المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november22.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الاستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الاحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله/

الياس بجاني/عون وقع التجربة وسمح إلى لاسيفورس ملك الشياطين بأن يجنده في خدمة الشر

الياس بجاني/الصحافي عند الزعيم هو لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

الياس بجاني/تعليق فيديو وبالنص يتناول عدل وقانونية العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى الطرواديين والمرتهنين له من السياسيين اللبنانيين

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة

الياس بجاني/من 28 سنة وبري مهيمن ومسيطر ع مجلس النواب ويستعمله لضرب الدولة وكل ما هو دستور واعراف

الياس بجاني/كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/اللواء اشرف ريفي: حزب الله يحتل لبنان والطبقة السياسية فاسدة ومفسدة ومافياوية ومرتهنه له وتعمل بأمرة هذا المحتل الإيراني الإرهابي وتخدمه

في لبنان… 1628 إصابة جديدة بكورونا و10 حالات وفاة

المنتدى الاقتصادي: مجلس النواب مسؤول عن عرقلة التدقيق الجنائي

رفيق الحريري ليس أوّل شخصيّة اغتالها حذب الله بعد انتهاء الحرب الأهليّة في لبنان، فقد سبقه في ذلك الكاتب مصطفى جحا. فمن هو مصطفى جحا؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/11/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 تشرين الثاني 2020

ذكرى الاستقلال في لبنان تمر بلا احتفالات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

“قوى الأمن”: بلّغوا عن السجناء الفارين

النهار: التدقيق الجنائي "انسحب" ومفاوضات الترسيم مهددة

حمادة : المبادرة الفرنسية غير واقعية.. والعهد إنتهى!

مصدر في “المركزي”: كل الحسابات سُلمت إلى “ألفاريز”

استياء فرنسي عارم من انسحاب "ألفاريز"

“الحزب”: الضغوطات ستجعل باسيل “يستَنمِر” أكثر!

إدراج لبنان على “لائحة العار”… “الخارجية” توضح!

انزعاجٌ عراقيّ كبير!

واشنطن مستاءةٌ من بيروت

كيف سيواجه باسيل العقوبات الاميركية؟

الكل متورط في ما آلت اليه عملية البحث عن المال المنهوب، هل خروج الفاريس انذار باقتراب الانهيار؟

انفجار المرفأ… تقصير وحماية المسؤولين الحقيقيين!

ساعدونا على باسيل"... هذا ماطلبه المبعوث الفرنسي من حزب الله

لبنان في عين العاصفة الأميركية… هل من حرب قريبة؟

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

لردع إيران.. واشنطن تنشر قاذفات "B-52" في الشرق الأوسط

ترمب أمام قمة العشرين: كان لي شرف العمل معكم وأتطلع للمزيد

وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين أشاد برئاسة السعودية لقمة العشرين هذا العام

إيران تطالب أذرعها في المنطقة بتجنب التوترات.. مؤقتا

قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني أوصل هذه الرسالة خلال اجتماع في بغداد مع فصائل الحشد الشعبي وساسة عراقيين

سعي أرميني لتعزيز التعاون العسكري مع روسيا بعد هزيمة كاراباخ/وزير الدفاع الروسي من يريفان: بالنسبة لنا الأمر الأساسي هو منع إراقة الدماء

توقيع اتفاقية بين مركز دبي المالي العالمي وأكبر مصرف إسرائيلي

هل ينفجر كباش ترامب-بايدن في الشرق الأوسط؟

أفريقيا جبهة المواجهة الجديدة بين فرنسا وتركيا

واشنطن تمنح العراق إعفاءً جديداً من العقوبات على إيران حتى تنصيب بايدن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الياس الزغبي لنداء الوطن: بيار أمين الجميل من قماشة قيادية خافوه فاغتالوه/ أجرت الحور: نوال نصر/نداء الوطن

سحب التأييد الأميركي والعربي للحريري: لا حكومة/منال زعيتر/اللواء

المعركة بين بري و”القوات” و”التيار” لم تنتهِ/راكيل عتيِّق/الجمهورية

بعد سقوط التدقيق الجنائي: لبنان إلى المجهول/علي نور/المدن

مأساة سكان الشياح "الأصليين" الشيعة: الاختناق والضمور البيولوجي/محمد أبي سمرا/المدن

عون يتمسك بـ”حقه الحصري” في اختيار الوزراء المسيحيين/محمد شقير/الشرق الاوسط

المبادرة الفرنسية: أزمة استشراق.. أم غياب العصا والجزرة وصفارة الحكم/د. حارث سليمان/اللواء

إستقلال 2020… الشعب يستغيث بالمُنتدب لإنقاذه من بطش حكامه/ألان سركيس/نداء الوطن

المبادرة الفرنسية: أزمة استشراق.. أم غياب العصا والجزرة وصفارة الحكم/د. حارث سليمان/اللواء

وهبة: أرفض أن أكون مستهدفاً بلا وجه حق/جورج شاهين/الجمهورية

أبطال "مسرحية" السرّية المصرفية يُفشّلون "التدقيق الجنائي" ويُخلون الساحة لاستمرار الفساد/خالد أبو شقرا /نداء الوطن

من قتل بيار أمين الجميل؟/نوال نصر/نداء الوطن

"الثوّار" يُهاجرون... بمَن ستُكمل "الثورة"؟/ريكاردو الشدياق/موقع تلفزيون المر

«مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية!/حنا صالح/الشرق الأوسط

قمة العشرين... تعافي الاقتصاد وطمأنينة العالم/زهير الحارثي/الشرق الأوسط

قمة المودّات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نص رسالة الرئيس عون بمناسبة ذكرى الإستقلال ال 77

رئيس الجمهورية في رسالة الاستقلال: لتحرير تأليف الحكومة من التجاذبات ولن أتراجع في معركة الفساد والتدقيق المالي الجنائي

سامي الجميل في عيد الكتائب وذكرى استشهاد بيار: نريد مجتمع سلام وقررنا نقل المواجهة الى مرحلة جديدة

المنتدى الاقتصادي الاجتماعي: كان يفترض بمجلس النواب ان يهب لحماية التحقيق الجنائي

التجمع اللبناني في فرنسا: لإقامة أوسع تحالف في جبهة مدنية ديمقراطية عريضة

الوطني الحر: سقوط التدقيق يعني نجاح منظومة الفساد والرهان على تفكك التيار رهان فاشل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/:”وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!». فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام! فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!». فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/فيديو وبالنص: قراءة نقدية في رسالة عون الاستقلالية المفتقدة للمصداقية وللدور الرئاسي ولكل ما هو قسم ودور رئاسي ودستور/رسالة استغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين وإسقاط فاضح للمسؤوليات وتجهيل لواقع الاحتلال الإيراني وتغييب للقرارات الدولية ونكران لحصاد ورقة التفاهم الخيانية مع حزب الله/مع الرسالة فيديو ونصها باللغتين العربية والإنكليزية

ملاحظات وقراءة نقدية في واقع ومحتوى رسالة الرئيس عون الاستقلالية

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2020

من المحزن أن الرئيس عون في الرسالة الإستغبائية لعقول وذكاء اللبنانيين قد غيب عن سابق تصور وتصميم دوره الرئاسي وواجباته كمسؤول وكحاكم وحامي للدستور وغاص في عمليات الإسقاط الصبيانية PROJECTION إي تحميل الغير مسؤولية كل النواقص والعلل والممارسات المفترض أنه كرئيس ملتزم بإيجاد حلول لها من موقعه الرئاسي والدستوري. لعب دور المواطن وجهل دوره الرئاسي فقلب الأدوار دون أن ينجح فجاءت الرسالة خائبة وباهتة وببغائية لا أكثر ولا أقل. كما أن 99% من محتوى الرسالة يندرج مرضياً تحت آليات الدفاع النفسية التالية واضافة إلى الإسقاط، التبرير، الإنكار والإنكار النفسي

تعريف آلية الإنكار النفسية

*Denial is a defense mechanism proposed by Anna Freud which involves a refusal to accept reality, thus blocking external events from awareness. If a situation is just too much to handle, the person may respond by refusing to perceive it or by denying that it exist.

تعريف آلية الدفاع الذهني التشاطري النفسية

*In psychology, intellectualization is a defense mechanism by which reasoning is used to block confrontation with an unconscious conflict and its associated emotional stress – where thinking is used to avoid feeling. It involves removing one’s self, emotionally, from a stressful event.

 تعريف آلية التبرير بمنطق اللامنطق النفسية

*Rationalization is a disavowal defense mechanism which permits an individual to deal with emotional conflicts, or internal or external stressors, by devising reassuring or self-serving but incorrect explanations for his or her own or others’ thoughts, actions, or feelings, which cover up other motives

تعريف آلية الإسقاط النفسية

*Projection is a psychological defense mechanism in which individuals attribute characteristics they find unacceptable in themselves to another person.

إن معظم ما جاء في الرسالة هو وصف للواقع المزري على كافة المستويات والصعد دون تشخيص للمرض أو الجرأة على تسميته الذي هو الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله الإرهابي والملالوي. عون اكتفى بجردة لإعراض المرض وهذا أمر يعرفه كل مواطن ويردده ويشكي منه على مدار الساعة.

غيب عون وضعيته كرئيس للجمهورية اقسم على صون وحماية الدستور وانتحل بخبث مفضوح دور المواطن المقهور والمعذب والمضطهد الذي سُرِّقت أمواله ودمر سكنه وغابت عنه الدولة بكل مقوماتها ومؤسساتها بعد أن استفحل شر وإرهاب وفجور وعهر واستكبار المحتل الذي هو حزب الله .. هذا الحزب الذي يحتل لبنان ويفرسنه بمنهجية شيطانية ويمسك بقرار ورقاب وألسنة الحكام والسياسيين والمسؤولين بمن فيهم عون نفسه..  هؤلاء المسؤولين وفي مقدمهم عون هم واقعاً وعملياً مجرد أدوات بيد هذا المحتل ويخدمون مشروعه اللالبناني الإحتلالي والتوسعي اللاغي لكل ما هو لبنان ولبناني وقيم ودستور ومواطنية وحقوق وهوية وتاريخ ودماء شهداء ودور ورسالة وحضارة.

لم يسمي عون المحتل الإيراني الذب الحزب الإرهابي حزب الله، ولا هو جاء على ذكر الخطيئة المميتة التي ارتكبها يوم تنازل عن كل شيء ووقع مع حزب الله ما سمي “ورقة التفاهم”التي أوصلته إلى رئاسة الجمهورية كغطاء ومجرد غطاء ووج بربارة وأداة لهذا الحزب اللاهي ينفذ ولا يقرر.

لم يكتفي عون في رسالته بتجهيل المرض الإحتلالي والتشاطر اللغوي في إسقاط كل ما ارتكبه على غيره، بل تمادى أكثر في جنوحه الدستوري والوطني ولم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لكل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و1680 .

هذا بعض القليل القليل مما جاء في مضمون الرسالة الإستغبائي لعقول وذكاء اللبنانيين والمفرغ من أية جرأة في تحمل المسؤوليات والاعتراف بالأخطاء والخطايا وما أكثرها..

أما في الشكل والتعابير الجسدية فقد كان واضحاً التفاوت الكبير بين محتوى الرسالة وبين لغة الجسد وعلى وجه عون تحديداً … ومن تابع بدقة تعابير وجه ونبرة صوته لا بد وانه رأي ما يعرف “بالبوكر فايس” الذي يفتقد لكل الإنفعالات والأحاسيس والعواطف مما يعني أن لا صدق في أي كلمة تفوه بها… كما أن نبرة صوته فقد كانت ثابتة وهنا أيضاً تأكيد على عدم تفاعل ما يقوله مع المحتوى.

poker face: A face on a person that shows no emotion, often called poker face because in the game of poker it would be foolish to show any … it means: poke her face.

في الخلاصة، الرسالة كانت مفرغة من أي محتوى جدي وصادق، وهي لم تسمي المرض الذي هو حزب الله الإرهابي، بل غاصت في توصيف الإعراض، كما أنها لم تطرح أية حلول (القرارات الدولية الخاصة بلبنان) وأسقطت المسؤوليات على الغير وكما قلنا في البداية فإن الرسالة مرتكزاتها وهمية ومرضية وهي مبنية كلياً على الآليات النفسية الدفاعية، الإنكار والإسقاط والتبرير والتبرير النفسي التشاطري… ويبقى أنه مع  الاحتلال اللاهي لحزب الله ومع الرئيس عون الأداة والغطاء فالج لا تعالجn.

فيديو رسالة عون/https://www.youtube.com/watch?v=A9M2ZPP6JfE

 

عون وقع التجربة وسمح إلى لاسيفورس ملك الشياطين بأن يجنده في خدمة الشر

21 تشرين الثاني/2020

رفع عون شعارات سيادية واستقلالية من القصر والمنفى وعندما حانت الفرصة دخل بصفقة ذل مع قوى الاحتلال وداكش وعوده وعهوده بموقع مخصي

 

الصحافي عند الزعيم هو لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/2020

كم هو تافه وغبي وحقير ومنحط كل اعلامي يعمل صنجاً وبوقاً عند صاحب شركة حزب مقابل أجر مالي..لسان وقلم وضمير وكرامة برسم الأجار

 

الياس بجاني: تعليق فيديو وبالنص يتناول عدل وقانونية العقوبات الأميركية على حزب الله وعلى الطرواديين والمرتهنين له من السياسيين اللبنانيين

21 تشرين الثاني/2020

لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفـي إلا سيظهر.  وما أقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح. (انجيل القديس متى10/ 26 و27)

http://eliasbejjaninews.com/archives/92628/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84/

نعم وألف نعم فإن العقوبات الأميركية التي تفرض على حزب الله الإرهابي والمحتل والإجرامي والملالوي والمافياوي 100%، هي محقة وعادلة، وأيضاً هي كذلك بفرضها على كل سياسي ومسؤول ونافذ وتاجر وإعلامي وصاحب شركة حزب لبناني مرتهن لهذا الحزب وراضي بذل وملجمية بأن يكون طروادياً بكل ما في المصلح من معاني وكائن من كان وإلى أي شريحة مجتمعية أو مذهبية انتمى.

عملياً فإن قمة الفساد والإفساد والإجرام ورزم الأخطاء المميتة هي ليست فقط محصورة في السرقات والسمسرات المادية على أنواعها وأشكالها المختلفة، بل أخطرها هو فعل الطروادية أي تغطية المحتل والغازي والمارق والإرهابي والمجرم والقبول مقابل منافع ذاتية مالية وسلطوية بالارتهان له وبالعمل في خدمته ضد بلده وأهله وبما يتناقض مع كل الشرائع القيمية والأخلاقية والقانونية.

من هنا فإن العقوبات الأميركية التي طاولت مؤخراً كل من علي حسن خليل ويوسف فينيانوس وجبران باسيل هي محقة وعادلة ومساندة للمظلومين والمقهورين من الشعب اللبناني جراء ممارسات المحتل الإيراني وفجور وعهر وفساد السياسيين والنافذين المرتهنين له ولمشروعه اللالبناني والتوسعي واللاهي.

فلو كان في لبنان دولة حرة وسيدة ومستقلة وفيه قضاء عادل وغير مسيس وغير مرتهن لإرادة المحتل وللتابعين له لما كانت أميركا أو غيرها من الدول قد تدخلت وحاسبت وفضحت وعرت وقاصصت.

ولأن لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة، ولأن مجلس الأمن مقيد بالفيتوهات الروسية والصينية، فإن ما تقوم به أميركا لجهة معاقبة الطرواديين والفاسدين من أطقمنا السياسية العفنة على خلفية تغطيتهم للمحتل الإيراني هو عدل وحق  ولهذا هي مطالبة بالمزيد لتردع المرتهنين وتعاقبهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

https://www.youtube.com/watch?v=e6hswrsmNmA&feature=youtu.be

 

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة/

The French initiative In Lebanon Aims To Rescue The Terrorist Hezbollah and Revive The Rotten Political Class

http://eliasbejjaninews.com/archives/92555/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

 

من 28 سنة وبري مهيمن ومسيطر ع مجلس النواب ويستعمله لضرب الدولة وكل ما هو دستور واعراف

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

ع طول بري مستوطي حيط المسيحيين واليوم بكيدية ووقاحة دعا لمناقشة قوانين الإنتخاب لإرهابهم وتخويفهم. فاجر حول المجلس ل دويله وعهره

 

كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

انت بحزب لبناني يعني 99% ومن دون لف ودور وتزلف ومسايرة: انت غنمي وشي تعتير ومتخلي عن حريتك ومن عبدة زعيم صنم تؤلهه.. وبس هيك

 

زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

تعليق يوتيوب/اضغط هنا لمشاهدة التعليق

https://www.youtube.com/watch?v=zpQnbmf1fio&t=41s

إن تفاهة وسخافة وذمية زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد والسرقات والسمسرات والتعديات على القوانين بين الوزراء والنواب والحكام والمسؤولين والمدراء هدفها الإبليسي  هو الهاء الناس وابعاد هم عن واقح سرطان الاحتلال...هؤلاء هم جميعا ادوات وابواق تعمل بأمرة المحتل وكلن يعني كلن شركاء في جريمة التغطية والتستر على المحتل مقابل سكوته عن فسادهم من كبيرهم حتى صغيرهم.

 

التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

ورقة التفاهم بين عون ونصرالله هي عمل خيانة يدين من وقعها ومن أيدها ومن سكت عنها. التاريخ لا يرحم الخونة ولا الرب يوم حسابه الأخير

 

ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92465/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%85-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%8a/

ببساطة ودون قفازات ودون لف ودوران فإن الأهبل والمسطول والغنمي فقط يصدق جبران باسيل بأن قطع علاقته وعلاقة عمه بحزب الله قد يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية وكذلك قوله بأن الحلف مع الحزب الشيطاني قد حمى لبنان من الإرهاب وإسرائيل..في حين أن حزب الله هو الإرهاب وهو داعش وهو النصرة وهو القاعدة وباقي كل الجهاديين كما تؤكد كل الوثائق والحقائق.

جبران كذاب وهو غطاء لحزب الله ويحمي سلاحه مقابل سلطة ونفوذ ومواقع وفوائد ومنافع هي كلها ذاتية ولا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين.

الحقيقة المعاشة تقول بأن ورقة تفاهم عون الإسخريوتي مع حزب الله قد سلمت البلد للحزب ولإيران وضربت الإستقلال والسيادة وعهرت كل المؤسسات وكل ما هو لبنان ولبناني.

يبقى أن ورقة التفاهم مع حزب الله هي عمالة وخيانة وذمية بأبشع صورها ونقطة ع السطر والتاريخ سيلعن كل متآمر على لبنان وعلى شعبه.

نذكر جبران المنافق والملون بأن  حزب الله لم يحرر الجنوب بل يحتله وقد فرسنة وغيب لبنان الدولة والسيادة عنه.

https://www.youtube.com/watch?v=AVU6GSHwsIg&t=1496s

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/اللواء اشرف ريفي: حزب الله يحتل لبنان والطبقة السياسية فاسدة ومفسدة ومافياوية ومرتهنه له وتعمل بأمرة هذا المحتل الإيراني الإرهابي وتخدمه

https://www.youtube.com/watch?v=Kg-_Z9rKWOo

فيديو مقابلة مع اللواء اشرف ريفي تتناول كل الملفات الساحنة المطروحة على الساحة اللبنانية/الإحتلال الإيراني كارثة حلت بلبنان/الطبقة السياسية مافياوية وفاسدة ولذلك يجب أن تحاكم ولا حلول بوجودها/عقلية السياسيين تبعية ومرتهنة لحزب الله وبالتالي لا آمل ولا رجاء منها/ العقوبات قد تضح حداً لفساد وفجور المعاقبين من الطبقة السياسية الفاسدة

 

في لبنان… 1628 إصابة جديدة بكورونا و10 حالات وفاة

وطنية/21 تشرين الثاني/2020

أعلنت وزارة الصحة “تسجيل 1628 إصابة جديدة بفيروس كورونا و10 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 115242”.

 

المنتدى الاقتصادي: مجلس النواب مسؤول عن عرقلة التدقيق الجنائي

المدن/21 تشرين الثاني/2020

لم تنتهِ تداعيات قرار تنحّي شركة ألفاريز أند مارسال عن مهمّة إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، بل لم تبدأ بالظهور جديّاً بعد. فبعد مرور نحو 24 ساعة على إعلان القرار، ارتفعت أصوات القطاعات الاقتصادية المتضررة من استمرار الأزمة السياسية، التي تضيِّق الخناق على أي محاولة إصلاح. فرأى المنتدى الاقتصادي – الاجتماعي، أن عدم التعاون مع الشركة لإنجاز مهامها "لم يكن على الإطلاق بمستوى القرار الكبير الذي اتخذه مجلس الوزراء تحت ضغط الشارع الوطني، بل إن بعض الهيئات والمؤسسات اللبنانية سارعت إلى التشكيك بهذا القرار ووضع العراقيل بوجهه، تارة باسم السرية المصرفية، وطوراً باسم رفض الاستنسابية". وفي بيان له يوم السبت 21 تشرين الثاني، حَمَّل المنتدى المسؤولية إلى مصرف لبنان والمنظومة السياسية، معتبراً أنَّ "البنك المركزي ومعه المنظومة السياسية والطبقة المصرفية لم يتورعوا عن محاربة هذا التحقيق، والعمل على تهشيمه من اللحظة الأولى لطرح فكرته. علماً أن هذا التحقيق من شأنه أن يبرئ ساحة كل بريء من التهم التي تساق ضده". ليس المصرف المركزي وحده الملام، فبالنسبة إلى المنتدى، فإن مجلس النواب "امتنع عن طرح اقتراح قانون معجل مكرر لتعليق العمل بقانون السرية المصرفية لمدة سنة، في كل ما يتعلق بهذا التحقيق (الجنائي)، لاسقاط آخر المزاعم القانونية التي يختبئ وراءها من لا يريد الحقيقة، ولا يريد الإصلاح، ولا يريد إنقاذ لبنان من محنته".

 

رفيق الحريري ليس أوّل شخصيّة اغتالها حذب الله بعد انتهاء الحرب الأهليّة في لبنان، فقد سبقه في ذلك الكاتب مصطفى جحا. فمن هو مصطفى جحا؟

وكالات/21 تشرين الثاني/2020

كاتب ومفكّر لبنانيّ كتب في السّياسة والفلسفة. وُلد في قرية الجبين جنوبيّ لبنان عام 1942. في العام 1974 بدأ بنشر مقالاته في جريدة "العمل" و"الأحرار" و"النّهار" موجّهاً انتقادات قاسية للتّدخّل الفلسطينيّ في لبنان، ومنتقداً في الوقت عينه انجرار أبناء الطّائفة الشّيعيّة وراء حركة "فتح". أزعجت مقالاته القوى المتواجدة في جنوب لبنان من الفلسطينيّين وحلفائهم. تعرّض للخطف عام 1975على يد حركة "فتح" الفلسطينيّة لمدة 20 يوماً، تعرّض خلالها لأبشع أنواع التّعذيب، وكانت تهمته أنّه يتعامل مع الأحزاب اليمينيّة كحزبَيْ "الكتائب" و"الوطنيّين الأحرار"، وتدخّل حينها كلّ من رئيس حزب "الكتائب" بيار الجميّل ورئيس حزب "الأحرار" كميل شمعون ورئيس الجمهوريّة الرّاحل سليمان فرنجية لتحرير مصطفى جحا من قبضة حركة "فتح". بعدها ترك منطقة الجنوب وهرب إلى بدارو في المنطقة الشّرقيّة. وفي عام 1978 وضع كتاب "لبنان في ظلال البعث" الّذي تناول فيه جرائم الجيش والمخابرات السّوريّة في لبنان فأثار غضب السّوريّين وحلفائهم في لبنان. عام 1980 وضع كتاب "الخميني يغتال زرادشت" انتقد فيه ترك الشّيعة لبنانيّتهم وانجرارهم خلف مشاريع غريبة عن الوطن، منتقداً أيضاً في الكتاب مواقف وسياسة وتصرفّات مرشد الثّورة الإسلاميّة في إيران الإمام الخميني، ممّا أثار غضب الإيرانيّين ورجال الدّين الشّيعة ومن بعدهم حذب الله. عام 1981 وضع كتاب "محنة العقل في الإسلام" الّذي انتقد فيه بعض من جوانب الدّيانة الإسلاميّة بطريقة فلسفيّة. ويوم الثّلاثاء 12 نيسان 1983 قامت المحكمة الشّرعيّة الجعفريّة برئاسة القاضي الشّيخ عبد الله نعمة والّذي ساعده عضوا المحكمة الشّيخ خليل ياسين والشّيخ عبد الحميد الحرّ بإصدار فتوى شرعيّة تقول بأنّ مصطفى جحا مرتدّ وكافر! وفي نهار 15 كانون الثّاني 1992، اعترضته في منطقة السّبتيّة سيّارة يستقلّها مسلّحون من حذب الله أمطروه بوابل من رصاص مسدّس عيار 7 ملم مزوّد بكاتم صوت وهو في سيّارته (نفس الطّريقة الّتي اعتمدها حذب الله عام 2006 لاغتيال وزير الصّناعة بيار أمين الجميّل). وقد هُمّش ملف اغتيال جحا بطريقة غريبة ولم يتمّ الاهتمام به بأيّ شكل من الأشكل. وفي شهر نيسان من عام 2012 تعرّض نجل جحا الصّحافيّ الشّاب مصطفى مصطفى جحا لمحاولة اغتيال من قبل عناصر مسلّحة من حذب الله شبيهة بمحاولة الاغتيال الّتيّ تعرّض لها جحا الابن. وفي هذا الفيديو يروي جحا الابن الّذي حصل على لجوء سياسيّ في السّويد تفاصيل اغتيال منظّمة حذب الله الإيرانيّة المجرمة والده.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/11/2020

وطنية/السبت 21 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

غدا، في الثاني والعشرين من تشرين يكون مر سبعة وسبعون عاما على استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، الذي ترك لنا المؤسسات وسياقات الدستور والقانون.

وكذلك غدا، يصادف مرور شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة التي تحمل أيضا الرقم 77 ما بعد استقلال لبنان، فيحل العيد على اللبنانيين من دون حكومة، والأهم أن ذكرى الاستقلال تحل في ظل أوضاع معيشية واقتصادية مزرية مخزية رديئة، لم تمر بها البلاد ولا العباد منذ ما بعد حرب وجوع ال 1914.

ولم يجد معظم اللبنانيين أنفسهم بهذه الأوضاع النفسية والمعيشية منذ قيام لبنان الكبير قبل مئة عام، فيما القوى السياسية تخفق في المعالجات المرة تلو المرة... وهذه المرة، أكثر من أي وقت مضى تعلوها وصمة الفشل في تأليف حكومة من جهة، وتهمة اللامبالاة بأحوال الناس من جهة ثانية.

فالمسؤولون المفترض أن يكونوا على قدر حاجات الناس، إذا لم نقل تطلعاتهم لا يظهرون أي دليل على أنهم بحجم المسؤولية أمام الذين "انتخبوهم على الأقل"... في وقت تتزايد التوجسات من احتمالات تطورات سلبية في الأيام الأربعين المقبلة، التي تفصل عن انتقال سلطة الرئاسة في البيت الأبيض الأميركي.

وما يزيد الضيق ضيقا وذرعا، هو الوضع الكوروني المريب، في أي حال، الاسبوع الثاني المقبل من الإقفال، سيظهر ما ستكون عليه الخطوات اللاحقة في حال تصاعد أو تناقص عدد الاصابات والوفيات، وهل ستعيد وزارة الداخلية النظر بالقرار.

الترقب الآخر هو لمبدأ المحاسبة ومصير أموال المودعين، مع خروج شركة (ألفاريز أند مارسال) التي أبلغت لبنان إنهاء اتفاقية التدقيق المالي الجنائي، بسبب عدم تزويدها بالوثائق المطلوبة لإتمام مهمتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يحل عيد الاستقلال السابع والسبعون غدا من دون إحتفالات، ولا عرض عسكري مركزي ولا إستقبال تقليدي في قصر بعبدا، ويقتصر الأمر على كلمة يوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون عند الساعة الثامنة من مساء اليوم إلى اللبنانيين.

وفي يوم الإستقلال، يطوي تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة شهره الاول، فيما ما زال هذا الملف يصطدم بأفق مسدود تغيب معه المشاورات التي من شأنها الإسراع في الولادة الحكومية.

من هنا جاء استغراب الرئيس نبيه بري للتواصل المقطوع تماما بين الأفرقاء المعنيين، وقوله أمام زواره: "لا أحد يحكي مع أحد كما لو أن لا تأليف لحكومة، فإذا كان البعض ينتظر وصول (جو بايدن) إلى البيت الأبيض، فليس مؤكدا أننا سنصمد إلى ذلك الوقت".

وفي هذا الوقت تواصلت تداعيات فسخ شركة ALVAREZ العقد مع الحكومة لإجراء تدقيق جنائي، وفيما تبين ألا اجتماع حول هذه الخطوة اليوم في قصر بعبدا، برز موقف لحزب الله أكد فيه إصراره على أولوية التحقيق الجنائي، مشددا على انه "لا ينفع تقاذف المسؤوليات.

واليوم يختتم الأسبوع الأول من مدة الإقفال العام الذي يستمر حتى الثلاثين من الشهر الحالي، وخلال هذا الإسبوع، لم تتراجع أرقام الوفيات والإصابات بفيروس كورونا بإعتبار أن الأمر يتطلب أياما إضافية، أما رصيد محاضر الضبط بالمخالفين لإجراءات الإقفال، فقد ارتفع إلى أكثر من واحد وعشرين ألف محضر.

إلى كل هذه الإنشغالات، أضيف اليوم إنشغال آخر بعملية فرار نحو سبعين سجينا من نظارة قصر العدل في بعبدا، حصيلتها حتى الآن إعادة توقيف خمسة عشر منهم، وتسليم أربعة آخرين أنفسهم، ومقتل خمسة خلال حادث إصطدام أثناء هروبهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يحل عيد الاستقلال هذا العام متورما، جراء كدمات خارجية وداخلية قاسية وأزمات عميقة وكبيرة.

تغيب المراسم العسكرية للمرة الثانية بسبب كورونا، بينما تفتك فيروسات زرعت سمومها في السياسة والاقتصاد بكل معاني هذه المناسبة الوطنية، التي لم يحيها اللبنانيون بشكل موحد منذ سنوات، بفعل تعدد المؤثرات والتدخلات وتجذر المشكلات، لا سيما السياسية تحديدا.

اليوم، يسأل اللبنانيون في عيد استقلالهم، كيف يستقلون من همومهم، من شجونهم، ومن تربص الفاسدين في زوايا بيوتهم، بعدما دمروا لهم كل عيش كريم، وأعدموا آمالهم ببلد طيب السمعة سياسيا واقتصاديا، وليس فيه من يعرقل إصلاحا، ولا من يحمي مرتكبا.

هي الصورة التي فرضها بالأمس إخراج شركة "الفاريز اند مارسال" من مسار التحقيق المالي وإفشال مهمتها، خطوة إعتبر نائب الامين العام ل- "حزب الله" الشيخ نعيم أن "مبرراتها غير مقبولة، وأن استمرار التعمية على واقع المصرف المركزي سيؤدي إلى مزيد من التدهور".

وبانتظار مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال كلمته الليلة بعيد الاستقلال، رفع "التيار الوطني الحر" مستوى التحذير من التداعيات، ومن المخاطر التي فرضها ما سماه "نجاح منظومة الفساد في إخفاء الحقائق وعرقلة الإصلاحات وإسقاط المبادرة الفرنسية التي تصدر بنودها التدقيق في حسابات مصرف لبنان".

في أزمة السجون، الحلول غير الكاملة انفجرت اليوم في نظارة مخفر بعبدا، مع فرار عشرات السجناء وموت خمسة منهم جراء حادث سير، وتواري الكثيرين منهم عن الأنظار.

وما لا يجب على اللبنانيين صرف النظر عنه، هو التهديدات الدائمة لاستقلالهم الحقيقي وانجازاتهم الوطنية وخبزهم ورزقهم واستقرارهم وأمنهم، وذلك عبر التحريض الذي يصب فوق رؤوسهم من مدعين للصداقة من أبطال التطبيع، والمتباكين على حفنة سياح صهاينة في شوارعهم ومدنهم الرملية مقابل المناداة بضرب المقاومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

خلال دقائق، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة ذكرى الاستقلال السابعة والسبعين الى اللبنانيين، في وقت يدرك هؤلاء أكثر فأكثر يوما بعد يوم، كم كان محقا يوم حدثهم عن أن التحرر أصعب من التحرير، وأن العقول المحتلة مشكلة أكبر من الارض المحتلة.

خلال دقائق، سيتابع اللبنانيون جردة عن عام مضى، ومسيرة مستمرة، ورؤية للمستقبل، يفهم اللبنانيون أكثر فأكثر يوما بعد يوم، أنها نقيض عناوين كثيرة يطرحها آخرون، الوطن بالنسبة اليهم محطة عبور لا حلما دائما، وحكاية مسلية لا تاريخ قتال ونضال يختصر حياة.

خلال دقائق، سيكرس بعض اللبنانيين مجددا افتخارهم بلبنان، وقد يخجل البعض الآخر مما إقترفت أيديهم، وأيدي من أيدوا لسنوات، في حق وطن لا يستحق شهداؤه أن يقتلوا مرتين، ولا أطفاله وشبابه أن يحرموا من مستقبلهم فيه.

وفي انتظار رسالة الرئيس، والى جانب عنوان كورونا اليومي، عناوين اليوم ثلاثة:

العنوان الاول، الضربة القوية التي سددتها المنظومة الفاسدة الى التدقيق الجنائي، والعنوان الثاني، فرار عشرات المساجين من سجن بعبدا، في عملية تطرح أسئلة وتطلق تحليلات، لتحل الحكومة الجديدة في المرتبة الاخيرة من العناوين، لا من حيث أهمية التشكيل، بل لناحية اهتمام الناس وتعويلهم وأملهم.

وتحت عنوان التدقيق الجنائي، لفتت اليوم إشارة الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" الى أن إلغاءه يعني عرقلة تنفيذ الإصلاحات، ولا سيما المالية، وبالتالي عدم إمكانية الإستفادة من مؤتمر سيدر أو من صندوق النقد الدولي، ويعني كذلك سقوط للمبادرة الفرنسية كون التدقيق في حسابات مصرف لبنان هو البند الأول فيها"، وبناء عليه، دعا "التيار" فرنسا وكل الدول الداعية للإصلاح في لبنان الى "فضح المسؤولين عن فشل مهمة شركة الفاريس اند مارسال".

أما في الملف الحكومي، فبرزت دعوة الهيئة السياسية في "التيار" لرئيس الحكومة المكلف إلى "عدم إضاعة المزيد من الوقت، والانصراف الى التعاون الجدي ‏مع رئيس الجمهورية المبني على مبادئ وأسس سليمة، وفقا لأحكام الدستور والميثاق"، ‏وشددت الهيئة على أن "تشكيل حكومة القادرين لا يتناقض أبدا مع مبدأ حفظ التوازنات الوطنية"، رافضة ان يرتبط التشكيل أو يتأخر لأي سبب خارجي بدأت تظهر ملامحه للجميع. وكشفت الهيئة أنها لن تتأخر عن الإعلان عن موقف صريح مما يدور بشأن تأليف الحكومة بعدما طال الانتظار لتحديد أسس ومبادئ ومعايير تأليف الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عشية الثاني والعشرين من تشرين الثاني، ونكتفي بالتاريخ للإشارة والإيحاء إلى مناسبة ما عدنا نستحقها ولا عادت تنطبق على واقعنا، إسمها الإستقلال.

أما لماذا نتحدث بحرقة عن ذكرى وليس عن عيد، ولماذا خسرنا الأغلى؟، لأن المنظومة السياسية المتحكمة بمصير لبنان عملت وتعمل ليل نهار ومنذ سنوات، على تفريغ الدولة من كل مقوماتها السيادية والإدارية والمالية والإقتصادية والدستورية، وقد أجرت الأولى، أي السيادة B.O.T مع ميزة عدم الإسترداد، وتوزعت المكتسبات الباقية على العائلة والإبناء والأصهار، تحت مسمى تحقيق المكاسب والإمتيازات للطوائف والمذاهب. فكان أن ربح أفراد متحالفون مافيويا وافتقرت الطوائف، وجمع الجوع الناس الذين فرقهم الزعماء.

وبما أن لبنان مكون من موزاييك متعدد الطوائف، وجدت الدولة نفسها على الحضيض، سلعة بخسة على رصيف الأمم، ومسطح من الأرض يتدافع معظم أبنائها لمغادرتها إلى ديار الله الواسعة.

ما عاد استقلالا، لأن ليس هذا اللبنان الذي استشهد من أجله الأبطال، ليس لبنان هذا ما حلم به الآباء المؤسسون، لا يوم إعلان لبنان الكبير، ولا في الإستقلال الأول ولا في الإستقلال الثاني، ولا في ما سبق هذه التواريخ المجيدة وما تخللها وما تلاها من نضالات ودماء ودموع ونجاحات وإخفاقات، وليس آخر المحطات ثورة السابع عشر من تشرين.

هل هذه الصورة السوداء قدر لا فكاك منه، ولعنة لا يمكن الانتصار عليها وعلى منظومتها الفاسدة التي أوصلتنا الى ما نحن فيه؟ طبعا لا، وهنا نتوجه الى رئيس الجمهورية الذي يتوجه الى اللبنانيين بعد دقائق من الآن، السيد الرئيس إذا كانت الثورة فشلت في فرض التغيير فهذا يجب الا يكون مدعاة ارتياح للطبقة السياسية، والدليل أن المجاعة والكوارث وانهيار الدولة هي البديل من التغيير المحق الذي يطالب به الناس.

إنس الخطاب المكتوب، فكلمة واحدة مرتجلة تصب في ما يطالب به اللبنانيون والدول الصديقة كافية لإحداث التغيير، إتل فعل الإيمان بلبنان فيحيا الوطن العليل وترتاح النفوس الضائعة الهائمة بحثا عن أوطان في الأوطان الغريبة. باختصار، قل لنا إنك ستشكل حكومة المهمة من إختصاصيين غير حزبيين، ببرنامج إصلاح ماكرون، إمنع الفاريز ومارسال من الرحيل، واحمل راية محاربة الفساد."شفت مش صعبة"! يكفي أن نمحو أنفسنا أمام مصلحة الوطن.

في انتظار أن نسمع هذه المواقف، لبنان الغاطس في الموت والمرض والجوع والمهازل والمساخر، فاجأ نفسه اليوم بحدث ينتمي الى فئة العجيب غير المالوف، أقله لجهة حجمه: هروب جماعي من نظارة قصر عدل بعبدا، تجاوز بمشهديته مسلسل Prison break أو فيلم "الفرار من الكاتراز"، تسعة وستون موقوفا تمكنوا من الفرار من النظارة صباحا في عملية هروب كبرى لم نشهد مثيلا لها في الحرب اللبنانية.

وهنا نفتح هلالين للتحذير والإشارة الى أن تقصيرا أكيدا أو تواطؤا حصل، لكن السبب الأكيد لما جرى يعود الى الأسباب الآتية: إكتظاظ النظارة وكل النظارات التي لا تتوفر فيها شروط الحماية كما في السجون العادية، بطء العدالة في إنهاء الملفات وعدم التمييز السريع من قبل القضاة على سبيل المثال، بين متعاطي المخدرات والتاجر، فبدلا من إطلاق الأول وحسم ملف الثاني سريعا يتم زجه في النظارات، ما يتسبب بما حصل اليوم، حيث خسر موقوفون هاربون حياتهم، فيما كان يمكن أن يحكموا بأقل من مدة توقيفهم الاحتياطي.أما آن الأوان لوضع حد لهذه المآسي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يشبه ما حصل في نظارة قصر عدل بعبدا، ما حصل في المرفأ، وما حصل في خطة الحكومة المالية، وما حصل في التدقيق الجنائي، وما يحصل في تأليف الحكومة.

إنه الاهتراء والفساد والفوضى والهدر نتيجة النظام الفاشل، والمشكلة في حماة هذا النظام، وهم من التركيبة السياسية والمالية التي انتقلت من السيطرة على الشارع الى السيطرة على السياسة والاقتصاد والمال، فحولت زعماء الحرب الى أمراء سلم.

لو قدر للتدقيق الجنائي أن يستمر، لكان كشف كل المنظومة التي أفلست البلد، ولكان فضح كيف حصل الإنفاق من المصرف المركزي الى دوائر الدولة، ولكانت نهاية أركان هذه المنظومة وراء قضبان السجون.

اليوم، وبعدما أعلنت شركة alvarez & marsal توقفها عن العمل، أصبحت المواجهة بين المواطنين الذين يريدون أن يعرفوا الحقيقة وبين من يريد طمسها.

تقول معطيات الساعات الاخيرة، إن الاجتماع الذي كان مقررا عقده في بعبدا في حضور رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الاعمال والوزراء المعنيين بالتدقيق الجنائي، وفي حضور ممثلين عن شركة التدقيق أرجئ، لان القيمين على الشركة لا يجيبون على هواتفهم، في وقت لم تتضح حتى الساعة أسباب توقفهم عن العمل.

ففي وقت يتحدث البعض عن أن قرار MARSAL &alvarez مرتبط بأن الشركة أدركت أن مدة الثلاثة أشهر التي أضيفت الى عقدها الاساسي، لن تغير شيئا من حقيقة ان المصرف المركزي لن يجيب على الاسئلة التي طرحتها، لا سيما ان هذه الاسئلة لا علاقه لها بالسرية المصرفية، وهي أصلا لا تصل الى زبائن المصرف، يكشف البعض الاخر أن ضغوطا محلية وخارجية قد تكون مورست على الشركة.

في كل الاحوال، وفي كلمة رئيس الجمهورية بعد قليل الى اللبنانيين بمناسبة الاستقلال، سيحضر التدقيق الجنائي الذي سيصبح عنوان معركة العهد حتى آخر يوم منه، في وقت تطرح الاسئلة التالية:

ما الذي يمكن فعله بعد اليوم؟ هل تستطيع حكومة تصريف الاعمال بناء على التفويض الذي منحته لوزير المال غازي وزني في 26 آذار الفائت، أي قبل استقالتها، الطلب من وزني التفاوض مع شركة جديدة؟، وإذا فعل وزني، ما الذي سيتغير بالنسبة للسرية المصرفية ولقانون النقد والتسليف؟.

أسئلة كثيرة ينتظر، ليس فقط اللبنانيون الاجابة عنها، بل العالم أيضا، من فرنسا الى صندوق النقد الدولي ليبنى على الشيء مقتضاه، فلا إصلاح من دون حقائق عن الفجوات المالية، ولا أموال من دون إصلاح، أما الفساد ونهب الدولة فمن دون كل ذلك فحتما باق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

سجناء هربوا من بعبدا التحتا .. وفي بعبدا الفوقا، رئيس ليس مستعدا للفرار وفك أسر اللبنانيين .. ويطل الليلة على استقلال لم يبق منه إلا الذكرى.

فالمساجين أعدوا عدتهم عن سابق تصور وتكسير، أم عن غفلة من الحراس أو بحصانة من جهات فاعلة، فتحوا أبواب زنزاناتهم احجتزوا رجال أمن لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، تجاوزوا الإجراءات الأمنية المفترضة في محيط يجاور القصر الرئاسي المدجج بالأمن ونفذوا الهروب الكبير.

تسعة وستون موقوفا بجرائم مختلفة ومن جنسيات عدة كسروا باب الحبس، نفذوا انتشارا مجهول الجهات، خمسة منهم لقوا حتفهم باصطدام سيارة إجرة استقلوها بعد سلبها من صاحبها، أربعة .. سلموا أنفسهم بأنفسهم فيما قامت والدة أحدهم بإعادته إلى القوى الأمنية بيديها كي لا يستسلم للمصير المجهول، ولا يزال البحث جاريا عن إثنين وعشرين آخرين، ربما أصبحوا أبعد من إعادة التوقيف.

وفي انتظار وضوح ملابسات نظارة بعبدا، تتجه الأنظار بعد قليل إلى قصر بعبدا والى الكلمة التي سيوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اللبنانيين لمناسة عيد الاستقلال. وصف الخطاب المرتقب بالناري وبالسقف العالي، فعلى من سيطلق عون النار؟، وقد رفض أن يضع توقيعه على مرسوم إقالة المدير العام المتلبس بتهمة انفجار نصف بيروت، وأي سقف سيخرقه وقد تحول إلى مفاوض سام لخاطر حقيبة وزارية؟، وهل يفضح من عرقل التدقيق الجنائي المالي؟، أم سيستل مجددا شعار "الحقيقة وحدها تحررنا" ويعلن الانضمام إلى فرقة تيار التدقيق الجنائي؟، أم سيقول للبنانيين "رايحين على جهنم"؟.

الاستقلال لا يبنى بالخطابات النارية ولا الرنانة، بل برجالات دولة لا بمغارة علي بابا والأربعين حرامي، بالبدء بالإصلاح والتغيير من داخل البيت العوني عبر رفع السرية عن كل التلزيمات والصفقات والحسابات من "الباب للطاقة"، وفتح دفاتر حساباتها من المعامل إلى البواخر، من أول وزير إلى آخر الغجر. وليكونوا قدوة لغيرهم من الوزراء، وإلا فإن الاتهامات والاتهامات المضادة بعرقلة التدقيق الجنائي المالي ليست سوى جعجعة بلا تدقيق، وتثبت بوجه التحاصص الشرعي أنهم كلهم " دافنينو سوا" وأن المنظومة الحاكمة لن تعلق مشانقها بأيديها.

وهذا ما وضع النائب المستقيل سامي الجميل خطوطا عريضة تحته، من أن هذه السلطة "حولت مصرف لبنان إلى صندوق لها ثم رفضت التحقيق فيه، تلعبون اللعبة التي تجيدونها وتتقاسمون الأدوار بين سلطة ومعارضة، اليوم تتوزعون الأدوار وغدا تلتمون على بعضكم".

وإلى المنظومة السياسية نفسها قال الجميل: "سلمتم بالتسوية الرئاسية القرار ل "حزب الله" بالتكافل والتضامن في مقابل فتافيت من السلطة وكراس من كرتون دمرتم الاقتصاد وأبرمتم الصفقات وعطلتم البلد وجريتموه الى الانهيار الكامل، وزرعتم أزلامكم في الإدارات التي حولتموها الى بؤر فساد".

لم يسلم سلاح "حزب الله" من نيران الجميل فاتهمه بالتقسيمي وبحماية منظومة الفساد وبأنه نقيض السيادة والتعددية والاستقرار وختم بالقول: "نعم نحن نريد السلام".

وسلام الجميل في زمن السلام، حمال أوجه.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 تشرين الثاني 2020

وطنية/السبت 21 تشرين الثاني 2020

أسرار النهار

تبين ان احد وزراء الاشغال السابقين اشترى شققا لافراد عائلته تتجاوز قيمة الواحدة منها المليون ونصف المليون دولار من متعهد يتعامل مع الوزارة وينفذ تعهدات عمرانية خصوصا في البقاع

لوحظ أنّ مسؤولين سياسيين وحزبيين يمضون معظم اوقاتهم في بلداتهم وقراهم فيمارسون رياضة المشي في الطبيعة وهواية الصيد ولقاء أصدقاء ومقربين في أجواء عائلية.

عاد عدد كبير من الطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في جامعات أوروبية غربية وشرقية إلى لبنان على خلفية عدم قدرة ذويهم على تحويل الأموال لهم لدفع اقساطهم ومصاريف اقامتهم ومنهم من كان على وشك إنهاء دراسته والتخرج.

أسرار اللواء

لمس متابعون لملف التأليف، أن تياراً موالياً، يسعى لإنتزاع ثلث وزاري معطّل من حكومة الـ18!

تتابع جهات حزبية، بعيداً عن الأضواء، قضية سياسية - أمنية، ناشئة في دولة شهدت إشكالات مماثلة في فترات سابقة.

خفايا نداء الوطن

قال وزير حالي إنّ زميله غازي وزني "شاهد ما شفش حاجة" وانه بهدل نفسه اكثر من مرة بتراجعات في مجلس الوزراء وان مغادرة شركة "ألفاريز" مثال اضافي عن جهله بما يجري ويحاك.

استغربت أوساط نيابية عدم القيام بالرقابة والتدقيق في كلفة اجراء فحوص الـ PCR التي تسدد بالدولار في الخارج للقادمين الى لبنان، متسائلة عن الجهات التي تستفيد من الفارق بسعر الصرف بعد خفض تعرفتها من قبل وزارة الصحة.

رغم التنافس الحاد بين "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية" إلا أنّ هناك تنسيقاً مستمراً بين التكتلين في ما خص مسألة طرح قانون الانتخاب، وهناك نائبان من الجانبين يتوليان تنسيق الموقف اعتراضاً على الطرح.

البناء

خفايا

توقعت مصادر مالية مزيداً من تدهور الصورة الداخلية والخارجية للوضع المصرفي والمالي مع إعلان وقف التدقيق المالي الجنائي بما سينعكس انهياراً في سعر الصرف وإضعافاً لموقع لبنان التفاوضي في أي مرحلة مقبلة سواء مع صندوق النقد الدولي أو مع الدائنين الخارجيين.

كواليس

قالت مصادر روسيّة إعلاميّة إن الوضع في القوقاز في الحساب الروسي أكبر من ناغورني قره باغ؛ فهو يعني الهوية السياسية للحكم في أرمينيا وأذربيجان وهي هوية معادية لروسيا وثمة استحالة للاستقرار من دون تغييرات جذرية داخلية في الدولتين للتأقلم مع الحضور الروسي في المنطقة والمدى الأبعد حولها.

الجمهورية

نقل عن مسؤول كبير قوله: إن تأخير الحكومة مرده الى أن بعض أطراف التأليف لم يتعلموا بعد من تجاربهم الفاشلة.

يجري البحث في إمكان عقد إجتماع حكومة تصريف الاعمال بعدما تبين أن والدة الحكومة العتيدة متعثر تأليفها وبسبب الملفات الداهمة.

تجري حرب شعواء من وزير سابق على أحد الوزراء الحاليين الذي كشف وجود فساد في وزارة سلفه.

الأنبـاء

ارتباك في التفسير

لوحظ حصول ارتباك في تفسير بند من قرار صدر عن رئيس تيار تناول شؤوناً تنظيمية.

حائط مسدود

تعترف لجنة رسمية تتولى ملفاً أساسياً يطال كل المواطنين دون استثناء بوصولها إلى شبه حائط مسدود في ما يمكن فعله في هذا الملف.

 

ذكرى الاستقلال في لبنان تمر بلا احتفالات

الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

يحيي لبنان غداً (الأحد)، ذكرى الاستقلال بلا احتفالات، وسط ضبابية تحيط بجهود تأليف الحكومة العتيدة التي لم تُشكل منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) المنصرم.

ويمثل العجز عن تأليف حكومة جديدة، بعد شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، واحدة من أبرز الأزمات التي تعصف بالمشهد اللبناني، بالنظر إلى أن تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية، يحتاج حله إلى حكومة تلبي تطلعات المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات، ما يتيح للمجتمع الدولي تقديم المساعدات إلى لبنان. وأثارت المراوحة والمطالب المستجدة والعقبات، استياء عاماً في الأوساط السياسية، عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بجملة مقتضبة قال فيها: «بدأ الاستقلال بحكومة»، في إشارة إلى أول حكومة تم تشكيلها عقب حصول لبنان على استقلاله في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943. متسائلاً: «فأين نحن؟!»، في إشارة إلى العجز عن تأليف حكومة فاعلة الآن. وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، أن «وضعنا غير طبيعي في لبنان والبرهان أنهم لا يستطيعون تأليف حكومة بعد عام من التخبط». وذكّر الراعي «بأننا مررنا بثورة واستقالة حكومة ثم وباء كورونا، بعدها حكومة حسان دياب، ولم تكن مقبولة داخلياً ولا خارجياً فاستقالت. بعدها السفير مصطفى أديب لم يتمكن من تأليف حكومة فاعتذر، وجاء الرئيس سعد الحريري ولم يتمكن أيضاً، في وقت تهدم نصف بيروت ووقع الضحايا والدولة بدت غير معنية إلا بالتناحر على الحقائب والحصص، وكأننا نعيش في عالم آخر». وقال الراعي: «ليس السبب الداخل فقط إنما ارتباطات خارجية، ما دفعنا إلى السؤال في عظة الأحد الماضي: هل نحن أمام عملية إسقاط لبنان بعد 100 عام على ولادة لبنان الكبير؟» واستنكر طريقة العمل السياسي القائمة في لبنان «استنكاراً شاملاً وكاملاً ولا نستثني أحداً»، مضيفاً: «كلهم مسؤولون عنه. لم يبدِ أحد الاستعداد للتضحية بمصالحه، في وقت طار كل البلد». وهاجم السياسيين قائلاً: «نهبتم الدولة وأمّنتم أموالكم، لا تدركون ما هو الجوع والبطالة لأنكم لا تعملون، تقبضون من دول عمل». من جهته، عبّر المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك عن استهجانه «للمماطلة في تأليف الحكومة، في حين أن الطلاق والهوة تزدادان بين شعب يُذَلّ على أبواب المصارف والمستشفيات والصيدليات والمدارس وقوى سياسية تتصارع على المحاصصة وترفض التنازلات والانفتاح والتعاون مع الدول والمؤسسات الداعمة للبنان، عبر السير في المبادرة الفرنسية واختيار اختصاصيين كفوئين ونزيهين يخضعون لحساب الضمير قبل أي معيار آخر من التبعية، في وقت يزداد خطر الانهيار الكامل، ويعاقب الشعب اللبناني بفعل عدم محاسبة أداء المسؤولين خلال السنوات الماضية». وفيما أُلغيت الاحتفالات بالاستقلال بسبب فيروس «كورونا»، يوجه رئيس الجمهورية ميشال عون مساء اليوم (السبت)، رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال، وذلك عبر وسائل الإعلام، ويتناول فيها التطورات الراهنة في ضوء المستجدات الأخيرة. وفي الذكرى الـ77 للاستقلال، وجّه قائد الجيش العماد جوزف عون «أمر اليوم» للعسكريين، أكد فيه أن «المؤسسة العسكرية تخوض اليوم، بدعم رسمي وشعبي، معركة ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي»، مشدداً على «أنه لا تفريط بالسيادة الوطنية»، ومطمئناً إلى أنه «لا تساهل مع العابثين بالسلم الأهلي». ودعا العسكريين ليكونوا «على يقظة وجهوزية تامة في مواجهة أعداء لبنان، فالعدو الإسرائيلي لا يتورع عن إطلاق التهديدات بالاعتداء على أرضنا، ونيّاته العدوانية تجاهنا لم تتوقف، وخلايا الإرهاب التي لم تكفّ عن التخطيط للعبث باستقرارنا الداخلي». وقال: «الرهان عليكم في مواجهة هذه الأخطار ووأد الفتن، فلا تهاون مع العابثين بأمن الوطن واستقراره ولا تساهل مع من يحاول المس بالمصلحة الوطنية العليا، والعبث بالسلم الأهلي».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“قوى الأمن”: بلّغوا عن السجناء الفارين

وطنية/21 تشرين الثاني/2020

أعلنت المديرية العـامة لقـوى الأمـن الداخلي – شعبة العلاقات العامة في بلاغ، انه “صباح السبت 21-11-2020 أقدم 69 سجيناً على الفرار من نظارة مخفر قصر عدل بعبدا. وتم توقيف 15 منهم، فيما سلّم 4 أنفسهم. كذلك وقع حادث سير في محلّة بولفار كميل شمعون – الحدت، حيث اصطدمت سيّارة من نوع “داسيا” لون أبيض عمومية، بشجرة، –تبيّن ان عدداً من السجناء الفارّين كان على متنها بعد سلبها من سائقها- أدّى إلى وفاة خمسة وجرح واحد، تتم معالجته في أحد المستشفيات.

 

النهار: التدقيق الجنائي "انسحب" ومفاوضات الترسيم مهددة

النهار/السبت 21 تشرين الثاني 2020

أيا يكن مضمون التوجهات والمواقف التي ستتضمنها الكلمة التي سيوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون مساء اليوم الى اللبنانيين عشية احياء ذكرى الاستقلال فهي لن تحجب او تقوى على التخفيف من الوقع الصادم للواقع الذي بلغه لبنان في الشهر الأول من السنة الخامسة من عهده حتى لو لم يكن وحده مسؤولا عن الواقع الانهياري. فالواقع السيادي على أولويته الأساسية التي تبرز في هذه المناسبة الوطنية التي سيغيب عنها العرض العسكري التقليدي، كما سيغيب الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا، يبدو مهمشا امام تصاعد الازمات المتناسلة في حين كاد اللبنانيون في يوميات الازمات من كورونا الى الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ينسون ان لبنان يرزح تحت وطأة استحقاق عالق مأزوم لتأليف حكومة جديدة أصيب مسارها تأليفها أيضا بالشلل التام. وإذ انكشفت مع الأيام الأخيرة المتاريس السياسية التي سقطت عملية تأليف الحكومة في ساحتها، تصاعدت المخاوف من ان تشكل مؤشرات الانسداد الداخلي مسببات جديدة لعزلة خارجية خانقة لن يحتملها لبنان وستودي به الى مصير اشد قتامة. هذه المخاوف تعززت في الساعات الأخيرة بمجموعة مؤشرات كان اشدها اثارة للصدمة انهاء شركة "الفاريز ومارسال" للتدقيق الجنائي اتفاقها مع وزارة المال اللبنانية للتدقيق في حسابات مصرف لبنان في ما يعتبر سحبا للثقة بالدولة اللبنانية ونهاية للتدقيق الجنائي. ولعل هذه التطورات وفرت صدقية كبيرة للهجوم الجديد البالغ الحدة الذي شنه امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الدولة والسياسيين من دون استثناء امام مجموعات سيادية من الانتفاضة عشية ذكرى الاستقلال. وقد اعتبر الراعي ان "الدولة لا تبدو معنية الا بالتناحر على الحقائب والحصص وكأننا نعيش في عالم آخر". وقال "ألوم السياسيين لانهم بدل بناء الدولة يعملون على هدمها وهذا ما لن نقبله. فما هذا العمل السياسي؟ نحن نستنكره استنكارا شاملا وكاملا ولا نستثني أحدا. كلهم مسؤولون ولم يبد احد الاستعداد للتضحية بمصالحه في وقت طار كل البلد". وبلغ هجومه الذروة بقوله: "نهبتم الدولة وأمنتم اموالكم ولا تدركون ما هو الجوع والبطالة لانكم تقبضون من دون عمل فكيف سيقبل ذلك الشعب؟". وليس بعيدا من هذا الموقف البطريركي عكس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش تصاعد أجواء الادانة الدولية للتأخير الحاصل في تشكيل الحكومة وذلك عقب كشف كوبيتش عن اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان عقدته امس في بيروت دون إيضاح تفاصيله. وقال كوبيتش ان الاجتماع "بحث بقلق بالغ تفاقم الازمة المتشعبة في لبنان كما استنكر عدم إحراز تقدم في تشكيل الحكومة وعدم وجود إجراءات أكثر تصميما من قبل مؤسسات الدولة والمؤسسات المالية ". وأضاف بسؤال لاذع  " لم يبدو ان الأجانب يهتمون بعافية ومصير لبنان وشعبه وأنهم قلقون لغياب الإجراءات والمماطلة اكثر من النخب السياسية في البلد؟".

صدمة الانسحاب

في غضون ذلك شكل انسحاب شركة "الفاريز ومارسال" من الاتفاق الموقع مع وزارة المال للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان صدمة مفاجئة بعدما كان اتفق بين الشركة ووزارة المال على تمديد مهلة تسليم المستندات والوثائق المطلوبة من مصرف لبنان لفترة ثلاثة اشهر وهو امر عدته أوساط معنية بانه مؤشر فضائحي جديد على انهيار الثقة الخارجية الديبلوماسية والمالية بالدولة أيا تكن تبريرات الدولة لما حصل. وكان عقد إجتماع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني والوزير السابق سليم جريصاتي، أعلم وزني خلاله الرئيس عون أنه تلقى كتاباً من شركة "ألفاريز ومارسال" بإنهاء الاتفاق بالنظر "لعدم حصول الشركة على المعلومات والمستندات المطلوبة للمباشرة بتنفيذ مهمتها، وعدم تيقنها من التوصل إلى هكذا معلومات حتى ولو أعطيت لها فترة ثلاثة أشهر إضافية لتسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان". وقالت مصادر مصرفية متابعة للملف ان مصرف لبنان سلم كل حسابات البنك المركزي الى شركة التدقيق كما انه طلب من الادارات والوزارات، وبموجب كتاب موجه الى وزير المال، السماح برفع السرية المصرفية عن حساباتها، ولتاريخه لم يأت الرد من أي من الوزارات او الادارات على طلب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وإعتبرت المصادر انه ولو كانت نية ألفاريز ومارسال الحقيقية هي إنجاز مهمتها بالطريقة الصحيحة لكانت وقعت العقد مباشرة مع مصرف لبنان الذي يتمتع بإستقلالية يصونها قانون النقد والتسليف، كما ان العقد الموقع مع الشركة نص على أن عملها سيكون ضمن القوانين اللبنانية المرعية الاجراء وقد سبق ان اكدت من خلال مضمون العقود انها قادرة على العمل ضمن هذه القوانين وإنجاز مهمتها، لتعود وتبرر إنسحابها من العقد بعد الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة نتيجة القيود والقوانين اللبنانية. وعلم ان اتصالات أجريت لعقد اجتماع مع ممثل الشركة لكنها لم تحسم بعد علما ان الاجتماع كان سيضم رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير المال والوزير السابق جريصاتي وممثل الشركة. والهدف من الاجتماع الذي سعى الرئيس عون الى عقده محاولة اقناع الشركة بعدم الخروج من الاتفاق. ولاحقا دارت الاسئلة عن ملكية المستندات التي حصلت عليها الشركة وحقوق التصرف بها.

إسرائيل والمفاوضات

ولم تقف سلسلة المفاجآت عند انسحاب شركة التدقيق بل اتسعت لتشمل تهديدا إسرائيليا باحتمال توقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل علما ان هذا التطور بدا استكمالا للمعطيات التي رافقت جولة الناقورة الأخيرة حول تصاعد الهوة بين الفريقين المفاوضين اللبناني والإسرائيلي حول المساحة التي تعود للبنان. واتهم وزير الطاقة الإسرائيلي يوفان شتاينتس امس لبنان بانه بدل مواقفه سبع مرات في شان ترسيم الحدود البحرية بين البلدين محذرا من "احتمال ان تصل المحادثات الى طريق مسدود وعرقلة مشاريع التنقيب عن محروقات في عرض البحر" . وإذ دعا الى "التزام مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما اودعته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة " حذر من ان "أي انحراف عن ذلك سيؤدي الى طريق مسدود ". ورد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على وزير الطاقة الإسرائيلي نافيا المزاعم التي اطلقها عن تبديل مواقف لبنان واكد ان موقف لبنان ثابت في ما خَص المفاوضات غير المباشرة في موضوع الترسيم البحري وفقا للتوجهات التي أعطاها رئيس الجمهورية الى الوفد اللبناني المفاوض لا سيما لجهة ممارسة حقه السيادي .

 

حمادة : المبادرة الفرنسية غير واقعية.. والعهد إنتهى!

جنوبية/21 تشرين الثاني/2020

يقرأ النائب والوزير السابق مروان حمادة المشهد السياسي اللبناني بعقل بارد كونه خارج المنظومة السياسية الحالية وبقلب يزداد سخونة وخوفا على مصير لبنان واللبنانيين في ظل “صمت القبور” الذي يصيب المسؤولين السياسيين تجاه ما يحصل، والشلل الذي يحكم مسيرة تشكيل الحكومة مما يضع البلاد والعباد أمام مصير محتم وهو الموت البطيء الذي “نسير إليه بأرجلنا من دون أن يحرك أيا من المعنيين ساكنا للإنقاذ. أمام الواقع الذي نعيشه لا يتوانى حمادة عن تسمية الامور بأسمائها ومن دون كفوف، فهو يلوم “المبادرة الفرنسية في أساسها لأنها إعتقدت أن مسايرة إيران لأغراض فرنسية ستعود عليها بمنافع لبنانية وإذا بالرهان يبدو خاسرا من الجهتين”، معتبرا أن “الدبلوماسية الفرنسية بحد ذاتها لم تكن واقعية في تقدير فعاليتها في التأثير على الوضع اللبناني أو الوضع الاقليمي لأن مصير لبنان معلق إلى حد بعيد بما يحصل في الاقليم”. ويضيف :”نصف السياسيين اللبنانيين الذين كانوا في إجتماع قصر الصنوبر كذبوا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفي مقدمتهم الحاكمون فعليا للبنان، أما النصف الثاني فغير قادر وخائف من التعبير عن مشاعره الحقيقية وهواجسه الفعلية”. والسؤال هنا، كيف يرى العقوبات الاميركية على معرقلي تشكيل الحكومة، هل ساعدت المبادرة الفرنسية أم وضعت المزيد من العوائق في طريقها؟، يجيب حمادة:” لو كان الوضع اللبناني أكثر تماسكا وأقل إهتراءا لما كانت العقوبات الاميركية أثرت إلى هذا القدر، لكانت طالت من طالته من إستحق أو من لم يستحق، أما أن يطال مفعول العقوبات كامل الحركة اللبنانية فهذا الدلالة على أن الرهان على فرنسا كان في حد واسع منه مبالغا فيه وتناسى السمعة السيئة التي إكتسبها لبنان منذ سنوات بفعل حزب الله والذي تعاظم سوء هذه السمعة السيئة خلال العهد العوني”. ماذا على الرئيس المكلف سعد الحريري أن يفعل اذا؟ يجيب:” أنتظر من سعد الحريري وغير سعد الحريري الخروج على اللبنانيين بمواقف جديدة لأن الصمت المطبق يشبه صمت القبور، لاأسمع تعليقا مفيدا ولا مبادرة خلاقة ولا تقييما جريئا بل سكوت عام وكأنه ذهول أمام الموت والموت هو موت اللبنانيين والشعب ولبنان الدولة والاستقلال وكل ما كنا نتباهى به كبلد”.

يعتبر حمادة أن “عهد ميشال عون لم يفشل بل انتهى، ومنذ اللحظة الأولى كنت أتنبأ له بذلك وصوتت ضد هذا العهد لأني كنت أقرأ الموقف، هؤلاء الاشخاص لا يستطيعون قيادة لبنان. هذا النوع منافي لطبيعة لبنان في عقله وتصرفه وأخلاقه ولكن ما يذهلني هو السكوت عنه”. ويسأل:” إلى متى يبقى الشعب اللبناني وزعماء لبنان (الفاسد منهم وغير الفاسد) ساكتين على واقع الموت وكيف لم أسمع بعد مطالبة حقيقية وجدية ويتبعها فعل بتنحية ميشال عون، ماذا ينتظر اللبنانيون كي ينزلوا إلى الشارع وماذا ينتظر القادة السياسيون للمطالبة بتقصير ولاية عون ولو إعترض على ذلك حزب الله، هناك رؤساء كانوا أقل ضررا منه وتمت المطالبة بإقالتهم” .أفق مسدود لا يرى حمادة “شيئا في الافق سوى إستمرار لعبة عض الاصابع، فيما الجمهور اللبناني يصرخ وجعا من الحالة الاقتصادية والاجتماعية وحتما لم نر في تاريخ لبنان سلطة أقل وعيا وأكثر حماقة وأفظع جهلا مما تتحكم بنا منذ أربع سنوات ونيف، والتي قبضت على مصير البلاد من خلال سلاح حزب الله وأطماع جبران باسيل والعقل المحدود لمن يتحكم بالاكثرية السياسية في لبنان”. في المقابل يعتبر حمادة أن “إحجام الطبقة السياسية عن القيام بأي فعل للإنقاذ ليس لأنهم “مرتاحين على وضعهم” بل لأن الشلل تسلل إلى العقول وضرب الارادات وقضى على كل مخيلة سياسية إيجابية وخلاقة”. يضيف:”أنا مسرور أني إبتعدت عن هذا الجو الذي لم أعد أرى فيه أي بارقة أمل لمستقبل لبناني أو حتى إنتشال لبنان من الموت المؤسساتي المحتم”، مشيرا إلى أنه “عندما ينظر إلى عمل الحكومة المستقيلة والجهود لتشكيل حكومة جديدة وعمل اللجان النيابية والمزايدات التي تنتابها والدرك المنحدر الذي توصلت إليه السلطات الامنية والقضائية والاقتصادية لا يشعر أنه في لبنان وكأن لبنان هجر نفسه وكأن اللبنانيين ولو مقيمين فيه هاجروا عقلا وجسد”. ويختم:”البلد مات ولا حاجة للتجول خلال ساعات عدم التجول للشعور بأن البلد توقف عن التنفس وقلبه توقف عن الخفقان”.

 

مصدر في “المركزي”: كل الحسابات سُلمت إلى “ألفاريز”

الجمهورية/21 تشرين الثاني/2020

قال مصدر مسؤول في مصرف لبنان لـ”الجمهورية”: انّ معالجة الوضع والنهوض بلبنان ما زالت ممكنة، وما نستطيع ان نؤكّد عليه هو انّ احتياطي مصرف لبنان لم يصل الى الحدّ الخطر، ولكن في حال وصوله الى هذا الحد الالزامي (17,5 مليار دولار) فسيكون مصرف لبنان مضطراً الى إجراء اعادة نظر في موضوع آلية الدعم”. ولفت المصدر الى انّ هناك ادارة في مصرف لبنان لديها النية في أن تكون هناك شفافية مُطلقة مع المواطن في الفترة المقبلة، ولديها النية في العمل الدؤوب لتجاوز صعوبات المرحلة بطرق مدروسة ومتأنية ترتدّ على الصالح العام، وما يزيد من إمكانات النجاح هو وجود حكومة داعمة، حيث يمكن القيام بكثير من الامور التي تضع البلد على السكة الصحيحة وتخرجه من أزمته. ورداً على سؤال حول التدقيق الجنائي، قال المصدر: خلافاً لكلّ ما يُشاع ويُقال، فإن كلّ حسابات مصرف لبنان قد تمّ تسليمها الى “ألفاريز”.

 

استياء فرنسي عارم من انسحاب "ألفاريز"

نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

نقلت "نداء الوطن" عن مصادر أنّ خبر إعلان شركة "ألفاريز" انسحابها من ملف التدقيق الجنائي في لبنان قوبل "باستياء فرنسي عارم" إزاء أداء السلطات اللبنانية، نظراً لكون هذا الملف يحتل صدارة أولويات الإصلاح الاقتصادي والمالي المطلوب في الورقة الفرنسية، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً كان قد أبدى تشديداً واضحاً على وجوب التدقيق بحسابات مصرف لبنان، وتعمّد إحضار وفد متخصص في هذا المجال معه إلى بيروت لإظهار مدى أهمية التدقيق في عملية إنقاذ الدولة اللبنانية ووقف مسلسل الاستنزاف والانهيار.

 

الحزب”: الضغوطات ستجعل باسيل “يستَنمِر” أكثر!

الجمهورية/21 تشرين الثاني/2020

علمت “الجمهوريّة” انّ بعض المراجع الداخلية لا ترى ما يمنع ان يحصل اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس “تكتل لبنان القوي” جبران باسيل، لكنّ الرئيس المكلّف أبلغ بعض المراجع بأنّه ليس في هذا الوارد. على انّ ما لفتَ الانتباه هو أنّ موقف الحريري هذا مؤيَّد من جهات خارجية، ويقال إنّ بعض هذه الجهات على صِلة بالعقوبات الاميركية التي فُرضت على باسيل. وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل طلبَ صراحة من “حزب الله” أن يؤدي دوراً لتليين موقف باسيل وحَمله على تسهيل مهمة الحريري في تأليف الحكومة. وتشير المعلومات الموثوقة الى “انّ جواب “الحزب” على الطلب الفرنسي جاء بما مفاده: “نحن في سبيل التسريع في تشكيل الحكومة، لسنا على استعداد فقط لكي نسعى مع باسيل، بل لكي نسعى أيضاً مع الحريري، مع الاشارة الى انّ الحريري لم يَحكِ معنا حتى الآن ولسنا على اطّلاع على ما يقوم به”. وأضاف الجواب: “إنّ طلبكم هذا يجعلنا نلفت الانتباه الى مسألة مهمة جداً، وهي انه اذا كان هناك أحد ما يعتقد انّ العقوبات التي فرضت على النائب باسيل قد أضعفته، او انها قد تضعفه، وأنّ هذا “الأحد” يحاول ان يتناغَم مع هذه العقوبات بمحاولة فَرض طروحات معيّنة وضاغطة على باسيل وخلافاً لإرادته ورغبته، فهو واهِم، ذلك انّ العقوبات في الاساس لم تضعف باسيل، كما انّ الطروحات الضاغطة عليه في هذه الحالة ستجعله “يستَنمِر” أكثر ويتشدّد الى أبعد الحدود”. وخَلص جواب الحزب للاشارة الى دور ضاغط على باسيل ومكمّل للعقوبات عليه تقوم به السفيرة الاميركية في لبنان”. وتؤكّد المعلومات الموثوقة “انّ الموفد الفرنسي حَضر الى بيروت بمهمة محدّدة، تعكس رغبة الايليزيه في تحييد مجموعة وزارات أساسية عن أيدي السياسيين، وفي مقدّمها وزارة الطاقة، وإخراجها من يد “التيار الوطني الحر” نهائياً، حتى انّ الجانب الفرنسي حضر حاملاً اسم شخصية موثوقة من باريس لتولّي وزارة الطاقة”.

 

إدراج لبنان على “لائحة العار”… “الخارجية” توضح!

وكالة الأنباء المركزية/21 تشرين الثاني/2020

استغربت مصادر وزارة الخارجية، الحملة الإلكترونية التي شنت على خلفية  ذكر منظمة Un Watch ، ادراج لبنان على لائحة العار، بسبب عدم تأييده فرض عقوبات على ايران. وقالت لـ”لمزكزية” ان هذه المنظمة غير الحكومية (ngo) صهيونية، مركزها الاساسي في جنيف، وهي ممولة من وزارة خارجية الكيان الصهيوني. وتلعب على الالتباس في الاسم بإدراج كلمة UN في اسمها، فيستفيد البعض المشبوه للترويج لاخبار كاذبة كما حصل اول من امس، عندما نقل احد المواقع  خبرا  ملفقا وكأنه صادر عن الجمعية العامة في الامم المتحدة. وختمت المصادر: من المؤسف ان يتحول البعض في بيروت إلى أبواق صدى لهؤلاء.

 

انزعاجٌ عراقيّ كبير!

"ليبانون ديبايت"/السبت 21 تشرين الثاني 2020       

تبلّغت الجهات اللبنانية الرسمية "انزعاج عراقي كبير" من اسلوب التعامل مع بغداد فيما خص المساعدات، فبداية اسقطت بلاد ما بين النهرين من لائحة الدول التي وجهت لها الدولة اللبنانية الشكر، وثانياً التسبب "العمد" في اإتلاف مساعدات الطحين المقدمة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق.

 

واشنطن مستاءةٌ من بيروت

"ليبانون ديبايت"/السبت 21 تشرين الثاني 2020

عُلِمَ أن أوساطاً أميركية أبلغت جهات سياسية لبنانية استياء واشنطن من مشاركة بيروت في مؤتمر "عودة النازحين" الذي استضافته دمشق مؤخراً، بخاصة وان الحضور اللبناني جاء تحت سقف التمثيل السياسي الرفيع.

 

كيف سيواجه باسيل العقوبات الاميركية؟

المركزية/21 تشرين الثاني/2020

ألغيت الاحتفالات بالاستقلال بسبب فيروس «كورونا، ويوجه رئيس الجمهورية ميشال عون، مساء رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ77 للاستقلال، يتناول فيها التطورات الراهنة. الى ذلك قالت مصادر سياسية لـ"الشرق الأوسط"، إن رئيس الجمهورية ميشال عون «لا يزال يصر على أن يكون له الحق الحصري في اختيار الوزراء المسيحيين، وهذا ما يتعارض مع الصلاحيات التي أناطها الدستور اللبناني برئيس الحكومة المكلف، الذي يجيز له دستورياً التوقيع على المرسوم الخاص بالتوافق مع رئيس الجمهورية. وسألت المصادر: «لماذا اضطر عون للتراجع عن بعض أسماء الوزراء المسيحيين من أهل الاختصاص ومن ذوي الكفاءات بعد أن وافق عليها الحريري؟ وأضافت المصادر أن النائب جبران باسيل «يريد مصادرة التمثيل المسيحي في الحكومة ظناً منه بأنه يحمي نفسه من العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وبالتالي «يريد السيطرة على الثلث المعطل في الحكومة لتمرير رسالة بأن هذه العقوبات لن تؤثر على مستقبله السياسي.

 

الكل متورط في ما آلت اليه عملية البحث عن المال المنهوب، هل خروج الفاريس انذار باقتراب الانهيار؟

المركزية/21 تشرين الثاني/2020

ليس من الصعب اجراء عملية فرز بين لائحتين من السياسيين من اهل السلطة واركان الأكثرية النيابية. واحدة ستحتفل بخروج "الفاريس اند مارسال" من المهمة التي كلفت بها لإجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وانسحابها بقرار من طرف واحد، وتلك التي ستستهجن ما جرى. وبمعزل عن الفشل في عقد اجتماع دعا اليه رئيس الجمهورية في بعبدا من اجل البحث في الظروف التي قادت شركة "الفاريز اند مارسال" الى الانسحاب من المهمة  بحضور ممثلين عنها فإن ذلك عزز من عملية الفرز المقنعة التي حكمت المناقشات حول الملف في الكواليس السياسية والمالية وباتت الصورة اوضح.

فليس صحيحا بحسب مراجع سياسية ومالية مطلعة عبر "المركزية" ان الفرز بني على الشروط القانونية التي حالت دون انطلاق العملية والذي ترجم في الجدل الذي قام بين حاكمية مصرف لبنان والمساندين لها من جهة ورئاسة الجمهورية ووزارة العدل والمؤيدين لهما من جهة ثانية، ذلك ان التوصل الى نقاط مشتركة لم يكن صعبا لو تجاوب المجلس النيابي ورئيسه ومعه وزير المال ولجنة المال والموازنة النيابية باجراء التعديلات المطلوبة على بعض مواد قانوني السرية المصرفية والنقد والتسليف. وكان ذلك ممكنا بدلا من المواجهة التي شهدها المجلس في اعادة احتساب خسائر المصرف المركزي في مواجهة الخطة الحكومية التي قالت بافلاس كامل للبنك المركزي والقطاع المصرفي. على كل حال تعترف الاوساط العليمة بان بلوغ مرحلة التدقيق كان شبه مستحيل. فكل الطرق المؤدية اليه كانت مقفلة منذ ان بدأ البحث باعتماد شركة "كرول" واستبدالها لاحقا بألفاريس،  فالحسابات السياسية كانت اقوى من المالية والمتضررون اكثر بكثير من الباحثين بطرق فاشلة عن المال المنهوب والموهوب. فقد كان واضحا ان البدء بالتدقيق من اي مكان من مؤسسات الدولة والمجالس والصناديق قبل المصرف المركزي، اكثر جدوى وابرزها لو اعتمدت كخطوة اولى انطلاقا من الحسابات المالية العامة والحساب الخاص بها صاحب الرقم 36 في مصرف لبنان ولكن العملية كانت يجب ان تجري على القطعة وليس بشكل شامل. وتضيف المراجع انه لو كان هناك توافق شامل على الخطوة بدلا من وضعها في حسابات الكيدية والنكد السياسي كما تم تصويرها، لانطلقت العملية من اي مكان من كل محطات الانطلاق ما يؤدي الى النهايات المطلوبة بحثا عن المال المنهوب والموهوب وان كان مصرف لبنان النبع الاساسي لكل الحسابات المصرفية والعمومية كما الحسابات الشخصية للافراد والمجموعات التي يمكن ان يستهدفها التدقيق والنتائج المترتبة عليه على كل المستويات المالية والسياسية.

على هذه الخلفيات يبدو واضحا ان مغادرة الفاريس لبنان لم تكن خطوة مستغربة من معظم المراقبين لما يجري في مقاربة الملف المالي من جوانبه القانونية قبل النقدية. وفي الوقت الذي يضحك  البعض في سره مما آلت اليه نهاية عملية التدقيق الجنائي فقد حاول بعض من طرفي المواجهة ان يسجل استغرابه للنهاية  التي الت اليها العملية في مسعى لرفع المسؤولية عنه في ما هم جميعهم تقريبا متورطون بكل ما جرى. فالكثير من الحقائق التي يتجاهلها الطرفان إما صمتا من مستفيد او انه نجاح لمرشد قال ان احدا لم يسمعه في ما يمكن اعتبار آخرين انهم تعرضوا للضغوط ترهيبا او ترغيبا وهي كلها من عناصر الجريمة المرتكبة.

والى هذه المعطيات فقد تبارى خلال الأشهر الأخيرة الخبراء ورجال القانون والدستور في تقديم الاستشارات المؤيدة لهذه الخطوة وتلك في آن معا وهو ما يثبت ان الجريمة ارتكبت بفعل عدد المشتركين فيها وقدرتهم على التلاعب باعصاب الناس ومدخراتهم التي ضاعت في الطريق التي مشاها اللبنانيون بين الفيلة.

 

انفجار المرفأ… تقصير وحماية المسؤولين الحقيقيين!

 وكالة الانباء المركزية/21 تشرين الثاني/2020

يطوي انفجار مرفأ بيروت المشؤوم صفحة المئة وثمانية ايام في ظل عقم غير مقبول على مستوى نتائج التحقيقات لا تشفع به بعض تبريرات المسؤولين السياسيين والامنيين لجهة انعدام الادلّة نظرا لحجم الاضرار التي خلّفها. وعلى رغم مشاركة اكثر من فريق تحقيق دولي في التحقيقات التي انتهى بعضها ويبقى البعض الآخر، لم يتسن للبنانيين المفجوعين معرفة تفصيل صغير في شأن حقيقة من دمر عاصمتهم وقتل ابناءها ويتّم اولادها وجرح سكانها وهجّر قاطنيها. وفي غياب اي بصيص امل بإمكان بروز ما يهدئ روع اهالي الضحايا الذين لم يجدوا سوى الشارع سبيلا لرفع الصوت، تقول اوساط عليمة في المجتمع المدني معنية بمسار الاضرار التي احدثها انفجار المرفأ لـ”المركزية”، ان تقصير الدولة في التحقيق لا يقتصر على مستوى واحد بل يتشعب. وتشير الى ان سقفين وُضعا للتحقيق في الانفجار: افقي وعامودي الامر الذي حّد من امكانية التوسع في التحقيق. فالسقف الافقي يحول دون معرفة من هو مالك الشحنة ومن الممول، بصرف النظر عن ان الانفجار جريمة بحد ذاتها، ارتُكبت بإدخل المتفجرات الى لبنان من دون قرار صادر عن  مجلس الوزراء. فوفق قانون المتفجرات لا يمكن لاي مسؤول اتخاذ قرار ادخال اي نوع من المتفجرات الا بقرار من مجلس الوزراء وفق المادة 17 من قانون المتفجرات. ان الجريمة اذن هي في ادخال المتفجرات الى المرفأ سواء انفجرت ام لم تنفجر، وقد تمادت طوال 6 سنوات اي منذ يوم ادخال الشحنة الى المرفأ. وتؤكد ان على التحقيق ان يكشف هوية مالك المتفجرات والممول. وما دام هذا السقف لم يُخرق ومن دون الكشف عن مالك البضاعة وعن ممول الشحنة يبقى التحقيق ناقصا.

وتضيف: اما السقف العامودي، فيعود الى حصر التحقيق بمستوى الموظفين واستدعائهم كمدعى عليهم وعدم شمول المسؤولين من رؤساء ووزراء. اذ لا يمكن تحديد سقوف وضوابط  للتحقيق في جريمة بهذا الحجم. ان تحقيقا يجري تحت السقفين المشار اليهما ليس مكتمل العناصر، فهو يجهّل الفاعل ويخفي صاحب المسؤولية الفعلية، وللشعب الحق في تجاوز السقف العامودي لمساءلة المسؤول السياسي بغية تحديد المسؤولية العملية في الجريمة. وله الحق ايضا في خرق السقف الافقي لكشف هوية المالك والممول وتحميلهما المسؤولية ومن يقف وراءهما من شركات ودول. وتردف، المصادر، لا بد للتحقيق من خرق السقف العامودي لادراك المستوى السياسي للمسؤولية وتجاوز السقف الافقي لادراك اسماء المالكين والممولين الفعليين للمتفجرات . وتتوقف في السياق، عند قضية الوزيرين السابقين شاهيه برصوميان وعلي عبدالله لتذكر بالقرار الذي صدر عن القضاء بحبسهما. فقد اقر القضاء اللبناني انذاك بأن القضاء العدلي صالح لمحاكمة الوزراء ورؤساء الحكومة اذا لم يضع مجلس النواب يده على الملف جزائيا والادعاء على الاشخاص. لكن، على ما يبدو، ثمة من يعمل على حماية المسؤولين الحقيقين عن انفجار المرفأ، على رغم فظاعته، متجاهلا المئتي قتيل والخمسة الاف جريح والعاصمة النازفة المهدمة، لقطع الطريق على المطالبة بالتعويضات، ذلك ان كل من ساهم في ايصال المتفجرات الى بيروت، مسؤول جزائيا ومدنيا ويعطي المتضررين الحق بمقاضاته امام القضاء والمطالبة بالتعويضات.

 

ساعدونا على باسيل"... هذا ماطلبه المبعوث الفرنسي من حزب الله

الجمهورية/21 تشرين الثاني/2020

علمت "الجمهوريّة" انّ بعض المراجع الداخلية لا ترى ما يمنع ان يحصل اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل، لكنّ الرئيس المكلّف أبلغ بعض المراجع بأنّه ليس في هذا الوارد. على انّ ما لفتَ الانتباه هو أنّ موقف الحريري هذا مؤيَّد من جهات خارجية، ويقال إنّ بعض هذه الجهات على صِلة بالعقوبات الاميركية التي فُرضت على باسيل. وبحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل طلبَ صراحة من "حزب الله" أن يؤدي دوراً لتليين موقف باسيل وحَمله على تسهيل مهمة الحريري في تأليف الحكومة. وتشير المعلومات الموثوقة الى "انّ جواب "الحزب" على الطلب الفرنسي جاء بما مفاده: "نحن في سبيل التسريع في تشكيل الحكومة، لسنا على استعداد فقط لكي نسعى مع باسيل، بل لكي نسعى أيضاً مع الحريري، مع الاشارة الى انّ الحريري لم يَحكِ معنا حتى الآن ولسنا على اطّلاع على ما يقوم به". أضاف الجواب: "إنّ طلبكم هذا يجعلنا نلفت الانتباه الى مسألة مهمة جداً، وهي انه اذا كان هناك أحد ما يعتقد انّ العقوبات التي فرضت على النائب باسيل قد أضعفته، او انها قد تضعفه، وأنّ هذا "الأحد" يحاول ان يتناغَم مع هذه العقوبات بمحاولة فَرض طروحات معيّنة وضاغطة على باسيل وخلافاً لإرادته ورغبته، فهو واهِم، ذلك انّ العقوبات في الاساس لم تضعف باسيل، كما انّ الطروحات الضاغطة عليه في هذه الحالة ستجعله "يستَنمِر" أكثر ويتشدّد الى أبعد الحدود". وخَلص جواب الحزب للاشارة الى دور ضاغط على باسيل ومكمّل للعقوبات عليه تقوم به السفيرة الاميركية في لبنان". وتؤكّد المعلومات الموثوقة "انّ الموفد الفرنسي حَضر الى بيروت بمهمة محدّدة، تعكس رغبة الايليزيه في تحييد مجموعة وزارات أساسية عن أيدي السياسيين، وفي مقدّمها وزارة الطاقة، وإخراجها من يد "التيار الوطني الحر" نهائياً، حتى انّ الجانب الفرنسي حضر حاملاً اسم شخصية موثوقة من باريس لتولّي وزارة الطاقة".

 

لبنان في عين العاصفة الأميركية… هل من حرب قريبة؟

 وكالة الانباء المركزية/21 تشرين الثاني/2020

تجتمع معظم القراءات والتحليلات على ان الوقت المتبقّي من رئاسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الممتد حتى 20 كانون الثاني المقبل موعد استلام الرئيس المنتخب جو بايدن مفاتيح البيت الابيض، ستكون حافلة بالتطورات والاحداث، لاسيما بالنسبة للمنطقة. وتسعى ادارة ترامب لاستكمال استراتيجيتها التصعيدية تجاه ايران واماكن تغلغها في عواصم عربية عدة والذهاب بعيداً في ممارسة لعبة الضغوط عليها من اجل اقامة جدار عالٍ بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية لا يمكن للادارة الجديدة تجاوزه. ولن يكون لبنان بمنأى عن هذه الاستراتيجية ما دام خاضعاً لسيطرة احد ابرز اذرعها العسكرية، حزب الله، ما يعني وفق اوساط دبلوماسية غربية تحدّثت لـ”المركزية” بانه سيكون في عين العاصفة الاميركية، سواء عاصفة عسكرية اذا ما اقدم ترامب على توجيه ضربة ضد ايران-وهو ما يروّج منذ ايام بالاستناد الى جملة تغييرات حصلت داخل ادارته وقرارات استراتيجية اتّخذت مثل الانسحاب الاميركي من العراق وافغانستان، او من خلال العقوبات المفروضة على شخصيات حليفة لـ”حزب الله” وقدّمت له الدعم المالي والسياسي او متورّطة بملفات فساد، كان اخر فصولها ادراج ابرز حليف مسيحي للحزب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وفق قانون “ماغنيتسكي”. واكدت الاوساط “ان الخطوط الحمر سقطت وبالتالي كل الاحتمالات واردة، والساحة اللبنانية باتت مكشوفة لشتّى التوقعات، العسكرية او السياسية التصعيدية وحصولها احتمال جدّي، لاسيما خلال الفترة الانتقالية اميركياً. وتكفي مراقبة التغييرات التي اجراها الرئيس ترامب داخل ادارته بتعيين وزير جديد للدفاع، فضلاً عن الزيارة “اللافتة” شكلاً ومضموناً لوزير الخارجية مايك بومبيو الى الجولان المحتل، وهي الاولى من نوعها، لنستنتج ان المنطقة على صفيح ساخن وان ساعة الصفر العسكرية قد لا تكون بعيدة”. اذاً المرحلة الانتقالية في اميركا وفق الاوساط صعبة ودقيقة، وستكون للبنان حصة منها، وبومبيو  سبق واعلن ان بلاده لن تتراجع عن ضغوطها على حزب الله وحلفائه من مختلف الطوائف والمذاهب، وستصعّد وتيرتها بقوة في المرحلة المقبلة، على نحو لن يمكّن إدارة بايدن من تغيير المسار الذي تفرضه إدارة ترامب”. وعليه، اشارت الاوساط الدبلوماسية الى “ان واشنطن لن تسمح بتشكيل حكومة في لبنان تضمّ حزب الله سواء بتمثيل مباشر او غير مباشر، ولن تعترف بهذه الحكومة في حال تشكيلها، وما قالته اخيراً السفيرة دوروثي شيا عن “ان لن يكون هناك اي شيء مجاني بعد اليوم” معناه ان بلادها ستحجب عن لبنان كل اشكال الدعم كما ستمنع اي دولة من تقديم مساعدات اذا شكّلت حكومة غير مطابقة للمواصفات الاميركية والدولية”.اما بشأن العقوبات، فأكدت الاوساط كمّ المعلومات المتداولة في هذا الشأن عن “ان وتيرتها مستمرة وستكون سريعة، وان هنالك لائحة جديدة تضمّ اشخاصاً مقرّبين من قياديين سياسيين محسوبين على العهد المحسوب بدوره على حزب الله”، كما كشفت عن ان رجال اعمال من طوائف مختلفة يعملون في القطاع المصرفي والمالي ضمن لوائح العقوبات ايضا”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

لردع إيران.. واشنطن تنشر قاذفات "B-52" في الشرق الأوسط

العربية.نت، وكالات/21 تشرين الثاني/2020

أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أنها نشرت قاذفات "B-52" في الشرق الأوسط أمس السبت. وأضافت في بيان أن أطقم "B-52" الجوية أنجزت مهمة الانتشار "في مهلة قصيرة" من أجل "ردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها". كما لفتت إلى أن هذه المهمة تساعد أطقم القاذفات في التعرف على المجال الجوي للمنطقة ووظائف التحكم. أتت تلك الخطوة بعد أيام من تداول تقارير إعلامية تفيد بأن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب طلب خلال اجتماع مع كبار مساعديه للأمن القومي خيارات لمهاجمة إيران، فيما وصفتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية بأنها رسالة تهديد من الإدارة الحالية إلى طهران .

وكان مسؤولون أميركيون كشفوا الأسبوع المنصرم بأن ترمب سأل مستشاريه، خلال اجتماع سري كبار المستشارين في اجتماع بالمكتب البيضاوي يوم الخميس الماضي، عما إذا كان لديه خيارات لاستهداف موقع نووي رئيسي في إيران خلال الأسابيع المقبلة، لكنهم أثنوه عن فكرة تنفيذ ضربة عسكرية.ترمب وإيران

كما أوضحوا بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في حينه أن الاجتماع عقد بعد يوم من إعلان المفتشين الدوليين عن زيادة كبيرة في مخزون البلاد من المواد النووية. لكن عددا من كبار المستشارين أثنوا الرئيس الأميركي على ما يبدو عن المضي قدمًا في ضربة عسكرية، بمن فيهم نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، بالإضافة إلى كريستوفر سي ميللر، القائم بأعمال وزير الدفاع. إلى ذلك، حذر الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من أن توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت الإيرانية يمكن أن يتصاعد بسهولة إلى صراع في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترمب. يذكر أن الإدارة الأميركية مارست منذ العام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع غيران، سياسة الضغط القصوى على طهران، معيدة فرض العديد من العقوبات القاسية.

 

ترمب أمام قمة العشرين: كان لي شرف العمل معكم وأتطلع للمزيد

وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين أشاد برئاسة السعودية لقمة العشرين هذا العام

دبي – العربية.نت/21 تشرين الثاني/2020

شارك الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم السبت، في قمة مجموعة العشرين الافتراضية. وقال أحد المشاركين بالقمة، التي ترأستها السعودية، والتي عُقدت عن بُعد، إن ترمب ذكّر بالعمل الذي قام به خلال فترة ولايته على الصعيد الاقتصادي، وفي مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 12 مليون أميركي، توفي منهم نحو 260 ألفاً. وأكّد المصدر لوكالة "فرانس برس" أن ترمب لم يتطرق خلال كلمته للاقتصاد الدولي والتحديات التي تواجهه، أو لمكافحة كورونا على مستوى عالمي. وبحسب مصدر آخر، قال ترمب لقادة الدول والمسؤولين "كان لي شرف العمل معكم وأتطلع إلى العمل معكم في المستقبل ولفترة طويلة". وقد شارك وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين، في الاجتماع، وأشاد لاحقاً برئاسة السعودية لقمة العشرين هذا العام. وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم، فعاليات قمة قادة مجموعة العشرين في حين تطغى جائحة فيروس كورونا على اجتماع قادة الدول لهذا العام. وأتاحت الجائحة، التي أودت بحياة أكثر من 1.37 مليون شخص بشتى بقاع العالم، لمجموعة العشرين فرصة لإثبات كيف يمكن لمثل هذه التجمعات تسهيل التعاون الدولي في وقت الأزمات. وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين حوالي 85% من الناتج الاقتصادي العالمي وثلاثة أرباع التجارة الدولية. وقال الملك سلمان في كلمته الافتتاحية "من واجبنا الارتقاء معاً لمستوى التحدي خلال هذه القمة وأن نطمئن شعوبنا ونبعث فيهم الأمل من خلال إقرار السياسات لمواجهة هذه الأزمة". كما قال العاهل السعودي: "كانت جائحة كوفيد -19 صدمة غير مسبوقة أثرت على العالم بأسره في غضون فترة قصيرة من الزمن، وتسببت في خسائر اقتصادية واجتماعية عالمية". وحث الملك سلمان قادة مجموعة العشرين على تقديم الدعم للدول النامية بطريقة منسقة. وأشاد العاهل السعودي بجهود مجموعة العشرين لضخ أكثر من 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي هذا العام كمحفزات لدعم الشركات والأكثر ضعفا. كما أشاد الملك سلمان بالمجموعة لتقديمها الحماية للأكثر تأثرا بالركود الاقتصادي العالمي، بما يتضمن قرار مجموعة العشرين تعليق مدفوعات الديون لأفقر دول العالم حتى منتصف العام 2021 للسماح لتلك الدول بتركيز إنفاقها على الرعاية الصحية وبرامج التحفيز. وقال الملك سلمان "إنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة وإقرار سياسات اقتصادية واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم".

 

إيران تطالب أذرعها في المنطقة بتجنب التوترات.. مؤقتا

قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني أوصل هذه الرسالة خلال اجتماع في بغداد مع فصائل الحشد الشعبي وساسة عراقيين

بغداد – أسوشييتد برس/21 تشرين الثاني/2020

وجهت إيران حلفاءها في شتى بقاع الشرق الأوسط إلى البقاء في حالة تأهب قصوى وتفادي توترات مع الولايات المتحدة من شأنها أن تمنح إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب سبباً لشن هجمات في الأسابيع الأخيرة له في منصبه، حسبما قال مسؤولون عراقيون لوكالة "أسوشييتد برس". وهذا الطلب وجهه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني خلال اجتماع في بغداد هذا الأسبوع. يذكر أنه في ظل ولاية ترمب، تصاعدت التوترات مع إيران، ووصلت إلى ذروتها بداية العام بالضربة الجوية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قرب مطار بغداد. وشنت إيران هجوماً صاروخياً باليستياً رداً على الضربة القاتلة التي شنت بطائرة مسيرة، كما استهدفت جنودا أميركيين في العراق وأصابت بعضهم. وكان ترمب قرر عام 2018 انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع القوى العالمية، بهدف منع طهران من تطوير أسلحة نووية، وأعاد فرض عقوبات معوقة على إيران، ما أدى إلى شل اقتصادها. ومنذ ذلك الحين، تخلت إيران عن جميع القيود المفروضة على برنامج تخصيب اليورانيوم، رغم محاولة شركاء دوليين آخرين في الاتفاق إنقاذه دون جدوى. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن القادمة عن خططها لإعادة الانضمام أو إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015. بيد أن هناك قلقاً متزايداً بشأن ما قد يفعله ترمب بحق إيران قبل مغادرته منصبه، بما قد يشمل توجيه ضربة محتملة لأعداء الولايات المتحدة بالخارج. وأمس الخميس، حذر مستشار المرشد الإيراني في مقابلة مع "أسوشييتد برس" من أن أي هجوم أميركي على إيران يمكن أن يؤدي إلى "حرب شاملة" في المنطقة. وقال حسين دهقان الذي خدم في الحرس الثوري الإيراني قبل أن يصبح وزيراً للدفاع في عهد الرئيس حسن روحاني: "نحن لا نرحب بالحرب. لا نؤيد البدء بالحرب". ولا يبدو أن القلق متجذر في أي شيء ملموس، لاسيما أن ترمب أمر في الواقع بإكمال سحب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان بحلول منتصف يناير. وأثارت إقالة ترمب لوزير الدفاع مارك إسبر بعد يومين من الانتخابات موجة من التكهنات حول ما إذا كان الأمر مرتبطاً بخطة أوسع لتوجيه ضربة في الخارج. ويعتبر العراق، حيث بدأت المنافسة بين الولايات المتحدة وإيران، ساحة محتملة. فقد دفعت الهجمات المتكررة على السفارة الأميركية في بغداد في الشهور الأخيرة إدارة ترمب للتهديد بإغلاق البعثة، في خطوة أثارت أزمة دبلوماسية وأدى التراسل في كواليس القنوات الدبلوماسية لهدنة غير رسمية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الأميركية. وقبل شهرين من تولي إدارة بايدن، أوصل الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس طلب طهران خلال اجتماع مع فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران والساسة في بغداد هذا الأسبوع، وفقاً لسياسيين عراقيين بارزين حضرا الاجتماع. وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" عن السياسيين العراقيين كانت "توقفوا لتجنب منح ترمب فرصة البدء في جولة واحدة بواحدة جديدة من العنف". كما قال للميليشيات العراقية "تحلوا بالهدوء وأوقفوا الهجمات في الوقت الحالي ضد التواجد الأميركي في العراق". ولو حصل هجوم أميركي على حلفاء إيران فسيكون رد طهران "متماشياً مع نوع الضربة"، وفقاً لما نقله أحد السياسيين العراقيين عن قاآني. وأكد مسؤول في الحكومة العراقية أيضاً اجتماع قاآني بفصائل مدعومة من إيران في العراق هذا الأسبوع.

في الوقت نفسه في لبنان، نصح حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله الأنصار والحلفاء بضرورة التحلي بالحذر خلال الأسابيع المتبقية لترمب في الرئاسة. وقال نصر الله في تصريحات متلفزة في بداية الشهر الجاري إنهم جميعاً يجب أن يتحلوا بالحذر في الشهرين المقبلين ليمرا بسلام، لكنه حث أنصاره على الاستعداد لمواجهة أي خطر، وعلى الرد إن قامت الولايات المتحدة أو إسرائيل بهجوم. لكن بعد ساعات فقط من إيصال قاآني رسالة إيران في بغداد، وبينما كان لا يزال في العراق، أطلِق وابل من صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية، لتهبط على بعد أمتار قليلة من السفارة الأميركية. وتسبب بعض الصواريخ التي سقطت خارج المنطقة الخضراء في مقتل طفل وإصابة خمسة مدنيين يمكن أن يشير الهجوم - المناقض لتعليمات تجنب التصعيد - لخلاف محتمل في صفوف قادة الميليشيات أو خطة متعمدة من الفصائل لإرسال رسائل مختلطة وإبقاء نواياها غامضة.

ويُعتقد أن ميليشيا غير معروفة إلى حد كبير باسم "أصحاب الكهف" وعلى صلة بكتائب حزب الله العراقية، هي التي شنت الهجوم الصاروخي بعد إعلانها مسؤوليتها عنه. من جانبها، نفت كتائب حزب الله إطلاقها الصواريخ، وزعمت أن هدنة بدأت في أكتوبر ما زالت سارية.

وناقض قيس الخزعلي، قائد ميليشيات عصائب أهل الحق النافذة المتحالفة مع إيران، ذلك الزعم قائلاً في مقابلة متلفزة الخميس إن الهدنة قد انتهت.

 

سعي أرميني لتعزيز التعاون العسكري مع روسيا بعد هزيمة كاراباخ/وزير الدفاع الروسي من يريفان: بالنسبة لنا الأمر الأساسي هو منع إراقة الدماء

يريفان – فرانس برس/21 تشرين الثاني/2020

دعا رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، اليوم السبت، إلى تعزيز التعاون العسكري مع روسيا، بعد الهزيمة العسكرية لبلاده في النزاع حول إقليم ناغورنو كاراباخ أمام أذربيجان. وصرّح باشينيان أثناء لقاء في يريفان مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وفق ما نقل عنه مكتبه الإعلامي: "نأمل في أن نتمكن من تعزيز التعاون مع روسيا ليس فقط في المجال الأمني، لكن أيضاً في المجالين العسكري والتقني". وأضاف: "بالطبع كان هناك لحظات صعبة في الحرب، لكن الوضع اليوم أصعب بكثير ووقّعت أرمينيا وأذربيجان في التاسع من نوفمبر برعاية روسية اتفاقاً على وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ بعد ستة أسابيع من المعارك العنيفة في هذه الجمهورية المعلنة من جانب واحد، يكرّس انتصارات ميدانية لأذربيجان. وتستعيد هذه الأخيرة بموجب الاتفاق، مناطق كانت خارجة عن سيطرتها منذ ثلاثة عقود. ويكرّس هذا الاتفاق الذي ينصّ على نشر حوالي ألفي جندي روسي لحفظ السلام في ناغورنو كاراباخ هزيمة أرمينيا، لكنه يسمح بالحفاظ على المنطقة الجبلية الانفصالية التي تتنازع عليها باكو ويريفان منذ عقود. وأكد شويغو الذي توجّه السبت إلى العاصمة الأرمينية برفقة وفد روسي كبير يضمّ خاصةً وزير الخارجية سيرغي لافروف، أنه "بالنسبة لنا، الأمر الأساسي هو منع إراقة الدماء". وتأتي هذه الزيارة غداة استعادة أذربيجان السيطرة على منطقة أغدام التي تنازل عنها انفصاليو ناغورنو كاراباخ الأرمن بموجب اتفاق السلام. وهذه المنطقة هو جزء من الدرع الأمنية الذي شكله الانفصاليون حول الإقليم. وأغدام هي أولى ثلاث مناطق تُسلم إلى أذربيجان بعدما سيطرت عليها القوات الأرمنية منذ ثلاثين عاماً في نهاية الحرب التي جرت في تسعينيات القرن الماضي وخلفت 30 ألف قتيل ومئات آلاف النازحين. في أرمينيا، لا يزال اتفاق إنهاء الأعمال القتالية يثير غضب جزء من المعارضة التي تتهم نيكول باشينيان بـ"الخيانة" وتطالب باستقالته. ويرفض هذا الأخير مغادرة منصبه إلا أنه قام الجمعة بتغيير وزيرين بينهما وزير الدفاع بعد بضعة أيام من إقالة وزير الخارجية.

 

توقيع اتفاقية بين مركز دبي المالي العالمي وأكبر مصرف إسرائيلي

 روسيا اليوم/21 تشرين الثاني/2020

أعلن مركز دبي المالي العالمي اليوم السبت عن توقيعه اتفاقية مع بنك هبوعليم، وهو أكبر مصرف في إسرائيل. وأكد المكتب الإعلامي لحكومة دبي في بيان له أن الاتفاقية المبرمة مع البنك الإسرائيلي الذي يعمل في مجال الخدمات المصرفية للشركات والأفراد تهدف إلى “اكتشاف والاستفادة من مجموعة واسعة من الفرص ذات المنفعة المتبادلة”، موضحا أن هذه الاتفاقية ستتيح لمركز دبي المالي العالمي “زيادة تأثيره الإيجابي في تعزيز فرص نمو الاقتصاد الإماراتي، فضلا عن زيادة مساهمة قطاعي التمويل والابتكار فيه”. كما أشار البيان إلى أن الاتفاقية الجديدة التي تتيح لأكبر مصارف إسرائيل إقامة أول حضور إقليمي له خارج بلده “ستدعم رؤية مركز دبي المالي العالمي لقيادة مستقبل القطاع المالي من دبي”. وأكد البيان أن بنك هبوعليم سيصبح جزءا من الشبكة العالمية التي يقيمها المركز المالي مع المصارف والمراكز المالية والهيئات التنظيمية والشركات التي تعمل على “إحداث تغييرات إيجابية في القطاعين المالي والتكنولوجي بتبني أعلى المعايير القانونية والتنظيمية والتشغيلية”. وأبدى البيان قناعة مركز دبي المالي العالمي وبنك هبوعليم بأهمية تبادل المعرفة واستضافة الوفود وتعزيز إقامة فعاليات الأعمال ذات الصلة، مؤكدا أن خبراء الاستثمار والتكنولوجيا المالية من المصرف الإسرائيلي سيُدعون إلى المشاركة في فعاليات حصرية مثل يوم المستثمر المرتقب الذي ينظمه برنامج “فينتك هايف” التابع لمركز دبي المالي. وأعرب الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عارف أميري، عن أمل المركز في أن تتيح الاتفاقية الجديدة “فرصة مثالية مشتركة لتسريع أجندة مستقبل القطاع المالي وتحفيز الابتكار”، فيما وصف الرئيس التنفيذي في بنك هبوعليم، دوف كوتلر، الاتفاقية بأنها “علامة بارزة”، قائلا: “إنه لشرف كبير أن نكون أول بنك إسرائيلي يبني هذا الجسر المهم للابتكار”.

 

هل ينفجر كباش ترامب-بايدن في الشرق الأوسط؟

المركزية/21 تشرين الثاني/2020

لم يكن أحد من المراقبين، لا سيما أصحاب النظرة الواقعية إلى التبدلات السريعة في المنطقة والعالم، يتوقع من الرئيس الأميركي الأكثر إثارة للجدل دونالد ترامب أن يتقبل بسهولة خسارته في الانتخابات الرئاسية في مواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن. لكن أحدا لا يشك في المقابل في أن مرحلة الشهرين الفاصلين عن تسلم بايدن مهامه رسميا، قد تكون حافلة بالأحداث الكبيرة،  خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، حيث الحضور الأميركي بارز وفاعل، مع العلم أن مقاربتي الجمهوريين والديموقراطيين لهذا الملف اللاهب تختلفان جذريا. وفي السياق، تلفت المصادر عبر "المركزية" إلى أن من الخطورة بمكان استمرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في إدارة الأذن الصماء إلى أصوات الجمهوريين والديموقراطيين الذين يدعونه إلى الاعتراف بخسارته السباق الرئاسي، ومن بينهم زوجته ميلانيا. إلا أن شبكة CNN  الأميركية المعروفة بمناهضتها لترامب نسبت إلى مصادر مقربة منه كلاما يفيد بأنه على دراية تامة بأنه يعرقل مسار الانتقال السلس للسلطة ردا على تشكيك الديموقراطيين في شرعية انتخابات العام 2016. لكن المصادر عينها تنبه إلى أن هذه النقطة ليست الخطر الوحيد الذي يحوم حول العالم قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض. ذلك أن قبل خروجه، يبدو ترامب حريصا على تنفيذ كل وعوده التي قطعها قبل 4 أعوام، لا سيما في ما يتعلق بالمضي في مواجهة ايران وفرض العقوبات عليها وعلى حلفائها. بدليل أن النائب جبران باسيل استهدف بسلسلة من الاجراءات القاسية، بعد أيام معدودة على الاستحقاق الرئاسي الأميركي. وفي الموازاة، تبدو واشنطن متمسكة بمسار التطبيع بين اسرائيل والدول العربية. وتذكر في هذا الاطار بكلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أن بلاده ستعتبر المواد المستوردة من الضفة الغربية آتية من اسرائيل، في خطوة من شأنها أن تفاقم حدة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، في زمن التطبيع الخليجي مع الكيان العبري. وتشير المصادر إلى أن هذا النوع من التصرفات قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب حلفاء ايران في المنطقة، خصوصا في العراق حيث للميليشيات الشيعية حضورها البارز، مع العلم أن إعلان ترامب انسحاب قواته من العراق أدى إلى هجوم بالصواريخ استهدف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، وفي ذلك رسائل كبيرة إلى بايدن عشية دخوله إلى البيت الأبيض.

 

أفريقيا جبهة المواجهة الجديدة بين فرنسا وتركيا

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

جبهة جديدة فُتحت بين باريس وأنقرة تضاف إلى الملفات الخلافية التي تتواجه فيها العاصمتان بدءاً من سوريا والعراق، وصولاً إلى ليبيا ومياه المتوسط الشرقي، وآخرها ناغورني قره باغ. وإطلاق هذه الجبهة جاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي الذي لم يتردد في توجيه اتهامات إلى تركيا بسبب الدور الذي تلعبه في القارة الأفريقية والذي تعدّه باريس معادياً لها. وفي حديث لمجلة «جون أفريك» الناطقة بالفرنسية والمتخصصة بالشأن الأفريقي، نشره موقع الرئاسة أمس، وجه إيمانويل ماكرون سهامه إلى تركيا وإلى روسيا وبعض القادة الأفارقة كذلك، وقال: «هناك استراتيجيات ناشطة يقودها أحياناً مسؤولون أفارقة، ولكن خصوصاً من فعل قوى خارجية مثل روسيا وتركيا وهي تلعب على حساسيات المرحلة ما بعد الاستعمارية» لغرض تأجيج العداء ضد فرنسا. وأضاف ماكرون: « ليس لنا أن نكون سذجاً، إذ إن الكثيرين ممن يسمعون أصواتهم في وسائل الإعلام أو ينشرون فيديوهات هم من المأجورين ويعملون إما لصالح روسيا وإما لصالح تركيا».

ولمزيد من الوضوح يؤكد ماكرون أن «أنظمة خارجية ومشاريع سياسية - دينية تلجأ إلى استغلال الاستعمار (السابق) وسيلة لاستهداف فرنسا بما في ذلك من الأجيال التي لم تعرف الاستعمار. وأنا أدعو لمواجهة هذه المرحلة من التاريخ من غير عُقد ولكن سعياً للوصول إلى الحقيقة. علينا ألا نخبئ شيئاً وأن نتقدم».

لم يفصح ماكرون عن كثير من التفاصيل. إلا أن مصدراً فرنسياً فنّد «الهجوم» التركي الدبلوماسي، التجاري، الديني والاجتماعي في أفريقيا، ناهيك بالحضور التركي العسكري في ليبيا الذي ترى فيه باريس تهديداً للمصالح الفرنسية الأوروبية وللاستقرار في بلدان شمال أفريقيا وبلدان الساحل الخمسة التي تتمتع فرنسا فيها بحضور تقليدي. وللتدليل على جهود أنقرة، تتعين الإشارة إلى أنها تتمتع اليوم بـ46 سفارة، بينما يسيّر الطيران التركي رحلات إلى 60 مدينة أفريقية. وعاماً بعد عام، تتوالى زيارات الرئيس التركي إلى العواصم الأفريقية. وتجارياً، وصلت قيمة صادرات تركيا للقارة السوداء إلى 16 مليار دولار العام الماضي وهي تساوي 4 أضعاف ما كانت عليه في بداية هذه الألفية. وتعوّل تركيا على المؤتمر السنوي التركي - الأفريقي لتعزيز حضورها، كما تلعب على الوتر الديني الذي ترى فيه باريس تفعيلاً لـ«الإسلام السياسي».

هذه الأسباب مجتمعة تفسّر «هجمة» ماكرون على الدور التركي في أفريقيا. وتشكو باريس حقيقةً من مساعي أنقرة لاستخدام حضورها لاستهداف الوجود الفرنسي كما هو حاصل مثلاً في ساحل العاج. بيد أن أهمية هذا الملف أنه يزيد التوتر بين باريس وأنقرة الذي اندلع منذ قمة الحلف الأطلسي في لندن في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتصاعد خلال الأشهر الماضية على خلفية تنامي الدور التركي في ليبيا وأنشطة أنقرة في المياه اليونانية والقبرصية التي دفعت الاتحاد الأوروبي للتهديد بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على تركيا.

ويُفترض أن يتخذ القادة الأوروبيون قرارهم بهذا الشأن في قمتهم المرتقبة يومي 10 و11 ديسمبر. وفي هذا الخصوص، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أول من أمس، عقب مؤتمر افتراضي للقادة الأوروبيين، إنهم يرغبون في رؤية التطورات في الأسبوعين القادمين قبل النظر في مسألة العقوبات. مضيفة أنه «حصل اتفاق مسبق على مناقشة مسألة تركيا في قمتنا المقبلة المزمع عقدها في 10 ديسمبر، وبالطبع يجب أن نراقب التطورات في هذه الأثناء ونتخذ قراراً بعد ذلك. لا يمكن للمرء أن يقول أي شيء في هذه المرحلة». بيد أنها أردفت بأن «معظم التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن بالشكل الذي كانوا يرغبون في رؤيته». ولم تُخفِ ميركل استمرار الخلافات بين الأوروبيين بشأن العقوبات التي تضغط اليونان وقبرص وفرنسا ودول أخرى لفرضها على تركيا. وسبق للقادة الأوروبيين أن أمهلوا تركيا حتى نهاية العام لتضع حداً لاستفزازاتها وانتهاكاتها للسيادة المائية الأوروبية، وهو ما لم تتوقف عن القيام به وآخر استفزازاتها زيارة إردوغان لمنطقة فاصلة في قبرص وإقامته مهرجاناً فيها ودعوته إلى تكريس وجود كيانين قبرصيين: واحد يوناني عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وآخر تركي لا تعترف به سوى أنقرة.

من جانبه، ندد وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، عقب اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الاتحاد، بالإجراءات التركية التي اتخذتها أنقرة مؤخراً ضد نيقوسيا، معتبراً أنها تنتهك قرارات الأمم المتحدة بشأن الجزيرة المقسمة وتزيد من التوترات. وقال بوريل إن تركيا «تدرك أن سلوكها يوسع الفجوة التي تفصلها عن الاتحاد الأوروبي». وبرأي المسؤول الأوروبي عن السياسة الخارجية، القمة المنتظرة ستقدم «إشارات مهمة» بشأن العلاقة بين بروكسل وأنقرة خصوصاً أن «الوقت ينفد ونحن نقترب من لحظة فاصلة في العلاقات مع تركيا». وتجدر الإشارة إلى أن بوريل كُلف منذ الصيف الماضي بإعداد لائحة بالعقوبات التي يمكن فرضها على تركيا. وكانت باريس أحد الأطراف الرئيسية التي دفعت باتجاه العقوبات. بيد أن عدة دول ما زالت مترددة ومن بينها ألمانيا التي سعت لكسب الوقت.

وتتخوف برلين من لجوء أنقرة إلى ابتزاز الأوروبيين من خلال ورقة اللاجئين أو عبر تعبئة الجالية التركية الموجودة في ألمانيا، وهي الأكبر في أوروبا بينما أطراف أخرى لا تريد الإساءة إلى علاقاتها مع تركيا بوصفها عضواً رئيسياً في الحلف الأطلسي. وكدليل آخر على التصعيد الفرنسي - التركي، فإن باريس تسعى لمنع تركيا من أن يكون لها دور في الإشراف على وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الوساطة الروسية بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني قره باغ. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية أمس، إن باريس تريد إشرافاً دولياً وهي تضغط من أجل «إشراف دولي» على وقفٍ لإطلاق النار، بغية السماح بعودة اللاجئين وتنظيم عودة المقاتلين الأجانب، خصوصاً من سوريا، فضلاً عن بدء محادثات بشأن وضع ناغورنو قرة باغ. وفرنسا عضو في «مجموعة مينسك» الموكل إليها منذ عشرين عاماً السعي لإيجاد حلول لأزمة ناغورني قره باغ، لكن هذه المجموعة كانت عاجزة عن التأثير على مسار الأمور أو التوسط لوضع حد للحرب.

 

واشنطن تمنح العراق إعفاءً جديداً من العقوبات على إيران حتى تنصيب بايدن

بغداد/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

منحت واشنطن العراق إعفاء جديداً من العقوبات التي تستهدف دولاً وكيانات تتعامل مع إيران، لمدة 45 يوماً فقط، أي حتى قبل أيام من تنصيب جو بايدن البيت الأبيض، حسبما صرح مسؤول عراقي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتشكل واردات الغاز والكهرباء الإيرانية حول ثلث استهلاك العراق الذي تراجعت بنيته التحتية منذ سنوات ولم تعد تتمتع بالقدرة أو الصيانة اللازمتين لضمان الاستقلال في مجال الطاقة لسكان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة. ومنذ أن أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران في نهاية 2018. مددت باستمرار المهل الممنوحة لبغداد للعثور على مصادر استيراد أخرى. وعندما تولت حكومة مصطفى الكاظمي السلطة في مايو (أيار) منحت الولايات المتحدة - التي تتنافس مع إيران على النفوذ في العراق - إعفاء لمدة أربعة أشهر. لكن مدة التجديد لم تتكرر. فقد كانت المهلة السابقة محددة بستين يوماً، وهذا التمديد جاء لـ45 يوما فقط لأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «أرادت فرصة أخيرة لإبداء رأيها»، على حد قول المسؤول العراقي. ويخشى كثيرون في العراق اليوم قيام الرئيس المنتهية ولايته بتحرك كبير في اللحظة الأخيرة. والعديد من الخيارات مطروحة على الطاولة، منها ضرب إيران أو حلفائها في العراق أو إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، أو فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد قادة أو مؤسسات موالية لإيران في العراق.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الياس الزغبي لنداء الوطن: بيار أمين الجميل من قماشة قيادية خافوه فاغتالوه

 أجرت الحور: نوال نصر/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

بعد مرور ٥١١٥ يوماً على استشهاد بيار أمين الجميل، يتذكّر الكاتب السياسي الياس الزغبي "أن الشهيد كان أشدّ شخصيات قوى ١٤ آذار حماسةً لانضمامه رسمياً إلى اجتماعات قياداتها منذ أيلول ٢٠٠٥".

ويضيف لجريدة "نداء الوطن":

"كل الذين عاشروا بيار الجميل وتعاملوا معه يُجمعون على الخصال التي تمتع بها وأبرزها: الصدق والعفوية والذكاء. وهو أمر نادر أن تجتمع هذه الخصال الثلاث في شخص واحد. وهذه الصفات تبلورت في الاجتماعات الرسمية الواسعة لقيادات 14 آذار، ما بين البريستول وقريطم والبيال. كان يشدّ الانتباه والاهتمام إلى حيويته في النقاشات وقدرته على تقريب وجهات النظر. وكانت علاقاته مميزة وجيدة ومتوازية فعلاً مع جميع الأطراف. وهو استطاع حينها تخليص حزب الكتائب من الانحرافات الخطيرة التي أقحمته فيها القيادات السابقة وأبرزها كريم بقرادوني، حين جرى جرّ  الحزب للدوران في فلك النظام السوري. وقد نجح الشهيد في اعادة حزب الكتائب الى سياقه اللبناني الوطني التاريخي. وبنى علاقات ممتازة مع الزعماء الثلاثة سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، ومع سائر القوى والشخصيات السيادية الأخرى".

وماذا عن علاقته مع ميشال عون؟ يجيب الزغبي: "كانت هناك نقاط التقاء في البدايات حول النظرة إلى لبنان سرعان ما بددها انحراف "التيار العوني". وكان محور الخلاف الرئيسي والجوهري استراتيجياً في النظرة الى السيادة والكيانية اللبنانية. فالتيار ذهب في اتجاه آخر وانحرف نحو التحالف مع "حزب اللّه" والنظام السوري، في حين حافظ الشهيد بيار على الأداء التاريخي ونقاء المسيرة اللبنانية".

وعن دوافع الاغتيال واختيار الأهداف يقول الياس الزغبي: "معياران لازما الاغتيالات، أولهما النيل ممن هو الأكثر سهولة. وثانيهما، النيل ممن يملك الفعالية والخطورة على الفريق الآخر (٨ آذار) ومحوره".

ويضيف: "لم يكن بيار في فترة من الفترات معززاً بحماية استثنائية وكان يعتبر أن نواياه الطيبة ووضوح سياسته وشفافيته كفيلة بحمايته. فأهمل، من ناحية الشكل، حمايته الشخصية. والدافع الأعمق لاغتياله هو أنه كان قد بدأ يتحول إلى رقم صعب ويُصبح من قماشة القيادات. وبدأ صعوده السياسي يشكل خطراً على قوى 8 آذار لعجزهم عن تحميله وزر حروب ماضية، كما مع سائر القيادات، خصوصاً أنه نجح في التقرب والتحالف مع السنة والدروز ورموز من الشيعة خارج إطار الثنائية الشيعية".

هل ذهب موته سدى؟ وهل التحقيق في موته انتهى؟ يجيب الزغبي: "استشهاد بيار عزز وحدة الدماء بين الطوائف لذا يُدرج استشهاده في خانة "الشهادات الكبرى" من كمال جنبلاط إلى بشير الجميل ورينه معوض فرفيق الحريري. وأغرب ما شاهدناه أن قتلته مكشوفون في النطاق الجغرافي والمناطق التي قصدوها. وبالتالي التحقيق في اغتياله كان يمكن أن يكون من أسهل التحقيقات التي يمكن أن توصل الى نتيجة... ولكن!".

 

سحب التأييد الأميركي والعربي للحريري: لا حكومة

منال زعيتر/اللواء/21 تشرين الثاني/2020

يقف الثنائي الشيعي على ضفة النهر، منتظرا الحكومة او جثتها، الحال سيان، بعد ان امعن الرئيس المكلف سعد الحريري في نسف كل المبادرات والوساطات لتقريب المسافات مع بعبدا وتشكيل الحكومة… وعلى قاعدة ان الضرب في الميت حرام، لم يعد يستسيغ الثنائي التعليق على الملف الحكومي «ما علينا قد قدمناه واكثر وانتهينا.» لا يقدم الثنائي اية اجوبة شافية حول الحكومة او مصيرها او طبيعة المشاورات بين عون والحريري، اقصى ما يمكن سماعه من اكبر مسؤول الى اصغر مسؤول في الثنائي : نحن بانتظار انتهاء المفاوضات والمشاورات بين الرجلين ليبنى على الشيء مقتضاه «الملف الحكومي عالق هناك» ، وللامانة نكتفي بالقول «لا امل بقرب تشكيل الحكومة.» ربما ما لا يريد الثنائي قوله بشكل مباشر  ، يهمس به في الكواليس، ومفاده ان الحريري لم يعد باستطاعته تشكيل اية حكومة ، بعد ان اكدت معلومات  موثوقة ان  اميركا والعرب سحبوا التاييد الذي اعطوه له للعودة مجددا الى السراي الحكومي وباتوا  يبحثون عن رجل اخر لهذه المهمة. وبالتالي، لم يعد امام الحريري من مجال للمناورة بعد ان أُبلغ الفرنسيين رسميا عن هذا التوجه الاميركي المستجد، بالاضافة الى توافر معلومات عن الحاح بعض الاطراف الداخلية والعربية على ترامب وادارته لالغاء الحريري سياسيا من خلال فرض عقوبات عليه.

طبعا، هذا التصعيد لازاحة الحريري عن مشهد التكليف لا يعني قدرة الاميركي او غيره على فرض اي بديل او السعي للبحث عن بديل، بقدر ما هو اقحام لبنان في قلب الفترة الانتقالية بين نهاية ولاية الرئيس الاميركي الحالي  دونالد ترامب وتسلم الرئيس المنتخب جو بايدن، بما تعنيه من اعادة ترتيب وخلط للاوراق في المنطقة، وهنا تبرز تحذيرات دول اوروبية لجهات لبنانية رسمية من امكانية شن اسرائيل عدوان واسع على لبنان وسوريا في الاسابيع المقبلة، بموازاة تكثيف الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية في الداخل من خلال اعلان مصرف لبنان رسميا عن رفع الدعم عن السلع الاساسية كالادوية والمحروقات والقمح والسلة الغذائية. قد لا يستوعب البعض ان الملف الحكومي خرج نهائيا من الدائرة اللبنانية والفرنسية وبات خاضعا بشكل نهائي للعبة الاقليمية ، لا سيما وان المحاولة الذي جاء بها مبعوث الفرنسي باتريك دوريل الى بيروت كانت بمثابة الفرصة الاخيرة … وفي تفاصيلها فان الفرنسيين طرحوا ما يشبه مبادرة انقاذ قوامها عدم عرقلة الحريري لمسألة تسمية عون لوزرائه في الحكومة  مقابل تساهل عون في الوزارات التي يطلبها وفي تسمية ممثليه بالتشاور والتفاهم مع الحريري، على ان يتم تشكيل الحكومة خلال ٤٨ ساعة على الاكثر.

كان التوجه الفرنسي ان يرمي الحريري حكومته المحصنة باتفاق قصر الصنوبر في وجه الاميركي في فترة الايام القليلة المتبقية من قبة «الباط الاميركية»، ولكن استمرار الحريري على تعنته في مقاربة الملف الحكومي بموضوعية وواقعية اوقعه في المحظور، وهنا ينقل عن مصادر موثوقة في الثنائي الشيعي ان الحريري وجهت اليه نصائح كثيرة بعدم تضييع الوقت والاستفادة من الفرصة الفرنسية والاقليمية المتاحة قبل ان يقع «الفاس بالراس» كما يقال، ولكنه استمر بالمماطلة مراهنا على ان العقوبات على باسيل قد تغير في توجهات رئيس الجمهورية ومطالبه وتغير قواعد اللعبة.

ولكن للاسف، خرجت الان الامور من ايدي الجميع بعد ان اعاد الاميركي احياء مطلبه بعدم تمثيل حزب الله في الحكومة، والترجمة العملية لهذا المطلب تعني افشال الحريري وتقييد يديه، اذ ان اي رئيس مكلف سواء الحريري او غيره لا يستطيع تشكيل حكومة من دون الحزب.

وامام هذا الواقع الداخلي والخارجي المازوم ، تؤكد المصادر ان الحريري لم يعد يملك ترف اهدار الوقت ، وعليه المسارعة  الى التفاهم مع عون وتشكيل حكومة وفقا للصيغة والالية التي اتفق عليها عند تكليفه، لا سيما وان الفرنسيين ما زالوا مصرين على انجاح مبادرتهم رغم التصعيد الاميركي المستجد.

 

المعركة بين بري و”القوات” و”التيار” لم تنتهِ

راكيل عتيِّق/الجمهورية/21 تشرين الثاني/2020

يبدو أنّ «مؤامرة قانون الانتخاب» التي سبق أنّ قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «إنّنا أسقطناها»، لم تسقط بعد. فبعد أن نزع «التيار الوطني الحر» و»القوات» الميثاقية عن جلسة اللجان النيابية الأخيرة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في قوانين الانتخاب، عاد بري ودعا الى جلسة مماثلة الأربعاء المقبل. إصرار بري هذا أدرَجته جهات عدة في خانات مختلفة، واعتبرت أنّه رسالة متعددة الأوجه، حكومياً وتشريعياً، وتصل الى استحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة. فكيف سيُواجه «التيار» و»القوات» «معركتهما المشتركة» هذه المرة؟ على جدول أعمال الجلسة المشتركة للجان النيابية الأربعاء المقبل 4 اقتراحات قوانين متعلقة بالانتخابات النيابية، ومن بينها اقتراح قدمته كتلة «التنمية والتحرير»، المعروف بـ»قانون بري»، والمُرتكز الى اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، والذي تعارضه كتل نيابية وسياسية عدة، لا سيما منها المسيحية التي تعتبر أنّ المُراد منه الوصول الى «حكم العدد» و»الديموقراطية العددية» بدلاً من الديموقراطية التوافقية التي ينص عليها الدستور و»اتفاق الطائف». وبالتالي، يعرف بري مدى الحساسية التي يثيرها هذا الطرح وأنّه سيشكّل «مشكلة كبيرة» في البلد، وانطلاقاً من ذلك الى جانب أنّ الأولويات الملحّة الآن في البلد مختلفة، وضعت جهات سياسية عدة إصرار بري على بحث قانون الانتخاب في خانة «الضغط والمناورة، لمقايضة سحبه بأمور أخرى، من التدقيق الجنائي الى الملف الحكومي، أو لمحاولة تطيير الانتخابات المقبلة بسبب الخلاف على قانون الانتخاب أو أهدافٍ أبعد تصل الى الانقلاب على النظام».

هذا الربط وهذه النظريات كلّها تثير «الاستغراب»، بحسب مصادر حركة «أمل»، التي تذكّر أنّ «قانون الانتخاب الموضوع على جدول أعمال جلسة الأربعاء سَبقَ أن طرحه بري في أول جلسة لمجلس النواب الحالي». كذلك تذكّر بـ»أننا سبق أن قلنا إنه يجب مباشرة، بعد أول انتخابات على أساس قانون الصوت التفضيلي الحالي، درس وإقرار مشروع قانون انتخابات جديد». وإذ تؤكد أنّ الجلسة التي دعا إليها بري لدرس قوانين الانتخاب «ليست رداً على أحد أو استهدافاً لأحد»، تسأل: «لماذا يخافون هذه الجلسة؟ ولماذا افتعال المشكلات؟ وهل هذه المعارضة؟». وتقول: «يحقّ لكل طرف أن يُبدي رأيه، والرئيس بري لا يحمل العصا ليفرض على أحد القبول بمشروعه، ويُمكنهم طرح مشروع بديل، أو مناقشة مواد الاقتراح الذي قدمناه أو غيره». وتؤكد أنّ «طرح هذا القانون ودرسه هو خطوة إصلاحية في اتجاه الدولة المدنية، وهو ليس مطروحاً ضد أحد، بل للنقاش».

هذه الأسباب غير مقنعة بالنسبة الى «التيار» و»القوات»، فإنّ الوصول الى الدولة المدنية يتطلّب إجراءات كثيرة تسبق إقرار قانون انتخاب «يضرب تمثيل المكونات كافة بعدالة، ويفرض غلبة فئة على أخرى».

ولِتبيان طريقة مواجهة هذه الجلسة لدرس قانون الانتخاب، سيعقد «التيار» اجتماعاً لتحديد موقفه قبل الأربعاء المقبل. وهو يعتبر أنّ «هذه الجلسة لا تحصل بهذه الطريقة من دون توافق أو مشاورات مع جميع الأطراف، خصوصاً أنّ هناك محاولة بهذا الطرح الجديد لقانون الانتخاب لإلغاء مفاعيل التوازن والتمثيل، وإدخال تعديلات جوهرية على النظام». وتؤكد مصادر «التيار»: «سنشكّل «لوبي» مع بقية الأطراف على الأولوية الآن، فهل هي الجلوس في مجلس النواب للبحث في تعديل قانون الانتخاب أو للبحث في التدقيق الجنائي بعد انسحاب شركة «مارشال وألفاريس» على سبيل المثال؟»، معتبرةً أنّ «هناك محاولة لتضييع البوصلة بنحو كامل ورسمي».

وبالنسبة الى تأمين النصاب لعقد الجلسة، تؤكد مصادر «التيار» أنّ «النصاب ليس المهم بل التوافق الوطني الذي يمثّل جميع الأطراف اللبنانية، خصوصاً أنّه لجهة التمثيل هناك مَغبونية كبيرة عاشها فريق في الوطن لـ20 عاماً على أقل تقدير. وهذا الأمر لا يُحلّ بتوافر النصاب أو عدمه بل بالتوافق مع المكونات اللبنانية». وتشير الى «أنّ «التيار» سيُشَرّح الأسباب الكامنة وراء إصرار بري هذا، وسيعلنها في الوقت المناسب». لجهة «القوات»، فإنّها، وفي إطار دعوة جعجع الى «المقاومة السلمية»، ستمنع «تغيير وجه البلد من خلال قانون الانتخاب، أي وجه لبنان المتعلق بميثاق 1943 والتعايش المسيحي ـ الاسلامي والديموقراطية التوافقية والانتخابات التي تعكس حقيقة التوازنات بين الجماعات وتَمنح القدرة للأفراد لكي يثبتوا أنفسهم وقدراتهم ضمن هذا النظام، ولبنان الحرية والديموقراطيات والتعدد والتنوّع». فـ»القوات» تعتبر أنّه «من خلال الإصرار على تغيير قانون الانتخاب، هناك محاولة جدية لتغيير وجه لبنان من أجل الذهاب الى الديموقراطية العددية التي يتحكّم بها طرف واحد من أجل أن يُبقي على سياسة الأمر الواقع، وعلى لبنان ساحة مُستباحة، وعلى منطق عدم قيام الدولة، وألّا يتحقق الحياد وألّا تقوم دولة المؤسسات وأن تبقى شريعة الغاب». وبالتالي، ترى «القوات»، وفق مصادرها، أنّ «أي مَس بقانون الانتخاب الحالي هو محاولة انقلابية على الدستور والميثاق، وهذه المحاولة الانقلابية لن تمرّ»، مؤكدةً «أنّها ستذهب في هذه المواجهة حتى النهاية». وتستغرب المصادر القواتية أنه «بدلاً من أن يكون التركيز الآن مُنصَباً على إخراج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية والمعيشية وعلى تأليف الحكومة المطلوبة، هناك من يفكر بسياسة النفوذ والوقائع وبطريقة الحفاظ على الأكثرية النيابية». وبالتالي، بالنسبة الى «القوات»، هناك «3 أهداف من هذا التركيز على قانون الانتخاب: الخشية من انتخابات نيابية مبكرة أو في موعدها لأنّ هذا الفريق بات متأكداً من أنّ الناس ضده وضد خياراته وأسلوبه، من أجل أن يحافظ هذا الفريق على أكثريته لكي يُبقي على تحكّمه بالقرار، ومن أجل أن يحافظ على ترسانته والانقلاب على دور لبنان التاريخي وعلى الدستور المستمرّ منذ عام 1990 حتى الآن». وتؤكد «القوات» أنّها «ستتصدى لكل هذه المحاولات، وستتقاطَع مع من يجب أن تتقاطَع معه في مجلس النواب، من أجل إسقاط هذه المحاولة».

 

بعد سقوط التدقيق الجنائي: لبنان إلى المجهول

علي نور/المدن/21 تشرين الثاني/2020

حسمت آلفاريز آند مرسال خيارها، وقررت إبلاغ الدولة اللبنانيّة رسميّاً انسحابها من مسار التدقيق الجنائي، بعد أن تبيّن لها أن المستندات التي حصلت عليها غير كافية للقيام بتدقيق يملك أدنى مقوّمات المصداقيّة، وبعد أن ظهر أن مهلة الأشهر الثلاثة التي طلبها لبنان لن تغيّر في المعادلة أي شيء.

كان من الواضح أن الشركة أرادت الحفاظ على سمعتها العالميّة، كشركة إستشارات ماليّة. ففضّلت الانسحاب من المعمعة قبل الغرق لثلاثة أشهر أخرى في وحل السياسة اللبنانيّة، وتشابك مصالح السلطة مع مراكز النفوذ في النظام المالي اللبناني. في الخلاصة، انتهت مغامرة التدقيق الجنائي. والبلاد باتت على مشارف جحيم لا قعر له، بسقوط آخر الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد وسائر المانحين، بعد أن سقطت في مراحل سابقة شروط إصلاحيّة أخرى، كخطّة الإصلاح المالي والكابيتال كونترول والتشكيلات القضائيّة وخطة الكهرباء وغيرها.

قرار لا غبار عليه

من الناحية القانونيّة، لا يوجد غبار على قرار الشركة. كما لا يملك لبنان أي خيار غير التسليم بهذا القرار. فالعقد نصّ منذ البداية على إعطاء مصرف لبنان أسبوعين للامتثال لطلبات الشركة، فيما تمتلك بعدها وزارة الماليّة أسبوعين لمعالجة أي نقص في المستندات التي حصلت عليها شركة التدقيق. بعد هذه المهل، تمتلك الشركة حريّة استكمال التدقيق أو الانسحاب، فيما ينص العقد على تقاضي الشركة مبلغ 150 ألف دولار أميركي كبدل أتعاب، في حال قررت عدم متابعة مسار التدقيق، لعدم كفاية المعلومات التي بحوزتها. كل هذه المهل انقضت منذ أسابيع، وبالتالي، باتت الشركة طليقة اليدين من الناحية القانونيّة، حسب العقد الذي يربطها بوزارة الماليّة.

في الواقع، يمكن القول أن الشركة غامرت أساساً بمصداقيتها وسمعتها، وتنازلت من خلال التريّث طوال الفترة الماضية، وتخطّي المهل المنصوص عليها في العقد، في محاولة لإفساح المجال أمام الوزارة الماليّة لتصحيح المسار، وفرض امتثال المصرف المركزي لموجبات التدقيق. ولذلك، لم يكن من الواقعي أن يتوقّع أحد من شركة عالميّة التورّط أكثر في لعبة شراء وقت مع لبنان، مع العلم أن الشركة كانت ستتحمّل مخاطر كبيرة على سمعتها في حال قررت عدم فض العقد في الوقت الراهن، كون ذلك سيضعها في خانة الشركات التي تساوم وتقايض على نوعيّة المعلومات التي ستوافق على السير بها في مسار التدقيق.

ما رشح عن الموقف الرسمي اللبناني في الساعات الأخيرة الماضية لم يتجاوز حدود تسريب "الاستغراب" من قرار الشركة، بعد أن طلبت وزارة الماليّة رسميّاً من الشركة إمهالها فترة ثلاث أشهر، للتمكّن من الاستحصال على الوثائق والمستندات التي تطلبها. لكنّ العارفين بطريقة عمل هذا النوع الشركات، يعلمون أن طلب وزارة الماليّة لم يكن واقعيّاً منذ البداية، خصوصاً أن الشركة لم تتلقّف من لبنان أي مؤشّرات تدل على إمكانيّة تسهيل مسار التدقيق الجنائي، أو تذليل العقبات الموجودة. كما يمكن القول أن هذا النوع من المهل الطويلة للحصول على المستندات غير مألوف في مسارات التدقيق الجنائي. خصوصاً أنّه يعني منح المؤسسة موضوع التدقيق (مصرف لبنان في هذه الحالة) فرصة التفاوض على المعلومات التي ستمنحها، وهو ما يعني الطعن بنتائج التدقيق نفسه. مع العلم أنّه من الناحية القانونيّة لم يكن هناك ما يسمح لوزارة الماليّة بفرض هذه المهلة على الشركة، كون وفد الشركة لم يوقّع أي ملحق يعدّل شروط العقد السابقة لتمديد مهلة تقديم المستندات.

نحو السقوط الكبير

عمليّاً، النتيجة الأولى لما حصل في مسار التدقيق الجنائي ستكون الإجهاز على ما تبقى من فرص يمكن أن يملكها لبنان للحصول على الدعم الخارجي، سواء من صندوق النقد أو غيره. مع العلم أن ملف التدقيق في أرقام مصرف لبنان بات اليوم يمثّل بالنسبة إلى الفرنسيين مسألة حياة أو موت، فيما أبلغ وفد الصندوق الوفد اللبناني بوضوح خلال المفاوضات السابقة أن أي دعم للبنان سيكون مستحيلاً من دون تفصيل أسباب تراكم الخسائر في ميزانيات المصرف المركزي والمصارف التجاريّة، ومن دون تحديد المسؤوليات بشكل واضح وصريح. أمّا عدم إجراء هذا التدقيق، فسيعني بالنسبة إلى الصندوق تكرار السيناريو مجدداً، وتبديد أي أموال سيتم منحها للبنان في إطار أي برنامج دعم للصندوق. مع العلم أن أحد أسباب عدم موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد على منح لبنان مساعدات طارئة بعد إنفجار المرفأ، كان عدم استكمال مسار التدقيق في مصرف لبنان حتى ذلك الوقت، كما ظهر لاحقاً في المحاضر التي جرى تسريبها من الاجتماع العاجل الذي عقده المجلس بعد الانفجار.

لن تقتصر التداعيات على عرقلة أي مساعدات يمكن أن يتلقاها لبنان خلال المرحلة المقبلة. فعرقلة عمل آلفاريز آند مرسال على النحو الذي حصل، سيطعن عمليّاً في مصداقيّة الدولة اللبنانيّة، وسيحول دون تمكّنها من استقطاب شركات تدقيق أخرى في المستقبل، في حال أرادت الدولة إعادة إطلاق مسار التدقيق الجنائي من جديد، سواء في مصرف لبنان أو في أي من مؤسسات الدولة الأخرى. فأي شركة تدقيق جنائي دوليّة معتبرة، لن ترغب في المستقبل في التورّط بهذا النوع من المسارات مع لبنان، مع ما سيحمله هذا الأمر من مخاطر على سمعتها وشكوك في إمكانيّة نجاح التدقيق بأسره.

منظومة الفساد

لم يكن رياض سلامة ليجرؤ على رفض التعاون مع التدقيق الجنائي على هذا النحو، مع ما يعنيه هذا الأمر من تداعيات على فرص البلاد في الخروج من أزمتها، لولا أنّه متيقّن من تكاتف معسكر كبير إلى جانبه، من مجلس النوّاب الذي لم تبادر كتله إلى تذليل العقبات القانونيّة، وسحب الذرائع التي تلطّى خلفها مصرف لبنان لعدم التعاون، إلى وزارة الماليّة التي صاغت بعناية عقد الدقيق الذي امتلأ بالألغام الكفيلة بتفجيره لاحقاً، وصولاً إلى العهد نفسه الذي لم يبادر إلى التدخّل لتعديل العقد منذ البداية. علم سلامة منذ البداية أن ما بحوزة مصرف لبنان من أسرار، كفيل بدفع الجميع للحرص على إسقاط التدقيق الجنائي، من دون أن يبذل الكثير من الجهد، تماماً كما علم أن تقاطع المصالح بين أرباب النظام المالي وأركان النظام السياسي، كان كفيلاً بالإطاحة بجميع الإصلاحات الأخرى.

في الخلاصة، سقط حلم التدقيق الجنائي، ومعه سقطت آمال المودعين بمعرفة مصير دولاراتهم، التي تلاشت في دهاليز المصرف المركزي. لن يعلم أحد خبايا الهندسات الماليّة، ولا ألاعيب العمليات الاستثنائيّة المكلفة التي حصلت في السنوات الأخيرة، كما لن يعلم أحد هويّة أولئك الذين تمكّنوا من تهريب الدولارات في عزّ الانهيار على حساب باقي المودعين. ثمّة أسرار لن تنكشف. ما سنشهده في الفترة المقبلة، ليس سوى بعض المناورات والعراضات غير المنتجة، كإرسال مشاريع قوانين تهدف إلى السماح بإجراء التدقيق الجنائي، قبل أن تنام مشاريع القوانين هذه في أدراج لجنة المال والموازنة، على النحو الذي نامت فيه مشاريع قوانين كثيرة. مع العلم أن ثمّة من بدأ بالترويج لمقولات تبرر التغاضي عن إجراء هذا التدقيق بأسره، كحالة النائب إيلي الفرزلي الذي بات يعتبر أن رفع السريّة المصرفيّة كفيل بالطعن بمصداقية النظام المصرفي، وكأن النظام المصرفي يعيش اليوم أجمل أيامه. ببساطة، من المستبعد أن تدب الحياة في مشروع التدقيق الجنائي، فمرتكب الجرم لن يسعى إلى الكشف عن ما اقترفت يداه.

 

مأساة سكان الشياح "الأصليين" الشيعة: الاختناق والضمور البيولوجي

محمد أبي سمرا/المدن/21 تشرين الثاني/2020

ولد المدرّس أحمد كزما سنة 1935، إبنًا لعائلة شيعيّة من عائلات السكان "الأصليين" في الشياح عندما كانت بعدُ قرية ساحلية. وفي العام 2005 روى سيرته العائلية في إطار شهادة عن المجتمع الشيعي الريفي أو الزراعي، وزمنه البلدي البطيء، الاكتفائي الأليف، في قرى ساحل المتن الجنوبي، قبل تسارع ذلك الزمن إلى الاندثار أمام هجوم "عمران الهجرات الجماهيري" الفوضوي على تلك القرى، فصارت أحياء الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.

لكن الراوي - بعدما أمضى أكثر من أربعة عقود من عمره مدرّساً ومدير مدرسة في الشياح والغبيري (1953 - 1994) - يبادر إلى تعريف نفسه شغوفًا بأنّه مزارع وابن مزارع وحفيد مزارع.

بين الشيعة والمسيحيين

قبل تحوّل ملكيات الأرض رأسمالًا عقاريًا لتجارة الأبنية الجاهزة في الشياح مطلع خمسينات القرن العشرين، كانت عائلات سكانها "الأصليين" الشيعة تعيش آخر أيام حياتها الزراعية الجنائنية في أملاكها، ومقيمة على علاقات اجتماعها البلدي، التقليدي المتوارث: الوحدات العائلية الموسعة، القرابة والمصاهرات في ما بينها، تجاورها السكني، وتوارثها الأرض، هي قواعد ذلك الاجتماع. لكن الزمن الزراعي الجنائني المحدث، وموارده من زراعة الخضر وبعض الأشجار المثمرة في حدائق وبساتين غير بعيدة من البيوت، لم يعمّرا أكثر من عقدي الثلاثينات والأربعينات، اللذين تلاهما سريعًا الزمن العقاري الكاسح، بالتزامن مع تكاثف موجات الوافدين من الجنوب وبعلبك.

وخلافًا لجيرانهم المسيحيين - الذين كان قد وفَّر لهم التعليم، وأعمال تربية دود القز وصناعة الحرير وتجارته، والمهن الحرة، والوظيفة الإدارية في مؤسسات الدولة منذ العشرينات، سُبُلًا لخروجهم من الزمن الزراعي وتقاليده وقيمه، فأقبلوا على الهجرة وبيع أملاكهم - لم يندفع أقرانهم الشيعة في تيار الحراك الاجتماعي والاقتصادي هذا، إلا على نحو ضعيف أو طفيف، ومتأخر زمنًا.

وروى كزما أن المالك-المزارع الشيعي في ساحل المتن الجنوبي عمومًا (في برج البراجنة الأقدم عهدًا من الشياح)، ظل يعيش قنوعًا في ملكه وأرضه وبيته، وعلى إيقاع المواسم الزراعية البطيء، المطمئن وشبه الاكتفائي، حتى نهايات الخمسينات تقريبًا. ومن كان قادرًا على تعليم أولاده من أهالي الشياح، لم يكن ينتبه انتباهًا حادًا إلى أهمية التعليم وقوته في الارتقاء الاجتماعي. فبين أبناء جيل والد الراوي المولود في بدايات القرن العشرين، نَدُر المتعلمون تعليمًا يتجاوز الكتاتيب القديمة والمرحلة الابتدائية. أما في جيله هو، فلم يبلغ التعليم الجامعي سوى قلة نادرة، على خلاف أبناء جيله من المسيحيين الذين كان التعليم بينهم نشطًا ويتوسع، وبابُهم إلى الهجرة والتخلي عن الزراعة والتعلق بالأرض الزراعية وغير الزراعية، وإلى انعتاقهم من استكانة التعويل عليها كرأسمال مادي، اجتماعي ومعنوي، لتغيير نمط حياتهم وحيازة مكانة ومراتب جديدة محدثة، استمدت قيمتها وقوتها من المهن الحرة والأعمال التجارية والوظائف الإدارية والخدمات والحرف. وكان ما وفّر لمسيحييّ الشياح هذا التحول الاجتماعي، أقله منذ العشرينات، هو خروج روابطهم ومثالاتهم الاجتماعية عن الإطار البلدي المحلي، واتصالها واتصالهم الوثيق بشبكات اجتماع الكتلة المسيحية الناهضة في العاصمة بيروت وجبل لبنان ومثالاتها، وبإدارة دولة لبنان "الكبير" الوليدة.

الإبن أمير بين أهله

وروى كزما أن ملكية الأرض وما يلابسها من نمط حياة وأشكال مكانة وقيم مادية ومعنوية، ظلت على حالها، عائلية وبلدية بأعرافها وتقاليدها ومثالاتها المتوارثة في بيئة عائلات السكان "الأصليين" الشيعية في الشياح. وإلى جانب ملكية الأرض وتوارثها، ظل النّسب العائلي والسّمعة الحسنة بين الأهالي مدار تلك القيم. فلا تعريف للشخص بعمله ومهنته ودوره، بل بعائلته ونسبه. وظلت صفة "آدمي" تحتل مكانة مرموقة في نظام القيم المحلية، وفي إعلاء شأن هذا الشخص أو ذاك، وفي تيسير المعاملات بين الأهالي الذين كانوا يرددون في مبادلاتهم عبارات موروثة: الجار قبل الدار. الله يدبّر، الله يبعث، الله يعين. الناس لبعضها. والمُسلِم من سَلِمَ الناس من يده، ومن آمن بالله واليوم الآخر..

وكانت أمثال هذه الأقوال المأثورة السائرة تترد مثل التحيات المتبادلة أو مقرونة بها، بين أهل يسود بينهم تعارف وإلفة وعلاقات عائلية مزمنة يغلّفها تديّن تقليدي عادي. والولد في هذه البيئة، كان يعيش أميرًا بين أهله: الأب والأم والجدة والجد والأحفاد، وسواهم من الأقارب والجيران. والقول المأثور: الولد أمير بين أهله الشيعة في البلدة الساحلية، يشبه عنوان كتاب لجبور الدويهي: "الموت بين الأهل نعاس" في زغرتا - إهدن، واجتماعها الجبلي أو الجردي، العشائري والمسيحي الماروني في شمال لبنان.

لكن العصبية العشائرية لم يكن لها من وجود في بلدات السهل الساحلي التي نشأت كلها أصلًا من اجتماع قدامى مهاجرين انقطعوا عن بيئاتهم السابقة التي وفدوا منها. أما قوام اجتماع وحياة وعلاقات أولئك الوافدين المتوطنين، فكان العائلة الموسعة والجوار. وظلت الطمأنينة إلى ملكية الأرض وتوراثها، محور ذلك الاجتماع في البيئة الشيعية، غير المشرعة على حراك وتطلب ومثالات اجتماعية جديدة أو مغايرة. فالإقامة في الملك العائلي، والوئام العائلي - البلدي، وحسن الجوار بين العائلات، وشعور أبنائها بانتمائهم البديهي أو الطبيعي إلى عائلات البلدة ومجتمعها المحلي، وعدم تجاوز حدود هذا كله حدود البلدة نفسها، كانت عناوين حياة أهالي الشياح الشّيعة. وذلك حينما لم تكن قد نشأت بعدُ بين الشيعة في قرى ساحل المتن الجنوبي وبلداته، أشكال تضامن طائفي حادة وقوية، أوسع من العائلة وعلاقات الجوار العائلي في البلدة، ولا تتطلب الذوبان والامحاء في عصبية أهلية طائفية، تتجاوز حدود بلدات ساحل المتن الجنوبي. وهذا ما أحدثته حركة موسى الصدر الشيعية في أواخر الستينات وفي السبعينات، تمهيدًا للحروب الأهلية الطائفية التي وُلدت في خضمها العصبية الطائفية الشيعية المتماسكة في لبنان مع حركة أمل، ثم طائفة حربية إقليمية مع حزب الله.

أما في الخمسينات فكان نمط الحياة العائلية ونسيجها البلدي التقليدي لا يزال قائمًا في الشياح التي قلّ، بل ندُر فيها المسيحيون، قبل تكاثف موجات الوافدين الجنوبيين والبعلبكيين الشيعة إليها، وهبوب الزمن العقاري والعمران الجماهيري وفوضاه عليها. وقد يكون دبيب تلك الفوضى الداهمة هو ما حمل الراوي على ملاحظة تفصيلية تنطوي على المقارنة بين نمط حياة سكان الشياح "الاصليين" العائلي البلدي، ونمط حياة الوافدين الجدد وقيمهم: لم يكن الطلاق وتعدد الزوجات مألوفين بين عائلات السكان "الأصليين". بل لم يكن لهما من حضور يذكر في بيئتهم، إلا في ما ندر من الحالات: كمثل أن تكون المرأة غير منجبة، أو توفاها الله. وبين أبناء جيله من عائلات الشياح، لا يذكر الراوي حالة طلاق واحدة. أما تعدد الزوجات فكان غريبًا ومرفوضًا رفضًا قاطعًا بين الأهالي.

المأساة الصامتة المزدوجة

أعاد الراوي بداية ظهور نعرات أو حزبيات أو غرضيات سياسية أهلية في مجتمع السكان "الأصليين" في الشياح، إلى مطالع الخمسينات: النعرتين أو الفرضيتين الناصرية والشمعونية المتناوئتين (نسبة الى الرئيسين، المصري والعروبي الوحدوي جمال عبد الناصر، واللبناني كميل شمعون الخائف والمستريب من العروبة الناصرية الجماهيرية الوحدوية). والنعرتان هاتان ارتسمت بعض ملامحهما في الشياح، متزامنةً مع تزايد موجات المهاجرين البعلبكيين والجنوبيين إليها إبان حوادث 1958 وبعدها، وتضاؤل عدد السكان "الأصليين" المسيحيين فيها، ونشوء محلة عين الرمانة شرق طريق صيدا القديمة، كموطن للمهاجرين المسيحيين الجدد من الفئات الشعبية الجبلية.

وقبل نكبة فلسطين في العام 1948، بدأ نزول أوائل البعلبكيين في شاطئ الإوزاعي، حيث أقاموا أكواخًا خشبية على تلاله الرملية التي كانت بعض عائلات بلدات ساحل المتن الجنوبي، ومنها عائلات الشياح، تقيم عليها عرازيل تنزل فيها في فصول الصيف. ثم أدى نزوح الفلسطينيين من ديارهم بعد النكبة، إلى إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين، بين حارة حريك وبرج البراجنة وفي شاتيلا. وسرعان ما حدثت طفرة من طفرات البناء العشوائي حول هذين المخيمين في ما سُمي لاحقًا الرمل العالي والرمل الواطي وعلى شاطئ الأوزاعي في أثناء حوادث 1958 وبعدها. وكانت هذه المحطات، العلامات الأولى على نشوء ما سيسمى "حزام البؤس الشيعي" حول بيروت في الستينات والسبعينات.

وروى كزما أن هذه التسمية أخافت عائلات السكان "الأصليين" في الشياح وأزعجتهم، فنفروا منها لأنها وصفتهم، بل وصمتهم بالبؤس مع ديارهم، وأشعرتهم بأنهم صاروا كالجنوبيين والبعلبكيين، "عالةً" على لبنان، على خلاف ما كانت عليه حالهم وحقيقة شعورهم. ذلك أن مشكلتهم، بل مأساتهم الفعلية الصامتة والمزدوجة أو المضاعفة الصمت، كانت تكمن في أمر آخر مختلف تمامًا: شعورهم بأن موجات الشيعة الوافدين بكثافة من الجنوب وبعلبك إلى ديارهم، حاصرتهم وخنقتهم. وقد يكون ذلك هو ما حملهم على التفكير بإصابتهم بضمور بيولوجي أعادوه إلى انغلاقهم على اجتماعهم العائلي، وعلى زيجاتهم الداخلية، العائلية والقرابية المتكررة منذ أجيال، بصفتهم سكانًا "أصليين" شيعة. وهذا ما ضاعف شعورهم الداهم بأن موجات المهاجرين الريفيين الجنوبيين والبعلبكيين أخذت تحاصرهم في ديارهم، وتضاعف انكفاءهم، وتصمهم بأنهم من أهل "حزام البؤس".

ومأساة الضمور البيولوجي، أو تخثر النسل - وفقًا للراوي - بدأت تظهر ملامحها واضحة منذ مطلع الثلاثينات. فمنذ  توطن العائلات الشيعية في الشياح، وفي أجيال متعاقبة، تعود أقله إلى جيل جده في أواخر القرن التاسع عشر، وجيل والده في بدايات القرن العشرين، وجيله هو المولود سنة 1935، راحت هذه العائلات تتزاوج في ما بينها: شاب من هذه العائلة يتزوج فتاة من عائلة أخرى. لكن أم الفتاة تكون من عائلة الشاب أو العكس. أو تكون هناك صلة قربى تجمع بين أجداد الزوجين الشابين. وحين يُقدِم شاب على الزواج من فتاة، سرعان ما يُقْدِمُ أخ الفتاة إياها على الزواج من أخت زوجها، تطبيقًا لمبدأ: اعطني أختك وخذ أختي. وهجسُ الراوي بهذه الظاهرة، وشيوع الأحاديث عنها بين العائلات المحلية خلف أبوابهم المغلقة، حملاه على تتبع آثارها في مصادر "علمية" تفيد أن الزيجات العائلية والقرابية المتكررة في أجيال متعاقبة تؤدي إلى فقدان المواليد 25 في المئة من قوتهم الحيوية البيولوجية، البدنية والذهنية. وتتزايد هذه النسبة في حال استمرار هذه الزيجات، وعدم كسر حلقاتها المقفلة، فيتضاعف تشابه الجينات وتماثلها في الأجنّة، ويصاب النسل بالضمور والفساد البيولوجيين الظاهرين والكامنين في حقبة طويلة الأمد. وكان لهذه الظاهرة الصامتة وجه كارثي أحيانًا، تمثّل في تزايد ولادة أطفال مصابين بتشوهات خِلقية ومعوقات صحية بدنية وعقلية. واستمر ظهور هذه الحالات إلى ما بعد اختلاط السكان "الأصليين" بالوافدين الجنوبيين والبعلبكيين، وكسر حلقة الزيجات الداخلية المقفلة، وإقدام بعض أبناء العائلات المحلية على الزواج من أبناء عائلات الوافدين.

حدث ذلك منذ ستينات القرن العشرين. لكن التشوهات والمعوقات الخلقية والعقلية الناجمة عن الزيجات العائلية والقرابية المقفلة لا تختفي وتزول بين ليلة وضحاها، بل هي تكمن في جيل لتعود إلى الظهور في أجيال أخرى لاحقة. وإذا كان الجهل وثقافة القضاء والقدر أو القضاء الإلهي والديني، حالت دون التنبه إلى هذه المشكلة ومواجهتها في الأجيال السابقة، فإن إقدام الأجيال الجديدة على جبهها بعد اتساع دائرة التعليم وثقافته ودائرة الاختلاط السكاني والاجتماعي في ستينات القرن العشرين، لم يؤدِ إلى امتناع كثرة من أبناء عائلات السكان "الأصليين" في الشياح، عن الزيجات الداخلية في ما بينهم، نتيجة إقامتهم على تقاليدهم القديمة الراسخة التي ضاعف تمسكهم بها شعورُهم بأن الوافدين "الغرباء" يحاصرونهم في ديارهم.

وفيما كان سكان الشياح "الأصليون" سواهم من "أصليي" ضاحية بيروت الجنوبية يعيشون مأساتهم المزدوجة الصامتة، كتب الشاعر محمد العبدلله في مطلع السبعينات قصيدة يقول في مطلعها: "الدم الزراعي مات/رأيتُ دمًا بفصلين/فصل تراجع نحو الحكاية/وفصل يصير إلى ما لا نهاية".

الفصل الذي مات تشهد رواية المدرس أحمد كزما على "تراجعه نحو الحكاية"، أو تحوله إلى حكاية. أما الفصل الآخر، فصل تحوّل الشياح ضاحية مكتظة بالمهاجرين، فيصعب على الراوي وأمثاله رواية وقائعه. وربما هو يخاف من أن يرويه، وتحتاج روايته إلى رواة آخرين كثيرين.

 

عون يتمسك بـ”حقه الحصري” في اختيار الوزراء المسيحيين

محمد شقير/الشرق الاوسط/21 تشرين الثاني/2020

استغربت مصادر سياسية ما تردد في اليومين الأخيرين، من أن الجلسة الأخيرة من المشاورات التي جرت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري اصطدمت بحائط مسدود لأن الأخير أصر على أن يسمي وحده الوزراء المسيحيين، رافضاً أن يكون عون شريكاً في المداولات لاختيار الوزراء. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن ما يجري تسريبه من حين لآخر في هذا الخصوص لا يعكس واقع الأجواء التي سادت معظم اللقاءات التي حصلت بينهما، قبل أن تعود المشاورات إلى نقطة الصفر. ولفتت المصادر السياسية إلى أنه لا صحة لكل ما قيل، من أن الحريري يرفض التداول مع عون في أسماء الوزراء المسلمين من شيعة وسنة ودروز، وقالت إنه طرح معه في جلسات سابقة أسماء الوزراء المرشحين لدخول الحكومة، وجميعهم من الطوائف الإسلامية، ومن أصحاب الاختصاص ومستقلين، ولا ينتمون للأحزاب. وكشفت عن أن عون لا يزال يصر على أن يكون له الحق الحصري في اختيار الوزراء المسيحيين، وهذا ما يتعارض مع الصلاحيات التي أناطها الدستور اللبناني برئيس الحكومة المكلف الذي يجوز له دستورياً التوقيع على المرسوم الخاص بالتوافق مع رئيس الجمهورية. وأكدت المصادر نفسها أن الحريري كان قد بادر في أول جلسة لمشاورات التأليف إلى الطلب من عون أن يكون شريكاً في المداولات الخاصة لاختيار الوزراء من جميع الطوائف اللبنانية، وقالت إن الحريري أبلغه صراحة بأنه لا يمانع في اختيار وزراء من الطائفة السنية، شرط أن تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة لتشكيل حكومة مهمة تتبنى من دون أي تحفظ المبادرة الفرنسية بحذافيرها، باعتبارها تشكل وحدها خشبة الخلاص لإنقاذ لبنان، ووقف انهياره المالي والاقتصادي.

ونفت كل ما تردد عن أن الحريري اتفق مع «الثنائي الشيعي»، وتحديداً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأيضاً مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» بقيادة وليد جنبلاط، على أسماء الوزراء الذين سيمثلونهم في الحكومة، إضافة إلى الحقائب الوزارية التي ستُسند إلى هؤلاء الوزراء، وقالت إن البحث معهم اقتصر على حصر النقاش في الإطار العام الذي سيؤخذ بعين الاعتبار لتشكيل الحكومة، ويتعلق تحديداً بأن يكون الوزراء من أصحاب الاختصاص ومستقلين ومن غير المحازبين. وقالت هذه المصادر إن الاتفاق الوحيد بين بري والحريري بقي محصوراً في استثناء وزارة المالية من تطبيق المداورة في توزيع الحقائب بين الطوائف اللبنانية، على أن تبقى من حصة الشيعة لمرة واحدة، وأكدت أن الحريري لم يتوافق مع رئيس البرلمان على الأسماء التي طرحها الأخير لتولي هذه الوزارة. ورأت أنه من غير الجائز لجوء «التيار الوطني الحر» إلى تطييف المشاورات الجارية بين عون والحريري لتأليف الحكومة، من خلال تحريض المسيحيين، وصولاً إلى تقديم رئيسه النائب جبران باسيل على أنه ضحية مصادرة حق المسيحيين في اختيار وزرائهم. وقالت إن المداولات بين الرئيسين لم تنتقل للتشاور في أسماء الوزراء المسيحيين إلا بعد أن انتهيا في اللقاءات السابقة من التداول بأسماء الوزراء المسلمين.

وفي هذا السياق، سألت المصادر نفسها عن سبب اضطرار عون للتراجع عن بعض أسماء الوزراء المسيحيين من أهل الاختصاص ومن ذوي الكفاءات بعد أن وافق عليها الحريري؟ وهل أن تراجعه عن ترشيحه لكارول عياط، مسؤولة الطاقة المتجددة في «بنك عودة»، لتولي وزارة الطاقة والموارد المائية جاء بإلحاح من باسيل الذي رشح لتولي هذه الحقيبة أحد مستشاريه ممن يعملون حالياً في وزارة الطاقة؟

وإذ تجنبت المصادر الإفصاح عن بعض أسماء المرشحين الذين طرحهم باسيل لتولي حقائب وزارية، قالت في المقابل إنها تفضّل عدم الدخول معه في سجال حول معظم هذه الأسماء الذين هم في عداد فريقه الاستشاري.

واعتبرت أن مجرد تراجع عون يؤشر إلى أن قرار تسمية الوزراء يبقى حصرياً من صلاحية «رئيس الظل»؛ أي باسيل الذي يريد مصادرة التمثيل المسيحي في الحكومة، ظناً منه بأنه يحمي نفسه بتأييد غير مشروط من حليفه «حزب الله» في وجه العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وبالتالي يريد السيطرة على الثلث المعطل في الحكومة، لتمرير رسالة بأن هذه العقوبات لن تؤثر على مستقبله السياسي، ما دام أنه يشكل الرقم الصعب في المعادلة السياسية، وبالتالي لن تكون هناك حكومة ما لم يمنحها بركاته.

وقالت إن الحريري باقٍ على موقفه، ولن يسمح لفريق مسيحي بتسمية الوزراء المسيحيين، لأن مجرد موافقته يجب أن تنسحب على الرئيس بري والقوى السياسية الأخرى لجهة تسمية من يمثلهم في الحكومة، وهذا يعني تسليمه بالمعايير السابقة التي كانت تتحكم بتشكيل الحكومات، وأكدت أنها لا تعرف الأسباب التي كانت وراء تراجع عون عن موافقته بأن تتشكل الحكومة من 18 وزيراً. ولفتت هذه المصادر إلى أن الحريري ليس في وارد أن يرأس الحكومة، ويترك للآخرين اختيار الوزراء، وعزت السبب إلى أن مثل هذه الحكومة ستولد ساقطة عربياً ودولياً، ولا يمكن تسويقها لدى المجتمع الدولي لحثه على توفير الدعم المالي والاقتصادي للبنان لوقف تدحرجه نحو الهاوية. وقالت إن تذرّع بعضهم بانصياع الحريري للضغوط الأميركية ما هو إلا محاولة للهروب إلى الأمام، خصوصاً أنه سبق أن أصر على ضرورة تشكيل حكومة مستقلة لا تنتمي للأحزاب فور تقديم استقالة حكومته، ولم يكن لواشنطن أي دور ضاغط ألزمه بطرحه هذا الموقف.

واستبعدت المصادر ذاتها أن يكون لدى باسيل القدرة على تجييش الشارع المسيحي، وهو من أقحم عون في اشتباكات مع جميع الأطراف بلا استثناء، وبالتالي لن يلقى من يتجاوب معه، وهذا ما ظهر جلياً بعدم التضامن معه في وجه العقوبات الأميركية حتى من قبل «أهل البيت»، ولم يعد له من خيار إلا بمعاقبة البلد، ومنعه من تشكيل حكومة جديدة، رغم أن عون يعطي الأولوية لتعويمه. لذلك، ترى المصادر أن باسيل لن يتمكن من فرض شروطه للمجيء بحكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب، وعلى صورة معظم الوزراء الذين اختارهم، ومن بينهم الوزراء السنة، وهو يصطدم الآن بموقف الحريري الذي سيختار الوقت المناسب للخروج عن صمته، وإنما بعد انتهاء باريس من الاتصالات الخارجية التي تجريها ليكون في وسعه تحديد موقفه تحت سقف التزامه بالمبادرة الفرنسية.

 

المبادرة الفرنسية: أزمة استشراق.. أم غياب العصا والجزرة وصفارة الحكم

د. حارث سليمان/اللواء/21 تشرين الثاني/2020 

بدت السياسة الفرنسية تجاه لبنان والشرق العربي متميزة ومختلفة عن سياسات دول الخليج العربي وسياسة ادارة ترامب الشرق أوسطية، وظهر هذا التمايز والاختلاف في محطات متعددة وأزمات متكررة، وجذر هذا الاختلاف ابتدأ بالموقف من إبرام الاتفاق النووي الذي أنجزته دول الخمس زائد واحد (٥+ ١) مع إيران، والذي أدى لرفع العقوبات الدولية على ايران، في عهد الادارة السابقة، اثناء ولايتي الرئيس أوباما.

 وقد أتاح الغاء العقوبات، بعد توقيع الاتفاق ومصادقة مجلس الامن الدولي عليه، فرصاً واسعة أمام كلٍ من فرنسا وألمانيا وشركاتهم العملاقة لتأسيس وتوسيع استثمارات واعدة، في السوق الايرانية النهمة والمقفرة، في مجالات التنقيب عن الغاز والنفط، وتطوير مصافي تكرير النفط الخام وتحديث تقنياته، كما في تحديث وتجهيز وسائل الطيران المدني وتقنيات المعلوماتية والاتصالات والاقتصاد الرقمي، وصولا الى مجالات التجهيزات الطبية والاستشفائية، وبسبب ذلك شكل خروج ادارة الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران واستعادة فرض العقوبات على طهران ومن يتعامل معها، خسارة صافية اوروبية وصينية، وأرغمت الشركات التي بدأت استثماراتها على الانسحاب من السوق الايرانية وعلى تكبد خسائر بلغت عدة مليارات من الدولارات في كل قطاع من قطاعات الاستثمار فيها.

ولم يكن هذا الافتراق الأميركي الاوروبي بعيدا عن موقف خليجي كان يعتبر اسقاط الاتفاق مناسبة غالية لربط النزاع مع ايران بأمرين جرى تجاهلهما في الاتفاق المنجز في عهد اوباما، وهما ترسانة الصواريخ الباليستية الايرانية من جهة أولى وتمدد النفوذ الايراني في دول المحيط المشرقي العربي وصولا الى الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية في اليمن.

على قاعدة هذا الافتراق الاميركي الخليجي من جهة والاوروبي من جهة ثانية، جرى تدوير الزوايا بين الفريقين بحيث أيدت فرنسا مطلب اعادة البحث بترسانة الصواريخ البالستية الايرانية، في أي صياغة لتعديل الاتفاق النووي، فيما امتثلت حكومات وشركات أوروبا لإعادة العمل بالعقوبات الاميركية، ولم تنفع آلية التجارة الاوروبية مع ايران المسماة (أينستكس) بتخفيف آثار العقوبات الأميركية أو الحد من أضرارها، مما حصر التمايز الاوروبي بالموقف المبدئي الذي لا ترجمة عملية له.

من جانب آخر، حرصت فرنسا ومعها دول الاتحاد الاوروبي الى رفض سياسة ترامب بالنسبة للقضية الفلسطينية ورفضت سياسة نتنياهو بضم هضبة الجولان الى حدود الكيان الاسرائيلي، كما عارضت بحزم سياسة الاستيطان الاسرائيلية وتهويد الضفة الغربية وأدانت نقل السفارة الاميركية الى القدس، متمسكة بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولم تلق تلك السياسات والمواقف أي ترحيب عربي خليجي، في الوقت التي كانت تترتب فيها معاهدات السلام بين اسرائيل من جهة والعديد من الدول العربية، وصولا الى تطبيع العلاقات وتبادل زيارات معلنة بين أطراف تخاصمت طويلا ولم تجرِ بينها اية حروب أو معارك.

اما المحطة الثانية في تمايز السياسة الفرنسية عن سياسات دول الخليج وخاصة السعودية، كانت في الحركة الفرنسية خلال ازمة استقالة الرئيس الحريري من السعودية، وقيام الرئاسة الفرنسية بتفكيك تداعيات الاستقالة والمبادرة لتشكيل غطاء سياسي في لبنان يحفظ استقراره، ويستعيد التزام لبنان وحكومته واحزابه بسياسة النأي بالنفس التي كانت تعبيرا ملطفا لمطلب أميركي خليجي يتلخص بتقليص نفوذ ايران في المنطقة وبإنهاء تدريجي لدور حزب الله الاقليمي، فيما يعقد بالتوازي مع ذلك مؤتمر «سيدر» لإعادة تنشيط الاقتصاد اللبناني وعودة النمو الى قطاعاته الانتاجية، واستقطاب استثمارات جديدة الى أسواقه، وقد رُبط تنفيذ وعود التمويل والمساعدة بشروط اصلاحية تتناول قطاعات الكهرباء والاتصالات وضبط العائدات الجمركية وضبط المعابر الحدودية في البحر والبر والجو، إضافة لإعادة النظر بحجم القطاع العام وإنتاجية الادارة والمؤسسات العامة.

وقد فشلت الطبقة السياسة الحاكمة، بعد التسوية الرئاسية التي اوصلت الجنرال عون الى سدة الرئاسة، في إقرار هذه الاصلاحات أو تنفيذ جزء يسير منها.

لم تكن السياسة الفرنسية لحينه تنطلق من رغبة فرنسية خيرية في مساعدة لبنان والحفاظ على استقراره انطلاقا من اعتبارات تاريخية وثقافية وانسانية فقط، أو تطال الحرص على وجود المسيحيين وتعايشهم مع المسلمين أيضا، بل واضافة لكل ذلك، كانت ترتكز على جملة من مصالح فرنسية متصلة باعتبارات استراتيجية متعلقة بالسوق الايرانية والاستثمارات الواعدة فيها في مجالات الطيران المدني وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، كما تتعلق باستثمارات الغاز والنفط التي تبدأ في ايران وتمتد حتى شرقي البحر المتوسط في ليبيا ومصر ولبنان وقبرص، كما تتعلق بسلامة قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان وباستقرار مخيمات النازحين المنتشرة في لبنان والمرشحة للهجرة باتجاه اوروبا في حال زعزعة الوضع اللبناني وانفلات غارب العنف في ربوعه.

مع إنفجار المواجهة بين إدارة ترامب،متحالفة مع دول الخليج العربي من جهة أولى، وايران وحلفائها في تشكيلات فيلق القدس، وذهاب كل طرف من أطراف الاقليم الى الانتظام في إحدى ضفتي الصراع من اليمن الى العراق الى لبنان، على مدى السنوات الاربع الماضية، أرادت فرنسا أن تشق لنفسها مسارا مستقلا، يضعها في موقف الوسيط والحكم، فتمسكت بشرعية الاتفاق النووي مع ايران، لكنها أيدت إدخال تعديلات جوهرية تطال الترسانة الصاروخية وتقليص تمدد النفوذ الايراني، رفضت العقوبات الاميركية، لكنها و شركاتها التزمت بعدم انتهاكها، عقدت جلسة افتتاحية لمؤتمر «سيدر» وأمنت وعودا عربية ودولية بتمويل بلغ ١٢ مليار $ اميركي تدفع لمشاريع بنى تحتية في لبنان.

على قاعدة هذا الموقف اعتبرت فرنسا أنها ستكون صاحبة المبادرة الاولى في أي مسار تفاوضي لاحق وجديد، يفتح بين ايران واميركا، لصياغة تعديلات جديدة تعيد صياغة الاتفاق النووي الايراني وتسترجع احياءه، كما اعتبرت أن لبنان يمكن أن يكون أول حلقة من حلقات تراجع النفوذ الايراني ووقف تمدده، لذلك انطلقت المبادرة الفرنسية مفترضة صلاح أمر، طالما تكرر فشل محاولات تطبيقه في لبنان، من قبل اطراف عديدة وفي ظروف سياسية ودولية مختلفة، هذا الأمر هو إمكان تحييد أزمة لبنان عن أزمة المنطقة، وإمكان تغيير سلوك الاطراف المرتهنة لسياسات اقليمية باستدراجها لسياسات وطنية لبنانية تضع مسافة فاصلة بين المصلحة اللبنانية من جهة ومصلحة الطرف الاقليمي الذي يرعاها.

بعد انفجار المرفأ استنتجت ادارة السياسة الفرنسية؛ أن ما كان متعثرا في السابق حول اقرار اصلاحات مؤتمر سيدر، أصبح متاحا وقريب المنال بعد الكارثة وحجم الدمار، وان الحاجة الماسة لسيل من المساعدات الانسانية والغذائية، والى تمويل عاجل وفوري، يمنع انهيار النظامين التعليمي والصحي في لبنان، والى مساعدات تعيد تأهيل واعمار المناطق المنكوبة، بيوتا ومؤسسات ومرافق عامة، ان الحاجة لكل ذلك ستدفع طبقة الفشل والفساد والارتهان الى الخارج، بان تبدل جدول اولوياتها، لتضع الاغاثة والاعمار في مقدمة روزنامتها السياسية، بحيث تتعفف عن سياسة اقتسام عائدات الدولة كمغانم شخصية، وتقبل بإغاثة افراد قبائلها وجماعاتها، فتحميهم من المرض والجوع والجهل والبطالة والهجرة، وهو سلوك طالما خبرته فرنسا مع شيوخ وزعماء العصبيات القبلية والجماعات في مستعمراتها السابقة، حيث يدرك كل زعيم عصبية، ان الشرط الشارط لاستمرار سلطته، هو الحفاظ على حياة ونمط عيش افراد جماعته واستقرارهم في بيئتهم، واعادة انتاج صلات التضامن والتعاضد الاجتماعي وتفعيل أواصر القرابة او الانتماء الطائفي فيما بينهم. هذا على الاقل ما علمته معاهد الاستشراق الاوروبي وفرضته كأداة تحليلية لفهم مجتمعاتنا الآسيوية، ولذلك لم تتعامل فرنسا مع ثورة ١٧ تشرين كحدث مفصلي في التاريخ اللبناني، ولم تأخذ على محمل الجد اصوات ملايين اللبنانيين الذين خرجوا الى الساحات يعلنون قيما جديدة ثورية تُخرج الناس من عباءات زعمائهم وتدين الفساد كجريمة وتطالب بدولة مدنية حديثة، ولم تستطع أن ترى الشيعة في لبنان الاَ رعايا للثنائية الحزبية، هذا الفهم الاستشراقي فاته تيويما (updating ) لتحديثه، فبعد مئة عام على اعلان « دولة لبنان الكبير» نشأ شعب لبناني تتبنى نخبه مفاهيم العصر والحداثة والديموقراطية ودولة المواطنة، اما على صعيد اطراف السلطة، فالقبائل او العائلات والجماعات اللبنانية التي تعامل معها الانتداب الفرنسي وتركها تحكم لبنان حتى بداية الحرب الاهلية تغيرت وتبدلت عناصر لحمتها وبنيتها، فانتقلت من الاجتماع الاسيوي الى الطبيعة السيسيلية ( Cecile) أوالنابولية (Napoli) اي علاقات العائلات المافيوية، التي تستقطب افرادها من أي وعاء اجتماعي ولو كان من عصبية قرابية اخرى، ولا يشغلها الحفاظ على تماسك البيئة وسلامة افرادها، لذلك بدا حوار الرئيس الفرنسي مع اطراف الطبقة السياسية اللبنانية كحوار طرشان: «كل طرف لبناني يرحب بالمبادرة الفرنسية ويقبلها، وكل واحد منهم يطالب بحصته» في الوقت الذي تعتمد هذه المبادرة على معيار الكفاءة وانهاء المحاصصة في السلطة.

يطرح مسؤول فرنسي سؤالا يستغرب فيه سلوك سياسيي لبنان، مقارنا بين نجاح المبادرة الاميركية بترسيم الحدود بيت لبنان واسرائيل، وفشل المبادرة الفرنسية بتشكيل حكومة تنقذ شعب لبنان من الفقر والبطالة والانهيار الاقتصادي، والفارق بسيط وجلي اميركا تملك في لبنان «جزرة الترغيب» في المساعدات المالية من دول الخليج وصندوق النقد الدولي، وامدادات الجيش اللبناني من الاليات والتجهيزات والاسلحة العسكرية، وتملك ايضا «عصا الترهيب» بالعقوبات المالية والاقتصادية، أميركا، وهذا هو الأهم، تعلم انها تتعامل مع منظومة مافيوية لا تتنازل الا اذا تم ارعابها، ولا تبدي تعاونا الا طمعا بمكسب، أما فرنسا فهي مشغولة بصياغات لغوية لسياسات لا تتحول الى وقائع، لانها تعتمد تشخيصا استشراقيا حول زعماء عصبيات، لم يعودوا كذلك، بعد ان تحولوا الى مافيات، وتفتقد الى جانب عصا الترهيب وجزرة الترغيب، تفتقد صفارة الحكم وهيبة شيخ الصلح.

 

إستقلال 2020… الشعب يستغيث بالمُنتدب لإنقاذه من بطش حكامه

ألان سركيس/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

أفضل ما فعله حكّام لبنان في ذكرى ما يُعرف باستقلال 2020 هو إلغاء كل الإحتفالات بالعيد وعدم القيام باستعراضات في هذه المناسبة. تحجّج المسؤولون بـ”كورونا” والإقفال العام لإلغاء إحتفالية الإستقلال، بينما المسألة مغايرة تماماً حسب ما يرى الشعب أولاً وحتى الرأي العام العربي والدولي. وهنا يسأل كل مواطن من تلقاء نفسه سؤالاً جوهرياً وهو: هل فعلاً نحن بلد مستقل؟ هل هذه الأزمة الإقتصادية التي نمر بها هي نتاج طبيعي لحكم هؤلاء الحكّام؟ هل إن المسؤولين هم أشدّ قسوةً من الإحتلال العثماني والإنتداب الفرنسي؟ وقد وصل الأمر ببعض الناس للترحم على أيام الإحتلالين الإسرائيلي والسوري رغم فظاعاتهما. تبقى الشعارات التي رددها الشعب خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأولى بعد انفجار المرفأ، ومن شوارع الجميزة تحديداً أكبر برهان على أن الإستقلال كان حقيقة حوّلها المسؤولون على مدى ثلاثين عاماً إلى كذبة، إمرأة تصرخ لماكرون “خلّصنا منهم”، وآخرون يدعونه إلى عدم إرسال مساعدات للحكومة لأنها ستُسرق، وذهب آخرون بعيداً بالطلب منه العمل لإعادة الإنتداب الفرنسي. ويبقى شارع غورو في الجميزة والشوارع المحيطة به وصولاً إلى الأشرفية والكرنتينا أكبر مثال على ماذا فعلت السلطة بشعبها نتيجة الإنفجار، فقد تسلم اللبناني من الفرنسي في 22 تشرين الثاني 1943 دولة قوية ومتطورة ومتفوقة على دول المنطقة بالعلم والمعرفة والحداثة، دولة فيها “ريجي” وسكك حديد وطرقات ومؤسسات دولة ونظام ديموقراطي، فحاول من استلم بعد الإستقلال مقاليد السلطة التطوير، ووصل لبنان إلى الذروة في عهد الرئيس كميل شمعون حيث أصبح لبنان مصيف العرب ومستشفاهم ومدرستهم وجامعتهم، لتدور الأيام دورتها وتأتي الحرب من ثم السلام ويصبح لبنان بلداً معزولاً، مدارسه وجامعاته تعاني، المستشفيات تعجز أمام الموجة الوبائية، الديون تقفز فوق المئة مليار دولار، معظم علاقاته الدولية تقطع ولم يبق للسلطة الحالية علاقات سوى مع إيران والنظام السوري.

ويرى عدد كبير من المواطنين ومن يتابع السياسة اللبنانية أن الإستقلال غير موجود لأن أحد أهم شروطه وجود دولة موحدة بجيش واحد يحمل السلاح، بينما الحقيقة أن لبنان مقسّم وهناك جيش رديف هو “حزب الله” الذي هو جناح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وبالتالي فان لبنان يقع تحت الإحتلال العسكري الإيراني خصوصاً ان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قالها أمام الملايين إن سلاحنا وتمويلنا هو إيراني وأفتخر باني جندي في ولاية الفقيه. ومن الناحية السياسية، فإن الإستقلال غير مصان لأن كل الدول تتدخل في لبنان ولها نقاط نفوذ، وقد شرّع حكام لبنان هذا الامر واحتموا بالسفارات واستجلبوا التدخلات الدولية، في حين ان لبنان عاجلاً أم آجلاً سيصبح تحت وصاية إقتصادية دولية نتيجة عجز الطبقة السياسية عن إيجاد حلول، وذهابها بعيداً في نهب خزينة الدولة وتجويع الناس. وأكبر دليل على عدم وجود إستقلالية هو عمل الرئيس ماكرون ليلاً ونهاراً على تأليف حكومة لبنانية بينما الحكام عندنا يريدون هدم أساسات الدولة، ما يدل على أن الأجنبي مهتم بالوضع اللبناني اكثر من الحاكم في بيروت. كل تلك الأمور تدفع بالشعب إلى طلب أي شيء للتخلص من هؤلاء الحكام حتى لو إستعانوا بالمنتدب الذي خرج من البلاد منذ 77 عاماً، في حين أن كل المؤشرات تدل على أن الوضع يتجه نحو الأسوأ والشعب أمام مصير أسود.

 

المبادرة الفرنسية: أزمة استشراق.. أم غياب العصا والجزرة وصفارة الحكم

د. حارث سليمان/اللواء/21 تشرين الثاني/2020 

بدت السياسة الفرنسية تجاه لبنان والشرق العربي متميزة ومختلفة عن سياسات دول الخليج العربي وسياسة ادارة ترامب الشرق أوسطية، وظهر هذا التمايز والاختلاف في محطات متعددة وأزمات متكررة، وجذر هذا الاختلاف ابتدأ بالموقف من إبرام الاتفاق النووي الذي أنجزته دول الخمس زائد واحد (٥+ ١) مع إيران، والذي أدى لرفع العقوبات الدولية على ايران، في عهد الادارة السابقة، اثناء ولايتي الرئيس أوباما.

 وقد أتاح الغاء العقوبات، بعد توقيع الاتفاق ومصادقة مجلس الامن الدولي عليه، فرصاً واسعة أمام كلٍ من فرنسا وألمانيا وشركاتهم العملاقة لتأسيس وتوسيع استثمارات واعدة، في السوق الايرانية النهمة والمقفرة، في مجالات التنقيب عن الغاز والنفط، وتطوير مصافي تكرير النفط الخام وتحديث تقنياته، كما في تحديث وتجهيز وسائل الطيران المدني وتقنيات المعلوماتية والاتصالات والاقتصاد الرقمي، وصولا الى مجالات التجهيزات الطبية والاستشفائية، وبسبب ذلك شكل خروج ادارة الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران واستعادة فرض العقوبات على طهران ومن يتعامل معها، خسارة صافية اوروبية وصينية، وأرغمت الشركات التي بدأت استثماراتها على الانسحاب من السوق الايرانية وعلى تكبد خسائر بلغت عدة مليارات من الدولارات في كل قطاع من قطاعات الاستثمار فيها.

ولم يكن هذا الافتراق الأميركي الاوروبي بعيدا عن موقف خليجي كان يعتبر اسقاط الاتفاق مناسبة غالية لربط النزاع مع ايران بأمرين جرى تجاهلهما في الاتفاق المنجز في عهد اوباما، وهما ترسانة الصواريخ الباليستية الايرانية من جهة أولى وتمدد النفوذ الايراني في دول المحيط المشرقي العربي وصولا الى الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية في اليمن.

على قاعدة هذا الافتراق الاميركي الخليجي من جهة والاوروبي من جهة ثانية، جرى تدوير الزوايا بين الفريقين بحيث أيدت فرنسا مطلب اعادة البحث بترسانة الصواريخ البالستية الايرانية، في أي صياغة لتعديل الاتفاق النووي، فيما امتثلت حكومات وشركات أوروبا لإعادة العمل بالعقوبات الاميركية، ولم تنفع آلية التجارة الاوروبية مع ايران المسماة (أينستكس) بتخفيف آثار العقوبات الأميركية أو الحد من أضرارها، مما حصر التمايز الاوروبي بالموقف المبدئي الذي لا ترجمة عملية له.

من جانب آخر، حرصت فرنسا ومعها دول الاتحاد الاوروبي الى رفض سياسة ترامب بالنسبة للقضية الفلسطينية ورفضت سياسة نتنياهو بضم هضبة الجولان الى حدود الكيان الاسرائيلي، كما عارضت بحزم سياسة الاستيطان الاسرائيلية وتهويد الضفة الغربية وأدانت نقل السفارة الاميركية الى القدس، متمسكة بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولم تلق تلك السياسات والمواقف أي ترحيب عربي خليجي، في الوقت التي كانت تترتب فيها معاهدات السلام بين اسرائيل من جهة والعديد من الدول العربية، وصولا الى تطبيع العلاقات وتبادل زيارات معلنة بين أطراف تخاصمت طويلا ولم تجرِ بينها اية حروب أو معارك.

اما المحطة الثانية في تمايز السياسة الفرنسية عن سياسات دول الخليج وخاصة السعودية، كانت في الحركة الفرنسية خلال ازمة استقالة الرئيس الحريري من السعودية، وقيام الرئاسة الفرنسية بتفكيك تداعيات الاستقالة والمبادرة لتشكيل غطاء سياسي في لبنان يحفظ استقراره، ويستعيد التزام لبنان وحكومته واحزابه بسياسة النأي بالنفس التي كانت تعبيرا ملطفا لمطلب أميركي خليجي يتلخص بتقليص نفوذ ايران في المنطقة وبإنهاء تدريجي لدور حزب الله الاقليمي، فيما يعقد بالتوازي مع ذلك مؤتمر «سيدر» لإعادة تنشيط الاقتصاد اللبناني وعودة النمو الى قطاعاته الانتاجية، واستقطاب استثمارات جديدة الى أسواقه، وقد رُبط تنفيذ وعود التمويل والمساعدة بشروط اصلاحية تتناول قطاعات الكهرباء والاتصالات وضبط العائدات الجمركية وضبط المعابر الحدودية في البحر والبر والجو، إضافة لإعادة النظر بحجم القطاع العام وإنتاجية الادارة والمؤسسات العامة.

وقد فشلت الطبقة السياسة الحاكمة، بعد التسوية الرئاسية التي اوصلت الجنرال عون الى سدة الرئاسة، في إقرار هذه الاصلاحات أو تنفيذ جزء يسير منها.

لم تكن السياسة الفرنسية لحينه تنطلق من رغبة فرنسية خيرية في مساعدة لبنان والحفاظ على استقراره انطلاقا من اعتبارات تاريخية وثقافية وانسانية فقط، أو تطال الحرص على وجود المسيحيين وتعايشهم مع المسلمين أيضا، بل واضافة لكل ذلك، كانت ترتكز على جملة من مصالح فرنسية متصلة باعتبارات استراتيجية متعلقة بالسوق الايرانية والاستثمارات الواعدة فيها في مجالات الطيران المدني وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، كما تتعلق باستثمارات الغاز والنفط التي تبدأ في ايران وتمتد حتى شرقي البحر المتوسط في ليبيا ومصر ولبنان وقبرص، كما تتعلق بسلامة قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان وباستقرار مخيمات النازحين المنتشرة في لبنان والمرشحة للهجرة باتجاه اوروبا في حال زعزعة الوضع اللبناني وانفلات غارب العنف في ربوعه.

مع إنفجار المواجهة بين إدارة ترامب،متحالفة مع دول الخليج العربي من جهة أولى، وايران وحلفائها في تشكيلات فيلق القدس، وذهاب كل طرف من أطراف الاقليم الى الانتظام في إحدى ضفتي الصراع من اليمن الى العراق الى لبنان، على مدى السنوات الاربع الماضية، أرادت فرنسا أن تشق لنفسها مسارا مستقلا، يضعها في موقف الوسيط والحكم، فتمسكت بشرعية الاتفاق النووي مع ايران، لكنها أيدت إدخال تعديلات جوهرية تطال الترسانة الصاروخية وتقليص تمدد النفوذ الايراني، رفضت العقوبات الاميركية، لكنها و شركاتها التزمت بعدم انتهاكها، عقدت جلسة افتتاحية لمؤتمر «سيدر» وأمنت وعودا عربية ودولية بتمويل بلغ ١٢ مليار $ اميركي تدفع لمشاريع بنى تحتية في لبنان.

على قاعدة هذا الموقف اعتبرت فرنسا أنها ستكون صاحبة المبادرة الاولى في أي مسار تفاوضي لاحق وجديد، يفتح بين ايران واميركا، لصياغة تعديلات جديدة تعيد صياغة الاتفاق النووي الايراني وتسترجع احياءه، كما اعتبرت أن لبنان يمكن أن يكون أول حلقة من حلقات تراجع النفوذ الايراني ووقف تمدده، لذلك انطلقت المبادرة الفرنسية مفترضة صلاح أمر، طالما تكرر فشل محاولات تطبيقه في لبنان، من قبل اطراف عديدة وفي ظروف سياسية ودولية مختلفة، هذا الأمر هو إمكان تحييد أزمة لبنان عن أزمة المنطقة، وإمكان تغيير سلوك الاطراف المرتهنة لسياسات اقليمية باستدراجها لسياسات وطنية لبنانية تضع مسافة فاصلة بين المصلحة اللبنانية من جهة ومصلحة الطرف الاقليمي الذي يرعاها.

بعد انفجار المرفأ استنتجت ادارة السياسة الفرنسية؛ أن ما كان متعثرا في السابق حول اقرار اصلاحات مؤتمر سيدر، أصبح متاحا وقريب المنال بعد الكارثة وحجم الدمار، وان الحاجة الماسة لسيل من المساعدات الانسانية والغذائية، والى تمويل عاجل وفوري، يمنع انهيار النظامين التعليمي والصحي في لبنان، والى مساعدات تعيد تأهيل واعمار المناطق المنكوبة، بيوتا ومؤسسات ومرافق عامة، ان الحاجة لكل ذلك ستدفع طبقة الفشل والفساد والارتهان الى الخارج، بان تبدل جدول اولوياتها، لتضع الاغاثة والاعمار في مقدمة روزنامتها السياسية، بحيث تتعفف عن سياسة اقتسام عائدات الدولة كمغانم شخصية، وتقبل بإغاثة افراد قبائلها وجماعاتها، فتحميهم من المرض والجوع والجهل والبطالة والهجرة، وهو سلوك طالما خبرته فرنسا مع شيوخ وزعماء العصبيات القبلية والجماعات في مستعمراتها السابقة، حيث يدرك كل زعيم عصبية، ان الشرط الشارط لاستمرار سلطته، هو الحفاظ على حياة ونمط عيش افراد جماعته واستقرارهم في بيئتهم، واعادة انتاج صلات التضامن والتعاضد الاجتماعي وتفعيل أواصر القرابة او الانتماء الطائفي فيما بينهم. هذا على الاقل ما علمته معاهد الاستشراق الاوروبي وفرضته كأداة تحليلية لفهم مجتمعاتنا الآسيوية، ولذلك لم تتعامل فرنسا مع ثورة ١٧ تشرين كحدث مفصلي في التاريخ اللبناني، ولم تأخذ على محمل الجد اصوات ملايين اللبنانيين الذين خرجوا الى الساحات يعلنون قيما جديدة ثورية تُخرج الناس من عباءات زعمائهم وتدين الفساد كجريمة وتطالب بدولة مدنية حديثة، ولم تستطع أن ترى الشيعة في لبنان الاَ رعايا للثنائية الحزبية، هذا الفهم الاستشراقي فاته تيويما (updating ) لتحديثه، فبعد مئة عام على اعلان « دولة لبنان الكبير» نشأ شعب لبناني تتبنى نخبه مفاهيم العصر والحداثة والديموقراطية ودولة المواطنة، اما على صعيد اطراف السلطة، فالقبائل او العائلات والجماعات اللبنانية التي تعامل معها الانتداب الفرنسي وتركها تحكم لبنان حتى بداية الحرب الاهلية تغيرت وتبدلت عناصر لحمتها وبنيتها، فانتقلت من الاجتماع الاسيوي الى الطبيعة السيسيلية ( Cecile) أوالنابولية (Napoli) اي علاقات العائلات المافيوية، التي تستقطب افرادها من أي وعاء اجتماعي ولو كان من عصبية قرابية اخرى، ولا يشغلها الحفاظ على تماسك البيئة وسلامة افرادها، لذلك بدا حوار الرئيس الفرنسي مع اطراف الطبقة السياسية اللبنانية كحوار طرشان: «كل طرف لبناني يرحب بالمبادرة الفرنسية ويقبلها، وكل واحد منهم يطالب بحصته» في الوقت الذي تعتمد هذه المبادرة على معيار الكفاءة وانهاء المحاصصة في السلطة.

يطرح مسؤول فرنسي سؤالا يستغرب فيه سلوك سياسيي لبنان، مقارنا بين نجاح المبادرة الاميركية بترسيم الحدود بيت لبنان واسرائيل، وفشل المبادرة الفرنسية بتشكيل حكومة تنقذ شعب لبنان من الفقر والبطالة والانهيار الاقتصادي، والفارق بسيط وجلي اميركا تملك في لبنان «جزرة الترغيب» في المساعدات المالية من دول الخليج وصندوق النقد الدولي، وامدادات الجيش اللبناني من الاليات والتجهيزات والاسلحة العسكرية، وتملك ايضا «عصا الترهيب» بالعقوبات المالية والاقتصادية، أميركا، وهذا هو الأهم، تعلم انها تتعامل مع منظومة مافيوية لا تتنازل الا اذا تم ارعابها، ولا تبدي تعاونا الا طمعا بمكسب، أما فرنسا فهي مشغولة بصياغات لغوية لسياسات لا تتحول الى وقائع، لانها تعتمد تشخيصا استشراقيا حول زعماء عصبيات، لم يعودوا كذلك، بعد ان تحولوا الى مافيات، وتفتقد الى جانب عصا الترهيب وجزرة الترغيب، تفتقد صفارة الحكم وهيبة شيخ الصلح.

 

وهبة: أرفض أن أكون مستهدفاً بلا وجه حق…

جورج شاهين/الجمهورية/21 تشرين الثاني/2020

لا يُخفى على اي ممن التقوا في الساعات الماضية بوزير الخارجية شربل وهبة، شعوره بالحزن والغضب، نتيجة الحملات التي استهدفته بلا وجه حق، جراء بعض المواقف التي اتخذها أخيراً في مناسبات اممية ودولية، استند فيها الى القوانين والأعراف اللبنانية. فقوبل بشعارات واهية، خالية من المنطق. وهو ما ترك لديه مزيجاً من الأسى والقهر. وعليه، ما الذي يقوله في ما جرى؟ من تابع صفحات وسائل التواصل الإجتماعي في الأيام القليلة الماضية، يمكنه الاطلاع على مسلسل الحملات التي استهدفت الوزير وهبة جراء بعض المواقف التي اتخذها في بعض المؤتمرات والاجتماعات، التي دعت اليها دول ومؤسسات اممية تحت عناوين مختلفة، بالإضافة الى اجتماعات دورية وتقليدية عُقدت في الامم المتحدة لمناقشة قضايا عامة. آخر القضايا التي أُثيرت تتصل بالحملة التي شُنّت عبر وسائل التواصل الإجتماعي على وهبة، لتمنعه عن توقيع «وثيقة التحالف لحرّية الاعلام»، التي صدرت عقب المؤتمر الوزاري الذي دعت اليه وزارة الخارجية الكندية وبريطانيا وبوتسوانا، وعُقد افتراضياً منتصف الاسبوع الجاري بالوسائل الالكترونية بسبب جائحة كورونا، وشارك فيه وزراء خارجية او من يمثلهم من 37 دولة من مختلف القارات.

ويقول وهبة، رداً على كل من تحامل وانتقد وحمّله المسؤولية بسبب رفضه المصادقة على البيان الختامي: «انّ لبنان تسلّم مشروع البيان الختامي للمؤتمر قبل يومين من انعقاد المؤتمر، ولما اطلعت عليه أحلت مضمونه الى مديرية المنظمات في الوزارة لمزيد من البحث والتدقيق في كل عبارة وردت فيه، منعاً للوقوع في اي خطأ يمكن ان ننزلق اليه. فأنا احتسب امكان دسّ عبارة ما، او تعبير يمكن امراره بين السطور او في عبارات مغلفة تُستخدم في بعض الأحيان تلبية لثقافة معينة. فليس مقبولاً مني ان اشارك في مؤتمر او اجتماع او ندوة دون ان اكون مطلعاً على ادق التفاصيل من ألفها الى يائها». وأضاف: «أتتني المطالعة الدقيقة، انّ في البيان الختامي ما يطالبني بالموافقة والاعتراف بحالات من «ذوي الطبيعة الجنسية الخاصة»، التي لا يقرّ بها القانون اللبناني، وهي تتصل برفض العلاقات بين «المثليين» كما تقول المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني. ورغم ذلك لم اقطع الأمل من إمكان التدخّل قبل انعقاد المؤتمر لتعديل هذه العبارة. فكُلّف من اجرى الإتصال الرسمي بالسفارة الكندية في بيروت لتوضيح الموقف اللبناني مسبقاً، وطلبنا اعادة النظر في مضمونه للأسباب القانونية المانعة. فجاءنا الجواب بعد المراجعة الرسمية، انّ البيان الختامي وحدة متكاملة لا يمكن ان يخضع لأي تعديل. فإما ان نأخذ ما فيه كاملاً، فنوافق عليه كما هو، او نرفضه. وهو ما دفعني في نتيجة الامر الى عدم توقيع الوثيقة، ليس رفضاً بما يتصل بالحرّية الاعلامية، فهي محترمة لديّ ومصانة، لا بل مقدّسة، ولا احتاج الى درس من احد في احترامي لها وتقديري، وهو ما امارسه في عملي اليومي».

وأضاف وهبة: «ولما قامت الحملة المنظّمة من جهات مختلفة والتي لم اكن اتوقعها، احترمت رأي اصحابها وعزّيت الامر لجهلهم للقوانين اللبنانية وضرورة احترامها. اوضحت موقفي بنحو دقيق، وشرحت معنى الخروج منه او التراجع عنه، لما تشكّله مثل هذه الخطوة من خرق للقوانين اللبنانية المعمول بها. وذنبي الوحيد انني طالبت بتعديل القوانين وتحديثها، ومنها قانون الاحوال الشخصية في لبنان. فلا يمكنني ان اسجّل موقفاً خارقاً لاحترامي للقانون بكل ما يقول به دون اي نقاش، حيث لا يمكن اجراؤه. وان انسى لا انسى، انّ هناك من استدرج وزيرة الإعلام الزميلة منال عبد الصمد الى التعليق على موقفي، فشرحت لها الظروف التي ادّت اليه بكل صراحة ووضوح لا يرقى اليه اي شك، مع تأكيد احترامي لحرّية الاعلام واضعاً حداً فاصلاً بينها وبين الإعتراف غير الممكن بمثل هذه الحالات ذات الطبيعة الانسانية المختلفة».

«والى هذه الواقعة تعرّضت ـ يضيف وهبة – لهجمة نتيجة عدم التصويت في اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة ضدّ إدانة إيران في خرقها حقوق الانسان، من دون ان يعرف المنتقدون «بطريقة غير لائقة» انّ لبنان سجّل الموقف عينه منذ عقود وعلى الأقل منذ العام 2000 الى اليوم، حيث تعاقب على وزارة الخارجية نظراء من كل احزاب لبنان ومذاهبه وتياراته. فمثل هذه القرارات تقليدية تؤكّد عليها الجمعية العمومية كل سنة وتحديداً منذ العام 1984 وتوقفت لعام واحد عام 2002 قبل ان تُستأنف في العام التالي. فإن لم تتبدّل المعطيات المتصلة بأي دولة أو ملف، يبقى الامر على ما هو عليه الى أن يُحذف من لائحة الإدانة، فيتوقف ادراجها في مثل هذه اللقاءات السنوية».

والأسوأ، قال وهبة، «يقولون انّ لبنان ومجموعة صغيرة من الدول اتخذوا الموقف عينه، ولم يكلّفوا عناء السؤال عن الدول التي صوّتت مع، وهي 79 دولة، وامتنعت عن التصويت 64 دولة ورفضته 32 دولة من بينها لبنان». عند هذه الحدود يتوقف وهبة عن الحديث، متسائلاً بحزن ممزوج بالغضب والاسى، الى حدّ فكر فيه بإقفال حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو يسأل نفسه واصدقاؤه معاً، عن إمكان وجود شخص او طرف او هيئة تستهدفه في مواقفه ولأي غرض او سبب. والمؤسف يقول: «انّهم تناسوا انني انفّذ قراراً حكومياً يُتخذ عبر المؤسسات الدستورية، سواء كانت حكومة كاملة المواصفات او تصرف الاعمال، ففي الحالتين هناك آلية لاتخاذ القرارات التي استند اليها عند اعلانها، بالإضافة الى اسلوبي وثقافتي ومعرفتي بالمصلحة العامة. فليس لديّ اي نية لممارسة هوايتي في مثل هذه الحالات، او ان اعبّر عن رأي شخصي. ولذلك ارفض في السرّ والعلن ان استُهدف بهذه الطريقة. فهي معاناة نابعة من مسؤوليتي، حيث انا مؤتمن على الوجه الديبلوماسي للحكومة والدولة. وكل ذلك كان يجري في وقت كان من الممكن ان يكلّف أي منهم عناء السؤال عن الظروف التي دفعتني الى هذا الموقف او ذاك». ويختم وهبة: «انا ممن لا يحتاج الى توصيات او دروس في العلاقات الديبلوماسية، فأنا ابن هذه الوزارة، أفنيت سنوات العمر في ملعبها ولا احتاج الى من يرشدني الى مواقف متى حكمتها القوانين والأعراف والمصلحة الوطنية، والبقية هي على مسؤولية من يتجنّى، فما له بعد اليوم سوى المرآة ليعبّر عن شعوره المرفوض».

 

أبطال "مسرحية" السرّية المصرفية يُفشّلون "التدقيق الجنائي" ويُخلون الساحة لاستمرار الفساد

خالد أبو شقرا /نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

وسقط التدقيق الجنائي بضربة تحالف "أغلبية القوى السياسية – المركزي"، القاضية. كل الأطراف "داست" على مصلحة الوطن والمواطن لتخرج من نفق التدقيق رابحة. السياسيون سيتسابقون في الأيام القادمة على دعمهم وتأييدهم التدقيق الجنائي. وسيفاخر مصرف لبنان بحمايته السرية المصرفية. و"سيتنطّح" الوزراء والنواب بمهاجمة بعضهم البعض، سيتبادلون الاتهامات نهاراً بشكل علني وسيرفعون الكؤوس مساء لانتصارهم بجولة جديدة على الحقيقة. فيما لبنان خسر قدرته على تطبيق احد أهم الشروط لمساعدته مالياً. على عكس ما كان متوقعاً أبلغت شركة "الفاريز آند مارسال" وزير المالية غازي وزني في كتاب رسمي ظهر أمس "إنهاء الإتفاقية الموقعة مع وزارة المال للتدقيق المحاسبي الجنائي"، وذلك "نظراً لعدم حصول الشركة على المعلومات والمستندات المطلوبة للمباشرة بتنفيذ مهمتها، ولعدم تيقنها من التوصل الى هكذا معلومات، حتى ولو أعطيت لها فترة ثلاثة اشهر إضافية لتسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان". الحدث مثير للإستغراب والتساؤل. فهو يأتي عقب قبول شركة التدقيق تمديد فترة عملها 3 أشهر إضافية في مطلع هذا الشهر. وذلك بعد ان تم الإتفاق في قصر بعبدا على تأمين حقوق المتعاقدين في ضوء موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة. "فما الذي دفعها إلى فض الإتفاقية وما المعطيات المستجدة التي بدّلت موقفها لاتخاذ مثل هذا القرار؟"، يسأل المحامي والبروفسور في كليات الحقوق د.نصري دياب. "مع العلم ان أكثر من بادرة إيجابية لحلحلة عقدة السرية كانت قد ظهرت في الأيام الماضية. ومنها مبادرة تكتل "الجمهورية القوية" الذي بادر إلى طرح مشروع قانون بهذا الخصوص. لذا من المهم جداً معرفة ما حصل خلال الفترة الفاصلة بين قرار التمديد وإنهاء التعاقد". وما لا يقل اهمية برأي دياب هو أن "الوصول إلى التعاقد مع "ألفاريز" في 31 آب تطلب أشهراً طويلة من استدراج العروض والاختيار والإتفاق على تفاصيل العقد. وبالتالي فان الدخول مرة جديدة بمثل هذه الآلية سيستغرق الكثير من الوقت وسيكون أصعب بكثير نظراً لما حدث مع ألفاريز".

"مسرحية" السرية المصرفية التي تبادل فيها حاكم مصرف لبنان ووزارتي المالية والعدل ومجلس الوزراء وأغلبية مجلس النواب، باستثناء كتلة "الجمهورية القوية"، دور البطولة في تمييع التدقيق الجنائي وضمان عدم وصوله إلى أي نتيجة، إنتهت إلى غير رجعة. "وهو ما ثبّت مخاوفنا وشكوكنا بأن موضوع التدقيق سياسي بحت"، يقول رئيس مجموعة FFA PRIVATE BANK جان رياشي. "فيما الشركة المدققة عملها موضوعي وعلمي ولن تحرق اسمها وسمعتها في بازار ألاعيب السياسيين و"استقتالهم" في الدفاع عن مصالحهم على حساب بقاء لبنان وسكانه".

إنسحاب "ألفاريز" أخيراً كان قد سبقه "إنسحاب شركة تدقيق أخرى في فترة إستدراج العروض وذلك بعدما تيقّنت ان الموضوع مفخخ"، بحسب رياشي. هذا الواقع يوفر معلومات أكثر من وافية لكل شركات التدقيق عن محرقة العمل في لبنان ويثنيها عن الإقدام في حال أعيد فتح الملف في المستقبل. خصوصاً مع تسجيل البلد "رقماً قياسياً في الخلافات الداخلية بين الحكومة من جهة ولوبي البنك المركزي والمصارف ومن خلفهم من سياسيين ورجال أعمال الذين يعترضون على أي إصلاح، إنطلاقاً من المحافظة على منافعهم وعدم كشف أوراقهم"، يقول المدير التنفيذي السابق في بنوك وصناديق مالية عالمية صائب الزين. شطارة السياسيين تجلت بأوضح صورها عندما حوروا هدف التدقيق الجنائي من تدقيق على مصرف لبنان بحد ذاته إلى تدقيق على حسابات الدولة، وما يتطلبه برأيهم من قيام الوزراء برفع السرية عن حسابات وزاراتهم في مصرف لبنان مع العلم أنه "لا سرية على حسابات الدولة" للمرة الألف، بحسب رياشي. وما التمييع سوى دليل على ان "السياسيين مرتكبين لمخالفات وليس من مصلحتهم كشفها ومحاسبتهم عليها". لأنهم يكونون كمن يعلّق مشنقته بيده.

تفشيل التدقيق الجنائي كشف بما لا يقبل الشك ان المنظومة السياسية حمت نفسها "لآخر نفس"، بواقعة تذكرنا برفضهم إقرار قانون "الكابيتال كونترول" منذ نهاية العام الماضي. وقتها إشترك الأطراف السالفو الذكر، بتفشيل "القانون". وذلك على الرغم من وضعه أكثر من مرة على طاولة مجلس الوزراء ومناقشته في مجلس النواب. بيد ان رفض رئيس البرلمان "المشروع" عطل صدوره بقانون، ولم يبادر حاكم مصرف لبنان إلى إقراره بتعميم، بعد تعيين نوابه وإكتمال مجلس حاكميته. إذ إن مثل هذا التعميم يجب ان يتخذ من مجلس حاكمية مصرف لبنان وليس بشكل منفرد من قبل الحاكم.

إقتصادياً المشكلة كبيرة جداً إذ لا تتصل بالتدقيق مباشرة بقدر ما تتعلق بمفهوم عدم تنفيذ الإصلاحات التي من دونها لا مساعدات، ولا اموال، ولا ثقة، ولا معالجة لمختلف الازمات، ولا نهوض بل "استمرار الغرق أكثر في ثقب الأزمة الأسود الذي يبتلع كل شيء"، يقول الزين. "وأمام إقفال كل أبواب الحلول الواحد تلو الآخر، والعجز الفاضح عن تغيير النظام وتحقيق الإصلاحات، لن يبقى أمام الشباب اللبناني إلا ترك البلد والهجرة إلى الخارج".

الإستمرار في تعطيل الإصلاحات يضعه الخبراء فوق طاقة اللبنانيين وقدرتهم على التغيير. فمن بعد أكثر من سنة على رفع الصوت والتظاهر والمطالبة بالاصلاحات عادت الأمور الى نقطة الصفر أو حتى أقل. والمشكلة، بحسب رياشي، انه "حتى التعويل على دور الدول الاجنبية في الضغط لتحقيق الاصلاحات لم يصل إلى نتيجة. حيث ان الدول التي تطالب بالتغيير أعادت تبني تشكيل حكومة على المنوال القديم". إنسحاب "ألفاريز" قد يكون الحد الفاصل بين الامل في التغيير والسقوط في مستنقع مصالح الطبقة السياسية التي لن تقدم على إصلاح واحد يقينا شر الأزمة. بل على العكس فانها تشجع الشباب على الهجرة لتبقى كـ"العلق" تمتص دم جهد اللبنانيين في الداخل الخارج. ولعل اكثر ما يبعث على التشاؤم في المستقبل هو تعليق رئيس الجمهورية على خبر فض "الفاريز" عقد التدقيق، "ان هذا الامر المستجد يستوجب حتماً اتخاذ التدابير الملائمة التي تقتضيها مصلحة لبنان"، كما يقول. فما هي هذه التدابير؟

 

من قتل بيار أمين الجميل؟

نوال نصر/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92641/%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%9f/

 مثل اليوم، قبل أكثر من 5115 يوماً، إغتيل الشاب بيار الجميل، حاملاً الرقم 16 في سلسلة الإغتيالات التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يعني هناك 15 قضية إغتيال أو محاولة إغتيال قد سبقته وما زال فاعلوها طلقاء بيننا. وهناك جريمة لاحقة طيّرت البشر والحجر والصواب في بيروت وما زال مسببوها يرتدون في الشكلِ "طاقة الخفاء". فهل هناك لزوم لنسأل بعد: ماذا عن مسار التحقيق باغتيال الشهيد بيار الجميل؟

هو صاحب شعار "بتحبّ لبنان حبّ صناعتو". وهو القلب النظيف الذي إذا أحبّ دافع بكل ما يملك، حتى بالروح، وإذا عارض واجه كما المارد، وإذا خُيّر بين الموت أو الانصياع اختار بذل الذات. هو من صنفِ الرجال الأوفياء الصادقين حتى أن المجرمين القتلة "لو عرفوه لما قتلوه". وهو الطفل "الورش" المرح الذي تعلم رندحة "كلنا للوطن" قبل أن يمشي. هو حفيد بيار الجميل الجد الذي توفي وهو بعد بعمر الثانية عشرة. وهو أب أمين والكسندر وعمه بشير، الشيخ بشير، الذي سبقه في درب الشهادة.

هناك، على طريق سد البوشرية ـ الجديدة، التي تتفرع منها عشرات الأزقة، وقبل كنيسة مارمطانيوس بقليل، قُتل قبل المغيب، قبل ساعات من موعد الإحتفال باستقلال لبنان. فهل استسهل القاتلون النيل منه؟

فارس سعيد يستمرّ منذ ذاك الحين بتوجيه رسائل سنوية إليه يُخبره فيها عن حال لبنان والثورة والحرية والسيادة والاستقلال وزاد عليها هذه السنة حكاية اغتيال بيروت. فهل هو أيضاً حيّ فينا؟ هل نستسهل نحن شهادة هؤلاء، أمثال بيار، بالقول: هم أحياء فينا، من دون أن نعمل بالفعل لا بمجرد القول لبقاءِ القضايا الكبرى التي ماتوا من أجلها حيّة؟ يجيب فارس سعيد: "أهمية بيار الجميل أنه رسم حدود لبنان بدمه. وهو لم يمت كبيار الجميل بل كلبناني بذل دمه من أجل قضية لبنانه. فشهادته رد على كل من يريد أن يفرض وصايته. وهو من قافلة شهداء لبنان الذين استشهدوا من أجل كل لبنان".

محبو بيار قد يقرأون بهذا الكلام بعض الشعر والنثر فهو، كما كثير من الشهداء، ذهبوا ولم يصدر أي قرار قضائي باتهام قاتليهم. في كل حال، ماذا يتذكر فارس سعيد في هذه الذكرى الجديدة من شهيد كل لبنان؟ يجيب: "تعرفتُ عليه في قرنة شهوان والمجلس النيابي والبريستول و14 آذار. كان رجلاً مميزاً وواعداً وصاحب القلب الكبير والرغبة بأن يتعلم ويستخلص من دروس الماضي والانطلاق وفق قواعد جديدة. كان همه ملاقاة الآخر في نضال مشترك ونجح. كان صاحب شخصية محببة قريباً من القلب وكانت الجلسة معه ما "بتتفوت". ذكي ويتمتع بحيوية الشباب التي لم نرها بأحد من بعده".

تتكرر هذه الصفات على ألسنة من عرفوه جازمة حاسمة بتمتعه بما قلّ نظيره. فها هو الياس الزغبي يُكررها، وهو من تحمس بيار كثيراً لانضمامه، على ما قال الزغبي، الى قوى الرابع عشر من آذار. ويضيف: "كل الذين عاشروه وتعاملوا معه يجمعون على هذه الخصال التي تمتع بها وأبرزها: الصدق والعفوية والذكاء. وهو أمر نادر أن تجتمع هذه الخصال الثلاث في شخص واحد. وهذه الصفات تبلورت في الاجتماعات الرسمية الواسعة لقيادات 14 آذار، ما بين البريستول وقريطم والبيال. كان يشدّ الانتباه والاهتمام الى حيويته في النقاشات وقدرته على تقريب وجهات النظر. وكانت علاقاته مميزة وجيدة ومتوازية فعلاً مع جميع الأطراف. وهو استطاع حينها تخليص حزب الكتائب من الانحرافات الخطيرة التي أقحمته بها القيادات السابقة زمن كريم بقرادوني، حين صار الحزب أكثر قرباً من النظام السوري. نجح الشهيد في اعادة حزب الكتائب الى سياقه التاريخي. وبنى علاقات ممتازة مع الزعماء الثلاثة سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع".

وماذا عن علاقته مع ميشال عون؟ يجيب الزغبي: "كانت هناك نقاط تباين. ومحور الخلاف الرئيسي والجوهري استراتيجياً في النظرة الى السيادة والكيانية اللبنانية. فالتيار العوني ذهب في اتجاه آخر وانحرف نحو التحالف مع "حزب الله"، في حين حافظ الشهيد بيار على الأداء التاريخي"

الياس عطاالله من جهته يسارع الى وصف الرجل - الشهيد بكلمة واحدة "كان صديقي"، ليعود ويسترسل في ما جعل بيار رقماً صعباً بالقول: "كان ملتزماً وبلا ادنى شك متحمساً ومندفعاً بعيداً من الأنانية وحب الذات. وكان حاضراً في كل النشاطات. والمجرم يعرف من يختار. ويوم استشهد وصلت بعد دقائق الى منزله فقالت لي والدته "من سيسهر الى جانبك في الساحات بعد اليوم؟". عطاالله ينتقل بكلامه الى "تخربط" الأمور من بعد الشهيد والى الخطر الكبير الذي تمثل بـ"حزب الله" الذي أخذ لبنان والثورة "شقفاً شقفاً" الى المحاور، في حين أصر مع من أصروا على "عربية هوية لبنان ونهائية كيانه" والى وجوب الحياد، وبأن مشاكلنا ليس سببها النظام بل الرجال الذين نسميهم "رجال دولة" يقودون النظام. ويستطرد متطرقاً الى "المساومات الكثيرة التي ارتكبت وهي أخطاء مميتة ضد جوهر الهدف، الذي سعت إليه انتفاضة الاستقلال وتمثلت بالاتفاق الرباعي وبالذهاب الى مؤتمر الدوحة. انتفاضة الاستقلال التي أسقطت حكومة و"قبعت" الوصاية السورية والاحتلال بدأت تفقد قوتها منذ تحولت بالإسم الى قيادات 14 آذار. وهذه أكبر انتكاسة الى دماء الشهداء".

نعود الى فارس سعيد لسؤاله عن مسار ومصير التحقيق في قضية بيار الجميل فيجيب: "بعد العام 2005 تمّ استهداف رموز يملكون القدرة على محاكاة الشباب، ومع استمرار الاغتيالات وتوالي الأحداث أصبح التحقيق مترابطاً بقضايا كبرى". في هذا الإطار يقول الياس الزغبي: "معياران لازما الاغتيالات، أولهما النيل ممن هو الأكثر سهولة. وثانيهما، النيل ممن يملك الفعالية والخطورة على الفريق الآخر. ولم يكن بيار في فترة من الفترات معززاً بحماية استثنائية وكان يعتبر ان نواياه الطيبة ووضوح سياسته كفيلان بحمايته. فأهمل، من ناحية الشكل، حمايته الشخصية. والسبب الأكثر عمقاً أنه كان قد بدأ يتحول الى رقم صعب ويُصبح من قماشة القيادات. وبدأ صعوده السياسي يشكل خطراً على قوى 8 آذار كونهم ما كانوا قادرين على تحميله وزر حروب ماضية. ونجح في استقطاب السنة والدروز والشيعة خارج إطار الثنائية الشيعية والمسيحيين".

نعود الى سؤالنا الأول، هل ذهب موته سدى؟ هل التحقيق في موته انتهى؟ يجيب الزغبي: "استشهاد بيار عزز وحدة الدماء بين الطوائف لذا يُدرج استشهاده في خانة "الشهادات الكبرى" من كمال جنبلاط الى بشير الجميل فرفيق الحريري. وأغرب ما شاهدناه أن قتلته مكشوفون في النطاق الجغرافي والمناطق التي قصدوها. وبالتالي التحقيق في اغتياله كان يمكن ان يكون من أسهل التحقيقات التي يمكن ان توصل الى نتيجة".

ما رأي المحامي طارق شندب، الذي تابع ملف التحقيق الدولي في قضايا الاغتيال المتلاحقة، بملف اغتيال بيار الجميل؟ يجيب: "مصير التحقيق في هذا الملف يدعو حقاً الى التساؤل"، ويستطرد: "لا بُدّ من الاشارة الى ان من صلاحيات المحكمة الدولية كان ضمّ جميع القضايا التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي سبقت اغتياله وتلك التي تتعلق بموضوع اغتياله. ومن الناحية الشكلية السياسية جاء اغتيال الشهيد الجميل في اطار الاغتيالات او محاولات الاغتيال التي طالت مروان حمادة ورفيق الحريري وانطوان غانم ومحمد شطح ووسام الحسن ووسام عيد، لكن لم يُضمّ ملفه الى المحكمة الدولية على اعتبار ان المحكمة في نظامها الداخلي تعتبر بوجوب ان تكون هناك أدلة على الترابط بين جريمة اغتياله وجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. علماً انه يوجد من الناحية الشكلية هذا الترابط لأن الجريمة التي اقترفت بحقه جاءت في سياق استهداف فريق سياسي واحد معارض لـ"حزب الله" والنظام السوري. لكن، لم يتبين للمحكمة والمحقق العدلي والمحكمة الخاصة بلبنان وجود ترابط بين الجرمين لهذا لم تُضمّ لكن، لنكن صريحين، قصّر القضاء اللبناني كثيراً في التحقيقات. فهل يُعقل بعد مرور كل هذه الأعوام الطويلة، لم يصدر اي قرار اتهامي بعد في هذه القضية؟ هل هي من القضايا التعجيزية الكبرى في العالم؟ العدالة البطيئة هي ظلم والعدالة المتأخرة هي ظلم. وهي عذاب الى أهالي ومحبي الضحايا وتشجيع للمجرم".

مضى 5115 يوماً تقريباً على استشهاد بيار الجميل. واليوم ذكراه. هو بطلٌ من أبطال الحرية والسيادة والاستقلال في بلدٍ لم يتصرف يوماً كوطن ودولة. بيار الجميل أبى أن يصبح طبيباً أو مهندساً أو "سياسياً" من طينة السياسيين الذين عرفناهم، بل أصرّ أن يدرس الحقوق ويقاوم في بلد غوغائي لا حقوق فيه لا لحيّ ولا لميت ولا لشهيد حتى لو هتفنا باسمه وقلنا: إنه شهيد- حيّ. بيار الجميل انتقل الى حيث لن تضيع الحقوق.

 

"الثوّار" يُهاجرون... بمَن ستُكمل "الثورة

ريكاردو الشدياق/موقع تلفزيون المر/21 تشرين الثاني/2020

إفتتحوا زمن التحوّل الكبير في لبنان ليلة 17 تشرين الأوّل 2019. أشعلوا الشارع في مختلف المناطق على مدى سنة، وأطلقوا شعارات "كبيرة" ضد الرؤوس الكبيرة، إلاّ أنّهم لم يتوصّلوا حتّى اليوم إلى إنتاج قيادة وخطاب واحد... أمّا اليوم، فيُهاجرون الواحد تلو الآخر يومياً. في الوقت الذي أصبحنا بحاجة إلى "ثورة" أكثر من لحظة 17 تشرين، وأكثر من لحظة انفجار مرفأ بيروت، تُغادر الوجوه الشبابيّة التي عرفها اللبنانيون في الساحات وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، لبنان، بعدما اشتهرت بتمرّدها على الطبقة السياسيّة من دون سقف واستُدعِيَت إلى التحقيق لمرّات عدّة وتمّ توقيفها لأيّام، ومنها مَن فقد عينَه أو إصبعه أو أُصيب بتشوّه جرّاء الرصاص الحيّ خلال المواجهات مع القوى الأمنيّة، أو فقد وظيفته لإصراره على الإستمرار في المشاركة بالتظاهرات. استسلمت شريحة من "الثوّار"، إنّه الواقع وليس توصيفاً أو اتّهاماً. ليس لأنّ الوضع المعيشيّ والإجتماعي يسوء ويتدهور من أسبوع إلى آخر، وليس لأنّهم فشلوا أمام سلطة عنيدة متربّصة، بل فعلياً لأنّ هؤلاء وجدوا أنفسهم في صفوف ومجموعات مبعثرة تتجادل في ما بينها على مجموعات الـ"واتساب" التي لا تُعَدّ ولا تُحصى على هواتفنا، وتُكثر من الإجتماعات والـ"فيديوهات" وعرض العضلات على "فايسبوك" و"تويتر" من دون نتيجة.

كانت أمامهم فرصة لقيادة رأيٍ عام بجدّيّة بعدما حازوا على ثقة كثيرين، إلاّ أنّ الأنانيّات ونيّة كلّ "مين صدّق حالو" منهم بأنّه "قائد الثورة" وموجّهها، أدّت بهم الى الـ"فوتة بالحيط" بدل الجلوس وتحديد الخيارات.  قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، تبعه مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ومسؤولون أجانب آخرون، وبادروا إلى مجالسة وجوه من "الثورة" ليجدوا أنّ الشارع ضائع، وأنّه لم يُفرز أشخاصاً يتكلّمون بإسمه ولا بدائل ناضجة: ما هو مشروعكم؟ هل توافقتم على نظام سياسي يشكّل الحلّ؟ هل تؤيّدون الحياد أم تعارضونه؟ هل تواجهون سلاح "حزب الله" أم أنّه ليس أولويّة لديكم؟ هل تؤيّدون تطبيق القرار 1559 والمطالبة بالفصل السابع وتدخّل الأمم المتحدة أو لا؟ كلّها أسئلة أساسيّة لا جواب واحد عليها. صحيح أنّ ثورة لا تُقاس في سنة واحدة بنجاحها أو فشلها، لكنّ مَن ركب قطارها، من أفراد ومجموعات وأحزاب ونواب مستقيلين، مُطالَبون اليوم بإعلان ما يُريدون انطلاقاً من الأسئلة أعلاه. أنتم شركاء في التحوّل الذي نعيشه اليوم، فقولوا للمجتمع الدوليّ ما تُريدون، فيتصرّف... لأنّه في النهاية، سيتصرّف.

 

«مجموعة العشرين» في قمة الرياض الاستثنائية!

حنا صالح/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

تنطلق اليوم السبت قمة العشرين في الرياض، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والبشرية جمعاء أمام مفترق خطر وتحديات لم تعرفها في أي زمن. إنه مفترق مسؤولية حماية الأرواح واستعادة النمو، من خلال التعامل مع الجائحة التي هزَّت العالم، ولا تزال تداعياتها تتلاحق، ما يضع مجموعة العشرين أمام السعي الجماعي والمسؤول، لابتداع إطار جاد على المستوى الدولي، يرسم استراتيجية معالجة الأزمات الاقتصادية العاصفة، وكيفية تجاوزها، والتعامل مع أوجه الضعف التي برزت، بهدف إرساء أسس حماية الحياة على كوكب الأرض.

لذلك تنظر شعوب العالم بعين الرجاء لهذا المنتدى الأهم للتعاون الدولي الذي يجمع أبرز البلدان المؤثرة في الاقتصادات العالمية التي تحوز أكثر من 85 في المائة من الناتج العالمي، وأكثر من 80 في المائة من التجارة العالمية، وتضم نحو ثلثي سكان العالم. وكل هذه البلدان نُكبت بتفشي الجائحة، فتعممت لديها مرحلة ركود اقتصادي لم تكن في حسبان أي جهة دولية. وهو ركود تسبب في تغيير كثير من الأنماط الاقتصادية والمعيشية، نتيجة غياب النمو أو تراجعه بنسب عالية، مع توقع انكماش الناتج العالمي بنحو 5 في المائة في عام 2020. فكانت الترجمة اتساعاً في حجم البطالة، وتراجع المداخيل، وتضاعف الأعباء في كل بلدان العالم، وبالأخص على مجموعة بلدان الجنوب، أي الدول الفقيرة، وكذلك وعلى وجه الخصوص بلدان الاضطراب السياسي والأمني كما في منطقة الشرق الأوسط.

تبعاً لما تقدم، فإنَّ قمة العشرين أمام تحدي الشراكة مع دول الجنوب، في مواجهة الأعباء التي تجثم على كاهل هذه البلدان الفقيرة التي تفتقر إلى الإمكانات المقبولة التي من دونها لن تتمكن من خوض المواجهة مع الفيروس الفتاك وتداعياته. ومعروف أن أحداث الأشهر الماضية لجهة تفشي الجائحة، أظهرت أن مجمل هذه الدول لا تمتلك القدرة على التكيف أمام الضغوط الهائلة، نظراً إلى هشاشة أنظمة الاستشفاء لديها، وعجزها عن تأمين الموجبات الأساسية لمواطنيها التي يفرضها الإقفال العام، ما يفترض وضع برامج دولية آنية سريعة لتوفير الدعم، وعدم استثنائها لاحقاً من توفير اللقاحات.

من هنا، فإنَّ توقيت قمة مجموعة العشرين يحمل صفة الدورة الاستثنائية بكل المقاييس في الزمان والمكان؛ لأنَّها من جهة قمة المجموعة التي تمثل على الدوام الحدث العالمي الأبرز، كونها تجمع الإبداع مع أهم القدرات والثروات الطبيعية، ومن جهة ثانية يقع على عاتقها الرهان على إمكانية تجاوز الركود ورسم السياقات لاستراتيجية دولية تفضي إلى إعادة عجلة الإنتاج والنمو. والأمر اللافت هنا يتمثل في تزامن انعقادها مع مقدمات إيجابية مهمة، نتيجة بدء ظهور اللقاحات التي ستغير بقوة من المجرى الراهن الذي فرضته الجائحة.

هنا يجب ألا ننسى أنه مع انعقاد قمة العشرين يكون قد مرَّ عام كامل على ظهور الفيروس في الصين، وأكثر من عشرة أشهر على تفشيه عالمياً. هنا نشير إلى أن الفيروس خلَّف أكثر من 55 مليون إصابة على مستوى العالم، والإصابات تزداد باطراد مع الموجة الثانية من التفشي، وتجاوزت الوفيات المليون و300 ألف حالة، وقد ساهمت مجموعة العشرين بضخ أكثر من 21 مليار دولار لمكافحة الوباء، بما في ذلك إنتاج اللقاحات التي سيفتح توفرها واستخدامها الباب أمام العودة إلى استعادة النمو الاقتصادي، لذلك قد تكون النقطة الأهم في جدول أعمال مجموعة العشرين التعافي الاقتصادي بعد الجائحة.

قلنا أعلاه إنَّ الجائحة تسببت في تغيير كثير من الأنماط الاقتصادية المعروفة، واستطراداً: أنماط المعيشة، وهذا الأمر طاول كل المستوى العالمي، فالجائحة غير المسبوقة ضربت الفئات الوسطى في شمال العالم وجنوبه، وهذه هي أبرز فئات الإنتاج والاستهلاك وتنشيط الدورة الاقتصادية وضمان الاستقرار، والملاحظ أنَّ قطاعات اقتصادية كاملة مرتبطة بهذه الفئات؛ خصوصاً أنَّها بحاجة إلى خطط للإنقاذ، فهناك مشروعات إنتاجية صغيرة ومتوسطة لا تعد ولا تحصى تم إغلاقها، وإلى جانبها ضربت قطاعات مؤثرة جداً بحاجة إلى توفير الدعم، في مقدمها على سبيل المثال قطاع السياحة العالمي، واستطراداً: الترفيه، ويليه من حيث الأهمية القطاع العقاري. ولا شك أن القرارات التي ستتوصل إليها القمة ستولي هذا الجانب ما يستحق من أهمية.

صحيح أنَّ الوضع الراهن حتَّم أن تكون القمة افتراضية عبر تقنية الفيديو، بسبب اشتداد الموجة الثانية من الجائحة، ما سيحول دون عقد لقاءات ثنائية تعالج خلالها مباشرة الكثير من المعضلات. غير أنَّ العمل الدؤوب الذي شهدته السعودية، والسباق مع الزمن في التحضير للقمة العالمية، سيوفر الأسس الصلبة لعملية إعادة إطلاق مرحلة من التعافي على كل المستويات مستندة إلى إرادة عالمية موحدة، وهذا الأمر سيؤكد المكانة التي باتت السعودية تتبوأها اليوم. تنعقد قمة المجموعة الاقتصادية الكبرى برئاسة السعودية ولأول مرة في المنطقة العربية؛ مع ازدياد قدرة قيادة المملكة على بناء مروحة علاقات قوية مع كل الدول المؤثرة في العالم، وهي اليوم في قمة مجموعة العشرين تمثل عن جدارة العالمَين العربي والإسلامي، وهي الجهة المؤتمنة والقادرة على نقل قضايا هذه البلدان واهتماماتها، وهذا يحسب لها.

 

قمة العشرين... تعافي الاقتصاد وطمأنينة العالم

زهير الحارثي/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يصارع فيروس كورونا المستجد، تتَّجه أنظار العالم اليوم إلى السعودية، حيث تُعقد قمة العشرين عن بُعد برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وسط ترقب لنتائجها؛ نظراً لأهمية الدول الأعضاء وثقلها وانعكاسات قراراتها على حياة الشعوب لتكون باعثاً على التفاؤل بعودة الأمور إلى ما كانت عليه من قبل. شعوب العالم عاشت حالة من الإحباط والمعاناة والخوف طيلة العام، ومن الواضح أنَّ القمة عازمة على الخروج بحلول فاعلة بمقدورها معالجة ما ألمّ بالعالم من مآس وكوارث؛ لأنَّ الشعوب في حاجة إلى من يُطمئنها ويبث روح السكينة داخلها ويبني جسور الثقة. زخم الحدث كبير؛ لأنَّ المرحلة دقيقة والجميع يتطلع لبيان يتضمن التزاماً جاداً من قِبل الأعضاء، وتعهدات بالمضي قدماً على قاعدة التعاون والمشاركة لتحقيق ما تطمح إليه الشعوب.

يصادف هذه الأيام مرور سنة منذ اكتشاف الفيروس، وبالتالي هناك خشية من استمرار الوضع والقلق على الاقتصاد العالمي من مستقبل مجهول، رغم ما نسمعه من أخبار إيجابية حول نتائج اللقاحات التي ينتظر جرعاتها سكانُ الكوكب بفارغ الصبر. مطالبات بتدخل مجموعة العشرين لاحتواء تداعيات الوباء؛ كون ذلك من صميم مهامها وهي التي تسعى لعالم أكثر أماناً واستقراراً وعدالة. ومع ذلك، ما زال العالم تحت تأثير الصدمة من أرقام الموجة الثانية الراهنة ويتعرّض يومياً لحزمة كبيرة من الأخبار المفزعة بتزايد أرقام الوفيات وانتشار هذا الوباء الذي اعتبرته المستشارة الألمانية ميركل أكبر تحدٍ منذ الحرب العالمية الثانية.

هذه القمة السنوية العالمية وضعُها ومناخها وشكلها لا يشابه القمم السابقة؛ فالمعطيات اختلفت والتحديات زادت وسقف التطلعات ارتفع؛ نظراً للهزات العنيفة غير المسبوقة التي تعرض لها العالم؛ ولذا المأمول من اللغة الصادرة عن هذا التجمع المهيب بما فيها من تدابير وخطوات وإجراءات وخطط، أنها سترفع المعنويات وستواجه تداعيات فيروس كورونا وتحمي الاقتصاد العالمي. جدول أعمال مجموعة العشرين تحت رئاسة السعودية هذا العام يركز على «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة». الملاحظ أن عمل مجموعة العشرين ينقسم إلى مسارين؛ هما «المسار المالي، وهي اجتماعات تعقد أكثر من مرة على مدار العام وتركز على القضايا المالية. أما المسار الآخر فهو مسار الشِربا، حيث يركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية».

لا ننسى الإشادة بما بذلته جماعات التواصل وتحالف القطاع الخاص لتمكين المرأة من جهود مميزة وما رفعته من توصيات. كما أن نقاشات شِربا دول مجموعة العشرين حول مسوّدة البيان الختامي ركزت على استعادة النمو، وخلق الوظائف وأهمية العمل المشترك لتجاوز تبعات الجائحة وهذا هو المهم.

الأزمة الطاحنة والمتسارعة تعكس حجم الخطر المحدق بالعالم، ودرء ما يترتب عليها من آثار مهولة إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً؛ ولذلك أكدت السعودية أنَّ القمة ستناقش «السياسات والمبادرات التي من شأنها التصدي لتبعات الجائحة بهدف حماية الأرواح، واستعادة النمو العالمي والوظائف والتركيز على التعافي بشكل أقوى وأكثر شمولية واستدامة».

من باب الإنصاف، بذلت السعودية جهوداً لافتة في هذه الدورة، حيث شهدت «انعقاد 180 اجتماعاً، وزعت أغلبيتها في إطار أجندة أعمال المجموعة، و16 اجتماعاً وزارياً رفيعاً، وقمتي قادة؛ الأولى استثنائية كانت في مارس (آذار) الماضي، والأخرى اعتيادية ختامية تعقد اليوم وغداً»، فرئاسة السعودية لاجتماعات مجموعة العشرين ليست حدثاً عادياً، كونه يكشف عن مكانة المملكة في الخريطة الدولية وتقدير العالم لدورها في صياغة القرارات الاقتصادية المؤثرة عالمياً. الرأسمالية كنظام تعاني كثيراً بعدما تردى الوضع الاقتصادي العالمي؛ بدليل أزماتها المتوالية التي عصفت باقتصادات دول؛ ما أربك خططها المستقبلية، وهو ما دفع البعض ليتساءل عما إذا كانت الديمقراطية السياسية أخفقت فعلاً في تحقيق إصلاح اقتصادي للشعوب. العالم يتعرَّض لتحديات جسيمة ومخاطر عديدة ما قد يعرّض أمنه واستقراره للخطر، وخصوصاً أننا نشهد عودة الحرب الباردة بين القطبين، ناهيك عن الصراع الذي يتصاعد بين واشنطن وبكين. وكل قمَّة مرهون نجاحها عادة بالمحصلة للإرادة السياسية لزعماء الدول، وتجد الهدف الرئيسي هو تحقيق النمو الاقتصادي وإزالة الفوارق وبناء مجتمع مستقبلي. مجموعة العشرين يفترض أن دورها يهدف لاستتباب الاستقرار المالي الدولي، وتعزيز التفاهم والحوار بين البلدان الصناعية والبلدان النامية بما يخدم التنمية المستدامة في العالم، ويُجنب اقتصاداته الكساد والتدهور، والاضطرابات المفاجئة، كالحالة المرعبة التي نعيشها اليوم. ورغم ذلك حدوث اختلاف وجهات النظر أمر متصور في مجموعة العشرين، والحل لا يعني بالضرورة الافتراق ما بين أوروبا وأميركا أو الصين، أو الدفع باتجاه تشكيل نظام اقتصادي جديد، بل التمسك بالحوار والتنسيق بين الدول الأعضاء لأجل الحفاظ على نمو العالم وازدهاره. العالم قلق ومتوتر وأحوج ما يكون إلى جرعات من التطمين والاسترخاء، والمتوقع أن ترتقي القمة لحساسية الظرف ودقة المرحلة بطرح المعالجات والحلول الممكنة. ما تقوم به السعودية حقيقة يترجم نجاحاتها المتوالية وبصورة منصفة بعيدة كل البُعد عن الانفعال اللحظي أو البريق الإعلامي؛ كونها تدرك دور تأثيرها وتفاعلها مع المستجدات العالمية والتحديات الاقتصادية.

 

قمة المودّات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2020

تُطبق علينا الأحداث السلبية حتى لم ننتبه بما يكفي إلى معنى أن تقعد أكبر وأهم دول العالم في عاصمة عربية، في حدث تاريخي لا سابقة له. فقد تعودنا، أو خدرنا، على أن الحدث المهم هو الحدث الصاحب، أو العدائي، أو المتفجر، ونسينا أن الحدث الأرحم والأبقى والأهم، في تاريخ البشر، هو البناء والعمران والتقدم والمشاركة. اعتدنا أن الدول الكبرى تجتمع فقط في الحروب والأزمات والصراعات، ولم نألفها مجتمعة، وليس على جدول أعمالها سوى سلام العالم وعدالته وتحصينه ضد الأخطار والمغامرات. هذه المرة كان مضيف القمة ملكاً ارتبط اسمه بأطول مسيرة عمرانية في التاريخ، ولم يظهر اسمه في أي خلل سياسي من الاختلالات التي ضربت العالم طوال نصف قرن. بعد الحرب العالمية حمت الأنظمة الملكية دول أوروبا من المغامرات والمجازفات والتطاولات التي أدت في الماضي إلى الحروب. وفرضت هذه الملكيات، من شمال أوروبا إلى جنوبها، نظاماً أخلاقياً وقيمياً رفيعاً، بصرف النظر عن النظام الحكومي أو الحزبي، هو خادم المواطنين وهو الأعلى من نزقهم وضعفهم البشري وهشاشة العدالة. الحرب الوحيدة التي خاضها الملك سلمان بن عبد العزيز، كانت حرب التنمية والإصلاح والتطور. والمعركة الوحيدة التي خاضها كانت معركة التربية والتعليم. والتشدد الوحيد، كان في العدالة بين الناس، والاعتدال في العلاقات مع الدول. وما من سيرة بين سِير قادة الأمم، ضمن سِيَر ومسيرات العقود الماضية، شبيهة بسيرته، في سائر المقاييس والمعايير. سوف أستغل مناسبة هذه القمة، لكي يُسمَحَ لي، برأي أحمله منذ أربعين عاماً. لطالما نظرت إليه الناس في المملكة وخارجاً، على أنه ملك. صورة الملوك، وأخلاق الملوك، والحضور الملوكي. وقبل كل شيء آداب الملوك. فلما تولى المُلك بدا وكأنها مسألة عادية كانت تنتظر حلولها. سبقت الملك سلمان إلى العالم ما يعرفه العالم عن تعلق السعوديين به. وضيوفه الآن في الرياض من قادة وزعماء يعرفون مدى ما يمكنهم الاعتماد عليه في هذه المرحلة العكرة، في تنقية العالم من مكامن الخطر والاختلاف. وسوف يشهدون في الرياض معالم تجربة مستمرة في البناء والتطور، وملامح رؤية مستقبلية، هي التحدي الأكبر الذي وضعه ولي العهد، الأمير محمد، أمام نفسه. وقد شهد العالم كيف صنع الأمير الصداقات بين زعماء المجموعة، ونوعية الألفة التي تربطه بهم. وفي القمة الماضية كانت أبرز صورة استقرت في الأذهان، تلك المصافحة بينه وبين فلاديمير بوتين، وكأنهما رفاق في ملعب الجامعة. في القمم والمؤتمرات واللقاءات الشخصية، تلعب المودات الشخصية الدور الأهم في العلاقات الدولية. لم تبدِ الرياض إلى سائر الأمم سوى المودات. خصومها هم الذين يشعلون الحروب ويبددون حياة الشعوب. ويزرعون الخراب والفرقة والكراهية أنى وحيثما استطاعوا. كل شيء هنا على مستوى القمة ومسؤولياتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نص رسالة الرئيس عون بمناسبة ذكرى الإستقلال ال 77

رئيس الجمهورية في رسالة الاستقلال: لتحرير تأليف الحكومة من التجاذبات ولن أتراجع في معركة الفساد والتدقيق المالي الجنائي

فيديو رسالة الرئيس عون/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=A9M2ZPP6JfE

وطنية - السبت 21 تشرين الثاني 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "لن يتراجع أو يحيد عن معركته ضد الفساد المتجذر في مؤسساتنا، وانه لن يتراجع في موضوع التدقيق المالي الجنائي مهما كانت المعوقات، وسوف يتخذ ما يلزم من إجراءات لإعادة إطلاق مساره المالي".

وإذ كشف الرئيس عون "ان وطننا اليوم، أسير منظومة فساد سياسي، مالي، إداري، مغطى بشتى أنواع الدروع المقوننة، الطائفية والمذهبية والاجتماعية، كما انه "أسير منظومة تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن، وتؤمن ما يلزم من الذرائع والابتكارات لتخطي القوانين، وعرقلة تطبيقها" بالاضافة الى انه "اسير اقتصاد ريعي قتل انتاجه وذهب به نحو الاستدانة ووضعه مجبرا في خانة التبعية لتلبية احتياجاته والارتهان للدائنين"، و"أسير قضاء مكبل بالسياسة وبهيمنة النافذين" و"سياسات كيدية معرقلة" و"إملاءات وتجاذبات خارجية وارتهانات داخلية تجعل الاستقلال والسيادة والديمقراطية مجرد كلمات جوفاء، فإنه شدد على "ان تحطيم كل هذه القيود التي تكبل ليس بالمستحيل، إذا أردنا فعلا بناء الوطن وتحقيق التحرر والاستقلال الفعلي". وعاهد اللبنانيين "البقاء على وعده بحفر الصخر مهما تصلب لشق طريق الخلاص للوطن."

كلام الرئيس عون جاء في خلال كلمة وجهها مساء اليوم الى اللبنانيين لمناسبة عيد الاستقلال السابع والسبعين، وبثتها وسائل الاعلام، اعتبر فيها "ان لا قيام لدولة قادرة وفاعلة في ظل الفساد، والبداية هي في فرض التحقيق المالي الجنائي، ثم عبر إقرار مشاريع واقتراحات قوانين الإصلاح والمحاسبة، والانتظام المالي الموجودة في مجلس النواب وفي مقدمها استعادة الأموال المنهوبة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية، والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة... وأقله إقرار قوانين تحفظ وتصون كرامة الانسان، وأولها قانون ضمان الشيخوخة."

وتساءل رئيس الجمهورية: "أولم يحن الوقت بعد، في ظل كل تلك الاوضاع الضاغطة، لتحرير عملية تأليف الحكومة العتيدة من التجاذبات، ومن الاستقواء والتستر بالمبادرات الإنقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع، كي يستقيم إنشاء السلطة الإجرائية وعملها؟"، داعيا في الوقت عينه القضاء "الى الاسراع من دون التسرع في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت لأن للبنانيين، وخصوصا لمن طالتهم الكارثة مباشرة، من جرحى وأهل الضحايا أو أصحاب الحقوق، الحق بمعرفة النتائج."

وتطرق الرئيس عون في كلمته الى "المتغيرات والتحولات السياسية الجذرية دوليا وإقليميا، ومنها اعتراف دول عربية عدة بإسرائيل وسيرها نحو التطبيع الكامل معها، وفي ذلك، ومع الأسف، قبول ضمني بضياع القدس والجولان، فضلا عن ارتفاع وتيرة الضغوط الأميركية قبيل تسلم الإدارة الجديدة، كما عودة روسيا الى ملف النازحين". ودعا الى"اطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه في جميع القطاعات السياسية، والأمنية والدفاعية لنستطيع مواكبة هذه المرحلة"، وذلك "للخروج معا بموقف موحد يحصن لبنان ولا يسمح بأن يكون ضحية التفاهمات الكبرى وكبش محرقتها"، مشددا في الوقت عينه على "أن لبنان متمسك بحدوده السيادية كاملة، ويأمل أن تثمر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فيسترجع حقوقه كاملة بالاستناد الى المواثيق الدولية، وتصحيح الخط الأزرق وصولا الى الحدود البرية المرسومة والثابتة والمعترف بها دوليا."

وتوجه الرئيس عون في كلمته الى العسكريين مشددا على "ان دورهم في هذه المرحلة محوري ليس فقط بحماية الحدود والدفاع عنها، إنما بصون الوحدة الوطنية التي يسعى كثيرون لضربها"، معاهدا إياهم انه "لن يتنازل عن أي حق للبنان، ولن يوقع على أي مشروع لا يصب في مصلحته."

وفي ما يلي كلمة رئيس الجمهورية كاملة:

"أيتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون

هي السنة السابعة والسبعون على استقلال لبنان، وللأسف حفلت بشتى أنواع الأزمات والشدائد، انعكست سلبا على حياة كل اللبنانيين، سواء بلقمة العيش أو بجنى العمر أو بمستقبل الأبناء، والبعض منهم طاولته بشكل أقسى، فخسر أحباء في أسوأ كارثة ضربت قلب عاصمتنا، أو بسبب وباء عم العالم ولم يزل يحصد الضحايا. نعم، واقعنا اليوم ليس واعدا، ولكن إدراك الواقع لا يعني القبول به والاستسلام له، فنحن شعب جبل على المقاومة لينتزع حقه بالوجود وبالحياة. وأنا باق على وعدي بحفر الصخر مهما تصلب، لشق طريق الخلاص للوطن.

أيها اللبنانيون

إن الاستقلال بالمفهوم العام يعني الاستقلال السياسي وتحرر الوطن من احتلال، من انتداب، من وصاية خارجية، من تبعية سياسية... لكن التجربة اللبنانية تقول إن كل ذلك لا يكفي كي يكون الوطن مستقلا، فهناك العديد من القيود التي تجعلنا أسرى.

وطننا اليوم، أسير منظومة فساد سياسي، مالي، إداري، مغطى بشتى أنواع الدروع المقوننة، الطائفية والمذهبية والاجتماعية، حتى أضحى الفساد ثقافة وفلسفة لها منظروها، ومن يبررها ويدافع عنها

وطننا أسير منظومة تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن، وتؤمن ما يلزم من الذرائع والابتكارات لتخطي القوانين، وعرقلة تطبيقها.

وطننا أسير اقتصاد ريعي قتل إنتاجه وذهب به نحو الاستدانة، ووضعه مجبرا في خانة التبعية لتلبية احتياجاته والارتهان للدائنين.

وطننا أسير قضاء مكبل بالسياسة وبهيمنة النافذين.

وطننا أسير سياسات كيدية معرقلة تمنع أي تقدم أو أي إنجاز.

وطننا أسير أحقاد، وتحريض شيطاني يكاد يجعل من شبابه "إخوة أعداء".

وطننا أسير إملاءات وتجاذبات خارجية وارتهانات داخلية تجعل الاستقلال والسيادة والديمقراطية مجرد كلمات جوفاء.

أيها اللبنانيون

كثيرة هي القيود التي تكبل، ولكن تحطيمها ليس بالمستحيل، إذا أردنا فعلا بناء الوطن وتحقيق التحرر والاستقلال الفعلي. وأقول لكم، ومن منطلق المصارحة اللازمة، إن الاصلاح وقيام الدولة هما رهن إرادتكم فعبروا عنها:

إذا أردنا قيام الدولة، فلا مفر من مكافحة الفساد، إذ لا قيام لدولة قادرة وفاعلة في ظل الفساد، والبداية هي في فرض التحقيق المالي الجنائي، ثم عبر إقرار مشاريع واقتراحات قوانين الإصلاح والمحاسبة، والانتظام المالي الموجودة في مجلس النواب وفي مقدمها استعادة الأموال المنهوبة، والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية، والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة... وأقله إقرار قوانين تحفظ وتصون كرامة الانسان، وأولها قانون ضمان الشيخوخة. إذا أردنا قيام الدولة، فالضرورة ملحة لتركيز الجهود على تحقيق الاكتفاء الاقتصادي، فنولي الاهمية المطلوبة للإنتاج واحتياجاته، وهو الذي يشكل حجر الأساس في بناء الاقتصاد الوطني والمستقل، ومعلوم أن لا استقلال حقيقيا لبلد اقتصاده مكبل بالخارج. وإذا أردنا قيام الدولة، فلا بد من تحرير مؤسساتها من نفوذ السياسيين والمرجعيات، فتأتي القرارات والتعيينات على أساس الكفاءة والنزاهة والاستحقاق والإنتاجية وبمعايير واحدة، وكلها متوافرة في جميع الطوائف.

وأخيرا وليس آخرا، قيام الدولة بأبسط مقوماته يحتاج لوجود حكومة فاعلة وفعالة، أولم يحن الوقت بعد، في ظل كل تلك الاوضاع الضاغطة، لتحرير عملية تأليف الحكومة العتيدة من التجاذبات، ومن الاستقواء والتستر بالمبادرات الإنقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع، كي يستقيم إنشاء السلطة الإجرائية وعملها؟، خصوصا وأن هذه الحكومة تنتظرها مهام تحمل صفة الفوري والعاجل والإنقاذي، وفي مقدمها إطلاق ورشة الاصلاحات البنيوية الملحة، وإعادة إعمار بيروت وتضميد جراحها، وتطوير خطة التعافي المالي وترجمتها بالقوانين والمراسيم التطبيقية.

أيها اللبنانيون

ثلاثة أشهر ونصف مضت على كارثة انفجار مرفأ بيروت، ولا يزال لبنان والعالم بانتظار نتائج التحقيق. ومع احترامنا الكامل لسرية التحقيق التي يفرضها القانون ولاستقلالية القضاء العدلي، فإنني ومن موقعي أدعو الى الاسراع فيه من دون التسرع لأن لـلبنانيين، وخصوصا لمن طالتهم الكارثة مباشرة، من جرحى وأهل الضحايا أو أصحاب الحقوق، الحق بمعرفة النتائج، أولا لإجلاء الحقيقة وتجريم المذنب وتبرئة المظلوم، وثانيا لتحرير حقوق المتضررين. وبديهي أن يشمل التحقيق جوانب الكارثة كافة، فلا يقتصر على المسؤوليات الإدارية.

أيها اللبنانيون

في غمرة التحديات التي تواجهنا وتحيط بوطننا، لا بد من التأكيد على أن لبنان متمسك بحدوده السيادية كاملة، ويأمل أن تثمر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فيسترجع حقوقه كاملة بالاستناد الى المواثيق الدولية، وتصحيح الخط الأزرق وصولا الى الحدود البرية المرسومة والثابتة والمعترف بها دوليا.

أما في ما يجري حولنا وفي العالم من تغيرات وتحولات سياسية جذرية دوليا وإقليميا، فإن اللافت منها إعتراف دول عربية عدة بإسرائيل وسيرها نحو التطبيع الكامل معها. وفي ذلك، ومع الأسف، قبول ضمني بضياع القدس والجولان، فضلا عن ارتفاع وتيرة الضغوط الأميركية قبيل تسلم الإدارة الجديدة، كما عودة روسيا الى ملف النازحين. هذه المتغيرات سيكون لها من دون شك انعكاسات هامة على لبنان. ولا يقع على عاتق أي مسؤول أو أي حكومة أن يقررا منفردين، السياسات التي يجب اعتمادها إزاء الواقع الجديد الذي يحتاج الى الكثير من التضامن، خصوصا وأننا على مشارف استحقاقات قد تغير وجه المنطقة.

لذلك، من الواجب اطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه من تغيرات في جميع القطاعات السياسية، والأمنية والدفاعية لنستطيع مواكبة هذه المرحلة، فتوضع كل الخلافات جانبا وتلتقي الإرادات للخروج معا بموقف موحد يحصن لبنان، ولا يسمح بأن يكون ضحية التفاهمات الكبرى وكبش محرقتها.

وهنا أتوجه الى قوانا المسلحة:

أيها العسكريون

يجمعنا قسم يمين، أنا بصون الدستور والقوانين واستقلال الوطن وسلامة أراضيه، وأنتم بالذود عن الوطن وحمايته. دوركم في هذه المرحلة محوري ليس فقط بحماية الحدود والدفاع عنها، إنما بصون الوحدة الوطنية التي يسعى كثيرون لضربها، هي مهمتكم الأساسية اليوم، وكلي ثقة أنكم ستؤدونها بكل أمانة والتزام.

وأنا بدوري أعدكم بأنني لن أتنازل عن أي حق للبنان، ولن أوقع على أي مشروع لا يصب في مصلحته.

أيها اللبنانيون

لقد تبلغ لبنان بالأمس القرار المؤسف لشركة التدقيق المحاسبي الجنائي الفاريز ومارسال Alvarez & Marsal بالانسحاب من المهمة الموكلة اليها، وذلك بسبب عدم مدها من قبل مصرف لبنان بما تطلبه من معلومات ومستندات تمكنها من القيام بعملها، وفقا للمعايير الدولية المعتمدة، وعدم تيقنها من الحصول عليها في الفترة المتبقية، أقل ما يقال في هذه الظروف، إنها انتكاسة لمنطق قيام الدولة والمكاشفة والمساءلة والمحاسبة والشفافية. فالتدقيق الجنائي هو مدخل كل إصلاح، لأنه قادر على كشف مكامن الفساد والهدر وتبيان أسباب الإنهيار الحالي والمسؤولين عنه، وكان مقررا له أن ينسحب على كل الوزارات والإدارات والمؤسسات بعد المصرف المركزي، وعبثا نحارب الفساد بمعزل عنه، أضف الى أنه وارد في جميع الأوراق الإصلاحية، سيما في المبادرة الفرنسية، وهو أيضا شرط من شروط الاستحصال على برامج المساعدات من صندوق النقد الدولي والدول والصناديق المانحة. ومع ذلك، أو ربما لذلك، كثيرة كانت العراقيل والمطبات أمامه، ومع تذليل كل عقبة كانت تنبري أخرى أشد وأصعب، وبقيت المتاريس المصلحية مرفوعة بوجهه، بتمويه متقن، حتى تمكنت أخيرا من توجيه هذه الضربة له. وأقولها بكل وضوح: لن أتراجع أو أحيد عن معركتي ضد الفساد المتجذر في مؤسساتنا، على الرغم من كونها معركة غير متكافئة راهنا مع منظومة متماسكة، وممسكة بمفاصل القرار المالي منذ عقود. لن أتراجع في موضوع التدقيق المالي الجنائي مهما كانت المعوقات، وسوف أتخذ ما يلزم من إجراءات لإعادة إطلاق مساره المالي، وأدعو نواب الأمة الى القيام بواجبهم التشريعي الذي على أساسه أولاهم الناس ثقتهم، وأدعو الإعلام الى خوض هذه المعركة بكل صدق وشفافية، فهنا الساحة الحقيقية لمحاربة الفساد. أما أنتم أيها اللبنانيون، فأدعوكم الى الوقوف وقفة واحدة حقا، فتضغطون حيث يجب، وترفعون الصوت في المكان الصحيح لكسب هذه المعركة، لأنها المعركة الأساس في إنقاذ لبنان.

عشتم وعاش لبنان!"

 

سامي الجميل في عيد الكتائب وذكرى استشهاد بيار: نريد مجتمع سلام وقررنا نقل المواجهة الى مرحلة جديدة

وطنية - السبت 21 تشرين الثاني 2020

أحيا حزب الكتائب ذكرى تأسيسه الرابعة والثمانين واستشهاد الوزير والنائب السابق بيار الجميل الرابعة عشرة، في لقاء افتراضي، استهل بالنشيد الكتائبي، تم بعده وضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري للشهيد بيار الجميل في الجديدة. هذا وتم عرض وثائقي لتاريخ بيت الكتائب المركزي في الصيفي.

وحرصا منه على الأمن الصحي وما ويواجهه اللبنانيون في ظل جائحة كورونا، اراد حزب الكتائب احترام كل التدابير الوقائية، في الوقت نفسه الاطلالة بتقنيات جديدة في الذكرى. وقد تمكن الكتائبيون في بلاد الانتشار من المشاركة للمرة الاولى بهذه الفعالية بشكل مباشر.

وفي كلمته خلال الاحتفال، أكد رئيس الحزب سامي الجميل "أننا لم نقبل أن يمر هذا اليوم من دون أن نلتقي ونحيي هذا التاريخ المهم"، متوجها بكلمة شكر كبيرة لكل الطاقم الطبي الذي يبذل جهدا كبيرا لإنقاذ المرضى. ولفت الى "أن 21 تشرين الثاني تاريخ كبير بالنسبة لحزب الكتائب فقد تم تأسيس الحزب، وكانت أول تظاهرة في 1937 وسقطت نقطة دم في سبيل لبنان"، مشيرا إلى أن القدر والتاريخ مصران على أن يؤكدا ترابط تاريخ حزب الكتائب واستقلال لبنان". وقال: "بكينا على بيار ولدينا أمل ببناء لبنان الجديد، ولكن ما لم نتوقعه ان يكون لبنان في 21 تشرين الثاني 2020 كما هو اليوم".

ورأى الجميل "أن لبنان يمر بأصعب مرحلة ونحن ننظر إلى أصدقائنا وعائلاتنا وجيراننا ونرى اللبنانيين يخسرون اعمالهم والفقر يزداد والدواء ينقطع والافق مسدود والشباب يهاجر والاسوأ ان المسؤولين لا يأبهون بكل هذا".

وأشار الى "أننا نسمع من يطرح الاسئلة الخطيرة: "هل لدينا مستقبل هنا وهل محكوم علينا ان نحكم من الخارج وهل نربط الزعران؟ وهل حان الوقت لأن نستسلم"؟ مضيفا:"نحن هنا لن نستسلم ولبنان بيتنا واهلنا واصحابنا وذكرياتنا ومستقبلنا وبلدنا الذي لن نتركه لأحد وندعو الجميع الى ان يدافعوا عنه معنا لا سيما اننا نحن على مفترق طرق وليس الوقت لنفكر بالاستسلام". وقال: "هناك دول كثيرة غير لبنان مرت بأزمات اقتصادية ووجودية وحلت مشاكلها وبنت بلادها مجددا، لافتا أننا طرحنا جزءا كبيرا من الحلول ووضعنا خطط عمل اقتصادية للنهوض والشعب اللبناني يحب بلده ويحاول الانتقال للبنان الجديد".

واكد رئيس الكتائب "أننا نصطدم كلما حاولنا النهوض بحاجزين كبيرين: السلاح والمنظومة الفاسدة الحاكمة". وتوجه الى الحاجزين وأولا الى قيادة حزب الله قائلا: "أنتم تدخلون لبنان بصراعات لا علاقة له بها وتعزلونه وتجرونه الى العقوبات وتمنعون التغيير في لبنان وتحمون الفساد عبر رفضكم الانتخابات وسلاحكم نقيض التعددية والاقتصاد والاستقرار وسلاحكم تقسيمي"، مضيفا: "سلاحكم يبعد اللبنانيين ويجعلهم يتقوقعون واللبنانيون لن يقبلوا ان يتعايشوا مع سلاحكم التدميري للحاضر والمستقبل".

وتابع: "إذا اعتقدتم أن بالبهورة ورفع الإصبع والتخويف تخيفوننا نقول لكم إن من هو أكبر منكم لم يخفنا، ولستم أنتم من يخيفنا ولن ننجر إلى ملعبكم، ملعب العنف والتطرف لأن إرادة الحياة أقوى من سلاحكم". وللمنظومة قال الجميل: "في 2016 سلمتم بالتسوية الرئاسية القرار لحزب الله بالتكافل والتضامن مقابل فتافيت من السلطة وكراس من كرتون، دمرتم الاقتصاد وأبرمتم الصفقات وكرستم "مرقلي لمرقلك" وعطلتم البلد وجريتموه الى الانهيار الكامل وزرعتم أزلامكم في الادارات التي حولتموها لبؤر فساد ومصرف لبنان بات صندوقا لكم واليوم ترفضون ان يتم التحقيق به". وأردف: "اليوم توزعون الأدوار وفي النهاية تنضبون على بعضكم البعض وأذكركم بانتخابات نقابة المحامين عندما تحالفتم مع بعضكم وخسرتم لان الشعب اللبناني يرفض العودة للبنان الماضي ويريد لبنان الجديد". وأكد الجميل "أن السلاح والمنظومة يمنعاننا من بناء لبنان الجديد بالتكافل والتضامن، مذكرا أننا في 2016 عارضنا التسوية الرئاسية الكارثية عندما سرتم كلكم في ها وفي 2017 صوتنا ضد الموازنات التي هدمت لبنان، وفي 2017 طعنا بالضرائب التي صوتم عليها واعترضنا على قانون الانتخابات الذي اعطى الاكثرية لحزب الله ومنذ سنوات نخوض أشرس مواجهة في وجههم كلهم وهذا كله في قلب ثورة في 17 تشرين 2019". وقال: "لقد حان وقت المحاسبة والتغيير"، مشيرا إلى "أننا قررنا نقل المواجهة الى مرحلة جديدة"، مشددا على "أن لبنان لا يحتمل المزيد ولا يمكنه ان يبقى يعيش في الموقت وحان الوقت لنتوحد".

وشدد على "أن أحدا لن يساعدنا إذا لم نقف ونطالب بحقنا بالحياة"، جازما "بأننا سنكسر الحواجز ونوحد الصفوف من اجل المواجهة". وأكد "أن الكتائب تعمل مع كل التغييريين والسياديين المناضلين والمجموعات بعيدا عن الأنانيات لأن المواجهة تتطلب ان نكون قلبا واحدا لتحقيق التغيير والكتائب بصلب المواجهة"، لافتا إلى "أن الكتائب في اطار منظم وفي صلب المواجهة ومشروعها واضح. الكتائب قوية بأدائها وصمودها وعدم استسلامها وخضوعها وهي قوية بتضحياتها من اجل لبنان والشعب. الكتائب قوية لانها لا تكذب ولا تخون ولا تطعن بالظهر وقوية بحكمتها النابعة من تجربتها الصلبة وقدرتها على النقد الذاتي والمصارحة والمصالحة ووفائها لكل أب وام وشاب وصبية، الكتائب بكت على شهدائها وتعرف معنى القهر وما معنى ان يموت الناس في سبيل لبنان". واكد "أننا لم نقبل بأي حجة للمساومة على دم شهداء 4 آب"، لافتا إلى "أن الكتائب قوية بتنظيمها وانتشارها في كل لبنان وقدرتها على استقطاب كل اللبنانيين من كل الطوائف وأجيالها وأبطالها. الكتائب قوية بتميزها في عملها وعملها التشريعي والرقابي وبانتشارها في الخارج، الكتائب قوية بديمقراطيتها وانتخاباتها الداخلية كل 4 سنوات قوية بنقاشاتها. ولفت الى أنه تناوب على رئاسة الكتائب 7 رفاق وسيكملون بالتناوب، مشددا على ان الكتائب قوية بكل كتائبي وكتائبية يحاسبون قيادتهم عندما تخطئ". وأكد "أن الكتائب قوية بمشروعها الواضح وهدفها اليوم ان يتوقف اللبنانيون عن الخوف من بعضهم البعض وأن يتوقف اللبنانيون عن الخوف على المستقبل وعن التقوقع كل بمفرده"، مشيرا إلى "أن مشروعنا بناء مجتمع متماسك يحمي التعددية والتنوع من دون أن تكون حجة لحماية الزعامات والتطرف والزبائنية واذلال الناس باسم الطائفة. فبناء لبنان يتطلب مصارحة ومصالحة ووضع هواجسنا على الطاولة وسنعمل لبناء وطن لا يخيف وهذا يبدأ بتطبيق القانون على الجميع والانتقال الى مجتمع متعاف"، لافتا إلى "أن الاختلاف في السياسة يجب ان يكون على كيفية تحسين البلد، لا أخاف من احد لان الجميع اخوتنا، لكن هناك من لا يعيش الا على الخوف والتخويف ومن مصلحته ان يخيف الآخر ليمسك جماعته".

وقال: "كفى، يجب أن نبني بلدا لا مزرعة ويدنا واحدة للدفاع عن لبنان"، لافتا إلى "ان مشروع الكتائب مجتمع متعاف لا يخاف مع سيادة كاملة على كامل الاراضي، لا سلاح عشائر ولا مقاومة ولا مخيمات انما سلاح واحد بيد القوى الشرعية. نريد لبنان بلدا ديمقراطيا لا تعطيل مع معارضة وموالاة ودولة تحمي التنوع وتحافظ على الغنى". وشدد على "ان الكتائب تناضل لحياد لبنان عن كل صراعات المنطقة فكفى تنفيذ أجندات لا علاقة لنا فيها ومعاداة العالم بسبب قضايا لا علاقة لنا بها. فمشروع الكتائب اللامركزية وكل منطقة تنمي ذاتها"، مشيرا إلى "أن الكتائب تناضل من اجل دولة مدنية تتطلب الا يكون لدينا احزاب دينية عقائدية في السياسة مع قانون احزاب سليم يضع معايير للأحزاب تحترم الدستور". وتابع: "الكتائب تناضل من أجل اقتصاد حر وتطمح لبناء دولة تسود فيها المحاسبة من خلال قضاء مستقل يرفع السرية المصرفية وتكون لديها القدرة لتحقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان ومالية الدولة والعقود والصفقات"، موضحا "أن مشروع الكتائب ليس مشروع مجتمع مقاوم يعيش على الحرب والدمار والسلاح انما مشروعنا مشروع سلام وانفتاح وثقافة وفن مبني على سعادة الانسان". وقال: "حان الوقت لنرتاح ونأخذ فرصة وبناء بلد ومستقبل لأولادنا بثقافة تطور وانفتاح وسلام ، ومن حقنا أن نعيش بسلام". ولفت الى أن من يمنع التغيير يستقوي باللبنانيين من خلال نتيجة الانتخابات الماضية"، مشيرا إلى أن المسؤولين لم يدركوا أن الثقة سحبت منهم في 17 تشرين". وتوجه الجميل برسالة إلى كل اللبنانيين قائلا: "لولا أصواتكم لم يكونوا موجودين وانتم وحدكم قادرون على تنحيتهم، أدعوكم الى اي طائفة انتميتم وفي أي منطقة كنتم ان تتواصلوا معنا وتضعوا أيديكم بأيدينا لنواجه معا ونناضل معا ونبني لبنان الجديد معا".

 

المنتدى الاقتصادي الاجتماعي: كان يفترض بمجلس النواب ان يهب لحماية التحقيق الجنائي

وطنية - السبت 21 تشرين الثاني 2020

اعتبر "المنتدى الاقتصادي- الاجتماعي"، في بيان، أن "القرار بتكليف شركة "الفاريز- مارسال" إجراء تحقيق محاسبي جنائي لحسابات البنك المركزي لم يتخذ من قبل وزارة المالية او وزارة العدل، وانما اتخذ من قبل مجلس الوزراء وبرئاسة رئيس الجمهورية ومشاركة وموافقة رئيس الحكومة والوزراء الذين يمثل بعضهم كتلا نيابية وازنة، فضلا عن كتلة رئيس الجمهورية نفسه. ومن هنا كان ينبغي على المشاركين في السلطة الحالية تبني هذا القرار وتأييده بغية وضعه موضع التنفيذ، نظرا لأهميته البالغة لمباشرة عملية المحاسبة وإصلاح بنية الدولة، بما يمكنها من التعامل الإيجابي المسؤول مع مطالب الشعب، ومواقف الأمم والهيئات الدولية والعربية القادرة، وربما الراغبة، في مساعدة لبنان وانتشاله من الهوة السحيقة التي انحدر إليها بانتظار مبادرة الدولة اللبنانية اعتماد الشفافية ومواجهة الفساد وأصحابه الذين بإهمالهم وجشعهم أفقروا الشعب اللبناني، وتسببوا بكارثة مرفأ بيروت وما تلاها من تقويض لأحياء عديدة في العاصمة وتشريد أهلها". ورأى ان "الذي جرى واقعا لم يكن على الإطلاق بمستوى القرار الكبير الذي اتخذه مجلس الوزراء تحت ضغط الشارع الوطني، بل إن بعض الهيئات والمؤسسات اللبنانية سارعت الى التشكيك بهذا القرار ووضع العراقيل بوجهه تارة باسم السرية المصرفية وتارة باسم رفض الاستنسابية. وعلى الرغم من اعلان مصادر حكومية رفيعة ان التحقيق الذي أوكل الى شركة الفاريز ومارسال سيشمل مؤسسات الدولة كافة، وأن السرية المصرفية ليست متوجبة بالنسبة للحسابات العامة، ومن بينها حسابات البنك المركزي، فقد واصلت الجهات المعارضة للتحقيق حملتها الضارية عليه مستفيدة من امتداداتها الإعلامية والسياسية والاقتصادية التي راحت تصور التحقيق وكأنه اجراء قهري وكيدي ومخالف للقانون، في حين أنه إجراء مشروع ومطلوب، فضلا عن أنه معمول به في دول أوروبا وأميركا. فالبنك المركزي ومعه المنظومة السياسية والطبقة المصرفية لم يتورعوا عن محاربة هذا التحقيق والعمل على تهشيمه من اللحظة الأولى لطرح فكرته. علما بأن هذا التحقيق من شأنه ان يبرئ ساحة كل بريء من التهم التي تساق ضده. اما لجنة المال والموازنة النيابية فبدلا من مساندة القرار وإزالة العراقيل من أمامه، فقد وقفت ضده من دون ان تنجح في دعم وجهة نظرها من الناحية القانونية أو الرقابية، وخصوصا أنها اللجنة النيابية الأساسية المكلفة مراقبة الشأن المالي العام وحمايته بوجه الهدر والفساد". وأشار الى أن "مجلس النواب الذي كان يفترض به أيضا أن يهب لحماية التحقيق الجنائي وتأمين طريقه الى التنفيذ، فقد تعامل معه ببرودة قاتلة. الى ذلك، امتنع المجلس عن طرح اقتراح قانون معجل مكرر لتعليق العمل بقانون سرية المصارف لمدة سنة في كل ما يتعلق بهذا التحقيق لاسقاط آخر المزاعم القانونية التي يختبئ وراءها من لا يريد الحقيقة ولا يريد الإصلاح ولا يريد إنقاذ لبنان من محنته. وبتضافر جهود المسؤولين عن المحنة التي يعيشها لبنان اليوم، أمكن الانقلاب على قرار مجلس الوزراء واحباط جهود الرأي العام الرامية الى اجراء هذا التحقيق. صحيح انها ضربة قاسية للحركة الإصلاحية والديمقراطية في لبنان، إلا أنها لا يمكن ان تكون نهاية المطاف، بل محطة من محطات الصراع في وجه هذا العنكبوت المالي السياسي الذي يهيمن على مال الدولة وينهب مال الناس ويتهرب من المحاسبة ويرفض التقاط أي فرصة للانقاذ".

وإذ حمل المنتدى "كل المسؤولين عن المحنة التي يعيشها لبنان مسؤولية التفريط بالتحقيق الجنائي وإلحاق الاضرار الجسيمة بمصالح البلاد العليا"، طالب الهيئات الرقابية وفي مقدمها ديوان المحاسبة "ان تمارس صلاحياتها القانونية في الحفاظ على الأموال العمومية ومحاسبة المسؤولين عن الهدر وإساءة الأمانة وإخضاعهم للمحاكمة".

 

التجمع اللبناني في فرنسا: لإقامة أوسع تحالف في جبهة مدنية ديمقراطية عريضة

وطنية - السبت 21 تشرين الثاني 2020

طالب "التجمع اللبناني في فرنسا"، في بيان بمناسبة عيد الاستقلال، "مجموعات الثورة" ب"الترفع عن حساباتها السياسية الضيقة والعمل على إقامة أوسع تحالف في جبهة مدنية ديمقراطية عريضة". وجاء في بيان التجمع: "في عيد الاستقلال، العام الماضي، نظم الثوار في بيروت عرضا مدنيا شارك فيه آلاف المواطنين ولاقى الترحيب والإعجاب في الداخل والخارج لتقديمه نموذجا متقدما أعاد للاستقلال مضمونه الوطني والنضالي والحضاري. واليوم وبعد مرور عام كامل على تلك المناسبة، تبدو ساحات الوطن خاوية من المتظاهرين، مفتقدة لحناجر الثوار ومشتاقة لأفواج الصبايا والشباب يوزعون الأمل بثورة سلمية واعدة تطيح بمنظومة الفساد الحاكمة وتبني الدولة المدنية لوطن سيد ومستقل. ساهمت جائحة كورونا بالطبع في إفراغ الشوارع من المواطنين الثوار، واشتدت معاناتهم بفعل انفجار 4 آب وصعوبة الحصول على الدواء والرغيف. كما تعمقت مشاعر الإحباط إزاء ممارسات منظومة السلطة وإمعانها في الفساد والمحاصصة الطائفية والزبائنية، ومحاولتها التستر على المتسببين الحقيقيين بالانفجار الذي دمر نصف العاصمة وأوقع آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد. فضلا عن استخدامها العنف المفرط في قمع المتظاهرين واقتلاع أعينهم بطلقات الخردق، كما السحل والتعذيب والاعتقال التعسفي، بالتكافل والتضامن مع الميليشيات المذهبية وشرطة المجلس وبعض المهووسين. لن تحول هذه الأسباب على أهميتها دون متابعة الثورة طريقها نحو النصر ولا دون الزخم الثوري الذي يبقي الأمل كبيرا عند اللبنانيين بالتغيير الآتي. وبعد مضي أكثر من عام على اندلاع الثورة لا بد من الجهر صراحة بأن مجموعات وقوى الثورة بلا استثناء مسؤولة عن جزء من الجمود الذي أدى عند الكثيرين إلى نوع من الإحباط. لقد نما هذا الواقع بسبب عجز الثوار بمختلف تشكيلاتهم السياسية والمناطقية عن إقناع الناس بأنهم يشكلون البديل السياسي عن منظومة الفساد الطائفية الحاكمة. وعلى الرغم من مئات الاجتماعات وعشرات المؤتمرات، عجزت مجموعات الثورة عن صياغة برنامج سياسيي واقتصادي واجتماعي مشترك يتضمن خارطة طريق واضحة لبناء سلطة وطنية مدنية تستجيب لمطالب اللبنانيين وتنزع الشرعية عن سلطة فاسدة وفاشلة ترفض الانتخابات المبكرة لخوفها من فقدان تسلطها إذ لا تستمد قوتها إلا من السلاح اللاشرعي ومن تغاضي المجتمع الدولي حينا وتواطئه حينا آخر.

إننا في التجمع اللبناني في فرنسا، انطلاقا من كوننا جزءا لا يتجزأ من ثورة 17 تشرين، نكرر مطالبتنا مجموعات الثورة بالترفع عن حساباتها السياسية الضيقة وبالعمل على إقامة أوسع تحالف في جبهة مدنية ديمقراطية عريضة، تتسع للعديد من المجموعات المنبثقة من ثورة 17 تشرين وعن القوى السياسية التي تحمل مطالب الثورة وتتبنى برنامجها. فلقد باشر التجمع اللبناني في فرنسا اتصالاته مع الفرقاء الأساسيين في الثورة وتشاوره معها من أجل صياغة برنامج إنقاذي يحمل للبنانيين الأمل بالخلاص ويستعيد ثقتهم في القدرة على مواجهة السلطة سلميا، في الشارع ومن خلال المؤسسات الدستورية والقوانين، تمهيدا لاستعادة حقوقهم وكرامتهم وسيادة الدولة على كامل تراب الوطن لبناء جمهورية ديمقراطية، مدنية، عصرية ومتجددة".

 

الوطني الحر: سقوط التدقيق يعني نجاح منظومة الفساد والرهان على تفكك التيار رهان فاشل

وطنية - السبت 21 تشرين الثاني 2020

عقدت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل. وأصدرت بيانا دعت فيه "حكومة تصريف الأعمال بصفتها الجهة الرسمية الموقعة على عقد التدقيق الجنائي، إلى إعلان الاسباب التي دفعت شركة "الفاريز ومارسال" إلى وقف عملها. كذلك تدعوها إلى تحديد المسؤولين عن إجهاض التدقيق في حسابات مصرف لبنان". ونبهت الهيئة إلى أن "سقوط التدقيق في حسابات المصرف المركزي يعني نجاح منظومة الفساد في إخفاء الحقيقة بشأن مصير أموال المودعين كذلك بشأن الإنفاق العام. كما أن إلغاء التدقيق يعني عرقلة تنفيذ الإصلاحات، ولاسيما منها المالية، وبالتالي عدم إمكانية الإستفادة من مؤتمر سيدر أو من صندوق الدعم الدولي، ويعني كذلك سقوطا للمبادرة الفرنسية كون التدقيق في حسابات مصرف لبنان هو البند الأول فيها، وبالتالي يدعو التيار فرنسا وكل الدول الداعية الى الإصلاح في لبنان الى فضح المسؤولين عن فشل مهمة شركة الفاريس" . وذكرت أن "التيار خاض معارك التدقيق في حسابات الدولة بجميع أنواعه منذ العام 2005 ولاحقها حتى حول كتاب الإبراء المستحيل الى قانون وهو لا يزال ينتظر ويراقب إتمام الحسابات في ديوان المحاسبة ويعاهد اللبنانيين بأنه لن يستسلم لمنظومة الفساد المالي والسياسي المتحكمة بالبلد وسيواصل معركة كشف الحقائق واعادة حقوق الناس". ودعت الهيئة السياسية رئيس الحكومة المكلف إلى "عدم إضاعة المزيد من الوقت، والانصراف الى التعاون الجدي مع رئيس الجمهورية المبني على مبادئ وأسس سليمة وفقا لأحكام الدستور والميثاق لتشكيل حكومة إصلاحية بالفعل تضم أصحاب الخبرة والقدرة والنزاهة، لتتصدى للأزمات المتراكمة وتعالجها". وشددت على أن "تشكيل حكومة القادرين لا يتناقض أبدا مع مبدأ حفظ التوازنات الوطنية. ويجب ألا يرتبط التشكيل أو يتأخر لأي سبب خارجي بدأت تظهر ملامحه للجميع". وأكدت أنها "لن تتأخر عن الإعلان عن موقف صريح مما يدور بشأن تأليف الحكومة بعدما طال انتظارنا لتحديد أسس ومبادئ ومعايير تأليف الحكومة" . وتوقفت الهيئة السياسية عند "الحملات ‏الإعلامية المركزة لضرب صورة التيار الوطني الحر، في الوقت الذي يخوض فيه معركة التصدي للفساد وحماية الوحدة الوطنية. وهو مدرك أن هذه الحملة المبرمجة هي حلقة من عملية الاستهداف ‏السياسي والإعلامي التي تطال التيار ورئيسه، وهي خطة مبرمجة ولعبة مكشوفة يتشارك فيها بعض الداخل اللبناني مع بعض الخارج، وهي لن تنجح في ظل تماسك التيار ووحدته وتضامنه حول قيادته ورئيسه". وختمت: "إن الرهان على تفكك التيار هو رهان فاشل كما الرهانات السياسية التي يقوم بها البعض، والتي أثبتت فشلها، ويعتبر التيار أن هذه المؤامرات المتجددة تؤكد صحة طروحاته وفشل طروحات الآخرين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 21و22 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الياس الزغبي لنداء الوطن: بيار أمين الجميل من قماشة قيادية خافوه فاغتالوه

 أجرت الحور: نوال نصر/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92634/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%ba%d8%a8%d9%8a-%d9%84%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac/

 

من قتل بيار أمين الجميل؟

نوال نصر/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92641/%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%84-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%9f/

 

المبادرة الفرنسية: أزمة استشراق.. أم غياب العصا والجزرة وصفارة الحكم

د. حارث سليمان/اللواء/21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92648/%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7/

 

فيديو مقابلة مع سجعان قزي من تلفزيون المر في ذكرى اغتيال بيار أمين الجميل والإستقلال ال 77: البطريرك الراعي خلق جواً سيادياً واستقلالياً جامعاً/أي مس بالتوازن الطائفي سوف يغير بجعرافية لبنان/مشروع حزب الله لن يمر/ نحن في لبنان منذ 1600 سنة وباقين إلى نهابة الأزمنة

21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92644/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84/

*إلى بيار أمين الجميل: ما كان يجب أن ترحل. استشهدت في سبيل لبنان كبقية أفراد عائلتك ورفاقك، لكنك كنت وجهًا واعدًا وقادرًا. راهن عليك حلفاؤك مشروعَ قيادة وطنية، فاغتالوك كما اغتالوا جميع المشاريع الوطنية. أحبّك وأتذكرك