LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/ربي نجي لبنان من وصولية وذمية من هم من خامة مروان شربل

الياس بجاني/نديم قطيش في حلقة “DNA” رائعة..هي عملياً ستربتيز، يعني تزليط وتعرية وفضح وتسفيه للعقول المرتي التي تدير وتوجه وتتحكم بمحطة تلفزيون العهد القوي ال OTV…التحفة.

الياس بجاني/شربل نحاس لحس كلامه عن حزب الله وعن رش الرز بالجنوب ع الجيش الإسرائيلي.

الياس بجاني/برنامج مرسال غانم "صار الوقت"  يسوّق لصنمية ودكتاتورية وأدوار أصحاب شركات الأحزاب في لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

“ريتا ما تخافي”… وشُفيت بشفاعة مار شربل!

احتفال بذكرى ميلاد بشير الجميل في ساحة ساسين

مداخلات ومقابلات من محطات تلفزيونية لبنانية وعربية تتناول الحراك اللبناني الشعبي من جوانبه كافة

فيديو مداخة لكاتب الصحافي طوني ابي نجم من قناة الحدث

فيديو مداخة الكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

فيديو مداخة للمتخصص في شؤون الأعلام الدكتور وليد فخر الدين من قناة الحدث

فيديو مداخة للكاتب الصحافي يوسف دياب من قناة العربية

فيديو مداخة لكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة العربية

خطاب نصرالله غداً… تسهيل أم تعقيد؟

الحريري: أريد حكومة خالية من الوجوه الحزبية

ماذا يريد جعجع؟...رفض مساعدة بومبيو ورجاله يتجولون في واشنطن

الطفيلي يتهم خامنئي بـ«حماية الفساد في العراق ولبنان»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/11/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ضو يكشف عن "عملية مشبوهة" لـ حزب الله

"عصر إيران": المتشددون مسؤولون عن حرق القنصلية في كربلاء

بيان للمكتب الإعلامي لحاكم مصرف لبنان.. ماذا فيه؟

بعد خصم 40% من رواتب الموظفين .. دعوة لإقفال المطعم!

أزمة وقود وتهافت على شراء المواد الغذائية في البقاع الغربي وراشيا

الاحتجاجات في يومها الخامس والعشرين... مطالب بحكومة "استثنائية" وانتخابات مبكرة

بسبب سلاح " الحزب ".. مشادة كلامية بين جو معلوف وهادي شرارة

جيفري فيلتمان عن التطورات اللبنانية: تصدّعات على واجهة حزب الله... وتباعد بين وكلاء إيران وسوريا في لبنان

إجراء تعسفي بحق الموظفين.. ودعوة لمقاطعة "بول"

لبنان يتأرجح بين عودة الحريري أو المواجهةLحفظ الاستقرار النقدي أولوية... ومظاهرات في «أحد الإصرار»

 أزمة لبنان تصل إلى طريق مسدودة... و«حزب الله» «لن يقدم تنازلات»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تبرؤ جماعي من «اتفاق» فض احتجاجات العراق والمرجعية وتيار الصدر والرئاسات الثلاث «ضد» استخدام القوة... واستمرار المواجهات

تصعيد أمني ضد الاحتجاجات في العراق بعد «تفويض» سياسي لعبد المهدي لإنهائها ومصادر كشفت عن تدخل سليماني مع الصدر ونجل السيستاني لدعم رئيس الوزراء

واشنطن: إما تتخلص تركيا من منظومة الصواريخ الروسية وإما تواجه عقوبات

سباق دوريات» شرق الفرات لرسم مناطق النفوذ الجديدة

أميركا تعود إلى مناطق انسحبت منها... وروسيا تعيد الحكومة السورية إلى حدود تركيا... وأنقرة تسيطر على ما يساوي «نصف لبنان

 قائد «سوريا الديمقراطية» يحذر من «تغيير ديمغرافي» شرق الفرات/مظلوم عبدي أعلن فرار 30 ألف مدني من مناطق وقف النار

آلاف يتظاهرون ضد الإسلاموفوبيا في باريس ويثيرون جدلاً عنيفاً

بعد 3 أسابيع من الاحتجاجات... الرئيس البوليفي موراليس يعلن استقالته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بوغدانوف إلى لبنان... مع "نظريّة" السلطة ومحور "الممانعة"؟/ألان سركيس/نداء الوطن

الإنتفاضة "تهزّ" الطوائف... و"الثنائيّة الشيعيّة" بالمرصاد!/علي الأمين/نداء الوطن

الاختناق السوريّ وما يخشاه "الحزب"/وليد شقير/نداء الوطن

عندما تصير المقاومة حزباً/وجيه قانصو/المدن

الحريري بين ثأر باسيل وهدية حزب الله المسمومة/منير الربيع/المدن

"أحد الإصرار": هتافات برحيل عون ودعوة لمحاصرة مجلس النواب/وليد حسين/المدن

طالبوا بتطبيق القانون.. اسحبوا الملفات من أدراج النيابات العامة/إلهام برجس/المدن

الإصرار الثوري يجمع البقاع الشمالي.. وأحمد قعبور "يناديهم"/لوسي بارسخيان/المدن

من الحرائق إلى الانتفاضة: شعب جديد في ثلاثة أيام/رنا نجار/المدن

رمزي نهرا "زلمة باسيل".. محافظ مزرعة الفساد/جنى الدهيبي/المدن

"الأخوين مرسال وجورج غانم".. الإعلام لتلميع السلطة وتخويف الناس/مكرم رباح/المدن

اسمعوا جيدا.. إنها ثورة/د.منى فياض/الحرة

خطوة طهران التالية... قمع مستعمراتها الجديدة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

آخر علاج العراق كي إيران/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

أعطتهم بيتاً لا خطاباً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لُغم في المشروع الوطنيّ اللبنانيّ/حازم صاغية/الشرق الأوسط

تركيا والأكراد والحقد التاريخي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

ساحات بغداد: «إيران بره بره»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

المحور التركي الإيراني في البوسنة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

عزل... انتخابات... قانون/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هل ستحل شانتال مكان زوجها جبران.. حكومة «تكنوسياسية» برئاسة الحريري ودون باسيل

المطران عوده: لم يعد ممكناً استغباء الشعب.. الأب لا يصمّ أذنه عن سماع أبنائه!

طوني فرنجية: “كلن يعني كلن” لا يخيف الشريف

الحسيني بنداء إلى اللبنانيين في الساحات: لا تنتظروا ممن أسرف في إفقاركم وتفرقة صفوفكم وبث العداء في نفوسكم سوى الشر

رعد في يوم الشهيد: العدل رسالتنا لمن نهض لمكافحة الفساد وسنلتقيه وسط الطريق إن كان صادقا

علي خليل: للاسراع في مشاورات تشكيل الحكومة ومستعدون لاعلى درجات التجاوب مع النيات الصادقة

فضل الله: هناك من يستغل ويستخدم ويضغط من خلال اسعار العملة اللبنانية لتحقيق بعض المآرب السياسية

الراعي: الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة تحظى بثقة الشعب هو حكم على الذات بالانهيار وإسقاط الدولة ولعنة التاريخ

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد

رسالة القدّيس بطرس الثانية03/من01حتى09/:”يا إخوَتي، هذِهِ رِسَالةٌ ثانِيَةٌ أَكْتُبُهَا إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وفيهَا أُوقِظُ أَذْهَانَكُمُ السَّلِيمَة، لكَي تَتَذَكَّرُوا الأَقْوَالَ الَّتي نَطَقَ بِهَا مِنْ قَبْلُ الأَنْبِياءُ القِدِّيسُون، ووصِيَّةَ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ التي سلَّمَهَا إِلَيْكُم رُسُلُكُم. فَٱعْلَمُوا قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَنَّهُ سَيَأْتِي في آخِرِ الأَيَّامِ أُنَاسٌ يَسْتَهزِئُونَ ٱسْتِهْزَاءً، ويَسْلُكُونَ وَفْقَ شَهَواتِهِم، ويَقُولُون: «أَيْنَ الوَعْدُ بِمَجِيئِهِ؟ مَاتَ آبَاؤُنَا، وكُلُّ شَيء، مُنذُ بَدْءِ الخَلِيقَة، بَاقٍ عَلى حَالِهِ!». فَهُم يتَجَاهَلُونَ عَمْدًا أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ القَدِيم، والأَرْضَ قَامَتْ مِنَ المَاءِ وَبِالمَاءِ بِكَلِمَةِ الله، وبِهَا غَرِقَ عالَمُ الأَمسِ بِالمَاءِ فَهَلِكَ. أَمَّا السَّمَاوَاتُ والأَرْضُ في أَيَّامِنَا، فَهِيَ بِالكَلِمَةِ نَفْسِهَا مُدَّخَرَةٌ لِلنَّار، مَحْفُوظَةٌ لِيَومِ الدَّيْنُونَةِ وهَلاكِ النَّاسِ الكَافِرِين. ولكِنْ لا تَجْهَلُوا، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، أَنَّ يَوْمًا واحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلفِ سَنَة، وأَلْفَ سَنَةٍ كَيَومٍ واحِد. إِنَّ الرَّبَّ لا يُبْطِئُ في إِتْمَامِ وَعْدِه، كَمَا يَزْعَمُ البَعْض، بَلْ إِنَّهُ يتَأَنَّى مِنْ أَجْلِكُم، وهُوَ لا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ بَعْضُكُم، بَلْ أَنْ تُقْبِلُوا جَمِيعُكُم إِلى التَّوْبَة”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

تحية ل شيعة لبنان والعراق الثائرين ع دكتاتورية وثقافة الموت والحروب التي يسوق لها نظام الملالي. نجاحهم نجاح في تحرير لبنان والعراق والعكس صحيح

 

كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

الثورة هي على احتلال حزب الله وعلى اغطيته من الطرواديين، جنبلاط، عون وجعجع والجميلين وبري وباسيل والحريري وكل شركات الأحزاب الزفت

 

سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80394/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%b1-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85/

في الشأنين الوطني والسياسي سمير جعجع رجل ذمي ومنافق وهو يناقض نفسه بنفسه ويتلون غب مصالحه وأطماعه السلطوية.

الرجل كان برر فرطه وقتله تجمع 14 آذار ودخوله صفقة الذل الرئاسية الفضيحة والصفقة التجارية بشعار هرطقة ونفاق “الواقعية، وضرورة الإهتمام بالأمور المعيشية.

واعتبر يومها في تبرير استسلامه وتعايشه مع الاحتلال ودويلته وحروبه وحكومته ووزيره الذي “يستعمل ربطة العنق.. كما فذلكت الإستسلام مي شدياق ما غيرها وذلك لتبليع اللبنانيين مداكشته الكراسي بالسيادة، اعتبر يومها بفجور واستعلاء وتخوين لمن عارضه من السياديين والبشيرين بأن حزب الله هو مشكلة إقليمية وليست لبنانية.. واتهم معارضيه بالغيرة منه وقال بوقه الإعلامي بان المعارضين هم هامشيين وعاطلين عن العمل ولا ادوار لهم.

واليوم وبعد أن تعرى هو وباقي شركائه من أصحاب شركات الأحزاب التجارية المرتي، وبعد أن نبذهم الناس وعروه وعروهم من كل مصداقية وذلك من خلال الثورة “وكلن يعني كلن” ..

ها هو مكانك راوح في عقم وعبثية وذل وتعامي رده على وزير خارجية أميركا السيد بومبيو الذي غرد يقول “بأن الشعبين اللبناني والعراقي يريدان استرداد بلديهما بعد أن اكتشفا بأن النظام الإيراني هو قمة في تصدير الفساد متلحفاً بما يسمه ثورة.. وأضاف بومبيو: “لبنان والعراق يستحقان التخلص من تدخلات الخميني وتحديد مساراتهم”.

جعجع تعامى في رده عن القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701، وتعامى أيضاً وعن سابق تصور وتصميم عن وجود القوات الدولية ومهماتها، والأخطر في ذميته أنه تجاهل كلياً الاحتلال الإيراني الذي هو سبب كل مصاعب وكوارث لبنان..

وهو أكثر من يعرف بأن الشعب اللبناني المعارض لإحتلال حزب الله وبعد ان فرط هو 14 أذار فقد من يومها التوازن النيابي والوزاري مع الحزب ومحوره.

كتب جعجع على التويتر شاكراً بومبيو وقائلاً له بأن اللبنانيين قادرين على الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.. وهو بباطنية وخبث وتشاطر بمفهومة الأعوج لم يأتِ على ذكر احتلال حزب الله في رسالة مشفرة يبدو انها تملق وتقديم أوراق اعتماد للحزب اللاهي.. مع أن بومبيو لم يذكر الاقتصاد بل فساد الخميني وتصديره للبنان والعراق.

نسال جعجع كما سأله احدهم على التويترمنذ قليل: بما انك لا تحتاج مساعدة أميركا فلماذا ترسل الوفود الواحد تلوى الآخر إلى واشنطن؟ ع الأكيد الأكيد ليس للتسويق للكبة والتبولة.!!! وصحيح يلي ما استحوا بعد ما ماتو.

في أسفل تغريدتي بومبيو وجعجع نقلاً عن موقع نهارنت.

Geagea Replies to Pompeo Remarks on Lebanon

Naharnet/November 09/2019

Lebanese Forces chief Samir Geagea on Saturday replied to statements made by US US Secretary of State Mike Pompeo about Lebanon. “With great thanks Mr. Pompeo, the Lebanese people need no help to come out of their living, social and economic crisis,” Geagea said in a tweet.

Popmeo had earlier said: “The Iraqi and Lebanese people want their countries back. They are discovering that the Iranian regime’s top export is corruption, badly disguised as revolution. Iraq and Lebanon deserve to set their own courses free from Khamenei’s meddling.”

 

ربي نجي لبنان من وصولية وذمية من هم من خامة مروان شربل

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/2019

مروان شربل، أبو ملحم يقدم الآن على ال MTV اوراق اعتماده لحزب الله ليوزره وهو شرعن سلاحه ونفخ بالعدائية لإسرائيل وتملق للحزب باسلوب مذل. هذا المخلوق هو انتهازي ووصولي وبمية لون.

 

ثورة شعبية تفضح الذميين من مثل مروان شربل

الياس بجاني/09 تشرين الثاني/2019

شربل نحاس قبل السحسوح كان شي وصار بعده شي تاني أما مروان شربل ابوملحم الذمي فمدلوق ع التوزير ولو كل يوم بياكل ألف سحسوح. تعتير

 

نديم قطيش في حلقة “DNA” رائعة..هي عملياً ستربتيز، يعني تزليط وتعرية وفضح وتسفيه للعقول المرتي التي تدير وتوجه وتتحكم بمحطة تلفزيون العهد القوي ال OTV…التحفة.

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80363/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d8%b9%d8%a9-%d9%8a%d8%b9%d8%b1

https://www.youtube.com/watch?v=n0udqCCrSzw

هل من محتوى لأي شيء غير الهبل في نخاع وعقول المشرفين على محطة ال “OTV” المريضة عقلياً والمنسلخة عن الواقع وعن كل ما هو حقيقة واحترام لعقول الناس واحترام للذات وع الآخر؟

في داخل جماجم هؤلاء وكما تبين من خلال تفاهة وانحطاط مستوى ما يبثونه من هرطقات وسموم، تبين بأن في قناعاتهم وتفسيراتهم ورؤيتهم الشاذة بأن أطفال لبنان الذين يتظاهرون هم ليسوا فقط عملاء لإسرائيل ومأجورين وبيقبضوا ع كل نزلي ع الشارع 150 ألف ليرة (10 دولارات).

بل أيضاً هم مدمنين على المخدرات..

ومين جايبين تا يزيدوا طين هبلون والجنون والغباء ويفضحون أكثر وأكثر ويفقدون كل شي هو صدق ومصداقية؟

جايبين الملحن سمير صفير الفيلسوف والعبقري ما غيروا يلي كان باس إيد صاحب العهد القوي في حفل من حفلات جمع التبرعات.

جابوا الأعمى تا يكحلها وهو فعلاً ما خيب ظنون وكحلها وكتر، وغرقهم أكثر مما هم غارقين في أوحال الهبل والسخافات.

ويلي متلنا تعا ل عنا.. وهيك صار.

فعلاً نحن نحزن على هذه النهاية لمن حصد شعبية لم يسبقه إليها أحد من قادتنا الموارنة في تاريخنا المعاصر.

وكنا نرى فيه مخلصاً ومنقذاً ورمزاً للسيادة والحرية والاستقلال والعنفوان والصمود والشهادة للحق.

فإذا به وبعد دخوله السلطة يقع في كل تجارب عمنا “لاسيفورس” ملك الشياطين ويختار طرق ومسالك الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي الصرف، ويبارك لصوص الهيكل ويحيط نفسه بهم ويقع في شباكهم.

وبعد أن كان وراء قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان، أصبح أسيراً ورهينة مع كل من يحيط به لورقة تفاهمه (تفاهم ما مخايل) مع المحتل الإيراني التي تلغي كل ما هو سيادة وحرية واستقلال، وتقدس سلاح غير شرعي وتؤبده، وتعتبر الجيش اللبناني أنه للأمن الداخلي فقط، والسلاح الإيراني اللاشرعي والإحتلالي هو مناط بحماية الحدود.

انقلاب فاضح على الذات وعلى الوطن وعلى المواطنين.

وللأسف من درك إلى آخر والمسيرة إلى اسفل مستمرة.

في الخلاصة، ومن القلب نقول، ربنا يهدي وينور العقول ويحيي الضمائر ليعود كل ضال وخاطئ وشارد وغريب إلى حضن الوطن، وذلك بعد توبة صادقة وتقديم كل ما يلزم من كفارات..والرب قادر على شيء وهو يحب التائبين ويرحب بهم ويغفر لهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شربل نحاس لحس كلامه عن حزب الله وعن رش الرز بالجنوب ع الجيش الإسرائيلي.

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80353/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d9%86%d8%ad%d8%a7%d8%b3-%d9%84%d8%ad%d8%b3-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

بداية سرطان لبنان هو احتلال حزب الله والمشروع الإيراني الإحتلالي والتوسعي والمذهبي، ومن هنا لا حل كبير أو صغير لأي أزمة في لبنان معيشية وغير معيشية قبل استعادة الدولة من الدويلة، واسقاط كل حاكم وسياسي يستعمله الإحتلال لتغطيته مقابل منافع ومال ونفوذ.. وكائن من كان.

وأيضاً وفي السياق نفسه، فالخطيئة واحدة لمن يغطي الإحتلال الإيراني علناً وبوقاحة ويحكم تحت مظلته ويستقوي بسلاحه، وبين من تجابن وخان ثورة الأرز وفرط 14 آذار وقفز بجحود ووقاحة وفجور فوق دماء شهدائها وتحت هرطقة “الواقعية” داكش الكراسي بالسيادة وارتضى التعايش والساكنة مع الإحتلال ومع سلاحه ودويلته… وهنا نعني تحديداً سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري وكل من يلف لفهم ويقول قولهم ويتلحف بعباءاتهم الصنمية.

بالعودة إلى خينا شربل نحاس، وبالسياسي ومش بالشخصي بأي شكل من الأشكال، الرجل هذا منو فكراً وممارسات وتاريخ وإيمان بلبنان الرسالة، منو أبداً بديل عن تعاسة ونرسيسية وانتهازية وحربائية الطاقم السياسي المسيحيي والحزبي المرت والفاشل والصنمي وهون كلن يعني كلن: عون وجعجع والجميلين الإبن والأب وباسيل وغيرون كتار من الإسخريوتيين والطرواديين.

وبالتالي بروز دور النحاس في الانتفاضه مش مفروض حدا من السياديين والكيانيين يقبضو جد أو ينغش فيه.

الرجل بالسياسة، ومرة أخرى بعيداً عن أي أمر شخصي.. هو ويلي من فكره ومتله ومثل خينا نجاح واكيم وربع الوطنجيي العروبيين والناصريين والبعثيين والقومجيي وبتطول القائمة وما بتنتهي…هودي كلن بمحل والثورة من أجل استرداد الوطن من الإحتلال الإيراني ورموزوه وادواته بمحل تاني.

أكيد هيدا خيارهم وهني أحرار ومن حقون 100% يكونوا محل ما بيريدوا وكل انسان بيتحمل مسؤولية قراره وخياره.

هلقتنيي، جرب النحاس يهاجم حزب الله تا يبيض صفحته المسيحية السودا لأنو كان سانين سنانو تا يجيبوه وزير بالحكومة الجديدة ممثلاً للحراك…طلعت سلته فاضيي..

ولكن دغري حزب الله الإرهابي والمذهبي هزلوا العصى الغليظة وفيلت عليه شبيحته ع مواقع التواصل يلي ما تركوا شتيمة وإهانة إلا ونتعتوه فيها وهددوه ع المكشوف وطبعاً خونوه وشيطنوه.

الظاهر وبالتحليل المنطقي تهدد وطلبوا منو يعتذر. وهيك صار ..ولحس النحاس كلامه وبفخر مقاوماتي!!!

مرفق مع هذه الكلمة الإعتذار بالصوت والصورة للنحاس وكمان مع نبرته العالية ونفخة الصدر الكذابي المزيني بشعارات المقاومة الخدعة والنفاق.

البعض استغرب مرتين، مرة لما النحاس هاجم حزب الله، والثانية لمن اعتذر ..

ولكن الحقيقة هي بأن الرجل في السياسة والمفاهيم الوطنية هو يساري وتعتير وحاقد على الموارنة تحديداً، وعدو للنظام اللبناني التعايشي، وتاريخه خلال زمن الاحتلال السوري كان في غير قاطع مقاومة هذا الإحتلال ورفضه.

أما تجارته بشعارات الدولة المدنية والصهيونية والمقاومة والتحرير ورمي إسرائيل في البحر فهي رزم من النفاق والدجل المكشوفي .. عدة شغل لا أكثر ولا أقل، وهو عملياً من جماعة مدارس الصحاف العراقي ما غيرو.

أما من يتوهم بأن من هم بفكر وحقد وتلون ويسارية النحاس هني قادرين أن يقودوا ثورة من أجل الحرية ومن أجل التخلص من الإحتلال الإيراني ومن سرطان حزب الله وتطبيق القرارات الدولية: اتفاقية الهدنة وال 1559 و1701 فليراجعوا حساباتهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

في الخلاصة فإن من يحكم بإسم المحتل الإيراني البربري ويستقوي بسلاحه، ومن يساوم هذا المحتل ويشاركه في الحكومات التي يهيمن عليها بالكامل ويتعايش مع احتلاله تحت خزعبلات الواقعية، وأيضاً من يدعي الحياد هم جميعاً واحد ولا يجب الثقة بهم أو السير خلفهم لأن طرقهم لا تؤدي إلى غير نار جهنم وأحضان دودها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

برنامج مرسال غانم "صار الوقت"  يسوّق لصنمية ودكتاتورية وأدوار أصحاب شركات الأحزاب في لبنان

الياس بجاني/07 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80291/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d9%85%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84-%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%85-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d9%91%d9%82-%d9%84%d8%b5/

لا فرق فعلاً إن كان عن سابق تصور وتصميم، أو بهدف الحفاظ على هالة إعلامية شخصية، أو لإستقطاب إعلانات لمحطة تلفزيون المر، فإن النتيجة السلبية للتعصب والغنمية والصنمية واحدة.

عملياً، فإن الإعلامي مرسال غانم ومن خلال برنامجه على محطة ال MTV “صار الوقت” هو 100% يسوّق بفجور لصنمية وهيمنة وأدوار ودكتاتورية  أصحاب شركات الأحزاب من خلال صنوجهم وأبواقهم الشباب المغرر بهم.

مرسال غانم يضع الشباب الحزبيين بمواجهة بعضهم البعض (على الهواء) ويتركهم يزايدون في ولائهم الأعمى وتبعيتهم الصنمية لأصحاب شركات أحزابهم وذلك لإرضائهم ونيل بركتهم مما يرسخ التعصب والمذهبية والفرقة بين اللبنانيين عموماً، وبين الشرائح المذهبية تحديداً.

تحت راية حرية الرأي وبالتلطي وراء شهرته يشوه مرسال غانم مفاهيم الحرية وحرية الرأي، وهنا مرة أخرى النتيجة كارثية طبقاً لكل المعايير.. لا فرق إن كان متعمِداً في ما يقوم به أو بهدف استقطاب الدعايات التجارية للمحطة.

وفي حين أخرج شباب الانتفاضة الشعبية العابرة للمناطق والمذاهب والأحزاب كل هؤلاء التجار من انتفاضتهم.

وكذلك عروا هرطقاتهم وأدوارهم ودكتاتورياتهم ونرسيسياتهم وكشفوا أبواقهم وأغنامهم ورفضوا حتى مشاركتهم في المظاهرات وطردوا بعض رمزهم المدعين نفاقاً الوطنية من ساحاتها لأنهم وراء كل ما يعاني منه لبنان من فقر واحتلال وهجرة ودكتاتورية وفرقة.

ها هو مرسال غانم يعيدهم من خلال برنامجه ويعيد النفخ الصنمي في وضعيتهم الزعامتية المدمرة من خلال أبواقهم والصنوج الشباب، ويروج لكفرهم ولجحودهم ولسلبطتهم على حياة وشؤون وشجون الناس والحكم.

الأخطر في أدوار أصحاب شركات الأحزاب كافة هو أنانيتهم القاتلة وطرواديتهم واستغلالهم الحقير للإحتلالات السورية والإيرانية وتجيرها بإبليسية لخدمة أطماعهم السلطوية ولإشباع جوعهم المزمن للمال والمنافع والتشبيح من خلال معادلة مداكشة الكراسي بالسيادة والإستقلال والقرار الحر.

باختصار مطلوب من مرسال غانم ومن محطة تلفزيون المر التوقف عن التسويق بأي شكل من الأشكال لأصحاب شركات الأحزاب المصائب والبلاوي من خلال ابواقهم واغنامهم الشباب …وهون “كلن يعني كلن”.. وبالتالي ضرورة إلغاء فقرة المواجهة بين الشباب الحزبيين من البرنامج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

“ريتا ما تخافي”… وشُفيت بشفاعة مار شربل!

Miracles of Saint Charbel – Annaya

10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80414/%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d8%a7-%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b4%d9%8f%d9%81%d9%8a%d8%aa-%d8%a8%d8%b4%d9%81%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

السيدة ريتا عبدالله مزرعاني زوجة مسعود ابو زيد من مواليد زحلة 1986 وام لولدين . مقيمة في الفنار ورقم الهاتف 70191517 . وكما تخبر عن حالتها الصحية : ” انه بتاريخ 22 ايار 2018 تعرضت لحرارة مرتفعة وصلت الى الاربعين درجة مع وجع اليم تحت الابط .

دخلت مستشفى هارون لمدة اسبوع ومن بعدها ادخلت الى العناية الفائقة حيث ملات المياه جسمي ووصلت المياه لعضل القلب والرئة وتم تشخيص مرضي بال”بنينوميا” واعطيت العلاجات لكن حالتي الصحية تدهورت كثيرا فاعطتني شقيقتي ترابا وزيتا من القديس شربل بتاريخ 28 ايار فشربت نقطة من الزيت واكلت حبة تراب وانا في العناية شاهدت مار شربل على شباك الغرفة وفتح عيونه وقال لي على مرتين “ريتا ما تخافي” وعند الصباح نقلوني الى مستشفى الجامعة الاميركية وصرت آخذ حبة تراب يوميا وابلعها وكنت اقول لمار شربل كنت اصلِّي واطلب الشفاء لغيري لكنني اليوم اطلب منك ان تشفع بي عند ربي وتشفيني كرمال طفلي وزوجي . وبعد 48 ساعة في العناية الفائقة تم تشخيص مرضي وهو مرض “البلعمة” ايتش ل ايتش” حيث ابتداوا بعلاجي الكيميائي المخصص له وكنت اخذ تراب مار شربل عند كل جلسة وكان الامل مقطوع بشفائي .

ولما وصلت للرقم 8 في الجلسات الكيميائية اطلعت الدكتورة سالي تمرز على حالتي وارادت ان تتابع العلاج فظهر علي مار شربل وسمعته يقول لي “عم تاخدي الدواء وقفي” وتم شفائي وخرجت الى بيتي وعائلتي بشفاعة مار شربل امام اندهاش الجسم الطبي لشفائي . فجئت مرفقة بكامل التقرير الطبي لاشكر مار شربل على شفاعته بي وسجلت الاعجوبة بتاريخ 10 تشرين الثاني 2019 .

 

احتفال بذكرى ميلاد بشير الجميل في ساحة ساسين

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

تقدم النائب نديم الجميل، مساء اليوم، تجمعا شبابيا أمام نصب الرئيس الشهيد بشير الجميل في ساحة ساسين- الأشرفية، للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الشهيد الذي يصادف في 10 تشرين الثاني، حيث قطع الحضور قالب حلوى عليه صورة الراحل وهو بلباس عسكري حاملا بندقية، فيما كانت مكبرات الصوت تبث أناشيد وطنية وأخرى مخصصة لبشير. وشكر النائب الجميل للشباب "التفاتتهم الكريمة"، مؤكدا "الاستمرار على النهج الوطني والشفافية التي علمنا إياها بشير لبناء وطن الأنسان".

 

مداخلات ومقابلات من محطات تلفزيونية لبنانية وعربية تتناول الحراك اللبناني الشعبي من جوانبه كافة

فيديو مداخة لكاتب الصحافي طوني ابي نجم من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=lZYj4VUvvNQ

فيديو مداخة الكاتب السياسي إيلي فواز من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=j9HUtxAypmM

فيديو مداخة للمتخصص في شؤون الأعلام الدكتور وليد فخر الدين من قناة الحدث

https://www.youtube.com/watch?v=f4bLZCa0F8A

فيديو مداخة للكاتب الصحافي يوسف دياب من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=zlUP6RZs3HA

فيديو مداخة لكاتب الصحافي كلوفيس شويفاتي من قناة العربية

https://www.youtube.com/watch?v=a7Ev2cuh31I

 

خطاب نصرالله غداً… تسهيل أم تعقيد؟

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

توقعت مصادر، عبر “الأنباء” الكويتية، أن “ينطوي خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، غدا الاثنين، على المزيد من التسهيل للأمور قياسا على خطابه السابق، فقد سبق أن اعتبر الدعوة الى إسقاط النظام واستقالة الحكومة مرفوضا قطعا، لكن الحكومة استقالت، وها هو يعمل على أن تكون البديلة برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري نفسه”. وردت المصادر ذلك الى أن “الحريري وحده المهيأ للتواصل مع أميركا والغرب والعرب، وهو استضاف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في مزرعته قرب واشنطن، بينما لم يتسن للرئيس ميشال عون مقابلة مسؤول أميركي واحد خلال زياراته الى نيويورك أثناء حضوره اجتماعات الأمم المتحدة”.

 

الحريري: أريد حكومة خالية من الوجوه الحزبية

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

لا يزال الرئيس سعد الحريري على الشروط التي وضعها للقبول بتكليفه رئاسة الحكومة المقبلة التي بات من الواضح أن طريق تشكيلها مليئة بالالغام والشروط والشروط المضادة عند أكثر من طرف معني بولادة الحكومة. وكشفت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات المواكبة مع الحريري من طرف حركة " امل" وحزب الله" عبر الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين الخليل ان الحريري كرر أمامهما بأنه إذا وافق على تشكيل الحكومة يريدها " خالية من الوجوه الحزبية وان تكون من شخصيات من التكنوقراط. وان التوجه إلى هذا الخيار يصب في مصلحة البلد للخروج من ازماته الاقتصادية والوقوف عند مطالب الحراك الشعبي المفتوح في بيروت والمناطق". وأكد " الخليلان" الحريري بأن قيادتهما تريده رئيسا للحكومة وان " من حق الكتل النيابية ان تكون لها الكلمة الفصل في أسماء ممثليها في الحكومة واحترام نتائج الانتخابات النيابية وعدم تجاوزها".وخرج " الخيلان" من بيت الوسط من دون أن يحصلا على جواب نهائي من الحريري في انتظار إجراء مشاورات أخرى معه للحصول منه على خلاصة نهائية.

 

ماذا يريد جعجع؟...رفض مساعدة بومبيو ورجاله يتجولون في واشنطن

جبل لبنان/10 تشرين الثاني/2019

لم تمر التغريدة التي نشرها رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع والتي طلب خلالها من وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، عدم التدخل في شؤون الثورة اللبنانية، لم تمر مرور الكرام. وكان جعجع قد علق على تصريح لبومبيو حول وقوف بلاده الى جانب المتظاهرين في لبنان والعراق. وغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حسابه عبر "تويتر"، قائلاً: "مع الشكر الجزيل مستر مايك بومبيو (وزير الخارجية الاميركي) ولكن الشعب اللبناني "مكفى وموفى"، وليس بحاجة للمساعدة من أجل الخروج من أزمته المعيشية، الاجتماعية والاقتصادية".

ولكن تداعيات تغريدة جعجع لم تنته مع رسالته الى بومبيو، فأمين عام المجلس العالمي لثورة الأرز، توم حرب رد على طلب رئيس القوات اللبنانية، كاشفا عن زيارات لمسؤولين في حزبه الى واشنطن. وقال حرب في تصريح له، "غردّ الدكتور سمير جعجع انه يرفض مساعدة الولايات المتحدة الاميركية وقال للوزير بومبيو انه لا يحتاج لمساعدته دوليا، فاذا كان هذا هو موقف الدكتور جعجع من ادارة الرئيس ترامب فلماذا يوفد ممثلين لحزب القوات اللبنانية الى واشنطن ليتصلوا بهذه الادارة ويحاولوا اقناعها بمساعدة لبنان. "وأضاف، "من حق الدكتور جعجع ان يكون له رأيه وخياره السياسي ولكننا أكنّا في الاغتراب او داخل الوطن الأم يهمنا ان نعلن للرأي العام اللبناني اننا ولا زلنا نتوجه كلبنانيين اميركيين الى الادارة والكونغرس كمواطنين عاديين نطالبهم بأن يعملوا بكل ما بوسعهم في إطار القانون الدولي لحماية حق اللبنانيين في التعبير عن انفسهم وان يعملوا ما بوسعهم لطلب من الحكم اللبناني ان يشكل حكومة تمثل رأي المتظاهرين وان يطالب الجيش اللبناني وهو شريك القوات الاميركية المسلحة بأن يحمي المجتمع المدني من اي عمل ارهابي او عدواني . هذا هوا خيارنا وباعتقادنا هذا الخيار يمثل رأي أكثرية المتظاهرين ان لم يكن يمثل رأي الاكثرية الساحقة من اللبنانيين" .

 

الطفيلي يتهم خامنئي بـ«حماية الفساد في العراق ولبنان»

بيروت: «الشرق الأوسط»/10 تشرين الثاني/2019

هاجم الأمين العام الأسبق لـ«حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي المرشد الإيراني علي خامنئي، واتّهمه بأنه «أكبر حامٍ للفساد في العراق ولبنان». وفي فيديو عبر وسائل التواصل، توجّه الطفيلي لخامنئي قائلاً: «أليس من المُعيب أن تتهم من يشتكي ظلماً بأنه (عميل) لدول أخرى. أهذا المقتول في الشارع هو عميل؟ تقول وتؤكد أنك ولي أمر المسلمين، ليس فقط الإيرانيين، فهل ولي الأمر يقتل الجائعين ويحمي الفاسدين والمجرمين؟» وأضاف: «في العراق يا سيد قُتل ما لا يقل عن 250 وجُرح 11 ألفاً، ومن قتلهم هم مسلحوك، كما قتلنا في لبنان مسلحوك». وتابع الطفيلي مخاطباً خامنئي: «كما حصل بالأمس، وهاجمت جماعتك الأبرياء العزل، وحرقت خيامهم. عادة نبكي إحراق خيام الحسين. يبدو أننا أمام تكرار لمشهدية ثانية، لكن بصيغ أخرى». وأضاف: «يا سيد نقول إن البلد أصابه الخراب، واللصوص ينهبونه منذ عام 1972 وحتى الآن، وجماعتك داعمون لهم، وملأوا البلاد قاذورات وفساداً، فهل ديننا علّمنا أن نكون لصوصاً قذرين فاسدين قاتلين ومعتدين»؟ ووجه الطفيلي سؤالاً لخامنئي: «ماذا تسمي الأموال التي أنفقتها في سوريا والتي تشتري بها ضمائر العالم، والتي تشتري بها الإعلام»؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/11/2019

وطنية/الأحد 10 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب لتحرك فرنسي في اتجاه لبنان الأسبوع المقبل، فيما حراك الشارع اللبناني يبتدع أساليبه، والمطالب جمة والحقوق كثيرة، لكن التظاهرات والاعتصامات في الساحات تجمعها وتطالب بها منذ خمسة وعشرين يوما وحتى الآن. والأزمة متشعبة: مطالب وحقوق حياتية، معيشية، اقتصادية، ومشكلة سياسية شديدة، وهوة بين مجمل أبناء الجيل الطالع ومفاهيم الحكم أو التركيبة السياسية، يعززها انتفاء الثقة.

هذا هو المشهد العام في الأزمة الجاثمة والمتفاقمة. وإذا كانت المسؤوليات الوطنية الاجتماعية والسياسية يتحملها الجميع، إلا أن على المسؤولين المعنيين المباشرين في الحكم أو في منظومة الحكم، تقع أولى المسؤوليات. ومن هنا تستمر الاتصالات المعلنة وغير المعلنة على خطين متوازيين: الأول يتعلق بمواجهة الأمور المالية والنقدية والسلع. والثاني يدخل في صلب عناصر ومقاربات المعالجات في اتجاه تأليف حكومة، خصوصا مع وجود تصورات عدة لأنواع الحكومة وللخيارات الحكومية، ومع انطلاق دعوات متصاعدة وأصوات متزايدة تبدي قلقا وريبة في حال تأخرت الاتصالات عن تثمير تأليف الحكومة، واندلعت الفوضى كالنار في الهشيم. ناهيك ببعض المواقف الخارجية التي تحاول ذر قرون الشر، والتركيز على الجدلية في ما خص سلاح المقاومة، إضافة الى دقة ملف استخراج النفط.

إذن، التظاهرات مستمرة، أبرزها اليوم في اتجاه مطار القليعات- شمال لبنان، مع أسئلة المحتجين واستغرابهم: لماذا لا يبدأ العمل في المطار؟، إن المطار هو لجميع الناس ولجميع المناطق ولخير البلاد والعباد، هكذا صدح السائرون في التظاهرات.

الحراك حط أيضا في "الزيتونة باي" عند شاطئ بيروت في العاصمة، حيث انطلقت كذلك تظاهرتان في اتجاه وزارة الداخلية للأمهات اللواتي يطالبن بجنسية لأولادهن، وأخرى باتجاه المصرف المركزي، وبالتوازي مع تحركات باتجاه منازل السياسيين والمقرات الرسمية والعامة، متنقلة بين المناطق من الشمال فالجبل وبرجا- إقليم الخروب والى الجنوب.

ومع تردد أصداء التطمينات الاقتصادية التي خرج بها الاجتماع المالي في القصر الجمهوري، وبانتظار تنفيذ اجراءات تمنع الهلع لدى المودعين في المصارف، ومواصلة السعي لتثبيت سعر الليرة مقابل الدولار، لفت موقف له أبعاده بتوقيته، وفحواه في عنوانه، وهو للسفير الأميركي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان، في مقال عن لبنان، في معهد "بروكينز" البحثي في واشنطن والعنوان هو: مع إحراز لبنان تقدما هشا، ليس الآن الوقت المناسب لسحب الدعم الأميركي... وقد بدا هذا العنوان معاكسا لموقف الوزير بومبيو يوم الجمعة.

وسط هذه الأجواء، تنتظر مواقف مهمة للسيد حسن نصرالله في إطلالته غدا. كذلك يعقد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مؤتمرا صحافيا، في الساعة الثانية عشرة والنصف، ظهر غد الاثنين، في قاعة المحاضرات في المبنى الرئيسي لمصرف لبنان، يتناول فيه موقف مصرف لبنان من الأمور المتعلقة بالخدمات المصرفية، قبل عودة عمل المصارف طبيعيا يوم الثلاثاء المقبل.

وقد سجلت نقابة المحررين امتعاضها، في بيان صدر عنها، لاقتصار الدعوة للمؤتمر على عدد محدود ومحدد من الصحافيين.

من جهة ثانية، برز توضيح من مكتب سلامة بالآتي: "لا صحة لأي معلومات متداولة عن اجتماع بعبدا، لأن الحاكم لم يسرب أيا منها خصوصا تلك المتعلقة بضخ مبالغ مالية في الأسواق الثلاثاء.

كما سجلت اليوم سجالات حادة، لها صلة بالجلسة التشريعية المحددة الثلاثاء، في شأن قوانين العفو العام ومسألة الفساد. وقبيل انعقاد جلسة البرلمان، يرتقب تصعيد حراكي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مع مرور خمسة وعشرين يوما على بدء الحراك في الشارع، وثلاثة عشر يوما على استقالة الحكومة، لم يخرج لبنان من نفق المراوحة السياسية والتقهقر الاقتصادي. وعلى وجه التحديد، ظل الاستحقاق الحكومي رهينة الجمود، بحيث لم يتحقق أي اختراق جدي لا تكليفا ولا تأليفا.

وإذا كان آخر ما رصد على خط هذا الاستحقاق، هو الاجتماع الذي عقده الرئيس سعد الحريري والوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل، فإن الأمور بقيت في أعقابه على حالها ولم يرشح أي تقدم.

ومن رحم هذا الاستحقاق، تولد اليوم موقف لبكركي ناشد فيه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رئيس الجمهورية إجراء الاستشارات النيابية وتكليف رئيس للحكومة والإسراع معه في تأليفها، محذرا من أن حال البلاد لا يتحمل أي يوم تأخير.

فهل يعني هذا الكلام لرأس الكنيسة المارونية، رفضا لاستئخار الاستشارات إلى ما بعد التوافق على الحكومة العتيدة؟.

مهما يكن من أمر، فإن الأسبوع الطالع يفترض ان تتوضح فيه معالم المرحلة المقبلة، وذلك استنادا إلى جملة محطات سياسية واقتصادية. فغدا الإثنين كلمة للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يسبقها في اليوم نفسه مؤتمر صحفي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

والثلاثاء انطلاقة للثورة التشريعية التي أعلن عنها الرئيس نبيه بري، وذلك من خلال جلسة لمجلس النواب، في جدول أعمالها اقتراحات قوانين تتعلق بمكافحة الفساد والرعاية والعدالة الاجتماعيتين.

ومما لا شك فيه أن من شأن هذه الثورة التشريعية غير المسبوقة، أن تفتح الباب واسعا أمام تحقيق مطالب محقة للناس في هذا الزمن الصعب.

وفي جدول الأعمال أيضا مشروع قانون مهم ينتظره اللبنانيون منذ سنوات، ويتعلق بالعفو العام. ورغم أن المشروع لا يشمل كل من ارتكب جرائم بحق عسكريين أو مدنيين وكل من ساهم في سفك الدماء، ورغم أن باب نقاشه مفتوح أمام النواب لإبداء ملاحظاتهم، فإنه يتعرض لهجمة غير مبررة من قبل بعض القوى، علما بأن المشروع جاء من الحكومة وورد في الورقة الاصلاحية التي وافقت عليها بلا تحفظ كل القوى الحكومية بمن فيها المعترضون الجدد، فما سر هذه الازدواجية؟. إضافة إلى أن مشروع قانون العفو، لا يشمل الجرائم المالية بجميع أشكالها.

أما من يتحدث عن إعطاء قانون العفو أولوية على قانون مكافحة الفساد، فهو إما مضلل أو مضلل، لأن مشروع قانون مكافحة الفساد وارد على رأس جدول أعمال الجلسة.

ويبقى السؤال الأهم: لماذا الاستعجال والتصنيف، طالما أن المشروع سيخضع للنقاش والتصويت في الجلسة إذا لزم الأمر، ومن لديه ملاحظات فإن الهيئة العامة هي المكان الصحيح لطرحها وليس منابر التواصل واللغة الشعبوية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ما أنبله وأطهره من حشد، يأتون غدا في ذكراهم من كل طرق السماء، راغبهم وعباسهم والرضوان بجيش من قديسين، لم يتركوا ساحة عز إلا ونزلوها، وزرعوا فيها أوتادا وخياما من نصر.

فأنتم أيها الشهداء من سيجتم مساحة الحرية لكل ناشد إصلاح، أو متظاهر يدعو لمكافحة فساد.

ومن على منصتكم يطل من وعد أنه لن يسمح للعابثين والمفسدين باسقاط وطن بذلتم من أجله الأرواح، يطل الأمين على الدماء سماحة السيد حسن نصرالله ليضع النقاط على حروف أزمة، بل فتنة يختلط فيها الحق بالباطل، بين مخلص صادق ينشد الاصلاح، ومتآمر لا يعدم وسيلة إلا استخدمها لأخذ البلد إلى حافة الهاوية.

الصادقون الذين قال فيهم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، إننا نتماهى معهم في نهوضهم ونزولهم إلى الشارع، ورفع شعار التصدي للفاسد والمفدسين. أما من يستغل ويضغط من خلال أسعار العملة لتحقيق مآرب سياسية، هؤلاء دعاهم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله، للخروج من هذه اللعبة، لأنها مكشوفة، داعيا المصرف المركزي والحكومة المستقيلة للعمل على معالجة التفلت في أسعار الصرف وغلاء الأسعار.

غلاء أسعار وانهيار لا يكترث له الأميركي، فكل ما يعنيه من الأزمة، سواء في لبنان أو العراق، هو محاربة النفوذ الايراني، بحسب ما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من ألمانيا في الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين.

أما في جدار التكليف والتأليف الحكومي، تقول مصادر مطلعة ل"المنار": إنه على الرغم من المشاورات المكثفة والجهود التي تبذل، إلا أنه إلى الآن لم نلمس خرقا معتدا به. لكن لا بد من خرق ايجابي يعيد ثقة المواطن بالدولة، ويخفف من حالة الذعر والهلع التي يعيشها اللبنانيون.

ومع هذا الجمود على اليابسة، هل تأتي طلائع الفرج من بحرنا، من نفطنا، على شاكلة ما أعلنته ايران من خرق نفطي هائل. الرئيس الشيخ حسن روحاني أعلن عن اكتشاف حقل نفطي سيزيد الاحتياطات المثبتة حتى اليوم بمقدار الثلث، ويبلغ 53 مليار برميل. فالغيث الرباني قد يأتي من السماء أو من تحت الأرض برغم أنوف الطغاة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأسبوع الطالع هو أسبوع الحسم.

من المبكر التوصل إلى استنتاج من هذا النوع، ولو أن غالبية اللبنانيين تتمنى حسم التوجهات على مختلف المستويات اليوم قبل الغد.

شعبيا، التحركات مستمرة، مع تسجيل إيجابية أساسية تكمن في التحول النوعي الذي شهدته الاحتجاجات، بعد التخلي عن قطع الطرق، والتخفيف من موجة الشتائم، لمصلحة تسليط الضوء على المكامن الأساسية للفساد.

اقتصاديا وماليا، وفي انتظار وصول موفد الرئيس ايمانويل ماكرون الثلاثاء، مؤتمر صحافي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر الغد، يأتي بعد يومين من لقاء بعبدا الذي رسم خارطة طريق لمواجهة الأزمة المستجدة.

تشريعيا، الأنظار نحو جلسة الثلاثاء، علما أن أسئلة كثيرة يطرحها البعض حولها في الشكل والمضمون. فمن حيث الشكل، أكد نادي قضاة لبنان أن "إعمالا لأحكام المادة 32 من الدستور، فإن من المحظر على مجلس النواب أن يقوم في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء المقبل، وهو لا يزال في عقده العادي، بأي عمل قبل البحث في الموازنة والتصويت عليها". أما في المضمون، فاعتراضات من أكثر من طرف، علما أن معلومات الـ OTV تشير إلى موقف مرتقب من تكتل "لبنان القوي" في الساعات المقبلة، يتوقع أن يعرب عن الإصرار على إقرار القوانين المرتبطة بمكافحة الفساد ورفع السرية والحصانة واستعادة الأموال المنهوبة، في مقابل رفض قانون العفو بالصيغة المطروحة.

حكوميا، مصادر تيار "المستقبل" تتحدث عن قرار قريب للرئيس سعد الحريري من توليه رئاسة الحكومة. في وقت يترقب اللبنانيون الكلمة التي يلقيها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثانية والنصف من بعد ظهر الغد في "يوم الشهيد".

وفي انتظار الحسم المرغوب اقتصاديا وماليا وفي السياسة، حسم منشود على مستوى الحرية: الزميلة ريما حمدان بكت اليوم. لكنها لم تبك إلا على وطن منهوب لا مكسور، يصر البعض فيه على مساواة الجلاد بالضحية، فيما كل المطلوب تضافر جهود جميع المخلصين من أجل استعادة الاموال وتكريس هيبة الدولة وحفظ كرامة الوطن والمواطنين، كل المواطنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اليوم الخامس والعشرون للانتفاضة: يوم آخر من الحشد الشعبي على الطرقات وفي الساحات. في "أحد الطلاب" بدا الحراك في أزهى صوره. من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب، مرورا ببيروت والجبل والبقاع، ثبت الشعب من جديد حضوره ودوره، مؤكدا أنه أضحى الرقم الصعب في المعادلة السياسية والوطنية.

والواضح أن الحراك سيأخذ بعدا تصاعديا في اليومين المقبلين، مستفيدا من أمرين: الأول، العطلة الرسمية الاثنين في ذكرى المولد النبوي، والثاني جلسة مجلس النواب الثلثاء، والتي تتضمن بنودا كثيرة ملتبسة، لا سيما البند المتعلق بالعفو العام.

علما أن الأسبوع الطالع يشهد تطورات مفصلية مهمة. فغدا موقفان: الأول اقتصادي مالي لحاكم مصرف لبنان، والثاني سياسي للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله. والثلثاء جلسة تشريعية في ساحة النجمة، ستشهد كباشا بين النواب الذين يرغبون في المشاركة في الجلسة، والحراك الذي سيقطع عليهم الطرقات. وبعد الجلسة، تبدأ زيارة الموفد الفرنسي. وهي زيارة مهمة لأنها قد تشكل الدفع الأساسي لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة التي ستؤدي إلى ولادة الحكومة المنتظرة.

حكوميا، لقاء أمس في "بيت الوسط" لم يحقق خرقا نهائيا، لكن خريطة طريق الحكومة المقبلة أصبحت شبه واضحة، بالنسبة إلى التركيبة السياسية على الأقل. فالرئيس الحريري هو الذي سيكون رئيس الحكومة المكلف، بعد حصول شبه توافق عليه من مختلف القوى السياسية. أما الحكومة فتكنو- سياسية، للجمع بين البعدين السياسي والتقني. لكن المشكلة تبقى في رغبة الرئيس الحريري في اطلاق يده نهائيا في تشكيل الحكومة، وفي رغبة مقابلة لدى "حزب الله" و"التيار الوطني" وحلفائهما، قوامها وضع خطوط عريضة تحكم عملية التأليف.

وحول هذه النقطة يدور الحوار ويتشعب، من دون أن يصل إلى قرار نهائي. وثمة من يرى أن الرئيس الحريري يتأخر في اعلان موقفه النهائي، في انتظار اكتشاف الجو الفرنسي الذي يحمله مبعوث الرئيس ماكرون.

والسؤال يبقى: ما ردة فعل الحراك الشعبي على حكومة تكنو سياسية؟، هل سيرضى بها أم أنه سيسقط خيار السياسيين في الشارع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

... وفي اليوم الخامس والعشرين، كل السلطات في عطلة وتعطيل، إلا سلطة الشارع الذي تميز في الأحد الرابع على بدء الحراك، بالظواهر والمؤشرات التالية: الإتساع الجغرافي للحراك. الطابع التنظيمي سواء على مستوى الأنشطة أو على مستوى الشعارات. التوسع في انتقاء الأهداف بعناية لافتة. الطابع السلمي للحراك بحيث لم تسجل أي حوادث تذكر.

فعلى مستوى الإتساع، يلاحظ ألا تعب لدى الحراك بل إن الساحات تزداد يوميا. على مستوى التنظيم، يلاحظ أن الحلقات الحوارية باتت تظهر في أكثر من ساحة. على مستوى الطابع السلمي لم تسجل أي حوادث تذكر. على مستوى الأهداف الحراك يختار أهدافا مدروسة وغير عشوائية: من "الزيتونة باي" إلى منزل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الرابية، مثلما اختار "الإيدن باي" منذ يومين، ومثلما اختار مؤسسة كهرباء لبنان، ومثلما سيختار ساحة النجمة بعد غد الثلاثاء، حيث البرلمان على موعد مع العفو العام، الأكثر إثارة للجدل والخلافات.

وفي مقابل دينامية الحراك، تراوح السلطة السياسية بين حراك داخل الجدران وتبادل رسائل فوق السطوح، فعند الاقتراب من أي توافق، يسود الصمت، وعند الخلافات تضج مواقع التواصل الإجتماعي لدى المختلفين بشتى أصناف الحملات وفتح الدفاتر القديمة، وحين تستعر الحملات يجري التوصل إلى هدنة، غالبا ما تكون هشة لأنها ليست مبنية على أسس صلبة.

في هذا السياق، أين أصبح موضوع التكليف والتأليف؟. ما هو شبه ثابت أن الرئيس المستقيل سعد الحريري ما زال متقدما على غيره في موضوع التكليف، وإذا كان هذا التكليف سيكون ملحقا بشروط "حزب الله"، وإذا قبل بها، فبماذا سيجيب المجتمع الدولي، وتحديدا واشنطن حيال هذه الخطوة التي ستعتبرها تحديا لها؟. في المقابل، هل بإمكانه أن يشكل حكومة لا يرضى عنها "حزب الله"؟. هنا أيضا مشكلة.

إذا التكليف والتأليف مازال في العناية الفائقة، أما في خارج غرفة العمليات السياسية فحراك يرتفع سقف شروطه ومطالبه يوما بعد يوم، فبالتأكيد ما كان يقبل به في 17 تشرين الأول، لم يعد يقبل به في العاشر من تشرين الثاني، فهذا الحراك تخطى مطبات كثيرة وتجاوز قطوعات واستهدافات.

ولكن ما يضغط على الجميع، هو الوضع النقدي والمالي الذي يزداد صعوبة يوما بعد يوم، مع كل انعكاساته على كل القطاعات، على الرغم من التطمينات التي يعطيها المعنيون. وفي هذا السياق الأنظار موجهة إلى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده حاكم مصرف لبنان غدا، بعد الضوء الأخضر الذي حصل عليه من اجتماع قصر بعبدا أمس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ضرب الأحد الرابع في أرض ثائرة، وعلمت دعساته على خد السلطة، لكنها لم توقظها. فالمتظاهرون في الشهر الأول من الثورة لم يعدموا وسيلة إلا وخاضوها، مشوا في اليابسة اللبنانية، وعلى سطح الماء، عمالا وشعراء وفلاحين، طلبة خرجوا من صفوفهم لنيل شهادة وطنية. استملك المواطنون أرض الزيتونة وجعلوا مطاعمها بساطا على الأرض. مراكب الصيادين رفعت أشرعتها للتصويت على حراك بحري. مطار القليعات أقلع بطائرة من ورق، تذكيرا بوجود ملاحة جوية على أرض الشمال تسمى "مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض".

كل هؤلاء، وقبلهم خمسة وعشرون يوما من أيام الثورة والغضب، ولم يتحرك الساكنون على رؤوس العباد. وأقصى ما ارتكبته رئاسة الجمهورية أنها لعبت في الأوراق النقدية، فجهزت وزيرين من عيار جريصاتي وبطيش، ووضعتهما في مواجهة حاكم مصرف لبنان والمصارف، وأزاح الرئيس ميشال عون عن ظهره حمولة مالية، وكلف بها مجموعة النقد المحلي، ليتفرغ في الأسبوع المقبل لمعركة إنقاذ جبران، لكن طريقك مسدود والحكومة نائمة في قصر مرصود يا ولدي.

والمعلومات لغاية الساعة، تؤكد فشل المساعي مع الرئيس المستقيل وخلانه، بحيث يشترط الحريري حكومة خالية من السياسيين والوجوه الكالحة المنبوذة من قبل الناس. ويستعين الحريري بقدرة الشارع على قلب أي تشكيلة تعيد إنتاج السلطة عبر مسحوق لا يزيل الأوساخ. وهذه فرصة الشعب، والذين توجه إليهم الرئيس حسين الحسيني اليوم بنداء في الساحات والمنازل قائلا: لا تنتظروا ممن أسرف كل الإسراف في إفقاركم، ممن لم يعرف حدا في إذلالكم، ممن لا عيش له إلا بإكراهكم، وتفرقة صفوفكم، وبث العداء في نفوسكم، لا تنتظروا سوى الشر.

لكن إصرار الرئيس غير المكلف على حكومة الخبراء واستبعاد الأحزاب، اصطدم بأول كتلة رعدية هبت من صوب "حزب الله"، وقال النائب محمد رعد: لا تلوى ذراعنا، ولا يحيدنا عن تحقيق أهداف الشهداء لا شغل ولا اهتمام جزئي ولا معارك مفتعلة يفرضها الآخرون بين الحين والآخر. ونبه إلى أن المسار الذي تسلكه طريق مكافحة الفساد، ينبغي ألا يأخذنا إلى ما لا يمسك به العدو ليبتزنا بأمننا واستقرارنا وليغير المعادلات.

وأبعد من الإصرار على التمثيل، يتوجه "حزب الله" إلى أولى معاركه الميدانية في محاربة الفساد، وينفذ النائب حسن فضل الله عملية انغماسية نيابية تساعد، في حال نجاحها، على تطبيق وعده بمكافحة الفاسدين. وهو قال اليوم إن مطلبنا من الهيئة العامة إقرار رفع الحصانات، ودفع القضاء المختص نحو محاكمة الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات واتهامات، لاسيما أن القضاء يتذرع بمعجزة المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء الذي ما زال معطلا. ولأننا في وضع استثنائي، فقد سأل فضل الله: لماذا لا يتم تجميد أملاك وحسابات الذين مروا على السلطة، وكل شخص عمل في الدولة اللبنانية ولديه ثروات الآن، يتم الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، ونراسل الدول الخارجية بضرورة الحجز.

غير أن فضل الله قد يصبح شهيدا في هذه العملية، ما لم تتم مؤازرته من قبل حزبه أولا وبالسلاح الثقيل، ومن نواب حلفاء كنواب الرئيس نبيه بري أو من خارج الدائرة الحليفة كنواب "القوات" و"الكتائب" الذين حملوا راية مكافحة الفساد في التصاريح والمواقف.

لكن ملامح الجلسة التشريعية لا تبدو عليها علامات الجدية في الطروح التي لم ترق إلى مستوى مطالبات الشعب، فالجلسة لم تتضمن مشروعا لاستعادة الأموال المنهوبة، ولا تجميد حسابات المسؤولين ورفع السرية المصرفية. واذا ما صدقت الجلسة على اقتراحات ومشاريع تهز بنيان الدولة الفاسد، فإن مجلس النواب سيدخل شريكا في عملية فساد تشريعية، تمكنت من خداع الشعب وتمرير السم في العسل النيابي، وعندها فإن المجلس برمته سيطلب من الشعب العفو العام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ضو يكشف عن "عملية مشبوهة" لـ حزب الله

تويتر/10 تشرين الثاني/2019

اعتبر منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أن "السياسة التجارية للمصارف هي تحقيق أكبر قدر من الأرباح بدون الأخذ في الإعتبار أية ظروف إنسانية إجتماعية".

وفي المقابل، كشف ضو في تغريدته، أن"استهداف القطاع المصرفي باعتباره مسؤولاً عن الأزمة وحلها، عملية مشبوهة يسعى حزب الله من خلال الترويج لها وتسويقها إلى وضع يده على الاقتصاد بعدما وضع يده على السياسة والأمن!".

 

"عصر إيران": المتشددون مسؤولون عن حرق القنصلية في كربلاء

المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

علق موقع "عصر إيران" الشهير، المقرب من الحكومة الإيرانية، على حرق القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء المقدسة من قبل المتظاهرين العراقيين، مشيرا إلى أن العراق "لم ولن يكون تابعاً لإيران". وهاجم الموقع تيار المحافظين في إيران بشدة واعتبرهم السبب في هجوم العراقيين على القنصلية الإيرانية بمدينة كربلاء المقدسة العراقية. وأضاف: "الكرامة الوطنية تعتبر من القيم المشتركة بين جميع الشعوب في العالم، والعراقيون ليسوا استثناء من ذلك، وعلى الرغم من تورط الشعب العراقي بالحرب وانعدام الأمن وانتشار الفقر، إلّا أن لديهم الإعتزاز والكرامة الوطنية تجاه بلدهم". وتابع: "العلاقات الوثيقة والإستراتيجية بين إيران والعراق خاصة في السنوات الأخيرة، دفعت البعض في إيران بأن يصرح بأن العراق وبغداد أصبحتا بيدنا". وحمل "عصر إيران" على التصريحات الإيرانية حول العراق بأنها هي السبب الأساسي في تحريض العراقيين لحرق القنصلية الإيرانية في كربلاء المقدسة قائلا: "هذه التصريحات الإيرانية الفظة حول العراق لم تتوافق مع مزاج العراقيين، وأشعرتهم بالإهانة، واستغل السعوديون هذه التصريحات الإيرانية الباهظة الثمن لإطلاق حملات دعائية ضد إيران". وانتقد الموقع المقرب من حكومة روحاني، بشدة، التصريحات الإيرانية التي تتدخل بالشأن العراقي وتهاجم المظاهرات العراقية وربطها بالسعودية قائلا: "عندما تتدخل بعض وسائل الإعلام الإيرانية وبعض الشخصيات من أصحاب المنابر الإعلامية بالشأن العراقي، وينسبون احتجاجات الشعب العراقي مباشرة إلى الغربيين والسعوديين، ويطلبون من المتظاهرين العراقيين إحتلال السفارة الأمريكية والسعودية في العراق، من الطبيعي أن تشكل هذه التصريحات ذريعة للعراقيين ضد إيران". ومضى بالقول: "معظم مشاكل بلدنا هي بلا شك بسبب بعض التصريحات غير المتزنة لبعض الأطراف الإيرانية، لذلك يجب أن تقطع عنهم الكهرباء، حتى لا يدفع الشعب الإيراني بأكمله ثمن هراء تصريحاتهم السخيفة" على حد تعبيره. وتابع الموقع: "بالإضافة إلى الهجوم على القنصلية الإيرانية بمدينة كربلاء، شهدت بعض المدن الشيعية العراقية مظاهرات حاشدة ضد إيران بما فيها مدينة كربلاء وشارك في هذه المظاهرات رجال دين شيعة أيضاً، وإيران التي تدعو إلى وحدة الأديان وتقارب المذاهب، ينبغي ألا تسمح لبعض التيارات الداخلية الإيرانية بتقسيم الشيعة بأنفسهم". وأكد الموقع أن هناك خلافا بين مرجعية قم الشيعية والنجف في العراق قائلا: "يشكو بعض الشيعة العراقيين من بعض المواقف المعلنة في إيران، وفيها أنه من لم يؤيد الخطاب الشيعي الإيراني في مدينة قم، يعتبرونه مضللاً أو جاهلاً أو منتسباً لتيار ما". واختتم "عصر إيران" موقفه حول حرق القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء قائلاً: "الجغرافيا تربط إيران والعراق ببعضهما البعض إلى الأبد، والبلدين لهما علاقات دينية عميقة، وعلى عقلاء القوم في إيران والعراق تدارك الأزمة ومنع انتشار الكراهية والتشاؤم بين البلدين لأن الصداقة بين الشعبين هي في مصلحة أطفالنا".

 

بيان للمكتب الإعلامي لحاكم مصرف لبنان.. ماذا فيه؟

الجمهورية/10 تشرين الثاني/2019

نفى المكتب الإعلامي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان يكون قد صدر عن الحاكم أي تصريح بعد اجتماعه بالرئيس ميشال عون في بعبدا خصوصا الأخبار المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الإلكترونية التي تحدثت عن ضخ سيولة في الأسواق.

وأكّد المكتب الإعلامي لسلامة انه لم يدل بأي تصريح بهذا الخصوص بعد الاجتماع.

 

بعد خصم 40% من رواتب الموظفين .. دعوة لإقفال المطعم!

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

عَمدت إدارة مقهى "شي بول" - فرع الجميزة، على خصم 40 % من رواتب موظفيها. دفع هذا القرار "الجائر" إحدى الموظفات إلى الإعتصام أمام المقهى، وحملت لافتةٍ كُتب عليها "خصمولنا 40 في المئة من معاشاتنا.. قاطعوا بول"، إلّا أنه وبعد اعتراضها قام عددٌ من الموظفين بالاعتداء عليها، وعمدوا إلى تمزيق اللافتة التي كانت تحملها، لكنها عادت وكتبت الجملة ذاتها على الـ "تي شيرت" الخاص بالمقهى، داعيةً المواطنين إلى مقاطعته، وفق ما انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي. على الأثر اعتصم عددٌ من الشبان والشابات أمام المقهى، ودعوا إلى مقاطعته.

 

أزمة وقود وتهافت على شراء المواد الغذائية في البقاع الغربي وراشيا

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

تشهد قرى البقاع الغربي وراشيا، ازمة محروقات مع رفع عشرات محطات الوقود خراطيمها بعد نفاد كمياتها من مادتي البنزين والمازوت، وقد اصطفت طوابير طويلة من السيارات في باحة بعض المحطات التي شارف مخزونها على الانتهاء، وسط اجواء من القلق عند المواطنين الذين تقاطر قسم منهم لتعبئة الوقود بالغالونات تحسبا للايام المقبلة. كما شهدت التعاونيات الاستهلاكية ومحلات بيع المواد الغذائية وحركة ناشطة وتهافتا على شراء هذه المواد وسط شكاوى من ارتفاع الأسعار.

 

الاحتجاجات في يومها الخامس والعشرين... مطالب بحكومة "استثنائية" وانتخابات مبكرة

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

مع دخول الحراك الشعبي في لبنان يومه الخامس والعشرين، طالبت مجموعة "لحقي" المشاركة في الاحتجاجات بتشكيل حكومة مؤقتة بصلاحيات استثنائية، ودعت الشارع اللبناني للنزول إلى الساحات والتظاهر حتى تحقيق مطالبه. ودعت المجموعة الناشطة في الاحتجاجات، الشارع اللبناني إلى النزول إلى الساحات والميادين والاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالب الشعب. وطالبت المجموعة في بيان تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه بتشكيل حكومة مصغرة مؤقتة بصلاحيات تشريعية استثنائية، من خارج السلطة السياسية تعمل على: "إنقاذنا من الأزمة الاقتصادية، ومنع خروج رؤوس الأموال الكبيرة من البلاد، والعمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة تحت قانون عادل يضمن صحة تمثيلنا، مع خفض لسن الاقتراع إلى 18 عاما". ويعد هذا الأحد الرابع على التوالي من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في لبنان في 17 أكتوبر الماضي، وأدت  إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

ويواصل المحتجون اللبنانيون التظاهرات للتأكيد على استمرار الحراك الشعبي بوجه الطبقة الحاكمة، وسط إصرارهم على تحقيق مطالبهم من أجل تحسين حياتهم المعيشية. وخلال الأيام الأخيرة، دعا المتظاهرون الرئيس اللبناني ميشال عون إلى ضرورة البدء في الاستشارات النيابية من أجل تكليف رئيس حكومة جديد عقب استقالة الحريري. ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة كفاءات، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، تخرج البلاد من الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان منذ سنوات في ظل حكومات متعاقبة لم تقدم حلولا شافية للموطنين. ومنذ أيام يعكف الرئيس اللبناني على إجراء اتصالات تمهيدية تركز على صياغة تشكيلة حكومية، إلا أن هوية رئيس الحكومة الجديد لم تحسم بعد. وفي ظل رفض أحزاب سياسية لبنانية تشكيل حكومة كفاءات خالية من السياسيين، مع تمسك الحريري بها، لم تحسم بعد عودة الحريري لرئاسة حكومة جديدة.

 

بسبب سلاح " الحزب ".. مشادة كلامية بين جو معلوف وهادي شرارة

- mtv /10 تشرين الثاني/2019

أطلّ المحلّن هادي شرارة والإعلامي جو معلوف في برنامج "بيت الكل" الذي يقدّمه عادل كرم على شاشة الMTV. وخلال الحلقة، تطرّق شرارة إلى موضوع سلاح "حزب الله" وسأل عن سبب وجود سلاحه خارج سلطة الدولة حيث أشار إلى أن هذا الموضوع يجب ان يكون ضمن مطالب الثوّار. إلا أن الإعلامي جو معلوف تدخّل واشار الى أن موضوع السلاح ليس من مطالب الثوّار وأن توقيته ليس الآن مشيراً إلى أن مطالبهم هي العدالة الإجتماعيّة والدولة المدنيّة. وحصلت مشادة كلاميّة بين الطرفين بسبب السلاح ليتدخّل بعدها عادل كرم ويطرح سؤالاً آخراً.

 

جيفري فيلتمان عن التطورات اللبنانية: تصدّعات على واجهة حزب الله... وتباعد بين وكلاء إيران وسوريا في لبنان

- Agencies ومواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

نشر معهد "بروكنز" دراسة للسفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان جاء فيها ما يلي:

"بيّنت الاحتجاجات في لبنان أنّ ما كان غير وارد في السابق قد يصبح الآن ممكناً. إذ يُبدي وكلاء إيران وسوريا في لبنان، بعد سنوات من التضامن، إشارات تباعد أوّلية. ومع نزول متظاهرين شيعة حتّى إلى الطرقات ومع عدم الانصياع لدعوات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتفرّق، تظهر بعض التصدّعات على واجهة حزب الله التي لا تُقهَر. وقد ردّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية بشجاعة باهرة وضبط للنفس واستقلالية في تحدّي نداءات قادة حزب الله والمناشدات الخاصة من القصر الجمهوري لإخلاء الطرقات. في المقابل، ومع انتقاد علني ولا مسبوق لحزب الله، يزداد الدعم الشعبي للجيش اللبناني.

وهذه التوجّهات واعدة، مع أنّها ناشئة وهشّة، وتتماشى إلى حدّ كبير مع المصالح الأمريكية. لكن عوضاً عن تعزيزها، قام البيت الأبيض، في قرار أتى توقيته بشكل غير مناسب على الإطلاق، بتعليق مساعدات أمنية بقيمة 105 ملايين دولار للمؤسّسات ذاتها التي تحدّت مطالب حزب الله بإنهاء التظاهرات. وتُعطي الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب لدمشق وطهران على حدّ سواء هديّة تقديم رسالة موحِّدة موجّهة إلى اللبنانيين حول عدم موثوقية الولايات المتحدة كشريك. وتقوّض الخطوة أيضاً الحجّة القائلة إنّ الجيش اللبناني، الذي بات يتحلّى بقدرات متحسّنة بفضل الدعم الأمريكي بشكل أساسي، يؤمّن أمناً أفضل وأكثر احترافياً من صواريخ حزب الله، التي لا تُفضي سوى إلى المخاطر عوضاً عن تأمين حماية حقيقية. (أولئك الذين يقولون إنّ الجيش اللبناني مجرّد غطاء لحزب الله أو مساعد له يقلّلون من شأن الانزعاج المتزايد الذي يصيب ضباط الجيش، الذين يعرفون إلى أيّ حد تنامت قدرات الجيش بفضل الولايات المتحدة، مع غطرسة حزب الله وتقليله الدائم من قدر الجيش. ويهدّد كبرياء الجيش اللبناني وقدراته، المرتبطة كلها بسنوات من الدعم الأمريكي، من “رواية” المقاومة لدى حزب الله.)

وطوال سنوات، تلاقت بالإجمال المصالح والتكتيكات الإيرانية والسورية في لبنان. وهي تهدف إلى تكذيب وتقسيم ما يُعرف بحركة “14 آذار” التي برزت ضدّ دمشق وطهران عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في العام 2005. وتهدف أيضاً إلى "مقاومة" الجهود الأمريكية والفرنسية لتعزيز السيادة والاستقلال اللبنانيين وإلى استغلال لبنان لتهديد إسرائيل.

في غضون ذلك، وسّع حزب الله نفوذه في المؤسّسات اللبنانية المحلّية وسيطر عليها في بعض الأحيان، وذلك من خلال ورقة التفاهم التي أبرمها في العام 2006 مع التيّار الوطني الحر، وهو حزب مسيحي. وأعطى التيّار الوطني الحر حزبَ الله، وهو مجموعة إرهابية شيعية مدعومة من إيران، صبغة الشرعية السياسية الوطنية العابرة للطوائف التي افتقر إليها قبلاً. وردّ حزب لله الجميل عبر دعم مؤسّس التيّار الوطني الحرّ ميشال عون للوصول إلى سدّة الرئاسة منذ ثلاث أعوام خلت. ومنذ العام 2006، كان عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل واجهتَين موثوقتين لمصالح حزب الله وبالتالي مصالح إيران في لبنان. وحتّى مؤخراً، لم يرَ عون وباسيل على الأرجح أي تناقض بين تحالفهم مع حزب الله/إيران ومصالح دمشق في لبنان.

وللتظاهرات الراهنة الإمكانية لزعزعة أُسس التضافر الإيراني السوري في لبنان والعلاقة بين حزب الله والتيّار الوطني الحر. ولجأ نصر الله إلى خطابات مليئة بالتلميحات وإلى قطّاع طرق على درّاجات نارية في محاولات غير ناجحة حتى الآن لتقويض التظاهرات والحؤول دون استقالة حكومة سعد الحريري. في المقابل، بقي بعضٌ من حلفاء سوريا التقليديين في لبنان، من بينهم سليمان فرنجية، صديق الطفولة لبشّار الأسد، صامتين بشكل واضح أو حتّى أرسلوا أقرباء لهم للانضمام إلى التظاهرات. وقد أصدر جميل السيّد، مدير الأمن العام السابق المعروف، وأحد منفّذي السياسات لسوريا في فترة سيطرتها على لبنان قبل العام 2005، بيانات تتعاطف مع مطالب المحتجّين المناهضة للفساد و/أو للمؤسّسات.

علاوة على ذلك، رأى الناشطون السياسيون اللبنانيون دلالة في غياب اجتماع ثنائي بين عون أو باسيل مع الوفد السوري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام. وأفيد عن مثل آخر عن الطريقة التي يُظنّ أنّ دمشق ترى عون وباسيل فيها، إذ لم يحضر أيّ مسؤول سوري رفيع المستوى خطاب عون في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد تهاوت قيمة الصبغة المسيحية التي أمّنها التيار الوطني الحر لحزب الله، وأصبح باسيل الآن هدفاً مُفضّلاً للمتظاهرين كرمز لكلّ ما يصيب لبنان من علل.

وربّما بدأت إيران وسوريا تنظر الواحدة إلى الأخرى بعين الشكّ في لبنان. فلن تكون هذه المرّة الأولى التي تستعمل فيها الجهات الفاعلة الخارجية لبنان مسرحاً للمنافسة في ما بينها. فقد طرح سياسيان لبنانيان نظرية تحكي عن علاقةٍ بما يجري في المناطق السورية العلوية، حيث قد يرى بشار الأسد النفوذ الإيراني والدعوات الشيعية خطراً لقاعدته العلوية العلمانية. وقد يمتعض أيضاً الأسد، الذي كان ليعتبر حزب الله شريكاً صغيراً في فترة الاحتلال السوري للبنان قبل العام 2005، من القوّة والحضور الراهنَين لحزب الله في سوريا. فأيّ جهة باتت شريكاً صغيراً الآن؟ وما مدى السيطرة التي يتحلّى بها الأسد على حزب الله في سوريا؟ ونظراً إلى أنّ الأسد ما زال بحاجة إلى مساعدة إيران وحزب الله في سوريا، بإمكانه استعمال لبنان لبعث رسالة، بحسب هذه النظرية.

ومن الممكن التصوّر الآن أنّه في حال أودت صحّة ميشال عون المتراجعة إلى فراغ رئاسي الآن، سيبرز أيّ تباعد سوري إيراني بشكل أوضح، مع دعم حزب الله (وإيران) باسيل ومع رغبة سوريا في استعادة سيادتها في لبنان من خلال شخص مثل فرنجية. وسيكون الترشيح المفترض لقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، مع مصداقيته المتزايدة بالاستقلالية، متماشياً أكثر مع رغبة الشارع. لكنّ الرئيس اللبناني ينتخبه البرلمان وليس الشعب. وفيما يعكس البرلمان اللبناني الراهن المؤسّسة ذاتها التي يريد المتظاهرون إسقاطها، يأمل المرء أن يفكّر النوّاب في آراء المتظاهرين في حال باتوا في موقع الاختيار بين دمشق أو طهران أو ناخبيهم اللبنانيين.

وعلى الرغم من عظمة التظاهرات الراهنة، من الصعب التحلّي بالإيجابية عندما لا يبرز قادة بمصداقية عابرة للطوائف لتوجيه طاقة الطرقات بشكل بنّاء. ويزيد الوضع الاقتصادي والمالي الأعباء. مع ذلك، تبرز الإمكانية لتحقيق تغيير إيجابي بشكل لم يكن وارداً أبداً قبل بضعة أسابيع. ولا ينبغي علينا أن نسهّل الأمور على القوى المؤيدة لسوريا ولإيران لتخطّي أيّ خلافات والانتصار على الاحتجاجات في نهاية الأمر.

 

إجراء تعسفي بحق الموظفين.. ودعوة لمقاطعة "بول"

المدن/10 تشرين الثاني/2019

تحججت إدارة فرن (باتيسيري) ومقهى "بول" بالأزمة الاقتصادية الحالية، وتراجع مبيعاتها، وعملت على خصم 40 في المئة من رواتب موظفيها.

بعد هذا القرار الجائر عمدت إحدى الموظفات إلى كتابة قصاصة ورق واعتصمت أمام المقهى، فرع الجميزة، وكتبت عليها "خصمولنا 40 في المئة من معاشاتنا.. قاطعوا بول". وأكدت هذه الموظفة واسمها سنا مازح في حديث لـ"المدن" هذا الاجراء الذي شمل نحو 90 موظفاً في الفروع الثلاثة لـ"بول". تحججت الإدارة كما قالت مازح بتراجع الشغل في هذه الفترة. لكن فرع الجميزة كان يعمل وأكثر من المعتاد، بسبب وجوده على مقربة من ساحة الشهداء. وكان مقراً للمتظاهرين يومياً، كما أكدت مازح. وأضافت أن العمل ربما تراجع في الفرعين المتبقيين، لكن ليس في هذا الفرع حيث تعمل هي، ويوجد فيه نحو عشرة موظفين. بعد اعتراضها على هذا الإجراء قام بعض الموظفين بالاعتداء عليها، وعمدوا إلى تمزيق اللافتة التي كانت تحملها، لكنها عادت وكتبت الجملة ذاتها على القميص الخاص بالمؤسسة، واستمرت في اعتصامها داعية المواطنين إلى مقاطعتها.

على الأثر تلقف الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الخبر، وراحوا يدعون لمقاطعة هذه المؤسسة، وإلى الاعتصام أمامها. وبالفعل، احتشد العشرات من الناشطين أمام المقهى، بعد ظهر الأحد، ما أضطر الإدارة تحت ضغط المتظاهرين إلى الإعلان عن تجميد قرارها حتى آخر الشهر. وقال بعض المحتجين لـ"المدن" أن بعض الموظفين حاولوا مسايرة إدارتهم، فخرجوا ووقفوا أمام المتظاهرين مرددين باعلى صوتهم انهم يريدون العمل حتى لو مجاناً!

 

لبنان يتأرجح بين عودة الحريري أو المواجهةLحفظ الاستقرار النقدي أولوية... ومظاهرات في «أحد الإصرار»

محمد شقير وعلي زين الدين/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

يدخل لبنان اليوم مرحلة الحسم مع الترقب الذي يسود الأوساط اللبنانية حيال موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وما إذا كان سيبدي استعداده للعودة على رأس الحكومة الجديدة وفق شروطه، أم أنه سيُخلي الساحة لمرشح آخر يسعى «التيار الوطني الحر» وبعض حلفائه للبحث عنه وبالتالي إقحام البلد في مواجهة. يأتي ذلك، في وقت استمرّ فيه اللبنانيون في التظاهر أمس فيما أطلقوا عليه تسمية «أحد الإصرار»، بينما زاد منسوب القلق مع تمدد انعكاس ارتفاع سعر صرف الدولار على أسواق الاستهلاك بحيث لم يعد حصر التسعير بالليرة ذا جدوى في كبح موجة الغلاء. وهذا ما رأت فيه مصادر مصرفية رفيعة المستوى أن «نقل لهيب الدولار من سوق القطع إلى الاقتصاد وسوق الاستهلاك يمثل هروباً خطيراً إلى الأمام في ظل تعثر الحلول السياسية، كما أن سيطرة السعر الواقعي للدولار على التعاملات كافة ينسف عملياً (الاستقرار) النقدي، الذي تعتبره الدولة والبنك المركزي أولوية».

 

 أزمة لبنان تصل إلى طريق مسدودة... و«حزب الله» «لن يقدم تنازلات»

بيروت/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

قالت ثلاثة مصادر رفيعة اليوم (الأحد) إن المحادثات السياسية الرامية للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في لبنان وصلت إلى طريق مسدودة، في حين قال «حزب الله» إنه لن يُرغم على تقديم تنازلات. وقالت المصادر إن اجتماعاً بين رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري ومسؤولين كبار من «حزب الله» وحليفه حركة «أمل» انتهى مساء يوم (السبت) دون تحقيق أي انفراجة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. وقال مصدر مطلع على موقف الحريري في المحادثات «الأزمة تتعمق»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال مصدر رفيع آخر، مطلع على موقف «حزب الله» وحركة «أمل»: «لم يتغير شيء... حتى الآن الطريق مسدودة تماما». وقال المصدر الثالث إن الوضع لا يزال متأزما. واستقال الحريري في 29 أكتوبر (تشرين الأول) إثر احتجاجات لم يسبق لها مثيل بسبب الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء. ويريد الحريري قيادة حكومة تكنوقراط خالية من الساسة في حين تريد حركة «أمل» و«حزب الله» وحليفه «التيار الوطني الحر» حكومة تجمع بين التكنوقراط والسياسيين. وقال المصدر المطلع على آراء الحريري إنه يعتقد أن حكومة مكونة من تكنوقراط وسياسيين لن تكون قادرة على تأمين المساعدة من الغرب، وأنها أيضا ستغضب المحتجين الذين يريدون أن يروا تغييرا في القيادة.

وقال المصدر المطلع على موقف «حزب الله» و«أمل» إن الحريري كرر موقفه في الاجتماع مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وهو من حركة «أمل» والمسؤول الكبير في «حزب الله» حسين الخليل. وفي الاجتماع طرح «حزب الله» وحركة «أمل» موقفهما القائل إن الحريري يجب أن يعود على رأس حكومة «تكنوسياسية». وقال الحريري إنه يوافق فقط على رئاسة حكومة تكنوقراط. وقال المصدر: «عملياً يريد حكومة خالية من (حزب الله)». وقال المصدر المطلع على موقف الحريري إنه يعتقد أن هناك مسعى من «حزب الله» وحركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» لضم سياسيين مرفوضين من المحتجين إلى الحكومة. وفي بيان يشير فيما يبدو إلى المأزق وإلى خسارة «حزب الله» مقاتلين في كثير من الصراعات، قال محمد رعد رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية: «لا تُلوى ذراعنا ولا يُحيدنا عن تحقيق أهداف الشهداء لا شُغل ولا اهتمام جزئي ولا معارك مفتعلة يفرضها الآخرون بين الحين والآخر».

ومن شأن الإخفاق في كسر الجمود السياسي في لبنان أن يزيد الضغوط على اقتصاد يعاني من أعمق أزماته منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 وسط احتجاجات ضد المؤسسة السياسية التي يعتبرها كثير من اللبنانيين فاسدة وتفتقر للكفاءة. وتحاول البنوك التجارية منذ إعادة فتحها الأسبوع الماضي منع هروب رؤوس الأموال بعدم إتمام معظم التحويلات إلى الخارج، وفرض قيود على سحب العملات الأجنبية، رغم أن مصرف لبنان المركزي أعلن رسمياً عدم فرض قيود على رؤوس الأموال. وتعود الأزمة الاقتصادية في لبنان، في جزء كبير منها، إلى تباطؤ تدفق رؤوس الأموال مما أدى إلى شح الدولار الأميركي وخلق سوق سوداء تراجعت فيها الليرة اللبنانية عن قيمتها المعلنة رسمياً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تبرؤ جماعي من «اتفاق» فض احتجاجات العراق والمرجعية وتيار الصدر والرئاسات الثلاث «ضد» استخدام القوة... واستمرار المواجهات

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

تبرأت قيادات دينية وسياسية عراقية، أمس، من «اتفاق» ورد أنه تم التوصل إليه خلال اجتماع، أول من أمس، ينص على الإبقاء على حكومة عادل عبد المهدي وتفويضها إنهاء الاحتجاجات، ولو بالقوة إذا اقتضى الأمر. وأكد محمد حسام الحسيني، القيادي في تيار «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم، حصول الاجتماع؛ لكنه نفى في حديث لـ«الشرق الأوسط» ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير أول بشأن حضور ممثل عن مرجعية النجف، وقائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، وممثلين عن التيار الصدري. كما نفى الاتفاق على إنهاء الاحتجاجات بالقوة. ونفى مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في بيان اشتراك ممثل عنه في الاجتماع. كذلك، نفى صالح محمد العراقي، المقرب من مقتدى الصدر، حضور ممثلين عن التيار الصدري في الاجتماع. من جهتها، أكدت رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان، أمس، رفضها إنهاء الاحتجاجات بالقوة، وذلك خلال اجتماع استضافه رئيس الجمهورية برهم صالح في قصر السلام أمس. وفي الوقت نفسه، استمرت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في بغداد ومدن أخرى في وسط وجنوب العراق، استخدم فيها الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ما أسفر عن إصابة العشرات في العاصمة.

 

تصعيد أمني ضد الاحتجاجات في العراق بعد «تفويض» سياسي لعبد المهدي لإنهائها ومصادر كشفت عن تدخل سليماني مع الصدر ونجل السيستاني لدعم رئيس الوزراء

بغداد: فاضل النشمي - لندن/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

بدأت القوات العراقية السبت تفريق المتظاهرين المطالبين بـ«إسقاط النظام»، بعد التوصل إلى اتفاق سياسي يرمي إلى الإبقاء على السلطة الحالية حتى وإن اضطر الأمر إلى استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات. وبعدما كان في وضع حرج بداية، أصبح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اليوم محط إجماع بين أحزاب وسياسيي السلطة. وأولئك الذين كانوا يطالبون برحيله، عادوا عن دعواتهم خصوصاً بسبب الضغوط السياسية من إيران وحلفائها في بغداد. لكن في مسرح السياسة، واصلت غالبية القوى اجتماعاتها خلال الأيام الأخيرة، بحسب ما أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية كوادر من أحد الأحزاب التي شاركت في الاجتماعات.

وأشار أحد هذين المصدرين إلى أن «الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبد المهدي والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية». وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضاً على «دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة». ويبدو أن هناك توجهاً قديماً متجدداً إلى إعادة ترميم البيت الشيعي على أن يكون بمثابة تحالف وطني، وفق المصادر نفسها. ولفتت مصادر سياسية لوكالة الصحافة الفرنسية أيضاً إلى أن الاتفاق بين الأطراف المعنية «بما فيهم سائرون والحكمة» جاء بعد «لقاء الجنرال قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني) الذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه». وأكدت المصادر أن الطرف الوحيد الذي رفض الاتفاق هو تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي يرى أن الحل الوحيد للأزمة هو رحيل عبد المهدي.

وكان من المفترض أن تبدأ ترجمة ذلك الاتفاق أمس خلال جلسة برلمانية تُخصص لعمل اللجان على التعديلات الدستورية. ومع بدء رص الصفوف سياسياً، بدأت القوات الأمنية تتقدم في الشارع. وتمكنت تلك القوات من استعادة السيطرة على ثلاثة جسور من أصل أربعة سيطر عليها المتظاهرون في بغداد. ورغم أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تتجمع في ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات المطالبة بـ«إسقاط النظام»، فإن المواجهات تدور منذ أيام عدة على أربعة من 12 جسراً في العاصمة. وتقدم المتظاهرون أولاً باتجاه جسر الجمهورية، الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء التي تضم مقاراً حكومية. ورفعت القوات الأمنية على الجسر ثلاثة حواجز إسمنتية، يقف المتظاهرون عند أولها. وبعد ذلك، تقدم متظاهرون آخرون باتجاه جسور السنك والأحرار والشهداء الموازية لجسر الجمهورية شمالاً. وشهدت تلك الجسور الثلاثة ليلاً مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي صدتهم. وقامت القوات العراقية صباح أمس بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين المتجمهرين في شارع الرشيد بوسط العاصمة.

وقال أحد المتظاهرين المتواجدين على جسر السنك: «أيقظتنا القوات الأمنية عند الثانية فجراً». وأضاف الشاب الملثم «أطلقوا القنابل الصوتية وصرخوا بنا (هيا تعالوا اعبروا). الأمور ليست جيدة لكننا باقون حتى إيجاد حل». وتعد الجسور المستهدفة وهي (السنك، والأحرار، والشهداء) التي تلي جسر «الجمهورية» من جهة الشمال من أهم الجسور الرابطة بين شطري العاصمة بغداد، وترتبط مباشرةً بقلب بغداد التجاري الذي يضم غالبية أسواق الجملة والبنك المركزي العراقي. وأبلغ نشطاء «الشرق الأوسط» أن القوات الأمنية تمكنت من السيطرة على ساحة «الخلاني» المرتبطة بجسر «السنك» بعد قيامها بإطلاق نيران كثيفة باتجاه المتظاهرين، لكنهم عادوا وأخلوها بعد وصول موجات كبيرة من المتظاهرين. ويؤكد الناشطون وقوع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى هناك. كما يؤكدون أن الأمر ذاته حدث على جسر «الأحرار» المرتبط بساحة «الوثبة». وحتى إعداد هذا التقرير لم تشهد ساحة «التحرير» المرتبطة بجسر «الجمهورية» أي محاولات للسيطرة عليها من قِبل القوات الأمنية، نظراً إلى أعداد المتظاهرين الكثيرة فيها. ونتيجة للرد المفرط الذي يقوم به قوات الأمن على المحتجين في ساحة «الخلاني» وجسر «السنك»، صدرت مطالبات من بعض الناشطين بترك تلك المناطق والوجود في ساحة «التحرير» فقط. وليس واضحاً حتى الآن ما إذا كان المحتجون سيحتفظون بأماكنهم وبقاء سيطرتهم على بعض الجسور والساحات القريبة منها، أم أن القوات الأمنية ستنجح في تطبيق خطتها المعلنة في السيطرة على الجسور وفض الاعتصامات في ساحاتها. وإلى أقصى الجنوب، في محافظة البصرة الغنية بالنفط، استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المتظاهرين المتوجهين إلى مبنى مجلس المحافظة. وأسفر ذلك عن مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط عشرات الجرحى، بحسب مصادر طبية. أما بالنسبة إلى المخيمات التي أقامها المحتجون في ساحات بغداد ومدن الجنوب، ففضتها القوات الأمنية بالقوة في البصرة، وأحرقتها بالقنابل المسيلة للدموع في مدينة كربلاء.

 

واشنطن: إما تتخلص تركيا من منظومة الصواريخ الروسية وإما تواجه عقوبات

واشنطن/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة محبطة للغاية من شراء تركيا منظومة دفاع صاروخي روسية، وقد تفرض عقوبات على أنقرة إذا لم «تتخلص منها». وقال أوبراين لشبكة تلفزيون «سي بي إس» الأميركية: «تركيا ستشعر بتأثير هذه العقوبات»، مشيراً إلى إجراءات تفرض بموجب قانون «مواجهة أعداء أميركا من خلال قانون العقوبات» والتي قال إن الكونغرس سيقرّها بأغلبية ساحقة بموافقة أعضاء الحزبين (الجمهوري والديمقراطي). وجاءت تصريحات أوبراين قبل زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى واشنطن في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب لإجراء محادثات ستكون حاسمة على الأرجح في ظل الخلافات المحتدمة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، تجاه كثير من القضايا. وتتعلق إحدى القضايا الرئيسية بشراء أنقرة منظومة صواريخ «إس400» الروسية المضادة للطائرات والتي تقول واشنطن إنها لا تتوافق مع دفاعات حلف الأطلسي وتهدد مقاتلاتها من نوع «إف35» التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن». وأضاف أوبراين: «لا مكان في حلف الأطلسي لمنظومات (إس400)... لا مكان في حلف الأطلسي لمشتريات عسكرية روسية مهمة... هذه رسالة سيبلغها الرئيس له (لإردوغان) بوضوح شديد عندما يكون هنا»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. ورغم التهديدات بفرض عقوبات أميركية، فإن تركيا بدأت في تسلم دفعات من صواريخ «إس400» في يوليو (تموز) الماضي. ورداً على هذه الخطوة، قامت واشنطن بإبعاد تركيا من برنامج مقاتلات «إف35» التي تشارك أنقرة في إنتاجها وترغب في شرائها أيضاً، لكنها لم تفرض أي عقوبات حتى الآن على أنقرة. ولم تشغّل تركيا بطاريات صواريخ «إس400» التي تسلمتها حتى الآن، وما زالت واشنطن تأمل في إقناع حليفتها بـ«الابتعاد» عن المنظومات الروسية.

 

سباق دوريات» شرق الفرات لرسم مناطق النفوذ الجديدة

أميركا تعود إلى مناطق انسحبت منها... وروسيا تعيد الحكومة السورية إلى حدود تركيا... وأنقرة تسيطر على ما يساوي «نصف لبنان»

لندن : إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الانسحاب من شمال شرقي سوريا، ثم البقاء، خلط الأوراق مرة أخرى. انطلق سباق بين موسكو وأنقرة وواشنطن لرسم خطوط التماس الجديدة شرق الفرات. الدوريات الأميركية تجاور الدوريات الروسية - التركية. الجيش الأميركي دمر قواعد عسكرية انسحب منها. الجيش الروسي جلس في قواعد كانت مقراً لنظيره الأميركي. قوات الحكومة السورية عادت إلى الحدود في مناطق لم تكن فيها قبل 2011؛ عادت إلى مطارات وقواعد جوية وسدود خرجت منها قبل سنوات. العلم الرسمي السوري عاد مع عناصر الشرطة والجيش والأمن إلى مؤسسات رمزية لـ«الدولة السورية المركزية».

التداخل معقد وحرج بين اللاعبين الخارجيين في الزاوية السورية - العراقية - التركية. يستدعى تنسيقاً عسكرياً لـ«منع الصدام». بين دمشق و«الوحدات» الكردية. بين القامشلي وحميميم. بين موسكو وأنقرة. بين أميركا وتركيا، الشركاء في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). ثلاثة جيوش، الأميركي والروسي والتركي، يتقاسمون مع حلفائهم من الداخل والخارج؛ يتقاسمون الحصص في ثلث الأرض السورية (البالغة 185 ألف كلم مربع). صادف أمس مرور شهر على إطلاق الجيش التركي وفصائل موالية له عملية «نبع السلام» التي أدت إلى السيطرة على نحو أربعة آلاف كلم مربع بين تل أبيض ورأس العين بعمق يصل إلى 32 كلم. الخطة التركية التي انطلق تنفيذها في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تضمنت السيطرة على «المنطقة الآمنة» من فش خابور على نهر دجلة شرقاً إلى جرابلس على الفرات غرباً، أي بامتداد نحو 440 كلم، وصولاً إلى عمق 32 كلم عند طريق «إم 4». وفتح قرار ترمب سحب عناصر الجيش الأميركي من تل أبيض ورأس العين الباب للعملية التركية. وفي 17 أكتوبر، بعد انتقادات داخلية وأوروبية لـ«الخيانة الأميركية للأكراد شركاء الحرب ضد (داعش)»، تم التوصل إلى اتفاق أميركي - تركي لوقف النار شمال شرقي سوريا، ثبت سيطرة الجيش التركي وفصائل موالية على المنطقة بين تل أبيض ورأس العين، وصولاً إلى شمال بلدة عين عيسى. وحسب مصادر، فإن إجمالي المناطق المسيطر عليها في الشهر الأول من «نبع السلام»، بلغ 4200 مربع، أي ما يساوي تقريباً نصف مساحة لبنان. من جهته، يقدر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساحة المنطقة بـ4820 كلم مربع، أي 13.1 في المائة من إجمالي مساحة المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية».

حرس حدود

ودخلت قوات الحكومة السورية بموجب اتفاق مع «قوات سوريا الديمقراطية»، بوساطة روسية، إلى منطقة تقدر مساحتها بـ18821 كلم مربعاً، ما يعني أن «قوات سوريا الديمقراطية» فقدت السيطرة على 23641 كلم مربعاً، بعدما كانت تسيطر على مساحة قدرها 52916 كلم، أي 28.6 في المائة من مساحة سوريا قبل انطلاق العملية العسكرية «نبع السلام». عليه، بات حلفاء واشنطن يسيطرون فقط على 15.7 في المائة من مساحة سوريا. وفي 22 أكتوبر، توصل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان إلى اتفاق تضمن «تعطيل البرامج الانفصالية في الأراضي السورية»، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الرئيسي. واتفقا أيضاً على «المحافظة على الوضع القائم حالياً في عملية (نبع السلام) الذي يغطي المنطقة بين تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كلم»، على أن تدخل قوات حرس الحدود السورية اعتباراً من 23 أكتوبر إلى الجانب السوري من حدود تركيا في مناطق لا تشمل «نبع السلام»، لإزالة أسلحة «وحدات» كردية بعمق 30 كلم. بعدها، بدأت دوريات روسية - تركية العمل في غرب وشرق منطقة عملية «نبع السلام» بعمق 10 كلم، باستثناء مدينة القامشلي، التي تشكل معقلاً للأكراد، إضافة إلى إخراج «الوحدات» الكردية وأسلحتها من منبج وتل رفعت شمال حلب.

عودة أميركية

بعد ضغوط داخلية وخارجية، عدلت إدارة ترمب عن قرار الانسحاب الذي اتخذ في 6 أكتوبر، بحيث وافق ترمب على البقاء لحماية حقول النفط والغاز، ومنع وقوعها في أيدي «داعش». وكي تحد من تمدد قوات الحكومة وروسيا والجيش التركي شرق الفرات، سيرت الخميس الماضي أول دورية عسكرية بعد قرار الانسحاب. وتوجهت خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، رغم أن هذه المنطقة باتت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، واقعة من حيث المبدأ تحت سيطرة القوات الروسية وقوات الحكومة السورية. كانت «قوات سوريا الديمقراطية» أعربت بداية عن تحفظاتها إزاء بعض ما جاء في الاتفاق الروسي - التركي؛ لكنها أعلنت في وقت لاحق بدء سحب قواتها من «كامل المنطقة الحدودية»، ولا تزال تحتفظ ببعض المواقع؛ خصوصاً شرق مدينة القامشلي التي تعتبر بمثابة «عاصمة» لـ«الإدارة الذاتية الكردية» المعلنة من طرف واحد في شمال وشمال شرقي سوريا. بدا واضحاً أن القوات الأميركية تريد أن تحافظ على وجودها في الجهة الشرقية من المنطقة الحدودية، قرب حقول ومنشآت النفط والغاز. وبدأ التحالف الدولي بإقامة 3 قواعد جديدة قرب القامشلي والحسكة ودير الزور. وبعد انسحابه من قاعدة مطار صرين العسكري في عين العرب (كوباني)، عاد مجدداً؛ حيث إن المطار هو المنطقة التي انطلق منها فريق قتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش».

وإذ قررت واشنطن الإبقاء على 700 - 800 جندي، وإرسال مدرعات وعربات جديدة، مع الإبقاء على الحماية الجوية وقاعدة التنف، تضغط إدارة ترمب على دول أوروبية لرفع مساهمتها العسكرية في الوجود قرب حدود العراق، وتجاوز أسئلة قانونية طرحت في عواصم أوروبية عن مدى شرعية المشاركة في عمل عسكرية لـ«حماية النفط». اللافت، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال الجمعة إن بلاده لن تخرج من سوريا قبل انسحاب الدول الأخرى منها، مضيفاً أنها ستواصل هجومها عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد إلى أن يرحلوا جميعاً من تلك المنطقة. وقال إردوغان للصحافيين على الطائرة في رحلة العودة من زيارة للمجر: «لن نرحل من هنا إلى أن تخرج الدول الأخرى». موسكو تقول إن وجود جميع القوات الأجنبية «مؤقت»، باستثناء تلك التي جاءت بناءً على طلب «الحكومة الشرعية» في دمشق. واشنطن تربط وجودها بقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت. أنقرة تربط وجودها بـ«القضاء على كردستان سوريا». طهران تربط وجودها بطلب دمشق. شرق الفرات، بات مختبراً مركزاً للوجود الأجنبي. وكل طرف يربط وجوده بالطرف الآخر... بانتظار تبلور فصول جديدة من الصراع على الأرض السورية.

 

 قائد «سوريا الديمقراطية» يحذر من «تغيير ديمغرافي» شرق الفرات/مظلوم عبدي أعلن فرار 30 ألف مدني من مناطق وقف النار

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

طالب القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية مظلوم عبدي بـ«منع سياسات التغيير الديمغرافي» في شمال شرقي سوريا، في وقت أفاد بيان لـ«القوات» بأن العمليات العسكرية الأخيرة دفعت 30 ألف مدني للفرار من مناطقهم الأصلية الواقعة شرق نهر الفرات. وقال: «احتلت 1100 كلم مربع، وضمت 56 قرية ومزرعة في كل من شمال عين عيسى وشرق كوباني وشرق رأس العين وشمال غربي تل تمر». واتهمت القوات المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، تركيا ومضيها في انتهاك وقف إطلاق النار، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة الإنسانية. وأضافت: «إذ تستمر في احتلال الأراضي السورية خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها»، في إشارة إلى اتفاق عقد بين أنقرة وواشنطن الشهر الماضي شمل مدن وبلدات رأس العين وتل تمر بالحسكة وتل أبيض وعين عيسى بالرقة، إضافة إلى قيام الجيش التركي وفصائل سورية موالية، بشن 108 هجمات برية، وبالقصف عبر طائرات مسيرة 82 موقعاً.

وأكدت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» سحب مقاتليها إلى مسافة 32 كيلومتراً، بحسب الاتفاق. ولفتت إلى انه «كما وقصفت مدفعيتها الثقيلة 110 مواقع أخرى خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها، وقد أدت هذه الهجمات جميعها إلى مقتل 182 مقاتلاً من قواتنا وجرح 243 وهم في حالة الدفاع عن النفس».

في سياق متصل، حذر عبدي من «سياسات الإبادة والتطهير العرقي» التي تقوم بها تركيا وفصائل موالية، وانتقد مساعي الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لدراسة المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها على طول الحدود الشمالية السورية مع تركيا. وقال في تغريدة نُشرت على حسابه بموقع «تويتر» أمس: «تحاول تركيا تنفيذ سياسات الإبادة والتطهير العرقي تحت غطاء القانون الدولي، وتصريح السيد (انطونيو) غوتيريش حول إمكان إنشاء لجنة لدارسة المقترح التركي وبناء تجمعات سكانية يعدّ تواطؤاً خطيراً من الأمم المتحدة مع سياسات الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أن مهمة الأمم المتحدة ودورها «حماية السكان المحليين وليس المشاركة في مشروعات التطهير العرقي». وطالب التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا بـ «منع سياسات التغيير الديمغرافي» في مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتين انتزعتهما تركيا وفصائل سورية مسلحة. بدورها، طالبت دائرة العلاقات الخارجية لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والأخيرة مجلس حكم مدني يدير معظم مدن وبلدات شرق الفرات، عبر بيان، بـ «ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب» في المناطق التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها، على حد تعبيرها، وتقديمهم إلى العدالة لانتهاك القوانين والعهود الدولية وضرب المعايير الأخلاقية وسلامة المدنيين عرض الحائط. وقال: «وصلت إلى ذروتها عند قيام تركيا باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بحق شعبنا، واستهداف أكثر من 30 شخصاً من المدنيين العزل بينهم أطفال بهذه الأسلحة المحظورة دولياً». وقال الدكتور عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية: «لدينا أدلة وإثباتات تدين تركيا، ونحن على استعداد لاستقبال اللجان المختصة والتعاون معها للعمل بكل حيادية في مناطق الهجوم التركي»، مشيراً إلى أن الحالات التي تؤكد استخدام الأسلحة المحرمة دولياً «العينات بحاجة أن تخضع لإجراءات طبية وقانونية بهدف إدانة تركيا ومرتزقتها ومعاقبتها، فتجاوزاتها تستهدف مكونات شمال شرقي سوريا، مع استمرار انتهاك المجموعات الإرهابية الموالية لها، قانونياً تستوجب الملاحقة والمقاضاة».

وأوضح أن تركيا تحاول «إخفاء الجريمة ومحاولة منع تشكيل لجان تحقيق دولية عن طريق التبرع بمبلغ 30 ألف يورو لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية».

 

آلاف يتظاهرون ضد الإسلاموفوبيا في باريس ويثيرون جدلاً عنيفاً

باريس/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

شارك آلاف الأشخاص، اليوم (الأحد)، في مظاهرة في باريس نددت بالإسلاموفوبيا، انقسمت الطبقة السياسية بشأنها، ولقيت انتقادات حادة من قبل الحكومة واليمين المتطرف. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «نعم لنقد الديانة لا لكراهية المؤمن»، و«لنضع حداً للإسلاموفوبيا»، و«العيش المشترك ضرورة»، وسط كثير من الأعلام الفرنسية. كما أطلق بعض المتظاهرين هتاف: «نتضامن مع النساء المحجبات». وشارك في المظاهرة نحو 13500 شخص ساروا في شوارع العاصمة الفرنسية، بحسب ما جاء في تعداد قام به مكتب «أوكورانس» لحساب مجموعة من وسائل الإعلام، بينها وكالة الصحافة الفرنسية. أما الدعوة إلى المظاهرة، فجاءت من قبل كثير من الشخصيات والمنظمات، مثل «التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا». وكانت الدعوة إلى هذه المظاهرة قد وجهت في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي من على صفحات صحيفة «ليبيراسيون»، بعد 4 أيام من الهجوم على مسجد في بايون، في جنوب غربي فرنسا، ووسط جدال حول ارتداء الحجاب والعلمانية. ولا يمكن فصل هذه التطورات عن الأجواء الملبدة التي أشاعتها سلسلة من الاعتداءات «الجهادية» في فرنسا خلال السنوات القليلة الماضية، وأبرزها اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس. ويعيش في فرنسا ما بين 5 و6 ملايين مسلم، حسب آخر الدراسات بهذا الشأن، مما يجعل الإسلام الديانة الثانية في البلاد. والرسالة الأساسية التي أرادت هذه المظاهرة إيصالها هي «أوقفوا الإسلاموفوبيا» و«لا للأحكام المسبقة بحق المسلمين» ضحايا «التمييز والاعتداءات». وقال المتظاهر لعربي (35 سنة)، وهو مقاول، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن هنا لتوجيه تحذير، والقول إن هناك مستوى من الكراهية لا يمكن السكوت عنه. نحن منفتحون أمام النقد، لكن لا يمكن تجاوز الحدود، والوصول إلى الاعتداء».

ومن جهتها، قالت الشابة أسماء اوموسيد (29 عاماً)، القادمة من الضواحي الباريسية: «نريد أن يتم الاستماع إلينا، والدعوة إلى العيش المشترك، وعدم إقصائنا عن المجتمع». وتابعت هذه المهندسة في تقنيات السيارات: «نسمع كل ما يقال عن الإسلام، وعن النساء المحجبات اليوم. يطلقون الأحكام المسبقة على المسلمين، ويقصونهم عن المجتمع». كما قالت الممرضة نجاة فلاح التي نشطت في الجزائر ضد ارتداء الحجاب: «بحجاب أو بلا حجاب، سئمنا التمييز»، مضيفة: «اخترت عدم ارتداء الحجاب، لكنني أشعر بالأسى لما تتعرض له اللواتي يرتدينه».وفي مرسيليا (جنوب شرقي فرنسا)، تجمع مئات الأشخاص، بعضهم أفراد عائلات مسلمة وآخرون نقابيون وناشطون يساريون، عصر الأحد، تحت لافتات كتب على بعضها «الإسلاموفوبيا تقتل»، كما أطلقوا هتافات مثل «نحن جميعا أبناء هذه الجمهورية». كلودين رودينسون، المتقاعدة البالغة السادسة والسبعين من العمر، قدمت مع عدد من الناشطين في الحزب اليساري المتطرف «نضال عمالي»، وتقول إنها تستغرب «كيف فقد بعض اليسار كرامته». وتابعت: «هناك دعاية معيبة ضد المسلمين، ومزج غير مقبول بين الإرهاب والإسلام». ومنذ الدعوة إلى التظاهر، نشب خلاف كبير بين أطياف الطبقة السياسية الفرنسية حول هذه المسألة، وصل حتى إلى كيفية فهم تعبير «الإسلاموفوبيا»، كما تحفظ بعض اليساريين، وبينهم مسؤولون في الحزب الاشتراكي، على بعض موقعي النداء للتظاهر، مما دفعهم إلى عدم المشاركة بهذا التحرك.

وأعلن الحزب الاشتراكي أنه يعد لتنظيم مظاهرة ضد العنصرية في وقت لاحق.

وشارك كثير من النواب في حزب «فرنسا المتمردة» اليساري المتشدد في المظاهرة، إلى جانب رئيس الحزب جان لوك ميلانشون. وقبل انطلاق المظاهرة، دعا الأخير إلى «عدم المزج بين مشاركة بعض الأشخاص وأهمية القضية التي ندافع عنها». ومن جهته، قال إيان بروسا، المتحدث باسم الحزب الشيوعي، خلال مشاركته في المظاهرة: «هناك جو من الكراهية ضد المسلمين، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي» إزاء هذا الواقع، موجهاً انتقادات لاذعة لزعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبن.وكانت الأخيرة قد عدت أن هذه المظاهرة هي «نوع من التضامن مع الإسلاميين». وكتبت تغريدة، مساء الأحد، توجهت فيها إلى المتظاهرين، جاء فيها: «الإسلاموية قتلت في فرنسا أكثر بكثير مما قتلت الإسلاموفوبيا التي لم تقتل أحداً! هذا يكشف مدى دجلكم!». كما وصف عدد من الوزراء هذه المبادرة بأنها «غير مقبولة»، ووصفها سكرتير الدولة للشباب، غبريال اتال، بأنها «زبائنية وفئوية». وعدت إليزابيث بورن، وزيرة البيئة، أن هذه المظاهرة «تحرض الناس بعضهم على بعض».

 

بعد 3 أسابيع من الاحتجاجات... الرئيس البوليفي موراليس يعلن استقالته

لاباز/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس، يوم أمس (الأحد)، استقالته من منصبه، بعد موجة احتجاجات شديدة على إعادة انتخابه لولاية رابعة مستمرّة منذ ثلاثة أسابيع. وقال موراليس (ستّون عاماً) عبر التلفزيون "أستقيل من منصبي كرئيس". بدوره، اعتبر نائب الرئيس الفارو غارسيا لينيرا الذي استقال أيضاً من منصبه، أنّ "الانقلاب وقع"، بينما علق المعارض كارلوس ميسا الذي خسر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة السابقة، على الاستقالة بالقول: "لقد أعطينا درساً للعالم. غداً ستكون بوليفيا بلداً جديداً". ويحكم موراليس بوليفيا منذ العام 2006، وكان الجيش والشرطة طالباه في وقتٍ سابق بالتنحّي. وطالب قائد الجيش البوليفي الجنرال وليامز كاليمان، الأحد، موراليس بالاستقالة "من أجل صالح بوليفيا". وقال قائد الجيش للصحافيّين: "بعد تحليل الوضع الداخلي المتوتّر، نطلب من الرئيس التخلّي عن ولايته الرئاسيّة بهدف إتاحة الحفاظ على السلام والاستقرار، من أجل صالح بوليفيا". وكان العديد من قادة المعارضة البوليفيّة دعوا أيضاً موراليس إلى الاستقالة، رغم إعلانه أنّه سيُجري انتخابات جديدة لم يُحدِّد لها موعداً. وقال ميسا في تصريحات سابقة: "نرى أنّ على الرئيس موراليس اتّخاذ هذا القرار. إذا كان يتمتّع بحدّ أدنى من الوطنيّة عليه الانسحاب"، مشيراً إلى أنّ رئيس الدولة "ليس في وضع" يؤهّله إجراء انتخابات جديدة أو الترشّح مجدّداً. بدوره، اعتبر المعارض الأبرز لويس فرناندو كاماشو، أنّ "موراليس انتهك النظام الدستوري وعليه أن يستقيل"، داعياً إلى تشكيل "لجنة حكوميّة انتقاليّة" تُكَلّف "الدعوة إلى انتخابات جديدة خلال مهلة أقصاها ستّون يوماً". وقبل وقت من إعلان استقالته، كان موراليس قال في مداخلة متلفزة سابقة: "قرّرتُ اختيار أعضاء جدد للمحكمة الانتخابيّة العليا"، معلناً أنّه سيدعو "إلى انتخابات جديدة تُتيح لشعب بوليفيا انتخاب سلطات جديدة ديموقراطيّاً". وأضاف الرئيس الذي يحكم بوليفيا منذ 2006: "بعدما اتّخذتُ هذا القرار، أدعو إلى خفض التوتّر. على الجميع أن يُعيدوا السّلام إلى بوليفيا". لكنّ موراليس لم يُحدّد موعد هذه الانتخابات أو يوضح ما إذا كان سيترشّح لها. قبيل ذلك، طلبت منظّمة الدول الأميركيّة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسيّة التي جرت في 20 أكتوبر (تشرين الأوّل)، في ضوء التجاوزات التي شابتها، داعيةً إلى إجراء انتخابات جديدة يتمّ توفير الضمانات لحسن إتمامها "وبينها في الدرجة الأولى تشكيل هيئة انتخابيّة جديدة"، في إشارة إلى المحكمة الانتخابية العليا.

ورحّبت وزيرة خارجيّة الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان بنيّة إجراء انتخابات جديدة، داعيةً "جميع الأطراف، خصوصاً السلطات، إلى تحمّل مسؤولياتهم الديمقراطية واتّخاذ القرارات الملائمة التي تتيح حصول مصالحة سريعة وتجنّب أعمال عنف جديدة".

وأدّت انتخابات أكتوبر إلى إعادة انتخاب موراليس لولاية رابعة حتّى 2025، رغم أنّ البوليفيين رفضوا هذا الخيار في استفتاء جرى في فبراير (شباط) 2016. وسبق أن طالبت لجان المجتمع المدني بعدم ترشّح موراليس، ولا ميسا، لانتخابات جديدة. وتصاعد التوتّر في الأيّام الأخيرة مع تسجيل حركات تمرّد في صفوف الشرطة واحتلال متظاهرين مقارّ وسائل إعلام رسميّة. ودعا البابا فرنسيس البوليفيّين إلى أن ينتظروا "بهدوء" العمليّة "القائمة" لإعادة إجراء الانتخابات. وأسفرت موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أسابيع عن ثلاثة قتلى ومئتي جريح. واحتلّ متظاهرون مناهضون لموراليس السّبت في لاباز مقرّي وسيلتَي إعلام رسميّتين وأجبروا موظّفيهما على المغادرة. وسرعان ما ندّد موراليس بذلك عبر تويتر، قائلاً "يقولون إنّهم يدافعون عن الديمقراطية، لكنّ سلوكهم ديكتاتوري". والجمعة، تمرّدت ثلاث وحدات من الشرطة في مدينة كوشابامبا (وسط) ثمّ في مدينتي سوكري (جنوب) وسانتا كروز.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بوغدانوف إلى لبنان... مع "نظريّة" السلطة ومحور "الممانعة"؟

ألان سركيس/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2019

إستغرقت بعض عواصم الدول الكبرى وقتاً لدراسة ماذا يحصل في لبنان وإلى أي مدى ستستمرّ ثورة الشعب على الطبقة السياسيّة الفاسدة، وهل من أيادٍ خارجيّة تُحرّك تلك الإنتفاضة الشعبية التي فاجأت الجميع من دون استثناء. لا يمكن عزل أحداث لبنان السياسية عمّا يجري في المنطقة، فتاريخياً كان لبنان يتأثّر بالقناصل والسفارات، وقصص والي الشام ووالي عكا لا يزال البعض يستشهد بها، في حين كانت فترات الإستقلال اللبناني قصيرة جداً، ولم ينعم بلد الأرز بالراحة لمدّة طويلة. وأمام ضخامة ما يقوم به الشعب اللبناني من ثورة نظيفة ضدّ من أوصل البلد إلى حافة الإنهيار وجوّع الشعب وسرق مقدرات الدولة، تتوالى مواقف الدول الكبرى، بعضها مؤيّد لحراك الشارع وبعضها معادٍ له، وقد برزت أولى بشائر العداء مع تصريح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي حيث اعتبر أن واشنطن والدول الرجعية في المنطقة تقوم بإثارة الفوضى اليوم أكثر من أي وقت مضى، متحدثاً عن التظاهرات التي تعمّ لبنان والعراق.

وتثير التطورات في لبنان والعراق مخاوف محور الممانعة في هذين البلدين خصوصاً أن الشعب يثور ومن يمسك مقاليد السلطة هم حلفاء طهران، لكن الجديد في كل ما يحصل هو تطوّر الموقف الروسي تجاه الثورة اللبنانية. وفي التفاصيل، فقد صمت الروس في بادئ الأمر ولم يدلوا بأي مواقف، ثمّ دعوا إلى التهدئة والحوار بين جميع الأفرقاء، ليتطوّر موقفهم أكثر ويصوّبوا على الثورة غير آخذين مطالب الناس الثائرة على محمل الجدّ. وفي هذه الأثناء، يتحضّر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لزيارة لبنان في وقت قريب، للتحذير من مخاطر ما يجري، فهل سيعتمد سياسة التخويف من استمرار الثورة؟

تؤكد مصادر دبلوماسيّة لـ "نداء الوطن" أن زيارة بوغدانوف إلى بيروت كانت محددة في 4 و5 تشرين الثاني، وقد أُبلغت وزارة الخارجية اللبنانية عبر السفارة الروسية في بيروت بموعد زيارته وبرنامج لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، لكن بسبب الظروف التي استجدّت واندلاع الثورة تأجلت الزيارة، بينما كان بوغدانوف قد أكّد لمن التقاهم أنه سيزور بيروت في وقت ليس ببعيد من دون تحديد موعد الزيارة، وذلك حتى تتّضح الصورة. وتُشير المصادر الدبلوماسيّة إلى أن أهداف زيارة بوغدانوف الجديدة هي لمتابعة الوضع في لبنان عن كثب، إذ إنه لا يمكن فصل تطورات لبنان عن أحداث المنطقة، خصوصاً أن الجانب الروسي مؤمن مثل فريق "الممانعة" في لبنان بنظرية المؤامرة الأميركية وأن كل ما يحصل في المنطقة هو بسبب تدخلات أميركية وغربية. وتضيف المصادر: "هذه النظرية عبّر عنها أيضاً بوغدانوف ومسؤولون روس، وقد سجّلت مواقف عدّة غير مؤيدة للتحركات الشعبية في أي من الساحات لأنها بحسب رأيهم محرّكة من الغرب وأميركا بهدف إحداث فوضى في بلدان المنطقة ومن ضمنها لبنان".

وتوضح المصادر أن "الموقف الروسي يعتبر أن واشنطن هي من حرّكت التظاهرات بدءاً من أوكرانيا وسوريا وصولاً إلى لبنان، وتعتبر موسكو أن أميركا وراء تحريض الناس بأهداف نبيلة ولكن بنوايا خبيثة، لذلك تحمّل المسؤولية للغرب وأميركا". وتشدّد على أنه "انطلاقاً من النظرة الروسيّة إلى تطورات الأحداث في لبنان وتصاعد الثورة الشعبيّة، فإن زيارة بوغدانوف المرتقبة هي للإضاءة على ما يعتبره تدخلات أميركية في الشأن اللبناني، والتي ستؤذي البلد وتدفع إلى السير على طريق الدول العربية لجهة الإضطرابات الأمنية والدخول في مواجهات داخلية".

ويدل الموقف الروسي على أن دول "الممانعة" تسعى جاهدةً إلى ضرب انتفاضة الشعب، وما يثير الريبة هو أن موسكو تدخّلت في سوريا لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، فهل ستتدخّل لصالح السلطة الحاكمة في لبنان؟

والجدير ذكره، أن موقع روسيا يحظى بإجماع من كل اللبنانيين، وتدخلاتها في الملف اللبناني لصالح السلطة ستُكسبها عداء معظم أطياف الشعب اللبناني الثائر، وهذا الأمر قد يدفع دولاً أخرى إلى التدخّل، ما سيهزّ موقع موسكو لبنانياً، علماً أن تركيبة لبنان ليست مثل سوريا، والشعب اللبناني المنتفض دائماً لا يقبل أن يتخلّص من احتلال ليقع تحت نير احتلال آخر.

 

الإنتفاضة "تهزّ" الطوائف... و"الثنائيّة الشيعيّة" بالمرصاد!

علي الأمين/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2019

في محاولة قراءة مشهد الانتفاضة اللبنانية المستمر منذ 17 تشرين الأول، يمكن ملاحظة أن هذه الانتفاضة أحدثت اختراقاً في البنى التقليدية على مستوى طوائف عدة، أحدثت اختراقاً قوياً في البنية المسيحية والذي أدى الى خروج المنتفضين على الزعامات المسيحية ولا سيما القوة التي مثلها "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل وامتداداً إلى رئيس الجمهورية، ساعد على هذا الخروج التنوع والتناقضات الفعالة داخل هذه البيئة، وكذلك الحال داخل البيئة السنية التي خرج المنتفضون من داخلها على رئيس الحكومة سعد الحريري ومختلف الزعامات السنية من دون تهيّب أو تردد، فلم تتهيّب مدينة طرابلس أن تنزع صور زعاماتها وسياسييها عن كل جدران المدينة واعمدتها وشرفات المنازل، على رغم محاولات حثيثة لاستنهاض عصب مذهبي أو طائفي كانت الانتفاضة اللبنانية وما زالت تعبيراً عن التمرد والاحتجاج على زعماء الطائفة وممثليها في سياق التمرد على السلطة الحاكمة على وجه العموم.

لعل البيئتين المسيحية والسنية هما الأكثر حضوراً في مشهد الانتفاضة اللبنانية، من زاوية التمرد على السلطة الطائفية، وهو في نسبة أقل لكنها حاضرة في البنية المجتمعية الدرزية التي أظهرت بحدود ملامح خروج على السلطة داخل الطائفة، وهو ما يدفع زعيم "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى محاولة تفادي الاهتزازات البنيوية لزعامته الدرزية، ودعا أخيراً لملاقاة الانتفاضة بوسائل منها محاولة تبني مطالبها أو من خلال الدعوة الى حزب تقدمي اشتراكي جديد، سعياً إلى امتصاص الاحتجاج والنقمة المتنامية وهذا المسعى هو للخروج من قوالب تقليدية قبل أن يتضح المطلب السياسي للانتفاضة اللبنانية والذي لم يزل غائباً. يجدر القول إن البيئة الشيعية شهدت احتجاجات مطلبية غير مسبوقة في عصر الثنائية الشيعية، كانت صور مسرحاً لها في بداية الانتفاضة وكذلك مدينة النبطية وبلدة كفررمان وبعض الحواشي الريفية التي أمكن رصدها في العديد من القرى والبلدات في الجنوب والبقاع من دون أن ننسى مدينة بعلبك التي انتزع المنتفضون فيها حق التظاهر الذي صودر فيها منذ عقود. ليس ما جرى في صور والنبطية وفي بعلبك وفي غيرها من الهوامش المجتمعية الشيعية، أمراً عادياً، بل هو حدث استثنائي يصعب رصد ما يشبهه في العقود الثلاثة الأخيرة، لجهة الاحتجاج في الشارع على السلطة من خارج سطوة طرفي الثنائية الشيعية واشرافهما. بل ثمة عمل بطولي وكسر لحواجز نفسية وسياسية لم يكن من الممكن اختراقها من دون هذا المشهد اللبناني الممتد في الجغرافيا وفي ديموغرافيا الطوائف.

لكن ذلك لا يعني أن التمرد أخذ طابعاً مجتمعياً، هو لا يزال أقرب الى التمرد الفردي والاحتجاج المطلبي، الحراك في البيئة الشيعية لم يحدث خرقاً مجتمعياً حقيقياً، يجعل طرفي الثنائية الشيعية خائفين منه، فالاختراق المجتمعي لا يزال خجولاً، فإلى جانب حالة الرعب والخوف المسيطرة في البيئة الشيعية، نجحت الثنائية الشيعية في ترسيخ سيكولوجيا مجتمعية تفكر بطريقة مختلفة، ساهم في اختلافها عن بقية المكونات اللبنانية، عزل المجتمع الشيعي عن المجتمع اللبناني، وهو عزل نفسي وثقافي ونشوء شبكة مصالح مغلقة، فالفرد الشيعي لا نافذة له على الدولة ومؤسساتها ولا على العمل الخاص من خارج حركة "أمل" "وحزب الله"، وهذه ظاهرة لا يمكن معاينتها خارج المجتمع الشيعي في لبنان. وهو ما ساهم في الغاء أي دينامية أو حراك طبيعي داخل الجماعة الشيعية.

واذا دققنا في الاحتجاجات التي عبر عنها الحراك في المناطق ذات الغالبية الشيعية، يمكن ملاحظة أن المسّ بقيادتي الثنائية الشيعية بدا خجولاً اذا ما قيس بما جرى لدى الطوائف الأخرى ولا سيما لدى المسيحيين والسنة، من دون أن نقلل من جرأة وبطولة أولئك الذين انتفضوا في صور والنبطية، وهي بطولات فردية أكثر منها مجتمعية، ولقد شكل اليسار بأوجهه المختلفة مع بعض الناشطين في المجتمع المدني عصب هذا الحراك في البيئة الشيعية عموماً، لكنه لم يحقق الاختراق المجتمعي وبقي على رصيفه.

بقاء الحراك في البيئة الشيعية على صورته المطلبية، والانتفاضة اللبنانية على المدى المطلبي، فذلك يتيح المجال للسلطة السياسية المتحالفة في ما بينها في كل لبنان، قدرة على استيعاب الحراك ببعض المطالب والوعود وصولاً الى تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن من دون المسّ بقواعد السلطة ونظامها القوي، وهذا لن يتحقق طالما أن الانتفاضة اللبنانية لم تتبلور في حالة سياسية، أي بالانتقال من المطلب المعيشي الى المطلب السياسي التغييري. الجسم السياسي العابر للطوائف وحده القادر أن يشكل الغطاء لحماية الانتفاضة اللبنانية وللاختراقات داخل الطوائف وفي المجال الشيعي على وجه الخصوص.

 

الاختناق السوريّ وما يخشاه "الحزب"

وليد شقير/نداء الوطن/11 تشرين الثاني 2019

يُصرّ "حزب الله" على ربط الحراك الشعبي بمخطط خارجي. يتخوّف من الإتيان بحكومة تكنوقراط أو من غير أحزاب السلطة، باعتباره انصياعاً لرغبة أميركا في إبعاده عن الحكومة، في إطار تضييقها عليه وعلى إيران في المنطقة.

يستغرب قادة الحراك الشعبي قلق "الحزب" في وقت لم يطرح أي من المجموعات الكثيرة المشاركة فيه لا مسألة دوره الإقليمي ولا مسألة سلاحه، لأن الانفجار الشعبي قام على احتقان اللبنانيين جراء تفاقم أحوالهم المعيشية وإذلالهم، خصوصاً الشباب العاطل من العمل، بسبب سياسة أحزاب السلطة الفاشلة على الصعيد الاقتصادي. بقيت الهتافات ضد أمينه العام السيد حسن نصر الله محدودة على رغم توجيه "الحزب" بعض مناصريه ضد الحراك بحجة التعرض لرمز ديني، فأدى القمع البشع ضد المتظاهرين الى نتيجة معاكسة عند اللبنانيين والجمهور الشيعي، حتى لدى منضوين في "الحزب" نفسه.

يعتبر الناشطون في الحراك أن "الحزب" هو الذي يطرح مسألة السلاح وارتباطه بإيران، عبر تبرير إصراره على التمثيل السياسي في الحكومة في مواجهة المخططات الأميركية. ويرون أنه يتجاهل بذلك أن سبب اشتراك جزء من جمهوره في الحراك، متفلتاً من قيود قيادته هو الوضع المعيشي. وإزاء ربط "الحزب" ومحللي الممانعة بين استهداف إيران في العراق وفي لبنان، يكرر الاستنتاج الشائع بأن الانتفاضة في المناطق العراقية الشيعية شهدت هتافات من نوع "إيران برا برا" وإنزالاً لصور رموز طهران، بينما الأمر مختلف في لبنان. وحيث أنزلت صور نصر الله فإن هذا جاء باعتباره واحداً من رموز السلطة، لا فعل هويته السياسية الإيرانية. وهو أمر طال الزعامات الأخرى أكثر على امتداد لبنان. الثابت أن السواد الأعظم من المشاركين في الثورة، غير مكترث بالسياسة الإقليمية لـ"الحزب" وسلاحه، ولا بربطها بما يجري في العراق فالمحرك في البلدين هو الوضع المعيشي، حتى لو جاء تحميل طهران مسؤولية ترديه في العراق أكثر وضوحاً مما هو عليه في لبنان. "الحزب" نفسه، عندما يطرح هواجسه، هو الذي يضيء على دور السياسة الإيرانية في لبنان، في التردي الاقتصادي. فتحالفاته في السلطة لحماية دوره الإقليمي، والتي اضطرته إلى تجاهل ما بلغه الفساد، وإغراق البلد في المحاصصة على حساب معالجة الأوضاع الاقتصادية، يفسران قلقه على إضعاف هؤلاء الحلفاء، وبالتالي إضعافه هو، في أي حكومة مقبلة أولويتها استعادة الثقة من أجل إطلاق التصحيح المالي، وليست مهمتها التصدي لدور "الحزب" الإقليمي، أو مشاركة أميركا في حملتها ضده.

واحد من أسباب اختناق لبنان هو تحوله الرئة التي يتنفس منها النظام السوري و"الحزب" إزاء العقوبات التي فرضتها واشنطن عليهما. لم يعد سراً أن بضع مليارات من الدولارات سحبت من لبنان إلى سوريا، إما عبر شركات الأوف شور والاعتمادات التي فتحتها في مصارف لبنانية لاستيراد البضائع المحظورة عن طريق بيروت، والتي لا يسدد إلا القليل منها، أو عبر شراء كميات من الدولارات من الصيارفة لتزويد المصرف المركزي في دمشق بها، أو عبر تشجيع السوريين الميسورين على سحب أموالهم من المصارف اللبنانية إلى دمشق... ما أدى إلى شح السيولة في لبنان وإلى أزمة السعرين لصرف العملة. ناهيك عن بيع "الحزب" النفط الإيراني المحظور أميركياً، المهرب عبر سوريا ثم تحويل ثمنه إلى الدولار. ما روج له وزير الخارجية جبران باسيل مطلع الشهر الماضي بالقول إن لبنان سيتنفس من الرئة السورية اقتصادياً، لتبرير استعادة العلاقات مع دمشق، تحول اختناقاً لبنانياً من تلك الرئة.

ما يقلق "الحزب" الآن أن "الرئة السورية" تختنق نتيجة انسداد الرئة اللبنانية، وإقفال المصارف وتحديدها لأسقف السحوبات والتحويلات وفرضها أذونات للاستيراد. هذا من نتائج "وحدة المصير والمسار" وتوحيد ساحات المواجهة رغماً عن شعوب دولها. و"الحزب" يخشى حكومة تقفل أبواب الرئة اللبنانية لسوريا التي تحمّل لبنان ما يعجز اقتصاده عن تحمّله.

 

عندما تصير المقاومة حزباً

وجيه قانصو/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

في العام 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان حتى وصلت إلى العاصمة. كانت الدولة حينها منهكة بسبب الحرب الأهلية، ومترهلة بسبب خلل في أدائها والتناقضات العميقة في الجسم السياسي اللبناني.  فبادر المجتمع اللبناني بأكثر مكوناته إلى تكثيف مقاومته للاحتلال، وجعلها أكثر انتظاماً وإيلاما للمحتل من نشاطها السابق. وقد صدرت هذه المبادرات بتعابير ودوافع ومسوغات متعددة، تراوحت بين التأويل الماركسي والالتزام القومي مروراً بمبادرت مدنية وفردية ووصولاً إلى بواعث جهادية دينية. هو تعدد يعبر عن تنوع مكونات المجتمع وتعدد الميول والاتجاهات في داخله، بل تنوع وتعدد داخل المكون المذهبي الواحد.

فالمقاومة فعل مواجهة يقوم به أبناء وطن لصد عدوان أو احتلال خارجي. هو رد فعل ومبادرة جماعية تسوغها مشروعية الدفاع عن النفس ويحفزها الإنتماء إلى وطن خاص يكون أساس هوية المقاومين ووازع نضالهم.

 كانت جميع هذه المبادرات بمثابة استجابة مجتمعية طبيعية لأجل بقاء الكيان وحفظ المجتمع. صحيح أن منطقة المواجهة قد غلب عليها اللون الشيعي، إلا أن الفعل المقاوم حينها ما كان ليختص بمكون اجتماعي خاص، أو يكون بديلا عن الدولة أو منافساً لها، بقدر ما هي مبادرة الكيان نفسه، لا بأجهزة الدولة الرسمية وبنيتها البيروقراطية، بل بالحامل الأساسي لها، الذي هو المجتمع، بصفته مصدر مشروعيتها وقاعدة نشاطها وقوة استمرارها وبقاءها العميقين.

ففعل المقاومة، بعمقه المجتمعي، يتأكد حين تعجز الدولة، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، عن القيام بواجب صد العدوان، أو الحد من الفوضى أو منع الانهيار الداخلي.  هو فعل يبادر إليه المجتمع لا لاستبدال الدولة أو تحييدها بل لسد فراغاتها وتعثراتها وتدعيم حضورها وإعادة بعثها من جديد. فالشأن العام لا يُدبَّر بمجرد أوامر سياسية ملزمة وتشريعات رسمية، بل يؤازِرُ ذلك تضامنات بين مكونات المجتمع، وروابط خُلقية وقيمٌ جامعة بينها، وقواعد مشروعية، تشكل بمجموعها باعثاً لحفظ النظام العام، وضماناً لسيرٍ مستقرٍ ومنتجٍ للحياة العامة.  فالدولة أو السلطة العليا ليست شيئاً يضاف إلى المجتمع من خارجه، بل هي صورة المجتمع في وضعية انتظامه لنفسه. 

كان حزب الله، أحد أهم الروافد الاجتماعية للمقاومة، وتميز بأداء كمي ونوعي حقق إنجازات ميدانية معتبرة.  أصر الحزب على أسلمة المقاومة، أي اعتبارها نشاطاً متعلقاً بالتكليف الديني والأغراض والغايات التي تخدم منظومة وعقيدة ولاية الفقيه، أي الفصل بين الباعث الديني والوازع الوطني، بتأكيد الأول وأولويته وإنكار وحتى تسخيف الثاني.  رغم كل ذلك فقد تلَقَّت مكونات المجتمع، الشيعي تحديداً، جهادَ الحزب ضد إسرائيل بالقبول والترحيب، على قاعدة أولوية طرد المحتل وتأجيل الخلاف الأيديولوجي الداخلي.

التفاهم الإيراني السوري، في أوائل تسعينيات القرن الماضي، تسبب بحصر المقاومة بحزب الله بطريقة قسرية وإلغائية لباقي المقاومين، بعدما تبين أن الفعل المقاوم لا يخدم تحرير الأرض فحسب، بل أداة مناورة وابتزاز للنظام السوري ضد المجتمع الدولي، ومادة توظيف دسمة للنظام الإيراني في ربط أمنها باستقرار المنطقة العربية.  هذا التوظيف لا يستقيم إلا بالتحكم بموارد المقاومة ومنابعها وبنيتها الداخلية واستراتيجية عملها وحتى في توقيت عملياتها.

حصر المقاومة بحزب الله تحت الوصاية السورية-الإيرانية أفرز أمورا ثلاثة:

أولها: انفصال المقاومة عن المجتمع اللبناني، وتحولها إلى بنية خاصة، ذات تراتبية ولائية في داخلها. الأمر الذي أخرجها عن عموميتها وتسبب باستقلالها وانفصالها عن مصدر زخمها بل عن مصدر مشروعيتها، باعتمادها مشروعية عقدية خاصة غريبة على النسيج المجتمعي، وتأكيد جوهريتها الذاتية قبال المجتمع والدولة معاً.  هذا تجلى، بقصد أو بغير قصد، بالثلاثية التي روج لها الحزب: الجيش والشعب والمقاومة. وهو شعار يثبت المقاومة كياناً مستقلاً عن المجتمع (الشعب)، ومنفصلاً بالكامل عن الدولة (الجيش الذي هو أهم أدوات الدولة السيادية).

 حصل تلازم بل تطابق بين المعتقد الولايتي للحزب والمقاومة، بحيث لا قيمة لمقاومة من دون هذا المعتقد، وباتت نشاطاً لا يراعي مقتضيات الإجتماع اللبناني، بل مأسوراً ومحكوما لما يسمونه بالتكليف الشرعي القائم على غيبيات نبؤاتية وتأويلات سلطوية تناقض في طبيعتها ومنطقها ومؤداها أصل العقد الاجتماعي وفكرة الدولة، لأي مجتمع وأية دولة.  لذلك، وبدلا من انبثاق فعل المقاومة عن المجتمع ليعود آخر الأمر يصب في كيان الدولة الذي هو الإطار والمدخل الحصري لحفظ وبقاء الكيان اللبناني نفسه، حصل فصل كامل بين المقاومة التي باتت مطابقة للهوية الحزبية وتقوم على كثافة عقدية دينية من جهة وبين الهوية الوطنية التي تتسم بعموم عابر للطوائف لا يقبل التخصيص بهوية طائفية أو دينية خاصة.

ثانيها: خروج المقاومة عن أغراضها التحررية، بفعل التزامها وتبعيتها لمحور إقليمي.  صحيح أن هذا المحور وفر للحزب مقدرات عسكرية مميزة، إلا أن هذه المقدرات تم استعمالها لما هو أبعد من أغراض المقاومة ووظيفتها، لتكون في خدمة سياسيات ومصالح واستراتيجيات الحلف السوري-الإيراني.  هذه الوضعية قلبت المقاومة من وسيلة لخدمة غاية وطنية حصراً، إلى وسيلة لخدمة غاية أخرى خارجة عن مقصدها وهدفها بل مناقضة لهما في حالات كثيرة. وهو أمر ظهر في دعم الحزب اللامشروط للاحتلال السوري في لبنان، وفي أداء الحزب على الجبهة الجنوبية بطريقة تتناغم مع إيقاع إيران الإقليمي والدولي، وفي انتشار السلاح "المقاوم" في بقاع متفرقة ومتباعدة من الأرض لا صلة لفكرة المقاومة بها، ومتورطاً في معارك لم يعد بالإمكان تسويغها أخلاقياً أو إدراجها فعلاً مقاوماً، ما اضطر القيِّمين على هذا السلاح تكرار الاعتراف الكامل بالتبعية المالية والأيديولوجية والسياسية لإيران.

ثالثها: تكثيف المضمون الديني، وفق السردية الشيعية الولايتية لنشاط حزب الله، ما ولَّد حصرية معاكسة للفعل الديني نفسه. أي بدلاً من اعتبار الفعل المقاوم للحزب أحد أوجه الإيمان الديني، بات هذا الإيمان متقوماً بالتراتبية الولائية للحزب نفسه، ما ولد ذهنية إقصائية صارمة ضد أي نشاط أو اجتهاد أو حتى تعبد ديني لا يندرج ضمن هرمية سطوته وسلطة منظومته.  بات الحزب بنظره فسطاط الإيمان كله مقابل الكفر كله الذي هو كل شيء خارجه. وهي ذهنية رفعت من منسوب نرجسية الحزب إلى درجة عالية، وعطلت فيه قدرة الإستماع للمختلف وتقبل أي نقد، واللواذ بالتهمة الجاهزة والعمالة الملفقة لكل خصم.

صارت المقاومة حزباً، لا من حيث المبدأ والمفهوم، وإنما لجهة تغريبها المتعمد عن المجتمع،  ووضعها قبال الدولة لا في كنفها ومن مؤسساتها، وتحول عنوانها إلى شبكة مصالح خاصة وارتباطات جزئية وتورطها في صراعات إقليمية لا يستوجبها غرض المقاومة نفسه ولا تصب عوائدها لصالح المجتمع أو الدولة أو الوطن بل تناقضها في أكثر الأحيان. هذا إضافة إلى إلباس المقاومة لباساً عقائدياً دينياً ليس من أصلها أو طبيعتها ولا يقبل التعميم. كل ذلك أثار ريبة متصاعدة بينها وبين المجتمع، جعل أكثر المجتمع يشكك بجدواها أو مصداقية عملها، وجعل  "المقاومة" تحذر من المجتمع نفسه وتخشى تحولاته ومتغيراته وحراكه، ما دفعها إلى بناء تحالفات سياسية محلية وإقليمية تستغني بها عن مشروعية الداخل، والعمل على فرض ترتيبات سياسية وعهود سلطة، لتفرض نفسها من خلال هذه العهود على المجتمع، وتتحصن بها من نقمة المجتمع أو انقلابه عليها، بدل التقوي بالتفافه حولها والإجماع العام عليها.

 عندما تغترب "المقاومة" عن المجتمع وتصبح قوة تنافس قوة الدولة وتضاهيها، فلتبحث لنفسها عن إسم آخر.

 

الحريري بين ثأر باسيل وهدية حزب الله المسمومة

منير الربيع/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

أسقط اللبنانيون نظرية المؤامرة عن انتفاضتهم. كما فشلت محاولات السياسيين في الاندساس بقلب التحركات أو اختراقها. حتى الترهيب والتخويف وإثارة العصبيات أو المخاوف الطائفية والمذهبية والمناطقية، لم تؤد نتيجتها. مع ذلك تستمر السلطة في حالة الإنكار السلطة، تحاول اجتراح حلول تناسبها من دون أي إدراك لحجم التغيير الذي أصاب لبنان. كل المراسيم التي تصدر باسم مكافحة الفساد، ومحاولة مجلس النواب إقرار قوانين.. كلها لا قيمة لها، لأن الأمر يتعلق بالنظام ككل. فالمواطنون فقدوا الثقة بالسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية.

مساجين ونفط

الأهم هو أن الشارع لا يزال على حيويته، والتحركات تتنوع وتنضم إليها فئات اجتماعية جديدة طلابية وعمالية ونسوية. هذا يضمن شمول كل الناس بالتحركات وباستمرار الانتفاضة وتحولها إلى ثورة تامة. فبعد أن كان الإنتشار الجغرافي ميزة أساسية، اكتسبت الثورة إنتشاراً اجتماعياً ومهنياً، ما يمنحها الرسوخ والوضوح.

في المقابل، وكما كل السلطات قبل انهيارها، تلجأ السلطة اللبنانية إلى إخراج المجرمين من السجون، في رشوة سياسية (وطوائفية) مفضوحة، عبر إقرار قانون العفو العام عن المرتكبين، في مشهد مشابه لما فعلته الأنظمة العربية التي واجهت الثورات.

أيضاً لجأ بعض السلطة إلى الحديث عن النفط، كما فعل الأربعاء الماضي الرئيس نبيه برّي، وكما "استعرضت" الوزيرة البستاني حاويات أنابيب الحفر. وفي الحالين، الهدف إشاحة النظر عن الواقع.كل طرف في السلطة يبحث عن تعزيز فرص "نجاته" وعودته. صحيح أن الحريري باستقالته استعاد جزءاً من شارعه، لكن هذا يفرض عليه أداء سياسياً وإعلامياً مغايراً، ولا يمكنه البقاء هكذا متوارياً في الكواليس، حيث يعقد اللقاءات المغلقة، فمن واجبه إن أراد "ترميم" شعبيته وشرعيته السياسية، مصارحة الناس.

خسائر ومكابرة

كل المبادرات الدولية إذا ما توفرت، تنطلق من قناعة أنه لا يمكن إعادة إنتاج السلطة على النحو السابق، والمطلوب حكومة توحي بالثقة للبنانيين وللمانحين والأسواق. وهذا ما سيكون كفيلاً بتحرير الاقتصاد من قبضة تحالف المصارف والطبقة الحاكمة، ولا يقوم على مبدأ الصفقات. لكن، تبقى الخشية من أن يعود الكارتيل لإنتاج نفسه بصفقة جديدة مع المجتمع الدولي، تكون نتيجتها عودة المقاولين أنفسهم والسياسيين ذاتهم، بغطاء دولي ينتفع من وجودهم. وهذا ما يجب مواجهته والتصدي له.

تعنت السلطة حتى الآن يكلف لبنان واللبنانيين الكثير من الخسائر. كل المكابرة لم تعد تنفع. يعرف أركان السلطة أن أداءهم بالذات هو الذي أسقطهم، خصوصاً أصحاب "التسوية" التي أبرمت منذ ثلاث سنوات. وبسقوطهم أسقطوا معهم قوى أخرى. لذلك، فإن جلّ ما يبحثون عنه حالياً، هي إيجاد صيغة لحكومة تكون مرضية للشارع وللمجتمع الدولي. إنما بشرط أن يبقوا قادرين على التحكم بها وبمقرراتها صوناً لامتيازاتهم. لذا، يجري البحث الآن عن كيفية تقديم حكومة تضم وزراء جدداً وتكنوقراطيين، على أن تسمّيهم أحزاب السلطة، ولو كانوا غير حزبيين، أو يكون بعضهم حزبياً غير بارز.

صيغة حزب الله التكنوقراطية!

هذه القناعة توصل إليها حزب الله، بعد عدم اقتناع الحريري بالسير بحكومة سياسية، وتمسكه بشرطه بحكومة تكنوقراط. وحسب ما تشير المعلومات، تركزت طوال يوم الأحد الاتصالات على ضرورة الوصول إلى صيغة ملائمة يوافق عليها الحريري ويتم ابلاغه بها، كتأليف حكومة تكنوقراط بنكهة سياسية، أي يختار كل حزب وزراءه من غير السياسيين، على طريقة اختيار حزب الله للوزير جميل جبق. وتكشف المعلومات أن التيار الوطني الحر أجرى اتصالات بشكل غير مباشر بكل من الوزيرين السابقين مروان شربل وزياد بارود، للبحث معهم في إمكانية توزيرهم مقابل استبعاد الوزير جبران باسيل وغيره من الوزراء السياسيين.. على أن يتم طرح هذه الصيغة على الحريري مقابل أن يجيب عليها، قبل خطاب أمين عام حزب الله المرتقب. ويعتبر الحزب أنه بهذه الصيغة لم يبق خيار للحريري لرفض ترؤس الحكومة، فيما يبقى أن يجري الحريري اتصالات دولية سريعة، للحصول على غطاء لهذه التشكيلة للسير بها، خصوصاً أن الهم الأساسي لدى الجميع هو البحث عن مساعدات سريعاً لوقف الانهيار المالي الذي بدأ.

إقصاء "القوات" فقط

ومن الواضح أن الصيغة التي يتم البحث فيها تستثني "القوات اللبنانية"، التي ستجد نفسها مطوقة مجددة وعرضة للكثير من المضايقات، وفيما لا يبدو وليد جنبلاط في وارد الدخول في هكذا حكومة، مفضلاً المعارضة والاهتمام بوضع حزبه الداخلي، تشير بعض المعطيات إلى أن حزب الله والرئيس نبيه بري يصران على مشاركة جنبلاط بالحكومة، كي لا يتوسع هامش المعارضة. وهكذا "حكومة تكنوقراط" شكلية، ستكون عبارة عن هدية مقدمة من الحزب إلى للحريري، بضمان بقاء "القرار" السياسي الوطني محفوظاً لصالح الحزب وقصر بعبدا. أما في حال عدم موافقة الحريري على هذه الصيغة، فإن الأزمة حينها ستتعمق، وستزيد من التوتر السياسي بين الأفرقاء، خصوصاً أن هناك من يصف الحريري برهينة سياسية، سواء عندما أبرم التسوية الرئاسية وقدم كل التنازلات، أو عندما قرر الخروج منها، وسواء قبل بالبقاء كرهينة سلطة يمسك بها حزب، أو في حال رفض التشكيل ليتحول رهينة معادلة دولية "تبتغي تنفيذ انقلاب في لبنان" وفق توصيف الحزب.

باسيل للتخلي عن الحريري

على الأرجح، يتريث الحريري في تقديم إجابة نهائية، إلى ما بعد حضور الموفد الفرنسي وجسّ نبض الموقف الدولي من هكذا صيغة حكومية. لكن حزب الله ضاق ذرعاً من تأخر الحريري. وكان يريد الحصول على جواب أو تفاهم واضح منه قبل كلمة نصر الله اليوم.

وبسبب تأخر الحريري، حسب المعلومات، جرت اتصالات بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر. وكان باسيل يضغط باتجاه خيار تشكيل حكومة من دون الحريري، والدخول في المواجهة. وإذ لوّح حزب الله بذلك، بقي مفضلاً التريث قليلاً، لعلّ مجرد التلويح هذا يدفع الحريري للارتضاء "بما كُتب له"، خصوصاً أن هناك "رسائل ابتزازية" تصله بفتح ملفات وزراء محسوبين عليه، إن لم يوافق. وبالتأكيد ان حكومة من هذا النوع الذي يطرحها حزب الله ستجدد حياة "التسوية" والسلطة المنبثقة عنها، وتعمل على احتواء الانتفاضة وإماتتها.

 

"أحد الإصرار": هتافات برحيل عون ودعوة لمحاصرة مجلس النواب

وليد حسين/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

في "أحد الإصرار"، الذي دعا إليه الناشطون والمجموعات، اعتصم عشرات آلاف المواطنين والمواطنات في ساحتي رياض الصلح والشهداء، يوم الأحد في 10 تشرين الثاني. لكن خلافاً لتظاهرات أيام الآحاد السابقة، ارتفعت الهتافات والدعوات لرحيل رئيس الجمهورية ميشال عون: "ويالله ارحل يا ميشال عون"، هتفت معظم المجموعات والمواطنون المتحلقون حولها. وإسوة بأيام الثورة المعتادة، عقدت بعض المجموعات ندوات حوارية حول الأمور المستجدة كان لافتاً بينها ندوة خصصت حول قانون العفو العام، المدرج على جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل. والذي لاقى انتقادات كثيرة لما قد يتضمنه من فخاخ، قد تؤدي إلى تبرئة ناهبي المال العام واصحاب السوابق في مرتكبي الجرائم المالية.

محاصرة المجلس

أتت هذه الندوة بالتزامن مع الدعوات لمحاصرة مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل. فقد تداول الناشطون والمجموعات الدعوات لتنفيذ اعتصام والدعوة لإضراب عام يوم الثلاثاء لإقفال جميع مداخل مجلس النواب لمنع النواب من عقد الجلسة. وتفاوتت الآراء بين اقفال الطرق المحيطة بالمجلس بعد دخول النواب لإجبارهم على البقاء في الداخل حتى إقرار القوانين وفق رغبات الشارع، وليس كما وضعت على جدول الأعمال، أو منع النواب من الدخول إلى المجلس بتاتاً. إذ ثمة إجماع بين الناشطين يقتضي بمنع المجلس من الانعقاد للتشريع قبل تشكيل الحكومة. وبالتالي، استقر الرأي على منع النواب من الدخول مهما كلف الأمر. وهذا بمثابة ورقة ضغط كبيرة لفرض تسريع الاستشارات النيابية لتأليف حكومة جديدة انتقالية. لذا، دعا "تجمع مهنيات ومهنيين"، في بيان، إلى الإضراب العام يوم الثلاثاء، من أجل "منع مجلس النواب من إقرار عفو عن الظالمين بحجة العفو عن مظلومين"، وإلى "المشاركة في التظاهر في محيط البرلمان، وفي المناطق اللبنانية كافة قبل انعقاد الجلسة (التشريعية)، من أجل تأكيد مطالبنا بأولوية معالجة الأزمة الاقتصادية- الاجتماعية، التي تسببت بها السلطة الحاكمة، وباستقلالية القضاء، وضرورة تشكيل حكومة انتقالية، لا تتمثل فيها أحزاب السلطة".

أساتذة "اللبنانية"

من جهتها، دعت الهيئة التنفيذية لـ"رابطة الأساتذة المتفرغين" في الجامعة اللبنانية، في بيان، "جميع أهل الجامعة، إلى إضراب عام نهار الثلاثاء"، وإلى "المشاركة الكثيفة في اعتصام مركزي للأساتذة، أمام مجلس النواب الساعة 11 من صباح هذا النهار (التجمع أمام مسجد محمد الأمين)، رفضاً واستنكاراً لممارسات السلطة المتمثلة بما يلي:

- المماطلة والمراوحة غير المجدية، بدلاً من المباشرة بتحقيق مطالب الشعب، وخاصة الإسراع بتشكيل حكومة جديدة مختلفة عن سابقاتها توحي بالثقة، تبدأ بحل الأزمة الاقتصادية، السياسية والاجتماعية.

- استمرار التدخل بالقضاء، بدلا من تعزيز استقلاليته، ليحكم بالعدل في كل القضايا، ومنها كل ما يتعلق بالفساد والمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة.

- توجهها لإقرار قوانين تلبي مطالب مادية لفئات دون أخرى، وهنا نتساءل عن هذا التمييز الجائر، وعن معنى مقولة تشريع الضرورة.

- النكث بوعودها في تحقيق مطالب أهل الجامعة، المتمثلة باتفاق النقاط السبع، وفيها التفرغ والدخول إلى الملاك، والثلاث درجات وحماية صندوق التعاضد وزيادة موازنة الجامعة وقانون الخمس سنوات". وأكدت أنها "تضاعف إصرارها على إقرار المطالب، في الوقت الذي تعمل فيه السلطة على إقرار مطالب مشابهة لغير أهل الجامعة"، مؤكدة أنها "في صلب الحراك الشعبي، وكانت سباقة في تحركها، دعمها ومساندتها لحراك الاساتذة والطلاب والتلامذة"، لافتة إلى أن "استمرار السلطة في ممارساتها يزيد من غضب الشعب ويوسع الهوة بينها وبينه".

استمرت الحالة الثورية في الساحة على حالها كما في الأيام السابقة، والتي تؤكد اصرار المتظاهرين في عدم الخروج من الشارع. وبدا واضحاً أن المتظاهرين يريدون الإسراع في تشكيل حكومة، للعمل على حل الأزمة التي يعيش فيها لبنان، والتي يقع على عاتقها تحمل تداعيات الانهيار الحاصل. وبمعزل عن شكل الحكومة، ثمة اصرار من جميع الناشطين والمجموعات الفاعلة على الأرض في عدم المشاركة في أي حكومة مقبلة تريدها السلطة القائمة لتبريد الشارع، وحقن المواطنين بإبر مسكنات لا أكثر ولا أقل.

وبينما استمر تحرك المجموعات الناشطة في تنظيم التظاهرات في بيروت، كما حصل اليوم في التظاهرة الكبيرة التي مشت من أمام وزارة الداخلية نحو ساحة رياض الصلح، عمدت المجموعات إلى الاعتصام أمام مؤسسة كهرباء لبنان. ونصبت الخيم أمامها، في نية لتنفيذ اعتصام مفتوح أمامها.

الهلع من المصارف

وإلى قرقعة الطناجر التي تستمر لليوم الرابع في الساحات والمنازل عند الساعة الثامنة مساء، والتي يعبّر اللبنانيون من خلالها عن انتهاء مدة صلاحية الحكومة وعليها الرحيل، استمر المتظاهرون في ترديد الهتافات التقليدية التي تعبر عن غضب الناس من السلطة السياسية. بينما تركزت معظم نقاشات المواطنين في الساحتين حول الهلع الذي أصاب الناس خلال الأيام الماضية بسبب إجراءات المصارف في وضع حد على السحوبات النقدية بالليرة وبالدولار. إذا تناقل المواطنون أخباراً عن وقف بعض البنوك نهائياً السحب بالدولار. وهذا رفع مستوى الهلع الذي سينعكس بدوره على تهافت المواطنين إلى المصارف يوم الثلاثاء بعد فتح أبوابها، ما قد يؤدي إلى حصول مشاكل كثيرة في حال لم يضخ المصرف المركزي السيولة اللازمة.

 

طالبوا بتطبيق القانون.. اسحبوا الملفات من أدراج النيابات العامة

إلهام برجس/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

استدعاء وزير المال الأسبق فؤاد السنيورة من قبل النيابة العامة المالية، بخصوص قضية الـ11 مليار دولار، شكّلت محوراً للأخبار وحتى للثوار خلال اليومين الأخيرين. فعلى الرغم من اعتياد ربط إسم السنيورة بخسارة المالية العامة لهذا المبلغ، فإن النيابة العامة لم تتحرك إلا بعد عشرين يوماً ضجت فيها الشوارع بالثوار، وسقوط حكومة بكامل التسوية التي تقوم عليها. في سياق مواز، منح النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الإذن إلى النيابة العامة المالية بملاحقة 13 موظفاً بينهم رؤساء بلديات، بعد تلكؤ إداراتهم بمنح إذن الملاحقة. 13 ملفاً من أصل آلاف الملفات التي امتلأت فيها أدراج النائب العام المالي منذ حراك العام 2015، والتي قاربت الـ 6000 مع نهايات العام المذكور، والتي تحتاج إلى أذونات من الوزير المختص أو من رئيس الدائرة المعنية(1). بالمقابل، قرر القاضي عويدات خلال الأسبوع الأول من الثورة اللبنانية أن يكف يد النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، إثر إدعائها على رئيس مجلس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وأفراد من عائلته وبنك عودة، الذي يملك أسهماً فيه بجرم الإثراء غير المشروع، على خلفية الحصول على قروض سكنية مدعومة من مصرف لبنان. أمام هذه الرتابة في الملاحقات بينما شوارع البلد ومناطقه تعج بالمطالبة بفضح الفساد واسترداد الأموال التي نهبت منهم، يصبح السؤال الملحّ: من هي الجهة التي يجب التوجه إليها.

دور النيابات العامة

إذن، قررت القاضية غادة عون أن "تتعاطف مع قضايا الناس" على حد تعبيرها، لاجئة إلى تطبيق قانون الإثراء غير المشروع للمرة الأولى منذ إقراره عام 1999. خطوة عون لم تجد إستحساناً لدى القاضي عويدات الذي تذرّع بعدم مطابقة خطوة القاضية عون لمقتضيات القانون، لاسيما لناحية الإلتزام بتعليمات النائب العام التمييزي. تبرير عويدات لقراره يرتكز إلى عيب جوهري في تنظيم عمل النيابات العامة. إذ تخضع هذه النيابات إلى شكل من التنظيم الهرمي الذي يضع النائب العام التمييزي على رأس كل النيابات العامة الإستئنافية بما فيها المالية. يتمتع النائب العام التمييزي بصلاحيات واسعة أبرزها إعطاء التعليمات للنيابات العامة، وإحالة مخالفها إلى التفتيش القضائي. وهو ما يعني بكلام آخر تجريد النواب العامين من أي استقلالية تجاهه، وتفرّده بقرار الملاحقة من عدمها في جميع الملفات ذات الطابع العام. بالمقابل يتمتع النائب العام التمييزي بصلاحية منح الإذن بالملاحقة بالنسبة للموظفين عندما تمتنع السلطة الإدارية التسلسلية عن ذلك. وهو تحديداً ما حصل في الملفات الـ13 سابقة الذكر. والحال أن هذا العيب القانوني (والذي لا بد من أن يكون موضوع تعديل لاحقاً، في سياق إقرار قانون يعزز إستقلالية القضاء) يتيح تفرّد النائب العام التمييزي في القرار. وإذا كان هذا يعني شيئاً، فهو كونه جهة أولى يتوجّه إليها الثوار مطالبين بإجراء ملاحقات جدية، واتخاذ كل الإجراءات التي تعيد للمالية العامة ما هدر ونهب منها. فهل يستجيب القاضي عويدات؟

القوانين موجودة، التطبيق قبل التشريع

بعد تبيان العامل القانوني الأساسي الذي يعرقل دور النيابات العامة الإستئنافية، فإن النيابة العامة التمييزية تكون بذاتها أمام استحقاق تطبيق القوانين لإستعادة "الأموال المنهوبة". والحال أن القانون اللبناني يتضمن أحكاماً ليست قليلة يمكن للقاضي عويدات أن يستند إليها اليوم قبل الغد. واليوم أيضاً قبل الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2019)، تاريخ الجلسة الموعودة لإقرار تشريعات تشبه بمفعولها حالياً ورقة الإصلاحات التي طرحها الحريري. لدى القاضي عويدات، إذن، قوانين عديدة، أبرزها وأكثرها إنسجاماً مع الحاجة لتجميد أموال السياسيين وحماية الاقتصاد من تهريبها، قانونا "الإثراء غير المشروع" سابق الذكر، و"مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب" الصادر عام 2015 (قانون رقم 44). وفقاً للقانون، يعتبر الإثراء غير مشروع عندما يحصل عليه الموظف أو القائم بخدمة عامة والقاضي أو كل شريك لهم في الإثراء بأي وسيلة من الوسائل غير المشروعة، وإن لم تشكل جرماً جزائياً. أيضاً، الإثراء الذي يحصل عليه بالإضافة إلى الجهات المتقدم ذكرها، الأشخاص الطبيعيين أو المعنويين سواء عن طريق الاستملاك أو عن طريق نيل رخص التصدير والاستيراد، أو المنافع الأخرى على اختلاف أنواعها، إذا حصل خلافاً للقانون. أيضاً، يعتبر إثراء غير مشروع نيل أو سوء تنفيذ المقاولات والامتيازات والرخص الممنوحة من أحد أشخاص القانون العام جلباً للمنفعة، إذا حصلت خلافا للقانون. ويشمل القانون من خلال مفهوم القائم بالخدمة العامة، كل من أسند إليه بالانتخاب أو بالتعيين رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس النواب أو رئاسة مجلس الوزراء أو الوزارة أو النيابة.

التحرر من الحصانات

يعتبر قانون الإثراء غير المشروع أن مجرّد تملك المشكو منه بصفة مباشرة أو غير مباشرة من خلال أشخاص يحددهم القانون نفسه، أموال لا تمكنه موارده العادية من تملكها، قرينة جدية على الإثراء غير المشروع. ويعتبر قرينة جدية أيضاً، مظاهر الثراء التي لا تتفق مع تلك الموارد.

أما بالنسبة للملاحقات، فإن قانون الاثراء غير المشروع واضح لجهة أن الأذونات الجزائية والتراخيص المسبقة لا تحول دون الملاحقة الجزائية بموجبه، ولا قيد على تحرر هذا القانون من الحصانات إلا أحكام الدستور. والدستور يحدد حصانة النواب بالنسبة لإبداء آرائهم، بينما لا يمنح الوزراء حصانة خارج أداء وظيفتهم، فيما يحصر إمكانية ملاحقة الرؤساء بقرار يصدر عن مجلس النواب. وإن كان قد نشأ سابقاً أي نقاش حول حصانات هذه الأطراف في سياق تطبيق قوانين عدا الإثراء غير المشروع، فإن نص هذا القانون يأتي واضحاً بما يلغي احتمالات توسيع نطاق هذه الحصانات.

من الأدوات الأساسية التي يمكن للقاضي استخدامها حالياً لحماية الأموال العامة، هي إمكانية أن يأمر عفواً بحجز أموال المشتبه بثرائه غير المشروع احتياطياً، سواء المنقولة أو غير المنقولة. يعتري قانون الإثراء غير المشروع ثغرة لناحية مغالاته بالحفاظ على سرية المعلومات المالية المصرح عنها من قبل الموظفين والرؤساء والقضاة. هذه الإشكالية، يذللها قانون "مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب عام 2015"، والذي أُنشأت بموجبه "هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان"، ومن ضمن مهامها التجميد النهائي للحسابات أو العمليات المعنية، ورفع السرية المصرفية لصالح المراجع القضائية المختصة، ولها الحق بوضع إشارات على القيود والسجلات العائدة لأموال منقولة أو غير منقولة، تفيد أن الأموال هي موضوع تحقيق من قبل الهيئة، وتبقى هذه الإشارة قائمة إلى حين زوال أسباب الشبهات. وقد لجأ نادي القضاة منذ اللحظات الأولى للثورة إلى هذا القانون، سعياً لوضع إشارات إحترازية على الأموال المتخوف من تهريبها، وهذه مسألة يفرد لها مقال لاحق. إذن، القانون ليس قاصراً أمام حماية الأموال العامة، ومحاسبة من امتدت يده إليها. على العكس من ذلك، فإن القصور يكمن في التطبيق. هذا التطبيق حاولت أن تبدأه القاضية عون، وهذه الخطوة في القانون لا يمكن انتقادها لو نظر إليها من باب الصالح العام، بعيداً عن الحسابات السياسية. بكل الأحوال، اليوم يملك القاضي عويدات أن يكمل ما بدأته القاضية عون بتطبيق قانون الإثراء غير المشروع. فلماذا ينكفئ عن ذلك، لاجئاً إلى ملاحقة بعض رؤساء البلديات، بينما القضايا الكبرى المتعلقة بالحقوق الأساسية لكل المواطنين متروكة.

السكن والكهرباء

بكف يد القاضية عون عادت قضية الإسكان، مع ما أنتجته من حرمان لشبان وشابات على صعيد الحق بالسكن، إلى الأدراج. تقبع أيضاً إلى جانب قضية معامل الكهرباء العائمة أو بواخر الكهرباء. إذ أن الرئيس المستقيل سعد الحريري سحب ملف البواخر من الأدراج، ووضعه على ورقة إصلاحاته، فيما لا يزال النائب العام التمييز غائباً عنها. من جديد وقف الحريري يكرر وعد تطبيق خطة الكهرباء، التي كان هو وباسيل عرابيها الأساسيين، وذلك "خلال 4 أشهر"، متناسياً كل ما أثارته إدارة المناقصات في تقارير موثقة لناحية شبهات الفساد البارزة في هذه الصفقة. وفيما كان النائب العام المالي علي إبراهيم سبق له أن استدعى بداية عام 2018، خلال شهر شباط تحديداً، منسق المرصد اللبناني للفساد شارل سابا ليستلم منه كل الملفات الموجودة بحوزة المرصد حول موضوع البواخر، لجهة الملفات القانونية والمخالفات المالية التي حصلت. ولا بد من التذكير أن إدارة المناقصات أبرزت في تقريرها وقتها، كيف أن دفتر الشروط الذي وضعته وزارة الطاقة، وكان على رأسها سيزار خليل، مطابق لشركة واحدة، ما يتعارض مع شرط المنافسة. نجح وقتها مدير عام المناقصات أن يتصدى لهذه الصفقة، ليبقى السؤال في عهدة النيابة العامة المالية وقبلها التمييزية عن الملاحقة التي لم تجرِ بعد، وليكبر السؤال اليوم، أين تقف النيابة العامة التمييزية من مطالب الشارع؟ لماذا لا تبدأ بالملفات المتعلقة بحقوقه الدنيا، كالسكن والكهرباء.

(1): إلهام برجس، حديث مع النائب العامّ المالي: منظومة الحصانات فاسدة، واللجوء إلى الإعلام استراتيجية ضرورية، المفكرة القانونية، 7 كانون أول 2015.

 

الإصرار الثوري يجمع البقاع الشمالي.. وأحمد قعبور "يناديهم"

لوسي بارسخيان/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

في أحد "ساحات الإصرار" جمعت "الثورة" بيومها الخامس والعشرين في بعلبك الهرمل، أهالي عرسال، اللبوة، العين، الهرمل والفاكهة، في "ساحة زيتون" التي باتت تعرف بساحة الثورة، حيث علت الأصوات مع الفنان أحمد قعبور، لتحطم تلك الصورة النمطية التي عممت حول هذه المحافظة، وألصقت بها كل صفات الإخلال بالأمن وتجاوز القوانين، وصولاً إلى دعشنة بعض أهلها، والترويج لسياسات "تفرقة"، خلفت تداعيات كبيرة أساءت إلى المجتمع البعلبكي المتنوع بتركيبته الاجتماعية والسياسية الحزبية والطبقية.. شكلت محلة "الزيتون" في الفاكهة منذ إنطلاقة الثورة، ساحة المعركة "الأقوى" لتغيير هذه الصورة، وعلى رغم ما تعرضت له عشية استقالة الرئيس الحريري، من محاولات اضطهاد، لمحاصرتها ومنع توسعة تأثيرها على نطاق أوسع في بعلبك، صمدت وقاومت حتى أصبحت ملاذ "أحرار الثورة" المصرّين على إسماع صوتهم، ولو في أصعب ظروف "القمع والتهويل"، فاكتسبت مناعة أكبر تجاه الفتنة التي حاولت تفريق أبناء هذه المنطقة وفصل قهر أهل عرسال والزيتون، عن فقر وبطالة أهل الهرمل واللبوة... ولكن المشاكل التي لاحقت الثوار أقلقت البعض وجعلتهم كما يقول ينكفئون عن المشاركة اليومية في نشاطات الساحة. ومن هنا، كان نشاط يوم الأحد الذي استضاف الفنان أحمد قعبور، ضرورياً لإعادة تحفيز أهل المنطقة، وللتأكيد كما يقول الناشطون أنه "مهما اضطهدنا عدنا، والعودة هذه المرة، ستكون بزخم أكبر، للمشاركة مع باقي ثوار لبنان، في نضال الأيام المقبلة.."

30 شاباً وشابة وواتساب

كنموذج مصغر عن ساحة رياض الصلح بدت "ساحة الثورة" في زيتون مساء الأحد، وسط بيئة حزبية لم تبدِ في البداية ترحيباً بانتفاضة اللبنانيين في وجه السلطة السياسية القائمة، وحاولت تحطيم شعارها الأقوى "كلن يعني كلن". إلا أن "ثوار" البقاع الشمالي أصروا على إيصال صوتهم، كما يشرح أحد شباب المنطقة الناشطين أحمد سكرية. فبدأت تحركاتهم بداية بشكل عفوي، ليصبح لها لاحقاً إطاراً تنظيمياً، يتألف من نحو 30 شاباً وصبية، نجحوا من خلال تطبيق واتساب، بخلق مجموعات في مختلف القرى البقاعية، نسقت فيما بينها لإبقاء ساحة "زيتون" مشتعلة طيلة الأيام الماضية، حتى خفقت فيها الثورة مجدداً، بأقسى حدها في "أحد الإصرار". تبدو "ساحة الثورة" في زيتون، نموذجاً عن "الوطن" الذي يطمح إليه شبابها. وتعبر عن أخلاقية "تعاون" برزت في مختلف الساحات، لإبقاء المكان الذي تحول "بيتاً ثانياً" للثوار "نظيفاً" بالمعنيين الحقيقي والمجازي.

أنوثة الثورة

تجمع ثورة هذا الجزء من بعلبك ثورات أخرى فيها. فأن تجد في الساحة مستوعبات فرز للنفايات، في مقابل غرق البلدة قبل مدة بنفاياتها، فهذه ثورة بحد ذاتها. وأن تلعب المرأة في هذا المجتمع المحافظ الدور في تحفيز سيدات قرى البقاع ورجالها، وتحملهم على تحمل مسؤوليتهم ببناء "مستقبل الوطن كما بعلبك الهرمل"، هذه ثورة أيضاً. وحسب سكرية فإن أغلبية الناشطين في مجموعات هذه المنطقة هم من السيدات. وتعبيراً عن التقدير لدورهن، جسّد رضا الشيخ علي وهو أحد موهوبي البلدة، "أنوثة" الثورة في رسمة لونت زفت الساحة الأسود، إلى جانب تخطيط تأريخ انطلاقتها في هذا المكان.

ستجد في الساحة أيضا جدارية ثبتت منذ 17 تشرين الأول، تحمل طموحات كل من ترددوا على هذا المكان ومطالبهم، وأمانيهم على المستوى الشخصي وعلى مستوى الوطن، فتجتاح أحرف كتابتها الأهداف التي انطلقت لأجلها الثورة، والتي باتت شبه موحدة في كل الأراضي اللبنانية.

عرسال هنا أيضاً

يبدو لعرسال في المقابل مكانة خاصة في هذه الساحة، هي التي حملت العبء عن كل لبنان في إيواء النازحين السوريين إنسانياً، فإذا بنخوة أهلها تحولهم أفقر شرائح بعلبك. ولعرسال هنا أيضا ثورتها الخاصة. ففي أوج مرحلة تفجر الـ"مشاعر الوطنية" المجابهة لسياسات التفرقة"، اختارت أن تمد يدها مجدداً إلى أقرب جاراتها، اللبوة، محطمة ذلك الطوق الذي بقي مفروضاً عليها نفسياً، رغم إزالته أمنياً، بعد انتهاء معركة الجرود. فاستعادت عرسال فعلياً علاقاتها القديمة مع اللبوة، ومعها استعادت وحدة الوطن، قبل أن يستعيدها، لتنشد له مساء الأحد في ساحة "زيتون" بصوت أحمد قعبور، الذي وجه إليها التحية أكثر من مرة. وكأنه بذلك يعينها على الخروج من عزلتها، وتنطلق إلى ساحات النضال المشتركة مع أهالي بعلبك الهرمل عموماً، بمعركة هي لإستعادة "الحقوق" التي تتفوق بعلبك على سائر القرى والمدن اللبنانية، في "الحرمان منها".

"أنا مموّل الثورة"

بالمقابل أضفى إقبال ضيوف باقي الساحات مساء الأحد، حيوية على ساحة "زيتون"، التي تنوعت فيها الهتافات، لتزداد حماسة كلما ذُكرت عرسال والفاكهة والهرمل.. ولكن، مع استرداد الفاكهة ساحتها بزخم أكبر من السابق، وجمعها الثوار مجدداً على برنامج نضال جديد في الأيام المقبلة، عاد السؤال مجدداً، من أين مصدر تمويل النشاطات اليومية التي نظمت وستنظم في هذه الساحة؟ فتجيب نائبة رئيس بلدية عرسال سابقاً ريما فليطي، الناشطة في أكثر من ساحة: "من الظلم والجوع اللذين دُفعا ثمناً مسبقاً لهذه الثورة، فجعلها لا تحتاج إلى أي تمويل حتى يتجمهر الناس وحدهم في ساحات الثورة." في زاوية من زوايا خيمة الساحة، صندوق كتب عليه "أنا ممول الثورة"، في إشارة لقيام الثوار، ومن يرغب بدعمهم، بتمويل هذه الثورة من جيوبهم. فبالنسبة لهم النضال بالوقت والمال، هو لإنقاذ كل أبناء بعلبك، حتى لو رفض بعضهم الاعتراف بجهودهم، وقاموا بالتعتيم على حراكهم إعلامياً. برأي ثوار هذه الساحة: "كما تمكن أهالي عرسال والزيتون "السنّة" من تقديم مطالبهم الحقوقية على ولاءاتهم السياسية في إسقاط الحكومة، سيقتنع كل أبناء بعلبك بأن المواقع التي تبنى على حساب كرامة المواطنين وحقوقهم لن يكتب لها أن تستمر طويلاً، وسينضمون إلى الثورة، عاجلاً أم آجلا".  

 

من الحرائق إلى الانتفاضة: شعب جديد في ثلاثة أيام

رنا نجار/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

استيقظت في 14 تشرين الأول الماضي، وكانت ليلتي الأولى في العاصمة الفرنسية باريس بداعي العمل، على صوت إحدى معلّمات ابنتي في مدرسة الكرمل سان جوزيف في المشرف (جبل لبنان) مستنجدة بالأهالي والمعارف، بصوت يرتجف يتملّكه الرهاب: "يا ريت تساعدونا الحرايق صارت على باب المدرسة والراهبات محاصرات داخل الدير، يا ريت تتصلوا بأي مسؤول بالدولة ينقذنا بأي حدا من معارفكن ممكن ينقذنا". صرت أرتجف. شعرت بأن الموت قريب منّا جميعاً، ونحن وحيدون لا أحد يريد إنقاذنا.  بكيت. وبكيت أكثر وكأنني في قلب المدرسة. شعرت ببرد شديد بل صقيع يُخدّر ساقيّ. تراءت إلى ناظري تلك الطفلة التي ماتت قبل ثلاث سنوات تقريباً من البرد في أحد مخيمات اللجوء السوري في لبنان. لا أعرف لماذا لا تغيب تلك الطفلة من بالي. ربما هي تمثّلنا نحن الشعب الأعزل الذي سرقوه على مدى سنوات طوال، وذلّوه ثم تركوه يتألم وحده حتى يموت!

ضغط نفسي بلا توقف

تخيّلت لو اشتعل الحريق وكانت ابنتي الوحيدة (5 سنوات) التي قررتُ ألا يكون لها أخ ولا أخت عن سابق اصرار وتصميم، نظراً للظروف الاقتصادية "العظيمة"، في المدرسة! عادت إلى ذاكرتي في أقل من لحظة حوادث الحرب الأهلية كلها، ومشاهد بيتنا الذي أحرقه زعران الميليشيات خلال الحرب، لأنهم وجدوا كتباً "كافرة" في مكتبة أبي اليساري. شعرت بأن المدرسة التي اخترتها لابنتي عن سابق إصرار وتصميم نظراً لنظامها العَلماني ورئيستها المثقفة، التي تعمل مع فريق عمل مهنيّ على بناء مواطن صالح وحرّ قبل ان يكون تلميذاً نجيباً، سأخسرها إلى الأبد. أحسست أن ذاك الصرح الجامع لأطفال من كل الطوائف والمذاهب والفئات الاجتماعية، الذي يُشعرني أنا كأم في الأربعين كلّما أوصلت ابنتي صباحاً إليه، بسكينة وارتياح، كأنني أدخل دار جدتي ولا أريد الخروج منها. شعرت أن المدرسة التي هي سندي وتقف بجانبي في كل الأوقات، خصوصاً عندما توقفت المؤسسة التي كنت أعمل فيها عن دفع مستحقاتي، ستختفي! طبعاً بدأت بلوم نفسي ولوم زوجي لأننا لم نهاجر. كانت دموعي تنهمر ليس بسبب الحرائق وحسب، بل بسبب الضغط النفسي الذي نعيشه منذ سنوات على كل المستويات، خصوصاً بعدما فقدتُ مهنتي وعملي وأحلامي، وصار معظم أقاربي وأصدقائي مصابين بالسرطان وتذلّهم المستشفيات لتعالجهم، وعائلتي كلها تقريباً خارج البلاد. كأن شيئاً ما عالق في حلقي يكبّلني، منذ صار عندي مسؤوليات وطفلة أرسم لها مستقبلاً لا أعرف مصيره. كان القلق يؤرقني ويسرق نومي ويحوّل مزاجي المرح إلى نكد. قبل أن أترك بيروت بيوم واحد طلبتُ من زوجي جدياً أن نهاجر. لم أعد أحتمل التهديد الذي أتعرّض له في قوتي وعملي ونظام العمالة كله ومستوى الحريات والقلق الذي يتملّكني منذ سنوات. لم أعد احتمل أن أرى ابنتي تكبر وأنا لا أضمن لها إن كنت سأقدر على تسديد قسط المدرسة في السنة المقبلة، ولا أضمن أنه سيكون لنا تأمينٌ صحي أو ضمان اجتماعي.. كثير من الأسئلة لا جواب لها، آخرها أزمتا البنزين والدولار اللتان ذلّتانا بكل ما للكلمة من معنى.

من الحريق إلى الثورة

... حملت هاتفي وأنا "أتشهشق" من البكاء وأرسلت رسالة صوتية إلى كل من أعرف من مستشاري الوزراء اللبنانيين، بحكم عملي كصحافية ومستشارة علاقات عامة.  شعرت أنني يجب أن أفعل شيئاً، وأنا مكبّلة هنا في غرفة صغيرة في فندق فخم. ثم لا أعرف لماذا اتصلت بالصديقة نوال مدلّلي، التي تربطها علاقات عمل مع وزيرة الداخلية ريّا الحسن وقلت لها "نوال نحنا بحاجة للمساعدة الراهبات محاصرات في المشرف بالمدرسة يا نوال..." لم أقوَ على متابعة جملتي. لكن نوال التي تعرّفت عليها مع بدء الثورة السورية،  حين كنت ومجموعة أصدقاء نساعد بشكل فردي اللاجئين السوريين في إيجاد مأوى ومأكل وملبس وطبابة، لا تردّ لي طلباً. كانت دائماً مستعدّة للمساعدة، حتى عندما اتصل بها لإنقاذ سيدة يعنّفها زوجها ويأسرها في المنزل. اتصلت بي نوال "رنا ما تخافي الوزيرة طلعت على المشرف هلق مباشرة رح يجيبوا طائرات من قبرص. كوني بخير البلد كلو عم يبكي مثلك على الحرائق"..

فتحت اللابتوب ورحت أجول بين محطات التلفزة والفايسبوك لأكون قريبة من الحدث. كان الألم يعتصر قلبي مع كل جذع شجرة يحترق ومع كل دخان يلوّث الهواء ومع كل عائلة تهرب ويحترق بيتها.. اتصلت بهيا التي كانت في منزل جدّتها فقالت لي "ماما أنا كتير مقهورة لأنو ما في مدرسة، بس انت ما تبكي لأنو نحنا التلاميذ رح نرجع نزرع شجر وورود".

ضحكتُ لتفاؤل هيا وتمنّيت لو يثور جيل هيا يوماً ويعوّض عن كلّ ما مررنا به من خيبات، ويستعيد أموالنا المنهوبة وكرامتنا واستغباءنا وأحلامنا التي احترقت كما احترقت أشجار الأحراج. لكن الوقت كان أسرع من تمنياتي. يومان كانا كفيلين بتحويل أمنيتي إلى حقيقة. 17 تشرين الأول لبنان يثور بوجه السلطة الفاسدة وارتفاع الضرائب و..و. تخلّفت عن مواعيدي في باريس، تخلفت عن السياحة والمشي في شوارع المدينة الجميلة، وحبست نفسي مع الفايسبوك وشاشات التلفزة. لن أعدّ لكم كم مرّة بكيت، وكم مرّة صرخت، وكم مرّة اقشعرّ بدني. لم أكن أصدّق أنّ هؤلاء المنتفضين هم من لبنان، ويثورون في شوارع طرابلس والنبطية وصور وشمسطار وبعلبك والهرمل وبيروت وعكار.. كنت أًصل الليل بالنهار كي لا يفوتني أي خبر. لا أخفي عليكم أنني اعتقدت أن الأمر حلم. فقد كنت يائسة من البلد وبتّ لا أشعر بانتمائي إليه. بتّ أشعر نفسي غريبة بين غالبية من الناس صارت جزءاً من النظام الطائفي الفاسد وتماهت معه إلى درجة التوأمة. كنت لا أجد نفسي متأقلمة مع محيطي العائلي، ولا القروي، ولا المديني، ولا جيراني، ولا زملاء في مؤسسات كثيرة عملت فيها. كنت أفتخر بأني شخص لا منتمٍ إلى شيء. كانوا يصفونني بالـ"مشكلجية" لأنني لا أسكت عن الخطأ وأدافع عن المظلوم، حتى لو كان ذلك مكلفاً على الصعيد الشخصي. يئست من التنمّر وثقافة الفساد والتشاطر وحديث الـ هم والـ نحن، حتى قررت أن أكون مسالمة بل عمياء، "أطنّش" كي أكمل نهاري بسَتر وسلامة. كان بعض أصدقائي يصفني بالطوباوية مستهزئاً، أو تصفني صديقة برنا الرأي والرأي الآخر. كان شيء في داخلي يريد أن يصرخ، ولكن الخوف بات ينسحب إليّ فيُكبلني، لكن ناس الثورة أعادوا إليّ نفسي.

"باركينغ" الثورة

... تركت العمل ومواعيد الأطباء الذين جئت لأراهم في باريس بعدما فقدت الثقة بكثير من الأطباء في لبنان، الذين يستعجلون وصف الأدوية ولا يعطونك وقتاً لشرح حالتك ويدبّون الرعب في نفسك. وتركت الفندق لأتابع أخبار الثورة مع أصدقاء سوريين متحمسين أكثر مني للثورة اللبنانية. هم أيضاً تسمّروا أمام الشاشات غير مصدقين ما يحصل. يتناقلون الأخبار والفيديوهات من مختلف المناطق اللبنانية. يتسابقون من منهم يعرف أخباراً سارة أكثر عن الثورة اللبنانية. كانوا يُعوّضون بثورتنا عن ثورتهم المغدورة.. حتى صديقتي الفرنسية سيلين التي تعرف لبنان جيّداً، تحمّست وتابعت معنا التفاصيل.

صرنا لاحقاً كجمهور كرة القدم نجتمع فقط لنتابع أخبار الساحة ونغني الهيلا هيلا هو جميعاً. ونتسابق من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي موقفاً أجرأ من الآخر. استغربت سيلين هذه الثورة المفاجئة، فسألتني: "عندما تركتِ لبنان ألم يكن هناك تحضيرات أو أخبار عن إمكانية ثورة، ألم يكن هناك تلميحات؟ قلت لها: "لم يكن هناك إلا سبات عميق، لكنني كنت أرى الوجوم على وجوه الناس كنت أرى ترقّباً وحذراً". تلك كانت ثورة عبر الشاشات، وكنا نراها عظيمة وأعطتنا زخماً من الحماسة والتفاؤل. لكن الواقع على الأرض كان له طعم مختلف. عندما عدت إلى بيروت، اكتشفت في الساحات وطناً جديداً. وطن ممتلئ بالحب والحماسة والطاقات الواعدة. إكتشفت مختبرات وورش عمل لوطن يولد من جديد من رحم "باركينغ" أحاله الناس إلى مساحات لقاء ونقاش وتخطيط وحوار. ساحات حوّلها النظام السياسي والاقتصادي والاداري الفاسد إلى مواقف سيارات فارهة وصل بنا الحال ان نملكها ولا نملك الوقود لتعبئتها.

مساحة حب

هنا في رياض الصلح وساحة الشهداء، تحوّلت الوجوه الحزينة إلى متفائلة. هي ليست ساحات لعدّ الرؤوس وعرض عضلات الأحزاب الطائفية، و"زوم إن" و"زوم أوت"، بل ساحات ترسم كيفية التحركات واستراتيجيتها. ساحات فيها وجوه لم نعهدها في الاعتصامات الرتيبة التي نحن جيل الثمانينات والتسعينات كنا نحسبنها "جريئة". ساحات ملوّنة بأفراد من خلفيات متنوعة تُغني المشهد والنقاش البنّاء. ساحات صارت خيماً وحلقات اجتماعات ومساحات حب. هنا يجتمع صحافيون يخططون لنقابة بديلة، ومهنيون ومهندسون وأساتذة يبحثون في مطالب وطنية جامعة، وناشطون بيئيون يحاورون الناس مباشرة حول طرق الفرز والتخفيف من التلوث من دون خطابات وزير البيئة وتنمّره ومن دون خطط مؤسسات عالمية وتمويل بملايين الدولارات.. هنا عمّال يبحثون في تاريخ نقابات نشأت على أسس طائفية كانت تتنصل دائما من دورها والوقوف إلى جانب العامل. نقابات بمعظمها تحولت إلى صناديق بريد للسطة الفاسدة. هنا أطباء وممرضون وطلاب مدارس.. هنا اقتصاديون يشرحون استغلال نظام المصارف لعرق الناس وجبينهم وصبايا وشباب يسألون "شو بدو يصير بودائعنا؟" و"كيف بدنا نسترجع الاموال المنهوبة؟".. هنا نسويات يكملن مسيرة طويلة منذ انتفاضات معمل غندور إلى قانون الحضانة والمشاركة السياسية الفعلية للمرأة، وصولاً إلى تغيير النشيد الوطني ليحمل اسمهن ويساويهن في المجتمع مع شركائهن الرجال: "منبت للنساء والرجال". هنا ليست ثورة فقراء، بل ثورة وطن يريد حرية ومساواة ومواطنية واقتصاد منصف واستعادة الاموال المنهوبة وإيقاف الهدر. هنا طاقات ايجابية تنتشر كالعدوى بين الناس من الصغار إلى الكبار. هنا ناشطون عمرهم من عمر الثورة ليس أكثر من عشرين يوماً، يكتبون قانوناً للمحاسبة ويريدون قضاء عادلاً ومستقلاً. هنا شعب يتوالد في ساحات الباركينغ لينفي الشائعات والبروباغندا والأخبار الكاذبة. هنا أطفال مشرّدون لفظتهم المدينة ومنعتهم حتى من الشحاذة فيها، فأتوا ليكونوا جزءاً من الشارع.

هنا استعادت الساحات ما تخلّفت عنه أحزاب الرأي الواحد، واسترجع الناس الدردشات والمناقشات التي هي من مهمة الجامعات والأحزاب والنوادي. هنا خلع الناس شاشات التلفزة التي ملّت من خطابات السياسيين التافهة وأكاذيبهم المرتدية بدلات باهظة. هنا الإعلام البديل والصوت الحقيقي للناس. هنا "قصر الشعب".

 

رمزي نهرا "زلمة باسيل".. محافظ مزرعة الفساد

جنى الدهيبي/المدن/الإثنين 11 تشرين الثاني/2019

قد يكون الحديث عن فساد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ليس جديدًا، لأنّ جذوره تتأصل منذ توليه منصبه في بداية العام 2015. هذا المحافظ، المدعوم من التيار الوطني الحرّ، ويحظى بغطاءٍ واسعٍ وقويّ من رئيس التيار، الوزير جبران باسيل، لم يترك للثقة مجالًا بينه وبين معظم أهالي الشمال. وفي كلّ مرّة، تتوالى فصول فساده وتجاوزه الحدود القانونية، وحتّى الأخلاقية، وهو يتعاطى باستعلاءٍ كبيرٍ مع الآخرين، ربما تيمنًا بثقافة من يدعمه ويغطيه!

"لبناني أصيل"

بعد انطلاق الانتفاضة الشعبية في لبنان، في 17 تشرين الأول، وبدل أن يكون نهرا بموقع المسؤول والمحايد لحساسية منصبه، ينضم بكلّ بساطة للمشاركة (!) بتظاهرة داعمة للوزير باسيل في قضاء البترون، ويلتقط صورة سيلفي بزهو وضحكة عريضة مع أحد المتظاهرين يحمل يافطة كتب عليها: "ما فيك تكون لبناني أصيل وتكون ضدّ باسيل". وعلى غرابة هذه الصورة من محافظ "مسؤول"، لكن من يعرف عمق العلاقة التي تربط نهرا بباسيل، يُدرك أنّ تباهي المحافظ لإلتقاط صورة مع هكذا تعبير شعبوي و"استفزازي" بمنطق التمايز الذي ينتهجه التيار الباسيلي، هو سياق طبيعي لما يربط الرجلين.

لذا، ليس من العجب أن ينحدر نهرا من رتبة "محافظ" ويحمل لقب "زلمة"، وهو يأخذ بين أبناء الشمال صيت: "هيدا زلمة باسيل". بعد انتشار هذه الصورة التي أثارت موجة غضبٍ شعبية عارمة ضدّ المحافظ، أصدرت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال كتابًا تأديبيًا بحقّه. ومع ذلك، لم يرتدع، كما جرت عادته. يوم السبت الفائت، نُقل عن نهرا أنّه خلال دردشة مع موظفين في المحافظة قال عن المنتفضين في الشارع الآتي: "إن ما يسمّى بالثوار ما بغبّروا على صباطي". ورغم أنّ هذا التعبير جاء منقولًا، لكنّ نهرا لم يخرج لنفيه، بعد توالي الغضب الشعبي الذي نتج عنه، وقد انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي مطالبات بإسقاطه من منصبه في الشارع، بحجة عدم احترامه المتظاهرين، وأُطلقت عليه أشنع الألفاظ مثل: "الفاسد رمزي نهرا"، "حرامي، فاسد، قمرجي، سراق"، وانطلقت مطالبات بمحاسبته واتهامه بامتلاك ثروة مالية ضخمة حصل عليها بطرق غير مشروعة.

"جباة ضرائب"

حكايا فساد المحافظ نهرا، وتجاوزاته القانونية والأخلاقية متعددة، بعضها أخذ ضجّة كبيرة. في أيلول من العام 2017، تهجم نهرا في مكتبه على مدير الوكالة الوطنية للإعلام في طرابلس، الصحافي عبد الكريم فيّاض، محاولاً ضربه بهراوةٍ مجهزة بمسامير حديدية، ومهدداً إيّاه بالقتل. وفي تشرين الأول 2018، نشرت "المدن" تحقيقًا موسعًا عن عمليات ابتزازه لرئيسي بلدية طرابلس والميناء بملفات فساد كبيرة. وفي شباط 2018، أصدر النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، قرارًا بملاحقة رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، بناءً على شكوى تقدّم بها أعضاء من بلديته. وحتّى الآن، يمتنع نهرا عن تبليغه بالملاحقة، استكمالًا لنمط ابتزازه المعهود، وهي يضع التبليغات والملفات في درجه على قاعدة: "مرقلي لمرقلك وغطيلي لغطيلك"! كلّ هذا، ناهيك عن تداول أخبارٍ تحكي عن تواطؤ نهرا منذ سنوات مع بعض أصحاب مولدات الكهرباء في الشمال، الذين يعملون بطريقةٍ غير شرعية، وأخذه "الخوات" منهم، وأنّ لديه بعض "المستشارين" والمنتفعين من "جُباة الضرائب" له شخصيًا. لكن، ثمّة قضايا أخرى تخفي تجاوزات قانونية هائلة يرتكبها المحافظ نهرا، وتتعرض لتعتيم إعلامي حولها، نظرًا للنفوذ الذي يحظى به من "الوزير الملك" لـ"العهد القوي".

كفريا ضحية نهرا

في قضاء زغرتا، وقعت بلدة كفريا ضحية المحافظ نهرا، على مدار 9 أشهرٍ من هذا العام، قبل أن تضع وزيرة الداخلية حدًّا لتماديه المجحف في تجاوز القانون. يحكي سركيس بوعبد الله لـ"المدن"، حكاية 9 أشهرٍ من المعاناة مع فساد المحافظ. سركيس هو أبرز الناشطين في البلدة، وكان أول المتصدّين لنهرا، و"المقاتلين في سبيل قضية محقة"، على حدّ وصفه، والقصّة هي الآتي:

قبل نحو أربع سنوات، قامت شركة "ولكو"، المملوكة من الشقيقين بطرس وطوني عيسى مع والديهما ويليام، بشراء أرضٍ عقارية في كفريا تبلغ مساحتها نحو 54 ألف متر مربع، وجرى الاتفاق مع مختار الضيعة حينها، يوسف بوعبدالله، أن تُخصص الأرض لإنشاء مزارع دواجن.

غير أنّ إنشاء مزارع في هذه الأرض في كفريا، لم يكن مستوفياً الشروط القانونية، لجهة البُعد عن السكن وعن وسط البلدة وعن نبع وعين مياه الشفة، والذي يجب أن لا يقلّ عن 1000 متر بحسب قرار مجلس الأعلى للتنظيم المدني، رقم 3 تاريخ 24 / 2 / 1996، فيما أقرب منزل من هذه الأرض يبعد حوالى 50 متر ووسط الضيعة 350 متر. ومع ذلك، أعطى المحافظ نهرا للشركة بداية العام 2019، رخصة فئة أولى، وهي لا تستوفي الشروط اللازمة، وكان من المستحيل أن يجد لها مخرجًا قانونيًا، وقد فعلها غير آبهٍ بالقانون نفسه. 

لا وزارة صحة ولا داخلية

خطوة المحافظ، أثارت حينها غضبًا كبيرًا لدى أهالي بلدة كفريا، ورفضوا رفضًا قاطعًا إنشاء هذه المزارع، التي ستضم وفق الشركة نحو مليون طير، وهي قريبة من بيوتهم. قدّمت مجموعة باسم أهالي البلدة اعتراضًا لدى المحافظ، لكنّه أدار لهم ظهره ولم يستقبلهم حتّى، فيما كانت الشركة قد بدأت بأعمال الحفر. وبعد أن كاد أهالي كفريا يفقدون الأمل، توجهوا إلى وزارة الصحة، وقدموا كتاب اعتراضٍ لها، فأعطاها الوزير جميل جبق اهتمامًا بالغًا. ونتيجة التشكيك بالرخصة التي أعطاها المحافظ للشركة، أرسل جبق فريقًا من المصلحة الصحية في زغرتا في شهر آذار 2019، من أجل الكشف على الأرض، فأعطت المصلحة تقريرًا يؤكد عدم قانونية عمل نهرا بإعطائه رخصة غير مستوفية للشروط. ثم عادت وزارة الصحة للتأكيد على التقرير، وأرسلت مصلحة الصحة من طرابلس، فجاء التقرير مطابقًا لخطورة إنشاء مزارع للدواجن في الضيعة. وللمرة الثالثة في شهر أيار الفائت، أرسلت وزارة الصحة لجنة فنية مؤلفة من مهندسين وأطباء إلى كفريا، فجاء قرار اللجنة موافقًا لجهة عدم استيفاء الأرض الشروط القانونية والصحية، وأظهرت دراسة اللجنة أنّ إنشاء هذه المزارع يشكل خطرًا كبيرًا على المياه الجوفية في كلّ مناطق الشمال.

تدمير آثار

ورغم كلّ تقارير وزارة الصحة الصادرة بعد شهر أيار، استمرت الشركة بأعمال الحفر في الأرض، وهي تتلقى دعمًا مطلقًا من المحافظ الذي كان يؤمن الحماية لها.

هذه الأرض التي نوت شركة "ولكو" إنشاء مزارعها فيها، تقع ضمن نطاق منطقة أثرية. وأثناء أعمال الحفر، في شهر حزيران 2019، ظهر مع الشركة حجر كبير يتجاوز عمره 1500 عام، فاتهم أهالي البلدة الشركة بسرقته، قبل أن يتواصلوا مع المديرية العامة للآثار، وقد أٌجبروا على إعادته، ثمّ أرسلت المديرية فريقًا تابعًا لها من أجل الكشف على المكان. قام الفريق الفنيّ التابع للمديرية بمسحٍ للأرض، فأرسل بلاغًا فوريًا للقاضي ابراهيم من أجل وقف أعمال الحفر في المشروع، ولو مؤقتًا، بعد أن كانت الشركة (المدعومة من نهرا) قد ألحقت في أعمالها دمارًا كبيرًا بالمواقع الأثرية المحيطة بالأرض.

في 26 آب 2019، أرسل وزير الصحة جميل جبق، كتابًا إلى المحافظ نهرا يحمل عنوان: "طلب الامتناع  عن إعطاء شركة "ولكو لترخيص إنشاء مزرعة دواجن"، بناءً على شكوى مقدمة ضدّ عمل الشركة. ومع ذلك، امتنع نهرا عن تبليغ الشركة بوقف مشروعها! عندها، تقدّم سركيس باسمه الشخصي بشكوى ضدّ المحافظ، لدى القصر الجمهوري والتفتيش المركزي ووزارتي الداخلية والصحة، وجميعهم لم يستطيعوا أن يُلزموا المحافظ نهرا تنفيذ القانون وإبلاغ الشركة بالقرار الرسمي في وقف أعمالها!

عادت وزارة الصحة وأرسلت كتابًا للداخلية من أجل إلزام المحافظ نهرا تنفيذ القرار. وفي 14 تشرين الأول 2019، أرسلت الحسن كتابًا لنهرا من أجل إلزامه تنفيذ القرار، وبقي في درجه إلى 20 تشرين الأول، حتّى قام عنوةً بتبليغ الشركة التي كانت تشتكي من خسارتها المالية الضخمة نتيجة وقف عملها في مشروع مزارع الدواجن.

عينة من الفساد

عمليًا، هذه عينة من المآسي التي يعيشها كثير من أهالي بلدات وقرى الشمال مع المحافظ نهرا، وقد استغرقت هذه القضية وحدها 9 أشهر، مع ضغوطٍ هائلة، حتّى يُقدم المحافظ فقط على تبليغ الشركة من أجل وقف عملها غير القانوني. وبينما توجهت أصابع الاتهام للمحافظ نهرا بتقاضي "رشوة" مالية من شركة "ولكو" مقابل تغطيتها ودعمها، وهي الاتهامات نفسها التي تُساق ضدّه في مختلف ملفات الفساد والقضايا العالقة، تبقى الأسئلة التي لم نلقَ لها جوابًا، لأنّ المحافظ نهرا لم يردّ على اتصالات "المدن": لماذا أعطى نهرا في حينها "رخصة فئة أولى" على مشروع غير مستوفٍ للشروط القانونية؟ ولماذا كان يدافع بشراسة عن شركة "ولكو" وكان يمتنع عن إبلاغها قرار وزارة الصحة، وبقي في درجه نحو شهرين كما يفعل بمعظم الملفات التي يخضعها لمنطق الابتزاز نفسه؟

والسؤال أيضًا: هل بدأت تنطلق في الشمال بوادر حملة المطالبة بـ"إسقاط المحافظ رمزي نهرا"؟ وهل يقبل باسيل برفع الغطاء عنه؟

 

"الأخوين مرسال وجورج غانم".. الإعلام لتلميع السلطة وتخويف الناس

مكرم رباح/المدن/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80409/%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%88%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%85-%d8%a7%d9%84/

عرف لبنان العديد من الأخوة والأخوات الذين عملوا في عالم الفن والغناء والتمثيل، منهم الأخوين جان وأندريه سعادة، اللذين سطع نجمهما في أواسط القرن المنصرم، في عالم المصارعة الحرة ومن ثم التمثيل ليصبحوا أيقونة لجيل واسع، انبهر بقدراتهما الرياضية والترفيهية، في إطار أخلاقي بعيد عن التزلف والخداع، اللذين وُصمت بهما تلك الرياضة. فكان أندريه يصرخ لشقيقه "جسِّر يا جان" حيث يبادر الأخير إلى تنفيذ حركته الشهيرة "التجسير" ويسلّم أخيه ليحل محله في الحلبة.

حذاقة وتفخيخ

وفي يومنا هذا، يحل مكان الأخوين سعادة جيل جديد من المرفِّهين، وعلى رأسهم الأخوين "الإعلاميين" جورج ومارسيل غانم، اللذين حوَّلا مهنة الصحافة إلى مصارعة حرة من نوع آخر، جعلت من منصاتهما حلبات لتمكين الطبقة السياسية وأصحاب الملايين من تلميع صورهم وتكذيب فضائحهم المالية.

في إطلالته الإعلامية الأسبوعية وضمن برنامج أخيه مارسيل، قدّم جورج مداخلة مطولة عن الثورة اللبنانية الجارية، وعن الأزمة السياسية التي رافقت استقالة سعد الحريري. استعراض جورج غانم التحليلي، والذي استمر أربع عشرة دقيقة، قَدم بشكل حذق إنما مشبوه، الأحداث القائمة، مفخخاً بنظريات نَعَت الثورة ورسمت نهايتها "الطبيعية" بالحرب الأهلية، رغم ما وصفه بالمطالب المحقة لأكثرية الشعب اللبناني. صراحة، مداخلة جورج غانم لم تستفزني، بقدر ما أكدت لي أن هذا الإعلامي "المرموق" ينتمي إلى شعراء البلاط، الذين فوتوا فرصة طلب الغفران من ثوار لبنان، وفرصة الانضمام إلى الشارع. والأمر الذي أثار حفيظتي هو استغلال جورج للتاريخ وعرضه للأحداث والوقائع وتأطيرها بطريقة لا تخدم أحداً سوى السلطة السياسية، في رسالة سامة كُلّف غانم على ما يبدو برميها في نهر الثورة الدافق.

مشكلة "منهجية"

كمؤرخ وأستاذ جامعي متخصص في تاريخ لبنان الحديث - ولاسيما الحرب الأهلية اللبنانية- استمعت إلى تأريخ غانم للفترة التي سبقت الحرب الأهلية اللبنانية، والتي حسب زعمه بدأت تحت غطاء مطلبي، ما لبث أن تسيس ليُدخل لبنان في دوامة العنف والفوضى. ركز غانم أيضاً على أن المؤامرة الدولية وُجدت في إطار الحرب الباردة والصراع العربي الإسرائيلي، مقارناً إدارة الرئيس الأميركي جيرالد فورد بإدارة ترمب الحالية، ومؤكداً أن لبنان وكما قُدّم لسوريا سنة 76 سيُقدم لإيران و حزب الله، وأن الشعب اللبناني بطريقة أو بأخرى سيضطر إلى تقبل هذا الواقع.

المشكلة ليست في نية جورج غانم رثاء الثورة وحسب، بل في منهجيته وفلسفته لعلم التاريخ. عزيزي جورج، إن حركة التاريخ على عكس مسرحيتك الأخيرة ليست بدائرية (cyclical) بل مستقيمة. وحركة البشر هي دائماً إلى الأمام، علماً أن الشعور بأن التاريخ يعيد نفسه هو فقط بسبب وجود البشر، المتغير الوحيد المشترك بين الأحداث التاريخية.

ليس مفاجئاً موقف غانم أو منهجيته، وهو الذي امتهن صناعة الأفلام الوثائقية التي غالبا ما تكون بمثابة قصائد مدح للممول أو الشخصية التي يحبها هذا الأخير أو حتى يكرهها. ففي آخر عمل لجورج غانم عن المصرفي اللبناني-الفلسطيني يوسف بيدس وفضيحة بنك انترا، قام غانم بسرقة كتاب الدكتور كمال ديب، وحوّره لينظف صفحة الطبقة السياسية التي تآمرت على بيدس، وأفلست إحدى أهم المؤسسات المالية اللبنانية على مر التاريخ.

التهويل على الشعب اللبناني

المؤامرة على الشعب اللبناني تبدأ وتنتهي عند الطبقة السياسية الفاسدة، التي تستعمل المنظومة الإعلامية اللبنانية لتهوّل على الشعب اللبناني، الذي نشأ على "بهلوانيات" شخصيات إعلامية هدفها الأول والأخير جمع المال والساعات واللوحات.

الشعب اللبناني والشباب الذين يملؤون الساحات لا يكترثون بريشارد نيكسون أو جوزيف سيسكو أو حتى السفير الأميركي في الأردن سنة 1976 ولا حتى بالرئيسين ماكرون وترمب، بل هم يكترثون فقط بمستقبل أفضل لهم ولأولادهم. ومحاولات تخويفهم بالحرب الأهلية والعنف لن تردعهم عن المطالبة بحقهم في الحياة.

الثورة اللبنانية ليست فقط نتيجة أزمة سياسية أو مالية، بل هي وليدة سقوط أخلاقي لطبقة سياسية وبعضٍ من الإعلاميين الذين لا يزالون يعتقدون أن خُدعهم، التي تعود إلى القرون الوسطى ما زالت تفلح في وقتنا هذا. التاريخ اللبناني يُكتب الآن في شوارع ومدن لبنان وبلدان الانتشار بدموع المنتفضين، الذين شفَوا من أمراض العالم القديم وأفكار الطغاة ولو بقالب حضاري، وليس على شاشات التلفاز عبر أبواق أشخاص من فصيلة الأخوين غانم.

المواجهة مع الطبقة الحاكمة وإعلامه مستمرة، وطريق إنقاذ لبنان من نفسه طويل وشاق. لكنه يستحق العناء. وإلى ذلك الحين أقول لـ"هيرودوتس" التاريخ اللبناني "جسّر يا جورج".. فالشعب اللبناني بات أكثر وعياً وإدراكاً من ذي قبل.

 

اسمعوا جيدا.. إنها ثورة

د.منى فياض/الحرة/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80406/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%a7-%d8%ac%d9%8a%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%86%d9%87%d8%a7-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9/

تعب الأطفال، ذوو الأعمار الهشة في مظاهرة صيدا يوم السبت الفائت، فافترشوا الأرض. رفّ قلبي فاقتربت لأصورهم، التفتوا وتلقائيا رفعوا علامة النصر. سألت صبيا هناك: لماذا نزلت؟ احتار وقال "كل شيء مش منيح". تهتف صبية: "نحنا مش وجع نحنا أوجاع".

في إحدى الخيم التي نصبوها في الحديقة خلف تجمعهم، وجدت عددا من الناشطين المداومين هناك ليل نهار. قالوا لي إنهم بدأوا بالتظاهر منذ ما قبل شهرين، وهذا ما يرددونه في طرابلس، كانوا قلة وتأتي الأجهزة الأمنية فتقمعهم وتفرقهم. لكن تظاهراتهم لم تتوقف. ذات مرة تظاهروا بقرع الطناجر، وهي الخطوة التي انتقلت إلى بيروت لاحقا.

مساء الخميس في 17 أكتوبر عندما أعلن وزير الاتصالات في الحكومة المستقيلة ضريبة الـ 6 سنتات الشهيرة، نزلوا هم أنفسهم كعادتهم، لكنهم فوجئوا هذه المرة باستجابة المارة ودهشوا عندما أصبحوا أكثر من 400 شخص بلمح البصر.

قالت لي سيدة: "أصبح التشريج بـ 50 ألف ليرة بعد أن كان 38,5 ألف وهذا كثير جدا علينا". ولقد أضيف عليها عبء 6 دولار. الغريب أن الوزارة تضع التعرفة الرسمية بالدولار! فرض المتظاهرون جعلها بالليرة دون ربطها بالدولار.

نظر إليّ أحد الفاعلين بينهم والعائد من ألمانيا لعدم تأقلمه هناك: "يقولون إننا نتمول من السفارات! نحن نجمع من جيوبنا ألف ليرة من كل واحد، ويكون مع واحدنا 5 آلاف (3 دولارات أو أقل مع انهيار سعر العملة)، تصوري رجالا مثلنا ليس في جيبهم أكثر من 5 آلاف! مع ذلك نجمع المال اللازم ونطبخ ونوزع الطعام. تهينهم بروباغندا تبعيتهم وتمويلهم من الخارج، وتتعمق الهوة. ثار الطلاب مؤخرا بعد اتهامهم بقبض 10 دولارات لكل واحد للنزول. من هم في السلطة يفترضون أن الناس تشبههم، مأجورة ومستفيدة.

المتجمعون هناك نصفهم عاطل عن العمل، البعض منذ ثلاث سنوات أو أكثر. سألت أحدهم كيف تعيش؟ "قال مع أهلي، وأخجل أن أعيش على كاهل والدي العامل في النجارة". البعض الآخر يعمل ولكن بأجور منخفضة: "500 ألف ليرة شهريا (300 دولار أو أقل) دون أي ضمان أو تقديمات صحية واجتماعية. "أذلونا" يقولون بغضب، "سرقونا وجعلونا نقف على أبوابهم نتسول، ونرتمي على أبواب المستشفيات والمدارس والضمان والوزارات، وإذا أردنا أن نتوظف يسألون عن طائفتنا وزعيمنا وليس عن حقنا بالعمل وكفاءتنا. أذلونا نريد استعادة كرامتنا".

السيدة التي اضطرت لترك عملها فتفرغت لأولادها قالت لي: "هذا النائب الذي يذلني أمام بابه ويهين كرامتي، ألا يعرف أن منصبه هو وظيفة أنا منحته إياها لخدمتي وليست حقا له كي يستفيد ويراكم الثروات".

تعاين أمامك طفرة في الوعي انبثقت من تفشي القصور وسوء الإدارة ونهب المال العام والاحتقار الذي مارسه، ويمارسه، السياسيون عليهم وعلى حقوقهم.

تراكمت الشكاوى والتساؤلات والانتقادات، التي كانت كنداءات في الصحراء. لكنها فجأة سُمعت واكتست بالمعاني ووجدت لها اسما: ثورة.

كأنهم التقطوا شيئا كان موجودا في ما يشبه ما دون الوعي ولكنه في اقترابه الفجائي من الوعي تسبب بشرارة وها قد انبثق وعي جديد. فكرة قوية وانفعال قوي. وها هم يتجمعون معا ويشعرون بالقوة والتضامن. ينزلون رجالا ونساء، كبارا في السن وشبابا وأطفالا. الكثير الكثير من الشابات والشبان. يحملون أطفالهم مع غضبهم وآلامهم وعذاباتهم وكرامتهم المهانة في محاولة منهم للخروج من هذا القعر القاتم الذي أوصلوا أنفسهم إليه بخضوعهم طويلا لابتزازات وحيل الطبقة الحاكمة. يشجعون بعضهم بعضا وتختفي الحساسيات. وتولد منظومة قيم جديدة.

يعلّمون السلطة كيف تكون النظافة. فيكنسون ويجمعون كل يوم بقايا الليل. يعطون الدولة دروسا بيئية فيفرزون النفايات ويبيعونها ويشترون طعاما من المزارعين. جيل جديد نضج في غفلة عن الكبار وسبقهم. يعرف ما يريد، "نريد مدرسة رسمية بمستوى المدرسة الخاصة، لا نريد أن يدفع أهلنا الأقساط الخيالية كي نبقى دون عمل أو نهاجر، ونريد ونريد...".

أكثر من عشرين يوما تكتظ بهم الساحات، صبايا وشباب دون حادثة تحرش واحدة أو عنف أو اعتداء أو سرقة.

إنها ثورة فاقت أحلامنا الأكثر تفاؤلا. رأينا فيها بروز الفرد المسؤول الحر من الولاءات العصبية والمذهبية والعائلية. يصرخ أحدهم: "كم واحد اسمه جورج؟" تتعالى الأصوات: "أنا أنا". "كم واحد اسمه إيلي؟ كام واحد اسمه محمد؟ كام واحد اسمه علي؟" وتتعالى الأصوات "أنا أنا. شفتوا كلنا سوا".

يهتفون: "القائد في غيره الوطن، ما في غيره. لن نعيد تجربة الأجيال السابقة كلن يعني كلن وزعيمك واحد منن".

ثورة يحميها جيش الشعب في ظل علم واحد لونه أحمر وأبيض وتتوسطه شجرة؛ ربما هو الوحيد في العالم مع شجرة وكندا مع ورقة الأيرابل الشهيرة.

تمتلئ الساحات بأعداد من النساء تكاد تفوق أعداد الرجال. طفلات وصبايا وأمهات وجدّات، محجبات وسافرات، عاملات وربات بيوت. يغنين ويرقصن ويشعرن بالفرح. إنهن في عيد. والعيد، كالحرب والأزمة الاقتصادية تجعل المعادلات مختلفة وتتغير المفاهيم وتجعل من المرأة كائنا أقوى وأشد عودا. "إن التقدم في ميدان التفكير لا يحصل إلا في أوقات الأزمات الكبرى. خاصة عندما تهتز المؤسسات التقليدية أو تتغير لحصول حوادث تاريخية تساهم في قلبها على الأقل"، على رأي غاستون بوتول منظر الحرب.

حتى الأغاني القديمة اكتسبت معاني جديدة؛ واستعادت الأغاني التي كنا نتأفف منها مؤخرا:

تسلم يا عسكر لبنان

تعلى وتتعمر يا دار

وبحبك يا لبنان يا وطني

ويا حرية

حتى بعض أغاني جوليا (زوجة الوزير العوني إلياس بوصعب) مثل "أنا بتنفس حرية"، تغني مع بعض التجاذب الوجداني.

لكن أغنية مثل "بيكفي إنك لبناني" لعاصي الحلاني كانت ستثير الهزء على الأرجح قبل 17 أكتوبر، أثناء حالة الإحباط والقرف والاكتئاب السائدة حينها. لكنها الآن تملأ الساحات يرددونها بملء أفواههم وحناجرهم ويتلذذون بمعانيها.

"غطي الشمس بفيّ جبينك بحقّلك وطنك دينك لو هالدنيي سألت مينك قلن إنك لبناني.. بطل السلم وبطل الحرب همزة وصل الشرق وغرب تضل تحب وتنحب بيكفي إنك لبناني.. لبناني ومطرح ما تروح حامل وطنك قلب وروح".

كذلك أغنية جوزف عطية، "لبنان رح يرجع" التي يقول فيها "لبنان رح يرجع والحق ما بيموت والشمس رح تطلع تزين سما بيروت.. من هون ما منفل حصرم بعين الكل بهالأرض بدنا نضل لو ضل خمس بيوت". أو راغب علامة حين يغني "صار الوقت يا ناس تصرخ على العالي"، التي أرادوا منعها عندما نزلت الأسواق.

وبسرعة قياسية استولدت الثورة أغانيها:

علي العطار غنّى:

"قوم تحرك يا شعبي

غيّر هالحالة الصعبة

قوم تحرر ما تتأخر هيدي حقوقك مش لعبة

بدنا نبني دولتنا دولة تجسد وحدتنا \ تعرف قيمة قوتنا وآمال الشعب تلبي

بدنا دولة حكيمة تعمل لبلادها قيمة وتتطلع بهموم الناس ما تمشي عالتعليمة

دولتنا اللي منريدها بتملك قرارها بإيدها تحمينا بأيام الحرب ما تسحب منا إيدها".

وأكثر الأغاني تعبيرا عن العلاقة بين الثوار ورجال السلطة أغنية كتبها شخص اسمه ابراهيم الأحمد، عبر فيها عن الحقوق المهدورة للشعب اللبناني، عنوانها "الشعب يريد إسقاط النظام"، يتحاور فيها مع مسؤول في السلطة والكورس يقول له، لا:

"أعطوني فرصة وبلا جرصة بس خلوني ضل.. طب شوفولي حل أعطوني مهلة صغيرة وسهلة بجيب الكهربا واللي خربها الله يوفقكن ما عاد أسرقكن.. أعطوني مدة بهيدي المدة بشيل الضرايب منبقى حبايب.. اعطوني شوي بجيب المي وبمنع الفساد وبلغي الاستبداد الله يوفقكن ما عاد أسرقن.. عندي خطة وما رح مطها بس وقفولي سب بجيب الواتساب.. أعطوني نتفة بخلي الكلفة أرخص من زمان يا شعب لبنان لله يوفقكن ما عاد أسرقكن.. أعطوني دقيقة وبلا نيقة صلح الأوضاع والحق اللي ضاع أعطوني وقت وهلق فقت بشيل النفايات بصلح الطرقات.. الله يوفقكن ما عاد أسرقكم.. أعطوني يوم بشيل هموم بظبط البلد بصدق بالوعد أعطوني لحظة ومنا مزحة برجع المسروق والوضع بروق... الله.. طب قولو شو بدكم:

بدنا يسقط الرئيس ومجلس النواب بدنا تسقط الحكومة تنبقى أحباب الشعب يريد إسقاط النظام".

إنها ثورة لن تتوقف حتى تستكمل تحقيق ما خرجت لأجله: استعادة الحقوق كاملة، استعادة لبنان وطنا للجميع.

 

خطوة طهران التالية... قمع مستعمراتها الجديدة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

لا أدري مدى دقة أو صدق ذلك التقرير الذي تداولته بعض الصحف اللبنانية، قبل بضع سنوات، عمّا «نقله» وزير دفاع نظام دمشق فهد جاسم الفريج من القيادة الإيرانية عن أن طهران استثمرت في سوريا لتاريخه أكثر من 20 مليار دولار أميركي.

يومذاك، وفق التقرير، طالبت طهران، مقابل استثماراتها و«تضحياتها» البشرية والسياسية والعسكرية، بأراضٍ تمتد على مساحات شاسعة من شمال سوريا إلى جنوبها. ومن ثم، على أثر نقل الفريج الرسالة لرئيسه، يقال إن التدخّل الروسي بدأ يأخذ شكلاً مختلفاً وأكثر مباشرة، من دون أن يشكِّل مواجهة صريحة مع الحليف التكتيكي إيران. وظهر ذلك، عبر الوجود العسكري المتكامل الروسي في شمال غربي سوريا، بما فيها جبال العلويين وادي النضارة (أو النصارى). ولاحقاً، سجّل حضور روسي في الجنوب السوري يتمثل في «الفرقة الخامسة». وكما جاء تدخل موسكو في الشمال الغربي موحياً بحماية الأقليتين العلوية والمسيحية اللتين لا تستسيغان العيش في ظل «الولي الفقيه»، فإن «الفرقة الخامسة» وفّرت لأقلية ثالثة هي الموحدون الدروز فرصة ضئيلة لحماية وجودهم من التمدّد الإيراني المتمثل أساساً في ميليشيا «حزب الله»، التي تصول وتجول في منطقة حوران، وتعمل على بناء «ممر طهران - بيروت».

مناسبة هذا الكلام، هو تطوّر الأحداث المتلاحقة في كل من العراق ولبنان، والاقتراب أكثر من التقسيم الواقعي لسوريا.

ومن واقع ما يحدث، يتأكد أن القيادة الإيرانية - التي تعتمد اعتماداً كلياً على سطوة «الحرس الثوري» داخل إيران نفسها - لا يمكن أن تفرّط في ما حققته من هيمنة داخل العالم العربي منذ 1979.

يستحيل أن تضحّي طهران بعشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها وتنفقها على التوسّع وتثبيت الاحتلالات، وبالمنجزات «الثأرية» التاريخية التي تشكل جوهر الفكر السياسي والمذهبي للحكم الإيراني... ولو كان الثمن أنهار دم... بما فيها دم الشيعة العرب، بعدما تفنّنت بتهجير السنّة العرب، من دون أن تحافظ على بقاء المسيحيين.

إن التحدّي لهيمنة إيران على العراق، من كربلاء إلى الناصرية، والنجف إلى العمارة، والحلّة إلى البصرة، وكلها ذات غالبية شيعية،... ليس بالأمر البسيط، ولا يعقل أن يسكت عنه لا قاسم سليماني، ولا أتباعه الذين زرعهم قادة وزعماء يسبّحون بحمده في عراق اليوم!

ولا يختلف الأمر كثيراً في جنوب لبنان وشمال شرقه، حيث انتفض أبناء النبطية وصور وكفر رمان كما تظاهر أبناء بعلبك... وحيث غدت إطلالات الأمين العام لـ«حزب الله» وتهديداته المبطنة أشبه بالمسلسلات التلفزيونية العادية.

بالأمس، مع استمرار الحراك العراقي والتصدّي له بالرصاص الحي، اتخذت القوات الأمنية قراراً تصعيدياً بحصر المظاهرات في ساحة التحرير على جانب الرصافة من بغداد. وهذا، عملياً، يعني خنقها وتحويلها من انتفاضة إلى «فولكلور» لعدسات وسائل الإعلام. والبديهي سياسياً، أن هناك إصراراً من السلطة السياسية وأذرعها الأمنية المرتبطة قياداتها الطائفية بطهران على الفصل بين الشقّ المطلبي والشقّ السياسي، وكأن الفساد المالي والسياسي منفصل عن واقع الهيمنة الذي يحول دون المساءلة، ومن ثم، دون المعاقبة.

ما يصدق في العراق يصدق في لبنان. إذ لا يمكن في دولة طبيعية وحقيقية تديرها حكومات خاضعة لمراقبة برلمان خاضع بدوره لمحاسبة الشعب، تفاقم ظاهرة النهب بالملايين والمليارات... ولكن هذا بالضبط ما يحصل.

في العراق وفي لبنان تُمسك بالحياة السياسية والأمنية، وتهيمن على أجهزة الإدارة العامة والقضاء «الحالة الإيرانية» ممثلة في أحزاب «الحشد الشعبي» و«حزب الله». ومن ثم، لا فساد خارج هذه «الحالة» والمستفيد منها والمتعاون معها والمحتمي بها.

أما الفوارق الأبرز حتى اللحظة بين الوضعين العراقي واللبناني، فهي:

1 - أن القمع اتخذ طابعاً دموياً في العراق، في حين ما زال اللبنانيون - مرحلياً - بمأمن من «حرب إلغاء» يشنها «حزب الله» الجانب المسلح الوحيد خارج بنية الدولة.

2 - أن الوضع الاقتصادي المنهار في لبنان ما زال يغلّب الجانب المطلبي البحت على العمق الاحتلالي، ولئن كانت غالبية العقلاء من اللبنانيين تدرك العلاقة العضوية بين الاحتلال والفساد، فإنها لا تريد حالياً استفزاز فائض القوة عند «حزب الله»... واستدراجه لقمع دموي، مضاره أكبر من فوائده.

3 - في حين أن القرار السياسي الحكومي في العراق شيعي يمثل، علناً، الفعاليات السياسية والميليشياوية التابعة لإيران، فإن الوجه الدستوري في لبنان تعدّدي، بوجود رئيس مسيحي، ورئيس حكومة سنّي تسمح - وسمحت - له بيئته الطائفية بالاستقالة في تحدٍ غير مباشر للتهديدات الإيرانية المنقولة عبر «حزب الله»!

4 - لبنان متاخم لإسرائيل، وهذا أمر يستوجب ترتيبات وحسابات إيرانية خاصة.

مع هذا، قد تقرّر طهران الحسم العسكري مهما كلف الأمر.

قد ترى أن الظرف مؤاتٍ الآن، بالتوازي مع سير سوريا نحو التقسيم الواقعي - ولو بصيغة فيدرالية - وتقاسم النفوذ على أرضها، وأخطاء الحسابات التركية، واستمرار أزمة الحكم في إسرائيل بكل مناكفاتها وهروبها نحو التطرف. وأيضاً، أمام خلفية مشهد دولي ضبابي خطير يسوده الضياع الأميركي والتسلل الروسي والارتباك على امتداد أوروبا.

في حسابات طهران، أن العالم الذي نجحت في الرهان على انقسام مواقفه في موضوع اتفاقها النووي، سيكون عاجزاً عن التفاهم على أي استراتيجية لمنع حسمها ضد مناوئيها، ولا سيما، إذا وفّرت الذرائع التي يود المجتمع الدولي تصديقها.

مع هذا، يجب القول بشيء من التفاؤل إن «المشروع الإيراني» الذي عمل على «شيطنة» السنّة و«دعشنتهم» والترويج لأكذوبة مساهمة طهران في «الحرب على الإرهاب» (السنّي، طبعاً) و«حماية الأقليات» منه - بتواطؤ من عدة جهات - تلقى ضربة موجعة من قلب البيئة الشيعية.

لقد أسقطه الشيعة قبل غيرهم، بل، ومن كربلاء نفسها... بكل رمزيتها. قد يقول رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ما يشاء، وينظّر ما يشاء، من أجل المحافظة على وضع شاذٍ، وقد يواصل الأمين العام لـ«حزب الله» رهانه على فرض مشيئته بتهديد اللبنانيين بالحرب، ودفعه رئيس جمهورية حليفاً إلى تعطيل أي حل سياسي حقيقي... قد يحصل هذا وذاك، لكن لا ضمانة بعد اليوم بأن تنجح طهران في قمع «مستعمراتها» الجديدة!

 

آخر علاج العراق كي إيران

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

شكلت الحياة السياسية في العراق منذ تأسيسه في 1921 حالة مختلفة عن طبيعة الحكم في أي دولة عربية أخرى، فمن النظام الملكي الذي دشن عهده مع تأسيس البلاد، إلى النظام الجمهوري في عهد عبد الكريم قاسم، ثم وصول حزب البعث إلى السلطة في 1968 واستمراره حتى الغزو الأميركي عام 2003 وتغيير النظام السياسي، الذي سجل لحظة فارقة لدى الشعب العراقي الذي كان يأمل في حياة كريمة أفضل مما كان يعيشها خلال حكم النظام السابق، حيث بلغ العراقيون أخيراً النموذج الذي رأوه مناسباً للحكم في بلادهم، حتى إن كان شكلاً من أشكال الديمقراطية التوافقية التي تركز على التقسيمات الطائفية والقومية كأولوية، وبغض النظر عن رضى العراقيين لشكل نظامهم الحاكم من عدمه، وحتى لو رفع المتظاهرون في العراق مطالب إسقاط النظام، بل ولو افترضنا جدلاً سقوط النظام بأكمله، فلن يكون الحل أبداً في ذلك، فالمشكلة ليست في النظام القائم مهما بدت مساوئه، وإنما في التغلغل الإيراني الذي لن يعدم الحيلة لإعادة تصدير ثورته وممارسة تدخلاته مهما كان مستقبل النظام الذي يحكم العراق. يمكن القول إن الإيرانيين حققوا المكاسب مرتين من سقوط نظام صدام حسين؛ فهم من جهة تخلصوا من منافس وعدو تاريخي لهم، ومن جهة أخرى استفادوا من القوى العراقية التي تسيطر على مفاصل الدولة وتغلغلها في الحكم وغدوا هم الرقم الصعب بينهم، ولذلك وكما حدث بالضبط في مظاهرات لبنان، اعتبرت إيران بأنها المستهدفة الأولى من المظاهرات التي تعم المناطق العراقية، أليس علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من قال إن متظاهري العراق هؤلاء هم الدواعش؟! ألم يصرح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، بأن الأعداء يحيكون مؤامرات في لبنان والعراق لركوب موجة الاحتجاجات، وهنا لنتذكر بأنه قبل نحو عام، هاجم المتظاهرون القنصلية الإيرانية في البصرة جنوب البلاد بالشعار الشهير «إيران برّه بره»، فلا يخفى على أحد أن النفوذ الإيراني انتشر في جميع الطبقات السياسية، حتى أن الشركات الإيرانية الكبرى التابعة لـ«الحرس الثوري» أصبحت جزءاً من النسيج الاقتصادي العراقي ومقدمة مصالحها على المصالح الوطنية العراقية، حيث تنمو التبادلات التجارية بين البلدين اللذين تجمعهما حدود مشتركة تبلغ 1400 كيلومتر، علما بأن العراق أكبر سوق لصادرات إيران غير النفطية، أليس ذلك كافياً بأن يظل بعبع الفساد حاضراً من البوابة الإيرانية إلى أبد الآبدين. العراق منذ 2003 تغير فيه كل شيء؛ أحزاب تذهب وتأتي وحكومات تتعاقب وانتخابات تحضر ومطالبات بإنهاء الفساد، سوى أمر واحد كان عنصراً أساسياً وثابتاً، وهو التغلغل الإيراني الذي ثبت أنه الوحيد الذي يفترض أن يتغير في المعادلة، فمهما انقلب العراقيون على أوضاعهم البائسة، ومهما تغيرت الحكومة وأتت حكومة جديدة، كلها علاجات مسكّنة لا طائل منها. العلاج الحقيقي يكمن في كي التدخلات الإيرانية وقطع دابرها، وبغير ذلك ستزيد الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين العراقيين، وستقمع المظاهرات تلو المظاهرات.

فعلاً كما قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إن نفوذ نظام الملالي أخطر من القنبلة الذرية مئات المرات.

 

أعطتهم بيتاً لا خطاباً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

وضعت قناة «إم تي» اللبنانية في صدر نشرتها الإخبارية، مساء الثلاثاء، ترجمة لتسجيل تلفزيوني من دقيقتين، تحدثت فيه رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، عما حققته حكومتها خلال العامين الماضيين. وكان واضحاً بالطبع أن المقصود هو المقارنة بين الأعمال التي أنجزتها هذه السيدة الرائعة والكلام الفارغ الذي تكرره الحكومات اللبنانية، مليئاً بالفصاحة والبيان، خالياً من ذكر أي عمل حقيقي. قالت السيدة أرديرن لشعبها إن حكومتها خلال عامين أوجدت 92 ألف فرصة عمل، وأقرت قوانين حظر حمل السلاح، وبنت 2200 منزل للفقراء، وحظرت استخدام البلاستيك، وزرعت 140 مليون شجرة، وجندت 1600 ضابط شرطة، وفرضت قانون صفر تلوث، وألزمت الدولة بتوزيع وجبات مجانية للمدارس، ورفعت رواتب الممرضات والمدرسين والشرطة. تناقل المعجبون حول العالم هذا الفيديو القصير على نحو قياسي، لكن لسبب واضح بلغ التناقل ذروته في لبنان. فقبل أيام، كان الوزير جبران باسيل قد ألقى خطاباً حول إنجازات الحكومة، ذكر فيه أنه خفض أسعار «السيلولير»، أي الهاتف الجوال، وبدأ البحث عن النفط في البحر، وأقر قانوناً انتخابياً جديداً. رويت لجنابكم، في حينها، قصة رجل نيوزيلندي تعطلت سيارته في أحد الشوارع في العاصمة، فترجل منها، وخرج إلى أقرب منزل يقرع بابه؛ فتحت له سيدة حامل، فقال لها: «هل أستطيع أن استخدم هاتفكم من أجل طلب النجدة؟». سألته: «ما الأمر؟»، فشرح لها أن سيارته تعطلت، ولا يعرف سبباً. وضعت السيدة معطفها، وخرجت معه قائلة إن «لي بعض الخبرة في السيارات، فدعنا نجرب قبلاً، لعلنا نصلحها». جربت، ولم تنجح، فعادت إلى المنزل تطلب الطوارئ. شكرها الرجل بامتنان شديد، قائلاً: «لن أنسى هذه الخدمة في حياتي، ولكن هل لي أن أتشرف بمعرفة اسمك؟»؛ ضحكت قائلة: «هل يعقل أنك لا تعرف رئيسة الوزراء؟». تحولت جاسيندا أرديرن إلى شخصية عالمية، عندما اتخذت ذلك الموقف النبيل حيال المجزرة التي قام بها مجنون أسترالي في مسجدين من منطقة كرايستشيرش. يومها، منعت نشر صوره في الصحف والتلفزيون، وقالت إن هذا النوع من المرضى يرتكب المقتلات الكبرى طلباً للشهرة والدعاية، له ولجماعاته الفاشية التي ينتمي إليها، والدولة سوف تحرمه من كل ذلك. وسارعت إلى وضع القوانين لحماية المسلمين في بلادها، وترأست الصلوات من أجلهم، وأعطت - ولا تزال - دروساً تاريخية في معاني الإنجاز.

 

لُغم في المشروع الوطنيّ اللبنانيّ...

حازم صاغية/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

في الأسابيع الثلاثة الماضية هزّ لبنان حدث تاريخيّ، ولا يزال: قطاعات عريضة من السكّان، لا سيّما منهم الشبيبة والنساء، تعلن العزم على بناء مشروع تأسيسيّ للوطن وتباشر ذاك البناء. المشروع هذا ينقل موضع التركيز من الطائفيّة والطوائف إلى عناوين أخرى قد يكون أهمّها:

أوّلاً، إعادة النظر في النظام الاقتصاديّ وطرق توزيع الثروة على نحو يعزّز الإنتاج والقطاعات المنتجة ويكافح الهدر والنهب والفساد، عاملاً بالنتيجة على كسر محوريّة المصرف وخلق فرص العمل لطالبيها الكثيرين والمتكاثرين، وعلى وقف هجرة الشبيبة...

ثانياً، تحديث النظام السياسيّ ودمقرطته بما يفتح الباب أمام تجديد النُّخب وتوسيع رقعة المستفيدين من العمليّة الديمقراطيّة. هذا ما يمرّ حكماً بقانون انتخابيّ لا يكرّس تمثيل الطوائف، لكنّه أيضاً لا ينحصر فيه (مثلاً: التصويت حيث الإقامة والعمل ودفع الضرائب، لا في مسقط الرأس). وقد يكون الأهمّ الآن، وراهناً، استقلال القضاء الذي يتيح إحقاق الحقّ بعيداً عن ثأريّة العنف، وعن التراكيب السياسيّة الاستبداديّة التي تنجم عن انفلات تلك الثأريّة.

مسألة القضاء لم تحتلّ في التاريخ اللبنانيّ الحديث كلّه الموقع الذي باتت تحتلّه اليوم.

ثالثاً، إدخال تعديلات أساسيّة على نظام القيم اعترافاً بتطلّعات الفئات الشابّة وبتصوّراتها الثقافيّة، خصوصاً لجهة المساواة على سائر مستوياتها، الجندريّة والجيليّة والمناطقيّة، فضلاً عن إشاعة وعي مغاير فيما خصّ العنصريّة حيال اللاجئ والنازح والعمّال الأجانب.

الدور المركزيّ للشبيبة التي لم تعش أزمنة الحروب، لكنّها ورثت نتائجها، هو ما لا يُمارى فيه اليوم. معرفتها بالعالم الخارجيّ من خلال الوسائط المتاحة جعلتها أشدّ احتقاراً للتراكيب الطائفيّة والزبونيّة السائدة في لبنان. بدورها، عملت تفاهة الرموز السياسيّين على تعزيز الفارق النوعي بين المتسبّبين بالكوارث والواعدين بحلّها. هذا ما كمّل التطابق بين انسداد الأفق أمام الشبيبة وانسداد الأفق أمام الوطن.

أمّا إصرار الثوّار على السلميّة، وكونهم أقلّ أدلجةً بالقياس إلى جميع الأجيال المهزومة التي سبقتهم، واختيارهم لغةً خالية من المحسّنات والفصاحات، تذهب مباشرة إلى جوهر الموضوع، فكلّها سماتٌ تُحسب لهم. بهذه المواصفات، وبهمّة لا تتعب، سيّس الشبّان مجتمعهم وشرّعوه على نقاش دائم يراجع كلّ شيء، كما وضعوا السياسيّين التقليديّين في قفص الاتّهام والدفاع عن النفس. الثورة تجاوزت عوائق كثيرة (عدّدها الزميل حسام عيتاني في مقال نشرته هذه الجريدة يوم الخميس الماضي). لكنّ العائق الأكبر يشبه لغماً تزرعه القوى الطائفيّة في الثورة. ذاك أنّ المشروع الكبير هذا لا يستطيع النموّ، ناهيك بالنجاح، ما لم يتوزّع الخارجون عن طوائفهم على الطوائف جميعاً. فالخروج الانتقائيّ، طوعيّاً كان أم مفروضاً، هو اللغم الخطير. إنّه يمنع العبور إلى مواضع التركيز الجديدة.

بلغة أخرى: إنّ مقتل هذا المشروع العظيم هو النكوص إلى اصطفاف 8 و14 آذار أو ما يشبهه لجهة الانقسام إلى شارعين، أي إلى طائفتين أو تحالفين طائفيّين. هذا ما تجنّبته الثورة، ليس فقط بفعل أولويّة الهمّ الاقتصاديّ - الاجتماعيّ لديها، بل أيضاً لأنّ قادة 8 و14 آذار هم أوّل المشمولين بغضبها. ساعد على التجنّب أنّ كتلاً شعبيّة من سائر الطوائف والمناطق حضرت بقوّة في الساحة.

مَن زرع اللغم في المشروع الوطنيّ هذا، بالنيابة عن جميع القوى الطائفيّة، هو «حزب الله». لقد حال دون مشاركة طائفة كبرى عبر تأثيرات امتدّت من الآيديولوجيا إلى العنف. المقدّس استُحضر بقوّة فيما وقف المسلّح وراءه. ثورة العراق «الشيعيّة» وحصار إيران كانا سبباً آخر يلحّ على اعتماد هذا العلاج المركّب.

لقد تبدّى، بعد ما حصل في النبطيّة وكفر رمّان وصور وبنت جبيل وعلى جسر الرينغ، أنّ في وسع الثورة أن تحيّد سلاح «حزب الله»، وهو ما تستدعيه أيّ واقعيّة سياسيّة في بلد كلبنان، لكنْ تبدّى، في المقابل، أنّ سلاح «حزب الله» لا يستطيع أن يحيّد الثورة. ذاك أنّ الأخيرة أخذت، وفق الحزب، شكل كرة الثلج التي ينبغي ألاّ تتدحرج وتكبر. والحزب أخصّائيّ في الالتفاف على تحوّلات تغيّر موضع التركيز: في 2005 ارتفعت أجندة الاستقلال الوطنيّ ورفع يد الأجهزة الأمنيّة. في 2006 خُطف الجنديّان الإسرائيليّان وكانت حرب تمّوز.

التيّار العونيّ لم يستطع فعل الشيء نفسه مع طائفته المسيحيّة. بدا رثّاً، لا يملك ما يقايض به جماهيره. مظاهرة بعبدا دعماً للرئيس عون كانت حدّه الأقصى، وهي أقلّ من الحدّ الأدنى المطلوب لتفكيك الثورة وفصمها إلى شارعين.

«حزب الله» إذن هو الذي تولّى المهمّة: أخرج الكتلة الشيعيّة، وأعطى لفئات متردّدة في الكتل الطائفيّة الأخرى ذريعتها كي تعزّز تردّدها: لماذا نتبعثر بينما هم يتجمّعون؟!

هذا اللغم قد ينفجر بعنف أو من دون عنف، وبانهيار اقتصاديّ أو من دونه. عندها يغدو قتل المشروع الوطنيّ معادلاً لمشروع قتل الوطن نفسه عبر تعفينه لعشرات السنين في ظلّ هذا النظام.

 

تركيا والأكراد والحقد التاريخي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

الاندفاع الجنوني نحو العنف تجاه الأكراد من قبل الدولة التركية يثبت أن أحقاد التاريخ يمكن أن تؤثر في الواقع، حين تعجز الأنظمة السياسية عن إعادة تعريف هويتها الجامعة، في ظل تغيرات دولية كبرى. لا يمكن فهم هذا العنف التركي المبالغ فيه تجاه أكراد سوريا، واندفاع تركيا لاحتلال أجزاء كبيرة من الدولة السورية، إلا باستحضار معضلة تركية قديمة، وهي الهلع التركي من التنوع العرقي أو الديني أو المذهبي للشعب التركي، والسعي التاريخي الدائم لجعل القومية التركية هي الحاكم المطلق الذي يشكل هوية الدولة التركية. ما يقوله التاريخ هو أن الدولة التي تعتمد هويتها القومية على معاداة شريحة مهمة من شعبها ومواطنيها ستظل تعيش قلقاً مستمراً، واستقراراً مهدداً على الدوام؛ والقومية التركية التي تعد مرتكزاً أساسياً للدولة التركية الحديثة تعبر عن نفسها بشكل كبير عبر معاداة الأكراد، أو القومية الكردية. وهي لا تعترف أبداً بوجود غير المسلمين أو غير السنة من شعبها، مثل العلويين، وبالتالي بقيت هويتها القومية عنصر تفريقٍ لا عنصر جمعٍ وتوحيدٍ. دفع هذا العداء المستحكم والحقد التاريخي التركي ضد الأكراد الجيش التركي إلى درجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في مهاجمة الأكراد السوريين داخل حدود الدولة السورية، والسعي بالقوة العسكرية إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لمواطني شمال شرقي سوريا.

ما تخشاه تركيا حقيقة ليس الأكراد في العراق وسوريا، بل الأكراد داخل تركيا، إذ تعد أي صعودٍ لقوة الأكراد في البلدين تهديداً داخلياً لها، لأنه قد يوقظ الطموح الكردي داخل تركيا للمطالبة بحقوق مواطنة كاملة، وهي تعتقد أن هذا يشكل تهديداً للهوية القومية التركية.

وفي امتدادٍ للإمبراطورية العثمانية، لا يبدو أن الدولة التركية تمتلك قدرة على التعامل مع الاختلاف إلا بالعنف، والاستعداد الدائم لارتكاب المجازر والمذابح، فمن يستحضر تعامل العثمانيين ومذابحهم للأرمن ومذابحهم لليونانيين وغيرهم، ويقارن ذلك بتعامل الدولة التركية الحديثة مع أقلياتها، لا يكاد يجد فوارق تذكر.

الموقف من تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق يشكل أحد أكبر الفوارق بين موقف تركيا وموقف الأكراد؛ ففي حين اختارت تركيا إردوغان أن تتصالح مع «داعش»، وأن تبني علاقاتٍ واسعة مع مقاتليه اقتصادياً وسياسياً، اختار الأكراد محاربة التنظيم ومعاداته، وقد كان للأكراد دورٌ بارزٌ جداً في التحالف الدولي ضد «داعش»، وصولاً إلى دورهم في مقتل خليفة التنظيم المزعوم، أبي بكر البغدادي. كان سقوط الخلافة العثمانية مدوياً في المنطقة والعالم، وحين سقط «الرجل المريض» ورثته بريطانيا وفرنسا في المنطقة، وتوالى استقلال الدول الحديثة عن الدولة العثمانية الباطشة الديكتاتورية، ودخولها في عصر الاستعمار الحديث، غير أن الأمة الكردية لم يكن لها نصيب في دولة مستقلة، وتوزعت بين كثير من الدول: العراق وسوريا عربياً، وإيران فارسياً، وتركيا تركياً؛ وهو ظلم تاريخي لم يجد فرصته للتعديل حتى اليوم.

ومع كل الإخلاص الذي أظهره الأكراد دائماً في تحالفهم مع الولايات المتحدة، فإنهم لم يحصدوا أي نتائج مرضية لهم منه. وما حدث مؤخراً من اضطراب في سياسات أميركا تجاههم يرسخ لديهم عدم الوثوق بأحدٍ في هذا العالم، سوى جبالهم التي لطالما حمتهم من المعتدين. فمرة تخلّي أميركا بينهم وبين تركيا، وتغض الطرف عن النية التركية لإظهار حقدها التاريخي بكل القوة الخشنة التي تملكها، ومرة تذكر بأنها لن تتخلى عن حلفائها الأكراد، وستعاقب تركيا إن ارتكبت المجازر في حقهم.

ويكاد يجتمع الفرقاء في متن المشهد السياسي التركي على أن القومية الكردية تهديدٌ كبيرٌ للدولة التركية والقومية التركية، والاختلاف بينهم في الدرجة لا في النوع. ويعاني الأكراد من كون معاداة الدولة التركية لهم أكثر من غيرهم من أقليات الهامش يدخل في تعريف الدولة التركية لنفسها وقوميتها وهويتها.

الرئيس التركي إردوغان، وهو ينتمي للإسلام السياسي طوال عمره، غيّر من مواقفه وقناعاته لخدمة طموحه السياسي وبراغماتيته العالية، وبينما كان يفترض به أن يدعم حقوق الأكراد بدافع الإسلام الجامع والانتماء للمذهب السنّي، فإنه تحالف مع القوميين الأتراك ضدهم، واستفاد من ذلك كثيراً في الداخل التركي، إلى أن وصل به الحال في هجومه على أكراد سوريا أن يستخدم الإسلام والقرآن لتشريع قتل الأكراد، وارتكاب المجازر ضدهم؛ وهذا مبدأ راسخ لدى كل جماعات ورموز الإسلام السياسي، وهو أن دين الإسلام مجرد وسيلة للاستحواذ على السلطة بأي طريقٍ وأي سبيلٍ. تعاني السياسة التركية المعاصرة من تناقضاتٍ حادة جعلت حزب العدالة والتنمية يعاني كثيراً جرّاءها، داخلياً وخارجياً. فداخلياً، بدأت الانشقاقات تظهر في صفوف الحزب ورموزه، وبدأ الحزب يخسر في الانتخابات المهمة في أكبر المدن التركية، في إسطنبول وأنقرة، والعملة التركية تعاني من ضغط شديد يهزّ الاقتصاد التركي. وهي خارجياً لم تعد تعرف أين تتجه بوصلتها، فهي عضو في حلف الأطلسي وتطمح للانضمام للاتحاد الأوروبي من جهة، وتشتري صواريخ «إس 400» من روسيا وتسعى لتطوير العلاقات معها من جهة أخرى. وفي المنطقة، خسرت تركيا كل تحالفاتها، ولم يبقَ لها إلا إيران وقطر، وهي تعلم جيداً أن المشروع الإيراني يناقض مشروعها التوسعي الخاص بها، ولكن لم تحن ساعة المواجهة بعد، وتعلم أن قطر مجرد تابعٍ صغيرٍ تستنزف موارده، وتبني قواعد عسكرية على أرضه، وتوبخ حكّامه متى ما أرادت، وهو ما جرى في زيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة للدوحة، ولكنها عادت غالب الدول العربية الكبرى، فهي اختارت عداء مصر والسعودية والعراق وسوريا، وخسرت السودان، وفي طريقها لخسارة ليبيا، وباتت كثير من الدول العربية على وعي بالمطامع التركية في بلدانها، والمخاطر التي تشكلها على استقرار الدولة في العالم العربي. لن تجد تركيا مخرجاً لنفسها ولمحيطها ما لم تكن قادرة على بناء هوية وطنية جامعة، تتخلى عن مخاوف التاريخ وإعاقاته، وتبني مستقبلاً واعداً لجميع مكونتها، وكلما تأخرت في ذلك وقعت في مزيدٍ من التناقضات ومزيدٍ من العنف غير المبرر.

 

ساحات بغداد: «إيران بره بره»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

ساحات العراق تنزف دماً، ويسقط فيها العشرات بين جريح وقتيل، بينما يواصل المتظاهرون الهتاف «نريد وطناً وإيران بره بره»، في مظاهرات شاركت فيها جميع شرائح الشعب العراقي، ولم يتغيب عنها حتى مرضى السرطان، الذين ارتدوا كمامات وأقنعة ضد الغازات، من مدخراتهم البسيطة، بعد أن عجزت الحكومات العراقية عن علاجهم. «ثورة تشرين»، الاسم الذي أطلقه المتظاهرون على احتجاجات العراق، التي اندلعت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في بغداد وباقي عموم العراق، بسبب الفساد الحكومي، حيث يحتل العراق المرتبة الـ12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بينما يعاني في الوقت نفسه من البطالة وتردي الأوضاع المعيشية. مظاهرات العراق، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 12 ألف جريح، وأكثر من 300 قتيل، جعلت منظمات دولية تعبر عن حالة القلق من استخدام القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين، حيث وجهت الاتهامات لقوات مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين، واتهامات أخرى للميليشيات المرتبطة بإيران، مثل ميليشيا «سرايا الخراساني»، التي تسميتها تفضح التبعية للفارسي، فالخراساني واحد من أحفاد آخر الأكاسرة يزدجرد الثالث، وهم بذلك ينبئون بعودة الحكم لأحفاده الفرس، فهي ميليشيا عراقية مسلحة لها شعار «الحرس الثوري» الإيراني نفسه.

سقوط مزيد من القتلى زاد من مشاعر الغضب في صفوف المتظاهرين، فهؤلاء سقطوا أثناء مصادمات بين قوات الأمن العراقية ومحتجين سلميين عزل، وذلك على الرغم من مطالبة المرجع الشيعي، علي السيستاني، بـ«تجنب العنف»، واحترام مطالب المتظاهرين، ورغم النفي المتكرر من قبل قوات الأمن العراقية، إلا أن وقوع عدد بهذا الحجم يجعل المسؤولية تقع على الحكومة وقواتها الأمنية، فمسؤولية حماية المتظاهرين وأماكن التظاهر تقع على الحكومة، مهما اختلقت من أعذار ومبررات.

هذه المظاهرات في بغداد خصوصاً، والعراق عامة، التي شهدت إحراق مقرات حزبية، خصوصاً تلك المرتبطة بالولاء لإيران، وإحراق واجهة القنصلية الإيرانية في كربلاء، ورفع العلم العراقي فوق أسوارها... هذه المظاهرات تؤكد مدى الغضب الشعبي من التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي، ما يعكس حالة غليان شعبي كان مكبوتاً، ولا أظن أحداً يستطيع التحكم به، ولو أوغل في الدماء، فالأزمة أكبر من المحاولات الخجولة لاحتوائها ضمن صفقة تبقي حكومة عبد المهدي، الذي يتهمه المتظاهرون بالتبعية لإيران، التي سعت من خلال الدفع بجنرال حربها قاسم سليماني، الذي جاء العراق في سفرة تهدف لإنقاذ الحكومة.

أيضاً محاولات رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، دعوة ممثلين عن المظاهرات للحضور إلى مقر مجلس النواب، والسماع إلى مطالبهم، باءت بالفشل بعد رفضها من غالبية المتظاهرين.

معالجة الحكومة كانت مرتكزة على شماعة «المندسين»، الأمر الذي لم يعد مقنعاً للمتظاهرين الغاضبين، من استخدام الحكومة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين. التخوف من كرة الثلج ولهب النار في العراق زعزع أركان دول لها أذرع عابثة في المشهد العراقي، ولعل تصريحات إردوغان التي قال فيها: «دعوني أكن صريحاً، لدينا تكهنات بشأن من يقف وراء هذه الاضطرابات، كما أننا نظن أنه من الممكن أن تمتد هذه إلى إيران». تؤكد حالة التخوف هذه من حركة الشعب، الذي عبر عنه إردوغان بطريقته، الهاجس الذي يخشاه النظام الإيراني، وهو المتورط والعابث في اضطرابات لبنان واليمن، وهو ما سيحرك من ثم الشارع الإيراني ضده، فالشعب الإيراني المكمم بقوات «الباسيج» و«الحرس الثوري»، يرفض تدخل بلاده وإنفاقها من أمواله على صناعة الفوضى والاضطرابات في دول الجوار، وما تجاوز حتى الجوار. مظاهرات العراق المطالبة بوطن عراقي خالص وخالٍ من إيران وأتباعها، حافظت على حياديتها، ورفضت ونبذت الشعارات الطائفية، رغم محاولات الميليشيات المرتبطة بالفساد وإيران، اختراق صفوفهم.

 

المحور التركي الإيراني في البوسنة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

أعلن سفير جمهورية البوسنة والهرسك في طهران سمير فلاجيتش رغبة بلاده في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية مع مختلف مناطق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنها محافظة قزوين. وفي تصريح أدلى به لمراسل وكالة «إرنا» الخميس الماضي حين زيارته التفقدية لمعرض صناعة البناء في قزوين (شمال غرب)، قال فلاجيتش إن المعرض كان ممتازاً وكان يماثل إلى حدٍ كبيرٍ المعارض التي تقام في البوسنة. وأضاف أن «طاقات محافظة قزوين في مجال صناعة البناء كانت لافتة بالنسبة لي»، وأعلن السفير البوسني استعداد بلاده لإقامة العلاقات وتطويرها مع محافظة قزوين في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية، ودعا إلى توظيف الاستثمارات المشتركة وتابع: «إننا على استعداد للتعاون الشامل مع هذه المحافظة»، وذلك حسب وكالة «إرنا» الإيرانية. إيران تعمل ببعد استراتيجي على استقطاب نقطة ارتكاز قريبة من أوروبا، والبوسنة ذات الغالبية المسلمة واحدة من الدول التي انتبهت إيران لأهميتها الاستراتيجية، فاختارت إيران موقعاً لمركزها الثقافي في البوسنة في أهم موقع على الشارع الرئيسي في العاصمة سراييفو عند نصب «شعلة الشهداء» عند مدخل أهم شارع تجاري، أي أن جميع من يدخل السوق لا بد أن يمر عليه.. اختيار ذكي للإعلان عن نفسك. محل صغير يبدو وكأنه معرض لبيع اللوحات والقطع الفنية وليس مركزاً تابعاً لحكومة أجنبية، محاولة ذكية لتجنب النفور التقليدي من أي موقع رسمي. المكتب مضاء أربعاً وعشرين ساعة، ترى ما هو معروض في داخله في أي وقت تمر بجانبه، يبدو وكأنه معرض فني، والأهم اختيار نوعية الأعمال المعروضة، فاللوحات الفنية كلها تعود للفن الإسلامي في خطوطها ومنحوتاتها. توقعت أن أرى السجاد الإيراني مثلاً هو الأبرز، ولكن، ويا للغرابة، كانت هناك قطعة صغيرة لا تلفت الأنظار، الأهم كان التركيز على الجانب الديني للجمهورية الإسلامية في عاصمة تزيد نسبة مسلميها على 55 في المائة، وهم ما سعى الإيرانيون للتواصل معهم.

حين ترى المعروضات الإيرانية لا تملك إلا أن تقول: ما هذا الجمال وما هذا الذوق الرفيع؟ فما هذه الدولة المحبة للإسلام والمحبة للجمال والمحبة للفنون؟... باختصار هذا يعد ذكاءً لنيل الاستحسان، للفت الانتباه، ذكاء في مخاطبة هذا الشعب البلقاني المهمل عربياً! والمستقطب تركياً منذ زمن بعيد بحكم علاقة الجوار وعلاقة الاحتلال الذي دام أكثر من 500 عام. إيران تسعى لبناء علاقة استراتيجية وتضع لها نقطة ارتكاز أوروبية إسلامية عن طريق الاهتمام بمخاطبة البوسنيين؛ فلم تكتفِ بوجود مبنى سفارة كبير يقع على النهر الرئيسي في منتصف العاصمة، بل إضافت له مركزاً ثقافياً لا يمر يوم دون أن ترى فيه نشاطاً محموماً لفعالية إيرانية بوسنية مشتركة، أضف إلى ذلك أن هناك أكثر من توأمة لمدن إيرانية بوسنية مثل توأمة مدينة غورازده البوسنية مع مدنية مراغة الإيرانية عام 2002. والآن يجري العمل على جذب الاستثمارات الإيرانية للبوسنة، كل هذا ونحن كعرب كمسلمين كخليجيين غائبون عن المشهد. البوسنة إحدى الدول التي يحاول المحور الإيراني القطري التركي استقطابه، فمكتب قناة «الجزيرة» الرئيسي والموجه للشعوب البلقانية موجود على أكبر مبنى في العاصمة البوسنية، والتواصل المباشر مستمر بين تركيا والبوسنة بحجة العلاقات التاريخية القديمة، ولتركيا مكانة لدى البوسنيين تستثمرها في دعم البنية التحتية البوسنية.

المحور التركي الإيراني القطري يعمل جاهداً للتواصل مع هذه الشعوب، يخاطبها محاولاً جذبها، يستثمر تجارياً من أجل أن يحصد سياسياً، عمل لا نجيده إلى الآن بشكل عام، والأهم أننا نغفل عن أهمية نقطة الارتكاز البلقانية كالبوسنة، حيث الغالبية المسلمة المتعطشة للعودة للدين بمدنهم العامرة بالمساجد وشبابها الذي تتجاذبه صراعات الشرق والغرب تشدهم الثقافات الأوروبية من جانب، وإيران وتركيا سياسياً من جانب آخر. ومثلما فعلت إيران في أفريقيا، حيث دخلت هناك لمخاطبة الشعوب وتواصلت معهم، كذلك فعلت مع الجمهوريات الشرقية للاتحاد السوفياتي القديم، لأنها تملك ما لا نملكه - مع الأسف - وهو العمل ذو البعد الاستراتيجي. أن تحصل على مواقع لك تخدم مصالحك السياسية عليك أن تضع استراتيجية لمد نفوذك بشكل غير مباشر وتصبر على وقت الحصاد، تفتح خطوط التواصل وتقوّي شبكة الاتصال والمواصلات معهم تمد خيوطك الفنية والثقافية والتجارية.. هذه الشبكة ستخدم مصالحك السياسية حين تحتاجها، وليس العكس كما نفعل نحن. يؤسفنا أن نقول إن إيران أشطر منا في الحصول على المكاسب السياسية لأنها «تلعبها صح»، وتضع الحصان قبل العربة، وتقدم السبت لتلقى الأحد. في هذه الدولة فرص استثمارية واعدة، ونسبة المسلمين فيها هي الغالبة ولديها موارد طبيعية، ونسبة الشباب هي الأكبر، ومتعطشة لكل ما هو عربي وإسلامي، ولكنها غائبة عن رادارنا التجاري والاستثماري وحتى السياسي.

 

عزل... انتخابات... قانون!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/2019

تبقى أخبار الانتخابات الأميركية بمختلف تفاصيلها تحتل أبرز العناوين في شتى دول العالم من دون استثناء، نظراً لما لأميركا من ثقل عظيم ومؤثر، وكذلك باعتبار أن الديمقراطية الأميركية هي النموذج الأنجح والأهم عالمياً. أيضاً يتوسع الحديث عن تطور مراحل التحقيق في مسألة عزل الرئيس الأميركي من قبل الكونغرس، وما يشمل ذلك من تداول الأدلة والوثائق، وكذلك الحصول على شهادات مهمة من شخصيات فعالة ومؤثرة كانت في صلب الحدث المعني بسبب قرار البدء في العزل، وهو استغلال منصب الرئيس للضغط على دولة أجنبية (في هذه الحالة أوكرانيا) للحصول على معلومات «تسيء» إلى منافس الرئيس الرئيسي مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن وابنه، الذي يعمل مع شركة أوكرانية، وذلك لقاء تسهيل الحصول على العون والدعم العسكري لحكومة أوكرانيا، أو الامتناع عن ذلك في حالة عدم الحصول على تلك المعلومات. المشكلة العظمى في هذا التصرف أنه استغلال للسلطة وترجيح كفة إحدى السلطات على الأخرى في ظل نظام يجلّ ويقدس ويحترم مبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية لما فيها من حفظ على المساءلة والمحاسبة. وهناك ارتفاع ملاحظ في أعداد القانونيين الدستوريين في أميركا، الذين يعتقدون أن هذه التهمة فيها من الجدية القدر الكافي والمدعوم بالشهود والوثائق، ما يجعل إمكانية العزل مسألة جدية وواردة جداً، وبالتالي سوف يكون بالإمكان تصور سيناريو «الرئيس بنس» في إشارة إلى نائب الرئيس مايك بنس، الذي سيصبح تلقائياً رئيساً للبلاد، وليس مضموناً إذا كان سيقدم له «العفو الرئاسي» وقتها نظراً لكون ذلك سيخالف بعض المبادئ والعقائد المحافظة التي يؤمن ويدافع عنها بنس، أم لا.

الآباء المؤسسون للدستور الأميركي، خصوصاً ألكسندر هاميلتون وتوماس جيفرسون كانوا يتوقعون هذه النوعية من السيناريوهات، ولذلك كان هاميلتون حريصاً على «تحصين» الدستور ضد طغيان السلطة وطغيان الأغلبية. ولهذا فإن هذه الانتخابات الرئاسية المقبلة والدراما الحاصلة بخصوص عزل الرئيس قد تكون الأهم في التاريخ الحديث لأميركا، لأنها ستحدد اتجاه البوصلة الاجتماعي والاقتصادي، ولكن الأهم الدستوري والقانوني. ونختم من حيث بدأنا؛ ما يحدث في أميركا لا يبقى في أميركا وحدها أبداً. متابعة ممتعة، وركزوا على التحليل القانوني بقدر تركيزكم على التحليل السياسي والاقتصادي في متابعة ما يحصل فيها.

فصل السلطات في الدستور الأميركي مسألة أساسية وقاعدة محورية لضمان المسار الديمقراطي، ومتى ما حصل أي خلل في ذلك فهو يعدّ أخطر تهديد للأمن القومي ويقتضي التعامل معه بمنتهى الجدية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هل ستحل شانتال مكان زوجها جبران.. حكومة «تكنوسياسية» برئاسة الحريري ودون باسيل

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

لمحت مصادر لصحيفة “الأنباء” الكويتية بعض المشجعات السياسية مرددة القول: اشتدي ازمة تنفرجي، وفي تقديرها ان ازمة تشكيل الحكومة اقتربت من الفرج، ومن علامات هذا الفرج ما نقلته عن نشطاء سياسيين من ان وزير الخارجية جبران باسيل اقتنع بضرورة خروجه من الحكومة مقابل ان يتولى كرئيس للتيار الوطني الحر تحديد وزراء التيار في الحكومة التي اتفق على ان تكون “تكنوسياسية” مراعاة لكون رئيسها العتيد ـ وهو سعيد الحريري ـ شخصية سياسية، وجرى الاتفاق ايضا، على ان يتمثل حزب الله بشخصية شيعية غير سياسية على غرار وزير الصحة الحالي د.جميل جبق، والأمر عينه ينطبق على الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط ود.سمير جعجع الذي كان اول من اطلق فكرة حكومة الاختصاصيين. لكن العقدة المستمرة، بحسب “الأنباء”، هو حجم الحكومة، فهناك من يراها من 16 وزيرا، ومنهم من يراها من 18 وحتى 24 كي يتسنى اشراك الكتل النيابية الصغيرة كتيار المردة وحزب الطاشناق، وتبقى عقدة لاحقة للتشكيل تتمثل بالبيان الوزاري وفيه تحديدا ذكر ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” كما يصر حزب الله وسط رفض الآخرين.

 

المطران عوده: لم يعد ممكناً استغباء الشعب.. الأب لا يصمّ أذنه عن سماع أبنائه!

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده عظة الأحد من كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، فأكّد أنّ الشعب يصرخ، فهل مَن يسمع؟، مشيراً إلى أنّ أحلام اللبنانيين سُرقت قبل أن ينفجروا غضباً والأب لا يصمّ أذنه عن سماع أبنائه.

وتابع: “أليست سلطة الشعب أقوى من كلّ السلطات؟ وأقوى من الزعيم؟، لذلك من واجب الحاكم سماع صوت شعبه”، مؤكداً أنّه لم يعد ممكناً تجاهل الناس واستغباؤهم. فالبلد يكاد يصل إلى قعر الهاوية، وإذا انهار الوضع فسينهار على رؤوسنا جميعاً”.

وأضاف: “التنازل عن الأنانية ليس عجزاً، والقوة تكون في بذل الذات من أجل الوطن، لأنّ حبّه أسمى من حبّ النفس”، مؤكداً أنّ الأمر يتطلّب وقفة شجاعة.

وفي تفاصيل كلمته، قال: “في ظلِّ ما يَحصَلُ في بلدِنا نسأَلُ: هلْ بَقِيَ ضميرٌ في هذا الوطن ومحبَّة؟ الشعبُ يَصرُخُ ألَمًا منذُ ثلاثةِ أسابيعَ، هل مِنْ أُذْنٍ صاغِيةٍ لِصُراخِ الشَّعب؟ هل مِنْ ضَميرٍ يَتَحرَّكُ لإِعطاءِ هذا الشَّعبِ أَدنى حُقوقِه: العَيْشُ الكَريمُ في وَطَنٍ يَحتَرِمُ أَبناءَهُ ويَحتَضِنُهم ويَصونُهم ويُعامِلُهم بالعَدلِ والمُساواة؟”. وتوجّه إلى المسؤولينَ في هذا الوطن: “يا إِخوَتي، أُخاطِبُ فيكُم الأبَ وضميرَ الأب. أَبناؤكُم يَتأَلَّمونَ، يَصرُخونَ، يَقِفُونَ على حَافَّةِ اليَأْسِ ويَعْتَبِرون أنَّ لا ذَنْبَ لهم سِوى أَنَّهم وَثِقوا بِطَبَقَةٍ حاكِمَةٍ لم تَــعُــدْ تُمَثِّــلُهم أو تُلَبِّــي طُموحاتِهِم، لِكَي لا نَقُولَ خَذَلَتْهُم. لقد سُرِقَتْ أَحلامُ اللُّبنانِيِّينَ وصَمَتُوا طَويلًا قبلَ أن يَنفَجِروا غَضَبًا لأَنَّه لَم يَعُدْ بِوِسْعِهِم أنْ يَتَحَمَّلوا المَزيد. الأبُ لا يُـهمِلُ أبناءَهُ ولا يَصُمُّ أُذُنَيْهِ عن سَماعِ طَلِباتِـهِم، وهُم لا يَطلُبونَ المُستَحِيل. يُريدونَ سُلْطَةً يَثِقُونَ بِها، يُريدُونَ مَسؤولِينَ يُـصْلِحونَ ما أَفْسَدَهُ السَّابِقون. يُريدونَ استِعادَةَ وَطَنِـهِم وكَرامَتِـهِم وخَيْراتِـهِم. يُريدونَ بيئةً نظيفةً وفرصَ عمل، يريدون وقفَ الهدْرِ والفسادِ وتقاسم السلطة، يريدون العَدالةَ والمُساواةَ في الحُقوقِ والواجِبات. يُريدونَ وَطَنًا يُصغِي فِيهِ المَسؤولونَ إلى هُمُومِ الناسِ وأَوْجاعِهِم. لا يَجُوزُ أن يَبقى المُواطِنُ يَستَعطي حَقَّــهُ، ولا يُمكِنُ اخْتِزالُ صَوتُ الشَّعبِ أو إِلْغَاؤه. عِندَما تَنْعَدِمُ الثِّقَةُ بَينَ الشَّعبِ والسُّلطَة، التَّغييرُ وَاجِبٌ، وهذا يَحدُثُ في مُعظَمِ البُلدان. فَلِمَ الانتِظار؟ أَلَيْسَتْ سُلطَةُ الشَّعبِ أَقوى مِن كُلِّ السُّلُطات؟ السُّلطَةُ لَيسَتْ مُلكِيَّةً خاصَّة. إِنَّها تَكليفٌ مِنَ الشَّعب. لِذَلِكَ مِنْ واجِبِ الحاكِمِ سَماعُ صَوتِ شَعْبِه. لم نعُدْ نملُكُ ترفَ إضاعةِ الوقت، ولم يعُد ممكناً تجاهُلُ الناسِ واستغباؤهم. البلدُ يكادُ يصِلُ إلى قعرِ الهاوية. إرحموا أنفُسَكُم إنْ لم ترحَموا الشعب”.

وأكّد: “إذا انهارَ الوضعُ فسينهارُ على رؤوسِنا جميعاً ولن ينجو أحدٌ. ألا يستدعي الخطرُ المُحْدِقُ بنا جميعاً أن يتخلَّى الجميعُ عن أنانيَّاتِهم ومصالِحهم وحصَصِهم من أجلِ إنقاذٍ ضروريٍّ وسريع؟ أليسَ من يفتحُ ثَـغْـرةً في هذا الجدار السميك؟ كيف تنامونَ والسفينةُ تغرق؟ ألا تُعذبُكم ضمائِرُكم بسبب ما أوصلْتُم البلدَ إليه، وبسببِ تقاعُسِكم عن التنازُلِ من أجلِ إنقاذه؟ التراجُعُ عن التعنُّتِ ليس ضعفاً. التنازلُ عن الأنانيَّةِ وتقاسُمِ السلطةِ ليس عجزاً. الكِبَرُ يكمُنُ في تقديمِ المصلحةِ العامةِ على الخاصة، والقوَّةُ تكونُ في بذلِ الذاتِ من أجلِ الوطن، لأنَّ حبَّ الوطنِ أسمى من حبِّ النفس. ماذا ننتظِرُ لتأليفِ حكومة؟ ولمَ لا تُـــؤلَّفُ وفقَ أحكامِ الدستور؟ لمَ لا نطبِّقُ الدستورَ فتُجرى الإستشاراتُ ويُكلَّفُ رئيسٌ للحكومة يؤلِّفُ حكومةً بعيدةً عن التجاذباتِ السياسيَّةِ أو المُقارباتِ التقليديَّة والمُحاصصة، تُرضي طموحَ الشعبِ وتكونُ مهمتُها إنقاذَ البلد؟”.

وقال: “استغلّوا هذا الوعيَ الوطني عند الشعب من أجلِ بناءِ دولةٍ حديثةٍ، بعيدةٍ عن المذهبيَّةِ والحزبيَّةِ والزبائنيَّة، دولةٍ يرنو إليها شبابُنا وشاباتُنا الذين برهنوا عن وعيٍ عظيم. الإنجازُ فخرُ الحاكم. المجدُ باطلٌ لكنَّ الوطنَ باقٍ. الكَرامَةُ أَهَمُّ مِنَ المَركَزِ، والوَطَنُ أَغلى مِنَ الأَشخاص. عُودوا إلى ضَمائِرِكُم. أَحِبُّوا شَعْبَـكم. إاسْتَجيبوا لِمَطالِبِهِ. تَخَلَّوا عَنِ الماضي وسَقَطاتِه وَاترُكوا الأجيالَ الناهضةَ تَبني المستقبل”. وختم: “أَنقِذوا وطنَكم من الانهيارِ الذي نسمَعُ عنه كلَّ يومٍ ونرى آثارَهُ في كلِّ المجالات. الأمرُ يتطلّبُ وَقفةً شُجاعَةً يُملِيها ضَميرٌ حَيّ. فَهَلَّا أَقدَمْتُم؟

 

طوني فرنجية: “كلن يعني كلن” لا يخيف الشريف

مواقع الكترونية/10 تشرين الثاني/2019

رأى النائب طوني فرنجية أن “لبنان يمر بمرحلة دقيقة جدا وحساسة، وتتطلب التعاطي بوعي وبمسؤولية كبيرة، في ظل وجود خطر يهدد المنطقة”، مؤكدا “حق اللبنانيين بالعيش بكرامة، وبإعادة بناء وطن، يحصلون فيه على كامل حقوقهم”، معتبرا أن “ما يشهده البلد، يشكل مساحة التقاء بين اللبنانيين، ويعبر عن أبسط مطالب وحقوق المواطن، ويعطيه جرعة أمل للاستمرار في أرضه”. كلام فرنجية، جاء خلال افتتاح ملعب رياضي في بلدة الشويليت قضاء زغرتا، تلاه ذبيحة إلهية لمناسبة عيد مار ميخائيل.

وشدد فرنجية على “ضرورة تغيير النهج المعتمد في التعاطي، وأساليب العمل المتبعة، التي تؤدي دائما إلى نتائج سلبية، وتنتهي بحرمان المواطنين من حقوقهم”، لافتا إلى أن “فقدان الثقة بالدولة، وفقدان الأمل بالمستقبل والوضع الاجتماعي والاقتصادي، أدى إلى خلق حال من النفور والاشمئزاز والتمرد لدى الناس، مما دفعهم للنزول إلى الشارع”. وحذر من “استغلال الوضع السائد في البلد لتصفية الحسابات السياسية”، مذكرا أن “التاريخ يشهد كيف استغل البعض الشعارات الوطنية للتأثير على الناس، وزرع آمال مخيبة لديهم، كانت آخر نتائجها اتفاق الطائف عام 1989، كما تم إعادة التجربة نفسها عام 2005 بعد خروج سوريا من لبنان”. وعن ملف محاسبة المسؤولين أكد أن “شعار “كلن يعني كلن”، لا يخيف السياسي الشريف والنزيه”، وقال: “ضميرنا مرتاح جدا، ونتمنى أن يتم فتح تحقيق بالملفات المتعلقة بالمردة، والمحاسبة أمر أساسي وجوهري يجب تطبيقه بموضوعية، ومن دون انتقائية واستنسابية وكيدية”.

وبالنسبة لأزمة النفايات في قضاء زغرتا، قال: “نرفض إغراق منطقتنا بالنفايات، وكان هناك عدة خيارات مطروحة؛ مثل توزيع النفايات على عدة مطامر، لحين إيجاد الحل المناسب، أو إنشاء مطمر خارج نطاق الشمال، إلا أن كل الطروحات سقطت واستبعدت بالنسبة إلينا، من مطمر الفوار إلى مستودع النفايات في جبل تربل وغيره، فيما تفاقم الأزمة حتم علينا حل المشكلة على الأقل بشكل مؤقت”. وختم “سياسة الغطرسة والمكابرة، تعطل البلد وتؤدي به إلى الهاوية، والمرحلة الراهنة تتطلب تقديم تنازلات لإنقاذ البلد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة”، مؤكدا “مشاركتنا في الحكومة في كل المراحل السابقة، أو اللاحقة، مبنية على مبدأ تمثيلنا لشريحة من الناس، ولا يمكننا التنازل عن هذا المبدأ، وعن حق هذه الشريحة بإيصال صوتها ومطالبها”.

 

الحسيني بنداء إلى اللبنانيين في الساحات: لا تنتظروا ممن أسرف في إفقاركم وتفرقة صفوفكم وبث العداء في نفوسكم سوى الشر

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

وجه الرئيس حسين الحسيني نداء إلى اللبنانيين في الساحات والمنازل، جاء فيه: "أيها اللبنانيون في الساحات، لكم الحياة من أنفسكم، ولكم الخيبة من الانتظار، الانتظار الذي كنتم عليه في منازلكم، قبل أن تظهروا إلى الوجود، في الساحات، هو نفسه الانتظار في الساحات، فليس من بعده سوى الخيبة، أما الفرق فهو في أنهم، قبل هذا الوقت، لم يكونوا على حذر، وقد ظنوا أن استكانتكم ليس بعدها سوى الموت. أما الآن، وقد أعدتم إلى الوجود مشروع الشعب اللبناني واحدا حرا، مشروع الدولة اللبنانية سيدة مستقلة، بكل هذا البهاء، بكل هذه القوة، بكل هذا الأمل، فلا تنتظروا ممن أسرف كل الإسراف في إفقاركم، ممن لم يعرف حدا في إذلالكم، ممن لا عيش له إلا بإكراهكم، وتفرقة صفوفكم، وبث العداء في نفوسكم، لا تنتظروا سوى الشر. أيها اللبنانيون، في الساحات، وفي المنازل، الخير كل الخير، في هذا الوقت، لا يكون إلا باتحادكم، شعبا واحدا، دولة سيدة، بقيادة واحدة من أنفسكم. لكم السلطة، وقد أخفق من وليتم على أنفسكم، بإرادة منكم أو بترك، فلتباشروا العمل من أنفسكم لإعادة تكوينها لكم لا عليكم. لكم السلطة بالمبادرة، أما بالانتظار فلن تكون إلا عليكم. وفرص الخير إنما تمر مر السحاب".

 

رعد في يوم الشهيد: العدل رسالتنا لمن نهض لمكافحة الفساد وسنلتقيه وسط الطريق إن كان صادقا

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

أحيا "حزب الله"، "يوم الشهيد" في احتفال تخلله أداء القسم للشهداء، في ساحة الشهداء في مدنية النبطية، في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ورئيس البلدية الدكتور احمد كحيل وإمام المدينة ومفتيها الشيخ عبدالحسين صادق وعائلات شهداء وفاعليات.

وبعد عرض كشفي لفرق من كشافة الامام المهدي، أدت ثلة من مجاهدي المقاومة الاسلامية "قسم الولاء"، وألقى رعد كلمة قال فيها: "لا تلوى ذراعنا ولا يحيدنا عن تحقيق أهداف الشهداء لا شغل ولا اهتمام جزئي ولا معارك مفتعلة يفرضها الآخرون بين الحين والآخر".

أضاف: "أنتم أيها الشهداء من وفرتم مساحة الحرية في هذا الوطن. أنتم من هيأتم المناخ السيادي الذي ينشط فيه كل طالب تغيير أو إصلاح أو متحرك من أجل مكافحة فساد. وهذا الشعار الذي سبقنا الجميع فيه، حين طرحه سماحة السيد حسن نصرالله، نظرا إلى أن الوطن تفاقمت فيه مظاهر الثراء الفاحش وغير المشروع وساد فيه الجوع والفقر والقهر والمظلومية، فكان لا بد من أن نتحرك لكن ضمن مسار واضح ومع قيادة جلية معروفة وملصوقة من شعبنا. كان لنا أن نخوض المسار الذي نرتقيه من أجل تحقيق هذا الهدف، مكافحة الفساد ورفع الحصانة عن المفسدين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة من شعبنا ودولتنا، فإننا نتماهى في هذا الهدف مع كل الصادقين الذين نهضوا ونزلوا إلى الشارع ورفعوا شعار التصدي، لكن ما نريده أن يحترم الآخرون تجربتنا ويدركوا أن تحركهم هو ضمن المناخ الذي وفره لهم شهداؤنا ومجاهدونا وأبطالنا، لا يتجاوزون بباطل يشيعونه ولا باتهامات عشوائية ولا بأضاليل وشتائم وتدنيس للمقدسات وطعن لرموز، وبخاصة إذا كانت تمت إلى قيادة أطهر وأشرف وأنبل الناس". وتابع: "نريد مكافحة الفساد ونحترم تجربة الآخرين ونحوطهم بحرصنا على أن تنجح تجربتهم، ونحذرهم من أن يتسلل إلى تحركهم من يأخذهم في المسار الذي يقود البلاد إلى ما يريده عدو أو ما لا يحقق الهدف الذي خرج الناس من أجله. نعتبر أننا نكمل بعضنا بعضا على قاعدة أننا نحترم شهداءنا والمناخ الذي نتحرك فيه، ونحترم رموزنا وقياداتنا ولا نشمل الجميع بالاتهامات والتزوير والإشاعات. "إعدلوا هو أقرب للتقوى"، هذه رسالتنا لمن نهض من أجل مكافحة الفساد، وسنلتقيه إن كان صادقا في وسط الطريق أو عند بعض المفترقات لأن الهدف يجمعنا".

وقال: "نميز جيدا بين من طلب الحق فأخطأه ومن أراد الباطل تحت شعار الحق. نحن نعرف المعادلة جيدا، لذلك ننبه إلى أن المسار الذي تسلكه طريق مكافحة الفساد ينبغي ألا يأخذنا إلى ما لا يمسك به العدو ليبتزنا بأمننا واستقرارنا وليغير المعادلات التي فرضتها عليه المقاومة وهي معادلة الردع والانتصار".

وختم: "لم يفرق أحد بين مكونات المعادلة "الجيش، الشعب، والمقاومة"، وسنعض عليها بنواجذنا حتى نحرر بقية أرضنا ونطهر بلدنا من الفساد والمفسدين، وعلى هذا النهج نوفي لشهدائنا ما وعدنا بالتزام ومن عهد أن نمضي متخففين من كل غاية شخصية. لا نطلب مواقع سلطوية ولا جاها ولا سمعة بين الناس، إنما نطلب رضا الله عز وجل، ورضاه غاية تدرك في قضاء حوائج الناس، ونحن أهل التعبد في هذا المسار". بعد ذلك، وضع رعد إكليلا من الورد على نصب الشهداء.

 

علي خليل: للاسراع في مشاورات تشكيل الحكومة ومستعدون لاعلى درجات التجاوب مع النيات الصادقة

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

شدد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، على "ضرورة الاسراع في مشاورات تشكيل الحكومة". كلام خليل جاء خلال مشاركته في احتفال تأبيني اقيم في حسينية الخيام، في حضور النائب قاسم هاشم، عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، شخصيات دينية وحزبية، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب عبد الله ناصر، وحشد من الأهالي، وقال:"نعيش اليوم مرحلة من أدق المراحل التي مر بها وطننا لبنان، ونحن منذ اليوم الاول للحراك الشعبي عبرنا عن انحيازنا لصدق الناس في التعبير عن وجعها من السياسات ومن التجارب ومن الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب، ولطالما حذرنا ورفعنا الصوت والبعض يقول انتم في موقع المسؤولية، نعم نحن في موقع المسؤولية ولكن كنا دائما منحازون لقضايا الناس واوجاعهم نطالب ونصرخ ونشرع وننادي وندعو الى المحاسبة ومواجهة كل الذين يريدون فسادا في هذا الوطن والمؤسسات، نحن ما زلنا على نفس الموقف نعبر بصدق عن الانحياز الى الحراك الحقيقي البعيد عن الاستغلال السياسي لوجع الناس من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتصفية حسابات في ذهن البعض من الممكن ان يحصلوا عليها. أضاف: "اليوم نحن ندعو الى تحمل المسؤولية التي تقتضي ان نحفظ وحدتنا بالدرجة الاولى، وحدةالموقف اللبناني وتحييد وابعاد كل الذين يحاولون اختراق مجتمعنا وساحاتنا بأساليب مختلفة من اجل الانقضاض على تجربة المقاومة وهذا الوطن الذي استطاع ان يقدم انموذجا في العالم العربي وعلى مستوى العالم، نحن نريد ان يحقق هذا الحراك نتائجه الصادقة بمراقبة ومحاسبة ومطالبة كل المسؤولين عن الازمات التي وصلنا اليها، وان نضع انفسنا جميعا تحت سقف الحساب، لكن في الوقت نفسه المسؤولية تقتضي ان نسرع في المشاورات من أجل انتاج حكومة تعكس ثقة الناس في السياسة، والاقتصاد والمال وتطمئنهم إلى القدرة على إدارة الازمة للخروج نحو واقع افضل في المستقبل القريب".

وتابع الخليل: "نحن مستعدون لاعلى درجات التجاوب مع النوايا الصادقة والتي تريد ان نصل الى نتائج حقيقية وليس مع اولئك الذين يريدون ان يحققوا مكاسب سياسية فئوية ضيقة على حساب تعب الناس ووجعهم، اليوم وللاسف نحن تأخرنا كثيرا ونضيع الكثير من الوقت ولم يعد هناك سبب لتضييع الوقت لان الازمة تتعمق والمطلوب الانطلاق بشكل جدي نحو وضع الخطط الاصلاحية على السكة الصحيحة، وهذا يبدأ بتشكيل حكومة بأقرب وقت ممكن، وبهذا نكون قد تابعنا فهمنا واخذناالعبرة من صرخة الناس وانطلقنا نحو مرحلة سياسية جديدة من حياتنا العامة والسياسية".

قاووق

وكانت كلمة لقاووق شدد فيها على "اهمية المقاومة في التصدي الدائم للعدو الاسرائيلي".

وقال: "يعنينا ما يعاني منه الوطن من ازمة اقتصادية ومن مسار كارثي نتيجة تراكم اكثر من ثلاثين سنة من سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، فالوضع اليوم يزداد سوءا والبلد ما زال على مسار الانهيار والهلع الاكبر من انهيار الليرة اللبنانية، فانفجر الشارع وكان الحراك الشعبي وكانت المطالب المحقة، وبالتأكيد نؤيد الحراك الشعبي الصادق، في المطالب المعيشية والاقتصادية والخدماتية، في مطالب محاسبة الفاسدين واسترجاع المال المنهوب، وإغلاق مزاريب الهدر من أجل حماية بلدنا من الهاوية، ويجب ان يستمر الحراك الشعبي الصادق لأن في استمراراه استمرار الامل في انقاذ البلد اقتصاديا، ونحن من حرصنا على الحراك الصادق، نؤكد على ان يحصن نفسه من محاولات الاستغلال السياسي من قوى سياسية في الداخل ومن قوى دولية في الخارج، العين على الحراك لحرفه عن مطالبه الصادقة واخذه الى تصفية حسابات سياسية مع كثير من القوى في هذا البلد". وأضاف: "البلد لا يحتمل مغامرات غير محسوبة وحسابات خاطئة ولا مزيدا من الانقسامات وتصفية الحسابات لانها ستأخذ البلد إلى الفوضى ويكون الضرر على الجميع، وكفانا تصريح وزير خارجية اميركا السيد بومبيو الذي صرح بشكل واضح اهداف اميركا مما يحصل في لبنان، وهذا دليل على سعي الادارة الاميركية لاستغلال وتوظيف الحراك الشعبي من اجل تصفية الحسابات السياسية، لان وزير خارجية اميركا لا يهمه المطالب المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي يطالب بها الحراك، فالهدف الحقيقي لوزير خارجية اميركا هو دفع اللبنانيين إلى الفتنة، ويحرض بعضهم على بعض لخلق الفوضى التي يعبر عنها بالفوضى البناءة لتحقيق مكاسب سياسية، وبالتأكيد حزب الله لن يسمح للادارة الاميركية ان تحقق اية مكاسب على حساب المقاومة، ولن يأتي اليوم الذي نسمح فيه لاميركا ان تكون كلمتها العليا في مصير هذا البلد". وتابع: "نحن نصر على تسريع المشاورات والاتصالات لتأليف وتشكيل الحكومة، فالاتصالات والمشاورات التي تحصل فتحت الابواب امام الحلول، ولكن المسار فيه تعقيدات يجب العمل بمسؤولية على حلها، ونحن نريد حكومة موثوقة وقادرة على النهوض بالبلد ومحاسبة الفاسدين وقادرة على استعادة المال المنهوب واقفال مزاريب الهدر، ونريد حكومة موثوقة تعبر عن ارادة اللبنانيين وليس عن ارادة وزير خارجية اميركا أو غيره، ولبنان المقاوم لن يسمح لاميركا ان تأتي الى لبنان وتنال من انجازات المقاومة خدمة للعدو الاسرائيلي الذي يراقب ما يجري في لبنان وهو ينتظر الفرصة لتغيير المعادلات واضعاف لبنان في معادلة الصراع". وختم: "لذلك، يهمنا ان نؤكد ان الناس تريد تحقيق مطالب اقتصادية انمائية ومعيشية وخدماتية وليست بوارد تصفية حسابات سياسية، والمقاومة وبالرغم من كل العقوبات المالية والاقتصادية والسياسية الاميركية وبالرغم من كل التوترات الداخلية، في اعلى مستوى من الجهوزية، وهي تصدت للطائرات الاسرائيلية واطلقت صاروخ ارض جو هو الاول من نوعه في المعادلة".

 

فضل الله: هناك من يستغل ويستخدم ويضغط من خلال اسعار العملة اللبنانية لتحقيق بعض المآرب السياسية

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله على "أن هناك مسؤوليات مترتبة في ما يتعلق بالوضع المالي والنقدي على من يرسم السياسات المالية والنقدية، وصحيح أن هناك عوامل حقيقية للأزمة المالية والنقدية، ولكن هناك أيضا من يستغل ويستخدم ويضغط من خلال أسعار العملة اللبنانية لتحقيق بعض المآرب السياسية، وعلى هؤلاء أن يخرجوا من هذه اللعبة، لأنها مكشوفة، ولا تنطلي علينا، ولا يمكن لأحد أن يخضع نتيجة استخدام الموضوع المالي، فكما استخدموا الموضوع الاقتصادي، اليوم هناك من يستخدم موضوع العملة، ومن مسؤولية المصرف المركزي وحتى الحكومة المستقيلة العمل على معالجة هذا التفلت في أسعار الصرف وأيضا في غلاء أسعار السلع، وعلى الجهات القضائية أن تأخذ الإجراءات، رغم أننا من الناس الذين لا نعول كثيرا على القضاء، ولكن سنبقى نحمله المسؤولية، لأننا جربناه في ملفاتنا بمكافحة الفساد، التي تحرك بعضها اليوم على الأقل، وهذا أمر جيد، ولكن عليه أن يصل إلى نتائج".

وخلال لقاء سياسي أقيم في مدينة بنت جبيل، أشار فضل الله إلى "أن هناك في السلطة مسؤولين وقضاة ومصارف ومؤسسات لا تزال تتعامل مع الأزمة الحالية بالعقلية نفسها، وهي عقلية الضحك على الناس واللعب على الحبال، وكأنهم لا يرون هذا المشهد الشعبي وهذه التحركات الحقيقية الصادقة".

وأضاف: "لدينا موضوع أساسي له علاقة برفع الحصانة الدستورية والقانونية عن المحصنين من الوزراء، لأن هناك حصانات طائفية ومذهبية من المفترض أن يطالب الناس بوضع حد لها، ولكن نحن لدينا اقتراح قانون بهذا الموضوع لا سيما في ما يتعلق بالتعديل الدستوري، ولكن التعديل الدستوري يحتاج إلى حكومة، فبين تشكيل الحكومة وهذه المرحلة يمكننا أن نعمل، وقد عملنا بشيء استثنائي بمادة دستورية بموضوع له علاقة بقطع الحساب". وقال: "إن مطلبنا من الهيئة العامة في يوم الثلاثاء أن تقر رفع الحصانات، وأن تجعل القضاء المختص يذهب ويحاكم الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات واتهامات، لا سيما وأنه في هذا الموضوع هناك تذرع الآن عند بعض القضاء، بأنه لا يستطيع أن يحاكم الوزراء السابقين، فقط يستدعيهم ويسمع لهم، فهؤلاء بحاجة إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء الذي ما زال معطلا لأنه لم يتعين قضاة فيه، وبحاجة إلى ثلثي مجلس النواب، وهذه الذريعة القضائية لا تصلح لهذا الظرف الاستثنائي".

وشدد على "أن هناك وضعا استثنائيا في البلد، ونحن نقول بأننا ذاهبون الثلاثاء إلى جلسة الهيئة العامة، وسندعو جميع النواب لإقرار اقتراح قانون فوري، لنرفع الحصانات عن كل الوزراء السابقين والحاليين، وهناك طلب تقدم للقضاء ولهيئة التحقيق بأنه لماذا لا يتم تجميد أملاك وحسابات الذين مروا على السلطة، ونحن كنا من الذين نعمل على هذا الاقتراح، ولكن قدمه غيرنا، وعليه فإننا نسير وراء كل شخص يقدم اقتراحا يسهم في استعادة الأموال المنهوبة، وهذا الطلب مؤداه أن كل شخص عمل في الدولة اللبنانية ولديه ثروات الآن، يتم الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، ونراسل الدول الخارجية بضرورة الحجز على أمواله، لا سيما وأن كل واحد من المسؤولين عندما دخل إلى السلطة أو إلى المؤسسات أو إلى الوظيفة، قدم ورقة إلى جهة مختصة يكشف فيها عن أملاكه وأمواله، وبالتالي يمكننا أن نقارن بين هذه الأوراق لكل الوزراء والمديربن والقضاة وقادة الأجهزة الأمنية وغيرهم من الذين مروا على السلطة، وبين ما يملكون اليوم، وعليهم أن يثبتوا من أين أتت هذه الفروقات، ونحن على ثقة أنه يمكننا أن نعيد مليارات الدولارات إلى الدولة، فهذا طلب موجود ونحن نؤيده ونعمل عليه، ونحن لا نتهم الجميع، ولكن كل من كان في السلطة عليه أن يوضح كيفية تحصيله الاموال، وهذا الأمر إذا أنجز، فيكون واحدا من ثمار الحراك الشعبي الحقيقي".

وقال: "إننا قادرون على إنقاذ بلدنا، ولكن نحتاج إلى قوى وشخصيات سياسية مخلصة وإرادة وطنية، وهي موجودة في لبنان، ونحن ننصح الجميع بأن لا يعيروا آذانهم إلى الخارج، لأن هناك أناسا في لبنان تعير آذانها إلى الخارج، وهي سعيدة ببومبيو أنه صرح، وسعيدة بالسفارة الأميركية بأنها تتصل بهم وتضغط على بعض الجهات في الدولة، فلا يفرحن أحد بذلك، لأن لبنان لا يشبه أي دولة في العالم لناحية تركيبته وطوائفه وتنوعه وحريته وأهله وشعبه، لأنه بعد أي أزمة سيلتقي الجميع ويتحاورون ويعملون سويا، ولن تنفع محاولات الهروب إلى الأمام ممن امتهنوا سياسة التنصل من مسؤوليتهم".

وأكد فضل الله "أننا نتعاطى مع التحركات الشعبية التي تحصل في البلد على أساس وجود حراكين، واحد شعبي حقيقي لديه حاجات، لأن الناس نزلت إلى الشارع نتيجة تراكم المشكلات الاقتصادية والمالية، إضافة إلى الجوع وعدم وجود فرص عمل، ووجود فساد كبير في الدولة، وحراك آخر في البلد، تقوده جهات وقوى سياسية تعبر عن نفسها وهي ليست مختبئة، وهناك من دخل من جهات خارجية ليستغل ويستثمر، ويصادر وجع الناس ويجعل من مطالب الحراكين كأنها واحدة لمصلحة أهداف سياسية باتت مكشوفة".

وأوضح "أن موقفنا تجاه ما يحصل يكمن بين حدين، الأول هو أن نسعى وتسعى الحكومة المقبلة إلى تلبية المطالب الحقيقية المشروعة للحراك الشعبي الحقيقي، ونحن نعمل من ضمن هذا الحد، ورأينا بعض النتائج الإيجابية، ونريد أن نراكم هذه النتائج، وهذا ما نعمل عليه منذ اليوم الأول، أما الحد الثاني، فهو أن نعمل لمنع البعض الذين تسلقوا وركبوا الموجة من استغلال أوجاع الناس لتحقيق مآربهم السياسية وتصفية حساباتهم السياسية، واستغلال هذه الآلام لأجل قضايا أخرى لا تتعلق بالناس". وأضاف: "هناك عبارة تلخص الموقف بين هذين الحدين، أن الذين فسدوا وأفسدوا في الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وبنوا ثروات طائلة على حساب الشعب اللبناني، يحاولون اليوم أن يسرقوا أحلام هؤلاء الناس، كما سرقوا أموالهم في السابق، وبالتالي على اللبنانيين جميعا أن يمنعوا مثل هذه المحاولة الجديدة". وختم فضل الله مؤكدا "أننا نريد للحراك الحقيقي أن يصل إلى نتائج حقيقية، وأن لا تضيع هذه الصرخة الشعبية والتحركات الاحتجاجية في دهاليز السياسة اللبنانية، لأن هناك أبالسة في السياسة اللبنانية، يعرفون كيف يلعبون على الحبال، ويقفزوا من ضفة إلى ضفة، ويتنصلون من مسؤوليتهم حيال ما وصل إليه البلد بسببهم، وكذلك يعرفوا كيف يسرقون، لأن من اعتبر نفسه أنه محترف في سرقة المال من موقعه في السلطة، يعمل اليوم باحتراف من أجل سرقة الأحلام والآمال اللبنانية".

 

الراعي: الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة تحظى بثقة الشعب هو حكم على الذات بالانهيار وإسقاط الدولة ولعنة التاريخ

وطنية - الأحد 10 تشرين الثاني 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان انطوان عوكر وبيتر كرم، امين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور النائب زياد الحواط، الوزير السابق سجعان القزي، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، الرئيس السابق للاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر وحشد من الفعاليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنواون "وكان عيد التجديد" (يو22:10)"، جاء فيها: "1. تاريخيا كان عيد تجديد هيكل سليمان في أورشليم على يد يهوذا الملك، بعد أن دنسه الملك أنطيوخوس بإقامة شعائر العبادة الوثنية فيه حسب عادات الأمم الهلينية. تناول التجديد إعادة بناء مذبح المحرقات والآنية المقدسة والمنارة ومذبح البخور. وكان ذلك سنة 164 ق.م. (راجع 1ملوك4: 42-52). ولاهوتيا- ليتورجيا أصبح عيد تجديد البيعة الذي نحتفل به هذا الأحد. والبيعة أو الكنيسة تعني جماعة المؤمنين بالمسيح. إنه تجديد إيماننا بالمسيح. وهو إيمان يعلن مضمونه الرب يسوع في هذا الجدال مع اليهود. فيعلن عن ذاته أنه المسيح ابن الله، وأعماله تشهد له، وأن الآب قدسه وأرسله إلى العالم، وأنه والآب واحد. في هذا التعريف يوجد كل سر المسيح. في أحد تجديد البيعة هذا، نحن نجدد إيماننا بحقيقة المسيح الخلاصية، وبالتالي بالكنيسة التي هي جسده السري.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مجددين إيماننا بالمسيح، في ظروفٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ خطرةٍ للغاية. ولكننا لا نفقد رجاءنا بالمسيح الإله، الذي لن يترك سفينته تغرق، طالما نحن وشعبنا نهرع إليه بالصلاة، كما فعل التلاميذ عندما هاجت الرياح والأمواج وكادت تودي بغرق سفينتهم، ويسوع نائم في مؤخرة السفينة. فأيقظوه صارخين: "يا معلم نحن نهلك! فقام وزجر الرياح والأمواج، فكان سكون عظيم" (راجع لو24:16)، بصرخة الإيمان إياها نتوجه إلى المسيح الفادي طالبين نجاة سفينة وطننا من الغرق. فرياح المصالح عاتية، وأوصال الدولة آخذة بالتفكك، لكن شباب لبنان وشعبه متماسك بوجهها، ويبقى الفاضح الأكبر لمعرقلي قيام الدولة من أجل مصالحهم.

3. يقتضي منا تجديد الإيمان ثلاثة: أولا، أن نجعله أساس حياتنا المسيحية، ومصدر قوتها وفرحها في نشر الرسالة الإنجيلية لخير جميع الناس، فلا نتزعزع ولا نتراجع أمام مصاعب الحياة وأعداء إيماننا. ثانيا، أن نتبع المسيح القائل عن نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو6:14). فالمسيح طريق الإنسان إلى الحقيقة التي تنيره وتحرره؛ وطريقه إلى الحياة التي تشركه في الحياة الإلهية، وتعيد إليه بهاء صورة الله فيه.

ثالثا، أن نجدد الإرادة والالتزام في تقاسم الإيمان مع غيرنا، بحيث يصبح كل واحدٍ وواحدةٍ منا معلنا إنجيل المسيح من حالته وموقعه، بروح الإدراك المسؤول الذي تميز به بولس الرسول وعبر عنه بقوله: "الويل لي إن لم أعلن الإنجيل" (1كور16:9).

4. نحن اليوم في لبنان أمام عملية تجديد على صعيد الحكم والإدارة. وهو تجديد مطلوب في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، بالعودة إلى غايتها ومبرر وجودها، أي تأمين الخير العام والنمو الاقتصادي والمالي والاجتماعي. هذا التجديد يفرضه الفساد العارم الذي ينخر في العمق هذه المؤسسات والإدارات، حتى وصل بالدولة إلى شفير الهاوية والانهيار، كما تنبه باستمرارٍ المؤسسات الدولية والنقابات الداخلية والمصارف. لذا نناشد فخامة رئيس الجمهوية إجراء الإستشارات النيابية، وتكليف رئيسٍ للحكومة والإسراع معه في تأليفها كما يريدها شعبنا وشبابنا؛ فحال البلاد لا يتحمل أي يوم تأخير. أما دعاة التجديد فهم اليوم شباب لبنان وشعبه من كل دين وطائفة وحزب ولون. إنها ثورة حضارية بناءة لا تبغي سوى قيام الدولة اللبنانية من أجل خير الشعب وحماية الكيان. ومن المؤسف أن بعضا من الأحزاب والأفراد لا يماشي هؤلاء الشباب، فيكشف بنفسه عن نفسه أن مصالحه المادية والسياسية ومكاسبه الخاصة تعلو على الخير العام وعلى الدولة المهددة بالانهيار. لا يعتدين أحد بقوته، من أي نوع كانت، فلا أحد أقوى من الشعب وبخاصة الشباب عندما يتألب، كما هو اليوم، كالمطر الجارف. إنه واضح في مطالبه التي لا تقبل أي مساومة. الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب، وقادرة على إجراء التجديد في الهيكليات والقطاعات، ومباشرة النهوض الاقتصادي والمالي، إنما هو حكم على الذات بتهمة الانهيار وإسقاط الدولة، ولعنة التاريخ.

5. كما طهر عيد التجديد في أورشليم الهيكل من مدنسيه الذين استبدلوا العبادة للإله الحقيقي، بعبادة الأوثان البشرية والحجرية، كذلك اللبنانيون، وفي طليعتهم الشباب، مدعوون لتطهير هيكل الوطن من عبادة الأوثان الجديدة أعني: الإيديولوجية والشخص والحزب والمال والسلطة والسلاح والنفوذ والفساد؛ ومدعوون أيضا لعبادة الله "بالروح والحق" (يو23:4). إن هذه العبادة ترفع العابدين الحقيقيين إلى قمم الروح والأخلاقية والتفاني والتجرد، في سبيل الخير العام.

6. إننا نصلي اليوم ملتمسين من الله تجديد هيكل نفوسنا لنكون لائقين بسكنى الله فينا، وتجديد حياتنا الكنسية والمسيحية على ضوء الإنجيل، وتجديد هيكل وطننا بمسؤولين مميزين بالتجرد والتفاني والعلم والكفاءة والخبرة، من أجل قيام لبنان ونجاته. فيتمجد الله الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 09 و 10 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

سمير جعجع ذمي ومكتر ويتعامى عن احتلال حزب الله ويقدم له أوراق اعتماده

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80394/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a-%d9%88%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%b1-%d9%88%d9%8a%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85/

 

ثورة على كل ثقافات نظام الملالي المسوّقة للموت والحروب

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

تحية ل شيعة لبنان والعراق الثائرين ع دكتاتورية وثقافة الموت والحروب التي يسوق لها نظام الملالي. نجاحهم نجاح في تحرير لبنان والعراق والعكس صحيح

 

كلن ويعني كلن.كل اصحاب شركات الأحزاب الطروادية كلن

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/2019

الثورة هي على احتلال حزب الله وعلى اغطيته من الطرواديين، جنبلاط، عون وجعجع والجميلين وبري وباسيل والحريري وكل شركات الأحزاب الزفت

 

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80424/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-11-2019

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 10-11/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 24th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 10-11/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80417/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-10-11-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-25th-day

 

 

 

"الأخوين مرسال وجورج غانم".. الإعلام لتلميع السلطة وتخويف الناس

مكرم رباح/المدن/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80409/%d9%85%d9%83%d8%b1%d9%85-%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%88%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%ba%d8%a7%d9%86%d9%85-%d8%a7%d9%84/

 

اسمعوا جيدا.. إنها ثورة

د.منى فياض/الحرة/10 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80406/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%a7-%d8%ac%d9%8a%d8%af%d8%a7-%d8%a5%d9%86%d9%87%d8%a7-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9/