المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november21.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة/

الياس بجاني/من 28 سنة وبري مهيمن ومسيطر ع مجلس النواب ويستعمله لضرب الدولة وكل ما هو دستور واعراف

الياس بجاني/كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

 

عناوين الأخبار اللبنانية

توسل/الأب سيمون عساف

في لبنان.. 1709 إصابات جديدة بكورونا و16 حالة وفاة

المجموعات السيادية التقت غبطة البطريرك الراعي في بكركي  وسلمته رسالة بمناسبة عيد الإستقلال طالبت فيها اعتماد مبدأ “حياد لبنان” وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما 1559

اقتراح قانون فرنسيّ يُجرّم التعامل مع فاسدي لبنان!

توقيع مذكرة تفاهم مع فرنسا لتطوير قدرات الجيش اللبناني

الخارجية الأميركية: لم يتم تأجيل أي لائحة عقوبات!

"كلام لا أساس له من الصحة".. لبنان يردّ على وزير الطاقة الإسرائيلي

إسرائيل تتهم لبنان بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود المائية

بومبيو: إما تُنفّذ "اليونيفيل" مهمتها أو نتحرك باتجاه مختلف

ماكرون يكرّم قائد الجيش: آخر المؤسسات اللبنانية الموثوقة

بعد 3 أشهر على الانفجار... لبنان يسعى لإزالة المواد الخطرة من مرفأ بيروت

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/11/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قائد الجيش في امر اليوم لمناسبة عيد الاستقلال الـ77

حرب واشنطن المالية على "حزب الله" ولبنان.. المعاقبون خارج المصارف

هذا ما ينتظرنا: هل تفعلها اسرائيل؟

الحريري لن يعتذر... وهل يزور بكركي؟

هبات تبخّرت... وعتب على لبنان: لا ثقة بالمسؤولين!

باسيل “يفاوض” أميركا لرفع العقوبات عنه.. والأخيرة: لا نثق بك!

بالوثائق والتفاصيل والصور: المواد الخطرة في مستوعبات المرفأ

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

لقاح ثالث لكورونا يزف بشرى سارة لكبار السن

بومبيو: كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتصدي لإيران

بعد انسحاب أرمينيا منه.. أذربيجان تدخل إلى إقليم أغدام

بعد تسليم منطقة لأذربيجان.. وزير دفاع أرمينيا يستقيل

ماكرون يبحث مع قادة «الديانة الإسلامية» تشكيل مجلس للأئمة

فاوتشي: اللقاحات المضادة لـ«كورونا» آمنة رغم تطويرها في وقت قياسي

مسؤول أميركي يفصح عن تبادل رسائل بين واشنطن وطهران

بومبيو يقوم بزيارة خاصة إلى الجولان ويعتبر الاستيطان جزءاً من الدولة العبرية وسط احتجاج من الفلسطينيين واليسار الإسرائيلي

«استقرار ليبيا» الأميركي يتوعد تركيا وروسيا بعقوبات

هجوم تركي على حفتر وتعهد بدعم «الوفاق»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الخامس/الحلقة الأولى/الجدار الطيب

ماذا يعني العلم؟/أوليفيا الشاب/مركز مالكوم كارنيغي

لبنان يتوارى خلف "رهاب المثليين" لقمع الحريات الإعلامية!/إيمان العبد/المدن

الدعم يتقلّص الى النصف بدءاً من اليوم/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

أيهما أمَرّ ؟ الضربة العسـكرية ام إنسحاب اميركا من الاقليم؟/مرلين وهبة/الجمهورية

الإستقلال ومشانق الشرف/جوزف الهاشم/الجمهورية

ضربة إسرائيلية في اللحظة الحرجة/طوني عيسى/الجمهورية

المستقبل» في الخارجية... لن يكون طليق اليدين/هيام القصيفي/الأخبار

استقلال يبحث عن مستقلّين/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

القوقاز... صدام الأحلام الإمبريالية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

قمة المودّات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الدين والقومية الشعبوية وظواهر أخرى/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بوتين لعون: ملتزمون دعم سيادة لبنان ووحدته

وزني: أبلغتنا "الفاريز ومارسال" إنهاء اتفاقية التدقيق الجنائي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق: فيديو ونص باللغتين الغربية والإنكليزية/المبادرة الفرنسية هي طوق نجاة لحزب الله وللطبقة السياسية العفنة/

The French initiative In Lebanon Aims To Rescue The Terrorist Hezbollah and Revive The Rotten Political Class

http://eliasbejjaninews.com/archives/92555/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7/

 

من 28 سنة وبري مهيمن ومسيطر ع مجلس النواب ويستعمله لضرب الدولة وكل ما هو دستور واعراف

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

ع طول بري مستوطي حيط المسيحيين واليوم بكيدية ووقاحة دعا لمناقشة قوانين الإنتخاب لإرهابهم وتخويفهم. فاجر حول المجلس ل دويله وعهره

 

كلن يعني كلن وأصنام شركات الأحزاب وقطعانون بأولن

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

انت بحزب لبناني يعني 99% ومن دون لف ودور وتزلف ومسايرة: انت غنمي وشي تعتير ومتخلي عن حريتك ومن عبدة زعيم صنم تؤلهه.. وبس هيك

 

زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2020

تعليق يوتيوب/اضغط هنا لمشاهدة التعليق

https://www.youtube.com/watch?v=zpQnbmf1fio&t=41s

إن تفاهة وسخافة وذمية زجليات ومسرحيات تبادل التهم بالفساد والسرقات والسمسرات والتعديات على القوانين بين الوزراء والنواب والحكام والمسؤولين والمدراء هدفها الإبليسي  هو الهاء الناس وابعاد هم عن واقح سرطان الاحتلال...هؤلاء هم جميعا ادوات وابواق تعمل بأمرة المحتل وكلن يعني كلن شركاء في جريمة التغطية والتستر على المحتل مقابل سكوته عن فسادهم من كبيرهم حتى صغيرهم.

 

التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

ورقة التفاهم بين عون ونصرالله هي عمل خيانة يدين من وقعها ومن أيدها ومن سكت عنها. التاريخ لا يرحم الخونة ولا الرب يوم حسابه الأخير

 

ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92465/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%85-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%8a/

ببساطة ودون قفازات ودون لف ودوران فإن الأهبل والمسطول والغنمي فقط يصدق جبران باسيل بأن قطع علاقته وعلاقة عمه بحزب الله قد يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية وكذلك قوله بأن الحلف مع الحزب الشيطاني قد حمى لبنان من الإرهاب وإسرائيل..في حين أن حزب الله هو الإرهاب وهو داعش وهو النصرة وهو القاعدة وباقي كل الجهاديين كما تؤكد كل الوثائق والحقائق.

جبران كذاب وهو غطاء لحزب الله ويحمي سلاحه مقابل سلطة ونفوذ ومواقع وفوائد ومنافع هي كلها ذاتية ولا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين.

الحقيقة المعاشة تقول بأن ورقة تفاهم عون الإسخريوتي مع حزب الله قد سلمت البلد للحزب ولإيران وضربت الإستقلال والسيادة وعهرت كل المؤسسات وكل ما هو لبنان ولبناني.

يبقى أن ورقة التفاهم مع حزب الله هي عمالة وخيانة وذمية بأبشع صورها ونقطة ع السطر والتاريخ سيلعن كل متآمر على لبنان وعلى شعبه.

نذكر جبران المنافق والملون بأن  حزب الله لم يحرر الجنوب بل يحتله وقد فرسنة وغيب لبنان الدولة والسيادة عنه.

https://www.youtube.com/watch?v=AVU6GSHwsIg&t=1496s

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

توسل

الأب سيمون عساف/20 تشرين الثاني/2020

عونَ ربي يا مَعيني  منكَ أُروي ظِمءَ نادِمْ

كُنْ دِعامي كُنْ مُعيني  سيِّدي يرجوكَ خادِمْ

منكَ ربِّي هاتِ قُوَّهْ إنَّ ضعفي لا يُقاوِم

 باتَ حلمي فُوهُ هُوَّهْ  لستُ أَخشى لن أُساوِم

خُذْ يميني واستجبني  لا تردَّ الوجهَ عنِّي

لا تُؤَاخِذُ وَهْنَ جُبْني  لا تُخَيِّبْ حُسنَ ظنِّي

شوقُ قلبي فيك طامع  يسألُ الصفحَ الإلهي

جفنُ عيني والمدامع  ندبةٌ تنعو الملاهي

لم أَكُنْ ذاك الوفيَّا  للوصايا خانَ حبَّي 

قد أهنتُ الروحَ فيَّ أطلبُ الغفرانَ ربِّي

لِلِّقا  جاشَتْ بحارٌ وارتيابُ الفكرِ قاحِم

إِنَّ في موتي انتحارٌ خلَّصتْ نفسي المراحِم

هلْ مسيحيٌّ أُعَدُّ  في التخلِّي عن عهودي؟

والتمادي لا يُحَدُّ  كلُّ أعمالي شهودي!

مَوْطِئُ الإجلالِ لَثْمي فَرَّ من ثغري اليكَ

لا تَدِنِّي رغمَ إثمي  قد توكَّلتُ عليكَ

في امتثالي يا سَموحا  يومَ حُسبانٍ أمامَك

أَعطِ روحي منكَ روحا  لِلْعَفُو أُنْشُرْ غَمامَك

 

في لبنان.. 1709 إصابات جديدة بكورونا و16 حالة وفاة

وطنية/ 20 تشرين الثاني/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1709 إصابات جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 113614.

كما أعلنت تسجيل 16 حالة وفاة جديدة بالفيروس ترفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 884.

 

المجموعات السيادية التقت غبطة البطريرك الراعي في بكركي  وسلمته رسالة بمناسبة عيد الإستقلال طالبت فيها اعتماد مبدأ “حياد لبنان” وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما 1559

20 تشرين الثاني/2020

نص الرسالة التي سُّلِّمت لغبطة البطريرك الراعي

http://eliasbejjaninews.com/archives/92563/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%aa-%d8%ba%d8%a8%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a/

غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى

جئنا اليوم الى هذا الصرح الوطني الجامع ، مجموعات سيادية من كل المناطق والاطياف من ابناء وبنات الثورة اللبنانية،  لنضَع بين يديكم الابويتين، هواجسنا الوجودية عشية ذكرى استقلالنا، المنتهك من السلاح غير الشرعي والتبعية له وما تسبب به من عزلة وفقر وانهيار مالي واقتصادي وهجرة وتدمير وقتل ….

غبطة ابينا، أنتم من اختاركم الله على الكرسي الانطاكي الماروني في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان، وائتمنتم عليه في زمن المئوية الاولى، على بينة، من اننا نعيش أياماً عصيبة يكثُر فيها الفساد الذي يسرق لقمة الناس ويحتمي بالسلاح لمنع المحاسبة، والهاء الناس بتأمين لقمة العيش بدل التركيز على استعادة الكرامة الوطنية والسيادة وعلى التمسك بدور لبنان الرسالة، الجسر الحضاري والانساني بين الشرق والغرب بعيدا عن التموضع في قلب الصراعات الهدامة، هذا الدور الذي عبرتم عنه خير تعبير في مبادرتكم الانقاذية ودعوتكم بتاريخ 5 تموز 2020 ، الى تحرير الشرعية اللبنانية وتنفيذ القرارات الدولية واعلان “حياد لبنان”. إن مثل هذا الحياد الايجابي والفاعل في تعاطي لبنان مع محيطه والعالم، وفي تعاطي العالم معه، يمرّ حكماً بالمساواة امام القانون بين اللبنانيين في الحقوق والواجبات، فلا تستقوي فئة من اللبنانيين بسلاحها غير الشرعي على الدولة والشعب، وتستخدم فائض قوتها المستوردة من الخارج لتنفيذ الانقلاب على الدستور والتوازنات الوطنية تحت مسمى اصلاح النظام. لقد أصدر مجلس الأمن الدولي عام 2004 القرار 1559 الذي نص على خروج الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وبسط سلطة الدولة بقِواها الشرعية دون منازع على جميع اراضيها، كما نص على ضرورة قيام انتخابات حرة نزيهة وانتخاب رئيس للجمهورية حسب قواعد الدستور اللبناني من غير تدخل او نفوذ أجنبي. وقد اعاد مجلس الامن الدولي بعد ذلك التشديد على ضرورة تنفيذ القرار ١٥٥٩ في قرارات لاحقة تؤكد على السيادة اللبنانية منها ١٦٨٠ و١٧٠١، تقاعست المنظومة السياسية حتى تاريخه عن تطبيق القرار 1559،والقرارات اللاحقة، على قاعدة التنازل عن السيادة لحزب الله، مقابل مناصب تسمح لشاغليها بعقد الصفقات وتكديس الثروات ونهب موارد الدولة والسطو على ودائع ومدخرات الناس، مما أدى الى انهيار الدولة والكيان سياسيا امنيا اقتصاديا ماليا اجتماعيا وثقافيا.

غبطة ابينا، ان مبادرتكم الانقاذية جاءت لتعطي بارقة امل لكل اللبنانيين السياديين الاحرار واننا مقيمين ومغتربين، نعلن عن دعمنا وتمسكنا بها ونتطلع اليكم، ونجدد ثقَتَنا بموقِعكم ودوركم ورسالتكم المنزهة عن المصالح والفئويات ونناشدكم بتمثيلنا والسعى، على غرار اسلافكم، لدى اصدقاء لبنان من الاسرة الدولية لانقاذ الدولة والكيان ، وحث الامم المتحدة على اعتماد مبدأ “حياد لبنان” وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما 1559، ليسترد لبنان وهو عضو مؤسس في الامم المتحدة ومساهم في صياغة شرعة حقوق الانسان، دوره الريادي ويعود واحة استقرار وازدهار وحوار، فيتمكن اللبنانيون من اختيار من يمثلَهم بحرية فيوكلون اليه مسؤولية اعادة بناء الحاضر والمستقبل، بما يتناسب مع تطلعاتهم المحقة والمشروعة.

 

اقتراح قانون فرنسيّ يُجرّم التعامل مع فاسدي لبنان!

المركزية/20 تشرين الثاني/2020

يجري في الكواليس الفرنسية الاعداد لاقتراح قانون ينصّ على تجريم الحكومة في حال ارسلت اموالاً مباشرةً الى لبنان او من طريق تنظيم مؤتمرات دولية لجمع المساعدات ذهبت جميعها في خدمة منظومة الفساد. ويعمل الموسيقي العالمي اللبناني عمر حرفوش بالتعاون مع مجموعة من النواب والقضاة الفرنسيين لتقديم مشروع القانون في القريب العاجل وتحويله الى قانون نافذ من اجل وضع المساعدات الفرنسية في اطارها الصحيح والا يستفيد منها المسؤولين في لبنان لمراكمة فسادهم الذي اوصل البلد الى الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق. وفي الاطار، اوضح حرفوش لـ"المركزية" "انه في صدد تشكيل لوبي يضمّ نواباً واعضاء في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين ورئيس الهيئة العليا للشفافية من اجل تقديم مشروع قانون يُجرّم تعامل الفرنسيين، حكومةً ومسؤولين مع لبنانيين في مشاريع تخدم الفساد في لبنان". ولفت الى "انه سيبعث برسالة الى الرئيس ماكرون قبل زيارته الى بيروت المقررة مبدئياً في 12 كانون الاول المقبل، لابلاغه باقتراح القانون الذي يتضمّن تجريم الدولة الفرنسية لمشاركتها في "تغذية" الفساد في دولة اجنبية (لبنان)، وذلك بهدف "تحذيره" من مدّ يد العون لمسؤولين متورّطين بالفساد في بلدهم". وشدد على "ضرورة ان يُتابع ماكرون شخصياً اين ستُصرف الاموال التي سيرصدها مؤتمر الدعم الذي يعتزم تنظيمه الشهر المقبل، والا سيكون عرضة للمحاكمة والمساءلة بعد انتهاء ولايته اذا تاكد انها صبّت جميعها في خدمة منظومة الفساد، تماماً كما يحصل اليوم مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي المتّهم بالتورّط بقضايا فساد في ليبيا". وينطلق حرفوش من مبادرته من تجربة اوروبية تجاه لبنان غير مشجّعة فاحت منها روائح الفساد، وهي معمل فرز النفايات في طرابلس الذي كان مموّلاً من الاتحاد الاوروبي، الا انه لم يُنفّذ بسبب عدم مطابقة تنفيذه مع مواصفات دفتر الشروط. وقرر الاتحاد الاوروبي بحسب حرفوش وقف مساعداته للبنان قبل البدء بالاصلاحات التي تعهّد بها في مؤتمرات سابقة. يُذكر ان حرفوش كان اعلن في وقت سابق ترشحه لرئاسة الحكومة قبل ان يتم تكليف الرئيس سعد الحريري بالمهمة، ولفت الى انه سيطرح برنامجاً حكومياً اصلاحياً وانقاذياً شاملاً.

 

توقيع مذكرة تفاهم مع فرنسا لتطوير قدرات الجيش اللبناني

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

وقَّع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، اليوم (الجمعة)، مع رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرنسوا لو كونتر، مذكرة تفاهم لتطوير قدرات الجيش اللبناني، وبحث معه العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. واستقبل قائد الجيش في اليرزة شمال شرقي بيروت لو كونتر الذي يقوم بزيارة رسمية إلى لبنان، ترافقه السفيرة الفرنسية آن جريو ووفد فرنسي، بحسب بيان قيادة الجيش اللبناني. وعقد اجتماع في مكتب قائد الجيش «بحثت خلاله العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين وسبل تعزيزها، وتخلله توقيع مذكرة تفاهم لتطوير قدرات الجيش اللبناني». واستمع قائد الجيش، ورئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية، في غرفة عمليات القيادة «إلى إيجاز عن المهمات التي يقوم بها الجيش على مختلف الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تلك التي اضطلع بها إثر انفجار مرفأ بيروت».يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) الماضي، وخلَّف 193 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، ودماراً واسعاً في المرفأ والمناطق المحيطة به.

 

الخارجية الأميركية: لم يتم تأجيل أي لائحة عقوبات!

أساس ميديا/20 تشرين الثاني/2020

يكثر الكلام أخيرا عن لوائح عقوبات جديدة ستصدر في إطار قانون "ماغنيتسكي" الأميركي، تطال شخصيات سياسية ورجال أعمال لبنانيين، كما قيل إنّ لائحة كانت مُعدّة للإصدار وتمّ تأجيلها، كما ورد في بعض وسائل الإعلام المحلية. مصدر جدّي في  وزارة الخارجية الأميركية قال لـ"أساس" إنّ ما يتمّ تداوله في هذا الإطار في لبنان لا يعتمد على أسس جديّة، إذ إنّ الدوائر المعنية في الولايات المتحدة تعمل في هذا المجال مع إدراج الوزير جبران باسيل على لوائح العقوبات التي يُقرّها قانون "ماغنيتسكي" لمكافحة الفساد. وأشار إلى أنّ إدراج باسيل على لائحة ماغنيتسكي لا يعني أنّه قد تعومل معه على أساس أنّه حليف لحزب الله بالدرجة الأولى، بل لانخراطه فيما تعتبره واشنطن عمليات فساد وهدر لأموال اللبنانيين، ملمّحًا إلى احتمال إدراج رئيس التيار الوطني الحرّ على لوائح مكافحة الإرهاب (Counter Terrorism Sanctions) بسبب علاقته السياسية بحزب الله في حال لم "يتغيّر سلوكه"، على حدّ قول المصدر. وأكّد المصدر لـ"أساس" أنّ أيّ معلومة تتعلّق بلوائح العقوبات ينبغي أن يكون مصدرها وزارة الخارجية الأميركية أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة (OFAC)، وكلّ ما ينشر سوى ذلك لا يعدو كونه "تمنيّات" هذا الفريق  السياسي أو ذاك، مستغربًا في الوقت نفسه كيف يتمّ التداول بأسماء على أساس أنّ العقوبات تطالها فيما أنّ أكثر الأسماء الموجودة لدى الدوائر المختصة في  الولايات المتحدة لا تزال تحت التحقّق منها ومما اعتبر "شبهات"، وأنّ ما يُساق من أسماء يفتقر في أغلبه إلى الدّقة. وعن موعد اللوائح الجديدة، أكّد المصدر أنّ إصدار اللوائح يعتمد على عوامل سياسية وظرفية، وأنّ وزيري الخارجية والخزانة ومكتب الأمن القومي هما الجهتان المعنيتان بإصدار مواعيد اللوائح، نافيًا في الوقت عينه ما يقال عن لائحة جاهزة أُجّل إصدارها، ومؤكّدًا أنّ أمراً كهذا قد يحصل كما في لائحة عقوبات "قيصر" الأخيرة التي كانت قد تأجلت لأسبوعين  بسبب المحادثات التي كانت جارية مع النظام السّوري لكشف مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس. إلّا أنّ العقوبات المتعلّقة بلبنان لم يحصل سابقًا أو حاليًا أن تأجّلت، خصوصًا أنّها مختلفة عن تلك المتعلقة بنظام الأسد من جميع النواحي. ويضيف أنّ الولايات المتحدة ماضية في عقوباتها المتعلّقة بلبنان، إن في إطار قانون ماغنيتسكي أو  في قانون محاربة الإرهاب، وأنّ أيّ رهان على تغيّر هذا الأمر مع إدارة ديمقراطية ليس رهانًا في محلّه. ولم ينفِ المصدر محاولة بعض الشخصيات اللبنانية، من سياسيين ورجال أعمال، التواصل مع واشنطن بهدف تسوية أوضاعهم قبل إدراجهم على اللوائح.

 

"كلام لا أساس له من الصحة".. لبنان يردّ على وزير الطاقة الإسرائيلي

وطنية/20 تشرين الثاني/2020

نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية المزاعم التي أطلقها وزير الطاقة الإسرائيلية يوفان شتاينتس عن ان لبنان "بدل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية سبع مرات". واكد مكتب الاعلام ان كلام الوزير الإسرائيلي لا أساس له من الصحة، لان موقف لبنان ثابت في ما خص المفاوضات غير المباشرة في موضوع الترسيم البحري وفقا للتوجيهات التي أعطاها رئيس الجمهورية ميشال عون الى الوفد اللبناني المفاوض، لا سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي.

 

إسرائيل تتهم لبنان بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود المائية

تل أبيب/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

اتهمت إسرائيل، اليوم (الجمعة)، لبنان بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط، محذرة من احتمال أن تصل المحادثات إلى «طريق مسدود» وعرقلة مشاريع التنقيب عن محروقات في عرض البحر. وكان لبنان وإسرائيل وهما رسمياً في حالة حرب، اختتما الأسبوع الماضي جولة ثالثة من المفاوضات برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وقررا عقد جولة رابعة في بداية ديسمبر (كانون الأول). وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس في تغريدة على «تويتر»: «لبنان غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل سبع مرات».

وأضاف أن «موقفه الحالي لا يتعارض مع مواقفه السابقة فحسب، بل يتعارض أيضاً مع موقف لبنان على الحدود البحرية مع سوريا التي تأخذ في الاعتبار الجزر اللبنانية القريبة من الحدود». وتابع أن «من يريد الازدهار في منطقتنا ويسعى إلى تنمية الموارد الطبيعية بأمان عليه أن يلتزم مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما أودعته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «أي انحراف عن ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود وخيانة لتطلعات شعوب المنطقة». وكان الرئيس اللبناني ميشال عون كتب في تغريدة على حساب الرئاسة على «تويتر» أنه أكد خلال استقباله قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) أن «ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق براً من نقطة رأس الناقورة استناداً إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة». وتتعلق المفاوضات أساساً بمساحة بحرية تمتد على نحو 860 كيلومتراً مربعاً، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، إلا أن لبنان اعتبر لاحقاً أنها استندت إلى تقديرات خاطئة. ويطالب لبنان خلال جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً تشمل جزءاً من حقل «كاريش» الذي تعمل فيه شركة «إنرجيان» اليونانية، على ما قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان

وأضافت هايتيان: «دخلنا اليوم مرحلة حرب الخرائط». ووقّع لبنان في 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين من مياهه الإقليمية تقع إحداها، وتعرف بالبلوك رقم 9. في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل. وبالتالي، ما من خيار أمام لبنان للعمل في هذه الرقعة إلا بعد ترسيم الحدود. واتفق لبنان وإسرائيل على مفاوضات مباشرة بعد سنوات من الدبلوماسية المكوكية الأميركية الهادئة. فقد عقدت أول جولتين من المحادثات على الحدود مع لبنان في أكتوبر (تشرين الأول)، وجولة ثالثة في وقت سابق هذا الشهر.

 

بومبيو: إما تُنفّذ "اليونيفيل" مهمتها أو نتحرك باتجاه مختلف

المدن »/20 تشرين الثاني/2020

قام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، بجولة في مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة. وتعتبر هذه الزيارة سابقة لمسؤول أميركي رفيع المستوى. كما زار مرتفعات الجولان المحتلة أيضاً. وأجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات، اليوم الجمعة، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس، حيث تطرق إلى ملف ترسيم الحدود اللبنانية بين لبنان وإسرائيل. وقال بومبيو: "نقلت لرئيس الوزراء (نتنياهو) دعمنا للقرار المتخذ من قبل كل من حكومتي إسرائيل ولبنان، لبدء مناقشات حول الحدود البحرية، والتي نعمل كوسيط ومسهل لها. ونأمل أن يتم حل هذا النزاع الذي طال أمده. ويمكن للمفاوضات أن تؤدي إلى زيادة في الاستقرار والأمن والازدهار لكل من المواطنين الإسرائيليين والمواطنين في لبنان أيضًا". وتحدّث بومبيو عن مهام اليونيفيل، إذ أشار إلى أنه "في آب الماضي، دعمت الولايات المتحدة تجديد مهمة اليونيفيل، لكننا طالبنا ببعض الشروط المهمة لسبب وجيه. فلمدة طويلة جدًا، تمتع حزب الله بحرية حركة شبه كاملة، عبر مناطق سيطرة اليونيفيل. وبدعم من إيران، بنى ترسانة أسلحة وأطلق صواريخ على إسرائيل، وحفر أنفاقاً للهجوم تحت الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأكثر من ذلك". وشدد على أن "الولايات المتحدة لا تستطيع التزام الصمت على هذه الأعمال ضد صديقنا الموثوق". موضحاً أن "التجديد الأحدث لهذه الولاية شمل متطلبات جديدة، تتعلق بالإبلاغ عن تلك الهجمات ضد قوات حفظ السلام والتحقيقات في منع الوصول". وأمل بومبيو أن تضمن هذه الخطوات المهمة لأن تقوم اليونيفيل بالفعل بولايتها، مؤكداً أنه إذا لم يكن الأمر كذلك، "فسنضطر إلى التحرك نحو اتجاه مختلف".

 

ماكرون يكرّم قائد الجيش: آخر المؤسسات اللبنانية الموثوقة

المدن »/20 تشرين الثاني/2020

قلّد رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال فرنسوا لو كوانتر، باسم رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، قائد الجيش، العماد جوزاف عون، وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط. وذلك، بحضور السفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريو. وخلال حفل التكريم الذي أقيم على متن الفرقاطة الفرنسية أكونيت، الراسية في مرفأ بيروت، ألقى الجنرال لو كوانتر كلمة، أشاد فيها بمزايا العماد عون القيادية، منوّهاً بكفاءته العسكرية، ونزاهته ورؤيته الثاقبة. وأشار إلى أن هذا التكريم هو خير دليل على روابط الصداقة والأخوة التي تجمع جيشي البلدين، اللذين يعملان ضمن القيم الإنسانية ذاتها، للحفاظ على السلام والاستقرار. وأضاف لو كوانتر، أن الجيش الفرنسي يعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسة العسكرية اللبنانية، وما الانتشار الأخير للقوات الفرنسية مع الجيش اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت، إلا خير دليل على التعاون القائم بينهما لمساعدة اللبنانيين جميعاً. من جهته، شكر العماد عون الجنرال لو كوانتر، الموفد من الرئيس الفرنسي، على هذا التكريم. وألقى كلمة نوّه فيها بالعلاقات التاريخية الجامعة بين لبنان وفرنسا، ووقوفها إلى جانبه في مختلف الاستحقاقات المفصلية لدعمه ومساعدته. وأضاف: "إن محاربة الإرهاب تشكل أبرز التحديات والتهديدات التي يتشاركها البلدان وتهدد استقرارهما وأمنهما. مشدداً على أهمية الدعم الفرنسي في تطوير قدرات المؤسسة العسكرية، والمساهمة الفاعلة في قوات اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701 للحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية". وأعرب العماد عون في كلمته عن شكره للسلطات الفرنسية على مساعدتها لبنان، ومؤازرة الجيش اللبناني بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً أن تقليده وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط، هو شرف كبير منحه إياه رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. وهو في الوقت نفسه تكريم للمؤسسة العسكرية التي تشكل العمود الفقري للبنان، والركيزة الأساسية للاستقرار. وختم: "أولويتنا هي حماية سيادة لبنان واستقراره مهما كانت الأثمان. ثقة شعبنا والمجتمع الدولي بنا ستبقى المحفّز لنا للمحافظة عليها. تزامناً مع مئوية لبنان الكبير التي كان لفرنسا الصديقة دور بإعلانه، نجدّد العهد بحماية وطننا، أرضاً وشعباً، والدفاع عنه مهما غلت التضحيات".

وفي الختام تمّ تبادل الهدايا التذكارية.

وتشير المعلومات إلى أن الرئيس ماكرون قرر منح قائد الجيش هذا الوسام في العام 2018، إلا انه تعذّر على عون السفر إلى باريس ليُقلّد الوسام بحسب التقليد الفرنسي. لكنه وبشكل استثنائي تقرر الأخذ في الاعتبار الاستفادة من توقف الفرقاطة في بيروت، لتنظيم هذا الحفل على متن السفينة، كدليل على التطور المحرز في تعاون فرنسا ولبنان البحري، وعلاقة لبنان بالرحلات البحرية الفرنسية. وتُعتبر لفتة تكريم رئيس الجمهورية الفرنسية للقائد عون، عبر الوسام الارفع في هذه الفئة أي برتبة ضابط، مؤشراً إلى دعم القيادة الفرنسية لقائد الجيش والإصرار على تحييد المؤسسة عن التجاذبات السياسية في لبنان. كما افاد مصدر فرنسي واصفاً عون بأنه مُحسن، يقظ، يعرف كيف يميّز بين القضايا الحقيقية، ويعمل على حماية المؤسسة العسكرية اللبنانية التي يطور قيمتها العملياتية باستمرار، ويحافظ على الوحدة والتماسك الداخلي، وبالتالي يحظى باحترام وتقدير بالإجماع. ويشير التكريم إلى "أن الجيش اللبناني منخرط، بتوجيهات قائده على جميع الجبهات داخل الدولة، كذلك على الحدود، ليلاً نهاراً، وفي جميع الأوقات". وشدد على "أن المؤسسة العسكرية تمثّل العنصر الأساسي لاستقرار البلاد وأمنها، كونها ملتزمة التزاماً تاماً بخدمة لبنان في العديد من المهمات المحفوفة بالمخاطر، للحفاظ على الاستقرار الذي يصبّ في مصلحة فرنسا".

 

بعد 3 أشهر على الانفجار... لبنان يسعى لإزالة المواد الخطرة من مرفأ بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

وقّعت السلطات اللبنانية عقداً هذا الشهر مع شركة ألمانية لإزالة مواد كيماوية خطيرة ظلت مخزنة لأكثر من عشرة أعوام في مرفأ بيروت الذي شهد انفجاراً مروعاً في أغسطس (آب)، أودى بحياة نحو مئتي شخص ودمر مساحة كبيرة من العاصمة. وذكر مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في بيان أرسل نسخة منه إلى «رويترز»، أن شركة «كومبي ليفت» ستزيل «مواد أسيدية خطرة قابلة للاشتعال وسريعة التفاعل» من 49 مستودعاً في المرفأ. ويجيء توقيع العقد بعد مرور ثلاثة أشهر على الانفجار الهائل الناجم عن سوء تخزين كمية ضخمة من المواد الكيماوية. وبعض الكيماويات التي ستزيلها الشركة، إن لم يكن كلها، مخزنة في المرفأ منذ 2009، وإن كان البيان لم يذكر تفاصيل محددة. والانتظار نحو ثلاثة أشهر قبل توقيع عقد لإزالة المواد الخطيرة التي لا تزال في المرفأ ربما يزيد من شعور اللبنانيين بالإحباط وبالتخبط السياسي في بلد يتهاوى اقتصاده بعد أعوام من سوء الإدارة والفساد. ويجتاح الغضب الكثير من اللبنانيين، لا سيما الذين فقدوا منازلهم أو ما زالوا يعملون على إصلاحها منذ انفجار الرابع من أغسطس، نظراً لعدم إعلان نتائج التحقيق في ملابسات الانفجار حتى الآن. وكتب جان كوبيس، منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، على «تويتر» في 13 نوفمبر (تشرين الثاني): «مائة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، مائة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة». وأطلع كوبيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة على الوضع في لبنان، مشيراً إلى الضبابية المحيطة بالتحقيق رغم المناشدات والالتماسات المتعددة من المواطنين لإجراء تحقيق حيادي. واستقالت الحكومة بعد الانفجار لكنها لا تزال تقوم بتصريف الأعمال، حيث لم يتفق كبار السياسيين في لبنان، وكثيرون منهم يدخلون دائرة السلطة ويخرجون منها على مدى عقود بموجب نظام التقاسم الطائفي، على تشكيل حكومة جديدة حتى الآن. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه جرى توقيع عقد مع شركة «كومبي ليفت»، لكنها لم تذكر التفاصيل التي أُرسلت إلى «رويترز» لاحقاً. وكانت شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في أغسطس قد تم تفريغها بالمرفأ في 2014 وتجاهلت السلطات عدة تحذيرات من مسؤولين من مخاطر تخزين هذه المادة هناك. واحتجزت السلطات 25 شخصاً منهم مسؤولون في المرفأ والجمارك، وتقول إن التحقيق يجري بأقصى سرعة ممكنة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 20/11/2020

وطنية -الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

أنهى الاغلاق العام اليوم يومه السابع، وإذا كان لا بد من مراجعة لنتائج الاسبوع الأول بالارقام، فيكفي إستعراض رقمين يحملان مدلولات دامغة.

فقد سطرت قوى الامن عشرين ألف محضر مخالفة لقرار الاغلاق في سبعة أيام، فيما سجلت وزارة الصحة في اليوم السابع للاغلاق 1709 إصابات بفيروس كورونا. وتسألون بعد لماذا لم ينخفض منحنى الاصابات في اليوم السابع؟.

عشرون ألف هم جزء ممن خالفوا قرار الاغلاق، هم فقط من ضبطتهم قوى الامن، ناهيك بالمخالفات البعيدة عن العين الأمنية.

في أي حال العين الآن على الاسبوع الثاني، وما ستكون عليه الخطوات اللاحقة إذا استمر ارتفاع عدد الاصابات والوفيات التي بلغت اليوم 16 حالة، وهل ستعيد وزارة الداخلية النظر في القرار كما كان صرح الوزير فهمي؟

العين الثانية اليوم على مبدأ المحاسبة ومصير أموال المودعين مع (تهشيل) شركة ألفاريز أند مارسال. فقد أبلغت الشركة الجانب اللبناني اليوم إنهاء اتفاق التدقيق المالي الجنائي بسبب عدم تزويدها بالوثائق المطلوبة لأتمام مهمتها.

وفيما غابت تطورات التأليف الحكومي عن مداري السمع والبصر، تنتظر الأوساط فحوى الكلمة التي يوجهها غدا رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين، في مناسبة الاستقلال، بينما يظل منسوب التفاؤل ضعيفا، وبخاصة في ظل ما اعلنه المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني في وزارة الخارجية الأميركية إليوت أبرامز، إذ قال: إنه يتوقع المزيد من العقوبات الأميركية على سياسيين لبنانيين.

وفي الانتظار رد رئاسي لبناني على مزاعم إسرائيلية مفادها أن لبنان غير من موقفه في مفاوضات الترسيم مرات عدة، مؤكدا ثبات الموقف اللبناني المتمسك في حقه السيادي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

بدأ الإستقلال بحكومة... فأين نحن؟. كلمات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إكتفى بقولها رئيس مجلس النواب نبيه بري عشية عيد الإستقلال.

كلمات تختصر كل المشهد... تعكس الحاجة إلى ولادة سريعة للحكومة، تطلق تصحيح المسارات المالية والإقتصادية والمعيشية كمشية العسكر المرصوص الغائبة هذا العام.

زوار قصر بعبدا نقلوا عن رئيس الجمهورية ميشال عون عدم إرتياحه إلى مسار التشكيل بفعل طبيعة المقاربات التي يعتمدها الرئيس المكلف سعد الحريري، وأكدوا أن المؤشرات الحالية لا توحي في إمكان إنجاز التأليف قريبا إلا إذا حصلت مفاجأة.

ومن بعبدا تم الإعلان عن تبلغ وزارة المالية توقف شركة ALVAREZ & MARSAL عن العمل في التدقيق المحاسبي الجنائي، بسبب عدم حصولها على المستندات المطلوبة للمباشرة في تنفيذ مهمتها.

وإزاء ما يطرحه البعض على مواقع التواصل الإجتماعي، عن هذا الملف، في محاولات بائسة لتسويق فكرة عند جمهور معين عن موقف حركة أمل منه أكدت مصادر قيادية في الحركة أنها مع التدقيق الجنائي الشامل منذ اليوم الأول في مصرف لبنان والكهرباء والإتصالات وكل وزارت وإدارات ومؤسسات الدولة.

وتابعت المصادر نفسها: إن من يحاولون قلب الحقائق عبر التستر بثوب العفاف هم فقط بالإسم إصلاح وتغيير.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

في العيد السابع والسبعين للاستقلال سؤالان يطرحان: الى متى سيبقى لبنان تحت حكم الزعران واللصوص والمتآمرين؟ والى متى سيبقى حكم المافيا عندنا اقوى من حكم الدولة؟.

سبب طرح السؤالين، الفضيحة المدوية التي حصلت اليوم والمتمثلة بانهاء شركة "الفاريز اند مارسال" اتفاقها للتدقيق المحاسبي الجنائي مع الدولة اللبنانية.

فبعد اربعة اشهر بالتمام والكمال على تكليفها المهمة الصعبة، رفعت الشركة المذكورة العلم الابيض معلنة استسلامها وعجزها عن اكمال مهمتها، لأن العقد الموقع معها لم يلحظ موجبات قانوني النقد والتسليف والسرية المصرفية.

فمن يتحمل مسؤولية الفضيحة الجديدة في جمهورية الفضائح؟ واين جهابذة القانون الذين وقعوا عقدا لا ينفذ لأنه يخالف القوانين المرعية الاجراء في دولة القانون؟ والاهم: من يتحمل مسؤولية الاموال التي اهدرت على مهمة فاشلة من اساسها حتى لا نقول مستحيلة؟

نحن في دولة شبه مفلسة، والمسؤولون عندنا اضافوا الى دين الدولة مبلغ 150 الف دولار كبند جزائي للشركة نتيجة تهورهم وقلة درايتهم، ونتيجة الحساسيات والمناكفات والنكايات المترسخة في نفوسهم وتصرفاتهم. فبئس عيد استقلال يستمر فيه هؤلاء الفاشلون والفاسدون في مواقع القرار وفي سدة المسؤولية!.

هذا بالنسبة الى السلطة التنفيذية. اما بالنسبة الى السلطة التشريعية فالوضع أسوأ وابشع. المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية تنهار وتقفل الواحدة تلو الاخرى.

البطالة تتوسع. الهجرة اصبحت مطلبا بل حلما. كورونا ينتشر ويفتك. وعلى رغم كل ذلك رأى رئيس السلطة التشريعية نبيه بري ان الوقت مناسب جدا لدارسة تعديل قانون الانتخاب. ولتحقيق الامر وجه دعوة الى اللجان النيابية المشتركة إلى الانعقاد قبل ظهر الاربعاء المقبل لدرس اقتراحات القوانين المقدمة.

فماذا يقصد رئيس مجلس النواب المحنك بهذا الاجراء؟ وهل يرى حقا ان القوى السياسية العاجزة عن التوافق لتشكيل حكومة جديدة، قادرة على التوافق لانتاج قانون انتخابي جديد؟.

لقد عرف عن الرئيس بري انه كالساحر عند الازمات. فكلما برزت ازمة يخرج ارنبا من تحت قبعته لمعالجة الامر. فهل انقلب السحر على الساحر هذه المرة؟ اي هل تحول بري من باحث عن حلول للازمات المطروحة الى مثير مشاكل وخالق ازمات؟.

فيا دولة الرئيس: اوقف اللعب بنار قانون الانتخاب قبل فوات الاوان، فالنيران المشتعلة في الوطن كثيرة. وحرام ان تشعل انت بالذات حريقا طائفيا ومذهبيا جديدا يصعب ان ينطفىء متى اشتعل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

جناية بل جريمة اطاحت بالتدقيق الجنائي المالي، وبأمل اللبنانيين في الوصول الى المرتكبين الحقيقيين للكارثة الاقتصادية الوطنية والهادرين لاموال الدولة وودائع شعبها. فاستقالت الشركة التي وقعت العقد مع الدولة اللبنانية للتدقيق، بعدما حجبت الوثائق الرسمية عنها.

وبات دور اللبنانيين ان يدققوا بمسار الامور:

مصرف لبنان هو من منع الوثائق الضرورية عن المحققين بدعوى السرية المصرفية وقوانينها، وعلى مرأى ومسمع من الدول التي تفرض عقوبات على بعض اللبنانيين بدعوى فساد – وبلا اي دليل- وتحمي وترعى المعرقلين لمحاولات الوصول الى مكامن الفساد والإهدار الحقيقي.

تدقيق جنائي هو صلب ما يسمى المبادرة الفرنسية، ومعطله هو احد ربائبها المرعيين ضمن منظومة مالية وسياسية ما تنفك تعلن القربى لأمهم الحنون.

والتدقيق الجنائي هذا طار على مرأى ومسمع ممن يسمون بالثوار – الكلاس – من خبراء المال والاقتصاد والتجار واصحاب البنوك ورؤساء الاموال، وعلى عين الشاشات المنتفضة واعلامييها ومحاكمها المنصوبة على الهواء.

طار التدقيق الجنائي واثبتت عصابة السطو على الوطن واهله من سياسيين واقتصاديين واعلاميين ومنتحلي صفة ثوار بانهم الى الآن اقوى من حلم اللبنانيين بالاصلاح او محاربة الفساد.

تدقيق آخر على اللبنانيين القيام به عند الحدود الجنوبية، ليظهر لهم حجم الخيبة الاسرائيلية مما كان يبنى من نيات على المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود، ووضع لبنان لها حدا، فخرج وزير نفطهم باكاذيب بعدما رأى قوة الموقف اللبناني ودقة حججه، متحدثا عن تبدل الموقف اللبناني في موضوع الحدود البحرية الجنوبية. رد عليه القصر الجمهوري بان موقف لبنان كحدوده ثابتة، لم ولن تتغير. ورد عليه اهل الاختصاص بالحجج والبراهين والخرائط الدامغة التي سترد في سياق النشرة.

في السياق الحكومي لا جديد يذكر، فالرئيس ميشال عون في انتظار الرئيس المكلف العالق في مربع شروطه، وينتظر احدا لاخراجه منها بعيدا من الاعين الاميركية التي تترصده.

ووفق المعطيات فان حلول عيد الاستقلال على اللبنانيين سيكون بلا حكومة وبلا احتفال، وهو الذي بدأ بحكومة كما قال الرئيس نبيه بري متسائلا: اين نحن الآن؟.

* قدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من يعرف المنظومة جيدا، لا يتفاجأ بانسحاب شركة التدقيق أبدا. فيوم طرح العماد ميشال عون التدقيق الجنائي قبل أحد عشر عاما، كانت المنظومة ضده.

ولما صار التدقيق قرارا حكوميا ومن ثم عقدا بعد انتخابه رئيسا، وفي أيام حكومة حسان دياب، ظلت المنظومة ضده. وأمام التصميم على السير بالتدقيق كعنوان يختصر أي أمل بالإصلاح، ستبقى المنظومة ضده.

ومن يتوقع عكس ذلك، هو أحد إثنين: إما الساذج الذي تغشه التصريحات الطنانة والوعود الرنانة، أو الجاهل الذي لا يدرك استشراس التركيبة التي تحكم لبنان منذ ثلاثين عاما على الأقل، والتي بات يصطلح على تسميتها بالدولة العميقة، ذات الجذور الضاربة في أرض الطائفية والمذهبية، والفروع المتعددة، اقتصاديا وماليا وإعلاميا، وفي سائر القطاعات، ومن دون أن ننسى أساسا ثقافة الفساد المتغلغلة في نفوس بعض الناس، والمعششة في عقولهم، والتي تغاضت أمس عن الأخطاء، وتسمح اليوم، في استمرار التبريرات غير المقنعة، والمحاسبة الغائبة، والمراوحة القاتلة في الانحطاط، حتى إاذا رفع هؤلاء الصوت في ظرف ما، صوبوا في الاتجاه المعاكس، فساووا بين الضحية والجلاد، كما فعلوا منذ انتفاضة السابع عشر من تشرين.

في كل الأحوال، يبقى ما سبق هو الجزء الفارغ من الكوب.

وأما الجزء الملآن، فهو تصميم رئيس الجمهورية على الإصلاح، وإيمان غالبية اللبنانيين بأن لبنان وطن يستحق الحياة، وعلم الجميع علك اليقين أن خسارة أي معركة إذا حصلت، لا تعني إطلاقا الهزيمة في الحرب، فما النصر أصلا إلا صبر ساعة.

أما وقد جرى ما جرى، فالأنظار اليوم في ثلاثة اتجاهات:

أولا، القصر الجمهوري، حيث يتوجه رئيس الجمهورية الى اللبنانيين برسالة عيد الاستقلال السابع والسبعين الثامنة والنصف من مساء الغد.

ثانيا، القوى السياسية الصامتة في غالبيتها حتى اللحظة، لرصد مواقفها في الساعات المقبلة، ولو أن المفاجآت تبقى غير متوقعة.

ثالثا، الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، التي رفعت شعار محاربة الفساد حتى الانهيار الكامل، ولما دقت ساعة الحقيقة، لم تتحرك لتأييد التدقيق الجنائي بعد إقراره، وهي صامتة اليوم، حتى اللحظة، أمام الخطر الكبير والداهم الذي يهدد ما يمكن وصفه، ومن دون أي مبالغة، بالخرق الإصلاحي الأكبر في تاريخ لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الدواء يهرب... البنزين يهرب... المازوت يهرب... بعض السلع والمواد الغذائية تهرب... كل ما هو مدعوم يهرب...

"وين في لبناني في تهريب" هذه نصف الحقيقة، النصف الثاني: "وين ما في دولة في تهريب"، وعندما تقع الواقعة يبدأ التحايل على الجرم: تهريب المازوت بالغالونات! علما أن هذا التهريب يهرب بالصهاريج، تتولاه عصابات وعشائر ويحميه ضباط من رتب عالية تعرفهم قياداتهم إسما إسما، فلماذا تتركهم في مراكزهم؟ واستطرادا اليس ثمة عقوبات؟.

بعض المواد الغذائية المدعومة تباع في الأسواق التركية والكويتية، وعندما تكشف العملية يكون الجواب جاهزا: إنها عمليات فردية يقوم بها بعض التجار! هذا يستدعي أكثر من سؤال: الا يعرف التجار بعضهم؟ لماذا لا يسلمون المتورط أو المتورطين: "لئلا يطلع الصيت على الجميع"؟.

والسؤال الثاني: كيف تختفي السلع المدعومة بسرعة البرق من الرفوف؟ هل ثمة "مين بيقشا" لتصديرها؟ في هذه الحال، أين أصبح ابتكار بيع قطعة واحدة مدعومة لكل مستهلك؟ الظاهر أن السلع المدعومة تصدر من دون ان تصل إلى الرفوف في لبنان.

ربما المطلوب أن تتخذ وزارة الاقتصاد إجراءات لوضع حد لهذه الجرائم، ولكن ما مصير اموال الدعم التي صرفت والتي دخلت إلى الجيوب ولم تصل إلى الرفوف؟

أموال كثيرة يجب طرح السؤال في خصوصها:

في قطاع الإتصالات الخليوية، تحولت الشركتان الى مغارتين للسياسيين والأحزاب والتيارات، الذين تولوها، للتوظيف الحزبي والمنافع الخاصة. لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى تسخير أموال الخليوي للمنافع السياسية بعد نقل النفقات الى الدولة، فلم يعد الهدر يقتصر على التوظيف السياسي الذي ضاعف النفقات بل تعداه مثلا الى رواتب كبيرة وتعويضات ومكافأت وتنفيعات في المباني المستأجرة والمكاتب، وحتى محطات البث والأعمدة التي توضع على أسطح المباني مقابل أجر سنوي كبير، وهذا كان جزءا من التنفيعات للمحاسيب.

الفساد في قطاع الخليوي وازاه إهدار يلامس الفساد في قطاع الكهرباء، ما يفوق الـ 36 مليار دولار وضعت في هذا القطاع، ولكن اين الكهرباء؟ من ينهي معضلة التوليد والبيع بخسارة وعدم الجباية في مناطق معروفة منذ ثلاثين عاما ولا أحد يجرؤ على المعالجة ولا على التحقيق؟

ومن التحقيق الغائب إلى التدقيق الهارب:

ألفاريز آند مارسال انسحبت من التدقيق الجنائي لمصرف لبنان لأنها لم تتلق المعلومات الكافية للقيام بالتدقيق، وأبلغت وزير المال غازي وزني "عدم تيقنها من التوصل الى هكذا معلومات" حتى في ظل تمديد لثلاثة اشهر، لكي يقدم البنك المركزي البيانات...

قبل الدخول في النشرة، نفتح مزدوجين لنوضح: نحن لا نفتح ملفات غب الطلب لنرضي هذا الحزب ونصوب على ذاك التيار. إذا صادف وكان الملف يطال محسوبا على المستقبل مثلا، يبتهج أنصار التيار الوطني الحر... وإذا كان يطال التيار، يبتهج أنصار حركة أمل... نحن نفتح الملفات لا ليبتهج هذا أو ذاك ولا ليمتعض هذا أو ذاك، بل لنضيئ شمعة في هذا النفق المظلم والظالم والذي لا يجرؤ احد على الدخول إليه، وفتح الملفات لن يكون استنسابيا ولا غب الطلب بل "كلها يعني كلها" بصرف النظر عمن يمتعض وعمن يبتهج...

ثمة مليارات سرقت من خلال استغلال الوظيفة، وهذه المليارات ليست ملك من سرقها بل ملك الدولة وستعود.

بالإذن من الفنان شوشو: "آخ يا بلدنا"... البلاد "سارحة والرب راعيها".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

قنابل مضيئة إسرائيلية فوق سهل مرجعيون، هبوط مظلي تركي فوق سهل عدلون، وما بين السهلين لم يلتقط المرصد اللبناني إشارة الهبوط الآمن لمسبار التأليف، إذ ما زالت رياح المحاصصة ترمي بالتشكيلة بين مدرجي بعبدا وبيت الوسط.

ويبدو أن مصلحة أرصاد التأليف لن تصدر نشرة الأحوال السياسية وتحدد المطبات الهوائية المعرقلة وحدها شركة ألفاريز "هشلت" بعدما تلاعبت بها عواصف التدقيق والسرية واقتلعتها من مهمتها فأقلعت من لبنان إلى قواعدها في مرسى دبي.

علقت ألفاريز في الشباك السياسية، فانسحبت مع عطل وضرر للدولة، إذ ستتقاضى مئة وخمسين ألف دولار بدل أتعاب التوقيع على عقد لم يدخل حيز التدقيق الفعلي.

بيان الانسحاب التكتيكي من حقل الألغام المالي اللبناني أبلغه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني رئيس الجمهورية. وبحسب المعلومات، فمن المفترض أن تستدعى ألفاريز إلى اجتماع في بعبدا لمعرفة أسباب إنهاء الاتفاق ومحاولة التفاوض مع الشركة لاستكمال عملها.

لكن نص كتاب التبليغ كان جازما لجهة فض الاتفاق الموقع لعدم حصول الشركة على المستندات المطلوبة لمباشرة تنفيذ مهمتها.

تلا وزني من قصر بعبدا كتاب استقالة شركة التدقيق من مهامها. وهذه المرة لم يضطر إلى العودة إلى مرجعيته السياسية.

فقد تكفلت هذه المرجعية بضرب قانون السرية المصرفية بقانون الانتخابات النيابية وكلاهما معلق على خشبة التوافق السياسي.

ضرب القانون بالقانون حول الأنظار عن التدقيق الجنائي وعن تعديل قانون السرية المصرفية في المجلس النيابي وشرع الساحة أمام مزيد من الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية واستولد عفريتا على صورة أرنب لتفصيل قانون انتخاب جديد على الخط السريع نحو الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي وضع أكثر من مئة وخمسين ألف عائلة لبنانية تحت خط الفقر.

ومن باب الأولويات وبحسب الدستور، فإن مجلس النواب ملزم وقبل أي عمل آخر أن يخصص جلسات عقده الثاني التي بدأت في منتصف تشرين الأول لمناقشة موازنة عام ألفين وواحد وعشرين وأن يضع حكومة تصريف الأعمال أمام مسؤولياتها في إعداد مشروع موازنة العام المقبل تحت بند تشريع الضرورة.

لكن رئيس مجلس النواب قفز أربعة أعوام إلى الأمام ودعا إلى لقاء أربعاء تشريعي بمن حضر لدراسة قانون لانتخابات لن تقوم قيامتها إلا بعد بعد العهد.

وعلى العهد وحكومته المعطلة والتدقيق والترسيم وعيد الاستقلال يوجه رئيس الجمهورية كلمة الى اللبنانيين غدا... مضمونها قد يرتفع في التأليف لناحية الدفع في اتجاه رمي التعطيل في الملاعب المكلفة.

أما في الترسيم فإن لبنان بدأ يواجه مطبات إسرائيلية تصل الى حدود التصلب تمهيدا لإعلان الفشل وادعاء مواقف لم تلحظها محادثات الناقورة، إذ رأى وزير الطاقةالإسرائيلي (يوفال شتاينتس) أن "لبنان غير موقفه في شأن حدوده البحرية مع إسرائيل سبع مرات"، معربا عن عدم تفاؤله بالمفاوضات الجارية على صعيد ترسيم الحدود البحرية، لأن لبنان يأتي بمطالب قاسية وهذا ما دحضته مصادر على صلة بالجانب اللبناني، مؤكدة أن الكلام الاسرائيلي هو محض كذب وافتراء.

فلبنان لم يودع الأمم المتحدة سوى إحداثيات خط واحد وقد قرر ممارسة حقه السيادي والانطلاق فيها من خط الوسط، من دون احتساب أي تأثير للجزر الفلسطينية المحتلة، وذلك وفقا لأحكام القانون الدولي.

تكذب اسرائيل كما تتنفس، وترتفع بشروطها كلما زارها مسؤول اميركي ووقف على هضبة ليست ملكا له ولا للمحتلين... وهي تعلم أن زيارة مايك بومبيو لا تتعدى كونها وداعية لرجل انتهت ادارته وارادته السياسية... وزياراته على سبع دول اقليمية واروبية ليست سوى تعويض نهاية الخدمة.

وأما التفاوض على الحدود البحرية فوجب التذكير أنها مياه فلسطين... وملح فلسطين وغاز ونفط اهل الارض المقدسة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قائد الجيش في امر اليوم لمناسبة عيد الاستقلال الـ77

وطنية/20 تشرين الثاني/2020

وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون، لمناسبة عيد الاستقلال الـ77، أمر اليوم إلى العسكريين الآتي نصه: أيها العسكريون سبعة وسبعون عاما على الاستقلال، ولبنان يمر حاليا بمرحلة دقيقة وصعبة غير مسبوقة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد أضافت كارثة المرفأ المزيد من الضغوط على الأوضاع المأزومة التي ترافقت مع جائحة كورونا. لكننا على ثقة أننا بوحدتنا وتضامننا سنتجاوز هذه المرحلة كما تجاوزنا أزمات عصفت بوطننا في مراحل سابقة. أيها العسكريون أثبتم في هذه المرحلة أنكم على قدر المسؤولية، وتمكنتم بأدائكم ومناقبيتكم من ترسيخ ثقة اللبنانيين والعالم بنهج المؤسسة العسكرية ودورها الوطني. فأنتم ركيزة أساسية للسيادة الوطنية، وبجهودكم ومثابرتكم نجحتم في إعادة الحياة إلى مرفأ بيروت بسرعة قياسية، وعملتم على التخفيف من معاناة المتضررين عبر المبادرة إلى مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم من خلال أعمال مسح الأضرار وتوزيع المساعدات والتعويضات المالية. إن مسارعة الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة لبنان في أعقاب الانفجار كان لها أثر إيجابي وهي محط تقدير وامتنان. وها هو الجيش وبدعم وإجماع رسمي وشعبي يخوض معركة الحقوق والثروات عبر مفاوضات تقنية غير مباشرة مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية بقناعة راسخة بأن لا تفريط في كل ما يتعلق بالسيادة الوطنية.أيها العسكريون كونوا على يقظة وجهوزية تامة في مواجهة أعداء لبنان، فالعدو الإسرائيلي لا يتورع عن إطلاق التهديدات بالاعتداء على أرضنا، ونواياه العدوانية تجاهنا لم تتوقف، وخلايا الإرهاب التي لم تكف عن التخطيط للعبث باستقرارنا الداخلي. الرهان عليكم في مواجهة هذه الأخطار ووأد الفتن، فلا تهاون مع العابثين بأمن الوطن واستقراره ولا تساهل مع من يحاول المس بالمصلحة الوطنية العليا، والعبث بالسلم الأهلي. قدمنا وسنقدم التضحيات تلو التضحيات والشهيد تلو الشهيد، ولن تزيدنا الشهادة إلا قوة ومنعة وإصرارا على الاستمرار بالقيام بالواجبات الوطنية.

 

حرب واشنطن المالية على "حزب الله" ولبنان.. المعاقبون خارج المصارف

- Lebanon24/20 تشرين الثاني/2020

تحت عنوان "حرب الولايات المتحدة المالية الطويلة على "حزب الله" ولبنان"، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً عن تداعيات العقوبات الأميركية على المصارف واللبنانيين، مستعرضاً آراء عدد واسع من الخبراء.

وانطلاقاً من قرار الإدارة الأميركية إدراج رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على لائحة العقوبات، أوضح التقرير أنّ واشنطن تستخدم قانون منع التمويل الدولي لحزب الله لعام 2015 HIFPA وقانون تعديل منع التمويل الدولي لحزب الله) لعام 2018 HIFPA 2، علماً أنّه تم التقدّم بمشروع قانون في أيلول الفائت تحت عنوان "قانون منع غسل الأموال لحزب الله لعام 2020". من جانبه، علّق المحامي علي زبيب: "لا أعتقد أنّ HIFPA 1وHIFPA 2نجحا. ولم يقدما سوى عقوبات اقتصادية جديدة وأساليب خانقة"، مضيفاً: "أثبت "حزب الله" بعد مرور 5 سنوات أنّه يعمل بواسطة قنوات مصرفية أو قنوات مالية موازية لأنه خارج النظام المصرفي اللبناني".  ولفت التقرير إلى أنّه بعد هجمات 11 أيلول تم استخدام قوانين مكافحة غسيل الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب بشكل واسع، في ما أطلق عليها الحرب المالية. وتم توسيع صلاحية القانونيْن إذ وضعت وحدة المهام الخاصة المالية في منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية المعايير التي يجب على المؤسسات المالية اتباعها أو التعرض للمنع من الوصول إلى النظام المصرفي الدولي.

بدوره، قال مدير دراسات الجريمة المالية والأمن في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، توم كيتينغ، إن "وحدة المهام الخاصة المالية هي أقوى منظمة لم يسمع بها أحد من قبل". وفي عام 2011 استخدمت الولايات المتحدة قانون مكافحة غسيل الأموال لاستهداف البنك اللبناني الكندي باعتباره "مصرفا يثير القلق من ناحية غسيل الأموال" وبزعم أنه سهل عمليات تمويل "حزب الله". في هذا الصدد، كشف مصرفي لبناني للموقع إنّ إقفال "اللبناني الكندي" أثار ريبة المصارف اللبنانية التي تخوفت من اتهامها بغسيل الأموال أيضاً، مشيراً إلى أنّ المصارف اللبنانية اعتادت إرسال مدراء ومعظمهم من الطائفة المسيحية ممن يعملون في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب إلى المصارف الأميركية المعنية والخزانة الأميركية لتبديد أي انطباع عن تعاطف مع الطائفة الشيعة أو "حزب الله"، بحسب ما قاله. وفي العام الماضي اختفى مصرف "جمال ترست" من القطاع المالي بعد اتهامات مشابهة لـ"اللبناني الكندي" وعقوبات أميركية بزعم تمويل لـ"حزب الله". وبحسب ما جاء في التقرير فإنّ التركيز الأميركي على "حزب الله" ترك أثره على أبناء الطائفة الشيعية، فبعد صدور قانون HIFPA1قدمت الحكومة الأميركية للمصارف اللبنانية أسماء 99 شخصاً طلبت إغلاق حساباتهم، فردت بإغلاق آلاف الحسابات لتظهر التزامها بالإملاءات الأميركية. أمّا بالنسبة إلى HIFPA 2 ، فتسبب بقضايا على مستوى سيادي، حيث لم تكن الحكومة قادرة على دفع رواتب نواب "حزب الله" في البرلمان بالدولار، وكان الحل الدفع بالليرة اللبنانية، وتابع التقرير قائلاً إنّ المصارف الصغيرة نظرت حتى في التوقف عن التعامل بالدولار، إلاّ أنّ مصرف لبنان المركزي عارض خطوات من هذا القبيل.

"حزب الله" والعقوبات

لفت التقرير إلى أنّه سبق للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن أقرّ بأنّ الحزب تأثّر بالعقوبات، لافتاً إلى أنّ أحزاباً سياسة أخرى ومصارف حاولت من جهتها استخدام العقوبات ضد الحزب والتركيز على القطاع المصرفي عموماً كسبب لمشاكل لبنان الاقتصادية "تحميل حزب الله مسؤولية الأزمة المالية لا معنى له، فاللاعبون الرئيسيون في الأزمة منذ التسعينات" أي رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ويقول ضاهر: "لكن حزب الله له حصة من المسؤولية منذ 2005 (عندما انضم للحكومة) لأنه لم يتحد هذه السياسات بل شارك فيها. وكان حزب الله يدافع عن النظام الطائفي النيولبرالي". في المقابل، قال المحاضر في الجامعة اللبنانية بسويسرا ومؤلف كتاب "حزب الله: الاقتصاد السياسي لحزب الله"، جوزيف ضاهر: "نظراً إلى انعدام الاستقرار في المنطقة والحرب في سوريا، حمل الناس "حزب الله" المسؤولية. وهذه مشكلة لكنها ليست صحيحة بالمطلق. وثانياً، يعزز هذا الواقع رواية "حزب الله" أن الجميع ضده".

على مستوى تحميل "حزب الله" مسؤولية الانهيار المالي الحالي، قال ضاهر: "تحميل حزب الله مسؤولية الأزمة المالية غير منطقي. فيعود دور اللاعبين الرئيسيين في الأزمة إلى التسعينات، أي إلى (رئيس الوزراء السابق رفيق) الحريري". إلاّ أنّ ضاهر أكّد أنّ "حزب الله" يتحمّل جزءاً من المسؤولية منذ العام 2005، لأنه "لم يتحدَّ هذه السياسات بل شارك فيها. كان حزب الله يدافع عن النظام الطائفي النيولبرالي". بول مرقص، مؤلف كتاب "جاستس بيروت كونسلت لو" علّق قائلاً: "لا يمكنك القول إن العقوبات ستترك أثراً على التجارة أو القطاع المصرفي، وعلى الأقل ليس كما سابقاً، لأن الأعمال متراجعة بسبب احتجاجات تشرين الأول (2019) وجائحة كوفيد-19 وانفجار بيروت في 4 آب"، مضيفاً: "واقتصاد البلاد والقطاع المصرفي انهارا". بالعودة إلى العقوبات على باسيل، اعتبر مرقص أنّه "ينبغي القيام بذلك (استهداف السياسيين اللبنانيين مثل باسيل) بسبب ارتفاع عدد الشخصيات المكشوفة سياسياً التي غسلت الأموال، وبخاصة في ما يتعلق بالفساد ويجب معاقبتها دولياً". وخلص مرقص: "لا يمكن الحديث عن الفساد في لبنان خلال العقود الثلاث الماضية من في غياب أشخاص فاسدين. فهذا مستحيل"، بحسب التقرير.

 

هذا ما ينتظرنا: هل تفعلها اسرائيل؟

LebanonFiles/20 تشرين الثاني/2020

لا تخضع الطائرات الاسرائيلية التي تحلق بشكل يومي فوق لبنان لنموذج "المفرد المجوز"، أو لأي قرار يتعلق بحظر التجول المفروض على اللبنانيين لمواجهة وباء كورونا. في السماء ليس كما على الارض، حراك دائم لطيران العدو يرصد، يصور، ويرسل الى غرف العمليات العسكرية من دون أي تشويش، فيما باتت الشكاوى اللبنانية الى مجلس الامن بمثابة عمل دوري يكتفي الطابع والمرسل بتغيير تواريخ الخرق الاسرائيلي، كذلك يفعل الجيش عند اصداره أي بيان في هذا الصدد. في اطلالته الاخيرة من احدى المستوطنات الاسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربات أشد من الضربات التي وجهها جيشه إلى حزب الله، مؤكدا أن الاخير "يشكل مرة أخرى خطراً على دولة لبنان بسبب عدوانيته".

نتنياهو هو واحد من مسؤولين اسرائيليين كثر يهددون لبنان بشكل مستمر على وقع تدريبات تحاكي حربا محتملا مع الحزب يقيمها الجيش الاسرائيلي على طول الحدود السورية وصولا الى مزارع شبعا مقابل الحدود اللبنانية، حيث يستعرض الاسرائيلي قوته بالتزامن مع خوضه أشرس مفاوضات شارك فيها مع دولة عربية منذ أن نشأ الكيان، اذ يجد صعوبة في التفاوض مع الطرف "العسكري" اللبناني، المصر على خرائطه العسكرية لا السياسية، وهو أمر لم "يُهضم" لدى تل أبيب حيث انقسمت الآراء داخل القيادة العسكرية بين من يريد مواصلة التفاوض ومن يُصر على ايقافها لاعتبارات تتعلق بالاستنزاف الممارس على طرف لم يعتد الجلوس مع اي دولة عربية لأكثر من جلسة للبت بالملف لصالحه. منذ العام 2006 ويعمل الجانب الاسرائيلي على اجتياح لبنان، والقرار لدى القيادة العسكرية محسوم منذ أن خرجت آخر دبابة من معارك مارون الراس، ولكن ثمة عوامل عدة درسها الامن الاسرائيلي وتتعلق بطريقة ادارة معركة مع حزب الله في كل لبنان وأن لا تقتصر على جبهة الجنوب، وهنا يستغل الجانب الاسرائيلي بعض العوامل المقلقة على الساحة الداخلية لشن أي ضربة عسكرية وابرزها:

الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان والنقمة الكبيرة المتولدة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين على حزب الله واعتباره المسبب الاساسي بايصال الداخل الى هذا المأزق عبر دفع الدولة فاتورة عقوبات الولايات المتحدة عليه، وبالتالي ضعف البيئة الحاضنة للحزب والتي كانت صلبة عام 2006 وأثبتت أنها الى جانبه باحتضانها لآلاف النازحين من الجنوب. الطبقة السياسية المترهلة والتي باتت تحت المجهر الدولي، حيث يتلمس البعض امكانية انقلاب على هذه الطبقة والاطاحة بها وانشاء نظام جديد قد يفضي الى تغيير معالم النظام الحالي ويحول لبنان الى مجموعات متناحرة نظرا للخلاف الجوهري بين مختلف البيئات الفكرية والحزبية فيه، وتعزز هذا الانقسام بعد ثورة 17 تشرين وأعلن انفجار بيروت الطلاق بين كل المكونات التي تسعى الى الخروج من تفاهمات كانت عقدتها سابقا.

التطورات الاقليمية الكبيرة التي حصلت بعد العام 2006 وسقوط الانظمة كما دخول لاعبين دوليين الى الساحة وبقوة، وهنا نتحدث عن الحلف الروسي الصيني الذي بات الآمر الناهي في سورية والمتحكم بمفاصل النظام فيها وعلى علاقة جيدة مع الجانب الاسرائيلي ويفاوض عن النظام في كثير من الملفات، الامر الذي يقلق ايران ودفعها مرغمة الى التراجع حيث يقتصر دورها في مناطق محددة بعيدة عن الشريط الحدودي مع اسرائيل وتحت اشراف هذا الحلف. بيئة حزب الله التي تشهد تباينات كثيرة وقد نحرها العامل المادي لاسيما بعد دخول الحزب ساحة القتال في سورية وما رافق ذلك من قيام مجموعات من رجال الاعمال التابعين للحزب وقياديين عسكريين بالتحكم في مناطق عدة تمتلك ثروات كثيرة ولدى الاميركيين كما الاسرائيليين تقارير عدة وبالاسماء لما يجري داخل بيئة الحزب وكيف أن البعض شكل مجموعاته الخاصة للانقضاض على الثروات وكل مجموعة تريد رأس المجموعة الأخرى.

والابرز أيضا الخسائر التي مني بها حزب الله منذ العام 2006 ان عبر اغتيال اسرائيلي او سقوط في معارك سورية لقادة بارزين منهم عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وعلاء البوسنة وغيرهم من القادة، وهذا الامر انعكس أيضا على البنية العسكرية لحزب الله رغم نفي قيادته ذلك وتأكيدها ان هناك آلاف النخب لا تزل تعمل على الارض وتتلقى التدريبات اللازمة. عندما تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن المناورة الإسرائيلية الأخيرة انطلاقا من "جاهزية لعمل ما في لبنان أو الجولان"، كان يكشف بعضاً من المعلومات التي وصلت الى محور ايران سورية من قبل أجهزة استخبارات دولية مفادها بأن الخيارات الاسرائيلية مفتوحة ولكن لم يتم تحديد ساعة الصفر اذ أن الغرف الامنية بين واشنطن وتل أبيب لا تزال تدرس الخطوة وما اذا كانت ضيقة أم أن "البيكار" سيتسع ويطال أيضا ايران في ظل تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشن هجوم على طهران قبيل مغادرته البيت الابيض، وهذا الامر لم يطوى حتى اللحظة بل هناك كلام جدي على أن اسرائيل تأخذ في الحسبان كل التطورات المتعلقة بوضع لبنان كما حزب الله والفرصة تجدها اليوم مؤاتية لعمل عسكري قد يقلب معادلات كثيرة فهل تفعلها اسرائيل وتُلهب المنطقة؟

 

الحريري لن يعتذر... وهل يزور بكركي؟

وكالة أخبار اليوم/20 تشرين الثاني/2020

وضع الرئيس المكلف سعد الحريري ثلاث لاءات: لا مساومة لا مسايرة ولا اعتذار، اتجه نحو تأليف حكومة لن تكون "تقليعتها" بالامر السهل، وسط التعقيدات المحيلة والخارجية... لكن رغم مرور شهر كامل على التأليف، لا نية لدى الحريري في الاعتذار. وينقل احد زوار بيت الوسط عبر وكالة "أخبار اليوم، عن الحريري قوله ان "القصة اصبحت من يستسلم قبل الآخر"، ويضيف ان الحريري حسم خياره ولن يتراجع  حتى ولو بقي رئيسا مكلفا حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فهو وضع سقفا للتأليف ولن يحيد عنه قيد أُنملة. ويتابع الزائر: الحريري قدم استقالته بعد صرخة الناس في 17 تشرين الاول العام الفائت، لن يعود الى تأليف حكومة تشبه الحكومات السابقة، ولن يغش اللبنانيين. وحين سئل الحريري عن اتهامه باقصاء المسيحيين، انتفض رافضا اتهامه بالطائفية وعزل المسيحيين ، مذكرا ان تيار المستقبل منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم هو عابر للطوائف وحريص على احترامها، ومكررا الكلمة الشهيرة للرئيس الشهيد "اوقفنا العدّ"، واضاف اليها: نحن اكثر تيار تخطى لعبة الطائفية، لديه نواب ووزراء وقيادات مسيحية نفتخر بها، وبالتالي ليس الحريري من يلجأ الى مثل هذا الموضوع. وفي هذا الاطار، علمت "أخبار اليوم" ان مقربين من الحريري دعوه الى زيارة بكركي في القريب العاجل للقاء البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي، فيكون له كلام من على منبر الصرح، يوضح فيه حقيقة موقفه.

 

هبات تبخّرت... وعتب على لبنان: لا ثقة بالمسؤولين!

المركزية"/20 تشرين الثاني/2020

شكّل انفجار مرفأ بيروت، صدمة على الصعيدين المحلي والعالمي، جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبشر والحجر، فسارعت الدول الى تقديم المساعدات العينية والمالية. وعلى الفور أعلنت "هيومن رايتس ووتش" إنه يتعيّن  على المانحين الدوليين الذين استجابوا، أن يضمنوا أن مساعداتهم تؤمن حماية مباشرة وفورية لحقوق المتضررين. عليهم ألا يصرفوا المساعدات، بما في ذلك تلك المخصصة للسكن والطعام والرعاية الصحية، مباشرة إلى الحكومة اللبنانية نظرا إلى عدم قدرتها على ضمان هذه الحقوق. وبدلا من ذلك، ينبغي أن تذهب الأموال مباشرة إلى الذين يحتاجون إليها أو إلى المنظمات التي لديها رغبة وقدرة على تقديم خدمات عاجلة في الميدان. يمكن تحقيق ذلك عبر هيئة تعمل بشفافية ولديها تفويض واضح بحماية الحقوق مثل ائتلاف (كونسورتيوم) يكون فيه لمنظمات المجتمع المدني اللبنانية المستقلة دور واضح في صنع القرار والإشراف". ووضعت كل المساعدات بتصرف الجيش الذي تولى توزيعه على الجمعيات الاهلية كي تقوم بتوزيعه على المتضررين. وفي السياق، كشفت اوساط دبلوماسية عربية لـ"المركزية" عن استياء وعتب عراقي مما أصاب كميات الطحين التي قدمها العراق للبنان لمساعدة اللبنانيين رغم الوضع الدقيق والصعب الذي يعيشه العراق، فأهملت السلطات الهبة وجرى تخزينها بطريقة عشوائية في المدينة الرياضية حيث تعرضت للتلف جراء المياه والحشرات والرطوبة، فلم يستفد منها اللبنانيون ولا العراقيون، وجاء العذر الذي قدمته الدولة أقبح من الذنب". رغم ذلك، أكدت الاوساط "حرص العراق على مساعدة ودعم لبنان والسعي كي لا ينهار هذا البلد العربي بسبب التدخلات الخارجية، لأن لبنان يعاني كما العراق من الضغط الايراني حيث تستخدم ايران العراق كوسيلة ضغط لمواجهة اميركا تماماً كما لبنان". وسألت الاوساط عن سبب هدر المساعدات رغم حاجة لبنان لها ولماذا لم يتم توزيعها على المطاحن والافران ولماذا لم تخزن بشكل سليم"، مؤكدة "أنها جريمة جديدة ترتكبها الدولة بحقّ مواطنيها وعلاقاتها مع الدول الخارجية، تفضح مزيداً من الإهمال الوظيفي والعجز. ولم تكتفِ السلطة بنهب أموال الشعب وتجويعه وتهجيره، بل مضت في ممارساتها وسوء إدارتها، وعمدت إلى حرمان لبنانيين من مساعدات وهبات هي من حقهم". ونقل احد السياسيين "ان الخارج لم يعد يثق بالمسؤولين اللبنانيين، وهذا ما اكده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما زار المناطق المتضررة من الانفجار واعلن للمتضررين ان المساعدات ستصل اليهم مباشرة وليس عبر الدولة". وأضافت الاوساط: "مساعدات كثيرة اخرى "تبخرت"قدمتها دول فقيرة رغبت بمساندة لبنان في محنته رغم ظروفها الصعبة، كالشاي السيلاني والسمك الموريتاني واللابتوبات للمدارس الرسمية بالاضافة الى الاموال التي وصلت لإصلاح 500 شقة متضررة في الاشرفية وغيرها من المساعدات التي "طارت" ما جعل الخارج يتعاطى مع الجيش والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي تتولى مهمة اعادة اعمار المنازل والمحلات المتضررة".

ولفتت الاوساط الى "ان كبار رجال الاعمال من اصول لبنانية قدموا مساعدات مالية كبيرة للبنان للمساهمة في إعادة إعمار الابنية المتضررة، خاصة من الولايات المتحدة الاميركية واستراليا، لكن لم تظهر اي نتيجة حتى الساعة. اين ذهبت تلك الاموال. يبدو ان بعض الجمعيات غير الحكومية لا يمكن الوثوق بها، وتجب غربلتها لأن البعض منها غير نزيه على الارجح، والا فلتعلن الحقائق ومصير المساعدات.

 

باسيل “يفاوض” أميركا لرفع العقوبات عنه.. والأخيرة: لا نثق بك!

جريدة اللواء/20 تشرين الثاني/2020

كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن رسالة وجهها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى الإدارة الاميركية منذ ايام، وبالرغم من انتقاده الحاد لهذه الاجراءات بحقه، طالبا فيها رفع هذه العقوبات عنه، لانها اضرت به على الصعيدين السياسي والمادي و لانه لا يرى مبررا مقنعا لفرضها في هذا الظرف بالذات.

وأشارت المصادر الى ان باسيل أبدى بالمقابل استعداده للاخذ بعين الاعتبار مآخذ وملاحظات الإدارة الاميركية على أدائه السياسي وانتهاج سياسة اكثر واقعية والابتعاد عن كل ما يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة الأميركية بالمنطقة.

وأضافت المصادر ان المسؤولين الاميركيين الذين تسلموا الرسالة، أبلغوا ناقلي الرسالة وهم من رجال اعمال اميركيين من اصل لبناني ولهم صداقات قوية داخل الادارة، انهم لا يثقون بوعود باسيل وقد سمعنا منه مرارا انه يريد تغيير أدائه، ان كان بالداخل لتسهيل إجراء الاصلاحات ووقف الفساد والهدر، أو في انحيازه الاعمى لممارسات حزب الله والسياسة الايرانية في لبنان والمنطقة ولكنه لم يلتزم بوعوده، بل كان يفعل العكس تماما ويتماهى مع سياسات الحزب واهدافه التي تتعارض مع مصالح لبنان وسيادته واستقلاله.

من جهته، أوضح مكتب باسيل الاعلامي في بيان، أن “الخبر عارٍ من الصحة”، مضيفًا: “في موضوع العقوبات، لا يزال يدرس مع فريق من الاختصاصيين السبل الادارية والقانونية والسياسية الواجب سلوكها لاظهار حقيقة هذه العقوبات وهو لم يقم بأي اجراء حتى الآن”.

 

بالوثائق والتفاصيل والصور: المواد الخطرة في مستوعبات المرفأ

عمر الراسي/أخبار اليوم/20 تشرين الثاني/2020

المواد المتفجرة في مرفأ بيروت لا تتوقف على محتويات العنبر 12، بل يتبين ان في كل زاوية مادة خطرة! ومن ابرزها 49 مستوعباً تحتوي على مواد مصنّفة خطرة... قد كشف مصدر في المرفأ عبر وكالة "أخبار اليوم" ان هذه المواد منها ما هو متفجر او مضر للبئية وللانسان ، والجيش الذي تسلم "موقع الجريمة بناء على قرار من مجلس الوزراء، اطلع على هذه المواد. وقد عالج ما يمكنه معالجته، ونقل جزءا منها لتفجيره في الحقول التابعة له. ولكن هناك قسم لا قدرة للبنان على معالجته، فتم الاتفاق مع شركة «كومبي ليفت» من اجل إزالة هذه المواد وإتلافها.

واشار المصدر الى ان مثل هذه المواد لا يمكن التعاطي معها باستسهال او انتظار، وبالتالي لا بد من اتخاذ الاجراءات اللازمة، من اجل تفادي تكرار زلزال 4 آب... ودعت المصادر الى البحث عن الجهات التي ادخلت هذه المواد ولماذا وكيف، وفتح تحقيق واسع بشأنها، وقالت: حبذا لو نتعظ من الانفجار، ولا نكرر اخطاء الاهمال وتقاذف المسؤوليات، وهنا اثنى المصدر على الدور الذي لعبه الجيش اللبناني، خاصة انه اخذ المسؤولية على عاتقه وتخطى العمل البيروقراطي ان لناحية معالجة وتلف بعض المواد في لبنان او لناحية تسهيل عملية نقل ما تبقى من مواد خطرة الى الخارج، لان العمل الروتيني داخل الدولة اوصلنا الى كارثة ٤ آب، فحسنا فعل الجيش. وفي هذا الاطار، حصلت "أخبار اليوم" على الوثائق التي توضح نوعية المواد الموجدة في المستوعبات، والتي تم تفريغها في مرفأ بيروت، ما بين العامين 2009 و2017.

- للاطلاع على تفاصيل المستوعبات والمواد التي تحتويها، تابعوا الوثائق المرفقة.

https://plus.mtv.com.lb/npanel/pictures/articles/201120040905530~List-of-LongStanding-Hazardous-Containers-49-Containers-1.pdf

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

لقاح ثالث لكورونا يزف بشرى سارة لكبار السن

سكاي نيوز عربية/20 تشرين الثاني/2020

كشفت التجارب السريرية التي أجريت على لقاح شركة “أسترازينيكا” وجامعة “أوكسفورد” ضد فيروس كورونا، أنه أظهر فعالية ملحوظة في حماية كبار السن من كورونا. وأعلنت مجلة “لانست” الطبية، أن هذا اللقاح آمن لكبار السن، ويحقق المناعة التي يحصل عليها باقي الفئات العمرية. وتمت مواكبة 560 شخصا بالغا بصحة جيدة، من بينهم 240 تجاوزوا السبعين، فتبين أن اللقاح يمنحهم مناعة توازي ما يحصل عليه من تتراوح أعمارهم بين 18 و55، أو تجاوزوا الخامسة والخمسين.وأشار أندرو بولار المشرف على التجارب السريرية للقاح “أسترازينيكا” و”أكسفورد” إلى “اننا سعداء بهذه النتائج”. وأوضح أن الدراسة حرصت على رصد فعالية اللقاح لدى كبار السن، لأن “المعروف في الطب هو أن مناعة الجسم تضعف وتصبح أقل قدرة على الاستجابة مع التقدم في العمر”.

 

بومبيو: كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتصدي لإيران

 الحدث.نت/20 تشرين الثاني/2020

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتصدي لإيران”وكان بومبيو قد أشار الخميس، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في القدس، إلى أن “واشنطن تعمل ضد التهديد الإيراني وتقوم بفرض عقوبات أخرى عليها”، مضيفًا: “تحدثنا عن كيفية حماية الأميركيين والإسرائيليين في المنطقة من النظام الإيراني الذي مازال الراعي الأول للإرهاب في العالم”.

 

بعد انسحاب أرمينيا منه.. أذربيجان تدخل إلى إقليم أغدام

فرانس 24/20 تشرين الثاني/2020

أعلن الجيش الأذربيجاني “دخوله إلى إقليم أغدام المتاخم لناغورني قره باغ”، بعد أولى عمليات الانسحاب الثلاث للقوات الأرمنية التي ينص اتفاق وقف الأعمال القتالية عليها. وقال وزير الدفاع الأذربيجاني: “إن وحدات الجيش الأذربيجاني دخلت إقليم أغدام”. وهذه أول منطقة يدخلها الجيش الأذربيجاني بعد تنازل الأرمن عنها. وإلى جانب أراض في منطقة ناغورني قره باغ بينها خصوصا شوشة ثاني مدن الإقليم، تستعيد أذربيجان بموجب الاتفاق الأقاليم ألذربيجانية السبعة التي كانت تشكل الحزام الأمني للجمهورية المعلنة من جانب واحد. وقد سيطرت على 4 منها بقوة السلاح وبدأت تسلم 3 أخرى هي أغدام الجمعة وكالبجار في 25 تشرين الثاني ولاشين في الأول من كانون الأول. وفر سكان المنطقة الأرمن قبل وصول قوات باكو.

 

بعد تسليم منطقة لأذربيجان.. وزير دفاع أرمينيا يستقيل

 الحدث.نت/20 تشرين الثاني/2020

دّم وزير الدفاع الأرميني ديفيد تونويان استقالته، حسب ما ذكرت صحيفة “آرافوت” المحلية الجمعة. وتتعرض حكومة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لضغوط من أجل الاستقالة، إذ يطالبه آلاف المحتجين بترك المنصب في أعقاب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار يكفل لأذربيجان الاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها في ناغورنو كاراباخ بعد ستة أسابيع من القتال.من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن “وحدات من الجيش الأذربيجاني دخلت منطقة أغدام، وهي منطقة تنازلت عنها القوات الأرمينية في اتفاق وقف إطلاق النار”.

 

ماكرون يبحث مع قادة «الديانة الإسلامية» تشكيل مجلس للأئمة

باريس: «الشرق الأوسط»»/20 تشرين الثاني/2020

أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون استقبل مساء أول من أمس مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا الذين عرضوا أمامه، بناءً على طلبه، الخطوط العريضة لتشكيل مجلس وطني للأئمة يكون مسؤولاً عن إصدار الاعتمادات لرجال الدين المسلمين في فرنسا وسحبها منهم عند الاقتضاء».

وقالت الرئاسة الفرنسي إن ماكرون طلب أيضاً من محاوريه أن يضعوا في غضون 15 يوماً «ميثاقاً للقيم الجمهورية» يتعين على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والاتحادات التسعة التي يتألف منها الالتزام به». وشددت الرئاسة على أن ماكرون أمهل مسؤولي المجلس مدة أسبوعين ليحضروا له هذا الميثاق، مؤكدة بذلك معلومات نشرتها صحيفتا لوفيغارو ولو باريزيان». وطلب الرئيس من محاوريه أن يتضمن الميثاق تأكيداً على الاعتراف بقيم الجمهورية، وأن يحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وأن ينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية». وشارك في الاجتماع رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي، وعميد مسجد باريس شمس الدين حافظ بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحادات التسعة التي يتشكل منها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.  ومنذ خطابه في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) ضد الانفصالية والإسلام المتطرف وبعد الهجومين الإرهابيين اللذين راح ضحيتهما المدرس صامويل باتي ذبحاً قرب باريس وثلاثة أشخاص قتلوا داخل كاتدرائية في نيس (جنوب شرق)، زاد ماكرون ضغوطه على قادة الديانة الإسلامية في فرنسا لتنقيتها من النفوذ الأجنبي والتطرف والنزعات السياسية».

ويأمل ماكرون من وراء تشكيل المجلس الوطني للأئمة أن ينهي في غضون أربع سنوات وجود 300 إمام أجنبي في فرنسا «مبتعثين» من تركيا والمغرب والجزائر.

وفي اجتماعه مع قادة الديانة الإسلامية قال ماكرون لممثلي الاتحادات التسعة المنضوية في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إنه يعلم أن عدداً منها لديه مواقف غامضة من هذه الموضوعات، مشدداً على مسامعهم على أنه من الضروري «الخروج من هذا الالتباس». ومن بين هذه الاتحادات التسعة التي تمثل قسماً كبيراً من مسلمي فرنسا هناك ثلاثة اتحادات لا تعتمد «رؤية جمهورية»، وفقاً للإليزيه. وحذر ماكرون محاوريه من أنه «في حال لم يوقع البعض على هذا الميثاق، فسنستخلص النتائج»، مشيراً إلى أنه «أخذ علماً بمقترحاتهم». ولن يكون مجلس الأئمة مخولاً إصدار التصاريح للأئمة ومنحهم بطاقة رسمية فحسب، بل سيكون قادراً أيضاً على سحب هذه البطاقات منهم إذا ما خرقوا «ميثاق قيم الجمهورية» وشرعة أخلاقية سيتم الاتفاق عليها». واعتماداً على دور كل منهم: إمام صلاة وخطيب مسجد وداعية، سيتعين على كل إمام الإلمام بمستوى مختلف من اللغة الفرنسية وحيازة شهادات دراسية يمكن أن تصل إلى المستوى الجامعي». ومن شأن انضمام المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى هذه المبادرة أن يشكل انتصاراً لماكرون الذي تعرض لهجوم عنيف بسبب تصريحاته بشأن الإسلام المتطرف».

في غضون ذلك، وضعت الحكومة الفرنسية اللمسات الأخيرة على مشروع قانون ضد التطرف الإسلاموي أعلن عنه الرئيس ماكرون عقب اغتيال الأستاذ صامويل باتي، ويشمل المشروع تشديد الرقابة على تمويل الجمعيات ومعاقبة المحرضين على الكراهية عبر الإنترنت». ولا يوجد في النص العبارات التي استعملها ماكرون خلال خطابه في 2 أكتوبر حين دعا إلى «محاربة الانعزالية الإسلاموية»، ويحمل بدل ذلك اسم «مشروع قانون تعزيز القيم الجمهورية». ويجرم مشروع القانون الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، كل من يشارك معلومات حول شخص تتسبب في كشف هويته أو مكانه لأشخاص يريدون إيذاءه». وأطلقت حكومة الرئيس ماكرون حملة ضد التطرف الأصولي إثر الاغتيال المروع لباتي الذي كان هدفا لحملة تشهير على الإنترنت عقب عرضه على تلامذته رسوما مسيئة للنبي خلال حصة حول حرية التعبير». وخلف اغتيال باتي صدمة في فرنسا التي استهدفها متطرفون، أغلبهم مواطنون فرنسيون، بشكل متكرر منذ 2015 وينص مشروع القانون الذي وضعه وزير الداخلية جيرالد دارمانان ووزير العدل إيريك ديبون - موريتي على منح كل طفل رقم تعريف لضمان ذهابه إلى المدرسة». وقال دارمانان لصحيفة «لوفيغارو» أول من أمس إنه «يجب أن ننقذ أطفالنا من قبضة المتطرفين». ويهدف مشروع القانون أيضا إلى مكافحة الكراهية على الإنترنت المشابهة لتلك التي تعرض لها باتي، وضمان «المثول الفوري» للمتهمين أمام القضاء، وفق ما صرح ديبون - موريتي لإذاعة «إر تي إل» أول من أمس. ويضع مشروع القانون عقوبات محددة على من يتعرض لموظفي الدولة أو مسؤولين منتخبين على أساس ديني (تهديد أو عنف أو تحرش)». وقال وزير العدل للإذاعة إن «هذا القانون (يقول): ارفعوا أيديكم عن أستاذي، ارفعوا أيديكم عن الجمهورية». وجاء في المشروع أنه يجب على كل جمعية تتلقى دعما ماليا أن «تحترم مبادئ وقيم الجمهورية». كما سيتم اعتبار التبرعات الأجنبية التي تتجاوز 10 آلاف يورو موارد يجب التصريح بها لجهاز الضرائب.

 

فاوتشي: اللقاحات المضادة لـ«كورونا» آمنة رغم تطويرها في وقت قياسي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

أكد مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، أمس (الخميس)، أن اللقاحات من مجموعتي «فايزر - بايونتك» و«موديرنا» ضد «كوفيد - 19» آمنة رغم تطويرها في وقت قياسي. وقال خلال مؤتمر صحافي لخلية الأزمة التي شكّلها البيت الأبيض لمحاربة وباء «كوفيد - 19» إن «سرعة العملية لم تضر بأي شكل من الأشكال بأمن اللقاحات أو نزاهتها العلمية». وأضاف: «هذا انعكاس للتقدم العلمي غير العادي لهذا النوع من اللقاحات، الذي سمح لنا في غضون أشهر قليلة بالقيام بما كان يستغرق سنوات في السابق»، بحسب مانقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». كذلك، أكد فاوتشي أيضاً استقلالية عملية تطوير اللقاحات والمصادقة عليها، وهو أمر كان الرئيس دونالد ترمب يعد به بانتظام خلال حملته للرئاسة الأميركية. وأوضح عالم الأوبئة أن «هيئة مستقلة من أفراد لا يخضعون للمساءلة أمام أي أحد أو أمام الإدارة الأميركية أو أي شركة، قامت بتحليل البيانات ووجدتها موثوقة». وتابع: «وبالتالي يجب استبعاد فكرة أن عملية تطوير اللقاحات قدمت على عجل». وأعلنت «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا» أخيراً عن تطوير لقاحات فعالة جدا ضد «كوفيد - 19» ما زالت تتطلب إذناً عاجلاً من «إدارة الغذاء والدواء». وقال فاوتشي خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين: «الطريق لا يزال طويلاً أمامنا»، مشيراً خصوصاً إلى الصعوبات اللوجيستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح، مبدياً قلقه العميق من الثقافة المناهضة للقاحات التي تسود في أوساط شريحة واسعة من سكان الولايات المتحدة، أكثر الدولة تضرراً من الوباء في العالم. وقال: «ثمة شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد. يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه وإقناع الناس بالتلقيح إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفعالية إذا لم يتم تحصين أحد به».

 

مسؤول أميركي يفصح عن تبادل رسائل بين واشنطن وطهران

واشنطن: معاذ العمري/ الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

أفصح مسؤول أميركي في وزارة الخارجية، عن تبادل الولايات المتحدة رسائل مع إيران عبر قنوات ثانوية، وكانت عبر وسطاء خليجيين ودول أخرى، مؤكداً الرغبة الأميركية في التفاوض المباشر مع طهران والجلوس معها في طاولة الحوار. وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الخليج، تيموثي ليندركينغ إن «الإدارة الأميركية الحالية كانت لديها الرغبة الحقيقية في التفاوض المباشر مع النظام الإيراني، بيد أن طهران رفضت ذلك واستمرت في أفعالها الخبيثة»، مشيراً إلى أن «البلدين تبادلا الرسائل عن طريق وسطاء خليجيين» دون أن يسمي تلك الدول. ولم يتطرق المسؤول الأميركي إلى توقيت تبادل الرسائل، لكنه أعرب عن أمله بالتوصل إلى تفاوض مباشر بين واشنطن وطهران، بخلاف التواصل غير المباشر بين الطرفين، في الماضي، فيما يخص تبادل السجناء والرسائل الأخرى عبر وسطاء. واستند ليندركينغ على تصريحات إليوت أبرامز المبعوث الأميركي المختص في الملف الإيراني والفنزويلي، في توضيح موقفه من التفاوض المباشر مع إيران وقال «هذه رغبة أميركية حتى مع الإدارة الحالية إدارة ترمب، ولكن إيران هي من لا ترغب في ذلك، وأتمنى أن يحصل وفقاً للشروط والضوابط التي نتفق عليها معا». وأشار ليندركينغ خلال مشاركته في المؤتمر السنوي الـ29 لصنّاع القرار العربي الأميركي أول من أمس، إلى أن من أهم المسائل التي تناقشها الإدارة الأميركية الحالية خلال هذه الفترة المهمة قبل الانتقال إلى الإدارة الجديدة، هو محافظة واشنطن على أهم المفاتيح والأمور في العلاقة الجيدة والقوية بالمنطقة، والحفاظ على المصالح المشتركة في الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة.

 

بومبيو يقوم بزيارة خاصة إلى الجولان ويعتبر الاستيطان جزءاً من الدولة العبرية وسط احتجاج من الفلسطينيين واليسار الإسرائيلي

تل أبيب: نظير مجلي - واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

وسط احتجاج فلسطيني واسع ومعارضة من اليسار الإسرائيلي، قام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الخميس، بزيارة إلى مستعمرة «بسجوت» في المنطقة المحتلة شرقي رام الله، وأعلن تصنيف بلاده منتجات المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، على أنها «إسرائيلية» واعتبر المستوطنات «جزءا من إسرائيل الشرعية». وإزاء الانتقادات التي وجهت إليه بسببها، حيث كونه أول وزير أميركي يزور المستوطنات، أوضح بومبيو أنها زيارة شخصية له لم يرافقه إليها أي مسؤول إسرائيلي، وهدفها افتتاح مصنع نبيذ يطلق اسم بومبيو على نبيذه.

وقد وصل الوزير الأميركي إلى المستوطنة بواسطة طائرة مروحية عسكرية، وسط إجراءات أمنية شديدة، وتم منع الفلسطينيين من الاقتراب خوفا من إقامة مظاهرة كبيرة، مثل مظاهرتهم في المكان، أول من أمس، التي فرقتها قوات الاحتلال بالقوة. وصرح بومبيو بأن إدارة الرئيس ترمب سوف تصنف حركة مقاطعة إسرائيل BDS)) وأية جهة تدعمها كتنظيم معاد للسامية، واصفا تلك الحركة بأنها «سرطان»، وشدد على أن الوقت مناسب لهذا الإجراء. وتعهد بومبيو باتخاذ خطوات عقابية ضد أي منظمة تدعو لمقاطعة الدولة العبرية، مضيفا أن إدارة ترمب خلال السنوات الأربع الماضية أثبتت وقوفها إلى جانب إسرائيل أكثر من أي إدارة أميركية سابقة. وكتب بومبيو في دفتر التشريفات لزوار مستوطنة «بساغوت»: «كوني هنا في يهودا والسامرة هو نعمة»، مستخدما الأسماء العبرية لمنطقة الضفة الغربية. وانتقل إلى مرتفعات الجولان المحتلة، في جولة غير مسبوقة لوزير خارجية أميركي. العام الماضي، اعترفت الإدارة الأميركية في خطوة أثارت جدلا واسعا، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل. ووصل بومبيو إلى المنطقة الواقعة على الحدود السورية الإسرائيلية برفقة نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال: «لا يمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترف بأن هذا جزء من إسرائيل (...) وهو ما رفضه الرؤساء (الأميركيون) السابقون». واستنكر وزير الخارجية الأميركي باستهزاء ما وصفه بدعوات من «الصالونات في أوروبا ومؤسسات النخبة في أميركا» لإسرائيل بإعادة الجولان إلى سوريا بعد حرب العام 1967. وأضاف بومبيو «تخيلوا مع سيطرة الأسد (الرئيس السوري)، على هذا المكان، الخطر الذي يلحق الضرر بالغرب وبإسرائيل». في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستبدأ في تطبيق نهج جديد في استقبال البضائع الإسرائيلية المصدر إلى أميركا، وذلك من خلال التأكيد على المنتجين داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل بكتابة «منتج إسرائيلي»، وفصل إنتاج السلع الأخرى القادمة من الضفة الغربية أو غزة، بحيث تكون كل منطقة على حدة.

ووفقاً لهذا الإعلان، سيُطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل السلطات ذات الصلة، وعلى الأخص المناطق الخاضعة لـ«اتفاقيات أوسلو»، أن يعتمد المنتجون على السلع المصدرة مسمى «إسرائيل»، أو «منتج إسرائيلي»، أو «صنع في إسرائيل»، وذلك في كافة السلع المصدرة إلى الولايات المتحدة. وأوضح بومبيو أن هذا النهج يعترف بأن المنتجين في «المنطقة ج» يعملون ضمن الإطار الاقتصادي والإداري لإسرائيل، ويجب التعامل مع بضائعهم وفقاً لذلك، وسيؤدي هذا التحديث إلى القضاء على الارتباك من خلال الاعتراف بأن المنتجين في أجزاء أخرى من الضفة الغربية منفصلون إدارياً وأن بضائعهم يجب أن يتم وضع علامات عليها وفقاً لذلك. وأضاف: «سيتم وضع علامة مماثلة على البضائع المنتجة في مناطق الضفة الغربية، حيث تحتفظ السلطة الفلسطينية بالسلطات ذات الصلة على أنها منتجات من «الضفة الغربية»، وسيتم تمييز البضائع المنتجة في غزة كمنتجات من «غزة»، وبموجب هذا النهج الجديد، لن نقبل بعد الآن عبارة «الضفة الغربية/ غزة»، أو علامات مماثلة، ويأتي ذلك اعترافاً بأن غزة والضفة الغربية منفصلتان سياسيا وإدارياً ويجب معاملتهما وفقاً لذلك». واعتبر بومبيو أن واشنطن لا تزال تلتزم بسلام دائم ومستدام على النحو المبين في رؤية الرئيس ترمب، وستتجه إلى معارضة الدول والمؤسسات الدولية التي تزيل هذه الشرعية، أو تعاقب المنتجين الإسرائيليين، أو الإسرائيليين في الضفة الغربية من خلال استخدام إجراءات «خبيثة» لا تعترف بالواقع على الأرض. من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية الخميس «بشدة» زيارة بومبيو لمستوطنة بساغوت المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والقرار الأميركي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها «صناعة إسرائيلية». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان «إن هذا القرار هو تحد سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية (...) هذه الخطوة الأميركية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلا أم آجلا. وطالب أبو ردينة «المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن، تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارته وخصوصا القرار الأخير 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأميركية السابقة».

 

«استقرار ليبيا» الأميركي يتوعد تركيا وروسيا بعقوبات

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

مرر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات على الكيانات الأجنبية المتورطة في ليبيا في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار هناك. ويخص المشروع بالذكر كلا من تركيا وروسيا اللتين انتقد المشرعون «تدخلهما في شؤون ليبيا وإرسال مرتزقة إلى هناك».

وقال النائب الديمقراطي تيد دويتش الذي طرح مشروع القانون إن «تحقيق أي تقدم متعلق بسحب الأسلحة والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا لا يزال غامضاً. يجب ألا ننسى أن كل الجهود الدبلوماسية السابقة في ليبيا فشلت باستمرار». ولفت إلى أن «آخر جولة من المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق يقضي بعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة العام المقبل. لكن هناك المزيد من العمل الشاق والتنازلات الصعبة التي يجب التوصل إليها أولاً». ويفرض مشروع القانون الذي مرره المجلس بالإجماع عقوبات على المجموعات الأجنبية التي تدعم حكومة «الوفاق» أو «الجيش الوطني الليبي». كما يفرض عقوبات على «كل من يستغل موارد النفط الليبية والمؤسسات المالية هناك»، إضافة إلى فرض عقوبات على «منتهكي حقوق الإنسان». ويطلب المشروع من وزارة الخارجية تقديم تقرير دوري للكونغرس يفصل التدخل الروسي والتركي في ليبيا. كما يقدم مساعدات بقيمة 23 مليون دولار «لتقوية المجتمع المدني الليبي ودعم الديمقراطية والتحسين من البنى التحتية الانتخابية ومكافحة الفساد». ويوجه المشروع، وهو بعنوان «قانون استقرار ليبيا»، وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتقديم استراتيجية للمساعدات الإنسانية. كما يطلب من وزير الخارجية الأميركي تنظيم قمة دبلوماسية رفيعة المستوى للعمل على عملية السلام الليبية. وبعد تمرير المشروع في مجلس النواب، على مجلس الشيوخ تمرير النسخة نفسها. ولن يصبح قانوناً نافذ المفعول قبل أن يوقع عليه الرئيس الأميركي.

 

هجوم تركي على حفتر وتعهد بدعم «الوفاق»

القاهرة: خالد محمود/ الشرق الأوسط أونلاين»/20 تشرين الثاني/2020

هاجمت تركيا «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، داعية إلى قطع جميع المساعدات عنه، في ظل تململها من التفاهمات العسكرية بوقف إطلاق النار في ليبيا بين الجيش وقوات حكومة «الوفاق» برئاسة حليفها فائز السراج. واعتبرت تركيا على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار، أن المساعدات الخارجية لمن وصفها بـ«قوات حفتر» في ليبيا «تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة... وتدعم اتجاه إفشال الجهود الدبلوماسية لإبرام الهدنة». وبعدما طالب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية تركية بقطع جميع المساعدات الخارجية لحفتر في أسرع وقت ممكن، شدد على أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية». وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، مساء أول من أمس، أن عناصرها تواصل تقديم الدعم العسكري لحكومة «الوفاق» في ليبيا، مشيرة في بيان مقتضب عبر «تويتر» إلى أنها توفر «تدريب المراقبين المتقدمين» لقوات هذه الحكومة كجزء من التفاهم المبرم والمثير للجدل، العام الماضي، بشأن التدريب العسكري والتعاون والاستشارات. وتعهد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بمواصلة بلاده دعم الحل السياسي. وقال في رده على أسئلة وجهت إليه عبر الصفحة الرسمية للسفارة الأميركية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أول من أمس، إن بلاده «ستظل منخرطة في دعم العملية السياسية في ليبيا وجميع المشاركين فيها»، لافتاً إلى أن «غالبية الليبيين يريدون نجاح المفاوضات ورؤية حل وسط ونهاية للعنف الذي تسبب في كثير من الفوضى». ووصف نتائج اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» بشأن إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بالإنجاز الرائع، واعتبر أن تحديد ملتقى تونس في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021 موعداً لإجراء الانتخابات «إنجاز كبير». وبعدما أشار إلى أن الوقت قد حان لإيجاد حل للأزمة الليبية، قال نورلاند إنه مثلما ستدعم بلاده هذه العملية وأولئك الذين يشاركون فيها، فإنها مستعدة للنظر في إمكانية فرض عقوبات على من حاولوا عرقلة المسار السياسي لحل الأزمة الليبية. وناقش أحمد معيتيق، نائب السراج، مع اللجنة المكلفة من حكومة «الوفاق» بحضور اجتماعات «5+5» مع «الجيش الوطني» برعاية بعثة الأمم المتحدة، نتائجها السابقة ورؤيتها للاجتماعات المستقبلية. بدوره، بحث عضو المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» محمد عماري مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، استعدادها وجاهزیتها للاقتراع في المدن الليبية كافة نهاية العام المقبل. وبحسب بيان حكومي، فقد أكد عماري حرص حكومته على «توفير الاحتياجات والمتطلبات للمفوضية، وتهيئة الظروف الموضوعية المناسبة لإجراء انتخابات باعتبارها خياراً ومطلباً عاماً لكل الليبيين»، مشيراً إلى «قرب صدور قرار بتخصيص مبلغ من ميزانية الطوارئ للمفوضية للبدء بالتحضير والتجهيز والترتيب للانتخابات القادمة». من جهتها، أعلنت السفارة الفرنسية لدى ليبيا في بيان مقتضب عبر «تويتر» أن وزير الداخلية بحكومة «الوفاق» فتحي باشاغا الذي يزور باريس حالياً، سيجري محادثات مع وزراء الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورنس بارلي والداخلية جيرالد دارمانان. وكان باشاغا الذي قال إنه سيتلقى بعدد من القيادات الأمنية والسياسية في فرنسا بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتدريب، أبرم اتفاقاً في اليوم الأول لزيارته إلى باريس، مساء أول من أمس، مع إحدى المؤسسات الأمنية المتخصصة في تحديد الهوية البايومترية ونظم مراقبة المدن للتجهيز لمتطلبات الانتخابات وأغراض أمنية أخرى. وقال باشاغا في بيان إنه سعى للحصول على «مساعدة المؤسسات الأمنية المتخصصة في تطوير أنظمة بايومترية للتحقق من الهوية بطريقة آمنة وذكية، عن طريق التعرف على الوجه، وبصمات العيون، والأصابع من دون تلامس، وكذلك توفير لوحات إلكترونية للمركبات الآلية، مزودة بأحدث التقنيات، وفق أعلى المواصفات الدولية»، مشيراً إلى أنه ناقش في اجتماع مع ممثلي هذه المؤسسات «تدشين أنظمة مراقبة فيديو حساسة ومتقدمة للمدن، بالإضافة إلى أنظمة التعرف على الناخبين في الانتخابات، وضمان تأمينها من التزوير». ونفى وزير الخارجية بحكومة «الوفاق» محمد سيالة إلقاء القبض على مدير مكتبه نصر الدين الدرناوي من قبل مكتب النائب العام، رداً على إعلان وسائل إعلام محلية اعتقاله بتهم تتعلق بـ«الابتزاز والمساومة» مقابل إتمام إجراءات الموظفين العاملين في الخارج.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الخامس/الحلقة الأولى/الجدار الطيب

21 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92624/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%81-13/

في هذه الأثناء وفي الجنوب كان عناصر ثكنة مرجعيون من المسيحيين الذين رفضوا سيطرة ما يسمى ب"جيش لبنان العربي" قد هربوا إلى قرية القليعة الحدودية وتحصنوا هناك. ولأهل القليعة تاريخ في الدفاع عن لبنان فقد كانوا صمدوا في العشرين مثل عين إبل، ولكن العصابات لم تتمكن يومها، بسبب الوضع الجغرافي للبلدة من جهة وردة الفعل التي حدثت بعد مجزرة عين إبل من جهة أخرى وقربها من مرجعيون التي كان من المفترض أن تكون مقرا لقوة فرنسية، من تهجيرهم كما حدث في عين إبل. وهكذا فقد تمكنوا من وقف الانتشار الفلسطيني المغطى ب"الجيش العربي" والذي كانت تدعمه أنظمة عربية، فتحولت بلدة القليعة إلى ملجأ لكل الذين رفضوا الانضمام إلى صفوف الجيش العربي يومها وأغلبهم من الجنود المسيحيين من عناصر اللواء الأول الذي كان مقره ثكنة مرجعيون ويتبع له موقع "تل النحاس" بالقرب من كفركلا. ثم انضم اليهم عناصر الأنصار في كفركلا وبعض الأهالي هناك. وعند أول اشتباك مع الفلسطينيين وأعوانهم من الجيش العربي وسقوط جرحى، لم يجدوا إلا الشريط الاسرائيلي حيث فتح لهم الاسرائيليون بابا دعوه "الجدار الطيب" ساهم في مساعدة الجرحى والمرضى ولا يزال يعرف هناك ببوابة "فاطمة" تيمنا بأول طفلة لبنانية من قرية كفركلا ولدت هناك ثم، بعد أن قطع اليساريون عنهم الماء، أصبح هذا الجدار مصدر الحياة من مياه وتموين وفيما بعد ذخيرة ومساعدات عسكرية.

وقد حاول "رائف"، الذي كان بعثيا وعمل مع الصاعقة وهو من بلدة حانين، أن يستدرج بعض الشبان من عين إبل لتسلم سلاح من الصاعقة ضد فتح، وبالفعل عقدت عدة إجتماعات لهذا الخصوص ولتنظيم مجموعة داخل البلدة تنسق مع الصاعقة. في هذه الأثناء كان الضغط من قبل الجيش العربي على اهالي رميش قد ازداد أيضا خاصة لتسليم سلاح الأنصار، ولكن "أحمد" الضابط المسؤول عن الانصار والذي كان حضر مع ضابط في الجيش العربي لهذه الغاية ألمح لسعيد سرا بعدم تسليم السلاح لهؤلاء. فاستمهل الأهالي الجيش العربي بعض الوقت ليصار إلى ضبط الشباب وتسليم السلاح فأعطوهم مهلة اسبوع لذلك.

في مساء ذلك اليوم وكانت البلدة تعج بعناصر من العسكريين الذين فضلوا العودة إلى قريتهم بدل الالتحاق بمجموعات تتقاتل بشكل فوضوي لم يعتادوه، وقد أصبحوا بعيدين عن عائلاتهم في مناطق معزولة عن بعضها فوصلوا إلى البلدة كل بطريقة ولكن أغلبهم بدون سلاح، في ذلك المساء دخل "ابو فادي" على سعيد وطلب منه مرافقته وحيدا إلى الخارج. كان "نعيم" ينتظر خارجا، وكان من العسكريين المنضبطين القلائل الذين يثق بهم سعيد ثقة تامة، لذلك كان "أبو فادي" قد أحضره معه دون سواه ليكون السند الوحيد لهم في ما كان يخطط له ابو فادي دون علم سعيد. وعند خروجهما قال لزوجة سعيد:

- لا تعتلي الهم في حال لم نرجع هذه الليلة.

فنظر سعيد مستفهما ولكن ابو فادي دفعه إلى الخارج وسار أمامه، وعندما رأى سعيد "نعيم" فهم أن الموضوع فيه من الدقة والخطورة وأن ابو فادي لا يريد الغوص فيه إلا بعد أن يأمن عدم رؤية أحد لهم. سار الثلاثة دون كلام باتجاه الدير ثم بعد أن إجتاز أبو فادي البوابة وأكمل شرقا أوقفه سعيد قائلا:

- شو ؟.. لوين ؟..

فأجاب أبو فادي:

- بعد شوي منحكي.

وبعد قليل وقد وصلا إلى مفرق يارون - كفر برعم توقف أبو فادي وقال لنعيم:

- انتظر هنا.. نحنا رايحين باتجاه الحدود ما تتحرك من محلك للصبح. اذا ما رجعنا ساعتا بتخبر...

ضبط سعيد نفسه قليلا فهو لا يريد أن يشعر نعيم بأنه لا يعلم إلى أين يذهب أو أنه يخاف من شيء، فنعيم أحد جنوده وقد عودهم وهو المغوار الشجاع ألا يهابوا شيئا، ولكنه اغتاظ في داخله من تصرف أبو فادي وزجه في أمر غير مدروس وغير معروف النتائج، ومع أن الجميع في البلدة كان يلهج بالاتصال بالاسرائيليين ردا على مواقف وتحرشات الفلسطينيين والجيش العربي، ومع أنهم سمعوا عن منطقة القليعة، ولكن أن تتكلم شيء وأن تنطلق للتنفيذ شيء آخر كثير الاختلاف. وبعد أن سارا مسافة اعتبر سعيد أنها كافية كي لا يسمعه نعيم قال لابو فادي:

- وقف تنحكي.. أنا ما بحب ينفرض عليي موقف أو تصرف.. لوين رايحين ومين بدنا نقابل؟

أجاب ابو فادي:

- أنت خير العارفين بالوضع ودقته وبتعرف أننا بمأزق حرج، وكل الضيعة عم تحكي انو ما عنا حل إلا انو نأمن شي بخاف منو الفلسطيني والجيش العربي تنمنعهن من السيطرة على الضيعة.. ونحنا انقطعنا عن دولتنا وانقسم البلد كله فهل بتفضل تكون بالجانب الفلسطيني اللي حاربتن في عدة جولات وهيهن خربوا البلد؟.. بعدين نحنا مش أفضل من عسكرية القليعة.. ومبارح اجاني "يوسف" الراعي وقال انو جماعة من الاسرائيليي شافوه عند الحدود وهوي عم يرعى متل العادة وطلبوا منه يبعت حدى يحكي معهن عن الوضع وإذا كانت البلدة بحاجة للمساعدة، فما استرجى يحكي الا معي وقررت أنا روح احكي معهن بس خفت كون لوحدي وما لقيت أحسن منك.. بدك ترافقني والا شو؟

فكر سعيد قليلا، فصحيح أنه حتى "أحمد" الضابط المسؤول عن الأنصار قال له لا تسلموا الأسلحة للجيش العربي، وقد خاف "فرنيس" الملازم الوحيد من قريتهم الموجود فيها من مواجهة الجيش العربي أو أخذ قرار بشأن تسليم أو عدم تسليم السلاح، ويخاف الجميع هذه العملية وعواقبها، والبلدة وسواها تعرف أنه لا شيء يوقف تدهور الوضع بالنسبة للقرية مثل الخوف من الاسرائيليين. فرميش قرية ملاصقة للحدود وتقع في واد تحيطه هذه الحدود من ثلاث جهات تقريبا فإذا قبل الاسرائيليون أن يمنعوا تدخل الفلسطينيين أو الجيش العربي فهم يستطيعون ذلك بدون الحاجة إلى اطلاق نار. فلماذا لا نحاول ذلك؟.. ولكن، في نفس الوقت، كان القرار يخيفه بعض الشيء، لأنه سيكون من يجري هذا الاتصال ويقابل من يسمونه بالعدو وهو رتيب بالجيش سوف تقع عليه مسؤوليات من جراء ذلك... ولكن من جهة أخرى فكل البلد قد خرب والجيش انقسم وقد حارب الجيش العربي قوات الجيش الأصلي وقتل عسكريين رفاق له وها إن هذا الجيش اليوم يريد قهر قريته بالتعاون مع الفلسطينيين بعد أن قتلوا مدنيين في عين إبل ودبل وفرضوا نوعا من السيطرة على الأهالي بالارهاب الذي يتقنونه.

أكمل سعيد وأبو فادي طريقهما وقد سادهما جو من القلق والحذر، وعند التفاف الوادي، هناك قرب الحدود، وقبل أن يصلا إلى الشريط، أحسا بأنهما مراقبان وكأن هناك دائرة من الرجال بدأت تغلق عليهما طريق العودة. بعد دقائق قليلة شعر سعيد أن هناك من يقف أمامهما فاقتربا ومد ذلك الرجل يده اليسرى مرحبا ومسلما. لم يكن الرجل يحمل سلاحا ولم يرتد ثيابا عسكرية وقد عرف عن نفسه باسم "أبو داوود"...

في تلك الليلة تكلم أبو فادي عن وضع القرية وعن الخوف من الفلسطينيين وأعوانهم وعن امكانية المساعدة في الدفاع عن البلدة وعن كل الأمور التي تتعلق بذلك ومدى الاستعداد عند الجانب الاسرائيلي. ثم تكلم "أبو داوود" وأسهب في شرح المواقف وخاصة في الجهة الشرقية حيث كان تم فتح "الجدار الطيب" ولكنه لم يجب على كل تساؤلات ابو فادي الذي كان يريد الاطمئنان إلى المستقبل وقد اعتقد أن في هذا الاجتماع خلاص شعبه ورد كل الأخطار. ولم ينبث سعيد ببنت شفة طيلة الساعتين اللتين قضوهما هناك. وإذ لم يعط "أبو داوود" ردا على كل شيء إتفقوا على إجراء إجتماع في اليوم الثاني يحضره من الجانب الاسرائيلي من يملك اجابات أكثر على التساؤلات التي تشغل بال القرية.

في طريق العودة وبعد أن خف التوتر الذي رافق سعيد قال لأبو فادي:

- بتعرف مش عاطلين هالاسرائيليي، بس كان لازم تنهيها معو اليوم شو بدنا نضل رايحين جايين.

فأجاب ابو فادي:

- ما تستعجل الأمور.. انت هامك موضوع الحماية بعرف، بس القضية ما بعتقد شوية ذخيرة وسلاح ولازم نقعد نفكر بكل شي، وإذا صار اجتماع معهن لازم نكون عارفين شو بدنا بالضبط... أنا الليلة مش راح نام قبل ما حط النقاط الضرورية... ومش لازم حدا يعرف بالبلد هلق قبل ما نأمن إنو الجماعة فيهن يساعدونا...

وبعد أن التقيا نعيم أكملا طريقهما باتجاه القرية دون كلام حول ما جرى، ودخل سعيد إلى بيته ليرتاح قبل أن يوقظه والده للذهاب معه إلى قطاف الدخان.

كانت زوجته وولديه ينامون على فرشة وسط الغرفة وقد بقيت "الصوفا"، التي تستعمل كمقعد رئيسي في الغرفة نهارا وكسرير وحيد ليلا، مجهزة لنومه هو، فقد كان سعيد يسكن في حمانا وبقي بيته مع كل ما يحتويه من أثاث وثياب له وللعائلة هناك، فهو هرب من حمانا لينقل عائلته إلى مكان أكثر أمانا بعد أن تعرضت ثكنتهم للحصار من قبل الدروز، ثم، وخوفا من أن ينقسم العناصر أو تحدث خيانة تليها مجازر، وبعد أن فهم قائد الثكنة أن لا مجال لاعادة الاتصال الجغرافي مع قيادته، سلم القيادة لأحد معاونيه من الدروز الذي وافق على حماية العناصر وتسهيل مرور من لا يرغب بالبقاء. وهكذا فقد استطاع سعيد أن يهرب بعائلته إلى رميش ولكن دون أي من أمتعته أو سلاحه ودون أخذ أي غرض من المنزل، ولكن أحد جنوده وعده بحماية المنزل من التعدي لحين عودته، وقد شعر يومها بذل الهزيمة وهو الذي كان حارب الفلسطينيين في 1973 مع نفس الجنود في بيروت وكادوا أن يقضوا على ثورتهم لولا تدخل الدول العربية ومنع لبنان من انهاء الوضع يومها وها هم اليوم يستعملون جنوده ورفاقه لمحاربته، ولولا وجود زوجته وأولاده لما كان قبل بتسليم سلاحه والوقوف بهذا الموقف المذل حيث، وعلى طول الطريق إلى رميش، كان يرى هذه العصابات التي تخرب الوطن وهي تجوب القرى وكأنها صاحبة السلطة. وما حز بنفسه أكثر أن يرى ضابطا من الجيش اللبناني كان يعرفه يتذلل لأحد هؤلاء المرتزقة ليسمح له بالمرور.

دخل سعيد فراشه دون كلام فلم تكن زوجته نامت قبل أن تطمئن على عودته، ولكنها كانت تعرف متى يمكن التكلم معه في شؤون عمله وقد رأت على وجهه علامات القلق، ولكنها حاولت التخفيف عنه قليلا بقولها:

- انشالله خير ... ما تشغل بالك ... مثل ما الله بريد ...

أغمض سعيد عينيه ولكن عقله لم ينم فقد بدأت الأفكار تدور في راسه، فهل يكون خائنا لوطنه بمقابلته الاسرائيليين، وبعد، فسوف يتعاون معهم أكثر إذا ما قبل بأخذ ذخائر وأسلحة، ثم من يضمن أنهم لن يطلبوا منه غدا محاربة دولته وهو الذي راى في من سار مع الفلسطينيين ضد لبنان خائنا فكيف سينظر له؟ ولكنه، من جانب آخر، رأى الذل الذي تعرض له في حمانا وفي الطريق إلى رميش، ورأى ذلك الضابط من الجيش العربي وهو يعطي الانذار لقريته بتسليم اسلحتها، ثم دارت برأسه صورة الذين خطفوا من دبل ومن عين إبل وقتلوا، وتذكر حالته وبيته وجنى العمر وها هم اليوم بدون بيت وبدون ثياب وبدون معاش هو أو زوجته التي كانت معلمة في مدرسة حمانا وقد توقف معاشها ولم تعد تستطيع الوصول إلى مركز عملها، وقد أصبحوا تحت رحمة الفلسطينيين، ومن يدري، فقد يعيد هؤلاء فتح حسابات حرب 1973 وقد يتعرض هو أكثر من غيره للمذلة وربما للموت كونه معروف بوطنيته واندفاعه وماضيه في قتالهم، فكل المنطقة تعرف بأنه كان في مقدمة هجوم المدينة الرياضية وكثيرون يعلمون أنه كان مسؤولا عن الحاجز الذي أوقف زوجة رئيس الوزراء أمين الحافظ، يومها، لأنها كانت تنقل أسلحة في سيارتها للفلسطينيين، فماذا سيحل به؟..

بعد ساعتين تقريبا على عودته أيقظه صوت والده فقد حان موعد القطاف وها أنه قد جاء يناديه كي ينطلقوا إلى الحقل.

كان "نجيب"، والد سعيد قد تجاوز الخمسين ولكنه لم يزل في عنفوانه وشبابه وقد كان أضاف طفلا على عائلته منذ أقل من أربع سنوات فأصبحت تتكون من أربعة أولاد وخمس بنات. لم يكن نجيب ممن يخاف الحاجة أو يحسب للمستقبل فقد اتكل على الله في كل تصرفاته مثل أغلب المزارعين في قريته وهو يعيش مع عائلته "بتقواة الله" ويعمل في ورش البناء كمعلم بلاط يساعده إبنه الثاني، بينما تزوجت إبنتاه الكبريان وانتقل سعيد للسكن في حمانا حيث كان مركز عمله وحيث كانت عينت زوجته كمدرسة في المدرسة الرسمية. وقد كانت الحياة بدأت تبتسم له وبدأ الأولاد ينشؤون عائلاتهم الخاصة بهم ويتسع البيت شيئا فشيئا، وها أن "جان" ابنه الثاني بدأ يساعده في الورش ايام العطل. وكان مع ما يتبقى من غلة الدخانات، قد وضع أساس منزله الجديد وصار بالامكان التخطيط لاتمامه في خلال السنوات القادمة. ولكن حادثة ابن عمه وزوجته قلبت الأمور في السنة الماضية وجعلته يخفف من المساحة المزروعة هذه السنة، فالارض التي كان يزرعها قريبة من الحدود. وفي السنة الماضية عندما كان ابن عمه وزوجته ذاهبين إلى القطاف باكرا فوجئا بكمين للاسرائيليين قتلا به وتيتمت عائلتهما المؤلفة من خمسة أولاد لم يزد عمر كبيرهم عن العشرين وست بنات صغيرتهم لم تكمل السنة، وكل ما قيل عن السبب وعن "الاخبارية" وعمل الفلسطينيين وعن أسف الاسرائيليين وحماس الدولة اللبنانية للتعويض وكل ما كتب بالجرائد عن الموضوع لم يغير الواقع، وانتهى الأولاد الصغار في دور الأيتام ومدارس الراهبات واضطر الكبار للعمل باكرا، وقد منعت هذه الحادثة الكثيرين عن زراعة أراضيهم القريبة من الحدود.

 

ماذا يعني العلم؟

أوليفيا الشاب/مركز مالكوم كارنيغي/20 تشرين الثاني/2020

في ذكرى استقلال لبنان، يحفل هذا السؤال بالمعاني بنظر شعب يتقن قادته فنّ اللامعنى.

عادت ابنتنا إلى المنزل وقد رسمت في الحضانة علم لبنان بمهارات ابنة السنتيْن الفنية وإبداعها. فقد ألصقت قصاصات الورق الأحمر على شكل شريط في أعلى الورقة وأسفلها وطلت بريشتها بقعة خضراء تمثّل الأرزة في الوسط وذرّت فوقها الرقائق الذهبية البرّاقة.

أعجبتني للوهلة الأولى هذه التحفة الفنية النابعة من حسّ وطني فطري، ولكن سرعان ما راودتني تساؤلات عن أي ولاء تظهره ابنتي وما حيثياته. ماذا يعني أن تعلّم ابنتك حب الوطن في وطن لا يكنّ لمواطنيه حبًّا، ولا يفتح أفقاً أمام أطفال يكتفون بترديد نشيد وطني يشوّهون كلماته في صفوف الروضة؟

في 22 تشرين الثاني من كل عام، يتسلح اللبنانيون بكل ما أوتوا به من سخرية وتهكّم ليستقبلوا، على مضض، عيد الاستقلال. ولكن هذه السنة تختلف عن غيرها. فما زال الجرح الغائر ينزف، وخيبات الأمل الكبيرة والمتعاقبة لم تندمل، تثقلها تبعاتٌ تعجز آليات الدفاع السطحية عن معالجتها. وفيما انتُهك حقّنا في الحياة من جرّاء الإفلاس السياسي والمالي، والترهيب والغاز المسيل للدموع، وعمليات الاختطاف التعسفية، والتهديدات بشبح الحرب الأهلية، وتأليب المدنيين بعضهم على بعض، وإفقار السكان، ما كان من انفجار الرابع من آب/أغسطس إلا أن وجّه الضربة القاضية. ففي زمن السلم المزعوم، عشنا وعملنا وتشاجرنا وطهونا الطعام وأرسلنا أطفالنا إلى المدرسة ومارسنا الحب ودرسنا المشاريع فوق آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم تنتظر اللحظة المناسبة كي تنفجر وتحوّلنا إلى أشلاء. وعندما حدث ما حدث ودمّر حياة من قضى ومن نجا على حدّ سواء، لم تقدّم لنا السلطات لا اعتذارًا ولا تفسيرًا. فقد عوّل قادة لبنان على فقدان الذاكرة الجماعي لمحو ذكرى الكارثة، على غرار ما فعلوا مع ذكريات الحرب الأهلية بين العامَين 1975 و1990.

لقد اتضحت لدينا الصورة منذ زمن بعيد. تجمع بيننا، نحن اللبنانيين، وبين القادة المزعومين لدولتنا المنهارة علاقة مؤذية تعرّض حياتنا للخطر في كل لحظة، نتيجة عجز هؤلاء عن الحكم أو المشاركة في الحوار. كيف يؤثر كل ذلك إذًا في معنى العلم اللبناني؟

هل هو رمز شاعري رومنسي يجسّد العلاقة المتوترة التي تجمع بين المواطنين والدولة؟ وهل يستمد بعضًا من رومنسيته من هذا التوتر، فنتمسّك به فيما يفلت الوطن من قبضتنا؟

هل هو إنكار متعنّت للأساليب التي تلطّخ بها عصبياتنا العشائرية حسّنا الوطني، فيقضي ذلك على احتمال بروز قومية سليمة؟ هل هذا التصوّر مطروح حتى؟ أم هو بصيص أمل بأن يجسّد هذا الرمز في يوم من الأيام قومية سليمة قد ننعم بها في مستقبل غير محدّد المعالم؟

هل تستخدم الطبقة الحاكمة العلم كورقة توت تستر بذاءتها الأخلاقية وتبرّر المحسوبية والفساد والانتهازية والعنف والفوضى، وتمسّكها المتعنّت بالسلطة على الرغم من افتقارها إلى المؤهلات؟ وهل يشكّل العلم أداة مألوفة تظهر في خلفية كل خطاب سياسي أو مقابلة تقريباً للتلاعب بالجمهور عندما يشعر بوطأة الحرمان من الخدمات والاضطهاد والإهانة؟

أم أن العلم ينتمي في الواقع إلى كلٍّ منا، قطعة قماش غير متناهية، نمدّ عليها سفرة أحلامنا، كطعام نتناوله في الهواء الطلق، نتشاركه بين بعضنا البعض، ونتذوّق ما يقدّمه لنا مستقبلٌ أكثر إشراقاً، شاملٌ للجميع، سلاحه الوعي والضمير الحي، مستقبلٌ تتعزّز فيه المساءلة السياسية والإنسانية والبيئية، مستقبلٌ فائمٌ على الشفافية والتواضع، على أنظمة وخدمات عامة كفوءة، مستقبلٌ يكون فيه النفوذ مُكتسباً لا يُباع أو يُتوارث، مستقبلٌ يشجّع على حلّ المشاكل والابتكار والاستثمار، مستقبلٌ جامعٌ عماده حماية الإنسان وثقافة الحوار، مستقبلٌ يشبهنا ويثرينا، مستقبلٌ يكرّم الحياة، يهتمّ بنا وبأطفالنا.

العلم هو كلّ شيء ولا شيء. هو رمز، كغيره من الرموز التي يتشاركها أفراد المجتمع من أجل بناء ثقافة أكثر تعدّدية. وهذا تحديداً ما أنجزته ثورة اللبنانيين التي اندلعت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 منذ عيد الاستقلالنا الأخير. فطوال العام الأخير، كان العلم رسالتنا وسلاحنا الوحيد هاتفين: "هذا العلم ملك الذين يتجرّؤون أن يحلموا ببناء وطن. وهكذا سيبقى، سواء تُرك ليُرفرف على شرفات البيوت أو استُخدم لترقيع قلوب المغتربين المكسورة.

علّقتُ علم ابنتي على الثلاجة، وتوسّلتها أن تحبّه حبّاً تكرّم فيه كيانها وأحلامها ووطنها، حبّاً يقبل المحاسبة لا حبّاً يأسرها. توسّلتها أن تذرّ دائماً بريقها على كلّ ما يقع أمام ناظريها. فنحن بحاجة إلى روح كروحها لبناء الوطن.

* أوليفيا الشاب اختصاصية في علم النفس العيادي.

 

لبنان يتوارى خلف "رهاب المثليين" لقمع الحريات الإعلامية!

إيمان العبد/المدن/20 تشرين الثاني/2020

توارت السلطات اللبنانية خلف "مخالفة القوانين" للنفاذ من التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر "التحالف من أجل الإعلام"، الذي رسم صورة ضبابية حول موقف لبنان الحقيقي من قضايا حماية الصحافيين وحماية حرية الرأي، وهو توارٍ "حمّال وجوه"، خرجت منه الى العلن قضية المثليين التي بدا أنها البند الذي دفع لبنان للتحفظ عن توقيع البيان. في الشكل، يظهر أن لبنان يعاني على الصعيد الرسمي رهاب المثلية، لكن، في المضمون، لا يبدو الأمر كذلك بالضبط. صحيح أن قانون العقوبات اللبناني في المادة 534 يجرّم "العلاقات الجنسية خلافاً للطبيعة"، ما يعني مثليي الجنس، الا أن بعض القضاة في الفترة الخيرة لم يجرّموا هذه العلاقات على اعتبار أن العلاقات الجنسية لمثليي الجنس "لا تندرج ضمن الخارج عن الطبيعة"، ما يعني أن النص يجرِّم، والممارسة لا تجرَّم. تلك واحدة من الازدواجيات اللبنانية بين النص والتطبيق. القناعة تخالف النص. لكنها، من دون تعديله تشريعياً، تبقيه ذريعة دائمة للاستخدام في أي لحظة تريد السلطة اللبنانية الركون اليه. والحال ان امتناع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، عن التوقيع على البيان الختامي، بذريعة النص القانوني، يثير المخاوف من موقف الحكومة اللبنانية من قضايا جرى تناولها في البيان الختامي وسط الضبابية التي تحيط بالموقف اللبناني.

فالوزير وهبه، وفي سلسلة تغريدات، رداً على الزميل سلمان العنداري (قبل أن يقفل وهبه حسابه في "تويتر" لاحقاً)، أصر على وجود بند في البيان "يخالف القوانين اللبنانية ". لم تخرج أي ايضاحات أخرى، كما أن مصادر وزارة الخارجية، كررت لـ"المدن" الموقف نفسه، من غير تأكيد قضية المثلية الجنسية أو نفيها.

وتؤكد مديرة البرامج في مؤسسة "مهارات"، ليال بهنام، أن الذريعة التي اتخذها الوزير وهبه لعدم التوقيع، هي ورود كلمة في البيان اعتبرها تتعارض مع القوانين اللبنانية، وبعدها تبين أن كلمة LGBTQ هي ما يقصدها. وتوضح أن قانون العقوبات اللبناني ورغم تغيّر ممارسات بعض القضاة "ما زال يجرّم العلاقات الجنسية خارج إطار الطبيعة إلا أن هذا لا ينطبق على الإعلام وتمثيل مجتمع الميم فيه، فقانون العقوبات واضح ويحدد العلاقات الجنسية، فيما يكفل الدستور اللبناني الحريات والتنوع وعدم التمييز والمساواة". وتشير الى انه "ليس في قانون الإعلام اللبناني (المطبوعات أو المجلس الوطني للإعلام) أي مادة تجرّم أو تمنع تمثيل الأفراد من مجتمع الميم، ما يعني أن ذريعة شربل وهبة غير كافية لعدم التوقيع على هذا البيان".

والحال ان حرية تمثيل المثليين في الإعلام لا تتجزأ عن باقي الحريات الإعلامية، وهي نص من نصوص التحالف الذي يضم لبنان. هذا ما أوضحته بهنام، مسجلةً استغرابها عدم صدور أي بيان رسمي عن وزارة الخارجية لشرح الموقف المتخذ، رغم توالي ردود الأفعال وأسئلة الرأي العام والصحافيين، معتبرة ان ما يفعله وهبه "يتعارض مع حق الوصول الى المعلومات". وتشير بهنام الى أن هذه الخطوة "هي مؤشر إضافي على تراجع الحريات الإعلامية في لبنان التي أساساً شهدت في الفترة الأخيرة انتهاكات عديدة من استدعاء صحافيين وناشطين، وصولاً الى التحالف الذي كان لبنان يفتخر بأنه عضو فيه، لكنه لم يوقع على بيانه الذي يصون هذه الحريات". ويرى آخرون أن عدم توقيع البيان الصادر عن التحالف هو "ذريعة اتخذها وهبه للتضييق على الحريات الإعلامية". وتقول مديرة المركز الإعلامي للجندر والحقوق الجسدية في المؤسسة العربية للحرية والمساواة، ميرا عبد الله، إن هذه الخطوة "تعكس تخلف الطبقة السياسية التي ترفض الإعتراف بحقوق مجتمع الميم، وتدعي الالتزام بالحريات على المنابر فقط، من دون تطبيقه". وعن تمثيل مثليي الجنس في الإعلام اللبناني، تقول عبد الله أن قضايا مثليي الجنس بدأت تُطرح في الإعلام اللبناني منذ العام 2005 تقريباً، "ونحن الآن في مرحلة متقدمة من التوعية على هذه القضايا، وإن كانت هناك بعد الصحافة الصفراء، أي صحافة الرايتنغ، التي تستغل هذه القضايا لزيادة عدد المشاهدات". وتؤكد عبد الله أنه "لا نص قانونياً يمنع تمثيل مثليي الجنس في الإعلام اللبناني، وهذا أمر جيد لحرية الإعلام، لكن يوجد قانون العقوبات الذي يجرّم العلاقات الجنسية خارج إطار الطبيعة وبعض القضاة مؤخراً لا يلتزمون به".

 

الدعم يتقلّص الى النصف بدءاً من اليوم

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/20 تشرين الثاني/2020

بعدما رفع المصرف المركزي نسبة الدعم على الادوية والمستلزمات الطبية من 85 % الى 100 %، من المتوقع ان تَتكشّف قريباً ما اذا كانت ستطرأ أي تغييرات على نسبة الدعم التي يؤمّنها المركزي لكل من المحروقات والقمح والسلع الغذائية، خصوصاً مع بدء الحديث عن توجّه لترشيد الدعم. والسؤال: وفق أيّ شكل سيكون الترشيد وما هي السلع التي سيشملها؟

مع بدء العد العكسي للاقتراب من الاحتياطي الالزامي، بدأ الحديث مؤخراً عن ترشيد الدعم الذي سيَطال المحروقات والقمح وسلة السلع الاستهلاكية المدعومة من المركزي. حتى الآن هناك سيناريوهات عدة قيد الدرس، لكنّ المؤكد انه كيفما أتت القرارات المتعلقة بمصير الدعم، فإنّ الخيارات المطروحة ما عادت بين الأفضل والأسوأ إنما بين السيئ والاسوأ بين الكارثة والفاجعة، بين استنفاد الاحتياطي الالزامي، أي ما تبقّى من ودائع الناس، في مقابل ارتفاع معدلات الفقر لتشمل أكثر من نصف الشعب اللبناني وتضييق سبل العيش. لا شك انّ أيّاً من القرارات يحتاج الى غطاء سياسي، فهل مَن يجرؤ على اتخاذه مع علمه انّ رفع الدعم او المَس بالاحتياطي الالزامي سيؤدّي الى إفقار الناس، خصوصاً بعدما سُرقت منها ودائعها ومدّخراتها.

في هذه الاثناء، تعمل وزارة الاقتصاد على ترشيد الدعم من خلال خفض عدد السلع المدعومة بما يُساهم في إطالة مدة الدعم المُقدّم من المركزي. وفي السياق، كشف المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر عن خفض السلة المدعومة بنسبة تتراوح ما بين 55 الى 60 %، أي من 210 ملايين دولار الى أقل من 100 مليون دولار. وأوضح لـ»الجمهورية» انّ السلة المدعومة كانت عبارة عن 30 سلعة الى جانب 270 سلعة تُصنّف مواد أولية تدخل في التصنيع، وبترشيد هذه السلة نكون أخرجنا منها كل المواد الأولية التي لن يؤثر رفع الدعم عنها على سعرها، وكل السلع المصنّفة فَخمة او غير أساسية، مثل: الفاكهة المجفّفة، الادوية البيطرية، السردين... لكن هذا لا يعني انّ أسعار هذه المنتجات سترتفع في السوق فوراً، لأننا، وقبل رفع الدعم، تأكدنا من تَقارب حجم استيرادها مع السنوات السابقة، بما يعني انه يفترض بالكميات المدعومة ان تغذّي السوق لفترة، وألّا يكون بعض التجار قد خَزّنوا هذه المواد لبيعها بأسعار مضاعفة لاحقاً. ولمواجهة هذه المشكلة نحن على اطّلاع على الكميات المستوردة والمخزّنة لدى التجار، ولدينا تقديراتنا للمدة التي سيستغرقها قبل نفاد المخزون المدعوم.

وتابع: من خلال ترشيد الدعم، حاولنا ألّا نَمسّ بالأمن الغذائي. لذا، من الملاحظ انّ اللحوم والاسماك لا تزال مدعومة، الحليب، الزبدة، المعكرونة، الارز، السكر، العدس، الفول والحمص...

وأكد انّ اللائحة الجديدة للسلع المدعومة تدخل حَيّز التنفيذ اعتباراً من اليوم، وينتهي العمل بها مع إعلان المركزي وقف الدعم على السلع الاستهلاكية، لكن هذا لا يعني رفع الأسعار فوراً لأننا على علم بالكميات المخزّنة لدى التجار للأشهر المقبلة.

دعم المحروقات

من جهة أخرى، وبعدما تردّد مؤخراً انّ الاتفاق على رفع الدعم عن المحروقات بات قريباً، تؤكد مصادر في القطاع النفطي لـ«الجمهورية» انّ أحداً من المسؤولين لن يجرؤ على السير بقرار رفع الدعم او تحمّل تداعياته. ها قد مَرّت 4 أشهر على بدء الحديث عن رفع الدعم، وأي قرار من هذا القبيل لم يُتّخَذ بعد.

أضاف: كنّا موعودين بحكومة جديدة وتغيير جدي تبدأ معه النهضة في البلد، على ان يتم بالتوازي الرفع التدريجي للدعم. امّا اليوم، وفي ظل تعثر تأليف الحكومة، فإنّ أيّاً من الأطراف السياسية لن يتجرّأ على اتخاذ قرار رفع الدعم على عاتقه. وأكدت المصادر انّ اجتماعات عدة عُقدت لهذه الغاية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وصيَغ عدة طُرحت، لكن لا شيء نهائياً بعد. وكشفت المصادر انّ هناك أفكاراً عدة جرى تداولها خلال هذه اللقاءات، منها من يرى انّ الحكومة أعلنت التعثّر عن دفع اليوروبوندز الّا انّ شيئاً لم يحصل في البلد، وهؤلاء يراهنون على دعم لبنان من المجتمع الدولي عند اشتداد الأزمة أكثر، البعض الآخر يطرح استكمال الدعم حتى آخر رمق حتى لو مَسّ الاحتياطي الالزامي، والبعض يقترح خفضاً تدريجياً لدعم البنزين والإبقاء على دعم المازوت، والبعض يقترح خفض الدعم بنسبة 35 %. الّا ان كل هذه الاقتراحات تبقى طروحات وأفكاراً يبقى تنفيذها رهن تأليف حكومة، لأنها هي من سيغطّي سياسياً أي قرار يُتّخذ. وعمّا تردّد انّ رفع نسبة دعم الأدوية والمستلزمات الطبية سيقابله بدء الخفض التدريجي لبقية السلع المدعومة، قالت المصادر انّ كل هذه الأمور تبقى تحليلات، لأنه من الواضح انّ المركزي يعتمد سياسة التأخير في الدفع ونظرية الترشيد لكسب الوقت لا أكثر، فهو ماطَلَ بالموضوع الطبي من أيلول الى اليوم كَسباً لبعض الوقت، إذ انه كان يأمل في ان تتشكّل حكومة خلال هذه المدة لعله يقع على عاتقها اتخاذ قرار في ما خَص الدعم، لكنّ هذا لم يحصل. وأكدت المصادر انّ كل الطرق ستوصِل في نهاية الامر الى المَس بالاحتياطي الالزامي.

 

أيهما أمَرّ ؟ الضربة العسـكرية ام إنسحاب اميركا من الاقليم؟

مرلين وهبة/الجمهورية/20 تشرين الثاني/2020

في مطلع تشرين الاول، اعلن مستشار الامن القومي الاميركي روبرت اوبراين، أنّ الولايات المتحدة ستخّفض عدد جنودها في افغانستان الى 2500 بحلول اوائل السنة المقبلة، وكان ملفتاً أمس تأكيد البنتاغون هذا القرار. علماً انّ هذا الخفض في عدد الجنود هو الادنى منذ بدء الولايات المتحدة خوض عملياتها القتالية في هذا البلد منذ عقدين. فيما اعلن وزير الدفاع الاميركي بالوكالة كريستوفر ميلر انّ 500 جندي سيغادرون ايضاً العراق، مشيراً الى انّ القرار يعكس رغبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في انهاء حربي العراق وافغانستان بنجاح، وإعادة الجنود الاميركيين الى الوطن. مع التذكير انّ عدد الجنود الاميركيين في افغانستان بلغ الـ 100 الف جندي عند تولّي ترامب منصبه، فيما تضاءل اليوم ليصل الى اقل من 5000 جندي.

في الموازاة، تزايدت المعلومات عن نيّة الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية «توديعية» لإيران او لمحور المقاومة في المنطقة بقيادة ترامب وبمساعدة اسرائيل. وعلى وقع القرار الاول بالانسحاب والضربة العسكرية المتوقعة في الاحتمال الثاني، تساءلت اوساط سياسية مطلعة عن اي من الاحتمالين الأرحم على لبنان في ظلّ الوضع الراهن؟ أو أيهما الأمَرْ؟ الضربة العسكرية ام الانسحاب الاميركي من الاقليم؟ خصوصاً انّ انعكاس هذا الانسحاب من المنطقة يوازي بحسب قراءة المحللين بأهميته وبتداعياته الضربة العسكرية، بل ربما يضاهيها، وخصوصاً على المدى البعيد.

فما هي تداعيات انسحاب الجيوش الاميركية من افغانستان، العراق وسوريا على المنطقة عموماً وعلى لبنان خصوصاً؟

تقول الاوساط المطلعة انّ انسحاب الولايات المتحدة من الاقليم، اي من افغانستان وغيرها... سيؤدي الى اعادة سيطرة حركة «طالبان» المتشدّدة، خصوصاً انّ المناوشات ما زالت مستمرة هناك حتى اللحظة بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية، أي انّ الحدود الافغانية ـ الايرانية في حال انسحاب اميركا ستسيطر عليها «طالبان» التي تضاهي تنظيم «داعش» في تشدّدها. وفي المقلب الآخر، أي على الحدود الايرانية ـ العراقية، ومع انسحاب الولايات المتحدة من العراق، سيسود الشغب في الداخل العراقي وستعمّ الفوضى. والسؤال المطروح، هل ستتمكن ايران من تطويق حركة «طالبان» على حدودها؟ وكيف ستتعامل مع الداخل العراقي؟ وهل ستتمكن من تثبيت الامن في العراق؟ من جهة اخرى، يدرك المراقبون انّ انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة سيربك الدول الحليفة للولايات المتحدة، تلك التي تحتمي وتتكل عليها، والتي ستشعر بالتهديد وبالفراغ او الإنكشاف الأمني بعد انسحاب الجنود الأميركيين من هناك. فكيف سيحتاط هؤلاء من الفراغ الامني وكيف سيعوّضون عنه؟ الاوساط المطلعة ترجح انّ هؤلاء سيلجأون الى أمرين:

- سيلجأ حلفاء اميركا المتخوفون بعد انسحابها، الى تعزيز علاقاتهم مع اسرائيل لملء هذا الفراغ الامني.

- ستلجأ الدول الغنية والنفطية والخليجية والاماراتية الى شراء الاسلحة من اميركا، وفي الوقت نفسه ستتعمّق العلاقة بينها وبين اسرائيل. ومن أبرز تداعيات انسحاب اميركا من الاقليم أيضاً، بروز الدور التركي الذي سيتفاعل، بعد ان يخبو الثقل الاميركي إثر الانسحاب من المنطقة، وبعد ان كان يشكّل الثقل الاميركي في المنطقة إحاطةً واحتواءً للوجود التركي في الاقليم، اي انّ الوجود الاميركي كان يطوّق تركيا في العراق وفي سوريا وقبرص واليونان.. واذا ما تمّ فعلاً الانسحاب الاميركي من هناك، فسيترك لتركيا ملعباً واسعاً تتحرّك فيه بحرّية ومن دون قيود او احتواء، وسيتعاظم دورها في الاقليم.

والسؤال: اذا تعاظم دور تركيا، فهل سيكون من البوابة الروسية او باستقلالية كاملة؟ في رأي الاوساط، انّ انسحاب اميركا سيؤدي الى دخول روسيا على الخط، وسيضع بالطبع ضوابط للاعبين الأقوياء اي لتركيا.

ماذا عن لبنان؟ اما في ما خصّ لبنان، فهل سيضع الانسحاب الاميركي حدّاً للفاسدين؟ في رأي الاوساط، انّه سيخفف بالطبع من مفاعيل العقوبات. ولكنها تساءلت في الوقت نفسه عمّا اذا كان هذا الانسحاب سيمكّن من وضع حدّ للفاسدين او سيساهم في اعمار البلاد او انتشالها من ركودها الاقتصادي؟

كذلك تساءلت في السياق، كيف ستكون طبيعة العلاقة وشكلها بين «حزب الله» واسرائيل؟ وفي هذا الاطار، هل يمكن قراءة او ادراج المناورات التي تنفّذها اسرائيل على الحدود او في سوريا ضد «حزب الله» تحضيراً لمعارك ضدّ الحزب؟ وهل تدخل تلك المناورات في اطار الاستعداد للهجوم عليه وضربه؟ ام في إطار الاستعداد لمواجهة ضربات الحزب في حال انسحبت اميركا؟

 

الإستقلال ومشانق الشرف

جوزف الهاشم/الجمهورية/20 تشرين الثاني/2020

في الذكرى السابعة والسبعين لهذا الذي كان إسمُه الإستقلال لستُ أدري، هل نتأَهَّبُ ونُنْشدُ : كلّنا للوطن ... أو ننحني خشوعاً ونقـف دقيقةَ صَمْـت ...؟ بأيِّ لسانٍ خجولٍ نخاطب الإستقلال ...؟ وبأيِّ قلمٍ مرتجفٍ نكتب فيه، وبأيِّ لغةٍ نكراء نناجيه ، وبأيّ عين عوراء نتطلّع إليه، وفي كلِّ عينٍ دمع. هذا الكائن الوطني الكياني تعرّض عبْرَ تاريخه الشرعي على أيدي ذوي القُربى، لسبعٍ وسبعين محاولة اغتيال على الأقلّ، ولا تزال الرماح تتكسّر على الرماح ، ومع كلِّ رمحٍ ينزف جرح . ماذا نقول للبنان الإستقلال ...؟ والذين حكموه همُ الذين دمّروه، حطّموا كيانه، زعزعوا أركانه ، مزّقوا أرضه، بعثروا شعبه، أفسدوا حكمه ونهبوه .

هل نقول للشهداء الأوائل عهد المحكمة العرفية في عاليه، إنَّ جمال باشا العثماني كان أرحم من جمال باشا اللبناني ...؟ وماذا نقول للشهيد سعيد عقل الذي راح يسأل ربَّـهُ وهو معلَّقٌ على المشنقة : «أنْ يكون دَمُهُ في المستقبل حياةً لبلاده وشرفاً لأهله وأولاده ...؟

وتبتهج المشانق مع الشهداء : الشيخ أحمد طبارة، عبد الكريم الخليل، صالح حيدر عبد الغني العريسي، توفيق البساط، والخازنيّانِ والمحمصانيّانِ، وقد خاطبوا أرجوحَةَ الشرف: «مرحباً بالموت يأتي مرحبا في سبيل الوطن الحـرّ ...»

يقول الإمام علي بن أبي طالب في الشهداء : إنهم باعوا أوراحهم واشتروا الجنّة. فهل نجرؤ على أن نقول لقوافل الشهداء الذين سقطوا على مدى مراحل التاريخ حتى انفجار مرفأ بيروت : إننا بعنا أرواحكم واشترينا الجحيم، وإنّ أرواحنا معلّقة على مشانق الذُلّ والجوع والظلم والفساد في اللاَّوطن ...؟

أين هم المسلمون الذين كانوا عهد السلطنة العثمانية موالين للحكم العثماني باعتباره معقل الخلافة الإسلامية، إلاّ أنهم انقلبوا عليه ثائرين بقيادة الشيخ محمد الجسر الذي كان نائباً لوالي بيروت، عندما ارتكب جمال باشا جريمة تعليق المشانق للمسلمين والمسيحيين من أحرار لبنان، فوحّدوا بذلك الموقف الوطني ...؟

وأين هم المسيحيون وقد قامت معهم «أول حركة إستقلالية سنة 1875 عندما أسّس شبان من خرّيجي الجامعة الأميركية جمعية سرّية وكانوا جميعهم من المسيحيين، ثم أدخلوا معهم إثنين وثلاثين عضواً من العناصر المسلمة والدرزية حتى كان لهذه الجمعية فرعٌ في دمشق ...

الإستقلال الذي هو بالمعنى الفلسفي كلّيٌ مطلق، كان صيغةً «لغويّـةً» في الدستور بهدفِ أنْ يتجسّد صيغةً روحية متأصّلةً في النفوس، إلاّ أَنه راح يتدحرج هبوطاً إلى نصف استقلال وأدنى، وفي المفاهيم الإستقلالية ليس هناك أنصافٌ وأثلاث، إنّ نصف استقلال يعني نصف إنتداب، ونصف انتداب يعني نصف عمالة

لا وحدة وطنية بلا وطن، ولا وطن بلا استقلال، ولا استقلال بلا سيادة، ولا سيادة بلا حريّة . الوطن والسيادة والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية والعيش المشترك، كلَّها كلمات برّاقة جوفاء نجترُّها يومياً على سبيل الإستهلاك التجاري والمراوغة الكاذبة، فيما نحن نتوحّد مع الآخر وننشطر مع الذات، وإنْ تحرّرنا من انتداب خارجي نرزح تحت انتداب داخلي . ويستمر هذا اللبنان الحرّ السيّد المستقلّ وهو مقيّدٌ بالسلاسل، مربوطُ مشروطٌ مرهونٌ، والحاكم فيه يسدّد فائدة الرهْنِ بالرِبا . مع هذا الواقع المصيري الرهيب يصبح الكلام على حكومةٍ أو لا حكومة من التفاصيل، فيما الإنقاذ من هذا الطوفان يحتاج إلى نوحٍ وسفينةٍ وبحر، من أجل ولادة جنسٍ سياسي جديد.

 

ضربة إسرائيلية في اللحظة الحرجة

طوني عيسى/الجمهورية/20 تشرين الثاني/2020

أصبح حتميّاً أن يفكِّر أركان السلطة (إذا كانوا يفكِّرون) وفي شكل طارئ: ماذا يخطِّط الإسرائيليون للبنان هذه الأيام؟ ما يظهر على السطح حالياً هو ضغطهم لكَسر الطموح اللبناني إلى توسيع الحدود البحرية أكثر من 1400 كلم2، فوق الـ865 كيلومتراً التي كانت موضع تَنازع في مفاوضات السنوات الأخيرة، برعاية أميركية. ولكن، هناك مؤشرات إلى أنّ إسرائيل قد تكون في صدد خطواتٍ أخرى، بعضها ربما أقلّ خطراً على لبنان من ملف الحدود، لكن بعضها الآخر أشدّ خطراً.

منذ أشهر، ينام اللبنانيون ويستيقطون، خصوصاً في الجنوب، على هدير الطائرات المسيَّرة. طبعاً، ليس شأن الناس العاديين أن يعرفوا مَن هم أولئك الذين يَفلَحون الفضاء اللبناني، ذهاباً وإياباً، ويترصَّدون حركة كلّ عصفور تحتهم. ولكن، يحقّ للبنانيين أن يقولوا: «إنها إسرائيل كالمعتاد»، وأن «ينفّخوا اللبن بعدما كَواهم الحليب» مراراً ومراراً. في موازاة الطلعات الجوية المستمرة سعيدةً، في سماء بلا ناطور، ليس منطقياً الظنّ أنّ إسرائيل لا تخطط لشيء آخر. ففي العادة، تكون وظيفة الرصد الجوي تزويد الجيوش والأجهزة بالمعلومات والصُوَر، فيتم استخدامها سياسياً أو عسكرياً. وهنا يصبح مُهمّاً أن يفكّر اللبنانيون: أين استخدمت إسرائيل، أو تستخدم وستستخدم، هذه المعلومات والصُوَر؟ ليس في قدرة أحد أن يحصل على جواب. ولكن، يحقّ لأي محلّل أن يخشى الإشارات والتحركات الإسرائيلية المتلاحقة منذ عامين، والتي تزايدت في الأشهر والأسابيع الأخيرة، لأنها ربما تؤشّر إلى ما يذهب إليه الإسرائيليون.

في أيلول 2018، عرضَ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة خريطة لمطار بيروت ومحيطه، وفيها أشار إلى وجود 3 مستودعات لـ»حزب الله» يتم فيها تخزين الصواريخ الدقيقة وتصنيعها.

تزامناً، شنَّت إسرائيل غارة جوية على سوريا، وأعلنت أنّ هدفها هو معمل لإنتاج صواريخ دقيقة، كانت في طريقها إلى «حزب الله». وخلال الغارة، سقطت طائرة تجسّس روسية.

طبعاً، نَظّم وزير الخارجية آنذاك، جبران باسيل، جولة للديبلوماسيين الأجانب في ملعب «العهد»، وأظهر لهم أنّ نتنياهو كاذِب في ما يقوله.

ولكن، في أيلول الفائت، بعد انفجار المرفأ، عاد الإسرائيليون إلى الحديث عن المواقع الثلاثة في بيروت. وقالوا إنّ «حزب الله» يستخدم المدنيين دروعاً بشرية. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على «تويتر»، فيديو أرفَقه بتحذير للمسافرين من مخاطر تتهدّدهم في مطار بيروت.

وتزامناً، وقع انفجار في بلدة عين قانا الجنوبية، قال أدرعي إنه انفجار مستودع للأسلحة في منطقة سكنية. وأعاد التذكير بأنّ المواقع الثلاثة في بيروت مخصّصة لإنتاج مواد تستخدم في صناعة الصواريخ الدقيقة، وحَدّد أمكنتها: الأول في المنطقة الصناعية في الجناح، بجوار شركتَي غاز ومحطة للوقود. والثاني والثالث في الليلكي والشويفات تحت مبانٍ سكنية. إذاً، واضح أنّ الإسرائيليين لا يريدون التخلّي عن الفكرة، وأنهم يركّزون على نقاط حسّاسة: المدنيون والبنى التحتية والصناعية.

وفي الموازاة، أثارت إسرائيل منذ كانون الأول 2018 مسألة الأنفاق التي حَفرها «الحزب» على الحدود. والعام الفائت أعلنت أنها استطاعت كشفها جميعاً. وفي تموز الفائت، نظّمت جولة للديبلوماسيين الأجانب كي يطّلعوا عليها.

واليوم، يبدو الإسرائيليون في صدد التصعيد في هذا الملف على مستوى دولي من خلال الرسالة التي وزّعها مندوبهم في الأمم المتحدة جلعاد إردان على أعضاء مجلس الأمن، طالباً تَبنّيها لتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية و»قطع أي تمويل عنه، مباشر أو غير مباشر».

الرسالة تتضمن خريطة للجنوب، تظهر فيها مواقع «الحزب» وأنفاقه والنقاط التي تعجز فيها «اليونيفيل» عن ممارسة دورها، إضافة إلى نقاط مراقبة تابعة لمنظمة «أخضر بلا حدود»، التي تقول الرسالة «إنها واجِهة لـ»حزب الله»، وإنّ مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية عن القوات الإسرائيلية».

الرسالة تُجدّد تأكيد استخدام «حزب الله» لـ»الدروع البشرية لحماية ترسانة من 130 ألف صاروخ وبنية تحتية عسكرية». ولذلك، على مجلس الأمن «أن يعلن فوراً «حزب الله» منظمة إرهابية».

 هل على لبنان أن يخشى هذا الإصرار الإسرائيلي، منذ عامين على الأقل، على لعب الأوراق الأمنية والسياسية والاقتصادية الخطرة، أم عليه أن يتجاهله ويعتبره مجرد عرض عضلات للضغط والدفع إلى تقديم التنازلات؟

التجارب السابقة تستلزم رفع درجات الاستنفار السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي إلى الأقصى للمواجهة. فحرب 2006 دمَّرت لبنان، وهو ما زال واقعاً تحت مفاعيلها حتى اليوم. ولكن، بالتأكيد، على لبنان أن يرسم خطة ناجعة للصمود وتحصيل الحقوق، بدءاً بالناقورة ومفاوضاتها.

هل المقيمون في السلطة، بلا أيّ مظهر من مظاهر الدولة والدستور والقانون، ويَنتاتشون المصالح الصغيرة والكبيرة- مِن نَهْب الوزارات والصناديق إلى هَدْر المساعدات الإنسانية- مهيّأون للمواجهة فعلاً، وهل عندهم وقتٌ و»تَرفُ» التفكير في مواجهة إسرائيل؟

لذلك، وبعيداً عن «العنتريات» والشعارات والمزايدات، من حقّ اللبنانيين أن يشعروا بالقلق من صدمةٍ إسرائيلية تقترب. والسؤال هو: أين ستحصل؟ وكيف؟

قد تكون الضربة عسكرية. لكنها أيضاً قد تتخِذ طابعاً اقتصادياً أو سياسياً. وهناك أوراق عديدة يمتلكها الإسرائيليون في هذا المجال، وهي تزداد قوة في الفترة الأخيرة. والشحن الذي يمارسونه ضد «حزب الله» في مجلس الأمن يجب أخذه في الاعتبار.

ولئلّا يَخدَع أحدٌ أحداً: لا الروس ولا الصينيون سيكونون «غرباء عن أورشليم» في الأزمنة المقبلة. فالجميع يتصرّف ببراغماتية. وسيَنقادُ اللبنانيون وحدَهم (ربما ترافقهم محبّة إيران)، بلا تغطيةٍ مِن «أُمٍّ حنون» أو مِن «أبٍ عطوف»، في المراحل المتقدِّمة من انهيارهم.

 

المستقبل» في الخارجية... لن يكون طليق اليدين

هيام القصيفي/الأخبار/20 تشرين الثاني/2020

الخلاف حول من يتولّى وزارة الخارجية لا يتعلّق فقط بتقاسم الحقائب بين الطوائف، بل بتوزعها سياسياً. لأن وزارة الخارجية لا تزال منذ سنوات في اتجاه سياسي واحد، ومؤشرات الأسابيع الأخيرة خير مثال.

زيارة أو استدعاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى وزارة الخارجية، لا تحمل سوى وجهة نظر واحدة تتعلق بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على النائب جبران باسيل. عملياً، باسيل ليس وزيراً للخارجية، بل هو رئيس حزب سياسي واستيضاح الخارجية لأسباب العقوبات يتعدى بطبيعة الحال كونه وزيراً أسبق للخارجية. لأنها تعني في مكان ما الاتجاه السياسي لوزارة الخارجية، كوزارة سيادية من حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر معاً. هذا الاتجاه هو نفسه الذي لا يزال يشكل التباساً حول هوية الفريق الذي سترسو عليه وزارة الخارجية، في حال تأليف الحكومة. والقطبة هنا ليست في استيضاح السفيرة الأميركية، في ظل كل التباينات التي باتت تحكم علاقة العهد وتياره مع الولايات المتحدة. بل بالمعنى الأدق الذي يتحدث عنه سياسيون، هو المنحى العربي الغائب كلياً عن الخارجية والذي ينسجم التعاطي معه رسمياً على مستويات السلطة كافة، مع الموقف من واشنطن وفرضها عقوبات تصاعدية. ففي وقت يغيب فيه السفير السعودي وليد البخاري، لا تسأل السلطات اللبنانية الرسمية عن مغزى هذا الغياب ولا تستوضح أسبابه الحقيقية وخلفيات الموقف السعودي. وينتقل السفير الإماراتي حمد الشامسي الى مصر مع خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي والكلام عن عدم تعيين خلف له، حتى من دون زيارات وداعية تقليدية، كما تجري العادة، مكتفياً باتصالات هاتفية ورسائل وداعية، فلا تجد السلطات اللبنانية داعياً للاستفهام. يقول سياسي ــــ دبلوماسي إن ما يجري يشبه «قطعاً غير معلن للعلاقات الدبلوماسية»، وهذا ينسحب على كل المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. لأن أي تبدل أو إجراءات تقوم بها دولة كمثل تأشيرات دخول أو إقامات أو إجازات عمل ستكون كلها في إطار متجانس مع السياسة التي تتبعها هذه الحكومات وتعبر عنها بطريقة تعاطيها دبلوماسياً مع لبنان. وقد تكون البلبلة حول تأشيرات الدخول الى دبي واحداً من هذه التجليات، وسبقها أسلوب تعاطي دول عربية مع السلطات اللبنانية بعد انفجار المرفأ، وقد يتبعها أيضاً تدابير أخرى غير متوقعة انسجاماً مع التبدلات في العلاقات الإقليمية الحالية. والتجاهل اللبناني عمداً أو إهمالاً، لا يمكن تبريره في مرحلة يحتاج فيها لبنان الى كل أنواع الإحاطة الخارجية للمساعدة على إنقاذه، وخصوصاً أن أي حادثة لم تسجل رسمياً على مستوى العلاقات بين لبنان والدول المعنية. وإذا كان أداء أي دولة دبلوماسياً يعكس تبدّلاً ما، فإن السلطات الرسمية الأولى، وليس الدبلوماسية فحسب، يفترض أن تبادر الى الاستيضاح لتصحيح أي خلل وإعادة الأمور الى نصابها. وهذا ما لم يحصل. إلا في حال كان لبنان يعوّل على أن الإدارة الأميركية الديموقراطية الجديدة ستكون هي مفتاح حلحلة الأزمات مع دول الخليج.

وفيما يشكل التعامل السعودي والخليجي عموماً مع تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، مظهراً من مظاهر الانزعاج الواضح من أدائه وأداء السلطات اللبنانية عموماً، فإن المنحى الجديد يشكل خطوة متقدمة، وخصوصاً في ظل تصاعد العقوبات الأميركية التي لا يبدو أنها ستتوقف على شخصيات لبنانية، وتحذيرات واشنطن المتكررة حيال شكل الحكومة. ولعل أداء الدبلوماسية والسلطة اللبنانية المتجاهل لحجم هذه الخطوات وانعكاساتها من شأنه أن يزيد من حدتها، وأن يضاعف كذلك الثقل على الرئيس المكلف. فحصول الحريري على الخارجية من ضمن سلة تفاهمات متكاملة لتوزع الحصص، وإطلالته سياسياً على دول العالم من خلالها في هذه المرحلة التي تحفل بشتى أنواع التوترات الدولية والإقليمية، لن يتحقق بلا مقابل، بل بأثمان داخلية لها وزنها. ووضع يد تيار «المستقبل» على الخارجية ليس بالسهولة التي يتصورها في إحكامه القبضة على كل مفاصلها الداخلية والخارجية بعد كل التغييرات التي لحقت بها. وفي حين يحتاج الى تغطية سياسية واسعة كي يستعيد «الوجه العربي» للدبلوماسية التي يريدها، فإن من المبكر إبداء أي تفاؤل بقدرته على تحقيق ذلك. إذ لن يقدر على تأليف حكومته إلا في إطار صفقة متكاملة مع العهد وحزب الله، وهذا تماماً لا يزال يشكل عنصر الأزمة الأساسية بينه وبين الدول الخليجية التي لن تقدم درهماً واحدا له ولهذا الشكل من الحكومات التي تعترض عليها. ولأنه أيضاً لن يأتي الى الخارجية متفلتاً من أي غطاء سياسي تحكمه التوازنات التي ستأتي به رئيساً، وتالياً ستتحكم بالسياسة الإقليمية والدولية للبنان، وبهذا المعنى لن يكون طليق اليدين في إعادة تصويب بوصلة السياسة الخارجية الى اتجاهات أخرى. هذا إذا افترضنا أنه يريد ذلك.

 

استقلال يبحث عن مستقلّين

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

قرار إلغاء الاحتفالات بعيد الاستقلال هذا العام هو من أفضل القرارات التي اتخذتها الدولة اللبنانية. جاء التذرع بوباء كورونا في الوقت المناسب، لأن هذا الاستقلال الذي يفترض أن ذكراه تحل بعد غد (الأحد) في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، لم يعد موجوداً إلا في كتب التاريخ، فيما يستجدي الزعماء اللبنانيون كل أنواع التدخل الأجنبي، إما لدعم مشروعاتهم السياسية أو لإنقاذهم من حال الانهيار التي وصلت إليها البلاد بفضل جهودهم.

منذ الاستقلال عن الانتداب الفرنسي عام 1943. كان لبنان بحاجة إلى رعاية. انتخاب رؤسائه كان يحتاج باستمرار إلى «كلمة سر» تأتي من عاصمة خارجية أو من تفاهم عواصم. ومع أن البلد صغير الحجم بمقاييس الدول، ولا يفترض أن يؤثر تبدل أحواله السياسية أو شخصيات قياداته على أي وضع خارجي، فإن عادة معظم زعمائه في التلهف إلى رعاية الخارج جعلته مقصداً لكل طالب تدخل.

كان يمكن أن يُقال في السنوات الأولى من الاستقلال إن هذا الطفل يحبو، ويحتاج إلى عناية، ولا يستطيع الراعي الفرنسي أن يتركه يلعب بأقدار الناس على هواه. ولكن هذا الطفل كبر الآن، وبلغ السابعة والسبعين من العمر، ومع ذلك لا تزال العادات كما كانت في زمن الطفولة.

تعالوا نتطلع مثلاً إلى أزمة تشكيل الحكومة العالقة اليوم في لبنان. جاء الطبيب الفرنسي وقدم وصفة مجانية لطريقة إنقاذ البلد من الانهيار المالي الذي يتخبط فيه. أعطاهم مهلة أسبوعين، وكتب لهم عدة الشغل التي على الحكومة العتيدة أن تنهمك في تنفيذها. كان همُّ الطبيب الفرنسي مصلحة الناس الذين رآهم على شاطئ مرفأ بيروت المدمر يطلبون إنقاذهم ممن يفترض أنهم رعاة أمورهم. لكن دموع هؤلاء الناس هي آخر ما يقلق المسؤولين في لبنان. دبت الصراعات على الكراسي والحقائب والحصص. كلٌّ يسعى لنهش ما يستطيع مما بقي من الجثة. فيما العالم الذي يتابع يشعر بالدهشة والهول أمام وقاحة زعماء من هذا النوع، رغم المصيبة الكبرى التي حلت بشعبهم.

من جملة الإصلاحات المطلوبة لمد يد المساعدة الدولية إلى لبنان أن يكف الزعماء والمسؤولون فيه عن سرقة أموال الدولة، أي أموال الناس، وأن يتوقفوا عن التعامل مع الخزينة العامة وكأنها خزينة أموالهم الخاصة. كان من بين المطالب الإصلاحية أن تجري عملية تدقيق لمعرفة مصير الأموال التي تبخرت من المصارف، والتي تشير تقديرات إلى أنها تزيد عن 100 مليار دولار. فيما تزيد خسائر مصرف لبنان عن 50 مليار دولار. وقع جدل قضائي وسياسي بين المصارف والجهات المطالبة بهذا التدقيق، بسبب زعم حماية «السرية المصرفية» للحسابات وتحويلات المودعين، مع أن مراقبة المالية العامة هي حق طبيعي للمواطنين ولا تخضع للسرية، لأن من حق الناس أن يعرفوا مصير أموالهم التي أودعوها بحسن نية في خزائن المصارف واستولت عليها الدولة. جدل لا يتوقع أن ينتهي إلى نتيجة إيجابية، لأن القائمين على عمليات النهب على مدى سنوات هم الذين يفترض أن يقروا التشريعات الخاصة التي تسمح بإجراء التدقيق. والنتيجة... لا تدقيق في المدى المنظور، ولا فرصة لتحصيل المودعين أموالهم المنهوبة.

لم يعد سلوك السياسيين في لبنان المتصل بالفساد سراً خافياً على أحد. عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت، بعد كارثة المرفأ، كان على رأس الشروط التي وضعها لمساعدة الضحايا ألا تذهب الأموال إلى خزينة الدولة، وأن تدفع مباشرة للمتضررين، في إشارة بالغة الدلالة إلى انعدام الثقة بنظافة يد هؤلاء السياسيين.

ثم جاءت سلسلة العقوبات على عدد من الوزراء السابقين، التي فرضتها الحكومة الأميركية، بسبب اتهامات الفساد والتواطؤ مع «حزب الله» المصنف على لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة. وكان الوزير جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، آخر من شملتهم العقوبات، وهناك إشارات إلى أنه لن يكون الأخير. وجاء كلام السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا واضحاً عندما قالت إن «باسيل يغطي على سلاح (حزب الله)، فيما الحزب يغطي على فساد باسيل».

التحقيقات الدولية في فساد السياسيين اللبنانيين والتقارير التي تملأ صحف العالم بالأسماء والأرقام، كان يفترض أن تدفع جهة ما في لبنان، قضائية أو سياسية، إلى المبادرة إلى فتح تحقيق في الأمر. فمن الطبيعي أن يكون تحقيق من هذا النوع هو مسؤولية الجهات اللبنانية قبل سواها. وقد تكون لدى الغير مصالحه وأهدافه من وراء تحقيقاته وعقوباته، لكن ثقافة الفساد في لبنان ليست سراً، فقد صار شائعاً أن أقصر السبل إلى الثروة السريعة هو تبوّء منصب حكومي يتيح لصاحبه ما أمكن من صفقات يجني من ورائها القصور واليخوت، في بلد تجاوزت نسبة فقرائه 50 في المائة.

وفي غياب المحاسبة الداخلية، على رغم التقارير الإعلامية اليومية على المحطات، أصبح المواطن اللبناني بحاجة إلى دولة أجنبية لتفتح الملفات، وتعاقب المسؤولين عن سوء إدارة شؤون البلاد ومد اليد إلى المال العام، والسكوت على سلاح غير شرعي يخرق حق الدولة في السيادة على أراضيها، مقابل توفير هذا الحزب الغطاء لزعامة هؤلاء على أحزابهم ومناطقهم. والأكيد أن أي دولة تحترم نفسها لا تسمح أن تقوم دولة أخرى بفرض عقوبات على المسؤولين فيها، كما يحصل مع المجرمين، تحرمهم من السفر والتعامل مع المصارف وتفرض الرقابة الصارمة على تحويلاتهم البنكية.

إجراءات كهذه يفترض أن تقوم بها الدولة المعنية التي ينتمي هؤلاء المسؤولون الفاسدون إليها، لأن شعب هذه الدولة ومالها العام هم ضحايا السرقات والفساد. لكن هل يتوقع أحد أن يحصل أمر كهذا في لبنان؟ في لبنان، على العكس من ذلك، يشكو القادة «السياديون» من الإجراءات الأميركية، ويطالبون واشنطن بإثبات اتهاماتها، مع أن هذه الاتهامات تتكرر على ألسنة اللبنانيين كل يوم... ولا من يسمع.

 

سيطرت روسيا وربحت أذربيجان وتجنّبت أرمينيا مجزرة جديدة!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

إنه زمن حزن الأقليات، من إرمن وأكراد وروهينغا... يجوع السمك الكبير فيفتك بالسمك الصغير. وتتكرر المآسي بتسجيل الكبار انتصاراتهم على محن الصغار. بحلول ليل الاثنين قبل الماضي صمتت المدافع في ناغورنو كاراباخ وتم الإعلان عن هدنة شاملة، ستشهد قيام قوات حفظ السلام الروسية بمراقبة الحدود الجديدة بما في ذلك مساحات من الأراضي الغنية بالمعادن. وبينما يتلاشى الدخان من ساحات القتال ويجف الحبر على اتفاق السلام المكون من ثلاث صفحات والذي يهدف إلى وقف أسوأ قتال بين أرمينيا وأذربيجان منذ عقود، يبدو أن هناك شيئاً واحداً واضحاً: لقد انتصر الكرملين في الوقت الحالي.

على أقل تقدير، انتزعت موسكو ما يبدو أنه انتصار من بين فكي الهزيمة. لقد زاد من نفوذها في منطقة حيث كاد يؤدي اندلاع القتال بين جمهوريتين سوفياتيتين سابقتين ودور تركي أكثر قوة، إلى تقليص نفوذ الكرملين. قامت روسيا بدور جيد في هذا المفهوم، وسيطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشعر كأنه صانع الملوك في هذا الموقف. قُتل ما لا يقل عن 2500 جندي ومدني وربما أكثر، منذ 27 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما اندلع الصراع، في منطقة جبلية صغيرة تُعد قانونياً جزءاً من أذربيجان لكنها تحت سيطرة الأرمن منذ 27 عاماً.

في السنوات التي تلت وقف إطلاق النار عام 1994 الذي أنهى حرباً شاملة، دارت مناوشات بين القوات الآذرية والأرمينية، حيث كان القتال في تبادل نيران القناصة وقذائف الهاون، لكنه لم يصل إلى حد اندلاع صراع كامل آخر حتى تدخلت تركيا.

إن عدم إيجاد حل للمنطقة وضعها في فئة يسميها الخبراء «الصراع المجمد». هناك نقاط ساخنة في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق حيث تلعب روسياً دوراً مركزياً، سواء في إدامة التوترات أو تخفيفها، وتشمل مناطق أخرى بمستويات متفاوتة من التوتر والعنف مثل منطقتي أبخازيا وأوستيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا، ومنطقة ترانسدنيستر التابعة لمولدوفا، ثم هناك شرق أوكرانيا حيث تسيطر القوات المدعومة من روسيا على أجزاء من مقاطعتين، وتسببت حرب محتدمة في مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ عام 2014.

وكما هو الحال في بعض المناطق الأخرى سعت روسيا إلى نشر قوات على الأرض في ناغورنو كاراباخ أو بالقرب منها كقوات حفظ سلام، لكنها فشلت في السابق، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم ثقة يريفان وباكو بأن موسكو كانت وسيطاً نزيهاً.

المعروف أن موسكو تتمتع بعلاقات اقتصادية كبيرة مع البلدين، فأذربيجان مشترٍ رئيسي للأسلحة الروسية. لكن أكبر جهد دبلوماسي لموسكو كان من خلال مجموعة مينسك وهي مبادرة برئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كان المضمون الضمني لمجموعة مينسك هو أن الدول الغربية، حلفاء «الناتو» فرنسا وأميركا، لها دور استراتيجي تلعبه في منطقة لا تزال موسكو تعدها جزءاً من مجال نفوذها التاريخي. مع اتفاق السلام الجديد تنشر روسيا قواتها على الأرض، ومن المحتمل أن تدفع باريس وواشنطن خارج الصورة إلى الأبد. أيضاً وفقاً للنص الذي نشره الكرملين وكذلك المتحدث باسم بوتين، فإن قوات حفظ السلام التركية لن يتم نشرها، وهو طلب اقترحه الرئيس الآذري إلهامي علييف، وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد طلب يوم الاثنين الماضي من برلمان بلده أن يصوّت على إرسال قوات إلى كاراباخ. يقول محلل استراتيجي متخصص في حروب القوقاز، إن الصفقة كانت روسية إلى حدٍّ كبير وعرّضت مجموعة مينسك لمزيد من الخطر.

تمنح شروط الاتفاق الجديد روسيا أهم هدف تريد تحقيقه: وجود عسكري مهيمن على الأرض.

كان النقص السابق لأي وجود عسكري مباشر في ناغورنو كاراباخ أحد أكثر الجوانب تميزاً في النزاع، حيث يقف في تناقض صارخ مع أي صراع آخر من هذا القبيل داخل الفضاء السوفياتي السابق، وكان هذا الغياب مصدر إزعاج طويل الأمد لموسكو. تعزز الصفقة المكاسب الرئيسية في ساحة المعركة التي حققتها القوات الآذرية، إذ ستترك باكو مسيطرة على نحو 40% من كاراباخ نفسها، بالإضافة إلى جميع الأراضي المحيطة التي كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية منذ فترة طويلة. قبل اندلاع الصراع الأخير، كانت القوات المدعومة من الأرمن تسيطر على منطقة ناغورنو كاراباخ بأكملها، بالإضافة إلى أجزاء من المقاطعات السبع المحيطة بها وهي الأراضي التي بلغت مجتمعة نحو 13% من مساحة أذربيجان. زنجيلان هي واحدة من المقاطعات السبع التي كانت تسيطر عليها القوات الأرمينية منذ حرب كاراباخ في أوائل التسعينات كعازل ضد الهجمات الآذرية، تحتوي وفقاً للتصنيف السوفياتي على رواسب 6.5 طن من الذهب (C1+C2) و2.3 طن من الذهب (P1)، بإجمالي قدره 8.8 طن من الذهب. كما حققت موسكو هدفاً آخر وهو الضغط على رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، فلقد أثار خط السياسة الخارجية المستقلة لباشينيان استياء الكرملين منذ توليه السلطة عام 2018 في انتفاضة شعبية تُعرف باسم الثورة المخملية، وهو نوع التغيير السياسي الذي لا يريح موسكو. لذلك هناك من يقول إن النفوذ الروسي المعزز لن يؤدي إلى إبقاء أرمينيا في المدار الروسي فحسب، بل سيحد من خياراتها وتوجهها في السعي إلى توثيق العلاقات مع الغرب. من ناحية أخرى قال مراقبون سياسيون يتابعون الوضع السياسي في القوقاز إن هناك مآزق محتملة لروسيا. فهؤلاء يرون أن المنتصر الواضح هو أذربيجان بالنظر إلى انتصاراتها في ساحة المعركة بمساعدة إسرائيل (لقربها جغرافياً من إيران) وتركيا. أما بالنسبة إلى روسيا فإن دورها الرائد في ترسيخ اتفاق السلام، لم يكن مفاجئاً. كما أن نشر قوات حفظ السلام لم يكن انقلاباً كبيراً لموسكو بالنظر إلى هيمنتها الطويلة في المنطقة. ومع هذا ستشكّل هذه الخطوة عبئاً على الجيش والخزينة الروسية.

قد تكون روسيا اضطرت بسبب الظروف إلى إيجاد طريقة لتجنب تصعيد كبير، فالخطر الذي واجهته موسكو هو استمرار القتال من جانب أذربيجان والذي كان يمكن أن يهدد أرمينيا وربما يؤدي إلى أعمال عسكرية يائسة كهجوم صاروخي على باكو، أو استهداف خط أنابيب النفط الممتد من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط والذي كان من شأنه أن يجرّ روسيا وتركيا إلى صراع أعمق. وفي حين أن سياسة حكومة باشينيان قد تكون أزعجت موسكو، إلا أن علييف كان أكثر حذراً، إذ بين كل دول الاتحاد السوفياتي السابق وحدها أذربيجان نجحت في اتّباع سياسة خارجية مستقلة تماماً عن روسيا مع الحفاظ على علاقة جيدة مع موسكو وبوتين. وهذا المثال مهم أيضاً لروسيا نفسها، لأنه يوضح أن العلاقات الجيدة معها لا تتطلب الاستسلام لها أو الدخول في مشاريع التكامل التي تقودها. إن أحد أهم مشاريع التكامل التي أنشأتها روسيا في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق، هي منظمة «معاهدة الأمن الجماعي» وهو تحالف تقوده موسكو يعتمد على الدفاع المشترك مماثل لما ورد في المادة الخامسة للحلف الأطلسي. أرمينيا عضو فيها، وأذربيجان ليست كذلك. إن اتفاق السلام قد يمنح باكو مكاسب من دون أن يجعلها أكثر خضوعاً لموسكو التي نشرت قوات حفظ السلام على أراضيها.

ويخطئ الأرمن إذا أصروا على الإطاحة بباشينيان، فهم بذلك يحققون أهداف موسكو وباكو وأنقرة، إنهم في أشد الحاجة للوحدة الآن. الصفقة تسمح ببقاء القوات الروسية خمس سنوات. المهم ألا تسمح موسكو بدخول قوات تركية، إذا كانت لا تريد أن تحمّل ضميرها مسؤولية مجزرة جديدة تلحق بالأرمن. ثم بغضّ النظر عن السلبيات المحتملة للصفقة على الكرملين، إلا أنها تتناول من نواحٍ كثيرة المصالح الروسية الأساسية في الصراع، وربما تكون هذه الصفقة على المدى القصير، أفضل ما يمكن أن تخرج به موسكو من هذا الموقف.

 

القوقاز... صدام الأحلام الإمبريالية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

مع إسدال الستار عن أحدث جولات الاقتتال بمنطقة جنوب القوقاز، ربما نشهد تشكل ملامح كارثة أكبر تتضمن عدداً أكبر من الأطراف من منطقة غرب آسيا التي تعاني غياب الاستقرار، والممتدة من بحر قزوين حتى ساحل البحر المتوسط. ودعونا نراجع بإيجاز ما حدث.

في وقت ما من عام 2018، عرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على نظيره الأذربيجاني إلهام علييف المعاونة في معاودة غزو جيب يطلق عليه «كاراباخ العليا» والذي سيطرت عليه أرمينيا المجاورة منذ مطلع التسعينات، وذلك في أعقاب تفكك الإمبراطورية السوفياتية.

وبالفعل، أطلقت أنقرة برنامجاً مكثفاً لتدريب وتسليح الجيش الأذربيجاني المنشأ حديثاً، بتمويل من العائدات النفطية الأذربيجانية الضخمة. الحقيقة أن ما يطلق عليه «ثلاثي مينسك»، الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، والتي عملت على ضمان استمرار الوضع القائم فقدت الاهتمام بالأمر كله. وبذلك، وجد إردوغان نفسه أمام فرصة سانحة لإعداد الجمهورية الأذربيجانية الجديدة، لكن الهشة، في وضع الاستعداد لخوض الحرب، وذلك بمعاونة أكثر عن 100 مستشار تركي وقرابة 300 جهادي سوري يشكلون جزءاً من «فيلق تركي أجنبي».

في تلك الأثناء، أهملت الحكومات الأرمينية المتعاقبة الاحتياجات الدفاعية للدولة الوليدة؛ وذلك لاعتقادها أن روسيا ستبقى دوما بجانب أرمينيا لتحميها مثلما فعلت منذ القرن الـ18. وبعد قتال استمر شهراً واحداً فقط، وجد الأرمن أنفسهم مضطرين إلى اتخاذ موقف الدفاع عن النفس، ثم مُنوا بالهزيمة على جبهات عدة. وفي غمرة استمتاع الأذربيجانيين وحلفائهم الأتراك بالقتل، تدخلت روسيا بتوجيه الدعوة إلى قادة باكو ويريفان للقدوم إلى موسكو للاتفاق على وقف إطلاق نار مبهم، والذي رغم فرضه وقفاً لإطلاق النار يترك الأسباب الجذرية للخلاف دونما مساس.

وكأي قوة انتهازية، عمدت روسيا إلى استغلال المناسبة في توسيع نطاق وجودها العسكري، الذي كان كبيراً بالفعل في أرمينيا، إلى داخل أذربيجان هي الأخرى. وتبعاً للاتفاق الموقّع في موسكو، ستتولى قوة «حفظ سلام» روسية السيطرة على خط وقف إطلاق النار، إلى جانب حدود أذربيجان وأرمينيا مع إيران.

عند موازنة النتائج، نجد أن أذربيجان لم تكسب الكثير، ذلك أن الجزء الأكبر من الجيب المتنازع عليه، خاصة العاصمة ستيباناكيرت (خانكندي بالأذربيجانية)، لا تزال خارج سيطرتها. في الوقت ذاته، فإن الممر البري الرابط بين الأجزاء الرئيسية من أذربيجان وجيب نخجوان الذي يتمتع بالحكم الذاتي وقع الآن تحت السيطرة الروسية.

من جهتها، فقدت أرمينيا ست مستوطنات، بينما اختار على الأقل نصف سكان قره باغ العليا من الأرمن الفرار، وغالباً ما أشعلوا النيران في قراهم قبل مغادرتها. الأسوأ عن ذلك، أنه أصبح لزاماً على يريفان استشارة، بمعنى طاعة، موسكو قبل الإقدام على أي محاولة انتقام في المستقبل.

وتبدو الرسالة هنا واضحة: لطالما كان جنوب القوقاز منطقة خاضعة للحماية الروسية على مدار قرنين، وعاد اليوم من جديد تحت مظلة النفوذ الروسي. ويحمل ما سبق بعضاً من أصداء ما فعله بوتين في بعض الدول الأخرى التي يطلق عليها «الجيران القريبون» من روسيا، فقد ضم إلى بلاده شبه جزيرة القرم واقتطع إقطاعية في دونتسك في شرق أوكرانيا. كما ضم إلى روسيا الجيب الجورجي أوسيتيا الجنوبية وخلق إقطاعية أخرى في أبخازيا. كما أنه يسيطر على إقطاعية مشابهة في شرق مولدوفا ووضعها تحت الحماية الروسية، في الوقت الذي يضيق الخناق العسكري على لاتفيا. ومع ذلك، ربما يصبح بوتين واحداً من الخاسرين في هذه اللعبة القاتلة نهاية الأمر. في الواقع، فإن النصر العسكري الصغير الذي تحقق في مواجهة أرمينيا ربما يثير شهوة إردوغان على نحو أكبر تجاه المزيد من الغزوات. وتملأ الصحف الموالية لإردوغان داخل تركيا الدنيا ضجيجاً حول «النصر في القوقاز»، باعتبار ذلك المرة الأولى منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية، التي ينجح فيها الأتراك من «تحرير» قطع من أراضي العالم الإسلامي من يد نظام حاكم «كافر».

جدير بالذكر في هذا الصدد، أنه في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار طلب إردوغان من البرلمان التركي السماح له بإرسال قوة استطلاعية إلى أذربيجان. ويحمل الوجود العسكري التركي في جنوب القوقاز وراءه مخاطرة إثارة مواجهة مباشرة بين موسكو وأنقرة اللتين تتصارعان بالفعل داخل عدد من المناطق الأخرى من العالم، أبرزها سوريا وليبيا وكوسوفو. الأسوأ عن ذلك فيما يخص بوتين، أن إردوغان لمح بالفعل إلى رغبته إشراك «الفيلق الأجنبي» التركي المؤلف من جهاديين في حماية «الأراضي المسلمة». من جهتها، نقلت صحيفة «نيزافيسيما غازيتا» اليومية الصادرة في موسكو تحذيرات أطلقها خبراء عسكريون من أن إردوغان ربما يسعى لإثارة قلاقل في أوساط التتار داخل القرم، الذين يشعرون بالسخط بالفعل إزاء ضم القرم إلى روسيا. تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن أنقرة أولت اهتماماً كبيراً لزيارة أجراها في وقت قريب، رجل يدعي أنه وريث عرش القرم نيابة عن عائلة دولت كراي التترية التي حكمت منطقة باغجه سراي خلال العصور الوسطى. (يذكر أن تتار القرم جرى نقلهم في حشود بأوامر من ستالين إلى سيبيريا، لكن سمح لهم بالعودة في عهد خروتشوف خلال الخمسينات).

على المدى الزمني الأقرب، ربما تشكل أطماع إردوغان تهديداً لوجود أرمينيا، خاصة أن الأتراك يلقون اللوم على الأرمن لتوجيههم طعنة في الظهر إلى الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى بانحيازهم إلى صف روسيا. ولم يكن من قبيل المصادفة أن تحيي أنقرة ذكرى ما يطلق عليه خانة أيروان (يريفان بالأرمينية)، دويلة كانت تخضع لحكم خان تركي ظهرت لفترة وجيزة خلال فترة الانحسار الإيراني في عهد القاجاريين.

وتحذر العديد من صحف موسكو من أن طموحات إردوغان الآخذة في التضخم تحمل أخطاراً على كل من روسيا وأرمينيا. ومن خلال مزج التوجهات الجهادية لجماعة «الإخوان المسلمين» والقضايا القومية التركية، يثير في الأذهان ما فعله أنور باشا.

من جهته، يأمل إردوغان في أن يدفع بخطاب جديد يقوم على القومية الدينية محل الخطاب الأتاتوركي السائد في تركيا اليوم. ومن غير المثير للدهشة أن يزيد من وتيرة خطاباته المعادية للغرب، ويعزز العلاقات مع منظمة «الذئاب الرمادية»، ذات التوجهات القومية التركية والتي يصنفها الاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية». وتحلم «الذئاب الرمادية» ببناء إمبراطورية تركية تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى. وفي أشهر كتب التنظيم، «الزنابق البيضاء»، زعموا أن الفنلنديين والهنغاريين هم أيضاً أتراك وسيصبحون جزءاً من الإمبراطورية.

من ناحية أخرى، قد تؤدي الفوضى التي أحدثها بوتين وإردوغان في منطقة القوقاز إلى إحياء التنظيمات العسكرية الأرمينية. جدير بالذكر، أن هناك نحو 12 مليون أرميني في جميع أنحاء العالم، أكثر عن 3 ملايين منهم في روسيا وحدها. وفي الأيام الأخيرة، سمعنا أنباء عن «متطوعين» من مختلف أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية قد يتجهون إلى المنطقة لمحاربة «العدو التركي». قبل عقدين من الزمن شهدنا اتجاهاً مماثلاً حين عاد الصرب والكروات من دول الشتات إلى البلقان للقتال من أجل رقعة الأرض الخاصة بهم. ولما يقرب من ثلاثة عقود، حتى سقوط الإمبراطورية السوفياتية، كان «الجيش السري الأرمني لتحرير أرمينيا» (أسالا) بمثابة شوكة في خاصرة كل من تركيا وروسيا. وماذا عن إيران؟ لقد فقدت حدودها مع أرمينيا، ومرة أخرى أصبحت روسيا جارة برية لها. لقد كشفت الأحداث الأخيرة عن صورة للجمهورية الإسلامية كدولة تفتقر إلى حكومة مناسبة بالمعنى اللائق للكلمة، وبدت أقرب إلى مشاهد لا يتسم بأهمية تذكر في الوقت الذي تتصارع حوله «وحوش كبرى».

 

قمة المودّات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

تُطبق علينا الأحداث السلبية حتى لم ننتبه بما يكفي إلى معنى أن تقعد أكبر وأهم دول العالم في عاصمة عربية، في حدث تاريخي لا سابقة له. فقد تعودنا، أو خدرنا، على أن الحدث المهم هو الحدث الصاحب، أو العدائي، أو المتفجر، ونسينا أن الحدث الأرحم والأبقى والأهم، في تاريخ البشر، هو البناء والعمران والتقدم والمشاركة. اعتدنا أن الدول الكبرى تجتمع فقط في الحروب والأزمات والصراعات، ولم نألفها مجتمعة، وليس على جدول أعمالها سوى سلام العالم وعدالته وتحصينه ضد الأخطار والمغامرات. هذه المرة كان مضيف القمة ملكاً ارتبط اسمه بأطول مسيرة عمرانية في التاريخ، ولم يظهر اسمه في أي خلل سياسي من الاختلالات التي ضربت العالم طوال نصف قرن. بعد الحرب العالمية حمت الأنظمة الملكية دول أوروبا من المغامرات والمجازفات والتطاولات التي أدت في الماضي إلى الحروب. وفرضت هذه الملكيات، من شمال أوروبا إلى جنوبها، نظاماً أخلاقياً وقيمياً رفيعاً، بصرف النظر عن النظام الحكومي أو الحزبي، هو خادم المواطنين وهو الأعلى من نزقهم وضعفهم البشري وهشاشة العدالة. الحرب الوحيدة التي خاضها الملك سلمان بن عبد العزيز، كانت حرب التنمية والإصلاح والتطور. والمعركة الوحيدة التي خاضها كانت معركة التربية والتعليم. والتشدد الوحيد، كان في العدالة بين الناس، والاعتدال في العلاقات مع الدول. وما من سيرة بين سِير قادة الأمم، ضمن سِيَر ومسيرات العقود الماضية، شبيهة بسيرته، في سائر المقاييس والمعايير. سوف أستغل مناسبة هذه القمة، لكي يُسمَحَ لي، برأي أحمله منذ أربعين عاماً. لطالما نظرت إليه الناس في المملكة وخارجاً، على أنه ملك. صورة الملوك، وأخلاق الملوك، والحضور الملوكي. وقبل كل شيء آداب الملوك. فلما تولى المُلك بدا وكأنها مسألة عادية كانت تنتظر حلولها. سبقت الملك سلمان إلى العالم ما يعرفه العالم عن تعلق السعوديين به. وضيوفه الآن في الرياض من قادة وزعماء يعرفون مدى ما يمكنهم الاعتماد عليه في هذه المرحلة العكرة، في تنقية العالم من مكامن الخطر والاختلاف. وسوف يشهدون في الرياض معالم تجربة مستمرة في البناء والتطور، وملامح رؤية مستقبلية، هي التحدي الأكبر الذي وضعه ولي العهد، الأمير محمد، أمام نفسه. وقد شهد العالم كيف صنع الأمير الصداقات بين زعماء المجموعة، ونوعية الألفة التي تربطه بهم. وفي القمة الماضية كانت أبرز صورة استقرت في الأذهان، تلك المصافحة بينه وبين فلاديمير بوتين، وكأنهما رفاق في ملعب الجامعة. في القمم والمؤتمرات واللقاءات الشخصية، تلعب المودات الشخصية الدور الأهم في العلاقات الدولية. لم تبدِ الرياض إلى سائر الأمم سوى المودات. خصومها هم الذين يشعلون الحروب ويبددون حياة الشعوب. ويزرعون الخراب والفرقة والكراهية أنى وحيثما استطاعوا. كل شيء هنا على مستوى القمة ومسؤولياتها.

 

الدين والقومية الشعبوية وظواهر أخرى

رضوان السيد/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2020

يدور حديثي في هذه المطالعة في الحقيقة على «الظواهر الأخرى». فظاهرة «عودة الدين» وما ترتب عليها في العقود الأخيرة لدى المفكرين ولدى السياسيين ما بقي أحدٌ إلا تأملها وكتب فيها. وكذلك الظاهرة الأُخرى العالمية التي تتمثل في ارتباطات وامتزاجات الشعبويات بالإثني والديني، والتي كانت لها نتائج سياسية هائلة ومن الولايات المتحدة إلى أوروبا والهند وتركيا. أما الظاهرة أو الظواهر الأُخرى التي أقصد إلى الحديث عنها فيتضمنها كتاب رونالد إنغلهارت الجديد: «الانحسار المفاجئُ للدين Religions Sudden Decline» وإنغلهارت ليس إعلامياً يسجّل بحماس ظواهر عابرة. فهو أستاذ قديم في فلسفة الاجتماع والديمقراطيات، وصدرت له في العقدين الأخيرين عدة دراساتٍ صارت لافتة ومشهورة. يراقب إنغلهارت مسارات «التدين» في تسعةٍ وأربعين بلداً في العالم بين العامين 2007 و2019، والبلدان موزعة بين الكبير والمتوسط والصغير. ويصل إلى استنتاج مفاده أنَّ سائر الأديان في تراجُع أو انحسار باستثناء ثمانية عشر بلداً من الخمسين أكثرياتها إسلامية! وقلتُ «التدين» أولا لأنه في استطلاعاته يختبر مدى الإقبال على العبادات والطقوس في الكنائس والمعابد والكُنُس ومواطن العبادة الأخرى في الأديان المختلفة. لكنه يعود فيقول إنهم كانوا يسألون المستطلَعين أيضاً إذا ما كانوا يؤمنون بوجود الله أو بوجود كائن أو كائنات عليا. أما بقية أسئلة الاستطلاعات فتدور حول التوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية، لاستكشاف مدى تأثير الدين في التوجهات. ومن كل ذلك يصل إلى أنّ الأديان تعاني من انحساراتٍ في أعداد المؤمنين بها، وفي هذه السنوات بالذات. لأنه حتى عام 2007 أو فيما بين 1981 و2007؛ فإنّ الميول الدينية كانت في تصاعُدٍ «نسبي» لجهتي الإيمان والممارسة! وبحسب إنغلهارت فإنَّ الانحسارات كبيرة، وتصل إلى ما بين 10 و20 في المائة في البلدان المتقدمة بالذات.

في البداية صعُبَ عليَّ التصرف مع الإحصاءات التي يركّز عليها المؤلّف وفي خمسين بلداً في العالم. لكنه عندما بدأ يعلّل خلفيات هذا الانحسار، ويعود إلى قرنٍ وأكثر؛ فإنّ الأمر ما عاد عصياً على المناقشة. هو يقول إنّ البلدان المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، والتي يتوافر لسكانها قدرٌ من الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي؛ فإنّ النزوع الديني يتراجع فيها. لكنّ ذلك لا ينطبق إلا على أوروبا واليابان، أما الولايات المتحدة فإنَّ الإيمان والتدين، كليهما، ما تراجعا في أكثر عقود القرن العشرين. وبالطبع فإنه عاد في تأملاته إلى النظريات البادئة من أيام كانط وإلى ماكس فيبر، وأخيراً مارسيل غوشيه بشأن تأثير التقدم والحداثة على الدين تحت مقولة: «نزع السحر عن العالم». وإنغلهارت يعرف ذلك كله، بل ويعرف نظرية أوتو Otto عن الإنسان والمقدّس، والذي لا يتراجع اعتباره استناداً إلى الظروف المعرفية أو الاقتصادية للأفراد والجماعات. إنما إدراكاً منه لهذه النقائض مضى إلى الأمور التفصيلية: المسائل الأخلاقية، والمسائل الاجتماعية والسياسية. فالذين يعارضون الإجهاض أو الشذوذ الجنسي ويناصرون الأُسرَ الكبيرة العدد، ليسوا بالضرورة من المتدينين، وإنما هم من المحافظين. فما عاد من الممكن في المجتمعات المتقدمة بالذات ربط المسائل الأخلاقية أو السياسية مباشرة بالاعتقاد الديني. ورئيس الوزراء الهنغاري والسياسيون الاسكندنافيون والنمساويون والرئيس بوتين والرئيس ترمب، والرئيس البرازيلي بولسونارو، لا يمكن اعتبارهم من أهل الدين أو من المتحمسين للتعبديات، ومع ذلك فإنَّ الإنجيليين والأورثوذكس يؤيدونهم، والتشارك معهم لا يكون بالنظر لتدينهم بل في التوجهات الاجتماعية والسياسية.

إنما السؤال: لماذا لا يختار الإنجيليون المتحمسون مسؤولين منهم أو من رفاقهم المؤمنين ليوصلوهم إلى المراكز المسؤولة على مستوى الولايات والمستوى العام في الولايات المتحدة مثلاً؟ الطريف أنّ المؤلّف يعيد ذلك لسببين: الشخصية الكارزماتية التي لا تتوافر كثيراً بين رجال الدين، وأنّ رجال الدين في المجتمعات الغربية ليسوا أقلّ فساداً من السياسيين المحترفين. ويكرر إنغلهارت القول إنَّ الدين لا يشجع على الفساد بالطبع؛ فقد ينتشر أكثر في المجتمعات المتدينة في بلدان آسيا وأفريقيا بسبب ضعف مؤسسات الدولة فيها. لكنْ في معظم هذه البلدان يتوافر دائما الزعماء الكارزماتيون.

وهناك عاملٌ آخر لا ينبغي تجاهُلُهُ بحسب المؤلّف، وهو أنّ العالم المعاصر متعلمنٌ إلى حدٍ كبير. وهو يقصد بذلك أنّ هناك تلقائياً فصلاً بين الدين والعوامل الأخلاقية. فحتى المؤمن الأوروبي أو الأميركي (المتقدم)، ما عاد ينسب القيم الأخلاقية التي هو مقتنعٌ بها إلى دوافع دينية. فهناك ذاتية شخصية تؤْثر الاستقامة من جهة، وهناك الـNorm الاجتماعي الذي لا يستسيغ الفساد لدى السياسيين أو لدى أصحاب المهن الحرة، أو موظفي الدولة. ولنعُد إلى الظاهرة المفاجئة كما سمّاها إنغلهارت: ظاهرة انحسار الدين في المجتمعات المتقدمة، وقد كانت الولايات المتحدة استثناءً بارزاً وهي موجودة في العقدين الأخيرين على الأقل إلى أن لا تبقى كذلك، وفي أوساط الشاب بالذات. وقد بقي عليه تعليل وضْعين آخرين: المجتمعات الإسلامية، ومجتمعات الشعبويات الإثنية - الدينية. من وجهٍ خفي يعتبر المؤلّف التدين (وليس الدين) في تلك المجتمعات مقترناً بالفقر والتخلف. أما في المجتمع الهندي بالذات فيجتمع الأمران: التخلف، واستخدام السياسيين الشعبويين للدين. وهو يقول: إذا كان لا يزال ممكناً استخدام العصبيات الدينية والإثنية (ضد المهاجرين وضد اليساريين) في المجتمعات المتقدمة التي ينحسر فيها الدين، فمن باب أولى أن يكون ممكناً استخدام تلك العصبيات في المجتمعات المتخلفة أو الفقيرة! الدين في وجهه الإيماني لا يمكن سبر أغواره. لكنّ إنغلهارت العلماني القح لا يرى أنه أمرٌ جيدٌ أو محمود في العواقب انفصال النظام الأخلاقي عن الدين. إنما الذي يبدو أنّ الأمرين يحصلان معاً: انحسار الإيمان، وانحسار الأخلاق المستندة للدين. وهو يختم: لو فكرنا قليلاً لوجدنا أنّ هذين الانحسارين علتهما الرئيسية في معظم المجتمعات: الإسراف في استخدام الدين والتدين في العمل السياسي في الغرب والشرق!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بوتين لعون: ملتزمون دعم سيادة لبنان ووحدته

رئاسة الجمهورية اللبنانية/20 تشرين الثاني/2020

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “التزام روسيا الدائم بدعم سيادة لبنان ووحدته وترحيبها بالجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار والتوافق الوطني فيه”. جاء ذلك في رسالة خطية تسلمها رئيس الجمهورية ميشال عون، في قصر بعبدا، من سفير روسيا ألكسندر روداكوف، الذي بحث معه في العلاقات اللبنانية – الروسية وسبل تطويرها في المجالات كافة. وقال بوتين في رسالته: “فخامة الرئيس، يسرّني أن أقدّم لكم التهاني القلبية بمناسبة العيد الوطني للجمهورية اللبنانية – عيد الاستقلال. تعتمد العلاقات بين روسيا ولبنان على تقاليد الصداقة والاحترام المتبادل. وأنا مطمئنّ إلى أن مواصلة التعامل الثنائي البنّاء يتوافق بشكل كامل مع مصالح شعبينا ويعزّز السلام والأمن في الشرق الأوسط. وأود تأكيد التزام روسيا الدائم بدعم سيادة ووحدة لبنان وترحيبها بالجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار والتوافق الوطني في دولتكم.وأتمنى لفخامتكم الصحة والتوفيق، وللمواطنين السلامة والازدهار”. الى ذلك، تلقى عون المزيد من برقيات التهنئة من رؤساء وقادة الدول لمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لاستقلال لبنان. وفي هذا السياق، أبرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى عون مهنئا، وقال: “باسم دولة فلسطين وشعبها، وبالأصالة عن نفسي، يسرنا ان نتقدم لفخامتكم، ومن خلالكم للشعب اللبناني الشقيق بتهانينا القلبية الحارة لمناسبة احتفالكم بعيد الاستقلال المجيد، متمنين تحقيق ما تصبون اليه من اهداف وتطلعات، معربين في هذه المناسبة الطيبة عن اعتزازنا بعلاقات الاخوة الوطيدة التي تجمع شعبينا وبلدينا، وعن تثميننا لمواقفكم الأخوية الداعمة لشعبنا ولقضيتنا العادلة وصولا لنيل الحرية والاستقلال والسيادة على ارضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، معولين على مواصلة وتعزيز جهودكم لتحقيق هذا الهدف النبيل. وتفضلوا بقبول اطيب تمنياتنا لفخامتكم بالصحة والسعادة والتوفيق، وللجمهورية اللبنانية ولشعبها الشقيق بالخير والازدهار”. كما أبرق مهنئا العاهل الاسباني فيليب السادس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وزني: أبلغتنا "الفاريز ومارسال" إنهاء اتفاقية التدقيق الجنائي

وطنية/20 تشرين الثاني/2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني بناء على طلبه، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي، حيث اعلم الوزير وزني رئيس الجمهورية بأنه تلقى اليوم الجمعة كتابا من شركة "الفاريز ومارسال" بانهاء الاتفاقية الموقعة مع وزارة المالية للتدقيق المحاسبي الجنائي بالنظر - وفق ما ورد في الكتاب المذكور - لعدم حصول الشركة على المعلومات والمستندات المطلوبة للمباشرة بتنفيذ مهمتها، وعدم تيقنها من التوصل الى هكذا معلومات حتى ولو أعطيت لها فترة ثلاثة اشهر إضافية لتسليم المستندات المطلوبة للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.

وأوضح وزني ان رئيس الجمهورية أبلغه أن "هذا الامر المستجد يستوجب حتما اتخاذ التدابير الملائمة التي تقتضيها مصلحة لبنان".

A Hundred Days Later

Charles Elias Chartouni/November 20/2020

شارل الياس شرتوني: بعد مرور مئة يوم

Terror in Beirut, Forensic Analysis of the Proto-Nuclear Explosion

http://eliasbejjaninews.com/archives/92609/charles-elias-chartouni-a-hundred-days-later-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%a6/

 

 

ع طول بري مستوطي حيط المسيحيين واليوم بكيدية ووقاحة دعا لمناقشة قوانين الإنتخاب لإرهابهم وتخويفهم. فاجر حول المجلس ل دويله وعهره

 

الراعي استقبل وفد المجموعات السيادية : وضعنا غير طبيعي والبرهان عدم تأليف حكومة بعد عام من التخبط

وطنية - الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم وفدا من المجموعات السيادية، قال امامهم: "وضعنا غير طبيعي في لبنان والبرهان انهم لا يستطيعون تأليف حكومة بعد عام من التخبط. مررنا بثورة واستقالة حكومة ثم وباء كورونا، بعدها حكومة حسان دياب، ولم تكن مقبولة داخليا ولا خارجيا فاستقالت. بعدها السفير مصطفى اديب لم يتمكن من تاليف حكومة فاعتذر، وجاء الرئيس سعد الحريري ولم يتمكن أيضا، في وقت تهدم نصف بيروت ووقع الضحايا والدولة بدت غير معنية إلا بالتناحر على الحقائق والحصص، وكأننا نعيش في عالم آخر. ليس السبب الداخل فقط انما ارتباطات خارجية، ما دفعنا الى السؤال في عظة الاحد الماضي هل نحن امام عملية اسقاط لبنان بعد 100 عام على ولادة لبنان الكبير؟".

وتابع: "لبنان نشأ بلدا مختلفا في تكوينه عن كل بلدان العالم العربي، نشأ بلدا حياديا بطبيعة حيادية، بفصل الدين عن الدولة، بالتعددية الثقافية والدينية، بنظام انفتاحي على كل العالم والدول، بنظامه الديمقراطي واقراره الحريات العامة، نظامه الليبرالي. هذا كله شكل عند اللبنانيين مفهوما يعتبر أن لبنان بلد حيادي ولذلك عاش الازدهار والنمو منذ تكوينه حتى عام 1975، عندما بدأت الحرب الاهلية وانا عشت في الخمسينات والستينات في بيروت، فكان ملوك الدول ورؤساؤها يأتون إلى لبنان، البحبوحة والخير بين ايدي اللبنانيين، انما لبنان بدأ بالسقوط تحت الضغوط التي اجبرته على توقيع اتفاق القاهرة وسمح للفلسطينيين اللاجئين في لبنان ان يحاربوا اسرائيل من لبنان، فكان الاحتلال وكان الحضور السوري والميليشيات وبدأنا نقع وما زلنا".

وأضاف: "اذا، يجب ان نستعيد طبيعتنا، واللبنانيون قاموا بردة فعل على موضوع الحياد لانهم وجدوا أنفسهم وهويتهم. كان هناك ردة فعل ايجابية كبيرة وأخرى سلبية مبنية على اتهامات انني اتعامل مع اسرائيل وأدعو إلى المصالحة معها، مع ان هذه الامور غير واردة، وهناك اليوم مجموعة من المقالات تصدر في الصحف عن الحياد، كانت المذكرة واليوم بصدد اصدار واحدة جديدة لان الكتابات التي تناولت الموضوع توضح الكثير من الامور وظهرت أسئلة من الضرورة تبديدها لكي يدخل الموضوع في قلب اللبنانيين ويتمكنوا من فهمه ويدخل في الثقافة اللبنانية".

وقال: "إن الشباب لم يعيشوا الحياد قبل 1975 ولكن كانت لهم ايضا ردة فعلهم المخفية.

من من اللبنانيين يحب الحرب ويرغب بها؟ إنهم معروفون، هم تجار، فهل التاجر تهمه الحرب أو العلاقات مع الدول لتزدهر تجارته؟ لبنان هذا البلد الصغير يريد حرب الاحلاف والصراعات الدولية والاقليمية؟".

وتابع: "عندما دخلنا وصلنا الى ما نحن عليه، نحن لا نهين أحدا ولا نعتدي على أحد. هذا وطننا المشترك في الجوع والبطالة وعمليات الصرف ومع الاسف كورونا أكمل على ما تبقى. من الضروري أن نجمع بعضنا البعض ونسأل الى أين؟ أإلى الانتحار؟ هل نضحي ببلدنا؟".

أضاف: "ألوم السياسيين، لانهم بدل بناء الدولة يعملون على هدمها وهذا لن نقبله ولا نترك نعتا نحاكي من خلاله الضمائر في عظاتنا لانه لا نستطيع ان نبقى على ما نحن عليه، في ظل هجرة تطال كل القطاعات، ما هو هذا العمل السياسي؟ نحن نستنكره استنكارا شاملا وكاملا ولا نستثني أحدا، كلهم مسؤولون عنه لم يبد احد الاستعداد للتضحية بمصالحه، في وقت طار كل البلد. نهبتهم الدولة وأمنتم اموالكم لا تدركون ما هو الجوع والبطالة لانكم لا تعملون، تقبضون من دول عمل. كيف سيقبل ذلك الشعب؟

وختم: "أضم صرختي إلى صرختكم، انا معكم. الصمت موافقة على ما يحصل ونحن غير موافقين، حصل انفجار بيروت وكأنه حادث سير وهم يتفرجون والشعب مصدر السلطات ومن يحمل هم لبنان كدولة هو الشعب وشرعية السلطة من الشعب والدولة للشعب".

قنطرة

وألقت المحامية ريجينا قنطرة بيانا باسم وفد المجموعات السيادية قالت فيه: "جئنا اليوم الى هذا الصرح الوطني الجامع، مجموعات من كل المناطق والاطياف من ابناء وبنات الثورة اللبنانية، لنضع بين يديكم الابويتين، هواجسنا الوجودية عشية ذكرى استقلالنا، المنتهك من السلاح غير الشرعي والتبعية له، وما تسبب به من عزلة وفقر وانهيار مالي واقتصادي وهجرة وتدمير وقتل غبطة ابينا، انتم من اختاركم الله على الكرسي الانطاكي الماروني في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان، وائتمنتم عليه في زمن المئوية الاولى، على بينة، من اننا نعيش اياما عصيبة يكثر فيها الفساد الذي يسرق لقمة الناس ويحتمي بالسلاح لمنع المحاسبة، وإلهاء الناس بتأمين لقمة العيش بدل التركيز على استعادة الكرامة الوطنية والسيادة وعلى التمسك بدور لبنان الرسالة، الجسر الحضاري والانساني بين الشرق والغرب بعيدا عن التموضع في قلب الصراعات الهدافة".

أضافت: "هذا الدور الذي عبرتم عنه خير تعبير في مبادرتكم الانقاذية ودعوتم بتاريخ 5 تموز 2020، الى تحرير الشرعية اللبنانية وتنفيذا لقرارات الدولية واعلان حياد لبنان.

ان مثل هذا الحياد الايجابي والفاعل في تعاطي لبنان مع محيطه والعالم وفي تعاطي العالم معه، يمر حكما بالمساواة امام القانون بين اللبنانيين في الحقوق والواجبات. فلا تستقوي فئة من اللبنانيين بسلاحها غير الشرعي على الدولة والشعب وتستخدم فائض قوتها المستوردة من الخارج لتنفيذ الانقلاب على الدستور والتوازنات الوطنية تحت مسمى اصلاح النظام".

وتابعت: "لقد أصدر مجلس الأمن الدولي عام 2004 القرار 1559 الذي نص على خروج الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وبسط سلطة الدولة بقواها الشرعية من دون منازع على جميع اراضيها، كما نص على ضرورة قيام انتخابات نزيهة وانتخاب رئيس للجمهورية حسب قواعد الدستور اللبناني من غير تدخل او نفوذ اجنبي. وقد اعاد مجلس الامن الدولي بعد ذلك التشديد على ضرورة تنفيذ القرار 1559 في قرارات لاحقة تؤكد السيادة اللبنانية منها 1680 و 1701 تقاعست المنظومة السياسية حتى تاريخه عن تطبيق القرار 1559 والقرارات اللاحقة على قاعدة التنازل عن السيادة لحزب الله، مقابل مناصب تسمح لشاغليها بعقد الصفقات وتكديس الثروات ونهب موارد الدولة والسطو على ودائع ومدخرات الناس، ما أدى الى انهيار الدولة والكيان سياسيا أمنيا اقتصاديا وماليا واجتماعيا وثقافيا".

وختمت: "غبطة ابينا، ان مبادرتكم الانقاذية جاءت لتعطي بارقة أمل لجميع اللبنانيين السياديين الاحرار واننا، مقيمين ومغتربين، نعلن دعمنا وتمسكنا بها ونتطلع اليكم، ونجدد ثقتنا بموقعكم ودوركم ورسالتكم المنزهة عن المصالح والفئويات ونناشدكم تمثيلنا والسعي على غرار اسلافكم لدى اصدقاء لبنان في الاسرة الدولية لانقاذ الدولة والكيان وحث الامم المتحدة على اعتماد مبدأ "حياد لبنان"، وتنفيذ القرارات الدولية لا سيما ال 1559 ليسترد لبنان وهو عضو مؤسس في الامم المتحدة، ومساهم في صياغة شرعة حقوق الانسان، دوره الريادي ويعود واحة استقرار وازدهار وحوار فيتمكن اللبنانيون من اختيار من يمثلهم بحرية فيوكلون اليه مسؤولية اعادة بناء الحاضر والمستقبل بما يتناسب مع تطلعاتهم المحقة والمشروعة".

اسحاق

ثم استقبل البطريرك الراعي عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جوزف اسحاق ورئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل المحامي ايلي مخلوف اللذين وضعا البطريرك في اجواء المشاريع التي تقوم بها مؤسسة جبل الارز التي تترأسها النائبة ستريدا جعجع، لا سيما الاتفاقية التي وقعت لاتمام المرحلة الاخيرة من مستشفى بشري "انطوان الخوري ملكة طوق" الحكومي بالاضافة الى ترميم المواقع التراثية في وادي قاديشا.

وجدد اسحاق بعد اللقاء تأييده "مواقف البطريرك الوطنية"، مشيرا الى انه "لمس من سيد بكركي مرارة من الوضع الذي يعيشه الشعب اللبناني واللامسؤولية الموجودة لدى جميع الافرقاء في عدم تأليف الحكومة، وخصوصا أن مواقف بكركي أصبحت واضحة لجهة ضرورة قيام حكومة اختصاصيين مستقلين".

وأعرب اسحاق عن أسفه لـ "التناتش الحاصل بين المعنيين بتأليف الحكومة ما يجعل الوضع اكثر يأسا، ولم يعد هناك من أفق حل في المدى المنظور".

 

تقبل في بكركي ابي نصر والبستاني وزوارا

وطنية -الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم في الصرح البطريركي في بكركي رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، الوزير السابق ناجي البستاني، عضو المكتب المركزي في تيار المستقبل محمد كنج ورئيس جامعة الكسليك الاب طلال الهاشم والسيد الفريد ماضي رئيس معهد بشير الجميل.

 

الكتائب: حزبنا خارج أي سباق مع الثنائي المسيحي لأنه عابر للمناطق

وطنية - الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

أكد جهاز الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية في بيان أن "صحيفة نداء الوطن أوردت أمس مقالا للسيدة غادة حلاوي، فيه مغالطات عدة وخصوصا لناحية اعتبار تصرفات الكتائب مجرد تنافس مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية". وقال: "لذا وحرصا على تصويب الأمور نود ان نوضح أن حزب الكتائب يعارض كل المنظومة الحاكمة واحزابها ويحملها مجتمعة مسؤولية انهيار لبنان، فهي تخدم وتؤمن مصالح بعضها البعض في السر وتختلف في العلن. فلا يجوز تحوير خطاب حزب الكتائب ومواقفه الرسمية من خلال حملة اعلامية ممنهجة هدفها النيل من نجاح ومصداقية حزب الكتائب عشية ذكرى تأسيسه". أضاف: "يرى الحزب نفسه خارج أي سباق مع الثنائي المسيحي اي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لأنه حزب وطني عابر للمناطق، يحمل هموم اللبنانيين من كل الطوائف ولم يوقع تفاهمات لتقاسم الحصص والتعيينات المسيحية، فضاعت الحقوق وانتكس الوطن". وأكد أنه "منذ استقالة وزراء الكتائب من الحكومة عام 2016، يرفع الحزب لواء المعارضة في وجه كل المنظومة الحاكمة ويخاصمها علنا، وممارسته المعارضة لسنوات ومساهمته في حث الناس على المحاسبة وتحريضهم على المطالبة بحقوقهم اثمر ثورة يعتبرها الحزب محطة أساسية في مسار التغيير نحو لبنان جديد". وقال: "لكل من يدعي الغيرة على حزب الكتائب، نؤكد له أن الحزب اليوم يشهد عمليات انتساب واستقطاب لم يشهد لها مثيلا منذ سنوات، وهذا ما يبرر حملات البعض عليه خوفا من استمرار تآكل شعبيتهم". وختم: "أخصام الكتائب هم أخصام الشعب اللبناني الذين أوصلوا لبنان إلى ما وصل اليه، فيما حلفاؤه هم الشرفاء الذين فاجأت ثورتهم الجميع وبات حجمهم اليوم يفوق حجم المنظومة الحاكمة مجتمعة بأضعاف".

 

المكتب الاعلامي لباسيل نفى صدور مذكرة توقيف غيابية بحقه من احدى المحاكم الاميركية

وطنية - الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

صدر عن المكتب ‏الإعلامي لرئيس "التيار الوطني الحر" ‏البيان الآتي: "يتم التداول في بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بخبر كاذب مفاده صدور مذكرة توقيف غيابية بحق النائب جبران باسيل من احدى المحاكم الاميركية على خلفية نزاع عائلي. هذا الخبر عار من الصحة تماما. أما الصورة المرفقة مع الخبر فهي تشكل وثيقة تبليغ لدعوى مدنية كما ذكر فيها صراحة. وكان النائب باسيل اكد سابقا عدم علاقته بالنزاع العائلي المذكور وانعدام معرفته بالمدعين فيها اطلاقا".

 

قوة من الجيش دخلت حي الشراونة بعد اشتباكات بين عائلتي جعفر و زعيتر اوقعت اضرارا مادية

وطنية - بعلبك - الجمعة 20 تشرين الثاني 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن قوة من الجيش دخلت حي الشراونة في بعلبك، ونفذت مداهمات بحثا عن مطلقي النار جراء الاشتباكات التي شهدها الحي بين أفراد من عائلتي جعفر وزعيتر. وقد خلفت الاشتباكات أضرارا مادية في الممتلكات، وسجل تحطم عدد من نوافذ السيارت والمنازل، ومنها مدخل مستشفى دار الحكمة في تل الأبيض، إلى جانب عشرات الثقوب التي أحدثتها في خزانات المازوت والمياه على أسطح المباني والمنازل. ونفى موقع "مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين" ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي عن سقوط قذيفة في المقام، وأكد أن "هذا الخبر عار من الصحة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 20و21 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

What’s in a Flag/Olivia Shabb/Carnegie MEC/November 20/2020

ماذا يعني العلم؟/أوليفيا الشاب/مركز مالكوم كارنيغي/20 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92578/%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%9f-olivia-ahabb-whats-in-a-flag/

في ذكرى استقلال لبنان، يحفل هذا السؤال بالمعاني بنظر شعب يتقن قادته فنّ اللامعنى.

عادت ابنتنا إلى المنزل وقد رسمت في الحضانة علم لبنان بمهارات ابنة السنتيْن الفنية وإبداعها. فقد ألصقت قصاصات الورق الأحمر على شكل شريط في أعلى الورقة وأسفلها وطلت بريشتها بقعة خضراء تمثّل الأرزة في الوسط وذرّت فوقها الرقائق الذهبية البرّاقة.

أعجبتني للوهلة الأولى هذه التحفة الفنية النابعة من حسّ وطني فطري، ولكن سرعان ما راودتني تساؤلات عن أي ولاء تظهره ابنتي وما حيثياته. ماذا يعني أن تعلّم ابنتك حب الوطن في وطن لا يكنّ لمواطنيه حبًّا، ولا يفتح أفقاً أمام أطفال يكتفون بترديد نشيد وطني يشوّهون كلماته في صفوف الروضة؟