LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november23.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَلأَنَّ إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الإستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/يلي بيرجع يجرب الحريري وجعجع وجنبلاط ..ثلاثي صفقة العار الرئاسي بيكون عقله مخرب

الياس بجاني/لا حكومة أخصائيين أو مستقلين ولا حتى حكومة ملائكة سيكون لها أي فائدة ما لم تضع في سلم أولوياتها استعادة الدولة من دويلة حزب الله

الياس بجاني/ايلي الفزلي نموذج للسياسي المتذاكي والمتشاطر الذي تسعى الثورة للتخلص منه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم الجمعةعنوانها: ميشال عون.. ينتفض

فيديو خطبة اليوم الجمعة لسماحة الشيخ صبحي الطفيلي تحت عنوان: ويلٌ لظالم عونه يخرج من الإسلام"

فيديو مداخلة للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

فيديو مداخلة للباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط الدكتور مهند الحاج علي من قناة الحدث

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة ألعربية

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة العربية

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف مرتضى من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث

فيديو حلقة نقاش تحت عنوان: "الاحتجاجات في لبنان تكتسب أبعادا دولية" من سكاي نيوز عربية

فيديو مداخلة للمتخصص في شؤون الأعلام الدكتور وليد فخر الدين من قناة الحدث

عرض مدني في ساحة الشهداء احتفالا باستقلال لبنان

عرض مدني لاول مرة بتاريخ لبنان... ساحة الشهداء إحتضنت أفواج الحراك

تأييد فرنسي ـ أميركي ـ بريطاني لحكومة تكنوقراط وعون اطّلع على أجواء الاجتماع الثلاثي في باريس

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/11/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المحامون في عيد الاستقلال: ستبقى النقابة منحازة لحقوق المواطن ومؤتمنة على الدولة

بوغدانوف للمبعوث الخاص للحريري: نأمل نجاح الجهود لايجاد حل سريع على قاعدة التوافق الوطني

في خطوة مفاجئة...سامي كليب يستقبل من " الميادين"

مستشار ماكرون:"لا مبالاة دولية حيال لبنان"

بومبيو: مستعدون للعمل مع حكومة لبنانية جديدة

ربط نزاع بين واشنطن و "حزب الله".. الحكومة عالقة على تناقضات الحريري - باسيل!

لبنانيون يريدون الاحتفال بـ«الاستقلال الحقيقي» بعد 76 عاماً من ولادة الجمهورية

صيدا: نحن أبناء ثورة تشرين بلا زعيم ولا قائد

العلم اللبناني يزيّن برج خليفة في دبي

نقابة المحامين: الشعب مصدر السلطات وله الكلمة الفصل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تأهب إسرائيلي لهجمات إيرانية متوقعة

نتنياهو يواجه رسمياً اتهامات «الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة»في أخطر قضية لرئيس حكومة... والحكم قد يصل إلى السجن 9 سنوات

كيف تسببت العقوبات الأميركية في اندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عامين؟

«وكالة الطاقة» تضغط على إيران لتوضيح مصدر آثار يورانيوم

من هم «الأجانب» في الاحتجاجات الإيرانية؟

عودة الاحتجاجات إلى الخرطوم للمطالبة بإقالة مسؤولين حكوميين وحمدوك يطالب من بورتسودان بمشروع قومي لمواجهة مشكلات شرق البلاد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عيد الاستقلال كما أحياه اللبنانيون: تأسيس الجمهورية الثالثة/منير الربيع/المدن

ثورة 17 تشرين تُقفل دكانة 14 و8 المفلسة/أيمن شروف/المدن

مرحباً من كوكب بعبدا/مهند الحاج علي/المدن

"المدن" تحاور "بيروت مدينتي": بين مقصلة الثورة ومغفرتها/نادر فوز/المدن

مسيرة الفنانين: نريد الإستقلال.. عن الدين والسياسة ورأس المال/يارا نحلة/المدن

الثورة المدنية تنفجر فرحاً وتنجز استقلال الشعب اللبناني/وليد حسين/المدن

عن خطف عاملات وعمال الوسط الثقافي/روجيه عوطة/المدن

جبران باسيل "ولي عهد" لبنان: الحفر في الهاوية/فارس خشّان/الحرة

إستقلالين/العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اونلاين

كلّنا للعلم....كلّنا للوطن... ٢٠١٩ (عيد الإستقلال)/الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة اونلاين

حرب إعلامية تعصف بـ "آل الحريري"... هل زار بهاء بيروت؟/طوني بولس/اندبندنت عربية

أزمتنا طويلة ومعالجتها دقيقة/مروان اسكندر/النهار

الذلّ المصرفيّ/ جهاد الزين/النهار

بماذا تفكّر فيروز؟/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

صادرات إيران/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الإستقلال عن الإستقلال/الجمهورية/جوزف الهاشم

العالم بيسارها/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران وحزام «آية الله» الناسف المزيف/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الثوران بين العراق ولبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

وثيقة الاجتماع السري... {الإخوان} وإيران/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

«حركة النهضة» وممارسة التحدي/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

ممالك النار»... وغضب أهل الدار/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

وسط شيوع الانتفاضات راهناً، إلى أين يتجه العالم العربي في العقد المقبل؟/مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس العرض العسكري الرمزي لمناسبة عيد الاستقلال وتلقى برقيات تهنئة من ملوك ورؤساء عدد من الدول شددت على دعم لبنان وشعبه

الراعي: نشكر الرب بأن الحراك المدني يعيد كشف ركائز وطننا لبنان

قائد الجيش يطالب العسكريين بالابتعاد عن التجاذبات السياسية

احتفالات في قيادات المناطق بذكرى الاستقلال وبري يدعو اللبنانيين إلى عدم الوقوع في الفتن

حزب الله يتهم أميركا بعرقلة تشكيل الحكومة.. قاسم: لن ننجر إلى الفتنة

طلاب لبنانيون يحرقون كتاب التاريخ

اللبنانيون... التضحية بـ«الحياة الطبيعية» في سبيل الاحتجاجات

فريد الخازن يشن هجوماً على “الباسيليين”: الله يلعنكم يا حراميّي مكانكم بالحبس لتتحاسبو على عهركم وفسادكم وسرقاتكم!

واشنطن تدعم مطالب اللبنانيين بحكومة تكنوقراط تستبعد حزب الله

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي

رؤيا القدّيس يوحنّا03/من14حتى22/:”يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان: «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنيسَةِ ٱلَّتي في لَوْدِقِيَّه: هذَا ما يَقُوُلُهُ ٱل«آمين»، ٱلشَّاهِدُ ٱلأَمِينُ ٱلحَقّ، مَبْدَأُ خَلْقِ الله: إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. ولأَنَّكَ تَقُول: إِنِّي غَنِيّ، فَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ ولا حَاجَةَ بي إِلى شَيْء، ولكِنَّكَ لا تَعلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلتَّاعِسُ، ٱليَائِسُ، ٱلفَقيرُ، ٱلأَعْمَى، ٱلعُريَان، فَإِنِّي أَنْصَحُكَ أَن تَبْتَاعَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى في ٱلنَّارِ لِتَغْتَنِي، وأَثْوَابًا بَيْضَاءَ لِتَلْبَسَ فلا يَظْهَرَ عَارُ عُرْيِكَ، وكُحْلاً تَدْهُنُ بهِ عَينَيْكَ لِتُبْصِر. إِنَّ كُلَّ مَنْ أُحِبُّهُ، أُوَبِّخُهُ وأُؤَدِّبُهُ، فَكُنْ إِذًا غَيُورًا وَتُبْ! هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلى ٱلبَابِ أَقْرَعُهُ، فَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتي وَفَتَح ٱلبَاب، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وأَتَعَشَّى مَعَهُ ويَتَعَشَّى مَعي. أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعي عَلى عَرْشي، كمَا ظَفِرْتُ أَنَا أَيضًا وجَلَسْتُ مَعَ أَبي عَلى عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الإستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2019

النص الكامل لكلمة الرئيس عون في ذكرى الإستقلال لعام 2019/21 تشرين الثاني/2019/وكالة الأنباء الوطنية

نصّ الرسالة التي وجهها الرئيس العماد عون إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى الاستقلال عام 1989 بالغتين العربية والإنكليزية

General Michel Aoun’s 1989 Independence Day Address to the Lebanese People.

http://eliasbejjaninews.com/archives/80750/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d8%a9/

 

قراءة في كلمة الرئيس عون بذكرى الاستقلال: لا يزال الرئيس يعيش في حالة إنكار كاملة لواقع الانتفاضة وللمتغيرات التي فرضها الشعب

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80750/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d9%84%d8%a9/

بداية فكلمة الرئيس عون يوم أمس في ذكرى الاستقلال كانت في السياسة وفي شقيها الوطني والإستراتيجي مخيبة للآمال، وهي جاءت بمحتواها وكأنها من غير عالم، ومن غير كوكب، رغم نبرتها الصوتية العالية.

كلمة من كتبها للرئيس لا يعيش نبض الشارع، ولا يدرك ما يريده المنتفضون من أهلنا، ولا عنده حتى فكرة ولو صغيرة عن مطالبهم وأوجاعهم وأسباب غضبهم وثورتهم وشعار “كلن يعني كلن”.

كلمة إنشائية لم تكن لهذا الزمن، ولا لأي زمن كالزمن إلي يعيشه لبنان وأهله في الوقت الراهن.

كلمة هي رزم لكلام مفرغ من أي محتوى عملي ملموس، وكان فيها الرئيس شاكياً وواعظاً ومنتقداً وغارقاً في مفاهيم المؤامرة، ولم يكن فيهاً مسؤولاً وواعياً لما يدور من حوله ليشخص العلل ويعطي الحلول.

كلمة لم يكن محتواها واضحاً، ولا محاكياً لعقول وتطلعات وأسئلة الناس، خصوصاً المنتفضين منهم، ولما كانوا يتوقعونه منه بعد 36 يوماً على انتفاضتهم الشعبية، وبعد إطلالاته السابقة المرتبكة والمستفزة لكراماتهم.

كلمة تؤكد أوهام وعقم وعدم صدقية وحقيقة شعار الرئيس والعهد القوي الذي مله وضجر الناس من ببغائية تكراره.

كلمة غريبة ومغربة عن واقع انتفاضة 17 تشرين الثاني، وليس فيها ما يبين بأن ملقيها واعي للمتغيرات العميقة والكبيرة التي أحدثتها.

ولا هو متفهماً ومتقبلاً لحقيقة سقوط الهالات الصنمية الكاذبة لكل الحكام وأصحاب شركات الأحزاب والطاقم السياسي، ولحقيقة انكشاف تام للحكم والحكام حتى للأطفال.

كلمة ليست لهذا اللبنان المنتفض شعبه العظيم على حكامه وأحزابه وسياسييه الغرباء عنه بضمائرهم وفكرهم وممارساتهم وأنماط حياتهم.

تناسى الرئيس بأن القرار الحر الذي ذكره في كلمته هو غير موجود في القصر الرئاسي، ولا في مجلس النواب، ولا في سرايا الحكومة، بل في يد حاكم دويلة حزب الله.

القرار الفعلي هو بيد حزب الله الذي يغطيه الرئيس على حساب الدستور والقسّم ويتمسك علناً وعملياً بورقة تفاهمه معه.

تلك الورقة اللادستورية التي تلغي كل ما هو حرية وسيادة واستقلال ودولة وقرار سلم وحرب وإستراتجية وعلاقات سوية مع العالمين العربي والدولي وتلحق لبنان بملالي إيران وبمشروعهم المذهبي والتوسعي والإحتلالي.

كما اغفل الرئيس حقيقة أساسية وهي بأن الفساد هو الاحتلال، وأن لا حل لأي مشكلة كبيرة أو صغيره في ظل دويلة هذا الاحتلال والخطوط الحمراء التي يفرضها السيد نصرالله يمينً وشمالاً خدمة لمشروع الملالي على حساب لبنان واللبنانيين.

أما الغائب الكبير عن كلمة الرئيس فكان غياب، بل تغييب القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة وال 1559 وال 1701. ..

وهذه القرارات الثلاثة بكافة بنودها لا يمكن للبنان أن يتحرر ويستعيد سيادته واستقلاله إلا من خلالها.

يتذكر شعب لبنان العظيم اليوم عيد الاستقلال، وهو عملياً استقلال مغيب ومصادر.

فعسى أن يتغير هذا الواقع الإحتلالي المأساوي ويُستعاد الاستقلال بكل مندرجاته، وقريباً بإذن الله ليصبح للذكرى معنى حقيقي وواقعي ومعاش.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

يلي بيرجع يجرب الحريري وجعجع وجنبلاط ..ثلاثي صفقة العار الرئاسي بيكون عقله مخرب

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/2019

الحريري مكسورة شوكته من حزب الله وباسيل ومتورط بالصفقة ومدمن تنازلات وأسوأ خيار لرئاسة الحكومة ولهذا يريده السيد ولهذا هو يناور.

 

لا حكومة أخصائيين أو مستقلين ولا حتى حكومة ملائكة سيكون لها أي فائدة ما لم تضع في سلم أولوياتها استعادة الدولة من دويلة حزب الله

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80735/80735/

بداية ودون قفازات أو أي نوع من التملق أو الذمية نقول وبصوت عال وعن قناعة تامة مبنية على وقائع وإثباتات وقرارات دولية ومآسي يعاني منها شعبنا وتتفاقم على مدار الساعة وعلى كافة الصعد، نقول بأن مشكلة لبنان السرطانية والإحتلالية هي حزب الله، وهذا التنظيم العسكري والإرهابي والإجرامي الملالوي لا شيء فيه من ألفه حتى يائه غير مناقض للبنان ولكل ما هو لبناني.

لا شيء في هذا التنظيم ليس معادياً للإنسانية ولكل ما هو سيادة واستقلال وحريات وديمقراطية، وليس فيه ومعه غير الفساد والإفساد وثقافة الموت والتوسع والاحتلال.

من هنا لا مجال لحل أي مشكلة في لبنان كبيرة أو صغيرة، وعلى أي مستوى كان، ما دام هذا التنظيم الإيراني ممسكاً بالقوة وبالإرهاب بقرار البلد ويرعب ناسه ويمسك بمفاصل حدوده ويعهر كل ما هو قانون ومؤسسات وتعايش وحقوق.

كما أن هذا الحزب يُعيّن الحكام ويسوّق بوقاحة وفجور للفوضى ولثقافة الموت ويخون ويشيطن من يشاء ويفرض الخطوط الحمر على كل ما لا يخدم مشروع اسياده الملالي.

وصحيح أن لبنان يعاني من كل مشاكل الدنيا في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، إلا أن مشكلته الأساس والأهم هي احتلال حزب الله الإرهابي وكارثية ربعه من المرتزقة والشبيحة.

وبالتالي لا حكومة أخصائيين، ولا حكومة مستقلين، ولا حتى حكومة ملائكة وقديسين معاً سيكون لها أي فائدة سيادية واستقلالية ومعيشية، أو تأثير إيجابي ما لم تسمي المحتل الإيراني هذا باسمه، وتدل عليه بالبنان بجرأة وشفافية، وتضع جدولاً زمنياً ملزماً وذلك عملاً بالقرارات الدولية الثلاثة، اتفاقية الهدنة، وال 1559 و1701 بهدف استعادة الدولة من الدويلة، وإرجاع نفوذ الملالي إلى طهران، وفرض السلطات اللبنانية بقواها الذاتية سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتفكيك وحل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحصر السلاح فقط بالقوى الأمنية الشرعية.

وفي سياق مسلسل التعري الذي حققته وتحققه الثورة اللبنانية الشعبية في يومها ال 36 فهي قد عرت تفاهة عقول ومستوى الحكام المحكومين وأصحاب شركات الأحزاب كافة المستسلمين للمحتل وللتمسك بالكراسي كل على طريقته وبذمية وبباطنية.

ومع الثوار نقول لكل الأطقم الرسمية والسياسية والحزبية…عالبيت وبيكفي قرفتونا وخربتوا البلد وكلكن يعني كلكن..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ايلي الفزلي نموذج للسياسي المتذاكي والمتشاطر الذي تسعى الثورة للتخلص منه

الياس بجاني/20 تشرين الثاني/2019

ايلي الفرزلي شاطر وذكي ولبق ولغويا روعة ولكنه يمثل الثقافة البالية التي تريد الثورة التخلص منها وتحرير لبنان من فن تدوير زواياها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم الجمعةعنوانها: ميشال عون.. ينتفض

https://www.youtube.com/watch?v=qUuvedliQAI

 

فيديو خطبة اليوم الجمعة لسماحة الشيخ صبحي الطفيلي تحت عنوان: ويلٌ لظالم عونه يخرج من الإسلام"

https://www.youtube.com/watch?v=0FI4jlUbB2w

 

فيديو مداخلة للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=RZZ8bjC5dko

 

فيديو مداخلة للباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط الدكتور مهند الحاج علي من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=2g6_hVkZ0R0

 

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة ألعربية

https://www.youtube.com/watch?v=WUA9SwZ2K9I

 

فيديو مداخلة لأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=uRUJKVFXmzI

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=cEyTPNnOf7Q

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي يوسف مرتضى من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=v5As_SStaGU

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=nfPO82qUKew

 

فيديو حلقة نقاش تحت عنوان: "الاحتجاجات في لبنان تكتسب أبعادا دولية" من سكاي نيوز عربية

بدأت الاحتجاجات في لبنان تكتسب بعدا دوليا مع دخول أطراف عدة بمواقف مختلفة.. فرنسا والتي تبدو أنها الأكثر نشاطا في الساحة اللبنانية تحاول جمع تأييد دولي بهدف وضع حد للأزمة في لبنان.. الولايات المتحدة دخلت كذلك على الخط من خلال تصريحات وزير خارجيتها مايك بومبيو  الذي قال إن بلاده مستعدةٌ للعمل مع حكومة لبنانية جديدة، تستجيب لاحتياجات مواطنيها شريطة أن تستبعد هذه الحكومة الوجوه الموالية لحزب الله. في هذا الوقت تقف موسكو على مسافات متساوية من جميع الأطراف اللبنانية متمتعة بعلاقات جيدة مع الجميع ومطالبة بحكومة متجانسة.

https://www.youtube.com/watch?v=CNh_doetgVU

 

فيديو مداخلة للمتخصص في شؤون الأعلام الدكتور وليد فخر الدين من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=xPCZQtrHCV8

 

عرض مدني في ساحة الشهداء احتفالا باستقلال لبنان

الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

شهدت ساحة الشهداء، استعراضا لمناسبة عيد الاستقلال، أطلق عليه منظموه "العرض المدني"، تابعه حشد كبير من المواطنين الذين توزعوا على جانبي الطريق، وشارك فيه 41 فريقا من مناطق مختلفة. استهل العرض بنشيد الموت "تخليدا لأرواح الشهداء" والنشيد الوطني، ثم عرض على الخيل، تلته الفرق التي تقدم كل منها لافتة باسمها مسبقة بكلمة "فوج" وهي: الدراجات النارية والهوائية، الارادة، العسكريون المتقاعدون، المعلمون، البيئة، المحامون، الطلاب، الامهات، الاشبال، الاباء، اطباء، إعلام، خبراء ومكافحة، زراعة، مهندسون، ايقاع، عمال، صناعيون، مواصلات، اندفاع، حقوق النساء، حرفيون، تجارة، فنانون، نساء ورجال اعمال، مبدعون، طاقة، رياضة، سياحة، طناجر، حقوق الانسان، مشاة، مغتربون، موسيقيون، ناشطون، جنوب، شمال، بقاع، جبل لبنان، وبيروت. وقدم كل فوج أفكاره بطريقة خاصة، عبر ابتكار شعارات مطلبية مناسبة لفوجه، وذلك على وقع الأغاني الوطنية والثورية التي عزفتها احدى الفرق الموسيقية.

 

عرض مدني لاول مرة بتاريخ لبنان... ساحة الشهداء إحتضنت أفواج الحراك

مواقع ألكترونية/22 تشرين الثاني/2019

نظم الحراك المدني عرضا مدنيا في ساحة الشهداء، في الذكرى الـ76 لعيد الاستقلال، وذلك للمرة الاولى في تاريخ لبنان. وجاء اللبنانيون من مختلف المناطق اللبنانية إلى وسط بيروت للمشاركة في الحدث التاريخي، حاملين الاعلام اللبنانية. وتميّز العرض المدني بمرور أفواج من الطلاب والاطباء والعسكريين المقاعدين وفوج الفنانات والفنانين والمبدعين والمبدعات وفوج الاباء والامهات وفوج الطناجر على وقع قرقعة الطناجروغيرها من الافواج التي تشكل الحراك المدني. وكان الجيش اللبناني نظم صباح اليوم عرضا عسكريا في وزارة الدفاع بحضور الرؤساء الـ3.

 

تأييد فرنسي ـ أميركي ـ بريطاني لحكومة تكنوقراط وعون اطّلع على أجواء الاجتماع الثلاثي في باريس

باريس: ميشال أبو نجم - بيروت: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2019

أطلع سفير فرنسا برونو فوشيه رئيس الجمهورية ميشال عون على «أجواء الاجتماع الثلاثي الفرنسي - الأميركي - البريطاني، الذي عُقد أول من أمس في باريس وتناول في جانب منه الوضع في لبنان، حيث أكد المجتمعون استمرار دعم بلدانهم استقرار لبنان وسيادته واستقلاله ووجوب عودة المؤسسات الدستورية إلى العمل». وتم التطرق خلال اللقاء إلى زيارة مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، السفير كريستوف فارنو، الذي زار بيروت قبل أسبوعين، وعاد إلى باريس بقناعة تقضي بأهمية إجراء الإصلاحات الضرورية على مختلف الأصعدة، بحسب بيان رئاسة الجمهورية.

وتواصل باريس مساعيها من أجل إيجاد حل للأزمة في لبنان، وتعمل على «حشد» شركائها والمجتمع الدولي من أجل تحقيق هذا الهدف، بحسب ما أكدت مصادر فرنسية رفيعة المستوى في باريس، أمس. وكان أول الغيث الاجتماع الذي حصل في الخارجية الفرنسية، أول من أمس، وضم إلى مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كريستوف فارنو، دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين رفيعي المستوى. وأشارت المصادر الفرنسية أن «لا خلافات تذكر» بين الجهات المذكورة بشأن «الحلول» المطلوبة للوضع في لبنان.

أما الشق الآخر من محصلة المهمة، التي قام بها فارنو في بيروت، والتي نالت توافقاً ثلاثياً، فتقوم على تزكية قيام حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تكون مهمتها اتخاذ القرارات الملحة والتجاوب مع مطالب الشارع اللبناني والتسريع في إجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي. وفي رأي باريس، من الأفضل ألا يكون الاختصاصيون منتمين إلى أحزاب، وأن يتمتعوا بدعم واسع، يمكنهم من السير بالإصلاحات الضرورية. ومن «الأفكار» التي تدرسها باريس، الدعوة إلى عقد مؤتمر للدول الداعمة للبنان، ولم يتخذ أي قرار حتى الآن بشأن المستوى الذي سيكون عليه هذا الاجتماع، وهل يكون رئاسياً أم وزارياً أم على مستوى الموظفين. والغرض من ذلك إعادة الثقة بالوضع اللبناني. فيما تُكرر باريس أن الجهات المانحة والمقرضة لن تقدم المساعدة للبنان، وهي مغمضة العينين، وستشترط إجراء الإصلاحات الاقتصادية قبل الموافقة على التمويل الدولي.

رغم ذلك، لا تريد باريس أن تعطي انطباعاً بأنها تلعب دور الوصي على لبنان واللبنانيين. من هنا، تأكيد مصادرها أن مهمة فارنو في بيروت كانت «استطلاعية»، وأنها لتوفير الدعم للبنان، ومطالبة المسؤولين اللبنانيين بتحمل مسؤولياتهم إزاء الوضع «الخطير» الذي يمر به البلد. وكل ذلك انطلاقاً من الحرص على المصلحة اللبنانية وعلى سيادة لبنان، من دون أي رغبة في التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. لكن الجديد فيما جاءت به المصادر الفرنسية يتناول الموقف الأميركي حيث كانت باريس تعتبر أن ثمة «بوناً شاسعاً» بين ما تسعى إليه من أجل لبنان وبين تيار في الإدارة الأميركية يريد توظيف الأزمة اللبنانية في المواجهة مع إيران. والحال أن الموقف الذي نقله مسؤول أميركي كبير إلى باريس يذهب في اتجاه التيار الأميركي «المعتدل» بعيداً عن مجموعة «الصقور» الموجودة في البيت الأبيض أو في وزارة الخارجية. كذلك فإن اعتبار باريس أن الحكومة الفضلى هي حكومة اختصاصيين يمكن تفسيره على أنه تبنٍ لموقف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي يطالب بحكومة تكنوقراط «صافية». في أي حال، أتاحت زيارة فارنو لبيروت فرصة لفرنسا للانطلاق في اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية، ومنها طهران، والأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وترى فرنسا أن الحلول يجب أن تكون ثمرة تفاهم اللبنانيين، مذكرة بأنه يتعين على السلطات اللبنانية عدم اللجوء إلى قمع المتظاهرين أو التوتير الأمني، لأن الحراك «شعبي» وسلمي. وتنبه إلى أنه كلما تأخرت الاستجابة لما يطلبه المتظاهرون، كلما ستكون الكلفة أكبر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/11/2019

وطنية/الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حراكان في عيد الإستقلال: الأول للجيش بعرض عسكري رمزي في وزارة الدفاع الوطني، تميز بحضور الرؤساء الثلاثة. الثاني شعبي في ساحة الشهداء، تمثل بمسيرة ضخمة، تمسكا بعيد الإستقلال وبالمطالب.

وبين الحراكين، الوضع السياسي مأزوم بلا حكومة، وبشلل في المؤسسات، وبجيوب فارغة وسحوبات مشروطة من المصارف ولا تكفي طالبيها.

وعلى خلفية ذلك، مخاوف من انهيارات اقتصادية وتفلت الأسعار في السوبرماكت، ومخاوف من تردي الوضع المالي أكثر، خصوصا وأن على لبنان دفع ملياري دولار، بعد ستة أيام، عبارة عن فوائد الديون. وفي ضوء ذلك، أعلن القطاع التجاري عن اجتماع موسع لكل القطاع الثلاثاء المقبل، للبحث في كيفية الرد، ملمحا إلى عصيان مدني.

ووسط كل هذه الأجواء، يكاد لبنان أن يكون معزولا عن الخارج، حيث تلغي الشركات العربية والأجنبية العديد من الرحلات إلى بيروت بسبب عدم وجود ركاب، إذ أن رحلة على طائرة تتسع لنحو أربعمائة راكب لا يكون على متنها سوى عشرين راكبا، الأمر الذي يدفع إلى إلغاء الرحلة أو تحمل الخسارة، وهذا مصدر شكوى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعرض عسكري رمزي، احتفل لبنان بذكرى الاستقلال السادسة والسبعين، بمراسم لم تكتمل أوصافها. صحيح أن الذكرى جمعت الرؤساء الثلاثة، لكن مشاركة رئاسة الحكومة كانت حاضرة بصفة تصريف أعمال.

وإذا كانت الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، قد فرضت احتفالا رمزيا وموجزا لم يتجاوز الثلاثين دقيقة، إلا أنه أكد على صورة الدولة بحضور أركانها، وأن ما سجل من بعض أطراف الحديث يدعو إلى الحفاظ على الخيط لإعادة الوصل والتواصل في ملف تشكيل الحكومة.

ومصداقا لهذه الروحية، أكدت معلومات للـNBN أن الإتصالات على خط تشكيل الحكومة لم تنقطع، وهي تجري بشكل مكثف ويؤمل أن تثمر خلال الفترة المقبلة. لكن رغم ذلك لم تظهر مؤشرات حتى الساعة للدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة. ومعه فإن الوضع المعيشي تزداد أزمته عمقا، وفق ما يسجله سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم، وليس آخرها الوقوف عند أزمة دواء ستفرغ منه المخازن في غضون شهرين.

في الساحات، تمايز الحراك بالاحتفال بعيد الاستقلال، حيث احتشد المتظاهرون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وقاموا بعروض رمزية.

وفي هذا الإطار، لفت تأييد الوزير جبران باسيل الصادقين في الشارع وحرمان الاستغلاليين من استعماله ومنع الخارج من فرض أجندته.

في الخارج، دأب على تظهير صورة استثمار الحراك الشعبي في لبنان من خلال رسالة مذيلة بتوقيع 240 عضوا في الكونغرس الأميركي، تحث الأمين العام للأمم المتحدة على قيادة حراك دولي للحد مما أسموه نفوذ "حزب الله"، وذهبوا بالتهديد من باب التحذير من عواقب نزاع محتمل بين لبنان وكيان العدو.

وعلى الخط الدولي أيضا، موقفان أميركي وفرنسي. الأول أطلقه وزير الخارجية مايك بومبيو بالتأكيد على أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لاحتياجات المواطنين. أما الثاني فعبر عنه مستشار الرئاسة الفرنسية، بوصفه الواقع اللبناني بأنه لا إجماع بين الجهات اللبنانية ولا بين الدول التي لها نفوذ في لبنان، ولافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك نوعا من عدم الاكتراث وأن لا دولة مستعدة لوضع رأسمال سياسي في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل شيء كان رمزيا في احتفال عيد الاستقلال هذا العام، من اختيار المكان في وزارة الدفاع في اليرزة عوضا عن المكان المعتاد في بيروت، إلى العرض العسكري المختصر، وتقليص قائمة المدعوين، إلى المصافحة بين الرؤساء، غابت الابتسامات، لا أحاديث جانبية تذكر، بضع تمتمات، جرت الأمور على عجل، كذلك غادر الجميع على عجل دون لقاء، كل شيء كان يرمز إلى استمرار الأزمة السياسية في البلد.

ومن بين الصمت البليغ في اليرزة، خرج وزير الدفاع الياس بو صعب ليؤكد أن هناك من يحاول استثمار الحراك في المفاوضات الحكومية، وأن تأخر الرئيس الحريري في حسم خياراته يعيق عملية التشكيل.

وإلى أن يحسم الحريري أمره، فإن مجريات الأمور حسمت بما لا يدع مجالا للشك أن لبنان وضع تحت المجهر الدولي وبالأخص الأميركي، بشهادة السفير السابق جيفري فيلتمان أمام مجلس الشيوخ، الذي يتخوف من خسران الأرض في لبنان لصالح روسيا والصين. السفير الروسي رد في حديث ل"المنار" بأن الدور الروسي بناء، وأن موسكو تركز على أن تكون الأجواء أقل حدة بين الأطراف الخارجية في ما يتعلق بلبنان، مشيرا إلى دور تخريبي أميركي، فسياسية العقوبات الأميركية هي التي تشكل عاملا سلبيا على لبنان اقتصاديا وسياسيا.

في كيان الاحتلال، بألاعيبه السياسية، يحاول رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتانياهو، التخفيف من الضربة المدوية التي وجهت إليه على خلفية التهم بالفساد. نتانياهو رفض التنحي، متمسكا بحكمه، وهو الأطول لرئيس وزراء منذ قيام كيان الاحتلال.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لكم استقلالكم، ولنا استقلالنا. استقلالكم تريدونه ذكرى، واستقلالنا لا نقبله إلا عيدا. استقلالكم يوم في سنة، واستقلالنا مسيرة حياة. استقلالكم غابة من الشعارات، واستقلالنا أهداف وطنية واضحة وجامعة لكل اللبنانيين. استقلالكم خنوع أمام الخارج في معظم الأحيان، وشعارات وطنية عندما تقتضي الظروف، أما استقلالنا، فتعامل من الند إلى الند، مهما تبدلت ظروف وحلت تبدلات. استقلالكم احتلال ووصاية، واستقلالنا قتال ومقاومة ونضال.

استقلالكم مسرحية، أما استقلالنا فشرف وتضحية ووفاء. استقلالكم أصنام، أما استقلالنا فرموز وطنية، المس بها ممنوع. استقلالكم طبقة سياسية تتلطى وراء تحركات شعبية محقة هربا من المحاسبة، وضربا للميثاق، واستقلالنا دعم مطلق لمطالب الشعب، ورفض تام لاستغلال السياسيين، وتمسك بالمحاسبة، ودفاع حتى الرمق الأخير عن الميثاق.

استقلالكم استهداف للأوادم حماية للفاسدين، واستقلالنا تمييز واضح بين الصالحين الذين يجب دعمهم، والطالحين الذين يستوجب رجمهم بالسياسة والقانون. استقلالكم عجز وفساد وخطوط حمر، واستقلالنا ارادة وشفافية ودستور وقانون.

استقلالكم بلد مفلس، واستقلالنا وطن منهوب لا مكسور، وسرية مصرفية يجب أن تكشف، وحصانة يجب أن ترفع، ومحكمة خاصة بالجرائم المالية يجب أن تنشأ، وأموال منهوبة يجب أن تستعاد.

استقلالكم افتعال أزمات، واستقلالنا بحث عن مخارج ونتائج. استقلالكم مواجهة نتيجتها خراب على خراب، واستقلالنا حوار يبقى وحده طريق الخلاص. استقلالكم فوضى، واستقلالنا مؤسسات. استقلالكم ميليشيات، واستقلالنا جيش.

لكم استقلالكم، ولنا استقلالنا. أنتم طبقة سياسية عفنة، ونحن شعب حي. أنتم معرقلون، ونحن مصرون. أنتم أقوياء، ونحن أقوى.

هذه هي الرسالة في العيد السادس والسبعين للاستقلال، الذي يحل وسط ضغوط خارجية على لبنان للقبول بتسويات تهدد استقلاله، فيما رئيس البلاد يعمل على استيعاب التناقضات الداخلية، عبر التأني بإجراء الاستشارات الملزمة كي لا يأتي التكليف معرقلا للتأليف، الذي لا يجب ان يتأخر والذي يجب ان يرضي اللبنانيين بجميع مكوناتهم ويكون على مستوى المرحلة.

وفي الانتظار، الحرد لا ينفع، تشير أوساط سياسية عبر الـOTV، والمطلوب إلى جانب الايجابية والتسهيل وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والفئوية، أن تتحمل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها، ولاسيما معالجة الأزمة المالية، خصوصا من جانب المسؤولين المباشرين عن الملف، عوض إضافة الاستقالة من المسؤولية، إلى الاستقالة التي رفعت قبل مدة الى رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في بيروت الكبرى عرضان لاستقلال واحد. إنه أمر غير مسبوق في تاريخ الجمهورية. العرض الأول: رسمي، عسكري، رمزي ومختصر، نظم في وزارة الدفاع بحضور الرؤساء الثلاثة ووزيرين. العرض الثاني: شعبي، مدني، حاشد، نظم في ساحة الشهداء التي منها انطلقت شعلة الاستقلال عن الاحتلال العثماني.

مشهد العرضين ثبت الهوة القائمة بين الحكام وبين الشعب، وأثبت التناقض العميق القائم بين الطرفين. كما ان العرض المدني أعطى صورة زاهية عن الاستقلال اللبناني. فالتنظيم والترتيب والتوزيع وفق القطاعات والروح السلمية المسيطرة وأداء الناس، كلها أمور تجعل من الشعب اللبناني رائدا ومميزا في تحركاته الاحتجاجية.

إنه لبنان آخر يولد من رحم الحروب والمعاناة والواقع المهترىء على الصعد المختلفة. إنه لبنان على صورة "قبضة الثورة" التي أحرقت فجرا من مجهول- معلوم، لترفع مساء ولتعود أقوى وأعلى مما كانت في السابق.

فهل يدرك السياسيون حقيقة المشهد ويعترفون بالواقع، أم سيظلون في حالة انكار، آخذين الوضع إلى مزيد من التآكل والاهتراء، وصولا ربما إلى الانهيار الكبير؟.

حكوميا لا جديد، والوضع لا يزال في دائرة المراوحة القاتلة. الاتصالات الداخلية شبه متوقفة، والمشاورات دخلت في شبه اجازة، ومعظم الأطراف تبدو وكأنها في انتظار تطور ما قد يحصل وقد لا يحصل. والواضح من تتبع مسار المواقف الدولية أن الأزمة اللبنانية أصبحت تحت دائرة الضوء. فبعد مواقف جيفري فيلتمان قبل يومين، برز الموقف الأميركي اللافت الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الأميركية. ففي بيان رسمي أكدت الخارجية الأميركية أن حكومة الولايات المتحدة على أتم الاستعداد للعمل مع حكومة لبنانية جديدة، لديها القدرة والارادة السياسية لبناء لبنان مستقر ومزدهر ومستقل وآمن للجميع.

في المقابل، ذكرت معلومات ان فرنسا تدرس بترو إمكان إطلاق مبادرة تجد حلا للمأزق اللبناني، عبر صيغة وسطية ترضي الحراك المدني والقوى السياسية التقليدية في آن.

وفي الانتظار، الاقتصاد اللبناني يعاني، في ظل عدم وجود سياسة رسمية لمواجهة الوضع الاقتصادي والمالي الدقيق والصعب، ما يعرض لبنان للدخول في المجهول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنها جمهورية بين ساحتين، واستقلال بين احتفالين. الساحة الأولى تمثلت في باحة وزارة الدفاع، حيث اختارت السلطة السياسية أن تقيم ذكرى الإستقلال والعرض العسكري الرمزي.

الذكرى كانت باردة بقدر برودة العلاقة بين الرؤساء الثلاثة، حتى إنها لم تحمل أي مضمون سياسي، فلا لقاء في أحد مكاتب الوزارة، ولا لقاء في قصر بعبدا بعد الذكرى، التي ما إن انتهت حتى ذهب كل رئيس في سبيله، فلا تهاني في قصر بعبدا ولا جداول بمواعيد توافد المهنئين، كما كل سنة، لأن العيد والتهاني كانا في مكان آخر، في الساحة الثانية: ساحة الشهداء.

في ساحة الشهداء، اختارت الثورة أن يكون العرض مدنيا، حيث توافد المحتفلون من كل المناطق ومن كل المشارب: مقيمون ومغتربون، طلاب وصناعيون، فنانون وناشطون ومن كل الاختصاصات، في مشهد رائع عبر فيه الشعب اللبناني عن حضاريته الفائقة ونظم نفسه بنفسه، فقط ليقول للطبقة الحاكمة: نحن شعب نستحق الحياة الكريمة، وسننالها.

مشهد ساحة الشهداء هو الأول في تاريخ لبنان منذ الإستقلال، ولم يسبق أن احتفل اللبنانيون هكذا منذ ستة وسبعين عاما.

المشهد أشعل الأمل مجددا، وهو لم ينطفئ أصلا، الثورة لا يقف في وجهها لا إحراق مجسم ولا تكسير خيم ولا بلطجة زعران. "زوار الفجر" أحرقوا "مجسم الثورة"، فكان مجسم مكانه قبل غروب الشمس، تماما كما أحرق زوار الغروب، الخيم قبل أسبوعين فأقيمت الخيم مكانها بعد ساعات.

الثوار لا يتعبون، والبلطجية لا ييأسون. الثوار في الساحات منذ 17 تشرين الأول، جربوا معهم كل وسائل الترغيب والترهيب والترويع، فماذا كانت النتيجة؟، مزيد من الحناجر، مزيد من القبضات، مزيد من النشاطات. وماذا يطلبون غير حياة حرة كريمة لا فساد فيها ولا استعطاء لخدمة بديهية. فهل كثير على الشعب أن يطالب بمدرسة وطبابة وفرصة عمل بحسب الكفاءة لا بحسب واسطة زعيم؟. وهذه المطالب إذا تحققت سيستفيد منها البلطجي وعائلته بمقدار ما سيستفيد منها الثائر وعائلته، فلماذا يعرقل البلطجي هدفا يفيده كما يفيد الثائر؟.

سياسيا وحكوميا، دخل مصطلح جديد على خط المساعي: حكومة سياسية- تقنية، أي أن تسمي القوى السياسية تقنيين ليكونوا وزراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فرضت القبضة الحزبية سيطرتها، فأنزلت عقوبات على جمهور مقاوم. لكن ولأن "قبضة الثورة" أسمى من أي خبر فالبداية من هنا، من حيث أشرقت شمس لبنان في عيد استقلاله، وللمرة الأولى منذ ستة وسبعين عاما ينفذ الشعب انقلابا على العرض العسكري، فيحتجزونه في وزارة الدفاع ويحتلون مساحته في وسط المدينة، ويتقدمون أفواجا مدنية.

في باحة الدفاع رؤساء بائسون، تقدمت بهم الرئاسة، يتفرس بعضهم بعضا. تصافحوا بخدعة بصرية، واحتسبوا أنهم فقط صورة تذكارية. هذه الصورة محاها الناس القادمون بفرح الاستقلال إلى ساحات ملأوها عروضا مدنية، فحققوا استقلالا منجزا، وصنعوا دولة تشبه أحلامهم، تاريخ تحريرها هو السابع عشر من تشرين الأول.

والتاريخ سيكتب أيضا أن شعبا احتجز سلطة، وأجبرها على التراجع نحو الثكنات، فيستقر نبضا في الساحات. ولن تكون بيروت وحدها من سيتمشى مزهوا بين صفحات الكتاب بعد حين، فمدن لبنانية عدة تشاركت العلم الواحد والنشيد الذي كان ملء عين الوطن.

وأمام هذا المشهد لشعب يصنع تاريخا، سوف نشعر بالخجل والخزي إذا ما أكرمناه وصفقنا لثورته بأبهى العبارات، وإذا قدمنا عليه ملفا مهما علا شأنه حتى ولو بلغ السماء، بحجم قطع بث "الجديد" عن الفضاء. ويدرك ويتيقن المشاهدون أن أحد أهم أسباب القطع المنظم، كان حجب مشهد الثائرين عن شاشة كانت أم المحطات في نقل التظاهرات.

والحجب يشمل أيضا منع جمهور المقاومة، من التأثر بملفات الفساد التي فتحت على مصراعيها هنا. فإلى جمهور أحباء، نعرف أن القرار إنما استهدفكم أنتم، ومنكم من يطالب ب"الجديد" محطة لا يضاهيها في الجرأة أحد. بينكم من يرفض القمع، من بيئة "الغالبون" التي تأبى أن تصبح مغلوبا على أمرها.

وإلى "حزب الله" الذي أعطى الأمر السياسي بقطع بث "الجديد"، بالتوافق مع "أمل" كتضامن وتكافل، عقوباتكم أصابت جمهوركم، والذي يؤمن ب"الجديد" ويصدق على ملفاتها. وبكل وضوح نقول: أصحاب الكابلات، وإلى أن ينظر في تشريع وضعهم، فهم يأتمرون بأوامركم، وبعضهم يخاف على رزقه، فأي صورة تقدمون؟. لقد انتهت أيام رستم غزالي وأدوات العسس في لبنان، ونحن في وطن نرفض فيه منظومة المطاوعة والأحكام العابرة للدولة. أمرتم فأطاعوا، لكن "الجديد" لا تساوم على الأرض ولو بلغ تهديدها الفضاء، واجهنا الكثير، مررنا تحت النار من دون انحناءة، مقاومون نحن منذ التأسيس، ولن نسمح بأي جدل في ذلك.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

وطنية/الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

البناء - كواليس:

دعت مصادر دبلوماسية لقراءة المشهد الإقليمي بالنظر لما يشهده كيان الإحتلال من أزمات وتصدّع، وما يفرضه من سياسات أميركية بعدم تعريض الكيان لهزات أمنية كبرى لا يقدر على احتمالها في ظلّ العجز عن تعريض قوة إيران وحزب الله والمقاومة في غزة لأيّ تأثير في مصادر قوّتهم رغم كلّ مشاريع الإرباك والاستنزاف…

الجمهورية - أسرار:

سفر للخارج مع العائلة

تستعد شخصية سياسية تم التداول بإسمها في الفترة الأخيرة للسفر، لقضاء فترة طويلة مع بعض أفراد العائلة في الخارج.

فتح ملفات للضغط

لفت بعض نواب تيار بارز إلى أن فتح ملف قضائي وعدم فتح غيره من الملفات جاء للضغط على رفض مسؤول بارز ما هو غير مقتنع به.

مؤسسة رسمية استغلت استقالة الحكومة

إستغلت مؤسسة رسمية إستقالة الحكومة والأوضاع السياسية في البلاد من أجل إدخال عمّال مياومين غبّ الطلب خلافاً للمادة 80 من قانون موازنة عام 2019.

اللواء:

ترصد جهات لبنانية، بقلق دقة تقارير تتحدث عن إمكانية انفلات الوضع، إلى ما يشبه العنف؟

همس:

تخلل اللقاء بين مرجع روحي ووزير "سوبر" من طائفته عتاب يتعلق بما آلت إليه الأوضاع.

غمز:

توقف ضغط المودعين على الليرة، لكن الضغط على سعر الصرف لم يتوقف!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المحامون في عيد الاستقلال: ستبقى النقابة منحازة لحقوق المواطن ومؤتمنة على الدولة

وطنية - الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت اجتماعه الدوري أمس الخميس، برئاسة النقيب ملحم خلف وحضور النقبين أندره الشدياق وأمل حداد وأعضاء مجلس النقابة.

وبعد التشاور في البنود المدرجة على جدول الأعمال، أصدر بيانا قال فيه: "في صبيحة ذكرى استقلال وطننا الحبيب، السادس والسبعين، وفي هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها، لا بد لنا من أن نتوقف عند ما هو حاصل اليوم في ساحاتنا وطرقاتنا ومنتدياتنا، إذ أن الظروف الصعبة التي تمر على وطننا لا تنغص علينا فرحتنا بهذا العيد، لعلها تكون بارقة أمل بغد أفضل وأسلم وأنقى وأكثر ديموقراطية وشفافية ونزاهة".

أضاف: "يتزامن العيد مع بداية المئوية الثانية لنقابتنا التي نطمح أن تكون مفعمة بالعزم والهمة والطموح، لنجعل من وطننا وطنا يحلو فيه العيش. إن نقابة المحامين ستبقى في صميم كل لحظة تاريخية استثنائية، ترفع صوت الحق عاليا، لواؤها العدل، وبوصلتها كرامة الإنسان. ما نريده في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ وطننا الحبيب هو أن تكون نقابتنا على قدر طموحات المواطنين الذين انخرطوا في مسيرة تصويب مفاهيم المواطنة وقدموا مثالا حضاريا في التعبير عن وجعهم، وحاجاتهم وتطلعاتهم! قد تكون مواقف اللبنانيين في هذه المرحلة حافزا لتغيير راديكالي إيجابي في اتجاه تحصين الدولة ومؤسساتها، ونحن نعبر الى المئوية الثانية من تاريخ وطننا ونقابتنا، تغييرا يمكنها من القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، ويعيد الاعتبار الى كرامة الإنسان الذي دفع ولم يزل تضحيات غالية للحفاظ على هوية لبنان الحر السيد المستقل الديموقراطي والعادل. ستبقى نقابة المحامين منحازة لحقوق المواطنين قولا وعملا ونضالا، مؤتمنة وحريصة على الدولة وعلى مؤسساتها الرسمية". وتابع: "ولأن السعي لتحقيق العدالة هو التزام وواجب وطني، نؤكد في هذه المناسبة الوطنية العزيزة على ثوابت عدة كوجوب تطبيق أحكام الدستور وخصوصا لجهة الفصل بين السلطات والتزام الأطر الدستورية في تحقيق أي تداول للسلطة من دون الوقوع في أي فراغ دستوري، وكأن الشعب هو مصدر السلطات وله تعود الكلمة الفصل في توفير الغطاء الشعبي للاستحقاقات الدستورية، وشرعة حقوق الإنسان والقوانين الوضعية هي المرجع الناظم لعلاقة المواطنين بالسلطة فلا تهاون مع أي تجاوز لها، والحرص على احترام الحق بالاختلاف وعلى التعبير عنه ضمن السلمية والديموقراطية، وأن إقرار قانون استقلالية القضاء الذي يمكن السلطة القضائية من ممارسة دورها الرقابي ومحاسبة الفاسدين والمفسدين يشكل هما أساسيا لاستعادة سيادة القانون وترجمة مفهومها مؤسساتيا، فالسلطة القضائية المستقلة هي الضامنة لتنفيذ القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع واستعادة الأموال المنهوبة، سواء كانت نافذة أو تلك التي تتحضر السلطة التشريعية لإقرارها في الفترة المقبلة".

وشدد على أن "المشهد الذي كرسه الشعب اليوم ووقفته ضد الظلم والفقر ومطالبته بحقوقه الأساسية، من دون منة من أحد، يستدعي منا جميعا وقفة ضمير جريئة، فوطننا يستحق الأفضل، واللبنانيون أثبتوا تمسكهم بمواطنيتهم وتنوعهم ووفاءهم لهما، والتاريخ ينتظر منا استمرار النضال لقيام دولة الحق والعدل وعدم التهاون مع أي استباحة لها". وختم البيان: "في هذا اليوم العظيم، تبقى نقابة المحامين على الدوام رافعة وطن، داعمة للدولة ومؤسساتها، مستمدة من هذا الدعم شرعية الحفاظ على الحريات العامة وحقوق المواطنين لإعلاء سيادة الدستور وحرمة القوانين ونظمها".

 

بوغدانوف للمبعوث الخاص للحريري: نأمل نجاح الجهود لايجاد حل سريع على قاعدة التوافق الوطني

وطنية - الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، استقبل اليوم المبعوث الخاص لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري جورج شعبان.

وبحسب البيان "جرى خلال اللقاء بحث الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان. وأكد الجانب الروسي موقفه المبدئي والداعم لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه والاستقرار السياسي الداخلي فيه، معبرا عن أمل موسكو في نجاح الجهود التي تبذلها قيادة البلاد، بما فيها مساعي سعد الحريري الرامية إلى ايجاد حل سريع يبنى على قاعدة التوافق الوطني حول أهم المسائل الداخلية الملحة، ومن ضمنها صيغة وتشكيلة الحكومة الجديدة القادرة على ايجاد حلول فعالة للمشاكل الصعبة والمعقدة التي يعاني منها المجتمع اللبناني".

 

في خطوة مفاجئة...سامي كليب يستقبل من " الميادين"

مواقع ألكترونية/22 تشرين الثاني/2019

أعلن الصحافي سامي كليب إستقالته من قناة "الميادين"، وكتب عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "انسجاما مع افكاري وقناعاتي وضميري، استقلتُ اليوم من قناة "الميادين" متمنيًا لها دوام التقدم والنجاح". يشار الى أن كليب كان يقدّم برنامج "لعبة الامم" عبر قناة الميادين وهو من حاور رئيس الجمهورية ميشال عون الى جانب الصحافي نقولا ناصيف.

 

مستشار ماكرون:"لا مبالاة دولية حيال لبنان"

مواقع ألكترونية/22 تشرين الثاني/2019

أعلن مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه "لا يوجد توافق داخل الأسرة الدولية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية"، لافتاً إلى أنه "لا مبالاة دولية حيال لبنان"، وفق ما أشارت قناة "الحدث". هذا ولفت المستشار إلى أن "فرنسا تقف إلى جانب لبنان في كل الظروف".

 

بومبيو: مستعدون للعمل مع حكومة لبنانية جديدة

مواقع ألكترونية/22 تشرين الثاني/2019

أكد وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو التزام الولايات المتحدة الأميركية بمستقبل أكثر إشراقًا للبنان. وشدّد، على "الوقوف بكلّ فخر مع الشعب اللبناني في تظاهراته السلمية التي تطالب بالإصلاح ووضع حد للفساد". واضاف:"مستعدون للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لاحتياجات مواطنيها".

 

ربط نزاع بين واشنطن و "حزب الله".. الحكومة عالقة على تناقضات الحريري - باسيل!

لبنان 24/22 تشرين الثاني/2019

قبل أشهر، ومع تصاعد الإشتباك الأميركي الإيراني في غير منطقة وبلد، تلقى "حزب الله" رسائل أميركية بالواسطة، إحداها رفض الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله تسلمها على غرار ما فعل مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، لكن الرسالة التي حملت عرضا حقيقيا للحزب تضمنت  مقايضة بين تعهد الحزب ألا يكون جزءا من أي صراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وبين رفع واشنطن العقوبات الأساسية عن الحزب. الرسالة يومها تضمنت تطمينات مبدئية للحزب، تقول بأن واشنطن لا تريد إلغاءه ولا تريد إضعافه، وأن كل المطلوب إكتفاء الحزب بما وصل إليه اليوم من نفوذ سياسي داخل الدولة اللبنانية، ومن قدرة عسكرية لوجستية ومن إنتشار وتأثير إقليمي، أي بتعبير آخر المطلوب بشكل حقيقي إيقاف تطور وتوسع الحزب في مختلف الساحات. رفض الحزب يومها الدخول في هذا التفاوض مع واشنطن لأسباب كثيرة، في ظل التوتر الإقليمي الكبير وخصوصاً مع إحتمال وقوع حرب عسكرية حينها.

تطور الصراع الإقليمي وتغير شكله خلال تلك الأشهر حتى إنفجر في لبنان حراك شعبي أثر على أداء كل القوى السياسية فيه ومن ضمنها الحزب، الذي نظر الى الحراك بعين الريبة وبوصفه بداية للصراع المباشر مع واشنطن في لبنان.

منذ اللحظة الأولى أرادت واشنطن من لبنان أمرين، الغاز والحدود مع فلسطين المحتلة، إضافة إلى الحدّ من نفوذ "حزب الله" الذي يؤثر على الأمور السابقة الذكر، في حين أن الحزب يسعى كأولوية إلى وقف الإنهيار، وإستمرار الوضع القائم، علماً أنه حاول ويحاول وسيحاول الإستفادة من الحراك الشعبي لزيادة الصدع في هيكل النظام السياسي والمالي والإقتصادي الحالي. أمام هذين السقفين، كانت المطالب المتقابلة بين حكومة تكنوقراط تدعم المطالبة بها واشنطن وباريس ولندن، وبين إصرار "حزب الله" على أن يكون ممثلاً في الحكومة مهما كان الثمن، وبين هذه المتاريس السياسية تحركت الإنتفاضة الشعبية التي حاولت الأطراف جميعها إستغلالها والإستفادة منها. ووفق مصادر ديبلوماسية مطلعة تحدثت لـ"لبنان 24" فإن المجتمع الدولي تراجع إلى حدّ كبير عن حكومة التكنوقراط، وقد أرسل الأميركيون رسائل جدية إلى "حزب الله" تشير إلى أن لا مانع ولا فيتو من أن يتمثل الحزب في الحكومة لكن المشكلة الحقيقية تكمن في حجم هذا التمثيل، إذ إن الحكومة الماضية كانت بمعناها العام حكومة "حزب الله"، أي أن حلفاء الحزب كانوا يمسكون بوزارات الدفاع والخارجية والمالية، إضافة إلى العدل والصحة وغيرها، أي أنه كان الحاكم الفعلي في الإدارة، إضافة إلى تأثيره الحاسم من حيث موازين وتوازنات القوى الداخلية التي تؤثر على سياسة لبنان الخارجية، حتى أن الأسابيع الأخيرة قبل الحراك الشعبي كادت تشهد إنقلابا كاملا للحزب وحلفائه حيث كان هناك إستعدادات جدية لزيارة يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل إلى سوريا بصفته الرسمية من دون موافقة مجلس الوزراء.

وتؤكد المصادر أن الرسائل الأميركية التي وصلت إلى الحزب عبر عدّة وسطاء دوليين ومحليين تقول بأن واشنطن وغيرها من الدول المعنية لا توافق على أن يكون رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل جزءًا من الحكومة اللبنانية، وعليه يجب التخلي عنه كنوع من التنازل المقابل للحزب بعد التنازل الأميركي والقبول بحكومة تكنوسياسية. التوجه الغربي نحو التسوية والقبول بالتكنوسياسية، ناجم عن شعور بأن "حزب الله" الذي لا يريد انهيار البلد ماليا و اقتصاديا، لن يتنازل في السياسة لمنعه، وعليه فإن الدول الغربية أخذت قراراً نهائياً بأن تمنع الإنهيار المالي في لبنان، ولذلك ووفق المصادر ذاتها، فإن القرار المصرفي غير المعلن بالـ"كابيتال كونترول" حصل بعد غطاء كامل غربي وأميركي. وتشير المصادر إلى أن الحزب أكد أنه لن يتدخل في تفاصيل التكليف، وهو ليس معارضاً لأي طرح، وأن خطّه الأحمر الوحيد هو أن تتمثل الحكومة بإختصاصيين تسميهم القوى السياسية، أما باقي الأمور فيجب أن تبحث مع المعنيين فيها، وتالياً فإن تمثيل باسيل في الحكومة يجب أن يُبحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون وليس مع حارة حريك. أوساط بعبدا تؤكد أن هذا الطرح وصل إلى القصر الجمهوري، بضرورة إبعاد باسيل عن الحكومة اللبنانية، لكن الردّ كان "باسيل مقابل الحريري"، ولا أحد يتمسك بتوزير باسيل لكن المعايير يجب أن يتم توحيدها، وأن أي رئيس كتلة نيابية سيكون في الحكومة لا يمكنه منع رئيس كتلة وحزب بأن يتمثل، وعليه فإن عدم توزير باسيل يعني بالضرورة ألا يكون الحريري رئيساً للحكومة، متجاوزاً الفهم العام بأن رئيس الجمهورية هو الممثل المسيحي الأول وليس باسيل.

وعليه، ترى المصادر أن الإجماع الغربي على إستبعاد باسيل، يقابله إجماع على عدم التمسك بشخص رئيس الحكومة، أي أنه يمكن أن يسمي الحريري رئيساً للحكومة ويدعمه من خلال تسمية وزراء لـ"المستقبل" في الحكومة. عند تلك النقاط تسير المفاوضات بين القوى السياسية اليوم، بعد الإتفاق على أن تكون الحكومة حكومة تكنوسياسية، ويتركز النقاش على إسم رئيس الحكومة، لكن ماذا تكون قد حققت الأطراف في هكذا التسوية؟ يستطيع "حزب الله" عندها، بحسب المصادر، القول بأنه لم ينكسر وبقي ممثلاً في الحكومة، في حين أن الأضرار التي أصابته في بيئته وعبر حلفائه يمكن ترميمها مع الوقت، أما واشنطن فتكون قدد وضعت حداً أمام توسع الحزب في السلطة السياسية في لبنان من خلال إضعاف قدرة حلفائه على المناورة، وعلى الذهاب بعيداً مع الحزب في تواجهاته الإقليمية، كذلك زيادة الضغط المالي والإقتصادي في لبنان ما يعرقل أي تصعيد على الجبهة الجنوبية.

 

لبنانيون يريدون الاحتفال بـ«الاستقلال الحقيقي» بعد 76 عاماً من ولادة الجمهورية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 تشرين الثاني/2019

يحتفل اللبنانيون، اليوم (الجمعة)، بالذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية، لكن للمناسبة هذه المرة نكهتها الخاصة على وقع الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعمّ البلاد مطالبة برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. وتقول تمارا (21 عاماً)، وهي طالبة جامعية، بحماس لوكالة الصحافة الفرنسية للأنباء في وسط بيروت «إنها أول مرة يتظاهر فيها اللبنانيون من جميع المناطق من دون دعوة وجهها إليهم حزب ما، وضد الأحزاب مجتمعة». وتضيف «هذا هو الاستقلال الحقيقي، الاستقلال النابع من الداخل». منذ خمسة أسابيع، يتظاهر مئات آلاف اللبنانيين في الشوارع والساحات ضد الطبقة السياسية، التي يحملون عليها فسادها وعجزها عن معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، في بلد صغير يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية. ونال لبنان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943 استقلاله عن الانتداب الفرنسي منذ عام 1920، قبل أن يتم جلاء آخر القوات الفرنسية من البلاد في عام 1946، ليشكل ذلك المحطة الأخيرة التي يجمع اللبنانيون على رواية موحدة لها. وجراء الانقسامات السياسية الحادة منذ قيام الجمهورية، لا يتفق اللبنانيون على رؤية موحدة للأحداث الكبرى التي طبعت مسار الحياة السياسية على مدى عقود، ولا سيما الحرب الأهلية (1975 - 1990) التي تربع الكثير من أمرائها على مقاعد السلطة. ويطالب المتظاهرون اليوم برحيلهم. ويرى وجد عواد (28 عاماً) أن لعيد الاستقلال معنى جديداً اليوم. ويقول: «نريد أن نأخذ استقلالنا من سلطات فاسدة تتحكم بنا منذ سنوات وسنوات». وبخلاف السائد خلال السنوات الماضية، لم يستضف وسط بيروت العرض العسكري التقليدي بمناسبة الاستقلال. وتمّت الاستعاضة عنه بعرض آخر مختصر في مقر وزارة الدفاع على مشارف بيروت شارك فيه رئيسا الجمهورية والبرلمان ورئيس الحكومة المستقيل، إلى جانب وزراء وقادة عسكريين وأمنيين. وأعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية، أنه «نظراً إلى الأوضاع الراهنة في البلاد، لن يقام حفل الاستقبال التقليدي السنوي في القصر الجمهوري في بعبدا لمناسبة عيد الاستقلال» بعد انتهاء العرض العسكري. واستفاق المتظاهرون صباحاً على إقدام مجهول على حرق مجسم لقبضة عملاقة وضعت في وسط بيروت رمزاً لـ«الثورة» بعد انطلاق الحراك الشعبي في 17 أكتوبر (تشرين الأول). إلا أن ذلك لن يثنيهم على ما يبدو من الاحتفال على طريقتهم، عبر تنظيم «عرض مدني» في وسط بيروت ومسيرات ونشاطات متنوعة في المناطق. وفي مناطق عدة في البلاد، أقام متظاهرون تجمعات على الطرق ووزعوا الأعلام اللبنانية على العابرين على وقع أغانٍ وأناشيد وطنية. وفي منطقة بسري، على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب بيروت، بدأ المئات مسيرة راجلة وسط واد غني بغطائه النباتي وتنوع معالمه، احتجاجاً على بدء السلطات أعمال بناء سد يثير اعتراض ناشطين وجمعيات بيئية. ويقول وجد، إن «الانتصار الحقيقي» هو خروج المتظاهرين الذين ملأوا الساحات والشوارع خلال الأسابيع الماضية، وتمكنوا من منع البرلمان من عقد جلستين تشريعيتين على جدول أعمالهما مشاريع قوانين مثيرة للجدل. وأثمر حراكهم عن فوز محام مستقل بوجه أحزاب السلطة على رأس نقابة محاميي بيروت.

وبعد أسابيع من استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري تحت ضغط الشارع، لم يعين رئيس الجمهورية ميشال عون موعداً لبدء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد، في ظل انقسام سياسي كبير حول شكل هذه الحكومة التي يريد المتظاهرون أن تتألف من اختصاصيين فقط لتتمكن من حل الأزمات الاقتصادية والمالية الخانقة. ورغم سعي السلطة للالتفاف على مطالبهم ومحاولات تخريب سلمية تحركهم، يحتفظ المتظاهرون بأملهم في التغيير، وإن كانت وتيرة المظاهرات تراجعت في الأيام الأخيرة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للمواطنين كي يضيئوا ما لديهم من أنوار وشموع في ساحة الشهداء في بيروت وعلى شرفات منازلهم، احتفاء بالاستقلال عند السادسة (16.00 ت غ). وفي مدينة صيدا جنوباً، ينظم المتظاهرون تحركات عدة تحت شعار «الاستقلال ليس فقط عن الانتداب، الاستقلال أيضاً عن الظلم والسرقة والفساد والفقر». وليست هذه المرة الأولى التي يتظاهر فيها اللبنانيون بحماسة. ففي عام 2005، شهد وسط بيروت مظاهرات مليونية، تلبية لنداءات سياسية، أعقبت اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، وأدت إلى خروج القوات السورية من لبنان. وتقول دينا أبو ضهر (55 عاماً) «هذه أول مرة يعني لي فيها عيد الاستقلال. نشعر بإحساس مختلف هذا العام».ليس بعيداً عن مسجد الأمين في وسط بيروت، انهمك يوسف الغرز (26 عاماً) مع ناشطين آخرين في عقد اجتماعات في خيم عدة لتنسيق النشاطات، وبينها جلسات يوغا. ويوضح «بدأ الناس يغيرون عاداتهم وهم يريدون تغيير الأمور من جذورها». وجذبت احتفالات الاستقلال لبنانيين مغتربين قرروا المجيء إلى بيروت للمشاركة، بعضهم بمبادرة فردية، وآخرون ضمن حملة أطلقتها مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول ترايسي سعد (23 عاماً) من منسقي الحملة، وهي مقيمة في أمستردام لوكالة الصحافة الفرنسية «نظمنا أنفسنا في مجموعات للتفاوض على أسعار مخفّضة»، لافتة إلى انخفاض أسعار بطاقات السفر من دبي إلى بيروت من 400 إلى 215 دولاراً. ومن المتوقع وصول قرابة 600 لبناني في وقت لاحق الجمعة، قادمين من دول عدة في الخليج وأوروبا وحتى من أستراليا، على أن يتوجهوا من المطار إلى وسط بيروت للمشاركة في مسيرة جامعة بعد الظهر.

 

صيدا: نحن أبناء ثورة تشرين بلا زعيم ولا قائد

المدن/23 تشرين الثاني/2019

مثل قطع البازل التي شكلت مجتمعة العلم اللبناني الضخم في ساحة الثورة عند تقاطع إيليا في صيدا، جمع يوم عيد الاستقلال الأول بعد الثورة بازل الحراك الصيداوي بكل مكوناته وأطيافه.

استقلال حي وطازج

لقد خلع كثيرون من الصيداويين انتماءاتهم السياسية والحزبية، وتوحدوا بألوان العلم وبحنجرة واحدة صدحت بالنشيد الوطني، وبشعارات الثورة ومطالبها، وأغاني وطنية وثورية كان من بينها اغنية "أناديكم " التي شاركهم في أدائها صاحبها  الفنان أحمد قعبور، قبل توجهه إلى صور. جاء إحياء عيد الاستقلال في ساحة إيليا تتويجاً لأسابيع خمسة من عمر الثورة. لم يهدأ حراك صيدا ولم يكل أو يمل: تظاهرات، اعتصامات، وتحركات عمت المدينة ومرافقها ومدارسها وجامعاتها . أثبتت عاصمة الجنوب مرة جديدة أنها في قلب الثورة، وجزء من نبضها الممتد على مساحة الوطن. وصيدا في صلب انتفاضة اللبنانيين، وجعلت للاستقلال هذا العام نكهة خاصة: مهندسون، أطباء، محامون، صيادلة، أساتذة جامعات ومدارس، مثقفون، وقطاعات نقابية ومهنية وهيئات مجتمع مدني وشباب وطلاب وأندية كشفية ومواطنون مع عائلاتهم... أحيوا عيد الاستقلال لأول مرة كشعب سياسي يحتفل بوطنيته الشعبية الفرحة التي اكتشفها اللبنانيون في يوميات هذه الثورة.

والثورة تترسخ أكثر في كل يوم يمضي وآخر يجيء، فتكتسب مزيداً من العزيمة والإصرار على مواصلة ما بدأوه ليشكل بداية عصر الاستقلال الحقيقي. الاستقلال عن الطائفية وعن الفساد وعن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي انتجتها الطغمة السياسية - الطائفية - المالية، وكانت سبباً لانفجار الغضب الشعبي العارم.

الديناصورات انقرضت

على مقربة من الساحة أقيمت منصة كبيرة تحاكي منصة عرض الاستقلال الرسمي. وقد ثُبتت عليها ثلاث مقاعد فارغة اتشحت بالعلم اللبناني، في إشارة إلى مقاعد الرؤساء الثلاثة. وحضرت لبعض الوقت صورة كبيرة لهم مجتمعين رفعها أحد المتظاهرين، وكتبت عليها: "الديناصورات انقرضت، الفينيقيون خلصو، الفرنسيون هربو .. أنتو ليش بعدكن .. حلوا عنا.. الناس تعبت ". لكن منظمي النشاط سارعوا إلى سحب هذه الصورة من المكان، ومنعوا حاملها من رفعها مجدداً، لكنه أصر على ذلك، فأوقفته مخابرات الجيش اللبناني! وسبق الحشد مسيرة مدنية شعبية انطلقت من ساحة الشهداء في صيدا، وجابت شوارع المدينة الرئيسية، مرورا بساحة القدس وحي الإسكندراني وشارع رياض الصلح ومستديرة شركة الكهرباء، ثم حي الست نفيسة، وانتهاء بساحة إيليا، بمواكبة من القوى الأمنية. وأطلق المتظاهرون في مسيرتهم هذه هتافات تؤكد على المطالب التي يرفعها الحراك منذ 37 يوماً.

عريضة استقلال الشعب

ووقّع المشاركون في الحشد عريضة "استقلال الشعب" التي جاء فيها: "أنا المواطنة اللبنانية، أنا المواطن اللبناني،  أنا ما عندي زعيم أنا ابنة/ابن ثورة 17 تشرين الأول 2019 التي أعادت للشعب استقلاله. أتعهد بأن أعمل  لحماية الثورة وانجازاتها واستمرارها، سلمية، ديمقراطية، حرة، من أحزاب السلطة والتدخلات، وللدفاع عن الحريات العامة والحياة السياسية على كامل الأراضي اللبنانية في مواجهة الترهيب والتخوين والمناطقية والمذهبية والتقسيم والاستغلال. ولإطلاق سراح معتقلي الانتفاضة كافة، ولتشكيل حكومة من خارج المنظومة السياسية، ولديها صلاحيات تسمح لها خلال فترة محددة بإقرار:

- خطة إنقاذية - اقتصادية - مالية - اجتماعية – بيئية، تطلب التنازل ممن استفاد وبات عليه التنازل.

- قانون استقلالية القضاء مدخلا لتحرير الإدارة العامة من المحاصصة، ولوضع آليات مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة .

- قانون انتخابي نسبي جديد يساوي بين جميع المواطنين، وليس على مقاس قوى السلطة. وإجراء انتخابات نيابية مبكرة .

 

العلم اللبناني يزيّن برج خليفة في دبي

الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

ارتدى برج خليفة في دبي، وهو الأعلى في العالم، ألوان العلم اللبناني، بمناسبة عيد الاستقلال.

واحتشد عددٌ من اللبنانيّين المقيمين في دبي، في محيطه، لالتقاط الصور.

 

نقابة المحامين: الشعب مصدر السلطات وله الكلمة الفصل

الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت اجتماعه الدوري يوم الخميس الواقع فيه 21/11/2019 برئاسة النقيب ملحم خلف وبحضور النقبيْن أندره الشدياق وأمل حداد وأعضاء مجلس النقابة، وبعد التداول في البنود المدرجة على جدول الأعمال، أصدر البيان الآتي:

في صبيحة ذكرى استقلال وطننا الحبيب، السادس والسبعين، وفي هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها، لا بد لنا ان نتوقف عند ما هو حاصل اليوم في ساحاتنا وطرقاتنا ومنتدياتنا ... إذ أن الظروف الصعبة التي تمرّ على وطننا لا تنغّص علينا فرحتنا بهذا العيد، لعلها تكون بارقة أمل بغد أفضل وأسلم وأنقى وأكثر ديمقراطية وشفافية ونزاهة، يتزامن العيد مع بداية المئوية الثانية لنقابتنا التي نطمح أن تكون مفعمة بالعزم والهمة والطموح، لنجعل من وطننا وطناً يحلو فيه العيش،

ان نقابة المحامين ستبقى في صميم كل لحظة تاريخية استثنائية، ترفع صوت الحق عالياً، لواؤها العدل، وبوصلتها كرامة الإنسان.

ما نريده في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ وطننا الحبيب هو أن تكون نقابتنا على قدر طموحات المواطنين الذين انخرطوا في مسيرة تصويب مفاهيم المواطنة وقدموا مثالاً حضارياً في التعبير عن وجعهم، وحاجاتهم وتطلعاتهم !!!

قد تكون مواقف اللبنانيين في هذه المرحلة حافزاً لتغيير راديكالي ايجابي في اتجاه تحصين الدولة ومؤسساتها ونحن نعبر الى المئوية الثانية من تاريخ وطننا ونقابتنا، تغييراً يمكّنها من القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، ويعيد الإعتبار الى كرامة الانسان الذي دفع ولم يزل تضحيات غالية للحفاظ على هوية لبنان الحر السيد المستقل الديمقراطي والعادل.

ستبقى نقابة المحامين منحازة لحقوق المواطنين قولا ًوعملاً ونضالاً، مؤتمنة وحريصة على الدولة وعلى مؤسساتها الرسمية،

ولأن السعي لتحقيق العدالة هو التزام وواجب وطني، فإننا نؤكد في هذه المناسبة الوطنية العزيزة على الثوابت التالية:

1 – وجوب تطبيق أحكام الدستور، خصوصاً لجهة الفصل بين السلطات، والإلتزام بالأطر الدستورية في تحقيق أي تداول للسلطة، دون الوقوع في أي فراغ دستوري.

2- إن الشعب هو مصدر السلطات، وله تعود الكلمة الفصل في توفير الغطاء الشعبي للاستحقاقات الدستورية.

3- ان شرعة حقوق الإنسان، والقوانين الوضعية هي المرجع الناظم لعلاقة المواطنين بالسلطة، فلا تهاون مع أي تجاوز لها.

4- إننا نحرص كل الحرص على احترام الحق بالاختلاف وعلى التعبير عنه ضمن السلمية والديمقراطية.

5- إن اقرار قانون استقلالية القضاء الذي يمكّن السلطة القضائية من ممارسة دورها الرقابي ومن محاسبة الفاسدين والمفسدين يشكّل همّاً أساسياً لاستعادة سيادة القانون وترجمة مفهومها مؤسساتياً. فالسلطة القضائية المستقلة هي الضامنة لتنفيذ القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع واستعادة الأموال المنهوبة، سواء كانت نافذة أو تلك التي تتحضر السلطة التشريعية لإقرارها في الفترة القادمة.

إن المشهد الذي كرسه الشعب اللبناني اليوم ووقفته ضد الظلم والفقر ومطالبته بحقوقه الأساسية، دون منّة من أحد، يستدعي منّا جميعاً وقفة ضمير جريئة، فوطننا يستحق الأفضل، واللبنانيون أثبتوا تمسكهم ووفاءهم لمواطنيتهم ولتنوعهم، والتاريخ ينتظر منا استمرار النضال لقيام دولة الحق والعدل، وعدم التهاون مع أي استباحة لها.

في هذا اليوم العظيم،

تبقى نقابة المحامين على الدوام رافعة وطن، داعمة للدولة ولمؤسساتها، مستمدة من هذا الدعم شرعية الحفاظ على الحريات العامة وحقوق المواطنين لاعلاء سيادة الدستور وحرمة القوانين ونظمها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تأهب إسرائيلي لهجمات إيرانية متوقعة

نظير مجلي - الشرق الاوسط/22 تشرين الثاني/2019

توقعت جهات أمنية رفيعة، في تل أبيب، أمس (الخميس)، أن يرد الإيرانيون على «الغارات الإسرائيلية القاسية»، بقصف أهداف في قواعد الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية المحتلة، أو حتى في داخل إسرائيل. وقالت تلك المصادر إن «الاشتباك الحربي في الجبهة الشمالية لم ينتهِ بعد» مضيفة أن «هذه مواجهة حساسة، كل شيء فيها حساس وله أبعاد كبيرة وربما استراتيجية»، مشيرين إلى أن «الإيرانيين لا يقبلون بأن يمرّ هجوم كهذا من دون رد، خصوصاً أنهم غيروا سياستهم مؤخراً، وقرروا أن يردوا مباشرة على الضربات الإسرائيلية، وأن يتخلوا عن السياسة التي كانت متبعة في الماضي».

وأكدت المصادر أن إسرائيل باتت في حالة ترقب، تأهباً لمواجهة أي ردود إيرانية. كاشفة عن تدريبات عسكرية لمدة ست ساعات، تبدأ اليوم (الجمعة)، في مطار بن غوريون الدولي، وبموجبها سيتم إغلاق الصالة الأولى. كما ذكرت المناورات التي جرت مؤخراً في إسرائيل، بدءاً بالتمرين الدولي لأسلحة الجو «العلم الأزرق» («BLUE FLAG»)، الذي جرى في قاعدة عوفدا الجوية جنوب إسرائيل، خلال الأسبوعيْن الأولين من هذا الشهر، بحضور قائد سلاح الجو الأميركي، الجنرال ديفيد جولدفاين. وأضافت المصادر أن التدريب العسكري المحلي المفاجئ، الذي أجرته قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة في المنطقة الشمالية على الحدود مع سوريا ولبنان، إضافة إلى تدريب في منطقة مرج ابن عامر، في الجليل الأسفل، التي أخذت كلها بالاعتبار احتمالات تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني مباشر، وليس فقط عبر أذرعها وميليشياتها في سوريا. وقالت المصادر إن التدريبات حاكت مواجهة هجمات صاروخية من سوريا أو لبنان أو كليهما معاً، وكذلك من سوريا والعراق وحتى إيران، مع الأخذ بالاعتبار احتمال قيام «الجهاد الإسلامي» بالانضمام بهجمة صاروخية من قطاع غزة. وقالت المصادر إن إسرائيل تتوقع حدوث واحد من ثلاثة سيناريوهات محتملة في الشمال، أولها أن يتجاهل الإيرانيون الضربة لقياداتهم ومنشآتهم في دمشق، حتى الحادثة التالية. لكن احتمال أن يتحقق هذا السيناريو ليس عالياً، وذلك لأن إيران تكبدت خسائر وأضراراً لمنظومة القيادة، والتحكم والبنى التحتية لها في سوريا، خصوصاً أن إسرائيل حتى لا تختبئ خلف ذريعة مهاجمة أسلحة متطورة هُرّبت إلى سوريا، كانت الأهداف التي تقررت في سلاح الجو الإسرائيلي أساساً قيادات رئيسية في منطقة دمشق؛ واحدة لـ«قوة القدس» نفسها، والثانية للميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران، أما السيناريو الثاني فهو أن ترد إيران بضربات صاروخية محدودة، نحو أهداف عسكرية في الشمال. والسيناريو الثالث إطلاق صواريخ دقيقة نحو مواقع لبنى تحتية في عمق إسرائيل.

وأشارت مصادر سياسية مقربة من وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد مع إيران، وإذا لم يردوا على الغارات الأخيرة فإن إسرائيل أيضاً لن تقصف. وقد انتقدت هذه المصادر تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، نفتالي بنيت، التي هدد بها قادة النظام الإيراني بالقول إنهم لن يكونوا محصنين بعد اليوم. وانتقدت هذه المصادر، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس (الخميس)، وزير الدفاع نفتالي بينيت، ووصفت تصرفه بالطفل الذي يحرك ألعاباً نارية، مشيرة إلى أن حديثه حول القادة الإيرانيين، بقوله: «لم تعودوا محصنين»، يُؤخذ بجدية في طهران، متسائلة: «منذ متى تمس إسرائيل بزعماء دول أجنبية، حتى لو كانت معادية، بل وتعلن عن ذلك مسبقاً؟!». وقالت مصادر أخرى إن إسرائيل فوجئت كثيراً برد الفعل الروسي على هذه الغارات، على الرغم أن إسرائيل أبلغت الروس في سوريا، عبر لجنة التنسيق العسكري العليا للجيشين، بأمر تلك الغارات، قبل بضع دقائق من تنفيذها، كما جرت العادة، إلا أن موسكو هاجمت إسرائيل ببيان رسمي من وزارة الخارجية، إذ كشفوا تفاصيل تلك الغارات، بشكل أحرج بعض الدول، إذ أشاروا إلى أن الهجوم الإسرائيلي هو الرابع في سلسلة هجمات جوية نفذتها إسرائيل منذ محاولة تصفية رجل «الجهاد الإسلامي»، أكرم العجوري، في حي الدبلوماسيين بدمشق، في 12 من هذا الشهر. وكشفوا أن إسرائيل هاجمت أيضاً في 18 من الشهر أهدافاً على حدود سوريا - العراق، وفي 19 من الشهر، حسب البيان الروسي، هاجمت إسرائيل المطار في دمشق، واقتحمت الأجواء اللبنانية. وتم اعتبار هذا النشر تعبيراً عن الغضب وتحذيراً مما هو قادم.

 

نتنياهو يواجه رسمياً اتهامات «الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة»في أخطر قضية لرئيس حكومة... والحكم قد يصل إلى السجن 9 سنوات

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

أعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، أبيحاي مندلبليت، مساء أمس الخميس، قراره النهائي بشكل رسمي تقديم لوائح اتهام ضد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في قضايا الفساد، ووجه المدعي العام أخطر هذه التهم، بتلقي الرشا، إضافة إلى الاحتيال والغش وخيانة الأمانة، وهي اتهامات خطيرة توصل صاحبها إلى حكم بالسجن حتى 9 سنوات في حال أدين فيها، وتعد التهمة الأولى من نوعها ضد رئيس حكومة في منصبه والتي قد تقضي على مستقبله السياسي، فيما اعتبر نتنياهو تلك التهم انقلابا ضد اليمين الذي يتزعمه. وجاء في بيان لوزارة العدل الإسرائيلية وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن «المدعي العام قرر تقديم لائحة اتهام (ضد نتنياهو) في ثلاث قضايا عن جرائم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وذلك أثناء توليه منصب رئيس الوزراء»، وهي تهمة تلقي الرشا وخيانة الأمانة والخداع في الملف «4000» المعروف بقضية شركة الاتصالات بيزك. كما وجهت له تهمة الخداع وخيانة الأمانة في الملف «1000» المعروف بتقديم هدايا من أنواع فاخرة من السيجار وزجاجات الشمبانيا والمجوهرات، والثالثة تهمة الخداع وخيانة الأمانة في الملف «2000» المعروف بقضية «يديعوت أحرونوت» أكثر الصحف انتشارا، لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع الناشر مالك الصحيفة للحصول على تغطية إيجابية له وذلك خلال فترة ولايته بصفته رئيسا للوزراء ووزيرا للاتصالات. وقال المدعى العام إنه وصل إلى هذه النتيجة بعد دراسة معمقة لملفات التحقيق مع نتنياهو وعشرات الشهود، فيما رفض نتنياهو من جهته تلك الاتهامات والتأكيد أنه وعائلته يتعرضون لمؤامرة خطيرة لكنه سيواجهها بالحقائق الثابتة في المحكمة بشكل يجعلها تنهار الواحدة تلو الأخرى. وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن قرار المستشار لا يعني إدانة نتنياهو وأن المسيرة القضائية ستكون طويلة، ولن تؤثر على أدائه بصفته رئيس حكومة. بل سينجح في الحصول مرة أخرى على ثقة الجمهور في الانتخابات القادمة. ويستند هؤلاء في هذا التحليل إلى وجود إمكانيات واسعة أمام نتنياهو للتنكيل بالجهاز القضائي. فلائحة الاتهام لا تعني أن المحاكمة ستبدأ في القريب. ولكون نتنياهو عضو كنيست منتخبا، فسيكون على الكنيست أن ينزع حصانته. وهذا يحتاج إلى قرار في لجنة النظام في الكنيست. وفي الوقت الحالي لا توجد لجنة كهذه بسبب عدم تشكيل حكومة أو ائتلاف حكومي. وإذا جرت الانتخابات فعلا، فسيحتاج لتشكيل لجنة لستة أشهر. وسيتوقف الأمر على شكل الائتلاف الحكومي القادم. فإذا فاز نتنياهو فعلا، فإن ائتلافه لن يقرر نزع حصانته بسهولة، ولذلك فإن المحكمة ستتأخر. وقد أكدت مصادر سياسية أن طاقم محامي نتنياهو كانوا قد نصحوه بأن يذهب إلى انتخابات ثالثة؛ لأن هذه الخطوة قد تمنحه مزيداً من الوقت للتعامل مع ملفات الفساد التي تلاحقه، وتوفر له الفرصة لإدارة ملفاته أمام سلطات إنفاذ القانون بشكل أفضل. وكان مندلبليت قد أبلغ نتنياهو قبل عدة أشهر بأنه سيواجه شبهات فساد في 3 ملفات أساسية، كانت وحدة التحقيقات في الشرطة قد حققت معه بشأنها في العامين الماضيين، وخلصت فيها إلى أن ثمّة ما يكفي من القرائن لإدانته، فيما كان يتوقع أنه في حال ثبتت التهمة على نتنياهو يكون الحكم فيها السجن 3 سنوات، وليس تلقي الرشوة التي يكون الحكم فيها 9 سنوات. ومع ذلك فإن رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، الذي أدين بهذه البنود السهلة كان قد أمضى في السجن سنتين. ولذلك فإن الاتهامات تبقى خطيرة عليه في كل الأحوال. ويقول مراقبون إن نتنياهو لن يدخل السجن في نهاية المطاف، بل سيرى كيف تتطور المحاكمة وفي لحظة ما يمكنه أن يبرم صفقة مع النيابة تقضي بإغلاق الملفات مقابل اعتزاله الحياة السياسية. لكن تقديرات في النيابة تقول إنه في حال دخل المحاكمة، فلن يخرج منها بأي صفقة. فإن كان يريد صفقة فعليه أن يبرمها الآن ويعتزل حالا.

 

كيف تسببت العقوبات الأميركية في اندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عامين؟

الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، إن أزمة ارتفاع أسعار الوقود في إيران تظهر كيف تخنق العقوبات الأميركية الاقتصاد الإيراني. وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت زيادة مفاجئة في أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة على الأقل؛ ما أدى إلى اندلاع احتجاجات وصفتها الصحيفة البريطانية بأنها الأسوأ منذ عامين. ولفتت «فايننشيال تايمز» إلى أن إيران قدمت منذ فترة طويلة دعماً على سعر البنزين كجزء من العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين، لكن تزايد عدد السكان وتنامي الاستهلاك كان يمثل ضغطاً عليها. وقالت الصحيفة، إن دعم الوقود كان يكلف الحكومة الإيرانية 69 مليار دولار سنوياً، بحسب مسؤول إيراني، وأصبح من الصعب تمويل هذا الدعم بسبب العقوبات الأميركية التي تخنق الاقتصاد. وتابعت، أن العقوبات قلصت مبيعات إيران من النفط الخام من 2.8 مليون برميل يومياً إلى أقل من 500 ألف برميل يومياً؛ ما أدى إلى انخفاض حصيلة النقد الأجنبي لإيران، الذي أدى إلى ارتفاع مؤلم في الأسعار. وقال محللون، إن النظام الإيراني اضطر إلى قرار رفع أسعار الوقود لمواجهة الوضع الاقتصادي الذي يزداد صعوبة، حيث تقول الحكومة إنها ستستخدم الأموال التي كانت مخصصة لدعم الوقود في تقليل تكاليف معيشة الفقراء من خلال إعادة توزيع الدخل الإضافي عبر منح مبالغ شهرية للأسر الأشد احتياجاً.

وكذلك، تأمل الحكومة في أن يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى انخفاض الاستهلاك؛ مما يقلل الضغط على عملية التكرير المحلية المحدودة، ويترك المزيد من الكميات للتصدير. وأضافت الصحيفة، أن الحكومة الإيرانية اتخذت قرارها بخفض الدعم عن الطاقة إثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث يقول محللون، إن أسعار المواد الغذائية زادت بأكثر من الضعف خلال العامين الماضيين، أي أعلى بكثير من متوسط معدل التضخم، وحذروا من أن أي زيادة أخرى إثر ارتفاع أسعار الوقود ستثير المزيد من الاضطرابات. ونقلت الصحيفة البريطانية عن محلل، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: «ما نشهده هو انفجار للغضب رداً على ارتفاع التضخم الذي يضغط بشدة على الإيرانيين، وهو السبب الرئيسي وراء الاضطرابات الحالية».

 

«وكالة الطاقة» تضغط على إيران لتوضيح مصدر آثار يورانيوم

فيينا/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

ضغطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس على طهران، مرة أخرى لتفسير وجود آثار لليورانيوم في موقع لم تعلن عنه من قبل. وأعلن القائم بأعمال مدير الوكالة كورنيل فيروتا، أن طهران «لم تقدم أي معلومات أخرى بشأن مصدر الجزيئات»، مشيرا إلى أن الوكالة وإيران ستبحثان الأسبوع المقبل العثور على آثار لليورانيوم في الموقع. وأبلغت الوكالة دول الأعضاء قبل أسبوعين أن «عينات بيئية أُخذت من الموقع الربيع الماضي، أظهرت آثار يورانيوم طبيعي جرت معالجته بنشاط إنساني لكنه غير مخصب»، لكنها أحجمت عن التعليق على تفاصيل محددة. وكانت «رويترز» قد نقلت لأول مرة في سبتمبر (أيلول) عن مصادرها أن فريق مفتشي الوكالة وجد آثار يورانيوم في الموقع الذي لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتباه إليه في كلمة ألقاها العام الماضي أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة ووصفه بأنه «مخزن ذري سري». وقالت إيران إن الموقع منشأة لتنظيف السجاد.

ولم تكشف الوكالة عن اسم الموقع، إلا أن مصادر دبلوماسية ذكرت سابقا أن الوكالة تطرح أسئلة على طهران تتعلق بموقع ذكرت إسرائيل أنه في منطقة تورقوز آباد في جنوب طهران جرت فيه نشاطات ذرية سرية سابقة.

وقال القائم بأعمال مدير الوكالة، أمس، في الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة «واصلنا اتصالاتنا مع إيران منذ ذلك الحين لكننا لم نحصل على معلومات إضافية والمسألة لم تُحل بعد». وأبلغ فيروتا إيران في سبتمبر أن «الوقت عامل جوهري» في توضيح مصدر هذه الآثار. ووجدت الوكالة أن التفسيرات التي أوردتها إيران حتى الآن غير متماسكة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فيروتا قوله: «لقد واصلنا تفاعلنا مع إيران منذ ذلك الحين، لكننا لم نتلق أي معلومات إضافية، ولا يزال الأمر غامضا». وقال فيروتا أمس «من المقرر عقد اجتماع بين الوكالة وإيران في طهران الأسبوع المقبل لمناقشة المسألة بشكل أكبر»، وأضاف: «من الضروري أن تعمل إيران مع الوكالة على حل هذه المسألة سريعا». وقالت الولايات المتحدة، التي تعارض مثل إسرائيل الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، إن القضية «لا يمكن أن ينظر إليها سوى باعتبارها إشارة إلى احتمال وجود مواد نووية غير معلن عنها في إيران».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أن الوكالة سترسل وفدا فنيا رفيع المستوى إلى إيران الأسبوع المقبل. ووصف سفير روسيا، حليفة إيران، لدى الوكالة الأمر بأنه «من آثار نشاط نووي في إيران قبل ما بين 20 و30 عاما»، وأضاف أن الأمر «لا يمثل أي مخاوف تتعلق بالانتشار النووي».

وتعتقد أجهزة مخابرات أميركية والوكالة أن إيران كان لديها برنامج للتسلح النووي أنهته قبل فترة طويلة. وشمل الاتفاق النووي الموقع عام 2015 طي صفحة الماضي رغم أن إيران ما زالت تنفي أن تكون قد سعت لامتلاك سلاح نووي. وسيتولى الأرجنتيني رافايل جروسي منصب مدير عام الوكالة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) بعد فوزه في اقتراع ليخلف فيروتا القائم بأعمال المدير العام منذ وفاة سلفه يوكيا أمانو. ويتعرض الاتفاق النووي لخطر الانهيار المتزايد منذ انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي وإعادة فرضها عقوبات على طهران. ومنذ مايو (أيار)، انتهكت إيران تدريجياً الحدود المنصوص عليها في الاتفاقية، بينما تؤكد أنها يمكن أن توقف ذلك إذا قدمت الأطراف الأخرى صفقة لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية. والاثنين أعلنت الوكالة التي يمكن استخدامها لإنتاج البلوتونيوم المستعمل في صنع أسلحة ذرية، تجاوزت الحد الذي حدده الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني. والماء الثقيل ليس مشعا في حد ذاته لكنه يستخدم في بعض أنظمة المفاعل النووي لإبطاء النيوترونات الناتجة عن الانشطار النووي. من المحتمل أن يوفر إنتاج البلوتونيوم بديلا لتخصيب اليورانيوم لإنتاج قنبلة ذرية.

 

من هم «الأجانب» في الاحتجاجات الإيرانية؟

لندن/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

اتهمت الجهات المسؤولة أتباع دولة أجنبية بالتورط في الاحتجاجات الأخيرة. هذه الاتهامات بدأت منذ ثالث أيام الاحتجاجات تزامناً مع بدء وكالات الأنباء الرسمية؛ بما فيها وكالات «الحرس الثوري»، نشر تقارير وصور من الاحتجاجات، غداة قطع شبكة الإنترنت في البلاد.

أولى تلك الروايات عن تورط أتباع دولة أخرى وردت الأحد على لسان المدعي العام بمدينة يزد محمد حداد زاده الذي قال إن قوات الأمن «اعتقلت 40 شخصاً في التجمعات»، مشيراً إلى أن «أغلب المعتقلين من بين أتباع الدول الأجنبية و(وافدين من خارج يزد)». في اليوم التالي، ذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، في تقرير أن «فريقاً من ضباط جهاز أمني عثروا على مجموعة من الأتباع الأجانب أثناء تقييم أوضاع طهران»، وأضافت أن «هذه المجموعة البالغ عدد أفرادها 7 أحرقت ودمرت 5 بنوك في غضون نصف ساعة».

بحسب الوكالة، فإن المجموعة «اعتقلت أثناء قيامها بإشعال خامس البنوك»، وفي الوقت نفسه نوهت بأنه ليس لديها تفاصيل عن أتباع الدولة الجارة الشرقية، غير أنها اتهمت هؤلاء بدوافع «مذهبية انحرافية». وفي تقرير آخر، أعلنت وكالة «فارس»، الأربعاء، اعتقال عدد ممن قاموا بالتوجيه والتخريب في محافظ البرز شمال طهران، وقالت إنهم يحملون «جنسية مزدوجة»؛ أوروبية وأخرى تعود لدول الجوار، وتحدثت عن دور مؤثر لمعتقلين يحملون الجنسيات «الألمانية والتركية والأفغانية»، وقالت إنها «ضبطت بحوزتهم أجهزة خاصة بالتخريب».

ونقلت الوكالة عن «مصادر أمنية» قولها إنها «تأكدت» من صلات المعتقلين بأجهزة استخبارات خارجية. وقالت أيضاً إن «هؤلاء تلقوا تدريبات خارج البلاد على العصيان المدني وتخريب البنية التحتية للمدن، وتلقوا دعماً مالياً أجنبياً».

وربط التقرير بين المعتقلين وبين الناشطة والإعلامية مسيح علي نجاد، التي تدير حملة من أجل حقوق المرأة مما شكل تحدياً للنظام الإيراني خلال السنوات الماضية. وفي أحدث ضغوط؛ كانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت شقيق الناشطة، وعدداً من أقاربها بهدف إجبارها على وقف نشاطها في الولايات المتحدة. وأمس، قال ممثل المرشد بمدينة كرج وخطيب جمعة كرج، محمد مهدي حسيني همداني إن «اعترافات» المعتقلين تظهر أن «هؤلاء تلقوا تدريبات»، مشيراً إلى وجود أتباع دول أجنبية بين «المعتقلين ومثيري الشغب» وفقاً لوكالة «تسنيم» الناطقة باسم جهاز استخبارات «الحرس الثوري». وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نشرت تقريراً مماثلاً عن اعتقال أجانب في مدينة تبريز، لكن قائد «الحرس الثوري»، بمحافظة أذربيجان الشرقية، عابدين خرم، نفى مشاركة أتباع الأجانب في احتجاجات المحافظة. بدورها، قالت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري» في مقالها الافتتاحي: «أتباع أجانب لدولة جارة أحرقوا بنوكاً في بعض المناطق مثل شارع (بيروزي)، وإحدى المحافظات». الإشارة إلى أتباع دولة جارة شرقية تعود إلى اللاجئين الأفغان الذين يقدر عددهم بما بين مليونين ونصف و3 ملايين.

ويشكو أبناء الجالية الأفغانية الذين يقيمون على هامش المدن الكبيرة في وسط وشمال شرقي إيران، من التمييز والحرمان من الخدمات المدنية مثل التعليم والصحة والإقامة رغم ظهور جيل جديد ولد ونشأ في إيران. وبرز أبناء الجالية الأفغانية في إيران مع إرسال إيران قوات عسكرية إلى سوريا منذ 8 أعوام. وأنشأ «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» ميليشيا من اللاجئين الأفغان تعرف باسم «فاطميون». وتباينت الروايات حول دوافع توجه الأفغان للانخراط في ميليشيا «فاطميون»؛ ومنها الحصول على الجنسية الإيرانية، أو مقابل مادي شهري في ظل الفقر والبطالة، وتقول إيران إن الدوافع المذهبية والدفاع عن «الأضرحة الشيعية» بين دوافع هؤلاء. ولم تقدم إيران حتى الآن إحصائية رسمية عن عدد قتلى «فاطميون» رغم إقامة مراسم تشييع للمئات منهم بطهران وقم ومشهد أكثر المدن التي يقيم فيها مواطنون أفغان. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية شكلت إيران ممراً لهؤلاء باتجاه أوروبا والدول الأخرى. وكانت ممراً للمخدرات التي دخلت من أفغانستان. وبعد إعادة العقوبات لوحت إيران مرات عدة بورقة اللاجئين من أجل الضغط على الدول الأوروبية. في مايو (أيار) الماضي، أثارت تصريحات مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي جدلاً واسعاً عندما لوح في مقابلة مع التلفزيون الرسمي باحتمال طلب إيران من الأفغانيين مغادرة البلاد في حال نفذت الولايات المتحدة تهديدها بتصفير النفط الإيراني. وقال الدبلوماسي الإيراني إن «أكثر من 3 ملايين أفغاني يقيمون في إيران؛ مليونان منهم يشغلون فرص عمل ويخرجون ما بين 3 و5 مليارات سنوياً من إيران»، لافتاً إلى أنهم يكلفون موازنة البلد نحو «8 ملايين يورو». مقابل ذلك، دعا المتحدث باسم الخارجية الأفغانية صبغت أحمدي إلى «عدم تسيس» قضية اللاجئين. وقال رئيس «دائرة المهاجرين» إن إيران طردت نحو 29 ألفاً من المواطنين الأفغان خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2019.

 

عودة الاحتجاجات إلى الخرطوم للمطالبة بإقالة مسؤولين حكوميين وحمدوك يطالب من بورتسودان بمشروع قومي لمواجهة مشكلات شرق البلاد

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

عاد دخان إطارات السيارات المحروقة إلى شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن خلت من أبخرتها ونيرانها منذ أشهر، وذلك للمطالبة بإقالة مسؤولين حكوميين، على خلفية مقتل متظاهر اختناقاً بالغاز المسيل للدموع، أطلقته الشرطة على تظاهرة احتجاجية مطلبية قبل أيام.

واستجابت «لجان المقاومة» في الخرطوم لدعوة وجهتها لجنة المقاومة في منطقة «جبل الأولياء» جنوبي الخرطوم، للتظاهر، حيث توجه الآلاف منهم في موكب كبير إلى وحدة إدارية جنوب المدينة، مطالبين بإقالة مسؤولين حكوميين، أبرزهم والي الولاية.

تجدر الإشارة إلى أن لجان المقاومة، أو «لجان الأحياء»، هي عبارة عن تنظيمات طوعية تكونت إبان الثورة السودانية، ولعبت دوراً مهماً في نجاح ثورة ديسمبر (كانون الأول) التي أطاحت بحكم البشير في أبريل (نيسان) الماضي، وظلت تعمل بعيد تكوين الحكومة الانتقالية على تنظيم الجهود الشعبية للدفاع عن الثورة من القوى المضادة، وتنظيم الأنشطة الشعبية في الأحياء، وتتصل لجان الأحياء بـ«تجمع المهنيين السودانيين» عبر لجنة العمل الميداني. وبعد توقف دام أشهر، حرق آلاف المتظاهرين أمس إطارات السيارات، ورفعوا أصواتهم بهتافات منددة بالمسؤولين المحليين، حاملين أعلام البلاد.

وأورد منشور على الصفحة الرسمية لـ«تجمع المهنيين السودانيين» على موقع التواصل «فيسبوك»، أن الثوار يطالبون بتوفير الحياة الكريمة، وتأمين الضروريات، باعتبارها مطالب لا حياد عنها، بيد أن الحاكم المحلي المسنود ببقايا الدولة العميقة، يقف أمام مطالب مواطني محلية «جبل أولياء».

ودعمت لجان من خارج المنطقة الموكب والتظاهرات، فيما أيدت منظمات طلابية مطالب سكان المنطقة، وأبدت تضامنها معهم، وتوافدت أعداد غفيرة منها للمشاركة في الموكب.

ولم يكن موكب أمس هو الأول من نوعه، إذ سيرت لجان المقاومة قبل ثلاثة أيام موكباً مشابهاً، فرقته الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، ما أدى لمقتل المحتج محمد آدم طمبل مختنقاً بالغاز، فيما أحرق محتجون إطارات السيارات قرب مكاتب تجمع المهنيين السودانيين بضاحية بري أول من أمس، مطالبين بتسريع تصفية النظام المعزول ورموزه. وتطالب لجان المقاومة بتنفيذ مطالبها، ومواجهة ما أسمته «فظائع تعامل الشرطة» مع الموكب السلمي، وفتح بلاغات في استشهاد المواطن طمبل، ووصفت استمرار الحاكم المحلي في منصبه بأنه «يخدم بقايا النظام البائد»، وتعهدت بالعمل على تلبية مطالبها، بقولها: «هذه الحكومة أتت نتاجاً لتضحيات عظيمة، كانت على رأسها التنظيمي لجان المقاومة، وكلنا ثقة بأن حكومة الثورة قادرة على أن تميز الخبيث من الطيب، وإن عز عليها ذلك فنحن خيرُ سندٍ لها».

وشددت اللجان على الإبقاء على جذوة السيطرة مشتعلة، وحذرت من اعتبار التوقف عن التصعيد ضعفاً، وقالت إنه «استراحة نلملم فيها أطرافنا لنعود أقوى»، مستشهدة بمقولة منسوبة لشهيد الثورة عبد العظيم، الذي قال قبيل مقتله أثناء الثورة: «لكن لا يمكنك الاستلقاء أثناء المعركة». من جهة أخرى، أفصح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن مشروع لمواجهة التحديات، التي تواجه منطقة البحر في شرق السودان، ووضع «مشروع قومي» يستصحب هذه التحديات، ويتيح للحكومة الاتحادية معالجة الأزمات، التي تتالت بين سكان الولايات الشرقية.

ووصل حمدوك مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر أمس، بعد أسبوع دامٍ، شهد أحداث عنف أدت إلى مقتل شخصين، وإصابة أكثر من عشرين آخرين، بجراح على خلفية نزاع محلي، انتهت بعد وساطات حكومية وأهلية بتوقيع اتفاق صلح، يعرف محليا باسم «القلد» أفلح في إيقاف نزيف الدم. وفور وصوله للمدينة الساحلية ترأس حمدوك اجتماعاً بحكومة ولاية البحر الأحمر، حضره حاكم الولاية المكلف حافظ التاج، أشاد خلاله بما أطلق عليه «حكمة» المحلية، والإدارات الأهلية في إنهاء الأحداث التي شهدتها بورتسودان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عيد الاستقلال كما أحياه اللبنانيون: تأسيس الجمهورية الثالثة

منير الربيع/المدن/23 تشرين الثاني/2019

قدم اللبنانيون عرضهم الاستقلالي الأول. والذي يكاد يكون الأكثر حقيقية في التعبير عن هويتهم، في ما أظهروه بالساحات. ما يريده اللبنانيون هو دولتهم الحديثة الخارجة من كل الأطر المذهبية والطائفية والتبعية. وهم يستعيدون بذلك طموحاتهم وأحلامهم التي بددتها السلطات السياسية المتعاقبة. قد يصح في وصف الثورة اللبنانية أنها تأسيس الجمهورية الثالثة.

الحيلة والخداع

يثور اللبنانيون على صيغ فرّقتهم وشتتت شملهم. وجلّ ما يبحثون عنه هو دولة المواطنة التي تحققت شعبياً وتنتظر تحقيقها سياسياً ودستورياً. هذا الهدف هو الذي دفعهم الى التمسك بالثورة في مواجهة كل محاولات اختراقها أو إجهاضها. الثورة في الأصل خروج على منظومة توزيع الغنائم ونهب الدولة، خصوصاً كما تكرست منذ تسوية 2016، عبر تسليم الجميع لحزب الله بالسياسة والأمن والعسكر، مقابل انشغالهم بحصص الحكم ومكاسبه المتوزعة بين القوى المتحالفة، التي حوّلت الدولة إلى شركة فاسدة، وأخضعت الاقتصاد والقطاعات الانتاجية الاساسية من كهرباء ونفط وغيرها لمافيات سياسية.

لذلك، تتعاطى القوى السياسية مع الثورة على أنها تهديد مباشر لمصالحها. وأصحاب السلطة يجهدون إما للالتحاق بركبها بالحيلة والخداع، وإما يطمحون للسيطرة عليها وتجييرها لمصلحتهم، تماماً كما حدث أثناء انتخابات نقابة المحامين وبعدها، حين حاولت الأحزاب بعد فوز مرشح الثورة الإيحاء أنها هي التي انتخبته كي لا تظهر في موقع المهزوم. دلالة انتخابات نقابة المحامين أنها جسدت التغيير القاعدي من جمهور المحامين ضد الهيمنة الحزبية على النقابة، وبتفاعل وتأثير مباشر من الشارع الملتهب، لا سيما أنه كان هناك مواجهة واضحة من قبل السلطة. واللافت هو نزول النقيب المنتخب إلى ساحة الشهداء. والدلالة الأكبر هي الهروب المبكر لمرشح التيار الوطني الحرّ. والأهم كيف عمدت أحزاب السلطة لتنحية خلافاتها السياسية لتتكتل سريعاً بمواجهة المرشح المستقل، ورأت الناس في هذا التحالف السلطوي، وحتى من قبل جمهور القوى السياسية، أنه تحالف كاذب. وهذا ما دفع المحامين الملتزمين حزبياً إلى عدم الالتزام بالتوجيهات وفق ما تقتضي مصالح زعمائهم.

الطابع الشامل للثورة

على مثال ما حدث في نقابة المحامين، وما يحدث يومياً في كل القطاعات والنقابات والمؤسسات، اكتسب المنتفضون زخماً جديداً، تجلى في عروض عيد الاستقلال المدنية. مشهد هائل، سيكون له تأثيرات سياسية في عملية تشكيل الحكومة وما يليها. ففي مقابل بقاء القوى السياسية في حالة نكرانها، والإصرار على إعادة إنتاج التركيبة ذاتها، بالاستناد إلى منطق القوة للحفاظ على الدولة الغنيمة، يبدو واضحاً أن الصراع يدور على مستويين. مستوى السلطة، التي تسعى إلى تحسين شروط التفاوض. ومستوى الناس ومطالبها، التي يتجاهلها المسؤولون بشكل تام. وهذا ذروة السلوك غير المسؤول من قبل الطبقة السياسية برمتها. أداء رديء سيدهور البلد إلى أزمة شديدة، لن يكون من السهل الخروج منها بسبب الرعونة السياسية. لا سيما أن علاج الأزمة المالية والاقتصادية القائمة لا يبدأ بالإجراءات الاقتصادية، بل من السياسة أولاً، عبر تشكيل حكومة متجانسة وكفوءة. ومن يؤخر العلاج السياسي يسهم في تفاقم الأزمة المالية.

تشمل هذه الثورة مختلف الطبقات الاجتماعية، بما في ذلك معظم رجال الأعمال الذين يتضررون من التعطيل والفوائد العالية والخلل الواقع في القطاع المصرفي، والنظام الريعي، ومن الارتفاع غير الطبيعي والمفتعل بقطاع العقارات والإيجارات..إلخ، ما يكرّس رفضاً مطلقاً  لسيطرة القوى السياسية ومنطقها الزبائني. وإذا ما تحركت القطاعات الاقتصادية الكبرى، فهي قادرة على التأثير على القوى السياسية. وقد بدأت تباشيرها وستستمر بفعل قوة الناس وكلمتهم. الطبقات الوسطى المهنية تبدو أكثر تحركاً وتعبيراً، ومشاركة بالاحتجاجات. خصوصاً أن المعركة الكبرى، بالنسبة إلى الانتفاضة، تقوم على تغيير الوعي والتواصل بين الفئات الاجتماعية المختلفة، وإن كانت بحاجة بعد إلى مسار طويل. وأمام السلطة طريقان، إما أن تكون مرنة وتستجيب لمطالب الناس، وتوفر الكثير من المتاعب والتوتر والأزمات، أو أن تستمر على عنادها وتنكسر في النهاية. وما بينهما خيار الدفاع عن النفس وعن الدولة - الغنيمة، الذي قد يدفع إلى استخدام العنف، قد لا يؤسس لحرب أهلية، لكنه عنف مؤذ للانتفاضة ولمستقبل البلد.

التغيير حتماً

السلطة في أزمة عميقة. وقد تلجأ إلى اصطناع "توازن قوى" تتداخل فيه معطيات محلية وخارجية، لقمع الانتفاضة. وهي حتى لو نجحت السلطة في إحباط الانتفاضة، إلا أن الأزمة ستستمر بالتأكيد على نحو أسوأ، والانهيار الواقع سيكون أشد. وبالتالي، ستتجدد النقمات وسيعود الناس إلى الشوارع. ثم وعلى افتراض أن أهل السلطة متحالفون لتجديد سلطتهم، فإن الجشع فيما بينهم، وتناقض الولاءات الإقليمية لكل طرف، وعدم تجانسهم سيؤدي إلى انفجارهم من الداخل مجدداً. ما يعني أن مسار التغيير لن يتوقف. إما أن تنجح الثورة في إجبار السلطة على تقديم التنازلات، ويبدأ التكيف مع الواقع الجديد الذي سيفسح المجال أمام التغيير التدريجي، أو أن أقطاب السلطة سيستمرون بالمعاندة، التي ستؤدي أيضاً- ولو بعد وقت- إلى تغيير حقيقي في بنية النظام وتركيبته وبأثمان باهظة.

 

ثورة 17 تشرين تُقفل دكانة 14 و8 المفلسة

أيمن شروف/المدن/23 تشرين الثاني/2019

شيطنة ثورة 17 تشرين هو الهدف الذي تجتمع عليه كل الطبقة السياسة الآن. الاختلاف الوحيد بينهم هو الوسيلة وليس الهدف. فريق يريد استغلال هذه الحالة الجارفة ليعود إلى الحياة السياسية أو ليحاول أن يحقق انتصارات ضيقة ضد خصومه، وفريق آخر يريد أن ينهي هذه الحالة التي يُدرك جيداً أنها إذا ما استمرت وتوسعت فهي قادرة على هز عروش استغرق بناؤها سنوات طويلة، واستُثمرت فيها المليارات، وسُخرت لها كل المقدرات.

الجدران جريدة الناس

متوقع هذا الفعل من أحزاب تحكم البلاد منذ سنوات وتقبض على كل مقدراتها وفجأة اكتشفت أن هناك شارعاً حيوياً يريد أن يحاسب. يريد الخروج من كل هذا بأي ثمن. يريد أن يبني وطناً، هذا ما كتبه الناس على الجدران الممتدة من ساحة الشهداء إلى رياض الصلح وإن اختلف التعبير عن هذا الأمر، بحسب خلفية كل من أمسك بيده "طساسة" كتب بها ما يريده من هذا البلد الذي كان إلى الأمس القريب يريد هجره نهائياً.

"14 و8 عملوا البلد دكانة". هتاف يصدح في ساحات الاعتصام من بيروت إلى كل المناطق. مجموعة من الشبان في رياض الصلح يرددون شعارات تطال الكثيرين من الزعماء، يهتفون ضد وليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وسعد الحريري وسمير جعجع ورياض سلامة. من وقت لآخر، هم أنفسهم "يشطحون" بـ"ردّية" ضد نبيه بري ثم سرعان ما يعودون إلى الأساس: "حرامي حرامي رياض سلامة حرامي". طبعاً هذه العودة ليست لأنهم يريدون فقط التصويب على سلامة، بل لأن التجربة مع الهتاف ضد بري وقبله ضد أمين عام حزب الله كان لها أثمان، يقول الشباب إنهم يريدون تجنبها كي لا تتحول الساحة إلى منطقة اشتباك كما حصل في السابق.

تمجيد نصرالله.. ونقاش

إذاً، "كلّن يعني كلّن" شعار موجود ومُتجذر فعلياً لدى غالبية من هم في ساحات الاعتصام، لكن الفارق كما يقولون إنهم يحاولون تجنب المواجهة. على مدخل اللعازارية مجموعة من الشبان الذين يصلون يومياً في ساعات الليل الأولى، يفترشون الطريق، يضعون النرجيلة بينهم، ويبدأون بالعتابا التي تُمجد حسن نصرالله. لكن المُلفت، لا وجود لمحازبي 14 آذار لكي يثوروا أو يعارضوا ما يُقال، الذي قد يكون مُستفزاً لهؤلاء. محاولة البحث عن "القواتيين والاشتراكيين والمستقبليين" الغاضبين من هذا الكلام تبوء بالفشل. أين هم هؤلاء من كُل هذا، أليسوا هم كما يقول إعلام الممانعة من ركبوا "الحراك" الذي "تحوّل عن مساره وصار هدفه ضرب المقاومة في الصميم" كما يقولون. أين هم؟ لماذا لا يظهرون في هذا الوقت الحاسم من تاريخ الصراع من أجل "بقاء لبنان المقاوم"؟ لماذا؟

قبل أن يصل شُبان العتابا، يجلس مجموعة من الشبان على مقربة من خيمة "بيروت مدينتي" (المهجورة الآن) في موقف اللعازارية. يتحدثون عن كيفية مواجهة محاولات تسييس ثورتهم، وركوبها. يقولون إن أحزاب السلطة تُريد نسفها بشتى الطرق ولكل حزب خلفية. يقول أحد هؤلاء محاولاً تصويب النقاش ورفع المعنويات في الوقت نفسه: "نحن نزلنا تحت عناوين مطلبية وإلى الآن هذا ما نرفعه. لا أعلم على من تنطلي هذه الألعاب. ألم يروا طلاب المدراس والجامعات، أمهاتهم، الناس الذين يريدون فقط أن يعيشوا عيشة كريمة؟" ليجاوب نفسه: "الناس واعية، خلّونا ما نوقع بفخ الخوف منهم ومن أفعالهم ونكمّل".

ملائكة جيفري فيلتمان والبوسطة

في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، يغيب الحديث عن جيفري فيلتمان، ملائكته أيضاً غير موجودة بالرغم من كل الدعاية التي يحاول كثيرون ترويجها وجعلها حقيقة ثابتة، حتى لو لم تكن موجودة إلا في خيالهم. في الساحة يغيب الحديث عن روسيا بوتين وعن إيران الخامنئي وعن وعن. الشغل الشاغل، ماذا سيفعل رئيس الجمهورية ولماذا لا استشارات إلى الآن؟ قبل أيام، كان الهتاف الذي يصدح في الشارع: "لا السعودية ولا إيران رح بيفكوا الاعتصام". لكن كُل هذا لا يصل إلى كثيرين، ممن يرون فقط في كل ما يحصل مؤامرة. هذا ما يقوله الشبان والشابات الذين ملّوا من الانقسام وهم اليوم "كتفك على كتفي.. بالثورة رح نكفي".

بوسطة تنطلق من شمال لبنان لتقول إن الحرب الأهلية قد انتهت إلى غير رجعة، "تتحوّل إلى بوسطة عين الرمانة في عقول من لم يخرجوا من الحرب وغير قادرين على احتمال الاختلاف". هذا ما ردده من كانوا على متن تلك المحاولة، التي اتهمها البعض أنها مشروع أميركي، ووصل بالبعض الآخر ليقول إن هؤلاء يريدون أن يضربوا المقاومة. انتهت رحلة البوسطة في صيدا، بوابة الجنوب. لا يزال سلاح المقاومة كما هو. سقط المشروع الأميركي هناك. على أي حال، كما يقول بعض من واكبها: "سنؤجل أكل الكرامة الآن، نريد استشارات". لكن، رئيس البلاد لا يزال في وادٍ آخر. وعلى ما يبدو، لن يخرج منه بسهولة.

 

مرحباً من كوكب بعبدا

مهند الحاج علي/المدن/23 تشرين الثاني/2019

كأن الإنهيار المالي لم يحصل. وكأن الثورة لم تقم. البلد ليس على حافة الإنهيار المالي، والمصارف تواصل عملها من دون انقطاع. هو يوم عادي في بعبدا، ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون اختار خطاباً مثل فساتين كل المناسبات، إذ كان قادراً على إلقاء كلمته عام 2017 و2018، وربما صيف عام 2008، عندما أنعم علينا للمرة الأولى بصُهره جبران باسيل وزيراً (للاتصالات حينها). الحقيقة أن الخطاب الرئاسي منفصل عن الواقع بشكل لافت. في بداية الكلمة، يتحدث عون عن "وقت العمل، العمل الجدي الدؤوب، لأننا في سباق مع الزمن. فالتحديات كبيرة وخطيرة، وقد فاتنا الكثير من الوقت".

لكنه رغم هذا الإنذار والكلام الجدي عن العمل وضرورته بعيداً عن الخطب والكلام والاحتفالات، يعود إلى أصل المعضلة اللبنانية اليوم: صهره وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل. وباسيل عُقدة أساسية في كل حكومة لبنانية منذ 12 عاماً من عمر هذه الجمهورية التعيسة، وهو اليوم مصرٌ على تمثيله في تشكيلة تكنوسياسية لم تعد تُحاكي طموحات اللبنانيين وأمزجتهم.

كان من المفترض أن تكون الحكومة قد ولدت وباشرت عملها، قال الرئيس، إلا أن "التناقضات التي تتحكم بالسياسة اللبنانية فرضت التأنّي لتلافي الأخطر". ما الأخطر هنا؟ بالنسبة للرئيس، غياب باسيل عن الحكومة المقبلة أكثر خطراً من أي انهيار اقتصادي مقبل، ذلك أن لغياب باسيل آثاراً طويلة الأمد على مستقبل اللبنانيين وربما العالم بأسره. وللتمهل في تشكيل الحكومة، وفقاً للرئيس، فوائد اضافية تتمثل في تشكيلة "تلبي ما أمكن من طموحاتكم، تكون على قدر كبير من الفعالية والانتاجية والانتظام، لأن التحديات التي تنتظرها ضخمة، والاستحقاقات داهمة. بحسب القاموس العوني، الانتاجية والانتظام يعنيان أمراً واحداً: جبران باسيل. يُنقل عن الرئيس عادة إعجابه بنشاط جبران ودوامه الطويل في الوزارة، لذا فإن وجود الصهر الرئاسي في الحكومة كاصطياد عصفورين بحجر واحد، إذ يُلبي طموحات الشباب من جهة، ويُوفر انتاجية وانتظاماً عالياً بدوامه الطويل في المكتب. وانتظام الدوام وحدة قياسية أساسية للانتاج عند العسكر لدى تسلمهم مناصب مدنية. أن تُداوم في المكتب أهم من انجازات الوزارة، لأن بإمكانك لوم انعدام الأخيرة كما هي الحال في وزارة الطاقة مثلاً، على عراقيل الآخرين. واللافت أن عون اعترف بنوم القضاء خلال السنوات الماضية، عن مكافحة الفساد، حتى عندما يُقدم الرئيس بذاته إخباراً بذلك. لكن في مقابل هذا الاعتراف، يُريد عون من الناس عدم إصدار أحكام مسبقة وترك الأمور للقضاء الذي لم يسجن فاسداً واحداً من السلطة إلى اليوم، رغم أن الفضائح كثيرة والمعلومات والأدلة أيضاً دامغة، لكن البطء والمراوغة يسودان، إلا في توقيف أصحاب الرأي في الضابطة العدلية.

ومن علامات الإنفصام الرئاسي أيضاً، أن عون تحدث عن تغييرات اقتصادية ثورية خلال سنة واحدة من الآن، تستبدل النمط الاقتصادي الريعي باقتصاد منتج "من خلال دعم الزراعة والصناعة وتبنّي سياسات تحفيزية ليصبح إنتاجنا تنافسياً في الأسواق الخارجية؛ وكذلك تخصيص كلّ الاهتمام بالقطاع التكنولوجي واقتصاد المعرفة". الفريق الرئاسي الذي فشل خلال 11 عاماً وبعد انفاق أكثر من عشرين مليار دولار، في جلب الكهرباء الى بلد صغير نسبياً، يُريد تنفيذ خطة اقتصادية راديكالية تُحولنا خلال سنة واحدة الى دولة منتجة تُنافس في الأسواق العالمية.

كيف يُريد الرئيس أن يُحقق هذه النقلة في سنة بموازنة مفلسة وبلد منهوب؟ بحسب تاريخ هذه الطبقة السياسية، وهو منها، الرئيس لم يقصد أن هذه النتيجة ستتحقق بفعل سياساته، بل أراد تجيير تغييرات سيفرضها علينا الانهيار المالي المديد. لن يقدر اللبنانيون خلال الفترة المقبلة على الاستيراد، لذا سيدفعهم العوز الى رفع مستوى الانتاج المحلي لتعويض النقص في الأسواق. الناس سيتكيفون بألم وجوع مع الواقع الجديد. لكن هذه ليست عملية طبيعية تحمل في طياتها آلاماً اقتصادية، بل هي نتيجة إنجازات الرئيس. هو يريد منا الكتابة بأن عهده لم يشهد آلاماً اقتصادية غير مسبوقة منذ الثمانينات، بل إننا انتقلنا بفضله الى زمن الانتاج المحلي. ماذا نقول عن رئيس يُخاطبنا بهذه اللغة وهذا المنطق الأكثر انشغالاً بالإرث السياسي والعائلي من الهم العام، بعد هذه الثورة وغداة كل هذه الآلام الاقتصادية التي تزيد ولا تنقص؟

نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى مركبة فضائية تذهب الى الكوكب البرتقالي المسمى بقصر بعبدا، لإبلاغ الرئيس بأن العالم تغير على الأرض. فلتفعلها شركة "ماكنزي" أو خبير الرائحة الدولي الذي جاء الى بيروت العام الماضي، أو أي أحد. ذاك أن مواقف الرئيس وخطاباته المنفصلة عن الواقع، باتت أشبه بفيلم رعب بارد وفاشل يجب أن ينتهي لمصلحة الجميع، حتى الممثلين فيه.

 

"المدن" تحاور "بيروت مدينتي": بين مقصلة الثورة ومغفرتها

نادر فوز/المدن/23 تشرين الثاني/2019

وصلت شفرة المقصلة إلى "بيروت مدينتي". من الطبيعي في زمن الثورات، استخدام المقصلة بالمعنى المجازي طبعاً، ضد كل متسلّق\ة أو متواطئ\ة مع السلطة. وفضح هؤلاء من أولويات الثائرين، على اعتبار أنه لا ينقص هذه الثورة سلطويين آخرين، ينتهجون التسلّق واستغلال الفرص، واغتنام المناصب، على حساب حقوق الناس ومطالبهم؛ على حساب دم سال في الشوارع وترهيب مستمرّ فيها. فمن مهام هذه الثورة أساساً تكسير "الإيغو" أينما كان، في السلطة وخارجها. وهو ما نجحت به حتى الساعة. وما حدث مع "بيروت مدينتي"، قبل التوضيح وبعده، أمر أكثر من طبيعي. فاللقاء مع قائد الجيش، فعل التفافي في زمن الاعتقالات التعسفية والملاحقات الأمنية. لقاء "يخون" كل من خاطر بحياته أو بصحّته الجسدية والنفسية أمام هراوات العسكر. بل هو تحييد لمبدأ رفض التحاور والتفاوض مع السلطة، السياسية وما دونها في المؤسسات الأمنية. فعل شنيع قوبل برد فعل منطقي، لا أكثر، باعتباره يعرّي المنفّذين ويجرّدهم من التزامهم العناوين الفعلية لثورة 17 تشرين.

التوضيح والاعتذار

ثم جاء توضيح "بيروت مدينتي". وقع الخطأ، وعلى أحدهم تحمّل مسؤوليته. اعتذرت الحركة ووعدت بالمحاسبة التنظيمية "للحؤول دون تكراره" كخطأ فردي "تمّ خارج قنوات اتخاذ القرار". هذا هو المطلوب، إضافة إلى إعادة التأكيد على جملة من الأمور، أبرزها: "الناس بتطالب وما بتفاوض"، "لا أحد يمثّل الثورة أو يتكلّم باسم الثوار"، و"رفض تولّي الحقائب الوزارية أو المشاركة في السلطة". ما حصل مع "بيروت مدينتي" كسر ثقة الناس بها، كمجموعة أولاً. ورُبط اللقاء الفردي مع قائد الجيش بشكل تلقائي مع أداء ميداني، حاولت تكريسه في التظاهرات من خلال تشكيل سلسلة من النساء والشابات تفصل المتظاهرين عن القوى الأمنية لمنع الاحتكاك. جاء ذلك اللقاء الفردي ليكرّس شكلاً من أشكال التنسيق مع القوى الأمنية. وهو ما تنفيه بالمطلق الناشطة في حركة "بيروت مدينتي"، ناهدة الخليل. هذه الحركة السياسية "لا تمون على الناس ولا تُمسك بالأرض"، حسب ما تقول. لا تدّعي الحركة قيادة الثورة ولا المتظاهرين، إنما هي جزء منها ومنهم. وتقول إنّ الحركة "تساعد من خلال تقديم ما لديها. فالشارع سبق الجميع ولا يمكن لأحد قيادته، جميعنا يمشي خلف التلامذة والطلاب والناس". كلام واقعي مطلوب تثبيته، مع تأكيد أعضاء الحركة على الاستمرار في الحوارات واللقاءات مع المجموعات الناشطة في الثورة، من أجل توحيد الشعارات، والتأكد من عدم تسلّل أطراف تبتغي الضرر والأذى للثوار والثورة. وهي جلسات وحوارات مطلوبة في زمن الثورة، في الساحات وداخل الغرف المغلقة، من أجل الخروج بمنتج سياسي قادر على مقارعة السلطة في مجالسها لاحقاً. منتج واضح ويُجمع عليه الناس المنتفضون، يمثلّهم جميعاً، بعيداً عن المواربة التي تتقنها السلطة وأحزابها، يجهز عندما يحين وقته.

رؤية وشعارات

نقاشات لا تزال "بيروت مدينتي" تقدّم فيها رؤيتها للخروج من هذه الأزمة السياسية وإنجاح الانتفاضة على الحاكمين والفساد، بمحاورهم المختلفة من 8 إلى 14 آذار، ومن رأس الهرم السلطوي إلى صغار الموظفين في المؤسسات العامة والخاصة. بعد استقالة الحكومة، تتماشى رؤية "بيروت مدينتي" مع مطالب الناس، من خلال التأكيد على تشكيل حكومة إنقاذية (مصغرّة متخصصة ومن خارج المنظومة الحاكمة) بصلاحيات استثنائية، تعمل على الحدّ من النزيف الاقتصادي والمالي، وتكريس حق محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. وعلى إقرار قانون للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي تطبيقاً للدستور، ليعاد تشكيل السلطات الدستورية من جديد من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتدور عجلة الحياة الدستورية من جديد. وفي صلب هذه الرؤية معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية. رؤية يمكن تلخيصها بنقاط أساسية، أبرزها: اعتماد خطة للمحافظة على الودائع، وتنظيم الضوابط المالية على التحويلات للخارجية، إشراك المصارف المحلية في معالجة الدين العام، من دون المسّ بحقوق المودعين تحديداً الصغار منهم، إعادة هيكلة السياسة الضريبية بشكل عادل ومكافحة التهرّب الضريبي، إلغاء المجالس والصناديق غير المنتجة التي تشكّل مسارع الإنفاق غير المجدي، دعم القطاعات الإنتاجية وإرساء قوانين المناقصات العمومية الشفافة بعيداً عن المحسوبيات السياسية. أما في ما يخص محاسبة الفساد، فتطرح الحركة سلسلة من القوانين والتدابير، منها إقرار قوانين استقلالية القضاء وحماية كاشفي الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، إضافة إلى رفع الحصانات عن كل السياسيين والمدراء العامّين وكبار موظفي الدولة وأسرهم والمقرّبين منهم.

كما ترفع الحركة عنواني "تعزيز وتوسيع الحماية الاجتماعية" (التغطية الصحية الشاملة، نظام التقاعد الشامل، تأمين الحماية للشرائح الاجتماعية الأكثر تهميشاً) و"حماية الموارد الطبيعية من التدمير الممنهج" (إيقاف الجرائم البيئية والتعديلات على الأملاك العامة والتخلي عن خيار المحارق وغيرها).

المحاسبة الداخلية أولاً

تحمل "بيروت مدينتي" هذه الرؤية السياسية دون أن تدعو إلى "إسقاط النظام". تطالب بتطبيق الدستور والقوانين وإصلاحها، على اعتبار أنّ الدستور ينصّ على الإصلاحات. أما أمراء الحرب فتقاعسوا عن تنفيذها حمايةً لمصالحهم وبيوتهم الطائفية والمذهبية والحزبية وما اكتسبوه في الحرب الأهلية. هذه رؤية معرض نقاش دائم مع الناشطين في "بيروت مدينتي"، مع التأكد من أنّ قرار المحاسبة الداخلية والتنظيمية قد تمّ فعلياً، لمن حاولوا الالتفاف على الحركة والثورة والثوار.  يعي ناشطو الحركة الصادقون والشفافون هذا الأمر جيّداً، وهم مطالبون بتنفيذه انسجاماً مع مبادئهم أولاً وشفافيتهم ثانياً، وكل ما نشطوا من أجلهم منذ سنوات ثالثاً، حتى لا يكونوا هدف الاتّهام والمحاسبة. حتى لا يكونوا على درب مقصلة مجازية تطيح بصدقهم ومهنيتهم.

 

مسيرة الفنانين: نريد الإستقلال.. عن الدين والسياسة ورأس المال

يارا نحلة/المدن/23 تشرين الثاني/2019

تحت عنوان "استقلال الثقافة"، تظاهر عدد من العاملين في المجال الثقافي من فنانين وكتاب وتقنيين وطلاب وأكاديميين، أمام "بيت بيروت" في السوديكو، قبل الإنضمام إلى المسيرة المتجهة نحو ساحة اللعازارية والتي ضمّت طلاباً وأساتذة من الجامعة اللبنانية. ويأتي هذا التحرك، الذي نظّم بالتنسيق مع حركة "مهنيين ومهنيات"، في إطار انخراط العاملين في القطاع الثقافي بالإنتفاضة ومطالبتهم بجسم ثقافي مستقلّ عن "فساد السلطة، الرقابة والقمع، هيمنة رأس المال، السلطات الدينية والمحاصصة الطائفية". لم تختلف الشعارات المرفوعة من قبل العاملين في المجال الثقافي عن تلك المنادى بها منذ بداية الإنتفاضة، فرُددت هتافات ضدّ الفساد والنظام الطائفي وسلطة رأس المال. كما قدّم المتظاهرون نسخة لبنانية من أغنية الشيخ إمام الثورية "شيّد قصورك عالمزارع". إلى جانب المشاكل المشتركة مع كافة المواطنين اللبنانيين، كتردّي الأوضاع الإقتصادية والافتقار إلى الحقوق الأساسية، يعاني العاملون في الوسط الثقافي من أزمات إضافية خاصة بقطاع عملهم. في حديثٍ مع "المدن"، أشار محمد حمدان، أحد العاملين في مجال المسرح ومن الداعين إلى التجمّع، إلى "هشاشة القطاع الثقافي والتي تستتبعها هشاشة في الوضع الإجتماعي للعمّال كغياب الضمان والحماية القانونية". يضيف حمدان إلى ذلك إنعدام الدعم الحكومي لهذا القطاع، وفي حال وجِد فإنه يتوه في دهاليز المحاصصة الطائفية التي تخضع إليها وزارة الثقافية كسواها من المؤسسات العامة، "وهذا بدليل إفتقارها التام للشفافية أو الرؤية".

أما عن شعار الاستقلال عن سلطة رأس المال، فيفسّر حمدان "إننا نعيش ضمن نظام استهلاكي ريعي، فمن الطبيعي أن تتأثر الثقافة وتفقد حريتها بفعل قيود التمويل". هذا بالإضافة إلى غياب الدعم المؤسساتي أو أي نوع من البنية التحتية الثقافية التي يمكن للفنانين الاستفادة منها من دون اللجوء إلى المموّلين والمستثمرين. ولا تستثنى المؤسسات الثقافية من الفساد المؤسساتي المستشري في لبنان، ويشير حمدان إلى عزم العاملين في قطاع الثقافة إلى المضي قدماً في محاربة الفساد حتى ضمن مؤسساتهم، ذلك أن "مطالب الثورة واضحة وهي تتمثّل في الشفافية الإقتصادية ومحاربة المحاصصة والطائفية، وبالتالي تنطبق هذه الشعارات في كلّ مكان وكلّ القطاعات".

كما شارك في المسيرة الكاتب إلياس خوري، وتحدّث في مقابلة مع "المدن" عن المشاكل الجوهرية التي تعانيها الثقافة في لبنان، وأوّلها الرقابة السياسية والدينية، التي يصفها خوري بـ"الآلة العمياء التي يسيطر عليها البوليس (أي الأمن العام)"، وأردف بالقول "لبنان من البلدان القليلة التي يكون فيها البوليس رقيباً على الثقافة". وكأن سلطة الأجهزة الأمنية ليست كافية، "فيخنقّ الثقافة في لبنان، كلّ من دار الفتوى الإسلامية، والمركز الكاثوليكي للإعلام، اللذين ظهرا في مشهد تحريض طائفي وديني شنيع أسفر عن إلغاء حفلة مشروع ليلى"، بحسب خوري.

المشكلة الثانية، في رأي خوري، "تكمن في آلة السلطة القائمة على المحاصصة والتي تظنّ أن الثقافة يمكن أن تدار بالمحاصصة أيضاً، وهو ما ينعكس في طريقة عمل وزارة الثقافة". هذا المنحى مناقض لنفسه، وفق الكاتب، الذي يعتبر أنه "لا يمكن للمثقف أن يكون طائفياً وإلا لن تكون هناك ثقافة". ومع تحويل موارد وزارة الثقافة، على قلّتها، إلى تنفيعات "لزلم السلطة"، يُترك الفنانون المستقلون تحت رحمة رأس المال" أو "منلمّ مصاري من بعض"، وفق خوري. أما عن دور الفاعلين الثقافيين في الإنتفاضة، فيقول خوري "نحن كفنانين وكتّاب نشارك في إنتفاضة سياسية هدفها إسقاط النظام وتحقيق التغيير السياسي الشامل، والتغيير لا يكتمل من دون تغيير ثقافي".

عند التقاء مسيرة الجامعة اللبنانية مع مسيرة العاملين في المجال الثقافي، اختلطت المطالب والهتافات وتوّحدت، فحمل عدد من الطلاب لافتات تعرّف عنهم كطلاب مسرح وفنون، يلتمسون حقوقهم من الجامعة وشركات الإنتاج أو المؤسسات الثقافية على حدّ سواء. وقد كُتب في إحدى اللافتات: "ما بدي exposure، بدي تصرفلي التشيك". وقال عمر ليظا، وهو يعمل في مجال التصوير وصناعة الأفلام كما أنه طالب في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، أن "مطالبنا كطلاب في الجامعة اللبنانية بسيطة جداً، كأن نتمتّع بصفوف لائقة فيها أضواء شغالة ونوافذ غير محطمة، وأن يضعوا حداً لصفقات إيجار مباني الجامعة التي تمنعهم من تحسين وإعادة تأهيل أي غرفة". أما عن الأزمات التي يعانيها مجال السينما، فيتحدّث ليظا عن احتكار بعض شركات الإنتاج النافذة للمشهد بكامله. ولأنها تسخّر موازنات مرتفعة لتوزيع، مقارنةً بانعدام هذه الموازنة في الأعمال المستقلة، تستمرّ عروض أفلامها في السينما قرابة السنة أحياناً، فيما تختفي أعمال مهمة في غضون أسابيع. "جودة العمل ليست معياراً لنجاحه التجاري وإنما الـbudget"، وفقه. ويضيف ليظا أن "الأسوأ من ذلك هو أن شركات الإنتاج هذه التي تستأثر بالمجال، وبالتالي الأرباح الصادرة عنه، تشغّل العاملين ضمن ظروف عمل سيئة، بحجة أنه لا بادجيت كافية، من دون عقود ومن دون أجرٍ لائق، فيما تذهب الأموال إلى أشخاص ذوي وظائف ومواقع وهمية، لا يقصدون موقع التصوير مرّة واحدة". تجدر الإشارة إلى أن الدعوة إلى هذا التحرّك، كان قد رافقها بعض الجدل من قبل فنانين وعاملين في المجال الثقافي، إعتبروا أن مشاركة المؤسسات الثقافية غير مبرّرة بإعتبار أنها تنتمي للمنظومة الفاسدة والتنفيعية واللاعادلة التي يثور عليها الشعب بأكمله. ويوضّح محمد حمدان هذه المسألة بالقول: "حصل لغط بشأن صدور هذه الدعوة عن المؤسسات نفسها، لكن المؤسسات كانت تحضّر لتحرّك منفصل تزامن مع إجتماعات كنا نعقدها كفنانين مستقلين فاقترحنا عليهم تنظيم هذه المسيرة المشتركة".

 

الثورة المدنية تنفجر فرحاً وتنجز استقلال الشعب اللبناني

وليد حسين/المدن/23 تشرين الثاني/2019

على عكس المعتاد، انزوى أركان السلطة في وزارة الدفاع، لحضور مراسم عيد الاستقلال والعرض العسكري، تاركين قسراً ساحة الشهداء لثوارها ومواطنيها، الذين نزلوا بجميع قطاعاتهم المهنية والأهلية لتنظيم عرض مدني يليق بثورتهم المستمرة للشهر الثاني على التوالي.

هروب "المسؤولين"

هي المرة الأولى التي ينزل فيها الشعب اللبناني ويحتفل بعيد الاستقلال، ويقوم بتنظيم كل احتفاليته من العرض المدني إلى الموسيقى والكلمات والهتافات، بعد أن كان ممنوعاً عليه حتى مجرد المشاركة في احتفال الاستقلال، الذي كان محصوراً بالمسؤولين والمدعوين وبطانتهم، كما قال أكثر من متظاهر لـ"المدن".

نقل أركان السلطة احتفالهم إلى اليرزة، وربما تحججوا بعدم الصدام مع المتظاهرين في تنفيذ العرض العسكري المرافق لعيد الاستقلال في ساحة الشهداء وشارع شفيق الوزان كالمعتاد. لكن هروب المسؤولين إلى خلف أسوار اليرزة أتى بعد أن احتل المواطنون الساحات وهشّموا صورهم وهيبتهم، وقرروا الاحتفال بالاستقلال المستقل عن السلطة المُطالَبة بالرحيل. بدأ صباح الاستقلال المواطني بحضور المواطنين من جميع المناطق اللبنانية، ومن مختلف القطاعات المهنية والفئات الاجتماعية. وكان لافتاً حضور اللبنانيين من دول الاغتراب للمشاركة في هذا العيد الأول الذي ينظمه الشعب اللبناني.

شعلة الاستقلال

من عكار، ومروراً بطرابلس، وجميع المحطات على الأوتوستراد الساحلي، حيث لاقاهم المواطنون في البترون وجبيل وجل الديب، انطلق موكب "شعلة الاستقلال" لينضم إلى المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح رافعين العلم اللبناني، وينخرطوا جميعاً في العرض المدني الذي أقامه الناشطون. كما حضر المواطنون من البقاع والجنوب بسياراتهم وبحافلات صغيرة لملاقاة الثوار في ساحة الاستقلال. أما في بيروت فقد انطلق المتظاهرون من أكثر من منطقة. من الحمرا انطلقت مسيرة للموسيقيين. ومن المتحف انطلقت مسيرة لمواطنون ومواطنات تحت شعار "استقلالنا عن استغلالكم" وانضموا إلى مسيرة تجمع مهنيون ومهنيات التي انطلقت من أمام بيت بيروت، في السوديكو وصولاً إلى ساحة الشهداء. وأتت هذه مسيرة تحت شعار "من أجل استقلال الثقافة عن فساد السلطة والرقابة والقمع وهيمنة رأس المال والسلطات الدينية والمحاصصة الطائفية ونحو ثقافة تعددية حرة" وانضم إليها أطباء وممرضون وصيادلة وأساتذة جامعيين وطلاب ومعلمون ومحامون وفنانون ومواطنون من مختلف القطاعات المهنية.

35 فوجاً

رفع المتظاهرون في هذه المسيرة لافتات كتب عليها "معاً لنعش ونحمي استقلال لبنان"، و"استقلال الليرة عن الدولار"، و"انا طالب مسرح وما بعرف مثّل أدكن"، و"انا طالب حقوق رح رجع حقي"، و"استقلالنا ببلش بحكومة انتقالية مستقلة". لافتات وهتافات كثيرة تعبر عن مطالب قطاعية واجتماعية واقتصادية وتدعو إلى الثورة ورحيل السلطة وتغيير النظام، كما لافتات الاستهزاء من مماطلة القوى السياسية في تشكيل حكومة جديدة: "لبنان جيعان بدنا حكومة مش طبخة بحص" كتبت إحدى المتظاهرات. أما الأطباء فرفعوا لافتات كتب عليها "للأطباء والجيش قسم واحد رعاية الشعب"، وراحوا يهتفون "يا طبيب قوم طالب تا نحقق كل المطالب". على وقع الهتافات الثورية "ثورة ع الفساد، ثورة على العنصرية والطائفية والعائلية والذكورية" و"طاق طاق طاقية بدنا دولة مدنية"، و"هيدي ثورة شعبية، كلن كلن حرامية" سار المتظاهرون خلف لافتة كبيرة كتب عليها "لبنان ينتفض" إلى ساحة الشهداء وانضموا إلى المواطنين الذين أنضووا في أفواج قطاعية تحضيراً للعرض المدني الذي شارك فيه آلاف المواطنين. على عكس العرض العسكري المنضبط والرتيب بحركته وموسيقاه، سارت الأفواج المدنية على وقع موسيقاها وهتافاتها تتقدمها أعلامها الخاصة. وخلافاً لأعياد الاستقلال التي كان المواطنون لا يبالون لها ولا يتحمسون ربما حتى لمشاهدتها على شاشات التلفزة، تجمع المواطنون على جانبي الطريق مستقبلين الأفواج المدنية رافعين الأعلام اللبنانية وصرخات "ثورة، ثورة". شارك في العرض المدني نحو 35 فوجاً ضم مجموعات كبيرة وصغيرة شارك فيها مئات المواطنين. أما الأفواج المشاركة والتي وصل عدد المشاركين إلى ثلاثة آلاف شخص فهي: فوج الدراجات، وفوج الإرادة (الأشخاص المعوقين) وفوج العسكريين المتقاعدين، وفوج المعلمين (ارتدوا سترات كتب عليها "العلم نور الوطن" وهتفوا "ألف باء بوباية انا بكتب على اللوح وانتوا بتقروا ورايي: حرف الثاء ثورة")، وفوج البيئة، وفوج المحامين، وفوج طلاب المدارس (هتفوا يا طالب قوم طالب وحقق كل المطالب)، وفوج اساتذة الجامعات، وفوج طلاب الجامعات، وفوج الأمهات (حضرن مع اطفالهن)، وفوج الأشبال، وفوج الآباء، وفوج الأطباء، وفوج الصيادلة، وفوج الإعلام، وفوج الخبراء والمكافحة (هتفوا فاسدين زعران سرقتوا المال العام)، وفوج الزراعة، وفوج المهندسين، وفوج الإيقاع، وفوج العمال، وفوج الصناعيين (هتفوا ثورة حرية صناعة وطنية)، وفوج المواصلات (هتفوا توت توت عا بيروت هيدي الثورة ما بتموت)، وفوج الاندفاع، وفوج حقوق النساء (هتفن حق حرية دولة مدنية)، فوج الحرفيين، وفوج التجارة (هتفوا فليسقط حكم الدولار)، وفوج الفنانين، وفوج رجال الأعمال، وفوج المبدعين، وفوج الطاقة (هتفوا طاق طاق طاقية بدنا الطاقة يومية)، وفوج الرياضة، وفوج السياحة (هتفوا هيلا هيلا هو بدنا سياح يا حلو)، وفوج الطناجر، وأفواج المناطق.

 

عن خطف عاملات وعمال الوسط الثقافي

روجيه عوطة/المدن/23 تشرين الثاني/2019

البارحة صباحاً، انتشرت دعوة في مواقع التواصل الاجتماعي إلى مظاهرة منظمة ظهر اليوم تحت عنوان "من أجل استقلال الثقافة عن فساد السلطة، الرقابة والقمع، هيمنة رأسمال، السلطات الدينية، المحاصصة الطائفية، نحو ثقافة تعددية حرة". في أسفل صورة الدعوة، أو بالأحرى لافتتها الالكترونية، سُجلت بخط أضعف من المرفوع فوقه، عبارة: "عاملات وعاملون في القطاع الثقافي". بدت الدعوة غريبة نوعاً ما، ليس بسبب مكتوبها، بل، وعطفاً عليه، نتيجة تداولها وإرسالها عبر المؤسسات الثقافية وأصحاب العمل فيها، أو مدرائها ومديراتها. فالدعوة موقعة بإسم "عاملات وعاملون"، أي شغيلة الوسط، الذين يسترزقون من بيع قوة انتاجهم في تلك المؤسسات، وداخل نظامها، وبالتالي، هم، وحين يتظاهرون، يتوجهون إلى اداراتها من أجل تحسين ظروف عملهم. على هذا النحو، تصير دعوة الإدارات للعاملات والعمال في مؤسساتها ولمؤسساتها، إلى التظاهر، غير منطقية، ولا بد من الوقوف عندها. فماذا يعني ان يدعو صاحب عمل عامله إلى التظاهر للمطالبة بحقوقه منه، وماذا يعني ان يشارك معه في هذا التظاهر؟

لكن، ربما، لا حاجة الآن في "الثقافة" إلى المنطق، ولا إلى تلقي الاستفهام برحابة، فالتبرير هو الطاغي في إثره، وأوله أن أصحاب العمل لا يشاركون في المظاهرة كأصحاب عمل، بل كـ"أفراد". فحين يهتفون مع العاملات والعمال من أجل تحقيق مطالبهم، فذلك ليس من باب أنهم جزء منهم. فصاحب العمل، هنا، هو في وضع العامل، وحين يقف إلى جانبه خلال المظاهرة، لن يسمع مطلبه كحق يتوجب عليه أن يتممه، بل سيسمعه كلفظ ذاهب في الهواء بدلاً ان يمضي إليه، وقد يعمد إلى ترداده أيضاً. فمَن تقع عليه مسؤولية سماع المطالب المهتوفة، يسير في التظاهرة، لذا، هذه المطالب لا يعود لها مقصد، ولا يعود لها أي إمكان تحقيق. وهكذا، بـ"الفردية"، يصير صاحب العمل هو العامل، وبها أيضاً يغدو هتاف العامل شعاراً للسدى.

غير أنه لا يمكن لتظاهرة ان تستقر بلا طرف تتوجه اليه. ففي حال أن هتاف العاملات والعمال سيتلاشى في الهواء، لا بد من تحويل هذا الهواء إلى شيء ما، ولا مناص من إيجاده من أجل رص صف المظاهرة ضده، إذ أنه ضروري لكي يتوحد "الأفراد" مع الشغيلة. هذا الشيء يدعى، وكما جاء في لافتة الدعوة، "السلطة"، التي تريد "الثقافة" أن تستقل عنها، وعن فسادها، وعن رقابتها وقمعها، وعن هيمنة رأسمالها، عن وطأتها الدينية، وعن محاصصتها الطائفية. بالطبع، الغالب من هذه السلطة، أو السلطات بالأحرى، هي، وعلى أساس صفاتها، تفصيل للدولة، التي تتظهر متحكّمة في "الثقافة"، وتملي عليها إرادتها. لكن، ما يهم في هذا المطاف أن مجموع هذه السلطات التي تُفرض على الثقافة، وتمنع عنها استقلاليتها، ينوجد خارج حدودها، فإذا انفكت عنه، تبلغ "تعدديتها الحرة". باختصار، الوسط الثقافي بخير لولا هذه السلطات، ولولا دولتها، لذا، فلتكن التظاهرة موجهة صوبها.

في الواقع، تقديم "الثقافة"، ووسطها، على هذا المنوال، يحث على الضحك، وفي الوقت نفسه، على التنبه إلى كون مؤسساتها، إداراتها، تصف نفسها في الهواء بعد ملئه. من ناحية، كوميدية التقديم أن للدولة وطأة على "الثقافة"، وطأة الإفساد والرقابة والمنع والتطييف (من طائفية)، وهذا، في حين أن وطأتها مختصرة بوقائع الحراسة والحظر الكاريكاتورية بالاستناد إلى مدونة أمنها العام، ومعه، أمنها الديني، أكان كنَسياً أو غيره. ومن ناحية متصلة، كل السلطات المحددة بصفاتها تحيل إلى حضورها في "الثقافة": فداخل وسطها، هناك فساد، ورقابة، وقمع، وهيمنة رأسمالية، وخفارة خطابية شبيهة بالأخرى الدينية، وتطييف بحسب المصالح وعلاقتها، بحيث "الطوائف" دوائر، لا ترتقي إلى شلل، وفي محصلتها، تسعى باخفاق مستمر إلى تشكيل "طائفة" واحدة.

كل هذا يحصل في وسط الثقافة. وكل هذا، من الممكن تناوله، وكل وضع من أوضاعه، على حدة، الا أن ما يستدعي التأكيد حياله هو أن العاملات والعاملين هم الذين يكابدونه، بحيث أنه، وفي المؤسسات، التي يشتغلون فيها ولها، يرتطمون به، وبخلاصته، كظروف عمل سيئة للغاية. إذ تتركهم في هشاشتهم الاقتصادية، والمُعاشية في عمومها: انعدام الضمان الاجتماعي، انعدام الاستحصال على أجور بوتيرة ثابتة، لأن الادارات، وببساطة، تتحجج بالتمويل الغائب، التعرض للمعاملات الاستغلالية على انواعها من قبل أصحاب العمل، انعدام اي قوننة واضحة تتعلق بساعات العمل أو بمهامه، وقبل ذلك، انعدام وجود عقود عمل أيضاً. بالطبع، هذه الظروف لا يتقاسمها الشغيلة وأصحاب العمل، أو المديرون والمديرات، بالطبع لا، خصوصاً ان هؤلاء "الأفراد"، يتقاضون أجوراً مرتفعة، كما أن عدداً منهم من أولاد الطبقة البرجوازية المهترئة، أو المتبرجزة، بحيث لا يهجسون بما يسمى "وضعهم المادي"، بل ينطلقون من رسوخه إلى تبوؤ مواقعهم في "الثقافة"، ثم مزاولتها بالنظر إليها بطريقة لا تمت إلى الممارسة الثقافية بأي صلة. وبدعوتهم إلى المظاهرة، يرمي هؤلاء "الأفراد" الى التنصل من مسؤولياتهم حيال تدويم ظروف العمل تلك، وإلى تشاركها مع الشغيلة أيضاً على قاعدة " نحن نعاني مثلكم". نافل القول إن مسلك "الأفراد" هو مسلك السلطة، دولتها، في الوسط الثقافي، بحيث أنها تشعر أن حدوث الثورة هددها، جعلها تضطرب، وكشف عن كونها جزءاً من النظام، لا بل إنها تحاول المحافظة عليه بعد سقوطه. هذه السلطة ليست كل مؤسسة من المؤسسات، بحيث أن عدداً منها لا يمت إلى التشبيح والتذاكي الرديء بصلة. لكن هذه السلطة هي المؤسسات وإداراتها، التي، وبدعوتها تلك، أثبتت تطابقها مع السلطات الحزبية للنظام. إذ تدعو، وعلى شاكلة قريبة من شاكلتها، أكانت العونية أو غيرها، الى التظاهر ضد النهب في حين أنها هي الناهبة. وهذا، لكي تقول أنها ليست كذلك، ولكي تقبض على كل ما يطيحها.

الحرية للعاملات والعاملين الذين ما زالوا معتقلين فيها، والذين لا يتحدثون عن ظروفهم لكي لا يفقدوا مورد رزقهم!

 

جبران باسيل "ولي عهد" لبنان: الحفر في الهاوية

فارس خشّان/الحرة/22 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80781/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

كان لبنان حتى ثلاث سنوات خلت من الجمهوريات الديمقراطية التي لا تشبه على الرغم من الخلل الذي أصيبت به  لا مصر حسني مبارك ولا سوريا حافظ الأسد. لكن الفوارق انعدمت، أو بالأصح أصبحت الحال أسوأ، فجأة.

مع وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، انضمّ لبنان، وبفظاظة، إلى الجمهوريات التي ابتدعت، بعيدا من الدستور، منصب "ولي عهد الرئيس".

حسني مبارك وحافظ الأسد كان لهما أبناء ذكور، ففكر الأول بالتوريث ولكن الثورة أطاحت به، فيما قرر الثاني ذلك فكان له ما أراد، وهكذا جاء بشار الأسد بعد موت البكر باسل في حادث سيارة.

ميشال عون لديه ثلاث بنات. وزّع المغانم على أصهرته، وكان نصيب جبران باسيل "ولاية العهد".

توجه عون هذا كان معروفا حتى قبل انتخابه رئيسا للجمهورية. نسب كلام كثير بهذا المعنى إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، كما إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. ومن هندسوا الصفقة الرئاسية بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، كانوا يرددون، بشكل مستمر، إن تطلعهم الواقعي هو أن يحكموا مع جبران باسيل، فهو الحاضر الفعّال والمستقبل الثابت، بينما عون هو الحاضر "الساكن" والمستقبل المعدوم.

قبل الثورة، كان باسيل يخطو خطوات مؤكدة نحو تولي رئاسة الجمهورية خلفا لعمه.

وعاد عون نفسه ورسّخ وجوب التعاطي مع جبران باسيل على أنه "ولي العهد"، حين تحدث، قبل حلول الذكرى السنوية الثانية لوصوله إلى قصر بعبدا، بأنه يطمح في إيصال شخصية يراها هو مناسبة إلى رئاسة الجمهورية.

وبناء عليه، قدّم جبران باسيل نفسه إلى اللبنانيين على أساس أنه هو الرجل الأقوى في هذا العهد، وبنى سياسته اللبنانية على قاعدة أنه "الرئيس المقبل".

المشكلة بدأت حين راح ينظر إلى نفسه وفق هذا المعيار، فرفض أي مشروع من مشاريعه يعني انتقاصا من العهد، والتصدّي لأي من طروحاته يعني تطاولا على العهد، وعقد تفاهمات بين أطراف سياسية لا تواليه تعني تآمرا على العهد، وخروج أصوات مناوئة له ضمن تياره يعني تمردا على العهد.

والأدهى من ذلك أنه اقتنع فعلا بأن طبيعة النظام اللبناني تغيّرت، بمجرد أن تمّ تكريسه في القصر الجمهوري وليّا للعهد، فراح يتعاطى مع اللبنانيين بفوقية مقززة للنفوس.

انطلاقا من هذه النظرة "الوارمة" لنفسه، هاجم، من موقعه كمسيحي، سائر المكوّنات الطائفية في لبنان؛ فأخذ على الشيعة، عندما وقف منهم من اعترض على تجميد امتحان مجلس الخدمة المدنية بسبب عدم "التوازن الطائفي"، أنهم لا يردون له الجميل في الداخل مقابل الكلفة الباهظة التي يتكبّدها في المجتمع الدولي بسبب دفاعه عن "حزب الله"، ونبش الحرب الأهلية للطائفة الدرزية، وانقض على "الحريرية السياسية" بصفتها قد سرقت ما كان للمارونية السياسية من صلاحيات وامتيازات.

بنى "ولي العهد" نهجه السياسي على "المقايضة". يريد من "حزب الله" نفوذا داخليا مقابل الدفاع عنه. يريد من "المستقبل" الموافقة على كل ما يقترحه مقابل أن يمرر له ما يعنيه من مشاريع، ولو لم يكن حولها أي خلاف. يريد من "القوات اللبنانية" أن تبصم على ما يتطلع إليه في مقابل ألا يتذكر" تاريخها" في الحرب الأهلية. ويريد من وليد جنبلاط أن يصمت في مقابل أن يمرر له ما يمكن أن يعنيه.

اعتمد التحدي نهجا، فكان، حتى لو أراد أن ينقل كوبا من مكان إلى آخر، يتحدّى

حوّل دارته في البترون، يوم السبت، إلى "بيت الطاعة"، فوقف السياسيون والطامحون والقضاة والضباط والإداريون بالصف. والويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يرفض أن يمثل في حضرته، ولو انتظر دوره لساعات.

حوّل وزارة الخارجية إلى ماكينة انتخابية ضخمة، فسخّر توليه لحقيبتها من أجل إعادة تنظيم الانتشار اللبناني لمصلحته، فيما سمّى سفراء، أحيانا بالتلاعب على القانون، من تلك الطينة التي تفاخر بأنها من "زلمه"، وأنشأ حركة اغترابية جديدة سمّاها "الطاقة الاغترابية"، فاستفاد من قدرته السلطوية على جمع التبرعات، فوزّع بطاقات السفر والليالي الفندقية والدروع التعظيمية ودعوات الغداء والعشاء على من مدح أو طاع أو خضع.

اعتمد التحدي نهجا، فكان، حتى لو أراد أن ينقل كوبا من مكان إلى آخر، يتحدّى. التحدّي، عند رجل السلطة "المعقّد"، مثل المسدس عند الرجل "الجبان"، يهب شعورا بالقوة.

لم يترك موضوعا إلا وتحدّى به، حتى أنه عندما اكتشف اللبنانيون "عورات" مرسوم التجنيس وفساده، أطل مؤكدا أنه في كل سنة سيكون هناك مرسوم مماثل لهذا المرسوم.

نصّب نفسه رئيسا على وزرائه في الحكومة، فكان هو من يفتتح مشاريع وزاراتهم وكان هو من يرعى نشاطاتهم وكان هو من يوزّع عليهم النقاط. فعل ذلك، بعدما اشترط على كل شخص شاء توزيره أن يوقع، قبل صدور مرسوم الحكومة، كتاب استقالته ويسلّمه له.

حوّل دارته في البترون، يوم السبت، إلى "بيت الطاعة"، فوقف السياسيون والطامحون والقضاة والضباط والإداريون بالصف

ومن موقعه "وليا للعهد" ورئيسا لوزرائه فيها، تعاطى مع رئيس الحكومة فأضعفه في بيئتيه السياسية والطائفية، وسبب له مشاكل مصداقية في عدد غير قليل من الدول تتقدمها المملكة العربية السعودية التي كانت، حتى سنوات خلت، من الرعاة الإقليميين للبنان، ومن أكبر المساهمين في ماليته وفي اقتصاده.

وفي عزّ الثورة التي أسقطت نجمه أرضا، أراد أن يثبت أنه هو الأقوى، فجمع أنصار حميه وأنصاره، على أعتاب القصر الجمهوري، فأثار امتعاض سائر اللبنانيين الذين ردوا بأن ملؤوا ساحات لبنان وشوارعه بمئات الآلاف، ليبلغوا من يعنيهم الأمر أن الشعبية التي يتوسلها باسيل لا تساوي شارعا واحدا من شوارع الثورة الخفاقة. واستعمل "ولي العهد" رئيس الجمهورية في تحقيق أهدافه، فبالإضافة إلى أنه أخرجه ليخطب في مؤيديه، نظّم له مقابلة تلفزيونية هدفها الدفاع عن موقع جبران باسيل في الحكومة المقبلة التي يريدها اللبنانيون خالية منه ومن أمثاله من السياسيين. المقابلة، كما الخطاب، أشعلت الشارع الثوروي ورفعت حماوته ضد القصر وشاغليه والمحتمين به والطامحين بوراثته.

وانسحب سلوك جبران باسيل على العائلة الصغرى، فانقسم بيت الرئيس ميشال عون، بحيث بدا واضحا أن "ولي العهد" في مكان والعائلة في مكان آخر. أكثر من عبّر عن هذا الانقسام كان "العديل" شامل روكز و"ابنة العم" كلودين عون.

ولكن جبران باسيل ثابت لا يتزعزع. في هذا الأيام التي لا صوت يعلو فوق صوت الثورة في لبنان، يريد لصوته أن يبقى مسموعا، فأخذ ملف تشكيل الحكومة الجديدة على عاتقه، حتى أنه، حين بدأت تلوح أوهام المخارج، بالاتفاق على الوزير السابق محمد الصفدي رئيسا مكلّفا لتشكيل الحكومة، قفز إلى الإعلام وحدد اسمه وتاريخ الاستشارات النيابية الملزمة، وشكل الحكومة العتيدة.

ولكن الشارع يقف بالمرصاد لأحلام باسيل، فأسقط الصفدي الذي تربطه بـ"ولي العهد" علاقات مميّزة، سقوطا مدويا، ومنعه من تسجيل اسمه في نادي رؤساء الحكومة.

قبل الثورة، كان باسيل يخطو خطوات مؤكدة نحو تولي رئاسة الجمهورية خلفا لعمه، حتى إن هناك من هو مقتنع بأنه اتفق مع "حزب الله" على تقصير ولاية عمّه الذي يصيبه العمر بوهن بدأ يظهر بوضوح عليه، من أجل أن يحل هو مكانه.

بمجرد أن تمّ تكريسه في القصر الجمهوري وليّا للعهد، راح يتعاطى مع اللبنانيين بفوقية مقززة للنفوس

ولكن الثورة، في أولى نتائجها، لم تسقط الحكومة التي تجاوز فيها باسيل الحدود المنطقية والمسموح بها، فحسب بل أسقطت باسيل أيضا.

الثورة رسمت على الشفاه قولا موحّدا لدى جميع المراقبين: جبران باسيل الشخصية الأكثر كرها لدى اللبنانيين في الداخل وفي دول الانتشار.

جبران لن يقتنع بذلك. سيبقى يحفر في الهاوية التي سقط فيها. مثله مثل الـ7 بالمئة من الناس في العالم الذين يعتقدون بأن الأرض مسطحة، وفق معطيات المؤتمر الذي عقده "مسطحو الأرض" في مدينة "ريو دي جنيرو" البرازيلية، يوم الأحد الماضي. ومثله ومثل طوني بلير الذي بقي يفاخر بأن 15 بالمئة من البريطانيين يؤيدونه على الرغم من النقمة الوطنية العارمة عليه بسبب مشاركته في الهجوم على العراق، حتى اكتشف أن هذه النسبة من مواطنيه تعتقد أيضا بأن الفيس برسلي لا يزال على قيد الحياة.

الفارق بين باسيل وبين هؤلاء أنهم إمّا منظرون يريدون إثبات رؤية سابقة لزمن كوبرنيك وغاليله، وإمّا من "رجال الماضي" الذين يحاولون التعايش مع مجتمعهم، وتاليا فهم لا يشكلون أي خطر على بلدانهم، في حين أن باسيل مستفيدا من رضى "حزب الله" وسلاحه، لا يزال يسعى إلى جرّ ما تبقى صامدا من لبنان إلى الهاوية التي هو فيها.

 

إستقلالين

العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

٢٢تشرين الثاني ١٩٤٣ هو عيد الاستقلال اللبناني، يوم إستلام الوطن من سلطة الانتداب الفرنسية، يوم تَوحد فيه اللبنانيين ورُفعت الاعلام اللبنانية ايذاناً ببدء مرحلة جديدة من تاريخ الوطن. درجت العادة في كل عام على تنظيم عرض عسكري من قبل الجيش اللبناني تُشارك فيه جميع القوى الأمنية ومجموعة من الهيئات المدنية وبحضور كافة المسؤولين الرسميين. ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ انقسم هذا الاستقلال الى إستقلالين، نُظم في بقعتين، حضر في كل منهما فئتين من اللبنانيين، وكان القاسم المشترك بينهما العلم الوطني والجيش اللبناني. الاستقلال الاول نظمته قيادة الجيش كعادتها، جرت احداثه في وزارة الدفاع بدلاً من العاصمة بيروت، إقتصرت المشاركة على كوكبة من الوحدات الراجلة، إختُزل الحضور الرسمي على الرؤساء الثلاث وبعض الوزراء، لم تتعدى فترة العرض ساعة من الزمن، البروتوكول والكلام الرسمي الجاف سيد الموقف. الاستقلال الثاني إرتجله المنتفضون منذ ١٧ تشرين الاول، ارادوه في ساحة الشهداء في قلب العاصمة، ساهمت فيه مجموعات لبنانية شعبية من كافة المناطق والطوائف، استمر الاحتفال لساعات طويلة، الكلام العفوي والاغاني الوطنية ملأت السماء. مشهدين متناقضين كلياً، وكأن الغافل عن احداث لبنان الأخيرة يظن انهما يجريان في بلدين مختلفين لولا وجود العلم والجيش. بعُدت المسافة بين الفئتين، الفراق هو القاتل الصامت، هو القاهر الميت، سارعوا يا اهل السلطة الشرفاء الى ردم الهوة قبل ان يصبح هذا البُعد قاتل ناطق وقاهر حي، اغتنموا الفرصة طالما هي مُتاحة، مدّوا اياديكم الى اهلكم في الشوارع، هم صناعة وطنية، إستمدوا منهم القوة والجرأة، إتخذوهم دروع بشرية ضد من يمنعكم من ملاقاتهم. صارحوا شعبكم بأن المشكلة ليست بحكومة تكنوقراط او تكنوسياسية، قولوا لهم إن العقدة ليست في الاسبقية ما بين التأليف او التكليف، أصدِقوهم القول بأنكم متشابكين مع الاحداث الإقليمية والدولية، الاعتراف بالحقيقة هو الخطوة الاولى للتغيير، هو حجر الأساس في بناء الأوطان، "الحقيقة تُحرركم" هذا ما سمعته يوماً من اهل الشرف. من الأخطاء التي نرتكبها في حق انفسنا هي التأجيلات التي لا تنتهي، نؤجل الشكر، الاعتذار، الاعتراف، المبادرة، وكأننا نضمن العيش طويلاً . جبران خليل جبران

 

كلّنا للعلم....كلّنا للوطن... ٢٠١٩ ( عيد الإستقلال )

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

هل هذا صحيح...؟!

لتكن أقوالنا أفعال...

لتكن أقوالنا وأفعالنا أفضل تعبيرعن ثقافتنا وتربيتنا الوطنية الصحيحة..

لنعمل معاً من أجل " عرقلة " المعرقلين، الذين يعرقلون نهوض هذا الوطن على جميع الأصعدة.

ليكن وطننا شعلة نور للحقيقة والتآخي والإنسانيّة...

إنّ إعادة ترميم " إستقلاليّة " أفراد الوطن مسيرة طويلة...

هل كلنا للوطن أم كلنا على ...؟!

 

حرب إعلامية تعصف بـ "آل الحريري"... هل زار بهاء بيروت؟

طوني بولس/اندبندنت عربية/22 تشرين الثاني/2019

عند كل منعطف سياسي يتعلق برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، يتم الزج باسم شقيقه بهاء، حيث كان آخرها تسريب مصادر قريبة من حزب الله أن الأخير وافق على عرض مقدم من أحزاب تحالف "8 آذار" بتأليف الحكومة المقبلة بشروط حزب الله والتيار الوطني الحر.

بهاء في بيروت؟

وبعدها ترددت أنباء مسربة من المصدر ذاته أن رجل الأعمال اللبناني بهاء الحريري عاد إلى بيروت كمرشح لرئاسة الحكومة، بعد استقالة شقيقه سعد الدين الحريري إثر "ثورة 17 تشرين الأول" (أكتوبر)، سارعت زوجته السيدة حسناء الحريري إلى نفي ذلك عبر نشر صورة لزوجها مع ابنتهما "شهد" في مناسبة عيد مولدها كردٍ على إشاعات وصوله إلى بيروت. وفي وقت سابق كانت زوجة بهاء الحريري نشرت صورة لأولادها وهم يحملون الأعلام اللبنانية، لمساندة "الثورة" على طريقتهم.

مطبخ الإشاعات

مصادر مقرّبة من تيار المستقبل ترى أن اعتماد أحزاب "8 آذار" هذا الأسلوب من الإشاعات بات مكشوفاً ويهدف إلى الضغط النفسي على رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وإبراز التشرذم في عائلة الحريري، للتغطية على الخلافات العميقة الحاصلة في عائلة الرئيس ميشال عون والتي خرجت إلى العلن بشكل غير مسبوق. وتضيف المصادر أنه منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، حصل توافق ضمن العائلة على تنسيق الأدوار بين الأبناء، حيث اتُفق أن يتولى سعد الحريري الأمور السياسية في حين يتولى بهاء الدين الحريري إدارة معظم شركات العائلة وتطويرها. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أي خلافات قد تكون موجودة بين أفراد الأسرة، طابعها شخصي ولن تغيّر قواعد الاتفاقات.

التشويش على سعد

وترى المصادر ذاتها أن هناك محاولات ضغط كبيرة تُمارس على سعد الحريري الذي قدم استقالته من الحكومة على الرغم من الخطوط الحمر التي كان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله رسمها لمنع الاستقالة، لافتةً إلى أن سعد الحريري يتعرض لحملة ابتزاز من فريق رئيس الجمهورية الذي يحتجز ورقة الاستشارات النيابية الملزِمة وفق أحكام الدستور، لجر الحريري تحت وقع الضغط إلى تشكيل حكومة تكون شبيهة بالمستقيلة ولو تحت عنوان "تكنو - سياسية" (أي مؤلفة من وزراء تكنوقراط وسياسيين). واستبعدت مصادر تيار المستقبل (يتزعمه سعد الحريري) أن يكون بهاء الحريري يدعم أي جهة حزبية أو شخصيات سياسية في لبنان مالياً، واضعةً كل تلك الأخبار في سياق المعلومات الملفقة والإشاعات التي تسعى لإضعاف سعد الحريري والتشويش على الرأي العام اللبناني، مؤكدةً أن "سعد الحريري سيبقى على رأس تيار المستقبل، وهو غير لاهث وراء رئاسة الحكومة التي استقال منها عن قناعة مطلقة وعن إيمان بتنفيذ طموحات الشعب اللبناني الرافض للتسوية الرئاسية والفساد المستشري في مفاصل السلطة والإدارة العامة.

بهاء الحريري والـ "ڤيتو"

من جانبه، كشف الناشط السياسي جيري ماهر أن "حزب الله بدأ بالتحريض على بهاء الحريري ذاهباً إلى حدود اتهامه بالسعي وراء منصب سياسي في البلد، على الرغم من أن الرجل لم يزر لبنان منذ أكثر من 10 سنوات، ومن بين الاتهامات أنه أنشأ مركز أبحاث باسم الشهيد رفيق الحريري للتعويم السياسي في لبنان". وأضاف "بحسب معلوماتي، هناك "ڤيتو" وضعه بهاء الحريري على المركز منذ تأسيسه بعدم الحديث عن لبنان بأي شكل من الأشكال السياسية والاقتصادية أو الاجتماعية، وأن مركز "رفيق الحريري للشرق الأوسط" الذي أنشأه بهاء الدين مسخّر لتنفيذ رؤية الشهيد الحريري في شمال أفريقيا والشرق الأوسط باستثناء لبنان".

مرشح السعودية

وتابع "أما بالنسبة إلى الحديث عن أن بهاء الحريري مرشح القيادة السعودية لرئاسة وزراء لبنان فهذا لم يتم الإعلان عنه من أي جهة وهو محض افتراء، وبالنسبة إلى الحديث حول زيارة سعد الحريري إلى المملكة فقد دُعي ولبى الدعوة سابقاً، ومَن يرفض تلبية هذه الدعوة من القيادة السعودية قبل الثورة اللبنانية أو بعدها؟".

ونفى ماهر نفياً قاطعاً المعلومات التي تحدثت عن زيارة قام بها بهاء الدين الحريري إلى دمشق منذ أشهر حيث قيل حينها أن هذه الزيارة كانت تهدف إلى عودته إلى الساحة السياسية اللبنانية من بوابة عقود إعادة إعمار سوريا حيث سيدعم النظام بهاء عبر ترؤس الحكومة اللبنانية.

حرب إعلامية

مصادر إعلامية أفادت بأن رجل الأعمال اللبناني بهاء الحريري باع ممتلكاته في لبنان ومعظم الدول العربية ويركز أعماله واستثماراته في شرق آسيا وغيرها من دول العالم، معتبرةً أن هذا مؤشر واضح على قراره الابتعاد كلياً عن المشهد السياسي اللبناني وحتى العربي، مؤكدةً أن ليس للرجل أي طموحات أو أحلام باستلام أي منصب أو دعم أي جهة سياسية أو منافَسة أي شخصية عامة. ولفتت المصادر إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يتعرض لحرب إعلامية من "مطبخ الفبركات" التابع لحزب الله، بهدف إخضاعه كما حصل مرات عدة في الماضي، حيث كان يتم تحميل الحريري مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة في وقت يتم ذر الرماد في العيون على عدم دعوة رئيس الجمهورية الكتل النيابية للاستشارات الملزمة قبل تكليف رئيس للحكومة، بالتالي يُطالَب الحريري باتخاذ موقف بشأن رئاسته للحكومة وهو لم يُكلف بتشكيلها بعد، في ظاهرة لم يشهدها لبنان من قبل وتتعارض مع روحية الميثاق الوطني والدستور اللبناني.

 

أزمتنا طويلة ومعالجتها دقيقة

مروان اسكندر/النهار/22 تشرين الثاني/2019

الأزمة المصرفية المتمثلة بشروط حصر سحب الدولار وحتى العملة اللبنانية في حدود ضيّقة ومنع التحويل الى الخارج قيود جديدة على لبنان والتعايش معها لن يكون سهلاً، وخلال أزمات الثمانينات وأوائل التسعينات حينما تدهور سعر صرف الليرة من 880 ل. ل. للدولار الى 2850 ل. ل. للدولار في أيلول 1992 لم تكن هنالك قيود توازي ما نشهده اليوم، وبالتالي لا بد من المصارحة الى أبعد الحدود. ان عدم توافر حرية صرف الودائع الأجنبية الموازية لـ74 في المئة من مجمل الودائع، ومنع التحويلات أمران يؤثّران على الدورة الاقتصادية، فهنالك مؤسسات حيوية تحتاج إلى تحويل ودائع اجنبية لاستيراد مواد ضرورية للانتاج، كالمطابع مثلاً، وبعض المطاعم المتخصّصة، وبالتأكيد المستشفيات التي تعالج أمراضاً مستعصية، وحتى المعاشات لن يمكن تغطيتها كاملة. واستمرار إقفال المصارف ولو اسبوعين يعني انحسار الدخل القومي بنسبة 4 في المئة، الامر الذي يناقض كل توقعات ارقام موازنة 2020 التي تفترض عجز بنسبة أقل من واحد في المئة حيث النمو سيكون على مستوى 5 في المئة، ونستطيع ان نؤكد انه لا نمو هذه السنة بل تقلص بنسبة 3 في المئة وأكثر من ذلك السنة المقبلة اذا استمرت السياسات المالية والنقدية الحالية أيضاً على المستوى ذاته.

الصراحة المطلقة هي ان لبنان يعاني عجزاً متراكماً سواء لتغطية تكاليف انتاج الكهرباء واستيراد المازوت لمستوجبات طاقة المعامل والسفينتين، وهذه الحالة المصيبة مستمرة منذ عام 2008. واستناداً إلى دراسات الدكتور منير يحيى، بلغت حاجات تمويل تكاليف انتاج الكهرباء فقط ما بين 2010 و2019، 33.4 مليار دولار، تضاف اليها الفوائد بمعدل 6.5 في المئة سنويًا، لتزيد الكلفة عن 50 مليار دولار تفوق نسبة 56 في المئة من الدين المتراكم المعلن.

عام 2012 حينما كان جبران باسيل وزير للطاقة، بلغ عجز مصلحة كهرباء لبنان 2.2 ملياري دولار، كانت منها 650 مليون دولار كافية لانجاز محطة في دير عمار بطاقة 650 ميغاوات تضاف الى تطوير معامل الجية والزوق وزيادة طاقتهما 700 ميغاوات مقابل 700 مليون دولار. لو حققنا تلك الخطوات لكانت الكهرباء متوافرة وامكانات المعالجة متنوعة، وللتذكير فإن الاردن حاز 1000 ميغاوات من الطاقة الشمسية بالتعاون مع الصين. ان عجز مؤسسة كهرباء لبنان الذي كان بالامكان تلافيه هو اليوم السبب الحقيقي للازمة النقدية والاقتصادية، ويضاف اليه عجز اضافي تمثل بانخفاض عائدات التخابر بسبب اتفاق أصر عليه وزير الاتصالات عام 2013 مع شركتي الخليوي وخفض 400 مليون ليرة لبنانية سنويًا من عائدات الدولة بسبب توظيف الوزير جحافل الحزب الذي ينتمي اليه. ان اهمالنا معالجة عجز الكهرباء ويعود إلى عام 2012 حينما أبدى الصندوق الكويتي استعداده لتمويل تنفيذ معامل الكهرباء المطلوبة لتغطية حاجات لبنان، فكان رد الوزير باسيل أن لا حاجة إلى تمويلكم فلدي 1.2 مليار دولار من اموال القطاع العام.

لا شك في ان الوزراء والنواب في تلك الفترة الذين تناسوا ضرورات التحقق من تنفيذ مشاريع الكهرباء هم مع الوزراء المعنيين مسؤولين عن تردي الاوضاع وزيادة الدين العام. رفيق الحريري حينما اغتيل بداية عام 2005 كان قد حمل لبنان ديوناً دولية ما بين 5-6 مليارات دولار، لكنه انجز معملين رئيسيين بطاقة 900 ميغاوات ومعملين ثانويين في بعلبك والنبطية بطاقة 160 ميغاوات، كما انجز ابنية الجامعة اللبنانية في الحدت، ومطار بيروت ومستشفى بيروت الحكومي.

هذا العهد أنجز جسرين ربما بطول كيلومتر لكل جسر في منطقة جل الديب، ولم ينجز أي مشروع لتحسين حركة السير، تشغيل مصفاتي طرابلس والزهراني، معالجة قضية النفايات، تشغيل معامل الانتاج الكهرومائي لليطاني ذات طاقة 190 ميغاوات واكتفى باستئجار سفينتين، وخلال فترة بسيطة سفينة ثالثة أكبر.

عهد 2016 – 2019 كل ما حمل لبنان أعباءه منذ بداية عام 2008 زيادة الدين العام وفوائده بما يساوي 50 مليار دولار، ولولا هذه النفقات الجرارة وغير النافعة لكان لبنان يتمتع باحتياط عملات اضافي لا يقل عن 50 مليار دولار، ولكان وضع المصارف، والأهم أصحاب الودائع، أفضل بكثير.

ان تجميد الودائع على الشكل الجاري وحصر قدرات المودعين في السحوبات ومنعهم عن التحويلات الى الخارج امور لا يمكن وصفها الا بالإجراءات المقصودة، تمهيدًا لسيطرة فئة أو حزب على مقدرات البلاد.

انتفاضة 17 تشرين الاول ليست فقط طلبًا لرزق الشباب والحفاظ على كرامتهم وتشجيعهم على تفادي الهجرة، انها انتفاضة اكتساب مشروعية الحكم من الحكام وتقبل المشروعية من المحكومين، وليس بين الحكام من يستحق التزام أهدافه سوى فئة قليلة من النواب تشمل قلة من الوزراء وربما نسبة 15 في المئة من النواب ولا تكفي هذه النسبة لانقاذ البلد مما هو فيه من ورطة تمنع مؤسساته من النشاط وتعجل في طلب اللبنانيين الذين اكتسبوا كفاءات في التسويق والترويج والانتاج الهجرة. اللبنانيون غير مقتنعين بالمعالجات المطروحة من أي طرف، وقد شاهدنا وقرأنا محاولات يائسة للخروج من مأزق تقييد العملات في الايداع والتحويل. لا شك في ان لبنان لم يشهد مآزقاً كالذي نعيشه واستمراره لن يؤدي الى توسع فرص عمل الشباب، وبالتأكيد لن يسهم في استقطاب رؤوس الاموال بل على العكس، ذلك أن نسبة ملحوظة من اللبنانيين الميسورين والذين يستطيعون التكيف مع الحياة خارج لبنان بادروا الى محاولة تسييل موجوداتهم، والامر الذي لا يعرفه القيمون على الشأن العام، أو لا يهتمون به، هو ان اسعار العقارات المبنية وغير المبنية في بيروت تدنت خلال السنوات الثلاث المنصرمة بنسبة 30 في المئة، ومع تمادي وقع القيود الحالية لن يكون من المستغرب ان تتراجع القيم بنسبة 20 في المئة اخرى قبل صيف 2020، وحينئذٍ لن تكون ثروة لبنان كما تشير أرقام “الكريدي سويس” بمئات مليارات الدولارات وستشح اموال دفع المعاشات، واستيراد البضائع، ومنتجات التقنيات الحديثة، ويغرق لبنان في مستوى معارف أهل العهد الذين هم أبعد ما يكونون عن تلمس حاجات الشعب ومطالبه المحقة.

لبنان يعيش أزمة نقدية تقنية، نتيجة اهمال معالجة أزمة مالية واضحة بسبب فشل معالجة برامج الكهرباء، ولن نحظى بفجر جديد ما لم ينطو هذا العهد وتغب سياساته.

 

الذلّ المصرفيّ

 جهاد الزين/النهار/22 تشرين الثاني/2019

من يدخل إلى أي مصرف لبناني يوميًا، فرعٍ صغيرٍ أو كبير، سيجد حالة لا سابقة لها في تعاطي المجتمع اللبناني، وفي تاريخ تعاطي المصارف مع زبائنها. وأنا أستعمل هنا كلمة مجتمع عن عَمْد، لأنّ التاريخ العريق للمصارف اللبنانية للقطاع المصرفي، وفي بيروت تحديدًا، منذ العهد العثماني، يجعل المشهد الراهن لا سابقة له. خرج البنك العربي من أكبر نكبة في التاريخ العربي الحديث، هي نكبة فلسطين، بثقة من المودعين وأصحاب الودائع الكبيرة، ما زال يحصد ثمارها حتّى اليوم.أشكّ أن يتمكّن القطاع المصرفي اللبناني بسبب سوء إداري للأزمة، من استعادة الثقة العميقة به خلال عقود. فهذه أزمات تنزرع في الذاكرة الجماعيّة للمجتمع، بما لا يتيح استعادة الثقة الضائعة بسهولة. كان المودع اللبناني صغيرًا أم كبيرًا، يدخل إلى البنك كما يدخل إلى واحد من معاقل ثروته الوطنيّة، وكان في المقابل أصغر مدير فرع يحظى باحترام وثقة لا ينالها حتّى موظّف كبير في الدولة : كان التعامل محترمًا، وكانت الإدارات محترمة. ليس من مدير مختبئ صَغُر ام كَبُر، لا يجرؤ على مواجهة الناس. كان مدير الفرع يمرّ بخيلاء بين الزبائن ، كلا الطرفين محترم، المودع الكبير أو الصغير على ثقة لا تهتزّ بثبات شعوره الحرّ، بكونه المتصرّف المطلق بنقوده، صَغرت أم كَبُرت.

تكاد البنوك اليوم تكون عبارة عن مجموعة شحّادين، يتجمّعون في ردهاتها ولو بأثواب أنيقة، ويكاد الموظّفون والإداريّون من ذلك الصنف الذي كانت تحفل به مصارف الدول الاشتراكيّة حيث الاصفرار على وجه الزبون، لا يعادله إلّا الاكفهرار على وجه الموظّف.

من يعرف تاريخ المركانتيليّة اللبنانيّة منذ العشرينيات من القرن الماضي، وكيف انبنى وبنت رصيدها، ليس على عمليّات تجاريّة فقط بل على ثقافة حديثة، وخصوصًا فرنكوفونيّة كانت في أساس النخبة الرائدة التي أسهمت في صنع صورة لبنان، يستطيع أن يقدّر الفداحة التي نعيشها. لا شكّ أنّ عظام ميشيل شيحا المثقّف والمصرفي البارز ترتعد الآن، إذا كانت ترده تقارير عمّا يحدث يوميًّا في ردهات البنوك اللبنانيّة. هذه الأزمة هي ليست أقلّ من نهاية صورة عن لبنان، ربّما احتجنا إلى عقود لترميمها. هذا الذي يُذلّ في قاعات المصارف وبتغطية شرعيّة من حاكم مصرف لبنان، هو لبنان نفسه. صحيح أنّنا لم نشهد في تاريخ المصارف اللبنانيّة، بسبب مركانتيليتها، ظاهرة طلعت باشا حرب المشجّع، والمحفّز، والمموّل، لمعظم الإنجازات الصناعيّة والتجارية الكبرى في مصر العشرينيّات والثلاثينيّات من القرن الماضي، لكنّ المصارف اللبنانية حفلت بتاريخٍ من الصمود في دورات الحرب والسلم، التي عصفت بلبنان، وبقيت مرجعيّة أساسيّة للبنانيّين وغيرهم. أيًا تكن الاعتبارات، لا يجوز استمرار هذا الوضع “التحتاني” في ردهات البنوك اللبنانية. أموال الناس ليست ملك المصارف، وباستطاعة المدّعي العام أن يتحرّك، ليسائل هل ما يحدث هو تخطٍّ لعناصر حقوق الملكيّة، كما يقال في لغة القانون؟

 

بماذا تفكّر فيروز؟

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

بفضل التزامن بين عيد الاستقلال وعيد ميلاد فيروز، غالباً ما تقترن المناسبتان السعيدتان، وربما كتب اللبنانيون لنجمتهم، أكثر مما عنوا باستقلالهم الذي لم يبد لهم ناجزاً يوماً، أو جديراً باحتفاء حماسي كبير. هذه السنة تأتي المناسبة، فيما الانتفاضة الشعبية مشتعلة في الشارع، وأهم مطالبها عودة القرار الحر إلى الناس، بعد أن اختطفته الطائفة، وتاجر به زعماؤها وحواشيهم.

وكانت فيروز والرحبانيان من أوائل المنتفضين على جنون المذهبيات وتناحر الإخوة، منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، حين تجاوزوا الواقع بكل مثالبه، وغنوا للبنان الواحد، والوطن المتألم المتعالي على جراحه بالمحبة، وحلموا ببلد لشدة نقائه، اتهم بأنه محض شعر ويوتوبيا، وهناك من رماهم بالبعد عن هموم الناس، وحتى التخلي عن المسؤولية، والهروب من توجيه سهام النقد اللاذعة لمن يستحقها. لم يعبأ الرحبانيان، ولم ييأسا من الكتابة والتلحين، ولم يتعب صوت فيروز الخفيض، الذي يعبر الزمن سلاسة وشجناً، من مناجاة الأمل، ومناداة وطن «صغير بوسع الدني»، «من برق القصايد طالع» و«قمر الندي والزنبق» ومن «ذهب الزمان الضايع». غنى اللبنانيون مع فيروز «بتتلج الدني وبتشمس الدني، ويا لبنان بحبك لتكبر الدني» في كل حفلاتها تقريباً. بكوا على هدهدات صوتها في المغتربات، رددوا وراءها أغنياتها عن «الحرية» و«الحب» و«النصر» و«الكرامة» كأناشيد تشد عزائمهم كلما ابتلوا بفتنة أو ضربتهم محنة. وبقوا يؤكدون أنهم «بفقره وبعزه وبجنونه» يحبونه رغم الجور، وهم يبحثون مع مغنيتهم الأثيرة عن «مواسم العصافير» ويجففون «دمع الزهر». غنت فيروز في كل مدينة عربية نادتها، وجمعت بصوتها لبنان كله. ومع أن الانتفاضة بعنصرها الشبابي لم تكن فيروز على لائحة أغنياتها الأكثر ترداداً، إلا أن ألحان هذه الأغنيات بدت من بين المفضلات لإعادة تركيب ما يناسبهم من معانٍ تتواءم مع الاحتجاجات، وأماكنها وظروفها. هكذا فعل المحتجون حين كانوا يتناولون فطورهم في «الزيتونة بيه»، أحد المشاريع السياحية المتهمة بمخالفات كبيرة، أو وهم يقطعون الطريق ويعلنون غناء عن نيتهم التسامح مع من يحتاج اجتيازها للضرورة القصوى. لكن فيروز لم تغب عن «ساحة رياض الصلح» وسط بيروت. وحصدت أغنيتها «بحبك يا لبنان، يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك» جنوناً عاصفاً، بينما كان الآلاف من مختلف المناطق يلتقون مع بعضهم البعض، للمرة الأولى، تحت أجنحة العلم اللبناني وحده، نابذين كل انتماء لهم غير ولائهم الوطني، ليحولوا هذه الكلمات إلى نشيد وطني، وهم يهتفون به عالياً من حناجرهم التي طغت على صوت فيروز وموسيقاها، وبعضهم يذرف الدمع، تأثراً. وكأنما هذا الكلام، البسيط، بقي ينتظر عشرات السنين، منذ كتب في عز الحرب الأهلية وانقسامات المناطق، احتجاجاً على الفرقة والتشتت، ليغنى في هذه اللحظة الجامعة الحالمة، من قبل أهالي المناطق في وقت واحد، وفي مكان رمزي ليس لهم وحدهم بل لفيروز أيضا. فهي التي اختارت وسط بيروت بعد أن انتهت الحرب الأهلية لتقيم حفلتها الأولى في زمن السلم غير آبهة بكل الأصوات المستنكرة خيارها هذا، فيما كان مشروع إعادة إعمار قلب المدينة، موضع خلاف بين اللبنانيين أنفسهم.

ليس لأحد أن يقول لفنان ما يحق له أن يفعل، وما يتوجب عليه تجنبه. لم يرد الرحبانيان، على عكس زياد، أن يكتبا أغنيات نقدية تستجيب لملوحة الأرض. اختارا أن يحلقا فوق اليومي العابر، ويسرحا في آمالهما الطفولية إلى عالم يسمح لعشاق فيروز أن يستمعوا إليها في كل بقعة، وفي كل زمن، وبعد تبدل الأحوال. وكانا على حق. لهذا صمدت أغنيات فيروز، ووصل صدى صوتها بعيداً.

فيروز الغائب الأكبر عن مشهد الانتفاضة اللبنانية، مع أنها من بين المؤسسين لها، دون أن تدري، بتحريضها على الجمال، والانعتاق من العصبيات، والبحث الدائب عن الحلول المستحيلة وهي تتجاوز الأرضي إلى الأفق المنفتح على الاحتمالات. هي الأم التي حرثت، وغرست شتلتها، ونمت شجرتها. ولا بد أنها قلقة اليوم، كما كل الأمهات الأخريات، لأن الثمر لم ينضج بعد، ولن تستكين إلا بعد أن تتيقن من جودة القطاف. هل كانت تفكر أن أغنيتها «يا حرية، يا زهرة نارية، يا طفلة وحشية، يا حرية» سيستجاب لها خاصة حين كانت تطلق لحنجرتها العنان صارخة: «قولوا للحرية نحنا جينا وافرحوا، افرحوا».

لا أحد يعرف ماذا يدور في خلد فيروز في هذه الأيام، لكننا نعلم أن اللبنانيين، كانوا معها على الموعد، لم تلههم ثورة، ولم تسرقهم تظاهرات، ولم تثنهم انشغالاتهم الحياتية الصعبة وضائقتهم المادية. هبّوا كما كل سنة، يشاركونها عيدها، ويبادلونها المحبة، ويكتبون لها أجمل ما عندهم، وهم ينبشون أجمل أغنياتها، ويعيدون نشرها والاستماع إليها. المفارقة اللافتة أن الاختيارات لم تقع على تلك الوطنية، الحماسية، التي يمكن أن تتناسب والوضع الراهن. ذهب الناس إلى الأغاني الأكثر رومانسية ودفئاً. قد يخيل إليك وأنت الآتي من جيل كان يتظاهر على وقع هتافات الموت، والدم والفداء، أن الميل في مثل هذه الظروف، هو للعنفوان ولأغنيات من صنف «بالغضب مسور بلدي»، حيث تصبح «الكرامة غضب والمحبة غضب، والغضب الأحلى بلدي». لكن عشاق «جارة القمر» فضلوا، في هذا الظرف بالذات، هدوء «نسم علينا الهوا»، و«إيه في أمل»، و«وجهك بيذكر بالخريف». ولكل أن ينهل من نبع فيروز ما يروق له، فهي المرأة المتعددة في وحدتها، على صورة لبنان. وظاهرة لا تقل عنه تركيباً في جماليتها.

 

صادرات إيران

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

تقوم الثورات، خصوصاً الديني منها، على قاعدتين: المظلومية والمعصومية، خصمها ظالم دائماً، وهي لا يمكن أن تخطئ. لذلك، عندما تتعرض صورة الثورة للاهتزاز، تذهب إلى أقصى حالات القمع والعنف. فالخصم هنا لا يتعرض لأناس من شعبه وجلدته، وإنما إلى متفوقين تميزهم هالة «إلهية»، ويعصمهم تكليف إلهي في مصائر الناس والأمم. وإلَّا كيف يمكن للثورة أن تصدّر نموذجها إلى الخارج، إذا كان هشاً وسريع العطب. حتى الآن كانت إيران تتفرج على شكاوى الغير. مظاهرات في لبنان، وقتلى في العراق، وجماهير في الجزائر. فجأة، رأت الانتفاضة عندها. وعلى الطريقة، أو النسخة اللبنانية والعراقية، أي ليس في العاصمة وحدها، بل في جميع أنحاء البلاد. ومثلما حدث في البلدين تماماً، كانت السلطة هي التي أشعلت فتيل الاحتجاج، عندما حاولت أن تجرب طاقة الناس على المزيد من الاحتمال.

طُعن النظام الإيراني في مركز كبريائه: النفط. إنه ليس قادراً على تصديره فحسب، بل عاجز عن توفيره لمواطنيه. وبهذا المعنى وقف المحتجّون إلى جانب «الشيطان الأكبر» في حرب العقوبات وعض الأصابع.

من يمكنه الاعتراض على مضاعفة أسعار الوقود وسط الحالة الاقتصادية المزرية؟ طبعاً، الأميركيون والصهاينة. تخيل حكومة دولة تتطلع إلى مئات الآلاف من شعبها، يرفعون الشكوى ضد البطالة والفقر والركود، فلا تجد ما تقوله لهم سوى أنهم أميركيون وصهاينة.

ليس الفاسد والسارق والمجوِّع والشره الذي لا يشبع هو المسؤول، بل الذي خرج من منزله في المدن والقرى يرفض هذا البؤس الوطني من أجل سياسة عديمة تبني البوارج والصواريخ والسلاح النووي وكل ما هو غير صالح للاستعمال، وتتخلف في كل ما هو حاجة وطنية ماسة.

تفتح الثورة الإيرانية النار على شبابها في سائر أنحاء البلاد يتحدون القمع بوجوه واضحة أمام كاميرات التلفزيون وصدور عارية. وهذا أيضاً قاسم مشترك آخر مع المحتجين في لبنان والعراق حيث لا يهتم الشباب لكاميرات الشرطة. للرغيف لون واحد وللجوع طعم واحد، وللكلام صلاحية ينتهي زمنها في كل مكان.

إذ تشكو إيران من التحريض على النظام، تنسى أنها أكبر قوة تحريضية عرفها العالم في ثلث القرن الأخير منذ نهاية الحرب الباردة. من أميركا اللاتينية إلى آسيا مروراً بأوروبا. وما يحدث في مدنها اليوم شيء بسيط جداً مما أصاب مدن الآخرين بسبب صادراتها، على أنواعها.

 

الإستقلال عن الإستقلال

الجمهورية/جوزف الهاشم/الجمعة 22 تشرين الثاني

الزحْفُ اللبناني الساخن من كلِّ لبنان الى ساحاته الثائرات، لم يكن يطالب إلاّ بالإستقلال عن هذا الإستقلال واستعادة الوطن الذي استقـلّ عن الشعب.

لبنان الذي قيل إنـه مستقلّ هذه هي صورتُـه: مضعضَعُ القوى، منتـهَكُ السيادة، مستباحُ الأرض، حدوده معابر، ترابه مطامر، حكَّامه قبائل، أبناؤه جحافل، شوارعهُ مزابل، مـاؤُه وَبـاءٌ، هواؤه اختناق: إنهيارٌ، دمـارٌ، إحتكار، جـوعٌ وفقـرٌ وهجرةٌ وذلّ، غـلاءٌ متوحش، بطالةٌ فاحشة، سمسرات رشـوة، سرقات، فسادُ ضميرٍ وأخلاق، حيتان المال التهموه ولم يشبعوا، لم يشعروا بسوء الهضم، وكلّما التهموا جاعوا. المستعمر الخارجي كان بلبنان أرحم، فقد بَـغى، ولكنه بنى... بنى السرايات والطرقات والجسور والإدارات، والمستعمر الداخلي بَـغى... وخـرّب ودمّـر وهـدَّم.

الفرنسيون علَّموا الشعوب التي حكموها مبادىء الثورة، فتعلموا منهم أيضاً كيف ينقلبون بالثورة عليهم، وكيف يستطيعون بالثورة أن ينقلبوا على الحكام الفاسدين. الإستقلال الذي تغسل طريقه الدماء كما يقول غاندي: حصلنا عليه بالعطش وسكبنا الدماء في حروب بعضنا على بعضنا فيه، وحروبنا فيه عليه.

مؤرّخو الجنرال ديغول ينسبون إليه فكرة إرجاع الملكية الى فرنسا - كما فعل فرانكو في إسبانيا - بعدما رأى الجمهورّيين الفرنسيين يعيثون فساداً بمبادىء الثورة، ولعلّها الفكرة التي راودَتْ الشيخ بيار الجميل، كيف قاد تظاهرات الكتائب والنجّادة للتحرر من الإنتداب الفرنسي، لو لم يكن وطيد الثقة بالرهان على هذا الشعب مهما طالت عليه شراسة الطغيان. نعم... نحن اليوم في عالمٍ آخر.. التاريخ تغيّر، الإنسان تغيّر، التغيير أيضاً تغيّر... نحن في خضمّ ثورةٍ كلُّ ملامحها تبشّر بتحقيق مطامحها. كهولٌ وشيوخٌ جددوا شبابهم لتأمين مستقبل الأحفاد... الشباب والطلاب انتزعوا المشعل المكبوت فلألأوه... رفضوا أن يكونوا وقوداً في مجتمع مهترىء، تمـرّدوا ثائرين على الدولة التي تقمع المستقبل وتغتـال الحياة. حشودٌ نسائية مؤلّفة تنصهر في شخصية وطنية واحدة، ترفع الشموع في الشوارع وترفع الصوت نشيداً في الهيكل الوطني المقدّس. مدينة طرابلس الفيحاء شمخَتْ رمـزاً للوحدة الوطنية، زفّت نفسها عروساً للثورة، وفستان العرس علَم. مأتـم الشهيد علاء أبو فخر تحوّل إلى صلاة وطنية جامعة في خلوات التوحيد ومآذن المساجد ومذابح الكنائس، وشعار المأتـم كان: «يا دمـي وحِّـد الشعب اللبناني». هذا هو لبنان الجديد يولَد من رحِـم الأحزان راسخَ التكوين والكيان. وهذا هو الإستقلال الحقيقي غير المسبوق، وغير المزيّف ينبثق من رمَـق الأرواح حياة تصارع النهايات فوق ما يبطّـن الداخل والخارج من انتدابات. وهذا هو لبنان التاريخي عندما يثور متمرّداً يستطيع أن يسرق الدمَع من عين السبع. في منعطفات التاريخ، أنّ الإستقلال الذي ترويه الدماء طالما تعرَّض لخطر الزوال. والإستقلال الذي ترويه الأرواح تمـرّد على خطر الزوال... وطال.

 

العالم بيسارها

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

كُلّما قررت الخروج من أحداث لبنان، خوفاً من أنني أكثرت به على جنابكم، وقع شيء لا يمكن تجاهله «صحافياً» حتى في الصين. في بداية الثورة وضع الأستاذ نجيب ساويرس تغريدة عن جمال المتظاهرات اللبنانيات تسببت في ثورة عليه. ورأى البعض في الطرفة الذكية إهانة لدور المرأة اللبنانية في عمل هام. ولم يشفع لرجل الأعمال دفاعه عن نفسه بأنه بصفته مصرياً ملزم بالبحث عن النكات في الأزمات.

لكن منذ تغريدة ساويرس وأنا ألاحظ هذا الظهور الهائل للمرأة في إطار الثورة: هي المراسلة الأولى، وهي المتحدثة الأولى باسم الثوار، وهي التي تنظف الشوارع والساحات في الصباح بعد اعتصامات الأمس. وثمة شيء لم أكن أعرفه إلى أن شاهدت البرنامج على «M.T.V» صباح الخميس: أربع سيدات يتحدثن عن حضورهن في الساحات، إلى جانب أبنائهن وبناتهن، يقدمن الطعام، يرفعن الإعلام، وعند الحاجة، يتصدين لرجال الأمن لحظات الاقتحام. وما ذنب نجيب ساويرس وذنبي وذنوب المشاهدين العرب، إذا كانت تلك السيدات، إلى جانب كل ذلك، من ذوات الحسن وأهل الرقة وإن في الجمال لسحراً؟

نزلت المرأة اللبنانية إلى الساحات تقول إنها شريكة في الوطن وقضاياه وأرضه. وإنها أم وابنة مثل جارَيها في الساحة، الأب وابنه. ولم يكن نجيب ساويرس يقصد أي نقد أو سخرية؛ ففي بلده الجميل ثماني وزيرات، ورئيسة أهم جامعة اقتصادية في بريطانيا مصرية، وأيام ميدان التحرير كانت المرأة في الدور الأول.

لا أعرف كم يمضي المسؤولون اللبنانيون من الوقت أمام التلفزيونات. يحسن بهم الإصغاء قليلاً إلى الأمهات لكي يعرفوا في أي بلد يعيشون وأي بلد يحكمون. نحن البلد الذي وزيرة داخليته أم أيضاً. بل كانت ريا الحسن بين الأسماء التي طُرحت أيضاً لرئاسة الحكومة في النهضة الحالية.

السلطة وحدها غائبة عن هذه اليقظة العارمة. وحدها لا يعنيها أن تتأمل وجوه المتظاهرين ومدى نضجهم الثقافي والسياسي والوطني. قال لي دكتور في الحقوق: «لقد أشعرنا بالخجل وبالتخلف هؤلاء الشبان. يريدون وطناً معافى يشبههم، لا وطناً متهالكاً يشبهنا».

لم تعطِ المرأة الثورة صورة الجمال فقط. أعطتها أيضاً قلب الأم وشجاعتها وعظمة أمومتها. كان نابليون يقول: المرأة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها. ومعه السلطة في لبنان.

 

إيران وحزام «آية الله» الناسف المزيف

أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

شأن الآيديولوجيات الاستبدادية الأخرى التي بدأت بشكل غامض في ستينات القرن الماضي، فقد حاولت الخمينية أن تغلف سبب وجودها بكلمة واحدة.

كانت الكلمة الأولى التي استخدمت ضد إصلاحات الشاه، بما في ذلك المساواة للنساء، وكذلك الأرض للفلاحين الذين لا يملكون أرضاً، هي كلمة «المشروعية» التي كان من المفترض أن ترمز إلى سيادة القانون الديني على التشريعات التي صنعها الإنسان.

وفي أوائل السبعينات، تبنى آية الله كلمة أخرى هي «الإسلام» وادعى أنه لن يسمح «بكلمة واحدة أكثر أو كلمة واحدة أقل».

وبحلول أواخر السبعينات، استبدلت بالكلمة السحرية كلمة أخرى هي «انقلاب» وتعني بالفارسية «الثورة». ومع ذلك، سرعان ما فقدت الكلمة معناها حيث استبدل الحكام الجدد النخب الحاكمة المخلوعة وبدأت تتصرف أسوأ من النظام الساقط.

كانت الكلمة السحرية في الثمانينات هي «الحرب» التي قال الخميني إنها «بركة من الله» لتوجيه جيش يتألف من «عشرة ملايين رجل» لغزو الشرق الأوسط، بما في ذلك «الأضرحة المقدسة» في العراق، ومحو إسرائيل من على الخريطة باعتبارها بداية «القضاء على أميركا».

عندما تلاشت تلك الأحلام مع فجر الواقع، مثل الضباب الذي يتلاشى مع شروق الشمس، وضعت كلمة سر أخرى وهي «المقاومة». لكن تلك الكلمة السحرية أثبتت أيضاً أنها جوفاء عندما قام «الإمام» بشرب وعاء السم الذي صنعه بيده، ووافق على إنهاء الحرب مع العراق دون «تحرير» كربلاء أو القدس.

حاول خليفة الخميني، آية الله علي خامنئي، أن يفرض بصمته الآيديولوجية بتوسيع نطاق الكلمة الواحدة لتصبح ثلاث كلمات وهي «الحضارة الإسلامية الجديدة».

ولتعزيز شعاره، كتب آية الله «رسائل مفتوحة إلى شباب العالم»، داعياً إياهم إلى تبني النسخة الخمينية للإسلام كقالب لحضارة جديدة.

كما أنشأ مكتبا خاصا يرأسه الدكتور علي أكبر ولايتي طبيب النساء الذي تلقى تدريبه في الولايات المتحدة، مع ميزانية سخية بغرض الترويج للفكرة.

وبصفته الوظيفية الجديدة، توجه ولاياتي إلى القاهرة عام 2012 لتقديم المشورة للرئيس المصري محمد مرسي بحل الجيش، وإنشاء الحرس الثوري، والتوقيع على تحالف مع طهران.

وفي الداخل، كانت الرسالة أن «الحضارة الإسلامية» الحالية والتي كانت بالطبع نتاج «المفكرين» الإيرانيين أصبحت متحجرة ولم تعد قادرة على إيجاد «أنصار لمحمد يتوقون للشهادة». كان من الضروري تعليم الشباب التخلي عن مباهج الحياة العابرة والسعي إلى الشهادة التي تعد «أسمى إنجاز بشري».

بات من الواضح الآن أن شعار خامنئي المكون من ثلاث كلمات قد فشل في خلق أمواج في محيط الواقع الإنساني.

وخلافاً لتوقعاته، لم يقم شباب العالم بالوقوف صفوفا أمام سفارات الجمهورية الإسلامية للحصول على كتيب إرشاداته الجديدة رغم أنها كانت توزع مجانا.

داخل إيران أصبح الإنتاج الثقافي، من الشعر إلى السينما ومروراً بالعمارة والموسيقى، فارغا بصورة متزايدة من أي محتوى إسلامي كان لديها من قبل. وفي هذا الإطار، رثي رحيم بور أزغدي، عضو المجلس الأعلى للثقافة الإسلامية في طهران، «الهيمنة الافتراضية للثقافة الغربية» على حياة الناس في إيران.

وهكذا عندما استغل الإيرانيون الأسبوع الماضي رفع سعر البنزين ثلاثة أضعاف كذريعة للتنفيس عن غضبهم وإحباطهم، كان من الواضح أن شعار خامنئي المكون من ثلاث كلمات يجب أن يلحق بكلمات الخميني الأحادية في مقبرة «شيبوليث».

ونتيجة للانتفاضة الشعبية التي عمت أكثر من 100 مدينة، وفقا لوزارة الداخلية الإسلامية، بدأ خامنئي وفريقه يبحثون عن شعار جديد. في اليوم الثالث من الاحتجاجات التي استمرت أسبوعاً، والتي قد تستمر أو لا تستمر، وإن كان بإيقاع ووتيرة مختلفة، فقد جاءوا بشعار جديد وهو «الأمن». «الأمن هو خطنا الأحمر»، هكذا أعلنها خامنئي في إحدى خطبه أمام جمهور حضر بالأمر.

وقالت صحيفة «كيهان» اليومية التي تعكس آراء المرشد الأعلى، «لا يمكن أن تكون هناك حكومة ولا دولة من دون أمن». وفي مقال افتتاحي، تحدثت «كيهان» عن «نهب منازل الناس ومتاجرهم وحرق المكاتب الحكومية وقتل العديد من المواطنين الأبرياء».

من جانبه، دعا رئيس جماعة «حجة الإسلام» حسن روحاني الناس إلى المحافظة على الأمن الذي يتمتعون به وعدم السماح «لمثيري الشغب الشريرين» بتقويضه.

ولتأكيد الادعاء بأن الانتفاضة تهدد الأمن القومي، أثار النظام شعوراً بعدم الأمان. ونشرت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة تقارير متطابقة يجري إعدادها من قبل ما يعرف بـ«غرفة النجوم» لترويج إشاعات عن مراكز التسوق ومحلات السوبر ماركت، التي يتم نهبها وسرقة فروع البنوك وإشعال النار فيها. كما زعموا أن «العملاء والقتلة الأجانب» نظموا وقادوا الاحتجاجات.

ولإتقان اللعبة، نصحت الحكومة أعضاء الجيش والأجهزة الأمنية بعدم الظهور في الأماكن العامة وحدهم، ونُصح رجال الدين الشيعة بعدم الظهور، وتجنب ارتداء الملابس التقليدية في الأماكن العامة كلما أمكن ذلك.

جرى تعزيز الشعور بعدم الأمان الذي كان النظام يرغب في تأجيجه عندما «دعي» الجهاديون الأجانب إلى طهران لحضور مؤتمر الوحدة الإسلامية، وطلب منهم مغادرة إيران قبل الموعد المحدد؛ لأن الذهاب إلى «مشهد» و«ضريح الخميني» قد ألغي.

ومع ذلك، شأن جميع الشعارات الأخرى التي استخدمتها النخبة الخمينية في السنوات الأربعين الماضية، فإن شعار «الأمن» يعتمد على حزمة من الأكاذيب.

وإليكم ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) يوم الأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني) تحت اسم «بالأضرار الجسيمة للأمن القومي»:

1- سرقة سلسلة متاجر في مدينتين في محافظة طهران.

2- إحراق منزل خاص في شيراز.

3- تحطيم نوافذ بعض السيارات.

4- قطع الإنترنت في جميع أنحاء البلاد.

5- وفاة عدد من المواطنين الذين أشعلوا الاضطرابات.

ومن الطريف أن حتى قطع الإنترنت، وهو قرار حكومي، قد نسب إلى المحتجين.

هل يشير «التقرير التفصيلي» لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» إلى تعرض «الأمن القومي للتهديد»؟

بعد أن فشل في كل شيء، يحاول خامنئي الآن أن يعتبر نفسه الضامن الوحيد للأمن للإيرانيين ويهددهم ضمنياً بمأساة «تشبه سوريا».

ويحذر المدافعون عنه في الخارج، بمن في ذلك بعض فلول إدارة أوباما، من أي عمل قد يستفز خامنئي إلى تفعيل «حزامه الانتحاري»، لتفجير نفسه ومعه الشرق الأوسط بأكمله.

دعت افتتاحية صحيفة «كيهان» الأربعاء إلى «الانتقام من أولئك الذين نظموا أعمال الشغب»، وطالبت بمهاجمة «مراكزهم الاستراتيجية والاقتصادية الحساسة»، مضيفة: «يمكننا بسهولة أن نركعهم على ركبهم» عن طريق تفعيل حزام خامنئي الانتحاري.

لكن حزام خامنئي الانتحاري مزيف شأن كل شيء آخر في نظام فقد ثقة الناس.

 

الثوران بين العراق ولبنان

رضوان السيد/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

ازداد الشبه بين العراق ولبنان لجهة السلطة الحاكمة من جهة، ولجهة الثائرين من جهة ثانية. فالسلطتان الحاكمتان في العراق ولبنان مكونتان من نُخَب محلية، خاضعة في معظمها لإيران التي تملك ميليشيات مسلحة في البلدين. أما الثائرون في سائر المدن العراقية واللبنانية فهم في معظمهم من الشبان الذين يشكون من البطالة، وفقد سوق العمل، وغياب الخدمات الأساسية، والفساد المستشري في أوصال الدولة وإداراتها. ومن ميزات الحراكين غياب الطائفية والحزبية، وهو أمرٌ جديدٌ تماماً على لبنان، وللمرة الأولى في العراق منذ العام 2003. والميزة الأخرى سلمية الحراكين المستمرة، رغم سقوط نحو الأربعمائة بالعراق من المتظاهرين برصاص الميليشيات المسلّحة وقوات الأمن والجيش. في حين سقط اثنان أو ثلاثة في لبنان، بينهم شابٌ واحدٌ هو علاء أبو فخر قتله جندي في مخابرات الجيش.

على وقع الدماء المسفوكة في العراق، ودعم المرجعية الدينية للمتظاهرين، تقدمت حكومة عادل عبد المهدي بعدة إجراءات ومشروعات قوانين للإصلاح. وتقدم رئيس الجمهورية العراقية بمشروع قانون للانتخابات يتضمن تعديلات أساسية في القانون القائم. والفكرة إمكان إجراء انتخابات مبكرة خلال ستة أشهر أو عام بإشرافٍ دولي. والموضوع صعب، لكنّ المرجعية الدينية تضغط باتجاهه. وشكوى المرجعية والمتظاهرين أنّ خطوات الحكومة في الإصلاح ومكافحة الفساد غير جدية وغير كافية، رغم إنشاء محكمة مركزية لمكافحة الفساد، وتقديم عشراتٍ للمحاكمة وبعضهم وزراء أو نواب أو موظفون كبار حاليون وسابقون. وأكبر الشكوى أنّ قتلة المتظاهرين لم يُكشفوا ولم يقدموا للمحاكم، وكذلك كل الذين يمارسون الخطف والإخفاء والاغتيال.

أما في لبنان فإنّ المتظاهرين ما تعرضوا حتى الآن لضغطٍ كبيرٍ من الجيش والقوى الأمنية؛ لكنهم لم يحققوا الكثير أيضاً: أسقطوا الحكومة، ومنعوا مجلس النواب من الانعقاد مرتين لاعتبارهم أنه لم تعد له شرعية. ومطالبهم تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين توقف الفساد والهدر، وتعمل على استصدار قانون انتخابات جديد تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة. وحكومة المستقلين هذه لا يقبلها رئيس الجمهورية، ولا حسن نصر الله، وبالطبع فهم لا يقبلون بإجراء انتخابات مبكرة. ومع أنّ المالية العراقية مرهقة والبلاد مدينة؛ فإنّ وضع العراق أهون بكثيرٍ من وضع لبنان. فمصرف لبنان المركزي خسر عشرة مليارات دولار على دعم الليرة، والبنوك أقفلت لأكثر من أسبوعين، وامتنعت عن إعطاء المواطنين المودعين شيئا من أموالهم المودعة بالدولار، كما امتنعت عن إعطاء الإذن بالتحويل للخارج، حتى للتجار المحتاجين لذلك. وهناك شائعات عن أنّ الدولة لن تستطيع بعد شهور دفع مرتبات الموظفين.

الأوضاع إلى أين في البلدين؟ في العراق لن تستقيل الحكومة، والسائد أنّ الجنرال سليماني هو الذي رأى ذلك. بينما يتحدث رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن إجراء تعديل في حكومته. وقد أمل الإيرانيون أن يخمد الحراك بالقوة والقتل ولكنّ ذلك لم يحصل بسبب إصرار المتظاهرين، ودعم المرجعية الدينية.

أما في لبنان فيبدو رئيس الجمهورية يدعمه نصر الله مصراً على تشكيل حكومة سياسية، وقد يئسوا من إقناع الحريري بذلك، فمضوا للبحث عن مرشحٍ آخر بعد الفشل في تمرير ترشيح الوزير محمد الصفدي لمنصب رئاسة الحكومة. وهم مقتنعون الآن بإمكان إقناع الحريري بمرشح تكنوقراط، وما لم يتأكدوا من ذلك؛ فإنّ رئيس الجمهورية لن يحدِّد موعداً للاستشارات النيابية الملزِمة لتكليف رجل بتشكيل الحكومة العتيدة. والشائع أنّ خبيراً اقتصادياً سيُكلَّف لكنه لن يستطيع تشكيل حكومة من أي نوع!

في العراق يبدو أنّ الحاكمين يئسوا من إمكان إخماد التظاهر بالقوة. لكنّ الأحزاب الموالية لإيران، والمسيطرة الآن، لن تستطيع الاستمرار في تقديم التنازلات، ولن تقبل الخروج من السلطة. ويزيد من التوتر والانسداد الأحداث الهائلة بإيران، والتي شجّعت المتظاهرين العراقيين على الاستمرار والتصعيد. أمّا في لبنان فإنّ المتظاهرين وأمام كل ضغطٍ من الجيش والقوى الأمنية، يعمدون لسدّ الطرقات كافة، ويغامرون بالاشتباك بالأيدي مع القوى الأمنية. الرئيس والأمين يأملان أن يملَّ المتظاهرون لطول المدة، وأن يستاء المواطنون منهم بسبب تعطل المدارس والجامعات والأعمال والمصارف. إنما من جهة أُخرى فإنّ الأزمة الاقتصادية مرعبة، وهي في حضن السلطة ومسؤوليتها، وليست مسؤولية المتظاهرين. ولذلك هناك انسداد في الموقف السياسي والمزيد من الانقسام، وربما يفكر الحزب في إنزال محازبيه للشارع ليقول إنّ هناك شارعين. لكنه إن فعل ذلك لن يجد شخصية سنية تقبل بتشكيل الحكومة.

ذوو الخبرة بالسياسات الإيرانية يقولون عنهم إنهم ليسوا معتادين على البناء، ولا على التوسط والتوازن في الأزمات. وبخاصة إذا شعروا بالخطر. وهم إن لم يخضع لهم الآخرون بالقوة وبالإغراء؛ فإنهم يعمدون للتخريب بشتى الوسائل. هكذا فعلوا في العراق ولبنان وسوريا واليمن. وهم متضايقون جداً الآن، ولذا فقد يطلقون ميليشياتهم بالعراق ولبنان ضد الناس، أو قد يفتعلون تفجيرات وأحداثاً أمنية للإرعاب. هل يفيد هذا وذاك؟ كل ذلك لن يفيد في قلب الموجة، أو تحويل الأحداث والتطورات لصالحهم؛ لكنّ العادة طبيعة ثانية. أيام الخامنئي حصلت عدة تمردات وثورة عام 2009 وأُحبطت جميعاً بتكلفة آلاف القتلى، وآلاف المعتقلين. ولا يزال المرشحان للرئاسة ضد محمود أحمد نجاد في الإقامة الجبرية منذ العام 2009، ويقال إنه إذا أُحصيت القوات الأمنية والعسكرية والأجهزة والتنظيمات المختلفة فإنها تبلغ عشرة ملايين، ومنذ العام 2012 يقتل الإيرانيون وحلفاؤهم اللبنانيون والعراقيون في سوريا. ومنذ العام 2014 في اليمن، ومنذ العام 2005 في العراق. وإذا قيل إنّ (العالم) ما عاد ليسمح بذلك، فماذا فعل العالم حتى الآن في هذا الخصوص. سيقال إنها أحداث داخلية ولا يجوز التدخل وينبغي احترام سيادة الدول. وفي المنظار الكبير، وإذا انتقلت المتابعة إلى المؤسسات الدولية؛ فإنّ الأميركيين والأوروبيين سيقفون في جهة، وإن الروس والصينيين في جهة أُخرى، كما حصل في كل البلدان المذكورة من قبل. لقد سمعت وجهة النظر هذه من عراقي بارز الذي نبهني إلى أنّ الفئات المحلية ذات المصالح في العراق ولبنان قد تكون على استعدادٍ للقسوة أكثر من إيران الآن، ونموذج سوريا حاضر وهو لا يكاد يُصدَّق. أما في لبنان فقد ذكر لي ضابط كبير أنه وإن لم يكن الحزب قادراً على التدخل في كل الساحات؛ فإنه يستطيع الضرب بقسوة في ساحة أو ساحتين، ولن يجرؤ أحدٌ من السياسيين على الوقوف في وجهه آخذاً من التجارب السابقة في القرن الحادي والعشرين. وقد لاحظت بالفعل قلقاً متزايداً من السياسيين في الأيام الأخيرة، وإن يكن الدافع المباشر سياسياً ومالياً. الانسداد هو سيد الموقف. والتجارب السابقة في لبنان والعراق تدعو للتشاؤم؛ والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

 

وثيقة الاجتماع السري... {الإخوان} وإيران

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

العلاقة السياسية بين إيران منذ الثورة وبين جماعات الإسلام السياسي بدأت منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم، أما اللقاء النظري فقد شدّت عروقه المفاهيم المشتركة العديدة قبلها بعقود. المخزن الثوري الإيراني، حوى النظرية الإخوانية، هذه بدهية لأي قارئ في تاريخ الالتقاء بين النظام والجماعات. وما كانت الحكاية مجرد ترجمة رموز الحكم لمؤلفاتٍ لسيد قطب أو سواه من كبار المنظّرين، وإنما بتبني المفاهيم الراديكالية حتى العظم. أما التأثير المتقطّع بين اليسار والإسلاموية الإيرانية يرصده بشكلٍ مفصل ولي نصر بكتابه المهم: «صعود قوى الثروة».

في عام 1997 طبعت في بيروت ترجمة عربية لكتاب: «إيران والإخوان المسلمون - دراسة في عوامل الالتقاء والافتراق» من تأليف: عباس خامة يار، وترجمة: خالد زيادة، ضم ثلاثمائة صفحة من الرصد والتحليل، يقول في فصلٍ من الكتاب بعنوان: «العلاقات بين الحركتين (الثورة الإيرانية والإخوان) قبل انتصار الثورة»: «تعود العلاقات بين الحركتين إلى فترة تاريخية بعيدة نسبياً، سبقت انتصار الثورة... فبالإضافة إلى الالتقاء الفكري والتعاون والانسجام الموجود بين الحركتين، إزاء قضايا العالم الإسلامي، أثر النشاط الإصلاحي للسيد جمال الدين الأسد آبادي، كذلك فإن ظهور ثوار ومصلحين واقعيين وحدويين، مثل آية الله الكاشاني وآية الله القمي ونواب صفوي من جهة، وحسن البنا وعمر التلمساني والشيخ شلتوت من جهة أخرى، أسهم في زيادة التقارب بين الحركتين في الأربعينات والخمسينات، والمهم هنا - يضيف المؤلف - أن العلاقة كانت قائمة بين الطرفين قبل ثورة 1952 في مصر وبعدها، ولم تتأثر بزعامة عبد الناصر وأصدائها في العالم العربي».

غير كتاب عباس خامة يار، ثمة مؤلفاتٍ أخرى، مثل: «إيران والإخوان علاقات ملتبسة» لفريدريك فرد هاليداي، وكتاب: «الإخوان المسلمون وإيران» لمحمد سعيد رصاص، وغيرها.

هذه المقدمة للتمهيد بأن العلاقة بين إيران والإخوان واشتراكهم بالأهداف ليس جديداً، وما كشفت التسريبات المنشورة في صحيفة The Intercept عن معلومات نوعية، أهميتها في الإثبات وبالوثائق ما نعرفه من قبل بالمعطى والتقصي... إنه التحالف الشرير بين الحرس الثوري ممثلاً بفيلق القدس وبين الإخوان المسلمين. كشفت الوثائق عن اجتماع عقد في تركيا عام 2014. والهدف السعودية، ومنطقة الابتزاز هي اليمن. مضمون الاجتماع يقضي باستهداف الدولة السعودية ومحاولة إنهاكها عبر العمل مع الحوثيين والإخوان في اليمن. لم يجد الإخوان المسلمون وسيلة لعداوة السعودية إلا واستخدموها، منذ حرب الخليج وحتى الضربات السعودية ضد الحوثيين الأولى، ومن ثم عاصفة الحزم لاحقاً: يروي هذا الموقف وغيره الأستاذ والباحث القدير عبد الله بن بجاد العتيبي ضمن بحثٍ مطول حول التنظيم وضمن فصلٍ حول: «السعودية ومكائد الإخوان»، وفي العام نفسه 2009، وحين واجهت السعودية اعتداءً مسلحاً من جماعة الحوثي التابعة لإيران على حدودها ودخلت معهم في مواجهة مفتوحة، انحازت جماعة الإخوان المسلمين ضد السعودية، وانحاز مرشد الإخوان المسلمين حينها مهدي عاكف إلى جانب إيران والحوثيين، وزعم في لقاء تلفزيوني أن السعودية تمول الرئيس اليمني حينذاك علي عبد الله صالح في حربه ضد الحوثيين، ثم أصدرت الجماعة بياناً انحازت فيه إلى الحوثيين ضد السعودية بما يحمل إدانة للسعودية، وتوالى رموز الجماعة كعصام العريان على نفس الموقف.

إن اجتماع تركيا بين الإخوان وذراع إيران لعلامة واضحة وبينة دامغة على إرهابهم وميليشيويتهم، مما اقتضى إصدار قانون بأمر ملكي «44 - أ» في عام 2014 يقضي بتجريم الانضمام إلى هذه الجماعة الشريرة المارقة، كما أن اختيار الموقع «تركيا» يأتي ضمن استراتيجية التنظيم في التنقل والترحال، فمنذ وصول الإسلام السياسي للحكم فيها باتت قبلة للهجرة الإخوانية في المنطقة، ولا غرابة أن يحضر الاجتماع السري محمود الإبياري، المعروف بإشرافه على خطط الهجرة من مصر إلى تركيا، فهذه المهمة من صلب ملفاته داخل التنظيم. منذ سنوات والإخوان يجدون في تركيا ملاذاً آمناً، وعقدت أكثر الندوات تحريضاً على العنف والإرهاب بين مدنها وأريافها، ركب رموز الصحوة آنذاك خيول الزينة، وسلوا سيوفاً من ورق، بمقاطع تحرض على الذهاب إلى مناطق القتال والصراع، من دون اتخاذ السلطات هناك أي إجراءات قانونية ضد هذا التحريض الصارخ، ولنستعِدْ بنود لقاء: «سواعد الإخاء»، الذي جمع مئات الشباب الخليجي تحت مظلات التنمية، والنهضة، والتدريب، بينما هي محاضن للتربية على العنف. الوثائق جاءت لتثبت، لا لتضيف، فالوقائع معروفة، الأهم أن نواجه هذه الحملات المسعورة من قبل التنظيمات، وألا نغفل عنها وعن أدوارها واستراتيجياتها، وأفضل سبل مواجهتها الحرب عليها بكل الوسائل.

 

«حركة النهضة» وممارسة التحدي

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

خلال الشهرين الأخيرين عرفتْ تونس الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والانتخابات التشريعية. وما نلاحظُه في هذا الموعد الانتخابي الثالث بعد انتخابات المجلس القومي التأسيسي وانتخابات 2014، أنَّ «حركة النهضة» قد غيَّرت استراتيجية حضورها وطبيعة مشاركتها في الحكم، وذلك بنهجٍ يمكن وصفه بأنه راديكالي على مستوى الشكل تحديداً. ولعلَّ حرص «حركة النهضة» على ترشيح رئيسها السيد راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان، وحذق لعبة التحالفات وحسابات المقاعد بتكتيك راوغ كثيراً من السياسيين والمراقبين، إنّما يدفعُنا للقول إنَّ الحركة قبضت على مقاليد الحكم في تونس.

فكما نعلم؛ فإنَّ النظام السياسي التونسي نظام برلماني؛ الأمر الذي جعل من الانتخابات التشريعية أكثرَ أهمية من الرئاسية باعتبار أن التصويت على المقاعد النيابية يعني آلياً التصويت على من سيكون له الحق أكثر من غيره في تمرير القوانين التي يريدها، وفي تعطيل مسار القوانين التي لا يتفق معها ومع مشروعها، خصوصاً عندما تكون مشاريع القوانين من النوع الحامل لرؤية آيديولوجية. ففي هذا السياق، وبالنظر إلى تاريخ ممارسة الحركة للسياسة في مرحلة ما بعد الثورة، نلاحظ اختلافاً نوعياً وتغييراً عميقاً في استراتيجية حضورها في مؤسسات الحكم. وهو تغيير يطرح أسئلة عدّة؛ أوَّلها: لماذا غيّرت الحركة من شكل حضورها وهي التي كانت تدير نصيباً مهماً من الحكم دون أن تكون في الصورة مائة في المائة؛ فهل هو تغيير ناتج عن اختيار واعٍ لتغيير الاستراتيجية، أم إنه سلوك اضطراري بحكم محاولة بعض الأحزاب عزلها وعدم التحالف معها؟

في الحقيقة صحيح أن هناك معطيات ضاغطة حتّمت على الحركة أن تكون في مقدّمة الصورة السياسية، ولكن أيضاً هناك مؤشرات كثيرة تُفيد بأنّها سعت إلى رفع تحدٍّ جديد يتمثل في أن تكون حاكمة صورة وفعلاً هذه المرة.

لقد أقبلت «حركة النهضة» منذ تاريخ انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 على سياسة التوافق باندفاع كبير، ورأت أنّها تلبي لها ما يتماشى واستراتيجيتها، وهي أن تحكم دون أن تكون بارزة جداً في الصورة، خصوصاً أن تمتعها بالأغلبية النسبية في المجلس القومي التأسيسي آنذاك جعلها رقماً مهماً في كتابة الدستور وفي تحديد نظامه السياسي. فالحركة كانت على دراية بنقطة قوتها؛ وهي أنها أكثر الأحزاب خزاناً انتخابياً، ومن ثَمّ فإن النظام البرلماني يناسبها جداً. ولكن لا يفوتنا أن نقطة القوة هذه عرفت ارتباكاً كبيراً في الانتخابات الأخيرة.

الواضح أن حلم الحركة أصبح أكثر تأثيراً على خياراتها اليوم: فمشهد رئاسة السيد راشد الغنوشي البرلمان التونسي لم يكن يراود أحلام أي تونسي؛ يسارياً كان أم إسلاموياً.

طبعاً هناك نقطة أخرى إلى جانب الحلم، وهي شعور الحركة بأن الحقل السياسي التونسي اليوم يفتقد إلى أحزاب يمكن أن تزاحمها بقوة. صحيح أن الحركة تضررت وتراجعت في نسب التصويت، لكن غيرها من الأحزاب تلاشى واندثر، ونقصد «حركة نداء تونس».

من الأَمَارات التي تظهر تغيير «حركة النهضة» استراتيجية حضورها أيضاً؛ نذكر ترشيحها السيد عبد الفتاح مورو في الانتخابات الرئاسية، وهي خطوة كانت مفاجئة جداً؛ إذ لم تُوحِ «حركة النهضة» بأنها معنية بالرئاسة بقدر ما كان واضحاً منذ فوزها في 2011 حرصها على التوافق مع أطياف سياسية أخرى، وأن تحيط نفسها بالأصدقاء، وأن يكون في الرئاسة من تستطيع التفاعل معه، والشيء نفسه ينطبق على رئاسة الحكومة. ودليلنا فيما ذهبنا إليه هو دعم «حركة النّهضة» الرئيس قيس سعيّد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة؛ الأمر الذي جعل بعض التونسيين يعدّونه مرشحهم غير المعلن أو «عصفورهم النادر» الذي لوّحوا بالحديث عنه طيلة أشهر سابقة للانتخابات. طبعاً قد يكون تغيير الاستراتيجية ناتجاً عن استشعار «النهضة» إرادة أحزاب ذات مقاعد في البرلمان عزلها وإظهارها عاجزة عن تكوين الحكومة في الأجل الذي يحدده الدستور، وتعطيل مسار مفاوضاتها من أجل تشكيل الحكومة وإحباط مساعيها. لذلك نعتقد أن تغيير الاستراتيجية بالكامل هو رد فعل ضد مؤشرات عزلها برفع تحدي القبض على البرلمان والحكومة معاً.

ولكن هل وضعت «حركة النهضة» في اعتبارها أن وجودها الصارخ في صورة الحكم قد يُعجل بنهايتها كما حصل لمن سبقها؟ هناك أسباب موضوعية وغيرها تجعل من هذا السؤال مهماً بالنسبة إلى «حركة النهضة»، لا سيما أن جبهة الرفض ستتنامى، وأيضاً لن تسعفها الظروف الاقتصادية في النجاح وإشباع توقعات التونسيين. لقد أصبح واضحاً للجميع اليوم أن التحديّات اقتصادية أولاً وثانياً، وليست آيديولوجية كما ذهب في الاعتقاد على امتداد السنوات الأخيرة. انخرطت «حركة النهضة» في استراتيجية لم ينجُ منها أحد إلى حد الآن. وحصل هذا الانخراط في لحظة ليست فيها الحركة في أوج قوتها الشعبية، وهو ما أظهرته نسب التصويت؛ سواء لمرشحها في الرئاسة، أو في الانتخابات التشريعية؛ حيث إن ما تحصلت عليه من مقاعد لا يمكنها من تشكيل الحكومة دون الحاجة للتوافق مع حركات أو أحزاب أخرى. التحدي كبير والطريق الوحيدة لكسبه هي النجاح فيما تمّ الفشل فيه إلى حد الآن: التنمية وحل المشكلات الاقتصادية.

 

«ممالك النار»... وغضب أهل الدار

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

مسلسل «ممالك النار» وبعد انتظار، بدأ عرض حلقاته على شاشة «إم بي سي»، ومن الحلقة الأولى، بل من الإعلان الترويجي للمسلسل «البرومو»، والجدل مندلع بين «مع» و«ضد». ميزة هذا العمل، هو أنه نُفذ بحرفية متقدمة، قياساً بالأعمال العربية، من خلال شركة «جينو ميديا» الإماراتية، بميزانية بلغت زهاء 40 مليون دولار، بإخراج 3 مخرجين؛ عربي وإسباني، ويشرف عليهم البريطاني بيتر ويبر. خلاصة القصة هي في الصدام بين تركيا العثمانية، ومصر المملوكية، تحت قيادة السلطانيين قانصوه الغوري، ثم طومان باي، أيام السلطان العثماني سليم، أو سليم «ياووز»، أي العبوس، وهو بالمناسبة قدوة الرئيس التركي الحالي رجب طيب إردوغان الأول. تعودنا على مشاهدة تاريخ العثمانيين، بالعين التركية، بل قل الإردوغانية، ولدينا عمل ضخم شهير مثل «قيامة أرطغرل» يعبّر عن هذه الرؤية الإسقاطية على الواقع الحالي. بالمناسبة، المعلومات التاريخية عن أرطغرل بيك، جدّ السلالة العثمانية، شحيحة جداً، ومع ذلك، استطاع نسّاج الخيال الدرامي التركي، صناعة مسلسل من عشرات الحلقات عنه! حتى نعرف لماذا هذا العمل «ممالك النار» مهم، نورد هنا بعض الغضبات العربية المستعثمة (نسبة للعثماني). خذ لديك؛ جريدة صادرة في لندن: «ممالك النار... الكيد الإماراتي للأتراك حين تُجسده الدراما». «مسلسل (ممالك النار)... هل تشوّه الإمارات التاريخ التركي العثماني؟» - (BBC). وهو نفس عنوان قناة «الجزيرة» القطرية! في قناة «الشرق» «الإخوانية» ظهرت زوجة أيمن نور، المقيم في تركيا والمحالف لـ«الإخوان» وداعميهم، واتهمت المسلسل بتشويه الدولة العثمانية، وأنه جزء من حرب الدراما التي تشنّها الإمارات، وتنفق فيها المليارات (مليارات حتة وحدة!) ضد تركيا وقطر. عاصم عبد الماجد، وهو إرهابي معروف هارب من مصر، قال: «الذي أسعدني وزاد من تفاؤلي أن بطل مسلسلهم (طومان باي) انهزم أمام العثمانيين الذين قتلوه وعلقوه على (باب زويلة) بالقاهرة». موقع «البوابة الإخبارية» اليمني، المحسوب على جماعة «الإخوان»، تحدث عن مسلسل «ممالك النار»، معتبراً أنه «سعي من الإمارات اليوم لتزوير تاريخ (تركيا) بمهاجمة الدولة العثمانية من خلال مسلسل (ممالك النار)». المغرد القطري «فيصل بن جاسم آل ثاني» هاجم المنتج الإماراتي على حسابه بـ«تويتر»، فقال: «الأخ يقول المحتل العثماني، الجهل مصيبة؛ خصوصاً إذا رافقه حقد». معنى هذا كله، ونحن فقط مع «أول» عمل حقيقي يقدم رؤية مختلفة عن الرؤية التركية لتاريخنا، أن عمل «ممالك النار» أصاب هدفه! يظلّ القول إن ميدان الدراما من ميادين الحروب الناعمة، هذا الأمر على مستوى العالم بالمناسبة، دون مثاليات، والجانب التركي بدأ الأمر مبّكراً، في ظل غفلة أو تغافل من صنّاع الإعلام العربي. حسب «وكالة الأناضول»، المعبّرة عن جماعة إردوغان، فقد بلغ إجمالي إيراد تركيا من المسلسلات 500 مليون دولار، العام الماضي.عسى أن يكون عمل «ممالك النار»، بداية مبشرة لنهضة عربية درامية حقيقية، تقدم وجهة نظرنا الخاصة عن التاريخ.

 

وسط شيوع الانتفاضات راهناً، إلى أين يتجه العالم العربي في العقد المقبل؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

مطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن.

يوجين روغان | مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية سانت أنطوني في جامعة أكسفورد، ومؤلّف كتاب بعنوان "العرب: من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر" (مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2009)، وكتاب "سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط" (منتدى العلاقات العربية والدولية، 2015)

في العام 2011، انقسمت الدول العربية إلى ثلاث فئات: الجمهوريات التي انتفض شعبها للمطالبة بتغيير النظام وكانت نتيجتها الربيع العربي؛ والأنظمة الملكية التي قاومت، باستثناء البحرين، الدعوة إلى التمرّد الشعبي؛ وتلك التي لها تاريخ حديث من الحرب الأهلية، والتي تردّدت في الانضمام إلى الانتفاضات. لكنها في العام 2019 لم تعد مترددة. فالسودان والجزائر ولبنان والعراق تعرف حقّ المعرفة الثمن الذي يترافق مع الاضطرابات المدنية. لا بل هي وصلت إلى نقطة الانفجار مع أنظمة فاسدة، ومع انعدام مساواة يفصل بين فئات لا تنفكّ تتزايد من الذين لا يملكون شيئاً وبين حفنة تملك كل شيء.

فجأةً، لم يعد يبدو أن الربيع العربي انتهى أو فشل، بل يظهر أن ما بدأ في العام 2011 مستمر. وعلى الرغم من وجود انتكاسات وانقطاعات، لكنه مع ذلك لايزال مستمراً. تطالب الشعوب العربية حكوماتها، من دون ذكر الديمقراطية على الإطلاق، بالخضوع إلى المساءلة أمام الشعب، والعدالة الاجتماعية، وترفض السلطوية وحكم القلّة. كانت هذه الشعوب ثابتة في مواقفها بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، وشُجاعة بشكل كبير في السعي إلى تحقيق مطالبها المشروعة.

نأمل أن تكون هذه الشعوب قد تعلّمت من الدروس المستقاة من العام 2011، وألا تكرّر الأخطاء التي قذفت المكاسب التي تحققت بصعوبة في الثورة الشعبية إلى حضن قوى الثورة المضادة. هنا لا بدّ من التساؤل إلى أي حدّ يمكن للأنظمة الملكية مقاومة إرادة الشعب لتحقيق الحوكمة الرشيدة.

وفي الختام، كل الأدلة تشير إلى أن العالم العربي يختبر تغييراً جذرياً، ويَعِدُ العقد المقبل بمزيد من التحديات أمام النظم القائمة.

عمرو حمزاوي | باحث أول في مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون في معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية في جامعة ستانفورد

انطفأت تدريجياً أصوات المطالب الشعبية الرامية إلى إحداث تغيير ديمقراطي وإرساء حكومات خاضعة إلى المساءلة والمحاسبة، بعد النتائج المتواضعة التي حقّقتها الانتفاضات الديمقراطية التي عمّت أرجاء العالم العربي في العام 2011. وبحلول العام 2013، بدا معظم المواطنين العرب – الذين إما فقدوا زخم التظاهر أو خاب أملهم نتيجة الحروب الأهلية والحملات القمعية - مستعدين للقبول مجدّداً بالصفقة السلطوية مع حكوماتهم: أي الغذاء والأمن مقابل الإذعان للحكّام غير الخاضعين إلى المساءلة.

لضمان عدم تجدّد موجات الربيع العربي كما في العام 2011، عمدت الحكومات العربية، باستثناء تونس، إلى سنّ قوانين متشدّدة لتقييد حريات مواطنيها. فقد وسّعت صلاحيات الأجهزة الأمنية لضبط المجموعات المعارضة والناشطين المؤيدين للديمقراطية. كما خصّصت الحكومات المزيد من الموارد الشحيحة أصلاً للأفراد الموالين لها الذين يتبوّأون مناصب عليا في الجهاز البيروقراطي الفاسد، ولرجال الأعمال المحسوبين عليها. وقد استخدمت الحكومات أيضاً ترساناتها الإعلامية الواسعة للترويج لنسق من عبادة شخصية الحاكم – سواء كان رئيساً أو ملكاً أو ولياً للعهد – الذي جرى تصويره على أنه المخلّص الوحيد للبلاد.

لكن بين نهاية العام 2018 والأشهر الأخيرة من العام 2019، بدأت الحكومات العربية تواجه تحديات شعبية غير متوقّعة قوّضت آمالها بإحلال مشروع السلام الأوتوقراطي (Pax Autocratia). فقد نزل مواطنو الدول التي لم تشكّل جزءاً من انتفاضات العام 2011 إلى الشوارع مطالبين بالتغيير السياسي، واندلعت تظاهرات في كلٍّ من السودان والجزائر والعراق ولبنان نتيجة الصعوبات الاقتصادية ونظرة المواطنين السلبية تجاه التزام حكوماتهم بتحسين مستوى العيش ووقف للفساد. وفيما ركّزت مطالب التغيير السياسي في السودان والجزائر على إنهاء عهد الحكومات السلطوية التي يسيطر عليها الجيش في ظل التدهور الاقتصادي، والفساد المستشري، وتردّي الخدمات العامة، وانتهاكات حقوق الإنسان، رمت مطالب التغيير في العراق ولبنان إلى تجاوز السياسات الطائفية. ويُشار إلى أن الحكومات السلطوية والطائفية في البلدان الأربعة لن تستسلم بسهولة، وسيواصل التفاعل بينها وبين المواطنين المتظاهرين رسم معالم الوقائع العربية في العقد المقبل. انتصار فقير | باحثة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط ورئيسة تحرير "صدى"

منذ العام 2011، لم تترك مروحة التحوّلات التي هزّت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجالاً يُذكر للاستقرار. فمفاهيم الحوكمة والمشاركة الشعبية والتعددية، التي تُعتبر جوهر العلاقة التي تربط المواطنين بالهياكل الحاكمة، لا تزال قيد التفاوض والنقاش.

في لبنان والعراق، يتحدّى المواطنون الهياكل السياسية القائمة على الطائفية التي ارتكزت عليها حكومتا البلدين للمحافظة على السلطة والاستقرار (النسبي). في أماكن أخرى من المنطقة، تظهر هذه المفاهيم الأكثر تحدياً بشكل مختلف: كانتخاب قادة غير تقليديين وربما متمرّدين، وتوسّع الحركات الاحتجاجية على نحو مطّرد، وازدياد نسبة الهجرة، وحتى اندلاع صراعات وأعمال عنف. وتُعتبر الرغبة في إسقاط الوضع القائم وإعادة تصوّر الأنظمة السياسية والأسس التي تقوم عليها الأمم بحدّ ذاتها جزءاً من توجّه عالمي. هذه فترات تحمل في طياتها وعوداً وآمالاً في المنطقة، حتى لو كان الخوف لايزال يُعشعش في أرجائها.

أمل بوبكير | باحثة في كلية الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، كليّة الدراسات المتقدّمة في العلوم الاجتماعية، في باريس

ما يُسمّى راهناً الطبعة الثانية من الربيع العربي هو في الواقع تكملة لتراكم تاريخي لمقاربات ترمي إلى معارضة قدرة السلطوية على البقاء والاستمرار، والتي حافظت على نفسها من خلال إجراء انتخابات صورية وإعادة توزيع الموارد بشكل زبائني. وبدلاً من النظر إلى ما يجري على أنه مجرّد مجهود يرمي إلى التخلّص من الحكّام الدكتاتوريين وترقية الدمقرطة على جناح السرعة، كما في النسخة الأولى من الربيع العربي، على الانتفاضات الجارية أن تلفت الانتباه أكثر إلى الجهود التي تبذلها الشعوب العربية لاستعادة السيطرة على آليات الحوكمة. باختصار، يسعى الناس إلى الفصل بين النخبة الحاكمة وبين الدولة. لذا، سينصبّ اهتمامنا في العقد المقبل على إيضاح مكامن الإبهام بين الاستخدامات الرسمية وغير الرسمية لمفهوم الدولة.

وهذا يعني، من بين جملة ما يعني، الضغط على الجيش، أو على المجموعات الطائفية في بعض الحالات، للتوقّف عن ممارسة الحكم من خلال التلطّي خلف رؤساء دُمى والاستهزاء بالعدالة المدنية. ويعني هذا أيضاً الطلب من الأنظمة الملكية التصرّف كحكّام عادلين، وليس كمشاركين في الألعاب السياسية والاقتصادية، وكذلك ابتكار آليات تفاوض جديدة واستبدال أحزاب المعارضة التي يعزّز انفصالها عن الشعب مركزية النخبة الحاكمة. كما يعني ذلك أخيراً التصدّي لحقيقة أن الممارسات الاقتصادية غير الرسمية تصبّ في مصلحة احتكارات القادة وليس في صالح الاقتصاديات المنتجة.

لكن الصعوبة في التغلّب على استيلاء الأنظمة غير الرسمي على الدولة من خلال الوسائل الرسمية الفاسدة التي يمتلكون - على غرار البرلمان والعمليات الانتخابية والأحزاب السياسية - قد تدفع المجتمعات العربية على الأرجح إلى مواصلة الضغط على هؤلاء المسؤولين في السلطة من خلال احتجاجات شعبية غير مصرّح بها، ومقاومة البيروقراطيات الجائرة وانتشار النقاشات السياسية المحلية. وعلى أي حال، يبدو أنه لا مناص من التمزّق، على الرغم من أن المحصّلات لا تزال في حكم الغيب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية ترأس العرض العسكري الرمزي لمناسبة عيد الاستقلال وتلقى برقيات تهنئة من ملوك ورؤساء عدد من الدول شددت على دعم لبنان وشعبه

وطنية - الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند التاسعة من صباح اليوم، العرض العسكري الرمزي الذي اقامته قيادة الجيش في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، لمناسبة عيد الاستقلال السادس والسبعين، بسبب الظروف الراهنة التي يمر بها لبنان.

وحضر الحفل الى رئيس الجمهورية كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن، وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف، قادة الاجهزة الامنية، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول، وكبار الضباط.

وقائع الاحتفال

وعند الثامنة والنصف، وصل علم الجيش، حيث قدم له السلاح وعزفت الموسيقى معزوفة العلم ولازمة النشيد الوطني. وكان عرض فيلم وثائقي عن المناسبة أعدته مديرية التوجيه. ووصل على التوالي رئيس الاركان اللواء امين العرم، قائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث اقيمت له مراسم الاستقبال الخاصة. وعند الثامنة والدقيقة الخامسة والاربعين وصل وزير الدفاع واخذ مكانه الى جانب قائد الجيش في انتظار وصول رئيس الجمهورية. وعند الثامنة والدقيقة الخمسين وصل الرئيس الحريري فعزفت له الموسيقى وادت له التحية ليأخذ مكانه على المنصة، قبل ان يصل الرئيس بري عند الثامنة والدقيقة الخامسة والخمسين حيث عزفت له الموسيقى وادت له التحية واخذ مكانه على المنصة.

وعند التاسعة، وصل الرئيس عون وكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش، وعزفت له الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني اللبناني، واطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة ترحيبا، ثم توجه الى النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول حيث وضع اكليلا من الزهر، وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمة النشيد الوطني ولازمة نشيد الشهداء. وبعدما حيا علم الجيش، صعد الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع الى سيارة جيب عسكري مكشوفة وخلفهما قائد الجيش ورئيس الاركان مستقلين بدورهما سيارة جيب مكشوفة. واستعرض رئيس الجمهورية الوحدات المشاركة، ثم حيا المشاركين في الاحتفال واخذ مكانه على المنصة ايذانا ببدء العرض العسكري.

العرض العسكري

وتقدم قائد العرض العميد الركن مارون القبياتي من رئيس الجمهورية واستأذنه ببدء العرض، ثم بدأ عرض الوحدات الراجلة وهي على التوالي: موسيقى الجيش، الاعلام: علم الجيش، وعلم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، وعلم المديرية العامة للأمن العام، وعلم المديرية العامة لأمن الدولة، وعلم المديرية العامة للجمارك، فصيلة مشاة راجلة من قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، الكلية الحربية، القوات البحرية، القوات الجوية، لواء الحرس الجمهوري، لواء المشاة السادس، فوج التدخل الرابع، فصيلة الاناث في الشرطة العسكرية، المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، المديرية العامة للجمارك، الطبابة العسكرية، المديرية العامة للدفاع المدني، الصليب الاحمر اللبناني، والوحدات التي تسير بخطى رياضية: فوج المغاوير، وفرع مكافحة الارهاب والتجسس، والفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر.

وفي الختام، تقدم قائد العرض العميد القبياتي من رئيس الجمهورية معلنا انتهاء العرض، غادر بعد ذلك الرئيس عون والرئيسان بري والحريري مودعين من قبل وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار الضباط.

ثم تقبل قائد الجيش تهاني الضباط قبل ان يغادر علم الجيش موقع الاحتفال.

برقيات تهنئة

الى ذلك، واصل رئيس الجمهورية تلقي برقيات التهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، من ملوك وقادة دول عربية وغربية، شددت كلها على "دعم لبنان وشعبه، وعلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات كافة".

وفي هذا السياق، ابرق مهنئا امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائبه عبد الله بن حمد آل ثاني، وملكة المملكة المتحدة اليزابيث الثانية التي تمنت السعادة والازدهار للبنان واللبنانيين.

كما تلقى الرئيس عون برقية تهنئة للمناسبة من ملك النروج هارالد الخامس، ومن الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريللا الذي اكد ان "تحقيق الاستقرار في لبنان هدف ينبغي السعي اليه بعزم واندفاع متجدد"، وشجع جميع القوى السياسية على الموافقة على برنامج اصلاحي قادر على احياء البلد وضمان مستقبل من الامل والرفاه، مشددا على التزام ايطاليا الوطيد في تعزيز مؤسسات لبنان وامنه واقتصاده.

وشدد الرئيس السويسري اولي ماورر في تهنئته للرئيس عون بالاستقلال، على وقوف سويسرا الى جانب لبنان في هذه الاوقات الصعبة، من اجل ايجاد سبيل يؤدي الى التفاهم والمصالحة الوطنية.

ولفت الرئيس البولندي اندريه دودا، الى ان بلاده ستبقى على التزامها بمساعدة لبنان وترسيخ التعاون القائم، وعلى دفاعها عن وحدة واستقلال واستقرار لبنان، اضافة الى دعم جهود المجتمع الدولي من اجل الوصول الى سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط.

وتلقى رئيس الجمهورية ايضا برقيات تهنئة للمناسبة من كل من: الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، والرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي، والرئيس الصربي الكسندر فوتشيش، والرئيس الكوبي ميغيل بيرموديس، ومن رئيس الحكومة العراقية السابق اياد علاوي.

 

الراعي: نشكر الرب بأن الحراك المدني يعيد كشف ركائز وطننا لبنان

وطنية - الجمعة 22 تشرين الثاني 2019

رفع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة على نية لبنان، في كنيسة الصرح في بكركي، وقال في تأمل ليلة الجمعة: "نحيي المشاركين ومعهم جماعة الرحمة الإلهية الذين أرادوا من خلال مشاركتهم التماس الرحمة للقلوب ولا سيما عند المسؤولين، والرحمة لشعبنا الجائع والمقهور والمظلوم والعاطل عن العمل والذي اضطر للهجرة. نحن بحاجة الى الرحمة وهذه نيتنا الليلة بنوع خاص بعد ان فقدت الرحمة في العالم. عندما نتحدث عن الفساد وعن سرقة مال الشعب ومال الدولة فهذا يشير الى غياب الرحمة في القلوب. نلتمس نعمة الرحمة عند كل الناس وخصوصا عند المسؤولين في بلدنا".

أضاف: "اليوم هو عيد الاستقلال الذي يتساءل البعض عن اي استقلال نتحدث، نقول له هذا الاستقلال عمره 76 عاما، ولكن استقلال التحدي يكمن في سيادة القرار اللبناني وبكل ما يريده الشعب والدولة وعدم الارتباط بأية دولة أو قوة اخرى لاتخاذ القرار، فهذه أمور يقوم بها الأولاد الصغار وليس الدولة او المسؤولين، فسيادة القرار وحريته هما اولوية وليس انتظار رأي الدولة الفلانية او السفير الفلاني، بل نحن ماذا نقول، هذا هو الاستقلال. هذه دولتنا وهذا شعبنا وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا".

وتابع: "في قراءات الأسبوع الماضي، كانت قراءتان للمكرم البطريرك الياس الحويك الذي ارتبط اسمه بإعلان دولة لبنان الكبير، فعندما طلبت المرجعيات المسيحية والإسلامية منه ترؤس الوفد اللبناني الى مؤتمر السلام في فرساي 1919، برزت معنا ركيزتان في القراءات لقيام لبنان السيد والمستقل: الأولى وهي وحدة الشعب والثانية الانتماء الوطني لا الطائفي. ويقول "ان رؤية وحدة الشعب في خدمة الوطن العزيز هي اثمن شيء عندي، فليبارك الله كل الذين يريدون خير لبنان الى ايه طائفة انتموا. وانا اقول ان هذه الوحدة المنشودة في كلام البطريرك الحويك يترجمها اليوم الحراك المدني بامتياز، لان الشعب توحد بكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه واجتمع تحت راية الوطن الواحد، وهكذا عاشوا وحققوا على الارض هذه الكلمة. للأسف وحدة الشعب اللبناني تقطعت على مر التاريخ، كالحطب قطعوها بالأحزاب والطوائف والمذاهب وطارت الوحدة اللبنانية التي هي أساس لبنان وميزته بين كل بلدان الشرق الأوسط. أما الميزة الثانية التي كشفها المكرم الحويك فهي الانتماء الوطني لا الطائفي وهو يقول "لا يوجد في لبنان طوائف بل طائفة واحدة وهي الطائفة اللبنانية، لبنانيون نحن وسنبقى لبنانيين متحدين في وطنية واحدة لذلك ما يهمني في الذي يدير شؤون وطننا تعلقه بالوحدة والرحمة لا بمعتقداته الدينية".

وختم الراعي: "هذا هو الأساس الذي قامت عليه الدولة اللبنانية وهذا ما يميز لبنان عن كل دول المنطقة ذات الأنظمة الدينية. ولكن لبنان، كما يطالب الحراك المدني، وفق كلمات المكرم الحويك، يعني الدولة المدنية، وهذا ليس باكتشاف البارود، فهذه هي الدولة المدنية الحقيقية التي عناها الحويك، وفي المئوية الأولوية يجب ان نعرف جذورنا ومنطلقاتنا لنواصل طريقنا. نشكر الرب بان الحراك المدني يعيد كشف ركائز وطننا لبنان. عيد الاستقلال هو عيد وحدة الشعب اللبناني والانتماء الوطني لا الطائفي".

 

قائد الجيش يطالب العسكريين بالابتعاد عن التجاذبات السياسية

احتفالات في قيادات المناطق بذكرى الاستقلال وبري يدعو اللبنانيين إلى عدم الوقوع في الفتن

بيروت/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

في مناسبة ذكرى الاستقلال أقيمت احتفالات رمزية في قيادات المناطق العسكرية والوحدات الكبرى والقطع المستقلة تخللتها تلاوة أمر اليوم ووضع أكاليل من الزهر على النصب التذكارية لرجالات الاستقلال والشهداء. ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانيين إلى «حماية الاستقلال، لا بل بصنعه مجددا بتصليب وحدتهم وعدم الوقوع بفخ الفتن، فهي أشد من القتل». وتوجه قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم برسالة إلى العسكريين في «أمر اليوم». وفيما دعاهم عون ألا يسمحوا للتجاذبات السياسية أن تثنيهم عن أداء مهامهم أو أن تؤثر في معنوياتهم، أكد إبراهيم أن لبنان لن يكون آمنا إلا بدولة عادلة متحضرة تعتمد أعلى معايير الشفافية في إدارة شؤونها الإدارية والمالية. وفي كلمته قال عون: «يتزامن استقلالنا هذا العام مع أكثر من مناسبة وطنية رغم الظروف الاستثنائية التي يعيشها وطننا حاليا... ونحن على أبواب الاحتفال بمئوية لبنان الكبير، والتي تتزامن مع اليوبيل الماسي لعيد الجيش، تزداد مسؤوليتنا، لا بل تتضاعف، في ظل تحديات كثيرة نعيشها سواء في محيطنا الجغرافي أو في مجتمعنا الداخلي، ما يتطلب منا مزيدا من اليقظة والحكمة والجهوزية لمواجهة هذه التحديات». وخاطب العسكريين قائلا: «في ظل هذه الظروف الدقيقة، التي فرضت عليكم نهجا جديدا من التعاطي مع واقع ما رغبتموه يوما، قمتم بواجبكم بكل شرف وتضحية ووفاء، مزودين بثقة قيادتكم ودعم عائلاتكم. التزمتم قسمكم وأثبتم للقاصي والداني أن المؤسسة العسكرية هي مظلة جامعة لكل أبناء الوطن، مهما اختلفتْ توجهاتهم أو وجهات نظرهم». وأضاف: «وعيكم في التعاطي مع هذه الأزمة بكل مسؤولية واحتراف فوت الفرصة على كل من يريد الاصطياد في المياه العكرة. مناقبيتكم وانضباطكم أثبتا مدى حرصكم على السلم الأهلي والمحافظة على حقوق كل المواطنين». وفي «أمر اليوم» الذي توجه فيه إلى عسكريي المديرية العامة للأمن العام قال اللواء عباس إبراهيم: «إن التحدي يبقى في وضع الاستقلال موضع التنفيذ الحقيقي تحت عنوان وحيد هو بناء دولة قوية، قادرة وعادلة». ووصف المرحلة التي يمر بها لبنان بـ«الأدق في تاريخه الحديث، كما هي الأكثر حساسية جراء تشابك الرؤى والتطلعات الداخلية بين سائر القوى حول كيفية بناء لبنان الآمن الذي يريده الجميع وطناً سيداً حراً مستقلاً».

 

حزب الله يتهم أميركا بعرقلة تشكيل الحكومة.. قاسم: لن ننجر إلى الفتنة

رويترز/22 تشرين الثاني/2019

اتهم حزب الله الولايات المتحدة بالتدخل في تشكيل حكومة لبنانية جديدة يوم الجمعة في أقوى اتهام حتى الآن بالتدخل الأمريكي في الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان. وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لرويترز إنه لا يرى أي مؤشرات لاندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان، مؤكدا أن حزب الله لن ينجر إلى الفتنة. وقال: "إن الأزمة الاقتصادية التي امتدت إلى النظام المصرفي أصابت بيئة حزب الله الشيعية كما يتأثر أي مواطن لبناني من أي طائفة ومن أي مذهب، لكن هذا لا يعني أنه إذا كان جمهورنا متأثراً كما كل الجمهور اللبناني أن يكون هذا نجاح لمن افتعل الأزمة". وأضاف أن "حزب الله أيّد المطالب الشعبية بتحويل المسؤولين الفاسدين إلى المحاكمة كائناً من كان". وتابع: "المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أميركا لأنها تريد حكومة على شاكلتها ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجات الشعب اللبناني". وأردف: "أميركا تتحرك في الخفاء وتفرض شروطها وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها، وهذا ما يجعل الأزمة تأخذ وقتاً إلى حين يئس الأطراف الخارجية من إمكانية تحقيق ما يريدون". وتطرق إلى كلام السفير الأميركي الأسبق لدى بيروت جيفري فليتمان، قائلاً "فيلتمان يقول بوضوح ماذا تريد أميركا. تريد أميركا حكومة لا سياسة فيها على قاعدة أنها تعتقد بأنها تؤثر أكثر، هذا هو الرأي الأميركي، وتريد حكومة تعمل مع الغرب وتراعي المصالح الأميركية بشكل مباشر، هذا هو مضمون كلامه، نحن يجب أن نعمل بما يراعي مصالح لبنان وبما ينسجم مع خيارات الشعب اللبناني". وأشار قاسم إلى أن أميركا تريد حصتها من لبنان وقال إن فيلتمان "عندما يهدد اللبنانيين بالاختيار بين الطريق المؤدي إلى الفقر الدائم أو الرخاء المحتمل فهو يفسح في المجال أمام الخيارات التي تريدها أميركا كحل للإنقاذ وهذا أمر مخالف تماماً لحقوق الشعب اللبناني... وعندما يقول نريد حكومة مناسبة تتناغم مع أفضل حماية للمصالح الأميركية فهو يعمل على مصادرة رأي الشعب اللبناني في حكومته". وقال: "فليكن واضحاً الشعب اللبناني اختار مجلساً نيابياً يمثله والحكومة يتم اختيارها وإعطاؤها الثقة من خلال قرار المجلس النيابي ولا يوجد طريق آخر لإنجاز هذا الأمر. فما يراه ممثلو الشعب الذين يأخذون بعين الاعتبار مطالبه المحقة هو الذي يتحقق للبنان لا ما تمليه أميركا تحت الضغط مهما كان الضغط". وأوضح قاسم أن مسؤولين أميركيين يجرون اتصالات مباشرة مع سياسيين لبنانين "فليتركونا حتى نتفاهم وكلما ازداد تدخلهم أخروا الحل. الآن تأخير الحل بسبب أميركا".

 

طلاب لبنانيون يحرقون كتاب التاريخ

بيروت: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2019

تظاهر نحو 400 طالب لبناني، أمس، أمام وزارة التربية، منددين بكتاب التاريخ المعتمد في المناهج الدراسية والذي لا يلحظ جزءاً مهماً من تاريخ البلاد المعاصر. وحمل بعضهم الأعلام اللبنانية ونسخاً من كتب التاريخ. وقاموا بإحراق نسخة من الكتاب في خطوة رمزية، وقال أحدهم إن «كتاب التاريخ لا يتضمن شيئاً، ويجب أن يُرمى في سلّة المهملات».

 

اللبنانيون... التضحية بـ«الحياة الطبيعية» في سبيل الاحتجاجات

بيروت: تمارا جمال الدين/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

يجلس أبو محمود، صاحب سيارة أجرة، على رصيف أحد الشوارع القريبة من وسط بيروت، برفقة مجموعة من سائقي التاكسي، يحتسون الشاي ويتحدثون عن مستجدات الأوضاع الراهنة في البلاد. حيث اتخذ الرجل الستيني وزملاؤه هذه العادة يومياً منذ أكثر من شهر، بعد اندلاع الاحتجاجات المناهضة للطبقة السياسية في لبنان، والتي رافقها قطع للطرق وشل للحياة العامة اليومية في كثير من المناطق. يقول أبو محمود: «أخرج من منزلي الواقع في ضواحي بيروت يومياً، وكلي أمل بأن يكون وضع اليوم الحالي أفضل من الذي سبقه؛ لكنني غالباً ما أكون مخطئاً. المواطنون لا يتجولون بعيداً عن أماكن سكنهم خوفاً من قطع الطرق المؤدية لمنازلهم. في أول أيام الاحتجاجات، تضامنت مع المتظاهرين الذين قطعوا طرقاً داخل بيروت وخارجها، ولكن بعد نحو أربعة أيام، فقدت القدرة على تحمل الأمر. لدي عائلة مؤلفة من سبعة أفراد ولم أعد قادراً على شراء قوتنا اليومي. ما أجنيه بالعادة هو ما أنفقه يومياً».

حال أبو محمود لا يختلف كثيراً عما يمر به عدد كبير من اللبنانيين الذين يعانون من صعوبات يومية كثيرة، مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المناهضة للسلطة، والتي تدخل يومها السابع والثلاثين. وترافق هذه المظاهرات منذ يومها الأول خطوات كثيرة، مثل قطع الطرق وإقفال المدارس والجامعات وإغلاق بعض الشركات وشل الحركة في المؤسسات العامة. كما ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء بشكل ملحوظ (نحو 1800 ليرة مقابل الدولار الواحد، مقارنة بـ1515 ليرة مقابل الدولار، وهو سعر الصرف كما حدده البنك المركزي)، وزادت أسعار المنتجات في الأسواق بشكل موازٍ، علماً بأن هذه الظاهرة ليست وليدة التحركات الاحتجاجية فحسب؛ بل بدأت بالظهور منذ شهر سبتمبر (أيلول).

ويقول جاد، وهو موظف في إحدى شركات التأمين في بيروت، إنه لم يتمكن من الوصول إلى مكان عمله في الأسبوع الأول من الاحتجاجات، علماً بأنه يسكن في قرية بجبل لبنان، تبعد نحو 20 كيلومتراً عن بيروت، وذلك بسبب قطع الطرق.

ويضيف: «في الأسبوع الأول من الاحتجاجات، لم أتمكن من الوصول إلى مكتب الشركة، ولذلك حُسم من راتبي وفقاً لعدد الأيام التي لم أعمل فيها. أما في الأسبوع الثاني، فبدأت الشركة بسياسة تقشفية، وأجبرتنا على الحضور للعمل ثلاثة أيام فقط في الأسبوع الواحد، وقررت تقليص الرواتب آخر كل شهر للنصف». ويتابع جاد: «صحيح أنني متضرر من هذه الأزمة؛ لكن علينا التضحية فداء للثورة. حرمتنا الطبقة السياسية من أهم حقوقنا على مدى 30 عاماً وصمدنا. واليوم، يمكننا تحمل بعض الأضرار إن كان ذلك سيؤسس لبلد خالٍ من الفساد».

وما يعانيه جاد لا يختلف كثيراً عن وضع جنى، وهي موظفة في إحدى أكبر شركات السفر اللبنانية، والتي أكدت أن الشركة اتخذت تدابير جديدة لتتمكن من تجاوز الأزمة. وقالت: «أصبحنا مجبورين على العمل يومين ونصف يوم في الأسبوع، وجميعنا تقاضينا نصف راتبنا الأساسي في أكتوبر (تشرين الأول)، والوضع سيستمر على ما هو عليه في المستقبل القريب».

وأشارت جنى إلى أنها تتقاضى راتبها بالليرة اللبنانية، أي أن قيمة نصف راتبها لا تصل إلى 400 دولار أميركي، وفقاً لأسعار الصرف في السوق السوداء، ما يقلل من قدرتها الشرائية وإمكان تسديد ما عليها من قروض.

وتابعت: «زوجي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية أيضاً، ولدينا قروض بالدولار الأميركي، أي أنه يتوجب علينا شراء دولار من الصرافين وفقاً لتسعيراتهم التي تصل أحياناً إلى ألفي ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، الأمر الذي يخسرنا كثيراً من الأموال».

إلا أن ما تصر جنى على تأكيده، هو أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الليرة اللبنانية ليست من نتائج التحركات الشعبية؛ بل كانت هذه الظاهرة موجودة قبل اندلاع الاحتجاجات، ولعبت دوراً في انطلاق الاحتجاجات.

بدوره، يقول أسعد، وهو أستاذ متعاقد في ثانوية رسمية بشمال لبنان، إن أبواب المدارس والجامعات أقفلت بوجه الطلاب لأكثر من 20 يوماً، الأمر الذي منعه من تقاضي راتبه الشهر الماضي؛ لأنه يتقاضى أجره نسبة لعدد الساعات التي يعمل بها.

ويضيف: «أقفلت المدارس الرسمية والخاصة ومعظم الجامعات لمشاركة الطلاب في الاحتجاجات، الأمر الذي يعتبر إيجابياً في كثير من النواحي. إقفال البلد وشلّه يساهمان في تشكيل حلقة ضغط على السلطة كي تعطي المتظاهرين مطالبهم المحقة. إلا أن الأزمة تبدو وكأنها ستمتد، ولا يمكننا الاستمرار من دون فتح أبواب المؤسسات التربوية كي لا يلحق أي ضرر بطلابنا». يتابع: «يمكننا تدريس الطلاب قبل الظهر، والتظاهر بعد ساعات العمل».

وفيما يتعلق بالمعلومات التي تداولها كثير من الأشخاص حول النقص في الأدوية، أكدت غنوة، وهي صاحبة إحدى الصيدليات في جبل لبنان، أنه «عندما كانت الطرق تُقطع بشكل مكثف ويومي، شهدنا تأخّراً في وصول بعض الأدوية؛ لكن بالإجمال لدى معظم شركات الأدوية اللبنانية احتياط مهم من المنتجات يمكنه تلبية حاجة السوق لثلاثة أشهر تقريباً». وتابعت: «إلا أن بعض المستشفيات عانت بالفعل من انقطاع بعض المواد والمعدات الطبية التي تستوردها من الخارج. والأمر متعلق بإغلاق الطرق وإقفال كثير من الشركات التي تُستورد المواد عبرها». ومن بين الظواهر الأكثر انتشاراً التي تشهدها فترة الاحتجاجات هذه، توتر العلاقات بين المؤيدين للتحركات ضد الطبقة السياسية، وأولئك الذين يعارضون شعار «كلن يعني كلن» الذي يرفعه الحراك، وقطع الطرق الذي يمنعهم من التنقل بشكل طبيعي.

وتقول سينتيا، وهي ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها أزالت نحو 150 صديقاً من قائمة الأصدقاء على «فيسبوك»، وتضيف: «عندما أقرأ منشوراً مؤيداً لأي حزب، بغض النظر عن الانتماءات، أحذف الشخص من قائمة الأصدقاء لأني لا أتحمل وجود هذه الآراء على صفحتي». أما رفيق، وهو شاب في العشرينات من العمر، فيؤكد أنه قطع علاقته بصديق مقرب منه بسبب انتماء الأخير لأحد الأحزاب اللبنانية، وتخوينه للحراك، باعتبار أن المحتجين يتقاضون أموالاً من سفارات خارجية، الأمر الذي ينفيه المتظاهرون باستمرار، معتبرين أن التحركات هذه هي «نتيجة تقاعس السلطة اللبنانية في تلبية مطالبنا، ولا يمكن لأحد تشويه صورتها».

 

فريد الخازن يشن هجوماً على “الباسيليين”: الله يلعنكم يا حراميّي مكانكم بالحبس لتتحاسبو على عهركم وفسادكم وسرقاتكم!

الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2019

غرد النائب فريد الخازن عبر حسابه على “تويتر” فكتب: المرتكب يجب أن يحاسب أياً كان إسمه أو دينه أو انتماؤه خصوصاً الباسيليين اللي وجهم أسود متل إسمهم وصيتهم، الله يلعنكم يا حراميّي مكانكم بالحبس لتتحاسبو على عهركم وفسادكم وسرقاتكم.

وردّ وزير المهجرين في حكومة تصريف العمال غسان عطاالله على الخازن قائلا: “من هو ذاك الاقطاعي السفيه الذي لفظته الناس وما كان ليحلم بالنيابة لولا قانون انتخاب في عهد لبنان الجديد. من هو ذاك الفريد المتفرد بالغباء والفساد والزحف على أبواب المحتل ذاك الذي باع كرامته من أجل فتات السلطة. هيكل الباسيلية منيع من حجارة وطنية صلبة أما هيكله فمترهّل لا بل منهار”. من جهته كتب النائب زياد اسود: “”تخزين النهب من خزانة الكسارات والمرامل. خزنة انتفخت من رائحة علق الصرامي وشم النفايات السياسية المعلقة على لوحة الخزانة المعفنة في العمالة باوسمة التزلف باسم المسيحيين المضروبين بنماذج فاسدة .السجون ما اشتاقت لأمثالكم لأنكم في بيوتكم وعقولكم و سلوككم مسجونين”.

 

واشنطن تدعم مطالب اللبنانيين بحكومة تكنوقراط تستبعد حزب الله

العرب/22 تشرين الثاني/2019

توقفت أوساط سياسية لبنانية عند أهمّية نص البرقية القصيرة التي أرسلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرئيس اللبناني ميشال عون لتهنئته بالذكرى السادسة والسبعين للاستقلال. وقال سياسي لبناني في تصريح لـ”العرب” إن الكلام القليل في برقية ترامب إلى عون “يقول الكثير في وقت يمرّ البلد في أزمة سياسية واقتصادية لا سابق لها في تاريخه”. ولفت السياسي، الذي تقلد مناصب حكومية عليا إبان عقدي السبعينات والثمانينات في لبنان، إلى تأكيد الرئيس الأميركي للرئيس اللبناني “استعداد أميركا للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين”، مع ما يعنيه ذلك من انحياز واشنطن لمطالب المتظاهرين في لبنان والتي تتلخص بتشكيل حكومة جديدة تضم وزراء اختصاصيين، أي من دون حزب الله. واعتبرت هذه الأوساط أن برقية التهنئة لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي معتاد من نوع تبادل البرقيات بين رؤساء الدول، ذلك أن الإدارة الأميركية ركّزت على أعلى المستويات على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية يستبعد منها حزب الله الذي تصنّفه بأنه “منظمة إرهابية” من دون تفريق بين الجناح السياسي للحزب وجناحه العسكري.

وذكرت أن برقية الرئيس الأميركي، على الرغم من أنها مقتضبة، تختصر الأزمة الحكومية اللبنانية التي بدأت في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي عندما قدّم سعد الحريري استقالة حكومته التي تضمّ ثلاثة وزراء من حزب الله. ولاحظت أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كان دعا في أول خطاب ألقاه بعيد اندلاع الثورة الشعبية في لبنان في السابع عشر من أكتوبر الماضي إلى بقاء الحكومة، كما أكّد أن حزبه لن يسمح بسقوط العهد، عهد ميشال عون. ورأت الأوساط السياسية اللبنانية أن إصرار حزب الله على أن يتمثل في الحكومة اللبنانية سيطيل الأزمة الحكومية، خصوصا في ضوء إصرار رئيس الجمهورية على أن يكون الحزب موجودا في الحكومة نظرا إلى انّه “يمثل ثلث لبنان”، على حد ما ورد في العبارة التي استخدمها في المقابلة التلفزيونية التي أجريت معه حديثا. في المقابل، أكدت هذه الأوساط أن ليس في استطاعة سعد الحريري، الذي يدرك معنى العقوبات الأميركية على حزب الله وتأثيرها على النظام المصرفي اللبناني، إشراك الحزب في حكومة جديدة يشكلّها، في حال طُلب منه ذلك.

وقالت إن الحريري يستوعب كليا أن الذهاب في مواجهة مع الإدارة الأميركية، بسبب إشراك حزب الله في الحكومة كما يريد رئيس الجمهورية، ستكون له نتائج كارثية على الاقتصاد اللبناني وعلى النظام المصرفي فيه. ورأت مصادر مراقبة أن برقية ترامب تعكس موقفا أميركيا يدرك حساسيات الظرف الداخلي اللبناني ولا يدفع باتجاه التعبير عن موقف مباشر من الأزمة اللبنانية. واعتبرت أن مواقف واشنطن السابقة واضحة في فرض موجات من العقوبات ضد حزب الله، والتمسك بدعم الجيش اللبناني، على الرغم من تحفظات ظهرت مؤخرا داخل الكونغرس، ورعاية اتفاق لتسوية النزاع الحدودي، البري والبحري، بين لبنان وإسرائيل. ولفتت إلى أن موقف ترامب المقتضب جاء بعد اجتماع دبلوماسي ثلاثي مهم جرى في باريس، الثلاثاء، بين مدير الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو (الذي زار بيروت الأسبوع الماضي)، والمبعوث الفرنسي لمؤتمر “سيدر” السفير بيير دوكين، والمسؤول عن الشرق الأوسط في قصر الرئاسة باتريك دوريل، ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط دافيد شينكر، ومديرة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية ستيفاني القاق.

واعتبرت مصادر دبلوماسية عربية أن برقية ترامب تتسق مع أجواء هذا المزاج الأميركي الأوروبي الذي نقله شينكر لواشنطن، علما أن الأخير مكلف من قبل الإدارة الأميركية بمتابعة الملف اللبناني. وقالت إن الإدارة الأميركية بصدد إظهار مواقفها من الأزمة اللبنانية بشكل متصاعد وفق قاعدة تشكيل حكومة تتماشى مع متطلبات المرحلة التي فرضها الحراك الشعبي اللبناني منذ أكثر من شهر. وأتت برقية الرئيس الأميركي بموازاة زيارة قام بها، الخميس، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه إلى قصر بعبدا تناول خلالها مع الرئيس عون الأوضاع العامة في لبنان، وأطلعه على أجواء الاجتماع الثلاثي الفرنسي-الأميركي-البريطاني الذي عقد في باريس، حيث أكد المجتمعون استمرار دعم بلدانهم لاستقرار لبنان وسيادته واستقلاله ووجوب عودة المؤسسات الدستورية إلى العمل. وقالت المصادر إن برقية ترامب تتوج اتصالات غربية يراد منها إبلاغ بيروت موقفا واضحا وحازما حيال الممكن والمستحيل، وسط أنباء عن حركة لموفدين لعون والحريري صوب موسكو.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 22 و 23 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 23/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80788/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-23-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 22-23/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 37th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 22-23/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80790/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-22-23-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-37th-day/

 

 

 

Lebanon Is Totally Occupied by Iran …Help Liberate The Land Of The Holy Cedars
 Elias Bejjani/November 22/2019
 
لبنان وطن الحرف والرسالة والأرز المقدس تحتله إيران وميليشياتها وهو يحتاج لمساعدة العالم الحر ليستعيد استقلاله
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80773/elias-bejjani-lebanon-is-totally-occupied-by-iran-help-liberate-the-land-of-the-holy-cedars/

 

 

جبران باسيل "ولي عهد" لبنان: الحفر في الهاوية

فارس خشّان/الحرة/22 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80781/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%84%d9%8a-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

 

 

في أميركا البنتاغون والإدارة والإنجيليون وإسرائيل في حالة صراع وعراك على خلفية المساعدات الأميركية للجيش اللبناني

Pentagon, State Dep’t, U.S. Evangelicals and Israel Battle Over Lebanese Army Aid/Amir Tibon/Haaretz/November 22/2019
  White House is at center of storm over whether it should be withholding $105 million of military funding to Beirut
 http://eliasbejjaninews.com/archives/80784/%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%aa%d8%a7%d8%ba%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%ac%d9%8a/


إيران وحزام «آية الله» الناسف المزيف/أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2019

Iran and the Ayatollah’s Fake Suicide-Belt/ Amir Taheri/Asharq Al Awsat/November 22/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80786/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%a2%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%81/

 

 

Iran and the Ayatollah’s Fake Suicide-Belt/ Amir Taheri/Asharq Al Awsat/November 22/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80786/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d9%85-%d8%a2%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3%d9%81/