LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november18.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا إِنَّ إِبْلِيسَ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُم في ٱلسِّجْن، لِيُجَرِّبَكُم، فَتُعَانُونَ ٱلضِّيقَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سيدنا في الإدارة والمواقف هو من كلن يعني كلن

الياس بجاني/حزب الله وبس والباقي في الحكم والسلطة والأحزاب الشركات خس وبس

الياس بجاني/أحزاب لبنان كافة إبليسية وطروادية

الياس بجاني/الحريري وجبران شركاء بالصفقة الخطيئة وسمن ع عسل رغم كل دجل الزعل والقطيعة

الياس بجاني/المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلات ومداخلات من تلفزيونات متعددة تتناول الثورة على نظام ملالي إيران في لبنان والعراق وداخل إيران نفسها

فيديو تقرير رياض قبيسي من تلفزيون الجديد يكشف ملفات فساد مرتبطة بالوزير محمد الصفدي

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي راجح الخوري

فيديو مداخلة من تلفزيون الجديد لنقيب المحامين الجديد ملحم خلف يوضح حقيقة دعمه من حركة أمل

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة العربية

فيديو مداخلة للكاتب و الباحث السياسي الياس الزغبي من قناة الحدث

فيديو مداخلة للأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة الحدث

فيديو مداخلة للمحامية و الناشطة السياسية نادين فرغل من قناة ال

فيديو مداخلة للكاتبة ولأكاديمية الدكتورة منى فياض من قناة الحدث.

مسيرة نسائية.. من كفرّرمان الى النبطية!

قائد الجيش تفقد الوحدات المنتشرة في بيروت وجبل لبنان: للابتعاد عن الشائعات التي تهدف الى إحداث شرخ بين المواطنين والمؤسسة العسكرية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مكتب الحريري: سياسة المناورة للتيار الوطني الحر غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى

الصفدي: فوجئت بتفنيد مكتب الرئيس الحريري لما صدر عني في إطار الاستخدام السياسي وانسحابي كان لأن الرئيس لم يلتزم بالوعود

الصفدي اتصل بالقاضي ابراهيم طالبا منه فتح ملف الزيتونة باي

الأزمة تحتدم في لبنان مع انسحاب الصفدي... وإضراب المصارف مستمر

إنقاذ اقتصاد لبنان يبدأ بسد الثقوب السود وخسارة 10 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد والتهريب والتهرب الضريبي

إنقاذ اقتصاد لبنان يبدأ بسد الثقوب السود وخسارة 10 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد والتهريب والتهرب الضريبي

اتصال بين نقيب المحامين وبرّي يثير البلبلة.. اليكم حقيقة ما جرى

هدر الطعام يهدد ملياري شخص.. و300 ألف لبناني جائع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنتفض… 37 قتيلاً و1000 معتقل والسلطات تتوعّد المحتجين

البازار الإيراني الكبير يدخل على الخط.. والمتظاهرون واصلوا قطع عشرات الطرق بطهران والمدن.. وحجب الإنترنت

واشنطن: ندعم الشعب الإيراني للخلاص من 40 عاماً من الطغيان وخيّرت طهران بين مستقبل زاهر أو انهيار اقتصادي كامل

رجوي: خامنئي وروحاني ينهبون ثروات الشعب

خامنئي يؤيد قرار زيادة سعر البنزين رغم الاحتجاجات

واشنطن تدين انقطاع الإنترنت في إيران وسط استمرار الاحتجاجات

إضراب عام في العراق دعماً لمطالب المتظاهرين

وزير الدفاع السابق راغاباكسا رئيساً لسريلانكا بـ52.25 % من الأصوات

بيونغ يانغ ترهن المباحثات حول برنامجها النووي بوقف واشنطن «سياستها العدائية»

كوريا الشمالية اختبرت سلاحاً نووياً أقوى 17 مرة من قنبلة هيروشيما والتجربة أجريت العام الماضي وتسببت برفع جبل بأكمله عن الأرض

انقسام جزائري على جدوى الانتخابات مع انطلاق حملة «الرئاسية» اليوم و5 متنافسين على خلافة بوتفليقة يتعهدون بـ«احترام وثيقة أخلاق»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران... بيت الداء ورأس الدواء منذ 1979/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

شهر من الثورة اللبنانية: شعب ناهض يبني حياة جديدة/جنى الدهيبي/المدن

منظومة السلطة تمعن بفشلها وتحرق محمد الصفدي/منير الربيع/المدن

الحريري يطالب حزب الله بسيدر والنفط وترسيم الحدود/منير الربيع/المدن

مثلثُ الرعبِ للشعب والوطن/عصام الجردي/المدنأحد التحدي السلمي.. الليل للاحتفال والشموع للشهداء

أحد التحدي السلمي.. الليل للاحتفال والشموع للشهداء/نادر فوز/المدن

سيدات الثورة "سفارات" كثيرات من بيروت إلى عاليه/أنور عقل ضو/المدن

"اليونيفيل" والثورة.. حب وحياد/حسين سعد/المدن

حزب الله «يكبح» بوسطة السلام .. «مئة عام من العزلة»/علي الأمين/جنوبية

ملحم خلف.. من «حامي» الثورة اللبنانية إلى نقيب محاميها/علي الأمين/جنوبية

ساعة لبنانية.. مرونة الثورة وخيبة السلطة وحزبها المسلح/يوسف بزي/موقع سوريا

جيل الشباب وإخراج لبنان من القمقم الطائفي/د. منى فياض/الحرة

«الحراك الجنوبي» يصدّع «الثنائية المتسلطة».. صور نموذجاً/علي الأمين/جنوبية

قمع الثورة اللبنانية وارد بقرار إيراني وبمباركة روسية/راغدة درغام/ايلاف

إيران... أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

المركب الإيراني يغرق بكل حمولته/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

إيران... أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

هوامش حول الضغط الذي يولِّد الحراك/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

«طَهْوَجَة» في تحليل الأوضاع العراقيّة واللبنانيّة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي للسياسيين: لا تزدروا بانتفاضة الشباب السلمية والحضارية والمجردة من أي سلاح لا تسيسوها ولا تلونوها

كلودين عون: كنت أتمنى على باسيل ألا يساهم في المساس بموقع الرئاسة

التيار الوطني الحر: الحريري يعمل وفق مبدأ "أنا ولا أحد" غيري في الحكومة

نديم الجميل: البلد لم يعد يتحمل المناورات لأن الاستحقاقات بدأت تطرق أبواب جميع اللبنانيين

القوات: كلام نديم شماس لا يعبر عن موقفنا الرسمي واتخذنا بحقه إجراءات مسلكية

قاووق: هناك من يتعمد زرع الالغام في طريق تشكيل الحكومة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

هَا إِنَّ إِبْلِيسَ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُم في ٱلسِّجْن، لِيُجَرِّبَكُم، فَتُعَانُونَ ٱلضِّيقَ

رؤيا القدّيس يوحنّا02/من08حتى11/:”يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان : «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتِي في إِزْمِير: هذَا مَا يَقُولُهُ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر، ذَاكَ ٱلَّذي أَمْسَى مَيْتًا ثُمَّ عَادَ حَيًّا: إِنِّي عالمٌ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ من ضِيقٍ وفَقْرٍ مَعَ أَنَّكَ غَنِيّ، وَعَالِمٌ أَيضًا بِتَجْدِيفِ ٱلَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم يَهُود، وَهُم لَيْسُوا بِيَهُود، بَلْ هُمْ مَجْمَعٌ لِلشَّيْطَان. فلا تَخَفِ ٱلبَتَّةَ مِمَّا سَتُعَاني مِنْ آلام. هَا إِنَّ إِبْلِيسَ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُم في ٱلسِّجْن، لِيُجَرِّبَكُم، فَتُعَانُونَ ٱلضِّيقَ عَشَرَةَ أَيَّام. فَكُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوت، وأَنا أُعْطِيكَ إِكْلِيلَ ٱلحَياة. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ، ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ لَنْ يُؤْذِيَهُ ٱلْمَوتُ ٱلثَّاني”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سيدنا في الإدارة والمواقف هو من كلن يعني كلن

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

من فرح بموقف سيدنا الراعي اليوم قد يحزن غداً عندما يأتينا بموقف مناقض. سيدنا وبكل احترام شخص غلط في زمن وموقع وظروف غلط وبس هيك

 

حزب الله وبس والباقي في الحكم والسلطة والأحزاب الشركات خس وبس

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

ما في شي بلبنان اسمه عهد قوي ورئيس وسلطة وقضاء ونواب وأحزاب وسياسيين..بلبنان في حزب الله وهو فوق كل هودي وهو الإحتلال وبس هيك

 

أحزاب لبنان كافة إبليسية وطروادية

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

أحزاب لبنان كافة إما شركات تجارية يملكها أفراد لا يخافون الله ولا يوم حسابه من مثل شركات جعجع وباسيل  وسامي وجنبلاط وفرنجية والحريري أو وكالات للخارج هي مرتزقة من مثل حزب الله..الأحزاب كوارث ومصائب والأخطر أن شرائح من شعبنا تعبد الأصنام من أصحابها

 

الحريري وجبران شركاء بالصفقة الخطيئة وسمن ع عسل رغم كل دجل الزعل والقطيعة

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2019

الحريري متآمر مع جبران وحرقا الصفدي ت يرجع الحريري كبطل مع صفقة العار الرئاسية وبمكوناتها الفاسدة كلها. مسرحية دجل وغباء واستغباء

 

حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

هذا الخبير العالمي اللبناني المرموق في مجال البترول يفضح الحكم اللبناني المتمثل بكل من تولى ويتولى وزارة الطاقة ومعه رئيس الوزراء وكل الورزاء دون استثناء واحد، قوات ومستقبل واشتراكي وتيار عوني وثنائية شيعية، وذلك بالتآمر عن سابق تصور وتصميم على ثروة البترول والسكوت إما خوفاً أو في مقابل رشوات. الدولة من خلال هؤلاء تخلت عن ملكية البترول لصالح شركات وهمية يملكها نافذين لبنانيين طرواديين موجودين في قمة السلطة. هذا هو فساد وإجرام عهد ميشال عون وجبران باسيل والثنائية الشيعية وكل من دخل صفقة الرئاسة الخطأ والخطيئة. هؤلاء أصحاب شركات أحزاب وسياسيين وحكام فاسدين ومفسدين ولا قيام للبنان السيد الحر طالما هم في مواقع المسؤولية ولطالما بقي الإحتلال الإيراني قابضاً على احكم وحكام وقرار البلد.اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=R6t1wJJoonc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2mak22yXMbhGOhp93WAvwbTQgzqiraUNJjWsStDqFTPKqbrQBqk0Hdmlo

 

المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

معادلة  الحكم الصوري في لبنان: حزب الله يقول للحكام والأحزاب التعتير وللسياسيين الطرواديين ، لنا سلاحنا ونفاق مقاومتنا وثلاثية الفجور ولكم الفساد والكراسي فاسرحوا وامرحوا والسلاح يحميكم. وبس هيك

 

جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80591/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%87%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7/

يحتار السيادي والكياني والبشيري اللبناني، وتحديداً اللبناني الماروني، من هو أسوأ سيادياً ووطنياً وعشقاً للأبواب الواسعة (بمفهومها الإنجيلي الصرف) وفجعاً للسلطة، ميشال عون أو سمير جعجع؟

والجواب بمفهومنا الشخصي وباختصار..لا فروقات تذكر بين الرجلين، لأنهما في العمل السياسي والحزبي، عملياً وفكراً وتطلعات وأجندات، وتاريخ، ونكران للجميل، هما من خامة اسخريوتية واحدة.

خامة وصولية وانتهازية ونرسيسية وواهمة لا تختلف بشيء عن خامة الإسخريوتي الذي باع السيد المسيح بثلاثين من فضة، وانتهى معلقاً على شجرة توت بعد أن استفاق ضميره متأخراً، وبعد أن كان “الفاس وقع بالراس”.

ميشال عون السياسي، وبعد أن أوهمنا بأنه بشيري وسيادي وكياني وديغولي الهوى والنوى، وذلك لسنين طويلة برفعه شعارات سيادية واستقلالية وتحريرية جذابة شعبياً، هو وقع وبرضاه وعن سابق تصور وتصميم، وبفرح في تجارب عمنا لاسيفورس (ملك الشياطين) في أول عرض سلطوي جاءه من نظام الأسد وحزب الله الملالوي وهو كان لا يزال في منفاه الباريسي.

أعادوه من المنفى، واسقطوا عنه وعن حاشيته من المستزلمين والمغرر بهم كل الأحكام القضائية.

وبعد فترة قصيرة قيدوه وربطوه، لا بل شنقوه كيانياً وسيادياً وصدقاً ومصداقية بورقة تفاهم (ورقة مار مخايل) طروادية وملجمية تنازل من خلالها بذل عن كل ما كان رفعه من شعارات، وعن كل ما كان وعد الناس به.

وانتقل مع الورقة الإسخريوتية هذه من قاطع وطني إلى قاطع معاكس له 100% ، وأمسى بوقاً وصنجاً ومسوّقاً وأداة للإحتلالين السوري والملالوي.

داكش ميشال عون الوطن والسيادة والحرية والكيان والشعب العظيم والدستور وتضحيات ودماء الشهداء وبالتأكيد نفسه بكرسي رئاسية صورية.

نصبوه رئيساً وهو لم يخيب آمالهم (السوري والإيراني) كرئيس، وها هو ينفذ حتى يومنا هذا أجندتهما بالكامل.

أما سمير جعجع السياسي الذي سرق “القوات اللبنانية” وحولها إلى شركة يملكها هو وحرمه فقد وضع لها هدفاً واحداً فقط، وهو خدمة أجندته السلطوية والنرسيسية المرّضية.

وحتى لا نغرق في التفاصيل، وهي رزم من المجلدات…

فجعجع وباختصار أكثر من مفيد خيط وفصّل “حزب القوات اللبنانية” الجعجعي-المعرابي، والذي لا يمت بصلة لأهداف ورسالة وتضحيات القوات اللبنانية التاريخية، خيطه وفصله على مقاسه، وفقط على مقاسه النرسيسي.

الرجل في تركيبة شخصيته النفسية هو متردد، وباطني، ومتذاكي، ولا يثق بنفسه ولا بأي أحد، وذمي، واسخريوتي، ومنسلخ عن الواقع، ويتوهم بأنه أذكى من الجميع، وأن بإمكانه دائماً أن يدخل إلى فم الوحش ويخرج منه .. في حين أنه ما من مرة تذاكى وتشاطر وتوهم ودخل في فم الوحش إلا والوحش فرمه وطحنه.

وعلى خلفية تركيبة شخصيته هذه، فهو وقع وأوقع المجتمع المسيحي في سلسلة من النكسات الكارثية ولا يزال هو في نفس الوضعية هذه.

كوارث ضربت دور هذا المجتمع السياسي وهمشته وهجرت الآلاف من أبنائه.

وذلك بداية من سلسلة الانقلابات الدموية داخل القوات اللبنانية،

ومروراً بتحالفه مع الجيش السوري خلال حزب الإلغاء الغبية التي قام بها ميشال عون،

وبتغطيته اتفاقية الطائف الإلغائية للدور المسيحي في الحكم، وبتسليم السلاح، ومن ثم دخوله الاتفاق الرباعي،

وأخيراً، وليس أخراً ع الأكيد، بفرطه تجمع 14 آذار وعقده الاتفاق المصلحي والغبي مع ميشال عون من خلال ما سموه “ورقة النوايا”.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه تبنى ترشح عون للرئاسة مقابل تقاسمه معه المسيحيين مغانم وحصص.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه ارتضى أن يتعايش وأن يساكن المحتل الإيراني الذي هو حزب الله، ويضع كل واشكاليات ملفات دويلته وسلاحه واحتلاله وحروبه في “الجارور” مقابل وعد مرّضي هو وعد نفسه به، ولم يعطيه إياه أحد، وهو وهم أن يكون رئيساً للجمهورية بعد عون.

وكما سابقاً في كل محطاته السياسية الفاشلة، وكما حال كل حساباته النرسيسية والواهمة والمرّضية والخطأ والخطيئة، لقد فشل فشلاً ذريعاً بورقة “أوعا خيك” الكذبة، ولم يحقق أي شيء سوى تسليم لبنان وحكمه ومجلس نوابه وقانون انتخابه ورئاسة جمهوريته إلى حزب الله.

واليوم  وبعد أن عزله الحراك الشعبي .. ها هو وأبواقه والصنوج يلومون الآخرين، وهو شخصياً بتذاكي مفضوح يُسقط عن نفسه خطيئة دخوله تسوية الصفقة الرئاسية الخطأ والخطيئة، تحت شعار نفاق الواقعية وتخوين وشيطنة من عارضه يومها وفضح نوايا ورقته التعتير.

من هنا كمجتمع مسيحي عموماً، وكموارنة تحديداً، وعلى الأكيد الأكيد، لن تقوم لنا قيامة، ولن نستعيد دورنا في الحكم، ولن نُخرِّج أنفسنا من مسلسل الكوارث… إن لم نتجرأ ونخرج من صنميتهما ونحاسبهما (ميشال عون وسمير جعجع)، أقله ضميرياً ووجدانياً وتبعية عمياء، ونتوقف فوراً عن السير ورائهما والوقوع في الأفخاخ التي ينصبانها لنا وللوطن ولدورنا ولوجودنا.

وبس هيك…

ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ، وإلا من حفرة إلى أخرى، ومن مصيبة إلى مصائب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقابلات ومداخلات من تلفزيونات متعددة تتناول الثورة على نظام ملالي إيران في لبنان والعراق وداخل إيران نفسها

فيديو تقرير رياض قبيسي من تلفزيون الجديد يكشف ملفات فساد مرتبطة بالوزير محمد الصفدي

https://www.youtube.com/watch?v=4YxlAIDJTgg

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=wqv_I-Xch7w

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الإعلامي راجح الخوري

https://www.youtube.com/watch?v=C0FL3bSEifQ

 

فيديو مداخلة من تلفزيون الجديد لنقيب المحامين الجديد ملحم خلف يوضح حقيقة دعمه من حركة أمل

https://www.youtube.com/watch?v=v3rq_L_4zSM

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=jjihNnj-F2k

 

فيديو مداخلة للكاتب و الباحث السياسي الياس الزغبي من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=MM6bA0-O5pw

 

فيديو مداخلة للأستاذ القانون الدولي الدكتور بول مرقص من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=iH0eSUJgXdo

https://www.youtube.com/watch?v=NmE4suhn3Fg

 

فيديو مداخلة للمحامية و الناشطة السياسية نادين فرغل من قناة ال

https://www.youtube.com/watch?v=uwlaCcC0NEU

 

فيديو مداخلة للكاتبة ولأكاديمية الدكتورة منى فياض من قناة الحدث.

https://www.youtube.com/watch?v=pdKYSsGDSnk

د.منى فياض: كان لا بد من أن تقوم هذه الثورة وهي ستستمر ولا عودة إلى الوراء وأنا كنت انتظرها من10 سنوات/انتخاب ملحم خلف انتصار للثورة وخيبة للإحزاب والحكم/حزب الله فضح نفسه بمنعه بوسطا الثورة من أكمال طريقا إلى صور وهي ترمز إلى وحدة المواطنية ووحدة الشعب وخروجه من اوحال الطائفية ورذله للزعامات

الدكتورة منى فياض : بوسطة الثورة هي نموذج للعيش المشترك وللانفتاح على الآخر

صوت لبنان/17 تشرين الثاني/2019

روت الدكتورة منى فياض في حديث لصوت لبنان  تفاصيل جولة بوسطة الثورة من الشمال الى الجنوب معتبرة ان هذه البوسطة هي وجه لبنان المستقبل . بداية ، هنأت الدكتورة منى فياض نقيب المحامين الجديد ملحم خلف على انتخابه نقيبا ، ولفتت الى ان انتخاب خلف هو انتصار للديمقراطية وللثورة . اما عن جولتها في البوسطة فقالت ان هذه الاخيرة تضم جميع شرائح الشعب اللبناني الذين يحلمون ببناء لبنان المستقبل .  واشارت الى ان هذه البوسطة هي نقيض لبوسطة عين الرمانة  ، وان هذه الجولة شكلت نموذجا للانفتاح وللخروج من الطائفية والتقوقع الى رحاب الوطن . واضافت ان البوسطة جابت لبنان من شماله الى جنوبه واستطاعت الدخول الى صيدا بعد مفاوضات قمنا بها وكان العرس الوطني الكبير في ساحة ايليا .واشارت الى ان حدود الوطن لن يتوقف عند حدود مدينة صيدا كما حصل بالامس ولكن في المرحلة المقبلة سنزور الجنوب برمته.

 

مسيرة نسائية.. من كفرّرمان الى النبطية!

جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

لا تزال الثورة المطلبية مشتعلة بعد مرور شهر على إنطلاق الشرارة الأولى في 17 تشرين أول، إذ إنظم حراك كفررمان، مسيرة نسائية انطلقت من خيمة الإعتصام في كفررمان تقدمها عدد من النسوة اللواتي طالبن بضمانات اجتماعية وصحية وضمان الأمومة والطفولة والشيخوخة وحملن شعارات الثورة ووضعن العلم اللبناني على رؤوسهن كما رفعن العلم اللبناني ورددن الشعارات الوطنية. وانطلقت المسيرة الى تمثال العالم حسن كامل الصباح في النبطية حيث انضمت الى مسيرة نسائية من حراك النبطية واكملن الطريق بإتجاه سراي النبطية ثم مصرف لبنان وكانت جولة لهن في شوارع النبطية وسط الأغاني الثورية والحماسية وبمواكبة من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

 

قائد الجيش تفقد الوحدات المنتشرة في بيروت وجبل لبنان: للابتعاد عن الشائعات التي تهدف الى إحداث شرخ بين المواطنين والمؤسسة العسكرية

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم، الوحدات العسكرية المنتشرة في بيروت وجبل لبنان والتي تنفذ مهمات حفظ الأمن في ظل التحركات الشعبية في كل المناطق. وشملت الجولة فوج المدرعات الأول في ثكنة صربا وقيادة اللواء الحادي عشر في النقاش وقيادة فوج المغاوير في رومية وقيادة فوج التدخل الثالث في رأس بيروت ووحدة من الفوج المجوقل على طريق القصر الجمهوري في بعبدا وفوج المضاد للدروع في ثكنة الفياضية. ونوه عون بالجهود التي يقوم بها العسكريون خلال هذه الظروف الاستثنائية والوعي الذي أظهروه في تعاطيهم مع هذه الأحداث، مما فوت الفرصة على من يريد الاصطياد في الماء العكر، مشددا على "أن الجيش يعمل ويتصرف وفقا لما يراه مناسبا". وأثنى على "مستوى الاحتراف والإنضباطية والمناقبية العالية والجرأة التي أظهرها الجيش في تنفيذ كل المهمات الموكلة اليه بكل شرف وتضحية ووفاء في مواجهة التحديات مهما كانت الأثمان"، موجها التحية الى عائلات العسكريين الذين يضحون ويساندون أبناءهم في هذه المرحلة. وتوجه الى العسكريين بالقول: "التزمتم بقسمكم، وأثبتم للقاصي والداني أن المؤسسة العسكرية هي مظلة جامعة لكل أبناء الوطن، مهما اختلفت توجهاتهم أو وجهات نظرهم. حافظتم على حقوق المواطنين، كل المواطنين".

وأوضح "أن الجيش، كما كل الجيوش تتلقى تدريباتها لمواجهة الأعداء والأخطار، فيما الجيش اللبناني ينفذ حاليا مهمة حفظ أمن في الداخل امام شعبه وأهله"، مشيرا إلى أنه "مسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين"، ومجددا التأكيد "أن اقفال الطريق أمر غير مسموح به وأن حرية التنقل مقدسة في المواثيق الدولية". وأكد عون "ان التوقيفات التي حصلت مؤخرا شملت عناصر عملت على إحداث شغب وواجهت الجيش وحاولت منعه من تنفيذ مهمته وتعرضت له، كما شملت أشخاصا من غير اللبنانيين وآخرين تبين أن بحوزتهم مخدرات"، معبرا عن بالغ أسفه "لاستشهاد الشاب علاء أبو فخر"، مؤكدا "أن القضية أصبحت بيد القضاء"، وإذ لفت الى أن هذه الحادثة هي الوحيدة التي حصلت خلال شهر من التحركات الشعبية، أشار الى "أن الوضع مختلف في عدد من الدول التي تشهد أحداثا مماثلة والتي يسقط فيها عدد كبير من الضحايا، وهذا ما نعمل على تفاديه". ودعا الى "الابتعاد عن الشائعات التي تهدف الى تضليل الرأي العام وإحداث شرخ بين المواطنين والمؤسسة العسكرية"، مؤكدا "أن التاريخ سيشهد أن الجيش اللبناني أنقذ لبنان". وختم ب"الدعوة الى البقاء على جهوزية وأقصى درجات الوعي في مواجهة التحديات التي يمر بها بلدنا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

وطنية/الأحد 17 تشرين الثاني 2019

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

وقع البلد في الحفرة الكبيرة والسؤال كيف يخرج منها؟. ما يطرح هذا السؤال هو صعوبة الحل في ظل حكومة تصريف أعمال لا تعمل، ومصارف مقفلة وبداية اختفاء المواد الغدائية والسلع، وإن وجدت فالأسعار ترتفع كل يوم.

ما يطرح هذا السؤال أيضا هو تعثر تطبيق الدستور، فلا مواعيد للاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري، ولا جولات سياسية تقود إلى التفاهم على التكليف وبعده على التأليف الحكومي.

جل ما في الساحة هو استمرار الحراك، وجيوب فارغة لأفراد الطبقة الوسطى، وحتى ما فوقها، وبالتأكيد ما تحتها.

الغريب هو الإستكانة لدى السياسيين، وتصاعد الحراك الذي أوصل ملحم خلف إلى منصب نقيب المحامين في بيروت، في أول خطوة من نوعها تنهزم فيها الأحزاب على اختلافها أمام المجتمع المدني.

صباح غد يستفيق اللبنانيون أيضا على مصارف مقفلة، رغم سقوط السبب الذي أعلنه موظفو المصارف حيال الأمن، وتوفير اللواء عثمان عنصرين لكل مصرف من المصارف على الأراضي اللبنانية كافة.

سياسيا، لم يبرز ما من شأنه أن يؤشر إلى استشارات للتكليف، فيما تبقى حكومة تصريف الأعمال متعثرة، والخوف على الرواتب للموظفين، في ظل مالية فاقدة للحركة الإدارية، ومصرف مركزي عاجز عن رعاية التحويلات التي تصل إلى المودعين من الخارج عبر المصارف المقفلة.

يبقى الإستقرار الأمني المسألة الإيجابية الوحيدة، وسط ثورات في الخارج وسقوط قتلى وجرحى في إيران بعد العراق.

وقد قام قائد الجيش العماد جوزف عون بتفقد الوحدات المنتشرة في بيروت وجبل لبنان، داعيا إلى الابتعاد عن الشائعات التي تهدف إلى إحداث شرخ بين المواطنين والمؤسسة العسكرية، مخاطبا العسكريين بأن إقفال الطريق أمر غير مسموح به.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

شهر بالتمام والكمال انقضى من عمر حراك غير مسبوق، ولد من رحم وجع صادق، وحصد التفافا واسعا حول شعاراته المطلبية. لكن هذا الحراك سرعان ما أصيب بداء الإنحراف عن هذه الشعارات المحقة، واستسلم أمام محاولات التسلل الذي عاث فيه استثمارا سياسيا، تجلى بأبشع صوره في أمثلة قطع الطرقات وشل المؤسسات التربوية والاقتصادية في ذروة معاناة الناس.

وفي هذا المجال، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، أن اقفال الطرق أمر غير مسموح به وأن حرية التنقل مقدسة، مشيرا إلى أن الجيش مسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين.

على مستوى المعاناة الحكومية، شكل انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي من السباق إلى رئاسة الحكومة، الحدث الأبرز خلال الساعات الأخيرة، رغم كونه غير مفاجىء باعتبار أن مقدمات هذا القرار كانت قد ظهرت بعد تنصل رؤساء الحكومات السابقين من دعمه، وعودتهم إلى ترشيح الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة.

فهل تنجح إعادة تعويم خيار التوافق على تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال؟، وعلى أساس أي شروط؟.

ربما كان من المبكر العثور على إجابات في هذا الشأن. وبالانتظار أطل الرئيس الحريري اليوم على متن بيان مطول لمكتبه الاعلامي، رفض فيه تحميل "التيار الوطني الحر" له مسؤولية انسحاب الصفدي، وقال إنه لا يناور ولا يبحث عن حصر إمكانية تشكيل الحكومة بشخصه. ووصف الحريري سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها "التيار الحر"، بأنها سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها لبنان.

وردا على بيان الحريري، الذي تضمن تفاصيل المفاوضات بينه وبين الصفدي، كشف الأخير أن رئيس الحكومة المستقيل لم يلتزم بالوعود التي قطعها له لأسباب ما زال يجهلها، الأمر الذي دفعه لإعلان إنسحابه.

بدوره "التيار الوطني الحر"، المستند إلى شهادة الصفدي، فلم يخل رده على الحريري من رسائل سياسية، على غرار أن سياسة رئيس الحكومة المستقيل لا تقوم فقط على مبدأ انا أو لا أحد على رأس الحكومة، بل زاد عليها أنا ولا أحد غيري في الحكومة، معتبرا أن الحريري افتعل خصاما سياسيا معه وفق قاعدة "ضربني وبكى... سبقني واشتكى".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تسمح الظروف ولا البيانات إلى الآن بلمح اشارة يبنى عليها ايجابا في مسار التأليف، بعدما كشف سحب الوزير محمد الصفدي من الترشح تعقد المشهد وعمق الأزمة.

الجديد حمله التصعيد بين "بيت الوسط" و"ميرنا الشالوحي"، وبيان باسم الرئيس سعد الحريري في ظاهره رد على ما سماها اتهامات، وفي باطنه محاولات تحسين شروط تقتحم الاتصالات منذ الاستقالة من الحكومة، وتؤكد استخدام كل ما يجري لتحقيقها.

بيان الحريري استدعى ردا ل"التيار الوطني الحر" اتهمه بالتمسك برئاسة الحكومة على قاعدة "أنا أو لا أحد". وحمل مسؤولية الوضع الحالي لسياسات مالية واقتصادية كرست الفساد منذ ثلاثين عاما ولا يزال أصحابها يصرون على ممارستها.

أيضا، بيان "بيت الوسط" فعل جبهة الوزير الصفدي الذي كشف أن الحريري قطع له وعودا لقبوله التسمية، ثم لم يلتزم بها لأسباب لا يزال يجهلها.

إلى أن تنضح الكواليس بما فيها في معركة البيانات، لا يبدو البلد قابلا لتحمل افتعال المزيد من التعقيدات ولا قطع الطرقات لفرض الشروط، بحسب ما أكد اليوم مسؤولو "حزب الله" ونوابه، مع تأكيد التمسك بالمطالب المحقة للمواطنين الذين نزلوا قبل شهر إلى الشارع رافعين الصوت بحقوق وأوجاع، فيما هم أنفسهم اليوم مدعوون إلى اليقظة حيال محاولات جرهم ببوسطات مشبوهة، وأجندات مرهونة، لا تنفع مطالبهم بشيء، بل تبعثرها وتشوهها.

وعلى دور الجيش اللبناني في هذه المرحلة المعقدة، أضاء قائده العماد جوزاف عون خلال تفقده القوى المنتشرة في بيروت وجبل لبنان: إقفال الطرق أمر غير مسموح به وحرية التنقل مقدسة، أكد العماد عون وأعلن أن المؤسسة العسكرية تعمل وتتصرف وفق ما تراه مناسبا.

على الجبهة الاقتصادية، يواصل اللبنانيون تصديهم لضيق العيش وغلاء الأسعار واهتزاز الدولار بما تبقى في جيوبهم من خميرة، بانتظار فتح المصارف أبوابها واطلاق يد السيولة في الأسواق والإفراج عن أموال المودعين بما يرضيهم ولا يضعهم في دائرة الهلع مجددا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مناورة كانت أم مقامرة، صادقة أم منافقة، حقيقية أم خيالية- ومن طرف واحد طبعا- لم تعمر تسمية محمد الصفدي رئيسا مقترحا لحكومة تخلف ما أسموها "حكومة إلى العمل"، فذهبت بأعين مفتوحة وأرجل ممدودة إلى الفشل.

فتح بازار التصفيات والتنزيلات والحسومات على رؤساء الحكومات الآتين أو السابقين، في "تيرو" مفتوح لاسقاط كل الشخصيات المطروحة على قاعدة "أنا أو لا أحد"، أو في حرب إلغاء لكل الأسماء من طرابلس إلى صيدا مرورا ببيروت وعكار والبقاع.

قنبلة دخانية من تحت وقذيفة مضيئة من فوق، لإلهاء الخصم من جهة وكشف تحركاته من جهة أخرى، لكن المشكلة أن من يتبع هذا التكتيك هو المكشوف وليس العكس. سياسة التذاكي والتباكي، استجرار العطف بعد الخطف من موسمين، واستدرار الدموع وإضاءة الشموع بعد أسبوع تحديدا على الحراك، لم يعد ينطلي على أحد.

إستغلال للحراك تبريرا للطلاق، ومن ثم الانطلاق في مسار منفصل غير متصل بما كان في النصف الأول من الولاية الرئاسية. ذكاء يغار منه ستيف جوبز وأوبنهايمر وماركوني والخوارزمي، وابداع في تركيب المقالب لم يصل إليه غوار الطوشي في أوج عطائه، ودهاء مسيل للدموع لم تنجح كل فرق مكافحة الشغب في العالم في الاتيان بمثله.

نريد محمد الصفدي في الليل، وننكره قبل صياح الديك واقفال الطريق. فجأة تذكروا أغنية فيروز: "تعا ولا تجي". منذ ثلاثين يمارسون سياسة الأرض المحروقة في الاقتصاد والسياسة والمعيشة، وعندما اقتربت النار من كروشهم وعروشهم، قرروا احراق ما تبقى من آمال وأحلام لدى الشابات والشباب بمستقبل من صنعهم لا من صنع المنافقين والمكابرين والفاسدين.

اختاروا منذ زمن بعيد عبادة المال على الله، واتفقوا مع قيصر على مقاسمته ما له، والسطو على ما لله ومال الناس. وها هم اليوم كالذئاب عندما تجتمع على فريسة، وكالذباب عندما يحوم على جيفة. سيعرف اللبنانيون من يمزق اقتصادهم وعملتهم. وسيعرف اللبنانيون من يحرض على جيشهم. وسيعرف اللبنانيون من الذي يتواطأ ويحرض على مقام الرئاسة الأولى، ويبيعها بحفنة من الدولارات والريالات. وسيعرف اللبنانيون من سرق أموالهم وحرق أحلامهم ومن هجر أبناءهم ليبقى اللاجئون والنازحون والفاسدون والمفسدون.

ما حصل مع محمد الصفدي سبحة ستكر. لكن من يظن أنه يمسك بخيوط اللعبة، سيكتشف أنه يمسك بماء أو هواء، وسيكتشف أن بيت العنكبوت راسخ أكثر من بيته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد إسقاطه الحكومة وإجبار الطبقة السياسية على قتال تراجعي مرتبك، أي أن تمانع في تلبية مطالب الثوار بتأليف حكومة اختصاصيين محايدين ولكن من دون أن تتجرأ على تأليف حكومة تتحدى هذا التوجه، ضرب الحراك الشعبي ضربة جديدة في جسد السلطة بانتخاب ملحم خلف، المستقل النزيه نقيبا لمحامي بيروت، رغم تحلق كل أحزاب السلطة المختلفة في ما بينها، ضده لإسقاطه، وترافق النصر مع الردية الأشهر للثورة: "هيلا هيلا هيلا هو النقيب مش حزبي يا حلو".

الإنتصار الآخر الذي حققه الثوار، هو ضد السلاح إذ اقتحم أمس حدود الدويلة ببوسطة مسالمة مليئة بالمحبة والإصرار على الوحدة رابطا بين اللبنانيين، فأسقط شبح بوسطة عين الرمانة الذي لوح به مسلحو الدويلة مستحضرين زمن الحرب الأهلية والصراعات الطائفية المقيتة.

وإذ امتنع ركاب البوسطة عن مواصلة رحلتهم إلى الجنوب العميق، لعدم منح أي كان سببا لحرف الثورة عن مسارها السلمي وتلوينها بالمزيد من الدم، هذا الانتصار لاقاه الجنوبيون اليوم بتظاهرة في كفررمان الأبية، تحدى منظموها بأطفالهم ونسائهم ورجالهم كل المخاطر، رافعين الصوت في وجه الطغيان، مطالبين بقيام الدولة المدنية، دولة العدالة والقانون.

تزامنا، هجا الثوار اللبنانيون في باريس مجمل الطبقة السياسية، ودعوا أركانها إلى الرحيل، ولم يوفروا السيد حسن نصرالله.

الانتصار الآخر للثورة، هو أنها أطفأت شمعة شهرها الأول من دون أن تخبو نار الإصرار على التغيير في الصدور، فهي تستعد إلى المزيد من الساحات حتى يتحقق التغيير.

في اليوميات، وبعد أحد الشهداء، وتأكيد الثورة أنها صارت مرجعا ومرجعية وضابط إيقاع، سأل المراقبون ما إذا كان الرئيس نبيه بري سيتجرأ على عقد الجلسة التشريعية الثلثاء، والتي أجلها رئيس المجلس تحت ضغط الشارع.

في الأثناء، وفي إشارة إلى أن السلطة لم تتعظ ولم تضع تأليف الحكومة في أولوياتها، واصل أركانها معاركهم الجانبية بلا هوادة، من دون أن يعيروا أي أهمية لخطورة الأوضاع، فقد سجل اليوم هجوم عنيف من "التيار الحر" على الرئيس الحريري، عيره فيه بأنه يتعاطى مع التأليف على قاعدة "أنا أو لا أحد". في وقت انتفض الوزير السابق محمد الصفدي في وجه الرئيس الحريري، وأصدر بيانا فصل فيه ظروف البحث في إيكال رئاسة الحكومة ‘ليه والتراجع عنه.

كل هذا يشي بأن لا استشارات ولا تكليف في المدى المنظور، إلا إذا كان هجوم "التيار الحر" على الحريري مقدمة لتكليف شخصية أخرى اقرب منه إلى العهد و"حزب الله".

توازيا، خرج قائد الجيش العماد جوزيف عون عن صمته اليوم، فوجه بجولته على القوى المنتشرة في جوار الحراك الشعبي، رسالتين إلى من يعنيهم الأمر: الأولى صامتة، كذب فيها بمجرد ظهوره الشائعات التي قالت إنه أزيح من موقعه، والثانية إلى الحراك، قال له فيها إن الساحات كلها مفتوحة أمامه للتعبير، لكن إقفال الطرقات ممنوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ملحم خلف، إحفظوا هذا الإسم جيدا. 17 تشرين الثاني، إحفظوا هذا التاريخ جيدا، تماما كما حفظتم تاريخ 19 تشرين الأول وتاريخ 12 تشرين الثاني، تماما كما حفظتم تاريخ 29 الأول الماضي، تماما كما حفظتم تاريخ 17 تشرين الأول.

في شهر تزهر الثورة شهيدين وتثمر نقيبا. في 19 تشرين الأول يسقط الشهيد الأول حسين العطار. في 12 تشرين الثاني تزهر الثورة الشهيد الثاني هو علاء أبو فخر. وما هي إلا ستة أيام حتى تثمر نقيبا هو نقيب المحامين ملحم خلف. دينامية الثورة تولد إنجازات، وإرباك السلطة يولد إخفاقات.

في عشرين يوما، أي منذ تاريخ الإستقالة إلى اليوم، لم تعرف السلطة كيف تجري استشارات تكليف للتأليف، وحين اقتربت من أن تعرف، انفجرت المشاورات بين أيدي الذين تولوا تهيئة طبخة التكليف والتأليف معا. قبل هذا الملف الذي فيه الكثير من التلاعب والألاعيب والمناورات والأفخاخ المتبادلة، والتي راح ضحيتها السياسية "دولة الرئيس" المفترض محمد الصفدي، لنتوقف عند نقاء المعركة النقابية التي حملت ملحم خلف إلى سدة نقابة المحامين.

ملحم خلف آت من رحم ثورة 17 تشرين الأول، فصار نقيبا في 17 تشرين الثاني. خاض معركة شفافة ونظيفة شعارها "نقابة المحامين رافعة الوطن". لم يأت من حزب تاريخي أو جديد ولا من تيار تقليدي، فنقيب المحامين تاريخيا كان يأتي من حزب أو من نخبة أو من سلطة، ولا يوم أتى من ثورة. في 17 تشرين الثاني كسر ملحم خلف القاعدة: تفوق على الأحزاب التي تكتلت ضده، وتجاوز النخب وهزم السلطة. حتى أنه جاء من خارج نادي مجلس النقابة، فلم يكن يوما عضوا في مجلس النقابة، أي أنه لم يتدرج تقليديا بل تدرج من الثورة إلى النقابة.

ما كان لـ 17 تشرين الثاني أن يحمل ملحم خلف إلى نقابة المحامين، لولا 17 تشرين الأول. فهل تقرأ السلطة التحولات التي تسير بسرعة قياسية؟. من خلال مداولات الطبقة السياسية، لا يبدو أنها تقرأ، فالكمين الذي نصب للنائب والوزير السابق محمد الصفدي، أثبت مرة جديدة أن المناورة والمراوغة مازالتا الأسلوب المحبب لدى أهل السلطة.

محمد الصفدي لم يسع للرئاسة الثالثة، عرضها عليه الرئيس الحريري فاشترط غطاءه وغطاء مفتي الجمهورية وتأييد رؤساء الحكومات السابقين، لكن شرطا واحدا من هذه الشروط الثلاثة لم يتحقق. قبل ذلك حاول الوزير جبران باسيل قطف التكليف فدردش، ما تسبب باستفزاز الرئيس المستقيل، وبدأت حرب التسريبات والمصادر لتتدرج صعودا وتصل إلى حرب البيانات. المكتب الإعلامي للرئيس الحريري يتهم الوزير جبران باسيل بأنه "طرح وقائع كاذبة ووجه اتهامات باطلة"، فيأتي الرد من مكتب الوزير باسيل متهما الحريري ب"جملة افتراءات ومغالطات مع تحريف للحقائق".

وبين البيانين يخرج الصفدي على صمته، ليعلن أن الرئيس الحريري قطع له وعودا لم يلتزم بها. هذا الإتهام دفع ب"بيت الوسط" إلى الرد بعنف على الصفدي بلسان مصطفى علوش الذي جاء في تغريدته: "إن ولاءك الحقيقي هو لولي عهد العهد، ولم يكن يوما لغير ذلك. نصيحة لوجه الله عد سريعا للنوم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

محمولا على 2341 صوتا انتزع ملحم خلف عضوية ثائر في نادي نقباء المحامين، في أم الشرائع. ملحم خلف السلطة وهزم أحزابا سقطت على قوس محكمة في معقل الحريات في نقابة المحامين.

اقتحمت الأحزاب مركز النقابة، دعمت مرشحين، ولما وجدتهم آيلين للسقوط تقدمت باستئناف سياسي، وتسلقت المستقلين. أحزاب وتيارات وقوى سلطة تخوض حروب إلغاء سياسية خارج القاعة، لكنها اتفقت على ثورة نبت عشبها عند بوابات نقابة حرة، فقررت الاتحاد لهزيمة المرشح ملحم خلف. ورقصت الأحزاب كالطير مذبوحة من ألم ثورة، فانسحب "التيار الوطني" باكرا من معركة بدت خاسرة، لتترك "القوات" في المواجهة بدعم من "المستقبل" و"الاشتراكي".

فاز خلف بفارق كبير عن منافسه بيار حنا المدعوم من ثلاثية مركزية. أما المرشح ناضر كسبار فقد تقدم إلى المعركة مستقلا، لكنه سرعان ما وجد أن بوسطة أحزاب قد خطفته على متنها فلاقت حتفها. وصدحت للمرة الأولى في قاعة النقابة أصوات الثورة.

ومنح انتصار ملحم خلف فرحا وعطاء لشوارع وساحات أيقنت أن تعبها لن يتم تأجيل جلساته، وأنها ربحت أولى الدفوع الشكلية في الطريق إلى رفع الدعوى على سلطة مجرمة. وهذه السلطة ستلجأ اليوم إلى التمييز، لكنها وجدت أنها قد واجهت داخل أحزابها عناصر شبابية اعترضت على القرار الملزم، وأخذت حكما مبرما.

أما الطعن السياسي خارج القاعة، فهو أسوأ عمليات الاحتيال والنصب بين المكونات الضالعة في تسيير شؤون البلاد. ففي يوم واحد ثلاثة بيانات، الواحد يطعن بالآخر. وخرجت الأمور عن صيغة التسريبات، ليعلن كل طرف اتهام خصمه بالمباشر. فالرئيس سعد الحريري، وبعد "فض" عروض الصفدي، أعلن أن الوزير جبران باسيل هو من كان قد اقترحه ولمرتين، بعدما كانت اقتراحات الحريري بأسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، وقد قوبلت بالرفض المتكرر. وقال مكتب الحريري إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها "التيار الوطني الحر"، هي سياسة غير مسؤولة، وهو لو قام بمراجعة حقيقية، لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية، ومحاولاته المتكررة للتسلل إلى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا.

على هذا الاتهام، رد "التيار الوطني الحر" بأن سياسة الرئيس الحريري لم تعد تقوم فقط على مبدأ "أنا أو لا أحد" على رأس الحكومة، بل زاد عليها مبدأ آخر وهو "أنا ولا أحد غيري" في الحكومة، وذلك بدليل إصراره على أن يترأس هو حكومة الاختصاصيين. والغمزة الأبرز ل"التيار" ضد الحريري جاءت في تبويبه للفوضى، إذ قال: إن ما يهم "التيار الوطني الحر" في النهاية هو قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد، والتي يعلم دولة الرئيس الحريري تماما من وكيف يحضر لها وعليه تفاديها. وإذ أعطى "التيار" للمرشح الصفدي صفة "الشاهد"، كان بيان مرشح اليومين يتهم الحريري بأنه لم يف بوعود قطعها.

وعلى مؤشر الهبوط في الحرارة السياسية إلى درجة انعدام الرؤيا، لم يبق أمام الرئيس المستقيل إلا المبادرة إلى مهمة إنقاذية، البيانات وراءه والبلاد تنهار أمامه، كذب من كذب واحتال من احتال، ورئيس الجمهورية بات رئيسا مع وقف التنفيذ. وغدا يوم آخر لا يحتمل مزيدا من المناكفات، فاخرجوا من حروب البيانات إلى حل ينقذ وطنا أسأتم إليه بأنفسكم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مكتب الحريري: سياسة المناورة للتيار الوطني الحر غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019 

صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري البيان الآتي: "منذ ان طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، يمعن التيار الوطني الحر، تارة عبر تصريحات نواب ومسؤولين فيه، وطورا عبر تسريبات اعلامية، في تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية هذا الانسحاب، بحجة تراجعه عن وعود مقطوعة للوزير الصفدي وبتهمة أن هذا الترشيح لم يكن إلا مناورة مزعومة لحصر امكانية تشكيل الحكومة بشخص الرئيس الحريري.

وازاء هذا التمادي في طرح وقائع كاذبة وتوجيه اتهامات باطلة، وجب توضيح ما يلي:

أولا: إن مراجعة بيان الانسحاب للوزير الصفدي كافية لتظهر أنه كان متيقنا من دعم الرئيس الحريري له وعلى أفضل علاقة معه، وتمنى أن يتم تكليف الرئيس الحريري من جديد، وهو ما يتناقض مع رواية التيار الوطني الحر جملة وتفصيلا. كما يتضح من مراجعة البيان نفسه أن الوزير الصفدي كان صادقا وشفافا باعلان أنه رأى صعوبة في "تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الافرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع"، وهو ما يكذب كليا مزاعم التيار الوطني الحر ومسؤوليه.

ثانيا: إن الوزير جبران باسيل هو من اقترح وبإصرار مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى ابداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري باسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرى ترجمتها في غير مناسبة سياسية.

ثالثا: إن الرئيس الحريري لا يناور، ولا يبحث عن حصر امكانية تشكيل الحكومة بشخصه، لا بل إنه كان أول من بادر إلى ترشيح أسماء بديلة لتشكيل الحكومة. وفي المقابل، هو كان واضحا منذ اليوم الأول لاستقالة الحكومة مع كل ممثلي الكتل النيابية، أنه لا يتهرب من أي مسؤولية وطنية، إنما المسؤولية الوطنية نفسها تفرض عليه إبلاغ اللبنانيين والكتل النيابية سلفا أنه إذا تمت تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور، فإنه لن يشكل إلا حكومة اخصائيين، انطلاقا من قناعته أنها وحدها القادرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة والعميقة التي يمر بها لبنان.

رابعا، وأخيرا: إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا، وهو لو قام بمراجعة حقيقية لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية ومحاولاته المتكررة للتسلل الى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطيرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا".

 

الصفدي: فوجئت بتفنيد مكتب الرئيس الحريري لما صدر عني في إطار الاستخدام السياسي وانسحابي كان لأن الرئيس لم يلتزم بالوعود

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

أصدر الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، البيان التالي: "أردت أن يكون بيان انسحابي أمس بيانا يجمع ولا يفرق، شكرت فيه الرئيس الحريري على تسميتي لتشكيل الحكومة العتيدة، ولم أود أن أذكر تفاصيل المفاوضات بيني وبينه، فإذا بي أفاجأ اليوم ببيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري يتضمن تفنيدا لما صدر عني وذلك في إطار الاستخدام السياسي، وهنا أود أن أؤكد أن المرحلة التي يمر بها لبنان مرحلة صعبة ومفصلية وخطيرة، وتتطلب منا جميعا التكاتف والتضامن ووضع الخلافات السياسية جانبا، وانطلاقا من هذا الأمر تخطيت الوعود التي على أساسها قبلت أن أسمى لرئاسة الحكومة المقبلة، والتي كان الرئيس قطعها لي لكنه لم يلتزم بها لأسباب ما زلت أجهلها، فما كان مني إلا أن أعلنت انسحابي. أما اليوم فأدعو الجميع الى الحكمة والتبصر والوعي أن لبنان أكبر منا جميعا وهو في خطر داهم. حمى الله وطننا وانقذه من المحن".

 

الصفدي اتصل بالقاضي ابراهيم طالبا منه فتح ملف الزيتونة باي

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

صدر عن الوزير والنائب السابق محمد الصفدي البيان الاتي: "بعد تناول موضوع الزيتونة باي في شكل مغلوط، وبعد الأخذ والرد، والالتباس الحاصل لدى الناس، وتوجيه الاتهامات، والحديث عن وجود مخالفات... بادر الوزير محمد الصفدي إلى الاتصال بالمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم وطلب منه تحديد موعد للاجتماع به وحضه على فتح تحقيق كامل وشامل، ومحاسبة أي مرتكب لأي مخالفة في هذا الموضوع، وإقفال الملف لمرة واحدة وأخيرة".

 

الأزمة تحتدم في لبنان مع انسحاب الصفدي... وإضراب المصارف مستمر

بيروت: الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

احتدمت الأزمة السياسية في لبنان، وتعمقت اليوم (الأحد)، بعد انسحاب مرشح رئيسي من قائمة الأسماء المحتملة لتولي رئاسة الوزراء، ما يقلل من فرص تشكيل حكومة ستتولى تنفيذ إصلاحات عاجلة. وسحب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي، في وقت متأخر من مساء أمس (السبت)، اسمه، كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، قائلاً إن «من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الأفرقاء السياسيين». كان الصفدي أول مرشح بدا أنه يحظى ببعض الإجماع بين الأحزاب والطوائف اللبنانية منذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء في 29 أكتوبر (تشرين الأول)، مدفوعاً باحتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة. وذكرت وسائل إعلام لبنانية ومصادر سياسية أن «حزب الله» و«حركة أمل» وافقا على دعم الصفدي، بعد اجتماع مع الحريري، ولكن لم يقر أي حزب سياسي بعد ذلك رسمياً ترشحه. ولا بد أن يكون رئيس وزراء لبنان سنياً، طبقاً لنظام المحاصصة الطائفية المعمول به. وندد محتجون، تظاهروا في الشوارع منذ 17 أكتوبر، بترشيح الصفدي المحتمل، قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها. ووصف مصدر سياسي جهود تشكيل حكومة جديدة بأنها عادت لنقطة الصفر. وفي سياق متصل، قال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان لقناة «إم تي في»، اليوم، إن إضراب موظفي البنوك سيستمر غداً الاثنين. وبدأ الاتحاد الإضراب، يوم الثلاثاء الماضي، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إذ تجتاح البلاد موجة احتجاجات ضد الزعماء السياسيين، ويطالب المودعون بسحب أموالهم بعد أن فرضت البنوك قيوداً جديدة.

 

إنقاذ اقتصاد لبنان يبدأ بسد الثقوب السود وخسارة 10 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد والتهريب والتهرب الضريبي

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

تحول تاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) إلى محطة فاصلة في تاريخ لبنان الحديث. ويتطلع اللبنانيون لأن تؤسس الدينامية الجديدة غير المسبوقة، في حجمها وتمددها وعبورها للمحظورات الطائفية والفئوية السائدة، لقيام شراكة مجتمعية حقيقية متكاملة في صناعة القرار وإدارة الدولة، وأن تتشارك في صياغة خطط إنقاذية متدرجة، بعدما دخلت البلاد في سلسلة انهيارات جدية، يقودها الوضع المالي المترهل، وتتمدد إلى الاقتصاد والنقد وهيكليات المؤسسات العامة المتخمة العابقة بالتسيب والمحسوبية والفساد، التي ترمي بأثقالها على القطاع الخاص الذي يستنفد آخر مقومات الصمود بعد نحو عقد كامل من الانكماش المكلف والاستنزاف المتواصل للاحتياطات. وقد يبدو الإصلاح البنيوي سياسياً واقتصادياً مهمة شبه مستحيلة، في ظل تراكمات المشكلات وتفاقمها على مدى ثلاثة عقود بعد الحرب الأهلية المدمرة، لكن أهل الرأي والاختصاص يجمعون على أن البلاد ليست مفلسة، بل منهوبة. فهي تتعرض لخسارة نحو 10 مليارات دولار سنوياً بسبب الفساد والتهريب والتهرب الضريبي. وما دامت الاحتجاجات والتقارير الدولية قد كشفت مستوى القعر الذي بلغه الاقتصاد الوطني، والخفايا العميقة للتعثر، فلا أعذار تمنع توصيف المعالجات الصائبة والموضوعية للخروج من ظلمة نفق الإدارة المترهلة إلى ضوء بناء الثقة المتجددة.

تنطلق المرحلة الجديدة من البعد المالي، حسب المحللين والاختصاصيين الذين يعول على تفعيل مساهمتهم في الإنقاذ المنشود، ومن عدم إنكار مخاطر الثقوب السود في أرضية مهترئة وتصنيف سيادي متدنٍ عند الدرجة «سي»، جراء ضغط دخول النمو في أداء سلبي مرتقب هذا العام لا يجمله قربه من الصفر، بينما يقارب الدين العام المعلن 87 مليار دولار، مع عزل مستحقات وديون لصالح مؤسسات عامة وخاصة قد تدفع بالرقم صعوداً إلى 95 مليار دولار، أي ما يماثل 160 في المائة من الناتج المحلي، وربما أكثر.

ويقارب العجز الحقيقي في الموازنة 10 في المائة، رغم المعونات الطارئة التي يقدمها البنك المركزي في سداد استحقاق سندات بالليرة وبالدولار، وفوائد لسندات قائمة بالعملتين. أيضاً العجز قياسي في ميزان المدفوعات، ويتجاوز رقمياً 5 مليارات دولار، رغم الضم والاحتساب النظري لجزء من محفظة البنك المركزي من سندات «اليوروبوندز» لهذا العام، التي تناهز 3 مليارات دولار. ومنشأ العجز اختلال كبير في الميزان التجاري، وصل إلى 17 مليار دولار، مقابل ضمور حاد في تدفقات الرساميل والودائع الخارجية، وتقلص جزئي في تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج والمغتربين، من نحو 8 إلى 7 مليارات دولار سنوياً.

ومن الملح، وفقاً للخبراء، امتلاك شجاعة إعادة تقييم جدوى الاستمرار في سياسة الاستقرار النقدي، ومدى نجاعتها، بتكلفتها العالية في سوق الفوائد، كمحفز للنمو، في ظل ضمور الثقة وانكماش الاقتصاد. كذلك، تضاؤل دورها في حماية الاستقرار الاجتماعي، في ظل سيطرة التسعير الموازي للدولار على التعاملات وأسعار الاستهلاك، حيث زاد الغلاء فعلياً بنسب تراوح بين 15 و30 في المائة، وتقلصت فرص العمل في كل قطاعات الإنتاج، مخلفة زيادة مزدوجة في نسبة البطالة الفعلية فوق معدل 35 في المائة، معززة باقتطاعات من الأجور والتقديمات في أغلب المؤسسات والشركات.

وربما تدنت الاحتياطات السائلة في البنك المركزي إلى نحو 30 مليار دولار، وهي مرشحة لمزيد، في ظل تحميل المركزي لجزء من مصاريف الدولة وديونها، وفي ضوء التزامه (المركزي) بتأمين التغطية بالعملات الصعبة لمستوردات السلع الأساسية، من قمح ومحروقات وأدوية وسواها من سلع ضرورية. وهي تغطية ستكلف تخصيص نحو 6 مليارات دولار سنوياً، بعدما كاد النقص فيها يحولها إلى أزمات قائمة بذاتها، بينما أصبح نحو 14 مليار دولار من المستوردات خاضعاً لتقلبات أسواق الصرف الموازية، التي زادت بين 20 و30 في المائة عن السعر المعتمد في سوق القطع.

وتبرز في السياق مشكلة التعرُّض الكبير للديون السياديّة من قِبَل القطاع المصرفي ككلّ. فحجم الاستثمار في الأدوات الماليّة الحكوميّة والتوظيفات لدى مصرف لبنان تشكِّل نحو 68.5 في المائة من إجمالي موجودات المصارف، أي ما يوازي أكثر من 8 أضعاف رأسمالها الأساسي، البالغ نحو 19 مليار دولار، بينما تزيد وتيرة تقلص قدرات الجهاز المصرفي على استقطاب رساميل وودائع خارجية جديدة، وينكمش التسليف لقطاعات الإنتاج بنسب متدرجة صعوداً، فاقت 7 في المائة، إضافة إلى شح السيولة بالعملات، مقابل تمركز نحو 75 في المائة من الودائع المصرفية بالدولار، من إجمالي يناهز 170 مليار دولار.

الخطوة الأولى الأكثر إلحاحاً، وفقاً لقناعة الخبراء وانسجاماً مع توجهات المؤسسات المالية الدولية المعول عليها في مد يد العون، هي تشكيل حكومة سريعاً تنسجم مع تطلعات جميع اللبنانيين. ومن ثم، التركيز على عوامل الاستقرار والنمو من خلال اتخاذ إجراءات محدّدة زمنياً لمعالجة أي اختلالات خارجية، وتحسين فرص النمو من خلال الاستثمارات وخلق فرص العمل، والتصدي للتفاوتات الاجتماعية، ومكافحة الفساد، وضمان حكومة شفافة خاضعة للمساءلة. وفي التجربة، يحوز القطاع المالي المحلي خبرات مشهودة اكتسبها في محطات مفصلية سابقة في إدارة التعامل، مع ظروف طارئة ومفاجئة.

 

اتصال بين نقيب المحامين وبرّي يثير البلبلة.. اليكم حقيقة ما جرى

جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

 بعد البلبلة التي حصلت على إثر الحديث عن اتصال جرى بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ونقيب المحامين المستقل ملحم خلف، اوضح خلف انه تلقى اتصالا من مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري الا انه لم يتمكن من الكلام بسبب احتفال صغير اقيم له، ثمّ قام من بعدها بالاتصال به، وبعد أن أكد بري دعم محامي حركة امل له، شكره على هذا الدعم.

 

هدر الطعام يهدد ملياري شخص.. و300 ألف لبناني جائع

لين عبد الرضا/المدن/17 تشرين الثاني/2019

أن تطلق المنظمات العالمية صفارات الإنذار معلنة باقتراب وقوع أزمة غذائية تهز العالم، يعني أننا دخلنا في مرحلة خطرة تحتاج إلى وضع رؤية واضحة بشأن هذه الأزمة. فقد أطلقت منظمة الفاو خلال شهر تشرين الأول، العديد من التقارير التي أشارت خلالها إلى أن هدر الطعام، ونقص الإنتاج، من العوامل التي تهدد البشرية خلال السنوات المقبلة، محذرة من تفاقم الأزمة. وتشير أرقام التقارير إلى أن كمية الأغذية المهدورة تكفي لإطعام ملياري شخص، في الوقت الذي يعاني فيه ما يقارب 820 مليون شخص من الجوع. في العالم العربي يهدر الفرد الواحد ما يقارب 250 كيلوغراماً سنوياً من الطعام، في الوقت الذي يعاني ما يقارب 45 مليون مواطن عربي من الجوع. وبحسبة بسيطة، فإن هذه الأطعمة المهدورة، تكفي لمعالجة مشاكل الجوع في الوطن العربي، لا بل كافيه لسد جوع 820 مليون شخص حول العالم. في لبنان، يعاني أكثر من 300 ألف مواطن من شحّ الغذاء. وتشير وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن هذه الفئة تعيش في فقر مدقع، وهي غير قادرة على تأمين الغذاء، وبالرغم من ذلك، فإن الوزارة لم تلتزم سوى بمساعدة 10 آلاف أسرة، كما أعلنت سابقاً عن برنامج مساعدة الأسر الأكثر فقراً. كذا، تفيد أرقام صادرة عن منظمات المجتمع المدني، وبعض التقارير غير الرسمية، بأن هناك 44 ألف عائلة تعاني الفقر المدقع. وحتى الآن، لا توجد أرقام أو إحصاءات خاصة عن كميات هدر الطعام في لبنان، لكن بوجود هدر لكميات كبيرة سنوياً، انطلقت العديد من المبادرات لجمع الطعام من الفنادق والمطاعم وحتى من المنازل، وإعادة توزيعها على العائلات الفقيرة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنتفض… 37 قتيلاً و1000 معتقل والسلطات تتوعّد المحتجين

البازار الإيراني الكبير يدخل على الخط.. والمتظاهرون واصلوا قطع عشرات الطرق بطهران والمدن.. وحجب الإنترنت

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/17 تشرين الثاني/2019

ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات على رفع أسعار الوقود في إيران إلى 37 قتيلاً، بعد مقتل خمسة متظاهرين ليل أول من أمس، في محافظة كردستان الإيرانية برصاص الأمن، بحسب ناشطين. ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن، فيما كان الحدث الأبرز للاحتجاجات، حرق صور المرشد علي خامنئي، في مدن إيرانية عدة. وفي تحول نوعي للاحتجاجات، انضم البازار الكبير في طهران أمس، إلى حركة الاحتجاجات الواسعة التي تعصف بالعاصمة وغالبية المدن الإيرانية، والتي تدخل اليوم يومها الرابع، احتجاجا على قرار رفع أسعار البنزين الذي أشعل ثورة غضب عارمة ضد نظام الملالي. وأفادت مصادر ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح أمس، حيث أغلقت العديد من المتاجر في سوق طهران أبوابها، وأغلق البازار الكبير- وهو السوق المركزي التاريخي في إيران، أبواب المحال التجارية- وأظهرت لقطات مصورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المحال المغلقة، فيما تجمع عدد من المتظاهرين في جانب منه وقد أحاطت بهم قوات الأمن.

ويكتسب البازار الكبير في إيران أهمية تجارية كبيرة، لكنه أيضا كان رمزا لاحتجاجات كبيرة اندلعت عام 2018 بسبب الغلاء، لكنها تطورت إلى هتافات تطالب برحيل النظام. كما أظهرت مقاطع المتظاهرين في شارع شريعتي وسط العاصمة طهران، يطالبون المواطنين بالانضمام إلى المسيرات، بينما قامت قوات الأمن والاستخبارات بإرسال رسائل نصية للمواطنين في مختلف المحافظات تحذرهم من الانضمام إلى الاحتجاجات. وانطلقت تظاهرات لطلاب جامعة “سنندج” بمحافظة كردستان غرب إيران، وتواترت الأنباء حول مقتل متظاهر في الأحواز، بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه.

من جهتها، كشفت صورة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة “غوغل” الخاصة بالطرق صباح أمس، عن قيام المتظاهرين بقطع عشرات الطرق الرئيسية والفرعية في جميع أنحاء العاصمة طهران. وأظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، شرطة مكافحة الشغب وهي تطلق الغاز المسيل للدموع وتستخدم العصي لتفريق المحتجين في مدن عدة، وأظهرت مقاطع مصورة محتجين يضرمون النار في بنك ومبان واشتباكهم مع قوات مكافحة الشغب. وفي مقاطع فيديو أخرى أغلق محتجون الطرق وأشعلوا حرائق في شوارع بطهران ومدن أخرى، وردد البعض هتافات ضد كبار المسؤولين.

وأغلق سائقو دراجات بخارية طرقا سريعة في مدن رئيسية، مما أنتج زحمة سير خانقة، كما هاجم آخرون ممتلكات عامة.

وذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع للتواصل الاجتماعي، أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين في طهران وعشرات المدن، وأشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقوع وفيات عدة، حيث اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيا.

وبينما كشفت وسائل إعلام موالية للنظام عن مقتل ضابط في اشتباكات كرمانشاه، توعدت وزارة الأمن المحتجين، زاعمة أن “الأعداء الذين راهنوا كما في السابق على أعمال الشغب لن يحصدوا إلا الخيبة والفشل”، واعتبر وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، أن استعادة الهدوء له الأولوية، قائلا إن قوات الأمن “تمارس ضبط النفس حتى الآن”، محذرا من أنها “ستتصدى بحزم للمخلين بأمن وراحة المواطنين”.

بينما نقلت وكالة “مهر” شبه الرسمية عن المتحدث باسم الشرطة أحمد نوريان، قوله إن “الشرطة لن تتهاون تجاه أولئك الذين يخلون بالنظام والامن، وسوف تحدد قادتهم على الارض وتتحرك ضدهم”.

من جانبها، قالت وزارة الاستخبارات إنها رصدت محركي الشغب واتهمتهم بالعمالة للخارج، زاعمة أنها حددت هوية قادة الاحتجاج، مضيفة في بيان “حددنا هوية العناصر الاساسية التي تقف وراء الاضطرابات في اليومين الماضيين، ونتخذ الاجراءات المناسبة”.

بدورها، أكدت المعارضة أن الاحتجاجات تتواصل في العشرات من المدن.

ونقل الموقع الإلكتروني لمنظمة “مجاهدي خلق” المعارضة، أن الاحتجاجات تتواصل في نحو 75 مدينة، وأن المحتجين دمروا الكثير من المقار الأمنية والحكومية، كما أفادت ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح أمس.

وبينما وصل عدد المعتقلين إلى نحو ألف معتقل في عموم البلاد، قال مدعي عام مدينة يزد إن “40 شخصا اعتقلوا خلال الاحتجاجات في المدينة، وأغلبهم ليسوا من سكان المنطقة”، بينما اعتقلت الشرطة نحو 40 آخرين من المشاركين في احتجاجات وسط طهران، وأفادت الأنباء باعتقال 15 متظاهرا في مدينة بم التابعة لمحافظة كرمان، ونقلت “إيران إنترناشيونال-عربي” على “تويتر” عن مصدر بمستشفى مدينة كرج، “وصول نحو 10 جثث و17 جريحاً للمستشفى”. ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن.

وانقطعت خدمة الانترنت منذ الليلة قبل الماضية، وقالت وزارة الاتصالات إنه تم تعطيل الدخول على الانترنت لمدة 24 ساعة، بناء على أوامر المجلس الأعلى للأمن القومي. من جانبها، أكدت منظمة “نت بلوكس” للأمن السيبراني، أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكلٍ شبه كلي، فيما أظهرت بيانات الشبكة أن نسبة الاتصال الفعلي لم تتجاوز 7 في المئة، مقارنةً بحجم الاستخدام الطبيعي، وذلك بعد مرور 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات. وقال موقع “نتبلوكس” الذي يراقب حجب خدمات الانترنت على “تويتر”: “تعيش ايران الان في ظل حجب شبه تام لخدمات الانترنت على المستوى الوطني، تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالانترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية”.

 

واشنطن: ندعم الشعب الإيراني للخلاص من 40 عاماً من الطغيان وخيّرت طهران بين مستقبل زاهر أو انهيار اقتصادي كامل

واشنطن – وكالات/17 تشرين الثاني/2019

 تعهد وزيرالخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، مساندة ودعم الشعب الإيراني للخلاص من ما وصفه بـ 40 عاما من الطغيان والظلم الذي تعرض له. وقال بومبيو في تغريدة علي موقع “تويتر”، إنه “بعد 40 عاما من الطغيان، لا يصمت الشعب الإيراني في وجه انتهاكات حكومته”. من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاجوس: “تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب الإيراني، الذي طال أمد معاناته في الوقت الذي يحتج فيه على أحدث المظالم من نظام السلطة الفاسد. إننا ندين محاولة قطع الإنترنت. اتركوهم يتحدثون!”. بدوره، أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن بلاده لا تريد تغيير النظام في إيران، لكنها تدعم حراك الشعب، معتبرا أن خيارات طهران اليوم هي الأصعب منذ العام 1979، كما أكد على أن إيران مصدر الشر في المنطقة. ونوّه بأن الضغط الاقتصادي أصبح ضغطاً سياسياً، معطياً إيران الخيار بين مستقبل زاهر أو انهيار اقتصادي كامل. ولفت إلى أن إدارة ترمب تسلك مساراً مختلفاً تماماً عن الإدارة السابقة، قائماً على عزل إيران ومعاقبتها اقتصادياً من أجل إجبارها على تغيير سلوكها حتى تكف عن دعم الإرهاب. ونوّه بأن تأثير العقوبات الأميركية على طهران بدا جلياً من خلال سياساتها في أماكن النزاع، حيث أضحى بيع النفط دون المعدل، بالتالي لا يوجد أموال كافية لتمويل عمليات إيران في الخارج. وختم قائلا: “نريد من الإيرانيين أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات ويناقشوا مطالبنا السياسية، الجميع يتحدث عن مطالب وزير الخارجية مايك بومبيو الـ 12، وهي ليست مستحيلة، كما لا يمكن التنازل عن أي منها”. من جهته، قال السفير الأميركي في ألمانيا ريتشارد جرينل، إن واشنطن وبرلين قادرتان على منع حجب الإنترنت في إيران، في وقت قالت وزارة الاتصالات الإيرانية، إن عودة الإنترنت للبلاد تحتاج لقرار من مجلس الأمن القومي.

 

رجوي: خامنئي وروحاني ينهبون ثروات الشعب

طهران – وكالات/17 تشرين الثاني/2019

 دعت رئيسة منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة الإيرانية مريم رجوي، جميع الشباب إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين، مؤكدة أن هذا هو الطريق الوحيد للخلاص من الغلاء والفقر والتضخم والكوارث التي جلبها نظام الملالي، بحسب المنظمة. وأكدت أن “نظام الملالي برفعه أسعار الوقود بثلاثة أضعاف، تسبب في جعل الكادحين أكثر فقرًا وأن جميع المفاصل الاقتصادية للبلد في قبضة خامنئي والرئيس حسن روحاني، ومختلسي المليارات من حواشيهم”. وذكرت أن “هؤلاء ينهبون ثروات الشعب ويبددونها في تأجيج الحروب، والمشاريع النووية والصاروخية خدمة لغصب السلطة الشعبية”.

 

خامنئي يؤيد قرار زيادة سعر البنزين رغم الاحتجاجات

لندن الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

أيَّد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم (الأحد)، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه، وهو قرار اتخذته الحكومة بشكل مفاجئ، وأثار مظاهرات في عدة مدن إيرانية. وقال خامنئي، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي: «لستُ خبيراً، وهناك آراء مختلفة، لكنني قلتُ إنه إذا ما اتخذ قادة الفروع الثلاثة قراراً، فإنني أؤيده». وخرجت مظاهرات في عدد من المدن الإيرانية احتجاجاً على القرار الصادر، أول من أمس (الجمعة)، عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المؤلَّف من الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية. وقال خامنئي: «اتخذ رؤساء الفروع الثلاثة قراراً استناداً إلى رأي خبراء، وينبغي بطبيعة الحال تنفيذه». وتابع: «البعض سيستاء حتماً من هذا القرار لكن إلحاق الأضرار وإشعال النار (بالممتلكات) ليس أمراً يقوم به الناس (العاديون)، إنهم مشاغبون». وقُتل متظاهر، أول من أمس (الجمعة)، وأصيب آخرون بجروح في المظاهرات التي اتّسعت رقعتها، أمس (السبت)، وقام المتظاهرون بقطع طرقات عامة فيما قام بعضهم بإضرام النار في مصرف في الأهواز، كما تم استهداف أملاك عامة ومحطات وقود. من جانبه، أكد وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي للتلفزيون الرسمي، مساء أمس، أن قوات الأمن ستتحرك لاستعادة الهدوء إذا ألحق المحتجون على ارتفاع أسعار البنزين «أضرارا بالممتلكات العامة»، وذلك مع انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد. وقال الوزير «قوات الأمن تمارس ضبط النفس حتى الآن وتساهلت مع الاحتجاجات. لكن الأولوية لدينا هي الهدوء وأمن الأفراد وستنجز (القوات) مهمتها باستعادة الهدوء إذا استمرت الهجمات على الممتلكات العامة والخاصة». وبدأت المظاهرات بعد ساعات من الإعلان عن رفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر، و300 في المائة لكل ليتر إضافي كل شهر. وفي غضون ذلك أطلق مسؤولون إيرانيون تحذيرات شديدة اللهجة للمحتجين تهددهم بأن الأجهزة الأمنية ستتصدى لهم بالحزم اللازم، فيما أعلن بعض النواب في البرلمان عزمهم إقناع البرلمان والحكومة بمراجعة الزيادة في أسعار الوقود. وفي المقابل احتج أعضاء في البرلمان الإيراني، المعروف باسم «المجلس»، على قرار الحكومة بزيادة سعر الوقود، قائلين إنهم سيقدمون مشروع قانون لمراجعة هذه الخطوة المثيرة للجدل. وقال مجتبی ذو النور، الذي يرأس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إنه ومعارضين آخرين في البرلمان سيعارضون ارتفاع أسعار الوقود بشكل أساسي لأنه لم يتم التنسيق مع البرلمان.

 

واشنطن تدين انقطاع الإنترنت في إيران وسط استمرار الاحتجاجات

واشنطن الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم، إدانتها لمحاولة الحكومة الإيرانية الحد من إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وذلك وسط احتجاجات عارمة في الشوارع على تقنين كميات الوقود وزيادة أسعار البنزين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس: "تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب الإيراني الذي طال أمد معاناته في الوقت الذي يحتج فيه على أحدث المظالم من نظام السلطة الفاسد. إننا ندين محاولة قطع الإنترنت. اتركوهم يتحدثون!". وتعرضت إيران لانقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد وسط استمرار الاحتجاجات مساء أمس (السبت). وقالت خدمة" نتبلوكس" غير الحكومية في بيان: "إيران وسط انقطاع وطني شبه كلي للإنترنت اعتبارا من الساعة 18:45 بالتوقيت المحلي يوم السبت". وأضافت نتبلوكس:"لقد أظهرت بيانات الشبكة خلال الوقت الفعلي أن الاتصال قد انخفض إلى 7 في المائة فقط من المستويات العادية بعد 12 ساعة من الانقطاع التدريجي للشبكة مع استمرار الاحتجاجات العامة في جميع أنحاء البلاد". يشار إلى أن مجموعة "نتبلوكس" هي من منظمات المجتمع المدني وتتعامل مع الحقوق الرقمية والأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، وتسعى إلى "مستقبل رقمي مفتوح وشامل للجميع". وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، لم يصدر أي رد فعل رسمي عن الحكومة الإيرانية بعد انقطاع الإنترنت.

 

إضراب عام في العراق دعماً لمطالب المتظاهرين

بغداد/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

أفاد شهود عيان بأن الآلاف من المواطنين العراقيين نظموا اليوم (الأحد) إضراباً طوعياً عن العمل تم فيه إغلاق عدد من الأبنية الحكومية والمدارس والأسواق والمحال التجارية، في مشهد غير مسبوق، دعماً لمطالب المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها بغداد، وتسع محافظات، للمطالبة باستقالة الحكومة وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد. وقال الشهود لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن الآلاف من طلاب المدارس والجامعات وموظفي العتبات المقدسة والدوائر الحكومية خرجوا إلى الشوارع في مناطق متفرقة من بغداد، وعدد من المحافظات، لتأييد مطالب المتظاهرين. وذكر الشهود أن السلطات الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى أغلقت الطرق والجسور، ونشرت قوات إضافية، لمنع تدفق المشاركين في الإضراب من الوصول إلى ساحات التظاهر للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية. وذكر العميد علي حسن قائد شرطة واسط، اليوم، إن «هناك تعاونا بين القوات الأمنية والمتظاهرين وتم تشكيل دوريات بالتعاون مع المتظاهرين لحماية ساحة المظاهرات». وما زالت السلطات الإيرانية تمنع دخول المسافرين العراقيين عبر منفذ الشلامجة في محافظة البصرة بسبب الاحتجاجات التي تشهدها مدن إيرانية فيما يسمح فقط باستمرار حركة الشاحنات التجارية بين البلدين. وأعلنت محافظات بابل وواسط وميسان وذي قار اعتبار اليوم عطلة رسمية، على خلفية الإعلان عن الإضراب العام عن العمل لدعم المظاهرات الاحتجاجية الكبرى التي تجتاح العاصمة وتسع محافظات، للأسبوع الرابع على التوالي. وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دعا الأسبوع الماضي إلى دعم المظاهرات الاحتجاجية بالإضراب عن العمل ليوم واحد لجميع الموظفين وطلبة الجامعات والمدارس، في مشهد غير مسبوق في تاريخ العراق. وطلبت وزارتا التعليم العالي والتربية من طلبة الجامعات والكليات والمراحل الدراسية الأولية كافة الانتظام بالدراسة وعدم المشاركة في الإضراب العام. ورحب المتظاهرون في ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات بانطلاق الإضراب العام لما له من أهمية كبيرة في دعم مطالب المتظاهرين في إسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور. وأكد متظاهرون أن مجرد إعلان الإضراب العام هو انتصار لمطالب المتظاهرين، حتى وإن كان إضراباً طوعياً، أو حتى لو اقتصر ذلك على إيقاف العمل أو التجمع أمام الأبنية الحكومية، دون الوصول إلى ساحات التظاهر أو الخروج إلى الشوارع. وشهدت الساعات 24 الماضية حالة من الهدوء في ساحات التظاهر في ساحة التحرير والخلاني في بغداد وأمام أبنية مجالس المحافظات في البصرة وميسان والناصرية وواسط والديوانية والسماوة والنجف وكربلاء وبابل. ونشرت الحكومة العراقية تعزيزات أمنية في الشوارع لحماية التطورات الجديدة في الشوارع وضبط الأمن.

 

وزير الدفاع السابق راغاباكسا رئيساً لسريلانكا بـ52.25 % من الأصوات

كولومبو: الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

أعلنت مفوضية الانتخابات السريلانكية اليوم (الأحد) فوز غوتابايا راغاباكسا في الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 52.25 في المائة من الأصوات، بفارق كبير عن منافسه ساجيث بريماداسا الذي حصل على 41.99 في المائة من الأصوات. وكان غوتابايا راغاباكسا (70 عاماً) قام بحملة قومية ركز فيها على الأمن بعد الاعتداءات الإرهبابية التي أودت بحياة 269 شخصاً في 21 أبريل (نيسان) في الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا. وكان كيهيليا رامبوكويلا المتحدث باسم حزب راغاباكسا الذي قاد الحملة العسكرية الوحشية ضد متمردي «جبهة نمور تحرير إيلام تاميل» قبل عشر سنوات، أعلن قبيل ذلك فوزه. وقال: «توقعنا ذلك ونحن سعداء للغاية بأن غوتا سيكون الرئيس المقبل». وأوضح أن راغاباكسا «سيؤدي اليمين الدستورية غداً (الاثنين) أو بعد غد». وتحظى عائلة راغاباكسا بشعبية كبيرة لدى الغالبية السنهالية في سريلانكا، بعد أن دحرت المتمردين الانفصاليين التاميل وطوت في 2009 صفحة حرب أهلية استمرت 37 عاماً. في المقابل، يكره التاميل الذين يمثلون 15 في المائة من السكان، عائلة راغاباكسا للأسباب ذاتها. وانتهى النزاع بمقتل أربعين ألف مدني من التاميل، اتهم الجيش بقتلهم. ويتخوف البعض في أوساط المسلمين الذين يشكّلون 10 في المائة من السكان، من غوتابايا، خصوصاً بعد أن واجه المسلمون هجمات جماعية في أعقاب اعتداءات أبريل (نيسان).

 

بيونغ يانغ ترهن المباحثات حول برنامجها النووي بوقف واشنطن «سياستها العدائية»

بيونغ يانغ الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

استبعدت كوريا الشمالية إجراء أي مباحثات بشأن نزع سلاحها النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، ما لم توقف واشنطن «سياستها العدائية» ضدها، وذلك بحسب ما ذكرته «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية». ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله: «حتى إذا جرى إجراء مباحثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية في المستقبل، فإنها لن تتطرق للقضية النووية، ما لم تقدم واشنطن أولاً مقترحات لسحب سياستها العدائية ضدنا، بهدف تحسين العلاقات بيننا». وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن هذه التصريحات، جاءت ردّاً على تبني الأمم المتحدة لقرار يدين سجل حقوق الإنسان لبيونغ يانغ. وكانت الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية قد أعلنتا إرجاء المناورات العسكرية المشتركة بينهما هذا الشهر، حيث تحاول الدولتان العمل على استمرار المباحثات مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي. وقالت «وكالة الأنباء المركزية» إنه رغم أن استعداد واشنطن لتعديل موعد إجراء المناورات يساعد في تخفيف التوترات، يُعد قرار الأمم المتحدة «تذكرة واضحة» بشأن عدم تخلي أميركا عن هدفها المتمثل في «تحطيم نظامنا». وأضافت الوكالة أن «استمرار أميركا بالحلم بالقضاء على نظامنا حتى في ظل الرغبة في إجراء مباحثات ثنائية يثبت أنها ليست لديها نية خالصة للجلوس معنا لحل القضية، ونحن غير مستعدين للجلوس معهم أيضاً».

 

كوريا الشمالية اختبرت سلاحاً نووياً أقوى 17 مرة من قنبلة هيروشيما والتجربة أجريت العام الماضي وتسببت برفع جبل بأكمله عن الأرض

سيول الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

كشفت نتائج دراسة جديدة أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في أوائل سبتمبر (أيلول) العام قبل الماضي، كانت «قوية جداً»، بما جعلها ترفع جبلاً بأكمله عن الأرض، وأوضحت كذلك أنها أقوى 17 مرة من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945. وتُشير نتائج الدراسة، التي نشرتها المجلة العلمية الجيوفيزيائية جورنال إنترناشونال، أن تجربة اختبار الأسلحة النووية التي نفذتها بيونغ يانغ تسببت في زحزحة جبل «مانتاب» عن مكانه بنحو 1.7 قدم، بالإضافة إلى رفعه للأعلى لعدة أقدام. وذكر القائمون على الدراسة أن الانفجار النووي أحدث تشوهاً كبيراً على سطح الأرض، حيث شهد جانبا الجبل القريب من موقع الاختبار عمليات إزاحة تصل إلى 0.5 متر، بحسب ما أظهرته الأقمار الصناعية، بينما بلغ حجم العمق الذي أحدثه الاختبار للجبل نحو 543 متراً. وبلغت كمية الطاقة التي انبعثت بعد انفجار القنبلة النووية ما يُعادل 271 كيلو طن من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، بحسب كاتوما دام سريجيث كبير الباحثين في الدراسة، والتي نقلتها عنه وكالة الأنباء البريطانية. وبالمقارنة، فإن السلاح النووي الذي تم تفجيره فوق هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية قد تسبب بطاقة تزيد على 15 كيلو طن. وأجرت كوريا الشمالية ست تجارب نووية، ثلاث منها خلال فترة حكم كيم جونغ أون. بدأت أولى هذه التجارب في عام 2015 أي بعد ثلاث سنوات من التجربة النووية الأولى في عهد كيم جونغ أون، بعدما أعلنت كوريا الشمالية أنها نجحت في اختبار قنبلة هيدروجينية أقوى بكثير من القنبلة الذرية. واستمر إجراء التجارب لتحقق كوريا الشمالية نصراً لها في مايو (أيار) 2017 عندما أطلقت صاروخاً بطريقة عمودية اجتاز سبع مائة كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان، ورجح الخبراء أن يكون قادراً على بلوغ القواعد الأميركية في غوام. أما التجربة النووية السادسة والأخيرة فقد أكدت بيونغ يانغ وقتها أنها أجريت على قنبلة هيدروجينية. وتعتبر هذه التجربة الأقوى حتى اليوم، فقد تسببت في الثالث من سبتمبر (أيلول) العام الماضي بهزة أرضية بلغت قوتها 3.6 درجة، كما أدت إلى انهيارات أرضية وهزات ارتدادية.وفي نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي أعلن النظام أن كوريا الشمالية أكملت برنامجها النووي.

 

انقسام جزائري على جدوى الانتخابات مع انطلاق حملة «الرئاسية» اليوم و5 متنافسين على خلافة بوتفليقة يتعهدون بـ«احترام وثيقة أخلاق»

الجزائر: بوعلام غمراسة الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

وقَّع المترشحون الخمسة لـ«رئاسية» الجزائر المقررة في 12 من الشهر المقبل، «ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية»، فيما تنطلق اليوم حملة الانتخابات في ظروف غير عادية يميزها انقسام حاد وسط الجزائريين، حول جدوى تنظيم الانتخابات، فيما يتوقع مراقبون تعرُّض المتنافسين الخمسة لمضايقات شديدة في أثناء محاولاتهم لقاء الناخبين في الميدان. والتقى المترشحون الخمسة عبد المجيد تبون وعلي بن فليس وعبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد وعز الدين ميهوبي، أمس، في مقر «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» في العاصمة، وأمضوا على وثيقة تعهدات يتقيدون بموجبها بـ«عدم التلفظ بعبارات فيها شتم وقذف تجاه بعضهم، خلال الحملة الانتخابية»، التي تدوم 21 يوماً. ويتضمن «الميثاق» تعهداً بـ«تفادي استعمال أي وسيلة إشهارية تجارية لأغراض الدعاية الانتخابية، أو الاستعمال المغرض لرموز الدولة». ويتناول أيضاً عدم استعمال لغات أخرى غير العربية، في أثناء التجمعات الشعبية المرتقبة والتدخلات في وسائل الإعلام. وأكدت الوثيقة «عدم نشر أي إعلان أو مادة إشهارية تتضمن عبارات أو صوراً تحرّض على الكراهية والتمييز والعنف، أو تدعو إلى فقدان الثقة في مؤسسات الدولة».

وتبدأ، اليوم، حملة سادس انتخابات رئاسية تعددية منذ الاستقلال، وسط مخاوف من انزلاقات، قياساً إلى حالة من الرفض الشعبي للانتخابات، واحتمال تعرض المترشحين لاعتداءات خلال نزولهم إلى الميدان. واضطر المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة إلى مغادرة مدينة تندوف الصحراوية، الخميس الماضي، حينما حاول تنظيم تجمع في إطار الدعاية لبرنامجه. فقد تجمع عشرات المتظاهرين عند مدخل قاعة خصصتها السلطات المحلية له، للقاء أنصاره، وهاجموه ووصفوه بـ«مرشح العصابات». وقد جرى اللقاء في ظروف غير عادية، واختصره بن قرينة عائداً إلى العاصمة.

وعاش رئيس الوزراء سابقاً علي بن فليس نفس المشهد قبل أسبوعين، حينما منعه متظاهرون بالعاصمة من دخول مطعم، حيث كان سيلتقي أنصاره. وهوَّن المترشح من ذلك قائلاً إن «الشعب الجزائري منقسم بين مؤيد ومعارض للانتخابات»، داعياً إلى «احترام الذين اختاروا الإدلاء بأصواتهم».

وتعهد رئيس «السلطة» محمد شرفي، بـ«العمل بكل جدية من أجل ضمان اقتراع نظيف وديمقراطي، مع الحرص على المساواة بين المترشحين خلال العملية الانتخابية»، مشيراً إلى أن أعضاء هذه الهيئة، «مجندون لفرض احترام خيار الشعب». وأكد أن الإدارة العمومية (وزارة الداخلية) «لن يكون لها أي أثر في تنظيم الانتخابات، وهذا لأول مرة في تاريخ البلاد». يشار إلى أن «سلطة الانتخابات» استُحدثت بقانون، وعدّتها السلطات «أحد مطالب الحراك الشعبي».

من جهته، دعا الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح، في خطاب بمناسبة احتفالات اندلاع حرب التحرير (1 نوفمبر «تشرين الثاني» 1954) إلى «جعل الانتخابات الرئاسية عرساً وطنياً، مع حرصنا على قطع الطريق عن كل من يضمر حقداً لأبناء وأحفاد شهداء نوفمبر». وحث على «التجند من أجل إنجاح هذه الانتخابات المصيرية، وستتصدى الدولة لكل المناورات التي يقوم بها بعض الجهات، وعلى الشعب أن يتحلى بالحيطة والحذر، وأبناؤه المخلصون مدعوون لأن يكونوا على أتمّ الاستعداد للتصدي لأصحاب النيات والتصرفات المعادية للوطن». وتقول المعارضة، التي تقاطع الانتخابات، إن السلطة «تبحث عن إطالة عمرها بهذه الانتخابات، وذلك بترشيح أشخاص تابعين لها». وقال حسن رابحي، وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، إن السلطات «اتخذت كل الإجراءات اللازمة، لضمان سير الحملة الانتخابية في أحسن الظروف، وأملنا أن يتعاطى المترشحون مع المواطنين ومع كل الفاعلين في هذه الانتخابات، بكل مسؤولية والتزام وثقة». وأكد أنه «يتوقع مشاركة قوية للمواطنين في هذا الاستحقاق الرئاسي». وتعهد قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بعدم انحياز المؤسسة العسكرية لأي من المترشحين. ويشاع في الأوساط السياسية والإعلامية، أن رئيس الوزراء سابقاً عبد المجيد تبون هو مرشح السلطة. وقد رفض المعني أن يوصف كذلك، وقال: «أفضَّل أن أكون مرشح الشعب». على صعيد آخر، أعلنت «اللجنة الوطنية للإفراج عن معتقلي الحراك»، عن اعتقال 60 متظاهراً، أمس، في وهران (450 كلم غرب العاصمة)، عندما حاولوا منع مظاهرة مؤيدة للانتخابات. وأوضحت أن 14 متظاهراً، جرى اعتقالهم في «حراك الجمعة 39» بمدينة الشلف (200 كلم غرب)، سيُعرضون اليوم على النيابة. وفي العاصمة ستجري غداً محاكمة 20 متظاهراً، يوجد بينهم من يُعرفون بـ«حاملي الراية الأمازيغية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران... بيت الداء ورأس الدواء منذ 1979

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

ما أبعدَ الهوةَ بين قول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري: «عجبتُ لمن لا يجدُ قوتَ يومِه كيف لا يخرجُ على الناسِ شاهراً سيفَه!»، وقول حسن نصر الله أمين عام حزب الله: «نحنا يا خيي، على راس السطح، موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران. تمام؟ ما حدا إلو علاقة بها الموضوع...!». بل قوله في مناسبة أخرى ما معناه أنه «ما دام لدى إيران أموال فلدينا أموال»، وفي مناسبة ثالثة تطوّعه بدفع أجور موظفي الدولة إذا عجزت الدولة عن ذلك!

لا تناقض أكبر من هذا بين وجهين للثقافة السياسية للتشيّع. بين نقاء مدرسة الصحابة الذين رفضوا الفساد والفاسدين والاستكبار والمستكبرين، وعنجهية وصلف من شوّهوا منذ 1979 تراثاً متكاملاً وثقافة عريقة وهوية راسخة. بين صدق الزهد النظيف النية واللسان والكف، ورفع شعارات المظلومية والعدل والدفاع عن المستضعفين زوراً... من أجل استخدامها سلاحاً للثأر والحقد والفتنة والهيمنة.

اليوم عندما تثور مدن إيران فإنها تثور لسبب مفهوم هو الذي تكلم عنه أبو ذر، الزاهد النقي الشجاع الذي ما كان يخشى في الحق لومة لائم.

والحقيقة أن الشيعي الإيراني الجائع والمظلوم في سيرجان وأصفهان وكرج ليس أقل أو أكثر شيعية من العراقي ابن كربلاء والحلة والناصرية وساحة التحرير في بغداد، وهو لا ينافس الشيعي اللبناني في كفر رمان وصور والنبطية على «شيكات» السفارات من أجل التآمر على «مقاومة» ما أطلقت رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 2006... بشهادة الرئيس اللبناني ميشال عون!

إن ما نشهده اليوم في لبنان والعراق تتردد أصداؤه في إيران، والسبب الأصلي هو لقمة العيش وفرص العمل، والمجتمع السليم المتسامح، بمنأى عن فساد يزرعه سلاح «مافيا» تتستر بالدين، وتقتل عشوائياً، وتفتك بمجتمعاتها مستخدمة آفات الانغلاق والتعصب وافتعال العداوات وترويج المخدرات.

التقارير الواردة من إيران، منذ سنوات، كانت تتحدث عن الأمراض الاجتماعية التي تتفشى في النسيج الإيراني بينما يُقاد المجتمع الشاب على الرغم منه إلى المجهول. كانت تكشف عن تقصير مخيف وسوء إدارة معيب في تسيير المرافق العامة، ومعاناة صامتة خلف المشاريع الميليشياوية المافياوية التي تتكامل فيها سطوة السلاح مع الفساد المالي، وتعمم في كل مكان صُدّرت إليه التجربة الخمينية - الخامنئية. في كل مكان زُرع نموذج الحرس الثوري، وقمعه الدموي، ونهبه المنظم لثروات الدول والشعوب التي يهيمن عليها.

ما فعله ويفعله حزب الله في لبنان يعرفه اللبنانيون جيداً. يعرفونه منذ رفض التعاون مع المحكمة الدولية المشكَّلة للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري وشهداء الانتفاضة على هيمنة طهران وراء «واجهة» الجهاز الأمني السوري - اللبناني قبل عام 2005... وحتى اليوم الذي ينهى الحزب فيه ويأمر ويهدّد ويخوّن من خلف سلطة صنعها لتكون نموذجه لمشروع «حلف الأقليات».

أيضاً السوريون على دراية كافية بما فعله الحزب داخل سوريا، بموجب التكليف الشرعي من طهران، والتنظيم التنسيقي والإسنادي من «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني وميليشياته الطائفية العراقية والأفغانية والباكستانية.

وها هي قد زالت الغشاوة في العراق الآن، بعد طي صفحة «فزاعة داعش» التي استفاد منها أتباع نظام طهران طويلاً، فحوّلوا بلدهم إلى تابع صاغر يُدار بنظام «التحكم عن بُعد» من طهران، و«شرعنوا» سلاح ميليشياتهم في جيش رديف خارجي الولاء يتحدّى - بمجرّد وجوده - مكانة الجيش الوطني. واللافت، أن الانتفاضة هذه المرة ما أتت من الموصل الذبيح ولا الفلوجة المضطهَدة... بل من صميم البيئة الشيعية. من كربلاء والنجف، والحلة والناصرية، والبصرة والعمارة.

لقد انتهت الكذبة الكبرى، وانتهى معها الخوف!

من لبنان والعراق... إلى إيران من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ما عاد ممكناً التعايش بين الجوع والفساد.

لا يعقل في بلد يعجّ بالثروات الطبيعية مثل إيران، ويمتلك رابع أضخم احتياطي نفط في العالم، أن يعاني من أزمة وقود، وأن تهرب قيادته من معالجة الحاجات الملحة لشعبه البالغ تعداده 82 مليون نسمة بالمغامرات الخارجية، وأن تنفق مافياته الميليشياوية موارد البلاد على حلم هيمنة نووية بينما يقرُّ رئيس البلاد بأن 60 مليون مواطن يحتاجون للدعم الحكومي، وأن تسيطر مؤسسات الحرس الثوري على ثلث الناتج الإجمالي لاقتصاد البلاد.

كذلك لا يقبل المنطق أن يرتضي بلد كلبنان، ازدهر منذ استقلاله بفضل اقتصاد الخدمات والسياحة ويتمتع بإمكانات زراعية وتجارية وثقافية متميزة، بالاستسلام لـ«اقتصاد مقاومة» لا تقاوم، ويسكت بسببها عن حرمانه من الاستثمارات الخارجية ويقبل بأن تهجره خيرة إمكاناته، ويستسلم للهيمنة الميليشياوية على مؤسساته الحكومية المدنية والأمنية.

ولا يختلف الوضع كثيراً في العراق. ومثلما تتطاير تهم الفساد والنهب المحميّين ميليشياوياً في لبنان، كذلك تتداول التقارير أرقاماً خيالياً تصل إلى مليارات الدولارات عن ثروات يقال إن شخصيات النظام العراقي النافذة جمعتها من الصفقات المشبوهة منذ عام 2003.

صحيح أن هناك ضغطاً اقتصادياً خارجياً على المنظومة الميليشياوية - المافياوية للحرس الثوري الإيراني وامتداداته يتمثل بالعقوبات الأميركية، لكن المشكلة تبدأ أساساً من فكر هذه المنظومة وسلوكياتها. ذلك أن أولوية أي نظام سياسي، في أي مكان وزمان، يفترض أن تكون مصلحة الإنسان أو المواطن. ومن ثم، فمهما كانت النيات أو المصالح الجانبية أو الاعتبارات السياسية لمكونات السلطة، تفقد أي سلطة مبرر وجودها إذا خذلت هذا المواطن.

في الدول المتقدمة، وفّرت الديمقراطية المسؤولة للمواطن فرصة توصيل صوته. ومن ثم، تغيير أولئك الذين فوَّضهم إذا هم خذلوه أو عجزوا عن تحقيق ما يصبو إليه. كذلك وفر التسامح وتقبل التعددية المجال للتعايش من دون قهر أو قمع.

لكن النموذج الخميني - الخامنئي خذل الإيرانيين ونكب جيرانهم، حتى اتفق كل متابع رصين على أن أي تغيير في المنطقة يجب أن يشمل التغيير في إيران.

التغيير في قلب طهران هو الضَّمانة للتغيير الآمن والإيجابي في المشرق العربي كلِّه.

 

شهر من الثورة اللبنانية: شعب ناهض يبني حياة جديدة

جنى الدهيبي/المدن/17 تشرين الثاني/2019

منذ سنوات طويلة، لم يعشْ اللبنانيون شهرًا كحال هذا الشهر، الذي بدأ في 17 تشرين الأول 2019. إنّه يومٌ مجيد لم يُحسب له، فرض نفسه على الذاكرة والتّاريخ، وكان فاتحةً لثورةٍ قرر اللبنانيون أن لا يعودوا منها إلّا منتصرين. كانت مُكافأة ذكرى مرور الشهر لاندلاع الانتفاضة الشعبية في لبنان، صاعقةً على أهل السلطة، وجرعة أملٍ كبيرة شحنت همم الثائرين والثائرات، مع إعلان فوز المرشح المستقل ملحم خلف بمنصب نقيب للمحامين في العاصمة بيروت في 17 تشرين الثاني.

على أبواب السفارات

شهرٌ مضى، وأهل السلطة يجلسون في أبراجهم العاجية، يكبّون سمومهم عبر أحزابهم وأتباعهم، بالتخوين والتهويل وقذف سهام الفتنة والاتهامات المبطنة للثّوار بالتواطؤ والتعامل مع جهات مشبوهة وسفارات أجنبية. هذه السلطة نفسها، التي يتسابق رموزها على مرأى من أعين اللبنانيين لدقّ أبواب السفارات المرتهنين لها، حتّى يستمدون منها دعمًا وسطوةً ونفوذًا، لا تخجل من تسمية ما يشهده لبنان بـ"الحراك" بدل "الثورة". إنّها في حالة إنكارٍ دائمة، لكنّ الواقع يتفوّق على هذا الإنكار، الذي يعكس إفلاسًا تاريخيًا للسلطة، انفجر بعد تراكمات 30 عامًا من الفساد والكذب.

نعم، هي "ثورة" وليست "حراكًا"، اكتبست معناها بالاستمرارية والأحداث الاستثنائية، بعد أن قلبت الطاولة على من توعّد بقلبها في 13 تشرين الأول. عندما يُعلن الشعب اللبناني انتفاضةً على الاقطاع السياسي والطائفي والمناطقي، عندما تكسر التظاهرات الشعبية نظرية مركزيتها في بيروت فتجوب مختلف الساحات والمناطق حتّى "المُحرم" منها مثل صور والنبطية وبنت جبيل وكفرمان، عندما يشهد لبنان لأول مرّة بعد الحرب الأهلية (1975) حراكًا طلابيًا واسعًا خارج مظلة الأحزاب وتُغلق المدارس والجامعات، عندما تُرفع الأعلام اللبنانية في كلّ الساحات وتُنكّس الأعلام الحزبية على اختلافها، عندما يجتمع أعضاء النقابات ويعلنون إنضمامهم إلى الشارع، عندما تُقفل المصارف ويضطر حاكمها إلى عقد مؤتمر صحفي خجولٍ تعرّى فيه من كذبة "الليرة بخير"، عندما تتحول الآحاد إلى أيامٍ مجيدة لتجديد الوعد بالانتفاضة، عندما يبتكر  اللبنانيون أساليب جديدة للتعبير عن اتحادهم ضدّ "كلن يعني كلن" كما فعلوا في سلسلة البشرية الطويلة، عندما تمزّق طرابلس صور زعاماتها وتتحول لأيقونةٍ عالمية في انتفاضة أبنائها، وعندما يحدث كلّ هذا وأكثر، يكون لبنان، اصطلاحًا وفعلًا، دخل في مرحلة "ثورة"، بعد أن حددت المعركة أقطابها: الناس في وجه السلطة.

واتساب شقير

شهرٌ كاملٌ من الثورة، قد تدوم لأشهرٍ وربما سنوات، لأنّها تجاوزت سقف المطالب المعيشية والاقتصادية، فأعلنها اللبنانيون على النظامٍ برمّته، بعد أن توغّل لعقودٍ بالفساد والمحاصصات، حتّى فقدتْ الدولة قوامها، وتحوّلت لإقطاعٍ بين الطوائف وأسيادها والمتسلقين على أكتافها. هذا الشهر، كان حافلًا بالأحداث في السياسة والشارع. ولأول مرّة أيضًا، يتحوّل الشارع إلى خصمٍ مباشرٍ للسلطة، ويُجبرها على التعاطي معه بعلاقةٍ ندّية، فيفرض عليها شروطه وأجندته ويكون هو البوصلة للأحداث والتحركات.

اندلعت شرارة الثورة، في 17 تشرين الأول، بعد أن أعلنت الحكومة المستقيلة على لسان وزيرها للاتصالات محمد شقير، العزم لفرض ضريبة على الاتصالات المجانية التي تتم عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية مثل واتساب. هذا الإعلان، الذي ظنّت الحكومة أنّه سيمر بـ"سلامٍ" مع فورة استنكار بسيطة كحال جميع إعلاناتها الضرائبية، فجّر غضب اللبنانيين، وبدأ الشارع بالعشرات الذين وجهوا الدعوات للبنانيين من أجل الانضمام إليهم، قبل أن تتفاقم أعدادهم للآلاف. وعلى وقع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، ظنّت السلطة أنّ "انتفاضة الواتساب" ستخمد سرعان إعلانها التراجع عن فرض هذه الضريبة، لكنّ الشارع خذلها وبدأ يتمدد في كلّ المناطق والساحات، متجاوزًا الاعتراض على ضريبة الواتساب إلى مطالب أكبر وأكثر عمقًا. في 18 تشرين الأول، استيقظ لبنان على إغلاق المدارس والجامعات والمصارف وجميع المؤسسات العامة، وخطفت مدينة صور الأضواء بالاعتداء الذي وقع في "استراحة صور السياحية"، ثم أطلقت ليلًا عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل توقيفهم وأوقفت العشرات. في 19 تشرين الأول، بدأت رقعة التظاهرات تتّسع، فجاب عشرات الآلاف بيروت وطرابلس شمالًا وصور والنبطية جنوبًا وغيرهم من المناطق، ثمّ أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استقالة وزراء الحزب الأربعة في الحكومة.

الورقة الإصلاحية والاستقالة

يوم الأحد في 20 تشرين الأول، بلغت التظاهرات الشعبية في لبنان ذروتها، فخرج مئات الآلاف في جميع المدن والمناطق، واكتسبت من ذلك اليوم طرابلس لقب "عروس الثورة". في اليوم التالي، أيّ في 21 تشرين الأول، خرج الرئيس سعد الحريري وأعلن ورقته الإصلاحية في الحكومة، لكنّ وزير الخارجية جبران باسيل سبقه في هذا اليوم بتصريح مباشرٍ من قصر بعبدا. وليلة إعلان الورقة الإصلاحية التي رفضها المتظاهرون، شهد الشارع في بيروت محاولاتٍ قوية للقمع بالعنف الأمني، غير أنّها لم تفلح. في 23 تشرين الأول، أصيب نحو 15 متظاهرًا بجروح في مدينة النبطية، وحاول أتباع حزب الله وحركة أمل قمع المتظاهرين رافعين أعلامهم الحزبية الخضراء والصفراء. في 25 تشرين الأول، خرج أمين عام حزب الله حسن نصرالله لأول مرّة، وأطلق خطابًا استعلائيًا وتهديديًا، وقال صراحةً: "لا لإسقاط الحكومة، ولا لإسقاط العهد"، ثمّ خرج مناصروه لاحقًا وجابوا شوارع بيروت مرددين الشعارات الداعمة له، ومع ذلك لم تستسلم الساحات رغم كلّ محاولات ترهيبها! في 26 تشرين الأول، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتظاهرين في منطقة البداوي في طرابلس، فكانت مؤشرًا سلبيًا كاد أن يفجّر الأوضاع أمنيًا من الشمال، لولا تداركه بوعيٍ كبيرٍ من المتظاهرين، وفي 27 تشرين الأول، شكّل عشرات آلاف اللبنانيين سلسلة بشرية على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب بطول 170 كلم. اليوم التاريخي في شهر الثورة، كان في 29 تشرين الأول، حين خرج شبيحة حزب الله وحركة أمل بقمصانهم السود والعصي على جسر الرينغ، وتهجموا على المتظاهرين واعتدوا عليهم بالضرب وأحرقوا خيمهم، في مشهدٍ أعاد الذاكرة لـ 7 أيار 2008، وكان اعتداء هؤلاء الشبيحة، مقدمةً لإعلان سقوط ركنٍ من أركان التسوية الرئاسية، فخرج بعد ساعات الرئيس الحريري معلنًا استقالة حكومته تلبيةً لمطلب الشارع.

الرئيس والثورة الطلابية

ليل السبت، في 2 تشرين الثاني، لبّت معظم المناطق اللبنانية دعوة طرابلس لمشاركتها في تظاهرة شعبية حاشدة بلغت مئات الآلاف في وسط ساحة النور، وفي 3 تشرين الثاني، امتلأت شوارع بيروت ومدن كبرى أخرى بآلاف المتظاهرين، بعد ساعات قليلة من تجمع للتيار الوطني الحرّ أمام قصر بعبدا دعمًا لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي ألقى كلمة بعد كلمته الأولى المسجلة، وكذلك أطلق جبران باسيل خطاب مظلوميته. في 6 تشرين الثاني، نفذ عشرات آلاف الطلاب من المدارس والجامعات مسيرات وتظاهرات في مختلف المناطق، وفي 9 تشرين الثاني، أغلقت العديد من محطات المحروقات أبوابها أمام اللبنانيين. في 11 تشرين الثاني، كانت المرّة الأولى التي يرضخ فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري لضغط الشارع، ويعقد مؤتمرًا صحافيًا بغية إعلان تأجيل جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة في 12 تشرين الثاني من أجل مناقشة قانون العفو العام. وهذا اليوم الذي حقق فيه الشارع انتصارًا نسف جلسة مجلس النوب، خرج الرئيس عون في مقابلة تلفزيونية مباشرة، استفزّ فيها الشارع بخطابه الموتور وتحوّل لطرف ضدّ الشعب، مذكّرًا بـ"مشيال عون الأصلي" ما قبل 2016، وقال جملته التاريخية "إذا لم يجدوا (المتظاهرون) أي شخص صالح في هذه الدولة، فليهاجروا". وعلى الفور، وبعد أن كانت تستعد المدارس لفتح أبوابها، عادت فورة الغضب إلى الشارع، وتوجه آلاف المتظاهرين لأول مرة نحو قصر "الشعب" في بعبدا، فوجدوه مسيجًا بالعوائق الحديدية والأسلاك الشائكة في وجههم. في 13 تشرين الثاني، كانت نكسة الثورة الكبرى بمقتل المواطن علاء أبو فخر على يد أحد العسكريين، متأثرًا بجروحه، عند مثلث خلدة، فحمل لقب "شهيد الثورة". بقي أركان السلطة يعقدون "صفقاتهم" المشبوهة بعيدًا من نبض الشارع، وخرجوا باتفاقٍ كان عرّابه جبران باسيل في 15 تشرين الثاني، متجاوزين الدستور والاستشارات النيابية الإلزامية، لتسمية الوزير السابق محمد الصفدي من أجل تكليفه تشكيل الحكومة.

لم يبقَ الصفدي يومين على حلم التكليف، حتّى سقط في الشارع، ومن قلب مدينته طرابلس، لتنفجر الخلافات يوم الأحد في 17 تشرين الثاني بين الثنائي الحريري – باسيل. حتّى الآن، لم تخمد شرارة الثورة التي تفاقمت في "أحد الشهداء"، وربما تكون في بداياتها. الطلاب والنساء انتفضوا في الشارع رافعين سقف مطالبهم، الرئيس عون لم يدعُ بعد لاستشارات نيابية قانونية من أجل تكليف رئيس لتشكيل حكومة انتقالية، حسن نصرالله خرج في 4 خطابات خلال شهرٍ واحد وفي كلّ خطاب كان يخّفض نبرة كلامه بعد كسر لاآته في الشارع. بعض المناطق مثل الزوق وجل الديب وطرابلس وصيدا تحولت لأيقونات في الثورة، أمّا جبران باسيل، فستبقى لعنة الـ "هيلا هيلا هيلا هيلا هو" تلاحقه ما بعد ما بعد الثورة، ليبقى "لبنان ينتفض" في وجه السلطة حتى الانتصار المنتظر.

 

منظومة السلطة تمعن بفشلها وتحرق محمد الصفدي

منير الربيع/المدن/17 تشرين الثاني/2019

أقل ما يُقال في اللعبة السمجة التي دخلتها القوى السياسية، بعيد الاتفاق على ترشيح محمد الصفدي لرئاسة الحكومة الجديدة، هو أن السياسة في لبنان أصبحت بكليتها "مراهقة" مؤذية. لم يتخلّ السياسيون عن ترف تسجيل النقاط على بعضهم البعض، وإدعاء البطولات. والمراهقة هنا، تحتمل أمثلة عديدة، التكاذب، التلاعب، اعتبار كل طرف لنفسه أنه الأقوى والأقدر وأنه صانع الحلول. كل اللعبة تتمحور حول عودة كل طرف إلى موقعه السابق من دون أن يخسر شيئاً. وكل واحد منهم يرى الحال وفق منظوره الضيق، فلا يرى غير جمهوره (أتباعه في طائفته بالأحرى) وكيفية إرضائه وإلهاب مشاعره بالبطولة والزهد بالمناصب.

حرب تسريبات

ما من واحد منهم أعطى اعتباراً لما يجري في الشارع، فلجأوا إلى ترشيح محمد الصفدي، أحد أكثر الأسماء التي تستفز المتظاهرين. وهذا يؤكد أنهم لا يهتمون بمطالب الناس. هذه المراهقة تطلق عليها القوى السياسية عبارة "مناورة". فأحرقوا طبختهم وأصابعهم، في تسجيل النقاط على بعضهم البعض. هوى اسم محمد الصفدي قبل أن يُسمّى بالاستشارات النيابية. البطولات على الطريقة الهوليودية والحسابات الأنانية هي التي أطاحت بطبختهم. تلك المراهقة بدأت منذ الساعات الأولى للمفاوضات بعد استقالة الحكومة. واستمرت المناورات إلى أن تم الرسو على الصفدي. اشترط الحريري أن يعلن ترشيحه من بيت الوسط بحضور المفتي. بينما سابقاً كان الحريري قد أبلغ الجميع إنه لن يسير بأي حكومة ولن يسمّي أي رئيس لها، ما لم يكن ذلك خاضعاً لشروطه، أي حكومة خالية من السياسيين. وقبلها كان قد أعلن أنه لن يسمّي أحد لرئاسة الحكومة. فإما أن يعود هو بشروطه أو فليعمل حزب الله والتيار الوطني الحرّ على تشكيل حكومتهما. رفض الحريري أن يسمّي أي شخص محسوب عليه لتولي الرئاسة الثالثة. كان يراهن على الوقت وعلى تمسك الآخرين به. عندما ضُغط عليه بعامل الوقت، وأُبلغ بالاستعداد للتخلي عنه، سارع إلى التفاوض مع الحزب وباسيل على إسم بديل، وبشروطهم. أنزل رئيس الجمهورية وباسيل إسم الصفدي. وفاوض الحريري على شكل الحكومة، وكيف سيتمثل بها، بل وكيف سيوفر لها الغطاء السنّي اللازم. هنا بدأ مسلسل فضيحة المراهقة يتوسع. خرج الوزير جبران باسيل ليعلن عن انتهاء الاتفاق وموعد الاستشارات، فخطف الأضواء من الحريري الذي كان يريدها أن تخرج من بيت الوسط. بدأت حرب التسريبات. أولها أن الحريري تعهد بتوفير الدعم السني للصفدي، وأنه قد حصل على موافقة رؤساء الحكومة السابقين. الأمر الذي كان منافياً للواقع بشكل كامل. إذ أن اللقاء بين رئيس الحكومة المستقيلة والرؤساء السابقين لم يكن إيجابياً، وقد رفضوا السير بالصفدي. في خضم حرب التسريبات بين الحريري وباسيل، وجد الثنائي الشيعي أن مراهقة الرجلين ستؤدي إلى إحراق الطبخة. فكانت تسريبات الخليلين، التي أكدت أنهما يريدان الحريري، لكنه رفض. وبقدر ما سلّف الحريري بهذا الموقف، بقدر ما أدين. إذ نقلت المصادر أنه أبلغ الخليلين بتأييد رؤساء الحكومات للصفدي، وأوحى أنهم هم الذين اقترحوه. ما دفع بالرؤساء إلى إصدار بيان ينفي ذلك قطعاً ويعيدون التمسك بالحريري.

التلاعب بالصفدي

اختلف "المتفقون" إذاً، على من يكون بطل التسوية ومخرجها وصانعها، بينما الصفدي وجد نفسه عارياً. رؤساء الحكومة السابقين تنصلوا منه. وتناهت إلى مسامعه أن الحريري لا يزال يرغب بالعودة، وكان يراهن على إفشاله وسقوطه، ليعود أقوى وكخيار وحيد. وهذه أيضاً ترتبط بثلاثة معطيات لديه، الأول، نقل أحد الذين التقوا الحريري قوله أن حكومة الصفدي ستفشل، وبالتالي سيعود هو أقوى بعد أشهر، وتكون التظاهرات قد خفتت أو اختفت. والثاني، أن الحريري لم يكن يريد أي شخص غيره رئيساً للحكومة. وقد أجريت اتصالات كثيرة بهذا الشأن مع أشخاص طرحت أسماؤهم لتولي الحكومة. والثالث اعتبر الصفدي أن التظاهرات التي حصلت في طرابلس اعتراضاً عليه كان لـ"المستقبل" حضور قوي فيها، فوجد نفسه مجرد طعم، أو أن هناك من يريد أن يتلاعب به. وهذا ما قد يلجأ المقربون من الصفدي إلى الردّ عليه في الساعات المقبلة. بالموازاة، كانت أجواء محيطة بالحريري تتحدث عن أن الصفدي احترق قبل أن يتكلف، وآخرون في كتلة "المستقبل" كانوا يشيرون إلى أن لا خيار بديل عن الحريري، ولا داعي لإضاعة الوقت (تصريح نائبة طرابلس ديما جمالي). وهنا يعود شركاء الحريري، في التسوية وإعادة إنتاجها وتجديدها، إلى قناعة بأنه لا يزال راغباً بالعودة. لكن يبحث عن الظرف المناسب، خصوصاً أن هناك ضغوطاً عليه لعدم تشكيل حكومة تضم باسيل وحزب الله، بينما هو يراهن على الوقت وعلى احتمال حصول تطورات إيجابية في الخارج تنعكس تسهيلاً في الداخل. سقوط الاتفاق على الصفدي وتسميته، سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر. أي أن الأزمة ستكون طويلة، مقابل استمرار حالة الإنهيار.

باسيل.. حتماً

لكن الصفدي بعيد التماسه الرفض الواسع من قبل الشارع لخيار السلطة بتسميته، وبعد افتقاده للغطاء السني، خصوصاً في ظل موقف رؤساء الحكومة السابقين، وضياع الحريري بين رغبته بالعودة أو بالتسليم للصفدي، لم يجد الأخير أي منفذ له إلى رئاسة الحكومة. وقد حاول عقد لقاءات للبحث في هذا الهدف، لكنه وجد كل المنافذ قد سدت أمامه، لا سيما بعد لقائه بمسؤولين بحزب الله وبالحريري وباسيل. هذه اللقاءات لم تصل إلى أي نتيجة سوى انسحابه. وهنا تبقى السلطة أمام خيارين بالغي السوء، إما الرهان على الوقت لإعادة الحريري إلى رئاسة الحكومة، أو البحث عن بديل كيفما اتفق. يبقى الأخطر فيما جرى هو أن الصفدي أُعلن كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة بعد لقائه باسيل، وباسيل هو الذي أعلن التوافق على اسمه، وحتى انسحابه أعلنه بعد لقائه باسيل. ما يدلل على الامتهان المستمر لمقام رئاسة مجلس الوزراء، وتحطيم أدنى قواعد المؤسسات.

 

الحريري يطالب حزب الله بسيدر والنفط وترسيم الحدود

منير الربيع/المدن/17 تشرين الثاني/2019

انطلاقاً من الجدل الدائر منذ أيام، بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، حول من يتحمّل مسؤولية إحراق طبخة تسمية محمد الصفدي رئيساً للحكومة الجديدة، والذي حوّله الطرفان حقلاً للرماية المتبادلة، فإن الرئيس سعد الحريري وجمهوره يعتقدون أنه حقق إنجازاً كبيراً في إيقاع حزب الله بفخ الصفدي، وكانت مناورة ناجحة لإحراقه، ليبقى الحريري هو الخيار الأوحد والأقوى لرئاسة الحكومة. كما يظنون أن الحريري أثبت أن لا إمكانية لحزب الله وميشال عون اختيار أي سنّي غيره لرئاسة الحكومة. وهذه نقطة قوته التي يتمسك بها، على أساس أن حزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية لا يريدون أحداً سواه.

ما بعد الصفدي

لنفترض أن هذا التقييم دقيق، وأثبت الحريري من خلاله براعة سياسية. لكنه من جهة ثانية أوقع نفسه في فخ آخر، نظراً للتعهدات التي قدّمها عند إعلانه قبوله ودعمه للصفدي بتشكيل الحكومة. فقد أعلن أنه سيسميه في الاستشارات، وسيمنح حكومته الثقة وسيجد طريقة ليتمثل بالحكومة. لكن حكومة الصفدي المفترضة كانت صفتها تكنوسياسية، وستتمثل فيها الأحزاب. والتمس الحريري أيضاً أن باسيل مصرّ على البقاء في الحكومة لا الخروج منها. والحريري وافق حينها على ذلك. أما بعد سقوط الصفدي، والاتجاه إلى إعادة البحث في تكليف الحريري، فبالتأكيد سيرفض حزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية شروطه، وسيعيدونه إلى حيث وصل معهم في تفاهمه على دعم الصفدي. إذ لماذا يرضى المشاركة بحكومة الصفدي التكنوسياسية، وعندما يأتي هو لتشكيل حكومته يصرّ على حكومة تكنوقراط بلا ممثلي أحزاب؟ هذه نقطة سيستخدمها حزب الله في مفاوضاته مع الحريري.

طبعاً، كل هذه الحسابات السياسية، بعيدة كل البعد عن مطالب أغلبية اللبنانيين. ويكفي مراقبة حرب البيانات بين الحريري وباسيل وتسريباتهما، لندرك في أي انفصال عن المواطنين يعيشون.

نقطة الصفر

حالياً، يحاول الحريري التمرد على واقع تكرس منذ ثلاث سنوات، يتحمّل هو بنفسه العبء الأكبر من المسؤولية عنه. ونزعة التمرد هذه دفعت بعض خصومه إلى وصفه أنه: "دخل إلى التسوية رهينة لمصالح، وتنازل عن كل شيء مقابلها. وحاول الخروج منها ولم يستطع لأنه سيبقى فيها رهينة لفضائحه". هذا الكلام الاتهامي لشركاء الحريري في التسوية، يوحي بتهديد من قبلهم تجاهه. فإذا لم يرضخ لما يريدون، فسيضطرون إلى كشف ملفاته وصفقاته. فيما عادت الأمور إلى نقطة الصفر، وستحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى تفاهم، ستبرز شروط جديدة في المفاوضات وما يليها من اتفاقات. وحزب الله وحلفاؤه يتصرفون على أن الحريري يريد العودة إلى رئاسة الحكومة، تفادياً للأضرار الكثيرة التي ستصيبه. والحزب بدوره يتمسك بالحريري أيضاً لأسباب وعوامل متعددة. أولها، أن البلد دخل مرحلة الانهيار ولا بد للحريري أن يتحمل المسؤولية ويكون في الواجهة، لا أن يرمي الكرة في ملعبهم لتنفجر بهم وحدهم. وثانيها، الحاجة إلى الحريري نظراً لمشروعيته السنّية وعلاقاته الدولية، كي لا يقع البلد في عزلة تامة.

استعادة الملفات الأساسية

الجديد في ما جرى هو خروج الحريري عن صمته وتسمية الأمور بأسمائها. لكن العبرة تبقى في ثباته على هذا الموقف. فهو عملياً "بق بحصة" معاناته مع التيار الوطني الحرّ وممارساته وألاعيبه، أو "محاولاته الدائمة تسجيل النقاط" وفق ما وصفها بيان الحريري. وبمجرد الإعلان عن هذا الموقف يكون سياسياً ومنطقياً أنهى التسوية الرئاسية. أيضاً، العبرة تبقى بالممارسة، إذ ليست المرة الأولى التي يصل فيها الحريري إلى حدّ الاختناق والانفجار، ثم يعود أدراجه من حيث أتى تجديداً للتسوية. بالنسبة إلى حزب الله، فإن المأزق أبعد بكثير من هذه التفاصيل التي يغرق فيها كل من باسيل والحريري. ويعتبر الحزب أن الحريري لا يهدف لاستعادة شعبيته فقط، يريد استعادة ملفات كثيرة، كانت مسحوبة من يده. يريد تشكيل حكومة قادرة على الانسجام معه، لا مع باسيل وثلثه المعطل، والحاكم بأمره فيها. حكومة تعمل على تطبيق مندرجات مؤتمر سيدر للحصول على المساعدات والقروض، بعيداً عن الحسابات السياسية ومحصورة بالاقتصاد، من دون أي عرقلة من الآخرين، أي باسيل تحديداً. والأهم، هو ما أعلنه الحريري خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل فترة، عن استعداده للإمساك بملف ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط، وجوبه حينها بالرفض المطلق من قبل الرئيس نبيه بري وحزب الله، اللذين أكدا أن هذا الملف من مسؤولية رئيس مجلس النواب، رغم أن رئيس الحكومة توافق مع الأميركيين على أن يدير هو هذه المفاوضات، للوصول إلى حلّ.

عض الأصابع

هذه الشروط يعتبرها الحريري ضرورية له للعودة. وحصوله عليها سيمثل الخطوة الإنقاذية الحقيقية للوضع المالي والاقتصادي الآخذ بالانهيار، باعتبار أن الوعود الدولية لتقديم المساعدات المالية للبنان وإنعاش اقتصاده وسوقه المالي يرتبط بتطبيق هذه الشروط. طبعاً يراهن الحريري على الوقت وحجم الضغط الذي تعانيه كل القوى، ليتمكن من استعادة زمام المبادرة والحصول على تنازلات بما خص شروطه، إنما حزب الله في هكذا حالات، معروف عنه أنه لا يتراجع ويتشبث أكثر ولا يقدّم أي تنازل، فوفق ما قال نصر الله سابقاً إنه الأقوى والقادر على الصمود أكثر من الجميع، وينظر إلى ما يجري بوصفه مؤامرة أميركية تريد أخذ منه سلماً ما عجزت عنه حرباً. ومن الشروط التي يفرضها الحزب على الحريري، أن ليس بإمكانه تكرار تجربة إقالة حكومته في 2011 عندما غادر لبنان، بل عليه أن يتحمل كامل مسؤولياته في تصريف الأعمال.

بالمجمل، الحسابات السياسة عالقة في زواريبها وأهل السلطة يخوضون حروب عض الأصابع، فيما اللبنانيون في مكان آخر يزداد بعداً، والانهيار يزداد عمقاً.

 

مثلثُ الرعبِ للشعب والوطن

عصام الجردي/المدن/17 تشرين الثاني/2019

يمضي اختراب الوطن بسرعة مريبة. إشارات السقوط في الأسوأ الذي أتى بالفعل تومض بالنذُر الكالحة. ما كان ماثلًا احتمالًا، نحن في صلبه الآن. الأمل في ألاّ يكون السقوط مريعًا فحسب. طاف ديوجين الذي تحول فيلسوفًا في بلاد الإغريق بمصباحه الخافت النور في وضح النهار، مرددًا إنه يبحث عن رجل فاضل تحت أشعة الشمس. حتى إذا بلغ أمره الاسكندر الأكبر جيء به إليه فسأله، ألا تخافني ديوجين؟ أجابه بسؤال على طريقة اليسوعيين الذين جاؤوا من بعده، هل أنت رجل صالح؟ بلى. أجاب الاسكندر الأكبر. ردّ ديوجين، إذا كنت رجلًا صالحًا فلماذا أخافك؟ يبحث الشعب هذه الأيام عن مجرد رجل مسؤول وصالح تحت ضؤ الشمس وفي وضح النهار، ليصارح اللبنانيين بواقع الحال وبقرارات الإنقاذ. وعبثًا يفعل.

هل من فجوة مالية؟

إلى الرجل "المسؤول والصالح" الذي لم نعثر عليه بعد تحت ضؤ الشمس نقول:

الناس ينتظرون إعادة فتح المصارف أبوابها أمام عملائها، مسكونين بالقلق على ودائعهم وحقوقهم. شراء الوقت بالإضرابات لم تكن فكرة مشينة لتتدبّر المصارف أمر السيولة الشحيحة لديها وتلبية عملائها. للمسؤول الذي لا نعرف مكانه واسمه نقول. هذه أخطر قضية يواجهها لبنان. نؤكد من جديد، لا تعبثوا في هذه المنطقة. لا يمكن وقف الضغط على المصارف من دون فتح نوافذها أمام عملائها للحصول على استحقاقاتهم في أوانها أصلًا وفائدة. مهما كان الثمن. هذه مسؤولية المصارف ومصرف لبنان والدولة اللبنانية. الثمن اليوم هو أكبر غدًا. وفادح بعد غدٍ. ما بعد ذلك فوضى لا يملك أحد القدرة على التحكم بها. من مصادر معلومات رصينة، أن هناك فجوة في الالتزامات تقدّر بنحو 35 مليار دولار أميركي تائهة بين مصرف لبنان وبين المصارف. الأول أبدى استعداده لتوفير السيولة بالعملات الأجنبية للمصارف بفائدة 20 في المئة، شريطة استجابة طلب عملائها وعدم تحويل السيولة إلى الخارج. والمصارف طلبت خفض الفائدة. وهو سعر الحسم يراه مصرف لبنان على توظيفات المصارف لديه، شهادات إيداع طويلة الأجل من ودائع مصرفية قصيرة الأجل. سيحسمها مصرف لبنان  قبل استحقاقها بسعر 20 في المئة. عدم الملاءمة (Mismatching) بين ودائع المصارف وبين توظيفاتها سمة قديمة في المصارف. وتنسحب على التمايز بين موجوداتها وبين مطلوباتها عمومًا. وتحتاج إلى إدارة سيولة حصيفة وحذرة، خصوصًا في فترات مخاطر ائتمانية وسياسية وعدم استقرار اجتماعي. وكل تلك العناصر كانت واضحة لمصرف لبنان وللمصارف منذ سنوات بعيدة.أصحاب الحقوق لا علاقة لهم بهذا الشأن. ومصرف لبنان المعني بالسياسة المصرفية عنايته باستقرار  سعر الصرف، كان عليه التحسب للمضي بإسراف في الهندسات المالية التي عقّمت سيولة المصارف لديه بالعملات الأجنبية للدفاع عن سعر الصرف بتكلفة باهظة جدًا، واستهان بأثر عدم ملاءمة موجودات المصارف مطلوباتها في الظروف الاستثنائية. والمصارف التي استطابت لها معدلات الفوائد المرتفعة، أسرفت بدورها في توظيفاتها لدى مصرف باعتبارها صفرًا في درجة المخاطر، وسيولة شبه جاهزة متاحة لها وميسورة في زمن الشدّة. لم تنقلب الأمور رأسًا على عقِب فجأة. وقد كان واضحًا تراجع التدفقات النقدية الخارجية وعجز ميزان المدفوعات منذ 2011. لكن شيئًا لم يتغير. ما تغير المزيد من السوء وعلاوة المخاطر. إنكشاف على ديون دولة عاجزة ماليًا وسياسيًا ومؤسسيًا. وانكشاف على مصرف لبنان بتراجع احتياطاته الحرّة من العملات إلى حد الصفر أو فوقه. لم تعد توظيفات المصارف لديه من الودائع المصرفية في خانة صفر مخاطر وسيولة شبه جاهزة. ولا سندات الخزانة للدولة في المقام نفسه. العكس حصل. خفض تصنيف المصارف جاء لانكشافها على خفض تصنيف الدولة السيادي وتراجع احتياط مصرف لبنان. وها نحن الآن في مواجهة مثلث الرعب الحقيقي. حقوق الناس لدى المصارف. وملاءة المصارف نفسها التي تحفظت على زيادتها بواقع 20 في المئة على دفعتين. وشكوك كبيرة في قدرة مصرف لبنان على الاستمرار في تثبيت سعر الصرف. وكل ذلك بعد تكلفة تثبيت سعر الصرف.

علمنا من الاجتماع الأخير في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، أن لجنة تألفت لمعالجة الوضع  قوامها وزير المال علي حسن خليل ووزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير. لكن اللجنة لم تعقد اجتماعاتها. ولا قدمت أفكارًا لحلول موقتة حدًا أدنى. وكالة موديز ترقب مراجعة تصنيف الدولة السيادي سلبًا. بعد المندرجات الدنيا في فئة CCC بقي تصنيف أوراق الدين السيادية يوروبوندز (Junk Bonds) سندات الخردة على بعد خطوات معدودة.

أين "النشيد النقدي"؟ المواطن قلق على استقرار سعر الصرف وتفلت الدولار الأميركي من عقاله. السعر المستقر عند مصرف لبنان لم يعد هو نفسه في السوق الموازية عند الصيارفة. ذوو حد الأجور الأدنى في القطاع الخاص من 675 ألف ليرة شهريًا، أي 450 دولارًا أميركيًا على أساس 1500 ليرة للدولار الأميركي، تراجعت أجورهم الحقيقية بسعر الصرف الرائج 1900 ليرة إلى نحو 355 دولارًا. أي 95 دولارًا. وعلى سعر صرف 2000 ليرة تتراجع الأجور إلى 337 دولارًا. أي 113 دولارًا أميركيًا. الخسارة نفسها للعاملين في القطاع العام والأجهزة العسكرية والأمنية تبعًا لرواتبهم. ذوو الأجور والرواتب المتوسطة يخسرون مئات الدولارات الأميركية شهريًا بسعر الصرف الموازي في الوقت الحاضر. الآتي في علم الغيب. وسعر الصرف لا يفقد الدخول قوتها التحويلية فحسب، بل وقوتها الشرائية من السلع والخِدمات. أمّا من لا دخل لهم والعاطلون من العمل وأُسرهم فـ"مثواهم الجنّة والأقدار"! السيولة للمصارف الآن يا حاكم مصرف لبنان وعلى وجه السرعة مع إجراءات استثنائية أنت تعلم هندستها ولا أحد غيرك. وفتح المصارف غدًا بلا إضرابات مصطنعة تراكم الطلب والقلق. تأليف الحكومة فورًا بلا خيانات وتآمر وثرثرة على الشعب والوطن. وبلا جنون والدفع نحو الهاوية. المهلة قصيرة جدًا للبدء في خطوات جريئة لإخراج البلد والناس من مثلث الرعب والفوضى.

 

أحد التحدي السلمي.. الليل للاحتفال والشموع للشهداء

نادر فوز/المدن/17 تشرين الثاني/2019

احتشد عشرات آلاف المواطنين والمواطنات في بيروت للتأكيد على استمرار الثورة. دخلت الأخيرة شهرها الثاني والناس في الشارع، ولو بوتيرة متفاوتة. عادت وملأت ساحتي الشهداء ورياض الصلح تحت عناوين عديدة "أحد التحدي السلمي" أو "أحد الشهداء" أو "أحد التحدّي". لكن الأكيد أنّ الساحة تحوّلت مساءً إلى منصّة للاحتفال بنصر الثوار في نقابة المحامين.

من التعب إلى الاحتفال

كانت أجواء الساحتين في الساعات الأولى من بعد ظهر الأحد توحي وكأنّ الإحباط مخيّم على من حضر. أعداد قليلة، بالآلاف، تتنقّل بين الساحتين وتسأل عن الناس. أين الناس؟ ملّت؟ لماذا لم يحضروا بعد؟ الأكيد أنّ الجمهور تعب. لكنه لم يملّ، ولن يملّ طالما أنّ عجلة تحقيق الانتصارات على السلطة تدور. وهنا الأساس، تحقيق النقاط على أحزاب السلطة. انتصار تلو آخر في شتّى القطاعات والمجالات. أن ينتصر المحامون الأحرار في نقابتهم في بيروت مشهد أهمّ من تنظيم مليونية في العاصمة؛ وكذلك الأمر بالنسبة لإسقاط اسم محمد الصفدي لرئاسة الحكومة أو تعطّل القطاع المصرفي.

فالثورة بحاجة إلى جمع النقاط أولاً وتكريس المكتسبات ثانياً. ولا يكون ذلك إلا من خلال محطّات أو بتراكم الانتصارات المتتالية. لم تنتقل الثورة بعد إلى حدّ القيام بالفعل، ويقتصر الجهد على ردّ الفعل. قام الثوار بالفعل الأساس، تفجير الثورة والباقي متروك لرد الفعل على السلطة. إلا أنّ الأخيرة لا تنفكّ عن القيام بأفعالها ليكون الردّ مناسباً في إسقاط توجّهاتها ومحاولات ضرب حركة الناس. أفعال سلطوية على شكل الجلسة التشريعية المقرر عقدها يوم غد الثلاثاء لتمرير قانون العفو العام. وهذه مناسبة جديدة لمحاولة كسر السلطة وأحزابها وكتلها النيابية. مناسبة أشبه بمباراة في "كأس العالم" حيث تمنع القوانين نتيجة التعادل. وحيث ثمة غالب ومغلوب ولا خيار للثوار أمامهم سوى الفوز للاستمرار في بطولة إسقاط السلطة، على اعتبار أنّ تمرير "العفو العام" يعني تبرئة المرتكبين السلطويين من جرائهم المالية والبيئية والفساد ونهب المال العام.

بين النشوة والحزن

جاء مشهد الساحتين أمس بين نشوة انتصار المحامين من جهة، وحزن ذكرى شهداء الثورة من جهة أخرى. في المشهد الأول قوّة دفع ومعنويات، وصل ذروته عند وصول النقيب المنتخب، ملحم خلف، إلى خيمة لجنة محامي الثورة في موقف العازارية. وعلى هتافيّ "هيلا هيلا هو... إجا النقيب يا حلو" و"ثورة ثورة شعبية... عملوها المحاميّي" تقبّل خلف تهاني الموجودين لدقائق قبل أن يهمّ بالمغادرة بسبب "بروتوكولات" باتت تقيّد حركته على الأرض. وأهمّ ما في الزيارة، الردّ على أي توظيف سلطوي أو حزبي لانتخاب خلف، وتحديداً ما أشيع عن اتصال الأخير بالرئيس نبيه بري. قطع النقيب المنتخب الطريق على هؤلاء مؤكداً على خياره في دعم الثورة أولاً، وعلى كون بري هو من اتصّل للتهنئة وليس العكس. وتكريساً للانتصار همّ فنانو رسم الغرافيتي، بسرعة فائقة، إلى تدوين الانتصار النقابي على جدران وطرقات المدينة. "العدالة للجميع"، و"النقابة إلنا يا حلو" مع شعار ميزان العدل إلى جانبها. وقد يكون عنوان "العدالة للجميع" ملائم للإضاءة على الوقفات المتتالية التي نظمّها المتظاهرون من أجل شهداء الثورة. كانت الشموع تُضاء من أجل كل من حسين العطار وعلاء أبو فخر وعمر زكريا. اجتمعت صور الشبان الثلاثة في ساحة الشهداء. فهذه ساحتهم أساساً، واسمها على اسمهم. لم يعودوا إليها، صحيح. لكن على الثوار ضمان أنّ القضاء سينصفهم، من أنه "سيأخذ" حقّهم الشخصي والعام من القتلة، وأنّ تحقيق العدالة سيكون رادعاً للزعران والمتفلّتين.

نادين جوني

ونظّم أصدقاء نادين جوني وقفة لإضاءة الشموع عن روحها في ساحة رياض الصلح أيضاً. وفيها تأكيد من قبل الأصدقاء والناشطين والناشطات على أنّ نادين، التي خسرتها ساحة النضال قبل أربعين يوماً، في البال. وكذلك الأمر بالنسبة لحروبها الصغيرة والكبيرة على النظام والأبوية والذكورية وعاهات المجتمع المتعدّدة وأحكام السلطات الروحية. في ذكرى أربعين رحيلها، مناسبة ملائمة للتأكيد على حجم المطالب والحقوق المهدورة على يد السلطة بمختلف أشكالها. كانت تلك محطّة شخصية وعامة، كما هي الحال أساساً في كل تظاهرة أو اعتصام.

وداد حلواني، يا للمصادفة

حلّ شهر على انطلاق ثورة تشرين، في يوم ذكرى انطلاق لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين. مضى 37 عاماً على تأسيس هذه اللجنة، وعملها مستمر حتى كشف مصير 17,000 مفقود ومخطوف بين أعوام 1975 و1990. في هذه الذكرى، قدمّت الثورة الزخم اللازم لهذه القضية، فعادت ساحة جبران خليل جبران (قرب الإسكوا) وامتلأت بوجوه معروفة وأخرى شابة، جديدة لم يسبق لها أن احتكّت بهذه القضية عن قرب من قبل. هذا ما عبّر عنه، على الأقل، عدد من الشبان والشابات الذين حضروا. فهذا الجيل الشاب، المنتفض في شوارع لبنان، لم يعش الحرب، وإذ به يحاول كسر ارتداداتها بعد أن خلع ثوب الطائفية والحزبية وموروثاتها. كانت رئيسة اللجنة، المناضلة الدائمة وداد حلواني، حاضرة لتوثيق عمل اللجنة من جهة، وللتأكيد على الأمل بدفع الثورة باتجاه تحقيق مطالب أهالي المفقودين من جهة أخرى.

رسم ولعب

شهدت الساحتان أيضاً نشاطات عديدة، منها معرض للرسم يتمحور حول الثورة وقضاياها. حيث عرضت لوحات رسامين في الطريق أمام كنيسة مار جريس. وجوه ثوار وأعلام لبنانية، أيقونات ولحظات ثورية موثّقة. وفي مقلب آخر مساحة صغيرة للأطفال، نظّمتها مجموعة متطوعات، بمبادرة فردية، بعنوان "تعوا نلعب"، جمعت الأطفال لقضاء بعض الوقت والتشارك في النشاطات. واللافت في هذا النشاط، كان انضمام الأطفال الباعة، الذين تركوا لبعض الوقت صناديق المياه جانباً، ولعبوا مع زملاء لهم. قد يكون ذلك أيضاً من انتصارات الثورة، إذ تمكنّت من تخليص هؤلاء الأطفال من قيود التجوال للحصول على المال. للعب والترفيه قليلاً، لعيش حياة طبيعية لدقائق، عيش حياة التغيير والثورة.

 

سيدات الثورة "سفارات" كثيرات من بيروت إلى عاليه!

أنور عقل ضو/المدن/17 تشرين الثاني/2019

غالبا ما يُسلَّطُ الضوء حصراً على المعتصمين والمتظاهرين في الساحات وعلى الطرقات، وتلتقط الكاميرا صوراً ومشاهِدَ تُوثِّقُ في "ذاكرتها" يوميات الثورة، لكن خلف المشهد وبعيداً عن الضوء، هناك نساء يرفدنَ الثائرين بالقوة ليبقوا على ثبات مواقفهم، هنّ اللواتي ساهمنَ برسم معالم هذه اللوحة وإن حَجبْنَ أنفسهن عنها طوعاً، دأبهنّ أن يكنّ حاضرات في "كواليس" الحراك، يعدنّ الطعام، وجبات ثلاث ولا يعتريهن التعب، شهراً ونيف؟ نتحدث عن شابات وسيدات اضطلعن بدورهن وتطوعن تأكيداً على أن ثمة حاضنة شعبية للناس. سيدات وشابات تحولن "سفارات" متنقلة، تتلقى دعما من "قجة" أولادها، أو مما تيسر من مال المتبرعين، وثمة أكثر من مثال، من بيروت إلى الجبل، وكذلك في كل لبنان من الشمال إلى الجنوب والبقاع. مع انطلاق الاحتجاجات في أيامها الأولى، وقفت فتاة أمام "رون بوان" عاليه، وقالت للمعصتمين ممنوع أن نحرق إطارات بعد اليوم ونلوث الهواء، نريد "نقلة رمل" وعلى كل الحاضرين التبرع بألف ليرة، لتنطلق بعدها ظاهرة "العونة" غير البعيدة عن تقاليد القرى وأعرافها، وقد استعيدت شكلاً من أشكال الدعم والتعاضد الاجتماعي. لكن هذه المرة في رحاب قضية وطنية أكبر وأعم.

ربيز: خطة عمل أسبوعية

في بيروت، وتحديدا في ساحة الشهداء، تحولت "خيمة لبنان ينتفض" إلى نقطة جذب، وقد أخذت على عاتقها تأمين وجبات الطعام لحوالى 250 شخصاً من المتظاهرين، ولا سيما أولئك الذين يرابطون في الساحات ليلاً، وانطلقت هذه المبادرة بهمة الناشطة باولا ربيز وبعض السيدات والشابات. وقالت ربيز التي تنظم الأعمال في الخيمة، وتعمل في مجال العلاقات العامة، لـ"المدن": "من خلال اتصالاتي تمكنت من تنظيم وإعداد خطة عمل أسبوعية لتأمين الطعام البيتي يومياً بالتناوب بين حوالى 20 سيدة، نعمل جميعنا يداً واحدة". وأشارت إلى أن "هناك خيماً أخرى توفر الطعام ومنها خيمة (مطبخ البلد) تؤمن الطعام لحوالى 1500 شخص تقريباً، ولثلاث وجبات، وخيمة مجموعة Recycle Lebanon التي تقوم بتحضير وإعداد الطعام، فضلا عن التعاون مع مطاعم لتوزيع الطعام مجاناً على من يشارك في التظاهرات في الساحة". وقال أحد المشاركين في التظاهرات: "أصبحت الساحات هذه للشعب ولو مؤقتاً، بعد أن كانت حصراً لبعض الأشخاص الذين يستطيعون أن يرتادوا المطاعم الفاخرة، وأن يركنوا سياراتهم الفارهة في المواقف المحيطة بالساحة".

"رون بوان" عاليه

في ساحة الثورة في مدينة عاليه، يستمر الاعتصام بمشاركة من أبناء وسكان عاليه والجوار، وخصوصا من النساء والشباب في مقتبل العمر، وقد تحول الاعتصام ساحة لفاعليات فكرية نوعية، وفرت مساحة حوار ونقاشات عبر لقاءات وندوات، وباتت أقرب ما تكون إلى "هايد بارك" ثقافي، تتبلور فيه الأفكار من طبيعة الصراع السياسي إلى أصول وآداب الثورة، وسط بيئة حاضنة، ترفد اللقاء كل يوم بفعاليات متنوعة وأفكار جديدة، وهي استضافت على سبيل المثال الخبير الاقتصادي الدكتور كمال حمدان، ونزار صاغية في محاضرة "تعو نحكي سياسة وقانون، الفرق بين نظام الزعماء ونظام الدولة"، وسهرة مع الفنان خالد الهبر، والخبير الاقتصادي رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور غسان ديبة. ومنذ الأيام الأولى والنساء يساهمن بتوفير الطعام والشراب من مناقيش وشاي وسحلب، وبعضهن يحضرن الطعام مباشرة من مطابخهن، فيما تبرع محل تجاري بالخيم. وجمعت التبرعات لزوم النشاطات المختلفة، ومن بينها المشاركة في ساحات الاعتصام في بيروت، أو المشاركة بالنشاطات الجامعة في ساحة النور طرابلس، وثمة من شارك في مسير مرج بسري رفضاً للسد، فضلاً عن أنشطة كثيرة أبعد من مدينة عاليه.

الدكتورة نجم: من حرب تموز إلى الثورة

ثلاث سيدات في واجهة العاملات على دعم المشاركين في الاعتصامات اليومية، إضافة إلى غيرهن ممن يتناوبن على العمل يومياً، وهن المربية (مديرة متوسطة بتاتر الرسمية سابقاً) مها الذيب، والدكتورة سميرة نجم (مديرة سابقة لفرع الحزب التقدمي الاشتراكي في عاليه) وشقيقتها نوال. وانطلقت المبادرة بلفتة رمزية أولاً، إذ قمن بتحضير السحلب والكعك وتوزيعه على المشاركين بالتظاهرات، فضلا عن الفواكه والعصير واللفائف والشوكولا، وذلك رداً على ما أشيع عن "دعم السفارات" للحراك. وقالت الدكتورة نجم لـ"المدن": "ما زلت على مبادئ حزب المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وأنا اليوم مواطنة لبنانية مشاركة في الثورة وأقوم مع زميلات وصديقات بدوري لا أكثر ولا أقل"، وعادت نجم بالذاكرة إلى عدوان تموز 2006، وقالت: "كنت أوزع الدواء على أهلنا النازحين من الجنوب وعالجت الكثير منهم مجاناً، وساعدنا بأمور كثيرة وقتها، وهذا واجبنا الوطني والإنساني". وقالت: "أنا مواطنة من لبنان قبل أن أكون في الحزب، ومحاربة الفساد مطلب ومهمة، وأنا مع مساءلة كل شخص، وأيا كان ومهما علا شأنه، وأبدأ ببيتي أي بحزبي قبل غيره، ويجب أن ننظف الحزب التقدمي الاشتراكي. فلا يمكننا انتقاد أي شخص من أي حزب آخر إن لم أتكلم عن فساد مسؤولين كباراً في حزبنا، بعضهم وزع في عرس ابنه بقيمة 200 ألف دولار شوكولا. حرية ضميري قبل الحزب، وتعصبي للبنان قبل حزبي، لبنان أولاً".

الشيخة نجد: لا خيار إلا الثورة

الشيخة رنا نجد التي تحضر السحلب للشباب المعتصمين عند مفترق العبادية على الطريق الدولية (بيروت – دمشق)، قالت لـ"المدن": "لم يعد لدينا أي خيار، فالبلد على شفير الهاوية والإفلاس في ظل سياسات ساهمت في إفقار الناس"، وأشارت إلى أن "هناك مزارعين خسروا مواسمهم وتراجعت أحوالهم وبعضهم يعاني العوز، بعد أن بارت البساتين بسبب سوء الإدارة لهذا القطاع المنتج"، لافتة إلى أن "حال الصناعيين والحرفيين ليس بأفضل، فلا دعم ولا اهتمام بالقطاعات التي توفر حداً أدنى من أمن اجتماعي". ورأت نجد أن "جميع من في السلطة يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه"، قائلة: "إن هذه الثورة تخصنا وتعنينا جميعاً، ومن واجبنا المساهمة في دعمها بقدر ما نستطيع، ونطلب من الله أن يقدرنا على تقديم المزيد".

هريسة في العبادية

عند مفترق العبادية، وفي موقع آخر على الطريق الدولية، قامت ثلاث نساء بتحضير "الهريسة" للشباب المعتصمين، لكنهن ولاعتبارات مجتمعية آثرن عدم ذكر أسمائهن، وهن يتناوبن لتحضير الطعام البيتي ولا سيما الوجبات الساخنة. سيدة ستينية عرفت عن نفسها بـ"أم ربيع منذر" أشارت إلى أنها فقدت ابنها منذ 13 عاماً وتعمل لإعالة بيتها في تحضير الطعام للمطاعم والمناسبات، وقالت: "لو كان ربيع حياً لأرادني هنا، أنا مع أخوة ربيع في الوطن الذي نطمح أن يكون أفضل وهذا ما ننتظره من الثورة". وتقوم أم منذر بتحضير الطعام بصورة شبه يومية. التقينا ريما أبو سعيد شهيب في مدينة عاليه، حين أحضرت اللحم بعجين ولبن العيران. رفضت بادىء الأمر الحديث، لكنها عادت وقالت: "لم يعد لدينا من خيار آخر إلا هذه الإنتفاضة الشعبية، ولأنني لا أستطيع أن أكون مع أولادنا في ساحات الاعتصامات، فهذا أقل ما يمكن أن أقوم به".

من أجل حياة أفضل

وأكدت إحدى النساء من بلدة العبادية أن "ما أقوم به ليس للمجاهرة. فالحسنة أفضل إن ظلت مخفية، كما لا أريد أن أنسى أحداً ممن ساهم معنا كسيدات ومواطنين"، لافتة إلى أن "ما نقوم به هو أقل المطلوب تجاه أولادنا وإخوتنا وأهلنا، ممن لم يتوانوا عن المشاركة في الساحات والتظاهرات".

وكانت قد أحضرت الحلويات البيتية كالصفوف والنمورة والكيك بعد الظهر، علما أنها كانت قد أعدت الفول صباحاً، وأكدت أن العبادية (قضاء بعبدا) معروفة بتنوعها الحزبي والطائفي والتي يقدر عدد عائلاتها بالثلاثين، وقالت: "ساهم الكثير من هذه العائلات بتأمين الطعام والشراب وكافة المستلزمات للشباب ليبقوا في الساحات التي تحتاجهم من أجل حياة أفضل". تجدر الإشارة إلى أن بعض المحال التجارية توفر بدورها الدعم للمتظاهرين من مساعدات عينية.

 

"اليونيفيل" والثورة.. حب وحياد

حسين سعد/المدن/17 تشرين الثاني/2019

يأتي الهمّ الأمني في مقدمة اهتمامات قوات الأمم المتحدة المؤقتة، "اليونيفيل"، التي انتدبت إلى جنوب الليطاني في جنوب لبنان منذ شهر آذار من العام 1978. وكل ما يحصل في نطاقها على وجه الخصوص له أولوية في المتابعات، سواء الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. وهي، بالتالي، غير معنية مباشرة بالانتفاضة الشعبية التي مضى عليها شهر ويوم، إلا من باب ضمان أمن الطرق التي تسلكها دورياتها العسكرية وقافلاتها اللوجستية وموظفيها المدنيين، الذين يتعدى عددهم الألف من لبنانيين وأجانب. هذه الوحدات المؤلفة من جنود 37 دولة، والمنتشرة من رأس الناقورة وصولاً إلى شبعا، مروراً بأقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، بعديد يتجاوز الـ12 ألفاً من وحدات البر والبحر والجو، تتلقى من مقر قيادتها في الناقورة تبليغات مستمرة حول تحركاتها في الحالات الحرجة، ومن ضمنها حركة التظاهرات والاعتصامات التي تنفذ في نطاقها الجغرافي، لا سيما صور وبنت جبيل وتقاطع حاصبيا، وأيضاً خارج هذه الجغرافيا ومن ضمنها الطريق الساحلي الذي يربط الجنوب ببيروت، بمتابعة وتواصل وتنسيق دائم مع الجيش اللبناني.

حتى هذه اللحظة، لم تتأثر الوحدات المشاركة، لا سيما التي تتبع لبلدان مؤثرة إلى حد متفاوت في الواقع السياسي اللبناني (فرنسا – إيطاليا- اسبانيا) وتشكل العمود الفقري لقوات اليونيفيل المعززة بعد عدوان تموز 2006: "لا شيء غير طبيعي في نطاق عملياتنا، نتابع الأوضاع عن كثب، نحرص على أمن جنودنا في الدرجة الأولى، وأيضاً موظفينا، الذين هم من النسيج اللبناني المتعدد. وكل ما يعنينا أن تكون الأوضاع هادئة، وأن ينعم الشعب اللبناني والجنوبي خصوصاً باستقرار أمني واقتصادي. ونحن لا نتدخل لا من قريب ولا من بعيد فيما يحصل".

إجراءات الحياد

هذا ما يخلص إليه أفراد ومسؤولون في اليونيفيل، في نقاشاتهم الداخلية وفي نظرتهم إلى الحدث اللبناني. وهم على دراية عن قرب بالأزمة المعيشية الكبيرة، من خلال لقاءاتهم مع سلطات رسمية ومحلية بشكل دوري. تراجع الموازنات والمدفوعات والخدمات، لا تشمل فقط الجنوبيين في نطاق اليونيفيل، الذين يعانون ضائقة غير مسبوقة، لكنها وصلت منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى موازنات وحدات القوات الدولية، التي تراجعت الخدمات والمشاريع الانمائية والتربوية المقدمة إلى المجتمعات المحلية في الجنوب بنسبة تتجاوز الـ80 بالمئة، نظراً للأزمة الاقتصادية في جميع الدول المشاركة من أوروبا وآسيا وأفريقيا في قوات الامم المتحدة. رغم كل ذلك التشدد في المواقف وإجراءات "الحياد "، التي تم تعميمها شفهياً أيضاً على الموظفين المدنيين، فإن أفراداً عديدين في قوات اليونيفيل المسيسين أصلاً، قادمين من دول تعيش الحياة الديموقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات الدورية، لا يخفون من بعيد تشجيعهم للمنتفضين، مهما كانت هويتهم وانتماءاتهم، على قاعدة أن حق التظاهر والاعتراض، أمر مكرس في القوانين الدولية والدساتير والأعراف. يمازح أحدهم صديقه: "يا ريت يصير تظاهرات واحتجاجات ضد حكوماتنا التي تمعن بالفساد والمحسوبيات، غير آبهة بمصير السواد الأعظم من الشعب". ويستدرك سريعاً، فيقول: "نتمنى الأمان والهدوء والاستقرار في تلك البقعة التي نعمل فيها، ونحن على مسافة من الجميع، ومشاعرنا نحتفظ بها".

 

حزب الله «يكبح» بوسطة السلام .. «مئة عام من العزلة»!

علي الأمين/جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

لعل مشهد “بوسطة الثورة” التي انطلقت من عكار نحو الجنوب مرورا بساحات الانتفاضة على الساحل اللبناني، يكشف عن أمرين أساسيين، الأول ان “حزب الله”  بوصفه “سلطة سلاح أمر الواقع” لا يريد مسح الآثار الأخيرة للحرب الأهلية، بهدف إيقاظها “غب الطلب” والتهديد بها حيثما تدعو الحاجة،  ويعزل جمهوره و الواقعين تخت سيطرته عنها وعن رسالتها الوطنية، و الثاني كم أنّ التلاقي بين المواطنين مزعج للذين أسروا اللبنانيين في سجون العصبية والطائفية والحزبية، إذ لم تبق تهمة لم توجه للمنظمين لهذه الرحلة.

صارت “البوسطة” في التعاميم المدسوسة، مشروعا أميركيا لضرب سلاح المقاومة في الجنوب، باتت هذه البوسطة التي رفعت شعار رسالة سلام الثورة، عملية استعادة للحرب الأهلية، ووصلت الوقاحة الى حدّ نشر بيان مدسوس باسم المنظمين في الوكالة الوطنية للاعلام، وعلى رغم نفي المنظمين أي صلة لهم بالبيان، فان الوكالة لم تعمد الى حذف البيان أو الاعتذار من المنظمين. فتحت عنوان “عكار تنتفض والشمال ينتفض” وتحت شعار “يداً بيد من الشمال الى الجنوب” توجهت حافلة ركاب تحمل شباناً وشابات من بلدات عكارية وشمالية ومن مدينة طرابلس وواكبهم خلال مسيرتهم عدد من الناشطين من مختلف المدن والقرى الساحلية .. جبيل وبيروت وساحل الاقليم وغيرها من المناطق… في مسيرة متعددة ومتنوعة الانتماءات والمناطق نحو الجنوب للتواصل مع المنتفضين في مدينة صيدا ومن ثم التوجه نحو مدينة صور ومدينة النبطية. الرسالة التي حملتها بوضوح، التلاقي بين المواطنين، ونبذ الحرب والعنف، من خلال استعادة رمزية “بوسطة عين الرمانة” عام 1975، للقول أن بوسطة 2019 هي حافلة تعبر عن السلام بين اللبنانيين، لما تجمعه في داخلها من مواطنين لبنانيين من كافة المناطق. أما كيف تفتقت رؤوس البعض عن أنها تذكير واستعادة للحرب الأهلية قبل وصولها الى صيدا واثناء عبورها في منطقة إقليم الخروب، فتلك هي الحكاية التي تكشف مدى الاستياء من الانتفاضة اللبنانية على ذيول الحرب، أي تلك التي استمرت منذ نهاية الحرب بسجن اللبنانيين في سجون متلاصقة، يمنع عليهم التلاقي والتفاعل، وجرى التعامل معهم باعتبارهم قطعان طائفية ومذهبية لا كمواطنين او كشعب.

إحالة المشهد الراقي والجميل للحافلة ولرسالتها، الى المؤامرة الأميركية، بالقول، جرى تمويلها من السفارة الأميركية، يعكس حجم انعدام الحيلة لدى اطراف السلطة وعسسها، فبدأوا بالتشويه وتحرك مناصرو حزب الله في صيدا ممن يندرجون في سرايا المقاومة، باتهام الحافلة بأنها تستهدف سلاح المقاومة، في سبيل احراج المنتفضين في صيدا، على رغم النفي من قبل منظمي مسيرة الحافلة ذلك، لكن هذا التشويه لم يمنع المعتصمين في ساحة إيليا في صيدا من الرد على الاتهامات وإعلان استعدادهم لاستقبال الحافلة، حيث ساهم موقف النائب أسامة سعد في لجم النزعة التخوينية، ومحاولة العسس شق صفوف المنتفضين، حيث أصدر بيانا هادئا أكد فيه على ثوابته السياسية، وفي الوقت نفسه أعلن أنه ليس مع منع الحافلة من الدخول الى صيدا. ما هدف اليه العسس في صيدا، هو منع دخول الحافلة الى النبطية وصور وكفررمان، وهي المحاولة التي تكشف مدى الضيق الحزبي والفئوي من أي تعبير مجتمعي لبناني جامع، وفي البيان الذي صدر عن منظمي رحلة بوسطة الثورة، كان واضحا لجهة النصيحة التي تلقوها من الجيش اللبناني لعدم اكمال المسيرة نحو الجنوب، بسبب ما يمكن ان يتعرضوا اليه من قبل بعض الموتورين.

ويعلم من يمسك بالقرار في الجنوب، يدرك من هم الذين يمنعون ويسمحون في هذه المنطقة. العزلة التي يعمد حزب الله على ترسيخها في بيئته، مستوحياً رواية غابريال غارسيا ماركيز  “مئة عام من العزلة” ويسعى بجعلها مئة عام وعام، هي ما تمنعه من السماح لأي مظهر تلاق من خارج تنظيمه وادارته ان يتحقق، ولعل قيام بعض الموتورين بتمزيق صور شهيدي الثورة حسين العطار وعلاء ابوفخر في بلدة عيترون الحدودية امس الأحد، يفضح الوجهة التي يريدها حزب الله في مناطق نفوذه، فهو انتقل من مرحلة ترسيخ الدويلة داخل الدولة، الى مرحلة عزل المجتمع الشيعي عن المجتمع اللبناني. من خلال الحرص المفتعل على حماية المقاومة الذي يؤدي  إلى إساءة استعمال هذا العنوان، عبر إلغاء الحياة الديمقراطية وتخريب الحياة السياسية، إضافة إلى اعتماد عنوان المقاومة مادة “تأليه” للأشخاص وأداة استبداد لقمع كل مخالف وتخوين كل حريص على تصويب وجهة وخيارات المقاومة. عزل المجتمع الشيعي عن همومه الوطنية، ومن الانخراط في ترسيخ الهوية الوطنية، هو أسلوب لم يعد مجديا، بل مدمر للجماعة الشيعية، فهذا الارتياب من كل ما تحمله الانتفاضة اللبنانية هو وقوف بوجه إرادة شعب يختزن روحاً جديدة ومشرقة، عابرة للطوائف، جاهزة للخروج من طائفيتها، وصنع مصيرها، وإنتاج ديمقراطية حقيقية لم نشهد منها سابقاً. ما تقترحه الانتفاضة اللبنانية وحملته “بوسطة الثورة” كرسالة سلام هو إصرارٍ على الاندماج في النسيج المجتمعي لا تضخيم هوية ترتاب بكل من حولها.  

 

ملحم خلف.. من «حامي» الثورة اللبنانية إلى نقيب محاميها

علي الأمين/جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

مفاجِئة هذه الانتفاضة اللبنانية، مباغتة في انفجاراتها الجميلة، مدهشة في حكمة القول وبلاغة الفعل، ملحم خلف نقيبا للمحامين، هنا مكمن الانتفاضة وفعلها المدهش، كيف استطاعت ان تخترق المشهد النقابي المصادر بهذه البراعة التي اعادت لمركز نقيب المحامين ألقاً افتقده منذ عقود، منذ تحولت هذه النقابة ورأسها الى عنوان تسويات حزبية سلطوية، ومعقلا لأصحاب السلطة، امس الأحد كان مسرحا لهذه الانتفاضة التي شهدتها النقابة، حين استلهمت من الساحات معنى أن تكون منحازا لقيم العدل والانسان وللبنان.

مشاركة خلف في أنشطة الجمعية مع عدد من المتطوعين ملحم خلف يمثل هوية هذه الانتفاضة اللبنانية، ربما لمن يعرف سيرة هذا الأستاذ الجامعي منذ (1990)، لا سيما في العقدين الأخيرين، سيكتشف اين هي جذور الانتفاضة اللبنانية وما هي مصادرها الاجتماعية والثقافية، وما هي هويتها. من لا يعرف “فرح العطاء”، تلك الجمعية التي انهمكت بالإنسان منذ أسسها في العام 1985، ليس في البعد الاغاثي فحسب، بل في بلورة الهوية اللبنانية التي هشمتها الحروب والاقتتال، من هنا تعرفنا على ملحم خلف، كان محام بالفعل وليس بالوظيفة، في يومياته وفي تفكيره وسلوكه في حسّ العدالة الإنسانية الطاغي على شخصيته، في المحبة التي يكنها للضعفاء والمظلومين، لذا كان تعبيرا صادقا عن فرح العطاء، تلك التي بثت الأمل وشقت طرق التلاقي بين اللبنانيين. مشاركة خلف في أنشطة جمعية فرح العطاء بعد العام 2005 ومنذ سيطرت ثتائية 8 و14 اذار على اللبنانيين، كان ملحم خلف يشق طريقا لبنانيا يؤكد من خلاله أن الحرب بين اللبنانيين ذاكرة يجب الاستفادة من مآسيها وعبرها، ومثل ذلك المشهد السنوي لتشابك الأيدي الرمزي  في 13 نيسان من كل عام في ساحة الشهداء أو أمام مبنى المتحف الوطني، رسالة تطلقها “فرح العطاء” الى كل اللبنانيين والى كل العالم، أن لبنان هو أقوى من كل الانقسامات السياسية الحادة، وأن الشعب اللبناني متمسك بوطنه بأرضه وبوحدته.

مشاركة خلف في أنشطة جمعية فرح العطاء تعرفه أزقة طرابلس كما بيروت وصيدا والارياف اللبنانية، بل حتى بغداد وغيرها من مدن العراق التي كان الراحل السيد هاني فحص أحد من اضاؤوا في مسيرة “فرح العطاء” وطريق ملحم خلف في المجتمع اللبناني وفي المجتمع العراقي، كما يكرر ذلك خلف في العديد من اللقاءات والمنابر. ولعل من أهم الثورات المتصلة بجذور الانتفاضة اللبنانية التي قام بها نقيب المحامين الجديد، هي المبادرة التي قامت بها فرح العطاء، لحماية وتنظيم أرشيف المحاكم في بيروت وتم إنجازها قبل اشهر قليلة، وهي مبادرة تنم عن هذا الحرص المسؤول على الحقوق وعلى العدل.

خلف يشارك في نشاط لجمعية فرح العطاء هذه الانتفاضة التي يصنعها اللبنانيون اليوم، تتفتح ثورة، في دواخلهم  قبل أي شيىء آخر، وفي انجاز انتخاب نقيب للمحامين، ما يظهر كيف أن هذه الروح الجديدة التي بثتها ساحات الانتفاضة، ها هي تحقق التغيير وتبعث في المؤسسات روح التغيير نحو الأفضل، انتخاب ملحم خلف نقيبا للمحامين، هو ثورة في هذه النقابة التي اسرتها معادلات اهل السلطة، وحوّلتها الى منبر عدالة شبه مشلول، مع ملحم خلف يمكن القول ان طريقا للعدالة في لبنان بدأ شقه، وطالما أن الانتفاضة متحركة ومتحفزة فان مسار التغيير لن يتوقف على حدود نقابة المحامين، بل كل النقابات التي صادرتها أحزاب السلطة وكتمت أنفاسها، في كل مؤسسات الدولة التي بدأ عصر انقاذها من براثن المحاصصة والفساد…

 

ساعة لبنانية.. مرونة الثورة وخيبة السلطة وحزبها المسلح

يوسف بزي/موقع سوريا/17 تشرين الثاني/2019

ما بين يومي الخميس والجمعة (14 و15 من تشرين الثاني)، أظهر الطاقم الحاكم في لبنان نفاد صبره تجاه التظاهرات والاعتصامات، وتوتراً شديداً إزاء حركة قطع الطرق الرئيسية في البلاد. خصوصاً وأن العقلية الأمنية والعسكرية لحزب الله تجعله بالغ الحساسية أمام ظاهرة قطع الطرق، بوصفها تهديداً جدياً لحرية حركته، وقد تمهد لعصيان مدني لا يطيق تصوره. وكان أقطاب السلطة في هذا الوقت منهمكين في مهمتين: الأولى، توليف صيغة لحكومة جديدة تضمن استمرارية سلطتهم وتخدع المواطنين من ناحية، وترضي المجتمع الدولي الذي لا يبالي حالياً سوى بـ"ضمان الاستقرار" من ناحية أخرى. والمهمة الثانية، إفشال التظاهرات وفتح الطرق وإجهاض الانتفاضة الشعبية، إما ترغيباً أو ترهيباً. مع نفاد الصبر، بانت السلطة عن ميل متهور لـ"المواجهة"، أي استخدام قدر محدد من العنف والتعسف والصدامات مع القوى الأمنية، والدفع بالجيش لفتح الطرق بالقوة إن لزم الأمر.

والحال أن قيادة الجيش تلتزم منذ 17 من تشرين الأول بمبدأ عدم تلقى الجيش تهديداً من حزب الله مفاده: إن لم تفتح الطرقات.. فسيخرج الحزب بنفسه لفتحها مهما كلف الأمر التصادم مع المواطنين، ورفض مبدأ وضع الناس بمواجهة الجنود، أو الانزلاق إلى مخاصمة التظاهرات. وأعلنت هذه القيادة مراراً أن مهمتها هي "حماية المواطنين". وطوال شهر تقريباً برهن الجيش عن انضباط تام وحذر شديد من أي توريط له. لكنه اضطر مرة واحدة أن يندفع إلى فتح الطرق عنوة ورغم إرادة المعتصمين والمتظاهرين، تحاشياً للأسوأ. إذ وحسب كل المعلومات الشائعة إعلامياً، تلقى الجيش تهديداً من حزب الله مفاده: إن لم تفتح الطرقات.. فسيخرج الحزب بنفسه لفتحها مهما كلف الأمر. وحينها انتبه الناشطون والمواطنون إلى هذا الأمر، وقرروا تسهيل مهمة الجيش وعدم الاعتراض. فانسحبوا وأخلوا الطرقات.

هذا التفاهم الضمني، أغاظ السلطة وزاد من النقمة على قائد الجيش جوزاف عون. وهو الذي بات معروفاً خلافه العميق مع جبران باسيل ومع وزير الدفاع (القومي السوري – العوني) الياس بوصعب.

بعد ظهر الخميس وحتى منتصف نهار الجمعة، حدث تطور أخطر. إذ أقدم التحالف السلطوي (عون وباسيل وحزب الله تحديداً) على خطوة سياسية بالإعلان عن تسمية محمد الصفدي لتشكيل حكومة على مقاسه وليس وفق مطالب جمهور المنتفضين، بما يشكل تحدياً سافراً للثورة.. كما أقدم على خطوة أمنية لا تتماشى مع سياسة قائد الجيش، تمثلت بتحريك أجهزة عسكرية ومخابراتية وأمنية تدين بالولاء إما للتيار العوني أو لقصر الرئاسة أو لحزب الله، لفتح الطرق بأسلوب "الشبيحة"، وبخطف واعتقال عدد من الناشطين وضربهم. وهذا التطور، يكشف عن لعبة خطرة تهدد وحدة الجيش وأجهزته، بما يخيف قيادته ويخيف سائر اللبنانيين. ويكشف أيضاً عن استعداد السلطة لمقامرة جنونية لترهيب اللبنانيين: اخرجوا من الثورة وإلا نخرب البلد. لن نسلم السلطة ولو بحرب أهلية. وهذا الابتزاز الواضح للبنانيين، يستند ليس فقط على عامل القوة وفائضها لدى حزب الله، بل على احتياطي "الثورة المضادة" الذي يشكله الجمهور الموالي للممانعة و"المقاومة" والجمهور العوني. لكن ما يردع حالياً تنفيذ هذا الابتزاز هو حاجة حزب الله للاستقرار، وحاجته لبقاء سلطة تحظى برضى دولي. فأي فوضى أمنية أو أي فعل عسكري يقترفه الحزب في الداخل، سيدفع الاتحاد الأوروبي خصوصاً (فرنسا تحديداً) والمجتمع الدولي عموماً إلى إعادة النظر بالتطبيع الذي يمنح الحزب شرعية سياسية في لبنان وشرعية شراكته في الحكومات وفي البرلمان.

لذا، لعبة "الأجهزة الأمنية" الموالية للسلطة هي الأنسب للحزب حالياً. فهل تكون فعّالة؟ أبدى أهل الثورة "مرونة" ميدانية تصيب السلطة بالحيرة. فمقابل مظاهر الشبيحة واعتداءاتهم، ومقابل عملية فتح الطرق بالقوة، بل ومقابل حادثة اغتيال الناشط علاء أبو فخر، أبدى الناشطون والمواطنون حساً مدنياً سلمياً فائقاً. وحولوا ما يتعرضون محاولة تلطيخ سمعة الجيش انكشفت، إضافة إلى انفضاح ولاءات بعض الضباط أو الأجسام الأمنية والعسكرية التي استتبعها النظام له له إلى رصيد إعلامي وسياسي وأخلاقي اجتذب المزيد من المنضوين في يوميات الانتفاضة. بل وتحفز الناشطون لابتكار أدوات ونشاطات وأساليب اعتراض وتعبير وحراكات تتفوق على "الحلول الأمنية" أو الإجراءات القمعية. لذا، وبعد 48 ساعة على "بروفة" الأجهزة الأمنية، تبين أن محاولة تلطيخ سمعة الجيش انكشفت، إضافة إلى انفضاح ولاءات بعض الضباط أو الأجسام الأمنية والعسكرية التي استتبعها النظام له. كما أن الغاية المتمثلة بترويع المواطنين لإبعادهم عن الساحات لم تتحقق. والأسوأ أن الخطوة السياسية بتسمية محمد الصفدي لتشكيل الحكومة، احترقت عملياً. لقد سقط محمد الصفدي حتى قبل "تكليفه" رسمياً. ليس فقط لأنه مرفوض من الشارع، بل لأن الطائفة السنية (صاحبة موقع رئاسة الحكومة) أبدت رفضها له. في هذا الوقت، كانت الثورة هادئة وبالكاد تنشط، كما لو أنها جعلت "الاستنفار الأمني" بلا طائل. فهي لا تحتاج هذه الأيام لقطع طرق أو تظاهرات، طالما أن كل شيء معطل. موظفو المصارف مضربون، المستشفيات أضربت يوم الجمعة. المدارس والجامعات مضربة. القطاعات الصناعية والتجارية مشلولة. الإدارات الرسمية معطلة والشركات مقفلة. بلد في حال ثورة وعصيان. فمن سيستهدف حزب الله؟ من ستعتقل المخابرات؟ والمعضلة الكبرى عند السلطة وعند حزب الله هي أنهما حتى ولو أقنعا كل اللبنانيين الآن بالخروج من الشوارع والساحات والذهاب إلى بيوتهم والتزام الصمت، فهما عاجزان تماماً عن حل الأزمة: الانهيار الاقتصادي والمالي. ولسبب بسيط، إنهما السبب. إنهما المنظومة التي أطاحت بالبلاد. فإن نامت الثورة ساعة واحدة فستندلع حتماً بعد الدقيقة ستين.

 

جيل الشباب وإخراج لبنان من القمقم الطائفي

د. منى فياض/الحرة/17 تشرين الثاني/2019

في كل مرة نزلت فيها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح كنت أجد منظرا مختلفا عن المرة السابقة. شكل ومورفولوجية المكان وطريقة توزع وانتشار البشر وما يتواجد فيها بينهم من خيم ودوائر ومحتجين وباعة ومعدات وسيارات تبث الأغاني والأناشيد وشاشة تعرض فيلم Winter on Fire: Ukraine's Fight for Freedom. الوجوه التي أصادفها تتغير باسمرار كأنها مياه نبع لا تنضب. نادرا ما التقيت بالأشخاص ذاتهم مرتين متتاليتين. عندما تنزل الساحات في أوقات الاحتشاد يتهيأ لك أنك أمام بحر متماوج يقذف بموجه على دفعات نحو شاطئ ما. تموجات من الشباب يخالطهم الأكبر سنا. لسان حالهم ما قاله لي أحدهم: "عم نتعلم من أولادنا، نزلت من أجلهم هيدا جيل ما عنده زعماء". استعادوا المساحات العامة التي كانت حكرا على السلطات. تحول موقف اللعازارية (من أشهر مباني وسط بيروت) إلى هايد بارك (يجب التفكير في الحفاظ عليه بهذه الصفة)؛ مساحة للقاء والتبادل والزيارات والتعارف والمحاضرات والنقاشات المفتوحة قانونية وغيرها. لسان حالهم "القائد في غيره"، ردا على مقولة القائد المعصوم وإلى الأبد. يريدون مسؤولا ورجل دولة مهتما بتنفيذ ما تريده الأكثرية وليس زعيما يلحقونه أينما يريد.

إنهم أحرار من بلد الحريات. تسير بينهم باطمئنان. يحاذرون التدافع أو المس بك أو إزعاجك بأي طريقة (سوى بعض المندسين الذين يمكن التعرف عليهم معظم الأحيان من وقفتهم أو نظراتهم الساخرة وملابسهم السوداء غالبا أو لهجة الهزء التي يطالعونك بها مع أو دون سؤال يوجه إليك دون مناسبة).

يتجاهل "حزب الله" الزخم الشبابي ولا يرى عمق التحول الحاصل

معظم الوجوه شابة نضرة تتطلع إليك بتعاطف وترصد حاجاتك، كما فعلت الصبيتان اللتان أصرتا على أن تقدما لي قنينة المياه التي لم أكن أملك فكة لشرائها. المشهد مختلف تماما عن الاحتجاجات في السنوات القليلة الماضية التي تلت الانتفاضة الكبرى في العام 2005 التي نتج عنها خروج الجيش السوري من لبنان.

حينها وبعد أن تراجعت القيادات التي سنطلق عليها "سيادية" بالترهيب والترغيب بدأت بوادر حراك مدني وتبعه حركة "طلعت ريحتكم" في 2015. تم إفشال هذه الحراكات من قبل السلطة القائمة بعدة طرق؛ فمن نزلوا إلى الأرض اختلفوا على شعار "كلن يعني كلن". عدة أطراف اعترضت لأنها كانت تجد أن زعيمها خارج هذه الـ"كلن يعني كلن". وانقسمت الحراكات وتم إخمادها مرحليا بآليتي الترهيب أو الترغيب. أدت الظروف التي تبعت تلك المرحلة، من تعطيل للانتخابات وللمجلس النيابي ولتأليف الحكومات، مع تداعي آليات الفساد الى إفلاس البلد ككل وانكشفت المنظومة السياسية الحاكمة متعرية من آخر ورقة توت مع انخفاض سعر صرف الليرة.

اكتشف الشعب اللبناني أنهم كتلة واحدة مستفيدة من الأوضاع التي أوصلونا إليها. كل ذلك جعل شعار "كلن يعني كلن" مطلبا معمما لجمهور الثورة الذي انضمت إليه شرائح شيعية وازنة لأول مرة. وكانت خطب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله تلقي في كل مرة المزيد من الضوء على الدور الذي يضطلعه الحزب في حماية الطبقة الفاسدة وفي الحفاظ على الأوضاع السائدة التي تمكن عبرها من مصادرة إرادة الشعب اللبناني. هدد نصرالله المحتجين وخونهم وأراد إدخال اليأس إلى قلوبهم من استحالة قدرتهم على التغيير. بعد كل خطبة كانت أعداد تزداد الغاضبين الذين بدأوا يستغربون اجتزاء معنى الكرامة. كرامة أمام إسرائيل في لبنان وليس في سوريا مثلا. "كرامة" لهدر كرامات اللبنانيين وإذلاهم وتجويعهم وطمرهم بالنفايات لتفتك بهم شتى الأمراض التي استجلبها تلوث البيئة اللبنانية بكافة الملوثات.

الطبيب الذي كان بمثل هدوء ونقاء المتصوف الهندي والزن الياباني بدأ معاينته لي بإفراغ قرفه مما أسماه "السموم" التي بثها من يفترض به حماية الدستور. السموم التي تنتشر بعد كل خطبة. ما لنا ولإيران! كفى، كفى، هي لسان حال كل لبناني.

حتى الطالب اليافع من جونية استطاع أن يعبر باختصار وفصاحة عن القرف العميم: "نزلنا لأن ما حدا بدو يسمعنا، لأن في لبنان حزبا معرفا دوليا أنه إرهابي، وصراحة نحنا جيل طالع لا نؤمن إلا بالجيش اللبناني يحمينا. وفيه نائب، هو أكتر نائب جاب أصوات بالبرلمان، جميل السيد، قال عبارة (لكم فسادكم ولنا سلاحنا). يعني غطوا سلاحنا ونغطي فسادكم. هذه هي المعادلة الوحيدة التي لدينا في الدولة للأسف. لازم نحط الأصبع على الجرح، ليسقط السلاح حتى يسقط الفساد...".

أما حديث الطالبة الغاضب التي تركت جامعتها ونزلت إلى الشارع، وبحّ صوتها وهي تصيغ مطالب جيلها الشاب: "هلق بتوصلكم رسالة من قبل الإدارة إنه يللي ما عمل فحصه حياخد صفر. بدي قلكم شي، نحنا هيدي سياسة القمع اللي عم تواجهونا فيها وبتعملوا امتحانات بوقت عم نتظاهر كرمال شعبنا هيدا شي ممنوع هيدي ثورة طلابية. بدي قول لكل الأشخاص الأكبر منا سنا اللي بقولوا هول طلاب ما بدهم يتعلموا؛ منقلهم لأ انتوا اللي منعتب عليكم صارلكم 30 سنة عايشين بهالقمع وساكتين. نحنا يللي مستغربين مش انتو. شو كنتوا عمتعملوا 30 سنة؟؟ ليش قابلين تعيشوا بالفساد؟ ليش قابلين تعيشوا بلا مي وبلا كهربا؟ (...) أنا حقوق المسيحيين ما بدي إياها، وحقوق الإسلام ما بدي إياها، ما دام حقوق الأكل والشرب وحقوق الكهرباء ما عندي إياها شو هالحقوق هيدي يللي عمتصونوها؟ شو هالحقوق يللي عمتحاربوا بعضكم كرمالها وشعبكم جوعان وبعدهم الجامعات بدهم يغطوا على أنه في ثورة. هيدي الثورة ثورة لبنان. لا ثورة حزب ولا ثورة دين ولا ثورة طائفة. هيدي ثورة ناس مثقفة ومعلمة بدها تنزّلكم يا جهلا...".

فقدت الطبقة السياسية الدرع الطائفي والمذهبي، صمام الأمان الذي استخدمته طويلا. فقدت حصانتها وأدوات عملها. انتهت صلاحيتها ولا تريد أن تصدق. وصفهم وزير الخارجية السابق ورئيس التيار الوطني الحر وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل "بالشلعوطين ونصف"، فنزلت التظاهرات تحمل يافطات وتصرخ: "نحنا الشلاعيط، نحنا الشلعوطين ونص". ينقل صحفيون قريبون من "حزب الله" أن "الحراك" انتهى وضمر. ويتهم أحزاب "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" و"المستقبل" بتحريكه مجددا. هذا في الوقت الذي كانت فيه التظاهرات أمام منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. هناك أوصتني صبية أن أنقل "أنها كانت مع المستقبل وتحب سعد الحريري. لكن راتبها تقبضه من فلان، صاحب البنك الذي تعمل فيه. والأزمة تطالها كما غيرها. وأنها لن تتبع زعيما بعد الآن". يتجاهل "حزب الله" الزخم الشبابي ولا يرى عمق التحول الحاصل ويقلل من أهمية توجد الشباب ليل نهار في مختلف المناطق دون كلل.

هذه الصبية، والطالبة والجيل الشاب بفتياته وفتيانه مع هذا الشعب، من حقهم أن يذهلوا العالم باللاعنف والوعي والرقي الذي طبع كل خطواتهم. يحق لهم أن يقولوا للجيل الكبر سنا "أنتم فشلتم فدعونا نأخذ عنكم المهمة. دعونا نبني لبنان الجديد الذي أراده رجال الدولة النادرين الذين حكموا وحوربوا من الطائفيين ومن الزعماء التقليديين، والذين لم يبلغ فسادهم نقطة في بحر الحكام الجدد. صار يحق لنا أن نحلم معهم بلبنان جديد لا طائفي بمناسبة اقتراب مئوية إعلان لبنان الكبير".

الملفت كان محاولة بناء جدار إسمنتي لقطع طريق نفق نهر الكلب. الأمر الذي ذكّر بثمانينيات القرن الماضي وتقسيم البلد وتقطيعه. سارع الشبان والمواطنون إلى فتح الطريق، وأعلن أحدهم أنه سلوك "لا يشبهنا بل يشبه الجيل اللي سبقنا. الجدار رمز الحواجز التي كانت تفصلنا. وقاموا بهدمه. نحن أزلنا الجدران (الرمزية)، نحن مع لبنان الجديد المنفتح على بعضه البعض". وأعلن شاب آخر: "الطائفية وراؤنا. لبنان واحد بلا طوائف. بدي اتنقل محل ما بدي مع صليبي وهو مع أي شعار ديني يريد دون عوائق".

شبعوا من أعلام الأحزاب والطوائف. لا يريدون أي أعلام، سواء رفعت أو حرقت، يريدون العلم اللبناني

يرددون: نحن نبني بلدنا. السلطة تحاول تشويه صورتهم فتعتقل شبانا سرعان ما يخرجون لبراءتهم من التهم. القانون والحقوق على كل لسان. أطلقت الثورة دينامية المحاسبة ولن يظل الحال على ما كان. بات القضاء محورا أساسيا من محاور التغيير، عبر نادي القضاة وعبر مجموعات المحامين الناشطين والمدافعين عن كافة الحريات والحقوق.

في موقف العازارية يجيبني أحمد: "شو بعمل هون؟ صيانة للوطن. قبل الثورة كنت أبحث عن فتاة أتزوجها لأهاجر وأترك البلد. كنت سأرضى بأن أضحي بحياة زوجية كما أريد كي أتخلص من الوضع". تسأل المذيعة تلميذة صغيرة: ألا تخافين على سنتك الدراسية؟ فتجيبها: "نحن نضحي الآن ونخسر القليل كي نربح الكثير فيما بعد. أنا أدرس وأتخرج وأجلس مع أهلي في البيت فما نفع دراستي؟ نخسر الآن لنربح بعدين. بدنا نستعيد مستوانا". لسان حال الجيل الأكبر حمله رجل من حي التنك المدقع في فقره: "جيلنا جيل حرب وسلاح، جيلهم جيل علم". هذا الرجل يقول للمذيعة "يكفيني 15 ألف ليرة يوميا، أي 10 دولارات بسعر الصرف الرسمي، لأعيش بنعمة الله". أخبرني صديق صحفي أن أولاده من جيل الثورة لا يشاهدون التلفزيون، إنه متروك للجدات والأهل. قد يظن المرء أنهم لا يتابعون الأخبار لكن عندما يشير والدهم إلى حدث، يجد أنهم يعرفونه قبله. لم يعودوا بحاجة إلى الرغي، يفتحون هاتفهم الذكي يكبسون بعض الأزرار ويحصلون على ما يريدون. غوغل يوفر فائضا في المعلومات. ولا إضاعة للوقت.

إنهم شباب الألفية الثالثة، يمثلون الطفرة الديموغرافية ويشكلون حوالي 60 بالمئة من السكان في العالم العربي وفي لبنان. لديهم طموحات ومتطلبات يريدون الحصول عليها. متعددو الألوان والاطياف والاتجاهات من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار من الذين لديهم مهارة صياغة الشعارات بسبب تجاربهم السابقة، مرورا بالبراغماتيين الذين يريدون أن يعيشوا كما بقية شباب العالم. حصلت قفزة جماعية قضت على الفكرة المسبقة القائلة إنهم جيل غير مثقف لأنهم جيل الإنترنت. ساد الاعتقاد لوهلة أن النضال صار يقتصر على الفضاء الافتراضي وتحول إلى "لايكات" في عالم الرفيق مارك زوكربرغ. لكنه جيل يعرف. جيل يريد أن يغير وأن يعيش ككل شاب وشابة في العالم الأول. لم لا؟ لم علينا تصدير أدمغتنا التي يصرف على أعدادها وتعليمها مئات آلاف الدولارات! ثورة جيل الألفية الثالثة. جميع المولودين بعد التسعينيات لم يعرفوا الحرب لكنهم ورثوا أمراء ميليشياتها ولا يفهمون لم يجب أن يحكمهم هؤلاء وبهذه الطريقة؟ إسرائيل عدو ولكن مقاومتها لا تعني هدر حقوقهم وكرامتهم بحجة تحريرها! كما يريدون البقاء في بلدهم، وأن يعيدوه جميلا وحرا سيدا ومليئا بالحياة. السيادة تعني أيضا الكرامة والحفاظ على مقدرات الوطن. شبعوا من أعلام الأحزاب والطوائف. لا يريدون أي أعلام، سواء رفعت أو حرقت، يريدون العلم اللبناني.

مقولة "الشعوب" اللبنانية التي استحسنها بها البعض انتهت إلى غير رجعة

جيل الشباب قام بثورته الحقيقية. ثورة، ليس بوست مودرن، هذه تعابير قديمة. إنها ثورة العصر الرقمي السيبراني. ثورة عصر النانو الذي يسبر عوالم لا متناهية ويتخطى كل حدود. إنهم جيل يتمتع بثقافة شاملة مختصرة وجامعة تصيب الهدف وتتخطى ما نعهده. وأول ما تشمل الحق بالحصول على ما نصت عليه شرعة حقوق الإنسان. يسبقون جيل الآباء ويعرفون ما يريدون. ثورتهم مختلفة لأنها ثورة حقيقية تغير المجتمع ككل وتتفاعل مع العقل الجمعي فتحدث فيه انقلابا لا رجعة عنه. الثورة ليست فقط بتغيير الحكام بل بتغيير الذات وتمكينها ورفدها بالقدرة في الدفاع عن النفس. جيل الألفية الثالثة اللبناني تغلب على الإحباط واليأس وتبين أنه لا يهرب من المسؤولية ولا من المواجهة بل قادر عليهما. إنهم ينفذون أكبر عملية اختلاط للمكونات اللبنانية ليس منذ انتهاء الحرب الأهلية، بل منذ تأسيس لبنان الكبير. جيل ما بعد الحرب لديه لغة أخرى لا يفهم لغة الحرب. هم جزء من جيل الميلينيوم. لا يفهمون التعابير المذهبية التي تستخدم في غير مكانها الصحيح، ولا يفهمون لغة العنف، ولا يفهمون قدسية جهة تمارس السياسية الدنيوية والبراغماتية وتتجاهل حقوقهم الأساسية. مقولة "الشعوب" اللبنانية التي استحسنها بها البعض انتهت إلى غير رجعة. لقد خرج المارد اللبناني من القمقم الطائفي.

 

«الحراك الجنوبي» يصدّع «الثنائية المتسلطة».. صور نموذجاً

علي الأمين/جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80633/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%8a%d8%b5%d8%af%d9%91%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7/

الجنوبيون ليسوا بأفضل أحوالهم منذ زمن بعيد. يعيشون يوميات مقيتة في ظل قبضة حديدية تمارسها "طغمة ثنائية"، نصبت نفسها والية عليهم ووليّة أمرهم بالأصالة والوكالة. تعتمل قلوب شريحة لا بأس بها من أهالي جبل عامل يوماً بعد يوم، ويكظمون غيظهم التاريخي من جراء التمادي في التهميش وسرقة لحظات حرية يستحقونها. انتفاضة 17 تشرين الأول كانت نقطة التحولات العظيمة في كل لبنان،  وكان للحراك الجنوبي حصّة ودوراً  وحضوراً متمايزاً، بالتزامن مع الخصوصية الجنوبية التي سبقتها وتمثلت بالحدث، الذي يفترض أن يكون  ديمقراطياً، في قضاء صور وفي الجنوب عموما، هو الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء صور،  الذي خلق حالاً من القهر والتململ. فالانتخابات التي كان موعدها في 15 أيلول أي قبل شهر من انتفاضة صور في 18 تشرين الأول، لم تجر لأن أحداً لم يُقدم على الترشح في مقابل مرشح الثنائية الشيعية الحاج حسن عزالدين، أو بسبب انسحاب سيدتين ترشحتا في مواجهة عزالدين، مايا خضرا التي انسحبت وانكفأت بسبب ما نالها من اتهامات وتهديد وضغوط أعلنت هي نفسها عنها في رسالة صوتية مؤثرة، وانسحاب الثانية المحامية بشرى الخليل التي استجابت من “موقع الاعتزاز وبتأثر وطني وقومي ووجداني”، إلى طلب الأمين العام لحزب الله بالانسحاب من المنافسة مع “مرشح المقاومة”.

قهر الجنوبيين.. بالتزكية على هذا المشهد الدرامي انتهت الانتخابات بالتزكية وبفوز الحاج حسن عزالدين بالمقعد النيابي الذي فرغ باستقالة زميله ورفيقه في حزب الله النائب السابق نواف الموسوي، دراما الانتخابات وما رافقها من وجدانيات السلطة والمقاومة، رافقتها سوريالية لم يكن يمكن فهمها قبل انتفاضة 17 تشرين الأول، فالانتخابات وفوز مرشح الثنائية الشيعية، كان في الشكل مخالفا لقانون الانتخاب، باعتبار ان انسحاب  الخليل من السباق جاء بعد الموعد الأقصى المحدد قانونا لقيام المرشح بالانسحاب، ولم تجر عملية الاقتراع في خطوة مخالفة للقانون، بحيث الحقت بإعلان فوز عزالدين بالتزكية.

هذه الدراما والسوريالية عكست في حينه حجم الاطباق لدى الثنائية الشيعية على المجتمع، ذلك أن اشباع نهمهما للسلطة والاستئثار، لم يقتصر على سيطرتهما الكاملة على التمثيل النيابي الشيعي، ولا استحواذهما على التمثيل الوزاري، والتحكم بالإدارة العامة، وسيطرتهما الى حدّ بعيد على الأجهزة الأمنية والعدلية والقضائية، والمؤسسات العامة والبلديات، نهم السلطة احدث استعلاءً وصل الى الحدّ الذي ارادا فيه من المجتمع الانتخابي على وجه العموم، ان ينتقل من فكرة الاختبار الانتخابي المضمون في نتيجته لصالح الثنائية، الى عدم قبول بفكرة الترشح في وجه الثنائية، واعتبار الترشح في وجه مرشح الثنائية عملية تتسم بالخيانة أو التطاول على سلطة الثنائية الممتدة من الأرض الى السماء.

في المقابل لم يكن نبض الاعتراض ولا المجموعات المعارضة في الممارسة خارج هذا التسليم لمنطق الثنائية، سواء كان  طوعا أو كرهاً، هذا في الشكل ولكن في المضمون كان ثمة قناعة شبه راسخة لدى معظم هذه النخب الاعتراضية والمجموعات حولها، أن لا طائل من المواجهة طالما أن السطوة الأمنية والسياسية لدى الثنائية لن تتراجع عن قمع وشيطنة أي قوة معارضة لسلطتهما السياسية والإدارية، في ظل غياب فاضح لسلطة القانون ولمؤسسات الدولة المحايدة، وهذا ما كانوا خبروه في الانتخابات النيابية السابقة ٢٠١٨، وفي كل المحطات السياسية والمطلبية خلال اكثر من ربع قرن.

إحراق “إستراحة صور”.. رمزية النفوذ في 18 تشرين الأول وبالتزامن مع التحركات والاحتجاجات في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية، اختار المحتجون في مدينة صور النزول الى الشارع، واندفع بعضهم بشكل عفوي على ما أظهرت التحقيقات المسرّبة من قبل الأجهزة الأمنية، نحو استراحة صور، التي احرق بعض المحتجين جزء منها. واختيار مبنى الاستراحة، كان لما يحمله من رمزية لنفوذ السيدة رنده بري، اذ ان الاستراحة في صور كانت تشكل في وعيّ الصوريين والجنوبيين على وجه العموم، نموذجا لكيفية استخدام السلطة من أجل المنافع الخاصة، وعلى رغم النفي الذي صدر لجهة علاقة السيدة بري باستراحة صور، لجهة استثماراً أو ملكية، فان رسوخ هذه العلاقة بصورتها المنفرة في وعي أبناء صور أمر لا يحتاج الى التدقيق أو التحقق. على أن اللافت أنّ عملية المسّ برموز السلطة من خلال الشعارات أو الشتائم التي وجهها بعض المحتجين في صور، لم تصدر عن تلك الجهات أو النخب المعروفة بخصومتها مع الثنائية أو تجاه حركة أمل، ما كان لافتا في هذه الاحتجاجات أن معظم الذين تدفقوا الى الشارع، كانوا من الشباب الى جانب كونهم من البيئة التي تعتبر موالية للثنائية أو على الأقل ليس معروفا عنها ايّ اعتراض علني، وهذا ما اربك حركة أمل بالدرجة الأولى، باعتبار ان مدينة صور وقضاءها يعتبران معقلا أساسيا لحركة أمل والرئيس نبيه بري، على رغم التراجع في النفوذ لصالح حزب الله.

احراق استراحة صور عملية احراق الإطارات في مفاصل الطرق وعلى الاوتوستراد الساحلي في الجنوب، قام بها مناصرون لحركة أمل، ممن عبروا في خروجهم هذا عن غضب مكتوم، لم يستطيعوا تفجيره في مناسبات تنظيمية لحركة أمل (المؤتمر العام) ومنهم من جرى تهميشه ووقف رواتبه، وبالتالي شكل هؤلاء عنصراً مشجعاً للعديد من المواطنين الذين خرجوا الى الطرقات في اكثر من بلدة، كان من ابرز مؤشراتها حرق الإطارات في معظم التقاطعات الرئيسة في الجنوب وتحديدا في الفترة الممتدة بين 18 و20 تشرين الأول. “الثنائية” تنقض على المحتجّين اندفاعة المواطنين في التعبير عن غضبهم ضد السلطة، واعتراضاً على سياسة الافقار وعلى البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، كان ينطوي على انتفاضة يمكن وصفها بالداخلية في حركة أمل نفسها، واذا كان حزب الله اكثر تماسكا من الناحية التنظيمية، واكثر قدرة على افهام محازبيه حقيقة ما اعتبره مؤامرة على المقاومة، فان ذلك لم يمنع من تفلت بعض الذين يندرجون في اطار المناصرين له، لكن ذلك بقي محدودا، وان أحدث بعض الترددات لاسيما على مستوى بعض رجال الدين، ما لبث حزب الله أن قام بعملية امنية اجتماعية استطاع من خلالها الزام من خرج من رجال الدين معترضا على الحكومة وسياساتها الى العودة نحو منازلهم مع التزام الصمت. من جهتها قامت حركة أمل في البداية وفي 19 تشرين بتنظيم تظاهرة مسلحة في صور قادها النائب علي خريس، لعب جزء منها دور البلطجية ضد المحتجين، فيما وصف النائب خريس هؤلاء بالعملاء للعدو وللسفارات، هذا السلوك من قبل حركة أمل استكمل بحركة اتصالات تضمنت تهديدات للمشاركين في الاحتجاجات، واغدقت الوعود على عناصرها المحتجين، بإعادة مخصصاتهم المالية وبتغيير في الأشخاص المسؤولين في مواقع حركية. وفي مقابل هذه الوعود تم طرد العديد من العاملين في مؤسسات خاصة وعامة، ممن شاركوا في الاحتجاجات، وتم تهديد أقرباء بعض المشاركين بالتضييق عليهم في حال لم يمنعوهم من المشاركة في الاحتجاجات، وساهمت وسائل الضغط هذه مع عملية الشيطنة للاحتجاجات في لجم الاندفاعة النسبية للمواطنين، لكنها لم تستطع ان تنهي مشهد الاعتصام في صور فضلا عن النبطية وكفررمان. إقرأ أيضاً: فيديوهات توثق اعتداء الثنائي امل وحزب الله على المحتجين في النبطية الحراك الجنوبي يصدع القوى المتسلطة الحراك الجنوبي ولا سيما في مدينة صور، احدث اهتزازاً قويا في بنية سلطة الثنائية الشيعية، بحيث بات من الثابت ان الجنوب قبل 17 تشرين هو غيره في 17 تشرين، المشكلة ليست في المجموعات التي تعادي السلطة او تتمايز عنها، بل في البيئة المجتمعية التي توصف بالموالية للثنائية الشيعية، فالانتفاضة الفعلية هي داخل حركة أمل وليس خارجها، بخلاف حزب الله الذي يتماسك تنظيميا ولا يتأثر محازبوه ماليا وهم مقتنعون بأن قائدهم السيد حسن نصرالله عند كلمته، حين يؤكد لهم أن الملاءة المالية لحزبه لن تتأثر لاسيما لجهة دفع رواتب المحازبين، لكن ذلك لا يلغي حقيقة تصدع العلاقة بين الحزب وبعض المؤيدين له في البيئة الشيعية، والتي اضطرته الى أن يصل الى التهديد وعلى طريقته الأمنية الى العديد من الناشطين، بل ثمة من وجّه رسالة اعتداء وتهديد من خلال ارسال مجموعة من البلطجية للاعتداء على احد رجال الدين الذي شارك في الحراك، وقرر هذا الرجل الدين بعد الإهانة الجسدية والتهديد أن يلتزم منزله.

تظاهرات النبطية الى غير ذلك من وسائل استخدمت في سبيل رفع كلفة الاحتجاج لدى الجنوبيين، وهو يعكس أسلوباً قمعياً لم يصل الى استخدامه في مراحل سابقة، وهذا لا يعني بالضرورة أن ليس لدى حزب الله من يتبعونه من دون سؤال، بل ثمة تاييد كبير له في البيئة الشيعية، لكنها تعاني من ارباك وظروف مختلفة عن أيام البحبوحة التي تبعت حرب تموز 2006 ، وهي باتت تنصت الى مايقال عن الفساد، وباتت تشير الى معنى العلاقة بين حزب الله والفاسدين، من دون ان تلامس اتهام حزب الله في هذا الجانب، ومن دون ان تقوى على الخروز من العزلة المجتمعية، قصارى ما يجيب عليه حزب الله هذه القاعدة هو ان المؤامرة مستمرة على المقاومة والسلاح، وأن على الناس ان تتحمل ضريبة الفساد في مواجهة المؤامرة، قد يبدو هذا الكلام غير مقنع لكنه يساعد على كظم الغيظ لدى بيئة حزب الله ضد الفساد والضيق المعيشي، الى جانب عنوان آخر يجري اعتماده في البيئة الشيعية، هو أن ما يجري في لبنان وفي العراق هو امر خطير يريد للشيعة ان يعودوا محكومين لا حاكمين. مستوى الشعارات والمنطق الذي تروجه الثورة المضادة في الجنوب، بات يفتقد نفس القوة والفاعلية التي كان عليها في زمن الحرب على الإرهاب وإسرائيل، المشكلة أن الناس تعرف من يفسد ومن يسرق وقد تتسامح معه الى حين ولكن ليس الى الحدّ الذي تجوع، ويمكن ان تتقبل الكلام عن الطائفة الحاكمة، ولكنها تريد أن تلمس مكاسب الحكم من جهة، وان تصدق أن بقية اللبنانيين لاسيما ان اقرانهم من اللبنانيين المنتفضين هم فعلا لا يريدون دولة يسقط فيها الفاسد وينعم في ظلالها المواطن الشريف.

 

قمع الثورة اللبنانية وارد بقرار إيراني وبمباركة روسية

راغدة درغام/ايلاف/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80636/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%82%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%af/

ستزداد الخُطورة على الثورة اللبنانية بسبب قرارات إيرانية وروسية تنوي إجهاض انتفاضة اللبنانيين على "حزب الله" وتعتزم نصب الحزب "وكيل الاستقرار" في لبنان دون غيره. ما لم يكن أبناء هذه الثورة الراقية والرائعة جاهزين للتضحية بالأرواح والمُثابرة لزمن طويل بالرغم من العناء والدماء، ستُعلن القيادات الإيرانية الانتصار وستبلّغ الى القيادة الروسية انها حقاّ نفّذت الوعود التي قطعتها لها بأنها ستوقف المظاهرات اما بالقوّة أو بالإنهاك أو بالاستنزاف.ظاهرياً، تزعم طهران وموسكو ان هذه الثورة ليست ضد "حزب الله" بل هي ضد الفساد. انما ضمنياً وواقعياً، تعي العاصمتان تماماً أن هذه الانتفاضة لا تَعفي "حزب الله" من المحاسبة ولا تستثنيه من تهمة الفساد. والأهم، انها ثورة وطنية سلّمية رفعت الأعلام اللبنانية فقط لتشدّد على استعادة القرار في شأن مستقبل لبنان ليكون حصراً لبنانياً وليس إيرانياً كما هو الحال وكما تقرّ قيادة "حزب الله" بنفسها بإعلانها الولاء لمرشد الجمهورية الإسلامية وإقرارها بأن أموال "حزب الله" وسلاحه وصواريخه وعتاده، كلّها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبفضلها. طهران اتخذت قرار منع سقوط "حزب الله" ضحيّة للثورة اللبنانية بأي ثمن وكيفما كان، وهي عازمة، كما أبلغت القيادة الإيرانية الى الروس، على استخدام الوضع الراهن لمضاعفة نفوذ "حزب الله" وتعهّدت أنها ستعيد لبنان الى "الحياة الطبيعية" حتى لو "اتخذ النفوذ شكل القوة" من أجل "فرض القانون والنظام". بكلام آخر، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتزم كسر شوكة الانتفاضة اللبنانية بالقوة لأنها لن تسمح تحت أي ظرف كان أن تخسر نفوذها وتسلّطها على لبنان. اضافةً، انها تنظر الى لبنان كساحة مهمة في المبارزة بين طهران وواشنطن وتعتبر "حزب الله" أغلى ورقة لديها لن تفرّط بها مهما كلّف الأمر. هنا تزداد الخطورة على ثورة الأجيال المتداخلة التي انتفضت على فساد الطبقة السياسية والطبقة الحاكمة في لبنان بما فيها "حزب الله". انها أمام مشروع اقليمي ضخم لن يسمح لها أن تكون عثرة في طريقه أو أن تنضج لدرجة الإطاحة بإنجازاته. وبالتالي لا مناص لهذه الثورة من أن تدرس بعمق الأبعاد الإقليمية والدولية وأن تتبنّى خطوات استراتيجية وتكتيكية لضمان استمرارها، والاستفادة من إنجازاتها، ووضع آلية براغماتية لتنفيذ مطالبها بتدريجية وبتماسك. لا يجوز لهذه الانتفاضة أن تنطفئ، كما يراهن "محور الممانعة" لأسباب وجودية ويراهن كل فاسد في الطبقة السياسية الجشعة. فإذا كانت حقاً ثورة، انها لمسيرة صعبة وطويلة ودموية، وأول أبطال هذه الثورة هو علاء أبو فخر الذي أسقطته رصاصة اغتيال الثورة، فبات أيقونةً لها.

الولايات المتحدة ليست من أطلق الحراك الوطني التلقائي في لبنان وإنما تمعّن القادة السياسيين في نهب البلاد بلا حياء أو تردد هو الذي أطلق الحراك. انه انقلاب على وقاحة الطبقة الحاكمة وليس إملاءً من واشنطن، كما يريد البعض أن يثرثر.

أما وأن الانتفاضة تحوّلت الى مسيرة ثورة جديّة على حكومة التسوية التي فرضها "حزب الله" تفاهمياً مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال عون، فإن ذلك بالطبع أمر تُرحب به واشنطن لأن سياستها العلنية هي تضييق الخناق على "حزب الله" عبر العقوبات وتوسيع العقوبات لتشمل مَن يوفّر له الغطاء السياسي. فلا عجب أن تصفّق واشنطن لانتفاضة اللبنانيين أخيراً على وضعٍ غير طبيعي ان كان لجهة الانصياع للصمت على الفساد أو الانصياع للقبول بسيطرة "حزب الله" على لبنان. إنما واشنطن لم تصنع الثورة في لبنان، كما يثرثر الذين أُصيبوا بالهلع من ولادة الثورة ومن استمرارها. ان هذه الثورةصناعة وطنية.

لذلك، لا يليق بروسيا أن تنظر الى الثورة اللبنانية بهذا القدر من التحقير وكأن الشعب اللبناني دُميةً أو نكتةً للسخرية، ولا يجوز لها تحجيم الناس ومطالبهم الى مجرد حجر في ألاعيبها الإقليمية.

القيادة الروسية على مستوى رئاسة الجمهورية وكما يعبّر عنها وزير الخارجية سيرغي لافروف تُعطي الانطباع بأنها ضد الناس في الثورات العربية. انها ضد الناس في لبنان، تتهكّم على مطالبهم باسترخاء وبتدخّل فاضح مع طرفٍ في الحكم، ضد الناس. هكذا بدا سيرغي لافروف وهو يرد على سؤالٍ لي أثناء جلسة في "منتدى باريس للسلام" عندما استهزأ بالمطلب الأساسي للثورة وهو تشكيل حكومة تكنوقراطية من غير السياسيين الحزبيين معتبراً أنه مطلبٌ "غير واقعي" داعماً بذلك موقف "حزب الله" الذي يصرّ على حكومة سياسية جوهرياً حتى وان تم تطعيمها ببعض الأخصائيين من التكنوقراط.

 تقول المصادر الروسية أن موسكو تنظر الى "اللااستقرار" في لبنان كمصدر تهديد لجهودها داخل سوريا لضبط الأوضاع هناك سيّما وانها أمام مهمة معقّدة وغير مضمونة النجاح لصالح روسيا. خوفها أن يتطوّر اللااستقرار في لبنان لدرجة التأثير على سوريا. لذلك ان روسيا "لا تدعم المظاهرات"، وفي نظرها ان "الحكومة التكنوقراطية لا تملك الكفاءات والقدرات لضمان الاستقرار" وان "الحكومة غير السياسية ليس في وسعها ضبط الأمور" في لبنان.

"فقط حزب الله وإيران هما القادران على ضبط البلاد وفرض القانون وضمان الاستقرار"، قالت المصادر الروسية وتساءلت "مَن هناك غير حزب الله وإيران؟" وأضافت "ان روسيا تنظر الى المسألة من منظور ان بسط نفوذ حزب الله على لبنان أفضل من اندلاع حرب أهلية فيه لأن الأساس لها هو عدم انتشار اللااستقرار".

ماذا عن الجيش اللبناني كضامن للاستقرار والقانون والأمن واستقلال البلاد؟ يُجيب المصدر الروسي "الجيش موضوع آخر. الجيش يعني ان البلاد لن تتوصل الى الاستقرار. يعني الحكم العسكري. بالنسبة لنا، من الأسهل بكثير التعامل مع حزب الله وإيران من التعامل مع الجيش اللبناني".

لعل علاقة واشنطن مع الجيش هي التي تزعج موسكو. هذا شيء، إنما أن تدعم روسيا تمتين وتوسيع نفوذ إيران على لبنان، فإنها بذلك تنتهك مبدأ السيادة للبنان وتتعمّد تحقير الجيش اللبناني تحت ذريعة معارضة وهمّ الحكم العسكري. هذا لا يليق بدولة لها عضوية كاملة في مجلس الأمن تعهّدت الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين واحترام السيادة للدول.

"هكذا هو الأمر" It is as it is قال المصدر الروسي "ان هذا الحل هو مقبول لنا أكثر من خيار اللااستقرار في لبنان. وحدهماإيران وحزب الله هما القادران على فرض الاستقرار". أضاف "ان العنف يتزايد، وهمّنا الأول هو ألاّ ينمو اللااستقرار في لبنان".

ما كشفه المصدر هو ان طهران أعطت موسكو "وعداً بتهدئة الأوضاع واعادة البلد الى حالته الطبيعية وذلك عبر وضع نهاية للمظاهرات واستئناف الأمور والحياة الطبيعية". كيف سيحققون ذلك؟ بقوة السلاح؟ يجيب المصدر "وعدونا بأنهم سيسترجعون البلد من المظاهرات وسيستعيدون فرض النظام والقانون". وهل ستغض روسيا النظر اذا تم تنفيذ الوعود الإيرانية باستخدام القوة العسكرية؟ يضحك المصدر ضحكة السخرية ويقول "وعدونا. نحن لا نريد اللااستقرار. اللااستقرار في لبنان ليس في المصلحة الروسية".

هذه وصفة خراب، وهذا ما يجب على صنّاع القرار في موسكو أن يدركوه. رهانهم الآن هو على اندثار الثورة حتى لو كان ذلك نتيجة تخويف بهدر الدماء أو فعلاً نتيجة هدر الدماء. المواقف الروسية من الوعود الإيرانية تكاد تكون بمثابة إعطاء "الحرس الثوري" في طهران "رخصة قتل" للمتظاهرين في لبنان. فحذار. حذار أن يفوت ذلك شباب الثورة في لبنان. وحذار ألا تستدرك القيادة الروسية تداعيات استثماراتها السيئة في تدعيم النفوذ الإيراني في لبنان على حساب السيادة اللبنانية. حذار أن تمارس "الأسرة الدولية" هواية تجاهل مثل هذه الانتهاكات للسيادة اللبنانية سيّما وأن دعم روسيا لتوسيع إيران نفوذها في لبنان يعني عملياً دعمها للقضاء على ثورة شعبية لبنانية.

"محور الممانعة" الذي تدعمه موسكو يسوّق أمامها أن كتلته البشرية أكبر من حجم المتظاهرين ضد الفساد والطائفية وعنجهية حُكم الطبقة السياسية. يقول هذا المحور ان شارع "حزب الله" إذا نزل الى الساحة، وشارع حليفه "التيار الوطني الحر" وحدهما يشكّلان زحفاً بشرياً أكبر.

ما لا تشكّله الكتلة البشرية هذه هو استقلالية القرار اللبناني واحترامه الجيش اللبناني. رئيس الجمهورية الذي لطالما تباهى باحتضانه الجيش اللبناني كأولوية إنما هو اليوم رهينة انتمائه الى محور هو عملياً ضد الجيش اللبناني. انه بصمته على المشروع الإيراني في لبنان ومباركته له إنما يقصف وطنيته ويغتال جيشه لأن مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أن تكون قوات "حزب الله" هي البديل عن الجيش اللبناني. ليس في بال قيادة إيران و"حزب الله" اعطاء القيادة للجيش اللبناني. فتصّرف أيها الرئيس على أساس هذه المعادلة قبل أيةٍ أخرى. تذكّر القسم الذي أديّته. فلا يليق بك لأي سبب كان أن تكون شاهداً على اغتيال ثورة شبابك المحقّة بقرار إيراني.

حذار ما تستثمره في عدم العودة عن قولك للبنانيين "هاجروا" ان لم يعجبهم حكمك. هذه آخرة لا يتمناها اللبنانيون لأي رئيس جمهورية. هؤلاء المتظاهرون من النساء والرجال، شباباً ومسنّين، عزّ عليهم كثيراً ما قلته لهم. عُد عن كلامك عبر أفعالك. طمأنهم أنك لست وكيل زعامة محور الممانعة في طهران وإنما أنت رئيس الجمهورية اللبنانية. افعل ما عليك أن تفعل لتستعيد الثقة، فواجب عليك أن تمنع تحوّل الثورة السلمية العادلة في لبنان الى مشروع "الحرس الثوري" أساسه إنهاء الثورة بدمويّة بحجة تثبيتك في الحكم كرئيس للجمهورية اللبنانية.

لا يهم ماذا يدور في فلك العلاقة الأميركية – الإيرانية وما إذا كان في واشنطن توجُهاً نحو انقلابات عالمياً أو اسقاط أنظمة عبر عقوبات خانقة. المهم هو ما يدور في ذهنك وفلكك كرئيس للجمهورية اللبنانية.

واشنطن واضحة في عزمها على خنق إيران وأذرعتها اقتصادياً بهدف تغيير سلوكها نووياً وصاروخياً وإقليمياً لتكفّ عن التوسّع في الجغرافيا العربية وفرض نموذج "الحرس الثوري" في الدول السيادية. "حزب الله" هو النموذج الأنجح للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ولذلك، ان الواقعية السياسية تدفع الى الاعتراف ان لبنان تحوّل الى ساحة توسّع ونفوذ إيرانية أساسية ومصيريّة للنظام في طهران الذي يعتبر الانتفاضة الشعبية خطيرة عملياً على مشروعه حتى وان كان هدفها الرئيسي محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين في الطبقة الحاكمة. بالمقابل، تنظر واشنطن الى لبنان بأنه محطة مهمة في عملية تطويق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومشاريعها التوسعيّة سيما وأن خاصرتها ضعيفة الآن في العراق وسوريا واليمن وفي الداخل الإيراني حيث سيحدث الانفجار الكبير إذا انتفض الإيرانيون ضد النظام وضد الجوع والعزل الذي سبّبته العقوباتالأميركية وضد القهر الذي رافق سلطوية النظام.

الوضع الداخلي في إيران يُقلق حكّامها كثيراً وهم عازمون على التضحية بآخر لبناني ولبنانية لإنقاذ مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الانهيار داخلياً واقليمياً. حتى الآن، يتجنّب "حزب الله" اتخاذ إجراءات على نسق تشكيل حكومة من لون واحد، أي حكومة مواجهة، لأن ذلك القرار سيجرّه الى مواجهة مباشرة مع الثورة الشعبية. لكن قرار قمع الانتفاضة وبتر الثورة تم اتخاذه في طهران، إذا لم يندثر وينطفئ حراك التمرّد على الوضع الراهن في لبنان، من فساد حكّامه الى تسلّط "حزب الله" عليه بسلاحٍ إيراني.

أمام هذه المعادلة، ان الجيش اللبناني هو صمّام الأمان. فإذا اختار رئيس الجمهورية اللبنانية لبنان فوق إيران، أمامه ألاّ يخشى مما يسميه بـ"الحرب الرابعة" إشارة الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين المتظاهرين، بل ان ينقلب على عناده وتعاليه وتحالفاته السياسية ويفاجئ نفسه والناس. وإلاّ، ستتلطخ أياديه وأيادي كامل الطاقم السياسي الحاكم بدماء الشباب اللبنانيين كخدمة مجانية لإيران.

 

إيران... أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

النظام الإيراني المأزوم داخلياً وخارجياً، لم يعد يواجه مظاهرات الدول التي تعبث فيها أذرعه الميليشياوية كلبنان والعراق، فقد أصبح يواجه الغضب الداخلي المكبوت والمتفاقم، فالمظاهرات الشعبية الإيرانية الساخطة وقودها الفقر والجوع والبطالة وغلاء المعيشة، وليس «المندسين» و«العملاء» والشيطان الأكبر، شماعات النظام الإيراني المتكررة في كل أزمة تواجهه، المشكلة داخلية مطلقة وليست مؤامرة خارجية. فالمظاهرات ووفق وكالة الصحافة الفرنسية «كانت بين الكبيرة في مدينة سيرجان والمتفرقة في مدن مشهد (شمال) وبيرجند (شرق) وبندر عباس (جنوب) وكذلك في غشسارات والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر جنوب غربي إيران»، مما يؤكد أن الأزمة متفاقمة وليست محدودة، وأن المظاهرات شرارتها ارتفاع أسعار الوقود، ولكنها نتيجة أزمات أخرى مكبوتة ومقموعة يعاني منها الشعب الإيراني منذ صعود نظام «ولاية الفقيه» زمن الخميني إلى زمن خامنئي، الذي دأب على استخدام العصا الغليظة لقمع المتظاهرين من خلال قوات الأمن الباسيج والحرس الثوري، أذرع النظام الإيراني للحفاظ على البقاء في حكم إيران وقمع شعبها. ارتفاع أسعار الوقود هي القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث رفعت أسعاره بنسبة 50 في المائة أو أكثر، فإيران التي تعاني نسبة تضخم أكثر من 40 في المائة حالياً، ونسبة النمو تكاد تكون معدومة، وبطالة وعقوبات اقتصادية خانقة، جميعها تجعل خزينة الحكومة فارغة، والبلاد غارقة في مستنقع البطالة التي تجاوزت 15 في المائة، وتضخم مالي في ازدياد مطرد، في بلد يعتبر منتجاً رئيسياً للنفط.

رفع أسعار الوقود، والزعم بأن العائد سيمنح للشعب الفقير، هي أكذوبة تؤكد عجز الحكومة الغنية، وأنها فقط قامت برمي المشكلة من حضنها إلى حضن الشعب الفقير.

الرئيس حسن روحاني هو رجل أمن في ثوب رجل «دين»، ولهذا يعالج الأزمة الاقتصادية في إيران بشكل أمني من خلال القمع والاعتقال، وحتى استخدام القوة المفرطة بالقتل، واستهداف المتظاهرين، الذين سقط الكثير منهم بين قتيل وجريح. أزمات إيران ليست في الوقود، بل متراكمة، وازداد تفاقمها بعد العقوبات التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بموجب استراتيجية «الضغط القصوى» ضد النظام في إيران، حيث أنهى الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني. العقوبات الدولية على النظام الإيراني، في مقابل الركود الاقتصادي الإيراني، والبطالة، وازدياد حجم الفساد والفاسدين بين أنصار النظام ومؤيديه. النظام الإيراني زاد مأزومه منذ أن أعلن استئناف تخصيب اليورانيوم بمنشأة فوردو، في انتهاك للاتفاق النووي، الأمر الذي جعل النظام في حالة تصادم مع النظام الدولي، وهو غير متماسك داخلياً، حتى في جغرافيته التي صنعها بمقاييسه. فإيران التي ابتلعت دولة الأحواز العربية، بعد تهجير سكانها العرب واستبدالهم بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة، والتي تُعد امتداداً للجغرافيا العربية، وقمعت سكانها، لدرجة منعهم من الحديث حتى بلغتهم العربية، واستخدامها في شوارع الأحواز، التي كانت بالأمس القريب تسمى عربستان، أي بلاد العرب. في إيران حتى «الإصلاحيون» خيبوا آمال الشارع فيهم، واتضح أنهم جزء من نظام إيراني، ومجرد شخوص في جوقة النظام المستبد المتغطرس، صاحب أكبر ملف انتهاكات حقوق الإنسان، وإعدامات على الهوية والمعتقد في الشوارع. الأزمة الإيرانية كبيرة ومتفاقمة، وإذا لم يفق النظام الإيراني من غيبوبته، وانفصاله العقلي عن الواقع، ستكون النتائج كارثية، وإن كانت الأزمة ستنتهي لا محال بزواله، وإن طال الزمن، ونأمل ألا تنتهي بفاتورة دماء كبيرة مؤلمة للشعب الإيراني.

 

المركب الإيراني يغرق بكل حمولته

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

قواعد اللعبة التي اعتمد عليها نظام الحكم في العراق ولبنان قائمة على المحاصصة الحزبية الطائفية، وهذه القواعد بدأت تهتز وتتحرك الأرض من تحت أقدام اللاعبين فيها. إن إصرار «اللاعبين» على اللعب بالأوراق ذاتها رغم الرفض الواضح والصريح لها من قبل المتظاهرين، يدل على أن الأحزاب السياسية غير مدركة تماماً للمتغيرات التي تجري على أرض الواقع، بدليل إصرارهم على استخدام الأوراق التقليدية ذاتها في استرضاء المتظاهرين، معتقدين أن المسألة تنحصر في تغير الوجوه فحسب! هناك أكثر من 30 حزباً عراقياً وأكثر من 90 حزباً لبنانياً اعتمدوا في السنوات الأخيرة على تشكيل حكومات وعلى نظام انتخابي وتوزيع مقاعد انتخابية بناءً على المحاصصة الطائفية، والأهم هو عدم تشكيل أي سلطة نيابية أو تنفيذية أو قضائية إلا بالتحالف مع وكلاء إيران، دون موافقة إيران يصعب على أي حزب سياسي أن يجد له موقعاً في السلطات الثلاث. ورضخت جميع الأحزاب السياسية لهذا الواقع واستسلمت لتلك المعادلة؛ ولذلك تحالفت الأحزاب المنسوبة زوراً (للمدنية) مع حزب الدعوة في العراق و«حزب الله» في لبنان كي تجد لها منفذاً في السلطات الثلاث، ورمت بتاريخها وبمبادئها وقيمها المدنية عرض الحائط وقبلت أن تكون حليفاً لحزب ديني يرتهن لقوى أجنبية. وسواء كان سلاح وكلاء إيران والتهديد به الذي كان مسلطاً على رؤوس تلك الأحزاب هو السبب، أو كانت الرغبة الحميمة في الوصول للسلطة هي التي دفعت أحزاباً كالتيار الوطني أو «14 آذار» للتغاضي أو السكوت عن ثيوقراطية وكلاء إيران، إلا أنه نهاية المطاف قبلت تلك الأحزاب بالتحالف ضمناً مع «حزب الله» الإيراني اللبناني، وكذلك فعلت الأحزاب العراقية (المدنية) أو الأحزاب (السنية) في العراق، الجميع حصل على مقاعد نيابية أو على حقائب وزارية بعد رضوخهم لوكلاء إيران في المنطقة.

فكذلك كان الوضع في العراق، حيث واجهت حكومة عادل عبد المهدي صعوبات شتى حين تشكيل الحكومة وصلت إلى حد التهديد بالاستقالة، لعجزه عن تعيين أي وزير مستقل، أي دون غطاء حزبي يحميه حتى لو كان فاسداً؛ لذلك غالبية المقاعد النيابية حظي بها الائتلاف الطائفي المدعوم من إيران وعلى رأسهم حزب الدعوة! ولولا استسلام الأحزاب المدنية في الدولتين للأمر الواقع الذي فرضه وكلاء إيران لما تمكن وكلاء إيران من السيطرة على الحكم طوال السنوات الخمس عشرة الماضية على أقل تقدير.

الجديد الذي يجب أن يقرأ بتمعن الآن من قبل هذه الأحزاب (المدنية)، أن وكلاء إيران فقدوا قواعدهم الشعبية، وأن المظاهرات العراقية واللبنانية تستمد زخمها هذه للمرة و - ربما للمرة الأولى - من أبناء الجنوب العراقي واللبناني، الجديد هو حجم التذمر العلني من قبل القاعدة الشعبية التي يستند إليها وكلاء إيران، الثورة جنوبية هذه المرة، وبمساندة شمالية، والفرق بين الثورتين أن الشمال السني اللبناني (طرابلس) خرج هو الآخر وانضم إلى جنوبه، في وحدة كسرت محرمات التابو الوطني وخرجت عن طوع المحاصصة الطائفية المفروضة عليهم.

ورغم أن المساندة ما زالت ضعيفة من المكون السني في الحالة العراقية رغم شعارات الوحدة العراقية، وما ذلك إلا لأن المناطق السنية ما زالت مثخنة بالجراح من بعد تعرضها للتهجير والقتل والتدمير سواء من «داعش» أو من الميليشيات الطائفية، إنما في نهاية المطاف رفع المتظاهرون العراقيون كما هم اللبنانيون شعارات الوحدة الوطنية التي تخطت حاجز المحاصصة الحزبية، ورفعوا شعارات تندد بالتدخل الإيراني وبالمطالبة بخروجه، المتظاهرون يصفعون وكلاء إيران صفعة قوية لأنها آتية من قواعدهم الشعبية هذه المرة، والتي باسمهم وباسم حمايتهم فرض وكلاء إيران شروطهم بالقوة، فإن لم تقرأ الأحزاب هذه المعطيات الجارية على أرض الواقع فإنهم سيكونون أول الخاسرين. فإذا اضفنا الواقع السياسي الدولي الذي يواجه إيران ويفرض عليها وعلى وكلائها العقوبات فإن عدم احتساب كل هذه الاعتبارات والاستمرار بتجاهلها والإصرار على اللعب بالأوراق القديمة ذاتها والتمسك بالمعادلة القديمة يعد انتحاراً سياسياً وموتاً دماغياً قد يطول.

المركب الإيراني بكل حمولته معرّض للغرق وركوب تلك الأحزاب في هذا المركب كان من الأساس استسلاماً لأمر واقع وإرغاماً رغم مخالفته لمبادئ وقيم تلك الأحزاب، فإن كان الأمر الواقع يتغير الآن، ما الذي يجبركم على الاستمرار إن لم يكن عدم إدراك ومحدودية ذكاء وضعف نظر وعجزاً عن قراءة المعطيات؟

 

إيران... أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

النظام الإيراني المأزوم داخلياً وخارجياً، لم يعد يواجه مظاهرات الدول التي تعبث فيها أذرعه الميليشياوية كلبنان والعراق، فقد أصبح يواجه الغضب الداخلي المكبوت والمتفاقم، فالمظاهرات الشعبية الإيرانية الساخطة وقودها الفقر والجوع والبطالة وغلاء المعيشة، وليس «المندسين» و«العملاء» والشيطان الأكبر، شماعات النظام الإيراني المتكررة في كل أزمة تواجهه، المشكلة داخلية مطلقة وليست مؤامرة خارجية. فالمظاهرات ووفق وكالة الصحافة الفرنسية «كانت بين الكبيرة في مدينة سيرجان والمتفرقة في مدن مشهد (شمال) وبيرجند (شرق) وبندر عباس (جنوب) وكذلك في غشسارات والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر جنوب غربي إيران»، مما يؤكد أن الأزمة متفاقمة وليست محدودة، وأن المظاهرات شرارتها ارتفاع أسعار الوقود، ولكنها نتيجة أزمات أخرى مكبوتة ومقموعة يعاني منها الشعب الإيراني منذ صعود نظام «ولاية الفقيه» زمن الخميني إلى زمن خامنئي، الذي دأب على استخدام العصا الغليظة لقمع المتظاهرين من خلال قوات الأمن الباسيج والحرس الثوري، أذرع النظام الإيراني للحفاظ على البقاء في حكم إيران وقمع شعبها. ارتفاع أسعار الوقود هي القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث رفعت أسعاره بنسبة 50 في المائة أو أكثر، فإيران التي تعاني نسبة تضخم أكثر من 40 في المائة حالياً، ونسبة النمو تكاد تكون معدومة، وبطالة وعقوبات اقتصادية خانقة، جميعها تجعل خزينة الحكومة فارغة، والبلاد غارقة في مستنقع البطالة التي تجاوزت 15 في المائة، وتضخم مالي في ازدياد مطرد، في بلد يعتبر منتجاً رئيسياً للنفط.

رفع أسعار الوقود، والزعم بأن العائد سيمنح للشعب الفقير، هي أكذوبة تؤكد عجز الحكومة الغنية، وأنها فقط قامت برمي المشكلة من حضنها إلى حضن الشعب الفقير.

الرئيس حسن روحاني هو رجل أمن في ثوب رجل «دين»، ولهذا يعالج الأزمة الاقتصادية في إيران بشكل أمني من خلال القمع والاعتقال، وحتى استخدام القوة المفرطة بالقتل، واستهداف المتظاهرين، الذين سقط الكثير منهم بين قتيل وجريح. أزمات إيران ليست في الوقود، بل متراكمة، وازداد تفاقمها بعد العقوبات التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بموجب استراتيجية «الضغط القصوى» ضد النظام في إيران، حيث أنهى الإعفاءات التي كانت تسمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني. العقوبات الدولية على النظام الإيراني، في مقابل الركود الاقتصادي الإيراني، والبطالة، وازدياد حجم الفساد والفاسدين بين أنصار النظام ومؤيديه. النظام الإيراني زاد مأزومه منذ أن أعلن استئناف تخصيب اليورانيوم بمنشأة فوردو، في انتهاك للاتفاق النووي، الأمر الذي جعل النظام في حالة تصادم مع النظام الدولي، وهو غير متماسك داخلياً، حتى في جغرافيته التي صنعها بمقاييسه. فإيران التي ابتلعت دولة الأحواز العربية، بعد تهجير سكانها العرب واستبدالهم بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة، والتي تُعد امتداداً للجغرافيا العربية، وقمعت سكانها، لدرجة منعهم من الحديث حتى بلغتهم العربية، واستخدامها في شوارع الأحواز، التي كانت بالأمس القريب تسمى عربستان، أي بلاد العرب. في إيران حتى «الإصلاحيون» خيبوا آمال الشارع فيهم، واتضح أنهم جزء من نظام إيراني، ومجرد شخوص في جوقة النظام المستبد المتغطرس، صاحب أكبر ملف انتهاكات حقوق الإنسان، وإعدامات على الهوية والمعتقد في الشوارع. الأزمة الإيرانية كبيرة ومتفاقمة، وإذا لم يفق النظام الإيراني من غيبوبته، وانفصاله العقلي عن الواقع، ستكون النتائج كارثية، وإن كانت الأزمة ستنتهي لا محال بزواله، وإن طال الزمن، ونأمل ألا تنتهي بفاتورة دماء كبيرة مؤلمة للشعب الإيراني.

 

هوامش حول الضغط الذي يولِّد الحراك

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

استوقفتْني وأنا أتابع يوميات الحراك الشعبي، في عراق التراث وعراق الحنين إلى العروبة، وكذلك العراق النخوي وعزة النفس، عدة محطات لا يملك المرء إلا أن يسجل وقفة من التأمل أمام بعض منها، كونها ترتبط بما يعيشه العراق من حراك على المستوى الشعبي، سبقه تحرك بالغ الأهمية على صعيد وضْع نقاط على الحروف بالنسبة إلى قضايا تتصل بالولاء والهوية وتنقية المناخ السياسي والاجتماعي من شوائب. وهذا التوجه عموماً أحدث، على ما يجوز الافتراض، صدمة لدى أهل الحُكْم في إيران الذين رأوا أن كل خطوة يخطوها النظام في العراق في اتجاه استعادة مقومات شخصيته السيادية وهويته العروبية هي، في واقع الحال، على حساب اتساع فضاء التأثير الإيراني على مجريات القرار العراقي، وهذا سينتهي بفعل تراكُم الخطوات إلى حالة استنهاض، هي عملياً ما يعيشه العراق منذ ثلاثة أعوام.

بداية المحطات التي هي المدخل إلى ما يعيشه العراق، وتتمثل في القيام بزيارات، بدءاً بالخطوة الصدرية، التي أرادها السيد مقتدى رسالة في أكثر من اتجاه، وكان الهدف متجلياً: حُسْن الجوار يحقق الاستقرار للعراق الذي هو في أشدّ الحاجة إلى إعادة صياغة أهمية مكانته كواحد من الأرقام الصعبة في محيطيْه العربي والإقليمي، وهذا يكون بمسح متدرج للوجه العراقي الذي أتى التمكيج الإيراني على الكثير من قسمات ذلك الوجه. وحيث إن عبارة «النأي بالنفس» غدت أحد مقومات الطمأنينة والاستقرار وبناء العلاقة المتوازنة مع الآخرين، بدءاً بالشقيق العربي فالجار الإيراني والآغا التركي، فإن الخطوة الصدرية كانت بمثل حجر الأساس لبناء علاقة مع الشقيق الخليجي والشقيق المصري وسائر الأشقاء، من صغيرهم لبنان المبتلى بما ليس من مصلحة ديمومة صيغته واستقرار شعبه فرْضها موقفاً عليه اعتماده، وإن هو رأى ذلك غير مستحَب، وليس لمصلحة صيغته التوافقية التي بلورها «اتفاق الطائف» المضمون سعودياً وعربياً ودولياً.

بعد الخطوة الصدرية ذات البعد المعنوي حدثت الخطوات العملية، وتمت على قاعدة الود المقرون بالمصلحة المشتركة. زيارات واتفاقيات، وعلى أساس أن «عراق بريمر» إلى اندثار، وأن عراق بحبوحة الدور الإيراني إلى وجوب إعادة نظر، وأن عراق العلاقة المتجددة مع الأشقاء العرب إلى المزيد من التطوير رسمياً وشعبياً. وفي زيارات الرئيس برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى بعض العواصم العربية، وكذلك فيما يقوله هؤلاء الرموز البعيدو النظر من كلام في مؤتمر تستضيفه بغداد أو في تصريحات يدلون بها خلال زيارات خارجية، ما كان يبعث الطمأنينة في النفس بأن العراق في الطريق إلى أن يستعيد الرقم الصعب، لا أن يبقى ساحة على نحو ما عليه الحال في سوريا ولبنان واليمن. وبعد الاستعادة المشار إليها، لا يعود القرار العربي على الوهن الذي هو عليه، ويصبح من مصلحة المتدخلين في شؤون غيرهم، سواء من خلال سياسة الأمر الواقع المغلف بالسلاح، أو حتى من خلال «الجيوش» الميليشياوية التي لم يعد خافياً أنها بدعة، وكل بدعة ضلال، الانكفاء أو الانصهار بصدق في المجتمع السياسي.

بالمقارنة مع حراك شعبي في كل من مصر ماضياً قبل خمس سنوات، وفي السودان منتهياً على نصر، وفي الجزائر حائراً مستمراً لا تبدو نهاية قريبة له، كما حال الحراك الشعبي اللبناني، فإن الحراك العراقي وجد من كبار أهل السلطة تسجيل وقفة احترام لمنطلقاته وللمشاركين فيه. فالرئيس برهم صالح خاطبهم عبْر التلفزيون خطاب المتعاطف المتفهم الباذل من النصح الموضوعي ما يهدّئ بعض الشيء من روعهم. ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي جعل من السلطة التشريعية سنداً معنوياً للأطياف التي تخوض صولات الشكوى من سوء الحال، والاحتجاج على تباطؤ الحُكْم في معالجة قضايا الناس الصابرين على الضيم. ومثل هذا التفهم والتعاطف لم يجده الألوف من اللبنانيين الذين ملأوا ساحات بعض المدن، وأطلقوا من الاحتجاجات والشكاوى ما من واجب أهل السلطة إبداء التعاطف معهم والتفهم لمطالبهم ومخاطبتهم بتلقائية وليس من أبراج عاجية. لا الرئيس الأول فعل، مختصراً الحراك الذي بات حالة ثورية بالقول للسفراء العرب: «إننا نواجه حرباً كونية تستهدف بلدنا!»، ولا الثاني فعل ما من المأمول منه فِعْله. وعندما حاول ثالث الرؤساء أن يفعل، فإنه اختصر بالتنحي، فيما الحراك بات يمثِّل ثلاثة أجيال، حيث كان هنالك في الساحات الجد والجدة والوالد والوالدة والأبناء والبنات والأحفاد والحفيدات رافعين فقط علَم وطنهم، وتلك هي حركة الاحتجاج الأولى من نوعها التي تشارك العائلة بكامل أفرادها فيها. ولولا عظات حافلة بالنصح والتحذير من تجاهل مطالب الناس سجّلها رموز المرجعيات الدينية المسيحية اللبنانية، وبذلك كانوا من نسيج المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني القائل أمام مبعوثة الأمم المتحدة التي قابلتْه في مكتبه بمدينة النجف يوم الاثنين 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 «إن المحتجين السلميين لا يمكن أن يعودوا إلى بيوتهم دون نتائج ملموسة»، لكان سيؤاخذ رموز الطوائف تلك بمثل مؤاخذة الرئاسات اللبنانية الثلاث على موقفها الاستهاني، مع ملاحظة أن مَن عليهم من مرجعيات إسلامية لبنانية اتخاذ موقف، كالذي اتخذه، أقرانهم المسيحيون كانوا شبه مغيِّبين أنفسهم عما هو حاصل.

ويبقى من المحطات ما يتعلق بدور الإعلام في زمن الانتفاضات التي تتنقل من ساحة إلى ساحات، وفي عدة دول عربية. وما نريد قوله، عدا الاهتمام النوعي من جانب الفضائيات اللبنانية في تغطية نشاط الحراك في كل الساحات اللبنانية، وكان له الأثر الفعال في إذكاء حيوية المشاركين، هو كيف أن الإعلام ليس فقط من خلال الصحافة والفضائيات يؤدي مهمة التعريف بما يحدث ونقْل المعلومة والصورة والتصريح للقارئ وللمشاهد، وإنما ثمة الواجب الوطني الذي يساهم فيه.

في عام 1986، تأثرت قطاعات من الشعب السوداني بالمجاعة الناشئة عن الجفاف. زمنذاك كان الفريق أول عبد الرحمن سوار الذهب (رحمة الله عليه) قد تولى رئاسة السودان بعد إسقاط نظام الرئيس جعفر نميري، واعداً بألا تتجاوز فترة حُكْمه سنة يسلِّم مع نهاية اليوم الأخير من السنة المقاليد لحكومة مدنية. ولقد وفى، لكن يا ليته بقي، وبذلك يوفر على السودان استقراراً لم يكتمل لحكومة حزبية مهدت الطريق أمام حُكْم إسلاموي مدني - عسكري بداية، ثم عسكري على مدى ثلاثين عاماً، إلى أن حدثت الانتفاضة الشعبية التي أثبت خلالها السوداني إذا غضب قدرة على التغيير، وضِمن تقاليد من التحمل والصبر وتَبادل مد اليدين إلى المؤسسة العسكرية، التي كانت تلبية بعض جنرالاتها لمصلحة أول صيغة حُكْم تشارُكي بِقطع الطريق على غواية الانقلابات. لكن ما نراه مدخلاً إلى الاستقرار هو عدم إدراج ظاهرة الاجتثاث بنداً في «أجندة» الحُكْم الوحيد.

في سنة مواجهة سودان الفريق أول سوار الذهب للمجاعة والجفاف كنتُ أنشر في لندن مجلة «التضامن» ذات الحضور اللافت في السوق السودانية، ووجدْنا أن من الواجب كلفتة أخوية تجاه السودان المساهمة، كمجلة أسبوعية، في حملة الإغاثة هذه، إطلاق حملة على صفحات المجلة بأمل أن تلقى التجاوب من قراء وشخصيات عامة في الدول التي يتم توزيع المجلة فيها.

أثمرت الحملة جمْع مبلغ، أهميته في رمزيته، وليس في كثرة أرقامه، فنحن عمل إعلامي، ولسنا مؤسسة رسمية، وأرفقْنا الشيك بقيمة المبلغ برسالة إلى سفير السودان لدى بريطانيا، إبراهيم محمد علي. وبعد أيام جاءتنا عن طريق السفير رسالة من الرئيس سوار الذهب كانت موضع اعتزازنا الكبير بها. الرسالة بالنص الآتي:

«عزيزي الأخ فؤاد

تحية طيِّبة،

تلقيتُ بيد الشكر والعرفان رسالتكم المؤرخة في 4 فبراير (شباط) 1986. والمُرفق معها الشيك رقمT 50 - 00 – 20 بمبلغ 3347.8 جنيه إسترليني عبارة عن حصيلة الحملة التي قادتها مجلتكم الموقرة من أجل إغاثة إخوتكم في السودان الذين تأثروا بالمجاعة والجفاف.

وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم لكم باسمي وأعضاء المجلس العسكري الانتقالي وحكومة شعب السودان بأسمى آيات الشكر على الحملة التي رعيتموها، وعبْركم إلى كل الذين ساهموا أو اقتطعوا من قوتهم من أجْل إخوة لهم في العروبة والإسلام.

وسيظل ما قدمتموه لنا من عون، دَيْناً في أعناقنا، نسأل الله أن يوفقنا أن نردُّه لكم. أرجو أن تتقبل تقديري وشكري، مع تمنياتي لمجلتكم الغرَّاء بالنجاح والتوفيق.

أخوكم فريق أول عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب

رئيس المجلس العسكري الانتقالي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة».

ونختم بالقول: ما أشد حاجة لبنان، كما العراق في أيام العسر التي يعيشها الوطنان المغلوب إيرانياً عليهما إلى المزيد من حملة إغاثتهما، ليس من المجاعة، وإنما لحمل إخواننا في إيران على الاقتناع بأن خيرهم في وضع حد لتحرشهم، وترْك الآخرين يحمدون الله ويشكرون نِعمه.

 

«طَهْوَجَة» في تحليل الأوضاع العراقيّة واللبنانيّة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

يقولُ بعضُ دارسي القسوة إنَّ مَن يتعرَّضون للتعذيب يُصدرون أصواتاً بدائيَّة لا تنتمي إلى النطق واللغة. التعذيب يعيد الأصوات التي تنبعث منهم إلى الأصول البيولوجيّة الأولى، أصولنا السابقة على اختراع اللغة كأداة للتواصل والتفاهم. شيءٌ من هذا القبيل نسمعه اليوم ما بين بيروت وبغداد. حكَّام العاصمتين يقولون كلاماً لا يؤلِّف معنى، كلاماً يناقض أوّلُه آخرَه. ما هو وصفٌ فيه لا يتّصل بالموصوف، وما هو علاجي فيه أشبه بالمرض ذاته. بطبيعة الحال، فإنّ هؤلاء النافذين أشبه بممارسي التعذيب لا بضحاياه. مع هذا، لا بدّ أنّ الموقع الذي يدافعون عنه، أو يحاولون تبريره، يمارس عليهم تعذيباً من نوع آخر. المهمّة التي يتصدّون لها تقارب الاستحالة وتجعلهم يطلقون أصواتاً متضاربة أو غير مفهومة، أصواتاً لا تؤلّف معنى. رئيس جمهوريّة لبنان، في حديثه الصحافيّ، دعا شبّانه المنتفضين إلى الهجرة ما داموا لا يجدون في السلطة من يستحقّ محاورتهم. راهنَ على «تاريخه» الشخصي كضمانة للمستقبل. اتّهم الدول الغربيّة بتقويض الاقتصاد اللبناني والضغط على لبنان لتوطين اللاجئين السوريين.

اللغة، هنا، لم تؤدّ وظيفة التفاهم. كانت أقرب إلى أصوات سابقة على اللغة أشعلت البلد كلّه بما أثارته من سوء تفاهم. رئيسٌ هو «بي (أب) الكلّ» يدعو أبناءه إلى الهجرة، ويعوّل على تاريخه الذي سبق أن ساهم في تهجير آبائهم، ويُفتي في أمور الغرب والتوطين من دون إيراد معلومة واحدة مفيدة!

إنزال ميشال عون إلى الحلبة كان استئنافاً لسياسة استعراض الأسلحة الثقيلة: رياض سلامة المصرفي وحسن نصر الله المقاوم. الأسلحة كلّها بدت خفيفة جدّاً بوصفها أدوات قادرة على الإقناع. لم يبرهن أي منهم أنّ فعاليّته تفوق فعاليّة نائب مضطرب من «التيّار الوطني الحرّ» أو «محلّل استراتيجيّ» من «حزب الله». الرغبة في تسمية محمد الصفدي لرئاسة الحكومة توّجت هذه الخفّة: الناس يصرخون في الشوارع ضدّ «زيتونة باي» ويقتحمونها، فيما يُراد تسليم مفاتيح السلطة إلى «زيتونة باي». خطاب نصر الله الأخير حاول أن يقنعنا بأنّ الوضع الاقتصادي البائس في لبنان هو من نتائج المؤامرة الأميركيّة إيّاها. اقترح علينا عدداً من النماذج المأزومة لبلدان منكوبة يمكننا أن نطلب منها العلاج. اقترح أيضاً استجلاب استثمارات صينيّة لا يحول دون قدومها إلاّ الولايات المتّحدة التي تمنع السلطة اللبنانيّة من استضافة الصينيين. زعيم حزب الله لم «ينتبه» إلى حقائق بسيطة منها أنّ الحرب التجاريّة المندلعة بين أميركا والصين ما كانت لتندلع لولا حجم التبادل الهائل بين البلدين. الزميل مهنّد الحاج علي ذكّرنا، في موقع «المدن»، بمعلومات أوّليّة أخرى فاتت نصر الله: «لماذا لم تنفق الصين ملياراً واحداً حتّى الآن في إعادة إعمار سوريّا، سيّما أنّ واشنطن لا تملك أوراق ضغط على النظام هناك؟ الإجابة هي أنّ الصين تستثمر حيث ترى مجالاً لعائدات كبرى. والحقيقة أنّ الاستثمارات الصينيّة الكبرى في المنطقة تقع غالباً في دول حليفة لواشنطن، من مصر والمغرب ودول الخليج. والشروط الصينيّة قاسية، وفي حالات كثيرة هي غير مربحة للاقتصاد المحلّي للدول المستثمَر فيها، كما تراعي بكين السياسات الأميركيّة في المنطقة، مثلما يحصل في الملفّ الإيرانيّ».

بالتوازي، كان العراق يشهد شيئاً مماثلاً. يقال، من جهة، إنّ الثورة العراقيّة لا تعدو كونها مؤامرة أميركيّة لتدمير العراق الوطني ومعه الصداقة العراقيّة - الإيرانيّة! ويقال، من جهة أخرى، إنّ المسؤولين عمّا يجري، ممن يثور الشعب عليهم، هم أولئك الذين نصّبهم الأميركيّون على العراق في 2003. إذا جمعنا هاتين «الحقيقتين» انتهينا إلى النتيجة التالية: إنّ الشعب العراقي يثور على من نصّبهم الأميركيّون من أجل تدمير العراق وصداقته مع إيران!

وبالطبع ففي تضاعيف كلّ واحد من التناقضات تقيم تناقضات أخرى: مثلاً: إنّ الذين نصّبهم الأميركيّون على العراق، رحّبت إيران بهم وبتنصيبهم، لا بل وصل بعضهم كآل الحكيم من طهران إلى بغداد مباشرة بعدما دخلها الأميركيّون... أهمّ من ذلك: كنّا قرأنا، في هذه الغضون، مئات التحليلات التي تقول إنّ «الصداقة» الإيرانيّة العراقيّة لم تنشأ وتتطوّر إلا بنتيجة الانسحاب الأميركي الذي أعطى طهران فرصتها لـ«ملء الفراغ في العراق». هذه «الطَهْوَجة» في التحليل ليست بنت اليوم بطبيعة الحال. في 2005 مثلاً جرّب اللبنانيّون أن يفهموا كيف أنّ الذين اغتيلوا عملاء لأميركا وإسرائيل اغتالتهم أميركا وإسرائيل. عقول كثيرة ما انفكّت، منذ ذلك الحين، تحاول حلّ ذاك اللغز فيما يُعييها الفشل. بيد أنّ الوضع اليوم صار أشدّ تعذيباً لمُبرّريه. تزويج الفيل والنملة لا ينتج عرساً. إذن: إلى مزيد من «الطهوجة» والكلام الذي لا يعني. لنلاحظ مثلاً كيف تتوازى الحجّتان الرئيسيّتان في العراق ولبنان: تقول الأولى: إنّ «الحشد الشعبيّ» و«حزب الله» يؤيّدان انتفاضتي شعبيهما لكنّهما يحذّران منهما. وتقول الثانية: «الحشد» هزم «داعش»، و«الحزب» هزم إسرائيل، لذا يحقّ لهما ما لا يحقّ لغيرهما. في الحجّتين التأسيسيتين هاتين تقيم «الطهوجة» الأمّ التي يفجّرها سوء نواياها. الباقي تفاصيل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي للسياسيين: لا تزدروا بانتفاضة الشباب السلمية والحضارية والمجردة من أي سلاح لا تسيسوها ولا تلونوها

الأحد 17 تشرين الثاني 2019

  http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/447327/

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران حنا علوان ولفيف من الكهنة، في حضور النائب نعمة افرام، النائب السابق ميشال الخوري، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، السفيرين جورج خوري ويوسف صدقه، القنصل ايلي نصار، وفد من مؤسسة "ابوستوليكا"Apostolica وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "لا تخف يا زكريا، فقد استجيبت صلاتك" قال فيها: "على الرغم من أن زكريا الكاهن وزوجته أليصابات حرما ثمرة البنين، وهم هبة من الله، فقد ظلا حتى شيخوختهما "بارين أمام الله، وسائرين في جميع وصاياه ورسومه بلا لوم" (لو6:1). وسلما أمرهما لعنايته. وإذا بالرب بحسب تدبيره الخلاصي يستجيب لصلاتهما. فعندما كان زكريا يقوم، بحسب الترتيب الكهنوتي، بخدمة البخور، تراءى له الملاك جبرائيل، من عن يمين مذبح البخور ونقل إليه البشرى السارة: "لا تخف يا زكريا، فقد استجيبت صلاتك، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا تسميه يوحنا" (لو13:1). هذه أمثولة لنا في الرجاء الذي لا يخيب، وفي الصلاة التي لا ترد".

اضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نفتتح بها زمن الميلاد ببشارة الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن. نصلي كي تكون مسيرتنا الروحية نحو ميلاد الرب يسوع مسيرة هادئة سلامية، نلتمس فيها تحرير المسؤولين السياسيين من أنانيتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية، وتلبية نداء الشعب والشباب الذين منذ 30 يوما يطالبون بحكومة فاعلة ونظيفة تعيد إليهم الثقة، وتؤمن النهوض الاقتصادي والنقدي والمعيشي. وتخرجهم من فقرهم وحرمانهم، وتوفر لهم فرص العمل".

وتابع: "ويسعدنا أن نحتفل بعيد مؤسسة Apostolica التي تهدف إلى تنفيذ الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط". فتدعو مسيحيي الشرق الأوسط إلى قراءة الإنجيل قراءة متجددة حيال التحديات المعاصرة، من أجل استشراف آفاق جديدة، وعيش رجاء جديد، من خلال حضور فاعل ومتفاعل في محيطهم. فلبلوغ هذه الغاية تعمل Apostolica على تأمين تثقيف ديني متكامل من خلال وسائل الاتصال والتواصل على أنواعها، "والتعلم عن بعد" بالتعاون مع الجامعات الكاثوليكية. فإنا نحيي مؤسسها سيادة أخينا المطران عاد أبي كرم ومعاونيه، ونشكرهم على هذه الخدمة الإنجيلية، راجين أن تؤتي كامل ثمارها، ونهنئهم بعيدها السنوي".

واردف الراعي: "نستطيع أن نطلق على بشارة الملاك لزكريا إسم "إنجيل الرجاء" الذي لا يخيب المؤمنين بالله، السالكين بحسب رسومه ووصاياه بأمانة، والمتكلين على عنايته، لإيمانهم بأنه سيد التاريخ. فيحافظون على هذه العلاقة معه بالصلاة. بهذا الإيمان سلك زكريا وأليصابات بدون لوم، فكان أن استجاب الله صلاتهما، وفي سن الشيخوخة كانت لهما البشرى بولد طالما انتظراه. إن الله أمين بوعده ويتدخل في تاريخ البشر في الوقت الذي يتناسب مع تصميمه الخلاصي. في الواقع، قبل ستة أشهر من البشارة لمريم العذراء بأن منها يولد، بقوة الروح القدس، ابن الله إنسانا لخلاص الجنس البشري، كانت البشارة لزكريا بأن امرأته ستلد له ابنا يمهد الطريق للمخلص الإلهي الآتي، على أن يكون اسمه يوحنا، إظهارا أن "الله رحوم"، كما يعني هذا الاسم باللغة الآرامية، وأنها تشمل جميع الناس والشعوب.

لقد التمس طويلا زكريا وأليصابات من الله ابنا، يكون ثمرة حياتهما الزوجية. لكن الله أنعم عليهما، بحسب تدبيره، ابنا صاحب رسالة عظيمة بالنسبة إلى المسيح الآتي، فهو خاتمة أنبياء العهد القديم، وأول نبي في العهد الجديد. إنه الفجر المبشر ببزوغ الشمس الإلهي، المعلن بلوغ ملكوت الله. فكانت رسالته الدعوة إلى معمودية التوبة. عن يوحنا قال الرب يسوع: "لم يولد مثله في مواليد النساء" (متى 11:11).

عطاء الله هو دائما أكبر مما نطلب، وأفضل، وأفيد. عطاؤه إنما هو بمقدار محبته اللامتناهية، وحكمته التي لا تدرك. فلا تقاس عطاياه بمقاييس البشر".

وقال: "الرب يسوع يستحثنا لنصلي وبإلحاح: "إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (لو9:11). يشرح القديس أغسطينوس سبب إلحاح الرب للصلاة. فيقول: "لأن المسيح يصلي معنا كرأس، ويتشفع لنا ككاهن، ويلبي طلبنا كإله".

وحيا "كل الذين يصلون في هذه الأيام الصعبة من حياتنا الوطنية في لبنان، أكانوا في بيوتهم أم على فراش الألم في المستشفيات، أم في الرعايا والأديار. وأحيي بنوع خاص كل الذين يواظبون على الصلاة معنا يوميا في كنيسة الكرسي البطريركي، سواء بحضورهم، أم عبر وسائل الإعلام والتواصل ولاسيما تيلي لوميار و Charity TV و Facebook، وسواها. نصلي مع الذين يتألمون من الجوع والعوز والضائقة المالية والحاجة إلى دواء وإلى عناية صحية ومع العاطلين عن العمل وهم أرباب عائلات. وندعو إلى مبادرات تضامن لمساعدتهم في البيئة التي يعيشون فيها، بحيث نشكل نوعا من سلسلة محبة اجتماعية. ونصلي مع شعبنا وشبابنا، شبانا وصبايا، الذين يحيون هذه الانتفاضة الشعبية السلمية في الشوارع والساحات العامة العابرة للطوائف والأحزاب والألوان والمناطق، والتي تؤلف وحدة وطنية متراصة تحت راية الوطن الواحدة. إنا ندعوهم للمواظبة على الصلاة، وللتمسك بالأخلاقية واحترام المواطنين في حاجاتهم الملحة والحياتية وتنقلاتهم، فلا يكونوا مكسر عصا، والابتعاد عن النزاعات".

وتوجه الى السياسيين قائلا: "وأنتم أيها السياسيون المسؤولون، من شتى المواقع، عن تأليف الحكومة الجديدة، نحن نصلي أيضا من أجلكم، لكي تتحرروا من مصالحكم وحساباتكم الخاصة والفئوية، ومن ارتباطاتكم الخارجية، وتدركوا مسؤوليتكم التاريخية عن الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي. وهي مسؤولية ستحاسبكم عليها الانتفاضة الشعبية، والتاريخ، وصوت الله في أعماق ضمائركم. ثلاثة أسابيع مرت على استقالة الحكومة، والمواقف هي هي، ومركب الوطن آخذ في الغرق. فأية مسؤولية هي هذه؟ هل أضحت المسؤولية السياسية عندنا للهدم والخراب والتعطيل؟ أليس هذا جرما كبيرا بحق الوطن والمواطنين؟ أليس خيانة عظمى إفقار الشعب وتفكيك الدولة؟

ولا تنسوا تأكيد مقدمة الدستور أن الشعب هو مصدر سلطتكم! لا تزدروا بانتفاضة الشباب السلمية والحضارية والمجردة من أي سلاح! لا تسيسوها، ولا تلونوها! فالشباب سئموا سياساتكم وألوانكم، ويريدون سياسة شريفة تعمل متفانية في سبيل توفير الخير العام. هذه السياسة لم تمارسوها أنتم، فأوصلتم البلاد إلى الإفلاس والانهيار. لكن رجاءنا بالله كبير، وبالمسيح الذي غلب الخطيئة بالنعمة، والموت بالقيامة، والاستعباد بالحرية.

للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، نرفع بهذا الرجاء نشيد المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين بالذبيحة الالهية.

 

كلودين عون: كنت أتمنى على باسيل ألا يساهم في المساس بموقع الرئاسة

مواقع الأكترونية/17 تشرين الثاني/2019

اعتبرت رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" كلودين عون أن المطلوب من السلطة القيام بالإستشارات النيابية وتأليف حكومة إنقاذية في أسرع وقت ممكن، والمطلوب في الوقت عينه من الإنتفاضة تلبية دعوة الرئيس للحوار لتحديد أولوياتها.  ورات عون، في حديث الى مجلة الافكار، ان رئيس الجمهورية والشعب اللبناني المنتفض يناضلان للقضية نفسها، ويطالبان بمحاربة الفساد وبناء دولة القانون وبالنهوض بالوضع الاقتصادي، لكنّ وجهات النظر متنوعة والآراء متشعبة حول سبل الوصول إلى تحقيق الأهداف، قائلة:" لذا يجب على الجميع الحوار للتوصّل إلى حلّ مشترك، فالانهيار والفوضى ممنوعان". واكدت عون ان الشعب اللبناني فقد ثقته بالحكومة "ولو أن بعض المسؤولين الأوادم ظلموا في هذا المجال، لكن الوطن يستحق أن يكون هو الأولوية، ومع طرح الثقة بالحكومة السابقة، لم يعد ممكناً تطبيق الإصلاحات".واشارت الى أنه من الممكن أن تكون إطلالات الوزير جبران باسيل من القصر الجمهوري قد استفزت الناس ومسّت بموقع الرئاسة،قائلة:"كنت أتمنى على الوزير باسيل ألا يساهم في المساس بهذا الموقع".

 

التيار الوطني الحر: الحريري يعمل وفق مبدأ "أنا ولا أحد" غيري في الحكومة

مواقع الأكترونية/17 تشرين الثاني/2019

صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر البيان الآتي:

في الوقت الذي كانت فيه جهود ‏التيار الوطني الحر منصبّةً على تسهيل عملية قيام حكومة انقاذ ‏بدءاً من الاتفاق على شخصية الرئيس الذي سيكلف والذي بامكانه ان يجمع اللبنانيين على الانقاذ الاقتصادي والمالي بعيداً عن الانقسامات السياسية، فوجئنا ببيان صادر عن المكتب الاعلامي لدولة الرئيس سعد الحريري يتضمن جملة افتراءات ومغالطات مع تحريف للحقائق مما يفرض علينا متأسفين بأن نوضح للبنانيين بايجاز النقاط الآتية :

 ١- ان اسباب وصول لبنان إلى الوضع الصعب الذي هو فيه تعود الى السياسات  المالية والاقتصادية والممارسات التي ‏كرست نهج الفساد  منذ 30 عاماً ولايزال اصحابها يصرّون على ممارستها وما المعاناة التي مررنا بها وعبّرنا عنها جزئياً في السنوات الأخيرة سوى بسبب رفضنا لهذه الممارسات واصرار تيار المستقبل على التمسّك بها وحماية رجالاتها.

‏٢- ان التيار الوطني الحر بادر وتحرّك من اجل الاسراع في سدّ الفجوة الكبيرة التي سبّبتها استقالة دولة الرئيس الحريري على حين غفلة لأسباب لو مهما كانت مجهولة الّا انها وضعت البلد في مجهول أكبر؛ لكنّ التيار، ولأجل التسريع في بدء عملية الانقاذ ، قدّم كل التسهيلات الممكنة  وذلك بعدم رفضه لأي اسم طرحه الرئيس الحريري وعدم تمسكه باي اسم  من جهته ،‏ الّا انّه اصبح  واضحاً ان  سياسة الرئيس الحريري لا تقوم فقط  على مبدأ  "أنا أو لا أحد " على رأس الحكومة بل زاد عليها مبدأً آخر  وهو "أنا  ولا احد" غيري في الحكومة وذلك بدليل إصراره على أن يترأس هو حكومة الاختصاصيين‏؛ وتبقى شهادة الوزير الصفدي  المقتضبة واللائقة كافية لتبيان من يقول الحقيقة

-إن ما يهم التيار الوطني الحر في النهاية هو قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد والتي يعلم دولة الرئيس الحريري تماماً من وكيف يحضّر لها وعليه تفاديها؛ و حيث أن دولته يؤكد ان اولويته  هي تشكيل الحكومة دون اي غاية سياسية خاصة، فاننا ندعوه للتعالي عن اي خصام سياسي خاصةً وانه يفتعله معنا على قاعدة" ضربني وبكى، سبقني واشتكى"، فقد "فعل فعلته وسارع الى الاعلام"، ولذا ندعوه ان يلاقينا في الجهود للاتفاق على رئيس حكومة جامع لكل اللبنانيين ونقول إن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا جميعاً لكي ننقذ البلد عوض عن الاستمرار بنحره افلاساً وفساداً.

 

نديم الجميل: البلد لم يعد يتحمل المناورات لأن الاستحقاقات بدأت تطرق أبواب جميع اللبنانيين

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

أعرب النائب نديم الجميل، في حديث إلى محطة "سكاي نيوز" العربية مساء اليوم، عن أسفه "لما يجري في الغرف المغلقة حول تأليف الحكومة"، محملا رئيس الجمهورية مسؤولية ما أسماه "الاستقالة من دوره في الدعوة إلى استشارات ملزمة استنادا للدستور، لاختيار رئيس الحكومة العتيد"، ودعاه "إلى الإسراع في الاستشارات لتأليف حكومة وملء الفراغ الحاصل في السلطة التنفيذية لمواجهة الاستحقاقات التي سيواجهها لبنان قريبا". أضاف: "البلد لم يعد يتحمل المناورات لأن الاستحقاقات بدأت تطرق أبواب جميع اللبنانيين، كما هناك استحقاقات مالية على الدولة قبيل آخر الشهر، ولا نعلم إذا كان رئيس الحكومة على تواصل مع رئيس الجمهورية لمعالجة هذا الأمر الخطير. وما زلنا نضيع الفرص والوقت فيما الناس في الشارع منذ شهر". وحول نتائج انتخابات نقابة محامي بيروت اليوم قال: "المحامون برهنوا اليوم عن نبض الشارع، واستبعدوا المرشح المدعوم من أحزاب السلطة مما دفعه للإنسحاب من المعركة. واختيار النقيب الجديد ملحم خلف برهن أن روح الثورة دخلت إلى النقابات، وباكورتها كانت اليوم انتخابات نقابة المحامين". وذكر أن "ندوة المحامين في الكتائب، ومنذ ثلاثة أسابيع أعلنت دعمها للعضوية للمحاميين عزيز طربيه وملحم خلف، وأيدت المحامي خلف في وصوله إلى مركز النقيب".

 

القوات: كلام نديم شماس لا يعبر عن موقفنا الرسمي واتخذنا بحقه إجراءات مسلكية

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي: "يهم الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، أن توضح، أن المواقف التي أطلقها السيد نديم شماس، في إطلالته على محطة "الحدث"، منذ حوالي الثلاثة أسابيع، لا تعكس موقف "القوات" الرسمي من الثورة، حيث أساء نديم التعبير، بفعل حماسته المفرطة، كما أن نديم لا يعبر في موقعه، ضمن عضوية جهاز العلاقات الخارجية، عن موقف "القوات" الرسمي، الذي تم التعبير عنه بشكل واضح، ومرارا وتكرارا، بأن المبادرة في كل ما يتصل بالتظاهر والأرض والثورة، هي بيد الثوار فقط لا غير، وليست "القوات اللبنانية"، التي تقف في الصفوف الخلفية، وكجزء لا يتجزأ من وجع الناس. كما بالمناسبة قد اتخذت إجراءات حزبية مسلكية بحق شماس، انطلاقا من الخطأ الذي ارتكبه".

 

قاووق: هناك من يتعمد زرع الالغام في طريق تشكيل الحكومة

وطنية - الأحد 17 تشرين الثاني 2019

شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني للعلامة السيد عبداللطيف الأمين في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، على أن "السياسة الأميركية والإعلام الإلكتروني السعودي عملوا على دفع المواطنين إلى التصادم في الشارع، وكانوا ينتظرون أن تشتعل الفتنة بين اللبنانيين، وأمام هذه الرهانات والتدخلات الخارجية، أصبح الموقف أكثر صعوبة وتعقيدا، لذلك كان حزب الله حريصا على إنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية وقطع الطريق على الرغبات والإملاءات الأميركية التي تدفع لبنان نحو الفتنة". وقال: "الناس في الشارع تتظاهر وتعتصم من أجل إنقاذ البلد والمطالبة بحقوقها المعيشية، ولكن الذين دخلوا على الحراك الشعبي من قوى حزبية أو من تدخلات أميركية، لا يريدون إنقاذ البلد، إنما إغراقه من أجل تحقيق مكاسب سياسية. والحزب من موقع المسؤولية الوطنية التاريخية، نجح في قطع الطريق على الفتنة وعلى ما تريده إسرائيل من حرب أهلية، وهو حريص على تسهيل كل الاتصالات والمشاورات من أجل تشكيل الحكومة، سواء في مرحلة التكليف أو التأليف وطبيعة الحكومة ودورها". ورأى أن "هناك من يتعمد زرع الألغام في طريق تشكيل الحكومة، وهدفه تغيير المعادلات السياسية بين القوى الأساسية في البلد، ومهما كان شكل الحكومة وأيا كان رئيسها، لبنان لن تكون فيه حكومة بإملاءات أميركية، تعمل على تنفيذ الرغبات الأميركية على حساب المصالح اللبنانية، وبالتحديد على حساب قوة لبنان في المقاومة. نحرص ونعمل بمسؤولية لأجل تشكيل حكومة موثوقة قادرة على إنقاذ البلد ومحاسبة الفاسدين وإيقاف مزاريب الهدر واستعادة المال المنهوب، شرط ألا نجر البلد إلى الفتنة وألا يكون هناك أي تسلل أميركي لتحقيق أي هدف يخدم العدو الإسرائيلي ويستنزف قوة لبنان في المواجهة". وأوضح أن "اتصالات ومشاورات حصلت من أجل التسريع في التكليف والتأليف، ولكن حصل أن قوى حزبية تصر وتتعمد افتعال الأزمات لزيادة محنة الوطن وأوجاع الناس من أجل أن تحقق مكاسب سياسية، وهذا تعبير عن انعدام المسؤولية الوطنية، فإنقاذ البلد لا يحتمل المناورات السياسية وإطالة الوقت وافتعال أزمات والدفع بالبلد نحو الهاوية، وهذا موقف غير وطني وغير أخلاقي وغير إنساني وخطيئة وطنية كبرى في هذه المرحلة الحساسة". ورأى أن "ما حصل في فلسطين أكد مجددا أن استراتيجية المقاومة هي أفضل ما تمتلكه الأمة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، فالمقاومة الفلسطينية قصفت تل أبيب وجنوب فلسطين بمئات الصواريخ، ونجحت في كشف ضعف الكيان الإسرائيلي وعجزه، وثبتت المعادلات التي تحمي الشعب الفلسطيني وتعيد بعض الكرامة للعرب، ومن المؤسف أن هذا العدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين، كان نتيجة التواطؤ والتشجيع العربي للعدو الإسرائيلي، وهناك أناس في دول الخليج تشجع إسرائيل على تصفية المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 17 و 18 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

«الحراك الجنوبي» يصدّع «الثنائية المتسلطة».. صور نموذجاً

علي الأمين/جنوبية/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80633/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%8a%d8%b5%d8%af%d9%91%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7/

 

قمع الثورة اللبنانية وارد بقرار إيراني وبمباركة روسية

راغدة درغام/ايلاف/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80636/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d9%82%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%af/

 

إيران… بيت الداء ورأس الدواء منذ 1979/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إيران… أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

المركب الإيراني يغرق بكل حمولته/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

 

إيران... بيت الداء ورأس الدواء منذ 1979

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

ما أبعدَ الهوةَ بين قول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري: «عجبتُ لمن لا يجدُ قوتَ يومِه كيف لا يخرجُ على الناسِ شاهراً سيفَه!»، وقول حسن نصر الله أمين عام حزب الله: «نحنا يا خيي، على راس السطح، موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران. تمام؟ ما حدا إلو علاقة بها الموضوع...!». بل قوله في مناسبة أخرى ما معناه أنه «ما دام لدى إيران أموال فلدينا أموال»، وفي مناسبة ثالثة تطوّعه بدفع أجور موظفي الدولة إذا عجزت الدولة عن ذلك!

لا تناقض أكبر من هذا بين وجهين للثقافة السياسية للتشيّع. بين نقاء مدرسة الصحابة الذين رفضوا الفساد والفاسدين والاستكبار والمستكبرين، وعنجهية وصلف من شوّهوا منذ 1979 تراثاً متكاملاً وثقافة عريقة وهوية راسخة. بين صدق الزهد النظيف النية واللسان والكف، ورفع شعارات المظلومية والعدل والدفاع عن المستضعفين زوراً... من أجل استخدامها سلاحاً للثأر والحقد والفتنة والهيمنة.

اليوم عندما تثور مدن إيران فإنها تثور لسبب مفهوم هو الذي تكلم عنه أبو ذر، الزاهد النقي الشجاع الذي ما كان يخشى في الحق لومة لائم.

والحقيقة أن الشيعي الإيراني الجائع والمظلوم في سيرجان وأصفهان وكرج ليس أقل أو أكثر شيعية من العراقي ابن كربلاء والحلة والناصرية وساحة التحرير في بغداد، وهو لا ينافس الشيعي اللبناني في كفر رمان وصور والنبطية على «شيكات» السفارات من أجل التآمر على «مقاومة» ما أطلقت رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 2006... بشهادة الرئيس اللبناني ميشال عون!

 

The “Great Pleasure in Destroying Christians”: The Persecution of Christians, September 2019
 
ريموند إبراهيم: تقرير عن اضطهاد المسيحيين لشهر أيلول/20019/هناك فرح لدى البعض في تدمير المسيحيين
 Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/November 17, 2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/80639/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad/

 

المركب الإيراني يغرق بكل حمولته

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

 

إيران... أزمات متراكمة وراء مظاهرات الوقود

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80643/80643/

 

 

Let Aoun, Nasrallah and Bassil be the ones to emigrate
 
بارعة علم الدين/اتركوا عون وباسيل ونصرالله يحاجروا من لبنان
 Baria Alamuddin/Arab News/November 17/ 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80647/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%88%d8%a7-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88%d9%86%d8%b5%d8%b1/