المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

الياس بجاني/غازي العريضي حرامي جنبلاطي فاجر

الياس بجاني/محاولة اعتقال مكرم رباح مستنكرة وهي عمل ارهابي بإمتياز

الياس بجاني/تونالية وسخافة المطالبين باستقالة رئيس الجمهورية وبانتخابات نيابية مبكرة بظل احتلال حزب الله الإرهابي

تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من قناة الحدث يحكي خطورة وجود مخازن أسلحة لحزب الله في كل المناطق اللبنانية/منشق عن حزب الله يكشف عن أنفاق للحزب على طريق بيروت - الجنوب

فيديو مقابلة شاملة مع الكاتب والوزير السابق سجعان قزي من موقع يوتيوب جريدة النهار يتناول من خلالها كل الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية ويسمي الأشياء بأسمائها ويقترح الحلول.

لبنان يسجل 2084 إصابة جديدة بـ”كورونا” و13 وفاة

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع ملكار الخوري عواد في الذكرى الثانية لغياب المفكر واللاهوتي والشاعر والكاتب والفيلسوف موريس عواد

عقوبات أميركيّة جديدة على سياسيّين لبنانيّين هذا الأسبوع

لا تأشيرات جديدة للبنانيّين الى الإمارات!

لا مساعدات دولية.. ولبنان سيدفع ثمنًا كبيرًا!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/11/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 تشرين الثاني 2020

خفض التمثيل الدبلوماسي الإماراتي في لبنان: منع اللبنانيين من دخول الإمارات يناقش رسمياً!!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: رسالة مجلس الأمن: شكّلوا حكومة بلا تأخير‎ ‎

مجلس الأمن يستعرض أزمة لبنان "الوجودية"... والصبر الدولي "ينفد"

حكومة "البَرْزَخ"... هواجس رئاسية وراء التعطيل!

لبنان يعاود السباحة مع… “القروش”

عودة التواصل بين حلفاء “14 آذار”: هل التقى الحريري وجعجع؟

خطوات إدارة ترامب ليست “مزحة”… والآتي أعظم!

خريطة من إسرائيل إلى مجلس الأمن بمواقع لـ”الحزب”

هدية من عون لباسيل.. ولغم على درب الحريري!

تشكيل من خارج الدستور… على الطريقة اللبنانية

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

عقوبات أميركية جديدة على إيران.. بومبيو: لن نكون ضحية لـ”الابتزاز النووي”

أدرعي: ايران أقامت بنية تحتية في سوريا لاستهداف إسرائيل

10 قتلى بغارات إسرائيلية على أهداف في سوريا

الحزب” في العراق.. خلايا ظل وتغلغل واستنساخ للحرس الثوري

وصول أول وفد رسمي بحريني إلى تل أبيب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الثانية

من عرفات إلى الخامنئي: المجزرة مستمرّة بحقّ لبنان/المخرج يوسف ي. الخوري

العقوبات تصلُ إلى "الأمن"... عباس إبراهيم ليسَ وحيداً/ميشال قنبور/"ليبانون ديبايت

الحكومة أسيرة المراوحة فهل يُراجع الحريري حساباته؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

معاني الأفعال والمفردات اللبنانية/توفيق شومان

الموسيقى السريانية والأغاني اللبنانية/توفيق شومان

الدولة المهزومة و" الشعوب " المنصورة/توفيق شومان

معاني أسماء القرى والمدن اللبنانية/توفيق شومان

المسيحيون يستفيقون: باسيل يهدّد وجودنا وتاريخنا وإرثنا/إيلي القصيفي/أساس ميديا

أميركا والسعودية لتشديد الخناق.. ولبنان لن يعود كسابق عهده/منير الربيع/المدن

عليّة يرد اتهامات أبي خليل بـ"فضحه" في ملف البواخر/عزة الحاج حسن/المدن

وثائقي "ARTE" عن لبنان: تشويه للتاريخ وتبييض لصفحة إسرائيل/حسن مراد/المدن

ماذا ينتظر الحريري؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

فخّ يُدفَع إليه الحريري/طوني عيسى/الجمهورية

سكانر لأدمغة السياسيين/جورج سولاج/الجمهورية

باسيل وفرنجيّة... من "المسيحية المشرقيّة" إلى "نحر" المسيحيين!/ألان سركيس/نداء الوطن

ناضلنا ضدّ استعمار غير موجود/محمد علي مقلد/نداء الوطن

رفْع الدعم سيشعل "ثورة"... و"التقدّمي" يتقدّم باقتراح يؤجّل "الانفجار"/كلير شكر/نداء الوطن

77 عاماً على 22 تشرين 1943 ... سيادة دستور حياد… الإستقلال الثالث/جومانا نصر/المسيرة

لبنان قد يتنفس قليلاً/مايكل يونغ/مركز مالكوم كير-كارنيغي

الحياة بلا "إخوان"/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أردوغان… وأذربيجان وقبرص/خير الله خير الله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون تلقى برقية تهنئة بالاستقلال من ترامب أكد فيها متانة الصداقة بين الشعبين اللبناني والاميركي

الرئيس عون اطلع من عكر على نتائج زيارتها الى العراق ومن فهمي على الإجراءات لمكافحة كورونا

إلغاء الاحتفالات بذكرى الاستقلال بسبب كورونا والاغلاق الكامل والاكتفاء بتكريم رجالات الاستقلال

اللجان المشتركة اقرت ابرام اتفاقية مع بريطانيا وايرلندا الشمالية وتعديل قانون العنف الاسري

عدوان تقدم باقتراح قانون لتعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية لسنة: لا إصلاح من دون التدقيق الجنائي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من46حتى50/”قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «مَنْ مِنْكُم يُوَبِّخُنِي على خَطِيئَة؟ إِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ فَلِمَاذَا لا تُصَدِّقُونَنِي؟ مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لَهُ: «أَمَا حَسَنًا نَقُولُ إِنَّكَ سَامِرِيّ، وبِكَ شَيْطَان؟». أَجَابَ يَسُوع: «لَيْسَ بِي شَيْطَان، ولكِنِّي أكَرِّمُ أَبِي، وأَنْتُم تَحْتَقِرُونِي!وأَنَا لا أَطْلُبُ مَجْدِي، فَهُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

التفاهم يكون على الخير وليس على الشر. ورقة تفاهم عون ونصرالله هي تفاهم على الشر

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

ورقة التفاهم بين عون ونصرالله هي عمل خيانة يدين من وقعها ومن أيدها ومن سكت عنها. التاريخ لا يرحم الخونة ولا الرب يوم حسابه الأخير

 

ورقة تفاهم عون ونصرالله هي خيانة وعمالة واستسلام وجبران كذاب/نص وفيديو مقابلة جبران من قناة الحدث

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92465/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%85-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%8a/

ببساطة ودون قفازات ودون لف ودوران فإن الأهبل والمسطول والغنمي فقط يصدق جبران باسيل بأن قطع علاقته وعلاقة عمه بحزب الله قد يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية وكذلك قوله بأن الحلف مع الحزب الشيطاني قد حمى لبنان من الإرهاب وإسرائيل..في حين أن حزب الله هو الإرهاب وهو داعش وهو النصرة وهو القاعدة وباقي كل الجهاديين كما تؤكد كل الوثائق والحقائق.

جبران كذاب وهو غطاء لحزب الله ويحمي سلاحه مقابل سلطة ونفوذ ومواقع وفوائد ومنافع هي كلها ذاتية ولا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين.

الحقيقة المعاشة تقول بأن ورقة تفاهم عون الإسخريوتي مع حزب الله قد سلمت البلد للحزب ولإيران وضربت الإستقلال والسيادة وعهرت كل المؤسسات وكل ما هو لبنان ولبناني.

يبقى أن ورقة التفاهم مع حزب الله هي عمالة وخيانة وذمية بأبشع صورها ونقطة ع السطر والتاريخ سيلعن كل متآمر على لبنان وعلى شعبه.

نذكر جبران المنافق والملون بأن  حزب الله لم يحرر الجنوب بل يحتله وقد فرسنة وغيب لبنان الدولة والسيادة عنه.

https://www.youtube.com/watch?v=AVU6GSHwsIg&t=1496s

 

غازي العريضي حرامي جنبلاطي فاجر

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

https://www.facebook.com/FPM.Leb/videos/721328195167316

العريضي حرامي جنبلاطي فاجر ورجل المخابرات السورية بامتياز..هو ليس شواذاً في عالم الأوباش السياسيين والحزبيين اللبنانيين التعتير، بل هو القاعدة. الشيطانية. اي كلن يعني كلن جعجع والجميلين وجنبلاط وبري وسيد امونيوم والقوي وصهره وفرنجية وهات ايدك ولحقني إذا فيك..الكارثة تكمن في أن بلدنا تحكمه عصابات مافياوية.. في حين القطعان سارحين والرب راعيهم.. أخ يا بلد مسروق ومنهوب.. الحرامي مش يلي بيسرق مال ولكن أيضاً يلي بيتحالف مع المحتل وبيغطيه وبيسبح بمجده وبيضرب بسيفه متل ما عامل جبران وشركة حزبه.

 

محاولة اعتقال مكرم رباح مستنكرة وهي عمل ارهابي بإمتياز

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

نستنكر محاولة اعتقال مكرم رباح اليوم في مطار بيروت دون أي مسوغ قانوني. هذا عمل بلطجة وإرهاب يؤكد أن حزب الله الإيراني والمجرم هو من يسيطر بالكامل ع المطار كما ع الدولة وع حكامها

 

تونالية وسخافة المطالبين باستقالة رئيس الجمهورية وبانتخابات نيابية مبكرة بظل احتلال حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92450/92450/

بداية فإن لبنان في تاريخه الحاضر والماضي وحتى الغابر لم يعرف رئيساً للجمهورية في دركيته الوطنية كما هو حال اللاهي ميشال عون الفاقد لكل مقومات القيادة والإيمان والخوف من يوم الحساب الأخير والمتلون بألف لون ولون ليس واحداً منهم لبناني.

كما أن لبنان لم يرى منذ الاستقلال وقبله مجلساً نيابياً السواد الأعظم من نوابه ذميون ومخصيون سيادياً وأخلاقياً وقيمياً ومجرد “طراطير” وأبواق وصنوج ووجوه بربارة.

ولكن، هل بالإمكان استبدال الرئيس والنواب هؤلاء بأفضل منهم في ظل احتلال حزب الله وهيمنته الكاملة على كل مفاصل ومؤسسات الدولة وتفرده بقرارها على كافة المستويات؟ بالطبع لا !!

وفي حال استقال عون أو أُقيل في وضعية لبنان الحالية الإحتلالية فحزب الله سيأتي بمن هو أسوأ منه بمليون مرة، ونفس الأمر هذا ينطبق على أية انتخابات نيابية والحزب يخطف البلد ويأخذه رهينة.

من هنا فإن الموارنة من أهلنا المطالبين باستقالة ميشال عون أو بانتخابات نيابية مبكرة هم قيادات حزبية تعتير طبقاً لكل المعايير والمقاييس، وكذلك نفر السياسيين “المعوربين” بوقاحة وفجور وعهر والتجار والكتبة والفريسيين التوناليين (TUNNEL VISION) بفكرهم النرسيسي وبرؤيتهم الأنانية وثقافتهم وأجنداتهم السلطوية الضيقة والعفنة.

ترى هل مطالباتهم هذه هي وطنية ومحقة ورؤيوية ومجردة من المطامع الشخصية السلطوية وهدفها فقط وفقط تخليص لبنان من رئيس “لاهي” ومجلس نيابي “بصيم وتبعي”؟

بالطبع لا وألف لا، فهؤلاء يتحركون غرائزياً بغباء وجهل وفجع سلطوي وبرؤية تونالينة خالصة وذلك على خلفية قوم تا اقعد محلك.

فذاك “المعورب” ومن هم من خامته الإسخريوتية متوهين بإمكانية الجلوس على كرسي الرئاسة، فيما أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية يحلمون بنفس حلم “المعورب” وأيضاً بكم نائب زيادة يرثونها من شركة حزب عون وصهره الفاشلة والمفلسة.

وحتى لا نطيل الكلام ونزيد في تحقير وتسخيف وتعرية القادة والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الموارنة نختصر ونقول لهؤلاء “روحوا تضبضبوا”.. وتذكروا بأن ظاهرة عون وصهره اللاهية ما كانت وجدت ولا هي كانت استمرت لولا عقمكم وفشلكم ويوداصيتكم.

وفي الخلاصة فإن لا حلول أكانت كبيرة أو صغيرة وفي أي مجال أو على مستوى كان في ظل احتلال حزب الله.

كما أن لا فاعلية ولا قيمة ولا أمل أو رجاء من أي رئيس جمهورية أو مجلس نيابي قبل تحرير لبنان من احتلال وهيمنة الحزب الملالوي وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و1701 و 1680…وإلا فالج لا تعالج

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

ملاحظة: ماذا يعني القول بأن هذا الشخص لديه رؤية نفقية أو تونالية؟

معنى الرؤية التونالية أو النفقية: إذا قلت أن شخصًا ما لديه رؤية نفقية أو تونالية، فأنت تعني أنه يركز فقط على تحقيق هدف معين ولا يلاحظ أو يفكر في أي شيء آخر.

What does it mean when someone says you have tunnel vision?

TUNNEL VISION: If you say that someone has tunnel vision, you disapprove of them because they are concentrating completely on achieving a particular aim, and do not notice or consider anything else.

 

تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

ما من شعب تخلى عن قيمه وأخلاقه وهويته وتاريخه وأسس الإيمان والتقوى ومخافة الرب إلا وانتهى مهزوماً ومهاناً وفاقداً لكل شيء. لبنان الرسالة والكيان يتعرض اليوم لتجارب قادة أبالسة غارقين في عبادة مقتنيات الدنيا الفانية فإما أن نقاوم كفرهم ونصون الوطن ونحفظ كرامة المواطن أو أن نستسلم لإغراءاتهم ونقع في تجاربهم.  المؤمن لا يكذب ولا ينطق بغير الحق والحقيقة وحتى في أوج ساعات غضبه لا يجب أن يستسلم لمهاوي الخطيئة عملاً بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أفسس (الفصل 04/24-32): "والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح" .

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو تقرير من قناة الحدث يحكي خطورة وجود مخازن أسلحة لحزب الله في كل المناطق اللبنانية/منشق عن حزب الله يكشف عن أنفاق للحزب على طريق بيروت - الجنوب

ومداخلة للصحافي طوني أب نجم حول هذا التقرير

https://www.youtube.com/watch?v=ysfEGZw98KQ

 

فيديو مقابلة شاملة مع الكاتب والوزير السابق سجعان قزي من موقع يوتيوب جريدة النهار يتناول من خلالها كل الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية ويسمي الأشياء بأسمائها ويقترح الحلول.

https://www.youtube.com/watch?v=e7AeyGjcEjI&t=1481s

 

لبنان يسجل 2084 إصابة جديدة بـ”كورونا” و13 وفاة

وطنية/18 تشرين الثاني/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 2084 إصابة جديدة بفيروس “كورونا”، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 110037.

كما أفادت عن تسجيل 13 حالة وفاة جديدة ترفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 852.

 

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع ملكار الخوري عواد في الذكرى الثانية لغياب المفكر واللاهوتي والشاعر والكاتب والفيلسوف موريس عواد

موريس عواد هو عراب الحرية وصاحب 58 كتاب ومئات نصوص الأغاني ووالمقلات والمقابلات والنصوص المسرحية

18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92510/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88/

الشاعر موريس عواد

غيب الموت الشاعر الكبيرموريس عواد عن عمر 85 عاما في 28 كانون الأول سنة 2018.

ولد موريس عواد في 20 شباط 1934، وانضم اسمه في العام 2015 الى لائحة المرشحين الى جائزة نوبل للآداب بعدما وافقت لجنة الترشيحات في الاكاديمية السويدية على ملف ترشيحه الذي تقدمت به ثلاث جامعات: الجامعة البولونية في شخص المستشرق الدكتور اركاديوس بلانكا وهو كان وضع عنه كتابا بالعربية والانكليزية والفرنسية وترجم له مختارات من شعره، وجامعة مالطا في شخص مدير قسم الدراسات الشرقية فيها الدكتور مارتن زاميط، اضافة الى الجامعة اللبنانية في شخص الدكتور ربيعة ابي فاضل.

 

عقوبات أميركيّة جديدة على سياسيّين لبنانيّين هذا الأسبوع

تلفزيون المر/18 تشرين الثاني 2020

علمت mtv، من مصدر في الإدارة الأميركيّة، أنّ عقوبات جديدة ستصدر هذا الأسبوع بحقّ شخصيّة سياسيّة لبنانيّة أو أكثر. وكشف المصدر أنّ هذه العقوبات ستصدر وفق قانون ماغنيتسكي، من دون أن يحدّد عدد الشخصيّات السياسيّة التي ستشملها أو هويّتها.

وتجدر الإشارة الى أنّ العقوبات الأميركيّة بحقّ سياسيّين لبنانيّين شملت حتى الآن عدداً من المسؤولين السياسيّين والأمنيّين في حزب الله، ورجال أعمال مقرّبين من الحزب وشركات تتعامل معه أو متّهمة بتمويله، بالإضافة الى ثلاثة سياسيّين لبنانيّين بارزين هم النائبين جبران باسيل وعلي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس.

 

لا تأشيرات جديدة للبنانيّين الى الإمارات!

إم تي في اللبنانية/18 تشرين الثاني 2020

كشف مصدر إماراتي للـ mtv، عن أنّ المعلومات حول وقف العمل بتأشيرات الدخول من لبنان إلى الإمارات صحيحة، وسيتمّ الإعلان عن ذلك رسمياً في الساعات المقبلة. وتبلّغت شركات الطيران بهذا القرار الذي يشمل دولاً عدّة، من بينها لبنان، كما تبلّغه قناصل الدول المعنيّة. وسيكون اللبنانيون ممنوعين من الدخول إلى الإمارات من دون معرفة الأسباب، إن كانت مرتبطة بتفشّي “كورونا” أو سبب سياسي، علماً أنّه يُمكن لمَن يملك تأشيرة سابقة استخدامها بشكل طبيعي.

 

لا مساعدات دولية.. ولبنان سيدفع ثمنًا كبيرًا!

الجمهورية/18 تشرين الثاني 2020

علمت “الجمهورية” أنّه غَداة مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي بيروت عائداً الى باريس، تلقّت شخصيّة سياسيّة اتصالاً هاتفياً مطوّلاً من مسؤول أوروبي كبير، وكشفت تلك الشخصيّة لـ”الجمهورية” أنّ “المسؤول الأوروبي عبّر عن امتعاض واضح ممّا سمّاها الاشارات السلبية المتتالية التي يوجّهها اللبنانيون الى المجتمع الدولي بهروبهم الدائم من الاصلاحات وإصرارهم على البقاء في عالم الفساد الذي صنعوه، وهذا المنحى التدميري مؤدّاه أنّ مآل لبنان الى الأسوأ، فلا مساعدات دولية من اي نوع له، ولبنان سيدفع جرّاء ذلك ثمناً كبيراً جداً في اقتصاده واستقراره السياسي، وربما على كل المستويات”.

وتنقل الشخصية نفسها عن المسؤول الاوروبي قوله: الخطأ الكبير الذي يرتكبه بعض القادة في لبنان، هو اعتقادهم بأنّ الفرَص ستبقى متاحة امامهم، فيما هذه الفرَص تتضاءل. فالمبادرة الفرنسية ما زالت تشكّل الفرصة المتاحة لهم، والرئيس ايمانويل ماكرون، برغم ما يَعتريه من استياء وامتعاض من أداء القادة في لبنان، لم يخرج لبنان حتى الآن من دائرة أولوياته. وبالتالي، ثمّة فرصة سقفها آخر تشرين الثاني، لتشكيل حكومة المهمّة، إذ مع هذه الحكومة سيُتاح للبنان ان يعود الى التقاط زمام أموره، ويحرف وضعه الصعب في الاتجاه الانقاذي. وإذا بقيت هذه الحكومة معطّلة، كما هو الحال الآن، فثمة أولويات اخرى قد تفرضها بعض التطورات الدولية، وساعتئذ قد لا يحتلّ لبنان مساحة ولو ضيّقة جداً في تفكير أيّ طرف دولي وحتى إقليمي؟

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/11/2020

وطنية/الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

محركات التشكيل الحكومي متوقفة وجمود في الاتصالات واللقاءات ولا مؤشر الى زيارة جديدة للرئيس المكلف الى قصر بعبدا في الساعات المقبلة ما يعني ان لا افق لاي انفراج حكومي قريب وكأن لا ازمات معيشية متفاقمة ولا انهيار اقتصادي ولا ازمة مستشفيات ودواء ولا جوع يهدد اكثر من نصف اللبنانيين فيما الدولار يواصل تحليقه وقد تخطى عتبة الثمانية الاف ليرة.

وفي ظل هذه الازمات الناتجة عن مسلسل من الفساد كلام في اكثر من اتجاه عن التدقيق الجنائي، وتأكيد على انه الممر الالزامي للخروج من الوضع الذي نحن فيه.

صحيا، الاقفال التام لمواجهة كورونا مستمر مع تفاوت في نسبة التقيد به بين منطقة وأخرى الا ان عداد الاصابات قفز اليوم مسجلا الفين واربعة وثمانين اصابة وثلاث عشرة وفيات.

وفي الحديث عن الاقفال العام، نفى وزير الداخلية محمد فهمي خبر اقفال المطار لغاية منتصف كانون الاول، مؤكدا ان اي قرار كهذا يصدر فقط عن المجلس الاعلى للدفاع.

وفيما عدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا على مستوى العالم بلغ 10816 حالة وهو أعلى عدد للوفيات في يوم واحد..

بشرى على مستوى اللقاح اذ اكدت شركة "فايزر" ان لقاحها الذي تطوره بالشراكة مع "بيونتيك" الألمانية، قد أثبت فعاليته بنسبة 95 في المئة للوقاية من فيروس كورونا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

هل بات الوضع اللبناني عالقا ما بين مطرقة الإرباك الخارجية وسندان الأزمات الداخلية؟؟.

ومن يفرمل الإنزلاق المتسارع نحو المزيد من فقدان اللبنانيين الثقة في مستقبلهم؟؟.

ألف باء الإجابة على هذين السؤالين الكبيرين تنطلق من الإسراع في تشكيل حكومة وعدم الوقوف امام حسابات ضيقة تؤدي إلى مزيد من التأخير والخسائر.

المطلوب اليوم قبل الغد أن تبصر الحكومة النور لتطلق تصحيحا للمسار المتدهور إقتصاديا وماليا وإجتماعيا.

قبيل عيد الإستقلال الذي يصادف مرور شهر التكليف يستحق اللبنانيون عيدية لاسيما أن الإحتفالات بالعيد غابت بفعل الإقفال العام.

وعلى سيرة الإقفال فإن ثلث عمره قد مضى فيما يخضع بعد أيام لفحص حول مدى فعاليته وسط توقعات بأن يفضي إلى خفض عدد الإصابات بكورونا إلى نحو الثلث أو ثلاثين بالمئة وفق تقديرات المعنيين في وزارة الصحة.

رغم أنه في خامس ايامه سجل إرتفاعا قياسيا جديدا بألفين وأربع وثمانين إصابة وثلاث عشرة حالة وفاة.

صحة الإقتصاد ليست بخير وغضب القطاع التجاري تم نقله اليوم إلى وزارة الداخلية للنظر

في قرار الإقفال وإستثناء القطاع في المرحلة المقبلة.

اقليميا نفذ العدو الاسرائيلي عدوانا جديدا تمثل بغارات طالت اهدافا عسكرية للجيش السوري وحصدت ثلاثة جنود سوريين اضافة الى خسائر مادية وللمفارقة فانه للمرة الاولى يعلن جيش الاحتلال عن تنفيذه عدوانا على سوريا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

لنترك الطب يتكلم عن حالة اللبنانيين. الوقائع تؤكد أن هؤلاء أفرغوا الصيدليات من أدوية الأعصاب، وهو ما لم يحصل في عز الحرب اللبنانية.

أما الارقام فتشير إلى أن سبعة وأربعين في المئة من اللبنانيين يعانون الإكتئاب، ويعيشون حالة يأس وإحباط. طبعا لا حاجة إلى هدر الوقت والتفتيش عن المسؤول أو عن المسؤولين عن حالة اللبنانيين.

إنهم معروفون، ويشغلون أعلى المناصب ويحتلون أعلى المراكز، ويا جبل ما يهزك ريح. وهم، طبعا، لن يهزهم ريح بعدما اطمأنوا إلى خفوت عاصفة الإنتفاضة الشعبية في الشارع. وخوفهم الوحيد اليوم هو من العقوبات الأميركية التي يبدو أنها مستمرة بقوة من الآن وحتى خروج الرئيس "دونالد ترامب" من البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني المقبل.

علما أن المعلومات متضاربة في هذا الخصوص من العاصمة الأميركية واشنطن. فقد ذكرت معلومات أن دفعة جديدة من العقوبات على لبنانيين ستعلن، على الأرجح، قبل نهاية الأسبوع الجاري، وهي قد تشمل شخصيتين سنيتين متهمتان بملفات فساد وتقديم الدعم السياسي لحزب الله.

في المقابل وردت معلومات أخرى تفيد أن العقوبات على اللبنانيين أجلت إلى الأسبوع المقبل، وأن عقوبات الأسبوع الجاري ستكون إيرانية الطابع.

توازيا، ما تردد عن اتخاذ الإمارات العربية المتحدة قرارا بعدم منح اللبنانيين تأشيرات دخول جديدة أثار الكثير من الأسئلة ولو لم يتأكد بعد. فهل سنصبح بلدا مرفوضا ومنبوذا وغير مرحب بأبنائه في المحيط العربي؟ وهل يتحول لبنان شيئا فشيئا إلى مكان حجر كبير، لا يستطيع المواطن فيه أن يخرج إلا بمعاملة صعبة، بحيث ينطبق على اللبناني العائش في لبنان المثل القائل: الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود؟

على صعيد الحكومة لا جديد، فالخلاف لا يزال قويا حول من يسمي وزير الاتصالات، التيار الوطني الحر يريد ان يسمي الوزير العتيد تشبها بالثنائي الشيعي الذي يريد ان يسمي وزير المال. طبعا الحريري يعارض الأمر، ويريد ان يسمي هو وزير الاتصالات بالتوافق مع رئيس الجمهورية.

اما باريس فتسعى الى ان تملك حق الموافقة والرفض على وزراء المال والاشغال والطاقة والاتصالات. والعقدة على ما يبدو مستمرة ولا حل لها حتى الان على الاقل. لذلك، وان زار رئيس الحكومة المكلف قصر بعبدا غدا او بعد غد، فإنه على الارجح لن يحمل تشكيلة متكاملة كما تشير بعض المصادر، واما اذا قرر ان يضع في عهدة رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية اولى فانها ستواجه من الرئاسة الاولى بالرفض.

في هذا الوقت الفضائح تتوالى في جمهورية الفضائح، وجديدها اليوم فضح رئيس دائرة المناقصات جان العلية بعض ما حصل في وزارة الطاقة بالمستندات والوثائق.

اقتصاديا وصحيا الارقام لا تبشر بالخير. فالدولار تخطى اليوم عتبة الثمانية الاف ليرة. اما عداد كورونا فسجل ألفين وأربع وثمانين اصابة جديدة وثلاث عشرة حالة وفاة ، وبعد كل هذا العرض، هل من يتساءل لماذا الغى لبنان احتفالات الاستقلال؟ فبأي استقلال يحتفل الوطن؟ وكيف يحتفل اللبنانيون بالاستقلال في ظل الضياع والتخبط والمرض والفقر والجوع؟ فخيرها بغيرها، والى الاستقلالات المقبلة ان شاء الله!

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الفان واربع وثمانون اصابة جديدة اليوم، وثلاث عشرة حالة وفاة، فضلا عن ثلاثمئة وسبعة وعشرين مصابا في العناية المركزة. فهل يركز اللبنانيون جيدا على الرقم غير المسبوق الذي حققته كورونا، وهل يسابقون الازمة فيتخطونها، ام يعلقون مجددا في ضياع الاولويات، فتوضع المزيد من الارواح على لوائح الموت، ولا يستنقذ الاقتصاد النازف؟

ارقام ما زال بعضها من موروثات ما قبل الاقفال، لكنها مؤشر على ضرورة الالتزام، والا فاننا امام مشهد غاية في الخطورة، ومن تخطر له فكرة وجود لقاح، فان طريقه الى بلادنا ما زال طويلا جدا، فضلا عن انه لا يغني عن موجبات الاحتراز والالتزام بقواعد الكمامة والتباعد والتعقيم.

حكوميا عادت الفحوصات السياسية الى نظرية العقم، اما الحمل الكاذب الذي اشيع في فترات سابقة فقد اجهضته حقيقة التعطيل الاميركي الذي ما زال بمنزلة السم القاتل لاي امل لبناني، أو أي محاولة فرنسية او غير فرنسية لايجاد حل. والتعطيل هذا بات بحقد مضاعف مع ملامسة عهد ترامب الأفول بصفر انجازات على الساحة اللبنانية، سوى تدمير الاقتصاد.

لا جديد اذا سوى الصورة السوداوية التي ترسمها كل يوم التصريحات الاميركية، فيما تبقى المحاولات الفرنسية على حالها دون قدرتها على اختلاق حلول او افكار جديدة قابلة للحياة في الصحراء السياسية اللبنانية، خاصة انها لا تملك مناعة المنطق لانها غالبا ما تنحرف الى وجهة دون اخرى، بدل ان تكون وسطية قابلة للبناء عليها.

على ارض فلسطين سفكت آخر قطرة ماء من وجه النظام البحريني البائس، الذي حضر بوزير خارجيته متوسلا سفارة لبلاده في تل ابيب، ظانا ان بنيانا دبلوماسيا كهذا سيقيه شر القصاص العادل الذي لا بد انه قادم باسم الشعب البحريني الصابر المنتمي لفلسطين وقضيتها أكثر من سلطته، وحتى من السلطة الفلسطينية التي عادت وبدون اي انذار الى تفضيل العلاقة مع الصهاينة على حساب الوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

عنوان تأليف الحكومة يتراجع، وعنوان التدقيق الجنائي يتقدم.

هكذا يمكن اختصار المشهد المحلي اليوم، في ضوء المعطيات والمواقف.

فتحت عنوان تأليف الحكومة، الأكيد أن التواصل لم ولن ينقطع. أما الواضح، فأن هذا التواصل المستمر لم يحقق تقدما بارزا حتى الآن، بدليل عدم ولادة الحكومة، وهذا ما يتطلب تغليبا للمصلحة الوطنية على الاعتبارات السياسية والذاتية، وامتناعا عن محاولات إعادة عقارب الشراكة خمسة عشر عاما إلى الوراء، بالتزام المعايير الواحدة التي تطبق على جميع الأفرقاء، وهو ما يكفل إنجاز التأليف اليوم قبل الغد، وبالتالي السير بالورقة الفرنسية، تمهيدا لتسييل قروض سيدر ومساعدات صندوق النقد الدولي بعد التفاوض.

أما تحت عنوان التدقيق الجنائي، الذي صار مطلبا دوليا، بعدما كان تعبيرا مستغربا من قبل معظم اللبنانيين، ومستهجنا من غالبية الأفرقاء السياسيين، عندما رفعه العماد ميشال عون قبل الرئاسة، منذ عام 2009 على الأقل.

فالجديد اليوم موقفان لكل من القوات اللبنانية واللقاء التشاوري، حيث أعلنت الكتلتان التقدم باقتراحي قانون يهدفان إلى تسهيل إجراء التدقيق، فيما لفت الموقف عالي النبرة لرئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان حول وجوب التزام حاكم مصرف لبنان بمندرجات القرار الحكومي والعقد الموقع مع شركة التدقيق، الذي لا لبس فيه، كما قال.

هل سيصل المساران إلى خواتيمهما السعيدة؟ وكيف؟ سؤالان لا جواب لهما إلى اليوم، لكن في النهاية لا مفر من تأليف حكومة، ولا مهرب من إجراء التدقيق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في الرابع من تشرين الثاني، فتحت ال lbci ملفات الفساد .

معظم هذه الملفات ليس جديدا، ولا يشكل scoop اعلاميا، الا ان كلا منها يذكر بسقطة ضمير كل من هدر وأفسد ونهب واغرق البلد في الانهيار وكل من شاهد وعرف وسكت .

بعد ثلاثة عشر يوما على عرض هذه التقارير، لم نحصل سوى على بيانات رد خجولة، وما زلنا ننتظر .

ما زلنا ننتظر القضاء والقضاة . نستغرب كيف يلف صمت القبور المعنيين منهم، ونتساءل : لماذا لم يتحرك القضاء بعد ؟ الا يرى اي قاض ان من ضمن هذه التقارير واحدا على الاقل، يستأهل اعتباره اخبارا، تتحرك بموجبه تلقائيا النيابات العامة، التي هي وللمناسبة، ولتذكير القضاة انفسهم، تمثل الحق العام، اي اللبنانيين .

اين النائب العام التمييزي، اين النائب العام المالي، اين المدعون العامون في المحافظات ، لماذا لم يطلبوا نسخة بعد من التقارير ، لماذا لم يحاولوا حتى تفريغها والتحقيق في مضمونها؟

لماذا الخوف وممن الخوف؟ اذا كان الخوف من الا يؤدي اي تحقيق أي نتيجة، فهو على الاكيد اقل ضررا من عدم فتح تحقيق وتمييع الحقيقة .

البلد نهب وسرق وكلنا يعرف ذلك، ونحن في رحلة البحث عن المتهمين ننتظر الشجعان، ولا ننتظر لا الحكومة المعلقة على حبال الصراعات الاقليمية والدولية، ولا نتائج التدقيق الجنائي المعلقة على حبال المماطلة والتسويف .

فلا الحكومة سترى النور قريبا ، و لا ما يحكى عن ان الرئيس سعد الحريري قدم الى رئيس الجمهورية اسماء 18 عشر وزيرا دقيق.

فقد علمت ال lbci ان الحريري قدم الى بعبدا اقتراحات اسماء لم تشمل لا كل الوزارات ولا كل الطوائف ولم يحمل بعد الى رئيس الجمهورية لائحة مكتملة للحكومة المرتقبة، ولا حتى تواصل مع عدد غير قليل من الكتل النيابية، هذا في وقت ساد الصمت المطبق اوساط الرئيس المكلف.

اما التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، فحتى ولو أعلن بعض الكتل النيابية دعمه له، وقدم اقتراحات قوانين لتسييره، كما فعلت كتلة الجمهورية القوية اليوم، فيبدو ايضا انه لن يرى النور، ولعل المواقف الرمادية لكتل نيابية اخرى ستشهد على ذلك .

في انتظار الشجعان، يتآكل احتياطي المصرف المركزي، ونحن في نصف تشرين الثاني، لم يبق امامنا سوى شهر ونصف الشهر قبل استنفاد الاحتياط، الذي سيتبع، إما بترشيد الدعم على السلع الاساسية، وإما بالغائه.

نعم، في عام 2020، نتحدث عن الانهيار المالي والاقتصادي، عن الفقر والبطالة، عن رفع الدعم، عن الادوية والمشتقات النفطية والقمح، بعد سنتين فقط من اقرار سلسلة الرتب والرواتب التي هي اكبر رشوة انتخابية واكبر ضربة اقتصادية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

الإغلاق التام أصابت عدواه تأليف الحكومة من دون وعود بلقاحات قريبة, وحيث لا قيمة للوقت الضائع من عمر اللبنانيين، فإن فروع التدقيق الجنائي مفتوحة على كل جبهة وفي أوراقها الواردة: انتزاع لورقة التين ورفع المستور في اقتراح قدمه نواب القوات اللبنانية اليوم. وعلى النواب تحمل مسؤولياتهم.

وبموجبه وضع رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان في التداول النيابي اقتراحا معجلا مكررا يحصر رفع السرية المصرفية بمدة محدودة لا تتجاوز عاما واحدا وينطوي الاقتراح على ثلاث نقاط أساسية هي: رفع السرية حصرا لإجراء التدقيق الجنائي.

وفي زمن لا يتخطى سنة واحدة، ورفعها فقط للشركة التي تدقق في الملف وليس بالمطلق ولأن عدوان أراد مخاطبة الوجدان، فإنه لم يتوجه الى النواب فحسب بل مرر إشارة مرة الى الناس وقال للمواطنيين: إن لم يحصل التدقيق الجنائي فانسوا ودائعكم.

ورفع السرية القواتية لم يحد عن طريق المتن السريع، إذ إن الإدارة والعدل توافقت مع المال والموازنة التي سبق لرئيسها النائب إبراهيم كنعان أن عمل على الخطوط نفسها بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لكن وزيرة العدل ماري كلود نجم اتهمته بإجهاض التدقيق الجنائي بذريعة طرح تعديل القانون.

وتسببت النيران الصديقة بين كنعان ووزيرة " اللا عدل " بحسب تعبير رئيس لجنة المال بإصابة الاقتراح والتمهل في تقديمه لكن القوات " قطفتها " ووفقا لتعبير مصدر في لجنة المال "فإن الي من بيت الفرفور ذنبو مغفور،" وما كان لرئيس لجنة المال تكفلت به الادارة والعدل وحزب القوات من دون أن تطال معراب نيران " النجوم "

لكن العقدة ليست هنان ولا في مزايدات وشعبوية بين من يطرح ومن تصيبه العوارض في التدقيق الجنائي، إنما السؤال الاقرب مدى: "هل يسمح رئيس مجلس النواب نبيه بري بالاصطياد في المياه المصرفية العكرة؟ وهل تكون هناك جلسة قريبة للمجلس؟"

إذا أفرج بري عن الجلسة هل يتعرف النواب إلى أصواتهم بغياب التصويت الإلكتروني؟ سوف تختلط الأيدي ارتفاعا وهبوطا قبل أن يكتشف النواب أنهم في ضياع من أمرهم، وتظهر في نهاية المشهد مطرقة بري الحاسمة : صدق أو لم يصدق من دون أن " تعرف عدوك".

هي معركة حامية على تدقيق لا يريده أحد لكونه سيقلب المواجع على الفاسدين غير أن السادة السياسيين يجدون في الجدل تضييعا لوقت مهدور فيما ينذرنا العالم بالآتي الأعظم ففي تقرير مفصل لوكالة رويترز من بيروت وباريس أن القوى الغربية وجهت إنذارا للبنان ينتهي بأن لا خطوات لإنقاذ البلاد من عثراتها ما لم يشكلوا حكومة تتمتع بصدقية لإصلاح الوضع في الدولة المفلسة وعلى وجه السرعة وقالت إن الصبر لدى فرنسا بدأ ينفد كما لدى الولايات المتحدة وغيرها من الدول المانحة

ونقلت عن الموفد الفرنسي باتريك دوريل قوله : نحن لن ننقذهم ما لم تكن هناك اصلاحات فيما قال دبلوماسي فرنسي اخر إن السياسيين اللبنانيين عادوا الى اسلوبهم في العمل .. والمقلق هو التجاهل التام للشعب.

اما السفيرة الاميركية دورثي شيا فقالت بحسب الوكالة إن على المانحين التثبت بموقفهم وإلا فإن النخبة السياسية لن تأخذهم على محمل الجد فإذا لم يشعروا بأهمية عنصر الوقت لتشكيل الحكومة فكيف نواصل الضغط عليهم؟ وأمام الصرخات الدولية وبينها صوت للأمم المتحدة، فإن القابضين على الحكم في لبنان لا وقت لديهم لتلقف رسائل الضغط، زمنهم ليس كزمن الناس، وساعتهم ساعة رمل.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 تشرين الثاني 2020

وطنية/الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

النهار

للسنة الثانية تواليا يغيب الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في ظل عجز الدولة عن احياء مناسبة وطنية بهذا ‏الحجم.

عُلم أنّ حزباً مسيحياً بارزاً يعطي الأولوية في هذه المرحلة لإعادة تنظيم كوادره السياسية والتنظيمية من خلال ‏زيارات يقوم بها قياديوه إلى معظم المناطق اللبنانية.

تكاثر في الآونة الأخيرة عدد التلامذة اللبنانيين الذين سجّلوا في مدراس قبرص، خصوصاً وأنّ ذويهم انتقلوا ‏للعيش هناك بعد تملّك الكثير من اللبنانيين عقارات في الجزيرة.

علمت "النهار" ان رئيس "التيار الوطني الحر" قال في اجتماع "تكتل لبنان القوي" امس ان الخلاف في الرأي مع ‏وزيرة العدل ليس انقساما داخل التيار لان الوزيرة ليست عضوا في التيار ولا تنتمي اليه.

‎‎البناء

خفايا

توقعت مصادر مصرفية أن تعود عملية الضغط في سوق العملة لرفع سعر صرف الدولار من أجل التأثير على ‏التفاوض الجاري بصدد تشكيل الحكومة، خصوصاً أن هذا السلاح هو الذي أثبت فعاليته أكثر من مرة في اللعبة ‏السياسية اللبنانية ولا تستطيع كل الجهات استعماله فهو يحتاج لدول تملك إمكانات ماليّة واسعة.

كواليس

تتابع المؤسسات الدبلوماسية والأمنية الفرنسية الوفود التي تزور تركيا والتغريدات التي تنشر حول علاقتها ‏بقضايا المنطقة، وتكوّن ملفاً عن تقدم وتراجع النفوذ التركي مقارنة بالنفوذ السعودي والإماراتي، وتضع لبنان ‏وليبيا والعراق والسودان وتونس والمغرب على لوائح المتابعة الحثيثة.

الجمهورية

وقع خلاف بين مستشارة شخصية رسمية رفيعة ووزير أبدى امتعاضه من الدور الذي تؤديه المستشارة في ‏مجال اختصاص حقيبته.

يتمنى أحد الدبلوماسيين البارزين المعتمدين في بيروت عدم استحضار الإعلام المتلفز في لقاءاته ويُفضل صورة ‏فوتوغرافية فقط وهو ما بوشر باعتماده في بعض المقار الرسمية.

ألغى بعض الدبلوماسيين عدداً من مواعيدهم عملا بالإغلاق العام في البلاد وطلبوا تقليص حضور الموظفين الى ‏الثلث باستثناء الأجانب منهم.

اللواء

وضعت أطراف لبنانية وغير لبنانية في أجواء تتضمن كيفية الردّ إذا غامر رئيس دولة كبرى في المنطقة، خلال ‏الأسابيع الثلاثة المقبلة.

يشعر سياسي لبناني مخضرم، وما يزال في موقع المسؤولية، أن جهات دولية وضعته على لائحة الاستهداف ‏الحقيقي!

تشغل تعيينات في إدارة دولة قريبة أوساط متعددة إعلامية ودبلوماسية خارج هذه الدولة، ومنها لبنان..

‎ ‎نداء الوطن

يقول مقربون من الرئيس ميشال عون إنه لن يقبل بأن يكون "شاهد زور" على الترشيحات المسيحية للحكومة ‏‏"حتى لو أتت هذه الترشيحات من فرنسا".

تردد أنّ الرئيس سعد الحريري أنهى ترتيباته التنظيمية الداخلية لـ"تيار المستقبل" وسيعلن تشكيلات قيادية جديدة ‏تنسجم مع مقتضيات المرحلة قريباً.

نجا وزير في حكومة تصريف الاعمال من مواطن غاضب اقتحم مكتبه على مرأى من الموظفين قبل أن يتدخل ‏الوسطاء ورجال الأمن لتهدئته، والسبب تقاعس الوزير عن توقيع معاملة وفقاً للأصول.

.الأنباء

*تلويح بالشارع

تلويح مستجد بالشارع من قبل قوى سياسية من دون تحديد أهداف هذه العودة سياسياً.

‎‎*منحى تصعيدي

تحمل بعض التحركات الدبلوماسية رسائل واضحة للبنان وقد بدأت تتخذ المنحى التصعيدي.

الأخبار

وزير الزراعة يهمل الشكاوى

يشكو مزارعون من أداء وزير الزراعة عباس مرتضى في التعامل مع الشكاوى المقدمة ضد محتكري الأعلاف ‏المدعومة. وذكر مدّعون أنّ الوزير يوقّع على إرسال الشكاوى للحفظ في الأرشيف بدلاً من متابعتها.

قاضٍ يهيّئ نفسه للانتخابات من "تويتر"

ينشط قاضٍ استقال على خلفية قضايا فساد، في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً على موقع ‏‏"تويتر"، ليُعلّق على كل شاردة وواردة. وقال مقرّبون من القاضي المذكور إنّه يهيئ نفسه للترشح للانتخابات النيابية ‏ضد التيار الوطني الحر الذي كان داعماً له.

نقيب المحامين يطلب إلغاء محاضر الضبط!

يشتكي المحامون من عدم استثنائهم أثناء قمع مخالفات القرار الإداري الصادر عن وزارة الداخلية بتنظيم التجول ‏بالسيارات وحظره بسبب كورونا. وعمّم نقيب المحامين في بيروت، ملحم خلف، على مجموعات المحامين على ‏تطبيق "واتساب" أنه "إذا أصرّ الدركي على الحاجز تحرير محضر ضيط، لا تغضب، وقّع على المحضر وأضف ‏العبارة الآتية: "مع التحفّظ لمخالفته القرار الصادر عن المجلس الأعلى للدفاع، وسلّم المحضر للنقابة". وعلمت ‏‏"الأخبار" أن نقيب المحامين سيطلب إلى القضاء إلغاء محاضر الضبط الصادرة بحق المحامين على اعتبار أنّ وزير ‏الداخلية لا يمكنه أن يُلغي قرار مجلس الدفاع الأعلى الذي يستثني فيه القضاة والمحامين من حظر التنقّل باعتبار سلطته ‏أعلى من سلطة الوزير.

 

خفض التمثيل الدبلوماسي الإماراتي في لبنان: منع اللبنانيين من دخول الإمارات يناقش رسمياً!!

أساس ميديا - الخميس 19 تشرين الثاني 2020

منذ يومين ينتشر خبر وقف إصدار تأشيرات دخول اللبنانيين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في قرار قد يشمل جنسيات أخرى، قد تضمّ سوريا وليبيا وأفغانستان واليمن وإيران وتركيا وتونس وغيرها. في اتصال مع "أساس"، نفى مصدر في وزارة الخارجية الإماراتية الخبر. لكن أوضح مصدر لبناني مطّلع في الإمارات أنّ "الأمر نوقش لكن لا قرار رسمي حتّى الساعة". في حين نقلت قناة mtv عن مصدر في السفارة الإماراتية أنّ "شركات الطيران، وعلى رأسها شركة طيران الإمارات، تبلّغت، بشكل غير رسمي، عن النية في تطبيق القرار قريباً". الخبر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، لأنّ عشرات آلاف اللبنانيين يتنقّلون من وإلى الإمارات بشكل دوري. وتداول ناشطون معلومات متضاربة منها ما مفاده أنّ شركات التأمين قد أوقفت إصدار بوالص تأمين السفر إلى الإمارات، وعليه بات من شبه المستحيل الحصول على تأشيرات دخول سياحية، لأنّ أبرز شروطها الحصول على بوليصة تأمين قبل السفر. هذا الخبر نفته مصادر شركات التأمين، وأوضحت لـ "أساس" أنّ "بوالص تأمين السفر Travel Insurance تصدر من الشركات اللبنانية بتغطية من الشركات الأوروبية. لذا، فإنّ ما يشاع عن حجب هذه البوالص للحؤول دون حصول اللبنانيين على تأشيرات دخول إلى دولة الإمارات، غير ممكن تقنياً. فالشركات الأوروبية – الدولية تتعاطى بدقّة في هذا الموضوع. وهي سبق أن غطّت المصابين بفيروس كورونا خلال السفر. لذا، من المستحيل أن تستثني اللبنانيين المسافرين إالى الإمارات". هذا يعني أنّ حظر سفر اللبنانيين لن ينفّذ بشكل جديّ قبل صدور قرار رسميّ من الإمارات.  وإلى ذلك الحين، فإنّه "لا دخان بلا نار"، ويبدو أنّ الحصار العربي على لبنان سيتوسّع.وكان "أساس" أوّل من كشف أمس في مقال للزميل عماد الشدياق أنّ "العديد من شركات الشحن الخليجية بدأت تباعاً بتخفيض رحلاتها المخصّصة للشحن، من وإلى بيروت، خصوصاً قبيل تطبيع دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع إسرائيل، وأنّ "الإمارات لا ترغب في تعيين سفير جديد بدلاً عن الدكتور حمد الشامسي الذي عيّن في القاهرة"، في ما يبدو أنّه قرار بخفض التمثيل الديبلوماسي مع لبنان، يتزامن مع خفض رحلات الشحن وربما قريباً منع اللبنانيين من دخول الإمارات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: رسالة مجلس الأمن: شكّلوا حكومة بلا تأخير‎ ‎

النهار/الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

يبدو واضحا ان عملية استرهان تأليف الحكومة ليست مرشحة للخروج من دوامة الشروط ‏الأسرة، بما يعني ان ابعادا تتجاوز اللحظة الحالية الداخلية تتحكم بالمأزق، ولا افق قريبا لاي ‏انفراج محتمل لهذه الازمة. ولعل ما استوقف المراقبين في الآونة الأخيرة هو ابتعاد ‏المعنيين المباشرين بمسار تأليف الحكومة أي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس ‏الحكومة المكلف سعد الحريري عن تسليط الأضواء على لقاءاتهما والتكتم حتى على خبر ‏انعقاد اللقاء الأخير الذي عقد بينهما اول من امس في قصر بعبدا بما يكشف تاليا اتساع ‏الهوة في مسار التاليف بدل اقتراب التعقيدات من تسويات وحلول. وأكدت المعطيات ‏المتوافرة امس في هذا السياق ان التاليف الحكومي يدور في حلقة مفرغة بما يصعب ‏معه توقع أي حلحلة وشيكة في دوامة التعقيدات والمواقف المتصلبة. وادرج الحراك ‏السياسي الأخير في اطار مساعي الرئيس الحريري المستمرة للوصول الى نتيجة انطلاقا ‏من المرتكزات التي أرساها منذ تكليفه لتشكيل "حكومة مهمة" تضم 18 وزيرا من أصحاب ‏الاختصاص غير الخاضعين للقرار السياسي من دون اقفال الباب امام مناقشة الأسماء ‏المطروحة مع المكونات السياسية كافة. وتؤكد هذه المعطيات ان الحريري، الذي نفى ‏مستشاره الإعلامي حسين الوجه مساء امس ان يكون على جدول أعماله اليوم أي مؤتمر ‏صحافي، لا يزال متمسكا بموقفه من ركائز هذه الحكومة بعدما كان قطع شوطا كبيرا في ‏مناقشتها مع رئيس الجمهورية، وانه لن يتراجع عنها من منطلق ان المعايير التي تتألف على ‏أساسها الحكومة المقبلة وحدها ستكون قادرة على وقف الانهيار وتنفيذ الإصلاحات ‏المطلوبة. ‎ ‎وتلقى الوسط السياسي امس رسالة اممية جديدة تحضه على تشكيل الحكومة بسرعة ‏وتولى نقل الرسالة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي اعلن انه ‏قدم إحاطة الى مجلس الامن حول الوضع في لبنان "حاشدا الدعم للبلد ولشعبه الذي ‏يعاني من ازمة وجودية متفاقمة". وأضاف في تغريدة :"في المقابل رسالة من مجلس ‏الامن الى قادة لبنان واضحة: شكلوا حكومة دون مزيد من التأخير، حكومة فعالة وقادرة ‏على الإصلاح والتغيير، حكومة تعمل ضد الفساد ومن اجل العدالة والشفافية والمساءلة. ‏هل سيصغون؟".

‎ ‎نهاية السنة؟

ولكن المخاوف تتصاعد من تمدد ازمة التاليف الى ما يتجاوز الشهر الحالي وربما أيضا ‏الشهر المقبل اذا ثبت ربط ازمة التاليف وافتعال سلاسل الشروط والتعقيدات بأبعاد ‏إقليمية لم تعد خافية على احد علما ان البلاد تترنح بقوة امام هوة سحيقة من الازمات ‏والانهيارات التي تضغط بقوة هائلة. ويبدو ان الخلافات بين عون والحريري لم تقترب بعد ‏من أي قاسم مشترك اقله بعدما اتسعت الهوة في شكل لافت عقب فرض العقوبات ‏الأميركية على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وافتعال اتهامات في وجه ‏الحريري من انه يساير المناخ الأميركي في بعض جوانب طروحاته لتأليف الحكومة. وفي ‏هذا السياق بالذات تحدثت امس مصادر مطلعة عن عدم توصل اللقاء الأخير السري بين ‏عون والحريري الى أي جديد مشيرة الى ان النقاش يحصر كما في كل مرة، بحسب قول ‏المصادر نفسها، بالاسماء المسيحية دون ان يتطرق الى أسماء الوزراء من الطوائف ‏الإسلامية سواء الشيعية او السنية او الدرزية. وأسوة بما تردده جهات سياسية تسعى الى ‏تقييد الحريري في مسار التاليف بشروطها تتحدث المصادر نفسها عن "قيود خارجية ‏مفروضة على حقائب محددة كالمال والأشغال والطاقة والاتصالات وتتعلق بإبعاد أحزاب ‏معينة عن التوزير المباشر وغير المباشر".‎‎ ‎ وفي إطار المواقف من مسار التأليف جدد "تكتل لبنان القوي" دعوته الى تشكيل حكومة ‏انقاذ تنفذ البنود الإصلاحية في المبادرة الفرنسية وشدد تكرارا على "اعتماد معيار واحد في ‏عملية التشكيل ليتأمن للحكومة أوسع دعم نيابي وسياسي وشعبي". واعتبر ان "حكومة ‏الاختصاص والخبرة والكفاءة لا يمكنها ان تعمل وتنجز بمعزل عن مبدأ حفظ التوازن ‏الوطني الذي لا يمكن تجاوزه او التنازل عنه" ونبه الى "وجود معطيات أكيدة ومؤشرات ‏مقلقة توحي برغبة البعض في العودة 15 سنة الى الوراء الى زمن الإقصاء والتهميش وهو ‏امر يعاكس مسار الاستقرار الوطني".‎‎ ‎

التحقيق الجنائي

ولعل اللافت وسط هذه الأجواء ان موضوع التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان عاد ‏بقوة الى الواجهة بعدما أدت تداعياته الى انفجار خلاف داخلي وسجالات علنية بين وزيرة ‏العدل ماري كلود نجم ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان ونواب في "تكتل ‏لبنان القوي" الامر الذي دفع رئيس الجمهورية الى التدخل وجمع نجم وكنعان امس في ‏قصر بعبدا لاعادة تصويب الموقف الموحد من التدقيق. وفي سياق متصل فان نائب ‏رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان سيتقدم اليوم باسم "كتلة الجمهورية ‏القوية" باقتراح قانون لتعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية وسيشرح حيثيات ‏الاقتراح في مؤتمر صحافي لجهة تسهيل التحقيق الجنائي في مصرف لبنان وكل مؤسسات ‏الدولة. كما لوحظ ان السفير البريطاني كريس رامبلينغ لفت في لقائه مع وزير المال في ‏حكومة تصريف الاعمال غازي وزني امس الى أهمية القيام بتدقيق جنائي ملائم لحسابات ‏مصرف لبنان. وإذ شدد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت قال "حتى يتم ذلك من ‏المهم ان على حكومة تصريف الاعمال ان تضطلع بمسؤوليتها مثل تحضير موازنة السنة ‏‏2021 وهذا ما يحصل".

‎ ‎صرخة القطاعات

والاستحقاق الحكومي على أولويته وإلحاحه ساهم في تظهير تصاعد التداعيات الاقتصادية ‏والاجتماعية لحال التعبئة والأقفال العام في مواجهة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا في ‏لبنان ومحاولة لجم انتشاره. ذلك انه بعد أيام قليلة وقبل اتضاح نتائج الأسبوع الأول من ‏الاقفال بدأت التداعيات التجارية والاقتصادية للإقفال تتصاعد بفعل اشتداد الضائقة ‏الاقتصادية والركود التجاري والتراجعات في معظم القطاعات ولا سيما منها التجارية. وعقد ‏لهذه الغاية اجتماع استثنائي للمجتمع التجاري بكل مكوناته من كل المناطق اللبنانية في ‏جمعية تجار بيروت وكان الاجتماع والمطالب التي انتهى اليها بمثابة جرس انذار جديد الى ‏خطورة الأوضاع التي بلغها القطاع التجاري. وعكس رئيس جمعية تجار بيروت نقولا ‏الشماس باسم ممثلي القطاع "الذهول والإحباط المخيمين على القطاع التجاري إزاء الظلم ‏والتعسف والإساءة التي يرتبها قرار الإغلاق لكونه ينطبق فقط على هذا القطاع دون سواه ‏ويستقوي عليه وحده " وإذ حذر من ان "الموت الحتمي لهذا القطاع لن يؤدي الى احياء ‏قطاعات أخرى دعا الى اعتماد التوازن بين الموجبات الصحية والمقتضيات الاقتصادية ‏مطالبا بإعادة النظر في قرار الاقفال فورا ومعاملة القطاع التجاري مثل القطاعات الإنتاجية ‏الأخرى والعمل بنصف الطاقة التشغيلية. وفي هذا السياق لمح وزير الداخلية في حكومة ‏تصريف الاعمال محمد فهمي بعد زيارته لبكركي ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار ‏بشارة بطرس الراعي الى انه من الممكن إعادة النظر في إلاجراءات التي تنفذ بقرار من ‏وزارة الداخلية يوم الجمعة المقبل واتخاذ قرار بإعادة فتح بعض المصالح.

 

مجلس الأمن يستعرض أزمة لبنان "الوجودية"... والصبر الدولي "ينفد"

حكومة "البَرْزَخ"... هواجس رئاسية وراء التعطيل!

نداء الوطن/18 تشرين الثاني 2020

"إنت بتعرف بالسنتين الجايين شو ممكن يصير بلبنان"؟... سؤال طرحه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في ختام مقابلته على شاشة "الحدث" يختصر رحلة البحث والتمحيص عن الأسباب الحقيقية لمعضلة التأليف. فأبواب الهواجس مفتوحة على مصراعيها خلال السنتين المقبلتين وفي طليعتها "هواجس رئاسية" تتصل بما بعد لحظة الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وهنا "مربط الفرس" في تعطيل تشكيل الحكومة، وفق ما ترى مصادر سياسية مخضرمة، باعتبارها ستكون بمثابة "حكومة البرزخ" التي ستحكم البلاد بين منزلتين، الأولى خلال ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال عون والثانية بعد انقضاء ولايته.

وتؤكد المصادر أنّ الأطراف السياسية كلها تتعامل مع هذا الواقع في الخفاء وتتعامى عنه في العلن... وحول سؤال "ماذا بعد نهاية عهد ميشال عون؟" يدور الكباش الحكومي ويحتدم "الصراع الوجودي" في التشكيلة الوزارية المرتقبة، لتتفرع منه العقبات والعراقيل والشروط المتبادلة على طاولة التأليف، معربةً عن اعتقادها بأنّ كل مطلب من المطالب التي اعترضت حتى الساعة الطريق أمام ولادة الحكومة يكاد لا يكون منفصلاً عن هاجس الشغور الرئاسي سواءً لأسباب طبيعية، في حال أصاب الرئيس مكروهاً، أو لأسباب دستورية مع انتهاء عهده دون انتخاب خلف له.

وتحت سقف هذا الهاجس، كانت قد اندرجت مطالبة باسيل بتوسعة الحكومة إلى 20 وزيراً لضمان حصوله على حصة من 7 وزراء تتيح له الاستحواذ على الثلث الوزاري المعطل، قياساً على جمع حصة الرئيس (3 وزراء) مع حصة "التيار الوطني" (3 وزراء أحدهم أرثوذكسي)، بالإضافة إلى وزير درزي محسوب على النائب طلال أرسلان، وبذلك لا يكون باسيل قد "خسر الأولى والآخرة" بحسب تعبيره لـ"العربية"، إنما تمكّن من إبقاء "مفتاح الرئاسة وقفلها" في يده إذا ما انتقلت صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء في حال وقعت الواقعة الرئاسية... ليتسلح عندها بالثلث المعطل كسلاح "توازن رعب" مع رئيس الحكومة منعاً لإحكام قبضته على الرئاستين الثالثة بالأصالة والأولى بالوكالة في مرحلة الشغور الرئاسي. وذكّرت المصادر في هذا السياق، بما حصل إبان انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى حكومة تمام سلام خلال فترة الشغور إثر انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، لناحية اشتداد وطأة المناكفات حينها، بينه وبين باسيل على طاولة مجلس الوزراء بذريعة اتهام الأخير للأول بالاستحواذ على صلاحيات الرئاسة الأولى.

وبينما يبقى المترقبون على أهبة الترقب بانتظار الخطوة التي سيقدم عليها الرئيس المكلف سعد الحريري في مواجهة عرقلة التأليف خلال الأيام المقبلة، سرت أنباء مساءً عن نيته عقد مؤتمر صحفي اليوم بهذا الخصوص، غير أنّ مستشاره الإعلامي حسين الوجه سارع إلى نفيها، مقابل تأكيد أوساط مطلعة على أجواء الرئيس المكلف أنه لا يزال على اعتصامه بحبل الصمت "حتى يقضي الله امراً كان مفعولا".

وعلى وقع استمرار الطبقة الحاكمة في استنزاف الوقت والفرص، قدّم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش إحاطة الى مجلس الأمن حول الوضع في لبنان "الذي يعاني من أزمة وجودية متفاقمة"، ناقلاً عن المجلس "رسالة واضحة" إلى المسؤولين اللبنانيين: "شكلوا حكومة دون مزيد من التأخير، حكومة فعالة وقادرة على الإصلاح والتغيير، حكومة تعمل ضد الفساد ومن أجل العدالة والشفافية والمساءلة"، وختم كوبيتش متسائلاً: "هل سيصغون؟" في معرض التشكيك بإقدام القادة اللبنانيين على التجاوب مع رسالة مجلس الأمن.

وتزامناً، نشرت وكالة "رويترز" تقريراً عن الوضع اللبناني، أكدت فيه أن القوى الغربية التي تسعى لإنقاذ اقتصاد لبنان وجهت لقيادات البلاد "إنذاراً" بعدم انتظار أي خطوات إنقاذية من المجتمع الدولي ما لم يشكلوا حكومة تتمتع بالمصداقية لإصلاح الوضع على وجه السرعة، مشددةً على أنّ “الصبر بدأ ينفد لدى فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة”. واستشهد التقرير بقول السفيرة الأميركية دوروثي شيا في مؤتمر عبر الهاتف لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ندرك أن لبنان مهم ويجب أن تكون الأولوية القصوى لتحاشي فشل الدولة، لكن لا يمكن أن نرغب في ذلك فعلاً أكثر من رغبتهم هم فيه".

 

لبنان يعاود السباحة مع… “القروش”

 صحيفة الراي الكويتية/18 تشرين الثاني/2020

للمرة الأولى منذ انطلاق مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون قبل نحو شهرين ونصف الشهر، يسود مناخٌ في بيروت بأن القاطرةَ الفرنسيةَ لمسارِ فرْملة السقوط السريع للبنان، لم تعُد مرغوبةً من أطراف وازنةٍ في الداخل أو بالحدّ الأدنى صارت أسيرةَ محاولاتٍ لـ «ترويض» ما تبقى من مرتكزاتها المتصلة بشكل الحكومة المطلوبة، بعدما تَجاوَزَ الائتلافُ الحاكِمُ «قطوعَ» الانتخاباتِ الأميركية وانحنى «حزب الله» خصوصاً أمام الجزء الأكبر من «العاصفة الترامبية» ليَبقى شهران انتقاليان قد يكونان «الأخطر».

وجاء معبّراً عشية دخول تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة العتيدة شهرَه الثاني غداً، ما يشبه «السباق» بين المؤشرات السلبية التي اتّخذت شكل نعيٍ ضمني لإمكانات استيلاد التشكيلة الموعودة في المدى المنظور بالتزامن مع إشاراتٍ غير مسبوقة من «حزب الله» عبر إعلامه وقريبين منه حملتْ تصويباً على الحريري نفسه، كما على «العرّاب» الفرنسي لعملية وقف التدحرْج في قلب الهاوية وصولاً إلى «الكاوبوي» الأميركي، مع تخصيص كلّ من هذا «الثلاثي» بحصّة من «مضبطة الاتهام» وفق الآتي:

* اتهام باريس عبر موفدها باتريك دوريل، بالعرْقلة من خلال الإصرار على فرْض اسمي وزيريْ الطاقة والمال وانحيازه للحريري على حساب الرئيس ميشال عون وفريقه.

* الأخْذ على الحريري «الانقلاب على تفاهماتٍ سابقة مع عون» و«الانصياع لأميركا» الراغبة بتأليف حكومة لا يشارك فيها «حزب الله» بأي طريقة.

* اعتبار واشنطن مصدر «الأذى» والتعطيل الرئيسي عبر تطويقها المسعى الفرنسي ومحاولة توجيهه وفق شروط تعمّق الأزمة وتحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض، وفق تلفزيون «المنار».

ولاقى باسيل في إطلالة عبر قناة «العربية الحدث»، هذا المناخ السلبي حكومياً غامزاً من قناة الحريري بحديثه عن «وعودٍ حكومية معطاة للداخل لا تتناسب مع المعطاة للخارج، وعند جمْعهما بهذا ‏الشكل لا يركب البازل، وإذا احتُرمت الوعود تتألف الحكومة في 24 ساعة»، مؤكداً «لا أحد يستطيع الاستقواء علينا عبر الخارج، ونحن ‏نتخذ قراراً بألا نكون في الحكومة، ولا يمكن فرْض ذلك علينا».

ولم يكن ممكناً وفق أوساط مطلعة فصْلُ هذه «الهبّة الساخنة» متعددة الجبهة عن «مسرح العمليات» الاقليمي الذي يشهد مرحلة انتقالية بالغة الخطورة في الفترة الفاصلة عن دخول جو بايدن، البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل، وبات واضحاً أن أحد عناوينها محاولة فرْض وقائع في ما خص موضوع إيران والمواجهة التي أرساها الرئيس دونالد ترامب معها ومع أذرعها وفي مقدّمها «حزب الله»، بما يمدّد مَفاعيل هذا المسار الذي يسود اقتناعٌ بأن الإدارةَ الجديدة قد لا تكون متضرّرةً منه، هي التي سيتعيّن عليها «إيجاد توازُن» بين أي مراجعةٍ للعلاقة مع طهران المحكومة بالاتفاق النووي وشروطه، وبين عدم التراجع عن الأبعاد ما فوق الاستراتيجية لتطوراتٍ قلبت المشهد الجيو – سياسي في المنطقة عبر «جدار السلام» مع اسرائيل ولن يكون من السهل التفريط بها، وتقتضي مراعاة مصالح العرب ولا سيما دول الخليج بوجه المشروع الإيراني. وإذ كانت بيروت تتلقّف باهتمامٍ مواقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من باريس وتأكيده «الحاجة لمواجهة ‏التطرف العنفي والتأثير الخبيث لحزب الله في لبنان»، مشدداً على «جهود الولايات المتحدة لإقامة حكومة ‏مستقرة تركز على الإصلاحات»، رأت الأوساط المطلعة أنه بعد مهادنةٍ مدروسة اعتمدَها المحور الإيراني في المنطقة، بما في ذلك لبنان، لزومَ محاولة «تهدئة الثور الهائج» وتهيئة الأرضية لاحتمال عودة ترامب عبر «الشبْك» مع مرحلة الـ DEAL المرتقب، جاء فوز بايدن ليجعل هذا المحور يستعيد أنفاسه ويسعى إلى مُشاكَسَةٍ لا تستجلب «القِرْشَ» (ترامب) وفي الوقت نفسه «ترْفع سعر» ساحاتِ النفوذ الإيراني في الطريق نحو التفاهماتِ الجديدة مع بايدن التي يصبح التفاوض حولها من موقع أكثر قوة كلما كانت إشاراتُ التوتير وتالياً تظهير القدرة على «الضبْط» أكبر وأوضح.

 

عودة التواصل بين حلفاء “14 آذار”: هل التقى الحريري وجعجع؟

 وكالة الانباء المركزية/18 تشرين الثاني/2020

بدأت العلاقة المُتشنّجة بين “تيار المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية” تستعيد عافيتها وفق ما يُفترض أن تكون بين حليفين تقليديين تجمعهما مبادئ سيادية ووطنية. وساهمت الاتصالات واللقاءات التي تجري خلف الكواليس السياسية بترميم ما افسدته الاستحقاقات السابقة ابرزها تشكيل الحكومة، حيث رفضت “القوات” تسمية الحريري لاعتبارات مرتبطة بمقاربتها الجديدة لمسألة تأليف الحكومات وتمسّكها بان تكون مستقلّة ومن اصحاب الكفاءات تنصرف الى إنقاذ البلد عبر تنفيذ الاصلاحات المطلوبة. وانطلاقاً مما كشفه رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب “القوات اللبنانية” انطوان مراد لـ”المركزية” عن ان التواصل مع الحريري الى تحسّن نسبي”، تحدّثت اوساط سياسية مطّلعة لـ”المركزية” “ان تواصلاً مباشراً حصل بين الحريري وجعجع من دون ان تُعطي تفاصيل اضافية”. وفي حين ساهمت المواقف الاخيرة لجعجع من الحريري وقوله انه يسعى وحيداً لتأليف حكومة وفق المبادرة الفرنسية على عكس الاخرين الذين يريدون حكومة محاصصة، في تسريع اللقاء بينهما، اشارت الاوساط الى “لقاء اخر تم بين الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط”. وبانتظار ظهور نتائج هذين اللقاءين على المستجدات السياسية، لاسيما مسألة تشكيل الحكومة، شددت الاوساط السياسية على “ضرورة عدم تخلّي الحلفاء التقليديين عن الحريري في هذه المرحلة بالذات، حيث يتعرّض “للابتزاز” من قبل “قوى الثامن من اذار” في عملية تشكيل الحكومة بعدما “تُرك وحيدًا” في ميدان التشكيل يُصارع الشروط والمحاصصة”. ولفتت الى أن “الحريري يعمل تحت تأثير شروط ومطالب العهد و”قوى الثامن من اذار”، لاسيما الثنائي الشيعي، وتحديداً الرئيس نبيه بري، من هنا ضرورة تكاتف حلفاء “ثورة الارز” والتعالي على خلافاتهم وتحصين مهمة الحريري ودعمه كي يُشكّل حكومة طبقاً لمواصفات المبادرة الفرنسية، والا سيخسر لبنان اخر فرصة مُتاحة له وعندها لن ينفع البكاء على الاطلال وتبادل الاتّهامات وتحميل المسؤوليات”. وفي وقت “نفضت” دول عديدة يدها من ملف لبنان بعدما اكتشفت ان المسؤولين السياسيين لا يريدون مساعدة انفسهم للخروج من اسوأ أزمة يتخبّط بها بلدهم، اعتبرت الاوساط أن “دعم مهمة الحريري من قبل حلفائه في “14 آذار” حتى لو لم يسمّوه ولديهم ملاحظات على ادائه، بات ضرورياً من اجل اخراج “حكومة المهمة” من عنق زجاجة التعطيل حتى تمرير هذه المرحلة بأقل كلفة من دون ان يعني ذلك العودة الى التحالف السابق والاصطفافات السياسية”.

 

خطوات إدارة ترامب ليست “مزحة”… والآتي أعظم!

وكالة الانباء المركزية18 تشرين الثاني/2020

يتطابق أداء السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا وطريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع الملف اللبناني الى درجة التكامل. لا يشبه اسلوبها السياق المتعارف عليه في عالم الدبلوماسية. ضمن معايير الاحترام واللياقة التي تتقنهما، توصل رسائل ادارتها لمن تريد من المسؤولين بوضوح وبالمباشر من دون قفازات. تقول ما يجب قوله وتمضي، تماما كما رئيس بلادها دونالد ترامب المعروف مدى قربها منه ومن جبهته المتشددة. وقالت شيا في الاسبوعين الاخيرين ما لم يقله مالك في الخمر. مواقف علنية ولقاءات اعلامية وكلام مباشر في اجتماعاتها مع المسؤولين اللبنانيين، وفي شكل خاص مع الفريق الدائر في فلك العهد. نصحت بوجوب تغيير نمط الخيار السياسي والابتعاد الى الحد الاقصى عن مسار “حزب الله” لمصلحة الانخراط في مشروع الدولة واعادة بنائها من خلال اطلاق مشروع محاربة الفساد وحذرت من مغبة عدم الاخذ بالنصائح، فالعقوبات على صهر رئيس الجمهورية رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل عيّنة والآتي اعظم. تقول مصادر سياسية اجتمعت في الآونة الاخيرة مع السفيرة “المتشددة” لـ”المركزية” ان ما قد تقدم عليه ادارة ترامب من خطوات واجراءات في المرحلة المقبلة، وقبل مغادرة البيت الابيض، ليس “مزحة” وعلى المسؤولين قراءته بتأن وبروح عالية من المسؤولية الوطنية، لان تداعياته المحتملة ستكون كارثية ليس على مستوى الاشخاص المعاقبين من الصف الاول بل على مستوى الوطن عموما وشعبه خصوصا الذي يدفع اثمانا باهظة نتيجة السياسات العشوائية لقادة البلاد.

واذ تؤكد ان رسائل الادارة الترمبية تبلغ مسامع كبار المسؤولين وتنقل اليهم بحرفيتها، متوقعة انها لا بد الا ان تؤخذ في الاعتبار نظرا لخطورة ما قد يترتب جراء اهمالها، توضح ان في سياق البحث الاميركي- الاوروبي حول سبل حل الازمة اللبنانية المستعصية والمخارج المقترحة تطرح خطوات هي قيد الدرس راهنا، تصفها بالكبيرة وغير المتوقعة من دون الكشف عنها او عن طبيعتها. وتشير الى اكثر من سيناريو يبدأ بالعقوبات على الشخصيات فالدولة، باستثناء الجيش والاجهزة الامنية، ولا ينتهي بالامن وما يتفرع منه من سيناريوهات متداولة.

وتدعو المصادر الى القراءة جيدا في ما بين سطور مغادرة بعض السفراء لاسيما دول الخليج وتخفيض المستوى التمثيلي لسفارات واتخاذ اجراءات على غرار ما فعلت الامارات العربية المتحدة. وتوازيا، تشير الى ابعاد اعلان المرشد الايراني علي خامينئي الاستنفار العام في ايران لمواجهة تداعيات نتائج الانتخابات الاميركية والمخاوف من اعمال عسكرية وامنية ترتفع مع انخفاض حظوظ عودة ترامب الى البيت الابيض، موضحة ان ايران استنفرت اذرعها في العراق ولبنان وسوريا لمواجهة اي مغامرة تقوم بها الادارة الاميركية قبل 20 كانون الثاني موعد تسلم الادارة الجديدة السلطة، سواء كانت لجو بايدن او لترامب.

ولا تستبعد فرضية المواجهات بالواسطة بين اميركا وايران خلال الوقت الضائع عبر ادواتهما، ولبنان حكما احد مسارحها بعدما باتت ساحته نقطة ارتكاز في المحور الايراني من خلال تعاظم نفوذ “حزب الله” في الدولة سياسيا وعسكريا. وما التغييرات التي اجراها ترامب في وزارة الدفاع  وانشاء “قوة ضاربة” تتحرك بسرعة وفقا لاوامره الشخصية، بعد انتهاء العملية الانتخابية وارتفاع حظوظ منافسه الديموقرطي جو بايدن الا من ضمن الاشارات الخطيرة والسيناريوهات القاتمة الممكن ان تواجه لبنان، اذا لم يستعجل تشكيل الحكومة ويضع مساره السياسي على السكة الدولية الصحيحة خارج صراعات المحاور.

 

خريطة من إسرائيل إلى مجلس الأمن بمواقع لـ”الحزب”

 قناة العربية.نت/18 تشرين الثاني/2020

قدم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، طالب فيها باتخاذ إجراءات فورية ضد أنشطة “حزب الله” في جنوب لبنان، بحسب ما أفادت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية. وأكدت رسالة إردان أنه لم يتم نزع سلاح حزب الله، بل إنه “بات يستخدم الدروع البشرية لحماية ترسانة أسلحته التي تضم أكثر من 130 ألف صاروخ وبنية تحتية عسكرية. وأوضح أن “التنظيم الإرهابي يحد بشكل منهجي وتام من قدرة قوات اليونيفيل على أداء مهامها، من خلال تقييد حرية الحركة، في محاولة لإخفاء نشاط عناصره”. وأرفق إردان برسالته، التي بعث بها إلى جميع أعضاء مجلس الأمن، خريطة أعدها الجيش الإسرائيلي تحدد المناطق التي تم فيها اكتشاف أنفاق حزب الله مؤخرًا، والمواقع التي انطلقت منها الهجمات ضد إسرائيل ونقاط المراقبة التابعة لمنظمة “أخضر بلا حدود”، وهي منظمة غير حكومية يُعتقد أنها واجهة لحزب الله تم إنشاؤها للعمل بالقرب من الحدود وجمع المعلومات الاستخبارية عن القوات الإسرائيلية. كما خلصت رسالته إلى أن “مجلس الأمن يجب أن يعلن فوراً حزب الله منظمة إرهابية وأن يمنعه من تلقي أي مساعدة مباشرة أو غير مباشرة”. وأتت مطالبة إردان بعد تقرير ربع سنوي قدمه مؤخرًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ركز فيه على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أبصر النور خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006، وكان من المفترض أن يمهد الطريق لحل الصراع، وقد كان من ضمن شروطه الأساسية نزع سلاح الميليشيات، بحيث لا يكون هناك أي سلاح خارج إطار الشرعية والدولة اللبنانية.

 

هدية من عون لباسيل.. ولغم على درب الحريري!

وكالة الانباء المركزية/18 تشرين الثاني/2020

لم يكن ينقص عملية تشكيل الحكومة العتيدة، المعقدة أصلا إلا ضربة دولية بحجم العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لتزيد الطين بلة، وتصعّب المهمة على الرئيس المكلف سعد الحريري، بذريعة ضرورة تأمين التوافق الوطني الشامل حول عملية تشكيل فريق وزاري كان من المفترض أن يفرش الجميع طريقه بالورود، بدلا من زرع الألغام المطلبية، لتكريس المعادلات البعيدة المدى، والرئاسية الأهداف والمقاربات. هذه القراءة تقدمها إلى “المركزية” مصادر سياسية مراقبة، قبل أيام على اكمال استشارات التكليف شهرها الأول، في 22 تشرين الثاني الجاري. ذلك أن المسار الذي سلكه التأليف منذ إنطلاقه مر بمحطات كثيرة من الجهد في إظهار إرادة في استيلاد الفريق الوزاري سريعا تجاوبا مع الضغط الدولي، إلى التنازل الذي قدمه الحريري إلى الثنائي الشيعي في ما يخص وزارة المال، بغض النظر عن مبدأ المداورة الذي حمل الرئيس المكلف لواءه باكرا أيضا.

لكن كل هذا في واد وما جرى بعد العقوبات الأميركية في حق باسيل في واد آخر. وفي هذا الاطار، تشير المصادر إلى أن أحدا لا يمكن أن يشك في أن العهد والمحسوبين عليه تلقوا الرسالة الأميركية القاسية وفهموا ما بين سطورها جيدا: الطموحات الرئاسية لباسيل، الحليف الأول لحزب الله، والذي يؤمن “الغطاء لفساده”، على حد قول سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا، لا تناسب متطلبات ونظرة المجتمع الدولي للبنان في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، خصوصا أن صرخات كثيرة علت منذ بداية العهد احتجاجا على تصرفات قادت لبنان إلى السباحة في فلك الممانعة.

على أي حال، فإن بعبدا والمقربين منها تيقنوا أيضا أن العقوبات، أيا تكن أسبابها تشكل ضربة معنوية قوية لباسيل، الرجل القوي في عهد القوة، والعنصر الأساسي في أي مفاوضات حكومية أو متمحورة حول القضايا الكبرى كالتعيينات والقوانين الانتخابية. تبعا لذلك، تعتبر المصادر أن مضمون اللقاء ما قبل الأخير بين عون والحريري، يوم الاثنين 9 تشرين الثاني يشكل ما يشبه الهدية المعنوية من عون إلى باسيل، ليحفظ له مكانا على الساحة المحلية، حتى نهاية عهده على الأقل، عله بذلك يكرسه مرشحا طبيعيا لخلافته برغم المعارضة الشرسة التي قد يواجهها هذا الاحتمال. من هذا المنطلق، تفسر المصادر ما نقل عن عون لجهة طلبه إلى الحريري التوافق مع كل القوى السياسية حول الحكومة العتيدة، قبل العودة إلى القصر الجمهوري ليبنى على الشيء مقتضاه. وفي ذلك إشارة واضحة من عون إلى الرئيس المكلف بضرورة التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر في الملف الحكومي، مع العلم أن ميرنا الشالوحي كانت أعلنت مرارا عدم رغبتها في المشاركة المباشرة في الحكومة. إلا أن العزف الدائم على وتر “وحدة المعايير” في التأليف يؤشر إلى أن للعونيين كلمتهم في تسمية الوزراء المسيحيين، في مقابل السماح للثنائي الشيعي بالاحتفاظ بوزارة المال، وتحديد هوية شاغلها. كلها مخاوف دلت إليها الاخفاقات المتكررة في المواعيد التي ضربت لذلك، والكلام عن الكباشات حول الحقائب الخدماتية، لاسيما الطاقة والاتصالات.

 

تشكيل من خارج الدستور… على الطريقة اللبنانية

وكالة الانباء المركزية/18 تشرين الثاني/2020

إبان كل استحقاق من استحقاقات تشكيل الحكومات في لبنان، تطفو على واجهة المشهد، جبال من العقد والعراقيل تمنع الولادة الطبيعية، فيدخل التشكيل في غيبوبة ويدور على مدى اشهر في دوامة الشروط والشروط المضادة، بانتظار “منقذ” يخرجه من عنق الزجاجة. هذه المرة ايضاً وعلى رغم سبحة المصائب والنكبات التي اصابت البلاد والشعب والمساعي الدولية لانقاذ لبنان بدءا من نقطة تشكيل حكومة مهمة، لم تختلف العادة وبقي منطق المحاصصة متسيّدا جبهة التشكيل.

أوساط سياسية مراقبة للمشهد الحكومي، توقفت عند الاساليب والطرق التي بات المسؤولون يتبعونها وتندرج كلها في خانة اللامنطق  ومن خارج الدستور والقانون ووثيقة الوفاق الوطني، حيث يستخدم البعض صيغا لحلول على الطريقة اللبنانية مثل “الضرورات تبيح المحظورات”، وتحت هذه القاعدة المستحدثة، ترتكب المخالفات ويتم تجاوز القانون بحجة لمرة واحدة فقط، ثم تصبح عرفاً كوزارة المالية للشيعة مثلاً والطاقة للتيار الوطني الحر وغيرها.، حتى بات الدستور  وجهة نظر وتخطي القوانين “امر دارج” لتمرير محاصصات او مخالفات تحت ستار الحق.

واستغربت اوساط سياسية معارضة المواقف التي أتى بها الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، حيث كّرست المبادرة مفهوماً جديداً في التشكيل خارج النطاق الدستوري بإشراك الكتل في عملية التشكيل بعدما حصر ماكرون اجتماعاته في السفارة للتشاور معها دون سواها. ومن هذا المنطلق، تعتبر الكتل مشاركتها في التشكيل حقا لها، فعمد البعض منها الى المطالبة بأن يكون التمثيل وفق الاحجام والاوزان، مع اختيار الحقائب التي يريد.

الخبير القانوني النائب السابق صلاح حنين أوضح لـ”المركزية” “ان الرئيس المكلف يقوم بالاستشارات النيابية ليعاين النبض السياسي للكتل والاحزاب الممثلة في المجلس النيابي ليستخلص منها كيفية تركيب الحكومة، ومن ثم يقوم بالتنسيق والتواصل مع رئيس الجمهورية الذي عليه ان يكون راضياً ومتوافقاً ومتجاوباً معه، بما انه هو من سيوقع مرسوم التشكيل في نهاية المطاف. ان الشخصين المسؤولين عن تشكيل الحكومة هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.

وعن تدخل الكتل في التشكيل واختيار الحقائب والوزراء، قال: “المبدأ الاساس والديمقراطي لتشكيل اي حكومة هو ان تتضمن اكثرية حاكمة واقلية معارضة، فعندما يتوافق الرئيس المكلف مع الاكثرية حول رؤية معينة، عندها يصبح التشكيل اسهل لأنها حكماً ستنال ثقة المجلس النيابي، لكن المشكلة في لبنان اننا نريد تشكيل حكومة تضم الجميع وتوافق عليها كل الاطراف، عندها يصبح لدى كل فريق شروطه وما هي الحقيبة التي يريدها ولأي طائفة، حتى الكتل التي لا تضم اكثر من نائبين تتدخل، فتدور الطابة وتعود الى نقطة الصفر، ويدخلون انفسهم في متاهات وبازارات وتصبح شبيهة بسوق عكاظ، بدل ان تكون لدينا حكومة لديها مشروع والتزام وترابط بين اعضائها، ولهذا تستغرق وقتاً كي تصل الى خواتيمها. فإذا لم نعد الى حكم الاكثرية والمعارضة فلن نتمكن من تركيب الحكومة. فعندما يريد الجميع المشاركة والدخول في بازار كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة، ستنعكس حتماً خلافا عند طرح اي مشروع على طاولة البحث”.

وشدد حنين على “أهمية وجود اكثرية حاكمة واقلية معارضة كي يتمكن المجلس النيابي من المحاسبة ولكن عندما نضع كل المجلس في الحكومة فستكون الحكومة متضاربة بين بعضها بدل ان تكون متجانسة ونلغي دور المجلس في المراقبة والمحاسبة”. والحل برأي حنين للخروج من هذه الدوامة، يكمن في “تغيير جذري لكل الطاقم السياسي الذي يحكم على اساس هذه النظريات البالية والمستهترة بالمواطنين وبالحكم وبالمال العام وتقتل النظام الدستوري. اذا عدنا الى صلب دستورنا، نجده مدنيا ينص على اعتماد الكفاءة والتوازن بين المسلمين والمسيحيين ولا ينص على الطائفية والمحاصصة والفيتوات، لكنهم ادخلوه في العقد الطائفية وسوء الادارة. والمطلوب العودة الى تركيبة دستورية سليمة وحكم رصين يهتم بشؤون وشجون الناس والمصلحة الوطنية والمال العام او سنبقى مكاننا”. وختم: “انا مؤمن ان شيئا ما سيستجد وستنهار هذه التركيبة وعندها نذهب فعلا الى حكم جديد وصالح وسليم وصادق. لبنان بلد غني والحلول موجودة ويمكن ان نستعيد عافيتنا في غضون سنة شرط تطبيق السياسات الصحيحة والجدية والرصينة ومن اجل ذلك علينا ان نتخلص من المرض الذي نعاني منه ومن التركيبات الخاطئة والسياسات العاطلة الناتجة عن الطبقة السياسية الحاكمة”.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

عقوبات أميركية جديدة على إيران.. بومبيو: لن نكون ضحية لـ”الابتزاز النووي”

روسيا اليوم/18 تشرين الثاني/2020

أعلنت الولايات المتحدة “فرض عقوبات واسعة جديدة على إيران تستهدف عشرات الشخصيات والكيانات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية”. وأشارت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إلى أن “العقوبات تشمل “مؤسسة مستضعفان للثورة الإسلامية”، التي يديرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ووزير الأمن والمخابرات للبلاد محمود علوي”. كما أدرجت الوزارة في قائمة عقوباتها عشرات الشخصيات والكيانات الأخرى بينها مرتبطة بقطعات المعادن والنفط والنقل في إيران. وتعليقا على هذه الإجراءات، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن “حملة الضغوط القصوى التي تتبعها بلاده ضد إيران تنجح”، قائلًا: “على الولايات المتحدة ألا تكون ضحية للابتزاز النووي من قبل إيران والتخلي عن عقوباتنا”.وشدد على أن “الولايات المتحدة ستطبق مزيدًا من العقوبات ضد إيران في الأسابيع والأشهر القادمة”.

 

أدرعي: ايران أقامت بنية تحتية في سوريا لاستهداف إسرائيل

قناة الحرة/18 تشرين الثاني/2020

أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، أن الضربة الإسرائيلية على مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني وجيش النظام في سوريا، شملت أهدافا نوعية. وكشف أدرعي في تصريح لموقع “الحرة”، عن إقامة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بنية تحتية “تخريبية” أنشأت للاعتداء على إسرائيل، مؤكدا أن هذه المحاولات لم تنجح، خاصة وأن إسرائيل سبق لها إحباط مثل هذا النوع من العمليات، كان آخرها قبل 3 أشهر عندما استهدفت خلية تعمل بتوجيه إيراني.واعتبر أدرعي أن إيران تتاجر بالسوريين في جنوب البلاد، مستغلة فقر وسوء الأحوال المعيشية لهؤلاء، لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، قائلا: “لن نسمح للنظام السوري أن يغض النظر عن السماح بتموضع إيران العسكري داخل أراضيه وتحديدا على حدود إسرائيل”. وأضاف: “النظام السوري سيدفع الثمن إذا ما سمح بتموضع عسكري إيراني على أراضيه”. وأشار أدرعي إلى أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا لا يشكل خطرا على إسرائيل فحسب، بل يهدد استقرار المنطقة برمتها. ولم يكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن وجود خسائر بشرية إيرانية، موضحا أن “الصورة ستتضح أكثر خلال الساعات المقبلة”.

 

10 قتلى بغارات إسرائيلية على أهداف في سوريا

وكالات/18 تشرين الثاني/2020

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 10 قتلى من جنسيات سورية وعربية وإيرانية جراء القصف الإسرائيلي على دمشق وريفها، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن القصف تسبب بمقتل 3 عسكريين وإصابة جندي. ونشرت إسرائيل عددا من بطاريات القبة الحديدية في المنطقة الشمالية، تحسباً لإطلاق أي صواريخ باتجاهها. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنّه شنّ فجر الأربعاء غارات جوية على أهداف عسكرية سورية وإيرانية في سوريا، ردّاً على عبوات ناسفة زرعتها قرب شريط الفصل في الجولان السوري المحتلّ “خليّة سورية بتوجيه إيراني”.وقال الجيش في بيان على “تويتر”، إنّ “ما فعلته إيران وسوريا هو أنّهما زرعتا عبوات ناسفة بدائية الصنع قرب الخط ألفا لاستهداف الجنود الإسرائيليين. ما فعلناه نحن هو أنّنا ضربنا لتوّنا أهدافاً لفيلق القدس وللجيش السوري في سوريا”.

 

الحزب” في العراق.. خلايا ظل وتغلغل واستنساخ للحرس الثوري

نصير العجيلي – “العربية”/18 تشرين الثاني/2020

على مدى السنوات الماضية، وضعت كتائب حزب الله العراق، المدعومة من إيران، مسألة استقطاب الشباب والتغلغل في المجتمع العراقي بقوة في قائمة أولوياتها. فلم تكتف بإنشاء جمعية كشافة الإمام الحسين، التي تقوم بنشاطات اجتماعية تهدف عبرها إلى تجنيد موالين مستقبليين أوفياء، بل عمدت إلى تجنيد شباب يافعين للتجسس على القوات الأميركية وتحركاتها، فضلاً عن محاولة إسكات أي صوت ينتقد إيران والميليشيات الموالية لها عبر الترهيب والوعيد. ولعل خلايا ظل التي روجت لها قناة “صابرين نيوز” على التليغرام التابعة لتلك لكتائب حزب الله، لأبسط دليل على تلك الأهداف. فقد دعت صراحة العراقيين للانضمام إلى خلايا الظل التابعة لحزب الله برسالة بثت في 21 آب ثم أُزيلت بعد فترة، وجاء فيها “كن مُقاوماً من حيث أنت، وانضم إلى خلايا الظل لإرسال صور ومقاطع مصورة أو معلومات عن أي تحركات للعدو الأميركي”. وقد حصد إعلان القناة 14.400 مشاهدة قبل أن يحذف في أوائل ايلول، وكان من الواضح أنها دعوة صريحة موجهة إلى الشباب للانضمام إلى صفوف حزب الله من مدنهم وقراهم، وقناة لتجنيد مقاتلين مستقبليين. ومن الكشافة إلى القناة، وصولا إلى المؤسسات التابعة لتلك الكتائب التي تعمل على نشر عقيدتها، يأتي “مركز الهدف للأبحاث” الذي يعمل ضمن هدف التغلغل في المجتمع العراقي. ويطلق هذا المركز العديد من ورشات العمل والتدريب التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ ولاية الفقيه. وعلى الرغم من مساعيها هذه للتوسع في النسيج العراقي، وممارسة الضغوط على عدد من السياسيين في البلاد، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت للعربية.نت أن نفوذ تلك الميليشيات تضاءل بعد مقتل نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني الماضي.

تحدي الدولة

وذكرت تلك المصادر المحلية أن الخطوات مستمرة لدمج بعض فصائل وحدات الحشد الشعبي بشكل كامل في سلاسل القيادة والهياكل الحكومية التي كانت موجودة قبل عام 2014، مضيفة أن مثل تلك الخطوة إذا تحققت فستقلل إلى حد كبير تأثير مثل تلك الجماعات المسلحة. كما أضافت أن ميليشيا كتائب حزب الله واحدة من عدة ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران تنشط في العراق، لكنها تعتبر منذ فترة طويلة الخطر الأكبر على طموح الحكومة العراقية، من خلال احتكار استخدام القوة داخل بعض المناطق، واحتفاظها بأراضٍ في العراق، مشيرة إلى أنه حتى المسؤولون الحكوميون ممنوعون من دخول تلك المناطق، ومنها جرف الصخر مركز عمليات حزب الله العراقي جنوب بغداد. إلى ذلك، أكد مسؤولون أمنيون محليون في محافظة ديالى الحدودية “أن بعض ألوية كتائب حزب الله دمجت بالفعل في وحدة الحشد الشعبي التي تتقاضى رواتب من الحكومة العراقية، كجزء من محاولة لكبح جماح تلك الميليشيات، لكن مع ذلك، يواصل العديد من مقاتليها العبور من وإلى سوريا وإيران”.

خطر متزايد

من جانبه، رأى رئيس مشروع المواطنة العراقي، غيث التميمي، في تصريح للعربية.نت أن تلك الكتائب تحاول منذ سنوات عدة أن تؤسس حاضنة اجتماعية لها، مستفيدة من الاصطفافات الطائفية في البلاد. وتابع لافتا إلى أن حزب الله أسس بالفعل حاضنة لا يستهان بها في البلاد، تضم شيوخ عشائر وظفهم وجندهم لمصالحه الخاصة بطريقة أو بأخرى، وكذلك أسس لحاضنة ميليشياوية خطيرة، وأخذ شبابا عراقيين أغلبهم أميون من الطبقة المسحوقة ونقلهم إلى إيران، حيث تلقوا تدريبات ومفاهيم تتناقض مع منظومة الدولة.

كما تمكن بالنتيجة من تكوين حاضنة محمية بكتل سياسية وبإعلام يخدمها، ابتداء من قناتهم الخاصة ووصولا إلى 53 قناة فضائية يمولها ما يسمى اتحاد القنوات الإسلامية، بحسب تعبيره.

“ثورة تشرين”

إلا أنه شدد على أن ثورة تشرين الشبابية التي انطلقت في تشرين الاول 2019 عمدت إلى إسقاط تلك المنظومة، مخففة من تأثيرها، ومذكرة بالهوية العراقية الجامعة لكل المواطنين. كما أشار إلى أن الحاضنة الاجتماعية التي كانت تمثل العمق الاستراتيجي لكتائب حزب الله ولمنظومته في العراق، ضعفت بعد مرور عام على انتفاضة تشرين، إذ اكتشف العراقيون أن حزب الله تنظيم غادر يريد أن يطيح حتى بالمرجعيات الدينية في العراق، ومنها السيستاني وغيره من المراجع الشيعية التقليدية. إلى ذلك، شدد على أن حزب الله استخدم عمليات القتل والخطف والترهيب ضد الشباب في وسط وجنوب العراق المشاركين في المظاهرات، وقد أدت كل تلك العوامل مجتمعة في المناطق الشيعية إلى بروز رفض حقيقي مجتمعي لمنظومة إيران.

استغلال الفقر والبطالة

من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة رعد هاشم للعربية.نت، إن حزب الله هيمن على منافذ الدولة ومقدراتها التي تدر له منافع كبيرة وسيولة هائلة، وعمل على جذب الفتية وإغرائهم للتطوع بين صفوفه وتدريبهم على السلاح. كما أضاف أن تلك الميليشيات استغلت حاجة بعض الفئات العمرية الشابة للعمل وسط انتشار البطالة، كما سعت إلى استقطاب بعض الفئات الأخرى غير المتعلمة والبسيطة التي لا تقوى على توفير قوتها اليومي، عبر باب الحاجة.

جماعات مسلحة شبحية

بدوره، أوضح د.مهند الجنابي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جيهان للعربية.نت، أن كتائب حزب الله هي رأس الحربة في ما يتعلق بمجموعات النخبة التي تعتمد عليها إيران من أجل تكوين وكيل عسكري ضاغط على الحكومة العراقية وعلى حلفاء العراق، والتمدد سياسيا والتغلغل في جسد المؤسسة الرسمية العراقية، وصنع القرار بقوة السلاح. كما نبه إلى أن السيطرة لا تتوقف على المؤسسات والتواجد العسكري بل الخطورة تكمن في الرغبة الإيرانية بتشكيل نسخة عراقية عن الحرس الثوري وأدواره. وأضاف الجنابي أن محاولة الكتائب التغلغل اجتماعيا جاءت عبر إنشاء مكاتب ودورات دينية في مدينة النجف تحديدا، في تحد لسلطة السيستاني الذي لا يؤمن بالولاية المطلقة على نهج ولاية الفقيه الإيرانية. وتابع قائلا: “إن إيران عمدت إلى تنفيذ هذا الهدف عبر وكلائها، ومنهم حزب الله وحزب الدعوة، ومازالت مكاتبهم موجودة وقد أنتجت مقاتلين في سوريا منذ عام 2011، فضلا عن جماعات مسلحة شبحية ظهرت في اذار 2020 لتستهدف القوات الأميركية مثل أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وغيرها”. كما أكد أن تلك الفصائل الولائية لإيران أنتجت مجموعات جديدة تمارس نفس دور قوات الشرطة المجتمعية في إيران، تحت مسميات “ربع الله” و”ربع الشايب” و”أبو جداحة” و”المجموعات الخاصة” .

نسخ تجربة الحرس الثوري

إلى ذلك، أكد الجنابي أن نسخ تجربة الحرس الثوري في العراق تهديد للسلم المجتمعي وللحريات. وقال “كل الأفعال التي ينفذها حزب الله خارجة على القانون، لا سيما الهجمات على السفارات والقنوات الفضائية والمقرات العسكرية”. بدوره، رأى رائد العزاوي، أستاذ القانون الدولي في تصريح للعربية.نت أن تغلغل حزب الله في العراق ليس جديداً بل بدأ مع انطلاق العمليات العسكرية للحشد الشعبي.

مدارس ومؤسسات.. على خطى حزب الله لبنان

كما اعتبر أن تشكيل حزب الله العراقي عمل مشابه تماما لحزب الله اللبناني الذي تأسس عام 1981، وتوسع اجتماعيا عبر تقديم خدمات طبية ومساعدات للناس ومعالجة المرضى وإنشاء المدارس، مع الاستثمار في عمليات ضخمة لتمويل عملياته، ولهذا يعتبر ثاني حزب في العراق يملك رأسمال مدورا في القوى السياسية المسلحة بعد حزب الدعوة، كما يملك مصانع للسلاح خاصة الطلقات النارية وقذائف RBG التي تتم عمليات شحن موادها الأولية من إيران وتكملة صناعتها في مدينة جرف الصخر في العراق. إلى ذلك، أشار إلى أنه ينشط مشاريعه لتغيير التركيبة الديموغرافية في صلاح الدين ونينوى وحزام بغداد وديالى. وختم محذراً من أن تعامل حزب الله ومنظومته مع الشارع العراقي، يشي بأنه تعامل الباحث عن البقاء لأطول فترة ممكنة، عبر السيطرة على العقول والأفئدة وبالتالي التغيير الديموغرافي.

 

وصول أول وفد رسمي بحريني إلى تل أبيب

سكاي نيوز عربية/18 تشرين الثاني/2020

وصل أول وفد رسمي بحريني برئاسة وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، إلى تل أبيب، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها. وكان في استقبال الوفد البحريني، وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، بالإضافة إلى وزراء ومسؤولين آخرين، وفق ما ذكرت وكالة أنباء البحرين. وعلّق الزياني على الزيارة، قائلا: “تعد هذه الزيارة خطوة شجاعة اتخذتها مملكة البحرين، بما يتماشى مع رؤية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.. لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، حيث تضطلع المملكة بدورها الرائد لتحقيق السلام في المنطقة والعالم”. وأضاف: “مملكة البحرين ومع هذه الزيارة التاريخية الأولى لدولة إسرائيل، تؤكد على سياستها القائمة على الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، تنطلق من خلاله أطر المبادرات لتعزيز التعاون الدولي والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط”. وتابع: “هذه الزيارة بداية استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، بما يحقق المصالح المشتركة بينهما، إذ ستسهم في إطلاق العديد من مبادرات التعاون في مختلف المجالات، وهي منطلق لزيارات أخرى مرتقبة مستقبلا”. وشدد وزير خارجية البحرين على أنت منطقة الشرق الأوسط “شهدت على مر العقود السابقة نزاعات وحالة من عدم الاستقرار، وقد حان الوقت لأن ننتهج سياسات أخرى للتوصل إلى حل شامل يحقق الازدهار والنماء للجميع”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الثانية

18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92506/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-2/

لم يكن الوصول إلى صور سهلا في تلك الأيام على ابناء المنطقة المسيحيين. فمادة البنزين "شحيحة" من جهة، وقد كثرت من جهة أخرى الحواجز وانتشر المسلحون ولا من يردع. وليس هناك قانون يحدد الأصول أو مبدأ للتفاهم حوله. فالوطن ضائع بين ما سبق أن كان لبنان، وما قد يصبح فلسطين الجديدة أو سوريا الواسعة أو إحدى الجمهوريات الثورية التي قد تنسب إلى العروبة أو التقدمية أو الاشتراكية... وفي فترة الانتقال تلك لا يعلم أحد كيف يجب أن يكون التصرف، فمزاجية حاملي السلاح وحدها التي تحدد تصرفهم وليس أشياء أخرى. ولكن الوفد كان يحتمي بإسم عزمي وقد كان له بالفعل نوعا من التاثير على الحواجز والمسلحين. ففي "بيت ياحون" حيث كان حاجز الجيش فيما مضى يعطي الطمأنينة لأبناء عين إبل، كان هناك هذه المرة جيش آخر وعلم آخر غير العلم اللبناني، وقد بدوا وكأنهم غرباء فالانضباط مفقود كما يظهر من ثياب ولحية ووضع الغفير الذي وقف هناك، ولم يكن كلامه مهذبا لائقا كما تعودوا في الماضي، وقد كان وحيدا كما يبدو وليس كعادة الجيش على الحواجز. ثم عندما عرّفوا عن أنفسهم أمرهم بالانتظار ولم يسمح لأحد منهم بالنزول من السيارة للتحدث معه وشرح الموقف. ثم ذهب إلى قرب الغرفة التي يرتاح فيها عادة الجنود، ونادى على أحدهم، وبعد عدة دقائق ظهر "الرقيب" وتقدم نحو السيارة وسأل عن الهويات ووجهة الوفد وما سبب النزول إلى صور ولماذا لم يكونوا مزودين بتصريح من أحد المسؤولين. ولكنه عندما سمع بأسم بلال وعزمي تغيرت لهجته ولانت قليلا وسمح لهم بالانطلاق. بعد انطلاقهم من بيت ياحون الذي كان إسمها يذكرنا بالاهين مهمين هما "ياه" و"أون"  بدت تبنين تتوسطها القلعة التي تحيطها بيوت البلدة ويجاورها من الغرب بقايا "الحصن" الذي تستند إليه الكنيسة، فلا يزال في تبنين حي للمسيحيين ولو قل عددهم.  ومن الشرق يظهر المستشفى العسكري الذي كانت الراهبات تشرفن عليه قبل الحرب. وكانت قلعة تبنين، التي لم يزل سورها الخارجي قائما منذ الحروب الصليبية حيث أنشأها لأول مرة "هيو سانت أومير" أمير الجليل الأول بعد "تانكرد" الذي كان رافق "بوهيموند" وقاتل معه ثم التحق ب"غودفروا دو بويون" الذي توج أول ملك على مملكة القدس وأقطع "تانكرد" الجليل . وقد كان بناء تبنين التي سميت ب"تورون" في اثناء حصار صور، وقبل سقوطها. وقد اصبح سادة تبنين دائما من المقربين من الملك. وكان "همفري الثاني" أو "الكبير" "كنداسطبل"  المملكة، وقد اشتهر ببطولاته وحروبه إلى جانب الملوك المتعاقبين على مملكة القدس. وقد تمكن من تخليص الملك "بودوان الرابع" من كمين نصب له بالقرب من بانياس وبقي يقاتل مع بعض جنوده لتأمين انسحاب الملك وحراسه، وكان يومها في السبعين من عمره، وجرح في تلك المعركة وعاد إلى حصن "هونين". ولكنه توفي فيما بعد متأثرا من تلك الجراح . وكانت تتبع لتبنين قلاع وحصون عديدة منها "دوبيه"  التي بحسب "ابن جبير"  مركز المكوس أو الضريبة المفروضة على كل القوافل العابرة بين الشام وعكا لصالح صاحب تبنين، وقلعة "هونين" التي كانت مركز الدفاع الرئيسي عن المملكة بعد سقوط بانياس، وقلعة "مارون" . وقد أعاد فخر الدين الثاني إستعمال تبنين وكذلك فعل الشيخ ناصيف النصار باعادة ترميمها واستعمالها كمركز "حكومته" في نهاية القرن الثامن عشر. وقد بدت القلعة تحيطها خضرة ربيعية وتواجهها من الشرق تلة "النبي صديق" وفيها قبة يقال بأنها قبر "الولي" الذي يعتقد بأنه هو نفسه الكاهن الكنعاني الذي بارك "ابراهيم الخليل"، وقد ورد ب"التوراة" بإسم "ملكي صادق". وهنا تجدر الأشارة بأن "خربة سلم" القريبة من المكان قد تكون نفسها "شلم" التوراة أي "شلم" "صديق". وبين "شلم" و"صديق" من الشرق مرتفع آخر ليس أقل جمالا وهو المعروف ب"صفد البطيخ" وإسمها القديم "صب دو بتاخ" أو "صفد الفتاح" المنسوبة إلى "ال - بتاح" وهو أحد "الكبيروس" أو الآلهة التسعة الكبار وقد بقي اسم الفتاح الذي كان يتمثل على مقدم السفن الفينيقية، بقي هذا الأسم من أسماء الله الحسنى حتى مع الاسلام. وصفد البطيخ مع برعشيت وتبنين ظلت قرى يسكنها المسيحيون حتى اليوم...

على مفرق "عيتا الزط" - تبنين وبمقابل محطة "وزنة"، حيث كان العينبليون يواكبون في ايام العز العرسان بعد الأكليل بسياراتهم حتى تلك المحطة، حيث تعود فتعمر الدبكة توديعا للعروسين اللذين يسافران إلى جبال لبنان لفترة شهر العسل، كان يقع منزل "محمد الطويل"، وهو محمد فواز من تبنين وقد كان تلميذا في مدرسة مار يوسف الثانوية في عين إبل وقد أطلق عليه لقب "الطويل" تمييزا له عن "محمد فواز" الآخر الذي كان أقصر منه. وكان محمد شابا مهذبا لم تصدر عنه أية ذلة طيلة السنوات التي أمضاها في عين إبل، وقد نال احترام وتقدير الجميع، وكان كلما التقى أحد أبناء عين إبل يستقبله بالترحاب ويدعوه إلى منزله. وعندما مر الوفد من أمام بيته في ذلك اليوم كانت تقف سيارتا جيب مرقطتين ومسلحتين برشاشات كبيرة وقد تناثر المسلحون حولهما. فخفف السائق من سرعته تحضيرا للوقوف إذا ما أشير له بذلك ووضعت الأيدي على القلوب تحسبا ولم يجرؤ أحد على التلفت باتجاه بيت محمد خوفا من أن يوقفهم هؤلاء المسلحون. ولكنها مرت على سلامة، كما يقال، ولم يشر أحد من المسلحين على السائق بالتوقف. فأكمل الوفد سيره على طريق "عيتا الزط". وعيتا الزط قرية عرفت بهذا الأسم منذ آلاف السنين ويدل اسمها على تواجد شعب قديم عرف باسم "الزط" في هذه المنطقة ولا تزال "قراص الزط"، وهي أكلة معروفة في قرى المنطقة تذكر بهذا الأسم وقد رأى بعض قصيري النظر والذين لا يعرفون من الأسماء إلا ظواهرها وترنيماتها السمعية ولا يفقهون بعمقها التاريخي الذي قد تكون حملته لالآف السنين، أن يغيروا اسمها إلى "عيتا الجبل" فتصبح بشحطة قلم "عيتا الجبل" ويمحى "الزط" وتاريخهم من الوجود.

تابع الوفد طريقه فاجتاز حداثا وحاريص. وفي مفرق كفرا - ياطر كان هناك حاجز للجبهة الشعبية. وقد كان هؤلاء من المتطرفين عادة ولكنهم لم يكثروا من الكلام بعد أن عرفوا وجهة الوفد. لكن أحد المسلحين أسمعهم كلمات عن أنهم عملاء السلطة والاسرائيليين وقد كاد "ريمون" أن يجاوبه "بأنكم أنتم العملاء والمأجورين وناكري الجميل" لولا أن "أبو مارون" شد على يده ليسكت "فلسنا بموقف يسمح لنا الحفاظ على الكرامة". وبعد قليل إجتازوا "وادي السد" حيث كان الجيش يحتفظ عادة بفرقة من الهندسة لمحاولة تدمير الطريق في حالات الهجوم البري لتأخير العدو، ولكن الموقع كان فارغا لأنه لم يعد هناك جيش أو قيادة، وهم مسؤولي ما سمي ب"الجيش العربي" إختلف عن هم الجيش اللبناني الذي كان يعتبر مهمته تتعلق بحماية الوطن وليس بقتال فئات من الشعب، بينما اقتصر هدف هؤلاء على محاربة المسيحيين وتوسيع النعرة الطائفية وخدمة اسيادهم الفلسطينيين والليبيين. وفي أول صديقين كان هناك علم لحركة أمل وصورة للسيد "موسى الصدر" وكانت هذه أولى مظاهر التحول الشيعي الجديد، فالمسلمون عادة يتجنبون الصور للرموز الدينية لأنها تعتبر تأليها للأشخاص وإشراكا أو تعبدا لهم، وهذا يتنافى مع تعاليم الاسلام، ولكن الشيعة كانوا قد بدأوا يتميزون في هذه الحركات عن غيرهم من المسلمين. وفي قانا كانت هناك تحركات كثيرة للفلسطينيين فلهم في أولها مراكز للتدريب وعندهم مواقع كثيرة في مثلث محرونة - جويا - قانا. ولكن رؤية "أبو حسن" جعلت "أبو مارون" يصر على السائق بالوقوف.

نزل "أبو مارون" من السيارة وكأنه إلتقى غائبا عزيزا فتعانق مع "أبو حسن" الذي رحب به من كل قلبه فقد كان "أبو حسن"، غير شكل، وهو مهاجر عاد من أفريقيا وفتح تجارة في بلدته قانا. وكان يحب المرح ويفتش عن الجلسة الحلوة والسهرة اللطيفة. وقد كان يقصد عين إبل ليشرب كأسا مع "أبو مارون" ويمضي أمسية هادئة. تحادث الرجلان برهة قبل أن ينتبه "أبو حسن" للذين في السيارة فيمضي يدعوهم للنزول إلى منزله لتناول القهوة، فلا يجوز أن "يمروا دون أن يستريحوا من سفرهم ولا يزال النهار طويل". وعبثا حاول "أبو مارون" أن يشرح له بأنهم بعجلة من أمرهم ولكنه أصر، وفي هذه الأثناء مرت سيارة جيب تابعة لأحد التظيمات كتب عليها "منظمة العمل الشيوعي" وكان سائقها بعجلة من أمره وكاد يصدم "أبو مارون" فصرخ به "أبو حسن":

- ولو... شو هالسرعة كنت ضربت الزلمي...

ولكنه لم يكن بعد انتبه إلى أنها سيارة مسلحة. وإذا بالسائق الفتى "يشحط" فرامله فتصدر دواليبه صوت تزحلقها على الأرض، ثم يرجع إلى الخلف مسرعا، ويتوقف قرب "أبو حسن"، فينزل ثلاثة من المسلحين ويمسكون به وب"أبو مارون" وبدفعونهما إلى السيارة وهم بتهددون "أبو حسن" لتجروئه على رفع صوته.

عندها اقترب بعض ابناء البلدة ومنهم "أبو علي" صاحب الدكان الذي يعرف هؤلاء المسلحين وأخذ بتهدئتهم وقد حمل بيد بعض قرون الموز وباليد الأخرى غصن صغير تعلقت به عدد من حبات الأكيدينيا الشهية ووزع ما بيديه على "الأحوان" وقد أخذ على عاتقه الموضوع مترجيا أن "تمسح بهالدقن ومعليش هالمرة... اعتبروها غلطة خيكن أبو علي..." ويظهر أن كرم أبو علي كان سابقا على كل هؤلاء المسلحين فعفوا عن أبو حسن وأبو مارون "كرامة له" وتابعوا طريقهم. عندها اعتذر الوفد من أبو حسن وشكروا أبو علي الذي اعتذر بدوره عن الحادث قائلا:

- الله ينرق هالأيام على سلامة، هاييتنا متل ما شيفين كل يوم نفس المشكل، وما باليد حيلة...

وأكملت السيارة الطريق باتجاه صور. وفي آخر قانا ظهرت على يمين الطريق تلة تبعد بعض الشيء باتجاه الشمال ويبدو على قمتها شجرة كبيرة وبناء يقال له "مقام الجليل" وهو مقام مكرم مثل مقام النبي "صديق" قرب تبنين ويعتقد البعض بأن قانا الجليل التي عمل فيها السيد المسيح أولى عجائبه هي نفسها قانا هذه وقد وجدت نقوش بقربها تمثل المسيح وتلامذته الأتني عشر وبعض الأجاجين التي تشبه تلك التي كانت تستعمل أبام المسيح. ويقول بعض الباحثين بأن :أوزابيوس" أسقف قيصرية الذي عاش في القرن الثالث وكتب "جغرافية فلسطين" يقول بما يتعلق بقانا أنها "قانا التي إلى صيدون الكبرى من سبط أشير هناك حول سيدنا والاهنا يسوع المسيح الماء إلى خمر ومنها نتنائيل وهي مدينة ملجأ في الجليل " ولا يزال وادي عاشور الواقع قرب قانا يذكر ب"أشير"، ويقول القديس "أيرونيموس" الذي عاش في القرن الرابع محددا فوقع قانا التي عمل فيها المسيح العجائب بأنها "قرية صغيرة اليوم في جليل الأمم " ولا يمكن أن يكون جليل الأمم بالقرب من الناصرة وإلا فاين يصبح جليل اليهود عندها؟.. وفي المنطقة كثير من الأماكن التي تعود إلى العهود الأولى للمسيحية وتذكرنا بأنها كانت أول ملجأ للرسل الهاربين من الاضطهاد ومن ثم أول أرض للبشارة فأولى عجائب السيد المسيح قد جرت فيها ويذكر التقليد بأن أول مجمع كنسي خارج فلسطين كان اقيم في صور وحضره ثلاثمئة أسقف. ولا يزال اسم القديس قونون ظاهرا في اسم "دير قانون" وفي المنطقة مكانين يحملان هذا الأسم (دير قانون النهر ودير قانون راس العين) وهو يذكرنا أيضا بالرسول سمعان القانوني الذي يقال بأنه نتانئيل نفسه، وقد تكون "دير كيفا" منسوبة لبطرس الذي كان اسمه سمعان وقال له المسيح: "سيصبح اسمك كيفا" وكيفا بالآرامية تعني الصخرة وباليونانية "بطرس"...

وبعد حانويه وعند قبر "حيرام" الذي يقول البعض بأنه أحد ملوك صور بينما يقول آخرون بأنه "حيرام ابي" المهندس الذي بنى هيكل سليمان، كان هناك سيارة بيك أب عسكرية معطلة تقف في وسط الطريق. فاضطر سائق سيارة الوفد إلى التخفيف والنزول خارج الأسفلت ليكمل طريق.

وفي النهاية تمكنوا من الوصول إلى صور...

كانت صور قد أصبحت كالمخيمات فقد انتشر المسلحون والباعة فيها، وتكاثرت حول الطرق أنواع من البسطات كان بينها كثير من المسروقات تعرض للبيع بعضها أثاث بيوت على أنواعه، وقد تضمنت حتى الأبواب والشبابيك. وكانت هذه المسروقات من مآثر غزو القرى المسيحية في الدامور والجية وغيرها، أو من ألأحياء المسيحية في الضاحية الجنوبية وغرب بيروت حيث هجر هؤلاء من بيوتهم أو خطفوا أو قتلوا ولم يكن لهم من ذنب، في أغلب الأحيان، إلا إنتمائهم المسيحي...

وكانت سيارات مسلحة بال"دوشكا" أو المضاد وبعضها بمدافع ال"بي-10" تجوب الطرق باشكال وألوان تتمازج وتتداخل دونما ذوق أو نمط معين، ويقف خلف هذه الأسلحة شبانا تختلف ألوان وأشكال ثيابهم ولكنها تقترب بالأغلب من  الأخضر والكاكي وقد ترك أكثرهم لحيته وشعره وربط جبينه أو زنده بشريط. وكان هناك من يلف "الحطة" المرقطة حول عنقه تيمنا بفلسطين و"حطة" "أبو عمار" المشهورة، وبينهم من كان يحمل "الكلاشنكوف" أو ال"أر بي جي"...

دخل الوفد بعد طول انتظار إلى الردهة الخارجية حيث جلس عدد من الأهالي ينتظرون دورهم. وقد كان يدخل بين حين وأخر أحد المسلحين ويفتح باب المكتب حيث من المفروض أن يكون "عزمي" ثم يخرج دون أن يعيرهم اي انتباه. لم ترق الحالة ل"أبو مارون" فنهض وتقدم صوب الباب وفتحه فإذا به وجها لوجه أمام "عزمي" الذي كان يجلس في كرسي فخم لم يتجانس مع حالة المكتب، ولا بقية الأثاث، وقد توزعت أوراق على الطاولة أمامه بشكل غير منظم بينما ظهر خلفه رشاش صغير علق على الحائط. فنظر إلى "أبو مارون" مستفهما عابسا ولكن حنكة أبو مارون المعهودة وروح النكتة عنده وتنبه عزمي لأهمية هذا الوفد، جعلته يقف من كرسيه ويخرج معه لدعوة البقية للدخول معتذرا عن التاخير. ثم نادى على أحد المسلحين لإحضار الشاي أو القهوة لمن يريد. وبدأ بالسؤال عن "إخواننا" في عين إبل وبأنه سمع بالحادثة المؤلمة التي يعتقد بأن "عملاء العدو" قامو بها، ولكنه يريد أن يسمع منهم تفاصيل أكثر لكي يستطيع أن يضع اليد على هؤلاء "القتلة" ويربي المنطقة بهم، "فلن نرضى أن يستغل أحد الوضع ويحدث الفتن بين الأخوة في منطقة تحت سلطة الثورة". كان هذا هو الجو العام الذي تحدث فيه عزمي وكان مشجعا نوعا ما فقد وعد بالاقتصاص من المجرمين قائلا:

- لا ترضوا إلا بأن تعلق مشانقهم في ساحة الكنيسة في عين إبل...

لكن "ريمون" فهم أن الموضوع قصة عواطف ليس إلا، وأراد أن يخرج باي مكسب للبلدة في مجال الحماية ووقف التعديات. فطلب من عزمي أن يمنع على مسلحيه التوجه إلى عين إبل. فقبل ذلك على الفور وأقترح أن تقوم دوريات في عين إبل من قبل أهل القرية لحماية أنفسهم من الدخلاء باعتبار أن هؤلاء ليسوا من قوات الثورة. وعرض تسليم سلاح لأهل البلدة من "فتح". فكان الجواب أننا لا نريد أن نصبح خط مواجهة وجل ما في الأمر أننا نرغب بالتهويل على المشاغب والسارق وذلك ممكن بسلاح الصيد. ثم استغل أبو مارون الوضع قبل الانتهاء من الاجتماع وسأل عن وضع البنزين والطحين فأجاب عزمي بأنه يدرس الموضوع وسوف يعالج أمور الناس المعيشية. وطلب أن تشكل لجنة متابعة خاصة لموضوع التموين. وكانت كل أنواع الوقود قد خفت وشح توزيع الطحين على التجار فارتفعت الأسعار بشكل كبير. ولم يكن هناك سبب لقطع الوقود كون مصفاة الزهراني داخل منطقة نفوذ الفلسطينيين أما بالنسبة للطحين فقد كانت المطاحن الكبرى وأهراءات القمح في الشرقية ومن الطبيعي أن تنقطع ما دامت الطرق والاتصالات بين المنطقتين مقطوعة. ولكن عزمي تكلم عن كميات سوف تأتي بالبحر وأخرى بالبر من سوريا... وهكذا انحل الاجتماع، وقد كان باديا على عزمي الرضى، فعين إبل ليست أية قرية في المنطقة، فهي بلدة البطريرك الماروني وهي ذات الصيت والهيبة والكل يعرفها، وهي واجهة المسيحيين في كل المنطقة الجنوبية منذ العشرينات، وكل الزعامات الحنوبية لها في عين إبل علاقات وحتى الزعامات الفلسطينية تعرف مقام عين إبل وقيمتها، وقد كانت تقدر دورها والمساعدات التي قدمتها للاجئين في 1948 ولذا فقد كان مجرد زيارة وفد من عين إبل على هذا المستوى له في صور إعترافا وتثبيتا لسلطته ودورا مهما سوف يقوم به على صعيد العلاقات بين سكان المنطقة...  

ترك الوفد بوابة صور باتجاه البص دون المرور على المطرانية حيث كان الأب مارون صادر، نائب المطران وإبن عين إبل، يتواجد بشكل دائم لخدمة الرعية هناك. وقد كان المطران "يوسف الخوري" غائبا في بيروت بعد تعرضه لمحاولة إغتيال عند مستديرة الحايك في سن الفيل. وقد قيل يومها أن العناصر التي أطلقت النار عليه قدمت من مخيم تل الزعتر الفلسطيني. وكانت محاولة إغتياله تهدف إلى زيادة الفتنة كونه إحدى الشخصيات المهمة على صعيد الموارنة في كل لبنان. وعند مرورهم أمام "بيت الخليل" الذين كانوا يشكلون زعامة صور ومنافسوا بيت الأسعد على زعامة الشيعة في المنطقة، وكانت لهم علاقات مهمة بالرئيس شمعون وقد شكل "كاظم بيك" قوة سياسية وتأثيرا مهما على الأحداث بخاصة يوم ساهم في قيام التفاهم بين الزعماء الموارنة الثلاث الذين شكلوا الحلف الثلاثي الذي قضى على أحلام الشهابية في انتخابات 1968 وأوصلت نتائجها الرئيس فرنجية إلى الحكم في 1970. كان بيت الخليل خاليا إلا من الغبار على شبابيكه المخلعة، حيث كانت تتزاحم الأقدام وتعج الوفود في الماضي القريب، ولكن سيطرة الثورة الفلسطينية قضت على وجود هذه الزعامة وصادرت ممتلكاتها ومنعت بالقوة والتهديد أي من "أولاد الخليل" من البقاء في صور، فتفرق المحازبون وتواروا عن الأنظار، نظر "أبو مارون" إلى ذلك البيت وقد كان فيما مضى صديقا ل"ناظم" وطالما زار "عبد الرحمان" الذي بقي وحيدا في صور متحديا كل التيارات المناهضة وحتى الثورة نفسها وأزلامها حتى مماته قهرا على الحالة التي آلت إليها البلاد، وقال في نفسه هل تعود الأيام الحلوة ونرجع إلى صور ورجالاتها الحقيقيون يحكمونها؟ أم أن ما مضى قد مضى وسيصبح ذلك حلما ونعتاد على الواقع؟ أم أنها حالة عابرة سوف تنتهي وتعود الدولة فتلملم أطرافها ويسود الاستقرار؟

وصل الوفد إلى عين إبل مساء ذلك اليوم ولم تكن الظلمة قد حلت بعد، وفي مدخل القرية فوجئوا ببعض الشباب يحملون سلاحا ويرابطون قرب بيت "حنا الياس" وكان بينهم "ظطام" وابراهيم وسعيد ومارون وغيرهم ممن كانوا تسلموا في الماضي سلاحا من "الأنصار"، وهي فرقة دربها الجيش اللبناني وسلمها أسلحة لحماية المواطنين في القرى من تحرشات الفلسطينيين بنوع خاص. وقد كانوا يتبعون في الإمرة إلى أحد ضباط الجيش اللبناني ويتواجدون في قراهم. وكانوا بعد أن قام جيش لبنان العربي قد احتفظوا باسلحتهم ولم يسلموها لهؤلاء، بالرغم من مطالبتهم بها. وهكذا عندما شعروا أن الوضع أصبح خطرا على ابناء البلدة، وها هي أولى الجرائم ترتكب بحق أثنين من الفلاحين، بعد أن كانت حرمة القرية قد انتهكت بسرقة ثلاث سيارات من أمام منازل أصحابها وبالرغم من معرفة مكان وجودها وأسماء سارقيها وتوجه أصحابها إلى جماعة "الأمر الواقع" في بنت جبيل لم يجدوا آذانا صاغية ولا اهتماما لا بل خافوا من الأسوأ، لذا فقد قرر هؤلاء "الأنصار"، بعد هذه الحادثة اليوم، أن يقيموا أمنا ذاتيا دون الرجوع إلى أحد ولا حتى زعماء البلدة. أراح هذا المظهر "ريمون" قليلا فقد كان في حديثه مع عزمي المح إلى نوع من هذا التصرف، ولكنه كان يتساءل في قرارة نفسه عن كيفية التنفيذ، ولم يكن خطر بباله أن هؤلاء الشباب سوف يهرعون من تلقاء أنفسهم إلى القيام بدوريات لحماية البلدة، وقد اصبح لكلامه ما يدعمه الآن ولهؤلاء أيضا ما يغطي تصرفهم، فزعيم القوى المسيطرة على المنطقة عنده علم بالموضوع لا بل كان هو من إقترح هذا التصرف. بعد التنبيه لعدم التحرش بالناس أو السعي إلى خلق المشكل، أكمل الوفد طريقه إلى البلدة لاطلاع الباقين عن نتائج المهمة.

أما في البلدة فقد كان الجدل بدأ يدور حول ضرورة أو عدم ضرورة الدوريات وهل سيعتبر تحرشا بالناس في المنطقة أم لا. وكان "المعسكر اليساري" يعتقد بعدم جدواها بينما القلة من اليمينيين الخائفين على حياتهم ومستقبلهم بعد ما جرى كانوا متحمسين لهذه التجربة التي "قد تنذر إذا لم تردع". ولكن وصول الوفد أوقف كل الآراء والأحاديث ريثما يعلمون ما هو الوضع وما كان موقف "الجماعة" في صور...

بعد أن شرح الوفد أمام عدد كبير من أهل القرية الذين تجمعوا تلقائيا في بيت "أبو ريمون" ما حدث معهم وخاصة طلب تحييد القرية أمنيا واقتراح عزمي لفكرة "الدوريات المحلية"، تغير موقف المعارضين وأصبح الجميع مع فكرة "الأمن الذاتي المؤقت". وعرض الاستاذ "حليم"، وقد كان من ضمن الوفد، تأليف لجان لمتابعة الأمور الحياتية والأمنية والاتصال والتنسيق مع المحيط والمسؤولين في المنطقة. وهكذا تألفت "لجنة التموين" "ولجنة العلاقات العامة" و"اللجنة الأمنية" و"اللجنة العليا" التي تشكلت من زعامة القرية لتشرف على عمل اللجان الأخرى. ودخلت القرية بومها إطارا جدبدا من العلاقات داخل المنظقة كان مقتل بولس وشكيب السبب المباشر له...

بقيت الحالة هكذا عدة أشهر ولكن أوضاعا جديدة في الشمال بدأت تضع شكوكا حول مستقبل المنطقة والقوى التي تحكمها، فقد سقط مخيم تل الزعتر بيد القوى اليمينية بعد أن كان يهدد "بيروت الشرقية" ويمنع التحرك بين مناطقها، وقيل يومها أن السوريين غيروا من تحالفاتهم ووقفوا ضد "الثورة" التي تعاظمت قوتها لدرجة سيطرتها مع حلفائها اليساريين والقوى الاسلامية في أغلب المناطق اللبنانية وكادوا أن يسقطوا الشرقية كلها وكان كثير من القوى اليسارية العالمية والدول العربية يساندونهم، فاضطر المسيحيون والاحزاب اليمينية، بعدما يئسوا من مساعدة الغرب تحت شعار الخوف من الكتلة الشرقية، أن يجروا إتصالا مع الاسرائيليين ويفتحوا بابا للتعاون لكي لا تسقط المنطقة بيد الفلسطينيين وحلفائهم، فكانت ردة فعل القيادة السورية بشخص الرئيس الأسد أن تحولت ضد حلفائها وأجرت إتصالا بالرئيس فرنجية الذي كانت تربطه علاقات صداقة شخصية بالرئيس الأسد منذ 1958. وقد ادعى الرئيس الأسد فيما بعد بخطابه الشهير  في تموز 1976 أنه لم يكن يعرف نوايا الفلسطينيين واليساريين وأنه كان يعتقد أنهم مظلومون ولكنه اكتشف أن "جنبلاط" يريد القضاء على المسيحيين والسيطرة على لبنان ما لا يرضاه هو، لأن ذلك برأيه سوف يؤدي إلى تقسيم لبنان ونشؤ "دولة المقهورين"، دولة مسيحية أكثر عداء من اسرائيل، وقد يكون محق، ومن يقرأ الأحداث كان يستطيع التصور أن تصرف الأسد وانقلابه ضد حلفائه كان وراءه بالفعل خوفه من التدخل الاسرائيلي الذي قد يعيد توازن القوى ليخرج المسيحيين من دائرة الخوف على المصير إلى المطالبة جهرا بحقوق لبنان في الاستقلال الكامل والحقيقي ومن ثم بناء الوطن الحر المتطور والمحكوم بديمقراطية تبعد كل البعد عن الذي يجري في دمشق وغيرها من العواصم العربية. كان هذا الانقلاب في العلاقات بين حلفاء الأمس حافزا لكل المقهورين للتامل بوضع جديد يعيد خلط الأوراق. وبدت منظمة الصاعقة الفلسطينية السورية والتي كانت أول من شارك بالهجوم على الدامور وبيت ملات ودير عشاش والقاع وغيرها من القرى المسيحية، بدت وكأنها تريد مساعدة المسيحيين وحتى تسليحهم ضد "فتح" والمنظمات الأخرى. ثم أنشأ السوريون "طلائع جيش لبنان العربي" من القوى التي لم تلتحق بجيش الخطيب المسمى الجيش العربي والتي كانت متمركزة في البقاع حيث أصبح السوريون أصحاب السلطة والقرار. وجرت عدة صدامات مسلحة بين الفصائل الفلسطينية، ما ظهر وكأن السوريون ينوون بالفعل وقف الهجمة الفلسطينية على لبنان وإعادة سلطة الدولة.

 

من عرفات إلى الخامنئي: المجزرة مستمرّة بحقّ لبنان!

المخرج يوسف ي. الخوري/18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92494/92494/

الديباجة: تابعت أمس على محطّة arte فيلمين وثائقيّين عن لبنان، وعلقت في رأسي بعض المشاهد منهما:

- شاهدت لأوّل مرة بالصوت والصورة، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن يُعلن أمام الكنيست الإسرائيلي: "لن نسمح بأن تُرتكب مجزرة جديدة بحقّ المسيحيّين في لبنان".

- شاهدت لأوّل مرّة بالصوت والصورة أهل جنوب لبنان من الشيعة يستقبلون الدبّابات الإسرائيليّة بالورود والأرز وهي تجتاز الحدود اللبنانيّة في اجتياح العام 1982. أنا لا ألمّح أو أتّهم الشيعة اللبنانيين بالتعامل والتآمر مع إسرائيل على غرار ما يفعله البعض بنا كمسيحيين، بل أشير فقط إلى حجم الظلم الذي لحق بهذه الطائفة من الفصائل الفلسطينيّة، ليستقبلوا الإسرائيليين بهذا الشكل.

- شاهدت أبا أرز شامخًا كالأرز في منفاه الإختياري وهو يقول: "في العام 1975 تخلّى كل العالم عنّا وبقينا وحيدين في مواجهة الفلسطينيين وكل العالم"، وأسِفت أن العالم يتخلّى عنّا اليوم من جديد.

- لفتني أن أحد الفيلمَيْن إتّهم السوريين بالوقوف خلف مجازر صبرا وشاتيلا.

- إستوقفتني طويلًا مداخلات أحد الشباب اللبنانيين المنفيّين إلى إسرائيل يتكلّم باللغة العبريّة.

- لفتني أنّ الفيلمَيْن أشارا إلى أنّ انتصار العام 2006 الإلهي هو ليس إنتصارًا إلا في حسابات سيّد حزب الله، وأنّ لا أحد يُصدّقه من خارج بيئة هذا الحزب ومن خارج لبنان.

- لفتني في كلَيّ الفيلمَيْن تخصيص المساحة الأكبر لتعاظم قوّة حزب الله.

مُقاربتي مضمون الفيلمَيْن:

خصّصت، مساء أمس، محطّة arte الفرنسيّة-الألمانيّة سهرة عن لبنان، عرضت خلالها فيلمَين وثائقيّين، أحدهما: Liban - Pays dans la tourmente (لبنان – بلد في حالة اضطراب) للمخرج الإسرائيلي Duki Dror، والآخر Liban, l’épreuve du chaos (لبنان، محنة الفوضى) للمخرجة اللبنانية-الفرنسيّة أمل مغيزل. لفتني، إبّان متابعتي الفيلمين، أنّهما متشابهان في المضمون وسَرْد الأحداث لدرجة أنّه يكفي المشاهد أن يحضر أيَّ فيلم منهما، ليكون قد حضر الإثنين من دون أن يفوته شيء من الوقائع، ولدرجة أنّ عنوانَ كلّ فيلم مِن بينهما يصلح عنوانًا للفيلم الآخر.

خَلُص الفيلمان إلى استنتاجات متقاربة بخصوص حالة الإضطراب التي يعاني منها لبنان اليوم، ألا وهي أنّ لبنان هو رهينة الصراعات الإقليميّة، وأحيانًا الدوليّة، التي تدور حوله، وإلى أنّ زُمَرًا من زعماء الطوائف اللبنانيين تتحكّم به وتقبِض على مصير العِباد فيه.

ركّز الفيلمان على الأحداث نفسها خلال المائة عام الأخيرة من عمر لبنان، لاسيّما إتفاق القاهرة، وبداية حرب الـ 1975، والإجتياحَيْن الإسرائيليّين (1978 و 1982)، ومجزرة صبرا وشاتيلا، ونشوء حزب الله وتعاظم قوّته حتّى إحكامه السيطرة على كامل قرارات البلاد، وصولًا إلى ثورة 17 تشرين الأول 2019 وإنفجار المرفأ في 4 آب 2020. ألمُلفِت أنّ الحدَثَيْن الأخيرَيْن تمّ تناولهما على الهامش في الفيلمَيْن بالرغم من أهميّتهما، بحيث لم تَجْرِ مقاربتهما، إلّا بإختصار شديد، ومن باب الفساد المستعر في لبنان، وتقصير الزُمَر الحاكمة، وعدم إكتراثها بهَوْلِ الدَرْك الذي بلَغَته البلاد. 

الأكثر لفتًا للإنتباه في الفيلمين هو التغييب شبه المطلق لحضور المسيحيين على الساحة اللبنانيّة بعد اغتيال الرئيس بشير الجميّل، في مقابل التركيز على تصاعد دور حزب الله لدرجة تصويره دولة أكبر من الدولة وليس في داخل الدولة. كما أنّ الفيلمين لم يتضمّنا أيّ مقاربة للبنان الغد، وإكتفيا ببعض التلميحات الخجولة، وغالبًا غير المباشرة، بأنّ الدولة المدنية العلمانيّة هي الحلّ، ممّا يدلّ على أنّ معالجة الموضوع برمّته تمّت من وجهة نظر غربيّة، وبالتحديد أوروبيّة، وهو الأمر الذي يبيّن قِلة معرفة بالواقع التعدّدي اللبناني أو تغاضياً عن حقيقة هذا الواقع. والأخطر من ذلك أنّ من شأن تقديم النموذج العلماني الأوروبي على أنّه نموذج حضاري يُحتذى به، أن يقضي على آخر حضور مسيحيّ في الشرق لصالح تنامي دور القوى الراديكاليّة الإسلاميّة، وبالتالي أن يقضيَ على لبنان الصيغة الذي بات البعض يُجاهر بأنّه كذبة.

والحال على ما استعرضناه آنِفًا، ما الذي تُريده محطة arte الواسعة الإنتشار من عرض فيلمين في الليلة نفسها، يصوّران كلاهما لبنان أسيرًا بيد حزب الله القادر على مجابهة القوى العظمى، وخلفه سوريا وإيران؟

قد يكتفي البعض بالنظر إلى الموضوع على أنّه مجرّد إضاءة على معاناة لبنان. لكن مَن يتابع arte أو سبق له أن تعامل معها، يُدرك تمام الإدراك، أنّ هذه المحطة التي تسخّر الميزانيّات الطائلة للأبحاث والجودة في الإنتاج، لا تعرض على شاشتها إلّا الأعمال التي يكمن وراءها هدف محدَّد أو المخصّصة لإيصال رسائل معيّنة. ولو كان الأمر غير ذلك، لكانت اكتفت، لسهرتها الخاصة بلبنان أمس، بإنتاج أو شراء عمل واحد من العملين المتشابهَين في المضمون، والمنوّه عنهما أعلاه، خصوصًا أنّ كلفة الواحد منهما تصل إلى مئات الألوف من "اليوروهات". وبرأيي الشخصي، ما أقدمت arte على عرض الفيلمين في الليلة نفسها، وأعلنت عن إعادة بثّهما في 26 و27 تشرين الثاني الحالي، إلّا لتعزيز فكرة ما من ورائهما.

فهل إهتمام arte بالمعضلة اللبنانيّة هو جرس إنذار إضافي لإنقاذ لبنان من براثن حزب الله وإيران، أم مجرّد إستشراف للحقيقة المرّة القاضية بتحوّل لبنان إلى ولاية إسلامية تحت عباءة الفقيه؟ من حضر الفيلمين أمس، لا يصعب عليه الملاحظة، من خلال لغة الصورة، كيف أنّ وجه لبنان الثقافي والحضاري بدأ بالتحوّل منذ بدء تصاعد نفوذ حزب الله الذي لا يخجل قادته من إعلان نيّتهم إقامة الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان. فهل ستكتمل المجزرة بحقّ المسيحيين وبحقّ حضورهم في هذا الشرق وينتهي لبنان؟ 

لمعرفة الجواب، ما علينا سوى معرفة أيّ من اللوبيّين اللذين يتصدّران السيطرة على الإعلام في العالم، يقف خلف هذين الفيلمَيْن: هل هو اللوبي اليهودي أم ذاك الإيراني؟

ولكي أختم:

كنت مقرّرًا أن يكون عنوان هذه المقالة: "المجزرة مستمرّة بحقّ المسيحيين!"، لكنّي عدلتُ عن هذا العنوان، كي لا يتقدّم أحدهم بإخبار ضدي إلى النيابة العامة التمييزية، ويتّهمني مجدّدًا بأنّي أثير النعرات الطائفية، وبأنّي أدعو إلى تقسيم لبنان وإلى الفدرالية، ما سيضطر المدعي العام التمييزي إلى تحويلي إلى المحكمة العسكرية في قضيّة ثانية، لأن "شكلو صاير جِسمي لبّيس"!

 

العقوبات تصلُ إلى "الأمن"... عباس إبراهيم ليسَ وحيداً!

ميشال قنبور/"ليبانون ديبايت/الاربعاء 18 تشرين الثاني 2020 

ليسَ تفصيلاً عاديّاً في عالم السياسة والأمن والعلاقات الدولية أن يطفو على السطح الحديث عن فرض عقوباتٍ على اللواء عباس إبراهيم، ويصبحُ مادةً دسمة تَستسهل تناولها الصحافة العالمية والمحلية. ويتمتّع اللواء عباس إبراهيم بنفوذٍ داخلي وعلاقات إقليمية تمتدّ من قطر وسوريا والإمارات وتصل الى إيران وتركيا، ويلعب دور حلقة الوصل بين العديد من أجهزة تلك الدول والأجهزة الغربية وبخاصة في ملفات الجماعات "الإرهابية" وإطلاق الأسرى والمخطوفين حتى لُقّب بـ"عرّاب رؤساء الاجهزة الأمنية اللبنانية".

وسواء أقرّ الكونغرس قانون "منع غسل أموال حزب الله لعام 2020" الذي يستهدف اللواء إبراهيم بالاسم أو لم يقرّه، وسواء صدرت عقوبات أميركية بحق إبراهيم وهي مرجّحة، أو لم تصدر، فالأمر الأكيد هو رسالة حازمة قد وصلت اليه والى من يعنيهم الأمر من زملائه قادة الاجهزة الأمنية مفادها: "أنتم في مرمى العقوبات ولا خيمة فوق رأس أي منكم ولا غطاء مهما توسّعت وتشعّبت علاقاتكم الإقليمية والدولية".

وفرضت الخزانة الاميركية في وقتٍ سابقٍ عقوبات على مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الذي تربطه علاقات وثيقة مع قادة الأجهزة اللبنانية الرسمية ويُنسّق معهم في العديد من الملفات وبشكل دوريّ منتظم. وعلى الرغمِ من التحوّلات الكبيرة التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة، لا تزال هذه الأجهزة تُمارس دوراً خطيراً اعتادت على ممارسته سابقاً من خلال استخدام الوسائل نفسها بهدف التغطية على ارتكابات الطبقة السياسية وإشاحة النظر عن مسؤولية حزب الله وذراعه العسكري - الأمني في العديد من الملفات الداخلية الحسّاسة.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "الأخبار" الشديدة الالتصاق بحزب الله تفاصيل من مضمون التقرير الذي أعدّه فرع المعلومات حول تفجير المرفأ والذي تسلّمه المحقق العدلي القاضي فادي صوان وفيه ما فيه من تطاولٍ على دور القضاء وتجاوزٍ لكل معايير التخاطب بين السلطة القضائية والضابطة العدلية التي تخضع لها، والاهم أن تقرير المعلومات سخّف الجريمة التي دمرت نصف العاصمة وأزهقت أرواحًا بريئة واضعاً الأسباب في إطار الإهمال الوظيفي، مُهملاً المسؤوليات السياسية التي تترتّب على الوزراء والرؤساء ومبرّئاً حزب الله دون الإشارة الى دوره الأمني واللوجستي في مرفأ بيروت مُغفلاً المعلومات عن سرقة نيترات الامونيوم التي وردت في اكثر من تقرير.والأدهى، ان فرع المعلومات الذي يتحمل مسؤولية كبيرة تُوجب استقالة قيادته في أقل تقدير نظراً لفشله في حمايته بيروت، يقوم بتوزيع المسؤوليات على الآخرين منصّباً نفسه مكان السلطة القضائية، فهل من المنطق ان يُسخِّر هذا الجهاز ولأهداف سياسية إمكاناته البشرية واللوجستية والمادية لما يفوق الـ 6 أشهر للاستعلام عن الهدايا التي وصلت الى القضاة ويتناسى الـ 2700 طن من نيترات الأمونيوم التي كان يعلم بوجودها في مرفأ بيروت؟ وتكمن خطورة تقرير المعلومات في النظرة الأميركية إليه لناحية استمرار التعاون بين الاجهزة الأمنية اللبنانية وحزب الله بشكل وثيق من خلال التغطية على نشاطات الأخير التي تعتبرها اميركا عاملاً أساسياً في زعزعة الاستقرار في لبنان ما يُسرّع وضع قيادتها على لوائح العقوبات. ولم يمضِ أيامٍ على تسلّمِ القاضي صوان تقرير فرع المعلومات حتى انطلقت موجة تسريبات لمضمون التقرير في محاولة للضغط على القاضي صوان لإجباره على الخضوع لخارطة الطريق التي رسمها فرع المعلومات في تقريره، ما حدا بنقابة المحامين الى تقديم شكوى امام القاضي صوان في وجه كل من تظهره التحقيقات مسرّباً كون ذلك يشكّل جرماً جزائياً يعاقب عليه القانون.

وفي العادة، تستخدم التسريبات لِحَرف التحقيق وللتأثير في مجراهِ، ولوضع ضغوط على المحقق تحول دون مقاربته لمواضيع يُراد عدم الغوص بها. وليست الضغوطات هي العامل الوحيد الذي يعترض سبيل القاضي صوان في الوصول الى الحقيقة لا بل تكاد مهمته تكون محاصرة في ظل رفض معظم الدول التي سطَّر اليها استنابة قضائية التجاوب معه وتزويده بالمعطيات والمعلومات التي طلبها ومنها الصور الجوية. ويبرز وسط هذا المشهد، تحييد مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني منصور من الحديث عن فرض عقوبات بعدما أجاد التموضع تحت سقف المؤسسة العسكرية وقائد الجيش العماد جوزاف عون وليس لدى التيار الوطني الحر او الرئيس ميشال عون، علماً ان الجيش اللبناني هو ضمن الجيوش الاربعة في المنطقة الذين يحصلون على مساعدات أميركية. وإزاء هذه العرقلة والتدخل في مسار التحقيق وفي ظل اجماع تاريخي غير مسبوق بين الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي وإسرائيل وحزب الله على انه انفجار المرفأ هو حادث واستبعاد فرضية العمل الأمني، فلم يعد امام القاضي صوان سوى اصدار القرار الاتهامي وبخاصة ان شركات التأمين ترفض دفع اية تعويضات قبل صدور قرار رسمي يحدد طبيعة الحادث. أيام مفصليّة وتاريخيّة يمرُّ بها لبنان تُشبه الى حدٍّ كبير ما مرَّ به لبنان عام 2005 عندما انهارت منظومة سياسية أمنية لبنانية سورية، فهل نحن اليوم أمام قرار خارجي أميركي جديد بتدمير المنظومة السياسية الأمنية اللبنانية الإيرانية؟ هل تملك هذه المنظومة مقوّمات الصمود؟ وما هي تداعيات سقوطها؟ ومن سيملأ الفراغ الذي ستُخلفه؟

 

الحكومة أسيرة المراوحة فهل يُراجع الحريري حساباته؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/الاربعاء 18 تشرين الثاني 2020      

على ماذا اتّكل الرئيس المكلف سعد الحريري يوم أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة؟ كيف بنى رهاناته؟ وعلى من اتّكل لإنجاح مهمته؟ وعلى ماذا يراهن اليوم سوى على الوقت ليخرج رئيس الجمهورية منهكاً رافعاً العشرة لرئيس الحكومة ربما، او ليأتيه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مستغيثاً؟ أو على “حزب الله” و”الثنائي الشيعي” الذي زكّى ترشيحه وعمل له فكانت العقبى تجاهلاً الى حد العتب الكبير الذي عاد ليخيم على أجواء عين التينة تجاه الحريري. كل من يلتقي رئيس الحكومة المكلف يعيد التأكيد انه لا يفكر بالتراجع والاعتذار. وعلى أي أساس يعتذر وما البديل؟ لا شيء.

في الحلقة المفرغة تدور المشاورات حول تشكيل الحكومة. مراهناً على الوقت، يعتقد الحريري انه لا بد سيأتي اليوم الذي سيضطر فيه الرئيس ميشال عون وباسيل للتسليم بشروطه والرضوخ لمشاركته بتسمية الوزراء المسيحيين. خلال آخر زيارة الى بعبدا سُئل الحريري: لماذا تعطي الاطراف الاخرى حقها في تسمية وزرائها من دون تدخل منك وتريد مشاركة الحصة المسيحية بالحصص والتسميات؟ لا يملك الحريري الاجابة على مثل هذا السؤال. صارت معركته مع باسيل عنواناً لتزايد شعبيته في الوسط السني وورقة رابحة تعزز موقعه السياسي في المستقبل. باتت هذه هي معركته الأساسية لا سيما وأن كثراً داخل الطائفة ومن منظريها ينتظرون عند أول مفرق للتصويب عليه لو تراجع قيد انملة. منذ اعلان ترشيحه راهن على الازمة الاقتصادية والانهيار والحاجة الى شخصية منقذة. وبالفعل تمّ تصويره على انه المنقذ، تراجع سعر صرف الدولار نسبياً، واستقرت الاسعار رغم فداحة الازمة لكن الاجواء صارت مغايرة لمجرد تكليفه. بنى الحريري على هذا الواقع وانطلق متحدياً باسيل، وهنا ايضاً استفاد من تعدد خصوم باسيل وصولاً الى العقوبات الاميركية. كل من حوله كانوا يصفقون لصوابية خياراته ولا يزالون، ويدفعون به الى الامام، ومن بينهم من نصحه بان اجتماعه مع باسيل سيعد ورقة رابحة لخصمه وليس له. حتى الموفد الفرنسي باتريك دوريل تبنى وجهة نظر الحريري وذهب يطلب نجدة “حزب الله” للضغط على باسيل. تمحورت زيارته في الاساس حول دعم تكليف الحريري وطلب تسهيل مهمته.

وفي الوقائع، لا يمكن للحريري ان يقول انه يحصر مشاوراته مع عون متجاوزاً كل الكتل النيابية. فالحقيقة انه فتح خطوط تواصل مع الجميع من “الثنائي الشيعي” الى “الاشتراكي” الى “القوات” التي ارسل اليها اشارات غزل وتودد، على خلفية موقف رئيسها الاخير بخصوص تشكيل الحكومة. وهنا ايضاً وحده باسيل مستثنى. والمفارقة ان بعض المجاهرين بأحقية الحريري في اختيار الوزراء يبدي خلف الكواليس امتعاضاً من محاولة الهيمنة على الحصة المسيحية.

لم يجد الحريري من يقول له ان المراهنة على عامل الوقت كما على نتائج الانتخابات الاميركية لن تجديه نفعاً بالنظر الى استحالة تغيير الوقائع. قد يلمس مرونة من قبل عون وباسيل في المشاورات لكنه لن يحصد تراجعاً، والمراهنة على الازمة الاقتصادية لم تعد تنفع كما لا تنفع المراهنة على “حزب الله” الذي لن يتدخل بينه وبين باسيل، وفي المقابل لن يقف في مواجهة حليفه. هذا الحليف الذي حررته العقوبات الاميركية تماماً فما عاد يحتاج الى تدوير زوايا ولا الى المهادنة ولا تنفع معه مقولة ولاية العهد والانجازات. باسيل قبل العقوبات ليس كما قبلها. سلّف الرجل حتى لم يعد يملك ما يخاف عليه. خطوة العقوبات الاميركية لم تكن مصيبة ولم تجدِ نفعاً بل عقّدت مساعي رئيس الحكومة لتصب في صلب المطلب الاميركي بالتعطيل. والاشارات الاميركية كثيرة ومنها ما قاله وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في فرنسا وسخريته، خلال حضوره مأدبة عشاء اقامتها السفيرة الاميركية هناك من مبادرة الفرنسيين وزيارتهم لـ”حزب الله”. كثيرة هي العوامل التي تؤثر في تشكيل الحكومة، من الاميركيين الى الفرنسيين الى الايرانيين و”حزب الله” الى الحريري ذاته، وطبعاً رئيس الجمهورية، لكن كلها مجتمعة قد تنتفي في حال قرر الحريري تجاوز هذه العوامل الى تشكيل حكومة بالتفاهم مع عون. أقله هذه مقاربة بعض المعنيين بالملف الحكومي. صار الحريري يحتاج الى مقاربة جديدة في التعاطي مع تشكيل حكومته، حتى رهانه على الفرنسيين وحدهم لن ينفع لان الفرنسيين كرسوا انفسهم مع زيارة دوريل طرفاً، وخوفه من الاميركيين لن يسعفه. من أتى بالحريري وزكّاه لرئاسة الحكومة لن يتنازل عنه او يسقط تكليفه. لا يزال يعتبره الأقوى سنّياً ولكنه لن يدعه يشكل حكومة تكون بمثابة اداة لتلبية مطالب الاميركيين. جزء من المشكلة كما يراها هؤلاء هو رهانات الحريري فهل يعيد النظر فيها، ام ان الحكومة ستصبح في علم الغيب، خصوصاً مع اي مغامرة محتملة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته انتخابياً؟

 

معاني الأفعال والمفردات اللبنانية

توفيق شومان/18 تشرين الثاني/2020

يغلب على اللهجة المحكية اللبنانية الأفعال والمفردات والكلمات  العائدة للغة السريانية التي كانت لغة لبنان وسوريا وفلسطين، وهذه نماذج منها :

ـ 1 : أفعال :

ـ باخ ـ فقد لونه ـ أصبح قديما ـ يقال ثوب بايخ : ثوب قديم ـ حكاية بايخة : حكاية قديمة .

ـ بحش : نبش ـ يقال : بحش التراب : نبشه .

ـ بعط : انتفض الجسد المريض الذي قارب الإحتضار ـ تماثل الرمق الأخير : يقال ولا بعطة : ولا حركة ولا نفس ولا رمق .

ـ بعق : صرخ وأسقط ما في فمه ـ يقال : ما بعق ولا بعقة : لم يصرخ من شدة الضربة .

ـ بقبق : الماء حين يغلي .

ـ برك : انحنى على ركبة واحدة ـ يقال : برك الجمل أو بركت الناقة .

ـ بحبح : ابتهج أو تنعم في الحياة ـ منها الكلمة المستعملة بكثافة : بحبوحة : العيش الميسور او الرغيد .

ـ بلش : بحث أو سأل : في اللهجة اللبنانية يتم استخدامها بمعنى بدأ ، يقال بلش بالحكي : أي بدأ بالكلام .

ـ بعبع : صرخ ـ ومن هذا الفعل : بُعبُع : كلمة لتخويف الأطفال .

ـ برم : دار ـ التف ـ يقال : برمة : دورة ـ التفاف  .

ـ تخ : يبس الخشب أو اهترأ: تختخ : اهترأ .

ـ دكش : نعره بعصا .

ـ دعر: نعره بعصا .

ـ دلف : تسرب الماء من أعلى إلى تحت ، وعادة ما يتم استخدام هذا الفعل حين يتسرب الماء من سقوف المنازل في فصل الشتاء فيقال : دلف البيت .

ـ حلش : حرث العشب والزرع غير المفيد : أزاله من الأرض .

ـ حوًش : جمع ـ يقال : حوًش الزيتون : جمع الزيتون .

ـ خبص : عصر ـ يقال : خبصه : عصره .

ـ نتش : خطف ـ تستعمل الآن بمعنى قضم .

ـ نتع : أخذه عنوة ـ يقال : نتع القميص : أخذه بقوة .

ـ معس : الضغط بالأقدام على كل حي من إنسان أو حيوان أو نبات .

ـ مرط أو مرمط : نزع ريشه : يقال : فلان مرمط فلانا أي لم يترك به شيئا .

ـ جعر : صاح وصرخ بصوت عال .

ـ جرم : قطع ـ يقال : جرم اللحم : قطعه إربا إربا .

ـ كلخه : ضربه .

ـ سكر : أغلق الباب ـ يقال : الباب مسكر : الباب مغلق .

ـ دندل : تدلى ـ يقال : دندل الحبل .

ـ زركه : فلان زرك فلان : حشره في الزاوية.

ـ زرب : حصر ـ يقال : زربه : حصره ـ ومنه زاروب : الطريق الضيقة ـ ومنه زريبة ومنه مزراب .

ـ زلع : أكل ـ بلع .

ـ زفر : أكل اللحم .

ـ زمر : غنى ـ أنشد ـ ومنه مزمار : آلة نفخ موسيقية .

ـ زفت : دهن ـ طلى .

ـ شبًط : هب وطار ـ ومنه شهر شباط ـ ويقال : شبًط ولبًط. مثل شهر شباط .

ـ شبق : طرحه أرضا يقال : شبقه : ضربه كفا أو لكمه فطرحه أرضا .

ـ شحط : طرد : يقال : فلان شحط فلانا من العمل : طرده من العمل ـ أخرجه من البيت .

ـ شخط : ذبحه او ضربه بالسكين .

ـ شطف : غسل أرض البيت بالماء.

ـ شلف : رماه بعيدا ـ يقال : فلان شلف فلانا : حمله ورماه أرضا أو رماه بعيدا .

ـ شلهب : تحرق من شدة الحر والعطش ـ منها شلهوب ـ منها شلهوبة : الريح الشرقية الحارة.

ـ شلح : نزع ثوبه وتعرى .

ـ شمر: اشمئز ـ يقال : شمرت نفسه عن طعام معين ـ أي أصابه الإشمئزاز من هذا الطعام .

ـ شمط : اقتلع ـ يقال : شمط هذه النبتة : اقتلعها .

ـ شقل : حمل ـ يقال : شقل على ظهره : حمل على ظهره .

ـ طرطش : بلل أو لوث : يقال : طرطش ثيابه : بللها بالماء أو لوثها ، ومن هذا الفعل طرطوشة .

ـ طرطق : رفع كثيرا صوته ـ يمشي بخطى عالية الصوت .

ـ طنش : لا يكترث ـ تطنيش عدم اكتراث .

ـ طاش : داخ ـ فقد وعيه أو ضل السبيل .

ـ طفش : هرب : يقال : طفش من البيت ـ خرج وهام على وجهه.

ـ طرش : رش : يقال : طرش بيته : رشه أو دهنه وغير لونه .

ـ عص : ضغط..

ـ عقص : لدغ .

ـ عكش : أخذ الشيء بالقوة وبسرعة ـ يقال : عكشة : كمية ـ يقال : عكش عكشة زيتون : أخذ كمية زيتون .

ـ طمش : غطى عيونه ـ لا يرى كثيرا ـ حجب نظره ـ أوالنظر الضعيف.

ـ عمش : تقرحت عيونه وخف بصره .

ـ عرًم : انتفخ : يقال : فلان جلس وعرًم حاله مثل الطاووس .

ـ فصفص : عض ـ نهش ـ مزق : يقال : فصفص عظامه .

ـ فشر : هذى وكذب : يقول فلان لفلان : فشرت : يعني كذبت ـ فلان فشار : كذاب ودجال .

ـ فلش : فتح : يقال : إفلش الأغراض : افتحهم .

ـ فجًم : قطع ـ يقال : ضربه على رأسه وفجمه تفجيما ـ أي أثخنه جراحا .

ـ فخت : ثقب ـ يقال : من فخت الباب : من ثقب الباب .

ـ فاش : عام وظهر على وجه الماء .

ـ فركش : أعاق حركة قدمي خصمه فأوقعه أرضا .

ـ فشط : انفلش كثير في كلامه الى حد الكذب ـ يقال : لا تفشط : لا تكذب .

ـ فشكل : وضع الأمتعة بغير ترتيب ـ يقال : مفشكل : غير مرتب وغير منظم .

ـ فعر : فلان صاح بوجه فلان .

ـ فشخ : خطا ـ تقدم خطوة إلى الأمام .

ـ فلش : عرض أو رمى الأمتعة على الأرض .

ـ فرفط : بدد ـ فتت : يقال : لا تفرفط (مصرياتك )أموالك .

ـ فشَ : تحلل : يقال : انتظر حتى يفش ( يتحلل )الورم .

ـ قبع : اقتلع ـ يقال : قبع الحجر من الأرض : اقتلعه .

ـ قردح : الذي يعالج الحديد ويجعله مسننا : يقال : قردحت معه : أي بلغت العصبية منه مبلغا .

ـ قرقد : انقبض الجلد ـ اصطقت العظام من البرد .

ـ قرقش : أكل الحبوب مثل الحمص والبزروات وسواها .

ـ قلط : ابتعد ـ يقال : فلان قلط عن البيت ـ ابتعد عنه .

ـ قرمد : تجمد : يقال قرمد الخبز : أصبح متجمدا وغير قابل للأكل .

ـ قشط : سلخ ـ نزع ـ يقال : قشط تيابو ـ  ( غدا منزوع الثياب مسلوخا ) قشطو مصرياتو : سرق أمواله أو نزعها وسلخها عن صاحبها .

ـ كعر : طرد : يقال : فلان كعر فلانا : طرده .

ـ كش : طرد ـ أبعد : يقال : كشاش حمام ـ أو كش ملك .

ـ كرع : شرب بسرعة .

ـ لهط : أكل بشراهة ولم يترك شيئا ـ أصل المعنى بالسرياني : حرق .

ـ لطش : سلب أخذ بالقوة ـ يقال أكل لطشة : أكل ضربة .

ـ نتع : سحب ـ يقال : فلان نتع الرغيف من فم فلان : سحبه بالقوة ـ فلان نتع إبنه من أمه : سحبه أو نزعه وأخذه بالقوة .

ـ نكش : نقب : استأصل ـ يقال : ينكش الحديقة أو الجنينة : أي يزيل عنها الأعشاب والأحجار ـ ينقبها من الحجارة .

ـ نش : ضعف وأصابه اللين ـ وهذا الفعل بات استخدامه شبه محصور بتسرب الماء من سقوف المنازل أو داخل المنازل ويقال : البيت ينش ـ يوجد نش بالحيطان ، أي يتسرب الماء من الجدران .

ـ نتش : نهش ومزق ـ يقال نتش نتشة : مزق الرغيف يقال : نتشه : نهشه نهشا .

ـ 2: أسماء وصفات :

ـ أزعر : ولد صغير .

ـ بهدلة : حقارة ـ إساءة ـ من فعل : بهدل ـ أساء له وأسمعه كلاما مهينا .

ـ تفل : القذر والوسخ وما يجب رميه ـ يقال : شربت القهوة وبقي التفل .

ـ جرس : ومنه : الجرصة : الفضيحة ـ الصوت العالي مثل الجرس .

ـ حليب : أبيض ـ ومنها إسم مدينة حلب في سوريا ومدينة حلبا في شمالي لبنان ، وتشتهر مدينة حلب السورية بالصخور الكلسية البيضاء .

ـ جوقة : فريق ـ فرقة ـ مجموعة .

ـ جورة : حفرة .

ـ جرن : إناء ـ وعاء : يقال : جرن الكبة : وعاء الكبة ـ جرن القمح : وعاء القمح .

ـ خرم : ثقب ـ يقال : خرم الإبرة : ثقب الإبرة .

ـ برطوشة : الحذاء .

ـ بيدر : مكان تنقية الحبوب من القش والزوائد ـ يقال : يدرس القمح على البيدر ، أي يفصل القمح من الزؤان والقش .

ـ بزع : قوة : يقال فلان ماعنده بزع : ما عنده قوة .

ـ رجمة : قطعة أرض صغيرة تكثر فيها الحجارة الصغيرة .

ـ زوم : المرق ـ ماء الطعام .

ـ زبون : المشتري ـ من يشتري من دكان أو حانوت، وزبون من فعل زبن أي باع واشترى : تاجر .

ـ زيح : خط .

ـ زنار : حزام .

ـ زمور : مطرب ـ مغني ـ منشد ، ومن هذه المفردة المزامير أي الأناشيد أو الأغاني ومنها مزامير سليمان أو أناشيد سليمان الواردة في التوراة ، ولكن تحول معنى زمور من منشد إلى منبه أو آلة موسيقية .

ـ تنورة : لباس المرأة الشبيه بالتنور .

ـ توك : علة ـ ضررـ مشكلة : يقال : اشتغل شغلة لايوجد فيها ولا توك : ولا علة .

ـ غندرة : من فعل : تغندر: تمايل في مشيته .

ـ ست : أصلها بالسرياني سابتو : الشيخة أو المرأة الكبيرة ـ الجدة ، وربما لهذه التسمية علاقة بيوم السبت آخر آيام الأسبوع فيكون إسم الجدة مقتبسا من المرأة التي بلغت آخر آيام العمر ويتطلب ذلك توفير الراحة والإحترام لها .

ـ سوخية : الغصن اليابس والعاري من الورق ـ يقال : يرجف مثل السوخية .

ـ سطل : وعاء ماء .

ـ سياج : حصار ـ من فعل : سيج : حاصر أو أحاط .

ـ شوار : حائط ـ يقال : لا تهزه واقف على شوار : أي يحتمل السقوط القريب والسريع .

ـ شتلة : غرسة النبتة أو الشجرة الصغيرة .

ـ شحار : الدخان الأسود من الحطب والمواقد ـ تدعو المرأة على جارتها منتقمة : الله يشحرك : جعلك الله في لباس أسود وحداد على عزيز أو حبيب .

ـ شربوكة : الأمر الصعب أو الأمر المعقد الذي يصعب حله.

ـ شرشوبة : خيطان تتدلى من أطراف الثوب أو رأس المسبحة .

ـ شقفة : قطعة .

ـ شكارة : قطعة أرض صالحة للزراعة .

ـ شوار : حافة وكل مطل من مرتفع .

ـ شوب : شدة الحر .

ـ شليتة : متسلط ـ يقال في اللهجة اللبنانية : أخو الشليتة ـ توازي القول المعروف : أخت الرجال .

ـ طاسة : وعاء معدني للشرب .

ـ مشطاح : أحد أنواع الخبز .

ـ مزنطر : أصلها متكبر او متعالي ـ ولكن معناها تحول إلى الشخص الذي يبالغ في هندامه أو المرأة التي تبالغ في تبرجها وزينتها .

ـ مفشكل : معوج وغير مستقيم وغير مرتب يقال : لا تحكي مفشكل : أي كن مستقيما في كلامك ـ ويقال : ثيابي مفشكلة : غير مرتبة .

ـ مجعلك : غير مرتب وغير منظم .

ـ منديل : فوطة ـ غطاء  .

ـ مصطبة : فناء مرتفع أمام البيت ـ أصل المصطبة فناء مرتفع امام البيت أو المعبد المقدس .

ـ مساس : عصا طويلة في رأسها رمح .

ـ مقمط : مشدود ـ يقال : الطفل أو الرضيع مقمط : أي ثيابه مشدودة .

ـ مبهبط : واسع ـ من فعل بهط أو بهبط ـ يقال : قميص مبهبط : قميص واسع .

ـ طربون : غصن ـ يقال طربون الحبق ـ رأس الغصن ويكون طريا .

ـ العجر: فواكه غير ناضجة .

ـ عزقة : قطعة صغيرة ـ او كمية قليلة .

ـ قرطة : مجموعة ـ بالأصل قطعة كبيرة .

ـ عبطة : عناق واحتضان ـ الأصل : كثافة .

ـ عيطة : صرخة : إغاظة ، يقال فلان عيط لفلان : صرخ له ـ او عيط عليه : صرخ بوجهه.

ـ فشيط ـ أو ـ فشاط : بالأصل غبي وجاهل ـ تحول معناها إلى الكاذب ويقال : فلان يفشط لا تصدقوه ، أي أنه يكذب .

ـ عرزال : كوخ من الأغصان .

ـ فرمة : قطعة من اللحم  .

ـ فج : غير ناضج : يقال : كوز التين فج ، أي ما زال عجرا ولا يؤكل  ـ عنقود العنب فج : ما زال حصرما .

ـ قن : بيت الدجاج .

ـ قلعوط : الرجل الخسيس ـ مقلعط ( مألعط) : رجل خسيس أو قذر.

ـ قاشوش : جامع القش أو من يجمع القش : يقال : مثل القاشوش أخذ كل شيء.

ـ كوز : وعاء الماء ـ ابريق .

ـ كيلة : كوب ـ وعاء  .

ـ كباش : قهر ـ إذلال ـ غلبة : يقال : تعال نلعب كباش : نتغالب .

ـ لطة : مسبة ـ لعنة : يقال :ما هذه اللطة التي نزلت علي؟أي ما هذه  اللعنة ؟.

ـ لبخة : قطعة قماش سميكة أو لبادة ـ يقال : وضعت على رأسه لبخة باردة لخفض الحرارة .

ـ ناطور : حارس .

ـ نتفة : قطعة صغيرة جدا ـ من فعل نتف ـ سحب أو نزع يقال : فلانة نتفت شعر فلانة : نزعت وسحبت شعرها  .

ـ نايص : الضوء الخفيف .

ـ نتن : قذر .

ـ نقزة : جرح أوخدش ـ إلا أن معناها تم تحويره وتحويله إلى ارتجاف جراء مرض معين او ارتفاع الحرارة ، ويقال : فلان اصابته نقزة : ارتجاف .

ـ نغزة : حركة ـ يقال : ناطر منك نغزة : أي ينتظر منك حركة فلا تستفزه .

ـ هيكل : البيت المقدس .

ـ هردبشت : غير أنيق ـ غير منظم ـ يقال : ثياب هذا الرجل هردبشت : غيرأنيقة .

ـ واوا : ألم ـ وجع .

ـ* : راجع البحث  الآكاديمي المطول لتوفيق شومان : السريانية في اللهجة اللبنانية .

 

الموسيقى السريانية والأغاني اللبنانية

توفيق شومان/18 تشرين الثاني/2020

تعود  جذور الكثير من الأغاني والأهازيج المعروفة في سوريا ولبنان وفلسطين إلى الألحان والموسيقى السريانية، ومن نماذجها التالي :

من الأغاني الشعبية اللبنانية والسورية التي تعتمد اللحن السرياني : شفتك يا جفلة ع البيدر طالعة / وخدودك يا عيني الشمس الساطعة ، وهي منظومة على الوزن السرياني الخامس .

ومثلها أغنية المطربة اللبنانية فيروز:

ميج ويا بو الميج يا بو الميجانا/أعراسنا غناني وهوى وحب وهنا .

ومثلها: يا ظريف الطول يا بو الميجانا / يا بو العيون السود شو بحبك أنا ، وهي الأغنية التي اشتهر بأدائها المطرب اللبناني الراحل نصري شمس الدين.

ومن الأغاني الرائجة والشهيرة في لبنان وسوريا  اغنية لنصري شمس الدين ايضا ، يقول مطلعها الأول : هدوني هدوني / عينيها سحروني ، فهي منظومة على الوزن السرياني السادس .

أيضا ، من الأغاني اللبنانية المشهورة واحدة لنصري شمس الدين : طلوا طلوا الصيادي / وسلاحن يلمع يابا ، وأخرى للمطربة اللبنانية الراحلة صباح  ومطلعها يقول : جيب المجوز يا عبود/ ورقص أم عيون السود ، والأغنيتان منظومتان على الوزن السرياني السابع .

والأغنية  السورية الشعبية  التي تقول : إن هلهلتي هلهنالك / طقينا بارود قبالك ، فهي منظومة على الوزن السرياني الثامن .

والأغنية التي تقول : يا وليف الزين يا أسمراني : على الوزن السرياني التاسع .

وأغنية نصر شمس الدين الشهيرة  عم تغزل عم تغزل تحت التينة / على جرش البرغل وتلاقيني ، منظومة على الوزن السرياني العاشر .

والأغنية المعروفة  التي يؤديها المطرب اللبناني الراحل وديع الصافي : خضرة يا بلادي خضرة / ورزقك فوار / محروسة بعين القدرة تبقى هالدار ، فهي على الوزن السرياني الحادي عشر .

ومن الأغاني الشعبية الرائجة واحدة تغنيها فيروز : ع الزينو الزينو الزينو / أسمر ومكحل عينو ، فهي على اللحن السرياني المعروف : لمَ أنت نائم؟.

ـ * : راجع البحث  الآكاديمي المطول لتوفيق شومان : السريانية في اللهجة اللبنانية .

 

الدولة المهزومة و" الشعوب " المنصورة

توفيق شومان/18 تشرين الثاني/2020

في لبنان  الدولة أضعف الأطراف ومع ذلك ، الكل يسجل انتصاراته على الدولة بإسم الدولة.

أهل الفساد  أكلوها لحما ورموها عظما ، الأحزاب حلبتها ، الطوائف مزقتها ، المذاهب " بطحتها " وسلختها ، ومع ذلك يأتي وزير عبقري من هنا ، ووزير  متفلسف من هناك  ونائب  يجمع التفلسف والتعبقر و " الرؤية البعيدة " ويصرخ :  أين الدولة ؟!.

كأن الدولة هاربة في غيهب الليل ، أو كأن الدولة فرت إلى السماء السابعة ، لنتعلم قليلا من  الرئيس فؤاد شهاب :

حين سعى  الرئيس شهاب إلى إنشاء المصرف المركزي،  حاول   أهل المال والأعمال سد طريقه ، عارضوه ، أسقطوا  عليه صفاتهم ونعوتهم ، أغرقوه بإتهامات العبث بالنظام المالي ، بذريعة أن المصرف المركزي سيشرف على أعمال المصارف ويراقبها ، ومع ذلك أصر فؤاد شهاب  وعاند ، وأصروا وعاندوا  ،  فكان له ما أراد ، إذ لا يعقل أن يكون أرباب المال " فلتانين " فلا يخضعون لمساءلة الدولة ورقابتها ومنطقها .

لنتعلم مرة ثانية من فؤاد شهاب ، وهذا   " درس  شهابي " آخر :

لما لمعت في عقله  ( أو في عقول من حوله ) فكرة إنشاء " الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي " ، جاء من يرذل هذا المشروع ومن يريد إجهاضه قبل تحوله جنينا ، وفي طليعة المعترضين إلى حد النقمة  والحمأة ، متمولون كبار وسياسيون كبار ، وأما السبب والحجة ؟ فلأن " الضمان الإجتماعي" سيدفع إلى تقوية طوائف محددة على طوائف محددة!!.

لو يقرأ أهل السياسة اليوم  سطورا  من سيرة فؤاد شهاب أو نتفا منها.

لو ينظرون بعض الشيء إلى  الوراء

فالنظر إلى الوراء حكمة  في بعض الأحيان .

وبما  أن حديث الحكمة ، بات من الضالات المفقودات في لبنان ، فلا بأس أيضا من " درس شهابي " ثالث ، إنما هذه المرة في السياسة ولأهل السياسة :

كثيرون كانوا يطنون في  أذني الرئيس فؤاد شهاب  ويرنون على مسامعه  مطالبين بإنزال الشرور وعظائم الأمور على المناصرين للرئيس جمال عبد الناصر ، كان يسمعهم  ويصغي إليهم ويحبس أنفاسه ، وحين يخرجون من ضيافته ، كان يقول لأنصاره ومساعديه :

" يريدون مني أن " أتراذل"  مع عبد الناصر ، وهو " يمون "على نصف البلد ، ومن " يمون " على نصف البلد ، يهز البلد ".

هذه حكمة الإستقرار ، وقبلها حكمة " الضمان الإجتماعي" والأمن الإجتماعي، وقبلهما حكمة  الرقابة على المصارف.

الحكمة ليست دائما من شيم أهل السياسة في لبنان ، ذلك أن قلة منهم  تريدها حتى لو كانت في الصين ، وأكثرهم يودي بها ويرديها  حتى لو كانت في عقله ، لذلك تألبت  الأحزاب على الرئيس فؤاد شهاب  وتجمهرت  طائفيا ضده لإسقاط نهجه وعهده.

في عهد فؤاد شهاب ، تحزبت الأحزاب ضد  الدولة  أو ضد مشروع الدولة ، لأن مشروع الدولة بدا نقيض الأحزاب ، وبدا للأحزاب أن قوة الدولة تضعف الأحزاب ، إذا .. لا بد من إسقاط الدولة ، أو لا بد من إبقائها ضعيفة وخاوية القوة وخائرة القوى ، وبعدما انتصرت الأحزاب على الدولة في انتخابات العام 1968، انهزمت الدولة مرة ثانية عام 1969 مع " اتفاق القاهرة " ، فتأسست " ثقافة الخروج " عن الدولة ، ولما حلت لعنة العام 1975 تفشت " ثقافة الخروج " عن الدولة  والتمرد عليها ، ومذذاك  لا أحد يريد قيام الدولة  ولا أحد يريد نعيها ، يريدونها محلبة ومزرعة ، ويريدونها حلبة صراع  أو ميدانا  ل  " ربط النزاع ".     

وبما أن أحدا لا يمكن أن يلغي أحدا ، ولا يمكن أن ينتصر طرف  بالمطلق على طرف آخر، يبقى النصر على الدولة أضعف الإيمان ،  لذلك خربوا قوانيها ،  وهتكوا أنظمتها العامة ، وانتهكوا مرافقها ، واستباحوا مؤسساتها ، واجتاحوا أرضها وبحرها  وجوها ، حتى غدا إضعاف الدولة بطولة ، والتمرد على إجراءتها مكسبا ونفعا وغنيمة .

وطالما الكل أقوى من الدولة ، والدولة   أضعف  من  كل الأطراف ، والكل يصفق بصفاقة لإستضعاف الدولة ، هل يمكن أن ينتصر مشروع   الدولة في لبنان ؟ فيما هزائم هذا المشروع أكثر من  قطعان النمل وأمواج البحر وحبات التراب ؟.

أهل الكسارات هزموا الدولة ، أهل المولدات الكهربائية هزموا الدولة  ،  أهل الأنهار الملوثة هزموا الدولة ، أهل الأغذية الفاسدة هزموا الدولة ، أهل النفايات هزموا الدولة ، أهل " الخوازيق " الموضوعة على الطرقات وأمام المحال  التجارية هزموا الدولة ،  أهل الشهادات الجامعية المزورة هزموا الدولة ، أهل الإنهيار المالي والإقتصادي هزموا الدولة ، أهل المصارف هزموا الدولة ، أهل الأحزاب المتصارعون على الوزارات يهزمون الدولة  كل يوم وكل ساعة .

ماذا يبقى من الدولة ؟

ماذا يبقى منها سوى الإسم وحروف الأبجدية؟

ماذا يبقى منها سوى جنازة من دون مشيعين ؟

ومع ذلك  يحدثونك عن الدولة

عن أي دولة يتحدثون  ؟!.

 

معاني أسماء القرى والمدن اللبنانية

توفيق شومان/18 تشرين الثاني/2020

تعود  معاني أغلب أسماء القرى والمدن اللبنانية إلى اللغة السريانية ، والكثير منها  يعود إلى جذور اللغة الفينيقية ، وهذه نماذج مختارة :

ـ 1 :  البقاع : نهر الليطاني : النهر اللعين ) ـ شتورا : إشت طورا : أسفل الجبل ) ـ اليمونة : البحيرة).ـ بريتال : عهد الله) ـ عرسال : عرش الله ) ـ راشيا ( الرؤوس ) ـ جب جنين : بئر الجنائن أو حوض الجنائن ) ـ جنتا : حديقة ـ جنة )ـ رياق : المكان الهادىء ـ الخالي )ـ زحله : الأرض المتحركة ـ الزاحلة ـ القابلة للإنهيار) ـ بدنايل : بعض المؤرخين واللغويين يعتبرون أن بدنايل تحريف لبيت دانيال  ، فيما المرجح  في التفسير السرياني  أن معنى اسمها  : صورة الله أو هيئة الله ، استنادا إل تقسيم الإسم لكلمتين : بدن ـ إيل ، وبدن تعني الجسم في اللغة السريانية كما هي حال العربية ) ـ الهرمل :  وتحتمل أكثر من معنى ، الأول : هرم ـ إيل ، ويعني حرم ـ  الله ـ حرمة الله ـ محمية الله ـ الثاني : هرـ م ـ ايل ، ويعني الجبل  ذو الفيض والسخاء .

ـ  2 : جبل لبنان : ( عينطورا : عين الجبل ) ـ رشميا : رأس المياه) ـ ميروبا : ماء الضجيج  ـ أو الصاخب ) ـ ميفوق : ماء فوقا ) ـ أفقا : نبع متدفق ) رشعين : رأس العيون ) ـ عين عنوب : عين العنب) ـ جعيتا : صراخ ) ـ الباروك : المبارك) ـ بكاسين : بيت الكؤوس ) ـ بزمار : بيت الترتيل أو الترنم أو الألحان ) ـ بمريم : بيت مريم)ـ ادما : المنطقة ذات التربة الحمراء).ـ إده : القوي والشديد ) يقال : على أد حاله ) ـ  بيصور : بيت الخزف أو الصور ، ويمكن الذهاب إلى معنى  آخر : مكان صناعة الخزف والتصاوير المختلفة والتماثيل . 

بدادون : بيت الرحمة والود والشفقة ) ـ بتاتر : بيت الفضل والجمال أو مكان الفضل والجمال ) ـ بصاليم : بيت الصنم ) ـ بعبدا ـ بيت العبد )، بعبدات : بين الخادمات العاملات العبدات ).ـ بعلشميه : بعل السماء : إله وسيد السماء).ـ بيت مري : بيت السيد  ـ الأميرـ الرب ) ـ الدامور : ورد إسم نهر الدامور في تاريخ  المؤرخ الإغريقي سترابون ، وعلى الأرجح أن الإسم فينيفي بمعنى عجيب : الإله العجيب والمدهش ، والفينقيون كانوا يسمون الأنهار بأسماء الآلهة ومنها أدونيس وإما بأسماء تنطوي على الرعب والخوف ومنها : نهر الأولي : ويعني الحمق والجنون ، ونهر الليطاني وتعني : النهر اللعين .

ـ  3 : الجنوب : عين بعال :عين بعل ـ عين السيد ـ عين الله )ـ عيناثا : عيون) ـ باريش : بيت الرئيس ـ بيت السيد )ـ كفرحتى : القرية الجديدة ـ المكان الجديد )ـ البابلية من بابل : باب الله ـ مكان الخلوة ـ العبادة ) ـ دير عامص :عامص : الغامض ـ المخفي ـ المعتزل )ـ دير كيفا : كيفا : الصخرة ) ـ طورا : جبل ـ مرتفع ـ هضبة ) ـ جباع : المكان العالي والمرتفع ) ـ أرنون: من يسكن الجبل) أنصار وأنصارية : الشائع أن اسم البلدتين عربي من نصر/ ينصرون/ ولكن الرجوع الى المصدر السرياني أوالآرامي لفعل نصر يصبح المعنى الخصب والنضارة ، .والملاحظ أن السهول والحقول تحيط بالبلدتين ، مما يرجح الأصل السرياني ) ـ جرجوع : لها أكثر من معنى: يمكن أن تكون الأجرع والحليق والأقرع ، ففعل جرع يعني الحلاقة والجرع يعني الشرب ، وفي جرجوع أحد أهم الينابيع اللبنانية وهو نبع الطاسة ،ولذلك يرجح معنى الشرب ).

 ـ جزين : في اللغة السريانية القديمة تعني الخزائن والذخائر والنذور التي توضع في المعابد ).ـ مجدل سلم : برج او قلعة السلام ــ مجدل في الآرامية برج أو قلعة ) ـ مجدليون: حراس البرج او القلعة )ـ حبوش : مكان الإنقطاع والحبس والعزلة ) ـ الحجة : العيد)ـ حداثا: الحديثة العهد ـ الجديدة ) ـ حداثا: الحديثة ـ الجديدة ).

ـ باتوليه : التبتل والإنقطاع عن الزواج ـ مكان التبتل ، الدير أو ماشابه )ـ بافلي : المكان أو البيت المنعزل ـ بدياس : يقترح انيس فريحة كتابتها بدياص : بيت الفرح والمرح )ـ بلاط : مكان اللجوء والهروب والنجاة ).ـ بليدا : بيت المولود) ـ بيت ياحون : بيت الحنان والرحمة والعبادة ) البيسارية : على الأرجح أن الإسم فينيقي : صانعو الفخار .

ـ  4 : الشمال : زغرتا :الصغيرة ـ زغيرة ).ـ أميون: المنعة والصلابة والشدة ) ـ إهدن: سفح الجبل وقاعدته ). ببنين: بيت البنين أو بيت البنائين )ـ بحبوش: مكان الحبس أو بيت المحبوس ) ـ بداوي ـ بيت الكئيب والحزين ) ـ برقايل: برق الله أو نور الله ) بزيزا: من بزً : سلب ونهب : يكون المعنى: البيت أو المكان المنهوب ) ـ بشري: مكان أو بيت الإقامة والثبات او مكان البداية ) بطرام: او بيت رام : البيت العالي والمرتفع ) ـ بنشعي: مكان المرح والمسامرة) ـ بنهران: بيت النور والضياء أو بيت أو مكان النهر الصغير .

ـ * : راجع البحث  الآكاديمي المطول لتوفيق شومان :  السريانية في اللهجة اللبنانية.

 

المسيحيون يستفيقون: باسيل يهدّد وجودنا وتاريخنا وإرثنا

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الخميس 19 تشرين الثاني 2020

موقفان مسيحيان صدرا الأحد أشّرا مرّة أخرى على حجم التحوّلات والهواجس التي يخلّفها الانهيار المالي والأزمة السياسية في الأوساط المسيحية، الأوّل من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تخوّف من أن يكون "هذا التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والاستهتار بمصالح الشعب والوطن جزء من مشروع إسقاط دولة لبنان الكبير لوضع اليد على مخلّفاتها"، والثاني لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر أنّ "المطلوب منّا اليوم المقاومة لأنّنا بوضعية مشابهة للعام 1975، خصوصاً أنّ الشعب اللبناني يتحمّل كلّ ذلك لأنّ محور المقاومة ينفّذ خطة واضحة المعالم لوضع اليد على السلطة في البلد".

في الواقع، تطال تداعيات الأزمة كلّ لبناني، فالتفاوت في الضرر هنا ليس تفاوتاً طائفياً، بل طبقياً في الأساس، وإن كانت المستويات الطبقية قد اختلت اختلالاً كبيراً مع قضاء الأزمة على ما تبقّى من طبقة وسطى، فغدا البلد مقسوماً إلى حدّ بعيد بين فئتين: الأغنياء، وهم وإن تضرّروا من الأزمة إلّا أنّ قدرتهم على الصمود بوجهها تتجاوز بما لا يقاس قدرة الطبقات الاجتماعية الدنيا التي قلب الفالج المالي حياتها رأساً على عقب، إذ وجدت نفسها فجأة تواجه مصيراً لم تتوقّعه، ولا تمتلك الأدوات النفسية والمادية لمواجهته. لكن، وبالنظر إلى طبيعة النظام اللبناني بالمعنى الواسع لكلمة نظام، فإنّ مقاربة الأزمة لا تحصل على مستوى الأفراد وحسب، بل الجماعات أيضاً. وليس بلا دلالة في السياق حديث مقرّب من وزير الخارجية الفرنسية لـ"فرانس أنفو" أخيراً عن "هجرة المسيحيين والأغنياء" من لبنان بسبب الأزمة والانفجار في المرفأ. فعملياً، لا يمكن الفصل تماماً بين الدينامية الفردية والدينامية الطائفية في لبنان، بالنظر إلى أنّ الطائفة تقوم في الأصل على هيكلية اجتماعية وعلى نظام مصلحة سياسي / اقتصادي، يتمثّل تحديداً في ما يسمّى بالقطاع الخاص.

لقد ساد رأيان في مقاربة تبعات الأزمة من الوجهة الطائفية:

الأول يقول إنّ الطائفة الشيعية التي بات "حزب الله" ممتلكاً لمجمل حيّزاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هي الأقدر على مواجهة الأزمة، وذلك بالنظر إلى أنّ الحزب وفقاً لطبيعته التنظيمية والتعبوية، ولتعدّد مصادر دخله، قادر على الصمود والاستمرار أكثر من سواه في مدّ أنصاره بأسباب العيش.

أمّا الرأي الثاني، فيقول إنّ المسيحيين هم الأكثر ضعفاً في مواجهة الأزمة، وذلك بالنظر إلى انقسام مؤسستهم السياسية، وانفراط هيكليتهم الاجتماعية التقليدية قياساً بالجماعات الأخرى، والأهمّ أنّه لا ظهير إقليمياً أو دولياً لهم وهو نفس حالي السنّة.

والحال، فإنّ المسيحيين، وبالرغم من تراجع نفوذهم السياسي في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، إلّا أنّهم حافظوا على موقع رئيسي في البنية الاقتصادية في البلد، ولاسيّما في القطاعات الأساسية الموروثة منذ ما قبل 1975، وخصوصاً المصارف (وإن شهدت تضخّماً غير مسبوق في العقدين الماضيين)، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات. وهذه القطاعات تحديداً تواجه اليوم، بفعل الأزمة، تحدّياتٍ صعبة جداً، إن لم يكن مصيراً قاتماً. لذلك، هناك شعور متنامٍ لدى المسيحيين بأنّ ضرر الأزمة واقعٌ عليهم أولّا، وقد فاقم هذا الشعور انفجار المرفأ الذي أصاب مناطق تسكنها غالبية مسيحية في العاصمة. وهذا الشعور بدأ يدفع هؤلاء أكثر فأكثر نحو إجراء مراجعات لكلّ المسار السياسي والاقتصادي / الاجتماعي في لبنان أقلّه منذ العام 1990. هنا يبرز رأي يقول إنّ الموروث الاقتصادي والثقافي / الرمزي للبنان، والذي كان للمسيحيين مركز ثقل رئيسي فيه، ما كان مهدّداً في يوم من الأيام مثلما هو اليوم.

بالعودة إلى ما قبل الاستقلال، فإنّ تلاقي مصالح البرجوازية المسيحية والبرجوازية الإسلامية وخصوصاً السنية في بيروت وطرابلس، كان عاملاً أساسياً في جعل الكيان اللبناني قابلاً للحياة. ثمّ كانت الحرب التي وعلى الرغم من التغيرات الديموغرافية والتقسيمات الجغرافية التي شهدتها، إلّا أّنها لم تسقط الخصائص الأساسية للنموذج الإقتصادي الموروث وإن عطّلته.

فما إن انتهت الحرب حتّى أُعيد انتاج هذا النموذج بنسخة محدّثة، ووفق مقتضيات المرحلة الإقليمية والدولية الجديدة. فكان مشروع "إعادة الاعمار" الذي قاده الرئيس رفيق الحريري والذي ترافق مع استئناف النموذج الاقتصادي القديم نشاطه مع دور أكبر ومختلف للقطاع المصرفي. وفي كلّ ذلك لم تشعر البرجوازية المسيحية العميقة بتهديد فعلي على "مصالحها". شعرت بالمنافسة والتوتر أحياناً، لكنّ رفيق الحريري سرعان ما استوعبها. لذلك، لم يشعر المسيحيون في الغالب الأعمّ بتهديد جدّي ضدّ مراكز نفوذهم الاقتصادية، وإن كانت الآلة المخابراتية النشطة وقتذاك قد نجحت في خلق مناخ مسيحي شعبي مناوئ لـ"الحريرية". وقد أشيع أنّ هدفها "أسلمة الأرض"، ومن ذلك ما أثير عن نيّة الحريري شراء "جامعة الكسليك". لكن في المحصّلة، فإنّ الحريرية أخذت بالنموذج الاقتصادي والثقافي للبنان ما قبل الحرب وهو "ذو وجه مسيحي" إلى حدّ بعيد، وبالأخص فيما يتصّل بنظرية ميشال شيحا عن "لبنان المتوسطي" و"صلة الوصل بين الشرق والغرب". أمّا الأزمة الحالية، فقد أطاحت أو تكاد بالنموذج الاقتصادي الموروث، لا بنسخته المحدّثة التي أظهرت الأزمة اختلالاته البنيوية لاسيّما في ما يخصّ القطاع المصرفي، بل في أصله ذاته. ولذلك، فإنّ المسيحيين وجدوا أنفسهم هذه المرّة أمام تهديد حقيقي بخسارة رصيدهم الرمزي والثقافي قبل رصيدهم المادي. وإذا كانوا في بداية الأزمة يقرأون فصول الانهيار المتوالية بعيون تقنية متّصلة بأعطاب النموذج الاقتصادي والفساد، فهم الآن باتوا يقرأونها بعيون سياسيّة لناحية أنّ لبنان واقع تحت حصار عربي ودوليّ بسبب سياسته الخارجية المتماهية مع سياسات "حزب الله" الذي تتّهمه دول عربية وأجنبية في مقدّمتها أميركا بتعريض أمنها القومي للخطر. وقد أتت العقوبات على النائب جبران باسيل لتسند هذه القراءة بحجّة رئيسية، إذ أضاءت فعلياً على اغتراب "التيار الوطني الحرّ" عن المسار التاريخي للمسيحيين كجماعة منجذبة إلى الغرب، على التباسات هذا الانجذاب الكثيرة. وهو اغتراب شرع باسيل، منذ لحظة وقوع العقوبات عليه، بمحاولة استدراكه. وما إطلالته على قناة "العربية الحدث" الإثنين الفائت سوى محطّة أوليّة في رحلة الاستدراك تلك. في المحصّلة، فإنّ تلاقي موقفي الراعي وجعجع على التحذير من "مشروع إسقاط الدولة" و"وضع اليد على البلد"، يحاكي الهواجس المسيحية المتنامية والتبدّل العميق في القراءة المسيحية لأسباب الأزمة وتبعاتها. وليس مصادفة في السياق أن تتراجع نغمة "تركة الثلاثين سنة الماضية" التي دأب التيار العوني على تردادها طيلة الفترة الماضية. فالحديث اليوم بين نخب التيار ليس سوى عن العلاقة مع "حزب الله"، نتائجها ومستقبلها. وإذا كانت الأمور في خواتيمها، فإنّ ما يمكن جمعه من مؤشّرات عن التبدّلات في المزاج المسيحي عموماً، يشي بأنّ ما قبل العقوبات على باسيل ليس كما بعده في الحيّز المسيحي، وكلام جعجع تحديداً صدى أوّلي لذلك!

 

أميركا والسعودية لتشديد الخناق.. ولبنان لن يعود كسابق عهده

منير الربيع/المدن/19 تشرين الثاني/2020

تتوالى حملة التصعيد الأميركية ضد لبنان. وسيحفل الشهران المقبلان بالمزيد من التطورات والضغوط والتوترات. فيما ضاعت المبادرة الفرنسية في دهاليز التحاصص اللبناني.

أميركا والحريري وباسيل

الولايات المتحدة الأميركية وحدها تمسك بزمام المبادرة على الساحة اللبنانية، وتستمر في تقديم بعض المساعدات لعدد من المؤسسات اللبنانية، وعلى رأسها الجيش. لكن السفيرة الأميركية، دورثي شيا، لمّحت الأسبوع الفائت إلى إمكان وقف هذا الدعم. وفيما بعد نقل عنها موقف جديد: عدم تقديم أي شيء مجاني للبنان. وكل مساعدة سيكون لها ما يقابلها، وعلى لبنان أن يدفع الثمن. وهكذا يصبح تشكيل الحكومة اللبنانية مجرّد تفصيل في مسار الأزمة الوجودية التي يواجهها لبنان. لكن حتى لو تشكلت الحكومة في هذا الظرف، لن تكون قادرة على مواكبة الأحداث والتطورات. فرئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره رئيس التيار العوني جبران باسيل، قابلان لارتداء أزياء التعطيل. وعلى هذا الوتر يلعب الرئيس المكلف سعد الحريري، فيحمِّل مسؤولية العرقلة بكاملها لباسيل.

معضلة حزب الله

جانب فحسب من تصوير الحريري الأمر على هذا الشكل، صحيح. وهو يفعل ذلك ليتجنّب أي مواجهة مع حزب الله، علماً أنه لا يمكن استثناء الحزب من المعضلة التي يمثلها في تشكيل الحكومة، وفي الاعتراف العربي والدولي بها. فالمملكة العربية السعودية واضحة في موقفها الرافض لأي مشاركة للحزب في الحكومة. لا بل إن موقف الملك سلمان في غاية الوضوح. فحتى لو تغيرت الحسابات الأميركية في شأن حزب الله، لن يتغير الموقف السعودي منه. وهنا قد تتكرر تجربة مرحلة حكومة الرئيس تمام سلام، أثناء ولاية باراك أوباما. ففي تلك المرحلة كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية تسير قدماً في اتجاه عقد الاتفاق النووي، ولا تلتقي المصلحة الأميركية مع السعودية في المنطقة كلها بما فيها لبنان. وقد اتخذت السعودية جملة قرارات جذرية وعقابية في حق لبنان. وآنذاك غادر سفراء دول الخليج بيروت، وأُعلن عن تعليق الطيران ووقف كل أشكال المساعدات. وحتى الآن، لا يبدو أن المصلحة الأميركية ستنفصل عن المصلحة السعودية، ما يعطي زخماً للتصعيد والضغوط. وهناك معلومات متوفرة حالياً تفيد أنه لو أعلن باسيل عن رغبته في عدم تسمية أي وزير، وفعل رئيس الجمهورية مثله، فإن الحريري لن يتمكن من تشكيل حكومته. فالقرار الأميركي واضح: لا لمشاركة حزب الله بهذه الحكومة، سواء مباشرة أو عبر وزراء اختصاصيين. وهذا، فيما يتمسك الحزب بأن يتمثل في الحكومة.

حكومة مؤجلة والانهيار مستمر 

ولا تزال الأزمة في بدايتها. ولا يمكن الرهان على أي حلول عجائبية. ومعظم القوى تفضل انتظار خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض، على أمل أن تذوب مفاعيل المواقف التصعيدية الأميركية المتصلبة، والتي أعاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التذكير بها في زيارته إلى فرنسا. وهي ستكون حاضرة بقوة خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية ولقاءاته فيها. لذا، لا بد من أن يتأخر تشكيل الحكومة إلى ما بعد تسلم بايدن مقاليد الرئاسة الأميركية. وعندها سيعتبر المسؤولون اللبنانيون أن الموانع الأساسية أمام تجديد عقد التسوية قد زالت، فتتشكل الحكومة. لكن الأسئلة الأساسية حول ما يمكنها أن تحققه، تظل مطروحة بقوة. والجواب البديهي والمنطقي يقود إلى خلاصة واحدة: أولاً، لن يتمكن لبنان من الصمود مدة شهرين. وثانياً بعد هذه الانهيارات يصبح الانقاذ معقداً إلى حدود بعيدة، ويرتبط بمسائل استراتيجية، ستغير طبيعتها وجه لبنان السياسي والاقتصادي والعسكري.

 

عليّة يرد اتهامات أبي خليل بـ"فضحه" في ملف البواخر

عزة الحاج حسن/المدن/19 تشرين الثاني/2020

عندما توجّه وزير الطاقة الأسبق سيزار أبي خليل من على شاشة LBC بإطلاق اتهامات بالتزوير، يميناً ويساراً، في ملف بواخر الطاقة، لم يضع في حساباته أنه باتهاماته تلك قد يكون فتح حفرة في أكثر الملفات فساداً قي لبنان. وقد لا ينجو منها هو وفريقه. ربما أراد أبي خليل بتوجيهه اتهامات لرئيس دائرة المناقصات، جان عليّة، بتزوير محاضر متعلّقة بمناقصة بواخر الطاقة، تسليط الضوء على الأخير وتشويه صورته، تمهيداً لإزاحته من دائرة المناقصات. لكن مهمة أبي خليل لن تكون سهلة. فرئيس دائرة المناقصات ردّ بالمستندات على اتهامه بالتزوير، فاضحاً وزير الطاقة بارتكاب مخالفات وانحرافات قانونية في قضية "صفقة" مناقصة بواخر الطاقة. عليّة الذي عقد مؤتمراً صحافياً اليوم الأربعاء، في نادي الصحافة، لم يشأ أن يفنّد فيه "صفقة" البواخر والشوائب التي تضمنتها، إنما عقده "للرد على اتهامات تناولتني من وزير تعرض لي بالتجريح، واتهمني بالتزوير. فدافعت عن نفسي وفقاً لما يتيحه الدستور"، يقول عليّة في حديث إلى "المدن". سبق لجان عليّة أن تحدّى الوزير الأسبق سيزار أبي خليل داعياً إياه لمواجهته علناً، في مناظرة يكون فيها الرأي العام حكماً، لعرض كل تفاصيل "صفقة" البواخر. لم يجرؤ أبي خليل على فعلها. لكنه -وكما اعتاد فريقه السياسي على التعاطي مع كل من يقف في وجه مشاريعهم- عمد إلى السعي لإزاحة جان عليّة من دائرة المناقصات. ويجري الحديث اليوم في كواليس التشاورات لتشكيل الحكومة عن إمكان إزاحة عليّة من دائرة المناقصات، وتعيين بديل عنه.. فما الذي يعرفه رئيس دائرة المناقصات ويعيق عمل وزير الطاقة وفريقه؟

صفقات وتزوير

قبل الحديث عن صحة اتهامات أبي خليل بوجود تزوير في ملف البواخر، لا بد من التوقف عند اعترافه بوجود تزوير أو تحريف للمحاضر والقرارات. والسؤال لماذا لم يفتح وزير الطاقة الملف في حينه، ولم يحاسب المزورين؟

لم تجرِ مناقصة بواخر الطاقة وفقاً لنظام مؤسسة كهرباء لبنان ولا حتى وفقاً لقانون المحاسبة العمومية، وكل ما حصل بين مجلس الوزراء ووزارة الطاقة من أخذ ورد يدور في فلك واحد مفاده أن "المناقصة تم تفصيلها على قياس عرض وحيد فقط والوقائع أثبت هذا الأمر" يؤكد عليّة، فـ"مناقصة البواخر لم تجر في إدارة المناقصات كما ينص قانون المحاسبة العمومية، بل أجراها استشاري عيّنه الوزير، وقد وضع الإستشاري دفتر الشروط على قياس شركة واحدة وفتح العروض من دون الرجوع إلى إدارة المناقصات كما ينص القانون. وبعد فتح العروض تأهلت شركة واحدة (هي التي فُصِّل دفتر الشروط على قياسها) ما يؤدي إلى إلغاء المناقصة بسبب وجود عارض وحيد وغياب المنافسة. ولكن الوزارة حاولت الالتفاف على النتيجة عبر قبول عروض تخالف دفتر الشروط لتأهيل أكثر من شركة قبل الإعلان عن فوز الشركة المطابقة، وعندما فشلت هذه المحاولة، طلب الوزير من إدارة المناقصات مخالفة القانون وقبول العارض الوحيد، فرفضت الطلب" يقول عليّة. أضف إلى أن اللجنة الوزارية لا يحق لها فتح العروض، وأن مجلس الوزراء موجود لتنفيذ القانون ولا يحق له مخالفته، وهناك عملية تزوير في قرارات مجلس الوزراء ووفق عليّة، فإن الوزير سيزار أبي خليل قد وافق على قرار مجلس الوزراء 60/2017 الذي ألغى استدراج العروض بسبب وجود عارض وحيد.

محاسبة المزورين؟

تجاوزات كثيرة شابت صفقة بواخر الطاقة، حتى أن عليّة يؤكد وجود تزوير بمعظم مفاصل المناقصة. وعلى  الرغم من ذلك، مرّرتها وزراة الطاقة بكل من مرّ عليها من وزراء التيار الوطني الحر، حتى أن أكثر من شخص طلب رسمياً من دائرة المناقصات الموافقة على الصفقة كاستثناء، فقوبل الطلب بالرفض.

لم يكشف عليّة كل الملفات والمستندات بحوزته (هنا بعض مما حصلت عليه "المدن" من مصادرها)، والتي تدين وزير الطاقة الأسبق، وتفضح تزوير مناقصة بواخر الطاقة التي استنزفت الخزينة العامة بملايين الدولارات منذ سنوات وحتى اليوم. لكنه دعا إلى محاسبة كل مرتكب لمخالفة أو تزوير، أياً كان، ومهما كان حجمه السياسي. ويشير رئيس دائرة المناقصات إلى إمكانية مقاضاة وزير الكهرباء الأسبق سيزار أبي خليل الذي تعرض له بالشخصي​​، موضحاً ان الموضوع يأتي في إطار الإعتداء على كرامة أحد الموظفين معتبراً بأن كل موظف في الإدارة اللبنانية يجب أن يقوم بما قمت به، لا سيما في موضوع المناقصات.

 

وثائقي "ARTE" عن لبنان: تشويه للتاريخ وتبييض لصفحة إسرائيل

حسن مراد/المدن/18 تشرين الثاني/2020

قبل أيام، أعلنت محطة "ARTE" عرض فيلمين وثائقيين عن لبنان في اطار سهرة خاصة، ليلة الثلاثاء، لكن فئة كبيرة من اللبنانيين المقيمين في فرنسا أبدت امتعاضها من الوثائقي الأول الذي حمل عنوان "لبنان البلد المعذب" وعبّرت عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفقاً للمحطة الفرنسية الألمانية، يهدف الوثائقي إلى "الغوص في تاريخ لبنان لتبيان أسباب الخراب الذي يعرفه اليوم"، وبدأ بمقابلة مع الصحافية حنين غدار قالت فيها: "تتعدد روايات حول تاريخ لبنان لدرجة أنه لم يتم اعتماد رواية واحدة في المناهج الدراسية"، ما أوحى بأن الوثائقي سيتطرق لمختلف وجهات النظر، لكن الواقع أتى مغايراً. فالفيلم الذي أنجزه المخرج الإسرائيلي دوكي درور (Duki Dror)، وتوقف خلاله مطولاً عند سنوات الحرب الأهلية، عرض رواية طرف واحد لاستمالة المشاهد الأوروبي غير الملم بهذا الملف. وكانت البداية بتزوير فاضح للتاريخ، عند التطرق لاتفاقية سايكس - بيكو، بإظهار إسرائيل في الخريطة، في إيحاء إلى وجود هذه الدولة حتى قبل نهاية الحرب العالمية الأولى.

ومن دون تناول للنكبة ومآسيها، على اعتبار أن إسرائيل وجدت قبل نشأة لبنان وفقاً لصناع الفيلم، تم القفز إلى نكسة العام 1967، فصوّرت حرب الأيام الستة كتهديد لمسيحيي لبنان القاطنين في محيط عربي معادٍ لهم. ومن هنا بدأ التطرق إلى مرحلة تعزيز الفلسطينيين لحضورهم في لبنان: النزوح، اتفاق القاهرة، أيلول الأسود. لكن مؤسس حركة "حراس الأرز"، إتيان صقر، اعتبر، في مقابلة أجريت معه، أن الغاية من الوجود الفلسطيني في لبنان كانت السيطرة الكاملة على هذا البلد، كما حصر الانقسام الداخلي اللبناني في الخلاف حيال القضية الفلسطينية.

وعلى هذا المنوال أكمل الفيلم مستحضراً عمليات فلسطينية وقع ضحيتها أطفال إسرائيليون إلى جانب عملياتهم في أوروبا كتلك التي حصلت في مدينة ميونيخ الألمانية العام 1972، وعمليات خطف الطائرات. وهكذا، لم يكن ما فعله المخرج الإسرائيلي إلا شيطنة كاملة للفلسطينيين، خصوصاً أنه لم يعط مساحة كافية لشخصية فلسطينية كي تعرض وجهة النظر المقابلة في ما يتعلق بطرد هذا الشعب من أرضه وما ارتُكب في حقه من مجازر.

والهدف من ذلك، تقديم رواية أحادية الجانب عن الحرب الأهلية للإيحاء بأنها اندلعت بسبب "الأشرار الفلسطينيين". وأعطت شيطنة الفلسطينيين على هذا النحو، انطباعاً بأن الأحزاب والميليشيات المسيحية كانت محقة في حمل السلاح، وعليه صورت الحرب الأهلية كنزاع مسلح بين الجانب المسيحي المتأهب للدفاع عن بلده، وبين الفلسطينيين، من دون وجود أطراف لبنانية ودولية أخرى. كما برر الفيلم الجرائم التي ارتكبتها المليشيات المسيحية، خصوصاً في تل الزعتر، بأنها "رد فعل مبرر" على مجزرة الدامور، استناداً إلى رواية إتيان صقر حصراً. ومن اللافت حقاً، التناول السريع لتل الزعتر على عكس مجزرة الدامور التي غاص الفيلم في بعض تفاصيلها. إلى ذلك، أوحى الفيلم بأن الفلسطينيين كانوا على درجة عالية من التسلح والتنظيم العسكري فيما مسلحو الطرف الآخر لم يكونوا أكثر من "هواة في العلوم العسكرية"، أي أنهم كانوا دائماً في وضعية دفاعية. ولم يختلف الأمر في ما يتعلق بمجزرة صبرا وشاتيلا، حين صورت وكأنها سوء تقدير من قبل المقاتلين المسيحيين الذين ظنوا بداية أن الفلسطينيين هم من اغتال بشير الجميل. وفيما لم يقم الوثائقي بتبرير تلك المجزرة بشكل مباشر، إلا أن شيطنة الفلسطينيين طوال الفيلم، ستدفع المشاهد الأوروبي، أو غير المطلع على تفاصيل تلك الحقبة عموماً، إلى البحث عن أسباب تخفيفية وحتى تبريرية للمجزرة. أما التشويه الأكبر فكان التعتيم الكامل على دور ووجود أحزاب الحركة الوطنية آنذاك.

ولا يختلف لبنانيان على أن الموقف من القضية الفلسطينية كان سبباً من أسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً مع التجاوزات التي ارتكبها الفلسطينيون، لكن ماذا عن موقف الأطراف اللبنانية المساندة للفلسطينيين، والذين كانت لهم مشاكل كثيرة مع النظام اللبناني في صيغته آنذاك؟ لماذا لم يُمنحوا فرصة عرض وجهة نظرهم؟ وكأن كل اللبنانيين اصطفوا ضد الفلسطينيين. من جهة أخرى، لم يتناول الفيلم خلل النظام السياسي اللبناني الذي كان من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب الأهلية. فماذا عن الحركة الوطنية وبرنامجها الداعي إلى إلغاء الطائفية السياسية وتصحيح التمثيل الشعبي وإصلاح الإدارة العامة، لا سيما أن بعض السياسيين والمحللين اللبنانيين يعتبرون أنه كان في الإمكان تفادي الحرب فيما لو تجاوبت الأحزاب المسيحية مع دعوات الإصلاح هذه. ويحيل هذا التجاهل المتعمد، البعيد من الموضوعية المطلوبة في إنجاز مثل هذه الأعمال، إلى طرح علامات استفهام حول مهنية القيمين على "ARTE"، حيث استمرت المحطة في تشويه الحقائق و/أو عرضها على نحو مجتزَأ من خلال تبييض صفحة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، فتعمدت إظهار الاسرائيليين كشعب مهدد على الدوام، وبالتالي لم يكن اجتياح العام 1978 ومن بعده اجتياح العام 1982 إلا "لضمان سلامة البلد". كما جلب المخرج، كلمة لمناحيم بيغين، يقول فيها أن "الدعم الإسرائيلي للمسيحيين هو لضمان عدم إبادتهم"، وهي عبارة بالغة الحساسية للمشاهد الأوروبي لأنها تلعب على وتر الإحساس بالذنب تجاه ما تعرض له اليهود في أوروبا.

بالتالي، سيجد المشاهد نفسه أكثر تقبلاً لرواية الفلسطيني الساعي لإبادة الاسرائيليين، وسيتعاطف حكماً مع حلفاء إسرائيل في الداخل اللبناني، على اعتبار أنهم يواجهون مصيراً مشتركاً، وسيتبع ذلك تبرير الجرائم الاسرائيلية التي أتى الفيلم على ذكرها على نحو هامشي ومخفف.

والحال أن الفيلم حاول الإيحاء بأن المسؤول عن مجزرة صبرا وشاتيلا هم السوريون، عبر استحضار دور إيلي حبيقة في هذه المجزرة، وتقديمه في صورة العميل المزدوج المتعاون مع الإسرائيليين والسوريين على حد سواء، وهي مغالطة تاريخية فاضحة، علماً أن النظام السوري ارتكب فظائع كثيرة في لبنان، لكن الوثائقي المذكور أمعن في الخطأ في هذا التفصيل. وأكمل الفيلم مدعياً بأن السوريين نجحوا في إلصاق "أعمالهم القذرة" بالإسرائيليين، وأن رئيس النظام السابق حافظ الأسد، تلاعب بهم. وعليه، سعى الوثائقي إلى إجهاض الرواية المضادة التي تُحمل إسرائيل، بشخص أرييل شارون، جزءاً رئيسياً من المسؤولية عن صبرا وشاتيلا.

في السياق، أمعن الفيلم في عرضه الجزئي للوقائع التاريخية من خلال تركيزه على ترحيب الجنوبيين بالجيش الإسرائيلي. وفيما لا ينكر أحد هذه الواقعة التاريخية، إلا أن الفيلم همّش محطات تاريخية أخرى بالغة الأهمية، فلم يأت على ذكر الاعتداءات على جنوب لبنان منذ نشأة إسرائيل، ولم يذكر مقاومة اللبنانيين للاحتلال الإسرائيلي، سواء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية أو "حزب الله" حتى العام 2000. وأبقى بذلك على رواية الترحيب بالإسرائيليين، بموازاة خلطه بين العمليات التي ارتكبها الحزب ضد المصالح الغربية، كاستهداف القوات الأميركية والفرنسية وتفجير السفارة الأميركية وخطف الأجانب، وعملياته التي استهدفت الاسرائيليين، لتصوير أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي أتت في سياق هذا "الإرهاب الممارس".

واستمر الفيلم في الترويج للدعاية الإسرائيلية في فترة ما بعد الحرب الأهلية. ففي مقابلة مع فهد المصري، رئيس المكتب السياسي لجبهة الانقاذ الوطنية السورية، قدم الأخير روايته الخاصة عن اغتيال رفيق الحريري. واعتبر المصري، الذي تدور شكوك حول علاقاته بالإسرائيليين، أن إيران حرضت سوريا على اغتياله لتجد دمشق نفسها في مأزق ما يضطرها لسحب قواتها من لبنان فتخلو الساحة لطهران. وتصب هذه الرواية في صالح إسرائيل لأنها تمنح تل أبيب ذريعة إضافية في ما يخص التهديد الإيراني لها، خصوصاً أن المحكمة الدولية دانت أحد عناصر الحزب في القضية. وعندما تناول الفيلم حرب تموز 2006 لم يذكر أن سبب إقدام الحزب على اختطاف الجنديين كان لمبادلتهما بأسرى لبنانيين لدى اسرائيل. وبغض النظر عن تقييم خلفيات الحرب وأسباب إقدام "حزب الله" على عملية الأسر، إلا أن المهم هنا هو حقيقة تعمد الوثائقي تغييب رواية رئيسية لأحد الأطراف، من أجل إظهار أن "حزب الله" استفز إسرائيل من دون مبرر، ليصبح بذلك الخطر الجديد المحدق "بالإسرائيليين المسالمين" بعد الفلسطينيين. ولم يكتف الفيلم بكل ما سبق، بل اختُتم بفضيحة من العيار الثقيل عندما أكد أن ثورة 17 تشرين الأول 2019، ما هي إلا محاولة من اللبنانيين لاستعادة بلدهم بعد سنوات من الأزمات والحروب. والمشكلة هي أن المخرج الإسرائيلي لم يأت إطلاقاً على ذكر منظومة الفساد وعيوب النظام السياسي الطائفي والأزمة الاقتصادية الهائلة. بالتالي، وبعد كل ما عرض على مدى ساعة ونصف الساعة، لن يستنتج المشاهد الأوروبي إلا شيئاً واحداً: ثورة اللبنانيين ليست إلا ضد الأشرار الذين قدمهم الوثائقي، وكأن الرواية الإسرائيلية تلقى صدى واسعاً في الداخل اللبناني!

طبعاً، هناك وقائع تاريخية لا يمكن لأحد انكارها ولا تسعى هذه السطور إلى تكذيبها. لكن العرض المجتزأ والتشويه المتعمد للأحداث وغياب المهنية والموضوعية في عرض مختلف وجهات النظر، يدفع إلى الشك في نوايا المخرج ومحطة "ARTE".

 

ماذا ينتظر الحريري؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/18 تشرين الثاني/2020

المبادرة الفرنسية ضاعت، وهناك إرادة لإبقاء لبنان في عزلة ورهينة لبعض الداخل والخارج، وبالتالي قطع أي إمكانية لمدّ خطوط له مع المؤسسات الدولية المقرضة، ما يرتبّ تداعيات على كيانه بكامله وليس فقط على الاقتصاد. هذا ما تراه مصادر سياسية عدة، منها معارضة، ومنها سمّت الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة. في المقابل، تؤكّد جهات في السلطة أنّ التأليف مرهون بكلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري واتفاقهما على أسماء الوزراء، وخصوصاً المسيحيين منهم. وتعتبر أنّ المبادرة الفرنسية لم تضيع، لأنّها عبارة عن برنامج عمل إصلاحي للحكومة، وما أن تتألّف وتتبناه وتبدأ بتنفيذه تُفعّل الورقة الفرنسية.

بعد التأخير في تأليف الحكومة بعد مرور نحو شهر على تكليف الحريري، وتجاهل كلّ العقوبات والتحذيرات الدولية، وعدم نجاح الموفد الرئاسي الفرنسي أخيراً في تذليل العقبات والدفع في اتجاه ولادة حكومية سريعة، ترى جهات سياسية، «أنّ وصولنا الى هذه المرحلة من التعطيل والتعنت، على رغم كلّ المخاطر، تظهر أنّ هناك من ينتظر المتغيّرات الدولية بعد الانتخابات الاميركية وانعكاساتها على العلاقات الاميركية - الايرانية، وبعدها يأتي دور لبنان، فالبعض جعل البلد رهينةً للمحاور الاقليمية - الدولية».

في المقابل، يؤكّد «الثنائي الشيعي»، أنّ «التأخير ليس عندنا»، وهو ينتظر اتفاق عون والحريري، ليسلّم الرئيس المكلّف أسماء الوزراء الشيعة ليختار الأنسب من بينها، وفق الآلية التي اتُفق عليها سابقاً بين الجهتين. وفي حين تمتنع دوائر القصر الجمهوري عن التصريح عن مسار التأليف، تطالب مصادر قريبة من عون بـ»اعتماد المعيار الواحد في التأليف، وتراجع الحريري عن إصراره على تسمية الوزراء المسيحيين فيما أنّ بقية الأفرقاء سيسمّون وزراءهم».

هذا الحديث غير علمي وينقصه كثير من الدقة، بحسب مصادر تيار «المستقبل»، التي تردّ على امتناع الحريري عن التواصل مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مشيرةً الى أنّ الرئيس المكلّف ملتزم المادة 64 من الدستور، وأنّه يؤلف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وتوضح، أنّ الحريري يحدّد نوعية الحكومة والمستلزمات التي يجب أن تتأمّن فيها، لكي تتمكّن من النجاح بحسب المبادرة الفرنسية، آخذاً في الاعتبار التجارب السابقة في تأليف الحكومات، والتي أنتجت تشكيلات وزارية لم تتمكّن من الإنجاز، وأوصلت البلد الى ما وصل اليه. وتؤكّد أنّ الحريري يعمل على تأليف حكومة اختصاصيين غير حزبيين ومستقلين، بحسب المبادرة الفرنسية التي أعاد مستشار الرئيس الفرنسي تأكيد مواصفاتها في لقاءاته مع الأفرقاء السياسيين اللبنانيين خلال زيارته لبيروت الاسبوع الماضي.

وتسأل مصادر «المستقبل» عن سبب العرقلة المسبقة والحُكم الاستباقي على الحكومة، وتقول: «لتدع هذه القوى الحريري يؤلّف الحكومة التي يتحدث عنها، وبعد ولادتها يظهر إذا كانت مؤلفة من وزراء تبعاً لما يقوله الحريري وللمبادرة الفرنسية أم لا، ويتثبّت للفريق المعرقل إذا كانت الحكومة بعكس تلك المطلوبة فرنسياً وقَبل الجميع بشروطها، كذلك سيتبيّن ما إذا كان الحريري سمّى عن أطراف أو منع التسمية عنهم وسمح لأفرقاء آخرين بالتسمية، وحينها ليحجبوا الثقة عن الحكومة فتسقط في مجلس النواب، طالما أنّ هؤلاء يملكون الأكثرية النيابية».

وانطلاقاً من ذلك، تستغرب المصادر نفسها «عرقلة التأليف، طالما أنّ ورقة الثقة في يد هؤلاء». وهذا يدلّ، بالنسبة اليها، الى أنّ «التأخير في التأليف سببه العودة الى المحاصصة، وكأنّ لا بلد ينهار ولا شعب يصرخ، ولأنّ هناك من يريد أن يسمّي وزراء، بدلاً من أن يُصار الى تأليف حكومة قادرة على الاصلاح وإعادة الاعمال ووضع البلد على سكة الإنقاذ، طالما هناك فرصة وحيدة وأخيرة هي المبادرة الفرنسية». وتقول: «لتتألف الحكومة بالاتفاق بين عون والحريري، بعدها يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وإذا كانت فعلاً حكومة بحسب المبادرة الفرنسية أم لا». وترى أنّ «نية التسهيل ستنجلي في الأيام القليلة المقبلة إذا كانت حقيقية وصادقة»، وتقصد هنا تحديداً باسيل الذي أكّد خلال اتصاله الأخير بالحريري، أنّ «التيار» لا يريد شيئاً بل هو يريد تسهيل مهمة الحكومة. وتضيف: «ننتظر لنرى إذا كان هذا الكلام حقيقياً أم هو لرفع التهم عن العرقلة فقط».

قول باسيل إنّه موافق مسبقاً على أي اتفاق بين عون والحريري، هو «مناورة» بالنسبة الى البعض، إذ أنّ عون لن يوافق على ما لا يقبل به باسيل، كذلك إنّ عون من جهته رافض تسمية الحريري الوزراء المسيحيين، ولن يرضى إلّا باعتماد المعيار الواحد في التأليف مع جميع الأفرقاء، فـ»إذا غيرنا سمّى، نحن أيضاً نريد أن نسمّي». وبالتالي، الى متى سينتظر الحريري؟ هل سيرضخ للمعيار الذي يطالب به عون، أم يقدّم تشكيلة أمر واقع ويرمي الكرة في ملعب الرئيس، طالما ما زال متمسكاً بعدم الاعتذار؟ تجيب مصادر «المستقبل»: «الرئيس الحريري يأخذ الموقف الذي يراه مناسباً في الوقت المناسب، فليس هو من لم يعُد في إمكانه الانتظار بل البلد، إذ إنّ الأمور وصلت الى حدّ حيث العالم «يرجونا» لتأليف حكومة، ولم يعد البلد يملك الوقت الكافي للصمود، والحكومة كان يجب أن تؤلّف بعيد تكليف الحريري فوراً».

هذه الوقائع كلّها، وحتى لو نجح الحريري في التأليف، فهذه «ليست جوهر المشكلة وبالتالي الحلّ»، بحسب جهات سياسية مطلعة. وتؤكّد أنّ «هناك انسحاباً عربياً ودولياً من الاهتمام بلبنان، طالما لم يقتنع جميع اللبنانيين بعد بأنّ هيمنة إيران على لبنان حرمتنا من علاقاتنا العربية وتحرمنا الآن من علاقاتنا الدولية». وتشير الى المواقف الأميركية الأخيرة حيال «حزب الله» وحكومة بمشاركته، فضلاً عن العقوبات، كذلك تذكّر بالموقف السعودي الذي يصبّ في هذا الإطار، وقد عبّر عنه الملك سلمان بن عبد العزيز شخصياً وعبر منبر الأمم المتحدة.

فخّ يُدفَع إليه الحريري

طوني عيسى/الجمهورية/18 تشرين الثاني/2020

هل يستطيع البلد أن ينتظر شهرين إضافيين، على الأقل، من «تضييع الوقت»؟ يبدو أنّ جماعة السلطة الذين أضاعوا سنوات، فكان لهم الفضل في انهيار البلد، قد اتخذوا القرار: «ننتظر مجدداً. سيرحل دونالد ترامب عن البيت الأبيض في 20 كانون الثاني، فنرتاح».

في لبنان، هناك تصوير غير واقعي لمناخ اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في باريس. فصحيح أنّ إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون لم تكن تتوقع الزيارة، لأنّ الرؤساء الأميركيين لطالما تجنّبوا إرسال وزرائهم في مهمَّات خارجية حسّاسة في المراحل الانتقالية، ولكن الحديث عن خلافات بين واشنطن وباريس في ملفات عدّة، بينها لبنان، فيه كثير من التضخيم.

الفرنسيون قلقون من انهيار لبنان الكيان، وهذا ما أكدوه صراحة. وهم يخشون ذهابه ضحية النزاع بين واشنطن وطهران، ويشاركون الأميركيين اقتناعهم بأنّ «حزب الله» هو حلقة الربط بين لبنان وأزمات المنطقة، لكنهم يخالفون واشنطن في طريقة التعاطي معه:

الأميركيون يعتبرونه تنظيماً إرهابياً تُحرِّكه إيران، فيما يفضّل الفرنسيون تجنُّب وَصمه بالإرهاب لإبقاء الباب مفتوحاً لمحاورته واستيعابه بالسياسة. ولكن، في النهاية، يلتقي الفرنسيون والأميركيون على هدف واحد هو إبعاد لبنان عن المحاور الإقليمية.

والتقرير الذي رفعه الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل إلى ماكرون، عن زيارته لبنان، تزامناً مع زيارة بومبيو، يشير إلى أنّ الضغط الأميركي على الطبقة السياسية التي يقودها «حزب الله» هو الذي يَعوق تشكيل الحريري لحكومته، لكنه في النهاية يلتقي مع التشخيص الأميركي للأزمة: طبقة السلطة غارقة في المنافع والفساد، ومستفيدة من استمرار الترابط بين فساد الداخل ومصالح الخارج. الأميركيون منحوا باريس فرصة «التجربة» في لبنان منذ مؤتمر «سيدر» في 2018، ففشلت لأنّ إيران رفضت التنازل هنا، لأيّ سبب كان. ويعرف الفرنسيون أنهم فشلوا، لكنّ البديل بالنسبة إليهم هو أن ينسحبوا من لبنان فترتفع مخاطر سقوط الدولة، والأخطر سقوط الكيان. ولذلك، قرّروا الاستمرار، ولو في المراوحة، ومن دون أوراق قوية يلعبونها.

واليوم، يضيع الفرنسيون في المَعمعة: لا إصلاح يستطيعون تحقيقه ولا نأي بالنفس. يحاولون دعم حليفهم سعد الحريري في تشكيل حكومة، ولكن بلا أفق. يعقدون مؤتمراً لمجموعة الدعم، ولكن للمساعدات الإنسانية فقط. يُبقون زيارة ماكرون قائمة في كانون الأول، لكنهم لا يتوقعون منها أي ثمار سياسية. وليس في الأفق ما يسمح لهم بإخراج مبادرتهم من النفق.

إذاً، المبادرة الفرنسية تدور حول نفسها، ويشعر الفرنسيون أنهم وحيدون في لبنان وأن أحداً لا يفهم عليهم، لا إيران ولا الولايات المتحدة، ولا في لبنان ولا في خارجه، فماذا سيفعلون؟

العارفون بموقف باريس يتوقّعون ألّا تفعل شيئاً، فقط ستنتظر تَطوّر الأحداث خلال الأشهر المقبلة لعلّها تفتح الباب لمَخرجٍ ما، في أي اتجاه كان. وهذا الموقف يَلقى في لبنان تشجيع القوى المُمسكة بالسلطة، لأنه يتناسب ورهانها الدائم على «تقطيع الوقت».

لكن الفخّ يكمن هنا: الرهان على الوقت هو تحديداً ما أرادته طهران دائماً. وعلى مدى عام انتظرت هزيمة ترامب في الانتخابات، وهي اليوم تنتظر رحيله ودخول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

أي إنّ خيار «تقطيع الوقت» في لبنان ليس خياراً بسيطاً، ولا خياراً محلياً يعتمده طاقم السلطة ليبقى محتفظاً بالمكاسب، بل هو جزء من الخيار الإيراني لمواجهة الولايات المتحدة في لبنان.

واستدراكاً، هو جزء من لعبة تثبيت النفوذ الإيراني على الحوض الغربي للمتوسط، قبالة أوروبا وفوق آبار الغاز، وعلى الحدود مع إسرائيل. ولذلك، هذا الانتظار يُصَنَّف أميركياً في خانة الخَطِر، والأرجَح أنهم سيستعجلون الحسم.

الآن، تتبنّى طبقة السلطة في لبنان خيار انتظار شهرين إضافيين ليرحل ترامب عن البيت الأبيض، فيبدأ الكلام مع بايدن. وفي رأي بعض المتابعين أنّ فرنسا ربما تقتنع أيضاً بهذه الفكرة كأمر واقع، لعل معطيات جديدة تولَد وتسهِّل الحل. وكذلك، يلتزم الحريري جانب الانتظار تلقائياً ما دام عاجزاً عن التأليف.

لا يكشف الحريري إذا كان، في أعماقه، يؤيّد العودة إلى تسوية 2016. فهي كانت رحلة حافلة بالمكاسب مع «التيار الوطني الحرّ» والرئيس نبيه بري، برعاية «حزب الله»، وفي هذا المعنى هي جذّابة. لكنها في المقابل انتهت بانهيار البلد، وجَرّت عليه العقوبات الدولية.

وفي أي حال، ليس الحريري حُرّاً في اتخاذ قرار بالعودة إلى «التسوية»، لأنها باتت محظورة أميركياً. وليس في مصلحة أي طرف داخلي أن يستفزّ واشنطن بالعودة إليها. وبديهي التذكير بأنّ أغنياء العرب، الذين يعتمد عليهم لبنان في المال والاقتصاد، كانوا السبّاقين لإسقاط هذه «التسوية» باستقالة الحريري نفسه من رئاسة الحكومة في تشرين الثاني 2017. وهم لن يتحمَّلوا أبداً عودته إليها. إذا اقتنعت فرنسا بخيار الانتظار حتى مطلع السنة الجديدة، لأن لا خيارات أخرى تملكها، ومعها الحريري، فهذا قد يَستفزّ إدارة ترامب في التوقيت الحسّاس بين ولايتين، فيما ترتفع مستويات التوتر، ويدفعها إلى الحسم بأيّ اتجاه كان.

الحريري مقبول أميركياً، وحتى خليجياً، ولكن ضمن شروط. فإذا وقع في الفخّ الإيراني الذي يدفعه إليه البعض، أي فخّ المراهنة على الوقت، فسيجعل من نفسه مَحطّ استهداف أميركي.

فماذا سيفعل الحريري؟ هل يبادر إلى تشكيلة «انتحارية» يرفضها الآخرون، ويعتذر، لأنّ تَبعات «الفرار» تبقى أدنى من العقوبات الآتية والصادمة ومن قدرته على التحمُّل؟

 

سكانر لأدمغة السياسيين

جورج سولاج/الجمهورية/18 تشرين الثاني/2020

 عندما يعتبر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني أنّ تأجيل الإصلاحات قد يعني نهاية لبنان، وعندما يردّد قادة الدول الصديقة للبنان هذا التحذير، ولا يتحرّك صانعو السياسات، أو بالأصَح معطّلوها ومُعرقلوها عندنا، لاتخاذ أي خطوة إنقاذية، يتساءل اللبنانيون: ماذا بعد؟

أليس لهذا الليل الأسود من آخر؟ على سبيل المثال لا الحصر، يتقاتلون على عدد الوزراء في الحكومة المَعوقة التأليف، وفي كل حكومة. يريدونها موسّعة الى 24 وزيراً ونحن بلد صغير مفلس تائِه، فيما أنّ دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الاميركية لا يتجاوز عدد وزرائها الـ 15، ودولة عريقة مثل سويسرا لا يزيد فيها عدد الوزراء عن 8. يتقاتلون على وزارة الطاقة حيث يتسرّب الهدر فيها من ألف طاقة وطاقة، وماذا بقي فيها بعدما تسبّبت بما يصل الى نسبة 50 في المئة من الدين العام خلال 10 سنوات؟

يتقاتلون على التحقيق الجنائي في مصرف لبنان، ومصرف لبنان يعتمد أساساً أهم شركتين عالميتين للتدقيق المحاسبي، هما «ديلويت اند تاتش» و»ارنست يونغ»، فيما يتجاهلون منطق وحدة المعايير وعدالة شمولية التدقيق لتطاول وزارات المال والأشغال والصحة والطاقة والداخلية والاتصالات وغيرها، حيث لا تدقيق ولا تحقيق ولا من يسألون. كما يتجاهلون طلب التدقيق الجنائي في كل المؤسسات الرديفة للوزارات. ويُخفون تقارير أجهزة الرقابة، في ديوان المحاسبة، وإدارة المناقصات، والتفتيش المركزي...

وتكاد لوائح الصفقات والسمسرات والهدر والاحتكارات والاهمال وسوء الادارة والمحسوبيات لا تنتهي.

وبعد كل ذلك، يقولون لك إنّ أسباب الانهيار خارجية، وأسباب عدم الانقاذ دولية، وأسباب عدم تأليف الحكومة إقليمية.

لا يصدّق اللبنانيون كيف يُتقِن المسؤولون عندنا لعبة الانكار وتَقاذف المسؤوليات، والاستمرار في هدر الوقت والفرص، والالتفاف على المبادرات وتضييع المساعدات، ونسف القوانين وسحق حقوق الناس، والمضي في أنانياتهم، وكأنّهم يعيشون في عالم آخر أو كوكب آخر، فلا يهزّهم انفجار في حجم انفجار المرفأ، ولا يوقِظ ضمائرهم سرقة أموال اللبنانيين وجنى أعمارهم في قطاع «الميسر المصرفي» المعسّر، ولا يخيفهم انهيار نظام اقتصادي ومالي حر ولا جوع ولا بطالة، ولا هجرة، ولا هلاك وطن.

والجواب بسيط. بعد الانهيار المالي في الولايات المتحدة الاميركية عام 2008 أُخضِع عدد من أصحاب الشركات المالية الكبرى ومدرائها، الذين جَنوا ثروات خيالية من الانهيار الذي كانوا يتوقعونه لكنهم لم يفعلوا شيئاً لتَجنّبه ومنع خراب بيوت الناس، الى مَسح (SCANER) علميّ لأدمغتهم، فتبيّن أنّ هوس تكديس المال لديهم له تأثير مباشر على الدماغ يوازي تأثير المخدرات. من هنا نفهم لماذا يعيش غالبية الزعماء عندنا وغالبية أصحاب القرار في المصارف والوزارات وكبار التجّار والمهرّبين في لا وعي، فلا يرحمون البشر ولا يخافون الله.

 

باسيل وفرنجيّة... من "المسيحية المشرقيّة" إلى "نحر" المسيحيين!

ألان سركيس/نداء الوطن/18 تشرين الثاني 2020

لا يمكن النظر إلى العقوبات التي فُرضت على رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس من الباب السياسي فقط أو من بوابة الفساد والهدر في الدولة، بل من باب وجودي للمكوّن المسيحي.

كان حازماً باسيل في مقابلته الأخيرة مع الزميل بسام أبو زيد عبر قناة "العربية - الحدث"، فبدل أن ينظر إلى الوراء ويقوم بعملية نقد ذاتي للأخطاء التي أوصلت إلى فرض عقوبات عليه، أكّد المؤكد وقالها بطريقة غير مباشرة أن لا فك ارتباط مع المحور الإيراني، وأن علاقته مع "حزب الله" مستمرة على الشكل الذي كانت عليه، أي إن ما بات يُعرف بـ"دويلة حزب الله" ستستمر في كسب الغطاء المسيحي.

من جهة ثانية، وإن كان لباسيل خصومات كثيرة، لكنه يبقى رئيس تيار مسيحي ورئيس أكبر كتلة مسيحية في البرلمان وصهر رئيس الجمهورية الذي هو الرئيس المسيحي في الشرق، وبالتالي فانه أمام هول العقوبات الآتية من الولايات المتحدة الأميركية والغرب تطرح مرجعيات دينية مسيحية أسئلة جوهرية ومهمّة في ما خصّ هذا الموضوع.

ومن الأسئلة الأساسية هي أن المسيحي اللبناني شكّل صلة وصل بين الشرق والغرب وساهم في التطور الذي عاشه لبنان، وامتد هذان التطور والتقدّم إلى دول الشرق العربي حيث أن دبي وأبو ظبي حلمتا بأن تصبحا مثل بيروت، فلماذا نصل إلى وقت يصبح فيه رئيس أكبر كتلة مسيحية تحت نير العقوبات الغربية؟

ولا يقتصر الأمر على هذا الشيء لوحده، بل إن أوروبا أولاً من ثم أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية شكّلت النموذج الذي أحبه المسيحي اللبناني ونقله إلى الشرق، فلماذا يتمّ قطع هذا التواصل مع تلك البلدان المتقدمة؟ وتأتي الأسئلة المسيحية ليس إلى باسيل فحسب، كذلك إلى رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، حيث أن الرجلين، وعلى رغم الخلاف الشخصي بينهما، يغرقان في الخندق نفسه، وقد استخدما شعار المسيحية المشرقية لتبرير سياستيهما، بينما الحقيقة أن هذا الخط سيوصل المسيحيين إلى الإنتحار الجماعي، ومعه يغرق البلد أكثر في العزلة بسبب إتجاه الدولة اللبنانية إلى المحور الإيراني.

على مرّ السنوات السابقة، لم يصدر عن أي مسيحي سواء كان منتمياً إلى "التيار الوطني الحرّ" او إلى تيار "المردة" كلام يقول إنه سيرسل ابنه ليكمل دراسته الجامعية في جامعات دمشق أو طهران، بل بالعكس فان الطلاب السوريين والإيرانيين يأتون للعلم في بلادنا، وجامعة سيدة البلمند أكبر شاهد على حجم الطلاب السوريين فيها، بل إن اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً يحلم بارسال أولاده للعلم في جامعات أميركا وأوروبا.

ومن ناحية أخرى، فان أحداً من المتخرجين لا يفكر بالعمل في سوريا أو إيران، بل إنه يبحث عن باب رزق في الخليج، أو يفكّر بالسفر إلى أوروبا أو كندا او اميركا او أستراليا.

ولا تقف المرجعيات المسيحية في وجه المكوّن الشيعي أو السني او الدرزي، بل إنها ترى في سياسة الإتجاه شرقاً وتحديداً إلى نظام إيران وسوريا إنتحاراً جماعياً، وهنا المسألة لا تتعلق بعزل طائفة، بل إن سياسة باسيل ومعه فرنجية تغطي سلاح "حزب الله"، وتحمي الدويلة التي تأكل الدولة، إذ إن لا قيامة للبنان في ظل وجود سلاح غير سلاح الجيش والشرعية، كذلك، فانها تؤمن الغطاء لمشروع إيران في لبنان والمنطقة، وهذا المشروع يحمل أجندة مناقضة لأجندة مصالح الشعب اللبناني، وبالتالي فان كل سياسات الفريق المسيحي الذي بات تحت رحمة العقوبات، أي تيار "المردة" و"الوطني الحرّ" لا تجلب إلا المزيد من العواقب الوخيمة، وهي لا تحمي المكون المسيحي ولا تفك أسر المكون الشيعي.

بين أعوام 2008 و2011، حاول العماد ميشال عون أخذ المسيحيين إلى الشام، والتغطية على قداس مار مارون في بكركي والجميزة بمناسبة عيد شفيع الطائفة باقامة إحتفال ديني في براد تحت أعين نظام الاسد، لكنه فشل لأن محاولته مرتبطة بأجندة سياسية وليست وجودية مارونية، والآن أمام فرنجية وباسيل فرصة لتصحيح المسار واتباع أقله مسار الحياد الإيجابي الذي يدعو إليه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل أن تغرق السفينة بالمسيحيين واللبنانيين على حد سواء، وعدم تحويل شعارهم "المسيحية المشرقية" إلى نحر للمكون المسيحي في الشرق.

 

ناضلنا ضدّ استعمار غير موجود

محمد علي مقلد/نداء الوطن/18 تشرين الثاني 2020

على ذِمّة فرناند بروديل، بدأ النزوع الإستعماري للرأسمالية بسقوط غرناطة واكتشاف أميركا، أي في العام 1492. وعلى ذِمّة إريك هابزباوم، توزّعت ستّ دول أوروبية مساحة المعمورة كمستعمرات بين عامي 1876 و1915.

طيلة الفترة الممتدّة من التاريخ الأبعد، 1492، حتّى الأقرب، 1915، لم يخضع المشرق العربي للسيطرة الإستعمارية، بل كان جزءاً من السلطنة العثمانية. ومن صُدف التاريخ أنّ المرحلة الإستعمارية، وهي وليدة الحضارة الرأسمالية، تزامنت بولادتها وموتها مع حكم السلطنة، فلم يترك التاريخ لبلدان المشرق العربي فسحة للوقوع تحت سيطرة الإستعمار، بل إن هذه المنطقة انتقلت من السيطرة العثمانية إلى الإستقلال مباشرة، بمساعدة الإنتداب الفرنسي الذي أسّس الدولتين السورية واللبنانية، والإنكليزي الذي أسّس الدولة العراقية وساعد على تأسيس الكيان الصهيوني. ففي لبنان، تمّ الإعلان عن لبنان الكبير عام 1920، وعن الدستور اللبناني عام 1926، وعن الإستقلال عام 1943.

الحرب العالمية الثانية أعلنت نهاية الإستعمار بصيغته القديمة أي الإحتلال المباشر، باستثناءات قليلة على الكرة الأرضية من بينها في العالم العربي تونس التي استقلّت في الخمسينات، والجزائر في الستينات من القرن العشرين. إذن ما هي العناصر التي استندت إليها بعض التحليلات لتتّخذ موقفاً سلبياً من اتفاقية سايكس بيكو ثمّ من لبنان الكبير في ما بعد؟

من بين الحجج التي استخدمها المعترضون على لبنان الكبير اعتقادهم أنّ لبنان هو صنيعة استعمارية. مئوية كاملة والمشرق العربي، ومنه لبنان، يعيش التباساً مزدوجاً. فهو من جهة، يطالب بالتحرّر من الإستعمار، مع أنّ نهاية الإستعمار في العالم تزامنت مع استقلال الدول العربية، ويظنّ من جهة أخرى، أنّه أنجز استقلاله بجلاء القوات الأجنبية الغربية، مع أنّ فترة الإنتداب القصيرة ساعدت الولايات في المشرق العربي على التحرّر من سيطرة السلطنة العثمانية، وعلى بناء دولها، على غِرار ما حصل في أوروبا بعد الثورة الفرنسية. هذه الحقائق عن تاريخ الإستعمار لا تلغيها جريمة الإنتداب الإنكليزي الذي تولّى حلّ المشكلة اليهودية في أوروبا على حساب الشعب الفلسطيني. ذلك أنّ بناء الأوطان الثلاثة في المشرق العربي، مُضافاً إليها تمويل الإستيطان في فلسطين وتنظيمه وحمايته وإقامة دولة في شرق الأردن، كل ذلك هو صنيعة الإنتداب.

في السادس من أيار عام 1916، نصب جمال باشا السفّاح المشانق، وأعدم نخبة من مثقفي لبنان وسوريا بتهمة التعامل مع الغرب ضدّ السلطنة. بعد عامين، سقطت السلطنة وحلّت القوات الفرنسية والإنكليزية محلّ الجيش الإنكشاري. وبعد ثلاثة أعوام أخرى، تمّ الإعلان عن لبنان الكبير، وبدأ اللبنانيون وكذلك السوريون، كلّ على حدة، يتدرّبون على بناء الدولة، في فترة تمهيدية قبل إعلان الإستقلال. فهل يعقل أن يكون المقصود بالإستقلال التحرّر من ثلاث سنوات من الإنتداب الفرنسي، لا من أربعة قرون من حكم السلطنة العثمانية؟ التركيز على خطر استعمار غير موجود، وهو من اختصاص الممانعة، والتركيز عموماً على دور العامل الخارجي، وهو موجود طبعاً، ليس سوى دفاع عن أنظمة الإستبداد وتهرّب من بناء الدولة الحديثة الديموقراطية، في لبنان كما في كلّ العالم العربي.

النضال ضدّ الإستعمار هو جزء من الثورة المضادّة، مهمّته حماية الإستبداد.

 

رفْع الدعم سيشعل "ثورة"... و"التقدّمي" يتقدّم باقتراح يؤجّل "الانفجار"

كلير شكر/نداء الوطن/18 تشرين الثاني 2020

لا تعكس العقد المحلية الحاصلة في مشاورات التأليف، إلا حال الانتظار والضبابية المسيطرة دولياً. فالحراك الخجول الخالي من أي دسم سياسي، لا يشي بأنّ الحكومة قد تولد في وقت قريب، إلا إذا تمكنت باريس من اقناع واشنطن بأنّ التأخير سيجلب المزيد من الويلات، ويحوّل لبنان إلى ساحة مستباحة أمام الأتراك، فتنجح في تسريع خطوات التقاطع الدولي حول لبنان. أمّا غير ذلك، فيبدو أنّ قطار التسويات الكبرى، لن يحسم اتجاه طريقه إلا بعد عبوره محطة الانتخابات الرئاسية في سوريا، ليكون لبنان التالي على لائحة التفاهمات الاقليمية. ولذا، يبدو أن ملف الحكومة بات مؤجلاً ولا يستحق بنظر اللاعبين الكبار بذل مجهود مبكر عليه، طالما أنّ مراجعته ستكون حتمية ضمن ملفات المنطقة. ولكن هل بمقدور لبنان أن يقبع في ثلاجة الانتظار حتى تحين الساعة؟

في الواقع، فإنّ بلوغ احتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية خطوطه الحمراء، هو الخطر المحدق بالوضع الاجتماعي، خصوصاً أنّ حاكم المركزي رياض سلامة يحاذر الاقتراب من الاحتياطي الإلزامي (اذا كان لا يزال متوفراً)، ويحذر من مغبة تفريغ مصرف لبنان من مؤونته من العملات الأجنبية، التي تذهب في سبيل تغطية الفارق بين سعر الدولار الرسمي وبين سعره الحقيقي الذي تتلاعب به السوق السوداء، لا سيما في ما خص المواد الأساسية من قمح ودواء ونفط، ومواد غذائية تحدد لوائحها وزارة الاقتصاد.

وقد وجّه سلامة أكثر من انذار بكونه بات مضطراً لرفع الدعم اذا ما بلغ حسابه من العملات الأجنبية، عتبة "الصفر"، وهو يعلم جيداً أنّ قراراً خطيراً من هذا النوع من شأنه أن يشعل فتيل ثورة جديدة، ولكن هذه المرة ستكون ثورة جياع وفقراء سيحرقون الأخضر واليابس.

ولهذا طرحت امكانية ترشيد هذا الدعم بشكل يسمح بتمديد مهل "سماحه" لفترة أطول إلى حين يخلق الله أمراً حكومياً كان مفعولاً! لكن رفع الدعم بشكل مطلق يحتاج إلى غطاء سياسي تؤمنه كل الأطراف، وهو ليس متوفراً. لا بل، إنّ أياً من الجالسين على كراسي النفوذ لا يجرؤ على ضمّ توقيعه، الرسمي أو المعنوي على قرار تفجيريّ من هذا النوع.

وهنا تشير المعلومات إلى أنّ وزارة الاقتصاد تعيد صياغة لوائح المواد الغذائية التي تستفيد من دعم مصرف لبنان، بشكل تبقي فقط على المواد الاساسية، بالتوازي مع كلام عن امكانية تخفيض نسبة الدعم عن البنزين بشكل محدود جداً.

وبهذا المعنى أيضاً، يبحث الحزب "التقدمي الاشتراكي" في اقتراح متكامل يصفه أهله بـ"الجريء" سيودعه الرأي العام خلال الأيام القليلة المقبلة، للاستفادة قدر الامكان مما تبقى في خزائن مصرف لبنان من العملة الخضراء، وهو كان موضع نقاش مباشر وصريح بين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائهما الأخير.

وفق الاشتراكيين، يتناول الاقتراح ثلاثة محاور:

المحور الأول يتصل بدعم مادتي البنزين والمازوت، حيث ينص الاقتراح على تحويل هذا الدعم من الشركات المستوردة الى المواطنين مباشرة. ما يعني أن الشركات تستورد بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، ولكن وحدها العائلات الأكثر فقراً هي التي قد تستفيد من البنزين والمازوت المدعومين اللذين يدفع مصرف لبنان فارق سعرهما، على أن توضع آلية علمية تحدد المستفيدين دون سواهم.

المحور الثاني يرتبط بالدواء، حيث وضعت الدراسة لوائح شاملة لكل الأدوية المستخدمة في السوق اللبناني، على أن يكون الدواء البديل generic هو وحده الذي يستفيد من الدعم إلى جانب الأدوية التي لا بديل لها في السوق اللبناني.

المحور الثالث متصل بالسلع الغذائية حيث يدعو الاقتراح لرفع الدعم عن المواد الغذائية غير الأساسية.

وفق الاشتراكيين، فإن هذا الاقتراح يحقق أكثر من هدف: توفير نحو 60% من المبالغ التي تدفع للدعم، ما يعطينا مهلة ستة اشهر اضافية. مساعدة الطبقات الفقيرة في صمودها لتأمين مقومات عيشها. ومواجهة أزمة التهريب التي تقضم جزءاً كبيراً من الدعم.

 

77 عاماً على 22 تشرين 1943 ... سيادة دستور حياد… الإستقلال الثالث

جومانا نصر/المسيرة/18 تشرين الثاني/2020

وهكذا صار 22 تشرين الثاني من كلّ سنة، عيد إستقلال لبنان …

77 عاما والإحتفالات بالذكرى لا تزال على حالها. إستعراضات، خطابات، كلمات في الوطن والوطنية ومشهدية عز وكرامة من خلال إستعراض الجيش اللبناني وحداته العسكرية وأسلحته الحربية.

77 عاما والوطن يحتفل بذكرى حملت ذات 22 تشرين الثاني من العام 1943 معنى الحرية والإستقلال والسيادة الذي تأكد في 31 كانون الأول 1946 عندما تم جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي اللبنانية لتتحول الذكرى إلى كلمات محفورة على لوحة الجلاء فوق صخور نهر الكلب.

حكاية الإستقلال درسناها في كتاب التاريخ غير الموحّد وانطلقت من جيل إلى جيل، لترسم في المخيلة صورة علم وحكاية وطن. لكن من قال إن الإستقلال مجرد حكاية أو ذكرى في المخيلة الجماعية؟ من الإستقلال الأول في 22 تشرين الثاني 1943 إلى الإستقلال الثاني في 14 آذار 2005 عندما صرخ المليون لبناني الذين نزلوا إلى ساحة الشهداء حرية سيادة إستقلال فخرج المحتل السوري في 26 نيسان 2005 وصولًا إلى ثورة 17 تشرين الأول 2019.

فهل ترسم ثورة 17 تشرين خارطة الإستقلال الثالث ويرفع اللبنانيون شعار سيادة دستور حياد؟ هل يجوز أن نحتفل بذكرى الإستقلال في ظل إحتلال داخلي متمثّل بطبقة من الفاسدين وسيطرة سلاح غير شرعي وتحكّم دويلة ضمن الدولة بالمؤسسات الشرعية والأمنية والقضائية؟ والأهم ماذا يعني أن نكون مستقلين؟

77 عاما على ذكرى 22 تشرين الثاني 1943. متى الإحتفال بالإستقلال الثالث والأخير؟  

في كل سنة يعود اللبنانيون إلى تلك الصفحات من كتاب التاريخ غير الموحّد ويقرؤون على مسامع الأجيال الطالعة حكاية الإستقلال. هذه السنة لا إحتفالات بعيد العلم ولا إستعراضات للتلامذة ولا أناشيد وطنية لأن جائحة «كورونا» فرضت التعليم عن بعد، لكن العبرة في الذكرى والتكرار. هكذا علمونا فماذا تقول حكاية الإستقلال؟

«في 25 كانون الأول 1941 عُقدَ لقاء برعاية البطريرك أنطوان عريضة حضره الشيخ بشارة الخوري وكان زعيم الكتلة الدستورية آنذاك،  ورياض الصلح الذي كان أحد القادة الوطنيين وبمشاركة ممثلين من مختلف الطوائف والمناطق، وكان عنوان اللقاء تسجيل إعتراض على إستقلال كاترو المزيف، والمطالبة بإستقلال لبنان التام وعودة الحياة الدستورية إليه وإجراء انتخابات نيابية حرة وتشكيل حكومة وطنية صحيحة.

21 أيلول 1943 تم انتخاب بشارة الخوري رئيسا للجمهورية وتشكلت حكومة برئاسة رياض الصلح ضمت كلاً من كميل شمعون، وحبيب أبو شهلا، وعادل عسيران، ومجيد إرسلان وسليم تقلا. وأُعلن الإستقلال التام. وحتى لا يبقى الإستقلال مجرد كلام أو إحتفالية يكتب عنها المؤرخون، عمد الوزراء إلى وضع إتفاق يعبّر عن صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين ضمن لبنان الحر المستقل. وتم توثيق ذلك في خطاب الرئيس بشارة الخوري وفي البيان الوزاري الذي ألقاه رياض الصلح أمام النواب وتضمن التالي:

– لبنان جمهورية مستقلة ترفض الحماية الأجنبية أو الإنضمام الى أية دولة عربية.

لبنان وطن لجميع اللبنانيين على تعدد طوائفهم ومعتقداتهم وهو جزء من العالم العربي.

– لبنان وطن الحريات العامة يتمتع بها اللبنانيون على أساس المساواة.

– يتخلى المسلمون عن المطالبة بالوحدة أو الاتحاد مع الشرق العربي. وفي المقابل، يتخلى المسيحيون عن المطالبة بالحماية من الغرب الأجنبي.

فوز بشارة الخوري في الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 21 أيلول 1943 وتشكيل حكومة في العام نفسه برئاسة رياض الصلح شكل تحديًا للمفوض السامي الجنرال كاترو، خصوصا بعد تحويل مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي. فأمر بتعليق الدستور واعتقل رئيسي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء والزعماء الوطنيين منهم عادل عسيران وكميل شمعون وعبد الحميد كرامي وسليم تقلا ووُضعوا جميعا قيد الإعتقال في قلعة راشيا. عندها عقد وزير الدفاع الوطني آنذاك الأمير مجيد إرسلان ورئيس مجلس النواب صبري حمادة والوزير حبيب أبو شهلا إجتماعًا مصغرًا في بشامون وأعلنوا حكومة موقتة عُرفت بحكومة بشامون وتم رفع العلم اللبناني باللونين الأحمر والأبيض وتتوسطه الأرزة الخضراء. وقد أدى هذا النضال الذي دعمته التظاهرات إلى نيل لبنان إستقلاله في 22 تشرين الثاني 1943. هكذا قرأنا وتعلمنا حكاية التاريخ وهكذا حفظناها. لكن ماذا بقي من مفهومها في مخيلة الجماعة والأجيال الطالعة التي وضعت كتب التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية في حقيبة الهجرة في انتظار تحرير لبنان من إحتلالاته الداخلية وصولا إلى كتابة تاريخ إستقلال جديد؟ ماذا بقي من إستقلال في وطن صار يشبه كل شيء إلا الوطن في مفهوم الدولة والسيادة والحياد؟ ماذا بقي من إستقلال عبثت فيه إحتلالات وحروب وحررته دماء شهداء ليأتي الإحتلال الأخير من الداخل ويحول مساحة الدولة إلى أرض خاضعة لسلاح دويلة وشرعية يعبث في مؤسساتها الفساد ثم الفساد ثم الفساد؟ فأي إستقلال هو عيد الاستقلال؟ 77 عاماً على الإستقلال ولا يزال مهمشًا مسروقاً يرزح تحت الإحتلال والهيمنة الداخلية التابعة للخارج. فمن يحمي الإستقلال ويحصّنه وهو الخارج من معركة الإستقلال الثانية؟ سؤال سيبقى برسم الإستثمار الوطني الى حين الإجابة عليه. لكن الثابت أن التاريخ لن يرحم من أساء الى وحدة الوطن. ولن يسكت عن المتقاعسين في أداء الواجب الوطني، وإن كان اللبنانيون وحدهم من يدفعون الثمن وغاليًا جدا.

عقدة الباب العالي

«مفهوم الإستقلال في لبنان غامض جداً في المخيلة الجماعية بسبب طريقة كتابة الوقائع وتأريخ الحقبة والأحداث في كتاب التاريخ، في حين نرى أن مفهوم الإستقلال واضح جدا في التجربة التاريخية حيث تثبت الوقائع والأحداث أنه تحقق بنتيجة نضالات شهداء ومفكرين وكتّاب.هكذا يختصر عضو المجلس الدستوري سابقا البروفسور أنطوان مسرة مفهوم الإستقلال الذي رواه مؤرخون ويضيف موضحاً: «على صفحات كتاب التاريخ نقرأ جملة تختصر ذكرى 22 تشرين الثاني «وعمّت الفرحة كل لبنان» فيما تغيب حكايات النضال والشهداء الذين قدموا حياتهم لإنجاز هذا الإستقلال. أكثر من ذلك هناك من يدمج بين مفهوم الإستقلال والإدارة الذاتية لا سيما في فترة الإحتلال العثماني حيث كان يتمتع جبل لبنان بإدارة ذاتية لكن الضرائب كانت تُجبى من خلال الأمير فخر الدين وبشير الثاني لصالح الدولة العثمانية وبقرار منها». وفي قراءة لمفهوم الإستقلال الناجز والحقيقي يقول مسرة: «الإستقلال يعني دولة ذات سيادة تتمتع بمواصفات تندرج تحت عنوان مواصفات ملكية وهي أربعة: إحتكار القوة المنظمة، إحتكار العلاقات الديبلوماسية، فرض وجباية الضرائب، إدارة السياسات العامة. لكن هل توافرت هذه المواصفات في دولة إستقلال العام 1943؟ وهل استحق لبنان إستقلاله أم كان يُفترض أن يبقى رازحاً تحت نير الإنتداب الفرنسي إلى حين نضوج ذهنية الدولة في نفوس اللبنانيين؟

«هذه المقولة هي أشبه بحالة مرضية ولا جدوى منها. فتاريخ الإنسان يكمن في الزمن الطويل وليس في غياهب وأطلال الماضي، وهذا يحتاج إلى تغيير جوهري في أذهان غالبية المؤرخين». ويضيف مسرة: «مشكلة الإستقلال لا تكمن في المرحلة الزمنية التي نال فيها لبنان إستقلاله إنما هي نابعة من علم النفس التاريخي ومن المخيلة الجماعية. فاللبناني يعيش في عقدة الباب العالي المتمثلة في العودة إلى الخارج وربط مصالحه بالتطورات الدولية والخارجية، علما أن غالبية المشاكل والأحداث الداخلية ناتجة عن هذا «الخارج» إلا أنه يعود إليه ويربط بتداعياته ومواقفه وقراراته غالبية الأحداث والمحطات المفصلية في الدولة. وكأن «اللبناني ما تربّى حتى يكون مستقل».

لكن ماذا يعني أن نكون مستقلين؟

يعتبر مسرة أن بيان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن الحياد هو بمثابة خارطة طريق لمفهوم الإستقلال الحقيقي ودستور حقيقي للإستقلال. «لكن المعضلة تكمن في ثقافة الإستقلال التي لم يتم تثميرها وبناؤها سواء في كتاب التاريخ أو في التربية السياسية. الإستقلال يعني السيادة والحياد ومفهوم دولة الإستقلال يحتاج إلى مسار تربوي وثقافي وسياسي، ولعل أبرز نموذج تاريخي تطبيقي في تحييد لبنان كان في عهد الرئيس فؤاد شهاب عندما أصر على عقد لقاء مع الرئيس جمال عبد الناصر في خيمة على الحدود اللبنانية ـ السورية بتاريخ 25/3/1959، حيث كانت الوحدة المصرية ـ السورية في أوجها للتأكيد على أننا غير تابعين لأحد».

خطأ شائع

على المسار التربوي يشدد مسرة على «ضرورة ذكر إسم دولة في عبارة إعلان دولة لبنان الكبير حيث يسقط الكثيرون كلمة دولة ويكتفون بعبارة مئوية لبنان الكبير أو إعلان لبنان الكبير وهذا خطأ شائع». وترسيخا لمفهوم الإستقلال في المسار التربوي كشف عن مشروع إصدار «كتيِّب» بالتعاون مع فريق من الإختصاصيين يتضمن معلومات تاريخية عن محطات ما بعد 23 تشرين الثاني 1943 لأن كتاب التاريخ المعتمد في المدارس لا يذكر من تلك الحقبة إلا الأحداث التي سبقت تاريخ الإستقلال وكيف عمت الفرحة كل لبنان. وتشمل الدراسة معلومات عن التغيير الذي طرأ على المؤسسات الأمنية والعسكرية والرسمية والعملة الوطنية وسواها.

النقطة الثانية التي سيعالجها الإختصاصيون في الكتيّب التربوي تتعلق بتاريخ نشوء الدولة في لبنان. فالدولة لم تولد عام 1943 إنما هناك مسار في العلاقة بين المجتمع والسلطة وجدلية قائمة بينهما منذ القدم حتى اليوم. هذه النقطة لم تسجل في أي من كتب التاريخ اللبنانية باستثناء الأجنبية وهو ما يعرف بأنتروبولوجيا التاريخ وأنتروبولوجيا الدولة. وكيف انتقلنا من الإدارة الذاتية إلى الدولة المستقلة. كما يتطرق الكتيب إلى النظام الدستوري. فجذور الدستور اللبناني تعود إلى عهد المماليك وعمليًا لم يتغيّر شيء جوهري منذ عهد الطائف حتى اليوم. وهذا ما يفسر النقاش الدائم حول النظام اللبناني فنسمعهم يرددون في مؤتمراتهم ونقاشاتهم عبارات «نظام جديد، طائفية علمانية فيدرالية لا مركزية….وكأنهم نسوا أو تناسوا أن عمر هذا البلد آلاف الأعوام ولم يعد في مرحلته التأسيسية.

أسباب ضرب الإستقلال

خلال أعوام الحرب الأهلية وحتى تاريخ توقيع إتفاق الطائف حافظ الفرقاء على الدولة على الرغم من كل الممارسات التي كانت تحصل وكانت حصانة مفهوم الدولة مؤمنة من خلال موقع الرئاسة الأولى ومع دخول البلاد موجات من الفراغ على مستوى موقع رئاسة الجمهورية والمؤسسات بدأت مسيرة إنهيار الدولة، وهذا ما يفسر رفض العقلاء اليوم دخول البلاد في فراغ رئاسي على رغم تحفظات هذا البعض على طريقة إدارة البلاد. بحسب مسرة، ثلاث محطات خطيرة أدت إلى ضرب الإستقلال والحياد الرسمي في لبنان هي: إتفاق القاهرة عام 1969، الإحتلال السوري الذي استمر حتى العام 2005 واتفاقية مار مخايل عام 2006 بين التيار الوطني الحر و»حزب الله» وكانت بمثابة إتفاقية قاهرة متجددة. نسأل عن العهود التي عاش فيها لبنان إستقلاله الحقيقي ويجيب: «الإستقلال غير مرتبط عضويا بالعهد. الإستقلال يعني سيادة. وسيادة لبنان اليوم منقوصة في ظل وجود دويلة ضمن دولة وسلاح غير شرعي. من هنا فإن كل الشعارات التي يطلقها الثوار من مكافحة الفساد وتغيير النظام وإقرار قانون إنتخابي جديد والفيدرالية واللامركزية… هي شعارات رديفة على رغم أهميتها. فمن دون سيادة لا ينتظم عمل أي دستور أو قانون. الأولوية للسيادة الوطنية والسيادة منقوصة وقد أثبتت التجربة أن الفرقاء الذين أُرغِموا على التعامل أو اللجوء إلى الخارج للإستقواء ذهبوا ضحية الإستقواء. ويروي أن أحد السياسيين توجه نحو ضابط في جيش الإحتلال السوري قائلا: «نحن حلفاء». فأجابه: «نحنا ما عنا حلفاء عنا خونة وعملاء». المطلوب الإستقواء بالداخل هكذا نكون مستقلين. يجزم مسرة أن المعركة التي يخوضها اللبنانيون اليوم هي معركة الإستقلال الثالث بعد معركة الإستقلال الأولى عام 1943 والإستقلال الثاني في 14 آذار 2005… والشعار الذي يجب أن يرفعه اللبنانيون «سيادة دستور حياد». لكن هل ينجح اللبنانيون في تحقيقه؟ يجيب بغصة: «لدي مشكلة مع اللبناني وأخشى أن يضيّع البوصلة كما في المرات السابقة. من هنا أقول إن المسألة تحتاج إلى صدمة نفسية والمسؤولية تقع على الأحزاب السيادية على غرار إنتفاضة آذار 2005. حتى إحتفالات 22 تشرين الثاني هذه السنة يجب أن تكون للمطالبة  بالإستقلال الثالث وأن يكون الشعار موحّدًا تحت عنوان: جيش واحد لا جيشان، ديبلوماسية واحدة لا ديبلوماسيتان ودولة واحدة لا دولتان. وهذا ليس مجرد رأي ولا أعبّر عن موقف إنما عن واقع الأمور». في مدوّناته كتب رئيس الإستقلال الأول الشيخ بشاره الخوري: «الإستقلال التام والحقيقي يعني أن تكون مستقلاًعن الدول الغربية، كل الدول الغربية. الإستقلال التام والحقيقي أن تكون مستقلاًعن الدول الشرقية، كل الدول الشرقية، لا وصاية ولا حماية، ولا امتياز، ولا مركزًا ممتازًا لأي دولة من الدول؛ لبنان متساوٍ في السيادة مع سائر الدول غير تابع لأي منها» (نقلاً عن نبيل خليفه، لبنان والخيار الرابع: الحياد أو التحييد، بحث في مبررات حياد لبنان الدولي، الطبعة الثانية، مركز بيبلوس للدراسات، جبيل، 2008، ص 41-42). وجاء في البيان الوزاري لسامي الصلح: «أن السياسة الخارجية التي اتبعتها الحكومات الإستقلالية السابقة أصبحت دستورًا لكل حكومة وشرعة لجميع اللبنانيين وقاعدتها الأولى الإستقلال التام الناجز من دون إمتياز أو مركز ممتاز لأي دولة كانت».

صرخة الراعي

مما لا شك فيه أن صرخة البطريرك الكاردينال بشاره الراعي في 5/7/2020 في سبيل إعلان حياد لبنان ليست تعبيرًا عن معارضة أو موالاة. إنها نابعة من أعماق تاريخ لبنان، منذ العام 1860 بشكل خاص، ومواثيق لبنان وميثاق جامعة الدول العربية وكل البيانات الوزارية وسياسة لبنان الخارجية الرسمية منذ العام 1943 ومعاناة اللبنانيين المشتركة في «الحروب من أجل الآخرين»، وهي نابعة من ضرورة إستعادة الشرعية المحاصرة اللبنانية والعربية والدولية. وهي نابعة اليوم من لقمة العيش اليومية إنتقالاً، بعد أكثر من نصف قرن، من لبنان الساحة الى الوطن. إنها صرخة كل اللبنانيين الذين يريدون بعد اليوم التعلّم من التاريخ وليس دائمًا في التاريخ والعدول نهائيًا عن آلية التكرار لمغامرين ومقامرين ومواطنين طيّبين مخدوعين ما يُهدد حياة الوطن وانتماءه العربي وعلاقاته ورسالته ومستقبل الأجيال. فهل يكون نداء الحياد الإيجابي بمثابة خارطة لاستقلال لبنان الثالث وهل يرفع الثوار شعار سيادة حياد حرية بدلا من الشعارات الرديفة التي لن تحقق مكسبا ما دامت سيادة وحياد لبنان منقوصين؟ الذكرى 78 قد تحمل الأجوبة، فإما يكون إستقلال ثالث وأخير أو حكاية إستقلال للتاريخ والذكرى.

 

لبنان قد يتنفس قليلاً

مايكل يونغ/مركز مالكوم كير-كارنيغي/18 تشرين الثاني/2020

مع إدارة بايدن، قد يحصل لبنان الذي تُنهكه الأزمات على متنفّس طال انتظاره، حتى لو بقيت بعض الأمور على حالها.

بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كثرت التكهّنات في أوساط اللبنانيين حول ما يعنيه ذلك لبلادهم وللمنطقة ككل. فلبنان أصغر من أن يلاحظه صنّاع السياسات الأميركيون، لكن ساحته الداخلية مشرّعة دائماً أمام الخصومات الإقليمية والدولية وما تحمله من تداعيات مضرّة بالبلاد.

وفيما كان العام 2020 مأسوياً للبنان مع ما شهده من انهيار اقتصادي يتوالى فصولاً، وانفجار مروّع في 4 آب/أغسطس الماضي، ومأزق مستمر تفرضه الطبقة السياسية الفاسدة، ربما يلوح في الأفق مشهدٌ أقل سوداوية إلى حد ما. فسوف تطرأ على الشرق الأوسط تغييرات أساسية في السنوات الأربع المقبلة، قد يساهم بعضها في تهدئة الأجواء المشحونة في لبنان، حتى لو لم يؤدِّ إلى تحسينات فورية في الأوضاع المالية والاقتصادية.

من النتائج التي يمكن أن تترتب عن فوز بايدن تبديلٌ في سلوك دول الخليج، وعلى رأسها السعودية. فقد ساورت السعوديين، لبعض الوقت، شكوكٌ مطّردة بشأن استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن المملكة في حال تعرّضت لتهديد إيراني. ورحّب السعوديون بحملة "الضغوط القصوى" التي مارستها إدارة ترامب على طهران، لكنهم رأوا أيضاً أن واشنطن لم تثأر لهم عندما تعرّضت منشآتهم النفطية في بقيق لهجوم في أيلول/سبتمبر 2019 زعم أنه على يد تنظيم أنصار الله اليمني، إنما يُرجَّح أن يكون الإيرانيون أنفسهم وراءه.

لا يبعث وصول إدارة بايدن إلى الحكم الطمأنينة في نفوس السعوديين. فقد انتقد الرئيس المنتخب سلوكيات المملكة في اليمن، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومقتل الصحافي جمال خاشقجي الذي خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أنه نُفِّذ بأمرٍ من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومما لا شك فيه أن الرياض ستشعر بأنها أكثر هشاشة في السنوات المقبلة، ومن النتائج التي قد تترتب عن ذلك أن المملكة ستحاول الحد من التشنجات مع إيران لتجنّب التورّط في نزاعات قد تخسرها.

ما مآل ذلك؟ ربما تحقيق مرونة أكبر في اليمن، حيث أقرّ السعوديون ضمناً بأن جهودهم للقضاء على المكاسب التي حققها تنظيم أنصار الله مُنيت بالفشل. ففي الحرب الدائرة في اليمن، تسعى السعودية والإمارات العربية المتحدة خلف أهداف أخرى راهناً، سواء حماية الحدود السعودية، وهي الأولوية بالنسبة إلى الرياض؛ أو دعم الانفصاليين الجنوبيين، وهذا أمرٌ تركّز عليه الإمارات. والأهم أن السعودية تبحث عن مخرج ما، على الرغم من رغبتها في تجنّب الإذلال الذي قد يؤثّر سلباً في ارتقاء محمد بن سلمان، مهندس الحملة التي تقودها السعودية، إلى العرش.

لبنان هو أيضاً من البلدان التي قد يتأثّر من جرّاء التغيير في سلوكيات السعودية. لن يعود السعوديون إلى إرسال أموال طائلة إلى البلاد، لكن اعتماد مقاربة ألطف مع إيران قد يعيد زخم الدعم السعودي لسعد الحريري الذي واجه في الأعوام الأخيرة صعوبة في نيل تأييد الرياض. لقد أبقى الحريري قنوات الحوار مفتوحة مع حزب الله، ودفع ثمن ذلك في علاقاته مع صنّاع السياسات السعوديين. لكن إذا اعتمدت المملكة المقاربة نفسها مع إيران، سيعزّز ذلك صدقية الحريري. والأهم، مع احتدام الخصومة السعودية-التركية في مختلف أنحاء المنطقة، سيكون منطقياً أن يستثمر السعوديون جهودهمفي حليفٍ لبناني قادر على رصّ صفوف السنّة خلف المملكة وبعيداً عن تركيا.

من شأن هذا السيناريو إذا حدث أن يؤدّي إلى انفراج العلاقات السنّية-الشيعية في لبنان، إنما أيضاً إلى تغيير حسابات حزب الله. فالحزب متمسّك بتحالفه مع ميشال عون وصهره جبران باسيل، لأن موقع عون في سدّة الرئاسة منحَ شرعية رسمية للحزب الذي لن يتخلّى عن هذه الورقة الرابحة. ولكن إذا استعاد الحريري زخمه، قد يُضطر الحزب إلى اعتماد موقف أكثر توازناً في الخلاف بين الحريري وباسيل، ولا سيما إذا اقتضى ذلك دفع باسيل نحو تقديم تنازلات تسهّل حصول لبنان على رزمة مساعدات دولية.

من المؤكّد أن حزب الله سيسعى دائماً إلى استغلال الوضع من خلال تأليب الحريري على باسيل والعكس، تحقيقاً لمصالحه الخاصة. ولكن إذا واجه الحزب شريكاً سنّياً متراصّاً، فقد يتم التوصّل إلى اتفاقات حول قرارات أساسية تحسّن الأوضاع الاقتصادية، وهذا أمسّ ما يحتاج إليه لبنان في الوقت الراهن. في الواقع، يُعتبر تحسين روابط حزب الله مع السنّة أكثر قيمة بأشواط له، في مواجهته مع واشنطن، من علاقته مع زعيم مسيحي يرزح تحت وطأة العقوبات الأميركية.

الأمر الثاني الذي قد يشكّل مدعاة اطمئنان للبنانيين هو أن رحيل ترامب سيهمّش مؤقتاً أصوات الفاعلين السياسيين في واشنطن ومراكز الدراسات والأبحاث التي دفعت الولايات المتحدة إلى اعتماد موقف أكثر تشدداً تجاه لبنان، وعدد كبير منهم مقرّبٌ من إسرائيل.

اعتبرت إسرائيل لبعض الوقت أن مقاربة أوباما للشرق الأوسط شكّلت قطيعة جذرية مع السلوك السابق، وكانت محقّة. فمن خلال تعزيز قدرة إيران عبر الاتفاق النووي الذي وُقِّع مع الدول الأعضاء الخمس في مجلس الأمن زائد ألمانيا، أقرّت واشنطن ضمناً برهانات إيران في المنطقة ومنحتها وسيلةً لتمويل سياساتها. وقد رأت إسرائيل في ذلك تهديداً لها، ولا سيما أن الاتفاق نصّ على رفع القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني بحلول العام 2025. لذا حثّت إسرائيل الرئيس دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق.

انطوى رد الفعل هذا على بعدٍ لبناني. فقد أراد الإسرائيليون وأصدقاؤهم في واشنطن تثبيت مكاسبهم ضد إيران، لذا سعوا إلى تحقيق مكاسب ضد حزب الله أيضاً. وهكذا، روّجوا في العامَين الماضيين سرديةً مفادها أن لبنان وحزب الله هما الشيء نفسه، وهي عبارة أطلقها في البداية وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. فمن خلال تضييق الخناق على لبنان ودعم قطع المساعدات المالية عنه، تأمل إسرائيل وأتباعها بزعزعة الاستقرار، وحتى باندلاع حرب أهلية في لبنان، ما قد يضعف حزب الله.

ومن الخطوات المهمة في هذا الاتجاه ما حدث في حزيران/يونيو الماضي، عندما أصدرت لجنة الدراسات الجمهورية المؤلَّفة من نوّاب جمهوريين محافظين ،استراتيجية للأمن القومي، ورد فيها أن أحد الأهداف هو الضغط على إيران وحلفائها. ومن التوصيات التي ذُكِرت في الاستراتيجية وقف المساعدات الأمنية الأميركية إلى لبنان، وفرض عقوبات على حلفاء حزب الله، وإقرار تشريعات "تحظّر تخصيص أيٍّ من أموال دافعي الضرائب الأميركيين لـ[صندوق النقد الدولي] من أجل إنقاذ لبنان". وأكّدت اللجنة أن هذه المساعدات المالية قد تشكّل "مكافأة لحزب الله في وقتٍ يطالب المتظاهرون اللبنانيون بوضع حد للفساد ويتصدّون لسيطرة الحزب".

بما أن الوثيقة كرّرت، بصورة شبه حرفية ما ورد في كتابات صادرة عن مراكز أبحاث محافظة في واشنطن، يُحتمل جدّاً أن تكون هذه المراكز التي أثّرت بشكل كبير في صياغة سياسات ترامب، هي التي خطّت فقراتٍ من الاستراتيجية المذكورة. ونظراً إلى أن تأثير هؤلاء لن يبقى كما كان، قد يحصل لبنان على متنفّس من سياسات أميركية متطرفة يمكن أن تتسبب بدمار لبنان وإفقار شعبه بدل تحريره من قبضة حزب الله.

سنبالغ إذا توقّعنا حدوث تغيير جذري في عهد بايدن. فالضغوط الأميركية سوف تستمر، ومعها ربما فرض العقوبات على السياسيين اللبنانيين. وسوف يظل للتفضيلات الإسرائيلية ثقلها في واشنطن، ولا سيما داخل الكونغرس. لكن بايدن وفريقه سيتعاملان مع إيران بطريقة مختلفة عن ترامب، وسيُبدون استعداداً أكبر للإصغاء إلى الجهات، ولا سيما الأوروبية منها، التي تحذّر من اتخاذ إجراءات تؤدّي إلى دمار لبنان. وفي ظل تركيز بايدن على الشؤون الداخلية، من غير المنطقي أن تقبل إدارته بسياسات كفيلة بتحويل لبنان إلى دولة فاشلة، ما قد يستدعي تدخّلاً أميركياً جديداً في الشرق الأوسط.

لم يخرج لبنان من دائرة الخطر في ما يتعلق بالمقاربة الأميركية تجاهه. ولكن فيما تواجه البلاد أزمات خطيرة ومتعددة، بدءاً من الانهيار الاقتصادي ووصولاً إلى تحديات وباء كوفيد 19، فإن التوجّه القائم على تدفيع البلاد بأسرها ثمن الجرائم التي ارتكبها مَن أساؤوا حكمها، قد لا يعود صالحاً. يحتاج لبنان إلى استراحة، وسوف تنتشر هذه الرسالة على نحوٍ أفضل عندما يتسلّم بايدن منصبه.

 

الحياة بلا "إخوان"

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 تشرين الثاني/2020

في السعودية أذيعت فتوى تحذّر وتحرّم الانخراط مع جماعة الإخوان المسلمين. صدرت عن أعلى هيئة دينية في المملكة. ومع أنه لا يوجد تنظيم صريح بهذا الاسم كبير، إنما موجود تحت مسميات دينية أخرى، مثل استراتيجية الكورنفليكس لفطور الصباح، أنواع مختلفة لكنَّها لشركة واحدة.

«الإخوان» جماعة قديمة، منذ 1928، ورغم تاريخها الطويل لم تحقق حضوراً شعبياً إلا بعد الثورة الإيرانية. فقد كانت الخمينية أول جماعة دينية تصل للحكم في المنطقة. كانت تلك الشرارة التي أطلقت الحركة الخاملة إلى الشارع. قبل ذلك الإخوانية عاشت ضمن أطياف الحياة السياسية في المجتمعات العربية وبقيت، مثل الشيوعية، نخبوية لعقود بلا قاعدة شعبية. الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وضمن مشروعه التخلص من التركة الناصرية الاشتراكية في مصر، والانفتاح، أطلق سراح المعتقلين بمن فيهم «الإخوان» واليسار. لا أظن أن هدفه بالضرورة كان لضرب الناصرية فقد كانت شبه ميتة، وانحسرت مع نهاية الستينات نتيجة هزيمة 1967. ظنَّ السادات أنه قادر على استئناس الجماعة سياسياً، وسمح لهم بطباعة صحيفتهم ونشاطاتهم. وافق على عودتهم تحت مسمى الجماعة الإسلامية. وسريعاً ما حاولوا الانقلاب عليه عام 1974، وقتل في هجومهم 17 شخصاً.

زعم «الإخوان» أن المنفذين جماعة منفصلة، وتزايدت نشاطاتهم المعادية ضده في الشارع المصري. وفي عام 1981 وصل إلى قناعته الأخيرة، حيث قال السادات: «ليس هناك جماعة إخوان مسلمين وجماعات إسلامية. كلهم واحد». جاء استنتاجه واكتشافه الحقيقة متأخراً، حيث اغتيل بعدها بفترة قصيرة. خلفه الرئيس حسني مبارك الذي اختار التعايش معهم، ومنحهم هامشاً أكبر، ولم يكن تعاملهم معه بأفضل من السادات، وكان يبدو في أعينهم أنه يخشاهم. حاولوا اغتياله مرات. إثيوبيا كانت أبرزها. في عهده أصبحوا أخطر، وتسللوا إلى النظام البيروقراطي من داخله، كالبرلمان والتعليم والإعلام والخدمات الاجتماعية والنقابات والاستثمار والبنوك الإسلامية والأعمال الخيرية... الخ. ولم يكن سقوط مبارك في ثورة «الربيع العربي» عام 2011، إلا السطر الأخير فقط من القصة. كانوا قد شوهوا سمعته وحرضوا الرأي العام عليه.

مصر كانت الساحة الكبرى لـ«الإخوان» في العالم، وتوالدوا مثل الفطر في كل مكان كتنظيم تحت مسميات مختلفة. انقلبوا على حكومة الصادق المهدي في السودان، وعلى السلطة الفلسطينية في غزة، وتغلغلوا في الأردن والكويت والسعودية والجزائر وتونس واليمن.

السعودية التي كانت منيعة عليهم، استطاعوا القفز مستخدمين تكتيكاً مختلفاً، جاءوا في ثياب الواعظين، وغيروا المظهر والاسم والرموز. السلفية التقليدية كانت وحيدة في المملكة، مبدأها الدين عبادة، والسياسة للدولة، وولي الأمر مسؤول أمام الله.

في السعودية خلعوا البدلة والكرافة، وقدموا أنفسهم بثياب قصيرة ولحى طويلة واسم مختلف، السرورية، ونشطوا في عمق الأرياف السعودية. نجح طروادة السروري أخيراً في الدخول إلى القلعة، تلتها أحداث العنف. لعبة تقسيم الأدوار، ذراع سياسية فكرية وأخرى مسلحة، الحقيقة كلهم الجماعة نفسها كما قال السادات. الجماعة نفسها في النمسا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، حيثما وجدت أرضاً رخوة دخلوها وسيطروا عليها كحركة فاشية تكفر الآخرين، مستخدمة الإسلام والمصحف والنبوة في عزل المسلمين المعتدلين وإلغائهم. «الإخوان» فكرة. الدين والقرآن وسيلة لغاية الوصول إلى السلطة بكل السبل. الإسلام السياسي جماعات دينية متشابهة، وكثيراً ما تكون مترابطة: الخمينية و«القاعدة» و«حزب الله» و«حماس» و«القسام» و«القومية الإسلامية السودانية» و«النهضة» التونسية وغيرها، انتشرت من جاكرتا حتى فيينا. أوروبا هي الحاضنة الكبيرة لهذه الجماعات. الأوروبيون متناقضون يشتكون من الإرهاب «الإسلامي» وفي الوقت نفسه يتركون الجماعات الإسلامية المتطرفة تدرس وتجمع الأموال وتدير الجاليات، وتحصل على الدعم الحكومي في جمعياتها المسماة الخيرية. النتيجة التطرف يولد الإرهاب.

 

أردوغان… وأذربيجان وقبرص

خير الله خير الله/العرب/18 تشرين الثاني/2020

سجّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نقاطا في أذربيجان التي ألحقت هزيمة نكراء بأرمينيا التي راهنت طويلا على استقلال إقليم ناغورني قره باغ الواقع ضمن الأراضي الأذرية. في الواقع، أعلن إقليم ناغورني قره باغ، حيث توجد أكثرية أرمنيّة، استقلاله عن أذربيجان في العام 1991 في مرحلة كان فيها الاتحاد السوفييتي يتفكّك من الداخل.

بقي ملفّ ناغورني قره باغ، حيث وجود تاريخي للأرمن، مفتوحا منذ ثلاثة عقود إلى أن أغلقته أذربيجان حاليا بدعم مباشر من تركيا.

بمساعدة تركية، استطاعت أذربيجان تحقيق انتصار عسكري على أرمينيا التي اعتمدت أصلا على الدعم الروسي والإيراني. استطاعت تركيا توسيع مدى انتشار نفوذها في الجمهوريات الإسلامية التي كانت في الماضي جزءا من الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى. حصل ذلك برهانها على الشعور القومي، أي على الرابطين التركماني والأذري قبل أيّ شيء آخر. نجحت تركيا في توسيع الفضاء المواتي لها في منطقة قريبة منها وليست بعيدة لا عن إيران ولا عن روسيا.

خذل الإيرانيون أرمينيا التي اكتشفت أن إيران لا تستطيع معاداة أذربيجان لسببين، على الأقلّ. أوّل السببين مذهبي والآخر وجود مناطق فيها أكثرية أذرية في إيران نفسها. علي خامنئي نفسه (المرشد) من أصول أذرية. هناك سؤال سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا يتعلّق بمستقبل العلاقة بين الأرمن عموما، بما في ذلك الأرمن في لبنان وسوريا، من جهة والنظام الإيراني من جهة أخرى. الثابت أن الأرمن لن يذهبوا بعيدا في اتخاذ موقف سلبي من إيران لأسباب مرتبطة بوجود أقلّية أرمنية نشيطة في “الجمهورية الإسلامية” تستفيد من وضع خاص تحظى به.

أمّا روسيا التي ترتبط بمعاهدة دفاعية مع أرمينيا، فإنّ لديها حسابات ذات طابع شخصي تريد تصفيتها مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان. أبعد باشينيان عن مواقع القرار في بلده رجال أعمال محسوبين على مجموعة من رجال الأعمال الروس يدورون في فلك الرئيس فلاديمير بوتين. هذا ما يفسّر إلى حد كبير الامتناع عن التدخل الروسي لمساعدة أرمينيا والتغاضي عن تهجير الأرمن من ناغورني قره باغ وغض الطرف عن استعانة أردوغان بمرتزقة سوريين وإرسال أسلحة وخبراء عسكريين إلى أذربيجان.

ساعدت تركيا أذربيجان في فرض أمر واقع في ناغورني قره باغ وتهجير عدد كبير من الأرمن. أثبتت تركيا، عمليا، أنّ في استطاعتها الهرب من مشاكلها الداخلية إلى خارج حدودها. كذلك، أثبت رجب طيّب أردوغان أنّه صاحب مشروع يتجاوز تركيا وأنّه جدي في تنفيذ ما يطمح إليه. في أساس هذا المشروع التخلّص من معاهدة لوزان للعام 1923، وهي معاهدة فرضت على تركيا قيودا كثيرة في ضوء هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

ما يؤكّد جدّية أردوغان في مشروعه واعتقاده أن في استطاعته المضيّ فيه من دون رادع زيارته الأخيرة لجمهورية شمال قبرص التي تنفرد تركيا بالاعتراف بها. لم يكتف أردوغان بتحدي العالم وقرارات الشرعية الدولية. أصرّ خلال وجوده في قبرص التركية على الإعلان عن أنّ المستقبل هو لدولتين منفصلتين في الجزيرة.

تحتلّ تركيا جزءا من قبرص منذ العام 1974 بحجّة حماية الأقلّية التركية فيها. تحتلّ مساحة 35 في المئة من الجزيرة، علما أن القبارصة الأتراك لا يشكلون سوى نسبة 18 في المئة من السكّان. لا شكّ أنّ في أساس الوضع المخالف للطبيعة في قبرص الانقلاب الذي نفذته قوى يمينية قبرصية بدعم من الزمرة العسكرية التي كانت في السلطة في اليونان. كان الهدف من الانقلاب الذي وقف وراءه سياسي قبرصي موتور اسمه نيكوس سامبسون ربط قبرص باليونان. فشل الانقلاب الذي استهدف رئيس الدولة المطران مكاريوس، لكنّ القوات التركية بقيت في قبرص. قبل 37 عاما، أعلن عن قيام جمهورية شمال قبرص. تغيّر كلّ شيء في الجزيرة نفسها وفي اليونان. تخلّص اليونانيون من حكم العسكر وأصبح بلدهم عضوا في الاتحاد الأوروبي. قبرص نفسها صارت في الاتحاد الأوروبي. ما لم يتغيّر هو الوجود العسكري التركي في الجزيرة… في منطقة فماغوستا تحديدا التي هجّر سكانها الأصليون.

لا يهمّ أردوغان مستقبل القبارصة الأتراك والوصول إلى تسوية تساعد في تحسين الوضع المعيشي لهؤلاء. يهمّه تكريس وجود دولتين مستقلتين في قبرص بدل دولة واحدة فيدرالية عضو في الاتحاد الأوروبي. من الواضح أنّ هدف الرئيس التركي إيجاد مبرر للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية القبرصية.

نجح أردوغان في أذربيجان بالتواطؤ مع إيران وروسيا. دفع الأرمن مرّة أخرى الثمن. هل ينجح في قبرص؟ سيعتمد الكثير مستقبلا على وجود رغبة أوروبية في مواجهة شخص على استعداد للذهاب بعيدا في بيع شعبه الأوهام. كان لافتا أن الرئيس التركي، الذي تواجه بلاده أزمة اقتصادية عميقة، لا يزال يجد من يؤيده في الأوساط الشعبية، خصوصا في الريف التركي. يلعب على وتر الدين وعلى خلق أعداء له في كلّ مكان. يظهر نفسه في مظهر من وقف مع المسلمين في أذربيجان في وجه المسيحيين الأرمن. مثل هذه المواقف تلقى صدى لدى الشعب البسيط، تماما كما لقي صدى تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول، الذي كان في الماضي كاتدرائية، إلى مسجد وحضوره إليه لتأدية صلاة الجمعة.

سيعتمد الكثير مستقبلا على طبيعة العلاقات التي ستقوم بين الأوروبيين والإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن التي قد لا تكون، كما إدارة دونالد ترامب، متساهلة مع التصرفات الهوجاء لرجب طيب أردوغان.

للرئيس التركي تصرّفات هوجاء في كلّ الاتجاهات وصولا إلى ليبيا التي قرّر زيارتها. الأهمّ من ذلك كلّه، هل يسمح الاقتصاد التركي المنهار لرجب طيّب أردوغان في فرض أمر واقع في البحر المتوسّط… أم ليس بعيدا اليوم الذي سيذكّره العالم ببعض البديهيات. من بين هذه البديهيات أن وهم لعب دور القوة العظمى يبقى وهما وأنّ أوروبا ليست في الضعف الذي يتصوره الرئيس التركي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون تلقى برقية تهنئة بالاستقلال من ترامب أكد فيها متانة الصداقة بين الشعبين اللبناني والاميركي

وطنية - الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، برقية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب هنأه فيها بالذكرى الـ 77 للاستقلال، مؤكدا "متانة الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والأميركي، ومبديا تطلعه الى مزيد من سنوات الصداقة والتعاون.

وجا في نص البرقية: " باسم الشعب الأميركي، اود ان أتمنى للشعب اللبناني الخير فيما يحتفل بذكرى الاستقلال. ان الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والأميركي متينة، واني لفخور بالجهود الأميركية للوقوف الى جانب الشعب اللبناني خلال التحديات غير المسبوقة التي واجهها خلال السنة الجارية. واتطلع الى مزيد من سنوات الصداقة والتعاون".

 

الرئيس عون اطلع من عكر على نتائج زيارتها الى العراق ومن فهمي على الإجراءات لمكافحة كورونا

وطنية - الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

إطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، خلال استقبالها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، على نتائج الزيارة الرسمية التي قامت بها الى العراق واللقاءات التي عقدتها مع المسؤولين العراقيين لا سيما منهم وزير الدفاع جمعة عناد سعدون، والتي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات السياسة والتعاون العسكري والأمني لا سيما مسودة اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين والتي يتم وضع اللمسات الأخيرة تمهيدا للتوقيع عليها خلال أيام. كما تطرق البحث الى مسودة اتفاقية التعاون الاستخباري بين جهازي المخابرات اللبنانية والعراقية.

وأعلمت عكر الرئيس عون أن المحادثات تناولت أيضا المساعدات التي قدمها العراق للبنان بعد التفجير في مرفأ بيروت ونتائج زيارة الوفد الاقتصادي العراقي الى لبنان. وأكدت انها شكرت المسؤولين العراقيين "الذين كانوا السباقين لتقديم المساعدات العينية التي كان لبنان بأمس الحاجة اليها وابرزها الطحين والمواد الغذائية والفيول والنفط"، مشيرة الى "العلاقات الوثيقة بين البلدين".

وزير الداخلية

الى ذلك، كانت الأوضاع الأمنية في البلاد موضع بحث بين الرئيس عون ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي الذي اطلع رئيس الجمهورية على الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في الوزارة لتطبيق القرارات المتخذة لمكافحة وباء "كورونا" لا سيما في ظل قرار الإغلاق التام في البلاد. وأوضح فهمي ان "نسبة الالتزام بتطبيق قرار الاقفال بلغت حتى امس 85 في المئة"، لافتا الى ان "القوى الأمنية المعنية ستواصل تنفيذ الإجراءات المقررة"، متمنيا تجاوب المواطنين معها "لما فيه سلامتهم ومصلحة الوضع الصحي في البلاد".

وتطرق فهمي خلال اللقاء مع الرئيس عون الى قضايا عامة تتعلق بعمل وزارة الداخلية والبلديات في معظم مديرياتها ودوائرها وأجهزتها.

بقرادونيان

ثم استقبل الرئيس عون الأمين العام لحزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان وعرض معه الوضع الحكومي وموقف الحزب من الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وأشار بقرادونيان الى ان "البحث تناول أيضا الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية في البلاد والإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجتها".

رئيس بلدية جونية

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس بلدية جونية جوان حبيش وعرض معه حاجات منطقة كسروان عموما وجونية خصوصا. واطلع منه على سلسة الفعاليات الثقافية ذات الطابع الوطني الشامل التي تنظمها البلدية في اطار "مئوية لبنان الكبير" تحت شعار "وطن يحلم بدولة من المئوية الاولى الى المئوية الثانية". ويتضمن مشروع الاحتفال ثلاثة محاور، الأول محور تقويمي واستشرافي تتخلله حلقات حوارية، والثاني محور توثيقي يتضمن معارض لوثائق تاريخية وسياسية وطوابع بريدية وعملات لبنانية وبطاقات بريدية ومجموعة صور هزت الذاكرة الجماعية اللبنانية على مدى مئة عام، اما المحور الثالث فهو مهرجان فني هو حاليا قيد الدرس ويعرض لمحطات فنية بارزة في تاريخ لبنان الكبير.

 

إلغاء الاحتفالات بذكرى الاستقلال بسبب كورونا والاغلاق الكامل والاكتفاء بتكريم رجالات الاستقلال

وطنية - الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

أعلنت المديرية العامة للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية أنه "نظرا للظروف الصحية الراهنة في البلاد جراء جائحة "كورونا" واستنادا الى قرار الاقفال الكامل من 14 تشرين الثاني الى 30 منه، سوف يتم إلغاء جميع المناسبات الوطنية المتعلقة بذكرى الاستقلال، والاكتفاء بوضع أكاليل من الزهر على اضرحة رجالات الاستقلال باسم "الجمهورية اللبنانية"، وذلك وفقا للبرنامج الذي وضع بالتنسيق مع مديريتي المراسم في مجلس النواب ومجلس الوزراء".

ووزعت المديرية برنامج تكريم "رجالات الاستقلال" يوم السبت في 21 تشرين الثاني الجاري، كما يلي:

-تمثال الرئيس بشارة الخوري في شارع بشارة الخوري: النائب نقولا صحناوي الساعة 10,00.

-ضريح الرئيس كميل شمعون في دير القمر: النائب فريد البستاني الساعة 11,30.

-ضريح الرئيس فؤاد شهاب في غزير: النائب روجيه عازار الساعة 10,00.

-ضريح الرئيس صبري حمادة في الهرمل: النائب غازي زعيتر الساعة 11,00.

-ضريح الرئيس عادل عسيران في جبانة البوابة الفوقا في صيدا: النائب ميشال موسى الساعة 11,00.

-ضريح الرئيس رياض الصلح في الاوزاعي: النائب فؤاد مخزومي الساعة 10,00.

-ضريح الرئيس عبد الحميد كرامي في طرابلس: النائب علي درويش الساعة 11,00.

-ضريح الرئيس صائب سلام في جبانة الشهيد في محلة قصقص: النائب سمير الجسر الساعة 10,45.

-ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء: النائب نزيه نجم الساعة 10,45.

-ضريح الرئيس حبيب أبو شهلا في مار الياس بطينا: النائب فادي علامة الساعة 11,00.

-ضريح الوزير سليم تقلا في ذوق مكايل: النائب روجيه عازار الساعة 11,30.

-ضريح الأمير مجيد أرسلان في خلدة: النائب سيزار ابي خليل الساعة 11,00.

-ضريح الوزير حميد فرنجيه في اهدن: النائب اسطفان الدويهي الساعة 11,00.

-تمثال الشيخ بيار الجميل في بكفيا: النائب آغوب بقرادونيان الساعة 11,00.

-ضريح المرحوم عدنان الحكيم في الباشورة: النائب طارق المرعبي الساعة 10,30.

ويزور النائب فريد البستاني عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم نفسه بيت الاستقلال في بشامون، فيما يزور النائب قاسم هاشم في الساعة الحادية عشرة قلعة راشيا.

ويوم الاحد في 22 تشرين الثاني الجاري، تضع نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني (في حكومة تصريف الأعمال) زينة عكر إكليلا باسم "الجمهورية اللبنانية" على قاعدة تمثال الأمير فخر الدين في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر.

ويضع الناب الان عون إكليلا من الزهر امام اللوحة التذكارية في محلة الظريف حيث استشهد الرئيس رينيه معوض، وذلك عند الساعة الثانية بعد الظهر.

على صعيد آخر، يضع النائب سيزار ابي خليل إكليلا من الزهر على ضريح شهيد الاستقلال سعيد فخر الدين في عين عنوب وذلك الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الاحد 22 تشرين الثاني".

 

اللجان المشتركة اقرت ابرام اتفاقية مع بريطانيا وايرلندا الشمالية وتعديل قانون العنف الاسري

وطنية - الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

عقدت لجان المال والموازنة، والادارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الاقتصاد الوطني والصناعة والتخطيط الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الزراعة والسياحة، التربية والتعليم العالي والثقافة،الدفاع الوطني والداخلية والبلديات والمرأة والطفل جلسة مشتركة قبل ظهر اليوم، في المجلس النيابي برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، وحضور الوزراء في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، رمزي مشرفية، عماد حب الله، عباس مرتضى، ماري كلود نجم، وعدد كبير من النواب وممثلين عن الادارات المعنية.

واعلن الفرزلي بعد الجلسة انه تم اقرار البنود الواردة على جدول الاعمال وهي:

1 - مشروع القانون الرامي الى الاجازة بابرام اتفاقية تأسيس شراكة بين الجمهورية اللبنانية والمملكة المتحدة العظمى وايرلندا الشمالية.

2 - اقتراح القانون الرامي الى تعديل القانون رقم 293/2014( حماية النساء وسائر افراد الاسرة من العنف الاسري).

 

عدوان تقدم باقتراح قانون لتعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية لسنة: لا إصلاح من دون التدقيق الجنائي

وطنية - الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020

أكد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أن "متابعة وعمل تكتل الجمهورية القوية في ما يتعلق بالتدقيق الجنائي لم يبدأ اليوم، وليس منذ أشهر مع حكومة الرئيس حسان دياب"، وقال: "كقوات لبنانية منذ عام 2017 في المجلس النيابي طالبنا بأن تشكل لجنة تحقيق برلمانية، لأن مسار الأمور في مصرف لبنان وفي مالية الدولة ذاهب نحو الانهيار". أضاف عدوان في مؤتمر صحافي من المجلس النيابي، ضم نواب التكتل: جورج عقيص، إدي أبي اللمع، جوزيف إسحق، وهبة قاطيشا، زياد حواط، عماد واكيم وبيار بو عاصي: "حين طالبنا بتشكل لجنة تحقيق برلمانية تتعلق بمصرف لبنان وبمالية الدولة انتفضت كل القوى التي يتألف منها المجلس النيابي وانهالت علينا الاتهمات بتقويض الأمن الوطني وضرب المؤسسات الناجحة، وكنا نسمع في حينها مقولة أن الليرة بألف خير والبلد بألف خير، فتبين أن الليرة ليست بألف خير ولا البلد بألف خير".

وتابع: "لا يمكن لوطن فيه محاسبة ألا يحاسب السكوت الذي كان قائما منذ 2017 وحتى اليوم، فيما كنا الوحيدين الذين تكلمنا وما زلنا، فالقوات اللبنانية ليست معتادة على أن تطلق معركة من دون أن تصل بها إلى الخواتيم، وبالتالي العمل الذي نقوم به اليوم ينصب في نفس الخانة والمسار الذي انطلقنا به في هذا الملف، والأهم أنه سيستمر لنصل إلى نتيجة". وقال: "من دون التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفي كل مؤسسات الدولة لا يمكننا الانتقال الى المرحلة الاصلاحية أو مرحلة البناء ولا يمكن لأحد الذهاب الى المستقبل من دون معرفة ما حصل في الماضي، والذهاب نحو الإصلاح في أي مرحلة مستقبلية لا يمكن أن يحصل من دون هذا التدقيق الجنائي". أضاف: "فيما يتقدم التكتل باقتراح قانون لتعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية، إلا أنه وبوضوح كلي فإن التدقيق الجنائي من خلال القرار الذي اتخذته الحكومة لا لبس قانوني حوله وليس بحاجة الى تعديل القانون أو الى قوانين جديدة، فالقرار الذي اتخذته الحكومة والعقد الموجود اذا ما أردنا تطبيق القانون، كان يجب بدء العمل به وأن يتم تنفيذه. نوضح هذه النقطة لكي لا يحاول أحد الاختباء خلف اقتراح القانون الذي تقدمنا به والقول إن حاكم مصرف لبنان قام بما عليه لكن اصطدم بالسرية المصرفية، فحاكم مصرف لبنان يختبىء وراء السرية المصرفية كي لا يطلع اللبنانيين على حقيقة كيفية وصول الوضع في لبنان الى هنا، ومعه من غطاه بالسياسة وأوصلوا الأمور إلى ما هي عليه، وهم يستمرون بتغطيته حتى لا ينفضح المستور". وتابع: "ان تقديم اقتراح القانون يأتي رغم إدراكهم أنهم ليسوا بحاجة إليه، ولكن ليرفع المستور أكثر وتسقط ورقة التين. وان النواب اليوم أمام مسؤولية كبيرة، فإما يساهموا في إسقاط ورقة التين وإما يكونوا مساهمين بهذه التغطية". وقال: "نضع هذا الاقتراح المعجل المكرر بيد الهيئة العامة، ويكفي أن تقوم بإقراره للانتقال الى التحقيق الجنائي لكشف الأمور وفضح المستور، خصوصا أن هذا القانون محدد ويرفع السرية الخاصة بالتدقيق الجنائي ولمدة محددة".

أضاف: "اقتراح القانون فيه 3 نقاط أساسية: الأولى أنه محدد لمدة سنة، الثانية أننا نرفع السرية فقط لإجراء التدقيق الجنائي وعن الأمور التي يستوجبها التدقيق الجنائي حصرا، والثالثة نرفع فقط للشركة التي تدقق بالملف وليس بالمطلق". وتوجه عدوان إلى اللبنانيين بالقول: "إن لم يحصل تدقيق جنائي إنسوا ودائعكم، وعليكم أن تنسوا أي خطة مالية اقتصادية حقيقية، وانسوا المساعدات من الدول الصديقة، ومن دون هذه المساعدات لا يمكن أن ننهض بالوضع الاقتصادي". وقال: "إننا أكثر الناس حرصا على البنك المركزي لكننا نريد بنكا مركزيا خاضعا للقوانين وللدولة اللبنانية ولا نريده أن يكون خاضعا لشخص أو لمجموعة وضعت يدها على مقدرات البلد لفترة طويلة، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام المصرفي السليم". وختم بدعوة "كل النواب والافرقاء للتعاون لتمرير القانون في أسرع وقت ممكن، والحكومة المستقيلة أو العتيدة ورئيس الجمهورية للمضي قدما في هذا التدقيق الجنائي، على أمل أن يقر هذا القانون في أقرب جلسة، وبالتالي الانتقال مع هذا التدقيق إلى مرحلة جديدة والى بر الأمان".

نص الاقتراح

وكان عدوان تلا نص اقتراح القانون الذي تقدم به باسم تكتل "الجمهورية القوية"، والذي يرمي الى تعليق العمل ببعض بنود قانون السرية المصرفية الصادر بتاريخ 3/9/1956، لمدة سنة، وجاء فيه:

"مادة وحيدة:

1 - يعلق العمل بقانون سرية المصارف الصادر بتاريخ 3/9/1956 وجميع المواد التي تشير اليه، لمدة سنة، تسري من تاريخ نشر هذا القانون في كل ما يتعلق بعمليات التدقيق المالي و/او التحقيق الجنائي التي تقررها الحكومة على حسابات المصرف المركزي، ايا تكن طبيعة هذه الحسابات ولغايات هذا التدقيق ولمصلحة القائمين به حصرا، وسواء تمت بواسطة اشخاص من الحق العام او من الحق الخاص محلية او دولية. يشمل مفعول التعليق كل الحسابات التي تدخل في عمليات التدقيق.

2 - تبقى احكام قانون سرية المصارف سارية في كل ما عدا ذلك.

3 - يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.

الاسباب الموجبة

وفي ما يلي الاسباب الموجبة للاقتراح:

"لما كانت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة المالية قد تعاقدت، سندا لقرار مجلس الوزراء رقم 2 تاريخ 28/7/2020 مع شركة Marsal & Alvarez للقيام بعملية التدقيق الجنائي لحسابات مصرف لبنان وانشطته،

ولما كانت هذه العملية تشكل مرتكزا اساسيا لعملية الاصلاح المالي، وقد أجمعت على ضرورتها كل القوى السياسية، سواء تلك الممثلة في الحكومة المستقيلة، موقعة العقد، او غير الممثلة فيها،

ولما قد ثارت مؤخرا مسألة مدى تعارض بنود العقد المشار اليه أعلاه مع قانون السرية المصرفية او مع قانون النقد والتسليف اللبنانيين، وقد أدت اثارة هذه المسألة الى عرقلة تنفيذ العقد وتهديد التدقيق الجنائي بشكل حقيقي، مع ما يشكل ذلك من تراجع عن التزامات قطعتها القوى السياسية سابقا، ومن تأثير سلبي كبير على امكانية استفادة لبنان من برامج مساعدات مالية دولية من مؤسسات تشترط حصول هذا التدقيق،

ولما كان موقعو الاقتراح الحاضر يقفون الى ناصية الموقف الذي يعتبر انه لا تعارض على الاطلاق بين القوانين اللبنانية النافذة وبين العقد الموقع مع الشركة الموكلة بانجاز مهمة التحقيق الجنائي، الا انهم ومع تمسكهم بهذا الرأي القانوني الذي تشاركهم به اغلب المراجع القضائية والقانونية المعنية فهم، وسحبا لكل الذرائع التي قد تعيق هذه المهمة الوطنية يتقدمون بالاقتراح الحاضر لتعليق العمل بالقانون الصادر بتاريخ 3/9/1956 المعروف بقانون سرية المصارف لمدة سنة، وهي المهلة الكافية لانجاز مهمة التحقيق، على ان يشمل مفعول التعليق فقط الحسابات الداخلة في نطاق المهمة.

لذلك، نتقدم من المجلس النيابي الكريم بهذا الاقتراح آملين مناقشته واقراره، معتبرين الاسباب الموجبة بمثابة المذكرة المبررة للعجلة عملا باحكام المادة 110 من النظام الداخلي".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18و19 تشرين الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

من عرفات إلى الخامنئي: المجزرة مستمرّة بحقّ لبنان!/المخرج يوسف ي. الخوري/18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92494/92494/

 

كتاب الكولونيل شربل بركات “مداميك”/الفصل الرابع/الحلقة الثانية/18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92506/%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%83-%d8%a7-2/

 

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع ملكار الخوري عواد في الذكرى الثانية لغياب المفكر واللاهوتي والشاعر والكاتب والفيلسوف موريس عواد/18 تشرين الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/92510/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88/