LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november17.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلات ومداخلات من تلفزيونات متعددة تتناول الثورة على نظام ملالي إيران في لبنان والعراق وداخل إيران نفسها

فيديو مداخلة لكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

فيديو حلقة جديدة من "يوميات ثورة" على شاشة "الجديد"

فيديو مداخلة لنوفل ضو من قناة الحدث

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح ضيف من قناة الحدث

فيديو حلقة حوار حول أدوار طهران وأذرعها تحت عنوان أزمة في إيران وكوارث في المنطقة من محطة سكاي نيوز.

فيديو مداخلة للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث

السفارة الأميركية في بيروت

ريفي: باسيل المنحوس أحرق نفسه وتياره والعهد

ستاندر أند بورز تنعى تثبيت سعر الصرف

الصفدي: أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة وآمل تكليف الرئيس الحريري من جديد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/11/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

“بوسطة الثورة” من عكار إلى صور… حاملة رسالة المحبة والسلام

"أحد الرحيل" أمام القصر الجمهوري للضغط على عون وتحذير من تجمُّع مقابل لأنصار التيار الوطني الحر

السنيورة يتهم رئيس الجمهورية بالالتفاف على الاستشارات… وروكز ينتقد أحادية عديله باسيل

التقدمي” ينفي سقوط قتيل وجريح على طريق الناعمة وعائلة أبو فخر: الانتفاضة مستمرة!

رجعت حليمة لعادتها القديمة

بيان "لافت" من حراك صور بشأن "المقاومة"

"الإشتراكي" يوضح حقيقة سقوط قتيل وجرحى على طريق الناعمة

روكز: لا علاقة مع باسيل... ونصيحة للمتظاهرين

مروان حمادة لـ”السياسة”: يريدون حكومة سياسية لإبقاء سيطرة “حزب الله”

إضراب في سجن رومية

حماية أمنية للمصارف اللبنانية وتوقعات بفتح أبوابها غداً

لبنان على حافة هاوية..هل يعيد هيكلة الديون؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيرانيون يهتفون "لا حماس. لا حزب الله"

20 قتيلاً في تظاهرات إيران وهتافات ضد سياسات المرشد وانتفاضة الوقود" تتمدد

بومبيو: الولايات المتحدة مع الشعب الإيراني

إيران تثور… إحراق مراكز “الباسيج” وهتافات “الموت للديكتاتور”

مقتل 11 مُحتجاً وإصابة المئات والمتظاهرون يغلقون الطرق الرئيسة في طهران والمدن ويحرقون البنك المركزي

غضب في إيران بعد زيادة مفاجئة لأسعار الوقود احتجاجات في مدن عدة وقتيل برصاص الأمن... وطوابير طويلة أمام المحطات

المحتجون يحرقون صور خامنئي ومحطات وقود وحواجز للشرطة

الرئيس الإيراني حسن روحاني: رفع سعر البنزين لمصلحة الفقراء

المدعي العام الإيراني يهدد المحتجين

خامنئي: إيران تريد إزالة إسرائيل كدولة وليس الشعب

مريم رجوي تدعو الشباب الإيراني للانضمام إلى صفوف المحتجين

إصابة عشرات المحتجين في مواجهات ببغداد وانتشار أمني كثيف... ومتظاهرون من المحافظات يتوافدون على العاصمة

محتجو العراق يُسيطرون على ساحة الخلاني ويُغلقون “أم قصر”

السيستاني حذّر من المماطلة في تنفيذ مطالب المتظاهرين... وهتافات العاصمة نددت بقاسم سليماني

«الفضائح الأمنية» تحاصر الحكومة العراقية بعد خطف ضابط كبير وحديث وزير الدفاع عن «طرف ثالث» يُدخل القنابل القاتلة

العراق يغلق منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران أمام المسافرين بطلب من طهران على خلفية الاحتجاجات ضد زيادة أسعار الوقود

الحشد” ينفي صلته بقتل المتظاهرين

السفارة الأميركية تساهم بإعادة إعمار الأنبار

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان: ماضون لتحقيق الإخاء الإنساني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكولونيل شربل بركات/من أرشيف 2010/شيعة الحق/فيا شيعة الحق لا تخافوا ممن يقتل الجسد ويحاول أن يكم الأفواه لأنكم عانيتم الكثير عبر تاريخ لبنان الطويل وسوف تخرجون من هذه التجربة بإذن الله أكثر إدراكا لمعاني الحق وتعلقا بقوة العدل وإيمانا بأن الله سامع مجيب

إلى الصفدي: إياك والهدية المسمومة/علي حماده/النهار

كيف اتُّفق على الصفدي؟ وماذا بعد؟!/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«ستاندرد آند بورز» تُخفِّض تصنيف 3 مصارف/رنى سعرتي/جريدة الجمهورية

منظومة السلطة تمعن بفشلها وتحرق محمد الصفدي/منير الربيع/المدن

كبرى المصارف اللبنانية تواجه مخاطر ائتمان عالية جداً/عزة الحاج حسن/المدن

حتمية المواجهة مع سلطة الوقاحة والخبث/أيمن شروف/المدن

أتباع حزب الله في صيدا يبحثون عن بوسطة 1975/المدن

تظاهرة للخروج على جهاز الاتحاد العمالي الخاوي والميت/المدن

الكتلة الوطنية يكشف عن إحصائية سرية أجرتها السلطة عن الإنتفاضة اللبنانية/طوني بولس

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شمعون لـ"نداء الوطن": "حزب الله" الوحيد القادر على إحداث الفوضى وبصمات "صهر عون العظيم" وراء تأخير الاستشارات

باسيل "يحرق" الصفدي/شهر على الثورة... وتنويه بابوي بـ"الانتفاضة الشعبية المذهلة

نشاطات طلاب الجامعات بين الإبداع وتأمين المداخيل ودعم المطالب ومن بيع الكعك إلى الرسم وبيع الأكسسوارات... في الساحات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين

رؤيا القدّيس يوحنّا01/من09حتى20/:”يا إِخوَتِي، أَنَا يُوحَنَّا أَخَاكُم وَشَرِيكَكُم في ٱلضِّيقِ وٱلمَلَكُوتِ وٱلثَّبَاتِ في يَسُوع، كُنْتُ في ٱلجَزِيرَةِ ٱلمَدْعُوَّةِ بَطْمُس، مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَشَهادَةِ فَٱنْتَقَلْتُ بِٱلرُّوحِ يَومَ ٱلرَّبّ، وَسَمِعْتُ وَرَائي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ يَقُول: «ما تَرَاهُ ٱكْتُبْ فيهِ كِتَابًا، وَأَرْسِلْهُ إِلى ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْع: إِلى أَفَسُس، وإِلى إِزْمِير، وإِلى بِرْغَامُس، وإِلى طِيَاطِيرَة، وإِلى سَرْدِيس، وإِلى فِيلادِلْفيَة، وإِلى لَوْدِقِيَّة». فَٱلْتَفَتُّ لأَنْظُرَ ٱلصَّوتَ ٱلَّذي كانَ يُكَلِّمُنِي، وإِذِ ٱلتَفَتُّ، رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَائِرَ مِنْ ذَهَب، وفي وَسَطِ ٱلمَنَائِرِ شِبْهَ ٱبْنِ إِنْسَانٍ لابِسٍ ثَوْبًا طَوِيلاً إِلى قَدَمَيْهِ، وَمُتَمَنْطِقٍ عِنْدَ صَدْرِهِ بِحِزَامٍ مِنْ ذَهَب. أَمَّا رَأْسُهُ وشَعْرُهُ فَأَبْيَضُ كَٱلصُّوفِ ٱلأَبْيَض، كٱلثَّلْج، وَعَيناهُ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِصٍ كَأَنَّهُ صُفِّيَ في أَتُّون، وصَوتُهُ كَصَوتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة. وفي يَدِهِ ٱليُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِب، ومِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّين، ووَجْهُهُ كٱلشَّمْسِ وهِيَ تَسْطَعُ في أَشَدِّ وَهْجِهَا. فلمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيهِ كٱلمَيْت، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱليُمْنَى عَليَّ قَائِلاً: «لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وٱلآخِر؛ أَنا ٱلحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ ٱلمَوتِ وٱلجَحِيم. فَٱكْتُب إِذًا مَا رأَيْتَ، وَمَا هُوَ الآن، ومَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَحْدُثَ بَعْدَ ذلِكَ. وهذا هُوَ سِرُّ ٱلكَوَاكِبِ ٱلسَّبْعَة، الَّتي رأَيْتَها في يَدِي ٱليُمْنَى، وٱلمَنَائِرِ ٱلسَّبْعِ ٱلذَّهَبِيَّة: فَٱلكَواكِبُ ٱلسَّبْعَةُ هِيَ مَلائِكَةُ ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْع، وٱلمَنَائِرُ ٱلسَّبْعُ هِيَ ٱلكَنَائِسُ ٱلسَّبْع.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

هذا الخبير العالمي اللبناني المرموق في مجال البترول يفضح الحكم اللبناني المتمثل بكل من تولى ويتولى وزارة الطاقة ومعه رئيس الوزراء وكل الورزاء دون استثناء واحد، قوات ومستقبل واشتراكي وتيار عوني وثنائية شيعية، وذلك بالتآمر عن سابق تصور وتصميم على ثروة البترول والسكوت إما خوفاً أو في مقابل رشوات. الدولة من خلال هؤلاء تخلت عن ملكية البترول لصالح شركات وهمية يملكها نافذين لبنانيين طرواديين موجودين في قمة السلطة. هذا هو فساد وإجرام عهد ميشال عون وجبران باسيل والثنائية الشيعية وكل من دخل صفقة الرئاسة الخطأ والخطيئة. هؤلاء أصحاب شركات أحزاب وسياسيين وحكام فاسدين ومفسدين ولا قيام للبنان السيد الحر طالما هم في مواقع المسؤولية ولطالما بقي الإحتلال الإيراني قابضاً على احكم وحكام وقرار لبلد.اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=R6t1wJJoonc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2mak22yXMbhGOhp93WAvwbTQgzqiraUNJjWsStDqFTPKqbrQBqk0Hdmlo

 

المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

معادلة  الحكم الصوري في لبنان: حزب الله يقول للحكام والأحزاب التعتير وللسياسيين الطرواديين ، لنا سلاحنا ونفاق مقاومتنا وثلاثية الفجور ولكم الفساد والكراسي فاسرحوا وامرحوا والسلاح يحميكم. وبس هيك

 

جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80591/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%87%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7/

يحتار السيادي والكياني والبشيري اللبناني، وتحديداً اللبناني الماروني، من هو أسوأ سيادياً ووطنياً وعشقاً للأبواب الواسعة (بمفهومها الإنجيلي الصرف) وفجعاً للسلطة، ميشال عون أو سمير جعجع؟

والجواب بمفهومنا الشخصي وباختصار..لا فروقات تذكر بين الرجلين، لأنهما في العمل السياسي والحزبي، عملياً وفكراً وتطلعات وأجندات، وتاريخ، ونكران للجميل، هما من خامة اسخريوتية واحدة.

خامة وصولية وانتهازية ونرسيسية وواهمة لا تختلف بشيء عن خامة الإسخريوتي الذي باع السيد المسيح بثلاثين من فضة، وانتهى معلقاً على شجرة توت بعد أن استفاق ضميره متأخراً، وبعد أن كان “الفاس وقع بالراس”.

ميشال عون السياسي، وبعد أن أوهمنا بأنه بشيري وسيادي وكياني وديغولي الهوى والنوى، وذلك لسنين طويلة برفعه شعارات سيادية واستقلالية وتحريرية جذابة شعبياً، هو وقع وبرضاه وعن سابق تصور وتصميم، وبفرح في تجارب عمنا لاسيفورس (ملك الشياطين) في أول عرض سلطوي جاءه من نظام الأسد وحزب الله الملالوي وهو كان لا يزال في منفاه الباريسي.

أعادوه من المنفى، واسقطوا عنه وعن حاشيته من المستزلمين والمغرر بهم كل الأحكام القضائية.

وبعد فترة قصيرة قيدوه وربطوه، لا بل شنقوه كيانياً وسيادياً وصدقاً ومصداقية بورقة تفاهم (ورقة مار مخايل) طروادية وملجمية تنازل من خلالها بذل عن كل ما كان رفعه من شعارات، وعن كل ما كان وعد الناس به.

وانتقل مع الورقة الإسخريوتية هذه من قاطع وطني إلى قاطع معاكس له 100% ، وأمسى بوقاً وصنجاً ومسوّقاً وأداة للإحتلالين السوري والملالوي.

داكش ميشال عون الوطن والسيادة والحرية والكيان والشعب العظيم والدستور وتضحيات ودماء الشهداء وبالتأكيد نفسه بكرسي رئاسية صورية.

نصبوه رئيساً وهو لم يخيب آمالهم (السوري والإيراني) كرئيس، وها هو ينفذ حتى يومنا هذا أجندتهما بالكامل.

أما سمير جعجع السياسي الذي سرق “القوات اللبنانية” وحولها إلى شركة يملكها هو وحرمه فقد وضع لها هدفاً واحداً فقط، وهو خدمة أجندته السلطوية والنرسيسية المرّضية.

وحتى لا نغرق في التفاصيل، وهي رزم من المجلدات…

فجعجع وباختصار أكثر من مفيد خيط وفصّل “حزب القوات اللبنانية” الجعجعي-المعرابي، والذي لا يمت بصلة لأهداف ورسالة وتضحيات القوات اللبنانية التاريخية، خيطه وفصله على مقاسه، وفقط على مقاسه النرسيسي.

الرجل في تركيبة شخصيته النفسية هو متردد، وباطني، ومتذاكي، ولا يثق بنفسه ولا بأي أحد، وذمي، واسخريوتي، ومنسلخ عن الواقع، ويتوهم بأنه أذكى من الجميع، وأن بإمكانه دائماً أن يدخل إلى فم الوحش ويخرج منه .. في حين أنه ما من مرة تذاكى وتشاطر وتوهم ودخل في فم الوحش إلا والوحش فرمه وطحنه.

وعلى خلفية تركيبة شخصيته هذه، فهو وقع وأوقع المجتمع المسيحي في سلسلة من النكسات الكارثية ولا يزال هو في نفس الوضعية هذه.

كوارث ضربت دور هذا المجتمع السياسي وهمشته وهجرت الآلاف من أبنائه.

وذلك بداية من سلسلة الانقلابات الدموية داخل القوات اللبنانية،

ومروراً بتحالفه مع الجيش السوري خلال حزب الإلغاء الغبية التي قام بها ميشال عون،

وبتغطيته اتفاقية الطائف الإلغائية للدور المسيحي في الحكم، وبتسليم السلاح، ومن ثم دخوله الاتفاق الرباعي،

وأخيراً، وليس أخراً ع الأكيد، بفرطه تجمع 14 آذار وعقده الاتفاق المصلحي والغبي مع ميشال عون من خلال ما سموه “ورقة النوايا”.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه تبنى ترشح عون للرئاسة مقابل تقاسمه معه المسيحيين مغانم وحصص.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه ارتضى أن يتعايش وأن يساكن المحتل الإيراني الذي هو حزب الله، ويضع كل واشكاليات ملفات دويلته وسلاحه واحتلاله وحروبه في “الجارور” مقابل وعد مرّضي هو وعد نفسه به، ولم يعطيه إياه أحد، وهو وهم أن يكون رئيساً للجمهورية بعد عون.

وكما سابقاً في كل محطاته السياسية الفاشلة، وكما حال كل حساباته النرسيسية والواهمة والمرّضية والخطأ والخطيئة، لقد فشل فشلاً ذريعاً بورقة “أوعا خيك” الكذبة، ولم يحقق أي شيء سوى تسليم لبنان وحكمه ومجلس نوابه وقانون انتخابه ورئاسة جمهوريته إلى حزب الله.

واليوم  وبعد أن عزله الحراك الشعبي .. ها هو وأبواقه والصنوج يلومون الآخرين، وهو شخصياً بتذاكي مفضوح يُسقط عن نفسه خطيئة دخوله تسوية الصفقة الرئاسية الخطأ والخطيئة، تحت شعار نفاق الواقعية وتخوين وشيطنة من عارضه يومها وفضح نوايا ورقته التعتير.

من هنا كمجتمع مسيحي عموماً، وكموارنة تحديداً، وعلى الأكيد الأكيد، لن تقوم لنا قيامة، ولن نستعيد دورنا في الحكم، ولن نُخرِّج أنفسنا من مسلسل الكوارث… إن لم نتجرأ ونخرج من صنميتهما ونحاسبهما (ميشال عون وسمير جعجع)، أقله ضميرياً ووجدانياً وتبعية عمياء، ونتوقف فوراً عن السير ورائهما والوقوع في الأفخاخ التي ينصبانها لنا وللوطن ولدورنا ولوجودنا.

وبس هيك…

ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ، وإلا من حفرة إلى أخرى، ومن مصيبة إلى مصائب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقابلات ومداخلات من تلفزيونات متعددة تتناول الثورة على نظام ملالي إيران في لبنان والعراق وداخل إيران نفسها

فيديو مداخلة لكاتب الصحافي لقمان سليم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=wqv_I-Xch7w

 

فيديو حلقة جديدة من "يوميات ثورة" على شاشة "الجديد"

https://www.youtube.com/watch?v=OV6M8i6ylYo

 

فيديو مداخلة لنوفل ضو من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=D5r2rSNB2MM

 

فيديو مداخلة لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=IWs06ylu3js

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح ضيف من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=qQXv9YTqrbA

 

فيديو حلقة حوار حول أدوار طهران وأذرعها تحت عنوان أزمة في إيران وكوارث في المنطقة من محطة سكاي نيوز

https://www.youtube.com/watch?v=Njm8E2t95Ss

ينتفض الإيرانيون مجددا في تظاهرات تعمّ البلاد. قبضة أمنية قويّة في محاولة لوقف تمدد عدوى الاحتجاج إلى مدن أخرى. تظاهرات انطلقت من عناوين معيشيّة واتسعت لتطالب بالتغيير من رأس السلطة في البلاد. هذه الساعة من غرفة الأخبار نخصصها كاملة لمتابعة الشأن الإيراني والأذرع الإيرانية التي نقلت الانهيار إلى دول عربية أخرى. وسننطرق إلى الموضوع من محاور عديدة، انطلاقا من اتساع مسبّبات الحراك في إيران وتمايزه عن ما سبق من تظاهرات إيرانية، ثم ننتقل إلى التحركات في لبنان والعراق، والبلَدان يرزحان تحت ثقل الضغوط الإيرانية، ويتحملان تعبات مغامرات الميليشيات الموالية لطهران.

 

فيديو مداخلة للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=Saaz0N0boVA

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=qQXv9YTqrbA

 

السفارة الأميركية في بيروت

16 تشرين الثاني/2019

نفت السفارة الأميركية في بيروت الأخبار المتداولة عن تمويلها "بوسطة الثورة"، وقالت في تغريدة على حسابها على تويتر: "سمعنا الإشاعات، السفارة االأميركية لم تموّل "بوسطة الثورة"، ندعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلمية والتعبير عن الوحدة الوطنية".

 U.S. Embassy Beirut

We heard the rumors and no, the U.S. Embassy is not financing “the revolution bus. We support the Lebanese people in their peaceful demonstrations and expressions of national unity.

 

ريفي: باسيل المنحوس أحرق نفسه وتياره والعهد

16 تشرين الثاني/2019

غرّد اللواء أشرف ريفي عبر “تويتر” قائلًا: “تحية إلى أهل البترون الغالية الذين أسقطوا جبران باسيل في أربع انتخابات، هم يعرفونه حق المعرفة. إنه باسيل المنحوس الذي أحرق نفسه وأحرق العهد معه وأحرق تياره”.

وأضاف: “باسيل يُحرق كل من يراهن أو يتكل عليه. قديمًا قيل “المنحوس منحوس ولو حطوا على راسه فانوس”

 

ستاندر أند بورز تنعى تثبيت سعر الصرف

محمد وهبة/الأخبار/16 تشرين الثاني/2019

أصدرت وكالة ستاندر أند بورز تقريراً تخفض فيه تصنيف لبنان درجتين من (-B) إلى (CCC)، كما أنها تحدثت عن ارتفاع احتمالات انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، واضطرار السلطات إلى فرض قيود على رأس المال («كابيتال كونترولز») رسمية على السحب والتحويل ولجوء الحكومة إلى عملية إعادة هيكلة للدين العام، فضلاً عن تلميحها إلى احتمال انهيار النظام المصرفي. ولم تكتف الوكالة بخفض تصنيف لبنان، بل عدّلت رؤيتها المستقبلية من «قيد المراقبة» إلى «رؤية سلبية»، مشيرة إلى أن «هذا التصنيف يشمل الديون القصيرة الأمد والطويلة الأمد وبالعملة المحلية وعمليات التحويل والسحب»

وقالت الوكالة إن «ارتفاع الضغوط يزيد احتمالات لجوء الحكومة إلى عملية إعادة هيكلة للدين. فمن دون نموّ للودائع، يحتمل أن المصارف المحلية لن تكون قادرة على تمويل عجز الحكومة. أما الـ«كابيتال كونترولز» غير الرسمية التي تمارسها المصارف، فستؤدي إلى تسارع وتيرة هروب الودائع خلال الأسابيع المتبقّية من السنة الجارية، كما أنها تثير الأسئلة حول السياسات النقدية والنظام المصرفي. ومن المحتمل أن تزداد احتمالات حصول «كابيتال كونترول» رسمية، وضمن سيناريوات متعددة، احتمال نهاية تثبيت سعر الصرف»

واستندت الوكالة في هذا الأمر إلى تراجع في احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية القابلة للاستعمال من 19 مليار دولار إلى 17.9 ملياراً دولار، متوقعة أن تنخفض إلى 11.1 مليار دولار في نهاية 2020 و5.7 مليارات دولار في نهاية 2021 لتصبح 257 مليون دولار في نهاية 2022. وأوضحت أنه «نظراً إلى هروب الودائع بوتيرة متزايدة، وارتفاع نسبة الدولرة، نتوقع أن يكون هناك تراجع إضافي في احتياطات مصرف لبنان. الاحتياطات المعلنة ستتقلص بقيمة 4 مليارات دولار» وأشارت الوكالة إلى أن «إغلاق المصارف الأخير والقيود غير الرسمية على السحب والتحويل تثير تساؤلات عن استدامة سعر صرف الليرة واستمرارية هذا النظام، ما يؤدي إلى مزيد من تدهور الثقة». وقالت أيضاً إنه نظراً إلى العجز المالي الكبير وحاجات الاستيراد، فإن الحكومة تحتاج إلى دعم المانحين الدوليين، أو سلة إصلاحات محلية واسعة من أجل الاستمرار في خدمة الدين الذي بات يمثّل 148% من الناتج المحلي الإجمالي في 2019»

ثقة المودعين تدهورت وسط اضطرابات اجتماعية وإقفال المصارف والقيود على السحب والتحويل وتوقعت الوكالة أن تعتمد الحكومة على احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية لتغطية الالتزامات القصيرة الأمد وهي تتضمن 1.5 مليار دولار وفوائد بقيمة مليار دولار في 2019. أما في 2020 فإن الاستحقاقات تبلغ 1.2 مليار دولار من أصل الدين، وفائدة بقيمة 700 مليون دولار في نيسان، و600 مليون دولار في حزيران واستنتجت الوكالة أن «ثقة المودعين تدهورت أكثر وسط اضطرابات اجتماعية، وإقفال المصارف لمدة طويلة، فضلاً عن وضع المصارف قيوداً فردية على عمليات تحويل العملة وسحبها إلى الخارج. هذا الأمر يزيد الضغوط على سيولة المصارف، ويزيد وتيرة هروب الأموال من لبنان، ما يلقي بثقله على احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية»

 

الصفدي: أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة وآمل تكليف الرئيس الحريري من جديد

وطنية - السبت 16 تشرين الثاني 2019

طلب الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، سحب اسمه "من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة"، آملا أن "يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد".

جاء ذلك في بيان للصفدي في ما يأتي نصه:

"بعد أيام قليلة على إبداء رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري رغبته بتكليفي لتشكيل الحكومة العتيدة، مؤكدا دعمه الكامل والمطلق، وواضعا فريق عمله في تصرفي، كان لا بد مني وكرجل مسؤول ومدرك لخطورة هذه المرحلة أن أقوم بسلسلة مشاورات ولقاءات مع الأطراف السياسيين، وكان آخرها الليلة مع الرئيس الحريري لبحث كيفية تشكيل حكومة منسجمة تستجيب لمطالب الشارع المحقة، خصوصا وأن لبنان يمر بمرحلة مفصلية من تاريخه تتطلب الوعي والحكمة. يأتي بياني ردا على الرغبة التي أبداها مختلف الأطراف بطرح اسمي للتكليف، وعلى رأسهم الرئيس الحريري للقول إن بعد ثلاثين يوما على وجود الناس في الشارع للمطالبة بأبسط حقوقهم المهدورة، ان الوضع لم يعد يحتمل الانتظار ولا المراوغة ولا المشاورات الإضافية.

إنني أشكر فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد الحريري وكل من اقترح اسمي، لتشكيل الحكومة العتيدة، إلا انني ارتأيت أنه من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الأفرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الإقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع. وعليه، أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة، وآمل أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد. حمى الله لبنان والشعب اللبناني وشبابه".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/11/2019

وطنية - السبت 16 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

غاب الكلام السياسي عن الحكومة والاستشارات والمشاورات، ليتقدم في الصدارة الحديث عن "بوسطة الثورة" والمصارف المقفلة.

حديث الناس يدور حول ضعف السيولة وقلتها في أيدي الطبقة الوسطى وما فوقها وما تحتها، ليحل الأمل بأن تنقضي العطلة، ليعود أمر التكليف الحكومي في الواجهة عن طريق الاستشارات الملزمة، التي لم يتحدد موعدها في القصر الجمهوري حتى الآن.

وعلى ما يبدو، فإن المشاورات السياسية تسير ببطء شديد، عالقة بين التكنوقراط والتكنوسياسي على صعيد التأليف.

وينتظر أن تفتح المصارف أبوابها يوم الاثنين، لئلا تكون هناك ضائقة في أيدي اللبنانيين، في سياق تعطيل حركتهم في البيع والشراء لما هو ضروري من سلع ومواد غذائية وتنقلات وطبابة، وإلى ما هناك من مشتقات الحياة اليومية، خصوصا وأن تبريرات أمن المصارف لم تعد موجودة، بعدما أصدر اللواء عثمان أمر خدمة اليوم بتوزيع عناصر أمنية على كل فروع المصارف اللبنانية.

وفي الكلام على "بوسطة الثورة"، نشير إلى أنها انطلقت من عكار باتجاه أقصى الجنوب، لكنها تعثرت في صيدا لبعض الوقت، وهي طبعا ليست على غرار بوسطة عين الرمانة، إذ أن ركابها من كل المناطق رجالا ونساء وأطفالا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على ضفة يكمل الحراك اليوم شهره الأول بشقيه المطلبي الصادق والإستغلالي الإستثماري، وعلى ضفة أخرى لم يكمل الخرق الحكومي مشواره فتقوقع هذا الاستحقاق مجددا في زاوية الضبابية.

وعليه سيحتاج اللبنانيون إلى وقت إضافي ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ذلك أن ورقة الوزير السابق محمد الصفدي مرشحا لتشكيل الحكومة العتيدة، ترنحت تحت ضربة رؤساء الحكومات السابقين الذين نفضوا أياديهم من دعمه، وأعادوا ترشيح الرئيس سعد الحريري ليتولى رئاسة الحكومة.

في ظل هذا الواقع، بدا الرئيس نبيه بري الآن في غرفة الانتظار، على ما قال بنفسه، مشددا على أن الأمور تزيد تعقيدا، ومؤكدا أنه لا بد من حل سريع يخرج لبنان من هذه الأزمة، وخصوصا أنها تتفاعل على أكثر من مستوى، وأن استمرارها ينذر بمخاطر كبرى.

على أن لبنان المترنح استحقاقه الحكومي، يبدو محشورا أيضا بين مطرقة وكالات التصنيف الدولية، وسندان التردي الإقتصادي والمالي والمصرفي الذي لم يكن ينقصه إلا اقفال البنوك. من هنا جاء الإستياء الذي عبر عنه الرئيس بري من بعض الجهات المصرفية، وخصوصا بعدما تأكد أنها تفتعل الإضراب في المصارف، وتعمل بشكل مريب على خنق الإقتصاد.

أما الريبة كل الريبة، فتتجسد في كل ما ينفثه "الجديد" من سموم. على "الجديد" لا شيء جديدا، منبر للتشهير والبذاءة والتنمر والصبيانية تحت عنوان مكافحة الفساد، فيما خياط الفساد الحقيقي معروف. ولأدوات تحسين البيزنس نقول: إبدأوا بخياطكم وعائلته كرمى لعيون الناس. إتعظوا مما حصل مع زميلتكم التي كشفت حقيقة الخياطين، وما وراء استخدامها مع برنامجها كعنوان للعفة أمام الرأي العام وعقد الصفقات في الغرف السوداء. إبحثوا هناك حيث مغارة الفساد الحقيقية. ونصيحة نقدمها قبل ذلك... إخجلوا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا تحتاج الثورة بحقيقتها إلى بوسطة كي تعبر المناطق، لكن بعض راكبي موجة المتظاهرين في بوسطة، أرادوها للعبور إلى حيث هم مكشوفون وغير مرغوبين.

هم أنفسهم قاطعو الطرق وبانو جدران الأمس في نهر الكلب والناعمة وغيرها، وراكبو البوسطة ودعاة عبور كل الساحات لفرض شعاراتهم اليوم، قال أصحاب الوجع الحقيقي، ممن لا يزالون يفترشون الساحات بمطالبهم المحقة ضد الفساد والفاسدين في غير منطقة، من حلبا إلى صيدا وصور وما بينهم، الرافضين لخفافيش السياسة بينهم، فتعطلت البوسطة بفعل من يقودها، ولم يسمح لها أن تدهس ما تبقى من شعارات حقيقية لمتظاهرين موجوعين.

وهنا السؤال القديم- الجديد، لماذا لا يخرج قادة هذا الحراك إلى العلن، فيرفعون شعارات واضحة، ويمشون مسارات ظاهرة؟.

أما راكبو البوسطة الرديفة من السياسيين، فهم أيضا من يعطلون بوسطتهم بأفعالهم وتذاكيهم الذي لم يدم، ويتسببون بزحمة سياسية واقتصادية تكاد أن تخنق البلد وأهله. وفيما يلاقي أهل التصنيفات الائتمانية الأميركية القاسية، المصنفين اللبنانيين من مصرفيين وسياسيين، للاطباق على ما تبقى من روح اقتصادية ومالية في لبنان، يسعى أهل الوطن جاهدين إلى انقاذه بما تيسر من محاولات لن تيئسها مغامرات البعض أو تقلباته.

الإنتظار سيد الموقف حتى اكتمال حقيقة المشهد بعد اتفاق "بيت الوسط"، والتأكد من أن الطريق نحو التكليف وبعدها نحو التأليف أصبحت سالكة وآمنة، حتى يحدد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية، على ما قالت مصادر متابعة ل"المنار"، أما المشاورات فمستمرة لا سيما بين الأطراف السياسيين والوزير محمد الصفدي، والمنطلق ما اتفق عليه في "بيت الوسط" من أن الحكومة تكنوسياسية.

المصادر لفتت إلى أن النقاش لم ينته بعد، وإذا سارت الأمور بإيجابية، فإن موعد التكليف يكون قريبا، وإن جنحت نحو السلبية، فعندها يبنى على الشيء مقتضاه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

...وكأنه لم يكن ينقص اللبنانيين إلا "بوسطة". ليس لأن في الكلمة عيبا ما، بل لأن مجرد ذكرها يحمل إلى عموم الناس ذكريات سيئة، تعود بهم إلى يوم أسود عام 1975، دخلت فيه البلاد نفقا مظلما، نكرر سنويا في 13 نيسان: ينذكر وما ينعاد.

فقبل البوسطة، جدران إسمنتية في الأنفاق. وقبل الجدران الإسمنتية في الأنفاق، فرض خوات. وقبل فرض الخوات، طلب هويات.

وسواء كان الأمر مقصودا أم لا، ونحن نفترض دائما حسن النية، فالنتيجة واحدة: تشويه مستمر للحراك الشعبي الصادق، وسرقة حزبية موصوفة لمطالب الناس، تزامنا مع إطلاق نار يبدو مبرمجا على كل أشكال الحلول.

وفي هذا الاطار، تشير معلومات الـ OTV إلى أن قصر بعبدا لم يتبلغ جديدا حكوميا حتى الساعة، علما أن الساعات القليلة المقبلة، وربما قبل حلول يوم الإثنين قد تكون مفصلية في هذا المجال، ولاسيما لناحية مسألة التفاهم على ترشيح الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة.

غير أن مصادر متابعة للملف الحكومي أكدت للـ OTV أن أزمة تشكيل الحكومة تتعقد، مما يؤكد المخاوف من عامل خارجي على خط الأزمة. وشددت المصادر على أن "التيار الوطني الحر" يقدم جميع التسهيلات لتشكيل حكومة، وإذا كان هناك تراجع عن الالتزام بترشيح الصفدي، فالأمر لا يعني إطلاقا انسداد الأفق، بل يدفع إلى المزيد من العمل بحثا عن توافق آخر، بالتشاور مع جميع القوى السياسية المعنية.

وفي كل الأحوال، تابعت المصادر، فالارتباك الحاصل في تسمية رئيس حكومة، يؤكد صوابية قرار رئيس الجمهورية بالتريث في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، تسهيلا للاتفاق على اسم رئيس الحكومة وشكلها، وبالتالي تفادي الدخول في المجهول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الانتفاضة تبدأ شهرها الثاني "ع هدير البوسطة". وكلمة البوسطة تذكر اللبنانيين عادة ببوسطة مشؤومة هي بوسطة عين الرمانة، التي شكلت الشرارة الأولى لحرب دامية استمرت خمس عشرة سنة.

لكن بوسطة اليوم هي غير بوسطة الأمس. فإذا كانت بوسطة العام 1975 قسمت المناطق واللبنانيين، وزرعت التفرقة بينهم، فإن بوسطة اليوم التي انطلقت من عكار صباحا وجابت مختلف المناطق اللبنانية، وجهت رسالة توحيد ووحدة إلى اللبنانيين. لكن رغم الرسالة الايجابية التي تحملها البوسطة، فإن الطريق قطعت أمامها عند الأولي ومنعت من دخول المدينة. السبب: اتهامات وجهت إلى البوسطة، إذ أسماها البعض بوسطة الفتنة، فيما اعتبر البعض الآخر أن التخطيط لها وتمويلها مشبوهان، وهما اتهامان لا ينطبقان على الواقع.

لكن المشكلة ليست هنا. المشكلة الحقيقية أن ما حصل اليوم في صيدا وجوارها، أثبت أن السياسة متى دخلت يمكن أن تضرب الحراك. وهذا ما يجب التنبه له حتى لا تذهب تضحيات أهل الانتفاضة سدى، وحتى لا تخرب السياسة من جديد ما تحاول الانتفاضة اصلاحه.

حكوميا: الأمور عادت مبدئيا إلى المربع الأول، وحتى إلى النقطة الصفر. الاستشارات النيابية التي كان يمكن أن تحصل مطلع الأسبوع المقبل ستؤجل، لأن عملية التكليف لم تنضج ولأن الأمور تعقدت. أكثر من ذلك: إمكان تكليف الوزير السابق محمد الصفدي تراجع، وعاد الحديث عن ارتفاع حظوظ تكليف الرئيس الحريري. وهو تكليف سيصطدم بالمعادلة القديمة- الجديدة الآتية: الحريري لا يريد إلا حكومة تكنوقراط، وذلك استجابة لمزاج الشارع، فيما "التيار الوطني الحر" وقوى الثامن من آذار مصرة على حكومة تكنو- سياسية. كل هذا يثبت أن الأزمة الحكومية لن تحل قريبا، وأننا سنكون أمام أزمتين مترابطتين: أزمة الشارع مع القوى الحاكمة، وأزمة القوى السياسية بين بعضها بعضا.

ماليا، المصارف لن تفتح أبوابها الاثنين رعم تأمين الحماية الأمنية للمصارف، وذلك بسبب عدم التوصل حتى الآن إلى آلية تعامل موحدة مع المودعين.

باختصار: إنه بلد يعيش سياسيا واقتصاديا وماليا في غرفة الانتظار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

المشهد اللبناني اليوم فيه ثلاث بوسطات: بوسطة 17 تشرين الأول، و"بوسطة الثورة"، وبوسطة التكليف.

بوسطة 17 تشرين الأول تطوي غدا شهرها الأول، وهي ما زالت تواصل سيرها، تصادف "طلعات ونزلات" لكنها حتى الساعة ما زالت "ماشية".

"بوسطة الثورة" انطلقت اليوم من عكار وتوقفت عند جسر الأولي عند مدخل الجنوب، وكأن هناك من أراد أن يقول لها: "بوابة الجنوب مفتاحها في يد واحد أحد، وهو لا يفتح الطريق أمام الثورة"، وهنا يطرح السؤال: "كيف يكون إقفال الطرق ممنوعا، تحت طائلة استخدام القوة، في بعض المناطق، ومسموحا في مناطق أخرى، ويكتفى باللين والإقناع فقط لا غير؟، فهل قطع الطريق في صيدا "بسمنة" وفي غيرها من المناطق "بزيت"؟. المطلوب جواب، لأنه بعد اليوم لا يجوز أن تمر مثل هذه العيوب من دون مساءلة، خصوصا أن الطريق عاد وفتح في صيدا ودخلت البوسطة في ظل ترحيب الصيداويين.

أما بوسطة التكليف فمتوقفة منذ تسعة عشر يوما، أي منذ إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، وهذا التوقف ناجم من عدم تكليف من يقودها. كانت هناك محاولة هذا الأسبوع للتكليف: إرتفعت فجأة أسهم الوزير السابق محمد الصفدي بتوافق بين "حزب الله" وحركة "أمل" وتيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" بالتأكيد.

حصل ما لم يكن في الحسبان، وربما حصل ما في الحسبان، كانت دردشة الوزير جبران باسيل، فقرأها الرئيس سعد الحريري على أنها للعرقلة، وكان بيان رؤساء الحكومات السابقين: السنيورة وميقاتي وسلام، فقرأه الوزير الصفدي على أنه سحب الغطاء عنه. عند هذا الحد عاود الخليلان مساعيهما وفتحت القنوات مجددا، ما أعاد الأمل في إمكان تحديد موعد استشارات التكليف. لكن المكلف المفترض، الوزير الصفدي، يشترط تأييد دار الفتوى والرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، فهل يتحقق هذا الشرط وتقلع بوسطة التكليف؟.

تبقى بوسطة المصارف، فهل ستقلع الأسبوع المقبل بعد الخطة الأمنية التي وضعتها الداخلية للمصارف. يبقى ما سيصدر عن نقابة موظفي المصارف، وعندئذ يمكن التأكد أن بوسطة المصارف أقلعت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"نحنا كنا طالعين" لكن عيون "عليا "الأمنية تخوفت من هدير البوسطة، فتعترث رحلتها عند الأولي بوابة مدينة صيدا. ولو تركت "بوسطة الثورة" في حال سبيلها من دون تدخل أمني وحسابات سياسية، لانتهى الأمر في أرضه، ولاقت الرحلة كل ترحيب من أهل جنوب يعززون ضيوفهم، لكن الرحلة استغرقت أكثر من خمس ساعات لتعبر بين الرميلة وصيدا، وتدخل متأخرة ساحة إيليا، وذلك بسبب إشعار وصل إلى القوى الأمنية والعسكرية بضرورة أخذ الحيطة والتحاف الحذر.

ومع توقف البوسطة عند مداخل صيدا، اضطر النائب أسامة سعد إلى ملاقاة الوافدين على متن الرحلة الآتية من عكار مرورا ببيروت فصيدا، معلنا أنه ليس من النوع الذي يسمح بضغوط سياسية، وأنه أول من رحب بالبوسطة. وقال إن ساحة إيليا ميدان مفتوح لكل الناس وقرارها قرار ديمقراطي. وتمنى على القوى الأمنية والعسكرية تسهيل الدخول، وعن ربط الأمر بتولي رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" رئاسة الحكومة، قال سعد: "لا واردة عندي ولا واردة عندن، ما بيقبلوني لأني واحد منكن وفيكن، فنحن أصحاب مشروع سياسي يطالب بمحاسبة كل من تداول السلطة ونهب البلد.

وعلى متن البوسطة السياسية، فإن اسم محمد الصفدي لم يسقط من لائحة القيادة. وفي معلومات "الجديد" أن لقاء جمع اليوم الصفدي برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في "بيت الوسط"، توجه بعده الصفدي للقاء رئيس "التيار" جبران باسيل. وتعزز هذه "المخطرة" السياسية فرضية أن الرجل ما زال مقتنعا بأن حظوظه لم تسقط أيا يكن من سماه وزكاه، لا بل إن المرشح صامد، وقد بدأ باستطلاع شكل الحكومة المقبلة حتى قبل أن يصدر مرسوم الدعوة إلى استشارات التكليف.

لكن تظاهرات الأحد ستقول رأيها في الترشيح، وفي الأسماء التي لم تراع الميثاقية الثورية ودستور الناس ومطالبهم الطامحة إلى بلد غير منهوب، بأسماء نظيفة ووعد بالمحاسبة.

كل هذا، ورئيس الجمهورية تختصر صلاحياته في انتظار الآخرين، بمشاروات الحريري- جبران، وباسيل- الصفدي- حريري، على محاور متفرقة، نظرا إلى إقفال أبواب "بيت الوسط" أمام وزير الخارجية عقابا على تسريبات خاطئة.

وتتطاير الحكومة في الوقت الضائع بين تكنوقراط مموهة وتكنوقراط سياسية. وبين هذه الصورة يقف الثنائي الشيعي مستصعبا قبول شخصية مرفوضة، وعاجزا عن رفضها، لأن الأنظار سوف تتجه إلى "حزب الله" لاتهامه بالتعطيل وبالتدخل على خط مذهبي.

ووسط هذه الأجواء، فإن فخامة الرئيس جبران باسيل يقرر عن الجميع، ويختصر بشخصه مجلس العموم النيابي والحكومة، ويقفز على الدستور وخيارات شعب صار شريكا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 تشرين الثاني 2019

وطنية/السبت 16 تشرين الثاني 2019

النهار

تسجل حتى الآن نسبة ضئيلة جداً في حجوزات الللبنانيين الموجودين في الخليج ومعظم دول العالم لقضاء فترة الأعياد مع أهلهم في لبنان ما يترك خسائر باهظة على المؤسسات السياحية والفندقية والقطاع السياحي بشكل عام.

توقف خبير مالي عند تصريح وزير المال أن الرواتب في القطاع الرسمي متوافرة لشهري تشرين الثاني وكانون الاول وسال عما اذا كانت غير متوافرة بعد ذلك في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

تراجعت أرقام المداخيل المحققة للخزينة العامة في الشهرين الأخيرين بسبب تراجع أرقام الضريبة على القيمة المضافة بسبب ضعف الحركة الإقتصادية وتراجه المبيعات والإستيراد.

نداء الوطن

كان واضحا ان المكتب الإعلامي للوزير المستقيل جبران باسيل فشل في نفي مضمون مقابلته مع الزميل داني حداد الذي لم يتردد في إعادة التأكيد على المضمون عبر وسائل الإعلام.

شدد مسؤول معني على ضرورة مراقبة الحدود اللبنانية والمرافق الحيوية كالمرفأ والمطار لأن هناك من يستغل انشغال الدولة لتمرير ما هو غير شرعي وبطريقة غير شرعية.

تداول ناشطون من الثوار، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء عدد من العسكريين مرفقة بتسجيلات مصورة توثق مجاهرتهم بولائهم السياسية للتيار الوطني الحر.

الجمهورية

عبر موفد أجنبي زار بيروت أخيراً عن إعتقاده بصعوبة التعاون مع بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يصرون على كل ما يؤدي الى إعاقة تطبيق برامج المساعدات للبنان.

إستغرب مواطنون الاجراءات المعتمدة على مدخل إحدى الوزارات التي بدأت بطلب هويات زوارها والاحتفاظ بها على مدخلها لتسليمها لهم فور الانتهاء من الزيارة.

يتظّهر خلاف بين مرجعية إقتصادية وقطاع هام جداً على خلفية أداء هذا القطاع وعرقلة آلية الطريق التي رسمتها المرجعية.

البناء

قالت مصادر إعلامية إنّ فتح ملفات الفساد التي تركزت على شخصيات الرئيسين السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي لم تكن بعيدة عن مسعى استباقي لاستبعاد أسمائهم عن بورصة المرشحين لرئاسة الحكومة، وأضافت انّ الوصول إلى المعلومات اللازمة لمصداقية الملفات والمحاطة بتعقيدات تقليدية كان لافتاً.

توقفت مصادر غربية أمام تمييز الرئيس السوري لتظاهرات لبنان والعراق عن التظاهرات التي مهّدت للحرب في سورية والحرب عليها واعتبارها تعبيراً وطنياً، متمنياً لها أن تبقى كذلك، وتوقفت أمام ربط الرئيس السوري للفارق بعمليات القتل التي رافقت التظاهرات في سورية والتي طالت المتظاهرين ورجال الشرطة...

اللواء

ما يزال النقاش دائراً حول دور دولة كبرى في تهيئة الأجواء لأحداث 17 أكتوبر اللبنانية!

يتجه المنحى العام، حسب سفير غربي الى إحياء الانقسام اللبناني بين 8 و14 آذار؟!

يدور "هرج ومرج" حول مجرى حقيقة المعلومات التي حصلت خلال المفاوضات، حول اختيار المرشح المسمى، والموقف العام من هذه التسمية..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

“بوسطة الثورة” من عكار إلى صور… حاملة رسالة المحبة والسلام

"أحد الرحيل" أمام القصر الجمهوري للضغط على عون وتحذير من تجمُّع مقابل لأنصار التيار الوطني الحر

السنيورة يتهم رئيس الجمهورية بالالتفاف على الاستشارات… وروكز ينتقد أحادية عديله باسيل

التقدمي” ينفي سقوط قتيل وجريح على طريق الناعمة وعائلة أبو فخر: الانتفاضة مستمرة!

بيروت ـ” السياسة” /16 تشرين الثاني 2019

مع احتراق ورقة الوزير السابق محمد الصفدي التي طرحها الوزير جبران باسيل، من خارج السياق الدستوري، بشهادة أقرب المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب شامل روكز، بدا بوضوح أن لا أحد قادراً على تشكيل الحكومة الجديدة إلا الرئيس سعد الحريري الذي يسود اقتناع كامل لدى القيادات السياسية أنه المؤهل أكثر من غيره، على استعادة زمام المبادرة لإنقاذ لبنان من أزمته، واستعادة الثقة العربية والدولية، بعد الدعم الذي تلقاه من رؤساء الحكومات السابقين، وفي ظل الرفض الشعبي الواسع لخيار الصفدي، وبما يمكنه من الاستفادة من أموال مؤتمر “سيدر” لانتشال اقتصاده من الانهيار، وفي ظل تراجع الأداء المصرفي على نحو غير مسبوق. وبالتالي فإن تراجع حظوظ تكليف الصفدي، دفع رئاسة الجمهورية إلى تأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة، بانتظار التوافق على صيغة جديدة تعيد رئيس “المستقبل” إلى السرايا الحكومية، على أن يصار إلى تفعيل حكومة تصرف الأعمال لحين إيجاد مخرج سياسي وشعبي يناسب الجميع. وعلمت “السياسة”، أن الداعمين لمجيء الصفدي في أوساط العهد والثنائي الشيعي، أعادوا حساباتهم لجهة تبنيه، بعدما لمسوا حجم المعارضة الواسعة لترؤسه الحكومة الجديدة، الأمر الذي فرض العودة إلى ضرورة البحث في الوسائل التي تعيد الرئيس الحريري على رأس الحكومة الجديدة، بحيث أنه لن يكون من مفر إلا بحكومة تكنوقراط تنقذ لبنان من السقوط. ورأى الرئيس السابق فؤاد السنيورة، أنه “كان من المفترض ومنذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، أن يبادر رئيس الجمهورية بالدعوة الى استشارات نيابية ملزمة، لكن ما جرى كان التفافا على مسألة الاستشارات النيابية الملزمة وخلافا للدستور اللبناني، وذلك بإجراء مشاورات جانبية، وفي ذلك افتئات على صلاحيات الرئيس المكلف”.

وإذ اعتبر أنه “ليس لدينا الوقت لكي نضيعه في التشدد في المواقف التي لا تؤدي الى نتيجة إيجابية”، قال: “يفترض بالجميع أن يأخذ بالاعتبار تطور الأمور في ضوء هذه الحركة النهضوية والانقاذية التي يقوم بها شابات وشبان لبنان، والتي أحدثت تغييرا كبيرا في البلد”.

وأضاف:”أعتقد أن لبنان ما قبل 17 تشرين الأول غير لبنان ما بعده، وهذه الحركة التي عبر عنها أولئك الشباب والشابات تختصر بأنه ينبغي على اللبنانيين ان يتصرفوا كمواطنين وليس فقط كأعضاء او افراد في طوائف ومذاهب”.

من جهته، أكد النائب السابق مصطفى علوش أن “رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اصر على حكومة تكنوقراط “. وأضاف: “الحريري قال ان “هناك جملة من الاسماء لتأليف الحكومة واذهبوا للاستشارات النيابية”. وشدد علوش، على أن “حتى اللحظة الرئيس سعد الحريري مصر على حكومة تكنوقراط من دون سياسيين”. وكان تجمع عدد من المحتجين أمام منزل الصفدي في محلة كليمنصو – بيروت، مرددين شعارات رافضة “تكليفه

تأليف الحكومة” ومطالبة بـ”شخصيات جديدة لتولي المسؤوليات”.

وكشف النائب روكز ان رئيس الجمهورية، قام باستشارات سرية لاستطلاع رأي الكتل النيابية بشكل الحكومة، لكن الأمر لم يصل الى حد التسمية وهذا الموضوع له محاذير شخصية ودستورية. واشار الى ان الكتل ترفض منطق ان المشاورات تخطتهم وأنزلت التسمية، معتبرا ان ما حصل خطأ وعلى الأمور ان تسير بطريق يحفظ الدستور. وأضاف: “تسمية مرشحين من خارج المسار الدستوري أتت بنتيجة سلبية وعلينا البحث عن طرق صحيحة للوصول الى حلول ايجابية، فهناك مسار معتمد منذ ما قبل موازنة 2015 بالاستهتار بمطالب الناس وظروفهم والاستمرار بسياسة الفساد والهدر، وبعد شهر على الانتفاضة عندما هدأت الأوضاع عاد البعض الى الممارسات القديمة”. بدوره، رأى الوزير السابق أشرف ريفي، عبر “تويتر”، أن “استشارات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل هي آخر بِدع خرق الدستور في العهد المتداعي”.

وقال: ” إذا كان إستنساخ الحكومة المستقيلة قد سقط، فإن الدولة البوليسية التي يقيمها القبطان الأرعن خطفاً وتعذيباً للشباب الثائر، وقرصنة دستورية، وتشبيحاً سياسياً، وافتقاراً للنضوج الوطني، ستسقط”.إلى ذلك، وفيما ينتظر أن يستعيد ثوار الساحات حضورهم،اليوم، على طول مساحة البلد، وزعت عبر مواقع  التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة بطاقات دعوة بالصورة للتجمع عند مداخل القصر الجمهوري في بعبدا، اليوم “بالبيجاما ومشتقاتها”، في “أحد الرحيل”، من ضمن التحركات المناهضة لرئيس الجمهورية. وتردد أن مجموعات من التيار الوطني الحر ستقوم بتجمع مقابل لمنع المتظاهرين من الاقتراب من القصر او التعرض للرئيس عون. ومع بداية الشهر الثاني من الحراك الشعبي انطلقت من عكار “بوسطة الثورة” التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك، وجابت الساحل اللبناني وصولا الى صور مرورا بمحطات عديدة على طول الساحل، لكن في صيدا رفض ممثلو الحراك استقبالها في ساحة ايليا وتعهدوا تسهيل مرورها عبر الطريق البحرية باتجاه صور.

فيما تواصل قطع الطرقات في خلدة وبعض قرى البقاع الاوسط وطرابلس ومحيطها لفترة من الوقت، ثم جرى فتح مسارب لمرور السيارات، وتم اقفال بعض المؤسسات العامة التي فتحت ابوابها صباحا في طرابلس. وسجل تجمع للمحتجين في ساحة الشهداء.

ورافق البوسطة عدد من السيارات في محطاتها كافة لترسم جسر المحبة والوحدة الوطنية وازالة حواجز الطائفية وجدران المناطقية. واكد الناشطون “انهم غير ابهين بكل المعوقات وهم سيستكملون مسيرتهم متضامنين لتحقيق مطالبهم في بناء دولة القانون والعدالة والحرية والإنصاف”، مؤكدين “أن موقفهم قوي لأنهم لا يطلبون شيئا شخصيا بل جل طلبهم استعادة حقوقهم المشروعة كمواطنين في هذا البلد ورفع الحرمان والظلم في المجالات كافة والعيش بحرية وكرامة ومساواة بعيدا من المحاصصة والزبائنية وحصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والامنية فقط”.

وكتبت المواطنة نادين سابا عبر حسابها على “فيسبوك”: “لقد تم اليوم تداول اسمي بشكل كثيف على مواقع التواصل الاجتماعي زاعمين اعتباري موظفة في السفارة الأميركية وان والدي مسؤول في حزب القوات اللبنانية وإنني أشكل غطاءً لمن سبق ذكرهم لتمويل بوسطة الثورة المنطلقة من عكار باتجاه صور مروراً بكافة المناطق اللبنانية.

ويهمني ان أوضح ان ما يتم تداوله هو محض كذب وافتراء ولا علاقة لي به وأدعو من يحاول تشويه صورة الثورة واصبحوا معروفين ومكشوفين الى عدم زج اسمي في اي خبر او زعم لعدم علاقتي به وعدم صحته تحت طائلة الملاحقة القانونية وادعو الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة الى اعتبار ما يتم تداوله بمثابة اخبار وملاحقة كل من يقوم بنشر مثل هذه الأخبار او تداولها وكذلك احمل الأجهزة الأمنية والقضائية اي تعرض او تهديد قد يلحق بي او بعائلتي من جراء تلفيق هذه الأخبار”. وقالت زوجة الشهيد علاء ابو فخر، في خلال وقفة من مكان استشهاده عند مثلث خلدة حيث وضعت الورود في المكان: “أنا قوية لكن أريد أن أستمدّ قوتي منكم في كل ساحات لبنان، وعلاء قال لي إذا استُشهدت أكملي المسيرة”. وردا على سؤال حول نجلها عمر، اشارت الى انه بطل مثل أبيه لا يحب الطفولة بل يفضل الرجولة. من جهته، قال شقيق ابو فخر: “نحن لا “نقطف” في السياسة بل لدينا مبدأ تربينا عليه وتربيتنا الصحيحة هي التي جعلت علاء يميز بين الصواب والخطأ”. كما أشار الى ان قضية ابو فخر أصبحت قضية مجتمع دولي. وأكد حراك صور في بيانٍ، أن “ساحة صور هي ساحة وطنية بامتياز، وترحب بجميع المواطنين اللبنانيين من شماله إلى جنوبه”.

ودعا الحراك الى “تشكيل حكومة نظيفة تحارب الفساد وتضع لبنان على السكة الصحيحة، وحفظ المقاومة التي ننتمي الى بيئتها، والتي حررت هذه الأرض والإنسان والتي لولاها لكنا جزءا من الأراضي المحتلة”. كما أكد أن “أي زيارة لأي مكون لا يراعي هذه الثوابت هي زيارة غير مرحب بها. إلى ذلك، نفت وكالة داخلية الشوف في “الحزب التقدمي الإشتراكي”، في بيانٍ، ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن سقوط قتيل وجرحى أثناء مرور سيارتهم على طريق الناعمة”، مؤكدة أن “هذا الخبر عار عن الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة”.

وكتبت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال مي شدياق عبر “تويتر”: “بوسطة الثورة هي بوسطة العز والوحدة. في الواقع لا معلومات موثقة لدي، ‏لكني أقول للمشككين الذين يستغلون اي مبادرة شعبية للإنقضاض على الثورة والحراك لإلصاق التهم بهم وإثارة الانقسام بين المتظاهرين: ‏كفاكم عبثية واستهتارا بمطالب الناس، كفاكم تسييسا للثورة وشيطنة لأوجاع الناس”.

 

رجعت حليمة لعادتها القديمة

النهار/16 تشرين الثاني 2019

لعل المفارقة الأكثر اثارة للتوقف عندها في التطورات التي شهدتها البلاد في الساعات الأخيرة تمثلت في تزامن مرور الذكرى الشهرية الأولى لانطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول الاحتجاجية الشعبية وأوسع انفجار سياسي حصل منذ انطلاقها وذلك غداة تسرّب اسم الوزير السابق محمد الصفدي مرشحاً لتأليف الحكومة الجديدة عن اللقاء الثلاثي الذي عقد في "بيت الوسط" ليل الخميس وضمّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وممثلي الثنائي الشيعي الوزير علي حسن خليل وحسين الخليل. واذا كان "يحق" للانتفاضة أن تتباهى بأن صمودها وثباتها على أهدافها ومطالبها ومضيّها في تصعيد تحركاتها من أجل تحقيقها وفي مقدمها إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تأليف حكومة جديدة مستقلة من اختصاصيين من خارج النادي السياسي، فإن الانفجار السياسي الواسع الذي حصل أمس شكّل واقعياً انعكاساً للارتباك الكبير والمكشوف الذي تعيشه القوى السياسية برمتها بدءاً بالعهد وأركان السلطة والأحزاب والقوى السياسية الى درجة الانكشاف الكامل أمام المرحلة الأكثر خطورة التي بلغتها الأزمة الداخلية سياسياً ومالياً واقتصادياً واجتماعياً وأخيراً أمنياً في ظل انتفاضة 17 تشرين الأول وبعد استقالة الرئيس الحريري.

ويُخشى في ظل ما تركته "حرب المصادر" والمقار الرسمية والسياسية التي انفجرت أمس على نحو غير مسبوق في شأن الملابسات التي أحاطت بتسمية الوزير السابق الصفدي وما شاب هذه التسمية بالشكل الذي حصلت فيه من تجاوزات دستورية وانكشافات سياسية أن تكون الادارة السياسية للازمة قد خطت خطوات واسعة نحو الاخفاق والفشل الأمر الذي ترجم في انكفاء رئاسة الجمهورية عن تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة، في ظل الصدام السياسي بين الأفرقاء الذين انخرطوا بأساليب وحسابات مختلفة في تسمية الصفدي فاذا بردود الفعل الفورية الرافضة من جانب المنتفضين لهذه التسمية تتسبب بارتداد المبادرة على أفرقائها ورئاسة الجمهورية وتظهر دوراً سلبياً اضافياً لوزير الخارجية جبران باسيل اضطلع به أمس من خلال مواقف متفردة اختزل عبرها صلاحيات رئاسة الجمهورية كما الاستشارات الدستورية برمتها وتسبّب بسجال حاد علني بينه وبين "بيت الوسط". واذ بدا مجمل المشهد المأزوم كأنه عاد الى نقطة البدايات والمربع الأول من الأزمة، انعكس الارباك الرسمي والسياسي في افتقاد جميع المراجع والمعنيين أي رؤية واضحة لـ"الخطة ب" بعد الصدام الذي حصل وانعدام أي تصورات للمعالجات التي ستسلكها المشاورات في صدد الاتفاق مجدداً على موجبات التكليف والتأليف، علماً أن تداعيات هذا الصدام أدّت الى اثارة شكوك واسعة في مصير تزكية اسم الصفدي، فيما عادت تزكية اسم الرئيس الحريري كمرشح لا منازع له من الباب العريض مع مبادرة ثلاثي رؤساء الحكومة السابقين السنيورة - ميقاتي - سلام الى التمسك بترشيحه.

وبذلك تكون عطلة نهاية الأسبوع الجاري بمثابة فرصة لمراجعة تداعيات الأزمة وما يمكن القيام به لاحتوائها خصوصاً أن التحركات الاحتجاجية ستشهد غداً الاحد يوماً مشهوداً في ظل الدعوات التي وجهت الى الاحتشاد في الساحات في مرور شهر على بدء الانتفاضة.

السجالات والردود

وأفادت أوساط قصر بعبدا أنه لم يعيّن بعد أي موعد للاستشارات النيابية الملزمة، على رغم تسريب مسألة الاتفاق على اسم الصفدي رئيساً مكلفاً، لكون الأمر يحتاج الى مزيد من التشاور. وأوضحت أنه ما دام رئيس الجمهورية لم يحدّد موعد الاستشارات، فكل ما يُقال في هذا المجال يدخل في خانة الفرضية، على رغم التقدم الذي أحرز بالموافقة على الصفدي. وأشارت إلى أن موافقة الرئيس الحريري على تسمية الصفدي أتت مكبلة ومشروطة، فالحريري لم يتعهد المشاركة في الحكومة ولم يوافق على الصيغة التكنوسياسية، وتالياً فإن ثمة شكوكاً في تسميته الصفدي.

وقالت الأوساط نفسها إن الرئيس عون ليس في وارد أن يعيد الاصطفاف وفق 8 و14 آذار، وهو قضى عليه بانفتاحه ولا يريد إعادة إحيائه. في غضون ذلك، كان الوزير باسيل يؤكد عبر أحد المواقع الاخبارية "التواصل مع الوزير الصفدي الذي وافق على تولّي رئاسة الحكومة اذا حظي اسمه بموافقة القوى السياسيّة الأساسيّة المشاركة في الحكومة، وإذا سارت الأمور بشكلٍ طبيعي، فيفترض أن تبدأ الاستشارات الإثنين ليُسمّى في ختامها". ورأى أن الفترة التي سيستغرقها التأليف "لا يفترض أن تكون طويلة، لأنّ القوى السياسيّة الأساسيّة على اقتناع بضرورة الإسراع في تأليف حكومة تخرج البلد ممّا هو فيه".

لكن مصدراً سياسياً قريباً من "بيت الوسط" قال تعليقاً على كلام باسيل: "رجعت حليمة لعادتها القديمة، فالوزير باسيل حدّد موعد الاستشارات قبل أن يحدّدها رئيس الجمهورية، ومان على الرئيس الذي سيكلف قبل تكليفه، وقبل الاستشارات التي سيجريها وأعلن أنّ التشكيل سيجري سريعاً". ولاحظ أنّ باسيل "يحاول ترميم وضعه على حساب صلاحيات الآخرين، وإذا أراد فعلاً أن يسدي خدمة الى العهد ورئاسة الجمهورية، فينبغي أن يطلب إجازة من الكلام".

وكانت مصادر "بيت الوسط" اعتبرت تسمية الصفدي خطوة لتأكيد ضرورة الإسراع في الاستشارات النيابية. وكشفت أن الحريري وضع مجموعة أسماء لاختيار أحدها من أجل تشكيل الحكومة، منها نواف سلام وسمير حمود ووليد علم الدين وعصام بكداشي، الى تمام سلام ومحمد الصفدي الذي اختارته الأحزاب الأخرى. وأضافت "أن تيار المستقبل لن يُمثّل في الحكومة مباشرة ما لم تكن حكومة تكنوقراط، لكنّ الحريري لن يتهرّب من مسؤوليّاته وسيعطي الحكومة الثقة"، مشيرة الى أنه "يريد الانتقال الى حكومة تعمل من أجل البلد وإنهاء مرحلة تصريف الأعمال سريعاً".

وخلصت الى أن "لا موعد لاستشارات نيابية ملزمة، والأمور تحتاج إلى مزيد من التشاور على رغم الكلام الذي تردّد عن خرق معين، كما أن هناك نقاطا تحتاج الى توضيح، منها إبلاغ كل الأطراف خيار الصفدي وتشاور الكتل في ما بينها".

وتسبّبت رواية لمصادر الخليلين عن تسمية الصفدي في سجال مع "بيت الوسط"، وفيها انه سبق استقبال الرئيس سعد الحريري مساء الخميس المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين الخليل حصول لقاء جمع الحريري والرؤساء تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وأن الثلاثة طلبوا من الحريري أن يتولى رئاسة الحكومة ولا سيما في هذه المرحلة، إلا أنه كرّر موقفه الرافض للعودة إلى السرايا. وطلب من سلام أن يكون رئيساً للحكومة لكنه لم يبد حماسة لقبول هذه المهمة. وفي خلاصة لقاء رؤساء الحكومات اقترح الحريري اسم الصفدي لرئاسة الحكومة. وفيما نفت أوساط الحريري هذه الرواية، صدر بيان عن الرؤساء السنيورة وميقاتي وسلام تميز باعادة تزكيته لترشيح الحريري الأمر الذي اكتسب دلالات سياسية بارزة. وجاء فيه: "منذ بداية الأزمة السياسية، شددنا ونعيد التأكيد اليوم على موقفنا الأساسي اعادة تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة. وإننا نرى، في ضوء الأوضاع الراهنة، ان على القوى السياسية كافة تسهيل مهمته في ذلك".

 

بيان "لافت" من حراك صور بشأن "المقاومة"

مواقع ألكترونية/السبت 16 تشرين الثاني 2019

أكد حراك صور في بيانٍ، أن "ساحة صور هي ساحة وطنية بامتياز، وترحب بجميع المواطنين اللبنانيين من شماله إلى جنوبه". ودعا الحراك الى "تشكيل حكومة نظيفة تحارب الفساد وتضع لبنان على السكة الصحيحة، وحفظ المقاومة التي ننتمي الى بيئتها، والتي حررت هذه الأرض والإنسان والتي لولاها لكنا جزءا من الأراضي المحتلة". كما أكد أن "أي زيارة لأي مكون لا يراعي هذه الثوابت هي زيارة غير مرحب بها".

 

"الإشتراكي" يوضح حقيقة سقوط قتيل وجرحى على طريق الناعمة

مواقع ألكترونية/السبت 16 تشرين الثاني 2019

نفت وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي في بيانٍ، "ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن سقوط قتيل وجرحى أثناء مرور سيارتهم على طريق الناعمة"، مؤكدة أن "هذا الخبر عار عن الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة".

وإذ تشير وكالة داخلية الشوف في "التقدمي" إلى أن "تداول مثل هذه الأخبار الكاذبة من شأنها بث أجواء من التوتر والهلع لدى المواطنين"، تشدد على "ضرورة التحلي بالمسؤولية وعدم تناقل أخبار مشبوهة، والتأكد من مصداقية كل خبر قبل نشره".

 

روكز: لا علاقة مع باسيل... ونصيحة للمتظاهرين

ليبانون ديبايت/السبت 16 تشرين الثاني 2019

كشف النائب شامل روكز ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قام باستشارات سرية لاستطلاع رأي الكتل النيابية بشكل الحكومة، لكن الأمر لم يصل الى حد التسمية وهذا الموضوع له محاذير شخصية ودستورية. روكز وفي حديث لـ "الجديد"، اشار الى ان الكتل ترفض منطق ان المشاورات تخطتهم وأنزلت التسمية، معتبرا ان ما حصل خطأ وعلى الأمور ان تسير بطريق يحفظ الدستور. وأضاف:" تسمية مرشحين من خارج المسار الدستوري أتت بنتيجة سلبية وعلينا البحث عن طرق صحيحة للوصول الى حلول ايجابية، فهناك مسار معتمد منذ ما قبل موازنة 2015 بالاستهتار بمطالب الناس وظروفهم والاستمرار بسياسة الفساد والهدر، وبعد شهر على الانتفاضة عندما هدأت الأوضاع عاد البعض الى الممارسات القديمة". ولفت الى ان بدلا من ان تكون الانتفاضة درساً واعادة تقييم للمرحلة السابقة، ثمة من يتنكر لمفهوم الانتفاضة وتصرف كأن شيئاً لم يكن، مضيفا:" الرئيس عون أشار في خطابه الى أخطاء حصلت وتبنى مطالب الناس، وعلى كلام الرئيس ان يترجم من خلال عمل الحكومة الا ان الحكومة لم تتشكل بعد والمقاربات لتشكيلها خاطئة ،كذلك الكلام مع الناس يتمّ بطريقة خاطئة". وتابع:" لا يوجد أحد لا يفهم بالسياسة ونستطيع ان نأتي بحكومة مصغرة من 14 وزيرا تكون فريق عمل لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، فيمكن للاختصاصيين ان يكونوا مقربين من جوّ سياسي معين ولكن أسماءهم ليست نافرة". وأضاف:" فلنضع المقاومة مصانة على جنب ولنعمل على اصلاح الوضع الداخلي، فتحصين الداخل يحصن المقاومة". وقال:" الانتفاضة نظيفة انطلقت من وجع الناس ونحن علينا ايقاف اي محاولة لاستغلالها عبر تلبية مطالب الناس، وهناك حلفاء وخصوم يستغلّون ملف المقاومة كلٌّ من موقعه لمصالحه الشخصية". واعتبر ان رئيس الجمهورية ضمانة للمقاومة ولكن لا يمكن ان نشرّع الابواب ومن ثم القول ان ثمة من يسعى لضرب المقاومة، متمنيا ألا تتحول الانتفاضة الى ثورة لأن الثورة تحمل دم. ودعا الى عدم استيراد الشعارات والنماذج من الثورات الخارجية لأن بعضها كان تجربة سيئة فلننتج شعاراتنا الخاصة، مضيفا:" على اثر الانتفاضة هربت الحكومة ووقفت وراء رئيس الجمهورية فأصبح هو في الواجهة".

ولاحظ ان الشعب نزل بسرعة وقوة أول الانتفاضة ولكن عندما شعر المتظاهرون بوجود أحزاب تحاول ركوب الموجة انكفأوا قليلاً، وهذا يعني ان هذه الأحزاب غير مرحّب بها في الانتفاضة. ورأى ان على المتظاهرين الانتباه الى ان قطع الطرقات ، لان بعض الممارسات تدفع الناس الى الانكفاء، مضيفا:" عدم وجود رأس للانتفاضة كان مهماً لخلق حالة شعبية ولكن في وقت معيّن يجب ان يكون هناك من يفاوض باسمها". واعتبر ان طلاب الجامعات والاساتذة قيمة مضافة للانتفاضة فهؤلاء مستقبل البلاد، واذا كانت الجامعة اميركية فهذا لا يعني ان هناك مؤامرة، مضيفا:" الانتفاضة بحاجة الآن الى قيادة من أجل تسيير الأمور بطريقة مدروسة وتحديد الأهداف بدقة، الى حد ما كان موضوع قطع الطرقات مقبولاً اما بعد ذلك فقد أصبح الموضوع مؤذياً للانتفاضة وللناس". وردا على سؤال، قال:" لا علاقة مع الوزير جبران باسيل، نلتقي في المناسبات العائلية ونتكلم بلزوم ما يلزم، كما أولاد الرئيس عون لديهنّ رأيهنّ يعرضنه على الرئيس فيأخذ به أحياناً وأحياناً لا ولكن في النهاية هنّ بناته ويتصرفون مع بعضهم البعض كعائلة والأمر ليس كما يتمّ توصيفه بان هناك متاريس". وتابع:" اذا أردنا ان نصحح الأمور فلنذهب الى دولة القانون والمؤسسات أما في مسار المحاصصات فيوم نختلف ويوم نتصالح ودائماً على حساب الناس، ومن الممكن التحضير لانتخابات نيابية مبكرة بعد التفاهم على قانون جديد يريح الناس". واعتبر ان رفع السرية المصرفية خطوة غير كافية، مضيفا:" انا مع تفعيل هيئة تحقيق مصرف لبنان وتفعيل قانون تبييض الأموال".

 

مروان حمادة لـ”السياسة”: يريدون حكومة سياسية لإبقاء سيطرة “حزب الله”

بيروت ـ”السياسة” /السبت 16 تشرين الثاني 2019     

 أكد عضو “اللقا الديمقراطي” النائب مروان حمادة لـ”السياسة”، أنه “بغض النظر عن المشاورات غير الشرعية وغير الدستورية التي أدت إلى تكليف الوزير السابق محمد الصفدي ثم حرقه، فإننا نرى أن مناورة بعبدا لفرض تشكيلة تشبه الثنائي باسيل حزب الله، وتستمر لفرض السياسات التي أدت إلى انحياز لبنان وإفلاسه، تحطمت على صخرة الحراك الشعبي، وسيفرض على رئيس الجمهورية الانصياع إلى الدستور وإجراء استشارات برلمانية ملزمة، كما كان يفترض أن يفعل منذ استقالة الرئيس سعد الحريري”، مشيراً إلى “أننا لا نعترف أساساً بكل ما يحاك في الغرف السوداء، ليفرض على اللبنانيين خارج الأصول الديمقراطية”. ولفت، إلى أن “العهد يعمل على كسب الوقت قبل الانهيار الكبير، ومحاولة فرض المعادلة القديمة الممسوخة والفاشلة”، معرباً عن اعتقاده أن “الحل الأفضل للبلد بعودة الرئيس الحريري على رأس حكومة اختصاصيين، وأعني حكومة إنقاذ حقيقية مستقلة حقاً”. وقال، إن “محاولات السير بلبنان نحو دولة بوليسية ستفشل، فلبنان لفظ كل الدول البوليسية التي حاولت أنظمة أمنية متتالية فرضها عليه، ولن تكون المحاولة الحالية أكثر حظا من سابقاتها”. وأشار حمادة، إلى أن “الفريق الأخر يصر على حكومة سياسية، لإبقاء سيطرة حزب الله على السياسة الخارجية والداخلية للبنان، بينما يحتاج لبنان إلى تصويب حقيقي في خياراته الاقتصادية وسياسته الخارجية، بالعودة إلى النأي بالنفس وتحسين علاقاته مع أشقائه العرب والعالم، وألا يبقى منزوياً في قفص ولاية الفقيه”، مؤكداً على صعيد آخر، أن “لفلفة قضية الشهيد علاء أبوفخر مستحيلة، بعدما أصبحت أكبر من مجرد تحقيق أو اعتقال أو عقاب، فهي أصبحت قضية وطنية، وهو تحول إلى أيقونة ورمز وطني”.

 

إضراب في سجن رومية

بيروت ـ “السياسة” /السبت 16 تشرين الثاني 2019    

 نفذ السجناء في سجن رومية، إضرابا منذ أربعة أيام مطالبين بإقرار قانون العفو العام”. وأشارت معلومات إلى أن تردّي الوضع الصحي لأحد السجناء، أدّى إلى وفاته. على صعيد آخر، دخل اللبناني “ج.م” الفار من العدالة، الى إسرائيل عبر اجتياز السياج التقني على الحدود، بعدما أطلق النار على شخصين في الوزاني. وقامت القوات الإسرائيلية باعتقاله، واقتاده إلى التحقيق.

 

حماية أمنية للمصارف اللبنانية وتوقعات بفتح أبوابها غداً

بيروت ـ”السياسة” /السبت 16 تشرين الثاني 2019     

 فيما يتوقع أن تفتح المصارف اللبنانية أبوابها غداً، بعد اجتماع لاتحاد موظفي المصارف، اليوم، أعلنت المديريّة العامة في قوى الأمن الداخلي عن مجموعة تدابير أمنيّة ستتّخذها لحماية المصارف. وقال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان، إن “الاتحاد سيجتمع الأحد أو الاثنين لاتخاذ قرار بشأن إنهاء إضراب بعد تسلمه خطة لتأمين البنوك عن طريق تكثيف وجود الشرطة”. وعلم أن الخطة الأمنية المنوي تنفيذها لحماية المصارف تتضمن وضع عنصرين أمام كل مصرف، وتعزيز وحدة شرطة بيروت بـ 100 عنصر، وسرية قوى سيارة امام مصرف لبنان، وأخرى امام شارع المصارف، وفصيلة قوى سيارة لكل سرية اقليمية (3 فصائل)”. وعن الدرك الإقليمي، سيتم تخصيص عنصرين أمام المصارف الإنفرادية، وتشكيل دورية لحماية المصارف المجموعة في الشارع الواحد، ووضع سريتين قوى سيارة للتجول ضمن نطاق سرية طرابلس، ووضع سرية قوى سيارة لكل من: سرية صيدا، صور، زحلة، شتورا، ورفع الحجز الى الحد الأقصى، وإطلاق دوريات شرطة قضائية واستقصاء ومعلومات تتجول باللباس المدني على المصارف كافة”.

 

لبنان على حافة هاوية..هل يعيد هيكلة الديون؟

المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن المستثمرين يستعدون لمزيد من الخسائر في السندات اللبنانية حيث تواجه بيروت نداءات عاجلة لإعادة هيكلة ديونها الكبيرة.

وتراجعت قيمة الديون السيادية للبنان منذ أن دفعت وكالات التصنيف سندات الدولار إلى عمق أكبر في وقت سابق من هذا الشهر. فقدت السندات التي تبلغ مدتها سنتان ربع قيمتها على مدى الايام الثلاثين الماضية وتتداول الآن بسعر 64 سنتاً مقابل الدولار. وبحسب الصحيفة، لطالما سدد لبنان مستحقات ديونه. لقد تراكمت الديون حيث تنفق الحكومة اللبنانية أكثر مما تحصّل. وكان العجز في العام الماضي حوالي 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، مما دفع صندوق النقد الدولي إلى المطالبة بضبط مالي أكبر. وعلى الرغم من أن وزارة المالية اللبنانية تقول إن بإمكانها تسديد سندات بقيمة 1.5 مليار دولار تستحق خلال تشرين الثاني/نوفمبر، إلا أن الاقتصاديين يحثون لبنان على وضع خطة لإعادة هيكلة الديون مع تفاقم خطر التخلف عن السداد. وأضافت الصحيفة أن التدفقات العكسية للودائع بالعملات الأجنبية إلى خارج لبنان هذا العام، وهو ما عكس الاتجاه الذي دعم الاقتصاد لسنوات، أثارت ضغوطاً على السيولة ومخاوف من أن احتياطيات البنك المركزي تتآكل بسرعة. يعتمد لبنان بشكل متزايد على هذه الاحتياطيات لخدمة الديون. وأشارت إلى أن المصارف اللبنانية فرضت ضوابط فعلية على رؤوس الأموال عن طريق الحد من عمليات السحب والتحويلات الخارجية، رغم تصريح حاكم مصرف لبنان بأنه لن يكون هناك ضوابط على عمليات السحب والتحويل خارج لبنان (Capital Control). معظم الديون السيادية اللبنانية تحتفظ بها هذه البنوك المحلية، مما يقلل من خطر حدوث عمليات بيع حادة تحرضها صناديق التحوط في الخارج. لكن الانكشافات العالية للبنوك المحلية تعني أن ميزانياتها العمومية تضررت بشدة مع انخفاض أسعار السندات. وقال وزير الاقتصاد والتجارة السابق ناصر السعيدي ل"فايننشال تايمز"، إن هناك حاجة إلى طرق مختلفة لتخفيف عبء خدمة الدين بالعملات الأجنبية والعملات المحلية. وأضاف أنه يمكن تمديد آجال الاستحقاق على الدين المحلي وتخفيض أسعار الفائدة، إذا وافق مصرف لبنان المركزي والبنوك المحلية وصناديق المعاشات التقاعدية على الإجراءات. وأضاف أن بنوك التنمية متعددة الأطراف والجهات المانحة الأجنبية يمكنها تقديم ضمانات على ديون لبنان بالعملات الأجنبية، مما يقلل من الألم الذي يتحمله المستثمرون. لكنه قال إن على السياسيين أن يتحركوا بسرعة وأن يعينوا حكومة ذات مهارات تقنية لإدارة هذه العملية الصعبة. "كلما تأخرت بإجراء تعديل مؤلم، كلما أصبحت المشكلة أسوأ". بدورها، أوضحت الخبيرة الاقتصادية في "جيفريز" علياء مبيض أنه على لبنان تبني بعض الإصلاحات الأساسية، مثل تقليص القطاع العام وإصلاح النظام الضريبي، إذا أراد إدارة عبء ديونه. وقالت للصحيفة: "سوف تحتاج الإدارة إلى خطة عمل متوسطة الأجل تحدد مساراً واضحاً لتحقيق أهداف ذات مصداقية لتخفيض العجز كجزء من حزمة شاملة من تدابير إصلاح الإيرادات والنفقات". صحيفة "نيويورك تايمز" أضاءت بدورها على نقص الدولار في السوق وتذمر المواطنين من عدم قدرتهم على تحصيل دولاراتهم من المصارف، فيما معظم نفقاتهم وديونهم عليهم أن يسددوها بالدولار الذي بات سعره أعلى في السوق السوداء. وقالت إحدى المتظاهرات إنها "تريد دولاراتها". وأضافت أنه حتى تتم حل أزمة الدولار "يجب أن يبقى المتظاهرون في الشوارع". وأوضحت الصحيفة أنه بعد حوالي الشهر من التظاهرات تصطدم مشاكل البلد الاقتصادية والتي تعود إلى أجل طويل سابق، بحياة الناس اليومية. ازدادت قيمة الدولار الذي استخدم منذ فترة طويلة جنباً إلى جنب مع الليرة اللبنانية، لأن المخاوف من الاضطرابات السياسية تسببت في محاولة المزيد من الناس سحب أموالهم. لذلك كافح أرباب العمل لدفع الرواتب والمستأجرين لدفع الإيجارات والتجار لدفع ثمن السلع المستوردة. ويقول محللون وخبراء اقتصاديون إن عملية الإغاثة تبدو بعيدة. المشاكل الأساسية تراكمت على مدى فترة طويلة بحيث لا يمكن حلها إلا من خلال سياسات طويلة الأجل الأرجح أن تكون مؤلمة. ووضع مثل هذه المبادرات موضع التنفيذ يتطلب حكومة قوية، يفتقر إليها لبنان. ويقول ناصر السعيدي ل"نيويورك تايمز"، إن المشكلة تكمن في أن السياسات الحالية غير مستدامة. وضع البلد على المسار الصحيح يتطلب في وقت واحد التعامل مع عجز كبير في الميزانية وخفض الدين العام وهي مهمة ضخمة ". ويضيف: "ليس لديك حقاً الكثير من الخيارات.. أنت على حافة الهاوية وأنت تنظر للأسفل، لذلك إن لم تفعل ذلك، أين سينتهي هذا؟".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيرانيون يهتفون "لا حماس. لا حزب الله"

الحرة/السبت 16 تشرين الثاني 2019  

نشر ناشط إيراني مقطع فيديو قال إنه "لمتظاهرين في خوزستان وهم يهتفون بشعارات وطنية تؤكد على رفضهم تدخل حكومتهم في شؤون الدول الأخرى في المنطقة". ويُردّد المتظاهرون في المقطع بحسب الناشط: "لا غزة (حماس) لا لبنان (حزب الله). أنا أضحي بحياتي لإيران".وقال الناشط إن الإيرانيين "ليسوا على خلاف مع الشعوب ولكن مع وكلاء النظام وتدخله "الخبيث" في الدول الأخرى".

 

20 قتيلاً في تظاهرات إيران وهتافات ضد سياسات المرشد وانتفاضة الوقود" تتمدد

بومبيو: الولايات المتحدة مع الشعب الإيراني

أحمد عبد الحكيم صحافي/انديبندت عربية/16 تشرين الثاني/2019

تتواصل الاحتجاجات في عدد من المناطق الإيرانية حاصدة مزيداً من القتلى والجرحى، وأفيد بان محصلة القتلى ارتفعت إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفي تطور لافت، تحدثت أنباء عن أن المحتجين أضرموا النار بالمصرف الوطني في مدينة قدس قرب العاصمة الإيرانية طهران، وأفادت مصادر إيرانية مساء السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني) بأن خدمات الإنترنت في إيران توقفت بشكل شبه كامل. وسريعاً تمددت الاحتجاجات في إيران، وتصاعدت حدتُها السبت، غداة إعلان الحكومة المفاجئ زيادة كبيرة في أسعار الوقود بواقع 50 في المئة على الأقل، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، ولا سيما بعد مقتل أربعة محتجين في منطقة المحمرة جنوب غربي البلاد، ومتظاهر وإصابة آخرين في مدينة سرجان (جنوب)، وسقوط ضحايا بين شيراز وبهبهان وكرج والأهواز وشهريار، وذلك في أحدث مؤشر على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد جراء العقوبات الأميركية الواسعة التي شملت كثيراً من القطاعات، من بينها قطاع الطاقة والنفط المصدر الرئيس للدخل الأجنبي. وبعد أن شهد مساء الجمعة تظاهرات محدودة في عددٍ من المدن الرئيسة بينها طهران، اتسعت رقعة الاحتجاجات السبت، وطالت شعاراتُها المناهضة سياسات المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ذاته، ووصلت إلى مدن جديدة لطالما كانت هادئة وبعيدة عن الاضطرابات السياسية، من بينها مشهد (شمال)، وبيرجند (شرق)، وبندر عباس (أحد موانئ النفط الرئيسة جنوب البلاد)، وغشسارات والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر (جنوب غرب)، وسرجان (جنوب)، إذ لقي أحد المتظاهرين مصرعه، وأصيب آخرون.

الاحتجاجات تتمدد

وحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، السبت، فإن تظاهرات كبيرة ومتعددة شهدها كثيرٌ من المدن الإيرانية في مختلف مناطق البلاد غداة الإعلان الحكومي رفع أسعار الوقود. وقالت الوكالة "التظاهرات كانت كبيرة في مدينة سيرجان (جنوب)، إذ هاجم أشخاصٌ مستودعاً للوقود بالمدينة، وحاولوا إحراقه"، لكن الشرطة "تدخلت لمنعهم". وذكرت وكالة (إيرنا) للأنباء، أنه على الرغم من اتساع رقعة الاحتجاجات فإن بعضها اقتصر على "تعطيل حركة السير". وأشارت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء، إلى أن مئات الأشخاص "احتجوا على ارتفاع أسعار الوقود" في مناطق مثل مدينة مشهد (شمال شرقي البلاد)، وإقليم كرمان (جنوب شرقي البلاد)، وإقليم خوزستان الغنيّ بالنفط. وأظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، محتجين في الأهواز عاصمة خوزستان، وهم يحثون السائقين على تعطيل حركة المرور، وهتفوا قائلين "أيها الأهوازيون الشرفاء. أطفئوا محركاتكم". وقال أحد السكّان بالأهواز، نقلت عنه وكالة (رويترز)، "شرطة مكافحة الشغب أغلقت الشوارع الرئيسة. وسمعت إطلاق نار قبل نحو ساعة".

قتيل ومصابون في سيرجان

وذكرت وكالة أنباء الطلبة، أن "قتيلاً سقط بمدينة سيرجان الإيرانية، وأصيب آخرون بجروح"، خلال الاحتجاجات التي اندلعت بعد أن بدأت حكومة الرئيس حسن روحاني تقنين توزيع البنزين، وزيادة أسعاره بواقع 50 في المئة على الأقل. ونقلت الوكالة عن مسؤول بالمنطقة يُدعى محمد محمود آبادي، قوله "قُتل شخصٌ في سيرجان، لكننا نحقق لمعرفة إن كان قد لقي حتفه على يد قوات الأمن التي كانت تحاول إعادة الهدوء إلى المدينة"، مضيفاً "عدد من الأشخاص أصيب بجروح خلال التظاهرات". وحسب آبادي، فإنه "لم يُؤذَن لقوات الأمن بإطلاق النار، وسُمح لهم فقط بإطلاق عيارات تحذيرية (...)، وهو ما قاموا به". وذكر أن بعض الأشخاص استغلوا "التجمّع الهادئ" الذي أقيم في سيرجان، وقاموا بـ"تخريب ممتلكات عامّة ومحطات وقود، وأرادوا الوصول إلى خزّانات الوقود وإضرام النيران فيها". وأحبطت قوات الأمن التي شملت الشرطة وعناصر الحرس الثوري والباسيج (الميليشيا الإسلامية) محاولاتهم، وفق ما نقلت عنه الوكالة. وبدأت إيران تقنين توزيع البنزين، ورفعت أسعاره بنسبة 50 في المئة على الأقل، اعتباراً من الجمعة، مشيرة إلى أن الخطوة "تهدف إلى جمع أموال تُستخدم لمساعدة المواطنين المحتاجين". وبموجب الخطّة، سيكون اعتباراً من الآن على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (45 سنتاً أميركياً) لليتر لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر، وسيُحسب كل ليتر إضافي بـ30 ألف ريال (حوالى دولار أميركي)، بحسب ما أفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط. وعلى إثر القرار، خرجت تظاهرات "عفويّة ومتفرقة"، واتسعت تدريجاً ضد الإجراءات في عدة مدنٍ أخرى، بينها عبدان والأهواز وبندر عباس وبيرجند وغشساران وخرمشهر وماهشهر وشيراز، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وعلى مواقع التواصل، أثار القرار الذي أرجعته الحكومة إلى محاولة توزيع أرباحه على العائلات التي تواجه صعوبات، في بلد نفطي يُفترض أن يواجه اقتصاده الذي تخنقه عقوبات أميركية انكماشاً نسبته 9%، انقسامات في صفوف الطبقة السياسية التي تنتقد "توقيت الإجراء" قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في فبراير (شباط) المقبل. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اجتماع للحكومة، كما نقلت عنه وكالة (الأنباء) الرسمية، إن "زيادة سعر النفط تتيح مساعدة فئات المجتمع التي تواجه صعوبات"، أي "75 في المئة من السكان". وأضاف "يجب أن لا يتصوّر أحدٌ أن الحكومة تقوم بذلك، لأنها تواجه صعوبات اقتصادية، لن يذهب ريال واحد إلى الخزانة العامة". من جهته، صرّح رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية محمد باقر نوبخت لوكالة (الأنباء) الرسمية، بأن الإجراء "سيدر 300 ألف مليار ريال (نحو 2,3 مليار يورو)". وأوضح، "المبالغ التي تعاد إلى نحو 60 مليون إيراني ستتراوح بين 550 ألف ريال (نحو 4,2 مليون يورو بالسعر الحر) للعائلات المكونة من زوجين، إلى مليوني ريال (15,8 يورو) للعائلات المكوّنة من خمسة أشخاص أو أكثر". وأضاف، "سيتم التعامل مع أولى المدفوعات في غضون الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة". وقال نوبخت، إن الإجراء تقرر من قِبل "المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي الذي يضم الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية".

وزير الداخلية يحذر المحتجين

وفي موقف إيراني لافت، حذر وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي المحتجين قائلاً إن قوات الأمن تمارس ضبط النفس حتى الآن لكنها ستتحرك لأن استعادة الهدوء لها الأولوية، وقال إنه تحت عنوان الاعتراض على قرار تعديل أسعار البنزين تسببت ممارسات البعض بمشاكل عدة للمواطن، مشيراً الى انه منذ الأمس مارست القوى الأمنية ضبط النفس تجاه هذه الممارسات، ولكن صباح اليوم بدأ البعض بممارسة أعمال مخالفة للقانون، كالتعدي على الاملاك العامة والخاصة. اضاف "أعداد قليلة تستغل هذا الوضع وتحاول ارهاب المواطنين وبالنسبة للقوى الامنية فإن أمن المواطنين أساسي".

هل تنفجر الأوضاع الداخلية؟ وعلى وقع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران جراء العقوبات المفروضة عليها لأنشطتها المزعزعة استقرار المنطقة، وسياساتها النووية، أكد مستشار الرئيس الإيراني ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بدائرة الرئاسة حسام الدين اشنا أن المتربصين بالبلاد "ارتكبوا أخطاء استراتيجية"، وقال اشنا إن "إيران ليست العراق ولا لبنان ولن نسمح لوسائل الإعلام العميلة أن تقرر مصيرنا". إيرانياً أيضاً، قال السياسي الإيراني المحافظ أحمد توكلي عبر (تويتر)، إن هذه الزيادة في أسعار الوقود "ستنقل فقط عبء عدم كفاءة الحكومة إلى كاهل الشعب"، كما عدَّ الإصلاحي مصطفى تاج زادة قرار زيادة سعر البنزين تزامناً مع تنامي التضخم والبطالة والعقوبات "خياراً سيئاً". في المواقف ايضاً، أشاد رجل الدين البارز محمد إمامي كاشاني، بالقرار، وقال في خطبة الجمعة، "على السلطات أن تضع ضوابط أكثر صرامة للأسعار لمنع خروج التضخم عن السيطرة بعد رفع أسعار البنزين".

من جانبها، رجّحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "تتسع الاحتجاجات الإيرانية الحالية" جراء استمرار التدهور في الأوضاع الاقتصادية بالبلاد وفساد النخبة، وهي الحالة التي تشهدها دول مجاورة، في إشارة إلى العراق ولبنان.

إيران تعلن اكتشاف حقل نفطي يحوي 53 مليار برميل وسط شكوك دولية

وحسب الصحيفة الأميركية، فإنه وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، أظهر رد الفعل الإيراني على الاحتجاجات التي يشهدها العراق ولبنان، مدى تخوفهم من احتمال انتقال العدوى إلى بلدهم بسبب تشابه الظروف المعيشية السيئة لمواطني البلدان الثلاثة، فضلاً عن القلق المتزايد من إطاحة وكلائهم في كلٍ من بغداد وبيروت.

وذكرت الصحيفة، أن التخوّف الإيراني من انتقال الاحتجاجات، ظهر خلال تعليق قادة طهران على الأحداث في كل من العراق ولبنان التي وصفوها بأنها "فتنة"، وهو مصطلح استخدموه في التظاهرات المحلية المناهضة الحكومة في عامي 2009 و2017. واقترح البعض، أن المحرضين الأميركيين ودولاً أخرى "أذكوا الاضطرابات من أجل إضعاف إيران".

واشنطن... مع الشعب الإيراني

وفي تعليق أميركي على ما تشهده إيران، قال وزير الخارجية الأميركي مايك إن الولايات المتحدة مع الشعب الإيراني.

أسوأ أزماته

ويواجه الاقتصاد الإيراني أسوأ أزماته، إذ تبلغ نسبة التضخم أكثر من 40 في المئة حالياً، بينما يتوقّع صندوق النقد الدولي بأن ينكمش الاقتصاد بنسبة تسعة بالمئة هذا العام، وأن تكون نسبة النمو معدومة (0 بالمئة) في 2020. وحاول الرئيس الإيراني حسن روحاني في ديسمبر (كانون الأول) 2018 زيادة أسعار الوقود، لكن مجلس الشورى عرقل تبني القرار، بينما كانت تهز البلاد تظاهرات غير مسبوقة نجمت عن فرض إجراءات تقشفية. وعلى الرغم من احتياطيها الضخم من الطاقة، فإن إيران تجد صعوبة منذ سنوات في تلبية الطلب المحلي على الوقود بسبب نقص السعة التكريرية وعقوبات دولية تحدّ من توافر قطع الغيار اللازمة لصيانة المجمعات. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من اتفاق نووي دولي مع إيران العام الماضي، وأعاد فرض عقوبات على صناعتها النفطية الحيوية وقطاعات أخرى. وفي 2007، أحرق إيرانيون غاضبون محطات للوقود، وانتقدوا حكومة الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد لفرض تقنين توزيع الوقود.

 

إيران تثور… إحراق مراكز “الباسيج” وهتافات “الموت للديكتاتور”

مقتل 11 مُحتجاً وإصابة المئات والمتظاهرون يغلقون الطرق الرئيسة في طهران والمدن ويحرقون البنك المركزي

طهران، عواصم – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019     

 اتسعت رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في إيران أمس، لتطال عشرات المدن، فيما قُتل 11 محتجا، بينهم محتج يدعى جواد نظري وآخر ميثم عبدالوهاب منيعات، فيما أصيب المئات خلال مواجهات اندلعت في مدينة سيرجان وعشرات المدن الأخرى، وفتحت قوات الأمن خلالها النار بشكل عشوائي على جموع المحتجين. وأفاد ناشطون بحرق مراكز لقوات “الباسيج” التابعة للحرس الثوري في طهران، وأظهر فيديو متداول حرق مقرات “الباسيج” واندلاع النيران فيها.وارتفع عدد القتلى إلى 11، بينهم قتيل سيرجان، وسقوط 4 متظاهرين في مدينة المحمرة جنوب إقليم الأهواز، بينهم طفل يدعى علي غزلاوي التميمي ويبلغ من العمر 12 عاما، بالإضافة إلى مئات الجرحى برصاص قوات الأمن.

وشهدت سيرجان الواقعة وسط إيران إضرام النار في محطة للوقود، مع استمرار التجمعات في مختلف المحافظات حتى ساعات متأخرة من الليل، تزامنا مع دعوات أطلقت عبر مواقع التواصل لتجمعات احتجاجية في محافظات إيران كافة، في تمام الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي من صباح السبت.

ونقلت وكالة الأنباء الطلابية “إيسنا” شبه الرسمية، عن حاكم سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي، قوله: “للأسف قتل شخص”، مؤكداً أنه “مدني”، ومشيرا إلى أنه لا يزال من غير الواضح إن كان “تم إطلاق النار عليه أم لا”، وأضاف أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال التظاهرات.

وشدد على أنه “لم يُؤذَن لقوات الأمن بإطلاق النار وسُمح لهم فقط بإطلاق عيارات تحذيرية، وهو ما قاموا به”. وذكر أن بعض الأشخاص استغلوا “التجمّع الهادئ” الذي أقيم في سيرجان، وقاموا بـ “تخريب ممتلكات عامّة ومحطات وقود وأرادوا الوصول إلى خزّانات الوقود وإضرام النيران فيها”.

من جانبهم، أفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود إلى 53 مدينة إيرانية، حيث عمد عدد من المحتجين، في طهران، إلى قطع “أوتوستراد همت”، و”أوتوستراد حكيم” عبر إطفاء محركات السيارات، كما أغلقوا “أوتوستراد إمام علي” أحد أكبر الطرق الرئیسیة في العاصمة.

وهتف المحتجون الذين أوقفوا سياراتهم “يسقط الدكتاتور”، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. وأظهرت المقاطع التي بثها المواطنون عبر مواقع التواصل، خروج السيارات وسط تصاعد الأبواق والتوقف وسط الطرقات من أجل إغلاقها.

كما أوضحت مقاطع طوابير طويلة للسيارات في مناطق شمال طهران، وحشود لقوى الأمن قرب مسرح العاصمة.

كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين لتفريقهم في مدينة بوشهر جنوب إيران.

كذلك، شهدت مناطق شيراز، وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب إيران، إغلاقاً للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات، كما وقعت اشتباكات في مدينة كرمانشاه غرب إيران بين الأمن والمحتجين.

كذلك اشتبك المتظاهرون في بلدة قلعة حسن خان، غرب العاصمة طهران، مع قوات الأمن التي هاجمت المحتجين وقاموا برميهم بالحجارة، بحسب المقاطع التي نشرها نشطاء عبر مواقع التواصل.

وفي مدينة الأهواز العربية، تداول ناشطون مقطعا يظهر هجوم قوات الأمن المدججة بالسلاح وهي تطارد المحتجين وتطلق عيارات نارية صوبهم، دون أنباء عن وجود إصابات، كما أفادت الأنباء بإغلاق مداخل المدينة من قبل المتظاهرين وسط هجوم عنيف من قبل قوات الأمن وسماع دوي إطلاق نار حي في مدينة المحمرة، التي شهدت اشتباكات بين الأمن والمحتجين، وسط أنباء عن سقوط قتلى. كما أظهر مقطع آخر تجمع عشرات الشبان وهم يهتفون ضد قرار رفع أسعار البنزين ويدعون الناس للانضمام إليهم، بينما هاجمتهم قوات الأمن بالدراجات النارية.

وفي مدينة معشور، جنوب إقليم الأهواز، قام شبان بإغلاق الطرق عن طريق حرق الإطارات في مناطق مختلفة من المدينة الساحلية المطلة على شمال الخليج العربي، وفي شيراز مركز محافظة فارس، اجتمع عدد من الشبان في منطقة غولشن وقطعوا الطريق باضرام النيران وركن سياراتهم وسط الطريق.

أما في مشهد، مركز محافظة خراسان شمال شرق إيران، فتداول ناشطون مقطعا يظهر هجوم قوات الزمن على المحتجين وتكسير زجاجات سياراتهم. وفي مدينة سيرجان التابعة لمحافظة كرمان، جنوب إيران، تجمع المئات وسط المدينة وهم يهتفون “أيها المواطنون انضموا للاحتجاجات، و”لن نقبل الذل… سنطالب بحقوقنا”، رافضين الزيادة الجديدة لأسعار البنزين. وفي مدينة بهبهان، جنوب غرب إيران، أضرم محتجون غاضبون النار في “المصرف الوطني”، بينما هتف عشرات الشباب “لن نقبل الذل… سنطالب بحقوقنا”، رافضين الزيادة الجديدة في أسعار البنزين.

وفي مدينة شيبان، قام مواطنون بقطع الطريق بين مدينتي الأهواز وتستر شمال الإقليم، من خلال حرق الإطارات ووضع السيارات بوسط الطريق. وذكرت وكالة “فارس” أن الاحتجاجات في إقليم الأهواز ومدينة سيرجان في محافظة كرمان جنوب البلاد كانت الأكثر حدة.

 

غضب في إيران بعد زيادة مفاجئة لأسعار الوقود احتجاجات في مدن عدة وقتيل برصاص الأمن... وطوابير طويلة أمام المحطات

طهران: «الشرق الأوسط»/السبت 16 تشرين الثاني 2019     

أثارت السلطات الإيرانية غضباً واسعاً بين مواطنيها، بعد زيادة مفاجئة لأسعار الوقود، أمس، بنسب تجاوزت 50 في المائة، وفرض نظام الحصص، من دون أي تحذيرات مسبقة. وأطلقت قوات الأمن النار على مظاهرات في مدن عدة، بينها طهران وشيراز والمحمرة ومشهد وعبادان وشيبان وسيرجان التي قُتل فيها متظاهر برصاص قوات الأمن. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن «طوابير طويلة من السيارات انتظرت لساعات أمام محطات الوقود في جميع أنحاء طهران»، بعد الزيادات التي أعلنت ليل الخميس - الجمعة. وشوهدت الشرطة الإيرانية منتشرة بالقرب من محطات الوقود في مواقع عدة، لتطويق أي احتجاجات متوقعة فور اندلاعها. وعبر معظم المنتظرين في طابور أمام محطة وقود في وسط طهران عن صدمتهم وغضبهم. وقال رضا (33 سنة): «لم أسمع الخبر قيل لي في المحطة إن السعر زاد 50 في المائة عن اليوم السابق». وانتقد الموظف الحكومي محسن خودافيرديان (43 عاماً) الحكومة لتغيير السعر. وقال: «نحن خاضعون للعقوبات، لذلك يريدون سحب الأموال من جيوب الناس لأن لديهم عجزاً في الميزانية». وأضاف أن ارتفاع سعر الوقود سيؤدي إلى انخفاض شديد في راتبه الشهري، موضحاً أنه «يؤثر على كل شيء». وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات من مستخدمين ينتقدون هذه الخطوة ويقولون إنها ستكون عبئاً إضافياً وسط وضع اقتصادي صعب بالفعل. وأقر الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده «تواجه أصعب وقت» منذ عقود. غير أنه رفض خلال اجتماع للحكومة، أمس، الربط بين رفع الأسعار والعقوبات، قائلاً إن الزيادة «تتيح مساعدة فئات المجتمع التي تواجه صعوبات... ينبغي ألا يتصور أحد أن الحكومة تقوم بذلك لأنها تواجه صعوبات اقتصادية، لن يذهب ريال واحد إلى الخزينة العامة».

 

المحتجون يحرقون صور خامنئي ومحطات وقود وحواجز للشرطة

طهران، عواصم – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019

 قام المتظاهرون أمس، بحرق صورة المرشد الإيراني علي خامنئي في إسلام شهر، والتي تبعد نحو 12 كليومترا فقط عن العاصمة طهران. وأضرم المحتجون النار في محطتي بنزين في مدينة إسلام شهر، كما أحرقوا حاجزا للشرطة في مدينة أصفهان. وفي مدينة رباط كريم جنوب طهران، أضرم المحتجون الغاضبون النار في مصرف. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لتظاهرة على أوتوستراد حكيم في العاصمة طهران، حيث ردد المحتجون شعار “الموت للدكتاتور”، في إشارة للمرشد علي خامنئي. كما أظهر مقطع فيديو لمتظاهرين، يهتفون ضد تدخلات نظام طهران في شؤون المنطقة.

وهتف المحتجون في مسيرتهم مرددين شعار “لا غزة لا لبنان… روحي فدا إيران”. وعمد عدد من المحتجين في طهران، إلى قطع “أوتوستراد همت”، و”أوتوستراد حكيم” عبر إطفاء محرك السيارات بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود. كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة. كذلك، شهدت مناطق “شيراز، وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب ايران، إغلاقا للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات.

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني: رفع سعر البنزين لمصلحة الفقراء

طهران – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019     

 رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين، بقوله: إن “ذلك تم لمصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة”. ووفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، فقد أكد روحاني خلال اجتماع حكومي أول من أمس، أن الحكومة لم تكن تنوي زيادة أسعار البنزين، ومنعت قرارا بتحديد سعر لتر البنزين بحوالي 5000 تومان. وقال: إن الحكومة أرادت منذ فترة طويلة “مساعدة الفقراء”، لكنها لم تكن قادرة على القيام بذلك بسبب نقص التمويل والعجز في الموازنة، وستقوم بتوزيع المبالغ العائدة من زيادة أسعار البنزين على الفئات المعوزة”. ويقول الإيرانيون إن متوسط دخلهم الذي لا يتجاوز حوالي 200 دولار، لا يستطيع تحمل أعباء زيادة أسعار البنزين إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت منذ بدء العقوبات، وما زالت بارتفاع مستمر. كما يتجه أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) نحو رفع أسعار الأجرة، بسبب ما يقولون: إن سعر البنزين الجديد مرتفع جدا مقابل الأجرة المنخفضة للغاية، وسط تحذيرات من المسؤولين بمواجهة السائقين الذين سيقومون بذلك. هذا بينما أعلنت الشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، أن البنزين المقنن (المدعوم حكوميًا) لسيارات الأجرة وبعض السيارات الشخصية سيكون 1500 تومان لكل لتر، لكن حصة السيارات الشخصية 60 لترًا من البنزين شهريًا، والسيارات التي تستهلك الغاز والبنزين معا 30 لترًا.

 

المدعي العام الإيراني يهدد المحتجين

طهران – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019     

 وصف المدعي العام الإيراني محمد جعفر منظري الاحتجاجات بأنها “أعمال شغب”، مهددا بمواجهة المحتجين. وأضاف منظري أن قرار تعديل قيمة البنزين تم اتخاذه على أساس القانون ورأي الخبراء. وتابع: “بعض الأفراد (المُخلين بالأمن) استغلوا الظروف الحالية، لإحداث اضطرابات والتسبب بمشاكل في النظام العام”. في غضون ذلك، لم يخرج اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى، الذي عقد بحضور الرئيس حسن روحاني ورؤساء السلطات الثلاث، بنتيجة حول مآلات رفع أسعار البنزين، وركز فقط على أن عائدات رفع أسعار النفط سيتم توزيعها على الفقراء بأسرع ما يمكن، في محاولة لامتصاص غضب المتظاهرين. وانتقد اثنان من المراجع الدينية في إيران وهما صافي كلبايكاني وعلوي جرجاني رفع أسعار البنزين وطالبا بإلغاء القرار وعدم ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين.

 

خامنئي: إيران تريد إزالة إسرائيل كدولة وليس الشعب

طهران – وكالات»/السبت 16 تشرين الثاني 2019    

 زعم المرشد الإيراني علي خامنئي أن الدعوات لإزالة إسرائيل، والتي أثارت غضبا في الغرب، تستهدف “الكيان المفروض” وليس الشعب اليهودي، مؤكدا أن مستقبل الأرض يجب أن يقرره الفلسطينيون من جميع الأديان، اليهود والمسيحيون والمسلمون. وقال خامنئي أمام قادة دول إسلامية في طهران: إن “إزالة الكيان الصهيوني… لا يعني إبادة الشعب اليهودي، نحن ليست لدينا مشكلة معهم”، بحسب ما نقل موقعه الرسمي. وأضاف أن ذلك يعني “إزالة تلك الدولة والكيان المفروض، وأن يحدد الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين واليهود… بأنفسهم حكومتهم، ويزيلوا الأراذل مثل نتانياهو”، وفق ما أوردت وكالة “إرنا” على موقعها بالعربية. وقال: “لسنا أعداء لليهود. اليهود يعيشون في بلدنا بمنتهى الأمن والاستقرار. نحن نناصر شعب واستقلال فلسطين”. وأضاف أن “أعداء الإسلام” ومن بينهم إسرائيل والولايات المتحدة، يسعون الى بث التفرقة بين الدول الإسلامية، داعيا إلى الوحدة لمواجهة “العدو المشترك”.

 

مريم رجوي تدعو الشباب الإيراني للانضمام إلى صفوف المحتجين

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 16 تشرين الثاني 2019

دعت مريم رجوي رئيسة منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة جميع الشباب إلى الانضمام إلى صفوف المحتجين، مؤكدة أن هذا هو الطريق الوحيد للخلاص من الغلاء والفقر والتضخم والكوارث التي جلبها «نظام الملالي»، بحسب المنظمة. وأكدت رجوي في بيان أن «نظام الملالي برفعه أسعار الوقود بثلاثة أضعاف، تسبب في جعل الكادحين أكثر فقراً، وأن جميع المفاصل الاقتصادية للبلد في قبضة خامنئي و(الرئيس حسن) روحاني ومختلسي المليارات من حواشيهم». وأضافت: «هؤلاء ينهبون ثروات الشعب ويبددونها في تأجيج الحروب والمشاريع النووية والصاروخية خدمة لغصب السلطة الشعبية»، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. واتسعت المظاهرات الغاضبة في كثير من المدن الإيرانية، اليوم (السبت)، على خلفية إعلان الحكومة المفاجئ عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود، فيما قتل شخص وأصيب آخر خلال الاحتجاجات. وشهدت مدن أصفهان وكجساران وبوشهر وسنندج (مركز محافظة كردستان) مسيرات ووقفات احتجاجية كبيرة أدت إلى شلل الحركة في وسط هذه المدن. وعمد عدد من المحتجين في طهران إلى قطع طرق «أوتوستراد همت» و«أوتوستراد حكيم» عبر إطفاء محرك السيارات بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود. كما أغلقوا «أوتوستراد إمام علي» أحد أکبر الطرق الرئیسیة في العاصمة. كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة. كذلك، شهدت مناطق شيراز وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب إيران، إغلاقاً للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات. وبدأ المحتجون عصياناً مدنياً في عدد من المدن، من بينها جوهردشت كرج غرب طهران، وفي مركز محافظة كرمانشاه، وفي مدينة يزد وسط البلاد، وفي مدينة تبريز في الشمال الغربي، وردد المحتجون هتاف «روحاني الكذاب»، كما رددوا هتافات تطالب الشرطة بحماية المتظاهرين، بعد أنباء عن فض الشرطة الإيرانية للمظاهرات في عدة مدن بالقوة. إلى ذلك، قُتل مدني وأصيب عدد آخر بجروح في مدينة سيرجان، وفق ما أفادت وكالة «إيسنا» شبه الرسمية، اليوم. ونقلت الوكالة عن حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي قوله: «للأسف قتل شخص»، مضيفاً أن سبب الوفاة لم يتضح بعد.

 

إصابة عشرات المحتجين في مواجهات ببغداد وانتشار أمني كثيف... ومتظاهرون من المحافظات يتوافدون على العاصمة

بغداد: «الشرق الأوسط»/السبت 16 تشرين الثاني 2019       

أفاد شهود عيان أمس بأن مجاميع من المتظاهرين من عدة محافظات انضموا إلى المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد للضغط على الحكومة العراقية والبرلمان للاستقالة وفسح المجال أمام تشكيل حكومة انتقالية تمهد لإجراء انتخابات شرعية مبكرة. وذكر الشهود لوكالة الأنباء الألمانية «أن المتظاهرين القادمين من المحافظات سيحلون ضيوفا على خيم وسرادق الاعتصام التي تنتشر في ساحة التحرير وحديقة الأمة». وعلى الصعيد نفسه، تدفق آلاف من العراقيين إلى ساحات التظاهر في ساحة التحرير في بغداد والبصرة والناصرية وميسان والديوانية وواسط وبابل والمثنى وكربلاء والنجف بعد انتهاء صلاة الجمعة وتأكيد المرجعية الشيعية في خطبتها الأسبوعية أمس دعمها للمظاهرات الاحتجاجية المتواصلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى اليوم. وبحسب شهود عيان فإن المتظاهرين دخلوا إلى ساحات التظاهر الاعتصام على شكل مجاميع يتقدمها رجال دين ومعممون وشخصيات عشائرية وهم يحملون أعلام العراق ويهتفون بشعارات تطالب بتحقيق المطالب المشروعة. وصباح أمس خيمت أمس أجواء الهدوء على ساحتي التحرير والخلاني في بغداد ومحافظات البصرة والناصرية وميسان وواسط والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف وبابل بعد ليلة شهدت كرنفال فرح وابتهاج على خلفية فوز المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم على نظيره الإيراني ضمن جولة المنافسات المؤهلة إلى مونديال قطر وكأس آسيا في الصين. وذكر شهود عيان أن ساحات التظاهر شهدت منذ صباح أمس أوسع حملة لتنظيف الشوارع ورفع القمامة بالاستعانة بسيارات أمانة بغداد شارك فيها مئات المتظاهرين. وتغيرت الصورة بعد الظهر وأكد مصدر في الشرطة الإصابة 20 متظاهراً أثناء محاولة اقتحام ساحة الخلاني من قبل القوات الأمنية. ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن المصدر أن «قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في ساحة الخلاني، ما أسفر عن إصابة 20 متظاهراً». وانتشرت القوات الأمنية معززة بآليات عسكرية في جميع الشوارع المؤدية إلى ساحات التظاهر وفي محيط الأبنية الحكومية والمصارف. وكان مكتب الأمم المتحدة في العراق قد أعلن في آخر إحصائية له الأربعاء عن مقتل 319 عراقيا وإصابة 15 ألفا آخرين جراء استخدام القوات العراقية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع منذ انطلاق المظاهرات في الأول من الشهر الماضي.

 

محتجو العراق يُسيطرون على ساحة الخلاني ويُغلقون “أم قصر”

السيستاني حذّر من المماطلة في تنفيذ مطالب المتظاهرين... وهتافات العاصمة نددت بقاسم سليماني

بغداد – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019       

 أرغم متظاهرون أمس، القوات الأمنية، على فتح ساحة الخلاني المجاورة لساحة التحرير ببغداد، بعد أن كانت مغلقة بالكتل الخرسانية، فيما واصل محتجون غلق ميناء أم قصر في محافظة البصرة، وذلك مع دخول الاحتجاجات يومها الـ 23 في البلاد. ومنع المحتجون الشاحنات من الدخول إلى ميناء أم قصر، قبل أن تجري السلطات المحلية هناك مفاوضات معهم، ما أدى إلى إعادة فتحه مجدداً. وبالتزامن، أغلق محتجون آخرون بوابة حقل “مجنون” النفطي بالبصرة، أحد أكبر الحقول النفطية، حيث بدأت القوات الأمنية مفاوضات معهم لفتح الطريق إلى الحقل.

في غضون ذلك، أفادت قيادة شرطة البصرة أمس، بتعرض القوات الأمنية لإطلاق نار من منازل سكنية، مؤكدة حرصها على عدم إيذاء أو الاحتكاك مع أي متظاهر. وفي بغداد، تمكن المتظاهرون من الدخول الى ساحة الخلاني، بعد أيام عدة من إغلاقها بالكتل الخرسانية، ودفع الأجهزة الأمنية للتمركز على جسر السنك، القريب من الساحة. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، صوراً للمتظاهرين وهم في ساحة الخلاني، بينما تتمركز الشرطة خلف سواتر على جسر السنك. وقال مسؤولون، إن المحتجين اقتربوا من المنطقة الخضراء، بعد أن انسحبت قوات الأمن إثر ليلة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وكانت بغداد والعديد من المناطق العراقية شهدت أول من أمس، تظاهرات احتجاجية تحت عنوان “جمعة الصمود”، حيث توافد الآلاف من المتظاهرين العراقيين إلى ساحة التحرير، وسط هتافات منددة بقائد “فيلق القدس”، التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني.

كما تجمع الآلاف في ساحة الحبوبي بمحافظة ذي قار، فيما انتشرت القوات الأمنية بمحافظة الديوانية. وفي السياق، ذكرت قيادة عمليات بغداد في بيان، أنها فتحت الطريق الذي يربط ساحة الطيران بساحة الخلاني، وهو الشارع الذي يوازي شارع الاحتجاجات القادم من ساحة التحرير إلى الخلاني. وكانت بغداد شهدت ليل أول من أمس، تفجيرات متتالية، إذ قتل شخص على الأقل وأصيب 16 آخرون بانفجار عبوة قرب ساحة التحرير، في حين قال مصدر أمني إن أربع عبوات صوتية انفجرت شرق ميدان التحرير، ثلاث منها قرب محطة وقود الكيلاني، والرابعة في ساحة الطيران تحت خزان وقود إحدى السيارات، ما أدى إلى احتراقها.

وفي وقت لاحق، أفاد متظاهرون، بمقتل ناشط مدني يشارك في التظاهرات في ساحة التحرير أمس، برصاص مسلحين مجهولين في أحد احياء شمال بغداد. وقالوا إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الناشط المدني عدنان رستم في حي الحرية، ما ادى إلى مقتله في الحال ولاذوا بالفرار. من جانبها، أعربت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أمس، عن إدانتها لاستمرار الاعتقالات العشوائية، التي طالت 66 متظاهراً في بغداد، اطلق سراح سبعة منهم لاحقاً، واعتقال 20 متظاهراً في البصرة، افرج عن سبعة منهم لاحقاً، فضلاً عن اعتقال 37 متظاهراً في ذي قار، أفرج عن 21 منهم لاحقاً.

من ناحية ثانية، انتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء، أول من أمس، محاولات التهرب من تنفيذ مطالب المتظاهرين المناهضين للحكومة، قائلاً إنه ” لم يتحقق على أرض الواقع من مطالب المحتجين ما يستحق الاهتمام به”.

وقال إنه “إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أن بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون”. وحذر من مغبة استمرار الوضع الحالي، قائلاً “لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها”، منتقداً عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة الفاسدين واستعادة ثروات الشعب.

وأشار إلى أن “التدخلات الخارجية تنذر بتحويل العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية”. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني غلق منفذ الشلامجة الحدودي من جانب إيران، بينما أعلنت هيئة المنافذ أنها أغلقت منفذ الشيب.

 

«الفضائح الأمنية» تحاصر الحكومة العراقية بعد خطف ضابط كبير وحديث وزير الدفاع عن «طرف ثالث» يُدخل القنابل القاتلة

بغداد: فاضل النشمي/السبت 16 تشرين الثاني 2019  

وسط مطالبات متواصلة من مئات آلاف العراقيين في ساحات الاعتصام، والتظاهر برحيلها، حاصرت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في اليومين الأخيرين، فضيحتان أمنيتان. وقعت الأولى بعد قيام عصابة مسلحة باختطاف مسؤول أمني رفيع في وزارة الداخلية وسط بغداد، فيما تمثلت الثانية في نفي وزير الدفاع نجاح الشمري أن تكون الأعتدة التي تصيب رؤوس المتظاهرين العراقيين قد دخلت البلاد عن طريق الحكومة. واتهم وزير الدفاع نجاح الشمري «طرفاً ثالثاً» لم يكشف عنه، باستخدام عتاد وأسلحة لم تدخل العراق عن طريق الحكومة ضد المتظاهرين. وانتشر على نطاق واسع تصريح فيديوي، أول من أمس، أدلى به خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس، قال فيه إن «هناك قتلى من الطرفين، من المتظاهرين والقوات الأمنية، والقاتل هو طرف ثالث». وأشار الشمري إلى أن «البندقية التي استخدمت لتفريق المتظاهرين لا يبعد مداها أكثر من 100 متر، وقد استخدمت قنابل لتفريق المتظاهرين وأساليب أخرى تستخدم في أغلب دول العالم في ظروف المظاهرات». لكنه أضاف: «الغريب أن هناك حالات قتل وإصابات حدثت في صفوف متظاهرين يبعدون أكثر من 300 متر عن القوات الأمنية، ولا علاقة لإصابتهم بالقوات الأمنية، وبعد فحص العينات المستخرجة من أجساد المصابين ورؤوس الضحايا الذين سقطوا نتيجة إصابتهم بالرأس، تبين أن هذه الأعتدة لم تدخل العراق عن طريق الحكومة، والبنادق المستخدمة أيضاً لإطلاق هذا النوع من العتاد لم تدخل العراق بشكل رسمي أو بعلم الحكومة». وأشار إلى أن «وزن المقذوف المستخدم ضد المتظاهرين يعادل 3 أضعاف وزن المقذوف الذي تم استخدامه لتفريق المتظاهرين».

وعلى رغم البيان التوضيحي الذي أصدرته وزارة الدفاع، أمس، حول ما يقصده وزيرها بكلامه، فإن مراقبين واتجاهات عراقية كثيرة أشارت بأصابع الاتهام إلى أن الوزير كان يقصد إيران والميليشيات الموالية لها، أنها من قامت بإدخال تلك القنابل دون علم الحكومة العراقية، خاصة بعد أن أعلنت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أن إيران واحدة من الدول المصنعة للقنابل المسيلة للدموع التي تفتك بالمتظاهرين العراقيين. وقالت وزارة الدفاع، في بيانها إن «ما يقصده معالي وزير الدفاع، نجاح الشمري، ممن وصفهم في تصريحه بالطرف الثالث الذي يقوم باستهداف المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية وقتلهم، هم عصابات تستخدم الأسلحة وتستخدم رمانات الدخان القاتلة ضد أبناء شعبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية». وأضافت: «نبرئ الأجهزة الأمنية من استخدام رمانات الدخان القاتلة».

ورغم معرفة جماعات الحراك الطبيعة المميتة لتلك القنابل، واتهامها بعض الفصائل الميليشاوية بالوقوف وراء استعمالها، فإن تصريحات وزير الدفاع الأخيرة أصابت اتجاهات كثيرة بالصدمة الشديدة، نظراً لتأكيدها الشكوك والاتهامات التي تساور جماعات الحراك حول طبيعة وخلفيات العناصر التي قتلت وأصابت آلاف العراقيين منذ انطلاق المظاهرات مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وترى اتجاهات حقوقية ومدنية غير قليلة أن تصريحات وزير الدفاع لا تعفيه وحكومة عادل عبد المهدي من المحاسبة لاحقاً، ويؤكدون أنها تمثل «أدلة إدانة واضحة على تقصيرها في حماية المتظاهرين».

أما الفضيحة الأمنية الثانية التي تعرضت لها الحكومة في غضون الأيام الأخيرة، فتمثلت في قيام عصابة مسلحة باختطاف المسؤول الرفيع في وزارة الداخلية، اللواء الدكتور ياسر عبد الجبار محمد حسين، عميد المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري، وأفراد حمايته، في وضح النهار من منطقة الجادرية ببغداد، واقتيادهم إلى جهة مجهولة. ويظهر فيديو التقطته كاميرا قريبة من الحادث، يوم الثلاثاء الماضي، قيام مجموعة مسلحة تستقل سيارات سوداء من طراز «جي إم سي» باعتراض موكب اللواء وإجباره وعناصر حمايته على الصعود، وغادرت المكان. وتعرض رئيس الوزراء لموجة انتقاد واسعة بعد اعترافه بموجة الاختطافات، التي طالت اللواء عبد الجبار، إلى جانب ناشطين ومتظاهرين، عبر بيان أصدره، قال فيه: «نرفض هذه الممارسات بشدة، ونعدّ هذا العمل جريمة يعاقب عليها القانون، وعلى الجناة إطلاق سراحه فوراً ومن دون قيد أو شرط، والأمر يتناول أيضاً أي شخصية أخرى مختطفة، فالقانون يعاقب على احتجاز أو اعتقال أي شخص من دون أوامر قضائية أصولية، ومن غير الجهات المخولة بأوامر إلقاء القبض وتنفيذه». وتحدث عبد المهدي عن مباشرة «دوائرنا الأمنية والقضائية المختصة فعلاً بالتحريات والتحقيقات اللازمة للتعرف على الجناة وتحرير المختطفين». ووجّه تحذيراً إلى الجهات التي تقوم بهذه الأعمال، أو تغطيها، أن عقوبات مؤكدة تنتظرها نتيجة أفعالها.

 

العراق يغلق منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران أمام المسافرين بطلب من طهران على خلفية الاحتجاجات ضد زيادة أسعار الوقود

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/السبت 16 تشرين الثاني 2019       

أعلنت هيئة المنافذ الحدودية في العراق، اليوم (السبت)، أن حركة المسافرين من العراق إلى إيران توقفت عبر منفذ الشلامجة الحدودي، بطلب من الجانب الإيراني، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران. وقال بيان لهيئة المنافذ الحدودية في العراق إن منفذ الشلامجة الحدودي يعمل بصورة طبيعية أمام حركة التبادل التجاري فقط، أما حركة المسافرين فقد تم توقفها من العراق باتجاه إيران بناءً على طلب الجانب الإيراني، بسبب الاحتجاجات. وأوضح أن «جميع المسافرين الذين يرمون الدخول إلى العراق من العراقيين يدخلون بصورة طبيعية ومن دون أي تأخير».وكان شهود عيان أفادوا اليوم بأن أعداداً كبيرة من المتظاهرين أغلقت منفذ الشلامجة الحدودي بين العراق وإيران، الذي يقع جنوب شرقي محافظة البصرة (550 كلم جنوب بغداد). وقال الشهود لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن مجاميع كبيرة من المتظاهرين تمكنوا اليوم من السيطرة على الشارع الرئيسي المؤدي إلى منفذ الشلامجة الحدودي، وإيقاف حركة الشاحنات وحافلات نقل المسافرين بين العراق وإيران. ويعد منفذ الشلامجة أكبر المنافذ الحدودية بين العراق وإيران جنوب العراق، ويشهد تدفقاً كبيراً للشاحنات وحركة المسافرين بين البلدين. واندلعت المظاهرات الغاضبة في كثير من المدن الإيرانية، صباح اليوم، على خلفية إعلان الحكومة المفاجئ عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود، فيما قُتِل شخص وأُصيب آخر خلال الاحتجاجات. وشهدت مدن أصفهان وكجساران وبوشهر وسنندج (مركز محافظة كردستان) مسيرات ووقفات احتجاجية كبيرة أدت إلى شلل الحركة في وسط هذه المدن. وعمد عدد من المحتجين في طهران إلى قطع طرق «أوتوستراد همت» و«أوتوستراد حكيم» عبر إطفاء محرك السيارات بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود. كما أغلقوا «أوتوستراد إمام علي» أحد أکبر الطرق الرئیسیة في العاصمة. كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة. كذلك، شهدت مناطق شيراز وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب إيران، إغلاقاً للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات. وبدأ المحتجون عصياناً مدنياً في عدد من المدن، من بينها جوهردشت كرج غرب طهران، وفي مركز محافظة كرمانشاه، وفي مدينة يزد وسط البلاد، وفي مدينة تبريز في الشمال الغربي، وردد المحتجون هتاف «روحاني الكذاب»، كما رددوا هتافات تطالب الشرطة بحماية المتظاهرين، بعد أنباء عن فض الشرطة الإيرانية للمظاهرات في عدة مدن بالقوة.

 

الحشد” ينفي صلته بقتل المتظاهرين

بغداد – وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019       

 نفت هيئة “الحشد الشعبي”، وثيقة نسبت إليها وتحدثت عن استيرادها قنابل الغاز المسيل للدموع التي قتلت المتظاهرين خلال الاحتجاجات المستمرة في العراق. وذكرت الهيئة في بيان، أول من أمس، “تناولت بعض وسائل التواصل المعادية وثيقة مزورة عن أن الحشد الشعبي استورد قنابل مسيلة للدموعن رغم سذاجة صانعي هذه الوثيقة وخلوها من أي ختم أو اسم مسؤول في الحشد أو أي إثبات رسمي آخر حسب ما هو متداول في الكتب الرسمية في هيئة الحشد الشعبي، إلا أننا نجد أن هذه الوثيقة تأتي ضمن سلسلة الحملات التسقيطية التي تبنتها مؤسسات دولية تتدخل دائماً في الشأن العراقي”.وأضافت إن “المرجعية أشارت في خطبتها الأخيرة إلى تلك المؤسسات، والتي تحاول منذ اليوم الأول لانطلاق الحشد ولهذا اليوم تشويه صورة أبناء العراق الغيارى، خصوصاً أثناء التظاهرات التي انطلقت بصوت الشعب ضد الظلم والفساد”.

 

السفارة الأميركية تساهم بإعادة إعمار الأنبار

بغداد – أ ش أ/السبت 16 تشرين الثاني 2019

 التقى السفير الأميركي لدى العراق ماثيو تولر، مع مسؤولي محافظة الأنبار، لمتابعة المشروعات الخدمية بها. وقال تولر أول من أمس، إن “السفارة الأميركية في بغداد قدمت مئة مليون دولار إلى محافظة الأنبار للمساهمة بإعادة إعمارها”، فيما أكد مسؤولو المحافظة أن هذه المنحة قدمت لصندوق الإعمار في الأنبار وسيتم توزعيها على النواحي كافة لتنفيذ المشروعات الخدمية بالمحافظة. وقام السفير بمرافقة المسؤولين بجولة داخل محافظة الأنبار، بدءاً من قضاء الحبانية، مروراً بقضاء الرمادي، وصولاً إلى جامعة الأنبار، من أجل الإطلاع على المشروعات الخدمية ونسب الإنجاز والوقوف على حجم الدمار في البنى التحتية.

 

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان: ماضون لتحقيق الإخاء الإنساني

أبوظبي، القاهرة- وكالات/السبت 16 تشرين الثاني 2019      

 أكد شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، تقديرهما للاهتمام العالمي بوثيقة الأخوة الإنسانية، مطالبين بترجمة هذا الاهتمام إلى برامج وتشريعات ومبادرات، تسهم بحق في نشر المحبة والأخوة بين الناس، معربين عن تقديرهما لدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لجهود الأزهر الشريف في العمل على تحقيق الأخوة الإنسانية والتسامح وترسيخهما واقعًا بين الناس، كما أعربا عن تقديرها لرعاية ودعم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، للوثيقة وللجنة الدولية المنوطة بتحقيق أهدافها، وتذليل الصعاب من أجل تحقيق أهدافها المنشودة. وخلال استقبال البابا فرانسيس أول من أمس، بحاضرة الفاتيكان، الإمام الأكبر لمناقشة خطط التعاون المشترك بين الأزهر والفاتيكان لتحقيق الإخاء الإنساني. وقال البابا فرنسيس إن المؤسسات الدينية الكبرى تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في نشر مبادئ الخير وقيم المحبة والسلام، مضيفا أن وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية حملت بين طياتها دليلا يقود البشرية نحو السلام العالمي والعيش المشترك، ومرجعية عالمية لكل المؤمنين بالإنسانية، ونداء لأصحاب الضمائر الحية لنبذ العنف والتطرف، مؤكدا أن وثيقة الأخوة الإنسانية كانت حلما بعيدا ولكن بمشيئة الرب أصبحت حقيقة وواقعا. وجاء اللقاء كذلك، لتقديم التصور والمقترح لبيت العائلة الإبراهيمية الذي سيقام في أبوظبي. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أن بيت العائلة الإبراهيمية يجسد جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية ويضّم كنيسة ومسجدا ومعبدا في مساحة مشتركة للمرة الأولى، تسعى لتشجيع الحوار الديني ونشر قيم التسامح والعيش المشترك بين جميع الناس من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكولونيل شربل بركات/من أرشيف 2010/شيعة الحق

 فيا شيعة الحق لا تخافوا ممن يقتل الجسد ويحاول أن يكم الأفواه لأنكم عانيتم الكثير عبر تاريخ لبنان الطويل وسوف تخرجون من هذه التجربة بإذن الله أكثر إدراكا لمعاني الحق وتعلقا بقوة العدل وإيمانا بأن الله سامع مجيب

http://eliasbejjaninews.com/archives/80619/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%82-%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d9%8a%d8%b9/

بقلم/الكولونيل شربل بركات

في تاريخ جبل عامل بعدا إنسانيا نما وتجذّر في تلال القلة المصحوبة دوما بالكفاية من رحمة الله، وهذه جعلته موئلا للأحرار في الكثير من المرات وملجأ للمظلومين كالعديد من المناطق اللبنانية.

وفي العودة إلى وقائع التاريخ نجد بأن عاملة شكلت جزءً من الحلف الذي حارب الإسلام في غزوة تبوك ولكنها استقبلت أبو ذر الغفاري، الصحابي المعروف، لاجئا من جور معاوية. ليس هذا فقط ولكن جزءً كبيرا من أبنائها تشيعوا مع أبي ذر هذا محافظين على روحية وتراث تجذرا في الأرض ونبتا فيها دفاعا عن المظلوم ومساندة لمبدأ الحرية، وهذا نفسه ما تخبرنا عنه رسائل تل العمارنة قبل ذلك بألفي سنة. فهذه الأرض قد أطلق عليها الكتاب المقدس اسم جليل الأمم لكثرة الشعوب التي تآلفت وسكنت فيها جنبا إلى جنب منذ عز صور وتقاليد التسامح والتعاون والانفتاح التي ميزتها عن الكثير من حضارات المحيط.

شيعة الجنوب إذا لم يكونوا مرة مع الظالم ضد المظلوم ولا مع الأكثرية ضد الأقلية. لقد تعلموا أن الإنسان قيمة بحد ذاته وهو، مهما تلون، له الحق بالحياة الكريمة طالما لم يعتد على حق الآخرين بمثل هذه الحياة، وتعلموا أيضا أن الظلم أبدا إلى نهاية والظالمين مهما بطشوا إلى زوال.

لقد امتلأت تلال الجنوب بالقبب ومزارات الأنبياء وأوليا الله عز وجل منذ القديم من الزمن وحتى اليوم من شمع المطل على البحر إلى محيبيب ويوشع وعويضة التي تناجي الحرمون إلى طاهر وسجد ومليخ وصافي التي تلاقي خلوات الدروز وصوامع المسيحيين والكثير من الأولياء الزاهدين في الدنيا المدافعين عن الحق، حتى أن من تبع هذا المذهب وسكن هذه المنطقة حمل دوما أسم شيعة الحق. فأين هؤلاء ممن يدعون اليوم بأنهم حماة الشيعة في لبنان والمدافعين عنهم؟

لقد صدّر شيعة الجنوب الفكر المتعالي والزاهد بالدنيا والملتزم بآيات الله إلى شعوب وملل فكانوا المعلمين في النجف الأشرف بالعراق وحتى في مراكز الفقه في إيران الصفوية. ولكن ما نراه اليوم، في ظل التقاتل على المصالح الخاصة والتفتيش على أسباب التفرقة ودس الحقد بين الناس، يبعد كل البعد عن قيم وأصالة شيعة الحق حتى وكأنه أصبح منهجا مخصصا لتشويه صورة هؤلاء الذين حافظوا على تراث هذا الشعب، لا بل على حضارة الإنسانية الزاهدة والمترفعة عن الصغائر والتي اعتمدت جوهر تعاليم الله منهلا لتبني فلسفة الحق المطلق الذي يشمل الكل ويدافع عن وجودهم الكريم وحريتهم باختيار التفاصيل.

إن الأخطر بما يقوم به من أطلق على نفسه لقب حزب الله هو أن يتولى أصحاب العمائم مهمة زرع الفتنة والحث على القتل والدفع إلى البغضاء فأين هؤلاء من طهر الأئمة الحقيقيين ومن دعوات الزاهدين بالدنيا المدافعين عن الحق والمطالبين بالعدل؟

لقد سلك الإمام الأوزاعي السني المذهب مسلك هؤلاء في الدفاع عن المظلوم والدعوة إلى العدل فكان أن بقي اسمه بين اللبنانيين عبر العصور واحدا من الذين شكلوا أعمدة هذه الأمة لأنه ساند المظلوم ضد الظالم وهي ميزة أبناء هذا الجبل. أما المغالاة والتطرف والتصور بأن لنا وحدنا الحق بالانتقام من الآخرين وفرض الهيمنة عليهم ودفعهم إلى الخضوع لإرادة بعض المتزعمين، ولو في ظل العمائم، فإن ذلك يبعد كل البعد عن جوهر العلاقة الإنسانية التي ميزت سكان لبنان وطبعت هذه المنطقة بالانفتاح وروح التسامح والتعالي عن المصالح الخاصة والصغائر. فأين حزب الله من شيعة الحق وهل من أمل أن نسمع مجددا أصوات الأئمة الصالحين يدعون للخير وينهون عن الشر؟

إن تاريخ لبنان والجوار حافل بفئات كثيرة اعتقدت بأنها تستطيع أن تقهر الآخرين وتذلهم وتقدر أن تستقوي بمن يشكل قوة وسلطة في الجوار لترهب الجار أو الرعية، وهذا التاريخ نفسه واضح كل الوضوح بأن هؤلاء يزولون بنفس البساطة التي اعتقدوا بأنهم يفرضون غيهم على الآخرين، من هنا الدعوة إلى العقلاء ممن ينتمون إلى شيعة الحق ولا يزالون يذكرون أيام الظلم ويعرفون معنى التعاون الإنساني لمنعه من السيطرة على الجار والقريب بالقوة التي إنما تستدرج الاستبداد؛ فالقهر يسهم في تفشي مثيله، والظلم مرض معدي، والأيام الحالكة ولو اعتقدنا بأنها تفرض على الغير، ستفترس الطمأنينة، التي طالما دعونا الله أن يديمها، والخير الذي تضرعنا كلنا لكي تمطره السماء علينا، دعوتنا ألا تصمت الأفواه وألا نقبل بالأمر المفروض وألا نماشي الحاقدين ونسايرهم.

إن حزب الله الذي وصلت به الوقاحة حد التشاوف بأنه قادر على ممارسة القهر وعلى القتل بدون رادع وعلى مقاومة العدالة في موضوع الجرائم وكشف فاعليها، وهو يهدد كل يوم بافتعال الفظائع لتغطية المجرمين تحت شعارات وأوهام ليست أبدا من شيم شيعة الحق، هو بالتأكيد من الخوارج الذين يرفضون عدل السماء ويشحذون سيوفهم لإذلال الناس وفرض شريعة الغاب على بلد كان دوما هيكل الله وملجأ المقهورين في هذا الشرق وموئل الأحرار الذين نهلوا من منابعه وتربوا على قيمه ومبادئ شعبه.

فيا شيعة الحق لا تخافوا ممن يقتل الجسد ويحاول أن يكم الأفواه لأنكم عانيتم الكثير عبر تاريخ لبنان الطويل وسوف تخرجون من هذه التجربة بإذن الله أكثر إدراكا لمعاني الحق وتعلقا بقوة العدل وإيمانا بأن الله سامع مجيب ونعرف أن الكثيرين منكم يناضلون بصمت لمنع القوة الغاشمة من وأد الأمل وطمس مفهوم الحق وتشويه صورة لبنانكم.

ويا أبناء لبنان أصمدوا ولا تخافوا فإن جذوركم الضاربة بالأرض كالسنديان لن تقتلعها ترسانات الحقد أو مقولات الإعلام المأجور الذي يحاول أن يرهبكم بالكلام عن السلاح حينا وبالفتنة التي يغذي أحيانا أخر. لا تخافوا لأنكم الخميرة الصالحة والبذرة التي تنبت العدل وتدافع عن الحق. وإن الله القادر على كل شيء سينقذ بلدكم طالما بقي فيه من يدعو للخير ويعمل له فقصورهم إلى زوال والتاريخ شاهد على أمثالها وصواريخهم ستلتهمها النيران كما التهم الصدأ سيوف من سبقهم وحقدهم سيرتد وبالا عليهم كما تعلمنا الكتب وتقاليد الأجداد ولا يبقى إلا وجه الله كما يقول الموحدون الدروز (الدايم دايم وجه الله)، ومن تجرأ عليه وشوه اسمه وغير جوهر دعوته له القصاص الكبير.

تورونتو – كندا

28 تشرين الثاني/2010

 

إلى الصفدي: إياك والهدية المسمومة!

علي حماده/النهار/16 تشرين الثاني 2019

لا يشك أحد في ان طرح اسم الوزير السابق محمد الصفدي لترؤس الحكومة المقبلة قوبل ويقابل في الشارع برفض، وسوف تكبر كرة ثلج الرفض في اليومين المقبلين، حيث سيكون عنوان التحركات الكبيرة المنتظرة يوم الاحد رفض فرض اسم الوزير الصفدي، لترؤس حكومة “تكنو-سياسية” في الوقت الذي يطالب الشارع بحكومة اختصاصيين مستقلين بالكامل عن القوى السياسية، يرفضها “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر” ويقبلها الرئيس سعد الحريري الذي يقابل تزكية قوى “التسوية الرئاسية” له رئيسا للحكومة بشرط ان تكون الأخيرة تكنوقراطية بالكامل، وان تمنح صلاحيات واسعة في الشأنين المالي والاقتصادي لادارة عملية انقاذ قيصرية يحتاج اليها لبنان. أكثر من ذلك يدرك الحريري أن اسمه في الوقت الراهن يشكل لجزء من الشارع حساسية لكونه أحد اقطاب السلطة في البلد. ولكن استمرار رئيس الجمهورية في منصبه، وهو رئيس حزب سياسي كبير، ومثله رئيس مجلس النواب، وهو أيضا رئيس حزب سياسي كبير ويمثل تحالفا حزبيا مركزيا، يجعل من عودة الحريري الى موقع رئاسة الحكومة أمرا مقبولا لدى فئة من الشارع المنتفض، على قاعدة التأليف ما بين مطالب الشارع بخروج كامل القوى السياسية من الحكومة، ومراعاة واقع توليفة ائتلاف “التسوية الرئاسية” الذي سيكون مختلا إذا ما خرج أحد الشركاء وبقي الباقون في السلطة.

ما تقدم لا يعني أن الحريري عائد بالضرورة. ولعله يفضل ان يكون خارج كل اللعبة في الوقت الراهن، ما دام شريكاه “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر” يرفضان إفساح المجال امام خطوة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة عن المعادلة التي سادت في الحكومة المستقيلة إثر الانتخابات النيابية الأخيرة.

وبالعودة الى الوزير السابق محمد الصفدي، فقد قبل ما رفضه كل من سعد الحريري وتمام سلام، وهو بالطبع مستعد لترؤس حكومة تكنو – سياسية بالشروط المعروضة والتي يبدو انها ستكون في مطلق الأحوال نسخة مجمّلة من الحكومة المستقيلة، ولكن خيوط “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر” ستخترقها ليس في الأساسيات فحسب، وإنما في التفاصيل الصغيرة، بما سيمنع على الصفدي إمكان أن يتحرك بهوامش حقيقية بعيدا عن بعبدا وحارة حريك. ومن يعرف كيف يفكر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يدرك أن ملفات الكهرباء والطاقة والمياه ستكون بيده من خلال فرض وزير “برتقالي” تكنوقراطي مقنع، فيما ستكون الوزارات المسماة سيادية، وأهمها وزارتا المال والخارجية بيد ائتلاف بعبدا- حارة حريك، مما يفقد الصفدي كل هوامشه حتى لو توهم انه بعلاقته وزوجته المتينة بالرئيس ميشال عون وصهره يمكن ان يكون قادرا على إدارة دفة الحكومة بهوامش معقولة.

ان الوزير السابق محمد الصفدي مدعو الى التفكير مليا في تصرف الحريري وسلام اللذين رفضا الصيغة المعروضة عليه. أكثر من ذلك، هو مدعو الى التمعن في موقف رؤساء الحكومة السابقين البارحة، والذين ما منحوه تأييدهم المعنوي، وتمسكوا بالمطالبة بالحريري رئيسا للحكومة بشروطه وليس بالشروط المعروضة حتى الآن من “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”. لعلّ هذين التفكير والتمعن يلهمانه لتجنب الفخ المنصوب له، والذي لا يمكن إنقاذه منه ولو صار “صاحب الدولة”! فإياه والهدية المسمومة.

 

كيف اتُّفق على الصفدي؟ وماذا بعد؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 16 تشرين الثاني 2019

أثمرت المشاورات الجارية في الكواليس المُعلن عنها أو تلك السرية، تسمية الوزير والنائب السابق محمد الصفدي لتأليف الحكومة الجديدة قبل الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة التي تفضي الى تسميته بحسب ما يقول به الدستور، ولذلك توسعت السيناريوات التي تحاكي الظروف الضاغطة التي ولد فيها الاتفاق وما أراد أطرافه منه والمرحلة المقبلة. وهذه عيّنة مما رافق التسمية وما هو متوقع؟

بمعزل عن كل ما يجري في الشارع وما هو متداول في الأروقة السياسية والدبلوماسية، تجرّأ أحد الأقوياء بعد اتفاق بين أطرافهم الأربعة «حزب الله» وحركة «أمل» و«تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، مُستظلّاً عباءة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على الإعلان ليل الخميس عن التفاهم على تسمية الصفدي لتأليف الحكومة، قبل أن يوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة التي تفضي دستورياً الى تسمية الرئيس الذي يؤلف الحكومة بعد جوجلة نتائجها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقياساً بسلسلة المواصفات التي وضعت لمواكبة عملية التكليف والتأليف، اختير الصفدي من خارج أعضاء مجلس النواب لمنع الإزدواجية بين الموقعين الوزاري والنيابي، ولتأكيد الفصل بينهما ومن أجل تشكيل حكومة تكنو- سياسية أصرّ عليها ثلاثة من أطراف الإتفاق الرباعي، بعدما عجز الطرف الرابع بفِعل حجم الضغوط التي مورست عن تغليب رؤيته لحكومة انقاذ تحدث الصدمة الكبيرة المطلوبة في الشارع المنتفض على كل ما هو تقليدي. ومن أجل حكومة تضمّ مجموعة من التكنوقراط غير المُسيّسين وتقوم بمهمة صعبة لاستعادة ما فقد من الثقة بالدولة ومؤسساتها، في مهلة يمكن برمجتها على مدى الأشهر الستة المقبلة.

وعلى هذه الخلفيات، كشفت المعلومات المتداولة أنّ اسم الصفدي - ورغم التسريبات غير المعروفة المصدر التي تتحدث عن وضعه الصحي وعجزه عن القيام بمهماته - كان مطروحاً بقوة منذ فترة اعقبت استقالة الحريري في 29 تشرين الأول الماضي الى جانب أسماء أخرى منها من لم يتحقق التفاهم عليه بينما رفض آخرون العرض. وقد سبق للصفدي - حسب مصادر «بيت الوسط» - ان زار القصر الجمهوري أكثر من مرة قبل زيارته الأخيرة قبل ايام قليلة للتشاور في آفاق المرحلة، بعد تعثّر التفاهم مع الحريري على صيغة ترضي الجميع وما يمكن ان تكون عليه التطورات المتصلة بالتفاهم المعلن عنه.

وانطلاقاً من القراءة الموضوعية لِما آل اليه التفاهم حتى الآن - ورغم تبرؤ البعض منه - فقد تعدّدت الروايات حول من كان وراء التسمية. وتزامناً مع حضوره منذ اللحظة التي تلت استقالة الحريري، حاول البعض الإيحاء أنّ الحريري كان أوّل من طرحه.

وبعد النفي القاطع من جانبه، قيل انّ حركة موفدي الثنائي الشيعي أمس الأول بين «بيت الوسط «ومرجعياتهما والوزير باسيل، انتهت الى طرح باسيل بالتكافل والتضامن معهما اسم الصفدي على الحريري، الذي ردّ بنفي وجود اي مشكلة طالما أنّ التفاهم جرى بينهم على التسمية. فهو كان واضحاً ولن يشارك أو يذكّي حكومة تكنو - سياسية تثير الشارع، خصوصاً إذا بقي باسيل مطروحاً بين اعضائها ومعه الوزير علي حسن خليل، فهو متيقّن أنّ بعبدا والشالوحي لم يغيّرا رأيهما في عضوية باسيل للحكومة أيّاً يكن الثمن. كما بالنسبة الى تسمية الوزير فنيش ممثلاً لـ«حزب الله» فيها فهو لم يعد نائباً.

على هذه الصورة انتهت خريطة المواقف ليل الخميس - الجمعة، وما ان تسرّب التفاهم على الصفدي عن قصد ومن مصدر لا علاقة لـ»بيت الوسط» به، انفجر الشارع مجدداً. علماً أنه لم تكن قد مرّت أيام قليلة على الاعتصام في أملاك الصفدي في «الزيتونة باي» ولا في إشارة المحتجّين الى المخالفات البحرية المرتكبة في تمدد املاكه الخاصة في البحر على شاطىء البربارة، منذ أن كان وزيراً للأشغال العامة قبل عقد ونيّف من الزمن.

وعليه، رفعت نسبة الشكوك من اعتبار الكشف عن مثل هذا الإتفاق قبَيل منتصف الليل فخاً أو أنه محاولة لجس نبض الشارع بطرح اسم الصفدي لاستفزازه ولتشجيعه على المضي مشتعلاً. فالجميع يعرفون أنّ العملية لا تتم بهذه الطريقة، وانّ مجرد الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة لتكريس هذا الإتفاق هي التي تؤكد مثل هذا السيناريو - الإتفاق، وإلّا سيكون عابراً للأجواء السياسية من دون أثر بعد يوم أو يومين. فالتفاهم بين هذه القوى الأربع الكبرى ومن يتحالف معها من دون ان يناقشها في موضوع التسمية يضمن للصفدي، إذا كان ترشيحه جدياً، أكثر من ثلثي أعضاء المجلس النيابي بمعزل عن رأي الشارع فيه تكليفاً وتأليفاً. فكل ما يدعم هذه النظرية يمكن ترجمته بوجود قرار حازم متخذ في بعبدا والضاحية الجنوبية بعدم الإعتراف بما فعلته الإنتفاضة في الشوارع والساحات من متغيرات حكومية بدأت بوادرها باستقالة الحريري. وبتأكيد أهل الحكم الرافضين لأيّ تغييرات محتملة، انّ الكتل النيابية الممثلة في المجلس النيابي هي التي تسمّي الرئيس المكلف وليس الشارع أيّاً يكن حجمه. فكيف إذا كان هناك من بينهم من يشكك بحجم الاعتراض وإصراره على انهم مجموعة من الميليشيات وقطّاع الطرق يحاولون ركوب موجة ما يسمّونه «الحراك الحقيقي». وهي خطة مفهومة ومبررة تلجأ اليها السلطة الرافضة لأيّ حراك اعتراضي بشكل طبيعي، وهي تبدأ بالتشكيك في نوايا الناشطين فيه واتهامهم بالتبعية للخارج، وربما الأعداء، في محاولة لتفكيك الانتفاضة وتفسيخ نسيجها تمهيداً لاستيعابها وإنهاء مفاعيلها وكأنها لم تكن.

لا يستطيع المراقبون أن يستنتجوا من كل هذه القراءة وما رافقها من سيناريوات متناقضة أنّ أحداً من أهل الربط والحل لا يريد ان يصدق أنّ البلاد تعيش في أزمة حقيقية. وانّ هناك مَن طمأنهم أنّ الأزمة مؤجلة بتردداتها السلبية الخطيرة لبعض الوقت، وأنّ هامش الحركة أمامهم ما زال مفتوحاً الى أجل يمكن من خلاله السعي الى تغيير المعادلات لفرض ما يناسبهم منها أيّاً يكن الثمن. فالغاية تبرر كل الوسائل المتاحة، ومن يَعش يرَ.

 

«ستاندرد آند بورز» تُخفِّض تصنيف 3 مصارف

رنى سعرتي/جريدة الجمهورية/السبت 16 تشرين الثاني 2019

بعد نحو اسبوع على خفض وكالة التصنيف الدولية «موديز» تصنيف 3 مصارف لبنانية هي عوده، لبنان والمهجر وبيبلوس إلى Caa2 بالنسبة للودائع بالعملة المحلية وإلى Caa3 بالنسبة للودائع بالعملة الاجنبية، حذت وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية أمس حذوها، وخفّضت تصنيف 3 مصارف لبنانية هي عوده، لبنان والمهجر وبنك البحر المتوسط من B- إلى درجة . CCC

أشارت «ستاندرد آند بورز» أنّ تصنيفات المصارف الثلاثة ستظل تحت مراقبة سلبية، أي انّها قد تتعرّض لمزيد من خفض التصنيف إذا لاحظت الوكالة ضغطًا إضافيًا على سيولة المصارف أو إذا فرضت المصارف المزيد من القيود على العمليات المصرفية والتحويلات المالية.

ورغم انّ خطوة «موديز» جاءت نتيجة خفضها تصنيف الدولة السيادي الى Caa2، وهو ما يتبعه عموماً خفض تصنيف المصارف أكبر حملة للسندات السيادية، إلّا انّ «ستاندرد آند بورز» رغم إبقائها في 1 تشرين الثاني على تصنيف لبنان السيادي عند B-، عمدت أمس وقبل المدّة التي حدّدتها في كانون الثاني المقبل لمراجعة التصنيف، الى خفض تصنيف 3 مصارف، عازية ذلك الى الضغوط المتزايدة على السيولة التي تعاني منها المصارف، ولا سيما بعد اغلاق الاخيرة لفترة طويلة.

وبما انّ وكالة «فيتش» كانت أول من أقدم على خفض تصنيف بنك عوده وبيبلوس إلى CCC-، وهو رابع أدنى تصنيف ممكن، تكون وكالات التصنيف الثلاث المعتمدة عالمياً لتحديد الوضع الائتماني للدول والمصارف، قد خفّضت تصنيف بنك عوده، أكبر مصرف في لبنان الى أدنى المستويات.

اما بالنسبة لـ«ستاندرد آند بورز»، فكانت قد أعلنت في تقرير لها في 1 تشرين الثاني الحالي، انّها قد تخفّض التصنيف السيادي للبنان في حال فشلت الحكومة في التخفيف من تنامي الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية بشكل يعيد ثقة المودعين، خصوصاً اذا ما اقترن ذلك بضعف في ربط الليرة اللبنانية بالدولار الاميركي، بما قد يهدّد قدرة الدولة على تلبية استحقاقاتها وحاجاتها التمويلية الخارجية.

لكن الوكالة، في تقريرها الصادر أمس الاول، شرحت انّ خفض تصنيف بنك عوده، بلوم، وميد بنك، جاء نتيجة الاثر الذي خلّفه تراجع ثقة العملاء على سيولة المصارف اللبنانية بعد إغلاقها لفترة طويلة.

كما شدّد رئيس قسم الأبحاث في بنك بلوم إنفست مروان ميخائيل على هذه النقطة. عازياً خفض التصنيف الى الضغط الحاصل على السيولة واقفال المصارف، مؤكّداً انّ خفض تصنيف الدولة السيادي من قبل «ستاندرد اند بورز» سيصدر قريباً تماشياً مع خفض تصنيف المصارف.

وقال لـ«الجمهورية»، ان «خفض تصنيف المصارف لن تكون له تداعيات اضافية. فقد سبق لمصرف لبنان ان طلب من المصارف زيادة رأسمالها بنسبة 20 في المئة للمحافظة على نسبة الملاءة المطلوبة».

وذكر انّ الاثر السلبي لخفض التصنيف المتتالي من قبل وكالات التصنيف الثلاث، سيتمثل بمزيد من تشديد شروط تعامل المصارف المراسلة مع المصارف اللبنانية، عبر خفض سقف خطوط الائتمان أو الغائها وغيرها من القيود المتشددة.

وفي التفاصيل، رأى تقرير «ستاندرد أند بورز» انّ المصارف اللبنانية تعاني من ضغوط متزايدة على السيولة، مشيراً الى أنّ تآكل الودائع الذي بدأ في النصف الأول من عام 2019 تكثّف أخيرًا بسبب التطورات السياسية الأخيرة، والاضطرابات الاجتماعية الممتدة، واقفال المصارف لفترة طويلة، بالاضافة الى فرض المصارف بشكل فردي بعض القيود على بعض العمليات المصرفية والتحويلات.

واعتبرت الوكالة، أنّ عدم تطابق الأصول المحتفظ بها للوفاء بالالتزامات المستقبلية مع وقت الاستحقاق في ميزانيات المصارف (maturity mismatch)، يحدّ من مرونتها في الاستجابة لخروج الودائع في الأوقات العصيبة. ولفتت الى انّ المصارف وضعت ودائع العملاء القصيرة الأجل لدى مصرف لبنان، بحيث شكّلت تلك الايداعات في البنك المركزي 57 في المئة من إجمالي أصول المصارف في 31 تموز 2019. وتشمل هذه الايداعات، ودائع وشهادات ايداع ذات آجال استحقاق متوسطة إلى طويلة الأجل.

وذكرت «ستاندرد اند بورز» انّه استجابة للضغوط المستمرة على الودائع، عرض مصرف لبنان تأمين السيولة للمصارف في شكل قروض قصيرة الأجل بالدولار بفائدة كبيرة تبلغ 20 في المئة. وتوقعت أن يواصل البنك المركزي تأمين السيولة للمصارف عند الحاجة، رغم انّ قدرته على القيام بذلك تبقى مقيّدة بسبب دوره الرئيسي في تمويل الحكومة اللبنانية. وبالتالي فانّ المصارف في هذه المرحلة، ستلجأ بشكل محدود الى طلب هذه السيولة.

كما رأت الوكالة، أنّ المصارف تواجه مخاطر أخرى أقل وضوحًا، ولكن ليس أقل أهمية، مثل المخاطر المادية على قواعد رأس المال والأرباح، معتبرة أنّ الرسملة عرضة لضعف الجدارة الائتمانية لحجم السندات السيادية الكبير الذي تحمله المصارف. بالاضافة الى ذلك، تراجعت توقعات نمو أرباح المصارف نتيجة زيادة أسعار الفائدة المدفوعة على الودائع وجهود المصارف لإطالة آجال استحقاق الودائع، إلى جانب المساهمات المحتملة لدعم الحكومة والتي تمّ الاعلان عنها كضريبة ستُفرض على المصارف لمرة واحدة فقط.

وفي ختام تقريرها، أشارت «ستاندرد اند بورز» الى انّها تعتزم مراجعة التصنيف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث يتضّح اكثر مسار خروج الودائع والقيود المصرّح عنها على العمليات المصرفية.

واكّدت انّها ستخفّض التصنيفات إذا تجاوز خروج الودائع حجم احتياطي السيولة لدى المصارف وحجم الدعم المقدّم من مصرف لبنان، مما يزيد من احتمال عدم قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها بطريقة كاملة وفي الوقت المناسب، ويؤدي إلى تخلّف انتقائي عن السداد (selective default).

في المقابل، قد تبقي الوكالة على التصنيفات الحالية إذا رأت تراجعاً في الضغوطات على السيولة ولم يعد هناك من مخاوف بشأن قدرة المصارف على الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل وفي الوقت المناسب. وقد يتحقق ذلك إذا تمّ اعطاء دفعة قوية لثقة العملاء نتيجة التطورات السياسية الإيجابية أو الدعم الخارجي المحتمل للبنان.

 

منظومة السلطة تمعن بفشلها وتحرق محمد الصفدي

منير الربيع/المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

أقل ما يُقال في اللعبة السمجة التي دخلتها القوى السياسية، بعيد الاتفاق على ترشيح محمد الصفدي لرئاسة الحكومة الجديدة، هو أن السياسة في لبنان أصبحت بكليتها "مراهقة" مؤذية. لم يتخلّ السياسيون عن ترف تسجيل النقاط على بعضهم البعض، وإدعاء البطولات. والمراهقة هنا، تحتمل أمثلة عديدة، التكاذب، التلاعب، اعتبار كل طرف لنفسه أنه الأقوى والأقدر وأنه صانع الحلول. كل اللعبة تتمحور حول عودة كل طرف إلى موقعه السابق من دون أن يخسر شيئاً. وكل واحد منهم يرى الحال وفق منظوره الضيق، فلا يرى غير جمهوره (أتباعه في طائفته بالأحرى) وكيفية إرضائه وإلهاب مشاعره بالبطولة والزهد بالمناصب.

حرب تسريبات

ما من واحد منهم أعطى اعتباراً لما يجري في الشارع، فلجأوا إلى ترشيح محمد الصفدي، أحد أكثر الأسماء التي تستفز المتظاهرين. وهذا يؤكد أنهم لا يهتمون بمطالب الناس. هذه المراهقة تطلق عليها القوى السياسية عبارة "مناورة". فأحرقوا طبختهم وأصابعهم، في تسجيل النقاط على بعضهم البعض. هوى اسم محمد الصفدي قبل أن يُسمّى بالاستشارات النيابية. البطولات على الطريقة الهوليودية والحسابات الأنانية هي التي أطاحت بطبختهم. تلك المراهقة بدأت منذ الساعات الأولى للمفاوضات بعد استقالة الحكومة. واستمرت المناورات إلى أن تم الرسو على الصفدي. اشترط الحريري أن يعلن ترشيحه من بيت الوسط بحضور المفتي. بينما سابقاً كان الحريري قد أبلغ الجميع إنه لن يسير بأي حكومة ولن يسمّي أي رئيس لها، ما لم يكن ذلك خاضعاً لشروطه، أي حكومة خالية من السياسيين. وقبلها كان قد أعلن أنه لن يسمّي أحد لرئاسة الحكومة. فإما أن يعود هو بشروطه أو فليعمل حزب الله والتيار الوطني الحرّ على تشكيل حكومتهما. رفض الحريري أن يسمّي أي شخص محسوب عليه لتولي الرئاسة الثالثة. كان يراهن على الوقت وعلى تمسك الآخرين به. عندما ضُغط عليه بعامل الوقت، وأُبلغ بالاستعداد للتخلي عنه، سارع إلى التفاوض مع الحزب وباسيل على إسم بديل، وبشروطهم. أنزل رئيس الجمهورية وباسيل إسم الصفدي. وفاوض الحريري على شكل الحكومة، وكيف سيتمثل بها، بل وكيف سيوفر لها الغطاء السنّي اللازم. هنا بدأ مسلسل فضيحة المراهقة يتوسع. خرج الوزير جبران باسيل ليعلن عن انتهاء الاتفاق وموعد الاستشارات، فخطف الأضواء من الحريري الذي كان يريدها أن تخرج من بيت الوسط. بدأت حرب التسريبات. أولها أن الحريري تعهد بتوفير الدعم السني للصفدي، وأنه قد حصل على موافقة رؤساء الحكومة السابقين. الأمر الذي كان منافياً للواقع بشكل كامل. إذ أن اللقاء بين رئيس الحكومة المستقيلة والرؤساء السابقين لم يكن إيجابياً، وقد رفضوا السير بالصفدي. في خضم حرب التسريبات بين الحريري وباسيل، وجد الثنائي الشيعي أن مراهقة الرجلين ستؤدي إلى إحراق الطبخة. فكانت تسريبات الخليلين، التي أكدت أنهما يريدان الحريري، لكنه رفض. وبقدر ما سلّف الحريري بهذا الموقف، بقدر ما أدين. إذ نقلت المصادر أنه أبلغ الخليلين بتأييد رؤساء الحكومات للصفدي، وأوحى أنهم هم الذين اقترحوه. ما دفع بالرؤساء إلى إصدار بيان ينفي ذلك قطعاً ويعيدون التمسك بالحريري.

التلاعب بالصفدي

اختلف "المتفقون" إذاً، على من يكون بطل التسوية ومخرجها وصانعها، بينما الصفدي وجد نفسه عارياً. رؤساء الحكومة السابقين تنصلوا منه. وتناهت إلى مسامعه أن الحريري لا يزال يرغب بالعودة، وكان يراهن على إفشاله وسقوطه، ليعود أقوى وكخيار وحيد. وهذه أيضاً ترتبط بثلاثة معطيات لديه، الأول، نقل أحد الذين التقوا الحريري قوله أن حكومة الصفدي ستفشل، وبالتالي سيعود هو أقوى بعد أشهر، وتكون التظاهرات قد خفتت أو اختفت. والثاني، أن الحريري لم يكن يريد أي شخص غيره رئيساً للحكومة. وقد أجريت اتصالات كثيرة بهذا الشأن مع أشخاص طرحت أسماؤهم لتولي الحكومة. والثالث اعتبر الصفدي أن التظاهرات التي حصلت في طرابلس اعتراضاً عليه كان لـ"المستقبل" حضور قوي فيها، فوجد نفسه مجرد طعم، أو أن هناك من يريد أن يتلاعب به. وهذا ما قد يلجأ المقربون من الصفدي إلى الردّ عليه في الساعات المقبلة. بالموازاة، كانت أجواء محيطة بالحريري تتحدث عن أن الصفدي احترق قبل أن يتكلف، وآخرون في كتلة "المستقبل" كانوا يشيرون إلى أن لا خيار بديل عن الحريري، ولا داعي لإضاعة الوقت (تصريح نائبة طرابلس ديما جمالي). وهنا يعود شركاء الحريري، في التسوية وإعادة إنتاجها وتجديدها، إلى قناعة بأنه لا يزال راغباً بالعودة. لكن يبحث عن الظرف المناسب، خصوصاً أن هناك ضغوطاً عليه لعدم تشكيل حكومة تضم باسيل وحزب الله، بينما هو يراهن على الوقت وعلى احتمال حصول تطورات إيجابية في الخارج تنعكس تسهيلاً في الداخل. سقوط الاتفاق على الصفدي وتسميته، سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر. أي أن الأزمة ستكون طويلة، مقابل استمرار حالة الإنهيار.

باسيل.. حتماً

لكن الصفدي بعيد التماسه الرفض الواسع من قبل الشارع لخيار السلطة بتسميته، وبعد افتقاده للغطاء السني، خصوصاً في ظل موقف رؤساء الحكومة السابقين، وضياع الحريري بين رغبته بالعودة أو بالتسليم للصفدي، لم يجد الأخير أي منفذ له إلى رئاسة الحكومة. وقد حاول عقد لقاءات للبحث في هذا الهدف، لكنه وجد كل المنافذ قد سدت أمامه، لا سيما بعد لقائه بمسؤولين بحزب الله وبالحريري وباسيل. هذه اللقاءات لم تصل إلى أي نتيجة سوى انسحابه. وهنا تبقى السلطة أمام خيارين بالغي السوء، إما الرهان على الوقت لإعادة الحريري إلى رئاسة الحكومة، أو البحث عن بديل كيفما اتفق. يبقى الأخطر فيما جرى هو أن الصفدي أُعلن كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة بعد لقائه باسيل، وباسيل هو الذي أعلن التوافق على اسمه، وحتى انسحابه أعلنه بعد لقائه باسيل. ما يدلل على الامتهان المستمر لمقام رئاسة مجلس الوزراء، وتحطيم أدنى قواعد المؤسسات.

 

كبرى المصارف اللبنانية تواجه مخاطر ائتمان عالية جداً

عزة الحاج حسن/المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

تتلاحق التقارير والتصنيفات السوداوية للدولة اللبنانية وكبرى المصارف اللبنانية، التي يتلازم تدهور تصنيفها مع ضعف الجدارة الائتمانية للدولة، نظراً لانكشاف بعض المصارف على الدين السيادي. وهو ما يُعد مصدراً رئيسياً للمخاطر التي تتهددها.

وقد بدا المشهد مؤخراً عقب تقارير فيتش وموديز وستاندرد أند بورز يوحي بسير الدولة بسرعة فائقة باتجاه الهاوية، ساحبة معها المصارف وكل ما يرتبط بها من قطاعات اقتصادية وإنتاجية.. وما زاد الأمر سوءاً سوى تشنّج العلاقة مؤخراً بين مصرف لبنان والقطاع المصرفي من جهة، وضبابية وضع المصارف واعتمادها لضوابط وقيود على حركة رؤوس الأموال باستنسابية من جهة أخرى.

تخفيضات متتالية

لم يكن خفض وكالة ستاندرد آند بورز S&P تصنيف ثلاثة مصارف (بنك عوده وبلوم بنك وبنك ميد) من درجة  B- إلى CCC الأول من نوعه. فقد سبقه منذ قرابة الأسبوع خفض من وكالة موديز لتصنيف الودائع لدى ثلاثة مصارف (بنك عوده وبلوم بنك وبنك بيبلوس) إلى Caa2 وقبلها خفضت وكالة فيتش تصنيف مصرفين (بنك عوده وبنك بيبلوس) إلى CCC، وهو رابع أدنى تصنيف للوكالة. التصنيفات الجديدة شبه متوازية من حيث المعايير ما يعني أن الوكالات اجتمعت على أن كبرى المصارف اللبنانية تواجه مخاطر ائتمان عالية جداً، وباتت- كما الدولة اللبنانية - على بُعد درجة واحد من تصنيف "العرضة للتعثّر".

وفيما شدّدت وكالة ستاندرد أند بورز على أن المصارف اللبنانية تعاني من ضغوط متزايدة على السيولة، لاسيما بعد اغلاقها لفترات طويلة، رأى الخبير الاستراتيجي في أسواق البورصة العالمية والشؤون الاستثمارية جهاد الحكيّم، في حديث إلى "المدن"، أن الضبابية التي تحيط بوضع المصارف عزّزت تراجع الثقة، ورفعت مستوى الهلع بين المودعين، لافتاً إلى أننا نشهد اليوم بيئة ماكرو اقتصادية معادية للمصارف، إن لجهة الورقة الاقتصادية التي طرحتها الحكومة المستقيلة، أو لجهة طلب حاكم مصرف لبنان من المصارف زيادة رسملتها بنسبة 20 في المئة، أي ما يوازي نحو 3.7 مليار دولار، أو لجهة فتح مصرف لبنان المجال أمام المصارف للإستدانة، لكن بفائدة 20 في المئة، وكل ما يترافق مع هذه الأجواء من دعوات إلى استعادة أموال الهندسات المالية. كل ذلك، حسب الحكيّم، يقابله إقفال تام للمصارف. وهو ما يشكل سبباً رئيسياً لزيادة حالة الهلع بين المواطنين، لاسيما لجهة الضبايية التي تحيط بالوضع المالي وتقاذف المسؤوليات الذي شهدناه مؤخراً بين مصرف لبنان والمصارف.

كما أن وقف المصارف لكافة التسهيلات المصرفية للشركات والأفراد، بما فيها التحويلات، يطرح علامات استفهام حول استمرار تحويل أموال المغتربين وغير المقيمين إلى لبنان، لاسيما أن المغتربين وغير المقيمين بدأوا يعيدون النظر بتحويل الودائع إلى لبنان في ظل الكابيتال كونترول capital control (ضوابط وقيود على رأس المال) الذي تمارسه المصارف مؤخراً، وإن بصورة غير رسمية. من هنا لا بد من إجراء مقاربة بين ما يمكن أن يوفّره مصرف لبنان من دولارات، جراء ضبط عمليات الاستيراد من جهة، وبين ما سيخسره من دولارات جراء تراجع تحويلات المغتربين وودائع غير المقيمين الى لبنان.

الشفافية لا الضبابية

إجراءات المصارف القاسية المرتبطة بحركة الأموال، رفعت منسوب القلق بين المودعين. وأتت عملية الإقفال لتخلق حال من الهلع، وهو ما دفع الحكيّم إلى الدعوة لاتخاذ بعض الإجراءات العاجلة، لاستعادة الثقة وتجنيب المصارف مزيداً من المخاطر. كما شدّد على ضرورة زيادة قيمة الضمانات على الودائع، والتعامل مع المودعين بشفافية، بمعنى تحديد واعتماد ضوابط وقيود على رأس المال "ظرفياً" وبطريقة شفافة، وليس بطريقة استنسابية. كما يجب قوننتها عبر مجلس النواب، وتحديد مدتها الزمنية وتعليل أسبابها ومصارحة الجمهور بتفاصيلها، على أن يترافق ذلك مع تسهيلات مدروسة للمؤسسات والشركات، تحد من أزمة سيولتها، وغير ذلك من الإجراءات الضامنة لودائع الجمهور. ولا ننسى ضرورة الشروع بالإصلاحات التي من شأنها تحفيز الاقتصاد. إذ من المرجّح أن يُعيد كل ذلك إرساء الثقة المتزعزعة حالياً بالمصارف، في ظل المخاوف من تمرير وتسهيل حركة بعض رؤوس الاموال، وممارسة الكابيتال كونترول بشكل استنسابي.

لا إقراض

وحول أثر خفض التصنيف على الودائع أوضح أحد المصرفيين في حديث إلى "المدن"، أن على الدولة الأخذ بالتصنيفات الأخيرة للمصارف على محمل الجد. إذ أن المتضرر الأكبر منها هي الدولة وليس المودعين في المصارف: "فهذه التصنيفات المتدنية قضت على أي أمل بقدرة الدولة على الاستدانة من الخارج. فمعدل الثقة بات متدنياً جداً حسب التصنيفات الائتمانية الجديدة، حتى تصنيفات كبرى المصارف باتت أدنى من معدل التصنيف الاستثماري".

 

حتمية المواجهة مع سلطة الوقاحة والخبث

أيمن شروف/المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

لا يُمكن وصف الحديث الجدي عن تسمية محمد الصفدي لتشكيل الحكومة الموعودة سوى بالوقح (سواء تم تكليفه أم لا). فائض الاستعلاء التي تتعامل به هذه السلطة مع اللبنانيين، تخطى كل تقدير. من اليوم الأول لانطلاق الثورة وهم، بدرجات مختلفة، يتعاملون مع الناس كما كان حالهم قبل 17 تشرين الأول 2019. الكثير من العنجهية، القليل من الاحترام لعقول الناس.

وقت لنهب المزيد

منذ أن بدأت التظاهرات في الشارع، لم تُقدم هذه السلطة على أي خطوة فعلية تستجيب للناس. كانت استقالة حكومة للهرب إلى الأمام. قبلها ورقة قيل إنها إصلاحية، لكنها فعلياً كانت استمراراً لسياسة الاستدانة، ومحاولة ماكرة لشراء الوقت وتأجيل الانهيار الاقتصادي الوشيك لأشهر أو سنة أو أكثر. فعلياً كُل ما تريده هذه الطبقة السياسية هو المزيد من المساحة للمزيد من النهب. قارب ديننا العام المعلن 90 مليار دولار، ويريدون نهب المزيد.

نهج عنجر

ما يحصل هو محاولة استنزاف الناس. لكنها تُخّبئ في طيّاتها نوعاً من انعدام الأخلاق في التعاطي مع اللبنانيين. وهذا لم يأت من عدم، بل له أسبابه الكثيرة: أوّلها وأهمها الحياة السياسية غير الصحية التي تحكمت بلبنان منذ ما بعد الحرب الأهلية إلى يومنا هذا. 15 سنة من وصاية للنظام السوري حوّلت، بالتكافل مع الحكام اللبنانيين، مؤسسات الدولة إلى وسائل ربحية للوصي وللمتعاون. وبدل أن تكون مؤسسات خدماتية للبنانيين، صارت مقسمة على الطبقة الحاكمة لتُثبت وجودها في بيئتها الطائفية/المذهبية، فيما كانت عنجر تدير هذا التدمير المُمنهج، وتعمقه بخبث منقطع النظير.

دخول أشرف الناس

بعد العام 2005 وخروج الوصي من لبنان، صار السياسيون يتقاسمون الغنائم من دون دفع الجزية. وسريعاً دخل عليهم عنصر جديد: حزب الله الذي تعفف، حتى وقت قريب، عن المشاركة في الحكم، فترك لهم أمور الفساد، صورياً. انشغلوا هُم في ما يُجيدونه، وانشغل هو في إحكام قبضته على البلاد والعباد والمؤسسات، الخدماتية والأمنية والقضائية وغيرها. هذا كله كان يجري على قدم وساق، حتى في عز الانقسام اللبناني. فالاتفاق الضمني على هذا النهج، لم تُقوضه كل المعارك السياسية والعسكرية التي قسّمت اللبنانيين وساهمت في تعميق الشرخ بينهم إلى حين قيام ثورة 17 تشرين، التي نجحت حتى الآن في ردم الكثير من الخنادق التي حُفرت بين فئات مجتمع حولوه إلى تكتلات متناحرة جاهزة للانتحار في كل حين. هذا النهج، استمر بعد تسوية عام 2016، فصار الجميع شركاء في عملية النهب الممنهج لمقدرات الدولة. وهذا ما استدعى التعامل غير الأخلاقي مع الناس المنتفضين لاستعادة أبسط حقوقهم. الناس خرجوا إلى الشوارع  يطالبون بالمحاسبة. وهم، في عروشهم يُنكرون لضمان الاستمرار على النهج نفسه.

محمد الصفدي؟

هو شريك شريكهم، والفاعل في شراكتهم طوال هذه السنوات. المتعدي على أملاك الناس البحرية، والغارق مثلهم في عمليات هدر المال العام.

محمد الصفدي؟

تاجر السلاح في ما يُعرف بـ "يمامة غايت" والملياردير الخارج من أفقر مدينة لبنانية: طرابلس، بوصلة الثورة. ويريدونه رئيساً فوق رؤوس الناس، ولكل واحد منهم مُراده في هذه التسمية. ولعل أهمهم، حزب الله الذي سيعود من خلاله إلى الحكومة، ولا يريد أن يبقى خارجها مهما كلّف الأمر. وهناك جبران باسيل، الذي يريد أن يكسر إرادة اللبنانيين، ليستمر في الحكم، وإن ليس بشخصه "الكريم".

محمد الصفدي؟

الوقاحة التي يتعاملون بها مع اللبنانيين لا حدود لها. والوقحون لن يسمعوا شيئاً، لن تصل إلى آذانهم معاناة الناس ولا أوجاعهم. هم في مكان آخر تماماً. سيستمرون في ما يُتقنونه، ليبقى التحدي المفصلي في أن يستمر الناس بما صاروا يُتقنونه بعد 17 تشرين: الاعتراض، ثم الاعتراض. المطالبة بما هو حق بديهي. الحياة، هذا كل ما يريدونه. بعد شهر من بدء الثورة، المنتفضون يُدركون أن المواجهة حتمية، وأن التراجع يعني الانتحار. المواجهة حتمية، وكل ما يُقال غير ذلك تفصيل تزيّن به السلطة خبثها. المواجهة حتمية، حتى إسقاط آخر مرتشي في دولة مُتخمة بصغار النفوس، بمنعدمي الأخلاق.

 

أتباع حزب الله في صيدا يبحثون عن بوسطة 1975

المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

بعد محاولة منع "بوسطة الثورة" من دخول مدينة صيدا من قبل مناصري التنظيم الشعبي الناصري، وبعض التنظيمات اليسارية (مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الشعبي) بذريعة أن نشاط "البوسطة" "مشبوه ومرتبط بأجندات خارجية وممولة أميركياً"، نجح القسم الأكبر من الحراك الشعبي في عاصمة الجنوب في فرض إرادته في استقبال بوسطة الثورة في ساحتها، عند تقاطع إيليا، مقتصرة جولتها بها دون سائر محطاتها الجنوبية، التي كان مقرراً أن تشمل أيضا النبطية وصور. إذ بالكاد وصلت إلى صيدا نظراً، للأجواء المتوترة التي جرى إشاعتها وتغذيتها وافتعالها من قبل "جمهور المقاومة والممانعة" قبل وخلال وحتى بعد وصول البوسطة إلى صيدا.

حرب الكترونية

ساعات عدة استغرقتها بوسطة الثورة لتقطع المسافة الفاصلة بين مفرق برجا على الطريق الساحلي وبين ساحة إيليا في وسط مدينة صيدا، أنتظر خلالها القيمون على النشاط الضوء الأخضر من الجيش اللبناني للدخول إلى المدينة، التي كانت استفاقت صباحاً على بيانات ومنشورات وزعت عبر وسائل التواصل الاجتماعية موقعة بشعار حراك صيدا، "صيدا تنتفض"، ترفض استقبال بوسطة الثورة في المدينة، وتثير شبهات حول خلفية منظميها السياسية وارتباط القيمين عليها بالقوات اللبنانية وبالسفارة الأميركية! الأمر الذي اثار غضب واستياء الحراك المدني الفعلي الموجود على الأرض في ساحة إيليا، واستدعى من الناشطين نفياً لما ورد في هذه البيانات، وتأكيداً على أن "الحراك في صيدا بانتظار البوسطة ومن لا يريد أن يستقبلها فلا ينزل ويأتي إلى الساحات". وسرعان ما تحول الأمر الى حرب الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين المؤيدين لدخول البوسطة والمعارضين له، ولم يوفر ناشطو الحراك في ردودهم أمين عام التنظيم الناصري، النائب أسامة سعد، باعتبار أن مناصري التنظيم وحلفاءه هم من يعترضون على زيارة البوسطة، خصوصاً بعد نزول مجموعات من هؤلاء إلى الشارع، ومرابطتهم في منطقة الأولي، ملوحين بإغلاق الطريق أمامها، وسط انتشار كثيف للجيش ومخابراته والأجهزة الأمنية الأخرى. فاتهم ناشطون سعد بأنه هو من أوعز باعتراض البوسطة ومنعها من الدخول. ما دفع سعد لإصدار بيان لم يرض الحراك، إذ أشار إلى "أنه حصل تشويش مرتبط بما قيل حول الجهة المنظمة والممولة لنشاط البوسطة، ما خلق تباينات وسط المنتفضين، وأن هناك آراء متعددة تجاه التعامل مع البوسطة. وأن لا أحد في مدينة صيدا لديه مشكلة في دخول البوسطة، لكن الإشكال نابع عن الأقاويل بشأن هذا النشاط".

أسامة سعد يتنصل

وجرت مفاوضات عدة بين الجيش وناشطي الحراك المؤيد لنشاط البوسطة من جهة، والتنظيم الناصري من جهة ثانية، وطرح بعضهم كحل وسط أن تدخل البوسطة مثلا إلى محيط مدينة رفيق الحريري الرياضية، وتعود من هناك أدراجها، قابله رأي معارض وهو انه ما ينطبق على رفض وصول البوسطة إلى ساحة إيليا، ينطبق على رفض وصولها إلى مدخل صيدا. لكن الحراك رفض هذا الاقتراح من أساسه ودفع بناشطيه إلى منطقة الأولي مصرّين على دخول البوسطة إلى وسط المدينة، وتحديداً إلى ساحة الثورة في "إيليا"، موجهين عبر أثير هواء القنوات التلفزيونية انتقادات لاذعة لسعد والمعترضين على نشاط البوسطة في المدينة. فبلغ التوتر ذروته. وكادت الأمور تفلت من عقالها، ما أضطر بسعد للنزول شخصياً إلى الشارع والإعلان مباشرة على الهواء أن البوسطة مرحب بها في المدينة، وأنه ليس هو من أوعز باعتراضها! فيما كان المعترضون يواصلون تحركهم على الأرض ويسبقون البوسطة إلى ساحة إيليا، ناقلين إليها أجواء التوتر، ومطلقين الهتافات المناهضة للولايات المتحدة الأميركية و"القوات اللبنانية"! واذا كان قطوع "البوسطة" مرّ على صيدا بسلام، فإن ما سجل من تباين بين مؤيد ومعارض لدخولها إلى المدينة طرح تساؤلات عدّة حول المسار الذي سيسلكه الحراك في عاصمة الجنوب، كونه أظهر ولأول مرة منذ بداية الثورة قبل 31 يوماً أن ثمة محاولات واضحة من بعض الأحزاب اليسارية، وتحديداً الحليفة لحزب الله والمدعومة منه لمصادرة الحراك الصيداوي، وأخذه رهينة حسابات سياسية تتخطى حدود المدينة، بإظهاره حراكاً مغايراً للمشهد العام للثورة العابر للمناطق والطوائف، والمرتفع فوق الانتماءات السياسية والحزبية، لأنه يعبر عن وجع واحد يعانيه كل اللبنانيين. فبدا الحراك الصيداوي يتعرض لمحاولة إحداث شرخ يجعل منه حراكين وبالتالي يضعفه وتمزيقه. فيكون على هذه الحال:

حراكاً مدنياً شعبياً مؤمن بالثورة وأهدافها ومطالبها كاملة، وموجه ضد الطبقة السياسية الحاكمة مجتمعة بكل مكوناتها من دون استثناء أحد أو رمز أو حزب أو سياسي أو مسؤول شريك في السلطة أو متحالف معها.. وحراكاً حزبياً - سياسياً محكوماً بتحالفاته، وتحديداً مع محور الممانعة، ينتقي من المطالب ما يناسب توجهات هذا المحور.

عزل الجنوب عن الثورة

وترى أوساط صيداوية أن ما جرى أظهر أن النائب سعد وحلفاءه في المدينة، من المحسوبين على شريك أساسي في السلطة هو حزب الله، يحاولون أن يصادروا حراك صيدا سياسياً، والتعامل معه على انه ثورة ضد الأمبريالية أو كأنها ثورة ممانعة.

وتضيف الأوساط: "كيف يمكن لثورة تحمل المطالب نفسها والشعارات نفسها منذ 31 يوما أن تكون في مكان تعمل لأجندات خارجية، وفي مكان آخر ثورة وطنية صافية؟ ولمصلحة من إظهار الحراك في صيدا على أنه منفصل عن بقية المناطق أو مصادر من جهة؟".

وتطرح هذه الأوساط تساؤلاً عما إذا كان النائب سعد أراد من خلال هذه الرسالة التي وجهها مناصروه وحلفاؤه، عبر اعتراض بوسطة الثورة، أن يبيع موقفاً لحزب الله، الذي يبدو أنه نجح أو كاد في شق الحراك إلى نصفين. نصف يسيطر عليه سعد نفسه، ونصف لا يستطيع المونة عليه. وبالتالي، يكون حزب الله نجح في إضعاف حضور الثورة في صيدا، بل عزل الجنوب كله عن فضاء الثورة. ما جرى في صيدا هو أن الممانعة بحثت عن "بوسطة عين الرمانة" (1975)، وسعت إلى فتنة الحرب وذاكرتها، كي تمزق صورة 17 تشرين التي جمعت اللبنانيين في بوسطة السلام المدني والوحدة الوطنية.

المفارقة، أن جماعات السلطة والممانعة، أقامت الدنيا وأقعدتها اتهامات وحملات إعلامية على تهور بضعة شبان حاولوا بناء جدار باطوني في نفق نهر الكلب لتثبيت قطع الطريق، وتراجعوا عن تهورهم بعد ساعة.. فراحت تتهم "القوات اللبنانية" أنها تسعى إلى عزل كسروان، هي نفسها الجماعات التي عملياً كرهت تواصل اللبنانيين من عكار إلى كفرمان وعزلت الجنوب وحاولت أن تحيي بوسطة الفتنة والكراهية والتباغض.

 

تظاهرة للخروج على جهاز الاتحاد العمالي الخاوي والميت

المدن/السبت 16 تشرين الثاني 2019

في إطار التحركات والتظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية المستمرة في لبنان منذ 17 تشرين الأول الماضي - وهي شقّت طريقها منتشرة في المناطق اللبنانية، فتجمعت وتداخلت روافدها طوال شهر حتى اليوم السبت 17 تشرين الثاني 2019، لتشكل موجة من ثورات "الربيع العربي" البادئ في نهاية العام 2010 من تونس - سارت في الساعة الثالثة بعد ظهر هذا اليوم (السبت) تظاهرة من أمام مقر "الاتحاد العمالي العام في لبنان" على كورنيش النهر، فاجتازت شارع مار مخايل وصولاً إلى ساحتي الاعتصام في وسط بيروت، الشهداء ورياض الصلح. والتظاهرة هذه واحدة من سلسلة التظاهرات الكثيرة، المتلاحقة والمتفرقة والمتشعبة والمتداخلة والمتزامنة في بيروت، مع نشاطات ساحات الاعتصام المتقطع والمستمر من طرابلس شمالاً إلى صور جنوباً. وهي تزامنت مع انطلاق "بوسطة الثورة" التي أقلت، صباح اليوم، ناشطين شماليين من عكار وطرابلس، وصولاً إلى صيدا، ومروراً في البترون وجبيل وزوق مكايل وجل الديب والشويفات والناعمة.

خواء الاتحاد ومواته

هدف انطلاق التظاهرة من أمام مقر "الاتحاد العالي العام"، هو تسليط الضوء على عطالة الاتحاد، وتحوله منذ توقف الحرب في لبنان سنة 1990، جهازاً خاوياً وميتاً لمتنفذين بيروقراطيين ملحقين بأجهزة زعامات الجماعات الطائفية والحزبية التي كانت ملحقة بنظام الاستخبارات السورية الأسدية طوال سيطرته على الحياة السياسية وإدارتها في لبنان، حتى العام 2005. لكن الاتحاد استمر على خوائه ومواته مذّاك، لتستعمله أجهزة الزعامات التي ورثت التركة الأسدية، مطيّة لها، فمنعت نشوء أي تحرك عمالي ونقابي فعلي وحقيقي يمثل القطاعات العمالية والمهنية في لبنان، ويطالب بحقوقها ويدافع عن مصالحها.

والحق أن وجهاً من وجوه انتفاضة 17 تشرين الأول اللبنانية المستمرة، ينطوي على الخروج من تلك الأطر الخاوية والمتخشبة، وشبه البوليسية، والتي عملت أجهزة زعامات الجماعات اللبنانية شبه المافيوية، وحرصت على إرسائهما، ليس في الحياة والمنظمات النقابية فحسب، بل في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وفي هيئات المجتمع المدني، ومنها البلديات. وهي اعتمدت في ذلك أساليب الترغيب والترهيب والاستتباع والرشوة، لمنع نشوء نقابات وجمعيات مستقلة تمثل مصالح المهنيين والموظفين والعمال. وقد تكون عملية دخول مجموعة من الشبان الناشطين، خلسة إلى مقر الاتحاد العمالي العام إياه، قبل أيام من انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول، ورفعهم شعارات احتجاجية على بيروقراطييه الملتحقين بأحزاب السلطة، وتصويرهم شريط فيديو لعمليتهم للفت الأنظار إلى خواء الاتحاد ومواته - قد تكون تلك العملية من إرهاصات الانتفاضة التي سرعان ما انتشرت في مناطق ومدن لبنانية كثيرة.

اتحاد زبانية المعالي

جاءت تظاهرة يوم السبت التي جمعت مئات من المحتجين من الجنسين، ومن أجيال وفئات عمرية متفاوتة، ومن فئات وبيئات اجتماعية ومهنية مختلفة، لتؤكد أن المتظاهرين المنطلقين من أمام الاتحاد المقفل والمغلق، والمستمر على صمته وفراغه منذ ما قبل الانتفاضة، يريدون نقل دبيب الحياة المنتشرة والفائضة في الشوارع والساحات إلى أروقة الاتحاد، وإسقاط رموزه من البيروقراطيين المتفرغين والبطالين المدفوعي الأجور، والمحظيين الأجراء في خدمة زبانيتهم من الزعامات والمتنفذين في السلطة الاوليغارشية التي تتحكم بمصير المجتمع والحياة السياسية في لبنان منذ عقود.

وكان لافتاً تصدر صبيّة ثلاثينية المتظاهرين، وهتافها: "علّي صوتك بالعالي/ الاتحاد العمالي/ موظف عند المعالي". وعلى إيقاع هذا الهتاف سارت التظاهرة وعبرت شارع السهر والترفيه الشبابي الأبرز في بيروت، مار مخايل، حيث اختلط المتظاهرون بمجموعات من الشابات والشبان الذين واللواتي بدأوا سهرتهم باكراً في أمسية السبت هذه. ربما استراحة عابرة بين تظاهرتين، وتحضيراً لتظاهرات الأحد 17 تشرين الثاني، في ساحتي الشهداء، ورياض الصلح في وسط بيروت. وذلك عوداً على بدء الانتفاضة في 17 الشهر المنصرم. ومن هتافات الجيل الشاب في التظاهرة: "نحنا الثورة الشعبية/ إنتو الحرب الأهلية". وهذا كناية عن أن متنفذي الاتحاد العمالي العام من زبانية أجهزة الزعامات، هم جيل الحرب الأهلية والميليشيات المسلحة وورثتها، والمستمرين على نهجها في إدارة الاتحاد الميت. ومن المفارقات أن التظاهرة شاركت فيها جموع من أعمار متقدمة، كان لها حضورها في أنشطة الحرب الأهلية وميليشياتها وأحزابها، وخصوصاً من أحزاب ما كان يسمى "الحركة الوطنية والتقدمية اللبنانية". وهذه كانت متنفذة في إدارة الاتحاد العمالي العام قبل الحرب. لكن هذه الفئة من المشاركين في التظاهرة، ومعظمهم من الشيوعيين واليساريين السابقين، ومنهم من لا يزال مقيما على يساريته، قد خرجوا على الأطر والانتماءات الحزبية المتخشبة منذ زمن طويل. وبعضهم من لا يزال يكابد خشبيتها وذكرياتها المريرة. وهذا ما دفع أحد المتظاهرين على القول ممازحا وساخراً، تعليقا على ذلك الهتاف، إن صبايا وشبان التظاهرة المولودين ما بعد الحرب، إنما يشيرون في هتافهم هذا إلى ذلك الجيل المتقدم في العمر السائرة مجموعاته في مقدم التظاهرة.

استلهام الثورة السودانية

"ارفعوا أيدي أحزاب السلطة عن النقابات"، و"حوّلوا الروابط إلى نقابات"، شعاران مدونان على لافتتين من لافتات التظاهرة. أما اللافتة الأساسية التي تقدمت النتظاهرة، فكُتب عليها: "تجمع مهنيات ومهنيين". وهذه اللافتة تشير إلى محاولات خلق أداة نقابية - سياسية جديدة في خضم انتفاضة 17 تشرين الأول الراهنة في لبنان. وهي محاولة لجمع أصحاب مهن وأعمال متفرقة في إطار نقابي - سياسي جامع يضم محامين ومهندسين وأطباء وأساتذة جامعيين وصحافيين وكتاباً، وسواهم من المهنيين.

ويستوحي هذا التجمع الناشئ حديثاً نشاط "تجمع المهنيين السودانيين" الذي مهّد للثورة السودانية وكان عصبها الأساسي، منذ انطلاقها في الشهر الأخير من العام 2018. وهذا من الإشارات التي تدل على توارد وتواتر وتراسل أشكال التنظيم والتأطير والتحرك التي لابست الانتفاضات والثورات العربية، منذ بدايات انطلاقها في العام 2011. تظاهرة من أمام الاتحاد العمالي العام، وصولاً إلى ساحتي الاعتصام في وسط بيروت، ضد الخواء والإفلاس الذين كانا سائدين في الحياة السياسية والنقابية في لبنان ما قبل الانتفاضة.

 

الكتلة الوطنية يكشف عن إحصائية سرية أجرتها السلطة عن الإنتفاضة اللبنانية

طوني بولس/Independent/السبت 16 تشرين الثاني 2019 

يعتبر حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" من أقدم الأحزاب السياسية في لبنان، أسسها إميل إده رئيس الجمهورية الثالث في عهد الانتداب الفرنسي على لبنان، حيث لعب دوراً سياسياً بارزاً إلى جانب حزبي "الكتائب اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار" قبل الحرب الأهلية اللبنانية، إذ انحسر تأثير الحزب السياسي بخروج عميده ريمون إده إلى المنفى عام 1977، ثم بوفاته عام 2000. أعاد حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" هيكلة نفسه في إطار تنظيمي حديث يمزج بين تجربة الأحزاب السياسية التقليدية، ويطرح مشروعه وبرنامجه على الإضاءة على علل لبنان الخمس وهي، الفساد والزبائنية والطائفية والإقطاع السياسي والتبعية، يقابلها خمس فضائل هي، المواطنة والنزاهة ودولة القانون والديمقراطية والسيادة.

قائد الثورة

مع انطلاق ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، برز انخراط حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" بشكل كبير في الثورة التي تتهمها أحزاب السلطة بأنها هي العقل الخفي الذي أشعل هذه الثورة، الأمر الذي ينفيه الأمين العام لحزب الكتلة بيار عيسى الذي يؤكد أن هذه الثورة من صنع المواطن اللبناني الواعي والحر وهو من يقودها.

يوميات عائلات لبنانية تكافح المصاعب الاقتصادية

ويرى عيسى أن قوة "الثورة" بعدم وجود قيادة منظمة لتحركاتها، فهي ثورة عفوية وستبقى ردود فعل الثوار عفوية حيال تعاطي السلطة الحاكمة بتكابر مع مطالبهم، معتبراً أن المواطن اللبناني هو الطرف الأقوى، وقد تحرر من الخوف ولم تعد تستطيع السلطة أن تديره بالعصبية الطائفية أو الزبائنية السياسية أو عبر الأيديولوجيات والصراعات الإقليمية، فالمواطن اللبناني تحرر وكسر الجدران التي بناها الزعماء بين المناطق والطوائف، مشيراً إلى أنه ومنذ اليوم الأول "كنا موجودين ميدانياً في صفوف الثوار ونحن ككتلة وطنية، طلبنا من مناصرينا المشاركة كمواطنين، وليس كحزبيين، لكون هذه الثورة هي حركة مواطنية وطنية شبابية نسائية، ولكون الشارع هو من ينظمها وليس التنظيم من ينظم الشارع".

مكونات الحراك الشعبي

وشدد على أن جزءاً من مكونات هذا الحراك هو عبارة عن جمعيات مطلبية وأحزاب مستقلة ومجموعات ثورية، يقتصر دورها على تنظيم لوجيستي وجميعها يلحق الشارع، فتلك الجمعيات تواكب حركة الشارع الذي يقوده المواطن اللبناني الحر لتأمين لوجستيات كالخيم وأجهزة الصوت، وغيرها من دون أن يكون هناك تنظيم مسبق، وهذا أمر فهمه الجميع ومن ضمنهم الأحزاب المستقلة والدول وسفاراتها باستثناء أحزاب السلطة التي لم تفهم أنه لا يوجد إطار تنظيمي للحراك ولا تزال تطالب بانتداب ممثلين عن الثوار لمحاورتهم. ورداً على سؤال حول من يتخذ قرار قطع الطرقات أو بعض الفعاليات التي يقوم بها الثوار، قال عيسى إن كل مجموعة تتخذ قرارها بحسب منطقتها وظروفها ولا أحد يعمم قرارات على الساحات في المناطق، معتبراً أن من يدير الحراك هي السلطة، فكلما أخذت أحزاب السلطة خطوة كان رد الفعل نزول الآلاف إلى الشوارع، مستشهداً برد فعل الشارع على كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون وقبله الورقة الإصلاحية التي قدمها مجلس الوزراء، مضيفاً "الناس تحرروا وأصبحوا يدركون ما يجري ويتحركون تلقائياً وإذا اتخذت السلطة قراراً صحيحاً لن يتحرك الناس في الشارع"، مشدداً على أن المواطنين يعرفون أنهم مصدر السلطات، إذ انتقلت الشرعية من مجلس النواب إلى الشارع، وقد سحبوا وكالتهم من النواب نتيجة التقاعس.

أرقام صادمة

وكشف عن إحصائية سرية قام بها أحد أبرز أحزاب السلطة ليتبين معه أن 76 في المئة من المواطنين يؤيدون الثورة ويعلنون فقدانهم الثقة مع الطبقة الحاكمة، وهم يطالبون بحكومة مستقلة عن أحزاب السلطة، مشيراً إلى أن الجميع في زورق واحد، ويكاد يغرق بسبب الأداء السيئ، وهذه السلطة أوصلت البلد إلى أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية لم يسبق لها مثيل، والآن، وبشكل عاجل، يجب تأليف حكومة مستقلة لتعيد الثقة المفقودة مع الشعب والمجتمع الدولي والمستثمرين قبل الانهيار التام. ووضع الأمين العام لحزب الكتلة خريطة طريق لتأليف حكومة مصغرة ومنسجمة قادرة على معالجة الأمور سريعاً، خلافاً لحكومات الوحدة الوطنية السابقة والفضفاضة والتي لا تستطيع اتخاذ أي قرار بسبب ما يسمى الديمقراطية التوافقية، مشدداً على ضرورة إعطاء هذه الحكومة الإنقاذية صلاحيات استثنائية في إطار الإنقاذ الاقتصادي العاجل، منتقداً قول الرئيس عون إن المستقلين غير موجودين سوى على سطح القمر، ومستغرباً كلام الرئيس وكأنه لا يعرف الشعب اللبناني. ودعا إلى الشروع سريعاً بتأليف الحكومة الإنقاذية والمستقلة والعمل وفق خريطة الطريق التي وضعتها الثورة، مشيراً إلى أن نسبة الفقر في لبنان باتت 25 في المئة، وهي مرشحة لتجاوز الـ 50 في المئة خلال أشهر قليلة في حال استمرار تردي الوضع الاقتصادي بهذا الشكل.

إنجازات الشهر الأول

ولفت عيسى إلى الإنجازات التي تمكّنت الثورة من تحقيقها خلال شهر واحد وهي كبيرة ولا يستهان بها، والتي كسرت الحواجز بين اللبنانيين وصهرتهم في قالب "المواطنية" الحقيقية، مسجلاً إنجازاً كبيراً عبر إسقاط كل الضرائب التي كانت ستفرض على المواطنين في الموازنة المرتقبة، ودفعت الرئيس سعد الحريري إلى الاستقالة، بالتالي انهيار التسوية "الرئاسية" التي قبضت على أنفاس اللبنانيين خلال السنوات الأخيرة، وما تلاها من فضائح مدوية لأركان السلطة عندما بدأ تراشق تهم الفساد والصفقات بين بعضهم البعض وانكشاف ملفات لطالما حاول بعض القضاء المشارك في الفساد إخفاءها في الجوارير، وصولاً إلى بروز نشاط طلاب لبنان الذي برهن عن وعي شبابي يبشر بغد مشرق ومزدهر.

الفرصة الأخيرة

وعما حصل في الأيام الأخيرة من ظهور مسلح لأحزاب السلطة، قال عيسى "إنه خير دليل على إفلاس كل محاولات بعضها سرقة الثورة والفشل الذريع في إعادة إحياء الانقسامات السياسية بين فريقي 8 و14 آذار المرتبطين بالخارج، والتي لا تعني الثوار لا من قريب أو بعيد". وأشار إلى أن "تصرفات السلطة وأحزابها لا تدل إلا على التوتر، خصوصاً مع رفض المواطنين مطلبها بإعطائها فرصة أخيرة"، وشدد على أن "من يطلب فرصة كهذه هو من اعترف أولاً بالخطأ، لكنها في حالتنا ارتكبت جريمة بحق لبنان". وقال "كيف يمكن أن تعطى هذه الطبقة السياسية فرصة وهي منذ استقالة الحكومة تتجاهل الثورة وعاجزة عن اختيار رئيس مكلف لتشكيل الحكومة بسبب غرقها في تناقضاتها التي عطلت السلطة التنفيذية وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم؟ كيف تعطى هذه الطبقة السياسية فرصة أخيرة وكل يوم يمر من دون إيجاد حل يزداد حجم الانهيار الاقتصادي والمالي وهي غير مبالية؟ وكيف ستواجه هذه السلطة مناصريها عندما ستقع الكارثة؟ إنها مع الأسف غير مبالية لا بالثوار ولا بمناصريها".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شمعون لـ"نداء الوطن": "حزب الله" الوحيد القادر على إحداث الفوضى وبصمات "صهر عون العظيم" وراء تأخير الاستشارات

نداء الوطن/16 تشرين الثاني 2019

"يمصّون دم الشعب منذ ربع قرن فلا بد من أن يثور في النهاية"

لا يرى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أنّ لبنان متجّه إلى الفوضى، فالولايات المتحدة الاميركية لن تسمح بذلك، وإن تركت الأمور تأخذ مداها، باعتبار أنّ الساحة اللبنانية هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي تستطيع أن "تبرعط" فيه، ولبنان "مرقد عنزة" لها، فلن تترك الوضع فيه يتدهور.

ولا يخفي شمعون في حديث مع "نداء الوطن" إدراكه بأنّ "واشنطن تدعم التظاهرات لغاية في نفسها وهي تحجيم "حزب الله"، لكنّ الحزب هو الوحيد القادر على إحداث فوضى في لبنان"، ويرى شمعون لو أنّ والده الرئيس الراحل كميل شمعون حيّ اليوم، ويتولى زمام الرئاسة "لما بلغ الوضع هذا الدرك، ففي عهده كان للدولة مركزها، وكان هناك رجالات دولة". ويؤكد أن "الثورة والاحتجاجات الشعبية كانت متوقعة، جرّاء الأسلوب الذي تنتهجه السلطة الحاكمة ولا يصلح لبلد من فئة رابعة أو خامسة"، ويقول: "يمصّون دم الشعب منذ ربع قرن، فلا بد من أن يثور في النهاية". وبداية الحل في رأيه، تكمن في تأليف حكومة تستجيب لمطالب الشارع، "وإن لم يفعلوا فلن تبصر الحكومة النور، لذا عليهم أن يخضعوا لإرادة الناس، لا أن يديروا ظهرهم لصرخات الشارع والتصرّف كما يشاؤون". شمعون الذي يؤيّد استقالة الرئيس سعد الحريري، يؤيد تكليفه مجدداً، "طبعاً هو ليس مرشحي المفضل إنما الأصلح للمرحلة الحالية، شرط أن تُطلق يده ويعمل مع فريق وزاري لم يعرف السلطة من قبل ويوحي بالثقة، فإذا جاء بـ"حرامية" لن يتمكّن من استعادة الثقة"، كما رأى أن "الأميركيين متمسكون بالحريري". ويتوقف عند تأخير الاستشارات النيابية للتكليف ويرى بصمات "صهر عون العظيم" على حد وصفه، "الذي يبدو ظاهراً خلف الصورة لكن لا أحد يدرك ماذا يجري بين الجدران الأربعة داخل الغرف المظلمة، فأنا أعرف الوزير جبران باسيل جيداً منذ أن كان في منظمة طلاب "الوطنيين الأحرار"، وكما أنّ "حزب الله" يضغط لكي يبقى في السلطة". ويدعو شمعون أهل السلطة الى أن "يتنازلوا من عليائهم قليلاً ويرضخوا لإرادة الشعب ويشكلوا حكومة تكنوقراط وإلا... لن يضاين لا عون ولا غيرو".

ويقترح "العودة الى طرح الرئيس شمعون الانتخابي وتخفيض عدد المقاعد النيابية إلى 66 مقعداً، والاقتراع على أساس لبنان دائرة فردية غير طائفية وأهلاً وسهلاً بمن يفوز". ويبرّر أسباب انكفائه السياسي والإعلامي والاكتفاء ببيانات حزب "الوطنيين الأحرار" إلى "رفض الجميع له"، ويقول: "لا أحد يريدنا لأننا نقول الحقيقة، والكلّ يقفل علينا، علماً أنهم يتحدثون اليوم لغتنا ويقولون ما كنا نقوله بالأمس".ينصرف شمعون هذه الأيام إلى حلّ شبكات الكلمات المتقاطعة، لتعذّر إيجاد خريطة حل سياسي، يهادن رئيس الجمهورية "منذ ثلاث سنوات إلى اليوم، فشئنا أم أبينا، هو رئيس البلاد، وإذا كان هناك سبب أساسي للمشكل معه فلن أتأخر ومواقفي تشهد على ذلك. لكن لا يجب كلما "دقّ الكوز بالجرة" أن "نفش خلقنا" بالرئيس، فهو ليس المسؤول الوحيد عما وصلنا اليه". ويذكّر بأن آخر زيارة له إلى قصر بعبدا كانت تلبية لدعوة الرئيس عون إلى الاستشارات، "ومن حينه هو لم يدعنا ونحن لم نطلب، فأنا لا أحسن التزلّف".

ولا يخفي شمعون عتبه على أصدقاء الأمس في "14 آذار"، ويشير إلى أنه لم يلتق الرئيس سعد الحريري منذ 5 سنوات "حين زرته آخر مرة". ويؤكد أن علاقته برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط جيدة فـ"الحمد الله، أنا والبيك كتير مناح من بعيد لبعيد ولا مشاكل بيننا".

شمعون الذي يشعر بمقاطعة الإعلام له يقول: "لا هم يسألون عني ولا أنا أسأل عنهم، ولشو الحكي؟ قرفان... حكينا كتير وما حدا سمع".

ولا يعوّل على أي وساطة فرنسية، أو على مبادرة لـ"الأم الحنون" ويقول: "فرنسا ليست أمي الحنون بل سيدة التلة".

 

باسيل "يحرق" الصفدي/شهر على الثورة... وتنويه بابوي بـ"الانتفاضة الشعبية المذهلة"

نداء الوطن/16 تشرين الثاني 2019

إنقلبت الطاولة على حكومته وجرفه نهر الشعب مع من جرف من وزرائها، رأى بأمّ عينه حجم الامتعاض الشعبي العارم وصدى الهتافات الهادرة في التعبير عن نبذ الثوار من مختلف الطوائف والمناطق أسلوبه الاستفزازي في العمل السياسي، أثقل كاهل العهد العوني بخلافات وتوترات حكومية وسياسية "كربجت" تقليعته الإصلاحية مراراً وتكراراً، حتى ما كاد يبلغ منتصف الولاية بشق الأنفس لتثور ثائرة الثوار رفضاً لاستشراء الفساد والهدر وتعاظم حالة التدهور الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والخدماتي والبيئي والصحي والبنيوي في منظومة الدولة... شهر على الثورة التي هزّت عروش أهل الحكم، ولا يزال جبران باسيل، جبران باسيل، أداؤه هو هو دونما أي اتعاظ من الرياح الشعبية العاتية التي أجبرت أعتى الرؤوس الحامية في البلد على الانحناء في وجه العاصفة. بالأمس ضرب مجدداً "3 بواحد" مصيباً صلاحيات الرئاسات الثلاث بحجر واحد، فهو استأثر بصلاحيات الرئاسة الأولى وحدّد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وصادر صلاحيات المجلس النيابي فحسم بالنيابة عن 128 نائباً من سيكون رئيساً مكلفاً للحكومة، واغتصب صلاحية الرئيس المكلف المرتقب فرسم شكل وطبيعة وتركيبة حكومته. وإذ أربك رئاسة الجمهورية فسارعت مصادر قصر بعبدا إلى تعميم أجواء تنفي أي علم أو علاقة لدوائر القصر بكل ما صدر من تسريبات تتعلق بتشكيل الحكومة ولا بتحديد موعد استشارات التكليف، بينما وضعت مصادر مقربة من "بيت الوسط" كلامه في خانة "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، لعلّ أكبر المتضررين من كلام باسيل هو الوزير السابق محمد الصفدي الذي سرعان ما احترقت "طبخة" تكليفه تحت نار التسريبات المتتالية التي تعمّد رئيس "التيار الوطني الحر" ضخّها في الفضاء الإعلامي منذ ليل الخميس، بالتزامن مع انعقاد لقاء "الخليلين" في بيت الوسط وصولاً إلى تطويبه "رئيساً مكلفاً" نهار الأمس، في سياق دعائي ممنهج تعامل بموجبه باسيل بوصفه الراعي الرسمي لتكليف الصفدي.

إذاً، وبعد أن تسبب أداؤه بتأجيج الشارع وتهييج الناس ضد ترشيح الصفدي لرئاسة الحكومة، أعاد رئيس "التيار الوطني الحر" الملف الحكومي إلى مربعه الأول مقوّضاً اتجاه رئيس الجمهورية إلى الدعوة لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري نهار بعد غد الإثنين. غير أنّ مصادر القصر التي أكدت هذا الاتجاه الذي كان لدى رئيس الجمهورية، شدّدت في الوقت عينه على أنّ كلام باسيل لم يكن السبب في العودة إلى التريث بتحديد موعد الاستشارات، وقالت لـ"نداء الوطن": "شيء ما طرأ لدى الرئيس سعد الحريري لناحية تسريب مسألة عدم حسم مشاركة "المستقبل" في الحكومة الجديدة، الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية إلى التأمل وعدم تحديد الموعد"، موضحةً أنّ "التكليف مرتبط بالتأليف وبالتالي لا تكليف ولا تأليف من دون التيارات الوازنة ومنها طبعاً تيار المستقبل"، وختمت: "الرئيس لن يحدد موعداً للاستشارات ما لم تُحسم الأمور، وطالما أنّ الموعد لم يُحدد رسمياً يعني أنّ الأمور لا تزال بحاجة لمزيد من المشاورات".

وفي المقابل، عزت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" تسريب رفض الحريري المشاركة في الحكومة المرتقبة إلى ما طُرح من صيغة حكومية من 24 وزيراً تضم وجوهاً سياسية بارزة، بعدما كان الاتفاق ألا يكون في الحكومة أي شخصيات سياسية نافرة أو مستفزّة. في وقت استرعى الانتباه على خط موازٍ الموقف الصادر عن رؤساء الحكومات السابقين، الذين أعادوا التأكيد على موقفهم الأساسي "بإعادة تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة"، وأوضحت مصادر الرؤساء الثلاثة لـ"نداء الوطن" أنّ موقفهم هذا كان ولا يزال على حاله ولم يطرأ عليه أي تعديل وقد أبلغوه شخصياً للرئيس الحريري، مع تأكيدهم على رفض ترشيح أي شخصية غيره، حتى الرئيس تمام سلام رفض ترشيحه لرئاسة الحكومة، وأجاب الحريري حين استمزج رأيه بالموضوع قائلاً: "أنا أحمل إرث عائلة سلام ولن أتحمّل ردة فعل الشارع". في الغضون، ومع إطفائها شمعة شهرها الأول، تلقّت الثورة الشعبية اللبنانية مباركة بابوية لافتة بوصفها تمثّل "انتفاضة شعبية مذهلة ودينامية إيجابية لا ينبغي أن تنطفئ بأي شكل من الأشكال"، حسبما عبّر السفير البابوي المطران جوزف سبيتري أمام مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، مشدداً على وجوب العمل نحو "لبنان متجدد أكثر عدالة وديموقراطية". وفي ختام أعماله، أكد المجلس الذي انعقد في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أنّ "ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول هو انتفاضة تاريخية تجاوز فيها الشعب الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي إلى الانتماء الوطني"، مؤيدين مطلب الشعب المنتفض الذي فقد الثقة بالقادة السياسيين بتشكيل "حكومة ذات مصداقية وفعالية"، مع تنويه المجتمعين بـ"ظاهرة الاعتصام في الساحات والشوارع" باعتبارها تجسّد "حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ لبنان".

 

نشاطات طلاب الجامعات بين الإبداع وتأمين المداخيل ودعم المطالب ومن بيع الكعك إلى الرسم وبيع الأكسسوارات... في الساحات

مازن مجوز نداء الوطن/16 تشرين الثاني 2019

لا حدود لابتكاراتهم..شبابٌ حيويٌ مفتوح الأفق على الإبتكار...الساحة نفسها، لكنّهم كل يوم يدهشون الزائر بفكرة جديدة...تُوحّدهم رؤية التغيير والخروج من النظام الطائفي، أمّا وسائل التعبير فلا حدود لها. كم هي بعيدةٌ المسافة بين لغاتهم واللغة المتداولة في السياسة والمجتمع على مدى سنوات ماضية، شبابُ اليوم كأنهم يأتون إلينا من مستقبل غدنا، وليس من يومنا المهترئ بأزماتنا المتراكمة. نشاطات "ثورية" دائمة عابرة للمناطق، متعددة الأهداف والأبعاد على امتداد الوطن، تعكس الروح الحضارية والسلمية للثورة، والتمسك بالمطالب الموحدة وبضرورة التغيير. فمن تحية طرابلس لروح " شهيد الثورة " علاء ابو فخر، بجدارية ضخمة على أحد الجدران في ساحة النور، متضمنةً رسماً لزوجتهِ وابنهِ في مشهد مؤثر، مع طرحةٍ بيضاء تمثل عروس الثورة، إلى اللوحات والرسومات الفنية للثوار والثائرات والثورة، إلى عمليات الإسعافات الأولية بمبادرات فردية مجانية، مروراً ببيع الـ Tshirts والأكسسورات الخاصة بالثورة، وصولاً إلى هواية الرسم على الوجوه، وجوهُ أطفال الثورة وشبابها وحتى كبارها، وليس انتهاءً بالبحث عن مدخول مادي ظرفي لتأمين أقساط الجامعة، ومتوجبات نهاية الشهر وبالطبع بحثاً عن لقمة العيش كمحاولة لطرد شبح الفقر وندرة فرص العمل عن كاهل الكثير من شباب وشابات الثورة، الذين/اللواتي لا يتركون/ يتركن ليلة واحدة تمضي دون القيام بعملية تنظيف الساحات وإزالة النفايات.

هؤلاء الطلاب الجامعيون هم عصبُ البلاد ومستقبله، يفترشون الطرقات - الساحات بنشاطاتهم وأفكارهم، يثلبلهم نشاطٌ بطيء للطبقة السياسية وأفكار غير فعّالة تحاكي المطالب الأساسية للثوار، الذين رموا والفئة الطلابية الجامعية "الثائرة" كرة السقوط الملتهبة في ملعب السلطة.

جدارية شهيد الثورة تضامنا معه ومع عائلته

تكشفُ سارة سيوف، طالبة جامعية أن الجدارية أتت بمبادرةٍ مجانية شبابية من الرسامين الثوار (Artists of revolution) وفرضت نفسها كأولوية بعد استشهاده، وتشرح "إستغرق رسمها منذ الثامنة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر، أدخلنا عليها زوجته وابنه، ويدين متماسكتين للتعبير عن وحدة الشعب اللبناني، فيما الطرحة التي تلفهما تمثل "عروس الثورة" طرابلس، وتشمل بحركتها الأم والإبن كدليل على تضامن الثوار معهم، وتظهر الأم وهي تنظرُ الى الشهيد، فيما تغطي بيديها عيون ابنه، كي لا يرى والده كتجسيد للمشهد الحقيقي الذي اجتاح عقول ومشاعر اللبنانيين جميعاً". وإذ تشير إلى تراجع الإقبال وانخفاض الطلبات بعد الثورة، تضيف أنه "في بادئ الأمر نزلت لأشارك الثوار في ساحة النور، بعدها شاركت في المسرح الإرتجالي وأقمت مع مجموعات هذا المسرح عروضات عدة للثوار، ومن ثم شاركت مع إحدى الفرق الموسيقية في الثورة في الإيقاع" إيقاعات تنسجم مع هتافات الثورة، بعدها شاركت سيوف مع الجامعة اللبنانية في عمل فني حول الثورة قدمناه (بالخشب)، وكل ذلك كتطوع للثورة، لأن مطالبها محقة، ولم تعد تروق لي فكرة البقاء في المنزل، فمشاركتي في الثورة أصبحت يومية.

دم قلبي على أولادي كي... يهاجروا ؟

بدورها تسألُ الفنانة التشكيلية نِعَم قاسم، كيف لا أقوم بواجبي حيال الثورة وأولادي الذين دفعت "دم قلبي" كي أعلمهم وفي النهاية لا عملَ لهم، لافتةً إلى انهم اضطروا للهجرة الواحد تلو الآخر، بحثاً عن عمل يساعدهم في تكوين عائلة، فيما الدولة بحاجة الى العقول المتعلمة والمبدعة والمثقفة، لكنّها ترغم بسياساتها أمثالهم على الرحيل. وتَذكر قاسم التي تعمل مدرسةَ متعاقدةَ في "مهنية طرابلس الفنية "و"مدرسة الحياة الرسمية"، أنّها محرومة من أبسط الحقوق وهي الضمان والراتب الشهري ومن حقها بالتثبيت، علماً أنّ التعاقد بدعة نشأت بعد الحرب الأهلية ولم تصحح حتى اليوم، وهذا واقعٌ صعب بالنسبة لكل المتعاقدين.

لم تتردد الطالبة – الأم في المشاركة في عدة مسيرات جامعية، كمسيرة الاساتذة المتعاقدين، ومسيرة أساتذة الجامعات والطلاب الجامعيين وفي المسيرات النسائية، "خصوصاً في مدينتي طرابلس التي إتُهمت بالارهاب وحُرمت من أبسط حقوقها الاقتصادية والانمائية، ومن غياب الإعلام عنها" وفق تعبيرها.

وتقومُ الحائزة على ماستر في الفنون، بنقل الثورة على اللوحة كي تبقى شاهداً على هذا الحدث التاريخي، فالساحة تحولت مصدر إلهام لي وللكثير من الفنانين، وقدمت إحدى لوحات الثورة لإحدى الخيم الطلابية، كما جَسدتُ مصدر إلهامي الثاني "الشباب" في لوحة، وهم يحملون الاعلام في الطريق، كما جسدت صرخة نساء الثورة بأرزةٍ تمثل صراخهنّ "ثورة".

معرض للوحات الثورة في بيروت وطرابلس

بأسلوبه الخاص يهوى ايلي زيني (ماستر 2 في الفنون التشكيلية) التصوير والتقاط الصور للثوار في ساحة النور، بهدف رسمها أولا وإقامة معرض عن الثورة لاحقاً، بعد نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، ويؤكد "هذا النشاط مجاني، فالرسم هو أحد أساليب التعبير السلمية، وكأسلوب لتخليد الاحداث اليومية للثورة في ساحة النور وأرشفتها، وهذا ما نجحت فيه معظم الثورات العربية". فالثوار شكّلوا مصدر الهام للأستاذ المستعان به في مادة الفنون التشكيلية، فضلاً عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة للمواطن الطرابلسي. ومن ضمن رسوماته لوحة عن عيد الاستقلال مستوحاة من الثورة الفرنسية للفنان الفرنسي أوجين دو لاكروا "استوحيت رسم المرأة عند لاكروا وأسقطتهُ على المرأة اللبنانية وهي تحمل العلم اللبناني، وخلال أيام قليلة سأشارك في معرض من تنظيم جمعية الفنانين للرسم والنحت في بيروت يرتكزُ على موضوع الاستقلال ولوحات الثورة في ساحة الشهداء، ولاحقاً سأعرضها في معرض سيتم تنظيمه في طرابلس".

بائع كعك جامعي و"تاركها على الله"

ولا تختلفُ ظروف الثوار المعيشية والإقتصادية في طرابلس عن تلك التي يعاني منها معظم الثوار في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وهذا ما يعكسهُ حال الطالب الجامعي محمد عواد (سنة ثانية حقوق في الجامعة اللبنانية) "كنتُ أعمل في إحدى المهن الحرة، الضغوطات المالية ومتطلبات العائلة دفعتني إلى البحث عن عمل، إلى أن انطلقت الثورة، فأتيت إلى هنا لأعمل بائع كعك بمساعدة زوجتي، من الساعة الخامسة بعد الظهر وحتى الثانية صباحاً وأحياناً أنام هنا". بروح مستسلمة للواقع يشدد الأب لولدين (صبي وبنت) على أنّ "كل ما أسعى إليه هو تأمين لقمة العيش لعائلتي وما قسمه الله لي سآخذه، فالطموح مات عندي منذ أكثر من سنة"، مؤكدا تأييده مطالب الثورة لا سيما المتعلقة بالوظائف والعمل دون الحاجة الى "واسطة"، فحتى لو تقدمتِ لوظيفة عسكري "زحاف" أنت بحاجة إلى "واسطة" ودفع المال لها. واقعٌ دفعه إلى التمسك بفكرة الهجرة أكثر من أي وقت مضى، فكرة قابلة للتراجع عنها شرط جعل الدولة التعليم والطبابة مجانييين، سائلاً: كيف لشباب اليوم أن يعيش؟ فأنا أدفع إيجار منزلي 400 دولار (وغالباً ما أخوض مواجهات مع صاحب المنزل) فضلاً عن أقساط أولادي المدرسية وزوجتي الجامعية. "وبصراحة أنا لا أعرف كيف أعيش مع عائلتي "تاركها ع الله"، أحياناً يكون في حوزتي ثمن الطعام اليومي لعائلتي، وأحياناً لا"، يردد كلماته بغصة.

الإسعافات الأولية جاهزة

على بعد أمتار من عربة عواد يستوقفنا إبراهيم حبيش، وهو يتحضرُ لاستقبال حالة مرضية من بين الثوار على "الشاريو"، وهو واحدٌ من فريق عمل مؤلف من 101 شخص، مبيناً آلية عمله "يتم التنسيق في الايام العادية، كي يتواجد طبيبان ومسعفان(2) وممرضتان في خيمة ساحة الشهداء، وفي الايام التي يرتفع فيها عدد الثوار نفتح الخيمة الثانية في رياض الصلح بالعدد ذاته لتلبية حاجاتهم، وبدأنا عملنا في اليوم الثالث من الثورة". وحبيش ابن الـ 22 عاما، يتخصص في الهندسة الالكترونية -السنة الرابعة، يعمل كمسعف (level 3)، قال إن المجموعة كلها من حملة الشهادات الجامعية، متطرقاً إلى المبادرة التي انطلقت من (tweet) غردها الدكتور مصطفى موصللي، لتقديم الرعاية الطبية للثوار مجاناً، ومن ثم توسعت عبر الـ share والـ tag عبر الفيسبوك، موجهاً الشكر للجامعة الاميركية التي قدمت الكثير من التجهيزات والمستلزمات المطلوبة للأإسعافات الأولية مجاناً، مشيراً إلى أنّه "إذا وجد الطبيب المختص الحالة طارئة ننقلها عبر سيارات الأجهزة المختصة المتواجدة بالقرب من خيمتنا، إلى مستشفى الجامعة الاميركية (الذي يعالجه على حساب الضمان أو وزارة الصحة).

اللبناني غير المديون لا يكون لبنانياً

إنتقالاً إلى ساحة رياض الصلح يبين زهير العبيدي (23 سنة، ثالث سنة تجارة في جامعة LAU) الأسباب التي دفعته الى المشاركة في الثورة على طريقته "البلد واقف "فيما الزعماء السياسيون في حالة ضياع، ولا يعرفون كيف يتخذون القرارات المطلوبة، بينما مكافحة الفقر والحرمان والفساد وغياب فرص العمل باتت أبرز مطالب الثوار، ويشرح "كنت أعمل بالشراكة مع صديقي في شركة Online delivery وكنا نتعامل مع العديد من المحلات التجارية لنوصل "الطلبيات" إلى زبائنها، وكنّا سعداء بعملنا إلى أن أتت الثورة، التي أدت إلى تراجع عملنا بشكل كبير، عندها خصصنا ما حصدناه خلال 25 يوما من العمل لشراء مجموعة من الـ T SHIRTS وطبعنا عليها صوراً وشعارات خاصة بالثورة مع مجموعة من الاكسسوارات بسعر مناسب لنا وللثوار". ووفقَ العبيدي المُهم ألا يبقى عاطلاً من العمل، خصوصاً أنه في طور تأسيس ذاته، "لأن اللبناني غير المديون لا يكون لبنانياً"، إذ يتوجب عليه دفع الجزء الاكبر من أقساطه الجامعية وأقساطه الأخرى عند نهاية كل شهر، هذا يفرض علي العمل مع شريكي بمعدل 9 ساعات يومياً، منذ بداية الثورة. ومن ساحة رياض الصلح إلى بلدة الفاكهة البقاعية ( في البقاع الشمالي )، المعاناة ذاتها، بدليل ما تخلص إليه الطالبة الجامعية عطور سكرية ( ماستر1، فلسفة عامة) تقول: "المنطقة تفتقر إلى فرص العمل، وتعاني من الإهمال، وكل يوم أقضيه مع الثوار، أشعر بأنني أحقق ذاتي، سأبقى حتى تتحقق مطالب الثوار، ولن نرضى بالواقع الذي نحن فيه أبداً بعد اليوم، هذه الثورة لنا ولأجيالنا القادمة"، سائلةً: "أوَلم تتوحد الثورة على فكرة واحدة " كلن يعني كلن "؟. كفى هدراً وسرقات وفساداً. أوَلم تستوعب الطبقة الحاكمة أنه لم يعد مرغوباً فيها ؟ يبدو أن حبهم للكراسي أهم من معاناتنا المزمنة ؛ أما حقوق الشعب اللبناني المهدورة فلا تعنيهم".

الرسم على الوجوه

وسكرية التي تعمل كمدرسة في التعليم الرسمي (بالتعاقد) للطلاب السوريين في "متوسطة الزيتون الرسمية"، دفعتها أجواء الثوار ومطالبهم للنزول الى الساحات لمؤازرتهم "رحت أمارس الرسم على الوجوه وجوه الأطفال وحتى الكبار ممن يرغب، وأقوم بعملية إزالة النفايات مع مجموعة من الثوار عند انتهاء أي نشاط ثوري، والدافع الرئيسي وراء كُل ذلك هو التركيز على مفهوم الثورة السلمية الحضارية، والروح الحضارية، والإضاءة على الإيجابيات وضرورة التغيير". ويبدو أن واقع نشاط الثوار في النبطية وكفررمان، يختلف عنه في المناطق الأخرى، وفي هذا السياق يفيدُ مصدرٌ متابع لتحركات الثورة فيهما أنّ معظم الطلاب الجامعيين المشاركين في الثورة هم ضمن ناشطي الحركة الطلابية الخاصة بها، منهم من كان يعمل (free lancer) ويشارك في الثورة في أوقات فراغه ولا يزال، والقسم الأكبر لا يعمل من الاساس ولا يزال ضمن صفوف الثوار، وهم يذكرون بما حصل عندما باشرت هذه الحركة بإقامة مسرح للثورة كباقي المناطق، من تعرض العديد من الشباب والشابات للمضايقات حتى أن البعض تعرض للشتائم والضرب لأسباب معروفة طبعاً، واصفين الوضع الحالي للطلاب بأنه على "قد الحال" ، و"مختلف جدا"، لكن هذا لا يعني أنهم غير ناشطين على الأرض، بشكلٍ يومي في الساحات وضمن النشاطات الطلابية والجامعية، من جلسات حوار ونقاش، التي ينظمها الثوار داخل الخيم. في النهاية، يتعب الكلام من الكلام والثوار لا يتعبون.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 16 و 17 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

حكم ميشال عون-باسيل هو حكم المحتل الإيراني وهو حكم يسرق الشعب اللبناني

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2019

https://www.youtube.com/watch?v=R6t1wJJoonc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR2mak22yXMbhGOhp93WAvwbTQgzqiraUNJjWsStDqFTPKqbrQBqk0Hdmlo

 

المعادلة التي يفرضها حزب الله على لبنان الذي يحتله

 

جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80591/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%87%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7/

 

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 17/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80624/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-17-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 16-17/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 31th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 16-17/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80626/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-16-17-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-31th-day/