المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وذَاتَ لَيْلَة، قَالَ ٱلرَّبُّ لِبُولُسَ في ٱلرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لي شَعْبًا كَثِيرًا في هذِهِ ٱلمَدِينَة». فأَقَامَ سَنَةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُم كَلِمَةَ ٱلله.”

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الاستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الاحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله/

الياس بجاني/عون وقع التجربة وسمح إلى لاسيفورس ملك الشياطين بأن يجنده في خدمة الشر

الياس بجاني/الصحافي عند الزعيم هو لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص يتناول عدل وقانونية العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى الطرواديين والمرتهنين له من السياسيين اللبنانيين

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ابنة الشهيد عامر فاخوري: والدي تم استدراجه إلى لبنان وحزب الله قتله

ابنة الفاخوري تكشف: والدي التقى عون وباسيل والجميع شجعه على العودة

عضو الهيئة التنفيذية للمؤتمر الدائم للفدرالية المهندس ايلي المندلق لملحم خلف: "الوثيقة الوطنية" اغتيال سياسي للمسيحيين

الجيش الإسرائيلي يبعث رسالة إلى الشعب اللبناني

بومبيو مهنئاً اللبنانيين بالاستقلال: سنبقى إلى جانبكم في الأوقات ‏الصعبة

“غوغل” يحتفل بعيد استقلال لبنان

مطاردة 35 سجيناً..وجمعية "أساند": فروا من حال السجون المزرية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاحد في 22/11/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الاستقلال الغائب: تضرعات لوصول عون إلى الرئاسة لينقذ لبنان

محاكم عسكرية تستهدف متظاهرين معارضين للحكومة في لبنان

وراء استعجال بري قانون انتخابي جديد تمديد لانتخاب رئيس أم ترتيب أوراق قبل خراب البصرة؟

الشيوعي يكشف تفاصيل عملية تفجير تلفزيون الشرق الأوسط

لبنان يحيي الذكرى الـ77 لاستقلاله وسط أزمات معيشية وسياسية

عون يدعو إلى «تحرير» عملية تأليف الحكومة من «التجاذبات» و{الاستقواء»

تقاذف اتهامات بإجهاض الخطة الإصلاحية في لبنان بعد انسحاب شركة مكلّفة بالتدقيق في حسابات المصرف «المركزي»

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

قمة الرياض لمجموعة العشرين دعت لحماية الكوكب والموارد الطبيعة واتخاذ التدابير لمواجهة الجوائح العالمية

بومبيو: دول عربية ستنضم إلى اتفاقيات السلام بعد ادراكها التهديد الايراني المشترك

طائرات مجهولة تستهدف القوات الإيرانية في سوريا

المرصد: مقتل 14 مسلحاً موالياً لإيران في ضربات جوية بسوريا

السجن 12 عاماً لناشطة إيرانية بسبب رفضها للحجاب الإجباري

نتانياهو: لن نسمح لوكلاء ايران بالعمل ضدنا من سوريا ولبنان

إيران تتوعّد إسرائيل: عصر هجمات “الكر والفر” انتهى!

فيصل المقداد وزيرًا للخارجية السورية

فرنسا: تصريحات تركيا الداعية للتهدئة لا تكفي

تغيير مفاجئ..الحرس الثوري يبعث رسائل تهدئة إلى واشنطن

بومبيو يتعهد بمواصلة سياسة “الضغط القصوى” على إيران

قاآني في بغداد وسط جدل حول انتهاء هدنة الفصائل مع واشنطن

أميركا تمدد إعفاء العراق لشراء الغاز الإيراني 45 يوماً

رفض في القاهرة لانتقادات أميركية بشأن توقيف نشطاء

أول رسالة من نتنياهو لبايدن حول إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن الشيعة والاستقلال: استراتيجية دفاعية لحماية المستقبل/قاسم قصير/أساس ميديا

لماذا ترك الخليج لبنان؟ الجواب عند الكاظمي/نديم قطيش/أساس ميديا

77 سنة من الاستقلال… لبنان في النادي الإيراني/خيرالله خيرالله/العرب

ليصمت ميشال عون/قاسم يوسف/أساس ميديا

في الإستقلال : لبنان ليس خطأ تاريخيا/توفيق شومان

حزب الله" مشغولٌ بدويلته/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

لبنان يطوي 77 سنة من استقلال اسمي/إياد أبو شقرا/صحيفة الشّرق الأوسط

الحريري: ممنوع على عون وباسيل تسمية أي وزير/حسان الحسن/الثبات

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات المافياوية، سياسة الاستحالات المدمرة وكسر الحلقة الجهنمية/شارل الياس شرتوني

التمديد المرتقب لصنّاع الخراب اللبناني/ساطع نور الدين/المدن

حزب الله يتحصّن من الانهيار..وعون يقدم للبنانيين طاولة حوار/منير الربيع/المدن

غازي وزني ورياض سلامة أمام المساءَلة؟/خضر حسان/المدن

الوزير-الصيدلي..سوق سوداء للقاحات ولبنان أسوأ من الصومال بالتلقيح/وليد حسين/المدن

علي الأمين: «حزب الله» يستثمر بانهيار لبنان ويسطو على المرافق العامة/علي الأمين/جنوبية

الكتائب اللبنانيّة... في خدمة لبنان؟/أسعد قطّان/المدن

بعد موت المبادرة الفرنسية: خطة أوروبية أميركية لإدارة الانهيار/منير الربيع/المدن

استقلال لبنان الـ77 منقوص وكل طرف يغنّي لاستقلاله.. وعون سيحفر الصخر- (تغريدات)/سعد الياس/القدس العربي

وماذا بعد ألا تخجلـــــــــــــــــــون ؟!/بسام ضو

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

أنقرة عايدت لبنان بإضاءة برجها بالعلمين اللبناني والتركي

الرئيس عون تلقى المزيد من برقيات التهنئة بالاستقلال

البطريرك الراعي: الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار السياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرت عنه ولا تزال سياسة الانحياز

المطران عودة للرئيس عون: أنقذ ما تبقى من عهدك وقم بخطوة شجاعة يذكرها لك التاريخ

قدامى القوات: تستحق أحزابنا لقب الخونة للوطن

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وذَاتَ لَيْلَة، قَالَ ٱلرَّبُّ لِبُولُسَ في ٱلرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لي شَعْبًا كَثِيرًا في هذِهِ ٱلمَدِينَة». فأَقَامَ سَنَةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُم كَلِمَةَ ٱلله.”

سفر أعمال الرسل18/من01حتى11/:”يا إِخوتي، غَادَرَ بُولُسُ أَثِينَا وأَتَى إِلى قُورِنْتُس، فوَجَدَ يَهُودِيًّا ٱسْمُهُ أَكِيلا، بُنْطِيَّ ٱلأَصْل، كانَ قَدْ جَاءَ مِنْ وَقْتٍ قَريبٍ مَعَ زَوجَتِهِ بِرِسْقِلَّةَ مِنْ إِيطاليا؛ لأَنَّ كلُوديُوسَ قَيصَرَ كانَ قَدْ أَمَرَ كُلَّ ٱليَهُودِ بِٱلرَّحِيلِ عَنْ رُومَا، فَذَهَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمَا. وبِمَا أَنَّهُ كانَ مِثْلَهُمَا صَانِعَ خِيَام، أَقَامَ عِندَهُمَا يَعْمَلُ معَهُمَا. وكانَ يُجادِلُ كُلَّ سَبْتٍ في ٱلمَجْمَع، ويُقْنِعُ ٱليَهُودَ وٱليُونَانِيِّين. ولَمَّا نَزَلَ سِيلا وطِيمُوتاوُسُ مِنْ مَقْدُونِية، تَفَرَّغَ بُولُسُ لِلْكَلِمَة، شَاهِدًا لِلْيَهُودِ أَنَّ ٱلمَسِيحَ هُوَ يَسُوع. ولكِنَّهُم كَانُوا يُقَاوِمُونَهَ ويُجَدِّفُون، فَنَفَضَ ثِيَابَهُ وقَالَ لَهُم: «دَمُكُم عَلى رُؤُوسِكُم! أَنَا مِنْهُ بَرِيء! وسَأَنْصَرِفُ مُنْذُ ٱلآنَ إِلى ٱلأُمَم!». وَٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ ودَخَلَ بَيْتَ رَجُلٍ مُتَعَبِّدٍ لله، ٱسْمُهُ طِيطُس يُسْتُس، وكَانَ بَيْتُهُ مُلاصِقًا لِلْمَجْمَع. وآمَنَ بِٱلرَّبِّ كِرِسْبُسُ رَئيسُ ٱلمَجْمَع، وجَميعُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وكَانَ قُورِنْثِيُّونَ كَثِيرُونَ يُؤْمِنُونَ لَدَى سَمَاعِهِم بُولُس، ويَعْتَمِدُون. وذَاتَ لَيْلَة، قَالَ ٱلرَّبُّ لِبُولُسَ في ٱلرُّؤْيَا: «لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لي شَعْبًا كَثِيرًا في هذِهِ ٱلمَدِينَة». فأَقَامَ سَنَةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُم كَلِمَةَ ٱلله.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الاستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الاحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله/مع الرسالة فيديو ونصها باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/archives/92656/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81/

 

https://youtu.be/3whB-TTmT9A

https://www.youtube.com/watch?v=3whB-TTmT9A&feature=youtu.be

ملاحظات وقراءة نقدية في واقع ومحتوى رسالة الرئيس عون الاستقلالية

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2020

من المحزن أن الرئيس عون في الرسالة الإستغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين قد غيب عن سابق تصور وتصميم دوره الرئاسي وواجباته كمسؤول وكحاكم وحامي للدستور وغاص في عمليات الإسقاط الصبيانية PROJECTION إي تحميل الغير مسؤولية كل النواقص والعلل والممارسات المفترض أنه كرئيس ملتزم بإيجاد حلول لها من موقعه الرئاسي والدستوري. لعب دور المواطن وجهل دوره الرئاسي فقلب الأدوار دون أن ينجح فجاءت الرسالة خائبة وباهتة وببغائية لا أكثر ولا أقل. كما أن 99% من محتوى الرسالة يندرج مرضياً تحت آليات الدفاع النفسية التالية واضافة إلى الإسقاط، التبرير، الإنكار والإنكار النفسي

تعريف آلية الإنكار النفسية

*Denial is a defense mechanism proposed by Anna Freud which involves a refusal to accept reality, thus blocking external events from awareness. If a situation is just too much to handle, the person may respond by refusing to perceive it or by denying that it exist.

تعريف آلية الدفاع الذهني التشاطري النفسية

*In psychology, intellectualization is a defense mechanism by which reasoning is used to block confrontation with an unconscious conflict and its associated emotional stress – where thinking is used to avoid feeling. It involves removing one’s self, emotionally, from a stressful event.

 تعريف آلية التبرير بمنطق اللامنطق النفسية

*Rationalization is a disavowal defense mechanism which permits an individual to deal with emotional conflicts, or internal or external stressors, by devising reassuring or self-serving but incorrect explanations for his or her own or others’ thoughts, actions, or feelings, which cover up other motives

تعريف آلية الإسقاط النفسية

*Projection is a psychological defense mechanism in which individuals attribute characteristics they find unacceptable in themselves to another person.

إن معظم ما جاء في الرسالة هو وصف للواقع المزري على كافة المستويات والصعد دون تشخيص للمرض أو الجرأة على تسميته الذي هو الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله الإرهابي والملالوي. عون اكتفى بجردة لإعراض المرض وهذا أمر يعرفه كل مواطن ويردده ويشكي منه على مدار الساعة.

غيب عون وضعيته كرئيس للجمهورية اقسم على صون وحماية الدستور وانتحل بخبث مفضوح دور المواطن المقهور والمعذب والمضطهد الذي سُرِّقت أمواله ودمر سكنه وغابت عنه الدولة بكل مقوماتها ومؤسساتها بعد أن استفحل شر وإرهاب وفجور وعهر واستكبار المحتل الذي هو حزب الله .. هذا الحزب الذي يحتل لبنان ويفرسنه بمنهجية شيطانية ويمسك بقرار ورقاب وألسنة الحكام والسياسيين والمسؤولين بمن فيهم عون نفسه..  هؤلاء المسؤولين وفي مقدمهم عون هم واقعاً وعملياً مجرد أدوات بيد هذا المحتل ويخدمون مشروعه اللالبناني الإحتلالي والتوسعي اللاغي لكل ما هو لبنان ولبناني وقيم ودستور ومواطنية وحقوق وهوية وتاريخ ودماء شهداء ودور ورسالة وحضارة.

لم يسمي عون المحتل الإيراني الذي هو الحزب الإرهابي حزب الله، ولا هو جاء على ذكر الخطيئة المميتة التي ارتكبها يوم تنازل عن كل شيء ووقع مع حزب الله ما سمي “ورقة التفاهم”التي أوصلته إلى رئاسة الجمهورية كغطاء ومجرد غطاء ووج بربارة وأداة لهذا الحزب اللاهي ينفذ ولا يقرر.

لم يكتفي عون في رسالته بتجهيل المرض الإحتلالي والتشاطر اللغوي في إسقاط كل ما ارتكبه على غيره، بل تمادى أكثر في جنوحه الدستوري والوطني ولم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لكل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و1680 .

هذا بعض القليل القليل مما جاء في مضمون الرسالة الإستغبائي لعقول وذكاء اللبنانيين والمفرغ من أية جرأة في تحمل المسؤوليات والاعتراف بالأخطاء والخطايا وما أكثرها..

أما في الشكل والتعابير الجسدية فقد كان واضحاً التفاوت الكبير بين محتوى الرسالة وبين لغة الجسد وعلى وجه عون تحديداً … ومن تابع بدقة تعابير وجهه ونبرة صوته لا بد وانه رأي ما يعرف “بالبوكر فايس” الذي يفتقد لكل الإنفعالات والأحاسيس والعواطف مما يعني أن لا صدق في أي كلمة تفوه بها… كما أن نبرة صوته فقد كانت ثابتة وهنا أيضاً تأكيد على عدم تفاعل ما يقوله مع المحتوى.

poker face: A face on a person that shows no emotion, often called poker face because in the game of poker it would be foolish to show any … it means: poke her face.

في الخلاصة، الرسالة كانت مفرغة من أي محتوى جدي وصادق، وهي لم تسمي المرض الذي هو حزب الله الإرهابي، بل غاصت في توصيف الإعراض، كما أنها لم تطرح أية حلول (القرارات الدولية الخاصة بلبنان) وأسقطت المسؤوليات على الغير وكما قلنا في البداية فإن الرسالة مرتكزاتها وهمية ومرضية وهي مبنية كلياً على الآليات النفسية الدفاعية، الإنكار والإسقاط والتبرير والتبرير النفسي التشاطري… ويبقى أنه مع  الاحتلال اللاهي لحزب الله ومع الرئيس عون الأداة والغطاء فالج لا تعالجn.

فيديو رسالة عون/https://www.youtube.com/watch?v=A9M2ZPP6JfE

 

عون وقع التجربة وسمح إلى لاسيفورس ملك الشياطين بأن يجنده في خدمة الشر

21 تشرين الثاني/2020

رفع عون شعارات سيادية واستقلالية من القصر والمنفى وعندما حانت الفرصة دخل بصفقة ذل مع قوى الاحتلال وداكش وعوده وعهوده بموقع مخصي

 

الصحافي عند الزعيم هو لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/2020

كم هو تافه وغبي وحقير ومنحط كل اعلامي يعمل صنجاً وبوقاً عند صاحب شركة حزب مقابل أجر مالي..لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

 

الياس بجاني: تعليق فيديو وبالنص يتناول عدل وقانونية العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى الطرواديين والمرتهنين له من السياسيين اللبنانيين

21 تشرين الثاني/2020

لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفـي إلا سيظهر.  وما أقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح. (انجيل القديس متى10/ 26 و27)

http://eliasbejjaninews.com/archives/92628/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84/

نعم وألف نعم فإن العقوبات الأميركية التي تفرض على حزب الله الإرهابي والمحتل والإجرامي والملالوي والمافياوي 100%، هي محقة وعادلة، وأيضاً هي كذلك بفرضها على كل سياسي ومسؤول ونافذ وتاجر وإعلامي وصاحب شركة حزب لبناني مرتهن لهذا الحزب وراضي بذل وملجمية بأن يكون طروادياً بكل ما في المصلح من معاني وكائن من كان وإلى أي شريحة مجتمعية أو مذهبية انتمى.

عملياً فإن قمة الفساد والإفساد والإجرام ورزم الأخطاء المميتة هي ليست فقط محصورة في السرقات والسمسرات المادية على أنواعها وأشكالها المختلفة، بل أخطرها هو فعل الطروادية أي تغطية المحتل والغازي والمارق والإرهابي والمجرم والقبول مقابل منافع ذاتية مالية وسلطوية بالارتهان له وبالعمل في خدمته ضد بلده وأهله وبما يتناقض مع كل الشرائع القيمية والأخلاقية والقانونية.

من هنا فإن العقوبات الأميركية التي طاولت مؤخراً كل من علي حسن خليل ويوسف فينيانوس وجبران باسيل هي محقة وعادلة ومساندة للمظلومين والمقهورين من الشعب اللبناني جراء ممارسات المحتل الإيراني وفجور وعهر وفساد السياسيين والنافذين المرتهنين له ولمشروعه اللالبناني والتوسعي واللاهي.

فلو كان في لبنان دولة حرة وسيدة ومستقلة وفيه قضاء عادل وغير مسيس وغير مرتهن لإرادة المحتل وللتابعين له لما كانت أميركا أو غيرها من الدول قد تدخلت وحاسبت وفضحت وعرت وقاصصت.

ولأن لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، ولأن مجلس الأمن مقيد بالفيتوهات الروسية والصينية، فإن ما تقوم به أميركا لجهة معاقبة الطرواديين والفاسدين من أطقمنا السياسية العفنة على خلفية تغطيتهم للمحتل الإيراني هو عدل وحق  ولهذا هي مطالبة بالمزيد لتردع المرتهنين وتعاقبهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=e6hswrsmNmA&feature=youtu.be

 

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة/

The French initiative In Lebanon Aims To Rescue The Terrorist Hezbollah and Revive The Rotten Political Class

http://eliasbejjaninews.com/archives/92555/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ابنة الشهيد عامر فاخوري: والدي تم استدراجه إلى لبنان وحزب الله قتله

https://www.youtube.com/watch?v=fS2z7Tmpv-8

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ابنة الشهيد اللبناني عامر فاخوري تفضح من خلاله جريمة اغتياله الممنهج في لبنان بعد ان تم استدراجه بخبث/ والدي لم يعتدي على أحد ولم يمارس أية مخالفات في حياته/كان ناشطاً سلمياً في أميركا من أجل لبنان وسيادته ومن أجل قضية أهل الجنوب الذين ظلموا وابعدوا عن وطنهم وفبركت قضايا مزورة بحقهم /ابي قابل كل السياسيين والرسميين الذين زاروا اميركا وجمعهم شجعوه على زيارة لبنان وهو لم يكن لا محكوماً ولا مطلوباً للقضاء في لبنان واسمه كان مدرجاً على قوائم العفو اللبنانية الخاصة بجيش لبنان الجنوبي/كل الإتهامات التي لصقت به كانت كاذبة ومفبركة وظالمة

 

ابنة الفاخوري تكشف: والدي التقى عون وباسيل والجميع شجعه على العودة

الكلمة اولاين/22 تشرين الثاني/2020

http://www.alkalimaonline.com/newsdet.aspx?id=529938

قالت دينا الفاخوري، ابنة عامر الفاخوري أنّ "جميع المسؤولين في لبنان الذين التقاهم شجعوه على العودة إلى لبنان"، مشيرة إلى أنه "عندما جرى توقيفه تنصلوا منه". و في حديث عبر قناة الـ"MTV"، زعمت الفاخوري أن "والدها جرى اغتياله من قبل الدولة اللبنانية"، مشيرةً إلى أن "الفاخوري وصل إلى لبنان عبر مطار بيروت وزار مركز الأمن العام لتسلم جواز سفره، وكانت له جولة والتقى عدداً من الأشخاص". وقالت الفاخوري أنّ "جميع الأحزاب اللبنانية تعرف من هو عامر الفاخوري، والجميع شجعه على العودة إلى لبنان كما أنه قابل جميع المسؤولين"، واضافت: "كان والدي ناشطاً سياسياً، وعقد لقاءات مع عدد من شخصيات سياسية عديدة، وقال أنه يريدُ عودة المسيحيين إلى الجنوب باعتبارهم مبعدين". وكشفت الفاخوري أنّ "والدها كان يؤمن بالعهد القوي، كما أنه التقى رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل"، وقالت: "بعد عودته، الجميع تخلى عنه".

 

عضو الهيئة التنفيذية للمؤتمر الدائم للفدرالية المهندس ايلي المندلق لملحم خلف: "الوثيقة الوطنية" اغتيال سياسي للمسيحيين

الكلمة أولاين/22 تشرين الثاني/2020

http://www.alkalimaonline.com/newsdet.aspx?id=529897

علق عضو الهيئة التنفيذية للمؤتمر الدائم للفدرالية المهندس ايلي المندلق على القانون المقترح من قبل النقيب ملحم خلف بالاتي: تحت ستار العائلات الروحية ونقابات المهن الحرة والجامعات والفعاليات الإقتصادية والهيئات العمالية ومجموعات من القوى المجتمعية الحية، سيصدر النقيب ملحم خلف بعد اجتماع صوري غدا بيانا باسم هؤلا يدعو فيه إلى اعتماد قانون انتخاب خارج القيد الطائفي وانتخاب مجلس شيوخ تمثل فيه العائلات الروحية اللبنانية كضمان لمشاركتها في الحياة السياسية اللبنانية. بكل بساطة، هذا ترداد لمشروع الرئيس بري تحت اسم آخر، ونهايتها حكم العدد وانتهاء الحياة السياسية بالكامل. ما سوف يسمى بالوثيقة الانقاذية الوطنية ما هي إلا محاولة أخرى لإغتيال جماعي للمسيحية السياسية اللبنانية. محاولة أخرى لكن بواسطة وجه جميل هذه المرة.

 

الجيش الإسرائيلي يبعث رسالة إلى الشعب اللبناني

سبوتنيك/22 تشرين الثاني/2020

بعث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صباح اليوم الأحد، برسالة إلى الشعب اللبناني. ونشر أدرعي تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، بمناسبة ذكرى استقلال لبنان الـ77، متوجها خلالها بتهنئة على تلك الذكرى. وقال أدرعي: في ذكرى استقلال لبنان الـ77 أتوجه إلى عموم اللبنانيين بتهنئة شخصية صادقة على أمل أن ينال وطنكم استقلاله الحقيقي. وتابع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "معايدة خاصة من جنود الجيش الإسرائيلي، متمنين لكم الحرية والسيادة والاستقرار. ويشار إلى أن اليوم الأحد، يصادف الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان عن الاحتلال الفرنسي.

 

بومبيو مهنئاً اللبنانيين بالاستقلال: سنبقى إلى جانبكم في الأوقات ‏الصعبة

صوت بيروت إنترناشونال المدن/22 تشرين الثاني/2020

هنأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اللبنانيين بمناسبة عيد ‏الاستقلال.‏ وقال في بيان: “بالنيابة عن الشعب الأميركي، أهنأ الشعب اللبناني ‏بمناسبة عيد الاستقلال”.‏ وأضاف، “خلال السنوات الـ7 الماضية، واجه لبنان تحديات كثيرة، ‏ولكن السنة الأخيرة كانت الأصعب”.‏وشدد على أن “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشعب اللبناني، وستبقى ‏واقفة إلى جانبهم خلال هذه الأوقات الصعبة”.‏

ويذكر أن المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة ‏‏الجمهورية أعلنت أنه نظرا للظروف الصحية الراهنة في البلاد جراء ‏‏جائحة كورونا واستنادا الى قرار الاقفال الكامل من 14 تشرين الثاني ‏‏الى 30 منه، سوف يتم إلغاء جميع المناسبات الوطنية المتعلقة بذكرى ‏‏الاستقلال، والاكتفاء بوضع أكاليل من الزهر على اضرحة رجالات ‏‏الاستقلال باسم “الجمهورية اللبنانية”.‏ وبمناسبة الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان، ألقى رئيس الجمهورية ميشال ‏‏عون كلمة قال فيها:‏ ‏”هي السنة الـ 77 على استقلال لبنان، وللأسف حفلت بشتى أنواع ‏‏الأزمات والشدائد انعكست سلبا على حياة كل اللبنانيين سواء بلقمة ‏‏العيش أو بجنى العمر أو بمستقبل الأبناء، والبعض منهم قد طاولته ‏‏بشكل أقسى فخسر أحباء في أسوأ كارثة ضربت قلب عاصمتنا أو ‏‏بسبب وباء عمّ العالم ولا يزال يحصد الضحايا، وواقعنا اليوم ليس ‏‏واعداً، ولكن إدراك الواقع لا يعني القبول به والاستسلام له، فنحن ‏‏شعب جُبِل على المقاومة لينتزع حقه بالوجود وبالحياة”.‏وأضاف: “باقٍ على وعدي بحفر الصخر مهما تصلّب، لشق طريق ‏‏الخلاص للوطن”.‏

 

“غوغل” يحتفل بعيد استقلال لبنان

22 تشرين الثاني/2020

احتفل محرك البحث “غوغل” اليوم الاحد 22 تشرين الثاني بالذكرى الـ77 لعيد استقلال لبنان . وعلى الصفحة الرئيسية لـ”غوغل”، يظهر علم لبنان مرفرفا في السماء فوق كلمة “غوغل” المكتوبة بألوان العلم اللبناني، أحرف بيضاء على خلفية خضراء ومزينة الاطراف بالأحمر.

 

مطاردة 35 سجيناً..وجمعية "أساند": فروا من حال السجون المزرية

المدن/23 تشرين الثاني/2020

لا تزال تتفاعل حادثة فرار عدد كبير من السجناء أمس السبت 21 تشرين الثاني الجاري، من سجن بعبدا. وصدر عن قوى الأمن الداخلي اليوم الأحد 22 تشرين الثاني البيان الآتي: "أصبح عدد السجناء الفارّين من سجن بعبدا حتى الآن 35 سجيناً، بعد توقيف 29 فارّاً إضافة الى وفاة 5 سجناء جرّاء، اصطدام المروري (حصل أثناء  فرارهم ومطاردتهم)، وقوى الأمن مستمرة بالملاحقات والاستقصاءات المكثفة لإعادة توقيف جميع الفارين". علماً أن ملاحقة الفارين وصلت إلى الشمال، إذ أقدم عناصر سرية درك أميون على القاء القبض على الفار من سجن بعبدا السوري (م.خ)، في بلدة المجدل - الكورة.

وأصدرت جمعية "أساند" التي تعنى بالسجون وقضايا السجناء، بيانا تعليقا على فرار 69 سجيناً من مخفر قصر العدل في بعبدا، ومقتل 5 منهم، جاء فيه: "فوجئنا بحادث فرار ومقتل عدد من السجناء والموقوفين في نظارة قصر العدل في بعبدا. وإننا نعتبر ما حدث في هذا الاطار يكشف عن الحال المزرية التي تعيشها السجون اللبنانية المكتظة بالموقوفين. وهذا جرس إنذار برسم أركان الدولة التي وباستثناء وزارة الداخلية والبلديات نرى إهمالها وعدم جديتها بالتعاطي مع هذا الملف الإنساني الحساس". وتابعت: "تعقيباً على مذكرة التفاهم الموقعة بيننا ووزارة الداخلية والبلديات التي باشرنا بموجبها إطلاق عدد من المحكومين الذين قضوا مدة محكوميتهم ولم يتمكنوا من سداد الغرامات المتوجبة عليهم، وكذلك سداد عدد من الكفالات بحق بعض الموقوفين على ذمة قضايا مختلفة، ندعو القضاء الذي نجل ونحترم إلى الإسراع في بت مختلف القضايا الخاصة بالموقوفين في السجون اللبنانية، والتعاون الجدي والفعال مع وزارة الداخلية التي لمسنا حرصها الشديد على معالجة هذا الموضوع والاهتمام الاستثنائي الذي يوليه الوزير العميد محمد فهمي، إضافة إلى قيادة وضباط قوى الأمن الداخلي المسؤولين عن هذا الملف". وختمت الجمعية: "ما جرى اليوم من عملية فرار، أصبح يتكرر وتستوجب التحقيق فيه بجدية وفاعلية وشفافية. ويبقى الأساس والأهم معالجة الأسباب التي أوصلتنا الى هذه الحال. مع التأكيد الدائم أن جمعية أساند، والتزاما منها بمذكرة التفاهم وواجبها الانساني، تبقى على استعداد لتقديم المساعدة المناسبة كلما اقتضت الحاجة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاحد في 22/11/2020

وطنية/الأحد 22 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هو الاستقلال المنغص الذي يعيده اللبنانيون اليوم بحسرة، مجبول بأمل الاستقلال الحقيقي، إستقلال لبنان الدولة التي تحتضن أبناءها وتقلص حلمهم بالهجرة.

الدولة التي تلبي طموحات أبنائها بالعيش الكريم والبحبوحة،الدولة التي لن يحمل فيها أبناؤها هم الاستشفاء أو التعليم أو العمل واللائحة تطول..الدولة التي ينتظم فيها عمل المؤسسات الدستورية بشكل طبيعي، الدولة التي لا تنتظر لا هذا ولا ذاك لتأليف حكومتها، ويتعاون فيها شركاؤها لما فيه مصلحة اللبنانيين بعيدا من الحسابات الضيقة..

وفي ذكرى الاستقلال، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن بلاده ملتزمة بدعم شعب لبنان، وقال بالنيابة عن حكومة الولايات المتحدة والشعب الأميركي: "أبعث بخالص التهاني إلى الشعب اللبناني الذي يحتفل بعيد استقلاله"، وتابع: "على مدى السبعة والسبعين عاما الماضية، واجه لبنان العديد من التحديات، لكن العام الماضي كان صعبا بشكل خاص على اللبنانيين"، وخاطب الشعب اللبناني قائلا: "كن مطمئنا، نحن ملتزمون بدعمك، وسنواصل الوقوف إلى جانبك".

في شأن آخر، أخبار سارة عن جائحة كورونا زفها البروفسور فيليب سالم الى العالم، مؤكدا أن "كورونا الى الزوال ومشكلته تتلاشى في الربيع المقبل"، سالم الذي خص تلفزيون لبنان باتصال هاتفي، دعا اللبنانيين الى أخذ اللقاح حالما يتوفر، وأوصى اللبنانين بالابتعاد عن التجمعات كونها السبب الرئيسي لانتشار الوباء في لبنان والعالم.

وفي هذا الموضوع، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1193 إصابة، وست حالات وفاة، خلال الساعات الـ24 المنصرمة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

"عيد بأية حال عدت يا عيد"، مستعينا بشطر بيت شعري للمتنبي، وصف رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط المشهد في عيد الإستقلال.

غابت مظاهر العيد هذا العام: لا عرض عسكريا في وسط بيروت، لا حضور جامعا لأركان الدولة، ولا إستقبال للمهنئين في القصر الجمهوري، أما البديل، فكان وقفات رمزية ووضع أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء ورجالات الإستقلال.

في قلوب اللبنانيين كانت فرحة العيد ممزوجة بغصة وحرقة: لا يستقيم الإستقلال مع الفقر والعوز والبطالة المتفشية، لا يستقيم مع تسيد الطائفية والمذهبية، ولا مع منظومات فساد سلبت اللبنانيين آمالهم وأحلامهم.

في العيد غابت السياسة إلا من عظات المرجعيات الروحية وبياناتها، البطريرك الماروني بشارة الراعي حمل مسؤولية عرقلة التأليف الحكومي، إلى العودة لنغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء.

مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أعرب عن خشيته من الأسوأ، إلا إذا تشكلت حكومة إنقاذ تكتسب ثقة الناس والمجتمعين العربي والدولي وقال: "وإلا على الدنيا السلام".

أما المطران إلياس عودة فدعا رئيس الجمهورية إلى عدم خذلان الشعب، بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية، وتوجه له بالقول: "لا تدع أي إنسان يقف بينك وبين شعبك".

قضية الفرار الكبير من سجن بعبدا شرعت الأبواب على أسئلة بالجملة حول ملف السجون: لو تمكن مجلس النواب من التصديق على العفو، هل كانت الأمور وصلت الى هذا المنحى الخطير؟ وماذا عن التوقيف وأساليبه؟ وما مدة النظر في الظروف الإستثنائية التي نعيشها؟ فهل دقت ساعة حل أزمة إكتظاظ السجون؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كثر الطاعنون، كما القانطون، ولكن يبقى للبنان استقلاله.

هذه حقيقة، بل حق يستحق الدفاع عنه، وله من المعاني ما ترجمته الارض والسماء معا، ودمغته التجارب والمعادلات من دون أي تردد ولا ارتجاف.

لكل من يتغنى بعكس ما يتمنى، الاستقلال ليس شاشات ولا منابر ولا شعارات جوفاء، بل هو الإنسان بقيمته، وعزة توأمها الايمان ومن هنا تكون البدايات، وتصان الأوطان.

لبنان الوطن هو اليوم في اشتباك مع الإرتهانات، ولا حاجة للتفسير أمام حجم الادلة، فلا حكومة في الأفق بسبب العرقلة الأميركية الفظة، وحصار إقتصادي مدمر يشترك فيه البعض بلا أي رحمة تجاه أبناء وطنهم، ومن المؤسف أن يكون هؤلاء من المتحدثين بالإستقلال، فعن أي استقلال يتحدثون؟.

للاستقلال في لبنان إخوة أعزاء يتكامل معهم: تحرير للجنوب عام الفين، وآخر للجرود عام الفين وسبعة عشر، وبينهما انتصار في آب الفين وستة، إنها أيام عظيمة جدا لا قدرة لتاريخ على إنكارها، ولا لمتغاضين على فرض نسيانها، وبما يعترف أشرس الأعداء وأبغضهم وجنوده الفارون على الحدود، المختبئون في آلياتهم، فإن للبنان سيادة متينة من صنف الذهب اللامع في عين الشمس، لن تكون لقمة سائغة، ولن يضيع لها حق.

كثيرة هي مطالب اللبنانيين في عيد استقلالهم، يتقدمها تأليف حكومة ترعى شؤونهم بصدق، وتحترف الموقف والكلمة والعمل، وأن يترك بعض أهل السياسة أهواءهم، ويقلعوا عن مراميهم، ويتوحدوا مع الاخرين في مواجهة الفساد وتحقيق الانتصار عليه بعدما أصبح آداة طيعة في يد المتدخلين الفارضين للشروط من وراء البحار أو من داخل الصالونات

وهنا يتردد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالته بالامس، عن وطن أسير للفساد المغطى بالدروع المقوننة، وكذلك دعوته لملاقاة المتغيرات الدولية والإقليمية بحوار وطني يحمي حقوق لبنان وحدوده السيادية كاملة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ممنوع على الثاني والعشرين من تشرين الثاني أن يتحول إلى ذكرى عابرة، ومطلوب أن يبقى حلما دائما بلبنان الذي نعيد له في كل عام يوما، هو عيد الأعياد الوطنية الذي تحل اليوم مناسبته السابعة والسبعون.

الظروف صعبة، لا بل قد تكون الأصعب منذ الاستقلال. نعم، لكن اليأس مرفوض. وما تقدم ليس كلاما إنشائيا في مناسبة وطنية، ولا محاولة مكشوفة لضخ معنويات حيث لا أمل، بل هو كلام واقعي لو لم يكن صحيحا لما نشأت بلدان وقامت أوطان، وعاشت ونمت شعوب.

فلو يئس اللبنانيون مثلا إزاء كل أزمة اعترضت تاريخهم الطويل، لما كانوا اليوم موجودين أصلا، ولما كانت هناك دولة على الخريطة إسمها لبنان.

أما المشكلات التي يعاني منها الناس اليوم وتكاد تدفعهم إلى الكفر، لا بالاستقلال وحده بل بالوطن ككل، فلكل منها حل والحل معروف وكذلك المعرقلون. وكل المطلوب من اللبنانيين من الآن فصاعدا هو أن يشيروا إليهم بالإصبع، وأن يمتنعوا عن التعميم.

فالأزمة السياسية التي يختصرها التأخير بتأليف الحكومة، حلها تطبيق الدستور ولا سيما المادة الثالثة والخمسون منه، التي تؤكد أن تشكيل الحكومات في لبنان يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، مع سطرين تحت كلمة "بالاتفاق".

أما إذا تخطت أزمة التأليف السياسة إلى الدستور فالحل أيضا موجود، ويقوم على إجراء تعديل دستوري يحدد مهلة لرئيس البلاد كي يدعو الى استشارات ملزمة، ومهلة أخرى لرئيس الحكومة المكلف كي يؤلف أو يعتذر، وثمة اقتراح قانون أمام السلطة التشريعية في هذا الاتجاه.

أما الأزمة الاقتصادية فحلها أيضا موجود، ويتطلب قرارا وطنيا واضحا بجعل الاقتصاد أكثر انتاجية، ليبقى منطلق حل الأزمة المالية القيام بما يلزم من إصلاحات باتت معروفة، تسييلا لأموال سيدر وتسهيلا للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وهذا ما يطلق عملية تفكيك المشكلات الاجتماعية واحدة واحدة.

وبما أن الفساد هو عدو الإصلاح، فلا حل إلا بالتدقيق الجنائي، الذي وجه إليه الفاسدون في الأيام الأخيرة ضربة قوية، سيئاتها لا تعد أو تحصى، لكن حسنتها الوحيدة أنها عرت الجميع وكشفتهم على حقيقتهم، ومن لا يريد أن يرى هذه المرة هو إما غبي أو جاهل، أو يغلب مواقفه المسبقة لا بل أحقاده الدفينة على حساب الحقيقة.

في عيد الاستقلال السابع والسبعين، غالبية الأرض تحررت لكن عقول أكثرية المتعاطين بالشأن العام لا تزال محتلة، وهنا جوهر الأزمة.

فصحيح أننا خرجنا من السجن الكبير عام 2005، لكن يبدو أننا دخلنا إلى سجن أكبر، الانتهاكات المفضوحة فيه أين منها فضيحة فرار المساجين أمس من سجن بعبدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

22 تشرين الثاني 1943، 22 تشرين الثاني 2020. كل سنة في مثل هذا اليوم يحتفل اللبنانيون باستقلال وطنهم الذي تحقق قبل سبع وسبعين سنة، لكن استقلال السنة مختلف عن استقلال السنوات الاخرى، اللبنانيون هذه السنة يتذكرون ولا يحتفلون، يستعيدون الذكرى ولا يفرحون، إنه أكثر أعياد الاستقلال كآبة وحزنا في تاريخ الجمهورية غير السعيدة.

العرض العسكري غاب ولو بالحد الادنى، لا حفل استقبال في قصر بعبدا، فقط أكاليل من الزهر على أضرحة رجال الاستقلال، وقد زاد الكورونا على الكآبة الوطنية والسياسية، كآبة اجتماعية واقتصادية، المحال والمؤسسات مقفلة، الشوارع مقفرة، والمدن والبلدات لا حياة فيها.

هكذا بدا لبنان في استقلاله السابع والسبعين معلقا بين فيروسين: فيروس الكورونا وفيروس المنظومة الحاكمة، لكن الفرق بين الفيروسين شاسع، الكورونا يقتل أشخاصا ولو بأعداد كبيرة أحيانا، أما فيروس المنظومة الحاكمة فقتل ويقتل كل يوم شعبا بأكمله.

مدة المرض خلال الاصابة بالكورونا تتراوح بين اسبوعين أو ثلاثة، أما فيروس المنظومة الحاكمة فيتحكم بمفاصل حياتنا منذ ثلاثين عاما، الكورونا اكتشف لقاح له وستبدأ حملة مواجهته والتعافي منه بدءا من السنة المقبلة، أما المنظومة الحاكمة فلا لقاح لها ولا خلاص منها حتى الان على الاقل، ففي ظل مثل هذه المنظومة الفاسدة والمفسدة هل يمكن أن نضحك على أنفسنا وعلى اللبنانيين، وأن نعايدهم ونقول لهم: كل استقلال وانتم بخير؟.

سياسيا: كلمة رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال جاءت حافلة بمواقف واضحة، صريحة في عدد من القضايا، فهي لم تكتب باللغة الخشبية المعتمدة في مثل هذه المناسبات في معظم الاوقات، على الصعيد الحكومي، إتهم الرئيس عون الحريري ولو من دون أن يسميه بالاستقواء والتستر بالمبادرة الانقاذية، والخروج عن المعايير الواحدة في تشكيل الحكومة، وهذا يؤكد أن العلاقة سيئة بين الرجلين والتفاهم مفقود، وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور.

في موضوع التدقيق المالي الجنائي، أعلن رئيس الجمهورية أنه لن يتراجع عنه مهما كانت المعوقات، وأنه سيتخذ اجراءات لإعادة إطلاق مساره، ما يعني أن العلاقة بين الرئاسة الاولى وعدد من المكونات السياسية ستبقى في دائرة التصعيد والحماوة، لأن قوى سياسية كثيرة لا تريد للتدقيق أن يتحقق، لكن الموقف الأبرز لرئيس الجمهورية جاء باعلانه أن لبنان اليوم أسرى منظومة فساد سياسي وإداري ومالي، تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن

إنه كلام خطير ومتقدم من رئيس للجمهورية.. لكنه لا يكفي. فالشعب ينتظر من الرئيس المبادرة لا الشكوى، الفعل لا ردة الفعل العمل لا مجرد التوصيف. فهل بإمكان رئيس الجمهورية أن يقول لنا ماذا تحقق طوال سنوات عهده الماضية للقضاء على منظومة الفساد الكاملة؟ والاهم: هل بالحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس، يمكن ضرب المنظومة الفاسدة؟.

باختصار، نحن بحاجة الى خطة أخرى ومقاربة مختلفة، ومسؤولين غير هؤلاء المسؤولين لضرب منظومة الفساد المعششة في كل مفاصل الجمهورية .. وإلا ينطبق علينا المثل القائل: "حاميها حراميها"!.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بدعة تسميات الوزارات في لبنان: خدماتي - والأحرى تسميتها وزارات تنفيعات.

في القاموس اللبناني للفساد، نقرأ التعريفات التالية: وزارة خدمات هي الوزارة التي يخدم من يتولى حقيبتها "جماعته" أو زعيمه أو حزبه أو تياره، أو كلهم معا. يستقتلون على وزارة الصحة مثلا، لأن فيها عقود أدوية وموازنات مستشفيات، فينال المستشفى التي تكون في منطقة الوزير أو تابعة لحزبه أو تياره أو حركته، حصة الأسد.

يستقتلون على وزارة الزراعة، لأن فيها عقودا وتعاونيات وشتول وأسمدة، وهنيئا لمن يحظى بها، وغالبا ما يكون من "جماعة" الوزير.

القاموس اللبناني للفساد فريد من نوعه وفي تعريفاته، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الجميع يهرب من تولي وزارة البيئة، هلى تعرفون لماذا؟ لأن موازنتها هزيلة ولأن لا تلزيمات فيها، كما وزارة الأشغال ولا تنفيعات فيها كوزارة الصحة، ولا مناقصات فيها كوزارة الطاقة.

معظم الأحزاب والتيارات والحركات والكتل تناوب على وزارات الخدمات "المدهنة"، ومن تمسك بحقيبة من هذه الحقائب، كان صعبا إقناعه بالتخلي عنها تحت ألف بدعة وبدعة: هذا بدأ عملا ويريد أن يكمله... وذاك يحتاج إلى البقاء في الوزارة لأنه لم ينجز توزيع الخدمات على جماعته.

اليوم نواصل فلفشة أوراق القاموس اللبناني للفساد: ماذا حل بوزارات الصحة والأشغال والزراعة بعدما تحولت إلى مربعات خدماتية؟.

نحن اليوم في زمن تشكيل حكومة جديدة، تابعوا تصريحات الأحزاب والتيارات التي تريد الاستيزار، تحوم الشهوات حول وزارات الموازنات المرتفعة والخدمات المتشعبة! نسي هؤلاء المستوزرون أن البلد مفلس والعاصمة مدمر نصفها وكورونا يفتك، ما هم؟ المهم: أين حصتي؟

يسألون عن حصصهم، فيما اللبناني يفتش عن حصة غذائية، ومعظم السلع التي كان معتادا عليها ستفقد من الأسواق، كما سنرى في سياق النشرة.

يسألون عن حصصهم، فيما اللبناني بات يحتاج راتب شهر ونصف شهر من الحد الأدنى للأجور ليشتري شجرة الميلاد مع زينتها، وتفاصيل هذه الزينة في النشرة أيضا.

ومع ذلك، لا حياة لمن تنادي: تنافس على وزارات الخدمات، و"حرب داحس والغبراء" على التدقيق الجنائي: تدقيق قبل تعديل القانون أم بعده؟ تدقيق من دون تعديل القانون أو ننتظر التعديل؟ كل يدلي بدلوه، فمن يفصل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

خاضت الدولة حربا انغماسية لكشف أسرار الهروب من سجن بعبدا، تقصت، نشرت صور الفارين، اجتمع أركانها في الأمن والقضاء وكادت ترفع القضية إلى قمة مجموعة العشرين، لكن أيا من هذا الجهد لم يكن قد ظهر سابقا لمعالجة أسباب الهرب والدوافع إليه.

ومن يجري كشفا على أوضاع السجون وضمنا نظارة بعبدا، سيتضح له من أولى الزيارات أن المساجين في لبنان هم نزلاء "حظائر"، وأن لدينا "زريبة" لكل مجموعة تتكدس فوق بعضها، منهم لا ينام قبل أن تستيقظ الدفعة التي سبقته إلى النوم بالمداورة، ومع كل العهود والوزراء كانت الأحوال البائسة تزداد بؤسا، وتهمل قضايا الموقوفين من وزراء الداخلية المتعاقبين، إلى القضاة والمحافظين ووزراء العدل ونقباء المحامين.

وزير يعدهم بتسريع المحاكمات ولا يفي، وآخر يبني لهم سجونا من رمال، فيما القضاة ينهمكون عن تحديد الجلسات وبت القضايا لأن بعضهم لا يحضر، أو قرر المماطلة عن سبق إصرار وتصميم، ومن قلب حالة الإعدام التي يعيشونها يوميا قرر موقوفو سجن بعبدا تنفيذ الانقلاب حتى ولو أخذهم إلى الموت أو إعادة التوقيف، وهذه الأسباب تعطي ذرائع قانونية كافية للفرار.

نعم، يحق للمساجين الهرب ولديهم مماسك وحجج تدين من تهاون وتباطأ في بت ملفاتهم، لهؤلاء وغيرهم مشروعية الخروج المدبر، ومن وجبت محاكمته هم السلطة المولوجة حماية السجون، وكل قاض تراخى وغاب وأرجأ وتعاطى بخفة مع قضايا توزاي الحياة أو الموت، وتلك مهمة لا يليق توكيلها إلا لنقيب المحامين ملحم خلف، الحقوقي الذي خاض معركة تسريع المحاكمات وبت إخلاءات السبيل، وترافع عن بعد حاملا قضايا المظلومين.

ومن سجن بعبدا إلى سجن الحكومة في قصر بعبدا، حيث أظهرت كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عيد الاستقلال أن التأليف يستلزم حرب تحرير، لا سيما عندما سأل عون: "ألم يحن الوقت لتحرير عملية تأليف الحكومة من التجاذبات ومن الاستقواء والتستر بالمبادرات الإنقاذية، للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع".

وفتحت هذه العبارة الحرب على خطين: بيت الوسط وقصر الإليزيه الفرنسي، عبر اتهام الحريري بالاستقواء والتحصن وراء المبادرات، وذلك في مسعى رئاسي بدا أنه يهدف إلى التخلص من الرئيس المكلف عبر دفعه إلى الاعتذار، وفتح الأبواب أمام تكليف يحصل على لقاح العهد، ويسرع طريق لبنان إلى جهنم.

لكن سعد الحريري أنهى اليوم شهرا كاملا على التكليف من دون أن تظهر عوارض الرحيل أو الاعتذار، وهو حصل هذه المرة على أمصال مقوية وبات جهاز مناعته السياسية محصنا ببرتوكول البقاء، يحتفظ الحريري بالصمت، لكن من دون أن يعني ذلك استمرار العراقيل ووضع العصي أمام دواليبه الحكومية.

وتقول أوساطه ل"الجديد" إن الأسماء التي قرر توزيرها ستفاجئ الجميع، حتى الشيعية منها، لكونها لا تنتمي إلى بيئة "حزب الله" أو "حركة أمل"، إنما وافق عليها الثنائي الشيعي، لأن سيرتها الذاتية ممتازة.

وفي طرح الحريري الأخير لعون، طلب إليه اختيار وزيرين مسيحيين، إضافة إلى إسمين سبق أن اختارهما الحريري من لائحة تتألف من تسعة أسماء التي قدمها رئيس الجمهورية، كل هذه الطروح مجمدة والبديل عنها: خطاب استقلال بدا فيه رئيس الجمهورية كمرشح رئاسي وبأبعد تقييم كمعارض للمنظومة الفاسدة والتبعية والارتهان والقضاء المكبل والسياسات الكيدية والتحريض الشيطاني، وغيرها من مفردات أركان المعارضة التي أوردها عون بالأمس.

خاض الرئيس حروبا في كل اتجاه، وكاد يتخذ صفة الادعاء على الشعب لأنه أفشل عهده، وتحدث لكأنه في إطلالته الأولى من دون أن يتنبه إلى أنه صرف من عمر العهد أربع سنوات، ودشن سنته الخامسة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الاستقلال الغائب: تضرعات لوصول عون إلى الرئاسة لينقذ لبنان

المدن/22 تشرين الثاني/2020

يتخبط لبنان في هاويته في مناسبة عيد استقلاله. فللسنة الثانية على التوالي تغيب مراسم الاحتفال الرسمي والعرض العسكري في جادة شفيق الوزان ببيروت في 22 تشرين الثاني. وكانت اقتصرت احتفالات السنة الفائتة على عرض عسكري كئيب في مقر قيادة الجيش في اليرزة، بسبب الظروف الاقتصادية، واحتجاجات انتفاضة 17 تشرين الأول الشعبية. لكن المنتفضون كانوا قد أحيوا في ساحة الشهداء، مركز الانتفاضة في بيروت، كرنفالاً شعبياً مشهوداً وجديداً في طابعه وتنظيمه ودلالاته، تحت عنوان "الاستقلال المدني".

وكان لبنان قد شهد في العامين 2014 و2015 غياب العرض العسكري الاستقلالي، بسبب الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية وتعطيل الانتخابات الرئاسية لسنتين. أما في العام 2016، فعادت المراسم في ظل السنة الأولى لعهد ميشال عون الرئاسي، ورئيس حكومة تمام سلام المستقيلة، ورئيس حكومة مكلف هو سعد الحريري. وفي مناسبة الاستقلال هذه  السنة (2020) يسود الإقفال العام بسبب انتشار وباء كورونا. وتكرر الاستقلال بوجود حكومة مستقيلة برئاسة حسان دياب، وريس حكومة مكلف منذ أكثر من شهرين، هو سعد الحريري أيضاً، وعبثاً يحاول تشكيل حكومة جديدة. واقتصرت المناسبة على وضع إكليل من الزهر على نصب الأمير فخر الدين عند مدخل وزارة الدفاع، بحضور وزيرة الدفاع زينة عكر، ممثلة رئيس الجمهورية.

عون رئيس المعارضة

وعشية المناسبة وجّه رئيس الجمهورية ميشال عون، كلمة للبنانيين في العيد السابع والسبعين للاستقلال، أشار فيها إلى أنّ لبنان "أسير منظومة فساد مغطّى بالدروع المقوننة واقتصاد ريعي وقضاء مكبـّل وسياسات كيدية معرقـلة وإملاءات وتجاذبات خارجية". وأكد عون في كلمته على التمسّك في المعركة ضد الفساد المتجذر في مؤسسات الدولة، داعياً إلى إقرار التشريعات اللازمة للإصلاح والمحاسبة والانتظام المالي واستعادة الأموال المنهوبة والمحكمةُ الخاصة بالجرائم الماليّة. وأسف إلى واقع لبنان واللبنانيين مشيراً إلى شتّى أنواع الأزمات والشدائد ‏التي "انعكست سلباً على حياة المواطنين".

وقد رافقت كلمته هذه تعليقات كثيرة على وسائط التواصل، أجمعت على الدعاء والتضرع له بأن يصل في عيد الاستقلال المقبل إلى منصب رئيس الجمهورية، فيحقق برنامجه الإصلاحي الذي أعلن عنه، بصتعه اليوم معارضاً للحكم الحالي.

روحاني رئيس الكرامة والصمود

لكن الكلمة السديدة في وصف حال لبنان الراهنة، وجهها الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي هنأ رئيس الجمهورية ميشال عون بمناسبة ذكرى استقلال الجمهورية اللبنانية. فحسب وكالة "مهر" للأنباء، قال روحاني في تهنئته "إن إيران ستقف كما السابق إلى جانب الحكومة اللبنانية والشعب الصامد ومستعدة لتطوير التعاون الثنائي في جميع المجالات". ولفت روحاني إلى أن "لبنان مرّ بأوقات عصيبة خلال العام الماضي، لكن الصمود والمقاومة في ظل قادة كفوئين جعل لبنان شامخا وأظهر للعالم أن الطريق إلى كرامة لبنان واستقلاله وازدهاره خلال فترة رئاسة فخامته (ميشال عون) دائم وسيستمر بتعاضد ودعم مختلف التيارات السياسية".

أوستراليا تتضامن مع لبنان 

ووجه رئيس الوزراء الأوسترالي سكوت موريسون رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة عيد استقلال بلدهم قال فيها: "نتذكر لبنان في مثل هذا اليوم من العام 1943، عندما حقق استقلاله، وهو بلد غني بتاريخه ومركزا للثقافة. والأوستراليون من أصل لبناني قدموا الكثير لأوستراليا من خلال تضحياتهم وكرمهم وساعدوا في نجاح المجتمع الأوسترالي المتعدد الحضارات". ولفت الى أن "عيد الاستقلال يحل هذا العام مليئا بالالام نتيجة انفجار بيروت والازمة الاقتصادية والصحية التي يتخبط بها العالم". وأكد "تضامنه والشعب الاوسترالي مع شعب لبنان ومع عائلاتهم واصدقائهم في بلدنا"، معتبراً أن "الشعب اللبناني سيتخطى المحنة والتحديات التي يعيشها كما فعل عبر تاريخه".

 كما تلقى عون رسالة تهنئة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ جاء فيها: "منذ مطلع السنة الجارية، تتبادل الصين مع لبنان الدعم في مكافحة جائحة كوفيد-19 وتقدم الجانب الصيني ما في وسعه في المساعدات للبنان لمواجهة انفجار مرفأ بيروت، الامر الذي يعكس الصداقة العميقة والتقليدية بين البلدين. إني حريص على العلاقات الصينية-اللبنانية ومستعد للعمل مع فخامتكم على تعميق علاقات التعاون بين الصين ولبنان لما فيه الخير البلدين والشعبين. وان الجانب الصيني على استعداد لمواصلة مساعدة لبنان قدر الامكان في مواجهة التحديات من اجل عودة الاستقرار والاطمئنان في اقرب وقت ممكن".

 وتلقى عون برقية بالمناسبة من ملك اسبانيا الملك فيليبي متمنياً له "العافية على المستوى الشخصي والسلام والازدهار للشعب اللبناني العزيز". وبرقية مماثلة من رئيس وزراء العراق السابق الدكتور أياد علاوي.

الراعي: الاستقلال بالحياد

أما البطريرك مار بشاره بطرس الراعي فقال في عضته الأحدية إن "استقلال لبنان لا يَعني نهايةَ الانتدابِ الفرنسيّ فقط، بل خروجَ لبنان من سياسةِ المحاورِ إلى رحابِ الحياد، فلا ينحاز تارةً إلى الشرق وطورًا إلى الغرب. ولذلك شَدّد بيانُ حكومةِ الاستقلال على أنَّ لبنانَ يَلتزمُ الحِيادَ بين الشَّرق والغرب. ودلَّت تجربةُ لبنانَ بعد استقلالِه، أنَه كلّما كان يَلتزم الحِيادَ كان استقلالُه يَنمو، واقتصاده يزدهر. وكلّما كان يَنحازُ كان استقلالُه يَـخبو واقتصاده يتراجع. وها هو الواقعُ الحالي المتداعي يَكشِفُ مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرَت عنه سياسةُ الانحياز".

وقال: "ما زلنا نعوّل على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على استعادة قرار الدولة المستقلّ، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميّتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر؛ دولة حدودها محصّنة، وسيادتها محكمة، وشرعيّتها حرّة، ودستورها محترم، وحكومتها استثنائيّة إنقاذيّة قادرة على النهوض بالبلاد، وعلى كسب الثقة الداخليّة والخارجيّة العربيّة والدوليّة؛ دولةٍ تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصًّا وروحًا". 

واشار الراعي الى أن "الكلّ يعلم أنّ عرقلة تأليف الحكومة هي في العودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطّل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء. هذا الأسلوب عزّز الفساد والاستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حال الانهيار والإفلاس. وإذا تشكّلت الحكومة على صورة سابقاتها، لا سمح الله، سينتج عنها الخراب الكامل".

وتطرق الراعي إلى ملف التحقيق بانفجار المرفأ، وقال: "ما القول عن ضحايا ومنكوبي إنفجار مرفأ بيروت، والصمت بشأن التحقيق العدليّ مطبق حتى الآن، وقد مرّ ما يقارب الأربعة أشهر؟ ونحن نتساءل معهم لماذا لا يشمل هذا التحقيق كلّ المعنيّين إلى أقصى حدود المسؤوليّات، ولو كشهود. إنّ جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تستثني أحدًا مهما علا شأنه. مرّة أخرى نقول: إنّها ساعة القضاء الحرّ والشجاع".

عودة: بائعو أنفسهم للزعماء

وسأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران عوده في عظة قداس الأحد: "أي استقلال في بلد غالبية أبنائه باعوا أنفسهم لزعماء جوّعوهم وشرّدوهم وأفقروهم وأذلوهم؟". وتوجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول: "أنقذْ ما تبقّى من عهدك وقُمْ بخطوةٍ شجاعةٍ يذكرها لك التاريخ.

كما توجه إلى الرئيس المُكلّف سعد الحريري بالقول: "أَسرعْ في مهمّتك لأنّ البلد يتهاوى والمواطن لم يعد يحتمل والوقت يتلاشى والتاريخ يُحاسب".

جعجع: روح المقاومة

وغرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على حسابه الخاص عبر "تويتر" قائلاً: "روح المقاومة حتى الاستقلال..."، مرفقا التغريدة بصورة للأعلام اللبنانية مرفوعة في ساحة الشهداء، كما تبدو قبضة الثورة في الخلفية.

قبلان: مقاومة مزرعة النظام الدولي

وهذا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، يصدر بياناً في المناسبة، مهنئاً اللبنانيين بـ"عيد الاستقلال المحجور عليه بالتفليسة المالية السياسية، التي حولت الاستقلال إلى مأساة تاريخية. فالنظام السياسي العاجز عن تكوين سلطة عادلة ودولة قانون فوق الإقطاع السياسي والمالي، جعلت الدولة مزرعة، وسط مافيات مالية سياسية حولت الاستقلال إلى متاريس ومزارع وتبعيات استعمارية لنظام دولي يتقاسم الدول وشعوبها ومواردها... وبئس الاستقلال أن نكون بلا حكومة، وبئس رجالات دولة تقرأ استقلالها وسيادتها من خلال فناجين الدول لكي تشكل حكومة".

ريفي: للاستقلال الثالث

من جانبه نشر الوزير السابق أشرف ريفي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" صورة للعلم اللبناني، معلقاً عليها بالقول: "نحو إستقلالنا الثالث، بالأفعال وليس بالأقوال".

ستريدا جعجع: أين الاستقلال؟

وغردت النائبة ستريدا جعجع قائلة: "الواقع اللبناني الحالي لا يجسّد الإستقلال الحقيقي ولا قناعات اللبنانيين ولا رؤيتهم لدولتهم التي يريدونها حرّة سيّدة مستقلة وقويّة، خصوصاً بعد الذي رأيناه في عيونهم في 17 تشرين الثاني 2019".

يعقوبيان: من احتلال إلى آخر

واعتبرت النائبة المُستقيلة بولا يعقوبيان في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، أن "لبنان من احتلال إلى احتلال، ولم يعرف الاستقلال".

 

محاكم عسكرية تستهدف متظاهرين معارضين للحكومة في لبنان

المدن/22 تشرين الثاني/2020

اعتقل الناشط خلدون جابر بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الرئيس ميشال عون.

كان خلدون جابر يشارك في مظاهرة مناهضة للحكومة بالقرب من القصر الرئاسي خارج بيروت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما اقترب عدد من رجال المخابرات اللبنانية في ملابس مدنية واقتادوه عنوة.

كانت المظاهرة في إطار موجة احتجاجات تجتاح لبنان ضد الفساد وسوء الحكم من قبل مجموعة من السياسيين الذين احتكروا السلطة منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد قبل ثلاثة عقود. لم يكن جابر يعلم ذلك حينها، لكن قوات الأمن اللبنانية استهدفته بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الرئيس ميشال عون. ما تلا ذلك كان 48 ساعة مروعة من الاعتقال، استجوبه خلالها ضباط الأمن وعرضوه للاعتداء الجسدي، قبل السماح له بالرحيل. وقال جابر لوكالة "أسوشييتد برس": "تعرضت للضرب والأذى نفسياً ومعنوياً. تم كسر ثلاثة من أسناني وفقدت 70 بالمائة من قدرتي السمعية في أذني اليسرى". وأضاف: "ما زلت مصدوماً". بعد عام من اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية في لبنان، يحاكم عشرات المتظاهرين أمام محاكم عسكرية، وهي إجراءات يقول محامو حقوق الإنسان أنها تنتهك بشكل صارخ الإجراءات القانونية وتفشل في التحقيق في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة. ويقول المتهمون الذين حوكموا أمام المحاكم العسكرية أن هذا النظام يستخدم لترهيب المحتجين ودعم حكام لبنان الطائفيين. وتمت إحالة حوالي 90 مدنياً إلى القضاء العسكري حتى الآن، بحسب "المفكرة القانونية"، وهي منظمة حقوقية مقرها بيروت. وقالت غيدا فرنجية، المحامية في المنظمة: "نتوقع محاكمة المزيد من المواطنين".

وتؤكد المحاكمات على المخاطر المتزايدة للنشاط في لبنان، حيث أدت سلسلة من القضايا والتحقيقات القضائية ضد الصحافيين والنقاد إلى تآكل سمعة البلاد في حرية التعبير والتسامح في عالم عربي استبدادي إلى حد كبير. ولم ترد وزيرة العدل ماري كلود نجم على طلب للتعليق. ولا يتطرق المسؤولون اللبنانيون عادة إلى السؤال عن سبب محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية. ونفت قوات الأمن ضرب وتعذيب المتظاهرين والناشطين أثناء الاحتجاز.

إلى ذلك، قالت فرنجية أن القوات الأمنية اعتقلت نحو 1200 شخص منذ بداية الانتفاضة المناهضة للحكومة في تشرين الأول/أكتوبر 2019 وحتى نهاية حزيران/يونيو. وخلصت منظمة المراقبة إلى أن السلطات اللبنانية حاكمت حوالي 200 منهم، بمن فيهم المحالون إلى القضاء العسكري.

وبعد شهرين من اعتقاله، تلقى جابر إشعاراً رسمياً يفيد بأن النيابة العسكرية تتهمه بالاعتداء على قوات الأمن في قصر بعبدا عندما احتجزه عملاء يرتدون ملابس مدنية. وقال جابر "صدمت عندما استدعيت للمحكمة العسكرية". ولم تجر المحاكمة حتى السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عندما أعلنت المحكمة العسكرية براءة جابر من الاعتداء على رجال الأمن، وهي جريمة عسكرية بموجب القانون اللبناني، لكنها قالت أنها تفتقر إلى الولاية القضائية على تهمة ثانية، وهي إهانة الرئيس.

على غرار جابر، لم يكتشف الكثير من المتظاهرين المحتجزين إلا بعد شهر أو أكثر من إطلاق سراحهم أن السلطات أحالتهم إلى المحاكم العسكرية. وقالت فرنجية أن العديد من هذه القضايا كان من المقرر عقدها لجلسات الاستماع في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، قبل إغلاق المحاكم مؤقتاً على مستوى البلاد لمدة أسبوعين بسبب جائحة فيروس كورونا. والحال أن قضية جابر تعد مثالاً على كيفية محاولة المدعين العسكريين المطالبة بالاختصاص القضائي على القضايا المدنية من خلال تقديم أكثر من تهمة واحدة، من ضمنها تهمة تعتبر جريمة عسكرية، بحسب فرنجية، التي تمثل المتظاهرين أمام المحاكم العسكرية وهي أيضاً جزء من لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين.

وأوضحت فرنجية عن تهمة جابر بالاعتداء على رجال الأمن: "لم يكن هناك دليل. فقد تم اختطافه خلال مظاهرة، لكنه في الواقع جرى استهدافه بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتقدت الرئيس". وأضافت أن النيابة العسكرية أغلقت من دون تحقيق في بلاغ تعذيب كان قد تقدم به جابر.

وبحسب "المفكرة القانونية"، فإن المحاكم العسكرية عادة ما تصدر قرارات موجزة في نفس يوم المحاكمة، من دون إبداء تفسير. وقالت فرنجية: "في الواقع هناك الكثير من الشك حول عدالة وتعسف القرارات الصادرة عن المحكمة". وأضافت أنه عندما يتم الحكم على المتهمين، لا يتم مشاركة الأساس القانوني للإدانة على الفور مع محاميهم. وغالباً ما يتجاهل المدعون العسكريون قراءة ملفات القضايا كاملة والمعدة من تقارير المخابرات العسكرية، أو يسقطون أو يغيرون التهم بشكل مفاجئ أثناء المحاكمات، بحسب فرنجية ومحامي آخر في اللجنة الممثلة للمتظاهرين، هو أيمن رعد.

وعلقت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" آية مجذوب بأن "المحاكم العسكرية ليس لها علاقة بمحاكمة المدنيين". ودعت المنظمة الحقوقية الدولية مجلس النواب اللبناني إلى إنهاء هذه الممارسة المقلقة من خلال إصدار قانون يقضي بعدم اخضاع المدنيين بالكامل تحت اختصاص المحاكم العسكرية.

في السياق، استدعي جورج أبو فاضل لمحاكمة عسكرية في 30 تشرين الأول/أكتوبر، بعدما اعتقل خلال مظاهرة قبل عام في بلدة بيت مري شرق بيروت. وخلال محاكمته، طلب المدعي العسكري من القاضي وقتاً لقراءة تقرير القضية، ثم طلب تغيير التهمة الموجهة ضد أبو فاضل من الاعتداء على قوات الأمن إلى تهمة مقاومة الاعتقال من دون عنف. وفيما حكمت المحكمة ببراءته، قال أبو فاضل أنه لم يشعر بالارتياح، حيث يعلم أنه سيكون هناك المزيد من المحاكمات "لأصدقائي، للمتظاهرين، لمن يحاول المطالبة بحقوقه".

وهنا، يصف محامون ونشطاء حقوقيون ومدعى عليهم محاكمة المتظاهرين وغيرهم من المدنيين في المحاكم العسكرية على أنها عقدة أخرى في شبكة النظام الطائفي في لبنان تحمي سلطة كبار السياسيين وليس حقوق المواطنين. وقال أبو فاضل: "هذه إحدى الأدوات التي تستخدمها الأحزاب الطائفية" للحفاظ على ولاء شعبها من خلال الخوف من المحاكم العسكرية. ويتم تعيين العديد من قضاة المحاكم العسكرية من قبل وزارة الدفاع، ما يقوض استقلالية المحكمة القضائية، بحسب ناشطين حقوقيين. وعادة ما يكون رئيس المحكمة العسكرية شيعياً، بينما المدعي العسكري الرئيسي هو مسيحي ماروني. وعلق رعد بأن إصلاح النظام القضائي اللبناني هو "أحد أهم مطالب" المتظاهرين المعارضين للحكومة، بما في ذلك إنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر، تم تغريم جاد الريس 200 ألف ليرة لبنانية (132 دولاراً) من قبل محكمة عسكرية، بعد 11 شهراً من اعتقال قوات الأمن له في احتجاج على الطريق الدائري في بيروت. ولم تصدر المحكمة بعد بياناً بالتهمة التي أدين بها. وقال الشاب البالغ من العمر 32 عاماً أنه يخطط للهجرة من لبنان. وأضاف: "لن نحقق أي تقدم بدون دماء، وهذا شيء لا أريد أن أشارك فيه".

 

وراء استعجال بري قانون انتخابي جديد تمديد لانتخاب رئيس أم ترتيب أوراق قبل خراب البصرة؟

ليبانون فايلز/الأحد ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٠

يعيش لبنان والمنطقة في الشهرين المقبلين على وقع مفاجآت قد يُقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل انتهاء ولايته قد تتمثّل بإطلاق يد إسرائيل لتوجيه ضربات عسكرية لإيران وأذرعها، وهذا ما دفع بطهران وبحزب الله إلى الاستنفار تحسّباً ودرءاً لخطر محتمل.

ويبدو أن تأليف الحكومة في لبنان بات رهينة هذا الواقع خصوصاً أن حزب الله اتخذ قراره بالوقوف إلى جانب مطالب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بعد فرض العقوبات الأمريكية عليه، فيما الرئيس المكلّف سعد الحريري يأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الأمريكية من تمثيل حزب الله في حكومته تحت طائلة أن تشمله العقوبات، مع العلم أن معلومات تمّ تداولها بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى باريس عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمنى على واشنطن تأجيل فرض عقوبات جديدة لعدم عرقلة التشكيلة الحكومية في بيروت.

ووسط هذه التعقيدات سواء في المنطقة أو على صعيد الحكومة، وفي ظل جبال الأزمات الناجمة عن الانهيار الاقتصادي والمالي والخوف من انفجار اجتماعي بعد رفع الدعم عن مواد أساسية، وبعد انفجار مرفأ بيروت الذي لم تتضح خلفياته بعد، توقّف البعض عند إعادة تحريك رئيس مجلس النواب نبيه بري مسألة تغيير قانون الانتخاب من خلال الدعوة إلى عقد جلسة مشتركة للجان النيابية المشتركة الأربعاء المقبل لمتابعة درس اقتراحات القوانين المقدّمة وفي طليعتها الاقتراح المقدّم من “كتلة التحرير والتنمية” المرتكز إلى اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي وتشكيل مجلس شيوخ بهدف أخذ لبنان إلى دولة متطورة مدنية وعلمانية.

وتأتي دعوة الرئيس بري بعد شهر وبضعة أيام على عدم توصّل اللجان المشتركة في جلستها السابقة إلى أي توافق بعد اعتراض كتل مسيحية على توقيت طرح قانون الانتخاب، واعتبارهم أن الأولوية الآن هي لتشكيل حكومة مهمة تعمل للإنقاذ وتطبيق الإصلاحات.

وبدا أن هذا الموقف لا يزال هو نفسه، إذ أكدت مصادر نيابية مسيحية لـ “القدس العربي” أن “هذه الدعوة التي تأتي في ظل الإقفال التام الذي تشهده البلاد لمواجهة فيروس كورونا هي في غير توقيتها السليم، لأن الولوية حالياً هي للدفع في إتجاه تشكيل حكومة من ضمن المواصفات التي نصّت عليها المبادرة الفرنسية، يتبعها عمل حثيث على معالجة قضايا الناس الحياتية والاجتماعية ووضع حد للانهيار الاقتصادي والنهوض بالدولة، وبالتالي ليست الأولوية الآن لخلافات جديدة حول قانون الانتخاب ونحن لسنا بحاجة إلى مزيد من الانقسامات في البلد”.

واستغربت المصادر النيابية “إشارة الرئيس بري في نص الدعوة إلى أنه إذا لم يكتمل النصاب عند الساعة العاشرة والنصف، تجتمع اللجان في اليوم ذاته عند الساعة الحادية عشرة بثلث أعضائها، وهذا يعني أن رئيس المجلس يتحسّب لغياب غالبية النواب المسيحيين وينوي الاستمرار في الجلسة ولو في غياب مكوّن أساسي في البلد خلافاً لتمسكّه في السابق بمبدأ الميثاقية، وهو ما تُرجِم أيضاً في تجاهل عدم تسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة من قبل أكبر كتلتين مسيحيتين”. وسألت المصادر “ماذا عن الاستقرار التشريعي ولم يمض على إقرار قانون جديد للانتخابات أكثر من 3 سنوات؟ ففي حال كان هناك أي خلل تتم معالجته ولكن لا يجوز العودة إلى طرح قوانين تضرب أهم مكسب في قانون الانتخاب الحالي وهو صحة تمثيل كل المكونات اللبنانية، إن كان على المستوى السياسي أو على المستوى الطائفي” معتبرة “أن انتخاب مجلس نيابي على أساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي، يعني إلغاء الطائفية السياسية، فيما المادة 95 من الدستور تنصّ صراحة على خطة مرحلية قبل إلغاء الطائفية السياسية وعلى تشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، فأين هي هذه الهيئة وأين هي الخطة المرحلية؟”.

في المقابل، ترى أوساط نيابية مؤيّدة لتغيير قانون الانتخاب الحالي “أن التذرّع بأن الوقت ليس مناسباً لطرح قانون انتخاب بحجة وجود مشاكل كثيرة في البلد ليس في مكانه، لأن أحد أسباب المشاكل هو هذا القانون”. وتقول الأوساط “إن المجلس النيابي لا يتجاهل القضايا الحسّاسة في البلد وهو انكب على إقرار العديد من القوانين التي تحاكي أزمات الناس الاقتصادية والمالية والحياتية، واستجاب للمطالب الشعبية بإقرار قوانين المحاسبة ومحاربة الفساد ومن آخرها قانون الإثراء غير المشروع وفتح اعتمادات إضافية لدعم الفئات الأكثر فقراً والقطاعات الصحية والتربوية والزراعية والصناعية”. وختمت الأوساط “لا يمكن القول بوجود أولوية اقتصادية واجتماعية وإغفال الخلاف السياسي حول قانون الانتخاب وضرورة إحداث نقلة نوعية في البلد من خلال قانون جديد للانتخاب”.

وبين الرأي المعارض لقانون جديد للانتخاب والرأي المؤيّد، ثمة مَن يرى خلفيات أخرى لإصرار الرئيس بري على بحث قانون جديد للانتخاب. ويقرأ في هذا الإصرار محاولة لتظهير الخلافات الطائفية والسياسية الحادة حول هذا القانون بهدف تطيير الانتخابات والوصول إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي والاحتفاظ بالغالبية النيابية لفريق 8 آذار، على اعتبار أن أي انتخابات نيابية جديدة لن تعيد الأكثرية لمحور الممانعة، ما يجعله يفقد إحدى أوراق القوة من يده. أما التمديد لهذا المجلس فسيبقي هذه الورقة بيد هذا الفريق لاسيما بعد استقالة 8 نواب معارضين، الأمر الذي يمكّنه من التحكّم بورقة الانتخابات الرئاسية بعد سنتين إما لجهة انتخاب رئيس من المحور نفسه أو لجهة التفاوض والمساومة على هوية الرئيس المقبل. أما منسّق الأمانة العامة السابق لقوى 14 آذار فارس سعيد فرأى في “استعجال الرئيس بري لاستبدال قانون الانتخابات يؤكد أن الثنائي الشيعي يريد ترتيب أوراقه قبل خراب البصرة”.

 

الشيوعي يكشف تفاصيل عملية تفجير تلفزيون الشرق الأوسط

المدن/22 تشرين الثاني/2020

بعد مرور 35 عاماً على عملية تفجير تلفزيون "الشرق الأوسط"، وفي ذكرى استشهاد أحد الأعضاء المنفذين للعملية، كشف الحزب الشيوعي اللبناني اليوم 22 تشرين الثاني عن أحد المنفذين، وهو جميل موسى شهاب، من بلدة حانين. علماً أن قوات العدو عرفت عبر عملائها دور شهاب في تلك العملية، ومتابعته، حتى قامت بعد ثلاثة عشر يوماً من تدمير المحطة واغتياله بتاريخ 5\12\1985. لكن الحزب ولأسباب تتعلق بنشاط المجموعة وعملها، وعلاقات شهاب مع رفاقه داخل قريته التي كانت محتلة آنذاك، بالإضافة إلى كونه جندياً في الجيش اللبناني، يقضي خدمته في اللواء الثالث في منطقة صور، لم تكشف عنه ولم تقم بنعيه.

تفاصيل العملية

واليوم في 22 تشرين الثاني 2020، أصدر الحزب الشيوعي اللبناني، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بياناً ينعيان فيه موسى شهاب، كأحد أبطال العملية. وكشف الحزب عن تفاصيل العملية التي حصلت في بلدة مارون الراس، يوم الجمعة في 22\11\1985، في مناسبة عيد الاستقلال، والتي أتت بعد تصاعد استفزازات العدو الإسرائلي العسكرية، والضغط على الأهالي في المناطق التي لم تكن قد تحررت بعد. وبسبب بث الأكاذيب وعمليات التضليل عبر وسائل إعلامه، قرّرت قيادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية أن توجّه صفعة قوية لإسرائيل وعملائها، وذلك بتكليف إحدى مجموعاتها (مجموعة أبطال شهداء تدمير إذاعة صوت الأمل) لتنفيذ مهمة تدمير تلفزيون "الشرق الأوسط" الذي يشارك في الإشراف عليه ضباط من الموساد وخبراء أميركيون، متعمدّة بذلك إسكات كل السموم الإعلامية التي تبثّها وسائل إعلام العدو وعملائه.

وعند الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباح يوم الجمعة الواقع في 22 تشرين الثاني 1985 قامت (مجموعة شهداء تدمير إذاعة صوت الأمل في الجبهة) بقطع أسلاك الشريط الشائك المحيط بالمحطة الواقعة في خراج بلدة مارون الراس قضاء بنت جبيل، وأدخلت إليه خمس عبوات تم توزيعها على هوائي المحطة (عبوتين)، وعلى غرفة الأجهزة الإلكترونية المخصصة للبثّ، وعلى مركز الحرس الواقع عند مدخل المحطة. وانفجرت العبوات بالتتالي على الشكل التالي: الأولى الموضوعة على مركز الحرس انفجرت في تمام الساعة 1:45، والثانية الموضوعة على الهوائي الأول انفجرت في تمام الساعة 2:47، والثالثة الموضوعة على الهوائي الثاني انفجرت في تمام الساعة 2:48، والرابعة الموضوعة على غرفة الأجهزة الإلكترونية انفجرت تمام الساعة 3:07، والخامسة التي كانت مؤقتة لتنفجر 8:00 صباحاً، انفجرت ولم تحدّد الخسائر الناتجة عنها.

كما زرعت المجموعة لغمين مضادين للدروع، أحدهما على الطريق المؤدية من قرية مارون الراس إلى المحطة، والأخرى على الطريق المؤدي من حي المسلخ في بنت جبيل إلى المحطة، وقد سمع دوي انفجارهما أثناء تقدم آليات العدو إلى المحطة بعد تدميرها.

معلومات عن شهاب

وأكد الحزب الشيوعي أنه "اليوم وبعد مرور خمسة وثلاثون عاماً، وفي ذكرى استشهاد شهاب، تؤكد جبهة المقاومة أنها لن تنسى نضالات الرفاق وعطاءاتهم، وكشفت أن شهاب انتسب باكراً إلى الحزب في أواخر السبعينيات، والتحق بصفوف القوات العسكرية للحزب عام 1980 في مواقع قلعة الشقيف-أرنون- الحمرا، وشارك في التصدي للعدو الصهيوني في حصار بيروت عام 1982، كان من عداد الرفاق الذين شملهم قرار العودة إلى المناطق المحتلة في آب 1982 تنظيماً وتحضيراً لعمل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، واعتقل في 24 آب 1982 وبعد الإفراج عنه التحق مجدداً بالقوات العسكرية للحزب الشيوعي وشارك في انتفاضة 6 شباط ضد الجيش الفئوي وسلطة أمين الجميل.

 

لبنان يحيي الذكرى الـ77 لاستقلاله وسط أزمات معيشية وسياسية

عون يدعو إلى «تحرير» عملية تأليف الحكومة من «التجاذبات» و{الاستقواء»

صحيفة الشّرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2020

تصاعدت الدعوات للنهوض بالبلاد وإزالة العوائق أمام تشكيل الحكومة، في الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان التي يتم إحياؤها بلا احتفالات، وسط توتر سياسي وأزمة معيشية وتصلب في المواقف حال دون تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري العتيدة. ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون مساء أمس الى «تحرير عملية تأليف الحكومة من التجاذبات»، ومما أسماه «الاستقواء والتستر بالمبادرات الإنقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع كي يستقيم إنشاء السلطة الإجرائية وعملها». وإذ رأى في رسالة وجهها الى اللبنانيين في الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان، أن قيام الدولة بأبسط مقوماته «يحتاج الى وجود حكومة فاعلة وفعالة»، قال إن «المتغيرات الإقليمية والدولية سيكون لها انعكاسات هامة على لبنان، ولا يقع على عاتق أي مسؤول أو أي حكومة أن يقررا منفردين السياسات التي يجب اعتمادها إزاء الواقع الجديد الذي يحتاج الى الكثير من التضامن خصوصاً وإننا على مشارف استحقاقات قد تغير وجه المنطقة». وشدد على وجوب «إطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه التحولات في المنطقة والعالم من تغيرات في جميع القطاعات السياسية والأمنية والدفاعية، لنستطيع مواكبة هذه المرحلة، فتوضع كل الخلافات جانباً وتلتقي الإرادات للخروج معاً بموقف موحّد يحصّن لبنان ولا يسمح بأن يكون أضحية التفاهمات الكبرى وكبش محرقتها». وشدد عون على موقفه الداعي لاجراء تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان، وقال: «لن أتراجع أو أحيد عن معركتي ضد الفساد المتجذر في مؤسساتنا». وفي ملف مفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل، أكد عون أن «لبنان متسمك بحقوق الترسيم البحرية كاملة». ودعا الى «الإسراع بتحقيق انفجار المرفأ لأنّ للّبنانيين الحق بمعرفة النتائج وإجلاء الحقيقة». في غضون ذلك، أظهرت المواقف السياسية في ذكرى الاستقلال عمق الأزمات التي يتخبط بها لبنان، من غياب حكومة فاعلة، وأزمات اقتصادية ومعيشية، وعجز عن تطبيق الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، وفشل في التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتمهيد الطريق أمام المساعدات الدولية. وبموازاة تبادل الاتهامات بالعرقلة، تحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، عن «حملة تشهير مستمرة» ضد الحزب ورموزه «من قبل وسائل إعلامية وجهات سياسية داخلية وخارجية». وقال: «ليس الأمر بجديد إذ (أن) إحدى مهمات هذا الإعلام تحطيم الأحزاب وتراثها». وأكد «إننا لن نستسلم لهذه الحملة أياً كانت».

ولم تظهر أي بوادر إيجابية على صعيد المباحثات لتشكيل الحكومة، ولم يتحقق أي خرق بعد تصلب «التيار الوطني الحر» بمواقفه إثر إدراج رئيسه النائب جبران باسيل على لوائح العقوبات الأميركية. وفي هذا الإطار، لفت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي سعد أمس، إلى أن «القيمين على الحكومة مختلفون على شكلها»، قائلاً إن «معلوماتنا أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان لديه شبه تشكيلة حكومة، لكن رئيس الجمهورية ميشال عون رفضها». واستدعى السياسيون كل تلك الأزمات في مواقفهم في الذكرى الـ77 لاستقلال لبنان، وقال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية: «في عيد الاستقلال نقف جميعاً أمام مسؤولية النهوض بوطننا»، فيما قال رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي إن «التحدي اليوم أن تستفيق الضمائر وتتلاقى الإرادات الصافية لإنهاض الوطن من الأزمة الخطيرة التي يشهدها وتبديد قلق اللبنانيين على الحاضر والمستقبل. حمى الله لبنان وأعاد الاستقلال على الجميع بالخير والعافية». وسأل عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيب عن أي استقلال يحتفل به لبنان، قائلاً: «في (العهد القوي) سجن العدل، ضاع الحق، وسقط المنطق. جفت الأموال. جاع الناس. غابت الكهرباء، وتبخر الغاز. تلاشت هيبة الدولة، وصادروا أمل الناس. (شعب لبنان العظيم) شبابه مهاجر أو يتحضر... أي استقلال؟». كذلك، سأل النائب زياد الحواط: «بعد 77 عاماً، ماذا بقي لنا في ذكرى الاستقلال؟ بقي وطن معلق بين الحياة والموت. بقي انتظار مبادرات خارجية وتعطيل داخلي غير مسؤول. بقي الفساد والمحاصصة. بقي الفقر وحرمان اللبنانيين من ودائعهم. بقي سلاح غير شرعي خطف لبنان إلى محور ممانع وجلب العزلة. نعم، بقي استقلال! لكن عن الشعب والوطن». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم خلال زيارته قلعة الاستقلال في راشيا الوادي «أن وجود حكومة قادرة تحاكي الواقع الوطني أصبح أكثر من ضرورة لمواكبة القضايا الوطنية لإيجاد الحلول الناجعة ولتكون عامل الدعم الأساسي للوفد اللبناني المفاوض لاستعادة الحق اللبناني وتثبيته وفق الرؤية التي حملها الوفد وتمسك بها رغم كل الضغوط والتهويلات». في غضون ذلك، وجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بمناسبة العيد السابع والسبعين للاستقلال كلمة للعسكريين قال فيها إن الذكرى تتزامن هذا العام مع مئوية لبنان «الذي يواجه أزمات متقدمة، ما خلف قلقاً وخوفاً عند اللبنانيين على أنفسهم وعلى مستقبلهم ووطنهم. لكن ورغم كل ذلك، تبقى العيون شاخصة على المؤسسات الأمنية، رمز الاستقلال، لضمان السلم والاستقرار بانتظار العبور من الوضع الراهن والاستثنائي بكل معنى الكلمة إلى رحاب دولة حديثة ومتطورة». وقال: «يقضي الواجب بذل المزيد من الجهد والتضحية في خدمة اللبنانيين والمقيمين، والقرار في هذا المجال واضح إذ لا عودة إلى الوراء رغم كل الأزمات التي تعصف بنا وتضرب بكل الاتجاهات، والصعوبات لا سيما اللوجيستية منها، التي قد تؤثر على مهماتنا».

 

تقاذف اتهامات بإجهاض الخطة الإصلاحية في لبنان بعد انسحاب شركة مكلّفة بالتدقيق في حسابات المصرف «المركزي»

صحيفة الشّرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2020

لجأت قوى سياسية لبنانية إلى البرلمان لتجاوز العقبات القانونية التي حالت دون إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، وسط جدل حول من يتحمل مسؤولية إجهاض الخطة الإصلاحية، واتهامات لقوى سياسية ومصارف بممارسة ضغوط لإحباط خطوة التدقيق الجنائي التي دفعت باتجاهها حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة. وبعد انسحاب شركة «ألفاريز ومرسال» التي تعاقدت معها الحكومة اللبنانية قبل أشهر لإجراء التدقيق الجنائي في الحسابات، بسبب عدم حصولها على المعلومات الكافية للقيام بالتدقيق، أعلن رئيس لجنة «المال والموازنة» النيابية النائب إبراهيم كنعان، أنه سيتقدم باقتراح قانون للتدقيق الجنائي على كل حسابات الدولة من مصرف لبنان والوزارات والإدارات والمؤسسات العامة. وقال إن الاقتراح الذي ينوي التقدم به «يسمح بالتدقيق بشكل دائم، وهو اقتراح تعديل يزيل العوائق أمام السرية المصرفية والسرية المهنية الواردة في المادة 151 من قانون النقد والتسليف».

ويمثل نظام «السرية المصرفية» المعمول به في لبنان، واحداً من أبرز العقبات القانونية التي حالت دون تقديم مصرف لبنان كامل المعلومات التي طلبتها شركة التدقيق، مبرراً قراره بأن ذلك يتعارض مع قانون «النقد والتسليف» الذي يحدد عمل مصرف لبنان وصلاحياته وآليات عمله، ويحمي نظام «السرية المصرفية». ولا يقتصر التوجه إلى البرلمان لإجراء تعديلات قانونية، على الاقتراح الذي ينوي كنعان التقدم به، فقد سبقه إلى ذلك رئيس لجنة «الإدارة والعدل» النائب جورج عدوان الذي تقدم باقتراح قانون في الأسبوع الماضي يقضي بتعليق العمل بقانون سرية المصارف الصادر في عام 1956، وجميع المواد التي تشير إليه، لمدة سنة، تسري من تاريخ نشر القانون الجديد في كل ما يتعلق بعمليات التدقيق المالي، و(أو) التحقيق الجنائي التي تقررها الحكومة على حسابات المصرف المركزي، أياً تكن طبيعة هذه الحسابات، ولغايات هذا التدقيق ولمصلحة القائمين به حصراً، وسواء تمت بواسطة أشخاص من الحق العام أو من الحق الخاص، محلية أو دولية. ويشمل مفعول التعليق كل الحسابات التي تدخل في عمليات التدقيق. ويقضي الاقتراح بأن تبقى أحكام قانون سرية المصارف سارية في كل ما عدا ذلك.

وأثار التعاقد مع الشركة جدلاً سياسياً بين من يرى أنه يجوز التدقيق في ظل وجود نظام السرية المصرفية، وبين من يقول إنه يحتاج إلى تعديلات قانونية. وبعد إعلان الشركة أول من أمس الجمعة انسحابها من المهمة، توجهت اتهامات لقوى سياسية بإحباط التدقيق.

وقال النائب كنعان: «غياب الإرادة السياسية أساس الالتفاف على العمليات السابقة والحالية للتدقيق، من متورطين لا يريدون كشف الحقائق، ومن شعبويين يتلهون بسجالات لا طعم لها، بينما المطلوب الذهاب إلى تفكيك كل الذرائع أمام إنجاز التدقيق». وقال إن «إزالة العوائق كانت تتطلب مواكبة تشريعية بمعزل عن اختلاف الآراء على الحاجة لها من عدمها». ورأى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، أن «الحقيقة وحدها تحررنا، ووحده التحقيق الجنائي يكشف حقيقة صرف أموال اللبنانيين وجنى عمرهم ويفضح المرتكبين». واعتبر أن «تعطيل التدقيق الجنائي جناية».أما نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، فقال إن «المبررات التي سيقت لإفشال التحقيق الجنائي في الواقع المالي لمصرف لبنان غير مقبولة، واستمرار التعمية على واقع المصرف سيؤدي إلى مزيد من التدهور». وقال قاسم في تصريح: «نحن نصر على ضرورة وأولوية التحقيق الجنائي، ولا يصح أن نسلِّم بالفشل والإفشال، ولا ينفع تقاذف المسؤوليات»، داعياً للعمل على التحقيق الجنائي. وإثر تبادل الاتهامات، أشار رئيس الهيئة التنفيذية في «حركة أمل» مصطفى الفوعاني، إلى أنه «انطلاقاً من المطالبة بوحدة المعايير في العمل والمحاسبة، فإن حركة (أمل) (التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) أكدت منذ اليوم الأول أنها مع التدقيق الجنائي الشامل في ملفات الكهرباء والمصرف والاتصالات، وكل الوزارات والإدارات الرسمية ومؤسسات الدولة». وقال: «من يستهدف قلب الحقائق ويدعي العفة، فهم مرتبطون بعنوان إصلاح بلا مضمون، يحاضرون بعفة التغيير ويمارسون بغي مصالحهم».

ولم يتوقف الجدل الذي أثاره انسحاب شركة التدقيق الجنائي، إذ قال الوزير السابق كميل أبو سليمان، إن «انسحاب شركة (Alvarez& Marsal) خطوة إضافية في مسار لبنان نحو الجحيم، تتحمل مسؤوليتها الأكثرية السياسية والمالية الفاسدة». وقال أبو سليمان إنه «للتخفيف من وطأة ذلك، المطلوب أولاً إعادة التواصل سريعاً مع صندوق النقد الدولي؛ لأن لا حل للأزمة إلا عبر المرور بصندوق النقد كما أشرنا مراراً، ونحن لا نملك ترف الوقت». وطالب أبو سليمان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب «بالتوقف عن الحرد وقيامه مع الوزراء بواجباتهم الدستورية. فاجتهادات المجلس الدستوري ومجلس شورى الدولة وهيئة التشريع والاستشارات واضحة بشأن تصريف الأعمال، إذ يتوجب عليهم اتخاذ قرارات بشأن الأمور الملحة التي لا تحتمل تأجيلاً». ودعا إلى «توقف المنظومة المصرفية وحلفائها السياسيين والإعلاميين عن عرقلة المفاوضات مع صندوق النقد والتدقيق المالي الجنائي».

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

قمة الرياض لمجموعة العشرين دعت لحماية الكوكب والموارد الطبيعة واتخاذ التدابير لمواجهة الجوائح العالمية

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

أصدر قادة مجموعة العشرين بيانا ختاميا في نهاية قمتهم اليوم، أعلنوا فيه موافقتهم على الخطوات اللازم اتخاذها لحماية الأرواح وتشكيل مستقبل أفضل. وجاء في البيان الختامي: "نحن قادة مجموعة العشرين، نجتمع للمرة الثانية برئاسة المملكة العربية السعودية، متحدين في إيماننا بضرورة تنسيق الإجراءات العالمية والتضامن والتعاون متعدد الأطراف في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الراهنة واغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، من خلال تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة." ودعا البيان إلى "أكثر من مجرد العمل للتعافي. حيث يحث على مستقبل أفضل من خلال وضع السياسات لضمان الاتصال والوصول المتكافئ إلى التقنية والفرص للجميع، والتركيز على المرأة والشباب والأشد تضررا. كما يدعو البيان إلى حماية كوكبنا والموارد الطبيعة المشتركة من أجل تأمين مستقبل أنظف". وأضاف "نتخذ تدابير فورية واستثنائية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وآثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة، ومن ذلك تطبيق إجراءات غير مسبوقة متعلقة بالمالية العامة، والسياسة النقدية، والاستقرار المالي (...) ونحن ندرك دور التحصين الشامل باعتباره منفعة عامة عالمية." كما "أثنى القادة على مبادرة رئاسة المملكة العربية السعودية في البدء في مناقشة ضرورة إيجاد حلول طويلة الأجل لمعالجة ثغرات إجراءات التأهب للجوائح العالمية والاستجابة لها، بما في ذلك اقتراحها بإطلاق مبادرة إنشاء الوصول إلى أدوات مكافحة الجوائح، ونتطلع إلى استكمال وتعزيز هذه المناقشات خلال فترة رئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين." واعتبر أن "الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لا تزال تلقي بظلالها بشكل غير متكافئ على فئات المجتمع الأكثر ضعفا، مما يستدعي الحاجة إلى تعزيز إتاحة الفرص للجميع. وسنواصل جهودنا في الحد من أوجه عدم المساواة، مؤكدين مجددا التزاماتنا السابقة بتعزيز النمو الشامل. ونؤيد "قائمة خيارات السياسات لمجموعة العشرين لتعزيز إتاحة الفرص للجميع" التي يمكن توظيفها في دعم الاستجابة الفورية لجائحة فيروس كورونا المستجد وتحقيق تعاف قوي ومستدام ومتوازن وشامل."

 

بومبيو: دول عربية ستنضم إلى اتفاقيات السلام بعد ادراكها التهديد الايراني المشترك

قناة العربية.نت/22 تشرين الثاني/2020

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن هناك دولًا عربية أخرى ستنضم إلى اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وستواصل واشنطن جهودها لإحلال السلام في المنطقة، درءا لخطر إيران في الشرق الأوسط. وقال في مقابلة مع قناة “العربية”: “أنا على ثقة تامة من أن الدول الأخرى ستنضم إلى ما فعله الإماراتيون والبحرينيون والسودانيون وبالتالي يتم الاعتراف بالمكانة الصحيحة لإسرائيل بين الدول”، منوها إلى أنهم “سيفعلون ذلك لأنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به لأمتهم، بسبب الرخاء المتزايد والأمن لبلدهم”. وأضاف بومبيو: “الولايات المتحدة تسعى لتحقيق السلام في المنطقة مع مراعاة الخطر الذي تمثله إيران”، مشيرا الى أن “دول المنطقة (أي دول الخليج وإسرائيل) أدركت التهديد المشترك الذي تشكله إيران”. وأكد أن الولايات المتحدة “تود أن يتعامل الفلسطينيون مع إسرائيل”، مستدركا “لكن قيادتهم رفضت خطاب الرئيس دونالد ترامب رؤية للسلام “.

 

طائرات مجهولة تستهدف القوات الإيرانية في سوريا

قناة العربية.نت/22 تشرين الثاني/2020

دوت انفجارات عنيفة في ريف مدينة البوكمال بريف دير الزور، نتيجة قصف جوي من طيران مجهول، استهدف بأكثر من 10 غارات مواقع للميليشيات الإيرانية غربي البوكمال. ونشر المرصد السوري أن انفجارات ضربت منطقة البوكمال الخاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها بريف دير الزور الشرقي. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الانفجارات ناجمة عن استهداف صاروخي لمواقع وتمركزات تلك الميليشيات في منطقة السكة الواقعة بأطراف البوكمال، الأمر الذي أدى إلى مقتل 6 من الميليشيات الموالية لإيران بالإضافة لتدمير آليات لهم. ولم يعرف حتى اللحظة فيما إذا كان الاستهداف ناجما عن قصف جوي إسرائيلي أو قصف بصواريخ أرض – أرض أطلقتها قواعد التحالف الدولي المتمركزة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات.

 

المرصد: مقتل 14 مسلحاً موالياً لإيران في ضربات جوية بسوريا

صوت بيروت إنترناشونال/22 تشرين الثاني/2020

قتل 14 مسلحا مواليا لإيران، غالبيتهم عراقيون، مساء السبت في ضربات جوية استهدفت مواقعهم شرقي سوريا ، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، ورجح المرصد أن طائرات “إسرائيلية” شنت الغارات، فيما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول: “لا نعلق على تقارير في وسائل إعلام أجنبية”، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. وأوضح المرصد أن الطائرات الحربية شنت “أكثر من 10 غارات على مواقع لـميليشيات موالية لإيران في ريف مدينة البوكمال” المحاذية للحدود العراقية في ريف دير الزور الشرقي، لافتا إلى أن القصف أسفر عن “مقتل 8 عراقيين و6 أفغان على الأقل”.

كما أدت الغارات إلى “تدمير مركزين لتلك المجموعات وعدد من الآليات”. وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها مناطق في محافظة دير الزور. وعلى الرغم من أن تقارير المرصد ترجح أن الغارات إسرائيلية، لكن يصعب التأكد من ذلك عندما لا يؤكدها الإعلام الرسمي السوري، وبسبب امتناع إسرائيل عن التعليق عليها. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ عام 2011 تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، ونزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

السجن 12 عاماً لناشطة إيرانية بسبب رفضها للحجاب الإجباري

صوت بيروت إنترناشونال/22 تشرين الثاني/2020

يواصل النظام الإيراني انتهاكه للحريات ، حيث تواجه ناشطة إيرانية مناهضة للحجاب الإجباري في إيران، محكوم عليها بالسجن لمدة 12 عاما، الترحيل من تركيا إلى طهران، وفقا لموقع “صوت أميركا”. وأكد الموقع أن نسيبة شمسي، 36 عاما، تم القبض عليها في مطار إسطنبول في 5 نوفمبر الجاري، أثناء محاولتها السفر إلى إيطاليا باستخدام جواز سفر مزور للم شملها مع شقيقها في إسبانيا، مشيرا إلى أنه تم نقلها إلى مركز للعودة إلى الوطن في أدرنة، وهي مقاطعة حدودية في شمال غرب تركيا، حيث يمكن إعادتها إلى إيران. وتعد شمسي من أبرز الناشطات الإيرانيات المناهضة للحجاب الإجباري في البلاد، ففي عام 2018 تسلقت جبل دماوند، أعلى قمة جبلة في إيرات، وخلعت حجابها في صورة تضامنية مع الفتيات اللائي شاركن في الاحتجاجات ضد الحجاب الإجباري في إيران في عام 2017. كما بث مقطع فيديو بعنوان “أيام الأربعاء البيضاء”، حيث كانت توزع زهورًا بيضاء على مسافرات في مترو طهران للتعبير عن تضامنها مع نسرين ستوده، محامية حقوق الإنسان البارزة التي حصلت مؤخرًا على إجازة مؤقتة من السجن من أجل الصحة. أسباب. وفي مايو 2019، اعتقل النظام الإيراني شمسي بتهم مختلفة، بما في ذلك أنشطة مناهضة للنظام وإهانة القيم المقدسة في الإسلام. بعد ستة أشهر من الاعتقال، أفرجت عنها المحكمة بشروط، بعد أن تم مصادرة هويتها وممتلكاتها الشخصية من قبل الحرس الثوري، ثم تم إخبارها بأنها على وشك الحكم عليها بالسجن لمدة 12 عاما، مما دفعها للفرار إلى تركيا عن طريق المهربين. وفي اسطنبول، حصلت على جواز سفر مزور من أحد مهربي البشر لمغادرة تركيا للم شملها مع شقيقها في إسبانيا، إلا أنه تم اعتقلها في المطار، ودشن النشطاء الأتراك والإيرانيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق سراحها والسماح ببقائها في البلاد. وفقًا لأرقام المديرية العامة لإدارة الهجرة، تقدم 3588 إيرانيًا للحصول على اللجوء في تركيا العام الماضي. وقال بيمان عارف، الصحفي الإيراني المقيم في بروكسل، إنه بالنسبة للعديد من الإيرانيين مثل شمسي، فإن تركيا ليست وجهة آمنة بسبب التعاون المزعوم بين السلطات الإيرانية والتركية.

 

نتانياهو: لن نسمح لوكلاء ايران بالعمل ضدنا من سوريا ولبنان

وكالات/22 تشرين الثاني/2020

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن أنه "لن نسمح لإيران بالتموضع عسكريا في سوريا ولن نسمح لوكلائها بالعمل ضدنا من أراضي سوريا و لبنان، ومن أي مكان آخر ولن نسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية". وكان قد أشار نتانياهو، في رسالة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إلى أنه "يجب عدم العودة للاتفاق النووي السابق مع إيران ومنعها من حيازة أسلحة نووية".

 

إيران تتوعّد إسرائيل: عصر هجمات “الكر والفر” انتهى!

رويترز/22 تشرين الثاني/2020

توعّدت إيران بـ”هزيمة أي محاولة إسرائيلية للنيل من دورها في سوريا”، وقالت: “إنّ عصر هجمات “الكر والفر” في سوريا من جانب إسرائيل قد انتهى”. وسبق أن شنّت إسرائيل هجمات على أهداف إيرانية وأهداف لفصائل تابعة لها في سوريا.

 

فيصل المقداد وزيرًا للخارجية السورية

روسيا اليوم/22 تشرين الثاني/2020

أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد 3 مراسيم تقضي بتسمية فيصل المقداد وزيرًا للخارجية، وبشار الجعفري نائبًا له. وينص المرسوم الثالث على نقل السفير بسام الصباغ إلى الوفد الدائم في نيويورك واعتماده مندوبًا دائمًا لسوريا لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك.

 

فرنسا: تصريحات تركيا الداعية للتهدئة لا تكفي

فرانس 24/22 تشرين الثاني/2020

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن “باريس تنتظر أفعالًا من جانب تركيا قبل انعقاد المجلس الأوروبي في كانون الأول”. وأضاف، في تصريح صحافي: “لا يكفي أن نلاحظ منذ يومين أو ثلاثة أيام، تصريحات تهدئة من جانب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ينبغي أن تكون هناك أفعال”، مؤكدًا أن “من بين الأفعال المنتظرة، هناك بعضها بسيطة يمكن القيام بها في شرق المتوسط وليبيا وكذلك (…) في قره باغ”. وذكّر بـ”أننا لدينا الكثير من الخلافات مع أنقرة”، مشيرًا إلى “رغبة التوسّع التركية وهي سياسة الأمر الواقع في ليبيا والعراق وشرق المتوسط، حيث يهاجم (الأتراك) عضوين في الاتحاد الأوروبي هما اليونان وقبرص وحتى في ناغورني قره باغ، حيث يرسلون أيضًا مرتزقة سوريين”. وختم: “الاتحاد الأوروبي أعلن في شهر تشرين الأول أنه سيتحقق من موقف تركيا بشأن هذه المسائل المختلفة خلال اجتماع المجلس الأوروبي في كانون الأول، بعد بضعة أيام. في تلك اللحظة سنتحقق من الالتزامات”.

 

تغيير مفاجئ..الحرس الثوري يبعث رسائل تهدئة إلى واشنطن

صوت بيروت إنترناشونال/22 تشرين الثاني/2020

عاش النظام الإيراني تحت ضغط كبير خلال الفترة الأخيرة بسبب الانتخابات الأمريكية ، خاصة بعد أن كشفت بعض التقارير أن الرئيس كان بصدد توجيه ضربة لطهران . كشفت تقارير لوسائل إعلام إيرانية معارضة، عن وجود مؤشرات تدل على لجوء قوات الحرس الثوري الإيراني للتفاوض مع الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب جو بايدن. وجاء في تقرير نشرته صحيفة ”كيهان“ في نسختها اللندنية، اليوم الأحد، أن ”الحرس الثوري الإيراني يعمل في المرحلة الراهنة على خفض التصعيد مع الأمريكيين، وخاصة بعدما كلف الحرس الثوري أتباعه في الشرق الأوسط بوقف التوتر العسكري مع الولايات المتحدة“.

وأشار التقرير للكاتب والأكاديمي المعارض، حامد محمدي، إلى أن قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، أكد للجماعات المسلحة التابعة للحرس الثوري في العراق، على ضرورة تخفيف عمليات استهداف القواعد العسكرية الأمريكية، إذ يرغب قاآني في إيصال رسالة تهدئة إلى واشنطن وخاصة بعد فوز جو بايدن بالرئاسة“. ولفت التقرير إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، لم تنف كعادتها أنباء سفر قاآني إلى العراق، بل إن تقارير غير رسمية أفادت بزيارة قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني، إلى سوريا ولبنان، ولقائه زعيم حزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر التقرير أن الحرس الثوري الإيراني يأمل في المرحلة الراهنة، بتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران؛ لكي تتهيأ الظروف والأجواء للتفاوض مع فريق جو بايدن، وذلك في ظل رفض التيار المتشدد لفكرة التفاوض مع واشنطن بالأساس. وأضاف التقرير: ”من البديهي أن أي تفاوض إيراني مع أمريكا، لا يتم بدون ضوء أخضر من المرشد الأعلى علي خامنئي، ولكن المثير للاهتمام هنا أن الحرس الثوري سوف يتحمل مهمة التفاوض المباشر مع أمريكا، خاصة في هذا التوقيت الذي يتزامن مع رحيل حكومة حسن روحاني، وفريق وزير الخارجية جواد ظريف“. وفي هذا الإطار، أعاد التقرير التذكير بمطالب وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلال الأيام الأخيرة، بعودة ملف البرنامج النووي إلى المجلس الأعلى للأمن القومي بدلا من رئاسة الجمهورية. وكانت صحيفة ”صبح صادق“ الإيرانية الأسبوعية، التابعة للمكتب السياسي للحرس الثوري، دعت السلطات في تقرير نشرته، الأسبوع الماضي، بأن يتولى المجلس الأعلى للأمن القومي، ملف التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، فور تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية“. ورأى التقرير أن هذا الاقتراح يشير إلى رغبة الحرس الثوري الإيراني بقيادة المفاوضات المحتملة مع الجانب الأمريكي، وذلك بعدما رأى الحرس أن المفاوضات مع الأمريكيين في مرحلة ما بعد ترامب ضرورية للغاية.

وفي إطار أسباب الحرس الثوري الاقتصادية للتفاوض مع أمريكا، كشف موقع ”زيتون“ الإخباري المعارض، أن ”الحرس الثوري الإيراني يواجه أزمة غير مسبوقة في ملف تمويل قواته والميليشيات التابعة له في المنطقة؛ وهو الأمر الذي يدفع قادة الحرس للجوء إلى التفاوض مع الأمريكيين وخفض التوتر مع واشنطن“.

وأشار التقرير الذي تحفظ على ذكر اسم كاتبه، إلى أن الحرس الثوري وخاصة فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية خارج إيران، يواجه أزمة تمويل كبيرة لتسديد رواتب مقاتلي ميليشياته في: لبنان، العراق، اليمن، أفغانستان، باكستان، وفلسطين، بل إن هذه الأزمة باتت تطارد البنك المركزي الإيراني الذي يعاني منذ سنوات من افتقار العملات الأجنبية الصعبة. واعتبر أن فيلق القدس الإيراني يُمثل أحد الأجوبة الرئيسة عن سؤال أسباب تردي الوضع الاقتصادي في إيران، فضلا عن العقوبات الأمريكية وتراجع دخل الصادرات النفطية، إلا أن نفقات الحرس الثوري، ولا سيما فيلق القدس، كبدت البنك المركزي الإيراني مبالغ طائلة تصل إلى مليارات الدولارات سنويا. وكانت تقارير لوسائل إعلام غربية وإيرانية، تحدثت في وقت سابق، عن تحول قد تشهده العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس الجديد، جو بايدن، ومع ذلك تؤكد التقارير على عدم تخلي واشنطن عن العقوبات ضد طهران.

 

بومبيو يتعهد بمواصلة سياسة “الضغط القصوى” على إيران

صوت بيروت إنترناشونال/22 تشرين الثاني/2020

شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية على أن الولايات المتحدة ستمضي قدما في سياسة “الضغط القصوى” لعزل إيران، دون أن يستبعد توجيه ضربة عسكرية لطهران إن هددت “سلامة الأميركيين”.

وأكد بومبيو على أن أي “سياسة استرضاء لإيران ستكون مؤذية”، مشيرا إلى أن تقييم حجم التواجد الأميركي في المنطقة مرتبط بما وصفه بـ”تهديدات اليوم، وليس تلك التي كانت قائمة قبل عشرين عاما”. ووصف بومبيو في معرض حديثه عن أهمية “مقاربة واقعية للسياسة الخارجية الأميركية”، استراتيجية الأمن القومي والسياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب بأنها “واقعية وتعترف بالحقائق على الأرض”. وأثنى المسؤول الأميركي على سياسة ترامب القائمة على مبدأ “أميركا أولا”، موضحا: “ستجعل هذه الاستراتيجية الولايات المتحدة جاهزة للتدخل في الملفات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية الطارئة والضرورية”. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أوضح بومبيو أن واشنطن تتبنى استراتيجية قائمة على عدد من الحقائق وفي طليعتها اعتبار إيران المحرّض الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وأن إسرائيل يمكن أن تكون شريكا مهما لدول الخليج التي أدركت ذلك عبر معاهدات مثل الاتفاق الإبراهيمي للسلام. وتطرّق وزير الخارجية الأميركي للملف الفلسطيني، حيث عبّر عن سعادته باستئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لافتا إلى ضرورة إجراء المزيد من المحادثات التي تفضي إلى حل نهائي لهذا الملف. واسترسل قائلا: “وضعنا رؤية للسلام مبنية على حقائق ووقائع ضمن إطار منطقي يتوقعه العالم، ونأمل أن يطالب الشعب الفلسطيني قيادته بالانخراط في المحادثات، إذ سيكون من الرائع التوصل إلى اتفاق شبيه بالاتفاق الإبراهيمي للسلام”. وللحدّ من التهديد الإيراني، أوضح بومبيو أن الولايات المتحدة شكّلت تحالفا يتفهم حجم هذا التهديد، منوها بالردع الأميركي الذي تمثّل بقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والجهود التي بذلت في سبيل القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي منح طهران مساحة للتحرك داخل سوريا. وبيّن بومبيو أنه من خلال “حملة الضغط القصوى التي مارسناها حرمنا النظام الإيراني من مليارات الدولارات التي قدمتها الإدارة السابقة له”. وردا على سؤال عن احتمال توجيه واشنطن ضربة عسكرية لإيران، أوضح بومبيو أن “بمقدور رئيس الولايات المتحدة القيام بما يراه ضروريا لضمان سلامة الأميركيين والبلاد عموما، وهذه النقطة كانت محور سياستنا الرئيسي على مدار أربع سنوات”. وحول المخاوف التي يبديها البعض بشأن استمرار الولايات المتحدة في خطتها الرامية لسحب قواتها من العراق، قال بومبيو: “سنعمل على تنفيذ ذلك بالشكل الصحيح. يريد العراقيون بلادهم حرة ومستقلة وذات سيادة، وقواتنا هناك لمساعدة الشعب على تحقيق أهدافه التي تصب في مصلحة أمن أميركا”. ولفت بومبيو إلى أهمية الدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العراق، مؤكدا على أن دعمه لقوات الأمن العراقية سيستمر بالشكل الصحيح.

وعن الإعفاء الذي منحته أميركا للعراق لمدة 45 يوما لمواصلة استيراد منتجات الطاقة من إيران، قال بومبيو: “مثل هذه القرارات صعبة، فغالبا ما تكون هناك تعقيدات مع أي قيود أو عقوبات نفرضها، فهناك أرواح لا نريد إلحاق الضرر بها، الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع مثل هذه القضائية بمسؤولية كبيرة”.

 

قاآني في بغداد وسط جدل حول انتهاء هدنة الفصائل مع واشنطن

أميركا تمدد إعفاء العراق لشراء الغاز الإيراني 45 يوماً

صحيفة الشّرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2020

رغم أن الزيارات التي يقوم بها إلى بغداد كبار قادة «الحرس الثوري» الإيراني سرية، باستثناء ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام، أفاد مصدر عراقي مطلع «الشرق الأوسط» بأن «قائد (فيلق القدس) في (الحرس)، الجنرال إسماعيل قاآني، موجود في بغداد منذ يوم الثلاثاء الماضي»، مبيناً أنه «التقى عدداً من كبار المسؤولين العراقيين المعنيين بشكل مباشر بملف العلاقة مع الفصائل المسلحة، وصلة ذلك بالهدنة التي تم الإعلان عنها قبيل الانتخابات الأميركية». وكانت عدة صواريخ أطلقت الأسبوع الماضي على مناطق مختلفة في المنطقة الخضراء، بهدف استهداف السفارة الأميركية، قد أسفرت عن مقتل طفلة عراقية، وجرح آخرين، بعد أن تولت المنظومة الدفاعية داخل السفارة تشتيتها. وكثير من كبريات الفصائل المسلحة المقربة من إيران أعلنت عدم مسؤوليتها عن إطلاق مثل تلك الصواريخ، بل شجبتها، مثل «كتائب حزب الله» التي عدتها «عمل هواة». وفي حين أعلن زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، هو الآخر عدم مسؤولية فصيله عن تلك الصواريخ، فإنه من جانب آخر أكد أن «الهدنة» مع الأميركيين قد انتهت. وبيانات الشجب والرفض لعملية إطلاق صواريخ الكاتيوشا تراوحت بين مواقف رسمية تتبناها في العادة الكتل السياسية داخل البرلمان والحكومة، ومن بينها الكتل الشيعية التي ترفض عملية إطلاق الصواريخ على الخضراء، لكنها في الغالب تندد بما تسميه عدم جدية الولايات المتحدة الأميركية في الانسحاب من العراق، حتى بعد إعلان وزير الدفاع الجديد بالوكالة عزمه سحب قواته من العراق وأفغانستان. وبالعودة إلى زيارة قاآني التي قيل إنها تهدف إلى التفاهم مع الفصائل المسلحة بشأن استمرار الهدنة بعد خرقها مؤخراً، أكدت مصادر عراقية أن الجنرال الإيراني التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على مائدة إفطار، وأنه جدد دعم الحكومة الإيرانية لحكومته. وحتى بين المسؤولين في قيادات الكتل الشيعية التي لها صلة مباشرة بالفصائل، فإن الحديث عن الهدنة مع الأميركيين التي بدأت فعلاً منذ نحو شهر واستمرت، ما عدا بعض الخروقات، ومنها قصف منطقة قريبة من مطار بغداد أدى إلى مقتل عائلة كاملة، وقصف مطار أربيل وصواريخ الأسبوع الماضي التي راح ضحيتها طفلة عراقية، لا يبدو حديثاً موحداً. ففي الوقت الذي ترى فيه أطراف أنه جاء بمبادرة من الفصائل دون ضغط من أي طرف، بما في ذلك إيران، فإن هناك من يرى أن الهدنة جرى ترتيبها بضغط إيراني لعدم منح إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب فرصة لاستهداف إيران بحجة الفصائل، بينما هناك من ربط الهدنة مع اللقاء الذي أجرته ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت مع رئيس أركان هيئة «الحشد الشعبي»، عبد العزيز المحمداوي.

ومن جهته، يقول القيادي في تحالف «الفتح» غضنفر البطيخ، في تصريحات، إن «الحديث عن هدنة جديدة بين الفصائل المسلحة والأميركيين بوساطة إيرانية غير صحيح، فلا توجد أي هدنة جديدة، لكن الكل يعمل على تهدئة الأوضاع، وعدم حصول تصعيد جديد على الساحة العراقية».

وبشأن زيارة قاآني غير المعلنة إلى بغداد، أكد البطيخ أن هدف الزيارة «مناقشة الوجود الأميركي في العراق، خصوصاً بعد إعلان واشنطن سحب جزء من قواتها، وجدية هذا الموضوع أم أنه مجرد تكتيك جديد، ومناقشة أي تحرك نحو استهداف إيران أو فصائل المقاومة من قبل ترمب قبل مغادرته البيت الأبيض، وموقف الحكومة العراقية من هذه القضايا». وأضاف القيادي في تحالف «الفتح» أن قاآني «ناقش أيضاً آخر التطورات في تحقيق قضية اغتيال قاسم سليماني، ودور الحكومة العراقية في كشف تفاصيل هذا الملف، ومحاسبة أي شخصية عراقية متورطة بهذا الملف، إن وجدت».

وزيارة قاآني إلى بغداد هي الثانية بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. إلى ذلك، وطبقاً لتصريحات مسؤول عراقي، فإن واشنطن منحت بغداد إعفاءً جديداً لاستيراد الغاز والكهرباء الإيراني لتأمين احتياجات العراق من الطاقة. وتشكل واردات الغاز والكهرباء الإيرانية نحو ثلث استهلاك العراق الذي تراجعت بنيته التحتية منذ سنوات، ولم تعد تتمتع بالقدرة أو الصيانة اللازمتين لضمان الاستقلال في مجال الطاقة لسكان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

 

رفض في القاهرة لانتقادات أميركية بشأن توقيف نشطاء

صحيفة الشّرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2020

في الوقت الذي تواصلت فيه ردود الأفعال بشأن توقيف السلطات المصرية 3 مسؤولين بمنظمة حقوقية تعمل محلياً، أعرب سياسيون وخبراء في القاهرة عن «رفضهم» لما وصفه أحدهم بـ«تدخلات» في الشأن المحلي للبلاد، داعين إلى «ضرورة تفهم ملابسات التحركات المصرية».

ولم تعلق مصر رسمياً على الإفادات الصادرة عن متحدث باسم الخارجية الأميركية و«مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» واللتين انتقدتا حبس ثلاثة مسؤولين من «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، لكن خارجية البلاد كانت اعتبرت بياناً صادراً عن نظيرتها الفرنسية في الشأن نفسه، نهاية الأسبوع الماضي، بمثابة «تدخل في شأن داخلي مصري، ومحاولة التأثير على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة»، ووصفت «المبادرة المصرية» بأنها «كيان يعمل بشكل غير شرعي في مجال العمل الأهلي». وأعرب أنتوني بلينكن أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، عن «القلق» من توقيف وحبس «موظفي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، كما قال مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بوزارة الخارجية الأميركية في تغريدات إنه يشعر «بقلق بالغ» إزاء القضية نفسها. وقالت «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» في بيانات رسمية، إنه «تم إلقاء القبض على مديرها التنفيذي جاسر عبد الرازق، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض على مسؤولين اثنين من زملائه»، ونقلت عن محامين أن المسؤولين الثلاثة يواجهون تهما منها «الانضمام إلى جماعة إرهابية»، وأن النيابة العامة «قررت حبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات». بدوره اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق، والنائب في برلمان المصري، محمد العرابي، أن هناك ما وصفه بـ«سوء فهم خارجي لمثل هذه الموضوعات، ودائماً ما تصور بأكبر من حجمها، وأنها ليست المرة الأولى»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن رد الخارجية المصرية على نظيرتها الفرنسية والمتضمن رفض «التدخل» في شؤون القاهرة «مناسب تماماً»، معرباً عن «الرفض» لمثل هذه التعليقات. وجاءت قرارات التوقيف بعد أسبوعين تقريباً من زيارة أجراها دبلوماسيون أغلبهم أوروبيون لمقر «المبادرة المصرية» لـ«التعرف على أوضاع حقوق الإنسان في مصر». وتقول الحكومة المصرية إن «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تعمل بشكل (غير قانوني)». واعتبرت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان» أن قرارات حبس مسؤولي المنظمة الحقوقية المصرية «مؤثرة» على عمل «المجتمع المدني المصري». وبشأن أثر تلك الانتقادات الأميركية على مستقبل التعاون بين إدارة بايدن الجديدة والقاهرة، قال العرابي إن «الإدارات الديمقراطية غالباً ما تضع الملفات الحقوقية في مرتبة متقدمة، لكن العلاقات بين البلدين مرت بظروف مماثلة سابقة، وفي النهاية تبقى العلاقات صامدة، والطرفان لديهما إحساس دائم بأهميتها». واتفقت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة الدكتورة، نهى بكر، مع الرأي السابق، معتبرة أن «توجهات الإدارة الأميركية الجديدة متوقعة في هذا الملف الحقوقي في العالم كله، وفي هذا الإطار جاءت مثل هذه البيانات»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لها سيادتها، وعندما يدخل بايدن البيت الأبيض ستتولى القاهرة تناول تلك الملفات وشرح خلفياتها، عبر دبلوماسية عريقة يمكنها تخطي مثل هذه المواقف، والولايات المتحدة أيضاً على دراية بأهمية مصر في المنطقة، وأنه ستحدث تفاهمات في هذا الأمر». وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 7 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، اتصالاً بالرئيس المنتخب جو بايدن لتهنئته على الفوز بالانتخابات.

 

أول رسالة من نتنياهو لبايدن حول إيران

صوت بيروت إنترناشونال/22 تشرين الثاني/2020

كشفت وسائل إغلام إسرائيليىة،الأحد، عن تفاصيل أول رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ، والتي أكد فيها، أنه لا يجوز العودة إلى الاتفاق النووي السابق مع إيران. ونقلت القناة الإخبارية الإسرائيلية (13) عن نتنياهو قوله في رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن: “لا يجوز العودة إلى الاتفاقية النووية السابقة مع إيران.. يجب الاستمرار في انتهاج سياسة غير قابلة للمساومة من أجل التأكد من أن طهران لن تطور أسلحة نووية”. وأضاف نتنياهو، على هامش المراسم الرسمية التي أقيمت اليوم لإحياء ذكرى رئيس الوزراء الأول لإسرائيل دافيد بن جوريون، قائلا: “بفضل وقوفنا الحازم ضد البرنامج النووي الإيراني وبفضل رفضنا للاتفاقية النووية التي أبرمت مع إيران، غيرت دول عربية كثيرة بشكل جوهري موقفها من إسرائيل”. وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية (13) إن تصريح نتنياهو هو رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بعد تقارير قالت إنه سيعود إلى الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع إيران عام 2015. والخميس الماضي، كشفت إسرائيل، هوية وحدة إيرانية درجت على زراعة عبوات ناسفة على الحدود مع سوريا. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الوحدة التابعة لـ”فيلق القدس” الإيراني، تدعى “840”. وجاء في البيان أن “الوحدة الإيرانية الإرهابية المسؤولة عن زرع العبوات الناسفة على الحدود السورية في هضبة الجولان، هي الوحدة 840 الموجهة من قبل فيلق القدس الإيراني”. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018 وفرض منذ ذلك الحين سلسلة عقوبات على النظام الإيراني لدفعه للتراجع عن برنامجه النووي. وكان نتنياهو عارض الاتفاق الدولي مع إيران عام 2015 وشجع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على النظام الإيراني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن الشيعة والاستقلال: استراتيجية دفاعية لحماية المستقبل

قاسم قصير/أساس ميديا/الأحد 22 تشرين الثاني 2020

في الذكرى السابعة والسبعين لاستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وبعد مائة عام على تأسيس الكيان اللبناني، نسلّط الضوء على موقف المسلمين الشيعة اللبنانيين من الكيان والاستقلال بين الماضي والحاضر والمستقبل، على أمل أن يشكّل هذا النص مدخلا لحوار حقيقي لبناني من أجل تعزيز الإيمان بلبنان وطناً نهائياً لنا جميعاً من موقع الشراكة والمواطنة، ومن خلال الإيمان بالتنوّع الطائفي والمذهبي والديني. ففي بدايات الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا في العام 1920، كان موقف المسلمين الشيعة يتماهى مع موقف معظم المسلمين في بلاد الشام الرافض للانتداب الفرنسي والداعي للوحدة مع سوريا بقيادة الأمير فيصل. وقد تجلّى هذا الموقف بوضوح من خلال مؤتمر وادي الحجير الذي دعا إليه الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، وحضره وجهاء وثوار جبل عامل (جنوب لبنان يوم السبت في 24 نيسان 1920 (5 شعبان 1338هـ). لكنّ القوات الفرنسية نجحت في القضاء على الثورة التي أطلقها علماء وثوار جبل عامل ضدّ الانتداب الفرنسي وضدّ تقسيم سوريا. وعندما تمّ الإعلان عن تأسيس الكيان اللبناني (دولة لبنان الكبير) على أيدي الفرنسيين في أيلول من العام 1920، انتظم المسلمون الشيعة ضمن الكيان اللبناني وتعاونوا مع السلطات الجديدة، وأصبحوا جزءاً مؤسّساً من الكيان الجديد على الرغم من الظلم الذي تعرّضوا له طيلة سنوات طويلة. وحسبما كتب الباحث الأستاذ توفيق شومان فقد تكيّف الشيعة ضمن الكيان، ويورد في هذا الإطار نقلاً عن مجلة العرفان في عددها الصادر في حزيران 1922:

- "انتُخب أول مجلس نيابي في لبنان الكبير... ونرجو لهذا الوطن رقيًا وفلاحًا وتقدّمًا ونجاحًا". وتختم العرفان معلّقة على انتخاب النواب اللبنانيين: "فإن كنتم نوابه أخلصوا له، وإلّا ففي التاريخ أنتم نوائبه".

وفي عددها المؤرّخ في تموز 1922، ورد في "العرفان":

- "انفضّ المجلس النيابي اللبناني على أن يعود لعمله في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، وقد كان عمله عبارة عن مناقشات وتمنيات وبرقيات كان آخرها برقية للمؤتمر في استقلال لبنان الكبير، فنرجو أن يكون هذا الاستقلال ثابت الدعائم قوي العزائم، وقد بلغنا أنّ النواب الشيعيين الخمسة عاملون على المطالبة بحقوق طائفتهم المهضومة، فحبّذا عملهم لو ثوبر عليه حتّى حصول النتيجة، وكلّ عملٍ عظيم يُنال مع الاتحاد والاتّفاق، ولا يُنال أمر بسيط بالخلاف والشقاق". وقد ساهم الشيعة في بناء الكيان الجديد، وكان لهم دور أساسي في مسيرة الاستقلال عام 1943 من خلال زعمائهم السياسيين وعلمائهم ومفكّريهم.

لكن على الرغم من هذا الدور التأسيسي، فقد بقي الشيعة يتعرّضون للظلم والحرمان وعدم الحصول على حقوقهم كاملة مما دفعهم للنضال بكلّ الأوجه سواء عبر الزعامات التقليدية والعائلية أو من خلال الأحزاب اليسارية والقومية واللبنانية.

لكن التطوّر المهمّ في مسيرة الوعي الشيعي للبنان ودوره تمثّل بما قام به الإمام موسى الصدر الذي تولّى القيادة الدينية للشيعة بعد رحيل الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين،. وهو ثبّت الاعتراف بالكيان اللبناني ونهائية الوطن اللبناني، وساهم في تأسيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" و"أفواج المقاومة اللبنانية". وكان خيار الشيعة دوماً الدفاع عن لبنان وحمايته، مع المطالبة بحقوقهم. في الذكرى السابعة والسبعين لاستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وبعد مائة عام على تأسيس الكيان اللبناني، نسلّط الضوء على موقف المسلمين الشيعة اللبنانيين من الكيان والاستقلال بين الماضي والحاضر والمستقبل

والمقاومة اللبنانية التي انطلقت بشكل معلن وصريح بعد الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982، كان لها جذور قديمة سواء من خلال المجموعات المقاومة الشيوعية واليسارية والقومية، أو تلك المجموعات اللبنانية التي عملت مع المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها. وكان الحزب الشيوعي اللبناني من أوائل من أطلق مجموعات مقاومة في جنوب لبنان تحت اسم: "الأنصار". كما عمدت الأحزاب القومية، خصوصاً حزب البعث، إلى تشكيل مجموعات مقاومة في مناطق الجنوب. ثم أطلق الإمام موسى الصدر أفواج المقاومة اللبنانية (حركة أمل) في السبعينات من القرن الماضي لمقاومة الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وكانت معظم هذه القوى المقاومة تتعاون مع القوى الفلسطينية او القوى القومية. لكن تشكّلت جبهة متكاملة للمقاومة اللبنانية في العام 1982 من خلال إطلاق "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – جمّول" بقرار من الحزب الشيوعي اللبناني، ومنظمة العمل الشيوعي، والحزب العربي الاشتراكي، كما شاركت معظم القوى اليسارية والقومية والبعثية والناصرية والإسلامية وحركة أمل والحزب  السوري القومي الاجتماعي والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد الإسلامي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وكان لكلّ هذه القوى دورها في مواجهة الاحتلال وتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي.

لكن لأسباب عديدة تراجع دور معظم هذه القوى، وبرز دور المقاومة الإسلامية وحزب الله في مواجهة الاحتلال. وتطوّر دور هذه المقاومة من خلال تطوير قدراتها وإمكانياتها، مما جعلها تلعب دوراً أساسياً في تحرير معظم الأراضي اللبنانية عام 2000، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبعض المناطق المتنازع عليها مع الكيان الصهيوني. وبعد حرب تموز 2006، احتل الجيش الاسرائيلي القسم اللبناني من قرية الغجر، التي لا تزال خاضعة لهذا الاحتلال، كما يستمرّ الخلاف مع العدو الصهيوني على بعض المناطق البرية والبحرية.

وبغضّ النظر عن الخلاف حول توصيف الدور السوري في لبنان، فإن تحرير معظم الأراضي اللبنانية في العام 2000 أدّى إلى إطلاق نقاش داخلي لبناني حول الدعوة لخروج الجيش السوري من لبنان، وتصاعد بشكل كبير بعد صدور القرار 1559، ومن ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وخروج الجيش السوري في 24 نيسان من العام نفسه. في ضوء كلّ هذه المعطيات، يمكن القول إنّ المسلمين الشيعة كان لهم دور أساسي في تحقيق الاستقلال الحقيقي وحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي، على الرغم من الإشكال الحاصل حول تلقّي حزب الله والمقاومة الإسلامية الدعم من إيران والعلاقة الاستراتيجية بها وتنامي دور الحزب داخلياً وخارجياً.

 

لماذا ترك الخليج لبنان؟ الجواب عند الكاظمي!

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 22 تشرين الثاني 2020

فيما كان اللبنانيون يجتهدون في تفسير غياب سفيري المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات عن لبنان، أفشت السفيرة الأميركية في بيروت السرّ المعروف للجميع. في ردّها على هلوسات النائب جبران باسيل، قالت السفيرة دوري شيا:

"الإدارة الأميركية لم تتصرّف بعد مثل دول الخليج، بالابتعاد عن لبنان وعدم دعمه".

ما كان أحد بحاجة لتصريح السفيرة شيا للتيقن من "الابتعاد" الخليجي (بحسب تعبيرها) عن لبنان وعدم دعمه. فالعزوف الخليجي السياسي عن لبنان واضح كعين الشمس، على الرغم من الحضور بالدعم الإنساني للبنانيين لا سيما بعد كارثة انفجار المرفأ في الرابع من آب. كما أنّ العزوف السياسي لا يلغيه أنّ السفير الإماراتي حمد الشامسي الذي يتنقّل بين بيروت وأبو ظبي إلى حين انتقاله النهائي إلى القاهرة في نهاية السنة بعد أن عيّن سفيراً لبلاده في مصر.

بيد أنّ مستوى الإنكار الذي تتعامل به السلطة السياسية مع الحقائق السياسية المتعلّقة بلبنان يفيده أن يُصفع بالقسوة التي صفعته بها السفيرة الاميركية.

ما كان أحد بحاجة لتصريح السفيرة شيا للتيقن من "الابتعاد" الخليجي (بحسب تعبيرها) عن لبنان وعدم دعمه. فالعزوف الخليجي السياسي عن لبنان واضح كعين الشمس

من غير المنصف تفسير الابتعاد عن لبنان وعدم دعمه، بفائض قوة حزب الله وحدها، وهيمنته على الحياة السياسية والوطنية في الوطن الصغير. وقد يفيد اللبنانيين أن يأخذوا استراحة قصيرة من متابعة الرثاثة السياسية اللبنانية التي تحيط ببهلوانيات تشكيل الحكومة، والعودة بصراعات هذا الملف إلى ما قبل الرابع من آب وما قبل ثورة 17 تشرين كأن شيئاً لم يكن، وكأنّ المسؤولين المباشرين عن المصيبة، هم حاملو مفاتيح الحلّ وسحر الفرج!

قد يفيدهم النظر من حولهم وتحديداً إلى العراق، الذي شهد قفزة استراتيجية في العلاقات بين بغداد والرياض، تمثّلت في تطوّرين لافتين:

- إفتتاح منفذ "جديدة - عرعر" الحدودي بين البلدين عند أقصى شمال المملكة للمرة الأولى منذ إقفاله عام 1990 في أعقاب غزو صدام حسين للكويت.

- النتائج الاقتصادية الواعدة التي أسفر عنها انعقاد مجلس التنسيق المشترك بين الدولتين في دورته الرابعة، والذي حضره عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة كلّ من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأسبوع الماضي.

للبناني أن يسأل، إذا ما كان الحضور الإيراني المعادي في العراق أقلّ منه في لبنان، ما يفسّر العمل على تنمية العلاقات السعودية - العراقية وإهمال نظيرتها اللبنانية؟ وله أن يسأل كيف "تتسامح" السعودية مع وجود عشرات الميليشيات المسلحة في العراق ومع خطاب نافر في عدائه المعلن، إن كان لقادتها المباشرين أو لحلفائها في الجسم السياسي العراقي؟

للبناني أن يسأل مَن مِن السياسيين اللبنانيين، قال ما قاله رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، إنّ الاستثمار السعودي في العراق يوازي الاستعمار؟ بل كيف تفتح المملكة الأبواب لدولة هي عملياً دولة الشيعية السياسية، بما يفوق بأشواط حجم الشيعية السياسية في لبنان!!؟ كلها أسئلة تبدو مشروعة لولا أنّها مصابة بقصر نظر رهيب. فالأمور لا تقاس بهذا الميزان وحده.

ولا تقاس فقط بالخصائص التي تميّز العلاقات السعودية العراقية، ومن أبرزها أنّ العراق دولة حدودية للسعودية بحدود يبلغ طولها حوالي 820 كلم، وتمتدّ من الحدود الأردنية في الغرب إلى حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية في الشرق، بالاضافة إلى أنّ العراق دولة "خليجية" بمعنى الجيوبوليتيك الخليجي، وإن كانت جزءاً من بلاد الشام وهلالها الخصيب بالمعنى الجغرافي الصرف! فلا المذهبية معيار السياسة الخارجية السعودية، وهي التي وقفت مع الشاه الشيعي ضدّ عبد الناصر السني، وكانت لفترة طويلة أقرب إلى حافظ الأسد العلوي من صدام حسين السني، وكميل شمعون الماروني ومن بعده من عموم الحالة السنية الناصرية أو الثورية قبل سطوع نجم شهيد لبنان رفيق الحريري!

ولا الجغرافيا وحدها عامل الحسم.

للبناني أن يسأل، إذا ما كان الحضور الإيراني المعادي في العراق أقلّ منه في لبنان، ما يفسّر العمل على تنمية العلاقات السعودية - العراقية وإهمال نظيرتها اللبنانية؟ وله أن يسأل كيف "تتسامح" السعودية مع وجود عشرات الميليشيات المسلحة في العراق ومع خطاب نافر في عدائه المعلن، إن كان لقادتها المباشرين أو لحلفائها في الجسم السياسي العراقي؟ لا يفوت المتابع أنّ السعودية شرعت منذ العام 2014 ببناء جدار فاصل مع العراق بطول 900 كلم، على طول حدود الصحراء الشمالية، كانت قرّرته عام 2006، ولم تبدأ ببنائه إلا بعد صعود داعش، ووضعها احتلال مكة والمدينة بين أهدافها المعلنة، على الرغم من الاتهامات الرخيصة والساذجة للمملكة برعاية داعش!!

الفارق البسيط أنّ في العراق اليوم حكومة برئاسة السيد مصطفى الكاظمي تأخذ على عاتقها بمنتهى الجدّية والمثابرة تصحيح العلاقات العراقية العربية وتحديداً مع المملكة، وكفّ يد إيران عن القرار السيادي العراقي. تدرك الرياض الحسابات الدقيقة للكاظمي، ولا تنتظر منه معاداة إيران. جلّ ما تبتغيه أن تضمن أنّ الكاظمي لن يكون مخلباً مسموما لإيران على مقربة من جسمها. تريد من العراق أن يكون دولة تأخذ على محمل الجدّ التزامها بالتعريفات الرسمية لكيان الدولة، وهي: ضمان الحدود، ووحدة السلاح، ومركزية السياسة الخارجية. ما سلف هو العامل الأبرز الغائب في لبنان. العزوف الخليجي عن لبنان ليس سببه قوّة حزب الله أو الحضور الإيراني فيه. العزوف الخليجي سببه أنّ أحدًا لا يريد أن يأخذ على محمل الجدّ كفّ يد ايران عن القرار السيادي.

لنترك جانبًا الخيارات القصوى التي تتلطّى خلفها القوى السياسية السيادية في لبنان، وتدّعي عبرها حماية البلد من الحرب الأهلية. فليس مطروحًا على اللبنانيين الاختيار بين الاستسلام الشامل أو الحرب الأهلية الشاملة. بين الاثنين طيف من ألوان الموقف السياسي الممكن والشجاع والذي ما كان لبنان يومًا غريباً عنه، على ما تشهد التضحيات الجسام منذ محاولة اغتيال مروان حمادة وصولاً إلى اغتيال الحبيب محمد شطح، مروراً طبعاً بزلزال لبنان المستمرّ باغتيال رفيق الحريري. ليس حضور حزب الله هو سبب العزوف، بل غياب الراغبين في الوقوف بوجهه. زد على ذلك أنّ التطبيع مع حزب الله تدرّج من علاقات خصومة قاسية إلى تعايش اضطراري، إلى تحالف موضوعي غير معلن تحت الطاولة، لأسباب يختلط فيها الشخصي بالسياسي بالأمني بالفاسد. حبّذا لو وجد من ينظر إلى العراق، لا ليفهم العراق أو السعودية، بل ليفهم أين يخون نفسه قبل خيانته للوطن والمصلحة العامة ومستقبل اللبنانيين.

الاستسلام لحزب الله ليس قدراً، والحرب الأهلية ليست الأفق الوحيد لمسار الكرامة والوطنية.

 

77 سنة من الاستقلال… لبنان في النادي الإيراني

خيرالله خيرالله/العرب/الإثنين 23 تشرين الثاني 2020

احتفل لبنان الأحد بالذكرى الـ77 للاستقلال. قبل ذلك احتفل في مطلع أيلول –  سبتمبر الماضي بذكرى مرور مئة سنة على إعلان دولة لبنان الكبير، أي لبنان بحدوده الحالية. في السنة 2020، يشبه لبنان كلّ شيء باستثناء لبنان بعدما صار في النادي الإيراني.

من يحتاج إلى دليل على ذلك، يستطيع الاستماع إلى الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال عون في مناسبة ذكرى الاستقلال. لا يصلح الخطاب لأن يكون أكثر موضوع إنشاء لطالب في نهاية دراسته الابتدائية، اللهمّ إلّا إذا استثنينا الإشارة الواضحة التي ارتدت شكل انتقاد للدول العربية التي وقعت أخيرا اتفاقات مع إسرائيل. هذه الدول هي دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ومملكة البحرين والسودان. ما دخل لبنان في هذا الموضوع، اللهمّ إلّا إذا كان ذلك مطلوبا منه إيرانيا عبر “حزب الله”. منذ متى يصدر عن لبنان كلام من هذا النوع يحمّل دولا عربية معيّنة خسارة الجولان والقدس؟ ليس سرّا من وراء احتلال الجولان وليس سرّا لماذا راحت القدس. جاء خطاب رئيس الجمهورية ليؤكّد أن لبنان لم يعد لبنان. كان تركيزه على الفساد. لا إشارة من بعيد أو قريب إلى السلاح المذهبي غير الشرعي لـ”حزب الله”. أن تكون في لبنان ميليشيا مذهبية توجّه سلاحها إلى صدور اللبنانيين الآخرين وتفرض عليهم ما تريد أمر أكثر من طبيعي لرئيس الجمهورية. أكثر من ذلك، مسموح لهذه الميليشيا، التي ليست سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، التدخل في كلّ مكان في المنطقة من دون حسيب أو رقيب ومن دون أن يكون هناك رأي للبنان في ذلك. عندما تتدخل ميليشيا “حزب الله” في الحرب التي يخوضها النظام الأقلّوي في دمشق على شعبه بأكثريته الساحقة، لا يعود جائزا السؤال هل لبنان مستقلّ أم لا؟

استطاعت إيران أن تجعل الحدود بين لبنان وسوريا مهزلة. هذا ما يتجاهله رئيس الجمهورية الذي يريد مكافحة الفساد. من يريد بالفعل مكافحة الفساد ومنظومة الفساد لا يوقف التعيينات القضائية الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى. من يريد بالفعل مكافحة الفساد يفتح ملف الكهرباء التي يتولاها “التيّار الوطني الحر” منذ أحد عشر عاما. لماذا الكهرباء المقطوعة منذ كلّ هذه السنوات؟ لماذا كلّ هذا الهدر، بالمليارات من الدولارات، في ملفّ الكهرباء في عهد وزراء “التيّار الوطني الحرّ” الذي يقف على رأسه صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل؟ الأكيد أن الإجابة عن مثل هذا النوع من الأسئلة من الأمور غير المستحبّة، مثلما من غير المستحبّ الاعتراف بأن المسألة ليست مسألة تحقيق جنائي في مصرف لبنان فقط.

يتجاهل رئيس الجمهورية أنّ عهده هو “عهد حزب الله” وأنّ المعادلة المعمول بها في هذا العهد هي معادلة السلاح يحمي الفساد. من يغضّ الطرف عن سلاح “حزب الله” يغض الطرف عن الفساد الحقيقي لا أكثر ولا أقلّ. الثابت أنّ مصرف لبنان يتحمّل مسؤولية ما في الكارثة التي حلت بلبنان، كذلك هناك مسؤولية تقع على أصحاب المصارف، ولكن من سرق أموال اللبنانيين في المصارف ومن اتبع سياسة تصبّ في ضرب النظام المصرفي اللبناني؟ من يتحمّل المسؤولية الأكبر في ذلك كلّه هو “عهد حزب الله” الذي لا يؤمن بأي من الثوابت التي قام عليها لبنان منذ ما قبل الاستقلال.

رئيس الجمهورية يتجاهل أن عهده هو "عهد حزب الله" وأن المعادلة المعمول بها هي معادلة السلاح يحمي الفساد وأن من يغض الطرف عن سلاح "حزب الله" يغض الطرف عن الفساد الحقيقي

يكشف موضوع الإنشاء الذي ألقاه رئيس الجمهورية في مناسبة الذكرى الـ77 للاستقلال حجم الكارثة اللبنانية. لا إشارة على الإطلاق إلى شهداء “ثورة الأرز” المعروف تماما من وراء اغتيالهم، لا إشارة إلى رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما ولا إلى سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وأنطوان غانم وبيار أمين الجميل ووسام عيد ووسام الحسن وفرنسوا الحاج… وصولا إلى محمّد شطح. سقطت أسماء كلّ هؤلاء سهوا مع أسماء الشهداء الأحياء الثلاثة مروان حمادة ومي شدياق وإلياس المرّ. هناك بكلّ بساطة عهد يعيش في عالم آخر.

لا يستطيع عهد مثل هذا العهد الاعتراف بأنّ لبنان انتهى على يده وليس على يد أحد آخر. لبنان الذي انتهى هو لبنان العربي المنفتح على كلّ دول المنطقة، في مقدّمها دول الخليج. في النهاية ما هو لبنان الذي استطاع أن يكون في مرحلة معيّنة المكان المفضّل عربيا؟ لبنان كان جامعة ومدرسة ومستشفى ومصرفا وفندقا ومطعما وملهى ليليا وشاطئا وجبلا ومكتبة وصحافة ومهرجانات سياحية. كان مكانا يحلو العيش فيه.

ماذا بقي من لبنان هذا؟ لم يبق شيء. ليس في السلطة للأسف الشديد من يدرك خطورة احتجاز المصارف أموال المودعين. ليس في السلطة من يدرك ماذا يعني مرور ثلاثة أشهر ونصف شهر، وربّما أكثر ولا أحد يخبر اللبنانيين ما أسباب تفجير مرفأ بيروت. ليس في السلطة من يدرك المعنى الحقيقي لتفجير الميناء وأبعاده ولماذا هذا الإصرار الإيراني على إلغاء دور بيروت في المنطقة وتحويل المدينة إلى مجرّد مدينة إيرانية على البحر المتوسط.

يدفع اللبنانيون ثمن الوضع الذي صار فيه “حزب الله” يقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي. سيدفع لبنان ثمنا غاليا لتغطية سلاح “حزب الله” رسميا ولتلك التسوية الرئاسية ولإقرار القانون الذي أجريت على أساسه انتخابات العام 2018. الآن بدأنا نفهم لماذا كان ممنوعا على لبنان الاستفادة من مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل 2018  قبل شهر من الانتخابات. ما يجري حاليا من وضع عقبات في وجه تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري ليس سوى تتمّة لتفشيل “سيدر” لا أكثر.

ثمّة خط بياني سار عليه العهد منذ 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016. إنّه خط واضح يقوم على تدمير ما بقي من مؤسسات الدولة اللبنانية واستكمال القطيعة مع العرب. لا وجود لأسرار في لبنان الذي دخل النادي الإيراني من بابه الواسع. في النهاية، لم يكن ممكنا مباشرة لبنان مفاوضات في شأن ترسيم الحدود مع إسرائيل لولا ضوء أخضر إيراني. لم يكن ذلك ممكنا لولا أن إيران كانت تريد تقديم أوراق اعتمادها مسبقا إلى جو بايدن وذلك قبل أن يفوز في الانتخابات الرئاسية. هل تكون إدارة بايدن عند حسن ظنّ “الجمهورية الإسلامية” الساعية إلى صفقة مع “الشيطان الأكبر”، أم يتبيّن أنّ حساباتها لم تكن في مكانها؟ ذلك هو السؤال الذي سيفرض نفسه في المرحلة المقبلة التي ستكشف هل صار لبنان مستعمرة إيرانية إلى غير رجعة.

 

ليصمت ميشال عون

قاسم يوسف/أساس ميديا/الإثنين 23 تشرين الثاني 2020

تذمّر في قيادة الجيش. ثم في رئاسة الحكومة العسكرية. ثم في المنفى. ليعود ويتذمّر في المعارضة. ثم في تولّي السلطة المباشرة على مدى سنوات طوال. وها هو الآن يتذمر أيضًا وقد صار رأس الدولة ورئيسها. لا شيء يتقنه ميشال عون سوى التذمّر. ولا شيء يُقدّمه سوى النحيب الممزوج بالروايات عينها. حتى استحالت صورته مرادفة للأزمات والانهيارات والشؤم، منذ اواخر الثمانينيات وحتى يومنا هذا، ما التصق اسم هذا الرجل بزمن أو بمرحلة إلا وانتهى هذا الالتصاق بكارثة أو بمجزرة.

 ما هو مشروع ميشال عون؟ ما عدا التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان الذي أصبح شعار "العهد البائد". صحيح أنّ هذا التدقيق يكشف الكثير من الوقائع الملّح معرفتها ولكنّها كلها من الماضي ولا تصنع المستقبل الذي نحتاجه جميعاً. ما لم يتحقق خلال أربع سنوات لن يتحقق في سنتين من الخراب الآتي. لا شيء يتقنه ميشال عون سوى التذمّر. ولا شيء يُقدّمه سوى النحيب الممزوج بالروايات عينها. حتى استحالت صورته مرادفة للأزمات والانهيارات والشؤم، منذ اواخر الثمانينيات وحتى يومنا هذا

نعود إلى السؤال: ما هي أفكاره؟ ليوّضح لنا أحدٌ في هذا العالم ما نعجز فعلاً عن فهمه أو استيعابه. نريد أن نعرف حقًا ماذا يريد هذا الرجل؟ ماذا في حوزته؟ هل من إنجاز واحد؟ فكرة واحدة؟ ابتكار واحد؟ حلّ واحد؟ هل من شيء يتقنه سوى التذمّر المجبول بالشعبويات والعصبيات والعناد؟

صدّع رؤوسنا بروايته الممجوجة عن حقبة مظلمة امتدّت على مدى ثلاثين عامًا. وهو لا يشير قطعًا إلى وصاية النظام السوري الذي عاد وارتصف إلى جانبه في تحالف الأقليات، بل يصوّب بوضوح وحقد إلى رفيق الحريري الذي ينام في ضريحه منذ العام 2005، وإلى سياساته المالية والاقتصادية والاجتماعية. ولو كان لنا أن نكون منصفين للحقيقة وللتاريخ، فإنّها بلا منازع واحدة من أزهى المراحل التي عاشها لبنان منذ فؤاد شهاب، ذاك اللواء الأمير الذي ترّفع وارتفع، ثم أنجز وأبدع، بعيدًا من التذمّر والعناد والشعبويات المريضة.

 مضت أربع سنوات على رئاسة ميشال عون. اختبرنا فيها كلّ أشكال المهانة والهوان. من أوضاعنا الاقتصادية والمالية التي لم نشهد مثيلاً لها منذ إعلان لبنان الكبير، إلى علاقاتنا الخارجية التي تشهد أسوأ مراحلها على الإطلاق، حيث استحال لبنان بلدًا شبه معزول عن العالم، بل وفي اشتباك وتوتر دائم مع محيطه وأشقائه، بعد أن ظلّ لعقود طويلة صلة الوصل بين الشرق والغرب، ونقطة التلاقي والحوار ضمن حاضنته العربية وهويته المميّزة ورسالته العابرة للجغرافيا والخرائط. ولم يكن ينقص هذا العهد البائد إلا انفجار هائل بحجم قنبلة نووية يودي بثلث بيروت، ويدمّر واجهتها ومرفأها وحضورها الآسر على ناصية المتوسط.

مضت أربع سنوات على رئاسة ميشال عون. اختبرنا فيها كلّ أشكال المهانة والهوان. من أوضاعنا الاقتصادية والمالية التي لم نشهد مثيلاً لها منذ إعلان لبنان الكبير، إلى علاقاتنا الخارجية التي تشهد أسوأ مراحلها على الإطلاق

بالأمس أطلّ ميشال عون في خطاب الاستقلال ليحدّثنا باللغة نفسها، تمامًا كما لو أنه ناشطٌ اجتماعي غير معنيّ بكل ما تشهده البلاد من انهيارات كارثية، وهي انهيارات تزامنت تمامًا مع وصوله إلى رئاسة الجمهورية، ولو فنّدنا الخطاب بتفاصيله، لأصابتنا الصدمة والذهول أمام هذه الحالة المستفزّة من التذمّر والإنكار والإصرار على الرواية نفسها، حتّى إزاء ملفات واضحة ومعروفة للقاصي والداني، لا سيما ما يتعلّق منها بالشعارات الرنّانة حول محاربة الفساد، والتي لم تُحقق حتى الآن أيّ خرق ملموس إلا ضمن مسار الكيديات السياسية، فيما يتعرّض صهره ورئيس تياره ووريثه السياسي لحزمة عقوبات دولية غير مسبوقة، استنادًا إلى فساده المستشري في إدارات الدولة وفي تعيين الأزلام والمحسوبيات. ولم يحدث في تاريخ لبنان أن خرجت سفيرة دولة كبرى بحجم السفيرة الأميركية لتؤكد بأنّ العقوبات تستند إلى أدلة قاطعة تتعلّق بالفساد والتورّط بنهب الدولة والمال العام. الأكثر إثارة للبكاء والضحك في خطاب الاستقلال، هو الحديث عن القضاء المكبّل بالسياسة وهيمنة النافذين، وكأن الرئيس قد نسي أو تناسى بأنه عرقل واحدة من أهمّ التشكيلات القضائية في تاريخ لبنان، بل وساهم على نحوٍ غير مسبوق في إسقاط مبدأ استقلالية القضاء بالضربة القاضية، عبر ردّ مرسوم التشكيلات الذي أنجزه واحدٌ من أنزه القضاة وأكثرهم كفاءة واستقلالية، وذلك على خلفية استبعاد بعض المحسوبين عليه، وعلى رأسهم القاضية غادة عون. بدا خطاب الاستقلال بعد مرور ثلثي ولاية ميشال عون وكأنّه خطاب القسم. هو يعد اللبنانيين بالإنجاز والإصلاح والتغيير. ويخبرهم أنّ لبنان بات أسير منظومة سياسية فاسدة، وهو قطعًا خارجها، رغم مشاركته الوازنة والمؤثرة في كلّ الحكومات التي تشكّلت عقب اتفاق الدوحة، وهيمنته وصهره على وزارات أساسية لأكثر من عشر سنوات، وها هي الآن غارقة في العشوائية والمحسوبية والفساد. أقلّ ما يمكن أن نطلبه من ميشال عون هو الصمت. أن يصمت وهو في شتاء العمر، بدل التضليل والتذمّر والإصرار العبثي على معزوفة بلهاء ما عادت تنطلي على أحد، وعلى شعارات فارغة من أيّ مصداقية أو مضمون. ولو كان فعلاً بحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، لبادر فورًا إلى الاستقالة، لأنّ لبنان الذي صمد على مدى قرون عصيبة، بات مهدّدًا بالاختفاء في عهده، على ما قال وزير الخارجية الفرنسية في تصريح شديد الدلالة وبالغ الفظاعة والرعب.

 

في الإستقلال : لبنان ليس خطأ تاريخيا

توفيق شومان/22 تشرين الثاني/2020

ثمة ست دول تاريخية، لا غير، هي: مصر ـ إيران ـ الهند ـ الصين ـ اليونان ـ روما (إيطاليا).

وثمة ثماني حضارات عظيمة شكلت وأنتجت العقل البشري، وهي: الفرعونية ـ (الفينيقية ـ الآرامية) ـ بلاد ما بين النهرين ـ الفارسية ـ الهندية ـ الصينية ـ الإغريقية ـ الرومانية.

وهناك ثلاث مدن تاريخية شكلت أفكار البشر وهي: مدينة أثينا اليونانية من خلال فلسفتها وعلومها، ومدينة روما الإيطالية من خلال قوانينها ودولتها، ومدينة صور الفينيقية ـ اللبنانية من خلال تجارتها ونقلها حروف الأبجدية إلى العالم القديم ما عدا العالم الصيني والعمق الآسيوي.

ما خلا ذلك مستحدث ويحتمل النقاش، وأجوبته المتعجلة تنطوي على اضطراب الإستدلال أو اندفاعات العواطف، ولا يلغي الإستحداث ممالك قامت وتوسعت ثم اندثرت، فالحديث هنا عن دول قامت في التاريخ وما فتئت قائمة، مع ملاحظة الفارق بين مملكة قامت على فعل القوة الصرفة ولما انصرفت قوتها انصرفت معها، وأخرى استحالت دولة واستمرت بقوة التاريخ.

اين العرب من ذلك؟

العرب كأمة مستحدثة، ينطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم من الأمم المستحدثة، وهذه الأمم هي الغالبة عددا وأرقاما في العصور الحديثة، وفيما لا يمكن الحديث عن "أمة عربية" متحققة في التاريخ، فكذلك لا يوجد "أمة روسية" أو تركية أو فرنسية أو المانية متحققة في التاريخ، إنما التاريخ يتحدث عن "أمة مصرية" متحققة، و"أمة ايرانية" متحققة، وهي حال "الأمة اليونانية" و"الأمم" الهندية والصينية والرومانية المتحققة جميعها في التاريخ.

في الأمثلة المسبوقة الذكر، الأمة سابقة على الدولة، وتلك كانت قاعدة في التاريخ القديم والسياسات القديمة، غير أن تطور العقل البشري وما أنتجه من تطور في الفكر السياسي طرح سؤالا في غاية الأهمية: هل يمكن أن تسبق الدولة الأمة أم أن الأمة يجب أن تسبق الدولة دائما؟.

ذاك السؤال استولد نفسه من واقع قيامة دول ليست أمما بالأصل، ولكن إقامة الدولة يؤدي إلى قيامة أمة، ومن أمثلة ذلك: كل دول القارة الأميركية من كندا شمالا إلى تشيلي جنوبا، وهي الحال نفسها في أوستراليا ونيوزلندة، حيث الجماعات المهاجرة تآلفت لبناء دولة، والدولة أنتجت مواطنين تحت سلطة الدولة وقوانينها ومناهجها التعليمية والتربوية، فتقاربت ثقافاتهم وتقلصت فوارقهم، فإما تحولوا إلى أمة، وإما قطعوا شوطا بعيدا في الطريق نحو التحول إلى أمة من خلال الدولة المستحدثة وتحت رعايتها.

هل هذه الدول خطأ تاريخي؟ أم كتلة أخطاء تاريخية؟

مواطنو تلك الدول لا يقولون ذلك، بل هم يفتخرون بدولهم.

إلى العرب مجددا وعن "سايكس ـ بيكو" بالتحديد:

اتفاق "سايكس ـ بيكو" هو " قسمة ضيزى" بين فرنسا وبريطانيا ل "ممتلكات" السلطنة العثمانية أو ما عُرف ب "المسألة الشرقية" منذ النصف الأخير من القرن التاسع عشر، والقول ب "ممتلكات" السلطنة العثمانية ناتج عن الطبيعة التاريخية والمصطلحات السياسية في تلك المرحلة.

السؤال هنا: دول الحلفاء وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا هزمت السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأخرجتها من الديار العربية، هل يعني ذلك أن الدول العربية التي قامت في فترة ما بين الحربين ولاحقا بعد الحرب العالمية الثانية هي دول فاقدة للشرعية لكونها منتوجا استعماريا، وما يطال دولة عربية يطال كل الدول العربية  مجتمعة؟.

ومن هذه الزاوية لا استثناء لدولة عربية على أخرى.

اتفاق "سايكس ـ بيكو"  مضمونه تقاسم "الإرث العثماني" واقتصر على المشرق العربي، وبالتحديد بلاد الشام والعراق، حيث كانت خطوط النفوذ والإحتكاك الفرنسية ـ الإنكليزية، فالفرنسيون ما كانوا ليساوموا او يفاوضوا على نفوذهم في المغرب العربي، وهم الموجودون في الجزائر منذ عام 1830، وفي تونس منذ عام 1881، وفي المغرب منذ عام 1912، ومنذ عام 1845 فرضت فرنسا ترسيما للحدود بين الجزائر والمغرب.

الإنكليز من جانبهم، ما كانو ليفاوضوا على مناطق نفوذهم القديمة والجديدة، كما هو أمر مصر منذ عام 1881، ومثلما هي مستجدات النفوذ التي اكتسبوها في فلسطين والعراق والخليج في الحرب العالمية الأولى، وكذلك في عدن جنوبي اليمن، فهم كانوا موجودين هناك منذ عام 1839 وحتى عام 1967.

ووفق هذا المشهد الخاضع لتقاسم النفوذ الإنكليزي ـ الفرنسي، بات العراق وبلاد الشام، دون سواهما ، خاضعين لمضمون اتفاق "سايكس ـ بيكو"، ومن خلال هذا التقاسم نشأت أربع دول هي لبنان وسوريا والعراق والأردن، وأما فلسطين فقد أسقطها الإنكليز في براثن الإحتلال الإسرائيلي.

ذاك موجز لا بد منه، وثمة موجز آخر قبل الحديث عن "الخطأ التاريخي" أو "الأخطاء التاريخية".

سبق القول إن "الأمة العربية" غير متحققة في التاريخ، وعلى ما يقول المفكرون القوميون العرب أنه "يجب استكمال بناء الوعي القومي" (علي ناصر الدين) و"الأمة العربية قيد التحقق (قسطنطين زريق)، و"عن شرط استيقاظ الشعور القومي لتحقيق الوحدة العربية (شرط الإستيقاظ) وإذا استمرت ضآلة هذه الشعور، فستتوقف الجهود وتنهار العزائم "كما قال ساطع الحصري .

ماذا عن الدولتين الأموية والعباسية؟

يقتبس خليل مردم بك (ابن المقفع ـ مكتبة عرفة ـ دمشق 1930) عن سليمان بن عبد الملك قوله: "العجب لهذه الأعاجم كان المُلك لهم فما احتاجوا إلينا ولما ولينا لم نستغن عنهم، ألا تتعجبون من هذه الأعاجم احتجنا إليهم في كل شيء؟ "، ولم تختلف حال الدولة العباسية وأحوال الأعاجم فيها، منذ شرارة ثورتها الأولى على الدولة الأموية وصولا إلى تنازع الفرس والترك على مواقع النفوذ فيها وآليات إدارتها، وما خلافات المأمون والأمين سوى شاهد على ذلك.

ما غايات هذا القول؟

غايات هذا القول يندرج في إطار ما سبق قوله حول انعدام تحقق "الأمة العربية" في التاريخ، وهذه الأمة راح يتبلور الوعي بتحقيقها منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ابتداء من العاصمة اللبنانية بيروت (ناصيف اليازجي ـ بطرس البستاني)، وأما ما سبق وعلى مثال الدولتين الأموية والعباسية، فهما إمبراطوريتان عربيتان ـ إسلاميتان، والإسلامية هنا بالمعنى التعددي ـ التزاوجي  ـ الحضاري العابر للقوميات، الذي يخرج عن خصوصية الأمة أو العرق، مثلما كان تاريخ الدولة الهندية أو الصينية أو المصرية أو الإيرانية أو اليونانية.

عودة إلى مائة سنة خلت ومضت:

نشأ لبنان الحديث في أيلول/سبتمبر 1920، ونشأ العراق في الفترة نفسها.

نشوء لبنان الحديث مرتبط بفكرة وإرادة العيش المشترك بهدف إنتاج "شعب" واحد وفقا لمفاهيم العصر السياسية، ونشوء العراق، لم يخرج عن سياق وظائفي هو الآخر، فلما انتكس مشروع "المملكة السورية" بقيادة فيصل بن الحسين، استرضى الإنكليز أمراء العائلة الهاشمية بعد خسارة مُلكهم في الحجاز وسقوط طموحهم في بلاد الشام، بدولتين هما: العراق والأردن.

إذا تم اعتبار لبنان خطأ تاريخيا، هل يمكن اعتبار العراق خطأ تاريخيا، وكذلك حال الأردن وأمره؟

هذه أمثلة إضافية:

لم تعرف وقائع التاريخ ومعاجمه ومجلداته، دولة اسمها تونس، ولا الجزائر المرسمة الحدود من قبل الفرنسيين (لا صلة لهذا القول بثورة الجزائر وشهدائها العظام)، فهل هذا يعني أن تونس خطأ تاريخي ومثلها شقيقتها الجزائر، ومثل الشقيقيتن أيضا ليبيا المجاورة، وكذلك الجارة الثانية موريتانيا وكلها دول لم تكن موجودة في التاريخ؟.

بالإتجاه نحو السودان، حيث لم يعرف التاريخ دولة سودانية موحدة ولا دولة اسمها السودان، بل ممالك وإمارات قبلية وجهوية، ومنذ الظاهر بيبرس ووصولا لأسرة محمد علي وحتى خمسينيات القرن العشرين بقي النفوذ المصري ضخما وواسعا في السودان، وفي عام 1953 توصل الرئيس جمال عبد الناصر إلى اتفاق مع بريطانيا لإنهاء الإدارة المصرية ـ الإنكليزية المشتركة للسودان، مما مهد لإستقلاله في عام 1956.

هنا سؤالان: هل السودان خطأ تاريخي؟ وهل الرئيس جمال عبد الناصر "تفاهم" أو "اتفق" مع الإستعمار الإنكليزي لفصل السودان عن مصر، بعدما عُرفت الدولتان لفترة وجيزة ب "مملكة مصر والسودان" قبل 23 تموز / يوليو 1952؟!!.

بعض الأمثلة أبعد من أمثلة العرب ، ومنها:

حتى عام 947 ، لم يكن هناك دولة إسمها باكستان، وعمليا وواقعا انفصلت باكستان عن الهند في السنة المسبوقة الذكر، وفي عام 1971، انفصلت باكستان الشرقية عن باكستان الغربية، وغدا القسم الشرقي معروفا ببنغلادش.

هل باكستان خطأ تاريخي، ومثلها بنغلادش؟

هذا مثال أوروبي وبدون إطالة ولا استغراق:

بعد الحرب العالمية الأولى تفككت الإمبراطورية النمساويةـ المجرية وظهر على أنقاضها دول النمسا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا وكرواتيا، (سايكس ـ بيكو آخر) وإثر انهيار الإتحاد السوفياتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي عادت دول البلطيق الثلاث (لاتفيا ـ استونيا ـ ليتوانيا) إلى الظهور، وكذلك أوكرانيا، وانفصلت تشيكيا عن سلوفاكيا مجددا ب "طلاق مخملي" وقيل فيه بأنه طلاق محمود.

لا ضرورة للحديث عن اسبانيا والبرتغال وكانتا دولة اتحادية واحدة ، ولا عن بولندا المتمددة في حين والمتقلصة في حين آخر، والأمثلة الأوروبية متعددة ومتنوعة استنادا إلى قاعدة صعود الدول وهبوطها.

هل كل تلك الدول أخطاء تاريخية؟ هذه حكمة من افريقيا:

قامت منظمة "الوحدة الأفريقية" في عام 1963، على قاعدة الحفاظ على حدود الدول الناشئة التي رسمها الإستعمار، وإلا سيكون بديلها حروبا لا تنتهي ولا تُبقي ولا تذر، والسؤال الخطير هنا: هل كل دول القارة الأفريقية أخطاء تاريخية؟ 

وهذه حكمة من أوروبا:

تقوم فكرة " الإتحاد الأوروبي" بأصلها وفصلها على قاعدة الإعتراف بحدود دول ما بعد الحرب العالمية الثانية، وإلا سيكون بديلها حروبا وأهوالا مثلما جرت أهوال وكوارث الحربين العالميتين الأولى والثانية.

هل كل هذه الدول على خارطة العالم أخطاء تاريخية؟ وكم يبقى من الدول التي ليست نتاجا ل "أخطاء التاريخ"؟

حين تكون ظروف نشأة لبنان شبيهة بظروف نشأة أكثر وأغلب دول المعمورة، أين يكون الخطأ؟

هل يكون الخطأ في  نشوء لبنان؟ أم في  التفكير الخطأ الذي ينعت حقيقة  لبنان بالخطأ، ويجهل أن الأوطان والدول هي تسويات وصناعات بين البشر، فيقع حامل التفكير الخطأ في الخطأ ويستمر في الخطأ ثم في الخطأ؟!.

عشتم وعاش لبنان.

 

حزب الله" مشغولٌ بدويلته!

 علي الحسيني/ليبانون ديبايت/22 تشرين الثاني/2020

تنحصر مشكلة تأليف الحكومة بين الرئيس المُكلّف سعد الحريري ورئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل. هي من المرّات القليلة التي يَغب فيها "حزب الله" عن الصورة أو رُبّما يُغيّب نفسه، بحسب ما يرى البعض من خلال تقييمه للمشهد السياسي الحالي في البلد. وإذا كان سبب الخلاف بين الرجلين مبنيّ على غياب التفاهم بينهما بغض النظر عن "العشق" السياسي الذي ربطهما سياسيّاً في مرحلة سابقة، إلّا أن البعض نفسه يربطه بالـ"حزب" من خلال وصفه بـ"بالمايسترو" الذي يقود فرقة التعطيل، هذه المرّة من وراء الستار وليس على مسرح الحدث وأمام الجمهور كما درجت العادة.

من النافل القول، أن "حزب الله" قوّة سياسية محليّة لا يُستهان بها، وقوّة عسكرية إقليمية بات يُحسب لها الف حساب والدليل إنشغال العالم به وبسلاحه الذي يُشكّل خطراً بحسب الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، على الساحتين الداخلية والخارجية. ويتوافق مع هذا الرأي جزء غير قليل من اللبنانيين. حتّى من هم داخل "الحزب"، لم يكن يتوقّعون أن يصلوا في يوم من الأيّام إلى القوّة التي هم عليها الأن وأن يُرصد مليارات الدولارات لضربه أو عزله.

وفي ظل الوضعين الداخلي والخارجي، يبرز السؤال الأبرز حول أسباب الغياب العلني لـ"حزب الله" عن واجهة الحدث السياسي وأن يُصبح اقرب إلى التهدئة خصوصاً بعد حصوله على مراده في "التوزيعة" الحكوميّة، والاكتفاء بدور المتفرّج عن بعيد والناصح والداعم لوحدة الموقف.

هذا السؤال يُجيب عنه "الحزب" نفسه، بأن لا شيء يُشغله سوى مصلحة البلد ومحاولة التقريب في وجهات النظر، سواء في العلن أو في الخفاء لما فيه مصلحة ذاتية، ومنفعة وطنية خصوصاً في ظل الحملات التي تواجهه، العسكريّة منها والسياسيّة. وبرأي "الحزب" أن تفويت الفرصة على الخارج لتعكير التوافق السياسي وتعطيل إنتاج الحكومة، لا شك أنه يُضعف الجميع ويضعهم في خانة الاستهداف، وهو امر خبرته "المقاومة" سابقاً بعد ان نجحت في العام 2006 لأسباب كثيرة منها التأييد الواسع الذي حظيت به بين اللبنانيين بمعظم طوائفهم.

وبحسب "الحزب"، فإن العقوبات الخارجية والحصار المالي الذي يتعرّض له منذ سنوات بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي والصحّي العام في البلد، كان لهم تأثير كبير على طبيعة عمل الحزب، لكنه لم يترك أي أثر على بنية "المقاومة" وجهوزيتها لا في لبنان، ولا في أي بلد يوجد لها فيه تواجد. على المقلب الأخر، لم تُقنع هذه "الحجج" خصوم "حزب الله" وبالتالي فهم يصفون إنشغاله هذا على أنه امتداد لسياسة "حياكة" السجّاد الإيراني التي يُمكن ان تطول لسنوات في سبيل الوصول الى النتيجة المرجوّة. لذلك ثمّة ما هو أهم بالنسبة اليه من موضوع التأليف، وهو بناء دولته الخاصة التي بدأ يبنيها على "أنقاض" الوطن الذي تسبّب هو بإنهياره. ويذهب الخصوم إلى أبعد من مجرّد إتهام، إذ يصفون إغراق "حزب الله" الأسواق والمؤسسات ضمن المناطق التي يُسيطر عليها، بالبضائع الإيرانية وإنشاء المؤسسات التجارية الخاصّة به واعتماد مجموعة من البطاقات الطبيّة والتوفيرية، بالأمر الخطير الذي يُهدد ما تبقّى من أُسس الدولة ومؤسساتها. والأبرز فقدان العملة الصعبة في كل لبنان، ما عدا مؤسّسة "القرض الحسن". وحول التقرير الذي كان نشره موقع "الحرّة" منذ أيّام تحت عنوان "حزب الله يقسم لبنان إلى "بقع عسكرية"، يلفت خصوم "الحزب" الى أن الأخير من الأن ولغاية أقل من سنة، سيكون جاهزاً لإعلان دولته الخاصة على امتداد المساحات التي "يحتّلها في لبنان والتي ستكون امتداداً لتلك التي احتلها بقوّة سلاحه في الداخل السوري. وكل المعلومات والتقارير تؤكد أن مدينة "القصير" السورية أصبحت تابعة له بالكامل، وقد سبق أن رفض عودة أهاليها، على الرغم من الدعوة التي وجهها لهم الرئيس السوري بشّار الأسد.

 

لبنان يطوي 77 سنة من استقلال اسمي

إياد أبو شقرا/صحيفة الشّرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2020

ما كان ممكناً أن تحل الذكرى السنوية الـ77 لاستقلال لبنان وهو في وضع أسوأ مما هو فيه اليوم. ولقد كان مؤلماً أحدث «إنجازات» الحكم الحالي، وهو انسحاب شركة «ألفاريز ومارسال» للاستشارات المالية، في خضم مسلسل عقوبات مالية تفرضها الولايات المتحدة على عدد من الساسة والمسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين. جاء هذا الانسحاب بينما يرزح لبنان تحت وطأة انهيار مالي واقتصادي حاد، وجائحة قاتلة، وانسداد سياسي مخيف ناجم عن العجز عن تشكيل حكومة، يقف خلفه واقع هيمنة سلاح مذهبي غير شرعي، وسقوط آخر وساطة دولية أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب كارثة تفجير مرفأ بيروت.

أي من هذه الصعاب كافية لهزّ سلطة كانت أصلاً قد فقدت ثقة الشارع في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، عندما تغلّب ألم المواطنين على انقساماتهم السياسية والمذهبية... فنزلوا إلى الطرق والساحات مطالبين بالحد الأدنى من حقوق المواطنة والعيش الكريم... واستطراداً رحيل نخبة تأكد فشلها عند كل منعطف في تاريخ البلاد. اليوم يطوي لبنان صفحة أخرى من مسيرة 100 سنة بحدود كيانه الحالية، ولكن في منطقة دخلت منذ 2003 نفق «الدول الفاشلة»، ومنذ 2011 أغلق منفذا ذلك النفق دونها. ومع الفشل غير المعلن لمبادرة ماكرون، والغيوم الداكنة المتلبدة في سماء واشنطن بين اليوم و20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وزخم الضغوط الإقليمية الآتية من تل أبيب وطهران وأنقرة... لا مؤشرات على انفراج حقيقي قريب. في سوريا لا ملامح واضحة لخريطتها المستقبلية، وتحديداً في جنوبها. ولكن متغيرات الأشهر الأخيرة، إقليمياً وأميركياً، أخذت تبلور اعتبارات جديدة في حسابات عدد من اللاعبين المؤثرين. فنجاح إدارة الرئيس دونالد ترمب خلال السنة الأخيرة في دفع ديناميكيات التطبيع مع إسرائيل قدماً، وتراجع خطر «الإسلام السياسي السنّي» في حساباتها، أعادا لفت النظر إلى دور «الإسلام السياسي الشيعي». وقد لا يكون من قبيل المصادفة أن تزداد «حساسية» واشنطن وتل أبيب «فجأة» من مشاريع الاستيطان الإيرانية، وتفشي قواعد «حزب الله» الذراع اللبنانية لحرس إيران الثوري، في سهل حوران (محافظة درعا) وجبلها و(محافظة السويداء)، وكذلك المنحدرات الشرقية لجبل الشيخ... قبالة المواقع الحدودية للمنطقة التي باركت واشنطن لإسرائيل ضمها إليها.

من الاستهدافات الأخيرة لمواقع «حزب الله»، يتبين أن لـ«الحزب» راهناً عشرات المواقع في الجنوب السوري، وهو بالتنسيق مع طهران وبعلم نظام دمشق، يشرف على شبكات مسلحة. كذلك، يشاع أن هذه الشبكات ضالعة في أعمال إخلال بالأمن وخطف وتجاوزات ضد الأهالي، ولا سيما في محافظة السويداء. وفي سياق متصل، ثمة اهتمام متزايد بالعلاقة المتذبذبة بين موسكو وطهران في هذه المنطقة السورية الملاصقة للأردن وإسرائيل.

في العراق، أيضاً، تحسب طهران حساباتها بعد الانتخابات الأميركية، وهي تأمل - بطبيعة الحال - أن تسترد مع انتخاب جو بايدن بعض حظوتها السابقة إبان عهد باراك أوباما بعد أربع سنوات عجاف إبان رئاسة دونالد ترمب. وهي السنوات التي تبوأ فيها بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي قمة أولويات إدارته الجمهورية. وحقاً، يجب قراءة زيارة إسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني في قيادة «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري»، إلى بغداد في هذا الإطار، ولا سيما مع انتهاج رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مواقف انفتاحية تجاه العالم العربي، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، والمملكة العربية السعودية تحديداً. ومعلوم أن الميليشيات والقوى السياسية العراقية التابعة لإيران لا تنظر بعين الرضا إلى النهج «العروبي» للكاظمي، وتبعيتها لطهران تُملي عليها العمل لإبقاء العراق «تابعاً» يدور في الفلك الإيراني مهما كان الثمن. وبالتالي، فإن التغيير الرئاسي في واشنطن، وتسلم الرجل الذي كان نائباً لأوباما طيلة ثماني سنوات، يشجع طهران وأتباعها على رهانات كبرى... قد لا تكون في محلها وفق تشابك المصالح وتبدّل الظروف.

الشيء نفسه ينسحب على لبنان، الذي بات في وضع أسوأ من الوضع العراقي، وقد لا يختلف كثيراً من حيث السوء عن الوضع السوري. أما الأمر الوحيد الذي يميز ظاهرياً حالة لبنان، في الذكرى الـ77 لاستقلال يفقد معناه وجوهره بمرور الساعات، فهو أن لا وجود لقوات أجنبية متمركزة ظاهرياً داخل أراضيه، بعكس واقع سوريا والعراق.

الكلمة المفتاح هنا هي «ظاهرياً».

ظاهرياً لا وجود لقوات أجنبية على التراب اللبناني اليوم، رغم الكلام المتكرّر عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة إسرائيلياً. لكن هذه المنطقة الأخيرة تبقى، بموجب القانون الدولي، منطقة «متنازع عليها» مع مواصلة النظام السوري - وليس فقط سلطات الاحتلال الإسرائيلي - رفض الاعتراف بـ«لبنانيتها». وكما هو معروف رفضت دمشق، ولا تزال ترفض، تقديم وثائق تنص على لبنانية المزارع والتلال المذكورة. من ناحية ثانية، يعرف اللبنانيون، كما تعرف واشنطن وتل أبيب، وتعلن ذلك طهران نفسها، أن «حزب الله» يمثل نفوذ إيران وقوتها ومصالحها في لبنان وساحل شرق المتوسط. وإذا كان ثمة حاجة إلى دليل، فهو إعلان قادة «الحرس الثوري» نفسه بعد الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة أنه بات لـ«الحزب» غالبية في البرلمان. وقبل ذلك، قول مسؤولين سياسيين ودينيين وأمنيين أن «إيران موجودة داخل لبنان عبر حزب الله». الانتخابات النيابية المذكورة، كما يعرف القاصي والداني، أجريت في ظل احتفاظ «الحزب» بسلاحه، وبموجب قانون انتخابي فصّل على قياسه وبناء على رغبته. ومن ثم، فرضه مشيئته على صعيد تشكيل الحكومة قبل الأخيرة. وعندما اضطرت تلك الحكومة إلى الاستقالة تحت ضغط انتفاضة العام الماضي، كان لـ«حزب الله» الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة البديلة، التي هي اليوم «حكومة تصريف أعمال» في أعقاب استقالتها إثر كارثة تفجير بيروت في أغسطس (آب) الماضي.غير أن الهيمنة الحقيقية والفعلية لـ«الحزب» - أي لإيران - على لبنان «المستقل» جاءت قبل 4 سنوات. يومذاك، فرض «حزب الله»، أيضاً بقوة سلاحه وقدرته على التعطيل السياسي والابتزاز الأمني، مرشحه العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وهكذا، منذ 4 سنوات تمسك طهران بكل مفاصل القرارات الفعلية، ناهيك من السلطتين التنفيذية والتشريعية... والتهديد الدائم للسلطة القضائية. هذا هو باختصار مشهد الاستقلال اللبناني في عامه الـ77.

 

الحريري: ممنوع على عون وباسيل تسمية أي وزير

حسان الحسن/الثبات/22 تشرين الثاني/2020

بعد وصول المفاوضات البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي إلى حائط مسدود، وبدء الأخير بالتمهيد لإعلان فشل هذه المفاوضات، عبر جملة من الادّعاءات وردت من تل أبيب، وآخرها اتهام لبنان بـ"الاستفزاز" والتغيير الدائم للموقف التفاوضي، وصولاً إلى اتهامه في الآونة الأخيرة بـ"خيانة تطلعات شعوب المنطقة"، ترافق ذلك مع وصول المشاورات الحكومية بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الدين الحريري إلى حائطٍ مسدودٍ أيضاً، بعدما وضع الأخير موانع تعجيزية في مسار تأليف الحكومة المرتقبة، تمثلت بـ ثلاث لاءات، وهي الآتية:

1- ممنوع الاعتذار، تحت طائلة وضع الحريري على قائمة العقوبات الأميركية.

2- ممنوع على الرئيس عون والنائب جبران باسيل تسمية أي وزير.

3- ممنوع على حزب الله أو أي شخصيةٍ يسميها الحزب المشاركة في الحكومة المرتقبة، بناء لأوامر السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، التي هددت رئيس الحكومة المكلف في شكلٍ مباشر، بإدراج اسمه على قائمة العقوبات الأميركية، إذا لم يخضع لإملاءات السفيرة، مستحضرةً أمام الحريري، تجربة العدوان الأميركي على باسيل، على حد تعبير مرجع سياسي في فريق المقاومة.

أمام هذا الواقع، خصوصاً في ضوء التهديدات الأميركية للحريري، بات في وضعٍ مأزومٍ، فهو يخشى "سيف هذه العقوبات"، لأنها تطاول أمواله ومصالحه الشخصية في الخارج من جهة، بالتالي ذهب ليبالغ في إظهار التشدد في التمسك بشروطه أو "موانعه" المذكورة، لإرضاء الأميركيين، وهو يدرك مسبقاً فشله المحتوم والمحسوم، في حال أقدم على تسليم الرئيس عون، تشكيلة حكومية غير ميثاقية، ولا تراعي التوازنات الوطنية القائمة في البلد، من جهةٍ أخرى. وفعلاً هذا ما حدث، عندما حاول "المكلف" فرض شروطه التعجيزية وغير المنطقية والواقعية على رئيس الجمهورية، من خلال محاولة تسلميه تشكيلة "حكومة أمر واقع"، فجاء جوابه: " إذا هيدا هوي أسلوبك بتأليف الحكومات، أنت أعمل تشكيلتك الوزارية، وشوف حدا غيري، يوقّعها".

هنا و تربط مصادر سياسية واسعة الإطلاع التأزيم الحكومي، بما يحدث في المنطقة ككل، خصوصاً لجهة الضغوط الأميركية القصوى على محور المقاومة، لمحاولة دفعه إلى الجلوس إلى طاولة مفاوضات، وتقديمه تنازلاتٍ في ملفاتٍ عدةٍ، "كالنووي الإيراني"، وتطوير العلاقات الإيرانية – الروسية – الصينية، التي تشكل تهديداً للمصالح الأميركية. بالإضافة إلى الملف السوري، وترسيم الحدود بين لبنان والكيان الإسرائيلي. كل ذلك يأتي قبل تنفيذ قرار الإنسحاب الأميركي من المنطقة خلال الأشهر المقبلة، وهذا القرار متفق عليه على ما يبدو، بين الإدارتين الراهنة والمقبلة، بحسب معلومات المصادر. ولا تستبعد أن تتطور الضغوط الاقتصادية الأميركية، إلى مستوى تصعيدٍ أمنيٍ، من خلال تنفيذ عمليات اغتيال، تستهدف شخصياتٍ لبنانيةٍ، يكون لها انعكاسات خطرة في الشارع اللبناني، بهدف تحقيق المزيد من تعقيد الأمور، ومحاولة إرباك فريق المقاومة وحلفائه، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ودائماً برأي المصادر.

وفي هذا الصدد، يؤكد مرجع ديني في الفريق المذكور، "أن أي مغامرة غير محسوبة، قد يقدم عليها الأميركي، سيأتي الرد عليها، في أي مكانٍ تتواجد فيه قوات أميركية، أو توجد فيه مصالح أو مقرات تابعة للولايات المتحدة في الدول التي تحتضن على أراضيها أفرقاء هذا المحور، وخير دليل إلى ذلك، استهداف السفارة الأميركية في المطقة الخضراء في بغداد، وهذا بمثابة تحذير من أي مغامرة أميركية، ودائماً برأي المرجع. ويلفت إلى أن الاستنفار والمناورات المستمرة للعدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان وسورية، هو دليل إضافيٍ إلى تخوف العدو، من إمكان تعرضه لضربة أو هجوم من المقاومة، في حال أقدم على ارتكاب أي حماقة، على حد تعبير المرجع. لذا يستبعد فرضية لجوء واشنطن ومن يدور في فلكها إلى تنفيذ عمليات اغتيال في المنطقة ككل. وفي الشأن اللبناني تحديداً، يجزم المرجع فشل كل أدوات الضغوط الأميركية على فريق المقاومة، ومحاولة إنهاكه وإرباكه، بدءاً مما يسمى حركة "14 آذار"، وتفعيل دور "المجتمع المدني" و"المنظمات غير الحكومية"، وصولاً إلى ما يعرف بـ "ثورة 17 تشرين"، وهذا باعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو خلال زيارته الأخيرة لباريس: "لقد مارستم أقصى الضغوط الإقتصادية والمالية لإخضاع حزب الله وإنهاكه وإرباكه، فأنهكتم الشعب اللبناني، ماعدا حزب الله"، وفق ما ينقل المرجع عينه.

ولايخفي تخوفه من إمكان تدحرج الأزمة الاقتصادية والمالية، أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة، كذلك لجوء الإدارة الأميركية الى استصدار المزيد من العقوبات في حق شخصياتٍ لبنانيةٍ، ومنع إدخال المساعدات الدولية إلى لبنان، خصوصاً الخليجية، في ضوء انكفاء الدور الخليجي والمصري في البلد في المرحلة الراهنة. ما يعزز فرضية استمرار تعطيل تشكيل الحكومة في المدى المنظور. ولا ينفي إطلاقاً إمكان تبدل الأمور بين ليلةٍ وضحاها، في حال حدوث تفاهمات إقليمية ودولية على سير الأوضاع في لبنان، كالتسوية الرئاسية التي حدثت في العام 2016. ويقول: " يبقى لبنان بلد المفاجآت في نهاية المطاف". وتأكيداً على ذلك، جاءت دعوة السفيرة الأميركية شيا للرئيس دياب بتفعيل حكومته، غير أنه رفض الخروج من الأطر الدستورية.

ويختم المرجع بالقول: "لقد صمد محورنا في الحرب الكونية التي شنت علينا طوال هذا العقد من الزمن، من اليمن الى العراق الى سورية وصولاً الى لبنان، وقدمنا خيرة شبابنا، في سبيل الحفاظ على حقوقنا وعيشنا الكريم، فمن يفكر بإخضاعنا بالعقوبات، فهو واهم محض".

 

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات المافياوية، سياسة الاستحالات المدمرة وكسر الحلقة الجهنمية 

شارل الياس شرتوني/22 تشرين الثاني/2020

عودة سيناريو تدمير لبنان من البوابة الجنوبية، عدم امكانية تأليف حكومة تؤسس لمرحلة اصلاحية، انسحاب شركة الڤاريز وماسيل من عملية التحقيق الجنائي المالي، السرد اللامتناهي للفضائح المالية التي ترخي بظلالها الثقيلة على كامل الواقع السياسي والاداري في البلاد على مدى ثلاثين سنة، التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والصحي المترادف، التجاهل الارادي لملف التفجير الارهابي في مرفأ بيروت، سواء لجهة التحقيق الجنائي ومترتباته القانونية، ام معالجة نتائجه الكارثية، تحيلنا مجتمعة الى واقع الفراغ الذي نعيشه واثاره النافية لامكانية الخروج من واقع الانهيارات المتسارعة، الى حال من الصعود المتدرج باتجاه العمل الاصلاحي وتطبيع الظروف الحياتية. ان استنكاف الاوليغارشيات السياسية عن اي عمل باتجاه عودة الاستقرار السياسي والامني، والعمل الاصلاحي، ووقف التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي، والخوض في ملفات الاصلاح المالي، و تظهير حيثيات العمل الارهابي في مرفأ  بيروت ومعالجة مضاعفاته، ليس بالامر الحادث، بل هو تعبير عن سياسات ارادية تتوخى استحداث موازين قوى جديدة في البلاد، تنهي تدريجا مسار المئوية الاولى للكيان الوطني اللبناني وروايتها المؤسسة، لحساب ديناميكيات نزاعية اقليمية مفتوحة لا تنتظم بالضرورة ضمن سيناريو الدولة الوطنية او دولة القانون.

احوال التردي المفروضة علينا تغذي المشروع الانقلابي للفاشية الشيعية، وتعمم نماذج العمل الاقتصادي المنحرف والفساد العميم المرادف لها. ناهيك ان الاوليغارشيات السياسية-المالية تستفيد من انهيار دولة القانون حماية لمكتسباتها الريعية، ولا مانع  لديها من تداعي ما تبقى من الكيان الدستوري والمعنوي والعملاني للدولة اللبنانية. ان التستر وراء التسويات الاقليمية والدولية  ليس الا بحجة واهية لتثبيت موازين قوى جديدة، وتبدلات سياسية وديموغرافية وجيوپوليتيكية داخلية ترسخ العمل الانقلابي وتوسع دوائره، وكل كلام اخر يندرج في دائرة التضليل الارادي. لو كانت هنالك نية في التطبيع والخروج من اقفالات الاوضاع الحاضرة لما بقينا اسرى للجدلية المضللة حول اولويات سياسة الاستقرار والاصلاح، وربطها بالحسابات الاقليمية الايرانية، والتركية، والقطرية، والسعودية والخليجية. هذه الحلقات الجهنمية ليست حادثة في بلادنا، لانها كانت باساس تدميرها المتوالي على عقود. ان القبول بقواعد هذه اللعبة هو تسليم بحيثياتها ومؤدياتها التي باتت واضحة ولا مجال للتندر حولها.

ان الخروج على هذا الواقع  يتطلب سياسة مضادة تنعقد حول المحاور التالية: ١-  تدويل الازمة اللبنانية هو مدخل اساس من اجل استئصال لبنان من دائرة سياسات النفوذ الاقليمية التي دمرت الحيثيات الكيانية للدولة اللبنانية، وكرست واقع الاستثناءات السيادية؛ ٢- الخوض في نقاش مفتوح بين المكونات السيادية حول سبل تسوية سياسية عملية تنهي واقع النزاعات المفتوحة، وترسخ قواعد لنظام سياسي توافقي قائم على هندسات دستورية جديدة تطال آليات الحوكمة، والمبادىء الناظمة للسياسات الخارجية والمالية والانمائية والثقافية على تنوع موضوعاتها؛ ٣- مباشرة  ورشة الاصلاح المالي على مستويات استعادة الاموال المنهوبة وما تفترضه، من تحقيقات جنائية ومقاضاة تمتد على كل مستويات العمل السياسي والاداري في البلاد، واستعادة ومصادرة الاموال المهربة والمبيضة؛ واعادة هيكلة النظام المصرفي على مستوى آلياته الناظمة عبر انفاذ اتفاقيات بازل الثلاث لجهة متطلبات رأس المال، وادارة المخاطر، ومراقبة الاداءات المصرفية، واعادة هيكلة وظائف المصرف المركزي واخراجه من دائرة التشابكات التي حولته الى موقع تدبيري للسياسات الريعية وتبيض الاموال التي قضت على مرتكزات العمل الاقتصادي  السليم؛ ٤- اعادة ربط السياسة المالية بالسياسات الانمائية والتربوية وتطبيقاتها المعلوماتية في مختلف المجالات الخدماتية والزراعية والصناعية. لا بد من سياسة مواجهة مع هذه الطبقة السياسية للخروج من قواعد لعبتها الآسرة وما تفترضه من حصانات دولية  تحمي من المداخلات الاقليمية الانقلابية، ولعبة العنف والاقفالات السياسية، وتعميم سياسات العقوبات المالية التي تسمح بتقويض موازين القوى التي تستخدمها في لعبة التطويع الوسخة التي تلجأ اليها على نحو متواتر مع كل تهديد لنفوذها.

 

التمديد المرتقب لصنّاع الخراب اللبناني

ساطع نور الدين/المدن/22 تشرين الثاني/2020

سؤال محرج تطرحه مختلف العواصم المعنية بلبنان ولا تجد جواباً حاسماً عليه: متى يتوقف إنهيار الدولة اللبنانية ومؤسساتها؟ 

الموعد الاكثر تفاؤلاً الذي يتسرب بين الحين والآخر هو بعد عامين من اليوم، أي عندما تنتهي ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون ويغادر قصر بعبدا، وعندما تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، ورئاسة رئيسه نبيه بري، وعندما يضيع الرئيس سعد الحريري آخر الفرص للبقاء في رئاسة الحكومة، وعندما يتحول حزب الله الى حزب محلي متواضع ضعيف الاثر ما يضطره الى التخلي عن دويلته وعن تحالفاته الحالية، وعندما.... قبل خريف العام 2022، لا أمل بوقف الانهيار، خاصة وأن جميع المذكورين آنفاً مستمرون بلا هوادة في الحفر وصولاً الى القاع، من دون أدنى إحساس بالذنب أو الخجل، أو المسؤولية حتى تجاه جمهورهم الخاص الذي يدفع مثله مثل بقية اللبنانيين ثمن صراعاتهم المدمرة ومغامراتهم الخطرة، ولو بدرجة أقل نسبياً. لا مجال لإقناع أي من المسؤولين اللبنانيين بالتوقف عن الحفر، لا أكثر، وأعطاء البلد وأصدقائه العرب والاجانب فرصة مساعدته على الخروج من النفق المظلم، الذي لا يبدو في نهايته سوى خطر الاندثار للدولة والشعب.. طالما ان المبرر الوحيد لبقاء الجمهورية اللبنانية، المستقلة، والمعترف بها دولياً، هو تفادي تعديلات غير مرغوبة، وربما سابقة لأوانها، على خريطة المشرق العربي، وتجنب هجرات إضافية للبنانيين..وتحول الباقين منهم الى ميليشيات مسلحة ومتناحرة، وعصابات قطاع طرق.

الصورة قاتمة، خاصة وأن الأمل الذي يلوح في أفق البحث الدولي حول مستقبل لبنان، مبني على تمنيات ليس لها منطق، ورغبات ليس لها أساس، وهي تجافي ابسط قواعد التفكير السياسي اللبناني، الرسمي والشعبي أيضاً.. حيث يبدو المستقبل مقفلاً، لفترة تزيد عن العامين، وتتطلب أزمات سياسية ومعيشية أكبر من تلك التي يواجهها اللبنانيون اليوم.. قبل ان تستيقظ "الجماهير" اللبنانية وتسعى بجدية للعثور على قواسم مشتركة، راسخة، لإعادة بناء الدولة اللبنانية، ومؤسساتها، من نقطة الصفر.

وهذه القواعد المبنية على التجربة والخبرة، والتي تناقض مهلة العامين المتداولة في الخارج، تقوم على إفكار بسيطة جدا، هي ان الرئيس عون يمكن ان يرفض الخروج من قصر بعبدا، وليس مستبعداً أن يطلب التمديد، أو أن يعطل بشكل أو بآخر إنعقاد جلسة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في مجلس النواب، الذي بدوره ليس من المستبعد أن يمدد لنفسه، لتعذر إجراء إنتخابات نيابية جديدة، لأسباب سياسية أو أمنية أو مالية، يمكن توفيرها بسهولة وبلا أي تردد، كما ليس من المؤكد إذا ما جرت تلك الانتخابات في موعدها أن يمتنع الرئيس بري عن الترشح. وفي هذه الحالة يمكن ان يضمن الرئيس الحريري بقاءه نائباً، وربما مع كتلة نيابية صغيرة، بعد أن يكون قد خسر رئاسة الحكومة مرتين على الأقل من الآن وحتى خريف العام 2022.. وبعد أن يكون حزب الله، قد فقد قدرته وحماسته للمضي قدماً في معركته التاريخية مع البيت الحريري، وبعد أن يصبح معنياً بالبحث عن أسلوب جديد للعمل السياسي الداخلي، البعيد عن هيبة السلاح وعن أدوات القوة..هذا المنطق اللبناني الذي يقاوم معظم التقديرات الخارجية، يستند الى فرضية ان البلد يحتمل أكثر من عامين من تلك الحرب الطاحنة بين العصبة الحاكمة، التي يتفق الجميع على أنها تنذر بدمار الهيكل على رؤوس الجميع، لكنها بلا شك تخدم مصالح ما يقرب من نصف افراد الشعب اللبناني، المستفيدين من تلك العصبة، وتبقي النصف الآخر في العراء أو على أبواب الهجرة، من دولة لم يبق فيها من مقدسات وطنية سوى السرية المصرفية! عامل وحيد، يمكن أن يخيب الجميع، لبنانيين أو مهتمين بلبنان: حرب كبرى، مستبعدة جداً، لكنها تبدو للبعض مناسبة لتصفية الكثير من الحسابات.. حتى ولو كانت النتيجة بلوغ القاع.

 

حزب الله يتحصّن من الانهيار..وعون يقدم للبنانيين طاولة حوار

منير الربيع/المدن/23 تشرين الثاني/2020

أفق لبنان المسدود على الصعد المختلفة، انعكاساً لحال جمود المعضلات في المنطقة التي يسودها  الترقب والانتظار. وكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في المناسبة السنوية لاستقلال لبنان في 22 تشرين الثاني، هي إياها التي كان يلقيها منذ سنوات عندما كان معارضاً ينتظر الوصول إلى منصبه الحالي. وأضاف إليها تشدده المزعوم في معركة التدقيق الجنائي وفي الملف الحكومي الذي لا يزال مجمداً. أما دعوته المتكررة إلى عقد جلسات حوار وطني، فحملت نقطة جديدة واحدة: إطلاق حوار وطني لمواكبة المرحلة الجديدة التي تمر فيها المنطقة، وهي مرحلة السلام.

في انتظار انفجار ما؟

هذا الجمود اللبناني المتزامن مع حركة إقليمية ودولية غير معروفة النتائج - لكنها تشير إلى استنفار عام في منطقة الشرق الأوسط - يقود إلى تحليلات كثيرة، تفيد أن ثمة مفاجأة ما قد تحصل، بفعل الزحام الحاصل على خطوط المواقف التصعيدية، والتحركات العسكرية في المنطقة كلها، وتحديداً في الخليج العربي.

وتبدو الصورة كأنما المعضلات معقدة ومقفلة، ولا يمكن فتح أي باب للتفاوض وتسويات من دون حصول ضربة عسكرية ما تفجر المعادلات الجامدة. وهذا الجو يرخي بظلاله على المنطقة.

حزب الله وبيئته

في الوضع اللبناني الداخلي، لم يحصل أيضاً أي تحريك في المعضلات المجمدة. وحده الانهيار في حركة دؤوبة، ويهرول سريعاً وسط انسداد الآفاق السياسية والاقتصادية. ولا حديث عن حلول مرتقبة، أو حد أدنى من إجراءات تؤدي إلى لجم الانهيار. وتعمل القوى السياسية على تنشيط تحركاتها لتوفير ما أمكن من مساعات يمكن أن تقدمها لجمهورها، وهي مقنتعة أن الانهيار مستمر. حزب الله يحاول تمرير الوقت بالحد الأدنى من الخسائر والتطورات. وهو بدوره ينتهج سياسة الترقب والانتظار، تفادياً لأي تصعيد. وبقدرته الاستثنائية يمسك مفاصل السلطة، ويتحكم أكثر من سواه بالمسار السياسي، في انتظار ما سيأتي من الخارج. لكنه يعمل في الوقت نفسه على ترتيب أموره ووضعيته، على أساس أن الأمور ستسوء أكثر، اقتصادياً واجتماعياً ومالياً. وهو يضع لبيئته حلولاً خاصة، يتفوق فيها على القوى السياسية الأخرى، مستبعداً تقديم تنازلات سياسية تؤدي إلى تخفيف الأزمة. أما رهانه الأساسي فينحصر في أن تغير الإدارة الأميركية الجديدة المسار السياسي في المنطقة، فتفتح نافذة ما بينها وبين وطهران، ما ينعكس إيجاباً عليه.

في انتظار أميركا وإيران

ولا يمكن إغفال تحسّب حزب الله لاحتمال حصول ضربة عسكرية في هذين الشهرين الفاصلين. لكنه كطهران يطلق رسائل متناقضة، على غرار تعليق حسن نصر الله قبل أيام على المناورات الإسرائيلية، حينما قال إن حزبه كان في أعلى درجات الاستنفار والجهوزية، وأي ضربة يتعرض لها الحزب ستكون مكلفة جداً.

في المقابل سرّبت رسالة إيرانية نقلاً قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني حول ضرورة عدم القيام بأي خطوة من شأنها استفزاز الأميركيين واستدراجهم إلى معركة. وهذا يؤكد أن إيران تراهن على الوقت لتخفيف الضغوط عليها، وإعادة إحياء المفاوضات الإيرانية الأميركية المباشرة. والسلوك هذا يلتقي مع مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل وبناته: انتظار المفاوضات، ولبنان يريد السلام بعد حلّ مشاكله الخلافية مع إسرائيل. وفي انتظار إميركا وأيران يريد عون عقد جلسات للحوار الوطني، للبحث في ملفات عديدة، أبرزها استراتيجية دفاعية، وترسيم الحدود، وربما تعديل الدستور، ومواكبة مسار السلام. وهذا لا يعني أن لبنان سيخوض مفاوضات سلام. فهذا مستبعد حالياً، لكن في الحدّ الأدنى يمكن مواكبته  لتخفيف الضغوط ووقف عملية الاختناق الشديد.

 

غازي وزني ورياض سلامة أمام المساءَلة؟

خضر حسان/المدن/22 تشرين الثاني/2020

سريعاً جداً، سقط وَهم التدقيق الجنائي الذي لَم يُرَد له أن ينجز. غير أنَّ لعبة كسب الوقت كانت تقتضي التعاقد مع شركة ما للتدقيق، على أن يُفَخَّخَ المسار بألغام سياسية وقانونية كفيلة بتصفية التدقيق في مهده، والعملية لم تتطَلَّب أكثر من نحو 3 أشهر، في سيناريو يُشبِه إعطاء موظَّف تَحتَ الاختبار، مهلة 3 أشهر لتثبيت توظيفه أو الاستغناء عن خدماته من دون ترتيب التزامات على الشركة. لكن علاقة التعاقد مع شركة ألفاريز أند مارسال لإجراء التدقيق الجنائي لصالح الدولة اللبنانية، لا ينطبق عليه إجراء الأشهر الثلاث للاختبار. وبالتالي، هناك تبعات قانونية ومالية لهذا التعاقد لا يمكن تجاهلها بسهولة، وإن لم ينتهِ على النحو المقصود منه

الرقابة أمام الاختبار

تملك القوانين اللبنانية، رغم كل ثغراتها، مسارات تضمَن حقوق الدولة وأموالها العامة، وتُحمِّل المسؤوليات للمُرتكبين، مهما كَبُرَ الارتكاب أو صغر. ولا يحيد التعاقد مع شركة ألفاريز أند مارسال عن درب المساءلة القانونية التي يجب أن يتوَلاّها ديوان المحاسبة الذي يُفتَرَض به أن يتحرَّك ويطلب من وزارة المالية إيداعه المستندات المرتبطة بالتعاقد وما وصل إليه الملف. فهذا العقد يُرتِّب نفقة على الدولة، وانسحاب الشركة وما آلت إليه الأمور مع ما تحمله من غموض حيال النتائج المالية للانسحاب، الذي جاء قسرياً بعد إهمالٍ مِن جانب الدولة في إتمام المهمّة وفق ما نصَّ عليه العقد، يُفتَرَض أن تكون محطَّ اهتمام من قِبَل ديوان المحاسبة، لأن ما حصل يوحي ويعني المَسَّ بالمال العام والتصرُّف به بصورة خاطئة. التعاقد مع الشركة جاء بقرار من الحكومة، وبالتالي "لا يمكن للديوان محاسبة الحكومة"، حسبما تقول مصادر في الديوان، في حديث لـ"المدن". ومع ذلك، لم ينتهِ دور الديوان، إذ "بامكانه مساءلة وزير المالية انطلاقاً من ترتيب نفقة على الدولة، ليتبَيَّنَ في معرض المساءلة أنَّ الحكومة اتّخذَت قراراً غير عادل، يتعلّق بالمال العام، فيدخل الديوان من ثغرات التعاقد ليوجِّه كتاباً إلى مجلس النواب ورئيس الجمهورية يخبر بواسطته عن الضرر الذي ارتكبه مجلس الوزراء، فيتحرّك الطرفان لمساءلة الحكومة". إثارة الديوان هذه القضية واستغلال البنود القانونية كافة، والاستفادة من الثغرات التي انزلقت بها الحكومة وزارة المال والمصرف المركزي، يجعل الديوان الساهر الفعلي على المال العام، وهي مهمّة كفلها له القانون. والسهر على المال العام "هي عبارة معنوية واسعة المفهوم، تضمن كل أشكال العناية والحماية للمال العام. ومِن هنا يصبح لزاماً على الديوان التحرّك. وهذا يتطلَّب جرأة مِن رئاسة الديوان، لأن فاعلية الجهاز الرقابي هي مِن هيبة رئيسه أيضاً".

مسانَدة وزارة العدل

ليس تفصيلاً بسيطاً التعاقد مع شركة أجنبية بمبلغ 2.2 مليون دولار وإدراج بند جزائي بقيمة 150 ألف دولار، ليجري التخلّي عنها بسهولة بفعل عراقيل لا دخل للشركة بها. خصوصاً أنّه مِن حقّ الشركة المطالبة، أقله، بالبند الجزائي. سهولة التخلّي عن المهمّة والمستحقات المالية، تزيد علامات الاستفهام على طبيعة التعاقد ومهمّة الشركة. وهذه أمور لم يفصح عنها وزير المال غازي وزني. أضف إلى ذلك، التساؤلات حول سبب عدم تسليم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المستندات المطلوبة، لإنجاز التدقيق. فالتذرّع بالسريّة المصرفية وحده لم يعد مقنعاً. وهُنا، يبرز موقف وزيرة العدل ماري كلود نجم، إذ طلبت من سلامة التعاون مع الشركة، لأن السرية المصرفية الملحوظة في القانون اللبناني لا تسري على حسابات الدولة وحسابات مصرف لبنان، لاسيما أن هذه الأموال مكشوفة عملاً بقانون حق الوصول إلى المعلومات رقم 28/2017.

وبعد انسحاب الشركة، أشارت نجم إلى "إمكانية التوجه إلى القضاء ليتحمل مسؤولياته، وإلزام مصرف لبنان بتقديم المعلومات المطلوبة للتدقيق الجنائي".

مَن يسبق؟ إن فازت وزارة المال ولم تكشف تفاصيل العقد وتتحمّل نصيبها من المسؤولية إلى جانب المسؤولية الأساسية للحكومة، وفاز معها مصرف لبنان ولم يكشف عن المستندات المطلوبة، فالقانون سيُهزَم ويستمر تضييع المال العام. فشركة ألفاريز أند مارسال لن تستكين بسهولة، وقد تسبق السجال اللبناني حول تفسير قانون السرية المصرفية، لترفع دعوى قضائية دولية ضد لبنان للحصول على مستحقاتها، إلاّ إذا كانت تريد المخاطرة بسمعتها وتأكيد تورّطها مع المنظومة الحاكمة في الاستفادة من المال العام، عبر مشاركتها بمسرحية التدقيق الجنائي.

 

الوزير-الصيدلي..سوق سوداء للقاحات ولبنان أسوأ من الصومال بالتلقيح

وليد حسين/المدن/22 تشرين الثاني/2020

تتصاعد صرخة أطباء الأطفال ضد وزير الصحة حمد حسن والسياسة المعتمدة في اللقاحات. فمنذ نحو ستة أشهر أراد وزير الصحة منع الاحتكار الذي كانت تمارسه أربع صيدليات تمتلك الحق الحصري ببيع لقاحات الأطفال، فأصدر قراراً بحصر بيعها في كل الصيدليات، ومنع أطباء الأطفال من شرائها لتلقيح الأطفال كما كان معتمداً في السابق. 

فوضى عارمة

هذه الآلية التي أقرها الوزير لم ترض الأطباء، ليس لأن الوزير منعهم من شراء اللقاح، بل لأن حصر بيع اللقاح بالصيدلي، حتى ولو من خلال وصفة طبية موحدة، أدت إلى فوضى عارمة في هذا القطاع. وتراجعت نسب تلقيح الأطفال بشكل كبير. كما خلقت سوقاً سوداء للتلقيح، خصوصاً في لقاحات الأنفلونزا. ما استدعى بياناً شديد اللهجة من جمعيتي أطباء الأطفال في بيروت والشمال معتبرتين أن "المقاربة التي وضعتها الوزارة للقاح الأنفلونزا اظهرت الاهتراء الكامل في آلية العمل. فبدل أن يكون الطبيب الشخص الأمثل لتحديد الأولويات ووضع البرمجة المناسبة لكل مريض، جرى اقصاءه واعتمدت آليات مبتذلة لتوزيع لقاح الأنفلونزا وأُسندت إلى الصيدلي. وأدت إلى مزيج من المصادرة والاحتكار وسوء الخيارات في التسليم، فأصبح اللقاح سلعة بدل أن يكون عملا طبيا وقائيا. ووصل اللقاح للعديد من الناس ما عدا من هم بأمس الحاجة إليه من مرضى القلب والقصور التنفسي والسكري والربو وخاصة شريحة الأطفال".

وما زاد الطين بلة تصريحات الوزير الذي اعتبر في إحدى لقاءاته مؤخراً أن الأطباء يطالبون بالعودة إلى الطريقة السابقة لأنهم يطمعون بتحصيل بدل الأتعاب من المرضى ليس إلا. لذا حتى أطباء الأطفال في حزب الله شعروا بالمهانة من هذه التصريحات، وراحوا ينتقدون الوزير على صفحاتهم.

لم ينصت الوزير للتحذيرات من مغبة هذا القرار. وحيال الصرخة التي تصاعدت في وجهه، اتخذ قراراً لإرضاء الأطباء، فسمح لهم منذ نحو عشرة أيام بشراء لقاحات الانفلونزا من الصيدلي بكميات محدودة. لكن كما أكد أكثر من طبيب لم يصل إلى الأطباء أكثر من خمسة لقاحات للأنفلونزا، بالتالي تمنعوا عن استلامها.

الوزير وأقاربه الصيادلة

لقد كانت خطوات الوزير عجيبة. وهو أبلغ الأطباء خلال إحدى الاجتماعات أن من حق الصيدلي الاستفادة المالية من اللقاحات بعدما تراجع دخلهم وجعالتهم من الأدوية بسبب الأوضاع الاقتصادية. حتى أنه ألزم شركات الأدوية توزيع حليب الأطفال في الصيدليات بعدما كان يوزع في السوبرماركت. وللعلم فأن زوجة الوزير صيدلانية وأقاربه ومعظم مستشاريه صيادلة. بالتالي لم يكن قراره لمنع تجاوز بعض الأطباء في بيع اللقاحات، لأن السوق السوداء فتحت على غاربها بعد تلك القرارات. وفي النتيجة أدت قرارات الوزير إلى سوق سوداء واحتكار كبير. فلم تصل اللقاحات إلى الفئات التي حددها الوزير، أي الأطفال وكبار السن، بل صارت تباع في الصيدليات ويقوم الصيدلي بحقنها للزبون. وسمع الأطباء من مرضاهم أنهم اشتروا لقاحات الأنفلونزا بمبالغ فاقت مئتي ألف ليرة، بينما سعر اللقاح لا يتجاوز الـ21 الف ليرة. فالطلب على اللقاحات ارتفع تزامناً مع وباء كورونا، ما دفع الصيدليات إلى الحصول عليها حتى عن طريق التهريب. وعمدت بعض الصيدليات إلى شراء لقاحات "فاكسي غريب" مهربة إلى لبنان، صادرة عن شركة سانوفي الفرنسية، من دون أن تمر عبر شركة إيبو المعتمدة في لبنان. لذا أصدرت وزارة الصحة قراراً بسحب هذه اللقاحات من السوق.

صوملة لبنان

ووفق البروفسور في طب الأطفال، وعضو اللجنة التقنية للقاحات للشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، غسان دبيبو، "تراجعت نسب تلقيح الأطفال في لبنان وباتت شبيهة بأرقام الصومال. وبتنا من بين الدول المنخفضة جداً في معدلات التلقيح، بينما كنا في الصدارة. وأصبح لبنان متقدماً في أعداد المصابين بالحصبة. فقياساً بعدد السكان واللاجئين بات لبنان في المرتبة الثانية بعدم التلقيح بين كل دول المنطقة". وأضاف أن "لبنان كان أساساً يعاني من مشكلة إيصال اللقاح للأطفال، لذا أدخلنا قرار الوزير في مأزق كبير. وبات الأهل يستصعبون آلية التلقيح. فالطبيب يلقح المرضى حسب الجداول المعتمدة، وكان يشتري اللقاحات من شركات الأدوية. لكن الوزير الحالي وبالتعاون مع نقيب الصيادلة قرر حصر التلقيح من خلال بيع الصيدلي للقاحات. وبات المريض بحاجة لوصفة طبية لشراء اللقاح، ليحمله إلى الطبيب لحقنه به. نظرياً هذه الآلية هي محاولة للحد من المتاجرة باللقاح. لكن النتيجة أن الصيدليات احتكرت اللقاحات، وتعقدت آلية التلقيح لدرجة أن نسبة التلقيح تراجعت بشكل خطير. وبات المواطنون لا يقدمون على التلقيح. أو بات قسم منهم يستسهل الأمر ويطلب من الصيدلي حقنه مباشرة. ومن المعروف أن معظم الصيدليات لا يوجد فيها صيدلي متخصص، بل طلاب وموظفون، أي أشخاص غير مخولين. ولا يعرفون إذا كان اللقاح صالحاً للمريض، أو يقدم في وقته المحدد وبالشكل المطلوب. وهذا خلق شرخاً بين جمعيات طب الأطفال والوزير". ووفق دبيبو "قرار الوزير أتى من دون استشارة جمعية طب الأطفال والأشخاص المعنيين. وبتنا نسمع عن سوق سوداء. وآلية الوزير ادعت حل مشكلة، فرسخت مشكلة أكبر من الأولى. هذا فضلاً عن أن هناك صيدليات كثيرة لا تهتم وليس عندها قدرة على تخزين اللقاحات. بينما كان الطبيب يتحمل مسؤولية مرضاه ويعمل على توفير اللقاحات لهم وفق الجداول الخاصة بهم". واستنكر دبيبو ما بدر عن وزير الصحة قائلاً: "من الطبيعي أن يتلقى الطبيب اتعابه، وهل يعمل مجاناً؟ أساساً طبيب الأطفال مدخوله من الطب الوقائي أي اللقاحات. ودوره منع الأمراض من خلال تلقيح الأطفال، لا أن ينتظر مرضهم لتلقيحهم. فليسمح لنا الوزير. من حق الطبيب تلقي اتعابه بكرامة ومن دون منة من أحد. فنحن لا نسرق ولا نتاجر ولا نستغل مواقعنا السياسية التي أُسقطنا عليها بالبارشوت".

وتابع دبيبو لقد "أحدثت قرارات الوزير بلبلة في السياسة الصحية العامة في لبنان، وخلقت فوضى كبيرة جداً نحن بغنى عنها في لبنان حالياً، خصوصاً أنها أتت لأسباب غير مفهومة. كان يفترض بوزارة الصحة العمل مع جميع الشركاء، أصحاب الدور الأساسي في الطب الوقائي ومكافحة الأوبئة في لبنان، وليس التقاء أفراد ومجموعات لتقرير سياسة صحية كيفما اتفق، كما يحصل حالياً".

 

علي الأمين: «حزب الله» يستثمر بانهيار لبنان ويسطو على المرافق العامة

علي الأمين/جنوبية/22 تشرين الثاني/2020

نجح “حزب الله” في بناء اقتصاد رديف مواز للاقتصاد اللبناني من خلال سيطرته على المرافق العامة الرسمية، لاسيما مرفأ بيروت، تحت “إطار المقاومة”” واعادت كارثة الرابع من آب الحديث عن سيطرة “حزب الله” على المرافق اذ ذهبت بعض التحليلات بعيداً في تساؤلاتها حول فرضية أن يكون ما حصل في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت ناجم عن انفجار مخزن سلاح تابع لحزب الله في العنبر بالنظر لحجم الضرر ورقعة الدمار. وفي هذا السياق، تحدث رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين عن سطوة “حزب الله” على المرافق العامة واستثماره في تدمير القطاعات العامة عبر انشاء قطاعات بديلة وتوفير الحاجات الأساسية كالمياه والكهرباء والمدارس حتى للقول بأن في لبنان ليس هناك دولة وبالتالي تبرير وجوده. وفي حديث لقناة “الحدث”، قال الأمين مساء أمس (الجمعة)، إن “ظاهرة “ترفيق” الميليشيات ليست جديدة في لبنان انما تطورت مع مرور الوقت، فسيطرة “حزب الله” على المولدات والمياه وشبكة الاتصالات والانترنت قديمة، مشيرا ان هذه الخدمات التي يقدمها الحزب للناس ليست مجانية انما قطاعات اقتصادية تجارية وهي مورد ربح له”.

ولفت الأمين ان “الأمر الجديد ان تفاقم الأزمة الاقتصادية دفعت “حزب الله” الى الدخول في فصل جديد، وهو قطاع الغذاء عبر فتح شبكة سوبر ماركات في العديد من المناطق بأسماء مختلفة وهو أيضا مهتم بمسألة استيراد الدواء”، مشيرا ان هناك أيضا العديد من شبكات بيع المياه في الضاحية مرتبطة مباشرة بحزب الله”. الى ذلك أشار الأمين الى استفادت “حزب الله” بشكل خاص من قطاع الطاقة والمازوت المدعوم نظرا لمدى ضخامة شبكات المولدات التي يعتبر قطاعا ضخما، وهو لا يقتصر فقط على الضاحية الجنوبية انما في الجنوب والبقاع وهو يؤمن للحزب موارد مالية كبيرة جدا لا سيما في ظل رداءة قطاع الكهرباء في لبنان مع وجود شبكة كبيرة من المستفيدين من هذا الوضع، والاستفادة تتم على عدة مستويات الربح المادي المباشر، وقطاع العاملين اذ يوفر وظائف  لمجموعة كبيرة يوظفها الحزب في هذا القطاع الوهمي مقابل الولاء له في ظل الظروف المعيشية الصعبة والبطالة التي يستغلها الحزب لمصلحته”.

حزب الله يستثمر في انهيار الدولة

وفي سؤال حول ما اذا كانت الدولة الأم (المركزية) تدري بهذا الاختراق أم انها تعلم وموافقة، قال الأمين انه “فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ، مشيرا ان “حزب الله هو الدولة وهو عمليا صاحب القرار الأول بالدولة ببساطة هو يريد ان يقول لبيئته الحاضنة واللبنانيين ان هذه الدولة الفاشلة وهو من يوفر الخدمات”، لافتا انه “من خلال هذه الرسالة يساهم حزب الله في تدمير القطاعات العامة ويستثمر في دمارها عبر انشاء قطاعات بديلة وتوفير الحاجات الأساسية كالمياه والكهرباء والمدارس حتى للقول بأن في لبنان ليس هناك دولة”. وشدد الأمين على ان “حزب الله لا يريد ان ينجح شيئا على مستوى الدولة، لأنه مجرد ان يحدث ذلك مبرر وجوده يصبح محل تساؤل فعلي حتى بين المحيطين به، لأنه يبرر وجوده بأنه يحل مكان فراغ وضعف الدولة، لافتا ان “شرط وجوده ان تكون الدولة مدمرة ضعيفة علما انه على رأس هذه الدولة ويريد ان يفشل مشروع الدولة والمواطنية لحساب الدويلة”.

مسار استراتيجي نحو تغيير النظام

الى ذلك رأى الأمين ان “هناك مسار استراتيجي فـ”حزب الله” ذاهب الى تغيير النظام، مشيرا انه يريد ان يشمل الانهيار كافة المستويات والقطاعات، لاسيما ان حزب الله كرر عدة مرات دعوته للآخرين بالذهاب نحو مؤتمر تأسيسي أي الجلوس على طاولة ضمن موازين القوى القائمة وهو يعتبر نفسه الأقوى والأفعل وهو فعليا كذلك، لذلك هو معني بأن يفرض شروط بناء دولة جديدة بشروط مختلفة على الأقل بموضوع المثالثة، والنقطة الأساسية الأخرى بالشق الإقليمي هي ادخل إيران كعنصر في أي معادلة كما كان في السابق الدور السوري في لبنان، وتابع “النقطة الأساسية يجب ان يكون هناك اعتراف دولي وعربي بان ايران هي الطرف المقابل للطرف الغربي بمعنى ان لا يكون لإيران دورا بنتيجة قوتها فحسب انما ان يكون دورها له بعدا شرعيا ودستوريا ، مضيفا انه “هذا هو الطموح الذي يريد حزب الله ان يثبته في المرحلة المقبلة”.

ولكن أين الشعب اللبناني من هذا الواقع؟

أشار الأمين ان هناك وعي والانتفاضة التي شهدها لبنان كشفت بماذا وكيف يفكر اللبنانيون، فهم وجّهوا سهامهم لهذه السلطة التي يديرها ويتحكم بها حزب الله، لافتا ان مصدر قوة هذه السلطة ليست ذاتية فمن يحميها هي قوة السلاح، وحزب الله هو من يحميها ومن يدير نظام المحاصصة فيها، لافتا ان “السفيرة الأميركية قالت ان باسيل يستفيد من حماية “حزب الله” مقابل ان يعطي غطاءا له وهذه المعادلة أصبحت واضحة للبنانيين وحزب الله يقاتل من أجل الدفاع عنها واستمرارها اليوم رغم انها تساهم في انهيار الدولة”. وختم الأمين بالتأكيد ان “اللبنانيين يعرفون ما يجري وهم خرجوا الى الشارع ولا زالوا يتحينون الفرصة في الظروف المقبلة للخروج مجددا للتعبير عن رفضهم”.

https://youtu.be/7aOThT6GPAU

 

الكتائب اللبنانيّة... في خدمة لبنان؟

أسعد قطّان/المدن/22 تشرين الثاني/2020

في مطلع الحرب الأهليّة اللبنانيّة كان رفاقي في مدرسة الحكمة يهتفون «عالصخر منحفر كتايب والريح بتصغر كتايب». كان الخوف يتحكّم بعقول كثيرين من المسيحيّين في المنطقة «الشرقيّة»، فيلوذون بالحزب الذي اعتبر ذاته آنذاك في مواجهة مشروع فلسطينيّ في لبنان يهدف إلى تقويض السيادة وتفكيك النظام بقوّة السلاح وفرض الوطن «البديل». ورغم الوجود الفاعل لكثر من المسيحيّين في اليسار اللبنانيّ، ولا سيّما من ضمن ما كان يُعرف بالحركة الوطنيّة، التي تحالفت مع المقاومة الفلسطينيّة واستقوت بها في سبيل تغيير النظام اللبنانيّ، بقي حزب الكتائب خلال الحرب الأهليّة عميق الارتباط بوعي كثر من المسيحيّين. وظلّ الحزب يدرك ذاته مقتدّاً من البيئة المسيحيّة، والمارونيّة تحديداً، وملتصقاً بها، وذلك رغم أنّ عدداُ لا يستهان به من الأرثوذكس والروم الكاثوليك والأرمن والسريان انخرطوا في صفوفه.

لماذا بقي حزب الكتائب حكراً على المسيحيّين وفشل في أنّ يتحوّل إلى حزب عابر للطوائف؟ مؤسّس الحزب، الشيخ بيار الجميّل، غالباً ما كان يردّد أنّه لم يرد الحزب مسيحيّاً صرفاً وكان يتمنّى أن يلتحق به المسلمون أيضاً. لكنّه لم يطرح يوماً السؤال بجدّيّة عن العوامل التي حالت دون ذلك: يمينيّة الحزب بدءاً باسمه الذي يذكّر بفرانكو إسبانيا وصولاً إلى الذهنيّة التقليديّة التي كان يعتنقها كثر من المنتسبين إليه؟ ارتباط الكتائب بالنموذج الثقافيّ الفرنسيّ وعلاقاته بالفاتيكان والكثلكة العالميّة؟ تأرجح الحزب بين الخطاب التغييريّ، ولا سيّما في أوساط شريحته الطالبيّة مع مطلع السبعينات، وتحالف معظم «حرسه» القديم مع البورجوازيّة السياسيّة والماليّة؟ هزالة الديناميّة الديمقراطيّة في مكتبه السياسيّ الذي غالباً ما كانت تأتي قراراته مجرّد صدى لتوجّهات المؤسّس وخياراته السياسيّة؟ كلّ هذه ربّما تكون عوامل جعلت المسلمين يجفلون من هذا الحزب الذي ظلّ يحمل الصبغة المسيحيّة رغم رغبته المعلنة في أن يكون حزباً «علمانيّاً».

لقد تمرّغ حزب الكتائب في أوحال الحرب واختبر صراعاتها حتّى التمزّق، من مجزرة إهدن إلى حروب إخوة السلاح في الأشرفيّة والمتن. ولعلّ ولادة «القوّات اللبنانيّة» من رحم الكتائب على يد الشيخ بشير، إبن بيار الجميّل الأصغر، كانت، بمعنىً ما، حركةً «تصحيحيّةً» في قلب الكتائب أتاحت لبشير أنّ يختطّ مساراً خاصّاً به من دون الكسر تماماً مع ظلّ الشيخ المؤسّس. هذا المسار، بكلّ ما تخلّله من تموضعات وتحالفات ما زال الناس يختلفون على تأويلها، أفضى بالشيخ بشير إلى رئاسة الجمهوريّة. ولقد اتّصفت أيّام الرئيس المنتخب الأخيرة لا بخطاب وطنيّ جامع يتّسم بالوضوح والرؤيويّة والعزوف عن لغة السياسة الخشبيّة فحسب، بل بتعاطف ملحوظ لدى كثيرين من غير المسيحيّين أدركوا أنّ هذا الذي أتى رئيساً للجمهوريّة «على الدبّابة الإسرائيليّة» يشترك معهم في الحلم ذاته ببناء دولة نظيفة لا مكان فيها للزبائنيّة والمحسوبيّات.

اغتيل بشير الجميّل، فدخل المسيحيّون والمسلمون كلّ إلى شرنقته من جديد، وسقط «الحلم» في أنّ يصبح حزب الكتائب شيئاً آخر غير تنظيم سياسيّ يحمل دمغة الطائفة ويلصق به خصومه سمة الطائفيّة. ورغم أنّ «الأمر» العسكريّ كان قد انتقل إلى القوّات اللبنانيّة، صنيعة بشير الجميّل، التي اضطهدها شقيقه الأكبر أمين بعد انتخابه رئيساً للجمهوريّة، وذلك قبل اصطدامها بالعماد ميشال عون والجيش اللبنانيّ، إلاّ أنّ حزب الكتائب خرج من الحرب اللبنانيّة منهكاً مضعضعاً، ولا سيّما بعد موت المؤسّس. ولم يتسنّ للكتائبيّين إعادة ترتيب بيتهم إلاّ بعد صراعات كثيرة ومدّ وجزر طويلي الأمد، حتّى إنّ أحد روّاد مسرح الساعة العاشرة تهكّم في أحد عروضه عليهم بقوله «كانوا كشّاف... ورجعوا كشّاف». ولَم توفّر متاهة الدم، بعد رحيل الوصيّ السوريّ، قيادة الحزب. فاغتيل بيار أمين الجميّل في مثل هذه الأيّام من العام 2006، كما اغتيل نائب الحزب انطوان غانم العام 2007.

يسمح المتعاطفون مع التاريخ الكتائبيّ القديم لأنفسهم بأن ينحوا باللائمة على مشهديّة حزب الكتائب بعدما تسلم دفّته رئيسه الحاليّ الشيخ سامي الجميّل. والحقّ أنّ الجدل يطول في ما إذا كانت هذه المشهديّة منسجمةً مع «الإرث» الكتائبيّ. ولكنّ الأكيد أنّ خطاب الشيخ سامي (وبعض رفقائه في المجلس السياسيّ) يتّصف بنبرة إنسانيّة ووطنيّة تكاد تكون «يساريّة» في بعض مضامينها وهي ماضية في تحرير حزب الكتائب شيئاً فشيئاً من صورته النمطيّة بوصفه حزباً يمينيّاً محافظاً للمسيحيّين. يضاف إلى ذلك أنّ قادة الحزب رصدوا ما كان يتموّر في المجتمع اللبنانيّ من رغبة في التغيير أفصحت عنها ثورة النفايات العام 2015، فكان حزب الكتائب الأسبق في رفض «التسوية» التي أطلقت رصاصة الرحمة على العمل السياسيّ في لبنان، والأصدق والأسرع في الخروج من المجلس النيابيّ بعد انفجار المرفأ، وذلك بعدما كان منتفضو 17 تشرين قد سحبوا منه الشرعيّة الشعبيّة حين أقفلوا بصدورهم العارية الطرقات إلى ساحة النجمة. ويتصاحب هذا كلّه مع مشهد سامي الجميّل وهو يثمّن ثقافة النقد الذاتيّ في الحزب، أو يفتح البيت المركزيّ في الصيفي للثوّار بعدما نكّل بهم توحّش السلطة مشتركاً في تضميد جراحاتهم، أو يزور طرابلس مع زوجته حاملاً طفلته على منكبيه ومخترقاً الأزقّة المملوكيّة الجميلة فيما فقراء الباعة المسلمون يفرحون بزيارته ويهتفون له.

في زمن تلطّي الأحزاب وراء هويّاتها الطائفيّة الكاذبة خوفاً من انحسار شعبيّتها، يبدو أنّ سامي الجميّل يقود الكتائب اليوم إلى مكان لا-طائفيّ يليق بشعب صنع انتفاضة 17 تشرين وما زال يناضل لاسترداد سيادته المسلوبة ووطنه المنهوب. الرهان كبير وعسير، ولا شكّ. فالسمة الطائفيّة «المسيحويّة» التي التصقت بحزب الكتائب منذ فجر التأسيس من الصعب اقتلاعها برفّة عين. ولكنّه رهان يستحقّ. وربّما يكون هو الرهان الوحيد الذي يليق بقوافل الكتائبيّين الذين سقطوا اقتناعاً منهم بأنّهم يبذلون حيواتهم «في خدمة لبنان».

 

بعد موت المبادرة الفرنسية: خطة أوروبية أميركية لإدارة الانهيار

منير الربيع/المدن/22 تشرين الثاني/2020

ضربة جديدة تتلقاها المبادرة الفرنسية في لبنان. ترنُّحُ المبادرة يدفع المسؤولين اللبنانيين إلى إبقائها شمّاعة تتعلّق عليها كل الموبقات.

الضربة الأولى للمبادرة الفرنسية، وجّهت إليها حين أُدخلت بدهاليز عملية تشكيل الحكومة، والتكالب على الحصص والمكاسب بين القوى اللبنانية. فلم تتمكن باريس من تمرير مبادرتها، ولو عبر الإتيان بأي حكومة، كيفما كان شكلها.

الضربة الثانية هي إسقاط ملف التدقيق الجنائي، بانسحاب شركة ألفاريز أند مارسال. وانسحاب الشركة لا تتحمّل مسؤوليته جهة واحدة، إنما كل القوى السياسية مجتمعة، بغض النظر عن مواقف عديدة لقوى سياسية متعددة تستنكر انسحاب الشركة (استنكار لفظي على الأغلب).

المبادرة الميّتة

كل طرف كان لديه أهداف معينة من "التدقيق". والأكيد أن أحداً لم يكن يريد لهذا التدقيق أن يصل إلى أي معلومة أو نتيجة، حتى أكثر المتحمسين له، لأن الجميع متورط. مَن رفع لواء عملية التدقيق كان يريد فقط هدم الجدار حول المصرف المركزي، واقتحامه وإخراج رياض سلامة منه. عدا عن ذلك، لم يكن بالإمكان الوصول إلى نتيجة أخرى. حتى حزب الله لم يكن في وارد السماح بحصول التدقيق الجنائي، في ظل الكثير من الاتهامات التي توجه إليه وإلى المصرف المركزي والمصارف اللبنانية، في إبتكار طرق عديدة للالتفاف على العقوبات منذ العام 2016 إلى اليوم.

التدقيق الجنائي المالي هو البند الأول في المبادرة الفرنسية. إسقاطه يعني إسقاط المبادرة مجدداً في شقها المالي، كما أُسقطت في الشق السياسي. وذلك يقود إلى خلاصة واحدة، مفادها أن المبادرة الفرنسية انتهت. ويمكن تشبيهها بالمبادرة الروسية التي أطلقتها موسكو في العام 2018 لإعادة اللاجئين السوريين، ففشلت وانتهت، فيما بقي المسؤولون اللبنانيون يتحدثون عن "المبادرة الروسية" واستخدامها بكل أسباب التعمية في التعاطي مع ملف اللاجئين. وكل من يريد التهرب من أي مسؤولية تتعلق بهذا الملف، كان يحيل الأمر إلى المبادرة الروسية. انتهت المبادرة الروسية وبقي اللبنانيون يتحدثون عنها. والآن، تنتهي المبادرة الفرنسية ويبقى اللبنانيون يتحدثون عنها.. وبالرياء ذاته.

بعد اجتماعات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في باريس، يمكن القول بشكل واضح إن المبادرة الفرنسية سقطت سياسياً ومالياً. استمرار المسؤولين اللبنانيين بالحديث عن المبادرة لا يعدو كونه محاولة للتعمية لا أكثر. فالمبادرة بجوهرها لم تعد موجودة، ولا أي مقومات لإعادة إحيائها. وهناك معطيات كثيرة تفيد بأن موقفاً أوروبياً أميركياً يتبلور أكثر فأكثر، منذ موافقة عدد من الدول الأوروبية على الرضوخ للضغوط الأميركية، وتصنيف حزب الله بشقيه السياسي والعسكري كتنظيم إرهابي، باستثناء فرنسا.

مبادرة أوروبية؟

ليست الولايات المتحدة الأميركية وحدها من كان لديه مصلحة في عرقلة المبادرة الفرنسية وإسقاطها، دول أوروبية كثيرة -على رأسها ألمانيا- لم تكن لتتفرج على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن عن طموحه في تزعّم القارة الأوروبية. يتزامن ذلك مع معلومات تفيد بأن الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تعيين مبعوث خاص للبنان. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنه عندما يقدم المجتمع الدولي على مثل هذه الخطوة، يعني أن الدولة التي يتم تعيين مبعوث خاص فيها قد أصبحت دولة فاشلة. كما هناك مبعوث دولي لسوريا، سيكون الحال بالنسبة إلى لبنان. وهذا سيعكس تدهور الوضع أكثر فأكثر.

يتجه الإتحاد الأوروبي إلى تحويل المبادرة الفرنسية إلى مبادرة أوروبية، وتعيين مبعوث خاص لمتابعة الشأن اللبناني. وحسب المعلومات، فإن هذه الخطوة تأتي بدعم ألماني، على أن يكون المبعوث الأوروبي إيطالي الجنسية. كل هذه المؤشرات تؤكد أن لبنان يذهب أكثر نحو الانهيار، ونحو مصاف الدول الفاشلة. وفي هذه الحال، لا يمتلك لبنان أي مقومات للصمود. رهانه فقط على ملف ترسيم الحدود، وما قد يحرزه من تخفيف للضغوط، وتالياً السماح بالتنقيب عن النفط والغاز لتحسين وضعه المالي والاقتصادي، وإن كان ذلك سيستغرق سنوات عدة.

المسار الحدودي الصعب

في ظل الجمود السياسي على مختلف الصعد، تبقى الأنظار كلها متجهة إلى ملف الترسيم. حتى الآن، المفاوضات لم تحقق أي تقدم، ولم يتم الاتفاق على النقطة التي يجب أن تنطلق منها عملية الترسيم. لكن الحديث عن الاستمرار في جلسات التفاوض، على الرغم من الفشل في المضمون، يدلّ على إضفاء نظرة إيجابية ومهدّئة، والمحافظة على الحدّ الأدنى من الاستقرار ومنع حصول أي توترات. أما بحال أُعلن فشل المفاوضات، أو انسحب أحد الطرفين منها، سيفتح الباب أمام احتمالات كثيرة، قد تؤدي صدامات أو عمليات عسكرية وأمنية.

في المقابل، فإن جزءاً أساسياً من تقييم إيران وحزب الله للعقوبات الأميركية، يشير إلى ان ترامب قد استعملها، حتى استنفدت الكثير من قيمتها وجوهرها، ولم تعد قادرة على تحقيق مفاعيل سياسية، لأنها يجب أن تكون آلية ضغط لتغيير مسار معين. وهذا المسار لم يتغير. الأمر الذي يدفع إيران إلى انتظار الإدارة الأميركية الجديدة التي يُفترض أن تسلك طريقاً مغايراً لطريق العقوبات الذي سلكه ترامب. إنما من غير المعروف إذا ما كان هذا الطريق فعلاً سيتغير. وحتى لو حدث ذلك، سيكون لبنان أمام خلاصة واضحة: طريق الانهيار طويل.

 

استقلال لبنان الـ77 منقوص وكل طرف يغنّي لاستقلاله.. وعون سيحفر الصخر- (تغريدات)

سعد الياس/القدس العربي/22 تشرين الثاني/2020

إذا كانت مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال غابت بسبب جائحة كورونا، واقتصرت على وضع وزيرة الدفاع زينة عكر، وقائد الجيش أكاليل من الزهور على نصب شهداء الجيش بعد وضع ممثلين للرؤساء الثلاثة أكاليل على أضرحة رجالات الاستقلال، فإن حال هذا العيد الـ77 لم تكن لتسمح بالاحتفال بهذا العيد المنقوص في ظل ما آلت إليه أحوال الجمهورية بعد انتزاع الاستقلال الأول من الانتداب الفرنسي عام 1943 ثم الاستقلال الثاني بعد ثورة 14 آذار/ مارس 2005 من النظام السوري.

فلبنان اليوم يعيش في ظل دويلة يهيمن عليها حزب الله وفي ظل عجز الدولة عن فرض هيبتها، وآخر فصول انهيار الدولة وتلاشي سلطتها بعد انفجار مرفأ بيروت، فرار سجناء من سجن بعبدا.

وقد عبّرت المواقف السياسية والروحية عن عمق الأسى لهذا الواقع وعن رغبة في تغييره، وكان اللافت استحضار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرة جديدة الحديث عن روح المقاومة اللبنانية لأننا نعيش في ظروف شبيهة بعام 1975، وغرّد قائلاً: “روح المقاومة حتى عيد الاستقلال”.

أما رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل فذهب أبعد من جعجع بقوله: “لن نستسلم وهذا بلدنا ولن نتركه لأحد وندعو الجميع للدفاع عنه معنا”، مؤكداً “أنّنا نصطدم بحاجزين كبيرين للتغيير الأول هو السلاح والثاني هي المنظومة الفاسدة الحاكمة في لبنان”.

جعجع يستحضر روح المقاومة.. والجميّل لحزب الله: سلاحكم تقسيمي والأكبر منكم لم يُخِفنا

وخاطب الجميّل قيادة حزب الله قائلاً: “أنتم تدخلون لبنان في صراعات خارجية وتعزلونه، وسلاحكم هو ضد السيادة ويقيّد الاستقرار، سلاحكم هو تقسيمي واللبنانيون من كل الطوائف لن يقبلوا التعايش مع سلاحكم. لن تخيفونا برفع الإصبع والأكبر منكم لم يخفنا وإرادة اللبنانيين بالحياة أكبر منكم”.

وإذا كان الجميّل هاجم المنظمة الفاسدة، فالمفارقة أن الرئيس اللبناني ميشال عون الذي وجّه رسالة إلى اللبنانيين لم يتطرّق إلى مَن وما يُفقد الاستقلال معناه، بل بدا متناغماً مع رئيس الكتائب في انتقاد منظومة الفساد، معتبراً “أن وطننا اليوم، أسيرُ منظومةِ فسادٍ سياسيٍ، مالي، إداري، مغطّى بشتّى أنواعِ الدروعِ المُـقَـوننة، الطائفية والمذهبية والاجتماعية”، الأمر الذي استدعى تعليقات مستهجنة من ناشطين ذكّروه بأنه وتياره من أركان هذه المنظومة، وبأنه رئيس منذ 4 سنوات، فماذا فعل لمحاربة الفساد؟

وقد عاهد عون اللبنانيين “البقاء على وعده بحفـرِ الصخرِ مهما تصلَّب لشقِّ طريقِ الخلاصِ للوطن”، معبّراً عن نكسة بعد انسحاب شركة التدقيق الجنائي “ألفاريز ومارسال” من مهمتها، وأشار إلى أنه “لن يتراجع أو يحيد عن معركته ضد الفساد المتجذّر في مؤسساتنا”.

وفي الملف الحكومي، تجنّب عون تسمية المبادرة الفرنسية بوضوح، لكنه غمز من قناة الرئيس المكلف سعد الحريري سائلاً: “أولَم يحن الوقت بعد في ظل كل تلك الأوضاع الضاغطة لتحرير عملية تأليف الحكومة العتيدة من التجاذبات ومن الاستقواء والتستّر بالمبادرات الانقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع كي يستقيم انشاء السلطة الإجرائية وعملها؟”.

وفي المواقف الروحية، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “أن استقلال لبنان لا يعني نهاية الانتدابِ الفرنسي فقط، بل خروج لبنان من سياسة المحاور إلى سياسة الحياد، فلا ينحاز تارة إلى الشرق وطوراً إلى الغرب. ولذلك شدّد بيان حكومة الاستقلال على أن لبنان يلتزم الحياد بين الشرق والغرب. ودلّت تجربة لبنان بعد استقلاله، أنه كلما كان يلتزم الحياد كان استقلاله ينمو، واقتصاده يزدهر. وكلما كان ينحاز كان استقلاله يخبو واقتصاده يتراجع. وها هو الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرت عنه ولا تزال سياسة الانحياز”.

وأضاف الراعي: “عيد الإستقلال، ولو أتى جريحاً ومهشّماً، فإنا ما زلنا نعول على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على استعادة قرار الدولة المستقل، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر؛ دولة حدودها محصّنة، وسيادتها محكمة، وشرعيتها حرة، ودستورها محترم، وحكومتها استثنائية إنقاذية قادرة على النهوض بالبلاد، وعلى كسب الثقة الداخلية والخارجية العربية والدولية؛ دولة تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصاً وروحاً؛ دولة تصلح الخلل في هويتها الأساسية”.

من ناحيته، اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن مناسبة ذكرى الاستقلال “تأتي هذا العام والوطن يعاني من انهيار لا مثيل له بغياب الدولة وعمل مؤسساتها الجاد”.

وأكد أن “لبنان في حال ضياع وعدم إيجاد حلول للأزمات المتراكمة على الصعد كافة، ونخشى الأعظم والأسوأ إلا اذا تشكّلت حكومة إنقاذ وطني تكتسب ثقة الناس والمجتمع العربي والدولي وإلا على لبنان السلام”. وأضاف: “لبنان الآن يواجه مصيره فهل سيكون اللبنانيون على مستوى إنقاذ مصيرهم ومستقبلهم بدءاً من تناسي خلافاتهم وأنانياتهم ومصالحهم الشخصية إنقاذاً لشعبهم وحفاظاً على وطنهم؟”.

أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فهنّأ اللبنانيين بـ”عيد الاستقلال المحجور عليه بالتفليسة المالية السياسية، التي حوّلت الاستقلال إلى مأساة تاريخية”. ورأى في بيان “أن فرحة الآباء الأوائل بالاستقلال شكّلت لحظة تاريخية، سوى أن النظام السياسي العاجز عن تكوين سلطة عادلة ودولة قانون فوق الإقطاع السياسي والمالي، جعلت الدولة مزرعة، وسط مافيات مالية سياسية حوّلت الاستقلال إلى متاريس ومزارع وتبعيات استعمارية لنظام دولي يتقاسم الدول وشعوبها ومواردها”.

ولفت قبلان إلى أن “الاستقلال سيادة ووحدة شعب ومصالح وطنية وبذل تضحيات من أجل لبنان، وهذا ما قدّمه آباؤنا في سبيل الاستقلال الأول للبنان، ثم تابعت عليه أجيالنا المقاومة التي هزمت إسرائيل والتكفير في سبيل الاستقلال الثاني، فشكراً لمن ناضل لنستقل، وشكراً لمن قاوم لنتحرّر”.

وقال: “نحن اليوم مطالبون بتحرير لبنان من الداخل، وإنقاذه من العصابات المسؤولة عن انهيار البلد ونهبه، وهذا يفرض علينا أن نحرّر النظام السياسي من الطائفية البغيضة المسؤولة عن كل أزمات البلد، من فساد وصفقات وإتجار بالدولة ومرافقها ومؤسساتها وثرواتها”. وختم: “بئس الاستقلال أن نكون بلا حكومة، وبئس رجالات دولة تقرأ استقلالها وسيادتها من خلال فناجين الدول لكي تشكّل حكومة”.

 

وماذا بعد ألا تخجلـــــــــــــــــــون ؟!

بسام ضو/22 تشرين الثاني/2020

تعتبر الأديان السماوية أنّ رأس الحكمة مخافة الله ، والعمل ضمن الأطر الدينية الصالحة والقانونية المتّبعة لدى البشرية . هذا من الناحيتين الدينية والقانونية ، أما في لبنان فممارسة العمل السياسي توصيفها يأخذ منحىً تعجيزيًا نظرًا لسوء الإدارة السياسية المتّبعة التي تُغيِّبْ عنها الإدارة الرشيدة التي تحرص على تطبيق القوانين وتهملها عمدًا من أجلِ مصالحها . أيّ واقع سياسي مرير نمُّرُ فيه والذي سيوصلنا إلى حافة الإنهيار حتمًا !

العلم السياسي يُشير إلى أنّ الدولة إنوجدت لضبط المجتمعات ، ويستطرد ليظهِّرْ أنّ المجتمعات الأكثر تطورًا شهدت تطويرًا لإدارة نفسها سياسيًا – أمنيًا – إقتصاديًا – إجتماعيًا – إنمائيًا ،... مع سلطة مباشرة أو معنوية مركزية تحترم الأصول القانونية والدستورية المتّبعة على كافة المستويات ، لكن هذا الأمر غير متوّفر في لبنان للأسف وله عدة أسباب ولكن أختصرها بسبب واحد هو : الجهل السياسي وقلّة الأخلاق وعفوًا من بعض السياسيّن. للأسف في لبنان سياسيّون فاشلون ويتواجدون في مختلف قطاعات الدولة وفي الأحزاب التي نشأت على ضفاف الحرب اللبنانية وهي عمليًا ميليشيات بثوب الحمل الوديع ، وهم كُثُرْ وتواجدهم في سدّة المسؤولية هو عمليًا نتاج إغتصاب النظام الديمقراطي الذي يدّعون حمايته وظاهريًا هم من إفتعلوا عذرية النظام الديمقراطي وإستباحوا أنظمته ويحاضرون في العفّة السياسية .

في لبنان ، إنه زمن العجائب ، كثرَ الفاشلون وإستباحوا الدولة وإزدادوا بشكل ملفت للنظر وصاروا يرتقون أعلى المناصب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنموية وشغلوا مراكز مهمّة في الدولة يديرون مؤسساتها وهم ذو مستوى ثقافي وعلمي معدوم . هذا الحدثْ السياسي الإداري ليس وليد صدفة ، بل هو من خلال مخطط مدروس رُسِمَتْ له كل السيناريوهات مسبقًا وفق خريطة محكمة وها هي النتيجة للأسف . الأمر الأشّد خطورةً أنّ هؤلاء السياسيّن الفاشلين لا يعترفون بفشلهم ، ويعتبرون أنفسهم من الناجحين وإنهم يؤدّون خدمة جليلة للشعب اللبناني علمًا أن كل اللبنانيّن والمجتمعين العربي والدولي يعلمون أنهم يُعربدون – يسرقون – يرتشون – يتآمرون والحبل ع الجرّار ، وولائهم إلى خارج يأمرهم بالقوة ويتعاطى معهم بالعصى وهم كحجارة الشطرنج يتحركون بالأيدي إنْ لم أقل بأرجل أسيادهم ، ويا ويلهم إنْ لم يطّبقوا ما يأمرونهم به . ورغم فشلهم المتنامي والمتعاظم لا يزالون مُصرّين على مواصلة عهرهم السياسي بدون خجل ولا وجل من الشعب اللبناني ومن المجتمع الدولي . والأنكى من ذلك هؤلاء الذين يستفيدون منهم ويبرِّرون لهم على طريقة " ما خلّوهم " أو " ما طالع بإيدين شي" وأعتبر هؤلاء الأتباع سُذّجْ وجهلة ومن الذين غُسِّلَتْ أدمغتهم هذا إن إنوجدت حيث لا يرون الحقيقة في وضح النهار .

كباحثين نأسف لرؤية الفاشلين ينتهكون حرمة العمل السياسي وهم في أعلى المراكز الرسمية ، ويُصرُّون على إدارة الدولة رغمًا عن إرادة الشعب ، والمؤسف أنّ التمادي وصل في ظهور بعضهم على الفضائيات ليتفلسف وكأنه خبيرًا دستوريًا أو فقيهًا سياسيًا وهو فعليًا في رتبة " " Ilettré أو" خائن " أو " دجّال " أو مرتشي " ، واللائحة تطول وتطول، وللأسف الشديد إنّ الأزمة الحالية أظهرت وأثبتتْ كيف عمل هذا النظام السياسي على تدمير كل دعائم المعرفة السياسية لدى الشعب وفعليًا لدى المثقفين من حملة الشهادات الجامعية في مختلف الإختصاصات ، حيث حوصِروا ومنعوا من الدخول إلى ملاكات الدولة وأجهزتها الرسمية وأبْعِدوا وهُمِّشوا وهُجِّروا ... بتنا نعاني من تمادي الرأي "الرادع" الممارس حاليًا ، وحاليًا نلاحظ أننا أصبحنا في فترة تُمارس فيها الدكتاتورية الفكرية المبنيّة على الأحادية والشمولية نتيجة القمع السياسي وسيادة الرأي الواحد ، والمشكلة الأكبر والأخطر أنّ ممارسي

الأحادية هم حديثي العهد بالسياسة والكثير منهم لم يكونوا من المقتدرين في الفكر السياسي ولا يجدون دعائم موضوعية وقانونية ودستورية أو موثقة لِما يقولون .

في الكتب السماوية نتعلّم أنّ الضمير الحيّ هو الصوت الداخلي الذي يولد مع أي شخص يؤّنبه إذا أخطأ ويوّجهه إذا تاه ويُباركه إنّ أصاب ، والضمير وفق الكتب السماوية هو أحد أسرار الفطرة الإلهية ومكتسبة تتمثل في الأخلاق الحميدة والعادات الإنسانية الراقية والوعي الذاتي بمفاهيم الذات والجماعة والمجتمع ... وماذا بعد أيُّها السياسيّون ألا تخجلون وتتّقون الله ؟! أين ضميركم المهني ؟ أين وطنيتكم ؟ أين أنتم من يقظة الضمير ؟ أين أنتم من أنين شعبكم؟ أين أنتم من السيادة المنتهكة ؟ أين أنتم من ذكرى إستقلال بات صُوريًا ؟ لا معنى له ... إتّقوا الله.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

أنقرة عايدت لبنان بإضاءة برجها بالعلمين اللبناني والتركي

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

لمناسبة عيد استقلال لبنان السابع والسبعين، أضاءت العاصمة التركية انقرة برجها بألوان العلم اللبناني، مع العلمين اللبناني والتركي، وعبارة "نتمنى للجمهورية اللبنانية الشقيقة عيد استقلال سعيد".

 

الرئيس عون تلقى المزيد من برقيات التهنئة بالاستقلال

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المزيد من برقيات التهنئة من رؤساء وقادة الدول، لمناسبة العيد السابع والسبعين للاستقلال، أبرزها من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ جاء فيها: "منذ مطلع السنة الجارية، تتبادل الصين مع لبنان الدعم في مكافحة جائحة كوفيد-19 وتقدم الجانب الصيني ما في وسعه في المساعدات للبنان لمواجهة انفجار مرفأ بيروت، الامر الذي يعكس الصداقة العميقة والتقليدية بين البلدين. إني حريص على العلاقات الصينية-اللبنانية ومستعد للعمل مع فخامتكم على تعميق علاقات التعاون بين الصين ولبنان لما فيه الخير البلدين والشعبين. وان الجانب الصيني على استعداد لمواصلة مساعدة لبنان قدر الامكان في مواجهة التحديات من اجل عودة الاستقرار والاطمئنان في اقرب وقت ممكن".

كما، تلقى الرئيس عون برقية بالمناسبة من ملك اسبانيا الملك فيليبي، الذي أعرب لرئيس الجمهورية عن أطيب تمنياته "بالعافية على المستوى الشخصي وبالسلام والازدهار للشعب اللبناني العزيز".

كما تلقى برقية مماثلة من رئيس وزراء العراق السابق الدكتور أياد علاوي.

 

البطريرك الراعي: الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار السياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرت عنه ولا تزال سياسة الانحياز

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي وعاونه المطارنة حنا علوان، أنطوان عوكر وبيتر كرم، وشارك في القداس النائب أنطوان حبشي، رئيس بلدية فاريا ميشال سلامه والدكتور شربل عازار.

وألقى الراعي عظة بعنوان "انا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك" جاء فيها: "1.قبلت مريم تصميم الله الخلاصي، ودورها فيه، ولو كان مخالفا لتصميمها الزواجي بخطبة شرعية مع يوسف. فأجابت على بشرى الملاك بطاعة كاملة، قائلة: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك (لو 1: 38). وهكذا أعلنت نفسها خادمة لإبن الله الذي سيولد منها بقوة الروح القدس، وللتصميم الإلهي الذي يتحقق بواستطها.

ما أجمل أن يقرأ كل مسؤول وصاحب رسالة، موقعه من هذا المنظار، أكان في العائلة، أم في الكنيسة، أم في المجتمع، أم في الدولة! فيصغي لكلام الله وإلهامات الروح القدس، ويقوم بمسؤوليته بروح الطاعة لإرادة الله. وبذلك يضع مدماكا في تحقيق التصميم الإلهي.

تعلمنا العذراء مريم أن المسؤولية خدمة للآخرين مشرفة، وليست خدمة للذات. وبكونها خدمة، فإنها تتحلى بالتواضع والجهوزية والتفاني والتجرد وبروح إنجيل التطويبات. ولأن مريم عاشت الخدمة بهذه الفضائل، رفعها الله إلى أسمى المراتب بإنتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، وبتكليلها سلطانة على السماء والأرض.

2.إنني أحيي، مع إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية، كل الذين يشاركوننا بالروح في هذه الليتورجيا الإلهية عبر محطة تيلي لوميار-نورسات، والفيسبوك وسواها من وسائل الإتصال. ونصلي معا من أجل شفاء المصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الوباء، وتحرير الكرة الأرضية منه وقد شلها في جميع قاراتها. نصلي من أجل أن يتوصل الأطباء والباحثون إلى إيجاد العلاج الشافي، رحمة بالبشرية، وعلى الأخص بالفقراء والعاطلين عن العمل والجياع من جراء توقف الآلاف من المؤسسات الصناعية والإقتصادية. ونهتف قائلين: إرحم يا رب، إرحم شعبك!

3. في حدث البشارة حوار بين الله والإنسان، جرى بين الملاك جبرائيل ومريم، عذراء الناصرة على ثلاث مراحل سريعة: حياها الملاك حاملا إليها البشرى الإلهية، أما هي فاضطربت بخوف متسائلة في داخلها عن معنى هذا السلام ؟ طمأنها جبرائيل مزيلا منها الخوف، وبلغها الدعوة الإلهية لتكون أم إبن الله المتجسد منها، أما هي فأعلنت عدم قدرتها البشرية؛ شرح لها الملاك سر أمومتها بقوة الروح القدس وهي بتول، عندها أجابت مريم بإعلان طاعتها الكاملة لله.

إنه حوار نموذج يقوم بين الله وكل واحد منا، عندما نصغي لكلامه ونحفظه في القلب، ونحيطه بالصلاة والتأمل. إصغاء وصلاة وتأمل. هذه الثلاثة تضمن هذا الحوار الضروري في حياتنا، إذ لا يمكن أن نفصل واقعنا في شتى مراحل الحياة عن إرادة الله وتصميمه الخلاصي اللذين يتحققان بالتعاون مع كل إنسان وفقا لدوره الخاص.

4. البشارة لمريم هي إعلان إنجيل يسوع المسيح. إنه الخبر السار الذي تجلى فيه سر الله الواحد والثالوث الفاعل في تاريخ البشر: الآب يرسل إبنه متجسدا من عذراء، بقوة الروح القدس، من أجل خلاص كل إنسان. وتجلى في إنجيل البشارة سر مريم المملوءة نعمة والمدعوة للدخول في عهد خلاصي مع الله؛ وسر أمومتها، وهي عذراء، بقوة الروح القدس، وسر طاعتها واضعة ذاتها بالكلية في تصرف تصميم الله.

ها نحن أمام سر الإله-الإنسان، وسر العذراء-الأم. يا لتبادل عجيب!

5. يحتفل لبنان اليوم بعيد الإستقلال السابع والسبعين، بعد ثلاث وعشرين سنة من الإنتداب الفرنسي، وتركيز الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والدولة، والتي يتساوى فيها المسيحيون والمسلمون، وهذا ما ناضل من أجله البطريرك الكبير المكرم الياس الحويك. استقلال لبنان لا يعني نهاية الانتدابِ الفرنسي فقط، بل خروج لبنان من سياسة المحاور الى سياسة الحياد، فلا ينحاز تارة إلى الشرق وطورا إلى الغرب. ولذلك شدد بيان حكومة الاستقلال على أن لبنان يلتزم الحياد بين الشرق والغرب. ودلت تجربة لبنان بعد استقلاله، أنه كلما كان يلتزم الحياد كان استقلاله ينمو، واقتصاده يزدهر. وكلما كان ينحاز كان استقلاله يخبو واقتصاده يتراجع. وها هو الواقع الحالي المتداعي يكشف مدى الدمار الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني الذي أسفرت عنه ولا تزال سياسة الانحياز. عيد الإستقلال، ولو أتى جريحا ومهشما، فإنا ما زلنا نعول على إرادات حسنة مخلصة للوطن تعمل على استعادة قرار الدولة المستقل، وبناء دولة جيشها واحد لا أكثر، وقوميتها واحدة لا أكثر، وولاؤها واحد لا أكثر؛ دولة حدودها محصنة، وسيادتها محكمة، وشرعيتها حرة، ودستورها محترم، وحكومتها استثنائية إنقاذية قادرة على النهوض بالبلاد، وعلى كسب الثقة الداخلية والخارجية العربية والدولية؛ دولة تعيد بناءها الداخلي على الدستور والميثاق نصا وروحا؛ دولة تصلح الخلل في هويتها الأساسية: العيش المشترك (مقدمة الدستور، ي) كمشاركة متوازنة بين المسيحيين والمسلمين في حياة الدولة لا كمحاصصة بين أفراد سياسين نافذين؛ الديمقراطية (مقدمة الدستور، ع) بشقيها الموالاة والمعارضة، لا الأكثرية والأقلية وطغيان الواحدة على الأخرى وشل الحياة العامة؛ تحقيق الإنماء المتوازن للمناطق ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، تأمينا لوحدة الدولة وإستقرار النظام (مقدمة الدستور، ز).

6. لقد ضاق صدر اللبنانيين جميعا بانتظار حكومة جديدة تفرج البلاد. الكل يعلم أن عرقلة التأليف في العودة إلى نغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء؛ هذا الأسلوب عزز الفساد والإستيلاء على المال العام وهدره، وأوصل الدولة إلى حالة الإنهيار والإفلاس. هل يدرك المعطلون أن الناتج المحلي انحدر هذه السنة من 54 مليار دولار إلى 25، وأننا خسرنا سنة إصلاح لا تقدر بثمن؟ إذا تشكلت الحكومة على صورة سابقاتها، لا سمح الله، سينتج منها الخراب الكامل. والغريب أنهم يرفضون المشورة والرأي والنصيحة والملاحظة، ويتصرفون خلافا للدستور الذي ينص على أن تمثل السلطة الإجرائية الطوائف بصورة عادلة، لا القوى السياسية ولا أحجام قوى سياسية، ولا كتل نيابية. فالهدف من تمثيل الطوائف إنما لتوفير الأمن النفسي بعدم الإقصاء والعزل.

وما القول عن ضحايا ومنكوبي انفجار مرفأ بيروت، والصمت بشأن التحقيق العدلي مطبق حتى الآن، وقد مر ما يقارب الأربعة أشهر؟ ونحن نتساءل معهم لماذا لا يشمل هذا التحقيق كل المعنيين إلى أقصى حدود المسؤوليات، ولو كشهود. إن جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تستثني أحدا مهما علا شأنه. مرة أخرى نقول: إنها ساعة القضاء الحر والشجاع!

7. ها أنا أمة الرب (لو 1: 38). هذا كان جواب مريم للملاك. إنه فعل طاعة: للآب الذي أرادها أما لإبنه، وللإبن الذي أراد أن تقبله في حشاها بحب، وللروح القدس الذي أراد أن يحقق فيها التصميم الإلهي.

ها أنا قالها يسوع عند دخوله إلى العالم ها أنا آت لأعمل إرادتك يا الله (عبرانيين 10: 7). وهي كلمة تقولها الكنيسة بكل أبنائها وبناتها المخلصين لله.

فليجددها كل واحد وواحدة منا في مختلف مراحل حياته وفي مسؤولياته تحقيقا لإرادة الله وتصميمه الخلاصي في العالم، فيتمجد الثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عودة للرئيس عون: أنقذ ما تبقى من عهدك وقم بخطوة شجاعة يذكرها لك التاريخ

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "أحبائي، عيدنا أمس دخول والدة الإله الفائقة القداسة مريم إلى الهيكل. نرتل في هذا العيد قائلين: إن الهيكل الكلي النقاوة، هيكل المخلص، البتول الخدر الجزيل الثمن، والكنز الطاهر لمجد الله، اليوم تدخل إلى بيت الرب، وتدخل معها النعمة التي بالروح الإلهي، فلتسبحها ملائكة الله، لأنها هي المظلة السماوية. إن كرامة والدة الإله تسمو على كل المخلوقات والملائكة والقديسين، على حسب ما نسبحها قائلين: يا من هي أكرم من الشيروبيم، وأرفع مجدا بغير قياس من السيرافيم. هي الإناء المختار الذي ارتضى ابن البشر أن يحل فيه ويتأنس ليخلص البشر من خطاياهم. ولدت العذراء من والدين عاقرين هما يواكيم وحنة، اللذان نذرا، إن رزقا ولدا، أن يكون هذا المولود للرب. لذا، عندما ولدت مريم، وصار عمرها ثلاث سنوات، إصطحبها والداها لتعيش في قدس الأقداس، أي في الهيكل الذي لا يدخله أحد سوى رئيس الكهنة مرة في السنة. هناك، كانت الفتاة تقضي نصف يومها منتصبة للصلاة والتخشع، ثم تتابع يومها بالأعمال اليدوية، وكان ملاك الله يأتيها بالطعام".

أضاف: "رئيس الكهنة الذي استقبل الفتاة مريم عند دخولها الهيكل، هو زكريا ابن برخيا والد يوحنا المعمدان. عندما رأته العذراء البالغة ثلاث سنوات، ارتمت بين ذراعيه، فقال: الرب مجدك في كل جيل، وها إنه فيك، في الأيام الأخيرة، يكشف الله الخلاص الذي أعده لشعبه. كلامه هذا يحتوي في قسمه الأول ما قالته مريم عندما زارت نسيبتها أليصابات، زوجة زكريا، التي استقبلتها بعبارة: من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟! (لو 1: 43)، فأجابت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال (لو 1: 46-48). أما القسم الثاني، فيحتوي على ما قاله سمعان الشيخ عند دخول السيد إلى الهيكل: الآن تطلق عبدك أيها السيد على حسب قولك بسلام، لأن عيني أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب (لو 2: 29-31)".

وتابع: "منذ البداية، ربط زكريا بين مريم والخلاص الآتي بالمولود منها، أي إن العذراء، بلا المسيح، هي إنسانة عادية. نتعلم من هذا الأمر أن كل واحد منا، إن لم يدخل المسيح إلى حياته، لا يصل إلى التأله، إلى الغاية التي يبتغيها كل مسيحي، والتي وصلت إليها العذراء مريم التي يقول عنها النبي داود: قامت الملكة عن يمينك مزينة وموشحة بثوب مذهب (مز 45: 9)، وكما يقول الرسول بولس: أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4: 13). هكذا، قويت العذراء بالمسيح الذي حل في أحشائها بعد مغادرتها قدس الأقداس، لتكون مثالا لكل إنسان، إذا كان مع الرب، يكون الرب دائما معه، ويولد من خلاله تماما كما حصل مع العذراء مريم، وعندئذ نكون آنية لكلمة الله المخلصة للبشر. العذراء مريم لم تستغن بنفسها، مثلما فعل الغني المذكور في إنجيل اليوم. هذا الإنسان الغني تكبر وانتفخ بسبب ما وصل إليه من غنى، فيما العذراء، التي وصلت إلى كمال الغنى الإلهي، بقيت على تواضعها، لا بل أصبحت مدرسة في التواضع، وجلست عن يمين ابنها في السماوات، بينما الغني في إنجيل اليوم هلك بسبب كبريائه. يقول لنا السيد الرب: هكذا من يدخر لنفسه ولا يستغني بالله. الغني تعلق بالماديات واستغنى بها فأهلكته، والعذراء استغنت بالمسيح فمجدها".

وقال: "يا أحبة، نعيد اليوم في بلدنا الحبيب لبنان عيد الاستقلال. يأتي الاستقلال هذا العام، والقيود تكبل المواطنين من كل صوب. يعيد وطننا وسط حزن عميق، وحداد عام على الأرواح المسلوبة وأتعاب العمر المنهوبة، بالإضافة إلى جائحة تفتك بالبشر، وانهيار عام مالي وسياسي واقتصادي واجتماعي وأخلاقي يفتك بالبلد. أي استقلال في بلد غالبية أبنائه باعوا أنفسهم لزعماء جوعوهم وشردوهم وأفقروهم وأذلوهم، ومعظم زعمائه لا يأبهون إلا لمصالحهم ولو كانت على حساب ولائهم للوطن. أي استقلال هذا، والمواطن أسير حزن لا يبرد طالما الحقائق لم تكشف والمسؤول لم يحاسب؟ لقد ناضل كبار رجالاتنا لننال استقلالا لم يهنأ به الوطن، لأن كثيرين لم يدركوا معنى الحرية، أو لم تكن الحرية تليق بهم ولا الاستقلال. يقول الرسول بولس: فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضا بنير العبودية (غل 5: 1)".

أضاف: "يا أحبة، الحرية عطية إلهية، لا يستطيع أحد انتزاعها من الإنسان بلا رضاه. أما الاستقلال فهو التحرر من أي سلطة أو نير خارجي. هو غياب التبعية والتحرر من كل أشكال التوجيه أو الضغط أو الإكراه أو التحكم. الدولة المستقلة هي التي تتمتع بالسيادة، وتمارس حقها في إدارة شؤونها وفق إرادتها الحرة، دون ارتباط أو تبعية أو خضوع لأي دولة أخرى، أي هي قادرة على ممارسة قرارها السياسي بمعزل عن المؤثرات المحيطة بها. هل هذه هي حالنا اليوم؟ لبنان اليوم بلد منهار، مفلس، تتآكله الفوضى والفساد والفضائح وغياب القرار، السياسيون فيه يتباكون عليه قبل الشعب. لتكن ذكرى الاستقلال مناسبة للتأمل في سبل فك الأغلال والاتجاه نحو النور، باتجاه شمس الحرية، للإنطلاق الفعلي نحو التحرر من كل أنواع الاستعباد".

وتابع: "لذا أتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بكلمات صادقة، كلمات مواطن ومسؤول يتألم مع شعبه، ويعاني معه، ويحلم مثله بوطن سيد حر مستقل مزدهر ومشع. فيا فخامة الرئيس، أنت أب للبنانيين وشعبك يناديك وله حق عليك. منذ سنوات لبنان يعاني، وقد تدهورت أوضاعه إلى مكان يصعب الرجوع منه. أنقذ ما تبقى من عهدك وقم بخطوة شجاعة يذكرها لك التاريخ. اللبنانيون يعرفونك ويعرفون أن طموحك كان كبيرا، وقد وضعوا آمالهم فيك فلا تخيب الآمال. لبنان أمانة في عنقك وقد أقسمت على المحافظة عليه، لذا أناشدك باسم هذا الشعب الطيب المرهق أن أنقذ لبنان. هو بحاجة إلى حكمتك وصلابتك إلى وقفة شجاعة تتخلى بها عن كل ما ومن يعيق انتشال لبنان من حضيضه. إن قلبك ينزف كما قلب بيروت وساكنيها وجميع اللبنانيين، لكنهم عاجزون ووحدك قادر على اتخاذ القرار الجريء".

وقال: "ربنا يسوع المسيح الذي نتهيأ لعيد ميلاده أخلى ذاته آخذا صورة عبد وتجسد وبذل نفسه من أجل خلاص خليقته. فما بال المسؤول لا يتشبه بخالقه؟ المطلوب التعالي عن كل شيء والعمل فقط من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين. لا تقبل أن يكون لبنان رهينة في أيدي أطراف داخلية أو خارجية. حريته وسيادته واستقلاله أمانة بين يديك، وأنت تخرجت من مدرسة الدفاع عنها ووصلت إلى أعلى المراتب. لا يمكن للبنان أن يكون إلا حرا وهو اليوم مقيد مكبل. لبنان يختنق إن لم ينفتح على العالم وهو اليوم معزول منبوذ. لا يمكن للبنان إلا أن يكون مبدعا مشعا على العالم وهو اليوم بلد الفقر والجوع والبطالة والتشرد. أين لبنان التنوع والتسامح والحرية والديموقراطية، لبنان النشاط والحيوية والإزدهار والفرح؟ إنه اليوم مفكك حزين مظلم يائس. أين الكفاءات؟ أين الشباب؟ أين الإزدهار والعمران؟ أين الرؤى والإبداع؟ أين لبنان ميشال شيحا وفؤاد شهاب وفؤاد بطرس وغسان تويني؟ أين الرجالات الكبار من كل الطوائف؟ لبنان الذي تغنى به الشعراء وأحبه العالم، لبنان ملتقى الحضارات وحاضن الأديان، مقصد السياح وملجأ الأحرار، لبنان العدالة والانفتاح والديموقراطية، هل يتقوقع ويضمر ويضمحل؟"

أضاف: "لقد أحبكم شعب لبنان فلا تخذلوه بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية. لا تدع يا فخامة الرئيس العزيز أي ارتباط يقيد قرارك وعملك من أجل الإنقاذ. لا تدع أي شيء أو إنسان يقف بينك وبين شعبك ولا تصغ إلا لضميرك ولحسك الوطني، وأنا أعرف مدى محبتك للبنان. طبق الدستور وافرض القوانين، أعد هيبة الدولة باعتماد المساءلة والمحاسبة. إعمل على تفعيل الأجهزة الرقابية وارفع يد السياسيين عنها وعن القضاء. حافظ على أرزاق الناس وأموالهم. أصدق اللبنانيين القول. إفضح الفاسدين وسم المعرقلين. تعطيل الحكم جريمة، وصراع المصالح، وحروب الإلغاء المتبادلة، وتصفية الحسابات العبثية، وتنفيذ أجندات خارجية لا تقود إلا إلى الهلاك. إعمل على ردعها. ما نفع السلطة أمام خسارة النفس والكرامة والوطن. قم يا فخامة الرئيس بخطوة إنقاذية من أجل شعبك ومن أجل أحفادك. سرع تشكيل حكومة من نساء ورجال أحرار، تتولى مهمة الإنقاذ. إضغط على كل الأطراف من أجل مساندتك والعمل بتفان وتجرد وإخلاص لكي نستحق الاستقلال ونستحق الحياة".

وتابع: "أما الرئيس المكلف تأليف الحكومة، فنقول له أسرع في مهمتك لأن البلد يتهاوى، والمواطن لم يعد يحتمل، والوقت يتلاشى والتاريخ يحاسب. ضع يدك بيد فخامة الرئيس واعملا معا من أجل إنقاذ لبنان. الظرف الصعب يقتضي التكاتف من أجل تخطي العقبات، والتعالي عن كل مصلحة أو تشف أو تصفية حسابات. يجب ألا نضيع الوقت كي لا يضيع الوطن. ودعاؤنا أن يوفق الله كل مسؤول يعمل بصدق وإخلاص من أجل خير لبنان".

وقال: "دعوتنا اليوم أن نكون مثل والدة الإله بالتواضع من أجل الوصول إلى التأله والفرح السرمدي، وألا نكون مثل الغني المتكبر الذي لم يعد لديه مكان يضع فيه مادياته، فتلهى ببناء مكان أوسع ونسي أن يبني هيكل نفسه ليتسع لكلمة الله. دعوتنا أيضا أن نسعى إلى الحرية والاستقلال الحقيقيين، أولا عن الخطيئة، وثانيا عن كل خاطئ يتسيد علينا بخطاياه ويجعلنا عبيدا عنده، مهددا إيانا بأمننا وأماننا".

وختم عودة: "في الأخير، دعائي أن يحفظكم الرب الإله جميعا سالمين، ويصون بلدنا الغالي، بشفاعات والدة الإله وجميع القديسين، آمين".

 

قدامى القوات: تستحق أحزابنا لقب الخونة للوطن

وطنية - الأحد 22 تشرين الثاني 2020

اعتبرت هيئة قدامى ومؤسسي القوات اللبنانية في بيان، أن "الاستقلال المعطى لنا هو استقلال مزور، تعوزه كل أسباب نجاحه، والدولة النابعة منه مشوبة بخلل أساسي لجهة انعدام المواطنية وسيطرة طغمة على أمور البلد، هي أشبه بمافيات عائلية تشغل الناس لديها في زبائنية مبنية على خدمات شخصية".وتابعت: "إن مئوية لبنان الكبير كشفت هشاشة النظام والمؤسسات وانعدام المساءلة والمحاسبة، فلا يقع سوى الضعيف دون سند، ما سبب انهيار الثقة وضياع المدخرات وهجرة الشباب"، ورأت أنه "ما لم يزج الكبار في السجون نتيجة ارتكاباتهم، لا أمل في مستقبل، ولا ثقة ممكن أن تبنى".

وختمت الهيئة: "نتيجة الاستقلال المزور، أصبحت جميع الاحزاب ملحقة بجهات خارجية سياسيا وماليا بشكل هائل ويستحقون بجدارة لقب خونة للوطن، وإن لم يحاكموا أمام القضاء، فلعنة التاريخ ستلاحقهم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22و32 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الإستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الإحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله/مع الرسالة فيديو ونصها باللغتين العربية والإنكليزية

http://eliasbejjaninews.com/archives/92656/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81/

من المحزن أن الرئيس عون في الرسالة الإستغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين قد غيب عن سابق تصور وتصميم دوره الرئاسي وواجباته كمسؤول وكحاكم وحامي للدستور وغاص في عمليات الإسقاط الصبيانية PROJECTION إي تحميل الغير مسؤولية كل النواقص والعلل والممارسات المفترض أنه كرئيس ملتزم بإيجاد حلول لها من موقعه الرئاسي والدستوري. لعب عون دور المواطن وجهل دوره الرئاسي فقلب الأدوار دون أن ينجح فجاءت الرسالة خائبة وباهتة وببغائية وفيها رزم من آليات الدفاع النفسية المرّضية لا أكثر ولا أقل.

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92661/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-892/

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global News/November 22/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92653/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-november-22-2020/

 

 

الفاشية الشيعية والاوليغارشيات المافياوية، سياسة الاستحالات المدمرة وكسر الحلقة الجهنمية

شارل الياس شرتوني/22 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92673/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84-4/

 

«حزب الله» يستثمر بانهيار لبنان ويسطو على المرافق العامة

علي الأمين/جنوبية/22 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92686/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d9%87%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86/