وتستر على الحقيقة». وطالب البيان الحكومة بـ«الامتناع عن تضعيف وسائل الإعلام والأمن واستقرار المجتمع بهذا السلوك». وحذر الاتحاد الدولي للصحافيين أمس إيران من ممارسة التهديدات والضغوط الجديدة المفروضة على الصحافيين الإيرانيين في أوروبا.

 

القضاء يدرس إبلاغ نتنياهو بأنه «لم يعد مؤهلاً لمنصب رئيس حكومة» والمعارضة تطالبه بالاستقالة في أعقاب توجيه لوائح اتهام خطيرة ضده

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

كشفت جهات قضائية إسرائيلية أمس، أن المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، يدرس إمكانية إصدار إعلان يؤكد فيه أن «رئيس حكومة متهم بتلقي رشاوى لا يمكنه أن يكون مؤهلاً للعمل السليم في رئاسة الحكومة». ولم يتقبل اليمين الإسرائيلي الحاكم قرار المستشار القضائي للحكومة توجيه لوائح اتهام خطيرة ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وراح أقطابه يهاجمون مؤسسة القضاء ويرددون اتهامات نتنياهو لها بتنفيذ انقلاب على الحكم. ودعا وزير المواصلات، بتصلئيل سموتريتش، الإسرائيليين إلى الخروج إلى الشوارع وحشدها بالمظاهرات. ومن جانبها، دعت أحزاب المعارضة نتنياهو إلى الاستقالة فوراً، وهددت باللجوء إلى المحكمة العليا لإرغامه على التنحي. في حين حاول وسطاء ترتيب عفو رئاسي عنه قبل المحكمة مقابل اعتزاله السياسة. وتعيش الحلبة السياسية الإسرائيلية في حالة غليان، في أعقاب قرار محاكمة نتنياهو. وتواجه مؤسسة القضاء والنيابة وضعاً غير مسبوق، إذ إن كبار الوزراء والنواب في اليمين يشككون في نزاهتها ويتهمونها بتنفيذ انقلاب، بمن في ذلك وزير القضاء، أمير أوحانا، الذي عدّ المحاكمة ظالمة ومتجنية، ورفضوا مطالبة نتنياهو بالاستقالة، مؤكدين على نص القانون الذي يجبر الوزراء الذين تقدم ضدهم لائحة اتهام على أن يستقيلوا، لكنه يجيز لرئيس الحكومة أن يبقى في منصبه حتى انتهاء المحاكمة.

وتوجه محامي تحالف «كحول لفان» إلى نتنياهو بطلب أن يتحمل مسؤولية أفعاله ويستقيل ويتفرغ للدفاع عن نفسه في المحكمة. وقال بيني غانتس، رئيس هذا التحالف، إن «على نتنياهو أن يتصرف كقائد سياسي في دولة متطورة ويستقيل ولا يتصرف كرئيس دولة متخلفة يتمسك بالحكم بالقوة». وأعلن أنه سيلجأ إلى القضاء لمطالبة نتنياهو بأن يستقيل فوراً من كل مناصبه الوزارية، فهو بالإضافة إلى كونه رئيس حكومة يتولى 4 حقائب وزارية، فهو أيضاً وزير الصحة، ووزير الرفاه، ووزير الشتات اليهودي ووزير الزراعة. وقال الناطق بلسان «كحول لفان»، إنه يستند بهذا الطلب إلى سوابق قضائية، إذ «بموجب قرار المحكمة العليا، فإن وزيراً قُدمت ضده لائحة اتهام لا يمكنه مواصلة تولي منصبه، ولذلك يسري عليه فوراً واجب إنهاء مناصبه المختلفة كوزير في حكومة إسرائيل».

وفاجأت رئيسة حزب «يمينا» المتطرف وزيرة القضاء السابقة، أييلت شاكيد، بتأييد قرار المستشار القضائي فقالت: «مندلبليت هو شخص مستقيم ويتخذ قراراته بشكل مستقل، ووفقاً للأدلة ورأيه المهني. وحتى لو أننا لا نتفق معه، ينبغي أن نعرف أن دوافعه مهنية». وانتقد رئيس كتلة «العمل - غيشر»، عمير بيرتس، خطاب نتنياهو، الذي رد فيه على قرار تقديمه إلى المحكمة، بهجوم كاسح على الشرطة والنيابة والمستشار، فقال بيرتس إن «هذا الخطاب يشكل تجاوزاً لكل القواعد». ودعاه إلى الاستقالة فوراً وتوفير متاعب المعركة الانتخابية.

وقال: «في حال أعلن نتنياهو عن تعذره القيام بمهامه، فإنه بالإمكان تشكيل حكومة خلال عدة ساعات ومنع التوجه لانتخابات». وأضاف: «ليس بمقدور رئيس الحكومة إدارة الدولة في حين كل جهوده وطاقته موجهة للإجراءات القضائية التي سيضطر إلى مواجهتها. فهو سيفعل كل ما بوسعه من أجل أن يخرج بريئاً، لكن دولة بأكملها لا يمكنها أن تدفع أثماناً باهظة كهذه». ودعا نائب رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، البروفسور مردخاي كرمنتسر، نتنياهو للاستقالة، لأن «بقاءه في منصبه يزيد تناقض المصالح الذي يوجد فيه منذ 3 سنوات، بين وضعه الشخصي وسلطة القانون وأجهزة إنفاذه».

وقال إن «الثمرة الفاسدة لهذا الوضع هي تنكيله المنهجي بهذا الجهاز، من دون أن يتردد في إطلاق الأكاذيب والافتراءات ضده ويقوض ثقة الجمهور به». وحذر كرمنتسر من «الأمر الأخطر» وهو أن «نتنياهو لم يعد يتمتع بثقة الجمهور في أي عمل يقوم به، وبضمن ذلك في المواضيع الأمنية، المتعلقة بتشكيل خطر على الدولة ومواطنيها وجنودها (أي اتخاذ قرار بالحرب أو عمليات عسكرية). وباستثناء أنصاره الضالين، لا يمكن لأحد الامتناع عن الاشتباه به وبأن مكانته كمتهم تؤثر، بوعي أو من دون وعي، على أدائه». وكان لافتاً أن جميع وسائل الإعلام المستقلة خرجت أمس بتأييد قرار محاكمة نتنياهو، بمن في ذلك أولئك الذين يؤمنون بأنه يوجد بعض المبالغة في الاتهامات. وحذروا من خطورة رد نتنياهو على الاتهامات، معتبرين خطابه «إعلان حرب على مؤسسات الحكم». وقالت المحللة السياسية الرئيسية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سيما كدمون، إن «أحداً لم يتوقع أن يطأطئ نتنياهو رأسه أمام لوائح الاتهام ضده. والتجربة المتراكمة من تهجماته السابقة على مؤسسات سلطة القانون أشارت إلى الاتجاه الذي يختاره الآن، وهو أنه يعتزم البقاء في الحكم حتى يترك وراءه أرضاً محروقة». ومثل نيرون وقيصر سيقف ويشاهد الدولة المحترقة بنيران الكراهية والتحريض، قبل أن يخلي هو وعائلته المنزل في شارع بلفور (حيث يقع مقر رئيس الحكومة)». وتابعت: «خطاب رئيس الوزراء كان مقلقاً من جميع النواحي. رئيس حكومة يهاجم مؤسسات الحكم، لا بل يحرض عليها، ويتهم حراس العتبة بـ(ليس أقل من محاولة انقلاب على الحكم). فماذا يمكننا أن نسمي هذا إذا لم يكن استباحة دم، ودعوة لإشعال الأرض، لشن حرب ضد أهم مؤسستين: الشرطة والنيابة العامة؟». وكتب رئيس تحرير صحيفة «هآرتس»، ألوف بن، مقالاً افتتاحياً، قال فيه إن «نتنياهو اعتاد على التباهي في خطاباته بأنه حارب من أجل إسرائيل، وأصيب في المعارك من أجلها وسعى إلى تحصين أمنها واقتصادها ومكانتها الدولية. لكن هذا كان حتى الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس. ففي خطاب التباكي الذي ألقاه في بلفور، غيّر الاتجاه فجأة وأعلن أنه يعتزم هدم الدولة ومؤسساتها، رداً على لوائح الاتهام. وبنظر نتنياهو، استمراره في الحكم هو فوق كل شيء، ومن يشكك في ذلك فهو خائن ومتآمر».

 

القضاء الأميركي: على إيران دفع 180 مليون دولار لصحافي كان مسجوناً لديها

واشنطن/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

أمر القضاء الأميركي أمس (الجمعة) إيران بدفع 180 مليون دولار لمراسل صحيفة «واشنطن بوست» في طهران جايسون رضائيان، الذي أمضى سنة ونصف السنة في السجون الإيرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وهذا القرار أصدرته محكمة فدراليّة في واشنطن. وأمر القاضي بدفع المبلغ لرضائيان وعائلته تعويضاً عن الألم والمعاناة والخسارة المادية التي تكبدها خلال 18 شهراً من الاحتجاز. وقال القاضي ريتشارد ليون في حكمه: «اعتقلت إيران واحتجزت جايسون من أجل زيادة وسائل الضغط في المفاوضات مع الولايات المتحدة». وأضاف أن «أخذ رجل كرهينة وتعذيبه لضمان عامل تمكين في المفاوضات، هو أمر مخز ويستحق العقاب»، معتبراً أنه يجب «ردع» إيران عن الإقدام على تصرّف مماثل. وكان رضائيان أحد أربعة سجناء أطلقت إيران سراحهم في 16 يناير (كانون الثاني) 2016 قبل ساعات من توقيع القوى العظمى مع إيران اتفاقاً في يوليو (تموز) حول البرنامج النووي الإيراني. وكان الصحافي اعتقل في يوليو 2014 في منزله بطهران، حيث كان يعمل مراسلاً للصحيفة الأميركية. وصدر عليه حكم بالسجن بتهمة «التجسس» و«التعاون مع حكومات معادية». ونفى الصحافي وصحيفة «واشنطن بوست» هذه الاتهامات نفياً قاطعاً.

 

نائب الرئيس الأميركي يتفقد قوات بلاده في العراق

بغداد/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

وصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس اليوم (السبت) إلى العراق في زيارة غير معلنة مسبقاً، يتفقد خلالها قوات بلاده في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بغرب البلاد، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية. وهي الزيارة الأولى لبنس إلى العراق، والأولى لمسؤول أميركي على هذا المستوى منذ زيارة الرئيس دونالد ترمب القاعدة نفسها في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2018 لساعات فقط، ما أثار جدلاً لعدم لقائه أي مسؤول عراقي. ورفضت السفارة الأميركية في بغداد تأكيد زيارة بنس أو نفيها، وذلك رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي موازاة التكتم، قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لوكالة «رويترز» للأنباء إن بنس وصل إلى العراق (السبت) لزيارة القوات الأميركية ومن المقرر أن يجتمع مع عبد المهدي. وتأتي زيارة نائب الرئيس الأميركي التي لم يكشف جدول أعمالها رسمياً، في خضم احتجاجات واسعة يشهدها العراق منذ قرابة شهرين، للمطالبة بـ«إسقاط النظام» وإجراء إصلاحات واسعة. وتهز الاحتجاجات بغداد وبعض مدن الجنوب، ويتهم المحتجون الطبقة السياسية بـ«الفساد» و«الفشل» في إدارة البلاد. وقُتل أكثر من 340 شخصاً، غالبيتهم متظاهرون، منذ بدء موجة الاحتجاجات في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). والتزمت الإدارة الأميركية الصمت إلى حد كبير حيال الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام ساهمت في إرسائه بعد الإطاحة بحكم صدام حسين في 2003. كما نشرت أكثر من 170 ألف جندي في العراق في ذروة وجودها العسكري قبل الانسحاب عام 2011. ومنذ ذلك الحين، لعبت القوات الأميركية دوراً حاسما في هزيمة تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد في العام 2014. قبل إعلان «النصر» النهائي عليه في أواخر العام 2017. ولا يزال 5200 عنصر من القوات الأميركية موجودين في قواعد عسكرية في العراق، في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده واشنطن. كما يعمل هؤلاء في مجال التدريب وتقديم الاستشارة للقوات العراقية.

 

ترمب: أدعم استقالة بومبيو وترشحه لمجلس الشيوخ

واشنطن/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، أنه سيدعم وزير الخارجية مايك بومبيو، إذا استقال من أجل الترشّح لمجلس الشيوخ، في وقت يزداد تورّط الدبلوماسي في ملف التحقيق الذي قد يفضي لعزل سيد البيت الأبيض. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يعد إعراب ترمب عن دعمه لاستقالة حليفه المقرّب المحتملة أول تأكيد علني بأن بومبيو يفكّر في خوض المنافسة للوصول إلى مجلس الشيوخ في ولايته كنساس. وكان بومبيو، الذي يتجنّب دائماً إزعاج ترمب، خجولاً في تصريحاته بشأن مسعاه للترشح لمجلس الشيوخ رغم أن الأمر بات شبه مؤكد نظراً إلى زياراته المتكررة لكنساس ومقابلاته الدورية مع وسائل الإعلام في الولاية. وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز»، ذكر ترمب أن وزير الخارجية قال له: «انظر، أفضّل البقاء حيث أنا لكنه أكد له أنه يحب كنساس». وتابع ترمب: «إذا اعتقد أن هناك احتمالاً أن يخسر (الحزب الجمهوري) هذا المقعد، فأعتقد أنه سيقوم بذلك وسيحقق فوزاً كاسحاً لأنهم يحبونه في كنساس». وتعد كنساس ولاية جمهورية تقليدياً ولم تنتخب ديمقراطياً في مجلس الشيوخ منذ 1932، وهي أطول فترة امتنعت أي ولاية خلالها عن انتخاب ممثل عن أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. لكن أي الحزبين لا يرغب في المخاطرة في انتخابات العام المقبل التي يسعى ترمب خلالها للفوز بولاية ثانية.

 

الأكراد يخوضون معارك ضد قوات تركية وفصائل موالية لها في شمال سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019 »

تخوض قوات سوريا الديمقراطية اليوم (السبت) معارك عنيفة منعاً لتقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا في بيان «العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية» على عين عيسى، التي تُعد أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، في شمال الرقة وتضم مراكز مهمة لها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تدور معارك عنيفة قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية، إذ تحاول قوات سوريا الديمقراطية منع تقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها باتجاهها». وأوضح أن «القوات التركية تدعم الفصائل الموالية لها على الأرض، والتي تبعد كيلومتراً واحداً من البلدة، بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة». وسيطرت تركيا والفصائل السورية الموالية لها إثر هجوم أطلقته في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) واستمر أسابيع عدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كيلومتراً بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة). وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها. ورغم تعليق الهجوم، تخوض القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ أسابيع معارك مع قوات سوريا الديمقراطية جنوب المنطقة التي سيطرت عليها وتحديداً في محيط الطريق الدولي «إم 4» الذي يصل محافظة الحسكة (شرق) باللاذقية (غرب) ويمر من عين عيسى. وقالت الإدارة الذاتية الكردية في بيانها: «تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها (...) في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في سوتشي بين روسيا وتركيا واحتلال المزيد من مناطقنا». وأضافت: «اليوم يتم بشكل علني وأمام مرأى العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني (...) حيث تم العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية صباح هذا اليوم، كما لا يزال مستمراً إلى الآن». وتتبع القوات التركية والفصائل، وفق المرصد السوري، سياسة القضم التدريجي التي مكنتها خلال الأسابيع الماضية من السيطرة على عشرات القرى الصغيرة قرب الطريق الدولي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تؤدي الانتفاضة إلى "تحرير" بيئة حزب الله؟

منير الربيع/المدن/24 تشرين الثاني/2019

أشار تعطيل جلسة مجلس النواب بقوّة مدنية سلمية، غير سياسية ولا مسلّحة، إلى تطور مهم في مجريات الحياة السياسية اللبنانية، تمكّنت الانتفاضة الشعبية من تحقيقه. فكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري وإرادته تنكسران للمرة الأولى.

ذيول تعطيل الجلسة النيابية

إصرار برّي على عقد الجلسة، التي أعلن مقاطعتها حليفه وليد جنبلاط، وحليفه الآخر سليمان فرنجية، لن تعيد فرز قوى 8 و14 آذار. بل هدم إصراره صيغاً كثيرة: أولها المعادلة التي كُرست في 6 شباط 1984، وأطاحت الاتفاق الثلاثي اللبناني الميليشيوي اللبناني - السوري. وهو الاتفاق الذي طُبّق واقعياً بدلاً من اتفاق الطائف. كما أنها هدمت معادلة الحلف الرباعي واتفاق الدوحة، وضربت تسوية 2016. المشهد الأساسي الجديد الذي أطاح معادلات الاصطفاف السياسي والمذهبي، هو توحد الساحات والشعارات والمناطق اللبنانية برمّتها. وهذا يضرب أكثر معادلات تحكم القوى السياسية بالشارع، لا سيما بعد فشل محاولات اختراق التحركات أو تسييسها ومذهبتها. وهذا الفشل أربك القوى السياسية وأصابها في صميمها مع جمهورها. صحيح أن القوى التي تظهر عليها علامات الضعف، لا تشمل حزب الله، بل تقتصر على حركة أمل، وتيار المستقبل، والتيار العوني، والحزب التقدمي الإشتراكي. لكن الحقيقة تبدو مغايرة كلياً: الأزمة تطال حزب الله في عمقه وصميمه وداخل بيئته، خصوصاً بما يتعلّق باستفاقة تساؤلات عديدة داخل الطائفة الشيعية حول أداء الحزب وتعامله مع الأزمة.

اهتزاز مشروعية حزب الله

قام حزب الله على مشروعيتين منحته هذا الحجم من الاستقطاب الهائل للجماهير الشيعية: مشروعية المقاومة التي تجاوزت الطائفة الشيعية، ومشروعية الدفاع عن حقوق المحرومين، ورفض التركيبات السياسية للمحاصصة. بدأ حزب الله يخسر جزءاً من مشروعية المقاومة، بعد تورطه في قتال الشعب السوري، وإجهاض ثورته، فيما كان يؤيد ثورات الربيع العربي التي سبقت الثورة السورية. لكنه نجح في تعزيز الاستقطاب في خطابه العقائدي والمذهبي، بادعائه الدفاع عن المقدسات، وحماية محور المقاومة وتأمين طريق إمدادها بالسلاح والمال. أما مشروعية دفاعه عن حقوق المحرومين، فقد خسرها حزب الله بعيد إنتفاضة 17 تشرين، وظهوره بموقع المدافع عن التركيبة اللبنانية، في تناقض تام وهائل مع ما كان قد ربى جمهوره عليه وحضّره له. التحول الكبير الذي أحدثته انتفاضة 17 تشرين، يطال في جانب أساسي منه الوعي المجتمعي لدى البيئات كلها، بما فيها بيئة حزب الله. فالتظاهرات خرجت في النبطية، صور، بعلبك والهرمل. وهي تظاهرات مطلبية حماسية، ألهبت مشاعر الجمهور الذي استعاد صوته بعد صمت طويل. ثورة المشاعر والوعي المستيقظان، تقوم على قاعدة تاريخية كان الشيعة اللبنانيون فيها ركن المطالبة المساواة الاجتماعية وبالدولة المدنية، وناشطو الثقافة والأحزاب العلمانية واليسارية والتقدمية. هذا بالتحديد ما تدغدغه التحركات والتظاهرات الراهنة، التي أخرجت بيئة حزب الله عن صمتها، هي التي كانت التحقت بالحزب بعد إنهيار الأحزاب الوطنية والتقدمية، والرتابة التي كانت تفرضها الطبقة السياسية الإقطاعية والعائلية. فاليوم ينتفض هؤلاء على الثبات والموات السياسي الذين يفرضهما حزب الله، مغلّفاً بالإيديولوجيا الدينية المذهبية.

أغاني ورقص ونساء

مشاهد رقص النبطانيين - وهم من أعمار غير شابة نسبياً - على أنغام وأغاني الحركة الوطنية اللبنانية السابقة على حزب الله، أو على أغاني الشيخ إمام، يمثّل تحولاً كبيراً في البيئة الشيعية، أو استعادة لتاريخ بقي راعفاً في أعماقهم، منعتهم الظروف من البوح به والتعبير عنه. وهناك أيضاً منعطف  أساسي جديد يستعيد الماضي الشيعي القريب: خروج النساء والصبايا الشيعيات السافرات والمتحررات إلى العلنية العامة المحلية والبلدية المحجبة أو المحتجبة. وعدوى السفور ومشهده سريا في المجتمع الشيعي في كفررمان والنبطية، حيث رقصت نساء الانتفاضة وصباياها على أنغام أغنية "علّي الكوفية". ووصل هذا المشهد إلى أبناء البقاع الشمالي في بلدة الفاكهة، التي احتضنت أبناء عرسال، بعلبك، العين، والهرمل. فرفع الناس عنهم عباءات الانقسام الذي كرسته الأحزاب في أحداث عرسال بين العامين 2013 و2016. فاستعاد الناس هناك وحدة رؤيتهم المطلبية والوطنية.

ولا تزال الانتفاضة تسجّل مكتسبات سياسية واجتماعية، فيما تجد القوى السياسية الحزبية والسلطوية وزعاماتها أنها أمام أفق مسدود. فالاتصالات لتشكيل الحكومة وإعادة تكوين السلطة، لم تؤد إلى أي تقدّم. ويبدو أن الأزمة ستطول. وهذا ما يعرفه حزب الله جيداً. وهو يحضّر كوادره وجمهوره للتصرف بصبر ونفس طويل مع الأزمة. طبعاً هو يعتبر أن ما يجري يهدف إلى الاقتصاص منه سياسياً أو تطويقه. ولذلك لا يبدو أنه في وارد تقديم أي تنازل. بل يراهن على تغيير موازين القوى إقليمياً، لتجديد التسوية. وبحسب المعطيات ليس الحزب في وارد اللجوء إلى العنف أو مواجهة المتظاهرين. وجلّ ما يريده هو حماية مناطقه، وإصراره على عدم التنازل.

حامي منظومة السلطة

لا يستند حزب الله فقط إلى قوته العسكرية والأمنية، بل إلى تركيبة السلطة أيضاً. وكل استنزاف للسلطة يطال الحزب، خصوصاً أنه يصوّر حالياً حامياً لهذه التركيبة برمّتها. وهو الذي يسعى إلى معالجة الأزمة والتصدي لها، ليس في السرّ فقط، بل في العلن، ومن خلال جولات قيادييه ولقاءاتهم. وهكذا أصبح حزب الله حامي المعادلة والتركيبة والسلطة. بالتأكيد سيكون للأزمة تأثيرات كبيرة على حزب الله، وخصوصاً في اعتراضه العلني على حكومة التكنوقراط. فيما يدفع تطور الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية المواطنين المعترضين إلى الاستشراس أكثر، في ظل استمرار تعطيل الحلول. لذا ستتزايد أعداد المعترضين. وقد يؤدي هذا إلى تورط الحزب في المواجهة المباشرة، أوتحتم عليه اتخاذ إجراءات سياسية وتقديم تنازلات، لأنه لن يكون قادراً على عزل نفسه عن الأزمة. أما الاستعصاء السياسي فلا شك في أنه قد يؤدي إلى توترات أمنية تؤذي الكثيرين. لذلك يشدد حزب الله على أقصى درجات ضبط النفس حالياً، واعتماد الصبر مفتاحاً للفرج، في انتظار حصول تطورات إيجابية خارجية، قد تدفع إلى تنفيس الإحتقان في لبنان. فالحزب يمسك بورقة الأمن والاستقرار التي تهمّ الدول كلها. وهو يستثمر فيها إلى حدّ بعيد، لا سيما إذا ما استمرت محاولات تدويل الأزمة. عندها يتشدد الحزب سياسياً، ويعمل على استعادة من تفلّت من جمهوره على القاعدة التقليدية: التهديد بحرب الوجود.

 

كرنفال ساحة الشهداء.. للاستقلال عن المافيا السياسية

محمد أبي سمرا/المدن/24 تشرين الثاني/2019

كرنفال "العرض المدني" الذي دعا إليه ناشطو/ناشطات انتفاضة 17 تشرين الأول، ونظموه في ساحة الشهداء بديلاً عن العرض العسكري الرسمي، الحكومي التقليدي، المكرس احتفالاً بذكرى استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي في 22 تشرين الثاني 1943، طوى ذلك الشكل العسكري والحكومي للاحتفال، ومنح ذكرى الاستقلال القديمة من سلطان أجنبي خارجي معنىً ومضموناً جديدين مختلفين: إرادة لبنانيي ولبنانيات الانتفاضة ورغبتهم في الخروج على سلطان داخلي ومحلي لزعمائهم السياسيين، الذين يديرون شؤون دولتهم، أقله منذ نحو ثلاثين سنة، والاستقلال عنهم، ولفظهم خارج الحكم، والتحرر منهم ومن سلطانهم المقيت.

مقيت لأنه نزع عنهم صفة المواطنة وجرّدهم من الحرية السياسية والمساواة والعدالة، وحوّلهم رعايا مستتبعين ومتشرنقين في انقسامات وولاءات ما دون وطنية تتحكم بمصيرهم وحياتهم، وكانت السبب في مهانتهم وإفقارهم وهجرة أبنائهم، بحثاً عن عيش كريم في البلدان الأجنبية إياها، التي لا يمر يوم عليهم في بلدهم المأزوم والمتصدع، من دون أن يتلو عليهم أمير الحرب التلفزيوني الحاكم بأمر اﷲ، آيات بيناتٍ عن سفالاتها ومؤامراتها وطغيانها، فيما هو يرغي ويزبد.

الرعايا والمواطنون

وكرنفال لبنانيي/ لبنانيات الانتفاضة المفتوحة، الشعبي والحر والتلقائي، الزاهي والفرح، بل الساحر في حركته وألوانه، جاء في تعبيره المشهدي، الفني والجمالي المبهر والأخاذ في خفته اللاهية، متقدماً وأقوى بأشواط على قولهم السياسي، وإرادتهم السياسية. وقد تكون أشكال تعبيرهم المشهدية، المتنوعة والمتباينة والغزيرة في تدفقها الكرنفالي، هي قولهم وإرادتهم السياسيين. ولعل مشهدية "العرض المدني" الكرنفالية هذه، الجديدة والمفاجئة وغير المسبوقة في تاريخ لبنان، تؤكد أن اللبنانيين/اللبنانيات، بفئاتهم الاجتماعية والعمرية كافة، أشد حرية ومعاصرة وتفتحاً في حياتهم الاجتماعية وأنماط عيشهم وأشكال تعبيرهم، مما في إرادتهم وقولهم وممارساتهم السياسية المتشرنقة والمأزومة مديداً، والتي يحاولون تهجئتها في انتفاضتهم الراهنة للخروج من الشرانق في كرنفالهم الشعبي اللاهي. ولربما صار عليهم، بعد مضي أكثر من شهر على انتفاضتهم المفتوحة، أن يبدأوا في مساءلة أنفسهم عن مسؤولياتهم الفردية والجماعية عن استكانتهم المديدة لعملية تحويلهم رعايا سلطنات سياسية يديرها زعماؤهم الذين جعلوهم أتباعاً وموالي لسلطانهم الذي يتبرؤون منه ويلفظونه في انتفاضتهم، ويريدون محاسبتهم على ما اقترفوه.

وقد يقول كرنفالهم الشعبي في ساحة الشهداء أنهم كائنات اجتماعية تُقبلُ بقوة وسهولة على المثاقفة والاقتباس والابتكار والتركيب في التعبير المشهدي، الفني والجمالي، الحي والمباشر. لكن قوتهم التعبيرية السيّالة والمتدفقة على هذا النحو الحيوي في الفضاء الاجتماعي والثقافي المعيشي، تعيا وتنكمش وتضمر في القول والممارسة السياسيين. كأنما هنالك فجوة فارغة تفصل تعبيرهم الاجتماعي - الثقافي عن السياسة. وقد يكون هذا الانفصال أو الفصام، وليد تاريخ لبنان واللبنانيين السياسي، ويقول إن لبنان متقدم، قوي ومتميز وناجح كمختبر وتجربة اجتماعية - ثقافية، لكنه منقوص أو موقوف سياسياً، ما دون الوطنية السياسية والشعب السياسي المركب والمتماسك. وربما ما تحاول الانتفاضة الراهنة قوله على نحو قلقٍ ومتعثر، هو إرادة الخروج من ذلك النقصان أو التوقيف السياسي المديد، الذي أدى إلى حروب أهلية - إقليمية ملبننة مديدة، خَلَفَتها وصاية/احتلال سوري أسدي، أنهته انتفاضة 14 آذار 2005 نهاية منقوصة ومتعثرة. وهكذا أرادها أمير الحرب ووريثها وزبونه الجديد الذي ارتدى أقنعة "المخلص الوطني" وأوهم بطانته وحاشيته وشيعته الاجتماعية - السياسية بأن خلاصهم من إحباطهم وعزلتهم وتهميشهم السياسي، لا يتحصل إلا من طريق الولاء لأمير الحرب ووريثها، كي يمكّنهم من تسلق مناصب الحكم والإدارة وتوزيع مغانم الدولة.

عزلة المافيا

هذا دليل آخر على أن السياسة وممارستها في لبنان حرفة ضحلة، عبثية ومارقة، غايتها السلطان والمناصب والتصدّر والريوع المالية والمادية. ويمتهنها ويحترفها رجال مارقون تافهون يرثونها مغلقةً ومتشرنقة ومنفصلة عن الاجتماع والمجتمع، ويحولونها عالماً رمادياً أقرب إلى المافيا في أعمالها وممارساتها.

وإلا لماذا انسحب السياسيون المافيويون اللبنانيون من المشهد العام اللبناني، وانكفأوا وتشرنقوا في عزلة قصرية مريبة، كأنما على رؤوسهم الطير، منذ 17 تشرين الأول الماضي؟! بلى، لقد خرجوا مرات، وواحداً تلو آخر، من عزلاتهم. لكنه خروج البوم أو الضفادع، تارة متوسلين، وطوراً مهدّدين متوعدين. وفي الحالات كلها حائرين ماذا يقولون ويفعلون. لقد كشفتهم الانتفاضة وكشفهم الكرنفال في مشهدهم الأخير الكئيب والكالح، في وزارة الدفاع في اليرزة، حيث بدا جنرالهم الرئيس المخلص المزعوم، واقفاً في الرانج الروفر العسكري السائر به بطيئاً بطيئاً على مثال سلطاني كرتوني أجوف، ليُشفى غليله المتعطش إلى منصب لم يصل إليه إلا عنوة وتجبراً على أقرانه الألداء، ومن طريق ولائه المستميت لأمير الحرب، ليقف تلك الوقفة المتصابية على رانج روفر عسكري تتصدق به على الجيش اللبناني الدولة العدوة لأمير الحرب إياه. وهي وقفة بليدة مثل إطلالاته الموميائية المتلفزة من القصر الجمهوري، حلمه الأول والأخير.

وصل الاجتماع بالسياسة

وتوسل "العرض المدني" في ساحة الشهداء التعبير الكرنفالي الشعبي قولاً سياسياً مشهدياً خلاباً، ربما لردم تلك الهوة الفارغة بين الاجتماع والسياسة في لبنان، ولتشديد العزلة الرمادية على أقطاب السلطان السياسي المافيوي الكئيب. لاهياً وفرحاً ومسرحياً جاء الكرنفال بلا ضغينة على الذين يريد إزاحتهم عن مرابض مناصبهم التي يرابطون فيها بوقاحة لا يملكون سواها قولاً وعملاً سياسيين متخشبين. والكرنفال إياه حلقة من حلقات ووصل الاجتماع بالسياسة، ليصير لبنانيو/لبنانيات الانتفاضة شعباً سياسياً، غير منقوص ولا موقوف. ومنذ 17 تشرين الأول الماضي تبتكر الانتفاضة لغتها وتكتشفها في كل يوم ومناسبة: غضب وحرق دواليب، إقفال شوارع واحتشاد وغناء وأناشيد في الساحات العامة. جسارة وإصرار وطيش وتظلّم وشتيمة مقذعة في لهوها وخفتها... ثم العزوف عن الشتيمة واستبدالها بكلمة "يا حلو" التي تدلّع المشتوم وتستبطن السخرية والتهكم... وأخيراً وليس آخراً: كرنفال "العرض المدني".

ولعل تاريخ لبنان واللبنانيين الاجتماعي والسياسي الحديث والمعاصر، يخلو من تراثٍ وتقاليد تحمل على إحياء كرنفالات وطنية شعبية، عامة وجامعة. فالكرنفال الوطني الشعبي يحتاج، ليتأسس وينشأ ويستمر، إلى زمن مديد وحوادث وموارد تاريخية واجتماعية أو أسطورية عميقة الغور والتأثير في تكوّن جماعة ـ أمة وطنية جامعة، راسيّة ومتماسكة، لا عهد للبنان واللبنانيين بها. فالتاريخ اللبناني سردياته متقطعة ومتناثرة ومتحاجزة ومغلقة ودائرية، بلا وجهة ولا اتجاه. وفي أحسن الأحوال تقتصر موارد ذلك التاريخ ومادته الجامعة على الفولكلور. هذا فيما لا يزال التاريخ الفعلي والحقيقي، الأليم والدامي، في الظل والخفاء والأقبية السرية للجماعات اللبنانية، فتستعيظ عنه بالفولكلور والكلمات الخاوية. هل تفتح الانتفاضة وكرنفالاتها المشهدية تلك الأقبية السرية للتاريخ اللبناني، وتحرره من الفولكلور الأجوف؟ حيال هذا السؤال الصعب، لا تزال الانتفاضة في بدايتها.

 

مرج بسري: معركة الثورة لانقاذ جمال لبنان وبيئته

أنور عقل ضو/المدن/24 تشرين الثاني/2019

 سانحة الثورة أعادت مشروع "سد بسري" إلى الواجهة، كواحد من أخطر نتائج وتبعات الفساد العام، فتدمير منطقة وتشويه معالمها الطبيعية والتراثية والثقافية، لصالح منشآت خرسانية، لا يمكن فصله عن مسار الفساد إياه، خصوصا وأن هناك جملة من المعطيات العلمية خلصت جميعها إلى أن مشاريع السدود السطحية في لبنان غير ذي جدوى، ومخاطرها وأضرارها أكبر بكثير من فوائدها، فيما مصادر المياه الجوفية تكفي لسد العجز المائي، فضلا عن أن لبنان عموماً لا يعاني مشكلة مياه بقدر ما يواجه فسادا آخر لجهة سوء إدارة ثروته المائية. هذا الجانب العلمي والتقني، سبق وأن كان موضع متابعة في "المدن"، إلا أن اليوم، يرى الناشطون والمواطنون، فضلا عن الأهالي المتضررين من سيف الاستملاكات لصالح السد، أن ثمة فرصة وإمكانية لوقف هذا المشروع، ومن باب مكافحة الفساد أيضاً، بالرغم من استحالة هذا الأمر نظراً لكثرة المستفيدين من رشى وتلزيمات ودراسات، بينهم من هم في أعلى المواقع. ومن هنا، تحولت منطقة مرج بسري إلى ساحة من ساحات الثورة، إلا أن ذلك لم يرق للسلطة والمنتفعين، فكان إيعاز للجهات الأمنية لملاحقة الناشطين، فضلا عن تلقي تهديدات تطاول من هم في صلب هذا الحراك.

جريمة بيئية

في هذا السياق، جرى استدعاء بعض الناشطين والمواطنين إلى مخفر مزرعة الضهر (الشوف الأعلى) للتحقيق معهم، يوم الإثنين المقبل، بشكوى مقدمة من متعهد المشروع على خلفية نشاطهم وتحركهم الأخير، ورفضهم لما وصفوه بـ"جريمة بيئية" تستهدف منطقة بسري، لافتين إلى أن مشروع السد من شأنه تدمير هذا المرج الغني بيئياً وتراثياً وثقافياً.  وتوالت منذ يومين الدعوات للتضامن مع الناشطين المسطرة بحقهم مذكرات جلب واستدعاء، وهم: الممثل وسام حنا، عامر مشموشي، بول أبي راشد، الدكتور أجود العياش، كلود حبيب وأماني بعيني، لكن إلى الآن لم يقرر هؤلاء ما إذا كانوا سيتوجهون إلى المخفر، بانتظار التوافق على خطة للمواجهة، خصوصاً وأن ثمة تنسيقاً مع محامين في هذا المجال.

نصور: بلطجة

وفي حديث لـ "المدن" استنكر منسق "الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري" رولان نصور "استدعاء مجموعة الناشطين إلى المخفر بعد الشكوى المقدمة من قبل شركة داني خوري، بذريعة فتح بوابة مشروع السد عنوة وإزالة ثلاث لافتات، أولها على مدخل المشروع وتخص مجلس الإنماء والإعمار والبنك الدولي، الثانية على طريق مار موسى، والثالثة لافتة كتب عليها ممنوع الدخول كانت موضوعة عند مدخل المشروع". ولفت إلى "اننا سنصدر بياناً بهذا الشأن نوضح فيه كل الملابسات"، وقال: "مجلس الإنماء والإعمار يخالف القانون، وهو مجرم بحق بيئة هذه المنطقة واقتصادها. فهذا المشروع ستترتب عليه ديون تقدر حتى الآن بـ 1.2 مليار دولار، لن يتحمل تبعاتها إلا الشعب اللبناني، فضلاً عن مخالفة صريحة لدراسة الأثر البيئي". واستغرب نصور أنه "حيال كل هذه الجرائم التي اقترفها مجلس الإنماء والإعمار يتم التركيز على البوابة واللافتات، وهذا أمر يعكس "بلطجة" يمارسها هذا المجلس، ونحن بصدد تقديم شكوى للنيابة العامة، بخصوص مخالفات ارتكبها هذا المجلس.

تهديدات بالجملة

تجدر الإشارة إلى أن الناشطين أقاموا مخيماً دائماً يؤمه مواطنون من كل المناطق، ويخيمون فيه. ويشهد فعاليات يومية على غرار ما هو قائم في الساحات العامة. وأشار نصور إلى أنه "تم إخراج ثلاث آليات من الموقع حتى الآن، تحت ضغط الحراك الذي بادرنا إليه"، مؤكداً أن "هناك خطوات تصعيدية ستستمر حتى إخراج كل الآليات وبشكل نهائي"، وقال: "أكدنا أن المطلوب أيضا إزالة سائر المنشآت، من مكاتب للعمال والموظفين وقواعد إسمنتية، ولن نغادر حتى إلغاء هذا المشروع الكارثي وصولا إلى إعلان مرج بسري محمية طبيعية". ورأى نصور "ألا فرق بين مرج بسري وباقي ساحات الوطن التي يتظاهر فيها الثوار ويرابطون فيها"، وأكد "مواصلة الحراك مع توافد المواطنين إلى المرج بسري، وقد افتتح هذا بشكل نهائي"، لافتاً إلى أن "الموقع لم يعد ساحة نضال فحسب، بل محطة لممارسة رياضة المشي والتمتع بالطبيعة الرائعة وأي محاولة لإخراجنا بالقوة ستواجه من قبلنا وبشكل سلمي". وأشار إلى أنه "بلغتنا تهديدات بالجملة وبشكل مستمر، ومنها من مهندس تابع للمقاول داني خوري واسمه علي كجك، وهدد بالإعتداء الجسدي، وقال "بدو يسترزق" متوعدا بأنه سيدخل بالجرافات لإزالة المرج والأشجار وكل الناشطين"، وأكد نصور "لن نخضع للتهديدات. وصعدنا على طريق مار موسى بإزالة الحواجز يوم الأحد الماضي، ومستمرون بالتحركات بمناسبة يوم الاستقلال حيث سيكون هناك تجمع وطني في المرج، للتعرف على المحمية بعد تحريرها من سلطة مجلس الإنماء والإعمار". وشهد المرج العديدة من الأنشطة، ومن بينها زرع 50 غرسة قبل أسبوع، فضلا عن زراعة أشجار بأسماء شهداء الثورة في لبنان.

عساف: استعادة أراضينا

الطالبة الجامعية كريستيان عساف من بلدة المرج قال لـ"المدن": "نحن هنا كل يوم، ونسهر حتى طلوع الفجر مع المعتصمين، بعد أن فتحنا كل الطرق من أجل أن يتعرف المواطنون على المنطقة، وليعلموا أن أراضينا خصبة للغاية وتنتج الحمضيات على أنواعها، ونحن ثاني أكبر منتج للحمضيات بعد صيدا، بالإضافة إلى محصول الفريز الذي يصدر الفائض في الأسواق المحلية إلى تركيا، فضلا عن الجوز والزيتون والصنوبر والأفوكادو وكل أنواع الأشجار المثمرة، والفاصولياء وغيرها من المنتجات الزراعية ذات الجودة والنوعية العالية، ومصدر مياه لري الأراضي هو النهر الذي يريدون حرماننا منه بسبب السد".

وأشارت إلى أن "40 بالمئة من مياه السد والتي من المفترض أن تصل إلى بيروت ليشرب منها السكان من نهر بسري، بينما 60 بالمئة منها من سد القرعون، حيث يلتقي مصدرا المياه في محطة التكرير في صيدا، وهناك سيتم تكريرها، إلا أن مياه سد القرعون ملوثة بالسيانوبكتيريا السامة (نوع من الطحالب) ولن تستطيع محطة التكرير التخلص منها".

وأضافت عساف: "معظم أراضينا تم استملاكها بالقوة، وحفروا فيها واقتلعوا الأشجار المعمرة وأنشأوا طرقا، وقد حصل الاستملاك في العام 2015 فنحن لا نبيع أرضنا، وقد سُعر المتر الواحد بين 25 و30 ألف ليرة، ولكننا رفضنا هذا الأمر وتقدمنا بشكاوى لمحاكم الاستئناف والتمييز، وقررنا استرجاعها، فنحن لم نستلم الأموال، ولا زالت لدى مجلس الإنماء والإعمار، وهناك بعض الأشخاص قبضوا قيمة أراضيهم، خصوصاً وأنهم لا يستثمرون بها وحتى لا يعرفون مكانها، بالمقابل نحن عائلة مكونة من 7 أشخاص نعتاش من أرضنا، وإن أرادوها ليعطونا بدلا منها أراض نستطيع استثمارها لنعيش". وأسفت لأن "القضاء كان ضدنا وهو كان مجبرا على هذا الأمر، أما نواب المنطقة وخصوصاً زياد أسود وأمل أبو زيد فاستهتروا بعددنا، (كلكم 10 أشخاص)، هذا ما قاله نوابنا"، واستدركت أن "النائب ابراهيم عازار تجاوب معنا وطالب وقدم استشارات في المجلس النيابي لكن من دون جدوى، وبالإجمال فنواب المنطقة (مش عالسمع)"، لافتة إلى أن "بلدة مرج بسري لا توجد فيها بلدية، وهناك مختار وعدد السكان حوالى 500 نسمة".

واستغربت عساف "موقف مطران صيدا للموارنة وموافقته على نقل كنيسة مار موسى التاريخية إلى مزرعة الضهر، وقد رصد لهذا الأمر مليون دولار، فحتى الكنيسة غائبة عن السمع".

بولس: خربوا الطبيعة

أما مختار بسري السابق منذ العام 2000 إلى 2016 شفيق بولس فيعرف عن نفسه بـ "العاطل عن العمل والختيار الثمانيني"، قال لـ"المدن": "هذا السد خرب إحدى أجمل مناطق لبنان الممتدة من باتر الشوف إلى منطقة الأولي، وكل هذه المنطقة لم تخسر الأراضي فحسب، بل هي معرضة للخطر أيضاً، وهناك آثار كثيرة في بسري منها كنيسة مار موسى والقلعة الرومانية الأثرية بين ملتقى النهرين والباروك وجزين، وعدد من النواويس وكنيسة سيدة بسري العجائبية، وهي كانت محطة في رحلة سيدنا يسوع المسيح"، لافتا إلى أن "هناك شلالات أيضا ومناظر طبيعية خلابة وأشجارا معمرة من كافة الأنواع".

وأشار بولس إلى أن "أراضينا تحت السد ولا نستفيد منه، بل معرضون لخطر الزلازل"، لافتًا إلى أن "هناك 225 مليون متر مكعب نراها ولا نستفيد منها، لدينا ينابيع وأراض خصبة ويأتون ليقطعوا عنا المياه".

 

التحرك الشعبي: إصلاح اللغة والمعنى

أحمد جابر/المدن/24 تشرين الثاني/2019

فرض التحرك الشعبي إيقاعاً سريعاً على اليوميات اللبنانية، وحفلت أيامه الخاصة بمنوعات من الأفكار والشعارات والممارسات والأساليب التي باتت الحاجة ملحَّة لمراجعتها، هذا يعني أن فترة السماح التي أعطاها التحرك لنفسه قد انتهت، ونفدت معها فترة الإنقياد أو اللامبالاة أو الانبهار التي أعطاها المواكبون للتحرك، من موقع الانخراط أو المواكبة أو الترحيب من بعيد. تحديد القضايا وما علق بها، وتعيين أفق التقدم على طريق الإنجاز المطلبي، ومواجهة تسويف السلطة، بالتماسك في الشارع وخلف الشارع، كلها من الأمور التي تمسّ مصير التحرك ومستقبله، مسّاً عميقاً، وعلى حسن المعالجة أو إساءة التقدير، يتوقف نجاح التحرك الشعبي المرحلي، أو الفشل الذي إن حصل، سيدفع إمكانية النهوض الشعبي مجدداً سنوات إلى الوراء.

ثورة أم حركة شعبية

التمييز بين عنوان الثورة وعنوان الحركة الشعبية ليس تفصيلاً لغوياً، بل إن الفرق السياسي والاجتماعي يشكل الفيصل بين الظاهرتين. ثورة؟ الجواب بالنفي، فما يحصل في الشوارع اللبنانية لا يرقى إلى حدث الثورة التي هي انقلاب شامل على الوضع السياسي، وإزاحة كاملة لنظام قديم لينهض على أنقاضه نظام جديد، وتغيير جذري في شكل قوى العلاقات الاجتماعية والسياسية بين الحاكم والمحكوم. حصيلة الثورة تكون معلومة مسبقاً في برنامجها وفي أساليبها وفي هدفها النهائي، وحمْل ما يتعلق بالثورة إلى العلن تتولاه قيادة معروفة في حالات العمل العلني، أو تتولاه بيانات ممهورة بتوقيع هذه القيادة في حالات العمل السري.

باختصار، للثورة تحديداتها البرنامجية والتنظيمية والتحالفية، ولها فئاتها الاجتماعية التي تشكل النواة الصلبة التي تتحلق حولها باقي الفئات. نحتفظ بهامش للقول، إن ثورات البلدان المختلفة لم تكن متشابهة حد التطابق، لكنها كانت تتقاطع عند عدد من الأساسيات التي تشكل مضمون الثورة وتطبعها بطابعها.

في الحالة اللبنانية الراهنة، نحن أمام حركة شعبية اعتراضية. عنوان الحركة الشعبية عريض، وهو الأقرب إلى التجميع العام الذي ينتظم داخل أطره الفضفاضة أفراد ومجموعات وساحات. هذه الحركة الشعبية اعتراضية، واحتجاجية، أي هي رافضة بالاعتراض وبالاحتجاج للسياسات الرسمية، ولأداء الحاكمين، ولطريقة إدارة الاجتماع والاقتصاد، وهي رافضة أيضاً وأساساً، للطائفية والمذهبية وللنظام الذي يعلوها ويعيد إنتاج ذاته بالاستناد إلى مسوغات الطائفية، وبالاستناد إلى مجموعاتها الموزعة مذهبياً، ومحجوز على تداخلها الوطني وانتمائها الاجتماعي. حركة شعبية نعم، وإلى معنى الحركة، أو من هذا المعنى الشعبي، يمكن اشتقاق كل الأسماء التي يمكن أن تشكل مسمى للجمهور المحتج والمعترض في أكثر من مدينة لبنانية.

انتظام أم تنظيم؟

ما زالت الحركة الشعبية تنتظم في ميادين الحركة، أي تنضبط في تلبية نداء المهمات، وتلتزم بمواقيت أدائها، وتجتمع على الأساسي من المطالب وشعاراتها، وتحتفظ بمجموعاتها بفسحات حرية في ترداد بعض الشعارات الخاصة بكل منها، مضافاً إليها ما هو متفق عليه كشعارات عامة. هذا الانتظام ينفي عن الحركة الشعبية طابعها العفوي، ويلقي جانباً بتهمة الفوضى أو العشوائية التي تُرمى بها، ويلعب دوراً هاماً في "الضبط والربط" بين المجموعات العديدة. هذا الانتظام هو نوع من التنظيم الواسع غير المقيد، وهو أقرب، أو لعله انضباط طوعي يصير عند تعميمه مشهد انضباط عام "مقيد" بالتزامه الأدائي والشعاري والحركي، وبما يرتبط بكل ما ورد من أشكال وأساليب ممارسة. هذا الانتظام ما زال خارج "التنظيم"، وهذا الأخير يرفضه أبناء الانتظام الذين هم على درجة من التنظيم حقاً، ويعلِّلون ذلك بخطورة أن يكون للحركة الشعبية قيادة، فيكتفون بأن الكل قائد في الأيام الحالية! أولئك المنتظمون غير المنظمين، يؤازرهم في حججهم صف واسع من الحزبيين الذين غادروا أحزابهم، على تعدد الأسباب، السبب الأصلي لدى أبناء الحركة الشعبية يختلف عن سبب أبناء الأحزاب الذين يحملون معهم ذكريات "القمع الداخلي" والانضباط الحديدي، ونفِّذ ثم اعترض، لذلك يظهرون تصرفات هي أقرب إلى تصرفات الذين خرجوا من الأسْرِ، فباتوا أسرى تجاربهم السابقة، وأسرى الخوف من الإقدام على المساهمة في ابتكار أساليب تنظيم جديدة، وفي ظروف جديدة. كخلاصة، لا يمكن للحركة الشعبية أن تستمر في الانتظام من دون رفع درجة "التنظيم"، هذا أمر له ابتكاراته التي يجب أن تقدم الحركة عليها، وأن تفتح قواها البحث فيها، فالأمر المطروح هو أمر إدارة الصراع السياسي الطويل مع النظام اللبناني، وفي كل معركة طويلة يقوم التنسيق الواسع بين القوى على عملية تنظيمية، هي حصيلة توازنات وتفاهمات وبرامج حدود دنيا، بين كل مكونات الحركة الشعبية.

قديم وجديد؟

ما تقدم يطرح على المراجعة مسألة القديم والجديد. فقد يقول قائل: وكأننا نطرح على الحركة الشعبية اليوم ما كان لهذه الحركة بالأمس. هذا الكلام غير صائب. الصائب أن الحركة المطلبية السياسية اليوم تحمل ذات الطموح الذي حملته الأيام اللبنانية السابقة، وفي صلبها مواجهة النظام الطائفي، إذن، وعلى منوال من حلَّل واستنتج ودعا وعمل في السابق، ومن ضمن ظروفه ومعطياته وأفكاره المحدّدة، يجب على من يتصدى لأمور الحركة الشعبية اليوم، أن يجد مسالكه وطرقه وأساليبه وأفكاره التي يراها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأهدافه.

استطراداً، الفصل بين القديم والجديد ليس قضية بتر ولا قضية استنساب. هذا على صعيد التحرك الجمعي، كذلك على صعيد الأفراد. في هذا المجال، لا يستطيع المعارض اليوم أن يتصرف وكأنه ينطلق من فراغ نضالي سابق، أو من صفر مراكمة ماضيه. الأمر على العكس من ذلك، فحركة الشعب اليوم هي امتداد لحركة الشعب اللبناني بالأمس، وهي إذ تنطق بجديدها فإنها تستفيد من قديمها، بصحيحه وأخطائه. استعراض بسيط للشعارات يؤكد ذلك، فما يطرحه المعترضون اليوم عن القانون الانتخابي الجديد، وعن إلغاء الطائفية السياسية، وعن الإصلاحات الاقتصادية... وسوى ذلك، كلها من الأمور التي تضمنها ذات يوم برنامج الإصلاح الديمقراطي الذي طرحته الحركة الوطنية اللبنانية، فردَّ عليه النظام الطائفي بالحرب الأهلية، وكان ما كان... هذا على صعيد برنامجي، أما على الصعيد الفردي، فأغرب ما نسمعه في هذا المقام هو الفصل بين جيل قديم وجيل جديد شاب؟! في الردِّ على ذلك نكتفي بالقول، أن الجديد مناطه جديد الأفكار، وليس عدد السنوات أو فوارق الأعمار، وفي ظننا أن الثمانيني الذي ينزل مع الحركة الشعبية بأفكار جديدة ومع أفكار جديدة هو شاب فكرياً، وأن العشريني "السلفي"، وأياً كان مصدر سلفيته "العلمية أو الدينية" هو هَرِم فكرياً بكل المقاييس. خلاصة الأمر، لا إقصاء بحجة الجديد الذي مقياسه العمر، ولا إسقاط أو استبعاد لتاريخ الحركة الشعبية، ولمحطاتها الغنية الحافلة، بحجة أن التجربة قد فشلت ولم تصل إلى أهدافها خلال "يومين ثوريين" وفي اليوم الثالث استراحت... أو أكلت أبنائها!

إدارة المطالب

تكثيفاً لما هو مطروح، وتلخيصاً له: تطرح الحركة الشعبية اليوم ما طرحته "جدتها" بالأمس، فما تدور حوله المجريات عنوانان: الأول هو الإصلاح الاقتصادي، والثاني هو الإصلاح السياسي. تفاصيل العنوانين تصدح بها حناجر المتظاهرين. نحن إذن إزاء عملية إصلاحية جديدة متدرجة طويلة، ومما قد يثير عدم إعجاب الثوريين، وصف ما يجري بالإصلاح. ومما يثير، ومن دون شك، هَلَعَ أركان النظام الطائفي، الذين يعرفون جيداً مغزى الإصلاح وآثاره، وما يفتح من آفاق تغييرية لاحقة. لقد تواضع "الشعبيون" السابقون فقالوا إصلاحاً، وكان الطرح يضمر طموحاً تغييرياً.. وانتبه النظام إلى المضمر التغييري فقاتل قتال المستميت.. لننتبه لنظام الواحد بالمئة، الذي سيقاتل حتى آخر طلقة أهلية.

 

النساء في ساحات الثورة: لما الذهول من حضورهن؟

يارا نحلة/المدن/24 تشرين الثاني/2019

إلى جانب المطالب الاقتصادية والسياسية، تتصدّر قضايا المرأة سلّم المطالب والمعارك التي تخوضها الثورة اللبنانية. يستدلّ على ذلك من خلال الحضور القوي للشعارات المتمحورة حول تلبية حقوق المرأة والتي تضاهي، بانتشارها وجديتها، الشعارات المطلبية الأخرى من مكافحة الفساد، إنشاء دولة مدنية أو تحقيق استقلالية القضاء. فالمرأة اللبنانية، أدركت منذ زمن أن النظام الطائفي والأبوي ذي الأكثرية الذكرية، هو نظام جائر بحقها لا محال، ولا خلاص من التمييز والظلم إلا بتهديم هذه المنظومة السياسية كاملةً.

كريم مروة: الله وأكبر

هذا الدور الجوهري للمرأة كان موضوع جلسة نقاش نظمها "ملتقى التأثير المدني" تحت عنوان "المرأة والثورة" وذلك يوم الخميس 21 تشرين الثاني، في خيمته في موقف اللعازارية. افتتحت الحوار رئيسة لجنة حقوق المرأة، عائدة نصرالله، التي فسّرت شعار "الثورة إمرأة" بالقول "قدر المرأة وسكّتها أن تكون إمّا ثائرة أو مدعوسة، لذلك هي بطبيعتها ثائرة. وهي ثائرة خصوصاً على الاستخفاف والاستهزاء بها". وقد صدر عن نصرالله اعتراف مهم بحقيقة أن النساء الشابات اليوم قد تفوقن، في نشاطهن ونضالهن، على السيدات اللواتي يكبرنهن سناً. وأشارت في هذا السياق إلى جهود اللجنة لاستقطاب العنصر الشاب "لكننا كنا دائماً نفشل في ذلك. ونتساءل أين هن الشابات اللبنانيات من قضاياهن؟ ظناً منا أنهن غير معنيات بشؤونهن. لكنا قد أخطأنا، فاليوم نحن نراهن ونتعلّم منهن". وعلى هامش الحديث عن المرأة في الانتفاضة اللبنانية، وجّه النقابي محمد قاسم تحية إلى المرأة التي تصنع المعجزات في فلسطين وإلى المرأة المقاومة التي ساهمت في تحرير جنوب لبنان. وأضاف "إن لم تحقّق هذه الانتفاضة حقوق المرأة فهي عاجزة عن تحقيق أهدافها، لأن المرأة قد ساوت الرجل في المواجهة والضغط". وقد كان للمفكر كريم مروة مداخلة أشار خلالها إلى التاريخ الطويل للحركة النضالية النسائية، مستذكراً أولى مراحل تأسيس لجنة حقوق المرأة في العام 1948، وقارن بين الأمس واليوم مختصراً الإنجازات التي حققتها المرأة بعبارة "الله أكبر".

الكوتا النسائية

من جهتها، تطرقت الباحثة والمحاضرة الجامعية حُسن عبود إلى مسألة "الكوتا" التي غالباً ما تثير الجدل لإعتبارها إجراءً تمييزياً لا يحقّق مبدأ المساواة. لكن عبود دافعت عن الكوتا النسائية في نظام المحاصصة الطائفي، الذي تحمي فيه كل طائفة نفسها من خلال الكوتا الخاصة بها. وقد أكّدت على ضرورة مشاركة النساء في الحياة السياسية لأن "لنا مصالح كنساء يجب أن نمثّلها، كما أننا الفئة التي ستدفع باتجاه العبور نحو الدولة المدنية". لم يكن هذا الطرح مقنعاً للغاية، خصوصاً في سياق المطالبة بإلغاء نظام المحاصصة، إضافةً إلى حديثها عن إختفاء أصوات النساء في الدولة منذ بداية الثورة، وهو دليل على تبعيتهن لرجال السلطة، وهو أمر لا تعالجه الكوتا بل قد تعزّزه على أسوأ تقدير.

الموروثات والزواج المبكر

أما الأستاذة الجامعية في القانون أولفت السبع فطرحت تجربتها الخاصة مع الزواج المبكر كمثال عن معاناة النساء والفتيات من جرّاء الموروثات الاجتماعية والتشريعات الدينية. وروت السبع "تزوجت في عمر السادسة عشر وأصبحت أماً قبل السابعة عشر ويمكنني القول أن الزواج المبكر هو أكبر ظلم بحق الفتاة المغلوبة على أمرها. لكنني قمت بثورتي الخاصة وواصلت تعليمي حتى أصبحت دكتورة في القانون. لكن الكثيرات غيري لسنا قادرات على القيام بهذه الثورة". ومن هذا المنطلق، شدّدت السبع على ضرورة إقرار التعليم الإلزامي إضافةً إلى منع تزوج القاصرات.

اللافت كان غياب الحديث عن جهود الحركة النسوية وأثرها المتراكم على إمتداد العقد الماضي وصولاً إلى مشاركتها اليوم في صوغ خطاب الشارع. ففي مقابل التركيز على السمات "الأنثوية" لحضور المرأة، ومنها "السلمية" أو "صورة الأم المتواجدة في الساحات"، تمّ تجاهل أحد الجوانب السياسية والثقافية لهذا الحضور. فصحيح أن عبارة "نسوة" أو "نساء" هي أكثر شمولاً من توصيف "نسويات" الذي لا يتماهى معه سوى جزء من النساء المشاركات في الثورة، لكن للنسويات دور جوهري في إرساء الأرضية الخصبة لخطاب المساواة التقدمي الذي نشهده في الساحات اليوم.

حال الذهول

ومن جهة أخرى، طغى الإعجاب والتقدير على مقاربات المتحاورين إزاء أثر المرأة الجلي على الثورة القائمة، ما دفع عائدة نصرالله إلى وصف صورة المرأة في ثورة 17 تشرين بالـ"الأبهى والأشجع". أما كريم مروة فاعتبر حضور المرأة الطاغي دليلاً على أن هذه الثورة هي الحدث "الأرقى والأغنى والأعمق وعياً في تاريخ لبنان". لكن بالرغم من هذه الإيجابية، يبدو الذهول المهيمن على أحاديث المشاركين غير مبرّر بالكامل، ذلك أن المرأة قد فرضت نفسها في الحياة العامة منذ حين، وليست مشاركتها في الحركات المطلبية اليوم بالأمر المفاجئ. فلا حاجة، بعد الآن، للتذكير بأن المرأة تشكّل نصف المجتمع كمنطلقٍ للتأكيد على وجوب تأدية دورها. فهذا قد أصبح من بديهيات المواطنة اللبنانية التي تجد نفسها معنية مباشرةً بالفساد السياسي، كما الانهيار الاقتصادي والنظام الانتخابي، وذلك بغض النظر عن أعضائها التناسلية. ويبقى السؤال الجوهري: هل يترجم هذا الحضور النسائي المركزي في الثورة مشاركةً في الحياة السياسية المستقبلية؟

 

القبضة تعود إلى وسط بيروت... إنجاز ضد العنف والكراهية

طوني بولس/انديبندت عربية/23 تشرين الثاني/2019

عاد مجسم "الثورة" ليتربّع وسط ساحة الشهداء، في العاصمة اللبنانية بيروت، فارتفعت "القبضة" الحديدية بسواعد المنتفضين على وقع هتافات "ثورة ثورة"، بعد إحراقه من قبل مندسين تسلّلوا في ساعات الفجر الأولى من يوم الاستقلال، الجمعة في 22 نوفمبر (تشرين الثاني).

"أوتبور" و"الماسونية"

منذ أن نُصّب مجسم "قبضة الثورة" في وسط ساحة الشهداء، تحوّل إلى نقطة ارتكاز يحتشد حولها المتظاهرون كرمز لقوة الشعب وإصراره على التغيير وتصميمه على تحقيق الأهداف.

في المقابل، رأى أنصار "السلطة" في هذا المجسم "شيطاناً"، استُورد من "الحكومات العالمية الخفية" التي تسعى إلى تقويض الأنظمة ونشر الفوضى، فيشبّهونه تارة بشعار "أوتبور"، السائد في ثورة صربيا عام 2000، ويعتبرونه تارةً أخرى رمزاً من رموز الحركة الماسونية، التي تُنسب إليها روايات وأساطير المؤامرات الكونية.

خطاب الكراهية

قالت أوساط متابعة إن السلطة السياسية اللبنانية باتت مفلسة وغير مرغوب فيها من قبل شعبها، ولم تعد تملك أي حجج أو منطق للدفاع عن نفسها سوى تسويق نظرية المؤامرة والتلويح بالقمع وفبركة الملفات. وأشارت هذه الأوساط إلى أن خطاب الكراهية الذي يبثه هؤلاء يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى دفع مجموعات موتورة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين. وهذا أمر بدا واضحاً في ساحات عدّة، ولا سيما ساحة الشهداء التي شهدت "غزوة" من أنصار حزب الله، الذين حاولوا حرق المجسم حينها. وأكدت أن سلوك الأحزاب السلطوية هو من يأخذ الشارع باتجاه استخدام العنف وليس العكس، مضيفةً أن مشهد الاستقلال والعرض المدني الذي نظّمه المحتجون في وسط بيروت هو مشهد الاستقلال الشعبي الحقيقي الذي يعكس وجه لبنان الحضاري والمشرق، "وليس ذلك الذي أقامته السلطة بوجوهها المكفهّرة والخائفة من شعبها". وأشارت الأوساط ذاتها إلى أن اللبنانيين يطالبون بفك "الأسر" عن استقلالهم، متهمةً السلطة الحالية بتسليم سيادة لبنان إلى إرادة إقليمية يجسدها حزب الله، إذ باتت القرارات الاستراتيجية خاضعة للمصلحة الإيرانية، بينما تخضع القرارات الاقتصادية والإنمائية لإرادة مصالح المحاصصة السياسية التي تحظى بحماية السلاح غير الشرعي.

الاستقلال الأول

الإعلامية يمنى فواز قالت من جانبها إن المحتجين يثبتون يوماً بعد يوم حضارة ورقياً في تحركاتهم، وقد استطاعوا إفشال كل مخططات أخذها إلى العنف أو اللعب على الوتر الطائفي. ولفتت إلى أن عيد الاستقلال هذا العام كان يوماً عظيماً وفيه استعاد الشعب شرعية هذا العيد التي سُلبت منه كل هذه السنوات، قائلةً "يوم الاستقلال كان إنجازاً يضاف إلى مجموعة الإنجازات التي حققتها الثورة. فالمشهد كان استثنائياً باحتفاليته وفعالياته". وأضافت "السلطة برؤسائها الثلاثة احتفلت بالاستقلال في مقر وزارة الدفاع، بينما كانت الساحات العامة للشعب". وأوضحت "كنتُ أقدم العرض المدني وألاحظ شغف المشاركين وسعادتهم. كانوا فخورين بأنفسهم وبإرادتهم واستعادة قرارهم. الأفواج لم تكن عسكرية، كانت من الشعب، وكان الجميع ينتظرها وكأنه يرى نفسه. فخورون، هذه هي الكلمة التي توجّت عيد الاستقلال، نساءً ورجالاً وأطفالاً. فالشرعية عادت إلى الشعب، وكأنه دستور التعايش وبناء وطن جديد بدأ يُكتب".

عودة القبضة

وعن إحراق "القبضة"، شرحت فواز كيف استفاق المواطنون على مشهد حرق المجسم الذي يحمل كلمة ثورة، ما أغضب المحتجين، الذين أكدوا "لا يهم، ولن ينالوا منا، ستُصمم واحدة أكبر وأمتن. وقال أحدهم: أنا أتبرع بالتكاليف، فردد آخرون ونحن أيضاً. تواصلوا مع الشركة التي نفذت القبضة الأولى والتي تجاوبت بسرعة قياسية على الرغم من أنه كان يوم عطلة. وأعلن المتطوعون مساء إعادة القبضة، واحتفلوا بانتصار ضد العنف". ولفتت إلى أنه بهذه البساطة، يدير المواطنون أمورهم، من دون مناقصات وحجج وسنوات لإنجاز أمر بسيط كجسر سليم سلام في العاصمة، الذي لم ينته العمل فيه منذ أعوام حتى اليوم.

الرئيس في مواجهة الانتفاضة

في السياق، أشارت مصادر متابعة للانتفاضة إلى أن استمرار السلطة الحالية بالعمل وفق ذهنية ما قبلها واستمرار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بتجاهل تحديد موعد للاستشارات النيابية منذ شهر حتى الآن، أمر مرفوض شعبياً ودستورياً وهو أمر غير مسبوق وخروج واضح عن روحية الميثاق الوطني.

وأكدت أن تحركاً سيبدأ بالتزامن مع إضراب عام وشامل للضغط على الرئيس للعودة إلى المسار الدستوري في تشكيل الحكومات، وإطلاق المرحلة الثانية من الانتفاضة.

 

واشنطن تغير مقاربتها للبنان… ضغط إضافي على حزب الله وحلفائه /سيتطور الموقف الأميركي في اتجاه مزيد من العقوبات تطال الجانب الاقتصادي

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/23 تشرين الثاني/2019

طرحت المواقف الأميركية الأخيرة، الرسمية منها وغير الرسمية، من الوضع السياسي في لبنان، مقاربة جديدة حيال تعاطي واشنطن مع التطورات الأخيرة المستجدة بعد انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، واستمرار تعطيل إجراءات الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تأليف الحكومة العتيدة.

فما بين القراءة التي أجراها السفير الأميركي الأسبق في بيروت جيفري فيلتمان أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي للشؤون الخارجية في الكونغرس، حول الانتفاضة اللبنانية وموقع الولايات المتحدة الأميركية منها، وبين الكتاب الموقع من 240 عضواً في الكونغرس والموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يحثه على قيادة تحرك دولي لتأمين تنفيذ فعلي للقرار الدولي 1701، يعتبر نفوذ حزب الله وما يشكله من خطر على لبنان، كما على إسرائيل، القاسم المشترك. فالقراءتان الأميركيتان تنطويان على تحذير واضح من تنامي هذا النفوذ، علماً أن رسالة أعضاء الكونغرس، الذين يمثلون الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، تتضمّن تحذيراً واضحاً من عواقب نزاع محتمل بين لبنان وإسرائيل.

جلسة مجلس الأمن

في هذا السياق، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات الاثنين المقبل، يناقش خلالها تقرير الأمين العام غوتيريش بشأن تنفيذ القرار 1701 الذي رفعه الخميس الفائت إلى رئيس المجلس والأعضاء، ويقدم خلاله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ملخصاً للمشاركين في الجلسة عن الأحداث التي شهدها لبنان في الفترة ما بين 25 يونيو (حزيران) الماضي إلى آخر أكتوبر. ويشمل التقرير الأحداث التي حصلت في الجنوب وعلى طول الخط الأزرق، والتطورات الخاصة بالاحتجاجات. يقرأ خبراء محليون في المواقف الأميركية المستجدة، دفعاً جديداً نحو مزيد من الضغط على القوى السياسية اللبنانية الحليفة للحزب، كما على الحزب نفسه، يُنتظر أن ترتفع وتيرته في المرحلة المقبلة، بعدما قررت واشنطن الدخول على خط الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من المخاطر التي تهدد مصالحها في المنطقة، والتي أخذت حيّزاً مهماً من كلمة فيلتمان أمام الكونغرس، من دون الأخذ بمخاطر التضييق الحاصل على الحزب، على لبنان، المُهدد بانهيار اقتصادي ومالي ونقدي وشيك. ويسأل هؤلاء عن مغزى توقيت إثارة القرار الدولي والتركيز على مسار تطبيقه عشية جلسة لمجلس الأمن، وهل هذا مؤشر إلى قرار دولي بالضغط على حزب الله، المعني المباشر بهذا القرار؟ وفي اعتقاد هؤلاء، فإن خطورة الرسالة الموجهة من البرلمانيين تكمن في أنها المرة الأولى ربما التي يجري فيها تظهير موقف أميركي موحد داعم لإسرائيل، علماً أنه سبق لممثلي الديموقراطيين والجمهوريين أن اجتمعوا أيضاً على فرض قانون العقوبات على حزب الله عام 2015. ولم يستبعد الخبراء أن يتطور الموقف الأميركي في اتجاه مزيد من الضغط على المقلب الاقتصادي، من خلال صدور لائحة جديدة من العقوبات، ستطال حلفاء مسيحيين للحزب من التيار الوطني الحر.

حزب الله: الهدف إخراجنا من المعادلة

وفي أول رد على كلام فيلتمان، الذي يراه الحزب في سياق تضييق الخناق عليه اقتصادياً ومالياً وسياسياً، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب علي دعموش أن الإدارة الأميركية "لطالما سعت إلى إحداث فتنة بين اللبنانيين وتحريضهم على بعضهم بهدف ضرب الحزب وإضعاف المقاومة".

وأشار إلى أن "فيلتمان تحدث بوضوح عن الأهداف الأميركية في لبنان. وهو يقول اليوم بوضوح للبنانيين إن مساهمتنا في النهوض الاقتصادي اللبناني تتوقف على دفع أثمان سياسية في مقدمها إخراج حزب الله من المعادلة السياسية الداخلية وترسيم الحدود وفق الشروط الإسرائيلية".

روسيا: كلام فيلتمان غير مناسب

دخلت روسيا على خط الأزمة اللبنانية، انطلاقاً من اتهامات أميركية لها بدعمها لمحور إيران-  سوريا - حزب الله، عبر طلبها تأليف حكومة تكنوسياسية. وقال السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين إن "ما يحصل في لبنان، قريب لما يحصل من ثورات في العالم، ولكن تحوُّلَ المطالب ضد حزب الله أمر خطير جداً". وأشار إلى أن "روسيا لا تقف إلى جانب طرف في بيروت من دون الآخر، وستواصل خلال المرحلة المقبلة التعاون مع جميع الجهات".

حزب الله يتجهز ميدانيا... عزل الضاحية والجنوب وعسكرة الثورة اللبنانية

وعن كلام السفير الأميركي الأسبق، لفت زاسبكين إلى أن "فيلتمان نفسه قال إنه تحدث كخبير ونحن نعتمد فقط على الموقف الرسمي". ورأى أن محاولة فيلتمان إدخال صواريخ حزب الله في ما يحدث في لبنان هي محاولة خلافية وتصعيد، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات غير مناسبة للرأي العام اللبناني في هذه الظروف". وفي سياق استطلاع حقيقة الموقف الروسي، زار مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان موسكو، حيث التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي أبلغه أن روسيا لا تعارض، لا بل تدعم بقوة عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، نظراً إلى العلاقات الوطيدة التي تربط المسؤولين الروس بآل الحريري. وفي حين كان يُتوقع أن يزور بوغدانوف لبنان، أُرجئت الزيارة التي كانت مقررة مطلع الشهر الحالي، فيما يتواصل عن بعد مع المسؤولين. في هذا الإطار، عُقد اجتماع لأكثر من ساعتين بين بوغدانوف والسفير اللبناني لدى موسكو شوقي بو نصار الأسبوع الماضي، تناول التطورات في لبنان والمنطقة. وكشف مصدر لـ"اندبندنت عربية" عن أن روسيا لا تبدي في المبدأ ارتياحاً إلى التحركات الشعبية في الشارع، وتعتبر أن أي تغيير يجب أن يحصل من داخل المؤسسات ذاتها، كون الرضوخ إلى الشارع، قد يكون تمهيداً لضغوط أخرى، ربّما ينتج منها عدم استقرار في البلاد لا يمكن أن يتحمله لبنان، كما أي بلد آخر، في ظل الوضع الدقيق في المنطقة ككل. ولفت المصدر إلى أن الموقف هذا لا ينحصر بوضع لبنان فحسب، إذ رأى العالم ما حصل في أوكرانيا كونها الباب الخلفي لروسيا، إضافة إلى ما يجري في فنزويلا وسوريا وغيرهما. ومن هذا المنظار بالذات وبسبب الكباش السياسي الروسي - الأميركي، تعتبر موسكو أن مثل هذه الاحتجاجات تكون مدعومة عادة من الولايات المتحدة.

 

مخاض "الاستقلال الثالث" والتحرر الوطني بعد التحرير ,"عوامل الثورة كانت تتراكم منذ صارت قوات الردع العربية قوات سورية خالصة"

رفيق خوري/انديبندت عربية/23 تشرين الثاني/2019

ليس في عصر العولمة و"الاعتماد المتبادل" استقلال كامل حتى للدول الكبرى. أميركا بحاجة إلى الصين وبالعكس، وهما بحاجة إلى روسيا وبالعكس. أوروبا التي استعمرت دولها العالم هي، كما يصف المستشار الألماني الراحل هلموت كول الاتحاد الأوروبي، "بيت بشقق مختلفة للشعوب الأوروبية، مع حق السكن الدائم لأميركا". والآن مع حق الإيجار لروسيا والصين. البيت الأبيض في أيام الرئيس دونالد ترمب ينطبق عليه توصيف باتريك بيوكانان للكونغرس بأنه "أرض محتلة إسرائيلياً". لم يكن خارج المألوف في الولاية الأولى للرئيس بوش الإبن أن تختصر له كوندوليزا رايس سياسة أميركا تجاه أوروبا بشعار "عاقب فرنسا، تجاهل ألمانيا، وسامح روسيا"، ولا أن يصبح الشعار "دلّل فرنسا، عانق المانيا، وذكّر روسيا بانجرافها عن معايير الديمقراطية".

صموئيل هنتغتون لم يكتم القول إن من الواجب "حماية الهوية الأميركية من الهيسبانيك، وخصوصاً المكسيكيين". كذلك فعل جيرجن هابرماس بالقول "تجب حماية الهوية الأوروبية من التهديد الأميركي". ويقال، بشيء من المبالغة، إن الإنترنت زلزلت الأحزاب والوسطاء في المجتمع. وهي سمحت لمن يريد بالتدخل في الانتخابات في أي بلد. أليس هاجس أميركا وأوروبا هو التدخل الروسي في الحملات الانتخابية الأميركية والأوروبية وحتى في أفريقيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

لبنان، منذ الأمير فخر الدين ثم الإمارة الشهابية، والقائمقاميين ومتصرفية الجبل، هو قصة حكم ذاتي داخل السلطنة العثمانية بتدخلات القوى الكبرى في تلك الأيام. مستشار النمسا مترنيخ اقترح التقسيم عبر نظام القائماقميين. الدول الأوروبية السبع ضمنت نظام المتصرفية. وفرنسا المنتدبة أعلنت قيام لبنان الكبير عام 1920 بلسان الجنرال غورو، من شرفة قصر الصنوبر في بيروت. وهذه الأيام يحتفل لبنان بذكرى استقلال خسره، ثم حقق استقلالاً آخر يكاد يخسره، ثم دخل في مخاض استقلال جديد عبر الثورة الشعبية السلمية في الشارع.

في مثل هذه الأيام من عام 1943 حصل لبنان على الاستقلال عن فرنسا، وسط حماسة شعبية ودعم مصري وبريطاني وسوفياتي. وكان في المقابل، اعتراض من مجموعة متشددة على هذا الاستقلال الذي رأت أنه جاء قبل أوانه، وبقيت تحتفل وحدها بذكرى إعلان لبنان الكبير على أساس أنه "الاستقلال عن سوريا". لكن الجمهورية الاستقلالية فشلت في مواجهة تحديات المعادلة، التي وردت في خطاب الرئيس الثالث للجمهورية الجنرال فؤاد شهاب، وهي "الانتقال من استقلال الدولة الى دولة الاستقلال". إذ تقاسم أمراء الطوائف السلطة التي انخرطت في صراع المحاور الإقليمية والدولية، فخسروا "استقلال الدولة"، ولم يبنوا "دولة الاستقلال". والبلد الذي قال رئيس حكومته الاستقلالية الأولى رياض الصلح، إنه لن يكون "مقراً" للاستعمار، ولا "ممراً" له إلى أشقائه العرب، وجد نفسه محكوماً بأن يكون "ساحة" لصراع الجبارين الدوليين، أميركا والاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة، ولصراع محورين عربيين وإقليميين مرتبطين بهما. ثم صار الصراع ساخناً في الساحة بين الجبارين، ومعهما المنظمات الفلسطينية وسوريا وإسرائيل وعدد من الدول العربية.

عام 2005 حقق لبنان ما سمي بـ"الاستقلال الثاني" عبر "ثورة الأرز"، والتحولات في السياسات الدولية التي قادت إلى انسحاب القوات العسكرية السورية. كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه شرارة الثورة التي بدأت بتظاهرة حاشدة في بيروت، لم يشهد لبنان مثيلاً لها. ولكن عوامل الثورة كانت تتراكم منذ صارت قوات الردع العربية قوات سورية خالصة، وبدأت الوصاية السورية تتغلغل في النسيج السياسي والاجتماعي، وتسيطر على كل مفاصل القرار في المؤسسات التي صارت شكلية، برعاية أميركية – أوروبية – عربية. وما حدث في المسار الاستقلالي هو أن قوى "14 آذار" (مارس) التي قادت الثورة، وقوى "8 آذار" التي بقيت بقيادة "حزب الله" حليفة لسوريا وجزءاً من "محور الممانعة والمقاومة" الذي تقوده إيران، عملت على "التساكن" السياسي في السلطة. ومع الوقت، بدأت حسابات المصالح تلعب دورها في قوى "14 آذار"، بحيث وصلنا إلى أيام "الوصاية الجديدة" تحت عنوان "المقاومة".

وليس انفجار الثورة الشعبية السلمية مجرد احتجاجات على سوء السياسات التي قادت إلى تعميق الأزمة المالية والاقتصادية، وزيادة البطالة وهجرة الشباب، بمقدار ما هو أيضاً رفض للتركيبة السياسية في السلطة وخارجها. وما يحدث هو مخاض في الشارع لولادة ما يمكن أن يسمى "الاستقلال الثالث"، عودة لبنان إلى نفسه ورفض جره إلى أي محور، وخصوصاً الإيراني. وهذا مسار طويل على خطين مترابطين: أوّلهما طبعاً بناء "دولة الاستقلال" بالفعل، وثانيهما إكمال تحرير الأرض الذي حققته المقاومة الوطنية ثم الإسلامية، بعدما تفاهمت دمشق وطهران على إقصاء المقاومة الوطنية وحصر كل شيء بـ "حزب الله". إكمال لا فقط باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، بل أيضاً بتحرير المواطنين من العصبيات الطائفية والمذهبية وتحرير الدولة من سطوة أمراء الطوائف والمذاهب. فالتحرير من دون تحرر وطني تبقى مفاعيله في الإطار الجغرافي. والتحرير مع التحرر يصنعان التغيير في الجغرافيا-السياسية.

و"التاريخ ليس فقط ما حدث في الماضي بل أيضاً ما تفكر فيه الناس في الحاضر وتراه في الماضي"، كما قال روبرت صامويلسون.

 

عيد الاستقلال كما أحياه اللبنانيون: تأسيس الجمهورية الثالثة

منير الربيع/المدن/23 تشرين الثاني/2019

قدم اللبنانيون عرضهم الاستقلالي الأول. والذي يكاد يكون الأكثر حقيقية في التعبير عن هويتهم، في ما أظهروه بالساحات. ما يريده اللبنانيون هو دولتهم الحديثة الخارجة من كل الأطر المذهبية والطائفية والتبعية. وهم يستعيدون بذلك طموحاتهم وأحلامهم التي بددتها السلطات السياسية المتعاقبة. قد يصح في وصف الثورة اللبنانية أنها تأسيس الجمهورية الثالثة.

الحيلة والخداع

يثور اللبنانيون على صيغ فرّقتهم وشتتت شملهم. وجلّ ما يبحثون عنه هو دولة المواطنة التي تحققت شعبياً وتنتظر تحقيقها سياسياً ودستورياً. هذا الهدف هو الذي دفعهم الى التمسك بالثورة في مواجهة كل محاولات اختراقها أو إجهاضها. الثورة في الأصل خروج على منظومة توزيع الغنائم ونهب الدولة، خصوصاً كما تكرست منذ تسوية 2016، عبر تسليم الجميع لحزب الله بالسياسة والأمن والعسكر، مقابل انشغالهم بحصص الحكم ومكاسبه المتوزعة بين القوى المتحالفة، التي حوّلت الدولة إلى شركة فاسدة، وأخضعت الاقتصاد والقطاعات الانتاجية الاساسية من كهرباء ونفط وغيرها لمافيات سياسية.

لذلك، تتعاطى القوى السياسية مع الثورة على أنها تهديد مباشر لمصالحها. وأصحاب السلطة يجهدون إما للالتحاق بركبها بالحيلة والخداع، وإما يطمحون للسيطرة عليها وتجييرها لمصلحتهم، تماماً كما حدث أثناء انتخابات نقابة المحامين وبعدها، حين حاولت الأحزاب بعد فوز مرشح الثورة الإيحاء أنها هي التي انتخبته كي لا تظهر في موقع المهزوم. دلالة انتخابات نقابة المحامين أنها جسدت التغيير القاعدي من جمهور المحامين ضد الهيمنة الحزبية على النقابة، وبتفاعل وتأثير مباشر من الشارع الملتهب، لا سيما أنه كان هناك مواجهة واضحة من قبل السلطة. واللافت هو نزول النقيب المنتخب إلى ساحة الشهداء. والدلالة الأكبر هي الهروب المبكر لمرشح التيار الوطني الحرّ. والأهم كيف عمدت أحزاب السلطة لتنحية خلافاتها السياسية لتتكتل سريعاً بمواجهة المرشح المستقل، ورأت الناس في هذا التحالف السلطوي، وحتى من قبل جمهور القوى السياسية، أنه تحالف كاذب. وهذا ما دفع المحامين الملتزمين حزبياً إلى عدم الالتزام بالتوجيهات وفق ما تقتضي مصالح زعمائهم.

الطابع الشامل للثورة

على مثال ما حدث في نقابة المحامين، وما يحدث يومياً في كل القطاعات والنقابات والمؤسسات، اكتسب المنتفضون زخماً جديداً، تجلى في عروض عيد الاستقلال المدنية. مشهد هائل، سيكون له تأثيرات سياسية في عملية تشكيل الحكومة وما يليها. ففي مقابل بقاء القوى السياسية في حالة نكرانها، والإصرار على إعادة إنتاج التركيبة ذاتها، بالاستناد إلى منطق القوة للحفاظ على الدولة الغنيمة، يبدو واضحاً أن الصراع يدور على مستويين. مستوى السلطة، التي تسعى إلى تحسين شروط التفاوض. ومستوى الناس ومطالبها، التي يتجاهلها المسؤولون بشكل تام. وهذا ذروة السلوك غير المسؤول من قبل الطبقة السياسية برمتها. أداء رديء سيدهور البلد إلى أزمة شديدة، لن يكون من السهل الخروج منها بسبب الرعونة السياسية. لا سيما أن علاج الأزمة المالية والاقتصادية القائمة لا يبدأ بالإجراءات الاقتصادية، بل من السياسة أولاً، عبر تشكيل حكومة متجانسة وكفوءة. ومن يؤخر العلاج السياسي يسهم في تفاقم الأزمة المالية.

تشمل هذه الثورة مختلف الطبقات الاجتماعية، بما في ذلك معظم رجال الأعمال الذين يتضررون من التعطيل والفوائد العالية والخلل الواقع في القطاع المصرفي، والنظام الريعي، ومن الارتفاع غير الطبيعي والمفتعل بقطاع العقارات والإيجارات..إلخ، ما يكرّس رفضاً مطلقاً لسيطرة القوى السياسية ومنطقها الزبائني. وإذا ما تحركت القطاعات الاقتصادية الكبرى، فهي قادرة على التأثير على القوى السياسية. وقد بدأت تباشيرها وستستمر بفعل قوة الناس وكلمتهم. الطبقات الوسطى المهنية تبدو أكثر تحركاً وتعبيراً، ومشاركة بالاحتجاجات. خصوصاً أن المعركة الكبرى، بالنسبة إلى الانتفاضة، تقوم على تغيير الوعي والتواصل بين الفئات الاجتماعية المختلفة، وإن كانت بحاجة بعد إلى مسار طويل. وأمام السلطة طريقان، إما أن تكون مرنة وتستجيب لمطالب الناس، وتوفر الكثير من المتاعب والتوتر والأزمات، أو أن تستمر على عنادها وتنكسر في النهاية. وما بينهما خيار الدفاع عن النفس وعن الدولة - الغنيمة، الذي قد يدفع إلى استخدام العنف، قد لا يؤسس لحرب أهلية، لكنه عنف مؤذ للانتفاضة ولمستقبل البلد.

التغيير حتماً

السلطة في أزمة عميقة. وقد تلجأ إلى اصطناع "توازن قوى" تتداخل فيه معطيات محلية وخارجية، لقمع الانتفاضة. وهي حتى لو نجحت السلطة في إحباط الانتفاضة، إلا أن الأزمة ستستمر بالتأكيد على نحو أسوأ، والانهيار الواقع سيكون أشد. وبالتالي، ستتجدد النقمات وسيعود الناس إلى الشوارع. ثم وعلى افتراض أن أهل السلطة متحالفون لتجديد سلطتهم، فإن الجشع فيما بينهم، وتناقض الولاءات الإقليمية لكل طرف، وعدم تجانسهم سيؤدي إلى انفجارهم من الداخل مجدداً. ما يعني أن مسار التغيير لن يتوقف. إما أن تنجح الثورة في إجبار السلطة على تقديم التنازلات، ويبدأ التكيف مع الواقع الجديد الذي سيفسح المجال أمام التغيير التدريجي، أو أن أقطاب السلطة سيستمرون بالمعاندة، التي ستؤدي أيضاً- ولو بعد وقت- إلى تغيير حقيقي في بنية النظام وتركيبته وبأثمان باهظة.

 

«العهد القوي» إذ يصطدم بشعبه

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019 »

13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 و17 أكتوبر 2019، محطتانِ يسجِّلُهما الرئيسُ ميشال عون في سلسة أحداث تاريخية ميَّزت مسيرتَه العسكريةَ والسياسيةَ الصعبة. الأول تاريخ إخراجه من قصر بعبدا بواسطة الطائرات والدبابات السورية، في «مؤامرة» اعتبر عون في ذلك الوقت أنَّها مدبرة لإلقاء لبنان في حضن الوصاية السورية. والثاني تاريخ انفجار أوسع حركة احتجاج شبابية عرفها لبنان في تاريخه الحديث، صارت تهدد ما كان يحلم به عون من صفحات بيضاء في سجل التاريخ اللبناني، وهي حركة لم يخفِ «تيار» عون وحلفاؤه عند انفجارها شعورهم بأنَّها «مؤامرة» على «العهد» من قبل معارضيه.

لا شك أن هذا أصعب اختبار يواجهه الرئيس اللبناني في حياته السياسية. ليس سهلاً على الرجل الثمانيني، الذي أمضى معظم عمره حالماً بمنصب الرئاسة، مراهناً على الولاء الشعبي، أن يرى شبابَ لبنان في شوارع المدن يطالبون بأعلى حناجرهم بسقوط كل رموز السلطة «كلن يعني كلن»، وهو الذي كان يعتقد أنَّهم إلى جانبه في معركة «الإصلاح والتغيير»، وأن «قصر الشعب» هو بيتهم، كما هو بيته، فإذا بهذا البيت محاصر من قوات الأمن لمنع المتظاهرين المحتجين من الوصول إليه.

طالما شعر ميشال عون، في سنوات المنفى، أن كرسي الرئاسة في بعبدا هي حق له، وأن الجالسين في القصر يحتلون ذلك الكرسي الذي انتُزع منه، بقوة الوصاية السورية، ورغماً عن إرادة اللبنانيين. وطوال إقامته الفرنسية الطويلة حاول بكل الوسائل تمهيد الطريق للعودة، عبر تياره السياسي من جهة، وتكثيف اتصالاته الخارجية من جهة أخرى، بما في ذلك مع قيادات أميركية في الإدارة والكونغرس، كلفته اتهامات لبنانية؛ خصوصاً من الفرقاء السياسيين الذين يدعمونه اليوم.

رغم ذلك ظل عون يراهن على ما كان يظن أنه قربه من الناس، واستعدادهم للوقوف وراء شعاراته التي كانت تتلخص في «الدفاع عن حرية البلد وسيادته واستقلاله». في حديث معه قبل سنتين من عودته إلى لبنان قال لي: «أنا لا أحتاج إلى دعم خارجي للوصول إلى السلطة في لبنان. إن شعبيتي كافية. وأنا عندما أعودُ إلى لبنان فإنني أسترجع حقاً هو لي في الأساس. أنا لم أفشل في انتخابات، ولا حصل عليَّ انقلاب من الجيش اللبناني. الدبابة هي التي أبعدتني عن قصر بعبدا. الذي حصل كان خيانة لبنانية بالتعاون مع القوات السورية».

غير أن عون سيكتشف أن «الشعبية» وحدها لا تكفي للوصول في بلد مثل لبنان. ولأن من يعرفونه كانوا يعرفون أن هاجس السلطة بالغ الإغراء، بدأت العروض. من أولها عرض ربما نسيه كثيرون، جاء من الرئيس نبيه بري في أغسطس (آب) 1994 قال فيه «أجدد عهدي كرئيس لمجلس النواب، وأقول للعماد عون فليتفضل ويعد إلى لبنان. منذ فترة حكينا هذا الكلام وقال إنني أمزح معه. أنا لا أمزح معه. وعندما يريد هذا الأمر، ويعبر عن رغبته، فنحن مستعدون لمتابعة الموضوع ولسنا في وارد المزاح».

اتصلت بالعماد ميشال عون، آنذاك، وسألته عن رده على هذا العرض. وكان حديث طويل (نشر في مجلة «المجلة» في 7 أغسطس 1994) ختمه عون بالقول «أنا لا أعترف بأي وسيط لبناني بيني وبين سوريا، وأريد أن أتفاهم مباشرة مع أصحاب القرار، لأنني أريد أن أعرف إلى أين سأصل من خلال الحوار».

احتاج الأمر إلى 10 سنوات أخرى، ليعرف العماد عون «إلى أين سيصل». خلال تلك الفترة حصلت معه اتصالات، بعضها معلن، وأكثرها سري. وما بات معروفاً هو سلسة اللقاءات التي تمت بينه وبين مسؤولين سوريين، ومن «حزب الله»، في الفترة التي سبقت عودته إلى لبنان، ومن بين من أشاروا إلى ذلك النائب في الحزب إبراهيم الموسوي، الذي ذكر في حديث تلفزيوني مؤخراً، أن لقاءات تمَّت مع عون في فرنسا، جرى خلالها نقاش سياسي حول التمهيد للمرحلة المقبلة.

من الأحاديث المعلنة ما أدلى به عون في تلك الفترة (عام 1998) من حوار تم بثه عبر وسائل إعلام قريبة من النظام السوري، قال فيه «من الصعب أن يصدق أحد أن لسوريا يداً في كل ما يجري في لبنان، أو لنقل في الكثير مما يجري... فما دخل سوريا بفضائح أهل الحكم ورجاله؟... إننا نحب أن نعتقد أن سوريا هي خارج اللعبة الداخلية في لبنان. قد يكون أبرز اختلافنا مع سوريا هو فيما يمارس علينا باسمها. وكثيراً ما قال لي أصدقاء أثق بهم وبمعرفتهم حقائق الأمور إنها بريئة منه...».

كان موقف عون (المعلن) من «حزب الله» وسلاحه، في الفترة التي سبقت عودته إلى لبنان، ومباشرة بعد ذلك، لا يزال موقفاً معارضاً. من حديث طويل أجريته معه في دارته في منطقة الرابية (في عام 2005) قال: «نقول لـ(حزب الله) إنه إذا شاء أن تقوم دولة في لبنان، فعليه أن يسلم سلاحه لهذه الدولة». بعد عام من هذا الكلام كان «تفاهم مار مخايل» الشهير بين عون وحسن نصر الله، الذي تم توقيعه في إحدى الكنائس القريبة من الضاحية الجنوبية، ومن المنزل الذي ولد فيه عون في منطقة حارة حريك.

منح ذلك التفاهم «حزب الله» غطاءً لسلاحه وامتداداً لنفوذه يتجاوز مناطقه التقليدية إلى مناطق مسيحية. ووفّر لعون قدماً ثابتة في الطريق إلى الرئاسة قطف ثمارها بعد 10 سنوات، عندما قام «حزب الله» مع «التيار الوطني الحر» برعاية أكبر مخالفة لأصول العمل البرلماني بتعطيل النصاب في مجلس النواب لعام ونصف العام، لفرض انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

لم يكن من السهل أن يفوز عون بالرئاسة كمرشح لـ«التيار» و«حزب الله». تعطيل المجلس النيابي فرض حسابات أخرى. وكان لا بد من «تفاهم» مع «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع، رغم «حرب الإلغاء» التي خاضها عون ضد «القوات» عام 1990 بحجة عدم جواز قيام ميليشيا مسلحة إلى جانب الجيش اللبناني! وحصل «تفاهم معراب» الذي وقعه «الحليفان اللدودان» في تلك القرية الكسروانية التي باتت حصناً ومقراً لرئيس «القوات».

إلى جانب هذا الحلف المسيحي، كان ضرورياً أن يكون إلى جانب عون ثقل وازن من الطائفة السنّية. وفيما حاول الصهر جبران باسيل البحث عن وجوه سنية في مناطق مختلفة، تبين في النهاية أن القاعدة التي أرساها «العونيون» أنفسهم بضرورة شغل المواقع الكبرى من «الأقوياء» في طوائفهم، لا تنطبق في الطائفة السنية سوى على سعد الحريري. ومثلما طويت صفحة الخلاف مع «القوات»، هكذا طويت صفحة «الإبراء المستحيل» بما حمله من اتهامات لتيار «المستقبل»، وصار «بيت الوسط» وجهة شبه دائمة لزيارات الوزير باسيل.

لم يطل الزمن كثيراً قبل أن يكتشف سعد الحريري وسمير جعجع أن «التفاهمات» مع «التيار» تشتغل مثل إشارات المرور على الطرق. تضيء اللون الأخضر لفتح الطريق، وعندما يضيء اللون الأحمر تقطع الطريق وتنتهي التفاهمات.

والآن، مع الأزمة الحكومية المستعصية والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، يجد الرئيس ميشال عون نفسه في مواجهة خيارات صعبة. «الشعب العظيم» الذي راهن عليه لم يعد صالحاً للرهان، حتى أن عون اضطر إلى دعوة هذا الشعب «للهجرة» إذا لم يجد «أوادم» في السلطة. و«الحليفان»، الحريري وجعجع، لم يعودا مستعدين لدعم عون إلا بشروطهما الصعبة. والحكومة التي كان يفترض أن تكون «حكومة العهد الأولى» انفجرت من الداخل بعد ولادة قيصرية وعمر قصير. ولم يبق من الداعمين سوى «حزب الله». ودعم هذا الحزب في ظروف لبنان الحالية هو من النوع الذي يتمنى أي سياسي، إذا شاء عبور هذه الأزمة، ألا يحصل عليه. لكن حتى هذا الخيار لم يعد متاحاً للرئيس ميشال عون.

 

لبنان... الانهيار أو الجمهورية الثالثة

راجح الخوري/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019 »

عندما توجّهت يوم الثلاثاء الماضي إلى المصرف فوجئت مرتين، الأولى مبكية وهي أن الرقم المتتابع الذي حصلت عليه كان 436، بما يعني أنه سيكون عليَّ الانتظار لساعات طويلة ليأتي دوري، أو ربما أن أذهب وأعود في اليوم التالي، والثانية مضحكة تماماً ورأيتها بأم عيني، ثم شاهدتها منقولة بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تلك السيدة الجالسة طويلاً في انتظار دورها، وقد راحت تعمل على تنقية نبات البقدونس في كيس حملته معها، وعندما سألتها إحدى السيدات، ماذا تفعلين؟ قالت اكسب الوقت تحضيراً لصنع التبّولة للعائلة.

لم يكن مستغرباً أن أكتب مقالاً تلك الليلة بعنوان «دولة البقدونس والتبّولة»، فليس في ذلك أي غرابة أو افتئات، على الأقل لأنه لو كان للدولة اللبنانية البائسة حرص تلك السيدة على القيام بواجباتها، لم نكن لنصل إلى هذه الجمهورية التي تواجه الانهيار الكامل، وتشهد ثورة شعبية عارمة ضد كل الطقم السياسي، مضى عليها 36 يوماً، وهي ترفع شعار «كلن يعني كلن»، بمعنى أن كل الذين تولوا المسؤولية في لبنان وأوصلوه إلى الانهيار، هم تماماً كما تراشقوا أخيراً بالتهم داخل مجلس النواب، فاسدون نهبوا البلاد وسرقوا المالية العامة وأوقعوا لبنان تحت دين عام وصل إلى حدود 100 مليار دولار.

يوم الثلاثاء الماضي هبطت سندات لبنان الحكومية المقوّمة بالدولار إلى مستويات قياسية جديدة، فخسرت ثلث قيمتها منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية، وهو ما ضاعف المخاوف من اتجاه سريع إلى الانهيار الاقتصادي، بعد تدني قيمة هذه السندات إلى 44.5 سنت من نحو 70 سنتاً قبل 3 أسابيع، لكن هذا الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة إلى المسؤولين، رغم اضطرار المصارف إلى إقفال أبوابها لمدة أسبوع، ما كان كافياً لإثارة ذعر المواطنين على ودائعهم ومدخراتهم، وهو ما تضاعف عندما اتخذت السلطة النقدية وجمعية المصارف اللبنانية قراراً بالذهاب إلى مروحة من الإجراءات، المعاكسة تماماً للحرية المصرفية التي طالما تميز بها لبنان، تحت عنوان «Capital Control»، الذي يمنع تحويل الدولار إلى الخارج، ويحدد مبلغ 1000 دولار يمكن للمودع أن يسحبه أسبوعياً، وكل هذا خلق ذعراً كبيراً رغم التأكيدات المتكررة لمصرف لبنان المركزي، أن الأمور لن تصل قط إلى مرحلة ما يعرف في اللغة المصرفية باسم «Hair Cut» أي اقتطاع نسبة من ودائع الناس لمصلحة الدولة، على ما جرى في بعض البلدان.

لكن صراخ الثورة لم ولن يتوقف، في كل نقطة من لبنان من الشمال إلى الجنوب، مروراً بمعاقل «حزب الله» و«حركة أمل» وحليفهما «التيار الوطني الحر» وجماعة الثامن من آذار، الذين يحاولون شيطنة الثورة، وربطها بمؤامرات خارجية وتدخلات أميركية، في محاكاة واضحة لكلام المرشد علي خامنئي، الذي اتهم الانتفاضة في لبنان والعراق، بأنها محاولات لإثارة الفوضى يجب التصدي لها، على ما حصل داخل إيران قبل أيام، التي اندلعت فيها المظاهرات، التي قمعت بقوة حيث قيل إنه سقط أكثر من 200 قتيل برصاص النظام.

وإذا كانت الأزمة لم تصل بعد إلى مرحلة «Hair Cut «فإنها على مستوى الثورة المندلعة والمتعاظمة، تذهب صراحة إلى مستوى

محاسبة كل الطاقم السياسي الذي حكم البلاد، والانتقال إلى الجمهورية الثالثة التي تؤسس لدولة لبنانية عصرية وشفافة ومسؤولة وتعمل لخدمة الشعب والوطن!

على المستوى السياسي، بات واضحاً تماماً أن التسوية السياسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، بمباركة من «حزب الله» الذي هندس فراغاً رئاسياً استمر عامين ونصف العام لإيصال حليفه إلى بعبدا، والتي جاءت بالجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، قد تحطمت تماماً، ووصلت الأمور حد التراشق بالاتهامات بين الجانبين، وخصوصاً بعد اعتذار محمد الصفدي عن تولي رئاسة الحكومة، بعدما تمسك الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الطقم السياسي، في حين تمسّك الرئيس عون بداية بتشكيل حكومة سياسية، وهو ما يريح «حزب الله» الذي يملك حصة وازنة في القرار السياسي للسلطة التنفيذية، ثم وضعت في التداول صيغة حكومة تكنوسياسية يرفضها الحريري منذ البداية، وتحديداً في 17 من الشهر الماضي عندما ربط استقالته بطلب الثورة تشكيل حكومة من الاختصاصيين الأنقياء غير الحزبيين لمدة انتقالية تعالج الأزمة الاقتصادية، وتحضر لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

الثورة التي تثير إعجاب العالم حققت حتى الآن سلسلة مهمة جداً من الانتصارات، أولاً عندما تمكنت من أن تتجاوز على مدى 17 يوماً، كل المحاولات البائسة التي بذلها الوسط السياسي، لإجهاضها عبر إشعال المشاعر الطائفية والمذهبية، وأهم تأكيد لهذا على تحوّل مدينة طرابلس، التي كان يقال إنها قندهار لبنان، إلى «عروس الثورة» التي ترفع روح الوطن الواحد، والعلم الواحد، والشعب الواحد، وثانياً عندما تخطت محاولات السلطة السياسية وضعها في وجه الجيش اللبناني، بعد إقفال بعض الطرق، لكنها غيّرت أسلوب تحركاتها فحاصرت مقرات السلطة ومؤسساتها المتهمة بالفساد، وثالثاً عندما تجاوزت كل التحديات التي حاول البعض تحويلها اشتباكاً دموياً بعد اجتياح مجموعات حزبية ساحات الاعتصام، وإحراق خيام المعتصمين ومحاولة تفريقهم.

رابعاً عندما تمكنت من إسقاط الحكومة بعد استقالة الحريري، وخامساً عندما نجحت عبر تجمعاتها الكبيرة في منع عقد الجلسة النيابية، التي بدا أنها تحاول شقّ الصفوف عبر الدعوة إلى إقرار قانون ملتبس للعفو العام، بما يشمل بعض المعتقلين على خلفية أحداث أمنية سابقة، في حين يدعو الشعب إلى إدانة السياسيين، وسادساً عند إجهاض محاولة الالتفاف على حكومة الاختصاصيين عبر السعي إلى تكليف محمد الصفدي تشكيل حكومة تكنوسياسية، وسابعاً عندما هزم ملحم خلف مرشح الانتفاضة تحالف كل الأحزاب السياسية في انتخابات نقابة محامي بيروت وبفارق 1000 صوت، وثامناً عندما تمكنت من منع المجلس النيابي عقد الجلسة النيابية الثانية يوم الثلاثاء الماضي.

تبدو الأمور هنا أشبه بالأوعية المتصلة، فكل انتصار للانتفاضة يرسخ الانكسار في صفوف السلطة والسياسيين، ومن الناحية السيكولوجية يزيد ثقة الثورة بقوتها ويزيد من تخوّف الوسط السياسي من عاصفة التغيير التي يطلقها الحراك الشعبي.

بعد قمع النظام الإيراني حركة التظاهر والاحتجاجات بالقوة، وإعلانات خامنئي وروحاني عن «الانتصار على الأعداء» والمؤامرة الأميركية، ارتفعت في بيروت قبل يومين لهجة في أوساط «حزب الله» وجماعة الثامن من آذار، حاولت القول إن الانتفاضة هي من لون 14 آذار، بما يوحي أنه يمكن الذهاب إلى افتعال مشكلة والعودة إلى محاولة وضع شارع في وجه شارع، بهدف خلق فتنة تؤدي إلى إجهاض الانتفاضة المقلقة جداً، وخصوصاً أنها لم تتوقف في بلدات مثل صور والنبطية وبعلبك، تعتبر من معاقل «حزب الله» و«حركة أمل».

النائب السابق وليد جنبلاط، قال يوم الأربعاء، إنه لن يشارك في أي حكومة، وإن عهد الرئيس عون انتهى، وإنه زمن التغيير في لبنان، ويأتي هذا مع تحطم التسوية السياسية تماماً، لكن الرئيس عون بدا وكأنه لا يرى كل هذه التطورات الخطيرة، عندما يكرر التمسك بتشكيل حكومة تكنوسياسية، متحدثاً عن «السقف والمعايير والمواصفات المحددة لشكل مجلس الوزراء، التي يجري العمل وفقها، وأن أي شخصية سترأس الحكومة لا بد أن توافق عليها»!

هذا الكلام اعتبره كثيرون تجاوزاً للدستور، من منطلق أن شعار التشاور الذي يجريه تمهيداً للتشكيل وتحديد المواصفات والمعايير لعمل الحكومة واشتراط موافقة رئيسها على هذا، يعيدنا إلى عام 1989، وربما لهذا يقول جنبلاط إن دستور الطائف انتهى، وهناك ضرورة إلى قيام الجمهورية الثالثة.

لكن على أي أساس، وخصوصاً إذا تمّ تشكيل حكومة اللون الواحد من جماعة الثامن من آذار خلافاً لإرادة الانتفاضة الشعبية. ما يهدد بأمرين؛ انهيار اقتصادي قاتل، واشتعال أمني يستنسخ سيناريو إيران مع الثورة!

 

بقاء أميركا في سوريا مهم لدورها في المنطقة

شارلز ليستر/الشرق الأوسط/23 تشرين الثاني/2019 »

على مدار الأعوام الثمانية السابقة، كثيراً ما وُصفت الأوضاع في سوريا بأنها فوضوية أو معقدة. بيد أن هذه الفوضى والتعقيدات قد ازدادت سوءاً خلال الأسابيع الأخيرة. وفي أعقاب المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره التركي إردوغان ثم التوغل العسكري التركي اللاحق في شمال شرقي سوريا، تمخض سباق وحشي ومحتدم وسريع للغاية بغية السيطرة وبسط النفوذ على ما يمكن الاستحواذ عليه من الأراضي. وتعرضت «قوات سوريا الديمقراطية» لنيران القوات التركية، ولا سيما بعد انسحاب القوات الأميركية العاجل من مواقعها في شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن فقدان «قوات سوريا الديمقراطية» لمزيد من الأراضي، الأمر الذي أدى إلى تحرك القوات الروسية والحكومية السورية لملء الفراغ الناجم هناك. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مرتين متوازيتين (بين تركيا والولايات المتحدة، والآخر بين تركيا وروسيا)، ما وضع خطوطاً جديدة على الخريطة السورية، لا يزال القتال مستمراً وكأن شيئاً لم يكن، بما في ذلك بين الوكلاء الموالين للنظام التركي والجيش الحكومي السوري.

وفي ظل ما يتمخض عنه الموقف الراهن، كان قادة وزعماء تنظيم «داعش» الإرهابي يراقبون الأوضاع عن كثب، بعد الهزيمة الإقليمية المنكرة التي حلّت بهم قبل أشهر قليلة فقط، وأدت إلى زعزعة أركان التنظيم إلى أقصى نقطة يمكن وصفها منذ سنوات، لم يكن الفوران المفاجئ من الصراعات متعددة الأوجه على المستوى الداخلي، والعرقي، والطائفي في شمال شرقي سوريا، ليخطط له على هذا النحو البارع، من قبل مخططي «داعش» أنفسهم. إذ أتاحت الفوضى المنبثقة حديثاً مع طبيعة صعبة المراس من واجهات الصراع الجديدة فرصاً ذهبية لا تقدر بثمن بالنسبة إلى التنظيم الإرهابي، ليس فقط من ناحية البقاء، وإنما للبدء تدريجياً في إعادة بناء الذات وترتيب الصفوف لاستئناف العمليات الإرهابية في سوريا، ثم في العراق المجاور. وكان هذا ما حاول التنظيم الإرهابي فعله بالضبط على مدار الأسابيع الأخيرة؛ التسارع، وإعادة الظهور، وتعزيز نطاق العمل، والتواتر، ومجال العمليات الإرهابية.

وفي الأسابيع الأخيرة، بدا الرئيس الأميركي ترمب مقتنعاً للغاية بإدارته الواسعة وشخصيات الحزب الجمهوري لعكس توجيهاته بشأن الانسحاب من سوريا. وانعكست لامبالاة الرئيس الأميركي في سوريا إلى اهتمام متجدد من واقع الوسيلة الوحيدة التي ربما أثارت غريزة رجل الأعمال بداخله؛ وجود موارد للنفط والغاز الطبيعي في شرق سوريا. ولقد ذكر الرئيس الأميركي مراراً وتكراراً وعلى نحو علني أن الولايات المتحدة تقيم في سوريا لأجل النفط، وقال: «لدينا النفط»، تأكيداً على ذلك.

ومع ذلك، لا يعتبر النفط هو السبب الرئيسي الوحيد وراء العزم الأميركي المتجدد للاحتفاظ بوجود عسكري واضح في سوريا. بل في واقع الأمر، على الرغم من أن «قوات سوريا الديمقراطية» والعشائر الموالية لها تسيطر على نحو 75 في المائة من الموارد النفطية السورية، فإن الأضرار الفادحة قد لحقت بالبنية التحتية النفطية في البلاد إثر نقص الصيانة، وتراجعت الطاقة الإنتاجية إلى أدنى بكثير مما كانت عليه الأوضاع قبل اندلاع الحرب. والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية هي دولة تعتمد بالأساس على الطاقة، وليست في حاجة ماسة أو عاجلة إلى النفط السوري غير المكرر، متدني الجودة. بدلاً من ذلك، فإن الهدف من الوجود الأميركي في سوريا هو الحفاظ على الحملة العسكرية المهمة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، بينما نعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في «قوات سوريا الديمقراطية» بغية تعزيز الموقف الجماعي في التفاوض بشأن القضايا الأوسع نطاقاً والمتعلقة بالسياسات السورية.

وليس هذا من قبيل المصالح الأميركية المحضة، بل ينبغي أن تكون على رأس أولويات جميع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط. ولا يزال تنظيم «داعش» الإرهابي يشكل تهديداً إرهابياً حقيقياً وأكيداً، على المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية. وما سيستطيع التنظيم الإرهابي استئنافه في محيط بلاد الشام سيغذي ما يثبت التنظيم قدرته على تنفيذه في أرجاء العالم كافة. ولما وراء «داعش»، فإن الأزمة الراهنة الطاحنة في سوريا لا تظهر منها أي إشارات على التراجع أو الهدوء، سواء كانت الفوضى والصراعات مشتعلة في الشمال الشرقي، أو توسع نطاق التمرد والمعارضة نحو الجنوب، أو الكارثة الإنسانية المحتملة، أو التحديات الإرهابية المنتظرة في الشمال الغربي، ناهيكم أيضاً عن المواجهات الخطيرة بين إسرائيل وإيران، والتداعيات الأمنية التي تتمخض عن الدولة المدمرة والمشلولة والفاشلة، إلى جانب الاقتصاد المحلي المنعدم وجوده تقريباً. وفي غياب الوجود العسكري في سوريا، لن نتمكن من السيطرة على الأراضي، ومن دون السيطرة على الأراضي، فلن يكون لنا مقعد مفيد على أي طاولة مفاوضات تتعلق بالشأن السوري.

مع أخذ كل تلك العوامل في الاعتبار، تتبدى مصالح الولايات المتحدة واضحة من حيث استمرار البقاء في سوريا راهناً، ويبدو أن الوجود العسكري المستمر هناك قد أعيد ترتيبه وتأمينه. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يضمن مدى التزام الرئيس ترمب بتلك المهمة، حتى بالنفط السوري. وكان التحالف المضاد لـ«داعش» قد اجتمع في واشنطن مؤخراً لبحث المستجدات والتأكيد على الالتزام بالمهمة الجارية في سوريا، لكن حالة انعدام اليقين بشأن الوجود والبقاء العسكري الأميركي هناك كانت أعمق من ذي قبل. وقال لي أحد الدبلوماسيين البارزين ممن حضروا الاجتماعات: «لا يعلم أحد ميعاد صدور التغريدة الرئاسية المقبلة»، وقال لي دبلوماسي آخر: «لم نعد نثق أو تعول على التصريحات أو الالتزامات الأميركية كما كنا في السابق». غير أن الجميع قد اتفقوا على أن مغادرة سوريا في الآونة الراهنة ستكون مجازفة بالغة الخطورة.

ولتأمين أنفسنا بصفة جماعية ضد تداعيات تحولات الموقف الأميركي غير المتوقعة والصادرة من البيت الأبيض، يتعين على حلفاء الولايات المتحدة النظر بشكل عاجل في خوض غمار بعض المخاطر. إذ لا يحتاج التحالف المضاد لـ«داعش» إلى نشر أعداد كبيرة من القوات لتحقيق الأثر الذي نصبو إليه، لكن إضافة نحو 500 جندي من أفراد القوات الخاصة من دول التحالف، إلى 400 جندي، الموجودين حالياً من بريطانيا وفرنسا، وإن كان بطريقة سرية، يمكن أن يقضي على قدر كبير من عدم اليقين الراهن بشأن استدامة المهمة العسكرية الحالية في سوريا.

تعتمد قوات التحالف بصورة كبيرة على البنية التحتية الأميركية من حيث القيادة والسيطرة والإمدادات، لكن الأساس الجوهري لتلك الآليات سيبقى سارياً وفاعلاً عبر العراق، حتى إن غادرت القوات الأميركية مواقعها في سوريا في المستقبل.

كما يمكن لحلفاء الولايات المتحدة العمل أيضاً على تعزيز نفوذ وتأثير «قوات سوريا الديمقراطية» الناجم عن السيطرة الفعلية على البنية التحتية النفطية في سوريا. ومن حيث المبدأ، ربما يكون من المفيد إعادة طرح المقترح القديم بشأن تزويد «قوات سوريا الديمقراطية» بالمصافي النفطية المتنقلة التي تسمح لها بتكرير النفط المستخرج وتجنب ضرورة بيعه إلى النظام السوري في دمشق. من شأن خطوة هكذا أن تعزز من الميزة التفاوضية لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، وقوات التحالف كذلك في سوريا.

بقدر تفاقم الأزمة السورية على الواضع الراهن الحالي، وبقدر الإنهاك الذي ألمّ بالعالم المعاصر جراء الاضطرار للتعامل معها، لا يسعنا التغافل عن الأهمية المركزية لسوريا من حيث مقدرتها على تحديد وجه الأمن الإقليمي والدولي. وكانت هذه هي الحالة خلال السنوات الأخيرة، وستظل هكذا في المستقبل.

لا تزال لدينا تفاعلات بالغة الأهمية في سوريا، وينبغي علينا جميعاً العمل لدعمها وإسنادها، بدلاً من تركها عرضة للصدمات تلو الصدمات التي لا محيد عنها بحال.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

بعد 103 أعوام على عقدها... سايكس بيكو مشجب المؤامرة الدائم/متخصصون يرون أن الاتفاقية وراء دمار الشرق الأوسط... وباحث: مخطط اليوم يستهدف تفكيك المنطقة لـ"أشباه دول"... وآخرون يقللون من أهميتها

أحمد عبد الحكيم صحافي/انديبندت عربية/23 تشرين الثاني/2019

رغم مرور 3 أعوام بعد المئة، لا يزال ذلك الحدث الذي شهد تفاصيل رسمه العقد الثاني من القرن العشرين يلقي بظلاله "الثقيلة" على أحداث وتطورات منطقة الشرق الأوسط، لا سيما الجزء الآسيوي منه، إذ توافقت كل من لندن وباريس وبتزكية قيصرية في موسكو، على تقاسم مناطق نفوذ "الرجل الأوروبي المريض على ضفاف البسفور" (الإمبراطورية العثمانية)، باتفاقية "سرية"، اشتهرت لاحقا باسم "سايكس - بيكو"، نسبة لأرفع دبلوماسيين في لندن وباريس آنذاك.

ومع كل عام من ذكراها يتجدد نقاش قديم، ويستمر جدل قائم، على ذلك المحتوى المكون من 3 صفحات بها 12 بندا وخريطة، رسم عليها خط أفقي يمتد من ميناء عكا على البحر الأبيض المتوسط إلى كركوك في العراق شرقا، تتولى السيطرة على شماله فرنسا (جنوب تركيا وسوريا باستثناء فلسطين وولاية الموصل)، بينما تسيطر بريطانيا على جنوبه (أي ولاية بغداد وموانئ عكا وحيفا شرق الأردن إلى غاية الحدود العراقية السعودية والأردنية السعودية الحالية)، مع امتياز فلسطين بوضع خاص، لتبقى تلك الاتفاقية، مع السنين "محل اتهام أمام محاكم التاريخ"، بين من يرون أنها سبب المشكلات التي لا تزال تعاني منها المنطقة، وآخرون يقولون إنها كانت محقة في بعضها ومخطئة في أخرى.

وبين هذا وذلك، تطرح مع كل ذكرى لها "أفكارٌ لإعادة ترسيم الحدود وتقسيم دول المنطقة بما يتناسب مع الظروف العرقية والإثنية والدينية"، كمسعى لحل المشكلات "العالقة والمزمنة"، وفق صائغيها، في ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط حالياً من أحداث، لتتجدد الأسئلة، حول "مسألة سايكس_بيكو"، وما إذا كان الطروحات الجديدة بإعادة رسم الحدود تندرج تحت "نظرية المؤامرة المتواصلة منذ عهود الاستعمار" أم أنها حالة "انكشاف لإقليم مضطرب ومتصارع بين مكوناته"؟، وفقا لمؤرخين وساسة.

بينما تتباين آراء المؤرخين والساسة، وحتى على مستوى المواطنين، بشأن تداعيات الاتفاقية "السرية"، التي تفاهم على بنودها الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو ممثلا لبلاده، والبريطاني مارك سايكس، ممثلا هو الآخر لبلاده، إلا أن حقائقها وفق ما أجمعت عليه المصادر التاريخية، والباحثون كان كالتالي: تبادلت كل من فرنسا وبريطانيا عبر دبلوماسييها (سايكس وبيكو) وروسيا القيصرية، في الفترة ما بين 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ومايو (أيار) 1916، وثائق ومذكرات تفاهم "سرية"، والمصادقة عليها، بشأن تقسيم "تركة الرجل المريض" (الإمبراطورية العثمانية)، وأن الكشف عن الاتفاق تم بعد وصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا إبان الثورة البلشفية عام 1917، مما أثار غضب الشعوب التي مستها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا (القوتين الاستعماريتين آنذاك)، لما حملته في طياتها الحدود المفروضة من نزاعات مبطنة.

وبحسب المصادر التاريخية الموثقة أيضاً، فإنه وعلى الرغم أن مخرجات اتفاقية "سايكس - بيكو"، لم تشق طريقها إلى الواقع، نظرا لمستجدات الأحداث أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وبعدها، التي كان أبرزها سقوط الإمبراطورية الروسية بفعل "الثورة"، لتأتي معاهدة "سان ريمو" في أبريل (نيسان) 1920، بهدف تحديد مصير ولايات المشرق العربي، بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها، وتعدل عليها محددة مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في بلاد الشام والعراق، إذ أقر رئيسا الحكومتين الفرنسية والبريطانية، آنذاك، وضع سوريا ولبنان تحت سلطة الانتداب الفرنسي، بينما وُضِعت الضفة الشرقية لنهر الأردن والعراق وفلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني تمهيدا لتنفيذ وعد بلفور 2 نوفمبر(تشرين الثاني) 1917 بإقامة "وطن لليهود في فلسطين"، الذي أسس للصراع العربي الإسرائيلي.

وفي 1921 تخلت فرنسا عن كيليكيا، ثم في 1939 عن لواء إسكندرونا السوري جنوبي تركيا. كما أنه في عام 1922، وبعد إفشال الثورات في فلسطين وسوريا والعراق، أكدت عصبة الأمم على الانتداب (أو الاستعمار لمدة محددة) البريطاني على فلسطين والضفة الشرقية للأردن والعراق، والفرنسي على سوريا ولبنان، ومنه ولدت الدول الحالية، تزامن ذلك مع بدايات نشاط الحركة الصهيونية لتطبيق وعد بلفور لإقامة دولة إسرائيل.

وبحسب أستاذ التاريخ في معهد "كوليج دو فرانس" هنري لوران، فإن "حدود سايكس بيكو" التي أعادت تقسيم الإمبراطورية العثمانية تم التفاوض حولها بين 1916 و1922، وأن خارطة سايكس بيكو الأولى "لا علاقة لها" بالحدود الحالية، ولم يبق منها عمليا سوى الترسيم المبدئي لحدود لبنان والعراق والأردن وفلسطين.

ويوضح لوران، "كان اتفاق سايكس بيكو شبه مؤقت، وسرعان ما عوضته اتفاقية سان ريمو"، متابعاً، أن "تحدث النص الأول عن إقامة دولة أو دول عربية عدة على الأراضي التي قسمت إلى منطقتي نفوذ فرنسية وبريطانية، ولم يشر إلى دولة يهودية ولا إلى لبنان". وأضاف، "وكان يفترض أن تكون فلسطين، وكذلك الموصل، جزءا من منطقة النفوذ الفرنسية، لكن باريس تخلت عنها في 1918 تحت ضغط بريطانيا، وتخلت عن كيليكيا (في تركيا الحالية) عندما حرر القوميون الأتراك، بقيادة مصطفى كمال، الأناضول بين 1919 و1922".

وتماشياً مع الاتهامات العربية بتحميل "سايكس بيكو" مشكلات وأزمات المنطقة، يقول جان بول شانيولو، المؤرخ ومؤلف "اطلس الشرق الأوسط"، إنه "على المستوى الرمزي، ترتبط اتفاقات سايكس بيكو بفكرة قوية في الذاكرة الجماعية لشعوب المنطقة هي الإهانة نجد بعد عقود مشاكل مختلفة لكن جذورها موجودة في مكان ما في اتفاقات سايكس بيكو".

وتركزت البنود الرئيسة في اتفاقية "سايكس_بيكو"، على أن "فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان لأن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين "أ" (داخلية سوريا) و"ب" (داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق، ويكون لفرنسا في منطقة "أ" ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة "أ" وإنجلترا في منطقة "ب" بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية".

وكان خط سايكس على الخريطة يقابله على الأرض خطٌ أفقي ممتد من عكا على البحر الأبيض المتوسط إلى كركوك (250 كيلومتراً). وتقسم مناصفة الشمال (أ) بلون أزرق، والجنوب (ب) بلون أحمر إلى بريطانيا. وتفصل فلسطين بلون بنّي (إدارة عالمية) يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة، وفقما جاء في المادة الثالثة من الاتفاق.

في دائرة الاتهام

وفق تمحيص "اندبندنت عربية"، للكتابات والمذكرات والوثائق حول "سايكس_بيكو" وتداعياتها، تجمع أغلب الروايات على "وضع تلك الاتفاقية في دائرة الاتهام والمساءلة لما تشهده المنطقة منذ صياغتها وحتى الآن من تداعيات"، إذ شبه بعضها ما تم بين الدبلوماسيين الكبيرين (الفرنسي والبريطاني) "لا يعدو سوى أنه كان لعبة يمارسانها عبر شق خريطة المنطقة إلى شطرين تستحوذ كل بلد على شطر منها دون أي مراعاة أو حساب لمواطني وأهل هذه المناطق".

ففي كتابه "خط فوق الرمال"، الصادر في عام 2011، يصف المؤرخ جيمس بار اتفاق "سايكس بيكو" قائلاً، "لم يكن الخط الفاصل بين منطقتي نفوذ بريطانيا وفرنسا عقلانيا، بل كان فكرة بسيطة: كل شيء هنا عبارة عن رمال، لا داعي للأخذ بعين الاعتبار أراضي القبائل ومسارات الأنهار وقنوات الاتصال الجغرافي. إنه خط هندسي خالص، كل شيء تم بشكل عرضي".

يضيف، "تم تطوير التفاهم الفرنسي البريطاني على تقاسم الهلال الخصيب إلى اتفاق (كامبيون – غراي) في مراسلات بين سفير فرنسا في لندن بول كامبون ووزير الخارجية البريطاني إدوارد غراي، وانضمت إلى الاتفاق روسيا وإيطاليا، وحينها قال سايكس إنه يريد أن يرسم خطاً يبدأ بـ(ألف) عكا وينتهي بآخر (كاف) من كركوك".

من زاوية أخرى، يعتبر المفكر عبد الوهاب المسيري، في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية"، أن "الهدف من سايكس بيكو كان بالأساس توطين اليهود في فلسطين، إذ ارتبط الآباء المؤسسون للحركة الصهيونية، وعلى رأسهم ليونيل والتر روتشيلد، بالمصالح الرأسمالية الإمبريالية البريطانية والفرنسية، التي كانت تريد توسيع رقعة نفوذها في الشرق، وكانت تفكر بحماس شديد في التركة التي سيتركها رجل أوروبا المريض (الدولة العثمانية)".

وروتشيلد، هو من وجه إليه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر (تشرين الثاني)  1917 رسالة تعهد فيها بوقوف بريطانيا إلى جانب الحركة الصهيونية في سعيها لإقامة وطن لليهود في فلسطين.

ومع مرور العقود، وتطور الأحداث في المنطقة، استمرت تلك الأصوات المنددة بالاتفاقية وتحميلها مسؤولية ما حاق بالمنطقة. ففي ذكراها الأولى بعد المئة، كتبت مجلة "ديلي بيست" الأميركية قائلة إن "على الجميع الاعتراف أن هذا الدمار الذي حاق بالشرق الأوسط في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ليس سببه الغزو الخارجي (الأميركي البريطاني) أو التوترات الداخلية (ثورات الربيع العربي)، ولكن السبب الرئيس هو تلك الخريطة، التي تم بموجبها تقسيم الشرق الأوسط المطلق عليها سايكس بيكو"، معتبرة "أن التقسيم جرى يومها على أساس طائفي، مما زرع بذور الصراعات في المنطقة".

وبحسب "ديلي بيست"، فإن أصل الصفقة يعود حسب المجلة الأميركية إلى ارتفاع حدة الصراع بين بريطانيا وفرنسا على النفوذ في المنطقة العربية، ونقلت عن الباحث الفرنسي جان بول شانيولو، صاحب كتاب "عنف وسياسة في الشرق الأوسط - من سايكس بيكو إلى الربيع العربي"، قوله، "فرضت تقسيمات تعسفية للأراضي وتم تناسي قوميات. قامت دول بلا شعوب وظهرت شعوب بلا دول" في إشارة إلى الفلسطينيين والأكراد. موضحا "كاد الأكراد يحصلون على دولة. فقد حصلوا عليها في معاهدة سيفر أغسطس (آب) 1920، لكن توازن القوى على الأرض غير الوضع".

ورغم تلميح اتفاقية "سيفر" عام 1920، لاحتمالية إقامة كيان كردي في شرقي الأناضول حيث يشكل الأكراد الغالبية، فإن الاتفاقية لم تطبق بسبب الحركة القومية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس تركيا الحديثة)، وتم استعاضتها باتفاقية لوزان في 1923 التي اعترفت قانونيا بتركيا الحديثة، دون ذكر للأكراد.

ووفق ما ذكره بول شانيولو في كتابه، فإن "سايكس بيكو فرضت حدودا على الشعوب ويجب إعادة الأمور إلى نصابها: الآن يعود إلى الشعوب فرض إرادتها في إنشاء دولة".

اتركوا دور الضحية

من تحميلها المسؤولية، إلى إعفائها عنها، يرى آخرون ضرورة توقف الاتهامات "ولعب دور الضحية" من قبل شعوب ودول المنطقة.

وبحسب أستاذ التاريخ في معهد "كوليج دو فرانس" هنري لوران، فإنه "يجب الكف عن لعب دور الضحية". معتبراً أن القوميين العرب "رغم إدانتهم لهذه الحدود التعسفية، لكن لم يتم التشكيك فيها بجدية، لأنها كانت تناسب الجميع". يتابع، "عدم الاستقرار الحالي مرتبط بطبيعة الأنظمة السياسية القائمة، وتدخل ومشاركة قوى إقليمية ودولية منذ القرن الثامن عشر".

هو الآخر، اعتبر الباحث والمؤرخ جيمس غيفلين، في كتابه "الشرق الأوسط الجديد"، الصادر عام 2017، أن "السمات المميزة للشرق الأوسط الجديد هي التمرد والقمع والحروب بالوكالة والنزاع الطائفي وصعود داعش والاستقطاب داخل المنطقة". مقللا من أهمية "سايكس - بيكو"، حيث قال "يبدو الآن الاتفاق غير مهم؛ إذا قمنا بمقارنة الخريطة الحالية للشرق الأوسط، بالخريطة المقترحة التي قدمتها اتفاقية سايكس- بيكو؛ إذ لا تخضع أي منطقة للسيطرة الروسية أو البريطانية أو الفرنسية المباشرة، كذلك الحال بالنسبة للقدس التي لا تخضع حالياً لسيادة دولية، كما أن فرنسا وروسيا لا تسيطران على أي أجزاء من الأناضول، ولا تسيطر بريطانية على أجزاء من العراق أو الجزيرة العربية".

وتابع، "بغض النظر عما اتفق عليه سايكس وبيكو، فإن الحدود الحالية في منطقة الشام (سوريا وفلسطين ولبنان) وبلاد ما بين النهرين (العراق حالياً) ومنطقة الأناضول نتجت بالأساس من عاملين رئيسين: العامل كان تكوين ما يعرف بعصبة الأمم من قبل الأمم المتحدة؛ إذ منح هذا النظام الحق لبريطانيا وفرنسا في السيطرة المؤقتة على أراضي هذه المنطقة، وعليه، قامت الدولتان بتقسيم الأراضي إلى مناطق أصغر؛ وفق مصالحهم الاستعمارية؛ إذ قامت بريطانيا بإنشاء العراق، وما يعرف بشرق الأردن، عقب الحرب العالمية الأولى، بينما فعلت فرنسا الأمر ذاته في لبنان وسوريا". معتبراً أنه "باستثناء إنهاء استعمار الخليج في 1971، وتوحيد شطري اليمن عام 1990  كانت حدود الدول في المنطقة العربية مستقرة بشكل متميز على مدار 75 عاماً، بل كانت أكثر استقراراً في حقيقة الأمر من الدول الأوروبية".

وفي تحقيق مطول للذكرى المئة للاتفاقية، كتب كل من "ستيفن كوك" و"عمر ليهيتا"، في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن "سايكس بيكو" ليست سبب الفوضى في الشرق الأوسط، وأن تحميل ذلك الحدث أكثر مما ينبغي "ليس دقيقاً". معتبرين أن ما يجري في تلك المنطقة التي تضم طوائف وأعراقا وجماعات مختلفة داخلها، "هو نتيجة للكراهية والصراعات التي تعود جذورها إلى آلاف السنين بين تلك الجماعات"، وأنه لا حل لتلك الصراعات سوى بـ"رسم حدود جديدة".

وبحسب الكاتبين، فإن "الوضع المتفجر الحالي في المنطقة قتل (سايكس- بيكو)؛ لأنها وُلدت ميتة أساساً. ولم تضع اتفاقية سايكس- بيكو أي حدود، وإنما حددت مناطق للنفوذ، ولم تجد تلك المناطق ـ التي حددها الدبلوماسيان الشهيران ـ طريقها إلى النور".

محاولات لإعادة صياغة الحدود

ومع استمرار تفجر الأوضاع واضطرابها في العديد من بلدان المنطقة، وتجدد الحديث عن مشروعات وأفكار خارجية لإعادة تشكيل المنطقة، يتخوف البعض من أن تقود الصراعات العنيفة في المنطقة، إلى "تقسيم المقسم وتجزئته"، لا سيما أن دولا عربية وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا والسودان واليمن، لا تسيطر الحكومة على أجزاء كبيرة من حدود الدولة، وفرضت الميليشيات والمنظمات الإرهابية، والمقاتلون الأجانب، وغير ذلك من الجماعات المسلحة درجات متفاوتة من السلطة المحلية، فضلا عن طموحات وطنية لبعض الأقليات بإقامة دولة لهم. ووسط هذا الاضطراب تحتفظ الذاكرة العربية باتفاقية سايكس بيكو وحدها دون غيرها من الاتفاقيات الأخرى.

وفيما توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن استمرار المعارك الإقليمية والدولية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في سوريا، إلى جانب الاضطرابات السياسية التي شملت دولا أخرى لأسباب طائفية أو دينية مثل لبنان والعراق؛ يؤشر على قرب نهاية "الحدود المصطنعة" التي خلّفها اتفاق سايكس بيكو في المنطقة العربية، ذهبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية لأبعد ما هو ذلك، حين نشرت في سبتمبر (أيلول) 2013، خريطة وتقريرا مطولا "تدعو فيه لتغيير حدود 5 دول عربية بالمنطقة"، وتحويلها إلى 14 دويلة، عبر انفصال تسعة كيانات عرقية ومذهبية.

ففي المقال الذي كتبه الباحث الأميركي روبين رايت، المتخصص في العالم الإسلامي، ومؤلف كتاب "الغضب والتمرد في العالم الإسلامي"، وجاء بعنوان "لنتخيّل مراجعة خريطة الشرق الأوسط"، أوضح فيه احتماليات تقسيم كل من ليبيا والسعودية وسوريا واليمن والعراق. معولا على أن الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة قد تكون عاملا ممهدا لانشطار عدد من الدول وتقسيمها إلى دويلات، مضيفا أن الحرب التي تشهدها سوريا ستكون نقطة تحول في هذا المسار. ووضع روبين رايت سوريا على رأس الدول العربية المرشحة للتقسيم إلى عدة دول، لما قاله حينها "إنه بسبب تناقضاتها الداخلية وتعدديتها الدينية والمذهبية والعرقية".

في المقابل، استبعد الباحث "غريغوري غويس"، في معهد "بروكنغز" الأميركي عام 2014، أن "تتغير أو يعاد ترسيم الحدود التي تركها الاستعمار الأوروبي في المنطقة في عشرينيات القرن الماضي".

وتساءل غويس في دراسته المعنونة، "هل هذه هي نهاية اتفاقية "سايكس – بيكو؟"، قائلاً: "هل توشك الدول التي أنشأها الاستعمار الأوروبي في عشرينيات القرن الماضي على وشك الانهيار؟ هل سنشهد إعادة رسم مهمة لحدود الشرق الأوسط؟"، ليجيب "إن الجواب باختصار على هذا السؤال هو كلا".

وبحسب غويس، فإنه "رغم حدة الحرب الأهلية في سوريا، مصحوبةً بالتداعيات المستمرة في العراق والحالة السياسية المتزعزعة الشائعة في لبنان، قد أدت إلى شكّ مفاده أن الحدود المصطنعة التي رسمتها بريطانيا وفرنسا حول المشرق العربي عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية تسير إلى رمقها الأخير، إلا أن أياً من هذه الدول لن تتمكن من المطالبة بسلطة فعالة ضمن حدودها في القريب العاجل، والحدود بحدّ ذاتها لن تتغير".

وذكر غويس، "ستؤول هذه الحدود إلى شبه الدول، المشار إليها دولياً وفقاً للقانون المعني كصاحبة سيادة رغم أنه لا يمكن تنفيذ الشروط التشغيلية الحقيقة التي تتطلبها السيادة، السيطرة على الأراضي والحدود. ولا شكّ أن السلطة الحقيقة في المشرق العربي ستصبح متاحة أمام الجميع، فإن الحدود نفسها ستكون آخر المتغيرات لأن أياً من الفاعلين يرغب بتغييرها سواء كان ذلك على الصعيد الإقليمي أم الدولي". وتابع، "قد تشهد الدول هذه تفككاً داخلياً. وقد تنشأ سلطات أمر واقع حاكمة. ولكن لا يبدو أن رياح التغيير ستطال الحدود الدولية بحدّ ذاتها".

يشار إلى أن إحدى الحالات التي تمت المحاولة من خلالها لتغير شكل الحدود القائمة بين الدول، هي تلك التي قادها تنظيم "داعش" الإرهابي إبان بداية ظهوره في سوريا والعراق في عام 2014، حيث فتح الحدود بين البلدين في المناطق التي سيطر عليها، وسرعان ما عادت الأمور إلى طبيعتها كما كانت، بعد أن تم دحر التنظيم في السنوات التي تلت.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في تأمل صلاة المسبحة الوردية: ما قام به المواطنون أمس في ساحة الشهداء أكبر دليل على أن شعبنا أقوى من المشكلة التي يواجهها

وطنية - السبت 23 تشرين الثاني 2019

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن "ما قام به المواطنون أمس في ساحة الشهداء، هو أكبر دليل على أن شعبنا هو أقوى من المشكلة التي يواجهها". جاء ذلك في التأمل الروحي الذي ألقاه الراعي في مستهل صلاة المسبحة الوردية التي أقامها على نية لبنان، مساء اليوم في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وقال فيه: "برجاء كبير وبفرح، نواصل صلاتنا متجاوزين كل المخاوف التي تواجهنا. فالانسان مع الله هو أقوى من كل المخاوف. لنتأمل الليلة في آية "ليس عند الله امر عسير"، من انجيل بشارة العذراء الذي نتلوه يوم غد الأحد. هذه العبارة تقود حياتنا المليئة بالصعوبات، فليس عند الله أمر صعب مهما كثرت الأبواب المقفلة والغيوم السوداء والآفاق المسدودة، ولا أحد منا يعرف كيف يتدخل الله". واستطرد قائلا: "والعلامة ان هناك رجاء في قلوب اللبنانيين، هي هذه الانتفاضة السلمية الايجابية الحضارية التي تتركز وتزداد قوة يوما بعد يوم، بفعل شعلة الايمان والرجاء الموجودة في قلوب المواطنين". وتابع: "بالرغم من الأزمة السياسية والمالية والاقتصادية، هناك في المقابل قوة روحية وايمان ورجاء وعزم، وما قام به المواطنون أمس في ساحة الشهداء هو أكبر دليل أن شعبنا هو أقوى من المشكلة التي يواجهها". وختم: "قيمة صلاتنا هي أن نستمد القوة من الله، نصلي كي نثبت في الايمان بأن ليس عند الله أمر عسير. علينا ان نحافظ على ايماننا واخلاقيتنا وقيمنا وعلى الرجاء في قلوبنا".

 

الوطنيون الأحرار: ما يصدر عن مدعي الشمعونية والشمعونيين لا يمثل إلا رأي كاتبه ومطلقه الشخصي

وطنية - السبت 23 تشرين الثاني 2019

وطنية - أصدرت أمانة الإعلام في حزب "الوطنيين الأحرار" البيان الآتي: "تصدر من حين لآخر باسم الشمعونيين، مواقف وادعاءات اتجاه أشخاص أو أحداث معينون. ويهم الحزب اتجاهها أن يوضح: أن الشمعونية هي ذخيرة وطنية، جسدها فخامة الملك كميل نمر شمعون، بسيرته السياسية والوطنية، وسلمها أمانة للحزب، الذي أسسه مؤتمنا إياه حفظ هذه المسيرة النضالية وتمثيلها وقيادتها والنطق باسمها. وهذا الحزب بالتزامه بمبادئ مؤسسه، قدم الشهداء والتضحيات الكبرى، دفاعا عنها، وكانت أغلى التضحيات، وعلى رأسها استشهاد رئيس الحزب الشهيد داني كميل شمعون وأفراد عائلته وسائر الشهداء. وعليه، إن من يمثل الشمعونيين ويتحدث باسمهم حصرا، هو ما يصدر عن حزب الوطنيين الأحرار حزب كميل نمر شمعون، وإن كل ما يصدر من بيانات ومواقف، عن مدعي الشمعونية والشمعونيين أو رفاق الشهيد، لا تمثل إلا رأي كاتبها ومطلقها الشخصي، ومصالحهم الخاصة".

 

كلودين عون زارت البابا تواضروس الثاني في القاهرة

وطنية - السبت 23 تشرين الثاني 2019

وطنية - زارت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية رئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية كلودين عون روكز، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، في المقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، في حضور مطران الموارنة في مصر والسودان جورج شيحان، في إطار زيارتها للقاهرة لترؤس الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية. وأكد البابا في حديثه مع روكز أن "الإنسان الذي يرتوي من المحبة في عائلته لا يستطيع إلا أن يحب الآخر"، مشددا على "دور العائلة الجوهري في بناء المجتمعات والأوطان"، ومعربا عن أمنياته "أن يعم السلام والهدوء في لبنان وفي مختلف الدول العربية". من جهتها، عرضت روكز أبرز مهام منظمة المرأة العربية ومشاريعها، وأكدت "ضرورة تفعيل الحوار بين جميع مكونات مجتمعاتنا بهدف النهوض بها على المستويات كافة"، معربة عن سعادتها "بلقاء قداسة البابا وبحفاوة استقبال الشعب المصري لها".

في ختام اللقاء، أهداها البابا أيقونة زيارة العائلة المقدسة لمصر.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23 و 24 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

عرس استقلالي شعبي في ساحات لبنان، ومأتم استقلالي للرؤساء الثلاثة في وزارة الدفاع

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80797/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d8%ad%d8%a7%d8%aa/

 

عبيد إيران في لبنان يحرقون العلم الأميركي في صور/فادية سمعان/23 تشرين الثاني/2019

Enjoy the sight of the US and Lebanese flags, side by side/Dr.Walid Phares/November 23/2019

Burning the USA flag in Tyr By Hezbollah is condemned/Elias Bejjani/November 23/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80807/%d9%81%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%82%d9%88%d9%86/

 

فيديو وملخص نص مقابلة بشيرية وكيانية واستقلالية بامتياز مع رفيق بشير الأستاذ سجعان قزي. مقابلة هي عملياً خريطة طريق للثورة والثوار وللبنان المراد إعادة تكوينه

http://eliasbejjaninews.com/archives/80811/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

 

Lebanon Is Totally Occupied by Iran …Help Liberate The Land Of The Holy Cedars
 Elias Bejjani/November 22/2019
 
لبنان وطن الحرف والرسالة والأرز المقدس تحتله إيران وميليشياتها وهو يحتاج لمساعدة العالم الحر ليستعيد استقلاله
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80773/elias-bejjani-lebanon-is-totally-occupied-by-iran-help-liberate-the-land-of-the-holy-cedars/

 

أهم عناوين مقابلة السيد سجعان قزي من تلفزيون المر

تفريغ وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين ودون أي مسؤولية للأستاذ سجعان قزي/23 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80811/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%85%d9%84%d8%ae%d8%b5-%d9%86%d8%b5-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80826/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-24-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 23-24/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 38th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 23-24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80828/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-23-24-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-38th-day/

 

Analysis/Iran Unrest Gave Israel a Window to Strike. Now the Danger Lurks Elsewhere
 Amos Harel/Haaretz/November 24/2019
 
عاموس هاريل/هآرتس/اضطرابات إيران أعطت إسرائيل فرصة لضرب قواعدها العسكرية في سوريا أما الآن فالخطر على إسرائيل هو في مكان آخر
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80804/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b9%d8%b7%d8%aa/