LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november13.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فخامة الرئيس عون.. رجاء استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وشفقة على ما بقي من تاريخك المشرّف الذي أنت نحرته

الياس بجاني/إطلالته غير موفقة للرئيس عون.. الأنا والغربة عن الواقع ونظرية المؤامرة  وورقة التفاهم مع حزب الله هي الغالبة

الياس بجاني/خطاب السيد نصرالله: استكبار وفرمانات وفرسنة وهروب إلى اليمن وآبار بترول الملالي

الياس بجاني/شعب لبنان لم  ما عاد يقبض تهديدات السيد..وكلن يعني كلن والسيد اولن

الياس بجاني/ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/ربي نجي لبنان من وصولية وذمية من هم من خامة مروان شربل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوات ومداخلات من محطات تلفزيون لبنانية وعربية تلقي الأضواء على اليوم ال 27 للإنتفاضة الشعبية في لبنان ومن جملتها مقابلة الرئيس عون

فيديو من او تي في للحوار مع الرئيس ميشال عون/اجراها الإعلاميين سامي كليب والصحافي نقولا ناصيف

فيديو ما ما قاله رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عن المتظاهرين من تلفزيون ال ام تي في

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب السياسي سام منسى

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي محمد نمر ضيف من قناة العربية

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة العربية

فيديو تقرير سكاي نيوز عربية تحت عنوان: "احتجاجات لبنان.. حكومة لا تتشكل وميليشيات تترقب".

فيديو مداخلة لمدير معهد عصام فارس للدراسات العامة الدكتور طارق متري من قناة الحدث

فيديو مداخلة للباحث السياسي سعد كيوان من قناة الحدث

فيديو مداخلة لكاتب الصحافي محمد نمر من قناة العربية

مقابلة عون تؤجج الغضب: قتيل وعودة إلى قطع الطرق

توضيح من الجيش حول ملابسات إطلاق النار وسقوط مواطن في خلدة

إطلاق النار على مسؤول "التقدمي" على اوتوستراد خلدة... وجنبلاط ينضمّ للحراك

الجيش : اصابة احد الاشخاص في خلدة بعد تلاسن المحتجين مع العسكريين

وليد جنبلاط اتصل بقائد الجيش ورئيس الاركان: ليس لدينا سوى الدولة

جنبلاط إستقبل الموفد الفرنسي وعرض معه التطورات الراهنة

توضيح من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية

اللبنانية رولا خلف.. أول امرأة تتولى رئاسة تحرير "فايننشال تايمز"

ماذا قال مسؤول في الأمم المتحدة بشأن لبنان؟

هيئة تنسيق الثورة تعلن مطالبها... وتدين التدخل الخارجي

من سيجتمع مع الفرنسيين سيصبح خارج الساحات

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 12 تشرين الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بين مصادر التيار ومصادر المستقبل تناقض واضح وفاضح...والحكومة ضائعة مع استشاراتها! وتناقض واضح بين مصادر التيار الوطني الحر ومصادر المستقبل حول الشأن الحكومي.

حزب الله يُعلّق على اغتيال بهاء ابو العطا..

تعليقٌ من جهاد العرب حول "الفرار" مع الأموال الطائلة

ظاهرة خطيرة في مزرعة يشوع

بري يلوّح بـ"العداء الأبدي" مع الحريري.. والأخير يرد "مشكور على لبن العصفور"

حرفوش للكلمة اونلاين: بالتعاون مع البرلمان الاوروبي.. سنعيد الأموال المنهوبة

 من أهداف موفد ماكرون: مليار يورو لمصرف لبنان.. وطمأنة حزب الله

8 آذار أبلغت الحريري تسميتها بهاء .. فهكذا ردّ...

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

من هو بهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل؟

العدوان على غزة: إسرائيل تتجنب حماس

إسرائيل تحيل غزة ساحة حرب وصواريخ المقاومة تصل تل أبيب

اغتالت قائد "سرايا القدس" وزوجته وقتلت 6 فلسطينيين آخرين... وقصفت منزل العجوري في دمشق

نتانياهو: الأعمال القتالية لن تتوقف قريباً… وبيني غانتس يؤيد و”القائمة العربية” تنتقد قرارت “الكابينيت”

السلطة الفلسطينية دانت اغتيال أبو العطا… وروسيا دعت إلى التهدئة… والاتحاد الأوروبي طالب بوقف التصعيد

القوات العراقية تقتل ثمانية “دواعش” وتضبط مخبأ للصواريخ

الصدر محذراً أميركا: للعراق كبار يحمونه… والعبادي يطالب بانتخابات وحجب جديد للإنترنت في العراق

الأردن يحبط عمليات إرهابية ضد سفارتي واشنطن وتل أبيب نتانياهو زعم مساعدة الملك عبدالله الثاني بطرق سرية

17 نائباً في الكونغرس الأميركي يطالبون ترامب بإلغاء زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض

تقرير أميركي: وفاة 93 معتقلاً بالتعذيب في سجون تركيا

ميليشيات أنقرة تفتك بالمدنيين وقتلى باحتجاجات على دخول دورية تركية رأس العين وروسيا تقيم قاعدة عسكرية جديدة في القامشلي

ميليشيات أنقرة تفتك بالمدنيين وقتلى باحتجاجات على دخول دورية تركية رأس العين وروسيا تقيم قاعدة عسكرية جديدة في القامشلي

ترامب: نراقب خليفة البغدادي وقيادات “داعش” تفر هاربة

نزيف دماغي ينقل كارتر إلى المستشفى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مجاهدو" حركة أمل يلاحقون الخونة والجاحدين المنضوين بالثورة/حسن اسماعيل/المدن

"العهد" ينهار ولبنان سيدفع الثمن/منير الربيع/المدن

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران/منير الربيع/المدن

تهافت الخرافات في ثورة الساحات/هاني حسن/المدن

تلبيس الطرابيش انتهى يا حسن نصرالله/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

إيران والمعركة المستمرة للاستيلاء على لبنان/نديم قطيش/الشرق الأوسط

فليرفض الحريري إملاءات نصرالله وعون/علي حماده/النهار

خلاف على جنس الحكومة وخطر الانهيار على الأبواب/اميل خوري/النهار

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران/منير الربيع/المدن

ثورةُ «البِشارة اللبنانيّة».. ما كان سيَجْترِحُه بشير الجميّل سنةَ 1982، لو ظلَّ حيًّا، يطالبُ به الشعبُ اليوم/سجعان قزي/الجمهورية

ثورة الشعب المسكين/جورج يونس

"الانتفاضة اللبنانية" تثبت قوتها وتميزها يوما بعد يوم وكسرت لعبة التخويف والترهيب التي كانت تمارسها السلطة/سوسن مهنا/انديبندنت عربية

باسيل يُعطِّل مهمة الحريري/أسعد بشارة/الجمهورية

الفرنسيون على خطّ واشنطن - «حزب الله»/طوني عيسى/الجمهورية

العفو كاد أن يشمل جريمة بسري/آمال خليل/الكلمة اولاين

وزراء القوات لم يستقيلوا تماماً!/ليا القزي/الأخبار

اتفاق الرياض الأخير هو محاولة من السعوديين والإماراتيين لتحديد مناطق نفوذهما المستقبلية في اليمن/أحمد ناجي/مركز كارنيغي

انتشال اليمن من أنياب الإرهاب ومن المفترض أن يعود المجلس النيابي ليلتئم في عدن/د. وليد فارس/انديبندنت عربية

في لبنان المرأة في صدارة الثورة/في ظلّ نظام سياسي لطالما اعتبر التمثيل النسائي فيه دون المستوى، ترفع النساء أصواتهن في الشارع/ريتشارد هول/انديبندنت عربية

الانتفاضة العراقية أرعبت نظام الملالي ودفعته إلى حافة الهاوية/نزار جاف/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل سفراء دول مجموعة الدعم الدولية وسفراء عرب وعرض معهم تطورات الأوضاع في لبنان والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة

نص مقابلة الرئيس عون التي جاءت بعكس ما توقع الشعب فعادت التظاهرات وعاد قطع الطرق وسط غضب وخيبة أمل وانتقادات لاذعة لكلام عون المستفز

الرئيس عون: دعوت المتظاهرين للتحاور ولم اتلق جوابا والاستشارات النيابية قد تحدد في اليومين المقبلين ولا يمكن لحكومة تكنوقراط ان تحدد سياسة البلد

عون يطلب المدد العربي والدولي والحراك يرفض لقاء موفد فرنسا

المشاورات تراوح مكانها ولا مؤشرات عن قبول "حزب الله" حكومة اختصاصيين

إضراب المصارف مستمر وموظفو قطاع الخلوي أعلنوا توقفهم عن العمل

وزير الخارجية الروسي: فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط في لبنان …أمر غير واقعي

السنيورة: رئيس الجمهورية يتصرف وكأنه ينتمي إلى عهد ما قبل الطائف

الخليل : 26 يوماً مضت على انبلاج فجر الانتفاضة… وما زالت مساحاتها تتسع

عوائل شهداء الجيش ترفض العفو عن قتلة أبنائهم«

سيدة الجبل»: واجب اللبنانيين مواكبة ودعم الثورة

الهيئات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر وتستعجل الحكومة

“تويتر” يقفل حساب جواد نصرالله… وجنبلاط مغرداً: مع السلامة

وقفة احتجاجية للحراك أمام السفارة الفرنسية: حذار غضبنا ولاحقا سيكون شطب الديون الخارجية على جدول أعمالنا

الراعي: نحن من يقرر ماذا نريد ولا ننتظرن حلولا من الخارج قد لا تصل ابدا والشعب هو الميزان الاساسي لكل دولة

التيار المستقل: لحكومة من المجلس العسكري وضباط متقاعدين تضم 12 وزيرا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

 مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها

إنجيل القدّيس مرقس08/من34حتى38/01و09/:”دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين». وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فخامة الرئيس عون.. رجاء استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وشفقة على ما بقي من تاريخك المشرّف الذي أنت نحرته

إطلالته غير موفقة للرئيس عون.. الأنا والغربة عن الواقع ونظرية المؤامرة  وورقة التفاهم مع حزب الله هي الغالبة

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80483/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82/

باختصار، ومع كامل احترامنا بالشخصي للجنرال عون وللموقع الرئاسي، فإن المقابلة اليوم كانت غير موفقة بالمرة واستفزازية وعدائية وبالتأكيد كارثية طبقاً لكل المعايير، وكان من الأفضل مليون مرة لو أنها لم تتم.

كان الشعب يتوقع الإعلان عن موعد للاستشارات فخاب ظنه وزاد الرئيس الطين بلة بقوله بأن هناك أمور كثيرة لم يتم الاتفاق عليها بعد.. وكأن لا مظاهرات ولا من يحزنون، ولا كأن نصف الشعب اللبناني ومنذ 27 يوماً يفترش الشوارع والساحات وهو ينادي..”كلن يعني كلن”..وكأن الشعب هذا لم يسحب كل ما هو شرعية من أهل الحكم كافة.

وأغرب ما جاء على لسان الرئيس عون هو قوله بأن رئاسته صناعة لبنانية وأنه مستقل ولهذا يحارب ويعزل.

غريب يا فخامة الرئيس، مستقل مرة واحدة؟

نسأل..ومين رابط حاله وحكمه بحزب الله وبمحوره وبإيران وبورقة التفاهم مع حزب الله التي تلغي الدستور، وكل ما هو سيادة واستقلال وحرية وقرارات دولية؟

رئيسنا للأسف هو في حالة إنكار 100%، وبالتالي هو غير قادر على قيادة المرحلة المقبلة، وبالتالي استقالته باتت ضرورة، وإلا فالج لا تعالج….

الإطلالة نعم كارثية وغير موفقة وسوف تثير الشارع أكثر وأكثر لأنها مستفزة وعدائية وكل ما جاء فيها هو من عالم آخر.

يا فخامة الرئيس، هل حضرتك تعيش في المريخ ومنسلخ عن الواقع والوقائع لتقول بأن حزب الله لا يتدخل بأي شيء في الداخل اللبناني؟

وهل فعلاً أنت تتوقع من اللبنانيين أن يثقوا بكم بعد هذا الكلام “المش صح” مليون بالميي؟

وكيف تقول بأن “حزب الله بدو يدافع عن حاله”؟

ضد مين بدو يدافع عن حاله الحزب هذا وهو الحاكم الفعلي للبلد، والممسك بقرار الحرب والسلم فيه، ودويلته أقوى من الدولة، وفيها كل مؤسساته الملالوية بما فيها السجون والمعتقلات والمحاكم ومصانع الصواريخ؟

وأكيد الحزب هو المشكلة الأساسية وأنت تغطيه..وهو في مواجهة الشعب والدستور والميثاق والمجتمعين الدولي والعربي وآخر “هم ع قلبه” هو الشعب اللبناني والدولة اللبنانية والدستور اللبناني؟

بيظهر نسيت انك أقسمت اليمين على حماية الدستور .. وهنا المصيبة…

ويا جنرال، مين ما بيعرف بأن إيران وحزبها فرضوك رئيساً بالقوة بعد تخاذل واستسلام جعجع والحريري وجنبلاط، وذلك من خلال صفقة خطيئة أعطت حكم لبنان لحزب الله وداكشت الكراسي بالسيادة والاستقلال والحريات والقرارات الدولية.

..لا يا جنرال الإطلالة كارثية وكان الأفضل لو ما صارت.

وإذا فعلاً فخامتك عارف المطالب الشعبية للمتظاهرين وهي مطالبك، فإذا لماذا تريد من  يمثلهم لتحاوره؟  ألا ترى أنك تناقض نفسك بنفسك وتفقد موقعك وذاتك المصداقية والجدية؟

وعن تاريخك الذي كنا نحن شخصاً من ضمنه سيادياً،  فأنت تنكره وتتنكر له وأصبح عملياً عدوك، وهو فعلاً في غير القاطع الملالوي الذي أنت فيه حاضراً ومنذ العام 2006.

وفعلاً الناس بدها ياك تستقيل على الأقل للحفاظ على بعض تاريخك ما قبل العام 2006 .. بدها ياك تستقيل بسبب حاضرك يلي هو نقيض تاريخك!!

يا جنرال ما حدا عم يتآمر عليك..

أنت يلي عملياً عدو ذاتك وتاريخك، ومن المؤسف أنك في غربة كاملة عن الواقع الذي تعيشه الناس، وأنت تعيش في خطابك ومقارباتك الواهمة مرحلة ما قبل ال 2006،  أما أعمالاً وتحالفات ومواقف ولا دستورية، فأنت أسير ورقة التفاهم مع حزب الله 100%.

نحزن على ماضيك وعلى تاريخك ما قبل ورقة تفاهمك الخطيئة مع ملالي إيران وحزبهم اللاهي..ونعارض 100% حاضرك الذي يناقض كل تاريخك..وتأكد بأن تاريخك يخجل من حاضرك.

استقيل يا جنرال..استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وربما من أجل تاريخ شخصي مشرّف أنت نحرته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

خطاب السيد نصرالله: استكبار وفرمانات وفرسنة وهروب إلى اليمن وآبار بترول الملالي

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80459/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7-2/

عملياً لا شيء جديد في خطاب السيد نصرالله ليوم أمس حيث لم يخرج عن نمط ومحتوى وأسلوب وعنجهية وعنتريات ولاهية وثقافة الموت والحروب والغزوات التي يتحفنا فيها منذ أن تمكنت إيران الملالي بظل الإحتلال السوري من فرضه بالقوة هو وحزبه على شعبنا اللبناني عام 1982. وذلك لتحول بلدنا تدريجياً وبمنهجية مدروسة وخبيثة إلى ساحة ومحزن لسلاحهم ولحروبهم ولغزواتهم الجاهلية، وقاعدة عسكرية لمشروعهم الإمبراطوري والاستعماري والإرهابي.

فبعد عنجهية لاءاته الثلاثة في بداية الثورة اللبنانية، راح السيد يتراجع عنها تدريجياً في كل إطلالة من إطلالاته، لا محبة بالثوار ولا اعجاباً بثورتهم، بل مرغماً وبهدف الاحتواء حيث فشلت كل تهديداته وتم الاستهزاء بكل اتهاماته التخوينية والمشيطنة للثوار ولصقهم بالسفارات.

أمس تجاهل السيد الثورة كلياً ولم يأتي على ذكرها لا خيراً ولا شيطنة ولا تمويلاً، فيما كان شريكه في الثنائية الشيعية الإستاذ نبيه يسجل هو الآخر تراجعاً تكتيكياً أمام ضغط الثورة بتأجيله الجلسة النيابية التي كان مقرراً لها أن تناقش وتقر مشروع قانون العفو العام الملغم والجائر.

السيد، وكما دائماً كانت أولويات خطابه ومقارباته أمس غير لبنانية، بل إقليمية  ودولية وملالوية بامتياز..

فأخذنا إلى اليمن “غير السعيد”، وحسب ادعاءاته ورزم العنتريات الواهمة بات الحوثيون حلفائه هناك قوة عسكرية ضاربة تهدد إسرائيل ويحسب لهم ألف حساب ومن الفاعلين الأقوياء في محور إيران المقاوم.

مع أن اليمن يعاني من حالة غير مسبوقة في تاريخه من البؤس والفقر والجوع وتفشي الأمراض والفوضى والتفكك المؤسساتي والهجرة والتهجير والإجرام، وكل هذا بسبب تدخل إيران السافر فيه ودعم الملالي للحوثيين وتدريبهم وتزيديهم بالأسلحة، وتحريضهم على تدمير بلدهم وقتل أهلهم ومهاجمة السعودية وتهديد الملاحة الدولية في المنطقة.

ومن اليمن انتقل إلى إيران، وبفرح بشرنا باكتشاف أبار بترول جديدة فيها هي غنية جداً بمخزونها، حتى أنه حسب لنا كم سنة سوف تستمر إيران بتصدير بترولها المكتشف…في حين هو وملاليه والإستاذ نبيه يعيقون ويعطلون انتاج البترول في لبنان ويضعون شروطاً تعجيزية.

ولم يغيب عن باله أن يهددنا كما دائماً بعظمة قوته العسكرية التي تخيف إسرائيل وأميركا ودول المنطقة.

وأيضا باستكبار “ربحنا جميلي” على خلفية أن محوره ضرب الإرهاب الداعشي وحافظ على لبنان في ببغائية مملة 100% وواهمة وخيالية حيث أن حتى الأطفال يعرفون بأن لا فرق بين إيران والأسد وحزب الله وداعش بشيء، وأن جميعهم يتعاونون ويقدمون الخدمات لبعضهم البعض..وداعش أصلاً هي صناعة إيرانية واسدية واردوغانية.

وفي محاولة فاشلة منه لتحميل أميركا مسؤولية الأزمة الاقتصادية وإبعادها عنه وعن راعيته إيران، ادعى بأن العقوبات المالية والبنكية على حزبه والقيود على المصارف تطاول كل اللبنانيين، ولا تمس حزبه لأن ماله لا يوضع في البنوك مضيفاً في إشارة مستهزئة إلى إيران دون أن يسميها، “الجميع يعرف مصدر تمويلنا”

ومن ثم أفاض وأكثرّ من الفرمانات الإملائية والآمرة والفوقية ..

يريدنا أن نسوي مع نظام الأسد الكيماوي والبراميلي أمور المعابر لنصدر مزروعاتنا وكل إنتاجنا الصناعي إلى العراق.

يريدنا أن نفتح البلد للشركات الصينية والإيرانية ونطرد أميركا التي تمنع هذه الشركات من دخول السوق اللبنانية.

باختصار يريد أن يُلحق لبنان كلياً بالمحور الإيراني إن تمكن من ذلك وهو أمر سلفاً الحكومة اللبنانية التي لم تشكل حتى الآن أن تقول لأميركا “فكوا عن ضهرنا”.. وربما في تحضير لحكومة من لون واحد هو اللون الأصفر اللاهي.

وفي ما يخص الفساد أعطى الإذن وأيضاً بفوقية للقضاء اللبناني أن يلاحق من يريد من جماعة حزبه ومن المحميين منه.. قائلاً لمجلس القضاء الأعلى “بلشوا فينا”

ومن أهضم الردود الساخرة على هذا الكلام المسرحي التي جاءت على مواقع الفايسبوك والتويتر ما يلي: “

من وين يا سيد بتحبنا نبلش؟

من حرب تموز، أو من غزوات 7 أيار، أو من جريمة اغتيال سامر حنا ومكافئة القاتل؟

أو من محاولة اغتيال بطرس حرب وحماية المجرمين ومنع القضاء من التحقيق معهم؟

أو من جريمة قتل هاشم السلمان بدم بارد وعلناً أمام السفارة الإيرانية ومنع التحقيق بالجريمة وحماية القتلى،

أو بالطرق العسكرية إلى سوريا والتهريب عبرها؟

أو من المطار، أو البور حيث تغييب الدولة وجمركها بالكامل؟

أو من عمليات تبيض الأموال والتهريب المنظم المحلي والإقليمي والدولي لكل المنوعات؟

 أو من حماية قتلة الرئيس الحريري الذين رفعتهم لمستوى القديسين وترفض تسليمهم للمحكمة الدولية؟

أو من الأموال التي تصلك من إيران وأنت تفاخر بأمرها؟ وأو وأو وتطول القائمة ولا تنتهي؟

وهل احتلال لبنان ومصادرة قرار الحرب والسلم فيه وإقامة مصانع الصواريخ وسيطرة الدويلة على الدولة ليست فساداً؟

وهل إيران تصدر غير الفساد؟..

يبقى أن مشكلة لبنان الأساسية هي الاحتلال الإيراني، في حين أن باقي كل المشاكل الكبيرة الصغيرة هي مجرد أعراض لسرطان هذا الاحتلال ولا يمكن حل أي منها بظله.

ونختم باستعارة كلام للأمين العام الأول لحزب الله الشيخ الطفيلي الذي هو في أسفل نصاً وفيديو.. هو كافي ووافي للرد العملي والواقعي والعقلاني والموضوعي على كل إدعاءات وشعارات محاربة حزب الله الفساد والمفسدين لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

الطفيلي يتهم خامنئي بـ«حماية الفساد في العراق ولبنان»

«الشرق الأوسط»/10 تشرين الثاني/2019

هاجم الأمين العام الأسبق لـ«حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي المرشد الإيراني علي خامنئي، واتّهمه بأنه «أكبر حامٍ للفساد في العراق ولبنان». وفي فيديو عبر وسائل التواصل، توجّه الطفيلي لخامنئي قائلاً: «أليس من المُعيب أن تتهم من يشتكي ظلماً بأنه (عميل) لدول أخرى. أهذا المقتول في الشارع هو عميل؟ تقول وتؤكد أنك ولي أمر المسلمين، ليس فقط الإيرانيين، فهل ولي الأمر يقتل الجائعين ويحمي الفاسدين والمجرمين؟» وأضاف: «في العراق يا سيد قُتل ما لا يقل عن 250 وجُرح 11 ألفاً، ومن قتلهم هم مسلحوك، كما قتلنا في لبنان مسلحوك». وتابع الطفيلي مخاطباً خامنئي: «كما حصل بالأمس، وهاجمت جماعتك الأبرياء العزل، وحرقت خيامهم. عادة نبكي إحراق خيام الحسين. يبدو أننا أمام تكرار لمشهدية ثانية، لكن بصيغ أخرى». وأضاف: «يا سيد نقول إن البلد أصابه الخراب، واللصوص ينهبونه منذ عام 1972 وحتى الآن، وجماعتك داعمون لهم، وملأوا البلاد قاذورات وفساداً، فهل ديننا علّمنا أن نكون لصوصاً قذرين فاسدين قاتلين ومعتدين»؟ ووجه الطفيلي سؤالاً لخامنئي: «ماذا تسمي الأموال التي أنفقتها في سوريا والتي تشتري بها ضمائر العالم، والتي تشتري بها الإعلام»؟

اضغط هنا لمشاهدة خطبة الشيخ صبحي الطفيلي التي نشرت بتاريخ 01 تشرين الثاني/2019 تحت عنوان: "وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا" والتي يتناول من خلالها بالتفصيل طبيعة النظام الإيراني الفاسد والمفسد.

https://www.youtube.com/watch?v=8RMm-KkPicY

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شعب لبنان لم  ما عاد يقبض تهديدات السيد..وكلن يعني كلن والسيد اولن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

حاكم لبنان الفعلي، نصرالله، سيطل علينا اليوم ليهددنا ويستعرض قوته ويستهزئ بالإنتفاضة ويملي شروطه ويربحنا جميلي بانتصاراته الوهمية

 

ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

تحية ل شيعة لبنان والعراق الثائرين ع دكتاتورية وثقافة الموت والحروب التي يسوق لها نظام الملالي. نجاحهم نجاح في تحرير لبنان والعراق والعكس صحيح

 

كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

الثورة هي على احتلال حزب الله وعلى اغطيته من الطرواديين، جنبلاط، عون وجعجع والجميلين وبري وباسيل والحريري وكل شركات الأحزاب الزفت

 

سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80394/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%b1-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85/

في الشأنين الوطني والسياسي سمير جعجع رجل ذمي ومنافق وهو يناقض نفسه بنفسه ويتلون غب مصالحه وأطماعه السلطوية.

الرجل كان برر فرطه وقتله تجمع 14 آذار ودخوله صفقة الذل الرئاسية الفضيحة والصفقة التجارية بشعار هرطقة ونفاق “الواقعية، وضرورة الإهتمام بالأمور المعيشية.

واعتبر يومها في تبرير استسلامه وتعايشه مع الاحتلال ودويلته وحروبه وحكومته ووزيره الذي “يستعمل ربطة العنق.. كما فذلكت الإستسلام مي شدياق ما غيرها وذلك لتبليع اللبنانيين مداكشته الكراسي بالسيادة، اعتبر يومها بفجور واستعلاء وتخوين لمن عارضه من السياديين والبشيرين بأن حزب الله هو مشكلة إقليمية وليست لبنانية.. واتهم معارضيه بالغيرة منه وقال بوقه الإعلامي بان المعارضين هم هامشيين وعاطلين عن العمل ولا ادوار لهم.

واليوم وبعد أن تعرى هو وباقي شركائه من أصحاب شركات الأحزاب التجارية المرتي، وبعد أن نبذهم الناس وعروه وعروهم من كل مصداقية وذلك من خلال الثورة “وكلن يعني كلن” ..

ها هو مكانك راوح في عقم وعبثية وذل وتعامي رده على وزير خارجية أميركا السيد بومبيو الذي غرد يقول “بأن الشعبين اللبناني والعراقي يريدان استرداد بلديهما بعد أن اكتشفا بأن النظام الإيراني هو قمة في تصدير الفساد متلحفاً بما يسمه ثورة.. وأضاف بومبيو: “لبنان والعراق يستحقان التخلص من تدخلات الخميني وتحديد مساراتهم”.

جعجع تعامى في رده عن القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701، وتعامى أيضاً وعن سابق تصور وتصميم عن وجود القوات الدولية ومهماتها، والأخطر في ذميته أنه تجاهل كلياً الاحتلال الإيراني الذي هو سبب كل مصاعب وكوارث لبنان..

وهو أكثر من يعرف بأن الشعب اللبناني المعارض لإحتلال حزب الله وبعد ان فرط هو 14 أذار فقد من يومها التوازن النيابي والوزاري مع الحزب ومحوره.

كتب جعجع على التويتر شاكراً بومبيو وقائلاً له بأن اللبنانيين قادرين على الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.. وهو بباطنية وخبث وتشاطر بمفهومة الأعوج لم يأتِ على ذكر احتلال حزب الله في رسالة مشفرة يبدو انها تملق وتقديم أوراق اعتماد للحزب اللاهي.. مع أن بومبيو لم يذكر الاقتصاد بل فساد الخميني وتصديره للبنان والعراق.

نسال جعجع كما سأله احدهم على التويترمنذ قليل: بما انك لا تحتاج مساعدة أميركا فلماذا ترسل الوفود الواحد تلوى الآخر إلى واشنطن؟ ع الأكيد الأكيد ليس للتسويق للكبة والتبولة.!!! وصحيح يلي ما استحوا بعد ما ماتو.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوات ومداخلات من محطات تلفزيون لبنانية وعربية تلقي الأضواء على اليوم ال 27 للإنتفاضة الشعبية في لبنان ومن جملتها مقابلة الرئيس عون

فيديو من او تي في للحوار مع الرئيس ميشال عون/اجراها الإعلاميين سامي كليب والصحافي نقولا ناصيف

https://www.youtube.com/watch?v=NHqNzicTJVg

 

فيديو ما ما قاله رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون عن المتظاهرين من تلفزيون ال ام تي في

https://www.youtube.com/watch?v=JdqNssjO-r8

 

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب السياسي سام منسى

12 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

سام منسى لمانشيت المساء من صوت لبنان: مسار التغيير طويل

https://www.youtube.com/watch?v=N6Q5u57jbaM

اعتبر الكاتب السياسي سام منسى أن الحراك أثبت وجوده ولكن مسار التغيير طويل. وقال ان لا مساحة للسمع لدى السلطة وسط خبث غربي حول ما يجري في لبنان.

وقال، في حديث الى برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان، ان في لبنان قوة اقليمية كبيرة لن تقبل بالتنازل، وهي تريد اعادة رسم التسوية نفسها، وإن بطريقة اوبشكل مختلف.

ورأى منسى أن حزب الله عرض نموذجا لاقتصاد كما يراه من خلال حديث الأمين العام للحزب عن نموذج الصين والعراق. وهو يريد تحويل لبنان الى هذا النموذج.

منسى ابدى اعتقاده ان الولايات المتحدة لا يهمها لبنان كثيرا، لأن معركتها هي في ايران، ولبنان جزء من هذه المعركة، وما يهمها الحفاظ على الاستقرار، وربما تستفيد من الحراك للضغط على الحزب.

عن زيارة الموفد الفرنسي، رأى ان الهدف هو التوصل الى تسوية في الموضوع اللبناني تقوم على تعويم التركيبة السابقة.

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي محمد نمر ضيف من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=wVAtluLKMRU

 

فيديو مداخلة للكاتب الصحافي حنا صالح من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=ukK7Y7vuMRk

 

فيديو تقرير سكاي نيوز عربية تحت عنوان: "احتجاجات لبنان.. حكومة لا تتشكل وميليشيات تترقب".

خط الأزمة في لبنان يسير باتجاهين.. سياسي ومالي في السياسة صوت الشارع يعلو على مناورات السياسيين للعودة إلى الحكم بعباءة حكومة تكنوسياسية. ووفق الترجيحات ثمة مخارج في الأفق، بيد أن الميليشيات تصرّ على دور سياسي في قيادة المرحلة المقبلة.

https://www.youtube.com/watch?v=TMb4pfFlxHM

 

فيديو مداخلة لمدير معهد عصام فارس للدراسات العامة الدكتور طارق متري من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=_q_67iWwKgY

 

فيديو مداخلة للباحث السياسي سعد كيوان من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=lZrZOeHVBBA

 

فيديو مداخلة لكاتب الصحافي محمد نمر من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=wVAtluLKMRU&t=45s

 

مقابلة عون تؤجج الغضب: قتيل وعودة إلى قطع الطرق

المدن/الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

انعكس كلام رئيس الجمهورية ميشال عون انفجاراً شعبياً غاضباً في كل المناطق. وسريعاً تداعى المتظاهرون إلى الطرقات، حيث عمدوا إلى قطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، من جنوب لبنان إلى الشمال والبقاع.

قتيل في خلدة وجنبلاط يتدخل

لكن الليلة لم تمرّ على خير. منطقة خلدة كانت على موعد مع حادثة أمنية لم تتكشف كاملة. إذ خلال توجه بعض الشبان إلى قطع الطريق عند مثلث خلدة، حصلت عملية قتل لأحد الناشطين. وفي التفاصيل، أنه خلال مرور سيارة مدنية بيضاء اللون بزجاج داكن، تابعة للجيش وفي داخلها مؤهل أول في المخابرات، وهو مرافق لأحد الضباط العمداء، أصرّ على المرور فيما كانت الطريق مقطوعة، وقد حصل تلاسن بينه وبين الشبان هناك، فعمد على إطلاق النار باتجاه الشاب علاء أبو فخر أمام زوجته وإبنه. على الفور نقل أبو فخر إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة. فيما فتح الجيش اللبناني تحقيقاً بالموضوع، مشيراً في بيان إلى أنه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص". وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بإشارة القضاء المختص. علماً أن المتهم بإطلاق النار بات بعهدة الجيش. سريعاً توجه وليد جنبلاط إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات، حيث نقل أبو فخر. وقد توجه إلى الأهلي الغاضبين قائلاً أن لا خيار لديهم إلا الدولة، لأنه من دون الدولة والرهان عليها ستدخل البلاد في الفوضى. وأشار جنبلاط إلى أنه أجرى الاتصالات بقيادة الجيش لإجراء التحقيق الكامل. فيما تشير المعلومات إلى أن المؤهل الذي أطلق النار قد سلّم نفسه. وتوجه جنبلاط إلى مناصريه بالقول:" أعلم أنكم تعارضونني في عدم انضمامي رسمياً إلى الحراك، ولكن حسب خبرتي فلا خيار لنا إلا الدولة." واعتبر أن هذه الليلة حزينة وصعبة ولكن لا بد من الإحتكام إلى العقل.

قطع طرقات

وسرعان ما انتشر التوتر في مختلف المناطق اللبنانية، حيث حصل اعتداء في بلدة كفرمان الجنوبية  على المعتصمين والمتظاهرين. المشهد نفسه لم يختلف في جل الديب، حيث حاول الجيش اللبناني فتح الطريق بالقوة، لكنه عاد وتراجع. وكذلك قطعت الطرقات في الشيفروليه، الزوق وجبيل وفي طرابلس.

قطعت الطرقات أيضاً في معظم شوارع العاصمة بيروت، خصوصاً عند جسر الرينغ، كما عند نقطة الكولا، لكن الجيش ما لبث أن تدخل بالقوة وعمل على فتح الطرقات، معتدياً بالضرب على المتظاهرين، فيما عمد بعض الشبان بعد تقدّم الجيش والإصرار على فتح الطريق على رشق بعض عناصر الجيش بالحجارة.

يمكن القول أن مقابلة الرئيس ميشال عون نجحت في أمر واحد: تجديد النقمة والغضب، ومد الثورة بزخم إضافي.

 

توضيح من الجيش حول ملابسات إطلاق النار وسقوط مواطن في خلدة

وطنية/الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان انه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً بالموضوع بإشارة القضاء المختص". واضافت قيادة الجيش اللبناني أنه بناء على إشارة القضاء المختص، تم توقيف العسكري مطلق النار في محلة خلدة.

 

إطلاق النار على مسؤول "التقدمي" على اوتوستراد خلدة... وجنبلاط ينضمّ للحراك

مواقع الأكترونية وكالات/12 تشرين الثاني/2019

سقط قتيل على اوتوستراد خلدة جراء إطلاق النار عليه أمام زوجته وولده، والشاب المستهدف يدعى علاء ابو فخر، وهو عضو بلديّة الشويفات وينتمي الى "الحزب التقدمي الاشتراكي".

صحيفة "الأنباء" أفادت عن "استشهاد امين سر وكالة داخلية الشويفات في الحزب التقدمي الاشتراكي علاء أبو فخر بإطلاق النار عليه تحت جسر خلده".

وفور شيوع الخبر، وصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله تيمور الى مستشفى كمال جنبلاط والقى كلمة حاول في تهدئة المواطنين، فقال "رغم ما حصل الليلة لا مرجع لدينا سوى الدولة لأننا إذا فقدنا الأمل بها ندخل بالفوضى"، وأضاف "اتخذت القرار بالانضمام رسميا إلى الحراك الشعبي".

ولاحقاً ذكر أن الجيش أنه ألقى القبض على مطلق الرصاص وهو جندي وفي أسفل بيان الجيش

 

الجيش : اصابة احد الاشخاص في خلدة بعد تلاسن المحتجين مع العسكريين

وطنية - الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019

 صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص.

وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقا بالموضوع بإشارة القضاء المختص

 

وليد جنبلاط اتصل بقائد الجيش ورئيس الاركان: ليس لدينا سوى الدولة

وطنية - الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019

أعلن رئيس "الحزب التقدمي الاشترا كي" وليد جنبلاط أنه اتصل بقائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس الاركان اللواء أمين العرم. وقال جنبلاط: "ليس لدينا سوى الدولة". وكان جنبلاط أكد من "مستشفى كمال جنبلاط": "لا ملجأ لنا على برغم ما جرى هذه الليلة الا الدولة". وهناك قال جنبلاط في الحشد الشعبي الذي كان وصل إلى المستشفى: "الكثير منكم ايها الشبان والشابات عارض قراري الانضمام رسميا الى الحراك، وانا اعلم ان عواطفكم هي معه، لكن في الوقت نفسه ونتيحة خبرة طويلة لي ليس لنا ملجأ سوى الدولة على رغم ما حصل الليلة". وأضاف: "انا اتصلت بقائد الجيش وباللواء العام للاركان لاجراء التحقيق". وقال: "ضعوا الحادثة عندي، لان ليس لنا سوى الدولة، لاننا اذا فقدنا الامل بها فعندها ندخل في الفوضى. وأرجوكم ان تدركوا هذا الكلام". ولاحقا انتقل جنبلاط يرافقه نجله النائب تيمور والوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور الى قاعة دار آل أبو فخر في الشويفات، للمشاركة بالتعازي وسط حضور العشرات من مناصري "الحزب التقدمي الاشتراكي".

 

جنبلاط إستقبل الموفد الفرنسي وعرض معه التطورات الراهنة

وطنية - الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو مساء الثلاثاء، الموفد الفرنسي إلى لبنان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو (Christophe Farnaud)، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه.

حضر اللقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، النائب مروان حمادة والسيدة نورا جنبلاط. وتم البحث في آخر التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

توضيح من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية

وطنية - الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:"توزع وسائل اعلامية ووسائل تواصل اجتماعي كلاما محرفا من حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الفقرة المتعلقة بوجود قائد للحراك الشعبي ورد فيها :" اذا مش عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا". والصحيح ان الرئيس عون قال انه اذا لم يكن هناك "اوادم" من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا الى السلطة". فاقتضى التوضيح منعا لأي التباس او سوء استغلال".

 

اللبنانية رولا خلف.. أول امرأة تتولى رئاسة تحرير "فايننشال تايمز"

ليبانون فايلز- الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

أصبحت اللبنانية رولا خلف أول امرأة تتولى رئاسة فايننشال تايمز منذ بدء إصدار الصحيفة العريقة قبل 131 عاما وذلك بعدما أعلن رئيس التحرير ليونيل باربر أنه سيترك المنصب في كانون الثاني. ومنذ انضمامها للصحيفة قبل 20 عاما، شغلت رولا مناصب نائب رئيس التحرير ورئيس تحرير الشؤون الخارجية ورئيس تحرير شؤون الشرق الأوسط. وسعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى زيادة عدد القراء من النساء وكذلك المحررات في الصحيفة. وقالت رولا "إنه لشرف كبير تعييني رئيسة لتحرير فايننشال تايمز أعرق مؤسسة صحفية في العالم". وأضافت "أتطلع لاستكمال إنجازات ليونيل باربر الاستثنائية وأشعر بالامتنان لإرشاداته طوال السنين". وبذلك ستنضم رولا إلى كاثرين فاينر رئيسة تحرير صحيفة الغارديان لتكون ضمن قلة من النساء يتولين رئاسة تحرير صحف كبرى في بريطانيا. وقبل انضمامها لصحيفة فايننشال تايمز عام 1995، عملت رولا في مجلة فوربس في نيويورك وهي حاملة لشهادة الماجيستير من جامعة كولومبيا.

 

ماذا قال مسؤول في الأمم المتحدة بشأن لبنان؟

وكالات/12 تشرين الثاني/2019

دعا مسؤول كبير بالأمم المتحدة، الى "تشكيل حكومة جديدة في لبنان على وجه السرعة، تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة". وأشار المسؤول في تصريح الى "رويترز"، الى أنّ "حكومة لبنانية تضم شخصيات كفوءة ونزيهة ستكون في وضع أفضل لطلب المساعدات الدولية".

 

هيئة تنسيق الثورة تعلن مطالبها... وتدين التدخل الخارجي

وكالات/12 تشرين الثاني/2019

أكدت هيئة تنسيق الثورة في بيان، على "مبادىء الثورة الأساسية، ورفضت أي تفاوض مع السلطة قبل الإستجابة لمطالب الثورة، وفي مقدمها تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية ودستورية".

كما رفضت الهيئة قطعاً أي "تفاوض مع أي جهة خارجية"، مدينة "كل من يشارك بتفاوض أو وساطة، وكل من يقبل بأي تدخل خارجي يمس مبدأ السيادة الوطنية، فاللبنانيون جميعاً سياديون وقادرون على حل أزماتهم بأنفسهم ودون املاءات خارجية من أي جهة كانت".

 

من سيجتمع مع الفرنسيين سيصبح خارج الساحات

وكالات/12 تشرين الثاني/2019

رداً على ما أوردته جريدة الأخبار عن اجتماع بعض النشطاء في المجتمع المدني بالموفد الفرنسي، قالت الناشطة ليندا بولس المكاري: ثورتنا طاهرة وليست للعملاء والوصوليين. وتبين ان من يسمى بممثلي «المجتمع المدني» الذين وافقوا على الاجتماع مع الموفد الفرنسي اختارتهم السفارة بالاتفاق مع السلطة اللبنانية الفاسدة التي لا ثقة شعبية بها - هم مندوب عن جمعية «كلنا إرادة» التي تضم مجموعة من رجال الاعمال اللبنانيين تربطهم علاقات قوية مع الحكومة الفرنسية، وكانت جمعيتهم الجهة الوحيدة غير الحكومية التي سمح لها بالمشاركة في مؤتمر «سيدر» في باريس؛ اضافة الى ممثلين عن «حزب سبعة» و«المفكرة القانونية» و«لِوطني» و هم لم ينسقوا مع الثورة و لا تمثيل شعبي لهم في هذا الاجتماع ولا ثقة بهم من شعب الثورة في هذا الظرف.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 12 تشرين الثاني 2019

الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

النهار

اتّصلت زوجة أحد الوزراء برئيس مؤسّسة تجاريّة كبرى طالبة معاقبة موظّفة لأنّها اتّهمت زوجها الوزير بالسرقة في تعليق عبر "فايسبوك".

اتّخذ المدير العام للجمارك إجراءات أمنيّة مُشدّدة في محيط منزله في مار تقلا - الحازميّة، بعد الحلقات التلفزيونيّة التي كالت له التهم.

يتجنّب وزراء ونوّاب تلبية دعوات التلفزيونات والإذاعات للحضور إلى الستوديو لإجراء مقابلات ويطلبون الإطلالة من منازلهم.

لوحظ أن مجلّة الأمن العام عنونت عددها الجديد "مصدر السلطات" على خلفيّة صورة المتظاهرين في الساحات.

الجمهورية

فتحت خطوط التواصل بين بيروت وأكثر من عاصمة عربية وغربية بعيداً من الأضواء من أجل استعراض الخيارات التي يمكن أن تقوم بها بلدانهم ليتجاوز لبنان محنته.

زعمت أوساط مناهضة للإنتفاضة الشعبية الحاصلة في الشارع أن فاتورة أحد المطاعم في وسط بيروت تبلغ في يوم واحد 35 ألف سندويش.

أدّى تحذير جهة فاعلة من نشوب فتنة وتلويحها بالتدخل المباشر للحؤول دونها إلى تفريج أزمة كانت ستستفحل.

اللواء

نقل عن وزير أنه وجه كلاماً تأنيباً لمصرفي كبير كاد يُحدث أزمة خلال اجتماع عقد مؤخراً.

عمَّم رئيس حزب وسطي على كوادره تجنّب الإشارة إلى حزب فاعل وقيادته لدى المشاركة في التحركات.

ما زال الوجوم سيّد الموقف، لدى مرجعين كبيرين، لا يتواصلان إلا عبر موفدين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بين مصادر التيار ومصادر المستقبل تناقض واضح وفاضح...والحكومة ضائعة مع استشاراتها! وتناقض واضح بين مصادر التيار الوطني الحر ومصادر المستقبل حول الشأن الحكومي.

وكالات/12 تشرين الثاني/2019

فقد أفادت مصادر دقيقة الاطّلاع للـmtv والـotv أنّ "الاتصالات الكثيفة الجارية بين الكتل النيابية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة بلغت مرحلة متقدمّة، ولاسيّما بعد نجاح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بفتح الخطوط واعادة التواصل بين حزب الله والمستقبل". وأشارت المصادر الى أن "حركة الاتصالات التي قام بها رئيس التيّار الوطني الحرّ ادّت الى تبلور صيغة منفتحة على الحلّ الذي يأخذ في الاعتبار شرعيّة التمثيل النيابي، والواقع الذي نجم عن انتفاضة الناس المستمرّة منذ 17 تشرين الأول. وأهم ما في هذه الصيغة أنها حصيلة جهود مشتركة بين القوى الأساسيّة أي الثنائي الشيعي وتيّار المستقبل والتيّار الوطني الحرّ، وهي تلاقي تطلعات الناس، لا تضع شروطاً ولا فيتوات وتقطع الطريق على كلّ من يراهن على توتّر شيعي سنّي". وأكدت من جهة أخرى أن "الساعات القليلة المقبلة قد تفضي الى تحديد موعد الإستشارات بناءً على ما تقدّم والتمهيد بتشاور سياسي موسّع بهدف تأمين التكليف، ومساعدة الرئيس الذي يُكلّف على تأليف الحكومة وتجنيب البلاد أي دخول في المأزق أو المجهول نتيجة العجز عن تأليف الحكومة". وسخرت المصادر من "الدّس الذي يمارسه البعض يائساً بقوله إنّ "العلاقة بين الرئيس الحريري والوزير باسيل متوتّرة ودخلت مرحلة المواجهة"، فهؤلاء امّا جاهلون حقيقة الأمور أو أنهم مجنَّدون لخدمة مشروع مشبوه". في المقابل، أكدت مصادر متابعة عبر lbc أن التقارير والعناوين التي تضخها مواقع احدى المحطات، مصدرها محيط الوزير جبران باسيل، وذلك للايحاء بدوره المحوري بموضوع تشكيل الحكومة.  وتشير المصادر الى أن الامور ما زالت تراوح مكانها وأن شيئاً لم يتحقق على صعيد خرق الجدار المسدود، وان الاتصالات القائمة لم تنته الى صيغة يتوافق عليها الجميع، وان شيئاً لم يتبدل بموقف الرئيس سعد الحريري من الصيغة المطلوبة للعمل الحكومي.

 

حزب الله يُعلّق على اغتيال بهاء ابو العطا..

وكالات/12 تشرين الثاني/2019

دان حزب الله في بيان، "العدوان الاسرائيلي على غزة ودمشق، ونؤمن بصمود شعبنا الفلسطيني الصابر وبقدرة حركات المقاومة الفلسطينية على الرد القوي". وقال في البيان: "حزب الله نقدم لإخواننا في حركة الجهاد الاسلامي العزاء بشهادة القائد بهاء ابو العطا".وختم: هي مسيرة المقاومة والجهاد المضمخة بالدماء الزكية والتي ستصنع التحرير والنصر النهائي بإذن الله الواحد القهار".

 

تعليقٌ من جهاد العرب حول "الفرار" مع الأموال الطائلة

موقع ليبانون ديبايت/12 تشرين الثاني/2019

علق رجل الاعمال جهاد العرب على المعلومات التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ومفادها بأنه "فرّ" من لبنان وبحوزته مبالغ كبيرة من الاموال تم سحبها من عدة مصارف. وأكد العرب، أنّه ما زال في لبنان ويتابع أعماله بشكل عاديّ، موضحًا، أنّ "كل ما يتم تداوله هو محض افتراء وكذب".

 

ظاهرة خطيرة في مزرعة يشوع

"ليبانون ديبايت"/12 تشرين الثاني/2019

استفاقَ أهالي مزرعة يشوع صباح اليوم الثلاثاء، على أعمالِ شغبٍ طاولت أجهزة الصرّاف الآلي في المنطقة. وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فقد أقدَمَ مجهولون، على طلاءِ الأجهزة وتخريبها، في عملٍ يفتح الكثير من علاماتِ الإستفهام ويعدّ بمثابة ظاهرةٍ خطيرةٍ، ولاسيّما أنّ "الصرّاف الآلي" بات المنفذ الوحيد للمواطنين الذين يرغبون في سحبِ الأموال بعد الإقفال المُستمرّ للمصارف منذ يوم السبت، وتلويح اتحاد نقابات الموظفين بالإضرابِ المفتوحِ.

 

بري يلوّح بـ"العداء الأبدي" مع الحريري.. والأخير يرد "مشكور على لبن العصفور"

القناة 23/12 تشرين الثاني/2019

نقل أحد زوار بيت الوسط عن الرئيس سعد الحريري تعليقاً على الكلام المنسوب للرئيس نبيه ‏بري في جريدة النهار" قوله "الرئيس بري أخ كبير، وقلبو الكبير ما بيتحمل يكون على عداء ‏معي الى الأبد. وأنا بشكرو فعلاً على لبن العصفور مع العلم انني متوقف عن تناول الالبان ‏والاجبان، وحالة البلد بدها ريجيم سياسي. صداقة الرئيس بري ومحبتو واحترامو بتتقدم عندي ‏على أي اعتبارات وما في شي بالدني بيحطنا بخانة العداوة".‏ وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال إنه  قدّم لبن العصفور إلى الرئيس الحريري وشدد على انه يصر على بقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على رأس الحكومة، ونقلت صحيفة النهار" عنه ما مفاده أنه "إذا بقي سعد على موقفه ورفض تسلم الحكومة، فسأكون على عداء معه الى الأبد. لان المصلحة تقتضي تعاوننا جميعنا للخروج من هذه الأزمة".

 

حرفوش للكلمة اونلاين: بالتعاون مع البرلمان الاوروبي.. سنعيد الأموال المنهوبة

عبير بركات/12 تشرين الثاني/2019

بعد مرور ما يقارب شهراً على التحركات الشعبية التي اقتحمت مختلف المناطق اللبنانية، ووسط مطالب الشارع اللبناني بتشكيل حكومة بعيدة عن وجوه السلطة الحالية، يبدو واضحاً أن أهم مطلب للحراك هو "تجميد أموال المسؤولين اللبنانيين وعائلاتهم في لبنان وخارجه" كبداية للحل ونقطة الإنطلاق نحو استعادة الاموال المنهوبة، لذلك كان لافتا ما طرحه ونفذه رجل الاعمال اللبناني عمر حرفوش عن مؤتمر للبرلمان الأوروبي للتدخل لإجراء تحقيق بهذا الخصوص بهدف تجميد الحسابات المشبوهة العائدة للمسؤولين اللبنانيين.

وفي حديث لموقع الكلمة أونلاين، يؤكد حرفوش إبن طرابلس التي فاجأت العالم برفضها لأي زعيم، أنه حان الوقت لنقول بصوت عال وواضح أننا نريد وضع حد للفساد في لبنان، خاصة الجيل الجديد الذي لا يهمه أي اعتبارات سياسية ولا يهاب شيئاً وينظر الى لبنان "بلد نظيف" يحلم به!

ويتابع حرفوش أنه عايش ثورات عديدة في أوروبا ويعرف الممارسات الديموقراطية التي يمارسها الغرب، خاصة ثورة ال Gilet Jaune في باريس وRevolution Orange في أوكرانيا، ويعلم أن أي ثورة محقة يمكن أن تصل لهدفها اذا آمن بها شعبها، كما الحال في فرنسا حيثُ تمكنت حركة السترة الصفراء، بعد إشعال فتيل المظاهرات في فرنسا معترضةً على بعض قوانينها التي تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة، أن تحصل على حقوقها، وأيضاً في كييف حيث ظهرت حركة احتجاج ضد الحكومة مما أدى في غضون أيام قليلة إلى سقوطها وإقامة حكومة جديدة.

ومن منطلق طرحه القانوني الذي حضّره بالتعاون مع قضاة وقانونيين، وبعد أن سانده أكثر من خمسون ألف لبناني بتوقيع عريضة تدعو إلى تجميد الحسابات المشبوهة العائدة للمسؤولين اللبنانيين بمساعدة أوروبا والأمم المتحدة، على غرار ما حصل في أوكرانيا حيث تم محاكمة كل الطبقة السياسية الفاسدة، تمكن حرفوش من إقناع البرلمان الأوروبي من مساعدة اللبنانيين بمطلبهم، فالأموال التي يملكها السياسيون بالخارج يجب إسترجاعها وإعادتها إلى الوطن لأتها ممكن أن تخدم اقتصاد البلد واستعادة كرامة الشعب اللبناني.

وبعد لقاءاتٍ عديدة التي قام بها حرفوش لتنظيم هذه المبادرة مع مسؤولين كبار في الدول الأوروبية، لاقى تجاوباً بحيث وافق البرلمان الأوروبي على منح اللبنانيين فرصة لإيصال صرختهم عن الوضع القائم الى الصرح الأوروبي وسيتم مناقشة الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في لبنان لأول مرة في ندوة حوارية في مركز البرلمان الأوروبي في بروكسيل نهار الخميس الواقع في 14/11/2019 من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة.

ويتابع حرفوش أن الندوة هي من تنظيم وحضور عدد من نواب البرلمان الأوروبي من مختلف الدول والجهات السياسية، وسيحضرها عدد من الصحافيين والإعلاميين ورجال القانون اللبنانيين وشخصيات مختلفة، حيث سيتم خلالها التداول بالأفكار وتقديم الإقتراحات الإصلاحية بغية إيجاد حلول عملية للوضع السائد في لبنان بما يتلائم مع حاجات وطموحات الشعب اللبناني.

كما سيتخلل الندوة نقاشاً حول موضوع ملاحقة المسؤولين السياسيين اللبنانيين الذين استغلوا مناصبهم في الشأن العام لغايات شخصية وساهموا في هدر الأموال العامة عبر الإستيلاء عليها وإيداعها في حسابات خارج لبنان بإسمهم وبإسم أفراد عائلاتهم والمقرّبين منهم، وسيقوم الحاضرون بالطلب من البرلمان الأوروبي التدخل لإجراء تحقيق بهذا الخصوص للهدف ذاته.

وبهدف تحقيق الغايات والمطالب المنشودة طلب حرفوش من جميع اللبنانيين في لبنان وبلاد الاغتراب أن يوقعوا على العريضة لغاية تاريخ إنعقاد الندوة في 14/11/2019 على هذا الرابط لانها سوف تؤثر على الرأي العام الأوروبي وسوف تجعل النواب يتحركون لمراقبة الفساد في لبنان كي يستعيدوا الأموال المنهوبة المكدسة ببنوك أوروبية والعقارات الممولة بأموال الفساد خاصة أن هناك محاولات عديدة لافشال هذه المبادرة التي وان نجحت فسوف تقلب الطاولة على الكثيرين.

https://www.change.org/p/european-parliament-%D8%AA%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A?recruiter=false&utm_source=share_petition&utm_campaign=psf_combo_share_initial&utm_medium=whatsapp&recruited_by_id=7a6a4d00-0244-11ea-b9c8-79f10b220228&share_bandit_exp=initial-18876882-en-US&share_bandit_var=v1&utm_content=washarecopy_18876882_en-US:v10

وختم حرفوش أننا شعب لا يريد أي تدخل من الأميركيين ولا الفرنسيين ولا الروس ولا دول الخليج .. نريد فقط ان نغير النظام الطائفي ونعيد الأموال المنهوبة فلا شيء مستحيل.. فالقضاء الفرنسي أعاد مليارات اليورو لخزينة الدولة الفرنسيّة من أموال مسروقة!

 

 من أهداف موفد ماكرون: مليار يورو لمصرف لبنان.. وطمأنة حزب الله

عبير بركات/الكلمة أونلاين/12 تشرين الثاني/2019

ذكرت أوساط مطلعة ومتابعة للموفد الفرنسي بأن زيارته الى لبنان، برئاسة مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، ستتمحور حول الخطوات التالية:

أولاً، تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من أجل تشكيل حكومة لكي يكون لبنان جاهزاً لتلقي أموال مؤتمر سيدر

ثانياً، طمأنة حزب الله بأن لا نية لإخراجه أو إبعاده عن الحكومة كما يتم التداول به، ولا نية خارجية حالياً يهذا الإتجاه، وذلك من أجل تسهيل حزب الله تأليف الحكومة وعدم إعتبار الحكومة الجديدة التي ستُشكل بمثابة إنقلاب عليه.

ثالثاً، إن الإهتمام الفرنسي يكمن في ضرورة تشكيل حكومة توقف الهدر والفساد, إن باريس لن تتعاطى بالأسماء وعملية التوزير لأن هذا الموضوع داخلي وهمّها فقط وجوه شفافة تعطي ثقة للداخل والخارج. رابعاً، إن الموفد الفرنسي سيقدم لحام مصرف لبنان د. رياض سلامة ما يمكن إعتباره وديعة بقيمة مليار يورو فرنسي بهدف تمكين المصارف من تأمين السيولة وتسهيل العمليات المصرفية، بما من شأنه أن يؤمن نوعاً من الرخاء المالي حتى إنتهاء الأزمة وبداية دخول لبنان في مرحلة الإستقرار بعد تشكيل الحكومة.

خامساً، التركيز على انهاء ملف الكهرباء من خلال ايجاد خطة شاملة اذ لا تتقبل باريس استمرار انقطاع الكهرباء وعدم توفرها منذ ان بدأت معالجة هذا الأمر منذ عقدين من الوقت سيما أن لديها خبرة طويلة في هذا الحقل.

 

8 آذار أبلغت الحريري تسميتها بهاء .. فهكذا ردّ...

الكلمة أونلاين/12 تشرين الثاني/2019

علم موقعنا أن فريق 8 آذار الذي يفاوض رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أبلغه مساء الإثنين أن اتصالات تجري مع شقيقه بهاء الحريري من أجل تسميته رئيسا للحكومة في حال رفض الحريري شروطهم، علما أن بهاء أبلغهم بموافقته على تولي المنصب.

وتؤكد المصادر نفسها أن رئيس حزب يصنف حليفا للحريري يتولى دور الوساطة بين بهاء الحريري وفريق 8 آذار حيث أن الحريري تهاون بعدها مع مطالب 8 آذار بعد معرفته أن بهاء يمكن أن يحصل على الأكثرية لترؤس الحكومة المقبلة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

من هو بهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل؟

المدن/12 تشرين الثاني/2019

 تتهم إسرائيل الشهيد بهاء أبو العطا الذي اغتالته، الثلاثاء، بغارة جوية استهدفت منزله في حي الشجاعية في غزة، بأنه المسؤول عن العمليات التي تنفذها "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل. وبحسب ما تنقل قناة "الجزيرة" عن "سرايا القدس"، فإن أبو العطا هو قائدها في المنطقة الشمالية، وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري في قطاع غزة، وكان له دور بارز في الإشراف على تنفيذ العديد من العمليات الجهادية التي خاضتها ضد العدو. وأكدت مصادر فلسطينية للجزيرة نت، أن أبو العطا نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية عديدة في السنوات الماضية، وأصيب بجروح في إحدى هذه المحاولات التي استهدفته في العام 2012.وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في العام 2014 نجا أبو العطا من محاولة اغتيال إسرائيلية، حين كان نائبا لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس دانيال منصور (أبو عبد الله)، الذي اغتالته إسرائيل في الثالث من أغسطس/آب من العام 2014.  وتضيف "الجزيرة"، أن إسرائيل تصف أبو العطا بأنه "صانع المشكلات الذي لا يخضع لأحد"، وبأنه "كثير الحركة ولا يمكن توقع ما يريد"، وهو على اتصال مباشر مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت. وتتهم إسرائيل أبو العطا بأنه المسؤول الأول عن جميع العمليات التي نفذتها سرايا القدس منذ بداية العام الجاري، كإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية. وفي حين زعمت إسرائيل بأن أبو العطا "قنبلة موقوتة" وأن اغتياله جاء لمنع تنفيذه عملية كان يخطط لها في الأيام المقبلة، وأنها غير معنية بالتصعيد في غزة، هددت سرايا القدس بـ"رد مزلزل لن يكون له حدود" على جريمة الاغتيال.

 

العدوان على غزة: إسرائيل تتجنب حماس

المدن/12 تشرين الثاني/2019

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء، أن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفع إلى خمسة. وقالت إن الشهداء هم إلى جانب القيادي في سرايا القدس الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته اللذين استشهدا في غارة إسرائيلية فجراً، إبراهيم الضابوس وزكي غنامة ومحمد عطية حمودة، وسقطوا في غارات إسرائيلية متفرقة. وذكرت الوزارة أن عدد الجرحى جراء الاعتداءات الإسرائيلية وصل إلى 18. ويواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته والتي بدأت فجراً، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

ورداً على عملية اغتيال أبو العطا أعلنت سرايا القدس إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، الأمر الذي ردّت عليه إسرائيل بغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وأعلنت "سرايا القدس" استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين شرق قطاع غزة، بقذائف الهاون. وقالت السرايا إن وحدة المدفعية التابعة لها تمكنت في تمام الساعة 15:00 من إطلاق عدد كبير من قذائف الهاون باتجاه تجمع للجنود الإسرائيليين خلف موقع "أبو مطيبق" العسكري، شرق مدينة رفح، جنوبي القطاع. وأضافت: "أكد مجاهدونا وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وشوهدت طائرات العدو وهي تهبط في المكان". وتابعت السرايا أن "هذه العملية الجهادية تأتي لنؤكد على حق المقاومة في التصدي لأي عدوان صهيوني ضد أبناء شعبنا".

في موازاة ذلك، استمر سقوط القذائف الصاروخية منذ ساعات الصباح في مناطق اسرائيلية مختلفة، حيث أعلنت الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال تعطيل الدوام المدرسي وفي الجامعات في وسط وجنوبي البلاد، وأوصت المواطنين بتعليق أعمالهم "غير الضرورية".

و قالت القناة (12) الإسرائيلية إن الجيش رصد إطلاق نحو "150 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، فيما تمكّنت منظمة القبة الحديدة من اعتراض حوالي 60 منها".

وفي السياق، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت عصر الثلاثاء، عن حالة طوارئ في منطقة تبعد عن قطاع غزة من 0 إلى 80 كيلومتراً، وتشمل هذه المنطقة جنوب ووسط البلاد كله، وبضمنها مدينة تل أبيب. وقال بينيت إن الإعلان عن حالة الطوارئ هذه تستمر 48 ساعة، إلا إذا ألغيت من جانب الحكومة الإسرائيلية أو وزير الأمن قبل انتهاء هذه الفترة.

وفي هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام أن الجيش الإسرائيلي أعلن عصر الثلاثاء، عن استدعاء محدود لجنود احتياط إلى الخدمة في الدفاعات الجوية والجبهة الداخلية. كذلك عززت فرقة غزة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي قواتها، تحسبا من تسلل مقاتلين من غزة وتنفيذ عمليات داخل إسرائيل. رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال الثلاثاء إن العملية التي استهدفت أبو العطا تمت بتوصية من رئيس جهاز الأمن العام ورئيس الأركان والقرار اتخذ قبل 10 أيام في الكابينت المصغر. وأضاف أنه في السنة الأخيرة بادر القيادي بهاء أبو العطا إلى العديد من الهجمات ضد إسرائيل وأنه كان في خضم التحضير لعمليات إضافية. وقال إن كل من يمس مواطني إسرائيل سيلقى عقابه. وأضاف أن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد ولكن ستقوم بما يجب. بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن أبو العطا زعزع الأمن والاستقرار في جنوب البلاد وفي تجمعات سكنية محيطة بغزة. وأضاف أنه قوض الاتصالات مع "حماس" من أجل التوصل إلى تهدئة، وأن الجيش حاول منع عملياته بشتى الوسائل ولكن من دون فائدة. واعتبر محللون إسرائيليون أن اغتيال أبو العطا جاء على خلفية اعتبارات أمنية إسرائيلية، لكن نتائجها تقرب تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية.

وتوقع المحلل العسكري في القناة 12 التلفزيونية أنه إذا استمر إطلاق القذائف الصاروخية، يبدو أنه لن يمضي وقت طويل حتى نرى هجمات واسعة لسلاح الجو في القطاع كله. و"في يوم كهذا لا أرى إمكانية ألا يعمل سلاح الجو". وأضاف "يبدو أنه في جهاز الأمن يحاولون الحفاظ على الضربات مقابل حركة الجهاد الإسلامي كي لا تنضم فصائل أخرى إلى القتال. ورغم ذلك، توجد حالياً مؤشرات أخرى تدل على إمكانية أن ترد الفصائل أيضا وتشارك في القتال". وقال إنه "يتوقع أن يستمر إطلاق القذائف الصاروخية لفترة معينة. وفي تقديري أن وزير المخابرات المصري سيبدأ بالتدخل قريباً ويقول لقادة حركة حماس أن يهدئوا حركة الجهاد الإسلامي. ويبدو أن هذا سيستغرق وقتا، لكن في تقديري سيهدأ الوضع، حتى التصعيد المقبل". ولفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" إلى أن كمية القذائف الصاروخية التي إطلقت من القطاع "ليست واسعة، وربما بسبب النشاط الجوي (الإسرائيلي) المكثف في سماء القطاع، الذي يحدد الخلايا المسؤولة عن تزويد الصواريخ للمنصات. وفي الأمد الأبعد، يتعلق اتجاه الأمور – تصعيد محدود لأيام معدودة أو مواجهة واسعة – بمتغيرين أساسيين: موقف حماس وعدد القتلى في الجانب الإسرائيلي". وقال: "يبدو المريح أكثر لقيادة حماس العيش من دون أبو العطا، الذي أعاق جهود تمديد التهدئة والحصول على تسهيلات أخرى من إسرائيل، بوساطة مصر وقطر. ومن الجهة الأخرى، فإن حماس منصتة إلى مزاج الجمهور الغزي وليس بإمكانها السماح لنفسها أن تُصور كمتعاونة مع إسرائيل".  وقال: "لذلك ستواجه حماس صعوبة في كبح رد فعل الجهاد، وربما ستحرر الرسن لقسم من وحداتها. وهذه ظروف سيكون فيها من السهل فقدان السيطرة والوصول إلى تصعيد أوسع بكثير".

 

إسرائيل تحيل غزة ساحة حرب وصواريخ المقاومة تصل تل أبيب

اغتالت قائد "سرايا القدس" وزوجته وقتلت 6 فلسطينيين آخرين... وقصفت منزل العجوري في دمشق

نتانياهو: الأعمال القتالية لن تتوقف قريباً… وبيني غانتس يؤيد و”القائمة العربية” تنتقد قرارت “الكابينيت”

السلطة الفلسطينية دانت اغتيال أبو العطا… وروسيا دعت إلى التهدئة… والاتحاد الأوروبي طالب بوقف التصعيد

رام الله، عواصم- وكالات/12 تشرين الثاني/2019

أعادت إسرائيل قطاع غزة الفلسطيني، فجر أمس، كساحة حرب مفتوحة المدة والاحتمالات، بعد اغتيالها في عملية مخابراتية، أعد لها مسبقا، أحد أبرز قادة سرايا القدس في غزة، بهاء أبو العطا، وقصف منزل أكرم العجوري، أحد قيادييها في العاصمة السورية دمشق، مما قاد إلى موجة تصعيد شملت ردّاً بصواريخ سرايا القدس وصلت إلى أطراف تل أبيب. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن قرار اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، اتخذ بالإجماع قبل أسبوع، مشددا على أن إسرائيل لا تنوي التصعيد في غزة. وأكد نتانياهو عقب اجتماع استمر 3 ساعات لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر “الكابينيت”، أمس، أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، لكن الجيش سيرد على أي هجوم، مؤكدا على أن الأعمال القتالية لن تتوقف قريبا، وقال “ربما هذه الجولة ليست قصيرة، وقد يستغرق الأمر وقتا”. وأضاف: “كل من يعتقد أنه قادر على الإضرار بالمستوطنين سنضربه”. وكشف نتانياهو أن قرار اغتيال أبو العطا، نوقش في الكابينت خلال الأشهر الماضية وتمت المصادقة على قتله قبل أيام، “وقد كلفني الطاقم الأمني بتحديد الموعد الملائم لتصفيته”، وفق تعبيره. وقال نتانياهو إن “أبو العطا كان قنبلة موقوتة وقرار اغتياله تم بالإجماع”. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ما يزيد عن 180 صاروخا استهدفت مستوطنات غلاف غزة، وحتى “غوش دان” جنوبي “تل أبيب”، وذلك ردا على اغتيال أبو العطا. وأضاف الجيش في بيان له أن القبة الحديدية اعترضت 80 صاروخا. في السياق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، “إسرائيل ليس لها مصلحة بالتصعيد”، مضيفة “لكننا جاهزون لكافة السيناريوهات”. وتابع “أبو العطا هو المسؤول عن كآفة العمليات، التي صدرت من قطاع غزة تجاه إسرائيل في السنة الأخيرة”. وذكرت القناة “13” العبرية أن صاروخا ضرب منزلا، وآخر سقط في فناء منزل في “سديروت”، دون وقوع إصابات، بينما دوت صفارات الإنذار في مناطق جنوبي “تل أبيب” ومنها “ريشون ليتسيون، حولون، وبات يام”.

وأعلنت الحكومة الاسرائيلية حالة الطوارئ ، وقررت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلغاء الدراسة في كامل منطقة “غوش دان” وغلاف غزة، بالإضافة لوقف جميع الأعمال غير الضرورية خارج المنزل، وهو إجراء يتخذ للمرة الأولى منذ نهاية الحرب صيف عام 2014. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن الجيش عزّز قواته في محيط قطاع غزة، ويستعد لعدة “سيناريوهات هجومية ودفاعية”. وأضافت: “أغلِقَت عدة طرق متاخمة لقطاع غزة أمام حركة السير، وعدة أماكن أمام الزوار، كما وُقفَت حركة القطارات بين عسقلان وسديروت، وعطّلَت الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في مدن الجنوب الرئيسية بما في ذلك بئر السبع وأشكلون ورهط وبلدة اللقية”.

وعقب عملية الاغتيال، واصلت إسرائيل قصفها لمناطق بغزة، واستهدفت مباني سكنية، مما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف استهدف دراجة نارية في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. كما قصف الاحتلال أحد المقار الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بشمال قطاع غزة. وبحسب “القناة الإسرائيلية 12” جرح أربعة إسرائيليين نتيجة سقوط قذيفة صاروخية في غان يفنه وسط إسرائيل، كما أصيبت عدة منازل إصابة مباشرة. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، “هناك نيران كثيفة، نستعد لعدة أيام من القتال”. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أكثر من مليون تلميذ وطالب تغيبوا عن الدراسة.وأعرب رئيس حزب “أزرق أبيض” الإسرائيلي، بيني غانتس، عن تأييده لقرار حكومة بنيامين نتانياهو اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.

من جهة أخرى، قال نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي، إن نتانياهو يصعّد عسكريّاً على الأرض في محاولة للبقاء سياسيّاً.

وقال رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، في إشارة إلى نتانياهو، إن “الرجل الذي خسر انتخابات متتالية سوف يترك الأرض محروقة، فقط في محاولة يائسة للبقاء في منصبه”.

من جهته قال النائب وليد طه إن “سياسة نتانياهو التصعيدية وإصراره على فعل كل شيء من أجل التمسك بالحكم في إسرائيل بكل ثمن، ستعود بكارثة حقيقية على المنطقة بأكملها”.

وشيع الآلاف من الفلسطينيين، أمس، جثمان القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد ، بهاء أبو العطا وزوجته أسماء، بمشاركة مختلف قيادات الفصائل الفلسطينية.

وأعلنت حركة الجهاد، أن إسرائيل قصفت منزل أكرم العجوري، أحد قيادييها في العاصمة السورية دمشق، لكنه نجا من الاستهداف الذي تسبب في “استشهاد نجله” معاذ أكرم العجوري، بمعية عبد الله يوسف حسن، فيما لم تذكر الحركة مزيداً من التفاصيل، كما لم يُصدِر الجيش الإسرائيلي تعقيباً حول الحادثة.

وأكّدَت سرايا القدس، نبأ اغتيال أبو العطا، مشيرة إلى استشهاد زوجته في الهجوم.

وقالت: “إننا وإذ ننعى القائد بهاء أبو العطا وزوجته اللذين ارتقيا في هذه الجريمة فإننا نعلن رفع حالة الجهوزية والنفير العامّ في صفوف مقاتلينا ووحداتنا”.

وأضافت: “نؤكّد أن الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود، وسيكون بحجم الجريمة التي ارتكبها العدوّ المجرم، وليتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان”.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد خالد البطش “العدو الإسرائيلي سيدفع الثمن غاليا بعد اغتيال بهاء أبو العطا” مشددا على أنه لا يوجد خيار سوى المواجهة.

وأوضح البطش أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيدفع الثمن غاليا.

وفي الاثناء، قررت حركة حماس في غزة، “إخلاء المقرَّات الحكومية كافة والمقدرات الهامة والمركبات، مع إخلاء الموقوفين كافة في السجون”.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية اغتيال أبو العطا، واستمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة، وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة باستهدافها للمواطنين والممتلكات”.

وفي ردود الافعال الدولية، عبّر المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف عن قلق موسكو لتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، داعيا الطرفين إلى التهدئة.

وقال بيسكوف، امس: “يثير قلقنا التصعيد الجديد ونمو التوتر في المنطقة. موسكو تدعو كل الأطراف إلى التهدئة وحل كل القضايا بالوسائل السياسية الدبلوماسية فقط”.

إلى ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل “سريع وتام”، بعد اشتداد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة، على وقع الغارات الجوية وعمليات إطلاق الصواريخ بين قطاع غزة وإسرائيل.

 

القوات العراقية تقتل ثمانية “دواعش” وتضبط مخبأ للصواريخ

بغداد – أ ش أ/12 تشرين الثاني/2019

لقى خمسة مسلحين من تنظيم “داعش” مصرعهم، بينهم قيادي، وذلك بضربة جوية شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، أمس، فيما دهمت الاستخبارات العسكرية مخبأ للصواريخ والعتاد في محافظة الأنبار. وقال مصدر أمني إن “طيران الجيش نفذ ضربة جوية في منطقة جمانة بأطراف بلدة قرة تبة شمال شرق بعقوبة، ما أسفر عن مقتل خمسة إرهابيين، بينهم قيادي”، مضيفاً إن “قوة من الجيش نفذت، بعد الضربة الجوية، عملية أمنية، واشتبكت مع مجموعة إرهابية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إرهابيين، وإصابة أربعة جنود”. وأضاف “ضبط في مخبأ العتاد أربعة صواريخ محلية الصنع، وثمان حاويات عتاد، وسبع بكرات لأسلاك التفجير، بالإضافة إلى قاعدة راجمة صواريخ”. وفي كركوك، أعلن قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك الفريق سعد حربيه أمس، مقتل أحد أخطر إرهابيي تنظيم “داعش”، يدعى علي هاشم مولان، وذلك في عملية أمنية مشتركة للشرطة الاتحادية و”الحشد العشائري”.

 

الصدر محذراً أميركا: للعراق كبار يحمونه… والعبادي يطالب بانتخابات وحجب جديد للإنترنت في العراق

بغداد – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

أعربت مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية العراقية عن سخطها على قرار الحكومة بقطع الإنترنت مجدداً، بزعم تجنب ما أسمته بـ”الفوضى الأمنية والمؤامرة على الوطن”.

وأكد سياسيون وإعلاميون وناشطون، أن الحكومة العراقية خرقت كل قوانين “الحريات المدنية” عبر حجب الإنترنت. وقالوا إن إقدام الحكومة على حجب الإنترنت يعد تكريساً لسياسة القمع الميداني المتواصل في ساحات الاحتجاج، مؤكدين أن هذه الخطوات ستضع العراق على لائحة الدول القمعية التي لا تعترف بمبدأ الحريات العامة وقانونية التعاطي الإلكتروني مع العالم.

يشار إلى أنه منذ الثلاثاء الماضي، يعود الإنترنت في فترات معينة وبطيئة جداً في بغداد وباقي المحافظات وسط وجنوب العراق، ليتم قطعه مجدداً. حرب الجسور تتواصل... وتظاهرة أمنية مؤيدة للمحتجين في كربلاء... وسقوط صاروخي "غراد" في بغداد

بغداد – وكالات: أكد زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، أنه لن يسكت إذا كانت الانتخابات المقبلة بإشراف أميركي، مهدداً بتظاهرات مليونية حال تدخلت أميركا مرة أخرى، ومشدداً على أن “الوطن لا يحتاج إلى دول الاستكبار ولا يحتاج إلى معونة الآخرين”. وقال الصدر في بيان، ليل أول من أمس، إنه “مرة أخرى تثبت أميركا المحتلة بأنها حشرية وتتدخل بشؤون الآخرين”، مضيفاً إن “العراق عراق الشعب… وهو من يقرر مصيره، خصوصاً إذا التفتنا إلى أن احتلالها من جلب الفاسدين وسلطهم على رقاب الشعب وأنها تطالب بعدم حجب الانترنت رغم أنها المتحكم الأكبر بتلك الشبكة”. وحذر “كفاكم تدخلاً بشؤوننا، فللعراق كبار يستطيعون حمايته ولا يحتاج إلى تدخلات لا منكم ولا من غيركم”، مشيراً “إننا وأن طالبنا بانتخابات مبكرة لكننا لن نسمح أن نسكت إن كانت بإشراف أميركي… ولن نسمح لأميركا بركوب الموج لتحويل العراق إلى سورية وإلى ساحة صراع أخرى”. وأضاف ان “أميركا إن تدخلت مرة أخرى ستكون نهاية وجودها من خلال تظاهرات مليونية غاضبة بأمر مباشر منا… فوطني حر أبي لا يحتاج إلى دول الاستكبار ولا يحتاج إلى معونة الآخرين”. وفي السياق، أعلن المتحدث باسم تحالف “سائرون” حمدالله الركابي أمس، جمع تواقيع من أعضاء البرلمان، لاستجواب رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، مشيراً إلى جمع نحو 50 توقيعاً من نائبات ونواب البرلمان. من ناحيته، دعا رئيس “ائتلاف النصر” رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي أمس، لإجراء انتخابات مبكرة بقانون منصف ومفوضية مستقلة.

وشدد على منع التلاعب بأصوات الناخبين وضمان مشاركة واسعة للجمهور وضخ دماء جديدة وكسر احتكار السلطة. وأعرب عن وقوفه “مع ما صدر عن المرجع علي السيستاني لحل الأزمة الراهنة”، مؤكداً أن “الأزمة تتصل ببنية النظام السياسي وتوجهات الكتل السياسية”، وذ١ مشيرا إلى أن “طموحات الجماهير لن تتحقق الا بإصلاح دستوري قانوني إداري سياسي اقتصادي شامل لبنية النظام”. وأكد أن “خريطة الطريق لإصلاح النظام تتطلب خطوات جريئة وجادة من القوى السياسية والمجتمعية تبدأ بانتخابات مبكرة بقانون انتخابات منصف ومفوضية مستقلة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين ولضمان مشاركة واسعة للجمهور”.

في المقابل، أكد مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية أمس، أن الإصلاح المنشود هو قرار عراقي بامتياز، ويأتي استجابة لإرادة العراقيين، ولا يمكن أن يخضع لإملاءات خارجية، مشدداً على أن أي تدخل خارجي مرفوض وغير مقبول.على صعيد التظاهرات، تواصلت التظاهرات في ساحات بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية أمس، في الوقت الذي دعت فيه نقابة المعلمين العراقيين أعضائها إلى تظاهرة موحدة اليوم الأربعاء.

وشهدت ساحة التحرير في بغداد توافد اعداد كبيرة من المحتجين، وذلك بعد التصريحات التي نقلت عن المرجع الشيعي علي السيستاني، التي قال فيها إن “المحتجين لن يعودوا لمنازلهم إلا بعد تحقيق المطالب”.

وقال شهود عيان، إن الصدامات تواصلت ليل أول من أمس، وأمس، بين المحتجين وقوات الأمن قرب ساحة الخلاني، ما أسفر عن وقوع إصابات عدة صفوف المتظاهرين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني في بيان، أمس، أن صاروخين سقطا ليل أول من أمس، في منطقتين في بغداد من دون وقوع خسائر بشرية.

وذكرت أن الصاروخ الأول وهو من نوع “غراد” سقط في سوق شعبي بمنطقة الاسكان غرب العاصمة من دون أن ينفجر أو يخلف أي أضرار أو مصابين.

وأضافت “أما الصاروخ الثاني وهو من نفس النوع فسقط في ذات الوقت على مدرسة اشور للبنين في منطقة الشعب شمال العاصمة، ما تسبب بأضرار بالسياج الخارجي للمدرسة من دون وقوع خسائر بشرية”، موضحة أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقاً في الحادثين لملاحقة العناصر المتورطة باطلاق الصاروخين.

وفي الناصرية، سقط أول من أمس، أربعة قتلى و150 مصاباً، فيما أضرم المحتجون النار عند مدخل أحد الجسور.

وفي البصرة، واصل طلبة الجامعات اعتصامهم داخل الحرم الجامعي في مجمع كليات كرمة علي، فيما واصل اخرون التظاهر في ساحة البحرية وسط المدينة.

وفي كربلاء، أفادت أنباء صحافية أمس، بخروج تظاهرة لمنتسبي الأجهزة الأمنية مؤيدة للمحتجين، فيما حذرت الشرطة المحتجين من التعدي على الأملاك العامة، داعية إلى التعاون مع القوات الأمنية لتحقيق المطالب.

في غضون ذلك، عبَّر وزير العدل فاروق أمين عثمان، عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى بالتظاهرات، وقال “نقر بوقوع تجاوزات فردية”، مضيفاً إن “الحكومة بذلت مجهودات للتحقيق بكل الاعتداءات ضد المحتجين”.

من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم أمس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بحثا فيه الاحتجاجات العراقية وأزمات المنطقة.

وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أن الحكيم استعرض تطورات الاوضاع في العراق والحزم الاصلاحية التي اطلقتها الحكومة لتلبية مطالب المتظاهرين.

 

الأردن يحبط عمليات إرهابية ضد سفارتي واشنطن وتل أبيب نتانياهو زعم مساعدة الملك عبدالله الثاني بطرق سرية

عمان – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

 أفادت أنباء صحافية أمس، بأن المخابرات الأردنية أحبطت عمليات إرهابية لمتهمين، خططا لاستهداف عاملين في السفارتين الأميركية والإسرائيلية، بالإضافة إلى الجنود الأميركيين المتواجدين بإحدى القواعد العسكرية في منطقة الجفر.

وذكرت صحيفة “الرأي” الأردنية، أن آليات تنفيذ المتهمَين لعملياتهما الإرهابية، تمثلت، وفق لائحة الاتهام، بالأسلحة النارية أو الطعن أو الدهس بواسطة المركبات.أضافت إن المتهمين الذين قبض عليهما في نهاية مايو الماضي، أحيلا إلى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص للنظر في القضايا الإرهابية، بعد أن أسندت لهما نيابة المحكمة، جنايتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، والترويج لأفكار جماعة إرهابية لكل منهما. وأشارت إلى ان محكمة أمن الدولة بدأت الأحد الماضي، بمحاكمة المتهمين على ما أسندت لهما النيابة، ليؤكد كلاهما بأنهما “غير مذنبان”، ورُفعت الجلسة لدعوة شهود النيابة في القضية.

وأوضحت أن لائحة الاتهام تشير إلى أن المتهمين، أربعيني وثلاثيني، “تربطهما علاقة صداقة، وخلال العام 2015، تابعا أخبار وإصدارات عصابة داعش الإرهابية، من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي (تليغرام)، حتى اقتنعا بأفكار تلك العصابة وباتا من المروجين لها لاعتقادهما بأن تلك العصابة تطبق أحكام الشريعة الإسلامية، وأنها على حق”. وأضافت إنه “لكسب المزيد من المؤيدين لتلك العصابة، روجا لأفكارها من خلال الحديث أمام معارفهم وأصدقائهم عن إنجازات داعش، وإرسال عدد من صور وإصدارات داعش لهم، وتبادل المتهمان فيما بينهما إصدارات داعش عبر تطبيق تليغرام، وشاهداها أيضاً”.

من ناحية ثانية، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس، النقاب عن قيام إسرائيل بمساعدة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بطرق سرية عدة. وقال إن إسرائيل والأردن يتعاونان في الجوانب الأمنية وكذلك التجارة والاستخبارات والمياه. وأضاف إن “هناك سلام مع النظم الديمقراطية وسلام مع النظم الديكتاتورية، من الأسهل صنع السلام مع النظم الديمقراطية لأن ميلها الطبيعي ليس القتال، في حين أن النظم الديكتاتورية تتطلب إقامة رادع أولاً، إذا لم يكن لديك رادع، فلن يدوم السلام، يعرف الأردن أن إسرائيل أقوى”. وأشار إلى أنه “على رأس هذا الردع، أقمنا تعاونا في الجوانب الأمنية وكذلك التجارة والاستخبارات والمياه، نحن نساعد الملك عبدالله في العديد من الطرق السرية التي لا أعتقد أنني يجب أن أتوسع فيها”.وكشف أيضاً أنه ناقش فكرة وجود خط سكة حديد يربط إسرائيل بالشبكة الأردنية تؤدي إلى السعودية. وأضاف “أخبرته (الملك) دعنا نقيم خط سكك حديد من حيفا يصل إلى السعودية، للأسف، البيروقراطية عطلت ذلك”.

 

17 نائباً في الكونغرس الأميركي يطالبون ترامب بإلغاء زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض

تقرير أميركي: وفاة 93 معتقلاً بالتعذيب في سجون تركيا

واشنطن – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

 طالب 17 نائباً بالكونغرس الأميركي، الرئيس دونالد ترامب بإلغاء دعوته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض، المقررة اليوم الأربعاء. وقال 15 نائباً ديمقراطياً ونائبان جمهوريان، في خطاب أرسله رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس إليوت إنغل، إن الغزو التركي لشمال سورية كانت له تبعات كارثية على الأمن القومي الأميركي، وأدى إلى انقسامات عميقة داخل حلف “الناتو” ، أزمة إنسانية على الأرض. وأضافوا إنه “وفقاً لذلك الموقف، نؤمن أن الوقت الحالي على وجه الخصوص هو وقت غير ملائم كي يزور أردوغان الولايات المتحدة، ونحن ندعوك إلى إلغاء تلك الدعوة”. وأشاروا إلى شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “أس 400” رغم معارضة واشنطن للخطوة، بالإضافة إلى بعض التحركات الأخرى التي قربت عضو الناتو بشكل أكبر إلى موسكو، فضلاً عن تقويض أردوغان للمؤسسات الديمقراطية في تركيا. على صعيد آخر، فضح تقرير أميركى دموية أردوغان، حيث ذكرت “المنظمة الحقوقية الأميركية” أن هناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وعمليات تعذيب في تركيا، منذ محاولة الانقلاب المزعوم في يوليو العام 2016، كاشفة عن وفيات جراء التعذيب. وأضافت إن السلطات التركية اعتقلت نحو 511 ألف مواطن في قضايا لها بزعم العلاقة بمحاولة الانقلاب، مشيرة إلى وفاة 93 شخصاً نتيجة عمليات التعذيب داخل السجون. واستشهدت بواقعة وفاة المعلم جوكهان أتشيك كولو في الخامس من أغسطس العام 2016، نتيجة التعذيب المتواصل لمدة 13 يوماً داخل مديرية أمن إسطنبول، بعد أن ألقي القبض عليه بتهمة الانتماء لحركة الداعية فتح الله غولن.وتطرقت أيضاً إلى تعذيب السيدات داخل السجون ومراكز الاحتجاز، بينهم آيتان أوزتُرك، التي تعرضت للتعذيب نحو خمسة أشهر، من خلال احتجازها عارية، ووضع الهراوات في مؤخرتها، وخنقها بالمياه، وحرق أصابعها، ووضعها في صندوق يشبه التابوت لفترات طويلة حتى لا تتمكن من التحرك.

 

ميليشيات أنقرة تفتك بالمدنيين وقتلى باحتجاجات على دخول دورية تركية رأس العين وروسيا تقيم قاعدة عسكرية جديدة في القامشلي

دمشق – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

 أفادت أنباء صحافية أمس، بأن ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا، تفتك بالمدنيين في سورية في أعقاب الغزو التركي لشمال شرق سورية.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير، أنه تم إدانة الميليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة باقتراف سجل ضخم من الانتهاكات ضد السوريين، مشيرة إلى نزوح نحو 200 ألف شخص داخلياً بسبب الغزو التركي للشمال السوري.

من ناحية ثانية، نشرت وسائل إعلام روسية معطيات بشأن حوارات جارية لإقامة قاعدة عسكرية جوية جديدة لروسيا على الأراضي السورية، موضحة أن النقاش يدور بشأن استئجار مطار القامشلي لمدة 49 سنة، بهدف نشر أنظمة دفاع جوية قادرة على رصد التحركات الأميركية في العراق. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن أميركا تريد فصل مناطق شرق الفرات وإنشاء شبه دولة، قائلا “إنهم يفعلون كل شيئ على الشاطئ الشرقي لنهر الفرات من أجل إنشاء شبه دولة، ويطلبون من دول الخليج استثمارات كبيرة لإنشاء إدارة محلية على أساس قوات سورية الديمقراطية (قسد)، مع نوايا واضحة لفصل هذا الجزء من سورية والسيطرة على حقول النفط هناك”. وفي سياق آخر، أشار إلى أن روسيا وأميركا كانتا على وشك اتفاق بشأن سورية، لكنه لم يتم بسبب عدم رغبة واشنطن في الفصل بين “جبهة النصرة” والمعارضة السياسية.

في المقابل، أكد التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، بقيادة واشنطن، استمرار عمله مع “قسد” من المالكية حتى دير الزور. إلى ذلك، سقط عدد من القتلى والجرحى، خلال احتجاجات على دخول دورية تركية قرية عليشار شرق رأس العين السورية. وقالت مصادر كردية إن “الأهالي رشقوا العربات التركية في الدورية التركية- الروسية المشتركة بالحجارة لدى دخولها القرية”، مضيفة إن “الدورية ردت على الاحتجاجات بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى”.

 

باقري: إيران القوة الصاروخية الأولى في المنطقة

طهران – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

 زعم رئيس الأركان الايراني محمد باقري أمس، أن “بلاده أصبحت القوة الصاروخية الأولى في المنطقة”. وقال باقري على هامش تفقده معرض منجزات التعبئة، إن “المساعي الجهادية للشهيد القائد في الحرس الثوري حسن طهراني مقدم، أثمرت عن تحول إيران إلى القوة الصاروخية الأولى في المنطقة”، مضيفا أن “إيران ومثلما بلغت الاقتدار المستديم في مجال الحرب الخشنة (العسكرية) والشؤون الدفاعية، فقد حققت منجزات كبرى أيضاً في الحرب الناعمة، وأهمها انتشار فكر الثورة في مقارعة الظلم والصمود أمام قوى الغطرسة العالمية، وكذلك الكشف عن الصورة الحقيقية للمستكبرين، خاصة أميركا”. وتابع أن “أميركا ومثلما تفكر حسب الظاهر بخفض عدد قواعدها العسكرية في العالم، فإنها تفقد في الحقيقة قواعدها الفكرية بين شعوب العالم واحدة تلو الأخرى”. وأكد أن “أمثال الشهيد طهراني مقدم متواجدون في أجواء الحرب الناعمة، ومثلما حوّل الشهيد إيران إلى إحدى القوى المتفوقة في المجال الدفاعي والصاروخي، ففي مجال الحرب الناعمة قام المدافعون عن فكر إيران في أنحاء العالم، بالكشف عن الصورة الحقيقية لأميركا ومواكبيها، وسرّعوا في إنهاء الهيمنة الأميركية”.

 

ترامب: نراقب خليفة البغدادي وقيادات “داعش” تفر هاربة

واشنطن – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن واشنطن تراقب القائد الجديد لتنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي، مستغلاً مشاركته في يوم المحاربين القدامى، للاحتفال بمقتل البغدادي. وقال ترامب إن “قيادات داعش تفر خائفة بعد مقتل البغدادي”، مشيراً إلى أنه “قبل اسابيع قليلة، أغارت القوات الأميركية الخاصة على مجمع داعش ونفذت العدالة في الزعيم الإرهابي رقم واحد في العالم”. وأضاف إنه “بفضل المقاتلين الأميركيين، البغدادي مات، ومات الرجل الثاني في التنظيم، وأعيننا مركزة على الرقم 3”. وأكد “لقد انتهى عهده الإرهابي، وبات أعداؤنا يركضون خائفين جداً جداً، إن من يهددون شعبنا ليست أمامهم أي فرصة ضد قوة أميركا المحقة”. على صعيد آخر، ألقت تصريحات لمسؤول تركي بشأن أرملة البغدادي، الضوء على أهمية المعلومات التي كشفتها، وساهمت في تحديد مكان اختبائه والنيل منه.

 

نزيف دماغي ينقل كارتر إلى المستشفى

واشنطن – وكالات/12 تشرين الثاني/2019

 أعلن مركز كارتر أمس، أن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر نقل إلى مستشفى في أتلانتا أول من أمس، للخضوع لإجراء لتخفيف الضغط في الدماغ، بسبب نزيف ناجم عن سقوطه أخيراً. وتوقع المركز أن يخضع كارتر لعملية في رأسه بعد سقوطه مرات عدة في الأسابيع الماضية، مضيفاً إن «الرئيس، البالغ 95 عاماً، تم إدخاله إلى مستشفى إيموري الجامعي لإجراء عملية له لتخفيف ضغط على دماغه تسبب به نزيف جراء حادث سقوطه الأخير». وأشار إلى أن «الرئيس كارتر مرتاح بشكل ملائم وزوجته روزالين إلى جانبه»، حيث نقل سابقاً إلى المستشفى لمعالجة كسر في حوضه أصيب به في أكتوبر الماضي. وكان كارتر اكتشف قبل سنوات إصابته بمرض سرطان الجلد، وتلقى العلاج الإشعاعي والكيماوي، وقال في العام 2015، إنه لم يتبق له من الحياة سوى أسابيع قليلة، وكان بعمر الـ90 آنذاك. ويعتبر جيمي كارتر حالياً أكبر رئيس أميركي سابق على قيد الحياة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مجاهدو" حركة أمل يلاحقون الخونة والجاحدين المنضوين بالثورة

حسن اسماعيل/المدن/12 تشرين الثاني/2019

من نافل القول إن ارتباط عدد كبير من الناس بحركة أمل، أعضاءَ ملتزمين بجهازها ومناصرين لها وملتفين حولها من الجمهور الشيعي، يقوم على مروحة واسعة ومتفاوتة من البواعث والأسباب: تحصيل النفوذ والإتاوات والثروات والمكانات، ومسايرة مقدميها ومتنفذيها للحصول على وظيفة في الإدارة العامة، أو فرصة عمل ما في الإدارة المحلية، وصولاً إلى استجداء "لقمة العيش".

نضوب الضرع الحلوب

وهناك مؤشرات مستجدة يمكن قراءتها في إطار فك البعض ارتباطهم المصلحي بها من جهة، وتضارب المصالح والتناحر بين أركانها ومتنفذيها على بقايا مكتسبات قديمة في المؤسسات والوظائف العامة، أو في المؤسسات التابعة لها من جهة أخرى.

وكان لافتاً عزوف عدد كبير من مناصري الحركة، وممن كانوا يعتبرون تاريخياً جمهورها اللصيق، عن التصويت لها في الانتخابات النيابية الأخيرة. وذلك بسبب نضوب المغانم والوظائف التي كانت تسترضيهم بها، وشح الوعود التي لم تعد تقنع من جربوها ولم تصدق من استحقاق إلى آخر. فالعين بصيرة والوظائف قليلة.

وجاءت الانتفاضة الشعبية الراهنة، فظهر عمق الأزمة التي تمر بها الحركة التي ربطت جمهورها بزبائنية عارية، ليروح هذا الجمهور يهتف لها ويؤيدها بقدر ما تدّر بقرة نفوذ الحركة في إدارات الدولة وماليتها الحلوب، وبقدر ما تؤمنه هذه البقرة من مصالح شخصية وعائلية.

في أيام الانتفاضة الأولى لاحظنا خروج جمهور كبير من الحركة متعاطفاً ومتظاهراً، شاكياً ضيق الحال وعسر ذات اليد. وعبّر كثُرٌ من أتباع الحركة وجمهورها عن تعاطفهم على صفحات التواصل الإجتماعي، قبل أن تبدأ حملة تهديدهم ووعيدهم بقطع أرزاقهم، ووصفهم بالانتهازيين والجاحدين، الباصقين في الصحون التي أكلوا منها، والخونة.. على حد تعبير بعض الحركيين وجمهورهم، من شاركوا في التظاهرات والاعتصامات، خصوصاً في مدينتي صور والنبطية، وبلدتي كفرمان وكفرصير في الجنوب، عقر دار الثنائي الشيعي ومربط خيله. ولم يتوان عتاة الحركيين عن استخدام إسلوبهم القديم - الجديد المقذع والبذيء في التهويل والتهديد بطردهم من وظائفهم.

نشاط جبابرة أمل

ونفذت الحركة تهديدها وعيدها، فاعتدى مجاهدو جهازها الملثمين على طالب الخشن من بلدة سحمر البقاعية، فاوسعوه ضربا مبرحاً وتركوه مرمياً أرضاً، وتواروا عن الأنظار. وذلك لأنه شارك في الحراك الشعبي.

أما مدير مدرسة الشهيد محمد سعد الفنية في العباسية - صور، حبيب اسماعيل، فلا تزال تتفاعل، بعدما أجبره جبابرة أمل على تقديم استقالته من إدارة المدرسة، لأن ابنه شتم حركة أمل والرئيس بري على موقعه الفايسبوكي. علماً أن اسماعيل من مناصري الحركة، وله تاريخ طويل في إدارة المدرسة، يصل إلى عشرين سنة. ولعل الحركة أرادت بإرغامه على الاستقالة، اتباع المثل القائل: واحد يربي مئة.

وفي ظل ندرة الوظائف والمراكز والضغط القائم عليها، صار النافذون في أمل يتناهشونها في ما بينهم. فاستغل نافذو الحركة التابعون للنائب علي خريس، ما نشره ابن المدير، فجيّشوا الطلاب الذين نظموا حملة من الشتائم والإهانات ضد المدير داخل حرم المدرسة، مما أجبر زوجته المعلمة المتعاقدة على تقديم استقالتها مه زوجها. ومن نشاط مجاهدي أمل أيضاً تداولهم صورة للطالبة آلاء البوصي، ومنشوراً جاء فيه أنها "تلقت تحية من دولة الرئيس نبيه بري على موقفها المشرّف لأنها رفضت حضور حصة مادة الأدب العربي". فمعلمة المادة أعلنت مواقف معارضة لحركة أمل والرئيس بري، وحرضت صفوفاً ثلاثة على مقاطعة الدروس في معهد الشهيد محمد سعد الرسمي، والذي تضع الحركة يدها على إدارته وتعتبره من مؤسساتها التربوية. علماً أن المعهد فني رسمي وتابع للمديرية العامة للتعليم المهني والتتقني. وفي مدرسة الشهيد بلال فحص في بلدة تول، تعرض عدد من المدرسين للتهديد من جبابرة حركة أمل، لأنهم تحدثوا مع تلامذتهم عن الحراك وأهدافه.

ماضي الفساد العميم 

وما دامت أهداف الحراك تتجاوز الزمن الآني، لا بد من التذكير بممارسات محازبي الحركة منذ ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم، أيام كانت إدارات الدولة تتحول إلى مزارع ميليشياوية وحزبية. فآنذاك ترك عدد من مدرسي التعليم الرسمي الأمليون المدارس الرسمية التي يعملون فيها، وعسكروا في وزارة التربية تحت مسمى "مكتب أمل التربوي"، وراحوا يزرعون المحازبين من أمثالهم في المدارس الرسمية وإداراتها، ليتقاضوا رواتبهم الشهرية من دون أن يأتوا إلى هذه المداس إلا في نهاية كل شهر. ومن فضائل حركة أمل ورئيسها على الجنوب مذّاك، تشييد متعهدي بطانة الحركة في مجلس الجنوب، مباني مدرسية ضخمة وحديثة، شمخت وزيّنت بقرميدها الأحمر الروابي والتلال في عدد كبير من البلدات والقرى الجنوبية. وظل معظم مباني تلك المدارس خاوياً، لقلة عدد تلامذتها في القرى. وقد تصدّرت غاية تشييدها، ما جناه متعهدو مبانيها الأمليون من مبالغ مالية طائلة على حساب الخزينة العامة. وهذا يذكّر أيضاً بما سُمي في التسعينات بـ "وادي الذهب" (وادي أبو جميل للمهجرين) الذي أخلته سوليدير الحريري من مهجريه، بكلفة خيالية باهظة تكبدتها أيضاً المالية العامة.

 

"العهد" ينهار ولبنان سيدفع الثمن

منير الربيع/المدن/12 تشرين الثاني/2019

كلام عون الاستفزازي والإنكاري يعبّر بشكل واضح عن حال أهل السلطة، وكيف يعيشون على نحو ما عاشه رؤساء الأنظمة العربية ما قبل سقوطهم. وهذا أكبر دليل على حال الانهيار التي وصل اليها العهد "القوي" الذي يريد لأبنائه أن يهاجروا. والأخطر من ذلك أن عون لم يبد أي استعداد للتراجع، بل أعاد تجديد شروطه السياسية لتشكيل الحكومة، حتى أنه عرقل أي مسعى مع الحريري لإقناعه بالعودة وصعّب مهمته. وهذا النوع من المواقف ليس غريباً على عون، الذي يفضل القفز في الأتون على التراجع. لكن المشكلة الآن هو أن ليس العهد وحده سيدفع الثمن بل لبنان كله. لم تعد الانتفاضة اللبنانية تقف عند حدود تشكيل حكومة من عدمها. الحكومة وشكلها وحصصها وتوزيعاتها، أصبحت تفاصيل في ظلّ ما كرّسه اللبنانيون على مدى أكثر من 25 يوماً. وهذا الكلام ليس من باب التفاؤل بالتحركات، بقدر ما هو جزء من مباحثات تقوم بها معظم الأحزاب والقوى السياسية، التي تجد نفسها وقد أصيبت بأعطاب كبيرة من جرّاء ما حدث. كل ما جرى على الأرض، من حيوية التحركات ونوعيتها وإبتكارها ودخول عناصر جديدة إليها، أثبت أن اللبنانيين دخلوا في مسار طويل من التطوير والتجديد، ولم يعد بالإمكان تجاهله، لا بتشكيل حكومة تكنوقراط ولا بإخماد هذه المطالب والتحركات بأي من الألاعيب السياسية أو التشريعة أو القانونية.

شكل الحكومة والتغيير

لا شك أن المسار سيكون طويلاً، تشكيل حكومة التكنوقراط إذا ما حصل، سيكون نوعاً من أنواع المطالب التي حققها الشعب اللبناني المنتفض، ولكن بالتأكيد، مطالبه لن تقف عند هذا الحدّ، وهذه ستؤدي على المدى الطويل إلى تغيير جذري في بنية التركيبة اللبنانية.

تفاجأ المسؤولون بحجم الانفجار الاجتماعي واتساعه وشموله على مختلف المناطق والبيئات الاجتماعية والسياسية. وأصبح بالإمكان القول بكل ارتياح، أن كل القوى الحزبية والسياسية التقليدية سواء كانت إقطاعية أم طائفية أم مذهبية أم حزبية، أصبيت في صميمها، وتحركت مجتمعاتها في دواخلها وعمقها، ما سيؤسس إلى تغيير جذري وجوهري، بدأ من خلال الصرخات ورفض كل الصيغ المقدمة، وأسقط محاولة السلطة في الرهان على الوقت، كما أسقط كل محاولات المناورة. هذه الصرخات ستجد طريقها عاجلاً أم آجلاً إلى الإطار العملي بدلاً من الإحتجاجي وحسب. صحيح أن طبيعة النظام السياسي المرنة، معقدة إلى أبعد الحدود، وصحيح أيضاً أن التركيبة بكليتها بين مختلف القوى، عصية على التغيير، أو أن لدى أركان السلطة الكثير من الأوراق لاستخدامها بذكاء وخبث وعنف حتى لأجل إجهاض الانتفاضة، ولكن ما يجري يتخطى السياسة وحساباتها، سواء فاز خيار الحريري بالتكنوقراط الكاملة، أم خيار حزب الله بتشكيل حكومة تكنوسياسية أم حكومة مواجهة لصالح محور الممانعة. اللبنانيون أصبحوا في مكان آخر، وهذا ما تعرفه الأحزاب وتقف عنده بجدية.

"انتصارات" حزب الله

لم تعد قوى السلطة في موقعها القوي، وهذا الكلام ينسب إلى ما يجري من مداولات داخلها، فحزب الله "المنتصر" بخياراته السياسية، خرجت التظاهرات في بيئته ومن جمهوره وحاضنته، بشعارات لا تريد إنتصارات إقليمية ودولية وتدعي اكتشاف إيران لحقل نفطي جديد قيمته 3 تريليون دولار، بينما محطات الوقود في الجنوب فارغة. وعلى الرغم من محاولة حزب الله كقوة عسكرية، تكريس انتصاره في هذه المرحلة ما بعد التحركات، فهو بلا شك خسر الكثير. وهذه الخسارة ستظهر على المدى المتوسط والبعيد.

"أمل" الأسوأ حالاً

لدى حركة أمل الحسابات أخطر وأسوأ، خصوصاً أن التظاهرات التي خرجت بشكل واسع جداً ضد الرئيس نبيه بري وأفراد عائلته ومسؤولي الحركة، والاتهامات التي طالتهم بالفساد، ومقارنة بأرقام الانتخابات النيابية الأخيرة، وما جرى في هذه الأحداث وضع حركة أمل في موقف صعب جداً مستقبلاً. وهناك كلام في الكواليس توحي أن أكثر المتضررين مما جرى في المستقبل القريب هو الرئيس نبيه بري. لا سيما أن حركة أمل تشهد اختلافات وتشققات كثيرة وصراع أجنحة.

التيار العوني يدفع الثمن

أما في التيار الوطني الحرّ، فلم تتأخر الإنشقاقات والخلافات عن الظهور، مع استبيان الوهن الذي يصيب بيئة هذا التيار ومجتمعه، اذ انفجر الشارع المسيحي بوجهه، وهو بلا شك مع رئيس الجمهورية يدفعون ثمن ما جرى، وصولاً إلى التفكير الجدي بأن ما جرى سيكون بمثابة "نهاية" سياسية لهذا التيار، وإن لم يكن على المدى القصير فبالتأكيد على المدى البعيد. وبعدما كان اللبنانيون ينامون على أخبار طموحات جبران باسيل الرئاسية واقترابه من تحقيقها، أصبح هذا مستحيلاً، في ظل حجم النقمة الشعبية عليه وعلى سياساته وممارساته.

سلطة الحريري ومستقبله

الرئيس سعد الحريري ليس في أفضل الأحوال، وهو الذي تعرض لأكبر النكسات، في تجربته السياسية القصيرة نسبياً مقارنة مع الآخرين، فهو الذي غادر السلطة مكرهاً، وعاد إليها متنازلاً عن ثوابته وخاسراً لجمهوره. وفي قلب التسوية خسر حلفائه وصلاحياته، ليستقيل مجبراً من الرياض، ويعود إلى لبنان متريثاً ومجدداً للتسوية التي أسهمت في إضعافه أكثر، وعاد وقدّم استقالته تحت ضغط الشارع، وربما الضغط الدولي. ولم يحسم أمره في العودة إلى الحكومة أم لا. حاول تحسين موقعه في اتباع طريقة جديدة بالمفاوضات عبر فرض الشروط، ولكن دخوله إلى التسوية جعله رهينتها، وخروجه منها أيضاً أبقاه رهينة بشكل آخر، وتلقى ضربات وأصيب بجروح ليس من السهل بلسمتها، فإذا ما رضي بحكومة بشروط عون وحزب الله، سيكون أخذ فرصته الأخيرة بالعودة إلى السلطة، لأن انعكاس هذه الخطوة عليه ستثبّت "أسره" من قبل حزب الله وعون وبري، وإجباره على العودة عن إستقالته، ما سينعكس عليه سلباً داخل بيئته وعلى الصعيد الوطني، أما إذا أصر على عدم العودة، فهو إما سيغادر لبنان كما فعل في العام 2011، وهذه ستكون ضربة قاسمة إن لم تكن نهائية، أو سيحاول البقاء لترميم تياره وتنظيمه، ولكن بالتأكيد سيكون مصاباً ولن يكون وضعه كما كان سابقاً.

جنبلاط وحزبه

ليس وضع الحزب التقدمي الإشتراكي أفضل من وضع الأحزاب الأخرى، فقد شهد الشوف والجبل الكثير من التحركات المطلبية والشبابية المعترضة على واقع الحال، فأصيب الحزب بالكثير من الضربات الاجتماعية بعد تلقي وليد جنبلاط ضربات سياسية عديدة. لكنه تمكّن من الصمود بوجهها. في هذه المعادلة يبقى الصراع السياسي يصب في صالح جنبلاط، لكن الانفجار الاجتماعي يمثّل الخطر الأكبر. قرأ وليد جنبلاط بجدية ما حصل، ولذلك أعلن أنه لن يشارك في الحكومة، والإبتعاد عن المشاركة السياسية في هذه المرحلة، والشروع في ورشات إعادة تقييم للمرحلة السابقة، والعودة إلى جذور حزبه لتحسين وضعه التنظيمي والاجتماعي داخل بيئة الجبل. الأمر الذي يفرض صعوبات كثيرة أمام جنبلاط للمرحلة المقبلة. وفيما أصيبت كل القوى بأعطاب حقيقية، لا يزال البحث فيما بينهم حول كيفية العودة إلى السلطة وتثبيت مواقعهم فيها، من خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، التي بقيت بالأمس تراوح مكانها، مع الرهان على دور الموفد الفرنسي، لعلّه ينجح بالوصول إلى صيغة مرضية للجميع، وتحظى بما يشبه الموافقة الأميركية والإيرانية والخليجية، على تصور مشترك لإعادة تشكيل حكومة جديدة. وهنا تدور المفاوضات حول نقطتين، حكومة تكنوقراط ترعاها فرنسا وتفاوض حزب الله عليها، مقابل حصول الحزب على ضمانات سياسية حول سلاحه ودوره في المعادلة، أم حكومة تكنوسياسية وفق الصيغة التي يطرحها الحزب.

الأسماء المطروحة

مهمة الموفد الفرنسي حالياً استطلاعية، على ان يعود بنتائج لقاءاته إلى باريس. ولن تتوقف في الأثناء الاتصالات وسط المزيد من البحث لتأمين ظروف إعادة الحريري إلى رئاسة الحكومة. وفي حال عدم النجاح بذلك، فإن حزب الله ورئيس الجمهورية سيكونان أمام خيارين، إما تشكيل حكومة من شخصية مقبولة وتكون معتدلة نسبياً، وقد تم التداول ببعض الأسماء التي اقترحها الوزير جبران باسيل، كالوزير محمد الصفدي، أو فؤاد مخزومي، أو شخص ثالث من آل بكداش. بينما الحريري كان يطرح بدلاء عنه كسمير حمود رئيس لجنة الرقابة على المصارف، وفاطمة الصايغ أو نواف سلام. وهناك من يتوقع سيناريو أسوأ هو عدم التوافق على أي وجهة، ليستمرّ الوضع في البلاد بلا حكومة، ارتباطاً بالوضع الإقليمي والدولي، ما ينذر بمخاطر جمّة على أكثر من صعيد. بمعزل عن كل هذه التفاصيل، وإذا ما نجحت المحاولات الدولية والمحلية في إعادة إنتاج السلطة بأي شكل، سواء بتكنوقراط أم تكنوسياسية، فإن ما لا يريد السياسيون التعاطي معه بجدية في هذه المرحلة، أن كل صيغهم وطروحاتهم، لن تؤدي إلى إرضاء الناس التي فقدت الثقة، ومشهد اللبنانيين المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية رفضاً للتدخل الفرنسي يحمل مؤشرات كبرى، أهمها انعدام الثقة.

 

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران

منير الربيع/المدن/12 تشرين الثاني/2019

لم يدخل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في صلب الأزمة اللبنانية في كلمته الأخيرة بعد ظهر الاثنين 11 تشرين الثاني الجاري. ولا حمّلها إلى السلطة السياسية، بل أحالها إلى بعض القوى وسياساتها السابقة، وحمّل الولايات المتحدة الأميركية جزءاً أساسياً من الأزمة، وخصوصاً المالية والاقتصادية التي يعيشها لبنان.

الصين وإيران

بدأ كلامه مستغرقاً في استعراض قوة معسكره الإقليمية في اليمن أولاً، وقوة إيران المالية، على الرغم من العقوبات الدولية، مستحضراً اكتشافها حقلاً نفطياً جديداً. ثم دعا لبنان إلى العزوف عن الارتباط بالسوق الاقتصادية الغربية، والاستعاضة عنها بالسوق الصينية. ثم تحدث عن الفساد ونزّه حزبه عنه، ورفّع نفسه عن كل القوى التي يتشارك معها أو يحالفها منذ سنوات وسنوات. وفي معرض تبسيطه الأزمة الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعيشها لبنان، سخّف نصرالله هذه الأزمة لجمهوره، فاعتبرها نتاج عقوبات أميركية تعتدي على سيادة لبنان في علاقاته التجارية والاستثمارية مع الدول الأخرى. أما وصفته السحرية لحل الأزمة وإنقاذ البلد، فهي الانفتاح على سوريا والعراق وإيران، من خلال حكومة وطنية سيادية، أي تقتصر على حزبه وحلفائه.

تناقض وتهافت 

جاء كلامه كله مجرداً وتهويمياً، سواء في مكافحة الفساد (ناشد القضاة ليكونوا نزيهين وشجعاناً، مثل شهداء حزبه)، أو في السياسة وتشكيل الحكومة. وبما أنه يريد حكومة "سيادية" فلماذا إصراره على التمسك بالحريري؟ وهل يريد منه أن يشكل له الحكومة التي يريدها، أم الحكومة التي يراها مناسبة للبلد؟

لم يتحدث نصرالله عن الملف الحكومي، تاركاً المجال للاتصالات غير العلنية. هذا خير دليل على أن الحريري لم يقدّم بعد أي جواب حول قبوله تشكيل الحكومة، وفق الشكل الذي يوافق عليه حزب الله. وهذا يعني أن الحريري لم يحسم خياره في عدم تولي رئاسة الحكومة، ولكنه يريد إجراء اتصالات وانتظار أجواء إيجابية من بعض الدول للموافقة على منح الغطاء لهذه الحكومة. حاجة حزب الله للحريري رئيساً للحكومة، أكبر دليل على أنه يريد غطاءً دولياً للبنان وحكومته. أما "الحكومة السيادية" في كلام نصرالله فمتروكة إلى حين رفض الحريري نهائياً السير بالصيغة التوافقية. وهذا يعني من منظور الحزب أن الحريري رضخ للضغوط الأميركية التي ستستمر بالمواجهة، فيدخلها حزب الله من بوابة تشكيل "حكومته السيادية". وهنا قمة التناقض والتهافت: ضرورة الغطاء الدولي بواسطة الحريري، والدعوة إلى مواجهة أميركا وقراراتها الدولية. وحصر نصرالله مطالب الشارع في مكافحة الفساد فقط. بل حولها كلها إلى مسألة قضاء ومصارف فقط. وهو في هذا حيّد السلطة السياسية من وجوب اتخاذ القرارات اللازمة المتلائمة مع مطالب الشارع. وكعادته الدائمة قدم نصرالله نفسه طرفاً راعياً لمكافحة الفساد، ولا علاقة له بالقوى السياسية ولا بوقف الاستثمارات، ملقياً التهم في ما يعيشه لبنان على الأميركيين.

تمجيد الحوثيين والحرب

في حديثه المطول عن اليمن العراق وسوريا وإيران والصين، أعطى نصرالله انطباعاً بأنه يهدد بضم لبنان إلى معسكره الميمون في الجغرافيا والعلاقات السياسية المطروحة، وفي ظل سوء علاقته بالمجتمع الدولي. وهو في هذا يتناسى أن لبنان مهم له ولإيران، لأنه ساحة لهما لابتزاز أميركا والغرب منه. ويتناسى أيضاً أن لبنان يدفع كلفة حزبه وكلفة الدولة اللبنانية المتآكلة. ومن يدفع الغرم هو الشعب اللبناني، بينما يفوز حزب الله بالغنم السياسي والاقتصادي. ولطالما تحدث نصرالله عن عدم تأثره العقوبات، من دون إقامته أي اعتبار أو حساب لقتال حزبه في دول عربية مختلفة، من سوريا إلى العراق واليمن التي أمضى ثلث ساعة من كلمته في تمجيد الجماعة الحوثية فيها وفي حبها للاستشهاد، مثل حزبه . والأهم في تناقضات ما قاله نصرالله هو أن النفوذ الإيراني غير موجود في لبنان. ليقول في سياق آخر من كلمته أن إيران هي رأس المقاومة المطلوب قطع يدها. وهذا يعني ضمناً أنه وضع المقاومة كلها في صلب المشروع الإيراني، ونزع عنها لبنانيتها ومشروعيتها اللبنانية. تحدث نصرالله عن اليمن والانتصارات التي تُسجل هناك باعتبارها انتصاراته. كما تحدث عن وضع إيران الداخلي، وعلاقاتها بالأميركيين والغرب. لكنه لم يتحدث عما يجري في العراق، علماً أن المعارضة العراقية ضد الحكومة التي توافقت عليها طهران وواشنطن. فما علاقة المتظاهرين بالأميركيين، إذاً؟ على ما يردد نصرالله؟ هو حاول تجنب الحديث عما يجري في العراق، مشيداً بالانتصارات الإيرانية في المنطقة. لكنه جاء على ذكر العراق فقط في حديثه عن افتتاح معبر البو كمال وتصدير المنتجات الزراعية اللبنانية إلى هناك. وعلى هذا النحو يحل لبنان أزمته المالية والاقتصادية!

وموقف نصرالله من الأميركيين والصينيين والحكومة المزعومة سيادية، هو تمهيد للمرحلة المقبلة، في حال حصلت تطورات غير إيجابية في ما يتعلق بالعلاقة مع الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة، ورسم خارطة طريقها. وهي ستكون حكومة ممانعة ومواجهة جديدة ضمن المحور الإيراني الذي استعرض نصرالله قوته من اليمن إلى سوريا والعراق.

 

تهافت الخرافات في ثورة الساحات

هاني حسن/المدن/12 تشرين الثاني/2019

بعد انقضاء قرابة الشّهر على انطلاق الانتفاضة الشّعبية في لبنان، وتطورها لثورة على امتداد الوطن، ما زال كثر من أهل السلطة والحكم، كما إعلامهم، يتخبّطون في أسئلتهم حول ما تريد هذه الثورة، مطالبينها بالقول الصريح عن مبتغاها وفاتحين لها أبواب التفاوض والمساومات ونوافذها.. وفي حيرتهم هذه المتعثّرة بعلامات استفهامها، يغفلون أو يتغافلون (وفي كلا الحالتين هم غَفَلة) أن الثورة لا تتكلّم بل تفعل وتفتعل، ولا تستجدي التغيير بل تنطلق لتصنعه على صورتها. فالثورة هذه هي بمثابة اليقظة من سبات المستسلم، وانتفاضة تنويريّة على كل منابع الظلام، الباطنيّة منها والخارجيّة.

حركة تنويريّة

في القرن الثامن عشر، وفي سياق النقاش الدائر حينها في أوروبا عن ماهية التنوير (Enlightenment)، كتب الفيلسوف الإلماني إيمانويل كانط مقالة هدفها الإجابة عن هذا التساؤل، وفيها حدّد مفهومه لفكرة التنوير وفعله بالقول أنه "خروج المرء من القصور الذي فرضه هو بنفسه على نفسه". ويضيف موضحاً بأن القصور هذا هو "عدم قدرة المرء على استخدام فهمه دون إرشاد الغير"، حيث علّته في "غياب التصميم و غياب الجرأة على استخدام الفهم" من دون إرشاد؛ وعند كانط، من أهم نتائج التنوير متى حصل هو سقوط الخرافات والسرديّات الواهمة. انطلاقا من تعريف كانط للتنوير قد يكون من الصائب أن نقرأ انتفاضة تشرين في إحدى تجلّياتها عل أنها حركة تنويريّة لبنانيّة. إذ انطلقت من حركة تحرّر خرج عبرها اللبنانيات واللبنانيون من قصور طال عمره وثقل ظِلّه، وقرّروا الانتفاض على الإرشاد الذي كانوا قد آنسوه، فأسقطوا الكثير من الأكاذيب والخرافات. سقطت أكذوبة أن الشعب اللبناني منقسم عاموديأ؛ سقطت خرافة أنه بطبعه شعب قبليّ طائفيّ منقسم بنفسه على نفسه.. وبانَ مرج الأكذوبة وصانعيها، الذين على مدى أعوام وعقود ما فتئوا يحضّوننا على أن نكون أكثر انفتاحاً وتقبّلاً للآخر في الوطن، ويشجّعوننا على الإنصهار الوطني، إلخ، حتى اقتنعنا تماماً أننا شعب منغلق رافض للآخر، وأننا لولاهم (صنّاع الكذب المستدام) ولولا حكمتهم لكنّا عدنا إلى الإقتتال برمشة عين. وها هي اليوم تسقط هذه الخرافات سقوط السخيف، إذ قرّر الشعب أن يخرج من ذاك القصور وعن ذاك الإرشاد، ليلاقي بعضه في الساحات والطرقات، وليسترد الوطن من براثن المنافقين والمفسدين، وليتّضح أن الإنقسام الواقعي في لبنان هو انقسام أفقي بحت. لا نقول عنه أفقي بالمعنى المادي الماركسي الخالص (وإن كان فيه بعض من أوجه ذاك الانقسام)، بل قصد القول أنه انقسام أفقي بين الشعب والطبقة المتحكّمة (وهي بالتأكيد ليست بحاكمة)، انقسام بين الشعب اللبناني المنهوب والطغمة الناهبة، بين شعب خوِّف دوماً من الويل والثبور، وبين طبقة هي نفسها مصدر هلاك الوطن وعظائم الأمور... ففي تشرين 2019 خرج الشعب اللبناني من قصوره فوجد وحدته فقوّته في وجه سلاطين القصور.

الجيل الأبهى

وفي تشرين 2019 صمّم الشعب اللبناني وتجرّأ فانكشفت كذبة أنه شعب لا يحب وطنه ولا يأبه له أو يحترمه، شعب أناني لا يهمّه إلا شخصه ومصالحه وزعاماته.. فخرجوا إلى الشوارع والساحات، وهتفوا فيها ومنها، وغضبوا وفرحوا وشتموا وغنّوا رافعين الصوت مطالبين بما هو ناجع للوطن أجمع، ساعين لمحاسبة كل من أساء وعاث فساداً في الوطن وللإطاحة بهم "كلّن يعني كلّن". اللبنانيّات واللبنانيّين اختاروا الخروج طوعاً من القصور وغصباً عن الإرشاد، فخرجوا لملاقاة بعضهم حبّاً وسنداً على امتداد الوطن. وفي سياق هذه الثورة، لعل أبهى سقوط كان لتلك السرديّة الخرافيّة التي حيكت ورُوِيَت عن جيل الشابّات والشبّان في لبنان. كم من روايات لفّقت بحق هذا الجيل، وكم من سرديّات وصفيّة وصفته جوراً وزوراً. فقيل عنه جيل غير واع، غير مطّلع، ووصف بأنه جيل فاقد حس الاجتماع، منسلخ عن واقعه؛ وأنه جيل لا يعوّل عليه بالأفعال ولا بالأقوال، جيل ضائع، جيل تائه، جيل فاسق، جيل.. فخرج هذا الجيل بتصميم مفعم بالجرأة، خرج على قصور الأجيال السابقة له، خرج منتفضاً على سالفاته من أجيال استكانت طويلا في قصورها، ثائراً على ماض كاد أن يسلبه غده ووعده. فسقطت دفعة واحدة خرافات وأكاذيب وأوهام حيكت عن جيل الشابّات والشبّان في لبنان؛ أو بالقول الأصدق: خرجوا شابّات وشبّان لبنان لإسقاط كل الخرافات التي وضعت عنهم، خرجوا ليشاركوا في صناعة حاضر الوطن، وليحاسبوا كل من هدّد مستقبلهم فيه ومعه. كثيرة هي السرديّات والخرافات التي أسقطتها ثورة تشرين في لبنان، وفي ظنّي أننا سنشهد على سقوط أخر غيرها.. ولا مجال  لسردها جميعها في سياق هذا المقال. إنما ما سردنا أعلاه على سبيل المثال قد يفي غرضا للإشارة أن ثورة تشرين، وبقدر ما هي ثورة اجتماعية سياسية اقتصادية شاملة، قد تكون أيضا بداية ثورة تنويريّة لبنانيّة تنتفض على إرشاد مفعم بالخرافات والترهات، وستأتي على كثير من سرديّات وأكاذيب العقود الغابرة.

 

تلبيس الطرابيش انتهى يا حسن نصرالله

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/12 تشرين الثاني/2019

…وفي الخطاب الرّابع استسلم مرشد نظام الفساد حسن نصرالله لمطالب الناس، ولو مواربة، مستعيناً بالشماعة الأميركية كي يعلق عليها كل ثيابه القذرة، متناسياً أن حزبه هو أساس الأزمات كلها، منذ أن هيمن بقوة السلاح على قرار الدولة، واختطف إرادتها وتحكم بمفاصل إداراتها، فيما لاقاه شريكه في البلطجة، رئيس حركة “أمل” نبيه بري الذي خضع هو الآخر للمحتجين ليس لتشريع قوانين وفقاً لمطالب الناس الواضحة منذ 27 يوماً، إنما تشريعات مهربة الهدف منها تبرئة ساحة الفاسدين في السلطة وأزلامهم، فهرب إلى إقفال مجلس النواب فيما لا يزال الشارع يرفض أي هدنة مع الطغمة السياسية الحاكمة والمستقوية إما بتضييع الفرص وإما بسلاح “حزب الله” على الشعب. توزيع الأدوار هذا بين الثنائي الشيعي كشف هشاشة التهديدات التي أطلقها ويطلقها نصرالله، رغم تبجحه، في كل مرة أن حزبه بات أقوى مما مضى، فهو حاول أن يخدع الناس ويتملص من شعار حملته الانتخابية الأخيرة في مكافحة الفساد، حيث هدد يومها بالكشف عن الفاسدين وتوعدهم بملفات كثيرة عن ارتكاباتهم، غير أنه لم يكشف أياً منها، مفضلاً الهروب إلى الحديث عن مسارات طويلة ومقعدة في هذا المجال، زاعماً أن مقاومة الفساد أصعب من مقاومة العدو الإسرائيلي، حتى حين توجه إلى القضاء طالباً منه رفع السرية المصرفية عن حسابات نواب ووزراء “حزب الله” وملاحقتهم إذا كان بينهم فاسد قائلا: “بلشوا فينا”، فهو بذلك يذر الرماد في العيون.

تمام يا سيد حسن، بماذا تريد أن يبدأ القضاء اللبناني، ومن أين؟ هل من المرافئ وعمليات التهريب، أم بالسلاح الفالت تحت عنوان المقاومة وما يسمى سراياها، أم بالاتجار بحبوب الكبتاغون والمخدرات، أم بتغطية المعابر غير الشرعية، أم بالأدوية الفاسدة، أم بـ”القديسين” الخمسة المطلوبين للمحكمة الدولية، وهم بحمايتك؟ كل هذه الفضائح لوزراء ونواب حزبك ونظرائهم في حركة “أمل” يد طولى فيها، فإذا كنت صادقاً اطلب من القضاء أن يبدأ بواحدة منها لتكر بعدها السبحة وتسقط الأقنعة وينكشف المستور.

اللبنانيون لم يغفلوا عن هذه الحقائق لذلك كان ردهم على كلامك المزيد من الغضب، فأنت بدلا من أن تتحدث عن أزمة بلدك، ومشكلة الحكومة التي تعرقل تأليفها لأنها لن تكون تحت إمرتك، هربت إلى الحديث عن إيران والحوثيين، ورميت كل مشكلات لبنان على الولايات المتحدة الأميركية، وأنها تمنع الاستثمار فيه، وتحاصره وتعاقبه، فهل الولايات المتحدة وحدها التي تمنع كل هذا عن لبنان، أم المجتمع الدولي الذي بات ينظر إلى بلادك على أنها مزرعة إيرانية تزرع فيها كل الأعشاب الخبيثة، أم أنك اشتقت إلى “لو كنت أعلم” وتحاول تكرارها اليوم، بعدما يكمل اللبنانيون انتفاضتهم، ويسقطون هيكلك على رأسك؟

كثير من اللبنانيين يطالبونك يا نصرالله بتفسير قولك: “الفاسد كالعميل لا دين ولا طائفة له”، هل أجبهم، ألا ينطبق هذا الكلام عليك وعلى محازيبك، فأنت حتى في خطابك الأخير أعدت الاعتراف بأنك تقبض وتتسلح من إيران؟ لكن يبدو أن لعبة “تلبيس الطرابيش” كما يقول اللبنانيون، لم تنفعك هذه المرة، فأنت أدمنت السقوط في بئر الخيانة، ولم تعد تميز بين البريء المنتفض على الهيمنة الإيرانية وبين ذاتك الفاسدة أصلا. حسن نصرالله في خطابه الأخير عبَّر حقيقة عن مآلات نهاية السيطرة الإيرانية المأسوية، في لبنان والعراق الذي اتبعت حكومته تعليمات المندوب السامي قاسم سليماني في قمع الاحتجاجات فأدخلت البلاد نفق التدويل. إنها فرصة تاريخية للعرب، كي يؤدوا دورهم الحقيقي، ولا يتركوا الأمر لقوى أجنبية تملأ الفراغ، فهذه القوى ليست جمعياتٍ خيريةً ولها أطماعها، التي لن تقف لا عند حدود لبنان ولا العراق.

 

إيران والمعركة المستمرة للاستيلاء على لبنان

 نديم قطيش/الشرق الأوسط/12 تشرين الثاني/2019

تخشى قوى ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في لبنان، العودة إلى ما عصف بالبلاد نتيجة تمحور السياسة طويلاً حول انقسام معسكري 8 و14 مارس (آذار) المولودين عام 2005.

والخشية مردها أمران:

أولاً: على الضد من ثورة 2019 التي جعلت الفساد والفشل ركنيها الأساسيين، فرقت انتفاضة الاستقلال 2005 بين أولويتي السيادة والإصلاح، لصالح الأولى، وصبت كل تركيزها على إنهاء الوصاية السورية على لبنان، وهي معركة لم تكن تحتمل «ترف» التدقيق في نزاهة القوى الضرورية لقيادة هذه المعركة. وما كان بين جماهير انتفاضة الاستقلال ما يكفي من القوى المدنية لمقارعة الأجسام الثقيلة للأحزاب المنضوية في الانتفاضة، والتي أدارت وجهتها وخياراتها.

ثانياً: على الضد من انتفاضة 2005 وطبيعة موضوعها السياسي الحاد والاستراتيجي الذي أدى إلى انقسام عمودي بين اللبنانيين، وسرعان ما اتخذ هويات مذهبية متضادة، فتحت ثورة 2019 الباب واسعاً أمام ولادة عقد اجتماعي جديد بين اللبنانيين، عابر للمناطق والطوائف والطبقات. يقوم هذا العقد على الربط الأفقي بين المكونات اللبنانية على قاعدتي المصلحة المشتركة في اللافساد، وجودة الخدمة العامة، وكفاءة الاقتصاد، كما على تبلور هوية وطنية متخففة من أثقال الهويات الفرعية المذهبية والمناطقية.

تقلق هذه الفوارق الرئيسية قوى ثورة أكتوبر اليوم، وتدفعها رغبتها في عدم إيقاع ثورة 2019 في أخطاء انتفاضة 2005 ومصيرها، إلى إحداث قطيعة جذرية مع الأدبيات السياسية للأخيرة.

بكلام مباشر، لا يريد أحد اليوم أن يسمع في لبنان عن المسؤولية الإيرانية عن الانهيار الذي تواجهه البلاد، أو أن يزج بالثورة في صراعات إقليمية كان قد سبق لها وأجهضت انتفاضة 2005، ولا يريد أحد للعامل الإيراني أن يصير مطية حزبية، لهذه الجهة أو تلك، لتبرئة الذات من المسؤوليات المعقدة والمركبة عن الفشل الذي وصل إليه لبنان.

ولئن كانت هذه الممانعة لتحديد المسؤولية الإيرانية عن مآلات الأمور في لبنان تمتلك مشروعيتها وأسبابها، فإنها أيضاً ممانعة تهدد الموقف السياسي للثورة بولادة مشوهة وناقصة.

في لبنان كما في العراق، وعبر سياقات مختلفة، أمسكت إيران خلال العقد الفائت بكامل القرار السياسي اللبناني والعراقي، وألغت بتدرج الحدود الفاصلة بين موقف الدولة وموقف الميليشيا أو الميليشيات الدائرة في فلكها. وحكمت البلدين وفق معادلة ثلاثية تقوم على دولة ضعيفة وميليشيا (أو ميليشيات) قوية، تدير طبقة واسعة من الفاسدين في مقابل مصادرة القرار الاستراتيجي للدولة.

من هنا يبدو الانتفاض ضد الفساد في لبنان قاصراً، إذ يحيد سلاح «حزب الله»، ولو لأسباب براغماتية كانت مقبولة في بداية الثورة. فمنذ عام 2008 باتت الحياة السياسية والوطنية اللبنانية أسيرة لقرار السلاح، بشكل وصل إلى ذروته مع انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، ثم إقرار قانون للانتخاب أهدى «حزب الله» أكثرية برلمانية، قال عنها قاسم سليماني إنها حولت «حزب الله» من «حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة في لبنان».

إذ ذاك، ليس من باب الصدفة أنه ومنذ بداية مسار إلغاء المسافة بين الدولة وموقفها وموقف ميليشيا «حزب الله»، دخل لبنان في مرحلة من انخفاض النمو الاقتصادي لم يتجاوز منذ عام 2011، عتبة 2 في المائة، حتى وصل إلى ما دون الصفر قبل اندلاع الثورة. صحيح أن هذا العقد شهد اندلاع الثورة السورية في ربيع عام 2011، بكل انعكاساتها الاقتصادية الكبرى على لبنان، وتوسطه انخفاض حاد وسريع في أسعار النفط، وواكبه انهيار في العملات الأفريقية، موطن بعض الانتشار اللبناني، ما انعكس كله على تحويلات الاغتراب اللبناني النقدية؛ لكن ذلك تزامن أيضاً مع معركة قاسية للاستحواذ الإيراني على النظام السياسي، تخللته فراغات مديدة في المؤسسات السيادية. فمنذ سقوط حكومة الحريري الأولى مطلع عام 2011، شهد لبنان ما مجموعه: سنة ونصف سنة من الفراغ الحكومي بصيغة تصريف الأعمال، وسنتان ونصف سنة من الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، دعك من حكومة انقلاب شكلها «حزب الله» خلافاً لنتائج الانتخابات البرلمانية برئاسة نجيب ميقاتي حكمت نحو سنتين. زد على ذلك إتمام عهد «حزب الله» برئاسة ميشال عون سنته الثالثة الشهر الفائت.

تسع سنوات مجموع الزمن الذي استحوذ فيه «حزب الله» بالكامل على القرار السياسي اللبناني في العقد الفائت، الذي انتهى بثورة غير مسبوقة في تاريخ لبنان. عقد كامل جعل فيه «حزب الله» قراره مساوياً لقرار الدولة، أو العكس، بما جعل لبنان محاصراً عربياً وأميركياً، كامتداد موضوعي لحصار «حزب الله».

كل شيء يوحي بأن معركة الاستحواذ مستمرة، وآخر مظاهرها دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية لاجتماع مالي في قصر الرئاسة، من دون دعوة رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، بالتوازي مع تأخير البدء في الاستشارات النيابية الملزمة، تحت عنوان أن الاتفاق السياسي على تشكيل الحكومة يسبق تكليف الشخص المعني بتشكيلها؛ خلافاً لمنطوق الدستور نصاً وروحاً. مجدداً، في لبنان كما في العراق، معركة استحواذ واحدة على النظام السياسي تستمر فيها إيران، تتمظهر في العراق في «إلغاء» قرار عادل عبد المهدي بالاستقالة، وفي لبنان بمحاولة إلغاء استقالة سعد الحريري عبر تكليف قسري له بحكومة تعيد إنتاج الحكومة المستقيلة ولو بصيغ معدلة، أو فليواجه العزل السياسي، الآتية إشاراته بكثرة من أوساط توصف بأنها قريبة من تيار عون و«حزب الله».

 

فليرفض الحريري إملاءات نصرالله وعون

علي حماده/النهار/12 تشرين الثاني/2019

أكثر من أسبوعين ورئيس الجمهورية يعرقل الحياة السياسية والدستورية في البلد، فيما لم نجد ردة فعل جدية ممن يفترض فيهم انهم “حراس الطائف” على هذا السلوك السيئ الذي يؤخر الدعوة الى استشارات ملزمة، ويعلق موقع رئاسة الحكومة بصرف النظر عن الأشخاص، فالموقع ليس ملك شخص، والدستور الذي جرى ضربه أكثر من مرة على يد فريق سياسي (من اغلاق مجلس النواب الى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية) يتعرض اليوم لضربة جديدة يقابلها صمت مريب من قيادات كبيرة في البلد، ويفترض ان يكون هناك موقف رافض شديد اللهجة. انه موقف عاجل ننتظره من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، مهما كانت الظروف ومهما كانت طبيعة المفاوضات التي يخوضها مع فريقي رئيس الجمهورية والأمين العام لـ”حزب الله”. أما بالنسبة الى المفاوضات الجارية بين الرئيس الحريري وشركائه في “التسوية الرئاسية”، فالواضح ان الخيارات المعروضة امام الحريري سيئة على قاعدة ان الشركاء يرفضون طرحه بالنسبة الى حكومة تكنوقراط صافية مستقلة تكون بمثابة فريق عمل يعاونه على خوض معركة انقاذ لبنان اقتصاديا. فالمعروض عليه أقصاه حكومة مختلطة بين تمثيل سياسي واختصاصيين تعود مسألة اختيار معظمهم الى الشريكين الأساسيين في “التسوية الرئاسية”، على قاعدة ان تشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) مستقلة هو بمثابة انقلاب على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة بعد اقل من سنة ونصف سنة على إتمامها. وهذا الواقع مرفوض من “حزب الله” والرئيس ميشال عون اللذين يعتبران ان ما يحصل اليوم في الشارع هو اشبه بانقلاب خارجي ادواته الضغط الاقتصادي والمالي وغضب الناس. انطلاقا من هذا المعطى سيكون على الحريري ان يختار بين العودة على رأس حكومة شبيهة بالسابقة مع تعديلات تجميلية، وبالتالي يستحيل عليه الذهاب الى المجتمع الدولي والدول العربية القادرة لطلب المساعدة، واستطرادا يكون مآله الفشل اذا ما بدا وكأنه يؤدي كرئيس حكومة دور الواجهة السنية والحكومية لـ”حزب الله”، وهذا ما لا يناسبه على الاطلاق، وبين التنحي وترك اللعبة بيد “حزب الله” وحليفه ميشال عون ليتحملا كامل المسؤولية عما ستؤول اليه الأوضاع الاقتصادية – المالية في البلاد. ان الحريري ليس شخصية سنية عادية مرشحة لرئاسة الحكومة. هذا يعرفه “حزب الله” ويدركه الرئيس ميشال عون، ولذلك ليس في استطاعته أداء دور يريده شريكاه، بالرغم من الخطأ الكبير الذي ارتكبه سياسيا وتاريخيا بالدخول في تسوية أدت الى انتخاب ميشال عون رئيسا، وبالتالي تسليم البلاد ومؤسساتها كليا الى “حزب الله” من خلال قانون انتخاب كارثي منح ذراع إيران أكثرية برلمانية، ومعها أكثرية حكومية، بالتزامن مع سلسلة تعيينات إدارية في مؤسسات الدولة سيكون من الصعب التخلص من آثارها السلبية. استنتاجا، ندعو الرئيس الحريري الى رفض إملاءات “حزب الله” وميشال عون التي تهدف الى جعله واجهة لحكمهم، فيما تقلص دوره الى حد بعيد بفعل التسوية. إذا لم يقبلا طرحه فعلى الحريري أن يرمي الحكومة في وجهيهما، وليتحملا المسؤولية من دون واجهات تحترق من أجلهما.

 

خلاف على جنس الحكومة وخطر الانهيار على الأبواب

اميل خوري/النهار/12 تشرين الثاني/2019

لو أنّ أهل السلطة احترموا الدستور نصّاً وروحاً، لكانوا أهلاً لتحمّل المسؤوليّة، ولكانوا تجنّبوا مواجهة الكثير من الأزمات التي تُلحق الضرر الفادح بالوطن والمواطن كلّما طالت واشتدّت. ففي الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، لو أنّ نواباً لم يتغيّبوا عن جلسات الانتخاب من دون عذر مشروع بهدف تعطيل النصاب وفرض رئيس الجمهوريّة الذي يريدون، لما كانت أزمة الشغور الرئاسي استمرّت ما يُقارب الثلاث سنوات. ولو أنّ الرئيس ميشال عون حدَّد موعداً لإجراء الاستشارات النيابيّة لتسمية رئيس لتشكيل حكومة جديدة فور استقالة الحكومة القائمة، لما استمرّ الحراك في الشارع وطالت أزمة التكليف والتأليف، بل كان الرئيس المكلّف باشر تأليف حكومة جديدة سريعاً، ولا استمرّ الخلاف على جنسها فيما خطر الانهيار على الأبواب إن لم يكن أصبح داخلها…

إنّ المطلوب الآن هو تشكيل حكومة ثقة قادرة على إنقاذ لبنان وتحقيق ما يطالب به الشعب أيّاً يكن شكلها، فبين السياسيّين من هم أهل للثقة، وكذلك بين غير السياسيّين، فالمهم هو حسن الاختيار لتكون الحكومة حكومة ثقة فعلاً للداخل والخارج، وهؤلاء موجودون في كل قطاع، سياسيّين كانوا أم غير سياسيّين. وليس صحيحاً القول إن غير السياسيّين لا يمثِّلون، وهم رؤساء نقابات أطبّاء ومحامين وصناعيّين ومهندسين ومزارعين وعمّال، وقاعدتهم هي التي انتخبتهم. واختيارهم يتمّ بصفتهم هذه وليس استنسابيّاً وانتقائيّاً ومصلحيّاً من دون معايير، في حين أن وزراء تابعين لأحزاب غالباً ما تكون شعبيّتهم مستعارة وليس ذاتية، ويتم اختيارهم بالمحاصصة، وقرارهم ليس حرّاً مستقلّاً، عدا أنّ التجارب أثبتت أنّ حكومات من غير السياسيّين تكون مُنسجمة ومتجانسة ومُنتجة، في حين أنّ حكومات سياسيّين تجمع الأضداد والمُتناحرين ثبت أن معظمها كان فاشلاً وغير مُنتج.

لقد لجأ أكثر من رئيس جمهوريّة إلى تشكيل حكومات من خارج مجلس النوّاب أو من غير سياسيّين، وكانت حكومات ناجحة لأنّها كانت حكومات ثقة لحسن اختيار أعضائها، ولم يكن شرط تشكيلها كما اليوم أن تكون حكومة “وحدة وطنيّة” بل حكومة كفاءات وثقة. ففي عهد الرئيس الشيخ بشارة الخوري تألّفت حكومة برئاسة الحاج حسين العويني، وفقط من الوزيرين بولس فياض (تاجر) وادوار نون (محام)، ونالت الثقة بالإجماع. وفي نهاية عهده تشكّلت حكومة برئاسة ناظم عكاري ومن الوزيرين موسى مبارك وباسيل طراد فقط. وفي مستهل عهد الرئيس كميل شمعون تشكّلت حكومة برئاسة الأمير خالد شهاب وهو من خارج نادي الرؤساء، ومن الوزراء: موسى مبارك، سليم حيدر، جورج حكيم. وفي عهد الرئيس شارل حلو تشكّلت حكومة برئاسة حسين العويني، ومن الوزراء: جبران نحاس، فؤاد نجار، أمين بيهم، إدمون كسبار، جورج نقاش، فؤاد عمّون، رضا وحيد، محمد كنيعو، جوزف نجار. وفي مستهل عهد الرئيس أمين الجميّل تشكّلت حكومة برئاسة شفيق الوزان، ومن الوزراء: ايلي سالم، روجيه شيخاني، بيار خوري، ابرهيم حلاوي، بهاء الدين البساط، عدنان مرّة، عصام خوري، جورج افرام.

أوَلَم يعد في لبنان أشخاص أمثال هؤلاء يوحون الثقة للتخلّص من حكومات تُسمّى كذباً “وحدة وطنيّة” وتُمارس سياسة “مرّقْلي لمرّقْلك” على أكمل وجه؟!

 

نصرالله يتوعّد بضم لبنان إلى اليمن وسوريا وإيران

منير الربيع/المدن/12 تشرين الثاني/2019

لم يدخل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في صلب الأزمة اللبنانية في كلمته الأخيرة بعد ظهر الاثنين 11 تشرين الثاني الجاري. ولا حمّلها إلى السلطة السياسية، بل أحالها إلى بعض القوى وسياساتها السابقة، وحمّل الولايات المتحدة الأميركية جزءاً أساسياً من الأزمة، وخصوصاً المالية والاقتصادية التي يعيشها لبنان.

الصين وإيران

بدأ كلامه مستغرقاً في استعراض قوة معسكره الإقليمية في اليمن أولاً، وقوة إيران المالية، على الرغم من العقوبات الدولية، مستحضراً اكتشافها حقلاً نفطياً جديداً. ثم دعا لبنان إلى العزوف عن الارتباط بالسوق الاقتصادية الغربية، والاستعاضة عنها بالسوق الصينية. ثم تحدث عن الفساد ونزّه حزبه عنه، ورفّع نفسه عن كل القوى التي يتشارك معها أو يحالفها منذ سنوات وسنوات. وفي معرض تبسيطه الأزمة الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعيشها لبنان، سخّف نصرالله هذه الأزمة لجمهوره، فاعتبرها نتاج عقوبات أميركية تعتدي على سيادة لبنان في علاقاته التجارية والاستثمارية مع الدول الأخرى. أما وصفته السحرية لحل الأزمة وإنقاذ البلد، فهي الانفتاح على سوريا والعراق وإيران، من خلال حكومة وطنية سيادية، أي تقتصر على حزبه وحلفائه.

تناقض وتهافت

جاء كلامه كله مجرداً وتهويمياً، سواء في مكافحة الفساد (ناشد القضاة ليكونوا نزيهين وشجعاناً، مثل شهداء حزبه)، أو في السياسة وتشكيل الحكومة. وبما أنه يريد حكومة "سيادية" فلماذا إصراره على التمسك بالحريري؟ وهل يريد منه أن يشكل له الحكومة التي يريدها، أم الحكومة التي يراها مناسبة للبلد؟

لم يتحدث نصرالله عن الملف الحكومي، تاركاً المجال للاتصالات غير العلنية. هذا خير دليل على أن الحريري لم يقدّم بعد أي جواب حول قبوله تشكيل الحكومة، وفق الشكل الذي يوافق عليه حزب الله. وهذا يعني أن الحريري لم يحسم خياره في عدم تولي رئاسة الحكومة، ولكنه يريد إجراء اتصالات وانتظار أجواء إيجابية من بعض الدول للموافقة على منح الغطاء لهذه الحكومة. حاجة حزب الله للحريري رئيساً للحكومة، أكبر دليل على أنه يريد غطاءً دولياً للبنان وحكومته. أما "الحكومة السيادية" في كلام نصرالله فمتروكة إلى حين رفض الحريري نهائياً السير بالصيغة التوافقية. وهذا يعني من منظور الحزب أن الحريري رضخ للضغوط الأميركية التي ستستمر بالمواجهة، فيدخلها حزب الله من بوابة تشكيل "حكومته السيادية". وهنا قمة التناقض والتهافت: ضرورة الغطاء الدولي بواسطة الحريري، والدعوة إلى مواجهة أميركا وقراراتها الدولية. وحصر نصرالله مطالب الشارع في مكافحة الفساد فقط. بل حولها كلها إلى مسألة قضاء ومصارف فقط. وهو في هذا حيّد السلطة السياسية من وجوب اتخاذ القرارات اللازمة المتلائمة مع مطالب الشارع. وكعادته الدائمة قدم نصرالله نفسه طرفاً راعياً لمكافحة الفساد، ولا علاقة له بالقوى السياسية ولا بوقف الاستثمارات، ملقياً التهم في ما يعيشه لبنان على الأميركيين.

تمجيد الحوثيين والحرب

في حديثه المطول عن اليمن العراق وسوريا وإيران والصين، أعطى نصرالله انطباعاً بأنه يهدد بضم لبنان إلى معسكره الميمون في الجغرافيا والعلاقات السياسية المطروحة، وفي ظل سوء علاقته بالمجتمع الدولي. وهو في هذا يتناسى أن لبنان مهم له ولإيران، لأنه ساحة لهما لابتزاز أميركا والغرب منه. ويتناسى أيضاً أن لبنان يدفع كلفة حزبه وكلفة الدولة اللبنانية المتآكلة. ومن يدفع الغرم هو الشعب اللبناني، بينما يفوز حزب الله بالغنم السياسي والاقتصادي. ولطالما تحدث نصرالله عن عدم تأثره العقوبات، من دون إقامته أي اعتبار أو حساب لقتال حزبه في دول عربية مختلفة، من سوريا إلى العراق واليمن التي أمضى ثلث ساعة من كلمته في تمجيد الجماعة الحوثية فيها وفي حبها للاستشهاد، مثل حزبه . والأهم في تناقضات ما قاله نصرالله هو أن النفوذ الإيراني غير موجود في لبنان. ليقول في سياق آخر من كلمته أن إيران هي رأس المقاومة المطلوب قطع يدها. وهذا يعني ضمناً أنه وضع المقاومة كلها في صلب المشروع الإيراني، ونزع عنها لبنانيتها ومشروعيتها اللبنانية. تحدث نصرالله عن اليمن والانتصارات التي تُسجل هناك باعتبارها انتصاراته. كما تحدث عن وضع إيران الداخلي، وعلاقاتها بالأميركيين والغرب. لكنه لم يتحدث عما يجري في العراق، علماً أن المعارضة العراقية ضد الحكومة التي توافقت عليها طهران وواشنطن. فما علاقة المتظاهرين بالأميركيين، إذاً؟ على ما يردد نصرالله؟ هو حاول تجنب الحديث عما يجري في العراق، مشيداً بالانتصارات الإيرانية في المنطقة. لكنه جاء على ذكر العراق فقط في حديثه عن افتتاح معبر البو كمال وتصدير المنتجات الزراعية اللبنانية إلى هناك. وعلى هذا النحو يحل لبنان أزمته المالية والاقتصادية!

وموقف نصرالله من الأميركيين والصينيين والحكومة المزعومة سيادية، هو تمهيد للمرحلة المقبلة، في حال حصلت تطورات غير إيجابية في ما يتعلق بالعلاقة مع الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة، ورسم خارطة طريقها. وهي ستكون حكومة ممانعة ومواجهة جديدة ضمن المحور الإيراني الذي استعرض نصرالله قوته من اليمن إلى سوريا والعراق.

 

ثورةُ «البِشارة اللبنانيّة».. ما كان سيَجْترِحُه بشير الجميّل سنةَ 1982، لو ظلَّ حيًّا، يطالبُ به الشعبُ اليوم.

سجعان قزي/الجمهورية/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80472/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%90%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%88/

إذا الحُكمُ يومًا أرادَ العِناد فلا بُدَّ أنْ يَسْتثيرَ البلد...

فكانت هذه الانتفاضةُ بمفهومِها العِلميّ، أو الثورةُ بمفهومِها الوِجداني.

الحقُّ أنَّ أكثرَ جهةٍ تَدعُم الانتفاضةَ وتُحرِّكُها وتُديـمُها وتُقوّيها يومًا بعدَ يوم، هي السلطةُ السياسيّةُ اللبنانيّةُ بتماديها في سوءِ الأَداءِ، بتجاهلِ مطالبِ الشعبِ، وباحتجازِ الحلول.

والمفارقةُ الجديدةُ أنَّ السلطةَ التي نَعرِفُ وجوهَها فَقدَت سلطتَها، والانتفاضةَ التي نَجهلُ وجوهَ قادتِها اللبنانيّين صارت سلطةً تقريريّة.

وفي مثل هذه الحالات، غالبًا ما تتغيّرُ السلطةُ القائمةُ وتنتصرُ سلطةُ الشعب.

وبقدْرِ ما تَحصُلُ عمليّةُ التغييرِ بسُرعةٍ تُخفِّفُ السلطةُ الضررَ الوطنيَّ وتَتجنَّبُ الانتفاضةُ الاستنزافَ القاتل.

 فالتركيبةُ اللبنانيةُ المريضةُ لا تَحتَملُ الاحتكامَ طويلًا إلى الشارعِ، لئلا ننتقلَ من كيفيّةِ إسقاطِ السلطةِ إلى كيفيّةِ إنقاذِ الانتفاضة:

الشعبُ يُراهن على هذه الانتفاضةِ إيمانًا بها أو خيبةً من الآخرين أو انطلاقًا من تَموضُعِه السياسيّ.

إنها ثورةُ «البِشارةِ اللبنانية».

يأمل الناسُ أنَّ ما حُبِلَ به بدَنسِ السياسيّين سيولدُ بدونِ دنسٍ من ثورةِ الشعب.

ما كان سيَجْترِحُه بشير الجميّل سنةَ 1982، لو ظلَّ حيًّا، يطالبُ به الشعبُ اليوم.

والمؤسّساتُ الإداريّةُ التي أَنشأها فؤاد شهاب بعد أحداثِ 1958 يطالبُ بها الشعبُ اليوم، والازدهارُ الذي عمَّ في عهدِ كميل شمعون يطالبُ به الشعبُ اليوم.

والنزاهةُ التي تَميّز بها الياس سركيس يطالبُ بها الشعبُ اليوم.

وإعلانُ بعبدا الذي أَصدرَه ميشال سليمان سيُصبح مُنطَلقَ الحِيادِ اللبنانيّ.

منذ أسبوعٍ، والدوائرُ الأميركيّةُ ومراكزُ دراساتِها الاستراتيجيّةِ تَتحدّثُ عن رغبةِ واشنطن في أن تكونَ انتفاضةُ لبنان نَموذجًا للشرقِ الأوسط الكبير. لكنَّ واشنطن تَناست ثلاث حقائق:

الأولى أنَّ واشنطن، وهي تَشنُّ حربًا اقتصاديّةً على إيران، أَخذت لبنانَ في دربِها، لا من خلالِ العقوباتِ على حزبِ الله فقط، بل بالقنصِ الـمُنتظِم على النظامِ المصرفيِّ اللبنانيِّ، بِغَمْزِ مؤسّساتِ التصنيفِ لتُخفِّضَ مستوى لبنانَ الائتمانيّ، بتسريبِ أخبارٍ سلبيّةٍ إلى الإعلامِ الدوليّ حول لبنان، وبتوظيفِ جماعاتٍ يساريّةٍ متطرّفةٍ ضِدَّ مؤسَساتٍ لبنانيّةٍ رسميّة ومرجِعيّات، إلخ... فهل بإفقارِ لبنان وضربِ نظامِه الليبراليّ وزعزعةِ أمنِه تصبحُ انتفاضتُه نَموذجًا للشرق؟

الثانيةُ أنَّ دولةَ لبنان، التي ساهمت في إسقاطِها الإداراتُ الأميركيّةُ في السبعيناتِ، كانتَ هي نَموذجًا بنظامِها وصيغتِها وميثاقِها. فحين لم يَكن في الشرقِ ديمقراطيّةٌ كنّا ديمقراطيّين. وحين لم يكن في الشرقِ استقلالٌ كنّا مستقلّين. وحين لم يكن في الشرقِ تعايشٌ كنا شركاءَ حياة. وحين لم يكن في الشرقِ ديبلوماسيّةٌ كنّا كلمةَ الشرق. وحين لم يكن في الشرقِ ثوراتٌ كنا الثوّار. وحين لم يَعد في الشرقِ مقاومةٌ كنا مقاومين. فنحن كيانٌ مُكتمِلٌ ونابضٌ، ولا يحتاجُ سوى إلى: إعادةِ هندسةٍ داخليّةٍ، تثبيتِ سلطةِ الدولةِ، إصلاحٍ مؤسّساتِها، وتجديدِ طاقمِها السياسيّ.

والحقيقةُ الثالثةُ أنَّ إدارتَي أوباما وترامب تَخلّتا عن مشروعِ الشرقِ الأوسط الكبير الذي كان يقوم أساسًا على: تَغييرِ الأنظمةِ الاستبداديّةِ، نشرِ الديمقراطيّة، إقامةِ دولٍ فدراليّة، وضمانِ حقِّ تقريرِ المصيرِ للأقليّات. الشرقُ الأوسطُ الكبير اليومَ يُناقضُ مبرِّراتَ الحروبِ الأميركيّة في الشرق، إذ نرى: تعويمَ الأنظمةِ الاستبداديّةِ، انحسارَ الديمقراطيّةِ، فرزَ الشعوبِ طائفيًّا ومذهبيًّا، اجتياحًا للحدودِ الدوليّةِ، وتَنكّرًا لحقوقِ الأقليّات.

في هذا السياق، ذهب وزيرُ الخارجيّة، مايك بومبيو، حدَّ إعلانِ «دعمِ أميركا انتفاضةَ الشعبَين اللبنانيِّ والعراقيّ ضِدَّ النفوذ الإيراني». لكن سَها عن بالِه أنَّ الشَبهَ موجودٌ بين منظومَتي الحكمِ في لبنان والعراق، فكلاهُما يَنتمي إلى المحورِ السوريِّ/الإيراني، أكثر من وجودِه بين انتفاضَتي الشعبين اللبنانّي والعراقي: هناك شَكّلَ تحجيمُ النفوذِ الإيرانيّ هدفَ الانتفاضة، أما هنا فهو النتيجةُ لا السببُ.

هناك دَخلت الانتفاضةُ في دائرةِ العنفِ الدمويِّ فورًا، أما هنا فهي ـــ حتّى الآن ـــ في دائرةِ العنفِ الكلاميّ؛ والفَضلُ في ذلك يعود إلى قيادةِ الجيشِ اللبنانيّ التي احتضَنت الشعبَ وحالت دونَ إراقةِ الدماء. يبقى الشبهُ الأساسيُّ هو أن إيران ووكلاءها في لبنان والعراق أصبحوا في موقعِ الدفاعِ والحدِّ من الخسائر بعدما كانوا، قبل الانتفاضتَين، في موقعِ الهجومِ والسيطرةِ ورفضِ أيِّ تنازل. ومن يدري؟ قد يَقبَلُ حزبُ الله قريبًا البحثَ جِدّيًا في الاستراتيجيّة الدفاعيّة، وقد أنْهكَته العقوباتُ، وأضرَّ الانهيارُ الاقتصاديُّ بيئتَه، وتراجعَ التمويلُ الإيرانيُّ عنه نسبيًّا.

لقد بدأ شعبُ لبنان يُحقّق ثمارَ انتفاضتِه تدريجًا. وهو اليوم أمام خِيارين: هضمُ إنجازاتِه الوطنيّة أو المغامرةُ بسِلميّةِ انتفاضتِه. وفي الحالتين سيفُ الانتفاضةِ يَجب أن يبقى مُصْلتًا حتى بلوغِ التغيير المستوى الدستوريّ. لا يجوز أن تَنتهيَ هذه الانتفاضةُ/ الثورةُ بتغييرٍ حكوميٍّ فقط. تغييرُ الحكومةِ لا يَستحق ثورة؛ يَكفي أن تَحجُبَ الكُتلُ النيابيّةُ الثقةَ عن الحكومةِ لتسقط. ما يَستحِقُّ الثورةَ هو تغييرُ المنظومةِ الحاكمةِ وإحياءُ الدولةِ الوطنيّة.

ما يَستحق الثورةَ هو استعادةُ السيادةِ والاستقلالِ والقرارِ الحرّ، هو حصرُ الشرعيّةِ السياسيّةِ بالمؤسّساتِ الدُستوريّة والشرعيّةِ العسكريّة بالجيشِ اللبناني.

ما يَستحق الثورةَ هو إطلاقُ الحركةِ الاقتصاديّةِ والتجاريّةِ والنموِّ والازدهار، هو تأمينُ فرصِ العمل والتعليمِ المجانيّ والضماناتِ الاجتماعيّةِ والصِحيّة.

ما يَستحق الثورةَ هو الانتقالُ إلى اللامركزيّةِ الموسَّعةِ المتوافِقةِ مع التعدديّةِ الحضاريّةِ غيرِ الطائفيّة.

ما يَستحقُّ الثورةَ هو إعادةُ النازحين السوريّين إلى بلادِهم، إذ فيما نحن غائصُون في يوميّاتِ الانتفاضةِ، دعا الاتّحادُ الأوروبيُّ «إلى ضرورةِ تأمينِ قُدرةِ النازحين السوريّين على الاندماجِ والتوظيفِ على المدى الطويلِ بطريقةٍ متماسكةٍ مع المجتمعاتِ المضيفَة».

ما هذه الدولُ التي تَدّعي دعمَ انتفاضةِ شعبِ لبنان وَتضرب وطنَه وكيانه؟

حان الوقتُ لتَتلوَ ثورةُ «البشارةِ اللبنانيّة» فعلَ إيمانِها بقضايا الوطنِ اللبنانيّ بعدما تَلت فعلَ إيمانِها بقضايا الإنسان.

 لا يجوزُ للمطالبِ الاجتماعيّةِ أن تُهمِّشَ القضايا الوطنيّة، إذ ما قيمةُ كلُّ التغييرِ والإصلاحِ في وطنٍ يُسْرَقُ منا ويُقَدَّمُ ذبيحةً للآخرين؟

 

ثورة الشعب المسكين

جورج يونس/12 تشرين الثاني/2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/80468/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%83%d9%8a%d9%86/

من عيون الأمهات التي تقرع الطناجر من على شرفات منازلها.

من حناجر الطلاب التي تحاكي أحلامنا المكسورة.

من وجدان المناضلين والمقاومين الذين خذلتهم أحزابهم.

من دموع عسكرنا وقِوانا الأمنية التي تلاقي وجع شعبنا.

من كل دمعة إم وأب وأهل شهيد سُرِقَتْ تضحيات اولادهم.

من مغتربين فرشوا سفاراتنا بالخارج بأمال العودة لكنف أرزاتنا المنكوبة.

من حسرة رجال دين صار كبارهم بعيدين جداً عن تعاليم القرآن والانجيل.

من قرع أجراس كنائس لامست حسرة الناس.

ومآذن صدحت بالحق لتخاطب ضمير حكام أمتهنوا البطش بأهلهم.

ومعهم غصة ذلك العجوز الذي شارفت حياته على الأفول قبل أن يبنى الوطن.

والشبيبة التي نالت شهادات أضحت مدفونة بالمحسوبيات.

والتي شردتهم البطالة والتهجير والغطرسة بزوايا شوراعنا الغارقة بالظلمة.

وجبال الصوان التي حرقوا أشجارها ليزرعوها بالمطامر.

والادمغة التي غابت عنا نحو السماء او صوب بلاد الله الواسعة.

ومن غصة كل من حمل وجعه بصمت خلف حيطان التجاهل.

ومن اصغر ضيعة لأكبر مدينة طاولهم الحرمان.

من حسابات المصارف النازفة تحويلات إلى حيث السلام يصادق الطمأنينة.

من خيبة كل مريض رفض المستشفى استقباله لأنه لا يمتلك المال.

لا زالت كل ساحات الوطن تصرخ منذ 25 يوم أطردوهم، إعزلوهم، إنبذوهم.

فإيديهم الملوثة بدماء شعبهم منذ ال 1975 زينها الفساد إلى أن أدمت الصفقات عيونهم فباتوا غارقين بغيبوبة العظمة، وحلقوا بعيداً في غياهب بَطَرِهم، فصار الفقراء وذوي الكرامة هم المشكلة في اي وقت يرفعون فيه الصوت بمعاناتهم.

الحق أقول لكم يا سادة: "انه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غني ملكوت الله"، وعليه فإن ساحات الوطن ستلاحقكم إينما كنتم وعدل السماء سيميل ميزانه لمصلحة أشراف هذا الوطن لأنه بإجرامكم وفسادكم سفلتتم درب الجنة لكل مواطن شريف وزفتتم دروب جهنم لتصبح طرقاً سريعة لكم نحو أتون النار.

فهل ستمعنون بإصراركم على صَّم أذانكم عن معاناة الناس ونبذهم لكل ما يمت لكم بصلة؟ من الواضح بعد "ثورة الكرامة" أنكم لا زلتم غارقين في رهاناتكم الخاطئة وعليه فإن جزمات الثوار لن ترحم تجاهلكم وهم اليكم حتماً لقادمون، فزمن الخنوع قد ولّى، وإن غداً لناظره قريب.

هلقد بحبك يا لبنان

 

"الانتفاضة اللبنانية" تثبت قوتها وتميزها يوما بعد يوم وكسرت لعبة التخويف والترهيب التي كانت تمارسها السلطة

سوسن مهنا/انديبندنت عربية/© The Independent/12 تشرين الثاني/2019  

بعد 26 يوماً على بدء الحراك الشعبي في لبنان، أسئلة بديهية تُطرح حول مآلات هذا الحراك ووصفه، هل هو "ثورة" أو أنه لا يزال حراكاً مطلبياً، وهل نجح حتى الآن، أو أنه مهدد بالفشل لعوامل عدّة، ومتى الانتقال إلى مرحلة جديدة؟ قبل 17 أكتوبر (تشرين الاول) بوقت قصير، لم يخطر على بال أي مواطن لبناني أو عربي أن يقوم لبنان بانتفاضة ويُرفع فيها شعار، "الشعب يريد إسقاط النظام" و"كلن يعني كلن"، بل على العكس كان مراقبون ومحللون يتساءلون دائماً لما لا يثور المواطن اللبناني؟ إلى أن أتت لحظة قرر فيها اللبنانيون من دون اتفاق مسبق، النزول إلى الشارع والهتاف بصوت واحد وقلب واحد للمطالب ذاتها من أقصى الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل والعاصمة بيروت.

تماهي مع ثورات عربية

يقول أحمد (45 سنة) أحد المتظاهرين الموجودين بشكل دائم في التظاهرات لـ "اندبندنت عربية"، "كنت أخجل من أصدقائي العرب، الذين قامت ثورات الربيع العربي في بلادهم، والذين كانوا يتساءلون دائماً أمامي، عند كل استحقاق سياسي غير مقبول من قبل عامة الناس، لماذا لا تثورون؟ وتطالبون بحقوقكم المشروعة؟ إلى أن جاءت هذه الانتفاضة ونزلت مع العلم اللبناني إلى الساحات، حيث بُتُّ أشعر بفخر واعتزاز كبيرين، إننا شعب مثقف ويعلم ما هي حقوقه". لكن هناك مآخذ على هذه الانتفاضة حتى الآن، منها أنه إلى الآن لم تقدم نظاماً جديداً بديلاً عن الذي تطالب بإزاحته بحيث يملأ الفراغ، أو تشكيل حزب أو حركة تنظم المطالب المتشعبة والعديدة، فإذا استمرت على هذا المنوال، قد تفقد من زخمها وقوتها.

ذلك أن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" يجب أن يرتكز على بديل حقيقي في حال تغيّر النظام أو سقط.

"اندبندنت عربية" سألت بعض المحللين والكتاب عن أرائهم بمسار "الانتفاضة اللبنانية".

يقول الكاتب والصحافي يوسف بزي "موضوع نجاح الثورات، موضوع واسع ومتشعب، لكن الثورة اللبنانية حققت إنجازات كبيرة وكثيرة. من هذه النجاحات، أولاً، الخروج على الانقسامات السياسية السابقة خصوصاً انقسام 2005، ثانياً إعادة الاعتبار لقيم أخلاقية وسياسية للبلد، أي التأكيد على الديمقراطية وإعادة إنتاج السلطة خارج المحاصصات والمبالغة الطائفية، والمشهد اليومي المستمر لنزول المتظاهرين ومطلب إلغاء الطائفية السياسية يعطي أملاً في تأسيس عقد اجتماعي جديد، وثالثاً، كسرت لعبة التخويف والترهيب اللّذين كانت تمارسهما السلطة لتخويف شارع من شارع آخر".

الانقسامات السياسية

ولكن ماذا نتج من كسر الانقسامات السياسية؟ يوضح بزي، "هذه الثورة تحمل في قلبها ثورات عدّة، مشهد النبطية وصور وبعلبك وطرابلس، يشير إلى أن التظاهرات لم تعد محصورة ببيروت العاصمة، ما يعني أن هناك إنتاجاً لوعي ورأي عامَّيْن لم يعودا محصورَيْن بالعاصمة، بل انتقلا إلى الأطراف، حيث أصبح المواطنون معنيين بالوعي اللبناني الجماعي. إضافةً إلى ذلك، خروج النساء وإطلاق شعار الثورة أنثى، ليس شعاراً نخبوياً ويقتصر على طلاب الجامعات، بل تعدّى ذلك عندما خرجت نساء بعلبك والنبطية وصور، حيث شاركت المرأة كناشطة وليس كـ"ديكور" ورفعت الصوت وطالبت بحقوق، ممّا دلَّ على وعي سياسي واجتماعي بالمصلحة العامة، وأيضاً أخرجها من الخانة الحريمية، وهذا ستكون له انعكاسات ليس على الشارع اللبناني فحسب، بل على العالم العربي ككل".

ويرى الكاتب والصحافي اللبناني أن خروج الشباب بهذا العدد بوعي تام لحقوقه، يدلّ على أن هناك جيلاً شاباً يقول أنا حاضر لاستلام القيادة، إذ ظهر تغيير جذري بالهرم العمري لقيادة البلد. "إنها ثورة شبابية، ثورة جيل يريد القطيعة مع جيل يملك ذاكرة راسخة في الحرب، بينما ذاكرته بدأت بالتسعينيات، وهذا ما سيتمخض عنه دولة مدنية أقل طائفية وأقل عنصرية".

وعن قدرة هذا الجيل على الوقوف في وجه سلطة مخضرمة بالعمل السياسي؟ يجيب بزي، "إنّ تيارات الممانعة من أحزاب السلطة حاولت تشويه الانتفاضة بوصفها أنها ضد سلاح المقاومة، ومارست الترهيب ضد المتظاهرين، وحاولت إخراج الشيعة من الشارع، كذلك حاول تيار المستقبل التصرف بالطريقة ذاتها بمحاولة استغلال استقالة الحريري لترميم شارعه واسترجاع شرعيته. كما التيار الوطني، الذي حاول أن يركب موجة الحراك بقوله نحن نطالب بهذه الثورة منذ سنوات. حاولت السلطة إعادة إنتاج الانقسامات كي تبقى لكنها فشلت، ذلك أن الشارع لم يتأثر كثيراً في مثل هذه التصرفات  ومحاولات الاستغلال".

خطوات مقبلة

وحول الخطوات المقبلة لنجاح هذه الانتفاضة؟ يقول بزي "إن لهذه الانتفاضة مهاماً محددة بوصفها الطريق الوحيد للخروج من الأزمات الكثيرة. تشكيل حكومة انتقالية بمهام وسلطة تشريعية محدّدتَيْن، تعالج المشاكل الاقتصادية أو تحدّ من تدهور الأوضاع لكسب ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، وتقليص الازمات والبدء ببرامج إصلاحية وإعطاء القضاء الصلاحيات وإسقاط الحصانات، وإيجاد قانون انتخابي مدني يحترم تطلعات اللبنانيين فأي قانون سيكون أفضل من القانون الحالي وإجراء انتخابات مبكرة. وهذا كله ضمن مسار مدني سلمي وليس انقلاباً عى النظام بل محاولة لإصلاحه، إذ إنّ هذه الثورة لا تطالب بدستور جديد، بل بالمحافظة على اتفاق الطائف روحاً ونصاً. إنها محاولة لإسقاط هذه السلطة الفاسدة، والعلاقات المافيوية التي تربطها بالموارد الاقتصادية وأصحاب رؤوس الأموال من مصارف وغيرها".

وعن أهم إنجاز لهذه "الثورة"، يوضح بزي "أن اللبنانيين تعرّفوا على بعضهم بعضاً، بعدما كانت الشوارع منقسمة بفضل الشحن الذي تمارسه السلطة، كسرت الصورة النمطية لفئة ضد فئة، كما أن اللبنانيين يعيشون أياماً جميلة من الوحدة، إضافة إلى ممارسة ثورة ثقافية معولمة منفتحة على العلم والعصر والتكنولوجيا. كذلك، فرض اللبناني نمطاً معيناً من التعامل بعدما نبذ العنف، ووضع عناصر الميليشيات المعتدية على التظاهرات في مواجهة أزمة أخلاقية داخل بيئتهم، فيقولون لهم "جبتولنا العار"، كما استطاع اللبناني المتظاهر أن يفرض احترامه على الجيش والقوى الأمنية، بتظاهره بطريقة راقية ومدنية وحضارية". 

انتفاضة سلمية

في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي سعد كيوان "أن الثورات عموماً، كالثورة الفرنسية والبلشفية الروسية، تكون ثورات جذرية لكن عنفية، إذ سقطت أرواح وأُريقت دماء، وترافقت الثورات عبر التاريخ مع العنف. لحسن الحظ في لبنان، الانتفاضة سلمية بامتياز، ونأمل في أن تبقى كذلك، وليس بالضرورة أن تؤدّي إلى قتلى كي توصف بالثورة. صحيح أن الثورات تترافق مع مراحل نضالية، لكن نمط الانتفاضة اللبنانية بالفعل على الأرض إلى الآن ناجح جداً".

ويوضح أن مميزات هذا النجاح، "يأتي من عوامل عدّة، منها أن المتظاهرين متماسكون وموحدّون ويعرفون ماذا يريدون، كما أنه إلى الآن لا يوجد رأس محرك، مما يعطي قوة لهذه الانتفاضة، التي تتمتّع بديناميكية ولا مركزية، ما يميزها عن انتفاضة 2005. وحاول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كما رئيس الجمهورية مرات عدّة تشتيت المتظاهرين عندما طلبوا منهم تحديد جهة أو مرجعية لهم، للتفاوض، وهذا لم يحصل".

ويقول كيوان إن تشعب مطالب الانتفاضة وتعددها كغلاء المعيشة، والضمان الصحي ومعالجة أزمة الكهرباء، تأتي ضمن سياق موحد، المطالب الاجتماعية المحقة. أما بالنسبة إلى المطالب السياسية، فقد تحقق مطلب مهم وأساسي وهو استقالة الحكومة، على الرغم من كل عوامل التشتيت والفوضى اللّذين رافقا الانتفاضة، إضافةً إلى أن هذه التظاهرات قامت في المناطق الشيعية، ممّا خلق حالاً من التناقضات داخل السلطة، إذ إنّ نصر الله لم يكن موافقاً على استقالة الحكومة، بعكس رئيس الجمهورية".

ويضيف كيوان "أنه يجب على المتظاهرين ألاّ يقعوا بالأفخاخ المنصوبة لهم، مثل تعيين جهة معينة للتفاوض مع السلطة أو المشاركة في الحكومة المقبلة، ممّا ينقلهم من ضفة المعارضة إلى ضفة السلطة، كما عليهم أن لا يخرجوا من الشارع، بمعنى ليس المطلوب أن تكون كل التظاهرات بالزخم والأعداد التي شاركت بداية، لكن كما يحصل الآن التظاهر أمام المؤسسات الحكومية، إذ إن السلطة الحالية لها باع طويلة في المماطلة والفساد، وهي تحاول كسب الوقت بالمراهنة على إحباط الشارع في ظل ظروف اقتصادية سيئة. كذلك، على المتظاهرين الإصرار على حكومة تكنوقراط انتقالية مصغرة، تبدأ بمعالجة الوضع الاقتصادي، ومن ثم الانتقال إلى تشريع قانون انتخابي جديد في مرحلة لاحقة".

ولكن هل ستوافق أحزاب السلطة على التنحي؟ يرى كيوان، "أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أتت تلبية لمطلب اللبنانيين عموماً وشارعه خصوصاً. فإذا قبل بحكومة تكنوسياسية، سيخسر مصداقيته أمام اللبنانيين، الذين لن يقبلوا بتعديل في الوجوه الحالية، إذ حُكي أنه من الممكن أن يأتي وزير الخارجية جبران باسيل بزوجته بدلاً عنه، وهذا غير مقبول، إضافة إلى أن حزب الله لن يخرج بسهولة من السلطة في ظل عقوبات وشح للمال، لكنه متمسك إلى أبعد حدود بعودة الحريري ليؤمّن الغطاء له، على اعتبار أن ليست هناك شخصية سنية أخرى كالحريري في هذا التوقيت، مقبولة من المجتمع الدولي الذي قد يرفض ضخ الأموال وعقد مؤتمر سيدر في حال سُمّيت شخصية مثل عبد الرحيم مراد أو نجيب ميقاتي. وإذا كان حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون على تناقض، فعليهم أن يحلوا مشاكلهم، وليس الشارع".

 

باسيل يُعطِّل مهمة الحريري

أسعد بشارة/الجمهورية/12 تشرين الثاني/2019

لم يكن اللقاءان اللذان جمعا الرئيس سعد الحريري بالوزير جبران باسيل، سوى بداية لتكريس مواجهة هي الاولى التي تقع بينهما منذ سنوات. وقد أدّى فشل اللقاءين الى دخول «حزب الله» على خط التواصل مع الحريري، بعد ان تعذّر استمرار التواصل بينه وبين باسيل.

في المعلومات، انّ الحريري الرافض توزير باسيل أو تشكيل حكومة سياسية، يعتبر أنّ الاخير ينفّذ سياسة انتقامية، بعرقلة التشكيل، وذلك عبر الخطوات الآتية:

اولاً: يرفض باسيل الخروج من الحكومة، لأنّه يعتبر أنّ عدم توزيره، هزيمة كبرى، كما عدم توزيره، يعني تحميله مسؤولية استقالة الحكومة، ومسؤولية الانهيار الاقتصادي، في حين إذا نجح الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة يكون قد ظهر بمظهر المنقذ، وهذا ما يرفضه باسيل الذي يشترط ان يكون في الحكومة اذا شكلها الحريري، او يكونان معاً خارجها.

ثانياً: باسيل هو من أوعز الى الرئيس ميشال عون بأن لا يحدّد موعداً للاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف، وهو يعتبر أنّ هذه الخطوة هي السلاح المتبقّي في يده لفرض شروطه على الحريري. وتضيف المعلومات، انّ عدم تحديد موعد التكليف سيكون مرشحاً للتمديد ما دام باسيل لم يضمن مقعده وحصته والوزارات التي يريدها في الحكومة، وقد باتت علاقته مع الحريري في هذه النقطة تتسم بالكيدية وبالتصلّب.

ثالثاً: كاد الرئيس عون يحدّد موعد الاستشارات في بداية الأزمة بعد أن اقتنع بأنّ باسيل يجب ان يتنحّى ليَسلم عهده، فأرسل بطلب اللواء عباس ابراهيم، وطلب منه العمل على الحل لولادة الحكومة من دون مشاركة باسيل، لكن الاخير نجح في تغيير موقف عون جذرياً واقنعه بأنّ عهده سينتهي اذا قَبل بخروجه من الحكومة، فغيّر عون رأيه، بعد ان كان اللواء ابراهيم قد انطلق بمبادرته فعلياً وأعلم الحريري بها، وعاد عون واستدعى ابراهيم وطلب وقف المبادرة.

رابعاً: في موازاة الكباش بين الحريري وباسيل، دخل «حزب الله» الى المفاوضات، وابتعد باسيل لكنه لم يتخلَ عن شروطه، أمّا الحزب فقد أبدى مرونة في ما يتعلق بطريقة اختيار من يمثله في الحكومة، لكنه امتنع عن ممارسة اي ضغط على باسيل للإفراج عن موعد استشارات التكليف، الذي سيبقى معلّقاً اقله في الـ 48 ساعة المقبلة ريثما تنتهي زيارة موفد الرئيس الفرنسي للبنان.

لعلّها المرة الاولى التي تصل فيها علاقة الحريري بباسيل الى هذا المستوى من التردّي. فالحريري وضع شرطاً من ضمن مجموعة شروط لتشكيل الحكومة وهو ان لا يكون باسيل في عدادها، وهو متمسّك بهذا الشرط لأنّه يعرف انّ باسيل في التشكيلة يعني سقوطها قبل توقيع المراسيم. أما باسيل فيستعمل صلاحيات الرئاسة الاولى في سابقة لم تشهدها تشكيل الحكومات، اذ تحوّل توزير شخص الى عائق لتشكيل الحكومة، كما تحوّل جهد جميع القوى السياسية لإنقاذ السفينة الغارقة الى سراب، فـ «القوات اللبنانية» و«الحزب الاشتراكي»، على سبيل المثال، اتفقا على عدم الدخول الى الحكومة، لتسهيل مهمة الحريري، وعدم اعطاء باسيل ذريعة للتمسّك بمطالبه، ورغم ذلك يصرّ على الاستمرار بالاشتباك مع الحريري، وعلى التصرّف كما لو انّ شيئاً لم يحصل في 17 تشرين الاول.

 

الفرنسيون على خطّ واشنطن - «حزب الله»

طوني عيسى/الجمهورية/12 تشرين الثاني/2019

وأخيراً، انكسر الركود الديبلوماسي. ربما تحرَّكت غريزة «الأم الحنون» لدى الفرنسيين. وجَدوا أنّ عناصر الأزمة في لبنان ربما باتت ناضجة وتسمح بالتدخّل قبل الانهيار التامّ. ولكن، هل يستطيعون إنتاج تسويةٍ في ذروة التهاب الجبهة بين واشنطن و«حزب الله»؟

إنها ليست وساطة بالمعنى الحقيقي. تحديداً، أوفد الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو إلى بيروت حاملاً معه تطميناتٍ لا أفكاراً. هو يريد إبلاغ «الحزب»، مباشرة وعبر الحلفاء، أنّ المواجهة المفتوحة حالياً تهدّد لبنان بكيانه، ولن يخرج منها سالماً.

لن يركِّز فارنو على الشقّ السياسي، أي على «حزب الله» كممثِّل للمحور الإيراني، بل على شقّ الإصلاح والإنقاذ الاقتصادي والمالي. فبالنسبة إلى فرنسا، يكفي الإصلاح وتطبيق سلطة القانون وبناء المؤسسات لإبعاد النفوذ المبالغ فيه لـ«الحزب» تلقائياً، ما يشكّل استجابة تلقائية للمطالب الأميركية.

ويدرك الفرنسيون أنّ الطرف الأساسي في مواجهة الشارع المعترض يبقى «حزب الله». ولذلك، هم يعتقدون أنهم ربما يستطيعون إحداث خرقٍ في الجدار المسدود إذا استطاعوا تطمينه بأنّه ليس مستهدفاً، وبأنّه سيبقى صاحب قرار أساسي ولو قدَّم التنازلات.

وفي تقدير الفرنسيين أنّ «حزب الله» يعرف أنّ لا مصلحة له في المضي في الأزمة من دون سقف، لأنّ المسار الانهياري الذي ينقاد إليه البلد سيؤدي أيضاً إلى انهيار نفوذ «الحزب» نفسه. ولذلك، سيكون مستعداً للتفاوض عندما يستنتج أن «الكباش» جِدّي، وأن الوضع خطِر جداً ولا يتحمّل المغامرة. وهذا ما يراهن عليه الأميركيون أيضاً. ولذلك، سيقوم فارنو بعملية جسّ نبض على مدى يومين في بيروت، ويحمل النتائج إلى باريس، حيث سيلاقيه ديفيد شينكر مطلع الأسبوع المقبل ويطَّلع منه على النتائج.

وينتظر شينكر أن تصبح الظروف أكثر ملاءمة ليزور بيروت، والتي كانت مقررة قبل شهر من أجل تسهيل بدء المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية حول الحدود البحرية واستخراج الغاز من البلوكات الجنوبية. فهل يبدي «الحزب» بعض الليونة؟ وفي المقابل، هل يقتنع الأميركيون بهذه الليونة أم يطلبون المزيد؟

لقد بادر الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن نصرالله إلى توجيه رسائل إلى الأميركيين عشية وصول الموفد الفرنسي. فحمّل الأميركيين المسؤولية واتهمهم بتعميق المأزق اللبناني. وقال انهم يعوقون ملف ترسيم الحدود وملف الغاز. وهذه الرسائل تفتح الباب للأخذ والردّ مع الموفد الفرنسي.

لكن مشكلة الفرنسيين تكمن في أنهم سيبذلون كلّ جهودهم لتليين المواقف، لكنهم في النهاية مضطرون إلى مجاراة واشنطن في ضغوطها على «الحزب».

وأساساً، قرارُهم وقفُ مساعدات «سيدر» ليس فرنسياً بالكامل، بل هو يترجم العقوبات الأميركية على «الحزب» في إطار الصراع المفتوح مع إيران.

لقد أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب الى كلّ القوى المعنية بأنّ عليها وقف مساعداتها للبنان حتى يتخلّص من نفوذ «حزب الله». والمهلة التي كانت ممنوحة للحكومة اللبنانية، ودامت سنوات طويلة، قد انتهت. ولم يعُد الأميركيون مستعدين لمراعاة «الخصوصية» اللبنانية والتمييز في التعامل ما بين «الحزب» والدولة.

وسبق أن تبلّغ المسؤولون اللبنانيون رسائل متلاحقة، سواء خلال زياراتهم لواشنطن أو عبر الموفدين الأميركيين، ومفادها أنّ واشنطن مضطرة إلى وضع لبنان كله، مع «الحزب»، في سلّة واحدة.

والإنذارات التي وجّهها الأميركيون إلى القطاع المصرفي اللبناني كانت موجعة. ويكفي مثلاً أن تُدرِج واشنطن مصرفاً لبنانياً على لائحة العقوبات، كما جرى لـ«جمّال تراست بنك»، حتى يهتزّ البلد كله مصرفياً ومالياً ونقدياً.

وقد أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى الرئيس سعد الحريري هذه الأجواء خلال لقاء المزرعة في واشنطن. ثم جاء مساعده ديفيد شينكر إلى بيروت، حيث كانت رسائله في هذا الاتجاه مباشرة وأكثر وضوحاً.

ويدرك المعنيون في لبنان حجم المخاطر من المماطلة والمناورة في التجاوب مع المطالب الأميركية، لكنهم ما زالوا يستسهلون المراهنة على عامل الوقت لحلّ المشكلات. ولكن، هم يعرفون أنّ من الخطر اللعب مع واشنطن.

إذا قرّرت الولايات المتحدة «تركيع» لبنان اقتصادياً أو مالياً أو نقدياً أو حتى أمنياً، فإنه لن يصمد يوماً واحداً. وبات مؤكداً أنّ من المستحيل أن تنفتح أبواب الدعم الأوروبية والعربية على لبنان ما لم يصدر القرار عن الأميركيين في الدرجة الأولى.

وفي اجتماع بعبدا الأخير، تبيَّن أن عمق المأزق سياسي، وأن الحلّ لا يكون إلّا بحكومة جديدة، نظيفة وتوحي الثقة. لكنّ التحدّي الذي يفرض نفسه على «حزب الله» هو: كيف يؤمّن نفوذه الاستراتيجي في أيّ حكومة جديدة، إذا سقطت التركيبة الحالية؟

المطلعون يقولون إن باريس ترى أن حكومة يرأسها الحريري، وتضم تشكيلة ترضى عنها القوى السياسية، ربما تفي بالغرض، فيبدأ تحريك المساعدات، لكنّ الأميركيين لا يبدون ليونة مماثلة. هم يريدون حلّاً يوحي ثقة أكبر، فيما الهمس يتنامى في واشنطن عن فرض عقوبات إضافية على حلفاء «حزب الله»، أي على التركيبة السياسية نفسها.

الأرجح أنها ستكون المحاولة الفرنسية الأولى وتليها سلسلة تحركات يسعى فيها كلّ طرف إلى تأمين مصالحه: باريس تبحث عن حصّتها في «الكعكة» اللبنانية، وواشنطن تتعامل مع لبنان واقتصاده وأمنه باعتباره «من حصّتها» أساساً. وأما إيران فلا تريد خسارة حضورها الاستراتيجي الأكثر أهمية على الشاطئ الشرقي للمتوسط. إذاً، في الانتظار، جولاتٌ كثيرة على الخطين: خطّ التصارع وخطّ التفاوض...

 

العفو كاد أن يشمل جريمة بسري

آمال خليل/الكلمة اولاين/12 تشرين الثاني/2019

انتهت ليل أمس مهلة الاثنتين وسبعين ساعة التي منحها المحتجّون في مرج بسري لمجلس الإنماء والإعمار لإخراج جميع الآليات الموجودة في المرج لزوم تنفيذ مشروع سد وبحيرة بسري. ظهر السبت الفائت، التقى ناشطون على جسر بسري وتوجهوا لاقتحام القاطع الحديدي الذي استحدث قبل ستة أشهر لمنع أي كان من الدخول إلى المرج، بقرار من المجلس. الجولة داخل المرج فضحت الجرائم التي ارتكبت طوال الفترة الماضية بعيداً عن أعين الكاميرات والمواطنين. قطع لمئات الأشجار المعمرة وشق طريق بين بلدة الميدان والمرج وسحب آلاف الأمتار المكعبة من الرمول ونقلها إلى خارج المرج وبيعها من قبل المتعهدين بـ 30 دولاراً للمتر المكعب الواحد، بينما استملك المتر المربع الواحد من أراضي المرج بـ 23 دولاراً. أعلنها الناشطون «ثورة لتحرير المرج» ودعوا المجلس إلى الإيعاز للمتعهدين المكلفين بالأشغال سحب آلياتهم وعمالهم ومنشآتهم والإعلان عن إلغاء المشروع رسمياً. بادر المجلس إلى سحب عدد قليل من الآليات. اعتبر الناشطون أن المهمة لم تنفذ. أعلنوا الاعتصام المفتوح عند القاطع الحديدي وداخل المرج ونصب خيم إلى حين تنفيذ مطالبهم. منسق الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري رولان نصور قال لـ«الأخبار» إن الحملة والحركة البيئية اللبنانية والناشطين المهتمين بالمرج «سينفذون تحركات تصعيدية مفاجئة للضغط على الدولة لإلغاء المشروع، بعد انقضاء مهلة الـ 72».

أمل المحتجين كبير بالدولة! لكن الدولة نفسها كادت اليوم أن تعفو عن الجرائم البيئية المرتكبة بحق بسري.

اقتراح قانون العفو الذي كان على جدول أعمال الجلسة التشريعية النيابية التي كانت مقررة اليوم وأعلن رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، إرجاءها أمس، كان يشمل العفو عن الجرائم البيئية وما أكثرها في المرج، علماً بأن عدداً من الإخبارات والدعاوى القضائية رفعت بحق «الإنماء والإعمار» ضد المشروع برمته وقطع الشجر والإضرار بالمواقع الأثرية الموجودة في «بسري». إلا أن أياً منها لم يبتّ. الإخبار الأبرز قُدِّم بحق وزارة البيئة التي وافقت على تنفيذ المشروع وفق دراسة أثر بيئي زاد عمرها على السنتين. «الحملة الوطنية» أعادت ترتيب ملفات المخالفات والجرائم التي ارتكبت في المرج تمهيداً لإعادة رفعها أمام القضاء. الدعاوى المرتقبة تطال المجلس والمتعهدين، ولا سيما أن مشروع السد نموذج لـ«شبكة التقاء المصالح بين زعماء السلطة. فبالنظر إلى المتعهدين الصقور، نجد أن كلاً من داني خوري ومحمد دنش وجهاد العرب. فضلاً عن أن وليد صافي مفوض الحكومة لدى المجلس والمحسوب على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يتولى من خلال شركة الأمن التابعة له إدارة المرج وحراسته، إلى جانب متعهدين ضمنيين؛ بينهم شقيق مدير عام أحد الأجهزة الأمنية»، بحسب الحملة.

 

وزراء القوات لم يستقيلوا تماماً!

ليا القزي/الأخبار/12 تشرين الثاني/2019

القصة تنقسم إلى قسمين. الأول، أنّ وزراء القوات اللبنانية لا يزالون يُمارسون تصريف الأعمال، ويوقّعون البريد الخاص بوزاراتهم. أما الثاني، فهو إخفاء الوزير ريشار قيومجيان عقود عمل المتطوعين في برنامج «الاستجابة لأزمة النزوح السوري» عن المدير العام، وعدم السماح للأخير بالمشاركة في وضع التعديلات على خطة العام المقبل، التي تسعى إلى «تمكين النازح السوري في المجتمع المضيف» أكثر فأكثر.

«... وزراؤنا لن يمارسوا حتى تصريف الأعمال»، قالت الأمينة العامة للقوات اللبنانية، في 20 تشرين الأول الماضي، لقناة «بي بي سي عربية». كلامٌ يندرج في خانة «الفايك نيوز» (الأخبار الزائفة). فوزراء القوات اللبنانية يُمارسون تصريف الأعمال، ويوقّعون البريد «العاجل» الخاص بوزاراتهم. وزير الشؤون الاجتماعية، المستقيل، ريشار قيومجيان، وقّع، مثلاً، العقود الخاصة بالجمعيات وكيفية توزيع المساهمات. «طيف» الوزراء الأربعة لم يُغادر المكاتب الحكومية. ما زالوا جاهزين لـ«تحريض» الموظفين على الاعتصام ورفع الصوت، «انتصاراً لمطالبهم». العبارة الأخيرة، غير دقيقة أيضاً. فالأصحّ أنّ «القوات» تستغلّ حاجات الموظفين الاقتصادية، لتصفية حسابات إدارية، وزيادة رصيدها السياسي. الحديث تحديداً عن وزارة الشؤون الاجتماعية.

أول من أمس، نُشر بيان لموظفي مشروع الاستجابة لأزمة النزوح السوري في «الشؤون»، يُفيد بأنّهم «بصدد التحرك والاعتصام أمام مبنى الوزارة، والتوجه إلى اتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم صرف الرواتب المتراكمة منذ بداية 2019 حتى اليوم». واتُّهم المدير العام للوزارة القاضي عبد الله أحمد، بأنّه «يتمنّع عن توقيع الإحالة الخاصة بصرف الرواتب، علماً بأنّ العقود موقّعة من قبل الوزير الدكتور ريشار قيومجيان، وهي مستوفية جميع الشروط القانونية، والأموال موجودة ضمن اعتمادات حساب الوزارة في مصرف لبنان، بعد التوقيع عليها، بالمرسوم الرقم 5725 الصادر عن مجلس الوزراء». واضح من البيان أنّ جهة رسمية في الوزارة أوضحت للموظفين أنّ الوزير حريص على حقوقهم، ويريدهم أن يقبضوا مستحقاتهم، ولكن يأتي من يمتنع عن ذلك. الاعتصام موجّه ضدّ المدير العام، الذي «يصدف» أنّ علاقته بالوزير غير جيدة، منذ دخول الأخير إلى «الشؤون».

ولكن، لماذا يرفض عبد الله أحمد التوقيع؟ ينفي الأخير في اتصال مع «الأخبار» ذلك، موضحاً أنّ قيومجيان اتصل به الأربعاء الماضي، وبمعرض الحديث جرى تناول موضوع المتعاقدين، «فأبلغني بأنّه وقّع العقود وأحالها على القلم المُختص لتسجيلها. وحين أوضَحتُ له أنّه يجب أن أضع توقيعي عليها بدايةً، ردّ بأنّه لم يكن يعرف ذلك. طلبت منه إرسالها إليّ لأؤشّر عليها، حتى تأخذ مسارها الإداري القانوني، ولكن حتى اليوم لم أتسلّم العقود». يؤكد عبد الله أحمد أنّ الاعتمادات المُخصصة للمتعاقدين موجودة، ولكن حتى تُصرف هي بحاجة أيضاً إلى توافر شرط ثاني. فعلى كلّ الموظفين المتعاقدين تقديم تقرير مُفصّل عن عملهم، يؤكد تغطيتهم المهام التي أوكلت إليهم، وبناءً عليه تُحوّل عقودهم إلى مصلحة المحاسبة. الإدارة في الوزارة لم تتسلّم أي تقرير عمل.

امتناع الوزير عن إرسال عقود المتطوعين إلى المدير العام مُستغرب. هل يُحاول إخفاء تفاصيل ما، كإدخال تعديلات على عقود العمل أو إبرام عقود جديدة خلافاً للقانون؟ «الأخبار» اتصلت بقيومجيان، لكنّه لم يردّ. الجواب أتى من مسؤوله الإعلامي: «نعتذر منك... مش قادر».

«خطة لبنان للاستجابة لأزمة النزوح السوري»، بدأت في الـ 2017 وتنتهي سنة 2020، تُدار بصيغة «التطوع». الهدف من المشروع بناء قدرات وزارة الشؤون الاجتماعية لتمكينها من تقديم الخدمات للمواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين، وتحديداً في ما يتعلق بحماية المرأة والطفل. قرابة الـ 120 شخصاً، هم المتعاقدون مع «الشؤون» في المشروع، يتوزعون في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في البلدات التي تستقبل العدد الأكبر من النازحين.

برز الخلاف الإداري بين قيومجيان وأحمد حول المتقاعدين، بالتزامن مع قيام اللجنة التسييرية لتقييم أداء برنامج الاستجابة للأزمة السورية بتقييم أداء البرنامج ونتائجه والتحضير للتعديلات التي قد تطرأ على الخطة لعام 2020. خلافاً للأصول الإدارية، ولِما كان عليه الوضع أيام الوزير السابق بيار بو عاصي، مُنع المدير العام من الاطلاع على خطة العام المُقبل، أو مناقشة التوجهات العامة للإدارة والحاجات مع المنظمات الدولية، وحُصر الأمر بيد مستشار الوزير، روبين صغبيني، بحجة أنّه «المشرف العام على خطة لبنان للاستجابة للأزمة السورية»، علماً بأنّ أحمد سبق أن اعترض في آذار الماضي على تسجيل مراسلة تعيين صغبيني في مصلحة الديوان في «الشؤون»، لأنّها تمّت من دون علمه، وهو لا يزال رافضاً تنفيذ القرار، ما يعني أنّ صغبيني يمارس مهامه خلافاً للأصول. وزير الشؤون الاجتماعية قرّر احتكار التواصل مع الدول الأجنبية، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، مُتخطياً الإدارة. لا يخفي ذلك، ويُبرّر (في مقابلة سابقة مع «الأخبار» عدد 18 حزيران 2019)، بأنّه «حتى لا يفتح كلّ مسؤول أو رئيس مصلحة علاقة مع السفارات أو منظمات الأمم المتحدة».

قبل استقالة وزراء «القوات» بأيام قليلة، وصلت خطة الاستجابة لأزمة النزوج السوري لعام 2020 إلى مكتب المدير العام، موقعة من الوزير. تقول مصادر مُطلعة إنّ عبد الله أحمد طلب ردّها، لأنّها «تتضمن مغالطات عدّة، وعدم وجود معايير واضحة لكيفية اختيار المستضعفين في المجتمع والخدمات وطريقة تقديمها، والأهم خرقها واحداً من أبرز مُبرّرات وجودها، وهو تركيزها على تمكين النازح السوري مقابل خفض الاهتمام بالمجتمعات المضيفة». وبحسب المصادر، تتضمّن مسودة خطة الـ 2020 «وظائف جديدة، خلافاً لقانونَي الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب اللذين يمنعان التوظيف، قبل الانتهاء من المسح الشامل للوظائف المطلوبة في الدولة».

 

اتفاق الرياض الأخير هو محاولة من السعوديين والإماراتيين لتحديد مناطق نفوذهما المستقبلية في اليمن.

أحمد ناجي/مركز كارنيغي/12 تشرين الثاني/2019

يوم الثلاثاء، وقّعت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو حركة انفصالية، اتفاقاً في العاصمة السعودية الرياض قد يتيح حلولاً لنزع فتيل التشنجات العسكرية في المحافظات الواقعة جنوب اليمن. ولكنه في الواقع مجرد اتفاق لتقاسم السلطة بين السعودية والإمارات العربية المتحدة من خلال الأطراف التي تتصرف بالوكالة عن كلٍّ من البلدَين. وفي الوقت نفسه، فإن طابعه المبهم يعني أنه يحمل بزور مزيد من الانقسامات بين الأفرقاء اليمنيين، وقد يُشرّع الأبواب أمام نزاعات جديدة.

ليس الاتفاق فقط ثمرة عمليةٍ تفاوضية استمرت شهراً بين الأفرقاء اليمنيين، بل إنه جزءٌ من تفاهم أوسع نطاقاً بين الرياض وأبو ظبي. إنه نتيجة الجهود التي تولاّها نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الذي أصبح، منذ آذار/مارس الماضي، المسؤول السعودي المكلّف متابعة الملف اليمني. حتى المواجهة الكبيرة في عدن في آب/أغسطس الماضي بين الانفصاليين الجنوبيين وحكومة هادي بدت وكأن الهدف منها هو إعادة رسم خريطة السيطرة في الجنوب لتمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق الرياض. ولعل ذلك يُفسّر خطة إعادة الانتشار التي نفّذتها الإمارات في الجنوب في ذلك الوقت، والتي اعتمد فيها مايُسمّى بـ"استراتيجية السلام أولاً".

وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على اندلاع النزاع، باتت السعودية والإمارات أكثر اقتناعاً من أي وقت مضى بضرورة انتهاء الحرب اليمنية الباهظة الثمن، ولاسيما على ضوء الانتقادات الدولية المتزايدة لما تسبّب به التحالف العربي من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين، وعلى إثر الهجمات التي شنّها تنظيم أنصار الله المعروف بالحوثيين ضد أهدافٍ سعودية. وقد دفع ذلك بالدولتَين الشريكتَين في التحالف العربي إلى البحث عن مقاربة جديدة لتنظيم الأمور بين الفصائل المنضوية إلى جانبهما، بما يؤدّي إلى إنشاء مناطق نفوذ منفصلة تابعة لكل من البلدَين.

بموجب اتفاق الرياض، يكون المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات جزءاً من الحكومة الشرعية، في حين تُدمَج قواته المسلّحة في القوات التابعة لوزارتَي الدفاع والداخلية في اليمن. ومن خلال مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، يتيح الاتفاق للإمارات أن يكون لها رأيٌ داخل الحكومة الجديدة في عدن. أما السعوديون فسوف يتولّون الإشراف على تنفيذ الاتفاق، سياسياً وميدانياً على السواء. وفي هذا السياق، سوف تسحب الإمارات جنودها من عدن وتُسلّم السيطرة إلى السعودية. فضلاً عن ذلك، سوف يتحمّل السعوديون مسؤولية تفسير مواد الاتفاق في حال وقوع سوء فهم.

يتضمن الاتفاق مرفقات تُغطّي الترتيبات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وعلى هذا الأساس، تتمحور جميع الخطوات في الاتفاق حول تقسيم السلطات بين الفريقَين، أي السعودية والإمارات. ولكن تمثيل جنوب اليمن وشماله الوارد في الاتفاق يُشكّل إحدى نقاطه الإشكالية. والسبب هو أن معظم القوى السياسية في اليمن التي تدّعي تمثيل مناطق جغرافية واسعة تفعل ذلك لمجرد أنها تمتلك وسائل التعبئة وتحظى بالدعم من القوى الإقليمية. فجميع هذه القوى لم تُنتخَب بطريقة ديمقراطية لتمثيل الشعب أو المناطق التي تدّعي تمثيلها. وهذا ينطبق على الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والفصائل في حكومة هادي، بما في ذلك حزب الإصلاح. في الواقع، يحصر الاتفاق تطلعات اليمنيين بأحزاب لاتحظى بالضرورة بدعم شعبي واسع في المناطق الخاضعة إلى سيطرتها.

والخطأ الآخر في الاتفاق هو عدم اعتماده مقاربة شاملة، شأنه في ذلك شأن جميع الاتفاقات التي وُقِّعت في أعقاب اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في العام 2011. فاتفاق الرياض يتجاهل فصائل عدّة، منها الفصائل الجنوبية غير المنضوية إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي. ونمط الإقصاء هذا كان واضحاً أيضاً في مبادرة مجلس التعاون الخليجي في تشرين الأول/أكتوبر 2011 واتفاق السلم والشراكة في أيلول/سبتمبر 2014، واتفاق ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر 2018، وهذه المقاربة يكون مصيرها عادةً الإخفاق ثم اندلاع حرب. فضلاً عن ذلك، من شأن الاتفاق أن يولّد، من خلال تجاهله بعض الأفرقاء، انقسامات لاتنتهي بين الأطراف التي شاركت فيه.

على الجبهة السياسية، يتعلق الاتفاق بالنخب السياسية الراهنة التي حصلت على إذنٍ لإدارة شؤون البلاد لفترة زمنية غير معلومة. بيد أن هذه النخب فقدت شرعيتها لأن عدداً كبيراً من أفرادها لايزال في منصبه بعد انقضاء ولايته. والحال أن معظم اليمنيين يعتبرون، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة منذ بدء النزاع، أنهم غير ممثَّلين من المجموعات السياسية في السلطة. فعدد كبير من النشطاء السياسيين والمدنيين يُبدي نفوراً متزايداً من الخوض في مضمار السياسة، نظراً إلى عدم اقتناعه بمنافع مثل هذا الانخراط. وهذا قد يؤدّي إلى احتجاج شعبي حاشد.

ومن شوائب الاتفاق أيضاً أنه يُبقي اليمن تحت وصاية القوى الإقليمية، كونه يُجرّد الدولة تماماً من السيادة. تُسلّط مقالات عدّة الضوء على الإشراف السعودي على الحكومة الجديدة التي ستبصر النور نتيجةً لاتفاق الرياض. هذا فضلاً عن أن الاتفاق يُضفي شرعية على الوجود العسكري السعودي-الإماراتي في مناطق يمنية، ومنها محافظة المهرة الواقعة في أقصى الشرق والخاضعة إلى السيطرة السعودية. وهذا يعني أن السعودية والإمارات سوف تحافظان على هامش التحرك الذي يتيح لهما التدخل في الشؤون اليمنية الداخلية.

في حين كانت الأنظار موجّهة إلى اتفاق الرياض، كان ممثّلو الحوثيين في السعودية وسلطنة عُمان يتفاوضون على اتفاق سلام مع السعوديين من دون مشاركة حكومة هادي. ومن شأن هذا الاتفاق أن يمنح الحوثيين اعترافاً بهم في موقع السلطة السياسية الأساسية في الشمال، مقابل توقّفهم عن شن هجمات على السعودية. ولكن اتفاق الرياض لايأتي مطلقاً على ذكر تلك المفاوضات، باستثناء الإشارة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون ممثَّلاً في محادثات السلام المقبلة بين التحالف الجديد المؤلَّف من هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.

بعد مرور خمس سنوات على اندلاع الحرب في اليمن، لم يعد الوضع في البلاد شأناً يتعلق باليمنيين فقط. فقد تحوّل إلى نزاع بالوكالة بين القوى الإقليمية. ومايمكن استخلاصه من اتفاق الرياض هو أنه عندما عجز التحالف العربي عن إلغاء مفاعيل الانقلاب العسكري الحوثي في الشمال، لجأت السعودية والإمارات إلى خطة بديلة عبر التسبب بأزمة سياسية وعسكرية في جنوب اليمن. وقد أتاح ذلك للدولتَين أن تتحوّلا إلى جهتَين راعيتين للسلام بين وكلائهما، فاحتفظتا بتأثيرهما من خلال الفصائل المنضوية إلى جانبهما على الأرض.

 

انتشال اليمن من أنياب الإرهاب ومن المفترض أن يعود المجلس النيابي ليلتئم في عدن

د. وليد فارس/انديبندنت عربية/© The Independent/12 تشرين الثاني/2019

منذ أكثر من عام والأوساط المعنية بالشرق الأوسط في واشنطن غير متأكدة من الحلول المطروحة بالنسبة إلى اليمن، خصوصاً أن بعضها كان يعبر عن قلق نتيجة عدم تقدم جهود التحالف العربي ضد الحوثيين من ناحية، وتصاعد موجة الانتقادات ضد الحرب داخل واشنطن تجسدت في أكثر من تصويت بالكونغرس يطالب الإدارة بوضع حد للتعاون مع السعودية والإمارات.

في الأشهر الخمسة الماضية، تصاعد القلق في واشنطن بعدما كادت الأوضاع أن تنهار كلياً في اليمن الجنوبي حيث أكبر مساحة من المناطق غير الخاضعة للحوثيين في عموم اليمن، لا سيما بعدما سيطر المجلس الانتقالي على عدن رداً على عمليات إرهابية قامت بها جماعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة وداعش، وبعد قيام قوات الشرعية اليمنية بمحاولة العودة إلى عدن، ما جعل المعنيين في واشنطن يعتقدون بأن كل الأوضاع اليمنية ستنهار، خصوصاً في الجنوب بعد دخول ميليشيات إخوانية تحت مظلة الحكومة الشرعية والاشتباك مع قوات المجلس الانتقالي.

توصل التقييم الاستراتيجي في واشنطن خلال سبتمبر (أيلول) الماضي إلى نتيجة مفادها أن حرباً أهلية في جنوب اليمن تقودها ميليشيات إسلامية متطرفة قد تحركها تنظيمات الإخوان المدعومة من قطر ضد قوات المجلس الانتقالي تهدف إلى إرباك السعودية والإمارات وإرغامهما على تجميد عملياتهما ضد الحوثيين والقيام بانتشار في الجنوب للفصل بين المتقاتلين، ما يعني عملياً انتكاسة الدور العربي ومعه الأميركي، وتحول المناطق الجنوبية ساحة قتال قد يستغلها داعش والقاعدة ومن خلفهما إيران.

كانت هذه الأوضاع الدراماتيكية تتطور في جنوب اليمن بوقت كانت طهران تحاول خلط الأوراق في المنطقة لفك الكماشة الأميركية وتعمل على التصعيد من مياه الخليج إلى باب المندب، غير أن تحركاً سياسياً استراتيجياً أنقذ الوضع في اليمن الجنوبي وعكس اتجاهات التطورات منقذاً البلاد من براثن التنسيق الإيراني- الإخواني غير العلني ومعيداً اليمن الجنوبي إلى جانب التحالف العربي تحت شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكن مع ضم قوات المجلس الانتقالي إلى الجهود الإقليمية لمواجهة نفوذ إيران وقطع الطريق أمام أي اختراقات إخوانية. فماذا حصل؟

القيادة السعودية ممثلة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نسقت مع القيادة الإماراتية بقيادة الشيخ محمد بن زايد، حيث تم تنفيذ واحدة من أصعب المناورات لإعادة تركيب الجبهة اليمنية بما يناسب أمن المملكة وأهداف التحالف الاستراتيجية.

وإزاء الأوضاع المتردية في اليمن الجنوبي طلب الأمير محمد بن سلمان من الزعامتين (حكومة الرئيس هادي والمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي)، الانضمام إلى سلسلة طويلة من اللقاءات بدأت في جدة ثم الرياض وكانت مدعومة من جانب الإمارات.

في البداية، لم يعتقد القيمون على الملف اليمني في واشنطن أن مفاوضات كهذه قد تنجم عنها نتائج عملية وسريعة إلا أنها تبين أن قدرة القيادة السعودية على إقناع الطرفين بأن يكفا عن المواجهة والضغط عليهما لتوحيد جهودهما داخل مؤسسات الشرعية كانت أمراً خارقاً، فبفضل هذه الجهود وعلى الرغم من الضغوط الإقليمية وافق الطرفان على أن يوحدا جهودهما بإطار حكومة يمنية جديدة تقسم بالتساوي بين فريق هادي والمجلس الانتقالي. وهذا أمر يحصل للمرة الأولى منذ 1994 بالنسبة إلى الجنوبيين.

هذا الإنجاز بحد ذاته قطع الطريق على الحوثيين وعلى المتطرفين بفعل إعادة توحيد مؤسسات الدولة وتوجيهها إلى الساحة الأهم، وهي منع انفلاش الحوثيين وحسم الموضوع في الشمال. ووفق المعلومات المعلنة وغير المعلنة، فإن هادي سينتقل إلى عدن حيث وافق الطرفان على اعتبارها العاصمة المرحلية حتى تحرير صنعاء، وسيعيد التحالف تأهيل القوات اليمنية وصقلها لتكون منيعة على الاختراقات المتطرفة.

ومن المفترض أن يعود المجلس النيابي اليمني ليلتئم في عدن، وستقوم جميع الأجهزة بمزاولة عملها، وسيعود اليمن الشرعي بشكل اتحادي تقريباً للتواصل مع المجتمع الدولي وإعادة الثقة بالحكومة المركزية، مع الاعتراف بضرورة حل المسائل الدستورية بين الشمال والجنوب بعد تحرير اليمن.

وكان هناك دور خاص لنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إذ تقول المعلومات إنه لعب دوراً أساسياً في التخطيط الدقيق الذي أسهم في هندسة وهيكلة التنسيق بين قوات اليمن الشمالي وقوات المجلس الانتقالي، ووفق الهيكلية الجديدة فإن القوات الشمالية الموجودة في الجنوب سيعاد نشرها في مناطق الشمال للتركيز على خطر الحوثيين، أما القوات الجنوبية فستوجد في الجنوب وتلتحق نخبتها بالقوات الشمالية للتوحد خلف المهمة الأولى، وهي تطويق التوسع الإيراني في شمال اليمن ووسطه.

أما الأمور الأخرى العالقة سواء كانت على الصعيد الداخلي لليمن الجديد أو علاقاته الدولية، فستكون تحت مظلة هيئة رباعية تضم اليمنين (الشمال والجنوب) والسعودية والإمارات. وهذا التعاون الرباعي كتبنا عنه منذ أربعة أشهر هنا، وأصبح واقعاً راسخاً.

ما أُنجز يمكن اعتباره انتشالاً لليمن من الانهيار بين يدي القوى الإرهابية في الإقليم، وستكون له نتائج عدة في حال نجاح مراحله، وأولها تعبئة الطاقات اليمنية، وتنظيف الداخل اليمني من الاختراقات الميليشياوية وإعادة الشرعية إلى حيث يمكن أن تتواصل دولياً، والاعتراف العملي والحقيقي بتمثيل المجلس الانتقالي لليمن الجنوبي، بالتالي وضع هذه البلاد على سكة التحرير من ناحية، وعلى سكة مفاوضات متوازنة محمية من حكومة متزنة ومدعومة من التحالف. ولكن يمكن القول هنا إن نجاح هذا الانتشال أو الحل سيؤدي إلى نتائج إيجابية في أميركا، إذ إن إدارة دونالد ترمب ستبدي ارتياحاً لحل أزمة الجنوب التي اربكت الأوضاع نوعاً ما، وسيتطور الموقف الأميركي بشكل إيجابي بحيث ينتقل من موقف دفاعي نتيجة ضغوط اللوبيات التي تعمل في اتجاه ترك التحالف العربي يواجه الأزمة بمفرده إلى إعطاء ترمب فرصة وقدرة لكي يقنع الأطراف السياسية في الكونغرس بأن نجاح توحيد الشمال والجنوب وإعادة التركيز على التحدي الأكبر وهو إيران، يساعد أميركا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة.

في الخلاصة، يمكن القول إن الحل الذي تم التوصل إليه يعد أفضل الحلول الممكنة لليمن والتحالف العربي والولايات المتحدة الأميركية.

 

في لبنان المرأة في صدارة الثورة/في ظلّ نظام سياسي لطالما اعتبر التمثيل النسائي فيه دون المستوى، ترفع النساء أصواتهن في الشارع

ريتشارد هول/انديبندنت عربية/© The Independent/12 تشرين الثاني/2019

تميّزت التظاهرات المناوئة للحكومة التي عصفت بلبنان خلال الأسابيع الأخيرة بغياب القيادات مع أنّها لم تخلُ من القيادة.

فعلى الخطوط الأمامية للمسيرات وحلقات النقاش والاحتجاجات وقطع الطرقات، تشكّل النساء القوة الدافعة للتحرك. وفي ظلّ نظام سياسي لطالما اعتُبر التمثيل النسائي فيه دون المستوى، ترفع النساء أصواتهن في الشارع.

وتقول مستشارة العلاقات الإعلامية، ماريانا وهبي التي تشارك يومياً في التظاهرات "شكّلت النساء جزءاً جوهرياً من هذه الثورة. فنحن في الصفوف الأمامية ونمدّ بعضنا بالدعم والقوة ونحفظ السلام". ونظّمت وهبي مساء الأربعاء مسيرة نسائية لإضاءة الشموع في ساحة المدينة الرئيسية شارك فيها الآلاف. كانت لحظة بارزة لكن دور النساء في هذه الثورة لم يقتصر على الرمزية بل شكّل نقطة تحول جذرية لشخصياتهن وتوجّهاتهن.

التقطت إحدى الصور الراسخة والمعبّرة عن التظاهرات في ليلتها الأولى أثناء مشاجرة بين حرّاس أحد الوزراء والمتظاهرين. وبعد أن شهر أحد الحراس سلاحه، ركلته امرأة اسمها ملك علويّة أسفل بطنه.  وأصبحت صورة المرأة التي تهاجم هذا الممثل عن الطبقة السياسية الفاسدة والذكورية في البلاد فوراً أيقونة تحولت إلى رسم متداول وإلى محرّك دفع بالمزيد من الناس نحو النزول إلى الشارع. لكن الوقع الأكبر للنساء على التظاهرات هو دورهن في جعلها أكثر سلمية.

إذ إندلعت خلال اليومين الأولين من التظاهرات مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة استمرّت حتى وقت متأخر من الليل. فقررت مجموعة من النساء في اليوم الثالث أن تشكل درعاً بشرياً يفصل بين الطرفين. وتقول داينا آش، وهي إحدى الناشطات اللواتي وقفن في هذا الحاجز البشري "كان الهدف أن تتحكم النساء بمسار التظاهرات".

وتضيف "أردنَ تظاهرات سلميّة لذلك وقفن في الصفوف الأمامية بهدف وضع حدٍ للعنف".

أسمينها الجبهة النسائية. وتوقفت المواجهات فوراً ثم تواصلت التظاهرات وزاد حجمها خلال الأيام التالية. وبسبب تراجع أعمال العنف بعد هذا التدخل المباشر، شعر عدد أكبر من الناس بالإرتياح إزاء الإنضمام للتظاهرات التي تعدّ الأكبر منذ أكثر من عقد من الزمن.

وتشير وهبي "اقتربت مني نساء لم يعتقدن قبلاً أنهن سيقدرن على إبداء رأيهنّ. أسسنا هذه الرابطة الحامية كي يستطعن مشاركة أفكارهن ويتكلّمن".

بعد أسبوع على ذلك، حين بدأت القوى الأمنية بإزالة الحواجز التي وضعها المتظاهرون حول بيروت بالقوة، تكرّر الأمر ذاته. وضعت مجموعات من النساء أنفسهن في الخطوط الأمامية وتراجعت الشرطة. تختلف هذه التظاهرات عن أي شيء حدث سابقاً في لبنان على أكثر من صعيد. فعوض استهداف الحكومة أو أي زعيم سياسي معيّن، هاجم المحتجّون الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد برمّتها. ومع أنّ التظاهرات اندلعت على أثر الإعلان عن جملة من الضرائب الجديدة، غير أنّ جذور التحرك أعمق بكثير. فاجتماع الأزمة الإقتصادية الحادة بعقود من الفساد المستشري أوصل البلاد إلى القاع.   وكرّر المتظاهرون وصف مطالبهم بأنها حقوقهم الأساسية كمواطنين ليس إلا. إنما بالنسبة للنساء في لبنان، هذه الحقوق أقل بَعد من حقوق الرجال.

فعلى الرغم من بعض الإصلاحات الجديدة، ما زال النظام القضائي في البلاد مليئاً بقوانين تميّز ضد النساء. وما زال غير مسموح للأمّ اللبنانية أن تمنح جنسيتها لأطفالها. ويُحتكم إلى القانون الطائفي لحلّ قضايا الطلاق وحقوق الملكية والإرث وحضانة الأطفال، وهو قانون متحيّز بشكل كبير ضد المرأة. كما أنّ القانون اللبناني لا ينصّ بالتحديد على تجريم الإغتصاب الزوجي ولبنان من البلدان التي تعطي أدنى بدل مادي خلال عطلة الأمومة في العالم.

ولا يضمّ البرلمان اللبناني بمقاعده الـ128 سوى 6 مشرّعات فيما يقلّ تمثيل المرأة عن المستوى المطلوب في قطاعات أساسية من سوق العمل مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة.

ربّما من غير المفاجئ أنّ البلد يحتل المرتبة الـ140 من أصل 149 دولة في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2018، وهو تقرير يقيس التكافؤ بين الجنسين في مجالات الإقتصاد والتعليم والصحة والسياسة.

وعوملت قضية حقوق المرأة في البلاد كما تعالج أية قضية ملحّة: فرض إصلاحات تدريجية متفرقّة تستر المشاكل مؤقتاً من دون أن تحدث أي تغيير فعلّي.

وبعد سنوات طويلة من هذه المظالم العالقة، أصبح لدى النساء أسباب أكثر بعد كي ينزلن إلى الشارع. وبرأي آش "أعتقد أنّ النساء من كافة الأعمار والخلفيات والطبقات أدركن حصّتهن الكبيرة في كل ما يحدث. فهنّ نصف المجتمع الذي يتعرضّ لقمع مضاعف".وتشير وهبي إلى أنّ ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً تتظاهر مع زملائها في المدرسة أيضاً.

وتضيف "لن تكبر ابنتي في لبنان الذي كبرت فيها أنا. فقد تربّينا على الخوف. وقد اختفى اليوم. إذا واجهتنا مشكلة سنرفع صوتنا عالياً ونتكلم عنها. فقد أصبح لنا صوتٌ الآن".

"لطالما وُجدت هذه الطاقة لكننا عثرنا اليوم على طريقة لإطلاقها وإظهار وجهنا الحقيقي".

 

الانتفاضة العراقية أرعبت نظام الملالي ودفعته إلى حافة الهاوية

"السياسة " استطلعت آراء نخبة من السياسيين العراقيين والعرب والإيرانيين

سعاد عزيز: الشيعة العراقيون واللبنانيون قرروا جعل ولائهم للوطن فوق أي اعتبار آخر

الكاش: الأحلام الامبراطورية الإيرانية ضاعت في العراق من جراء هذه الانتفاضة

هاني جودة: هناك صحوة لدى العراقيين لن تسمح لنظام طهران بإخماد أو نحر الثورة

سعد العميدي: استقرار العراق هو استقرار للمنطقة يفتح آفاقاً للتطور تخدم كل الشعوب

موسى أفشار: صعب على الملالي الإمساك بزمام الأمور بعد شهر على الانتفاضة

 بون – من نزار جاف/السياسة/12 تشرين الثاني/2019

في خضم انتفاضة الشعب العراقي العارمة ضد الفساد والنفوذ الايراني، وثارت ولا تزال تثير الكثير من التساؤلات وردود الفعل، لاسيما بعد سقوط أكثر من 250 ضحية ومئات الجرحى، بناء على هذه الوقائع أجرت”السياسة” استطلاعا للرأي التقت فيه نخبة من الكتاب والنشطاء السياسيين العراقيين والعرب والإيرانيين، ووجهت إليهم ثلاثة أسئلة محورية هي:

ـ يتهم خامنئي الانتفاضة العراقية بالعمالة لأميركا وإسرائيل، مارأيكم بذلك، وكيف ترون مستقبل الانتفاضة في العراق، هل يكتب لها النجاح؟

ـ هل بإمكان النظام الايراني أن يخمد هذه الانتفاضة ويمسك بزمام الامور كما كان منذ عام 2003، وهل لها من تأثيرات على أمن واستقرار النظام في إيران؟

ـ يقال إن نجاح الانتفاضة العراقية سيعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة، ما رأيكم بهذا الصدد؟

علي الكاش

الكاتب والمفكر العراقي علي الكاش، يرى في معرض إجابته عن السؤال الاول” إن الاحلام الامبراطورية الايرانية قد ضاعت في العراق من جراء هذه الانتفاضة” وقال:” لم يكن موقف مرشد الثورة الإيرانية مفاجئا لأي مطلع على الشؤون السياسية في المنطقة، لا سيما ان التزامن بين الثورتين العراقية واللبنانية قد أقلق النظام الايراني على اعتبار ان نفوذه في البلدين اكثر من سورية واليمن”. اضاف:” لقد انفق المليارات من الدولارات على الأحزاب الموالية له في هذين البلدين لغرض السيطرة عليهما، وظن انه حقق هدفه، لكن يبدو انها ضاعت سدى، والشيعة الذين غذاهم بالطائفية منذ عام 2003 هم من ثاروا على تدخلاته، وبسبب ظروف الحصار الاميركي على النظام الايراني واختناقة لم يجد متنفسا اقتصاديا إلا عبر العراق، وهذا يعني ان النظام سيفقد أهم منفذ اقتصادي له، علاوة على كساد البضاعة الإيرانية في العراق بعد حملة “دعها تخيس” التي رفع لواءها العراقيون”.

استطرد:” أما اتهام ملايين المنتفضين بالعمالة لاميركا واسرائيل، نقول للخامنئي: أليس هذا اعتراف بأنكم قد فشلتم في اقناع العراقيين بنظامكم، وضاعت احلامكم الامبراطورية”؟ اما بشأن السؤال الثاني عن امكانية ان يمسك النظام الايراني بزمام الامور مرة أخرى، وهل للانتفاضة تأثيرات على أمن واستقرار النظام الايراني، يتوقع الكاش”أن ينتهج النظام الايراني والحكومة العراقية أساليب قذرة من أجل القضاء على الانتفاضة”، وقال:” ليس من المتوقع ان يقر النظام بهزيمته في العراق، والامر نفسه في ما يتعلق بالحكومة العراقية، هما سينتهجان كل ما يمكن من اساليب قذرة للقضاء على الثورة عبر الحرس الثوري والميليشيات الولائية، لكن في حال استمرار الثورة وإصرار العراقيين على مواصلة التحدي، وإسقاط العملية السياسية برمتها، فإن أوراق النظام الإيراني المتمثلة بأذرعه السياسية والعسكرية في العراق ستفقد قيمتها”. وشدد على “ان استدعاء مقتدى الصدر ونوري المالكي لطهران لغرض تدارس الموقف ووضع خطة طريق جديدة لاستعادة النفوذ الإيراني لا فائدة منها، فلا المالكي ولا مقتدى الصدر لهما نفوذ اليوم على الثوار، وهذا ما يتبين من هتافات الثوار، بأن لا مرجعية دينية ولا سياسية توجههم، بل هم يرفضون تدوير النفايات السياسية الموجودة في المشهد، ومن أبرز مطالبهم، رفض جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية الحالية في المشاركة في الانتخابات المقبلة”.

اما هل نجاح الانتفاضة سيعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة؟ يعتقد الكاش ” أن نجاح الثورتين العراقية واللبنانية سيشجع دول المنطقة على تحجيم الدور الايراني وتقليم أظافره”. وقال:” بلا أدنى شك ان الانتفاضة العراقية من شأنها ان تترك ظلالها على المنطقة بحكم أهمية العراق وموقعه الستراتيجي، وثرواته الطبيعية، كما أن الأمن الوطني هو جزء من الأمن الأقليمي، يؤثر ويتأثر به، ونجاح الثورتين العراقية واللبنانية سيشجع على تحجيم الدور الإيراني وتقليم أظافره، ولا سيما في دول الخليج العربي، علاوة على إعطاء زخم للأنظمة العربية لاحترام إرادة الجماهير وتعزيز حقوق الإنسان العربي، كما أن تحرر العراق ولبنان من المد الطائفي الذي دفعه اليهما النظام الإيراني، من شأنه أن ينسحب على بقية الدول العربية والإسلامية، لاسيما سورية واليمن ودول الخليج العربي، لذا إضعاف الدور الإيراني يصب في مصلحة المنطقة عموما”.

هاني جودة

الكاتب والمفكر الفلسطيني هاني جودة، يرى”أن إيران دولة ترعى ميليشيات مصلحتها زعزعة العراق، وبقائه في مربع الصراع الطائفي، ليكون حوضا فارسيا يلعب به قاسم سليماني كيف يشاء. أضاف ان:” فزاعة التخوين ضد كل من يعارض سياسات نظام ولاية الفقيه في المنطقة لا تنتهي عند حدود العراق وثورته ضد الفساد والمفسدين الذين سرقوا خيراته، بل تصل الى لبنان، ومن الطبيعي أن يتهم هذا النظام الفاشي كل معارضيه بالخيانة، فعندما يرفع المواطن العراقي البسيط شعار”لا للفساد” يرد عليه أذناب المرشد الأعلى بأن المتظاهرين ينفذون أجندات خارجية موالية لأميركا و كيان الاحتلال الاسرائيلي، وكذلك الامر بلبنان اتهموا المتظاهرين أنهم ضد مشروع المقاومة المزعومة، وضد حزب الشيطان في لبنان”. وقال:” هذه الحجج لن تثني الأحرار في الشعب العراقي عن مواصلة المطالبة بإسقاط الفساد ورموزه الذين حولوا البلد مستنقع فساد، بينما رسالة المتظاهرين، وعلى اختلاف انتماءاتهم الحزبية والطائفية ان الانتفاضة الشعبية السلمية ستستمر وستسقط الفساد، وستشق طريقا جديدا لحوار وطني عراقي شامل مقدمة لانتخابات تفرز قيادات قادرة على السير بالعراق بعيدا عن الدولة الفارسية”. وقال جودة:” ايران وعبر أدواتها داخل العراق اسقطت مفهوم الحكم الديمقراطي الرشيد منذ 2003 وحتى اليوم، واعتبرت أن العراق هو مجالها الستراتيجي الذي يتوجب ان يكون فيه نظام موال لها خوفا من تكرار تجربة صدام او غيره، هذا الهدف الايراني جعل العراق أرضا ملتهبة بالفصائل والميليشيات الإرهابية المسلحة التي تدين بالولاء للمرشد الأعلى بطهران على حساب الولاء للعراق، وتحت كل الذرائع، ومنها محاربة تنظيم “داعش”، او بقايا النظام السابق، ولهذا نفذت هذه الميليشيات مجازر بحق كل المخالفين للتواجد الايراني في العراق”. واستطرد قائلا:” المشهد اليوم مختلف تماما فهناك صحوة عامة لدى العراقيين لن يستطيع النظام في طهران اخماد ثورتهم، فهناك ملايين الشيعة أصبحوا خارج تأثير المرشد الأعلى، والسبب في ذلك ان كل مناطق العراق على حد السواء تعاني من أزمة الفساد والخراب”. وأوضح:” ما نعرفه عن هذا النظام وهدفه في تصدير الثورة الخبيثة للعالمين الاسلامي والعربي، فهو سيضع كل ثقله من أجل وقف الانتفاضة، وهذا لن يتحقق لكنني لا اتوقع ان يؤثر على الامن والاستقرار داخل ايران، كون ان هذه الجمهورية تعتمد على البطش والقتل، والارهاب النفسي والجسدي، وتعليق المشانق، وتمسك بيد من حديد زمام الامور داخل الجمهورية، بعيدا عن مربع الحريات الذي لا تعطيه بالا”. وفي إجابته عن السؤال الثالث يعتقد جودة” أن انتصار الانتفاضة العراقية سيغير الكثير من المعادلات الامنية والسياسية”. وقال:” نحن امام حقبة جديدة يصنعها الشعب العراقي، صانع المعجزات، هذا الشعب الصنديد لا يقبل أن يكون عبدا لدى المرشد الاعلى في طهران، وبمجرد استمرار الانتفاضة، ونجاحها هناك الكثير من المعادلات الامنية والسياسية ستتغير وسنشهد عراقا جديدا مستقلا قادرا على اعادة الحياة الديمقراطية، وقادر على استرجاع الاموال المنهوبة، ومحاربة الفاسدين، وبناء اقتصاد واعد”. أضاف ان:” نجاح الانتفاضة هو تحجيم للإرهاب الايراني المتصل من طهران حتى جنوب لبنان، ويقطع الطريق أمام استخدام الاراضي العراقية ممرا لقوات الحرس الثوري والعناصر والمجموعات الدموية التابعة له، ويوقف استباحة الأراضي والحدود العراقية، لذلك ان ممارسة السيادة العراقية النابعة من ادارة شعب مستقل عن ايران وأدواتها ستفتح الأبواب لعودة التأثير العراقي في كل المحافل الدولية، ومنها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي”.

سعد العميدي

الكاتب والناشط السياسي العراقي سعد العميدي خلال إجابته عن السؤال الاول؛ رفض تهمة العمالة الموجهة للانتفاضة واتهم النظام الايراني بـ”أنه يوجه هكذا تهمة لكل من يغرد خارج سربه”، وقال:” تتهم القيادة الإيرانية أي تحرك شعبي لا يغرد داخل سربها بأنه عميل لهذه الجهة أو تلك، كي تعطي المبررات لقمع التحركات عبر القمع والسجون، وسبق لها أن اتهمت الجماهير الإيرانية التي انتفضت ضدها في ما يسمى الثورة الخضراء بالتهم نفسها”. اضاف:”الشعب العراقي بانتفاضته السلمية والمطلبية التي تضم جميع أفراد الشعب سحب البساط من تحت أقدام من يتهمه، أو يحاول إيجاد المبررات لقمعه بحجة العمالة، فالشعب من جهة والطبقة السياسية من جهة أخرى يقفان على طرفي نقيض، واستعادة العراق من يد الفاسدين أبرز شعارات هذا التحرك، وكذلك رفض كامل الطبقة السياسية التي قادت العراق بعد 2003، لذلك أعتقد أن الجماهير ستنتصر قريبا على من دمر العراق وبدد ثرواته”.

بينما يعتقد العميدي” أن انتصار ثورة الشباب العراقيين السلميين ستمتد للداخل الإيراني حيث ستجد الشعوب الإيرانية المضطهدة ان هناك فرصة للتخلص من هذا النظام وأدواته القمعية”. وقال:” لم يعد الأمر بيد إيران أو أدواتها، ومهما استخدمت من وسائل القتل والقمع فإن العراقيين مصممون على التخلص من التبعية للنظام الإيراني، ورفض الميليشيات التي يقودها قاسم سليماني، وهدفها بث الفرقة وتفتيت وحدة الشعب”. واكد” ان العراق يعتبر الحديقة الخلفية للنظام الإيراني، والشريان الذي من خلاله يلتف على العقوبات المفروضة عليه، وفي حال تحرر العراق من ربقة التبعية لإيران ستفقد إيران نحو 20 مليار دولار سنويا، وكذلك تفقد معه الدور السياسي التدميري في العراق و المنطقة”. ويعتبر العميدي” أن استعادة العراق استقلاله سيؤدي دورا محوريا في التصدي للأطماع الإيرانية في المنطقة، لان العراق الجديد سيكون صديقا للعرب جميعا، ولجميع الشعوب المحبة للسلام والحرية”.

وقال:” العراق الجديد لن يتطور ولن يستطيع الرقي باقتصاده إلا من خلال السلام والأمن والتخلص من إرث الحروب التي شنتها الديكتاتورية الصدامية ضد جيراننا، وسيحتاج إلى كل جهد مخلص من أجل إعادة بناء اقتصاده لأن استقراره معناه استقرار المنطقة، و فتح آفاق جديدة للتطور تخدم جميع الشعوب”.

موسى أفشار

أوضح عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية موسى أفشار، في رده على السؤال “السياسة” الاول” أن النظام الايراني يحرف الحقائق”، وقال:” ديدن الملالي الدجالين وعلى رأسهم الدجال الاول علي خامنئي ان يحرف الحقائق ويشوهها تماما، مثلما فعل ذلك بالنسبة للانتفاضة المباركة للشعب الإيراني التي اندلعت في ديسمبر 2017، والتي هي مستمرة حتى اليوم، حيث اعلن خامنئي ان جهات خارجية وقفت وراء التحركات الشعبية، واشار إلى دور أميركا ودول اقليمية، وركز على دور”مجاهدي خلق” باعتبارهم رأس الحربة للعدو في هذا المشروع”.

أضاف:” إن فشل المرشد الاعلى الايراني إخماد الانتفاضة العراقية جعلته يسعى لتشويهها”. واردف:” اليوم عندما يجد خامنئي نفسه أمام شعوب المنطقة والعالم ان ابناء الشعب العراقي لا ينددون بتدخل النظام الإيراني في شؤونهم الداخلية فقط، بل يمزقون ويحرقون صور خامنئي وخميني و قاسم سليماني في شوارع كربلا ء والنجف، كما هي الحال في شوارع بغداد ومدن في المحافظات الأخرى،لذلك هو لم يعد يستطيع تجاهل الوقائع البارزة، وبسبب عدم استطاعته إخماد الهبَّة الثورية الديمقراطية للشعب العراقي، فإنه يحاول تشويه سمعتها، لكن ما شاهدناه وشاهده العالم برمته هو الرد الذي تلقاه الولي الفقيه من ابناء الشعبين العراقي واللبناني حيال تخرصاته”. واستطرد:” ان الاستبسال الذي نشاهده يوميا من ابطال الانتفاضة العراقيين وادارتهم الميدانية الرائعـة، إلى جانب تركيزهم على العدو الرئيسي وهو نظام الملالي، كل ذلك يبشر بديمومة الانتفاضة، وضمان انتصارها يكمن في استمرارها وتوطيد العلاقات التنظيمية داخل تنسيقيات الثورة”.

اما بشأن إمكانية النظام الايراني إخماد الانتفاضة والامساك بزمام الامور كما كان منذ 2003، وتأثيرات ذلك على استقرار النظام في إيران استبعد أفشار” تمكن النظام الايراني من إخماد الانتفاضة”، لكنه أشار الى” أن احتمال تأثيرها على استقرار النظام الايراني وارد، اذ لا شك ان الملالي المجرمين حتى الان بذلوا ويبذلون قصارى جهدهم للقضاء على الحراك الشعبي في العراق من خلال ادواتهم العميلة والمرتزقة ضمن الميليشيات الطائفية التي طالما شكلت للنظام الإيراني اذرعا في ممارسة القمع والكبت في العراق”.

واستدرك:” لكن واقع الحال يثبت ان الانتفاضة العراقية بشبابها المتفانين الابطال قد فاجأت حساب الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، واذيالها في السلطة العميلة في العراق، خصوصا ان الحركات الشعبية المستجدة تحمل ما تحمل من التجارب الدامية من انتفاضة 2011 للمحافظات الغربية والشمالية التي يشكل أهل السنة غالبيتها، فضلا عن التجارب المرة التي مرت بها الانتفاضة الاولى للمحافظات الجنوبية وبغداد العاصمة التي فقدت بوصلتها، وانحرفت عن مسارها، لان التيارات الفئوية والحزبية استطاعت ان تفرض هيمنتها على توجهاتها، انذاك، لكننا هذه المرة نلاحظ مستوى عاليا من الوعي بطبيعة السلطة الحاكمة وعمالتها للنظام الإيراني، فضلا عن رقعتها الواسعة شعبيا وجماهيريا، حيث عجز النظام الإيراني حتى اليوم عن اخمادها بالطرق التقليدية التي يعتمد عليها، وهي الاغتيالات والقتل من خلال القناصين، واعتقال الناشطين، وكل ما جربه النظام حيال انتفاضات الشعب الإيراني، لكن هناك مفارقة كبيرة، وهي تبرز نفسها فى نسيج المجتمع العراقي وخلفياته الذي يختلف تماما عن نسيج المجتمع الإيراني، وخلفية حكم الملالي فيه، ولذلك سيكون من الصعب على الملالي الامساك بزمام الأمور بعد مرور شهر على اندلاع الانتفاضة العراقية”. وقال:”من جهة أخرى، يخشى الملالي اشد الخشية ان تستفيد معاقل الانتفاضة من الظروف المستجدة والتطورات الجارية في العراق لتصعيد نشاطاتها ضدهم، لذلك يجد الملالي انفسهم امام الأمرين في هذا المجال”.

وبالنسبة للسؤال الثالث عن أن نجاح الانتفاضة العراقية سيعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة، قال:” إن نجاح الانتفاضة سيؤدي بالضرورة الى انهيار مخطط النظام الايراني الاقليمي، وذلك سيؤدي الى انهياره داخليا”.

اضاف:” لمدة 16 عاما كان نظام الملالي يربح وينتفع باعتباره الرابح الاول من الغزو الاميركي للعراق، خصوصا بعدما اضطر الملالي إلى الرضوخ امام المجتمع الدولي حين فرض عليه التفاوض حول مشروعه التسلح النووي، وتوقعيه الاتفاق النووي عام 2015، حينها تخلى النظام بدرجات ملحوظة عن برنامجه لتصنيع القنبلة الذرية، لكن خامنئي عوض هذا التراجع بتعزيز وتحصين نفوذه الاقليمي، على حساب أمن بلدان المنطقة واستقرارها، وبفضل سياسة المهادنة الغربية اللعينة، وبخاصة مداهنات ادارة اوباما في الولايات المتحدة لنظام الملالي، جعل الاخير من العراق وسورية ولبنان عمقه الستراتيجي، ومد يدها الى اليمن من خلال”انصار الله” العميلة، كي يهدد أمن الدول العربية الجارة لإيران بهدف ابتزازها، كتوجه ستراتيجي، وحتى توظيف النظام مشاريعه الصاروخية لترسيخ هذا التوجه، والان يشاهد علي خامنئي انهيار نظامه الذي بدأ من حيث لا يحتسب، اي من النقاط التي كان من المفروض ان تشكل عماد نفوذه، فيما تحول ضمان بقائه إلى دافع متسارع لاسقاطه، نعم بانهيار النظام الاقليمي الذي بناه نظام الملالي، يبدأ العد العكسي لانهياره الداخلي، وهذه الحالة ستنعكس بصورة نوعية على ترتيب الاوضاع في المنطقة برمتها”.

سعاد عزيز

الكاتبة الصحافية الجزائرية سعاد عزيز، قالت في ردها على السؤال:” إنها ليست المرة الاولى التي يتهم فيها مرشد الجمهورية الاسلامية أو المسؤولون الاخرون في إيران نشاطا أو تحركا مضادا لهم، فنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يرى في كل من لايقف معه عدوا له، ولذلك فإننا يجب أن نتوقع وننتظر توجيه تهمة التآمر ومايشابهها لهذه الانتفاضة حيث جرى ويجري ترديد هتافات معادية لخامنئي، وحرق وتمزيق صوره، وما يميز هذه الانتفاضة عن سابقاتها أنها جدية الى أبعد حد، وتجسد إرادة الشعب العراقي، وبخاصة الاغلبية الشيعية التي يبدو أنها قررت جعل ولائها للوطن فوق أي اعتبار آخر، والحقيقة إن العراق في طريقه لفرض إرادته الحرة وإفشال مشروع خميني”.وفي معرض ردها على السؤال الثاني قالت:” من الصعب التكهن بما سيجري في الايام المقبلة، وما تخفيه في ثناياها، لكنها لن تكون أبدا أيام سهلة لطهران، ولا أعتقد ان قاسم سليماني سيجد حلا لما يجري ضدهم في العراق، فهو موقف شعب تمكن من فرض إرادته على أقوى دولة استعمارية في بدايات القرن السابق، وتحديدا في ثورة العشرين، ولا يمكن تصور عدم إمكانية الشعب العراقي فرض إرادته على نظام صار وضعه حرجا ومهزوزا ومحاصرا بكم هائل من المشكلات والازمات”. وكادت” من دون شك ستنعكس آثار الانتفاضة العراقية بخاصة على الاوضاع في إيران، وستساهم بصورة أو أخرى في إنضاج متطلبات الانتفاضة الكبرى والنهائية التي ستحسم الامور لصالح الشعب”. اما عما اذا كان نجاح الانتفاضة العراقية سيعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة، قالت عزيز:” بالتأكيد سيكون لانتصار الانتفاضة العراقية تأثيرات وتداعيات كبيرة على المنطقة، لكنها لن ترقى الى مستوى التغيير في إيران وإنهيار النظام هناك، فهذا النظام هو بؤرة وأساس المشكلات في إيران نفسها والمنطقة كلها، وإن سقوطه سيعيد حتما ترتيب الاوضاع في المنطقة بما يخدم المصالح العليا لشعوبها ويخدم السلام والامن والاستقرار فيها”.

أحمد رجب

يرى الكاتب الصحافي، الناشط السياسي الكردي، أحمد رجب، في معرض إجابته عن سؤال “السياسة” أن “خامنئي منذ أن أصبح”مرشد الثورة”، يرفع شعار معاداة اميركا، لكنه خلال تلك الفترة الطويلة لم يفعل شيئا غير القاء الخطب النارية”. وقال:” من الطبيعي ان يتهم علي خامنئي انتفاضة الشعب العراقي بتهم باطلة، ومنها حسب زعمه العمالة لاميركا واسرائيل، ومن المعلوم ان خامنئي منذ أن أصبح بصفة “مرشد الثورة”، يرفع شعار معاداة امريكا، ولكنه خلال تلك الفترة الطويلة لم يفعل شيئا الا القاءه الخطب النارية التي اصبحت اسطوانة مشروخة”. وأردف بخصوص التدخلات الجارية في انتفاضة الشعب العراقي:” رغم الايادي الخبيثة في الشأن العراقي والمؤامرات ضد تطلعات ومطامح الشعب، اعتقد أن الانتفاضة عبرت بشكل تام عن محتوى حقوق الشعب في الحرية وبناء دولة مدنية بعيدة عن المحاصصة المقيتة، وضد الفساد القانوني والاداري، ونجاحها يتوقف على ارادة المنتفضين، فهي قدمت دروسا مهمة لكل الاعداء”.

وبخصوص إمكانية النظام الايراني اخماد الانتفاضة والامساك بزمام الامور، قال رجب:” ان العراقيين يعتبرون النظام الايراني القاتل الحقيقي للمتظاهرين السلميين، وهنا من الضروري التذكير بالمأساة‌ والمهزلة‌ التي مر بها العراق، كما يمر بها حاليا منذ سقوط نظام صدام حسين الدموي،إذ كان للنظام الايراني دور فعال بين القوى الدينية المؤيدة لوجوده في العراق، وتأثير كبير على الحكومات التي تشكلت بعد عام 2003 من ايام الحاكم الاميركي بول بريمر وصولا الى الحكومة الحالية برئاسة عادل عبدالمهدي، ولم يكتف النظام الايراني بما فعله خلال الفترة الماضية، فهو يتدخل بشكل سافر وبكل ثقله، ويوجه العراقيون اصابع الاتهام لذلك النظام القمعي، ويعتبرونه القاتل الحقيقي للمتظاهرين السلميين الذين يقفون ببسالة ضد الفساد والسرقة لثروات البلاد”. ويعتقد رجب بشأن احتمال تأثيرات الانتفاضة على أمن واستقرار النظام الايراني” شئنا ام ابينا فان الاوضاع الحالية في العراق تؤثر كثيرا على الاوضاع الداخلية، واذا تفجرت تلك الاوضاع فالزمرة الحاكمة لا تستطيع السيطرة عليها.” ولا يرى” ان الانتفاضة بإمكانها إعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة، وأردف:” ليس من السهل التفكير بنجاح الانتفاضة لأن الاعداء في السلطة والايادي الخارجية تحاول بشتى الطرق الالتفاف عليها وخنقها، وحكومة عادل عبدالمهدي الهزيلة، وبالتعاون مع مخابرات النظام الايراني تبحث عن حلول ترقيعية هذا من جانب، ومن جانب آخر فان الجماهير تصر على تحقيق مطالبها، وفي المقدمة سقوط الحكومة الحالية، وحل البرلمان، وبعبارة ادق حل الرئاسات الثلاث، وتشكيل حكومة وطنية تلبي طموحات الشعب المنتفض، واسترداد الاموال المنهوبة والاعلان عن انتخابات مبكرة، وتقديم الفاسدين واللصوص وزمر المحاصصة الى القضاء والمحاكم، ولا اعتقد ان الانتفاضة بإمكانها إعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة، لان المنطقة تشهد تصعيدا عسكريا، فاميركا استقدمت قوة عسكرية كبيرة وعززت مواقعها باحدث الاسلحة لمحاربة ايران، الا ان اميركا تحاول ان تستعرض عضلاتها امام روسيا، والسيطرة الكلية على نفط المنطقة، وتركيا الكمالية وباسم المناطق الامنة تحتل علنا اراضي دول اخرى”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل سفراء دول مجموعة الدعم الدولية وسفراء عرب وعرض معهم تطورات الأوضاع في لبنان والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة

وطنية - الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاوضاع الراهنة في البلاد في ضوء المستجدات، لوفد سفراء دول مجموعة الدعم الدولية للبنان "ISG" الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا. وشرح الرئيس عون للوفد وجهة نظره من الظروف التي يمر بها لبنان وموقفه من "التطورات السياسية والامنية والملابسات التي رافقت استقالة الحكومة والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة تعمل على تحقيق الورقة الاصلاحية التي تبنتها الحكومة المستقيلة". وتطرق الرئيس عون الى المطالب التي رفعها الحراك الشعبي" وموقفه منها، والقوانين الاصلاحية التي تقدم بها منذ كان نائبا والتي اعاد التأكيد عليها مؤخرا. وقد اعرب السفراء اعضاء الوفد عن دعم دولهم للبنان "في هذه الظروف التي يمر بها"، مركزين على "اهمية تشكيل حكومة جديدة لمواكبة التطورات". وحضر عن الجانب الدولي سفراء: روسيا الكسندر زاسبكين، ايطاليا ماسيمو ماروتي، الولايات المتحدة الاميركية اليزابيث ريتشارد، الصين وانغ كيجيان، فرنسا برونو فوشيه، بريطانيا كريستوفر رامبلينغ، المانيا جورج بيرجيلين، رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف جوزف طراف، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش وجامعة الدول العربية عبد الرحمن الصلح. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والمستشارون العميد بولس مطر والسفير شربل وهبة ورفيق شلالا واسامة خشاب.

السفراء العرب المقيمون في لبنان

كذلك استقبل الرئيس عون السفراء العرب المقيمين في لبنان وعرض عليهم الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، وطالب ب"مساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني مجددا". وضم الوفد سفراء: الكويت عبد العال سليمان القناعي، سوريا علي عبد الكريم علي، دولة فلسطين اشرف دبور، الامارات حمد سعيد سلطان عبد الله الشامسي، تونس كريم بودالي، مصر نزيه النجاري، السودان علي الصادق علي، عمان بدر بن محمد بن بدر المنذر، المغرب محمد كرين، اليمن عبد الله عبد الكريم دعيس، قطر محمد حسن جابر الجابر، السعودية وليد بن عبد الله بخاري، جامعة الدول العربية عبد الرحمن الصلح، القائمة بأعمال سفارة الأردن وفاء الاتيم، القائم بأعمال السفارة الجزائرية سمير باشا والقائم بأعمال السفارة العراقية امين عبد الله النصراوي.

 

نص مقابلة الرئيس عون التي جاءت بعكس ما توقع الشعب فعادت التظاهرات وعاد قطع الطرق وسط غضب وخيبة أمل وانتقادات لاذعة لكلام عون المستفز

الرئيس عون: دعوت المتظاهرين للتحاور ولم اتلق جوابا والاستشارات النيابية قد تحدد في اليومين المقبلين ولا يمكن لحكومة تكنوقراط ان تحدد سياسة البلد

الأربعاء 13 تشرين الثاني 2019

وطنية – أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال لقاء تلفزيوني شامل، حيث حاوره الزميلان سامي كليب ونقولا ناصيف في قصر بعبدا “أن الحراك الشعبي بدأ بمطالب اقتصادية ضد الضرائب المفروضة على المجتمع اللبناني، ثم اتخذت منحى سياسيا”.

وقال:” أنا ارى أنه من الطبيعي ان يحصل هذا الامر عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة وبالتأكيد سيطلب الشعب أيضا حصول تغيير حكومي، فتستمع الحكومة الجديدة لمطالبه وتنفذها. وطبعا هذه المطالب محقة، ولذلك لقد تجاوبت معها شخصيا ووجهت للمتظاهرين نداء وقلت لهم أننا سمعنا هذه المطالب وهي محقة وهي مطالبي الشخصية ودعوتهم ايضا الى التفاهم سويا واللقاء كي نتحاور حول الموضوع، ولكنني لم أتلق جوابا.”

واشار الرئيس عون ردا على سؤال الى وجود مجتمع سياسي متناقض، لافتا الى أنه من غير الممكن الانتقال من مجتمع متناقض الى تناقضات جديدة. “فنحن بحاجة الى مجتمع منسجم لوضع خطة معينة للتنفيذ. ومن ضمن هذه الخطة، هناك مطالب ايجابية للشعب يجب تلبيتها، وهناك امور سلبية كالفساد، يجب محاربتها.” ولفت الى مواقفه التي هي منسجمة مع مطالب الحراك، وقال: “مواقفي ترددت في التظاهرات ليس بالتعابير التي استعملت، بل بنفس المعنى وقلتها في خطابات رسمية وبحضور الحكومة وذلك عن فقدان الثقة وعن استعادة المال العام ومكافحة الفساد. وهذه المواضيع ليست بغريبة عني. واذا كان لا يوجد من يحاور المعتصمين والمتظاهرين فمع من سيتحاورون؟

وردا على سؤال قال الرئيس عون:” أنا لم أصل الى موقع الرئاسة إلا لأبني دولة، أنا لا ابحث الآن عن مستقبل، فمستقبلي بات ورائي ولا ابغي تحصيل أمور مادية. تاريخي النضالي كلفني 15 عاما خارج مجتمعي من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. والمرحلة الآن هي مرحلة بناء الدولة والاقتصاد ولكن لم يكن هناك تجاوبا معي. والذي قلته بمناسبة انتخابي في خطابي في 31 تشرين الثاني كنت أرغب في توسيعه لولا الظروف التي طرأت والخلل الاجتماعي الذي حصل.”

وتابع رئيس الجمهورية:” دعوت المتظاهرين مرات ثلاث الى توحيد الساحات، والعمل سويا وبجهد كبير لتحقيق اصلاحات، كما دعوتهم الى البقاء في الساحات كي يساعدونني في هذا المجال، لأن الاصلاحات التي يريدونها هي صعبة المنال في مجتمع كالمجتمع اللبناني. ولم ألق أي تجاوب، فأي مرجعية يريدون ان يتحاوروا معها؟ وعلينا سوياً البدء بعمل ايجابي.

واضاف:”ما اقوله للشعب اليوم قلته سابقاً في 14 ايار 2019، خلال افطار شهر رمضان، بحضور رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وغيرهم من المسؤولين والشخصيات، وقد تحدثت حينها منتقداً الفساد، وقلت ان الشعب فقد الثقة بكم، فماذا ستفعلون لإعادة كسب ثقته وردّ المواطنين الى الوطن، لأنهم سيتركون الوطن جراء هذا الاهمال. فأنا لدي الادراك ولكنني لا املك السلطة، فسلطتي تأتي من الشعب، ولكنني مكبّل بتناقضات الحكم والمجتمع والخلايا الفاسدة أيضا مطوقة من قبل قوى تابعة لهم. وقد نهض الشعب الآن وأصبح هناك مرتكزا لفرض الإصلاحات.”

وردا على سؤال حول عدم تجاوب الناس مع خطابات المسؤولين بسبب المعاناة من الفقر والفساد والضرائب، وماذا الذي يمكن ان يفعله رئيس الجمهورية ليطمئنهم كي يعودوا الى بيوتهم، اجاب انه ” علينا ان نكون اصحاب ثقة لدى الناس. فالثقة فقدت، وعلينا ان نستردها، وهذا الامر يستغرق وقتا، ليتأكد الناس ان هناك عملا يجري بحسب خريطة الطريق التي رسمناها. علينا ان نبدأ بمعرفة ما يمكننا عمله وما لا يمكننا تحقيقه. وتحديد المراحل يتم مع الشعب الذي يرفع مطالبه الآن، ويجب ان تأتي مواقف الحكومة التي سيتم تأليفها منسجمة مع هذه المطالب”.

واضاف:” لدينا الآن شعارات فقط، مثل “كلكن يعني كلكن”، وهذا خطأ استعمله الناس ويطال الجميع، مما يعني انه ليس هناك اشخاص شرفاء، لا نحن ولا غيرنا، وهذا غير صحيح. فاذا لم يكن هناك شرفاء، واشخاص لديهم وعي بالمشاكل التي تعترضنا، فكيف بامكاننا تحقيق الاصلاح؟ لدينا “اوادم” واشخاص كفؤون ولديهم كل الصفات كي يتمكنوا من النهوض بالمجتمع والوطن”.

وسئل عن الخطة التنفيذية التي لديه، فأوضح أن هناك ثلاث نقاط. الاولى هي محاربة الفساد، الثانية هي الوضع الاقتصادي، والثالثة هي العمل للوصول الى مجتمع مدني. وهذه النقاط تشكل برنامجا لبناء الدولة.

وعن الطريقة التي يمكن بها لرئيس الجمهورية ان يستثمر الوحدة غير المألوفة التي ظهرت عبر الحراك في الشارع، أكد ان ذلك يتم “بتأليف حكومة يكون له رأي فيها وتكون مناسبة، وتريد ان تحارب الفساد ولديها الجرأة للقيام بهذا العمل، وتعتمد خطة اقتصادية، وتحضر المجتمع المدني بشكل اوسع، وهذا يحتاج الى عمل دؤوب ومدة زمنية لا نعرف كم تستغرق، لأن الامر يحتاج الى تغيير تقاليد وعادات ودمج للمجتمع بعضه مع البعض الآخر مع القبول بهذا الدمج” .

وسئل: هل صحيح ان المشاورات النيابية قد تتم يوم غد الخميس او الجمعة؟ فقال: “هذا صحيح، ولكننا ما زلنا بحاجة الى تلقي بعض الاجوبة من المعنيين، واذا لم تأت هذه الاجابات قد يحتاج الامر الى بضعة ايام اخرى لتحديد المشاورات. ذللنا الكثير من الصعوبات ووصلنا الى النقاط الاخيرة، لأننا نريد الوصول الى حكومة منسجمة وليس الى حكومة متفرقة”.

وعن مصير ملفات الفساد السبعة عشرة التي تقدم بها الى القضاء، والتي خلقت تشكيكا لدى الناس بالقضاء، لفت الى ان التشكلية القضائية التي كانت قائمة كانت معتادة على نمط قديم في العمل بمساوئه وحسناته. وقال :” عمدنا اولاً الى تغيير في المراكز الاساسية واخترنا اشخاصا موثوقا بهم، ولاقت هذه الخطوة ترحيبا. وهم يتولون اليوم اجراء التشكيلات الجديدة وتغيير المراكز كي يصبح القضاء منسجما اكثر مع بعضه البعض. وهناك دراسات ايضا لتحسين النظام الداخلي للقضاء، وسير المحاكمات. هناك خطوات يمكن تحقيقها لاختصار الوقت بين الدعوى واصدار الحكم”.

وحول الضغوطات السياسية التاريخية والمستمرة التي ادت الى شل القضاء، اشار رئيس الجمهورية الى انه كلف احد المحامين رسميا لمتابعة مصير ملفات الفساد التي تقدم بها الى القضاء، “وهذا شيء مؤسف، فأنا لا يمكنني ان اعمل مخلص معاملات، وقد اضطررت الى فعل ذلك لاطلع شخصيا على وضع القضاء. فهناك مثلاً دعوى متعلقة بالمدير السابق لكازينو لبنان، الذي تحول الى المحكمة بعد التحقيق معه، وذلك منذ تسلمي مسؤولياتي قبل ثلاث سنوات وتعييني مديرا جديدا للكازينو. والى اليوم ما زلنا في مرحلة الدفوع” .

واضاف: “انا مدرك للتشكيك بجدية القضاء. عندما انتخبت رئيسا، اول امر حققناه هو تثبيت الامن والاستقرار، لأنه بدونهما لا يمكننا بناء اي شيء في البلد. وبدأنا بالبناء على هذه الركيزة، ان كان عبر اجراء تشكيلات في المؤسسات التي كانت مخلعة او اقرار قانون انتخاب جديد، وغير ذلك. اليوم نريد تحسين الموجود. استدعيت المجلس الاعلى للقضاء، وسألتهم لماذا لم تنجز التشكيلات، فقيل لي ان هناك مسؤولين كبيرين في الدولة على خلاف مع بعضهما حول الموضوع، مما حال دون اتمامها. فقلت لهم انتم لستم سياسيين لتحلوا المشاكل مع السياسيين، انتم قضاة، وعليكم اجراء التشكيلات بحسب الكفاءة والاخلاق، ورفعها الى وزير العدل، الذي عليه هو حل المشكلة السياسية في حال وجودها وليس انتم. ليس المطلوب منكم ان تذهبوا الى اي مسؤول كان، وانا سقفكم الفولاذي، وفي حال لم يتمكن احدكم من تحمل الضغط الذي يمارس عليه، فلينقل المشكلة إليَّ، وهذا ما تعمم على جميع القضاة. ولكن هناك اهتراء معين غير قابل للاصلاح، واليوم سنصلحه بعدما اكتشفاه، وهذا عمل دائم ومتواصل”.

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك سقف ادنى من سقف رئيس الجمهورية تمثله الحمايات والمحميات السياسية او المرجعيات الاخرى يمنع القضاة من “التنظيف” والاحتكام الى رئيس الجمهورية، اجاب الرئيس عون: “بالتأكيد، فالسبب الاول في فساد القضاء هو التدخل السياسي، لا بل كان القضاة احيانا يكافأون على هذا الفساد الذي كانوا يخدمون من خلاله السياسيين”. وقال “لقد ضمنت برنامجي الانتخابي في العام 2009 هذه الموضوعات في صفحة واحدة ووصفت الوضع كما الحل له “.

وردا على سؤال حول ما اذا كنا الان بصدد تشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة تكنوقراط او حكومة تكنوسياسية، اجاب رئيس الجمهورية: “انا من الذين سيكافحون من اجل للعودة الى النظام الاكثري في التشريع، على ان تحفظ الميثاقية في ما هو عائد لحقوق الطوائف حسب نظامنا الدستوري ووفق ما ينص عليه الدستور. وهذا امر اساسي نتمناه من اجل الانتظام في العمل السياسي، حيث يكون هناك من يشرع ويراقب وقضاء يحاسب. ويتم الحفاظ على استقلالية القضاء وحرية المجلس النيابي، هذه هي الاصول وهذا ما يجب ان يطبق.”

وسئل عما اذا سيعود الى الحكومة العتيدة من كان في الحكومة السابقة وفي مقدمهم وزير الخارجية جبران باسيل، اجاب الرئيس عون: “لماذا سألت بشكل محدد عن الوزير جبران باسيل؟ هو من يقرر اذا ما اراد ان يكون في الحكومة ام لا. بالاساس وفي الحكومة المستقيلة، لم تكن لديه رغبة في ان يكون فيها، كي ينصرف الى عمله السياسي ويبقى على حدة. لكن الظروف التي طرأت اجبرته على ان يكون وزيرا للخارجية. وهو الان يقدر ظروفه اذا ما اراد الدخول الى الحكومة ام لا. ولا يمكن لاحد منعه من هذا الحق، او ان يضع فيتو على رئيس اكبر كتلة نيابية في نظام ديموقراطي.”

وردا على سؤال حول اي صدمة يمكن ان تحدثها الحكومة المقبلة لكي يقتنع الناس بأن امرا جديدا حصل في البلد، اجاب الرئيس عون: “لا نقدر ان نشكّل حكومة صدمة. هناك مجلس نيابي من جهة، ومن سيقوم بالعمل السياسي من جهة ثانية؟ ان حكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها ان تحدد سياسة البلد، بل الافضل ان تكون مناصفة.”

وردا على سؤال حوال عدم خروج الناس من الشارع اذا ما عدنا الى حكومة على شكل تلك التي كانت قائمةن اجاب: “لن نعيد حكومة كتلك التي كانت، ولا بنفس الشروط التي قامت على اساسها. اذا لم تكن الحكومة تكنوسياسية فلن تتمتع بغطاء ولا يمكنها ان تعطي البعد السياسي للبرلمان طالما انها لا تملك الصفة التمثيلية الشعبية ولا متابعة لكافة علاقاتنا بالعالم الخارجي. علينا ان نعود الى وزراء قد يكونوا في الحكومة السابقة وقد لا يكونوا فيها. ولكن انا لدي مبدأ يقوم على انني احب الا يكونوا من داخل البرلمان. ولكن لست انا من يقرر في النتيجة. هذه فقط رغبتي.”

وسئل رئيس الجمهورية عما اذا كان الرئيس سعد الحريري سيكون حكما هو الرئيس المقبل للحكومة ام هناك من خيارات اخرى، فاجاب: “قبل ان تحصل الاستشارات النيابية لا يمكنني ان اجيبك على هذا السؤال. قد يكون هو بتأييد نحو 100 صوت ربما، ويمكن الا يكون هو. انا لا يمكنني ان احدد اذا ما سيكون هو رئيس الحكومة المقبل ام لا.”

وسئل عما اذا كان الرئيس الحريري لا يزال يتمنع في ان يكون رئيسا للحكومة المقبلة، وهل يشعر بأن لديه اسبابا تجعله يتردد في ان يتحمل هذه المسؤولية، اجاب: “اكيد ان لديه اسبابا شخصية لأن ما من احد يتنكر له.”

وسئل عما اذا اذا كان الرئيس الحريري سيُعطى حق تسمية الشخصية التي تخلفه اذا ما اصر على الاحجام عن العودة الى السراي، اجاب: “اسمح لنا بذلك، عندما يحصل الامر نخبركم به.”

وسئل كذلك عما اذا كان الامر لم يحسم بعد في ان يكون الرئيس المقبل للحكومة هو الرئيس الحريري، اجاب: “حتى الان، الامر هو كذلك.”

وردا على مطالبة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في ان يكون الوزراء في الحكومة العتيدة فقط من التكنوقراط المستقلين، اجاب الرئيس عون: “من اين سيبحث عنهم؟ هل في القمر؟ هل هناك من لبناني لا ينتخب، او ليس لديه انتماء سياسي؟ فكيف يكونوا مستقلين تماما؟”

وسئل الرئيس عون لماذا تأخرت الاستشارات النيابية، وما صحة القول ان رئيس الجمهورية مهتم بالتأليف قبل التكليف بينما الآلية الدستورية هي في ان نذهب الى التكليف ثم التأليف، وهل السبب هو ممارسة الرئيس المكلف لنوع من الابتزاز على رئيس الجمهورية والقوى السياسية ربما، وهل المطلوب الاتفاق على التأليف ومن ثم التكليف، فاجاب: “انت قلت الامر مع الاسباب العائدة له. إن القضية تفلت من ايدينا، وقد حصل ذلك في السابق. واساسا هناك حد ادنى من النقاط يجب بحثها مع رئيس الحكومة المكلف كي لا نخرج بعقدة لا تُحل بعدها. والامر ليس بالسهولة التي يتصورها الناس: روحي حكومة وتعي حكومة!”

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك من اسباب خارجية تدفع رئيس الحكومة الى التردد، كما دفعت البعض الى القول ان ما يحصل في لبنان ربما وراءه اسباب خارجية، اجاب: “الاسباب الخارجية يعرفها اصحاب العلاقة، اذا ما كانوا عرضة لضغوط معينة ام للتشجيع. انا لا اعرف ماذا هناك في ضميرهم، انما استشف احيانا ما هو الموقف، ولكن لا يحق لي ان اقوله لأن هذا هو تقديري.”

واوضح انه التقى الرئيس الحريري وجلس واياه ووجده مترددا بين “النعم” و”اللا”. بعد ذلك لا اعرف عما اذا كان الآن يتردد ام انه لم يعط بعد اي جواب.”

واكد الرئيس عون ردا على سؤال، انه موافق على كل مطالب الحراك المعيشية والحياتية والاقتصادية والعناوين المناهضة للفساد.

وعن الجوانب السياسية المرتبطة بالحراك واذا ما كان هناك من حاول الانقلاب على العهد، اجاب الرئيس عون: “لا، هناك دائما متطرفون ولكن اذا انقلبوا على العهد فـ”لعوض بسلامتكم” فمن سيعود ويجمع البلد فيما بعد”؟ مؤكدا ثقته باهل الحراك “فهم مواطنون تعذبوا ولطالما كنت افتش عنهم وسيكتشفون ذلك اذا ما قرأوا الامور جيدا”.

وعن الدعم الخارجي الذي يحظى به الافرقاء اللبنانيون وسبل اعادة ثقة المواطنين، اوضح الرئيس عون “اني وامام كل اللبنانيين والعالم كله اؤكد اني لست مديونا لاحد الا لمن دعمني من اللبنانيين”، مذكرا “لقد استغرق انتخابي رئيسا للجمهورية سنتين ونصف، لانني لم انتسب لاحد، واللبنانيون هم من انتخبني ولم يتم الامر بدعم دولي مطلقا. لقد انتخبت وقبلوا بي لانهم قدروا انه بامكاني جمع اللبنانيين وقد عشتم تلك المرحلة جميعا حيث كانت هناك خصومات وانقسام سياسي في البلاد.فوحدت اللبنانيين في حكومة واحدة تميزت بالتعاون رغم وجود الخلل. وكان هدفي جمع الشعب اللبناني لا بل ان مشهد الحراك اليوم يدل على انه صارت هناك وحدة وطنية”.

واضاف رئيس الجمهورية: “لربما سببت لي استقلاليتي مشاكل مختلفة، ففي الجامعة العربية والامم المتحدة كنت مستقلا وشجعت في كل مواقفي على ان يكون لبنان موجودا في العالم بشخصه، وقد كان هناك اختلاف بين موقفي ومواقف بعض الوزراء واعتقد ان هذا ما اوصل الى ما نحن عليه”.

وردا على سؤال اذا ما كان يلقي المسؤولية على الطرف الاخر، وعن تفسيره لرفع شعار بعض الحراك ضده، اجاب الرئيس عون: “اني لا ابرىء نفسي من المسؤولية طالما انا رئيس للجمهورية، كما ان لدي عجزا ولست قادرا على فرض الامور نسبة لصلاحياتي، فنظامنا التوافقي في مجلس الوزراء يشل الحركة لانه لا يعطي هامشا كبيرا للعمل”.

وعما اذا كان يجب تغيير النطام، اجاب الرئيس عون:” لا بل تعديله ذلك انه بالاصل يتخذ القرار بالاكثرية الا انه دخل عليه تقليد اضافي بعدم اللجوء الى التصويت واتخاذ القرارات بالتوافق. وهذا ما يجب ان يزول بداية في مجلس الوزراء فالتوافق يتم على الامور الميثاقية وحقوق الطوائف المنصوص عنها في الدستور، وخلاف ذلك يجب ان تتخذ القرارات بشأنه بالاكثرية، ويجب ان تكون هناك معارضة في الحكم والمجلس واناس يعملون كي تكون هناك رقابة. لكن عندما يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يمتنع عندها احد عن انتقاد الاخر ويلجأ الجميع الى الدفاع عن نفسه. من هنا كان هناك عجز عن التنفيذ لانتفاء القدرة على ذلك”.

وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ردا على سؤال أن “حزب الله” ملتزم بتطبيق القرار 1701 ولم يطلق رصاصة واحدة ضد اسرائيل، وهو لا يتدخل في المواضيع الداخلية، وما فرض على حزب الله عبر الحصار المالي فرض على كل اللبنانيين.

وشدد الرئيس عون على ان في عهده لن يحصل اي اصطدام داخلي بين اللبنانيين ولن تقع حرب أهلية. وقد انتخب رئيسا للجمهورية نتيجة اتفاق فريقين مختلفين في السياسة على وحدة لبنان وعلى التعاون”.

وقال:” إذا كان المقصود حصول صدام بين اللبنانيين، فأنا لن اسمح بذلك. أما إذا كان القصد ان يبقى الوضع على الحدود ثابتا، كما في الداخل ايضا، فأنا لا اقبل بأكثر او أقل من ذلك”.

وردا على سؤال عن البيان الوزاري للحكومة الجديدة، اشار الرئيس عون الى أن لدينا أوراقا نبحثها أفضل من التي قدمها الرئيس الحريري في مهلة الـ72 ساعة، لافتا في الوقت ذاته الى وجود نقاط مشتركة.

وعن موقف المجتمع الدولي من تمثيل حزب الله في الحكومة، اشار رئيس الجمهورية الى “أن حزب الله يدافع عن نفسه لأنه موجود. ولا يمكن أن يفرض أحد علينا استبعاد حزب يشكل على الاقل ثلث الشعب اللبناني. وأنا اقول لا تعتدوا علينا ونحن بالتالي لا نعتدي على أحد.”

وفي ما خص ما طرحه امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، اي الذهاب الى معادلات اخرى، لمواجهة الحصار المالي كالتعاون مع الصين وروسيا، رأى الرئيس عون ان هذا الطرح هو “اقتراح وليس خيار بالنسبة الينا بعد”.

وردا على سؤال عن الاستراتيجية الدفاعية، سأل الرئيس عون “ضد من يجب أن أحدد استراتيجية الدفاع، فروسيا واميركا والصين واسرائيل جميعهم هنا. فمن هو حليفي وأنا بلد صغير؟ “

ولفت الى ان “ما يطلب من لبنان امور لا يمكنه القيام بها، وتعجيزية وغير مقبولة.”

وأوضح رئيس الجمهورية أن لبنان يتعرض لحرب من نوع جديدة. مشيرا الى “أن اساليب الحرب تغيرت، فأصبح هناك حروب حديثة وتصنيف جديد للحروب. فكانوا قديما يحاربون بسواعدهم والسيف والترس ثم تطورت الاسلحة. وعندما وجدوا ان هذه الوسائل اصبحت متعبة انسانيا وماديا تحولت الحروب في الجيل الرابع الى الاعلام والاخبار والرأي العام وشاشات التلفزة التي تنقل الاحداث بشكل متواصل من الشارع”.

وقال الرئيس عون: “إن وسائل الاعلام ومنذ ثلاث سنوات تتحدث عن انهيار الدولة ماليا وعن غير ذلك، ما ادى الى تخويف الناس الذين بدأوا بتهريب اموالهم. فهذه حرب اقتصادية. وأنا أطمئن اللبنانيين وأطلب منهم الا يتهافتوا الى المصارف ويفاقموا المشكلة، “فأموالكم مضمونة وستعود اليكم كاملة ونحن سنعالج هذه الأزمة” مستذكرا ما تعرض اليه بنك انترا في السابق. اضاف:” كأنهم يطلقون على الشعب رصاصة الرحمة سواء عبر الشارع او عبر الوضع المالي.”

وجدد الرئيس عون موقفه من مطالب الحراك، وقال:” إن المطالب وصلت ونحن مقتنعون بها، ولكن في حال استكملت الامور في الطريقة ذاتها التي تُعتمد اليوم، فذلك يعني أن القضية تتعثر، لاسيما في ظل اقفال الطرقات، والاضرابات، وتطويق مراكز رسمية ومرافق عامة ومدارس. فبهذه الطريقة يقضون على لبنان.”

وتابع رئيس الجمهورية مخاطبا المتظاهرين:” لقد فهمنا مشاكلكم ، ومطالبكم، ولدينا استعداد لتصحيح كل خطأ، ولكن لا تدمروا لبنان بسلوككم. وأنا ادعوكم لتبقوا على جهوزية لتساعدوني.”

ولفت رئيس الجمهورية الى أن لبنان اصبح الآن مريضا، فهل نزيد من مرضه؟ وقال:” لم أر ابدا عبر التاريخ، كالذي يحصل اليوم، حيث يوجد خلاف من دون حوار. فهل توجد اي ثورة من دون قائد؟. وتوجه الى “الحراك الشعبي” قائلاً: “اذا لم يكن هناك “اوادم” بينهم في هذه الدولة يروحوا يهاجروا وما رح يوصلوا للسلطة”، فليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا اعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا وليأتوا ببديل عني”.

واشار الى أن الوعود لا يمكن ان تبقى طويلاً من دون تنفيذ. ونحن بحاجة الى ادوات للتنفيذ، ولا يمكن البدء بذلك قبل وجود حكومة” لافتا الى “أن هناك خلافات يجب معالجتها، فهل نكلف احداً تشكيل الحكومة ومن ثم تبدأ الخلافات بعد التكليف.”

وعن مواقفه في نيويورك وما تبعها من ازمات قال الرئيس عون بترابط بينها وما اذا كان هناك من يحاول تغطية مسألة النازحين بافتعال ازمة في لبنان وتدهور استقراره الامني والنقدي والسياسي، اجاب الرئيس عون “لقد تأكدت من ذلك من خلال مجموعة امور،ـ اولا من خلال ما اشيع عن عدد الوفد الذي رافقني الى نيويورك في وقت كان لربما الاصغر بين الوفود التي رافقت الرؤساء من قبلي، بالاضافة الى ما اشيع عن العشاء بـ29 الف دولار، فثمة من افترض ان الاعتماد الذي خصص للرحلة المذكورة ساصرفه كله رغم انه عادة ما يأخذ المرء ما هو اضافي على ان يبقى في الحساب ما لا حاجة له، كما اني هوجمت حول امور عدة لم اكن اعرف سبب ذلك. من هنا فهمت ان ثمة ما يحاك ضدنا. طبعا كان خطابي في نيويورك قاسيا لا سيما لجهة ما قلته بان النازحين باتوا رهينة لفرض حلول معينة بسبب ربط عودتهم بالحل السياسي. ثم اننا اكدنا انه لن تكون حلول في العالم بسبب الانحراف في ميثاق الامم المتحدة بحيث بات القوي يقول انه على حق”.

وعن حديثه عن الضغوط لابقاء النازحين في لبنان بغية استعمالهم ورقة ضغط عند فرض التسويات وعما اذا هناك من ضغط لتوطين جزء من هؤلاء في لبنان، اجاب الرئيس عون: “بالتأكيد وبالامس كان هناك في اوروبا حديث في كيفية دمج النازحين في المجتمع اللبناني، فعلام يدل ذلك. انه كلام واضح. نحن لسنا بعداوة مع سوريا او الشعب السوري.

واكد رئيس الجمهورية ردا على سؤال، ان لا تواصل مباشر بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد، وعما اذا كان هناك من اتصالات هاتفية بينهما، قال (ممازحا) “هذه الامور تدخل في الخصوصيات، عليكم ان تسألوا الرئيس الاسد”. وقال: “فيما اطالب بعودة النازحين السوريين الى بلادهم بماذا يرد علي المجتمع الدولي؟ بالقول اننا نشكركم ونقدركم على استقبالكم وما الى هنالك من عبارات ليصلوا في الختام الى التأكيد على ان لا حل راهنا لهذه الازمة الا بوجود الحل السياسي، مع العلم ان هؤلاء هم نازحون امنيون وليسوا بلاجئين سياسيين كي ينتظروا الحل السياسي. هذا هو منطقنا وهو المنطق الصحيح ثم اننا نؤكد لهم عدم قدرتنا على تحمل المزيد من العبء الاقتصادي الذي يلقون بحمله علينا، وهم بدلا من مساعدتنا يقومون بشد الحصار علينا. هذه ليست سياسة فهي لا تحترم شرعة الامم المتحدة ولا اي شرعة اخرى في العالم”.

وعما اذا كان يشعر بأن عهده مطوق سياسيا وجهد خارجي لانهائه، اجاب الرئيس عون: “لست خائفا على العهد بل خائف على لبنان فلطالما كنت اضحي بحياتي واتخذت قرارات صعبة كان يمكن ان تنهيها. اني خائف على لبنان اذا ما واصل كل من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بالضغط علينا وعدم تقديم المساعدة باي شيء”. عما اذا كان السبب هو التحالف مع حزب الله، قال الرئيس عون:” اي تحالف؟ اني متحالف مع كل اللبنانيين، فهل اعتدى احدهم علينا في الشمال ولم نقف في وجهه؟. هؤلاء مواطنون. لست احارب مع الحزب في سوريا او في اي مكان آخر.

وعما اذا يمكن ايجاد حل للنازحين بالحوار مع النظام الحالي في سوريا، قال رئيس الجمهورية:”عندما قلنا ذلك “اكلناها اكثر”. اضاف:” بلغ عدد من عاد الى سوريا 390 الفا ولم نبلغ من احد اي شكوى عن ممارسات النظام السوري. اما القول بان سوريا غير آمنة ليس صحيحا.

وعن طمأنته اللبنانيين على اموالهم ومدى اقتناعه بكلام حاكم مصرف لبنان بالامس، قال:” ان الحاكم كان يتحدث عن موجودات المصرف وانا لست قادرا على الاجابة عن مسؤوليته واذا كنا نريد ان نشكك بمسؤولية كل واحد فـ “لعوض بسلامتك”. تابع:” لقد اجتمعت مع جمعية المصارف وتناقشنا بالامور واتخذنا تدابير الا اننا نحتاج الى مساعدة من اللبنانيين لعدم التهافت على سحب مدخراتهم”.

وعن وجود سعرين للدولار في السوق واحد رسمي وآخر غير رسمي، قال الرئيس عون:” ان الدولارات موجودة تحت الوسادة، عندما تكون هناك حاجة باستطاعة اللبنانيين اخذ اموالهم، ان الدولار غير مفقود في لبنان الا انه يتم اخراجه من الودائع الى المنازل، وهذا ما يخرب الامور”، لافتا في هذا السياق الى ما تعرض له في السابق بنك انترا، متحدثا عن اوجه الشبه بين من تآمر على “انترا” في السابق ومن يتآمر على لبنان اليوم.

وتوجه الى اللبنانيين بالقول:” هل تريدون ان تكسورا مصرفكم وماليتكم وتخسروا كل شيء او تريدون انقاذ الوضع وتبذلون جهدا لذلك”، قائلا:” نحن كعسكر كنا نذهب الى معركة وكلنا ثقة ان بعضنا لن يعود”. وعن مسؤولية المصارف في هذا الاطار وما حكي عن تهريبها اموال الى خارج لبنان، سأل الرئيس عون من قال ذلك؟ اذا كان ذلك صحيحا سنحاسبها لان المصارف لا حصانه لها في تهريب الاموال.

اضاف: “اما اذا اردنا توصيف واقع الحال وقلنا ان الحكم فاسد والناس فاسدون وكلن يعني كلن، فكيف نحل المشكلة، فلنساعد المصارف على عدم تهريب الاموال بعدم التهافت عليها. وعن اوجه الشبه بين انترا والمصارف اليوم قال :” ان هذه المصارف اصغر وتحطيمها اسهل”.

وسئل الرئيس عون عن القلق الذي ينتاب اللبنانيين من الاوضاع القائمة، فاجاب: “وانا قلق ايضا”، واضاف ردا على سؤال عن الاجراءات الاقتصادية والمالية الاولى الواجب اتخاذها بعد تشكيل الحكومة لكي يطمئن الناس: “يجب على المواطنين العودة الى بيوتهم كي تعود عجلة الحياة الى الدوران طبيعيا في لبنان، وتتحمل الحكومة مسؤولياتها وتعمل بهدوء وليس في الظلمة. وفي الوقت عينه يعود الجميع الى اعمالهم. ولكن ان تقول لي اننا سنبقى في الشارع ونقفل الطرقات فلا يمكننا ان نوحي بالثقة الى احد ونفقد الثقة ببعضنا البعض ومع العالم ايضا.”

اضاف: “علينا ان نعود الى الحياة الطبيعية كي تثق الناس بنا. لقد اخذنا بالاعتبار ما يريده الناس وسننفذه. واذا لم يكونوا يريدون تصديقنا فإانهم يضربون الوطن بالخنجر، وهذا لا يحصل في العالم. بالثورة نحن لن نذهب.”

وسأل: “هل انا وحدي من سأعطيهم حقوقهم؟ ألست بحاجة الى حكومة تبدأ بأخذ اجراءات ويقوم المجلس النيابي بدوره؟ هذه هي الحياة البرلمانية عندنا. هل يريدون ان نغيّرها؟ هذا مشروع طويل يجب ان يحظى بموافقة الشعب اللبناني على الاصلاحات المنادى بها.”

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك من مساعدات مالية ستأتي في حال تم تشكيل الحكومة، اجاب: “لا يمكنك ان تضعني ضامنا لكل ما سيحصل. هناك وعود ستنفذ. ونحن سنعمل كي ننقذ انفسنا بانفسنا. وشرط نجاح هذا الامر هو عودتنا الى العمل معاً واصلاحنا للامور معا. اما شعار: كوني فكانت، فليبحثوا عنه في عالم آخر.

وعن مواجهة الفساد، لفت الرئيس عون الى ان مواجهة الشعب له انتهت وبدأت مواجهتنا له، واطلب منهم الدعم في هذه المواجهة.

وعما اذا كانت الحكومة المقبلة ستكون قادرة على المواجهة وتحمل صفة حكومة العهد بعد استقالة الحكومة السابقة، اجاب: ” العهد غير متمثل بي فقط، فهناك مجلس نيابي ومجلس وزراء، واذا فقدنا التنسيق بين اعضاء الحكومة لن تكون منتجة، ومواجهتنا ستكون مع من لا يرغب في العمل”.

وردا على سؤال حول ثقته بالجيش وطريقة تعاطيه مع التظاهرات التي حصلت وحمايته للمتظاهرين، اكد الرئيس عون ان قطع الطرق على المواطنين فيه خروج عن العهد الدولي، “وهو ما ابلغته للسفراء اليوم، فهناك حقوق لاكثر من ثلاثة ملايين ونصف بحرية التنقل، وكان يمكننا استعمال القوة والعنف ولكننا اخترنا ان نعالج المسألة بهدوء، الا انه حصل صدام بين المواطنين ومن يقطع الطريق، وكادت الامور ان تتطور الى الاسوأ قبل ان يقتنع المتظاهرون بفتح الطرقات. وانا لدي ثقة بالمؤسسة العسكرية”.

وسئل عما اذا كان يثق بقائد الجيش، استغرب رئيس الجمهورية هذا السؤال وأجاب: هذا الامر غير مطروح بالنسبة اليّ.

وعن الوساطة الفرنسية المطروحة، اعلن الرئيس عون ان احداً لم يتحدث معه في هذه المسألة، والموفد الفرنسي طلب موعداً وحدد يوم غد. وسئل عن امكان ربط الوساطة بالافراج عن اموال مؤتمر “سيدر”، فأجاب: “يختلف الوضع ما اذا كانت رسالة ام تهديداً ام اطلاعا.”

وعما اذا كان لبنان امام خطر مواجهة او على مشارف حلول سياسية واقتصادية، توجه الرئيس عون الى اللبنانيين بالطلب اليهم عدم التصرف بشكل سلبي بصورة دائمة، وخصوصاً للذين يشاركون في الحراك “لان السلبية ستؤدي الى المثل وقد نصل الى صدام داخلي بين اللبنانيين، وهذا ما لا يجب ان يحصل. الجميع دعمكم في مطالبكم، ولكن اذا استمر الاسلوب نفسه في التعاطي، فستضربون لبنان ومصالحكم والجميع. وانا اضعكم امام هذا الخيار، ونعمل ليل نهار للخروج من هذا الوضع، فإذا استمريتم بهذا الاسلوب، سنصل الى نكبة، ولكن يمكننا تصحيح الامور اذا ما اوقفتم تحرككم في الشارع، وعدتم الى عملكم والحياة الطبيعية”.

 

عون يطلب المدد العربي والدولي والحراك يرفض لقاء موفد فرنسا

المشاورات تراوح مكانها ولا مؤشرات عن قبول "حزب الله" حكومة اختصاصيين

إضراب المصارف مستمر وموظفو قطاع الخلوي أعلنوا توقفهم عن العمل

وزير الخارجية الروسي: فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط في لبنان …أمر غير واقعي

السنيورة: رئيس الجمهورية يتصرف وكأنه ينتمي إلى عهد ما قبل الطائف

الخليل : 26 يوماً مضت على انبلاج فجر الانتفاضة… وما زالت مساحاتها تتسع

بيروت ـ”السياسة” /12 تشرين الثاني/2019

 لم يهدأ الثوار منذ السابع عشر من الشهر الماضي، وبقيت الساحات على ثورياتها من دون كلل أو ملل، حتى تحقيق بقية المطالب التي وضعها المنتفضون في كل المناطق اللبنانية، على وقع مشاورات سياسية لم تفض إلى نتائج حاسمة على صعيد تشكيل حكومة جديدة ترضي المتظاهرين وتلبي طموحاتهم.وعرض رئيس الجمهورية ميشال عون، الاوضاع الراهنة في البلاد في ضوء المستجدات، لوفد سفراء دول مجموعة الدعم الدولية للبنان (ISG) الذين استقبلهم، أمس، في قصر بعبدا.

وشرح الرئيس عون للوفد وجهة نظره من الظروف التي يمر بها لبنان وموقفه من التطورات السياسية والامنية والملابسات التي رافقت استقالة الحكومة والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة تعمل على تحقيق الورقة الاصلاحية التي تبنتها الحكومة المستقيلة.

وتطرق الرئيس عون الى المطالب التي رفعها الحراك الشعبي وموقفه منها، والقوانين الاصلاحية التي تقدم بها منذ كان نائبا والتي اعاد التأكيد عليها مؤخرا.

واعرب السفراء اعضاء الوفد عن دعم دولهم للبنان في هذه الظروف التي يمر بها، مركزين على اهمية تشكيل حكومة جديدة لمواكبة التطورات.

وعرض الرئيس عون لسفراء الدول العربية المقيمين في لبنان الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة، مطالبا بمساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني مجدداً.

وفي السياق، قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، إن “الوضع المالي والاقتصادي بلبنان حرج، والحكومة لا يمكن أن تنتظر أكثر من ذلك لمعالجته”.

وأضاف: “أن حكومة جديدة تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة ستكون في وضع أفضل لطلب المساعدات الدولية”.

ودعا إلى “إجراءات تمنح الشعب اللبناني الثقة وتضمن الحفاظ على مدخراته”، داعيا إلى “اختيار رئيس الوزراء المقبل على وجه السرعة، ولتشكيل حكومة جديدة سريعاً، تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة”.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، “تأييد روسيا لمحاولات رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، تشكيل الحكومة”.

واعتبر خلال منتدى السلام في باريس، أنّ “فكرة تشكيل حكومة تكنوقرط هي أمر غير واقعي”.

وسط هذه الأجواء، لا تزال الاتصالات قائمة على خط ايجاد مخرج للازمة القائمة، وفي هذا الاطار سجل لقاء، أمس بين رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ووزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل في بيت الوسط، تلاه لقاء آخر بين باسيل ومسؤولين في حزب الله، دون بروز مؤشرات عن قبول “حزب الله” بحكومة اختصاصيين حتى الآن .

وتحدثت المعلومات عن احراز تقدم قد يؤدي الى ايجاد حل وتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، لكن دون حسم الموضوع لمصلحة الرئيس الحريري .

وفي الخصوص، قال الرئيس فؤاد السنيورة، ان “رئيس الجمهورة مازال يتحدث لغة لا يفهمها أولئك الشباب، لا بل وأكثر من ذلك، فإنّ فخامة الرئيس يتصرف وكأنه ينتمي إلى عهد مضى أي إلى ما قبل اتفاق الطائف لأنّ الدستور والتي تعدلت نصوصه بعد اتفاق الطائف وأصبحت مختلفة عما كانت عليه قبل اتفاق الطائف”.

ولفت السنيورة إلى أن ، “لبنان يعاني من أزمة خانقة، وهي ليست وليدة السنوات الثلاث الماضية وان كانت قد تفاقمت كثيراً خلال هذه السنوات الثلاث، في الواقع هي وليدة استعصاء طويل مارسته القوى الحزبية المسيطرة في لبنان والتي هي بمعظمها أحزاب طائفية ومذهبية وميليشياوية مارست الامتناع عن الموافقة على القيام بالإصلاحات الضرورية واللازمة من أجل استنهاض الاقتصاد اللبناني”

وتابع السنيورة : “انه وبسبب هذا الامتناع عن إجراء الاستشارات من قبل الرئيس، أصبح يتعدى هذه الأمور الدستورية ويصل إلى موضوع المسّ بالاستقرار المعيشي للبنانيين بسبب دقة وحراجة الأوضاع الاقتصادية والمالية”. توازياً، وفيما يبدأ مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، محادثاته اليوم مع عدد من المسؤولين اللبنانيين لحل أزمة تشكيل الحكومة، اعتذرت “بيروت مدينتي” عن تلبية الدعوة التي وجّهت لعدد من أعضائها، للقاء الضيف الفرنسي بناء على طلبه .

وأوضحت “بيروت مدينتي” في منشورٍ على صفحتها الرسمية عبر “فيسبوك” أن “هذه الخطوة تاتي انسجاماً مع إيمانها المطلق والثابت بسيادة الدولة اللبنانية وأنّ هذه الثورة هي ثورة اللبنانيات واللبنانيين حصراً”.

وأشارت الى انه “انطلاقاً من قناعتنا بأننا ملتزمون وقادرون على بناء دولة من دون أي “مساعدة” أو وساطة أو تدخل خارجي، وأن مطالب الناس والثوار واضحة لا حاجة لتفسيرها خارج الشارع والساحات”.

وتعليقًا على ما يتم تداوله عن دعوة السفارة الفرنسية في بيروت لمجموعة من “ممثلي الانتفاضة الشعبية”، أكَّد “حراك صور”، رفضه المطلق “لأي لقاءات مشبوهة تدعو اليها السفارات الأجنبية وذلك إستنادًا إلى مبدأ “عدم التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية”.

كما شجب الحَراك، “أي تلبية من قبل أي مجموعة او فئة تدعي تمثيل الثورة اللبنانية لهذه الدعوة، مؤكدًا، أنّ “الثورة لا ممثل لها سوى المواطنين اللبنانيين الذين غصّت بهم الساحات”.

ولفت “حراك صور”، الى أنّ “مثل هذه اللقاءات تشوه صورة الثورة الصادقة و الوطنية و تعطي ذرائع للفاسدين في السلطة بهدف شيطنتها و تأليب الرأي العام عليها”.

من جهته، أكد النائب انور الخليل في رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية، أنّ “26 يومًا مضت على انبلاج فجر الإنتفاضة وما زالت مساحاتها تتسع وكذلك اتساع القطاعات المختلفة التي تلتحق بها، كل ذلك وليس حتى اليوم من وجود لحكومة تتعاطى مع مطالب الحراك الشعبي وعشرات الآلاف غيرهم من المواطنين الذين يؤيدونه، وإن لم يلتحقوا بالساحات”.

وأضاف: “رسالتي هذه أوجهها الى فخامة رئيس الجمهورية، المعني الأول بتحريك عملية تأليف الحكومة بالبدء بالخطوة الأولى التي أوجبه الدستور بها في المادة 53، الفقرة 2 منه، والتي تنص “يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استنادا الى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها. أصبح لكم 13 يوما بعد تقديم رئيس مجلس الوزراء استقالته الخطية ولا تزال البلاد من دون تحديد موعد لبدء الإستشارات الملزمة”.

وقال عضو “كتلة التنمية والتحرير”، “استمعنا البارحة الى مؤتمر حاكم مصرف لبنان، وباختصار شديد، فقد وضع حراجة الوضع الإقتصادي، المالي والمصرفي الى عدم الاستقرار السياسي، وأزيد على ذلك تخفيض ثلاثة اكبر مصارف لبنانية في تصنيفها، وموقف ممثل البنك الدولي في لبنان من الضرورة الملحة لقيام حكومة ضمن هذا الاسبوع وذلك لتحاشي تردي الأمور جميعها الى ما هو أسوأ”.

وشهد اليوم السابع والعشرون للحراك الشعبي، أمس، اقفالا موقتا للعديد من الطرقات في بيروت وضواحيها وفي بعض المناطق، لكن تم التركيز على الاعتصام امام العديد من الادارات والمؤسسات الرسمية، ولاسيما وزارة التربية وقصور العدل في بيروت وزحلة وصيدا وصور، وامام العديد من المصارف وشركتي الهاتف الخلوي، اللتين نفذ العاملون فيهما اعتصاما ايضا احتجاجا على عدم تلبية وزير الاتصالات محمد شقير مطالبهم.

كما اعتصم عدد من المحتجين امام عدد من محلات الصيرفة وعملوا على اقفالها احتجاجا على التلاعب بسعر صرف الليرة بالنسبة للدولار.

ونفّذ موظفو المصارف إضراباً مفتوحاً، والذي سيستمر اليوم، فأقفلت أبواب المصارف لليوم الثالث على التوالي بعد إعلان جمعية المصارف اقفال الفروع يومي السبت والإثنين بمناسبة عيد المولد النبوي.

وعمد مجهولون الى رش زجاج الATM لفرع بنك عودة في الرابية بعبارة: حرامي. وكانت نقابة موظفي المصارف قد اعربت في وقت سابق عن تخوّفها من حصول اشكالات في المصارف بسبب الإجراءات المالية التي يفرضها مصرف لبنان الامر الذي دفعهم لاعلان الاضراب المفتوح. وفي هذا الاطار، اشار رئيس نقابة موظفي المصارف في لبنان اسد خوري ، الى “ان ادارات المصارف تضع الموظفين بوجه الزبائن ولن نكون بخير في ظل الشروط المفروضة علينا والاضراب لاتّخاذ اجراءات في هذا الوقت الصعب”.

واوضح “اننا سنعلن تعليق الاضراب اذا تحقّق أحد مطالبنا، الاول استعادة الثقة واعادة تكوين السلطة السياسية، او اذا اصدرت جمعية المصارف تعاميم لمدراء المصارف للتعامل مع الزبائن بشكل مقبول”.

كما اكد ان ماكينات الصرف الآلي ستزود الناس بالنقد رغم الإضراب.

وأكدت مصادر جمعية المصارف ، بعد اجتماعها مع اتحاد نقابات موظفي المصارف أن “المصارف ستتابع مع المسؤولين الظروف المؤاتية لاستئناف العمل في القطاع المصرفي”.

من جهتها، قررت نقابات موظفي المصارف الاستمرار بالاضراب وبالتالي بالمطالب ألا وهي الامن للموظفين وآلية واضحة للموظفين كي تتوضح كيفية تعاملهم مع العملاء في ظل هذه الظروف الاستثنائية.كذلك، بدأ موظفو الشركتين المشغلتين لقطاع الخلوي “ألفا” و”تاتش” إضرابهم المفتوح، فتوقفوا عن العمل في المراكز الرئيسية للشركتين، وفي المناطق.

وحضر الموظفون الى أماكن عملهم، لكنهم اعتصموا خارجها، رافعين شعارات مطلبية تدافع عن حقوقهم.

وطالبوا وزارة الاتصالات بالاستجابة لمطالبهم التي لخصوها بالآتي:”عدم حسم 30 في المئة من مدخولهم السنوي، توقيع عقد العمل الجماعي وضمان استمرارية عملهم في أي عقود إدارة أو خصخصة أو أي من أي نوع كانت”.

وتوقفت كل الخدمات التقنية والمالية والتجارية في الشركتين، كما توقفت مراكز خدمات الزبائن (111) عن العمل، وكل وسائل التواصل الاجتماعي عن الرد على المشتركين، وكذلك مراقبة الشبكات وخدمات الدعم التكنولوجي، كما امتنع الموظفون عن تغذية السوق بحاجاتها من الخطوط وبطاقات التشريج.

إلى ذلك، إدعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم على رئيس دائرة الصرفيات بالإنابة في بلدية بيروت بجرم التزوير وإختلاس أموال عامة، وأحال الملف الى قاضي التحقيق الأول في بيروت.

وأصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور قرارا ظنيا في حق أ.ز وهي موظفة في دائرة مالية بعبدا العقارية بجرم إلتماس رشى وإستغلال الوظيفة وذلك وفق جنحة المادة 351 وجناية المادة 352 عقوبات. وأحال القاضي الملف الى محكمة الجنايات.

وعاودت صهاريج نقل المحروقات نقل المشتقات النفطية من مستودعات التخزين في الدورة بعد الاشكال الذي حصل، والذي حال دون خروج الصهاريج من المستودعات المذكورة الى مختلف المناطق، بعد استئناف الشركات المستوردة للنفط عمليات التسليم بطريقة عادية.

 

عوائل شهداء الجيش ترفض العفو عن قتلة أبنائهم

بيروت – “السياسة” /12 تشرين الثاني/2019

 أعلنت عوائل شهداء الجيش والقوى الأمنية المسلحة، عدم اهتمامها بقانون العفو العام لا من قريب ولا من بعيد إلا في ما خص الدفاع عن شهدائنا الأبرار ومعاقبة الإرهابيين. وقالت في بيان أمس، “نحن لسنا مع معاقبة أحد بسبب أفكاره أو معتقداته ولكننا ضد إعفاء القتلة الإرهابيين من العقوبة العادلة تحت أي عنوان”. واضافت “نرى أنه في مشروع قانون العفو العام هناك ثغرات كبيرة يستطيع فيها الكثير من القتلة الإرهابيين الإفلات من العقوبة وعلى سبيل المثال: الاستثناء من العفو لم يشمل من تسبب بجرح أو إعاقة مدني أو عسكري واكتفى باستثناء من قتل مدني أو عسكري، والاستثناء لم يشمل ناقل السلاح والذخيرة الى الإرهابيين واكتفى بناقل المتفجرات ومصنعها، والاستثناء لا يشمل المخطط والمحرض والممول وناقل السيارات والانتحاريين، كما أن الاستثناء لم يشمل الإرهابيين قيد الملاحقة خلافا” لأصول المحاكمة الجزائية”. وتابغت “لم يتطرق المشروع الى الإرهابين المحكومين غيابيا والفارين منهم”، مطالبة المجلس النيابي أن يكون الاستثناء شاملا لكل الجرائم الإرهابية واضحا وجليا وليس قابلا لمتغيرات متعمدة تؤدي الى خروج أغلب الإرهابيين من السجون، مشددة على أن دم أبنائنا أغلى من التسويات والوساطات والإرهابيون يجب أن يدفعوا الثمن. واختتمت، “لا للعفو عن قتلة شهدائنا… بل نطلب الإعدام وثم الإعدام”.

 

«سيدة الجبل»: واجب اللبنانيين مواكبة ودعم الثورة

بيروت -“السياسة” /12 تشرين الثاني/2019

 رأى “لقاء سيدة الجبل”، أن الثورة التي انطلقت يوم 17 اكتوبر حققت أربعة أهداف في أقلّ من شهر، وهي استقالة الحكومة، واقفال مجلس النواب واجباره على تعديل جدول اهتماماته، وإرباك حزب الله، وانتزاعها اعترافا دوليا.

وشدد “اللقاء”، على إن واجب اللبنانيين هو مواكبة ودعم هذه الثورة المباركة التي انتزعت شرعية أهلية وشعبية أكيدة في وجه سلطة منتخبة دستورياً، إنما فاقدة للشرعية الشعبية، محييا، “سلمية الثورة وحفاظها على الوحدة الداخلية”، ومؤكدا على أنه “ليس من مسؤولية الثورة ابتكار الحلول وإنما من مسؤولية السلطة”.

 

الهيئات الاقتصادية تدق ناقوس الخطر وتستعجل الحكومة

بيروت ـ”السياسة” /12 تشرين الثاني/2019

في إطار اجتماعاتها المفتوحة، عقدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيسها الوزير محمد شقير بمشاركة أعضاء الهيئات، تم خلاله متابعة الأوضاع المستجدة في البلاد لا سيما ما يتعلق بالحراك الشعبي وتفاقم الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية وضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن.

وبعد جولة مناقشات مطولة، أصدر المجتمعون بياناً عبروا فيه عن قلقهم وخوفهم الشديدين من استمرار المراوحة في الواقع السياسي وعدم حصول أي خرق ايجابي على هذا المستوى رغم مرور اسبوعين على استقالة الحكومة، في وقت تنزلق فيه البلاد الى مزيد من التأزم والاستنزاف.

وعبرت الهيئات الاقتصادية عن ارتياحها للمواقف التي اعلنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامه والاجراءات التي حددها لتسيير أمور الناس والمؤسسات والقطاعات الاقتصادية.

وأشارت الى أنها “تتطلع الى حسن تطبيق هذه الاجراءات من قبل المصارف التي توفر الحد الأدنى المطلوب لاستمرار الدورة الاقتصادية والانتاجية في البلاد، وهذا أمر تعتبره الهيئات أحد أبرز الركائز للحفاظ على اقتصادنا الوطني، لا سيما استمرار المؤسسات وديمومة عمل الموظفين، مؤكدة انها ستكون على الدوام داعمة لكل قرار أو اي اجراء ايجابي يخدم مصالح البلاد العليا”.

وعبرت الهيئات الاقتصادية عن دعمها وثقتها بالقطاع المصرفي اللبناني الذي يلعب دوراً مركزياً في الحياة الاقتصادية وإعادة انتظامها.

وأعادت الهيئات مطالبتها القوى السياسية بالذهاب فورا الى تشكيل حكومة تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني ومجتمع الأعمال، وتكون قادرة على مواجهة التحديات الهائلة ومعالجة الازمات وتعيد الثقة بلبنان في الداخل والخارج.

وفي السياق، أكد رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، “اننا نقترب من دائرة الخطر والتأخر في المعالجة سيؤدي الى الانهيار الشامل ونناشد جميع القوى السياسية الى التضامن لانتاج حكومة بأسرع وقت ممكن”.

وأكد ان الأسواق اللبنانية ستتعرض لفقدان مواد أساسية إذا لم تتعاون المصارف معنا.

 

“تويتر” يقفل حساب جواد نصرالله… وجنبلاط مغرداً: مع السلامة

بيروت ـ”السياسة” ”/12 تشرين الثاني/2019

 أقفل “تويتر” حساب نجل الأمين العام لحزب الله جواد نصرالله، وذلك ضمن خطته لمكافحة “الإرهاب”. وكانت واشنطن صنفت “جواد” بأنه “إرهابي عالمي”، واصفةً إياه بـ “القائد الصاعد” لحزب الله”. وكان “تويتر” أقفل قبل أيام حساب قناة “المنار” التلفزيونية الناطقة بلسان “حزب الله” . وتعليقاً على قرار “تويتر”، بإقفال حساب نصرالله، كتب النائب السابق وليد جنبلاط عبر “تويتر”، عبارة “مع السلامة”، ثم عاد وحذفها.إلى ذلك، نظم “حزب الله” مسيرة وعرضا عسكريا من دون أسلحة في بعلبك، لمناسبة “يوم الشهيد”، انطلقت من أمام مسجد الإمام علي وصولا إلى “جنة الشهداء”، يتقدمها رئيس اتحاد بلديات بعلبك الدكتور حمد حسن، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، مسؤول منطقة البقاع في الحزب الدكتور حسين النمر، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي ورؤساء اتحادات وبلديات قرى الجوار.

 

وقفة احتجاجية للحراك أمام السفارة الفرنسية: حذار غضبنا ولاحقا سيكون شطب الديون الخارجية على جدول أعمالنا

وطنية - الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

أقيمت أمام السفارة الفرنسية اليوم، وقفة احتجاجية بدعوة من "الحركة الشبابية للتغيير"، احتجاجا على زيارة المبعوث الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، رفضا للتدخل الأجنبي. وتلي خلال الوقفة الاحتجاجية بيان جاء فيه: "لا أهلا ولا سهلا بممثل الخارجية الفرنسية، لا أهلا بممثل الدولة التي احتضنت ورعت مؤتمرات باريس 1 2 و 3. والتي أغرقت اللبنانيين بالفساد وهندست السياسات الاقتصادية التي حولت لبنان الى بلد ريعي غارق بالديون. لا أهلا ولا سهلا بدولة الإنتداب التي ارست نظاما طائفيا عفنا جعل من لبنان ساحة مكشوفة ومنقسمة. لا أهلا ولا سهلا بممثل فرنسا الدولة التي تختطف المناضل جورج ابراهيم عبد الله في سجونها بتهمة المقاومة ومواجهة الإحتلال. يأتي اليوم مدير دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا ليبحث مع مسؤولين لبنانيين في وضع التظاهرات في لبنان". وأضاف البيان: "الا تعلم الخارجية أن عهد المفوض السامي ولى، وأن اللبنانيين لا يقبلون إملاءات الدول الأجنبية، ولا يرحبون بتدخلاتها التي تريد أن تجعل من بلداننا اسواقا تابعة، وتريد اغراقنا بالديون لتصبح دولنا مفلسة وتحت رحمة صندوق النقد والدول الدائنة. وبالتالي تأتي لنهب ثرواتنا واجبارنا على تنفيذ سياسات تمس بسيادتنا وكرامتنا الوطنية. بحسب التسريبات التي صدرت فإن المبعوث الفرنسي يريد أن يعلن لمن يلتقيهم أن أموال سيدر مرتبطة برؤيتهم وإملائاتهم". وأضاف: "لهذا المبعوث ولغيره ممن يظنون أنهم بتدخلاتهم يبتزون الشعب اللبناني بمؤتمر سيدر الذي يهدف الى زيادة الديون على اللبنانيين نقول: لا نريد ديونكم لقد رفعت انتفاضتنا منذ اليوم الأول بند إستعادة الأموال المنهوبة من الدولة ومن جيوب المواطنيين. وهذه الأموال كفيلة بإنتشال وضعنا الإقتصادي وبدلا من أن تأتوا لتغرقونا بالديون، إحذروا من غضب شعبنا، ففي المراحل المقبلة سيكون بند شطب الديون الخارجية على جدول أعمالنا". وتابع: "نعرف دوركم وأهدافكم وأطماعكم في بلادنا، فلا تتوهموا إستغلال إنتفاضتنا، فهي ضد التبعية والإستعمار والنهب الذي ترعاه سياسة بلادكم.إن دولة مثل فرنسا تخضع للإملاءات الأميركية في عدم الإفراج عن المناضل البطل جورج إبراهيم عبدالله، لا يحق لها أن تأتي لتقديم حلول لقوى السلطة مستغلة إنتفاضة شعبنا وركوب موجتها". وأكد البيان أن "أي قوة أو فريق يدعي تمثيل الإنتفاضة في الشارع، ويقبل البحث في الشؤون الوطنية مع أمثال هؤلاء هو خائن لتطلعات شعبنا وإنتفاضته والشارع منه بريء. في هذه الوقفة نوجه كلمتنا ايضا الى مجموعة رجال الأعمال والسماسرة، المنضويين تحت مسمى (كلنا إرادة)، هؤلاء الليبراليون الجدد الذين يريدون سلب الشعب اللبناني مقدراته وفرض سياسات إقتصادية تعمق الأزمة القائمة، نقول لكم: سنكون في المرصاد لسياستكم ولن نسمح لكم بإستغلال جهدنا لقلب الطاولة علينا عيوننا ساهرة وخططكم واضحة". وختم البيان: "إن إنتفاضتنا ترفض التدخل الخارجي الوقح، ولا تقبل تدخل فرنسا ولا وساطتها والتي تأتي بعد ايام على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وتؤكد قدرة اللبنانيين على تحقيق تطلعاتهم الوطنية والسياسية بعيدا من مؤامراتكم".

 

الراعي: نحن من يقرر ماذا نريد ولا ننتظرن حلولا من الخارج قد لا تصل ابدا والشعب هو الميزان الاساسي لكل دولة

وطنية - الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019 

القى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأملا روحيا في مستهل صلاة المسبحة الوردية مساء اليوم في كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي تناول فيه ثلاث نوايا:"الاولى، كي يلهم الرب المسؤولين كي يتحملوا مسؤولية حل الازمة السياسية التي هي باب الحل للازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية والتي لا تخفى خطورتها على احد. وان يتصرفوا بتجرد اي ان يضعوا جانبا المصالح الشخصية والفئوية ويقدموا الصالح العام قبل كل شيء. ومع الاسف لا تزال هذه المصالح تطغى على مصلحة لبنان وشعبه وكيانه والدولة ومؤسساتها. الثانية: على نية الشعب اللبناني، ضحية هذه الازمة الذي يصرخ معبرا عن المه ورفضه للواقع المرير. الثالثة: كي يتحرر المسؤولون في لبنان من الكباش الاقليمي والدولي". وحذر الراعي "من السقوط في نزاعات "شد الحبال"، الاقليمية والدولية، الحاصلة اليوم في الشرق الاوسط، ولبنان ضحية فيها"، وقال: "نناشد اللبنانيين الا يكونوا في قبضة اي من الدول وان يخرجوا من هذا الكباش الدولي ويعرفوا اين هي مصلحة لبنان، وألا ينتظروا مصالح الدول التي تقيدهم لمصلحتها، فنحن من يقرر ماذا نريد، ولا ننتظرن حلولا من الخارج قد لا تصل ابدا". وختم: "لدينا افضل علامة لكي نجد الحلول، فالحل هو الحراك الشعبي والشبابي الصادق، لان الشعب هو الميزان الاساسي لكل دولة."

 

التيار المستقل: لحكومة من المجلس العسكري وضباط متقاعدين تضم 12 وزيرا

وطنية - الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019

 عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري برئاسة رئيسه النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيانا لفت فيه الى انه "على وقع استمرار ثورة الشعب اللبناني المنتفض على ظلم طبقة حاكمة أغرقته بالديون حتى جاع، وبالفساد حتى انهار، وبرعاية سلطة تعيش في نعيم البذخ وبحبوحة الرخاء على حساب الفقراء المحرومين الهواء النظيف، والماء والكهرباء والرغيف، سلطة (...) تشاهد ما حولها يحترق ويغرق ولا يهتز لها جفن، سلطة فقدت كل مقومات الشرعية الشعبية بفعل حراك رجال الشارع ونسائه وابنائه بالقبضات المرفوعة والدموع الحالمة لاستئصال الورم السرطاني الخبيث".

وأضاف: "بفعل ثورة الشعب المليونية وشعاراتها الوطنية النابذة للمذهبية والحزبية، وحتى المناطقية، طيلة شهر تقريبا فقدت الثقة بين السلطة والشعب، وأجبرت الحكومة على الاستقالة ومنع انعقاد المجلس النيابي فتعطل عمل العهد الملقب بالقوي".

وتابع: "من أجل انقاذ الوطن، دعا المجتمعون السلطة الى تشكيل حكومة عسكرية من المجلس العسكري وبعض الضباط المتقاعدين من اصحاب الاختصاص، على ألا يتجاوز عددهم 12 وزيرا يعملون لمدة لا تتجاوزالسنة الواحدة، تنكب على تنفيذ مطالب الشعب الثائر، في سلم أولوياتها تطبيق قانون "من أين لك هذا؟" لاستعادة الاموال المنهوبة وتحقيق العدالة والنهوض بالمشاريع الانمائية: النفايات والكهرباء والنفط، واجراء انتخابات نيابية مبكرة لاعادة تكوين السلطة".

واعتبر المجتمعون أن "عودة "حزب الله" الى لبنان افضل من ادخال الصين وايران الى الارض اللبنانية، وهي التي تخوض حربا باردة مع الولايات المتحدة لا تخدم مصلحة لبنان بل تستحضر مزيدا من الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية البغيضة في زمن تغص ساحاتنا بثورة كبرى لمصلحة لبنان الواحد المستقل، قلما شهدها لبنان". وذكر المجتمعون بـ"ما سبق لهم ان طالبوا به مرارا وتكرارا بحسنات انتقاء رئيس جمهورية حيادي من خارج 8 و14 آذار وبحكومة حيادية من التكنوقراط بما يشكل سلطة تنفيذية بعيدة من المحاور الاقليمية او الدولية، والا فلبنان يصبح ساحة عراك لقوى هذه المحاور الخارجية ويتعرض للدمار الشامل".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 12 و 13 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

فخامة الرئيس عون.. رجاء استقيل رحمة بلبنان وباللبنانيين وشفقة على ما بقي من تاريخك المشرّف الذي أنت نحرته

إطلالته غير موفقة للرئيس عون.. الأنا والغربة عن الواقع ونظرية المؤامرة  وورقة التفاهم مع حزب الله هي الغالبة

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80483/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82/

 

خطاب السيد نصرالله: استكبار وفرمانات وفرسنة وهروب إلى اليمن وآبار بترول الملالي

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80459/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7-2/

 

From 2006 Archive/Michel Aoun: A psychotic Lust For The Presidency

Elias Bejjani/December 22/06

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.english06/aoun.elias9.e.21.12.06.htm

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 12-13/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 27th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 12-13/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80495/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-12-13-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-27th-day/

 

 

ثورةُ «البِشارة اللبنانيّة».. ما كان سيَجْترِحُه بشير الجميّل سنةَ 1982، لو ظلَّ حيًّا، يطالبُ به الشعبُ اليوم.

سجعان قزي/الجمهورية/12 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80472/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%90%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%88/

إذا الحُكمُ يومًا أرادَ العِناد فلا بُدَّ أنْ يَسْتثيرَ البلد...

فكانت هذه الانتفاضةُ بمفهومِها العِلميّ، أو الثورةُ بمفهومِها الوِجداني.

 

ثورة الشعب المسكين

جورج يونس/12 تشرين الثاني/2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/80468/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%83%d9%8a%d9%86/