LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november15.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ثم قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم. والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه»

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تعليق بالنص والصوت: المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/عون وباسيل وجعجع وجنبلاط والحريري وكل طاقمنا السياسي والحزبي هم مجرد أعراض لسرطان احتلال حزب الله

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/إطلالة غير موفقة للرئيس اللبناني ميشال عون

فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة، أي 24 اخبار، تتناول أخر التطورات الخطيرة في لبنان عقب رفض عون والمحتل الإيراني تنفيذ أي مطلب من مطالب الشعب اللبناني المنتفض

الياس بجاني/الشهيد علاء أبو فخر..هو فخر وأيقونة لشعب لبنان العظيم المحب للسلام والعاشق للحرية

الياس بجاني/فخامة الرئيس عون.. رجاء استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وشفقة على ما بقي من تاريخك المشرّف الذي أنت نحرته

الياس بجاني/إطلالته غير موفقة للرئيس عون.. الأنا والغربة عن الواقع ونظرية المؤامرة  وورقة التفاهم مع حزب الله هي الغالبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تشييع ابو فخر في الشويفات تيمور جنبلاط: ليس لنا سوى الدولة والقضاء العادل شيخ العقل: نحرم اطلاق النار تحريما قاطعا

منظمة العفو: لإحالة ملف التحقيق بمقتل أبو فخر إلى محكمة مدنية

السلطة تهوّل بـ"الحرب الأهلية"...

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/11/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 تشرين الثاني 2019

نديم الجميل: سلاح “حزب الله” سبب الفساد المستشري

تسجيلان صوتيان موجّهان لجمهور حزب الله: مخطط إجهاض الثورة

خلدون جابر بعد الإفراج عنه: ضربوني.. وباقٍ في الشارع

حركة عون وباسيل: الخوف من المجهول

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المطران عودة معزياً جنبلاط: الكنائس ستقرع حزناً على أبو فخر

الأحرار: الأولوية لمكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين

تصعيد الاحتجاجات رداً على عون... والمتظاهرون رفضوا الحوار

عون أبلغ الموفد الفرنسي تفضيله حكومة «تكنوسياسية» وباسيل أكد أن تشكيلها «مسألة داخلية»

اللبنانيون... مديرو مصارف صغيرة يديرونها في بيوتهم وظاهرة شراء خزنات فولاذية تعم البلاد

العهد يفتعل أزمة دستورية

ما شكل الحكومة اللبنانية المقبلة؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هدوء هش في غزة... وإسرائيل تعلن انتهاء العملية العسكرية وسقوط 34 فلسطينياً قتلى نصفهم تقريباً من المدنيين

إعلان تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية

ترامب يمدد حالة الطوارئ ضد إيران ويعتبرها خطراً على أمن أميركا

الأميركيون يلاحقون أردوغان بالتظاهرات ويتهمونه برعاية الإرهاب و"نيويورك تايمز" وصفته بـ "المجرم المستبد"... ومحادثاته مع ترامب فشلت في تسوية خلافاتهما

الإضراب يشل النجف وحرق منازل مسؤولين في الناصرية وقنابل الغاز تقتل أربعة متظاهرين في بغداد والحكومة تطلق 1648

ديون العراق 115 مليار دولار

بلاسخارت: الخطف والتهديد يتواصلان ضد المتظاهرين

دول التحالف ضد “داعش” منزعجة من تركيا وترفض بيان واشنطن

تركيا ترحّل ثمانية “دواعش” إلى ألمانيا وبريطانيا

بدء المؤتمر الدولي لـ “الوحدة الإسلامية” في طهران

إدلب: مليشيات النظام استأنفت هجومها البري؟

وزارة التجارة السورية: السكر للمليشيات..والطحين غير صالح للاستهلاك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عندما تأسف لأنّك كنت على حقّ/خيرالله خيرالله/العرب

متى يفرج الجنرال قاسم سليماني عن حكومة لبنانية مستقلة؟/حارث سليمان/المدن

الإعلام اللبناني يخوض ثورته/يارا نحلة/المدن

لبنان ولعبة الانتفاضة والعهد/حسن فحص/انديبندت عربية

انقلاب عون على التهدئة: هدف للعهد في مرماه/هيام القصيفي/الأخبار

الجيش والابرياء/العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اولاين

الرئيس اللبناني بين تاريخين وجمهورين أمام القصر الجمهوري/طوني بولس/انديبندت عربي

بين الدماء... والمكابرة!/طوني أبي نجم/نداء الوطن

قراءة سياسية في مسار ثورة 17 تشرينالأول توق تاريخي نحو السيادة/أحمد الأيوبي

عون لن يتراجع وباسيل لا يتنازل وحزب الله يتشدد/منير الربيع/المدن

أصحاب المال والسلطة بين وهميّ النفط والصين/وليد حسين/الكلمة اولاين

موفد فرنسي زار لبنان... الأزمة طويلة واستمرارها سيدفع إلى تدويلها "حزب الله" يستخف بالحراك الشعبي والحريري على صمته/دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية

مواقف الرئيس اللبناني تحبط مساعي الموفد الفرنسي والحريري يعتبر ما قاله عون عن التكليف أو الاعتذار يناقض الدستور/جاكلين مبارك/انديبندت عربية

المشروع الإيراني يتآكل عربيا والدماء التي أريقت في العراق تلتقي بأهدافها مع ما يجري في لبنان واليمن وسوريا/عماد الدين الجبوري/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فارنو دعا للاسراع بتشكيل حكومة مختصة واستعادة الثقة الداخلية والدولية: الحل يعود للبنانيين ويجب الإستماع الى المتظاهرين

رئيس الجمهورية أمل في إمكانية ولادة الحكومة خلال ايام بعد إزالة العقبات امام التكليف والتأليف: اول اهدافها مطالب المعتصمين

بري التقى وزير الدفاع وعرض الاوضاع مع كوبيتش بو صعب: لتحقيقات شفافة في قضية ابو فخر واقفال الطرق وبناء جدران ذكرنا بالحرب الاهلية

الحريري عرض مع وزير الدفاع الايطالي العلاقات وبرامج التعاون العسكري

الوفاء للمقاومة: مواجهة الأزمة المالية وتلبية المطالب المحقة بالتعاون والتلاقي وابقاء الحوارات قائمة

الراعي التقى باسيل وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب

عبد الرحيم مراد... خيارٌ لحكومة مواجهة؟

مبادرة من الجامعة الأميركية حيال أطفال علاء أبو فخر.. ما هي؟

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ثم قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم. والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه»

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من21خحى30/:”قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم». فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب. ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم. والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه». وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق بالنص والصوت: المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/تعليق من ارشيفي لعام 2003 واعدت اليوم نشره مع بعض التعديلات

http://eliasbejjaninews.com/archives/76752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84/?fbclid=IwAR2yAL_d5304cKb0ttsLKi5JqTARd3zNFLIFQVXT9xHEWYSMuUY3k6-9Fhs

المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/تعليق من ارشيفي لعام 2003 واعدت اليوم نشره مع بعض التعديلات

بتعلمنا تجارب ونضال القادة والافراد اللبنانيين المخلصين يلي ندروا حياتون لخدمة وطن الأرز.

هالأبرار يلي آمنوا بقدسية تراب لبنان وبتميز هويته وبتجذر تاريخه، وبحق اهله بحياة حرة وكريمة.

بتعلمنا تجاربون “إنو بالنهاية ما بيصح إلا الصحيح” وانو دايما النصر بالنهاية هو لصاحب الحق المؤمن بأحقية نضاله.

اليوم الانسان اللبناني عم يواجه حملات تجني وافتراءات منظمة.

عم يتعرض لمحاولات تزوير وتشويه لهويته ولتاريخه ولجذوره ولقيمه ولمعتقده.

في تشكيك بقرابين وتضحيات وعطاءات الشهداء وفي قفز فوق شهاداتون…وأكيد في متاجرة فيهم من كتير سياسيين وأصحاب شركات أحزاب.

هيدا طبعاُ بالاضافة لإستنابات قضائية مفبركة وتهم باطلة وتخوين وملاحقات وضغوطات وقمع وخطف واغتيالات وافقار.

والمؤسف هو مشاركة كتير من أهلنا المسؤولين والسياسيين بهالتعديات.

هودي المفترض يكونوا الحماة والقادة والمثل وبالصف الأول…ولكن الغريزة هي يلي بتحركون وهودي واقعين بتجارب إبليس.

ولكن رغم كل هالممارسات

منأكد للمتوهمين المنصبين زور بمواقع السلطة، وكمان لبعض رجال الدين ولكتير من السياسيين أنو راية الحرية راح تبقا عالية وخفاقة مهما كانت فتاوى وهرطقات كل الباعوا نفسون للشيطان.

ومنأكدلون كمان إنو مهما كانت الملاحقات القضائية جائرة، ومهما بلغ جحود قليلي الذمة والإيمان وطويلي اللسان من المداحين والقداحين

راح نضل متل ما نحنا

ضميرنا مرتاح

ايماننا متل الصخر

رجانا كتير كبير

وأملنا ثابت ما بيتغير

أمل بعودة الحق ل صحابه

وعودة لبنان لأهله المتمسكين بهويته وبتاريخه وبأصالته.

منطمن يلي توهموا انون ربحوا ولغوا لبنان القيم والرسالة والتميز.

منطمنون أنو أصوات السياديين راح تبقى مدوية متل الرعد وهادرة متل الموج.

السياديين هودي هني النخبة يلي نذروا حياتهم للذود عن الوطن وأهله والحريات فيه.

يا حكام

يا سياسيين

يا اصحاب العروش الزائفة

يا بتكونوا مع الحق أو ضده، مع “المصلوبين” أو من “الصالبين” ولا

ما في شي بين بين.

الحرية يا بتكون بالتساوي وللجميع ما اسمها حرية

وصحيح في ناس بتخاف من الحرية

ولكن كمان في ناس بتخاف عليها

يلي بيخافوا منها بيخافوا من الشفافية والعدل والشهادة للحق

بيصادروها وبيظلموا ال حاملين رايتها، وبيصبوا جام غضبهن وحقدهن على المطالبين فيها.

أما ال بيخافوا ع الحرية، بيعيشوا بحالة حوارية احترامية صادقة وشفافة مع نفسون ومع غيرون.

عندون ثقة بإنسانية خيون الانسان

وبيمشوا معه ع درب الحقيقة.

الحالة الوطنية اللبنانية بتشتغل تا تسترد السيادة والاستقلال والقرار

ومشكلة اللبنانيين حقوق انسانهم المهانة مش بس حالة اقتصادهم المهترية.

الإنسان ما بيعبش بالخبز وحده.

ولكن بالحرية والكرامة وعزة النفس.

مشكلة اللبنانيين اليوم هي حريتهم المكبلة،

كرامتهم المهانة.

قرارهم المصادر.

سيادتهم المنتهكة.

وهويتهم المهمشة

المشكلي اليوم هي الإحتلال وادوات الإحتلال…وكل شي باقي هو أعراض للإحتلال وما في فايدة من أي تعاطي مع أي عارض.

الحل هو بالتخلص من الإحتلال.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

عون وباسيل وجعجع وجنبلاط والحريري وكل طاقمنا السياسي والحزبي هم مجرد أعراض لسرطان احتلال حزب الله

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2019

الحراك لن يحقق أي نتيجة عملية مهما طال ومهما قوي ما لم يضع سلم أولويات سياسية واضح وصريح وعلني وشجاع في مقدمته استعادة الدولة من الدويلة وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان وإلا فالج لا تعالج

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

إطلالة غير موفقة للرئيس اللبناني ميشال عون/إلياس بجاني13 تشرين الثاني/2019

http://al-seyassah.com/%d8%a5%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d9%81%d9%82%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7/

 

فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة، أي 24 اخبار، تتناول أخر التطورات الخطيرة في لبنان عقب رفض عون والمحتل الإيراني تنفيذ أي مطلب من مطالب الشعب اللبناني المنتفض

13 تشرين الثاني/2019

i24NEWS Arabic

http://eliasbejjaninews.com/archives/80513/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9%d8%8c-%d8%a3%d9%8a-24-%d8%a7/

https://www.youtube.com/watch?v=RAjF-cJYiLo

 

الشهيد علاء أبو فخر..هو فخر وأيقونة لشعب لبنان العظيم المحب للسلام والعاشق للحرية

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80506/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d9%81%d8%ae%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d9%81%d8%ae%d8%b1/

لا يا عسكر لبنان مش هيدا دورك، ولا هيدا تاريخك، ولا هيدي صورتك.

يا عسكر لبنان انت حامي الحمي، وحامي الكرامة.

وحامي الشعب، والسيادة والإستقلال، والقرار الحر.

يا عسكر لبنان انت الباقي بوج هجمة الإحتلال الإيراني الإرهابي، وأنت كل آمال شعبنا معقودي عليك.

يا عسكر لبنان قوم بواجبك وحافظ على قسمك المقدس. أحمي شباب وشابات لبنان المنتفضين ع الذل والفقر والتهجير والإحتلال الإيراني وع طروادية رموزو وأبواقه بالحكم.

هودي رموز وأدوات وأبواق قرارون مفقود ومُصادر وما بيمثلوا لا كرامة ولا هوية ولا تاريخ شعبك .. ولا هني ملتزمين بدستور الوطن، ولا بيحترموا الميثاق الوطني. هودي حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب مرتين ومحكومين وصور وأبواق للمحتل الإيراني.

يا عسكر لبنان، شعبك العظيم ثائر مش ضدك، لأنك انت هو وهو انت.

شعبك العظيم ثائر تا يحافظ عليك وع كرامتك وع دورك وع الوطن ورسالتو الحضارية بوج البريرة والإرهاب. شعبك العظيم معك وانت منو.

ولأنك يا عسكر لبنان إنت الرجا، وإنت الأمل لشعبنا المحب للسلام والحضاري .. حافظ على سلمية الإنتفاضا وما تخلي المندسين يدنسوها ويغرقوها بالدم.

الشهيد علاء أبو فخر استشهد وهو حامل مشعل الحرية يلي انت حاملو.

مطلوب منك تحقق بمقتل الشهيد علاء بتقوى وبمخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير، وبسرعة تقاصص بعدل يلي سفك دمو.

ويا شهيد لبنان وشعبه العظيم، انت افتديت بدمك عائلتك الصغيرة وعائلتك الكبيرة التي هي كل شعب لبنان…انت شهيد 17 تشرين الحرية والثورة ع الإحتلال والظلم.

انت شهيد كل لبناني حر وكل سيادي وكل محب للسلام وكل كياني وكل رافض للإحتلال ولأدواته المنصبين في مواقع الحكم والسلطة.

أما حزن ولوعة عائلة الشهيد علاء المفجوعة بفقدانه غير المبرر بأي شكل هو حزن ولوعة كل لبناني في لبنان وفي كل بلاد الإغتراب.

ودمك يا شهيد لبنان وشعبه العظيم هو دم كل اللبنانيين وفيه تعمدت الإنتفاضة وتباركت وتقدست.

دمك راح يوحد المنتفضين ويجمِّع بينهم أكثر وأكثر ت يكونوا سد منيع بوج المحتل الإيراني، وبمواجهة حكام وسياسيين وأحزاب وتجار باعوا حالون للشيطان.

وجع عيلة الشهيد هو وجع كل لبنان وكل لبناني.

يا شهيد انتفاضة 17 تشرين الثاني، نام قرير العين.. وتأكد انو شعبك العظيم ما بعمروا ركع لمحتل ولا راح يركع.

ويا حكام لبنان المحكومين، تذكروا انو ما في ظلم بيدوم ولا في ظالم بيقدر يكمل بظلمه.

وللمحتل الإيراني نقول، مهما توهمت إنك قوي وقادر ومتجبر ومتكبر، تأكد انو نهايتك لن تكون مختلفي ع أي محتل اجا قبلك.

يبقى أن من يتفلت من عدل قضاة الأرض، فلن يكون بمقدوره كائن من كان أن يتفلت من عدل قاضي السماء.

نصلي من أجل راحة نفس علاء الحبيب إلى جانب البررة والشهداء، ونطلب من العلي القدير أن يلهم عائلته ومحبيه كل نِّعم وعطايا الصبر والسلوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

فخامة الرئيس عون.. رجاء استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وشفقة على ما بقي من تاريخك المشرّف الذي أنت نحرته

إطلالته غير موفقة للرئيس عون.. الأنا والغربة عن الواقع ونظرية المؤامرة  وورقة التفاهم مع حزب الله هي الغالبة

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80483/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82/

باختصار، ومع كامل احترامنا بالشخصي للجنرال عون وللموقع الرئاسي، فإن المقابلة اليوم كانت غير موفقة بالمرة واستفزازية وعدائية وبالتأكيد كارثية طبقاً لكل المعايير، وكان من الأفضل مليون مرة لو أنها لم تتم.

كان الشعب يتوقع الإعلان عن موعد للاستشارات فخاب ظنه وزاد الرئيس الطين بلة بقوله بأن هناك أمور كثيرة لم يتم الاتفاق عليها بعد.. وكأن لا مظاهرات ولا من يحزنون، ولا كأن نصف الشعب اللبناني ومنذ 27 يوماً يفترش الشوارع والساحات وهو ينادي..”كلن يعني كلن”..وكأن الشعب هذا لم يسحب كل ما هو شرعية من أهل الحكم كافة.

وأغرب ما جاء على لسان الرئيس عون هو قوله بأن رئاسته صناعة لبنانية وأنه مستقل ولهذا يحارب ويعزل.

غريب يا فخامة الرئيس، مستقل مرة واحدة؟

نسأل..ومين رابط حاله وحكمه بحزب الله وبمحوره وبإيران وبورقة التفاهم مع حزب الله التي تلغي الدستور، وكل ما هو سيادة واستقلال وحرية وقرارات دولية؟

رئيسنا للأسف هو في حالة إنكار 100%، وبالتالي هو غير قادر على قيادة المرحلة المقبلة، وبالتالي استقالته باتت ضرورة، وإلا فالج لا تعالج….

الإطلالة نعم كارثية وغير موفقة وسوف تثير الشارع أكثر وأكثر لأنها مستفزة وعدائية وكل ما جاء فيها هو من عالم آخر.

يا فخامة الرئيس، هل حضرتك تعيش في المريخ ومنسلخ عن الواقع والوقائع لتقول بأن حزب الله لا يتدخل بأي شيء في الداخل اللبناني؟

وهل فعلاً أنت تتوقع من اللبنانيين أن يثقوا بكم بعد هذا الكلام “المش صح” مليون بالميي؟

وكيف تقول بأن “حزب الله بدو يدافع عن حاله”؟

ضد مين بدو يدافع عن حاله الحزب هذا وهو الحاكم الفعلي للبلد، والممسك بقرار الحرب والسلم فيه، ودويلته أقوى من الدولة، وفيها كل مؤسساته الملالوية بما فيها السجون والمعتقلات والمحاكم ومصانع الصواريخ؟

وأكيد الحزب هو المشكلة الأساسية وأنت تغطيه..وهو في مواجهة الشعب والدستور والميثاق والمجتمعين الدولي والعربي وآخر “هم ع قلبه” هو الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والدستور اللبناني؟

بيظهر نسيت انك أقسمت اليمين على حماية الدستور .. وهنا المصيبة…

ويا جنرال، مين ما بيعرف بأن إيران وحزبها فرضوك رئيساً بالقوة بعد تخاذل واستسلام جعجع والحريري وجنبلاط، وذلك من خلال صفقة خطيئة أعطت حكم لبنان لحزب الله وداكشت الكراسي بالسيادة والاستقلال والحريات والقرارات الدولية.

..لا يا جنرال الإطلالة كارثية وكان الأفضل لو ما صارت.

وإذا فعلاً فخامتك عارف المطالب الشعبية للمتظاهرين وهي مطالبك، فإذا لماذا تريد من  يمثلهم لتحاوره؟  ألا ترى أنك تناقض نفسك بنفسك وتفقد موقعك وذاتك المصداقية والجدية؟

وعن تاريخك الذي كنا نحن شخصاً من ضمنه سيادياً،  فأنت تنكره وتتنكر له وأصبح عملياً عدوك، وهو فعلاً في غير القاطع الملالوي الذي أنت فيه حاضراً ومنذ العام 2006.

وفعلاً الناس بدها ياك تستقيل على الأقل للحفاظ على بعض تاريخك ما قبل العام 2006 .. بدها ياك تستقيل بسبب حاضرك يلي هو نقيض تاريخك!!

يا جنرال ما حدا عم يتآمر عليك..

أنت يلي عملياً عدو ذاتك وتاريخك، ومن المؤسف أنك في غربة كاملة عن الواقع الذي تعيشه الناس، وأنت تعيش في خطابك ومقارباتك الواهمة مرحلة ما قبل ال 2006،  أما أعمالاً وتحالفات ومواقف ولا دستورية، فأنت أسير ورقة التفاهم مع حزب الله 100%.

نحزن على ماضيك وعلى تاريخك ما قبل ورقة تفاهمك الخطيئة مع ملالي إيران وحزبهم اللاهي..ونعارض 100% حاضرك الذي يناقض كل تاريخك..وتأكد بأن تاريخك يخجل من حاضرك.

استقيل يا جنرال..استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وربما من أجل تاريخ شخصي مشرّف أنت نحرته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تشييع ابو فخر في الشويفات تيمور جنبلاط: ليس لنا سوى الدولة والقضاء العادل شيخ العقل: نحرم اطلاق النار تحريما قاطعا

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

شيع الحزب التقدمي الاشتراكي واهالي الشويفات والجبل اليوم، علاء ابو فخر في مأتم حاشد شارك فيه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن على رأس وفد من مشايخ الطائفة، وزيرا التربية والتعليم العالي والصناعة في حكومة تصريف الاعمال اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط ونواب "اللقاء": مروان حماده وبلال عبدالله وهادي ابو الحسن وفيصل الصايغ، ممثلو رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الوزيرة في حكومة تصريف الاعمال مي شدياق والنائبان جورج عدوان وانيس نصار، النائب السابق غازي العريضي، وفد من الحزب "الديمقراطي اللبناني"، رئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم على رأس وفد من ضباط القيادة وشخصيات امنية، امين السر العام في التقدمي ظافر ناصر، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، مدير عام المجلس المذهبي مازن فياض، وفد من مشايخ "مؤسسة العرفان" التوحيدية برئاسة الشيخ نزيه رافع، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، مستشار النائب تيمور جنبلاط حسام حرب، اعضاء مجلس قيادة الحزب ومفوضين ووكلاء داخلية ووفود حزبية، قضاة من المحاكم المذهبية ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي، وفود روحية اسلامية ومسيحية ووفود من مختلف المناطق. واحتشد المشيعون في ضهور الشويفات حيث سجي الراحل ابو فخر الذي غطت جثمانه الاكاليل والاعلام اللبنانية وسط الحزن الممزوج بالغضب. والتفت عائلته وزوجته واولاده حول الجثمان، وقد ادى جنبلاط وقيادة الحزب التحية الحزبية امام النعش وقدموا التعازي لزوجته وعائلته.

التشييع

بعد قصيدة رثاء للشاعر مازن غنام، انشد المشاركون النشيد الوطني، ثم القى معروف الحلبي كلمة المجتمع المدني في الشويفات، فنقل تعازي "المجتمع المدني" لعائلة الراحل، وقال: "كان علاء ابو فخر رجلا مليئا بالحماس المحكوم بالحكمة، وكان يفضل العمل بصمت، وترك علاء بصمة مميزة في جميع النشاطات التي خطط لها وساهم في تنفيذها. وكان يهدف من العمل الميداني بث روح الجماعة في من حوله ليعطي نموذجا حيا ومثالا واقعيا، وكان همه ان يكون القدوة الصالحة لبناء مجتمع صالح يساهم في بناء الوطن الحلم الذي استشهد علاء من اجله".

جنبلاط

والقى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "إنه يوم لبنان. يوم اللبنانيين الأحرار، يوم النضال لأجل مستقبل أفضل. يوم الرفيق الشهيد علاء أبو فخر. يوم الوفاء لشاب شجاع حتى الشهادة، يوم شهيد الثورة، ثورة الذين ليس على صدورهم قميص. وهم سيحررون هذا العالم".

أضاف: "عرفناه في منظمة الشباب التقدمي شابا شجاعا، وفي الحزب رفيقا مخلصا. ثم عرفناه يزرع الفرح في مهرجانات مدينة الشويفات، يتابع العمل البلدي بتواضع. عرفته كل ساحات النضال وطنيا جريئا. وعرفه رفاقه ثائرا محاورا. وعرفه أهله والدا وأخا وابنا محبا. وفي يوم وداعك يا علاء تحية لكل ما كنت تمثله وستبقى رمزا له". تابع جنبلاط: "في يومك يا علاء نلتقي إلى جانب أهلك، ورفاقك في الثورة، ثورة الوطنيين الشرفاء، نلتقي فوق الجرح الكبير، لنقول رغم كل شيء، رغم دمائك، رغم الغضب، ليس لنا سوى الدولة التي ناضلت لأجلها واستشهدت على طريق قيامها. نلجأ إلى العقل، ونرفع النداء من هنا من الشويفات الشامخة مع كل اللبنانيين، لنقول: القضاء العادل المستقل ينصف دماء علاء. ومواصلة النضال لأجل لبنان المستقبل، فلنكمل معا بهدوء وسلمية من أجل الناس، وحقوق الناس، من أجل كل ما حمله علاء في نضاله". وختم: "لبنان الذي قضى لأجله علاء، وينزل لأجله الناس كل يوم، هو مسؤوليتنا جميعا، وهو مسؤوليتكم أيها الأحرار على امتداد الوطن. الله يرحمك يا رفيق علاء".

كلمة العائلة

كلمة العائلة القاها هاني ابو فخر فنوه بمزايا علاء، وشكر كل "من واسى العائلة بمصابها، وعاهد باسم العائلة باكمال مسيرته". وطالب ب"قضاء عادل ومحاكمة كل من يظهره التحقيق متورطا". وقال: "لبنان يرفع اسمك عاليا يا علاء، وكل الساحات صرخت باسمك وما زالت تناديك من شمال لبنان الى جنوبه، وعلى نهجك سيسير شباب لبنان الحر".

شيخ العقل

وسبق الصلاة كلمة للشيخ حسن قال فيها "فقيدنا اليوم هو فقيد الوطن وتمنياتا ان تكون الحادثة عبرة بداية وخاتمة للعنف ودعاؤنا للوطن بالسلامة ولاهل الحكم والمسؤولين بالتعقل والحكمة والنظر بمسؤولية، مسؤولية المصلحة الوطنية العامة للدولة المستقلة والدستورية والحكم العادل".

واضاف: "في هذه المناسبة التي وكأنها عرس وطني، وبمسؤوليتنا الدينية والروحية والوطنية نحرم اطلاق النار تحريما قاطعا، ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان يشمل الفقيد برحمته وكرمه".

ابو فرج

وكيل داخلية الشويفات - خلده مروان ابي فرج نوه "بمسيرة علاء الحزبية واخلاصه وتضحياته"، وقال: "علاء شهيد وطني كبير"، طالبا من الله ان "يتغمده بواسع رحمته".

ثم أم شيخ العقل الصلاة على الجثمان، ومن بعدها نقل النعش الى مركز الحزب التقدمي في الشويفات، ليوارى بعد ذلك في مدافن العائلة.

 

منظمة العفو: لإحالة ملف التحقيق بمقتل أبو فخر إلى محكمة مدنية

وطنية/الخميس 14 تشرين الثاني 2019

 اعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان، أن "مقتل المتظاهر السلمي علاء أبو فخر هو انتهاك لحقوق الإنسان، ويجب إحالة ملف التحقيق إلى محكمة مدنية، وليس إلى محكمة عسكرية". ودعت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة هبة مرايف "السلطات اللبنانية إلى إحالة التحقيق على القضاء المدني فورا"، وقالت: "إن محكمة مستقلة تماما هي وحدها كفيلة لتحقيق العدالة لعلاء وعائلته، ولمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلا في سياق الاحتجاجات المستمرة". أضافت: "إن مقتل علاء أبو فخر والإصابات التي وقعت أثناء الاحتجاج في البداوي هي انتهاكات لحقوق الإنسان، يجب أن ينظر فيها القضاء المدني". وطالبت المنظمة "الدولة اللبنانية باحترام حق المتوفي في الحصول على آلية قضائية عادلة تحدد ظروف وفاته، وحق عائلته في تحميل الجناة مسؤولية جريمتهم، وحق الشعب اللبناني بتحقيق العدالة".

 

السلطة تهوّل بـ"الحرب الأهلية"...

نداء الوطن/15 تشرين الثاني 2019

من طهران إلى لبنان، لغة تهويلية واحدة تضع الثوار اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما: الانكفاء طوعاً أو قسراً عن الشارع تحت طائل التلويح باستنساخ "الحرب الأهلية". فبين حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن "السعي إلى حرب أهلية في لبنان" وبين إضفاء "حزب الله" على مشهد الثورة اللبنانية الطابع المؤامراتي حسبما جاء على لسان نائب الأمين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم من العاصمة الإيرانية، مروراً بترويج إعلام الممانعة أنباء وشائعات ممنهجة تضخ أجواء الذعر والخوف في النفوس وتدق ناقوس الاقتتال الداخلي بين اللبنانيين، وصولاً إلى عودة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة الياس بو صعب بالذاكرة إلى "الحرب الأهلية وما حصل العام 1975" في معرض توصيفه مشهد قطع الطرق من قبل اللبنانيين المنتفضين في المناطق، كلها تصريحات ومؤشرات تؤكد ان السلطة الحاكمة لجأت إلى سلاح التخويف من الحرب الأهلية للتعمية على سياسة التسويف في مقاربة الحلول المطلوبة منها على قاعدة: قمع التحركات الشعبية الميدانية لا بد أن يسبق أي مخرج سياسي للأزمة كي لا يتم تحت ضغط الشارع.

وعلى هذه القاعدة جاء تحذير بو صعب من أنّ "الأجهزة الامنية لم يعد بوسعها مراعاة ظروف أي شخص"، في وقت كانت التوقيفات تتوالى في صفوف المتظاهرين مع توثيق آثار الضرب الذي تعرضوا له، وليس الناشط خلدون جابر بكدماته الظاهرة على وجهه وظهره بعد إطلاق سراحه إثر توقيفه أمام قصر بعبدا واقتياده إلى وزارة الدفاع، سوى دليل حسّي على التوجه القمعي للسلطة في مواجهة المتظاهرين وصولاً إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة لفضّ عقد المعتصمين على الطرقات العامة في مختلف المناطق وأبرزها ليلاً في منطقة جل الديب حيث لقي عدد من المتظاهرين نصيبهم من الضرب الدموي على أيدي عناصر عسكريين لإجبارهم على مغادرة وسط الطريق. وفي المعلومات المتوافرة، أنّ قراراً حاسماً اتخذه رئيس الجمهورية ميشال عون بالتنسيق مع "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقضى بوجوب فتح الطرقات المقطوعة وفض الاعتصامات عنها في مختلف المناطق ولو بالقوة، سيّما وأنّ "حزب الله" كان قد أبلغ المعنيين خلال الساعات الأخيرة رسالة حازمة بأنه في حال عدم إقدام الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية على فتح الطرقات فإنه سيضطر إلى حل الموضوع "على طريقته"، حتى أنّ مصادر مطلعة نقلت لـ"نداء الوطن" أنّ هذا الموضوع كان قد طُرح على مسامع الموفد الفرنسي كريستوف فارنو من زاوية تأكيد عزم السلطة على إعادة فتح الطرق والانتظام إلى الحياة العامة خلال الأيام القليلة المقبلة.

غير أنّ مصادر مطلعة على أجواء قصر بعبدا أكدت لـ"نداء الوطن" أن "إيلاء الرئيس عون أهمية كبرى خلال ساعات الأمس لموضوع إقفال الطرقات لا يعني أنّ مطالب الحراك الشعبي قد وضعت جانباً إنما ذلك أتى من منطلق تشديده على ضرورة عودة العجلة الاقتصادية إلى البلد في القريب العاجل".

في الغضون، تستمر لعبة "الكرّ والفرّ" لتحسين الشروط الحكومية بين قوى الثامن من آذار ورئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري في سياق بات يشبه المطاردة السياسية والإعلامية تأكيداً على تمسك الثنائي الشيعي بتولي الحريري شخصياً الحكومة المنوي تأليفها دون سواه وإقفال كافة المنافذ التي يمكن أن ينفذ منها للتملص من مسؤولية تشكيل حكومة ذات طابع سياسي مطعّمة بالتكنوقراط، برئاسته أو برئاسة من يزكّيه لخلافته في سدة الرئاسة الثالثة. وفي هذا الإطار، تمخّض لقاء "الخليلين" مساءً مع الحريري في "بيت الوسط" عن تصاعد دخان أبيض قضى بتسمية الوزير السابق محمد الصفدي لتكليفه تشكيل حكومة "تكنو- سياسية"، وسرعان ما توالت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في طرابلس إثر شيوع الخبر للتظاهر اليوم أمام مكتب الصفدي القريب من ساحة النور رفضاً للاتفاق السياسي الذي حصل على تسميته.

وكانت دوائر قصر بعبدا و"التيار الوطني الحر" قد حرصت طيلة نهار أمس على ضخ أجواء تفاؤلية بقرب تذليل عقبات التكليف والتأليف، وسط تشديد المصادر المطلعة على أجواء القصر على أنّ "التأخير في التكليف هو لحماية عملية التأليف وإزالة الإلغام من أمام الحكومة العتيدة"، مع تأكيدها في الوقت نفسه أنّ "الوقت ليس وقت وضع شروط وشروط مضادة إذ لم يعد هناك من ترف لذلك في ظل الظرف الاستثنائي الراهن الذي يتطلب حكومة استثنائية".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 14/11/2019

وطنية/الخميس 14 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الساعة لا مواعيد لإستشارات نيابية في القصر الجمهوري وعلى ما يبدو واضحا أن الرئيس عون ينتظر نتائج المشاورات السياسية الجارية للتكليف بالتزامن مع التأليف.

السؤال، كيف سيتحقق ذلك؟

الجواب عند الرئيس الحريري، الذي يتمسك بحكومة خبراء للتمكن من الخلاص من الأزمة الراهنة..

وثمة من يقول إن هناك صعوبة في تكليف شخصية أخرى كون الرئيس الحريري يمثل بقوة كبيرة مكونا أساسيا في الوطن.

لكن إذا أصر الرئيس الحريري على عدم قبول تكليفه فهذا أمر آخر..

وفي رأي سياسيين مخضرمين أن تأليف حكومة سياسية حزبية يعني الدفع بإتجاه تصعيد الحراك الشعبي..

ويقول هؤلاء إنه قد يكون البحث في حكومة تكنوسياسية مفيدا لكن شرط عدم وجود شخصيات نافرة ومنفرة للحراك، الذي لن يخرج من الساحات إلا بعد تلبية مطالبه المتعلقة بحكومة إختصاصيين تكون مستقلة وقادرة على تصويب وضع البلد ووضع قانون لإنتخابات نيابية تجري خلال سنة..

واستنادا الى أوساط الرئيس بري فإنه يشدد على ضرورة تكليف الرئيس الحريري وترك الحرية له في اختيار وزراء سياسيين واقتصاديين مقبولين من الناس..

وفي القصر الجمهوري يتابع الرئيس عون شؤون البلد والاتصالات الجارية قبل تحديد مواعيد الاستشارات النيابية..

هذه الاجواء السياسية تترافق مع أجواء الحزن التي رافقت تشييع شهيد وبطل الثورة علاء أبو فخر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

في اليوم التاسع والعشرين للحراك في الشارع لم يرس المشهد الميداني على بر، إذ ظلت تتجاذبه حالات الطرقات بين القطع وإعادة الفتح وإحراق أعصاب المواطنين وتعطيل تنقلاتهم وأعمالهم.

وإذا كانت طريق القصر الجمهوري قد شكلت إحدى النقاط الساخنة أمس فإنها انقلبت اليوم رأسا على عقب بحيث انكفأت كل مظاهر الإحتجاج هناك.

فيما سرقت طريق سعدنايل - تلعبايا الأضواء بعدما شهدته من مواجهات عنيفة بين قاطعي الطريق والجيش اللبناني.

في شأن متصل ظل الجدار الإسمنتي في نفق نهر الكلب والظهور المسلح العلني في جل الديب خنجرا ينغرز في ذاكرة اللبنانيين التي دهمتها على حين غرة مآسي الحرب الأهلية والمناطق المقطعة الأوصال.

المخاطر المتمترسة خلف الجدار وأصوات رصاصات جل الديب حركت سياسيين وروحيين فأجرى البطريرك الماروني إتصالات عدة رفضت خلالها كل أشكال العودة إلى الماضي.

وقد سارع حزبا القوات اللبنانية والكتائب إلى نفي أن يكون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قد أجرى أي إتصال بهذا الشأن مع سمير جعجع أو سامي الجميل.

وفي موقع آخر من المشهد كانت الشويفات تودع إبنها علاء أبو فخر الذي قضى في إطلاق نار مساء الثلاثاء عند مثلث خلدة.

في التشييع الحاشد كلمات رثت الراحل بينها واحدة للحزب التقدمي الإشتراكي قال فيها تيمور جنبلاط: ليس لنا سوى الدولة التي استشهد علاء على طريق قيامها مضيفا أن القضاء العادل ينصف دماءه.

ومن عين التينة كشف وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب أنه طلب من القضاء إجراء تحقيقات شفافة وعدم حصرها بالمرافق العسكري الذي أطلق النار.

في الجانب السياسي لم يطرأ أي جديد على صعيد الإستحقاق الحكومي الذي ظل في مهب التسريبات والتسريبات المضادة.

وفي هذا المجال أمل رئيس الجمهورية ميشال عون في إمكانية ولادة الحكومة خلال الأيام المقبلة بعد إزالة العقبات أمام التكليف والتأليف.

أما محادثات الموفد الفرنسي كريستوف فارنو في لبنان والتي لم يكن أصلا معولا عليها بإحداث إختراق فقد انتهت بالدعوة إلى تشكيل سريع لحكومة كفوءة وفعالة وقادرة على إتخاذ قرارات تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني.

في المواقف الخارجية أيضا استرعى الإنتباه كلام إيراني للرئيس حسن روحاني إتهم فيه الأميركيين بالسعي إلى التسبب بحرب أهلية في لبنان من خلال إستغلال التظاهرات المطلبية المحقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

العام 1947 جرت انتخابات نيابية مهدت نتائجها لتمديد ولاية الرئيس بشارة الخوري . قيل الكثير يومها في الاسباب والعوامل الدافعة من ممارسات السلطان سليم شقيق الرئيس الى الفساد وايثار ذوي القربى لكن السبب الحقيقي - وهذا ما لم تورده كتب التاريخ - يكمن في رفض بشارة مطالب غربية، ويومها لم تكن اميركا قد ازاحت بريطانيا من على عرش السيطرة الغربية على الشرق الاوسط والمنطقة.

كانت ثورة بيضاء اطاحت باحد رموز الاستقلال وجاءت بكميل شمعون فتى العروبة الاغر واللبناني الابر في وقت كانت الدول العربية تتسابق على الانقلابات والاعدامات . كان بشارة الخوري اول رئيس جمهورية يسقط في الشارع بحركة اعتراضية ضمت الاضداد والمتضررين والمنتفعين . كان ذلك العام 1952 . حاولوا تكرار الامر نفسه من كميل شمعون بثورة حمراء ولم يفلحوا .

وقف كميل شمعون بقامته ومهابته على سطح قصر القنطاري متسلحا برشاش ودافع عن الجمهورية التي صمدت وقاومت عبد الحميد السراج وعبد الحميد غالب ومن والاهما في الداخل ولم يتنح . فعلوا الامر عينه مع الرئيس سليمان فرنجية الذي حاولوا تدمير قصر بعبدا عليه بقذائف المعماري والبوتاري وعواد ومن خان القسم والعلم والوطن. صمد فرنجية صمودا يليق باحفاد الدويهي ويوسف بك كرم ولم يرضخ ولم يتنح .

عاود المسلسل حلقاته مع الرئيس اميل لحود العام 2005.ابن الزعيم جميل لحود الذي تمرد على الانتداب في عز سطوته واحد ابرز ضباط الجيش اللبناني الفتي في الاربعينات. لم تخفه التهويلات ولم تضعفه التهديدات. صمد وربض في القصر الجمهوري ولم يرف له جفن. ولم يتنح. يومها لامت قوى 14 اذار البطريرك الراحل صفير على رفضه تسجيل سابقة اسقاط رئيس الجمهورية المسيحي في الشارع واعتباره الرئاسة خطا احمر لكنها اباحت لنفسها التحالف مع اصدقاء وحلفاء سوريا في تحالف هجين مهين اسموه التحالف الرباعي متاثرين ربما - وهذا ليس اكيدا - برواية عقدة الافاعي لفرنسوا مورياك. لم يعمر التحالف الرباعي،انفخت الدف وتفرق العشاق وانتقلوا من العناق الى شد الخناق. منذ يومين اقتنع البعض ان المرحلة الثانية من الانقلاب ان اوانها. الشروع في اسقاط العهد.

المرحلة الاولى كانت اسقاط الحكومة . اما الهدف : اما حكومة تضعف العهد وتسحب منه عناصر القوة والاستمراية والمشروعية واما الضغط واعلان الحرب وزحفا زحفا نحو القصر بعيد مقتل علاء ابو فخر وعشية وصول الموفد الفرنسي . منذ اليوم الاول للحراك كان التصويب على رئيس الجمهورية اكثر من رئيس الحكومة الذي يمسك بزمام 70 مؤسسة وهيئة ومجلس ظل ورديف ومواز للدولة وفي قلب الدولة ، وطغى المنحى السياسي والخطاب التحريضي والابتذال اللغوي على العنوان المطلبي والهم المعيشي واخطبوط الفساد وظلم الجلاد . اليوم وبعد 29 يوما على بدء الحراك يمكن تلمس الطريق في العتمة ورؤية الافق والخروج من النفق . الوقت يضيق وهامش المناورة يتقلص .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لم يتبدل المشهد ولا نوايا البعض، وان استبدلت جدران الحقد بازهار الرياء عند نفق نهر الكلب. فمن يريد ان يدخل البلد في نفق مظلم؟ اقل ما فيه ذكريات من حقبة سوداء، بل تذكير بالحرب الاهلية كما رآها وزير الدفاع الياس بو صعب..

بعد جداري نهر الكلب والناعمة، اللذين كشفا عن الحقيقة القاسية لبعض صور الحرب الناعمة، ارتفعت الاصوات وقرعت اجراس الانذار، ومشى الجيش والقوى الامنية بفعل خطورة المشهد نحو فتح متقطع للطرقات، تفشله بين منطقة واخرى الاوتاد السياسية التي تتمسك بها بعض الادوات المأمورة بقطع الطرق بأداء مدروس في التوقيت والمكان..

وفيما الحديث عن محاولات حثيثة لفتح الطرقات السياسية، فان الشارع ما زال على ما يبدو حاجة لدى البعض كاوراق للضغط والتفاوض. وما افضى اليه مشهد اليوم آمال رئاسية بإمكانية ولادة الحكومة خلال الأيام المقبلة بعد إزالة العقبات أمام التكليف والتأليف.مع تأكيد الرئيس ميشال عون أن التعاطي مع المستجدات يتم انطلاقا من المصلحة الوطنية التي تقتضي تعاونا من الجميع للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة..

فيما رجاء كتلة الوفاء للمقاومة ان يعي اللبنانيون مخاطر المرحلة الحالية التي تتطلب التمسك بالحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي، مع رفض التدخلات الأميركية في الشأن الداخلي اللبناني، التي دعت الكتلة الى ضرورة التصدي لها.

في شأن المشاورات السياسية السريعة غير المتسرعة حكوميا ، قالت مصادر مطلعة للمنار إن الخيارات لا تزال مفتوحة، وإن شكل الحكومة العتيدة لم يحسم بعد ولا حتى اسم رئيسها..

في فلسطين المحتلة ما زالت دماء بهاء ابو العطا تلاحق الصهاينة المصابين امنيا وعسكريا وسياسيا، الواقفين بعد جولتهم العدوانية امام ما تكبدوه من خسائر وشلل بحياتهم اليومية، فرضه مجاهدو حركة الجهاد الاسلامي، الذين سجلوا انتصارا كبيرا بحسب العضو السابق في الكنيست الصهيوني “كاسينا سباتلوفا”..

اما بحسب صحيفة يديعوت احرونوت فعلى الاسرائيليين استخلاص العبر من الجولة الاخيرة ، التي هي عينة صغيرة لما يمكن ان يتعرضوا له في مواجهة واسعة مع ايران وحزب الله والمقاومة في غزة..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

للمرة الثانية منذ بدء الحراك في 17 تشرين الأول الفائت، ينفذ الجيش اللبناني عملية فتح الطرق في معظم المناطق اللبنانية بدءا بالطرق الأكثر حيوية ... المرة الأولى كانت إثر استقالة الرئيس الحريري، والمرة الثانية اليوم بعدما كانت أقفلت منتصف ليل اول من أمس إثر المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ... وتحدثت معلومات عن أن فتح الطرقات ولاسيما الطريق الساحلي جاء بعد اتصالات تولتها أكثر من جهة معنية، خصوصا ان الطرح يقول بوجوب التمييز بين الحراك ومطالبه وبين إقفال الطرق ، باعتبار ان الحراك يستمر بوسائل أخرى، تماما كما استمر بعد استقالة الرئيس الحريري وفتح الطرقات .

في الموازاة، شيع لبنان اليوم شهيد الثورة علاء أبو فخر، وكانت وقفات رمزية في أكثر من منطقة لبنانية، مشاركة في هذا التشييع .

أما على المستوى السياسي والديبلوماسي، فراوح مكانك ولا بلورة لأي نتيجة :

موقع " المستقبل " نقل عمن وصفه بالمصدر واسع الاطلاع، نفيه أن يكون هناك لقاء في "الساعات المقبلة" بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسي، خلافا لما ورد في بعض وسائل الإعلام...

أن يصدر النفي بهذه الصيغة، يعني أن الأمور ليست على ما يرام بين بيت الوسط وميرنا شالوحي، خصوصا ان خبر الإجتماع المرتقب صدر من محطة " أو تي في " التي أوردت الخبر على الشكل التالي : " اجتماع مرتقب في الساعات المقبلة بين الحريري وباسيل لاستكمال البحث في الملف الحكومي ".

ديبلوماسيا، الموفد الفرنسي أنهى جولته على المسؤولين وعلى بعض القيادات والشخصيات اللبنانية.. الجولة كانت استماعا واستطلاعا, ورجحت معلومات دبلوماسية أن تكون له زيارة ثانية للبنان بعد تبلور معطيات جديدة ولاسيما على مستوى الحكومة، تكليفا وتأليفا.

في أي حال، آخر هذا الأسبوع، يطوي الحراك شهره الأول، والأزمة داخل النفق السياسي والنقدي : حكوميا، حتى استشارات التكليف لم تتحدد بعد ... نقديا مازال الوضع على دقته خصوصا في ظل إقفال المصارف لليوم الرابع على التوالي هذا الأسبوع ... إذا شيئ واحد تحقق هو فتح الطرق، أما عدا ذلك فكل شيء مقفل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

بضعة قطاع طرق "مطليين" بأحزاب السلطة يظنون أنهم سيهدرون أتعاب شهر من ثورة ناس موجوعين حقيقيين مطالبهم واضحة وقد جرى إشهارها في الساحات وهذه "البضعة" المتراوح تصنيفها بين متفلت ومتسلط وأهوج ليست مخولة قطع الطريق على حقوق شعب قدم لتاريخه ثلاثة شهداء لكن السلطة التي تلعب بنار الشوارع عبر أدواتها المارقة لن تعيش فرحتها و"بالكاد" تلم خساراتها السياسية عن الأرض. وخرق الشوارع بإطارات مشتعلة أو بسواتر ترابية أو غيرها من العوائق كلها خروق لن تلغي الصوت الأصيل الرافض لمافيا تحكم البلاد وإذا كانت المعركة اليوم قد أصبحت على انضباط الشارع فإن الفلتان السياسي ليس بأنظم حال ومع دخول الانتفاضة شهرها الأول ما زالت السلطة تتعامل مع الواقع كأنه يحتمل الانتظار تتشفى بقهر الناس ومرارتهم وإقفال مؤسساتهم وانقطاع رزقهم وصرف بعضهم من العمل وتعطيل المدارس والمصارف والمرافق الحيوبة

شهر كامل ولم يرف للحكم جفن أسبوع ثالت على استقالة الحكومة ورئيس الجمهورية يحتجز الاستشارات الملزمة ويطرحها في سوق المقامرة السياسية السوداء ولما نادتْه الكنيسة للإفراج عن الاستشارات أوفد جبران باسيل نفسه إلى بكركي مصطحبا معه القلق من إقفال المناطق ومتحدثا عن شكل الحكومة وولادتها وتأليفها وسعيها للإنقاذ لمنع ما سماه الفكر التخريبي من أخذ البلاد إلى التصادم ولما كانت رسالة البطريرك الراعي مباشرة وواضحة وتصوب من بكركي خط نار سياسيا نحو بعبدا بأنْ يفرج الرئيس عن الاستشارات فلماذا "عين باسيل شخصه الكريم رسولا كنسيا سياسيا وقام بالمجازفة ليسافر برا إلى الصرح البطريركي ويفاوض نيابة عن الرئيس وكيف يطلق الوعود بتأليف وزارة و"حماه" جالس على الاستشارات محتجز لها مساوم على أوراقها. علما أن الدستور لا يعطي رئيس الجمهورية حقوقا على خط الاستشارات فهي ملزمة بإجرائها والرئيس لن يكون سوى صندوق بريد ليضع النواب أسماءهم المقترحة فقط لا غير. أما نتائجها ومراحل التأليف فتعود الى الرئيس المكلف. فلماذا تفاوضون اليوم في التأليف فقط التكليف ومن يلغي دور رئيس الحكومة

وبموجب عمليات الابتزاز المسبق فإن رئيس الجمهورية امل اليوم ولادة حكومة في الأيام المقبلة بعد إزالة العقبات من أمام التكليف والتأليف.

وفي التفسير العلمي الدقيق لهذه العبارة ان العقبات ليست موجودة سوى في القصر الجمهوري ولدى الرئيس ميشال عون ومن شأن هذه العقبات ان تدفع بالرئيس غير المكلف سعد الحريري الى تطبيق الجملة الشهيرة لعون "يهاجروا" ربما لم يصل بيت الوسط الى هذه المرحلة لكنه على ابوابها وبعض المصادر بدأت تتحدث عن استبعاد اي لقاء مع باسيل في المرحلة المقبل. وربما ايضا يوافق الحريري على تسمية شخصية اخرى مقترحة لرئاسة الحكومة على قاعدة " تحملوا تبعاته".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

حكوميا، المشهد بدأ يتوضح. فالرئيس الحريري، على ما يبدو، اتخذ قراره وهو لن يكون رئيسا للحكومة المقبلة. الدافع الاساسي لقرار الحريري عدم وجود توافق بينه وبين فريق رئيس الجمهورية وبين الغالبية النيابية حول النظرة الى الحكومة المقبلة. ففيما يريد هو حكومة تكنوقراط صافية، فان فريق الرئيس والغالبية يريدان حكومة تكنو سياسية. ونتيجة عدم وجود التوافق فان اللقاء الذي كان منتظرا ان يتم ليل امس بين الرئيس الحريري والوزير باسيل لم يحصل.

كما انه وخلافا لما اشيع من ان الوزير باسيل في بيت الوسط الان، فان معلومات ال ام تي في تشير الى الرئيس الحريري يلتقي في هذه الاثناء رؤساء الحكومة السابقين . توازيا تؤكد مصادر بيت الوسط ان المشاورات حول البديل مستمرة ، وان الرئيس الحريري يريد ان يكون شريكا بتسهيل الامور من خلال التوافق على شخصية مؤهلة لمواجهة تحديات المرحلة اقتصاديا.

كما تؤكد المصادر عينها ان الكلام على ان الفريق المعني بالتكليف ينتظر جوابا على اسماء مقترحة غير صحيح، لأن اجوبة الرئيس الحريري أصبحت في عهدة رئاسة الجمهورية. كل هذه المعطيات تثبت اننا انتقلنا الى مربع جديد بالنسبة الى عملية تشكيل الحكومة. فهل يمهّد الانتقال هذا للدعوة الى الاستشارات في مطلع الاسبوع المقبل؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 14 تشرين الثاني 2019

الخميس 14 تشرين الثاني 2019

النهار

عُلم أنّ زعيمًا سياسيًا طلب الى عائلة الشهيد علاء أبو فخر ضرورة رفع العلم اللبناني فقط وأنّه من سيتابع الاتصالات مع المراجع المختصة والقضاء.

يتنقل نواب بسيارات مرافقيهم او بسيارات مستأجرة خوفاً من افتضاح هويتهم وتعرضهم للاهانة على الطرق.

فوجئت اوساط سياسية بموقف روسيا الرافض حكومة تكنوقراط معتبرة انه يصب في التوجه الايراني في رسالة تتجاوز حدود لبنان.

لوحظ أنه لم يتم الاضاءة كفاية على موقف السفير البابوي لدى لبنان المؤيد لانتفاضة الشعب.

الجمهورية

يقول مسؤولون في حزب فاعل إن حكومة التكنوقراط لا يمكن القبول بها لأنها بمثابة إنقلاب على إتفاق "الطائف".

وصفت شخصية سياسية وضع اللبنانيين حالياً بمجموعة من الركاب الرهائن الذين يستقلون حافلة تنزلق بسرعة نزولاً ولا سائق يقودها.

سُئل مسؤول مالي كم ستصل قيمة الرواتب باللبناني مقارنة مع إرتفاع أسعار الدولار فقال: لنسأل أولاً إذا كنا سنحصل على رواتبنا.

اللواء

دققت جهات عليمة بهوية الموفد الفرنسي، ومدى حجم اهتمام بلاده بما يجري، فلم تجد ما يجعلها تأمل "بدور ما"!

تعرَّض فريق إعلامي أجرى حواراً مثيراً للجدل إلى نقد مباشر من الجهة التي اختارته للمهمة التي وصفت بالفاشلة.

تبيَّن أن شخصية نيابية مخضرمة، تتحرك خارج سياق رسمي، وتعبّر فقط عن وجهة نظرها الخاصة.

البناء

أظهرت تسجيلات منسوبة لمجموعات قطع الطرق موجودة بحوزة الأجهزة الأمنية أنّ تعليمات بتجهيز الإطارات والعوائق قد وُزعت قبل كلمة رئيس الجمهورية، ودعت لنزول كثيف فور انتهاء الكلمة، وكانت الأجهزة قد رصدت مثلها عشية الجلسة النيابية التي ألغاها رئيس المجلس النيا

قال دبلوماسي روسي انّ لدى حكومته معلومات مسبقة عن قرار أميركي بتعويض الفشل في تدبير انقلاب عسكري يؤدي الى عزل رئيس الدولة في فنزويلا الى بوليفيا نظراً لوجود ظروف أكثر ملاءمة لنجاح الانقلاب، وتوقع الدبلوماسي ان يترافق السير بترتيب السيطرة على بوليفيا مع مشروع التفاوض في فنزويلا.

نداء الوطن

نائب سابق من الشوف كشف للمرة الأولى أنه صوّت بورقة بيضاء في الانتخابات النيابية الأخرية لعدم اقتناعه بقانون الانتخاب، علماً أن نجله كان من بين المرشحين.

مجموعة من الوزراء والنواب ألغوا رحلات خارجية، خوفا من وصفهم بـ"الهاربين من المحاسبة"، فيما عبّر أحد الوزراء السابقين، في مجلس خاص، عن أمله بانتهاء الثورة قبل الأعياد لارتباطه بـ"رحلة العيد".

مطلعون على أجواء بكركي لمسوا امتعاضاً شديداً لدى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من تعمد تأخير الاستشارات النيابية الملزمة وعدم احترام الآليات الدستورية المتبعة في عملية التكليف والتأليف.

 

نديم الجميل: سلاح “حزب الله” سبب الفساد المستشري

بيروت ـ”السياسة” /14 تشرين الثاني 2019

 رفض النائب نديم الجميل، “قانون العفو لأنه سيفتح الباب حتى تصبح الجريمة هي القاعدة، وتحذّر من إنهيار مالي وإقتصادي نهاية هذا الشهر بغياب سلطة تنفيذية،كما أن حزب الله هو المسبب الرئيس للفساد المستشري ويغطي الفاسدين”. وقال: “لقد استقبلنا هذ الثورة السلمية بكثير من الإيجابية لأن المطالب المحقة هي أيضاً مطالبنا ،مثل محاربة الفساد عند الطبقة الحاكمة والاستهتار بملاحظات و مطالب الشعب”. وشدد على إن سلاح حزب الله هو السبب الرئيسي للفساد المستشري في البلاد حيث خلق عدم توازن في السلطتين التنفيذية والتشريعية وحيث عطّل الانتخابات الرئاسية ما يُقارب السنتين للمجيء برئيس يتماشى مع سياسته، وعمِل لقانون انتخابي يتيح له السيطرة على مجلس النواب ثم جيىء بحكومة تنصاع لطلباته، ويحرّك ميليشياته وكأنها الجيش اللبناني الرسمي، ثم يستورد البضائع دون دفع الضرائب والرسوم مما دفع غيره الى العمل بالمثل . وعندما سيطالب المنتفضون في الشارع بعودة تطبيق القوانين بشفافية، سيواجههم الحزب الذي سيخسر عملية تمويله اللاشرعي”. وأضاف: “خلال الاحتلال السوري للبنان، عمد السوريون الى توزيع المسؤوليات على الطوائف. أما اليوم فحزب الله المدعوم من إيران، يلعب دور الخصم والحكم في اللعبة الداخلية بدل السوريين.” ونبّه الجميّل الى أن “الإنهيار الاقتصادي والمالي نخشى أن يحل في نهاية تشرين الثاني، حيث للبنان إستحقاقات مالية لا يمكن أن يسددها وبالتالي لا يمكنه إعادة جدولتها بغياب لاحكومة المستقيلة”. ورفض الجميّل قانون العفو المطروح على جدول مجلس النواب، إذ اعتبر “أننا سنعيش عنها في مجتمع حيث القيام بجريمة هي القاعدة”.

 

تسجيلان صوتيان موجّهان لجمهور حزب الله: مخطط إجهاض الثورة

المدن/14 تشرين الثاني 2019

يجهد حزب الله، عبر أجهزته الإعلامية والدعائية، ومن خلال مختلف وسائل التواصل والنشر والترويج، إلى مخاطبة جمهوره، وبث "قراءات" لواقع الحال. وما بين طمأنة هذا الجمهور بمناعة الحزب وجهوزيته وقوته، من ناحية، وتخويفه من المؤامرات والمخططات، من ناحية أخرى، يُظهر الكلام في التسجيلين أن الحزب لن يقبل بأي تنازل تجاه الانتفاضة، كما أنه لن يقبل بأي تغيير في السلطة القائمة.

ولأهمية فحوى التسجيلين، ننشرهما هنا:

يا صبايا والأخوات السلام عليكم. بس بدنا نخبركن ونعطيكن هيك متل بانوراما سريعة على لي صار. لي صار أنو في إشيا مهدت للحراك لي حصل. أهم شي كان تصريح السفير الروسي زاسبيكين قبل بتسع أيام من الحراك. قال أنو أميركا تعد لفوضى في الأيام القليلة المقبلة في لبنان تحت عناوين اقتصادية. الناس لي معنا بالحكم هني متآمرين علينا. يعني تخيلوا أنتوا نحنا قاعدين على الطاولة معنا ناس متآمرين. بس نحنا عم ننظر لقدام أكتر أنو ما بدنا نلغي وجود السلطة. لأنو الإمام علي بيقول "لا بد للناس من أمير". السلطة، كسلطة وليس كسلطة فساد. كحكم كمؤسسات وليس كأشخاص.

كانت الخطوة الأولى أنو تستقيل الحكومة تحت غضبة الشارع لياكلولنا راسنا ويروحوا إلى مطالب أعلى. لكن نحنا قدرنا استوعبناها باللحظة الأولى بشكل مهم. لأنو جزء كبير من الناس لي نازلين هني شعبنا، هني لإلنا، هني معنا، ونحنا رح نبقى معهم. يعني نحنا بدنا نميّز بين لي راكب بالباص لي هني أهلنا لي هني شعبنا لي هني الشعب اللبناني، لي هني أصحاب المطالب المحقة، بس عينا على الذي يقود الباص، لحتى ما يخذن إلى مطرح آخر، أو للي معو ريموت كونترول عم يتحكّم بالباص لياخذو على مطرح آخر. هذا قدرنا نحنا نجحنا فيه الحمد لله. الحراك صار منقسم لقسمين. قسم هني عبارة عن مجتمع مدني قسم كبير منن مدعوم من الأميركيين متل حزب سبعة متل طلعت ريحتكم، وهاو طلعت ريحتكم هني لي أول من رفع شعار كلن يعني كلن. وجماعة المثليين والشاذين جنسياً، هودي لأنو ضروري يفوتوهن و هني جزء من محاولة تغيير ثقافة المجتمع: ضرب الرموز وضرب القيم وتغيير المجتمع. عندما ما يصير في عنا قيم بيصير أي إنسان فيه يملأ الفراغ وهوني الخطورة. وهذا جزء من ثقافة كلن يعني كلن. وبالتالي يا صبايا استوعبنا الضربة الأولى بشكل ذكي جداً وكانوا بدهن يستدرجونا إلى مواجهة. لأنو كان في رأيين بالإدارة الأميركية: رأي بيقول لأ خلينا نعمل تسوية ورأي تاني بيقول لأ خلينا نروح إلى الفوضى ونجرّ حزب الله إلها. استوعبناها نحنا. الخطوة التانية لي كانت، لي هيي أنو طلبوا من شبابنا ينزلوا، لكن تبين أنو الشباب ما عم يتحمّلوا السباب، وما عم يتحمّلوا شعار كلن يعني كلن، وعم بيصير في مشكل. كان الخيار الأنسب أنو نحنا نسحب شبابنا يعني نسحب جمهورنا تحديداً، وبدون ما نشيطن البقية لي موجودين تحت. وبالتالي عندما سحبنا شبابنا كانت خطوة ذكية جداً لأنو منعنا أي مواجهة تتحول إلى مواجهة عسكرية. وبالتالي تم تأمين البيئة الحاضنة للمقاومة. يعني المناطق الشيعية، ليس بالمعنى المذهبي، بل بالمعنى أنو هيي البيئة الحامية للمقاومة. لذلك إذا بتلاحظوا أنو الضاحية آمنة. الضاحية عم بتعيش حياة طبيعية. الجنوب كذلك. وبعلبك كذلك. هلق طبعاً في بعض هيك يعني اعتصامات بهل مناطق لكن لا تشكل شيء.

لجأوا إلى خطوة خطيرة جداً ولي هيي كان معولين عليها يستدرجونا إلى مواجهة حقيقة لي هيي مسألة قطع الطرقات، وهيي فعلاً كانت خطيرة جداً. لكن صبرنا واستيعابنا للمسألة حال دون ذلك أيضاً. آخر شي ودّينا رسالة قاسية جداً، أنو إذا بدو يستمر قطع الطرقات، نحنا رح ننزل، مش عسكرياً، بس رح ننزل نقطع الطريق ع لي عم يقطعوا الطرقات، يعني ما منخليه يرجع إلى بيته. وودّينا رسالة إلى قائد الجيش بهذا الإطار، الظاهر استوعبها قائد الجيش، وبالتالي نزلوا وفتحوا الطرقات. إذا بتلاحظوا هلق عم بيروحوا يتظاهروا قدام مؤسسات، قدام كذا، جيد نحنا بالنهاية سنستفيد من هذا الأمر. من الحراك نحنا رح نستفيد فيما بعد، ليش؟ لأن في أصنام سقطت. في ناس ما كان حدن يدقّ فيهن، دقّوا فيهن وتغيروا. مبارح السنيورة تم هتكه ع الأخير. يعني في ناس ما حدن كان يسترجي يدق فيهم هيدي أمر مهم جداً، وهذا رح يساعدنا فيما بعد. الحريري استقال بطلب من الأميركيين ليضغطوا عليه ليشكل حكومة تكنوقراط. تكنوقراط يعني اختصاصيين. يعني ما عندن رِكب. لي ما عندن خلفية سياسية ما بيكون يعني متل ما بيقولوا مؤهل للمواجهة. وبالتالي نحنا رفضنا هذا الأمر. الحريري بيعرف أنو في نوع من الانهيار المالي لي رايح. وهذا سببو الهندسات المالية لي عملها رياض سلامة بطلب من الأميركيين. بس بين هلالين لقلكن شو عمل بالزبط: رفعوا الفوائد على الليرة اللبنانية بشكل كبير من أكثر من سنة. بالتالي المواطن اللبناني شو صار يعمل، وقف الاستثمار، ليش؟ لأنو بيقلك إذا معي ميتين مليون بحطن بالبنك وباخذ فايدة عليهن عشرة بالمية رح أربح أكثر من ما أربح بمؤسسة تجارية. بالتالي وقف الاستثمار. وقفوا القطاع العقاري، والقطاع العقاري بدو يوقف قطاعات أخرى: الرمل البحص، الدهان الحجارة... فإذاً عملوا ضرب لهذه القطاعات. أيضاً ممنوع أميركيا يرجعوا النازحين السوريين إلى سوريا. ليش؟ لأنو بدن ياهن ورقة، لأنو سنة الألفين وعشرين في إحتمال يعملوا نوع من الحل السياسي في سوريا وانتخابات رئاسية، بالتالي هل مليونين نازح سوري إذا كانوا موجودين بلبنان، بيضغطوا عليهن حتى ما ينتخبوا بشار الأسد. بينما نحنا بدنا نرجعهن سياسياً واقتصادياً. سياسياً ليروحوا ينتخبوا بشار الأسد.  واقتصادياً واجتماعياً تا نريّح الواقع اللبناني. 

من بعد ما فتح معبر البوكمال باتجاه العراق ومعبر نصيب باتجاه الأردن عبر سوريا. ضغطنا نحنا وحكينا مع جبران باسيل أنو يا خيي طلاع إحكي مع السوريين، لأنو نحنا إذا فتنا بهول المعبرين منرفع التصدير، هوي حاليا ما دون الخمسمية مليون دولار، منرفعو إلى ما يزيد عن التلاتة مليار دولار. وهذا بيفوّت عملة صعبة وبيعمل إنتعاش في الساحة اللبنانية. هون تنبهوا لهذا الأمر وعملوا تسريع لبعض الأشيا المشبوهة: يعني من بعد تصريح زاسبيكين لي قلتلكن عنو بالأول لاحظوا دغري فجأة ارتفع الدولار بلبنان، مع أنو من تلاتين سنة مش صاير. فجأة اختفى الخبز من لبنان. فجأة اختفى البنزين من لبنان. بينما هلق بتقطيع الطرقات ما اختفى البنزين، وبتقطيع الطرقات ما انقطع الطحين. بالتالي هيدي كانت إجراءات مشبوهة من المنظومة الاقتصادية لي هيي تابعة للإدارة الأميركية والرأسماليين الكبار. كلو هيدا ليسرّع غضبة الناس. ليوجهوها ضدنا. لكن نحنا الحمد لله استوعبناها بشكل ذكي جداً، وحولنها إلى أن تكون لمصلحتنا، وهيك رح يصير بالمستقبل.

عذرا طوّلت شوي لحطكن بالأجواء. الوضع المالي خطير جداً. طبعاً عنا أوراق كتيرة قدام هذا الوضع ما فينا نحكيها هلق. خطيرة علينا وع غيرنا بس نحنا منبقى شوي أريح، بمعنى نحنا في عنا منظومة اقتصادية موجودة. عنا وراق كتير بعد ما استخدمناها. عم نتصرف بعقل بارد. أبدا مش متضايقين نفسياً. بالعكس نحنا منعتبر نشاءلله ستكون إلى مصلحتنا بشكل كبير جداً. طبعاً في مرحلة صعبة شوي. بدا صبر. بدا عدم استعجال نتائج، عدم استعجال حلول. الحلول عم تمشي على الشكل البارد. المفاوضات دائرة هلق. نحنا مصرين يجي سعد الحريري ليتحمّل المسؤولية. ما يزت كرة النار علينا. هوي بعدو رافض لأنو عارف أنو الوضع الاقتصادي سيء. ما بدو يتحمّل هل مسألة. نحنا بدنا نخليه أنو لأ بدك تشارك لأنك جزء من الذي صنع هذا الأمر. نحنا أبداً ما غطينا فساد. نحنا كنا عم نحاول نحمي هذا البلد لأنو عندما يحصل انهيار، الانهيار بيصيبنا كلنا سوا. ما منعود ناكل. وإضافة أنو ما منعود ناكل، مناكلها أمنياً. هذا ما سمحنا فيه الحمد لله. وبالتالي عم نتصرف بطريقة ذكية. سماحة السيد لديه كل المعطيات. عندما يتصرف سماحة السيد بتكون لديه كل المعلومات كل المستندات كل الوثائق. بالخلاصة نحنا مش ملبّكين. نحنا مطمئنين على الحال. لكن نعم في مرحلة صعبة، بدها هدوء وعدم استعجال نتائج. معنوياتنا كتير مرتفعة انشاء الله. وإن الله تأكدوا يا صبايا،  إن الله سينصرنا عبر هذا العبد الصالح والقائد الفالح بإذن الله تعالى. رايحين إلى فتح جديد. لدينا كتير أوراق بعد ما استخدمناها. كل شيب وقتو حلو. لكل مرحلة مهيئين رد على كل الأصعدة أمنياً عسكرياً اقتصاديا اجتماعياً سياسياً. عنا كتير أوراق نقدر نلعبها ما فينا نحكيها هلق. لكن كونوا مطمئنين وكونوا ثابتين والتوكل على الله عز وجل. نحن بعين الله وعنا قائد بصير انشاء الله، وشعب مجاهد بإذن الله تعالى. كونوا مطمئنين يا صبايا، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار، والسلام عليكم.

في التسجيل الثاني تظهر أفكار سياسية تتهم "الحراك" بأنه مؤامرة أميركية. كما يطرح فكرة ضم لبنان إلى ما يسميه وحدة اقتصادية مع سوريا وإيران.

 

خلدون جابر بعد الإفراج عنه: ضربوني.. وباقٍ في الشارع

المدن/14 تشرين الثاني 2019

أفرج عن الناشط خلدون جابر من فصيلة رأس بيروت، بعدما أوقفته استخبارات الجيش، يوم أمس، خلال التظاهرة على طريق القصر الجمهوري. وقال جابر في تصريح لوسائل الاعلام، التي كانت تنتظر خروجه إلى جانب المتظاهرين، إنه تعرّض للضرب، بعدما تم أخذه بأسلوب بوليسي، مضيفاً "غدروني وأخدوني، وبلشوا خبيط فيي من الحاجز الأمني لغاية أول بعبدا". وأوضح أنه تم أخذه بداية إلى وزارة الدفاع ومن ثم المستشفى العسكري كي يستحصلوا له على ورقة صحية من أجل دخول الحبس، وبعدها أخذ إلى مقر الشرطة العسكرية في منطقة الصياد. وأشار جابر إلى انه قد يطلب طبيباً شرعياً في حال أراد اتخاذ اجراءات قانونية، إلا أن ذلك لن يمنعه من استمرار النزول الى الساحات والمشاركة في التظاهرات، قائلاً: "قد ما كانوا الدولة بوليسية معنا، نحنا رح نبقى بالشارع ورح نبقى مكملين، بكل هيدا الحب والثورة والعزم". إلى ذلك، قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات العسكرية أطلقت سراح المتظاهر خلدون جابر. وأظهر خلدون أمام الكاميرات علامات الضرب المبرح على ظهره، وعليه طالبت المنظمة السلطات باحترام حرية التعبير والتجمع السلمي، داعية إلى إجراء تحقيق فوري في أعمال التعذيب بحقه. ويأتي الافراج عن جابر بعد الاعتصام الذي نفذه ناشطون امام المحكمة العسكرية، حيث طالبوا بالكشف عن مكان وجوده، والافراج الفوري عنه. وكان قد قيل أن التوقيف جرى اثر إشكال على طريق القصر الجمهوري. فيما قال شهود عيان إن جابر سُحب لأنه كان الهتّاف حامل الميكروفون ضمن الاعتصام هناك، وأن الضباط الموجودين هناك ضايقوا المعتصمين مراراً وهددوهم قبل أن يسحبوا جابر قائلين إنه "مسّ برئيس الجمهورية". وتصدر هاشتاغ #خلدون_جابر قائمة الاكثر تداولاً في "تويتر"، حيث دان كثيرون توقيفه وضربه وإخفاءه، بما يُشبه أساليب الأنظمة القمعية والبوليسية. وتداول صحافيون وناشطون صوراً تظهر علامات الضرب والتعذيب على جسد جابر. وكتب أحد المغردين: "انا محلو بتشكى عليهن بالمحافل الدولية وبسعى لوضع كل شخص مد ايدو عليه على لائحة سوداء ... بعمل صفحة على الفيسبوك مع اساميهن وصورهن وبعمل boost وبخلي الكرة الارضية تعرف!! ما لازم يسكت عن الموضوع!!!". وقالت مغردة أخرى: "يللي بيحكي انو لبنان بلد الحريات، فرجيه أثار التعذيب عظهر #خلدون_جابر. جريمته بسّ طلع اتظاهر ضد رئيس الجمهورية".

 

حركة عون وباسيل: الخوف من المجهول

المدن/14 تشرين الثاني 2019

واصل رئيس الجمهورية ميشال عون لقاءاته واتصالاته في سبيل البحث عن تشكيل حكومة جديدة. وحسب ما تكشف معلومات "المدن"، فإن عون كان يوم الأربعاء متحمساً جداً لتشكيل حكومة جديدة ومصغرة، لا يترأسها سعد الحريري، بل تترأسها إحدى الشخصيات الاقتصادية من بين الأسماء التي تم التداول بها. لكن حزب الله تمنى على عون التريث، لأن المفاوضات لا تزال جارية مع الحريري للوصول إلى تشكيل حكومة معه. وأن الأمور تحتاج إلى بعضة أيام.

حكومة في "القريب العاجل"

وحسب المعلومات فإن باسيل أيضاً يتمسك بحكومة مع الحريري، على أن يعودا سوياً إليها، خصوصاً أنهما يتمسكان بالتسوية مع بعضهما البعض، وأن اللقاءات بينهما لم تتوقف أو تنقطع. ولذلك، تحدث باسيل على مدى يومين متتالين، عن إيجابيات على صعيد تشكيل الحكومة.

وفي إطار لقاءاته، اجتمع عون مع سفيرة كندا ايمانويل لامورو، وسفيرة النروج ليني ستنزس، والقائم بأعمال السفارة السويسرية في لبنان سيمون أمّان، الذين نقلوا اهتمام بلدانهم بالأحداث الجارية في لبنان على الصعيدين السياسي والأمني، إضافة إلى التحركات الشعبية وأصدائها. وشرح الرئيس عون للديبلوماسيين الثلاثة ما يجري على الساحتين السياسية والأمنية والظروف التي استجدت خلال الأسابيع الماضية، مؤكداً أن العمل قائم لمعالجة هذه الأحداث، ولاسيما الأوضاع الاقتصادية، وتشكيل حكومة جديدة، مشيراً إلى أن "المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة، وستكون من أولى أهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل".

باسيل "يتودد" للبطريرك

باسيل أيضاً واصل تحركاته واتصالاته، فتوجه صباح الخميس إلى بكركي حيث التقى البطريرك بشارة الراعي للبحث بآخر التطورات. وحسب المعلومات فإن زيارة باسيل إلى بكركي هدفها التمسك بالغطاء الكنسي، وبغطاء الراعي للحركة التي يقوم بها مع رئيس الجمهورية، وللحفاظ على الاستقرار وتشكيل حكومة جديدة. وقد أصر باسيل على لقاء الراعي بعد مواقف اتخذها الأخير في الأيام الماضية، وكانت مؤيدة بشكل كبير للتحركات التي تشهدها مختلف المناطق اللبنانية. وكذلك كان الراعي قد أدان استخدام مناصرين للتيار الوطني الحرّ للعنف تجاه المتظاهرين في منطقة جل الديب. وقد أبلغ باسيل الراعي أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدّمة، وأن "التيار الوطني الحر" قدّم كل التسهيلات. وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبّي مطالب الناس، وتحظى بالثقة النيابية. والمهم بالنسبة إلى "التيار" هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول، أو تسبّب مشكلة يصعب الخروج منها. وأكثر ما يقلق الوزير باسيل و"التيار" هو المحاولة الخطيرة التي يقوم بها البعض لتقطيع أوصال المناطق عن بعضها‏ البعض، والدفع باتجاه صدام يؤدي إلى الاقتتال وضرب السلم الأهلي، ويدخل البلاد في فتنة يتحمل مسؤوليتها أصحاب المشاريع الميليشياوية في البلاد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المطران عودة معزياً جنبلاط: الكنائس ستقرع حزناً على أبو فخر

الأنباء | 14 تشرين الثاني 2019

تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالا ًمن المطران الياس عودة معزياً باستشهاد علاء ابو فخر. وابلغ المطران عودة جنبلاط ان كنائس الروم سوف تقرع الأجراس من الساعة الواحدة ظهراً ولغاية الخامسة من بعد الظهر حزناً على استشهاد ابو فخر. 

 

الأحرار: الأولوية لمكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

عقد المجلس الأعلى لـ "حزب الوطنيين الأحرار"، في "البيت المركزي" للحزب في السوديكو، اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون. وأسف البيان للمقابلة التلفزيونية الاخيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورأى فيها "نقيضا لما كنا نأمل من تجاوب مع مطالب الشعب"... وبخاصة لناحية "الاسراع في الاستشارات النيابية الملزمة". وأضاف أن "الإصرار على صم الاذان عن المطالبة بحكومة اختصاصيين مستقلين يدفع بالبلاد نحو انهيارات اقتصادية ومالية واجتماعية، والى فتن أمنية وخيمة العواقب". وشدد الحزب على "أولوية مكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين والذي يقتضي وجود سلطة قضائية مستقلة، على ان ترفع يد السياسيين عنها، كما ويتبنى الحزب حرفيا ما تضمنه البيان الصادر بتاريخ 11 / 11 / 2019، عن مجلس القضاء الاعلى، لجهة وجوب تعديل نص المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي، حيث مع هذا التعديل يعطى مجلس القضاء الاعلى إجراء المناقلات والتشكيلات القضائية من دون الحاجة إلى إستصدار مرسوم من السلطة التنفيذية". وكذلك طلب الحزب من السلطة التشريعية، "إقرار قانون متكامل يؤمن استقلالية القضاء، لأن لا دولة فاعلة وعادلة إلا في وجود قضاء حر مستقل وحازم". وطلب الحزب من المحامين "المشاركة في انتخابات نقابة المحامين المقبلة"... وأهاب بالمؤسسة العسكرية، "التشدد في المحافظة على المناقبية العسكرية".

 

تصعيد الاحتجاجات رداً على عون... والمتظاهرون رفضوا الحوار

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين»/14 تشرين الثاني 2019

أعاد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون خلال حديثه التلفزيوني التحركات الشعبية إلى ما كانت عليه قبل نحو 3 أسابيع، فيما كان القصر الجمهوري محطة أساسية للمتظاهرين، فيما أطلقوا عليه «الزحف إلى بعبدا» حيث رفضوا لقاء عون والتفاوض معه. ومنذ انتهاء مقابلة عون، خرج المتظاهرون إلى الطرقات رفضاً لتجاهل مطالبهم وعدم دعوة عون إلى استشارت نيابية لتشكيل حكومة، وأعلنوا التوجه إلى التصعيد، خاصة بعد مقتل القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، علاء أبو فخر، واستمر المشهد نفسه طوال النهار، رغم الإيضاح الذي صدر عن مكتب رئاسة الجمهورية لكلام عون، مؤكداً أنه قال: «إذا لم يكن هناك (أوادم) من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا، لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة». ومنذ الصباح الباكر، وبعد دعوة الناشطين للمظاهرة على طريق القصر الرئاسي، سجل انتشار مكثف للجيش في المنطقة، واتخذت تدابير أمنية مشددة. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن المحتجين على طريق القصر الجمهوري حاولوا إزالة الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية واجتيازها، وتمكنت القوى الأمنية من منعهم، بعدما رشقوا عناصرها بزجاجات المياه الفارغة والحجارة. ورداً على طلب عميد من الحرس الجمهوري تشكيل وفد من المحتجين للقاء عون، هتف المحتجون: «الشعب يطالب ولا يفاوض»، وعمدوا إلى الضرب على أعمدة الإنارة والفواصل الحديدية لإصدار الأصوات ليسمعهم رئيس الجمهورية. في موازاة ذلك، بدأ المحتجون منذ الصباح في إقفال الطرقات الرئيسية في بيروت ومناطق الشمال والجنوب والبقاع، حيث كانت القوى الأمنية تحاول إعادة فتحها، مع استمرار إضراب موظفي المصارف وتعطيل المدارس. ومساء، توافد آلاف المتظاهرين إلى الساحات في مختلف المناطق. وأخذ مقتل علاء أبو فخر حيزاً واسعاً من الاحتجاجات، ورُفعت صوره في ساحات المظاهرات، وأطلق المحتجون عليه «شهيد الثورة»، خاصة أنه قُتل على أيدي أحد عناصر الجيش اللبناني، وأُطلقت دعوات لمشاركة شعبية اليوم في تشييعه، وأعلنت قيادة الجيش أنها بدأت التحقيق في الحادث. ودعا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مناصريه إلى الهدوء، مؤكداً: «ليس لدينا سوى الدولة». وشهدت منطقة جل الديب شمالي بيروت توتّرا أمنيا اثر اقدام أحد الاشخاص على اطلاق النار عشوائيا قبل أن يتمكن شبان من المتظاهرين من القبض عليه وتسليمه الى القوى الأمنية.

وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن مشادات كلامية حصلت بين المواطنين الرافضين لقطع طريق جل الديب والمحتجين، وقالت ان رجلا مر بسيارته من امام المحتجين وشهر سلاحا واطلق رشقات في الهواء. وما لبث المحتجون ان اخذوا سلاحه وحطموا سيارته وسلموا السلاح المستخدم الى القوى الامنية. وتبين بعد ذلك ان شخصا آخر في المكان نفسه كان يحمل سلاحا، وألقي كذلك القبض عليه. ومساء سجل وصول عدد من المتظاهرين من بعض المناطق إلى أوتوستراد جل الديب للتضامن معالمحتجين، بعد الحوادث التي شهدتها.

وناشد الرئيس سعد الحريري المواطنين «المحافظة على حراكهم السلمي، وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر»، منبهاً «إلى مسؤولية الجميع، سلطة وقيادات ومؤسسات عسكرية وأمنية وتحركات شعبية، في حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات».

 

عون أبلغ الموفد الفرنسي تفضيله حكومة «تكنوسياسية» وباسيل أكد أن تشكيلها «مسألة داخلية»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط أونلاين»/14 تشرين الثاني 2019

جدّد رئيس الجمهورية ميشال عون التأكيد على تمسكه بتشكيل حكومة «تكنوسياسية» خلال لقائه مدير «دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، الذي نقل إليه رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تؤكد اهتمام فرنسا بالوضع في لبنان واستعدادها لمساعدته في الظروف الراهنة، فيما كانت رسالة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل للموفد الفرنسي رفض التدخل الخارجي مؤكداً أن تشكيل الحكومة شأن لبناني. واختصرت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية زيارة الموفد الفرنسي بـ«رسالة دعم واستماع». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»: «لم يحمل مبادرة محددة؛ إنما أتى في زيارة تضامن واستطلاع (على) ما يحصل في لبنان، والاستماع إلى وجهات نظر الأطراف وحول أفق تشكيل الحكومة وموعد الاستشارات النيابية». وتضيف: «لم يطرحوا حلاً ولا يريدون التدخل بالشؤون اللبنانية؛ إنما كان التركيز على وقوف باريس إلى جانب لبنان وتضامنها معه، كما أنه يهمها عودة الهدوء وتشكيل حكومة فاعلة تلتزم الإصلاحات التي وضعتها الحكومة السابقة ومقررات (مؤتمر سيدر) التي من شأنها أن تعيد الثقة بلبنان ليعود بذلك المجتمع الدولي ويتعاون معه». وكان الموفد الفرنسي، الذي وصل مساء أول من أمس إلى بيروت مستهلاً لقاءاته باجتماع عقده مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، التقى أمس الرئيس عون ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل. وأبلغ عون السفير كريستوف فارنو أن «الحكومة العتيدة ستلتزم تنفيذ الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة السابقة، إضافة إلى عدد من القوانين التي يفترض أن يقرها مجلس النواب في سياق مكافحة الفساد وملاحقة سارقي المال العام بعد رفع الحصانة عنهم». وأشار عون إلى أن «التحركات الشعبية القائمة حالياً رفعت شعارات إصلاحية هي نفسها التي التزم رئيس الجمهورية تحقيقها، ولكن الحوار مع معنيين في هذا الحراك الشعبي ما يزال متعذراً على رغم الدعوات المتكررة التي وجهها رئيس الجمهورية إليهم». وشدد عون، خلال اللقاء الذي حضره السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، على أنه سيواصل اتصالاته لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، معرباً عن أمله في أن يتحقق ذلك في وقت قريب، مكرراً خياره بأن تكون «الحكومة الجديدة مؤلفة من سياسيين وتكنوقراط لتأمين التغطية السياسية اللازمة كي تتمكن من نيل ثقة الكتل النيابية إضافة إلى ثقة الشعب». من جهة أخرى، شكر الوزير باسيل فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون على «اهتمامهما بلبنان، وعلى الجهود المبذولة للحفاظ على استقراره ومنع انزلاقه إلى الفوضى أو إلى الانهيار المالي». وبحسب بيان الخارجية، أبلغ باسيل الموفد الفرنسي «وجوب عدم دخول أي طرف خارجي على خط الأزمة اللبنانية واستغلالها»، مؤكداً أن «مسألة تشكيل الحكومة هي مسألة داخلية، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة وإيجابية».

 

اللبنانيون... مديرو مصارف صغيرة يديرونها في بيوتهم وظاهرة شراء خزنات فولاذية تعم البلاد

بيروت: فيفيان حداد/ الشرق الأوسط أونلاين»/14 تشرين الثاني 2019

تمسك إيفا كدسة من الدولارات، تعد أوراقها الخضراء، وتلصق عليها ورقة صغيرة تحمل رقم المبلغ المودع. ومن ثم، تأخذ رزمة صغيرة من فئة الـ100 ألف ليرة، وتلقي نظرة سريعة على كميتها، وتضعها إلى جانب الكدسة الأولى في خزنة فولاذية كورية الصنع اشترتها للتو من أحد محلات بيع الأجهزة الإلكترونية. وبعدها تقفل عليها، عقب أن حفّظتها أرقاماً سرية لا تسمح لأحد غيرها بأن يدخل عليها. وحال إيفا، ربة المنزل الخائفة على مستقبل أفراد عائلتها، في ظلّ أوضاع لبنان الاقتصادية المضطربة، يشبه حال غيرها من اللبنانيين الذين تهافتوا على شراء خزنات نقد حديدية غير قابلة للسرقة وللحريق. وهذا الأمر تسبب بارتفاع نسب بيعها في المحلات، ليزيد عن الـ50 في المائة، مقارنة مع الأيام الماضية.وهذه الخزنات يمكن تثبيتها بشكل خفي في خزانة الثياب، أو في أي مكان آخر يختاره صاحبها ليحفظ فيها أمواله كمودع صغير. فالغالبية خافت على مصيرها، بعد أن أقفلت المصارف أبوابها في وجوههم، وإثر تعرض الجسم المصرفي في لبنان إلى مشكلات جدية لتأمين السيولة. كما أن امتناع عدد كبير من البنوك عن تسليم الناس مبالغ كبيرة من الدولارات، وفي ظل إيقافها عمليات التحويل إلى الخارج في سياسة داخلية تتبعها حالياً، ساهم بتهافت اللبناني إلى هذه الوسيلة ليؤمن أمواله، وتكون بمثابة «القرش الأبيض في اليوم الأسود» الذي ينقذه من الآتي الغامض. وبذلك، تحول اللبناني إلى «مدير بنك» من نوع آخر يستحدثه تحت سقف منزله، ويديره على سجيته، موفراً على نفسه الطلعات والنزلات التي تشهدها السوق المصرفية اللبنانية حالياً.

وفي جولة سريعة على محلات بيع هذه الخزنات الحديدية في بيروت، نلاحظ أنّ هذه السوق تنقسم إلى فئتين: واحدة منها تبيع الخزنات التجارية ذات الأسعار المقبولة، وثانية محترفة تبيع خزانة النقود المصنفة «رفيعة المستوى» المعروفة بـ«Haut de gamme» في عالم التأمين. ونلاحظ أيضاً أنّ بعض محلات بيع الأدوات الإلكترونية استحدثت قسماً خاصاً بها، بعد أن لاحظت تدفق اللبنانيين لشرائها في محلات أخرى منذ انطلاق مظاهرات «لبنان ينتفض» في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت.

«إنّ نسبة بيع خزنات الحديد في محلاتنا زادت بشكل كبير، ولا أبالغ إذا قلت إنّها وصلت إلى نسبة ألف في المائة».. يقول محمد، مسؤول المبيعات في محلات عبد طحان للأجهزة الإلكترونية. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّ «المشهد تبدل تماماً في الفترة الأخيرة، وشهد اختلافاً ملحوظاً. فصرنا نقول ما قبل 17 أكتوبر (تشرين الأول) وما بعده. فيومياً، يدخل العشرات من اللبنانيين يسألون عن نوع الخزنات المتوفرة في محلاتنا، وبينهم من يتخذ قراره بسرعة، ويحمل واحدة منها معه، وبينهم من يذهب ليعود في اليوم التالي ويشتريها».

وعادة ما تكون هذه الخزنات التي تتراوح أسعارها بين 70 و250 دولاراً مؤمنة ضد الحريق، وكذلك ضد السرقة، ويختلف وزنها بين 7 كيلوغرامات و400 كيلوغرام.

«هي مصنوعة من الفولاذ، ومبطنة بمواد عازلة ضد الحرائق».. يوضح محمد الذي يتابع في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يحاول المواطن بهذه الطريقة تأمين مصروفه بشكل دائم، في ظل الإضرابات التي تتبعها المصارف في الفترة الأخيرة. ومعها، ينام قرير العين مطمئناً إلى أن ثروته الصغيرة تنام بقربه هي أيضاً». وبين خزنات حديد بعرض 60 سنتيمتراً ووزن 40 كيلوغراماً ويبلغ سعرها 250 دولاراً، وأخرى أصغر حجماً لا تتجاوز كلفتها 70 دولاراً، تتألف خزنات النقود التجارية التي عادة ما كانت تُشترى بشكل ضئيل لحفظ المجوهرات والأوراق الرسمية فيها.

«في الماضي، كان يدخل محلاتنا نحو عميل أو اثنين بالأكثر في اليوم الواحد للوقوف على أنواع الخزنات التي نبيعها، ونؤمن تركيبها في الشركات والمنازل. أمّا اليوم، فقد تضاعف هذا العدد بشكل كبير، ليطال نحو 8 زبائن في اليوم الواحد».. تقول كيم، مسؤولة بيع خزانات النقود في شركة معروفة في لبنان باسم «بيت الأمان»، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «البضاعة التي نبيعها تعد من الصنف الأول في السوق اللبنانية، فهي أوروبية المنشأ، وبينها ما يصل من مدينة بوردونيا الإيطالية».

وحسب كيم، فإنّ خزنات النقود هذه تختلف حسب حاجتها واستعمالها، فبينها صغير الحجم الذي لا يزيد وزنه على 20 كيلوغراماً، وأخرى كبيرة قد يصل وزنها إلى أكثر من طن واحد، وتُركّب بواسطة مركبة آلية (ونش) تستطيع تحمل ضخامة حجمها. وتضيف كيم: «هناك خزنات تعرف بنوع المترين بمتر واحد، إضافة إلى أنواع أخرى تتدرج في أهميتها لتحمل شهادات رسمية من بلاد المنشأ تكفل عمرها الطويل وصيانتها». وعن التسهيلات التي تتبعها شركتها في عمليات البيع، ترد كيم في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نقوم حالياً بعروض لأسعار مخفضة، استعداداً لاستقبال البضاعة الجديدة مع بداية السنة. وتصل هذه التخفيضات إلى ما يلامس 30 في المائة أحياناً، ونمارس عملية تسديد المبالغ بالتقسيط المريح أحياناً أخرى، شعوراً منا بالحالة الاقتصادية المتردية التي يعاني منها البعض. أمّا أسعار هذه الخزنات، فقد يلامس 30 ألف دولار وما فوق.

 

العهد يفتعل أزمة دستورية

النهار/14 تشرين الثاني 2019

لم يكن مشهد مواطن مسلح يطلق النار من سلاح رشاش في ساحة جل الديب أمس سوى عينة من التفلت المواكب للغليان الذي ساد البلاد غداة المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء الثلثاء والتي اشعلت، بالمواقف السلبية التي اتخذها فيها من بعض جوانب الانتفاضة الشعبية، الاحتجاجات على نحو غير مسبوق. وبدت الانتفاضة في يومها الـ28 امس كأنها في ذروة انطلاقتها مع عودة قطع الطرق والاوتوسترادات على أوسع نطاق في كل المناطق اللبنانية وشل المدارس والجامعات والمؤسسات والقطاعات وتنفيذ اعتصامات حاشدة كان أبرزها الاعتصام المفتوح الذي بدأ أمس على طريق القصر الجمهوري في بعبدا حيث اتخذ دلالات مهمة لجهة توجيه دفة الاحتجاجات مباشرة الى الرئيس عون.

واذا كان هذا المشهد عكس عمق اعتمال الغضب والسخط اللذين اثارتهما بعض مواقف رئيس الجمهورية من الانتفاضة في يومها الـ 28، فان أبرز ما ميز هذا اليوم تمثل في تعاطف لبناني عارم مع "شهيد الانتفاضة" علاء أبو فخر الذي قتل ليل الثلثاء تحت جسر مثلث خلدة، فسجلت أوسع حركة تضامن مع ذكراه في كل المناطق ونقاط التجمعات الكبيرة للمحتجين، علماً أن تشييعه اليوم في الشويفات سيشهد حشداً ضخماً يتقدمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي سارع فور حصول حادث قتل أبو فخر الى احتواء ردود الفعل الساخطة بالنزول بين المناصرين والمحازبين وابناء الشويفات ودعوتهم الى التعقل والتمسك بالدولة خياراً وحيداً. وأحضر نعش أبو فخر مساء أمس الى ساحة رياض الصلح ورفع فوق اكف المحتشدين. وتلقى جنبلاط أمس سيلاً من اتصالات التعزية أبرزها من الرؤساء عون ونبيه بري وسعد الحريري، الى القادة السياسيين والحزبيين والسفراء والديبلوماسيين.

ولم يمر يوم الغليان الشعبي من دون حوادث واحتكاكات أمنية، اذ سجلت احتكاكات بين مجموعات من الاهالي والمتظاهرين بسبب اقفال الاوتوستراد، وحصل تراشق بالحجارة أدى الى جرح أربعة اشخاص، ثم أطلق مسلح ينتمي الى "التيار الوطني الحر" زخات من الرصاص من رشاشه فوق رؤوس المعتصمين في البلدة، فقبض الجيش عليه فوراً. كما ان مجموعات من المتظاهرين عند نفق نهر الكلب عمدوا في خطوة مفاجئة أثارت استغراباً ليل أمس الى تشييد جدار من الاسمنت داخل النفق، لكنهم مع تصاعد الاحتجاجات على اقامته عملوا على ازالته.

وفتح المحتجون مسربا على طريق جل الديب الداخلية منعاً للاستفزازات على ان يتوجهوا الى النقطة الأساسية على الاوتوستراد. ووصل أفراد من قوى الامن الداخلي الى الطريق الداخلية في محاولة لفتحها، لكن المحتجين رفضوا وعادوا الى قطعها من جديد.وسجّل انتشار كثيف للجيش اللبناني والمخابرات وفوج المغاوير والذين اوقفوا مجموعة من الشبان المنتمين الى "التيار الوطني الحر" كانوا على صلة بالاضطرابات التي حصلت.

انفجار سياسي؟

غير ان ملامح التصعيد والتوتر التي ظهرت على الارض وفي الواقع الميداني، ظلت على خطورتها دون خطورة الواقع السياسي الذي تكشفت أمس وقائع مقلقة عنه وبدا معها الاستحقاق الحكومي في مهب المقامرات والمغامرات الشديدة الخطورة. ذلك ان ظاهرة تبادل المواقف والردود للمرة الاولى على نحو مباشر من خلال وسائل الاعلام بين قصر بعبدا و"بيت الوسط "، أظهر في حصيلته وجود محاولات حثيثة من جانب العهد ليس لاستباق اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة فحسب، بل أيضاً للالتفاف على امكان ان تسمي هذه الاستشارات الرئيس سعد الحريري لاعادة تكليفه كما هو متوقع. وهو أمر ينذر باثارة صراع دستوري وسياسي وكذلك طائفي على خلفية المضي في التفرد بالمراحل المتصلة بالاستحقاق الحكومي بما يعني ان الازمة الحكومية - الدستورية باتت تسابق اخطار الانهيار المالي كما اخطار الاهتزازات الامنية.

وبدت معالم هذه المحاولات واضحة تماماً من خلال ترويج جهات موالية للعهد لمعطيات تتحدث عن اعتذار الرئيس الحريري عن التكليف وابلاغه ممثلي الثنائي الشيعي الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل انه لا يريد العودة الى رئاسة الحكومة. كما ان التسريبات التي تحدثت عن "اعتذار" الحريري اقترنت بتلميحات مماثلة الى تكليف شخصية مغمورة من رجال الاعمال قيل ان رئاسة الجمهورية تتهيأ لطرحها.

وقد سارعت الاوساط المعنية القريبة من الرئيس الحريري الى الرد على موضوع "الاعتذار"، فاستغربت الكلام عن اعتذاره فيما هو بادر الى الاستقالة ولم تجر بعد الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف ولا جرى تكليفه لكي يقبل أو يعتذر. وأكّدت الاوساط أنّ الحريري عند موقفه بضرورة تأليف حكومة من ذوي الكفاءة والاختصاص تتولى تنفيذ أجندة اقتصادية محددة تتضمن ورقة الحكومة الاقتصادية وبعض العناوين الاصلاحية خلال مدة ستة اشهر. وأشارت إلى أنّ "هذا الاقتراح ما زال يصطدم بالاصرار على حكومة مختلطة من السياسيين والتكنوقراط، أي حكومة قريبة بمواصفاتها من الحكومة المستقيلة مع بعض التحسينات"، موضحة أنّ "الامور متوقفة عند هذه النقطة قبل حديث الرئيس عون التلفزيوني، ولم يطرأ أي جديد يفيد خلاف ذلك". وقالت الأوساط: "هناك من يتجه بالامور نحو تسمية شخصية، قد تحظى بقبول الحريري وقد لا تحظى، والامور مرهونة بما ستسفر عنه اتصالات الساعات المقبلة. وباختصار، الحريري لن يمشي بحكومة لا تأخذ في الاعتبار المتغيرات السياسية التي حصلت".

وفي مبادرة اكتسبت دلالة بارزة، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة مساء أمس في الصرح البطريركي ببكركي على نية لبنان ولراحة نفس علاء أبو فخر.

واذ وجه نداء الى الجميع "من أجل ضبط النفس والابتعاد عن كل تشنج، لان التشنج يجر التشنج ولا يؤدي الى نتيجة، وان يحافظوا على الطابع السلمي والحضاري لحراكهم"، قال: "لا نريد أي مواجهات من أي نوع، لا مع الجيش والقوى الامنية ولا بين المواطنين. نصلي من اجل الجيش والقوى الامنية المنتشرة على مساحة كل الوطن كي يحموا المواطنين وحرية تعبيرهم، وليحولوا دون اصطدامهم في ما بينهم خصوصا ان التحركات الشعبية هي على امتداد الوطن".

وأضاف: "نصلي من أجل المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، ونناشدهم إيجاد الحلول السلمية لكل القضايا المطروحة. نناشد ونطلب من رئيس الجمهورية مباشرة الاستشارات النيابية من اجل تكليف رئيس جديد للحكومة وتشكيل حكومة تتحمل مسؤوليتها".

 

ما شكل الحكومة اللبنانية المقبلة؟

بيروت- وكالات»/14 تشرين الثاني 2019

 مع استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من منصبه في 29 أكتوبر الماضي، بدأت تُطرح خيارات عن شكل الحكومة المقبلة في أوساط المحتجين والقوى السياسية الفاعلة. ويطالب المتظاهرون بحكومة تكنوقراط، بينما تنقسم آراء الأحزاب السياسية بشأن هذا الطرح بين مؤيد له وداعم لحكومة تجمع بين التكنوقراط والسياسيين.

فما حكومة التكنوقراط؟

عاصر لبنان 11 حكومة تكنوقراط،7 منها قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، واثنتين خلالها، واثنتين منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، وفق مركز الدولية للمعلومات.

وتتشكل حكومة التكنوقراط من وزراء غير حزبيين، يمتلكون الخبرة في مجال وزاراتهم كأن يكون وزير الاقتصاد ذا خلفية اقتصادية أكاديمية أو مهنية، أو الاثنتين معاً.

وشكلت أول حكومة تكنوقراط في لبنان عام 1964 واستمرت لسبعة أشهر فقط.

ولم تدم أغلب حكومات التكنوقراط الأخرى سوى عدة أشهر، وكان آخرها برئاسة نجيب ميقاتي واستمرت لثلاثة أشهر، وقد تشكلت عقب شهرين من اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وبلغت أطول مدة لحكومة تكنوقراط في لبنان سنتين و ثمانية أشهر، وكانت برئاسة سليم الحص في الفترة الممتدة بين عامي 1976 و1979. فيما سجلت حكومة حسين العويني أقصر مدة لحكومة من هذا النوع حيث دامت حكومته الثانية عام 1964 أقل من شهرين.

وتختلف حكومة التكنو – سياسية عن التكنوقراط بأنها تدمج بين وزراء حزبيين، وآخرين اختصاصيين.وتشكلت أول حكومة تكنو – سياسية في لبنان من 8 وزراء عام 1960، واستمرت قرابة ثلاثة أشهر. ولم تمثل أمام البرلمان حينها بسبب حله.

أما الحكومة الثانية والأخيرة فكانت في عام 1973، لكنها استقالت بعد أقل من شهرين قبل نيلها ثقة مجلس النواب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هدوء هش في غزة... وإسرائيل تعلن انتهاء العملية العسكرية وسقوط 34 فلسطينياً قتلى نصفهم تقريباً من المدنيين

غزة: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تشرين الثاني 2019

قالت حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية إنها أوقفت إطلاق النار من قطاع غزة اليوم (الخميس) بعد أن وافقت إسرائيل على هدنة بوساطة مصرية ليحل الهدوء بعد أسوأ تفجر للاشتباكات منذ شهور. وكان شهود عيان قد أكدوا لوكالة الصحافة الفرنسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم إنه تم إطلاق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل بعد نحو نصف ساعة من بدء التهدئة. لكن مصدراً في حركة «الجهاد الإسلامي» قال: «أحياناً يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت»، مؤكداً أن «الجميع ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال».

بالإضافة إلى ذلك، قال مسؤولون طبيون وسكان صباح اليوم إن ضربة صاروخية إسرائيلية في قطاع غزة أدت إلى مقتل ستة أفراد من عائلة فلسطينية وإصابة 12. فيما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يحقق في الواقعة.

وقال مصعب البريم المتحدث باسم الحركة إن الهدنة دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش، أي بعد نحو 48 ساعة منذ بدء إطلاق النار الذي تفجر بعد أن قتلت إسرائيل بهاء أبو العطا كبير قادة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة في ضربة جوية إذ اعتبرته يشكل خطراً وشيكاً عليها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم انتهاء «العملية العسكرية» التي استمرت على مدار يومين في قطاع غزة، وقال إن انتهاء العملية يأتي بعد توجيه «ضربة ملموسة ومؤلمة لمنظومة القيادة والسيطرة» بحركة «الجهاد الإسلامي».

وقال الجيش، في بيان، نقلته وكالة الأنباء الألمانية إن: «خطة الحزام الأسود لاستهداف بهاء أبو العطا انتهت بعدما تمكن جيش الدفاع خلال اليومين الماضيين من تحقيق كامل الأهداف وتوجيه ضربة مؤلمة وملموسة لمنظمة الجهاد الإسلامي».

وذكر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «الجيش تمكن من استهداف نحو 25 مسلحاً مشتبهاً بهم، معظمهم من «الجهاد الإسلامي»، خلال إطلاقهم قذائف صاروخية أو استعدادهم لإطلاقها. كما تم استهداف عشرات البنيات التحتية ومجمعات عسكرية فوق وتحت الأرض وأيضاً مواقع بحرية لحركة «الجهاد».

وبدأت جولة التوتر باغتيال إسرائيل لأبو العطا وزوجته فجر أول من أمس (الثلاثاء)، وهو ما تبعه رد الحركة بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية على إسرائيل. كما قامت إسرائيل بشن الكثير من الغارات على القطاع.

وسقط 34 فلسطينياً قتلى نصفهم تقريباً من المدنيين في حين تسببت مئات الصواريخ التي أطلقها نشطاء فلسطينيون في إصابة الحياة بالشلل في أنحاء كثيرة من جنوب إسرائيل. وظلت حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة بعيدة عن القتال الأخير.

 

إعلان تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية

غزة: «الشرق الأوسط أونلاين»/14 تشرين الثاني 2019

أعلن مسؤولون مصريون وفلسطينيون، اليوم (الخميس)، التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" والفصائل يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم. وقال مسؤول في حركة "الجهاد الإسلامي" لوكالة الصحافة الفرنسية: "تم التوصل لاتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة على مقترح مصري بهذا الشأن، وذلك بعدما أبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة". وأفاد مسؤول مصري، بأن التهدئة "دخلت حيز التنفيذ في الخامسة والنصف من صباح اليوم (الخميس)".

 

ترامب يمدد حالة الطوارئ ضد إيران ويعتبرها خطراً على أمن أميركا

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/14 تشرين الثاني/2019

 وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارا، بتمديد “حالة الطوارئ الوطنية” ضد إيران لمدة عام، والذي كان قد أقر من قبل الكونغرس. وفي بيان صدر على موقع البيت الأبيض، شدد ترامب على الحاجة إلى إبقاء حالة الطوارئ الوطنية في المرسوم 12170 بشأن إيران، الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر. وينص القرار على أن العلاقات بين واشنطن وطهران لم تطبع بعد، وأن تنفيذ القرارات بشأن إيران الصادرة في 19 يناير 1981 لا تزال سارية. ويتم تمديد “حالة الطوارئ الوطنية” سنويا وفي جميع الحكومات الديمقراطية أو الجمهورية، حيث لا تزال الولايات المتحدة تعتبر النظام الإيراني وسلوكه العدواني تهديدا عالميا وخطرا على الأمن القومي الأميركي. في غضون ذلك، أعلنت السلطة القضائية، عودة رجل أعمال ايراني هارب يواجه اتهامات بارتكاب جرائم مالية، وبأن له صلات بشقيق الرئيس حسن روحاني المسجون بتهمة الكسب غير المشروع، حسين فريدون. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي: إن “رسول دانيال زاده عاد، تحت إشراف ضباط مخابرات الحرس الثوري”، بينما أظهر تسجيل مصور دانيال زاده وهو يصل بمفرده على متن رحلة إماراتية من دبي، قبل أن يجري اقتياده بعيدا. وأضاف إسماعيلي أن “دانيال زاده مدين بمبلغ 340 مليون دولار للبنوك، وكانت لديه علاقات مع متهمين آخرين بالفساد قبل الفرار من إيران، ومن بينهم فريدون. من جانبه، أعلن الادعاء العام السويدي، عن اعتقال إيراني يبلغ من العمر 58 عامًا، للاشتباه في تورطه بعمليات القتل الجماعي للسجناء السياسيين التي وقعت عام 1988 في إيران. ونقلت قناة “يورونيوز” الأوروبية عن الادعاء العام في السويد، قوله في مذكرة اعتقال المواطن الإيراني، الذي لم يُعلن عن اسمه، إن الأخير اعتقل في 8 نوفمبر الجاري، إثر وصوله لزيارة أقاربه بالبلاد.وأضافت القناة أن المواطن الإيراني مُحتَجَز في الوقت الحالي لدى السلطات السويدية، حتى يوم 11 ديسمبر المقبل للنظر في أمر محاكمته. وأفادت وسائل إعلام سويدية، بأن المحتجز يُشتبه في لعبه دورًا بارزًا في عمليات القتل الجماعي التي قامت بها السلطات الإيرانية عام 1988 في سجن كرج، بمحافظة البرز غرب العاصمة طهران. إلى ذلك، زعم الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن هناك من يحاولون “تحريف” الحراك الشعبي في لبنان والعراق، معتبرا أنه “حين ينزل الشعب العراقي إلى الشارع للدفاع عن حقوقه، فمن الذي حرف هذه الحركة الشعبية؟ والأمر ذاته في لبنان، فهناك من يريد تحويل التظاهرات المطلبية المحقة إلى حرب أهلية”. وجدد اتهام “الكيان الصهيوني وأميركا، بأنهما مصدر الحرب وإراقة الدماء في المنطقة، خلال العقود الثلاثة الأخيرة”. من جانبه، دعا عضو مجلس صيانة الدستور عباس علي كادخودائي، لعدم الالتزام بشروط الاتفاق النووي المنهار، واصفا ذلك بأنه “طبيعي ومنطقي”. من ناحيته، قال قائد مقر ثامن الأئمة التابع للقوات البرية في “الحرس الثوري” حسين مرتضوي: إن “أقدام الإيرانيين لم تطأ سواحل البحر الأبيض المتوسط إلا بعهد الملك الفارسي قوروش الكبير، وعهد المرشد الحالي علي خامنئي”.

 

الأميركيون يلاحقون أردوغان بالتظاهرات ويتهمونه برعاية الإرهاب و"نيويورك تايمز" وصفته بـ "المجرم المستبد"... ومحادثاته مع ترامب فشلت في تسوية خلافاتهما

واشنطن – وكالات: /14 تشرين الثاني/2019

لاقت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة، معارضة واحتجاجات شعبية حاشدة، وصفته براعي الإرهاب.

وفي مكان إقامته في فندق “ويلارد”، عكس محتجون لافتة ضوئية على الجدران، كتب عليها أن “أردوغان يقيم هنا بينما يقبع 864 طفلاً في السجون”، فيما جابت شوارع واشنطن شاحنة كبيرة للتعبير عن عدم ترحيب الأميركيين بالرئيس التركي، وألصقت على الشاحنة يافطة تشير إلى أن “أردوغان راعي الإرهاب غير مرحب به في الولايات المتحدة”. أما صحيفة “نيويورك تايمز” فقد وصفت أردوغان بـ “المجرم المستبد”، مشيرة إلى أنه كان يتوجب ضمان تحقيق فائدة واضحة وملموسة على السياسة الخارجية الأميركية والعالم بأسره، خلال اجتماع ترامب وأردوغان. بينما رأى النائب عن “الحزب الديمقراطي” رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إليوت إنغلز، أن “استضافة ترامب لأردوغان كانت خطأ من البداية، وما كان يجب أن يحدث”. على صعيد متصل، حض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس، أردوغان، على العدول عن صفقة شراء نظام “إس 400” الروسي للدفاع الصاروخي، واصفاً الصفقة بأنها “تحد في غاية الخطورة” للعلاقات الثنائية. ولم يفسر الرئيسان بعبارات واضحة، كيف سيتغلبان على الخلافات المتصاعدة في قضايا عدة، من توغل القوات التركية في سورية لمحاربة حلفاء أميركا الأكراد، إلى شراء تركيا نظام الدفاع الصاروخي “أس 400” الروسي. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك: إن “شراء تركيا معدات عسكرية روسية متطورة مثل نظام أس 400، يخلق تحديات في غاية الخطورة لنا ونحن على تواصل دائم في هذا الأمر”. وأضاف: “تحدثنا عنه وسنتحدث عنه في المستقبل ونأمل أن نتمكن من تسوية هذا الوضع”. وبعد دقائق من المؤتمر الصحافي المشترك، أصدر البيت الأبيض بياناً استخدم لهجة أكثر حزماً من لهجة الزعيمين اللذين يتباهيان بوجود علاقة شخصية وثيقة بينهما، في حين أن العلاقات بين الحكومتين فاترة. وذكر البيت الأبيض أنه “لتحقيق تقدم على جبهات أخرى من المهم أن نسوي المشاكل المتعلقة بشراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي أس 400، بما يقوي شراكتنا الدفاعية”.

وفي كلمة ألقاها أردوغان لاحقاً في واشنطن، قال إنه طلب من ترامب التوقف عن دعم المسلحين الأكراد. وفي السياق، دعا ترامب خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى البيت الأبيض لمحاورة أردوغان، فيما يتعلق بأكراد سورية ونظام الدفاع الصاروخي “أس 400”. وعقب الاجتماع، قال السيناتور لينزي غراهام، المقرب من ترامب، والذي نادى بفرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها في سورية، إن المناقشة التي جرت في البيت الأبيض مع أردوغان كانت “صريحة ومباشرة”. وأضاف: “آمل أن ننقذ العلاقة، لكن الزمن وحده هو الذي سيكشف ما إذا كان ذلك ممكناً”. وانتقد أردوغان الكونغرس الأميركي، خصوصاً تصويتاً في مجلس النواب، في أكتوبر الماضي، لصالح قرار يعترف بأن مقتل 1.5 مليون أرمني قبل قرن، كان من أعمال الإبادة الجماعية. وتعرض أردوغان، إلى إحراج شديد وبطعم المهانة الواضحة، خلال مؤتمره مع ترامب، حين سأله إعلامي من شبكة “فوكس نيوز”، عن الرسالة التي وجهها إليه ترامب في 11 أكتوبر الماضي، وأنهاها بعبارة “لا تكن متعنتاً، لا تكن أحمقاً”، “فهل لك أن تشرح لماذا تجاهلت صوته، وغزوت سورية”، ليجيب “أعدتها بعد ظهر هذا اليوم إلى الرئيس”.

 

الإضراب يشل النجف وحرق منازل مسؤولين في الناصرية وقنابل الغاز تقتل أربعة متظاهرين في بغداد والحكومة تطلق 1648

بغداد – وكالات/14 تشرين الثاني/2019

 شل الإضراب العام مدينة النجف، حيث شهدت المدينة أمس، إضراباً عاماً تأييداً لمطالب المتظاهرين لإصلاح العملية السياسية في البلاد. وقال شهود عيان إن المحال التجارية في الأسواق الكبرى أغلقت أبوابها، وانضم أصحابها إلى آلاف من الموظفين وطلبة المدارس والمعاهد والجامعات إلى التظاهرات.

وفي الناصرية، أرسلت السلطات العراقية ليل أول من أمس، تعزيزات أمنية إلى قضاء الغراف لتهدئة الوضع، بعد أن حاولت قوات الأمن في وقت سابق، تفريق متظاهرين يحاصرون منازل مسؤولي قضاء الغراف، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.

وفي وقت لاحق، فرضت قوات الأمن حظراً شاملاً على التجوال في قضاء مدينة الغراف، حتى إشعار آخر. وفي ذي قار، أحرق متظاهرون منازل مسؤولين التي قال محافظها إن ذلك لن يمر من دون رد. وفي البصرة، أعرب المتظاهرون عن غضبهم تجاه الأحزاب الموالية لإيران، بحسب مقطع فيديو رصد الواقعة. وقال متظاهر غاضب في المقطع، إن إيران تسيطر على معظم الأحزاب العراقية، الشيعية منها وغير الشيعية، فيما أضاف متظاهر ثانٍ أن معظم الأحزاب العراقية تتلقى أوامرها من إيران، وهو أمر يعرفه كل الشباب العراقي، في حين أكد ثالث أن كل الأحزاب التي تسرق مدعومة من طهران. في غضون ذلك، أكدت مصادر طبية مقتل أربعة متظاهرين في بغداد أمس، بعدما أصيبوا بقنابل غاز مسيل للدموع أطلقتها القوات الأمنية باتجاه المحتجين، فيما نفى مسؤول رسمي مقتل أي متظاهر. وقالت المصادر إن 62 متظاهراً سقطوا جرحى قرب جسر السنك المجاور لساحة التحرير بوسط بغداد، التي كانت منطلقاً للتظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاحات و”إسقاط النظام”. من ناحيتهم، أكد شهود عيان أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا قرب ميدان التحرير. وقالوا إن قوات الأمن كثفت إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في وقت مبكر أمس. بدوره، أكد قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي، أنه تم التوقف عن استخدام القنابل المسيلة للدموع منذ 16 يوماً، مضيفاً “استبدلنا القنابل المسيلة بقنابل الدخان”. وأعلن رفضه تفريق تظاهرة ساحة التحرير وسط العاصمة بأية وسيلة، نافياً وجود أية ضحايا بين المتظاهرين.

وفي السياق، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن قوات الأمن العراقية هاجمت مسعفين بسبب تقديمهم العلاج للمتظاهرين. في سياق آخر، أعلن مجلس القضاء الأعلى أمس، إطلاق سراح 1648 من المتظاهرين الذين تم توقيفهم أخيراً، مؤكداً حق التظاهر للمواطنين. وأشار إلى تشكيل “محكمة مركزية لمكافحة الفساد”، مضيفاً إن المجلس أصد أوامر بالقبض على رؤوس كبيرة متهمة بالفساد واتخاذه إجراءات استثنائية بمنع سفر هؤلاء. وكان مجلس النواب قرر ليل أول من أمس، استجواب وزيري الصناعة صالح الجبوري والزراعة صالح الحسني أواخر نوفمبر الجاري. وفي وقت سابق، أعلن عن اطلاق سراح الناشطين مها المهداوي وعلي هاشم، بعد أيام من اختطافهما.

 

ديون العراق 115 مليار دولار

بغداد – أ ش أ/14 تشرين الثاني/2019

 أعلنت وزارة التخطيط العراقية أمس، أن إجمالي ديون العراق حتى العام الجاري، بلغ 115 مليار دولار، مشيرة إلى أن نسبة البطالة في البلاد وصلت إلى 13.8 في المئة. وقال المتحدث باسم الوزارة عبدالزهرة الهنداوي في بيان، إن “ديون العراق بلغت 115 مليار دولار، منها 43 مليار دولار ديون داخلية و 72 مليار ديون خارجية”، مضيفاً إن هناك 41 مليار دولار من الديون الخارجية هي ديون مجمدة لدول عدة، ولا تترتب عليها فوائد ومن الممكن شطبها. وأكد أن هذه الديون، مهما كان حجمها، تشكل عبئاً على الجيل الحالي والمقبل، ويجب على الدولة الإيفاء بالتزاماتها إزاء هذه الديون والفوائد المترتبة عليها، مشدداً على ضرورة توجيه الحكومة هذه القروض والديون إلى مخرجات تنموية استثمارية. وأشار إلى أن القروض سابقاً كانت توجه لسد العجز التشغيلي أو للحرب على تنظيم “داعش”، ما انعكس سلباً على التنمية والاستثمار، وهو ما وضعته وزارة التخطيط بعين الاعتبار ضمن موازنتها الخمسية، من أجل الاستفادة القصوى من هذه القروض لتحقيق التنمية الشاملة في العراق.

 

بلاسخارت: الخطف والتهديد يتواصلان ضد المتظاهرين

بغداد – وكالات/14 تشرين الثاني/2019

 أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، أن القتل والاختطاف والتهديد والضرب مستمر ضد المتظاهرين. وقالت بلاسخارت في كلمة أمام مجلس النواب العراقي، أول من أمس، إنه “بينما نحيي ذكرى من فقدناهم، لا تزال قيمهم ومطالبهم كما هي، وخلال الأسابيع الستة الماضية، تظاهر مئات الآلاف من العراقيين حاملين مطالب حقيقية ومشروعة وواضحة”. وأضافت “أعتقد أننا نتفق جميعاً أن الكثير والكثير من العراقيين يطالبون بمستقبل أكثر إشراقاً، وأن تحقق البلاد كامل إمكاناتها من أجل مصلحة العراقيين كافة”. وأشارت إلى أن بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، نشرت تقريرين خاصين بشأن قضايا حقوق الإنسان، مؤكدة أنها تتلقى يومياً تقارير عن حالات جديدة من القتل والاختطاف والاعتقال العشوائي والضرب والتهديد. وشدد على أن “العنف لا يولد إلا العنف .. ينبغي أن ينتهي وأن ينتهي فوراً”. وأوضحت أن “يونامي”، تواصلت بشكل فعال مع الرئاسة العراقية ومجالس الوزراء والنواب والقضاء الأعلى وكذلك مع المتظاهرين السلميين وممثلين عن النقابات، واقترحت عدداً من الخطوات الملموسة كخطوة أولية نحو بناء الثقة والإصلاح، مع الاحترام الكامل لسيادة العراق. وقالت “نعرف جميعاً أن أكثر ما يضر بثقة الجمهور هو الإفراط في الوعود والتقصير في تنفيذها .. لا يوجد ما هو مؤذ أكثر من أن نقول (أ) ونفعل (ب) .. ولا يوجد ما هو مدمر أكثر من مناخ الغضب والخوف”. في عضون ذلك، اختطف مسلحون مجهولون أول من أمس، مسؤولاً في وزارة الداخلية من منطقة الجادرية في بغداد. وأظهر مقطع فيديو لحظة اختطاف المسؤول، حيث أوقفت سيارتين غامقتي اللون موكب المسؤول قبل اقتياده نحو جهة مجهولة، في الوقت الذي لم يتحرك موكب حماية المسؤول ولم يشتبك مع الجهة الخاطفة.

 

دول التحالف ضد “داعش” منزعجة من تركيا وترفض بيان واشنطن

واشنطن – وكالات/14 تشرين الثاني/2019

 انعقد اجتماع وزراء خارجية دول التحالف ضد تنظيم “داعش” في واشنطن، أمس، وسط اختلافات واسعة بين دوله، فيما يتعلق بالدور التركي في شمال شرق سورية. وأفادت أنباء صحافية، بأن المشاركين في الاجتماع ينظرون بريبة كبيرة إلى ما يريده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن الغزو التركي لشمال شرق سورية تسبب في انقلاب الكثير من معادلات الدول المشاركة في العمليات الميدانية، خصوصاً بريطانيا وفرنسا اللتان لا تثقان في محافظة تركيا ستحافظ على الأمن في هذه المنطقة. وأضافت ان الفرنسيين والأوروبيين يرون أن الأميركيين تساهلوا مع الأتراك كثيراً لدرجة تسمح للرئيس التركي بـ”ابتزاز الأوروبيين”. وأوضحت أن أعضاء التحالف قلقون أيضاً من إبداء الإدارة الأميركية ليونة فائقة تجاه المطالب التركية، ولا يرون التزاماً مماثلاً تجاه الأكراد و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد).

 

تركيا ترحّل ثمانية “دواعش” إلى ألمانيا وبريطانيا

أنقرة – د ب أ/14 تشرين الثاني/2019

أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس، ترحيل سبعة ألمان إلى برلين، وهم عائلة تنحدر من التيار السلفي في مدينة هيلدسهايم بولاية سكسونيا السفلى الألماني، من دون أن تذكر أية تفاصيل أخرى عن عملية الترحيل، مضيفة إنه تم ترحيل بريطاني إلى لندن. ووصفت الوزارة في بيان، جميع الأشخاص بأنهم “مقاتلون إرهابيون أجانب”، في إشارة إلى تنظيم “داعش”. وكانت تركيا أعلنت ترحيل الكثير من أنصار “داعش” المشتبه بهم خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن ترحل زوجتين لمقاتلين في “داعش” إلى ألمانيا اليوم الجمعة. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن سيدة منهما من مواليد العام 1998، كانت قد نجحت في الهروب من معسكر الهول، الخاضع للأكراد في سورية، وكانت تقبع في مركز الاحتجاز في مدينة غازي عنتاب التركية، مضيفة إن السيدة الأخرى المقرر ترحيلها اليوم، أيضاً من هانوفر، وكانت قد نجحت في التوجه إلى تركيا بعد هروب جماعي من معسكر عين عيسى بسورية.

 

بدء المؤتمر الدولي لـ “الوحدة الإسلامية” في طهران

طهران – وكالات/14 تشرين الثاني/2019

 أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية محسن اراكي، أن موجة التكفير والفتنة انحسرت في العالم الاسلامي اكثر من اي وقت مضى، فيما يصدح صوت الوحدة في انحاء العالم الاسلامي. وخلال مراسم زيارة مرقد الخميني، من قبل المشاركين في المؤتمر الـ 33 للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في مدينة ري جنوب العاصمة طهران، قال اراكي: إن صوت التكفيريين كان يعم العالم الاسلامي يوما ما، الا انه لم يبق لهم الان صوت بعد أن رأت الامة الاسلامية، نتيجة الفتنة والتكفير خلال الاعوام الماضية الاخيرة. وكان الرئيس الايراني حسن روحاني دشن أمس، أعمال المؤتمر، بحضور عدد كبير من المسؤولين الايرانيين والشخصيات الاسلامية والمفكرين من دول العالم الاسلامي. ويشارك في المؤتمر نحو 350 ممثلاً عن 93 دولة من مختلف الشخصيات الفكرية والعلمائية.

 

إدلب: مليشيات النظام استأنفت هجومها البري؟

خالد الخطيب/المدن/14 تشرين الثاني/2019

حققت مليشيات النظام الروسية، الخميس، تقدماً برياً مفاجئاً على حساب المعارضة المسلحة في الجبهات جنوب شرقي إدلب، وسيطرت على قرى ومواقع، وكثفت قصفها على مواقع المعارضة والبلدات المدنية جنوبي ادلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية. وحاولت المليشيات التقدم في محاور كبانة في ريف اللاذقية الشمالي. وبدا من خلال القصف المكثف والتحركات البرية المتسارعة للمليشيات، أنها قد استأنفت بالفعل عملياتها العسكرية المتوقفة في إدلب، منذ 31 آب/أغسطس.

محاور التقدم

تمكنت مليشيات النظام من السيطرة على قرى اللويبدة وتل خزنة وسرجه، جنوب شرقي إدلب، ورصدت نارياً قرى المشيرفة وتل دم والجفرة وغيرها من المواقع والمزارع جنوب شرقي معرة النعمان. واستهدفت المليشيات منطقة العمليات العسكرية بقصف مدفعي وصاروخي عنيف. وقصفت الطائرات الحربية مواقع المعارضة وقرى أم الخلاخيل وأم جلال، وطرق الامداد والنقل التي تصل المناطق الداخلية في ادلب بجنوبها الشرقي. مليشيات النظام المهاجمة من "الفرقة 25" ("قوات النمر" سابقاً)، و"الفيلق الخامس" و"الحرس الجمهوري"، لمّحت إلى أن تحركاتها البرية الجديدة هي استئناف للعمليات العسكرية المحدودة المتوقفة منذ مدة. وقالت المواقع الإعلامية الموالية للنظام إن الأعمال العسكرية ستشهد تصاعداً خلال الأيام المقبلة في مختلف جبهات ادلب. المعارضة المسلحة قللت من أهمية المواقع والقرى التي خسرتها لحساب المليشيات باعتبارها مناطق هامشية ولم تكن واقعة تحت سيطرتها بالفعل. وكثفت "الجبهة الوطنية" و"هيئة تحرير الشام" من القصف المدفعي والصاروخي المعاكس، رداً على المليشيات المقتحمة. واستهدفت المعارضة بنيرانها اللويبدة وتل خزنة ومواقع المليشيات في أكثر من محور. الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ"المدن"، أن محاور تقدم المليشيات في مناطق اشتباك سابق، ولم يكن للطرفين أي سيطرة ثابتة فيها. وبحسب مصطفى، فالمنطقة كانت خلال الأشهر الثلاثة الماضية محاور عمليات تسلل واشتباك محدود للمليشيات والفصائل، واعتادت المليشيات أن تتقدم فيها أكثر من مرة وتنصب كمائنها ومن ثم تنسحب، لكنها هذه المرة فرضت سيطرتها فيها بشكل كامل، وثبتت مواقعها. مصدر عسكري في "فيلق الشام"، أكد لـ"المدن"، أن القرى التي خسرتها المعارضة لم تكن تحوي أي دفاعات وتحصينات عسكرية تمنع تقدم المليشيات، لأنها بالأصل مناطق عسكرية فاصلة، وبالتالي لم يكن هناك اشتباك قريب ومواجهات مباشرة مع المليشيات المهاجمة. وبحسب المصدر، فالمليشيات واصلت قصفها البري ورصدت مناطق واسعة بعدما ثبتت مرابض مدفعية وراجمات صواريخ في مواقعها الجديدة. ومن المحتمل، أن تستمر المليشيات في عملياتها لقضم الهوامش الضعيفة في الجبهات الشرقية كمرحلة أولى من عملياتها المفترضة.

هل تستأنف المعارك؟

شهدت جبهات شرق وجنوب شقي ادلب خلال الأيام القليلة الماضية تحركات كثيفة للمليشيات، وإعادة انتشار وتمركز في عدد من المحاور المقابلة لنقاط المراقبة الروسية في الشيخ بركة وأبو الضهور وفي خط التماس الممتد بينهما شرقي ادلب. وما وصل من تعزيزات المليشيات في الفترة الأخيرة إلى جبهات المنطقة هي من بقايا التشكيلات التي كانت متمركزة في الخطوط الدفاعية التقليدية القديمة؛ خطوط ما قبل أيار/مايو بداية العملية العسكرية الروسية الواسعة جنوبي إدلب وشمالي حماة. الناشط الإعلامي عبدالفتاح الحسين، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام التي أشغلت محور العمليات جنوب شرقي ادلب مؤخراً انطلقت من مواقع تمركزها ومعسكراتها المنتشرة في محيط نقطة المراقبة الروسية في بلدة الشيخ بركة شرقي ادلب. وهي منطقة عسكرية ذات حساسية عالية بالنسبة للقوات الروسية، وقد هاجمتها الفصائل الإسلامية والمعارضة أكثر من مرة خلال الفترة الماضية. وقد يكون الهدف البارز لتقدم المليشيات هو إبعاد خطر نيران المعارضة عن المعسكرات التابعة للمليشيات في المنطقة، ونقطة المراقبة الروسية في الشيخ بركة من خلال السيطرة على الهوامش الخالية من التحصينات والخطوط الدفاعية للمعارضة. أما استئناف العمليات العسكرية فهو مستبعد، بحسب الحسين، على الأقل في الوقت الحالي. وشهدت مناطق جنوبي ادلب وجبل الزاوية وريف المعرة الشرقي خلال الساعات الـ72 الماضية قصفاً مكثفاً غير مسبوق، بعدما قصفت الطائرات المروحية لأول مرة بلدات جنوبي ادلب بالبرميل المتفجرة. وتسبب القصف بمقتل عدد من المدنيين ودمار كبير في المواقع والقرى المستهدفة بسبب القوة التدميرية للبراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام. ودفع قصف المروحيات إلى تهجير من تبقى من العائلات في قرى ريف كفر نبل الجنوبي نحو مخيمات الشمال والمناطق الزراعية المفتوحة، البساتين والجروف الصخرية. الناشط الإعلامي بلال بيوش، أكد لـ"المدن"، أن الطائرات الحربية والمروحية قصفت بعشرات الغارات الجوية مناطق جنوبي ادلب في الساعات القليلة الماضية، وتسبب القصف بتهجير آلاف المدنيين من المنطقة. وقد تركز القصف على الأحياء المأهولة بالسكان التي يتم رصدها عادة عن طريق طائرات الاستطلاع التي تحلق بشكل متواصل في سماء المنطقة جنوبي ادلب.

عقدة كبانة

عززت مليشيات النظام مواقعها في جبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية، الخميس، بمزيد من الأعداد والعتاد الحربي الثقيل، وحاولت التقدم في عدد من محاور القتال، وقصفت مواقع الفصائل المعارضة والإسلامية والتنظيمات الجهادية بأكثر من 300 قذيفة صاروخية ومدفعية. ومهدت الطائرات المروحية والحربية للمليشيات بعشرات الغارات الجوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ. مصدر عسكري في "تحرير الشام"، أكد لـ"المدن"، أن الطائرات الحربية والمروحية قصفت منطقة كبانة والمرتفعات الجبلية في جبلي التركمان والأكراد بأكثر من 100 غارة جوية في الساعات القليلة الماضية، وحاولت التقدم في أكثر من محور بعدما دفعت بمزيد من العناصر والعتاد الحربي إلى جبهات القتال. وبحسب المصدر، تم التصدي للهجمات، وخسرت المليشيات عدداً من عناصرها. وبحسب المصدر، تشارك مليشيات النظام الإيرانية في الهجمات البرية، ومنها "سرايا العرين" و"الفرقة الرابعة" ومجموعات تتبع لـ"حزب الله" اللبناني، وتشكيلات عشائرية مدعومة من "الحرس الثوري" تم استقدامها من حماة وحلب خلال اليومين الماضيين، ومن بينها "لواء الباقر".

 

وزارة التجارة السورية: السكر للمليشيات..والطحين غير صالح للاستهلاك

أحمد الشامي/المدن/14 تشرين الثاني 2019

تلاحق الفضائح وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، من التلاعب بمخصصات الأفران وخلطها بطحين غير صالح للاستهلاك البشري، إلى بيع كميات هائلة من السكر لقادة مليشيات من دون تنظيم عقود بيع قانونية.

السكر للمليشيات

حققت "إدارة المخابرات الجوية" في ريف دمشق، مع عدد من قادة المليشيات الرديفة التابعة لها، على خلفية مطالبة وزارة التجارة لـ"الجوية"، بضرورة سداد أكثر من 300 مليون ليرة سورية. مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن "الجوية" استدعت قادة المليشيات من ريف دمشق الغربي، وحققت معهم على مدى ايام، من دون إيقاف أي منهم. وكانت كتب من وزارة التجارة قد وصلت لـ"الجوية"، تحثها على سداد الديون المترتبة على أبرز قادة مليشياتها العسكرية في قرى وادي بردى؛ تمام محمد دياب، من قرية كفر العواميد. وبحسب الكتب التي وجهتها وزارة التجارة، فقد اشترى دياب أكثر من 5000 طن من السكر من فرع المؤسسة الاستهلاكية في حمص، من دون سداد أي مبلغ. وكانت الوزارة قد قدمت تسهيلات لدياب، بصفته مندوباً لـ"إدارة المخابرات الجوية"، في فترة وجود اللواء جميل الحسن، على رأسها. وأضاف مصدر "المدن"، أن "الجوية" أبلغت القادة الذين حققت معهم، بأنها ستتخذ تدابير بحق مشتري المواد الغذائية من مؤسسات وزارة التجارة، وذلك بعد توقف العمليات القتالية في محيط إدلب. وأشار مصدر "المدن" إلى أن "الجوية" ردت عل كتب الوزارة، بالتبرؤ من دياب، وأشارت إلى أنه شخص غير موثوق بالنسبة لها. وقالت "الجوية"، في رسالة حصلت "المدن" على نسخة منها:  "الإدارة بصفتها الرسمية والاعتبارية لا علاقة لها بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ولكن من البديهيات في أصول البيع والشراء وكونكم مؤسسة حكومية، كان يمكن للوزير السابق تجنب الخطأ من خلال تنظيم عقود بيع نظامية ورسمية تحمي المال العام، فليس من المنطق بمكان استجرار هذه الكمية الهائلة من مادة السكر لأشخاص لمجرد قربهم من المسؤولين او ما شابه". وقدمت "الجوية" في كتابها نصيحة لوزارة التجارة، بالتقدم بشكوى إلى "الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش" لمعالجة الموضوع أصولاً.

الطحين غير صالح للاستهلاك

إلا أن الموضوع لا يتعلق فقط بتجاوزات، على صيغة "تسهيلات"، قدمتها وزارة التجارة لمتعاقدين مع "الجوية"، بل تمتد شبكات الفساد عميقاً في الوزارة. فقد اطلعتّ "المدن" على وثائق متعلقة بكميات النخالة والطحين الفاسدة المخزنة في مستودعات "السورية للحبوب" التابعة لوزارة التجارة الداخلية. وفي إحدى الرسائل الموجهة من مدير الإنتاج في فرع دمشق إلى مدير عام "السورية للحبوب"، يطلب الموافقة على مقترح بنقل 1300 طن من الطحين "المتجبل" إلى المطاحن الكبيرة في الناصرية والغزلانية والكسوة وتشرين، لتتم عملية استصلاحها ومزجها بكمية من الدقيق الصالح، على ألا تزيد نسبة الدقيق المتجبل 10% من الدقيق الصالح. والطحين المتجبل أو الرطب، هو الطحين الذي تعرض لمصادر رطوبة عالية اثناء التخزين أو تعرض للخلط بالماء، ما يسبب تصلبه وتحوله إلى كتل قاسية متعفنة، وهو غير صالح للاستهلاك. المدير العام لـ"السورية للحبوب" وافق على مقترح مدير الإنتاج في فرع دمشق، وطالب مطحنتي الكسوة والغزلانية، بتسلم 1300 طن من الدقيق "المتجبل"، وطحنها مع الدقيق الصالح "ضمن ضوابط فنية متعلقة بعمل المطحن، والحرص على عدم تخزين أي من الكميات القادمة من مخازن فرع دمشق، للحرص على عدم فساد كميات أخرى ضمن المطاحن".

وأشار مصدر "المدن"، إلى أن مؤسسة الحبوب شرعت بخطة خلط الطحين المتجبل مع كميات صالحة، حتى قبل صدور قرار المدير العام لـ"السورية للحبوب". وكانت أجهزة الأمن السورية، قد اعتقلت بطلب من "الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش"، موظفين غير مؤثرين في "السورية للحبوب"، على خلفية ورود أسمائهم في مجريات التحقيق مع المدير العام السابق للمطاحن مهند شاهين. وأشار مصدر "المدن" إلى أن التحقيق مع مهند شاهين، ما زال مستمراً منذ اعتقاله في آب/أغسطس، وهو موقوف حالياً في سجن عدرا المركزي، إلا أن دخول شخصية بارزة في وزارة التجارة الداخلية، للتوسط لهُ حال دون فتح كل الملفات التي ارتبطت باسمه شخصياً وبوزير التجارة السابق عبدالله الغربي، ليقتصر التحقيق على قضية واحدة؛ شراء قطع تبديل للمطاحن بتكاليف مرتفعة في العام 2015. وكانت مجموعة قضايا قد أثيرت ضد شاهين، ومنها نقل 15 ألف طن من القمح من ديرالزور الى حمص، مطلع العام 2018، ووصوله بحالة غير صالحة للطحن وتحويل الكمية إلى علف للحيوانات، وملف تخزين النخالة بكميات كبيرة في مستودعات تتبع للوزارة، وانتهاء صلاحيتها، واتلافها لعدم صلاحيتها حتى للاستهلاك الحيواني، وملف التلاعب بأسعار توريد المازوت، والمصاريف المخصصة لصيانة المطاحن والتي تقدر بأكثر من مليار ليرة سورية، وصرف مخصصات وهمية من الطحين للأفران، وخلط كميات الطحين الصالح للاستهلاك بأخرى منتهية الصلاحية.

ويتوسط حالياً أحد معاوني وزير التجارة، لإنهاء التحقيق مع مهند شاهين، واغلاق ملفات الفساد بأقل خسائر ممكنة، والحيلولة دون طلب موظفين سابقين أو وزير التجارة السابق، والمدراء السابقين للمؤسسات التابعة للوزارة، للتحقيق، كما حصل في آب/أغسطس عبر "الرقابة والتفتيش".

ووفقاً لمصدر "المدن"، فقد صدر كتاب عن الوزارة في تشرين الأول/أكتوبر وأرسل الى "الرقابة والتفتيش" لتبرئة مهند شاهين، والضغط لإغلاق ملفاته. ونُظمت اجتماعات علنية مع عدد كبير من أصحاب الأفران الذين لهم نفوذ ضمن الوزارة، بغرض إصدار كتاب لتبرئة شاهين، وإيقاف التحقيقات معه.

وأضاف مصدر "المدن"، أن ثمة تراخياً بالتعامل مع قضايا وزارة التجارة من قبل "الرقابة والتفتيش"، ما قد يشير إلى وجود من هم أكبر من معاوني الوزير ممن يضغطون لإنهاء التحقيق. ولا توجد قوة تنفيذية فاعلة لتنفيذ قرارات "الرقابة والتفتيش"، إذ أن أموراً كثيرة عملت الهيئة على إعادة تنظيمها عبر قرارات، لم يتم تطبيقها ضمن المديريات. وفي أيلول/سبتمبر، مررت "الرقابة والتفتيش" كتاباً لوزارة الداخلية، يقضي بإعفاء وتغريم عدد من المسؤولين ضمن "السورية للحبوب"، لفساد كميات كبيرة من الطحين والنخالة بسبب سوء التخزين. كما أن كميات من الطحين والنخالة تم شراؤها بحالة سيئة. إلا أن أحداً لم يغادر موقعه، ولم يطبق التغريم بحق أي موظف. وكان القانون رقم 11، الصادر في نيسان/أبريل 2019، قد أحدث "السورية للحبوب" لتحل محل "المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب" و"الشركة العامة لصوامع الحبوب" و"الشركة العامة للمطاحن".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عندما تأسف لأنّك كنت على حقّ

خيرالله خيرالله/العرب/14 تشرين الثاني 2019

عون لا يصلح لما دون أقلّ بكثير من رئيس للجمهورية

قبل اثني عشر يوما من انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الأوّل – أكتوبر 2016، كتبت هذا المقال من منطلق أني رافقت صعود نجم ميشال عون. مؤسف أنّي كنت على حق. لا أدعي أنّي لا أخطئ. لكنّه في ما يخصّ رئيس الجمهورية اللبنانية الحالي، لم أكن مصيبا فقط، بل ثبتت في ضوء الأحداث الأخيرة كلّ مخاوفي. كتبت في 2016، قبل أيّام قليلة من أن يصبح ميشال عون رئيسا، المقال الآتي تحت عنوان “ميشال عون رئيسا… خوف على لبنان”:

مطروح جدّيا أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان. لا يشكّل ذلك خطرا على الجمهورية اللبنانية، أو على الأصحّ، ما بقي منها، بمقدار ما يشكّل خطرا على مستقبل لبنان وعلى علّة وجوده كدولة مستقلّة وسيّدة تنتمي إلى محيطها العربي.

يكفي لرفض أن يكون ميشال عون رئيسا للجمهورية ما حصل قبل أيّام قليلة في ذكرى يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل ـ أكتوبر 1990. إنّها ذكرى توفير ميشال عون كلّ الأسباب التي مكّنت النظام السوري من فرض وصايته الشاملة على لبنان. وجد للأسف الشديد من يحتفل بالهزيمة، أي بدخول القوات السورية قصر بعبدا ووزارة الدفاع بفضل البطولات التي ارتبطت بقائد الجيش وقتذاك، أي بميشال عون.

مجرّد حصول مثل ذلك الاحتفال، وهو احتفال بالهزيمة، يكشف أن لبنان بلد العجائب والغرائب. هناك شخص اسمه ميشال عون يحتفل بهزيمة تسبب بها بدل أن يعتذر من اللبنانيين، خصوصا من المسيحيين منهم، ويعلن توبته عن التعاطي في كلّ ما له علاقة بالسياسة. هل في العالم بلد آخر غير لبنان، يوجد فيه من يحتفل بالهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بشخصه وبالبلد؟ هل في العالم بلد يكافئ شخصا على التسبّب بالذل بشعبه؟

لا بدّ من العودة قليلا إلى الخلف للتأكّد من أنّ ميشال عون لا يصلح لما دون أقلّ بكثير من رئيس للجمهورية، هو الذي يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية بفضل الأصوات التي يؤمّنها له “حزب الله” وليس لسبب آخر. ماذا حصل في ذلك اليوم من العام 1990 الذي دخل فيه الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة واستولى على كلّ الملفات فيها ونقلها إلى دمشق مكرّسا وصاية على البلد استمرّت خمسة عشر عاما؟

كيف تسلسلت الأحداث وصولا إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي لا يخجل أنصار عون من الاحتفال به؟

في الثالث والعشرين من أيلول ـ سبتمبر 1988، انتهت ولاية الرئيس أمين الجميّل الذي رفض التوقيع على أيّ ورقة يمكن أن تنتقص من سيادة لبنان على الرغم من لقاءاته الطويلة الكثيرة مع حافظ الأسد. غادر الرجل قصر بعبدا ليحل فيه ميشال عون، قائد الجيش وقتذاك، على رأس حكومة مؤقتة لا مهمّة لها سوى المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس الذي انتهت ولايته. اضطرّ الجميّل، في ظلّ ظروف معيّنة، بل قاهرة، إلى تكليف ميشال عون تشكيل حكومة مؤقتة والحلول مكانه، كشخصية مسيحية، في قصر بعبدا في انتظار مجيء الرئيس الجديد.

بدل المساعدة في انتخاب خلف لأمين الجميّل، قرّر ميشال عون أن يكون هو رئيس الجمهورية معلنا تمرّده على كلّ شيء بدءا بعدم أخذ العلم بأنّ الحكومة التي شكلّها وكانت تضم ثلاثة ضبّاط مسلمين وثلاثة آخرين مسيحيين، استقال منها جميع المسلمين.

قبل التوصل إلى اتفاق الطائف، قصف ميشال عون بيروت الغربية، ذات الأكثرية الإسلامية. وبعد اتفاق الطائف الذي وقع في أيلول – سبتمبر 1989، والذي سمح للنوّاب بانتخاب رجل عاقل هو رينيه معوّض رئيسا للجمهورية، خاض حربا مع “القوات اللبنانية” التي كانت وقتذاك ميليشيا مسيحية. منع رينيه معوّض من دخول قصر

بعبدا. سمح ذلك للنظام السوري باغتياله، بعد أسابيع قليلة من انتخابه. كانت لدى النظام السوري حسابات خاصة به تتجاوز شخص رينيه معوّض الذي كان يتمتع بغطاء عربي ودولي. كان يريد رئيسا للجمهورية يدور قدر الإمكان في فلكه، فجاء بإلياس الهراوي رئيسا.

بإصراره على أن يكون رئيسا للجمهورية، بأيّ ثمن كان، لعب ميشال عون في كلّ وقت الدور المطلوب منه سوريا. كان حليفا لصدّام حسين الذي أرسل إليه عن طريق البحر دبابات استخدمها في حربه على “القوّات اللبنانية”. عبرت هذه الدبابات الحدود البرية بين العراق وتركيا ونقلت إلى لبنان بحرا بعدما سمحت بذلك إسرائيل… التي كانت تفرض حصارا على الشاطئ اللبناني!

لم يكتف ميشال عون بخوض حرب مع “القوات اللبنانية” أدت إلى أكبر موجة هجرة مسيحية من البلد، بل قرّر الدخول في مواجهة مباشرة مع حافظ الأسد الذي لم يقتنع بجعله رئيسا للبنان. هناك أربعمئة ألف لبناني، معظمهم من المسيحيين، هاجروا من البلد بسبب حربي “التحرير” و”الإلغاء” اللتين تسبّب بهما ميشال عون.

لم يستوعب ميشال عون في أيّ وقت أهمية التوازنات الإقليمية والدولية. وعندما وجد حافظ الأسد الفرصة المناسبة لوضع يده على البلد، قصف، من الجوّ، قصر بعبدا وفرّ ميشال عون إلى السفارة الفرنسية قبل أن ينتقل من هناك إلى فرنسا نفسها حيث بقي لاجئا طوال خمسة عشر عاما. قبض حافظ الأسد سلفا ثمن إرسال وحدة من الجيش السوري قاتلت الجيش العراقي، إلى جانب الأميركيين، في حرب تحرير الكويت. كان الثمن الوصاية السورية على لبنان.

عاد ميشال عون إلى لبنان على دم رفيق الحريري في 2005 وذلك بعدما أخرج هذا الدمّ الجيش السوري من لبنان. عاد من دون أن يتعلّم شيئا. هدفه الوحيد في الحياة أن يكون رئيسا للجمهورية حتى لو كان ذلك على أشلاء لبنان.

يبدو أن عقدة رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تفارق الرجل. هذه العقدة تسمح باستغلاله سياسيا لتنفيذ مآرب معينة. مثلما لعب الدور الأساسي في جعل النظام السوري يحتل قصر بعبدا ويفرض وصايته على لبنان كلّه بين 1990 و2005، نجده اليوم في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني الذي تعبّر عنه رغبة “حزب الله” في منع انتخاب رئيس للجمهورية… أو انتخابه هو رئيسا للقضاء على الجمهورية. يستغلّ “حزب الله” عقدة عون الرئاسية لتعطيل انتخابات الرئاسة والعمل في خط مواز يصبّ في تغيير طبيعة النظام اللبناني.

نعم، هناك خوف من أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية. إنّه خوف على لبنان، نظرا إلى أن ميشال عون في بعبدا لا يمثّل سوى الاستسلام للمشروع الهادف إلى جعل لبنان ذنبا لإيران. من لديه أدنى شك في ذلك يستطيع مراجعة سجّل وزير الخارجية جبران باسيل، صهر عون، في الاجتماعات العربية. كان لبنان كلّ شيء في تلك الاجتماعات باستثناء دولة عربية مستقلّة… كان صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربية!

 

متى يفرج الجنرال قاسم سليماني عن حكومة لبنانية مستقلة؟

حارث سليمان/المدن/14 تشرين الثاني 2019

جوهر كلام السيد نصرالله أن أميركا ترامب وعقوباتها هي سبب أزمتنا، وليس فساد وفشل الطبقة السياسية الحاكمة وتفاهتها، ومن يعارض هذا المنطق سيتم التشكيك بوطنيته وعروبته وانتمائه. إياكم والتصويب على الفساد، الذي قايضنا فيه، إمساكنا بقرار لبنان ودوره واقتصاده مقابل فتات وريوع وزعناها على أطراف الطبقة الحاكمة.

الشرنقة

الحقيقة جلية وعنيدة، فليس هناك عقوبات أميركية أو دولية على العراق، وليس هناك عقوبات دولية أو أميركية على لبنان. بل هناك عقوبات على حزب الله بالمعنى الضيق أفراداً وبنوكاً، وما يحاوله حزب الله فعلياً هو تحويل عقوبته إلى عقوبة تطال الشعب اللبناني بأجمعه، هو يتحصن بالناس ويقامر بقوت عيالهم، من أجل بقاء هيمنته وإمساكه بمفاصل الحياة السياسية. أما سبب ندرة الدولار فليس حصاراً دولياً مزعوماً، إنما هو عدم قدرة لبنان بعملته الصعبة، وبميزان مدفوعاته، على تحمل أعباء تمويل المستوردات السورية وإطعام 18 مليون سوري. فسورية المدمرة لم يعد لديها موارد تزودها بالعملة الصعبة، ولذلك يتحمل هذا العبء سوق القطع اللبناني، وهو السوق الوحيد الذي يجري فيه شراء العملات الأجنبية من دون قيود في كل دول الجوار السوري. لقد توهم حزب الله أنه يستطيع أن يقاتل كل الدنيا، وأن يستفز كل الدول، وسواء كان هذا وهم ذاتي أو تكليف إقليمي، فقد صنع لنفسه شرنقة تمسك بأنفاسه، وأدخل لبنان في شرنقته. فحرم الوطن من علاقاته العربية وصداقاته الدولية، وأشاح العالم بوجهه عن مساعدة لبنان كبلد، في وقت لا يريد هذا البلد مساعدة نفسه، وفي زمن أناط فيه أمين عام حزب الله بوطن الأرز، مسؤولية خوض حرب من أجل فك "حصار أميركا عن إيران".

مخالفة الدستور

مضى أربعة عشر يوماً على استقالة الرئيس سعد الحريري، وما زال رئيس الجمهورية، ممعناً بالتنكر لقسمه وواجباته الدستورية، ويحجم عن تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، في سابقة لم تسجل في تاريخ تأليف الوزارات في لبنان وتسمية رئيسها. فرئيس الجمهورية يرتكب مخالفة دستورية، أولاً، بعدم تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة. ويخالف الدستور ثانية، حين يحاول تأليف حكومة ليست من صلاحياته تأليفها، فالتأليف مهمة رئيس الحكومة المكلف، كما أن الضمانات التي يزعم تأمينها، وهو زعم باطل، موجودة في مجلس النواب، بمعنى أن الرئيس المكلف ليس مطلق اليدين إذا كُلِّف، وعليه استشارة الكتل النيابية، والرئيس لديه أكبر كتلة نيابية، أما عن توجه الحكومة فهو مربوط بالمجلس النيابي الذي ستمثل الحكومة أمامه لنيل الثقة. رئيس الحكومة هو من يتحمل المسؤولية أمام مجلس النواب وليس رئيس الجمهورية. فإذا لم تنل حكومته الثقة يذهب رئيسها إلى منزله، فيما يبقى رئيس الجمهورية في موقعه. الواضح أن ميشال عون لا يؤمن بالطائف ويتصرف كرئيس قبل الطائف وحاكم فاتك ويخالف الدستور مرة ثالثة.

ضمانات لحزب الله!

هذا في الدستور الذي لا يخضع لأهواء سياسية. أما في السياسة فعون ينفذ تعليمات قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني، الذي منع استقالة عادل عبد المهدي في العراق، ودفع ميليشيات الحشد الشعبي لمواجهة ثورة شعب العراق وأجياله الشابة، ويحاول في لبنان إعادة تشكيل حكومة بمواصفات الحكومة المستقيلة، ولذلك ظهر عون على شاشات التلفزة رجلاً يعيش في كوكب آخر. يمارس ترف هدر الوقت والعبث بمصير بلد ينهار في كل ساعة. ويراهن على فشل الثورة وإخمادها بكافة الطرق. كل ذلك بدفع وقرار يعود لحزب الله ولمن يواليه. من جهة ثانية، يتساءل حزب الله متمسكناً؛ أريد ضمانات تؤمن مصالحي، قبل أن أفرج عن تشكيل الحكومة.. فباب الحكومة موصد بضياع موعد الاستشارات، حتى يهدأ بال حزب الله وينال ضماناته. شر البلية ما يضحك؛ حزب الله قلق، فلنهرع جميعاً لمعالجة مخاوفه وهواجسه! ولذلك فليحدد مصالحه؛ أين تبدأ حدود مصالحه، وأين تنتهي؟ هل تنحصر في لبنان وحدوده، وما هي طبيعة هذه المصالح؟ هل تتلخص بحقوق الناس وجودة عيشهم وتأمين أرزاقهم وطبابتهم وتعليمهم وصحتهم ومائهم وهوائهم و مجالهم العام؟ إذا كان الأمر كذلك، فهي مصالح شرعية مطلوبة لكل لبناني ولكل جماعة! وتتبناها الثورة منذ يومها الأول، فعلام القلق اذن؟ وأي ضمانات تطلب؟

دروع بشرية

ما يخشاه كثيرون أن الضمانات المطلوبة تتعلق بالانضواء في حلف الممانعة الممتدة من طهران حتى بيروت، وإضافة الصين ليس تورية أو تفريداً، بل تجميلاً لقميص قديم بحلة جديدة، لا يريد السيد نصرالله في خضم أزمة الناس وخوفهم على مصيرهم في لبنان أي حل أو تنازل، يبرد الأجواء، ويمكن لبنان من نيل مساعدات العرب والعالم. بل يريد أخذ شعب لبنان وناسه دروعاً بشرية تمكنه من مواجهة العالم، وتصعيد معركته وإيران ضد أعدائه وأعدائها. ببساطة، يغامر بكل لبنان فداء لمشروعه ومشروع فقيهه. وهو مشروع أحل الخراب في كل دول المشرق العربي. فالمطلوب ترك حدود لبنان سائبة للتدخلات الإقليمية والحروب الجهادية والتهريب الجمركي والاقتصاد الموازي الأسود!؟ هذه أمور لن يدلي بها أحد. لا جواب إلا إذا أرادت طهران الإجابة! في واقع الحال، كل لبناني بحاجة لضمانة، قبل أن يقدم أحد ما ضمانة لحزب الله. اللبنانيون أمام المصرف والفرن بحاجة إلى ضمانة، فيما حزب الله يصرف رواتب عناصره بالدولار ونقداً. اللبنانيون جميعاً في قلق وجذع، يسألون عن مدخراتهم وقدرتهم الشرائية وجنى أعمارهم، فيما إيران تبحث عن استمرار قدرتها على إمساك ورقة لبنان، في ملف مفاوضاتها، وتصادر باب تأليف حكومة، قد تفتح باباً لأمل قد يأتي. هل هناك بصيص نور لإيجاد مخرج لهذه الأزمة؟ والجواب نعم . كيف يكون ذلك؟ للبحث تتمة والثورة مستمرة.

 

الإعلام اللبناني يخوض ثورته

يارا نحلة/المدن/14 تشرين الثاني 2019

لم يلبث أن ظهر الرئيس ميشال عون في مقابلة تلفزيونية وأثار جدلاً بخطابه الذي اعتبره البعض مهيناً للشعب اللبناني، حتى نزل اللبنانيون بالمئات إلى الشوارع مستكملين ثورتهم ومطالبين رئيسهم بالرحيل. أما إستشهاد المواطن علاء أبو فخر وتناقل صورته مضرجاً بالدماء، فأدّى، في غضون لحظات، إلى إشتعال الشارع دفعةً واحدة وتحوّل مئات المحتجين إلى آلاف.

للإعلام إذاً دور جوهري في الثورة، وهو بالتأكيد لا ينحصر في وسائل الإعلام ذات الخطوات الثقيلة بالمقارنة مع الإعلام الشعبي، إعلام السوشيال ميديا وكاميرات الهواتف سريعة الحركة.

إنطلاقاً من أهمية هذا الدور، وتحت عنوان "الإعلام اللبناني والثورة"، نظّم "ملتقى التأثير المدني"، أمس، جلسة نقاش في خيمته في وسط بيروت، كجزء من الحوارات اليومية التي يعقدها الملتقى على الأرض. تطرّق الحوار الذي إستضاف عدداً من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام إلى موضوعات متعدّدة، أهمها خروج الإعلام من سلطة المؤسسات الإعلامية التقليدية وتحوّله إلى سلاحٍ بيد الشعب، يواجه به إعلام السلطة وثورتها المضادة.

فالإعلام اللبناني التقليدي مملوك، بنسبة 43%، من قبل 12 عائلة لبنانية نافذة فقط. نسبة نبّهنا إليها المسؤول الإعلامي في "مؤسسة سمير قصير" والصحافي جاد شحرور، قائلاً: "ذكّرتنا الثورة بأن لا إعلام معارضاً في لبنان". في مواجهة تبعية المؤسسات الإعلامية، تحوّل المواطنون أنفسهم إلى مراسلين وصحافيين، متفوقين على القنوات التلفزيونية بسرعة نقلهم للأخبار الموثقة بالصور ومقاطع الفيديو المأخوذة من قلب الحدث، وقبل أن يتسنى لوسائل الإعلام أن يعرفوا بها.

"الحدث يصنع نفسه ويسبق الصحافي". هذا ما خلص اليه مدير تحرير "المدن" الزميل يوسف بزي. وعليه أصبح الصحافيون أمام مشكلتين؛ الأولى تتمثل بمتابعة الحدث، والأخرى بالمواطنين الذين أصبحوا صحافيين.

على إن إمتثال الإعلام التقليدي لحركة الشارع والمواد الإعلامية المنبثقة عنه أجبره على "التواضع أمام لغة اللبنانيين"، وفق بزي، الذي تحدّث عن أهمية الشتيمة وأثرها في تحرير لغة الصحافة، بما فيها صحافة السوشيال ميديا. وقد أشار، في هذا الإطار، إلى سطوة سلطة العهد وأجهزته الرقابية على لغة الإعلام والناس معاً، وهذا عبر "مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية" الذي أضحى، في الآونة الأخيرة، الجهاز الرسمي الوحيد الناشط والفاعل، مانعاً الناس حتى من أن "يفشوا خلقهم" في السوشيال ميديا.

والثورة التي فرضت تحولات عديدة على العمل الإعلامي، انعكست بدورها على مقاربة "المدن" لها من أكثر من ناحية، أوّلها أنه "لم يعد بالإمكان أن تكون جريدة تصدر لبيروت"، يقول بزي، موضحاً "فقدنا أول اعتياد بأن يكون الاعلام ابن العاصمة، بل صار لزاماً علينا أن نكون صحافة لكل المناطق والأطراف"، ويُضاف ذلك إلى "وقوعنا في حيرة اللغة. هل هي ثورة أو انتفاضة أو حراك؟ الفروقات كبيرة في المعنى والإيحاء. ونحنا وجدنا أنفسنا أمام مسؤولية المصطلحات، حيث أن تبنّي المفردات هو تحدٍ شبه بومي بالنسبة إلينا". وفي حين أننا في "المدن" نملك الاستقلالية التي لا تتوافر لوسائل الإعلام الأخرى خصوصاً تلك المملوكة لسياسيين أو تعتمد على التمويل السياسي، فإننا لم ندّعِ الحيادية، بل نحن موضوعين في تعاطينا مع الأحداث منذ بدايتها، يضيف بزي، مشيراً إلى أن همّ الجريدة الأول هو التحيّز دائماً للصواب.

تتجسّد سطوة السلطة على الإعلام من خلال الدعاوى القضائية التي تلاحق اي مؤسسة صحافية تسعى إلى فضح الفساد أو إنتقاد السياسيين. ويقول محامي جريدة "النهار"، إن "كل مقال نقدي تجاه السياسيين وممارساتهم يؤدي بنا إلى المحكمة"، لكنه أكّد أن الطريقة الوحيدة لحماية الإعلام من بطش السلطة أن يكون العمل الصحافي متقناً وموثّقاً بالأدلّة. وأضاف: "يجب ألا نخاف أبداً من إبداء الرأي حتى وإن تجاوز الحدود التقليدية".

أدّت الثورة إلى تحوّل جذري في مقاربة الإعلام للسياسيين. ويرى بزي ان واجب الإعلام ألا يتحوّل إلى منبر لرجال السلطة، قائلاً: "ممنوع قسم السياسة في الصحف أن يكون منبراً للسياسيين". كما ان تغطية الوجه الإقتصادي للثورة يتمّ عبر نقل هموم الناس الإقتصادية، لا أرقام وتهويلات المصرف المركزي والمحللين الإقتصاديين وغيرهم". هذا بالإضافة إلى تخلّص الإعلام، بين ليلة الثورة وضحاها، من طابعة المديني ومركزيته ومناطقيته.

أما بالنسبة للتحديات التي تواجه العمل الصحافي اليومي، فتطرقت الندوة الى إشكالية تبني مفردات من مثيل "ثورة/حراك"، وتساءل بزي: "هل نحن قادرون على تحمّل مسؤولية مصطلح "الثورة"، بما يستلزمه هذا المفهوم من تغيير شامل للنظام؟".

كما يجب ألا ننسى أنه، إلى جانب القنوات الإعلامية التابعة للأحزاب والجهات الفئوية، لدينا أيضاً تلفزيون وطني هو "تلفزيون لبنان"، الذي لم يغطِّ من كل الأحداث التي إندلعت في الشهر الأخيرة سوى تحرّك العونيين أمام قصر بعبدا.

وعليه، دعا الباحث السياسي مكرم رباح إلى "ضرورة إسترجاع تلفزيون لبنان من السلطة قبل التفكير بتأسيس إعلام خاص بالثورة"، مضيفاً: "لا يحق لأحد أن يقول لنا ما علينا أن نقرأ ونكتب ونفكر، ليس مسموحاً لأحد أن يكون رقيباً أخلاقياً علينا". ويعدّ إصلاح القضاء معركة أساسية لضمان حماية الإعلام وحرياته. وقال رباح: "أنا أتعرّض شخصاً لهجومٍ من قبل صحافيين ليسوا في نهاية المطاف سوى مخبرين صغار يعدّون تقارير لأطراف السلطة".

لكن الأهم في هذا السياق، هو أن الثورة أسهمت بسقوط كل الحواجز والضوابط المعتادة، إذ صار بالإمكان للناس أن يعبّروا عن انتقاداتهم للإعلام وأن يسمعوا الرأي الآخر، في حين أن "هذه الثورة سوف تسمح بغربلة من هو صحافي وإعلامي ومن هو بوق السلطة والسياسيين"، على ما يقول رباح.

 

لبنان ولعبة الانتفاضة والعهد

"ذهب الشارع المؤيد للحزب الحليف لعون إلى اعتبار أن الإطلالة الرئاسية لم تأت بجديد كونها أتت صدامية مع الشارع"

حسن فحص/انديبندت عربية/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

قد يكون هناك شبه إجماع بين القوى السياسية اللبنانية المؤيدة للعهد والمعارضة له – المؤيدة للانتفاضة الشعبية- على أن التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية ميشال عون أتت في وقت غير مناسب ومن خارج السياق الذي كانت الأمور تتجه نحوها، والتي بدأت تتبلور فيها مرحلة من شبه الهدوء والتوجه نحو التفاهم على أسس لحوار من نوع ما، يكون قادراً على استيعاب عدم عودة سعدالدين الحريري إلى رئاسة الوزراء على خلفية رفضه القبول بمبدأ حكومة "تكنو - سياسية"، على حساب موقفه المطالب بحكومة محض "تكنوقراط" استجابةً لمطالب قوىً سياسية مؤيدة للانتفاضة ومطالب قوى دولية تراقب عن كثب ما يجري في لبنان ومعركة إخراج حزب الله، حليف رئيس الجمهورية والعهد من السلطة والحكومة.

النتائج التي ترتبت على اللقاء المتلفز لرئيس الجمهورية، تسببت بحال من الإرباك في صفوف قوى السلطة خصوصاً في الصفوف المؤيدة لحزب الله، بخاصة أنها لم تحسم اتجاه الأمور سلباً أو إيجاباً، لا بل زادت عملية التفاوض مع الحريري تعقيداً، في ظل رغبة الحزب في عودته وتمسك رئيس الوزراء المستقيل بالعودة إلى الحكومة كآخر فرصة له لترميم شعبيته وموقعه ضمن تركيبة السلطة، إذ إن خروجه من دائرة الأسماء التي يمكن تكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة يعني مقدمة لخروجه من الحياة السياسية، في حين أن شركاءه في التحالف غير المعلن سيبقون شركاء أمر واقع في مواجهة القوى الداعمة للعهد.

في المقابل، فإن حجم التحدي الذي يشعر به حزب الله من جراء تطور الأحداث التي تشهدها الساحة اللبنانية، التي، ومن منطلقات قراءته الخاصة، لا يمكن فصلها عما تشهده الساحة الإقليمية والأزمة الإيرانية - الأميركية، إلا أنه يتسعد لمختلف السيناريوهات المحتملة على الصعيد الداخلي وبالتالي، تشكل مسألة تمسكه بحكومة "تكنو - سياسية" خط دفاع أول عن دوره واستمراريته، يقطع الطريق على إجباره على الانتقال إلى خطوة لا يريدها أو يعمل من أجل عدم الوصول إليها، تكون معقدة في آلياتها وتضعه بمواجهة خيارات داخلية ودولية وإقليمية لا يرغب في الوصول إليها في هذه المرحلة.

وأمام رد فعل الشارع على كلام عون والمواقف التي أعلن تمسكه بها في إطار الإستراتيجية العامة للعهد، ذهب الشارع المؤيد للحزب الحليف له إلى اعتبار أن الإطلالة الرئاسية لم تأت بجديد كونها أتت صدامية مع الشارع في توقيت دقيق ومفصلي، ومن الممكن أن تجر البلاد إلى لعبة الشوارع (شارع شعبي مقابل شارع آخر) حرص كل الأطراف على عدم الوصول إليها، وبالتالي قد تؤدي في نتائجها إلى إجبار الحزب على الانتقال إلى خطوة تنسجم مع هذا الانقسام كمقدمة لقلب الطاولة على كل خيارات الحل وفرض الحل الذي يريده في تحد لكل المواقف الدولية والإقليمية المحذرة من عواقب مثل هذه الخطوة.

مصدر غربي عن الانتفاضة اللبنانية: "الناس على الأرض والزعماء على القمر"

وهنا، يعتقد الحزب أن العودة الأخيرة إلى الشارع وإقفال الطرق الذي قامت به جماعات شعبية – حزبية لم يأت كرد فعل على خطاب الرئيس، بل نتيجة لشعورها بأن الأمور بدأت تخرج من يدها وأن العهد يتجه إلى اتخاذ خيارات وقرارات لن تكون في مصلحتها أو مصلحة بقائها ومشاركتها في الحل أو العملية السياسية. وعليه فإن خطاب الرئيس جاء تلبية لحاجة قوى السلطة التي تريد مسوغاً يدفع الحراك إلى الوقوع في الفخ الذي نصبته لهم لتأمين الغطاء لتمرير موضوع إزاحة الحريري عن صدارة لائحة الملكفين بتشكيل الحكومة المقبلة وبالتالي جر الجدل إلى مكان آخر حول رئاسة الجمهورية بعيداً من التسوية الرئاسية. ويمكن القول إن قوى السلطة استدرجت الأحزاب التي تقف إلى جانب الانتفاضة للعب في الملعب الذي تريده، فإذا ما كان جمهور الانتفاضة رافضاً لمبدأ استمرار رئيس الجمهورية في موقعه ويطالب برحيله، إلا أن الأخير ومن خلال المواقف التي قدمها في خطابه، والتي اعتبرها من الثوابت السياسية لحكمه والمتمثلة في:

فإن الأحزاب التي تقف على مسافة من التبني العلني للانتفاضة باتت اليوم هي الطرف الذي يقف بمواجهة حكم عون والسلطة مباشرةً من دون قفازات، خصوصاً بعد الحادث المؤلم الذي أودى بحياة المواطن علاء أبو فخر (المؤيد للانتفاضة)، أحد مناصري الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حيث بات صعباً الذهاب حتى النهاية في تحميل السلطة وحدها المسؤولية عن سقوط الدم، وتظهير الدور الذي تقوم به هذه الأحزاب في الانتفاضة، وبالتالي استطاع العهد والقوى السياسية التي تقف وراءه، أن يجر قوى الانتفاضة والأحزاب المؤيدة لها إلى دائرة المواجهة المباشرة حول العناوين المكشوفة التي تشكل العناوين السياسية التي تُركت بعيدةً من الواجهة لمصلحة المطالب المعيشية والاقتصادية. تكشف هذه التطورات أن لعبة "عض الأصابع" الجدية بدأت فعلياً وعملياً بين الأطراف السياسية، وهي لعبة قد تكون معقدة وطويلة الأمد لا توحي بأن الحلول فيها قريبة، بخاصة إذا ما ذهبت الأمور إلى الدفع بالحريري إلى إعلان اعتذاره عن التكليف بالشروط التي يريدها العهد وحلفاؤه على حساب الشروط التي يتمسك بها. أما في حال وافق الحريري على هذه الشروط وقبِل بحكومة "تكنو - سياسية" فإن ذلك سيكون على حساب تراجع صدقيته الدولية في المرحلة الأولى ودخول لبنان في مرحلة من الحصار الإقليمي والدولي في حال تأخر التسويات الإقليمية والدولية مع اللاعب الإقليمي الأول الداعم للحكم الحالي فيه، أي إيران.

 

انقلاب عون على التهدئة: هدف للعهد في مرماه

هيام القصيفي/الأخبار/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

هل اقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على قلب الطاولة على نفسه في حواره التلفزيوني، وهو نفسه قال ان مستقبله السياسي لم يعد امامه. الرجل الذي اختلفت حوله الاراء، بدا كأنه يطيح التهدئة التي عمل عليها منذ بداية الحراك الشعبي. فهل كان يكفي اعتذار رئيس الجمهورية وتراجعه عما قاله ليسحب التوتر المتفاقم، ام انه كان يقصد كل كلمة قالها؟ لعله السؤال الاكثر تداولا امس، وسط قراءة موقفه في ميزان الربح والخسارة، لان هناك من يعتقد انه كان في غنى عن اطلالته، وقد تم استخدام كلامه لتحريض الشارع ضده.

ما شهدته الطرق المؤدية الى القصر الجمهوري وجل الديب والذوق وبيروت، ومع توقع انضمام متظاهرين من كل المناطق لتشييع علاء ابو فخر، ليس ردا عاديا عليه، كموقف ارتجالي اعتاد اللبنانيون عليه حين كان لا يزال في الرابية. انما هو رد على مسار شهدته الحركة الشعبية حين ركزت تظاهرتها على استهداف السلطة ككل، مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ولم تتعرض لشخصه الا باستهدافات محدودة. وهو، في المقابل، عمل لمرتين على محاولة استقطاب المتظاهرين في خطابين شهدا تهدئة واستيعابا منه لخطاب الشارع وتأكيده انسجامه مع الشعارات المرفوعة لمحاربة الفساد. كان رئيس الجمهورية مؤمنا ان الناس في الساحات كلها، سيستمعون اليه وانه قادر على ايصال صوته اليهم. حتى في تظاهرة التيار الوطني الحر في بعبدا، التي ناقضت كل التدابير الامنية التي اتخذت سابقا لمنع وصول المتظاهرين الى حرم القصر وطرقه، وبخلاف كلام باسيل، جاء كلام عون محاولة جامعة للمّ شمل الشارعين المتناقضين.

من هنا لم يفهم سر خطوة رئيس الجمهورية في توقيت لا يصب في صالحه، لا موقعا ولا رئيسًا بدأ نصف ولايته الثاني على وقع استحقاقات سياسية وامنية واقتصادية ترسم ظلا اسود على الجمهورية.

تحدث عون امام رأي عام محلي وعربي ودولي، وقدم صورة لم تصب في صالحه. وهذا خطأ يتحمل مسؤوليته كما فريقه السياسي والاعلامي الذي بادر الى توضيح عبارة مجتزأة متناسيا عبارات اخرى اكثر حدة، ففاقم ردة الفعل. وكلامه الذي اعاد تجييش الشارع، تزامن ايضا مع وصول الموفد الفرنسي السفير كريستوف فارنو الذي قام بجولة مسائية للاطلاع على الوضع في ساحات التظاهر قبل بدء لقاءاته الرسمية.

تحدث عون في لحظة كانت ترتسم فيها تهدئة سياسية على ضفتي الرئيس نبيه بري وحزب الله، والرئيس سعد الحريري. وهي من المرات النادرة التي يعمد بري الى سحب موضوع خلافي كالجلسة النيابية بما حملت من مشكلات، قبل ان تصل الامور الى حد الانفجار. سارع بري الى اطفاء الموضوع وتأجيله، تاركا المجال لاتصالات موازية على الخط الحكومي. في المقابل راح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، ولو بلهجة حادة، الى ملفات اساسية حول مستقبل علاقات لبنان الدولية، لكنه حيد بدوره ملف الحكومة. لان خط التهدئة كان جاريا بفعالية، ونقطته المحورية محاولة استقطاب الحريري اكثر فأكثر الى ملعب الطرفين. ورغم ان الاطار العام لحركة الحريري ظل محكوما بضغط خارجي لتشكيل حكومة تكنوقراط، الا ان ما توافر تحدث عن ليونة راهن عليها بري والحزب في استثمارها للانتقال الى مرحلة جدية من المفاوضات حول شكل الحكومة. النقطة المفصلية ان بري والحزب يريدان الحريري رئيسا للحكومة، لا سيما ان الحزب وخلافا لتوقعات خصومه، لم يبادر منذ اللحظة الاولى الى اي عمل ميداني يفهم منه استهدافا للحركة الشعبية، غير محاولات التحذير من استغلالها خارجيا، والعمل في الوقت نفسه على تنفيس الاحتقان السياسي قبل استقالة الحريري وبعدها لتشكيل حكومة منوعة. الا ان خطوة عون جاءت مفاجئة بتوقيتها ومضمونها مازجة بين استهداف الحريري والتصويب عليه بما فهم منه انه لا يحبذ عودته خلافا لرغبة بري والحزب، وهو امر ترك استياء لدى الطرفين، وتأجيجه للشارع مجددا.

على وقع استحقاق امني تمثل بحادثة الشويفات، ومن ثم حادثة جل الديب، ازداد الاحتقان في الشارع، وكرستا انقساما اعمق من قبل، بعدما تحول شعار المتظاهرين استهدافا للعهد ورئيس الجمهورية وحده دون اي مسؤول آخر. والاتصالات التي اجراها، عكست مزيجا من التهيب لما جرى وقلقا اقرب الى الخوف من حجم التدهور في الشارع، من دون التخلي علانية عن بعض ملامح المكابرة، خصوصا ان بعض المنظرين دعوا الى ترك حركة الشارع لمدة 24 ساعة «وستنتهي لوحدها»، وعودة المطالبة بنزول الجيش الى الشارع وفتح الطرق بالقوة. الا ان التقارير الامنية التي وردت من كل الاجهزة الرسمية وغير الرسمية، اعطت معلومات مغايرة تماما، ما اضطر البعض في القصر الجمهوري الى مراجعة حساباته السياسية والامنية. وبدا ذلك واضحا من خلال محاولة امتصاص النقمة والسماح بتظاهرة حاشدة على طريق القصر، بعكس ما جرى في اول ايام التظاهرات.

 

الجيش والابرياء

العميد المتقاعد طوني مخايل/الكلمة اولاين/14 تشرين الثاني/2019

لن اكتب عن الخلافات الابدية للسياسيين اللبنانيين، لن اتحدث عن الدسائس الخبيثة لهذه الطبقة، لن أتكلم عن تناقُضات الشارع اللبناني، لن أغفر للمأجورين لبث السموم في البلاد وزرع الفتنة، لن ألعن المُتظاهر الذي ينقاد الى الفوضى بمجرد سماعه شائعة تمس أفكاره السياسية ومعتقداته، لكنني سأُسامح الشعب البريء والطيب الذي نزل الى الشارع مطالباً دولته بأدنى حقوقه الاجتماعية والمعيشية.

اولاً: أُخاطب الشعب اللبناني بأجمعه المُنتفض والمعارض للانتفاضة وأقول له بأن الجيش وقيادته حريصين عليه وعلى سلامته، مُصممين على الحفاظ على حق التظاهر وحرية التنقل والتعامل مع الجميع بروح عالية من المسؤولية الوطنية، عازمين على تثبيت الامن والاستقرار ودرء الفتنة.

ثانياً: أتوجه الى شرائح المجتمع اللبناني التي ذكرتها في المقدمة واستثني منها تلك الفئة البريئة والطيبة، إن الجيش اللبناني يمتاز بخبرة واسعة في عمليات حفظ الامن في الداخل، يتمتع بصبر وحنكة في التعاطي مع التظاهرات والمتظاهرين، هو على مسافة واحدة من الجميع، همه الوحيد تأمين حرية التعبير دون إراقة دماء، ولهذه الأسباب يجب ان لا تكون الاحكام عليه غب الطلب، هو الجيش الوطني وحامي الحمى عندما يردع خصومنا السياسيين، والجيش الفئوي والسلطوي عندما يتوجه الى اتباعنا وانصارنا.

ثالثاً: كلماتي في النهاية الى تلك الفئة البريئة والطيبة،فئة مطالبها مُصنفة حقوق، صرخاتها دعوات الى الله، تظاهراتها اشبه بمسيرات دينية، ان عناصر الجيش اللبناني يشبهونكم كنقطة المياه، يتألمون معكم ويشعرون فيكم، يُطالبونَكم بمزيد من الدعوات والمسيرات، يُناشدونكم أن لا تتركوا الشوارع وهُمْ حُماتكم من الغوغائيين والمُندسين، ولكنهم بالمقابل يتمنون عليكم، وعليكم فقط أن تشعروا بهم، ان تَحِسوا بتضحياتهم، أن تُقدِروا تعبهم، وأن تُسامحوا ردات الفعل المؤذية والنادرة التي تصدُرْ عن البعض من رفاقهم، إنهم بشر مثلكم، لم يروا اولادهم منذ بداية الانتفاضة وغير معلوم متى نهايتها، لا يستطيعون في هذه الاوقات الصعبة سوى الاستماع الى مشاكل عائلاتهم الا عبر الهاتف، عاجزين عن تدبير أمور العجزة من أهلهم، لا أكتب ذلك لأُبرر تصرفاتهم وأعطيهم صك براءة، فالثواب والعقاب بيد القيادة وهي الأدرى بذلك، إنما أقول لكم كي لا يتزعزع إيمانكم وحُبكم لهذا الجيش، فهو ملاذكم الأخير وخشبة خلاصكم.

عُشتم أيها الأبرياء وعاش الجيش.

 

الرئيس اللبناني بين تاريخين وجمهورين أمام القصر الجمهوري

طوني بولس/انديبندت عربي/14 تشرين الثاني/2019

ما يحصل اليوم في محيط القصر الجمهوري اللبناني، يذّكر اللبنانيين بتجربة الرئيس الأسبق إميل لحود عندما واجه شعبه الثائر ضد منظومة الوصاية السورية عام 2005، وأمضى ولايته الدستورية الممددة لثلاث سنوات في عزلة تامة محلياً ودولياً، فحوّل المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية، إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد لقطع مسار الحرية والسيادة والاستقلال. وما حصل اليوم في 13-11-2019 من موجة شعبية عارمة استنكاراً لما قاله الرئيس عون في إطلالته التلفزيونية أمس، يقارنه عارفون بما حصل في 13-10-1990. اليوم توافدت الجموع مطالبة عون بالرحيل، في حين قبل 29 سنة كانت تتوجه الحشود لدعمه قبل ان تطيحه القوات السورية، فيلجأ الى السفارة الفرنسية القريبة من القصر. اللافت ان بعض المتظاهرين الذين اعتصموا قرب بعبدا، هم انفسهم كانوا يتوافدون قبل ثلاثة عقود الى القصر ذاته دعماً له.

مجزرة في جل الديب

يتخوف مراقبون أن يعيد السيناريو نفسه مع الرئيس ميشال عون الذي بات يقيم في "بيت الشعب" في وقت يطوقه الشعب بتظاهرات غير مسبوقة تطالبه بالاستقالة، فيما تقوم آلاف العناصر العسكرية بالحماية، خوفاً من غضب الشارع الذي بات محقوناً ويُحمّل رئيس البلاد مسؤولية سفك الدماء التي بدأت مع الضحية الاولى "للثورة" علاء بو فخر، والتي كادت أن تتحول إلى مجزرة في منطقة جل الديب حيث فتح أحد أنصار الرئيس عون النار باتجاه المتظاهرين، وسط معلومات عن توجه عناصر من حزب الله في منطقة "رويسات المتن" (القريبة من جل الديب) مع مجموعات مناصرة للتيار الوطني الحر لفتح الطريق الساحلي المقفل من قبل المتظاهرين بالقوة والسلاح.

العزلة العربية والدولية

وفي وقت دخل عهد الرئيس عون منتصف ولايته ولم يتبق منها سوى ثلاث سنوات، يقارن العديد من المتابعين السنوات المقبلة لعون بنهاية عهد الرئيس الأسبق إميل لحود لناحية العزلة العربية والدولية، حيث يشير هؤلاء إلى أن في زيارته الأخيرة لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة برزت "العزلة" بشكل واضح حيث لم يستطع الوفد اللبناني أن يلتقي سوى مع الرئيس الإيراني حسن روحاني المعزول أيضاً، كما أن العلاقات العربية مع لبنان في أسوأ أيامها. وتقول أوساط سياسية إن إميل لحود أحاط نفسه بالأجهزة الأمنية التي كان النظام السوري حينها يسيرها من خلال قادتها وهم الضباط الأربعة وأبرزهم مدير عام الأمن العام الأسبق النائب الحالي جميل السيد، في حين يحصن عون نفسه من خلال ما سمي بـ "خلية الأزمة" المؤلفة من صهره الوزير جبران باسيل، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ووزير الدفاع الياس بوصعب المقرب من حزب الله والنظام السوري.

باسيل يسحق عون

في سياق متصل، يقول قيادي سابق في التيار الوطني الحر إن "ضغوطات العالم بأسره لم تستطع أن تسحق الرئيس عون، إلا أن جبران باسيل بعنجهية واستغلاله لموقع عون أوصله إلى نهاية مأسوية"، مضيفاً أن الرئيس عون بات في قصر الشعب معزولاً عن شعبه، "شعب لبنان العظيم يريد إسقاطه".

ويرى القيادي السابق أن عهد الرئيس عون قد سقط ولم يعد بالإمكان إنقاذه، مطالباً عون بالاستقالة لحفظ الحد الأدنى من الصورة التي أحبه بها أنصاره. ويوضح "لا نريد أن نرى الرئيس عون البطل بصورة المستبد الظالم الذي يتجاهل الشعب الثائر ضده، ولا نريد أن يتحمل الدماء الذكية التي قد تسفك في الشارع نتيجة التشويش الممارس عليه من مجموعة الوصوليين التي تحيطه".

الاستقالة

في المقابل، يشير المصدر العوني السابق إلى أن المطالبات بإسقاط الرئيس لحود كانت فئوية وسياسية، ما كان يعطيه حداً من مشروعية الصمود بوجه شعبه وبخاصة أن معظم المسيحيين انكفأوا حينها عن المطالبة بإسقاطه حماية لموقع الرئاسة، أما اليوم فالأمر مختلف تماماً حيث باتت الثورة الشعبية عابرة للطوائف والمناطق، والشعب يطالب بإسقاط من يعتبرهم رموز الفساد والاستبداد، ولم تعد الحصانة الطائفية لأي موقع قادرة على تأمين الحماية. ويضيف، "من غير المقبول أن يدفع اللبنانيون ثمن الخلاف على "الوراثة" في عائلة عون، بين بنات الرئيس وأصهرته"، ناصحاً الرئيس ميشال عون الاتعاظ من الشيخ بشارة الخوري، بطل الاستقلال الأول الذي خضع إلى ثورة 1952 البيضاء وتقدم باستقالته، مؤكداً "أن كل معطيات الاستقالة باتت متوافرة وهي بكل تأكيد أفضل من أن يمضي الثلاث سنوات المقبلة وحيداً محاصراً ومعزولاً".

ملفات الانتقام... والسرية

من جهة ثانية، يشير مصدر قضائي رفيع إلى أن مسؤولين كباراً طلبوا منه فتح ملفات لسياسيين ورجال أعمال معارضين للرئيس عون كوسيلة للضغط على الانتفاضة الشعبية وإظهار بعض داعميها كجزء من عملية الفساد المستشري في لبنان وتعويم الفريق الموالي للسلطة، موضحاً أن القضاء اللبناني يتعرض إلى ضغوط كبيرة من "العهد"، وبخاصة أولئك الذين تم تعيينهم لقربهم من أحزاب السلطة كرد للجميل. وأكد المصدر نفسه أن هناك استحالة لمكافحة الفساد في ظل عدم وجود فصل للسلطات واستقلالية، وأنه لو توافر ذلك لكانت هذه المرحلة مؤاتيه لمنع الفساد والنهب من جهة، ومواجهة محاولات القمع والاستبداد والتعدي على الحريات العامة من جهة أخرى. ويضيف المصدر القضائي "لو كان القضاء مستقلاً لرأينا الكثير من الوجوه الحالية في السجون، ولكان الشعب نال مطالبه بقوة القانون". وعن المعلومات المتداولة بقيام مسؤولين في الدولة بتهريب أموالهم في الأشهر الأخيرة إلى دول أجنبية، أكد أن هناك استحالة حالياً للتأكد من هذه المعلومات، كاشفاً أن السرية المصرفية التي يحاول البعض الاستناد إليها كوثيقة براءة هي خدعة كبيرة لا يمكن التعويل عليها سوى للبروباغندا الإعلامية والتشويش على الرأي العام.

 

بين الدماء... والمكابرة!

طوني أبي نجم/نداء الوطن/14 تشرين الثاني 2019

لبنان لن يكون أمام حرب أهلية حتماً. ظروف هذه الحرب غير متوافرة على الإطلاق، ولا دليل أنصع على ذلك من اعتبار جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية والسياسية، أن علاء أبو فخر هو شهيد لبنان أجمع بكل طوائفه وأحزابه.

هكذا ستتحوّل دماء أبو فخر فخراً للثورة اللبنانية ووقوداً لوحدتها وثباتها واستمرارها. لن ينجح أحد في جرّ الثورة إلى منزلقات رغم بعض الهفوات الموجودة. لم ولن تنفع كل محاولات جرّ الشارع إلى حفلة جنون دموية. دماء أبو فخر وحّدت اللبنانيين الثائرين وأمّنت تعاطفاً وطنياً، كما أن الممارسات الميليشيوية في وسط بيروت يوم استقالة الرئيس سعد الحريري، قابلها الثوار بإعادة إحياء الثورة في الساحات بعد دقائق على الهجوم الهمجي. فليكفّ المعنيون عن محاولات العبث بالشارع لأنها لن تنجح، وليتوقف المسؤولون عن المكابرة، بدءاً بفخامة رئيس الجمهورية الذي أطلّ في مقابلة خاطئة في التوقيت والمضمون والأسلوب، فالتبجّح بأخبار تاريخه لن يؤمن مستقبلاً للبنانيين، وتهرّبه من الدعوة إلى استشارات نيابية ملزمة تحت شعار انتظار أجوبة لا يؤمن حلاً للأزمة الخطرة، ودفاعه المستميت عن الوزير جبران باسيل وعن "حزب الله" استفزّ اللبنانيين تماماً كما استفزتهم الدعوة الملتبسة ليهاجروا!

لكن المكابرة الأساس هي التي يمارسها صاحب السلطة والقرار الفعلي، أي "حزب الله" بنفسه وعلى جميع اللبنانيين منذ العام 2005، على الأقل يوم استهزأ بالتظاهرات السيادية ودعا السيد حسن نصرالله المصورين لأن يعملوا "زوم أوت" في تظاهرة 8 آذار، مروراً بحرب تموز التي كلّفت اللبنانيين الكثير على قاعدة "لو كنت اعلم"، ومروراً أيضاً بـ7 أيار 2008 واجتياح بيروت والجبل ونقل لبنان من عصر "الطائف" إلى عصر "الدوحة" وتعطيل المؤسسات، وبالقمصان السود في كانون الثاني 2011 لتحقيق الانقلاب الأول على المؤسسات ومحاولة حكم اللون الواحد، وصولاً إلى الاستقواء بتحوّل "الحزب" إلى قوة عابرة للحدود تقاتل في سوريا وتدرّب في اليمن والعراق، وتهاجم السعودية والإمارات ما أدى إلى إحجام المجتمعين العربي والدولي عن تقديم أي مساعدة للبنان. مكابرة "الحزب" وصلت إلى اعتبار أنه لا يتأثر بالعقوبات الأميركية وأن أمواله تأتي من إيران، متناسياً أن إيران تأثرت بالعقوبات فشحّت أموال الحزب، ومكابرته هذه أدت إلى ضرب الواقع المالي والاقتصادي للبنان، وصولاً إلى تحدي اللبنانيين الثائرين بالشارع مقابل الشارع، وبإرسال شبان لتنفيذ اعتداءات، وليس انتهاء بتعطيل أي إمكانية لتشكيل حكومة من التكنوقراط كما تطالب الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني بعيداً من المحاصصة السياسية والحزبية! دماء علاء أبو فخر سقطت في ثورة مطلبية دفاعاً عن حقوق اقتصادية واجتماعية، وهي دماء محض لبنانية افتدت ثورة فتية عمرها 28 يوماً تحمل عناوين مطلبية بحتة، ولن ينجح "حزب الله" في تسييلها في سيناريوات معارك إقليمية كان أعلن استعداده لإشعال المنطقة خلالها دفاعاً عن إيران، وها هو "الحزب" يشعل لبنان وماليته واقتصاده ومستقبل أبنائه إرضاءً لتعليمات "قائده" السيد علي خامنئي!

 

قراءة سياسية في مسار ثورة 17 تشرينالأول توق تاريخي نحو السيادة

أحمد الأيوبي/14 تشرين الثاني/2019

يمكن تحميل ثورتنا، ثورة الشعب اللبناني، الكثير من أسباب الإندلاع والإستمرار، على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والإنساني، تبدأ من الفساد المستشري ولا تنتهي بالتقصير في مجالات الإنماء والخدمات.. ولكن المتبصّر في شؤون هذه الثورة، سيجد نفسه أمام وعيٍ شعبي أعمق من سطح الأزمات المعيشية، رغم أهميتها، فهي تتوسع وتتعمق، وصولاً إلى ذروة الإشكاليات المعيقة لقيام الدولة في السياسة وإدارة الصراع.

تاريخٌ من القمع والإصرار

توقفت الحرب على أساس تطبيق إتفاق الطائف، الذي تضمن إعادة توزيعٍ للصلاحيات بين السلطات، وجعل السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء مجتمعاً، إضافة إلى طرح إصلاحاتٍ كبرى، أهمها: إلغاء الطائفية السياسية مع تحرير المجلس النيابي من القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ وتطبيق اللامركزية الإدارية.. وهي إصلاحاتٌ لم ترَ النور بسبب الإعتوار الذي رافق الطائف تحت السيطرة السورية وما تعرّض له من حَرْفٍ وتجويفٍ خلالها، وما أنتجته سياسات هذا النظام من تصدعات في النسيج الوطني. خرج جيشُ النظام السوري من لبنان إثر إستشهاد رفيق الحريري، ولكن هذا الخروج لم يحرّر إتفاق الطائف وبقيت بنودُه الإصلاحية الهامة بعيدة المنال، وبقي سلاحُ «حزب الله» بديلاً محلياً للهيمنة. وهذا الأمر ترك آثاره الواضحة والتامة، على الحياة السياسية وأسّس لإحتقاناتٍ وإختلال متواصلٍ في التوازن، نتيجة نهج قوة السلاح في تحطيم الدستور وإنتهاك منطق الدولة.

يمكن القول إن السبب الأساس لوقوع الحروب في لبنان دائماً، كان جنوح فئة من اللبنانيين، تستقوي بسلاحها وظهيرها الإقليمي لتنفذ مشروعها الخاص على حساب بقية اللبنانيين، وتسيطر على السلطة وتستولي على «الشرعية»، من خلال تسخير الدولة لأهدافها وصياغة القوانين الإنتخابية على مقياسها.

بعد الطائف وسكوت المدافع، ومع بلوغ مرحلة التسلّط السوري محطة التجديد لإميل لحود، كانت بوادر التلاقي اللبناني تخترق أسوار الفتن والتفرقة التي زرعتها سلطة آل الأسد التي كانت تعلم تمام العلم معنى إجتماع قرنة شهوان مع رفيق الحريري بالتوازي مع ما كان يجري على المستوى الدولي.

جاء إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في سياق الإنقلاب على التطورات السياسية التي يتوق إليها اللبنانيون بتحقيق حريتهم وسيادتهم وإستقلالهم. لكن ما لم يتوقعه محور إيران، هو أن يتحوّل الإغتيال إلى دافعٍ لثورةٍ عارمة، قدم فيها رجالاتٌ كبار أرواحهم في مسيرة الدفاع عن لبنان.

ما كان يحاول الإحتلال السوري إجهاضَه هو مسارٌ وطني عميق، جسّد إرادة التلاقي بين اللبنانيين رغم حِراب المحتل ومخابراته التي كانت تتدخل في أدق التفاصيل وتتحكم في كل المفاصل، وعبّر عنه المطارنة الموارنة في بيانهم الشهير ولاقاه رفيق الحريري مباشرة ومداورة تمهيداً للمنازلة الكبرى.

14 آذار محطة إنتصار تلاه إنكسار

إنتصر توقُ اللبنانيين للحرية والسيادة والإستقلال، في ثورة 14 آذار، ولكن هذا النصر تعرّض للإنتكاس من موقعين:

موقع قوى وأحزب 14 آذار، وخاصة تيار المستقبل، الذي لم يعرف كيف ينتصر ولم يعرف كيف يدخل التسويات، فسمح للمعسكر الآخر بإلتقاط الأنفاس والإنقضاض على التقدم الذي أحرزه الفريق السيادي.

معسكر إيران وحلفائها، الذين دأبوا على تحطيم كيان الدولة، ومنع القوى السياسية من إنجاز أهدافها، في مختلف المحطات، فكانت الإغتيالات المتتالية لتبلغ ذروتها في إنقلاب 7 أيار 2008، وما أتبعه من فرض وقائع مخالفة للدستور، تحوّلت إلى أمر واقع، فرض إنتخاب رئيسٍ للجمهورية وقانون إنتخاب، وأدخل إلى التركيبة الحكومية بدعاً تناقض المقاصد الدستورية، منها الثلث المعطل و»الوزير الملك»، وغيرها من الممارسات التعطيلية.

إنحرافات التسويات

بعد إنقلاب السابع من أيار، وما حمله من إنكسار لمؤسسات الدولة، وأهمها الجيش الذي كان حينها شاهد زور على إسقاط الأمن والإستقرار ودور المؤسسات الشرعية في حماية الناس وتحصين الدولة، بعكس ما يجري حالياً.. توالت الإنكسارات الإستراتيجية رغم الفوز في الإنتخابات النيابية عام 2009، إلا أن الخضوع لفكرة «حكومة الوحدة الوطنية» أدخل لبنان في النفق المظلم الذي مكّن «حزب الله» من إطباق الخناق على الدولة. كان التعطيلُ سلاحَ «حزب الله» القاتل في تجميد جسم الدولة وإتخاذه رهينة إلى حين الخضوع لإرادتهم، كما حصل في إنتخابات رئاسة الجمهورية التي أوصلت العماد عون إلى رئاسة الجمهورية.

إزالة الحدّ الفاصل بين الدولة والدويلة

جاءت التسوية الرئاسية الملتبسة بين فريق الرئيس عون وفريق الرئيس الحريري، والواضحة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية (وثيقة معراب)، لتشّكل مدخلاً لإزالة الخط الفاصل بين الدولة والدويلة، ولضرب التوازنات المختلة أصلاً، ولإحداث خلل غير مسبوق في كل المرافق، وتحوّلت التعيينات وسيلةً لضخّ العناصر الحزبية والمحسوبة حزبياً، في جسم الوزارات والإدارات والأجهزة، فحصلت مجازرُ في القضاء دفع أثمانها القضاة الشرفاء والأكفاء، وإستباح جبران باسيل المواقع فحصدها بالجملة والمفرّق، وأحدث، بغطاءٍ كاملٍ من «حزب الله» خللاً وإضطراباً في مفاصل الدولة، إنعكس على عمل المؤسسات الدستورية والخدماتية، بحيث أدت ثلاث سنواتٍ من الصفقة – التسوية إلى طريق مسدود يستوجب الإنفجار.

الإنفجار الحتمي

كان الإنفجار محتماً، لأن أحزاب السلطة أظهرت كل أشكال الإحتقار للشعب، وتمادت في مظاهر الفساد المعلن، وكاد يتحوّل موضع مباهاةٍ بين الوزراء والنواب وأصحاب رؤوس الأموال المتسلقة على هياكل الدولة.. ولأن التعالي والتمييز الطائفي الذي تبجـّح به جبران باسيل، وإدخاله الممارسات الطائفية في قلب سياسات التوظيف، وفرضه موظفين حزبيين في مرافق الدولة الكبرى، برزوا في تظاهرات التيار العوني، ومنهم مدير عام الجمارك بدري ضاهر ومحافظ الشمال رمزي نهرا وكثيرون غيرهم، مع تمسكهم بالتمييز ضد الموظفين على الخلفيات الطائفية والمذهبية.. هذه التراكمات التاريخية والحاضرة، أسّست لثورة غير مسبوقة، كسرت كل الحواجز وأسقطت رهانات أحزاب السلطة على إثارة الفتن وفتحت الطريق لإزاحة طبقة الفساد وتنظيف البلد ممن إمتصوا خيراته وأساؤوا لشعبه، فإلتقى هذا الشعب في الساحات مسقطاً زعاماتهم ورافعاً العلم اللبناني دون سواه.

 

عون لن يتراجع وباسيل لا يتنازل وحزب الله يتشدد

منير الربيع/المدن/14 تشرين الثاني/2019

يستمر أهل السلطة التي اختصرها "عهد" ميشال عون وصهره وتلميذه جبران باسيل، كواجهةٍ لحزب الله، في ممارسة استدراج الشارع اللبناني إلى الفوضى.

الرئيس والتخويف

ففي مقابلته التلفزيونية - الفضيحة، أمر عون المتظاهرين بالخروج من الشوارع والساحات، وقال لهم: لن تتمكنوا من إزاحتي أو إسقاطي. وفي حال استمراركم في تحركاتكم، ستصطدمون بالناس. ومَثَلُ رئيس جمهورية القسوة والعناد والتخويف عن الناس الذين يريد لهم الصدام مع المتظاهرين، ما حصل في الشويفات وجل الديب. وناس التظاهرات الذين يقصدهم عون هم ناس الشارع المسيحي. فهو وباسيله لا يريان في ما يجري، إلا تحركات مسيحية حزبية تنال من سلطتهما. فالغريزة العونية الثأرية لا تزال مقيمة في لحظة حرب الإلغاء، وحولت ما سمته حرب التحرير إلى عداوة ثأرية من الحريرية السياسية. لكن المحاولات العونية لتوتير الشارع، استطاع المتظاهرون تجاوزها، واستمروا على سلميتهم وذكائهم في عدم الوقوع في الفخّ السلطوي.

حروبه السلطوية

في العام 1989 رفض رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون، تسليم السلطة. لم يعترف باتفاق الطائف، واستعصى في قصر بعبدا، وخاض حربين، منقلاً مدافعه عشوائياً (مثلما يتكلم حين يغضب) بين جبهتين، في سبيل البقاء في القصر الرئاسي، محاولاً تحسين شروطه للوصول إلى اتفاق مع حافظ الأسد يبقيه في القصر رئيساً "منتخباً". كان يرى نفسه الزعيم المسيحي الأقوى، وصاحب الشرعية، فلا يتخيل نفسه خارج السلطة والقصر الرئاسي. وجمح به خياله النرجسي، فتوسل الحرب سبيلاً إلى معشوقته، أيام كانت حروب لبنان قد رمت لبنان في قاع حفرة مظلمة، فدمّرت حروبه ما تبقى من المجتمع المسيحي، ومن الشرعية، ولم يسلّم القصر إلا مدمراً وغادر إلى المنفى.

الثمن الباهظ

هذا شطر من طبيعة عون، المعروف بالعناد مهما أدى إلى ويلات ودماء، ومهما اضطرته الظروف إلى القفز من الشواهق. هو يحبّ لعبة حافة الهاوية (على طريقة الديكتاتوريين). وهذه اللعبة خذلته مرة في العام 1990، ولكنها أعادت إليه الكثير من الاعتبارات في العام 2005 والعام 2009 ، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية. عون الرئيس اليوم بالتأكيد لن يكون مستعداً للتنازل، أو التراجع. وخصوصاً أنه يرى في كل ما يجري، عملية منظمة لإنهاء عهده. فيما لم يعد العهد في حاجة إلى من ينهيه. فما جرى ردّاً على موقفه كان أبلغ تعبيرعن دخول البلد في نفق مظلم، سيدفع عون وباسيل ولبنان كله ثمنه، إضافة إلى كل القوى السياسية الأخرى.

الحليف الآمر

وخلف عون وتعنّته، يقف حليف معروف عنه عدم التراجع. وهو وضع سقفاً واضحاً لتحركات اللبنانيين: العهد ممنوع من السقوط. وإبعاد حزب الله عن الحكومة ممنوع. ولذلك يصرون على تشكيل حكومة تكنو سياسية، لأن الحزب يرفض الخروج من المعادلة، وإهدار ما حققه من انتصارات لصالح المتظاهرين، خصوصاً أنه ينظر إلى ما يجري باعتباره مؤامرة لتفريغ انتصاراته. ولذلك يفرض الحليفان شروطهما السياسية للخروج من الأزمة: رفض تشكيل حكومة تكنوقراط تستجيب لبعض الأجواء الدولية. لذلك أنهى عون "مفاعيل" جولة الموفد الفرنسي قبل أن تبدأ، معتبراً أن ليس من مبادرة فرنسية واضحة. كان يعلم أن الفرنسيين يسعون إلى البحث عن توافق على تشكيل حكومة ترضي المتظاهرين، وتقدّم لهم تنازلات جدية. سلوك عون مع الموفد الفرنسي لم يختلف عن سلوكه مع الأخضر الإبراهيمي خلال مفاوضاته معه في القصر الجمهوري لتسليم السلطة والقبول باتفاق الطائف عام 1990. فكان عون يقول حينها: "رح يجي لعندي أخضر ورح رجّعو يابس". في إشارة إلى عناده وعدم رضوخه للضغوط. لم يخرج عون عن الالتزام بالخط الذي رسمه نصر الله والذي حدد معالم المرحلة المقبلة، متشدداً وذاهباً نحو التصعيد، وكأن لا شيء يدفعه إلى التراجع. وهذا جزء من طبيعة عون وشخصيته العنيدة، ولو بقي وحيداً. ولكن عون وباسيل لا يراهنان على غير وجودهما في السلطة. ولذلك لا مجال لتنازلهما، خصوصاً أنهما لا يتهيبان المشهد الجماهيري، فكيف إذا كان خلفهما جماهير مدربة مطواعة على التحشيد الإلهي؟!

عقل تخريبي

لماذا أجريت تلك المقابلة مع عون؟ بالتأكيد أن من اقترحها إما ضيق البصيرة، وإما صاحب عقل تخريبي. منذ انطلاق الانتفاضة خرج عون بثلاثة مواقف: أعطى انطباعاً سيئاً بسبب المونتاج والتسجيل. وفي ما بعد خرج بإطلالة ثانية واقفاً، وكانت أيضاً مسجّلة، فلم تعط أي انطباع جيد، بل كثرت التساؤلات حول الوقفة وإشارات اليدين والأصابع. وأخيراً جاءت المقابلة - الفضيحة المباشرة، ففضحت الكوامن، وأثبتت أن الطبع يغلب التطبع. الرسالة التي أريد إيصالها هي أن الرئيس في وضع جيد وممتاز، لكنهم لم ينتبهوا إلى أنه شن هجوماً على الانتفاضة، وطرح كل ما يعارضه الحراك. من الواضح أن عون بقي على تشبثه وتعاليه على كل القوى السياسية، شريكته في السلطة، وعلى الناس الذين وضع نفسه في مواجهتهم. والأخطر أنه في الوقت الذي كان المنتفضون يحيلون المشكلة إلى جبران باسيل، أصر على أن يكون هو الصدر الذي يحتضن جبران ويتلقى عنه الضربات. ولذلك دافع عن فكرة وجوده في الحكومة.

باسيل - الحريري

وكانت الأحداث على الأرض في واد، وسعد الحريري وجبران باسيل في واد آخر. يلتقيان ويتباحثان ويتفقان، ومن ثم يتبادلان المناورات، ويناوران على غيرهما وعلى الناس. قبيل كلمة رئيس الجمهورية كان الحريري قد أعطى إشارات إيجابية حول موافقته على السير بتشكيل حكومة، طالما أن الأوضاع تتجه إلى بعض الإيجابيات. لكنه بعد كلمة عون التي استفزت الشارع، وانفلات الأمور من عقالها، إضافة إلى رسم عون الخط البياني للحكومة الذي يجب على الحريري أن يلتزم به، أحجم الحريري عن القبول، وتراجع عن الموافقة. ووسط هذه المناورات، كان باسيل يعلن عن إيجابية قد تحققت على صعيد تشكيل الحكومة، فيما أجواء التيار الوطني كانت تعتبر أن الحريري اعتذر عن التكليف. هذا شيء من الهذيان والجنون، ولا ينفصل عن الجنون الذي مارسته عناصر السلطة والتابعين لها على الأرض. وكأن الحريري كُلّف كي يعتذر، بينما هو لم يكلّف، ولم تجر الاستشارات. هذا المنطق يؤكد أن تفكير ومنطق رئيس الجمهورية وتياره كله لا يزال قبل العام 1989. أي قبل الاستشارات النيابية التي تلزم تكليف رئيس الحكومة. في المقابل استمر الحريري على مناوراته، واستند إلى هذه الثغرة في عدم إعطاء موقف حاسم حول استعداده لتشكيل الحكومة، أو إصراره على المغادرة. ما يعني أنه لا يزال يستثمر في الوقت، ويبحث عن فرص تتوفر ليعود رئيساً مكلفاً لحكومة لن يؤلفها. فيما يعرف، حسب ما تؤكد المصادر، أن باسيل وفق "شائعات"، مستعد للخروج من أي تشكيلة حكومية جديدة. وفي الحقيقة هو يلف ويداور، وما حكي عن استبعاده مجرّد أوهام. فباسيل بعيد تكليف الرئيس كان سيعمل على فرض نفسه وزيراً. الأمر الذي ظهر في مقابلة عون، عندما اعتبر أنه ليس من حق أحد وضع فيتو على باسيل كرئيس أكبر تكتل نيابي.

 

أصحاب المال والسلطة بين وهميّ النفط والصين

وليد حسين/الكلمة اولاين/14 تشرين الثاني/2019

ما يجري في كواليس أصحاب المناصب السياسة والسلطوية من مفاوضات ومناكفات، سواء لتشكيل حكومة تكنوقراط خالصة، أو تكنو- سياسية تعيد تلميع صورة وزراء حرقها الشارع، أو تشكيل حكومة سياسية ممانعة، تضم حزب الله والتيار الوطني الحرّ، إنما تسير خارج الواقع الثوري الذي نشأ بعد 17 تشرين الأول.

الصين والمصارف

وإذا كان سيد حزب الله يفكر في الاستدارة الاقتصادية إلى الصين (كأنما الاقتصاد اللبناني المتعثر بهمّته، طوع إرشاده الإيراني)، فإن هذه الوصفة وأشباهها ليست سوى من مفردات الممانعة وقاموسها السحري لحل المعضلات والأزمات. لكن الوصفات المقابلة التي يريدها الطرف المناهض للممانعة، لا تقل سوءاً عن السياسات الحكومية التي أدّت إلى خروج اللبنانيين إلى الشوارع. حزب الله ينتهج أفكاراً من دون أي وازع سياسي لطبيعة العلاقات الدولية ومصالح لبنان، ومن دون اهتمامه في أن يصّنف دولة مارقة، يضربها الفقر والقحط الجوع، وإفلاس مستفحل أكثر من الإفلاس الحالي. هذا فيما تتجاهل أحزاب المصارف مصاب اللبنانيين جراء سياساتهم المفقرة، ولم يلتفتوا إلى أن خروج الناس إلى الشوارع هدفه إسقاط رموز الفساد والهدر والزبائنية التي أوصلت البلد إلى الانهيار. قال صديق مطلع على بعض النقاشات التي يقوم بها بعض المستشارين والمصرفيين ورجال الأعمال لمعالجة الأزمة الاقتصادية والحكومية، إن العقلية المسيطرة ما زالت في شرنقتها، منفصلة عن زمن الانفجار اللبناني. يبحثون عن أشخاص مؤثرين في الشارع تمهيداً لاستقطابهم وتوزيرهم. وهذا دليل على استمرار العقلية إياها في معالجة أزمة اقتصادية مستفحلة بسبب السياسات الاقتصادية السابقة. وهذا يشبه علاج السرطان بحبة أسبرين.

أوهام النفط والغاز

وفق "الصديق" هناك إنكار أن السياسات السابقة أدت إلى الانفجار. يرون أن ما يحدث في الشارع منفصل عن الأزمة المعيشية الحاصلة. ما زالوا يعتقدون أن ضخّ سيولة من هنا أو هناك، واستقدام الودائع وتكديس الديون إلى حين البدء باستخراج الغاز والنفط، يحل الأزمة الاقتصادية. يتوهمون أن أموال الغاز والنفط ستتدفق في غضون سنتين أو ثلاث. ووزيرة النفط والغاز (الطاقة، العونية - الباسيلية) أوحت من المرفأ أن وصول الأنابيب، سيفجّر أبار النفط في البحر، والأموال على البر. علماً أن أحد المعنيين بإدارة البترول قال إنه يأمل أن يرى أطفاله، الذين لم يولدوا بعد، النفط حين يصبحون شباناً. يتخيلون أن ارتفاع أسعار صرف الدولار وارتفاع أسعار السلع، وهمٌ ولم يؤثر على القدرة الشرائية بعد. في اختصار، يعتبرون أن توزير شخص من هنا أو هناك، كفيل بعودة المتظاهرين إلى بيوتهم. لا أفكار حول إعادة تصحيح الأجور تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق، بل ثمة إصرار على أن المسألة عرضية أو شِدّة وتزول. همّهم الحصول على أموال مؤتمر "سيدر" الكفيلة - كما يتوهمون - بتقطيع المرحلة الفاصلة عن استخراج الغاز، ليعودوا إلى تحاصص المغانم وتوزيع الفتات على الأتباع الصغار. لم يشعر الضالعون في المفاوضات الحالية لتأليف الحكومة بالحرج حيال الرد المنسوب لسفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام الذي جرى تداول اسمه لرئاسة الحكومة، فقال إنه لا يقبل رئاسة حكومة انتقالية حتى لست ساعات، رداً على الطلب منه ترؤس حكومة انتقالية لستة أشهر. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على حراجة الأوضاع التي يمر بها لبنان، ولا أمل في الخلاص في ظل المنظومة المسيطرة.

دهاقنة المال

ويصر المستشارون والمصرفيون وحراس هيكل السلطة، الذين هزّت الانتفاضة أركان هيكلهم، على تجاهل الاقتراحات التي قدمها خبراء اقتصاد لبنانيون ودوليون لإجراء إصلاحات فورية مثل "حلق الودائع" التي تفوق ثلاثة ملايين دولار، بنسب لا تقل عن الثلاثين في المئة. ولم يفكر أحد بإلغاء قروض الإسكان التي كدّست منها المصارف أموالا طائلة بفوائدها الفاحشة، والتي تصيب أكثر من 700 ألف عائلة لبنانية بالفقر والعوز. وهم يرفضون حتى التفكير بتدفيع المصارف والمودعين الكبار، جزءاً من حل الأزمة، رغم الأموال الطائلة التي كدسوها من فوائد الإيداع والإقراض. لا يرون شرور سياسات المصارف المالية المتغوّلة على جيوب اللبنانيين، ويحمّلون المواطنين الذين تهافتوا على سحب أموالهم المسؤولية عن أزمة السيولة النقدية. ليس لديهم الوقت للالتفات إلى الوراء لإعادة النظر في أسباب الثورة الحالية، وجل ما تفتقت عنه عبقريتهم هو دعوة اللبنانيين إلى البحث عن بلد آخر يلجأون إليه، أو الرضوخ والانصياع لمنح الثقة العمياء لدعاة "الإصلاح والتغيير".

 

موفد فرنسي زار لبنان... الأزمة طويلة واستمرارها سيدفع إلى تدويلها "حزب الله" يستخف بالحراك الشعبي والحريري على صمته

دنيز رحمة فخري/انديبندت عربية/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

غادر الموفد الفرنسي السفير كريستوف فارنو بيروت بانطباع وحيد مفاده بأن الأزمة في لبنان طويلة واستمرارها سيدفع إلى تدويلها. كل فريق على موقفه ولكل رأيه في ما يحصل من دون أي التفاتة إلى صرخات الناس في الشارع. موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يحمل حلاً سحرياً للأزمة، ولا يبدو أنه تمكن من إقناع "حزب الله" الذي التقاه، بحكومة يرأسها سعد الحريري وتضم اختصاصيين، وهو قال لمجموعة من الإعلاميين إنه لم يفرض شيئاً على كل من التقاهم في لبنان، وجلّ ما طالب به هو الإسراع بتشكيل حكومة تستعيد ثقة الناس والمجتمع الدولي، وتضم أصحاب الكفاءات وتكون قادرة على وضع الإصلاحات لإنقاذ الوضعَيْن الاقتصادي والمالي.

لا استشارات تكليف هذا الأسبوع

غادر الموفد الفرنسي بالتزامن مع تأكيد مصادر سياسية لـ"اندبندنت عربية" ألاّ استشارات للتكليف هذا الأسبوع، على الرغم ممّا كان أكده رئيس الجمهورية ميشال عون في إطلالاته التلفزيونية عن استشارات قد تحصل الخميس أو الجمعة بانتظار رد الحريري. وما غياب موعد الاستشارات، بعد 15 يوماً على استقالة الحكومة، سوى خير دليل على أن الاتفاق على تكليف الحريري أو بديل عنه، لا يزال غير محسوم ولا يزال مربوطاً بشكل الحكومة وإصرار "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" على أن تكون تكنوسياسية، أي شبيهة بالحكومة الحالية.

الحريري... صامت حتى اللحظة

وبينما يلتزم الرئيس سعد الحريري الصمت، موحياً عبر بعض المقربين منه إلى أنه لن يقبل بأي تكليف لتشكيل حكومة لا ترضي الشعب، يتشدد "حزب الله" في موقفه، مدعوماً من رئيس الجمهورية. ويدرك الحزب جيداً أن أي حكومة لا يرأسها الحريري لن تحظى بمساعدات دولية، وفي مقدمها أموال مؤتمر "سيدر"، وأن الأزمة المالية قد تتطور إلى انهيار، لكنه في المقابل، يراهن على عامل الوقت ويعتبر أنّ أي انكسار أو استبعاد له من الحكومة، يعني انتصاراً للمشروع الأميركي الذي سيحقق في السلم، ما لم يتمكن من تحقيقه في الحرب، وهو لن يقبل إلاّ بحكومة تكنوسياسية.

ويستخف "حزب الله" بالحراك الشعبي ويعتبر أنّه طالما لم ينجز إنجازاً نوعياً في الأسبوع الأول، فإنه عاجز عن تحقيق ذلك مهما طال أمده. وتتحدث مصادر السلطة السياسية المقربة من "الحزب" و"التيار" عن تقدم في المفاوضات مع الحريري الذي تراجع عن سقفه المرتفع، وفق تعبير المصادر، إذ باتت المسألة مرتبطة بالأسماء والحريري يشترط ألاّ تكون حزبية بارزة، وهو لم يعد يمانع بأن تكون حزبية، لكن شرط ألاّ تكون مشهورة.

اللامبالاة

ويتقصّد "حزب الله" تظهير موقف اللامبالاة من طول الأزمة وتردّد مصادره، قائلةً "نحن لا مانع لدينا لو بقينا لأشهر من دون حكومة شرط ألاّ نعطي الأميركي أي مكسب جديد". ويظهر الحزب ارتياحاً لمواقف رئيس الجمهورية ودفاعه عن سلاح "حزب الله"، وترى مصادره أنّ رئيس الجمهورية ذهب بعيداً في إطلالته المتلفزة الأخيرة، وأكثر ممّا كنا نتوقعه منه لجهة متانة تحالفه مع الحزب، وكان رجلاً شجاعاً بحقّ.

"حزب الله"... والمواجهة

ومقابل ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق مستمرة منذ حوالى شهر، يستعد "حزب الله" إلى تأسيس منظومة مواجهة بما يُعرف بالحرب الناعمة، قال إنه أصبح يحيط بالكثير من أدواتها، وقد تكون الأدوات المقصودة سيناريو المسلحين وإطلاق النار على المتظاهرين من جانب مناصري التيار أو سلسلة توقيفات تطال المتظاهرين في الساحات ومحاولات تخويف المحتجين في الساحات ذات الغالبية الشيعية. وذكرت مصادر الحزب أنّ ما سبّب خيبة أمل عند الأميركي هو قدرتنا على تحييد الساحة الشيعية التي كان يعوّل على الاصطياد فيها.

 

مواقف الرئيس اللبناني تحبط مساعي الموفد الفرنسي والحريري يعتبر ما قاله عون عن التكليف أو الاعتذار يناقض الدستور

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

على وقع عودة التظاهرات والاحتجاجات على خلفية المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وما أدلى به من مواقف أثارت غضب الشارع، وصل مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو موفداً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت في زيارة استطلاعية لما بلغته الأوضاع اللبنانية غداة انفجار الانتفاضة الشعبية واستقالة الحكومة بنتيجتها. ورغم الطابع الاستطلاعي للزيارة، فقد حمل الموفد الفرنسي رسالة دعم فرنسية واضحة للبنان، تعكس حرص فرنسا على سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدة شعبه وحقه في التعبير السلمي والديموقراطي، مع التأكيد على حث السلطات اللبنانية على الاستجابة لهذا التعبير، وحث المسؤولين على تسريع المسار الدستوري بتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة الرامية الى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة.

توقيت المبادرة

لم يحسن الموفد الفرنسي الذي راقب عن كثب تطور الأمور في لبنان بعد اكثر من ثلاثة أسابيع على اندلاع الانتفاضة، اختيار التوقيت الأفضل لمحادثاته الهادفة الى تقديم المساعدة والمشورة للمسؤولين والقيادات اللبنانية من اجل حل الأزمة، خصوصا وان باريس لا تخفي اهتمامها في العودة الى الإمساك بالملف اللبناني من دون التدخل الأميركي الضاغط، وان لم يكن الأميركيون بعيدين عن أجواء الزيارة، وذلك من بوابة البحث في الوسائل الآيلة الى انعاش مقررات مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في العاصمة الفرنسية قبل نحو 19 شهراً واقر مساعدات مالية للبنان بقيمة 11 مليار دولار أميركي.

ترى مصادر نيابية رفضت الكشف عن اسمها، أن جدول أهداف زيارة الموفد الفرنسي اصطدمت بالمواقف التصعيدية المتقدمة لرئيس الجمهورية، الذي أعلن رفضه تشكيل حكومة تكنوقراط وتمسكه بحكومة تكنو - سياسية، متناغماً بذلك مع موقف حليفه "حزب الله"، رغم تبلغه من الرئيس سعد الحريري رفضه لهذا الخيار. والمعلوم أن الحريري هو الأكثر ترجيحاً لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، باعتبار انه يمثل أكبر كتلة نيابية سنية. وقد تلمس الموفد الفرنسي من خلال اللقاءات التي عقدها أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، وسط تمسك كل فريق بموقفه، مما يؤشر الى أن البلاد دخلت في مرحلة من الفراغ القاتل تحت وطأة بدء تحول الانتفاضة الشعبية الى مواجهات مفتعلة مع الجيش اللبناني ترمي الى استدراج الجيش لإخراجه من حال الحياد التي أعلنها مع بدء الانتفاضة.

امتعاض الحريري

وفي حين لم يصدر أي موقف عن الحريري، فإن أوساطاً تدور في فلك رئيس الجمهورية تنقل عنه ما سبق وأعلنه عبر التلفزيون، عن أن الحريري ابلغه نيته بالاعتذار. وقد ردت أوساط الحريري بأنه لم يتم تكليفه بعد ليعتذر، وان هذا الكلام يعتبر تجاوزاً للدستور. علما أن أي قرار للحريري في اتجاه عدم العودة الى رئاسة الحكومة، سيؤدي الى مزيد من الاحتقان والى اشتداد الأزمة واتجاهها نحو منحى بالغ الخطورة، ما سيستدعي تدخلا أو وساطة دولية أو غربية تتجاوز المسعى الفرنسي، بعدما بات الاستقرار السياسي والأمني والمالي في لبنان مهدد بالانفجار على نطاق واسع. البعد الاقتصادي لم يغب عن محادثات فارنو الذي تناول مقررات مؤتمر "سيدر" وموضع النفط والغاز، كاشفاً أمام المسؤولين الذين التقاهم أن تنفيذ مقررات المؤتمر تتطلب قيام حكومة تحظى بالثقة ويتمتع أعضاؤها بالخبرة والكفاءة. واعتبرت المصادر عينها أن في كلام الدبلوماسي الفرنسي إشارات واضحة الى تمسك فرنسا بحكومة تكنوقراط كشرط لحصول لبنان على المساعدات المعقودة له، بعدما خيبت الحكومة المستقيلة توقعات الفرنسيين خصوصاً والغرب عموما، نتيجة فشلها في إرساء برنامج الإصلاحات المطلوب بسبب خلافات الأحزاب الممثلة فيها. وفي هذا السياق، ابلغ رئيس الجمهورية فارنو، أن الحكومة العتيدة ستلتزم تنفيذ الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة السابقة، إضافة الى عدد من القوانين التي يفترض أن يقرها مجلس النواب في سياق مكافحة الفساد وملاحقة سارقي المال العام بعد رفع الحصانة عنهم. وأشار عون الى أن التحركات الشعبية القائمة حالياً رفعت شعارات إصلاحية هي نفسها التي التزم رئيس الجمهورية تحقيقها، ولكن الحوار مع المعنيين في هذا الحراك الشعبي لا يزال متعذراً، على رغم الدعوات المتكررة التي وجهها رئيس الجمهورية اليهم.

الاستشارات الملزمة

وشدد عون على انه سيواصل اتصالاته لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، معرباً عن امله في أن يتحقق ذلك في وقت قريب، مكرراً خياره بأن تكون الحكومة الجديدة مؤلفة من سياسيين وتكنوقراط لتأمين التغطية السياسية اللازمة كي تتمكن من نيل ثقة الكتل النيابية إضافة الى ثقة الشعب. كما شدد على أن الأوضاع الاقتصادية تزداد تردياً نتيجة ما تمر به البلاد حالياً من تظاهرات وإضرابات، فضلاً عن التداعيات السلبية التي تركها نزوح أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري الى لبنان. لكنه اعتبر أن بدء التنقيب عن النفط والغاز خلال الشهرين المقبلين سيساعد على تحسن الوضع الاقتصادي تدريجيا. ونقل السفير فارنو الى عون تحيات الرئيس الفرنسي ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان، مبدياً اهتمام بلاده بالوضع في لبنان وحرصها على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدة شعبه. كما أشار الى استعداد بلاده لمساعدة لبنان للخروج من محنته الراهنة.

باسيل: الحكومة شأن داخلي

وانتقل الموفد الفرنسي الى الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي شكر فرنسا ورئيسها على "اهتمامهما بلبنان وعلى الجهود المبذولة للحفاظ على استقراره ومنع انزلاقه الى الفوضى أو الى الانهيار المالي". وأبلغ باسيل الموفد الفرنسي "وجوب عدم دخول أي طرف خارجي على خط الأزمة اللبنانية واستغلالها"، مؤكداً "أن مسألة تشكيل الحكومة داخلية، وقد وصلت الى مراحل متقدمة وإيجابية"، مشيراً الى أن "لبنان ملتزم بمسار مؤتمر "سيدر" أيا تكن الحكومة المقبلة، وان التحدي هو بالإسراع في تنفيذه وتطبيق الإصلاحات المنشودة، وهو ما يشكل استجابة لمطالب الناس".

وزار فارنو الرئيس سعد الحريري، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث شدد على ضرورة إيجاد الحل السريع، مع الإشارة الى أن فرنسا متمسكة بمساعدة لبنان ومؤازرته في شتى الميادين ومن بينها "سيدر". وعرض بري مع الموفد الفرنسي البدء بالتنقيب عن النفط في "البلوك الرقم4 " قبل نهاية السنة، وضرورة البدء بـ "البلوك رقم 9" قبل نهاية العام 2020. ووعد فارنو بنقل هذه الرغبة الى إدارة شركة "توتال". وكان الموفد الفرنسي طلب مقابلة بعض القيادات السياسية وممثلين عن الانتفاضة الشعبية، وخبراء اقتصاديين وماليين. ويرافق فارنو مندوبون عن الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) التي تتولى تمويل عدد غير قليل من المنظمات غير الحكومية، وتهتم بملف الكهرباء في لبنان.

السفير فوشيه يشيد بشباب الحراك

وبرز أول من أمس موقف لافت لسفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه الذي أشاد بـ"اللبنانيين المشاركين في الحراك"، كاشفاً "أننا شجعنا السلطات على بذل اقصى جهودها ليتمكن المتظاهرون من الاستمرار بالتعبير بأمان." وأعرب فوشيه عن إعجابه بـ" التزام الشباب القوي، هؤلاء الشباب الذين قيل إنهم مستقيلون أو لا مبالون وهم يظهرون لنا كل يوم رغبتهم في بناء مستقبل أفضل لبلادهم". وخلص الى القول انه "من المهم أن يسمع المسؤولون هذه الآمال والدعوات. وتأمل فرنسا بقوة أن تبصر حكومة لبنانية جديدة النور في أقرب وقت ممكن لاتخاذ التدابير الضرورية من أجل انتعاش البلاد التي تمر بوضع اقتصادي مقلق للغاية".

 

المشروع الإيراني يتآكل عربيا والدماء التي أريقت في العراق تلتقي بأهدافها مع ما يجري في لبنان واليمن وسوريا

عماد الدين الجبوري/انديبندت عربية/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

ما يجري منذ أسابيع في العراق ولبنان من تظاهرات واعتصامات حاشدة أخذت منحى انتفاضات شعبية عارمة ضد الفساد المالي والإداري، وصلة ذلك بالمشروع السياسي الإيراني، علاوة على نجاح جهود السعودية بإنجاز "اتفاقية الرياض" ما بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد الصف ضد الحوثيين الانقلابيين، وانطلاق الشرارة في محافظة درعا بهتافات "إيران برّا برّا سوريا تبقى حرة"، فكلها عوامل متزامنة وخطيرة تؤكد تآكل المشروع الإيراني في المشرق العربي.

العراق

وفق النهج السلمي للتظاهرات، عمل الشباب العراقي بشكل متوازٍ ما بين العمل الميداني، الذي أوجب تقديم التضحيات الجسيمة، وبين العمل النظري سّيما في صوغ المطالب التي يهدف إلى تحقيقها. إذ إن اللجان التنسيقية في المناطق والمحافظات، وتنسيقية ثوار شعب العراق، واللجنة التنظيمية للتنسيقيات، كلها مجموعات منبثقة من داخل الحراك الشعبي، من دون أن تكون لها قيادة معينة ومحددة، كونها رد فعل طبيعي وعفوي لشباب انتفض من أجل وطنه وحاضره ومستقبله، ولهم القدرة على إدارة الحراك بحكم جذورهم التاريخية والحضارية.

ولقد أصدر الشباب المنتفض أكثر من بيان يحددون فيه مطالبهم، يمكن إيجاز مجملها بما يلي:

إسقاط الحكومة، حلّ مجلس النواب، تغيير الدستور، تأسيس جيش وفق العقيدة الوطنية، إلغاء الأحزاب السياسية الحاكمة والمجموعات المسلحة والمحاصصة الطائفية والأجهزة الأمنية، منع رجال الدين من أي سلطة أو عمل سياسي، إجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي ومنع الأحزاب التي شاركت في العملية السياسية منذ 2003 من المشاركة فيها، إغلاق الحدود مع إيران حتى يقرر الشعب إعادة فتحها. تلك المطالب الآنفة الذكر، دفعت مجموعة عراقية من المتخصصين وفقهاء القانون إلى وضع حل دستوري للأزمة الراهنة. ترتكز رؤية هؤلاء الرئيسة على مخارج تلتقي بعضها مع مطالب الشباب المنتفض، خصوصاً في ما يتعلق بتعطيل الدستور الحالي، وكتابة دستور جديد للبلاد. صفوة القول، إن الموقف العام لدى الشباب المنتفض اليوم، يأتي متناغماً ومكملاً لِما كانت تطالب به فصائل المقاومة العراقية وقواها المدنية، وذلك بإسقاط العملية السياسية، التي أوجدها المحتل الأميركي، وهيمن عليها النظام الإيراني، وإلغاء كل ما نتج وتمخض منها من دستور وقوانين وتشريعات. إذ بعد 16 عاماً، أدرك الشباب الصاعد مكامن العلّة المزمنة في البلاد، لذلك عندما رفع صوته عالياً في هتافاته، "الشعب يريد إسقاط النظام" و"إيران برّا بّرا بغداد تبقى حرة"، إنما يؤكد أصالة جذوره في روح المقاومة ضد المحتلين والدخلاء والعملاء. إن إصرار الشباب بالمضي قُدّماً في تحقيق أهدافهم، واستعدادهم لتقديم المزيد من التضحيات، برهان ساطع على تآكل المشروع الإيراني في العراق.

لبنان

من أهم ما يميز التظاهرات اللبنانية المتواصلة منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنها شملت جميع أطياف ومكونات الشعب من أقصاه إلى أقصاه شمالاً وجنوباً، مما يعكس حالة الأذى والمعاناة الحياتية والاجتماعية والمعيشية بسبب استفحال الفساد في الحكومة والسلطات الإدارية، جراء أحزاب الطوائف الحاكمة، سواء المرتبطة بالمشروع الإيراني أو المتعاونة معها في إدارة البلاد. هذا الوضع الجمعي حرك روح الهوية الوطنية، كونها المرجعية الشاملة لعموم الشعب في مواجهة الأخطار على الصعيدين الداخلي والخارجي. وبما أن التظاهرات ضد الفساد وزعماء الأحزاب ونفوذ إيران، فإن هذه القواسم المشتركة مع تظاهرات العراق، أعطت بُعداً قومياً لمجابهة المشروع الإيراني، وصنائعه الذين يقدمون المصالح الإيرانية على مصالح الوطن والشعب. إن تهديدات حسن نصر الله للمتظاهرين السلميين، واعتداء عناصره بالعصي وتحطيم الخيام وإشعال النيران فيها، لفضّ الاعتصامات بالقوة، نسخة أخرى من أمن الحشد في العراق، وكلاهما يتّبع الولي الفقيه القابع في طهران. إن النظام الإيراني يعي خطورة الحراك الشعبي العربي ضد وكلائه وأتباعه، إنه تآكل المشروع السياسي القائم على النزعة الطائفية البغيضة والمقيتة، الذي حسبت إيران أنها قد بسطت نفوذها وسيطرتها لأمدٍ سيطول، ويمكّنها مستقبلًا من تشييد أحلامها الفارسية بغطاء الإسلام السياسي.

السعودية

على الرغم من أن السعودية تجابه التمدد الإيراني في المنطقة العربية، وقادت تحالفاً عسكرياً عربياً لمجابهة الحوثيين وبقية الانقلابيين على الشرعية في اليمن، وحققت الكثير في هذا الصدد، إلا أن نجاحها في "اتفاقية الرياض" يُعدّ تحولاً مهماً ومنعطفاً تاريخياً كبيراً، لأنه وحدّ الصف الداخلي ضد العدو الخارجي. فما يجري في العراق ولبنان من حراك شعبي هائل يتصل بسلبية النظام الإيراني، قد أكدت السعودية في "اتفاقية الرياض"، التي جاءت واضحة وجلية على أن المشروع الإيراني يتآكل عربياً. لذلك تجد أن الاهتمام باتفاقية الرياض امتد يمنياً وعربياً ودولياً. فالاستقرار السياسي والبناء الاقتصادي لليمن بالقدر الذي يعكس الإيجاب على المستويات الداخلية والخارجية، فإنه يعكس السلب للحوثيين والمشروع الإيراني. وكما تحركت فصائل الحشد وقوات إيرانية في العراق، وعناصر حزب الله وحركة أمل في لبنان، ضد الرافضين للواقع السياسي الفاشل، فإن جماعة الحوثيين عملت الأمر نفسه. إذ بعد التوقيع على الاتفاق بين الأطراف اليمنية، استمرت بعدوانها وقصفت مواقع بمنطقة المخا، ومنها مستشفى مدينة المخا في محافظة تعزّ على الساحل الغربي لليمن، وتم تدمير المخزن الكبير الذي يحوي مستلزمات طبية، إمعاناً منها في مواجهة الحكومة الشرعية. إلا أن قادم الأيام سيثبت أن المشروع الإيراني لا محال آخذ نحو التآكل في البلدان العربية، فالدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت على أرض العراق تلتقي بأهدافها مع ما يجري في لبنان واليمن وسوريا. واستخدام القوة والعنف ضد الذين يرفضون الفاسدين الموالين لإيران، إنما ناتج من هلع وخوف من الإرادة الشعبية، التي لن تهدأ وتستكين إلا بتحقيق أهدافها التي خرجت في سبيلها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

فارنو دعا للاسراع بتشكيل حكومة مختصة واستعادة الثقة الداخلية والدولية: الحل يعود للبنانيين ويجب الإستماع الى المتظاهرين

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

عقد مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر، تحدث فيه عن زيارته الى لبنان ولقائه المسؤولين اللبنانيين. وقال: "لقد وصلت الى لبنان منذ يومين بناء لطلب من رئيس الجمهورية الفرنسية، وترتدي هذه الزيارة طابع الصداقة والإحترام، فهناك علاقات قديمة ووثيقة بين فرنسا ولبنان، وقد وقفت فرنسا دائما الى جانب لبنان في الأوقات الجيدة والصعبة، ولذلك نحن مدركون جدا للأزمة التي يجتازها لبنان وهي ازمة اقتصادية سياسية واجتماعية ولذلك كان من المهم ان نأتي ونعبر عن تضامننا، وكذلك ان نستمع ونفهم وليس من منطلق فرض حلول او اسماء بل البحث مع الجميع لمعرفة ما هي الحلول المقترحة وما هي حقيقة الأوضاع، ولهذا التقيت الكثيرين". أضاف: "ترتدي هذه الزيارة ايضا طابع الإحترام، احترام سيادة لبنان التي هي عنصر مهم ومن الثوابت لدى فرنسا. ان الحل يعود للبنانيين، فعليهم ان يجدوا الحل لمشاكلهم الحالية، ولهذا وخلافا للافتراضات التي اشار اليها بعض الإعلاميين ليس هناك خطط خفية وليس هناك اسماء، فهذا كله يجب ان يصدر عن اللبنانيين انفسهم وبالمقابل فإن فرنسا موجودة هنا لتقديم الدعم". وتابع: "لقد قابلت الرؤساء الثلاثة وكثيرين، وانطلاقا من فكرة ان يكون لدي لقاءات موسعة مع شخصيات عديدة، التقيت شخصيات في المعارضة والتقيت رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي، وفي هذا الاطار لمست الصعوبات التي يعانيها لبنان واعتقد انه يجب عدم الإستخفاف بها، ولمست قلقا لدى الجميع وهو مشروع. لذلك، نتمنى تشكيل حكومة سريعا وهذا امر مهم، فهكذا ازمة تستوجب قرارات سريعة. ويجب ان تكون هذه الحكومة مختصة، وانا لا اختار هنا صيغة معينة فعلى اللبنانيين ان يختاروا، كما على المسؤولين السياسيين ان يتحملوا مسؤولياتهم، وعلى هذه الحكومة ان تكون فعالة اي ان تكون قادرة على اتخاذ قرارات تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني، فهناك ازمة ثقة ويجب استعادة الثقة، الثقة الداخلية وثقة اللبنانيين ببعضهم البعض، كما يجب استعادة ثقة الشركاء الدوليين بلبنان. اذا، المطلوب السرعة والفعالية والمصداقية". وأردف: "تطرقت في محادثاتي ايضا، الى ضرورة اجراء الإصلاحات، ولقد انعقد السنة الماضية مؤتمر سيدر وهو بمثابة عقد ثقة بين الجهات الفاعلة الدولية وبين لبنان. اذا هذه نظرتنا تتركز على الإصلاح الذي سيعود للبنانيين تحديد ما سيتضمنه، فالقرارات ستكون متشعبة ذات ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية".

حوار

وردا على سؤال عن الأفكار التي اقترحها للوصول الى الحكومة التي دعا اليها، وهل التقى ممثلين عن "حزب الله"، قال فارنو: "ان زيارتي هي اكثر زيارة استكشافية وللاستماع الى الآخرين، وهي تحمل ايضا رسائل نود ان نعلن عنها، فعندما تركز فرنسا على اهمية الإصلاحات هذا يعني اننا نتمنى ان تتولى حكومة السلطة قريبا. اما بالنسبة الى التوقعات التي لدينا منذ وقت، فهناك بداية استجابة ملائمة. اما بالنسبة للأشخاص الذين التقيناهم، فتعلمون نحن نتحدث مع الجميع والتقينا الكثيرين". وعما اذا كانت الآفاق مسدودة والأوضاع جامدة، قال: "أتمنى الا تكون مسدودة بالكامل، نحن في مرحلة من عدم اليقين، فالحكومة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري هي حكومة تصريف اعمال، ونحن ننتظر تكليف رئيس حكومة جديد ليعمل على تأليف حكومته والجميع بانتظار هذا الأمر، ويجب على الأوضاع ان تحلحل انطلاقا من ذلك، ولكن يعود حقا للبنانيين ان يقوموا بخياراتهم انما بعد اللقاءات التي اجريتها، ارى ان هذا الموضوع صعب نظرا الى الاختلاف في المواقف. نحن نتمنى ان يكون الجمود موقتا، والوصول الى حل سريع، كما نتمنى تسمية الحكومة سريعا". وردا على سؤال عن شكل الحكومة المقبلة إذا كانت حكومة تكنوقراط ام تكنوسياسية، قال: "لا يعود لي الدخول في هذا النقاش، انا هنا للاستماع وقد سمعت تماما هذه المفردات خلال لقاءاتي، ولكن لا يعود لي اتخاذ موقف. شكل الحكومة بالتفصيل يختاره اللبنانيون، انما بالمقابل مهما كان شكل التوازنات التي سيتم ايجادها، فإنه سيعطي الإمكانية للحكومة لتتخذ بسرعة القرارات اللازمة في مواجهة التحديات التي تطال لبنان على المستوى الإقتصادي وعلى مستوى انتظارات المتظاهرين للخروج من الجمود الذي تحدثنا عنه، وافضل ان يكون الحل سريعا وفعالا. وعند ايجاد الحل ستكون الأوضاع اقل تعقيدا ويمكن عندها للدعم الدولي ان يكون فعالا".

وعن دور اللاعبين الدوليين في هذه الأزمة وهل هذه الأزمة هي ازمة نظام، قال: "لا اود الدخول في الرزنامة السياسية اللبنانية وعلى اللبنانيين ان يختاروا الحل، نعم المشكلة لبنانية ونحن وفي الأطار الدولي جد مهتمين على الفصل بين سيادة لبنان وبين التوترات الإقليمية. نحن لا نتمنى ان يخلق محيط لبنان مشاكل اضافية، لبنان لديه سيادة ونحن متمسكون بها". وردا على سؤال عن امكانية تقديم فرنسا مساهمة مالية من خلال مؤتمر "سيدر" اذا تم تشكيل حكومة تستجيب للمعايير التي حددها، قال فارنو: "أعتقد انه سابق لآوانه الآن الحديث عن هذا الموضوع، والمهم الآن تشكيل حكومة وبعدها سنرى وكل شيء في وقته".

وعما إذا كان التقى ممثلين عن "حزب الله"، وهل وجد لديهم استعدادا لتسهيل الحل، قال: "لن أتحدث عن طرف دون الآخر، كان الهدف من اللقاءات كما قلت الاستماع الى كافة الآراء، وبعد ذلك لن أتحدث بالتفصيل عما قاله هذا الطرف او ذاك".

وردا على سؤال عن مهمته في المرحلة المقبلة بعد ان استمع الى اللبنانيين وهل ستقوم فرنسا بوساطة مع عدد من الدول المعنية بالشأن اللبناني، قال: "المرحلة المقبلة هي لتشكيل حكومة جديدة، صحيح ان فرنسا هي في قلب المجموعة الدولية ونحن نساند قدر الأمكان، ولكن الأولوية الان هي في تفكيك حالة الجمود التي تحدثنا عنها ولانسياب الأمور وللتمكين من استنباط حلول لإيجاد حكومة وهذه ستكون بمثابة الإشارة القوية التي ينتظرها الجميع".

وعن الورقة الإصلاحية للحكومة اللبنانية، رأى انها "بادرة اولى مهمة على الطريق الصحيح ولا يجب التقليل منها وهي امر جيد". وقال: "هذا ما ينتظره اللبنانيون والمجموعة الدولية اي رزنامة اصلاحات تمكن لبنان من استعادة النمو الإقتصادي الذي هو بأمس الحاجة اليه".

وردا على سؤال هل ما نعيشه في لبنان هو ازمة نظام، وهل تعتقد ان بإمكان الطائف ان يستمر في ادارة النظام السياسي اللبناني، قال فارنو: "الفكرة ليست بفرض حل فاللبنانيون لا يحبذون ذلك، وما رأيته خلال يومين لا يمكنني من تكوين فكرة نهائية، وهذا الأمر لا يعود إلي بل الى اللبنانيين". واذا كان سيبحث الموضوع اللبناني مع نظيره الأميركي شينكر خلال زيارته الى باريس، قال: "أعتقد اننا سنتحدث عن الموضوع حتما اذا زرت باريس، كما سنتحدث عن شؤون المنطقة. ان المجموعة الدولية تهتم بما يحصل في لبنان، ومن المهم ان نتحدث عن الموضوع ولكن في اطار بناء". وعن البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية امس بأن لبنان يرفض التدخلات الخارجية وهل هناك امر استدعى صدور هكذا بيان، قال: "لا، اعتقد ان هذا نوع من القلق اللبناني المشروع، وانا ايضا ارفض التدخلات الخارجية. ولدينا نحن الهم ايضا بألا نتدخل ولا نريد التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وما عبر عنه اللبنانيون في الشوارع يجب الإصغاء اليه".

وعما اذا تم بحث ملف لبنان في اللقاء بين السفير ايمانويل بون والإيرانيين، قال: "لا اعرف عن اي اتصال تتحدث، كما تعلمون لفرنسا اتصالات بشكل منتظم مع ايران حول ملفات عديدة، ولا اعرف ما هو الاتصال الذي تتحدث عنه".

واذا كان نصح المسؤولين اللبنانيين بالإصغاء الى المتظاهرين، قال: "يجب الإستماع الى المتظاهرين والإهتمامات التي يعبرون عنها هي ما عبرنا نحن ايضا عنه من ضرورة اجراء الإصلاحات في مؤتمر سيدر، وهذه قاعدة مشتركة بعدها يعود للبنانيين كيفية ترجمتها ومن منطلق احترام السيادة اللبنانية لن نقول ماذا يتوجب فعله". وختم ردا على سؤال ان "التزامات سيدر لا تزال قائمة".

 

رئيس الجمهورية أمل في إمكانية ولادة الحكومة خلال ايام بعد إزالة العقبات امام التكليف والتأليف: اول اهدافها مطالب المعتصمين

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته لعرض الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة وسبل معالجتها، وكانت له اليوم لقاءات ديبلوماسية واقتصادية. ديبلوماسيا، التقى الرئيس عون سفيرة كندا ايمانويل لامورو وسفيرة النروج ليني ستنزس والقائم بأعمال السفارة السويسرية سيمون أمان، الذين نقلوا اهتمام بلدانهم بالاحداث الجارية في لبنان على الصعيدين السياسي والامني، إضافة الى التحركات الشعبية واصدائها.

رئيس الجمهورية

وشرح الرئيس عون للديبلوماسيين الثلاثة ما يجري على الساحتين السياسية والامنية والظروف التي استجدت خلال الاسابيع الماضية، مؤكدا أن "العمل قائم لمعالجة هذه الاحداث، لا سيما الاوضاع الاقتصادية وتشكيل حكومة جديدة"، مشيرا الى أن "المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من اول اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل". وأكد الرئيس عون ان "التعاطي مع المستجدات يتم انطلاقا من المصلحة الوطنية التي تقتضي التعاون مع الجميع للوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة، لا سيما أن الكثير من المطالب التي رفعها المعتصمون سبق أن احلتها بموجب اقتراحات قوانين الى مجلس النواب وتبنتها الحكومة قبل أن تقدم استقالتها، ويبقى على مجلس النواب ان يقرها من اجل تسهيل عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين ورفع الحصانات وغيرها من الاجراءات الضرورية".

وأعرب الديبلوماسيون الثلاثة عن أملهم "في ان تشهد الايام الآتية المزيد من الاستقرار والامان في لبنان".

وفد الهيئات الاقتصادية

اقتصاديا، التقى الرئيس عون وفدا من الهيئات الاقتصادية، ضم رئيسها وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال محمد شقير، أمينها العام رئيس "جمعية تجار بيروت" نقولا شماس، رئيس "جمعية الصناعيين اللبنانيين" فادي الجميل ورئيس "اتحاد المقاولين اللبنانيين" المهندس مارون حلو.

وقد اطلع رئيس الجمهورية من اعضاء الوفد على الظروف التي تمر بها المؤسسات التجارية والصناعية وقطاع المقاولين نتيجة التطورات الاخيرة، والاضرار التي لحقت بفعل قطع الطرق وتعذر التنقل، وتداعيات الاعتصامات على الحركة التجارية، والخسائر المادية التي يعاني منها العاملون في هذه القطاعات.

وطالب وفد الهيئات الاقتصادية ب"الاسراع في تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية للانصراف الى معالجة الاوضاع الحياتية الراهنة".

رئيس الجمهورية

وأكد الرئيس عون أن "الاتصالات في سبيل تشكيل حكومة جديدة قطعت شوطا بعيدا"، معربا عن أمله "في إمكانية ولادة الحكومة خلال الايام المقبلة بعد إزالة العقبات امام التكليف والتأليف"، لافتا الى "أهمية تعاون الهيئات الاقتصادية في معالجة التداعيات التي نشأت نتيجة الاحداث الراهنة"، مشيرا الى أن "القوى الامنية باشرت فتح الطرق، ما يسهل التنقل بين المناطق ويعيد تحريك العجلة الاقتصادية ولو تدريجا".

المجلس الاقتصادي والاجتماعي

كما استقبل الرئيس عون وفدا من اعضاء "المجلس الاقتصادي والاجتماعي"، ضم رئيسه شارل عربيد، نائب الرئيس سعد الدين حميدي صقر، جورج نصراوي، صلاح عسيران ويوسف البسام. وتم عرض الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد والسبل الآيلة الى معالجتها، ودور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا الصدد. واشار اعضاء الوفد الى "الصعوبات التي تواجه المؤسسات الصناعية والتجارية لجهة تأمين الرواتب للعاملين فيها وديمومة العمل وعودة حركة التصدير والاستيراد الى طبيعتها". وتم التشديد على "اهمية توافر شبكات الامان الاجتماعي، لا سيما أن المجلس يعمل في هذا الاتجاه".

وعرض الرئيس عون لأعضاء الوفد ما آلت اليه الاتصالات "لتشكيل حكومة جديدة وفتح الطرق"، مشددا على أن "عمل الحكومة المقبلة سيركز على الاصلاحات ومكافحة الفساد والاهتمام بالقطاعات الانتاجية لتفعيل الاقتصاد الوطني وجعله اقتصادا منتجا".

سفير مصر

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون سفير مصر نزيه النجاري في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان.

وقد نوه رئيس الجمهورية ب"الجهود التي بذلها السفير النجاري لتعزيز العلاقات اللبنانية - المصرية وتطويرها في المجالات كافة"، متمنيا له التوفيق في مسؤولياته الجديدة في وزارة الخارجية المصرية.

وشكر السفير النجاري الرئيس عون على التعاون الذي لقيه خلال مهمته الديبلوماسية في بيروت، مؤكدا أنه سوف يواصل من موقعه الجديد "العمل لتعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين".

 

بري التقى وزير الدفاع وعرض الاوضاع مع كوبيتش بو صعب: لتحقيقات شفافة في قضية ابو فخر واقفال الطرق وبناء جدران ذكرنا بالحرب الاهلية

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب، وعرض معه الاوضاع السياسية والامنية في البلاد.

وقال بو صعب بعد اللقاء:"تطرقنا في لقائنا مع دولة الرئيس الى مواضيع عديدة واهمها الوضع الامني المستجد بعد الحراك الشعبي الحاصل منذ ما يزيد عن عشرين يوما وحتى الان وكما سبق، وتقدمت بالتعازي من ذوي الشهيد علاء ابو فخر. فالمشهد الذي شاهدناه وشاهده اللبنانيون باستشهاده امام عائلته وامام اللبنانيين مؤسف، وقد طالبت القضاء المختص باجراء تحقيقات سريعة وشفافة وان لا يكتفي بالتحقيق مع العسكري المرافق الذي كان متواجدا في السيارة اثناء اطلاق النار وان يكون التحقيق شاملأ وبالتالي يتحمل كل شخص مسؤول مسؤوليته بالذي حصل، هذا الامر مرفوض ولا يمكن ان نقبل في يوم من الايام ان يحصل اطلاق نار على المتظاهرين او ان تسقط نقطة دم".

واضاف: "كما تطرقنا الى الاحتقانات التي ازدادت في اليومين الاخيرين لا سيما ما حصل في جل الديب ومحاولة بناء جدار في نهر الكلب وكذلك على طريق الجنوب واقفال الطرقات التي ذكرتنا بالحرب الاهلية وبما حصل عام 1975، هذا الامر خطير، فالاجهزة الامنية لم يعد بوسعها مراعاة ظروف اي شخص ممكن ان يذهب بتفكيره الى تلك المرحلة التي لا نريد ولا يريد اللبنانيون تذكرها، وهذا لا يعني ان الحراك والمطالب المرفوعة هو المسؤول عن الذي حصل. هناك مطالب محقة وهناك متظاهرون من حقهم التظاهر والتعبير عن رأيهم وهناك مسؤولون في الدولة اللبنانية يريدون سماع هذه المطالب والصرخات وهذا الحراك يجب ان يكمل، ومن حقهم اكمال تحركهم وتأمين الحماية لهم. لكن ما ليس مقبولا محاولة البعض استغلال هكذا ظرف كي "يمرك" او يأخذ مواقع في السياسة كي يتمكن بالمفاوضات بمكان آخر".

وتابع: "الشعب اللبناني لم يعد يهتم بالمفاوضات او غيرها، الشعب اللبناني بصرخته في الشارع يقول "كفى" الشعب يريد محاسبة حقيقية ومحاربة حقيقية للفساد، لا يريد لاحد ان يأتي الى الحكومة وعليه علامات استفهام او يكمل "بالشغل" وكأن شيئا لم يكن، هذه الصرخة مسموعة من رئيس الجمهورية حيث دعا الحراك الى الحوار والسماع لكل ما يقال على الشاشات وفي الشارع. من المؤسف ان يأخذ البعض الحراك باتجاه الشتائم او يأخذ الاولاد لتعليمهم كي يشتموا بعضهم البعض".

واردف: "عندنا الكثير لفعله في المدارس وبين الاهل كي لا نربي اطفالنا على الحقد والشتائم، لقد سمعنا صرخة الناس، ونحن من هذه الصرخة، ولكن هذا لا يعني ان نربي اجيالنا واولادنا على الشتائم والكراهية".

وختم بو صعب: "كل هذه الامور تمت مناقشتها مع الرئيس بري وكذلك موضوع الجلسة النيابية الاسبوع المقبل حيث اكد الرئيس بري ان هذه الجلسة جاءت استجابة لمطالب بمعظمها بما يطالب بها الحراك وهذه الجلسة ستعالج هذه المواضيع".

كوبيتش

وكان بري قد عرض الاوضاع العامة لا سيما الاقتصادية ومسألة تشكيل الحكومة خلال استقباله المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش.

برقية

على صعيد آخر، ابرق بري الى نظيره التونسي راشد الغنوشي بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس نواب الشعب التونسي وجاء في نص البرقية: باسمي الشخصي وباسم المجلس النيابي اللبناني اتقدم منكم بخالص التهاني بمناسبة انتخابكم رئيسا لمجلس نواب الشعب التونسي، متمنيا لكم النجاح والتوفيق في مهامكم على رأس السلطة التشريعية،آملا ان يشكل انتخابكم محطة نحو تطوير صيغ التعاون بين السلطتين التشريعيتين لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الشقيقين لبنان وتونس".

 

الحريري عرض مع وزير الدفاع الايطالي العلاقات وبرامج التعاون العسكري

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني على رأس وفد رفيع المستوى من الوزارة برئاسة رئيس الأركان في القوات المسلحة الإيطالية الجنرال إينزو فيتشاريللي، في حضور السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي والوزير السابق الدكتور غطاس خوري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون العسكرية العميد مارون حتي. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وبرامج التعاون العسكري القائمة بين لبنان وإيطاليا.

 

الوفاء للمقاومة: مواجهة الأزمة المالية وتلبية المطالب المحقة بالتعاون والتلاقي وابقاء الحوارات قائمة

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" إجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، واصدرت بعده بيانا استذكرت فيه ذكرى مولد النبي محمد وحفيده الامام جعفر الصادق، مشيرة من ناحية اخرى، الى ان "العدو الصهيوني يمعن مرَّة أخرى في عدوانه على الشعب الفلسطيني، باستهدافه قادة للمقاومة في غزة ودمشق، ارتقى منهم شهداء على طريق الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة".

ودعت الكتلة "اللبنانيين جميعا إلى وعي مخاطر المرحلة الحالية التي تتطلب التمسك أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على وحدتهم الوطنية وسلمهم الأهلي، وعودة الانتظام إلى مؤسساتهم الدستورية، والاحتكام إلى الموجبات الانسانية: الوطنية والقانونية التي تضمن حريات الجميع في التعبير عن آرائهم أو في حقهم في التنقل وتجنب البلاد والعباد حوادث مؤسفة وغير محسوبة قد تزيد التعقيدات وتربك لغة الحلول والتفاهمات"، مشيرة الى أن "مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية الحادة، وتلبية المطالب المحقة والمشروعة للبنانيين الصادقين الحريصين على بلدهم تحتاج إلى التعاون والتلاقي بين المخلصين وابقاء الأبواب مفتوحة والحوارات قائمة لسلوك أفضل السبل لانقاذ بلدنا". ورفضت الكتلة "بشدة التدخلات الأميركية في الشأن الداخلي اللبناني"، مدينة "التصريحات الفجة التي أطلقها وزير الخارجية الأميركية لاستغلال وجع اللبنانيين والاستثمار على مطالبهم محاولا تقديم ادارته وكأنها في موقع المساند للمحتجين منهم، في الوقت الذي أدت فيه سياسات تلك الادارة إلى وصول لبنان إلى ما هو عليه من أزمة مالية واقتصادية، فالضغوط الأميركية هي التي تمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته، وتحول بينه وبين الاسهام في اعادة اعمار سوريا، أو في تصدير منتجاته عبرها، مما يحرمه من فرص اقتصادية واعدة. إن التصدي الحازم للسياسة الاميركية التخريبية لاقتصاد بلدنا، ولانتهاكها للسيادته الوطنية، وعدم السماح لهذه السياسة بفرض املاءاتها على خيارات شعبنا في كيفية ادارة بلده هي من ضرورات الانقاذ لاقتصادنا الوطني وحماية السيادة والاستقرار الداخلي".

وجددت "دعوتها القضاء اللبناني إلى الاستفادة من الفرصة المتاحة اليوم لتحمل مسؤولياته في محاسبة الفاسدين وسوقهم للعدالة واستعادة الأموال المنهوبة، أيا كان موقع هؤلاء الفاسدين وانتماؤهم السياسي والطائفي، وتدعو هذا القضاء للبت بالملفات التي قدمت له والعالقة أمامه، والتي سبق للكتلة أن أثارتها في الهيئة العامة أو في بياناتها أو تم تقديم مستنداتها، وهي اليوم تطالب جميع الكتل النيابية الاسهام في اقرار القوانين التي تساعد على مكافحة الفساد ومن بينها اقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء الحاليين والسابقين".

ودعت "الادارات الرسمية المعنية والجهات القضائية المختصة إلى القيام بواجباتها لردع المستغلين للاوضاع الحالية الذين يتلاعبون بسعر العملة وأسعار السلع الاستهلاكية، وهي تنبه من محاولات استخدام حاجات اللبنانيين وعملتهم الوطنية في اطار الضغوط التي تمارس لتحقيق مكاسب سياسية". واعتبرت ان "اغتيال العدو الاسرائيلي القائد في حركة الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا واستهداف الأخ اكرم العجوري في دمشق عمل صهيوني جبان يهدف إلى تغيير قواعد الصراع ورسم معادلات جديدة أحبطها التصدي البطولي لسرايا الجهاد وفصائل المقاومة. إن ما يقدمه الشعب الفلسطيني الصامد من تضحيات، هو محل افتخار المقاومين والاحرار على امتداد العالم، وسيفرض على العدو الخضوع لمعادلات المقاومة، في وقت نرى التفرج الرسمي العربي والصمت الدولي حيال جرائم الكيان الصهيوني الذي لا تنفع في مواجهته سوى لغة المقاومة التي يجيدها الشعب الفلسطيني بجدارة".

 

الراعي التقى باسيل وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب

وطنية - الخميس 14 تشرين الثاني 2019

استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح اليوم، في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وكان عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية وتشديد على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت.

 

عبد الرحيم مراد... خيارٌ لحكومة مواجهة؟

المدن/14 تشرين الثاني/2019

لا تزال بورصة تشكيل الحكومة تراوح في مكانها. لكن بازار الأسماء مفتوح، والمناكفات والابتزاز المتبادل والمناورات كلها مستمرة بين أركان السلطة، والمنازعات تدور على أشدها فيما بينهم، فيما تُطرح أسماء من هنا وهناك وهنالك لترؤس الحكومة.

وذكرت جريدة "المدن" أنه في حال تعثّر التفاهم والتوافق مع الرئيس سعد الحريري، واختيار حزب الله والرئيس ميشال عون حكومة مواجهة، فقد يكون الخيار الذي لم يأت أحد على ذكره، هو تسمية الناب عبد الرحيم مراد رئيساً لهذه الحكومة. فهو ينتمي إلى خطّ الممانعة، وعلاقته جيدة بالنظام السوري وعون وحزب الله. ولديه علاقات ببعض الدول الخليجية والغربية. وهو يُعتبر من أصحاب الشرعية السنية في البقاع، ويمتلك مؤسسات تربوية واجتماعية تقدم الخدمات. أي أن هناك مؤسسات وأتباعاً يدعمونه.

 

مبادرة من الجامعة الأميركية حيال أطفال علاء أبو فخر.. ما هي؟

الكلمة اولاين/14 تشرين الثاني/2019

تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي أنّ رئيس الجامعة الأميركية فضل خوري أعلن أنّ أطفال الشهيد علاء أبو فخر الـ3 سيحصلون على منح دراسية كاملة بعد قبولهم في الجامعة. وقد أثنى الناشطون على هذه المبادرة حيال عائلة أبو فخر.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 14 و 15 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

الياس بجاني/تعليق بالنص والصوت: المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/تعليق من ارشيفي لعام 2003 واعدت اليوم نشره مع بعض التعديلات

http://eliasbejjaninews.com/archives/76752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84/?fbclid=IwAR2yAL_d5304cKb0ttsLKi5JqTARd3zNFLIFQVXT9xHEWYSMuUY3k6-9Fhs

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 15/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80552/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-15-2019/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 14-15/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 29th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 14-15/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80547/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-14-15-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-29th-day-november-14-15-201922/

 

متى يفرج الجنرال قاسم سليماني عن حكومة لبنانية مستقلة؟/حارث سليمان/المدن/14 تشرين الثاني 2019

انقلاب عون على التهدئة: هدف للعهد في مرماه/هيام القصيفي/الأخبار/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

لبنان ولعبة الانتفاضة والعهد/حسن فحص/انديبندت عربية/الخميس 14 تشرين الثاني/2019

الرئيس اللبناني بين تاريخين وجمهورين أمام القصر الجمهوري/طوني بولس/انديبندت عربي/14 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80560/%d9%87%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a6%d8%a9-%d9%87%d8%af/

 

 

د.مجيد رافيزادا: أوروبا تساند إيران في اختراقاتها للإتفاق النووي

د.مجيد رافيزادا: يجب على الأمم المتحدة أن تتخذ الإجراءات القانونية لمواجهة اختراقات إيران للمعاهدة النووية

Europe Backs Iranian Nuclear Breakout/Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/November 14/2019

UN must respond to Iran’s breaches of nuclear deal/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/November 14, 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80554/dr-majid-rafizadeh-europe-backs-iranian-nuclear-breakout-un-must-respond-to-irans-breaches-of-nuclear-deal-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7/

 

ريموند إبراهيم: تخريب الإخوان المسلمين مقابل الغضب الجهادي

الين دستكسي: أوروبا وسلاح جديد هو الإسلاموفيوبيا

Muslim Brotherhood Subversion vs. Jihadist Rage

Europe: The New Political Weapon of ‘Islamophobia

http://eliasbejjaninews.com/archives/80556/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a/

 

 

Europe: The New Political Weapon of ‘Islamophobia

الين دستكسي: أوروبا وسلاح جديد هو الإسلاموفيوبيا

Alain Destexhe/Gatestone Institute/November 14/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80556/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a/

 

 

Muslim Brotherhood Subversion vs. Jihadist Rage

ريموند إبراهيم: تخريب الإخوان المسلمين مقابل الغضب الجهادي

Raymond Ibrahim/FrontPage Magazine/November 14/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80556/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a/

 

 

 

وقائع مراسيم تشييع الشهيد علاء ابوفخر باللغتين العربية والإنكليزية ومقالات

Alaa Abu Fakhr Laid to Rest in Choueifat

تشييع الشهيد علاء ابو فخر في الشويفات

منظمة العفو: لإحالة ملف التحقيق بمقتل أبو فخر إلى محكمة مدنية

الياس بجاني/الشهيد علاء أبو فخر..هو فخر وأيقونة لشعب لبنان العظيم المحب للسلام

طوني أبي نجم/بين الدماء… والمكابرة

Alaa Abu Fakhr Laid to Rest in Choueifat

Huge funeral for martyr Alaa Abou Fakher in Choueifat

Army Intelligence Agent Referred to Judiciary over Abu Fakhr Death

Death as Taalabaya Protesters Clash with Army

http://eliasbejjaninews.com/archives/80564/%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d8%b4%d9%8a%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%81%d8%ae%d8%b1/