LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط. أَمَّا كلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سعد الحريري بالشخصي “طيوب” ولكن في السياسة قمة في الفشل

الياس بجاني/استحالة أي حل بظل احتلال حزب الله وعهده والحكومة الآتية ستكون أيضاً حكومته

الياس بجاني/فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة i24NEWS Arabic عبر سكايب تتناول آخر التطورات في لبنان بما يخص مجريات الحراك الشعبي بكافة جوانبه

الياس بجاني/قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة

الياس بجاني/ما في شي من التيار غير الصنمية والضياع واللاهية.. حرام والله حرام

الياس بجاني/المسؤول الفاقد للشيء لا يمكن أن يعطيه

الياس بجاني/نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوهات لمداخلات ومقابلات من محطات تلفزيونية عربية مع ولكتاب وسياسيين تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع القيادي في تيار المستقبل د. مصطفى علوش

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي مروان حمادة

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي يوسف دياب

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحلل السياسي حسن فحص

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي طوني ابي نجم

فيديو مداخلة من قناة الحدث الكاتب الصحافي اسعد بشارة ضيف

فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ العلوم السياسية الدكتور ميشال دويهي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 4/11/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 نشرين الثاني 2019

واشنطن تؤكد دعم الشعب اللبناني.. هل ستصل المساعدات العسكرية للجيش؟

تفاصيل لقاء الحريري - باسيل..

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لحكومة محررة من المحاصصة والعبور إلى الدولة المدنية وفقا للآليات الدستورية

المحتجون يغلقون الطرق في بيروت... ودعوات لإضراب عام

"انتفاضة" داخل "الأخبار"!

عون تعاطى مع الحشد على طريق القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق

معادلة "باسيل مقابل الحريري" مرفوضة...و ما يحصل تأسيس للبنان جديد

سلامة يسمح للمصارف برفع رساميلها وضخّ سيولة إضافية

ليل صيدا.. "أوركسترا" الثورة تقرع الطناجر

واشنطن بوست”: الاحتجاجات تحقق ما لم يستطعه ترامب

وقفة احتجاجية لموظفي “المستقبل

الادعاء على “الإنماء والإعمار” في ملف سد بريصا

ارتفاع سندات لبنان الدولارية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول ايراني يكشف سبب الاضطرابات في العراق ولبنان

ايران تعلن أنها باتت تنتج 5 كلغ من اليورانيوم المخصب يوميا

عقوبات أميركية على إيران تطال نجل خامنئي وشخصيات نافذة

نتياهو "يسخر" من "غضب العرب": قالوا سيُحدث اهتزازا ولكن لا شيء حدث

خامنئي يهاجم وساطة ماكرون ويجدد رفضه أي محادثات مع واشنطن

ظريف اتهم «جماعات الضغط» بالتورط في غسل الأموال بإيران

خامنئي يهاجم وساطة ماكرون ويجدد رفضه أي محادثات مع واشنطن

ظريف اتهم «جماعات الضغط» بالتورط في غسل الأموال بإيران

اليمين يمارس الضغوط على ليبرمان للعودة شريكاً مع نتنياهو ومتظاهرو السلام يتوجون بيني غانتس خليفة لإسحق رابين

مقتل 3 متظاهرين أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء وبغداد أكدت أن أمن البعثات الدبلوماسية «خط أحمر»... والجيش يحذر من انهيار جسر الجمهورية

عراقيون يسخرون من اتهام خطيب طهران لهم بأنهم «شيعة الإنجليز» و«شهداء ثورة تشرين» بدلاً من «الخميني» اسماً لشارع في النجف

تصاعد الاحتجاجات في بغداد... ومقتل 5 متظاهرين

الجيش المصري يعلن القضاء على 83 «إرهابياً» في سيناء ومقتل وإصابة 3 عسكريين

فرع «داعش» في الصومال يعلن مبايعة زعيم التنظيم الجديد

انقسام عراقي حول دعوات الإضراب العام المؤيدون يحرزون نجاحاً جزئياً في غلق الطرق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما راح نكمّل التدريس.. غير ما يسقط الرئيس"/لوسي بارسخيان/المدن

إزاحة الحريرية عن قداستها/أحمد جابر/المدن

حكومة باسيل "المنتظرة" للانتقام من قائد الجيش وحاكم المصرف/منير الربيع/المدن

ساحة الشهداء: تطوير أساليب الاحتجاجات و"الأجهزة" ترمي الشائعات/وليد حسين/المدن

شيوعيو "حزب الله" يخوّنون اللبنانيين المنتفضين/وليد حسين/المدن

زمن الثورة.. زمن العدالة لطرابلس "التقوى والسلام"/جنى الدهيبي/المدن

زغرتا: أُنزلت الكمّامات عن الأفواه وعلت الهتافات/أورنيلا عنتر/المدن

جردة حساب طرابلس الإعلامية: صورة واحدة ومراسلون مذهولون/بشير مصطفى/المدن

أَتُغلِق الانتفاضةُ حساباتِ الحروب؟/سجعان القزي/الجمهورية

أحلام طواويس الهلال الشّيعي تتبخر/أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة

ساعدوا اللبنانيين لتقويض نفوذ “حزب الله”/أحمد الدواس/السياسة

الحريري أقوى الضعفاء... أضعف الأقوياء/نقولا ناصيف/الاخبار

ثورة وحرب تحرير ايضاً.. الثورة هي ضد الطبقة السياسية وضد الوصاية الإيرانية!/المحامي عبد الحميد الأحدب

كم تبقّى للسقوط... أيام أسابيع أو أشهر/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

ميشال إده: «فخامة» المرشح الدائم/نقولا ناصيف/الأخبار

شركاء السلطة في لبنان يستنفرون مذهبيا... وطرابلس تنقذ الانتفاضة/طوني فرنسيس/انديبندنت عربية

أحداث لبنان والدولة الوطنية العربية/نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق/انديبندنت عربية

احذروا العربي القلق... احذروا العربي المُقلق/غسان شربل/الشرق الأوسط

لبنان: استعادة الدولة ثم الإصلاح والبناء/سام منسى/الشرق الأوسط

السيادة والمقاومة بين تركيا ولبنان/يوسف الشريف ل/الشرق الأوسط

العالم العربيثورة لبنان وسوسيولوجيا الشتيمة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الطائفية... الوجه الحقيقي لأزمة لبنان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

الاحتجاجات العراقية بين باقة وعود ومخازن رصاص/داود الفرحان/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

السلطة تخسر في لعبة الشارع... الاستشارات بعيدة وحظوظ الحريري في خطر

رئيس الجمهورية استقبل سفير مصر

عون استقبل كوبيتش:من اولى مهمات الحكومة الجديدة متابعة مكافحة الفساد والتحقيق سيشمل جميع المسؤولين في الادارات ولا بد من محاورة مع المتظاهرين

القوات اللبنانية: محاولات حرف الأنظار تطيل الأزمة والطريق الأسرع للحل حكومة إنقاذ من اختصاصيين

الرابطة المارونية نعت ميشال اده: نستشعر الحاجة إلى أمثاله في هذا الوقت العصيب

سامي الجميل: لحكومة حيادية ووزراء اخصائيين ينظمون انتخابات مبكرة

فضيحة فساد إسرائيلية جديدة متورط فيها مساعد وزير

مشروعان أمام البرلمان الإسرائيلي لضم غور الأردن وشمال البحر الميت

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط. أَمَّا كلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد

رسالة القدّيس بطرس الأولى01/من22حتى25/:”يا إخوَتِي، الآن، بَعْدَ أَنْ طَهَّرْتُم أَنْفُسَكُم بِالطَّاعَةِ لِلحَقّ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ لا رِيَاءَ فِيهَا، أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا. فإِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة، لا مِن زَرْعٍ فَاسِد، بَلْ مِنْ زَرْعٍ غَيرِ فَاسِد، بكَلِمَةِ اللهِ الحَيَّةِ البَاقيَة. فَالكِتَابُ يَقُول: «كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط. أَمَّا كلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد». هذِهِ هِيَ الكَلِمَةُ الَّتي بُشِّرْتُم بِهَا”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سعد الحريري بالشخصي “طيوب” ولكن في السياسة قمة في الفشل

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80177/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%b7%d9%8a%d9%88%d8%a8/

بداية في الشخصي فالسيد سعد الحريري  “طيوب” وخفيف الظل، ومرح وقريب من القلب وغير مستفز والأهم هو رجل منفتح وعصري في نمط حياته الغربية الشخصية والعائلية.

هذا في الشخصي .. ولكن ودون مواربة نقول بأن كل هذه الصفات الشخصية والحياتية والأخلاقية والإيجابية لا علاقة لها بقدراته السياسية التي هي فعلاً كارثة، وتحت الصفر…والرجل مدمّن تنازلات وتغيير مواقف.

أُدخله القدر إلى العمل السياسي مرغماً ودون تحضير مُسبق أو حتى خيار بالرفض منذ أن فرضت الظروف المأساوية عليه أن يحل مكان أبيه الشهيد عقب اغتياله في العام 2005…

وفي جردة وبتجرد وبموضوعية لإنجازاته ونجاحاته السياسية لا نرى غير الفشل والتنازلات والاستسلام ونقض لكل الوعود والعهود والشعارات.

نشير هنا إلى أن من أهم مقومات القائد في أي حقل كان تأتي بصيرته وقدرته وفروسيته في وعلى اختيار فريق عمله ومستشاريه.

وهنا السيد سعد فشل فشلاً ذريعاً، وبنتيجة كارثية خياراته هذه نرى أن أكثر من أوقع الأذى به وبتحالفاته وورطه في رزم من المشكل هم المحيطين به والذين وباعترافه العلني قد سرقوه.

هؤلاء وهم كثر شوهوا صورته وادخلوه في آلاعيب ودهاليز السياسة اللبنانية التجارية والمافياوية حتى انتهى به الأمر غطاء لحزب الله ولاحتلاله ومندوباً له فوق العادة دولياً وإقليمياً.

وفي مجال الثبات على المواقف وفي مفاهيم الالتزام بالوعود فهو أكثر من كارثة.

وبجردة على رزم وعوده والشعارات التي رفعها منذ العام 2005 نرى أنه متقلب ومتلون ولم يلتزم بأي منها ودائماً بحجج صبيانية وساذجة من مثل مقولات المحافظة على الاستقرار  وأم الصبي والخ..

وقد وصل به مسلسل التنازلات والمساومات إلى حد تسخيف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال أبيه ووضعها في “الجارور” والتحالف مع القتلة والتفنن في إيجاد مبررات لاحتلالهم.

خياره الرئاسي لعون، وعقده صفقة تجارية وسلطوية مع جبران باسيل، وفرطه 14 آذار مع الواهم والباطني سمير جعجع والأكروباتي وليد جنبلاط ودخوله معهم الصفقة التسوية الخطيئة كان خياراً مدمراً، وها هو لبنان وكل اللبنانيين يحصدون النتائج المفجعة على كافة الصعد.

أما قمة جهله القيادي والسياسي فيتجسد في تحالفه مع جبران باسيل السيكوباثي والمفرسن والمبعثن 100%.

من هنا فالسيد الحريري السياسي غير مؤهل لا من قريب ولا من بعيد في هذه المرحلة بالذات لتولي قيادة دفة سفينة لبنان المحتل وإخراجه من فك وسجون وأغلال وهمجية الاحتلال الإيراني.

يبقى بأن الطائفة السنية اللبنانية فيها المئات من الشخصيات الوطنية والقيادية والسيادية التي تتمتع بكل مقومات الكفاءة والعلم والمعرفة والوطنية والرؤية والخبرة لتولي موقع الرئاسة الثانية من مثل الدكتور مصطفى علوش والمحامي عبد الحميد الأحدب واللواء أشرف ريفي على سبيل المثال وليس الحصر.

وصحيح بأن المحتل الإيراني ومن خلال أدواته والتابعين عنده الأكثرية النيابية التي بمقدورها تسمية من تشاء، لرئاسة الحكومة، ولكن الحراك الشعبي العارم والعابر للمناطق والمذاهب واللابط لكل شركات الأحزاب التجارية ولوجوه أصحابها المصابين بكل عاهات والنرسيسية والطروادية قد سحب الشرعية من هذه الأكثرية ومن حق الحراك وهو قادر أن يمنحها لمن يستحقها رغماً عن أنف واستكبار وهيمنة وتشبيح حزب الله وبري وعون وهزلية عنتريات السيكوباثي باسيل وكل الباقين من أفراد الطاقم السياسي والرسمي الملجمي والتاجر والفاجر.

ولأن سعد الحريري بالشخصي والأخلاق “طيوب” عليه هو أن يبادر إلى تزكية شخصية سنية تتمتع بكل الكفاءات اللازمة لتولي الموقع ومساعدته وتأييده والتسوّق له وتركه مع الأحرار والسياديين العمل على إنهاء الاحتلال الإيراني من لبنان.

في الخلاصة، السرطان المدمر الذي يفتك بلبنان ويعيث به فساداً وإفساداً وارهاباً وكفراً هو حزب الله الإيراني الذي يحتل لبنان.. وبظل احتلاله لا مجال لحل أي مشكل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

استحالة أي حل بظل احتلال حزب الله وعهده والحكومة الآتية ستكون أيضاً حكومته

الياس بجاني/04 تشرين الأول/209

باسيل بتكليف من حزب الله وبمباركة عون شكل الحكومة وهو باق فيها والتقى الحريري ل4 ساعات عارضاً عليه انزال اسمه على التشكيلة أو بيجيبوا غيره.. وخبز بدها تاكل حني..يبقى أنه لا محالة فإن المواجهة بين حزب الله والحراك آتية في حال قرر أهله الإستمرار به

 

نبع وبي وام واخوة وكل عيلة الفساد والمفسدين هو حزب الله اللاهي

الياس بجاني/04 تشرين الأول/209

لا امكانية للقضاء على أي ملف فساد كبير أو صغير قبل تجفيف نبعه يلي هو حزب الله اللاهي ويوم ينتهي احتلاله وتتفكك دويلته ويعود للبنان بشروط الدولة  تبدأ العملية بكاملها ولكن ليس قبل ذلك

 

فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة i24NEWS Arabic عبر سكايب تتناول آخر التطورات في لبنان بما يخص مجريات الحراك الشعبي بكافة جوانبه

03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80161/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9%d8%a7%d9%8a-24-%d9%86%d9%8a/

https://www.youtube.com/watch?v=FU9niMhLLfw

 

قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة

الياس بجاني/03 تشرين الأول/209

http://eliasbejjaninews.com/archives/80152/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%85/

بداية لم يعد على أرض الواقع اللبناني عملياً حزب “تيار وطني حر”، بل مجموعة في فريق من التابعين والصنميين والودائع والانتهازيين والملحقين بحزب الله، الذي هوالمحتل الإيراني الملالوي، وذلك منذ العام 2006 ومنذ اللحظة الأولى التي وقع فيها عون وحسن نصرالله ما يعرف “بورقة التفاهم”.

إنه ومنذ بروز ظاهرة ميشال عون كان هذا الرجل ينادي بالحرية وبالسيادة وبالاستقلال وبمحاربة الإحتلالات والتخلص منها، وتحديداً الإحتلاليين السوري والإيراني، إضافة إلى رفضه التام للإقطاع والإقطاعيين والمذهبية والتوارث العائلي في المواقع الحزبية والرسمية، كما تسويّقه العالي النبرة لمبدأ تداول السلطات في كافة المواقع الرسمية والحزبية.

كما كان عون طالب قبل العام 2006 ومن منفاه الباريسي ومن خلال سلسلة مقالات عددها 13 بعدم مصالحة نظام الأسد والتعامل معه أو مسامحته تحت أي ظرف ورفع إجرامه وإرتكاباته إلى المحاكم الدولية على خلفية بأن ما ارتكبه من إجرام بحق اللبنانيين والسوريين والإنسانية…ونحن شخصياً من نشر ووزع وترجم المقالات ال 13 هذه وهي لا تزال موجودة على مواقعنا الالكترونية.

عقب توقيع عون ورقة التفاهم مع حزب الله انقلب على كل ما ذكرناه في أعلى لحد أنه طالب الشعب اللبناني بالاعتذار من النظام السوري، كما اعتبر في ورقة تفاهمه مع نصرالله بأن الاحتلال السوري للبنان كان تجربة شابتها بعض الأخطاء فقط .. في حين الورقة قدست وأبدت سلاح حزب الله ومن خلالها تنازل كلياً عن ثلاثية الحرية والسيادة والاستقلال واستبدلها بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

كما أنه مارس ولا يزال يمارس داخل حزبه “الشركة” الذي لا يختلف عن أي شركة حزب لبنانية أخرى مسيحية أو إسلامية في لبنان، مارس الفوقية والدكتاتورية والعائلية والمحسوبيات والشخصنة التي وصلت لحد الصنمية.

كما قام على خافية “نكران الجميل” بإبعاد كل من عارض دكتاتوريته ونصب صهره جبران باسيل بقوة الفرض رئيساً لشركة حزبه، وهذا الأخير أيضاً تمادى وبوقاحة ونكران للجميل فاقع بطرد كل من عارضه.

واليوم في كلمته من قصر بعبدا أكمل باسيل عنترياته ودكتاتوريته وافترئاته وقام باتهام من ترك من النواب كتلته النيابية بالخيانة.

كلمة باسيل اليوم وأيضاً كلمة عون تميزا باللجوء المرّضي اللافت للآليات النفسية الدفاعية التالية:

الإنكار Denial

والإسقاط، Projection

والتبرير Rationalization

إضافة إلى انسلاخ مخيف عن الواقع الحالي المعاش Detachment from reality

والغرق في غياهب وهمي العظمة والاضطهاد Delusions of grandiose and persecution

علمياً وعملياً ومنطقياً، فإن ما يمكن استنتاجه من كلمتي عون وباسيل اليوم من القصر الرئاسي هو أنهما يفتقدان كلياً لكافة آليات واستراتجيات التعاطي مع حل المشاكل Problem solving strategies .

ولهذا غرقا في أوحال الشعبوية والديموغوجية والإنكار والإسقاط والتبرير والأوهام والانسلاخ عن الواقع والحقائق والهرب إلى الأمام مما سيُعقد الأمور أكثر ويزيدها تفاقماً وخطراً.

وحتى لا نطيل الكلام ونضيع البوصلة وباختصار نقول، بأن مشكلة لبنان الأولى الوجودية والكيانية والاستقلالية والتعايشية اليوم لا هي خطاب وممارسات عون أو جبران باسيل، ولا هي تبعية وغنمية ونرسيسية وطروادية غالبة أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات للخارج كافة، ولا هي ورغم ثقلها وخطورتها الأزمات المعيشية بكل تفاصيلها وتلاوينها.

بل المشكلة الأولى والأخطر والأهم هي و100% الاحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبإرهابيه وبمذهبيته وبدويلته وبحروبه وبفساده وبمشروعه الفارسي التوسعي وبتناقضه الكلي مع كل ما هو لبنان ولبناني وسلم واستقرار وانفتاح ورسالة وتعايش وهوية وحضارة وثقافة ونمط حياة ودستور وأعراف وحريات وديموقراطية.

وبالتالي، وفي السياسة والشأن الوطني، فإن باسيل وعون، وغالبية الطاقم السياسي والحزبي، ومعهم كل الصعاب والأزمات الحياتية والمالية والاجتماعية هي رزم ورزم من أعرض سرطان الاحتلال، وعملياً وإمكانيات لا يمكن حتى البدء بحل أي من هذه المشكل الأعراض في ظل الاحتلال.

لقد طالب عون اليوم في كلمته بالحوار بين اللبنانيين ودعا إليه الجميع، فيما المطلوب حقيقة هو الحوار مع إيران ومع حزبها وسيده نصرالله وذلك بإشراف وتحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والمجتمع الدولي، بهدف التوصل السلمي والدستوري والعاجل إلى آلية وجداول زمنية ملزمة لتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان:

اتفاق الهدنة مع إسرائيل

وال 1559 وال 1701..

وكل ما عدا هذه المقاربة الوطنية والدولية والإقليمية لسرطان الاحتلال الإيراني المدمر.. فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ما في شي من التيار غير الصنمية والضياع واللاهية.. حرام والله حرام

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

ما عاد في شي اسمه تيار. في صنمية ومكتري.التيار طار وانتهى سنة 2006 يوم غط عند حزب الله بالضاحية وانتهى هونيك بورقة ملالوية وبس هيك.

 

المسؤول الفاقد للشيء لا يمكن أن يعطيه

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

انها كارثة فعلية عندما يكون المسؤول الأول في الدولة يفتقد إلى كل آليات التعاطي مع المشكل وليس مؤهلاً للتعاطي معه بغير الإنكار والإسقاط والأوهام.

 

نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80121/80121/

محزن الحال الكياني والسيادي والاستقلالي والتبعي والغرائزي والملالوي الذي انحدر إليه ميشال عون.

لقد خيب عون آمال كل من رأى فيه مخلصاً وطنياً وصدقه ونحن منهم بعد أن انتقل على خلفية أجندات سلطوية وشخصية إلى قاطع أخر غير لبناني وغير كياني وأخذ معه كثر من أهلنا.

انجيلياً، لقد وقع عون في التجارب التي نذكرها في صلاتنا الربانية (الأبانا)، وهو للأسف لا يزال هناك دون وعي وإدراك وتوبة وكفارات.

نحزن على حاله السيادي، وعلى حال كل أهلنا الباقين معه من الصنميين والأتباع الذين أضاعوا بوصلة كل ما هو وطن وقضية وبصر وبصيرة ورؤية وقرار حر واستبدلوهم بعبادة شخص وتأليهه.

يبقى أن رفضنا ومعارضتنا وانتقاداتنا للتحولات الدراميتيكية التي قام بها عون عام 2006 يوم وقع ورقة التفاهم مع حسن نصرالله، وعدم قبولنا بها ورفضنا العلني لانقلابه على كل ما كان يرفعه ويسوّق له من قضايا وملفات كيانية واستقلالية وحريات وسيادة .. هذا كله لا يعني بأي شكل من الأشكال بأننا نرى في أي سياسي أو صاحب شركة حزب ماروني آخر بديلاً سيادياً للرجل من أمثال سمير جعجع وسامي وأمين الجميل وغيرهم لا من قريب ولا من بعيد.

فهؤلاء فاشلين وفشلهم وخيباتهم ونرسيسيتهم أصلاً كانوا وراء ظهور ميشال عون على الساحة السياسية والمارونية تحديداً…وهم لا يزالون على حالهم التعيس وطنياً وسيادياً.

والحقيقة أن صعود عون ومن ثم باسيل مارونيا بعد العام 2006  رغم توقيع ورقة تفاهم مار مخايل، وما قبل ذلك أيضاً، كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما .. ولا يزال الوضع الماروني التعتير هذا على حاله.

في الخلاصة نحن الموارنة نمر حالياً بحالة من الخواء والجهل والنرسيسية  والصنمية والدكتاتورية على المستويين القيادي الزمني والديني .

إلا أن رجائنا بظهور قيادات مارونية صادقة ومؤمنة وتخاف الله ويوم حسابه الأخير هو رجاء قوي جداً لأننا أهل رجاء..وهذه القيادات التي نريدها وننتظرها هي آتية بإذنه تعالى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

شبيحة وزعران الإستاذ نبيه ظاهرة تعود بنا إلى ما قبل حقبات الإنسان الحجري وترجعنا إلى مفاهيم البربرية وشرعة الغاب..عيب والله عيب وبس هيك.

 

خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

صعود عون وباسيل مارونيا كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما ولا يزال الوضع التعتير على حاله. خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية.

 

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بالصوت/فورمات/MP3/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.nasrallah1.11.19.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.nasrallah1.11.19.wma

 

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بداية وفي مقارنة موضوعية لمقاربات السيد نصرالله للأحداث اللبنانية المتعلقة بالثورة والثوار وبكل تفاصيلها، وبين نوعية خطاب الرئيس عون أمس المفرغ من أي محتوى يتعاطى مع هذه الأحداث وطرح للحلول وتظهير رؤيوي لها، يتبين بوضوح بأن السيد وللأسف هو الحاكم الفعلي والمطلق للبنان وأن لبنان محتل بالكامل وأن الحكم وأهله كافة هم مجرد تكملة للمشهد لا أكثر وأقل.

*وكما دائما تطل علينا إسرائيل بمسرحية ما تخدم حزب الله في كل مرة يكون هذا الحزب في ورطة وضيقة محلية أو عربية أو دولية.. ومسرحية أمس كانت من خلال خبر إطلاق الحزب النار على درون (مسيرة) إسرائيلية في الجنوب وتضخيم الأمر هذا من إسرائيل ومن نصرالله في خطابه أولاُ بهدف على الحفاظ على هالته لبنانياً، وثانياً لتذكير الإسرائيليين بأن هناك من يهدد وجودهم. مسرحية لا تختلف كثيراً عن مسرحية سقوط المسيرة مؤخراً في الضاحية الجنوبية والرد الهوليودي لحزب الله الذي كُشف وتم فضحه وتعرية دجله.

*خطاب السيد لم يختلف عن أي خطاب من خطاباته السابقة الديموغوجية والمفرسنة والإرهابية المحتوى والنبرة والمقاربات.

*خطاب اليوم كانت عناوينه ومقارباته مكررة وببغائية ومملة للغاية وليس فيها ما يخدم لبنان واللبنانيين، بل ما يؤكد احتلال إيران للبنان.

*اطلالة تميزت بالتخوين والشيطنة، والإستكبار وبنفخة صدر مقززة، وبالعنجهية وبالفوقية، وبإملاءات استعلائية، وبمفاخرة بالقوة وباستصغار وبإهانة ذكاء وعقول ووطنية الآخرين مع رزم من الأوهام وتحديداً أوهام العظمة.Grandiose Delusions

*السيد شيطن المتظاهرين وخونهم وفرق بينهم.. فريق مسكين وساذج وعفوي وصادق، وفريق خائن وممول من الخارج وعميل.. وهو حاول بخبث ودهاء الشق بين اللبنانيين وزرع الأسافين بينهم في كذبة الدفاع عن السياسيين الفاسدين والتابعين لحزبه الإرهابي الذين تم شتمهم وفضحهم من قبل المتظاهرين

وهذه المقاربة هي عملية نفسية دفاعية تعرف "بالشق"splitting و

*تهديد علني ووقح لوسائل الإعلام التي تجرأت ونقلت ما يجري في الشوارع وسماحها للناس بأن يعبروا عن معاناتهم وأوجاعهم وتسمية الفاسدين والمفسدين ورموز الاحتلال والتبعية. Intimidation, terrorizing and Threatening

*ببغائية مكررة اسقط السيد ممارسات شبيحته وزعرانه من بربرية وهمجية ولغة ساقطة وشوارعية وغزوات وفرسان دراجات طاولت المتظاهرين السلميين والحضاريين في ساحة رياض الصلح تحديداً وفي أماكن أخرى ..أسقطها كلها وبوقاحة على المتظاهرين دون أن يرمش له جفن. بالعربي المشبرح شال يلي فيه وبزعرانه وحطهم بالمتظاهرين. هذه المقاربة أيضاً هي وسيلة دفاع نفسية تسمىprojection

*نفى أن الحكومات في ظل احتلاله الإيراني للبنان هي حكوماته.. وهنا تظهر بجلاء عملية الإنكار النفسيةDenial

*تميز كلامه الفوقي بتحذير إرهابي جدي بكل ما في المسمى من معاني من مغبة مقاربة سلاحه ودويلته وحروبه وفساده وهيمنته على قرار الدولة اللبنانية.

*ضخ باستكبار وعنجهية رزمة من الإملاءات لكيفية تشكيل الحكومة الجديدة ونوعية أشخاصها.

*اتهام أميركا بالتدخل في الشأن اللبناني وذلك على خلفية العقوبات المفروضة على حزبه وعلى أسياده الملالي الفرس.

*قال للبنانيين بأنه في حال انهار الاقتصاد اللبناني فحزبه لن يتأثر وهو ممول وبإمكانه تأمين دفع معاشات عسكره وإتباعه وزلمه وشبيحته... وهذه كذبة كبيرة كون حزبه وأسياده الفرس يمرون في أزمة مالية خانقة بسبب العقوبات الأميركية.

*تخويف من الفوضى والفراغ في حين أنه وطبقاً للدستور اللبناني لا وجود للفراغ حيث تستمر الحكومة في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وبنفس الوقت تستمر المؤسسات بعملها العادي.

*تشويهه معاني السيادة التي هو واحتلال حزبه وشبيحته ودويلته وفارسيته والتسويق لثقافة للموت ولمشروع ملاليه الإمبراطوري يعتدون عليها ويقفزون فوقها ويعطلوها بالكامل.

*تحذير من تفشي الطائفية بين الثوار في حين أنه هو وأسياده الملالي وحزبه هم أرباب الطائفية والمذهبية والمسوقين لها على مدار الساعة.

* خطاب السيد لليوم كان تكراراً مملاً ومفرسناً واستكبارياً لكل خطاباته السابقة، وهو التزم حرفياً بتوجهات وبتعليمات راعيه وسيده الخامنئي بالكامل الذي كان اتهم أمس الثوار في لبنان والعراق بالتبعية وخونهم وطالب بقمعهم.

في الخلاصة نقول بأن في لبنان مئات ومئات الصعاب والمشاكل والأزمات ولكنها كلها أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال الإرهابي والمذهبي والدموي.

حل المشكلة اللبنانية التي هي الاحتلال الإيراني لا يمكن البدء بمقاربتها بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، و 1559 و 1701 وذلك بعد إعلان مجلس الأمن لبنان دولة مارقة وفاشلة وتسلمه مؤقتاً السلطة في لبنان وفي ما عدا هذا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

بداية فإن جبران باسيل السياسي هو انتهازي ووصولي ولم يعرف ولن يعرّف في أي يوم معنى السيادة أو مفاهيم العطاء دون مقابل.

ونعم، وعلى الأكيد لا تهمه إلا وضعيته الشخصية.

ولكنه ليس الشواذ، بل هو القاعدة مثله مثل 99% من أفراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري الماروني وغير الماروني من مثل سمير جعجع وأمين الجميل وعون وجنبلاط والحريري وبري وغيرهم كثر تاريخهم يحكي نزواتهم وسقطاتهم واكروباتياتهم.

فحتى لا تضيع ونضيع البوصة السيادية والإستقلالية والإحتلالية في زمن المّحل والبؤس ونخلط بين الحق والباطل، وبين الوطني الشريف وبين العميل لإيران ولحزبها.

علينا أن لا نغرق أكثر في غياهب وأوحال الباطنية والتعمية على احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والدموي والمجرم والقاتل والذي هو مشكلة لبنان الأولى.

علينا أن لا نترك لغرائزنا أن تعشعش أكثر وأكثر في عاهات الذمية والجبن والغنمية والصنمية لتسرطن عقولنا وتقتل ضمائرنا وتخدر بداخلنا نعمتي البصر والبصيرة.

علينا أن لا نتلحف بمتلازمة ستوكهولم المرّضية، أي شكر القاتل لأنه لم يقتلنا، ولأنه سمح لنا أن نبقى على قيد الحياة ولكن كعبيد وبذل وغنمية.

علينا أن لا نترك سمير جعجع في مجتمعنا المسيحي تحديداً وأتباعه يبررون فشل دخولهم الكارثي والإسخريوتي في صفقة التسوية الرئاسية وملحقاتها (تفاهم معراب، وقانون الانتخاب، وحكومة حزب الله الحالية، واتفاق تقاسم المسيحيين غنائم وسبايا مع عون وباسيل).

علينا أن لا نترك جعجع الباطني والمتشاطر والسياسي الفاشل والدكتاتوري وغيره من أقرانه المسيحيين وغير المسيحيين يتفلتون من أخطاء وخطايا فرطهم 14 آذار، وخيانة ثورة الأرز، وشيطنة الأحرار والبشيريين، والقفز فوق دماء شهداء 14 آذار والتعايش المهين مع دويلة وسلاح وحروب واحتلال حزب الله مقابل كراسي ومنافع ونفوذ، وأوهام كراسي رئاسية وإلهاء المجتمع المسيحي بشخص جبران باسيل.

علينا أن لا نخادع كغيرنا ونلحس المبرد ونتلذذ بملوحة دمائنا ونستسلم للخداع الممنهج لغالبية للقيادات المارونية الزمنية والدينية وغيرها من القيادات وفي مقدمها جعجع وباسيل وعون وبري وجنبلاط والحريري .

علينا أن لا نفقد بشيريتنا المقاومتية والإيمانية ولا نغفل عن أسس كيانيتنا اللبنانية.

من هنا، ومن أجل كل ما سبق على المواطن اللبناني المسيحي تحديداً أن لا يغرق في إعلام محطة تلفزيون عون-باسيل (OTV)التي تسفه وتعهر كل شيء، وتصور جعجع بأنه علة العلل وبأنه وراء محاولات الانقلاب على عون وعهده.

وفي السياق نفسه ولنتحصن بمواجهة ابليسية كل هؤلاء علينا أن لا نصدق إعلام جعجع وأغنامه وأبواقه والصنوج الذين يصورن جبران باسيل بالشيطان الرجيم ويتغافلون عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله وعن خطيئتهم في الرضوخ له والتعايش معه مقابل منافع شخصية ووعود رئاسية.

وأيضاً وفي الإطار ذاته فإن لا قيمة ولا فاعلية سيادية أو استقلالية بأي شكل من الأشكال لانتفاضة صهر الرئيس عون النائب شامل روكز على عديله باسيل، ولا جدية وطنية لمواقف وانتقادات وصراخ وشكاوى بعض أفراد عائلة الرئيس عون، ومعهم كل من طُرد من شركة حزب عون-باسيل التجارية الملالوية، أو خرج منها طوعاً لأي سبب كان.. لا جدوى لا وفائدة من كل هذه المقاربات النفعية والتعموية ما لم يتبرأ كل هؤلاء السادة والسيدات من ورقة تفاهم عون-نصرالله (ورقة تفاهم مار مخايل) ويعتذرون من الشعب اللبناني ويؤدون الكفارات عن خطاياهم.

في الخلاصة جبران باسيل السياسي ودون الدخول في أي شأن شخصي معه أو مع غيره هو في العمل السياسي عارض من أعراض الاحتلال الإيراني، ومجرد أداة من أدواته السياسية لا أكثر ولا أقل.

 وبالتالي، فإن بقاءه أو تغييبه عن الحياة السياسية والحكومية لن يقدم أو يؤخر بشيء ما دام الاحتلال قائماً.. وما دام هناك ألف جبران قدموا أوراق اعتمادهم للمحتل ليحلوا مكان جبران ومنهم جعجع نفسه.

يبقى أن مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوهات لمداخلات ومقابلات من محطات تلفزيونية عربية مع ولكتاب وسياسيين تتناول الإنتفاضة اللبنانية الشعبية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=-XkR5HOYeVU

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=q4I9vVM3SbE

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع القيادي في تيار المستقبل د. مصطفى علوش/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=naMr-MYUGXc

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي مروان حمادة/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=UfpLaHfgJW0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي يوسف دياب/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=e-zBKygJuJk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=OInuGz0OxTU

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحلل السياسي حسن فحص/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Uojgjk22Opw

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي طوني ابي نجم/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=MiZGrf_uKAk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث الكاتب الصحافي اسعد بشارة ضيف/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=sdDL0ZNw2Fg

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ العلوم السياسية الدكتور ميشال دويهي/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=7Boofm9J7ng

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 4/11/2019

وطنية/الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

في غمرة التطورات الحاصلة خفضت قيمة التحويلات المالية اللبنانية من B+ الى B-، وأشارت الى أن التصنيف السيادي سيكون سلبيا أيضا في حال فشلت عملية تشكيل الحكومة، وأيضا في حال اقتران ذلك بضعف ربط الليرة بالدولار.

هذاالوضع يحتم على المراجع اللبنانية الإسراع في التكليف والتشكيل الحكومي، لكن حتى الآن هناك مشاورات سياسية تتحكم بالإستشارات الرئاسية النيابية التي لم يحدد القصر الجمهوري لغاية الآن مواعيدها.

ولقد سجل لقاء بعيد عن الإعلام في بيت الوسط بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل.

وفيما يميل باسيل الى حكومة تكنوسياسية، قال مطلعون إن الرئيس الحريري مشدود الى إشراك فاعليات متخصصة وقريبة من الحراك، لتكون المسؤولية الحكومية الوزارية تتعلق بنوع من الإجماع الذي يريح الشارع.

وعلى صعيد الحراك فإنه تواصل في الساحات وفي العديد من الأوتوسترادات والشوارع، وبقيت المصارف والمدارس بين الفتح والإقفال.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "nbn"

قطع الطريق " ع مين" و"ضد مين"؟؟ لا بل قطع الطريق على الناس لمصلحة مين؟؟.

هم الناس في مواجهة قدر فرضه قطاع الطرق.

زوج يحترق ليؤمن علاج السرطان لأم أولاده.

إبنة تحاول أن تصل إلى المستشفى لتبقى إلى جانب والدتها المريضة.

سيارة إسعاف تنقل حالة صحية فلا يسمع صوت ألمها.

مزارع لم يستطع أن ينقل إنتاجه إلى السوق، مياوم يكسب لقمة عيشه " كل يوم بيومه".

تلميذ لم يسمح له أن يعود إلى مدرسته.

وطالب جامعي تحرق الإطارات المشتعلة مستقبله أمام عينيه.

تيار المستقبل نفى في بيان أي علاقة له بإقفال الطرقات، أو بأمر عمليات لمناصريه بالنزول إلى الشارع للمشاركة في معركة شد الحبال حول الإستشارات النيابية ودعم تكليف الرئيس سعد الحريري، الذي يعتبر وفق البيان أن التكليف لا يخضع لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي.

كل العيون ترصد فتح ثغرة في الافق المسدود من خلال لقاء أو إتصال يمكن ان يفتح الطريق أمام تشكيل الحكومة تكليفا وتأليفا، وفي هذا الإطار عقد إجتماع في بيت الوسط بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل هو الأول منذ إستقالة الحكومة وبقي بعيدا من عدسات الإعلام.

هذا في وقت دعا فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى التمعن مليا بمشهد البلد، مشددا على ان المطلوب هو العجلة ثم العجلة ثم العجلة في تشكيل الحكومة، مع التأكيد أن ذلك لا يعتبر بحد ذاته رغم أهميته وضرورته حلا للأزمة، لأن الحل يبدأ بعد التشكيل ومع الإعلان الفعلي لحالة طوارئ اقتصادية للوصول إلى حلول مطلوبة وسريعة قبل أن تسبق الأزمة لبنان ولا يستطيع اللحاق بها.

وبصرف النظر عن شكل الحكومة أو حجهما يؤكد رئيس المجلس مجددا على ضرورة تمثيل الحراك الشعبي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

اللبنانيون الثائرون على مساحة الوطن احتجاجا على الأوضاع الحياتية والسياسية المزرية، ما عادوا هم الخبر ، فبقاؤهم في العراء ، تحت المطر والشمس طلبا للملبس والمأكل والدفء والعيش الكريم ، باتت تتمأسس و صار بين الناس والطرقات أكثر من صحبة وزمالة في ظل القلوب الحجرية التي يقابلهم بها من هم في سدة المسؤولية .

نعم بعد عشرين يوما من الصراخ والألم وقطع الطرقات ، تقابل الدولة مواطنيها بخطاب التخوين ، وبالسعي الى وضع شارع في مقابل شوارع ، وبالكلام المتعالي الذي يبطن استخفافا بوجعهم ، وصولا الى التلويح بالمخزون الميليشيوي الاستراتيجي الذي يحتفظ به بعض الأفرقاء المؤثرين ، أو بإلصاق تهمة تحريك الشارع ببعض الأحزاب بنية مكشوفة لاستدراج البلد الى العنف ولتبرير استخدام آلة القمع العسكرية والقانونية التي خبرناها في تسعينيات القرن الماضي.

كل هذا لأن أركان الفساد واعمدته بدأت تهتز ، وهذا يصنف في خانة تهديد الأمن القومي في منظور قوى الممانعة، هذا الوصف يبقى قاصرا عن نقل حقيقة ما يحاك في اروقة بعض الدولة ورعاتها ، وهو ليس نسج خيال ، إذ نشرت صحافة الممانعة بعض سيناريوهاته.

في المقابل ، الأمر الوحيد الذي أشر الى اهتمام خجول جدا بالخروج من الأزمة ، سجل في بيت الوسط حيث استقبل رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وتباحثا بعد جفاء معلن في كيفية تشكيل الحكومة المقبلة ، لكن اللقاء كان أهم مما نتج عنه ، فما رشح منه أفاد بأن الرجلين بقيا على موقفيهما المعلنين : باسيل خارج الحكومة بحسب ما يريد الحريري ، يعني في نظر جبران أن لا مكان لسعد على رأس الحكومة العتيدة , وعند هذه النقطة توقف الرجلان عن البحث المباح .

الاستطلاع بالنار الذي أجراه باسيل في بيت الوسط حمل أكثر من رسالة للحريري ، لعل أهمها ، أن العهد وحلفاءه يريدون إفهام الحريري أنه لم يعد الخيار الأوحد ، وأنه إذا كان مهتما بالعودة الى سدة الرئاسة الثالثة عليه التزام المعايير التي تناسبهم لتأليف الحكومة الجديدة .

وسط المناورات المكشوفة ، المغيب الأكبر هي مطالب اللبنانيين المنتفضين ، فما سيحصلون عليه ، هو حكومة سياسية فضفاضة مزينة ببعض التكنوقراط التابعين، في الأثناء يبدو أن الحراك الشعبي سيتمدد من الشوارع الى مباغتة مقرات رسمية ومرافق تجارية وسياحية يعتبرها الثوار مصادر الفساد والتعثر الاقتصادي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

هل قرأتم نعمت بدر الدين؟ قديما قيل: قطع الارزاق من قطع الأعناق.

اما اليوم، وبفعل المعاناة الكبيرة جراء زحمة السير الخانقة منذ ساعات الصباح وحتى اللحظة، فيمكن القول: "قطع الطرق من قطع الارزاق، وقطع الأرزاق من قطع الأعناق.

والمفارقة اليوم، أن المشهد المهول الذي تمسك البعض بفرضه على اللبنانيين في مختلف المناطق، لم يثر فقط غضب الناس ونقمتهم، بل ألب بعض الوجوه الفنية والإعلامية المعروفة، وحتى بعض ناشطي الحراك المدني الأساسيين، على ما اعتبروه سابقا وسيلة من وسائل الضغط.

واذا كانت هذه السطور لا تتسع للكم الهائل من الانتقادات التي وجهت من قبل هؤلاء إلى قطع الطرق وقطاعها، وقد تداولها ناشطو مواقع التواصل بكثافة غير مسبوقة، نكتفي في هذا السياق بإيراد ما نشرته الناشطة المعروفة "نعمت بدر الدين" على صفحتها عبر فايسبوك، حيث قالت حرفيا: "خوات، زعرنة، حواجز، شتائم، تهديد المواطنين المارين وترهيبهم، هي تصرفات لا تمثلنا ولا تعبر عنا، وعلى القوى الأمنية توقيف أي شخص يطلب خوات لأي جهة انتمى".

واضافت نعمت بدر الدين: "بس للأسف أخدوا الشيخ "عمر غصن" كم ساعة ورجعوه، هني شركاء بتشويه صورتنا وصور المتظاهرين غير المرتبطين بأحزاب السلطة كلها"، وتابعت بدر الدين: "هول مش نحنا، مش الثوار الأحرار، اللي عم يقطعوا بعض الطرقات دون التعرض والأذية والشتم والإبتزاز والعنف، واللي عندن وعي عالي".

أما الابرز في ما ورد على لسان بدر الدين فهو التالي: "قطاع الطرق اليوم هم جماعة أحزاب السلطة السياسية، من قوات وإشتراكي ومستقبل.وأذنابهم. وقفوا تتسلقوا على ثورتنا وتحكوا بإسمنا، وقفوا تستغلوا لتضغطوا وتفرضوا شروطكم بإسمنا، لا لقطع الطرقات على المواطنين وقطع أرزاقهم والتطاول عليهم وتحويلها الى قطع طرق طائفية ومذهبية".

وخلصت بدر الدين الى القول: "قطع الطرقات هو خطوة تصعيدية سنعود إليها عند الحاجة للضغط على السلطة المتعنتة، وكان في الفترة الاولى حاجة ضرورية، نعم لشل المؤسسات والإدارات والمرافق العامة وبيوت السياسيين ومؤسساتهم، نعم للاضراب العام، ونستثني بعض المتظاهرين الذين قطعوا بعض الطرقات (الرينغ، الصيفي، صيدا، برجا، سوق الخان) وفي كتير مناطق تانية فيها ثوار وفيها كمان زعران، واللي بدو يزيد اسم طرقات عليها ثوار يقلي تا زيدن، هول اقله بيفتحوا طرقات للحالات الإنسانية، وهالطرقات إلها بديل وسلوكه سهل، وهم فقط من يمثلوننا"، ختمت نعمت بدر الدين.

كلام يستحق التوقف عنده، والتعمق فيه.

تماما كرسالة رئيس الجمهورية أمس إلى أبنائه جميعا: "بحبكن كلكن يعني كلكن"، والتي قوبلت بإيجابية عارمة، ما خلا استثناءات سياسية موجهة.

أما في اليوميات السياسية، فالابرز لقاء بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

حقق العهد إنجازا وسجل هدفا،اتضح أنه لفريق رياضي توج بطلا لكأس الاتحاد الآسيوي وما دون هذا الهدف فإن العهد السياسي بصفر أهداف ويلعب على الوقت الضائع، فلتاريخه لم تصدر الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة من بعبدا، على الرغم من دخولنا في ذكرى أسبوع الاستقالة وهي سابقة في تاريخ الحكومات التي يهمل فيها رئيس الجمهورية الدعوة السريعة إلى الاستشارات، في بلد اتخذ شعبه قرارا بالتغيير والإصلاح بعد عجز الدولة عن المهمة والتمهل أسبوعا يتحول إلى استفراد ونكد ومصادرة صلاحيات، إذا ما اتفق على موعد للاستشارات حالما ينتهي اجتماع رئيس الحكومة المستقيل برئيس التيار جبران باسيل فلماذا سيفرج عن الاستشارات فور هذا اللقاء؟ وأين دور رئيس الجمهورية في تسويات سياسية تجرى على أبواب الدستور لم تلحظ كتب الطائف، ولا صيغة ثلاثة وأربعين أو ما يوازيها من دساتير، أن الرئيس يذوب في الصهر، وأن وزيرا واحدا في الجمهورية تطلع من صوبه الشمس وتتحرك الدولة ما إن يعطي الضوء الأخضر لعجلة دورانها.

وإذا كان رئيس الجمهورية قد جرى نصحه بالخروج خطيبا إلى تياره من دون سائر المواطنيين، فإن المستشارين والأنسباء يقدمون في السياسة والدستور الإرشادات العابرة لأي ذكاء، ولا يحق لهم تاليا ضرب الصلاحيات من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة، ولا تجييرها الى شخصيات ستؤلف قبل أن تكلف.

وأيا تكن نتائج اجتماع الحريري باسيل، وأيا كانت واسطة اللقاء فإن البلد لا يسمح بأن يدار " بالمقلوب " وأن يصبح الدستور حارسا للسياسيين ومنتفعاتهم ، وعيب أخلاقي ثم دستوري أن يصدر عن القصر الرئاسي لاحقا، ما يجري التفاهم عليه في اجتماع ثنائي بمعزل عن نتائجه وعلى الأقل فلتحترم خيارات الشعب، لاأن نقف عند خاطر مطالب جبران باسيل وإذا كانت السلطة تلعب آخر الأوراق السياسية فإن لها أدورا أمنية، فيما بعضهم استخدم ما هو المحروق منها اليوم وذلك عبر ذل الشوارع وإقفال بعضها واسترجاع زمن لا يدرك زمنه سوى الخبراء بالميليشات وحواجزها، زعران الشوارع وحراس المتاريس يدركون أنهم اذا ما نكلوا بالناس فإن ذلك سيصيب صيت الثورة والمتظاهرين الذين يحافظون على مطالب موحدة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

وفي اليوم التاسع عشر على الحراك ، وفي اليوم السابع على استقالة الرئيس الحريري ، انعقد اللقاء الأول بين الرئيس المستقيل والوزير جبران باسيل ، اللقاء الذي تم بعد قطيعة الحراك وقطيعة الإستقالة، لم ترشح عنه أي معلومة وإن كان منطق التطورات يؤشر إلى أن زيارة باسيل بيت الوسط هي بمثابة "بدل عن ضائع" للقاء الرئيسين عون - الحريري ، كذلك فإنها بمثابة تأكيد على مؤشرات إمكان أن يكون التكليف والتأليف من ضمن سلة واحدة، على الرغم من أن هذه الآلية "العملية" إذا صح التعبير، ستسبب "تفلت وكر دبابير" سياسي على خرق الدستور، لجهة "الإستشارات النيابية الملزمة" لتسمية الشخصية التي ستؤلف الحكومة.

اللقاء يعني أيضا في ما يعنيه، أن هناك محاولة لأنعاش "التسوية الرئاسية" بواسطة عرابيها الحريري وباسيل، فإذا نجح الإنعاش واستعادت التسوية وعيها فهذا يعني ان الحريري وباسيل سيعودان معا إلى الصورة التذكارية للحكومة الثالثة في العهد، وسيعودان معا إلى طاولة مجلس الوزراء وإلى اللقاءات الثنائية التي تسبق كل جلسة لمجلس الوزراء .

وهذا يعني أن الضلع الثالث، أي الرئيس نبيه بري، لن يكون بعيدا من هذه التسوية، من خلال الوزير علي حسن خليل .

السؤال: هل وصلنا إلى هنا، ومن جلسة واحدة ؟ لا تأكيد ولا نفي، سواء من بيت الوسط أو من ميرنا الشالوحي، وحتى لا إشارات إعلامية، إيجابية أو سلبية، تساعد في فهم ما جرى .

اللافت هذا المساء ما صدر عن تيار المستقبل من أن "الرئيس الحريري لن يضع نفسه تحت أي ظرف في حلبة السباق الاعلامي على رئاسة الحكومة، وهو يرى في التكليف مسألة دستورية تخضع للاستشارات النيابية الملزمة، لا لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي على مواقع التواصل."

الواضح من هذا البيان أن الرئيس الحريري يحاول أن يستبق أي حملة بأنه يفرط بصلاحيات رئيس الحكومة ، خصوصا أنه اتهم في أكثر من مناسبة أنه يقدم التسوية الرئاسية على ما عداها .

أجواءالتيار عن اللقاء تشيرالى أنه دام أربع ساعات وتخلله غداء وكان إيجابيا جدا،

في المقابل، مصادر بيت الوسط سألت: ما هو مصير الاستشارات النيابية الملزمة ؟ ومتى سيعلن عنها، وتتابع المصادر "الحريري اراد من استقالته ان تكون جسر عبور الى الحل السياسي واستيعاب حركة الشارع بخطوة سياسية مباشرة تبدا باطلاق الاستشارات ليبنى عليها . "

اللقاءات السياسية في ضفة ، والشارع في ضفة أخرى.

الشارع واصل تحركه الميداني لليوم التاسع عشر على التوالي ، فيما لم تظهر بعد حركته ليوم غد ، علما أنه ليل أمس ، فاجأ كثيرين .

ونشير الى إجراءين اتخذهما حاكم مصرف لبنان : الأول الطلب الى المصارف رفع راسمالها بنسبة تصل الى عشرين في المئة, والثاني عدم توزيع أنصبة الأرباح لهذه السنة .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

هل تتغلب لغة الحوار المباشرة على رسائل الشارع غير المباشرة وهل سيرحم الفقير من استمرار تدفيعه الفاتورة مرتين، مرة من فساد السلطة المتجذرِ لعقود، واخرى من أدواتها المتحكمين بالشارع كقطاع الطرق، السارقين من الموجوعين شعاراتهم المحقة، والمذلين لهم على الطرقات بمسمى الثورة؟

تبرأ بعض الحراك من اولئك الممعنين باذلال الناس، خاطفي حراكهم ، فيما اعترف آخرون بان محرك هؤلاء سياسيون ماتعلموا الدروس من الشارع والعاب الجنون .

فكان بكاء امرأة عند خلدة منعت عن عيادة امها المريضة بحاجبي مستزلم، وصراخ رجل باحث عن دواء لمرض زوجته العضال عند جسر الرينغ، ومناشدات المزارعين العالقين ومحاصليهم على طريق البقاع، والاعتداء على نساء وكهول وشتمهم في الشيفروليه وجل الديب، صورة للمشهد الذي نجح بعض السلطة من خلاله بتصفية المطالب المحقة للمواطنين، وخطف اوجاعهم لتستخدمها اوراقا على طاولة المفاوضات السياسية.

وبعد ان باتت كل الاوراق واضحة تحرك المسار السياسي بعض الشيء، فكان لقاء رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في بيت الوسط.. لقاء وصل خيوطه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم،وفتح ابوابه اتصال بين الوزيرين السابقين الياس ابو صعب وغطاس خوري.

وفيما البلد مقطع الاوصال، وغارق بين احباط السياسة والاقتصاد، انجاز وطني رياضي جامع لكل لبنان،حققه نادي العهد الرياضي الذي رفع اسم لبنان وشعبه في السماء الآسيوية، مع تحقيقه لاول انجاز كروي لبناني من هذا النوع ، باحرازه لقب بطلِ كأس الاتحاد الآسيوي لكرةالقدم، بفوزه على نادي (25 ابريل) الكوري الشمالي في ماليزيا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 نشرين الثاني 2019

وطنية/الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

النهار

علم أن الكلمة الوحيدة التي قالها رئيس الجمهورية بوجوم للرئيس سعد الحريري عند استقباله في قصر بعبدا لتسليم ‏كتاب الاستقالة: يعطيك العافية... يعطيك العافية.

تعرب المؤسسات السياحية والفندقية وشركات الطيران عن مخاوفها من إطالة امد الأزمة لأن مرحلة الأعياد تعتبر ‏فصلاً مهما لتحريك العجلة السياحية بعد صيف شهد ركوداً ملحوظاً وحجوزاتها تتم في النصف الأول من تشرين ‏الثاني غالباً.

لوحظ أن بيان المكتب التربوي لـ"حزب الله" وحركة "أمل" الذي قضى بإعادة فتح المدارس في الضاحية والجنوب ‏والبقاع الاسبوع الماضي شكل تحدياً لوزير التربية وبدت مدارس الحزبين كأنها حالة انفصالية.

شوهد المدير العام للجمارك مشاركاً في تظاهرة "التيار الوطني الحر" امس على غير عادة رؤساء الاجهزة ومديريها.

البناء

خفايا

تساءلت مصادر أمنية عن وجود مفاوضات تجري وراء الكواليس حول الحسابات السياسية للأطراف الداخلية ‏والخارجية وتشكل تحركات الساحات تعبيراً عنها تراجعاً وتصعيداً، وقالت في حال ظهر تأثير ذلك على مسار التكليف ‏والتأليف من داخل "كلن يعني كلن" فهو يعني موت الحراك الشعبي كأداة تغيير.

كواليس

قال سفير دولة أوروبية في العراق إنه استغرب عدم شعور المسؤولين الإيرانيين بالقلق على دورهم تجاه الأحداث ‏العراقية بعدما كان يظنّ أنها تستهدف وجود طهران ودورها في بغداد، وسمع أنّ الإيرانيين يقولون يضحك كثيراً من ‏يضحك أخيراً...

الجمهورية

إعتبر نائب جنوبي أن الإتهام الشعبي للنواب بالفساد والسرقة غير مبرّر لأنه ليست لديهم سلطة القرار كتلك التي ‏يملكها الوزراء على سبيل المثال.

إعتبر مرجع قضائي أن ما يتم تداوله في الإعالم عن الفساد وناهبي المال العام هو جزء من ملف الفساد بغض النظر ‏عن إمكان الوصول اليه حاليا بطريقة قانونية.

‎‎قال دبلوماسي أوروبي " يبدو أن المسؤولين اللبنانيين لم يتعظوا من دروس التاريخ، لذلك يستمرون في صم آذانهم ‏عن صرخات الناس".

اللواء

جرت إتصالات مكثفة بين البنك المركزي في بيروت والمسؤولين المعنيين في أكثر من مؤسسة مالية عالمية في ‏نيويورك لمتابعة تطورات حركة المصارف في اليوم الأول لعودتها للعمل يوم الجمعة الماضي!

إستهجنت شخصيات بارزة في التيار الوطني ما ورد على لسان رئيسه في تظاهرة بعبدا حيث وصف بعض ‏المعترضين على سياساته بـ"الخونة"، وهم ما زالوا أعضاء في التيار!

إلتقى مرجع سياسي عدة مرات مع قياديين من حزب بارز متخاصم معه قبل إعلان إستقالة الحكومة، كما إلتقى قياديين ‏من الحراك في الفترة نفسها!

 

واشنطن تؤكد دعم الشعب اللبناني.. هل ستصل المساعدات العسكرية للجيش؟

وكالات/الاثنين 04 تشرين الثاني/2019

أكّدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس أنّ "الولايات المتحدة الأميركية تقف مع الشعب اللبناني وتدعمه لتأسيس دولة آمنة مستقرة ومزدهرة"، مشيرةً إلى أنّ "هذا أهم ما نطمح إليه في الشرق الأوسط". وقالت أورتيغاس في تصريحات لقناة "العربية" و"الحدث": "لم نؤخر وصول أي معدات عسكرية للجيش اللبناني، وسنكون ملتزمين بدعم الجيش اللبناني وهذه سياستنا. و الـ105 مليون دولار مساعدات عسكرية ستصل للجيش اللبناني". وأشارت إلى أنّ وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث عن أهميه محاربة الفساد في لبنان وأهميه الشفافية. من جهة أخرى، اعتبرت أورتيغاس أنّه من المهم تخليد الذكرى الأربعين لاحتجاز الرهائن الأميركيين في إيران، واصفة إياها بـ"فترة مظلمة في تاريخ الخارجية الأميركية". وقالت إن الخارجية ستحتفي بالرهائن وعائلاتهم، مضيفة: "نطالب إيران بالإفراج عن السجناء الأميركيين المحتجزين لديها". ولفتت إلى أنّ الإدارة الأميركية تعمل من خلف الستار للإفراج عن السجناء الأميركيين في إيران، قائلة: "سنعمل كل ما في وسعنا لتحرير كل رهينة أميركية". وعن الأحداث في العراق، قالت أورتيغاس: "إنّنا ملتزمون برؤية السلام والديمقراطية في العراق.. ولسنا مصدومين حيال تدخل إيران في قمع التظاهرات في العراق.. فإيران تتدخل كدولة ترعى الإرهاب في العالم.. في العراق ولبنان وسوريا واليمن وأفريقيا لزرع الفوضى". ورأت أنّه "حان الوقت لشعوب المنطقة أن تتصدى لنشاطات إيران المؤذية".

 

تفاصيل لقاء الحريري - باسيل..

mtv"/الاثنين 04 تشرين الثاني/2019

زار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بيت الوسط بعد الظهر حيث استقبله الرئيس سعد الحريري في لقاء بعيد من الاضواء، سيكون ملف التكليف والتشكيل الحاضر الابرز فيه بطبيعة الحال. وكانت معلومات mtv أفادت بأن المفاوضات السياسية لم ترسُ حتى الساعة على أي إسم لتكليفه تشكيل الحكومة، كما أن أحدا من "التيار الوطني الحر" لم يتصل بعد بالحريري. وأفادت mtv بأن "أجواء "بيت الوسط" قالت لمقربين إنّ الحريري لن يستجدي التكليف من احد وينأى بنفسه عن بازار المساومات".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لحكومة محررة من المحاصصة والعبور إلى الدولة المدنية وفقا للآليات الدستورية

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية، بحضور اسعد بشارة، امين بشير، ايلي الحاج، توفيق كسبار، ريمون معلوف، فارس سعيد، بهجت سلامة، سعد كيوان، حسن عبود، سامي خوري، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، حسان قطب، جوزف كرم وطوني حبيب، وأصدر بيانا، لفت فيه الى أن "ثورة 17 تشرين أعادت الثقة لدى اللبنانيين بلبنان الواحد السيد الحر المستقل والمعاصر، وأسقطت نظرية الرئيس القوي وطالبت بالدولة القوية، وأسقطت نظرية حقوق الطوائف وطالبت بحقوق المواطن الفرد، وأسقطت نظرية أن لبنان مكون من طوائف وقبائل تتساكن مع بعضها البعض من خلال حرب باردة دائمة وصالحت المناطق والطوائف مع بعضها البعض، وأسقطت نظرية أن "حزب الله" يقود عملية بناء الدولة من خلال ثنائية حزبية مع "التيار الوطني الحر"، وأسقطت نظرية أن من هاجر غادر وطنه، وصالحت اللبنانيين المنتشرين مع لبنان، وطالبت بالعبور إلى الدولة المدنية المحررة من القيود الطائفية". اضاف: "أما وقد تحققت هذه الإنجازات الوطنية المباركة، يطالب اللقاء بتشكيل حكومة جديدة محررة من المحاصصة الطائفية والحزبية، والعبور في ما بعد إلى الدولة المدنية وفقا للآليات الدستورية وقيام المجلسين، مجلس نواب محرر من القيد الطائفي يؤمن حقوق المواطن الفرد ومجلس شيوخ منتخب على قاعدة طائفية من أجل تأمين ضمانات الجماعات بعد تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية".

 

المحتجون يغلقون الطرق في بيروت... ودعوات لإضراب عام

بيروت/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

أغلق المحتجون الطرق في بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، اليوم (الاثنين)، وسط دعوات لإضراب عام للضغط على النخب السياسية. ويحتج المتظاهرون على النخبة الحاكمة في لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، ما قاد إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري الأسبوع الماضي.

وقال شهود لوكالة «رويترز» للأنباء، إن المحتجين أغلقوا عدداً من الطرق في العاصمة بيروت، فيما ألغيت الدراسة للأسبوع الثالث. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن المحتجين أغلقوا الطرق في مناطق أخرى، منها مدينة طرابلس في الشمال، وفي منطقة خلدة جنوب بيروت، على الطريق السريعة الرئيسية المؤدية إلى جنوب لبنان. وأضافت الوكالة أن شخصاً أصيب من جراء إطلاق قوات الجيش الرصاص المطاطي، إثر تدافع مع محتجين في بيروت خلال محاولة لفتح إحدى الطرق. ودفعت الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل وعمت أرجاء لبنان، بالبلاد إلى أتون اضطرابات سياسية؛ بينما تجد صعوبة في احتواء أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وبينما تتنوع مطالب المتظاهرين بين منطقة وأخرى، يجمع معظمهم على ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى مطلب رئيسي هو رحيل الطبقة السياسية برمَّتها.

 

"انتفاضة" داخل "الأخبار"!

"ليبانون ديبايت"/الاثنين 04 تشرين الثاني/2019

شكَّلت جريدة "الاخبار" في أيّامِ الحَراكِ الشعبي الأولى، ما يُشبِه "مجلس القيادة" للثورة على المستوى الاعلامي، وانخرطت الصحيفة في كافة مقالاتها بمعركة تعزيز صمود الإنتفاضة التي هبَّت في مختلفِ المناطقِ وإبراز مشروعيّتها. بيد أنّ الخطاب الثاني لامين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، أحدثَ منعطفًا قادَ الصحيفة الى إجراءِ "تكويعة" تجلَّت بشكلٍ واضحٍ في بعضِ المقالات، خصوصًا افتتاحيات رئيس تحريرها ابراهيم الامين، والخطّ العام لـ"الأخبار" الذي قدَّم نظرية "المؤامرة" بالتوازي مع الاعترافِ بسلسلةِ المطالبِ المُحقّة، وتبنّى تدريجيًّا مسار "شيطنةِ" الحَراكِ وتبرير ردّات فعل الشارع المُضاد حياله بكلّ "أساليبه العنفية".

تداعيات هذه الانعطافة، لم تكن بالسهولةِ التي توقّعتها إدارة الجريدة، إذ أنّ الاختلاف في التوجّهات طاف علنًا على السطحِ منذ نحو عشرة أيّامٍ وبلغَ أوجّه حيث وقفت مجموعة من المُحرِّرين ومديري الاقسام بوجه ما اعتبروه "تخوينًا" للثورة الشعبيّة وأهدافها، في مقابل مجموعة أخرى من ضمنها الامين.

وقد شهد إجتماع التحرير قبل أيّامٍ نقاشًا صاخبًا جدًّا تعالت خلاله الاصوات ووصلت الى حدِّ التضارب وإطلاقِ اتهامات بالتخوين والانقلاب ضدّ مزاجِ الشارعِ والإستماع الى املاءاتٍ حزبيّةٍ. مع العلم، أنّ الازمة بدأت أواخر تشرين المنصرم، أيّ بعد أيّامٍ قليلةٍ على الحَراكِ المطلبي.

أولى تجليات هذا الواقع، تُرجِمَت من خلال تقديم الصحفية جوي سليم استقالتها من جريدة "الأخبار" في 29 تشرين الاول الماضي. وكتبت على صفحتها عبر "فايسبوك"، "الأيام الماضية كانت حاسمة بالنسبة لي، بعدما خاب أملي من تغطية الجريدة للانتفاضة التي عَمِلَت لأشهر (ولسنوات ربما) على تقديم أدلة على ضرورة حدوثها. وما أن حدثت حتى انضمّت الجريدة بسرعة إلى صفوف الثورة المضادة، وقدمت مادة مؤامراتية تحريضية وشائعات غذّت ما حدث اليوم في الشارع من هجوم "مواطنين" (هكذا دعتهم الأخبار على فايسبوك) على المعتصمين".

واضافت سليم، "مقاربة الانتفاضة ومعالجتها بعد أيام قليلة من اندلاعها كانت أقرب إلى الفضيحة برأيي، والجريدة تتحمّل جزءًا من مسؤولية أي دماء يريقها "المواطنون" - مؤيدو أحزاب السلطة بحق المتظاهرين والمعتصمين". ورأت، أنّ "المسألة ليست سياسية فحسب برأيي، بل لها علاقة أيضًا بقصور مهني، حيث باتت معالجة أي هبّة شعبية، لا سيما على المستوى المحلي، منذ حدوث الربيع العربي، وكأنها "حافظة مش فاهمة"، تتبع باراديغم المؤامرة، مع ترداد مصطلحات ببغائية كفيلة بتخوين الآخر ورميه بكل ما يقصيه ويعزله ويسخف معاناته." ثم ما لبث الصحفي في القسم الاقتصادي والمسؤول عن ملف "رأس المال" محمد زبيب أن أعلن عن استقالته اليوم الاثنين عبر "فايسبوك"، كاتبًا:"صدر ملحق رأس المال اليوم من دوني ومن دون غسان ديبة وآخرين كانوا من رواد هذه التجربة. منعًا لأي التباس، تقدّمت باستقالتي من صحيفة الاخبار، في الاسبوع الماضي، احتجاجًا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة. وبالتالي لم أعد مسؤولًا عن هذا الملحق". ويرى كثيرون، أنّ استقالة زبيب، تشكِّل خسارة كبيرة هو الذي كان يوصف بـ"العقل الاقتصادي" للصحيفة. ويبدو، أنّ الاخبار تعيش المرحلة نفسها التي اختبرتها مع اندلاع الثورة السورية حيث شكَّل اصطفاف الصحيفة السياسي الى جانبِ النظامِ السوري بوجهِ "ربيعِ دمشق" الى حدوثِ استقالاتٍ من جانبِ عددٍ كبيرٍ من المُحَرِّرين آنذاك. وتفيد معطيات، بأنّ إجتماعًا عُقِدَ الاسبوع الماضي شهد تلويحًا باستقالةٍ جماعيّةٍ من "الأخبار" اعتراضًا على إدارة الجريدة للتطورات الموافقة للثورة التي اندلعت في 17 تشرين الأوّل. مع العلم، وفق المعلومات نفسها، أنّ هناك مجموعَتَيْن في الجريدة، الأولى تضمّ ابراهيم الامين والى جانبه الصحفي حسن عليق، الذي لعب احيانًا كثيرة دور الوسيط، والمجموعة الثانية التي تشمل غالبيّة المُحَرِّرين من بينهم محمد زبيب.

 

عون تعاطى مع الحشد على طريق القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق

نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

ما حذّر منه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مناسبة بدء النصف الثاني لولايته الخميس الماضي من رفض ‏‏"شارع مقابل شارع" وقع امس على طريق بعبدا. فبدل ان تكون هذه الطريق سالكة للرئيس المكلف ليعلن حكومة ‏‏"تحظى بثقة الشعب قبل البرلمان" كما قال الرئيس في الخطاب نفسه، ازدحمت امس بآلاف العونيين الذين جددوا ‏الولاء لرئيس "التيار" جبران باسيل تحت لافتة دعم "بي الكل" و"العهد القوي". ومن طريق بعبدا، وفي ظل تظاهرة اللون البرتقالي الواحد، أنكر باسيل على الثائرين شعار "كلن يعني كلن" مستثنياً ‏نفسه وفريقه ومصوباً الاتهامات الى كل شركائه في السلطة وخصوصاً الى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري. ‏كذلك اطل رئيس الجمهورية في كلمة وجدانية قصيرة بدأها بمخاطبة "شعب لبنان العظيم" ولم تخلُ من رفع يديه ‏بشارة النصر.

في موازاة ذلك كانت ساحات الثورة تعج بكل الألوان في "أحد الضغط" او "أحد الوحدة". فازدحمت ساحتا الشهداء ‏ورياض الصلح بمنتفضين اتوا من كل لبنان، من غير ان يتغير مشهد طرابلس التي كررت امس صورة الحشد الكبير ‏الذي تعودت عليه منذ انطلاقة الثورة. وكانت تظاهرة صيدا مميزة بالعدد والاسلوب، فيما استعادت صور والنبطية ‏وكفررمان نبضها. وعادت الاحتجاجات الى بعلبك وزحلة وامتدت الى تعلبايا وحاصبيا ومناطق عدة في البقاع ‏وغيرها. ولوحظ ان المشهد كان ناقصاً في مكانين شكلا شرياناً اساسياً للثورة، فلم تحصل اي تجمعات في جل الديب وذوق ‏مصبح خلال النهار. ولدى محاولة البعض التجمع ليلاً في جل الديب ووجهوا بشدة من الجيش الذي بدا وكأنه اخذ ‏قراراً حاسماً في ما يتعلق بهذه الطريق. ومع اعلان لجان عدة في الحراك ان اليوم يوم اضراب لشل العمل في البلاد عادت مساء امس الاعتصامات وقطعت ‏الطرق في الشيفروليه وضهر البيدر وفي مناطق شمالية عدة وجرت تجمعات عند جسر الرينغ في بيروت. وهكذا ‏يدخل اللبنانيون اسبوعاً جديداً في ظل ازمة ناجمة عن عدم التجاوب مع المطالب الشعبية ومع عدم الاسراع في اتباع ‏الاصول والأعراف الدستورية في تشكيل الحكومات.

وباستثناء كلام حاسم وواضح للبطريرك الماروني بشارة الراعي دعا فيه الى تشكيل حكومة حيادية بأسرع وقت، فان ‏اطراف السلطة المأزومة بدت غارقة في تبادل الاتهامات في الكواليس. وعموماً فإن الاجواء امس كانت سلبية في ما ‏يتعلق بتشكيل الحكومة.

وعلقت مصادر وزارية على كلمتي الرئيس عون والوزير باسيل أمس بالقول إنهما لم توحيا بإمكان حصول خرق في ‏حالة الجمود الحاصل في تأليف الحكومة الجديدة، خصوصا أن رئيس "التيار الوطني الحر" استخدم القصر الرئاسي ‏في شن هجوم مضاد على القوى السياسية كافة التي طالبت بإبعاده عن أي تشكيلة حكومية. ورأت المصادر الوزارية ‏نفسها أن عون تعاطى مع الحشد على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق، وذكر بمرحلة ‏‏1989 حين كان يعبّئ الجماهير ضد الوجود السوري ومن أجل انتخابه لرئاسة الجمهورية.

واعتبرت المصادر أن باسيل كرس سقوط التسوية الرئاسية، باتهام شركاء العهد أكثر من مرة، قاصداً الرئيس سعد ‏الحريري، بأنهم وراء فشل الإصلاح ومكافحة الفساد ورميه المسؤولية بعد أن أدى الحراك الشعبي إلى إسقاط هذه ‏التسوية منذ 17 تشرين الأول، باستقالة الحريري، لكنه ظهر على أنه يسعى إلى تسوية جديدة بدعوته إلى اعتبار ‏تأخير الانهيار أولوية.

ولكن مصادر سياسية منخرطة في الاتصالات الجارية في الكواليس قالت لـ"نداء الوطن" إن مهرجان بعبدا يعكس ‏قراراً لدى عون باستبعاد تولي الرئيس الحريري الحكومة المقبلة، في حال أصر على استبعاد باسيل منها، فضلاً عن ‏غضبه من استقالته التي اعتبرها موجهة ضده. وأكدت المصادر إياها أن موقف عون السلبي حيال الحريري بلغ حد ‏القول إنه مستعد للقبول بحكومة من غير الحزبيين والنواب والتكنوقراط، شرط أن تكون برئاسة غير الحريري. لكن أوساطاً أخرى واسعة الاطلاع أوضحت أن "حزب الله" ورئيس البرلمان نبيه بري ما زالا يحبذان عودة ‏الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لكنهما يأخذان عليه استعجاله اشتراط عدم توزير باسيل، الذي أغضب عون في وقت ‏يؤكد الحزب أنه لن يتخلى عن الأخير. وقالت الأوساط نفسها لـ"نداء الوطن" إن موفد بري إلى الحريري وزير المال ‏علي حسن خليل استمزج رأي الحريري حول فكرة تسميته مرشحاً من قبله لرئاسة الحكومة إذا أصر عون على ‏استبعاده من رئاسة الحكومة لرفضه توزير باسيل، لكن الحريري رفض الفكرة. وقالت الأوساط هذه إن التواصل بين الحريري والثنائي الشيعي لم ينقطع بحثاً عن مخارج، ولم تستبعد أن يعمل ‏الحزب على ترتيب لقاء بين الحريري وباسيل خلال الساعات المقبلة لعله يؤدي إلى تدوير الزوايا. وأوضحت أن ‏الرئيس بري يعتبر أن تأخير تأليف الحكومة لا يجوز لأن البلد برمته تحت ضغوط كبرى على الأصعدة كافة، ولا بد ‏من إحداث خرق في جدار المأزق، متوقعة أن يلتقي الحريري غداً خلال الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رؤساء ‏اللجان النيابية وهيئة مكتب البرلمان، للبحث عن مخارج.

 

معادلة "باسيل مقابل الحريري" مرفوضة...و ما يحصل تأسيس للبنان جديد

بيروت ـ زينة طبّارة/ الأنباء الكويتية/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

رأى عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري، ان الشعب محق في عدم ثقته بالدولة، وان الرئيس سعد الحريري مؤيد وداعم لمطالب الناس الغاضبين والثائرين في الساحات، وما استقالته سوى دليل على إيمانه بسلطة الشعب المنادي بتغيير الواقع المزري في البلاد والذي وصلنا إليه نتيجة الهيمنة على المؤسسات الدستورية، لكن ما يجب وضعه في الحسبان، هو ان أي حكومة جديدة أيا يكن شكلها، لا يمكن الا ان تكون برئاسة الحريري انطلاقا من كونه الضمانة الوحيدة في تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي، والضوء الوحيد المتبقي للخروج من النفق المظلم، وذلك باعتراف العالمين العربي والغربي ان الرئيس الحريري يتمتع بكامل الثقة الدولية، والوحيد بالتالي القادر على اجتياز النو وايصال المركب اللبناني إلى بر الأمان.

وعليه لفت الحجيري في حديث لـ «الأنباء» الى ان معادلة «باسيل مقابل الحريري» في أي حكومة مستقلة، مرفوضة بكل المقاييس ومردودة لاصحابها أيا تكن اعتبارات التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله، لأن المطلوب هو تهدئة الشارع وليس سكب الزيت على النار، معربا عن يقينه بأن حزب الله لا يمانع عودة الحريري على رأس أي حكومة جديدة، لكنه في المقابل يتمسك بجبران باسيل وزيرا في كل معادلة حكومية انطلاقا من تمسكه بالغطاء الماروني الذي يوفره له التيار الوطني الحر، فيما الأخير يحاول بدوره فرض توزير باسيل مقابل ترؤس الحريري لحكومة مستقلة، انطلاقا من مهمته في تعبيد طريق الرئاسة امام باسيل وعلى قاعدة «خير خلف لخير سلف» «مقايضة همايونية». وردا على سؤال، قال الحجيري «لعبة المقايضة لا تجدي نفعا امام الواقع المأساوي الذي يجتاح البلاد وامام ضرورة الخروج من الأزمة بأسرع وقت لتفادي الانهيار الاقتصادي، علما أن ساحات التظاهر اثبتت دون ادنى شك ان المتظاهرين يريدون عودة الحريري على رأس الحكومة المستقلة لكنهم يرفضون في الوقت عينه اعادة توزير باسيل أيا تكن الاعتبارات، ما يعني ان الشارع المسيحي وتحديدا الماروني منه يرفض هذه المقايضة، الأمر الذي ان اكد شيئا فهو يؤكد ان الشارع المسيحي ليس كباسيل، كفى مغامرات.

وتابع الحجيري: «القاصي والداني يعلم ان المنظومة الايرانية في لبنان هي الاكثر فاعلية على الارض من خلال حزب الله المتحالف مع رئيس الجمهورية ومن خلفه جبران باسيل الذي نصب نفسه نتيجة شعوره بفائض القوة، ممثلا حصريا للمسيحيين ومقررا عاما عن رئاسة الجمهورية والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، ويوظف اليوم تغطيته المارونية لحزب الله في سبيل وصوله الى رئاسة الجمهورية، وذلك من خلال محاولته اختصار المسيحيين بشخصه واضعاف الرئيس الحريري ومن خلفه الطائفة السنية، وما توقيت الادعاء على الرئيس ميقاتي بتهمة الاثراء غير المشروع سوى خير دليل، ناهيك عن محاولاته دق الاسافين بين صفوف الطائفة الدرزية الكريمة وعلى قاعدة فرق تسد.  وعودا على بدء وعن قراءته لخروج ثوار من الشارع الشيعي في البقاع الشمالي، وتحديدا من مناطق نفوذ حزب الله في الهرمل وبعلبك، رد الحجيري السبب الرئيسي إلى غضب الناس من عدم تخصيص المنطقة بخطة إنمائية تؤمن فرص عمل لخريجي الجامعات، وتحقق الوعود المزمنة بإيجاد زراعات بديلة وانشاء مصانع ومدارس وجامعات، وايضا لوجود عشائر وعائلات مستقلة غير ملتزمة بحزب الله وحركة امل، ناهيك عن انضمام عدد من حزب البعث السوري الاشتراكي القديم المناهض لسياسة النظام السوري الى المتظاهرين.

 

سلامة يسمح للمصارف برفع رساميلها وضخّ سيولة إضافية

المدن/05 تشرين الثاني/2019

طلب حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، من المصارف رفع رساميلها، من خلال السماح للمساهمين بضخ المزيد من السيولة بنسبة تصل إلى 20 بالمئة من رأسمالها الحالي. وذلك بدءاً من نهاية العام الجاري وحتى نهاية العام 2020. وفي تعميم أصدره سلامة يوم الإثنين 4 تشرين الثاني، رأى أن هذا الإجراء سيعزز رسلمة المصارف بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، لتضاف إلى رسملة تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار، ما يعزّز قدرتها المالية لمواجهة الأوضاع الراهنة وأي تطورات مستقبلية، خصوصاً على صعيد أي تخفيض محتمل للتصنيف الائتماني، والبقاء عند مستويات كافية لرأسمال فوق 8 بالمئة أعلى من المتطلبات الدولية.

 

ليل صيدا.. "أوركسترا" الثورة تقرع الطناجر

المدن/05 تشرين الثاني/2019

مع دخول الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان يومها التاسع عشر، دخل الحراك المستمر في مدينة صيدا مرحلة جديدة من أشكال التعبير عن المطالب، عبر الضغط في الشارع. فانتقل من قطع الطرقات الذي كان محدداً ببعض المسارب الرئيسية، ومحصوراً بفترة الصباح الباكر، إلى إقفال المؤسسات الرسمية والمرافق الاقتصادية فيها، والمحال التجارية في السوق الرئيسي للمدينة، حيث تم إغلاق مداخل مؤسسة كهرباء لبنان، ووزارة الاتصالات، ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، والمصارف العاملة في المدينة، وسط حرص القيمين على الحراك على الحفاظ على طابعه السلمي، واستمرار الاعتصام المفتوح عند تقاطع إيليا، الذي يشهد يومياً توافد حشود من المواطنين من المدينة وجوارها، ومن بعض مناطق الجنوب واقليم الخروب.

من الطرق إلى مؤسسات الدولة

ووفق مصادر الحراك فإن التوجه هو لتصعيد وتيرة الضغط على مؤسسات الدولة والدوائر الرسمية وتخفيفه عن المواطن على الطرقات. والخطوة التالية ستكون إغلاق مداخل مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي، التي تتركز فيها معظم المصالح والدوائر الحكومية. وسجلت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضا لإقفال المرفأ والنافعة، وللاعتصام أمام شركتي الاتصالات "ألفا" و"تاتش" في المدينة. ويوماً بعد يوم منذ بدء الثورة يميز الحراك الشعبي في عاصمة الجنوب طرائق تعبيره عن دعم الثورة ومطالب الثوار. فبعد التعبير بواسطة اطلاق أبواق السيارات العابرة عند تقاطع "إيليا"، وجه الحراك دعوة للمواطنين الذين لا يتسنى لهم النزول إلى الشارع، والمشاركة في الاعتصامات والتحركات، للتعبير كل من على شرفة منزله بالقرع على الطناجر، في وقت واحد، ابتداءً من الثامنة مساء الإثنين. وهو ما حدث بالفعل، حين ضجت المدينة وضواحيها بموسيقى من نوع خاص عزفتها "اوركسترا " الشرفات بواسطة على "آلات عزف" منزلية من طناجر وأواني، واختلف إيقاعها من منزل لآخر، ومن حي لأخر. لكنها شكلت مجتمعة صدى صوت الثورة النابض عند تقاطع إيليا وفي بقية الساحات.

 

واشنطن بوست”: الاحتجاجات تحقق ما لم يستطعه ترامب

واشنطن – وكالات/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

 رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن احتجاجات العراق ولبنان، قد تحقق ما لم يستطع “أقصى ضغط” للرئيس الأميركي دونالد ترامب إنجازه، للحد من نفوذ إيران خارج حدودها. وذكرت الصحيفة في مقال تحليلي إن “حملة ممارسة أقصى الضغوط، بفرض عقوبات شاملة لخنق صادرات النفط الإيرانية وتقويض اقتصادها، لا تكاد تؤثر على سلوك إيران الإقليمي الخبيث، وإنما على العكس، شجعت عناصر داخل النظام الإيراني على رفع سقف التحدي مع واشنطن”. وتابعت إنه “على الرغم من تحمل الإيرانيين العاديين المصاعب التي تلت تدابير ترامب، إلا أن العقوبات لم تجبر قوات الحرس الثوري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، على تقليص أنشطتهما”. بيد أن أجندة سليماني تواجه تهديدا خطيرا، ليس من خلال المواجهة الأميركية، ولكن من خلال الاضطرابات الشعبية، إذ أسفرت أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية في لبنان والعراق، عن غضب الشعبين ضد نظام يرونه فاسدا. ولفتت إلى أن هذه الانتفاضات شهدت رفضا علنيا للتدخل الإيراني في سياسة بلدانهم، مشيرة إلى أن بغداد وبيروت حققتا بالفعل انتصارات كبيرة، مستشهدة باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وإعلان الرئيس العراقي برهم صالح عن إصلاح النظام الانتخابي.

 

وقفة احتجاجية لموظفي “المستقبل

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

 نفّذَ عددٌ من موظفي قناة “المستقبل”، أمس، وقفة احتجاجيّة في شارع سبيرز بسبب التأخر في تسديد مستحقاتهم. واشار المعتصمون، الى أنّ قضيتهم تعود الى خمس سنوات وأنّ الامور تتفاقم وتتجه نحو الأسوأ، وأنّ كل تحركهم جاء نتيجة استنفاد كل الطرق التي لجأوا لها للحصول على حقوقهم، مهدّدين بخطوات تصعيدية اخرى في حال لم يستجب المعنيون لمطالبهم.

 

الادعاء على “الإنماء والإعمار” في ملف سد بريصا

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

 علم أن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، ادعى على 3 شركات وهي: دار الهندسة، وbatco وlk الى جانب مجلس الانماء والاعمار في ملف سد بريصا. وقال مدير مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران، عبر “تويتر”: “سواء بدأت أو تأخرت استشارات تشكيل الحكومة، فاستقالتها لا تعفي القضاء من المحاسبة في الملف وحسناً فعل المدعي العام المالي، ويجب استدعاء رؤوس الفساد الكبيرة ومحاكمتهم”.

 

ارتفاع سندات لبنان الدولارية

بيروت ـ”السياسة” /الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

 ارتفعت سندات لبنان السيادية الدولارية مجددًا، أمس، بعد أسبوعين تقريبًا من الخسائر الفادحة في ظلّ مواجهة البلاد أكبر أزماتها الاقتصادية في عقود، وذلك بالرغم من أنه لا توجد مؤشرات تذكر على خفوت الاحتجاجات بحسب وكالة “رويترز”.

وأظهرت بيانات “تريدويب”، أنّ المكاسب كانت لإصدارات في معظم الآجال، إذ شهدت سندات مستحقة في 2021 أكبر قفزة لتضيف 2.12 سنت في الدولار ليتم تداولها عند 74.375 سنت. لكن ذلك لا يزال أقل بكثير من مستواها قبل الاحتجاجات قرب تسعين سنتًا في الدولار.

إلى ذلك، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً جديداً يطلب فيه من المصارف رفع رساميلها من خلال السماح للمساهمين بضخ المزيد من السيولة بنسبة تصل الى 20 في المئة من رأسمالها الحالي، بدءاً من نهاية 2019 وحتى نهاية 2020، ما يعزّز رسلمة المصارف بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، لتضاف الى رسملة تصل الى اكثر من 20 مليار دولار ما يعزّز قدرتها المالية لمواجهة الأوضاع الراهنة وأي تطورات مستقبلية، خصوصاً على صعيد أيّ تخفيض محتمل للتصنيف الائتماني والبقاء عند مستويات كافية لرأسمال فوق 8 في المئة أعلى من المتطلبات الدولية”.

وفي السياق، حافظ الدولار الاميركي في سوق بيروت المالية على إستقراره، واقفل على سعر وسطي 1507,50 ليرات لبنانية وفقاً لنشرة مديرية القطع والعمليات في مصرف لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول ايراني يكشف سبب الاضطرابات في العراق ولبنان

وكالة أنباء فارس/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

أكد نائب قائد الوحدات الخاصة بالشرطة الايرانية العميد حبيب الله جان نثاري، أنّ "جبهة المقاومة تعد أعظم إنجاز للجمهورية الإسلامية الايرانية". وأوضح، أنّ "سبب الاضطرابات الحالية في العراق ولبنان يهدف الى اضعاف جبهة المقاومة في المنطقة".

 

ايران تعلن أنها باتت تنتج 5 كلغ من اليورانيوم المخصب يوميا

- Agencies/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

أعلنت ايران اليوم الاثنين أنها باتت تنتج 5 كلغ من اليورانيوم المخصب يوميا، أي أكثر بعشر مرات مما كانت تنتجه قبل شهرين عندما أعلنت وقف التزامها ببعض القيود على برنامجها النووي الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.

جاء الاعلان عبر التلفزيون الايراني على لسان علي أكبر صالحي نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية الذي أعلن أيضا أن بلاده صممت نموذجين جديدين لأجهزة الطرد المركزي المتطورة بدأ اختبار أحدهما.

 

عقوبات أميركية على إيران تطال نجل خامنئي وشخصيات نافذة

Agencies/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

فرضت الولايات المتحدة، الاثنين، عقوبات على 9 أشخاص مرتبطين بإيران، من بينهم نجل المرشد الإيراني، بالإضافة إلى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وذلك في الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها، أن العقوبات تشمل مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني علي خامنئي. كما طالت العقوبات كلا من مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، ورئيس السلطة القضائية في إيران، إبراهيم رئيسي، "لدوره في قمع الثورة الخضراء وإعدام السجناء في إيران". وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق من يوم الاثنين، إن النظام الإيراني يواصل استهداف المدنيين الأبرياء لاستخدامهم كـ"بيادق" في العلاقات الخارجية الفاشلة، متعهدا بفرض المزيد من العقوبات عليها. وتابع بيان البيت الأبيض: "سنواصل فرض عقوبات على إيران إلى أن تغير سلوكها العدائي.. على النظام الإيراني أن يختار". واستطرد قائلا: "بدلا من أن تكون إيران الدولة الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب، يمكنها أن تضع الشعب الإيراني في أولوياتها، يمكن أن تختار السلام بدل حجز الرهائن والاغتيالات والتخريب والاختطاف البحري والهجمات على أسواق النفط العالمية".وختم البيت الأبيض بالقول "الولايات المتحدة تسعى للسلام، ونحن ندعم الشعب الإيراني. لقد حان الوقت للنظام الإيراني أن يفعل الشيء نفسه". يشار إلى أنه في 4 نوفمبر عام 1979، اقتحم مئات الإيرانيين السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 مواطنا أميركيا لمدة 444. وانتهت الأزمة في 20 يناير 1981 بإطلاق سراح الرهائن.

 

نتياهو "يسخر" من "غضب العرب": قالوا سيُحدث اهتزازا ولكن لا شيء حدث

Agencies/الاثنين 04 تشرين الثاني 2019

كشف رئيس وزراء "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، خفايا حواره مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بخصوص "الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل في العام 2017، وسيادة الأخيرة على الجولان المحتل". واوضح نتنياهو، خلال المؤتمر السنوي لوسائل الإعلام المسيحية الدولية المقام في القدس، قائلا: "أود أن تعلموا أن الرئيس ترامب تشاور معي، قبل أن يتخذ هذا القرار، وسألني ما الذي أعتقد أنه سيحدث في أعقابه؟ هل سيندلع عنف واسع النطاق؟ هل ستكون هناك مظاهرات في جميع أنحاء العالم العربي؟ فأجبت بأنني لا أستطيع أن أجزم بأنه لن تكون هناك اعتراضات، ولكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث، فهو قام بهذه الخطوة وما الذي حدث على الأرض؟ لا شيء". وتابع: "علينا أن نبارك الرئيس ترامب لاعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ولنقله السفارة الأميركية إلى هنا، كما يجب أن نعترف بالدور الحاسم الذي لعبه السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، في هذا القرار وأشكره لذلك مرارا وتكرارا". وقال نتنياهو: "كما قرر الرئيس ترامب الاعتراف بهضبة الجولان كجزء من دولة إسرائيل السيادية، وقالوا مرة أخرى إن هذا سيُحدث اهتزازا كبيرا ولكن ما الذي حدث فعلا؟ لا شيء.. ولماذا؟ لأن شيئا كبير جدا يحدث وهو تغيير نظرة الكثيرين في الشرق الأوسط إلى إسرائيل".

 

خامنئي يهاجم وساطة ماكرون ويجدد رفضه أي محادثات مع واشنطن

ظريف اتهم «جماعات الضغط» بالتورط في غسل الأموال بإيران

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، انتقادات لاذعة إلى جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لترتيب لقاء مباشر بين نظيريه الأميركي دونالد ترمب والإيراني حسن روحاني، مشدداً على موقفه الرافض أي محادثات مع الولايات المتحدة، ووصفها وباريس بأنهما «عدوان لدودان»، وذلك قبل يوم من الذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران. وقال خامنئي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «يعدّ أن حل مشكلات إيران في لقاء ترمب. يجب أن أقول إن هذا الشخص (ماكرون) إما ساذج جداً، أو متواطئ مع الأميركيين» بحسب «رويترز».

ولفت المرشد الإيراني أيضاً إلى الطريق المسدودة التي وصلت إليها الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد لقاءات ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وعدّ أنّ ذلك «يدل على أن الولايات المتحدة ليست شريكاً موثوقاً به» وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وحاول ماكرون الترتيب لاجتماع بين ترمب وروحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنه لم يفلح في مسعاه هذا. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله: «أحد سبل الحد من التدخل السياسي لأميركا هو رفض إجراء أي محادثات معها. هذا يعني أن إيران لن ترضخ لضغوط أميركا... من يعتقدون أن المفاوضات مع العدو ستحل مشكلاتنا مخطئون مائة في المائة». ووصلت العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدودة على مدى العام الماضي بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الإيراني. وعاودت واشنطن فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادرات النفط الإيراني، وقالت إنها تسعى لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقاً يشمل برنامج الصواريخ الباليستية، والدور الإقليمي الإيراني. وحظر خامنئي على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات مع واشنطن إلا إذا عادت للاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات.

وتحيي إيران ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران الذي وقع بعد فترة وجيزة من الثورة في 1979، بمظاهرات عادة ما تردد الحشود فيها: «الموت لأميركا». ورسخ احتلال السفارة العداء بين الدولتين. واتهمت إيران الولايات المتحدة بالسعي لإطاحة الثورة، واحتجزت 52 أميركياً في السفارة لمدة 444 يوماً، ووصفتها بأنها «وكر للجواسيس». وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أشهر قليلة من احتلال السفارة على يد المتشددين. ونقلت «رويترز» عن خامنئي قوله: «لم تتغير الولايات المتحدة منذ عقود... تواصل السلوك العدائي الشرير ذاته والديكتاتورية الدولية نفسها... دائماً ما تضمر أميركا العداء لإيران». وأضاف: «لدى إيران إرادة صارمة وحديدية. لن تترك أميركا تعود لإيران». وأعلن خامنئي أنّ «المنع المتكرّر للتفاوض مع (الولايات المتحدة) هو من الوسائل المهمّة لإغلاق الطريق أمام دخولهم إلى إيران العزيزة»، وقال إنّ «هذا الأسلوب (...) يغلق طريق الاختراق أمام الأميركيين ويبرز العظمة الحقيقية لإيران واقتدارها أمام الجميع حول العالم، ويُسقط القناع عن العظمة المزيفة للطرف المقابل». وأشار إلى أنّ «التفاوض مع (واشنطن) لا يؤدّي إلى أي نتيجة»، لافتاً إلى أنّه «لا حدود لتوقعات الأميركيين، وهم يستمرّون في طرح مطالب جديدة» من إيران، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع خامنئي أن الأميركيين «يقولون: لا تنشطوا في المنطقة وأوقفوا تطوير منظومتكم الدفاعية وتصنيع الصواريخ، وبعد تلبية هذه المطالب سيطلبون (...) ألا نشدّد على قضيّة الحجاب». ورأى أنّ «البعض، ومن بينهم الأميركيون، يعملون على تحريف التاريخ» عبر ربط «عداء (الولايات المتحدة) لإيران بالسيطرة على وكر التجسس»، في إشارة إلى السفارة الأميركية في طهران. ويتأتى هذا قبل أيام قليلة من إعلان إيران خطوة رابعة من خفض التزامات الاتفاق النووي ضمن مسار الانسحاب التدريجي الذي بدأ منذ مايو (أيار) الماضي بهدف الضغط على الأوروبيين لتعويض خسائر العقوبات الأميركية التي شلت العلاقات البنكية ومبيعات النفط في الذكرى الأولى للانسحاب من الاتفاق النووي. وعارض حلفاء أوروبيون لواشنطن قرار إدارة ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن تقارير وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن آخر اجتماع جرى بين إيران وأطراف الاتفاق النووي على هامش أعمال الجمعية العامة في الأمم المتحدة لم يخلوا من توتر. بحسب المعلومات المتوفرة؛ فهذه الدول حذرت من أنها ستكون مجبرة على الانسحاب من الاتفاق النووي وتفعيل آلية «الضغط على الزناد» في الاتفاق. وانتقد خامنئي كذلك ما وصفها بـ«نزعة انتظار الأجانب» و«تعطل» البلد بسبب انتظار الوعود. وقال: «فترة انتظرنا الاتفاق النووي، وفترة أخرى ننتظر أوامر الرئيس الأميركي لتمديد الإعفاءات كل 3 أشهر المدرجة في الاتفاق، وفترة ما انتظرنا الرئيس الفرنسي وبرامج الفرنسيين، ما يجعل المستثمر والناشط الاقتصادي حائراً، ويدفع البلاد للانكماش والتأخر». وكان خامنئي يرد ضمناً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي أثارت جدلاً واسعاً الأسبوع قبل الماضي عندما انتقد «من يعطلون البلد» وطالب بالاستفتاء على القضايا الاستراتيجية في إشارة ضمنية إلى العلاقات مع الولايات المتحدة وانضمام إيران إلى اتفاقيات دولية؛ أهمها اتفاقية «فاتف» لمكافحة غسل الأموال.

«جماعات الضغط» وغسل الأموال

وبالتزامن مع خطاب خامنئي، توجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للرد على أسئلة النواب حول تصريحات أدلى بها قبل عام عن تفشي غسل الأموال في إيران. وقال حينذاك إن معارضة «فاتف» نتيجة «المصالح الاقتصادية»، وقال إن «غسل الأموال أمر واقع في بلادنا، وينتفع منه كثيرون» وتابع: «لا أريد أن أنسب غسل الأموال لمكان، لكن من يقومون بغسل آلاف المليارات، من المؤكد أن لديهم ما يكفي من المال لإنفاق عشرات أو مئات المليارات على الدعاية وافتعال الأجواء في البلاد». وحاول ظريف أمس إبعاد الاتهام عن كل النظام الإيراني، قائلاً إن النظام «بريء من غسل الأموال»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى تورط «بعض جماعات الضغط» في القضية، ومع ذلك أصر على موقفه السابق، مشيراً إلى «تداول آلاف آلاف مليارات التومانات من غسل الأموال في البلد». وقال ظريف في الدفاع عن نفسه: «إنها ليست تصريحاتي فقط، وإنما كل المسؤولين يقولون ذلك»، مشدداً على أن «جماعات الضغط» لاعتبارات «المصالح الشخصية» تعارض انضمام إيران. وقال ظريف: «إذا كان لا يوجد غسل أموال في البلاد ولا تقوم المجموعات الفاسدة بغسل الأموال، فبأي جريمة أُعدم سلطان المسكوكات الذهبية؟!». وشهد الأسبوع الماضي تلاسناً حول الانضمام إلى اتفاقية «فاتف»، بين الحكومة من جهة؛ والبرلمان ومجلس تشخيص مصلحة النظام والقضاء من جهة أخرى. وتفاخر ظريف بدفاعه عن النظام في خارج البلاد، وعدّه مسؤوليته، مشيراً إلى وصفه بـ«المدافع الأكبر» في حساب وزارة الخارجية الأميركية. وطلبت الحكومة من البرلمان تمرير لائحتين تسمح بالانضمام إلى «اتفاقية باليرمو لمكافحة الجريمة الدولية المنظمة» و«اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (سي إف تي)». وفي منتصف الشهر الماضي أعطت «مجموعة العمل المالي (فاتف)»؛ الهيئةُ الرقابية العالمية المعنية بمكافحة غسل الأموال، إيران مهلة نهائية تنتهي في فبراير (شباط) المقبل، لاتخاذ تدابير امتثالاً لمعايير مكافحة غسل الأموال وإلا فستواجه إجراءات مضادة. وربطت فرنسا وبريطانيا وألمانيا التزام إيران وحذفها من القائمة السوداء لـ«فاتف» بقناة «إينستكس» الجديدة للتجارة بغير الدولار مع إيران بهدف الالتفاف على العقوبات الأميركية. ونقلت صحيفة «اعتماد» أمس عن غلام رضا أنصاري، مساعد الشؤون الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة الخارجية الإيرانية: «ستكون رصاصة الرحمة على نظام البنك الإيراني إذا لم تتم المصادقة على لوائح (فاتف)»، محذرا من إن «الجهاز المصرفي الإيراني سيصاب بالشلل إذا لم يتخطَّ هذا الوضع». ووصف أنصاري «فاتف» بأنها جواز السفر للشبكة المصرفية الإيرانية، وقال: «إذا أراد الجهاز المصرفي الإيراني الاتصال بمنظومة المصارف العالمية، فيجب الانضمام إلى (فاتف)».

 

واشنطن تفرض عقوبات على مساعدين للمرشد الإيراني

واشنطن/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

أعلنت وزارة لخزانة الأميركية، اليوم (الاثنين)، بالتزامن مع الذكرى الأربعين لاحتجاز العاملين في السفارة الأميركية في طهران رهائن عام 1979، فرض عقوبات على تسعة من مساعدي المرشد الإيراني علي خامنئي يحتلون مناصب أساسية في البلاد. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، في بيان: «هذا الإجراء يحدّ أكثر فأكثر من قدرة المرشد خامئني على تنفيذ سياسة الإرهاب والقمع التي ينتهجها». ووصلت العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدودة على مدى العام الماضي بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الإيراني. وعاودت واشنطن فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادرات النفط الإيراني، وقالت إنها تسعى لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقاً يشمل برنامج الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي الإيراني. وحظر خامنئي على المسؤولين الإيرانيين إجراء أي محادثات مع واشنطن إلا إذا عادت إلى الاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات. وتحيي إيران ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران الذي وقع بعد فترة وجيزة من الثورة في 1979، بتظاهرات عادةً ما تردد الحشود فيها: «الموت لأميركا». ورسخ احتلال السفارة العداء بين الدولتين. واتهمت إيران الولايات المتحدة بالسعي لإطاحة الثورة، واحتجزت 52 أميركياً في السفارة لمدة 444 يوماً، ووصفتها بأنها «وكر للجواسيس». وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أشهر قليلة من احتلال السفارة.

 

اليمين يمارس الضغوط على ليبرمان للعودة شريكاً مع نتنياهو ومتظاهرو السلام يتوجون بيني غانتس خليفة لإسحق رابين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

مع فشل المحادثات حول تشكيل حكومة وحدة بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، وتنامي الخوف من أن يؤدي التوجه لانتخابات ثالثة، في غضون سنة، إلى انهيار معسكر اليمين، بادر عدد من قادة أحزاب اليمين الإسرائيلي إلى ممارسة ضغوط على رئيس حزب «اليهود الروس» (يسرائيل بيتنا)، أفيغدور ليبرمان، كي يفض تعاونه مع «معسكر اليسار» بقيادة غانتس، و«العودة إلى مكانه الطبيعي في صفوف معسكر اليمين». وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأحد، أن قادة اليمين يدركون أن ليبرمان هو الوحيد الذي يستطيع أن يبقي اليمين بقيادة نتنياهو في الحكم ولا بد من الاستثمار فيه. ويقولون إن فكره وعقيدته الآيديولوجية وبيئته السياسية الحاضنة هي فقط في اليمين، والدليل أنه رفض تأييد اختيار رئيس للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من حزب «كحول لفان»، وأعلن رفضه تشكيل حكومة بقيادة غانتس تستند إلى الأحزاب العربية، وعداؤه لنتنياهو شخصي، ويجب إيجاد طريقة لتسويته مهما يكلف ذلك من ثمن.

وقد باشر هؤلاء الاتصالات مع حلفائهم قادة الأحزاب الدينية المتزمتة، للتنازل عن مواقفهم الدينية الصعبة لصالح مطالب ليبرمان، التي يضعها تحت شعار «وضع حد لسياسة الإكراه الديني». ويرى هؤلاء أن «الليكود» يستطيع إعادة احتضان ليبرمان بتقديم عرض سخي له، يضمن له منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة طيلة ثلاث سنوات من الدورة المقبلة، وتسليمه رئاسة الحكومة في السنة الرابعة، ومنح رفاقه في الكتلة مناصب وزارية رفيعة. ويقولون إن البديل عن ذلك هو حكومة يسار مسنودة من ليبرمان ومن الأحزاب العربية، وهذا أمر مخالف لعقيدته، أو التوجه نحو انتخابات ثالثة، وهذا مخالف لوعوده الأخيرة.

المعروف أن نتنياهو نجح في تشكيل كتلة تحالف قوية من أحزاب اليمين والمتدينين تضم 55 نائباً من مجموع 120 نائباً في الكنيست، هم نواب «الليكود» (32 نائباً) وحزب «المتدينين الغربيين» (الأشكناز) «يهدوت هتوراة» 7 نواب، وحزب اليهود الشرقيين المتزمتين «شاس» 9 مقاعد، وتكتل اليمين المتطرف «يمينا» 7 مقاعد. فإذا انضم ليبرمان بنوابه الثمانية يصبح الائتلاف بأكثرية 63 مقعداً. وقال بعض كبار المسؤولين في كتلة اليمين: «إن ليبرمان هو الوحيد الذي يستطيع إنقاذ إسرائيل من انتخابات ثالثة».

ولكن ليبرمان أطلق تصريحات صد فيها هذه المحاولات، أمس، مؤكداً أنه ليس في وارد إنقاذ نتنياهو. وكتب يهاجم نتنياهو من جديد في منشور على حسابه على صفحات «فيسبوك»، قائلاً: «إن نتنياهو يقودنا للمرة الثالثة إلى الانتخابات العامة، والشعب لن يسامحه على ذلك». وأوضح ليبرمان في منشوره: «لقد مرت 48 يوماً على انتهاء الانتخابات التي قال الشعب كلمته فيها بوضوح، إنه يرغب في تشكيل حكومة وحدة ليبرالية. بكل أسف هناك من يحاول بكل الطرق إحباط تشكيل الحكومة، وبدلاً من ذلك يركز جل اهتمامه على شؤونه الشخصية».

وتابع ليبرمان: «من أجل الإسراع في تشكيل الائتلاف، عرضنا رؤية لتشكيل حكومة وحدة، تنص على التناوب في رئاسة الحكومة، على أن يتولى بنيامين نتنياهو هذا المنصب أولاً. ولقد توجهنا خطياً وشفوياً إلى حزب (الليكود) للشروع في مفاوضات ائتلافية، لكننا لم نجد تجاوباً منه. لقد تمسك (الليكود) بكتلة اليمين التي تضم الأحزاب الدينية لأسباب شخصية فقط، وبالتالي كان نتنياهو على استعداد للتضحية بكل شيء لصالح الحفاظ على كتلة اليمين». وقال مسؤول في «الليكود» إن هذا الرد من ليبرمان لا يعني أنه يغلق الباب، وما زال هناك أمل بإقناعه بالعودة. واقترح على نتنياهو أن يبادر بشخصه للحديث مع ليبرمان، ومصالحته، والتفاوض معه. وحذر هذا المسؤول من «الذين يحيطون بنتنياهو ويحاولون إقناعه بالإصرار على الذهاب لانتخابات ثالثة». وقال «إن هؤلاء يدفعون نتنياهو إلى انتحار سياسي سيدمر (الليكود)، مثلما نصحوه قبل نحو 20 سنة، عندما هبط (الليكود) تحت قيادته إلى 12 مقعداً، وخسر الحكم لصالح إيهود باراك». يذكر أن غانتس حظي بدعم جماهيري كبير من أنصار السلام، حين اختاروه خطيباً مركزياً في المهرجان السنوي لإحياء ذكرى اغتيال إسحق رابين، الذي أقيم مساء الأول من أمس السبت في ميدان رابين في تل أبيب. فقد احتشد أكثر من 30 ألف شخص (حسب تقديرات المبادرين وصل العدد إلى 50 ألفاً)، لسماع كلمته، التي تحدث فيها عن رابين كثيراً، وردد بعض مقولاته، وأهمها: «أنا الذي أرسلت إلى ساحات المعارك ألوف الجنود، أشعر بمتعة خاصة أن أخوض أهم معركة، إنها معركة السلام». وقد أعقبه فوراً شمعون شباس، المدير العام لديوان رئيس الوزراء في زمن رابين، فقال مخاطباً غانتس: «أنت تكمل طريق رابين. بالنسبة لي فإنني أشعر بأن الدولة التي فقدتها في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، عندما نفذوا جريمة الاغتيال الحقيرة، تعود إليَّ وتعود إلى ملايين الإسرائيليين الذين ما زالوا ينشدون السلام ولا يتنازلون عنه».

 

مقتل 3 متظاهرين أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء وبغداد أكدت أن أمن البعثات الدبلوماسية «خط أحمر»... والجيش يحذر من انهيار جسر الجمهورية

الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

قتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص خلال احتجاجات تخللها عنف وقعت ليلة أمس (الأحد)، أمام مبنى القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء جنوب بغداد، حسبما أعلنت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان. وأطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي باتجاه متظاهرين حاولوا إحراق مبنى قنصلية إيران، التي يتهمها المحتجون بأنها خلف النظام السياسي العراقي «الفاسد» الذي يطالبون بـ«إسقاطه». وذكر شهود لوكالة الأنباء الألمانية، أن متظاهرين تجمعوا أمام القنصلية الإيرانية، وقاموا بإشعال النيران في محيطها الخارجي، وأن القوات العراقية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين حتى ساعة متأخرة من الليل، وهم يهتفون بشعارات ويطالبون القنصل الإيراني بمغادرة كربلاء. وأوضح الشهود أن القوات العراقية عززت نفسها بأعداد إضافية لإبعاد المتظاهرين من المكان. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية اليوم (الاثنين) قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في كربلاء.

وأكدت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، «التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسية التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر»، مشددةً على أن «أمن البعثات والقنصليات خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه». وأوضحت أن السلطات الأمنية قد اتخذت جميع الإجراءات لمنع أي إخلال بأمن البعثات، كما أكدت على أن «مثل هذه الأفعال لن تؤثر في علاقات الصداقة وحسن الجوار التي تربط البلدين الجارين». من جانب آخر، خرج أهالي قضاء الحر في كربلاء بمظاهرة كبيرة، وقطعوا الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء والطرق المؤدية للعاصمة بالإطارات، وانتشرت قوات الشرطة في تلك المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قوله، إن أعمال حرق وتدمير الوسادات المطاطية لجسر الجمهورية ببغداد أدت إلى حدوث خلل في جسم الجسر، قد يؤدي إلى انهياره.

وقامت السلطات في بغداد بإغلاق جسر السنك المجاور لجسر الجمهورية، وقطع عدد من الأحياء بالكتل الإسمنتية، بينما ظهرت مجموعات جديدة من المتظاهرين قامت بقطع الطرق والشوارع لمنع الحركة ووصول موظفي الدولة وأصحاب المهن إلى أماكن عملهم.

ويعد قيام المتظاهرين بقطع الطرق لمنع العاملين العراقيين من الوصول إلى مجمعات الحقول النفطية العملاقة التي تديرها شركات عالمية، أبرزها «إكسون موبيل» الأميركية، و«لوك أويل» الروسية، و«بي بي» البريطانية، و«إيني» الإيطالية، في مناطق متفرقة في البصرة، تطوراً خطيراً، رغم أن عمليات الإنتاج والتصدير ما زالت متواصلة دون توقف. ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة جديدة لمتابعة تداعيات المظاهرات، وأهمية البحث عن مخرج لحل الأزمة في أقرب وقت ممكن. وكان رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، قد دعا المتظاهرين الليلة الماضية إلى إنهاء مظاهراتهم.

 

عراقيون يسخرون من اتهام خطيب طهران لهم بأنهم «شيعة الإنجليز» و«شهداء ثورة تشرين» بدلاً من «الخميني» اسماً لشارع في النجف

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

تحفل مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأيام، بشتى صنوف الانتقادات والسخرية من عموم ما يصدر عن القادة ورجال الدين في إيران من آراء وتصريحات حيال المظاهرات العراقية، وتتعرض السياسة والنفوذ الإيراني في العراق، هذه الأيام، إلى حملات تسقيط وإدانة واسعة النطاق وغير مسبوقة في غالبية المحافظات المحتجة، وفضلاً عن أنواع الشعارات المنددة بالنفوذ الإيراني، وشخصياته، وفصائله النافذة في العراق، عمد ناشطون، ليلة أول من أمس، إلى محو علامة مرورية في أحد شوارع محافظة النجف، كتب عليها «شارع الإمام الخميني»، واستبدلوها بعلامة أخرى كُتب عليها «شارع شهداء ثورة تشرين».

وفي اليوم الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، خرجت مظاهرة كبرى في محافظة كربلاء، رافعة شعارات منددة بإيران ومجمل نفوذها في العراق وزعمائها، خصوصاً قاسم سليماني الذي وصفوه بـ«المجرم الدموي»، ومن بين تلك الشعارات التي رفعت في كربلاء «إيران... سبب المآسي للعراق وتحطيم البنية التحتية». وتشدد اتجاهات واسعة في حركة الاحتجاجات العراقي على ضرورة أن يتم إيقاف إرادة الهيمنة الإيرانية، ووضع حد نهائي لنفوذها الذي تصاعد بقوة، مع صعود رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى سدة رئاسة الوزراء، إذا ما أريد لحركة الإصلاح أن تتلمس خطواتها الصحيحة في مستقبل البلاد.

النائب المدني فائق الشيخ علي، غرد عبر «تويتر» قائلاً: «إيران جارة السوء، كيف لعاقل أن يستأمنهم ويطعم أبناءه من منتجاتهم»، وختم بوسم: «خلوها تخيس» (دعوها تتعفن) في دعوة لمقاطعة المنتجات الإيرانية. بالعودة إلى موجة الانتقادات والسخرية، وبعد ردود لاذعة على انتقادات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للمتظاهرين العراقيين، جاء كلام خطيب جمعة طهران، محمد علي موحدي كرماني، الذي قال إن «بعض الجماعات المنحرفة التي نصفها بـ(شيعة الإنجليز) تسللت إلى صفوف الشعب العراقي». ورحب عدد غير قليل من الناشطين، وبطريقة ساخرة، بفكرة تبعية بعض الشيعة إلى الإنجليز. وكتب الصحافي والناشط قاسم السنجري، عبر صفحته في «فيسبوك»، «حتى تسمية شيعة الإنجليز أكشخ (أكثر لياقة) من شيعة إيران». وتحت صورة لملكة بريطانيا، علق الناشط والمخرج السينمائي ياسر كريم قائلاً: «شيعة الإنجليز... ولا تهون المرشدة العليا!». الصحافي والكاتب فلاح المشعل، كتب ساخراً: «طلع الشيعي الإنجليزي أكثر حرارة من الشيعي الأرجنتيني». وقصة الأرجنتين يعرفها العراقيون؛ حيث بات كثيرون يسمون إيران «الأرجنتين» على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قبل أشهر، حول موضوع دخول المخدرات إلى العراق؛ حيث قال في حينها إنها تأتي إلى العراق من الأرجنتين، عبر سلسلة طرق، ولم يشر إلى إيران التي تعرف محلياً بوصفها أكثر الدول التي تدخل عبرها المخدرات إلى العراق.

 

تصاعد الاحتجاجات في بغداد... ومقتل 5 متظاهرين

بغداد/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

تصاعدت حدة الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية في بغداد اليوم (الاثنين)، فيما فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين، فقتلت ما لا يقل عن خمسة منهم، بحسب وكالة رويترز للأنباء. ووفقاً للوكالة، أظهرت صور قوات الأمن تطلق النار على محتج وترديه قتيلاً، فيما قال مصور «رويترز» إنه شاهد مقتل ما لا يقل عن أربعة آخرين. إلى ذلك، تجمع آلاف المحتجين المناهضين للحكومة العراقية في وسط بغداد، متحدين مناشدة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إنهاء الاحتجاجات التي يقول إنها تكلف الاقتصاد العراقي مليارات الدولارات وتعطل الحياة اليومية. وكان من المقرر أن يبدأ ناشطون في بغداد إضراباً عاماً بدءاً من اليوم، وحتى إشعار آخر، للضغط على السلطة لتحقيق المطالب، فيما أفادت مصادر طبية بمقتل 3 متظاهرين بالرصاص أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي المتابعات الميدانية، وصلت تعزيزات أمنية إلى بوابة ميناء أم قصر في البصرة، التي تجمهر المعتصمون أمامها وأشعلوا النيران في إطارات. وفي تطور سياسي جديد، استقبل الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، في قصر السلام ببغداد، رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم. وجرى خلال اللقاء بحث تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين، وأهمية حماية الأمن العام بما يحفظ الممتلكات العامة والخاصة.

وتم التأكيد على الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية من أجل تحقيق الحياة الكريمة للشعب العراقي.

 

الجيش المصري يعلن القضاء على 83 «إرهابياً» في سيناء ومقتل وإصابة 3 عسكريين

القاهرة/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، اليوم (الاثنين)، عن القضاء على 83 «إرهابياً» في إطار استكمال جهود القوات المسلحة والشرطة لمكافحة الإرهاب، على كافة الاتجاهات الاستراتيجية المصرية خلال الفترة الماضية. وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في بيان له، إن: «جهود الجيش والشرطة أسفرت خلال الفترة من 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، وحتى اليوم، عن تحقيق نجاحات تمثلت في قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير 14 مخبأ وملجأ تستخدمها العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير 115 عربة دفع رباعي (9 على الاتجاه الشمالي الشرقي، و52 على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، و54 على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي)». وأشار البيان إلى أنه تم القضاء على 77 فرداً تكفيرياً، عثر بحوزتهم على 65 قطعة سلاح مختلفة الأنواع، و78 خزنة، و20 قذيفة «هاون»، وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة، وعبوات ناسفة معدة للتفجير، ووحدات طاقة شمسية، وأجهزة اتصال بشمال ووسط سيناء. مضيفاً: «كما تم تنفيذ عدة عمليات نوعية أسفرت عن مقتل 6 أفراد تكفيريين شديدي الخطورة». وأضاف البيان: «نتيجة للأعمال القتالية الباسلة لقواتنا المسلحة بمناطق العمليات، نال شرف الشهادة والإصابة ضابط وجنديان، أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية». وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ عام ونصف عام تقريباً، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة تابعة في أغلبها لتنظيم «ولاية سيناء» (أنصار بيت المقدس سابقاً) والموالي لـ«داعش». وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».

 

فرع «داعش» في الصومال يعلن مبايعة زعيم التنظيم الجديد

مقديشو/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

أعلن فرع تنظيم «داعش» في الصومال، في بيان، مبايعته لأبي إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي أعلنه التنظيم زعيماً جديداً له بعد مقتل أبو بكر البغدادي. ونشر فرع التنظيم بالصومال صوراً على «إنستغرام» لنحو 12 مقاتلاً يقفون بين الأشجار، وعليها تعليق يقول إنهم يعلنون مبايعة القرشي.

وكان تنظيم «داعش» قد أعلن الخميس الماضي مبايعة القرشي، خلفاً للبغدادي الذي قتل بعملية عسكرية نفذتها القوات الأميركية الأحد الماضي، وأعلن أيضاً مقتل المتحدث السابق باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر، وتعيين أبو حمزة القرشي. وبايع تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» في مصر، الزعيم الجديد للتنظيم. ونشر «ولاية سيناء» عبر قناته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تلغرام» مساء أول من أمس، صوراً لمجموعة، قال عنهم إنهم «من المقاتلين الذين بايعوا القرشي زعيماً للتنظيم»، على حد وصفه. وكانت بقايا جثة البغدادي قد نقلت إلى قاعدة «عين الأسد» الجوية الأميركية في العراق، بعد مقتله في عملية أمنية خاصة بريف إدلب السوري. بينما تكررت تحذيرات مسؤولين أمنيين في واشنطن من تخطيطات وهجمات انتقامية لـ«داعش»، وخطوات متسارعة لاختيار زعيم جديد للتنظيم. وحصلت القوات الأميركية المشاركة في عملية تصفية البغدادي على أجهزة كومبيوتر وإيصالات مالية؛ من بينها إيصالات بمبلغ 67 ألف دولار دفعها البغدادي لتنظيم «حراس الدين» مقابل توفير الحماية له، و8 إيصالات أخرى فيما بين عامي 2017 و2018؛ منها إيصال بمبلغ 7 آلاف دولار مقابل توفير مقرات آمنة لعناصر «داعش» الفارين من «ولاية الخير»، وهو الاسم الذي أطلقه «داعش» على ريف دير الزور شرق سوريا. وتظهر إيصالات أخرى دفعات مالية من «داعش» إلى «حراس الدين» مقابل أجهزة إعلامية وتكلفة مالية للمساعدات اللوجستية.

 

انقسام عراقي حول دعوات الإضراب العام المؤيدون يحرزون نجاحاً جزئياً في غلق الطرق

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

بغض النظر عن طبيعة الإجراءات والخطوات التصعيدية التي تخطط لها جماعات الاحتجاج ونشطائه وإذا ما كانت تهدف إلى إعلان حركة عصيان مدني واسعة، أو إضراب عام مدعوم من النقابات المهنية، فإن ما حدث أمس، من تحركات لقطع الطرق وشل حركة التنقل في بغداد وبعض المحافظات، عدّ في تقديرات بعض المراقبين «نجاحاً جزئياً» حققته جماعات الاحتجاج التي نجحت، ليس في شل حركة السكان بشكل عام، وإنما في إرباك الدولة ومؤسساتها التي شهدت تغيباً واضحاً لأعداد غير قليلة من موظفيها. وأبلغ الموظف في وزارة المالية حيدر محمد «الشرق الأوسط» أن «نسبة حضور الموظفين ناهزت 40 في المائة فقط». ويضيف محمد أن «بعض الموظفين يرفض بقوة عدم الحضور، وهناك عدد غير قليل متعاطف مع دعوات الإضراب، لكنه يخشى العقوبات الإدارية». ويضيف: «الإضراب نجح جزئياً في مناطق الرصافة في بغداد، وشهد بعض الدوائر غياباً كاملاً للموظفين، وهناك بعض الجهات قام بتحريض الموظفين وإدارات المدارس بعدم الدوام والالتحاق بالعمل». في غضون ذلك، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحديثي في تصريحات، إن «الحكومة في الوقت الذي تؤكد وتشدد فيه على حق التظاهر السلمي وتحترم هذا الحق، وتسعى إلى صياغته وتنفيذه بشكل كامل للمتظاهرين السلميين، فإنها لا يمكن أن تقبل بأي تعطيل للمصلحة العامة أو توقف لحركة وانسيابية السير، وكذلك أي محاولة للتأثير على سير العمل في دوائر الدولة ومدارسها وكل العناوين الرسمية التابعة لها». وأضاف أن «الحكومة العراقية لا يمكن لها أن تسمح بإلحاق الضرر بمصالح المواطنين من كسبة وتجار وأصحاب الأعمال الحرة»، مشيراً إلى أن «هناك توجيهات إلى القوات الأمنية، باحترام حق التظاهر السلمي والسماح للمتظاهرين السلميين بالتعبير عن رأيهم، ضمن الآليات المنصوص عليها في الدستور، وبالوقت ذاته هناك تعليمات تلزم القوات الأمنية بمنع أي مسعى لقطع الطرق أو تعطيل حركة الحياة العامة».

بدوره، يؤكد الناشط والأستاذ الجامعي ستار عواد أن «الإضراب نجح جزئياً بعد قطع الطرق من قبل المحتجين، كانت الفكرة أن تقطع الشوارع لعرقلة وصول الموظفين إلى دوائرهم ثم فتحها بعد ذلك». وعن أهم الطرق التي قطعت، ذكر عواد أنها «الطريق السريعة في منطقة الشعلة، وطريق المرور السريعة محمد القاسم، وجسور حيي البنوك والشعب، وطريق البلديات باتجاه منطقة زيونة وملعب الشعب، إضافة إلى مخارج مدينة الصدر، وسريع منطقة الدورة من جهة بغداد جديدة، ومخارج مناطق الأمين والمشتل والعبيدي، شرق بغداد».

وأظهرت فيديوهات قيام مجاميع محتجة بالسير ليلاً في بعض أحياء بغداد، خصوصاً مدينة الصدر وحث الناس على الالتزام بالإضراب العام عبر مكبرات الصوت. وقامت مجاميع احتجاجية، ليلة أول من أمس، بإغلاق كثير من الطرق الرئيسية ببغداد لتطبيق الدعوة إلى الإضراب، وواصل المحتجون الأمر ذاته أمس.

وكشفت التطورات يوم أمس، عن مفارقة تتمثل برغبة السلطات في فتح جميع الطرق، في مقابل رغبة المتظاهرين في غلقها، في وقت كانت فيه الأمور تسير بطريقة عكسية قبل دعوات الإضراب والعصيان المدني. ولم تمر الدعوات المتكررة من حركة الاحتجاج للناس بالإضراب وعدم الالتحاق بأعمالهم، دون اعتراض وانتقادات بعض الاتجاهات العراقية، التي تتوزع بين الخشية من انفلات الأمور والإضرار بمصالح البلاد، وأخرى لا تتردد في انحيازها للسلطات القائمة والدعوات لإفساح المجال أمامها لتطبيق إصلاحاتها وتنفيذ وعودها. ولعل أغلب تلك الانتقادات انصبت على محاولات بعض المحتجين في محافظة البصرة إغلاق الموانئ وحقول النفط الجنوبية التي تعد المصدر الأول لموارد البلاد المالية. في مقابل ذلك، ترى اتجاهات أخرى تدافع عن فكرة أن «عمليات الغلق والإضراب ضرورية لإرغام الحكومة على الاستقالة والمباشرة بعملية الإصلاح الحقيقية، لأن من دون ذلك تبقى السلطات تناور لحين امتصاص الغضب الشعبي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ما راح نكمّل التدريس.. غير ما يسقط الرئيس"

لوسي بارسخيان/المدن/05 تشرين الثاني/2019

في تعليق كتبه أحدهم على صفحة فايسبوك، محاولاً طمأنة الأهالي القلقين على مستقبل أولادهم المدرسي قال: "أنا وبالـ 5eme، كان في حرب تحرير وسنة بلا مدرسة. صرت حكيم"، خاتماً تعليقه بدعوة الأهالي لعدم القلق.

العودة طوعاً أو إخضاعاً

يدرك كل من يحاول أن يظهّر "تداعيات" الثورة الشعبية المتواصلة منذ 19 يوما، أن أكثر ما يمكن أن "يلوي" ذراع أهل ثاروا على أوضاع البلد التعيسة، هو قلقهم على مستقبل أولادهم، القابعين خارج المدارس منذ أكثر من أسبوعين. ومن هنا، تجد أن حتى الأكثر حماسة منهم للثورة يريدون تلمس ولو "خيط حل"، يجنبهم كأس مثل هذه التضحية الأَمَر، من دون أن يعني ذلك أنهم بثورتهم نسوا أيضا المدارس وإداراتها، التي لم ترحمهم بالأقساط وزياداتها في الأعوام الماضية، دافعة بجشعها الكثيرين إلى التخلي عن مخططاتهم ومعاييرهم التي وضعوها لتعليم أولادهم.

في الانطباع العام، عندما يعود التلاميذ إلى المدارس تكون أمور البلد قد عادت إلى طبيعتها. أي عندما يبدأ الشعب أولاً بتلمس لو بعض الجدية من قبل السلطة في تحقيق مطالب الثورة. لكن العكس ليس صحيحاً أبداً. أي أن إلزام التلاميذ على الالتحاق بمدارسهم، لا يعمي النظر عن الظروف التي تحول دون التحاقهم بها حالياً، وهو بالتأكيد لن يخمد "ثورة" تشتعل في قلوب التلاميذ، كما هو حال ذويهم وأساتذتهم. ومع ذلك ثمة من يحاول أن يرسي القاعدة الثانية، من خلال محاولة "إخضاع" تربوية، شبيهة لما حصل في بعلبك حيث استؤنفت الدراسة في الأيام الأولى للثورة، بقرار لامركزي، ونابع من إرادة حزبية مهيمنة على المنطقة، يعتم على مطالبة أهلها بحقوقهم ورغبتهم بالانخراط مع اللبنانيين بانتفاضتهم.

لحظة الجرس الأول

مساء الأحد، تلقى ذوو تلاميذ القطاع الرسمي في بلدة برالياس، تعميماً مدرسياً، بأن يوم الإثنين هو يوم دراسي عادي، أياً كانت الظروف التي تحول دون ذلك. اتصالات عديدة جرت بهذه الإدارات لثنيها عن القرار، ولكن من دون أن تنجح. وبعد أن نام المصرّون على استئناف العام الدراسي على "حرير" فرض قواعدهم على التلاميذ وذويهم، غاب عن بال هؤلاء أن الثورة في قلوب الشباب قادرة على تحطيم كل السلطات، وحتى لو كانت تتخفى وراء "الحق بالتعلم"، ليفاجأوا قبيل قرع الجرس الأول بمجموعات الثوار التي تحركت باتجاهها، محررة التلاميذ وأساتذتهم من "تسلط" إداراتها، ومحاولاتها كبت صوتهم المرتفع بوجه كل السلطات في الشوارع. بعزيمة أقوى حضر التلاميذ إلى مدارسهم، ملونين الخدود بخطيّ العلم اللبناني، وقد استبدل بعضهم "الشنط المدرسية" بلافتات تحمل شعارات الثورة، وتطالب بمستقبل أفضل لهم في بلدهم، ليتوجهوا بها مع أساتذتهم إلى ساحة المحبة، التي تحولت "هايد بارك" يعكس طموحات الشباب، وأمانيهم في هذا البلد.

لوهلة قد يعتقد البعض أن هتاف "ما راح نكمل التدريس، غير ما يسقط الرئيس" ليس إلا ذريعة يستخدمها التلاميذ، ليتكاسلوا في منازلهم.. إلى أن يبدأ التلاميذ بالحديث عن حقوقهم المهدورة، وخصوصا في المدرسة الرسمية. وهنا يظهر مدى الغبن الذي يشعر به شباب يفترض أن يكون اجتهادهم في المدرسة جواز عبورهم السليم إلى الحياة الجامعية والعملية، وليس تأشيرة هجرة تغربهم عن بلدهم وعائلاتهم.

وعي بالحقوق السياسية

عندما يبدأ التلاميذ بعرض مطالبهم، يظهرون أكثر وعياً لحقوقهم من القيمين على القطاع. إلا أن هاجسهم الأكبر يبقى حول مرحلة ما بعد الدراسة. ماذا يفعلون بشهاداتهم في بلد أصبحت فيه فرص العمل معدومة أمام كل الشباب.. وباتت الهجرة إلى الخارج فرصتهم الوحيدة لتأمين الحياة الكريمة، كما تقول الطالبة حنين بيروتي، مشيرة إلى أن والديها يحضرانها لموضوع الهجرة منذ الآن، ولكنها لا تريد أن تعيش بغربة عن أهلها. وهذه هي حال الطالبة رؤى طعان إبنة سائق "بيك أب"، يتعب - كما تقول- كل يوم حتى يؤمن لنا لقمة العيش، من دون أن يكون قادرا على تأمين كل احتياجاتنا. تريد رؤى أن تكون سند والديها عند إنتهاء الدراسة، ولكنها في المقابل، لا ترى بأن المدرسة الرسمية ستؤمن عبورها السهل إلى هذه المرحلة، فنحن هنا نفتقد إلى أبسط حقوقنا كتلاميذ، وبالتالي عذابنا مضاعف من حيث النظام، والكتب والمناهج الصعبة جداً.. بينما بعض إمكانياتنا لا تسمح لنا بالتعليم الجامعي اللائق. وإذا سمحت، نعلم أنها لن تكون وسيلتنا لتأمين وظيفة جيدة، إنما هي الواسطة.

انتقادات للوزير

بالنسبة للطالبة سمر البيروتي في المقابل، فإنه قبل التفكير بمرحلة التعليم الجامعي، فلننظر إلى واقع مدارسنا الرسمية، متوجهة إلى وزير التربية أكرم شهيب، بأنه كان الأحرى به بدلا من تجهيز قاعات الإمتحانات بالكاميرات في صفقات لا ندري كم كانت كلفتها، لو عمل على توفير وسائل التدفئة والمازوت لقاعات التدريس، وأمن المقاعد الدراسية اللائقة، بدلا من "حالة الشحار" التي نعاني منها حاليا في مدارسنا. ويوافق رضا عبد الرحيم رفاقه في انتقاد أولويات الوزير في الحكومة المستقيلة، بالنسبة للقطاع التربوي، وبالنسبة لحظوظ العمل التي تجعل التلميذ محبطاً وهو على مقاعد الدراسة، لافتاً في المقابل أن "أكثر قرار أغضبنا كشبان لبنانيين هي المحاولات التي قام بها وزير التربية للالتفاف على تحركات الشارع بوجه السلطة، من خلال محاولته فتح المدارس في الأيام الأولى لانطلاقة الثورة، متناسياً أننا جزء من هذا المجتمع، ونحن نبض هذه الثورة".

 

إزاحة الحريرية عن قداستها

أحمد جابر/المدن/05 تشرين الثاني/2019

كثيرة هي مقدسات اللبنانيين الدينية، وكثيرة رمزيات ساستهم وزعمائهم الذين رفعهم الأشياع والأتباع إلى مرتبة القداسة. القداسة مطلوبة لذاتها كفعل دفاع وكأسلوب مواجهة في الوقت ذاته، والغلو في الصفات وفي ابتكار المواصفات واختراع "المعجزات" المنسوبة إلى القديسين الجدد، كل ذلك يتضافر ليشكل سياقا أهلياً ينتظم الأهل الفرادى في دائرة رباطه، ليكون ملاذاً لهم في حرب الافتراق المستعرة، وليكون متراس غلو في مواجهة الغلو الآخر، وليكون حلقة فتوى واجتهاد تصدر عنها ضرورات ومبررات مواجهة المقدس بالمقدس، ومن بيئة الحلقة ذاتها تطلع خريطة الطريق العملية التي تبين كيفية مبارزة المدنس للمدنس.. والحال، أن الدنس يكون دنس الآخر ليظل الذاتي مقدساً في قوله وفي فعله، والنتيجة، تدور حرب مقدسات بين المجموعات الموزعة جغرافيا فتصير الحروب "حروبا دينية"، ويكون الهدف الأخير هدفاً إقصائياً إن أمكن، أو إلغائياً إن توفرت القدرات، أو إلحاقيا واستتباعياً، وهذا "أبغض الحلال" عند الأهليات المتناحرة.

الحريرية الأهلية

مضى وقت طويل على غياب رفيق الحريري "المؤسس"، وحتى تاريخه لم توضع الظاهرة في دائرة ضوء النقد، وبديلاً من مراجعة الحريرية مراجعة شاملة تتضمن أصل الظاهرة كما كانت عليه في حياة مؤسسها، وتتضمن سيرة الحريرية الموروثة والوارثة ، أي الحريرية الثانية مع سعد الحريري الإبن، بديلاً من ذلك، جرى القفز من فوق الواقعة المادية، أي من فوق اعتبار الحريرية مادة درس ملموسة ومحسوسة، إلى جعلها مسألة "تابو" تؤمن القداسة لصاحبها الأول الذي قضى شهيداً، وتكفل انتقال الإرث برمزيته وقداسته إلى الحريري الثاني، من دون الحاجة إلى القول بانقطاع زمني بين الأب والإبن، ومن دون الشعور بضرورة تعيين فاصل وقف زمني ينبئ بأن زمناً ما انتهى وزمناً آخر بدأ، مما يزكي القول مجدداً، بأن السيرة تصير سيرة قداسة متصلة في أزمانها، ومتواصلة في رموزها، فلا يصيبها تحول ولا ينزل في رحابها تقادم.

سؤال الأصل

نقاش الحريرية انطلاقا من إسمها، ينطوي على مغزى الأصل، وعلى معنى البداية، فالإسم ليس محايداً في دنيا الفكر، وليس عشوائياً أو اعتباطياً في عالم السياسة، بل إن الإسم دليل مكثف على المسمى، وهو عنوان موجز لشروح نظرية وسياسية مسهبة، وهو دليل إلى الأهداف الأخيرة التي يفصح عنها "الأهل"، عندما يختارون إسم "وليدهم" الفكري والسياسي، بعناية ودراية. وعليه، ماذا كانت الحريرية بالأمس؟ وماذا كانت تعني أكثر من نسبتها إلى إسم الرئيس الراحل رفيق الحريري؟ وهل للنسبة هذه من معانٍ تشبه مثلاً مصطلح الناصرية، على صعيد مصري وطني، وعلى صعيد قومي عربي عام؟ وهل للحريرية أن تكون، في بيئتها الأهلية والمحلية اللبنانية، نظيرة للجنبلاطية التي مثلها الشهيد كمال جنبلاط في البيئتين: الخاصة أهلياً والعامة وطنياً؟ وهل من نقاط تقاطع وتشابه بين الإضافات السياسية والمعنوية، التي نجحت في جنيها كل من الجنبلاطية والحريرية، من السياق العربي، ومن المحيط الإقليمي، ومن المدى العالمي؟ وما هي نقاط التمايز الفعلية التي تعيد الحريرية إلى ظاهرة محلية ذات "نكهة" خاصة، بحيث يتعذر إطلاق صفة الخط السياسي أو إسم الظاهرة عليها، وبحيث يعاد إدراجها في بنية التعبير الأهلي المحلي الذي تميزه لهجة صاحبه، ولا يمكن تمييزه عن سائر الكلام اللبناني المعهود، أي الكلام المتداول في المعنى والمبنى، عند طرح مسألة " غنم وغرم" المكونات الطائفية والمذهبية.

خط الإسم

لن يكون افتعالاً القول إن ما سمي الحريرية هو خط الإسم وليس إسم الخط. الأول، أي خط الإسم يحيل إلى اللاخط، ويطل على الأداء السياسي للرئيس الراحل رفيق الحريري، أما الثاني، أي إسم الخط، فيفضي إلى قراءة نظرية محددة، وإلى برنامج سياسي معين، وإلى أهداف التأسيس فالوصول، إلى بنية سياسية وآليات إنتاج حكم جديدة.. وهذا كله مما لا يمكن نسبته إلى " الحريرية" في نسختيها، الأولى والثانية. كثيرة هي الشواهد على أن الظاهرة كانت مقتصرة على سلوك صاحبها، وأن استمرارها اليوم يشهد لذات الخلاصة التي تجمع بين الذات والموضوع، هذا من دون الذهاب إلى الحديث عن تطابق بين أداء الأب وأداء الإبن، بسبب من اختلاف الظروف التكوينية للسلف والخلف، وبسبب من تضافر الظروف والوقائع والمعطيات. التي جعلت رفيق الحريري" رفيقاً"، والتي مازالت تبقي على سعد الحريري "سعداً"، إنما حتى تاريخه فقط، ذلك أن سيرة القهقرى باتت خطاً بيانياً لما كان وما زال "حريرياً"، ودائماً لأسباب لا تتعذر مقاربتها مقاربة موضوعية جادة، بحيث يمكن الوصول إلى خلاصات تعيد إدراج مسمى" الحريرية" ضمن سياقه الدنيوي الملموس، بعيداً من كل بلاغة المقاربات الما فوق واقعية.

مخالفة السائد

اكتسب أداء رفيق الحريري جزءاً من الترحيب به انطلاقاً من أدائه "المساعداتي" بدايةً، قد وفَّرت وجهة تقديم المنح التفافاً حول شخص " الرئيس" تجاوز حدود انتسابه المذهبي وانتمائه المناطقي، وتولى بعض من "النخبة" الهائمة بين الطوائف، والمتطلعة إلى دور من فوق أحكام إدارتها المقفلة، التنظير للظاهرة الجديدة، مما لم يكن موضع قبول وقناعة من الحريري الأب الذي ردد مراراً: لا نظرية عندي. كل نظريتي ما أقوم به من أعمال. هذا السلوك العملي كانت له ترجمات ضمن البيئة الخاصة للشهيد رفيق الحريري، وكانت له محاولات خروجه من إطار البيئة كذلك، في مسعى ملامسة مدى عام أوسع يوفر صفة وطنية غير طائفية أو مذهبية. أصاب "الأب" نجاحات كان لها أثمان على صعيد مسقط الرأس الأهلي لرفيق الحريري، وعلى صعيد البنية الأهلية العامة، وعلى صعيد التوازنات المحلية والعربية والإقليمية التي عاد لبنان ليكون ميداناً لتجاذباتها. لقد أقصت الظاهرة الحريرية "البيوت السياسية" الأصلية في بيئتها، وسلكت مثل قريناتها من الظاهرات الطائفية الأخرى مسلك الاختزال ضمن البيئة، ومسلك الاستقواء عليها من خارجها، ولم تكن محصلة انضمام الحريرية، كما عرفها غيرها، مخالفةً لأداء مجمل التشكيلة الحاكمة والمتحكمة، سواء في الشؤون المطلبية، أو في الشؤون السيادية العامة.

هذا بعض من كل، ولدى الحديث التشريحي للظاهرة سيجد من يشاء الكثير من المواضيع التي تدعو الجدية إلى إعادة إيقافها "على رجليها" الواقعيتين، بدل ديمومة وقوفها "على رأسها" غير الواقعي، سيكون ذلك في الاقتصاد وفي التصنيف الاجتماعي وفي التحديد الطبقي وفي مواضيع الاستقلالية الوطنية.

والآن.. لا يدعو أداء الحريري الإبن إلى المفاجأة، بل إن ما يقوم به يشكل استمراراً للنهج الداخلي الأول الذي بدأه الأب. الحديث من باب الكفاءة في الأداء جائز، لكنه لا يلخص أو ينفي الأبواب السياسية والاجتماعية الأخرى المحيطة بكل الأداء. وما يمكن قوله في هذا المجال، هو أن الضعف الذي باتت عليه الحريرية اليوم، يجد أساسه في حريرية الأمس، أما المدة الفاصلة بين استشهاد "المؤسس" وبين السابع من أيار عام 2008، فقد كانت فترة" سماح" عادت بعدها البنية اللبنانية لتجدد مناكفاتها، وبكل الأسلحة. (وللحديث صلة)

 

حكومة باسيل "المنتظرة" للانتقام من قائد الجيش وحاكم المصرف

منير الربيع/المدن/05 تشرين الثاني/2019

يبدو لبنان بعيداً عن الاهتمامات الدولية. منذ تقديم الرئيس سعد الحريري لاستقالته، لم يصدر أي موقف دولي باستثناء تصريح لوزير الخارجية الفرنسي، أشار فيه إلى أن لبنان يقف على مفترق خطير. عدا هذا الموقف، تحرص الدول على عدم التدخل بالشأن اللبناني. وربما هذا أكثر ما يفيد المنتفضين، كي لا يتم تخوينهم.

الضياع والتنازع

مع ذلك هذا الغياب ملفت ومستغرب. فلا يبرز هناك حتى أي حراك علني للسفراء. وحسب ما تفيد معلومات، فإنه بعد تقديم الرئيس سعد الحريري لاستقالته، بعث برسالة إلى الأميركيين حول موقفه، لكنه لم يلق أي جواب أو تعليق. غالباً، في مثل هذه الحالات يضيع الأفرقاء اللبنانيون، حين يلف الغموض المناخ الدولي. فهم معتادون على العمل إنسجاماً مع وجهة الرياح الدولية. وربما هذا أكثر من يثير التخبط في صفوفهم، وصولاً إلى تعمّق الخلافات فيما بينهم، وعدم تحديد موعد للإستشارات النيابية. الكلام الدولي الوحيد الذي سمعه المسؤولون، هو ضرورة مكافحة الفساد، وتلبية مطالب الناس، بعد سأمهم من "الحديث عن الإصلاحات والإنجازات ومكافحة الفساد، الذي لم تنفذ منه الحكومة المستقيلة شيئاً".

باسيل يريد "الخارجية" و"الداخلية"

وفي ظل ضياع الأفرقاء وسط اختلافاتهم، لا يزال النزاع مستمراً فيما بينهم، عبر وضع الشروط والشروط المضادة، لا سيما الشروط التعجيزية التي يضعها الوزير جبران باسيل، والتي لم تعد تقتصر على تمسكه بالبقاء في الحكومة، بل يتعدى ذلك، إلى حدّ التفاوض مع من يريد له أن يدخل إلى الحكومة الجديدة، وما هي حصة كل طرف، وما هي الوزارات التي سيحصل عليها. وحسب المعلومات فإن عين باسيل تركز في هذه المرحلة على وزارة الداخلية والخارجية، مقابل التخلي عن وزارة الدفاع. كما يطرح محاسبة قائد الجيش ومدير المخابرات وحاكم مصرف لبنان على أدائهم طوال فترة الانتفاضة. يستند باسيل في فرض شروطه هذه على دعم حلفائه له، أو على إحراجه لهم، وعدم قدرتهم على معارضته في هذه اللحظة. وأيضاً، يستند على تظاهرته يوم الأحد أمام القصر الجمهوري، محاولاً ترجمتها بالسياسة. خصوصاً أنه وبدعم من عون غير مستعد للخروج من الحكومة.

اجتماع مع الحريري

وفي مقابل تعنت باسيل، تم لقاؤه مع الحريري بعد تدخل من حزب الله، الذي طلب من باسيل لقاء الحريري والتخفيف من شروطه. وهذا أيضاً يمثل خطوة تراجعية من الحريري، بعد أن كانت أجواء تيار المستقبل وبيت الوسط تبث أجواءً عن رفض الحريري للتواصل مع باسيل، وأنه شخص يصعب التعاطي معه، وغير قابل لعقد الاتفاقات والالتزام بها. استخدم باسيل شارعه، بعد ما اعتبر أن الحريري أيضاً استعرض قوته في الشارع للحفاظ على حقه برئاسة الحكومة، ولن يرضى بغيره رئيساً، وإلا لن يشارك أو يمنح الغطاء لأي حكومة أخرى. يستخدم باسيل كل أساليب ضغطه لدفع الحريري إلى التراجع عن شروطه مقابل الاحتفاظ برئاسة الوزراء، بينما الحريري يقول إنه يريد حكومة من دون باسيل. ما حصل بين الحريري وباسيل هو كسر للجليد، لفتح الطريق أمام مفاوضات شاقة حول تسوية حكومية قبل الاستشارات النيابية.

فرنسا والسعودية وإيران

فيما يغيب التدخل الدولي المباشر بالمجريات السياسية، علناً على الأقل، تستمر المحاولات لتدويل الأزمة أو أقلمتها، خصوصاً بعد فشل محاولات جرّ الانتفاضة إلى قسمة 8 و14. إلا أن المحاولات مستمرة لجعل الأزمة جزءاً من المشكلة الإقليمية، سواء بالموقف الذي أطلقه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي قبل أيام، حول ما يجري في لبنان والعراق، أو من خلال الحديث عن رسالة إيرانية إلى المملكة العربية السعودية للبحث في مشاكل المنطقة وإحلال السلام فيها. وهذا يعني التمهيد لحوار إيراني سعودي، يشمل لبنان كما العراق كما الوضع في الخليج. وهنا أيضاً تكشف معلومات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً بولي العهد السعودي للبحث في حل الأزمة اللبنانية عبر عودة الحريري واستيعاب حزب الله، وعدم محاصرته، كي لا يلجأ إلى العنف. هذا موقف أبلغه الفرنسيون إلى الأميركيين.

طرق حزب الله والتسوية "الجديدة"

يستند باسيل أيضاً على ريبة حزب الله من الانتفاضة، التي يرى فيها الحزب أنها خطة لمحاصرته. ولذلك لم يقبل بحكومة تكنوقراط. وأكثر ما يقلقه هو إقفال الطرقات. ويتهم جهات داخلية وخارجية بمواجهته بهذا الأسلوب، لإغراقه في الصراع الداخلي واشغاله في مشاكل البلد، وتحميله مسؤولية الأزمة وتشويه صورة أمينه العام. وأكثر ما يقلق باسيل والحزب هو قطع الطرقات، التي تظهر أنهما لا يسيطران على الوضع في البلد، وسط أفكار يتم التداول فيها لفتح الطرقات، ولو اقتضى ذلك استنساخ التجربة العراقية بجعل المواطنين الموالين لهم يصطدمون مع لمتظاهرين لفتحها. هذه المعادلة قد تنعكس لاحقاً بتنازلات متبادلة بين الحريري وباسيل والعودة إلى تجديد التسوية، مقابل طي "الغيمة السوداء" التي عبرت فوق سمائهما والعودة إلى اتفاقهما سالمين، على أن يستمر باسيل في تجديد تسوية مستقبلية مع الحريري للاستحقاق الرئاسي المقبل. وهذه هي حقيقة معادلة جبران مقابل سعد، واستمرار مساعيه لإخراج جنبلاط وجعجع من التسوية الجديدة التي تقوم على تحجيم المعارضين في السياسة والحكومة وإبعادهم، واستخدام القوة إن اضطر الأمر لانهاء المعارضين في الشارع. الأمر يتوقف مجدداً على موقف الحريري.

 

ساحة الشهداء: تطوير أساليب الاحتجاجات و"الأجهزة" ترمي الشائعات

وليد حسين/المدن/05 تشرين الثاني/2019

بعد التظاهرة الشعبية الحاشدة، عادت ساحتا رياض الصلح والشهداء كمنصة للمجموعات المدنية والسياسية، لفتح النقاشات العامة حول الأوضاع العامة وقضايا الفساد والتطورات التي سيواجهها لبنان في المرحلة المقبلة.

وبينما انشغلت بعض المجموعات بنقاش الورقة الإصلاحية، وتفنيدها كورقة لبيع الدولة للقطاع الخاص، وعدم جدّيتها في تنفيذ البنود الواردة فيها لأنها متناقضة، والخطوات أو التدابير الملحّة لتلافي الانهيار الاقتصادي من خلال مكافحة الهدر والفساد، وتحريك القضاء المستقل في هذا الإطار.. انشغل الناشطون والمجموعات أيضاً بنقاش صحّة خيار قطع الطرق من عدمها. فقد بدأ المواطنون بالتذمر من قطع الطرق، خصوصاً بعد وقوع مشاكل كثيرة بين المتظاهرين والعابرين.

استراتيجية قطع الطرق

شملت النقاشات بعض الطرق التي يقف خلفها بعض المحتجين الحزبيين، ما يؤدي إلى إلقاء الشبهات حول هذا النوع من التحرك، رغم اعتراف الجميع بمدى فعاليته في شل حركة البلد. لكن وجود رموز حزبية في بعض المناطق جعل الناشطين والمجموعات يفكرون في الأساليب التي يجب اتباعها لتشكيل الضغط اللازم على السلطة، للإسراع في تشكيل الحكومة من ناحية، ولجعلها تحسب حساب تأليفها بما يتماشى مع مطالب اللبنانيين. وإذ جرى توافق شبه تام على تنفيذ خطوات احتجاجية على الإدارات والمؤسسات العامة، كبديل من قطع الطرق، في اليومين المقبلين، لكن ثمة تفاهم أيضاً على أن الأمر متروك لحرية كل مجموعة ومنطقة، بما تراه مناسباً في طريقة تحركها المطلبي، خصوصا أن الجهات التي تقوم بقطع جسر الرينغ معروفة للجميع ومعظم المجموعات تشارك فيها. ووفق معلومات "المدن"، أخذ موضوع قطع الطرق حيزاً كبيراً من نقاشات المجموعات، وسيعودون إليه كخيار أكيد، في حال لم تتم الدعوة للاستشارات النيابية، أو في حال كان برنامج الحكومة المقبلة لا يتوافق وتطلعات الشارع.

لعبة الأجهزة: الشائعات

إلى ذلك بدأت بعض الأجهزة ببث شائعات بين المجموعات، عن حصول تفاوض بين بعض "ممثلي الحراك" مع القوى السياسية، بهدف تقديم شخصيات للتوزير. وتبين أن هذه الشائعات هدفها ضرب المجموعات بعضها ببعض تمهيداً لتفكيك قواها. وفيما أفادت إحدى الشائعات أن بعض المجموعات تتفاوض مع القصر الجمهوري، ذهبت أخرى إلى وجود تفاوض مع حزب الله، ومجموعة أخرى مع رئيس الحكومة سعد الحريري!

 

شيوعيو "حزب الله" يخوّنون اللبنانيين المنتفضين

وليد حسين/المدن/05 تشرين الثاني/2019

بعد خروج اللبنانيين في جميع المناطق اللبنانية ضد الطبقة الحاكمة على قاعدة "كلن يعني كلن" و"حرامية"، بشكل عفوي لم يكن أحد يتوقعه. وبعد محاولات قوى السلطة شيطنة الحراك ومحاولة "ركوبه" لإنقاذ سفينتها، التي بدت غارقة أمام جموع اللبنانيين، خصوصاً أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان ما عادت تحتمل، بعدما وصل سعر صرف الدولار إلى نحو 1700 ليرة وانعكاسه على تآكل أموال اللبنانيين، رأى الحزب الشيوعي اللبناني، الذي لطالما حذر في تظاهراته من هذه الأزمة، أن موقعه الطبيعي هو بين الناس وفي الشوارع، التي لطالما دعا الجميع للخروج إليها.

نظرية المؤامرة

لكن الحزب الشيوعي، مثل الكثير من اللبنانيين، تفاجأ بهجوم أمين عام حزب الله على المتظاهرين، بحجة تمويل السفارات، وأن خلف احتجاجات اللبنانيين مؤامرة دولية ضد "المقاومة". واعتبر الشيوعيون أن نصر الله يدافع عن النظام الطائفي ويقف سداً منيعاً بوجه تغييره، وهالهم الهجوم المبرمج على المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح وفي صور وفي النبطية من عناصر الحزب وحركة أمل. وشعروا بأن حزب الله يستخدم "المقاومة" والتآمر عليها، للدفاع عن الطبقة السياسية الحاكمة، بينما كان عليه الوقف إلى جانب الناس في هذه اللحظة التاريخية.

بعد الهجوم المضاد لحزب الله وحلفائه على التظاهرات، وبعد حبك خطوط نظرية المؤامرة من قبل بعض الأقلام، وبعد الحملة الإعلامية المنظمة لتصوير حراك الناس في الشارع وكأنه مسيّر من قبل أحزاب سياسية في السلطة ضد حزب الله والتيار الوطني الحر، راح بعض الشيوعيين المعارضين للأمين العام الحالي حنا غريب يشاركون في هذه الحملة ضد التظاهرات، تارة بحجة أن عدم وجود الحزب في طليعة اللبنانيين لقيادتهم، لا يخدم المشروع التغييري، وطوراً بذريعة أن الحزب بات مثل المنظمات غير الحكومية ينساق مع الموجة، من دون وجود رؤية واضحة للمستقبل، أو أن مشروع الحزب التغييري يختلف جذرياً مع كل اللبنانيين.

مجموعة خالد حدادة

ووفق مصادر "المدن" قامت تلك القوى الشيوعية، التي تتحين الفرصة للانقلاب على غريب، بتأليب الشيوعيين على القيادة الحالية ووصل بهم الأمر إلى كتابة رسالة إلى الأمين العام والمكتب السياسي، لثنيه عن الاستمرار في التحرك في الشارع. وحصلت "المدن" على نسخة منها وهي على ذمة المصادر موجهة من الأمين العام السابق خالد حدادة والمجموعة المحيطة به. وجاء فيها انتقاد لغريب وللمكتب السياسي لأنهما يتبنيان مقولة أن جميع القوى السياسية مدانة على قدم المساواة، على قاعدة "كلن يعني كلن"، من دون التمييز بينها، وتساوي بين حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل والقوات اللبنانية والمستقبل والاشتراكي من دون الأخذ بالاعتبار المواقف الوطنية والاصطفافات في مواجهة مشاريع الغرب والعدو الصهيوني. واتهمت هذه المجموعة قيادة الحزب بتغييب متعمد لـ"الدور الأميركي" الذي أوصل البلاد إلى الوضع الحالي خصوصاً لناحية العقوبات على حزب الله والإملاءات على المصرف المركزي، وبعدم ربط التظاهرات بمخططات خارجية تآمرية على لبنان والمنطقة. ولفتت الرسالة إلى أن الحزب انقاد إلى الشارع خلف قيادة سرابية للحراك اعتمد شعارات "كلن يعني كلن"، وقطعت الطرق، ولم يكن له رأي فيها، وتشابه وانصهر مع القوات والكتائب وحزب سبعة وأشرف ريفي وبورجوازيات المناطق وفصائل المنظمات غير الحكومية الممولة من أميركا. وأكلمت الرسالة، المكتوبة بلغة "المؤامرة" والثورة المضادة التي تقودها جميع قوى السلطة ضد انتفاضة اللبنانيين (حتى لو اختلف التعبير بين قوى السلطة ما بين دعمها وتخوينها على السواء، أو بين من رحّب بها معتقداً أنها مطية له لتصفية حسابته مع بقية الأطراف)، بأن عدم وجود قيادة للحراك تخفي نوايا تآمرية من الخارج والداخل. تلك المجموعة التي لا تقرأ السياسة إلا من خلال قاموس حزب الله ورهط الممانعة، لم تلتفت إلى كم المؤامرات التي تحاك ضد خروج اللبنانيين السلمي إلى الشارع لإعادتهم إلى حظائرهم الطائفية، وتستعيب وجود كل الطيف اللبناني في الشارع الذي خرج على أحزابه، ومن هو في طور الخروج النهائي بعد أن جفّت جيوب "البقرة الحلوب" من الأموال التي كانت تستعمل لاستقطاب اللبنانيين زبائنياً. وأكملت هجومها على القيادة الحالية متهمة إياها بأنها تزجّ الحزب في مواجهة مباشرة مع حزب الله في الجنوب، ومن دون الانتباه إلى حساسية المنطقة وتماسها مع العدو الصهيوني، وهذا يشكل خطراً على مستقبل الحزب وعلى أمنه وانكشافه، محملة القيادة المسؤولية الكاملة عما يحدث. 

 

زمن الثورة.. زمن العدالة لطرابلس "التقوى والسلام"

جنى الدهيبي/المدن/05 تشرين الثاني/2019

بعد خمس سنوات من التباطؤ بإحقاق العدالة، وبينما كانت عاصمة الشمال منشغلة بإحياء ثورتها، أصدرت هيئة المجلس العدلي، حكمًا نهائيًا بحقّ المتهمين في جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، والتي وقعت في 23 آب 2013، وأودت بحياة 47 مواطنًا وسقوط نحو 500 جريح، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة في المباني والمحال المجاورة لمحيط التفجيرين (راجع "المدن" في حكم القرار)

الأحكام وجاهياً وغيابياً

هذه الجريمة المروعة في سجل طرابلس الدامي لإجرام آل الأسد، أثبت فيها القرار القضائي من أعلى مرجعياته صحة الاتهامات، بتورط المجموعة المنفذة المرتطبة بالنظام الأسدي عبر الرأس المدبر لها في سوريا، الضابط محمد علي علي وفريقه الأمني، وبتنفيذ اللبناني يوسف عبد الرحمن دياب، الذي تولّى مهمة الضغط على الزناد.

صدر حكم الإعدام وجاهيًا بحقّ دياب، وغيابيًا بحقّ عناصر الفريق السوري المخطط والمسهّل، وهم النقيب في الجيش السوري محمد علي علي مع معاونيه خضر لطفي العيروني وناصر أحمد جوبان، إلى جانب حيان عبد الكريم رمضان، ناصر أحمد جوبان، أحمد يوسف مرعي، خضر شحادة شدود، وسلمان عيسى أحمد. وقد جُرّم بأحكام تخفيفية تراوحت بين السجن لمدة 10 أو 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، كلّ من أحمد حسن الغريب (المسؤول الإعلامي في حركة التوحيد) ومصطفى محمد حوري، وسنة واحدة واستبدالها بغرامة قيمتها مليون ليرة لبنانية على القيادي السابق في حركة التوحيد الشيخ هاشم منقارة.

المخابرات السورية.. دوماً

مرجع قانوني رفيع المستوى (يتحفظ عن ذكر اسمه)، وضليع في هذا الملف، يشير في حديثٍ لـ"المدن" أنّ الحكم الصادر استند إلى مجموعة من الأدلة والإفادات العلمية، لمساريّ الجريمتين الارهابتين في تفجير المسجدين، "الذي بدأ مع المحكوم حاليًا أحمد الغريب ومجموعته، ليتوقف عن تنفيذ هذا المشروع الجرمي رغمًا عن إرادته، عندما وجد الرأس المدبر في سوريا لهذه الجريمة أن هناك ثغرات قد تحصل في تنفيذه، فلجأ إلى مجموعة أخرى، وهذا ما أكده المجلس العدلي، استنادًا إلى كل المعطيات التي توصل لها في التحقيق". أهمية هذا القرار أو حكم، وفق المرجع القانوني، جاء بعد مسار من المحاكمات، ليؤكد على الجهة الخارجية التي أعطت القرار في تنفيذ تلك الجريمة. فـ"بغض النظر عن العقوبات المخففة للبعض، لكن لا بدّ للنظر إلى المسألة، من ناحية التأكيد القضائي بأعلى مستوياته، بأن مشروع تنفيذ هذه الجريمة الإرهابية بدأ من الخارج ونُفذ في لبنان لغايات أثبتها الحكم الصادر". عمليًا، يوسف دياب، وهو ابن منطقة جبل محسن، وهو الوحيد الذي جرى إلقاء القبض عليه من بين المجموعة التي نفذت الجريمة، بعد أن فرّ باقي أفرادها من وجه العدالة، وقد صدر الحكم بحقهم غيابيًا. وهناك تجريم واضح لهذا المشروع الجرمي المتكامل، المجموعة الأولى هي مجموعة أحمد الغريب، أمّا الثانية، فكانت برئاسة الشيخ حيان، المحكوم عليه غيابيًا، ودياب هو أحد عناصر مجموعته المنفذة للجريمة. ينقد المرجع جزءًا من الحكم بالقول: "هناك رحمة كبيرة ببعض المتهمين، الذين نالوا البراءة، بما أن المجلس العدلي لم يجد الأدلة الكافية لإدانتهم. لكن من أدين بفعل المحاولة، كان الحكم بحقّه مخففًا وغير عادل، كأن يكون الحبس لـ 10 سنوات فقط الشيخ للغريب"، علمًا أنّ محامي الدفاع عن الشيخ، انطوان نعمة، وصف العقوبة الصادرة بحقّه بـ"الظالمة"!

توقيت سياسي؟

فور إصدار الحكم النهائي في قضية جريمة المسجدين، بدأ السؤال يدور عن ارتباطه بتوقيت "سياسي" يتزامن مع فورة طرابلس في انتفاضتها الشعبية، التي جعلتها عروس الساحات الثائرة في لبنان، وسعي السلطة السياسية إلى كسب رضى طرابلس إخمادًا لغضبها. أمّا واقع الحال، فإنّ المحاكمات المتعلقة بالجريمة دامت سنوات طويلة أمام المجلس العدلي، وقد سلكت مسارها الزمني بعد أنّ جرى تحديد الجلسة الأخيرة بتاريخ 26 تشرين الأول، وأحيلت إلى الحكم بتاريخ 28 تشرين الأول الفائت. لكن، وفي هذه المرحلة المجيدة في تاريخ طرابلس التي تنتفض على مظلوميتها وكلّ من ظلمها، وهي تصدح وتغنّي بصوتٍ عالٍ "كلن يعني كلن"، أنصفها القدر في توقيت إصدار المجلس العدلي لحكمه النهائي، ليكون صفعةً إضافيّةً على وجه كلّ من ظلم هذه المدينة واضطهدها وهدر دماء أهلها، بدءاً من النظام الأسدي وصولًا لأصغر أدواته وحلفائه "أجمعين". ومع ذلك، هناك من سعى إلى استغلال هذا الحكم، باللعب على وتر علاقة أهل المدينة مع جبل محسن، لا سيما أنّ الحكم الوجاهي بالإعدام صدر بحقّ أحد أبناء "الجبل" وهو يوسف دياب. لكن  أبناء الجبل، الذين لا ينفصلون عن أهل المدينة في ثورتهم، لم يتأثروا بكلّ هذه المحاولات الرخصية. وكانت "المدن" قد رصدت آراء بعض أهله في هذا الشأن، ولقيت أنّ ثمة إجماعًا واضحًا على التعاطي مع الحكم الصادر بحق دياب بوعيٍ كبير. تقول إحدى الشخصيات البارزة في الجبل لـ"المدن": "نحترم القرار الصادر من المجلس العدلي، ونحن كنّا ننتظر إحقاق العدالة، وعلى كلّ مجرم أن يتحمل مسؤوليته من أينما كان، ونحن اليوم مع كلّ أهالي طرابلس على قلب واحدٍ في هذه الثورة الشعبية". اليوم، وبعد أن ترسخ "العداء" مع نظام الأسد في سوريا، الذي لم يفوّت فرصة لارتكاب مجازره في لبنان عمومًا، وطرابلس على وجه التحديد، يبقى السؤال: هل سيسمح أهالي المدينة بعودة "وزير العهد" إلى الحكومة، وهو يسابق الزمن للارتماء في حضن بشار الأسد وزيارته إلى سوريا لإعادة العلاقات مع نظامه المجرم كأنّ شيئًا لم يكن؟

 

زغرتا: أُنزلت الكمّامات عن الأفواه وعلت الهتافات

أورنيلا عنتر/المدن/05 تشرين الثاني/2019

كان من المفترض أن تكون "مسيرة الكمّامات"، التي جالت يوم الاثنين في شارع زغرتا الرئيسي، مسيرة صامتة. وكان من المفترض أن تأتي ردًّا على النفايات المكدّسة في الشوارع والتي تغرق فيها المدينة منذ أسابيع. غير أن المشهد جاء معكوسًا: فبعد ساعة من السير بصمت في الشوارع، أُنزلت الكمّامات عن الأفواه وعلت الهتافات. أمّا النفايات فاختفت من الشوارع. إذ يبدو أنّ السلطات المحلية عمدت إلى إزالة جزء منها بعد علمها بالتحضير للمسيرة. فات هذه السلطات أنّ إخفاء النفايات يلغيها من المشهد، لكنه لا يلغي الرائحة الكريهة المتربّصة بالهواء منذ بدء الأزمة، في شهر أيّار الماضي. فاتها أيضاً أنّ إزالة النفايات اليوم لا تلغي غرق المدينة بها في الأمس وغرقها فيها في اليوم المقبل. وكأنّ القيّمين على هذه المدينة أرادوا للمارّة المتفرّجين على التظاهرة من بعيد أن يتساءلوا فيما بينهم: "علاما يحتجّ هؤلاء فيما الطرقات نظيفة؟" فات السلطات أيضا أنّ ذاكرة اللبنانيين ربما اعتادوا على كونها قصيرة جداً. لكن المراهنة على أنّها لا تصمد أربع وعشرين ساعة هو رهان خاسر.

صرخة الشاب المعدية

انطلقت المسيرة من باحة كنيسة مار يوحنّا المعمدان التي تتوسط المدينة، وانطلقت نحو دوّار قصر الرئيس السابق سليمان فرنجية، لتعود وتتوجّه إلى مبنى بلدية زغرتا-إهدن في السراي. لم يكن التوقف أمام مبنى البلديّة في الحسبان، تماما كما لم تكن الهتافات في الحسبان. إذ لم يتوفّر بين المتظاهرين الذين لا يتعدى عددهم المئتين مكبّر صوت واحد. غير أنّ نقمة الزغرتاويين على حال مدينتهم، مدينة الشتاء ومدينة الصيف، أعلى صوتاً من قرع الطبول الذي رافق وحيداً المسيرة طوال ساعة تقريباً. جاءت الصرخة الأولى من أحد الشبان الذي لم يبلغ العشرين بعد. صرخ "كلّن يعني كلّن والثورة أقوى منهم"، فردّد المتظاهرون الشعار من بعده. ليس من السهل ترديد شعار الثورة الأساسيّ في زغرتا، أي "كلّن يعني كلّن". ففي أيّام الثورة الأولى، وقف أحد المتظاهرين عند دوّار العقبة حيث تجمّع حشد من الناس ورفع يافطة كُتب عليها "حسن نصرالله حامي الفاسدين". ثم سرعان ما شوهد واقفاً بعيداً عن الحشد، ولدى سؤاله عن وقوفه بعيداً جاء جوابه على الشكل التالي: "هذا ما طلبه مني أحد المنظمين". كانت الاحتجاجات مرحبّاً بها في زغرتا، عندما كانت تظهر على أنها موجّهة ضد العهد وحسب، أي ضد التيار الوطني الحرّ بشخص رئيسه الحالي ورئيسه السابق، لكن الحسابات اختلفت عندما تبيّن أنّ رفع المتظاهرين لشعار "كلّن يعني كلّن" جديّ. وأن الشعار لا يستثني أحداً. عندها، تقرر إخماد الشرارة لدى المحتجّين، لدرجة رفض تقديم أحد الأشخاص باصاً تنقل المتظاهرين إلى قلب مدينة زغرتا، بحجة أنّه من الأفضل أن يكبر التحرك شيئاً فشيئاً لا دفعة واحدة. أما جمهور "حركة الاستقلال" التي كانت جزءاً من التركيبة التوافقية في المجلس البلدي الحالي، قبل استقالة أعضائه منها، لأسباب يرجعونها للفساد المستشري في الإدارة، والتي عقد النائب في تكتّل لبنان القوي ميشال معوض عدّة مؤتمرات صحافية للحديث عنها، فمشاركته منذ بدء الانتفاضة الشعبية خجولًا، لا بل معدومًا في أغلب الوقفات.

قوة الناس

أمام مبنى البلدية، وقف المتظاهرون وحاولوا التفاوض مع رجال الأمن للسماح لهم بالدخول إلى البلدية، غير أنّ البوابة بقيت مقفولة فيما تمنّع المتظاهرون عن اقتحام المبنى. عندها، علت الهتافات الموجّهة ضد فساد البلدية فصرخ أحدهم "الفساد الفساد، جوا جوا البلديّات" وردد الجميع الهتاف موجهين أنظارهم نحو المبنى البلدي قبل أن يقطعوا الطريق أمام السراي بالاتجاهين، من خلال الجلوس على الأرض أمام السيارات والهتاف مرّة "حرامية حرامية، الـ28 وميّة" ومرّة أخرى "هيلا هيلا هو، الطريق مسكّر يا حلو". يعتبر توماس الدويهي، البالغ من العمر 19 سنة، والذي كان من مطلقي الهتافات في المسيرة، أنّ مشاركته اليوم ليست خياراً بل واجباً عليه. يقول لـ"المدن" أن "الناس في زغرتا ربما تتردد في المشاركة لأن الأعداد قليلة. لكنّ عددنا اليوم كان لا بأس به، وأكبر من المرّات السابقة". ويشير الدويهي إلى أنّ المشاركين في المسيرة شعروا بالقوة اليوم. بالفعل، كانت عزيمة المشاركين في المسيرة كبيرة، وصرختهم عالية، خصوصاً أن معظمهم من الفئة الشابة التي تتراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة. في السياق نفسه، تقول إيلدا شديد (22 سنة) أنّ التحركات الاحتجاجية في زغرتا غالباً ما تكون خجولة وذلك لأن "الوسايط آكلتنا"، والناس تخاف من أن تخسر لقمة عيشها ووظائفها.

كسر الركود

أمّا بشير الست، وهو شاب تزوّج مؤخراً، وهو في صدد الهجرة قريباً جداً إلى إحدى دول الخليج للعمل، فيقول إنه يشارك في المسيرة من أجل أهله وعائلته، ومن أجل أولاده في المستقبل، لأنه لا ينوي أن يمضي حياته كلها بعيداً عن بلده. ويضيف: "الواقع الإنمائي في زغرتا الزاوية من خلال البلديات ومن خلال اتحاد البلديات سيء جداً، والخطوة الأولى لوقف الفساد هي في الإبقاء على موظفي البلدية الذين يعملون بجدية وطرد كل الذين يتقاضون رواتبهم آخر الشهر لقاء ملازمتهم بيوتهم". في الختام، يقول جيلبير معوض، وهو أحد المبادرين للقيام بهذه المسيرة، أن هذا التحرك هو ردّ على الركود في زغرتا في مقابل الثورة التي تعمّ المناطق اللبنانية كافّة: "البلدات والمدن التي لا تغرق في النفايات يتحرّك أهلها أكثر من أهل زغرتا الذين عانوا طوال فصل الصيف وما زالوا يعانون من أزمة النفايات". في زغرتا التي بدت خلال الجولة الأولى من الثورة وكأنها جزيرة منفصلة كلياً عمّا يحصل في البلاد منذ السابع عشر من تشرين الأول، تواظب المدارس على فتح أبوابها واستقبال التلامذة وكأن شيئا لم يكن، في حين أنّ عدداً كبيراً من تلامذة لبنان يشاركون في الاحتجاجات يومياً. لكن زغرتا تبدو أكثر انخراطاً في الثورة في جولتها الثانية، فسيصار إلى إقفال الطرق المؤدية إلى المدارس الواقعة ضمن نطاق قضاء زغرتا يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني ابتداء من الساعة السادسة صباحاً، تضامناً مع باقي المناطق اللبنانية. فإذا نجح التحرّك بإقفال أبواب المدارس، تكون هذه المرّة الأولى التي يؤسس فيها إقفال المدارس لتغيير إيجابي. فهل تقفل زغرتا أبواب مدارسها وتشرّع أبوابها للثورة؟

 

جردة حساب طرابلس الإعلامية: صورة واحدة ومراسلون مذهولون

بشير مصطفى/المدن/05 تشرين الثاني/2019

صورة جديدة أخرجتها مدينة طرابلس منذ بدء الثورة الاحتجاجية في لبنان، رسمت ملامح المدينة وأخرجتها من صورة نمطية وضعها الاعلام فيها طوال الحقبة الماضية. فاللقب الذي كسبته، وهو "عروس الثورة"، جاء من صورة واحدة، صنعتها الثورة الشعبية، وتحوّلت عاصمة الشمال إلى رمز الجمال وإرادة التغيير.

هذا الإنقلاب في النظرة والتعاطي الإعلامي، ساهم فيه عدد كبير من الفاعلين على الأرض الذين أدركوا أهمية الصورة في عصر المعلومات.

الدرونز وفن الوحدة

لم ينتظر عمر العمادي كثيرًا ليكتسب لقب "مصوّر الثورة"، فهو منذ اللحظات الأولى للحراك وضع خبراته الفنية و"الدرون" الخاصة به في خدمة التغيير، سواء على صعيد طريقة تغطية الأحداث أو في تقديم صورة حقيقية جميلة عن عاصمة الشمال. إندفع عمر وعدد كبير من الناشطين إلى الساحة، للتعبير عن أوجاع الناس ولكل منهم قضية وقصة يريد إبرازها. أما قضية إبن طرابلس فكانت أن يكون جندياً في خدمة مدينته، لذلك لم يهتم لسرقة صُوره أو إستخدامها حتى من دون إستئذانه.  يقول عمر العمادي لـ"المدن" أنه كان أول من إستخدم كاميرا الدرون في تغطية ثورة 17 أكتوبر، وساهم ذلك في إبراز حجم التجمعات الشعبية الهائلة وغير المسبوقة، كما أدى إلى تقديم صورة حقيقية لطرابلس بعيدًا من الأفكار النمطية التي شوهتها وصورتها على أنها قندهار. وشجع المزيد من الهواة للنزول إلى "ساحة النور" للتنافس الخلّاق وتقديم الصورة الحلوة. ركز عمر على تصوير الحشود التي قاربت المئة ألف شخص ملأوا الساحة وتمدّدوا إلى الشوارع الفردية، وأرشَف إندفاعة العائلات إلى الطرقات بشيبها وشبابها للتعبير عن حبهم للبنان الواحد. وكان عمر يستعجل لينشر الصور في صفحته، وما لبثت هذه الصور المبهجة والجامعة أن تناقلتها وكالات الأنباء العالمية إلى جانب وسائل الإعلام المختلفة. يجزم العمادي أنه رفض تقاضي أي بدل مادي لقاء الصور والفيديوهات التي نُشرت، فالغاية ليست تحقيق عوائد مالية وإنما خدمة مدينته وتقديم الصورة الحضارية والصور الجميلة لطرابلس بالإضافة الى التحسينات التي طاولت "ساحة النور". ويؤكد العمادي أنه كان ينشر في النهار حوالى 10 بوستات، ولولا وجود شيء جميل ومؤثر لما كانت إستُخدمت. كما يلفت الى أنه لم يستخدم أي تقنية لتعديل الصور، وإنما كان ينشرها على الفور ويزوّد الوكالات العالمية بها، وهي تستمر بطلب ذلك منه لأنها باتت تثق فيه.

الحدث الجذاب

إلى جانب سعي المصورين لتقديم صورة جذابة عن مدينة طرابلس، فإن التغطية المباشرة للقنوات المحلية والعالمية أبرزت مكانتها في الثورة. ولاحظ الكثيرون تركيز وسائل الإعلام كاميراتها ومراسليها على منصة مرتفعة، وتطل على الساحة. البعض إنطلق من هذه الواقعة للتساؤل عن السبب وللتشكيك في الأسباب الكامنة وراء ذلك. ويُجمع المراسلون المتواجدون في طرابلس على عدم وجود أي هدف مسبق من وراء ذلك. يشرح عمر السيد، مراسل "ال بي سي" في طرابلس، الأمر من الناحية التقنية، ويعتبر أن هناك فرقاً في الكادر بين الأماكن المرتفعة وتلك القريبة من الأرض. ففي البداية، حاول فريق "أل بي سي" تثبيت منصة منخفضة إلا أن الكادر كان محدوداً، كما أن إرتفاع أعداد الناس عرقل حركة المصورين، وإستقر الأمر على إختيار الكادر من الأعلى للحصول على صورة عامة للساحة، لافتًا إلى أنه في النهار تتجول مراسلة "ال بي سي" بين الناس وتستصرحهم بكل حرية. يتفق مراسل "الجديد" نعيم برجاوي مع كلام السيد، ويقول ان تغطية "الجديد" تعتمد على كاميرتين ثابتتين على المنصة، وكاميرا درون لإلتقاط صور الساحة بمجملها. ويعتبر أن هناك تعذراً لأن تكون الكاميرا على الأرض بين عشرات الألوف من الناس، تحديدًا بين حشد لديهم الكثير من المعاناة.

أجندة التغطية

يؤكد نعيم برجاوي أن أحدًا لم يفرض قيوداً على حركة المراسلين أو يضع لهم أجندة، وينطلق من تجربته ليقول انه خلال 7 أيام من التغطية أجرى أكثر من 200 مقابلة مع عامة الناس ومن مختلف الشرائح المتواجدة في الساحة. وتطرقت الناس فيها الى المطالب الأساسية للتظاهرات، وكذلك لهمومهم العامة، ومعاناتهم الخاصة كقضية الأساتذة المتعاقدين وقضية العفو العام ومشاكل البيئة والحرمان الذي تعيشه طرابلس، كما جال على خيم المبادرات الإيجابية الفنية، والحوارية والتثقيفية من دون إستثناء. ويختصر برجاوي القاعدة الذهبية للتغطية: "على الصحافي أن يحترم رأي الجمهور وألا يمارس أي توجيه لهم، وفي المقابل على الجمهور أن يحترم قواعد العمل الصحافي".

أقرب إلى الناس

مع تقدم الأيام، تمكنت راشيل كرم من ترسيخ المصالحة بين قناة "الجديد" والطرابلسيين، كما بات يهتف بإسمها المحتشدون في الساحة. كما حظي مراسل "أم تي في"، آلان ضرغام، بالكثير من الإهتمام الى درجة توجيهه تحية لأهل طرابلس على حُسن ضيافتهم، وهي صور لم تكن تعكسها وسائل الإعلام التقليدية. أما مراسلة "ال بي سي"، هدى شديد، فأكملت مسيرة كانت قد بدأتها منذ سنوات عندما كانت تجول في الأحياء الداخلية والشعبية لإعداد تقارير تظهر معاناة ووجع الناس.

الإعلام العالمي في المقدمة

يتواجد في طرابلس عدد كبير من مراسلي القنوات الدولية، وفيما تحفظ بعض المراسلين عن الحديث بسبب سياسة قنواتهم التي تفرض موافقة مسبقة، يؤكد مراسل TRT، وائل حجار، أن الحدث اللبناني غير المسبوق هو الذي فرض التغطية لأن موقع لبنان إستراتيجي مؤثر في صراعات المنطقة. ويشير الى أن طرابلس فرضت نفسها على القنوات الإخبارية لأنها أذهلت الجميع بسبب الحشود والإستمرارية، جازمًا بأن قناته ليست لديها اي أجندة في لبنان سوى متابعة الحدث. من جهته يتحدث مراسل "الحرة"، ويليام عزام، عن تحوّل طرابلس إلى محطة رئيسية في كافة النشرات، ويدعو إلى الإبتعاد عن الحديث عن الأجندات لصالح قواعد العمل الإعلامي، ففي التلفزيون الصورة والمشهدية هي ما تشد الإعلام وتختصر رأي الناس، مذكرًا بأن شوارع الساحة في طرابلس والطرق الفرعية كانت ممتلئة وسبّاقة للحشد لذلك فرضت نفسها على التغطية. ويُقر عزام بأن طرابلس فاجأت للجميع لأنها كانت موسومة بالتطرف والمشاكل والتهميش والبطالة، إلا أنها ما لبثت أن قدمت مشهداً جامعاً عابراً للطوائف والمناطق. كما يوضح أن تركيز المنتج الإعلامي على الرسائل المباشرة على حساب التقارير يأتي من أن العمل حاليًا يفترض السرعة ومواكبة التطورات الآنية. 

 

أَتُغلِق الانتفاضةُ حساباتِ الحروب؟

سجعان القزي/الجمهورية/04 تشرين الثاني/2019

الانتفاضةُ، بنُسختِها الأصيلة ـــ لا بما عَلِقَ بها وتَعلَّقَ عليها ـــ هي بَذرةٌ وَقعت في أرضٍ خَصْبة. وإذِ اختَفت تحتَ الترابِ فلِتَنبُتَ سريعًا شَتْلةً نَقطِفُ زهورَها، أو لاحقًا شَجرةً نأكلُ ثمارَها. التاريخُ خَزنةٌ تَحفَظ حركةَ الشعوبِ، تُنقّيها من الموْروثاتِ الـمُعاقةِ والـمُعيقة، وتُطلِقُها بهيّةً، ساحِرةً، دافِقةً في المجتمعِ. ومهما حوّلوا الانتفاضةَ فِتنةً ستبقى فاتِنةً، وكالطبيعةِ تَغسِلُ ذاتَها بذاتِها.

ما يجري هو تحوّلٌ بُنيويٌّ في مسارِ وجودِنا الوطنيّ والنَفسانيّ. التغييرُ الجذريُّ في الدولةِ قد لا يَتحقّقُ الآن، لكنه سيَتحقّقُ في الإنسان والمجتمع. الباقي تفاصيل ومسألةُ وقتٍ. المهمُّ أن تبقى هذه الوِحدةُ الوطنيّةُ المدنيّةُ حيّةً حتى نهايةِ الانتفاضةِ وما بعدَها.

أكثرُ من مكافحةِ الفساد، وِحدةُ اللبنانيّين الجُدد هي المعيارُ الذي على أساسِه تَدخلُ هذه الانتفاضةُ أو لا تَدخُل التاريخ. فإذا انقسم اللبنانيّون مُجدَّدًا بعد هذه الانتفاضةِ الاستثنائيّة، تكون وِحدتُهم لقاءَ أيامٍ في الشارعٍ لا لقاءَ مصيرٍ في التاريخ.

بعيدًا من المطالبِ الاجتماعيّةِ والمعيشيّةِ التي رَفعتها الانتفاضة، الشعبُ اللبنانيُّ قَرّر أخيرًا رفعَ السِرَّيةِ الزمنيّةِ عن الحروبِ وإغلاقَ حسابِاتها، والانتقالَ التنفيذيَّ من مرحلةِ «ما بعدَ الحروبِ» إلى حياةٍ وطنيّةٍ طبيعيّة.

هذا هو المعنى العميقُ للانتفاضةِ الأصيلة. وجميعُ الـمَطالبِ تُختصَر أصلًا بعبارةٍ: «نريد حياةً طبيعيّة». المرحلةُ السابقةُ كانت مساكنةً بين آثارِ الحروبِ المتراكِـمـةِ وبين ملامحِ حياةٍ جديدةٍ غامضةِ الشخصيّة.

حياةٌ رَماديّةٌ بين السلامِ والأمن، بين الاضطرابِ والاستقرار، بين الازدهارِ والانكماش، بين الوِحدةِ والانقسام، وبين الدولةِ والدويلات. في ضميرِ المنتَفِضين، الواعي والمستَتِر، ثورةٌ على الموقَّتِ والحيرةِ والانفصام. يريدون الاستقرارَ والوضوحَ بالمعنى المصيريِّ لا اليوميّ.

يُثير القلقَ والخوفَ تأخّرُ انتقالِ لبنان نهائيًّا إلى «الدولةِ الطبيعيّة» رغمَ الحلولِ الدستوريّةِ والتسوياتِ السياسيّةِ وخروجِ المحتلّين. فالـــ»حالةُ الموقّتةُ»، وعُمْرُها أربعٌ وأربعون سنةً، تُهدِّد «الوطنَ النهائي». يَخشى اللبنانيّون أنْ يعودَ هذا التأخيرُ إلى وجودِ مشاريعَ تأسيسيّةٍ تَنتظرُ ظروفًا معيّنةً لتَنقَضَّ على الحالةِ اللبنانيّةِ وتُغيّرَ هويّةَ الوطنِ وخصوصيّتَه. هناك مَن يَعْتني بالتوتّرِ ويَرْويه ليُبقي جميعَ الِخياراتِ الكيانيّةِ مفتوحةً أمامه. وإلّا لِـمَ إبقاءُ لبنان في سلامٍ ناقصٍ ومصيرٍ ملتبِس؟

انتهت الحربُ العالميّةُ الثانيةُ سنةَ 1945، لكنَّ النمسا لم تتأكّد أنها خَرجت فعليًّا منها إلّا بعدَ اعتمادِها الحيادَ سنةَ 1955 واستبدالِ أباطرةِ هابسبورغ Habsbourg بسِمفونيّات آل شتراوس Strauss، وفرنسا إلّا بعد إقرارِ الجمُهوريّةِ الخامسةِ سنةَ 1958، والولاياتِ المتّحدةَ الأميركيّةَ إلا بعد إزالةِ التمييزِ العُنصريِّ سنةَ 1964، وألمانيا إلّا بعدَ استعادةِ وِحدتِها سنةَ 1990 إثرَ سقوطِ حائطِ برلين.

حتى بريطانيا، الدولةُ العظمى، انتفَضت سنةَ 2016 على عُضويّتِها في الاتّحادِ الأوروبيّ لأنّها لَـمَست وجودَ التباسٍ وضبابيّةٍ في موقِعها الناقص في الاتّحاد، وقرّرت استعادةَ وضوحِ مصيرها كجزيرةٍ (البريكسِت).

متى، نحن اللبنانيّين، نَلِجُ هذه الحالةَ النهائيّةَ ونَدخلُ الحياةَ الطبيعية؟ متى ننزعُ وَلاءاتنا الخارجيّةَ ونؤمن بلبنان فقط؟ متى نُحدّدُ دورَنا وموقِعَنا الثابتَين؟ متى نختارُ حلفاءَنا وأصدقاءَنا ونَرسُمُ سياستَنا الخارجيّة؟ متى نَستأذِنُ من صراعاتِ الشرقِ الأوسط ونَستقرُّ في سلامٍ يَحمينا وتَحميه دولةٌ قويّة؟

متى نَخرجُ من «حربِ السنتين» وصراعِ الهويّاتِ والقوميّات، من الدستورِ الإشكاليِّ والميثاقِ الغامض، من حروبِ الثمانيناتِ والتسعيناتِ وحربِ 2006، ومن سائرِ معاركِ الاجتياحِ والعِصيان؟ الجروحُ لا تزال مفتوحةً وبعضُها يَسيل. كلُّ ريحٍ قادرةٌ أن تُشعِلَ جُذوةَ الجَـمْرِ المتحفِّزةَ في الموقِدِ اللبنانّي.

أَخذَ الشعبُ عِلمًا شَفويًّا وخَطِّـــيًا بانتهاءِ الحرب، لكنّه لَم يرَ السلام. أَخذَ الشعبُ عِلمًا شَفويًّا وخَطِّـــيًا بانتهاءِ الميليشيات، لكنّه لم يرَ الجمُهوريّة. أزَفّوا إليه هِلالَ جمُهوريّةٍ ثانيةٍ، ثمَّ ثالثةٍ، ولمّا ذَهبَ يَستقبِلُهما وَجدَهُما قبيلةً أولى وعشيرةً ثانيةً لا تكفي حتّى «أهراءُ روما» إشباعَ عوائلهما...

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ وهو على موعِدٍ دائمٍ مع حربٍ جديدةٍ وأزمةٍ جديدة.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ رهنَ التوقيفِ الاحتياطيِّ: لا سجينًا ولا حرًّا.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في مجتمعٍ مخطوفٍ ومصادَرٍ بالقوّة.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في دولةٍ لا تريد أنْ تُصدِّقَ أنّها تَحرَّرت، وتَتصرّفُ كأنّها ما زالت محتلَّة.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ على وقْعِ فارقِ الوقتِ بين لبنانَ وبلادِ الانتشارِ حيثُ فِلْذاتُ الأكباد.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في دولةٍ وَهَبت نفسَها للاغتصابِ فَفقَدت شرعيّتَها.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ والموقَّتُ هو دُستورُه الدائم.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ ويَسأل كلَّ يومٍ عن مصيرِ ليرتِه وأن يَتبنى عُملةً أجنبيّةً خِلافَ مفهومِ الاستقلال.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ ويَشعُر ـــ وهو يجتازُ المناطقَ ـــ أنّه يَعبُر مقاطعاتِ أمراءِ الحربِ لا أراضي الدولةِ اللبنانيّة.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في حالةِ استنفارٍ دائمٍ بعضُه على البعضِ الآخَر.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في مجتمعٍ لا يُخصِّصُ إعلامُه برامجَ للثقافةِ والموسيقى الكلاسيكيّةِ وللفنِّ الراقي.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ ويَطرَح كلَّ يومٍ مصيرَه ووجودَه ووِحدتَه ونظامَه وصيغتَه.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ حامِلًا بيدٍ حقيبةَ سفرٍ وبالأخرى منديلَ دموع.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ في دولةٍ تَتقبَّلُ تَعدُّدَ السلُطات غيرِ الشرعيّة.

لا يستطيعُ شعبٌ أنْ يعيشَ: هو على قارعةِ الطريقِ يَتسوّلُ عملًا، ووطنُه على قارعةِ التاريخِ يَستجدي موقِعًا.

إذا فَقَهت هذه الانتفاضةُ أبعادَها الوطنيّةَ والتاريخيّةَ، وتَعالت على المكاسبِ الآنيّة، ووَفّقت بين مثاليّةِ «الثورة» وخصوصيّةِ لبنان، ولم تَسقُط في لُعبةِ المناصبِ على غرارِ الطبقةِ السياسيّة، فإنّها تَنقُل لبنانَ من المرحليّةِ الوطنيّةِ إلى الاستقرارِ المصيري. هكذا تُنقِذُ نفسَها ولبنان ـــ وكلاهُما معرَّضٌ للخطر ـــ وتَلتقي مع إنجازِ الآباءِ والأجداد ويَشمُلها مجدُ لبنان.

 

أحلام طواويس الهلال الشّيعي تتبخر

أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة/04 تشرين الثاني/2019

 لم يكن مُستغرباً خروج ملايين العراقيين الى الشوارع للمطالبة بكفِّ اليد الايرانية عن بلادهم، إذ رغم إن الانتفاضة الشعبية بدأت معيشية اقتصادية بحتة، غير أنها منذ اليوم الاول كان تصويبها على سبب الأزمة، أي نفوذ نظام الملالي المتعاظم، أكان في لبنان، حيث لم يخف حسن نصرالله في كل إطلالاته التلفزيونية الأخيرة أنه مرشد النظام الحالي، أو العراق حيث الهيمنة الميليشياوية المذهبية الفاقعة، وقد ترجم ذلك بقتل المدنيين المتظاهرين في الشوارع. هذا المشهد يناقض كل الشعارات التي رفعها طواويس الغرور التوسعي منذ أربعين عاما عن الاستكبار العالمي، والشيطانان، الأكبر والأصغر، (أميركا واسرائيل)، إذ أثبتت الوقائع، ومن خلال تصريحات خامنئي ذاته، أن من يمارس الاستكبار الديكتاتوري هو الطغمة المتسلطة في طهران، التي ترى انها فوق المحاسبة الدولية، وتمنح نفسها حق التدخل في شؤون الدول الاخرى، أي أنها تمارس دور الشيطان في تخريب استقرار الدول.

لا شك أن كل التدليس الذي مارسه سكنة كهوف القرون الوسطى فكرياً طوال العقود الاربعة الماضية، أكان على شعبهم أو بعض الأقليات في العالم العربي، قد سقط، ليس بالحروب والمعارك والصواريخ، إنما بالغضب الشعبي في أكثر بلدين كانا بالنسبة الى طهران حديقة خلفية لم تتصور يوماً أنهما سيشقان عصا الطاعة عليهما. اليوم تهاوى كل ذلك الزيف، حين رفع العراقيون شعاراتهم المطالبة بإنهاء تلك الهيمنة، وطرد الحرس الثوري، وقد ترجم بوضوح في مهاجمة المحتجين القنصليات الايرانية في مدن عدة آخرها كربلاء.

ربما يكون صحيحا أن نظام طهران اكتسب بعض النفوذ في سورية والعراق ولبنان، غير أنه لم يكتسب احترام اللبنانيين والعراقيين، فيما هو في سورية محاصر يبحث عن مخارج تحفظ له ماء الوجه، لاسيما أن ملايين السوريين يرفضون بقاء قواته وميليشياته في سورية، أو حتى المشاريع – الرشوة التي يلوح بها. هذه الصورة الواقعية هي التي دفعت نحو 90 في المئة من اللبنانيين والعراقيين الى الخروج ضد سيطرة عصابات خامنئي في البلدين، تماما كما هي الحال في الداخل الايراني، حيث الذين دعموا الخميني في ثورته على الشاه أصبحوا اليوم من المعارضين، فالبازار، وهو القوة الأساسية الفاعلة انقلب على الطغمة الحاكمة، والنخب الثقافية تجاهر بمعارضتها، بينما الجوعى والفقراء يخرجون يوميا للمطالبة بتحسين ظروف العيش في مختلف المدن.

لقد أصبحت المحاور واضحة ولم يعد هناك أي لبس بالنسبة لما أصبح عليه نظام الملالي، الذي كان يسعى تحت شعار “تصدير الثورة” الى تشييع المنطقة وفقا للمفهوم الفارسي، ومارس كل الموبقات في سبيل ذلك، أكان من خلال إثارة الفتن الطائفية في السعودية والبحرين والكويت، واليمن والعراق ولبنان، أو عبر أذرعه الإرهابية المتنوعة، سنياً وشيعياً، في العالم. لهذا حين يعمل اليوم على إرسال رسائل إلى دول الخليج العربية، ويتحدث عن تفاهمات في شأن حماية مضيق هرمز وغيرها، فهو كالمفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة، لكن من جرب المجرب لن يصدق أياً من الترهات التي تتحدث عنها الدوائر الايرانية، فيما المبادرة الوحيدة لإثبات حسن النوايا، إذا كانت هناك نوايا حسنة عند هذا النظام الإرهابي، هي وقف نزيف الدم الذي يتسبب فيه حالياً بالعراق، والإعلان صراحة عن كف يده الإرهابية، والاعتراف بممارساته القمعية ضد اللبنانيين والعراقيين واليمنيين المُنتفضين عليه، وإلا فإنه يستمر في حفر قبره بيده.

 

ساعدوا اللبنانيين لتقويض نفوذ “حزب الله”

أحمد الدواس/السياسة/04 تشرين الثاني/2019

 كتبنا مقالتين عن لبنان، حول أسباب انتفاضة شعبه واحتجاجه حاليا بشكل سلمي في الشوارع.

لقد ضاق اللبنانيون ذرعا بالنظام السياسي القائم على المحسوبية والهوية الطائفية، والذي فشل في توفير أهم الحاجات الأساسية للمواطن اللبناني، وصاحوا في الشوارع بعد يوم 17 أكتوبر الماضي، ومازالوا، مطالبين باستقالة الحكومة وتغيير جميع السياسيين، بمعنى ان زعيم”حزب الله” حسن نصر الله مشترك في النظام الفاسد، وطالبوا باستقالة الحكومة، فمن المعروف ان هذا الحزب لا يريد تغيير الحكومة، ولارئيس الدولة، لأنه المستفيد من النظام القائم. تحدثنا سابقا عن نشأة”حزب الله”، كيف تطور من تنظيم ديني الى امتلاكه محال تجارية من بينها بنك وشركة تأمين، ومجموعة من الفنادق، وسلسلة من الأسواق المركزية، وشركات سيارات النقل والأجرة، كما يتلقى الدعم المالي من إيران، فأخذ يساعد كثيرا من المحتاجين ليكسبهم الى جانبه، ثم دخل البرلمان وكان نوابه يصوتون ضد القوانين التي لاتعجبهم، أي يعطلون سن القوانين، وساهم في تأخير اختيار رئيس الجمهورية لدرجة ان لبنان عاش من دون رئيس سنتين بعد مايو 2014، ما أدخل لبنان في أزمات سياسية واقتصادية، وهكذا خطف الحزب البرلمان والرئاسة، وفرض مرشحه، ولديه 13 مقعداً في البرلمان، ومتحالف مع 17 نائباً من حركة “أمل” والتيار الوطني الحر، كما امتلك ترسانة سلاح، ممارساته هذه تشير الى انه أصبح دولة داخل الدولة، كأن الجيش اللبناني ليس له وجود.

رفض نصر الله أي توجه لإقالة الوزراء والرئيس ميشيل عون، ووصف الاحتجاجات بأنها من فعل دول الخليج وأميركا، لكن الحريري تحداه واستقال، واستمر يرأس حكومة تصريف الأعمال، فكتبت وزيرة الداخلية اللبنانية السيدة ريا الحسن في موقع “تويتر”” الاستقالة كانت ضرورية لمنع الحرب الأهلية”.

الاحتجاجات تهديد لنفوذ”حزب الله” وحركة “أمل”، لذلك عمد عناصر من الحزبيّن الى تدمير خيم التجمع السلمي للمحتجين، لأن هذيّن التنظيمين وإيران يرفضون أي معارضة لهم، فتدخل الجيش وأطلق الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، ماشتت عناصر”حزب الله” وحركة “أمل”.

وحتى يلفت انتباه اللبنانيين ويحشدهم خلفه،قال حسن نصر الله في خطاب بثـه التلفزيون:” ان هدفنا تطهير سماء لبنان من كل الانتهاكات الإسرائيلية”، وزعم أنه اسقط طائرة إسرائيلية مسيرة، وربما يُطلق الصواريخ على إسرائيل في الأيام المقبلة ليكسب تأييد اللبنانيين الى جانبه.

قال الكاتب بنجامين ماكشين في صحيفة “غلوبالست” يوم 31 أكتوبر الماضي:” ان حركة الانتفاضة اللبنانية تمثل تهديداً لأنظمة الحكم في إيران والخليج، ويتساءل: هل تستمر ثورة لبنان السلمية على غرار حركة التضامن في بولندا سنة 1980، أو ثورة القرنفل في البرتغال سنة 1974 التي أنهت الحكم المُستبد فيها؟ ربما يحدث في لبنان وضع مشابه لماحدث في كوريا الجنوبية سنة 1987 التي أنهت الحكم العسكري”(انتهى الاقتباس).

هناك ثلاثة احتمالات لحل الأزمة السياسية في لبنان، الأول، تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري، والثاني، قد ترأس الحكومة وزيرة الداخلية ريا الحسن، أو تدخل البلاد في أزمة مستمرة تقودها حكومة تصريف الأعمال ولها سلطات محدودة.

ما سبق شرح للأزمة السياسية في لبنان، بقّي رأيي شخصي، قد أكون مخطئاً فيه أو مصيباً، وهو ماذا لو نساعد اللبنانيين وهم بهذه الضائقة المعيشية سواء بالقروض، أو المنح، أو حتى الهبات المالية، فمن جهة هذا عمل إنساني، فلبنان يستاهل فقد وقف معنا خلال الاحتلال العراقي، ومن جهة أخرى ربما يتقوض أو ينحسر نفوذ “حزب الله” إذا ما شعر كثير من اللبنانيين ان دولة خليجية تساعدهم في محنتهم، ونحن في كل الأحوال لا نريد ان تتحول الانتفاضة اللبنانية صراعا طائفيا.

لقد ساعدنا ماليا بعض الدول العربية لكنها طعنت الكويت من الخلف وقت الاحتلال، ومازلنا ندفع لها، وقد كتبنا أكثر من مرة عن امتعاضنا الشديد من موقف حكومتنا في هذا الشأن، وها نحن نترك لبنان، وهو يعاني أزمة مالية، نعم”حزب الله” هدد الكويت في وقت ما، وهاجم السياسة السعودية، لكن لما نخفف من معاناة اللبنانيين، من يدري ربما يضعف تأييدهم لهذا الحزب، عميل إيران.

 

الحريري أقوى الضعفاء... أضعف الأقوياء

نقولا ناصيف/الاخبار/04 تشرين الثاني/2019

باحتساب مَن نزل الى الشارع منذ 17 تشرين الاول، والذين يعتاد حزب الله انزالهم كلما خطب امينه العام، والذين أنزلهم الرئيس سعد الحريري دفاعاً عنه، والذين زربتهم الطرق الفرعية، الى ما حدث امس في بعبدا، يكون اللبنانيون جميعهم في الشارع، ولكل مواله...

ما حدث البارحة قرب قصر بعبدا، بعد الذي جرى أمس ايضاً وفي الايام المنصرمة في الساحات والمناطق ولا يزال مستمراً، اوحى بنشوء اكثر من شارع قبالة اكثر من شارع. في عدّ المحتشدين واحصائهم هنا وهناك خلاف مؤكد. الا ان القراءة السياسية تبدو متاحة اكثر واسهل، ليس في ما توخته الساحات الممتلئة فحسب، بل في ما هو متوقع من المأزق الذي وقع فيه الحراك الشعبي والطبقة الحاكمة في آن.

على غرار قياس الاحجام الذي تبادلته قوى 8 و14 آذار ما بين عامي 2005 و2009، بدا من الواضح ان الحراك الشعبي - غير المسبوق في حجمه وتوسعه وساحاته العابرة للطوائف وشعاراته ولعناته حتى - استنفر منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الاول اكثر من شارع اتسم بنَفَسَ مذهبي بحت، على نحو الشارع السنّي في طرابلس وبيروت وصيدا وعكار والبقاع الاوسط، والشارع المسيحي في قصر بعبدا امس، ناهيك بالشارع الشيعي المتأهب في كل لحظة يخطب فيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

على ان ما اضافه الشارع المسيحي البارحة في محيط قصر بعبدا، انتقل بالاشتباك من الحراك الشعبي مع الطبقة الحاكمة الى داخل الطبقة هذه وبين افرقائها. الاصح القول، في معزل عن الحراك الشعبي وشعاره المستعصي التطبيق وهو اسقاط الطبقة كلها، فإن المواجهة الجديدة التي مثلتها حشود بعبدا - الموجهة الى الحراك كما الى الحريري - رمت الى ابراز بضعة معطيات منها:

1 - رداً على تحريك تيار المستقبل شارعه دعماً لعودة الحريري الى السرايا بشروطه، اتى تحريك التيار الوطني الحر شارعه - بعد جرعات دعم غير مشروطة من نصرالله للرئيس ميشال عون، كي يؤكد الشرعية الشعبية المسيحية لرئيس الجمهورية، بعدما بدا من موجات الحراك الشعبي طوال اقل من اسبوعين انها لا تكتفي باطاحة الحكومة، بل برئيس الدولة ايضاً. بعد استقالة الحكومة غالى الحراك في دعوة الرئيس الى الاعتزال. الاكثر مدعاة للانتباه ان عدداً وافراً من الشعارات الغاضبة والمناوئة لرئيس الجمهورية قيلت في المناطق الاكثر نفوذاً شعبياً له كالمتن وكسروان ناهيك بجبيل، وصولاً الى البترون مسقط صهره الوزير جبران باسيل. منذ البارحة استعاد عون، متسلحاً بشارعه، مبادرة التفاوض مع كل من الحريري والحراك.

2 - بات في حكم شبه المؤكد ان لا حكومة تكنوقراط خالصة، او لا تمت بصلة الى الكتل الرئيسية في مجلس النواب ولا ينبثق منها وزراؤها، مع ترجيح حكومة من 14 وزيراً. المعطيات التي يلتقي عليها رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان نبيه برّي وحزب الله حكومة ليس فيها نواب، مختلطة من سياسيين وتكنوقراط: الاولون من حزبيي الصف الثاني غير الموصوفين بالتصاقهم بمرجعياتهم، والتكنوقراط على صورة وزير حزب الله جميل جبق او وزيرة التيار الوطني الحر ندى البستاني. هم بذلك تكنوقراط الاحزاب والكتل، وليسوا هابطين في مظلات من خارج هذه الشبكة. مرجعياتهم الحزبية هي التي تختارهم. بذلك لا تختلف الحكومة المقبلة عن التي سبقتها منذ عام 2008 سوى في مواصفات وزرائها، دونما مسّ الجوهر الفعلي الذي هو توازن القوى السياسي القائم داخل السلطة الاجرائية. وهو ما يرفضه بإطلاق كامل الحراك الشعبي.سيتعيّن على هذه الكتل ان تسمي هؤلاء بعد الاتفاق على توزّع الحقائب، وتُعهد الى الوزراء التكنوقراط من ابناء تلك الكتل، فيتولونها باعتبار الحقائب الاساسية تلك هي مثار غضب الشارع على اداء الوزراء الذين تعاقبوا على ادارتها ونهبهم المرافق والمال العام ناهيك باهداره. من شأن هؤلاء التكنوقراط، المفترض ان صفتهم الغالبة اختصاصيون، تطمين الشارع الى وضع  حقائب الانتاج والخدمة في ايد موثوق بها.

3 - حكومة مختلطة كهذه من شأنها رد الاعتبار ليس الى مجلس النواب ودوره فحسب، بل الى شرعيته القانونية النافذة ما دام الحراك الشعبي يطعن في شرعيته الشعبية. سرعان ما التحق افرقاء سياسيون بذريعة الحراك في معرض دعوته الى حكومة تكنوقراط تقف وجهاً لوجه مع البرلمان الحالي. في وقائع الايام الاخيرة تأكد ان ثبات مجلس النواب لا يقل عن ثبات رئيس الجمهورية، ما يجعل شرعية احدهما رافداً لشرعية الآخر. لا يقتصر الاصرار على شرعية المجلس على عون وبرّي ونصرالله، بل يلاقيهم فيها الحريري وإن متمسكاً بحكومة تكنوقراط خالصة تستمد ثقتها من البرلمان الحالي.4 - نجاح الحريري في استعادته الى حد كبير الشارع السنّي في عدد من المناطق، لا يجعله بالضرورة الشخصية الوحيدة المؤهلة لدخول السرايا، وإن بدا ان احداً لن يجازف بخوض اسم آخر سواه. هو بالتأكيد اقوى الضعفاء في طائفته، سواء في ضوء نتائج انتخابات 2018 او في انقلاب الشارع الطرابلسي عليه، او في تحوّل ساحتي رياض الصلح والشهداء منصتين للتعرض اليه، او خصوصاً في عدم رغبته في ترك الحكم وتكرار تجربة انقطاعه عنه ما بين عامي 2011 و2014، وتبعاً لذلك التخلي عن «امتيازات» لم تطفىء تسوية 2016 جذوتها بعد. لكنه ايضاً اضعف الاقوياء في توازن قوى يجمعه مع عون وبرّي ونصرالله. يبدو الرجل وحده المتغيّر بين ثوابت ثلاث.

اول انطباع نجم عن استقالته انه لن يقبل بترؤس حكومة جديدة سوى بشروطه هو. في حصيلة الايام التالية للاستقالة في 29 تشرين الاول، تيقن من لاءات عون وبرّي ونصرالله ليس حيال فكرة حكومة تكنوقراط لا تمت الى الطبقة الحاكمة بصلة فحسب، بل تنقلب على توازن القوى القائم في البلاد منذ اتفاق الدوحة عام 2008. هو بذلك يحظى، مبدئياً، بدعم الثلاثي عودته الى السرايا على رأس حكومة يقاسمونه تأليفها، ولا تكون سوى على صورة الائتلاف الذي يجمع عون وبرّي ونصرالله في مقاربتهم لبنان دوره الاقليمي.

 

ثورة وحرب تحرير ايضاً.. الثورة هي ضد الطبقة السياسية وضد الوصاية الإيرانية!

المحامي عبد الحميد الأحدب/04 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80174/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d8%ad/

أول ثورة في تاريخ لبنان منذ ثورة طانيوس شاهين!

حتى في تاريخ سويسرا كانت هناك ثورات! حتى استقر الشعب على الحرية وبالحرية!

كنا في جلسة محاكمة تحكيمية في سويسرا منذ سنوات أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وكان لبنان مشتعلاً، قلت لجمع من المحامين ان لبنان كنا نسميه سويسرا الشرق، فقالوا لي: ولكن سويسرا أمضت أكثر من ثلاثة قرون في حروب أهلية وثورات ومن خلال هذه الحروب والثورات خرجت الحرية واستقرت الديمقراطية!

فعلاً كان يوم 17 تشرين هو نهاية الحرب الأهلية ولكنه كان بداية لثورة عارمة وحرب تحرير على الوصاية الإيرانية، وكان من الطبيعي بعد الفحش الذي استفحل وسط الطبقة السياسية الحاكمة المحمية من الوصاية الإيرانية ان ينفجر البلد عن ثورة على يد شباب قاطَعَ أي صلة مع الطبقات الحاكمة وفكرها ومفاهيمها ومسلكها مُسقطاً كل النظام الذي عشناه خلال الحرب الأهلية ثم من الطائف الى 17 تشرين.

الثورة لا تُعد بالأيام! والحلول لن تأتي بعد أيام!

والثورة هي ضد الطبقة السياسية وضد الوصاية الإيرانية!

ولكن حتى يتبين الضوء الأبيض من الضوء الأسود يجب ان نتطلع بواقعية الى مفهوم الطبقة السياسية،

هي الرؤساء الثلاثة (استقال أحدهم) وأحزابهم، والقوة المسلحة التي بيدها اركان الدولة، أي حزب الله.

فالثورة هي حرب تحرير ضد حزب الله الذي يخضع له الرؤساء الثلاثة!

وحزب الله يعيش على "ولاية الفقيه"،

وفقيه حزب الله هو المرشد الأعلى الإيراني، ا

اذاً فمطالب الثورة تصطدم بولاية إيران على حزب الله الذي أتاح لأحزاب الرؤساء الثلاثة ان يرتبوا 80 مليار دولار نهباً من أموال الدولة اللبنانية.

فالحل ليس ببسيط!

وهو ليس محض لبناني بل إيران جزء أساسي منه!

وإيران في حرب مع الولايات المتحدة، وهي ممسكة بالعراق وسوريا واليمن، وتكاد تمسك بلبنان!

ما يجري في العراق هو امام انظارنا والثورة في العراق هي ضد إيران،

وما يجري في اليمن مع الحوثيين كذلك!

في سوريا تحالف روسي إيراني ممسك بسوريا، الولايات المتحدة انسحبت منه وبقيت تركيا داخلة وخارجة من التحالف!

ففي وجه الثورة والإصلاح لا تقف الطبقة السياسية وحدها، فبشار الأسد كانت قد سقطت من سلطته ثلاثة ارباع الأراضي السورية قبل التدخل الجوي الروسي والتدخل الإيراني الأرضي، فالعامل الخارجي يلعب دوراً وازناً في تثبيت عملاء إيران.

كما هو وضع العراق الذي يحرق الشيعة قنصليات إيران في التظاهرات المليونية وكذلك اليمن مع الحوثيين!

هل تترك إيران لبنان يسقط من يدها؟

والى اين في حرب ترامب مع إيران، لاسيما وان ترامب متقلب بشكل جنوني في سياسته الخارجية وهناك إجراءات عزله التي أصبحت علنية في الكونغرس.

الطبقة الحاكمة في لبنان تساندها إيران ولكن يواجهها ويواجه الشعب اللبناني إعصار مالي اقتصادي نقدي، من الهدر الذي اوصلها واوصل شعب لبنان الى الإفلاس!

من هناك فإن الإصلاح ليس سهلاً لأن عوامل خارجية تتصدى له،

الحزن مرسوم على الغيوم والأشجار والستائر والثورة انتصرت ولم تنتصر،

وعوامل اقتصادية تحول دون تحقيق الثورة لأهدافها، ولكن الطبقة السياسية سقطت والعوامل الخارجية متغيرة والزمن معنا في نهاية المطاف.

التغيير سيتقدم كجرافة البولدوزر لرفع الأنقاض والنفايات والمسامير المتراكمة على ارض هذه المنطقة منذ ان احتل ملالي طهران السلطة، والتغيير سيكون بالتقسيط ولا حول ولا قوة الا بالله.

يا لبنان الأخضر، كيف خلاصنا؟

لم يبقَ من كتب السماء كتاب!

وماتت خيول بني امية خجلاً وظل الصرف والإعراب.

 

كم تبقّى للسقوط... أيام أسابيع أو أشهر؟

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 تشرين الثاني/2019

وصلت الأزمة المالية الى مرحلة خطرة، وعلى رغم أنّ فترة الصمود المُتاحة يصعب تحديدها بدقة لأنها ترتبط بالمسار الذي ستسلكه التطورات السياسية، فإنّ الادّعاء انّ في الإمكان الاستمرار لأشهر طويلة صار نوعاً من أنواع المبالغة غير الواقعية، وبات سقف التفاؤل محصوراً بالمراهنة على الصمود لفترة من المرجّح أن تُقاس بالأسابيع.

قبل 17 تشرين، كانت الكارثة المالية وشيكة. ظهرت في الأفق مجموعة حقائق ومؤشرات أوحَت بأنّ إمكانات الصمود تتضاءل، في ظل حكومة غائبة عن الوعي، تدرك أنّ موازنتها تنصّ على سداد 5,5 مليارات دولار لخدمة الدين العام في العام 2020، وهي تبحث عن إيرادات تافهة، مرة في رأس النرجيلة، وأخرى في محادثة «الواتساب»...

قبل 17 تشرين، واجه الوضع المالي والاقتصادي الحقائق التالية:

1 - فقدان السيولة بالدولار في الاسواق، ونشوء السوق الموازي لدى الصيارفة. وفرضَ تسعيرتين لليرة، واحدة رسمية ثابتة، وأخرى فعلية متحركة. ومع الوقت، بدأ يتّضح انّ تسعيرة السوق السوداء تتحكّم بمفاصل الحياة اليومية وقدرات المواطن الشرائية.

2 - إتخاذ المصارف إجراءات داخلية للحدّ من تسرّب الدولار الى الخارج، وبات هناك سقوفات للسحب النقدي، وتعقيدات في التحاويل تهدف كلها الى خفض منسوب خروج الأموال من لبنان.

3 - لم تصدر الدولة خلال العام 2019 سندات دين جديدة، واضطر مصرف لبنان الى سداد استحقاقات السندات من احتياطه لتحاشي تنظيم إصدار قد يؤدي الى دفع فوائد مرتفعة تعطي إشارة سلبية الى الاسواق العالمية، وتعجّل في الانهيار.

4 - إرتفعت أسعار الفوائد في العام 2019 الى مستويات قياسية، وتبيّن أنّ كلفة جذب أموال بالعملة الصعبة لتغذية الاحتياطي في مصرف لبنان صارت مرتفعة جداً، ومع ذلك لا تجد إقبالاً عليها.

5 - نشأت أزمات استيراد المحروقات والطحين والدواء بسبب واقع التسعيرتين للدولار. وعلى رغم كل المعالجات التي قامت في حينه، يتبيّن اليوم انّ هذه الأزمات لا تزال قائمة، وقد تستفحِل في الايام القليلة المقبلة.

6 - تعرضت الودائع في المصارف الى موجات سحوبات وصلت حسب التقديرات الاولية الى حوالى 5 مليارات دولار في 6 أشهر. في المقابل، تراجع تدفّق الاموال المعتاد الى مستويات مقلقة جداً.

7 - جرى خفض تصنيف لبنان الائتماني الى (CCC) مع ما يعني ذلك من كلفة إضافية على المصارف، وفرملة لدخول أموال جديدة الى لبنان. وهو مؤشّر يعني مالياً انّ البلد اقترب من مرحلة الافلاس، وهذا ما يفسّر الارتفاع السريع والدراماتيكي في أسعار الفوائد.

8 - توقفت كل القروض المدعومة والتحفيزية، ما أدّى الى جمود تام في قطاع الاسكان وقطاعات أخرى. بالاضافة الى تقليص حجم التسهيلات والقروض الى القطاع الخاص، ما أدّى الى تقليص الاعمال، وفرض الجمود على النمو، وبدء مرحلة الانكماش في حجم الاقتصاد (GDP).

9 - تراجع دراماتيكي متواصل في أسعار السندات الدولارية، وارتفاع كلفة التأمين على هذه السندات (credit default swaps).

كل هذه الحقائق والمؤشرات كانت قائمة قبل 17 تشرين، في ظل استمرار التجاذبات داخل الحكومة في حينه، وخيبة أمل المندوب الفرنسي بيار دوكان المولَج متابعة مؤتمر «سيدر» لوضعه على سكة التنفيذ.

بعد 17 تشرين، وبعد حوالى أسبوعين من التظاهرات الشعبية، مع ما رافقها من مشاهد وحقائق أوحَت بوجود انقلاب في المزاج الشعبي حيال كل القيادات السياسية التي أثبتت فشلها في التصدّي لكارثة ظهرت مؤشّراتها بوضوح قبل 3 سنوات أو 4، لكنّ أحداً لم يَشأ أن يرى ويصدّق، استجَدّت على مستوى الوضع المالي والاقتصادي الحقائق والمؤشرات الاضافية التالية:

1 - توقفت محاولات إحياء «سيدر»، وبالتالي، لم يعد ممكناً حالياً على الأقل المراهنة على بدء تنفيذ مقررات الدعم للبنان، مع ما يعني ذلك من دعم معنوي كان سيؤدي الى استعادة بعض الثقة في الوضع، ويسمح باستئناف ضخ أموال استثمارية يحتاجها الاقتصاد لاستعادة دورته الانتاجية.

2 - زادت مساحة الاجراءات والقيود التي اضطرت المصارف الى فرضها لحماية الاموال، ومحاولة منع تسرّبها. كما تقلّصت التسهيلات الممنوحة للشركات والمؤسسات الى مستويات دنيا إضافية، بما يعني انّ الماكينة الاقتصادية في البلد أصبحت شبه مشلولة بالكامل. ونكون بذلك اقتربنا أكثر فأكثر من واقع أننا بتنا في دولة لديها مصروف كبير وليس لديها مدخول.

3 - تمّ إلغاء إصدار سندات يوروبوند كان مقرراً في تشرين الثاني الجاري، لتخفيف الضغط على مصرف لبنان وحماية ما تبقّى من الاحتياطي لديه للدفاع عن النقد، وبُغية التدخّل للانقاذ في اللحظات الحرجة. وسيضطرّ مصرف لبنان الى دفع استحقاق تشرين الثاني من صندوقه، وسنشهد نزفاً إضافياً للاحتياطي الذي لا كان يزال يحول حتى الآن دون إعلان الانهيار والافلاس.

4 - تعمقّت أزمة السوقَين للدولار، وهي مرشحة لتعقيدات اضافية في الايام المقبلة، خصوصاً اذا ما تبيّن أنه بات صعباً تنفيذ الحل الذي قضى بتأمين الدولار بالسعر الرسمي لاستيراد المحروقات والطحين والدواء.

5 - زاد منسوب القلق لدى أصحاب الرساميل، وهذا سيؤدّي الى ارتفاع محاولات إخراج الاموال من لبنان.

6 - إستخدم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للمرة الاولى، عبارة انهيار. وبعض الجهابذة فسّروا موقفه على أنه موقف سياسي. بعضهم اعتبره ضد الانتفاضة، وآخرون اعتبروه دعماً لها. وهو في الواقع، لا هذا ولا ذاك. ومن لا يزال يُغمض عينيه ويصمّ أذنيه عن ضجيج الكارثة الوشيكة، سيعرف ما ارتكبه جَهله لحظة وقوعها رسمياً.

في الخلاصة، وكما توحي المؤشرات السياسية الحالية، لا شيء يدعو الى التفاؤل. واذا لم يحصل «الانقلاب» المطلوب ويتغير المشهد السياسي رأساً على عقب، لجهة شكل الحكومة ونوعييتها، والسرعة التي ستتألف بها، سيواجه الناس والبلد الكأس المُرّة التي كان يتم تأجيل إعلانها من خلال دفع أسعار باهظة لشراء الوقت.

 

ميشال إده: «فخامة» المرشح الدائم

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 4 تشرين الثاني 2019

في السنوات الاخيرة فاخر ميشال اده بأنه يقاوم ثلاثة سرطانات تنهش جسده. كان يتحدث عن هذا المرض العضال كأنه يتسلى، ويقلل من جدية فتكه، كأنه يغلب واحداً بعد آخر. هذا الرجل لم يحسب مرة حساباً للموت. حينما بلغ الثمانين قال انه لا يزال شاباً، وقليلة عليه مئة سنة. في التسعين، بمرح مماثل واستخفاف، عاود الكلام نفسه، الى ان ارغمه تعب جسده في الاشهر المنصرمة على ملازمة السرير والانقطاع عن استقبال احد. انطفأ البارحة قبل ثلاثة اشهر من بلوغه الثانية والتسعين. ما بين عامي 2011 و2016، على فترات متقطعة، اتيح لي تسجيل ما يزيد على سبع ساعات في مسار سياسي في محاولة عبثية لاقناعه بتدوين مذكراته. بيد انه ارجأ القرار من غير ان يستبعده، ثم اثقل المرض الوطأة عليه. حجته في احجامه عن تدوين مذكراته: «إما اكتب كل شيء او لا اكتب شيئاً. ثمة ما يقتضي ان لا يُكتب. فكرت في الامر مراراً ثم ترددت. اذا كتبت كل شيء سأتسبب في مشكلات لكثيرين».

ينتمي اده الى ثلاثة اجيال سياسية قلما اتيحت لنظير له، كان لاعباً فيها بأدوار متفاوتة: الحقبة الشهابية مذ عرف عن قرب الرئيس فؤاد شهاب، حقبة الحرب اللبنانية التي طرحت اسمه للرئاسة مراراً، حقبة ما بعد اتفاق الطائف. اليه هو بالذات تُعزى فقرة في مسودة اتفاق الطائف قالت بحصر تفسير الدستور بالمجلس الدستوري، الا ان البرلمان شطبها وحصرها به. كان يسره على الدوام التحدث عن نجاحاته المهنية مذ تخرج في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف عام 1948 مع رفيقي عمره ودفعته الياس سركيس ورينه معوض، وهو اصغرهما. تدرج ومعوض بداية في مكتب الرئيس عبدالله اليافي قبل ان يذهب معوض الى مكتب حميد فرنجيه وهو الى مكتب كميل اده، وفي عام 1951 استقل بمكتب خاص به. اما سركيس فاختار الادارة في مصلحة السكك الحديد، قبل انتقاله الى سلك القضاء وتعيينه في ديوان المحاسبة. سركيس ومعوض صارا رئيسين للجمهورية. الاول قتله المرض من فرط ما انهكته الولاية، والثاني قتلته رئاسته ولم يكن امضى 17 يوماً فيها. يعقب ميشال اده: «كتر خير الله. بعدني طيّب. الحياة بتضحّك. غريبة؟». كثيرة هي المرات التي يدق فيها على الخشب عندما يتحدث عن صحته وامانه الشخصي ونجاحاته. كذلك يفعل عندما يأتي على تقدمه في السن.

طُرح اسمه ثماني مرات مرشحاً جدياً للرئاسة: 1982، 1988، 1989 (مرتان)، 1998، 2007، وصولاً الى اقتراح اسمه مرتين عامي 2014 و2016 ابان الشغور الرئاسي كرئيس انتقالي لولاية قصيرة في سنتين، فرفض متسلحاً بحجتين: تقدمه في السن ورفضه ثلث ولاية رئيس. عارضت دمشق انتخابه ثلاث مرات، واسرائيل مرة واحدة. في كل مرة ينقضي الاستحقاق من دونه يتذكر العبارة التي قالها له الرئيس سركيس للمرة الاولى عام 1982 بعدما تيقن من انتخاب الرئيس بشير الجميل: «الرئاسة مرقت من تحت منخارك».

المرة الاولى عُيّن وزيراً كانت عام 1966 وكان في مركز عمله في افريقيا. في المرة الثانية عام 1980 كان هناك ايضاً. المرة الثالثة عام 1992 والرابعة عام 1995. لم يشأ الترشح للانتخابات النيابية عام 1996 استجابة لطلب الرئيس رفيق الحريري، عندما عزم على خوضها. طلب منه الانضمام الى لائحته في بيروت دائرة واحدة، فاعتذر. استنجد الحريري بنائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الذي خابر اده ودعاه الى غداء في دمشق في حضور الحريري.

للفور بادره خدام: «مبروك سلفاً».

سأله عما يقصد؟

ردّ: «انتخابات بيروت مع ابو بهاء. سنعطيك اصوات الاحباش والاكراد والمجنسين، ومن عندك اصوات الموارنة». المرة الاولى زار دمشق كي يلتقي مسؤولاً سورياً كبيراً كان في عداد وفد وزاري ترأسه الحريري، لتوقيع اتفاقات بين البلدين، واده وزيراً للثقافة والتعليم العالي عام 1992. استقبل الرئيس حافظ الاسد الوفد اللبناني وعمل الحريري على تقديم الوزراء الى الاسد الذي قال لإده مصافحاً: «استاذ إده. انا سامع عنك». بادره اده: «وانا كمان سامع عنك».

للتو انفجر الاسد والحريري بالضحك. مذذاك يكاد لا يمر سؤال عن سوريا يُسأل عنه حتى يستعيد هذه القصة ويسأل نفسه وهو يسردها: «لا ازال مستغرباً كيف اجبت الاسد انني سامع عنه. عجبك؟ منيح انها قضيت عند هذا الحد».

على ان الرجل اشاد مراراً بالرئيس السوري الحالي بشار الاسد والتقى به مراراً. اشادته بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا تقل اعجاباً وتقديراً، وكان نصرالله اهداه رشاشاً من صنع اسرائيلي غنمته المقاومة في احدى عملياتها ضد الجيش الاسرائيلي. فاخر بأنه سجل لقناة «المنار» 37 حلقة في تاريخ الصهيونية، لكنه يذكر تحذيره لنصرالله يوماً حينما التقاه عام 2011: «ما فعلته بإسرائيل (في التحرير وحرب تموز) لم يسبق ان حصل عند العرب. كسرت اسرائيل اكثر من مرة، لكن حذار التورط في الداخل. انت في الداخل شأنك شأن اي طرف لبناني آخر».

قال له الرئيس حافظ الأسد: «انا سامع عنك» فأجاب: «وانا كمان سامع عنك»! يفاخر بثقافته الموسوعية في الصهيونية. يكاد لا يمر تاريخ عبرت به اسرائيل لا يشرّحه. على ان معرفته بالشيوعية لا تقل اهمية وغوصاً.

قال مقوّماً الشيوعية ثقافة ونظاما انها فشلت في تطبيق الديموقراطية واطلاق الحريات واعتماد النظام الاقتصادي، لكنها نجحت في تعميم الثقافة والتعليم والفن، وهو انجازها الوحيد ربما: «دُعيت عام 1972 من جمعية الصداقة السوفياتية - اللبنانية لزيارة موسكو. كان معي النائب امين الجميل والوزير السابق شفيق الوزان ووفيق الطيبي. سبقنا الى هناك في زيارة مماثلة ابن عمي ريمون (اده) وكمال جنبلاط ورشيد كرامي وهاشم الحسيني. التقينا اعضاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وخبراء. احدهم تكلم فاعترضت واستشهدت بلينين وبالسياسة الاقتصادية الجديدة (N.E.P وقلت لهذا ان ما يذكره غير صحيح ويُحرّف مبادئ لينين. إحمرّ لونه وارتبك رفاقي. قال لي شفيق الوزان خائفاً: يا ميشال رح تروّحنا. قلت لمحدّثي الشيوعي: انتم عملاق سياسي وعملاق عسكري لكنكم طرح اقتصادي. اقول لكم اذا لم تُصوّبوا مساركم ستنهارون وتسقطون من تلقائكم. كان ذلك عام 1972. بعد 17 عاماً سقط النظام الشيوعي برمته عام 1989». لا يتزحزح اده عن الاعتقاد بأن لبنان صنعه الدروز قبل الموارنة، وكلاهما في اصل لبنان واساسه. من اجل ذلك عُيّن على الدوام نائباً لرئيس مؤسسة العرفان الدرزية، هو المسيحي الوحيد فيها. مرات عقدت اجتماعاتها في منزله في اليرزة. ذات يوم حدثه وليد جنبلاط اقرب ما يكون الى البوح بالفرنسية، اللغة التي كان كمال جنبلاط يتحدث مع اده فيها ايضاً: «ارتكبت اخطاء كثيرة لكنني لا استطيع الانفصال عن الموارنة ابداً. لبنان هم ونحن».

رد اده: «لا. انتم ونحن».

 

شركاء السلطة في لبنان يستنفرون مذهبيا... وطرابلس تنقذ الانتفاضة

طوني فرنسيس/انديبندنت عربية/04 تشرين الثاني/2019

خروج المنتفضين من الساحات سيحول الشعب اللبناني إلى متهم مطارد من جانب سلطة القمع وميليشياتها

الحريري لم يرضخ لضغط حزب الله وحليفه الأبرز ميشال عون

أقال سعد الحريري في لحظة استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية كل القوى السياسية المشاركة في التشكيلة التي كان يترأسها. وتلك القوى تعتبر رسمياً الأوسع نفوذاً على المستوى الشعبي حتى لحظة اندلاع الانتفاضة الشعبية في السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقد قامت الانتفاضة المستمرة ضد هذه القوى بالذات، هي التي توافقت على حكم لبنان في صيغة تطورت من حكومة "إلى العمل" إلى حكومة "استعادة الثقة" وبالعكس، فكان أنها لم تستعد ثقة ولم تعمل لمصلحة المواطن. والحريري إذ استشعر حجم الاحتجاج الشعبي فضل أن يستقيل، إلا أن الشركاء الآخرين وفي مقدمهم حزب الله كانوا يرفضون الاستقالة، وهم عبروا عن رفضهم هذا تهديداً وترغيباً. فاستقالة رئيس الهرم تضعهم خارج سلطة رسمية يعتمدون عليها لتغطية حضورهم السياسي في زمن الضغط المتزايد على إيران وأذرعها في المنطقة، أو من يسميهم العراقيون، في كفاحهم المستمر "الذيول". على أن الحريري لم يرضخ لضغط حزب الله وحليفه الأبرز تيار رئيس الجمهورية ميشال عون، وفضل الاستجابة لنداء الانتفاضة الشعبية، فاستقال وأقال شركاءه جميعاً، واضعاً نفسه والجميع في دائرة المحاسبة، وواضعاً الانتفاضة نفسها أمام امتحان مفصلي.

خاض شركاء الحكم معركة ما بعد الاستقالة بمثل ما بدأوه قبلها. تحدثوا عن أحقية المطالَب الشعبية، لكنهم شككوا في المطالبين بها. ذهب حزب الله إلى تكرار النظرية الإيرانية عن تمويل السفارات الغربية والعربية للتظاهرات، وأصر على تخوين قادتها، وحاول جهده قمعها، خصوصاً في النبطية وصور وبنت جبيل (الجنوب) وأرسل عناصره لتعتدي على المعتصمين في وسط بيروت. رموز التيار العوني وإعلامه بدورهم اجتهدوا في تشويه صورة المشاركين في الاحتجاجات، فأضافوا إلى رواية حزب الله عن تمويلهم من السفارات، رواياتهم اللا "أخلاقية" عن سلوكهم، وناقضوا في ذلك الخطاب الرسمي لرئيس الجمهورية الذي اعتبر أن التظاهرات تدعم سعيه إلى الإصلاح ومكافحة الفساد. الطرف الثالث في السلطة، نبيه بري رئيس مجلس النواب، لم يكلف نفسه عناء التفاعل مع مطالبات الناس، جلس في موقع الإرشاد والتوجيه، وحرص على حماية شخصه وموقعه، مجتمعاً في هذه الحالة إلى قيادة شريكه حزب الله، وبحجة الرد على "الشتائم" تحرك أنصار الثنائي "الشيعي" لتوجيه ضربات إلى المحتجين السلميين في العاصمة والمناطق ذات الأغلبية الشيعية.

هذه السياسة تجاه الانتفاضة استمرت قبل استقالة الحريري وبعدها، إلا أنها اتخذت ابعاداً أوضح بعد الاستقالة. لقد تحول التجييش المذهبي لمصلحة أطراف السلطة إلى بند أول على جدول الأعمال. فإزاء خوف أركان الحكم على مصالحهم طوروا خطاب الانكفاء والتهويل. حزب الله هدد الناس بالمجاعة وأبلغهم أن معيشته ومعاشات عناصره مؤمنة وأنه لم يستعمل إمكاناته كاملة "في الرد عليهم"! والتيار العوني ذهب إلى حشد أنصاره في مسيرات تأييد لرئيسه، رئيس الدولة، أما نبيه بري فقد استحضر العشرات من مسلحيه الذين هددوا "حرفياً" بقتل مسيرة لم تحصل في اتجاه مقره الرسمي.

كان يمكن هذه التطورات لو احتلت كامل مساحة المشهد اللبناني أن تسمح بالقول إن الانتفاضة قد انتهت، هذا ما أرادته قوى السلطة رداً على استقالة الحريري، وبدا من سلوكها السابق واللاحق أنها ليست في وارد الانتقال إلى تحقيق مطالب الناس، بل هي تعمل من أجل تقاسم جديد للمنافع والمكاسب، وفي لحظة إعلان الحريري استقالته ونزول عدد من مناصريه إلى الشارع دفاعاً عن زعيمهم "السني" انتعشت آمال الزعامات الطائفية الأخرى باستعادة الأزمة السياسية إلى ملعب المناكفات المذهبية التقليدية، إلا أن مسارعة الحريري إلى سحب أنصاره من الشارع، بدد آمال المذهبيين العاملين على إحياء التناقضات المذهبية ودفعها إلى الواجهة. وانتهت ساعات الارتباك والتراخي في الساحات سريعاً، وقادت طرابلس المدينة "السنية" الفصل الجديد من الانتفاضة، تحت العناوين إياها: إسقاط الحكومة ورموز الفساد وقيام حكومة جديدة تتبنى هذه العناوين. لقد كسرت طرابلس المنحى المذهبي الذي حاول حزب الله وحلفاؤه جرّ البلد إليه بهدف إنهاء الانتفاضة، وأعادت إلى الحركة الوطنية الشعبية زخمها وتحولت من دون ادعاء إلى عاصمة الثورة اللبنانية. وفي هذا الوقت، ثبت لدى شركاء هذه الثورة أنه من دون استمرارهم في حركتهم الضاغطة فإن شيئاً لن يتغير إلى الأفضل، وأن خروجهم من الساحات سيحول الشعب اللبناني إلى متهم مطارد من جانب سلطة القمع وميليشياتها.

 

أحداث لبنان والدولة الوطنية العربية

نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق/انديبندنت عربية/04 تشرين الثاني/2019

تعرّض لبنان إلى صدمات عنيفة وحروب داخليّة غيَّرت التركيبة الجغرافيّة من التوازن الأمني والاقتصادي

الانتفاضة أخذت على عاتقها التمسك بالحكم الرشيد على حساب التقسيمات الفئويّة أو الطائفيّة

ينتقدُ غالبيّة المؤرخين، خصوصاً بالمجتمعات العربيّة، اتفاق (سايكس بيكو) الذي وَضعَ أساس ورسم الخطوط الجغرافيّة للدول الوطنيّة العربيّة في المشرق العربي، على أساس المعادلة السياسيّة ومصالح فرنسا وبريطانيا عقب الحرب العالميّة الأولى، وكان ذلك نقداً مبرراً وفي محله باعتبار أن حاضر ومستقبل شعوب دول المنطقة وُضِع من خارجها.

بعد بدايّة الصحوات العربيّة في نهايّة العقد الثاني من الألفيّة الحاليّة، وجدنا تيارَين متعارضَين للتقييم الراسخ لـ(سايكس بيكو)، وآراءً مختلفة حول كيفيّة التعامل معه. كثيرٌ من المحللين، خصوصاً في الغرب، يرون أن الدولة الوطنيّة ليست صيغة ملائمة للعالم العربي، خصوصاً بالمشرق الذي رسم وقسَّم دون مراعاة التوازن والتنوّع والتواصل العرقي والطائفي عبر حدود جغرافيّة وفقاً لذاك الاتفاق.

في حين يرى البعضُ الآخر، وأنا منهم، أن صيغة الدولة الوطنيّة بكل عيوبها وقصورها وبصرف النظر عن أن رسم صيغتها حينذاك كان بيد أجانب، يرى هؤلاء أن تلك الصيغة ما زالت هي أفضلُ المتاح، وأن محاولة إعادة رسم الخريطة الجغرافيّة لأوطان المنطقة تحملُ في طياتها مخاطر وتداعيات جمَّة، بما في ذلك هدم المعبد كله على مَنْ فيه.

وأعتقدُ أن المشكلة الحقيقيّة في تطبيق صيغة الدولة الوطنيّة ليست في المعادلة ذاتها، إنما في غياب التطبيق السليم لها، بما يستجيب إلى احتياجات المواطن، وتمكينه من المشاركة في رسم السياسات، بما يحقق له احترام خصوصياته العرقيّة، ودون أن يكون ذلك على حساب صيغة الدولة الوطنيّة، وطالما احترم الكل الولاء إلى الوطن.

يتطلب تحقيق ذلك توازناً دقيقاً ومستمراً ومتجدداً مع تغيّر الإطار السياسي العام والتوازنات الديموغرافيّة المختلفة واحتياجات طبقات وفئات مختلفة من المجتمع، وشهدت دولٌ عديدة تقلبات وتحديات غرباً وشرقاً، شمالاً وجنوباً، صناعيّة، وزراعيّة، متقدمة وناميّة، مَنْ يمارس اقتصاد السوق أو الاقتصاد الموجّه، والبعض ترنَّح بين أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، حتى في الدول الديموقراطيّة الأوروبيّة بين التيارات اليساريّة الاشتراكيّة في النصف الآخر من الألفيّة الماضيّة، والتيارات اليمينيّة في السنوات العشر الماضيّة، وحتى في دول عظمى بانتخاب رؤساء غير تقليديين، مثل ترمب في الولايات المتحدة أقوى وأغنى دولة بالعالم، وتفكك دول عظمى مثل الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقيّة كلياً. ونشهد الآن تظاهرات منتشرة في دول العالم وقاراتها، آخرها في شيلي وهونغ كونغ الآن، وطبعاً توجد الاضطرابات التي شهدناها بالعالم العربي، وآخرها في لبنان والعراق.

والامتحانُ اللبنانيُّ فريدٌ في حجمه وجوهره وشفافيته، فالدولة اللبنانيّة صغيرة، وأقيمت ونمت كدولة وطنيّة على أساس تقسيم عرقي ومحصصات رسميّة، وهي تجربة فريدة نجحت، وتمت المحافظة عليها طويلاً، ومع تعرُّض البلاد إلى صدمات عنيفة وحروب داخليّة كل عقدين من الزمن على الأقل تغيَّرت التركيبة الجغرافيّة من التوازن الأمني أو الاقتصادي إلى الطوائف اللبنانيّة، وحتى بين الحين والآخر بين عائلات الطائفة الواحدة، وكان آخر محطات ضبط الإيقاع وتثبيت الاستقرار (اتفاق الطائف) برعايّة السعوديّة.

فرصة القرن؟

هل نشهد سايكس بيكو روسية؟

أمَّا الآن، فاضَ الكيلُ بالشعب اللبناني لأسباب كثيرة، بعضها اقتصاديٌّ وبعضها اجتماعيٌّ وبعضها سياسيٌّ، والكل مشحون، ونشهد رفضاً شعبيّاً ومجتمعيّاً لممارسة الريادة السياسيّة، والمتهمة بترجيح المصلحة الطائفيّة والشخصيّة على مصلحة البلاد، والمشاركة أو عدم التصدي في سُبل متعددة للفساد السياسي والاقتصادي.

ومِنْ المُلفت والجديد والمُستحب والمُستحسن، أن الشارع اللبناني الغاضب والرافض أوضاعه لم ينقسم على أساس فئوي أو طائفي، وعبَّر عن مواقفه في أغلب الأحيان تحت علم واحد، وهو علم الدولة الوطنيّة اللبنانيّة، ولم تشمل طلباته الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة المختلفة التمسُّك أو الدفاع عن حقوق أو مكاسب طائفيّة، إنما اقتصرت على ما يرتبط بحقوقهم وتطلعاتهم كمواطنين لبنانيين.

أي أن لبنان، الدولة العربيّة الشقيقة والصغيرة، وعلى مستوى مواطنيها مع تنوّعهم، ترى أن جزءاً كبيراً من حل مشكلاتها هو تغيُّر نظامها السياسي كلياً، وتفضيل صيغة الدولة الوطنيّة على أي صيغة المحاصصة الطائفيّة.

ومن ثمَّ نجد لبنان الشقيق وشعبه الكريم رغم صغر حجمه ووجود ضعف سكانه خارج البلاد، أخذ على عاتقه قضيتين مهمتين في العالم العربي، قضيّة التمسُّك بالحكم الرشيد بمختلف جوانبه، وتحدي التمسُّك الكامل بالدولة الوطنيّة على حساب أي تقسيمات فئويّة أو طائفيّة أخرى. طموحات ضخمة وكبيرة سيكون لفشلها أو نجاحها أثرٌ بالغٌ ومهمٌ، ليس فقط على لبنان أو التوازن الجيوبولتيكي في المشرق والخليج في ظل سياسات إيران، إنما كذلك على تحديد الإجابة عن السؤال الوجودي والمهم الذي يفرض نفسه على العالم العربي، ألا وهو: هل صيغة الدولة الوطنيّة ملائمة للعالم العربي أم لا؟

وفي هذا أضع صوتي وبقوة في صالح الدولة الوطنيّة، مؤمناً بأن استقرار الأوضاع، ورسم مستقبل أفضل للمنطقة ليس الاختيار بين الدولة الوطنيّة والفئويّة العرقيّة، إنما في توفير وتأمين الحكم الرشيد الذي يستجيب إلى احتياجات المواطن، وطموحه اقتصاديّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً، وأعود إلى هذا الموضوع لاحقاً.

 

احذروا العربي القلق... احذروا العربي المُقلق

غسان شربل/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

يجلسُ مدير المخابرات حائراً في مكتبه. واجبه يقضي بأن يُطلعَ الرئيس على الوضع في البلاد. وأن يقترح أفكاراً للخروج من المأزق. لن يستخدم كلمة المأزق في تقريره. يستحسن تفادي الكلمة التي تزعج الحاكم وتوحي له أن الأبواب موصدة ولا يمكن فتحها إلا بتنازلات جدية. وصاحب القرار لا يحب كلمة التنازل. لديه شعورٌ عميق أن الشعب طمَّاع؛ كلما قدمت له تنازلاً طالب بالمزيد.

يفكر السيد المدير ملياً. كانت الأمور أسهل في عهد أسلافه. كانت خريطة الجمهورية بأكملها ممسوكة جيداً. كانت الرواية الرسمية وحدها تحتلُّ الصحف والشاشات التي لم تكن تحتاج إلى من يذكّرها بالخطوط الحمر. وكان الجهاز يعرف ليلاً العناوين التي ستطلُّ بها الصحف صباحاً. هذا إذا لم يكن أسهم في تدبيجها. ولم يكن وارداً نشر ما يهدد النظام العام أو يشكك في صدقية الحكم. الأرقام الاقتصادية كان يجري تطويعها للإيحاء أن العجلة تدور. وأن الحكم ساهر. ويستشعر المشكلات قبل وقوعها ويعدّ لها العقاقير اللازمة.

كان الأمن مستتباً. وحين تبلغ الوقاحة بحفنة متهورة حدَّ الاعتراض علناً كانت العلاجات جاهزة ومتاحة. يستدعى الشخص إلى المقر فيدخله قلقاً أو شبه مستسلم. يتهم بالعمل لأهداف مشبوهة. وإن عاند يتهم بالعمل لمصلحة العدو بقصد أو من دون أن يدري. وسرعان ما يفهم الرجل الذي استقدم بحجة محاورته أن سلامته وسلامة خبزه وعائلته في الميزان فيقرر عدم المجازفة. وإذا كان من الرؤوس الحامية يخضع لعملية تأديب قد تكلفه بعض أظافره وأسنانه. سيخرج الرجل مكسوراً. لا الصحف ستشير إلى ما تعرض له، ثم إن التلفزيون الرسمي مشغول بقضايا أهم.

يفتح مدير المخابرات يديه. هذا العالم انتهى. إذا استدعى الجهاز مراهقاً وعاجله بصفعتين تهبُّ الصحف والشاشات والمواقع. تعليقات وتغريدات. تنهال التعليقات من منظمات حقوق الإنسان وتتلطخ سمعة الدولة. تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات لمظاهرات أو احتجاجات ويغلي الشارع.

ثمة مجرم خطر دخل المعادلة بلا استئذان. يسمونه الهاتف الذكي. قلَّص سلطة الأهالي على أبنائهم. وقلَّص سلطة الدولة على أبنائها. أصعب مواطن في الجمهورية. يسجل ويصور ويرسل كشاهد ورقيب. لا تستطيع الدولة زرع عسكري في كل جهاز لمنعه من الترويج والتواصل. إنه جنرال الاحتجاجات وزعيم المحرضين. كان الجهاز يستميل الكتاب أو يراقبهم أو يزجرهم أو يمنع أسماءهم من التسلل إلى الصفحات. اليوم صار كل مواطن صحافياً وكاتباً. ماذا نستطيع أن نفعل بنهر المواقف الموزعة على «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما؟

كانت إدارة الجمهورية أسهل. حفلة توزيع للحصص على المكونات والمناطق والأحزاب. وكان حجم الحصة مرتبطاً بالولاء الكامل. وكان يمكن استرضاء الناس بالتوظيفات والعقود والمقاعد النيابية والوزارية. وكان كل شيء يخضع قبل إعلانه لمعالجة رسمية؛ بما في ذلك معدل البطالة والتضخم وأرقام الخطة الخمسية. وكان العقاب متيسراً لمن يوزع الشكوك أو يكثر من استخدام علامات الاستفهام.

يطلب فنجاناً جديداً من القهوة. تغير العالم وتغير الناس خصوصاً الشبان والشابات. أفلتوا من أيدي الدولة. يتنادون على وسائل التواصل الاجتماعي ويتدفقون. يقولون كلاماً كبيراً وخطراً. يريدون «إسقاط النظام». ومحاكمة «الطبقة السياسية الفاسدة». وحكومة انتقالية بأسماء «نزيهة وغير ملوثة». وانتخابات حرة وشفافة تحت أنظار مراقبين دوليين. ويقولون أيضاً إن الطائفية ماتت. يخرقون قواعد التخاطب السابقة مع المسؤولين والسياسيين والرموز كأنهم يريدون إعادة تأسيس البلاد بهتافهم «كلن يعني كلن». ويُقسمون أنهم لن يرتكبوا خطأ أهاليهم حين كان يتم إسكاتهم بإطلاق الحساسيات المذهبية والمناطقية أو الوعود البراقة أو التذرع بدقة الظروف التي يجتازها الوطن. يريدون ما هو أخطر وهو «إعادة الأموال المنهوبة». لا يدرون أن توزيع المغانم كان جزءاً من صيغة استقرار.

ما أصعب التعامل مع هذا الجيل الغاضب حين يتدفق أبناؤه في الشوارع يقطعون الطرقات أو يحرقون الإطارات ويوزعون الاتهامات. إن عاجلتهم أجهزة مكافحة الشغب بالغاز المسيل للدموع لمعت صورهم على شاشات العالم وتعاطف المشاهدون مع «انتفاضتهم» أو «ثورتهم». وإن سقط منهم قتيل تحول تشييعه فرصة لإعادة إطلاق الحراك، واستقدام مزيد من الحشود إلى الساحات. كان الخوف حارس النظام والاستقرار لكنهم قتلوا الحارس. ما أصعب التعامل مع جيل «تويتر». التعامل مع الإرهابيين أسهل. ترصد مكالماتهم وتنصب لهم الكمائن وتنهال عليهم بلا رحمة.

لا يمكن تحميل الجهاز مسؤولية ما آلت إليه الأمور. بالغ السياسيون في السطو على مناجم الجمهورية. لم يتركوا فيها ما يكفي لاسترضاء الناس. وتسببوا بصراعاتهم ومناكفاتهم في نشر غسيل الدولة الوسخ على حبال وسائل التواصل الاجتماعي. لقد قطعوا الغصن الذي يقفون عليه.

هذا جيل آخر. تعب من الفقر والدولة المخلعة الأبواب. جيل يريد أن تكونَ كلمتُه مسموعة. يريد دولة عصرية. وقضاءً مستقلاً. ومدرسة حديثة. وفرصة عمل. لا يريد البطالة والاتكاء على جدران المدن. ولا التسلل في «قوارب الموت» إلى أوروبا.

يسأل المدير نفسه: هل أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ولادة عربي مختلف لا يقبل بأقل من العيش في دولة تستحق التسمية؟ هل وُلد جيل جديد في الجزائر والعراق ولبنان؟ جيل لم يعد بالإمكان إعادته إلى بيت الطاعة، سواء بالرصاص المطاطي أو الرصاص الحي. ألم يكن من الأجدى التنبه لتكاثف الغيوم قبل أن تمطرَ احتجاجاتٍ احتجاجاتٍ احتجاجات؟

تأخر الوقت ولا جدوى من العقاقير القديمة والمراهم الدجّالة. لن تنقذ القوة تركيبات انتهت صلاحية استعمالها. لن يوصي بإعلان حال الطوارئ ودفع الجيش إلى الاصطدام بالأنهار المتدفقة إلى الساحات. سيحاول القول إن مرحلة انتهت وإطالة عمرها بالدم محفوفة بالأخطار والعواقب. سيكتب: احذروا الاستخفاف بجيل عربي قلق على مستقبله تحول مقلقاً لحكومات تهدد بإضاعة بلاده. الحل الاستماع إليه لا الانتصار عليه.

 

لبنان: استعادة الدولة ثم الإصلاح والبناء

سام منسى/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

بعد مرور أسبوعين على الحراك الشعبي غير المسبوق في تاريخ لبنان المعاصر، لا بدّ من الاعتراف أنه أسس حالة جديدة لن تتوقف، حالة قد تخفت لكنها ستبقى حكماً مستمرة.

فهو جمع شرائح اجتماعية متنوعة من كل الطوائف والمناطق، وأظهر نخبة متمثلة بشباب لبناني من الجنسين واعٍ ومثقف في خطابه، تميزوا بدقة إدراكهم لحقيقة الوضع، ولما يريدون لوطنهم، وبتصميمهم على مواصلة الحراك. وهزّ السلطة في لبنان، فبات على المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم أن يأخذوا بعين الاعتبار دوره وقدرته على تغيير أدائهم. أما الأحزاب السياسية، التي بقيت خارجه، وصلتها الرسالة أيضاً، وأدركت أنّ ما بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) لن يكون كما قبله، وأن جميعها، التي أدينت أو لم تدن، أصبحت تحت مجهر المنتفضين. حتى «حزب الله»، الذي خوّن الانتفاضة، وانتقدها، وأرسل مواليه إلى ساحاتها لترهيب المحتجين بممارسات غير حضارية وغير أخلاقية، أصيب حتماً بمفاجأة لا يعرف راهناً كيف يواجهها، ولا يزال يدرس سبل احتوائها أو ردعها. وجاء خطاب حسن نصر الله في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) أصدق تعبيراً عن حال الارتباك والرغبة بالاحتواء قبل الانتقال إلى المواجهة.

السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم هو ماذا بعد هذه الانتفاضة؟ الحراك اللبناني استخدم شعار احتجاجات «الربيع العربي»: «الشعب يريد إسقاط النظام»، لكن النظام في الدول العربية التي شهدتها كان له وجه، أما في لبنان، فهذا الوجه غير موجود، وليس هناك من تمثال لإسقاطه! الحراك فعلاً ضد النظام السياسي بأسسه وهيكليته وشبكاته كافة، ومهمته صعبة، خصوصاً لعدم وجود قيادة له، ولعدم وجود معارضة سياسية تدعمه بحكم التوافقية التي تسيّر الحياة السياسية. مهمته صعبة، طالما لم يتم وضع الأصبع على الجرح اللبناني النازف خلف الفساد والتدهور الاقتصادي والاجتماعي، وهو ازدواجية السلطة عبر وجود دولة داخل الدولة، ونشوء سلطة أقوى من السلطة الشرعية.

للإنصاف نقول، إن هذا الجرح سابق لعهد الرئيس ميشال عون، والازدواجية في السلطة بدأت في لبنان منذ عام 1969 مع منظمة التحرير الفلسطينية، وانتقلت إلى السوريين، ومن ثم إلى الإيرانيين ممثلين بـ«حزب الله». أي حديث عن حل للأزمة اللبنانية خارج معالجة هذا الجرح يبقى حلاً تجميلياً، كمثل الاتجاه إلى إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، تشكيل حكومة اختصاصيين وخبراء حياديين ونزيهين. فهل ستتنازل سلطة «حزب الله» عن مكاسبها للسماح بإعادة بناء الدولة في لبنان؟ هل ستساعد «لبنانية» الحزب على استقاء الدرس من هذا الحراك لإحداث تصويب ما في سياسته؟

يقول المراقبون إن هذا الأمر صعب التحقيق. فموقف الحزب مرتبط بموقف وسياسة ومصالح إيران بما يحقق الانسجام بين رؤيتها الاستراتيجية الثابتة، ورؤيتها التكتيكية للحياة السياسية اللبنانية. وقد أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي عن الموقف بشأن ما يجري في لبنان والعراق، معتبراً الحراك الشعبي فيهما مؤامرة، وأن التغيير يجب أن يتمّ ضمن الأطر الدستورية، وهو العارف أن هذه الأخيرة ممسوكة في كلا البلدين بأيدي تابعة لإيران، أو قريبة مما يسمى «محور الممانعة».

في كلام خامنئي مؤشر لما سوف يقدم عليه «حزب الله»، وقد أعلن تشبثه بالتسوية القائمة على إمساكه بزمام السياسة الخارجية، وتحديد دور لبنان في العالم، وفي المنطقة، وإلصاقه بـ«محور الممانعة»، وسيطرته على الأمن في الداخل، وأمن الحدود، بينما ينصرف سائر أطراف التسوية إلى الاهتمام بشؤون حياة الناس. وللأسف نقول إن هذه التسوية لم تسقطها الانتفاضة ولا استقالة الحكومة، وطالما أن هذا الموضوع لم يُقارب، ويتمّ تجنبه والدوران حوله، فإن الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها مستمرة، لا سيما الجانب الاقتصادي، جراء زج لبنان ضمن محور متهم بالإرهاب، وبمعاداة معظم دول العالم، ويواجه عقوبات اقتصادية حادة لا يتوقع أن ترفع قريباً. ما هي الخيارات المتداولة أمام اللبنانيين للخروج من التأزم، وما هو موقف «حزب الله» المتوقع منها؟

الخيار الأول هو حلم تشكيل حكومة حيادية فعلاً من شأنها العمل على بناء الدولة عبر هدم ما بناه الحزب من سطوة على القرار في بيروت على مدى سنوات. لن يطلق «حزب الله» النار على نفسه ويقبل بهكذا حكومة.

الخيار الثاني هو حكومة جديدة من خبراء واختصاصيين تضع قانوناً انتخابياً جديداً تجري وفقه انتخابات نزيهة تحت إشراف المجتمع الدولي، وتعيد تشكيل الطبقة السياسية. من الصعب أيضاً أن يوافق الحزب على هذه الحكومة.

الخيار الثالث، هو حكومة مطعمة من سياسيين وخبراء تؤلف بشكل يعيد الأمور إلى نقطة الصفر بالنسبة إلى المنتفضين، ويتماشى مع مصالح الحزب.

الخيار الرابع والأقل رجحاناً هو حكومة مواجهة ذات لون واحد، عمادها «حزب الله» وحلفاؤه في لبنان. نحن إذن أمام طريق مسدود، ما لم تتغير الأحوال الإقليمية، وتحصل التسوية الكبرى بين واشنطن وطهران، هذا إذا لم تأت على حساب البلد الصغير بسبب قوة «حزب الله»، والخلل الحاصل في ميزان القوى الداخلي.

إنما، إذا كانت الجهات المناهضة لـ«حزب الله» ترغب فعلاً في الإفادة من هذه الانتفاضة الرائعة لمصلحة لبنان وشعبه، لعل المخرج في ظل الواقع الراهن يكمن في تجميع قواها لتشكيل سد منيع أمام تمدد الحزب وبقائها خارج السلطة دون الدخول في أي تسويات معها، وأن تكون حاضرة كقوة سياسية لبنانية وازنة مؤثرة في تسويات مقبلة قد تحصل في المنطقة. المطلوب بوضوح هو عودة الرئيس الحريري إلى قواعده، دون أن تعتبر استقالته انتقاصاً من الطائفة السنية، بل عودة إلى حضن القاعدة الشعبية الأساسية التي قام عليها، والتي ترفع شعار استعادة لبنان، أي استعادة الدولة. الأمل أن يدرك الرئيس الحريري أنه طالما لا يوجد توازن قوى لصالحه، فالمشاركة ثانية في الحكم مع السلطة الحالية هو عبث وانتحار سياسي مجاني، وأن يدرك أيضاً أن التصرف، وفق ما كان سائداً قبل الانتفاضة، يعني عودتها بشكل أقوى وأخطر وأشرس.

في ظل موازين القوى الإقليمية والدولية الراهنة، المنطق الوطني السليم والعاقل هو في ترك هذه السلطة تحكم وتتحمل المسؤولية. فعندما تشعر أنها عاجزة عن مواجهة الانتفاضة، ومواجهة المجتمع الدولي، ومواجهة قوى أخرى وازنة في البلد، تبدأ مرحلة التفاوض على التسوية العتيدة، والبداية هي استعادة لبنان الدولة، وبعدها يأتي الإصلاح ومكافحة الفساد وتأمين مطالب المواطنين. الإصلاح والبناء من دون استعادة الدولة هو كلام في الفراغ وهدر للوقت والطاقات. أي حكومة تعجز أن تحكم خارج ما تمليه السياسة الاستراتيجية الأساسية لـ«حزب الله» في المنطقة، وفي لبنان، ستكون غطاءً للوضع القائم ليس إلا، واستمراراً لحالة النكران والشواذ، اللهم إلا إذا أعاد الحزب النظر بسياساته، واقتنع بأهمية نأي لبنان عن نزاعات المنطقة، ورفع غطائه عن الفاسدين في صفوفه وصفوف حلفائه، لأنه وقاعدته لن يبقوا بمنأى عن مخاطر الأزمة الاقتصادية، على الرغم من مكابرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير.

لن يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية، بحلول تقنية رقمية، بل باستعادة الثقة مع المواطن، التي تتم بعودة الدولة والتوازن إلى حياته السياسية، ورجوعه إلى دوره الدبلوماسي التقليدي الوسطي غير المنحاز، لا في الإقليم، ولا خارجه.

 

السيادة والمقاومة بين تركيا ولبنان

يوسف الشريف ل/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

شهدت تركيا عامي 1999 و2001 أزمتين اقتصاديتين خانقتين كادتا تدفعان البلاد إلى الإفلاس، وقع ذلك رغم حصول تركيا على الترشيح للعضوية في الاتحاد الأوروبي عام 1999 وتحقيقها انتصاراً عسكرياً وأمنياً كبيراً بإلقائها القبض في العام نفسه على عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي قاد حرباً دامية ضد الجمهورية التركية منذ عام 1984. الأزمتان كانتا نتاج تراكم سياسات اقتصادية قاصرة نتيجة الحكومات الائتلافية قصيرة العمر، وانتشار الفساد المالي في المؤسسة الحكومية والقطاع العام. كان الشغل الشاغل للسياسي حينها هو الحفاظ على بقائه في السلطة والاستفادة منها مالياً قدر الإمكان، أما الخطط الاستراتيجية الحقيقية التي كان من شأنها أن تخرج تركيا من أزمتها، فلم تكن أبداً على أجندة هؤلاء السياسيين بسبب الوصاية العسكرية التي كانت تفرض على أي حكومة سياساتها الخارجية، وأولوياتها الداخلية، حيث كان لا صوت يعلو على صوت الرصاص، في حالة المواجهة مع حزب العمال الكردستاني، الذي عُدَّ الخطر الأكبر على أمن تركيا القومي.

كانت القيادة العسكرية تتحكم وتتدخل في كثير من التعيينات المهمة والقرارات المفصلية، باتجاه أولوية الحفاظ على الأمن القومي والعلمانية الكمالية، حيث كان الولاء يأتي على حساب الخبرة في هذه التعيينات، ما فتح الباب واسعاً للفساد وإهمال المحاسبة. تدخلات الجيش التي أدت إلى إطاحة حكومة نجم الدين أربكان عام 1997، أفضت إلى تشكيل حكومات ائتلافية لا تحظى بدعم الشارع، أولويتها كانت تنفيذ أوامر الوصاية العسكرية، ما حرمها من فرصة حل القضية الكردية سياسياً بعد القبض على أوجلان. لكن صعوبة الوضع الاقتصادي دفعت الجميع بمن فيهم المؤسسة العسكرية إلى مراجعة حقيقية للوضع، فالشارع بدأ يتحرك في مظاهرات تحتج على الفساد والأزمة الاقتصادية، غير آبهٍ بالنصر القومي الكبير على زعيم حزب العمال الكردستاني، وهو النصر الذي ضاع أثره سريعاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، والجيش أدرك أنه مع هذا الوضع الاقتصادي لا يمكنه أن يحصل على السلاح الذي يريد شراءه، ولا الحظوة المالية التي كانت تتمتع بها قياداته، وأن الشارع بدأ يدرك أثر تدخلاته ووصايته على العملية السياسية ومخرجاتها. هنا اضطر رئيس الوزراء حينها الراحل بولنت أجويت للجوء إلى صندوق النقد الدولي مجدداً، لكن الصندوق شرح لأنقرة أنه لا يمكن جذب الاستثمارات الخارجية، بينما القضاء والعدالة غائبان وتحت ضغط التدخلات السياسية والعسكرية، وفي ظل انتشار الفساد وغياب القدرة والنية على المحاسبة. لذا وافق أجويت على شرط الصندوق ابتعاث كمال درويش الذي كان يعمل منذ عام 1977 في البنك الدولي، وزيراً مستقلاً للاقتصاد بصلاحيات واسعة في حكومته كضامن لتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة من أجل إنقاذ الوضع الاقتصادي، وضمان أن القرض الجديد الذي سيمنحه الصندوق لن يذهب إلى جيوب السياسيين أو رجال الأعمال المقربين منهم أو من الجيش. حينها علت أصوات تتساءل عن السيادة والكرامة الوطنية في قبول شرط الصندوق في فرض رجل من التكنوقراط ضابط إيقاع للاقتصاد التركي ومراقباً على أداء الإصلاحات السياسية المطلوبة، وأن درويش هو ممثل «للإمبريالية الرأسمالية الغربية» وأن شروط الإصلاح التي فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي هي خطة غربية للسيطرة على القرار الوطني. لكن على العكس مما توقعه الجميع، تقبلت المؤسسة العسكرية هذا التدخل الدولي، لأنها أدركت أن «الأسد الجائع لا يمكنه أن يقاتل وهو محكوم بسقوط أنيابه ومخالبه مع الوقت». أدركت السلطة الحاكمة في تركيا حينها - بوازع وطني - أن القوة الحقيقية والسيادة والكرامة لا تتحقق في ظل اقتصاد منهار ومواطن عاطل عن العمل غير قادر على توفير حياة كريمة لعائلته، وأن الفقر يدفع المواطن لاختصار معنى الوطنية في توفير لقمة العيش لعائلته دون التفكير في مصلحة غيره أو مصلحة الوطن. كان المشهد غريباً حقاً على شعب عرف بارتفاع درجة «العزة القومية» بين أفراده والتغني بمثالب أجداده وتاريخ الإمبراطورية العثمانية، وهو يقبل ولو على مضض شروط المؤسسات الدولية الاقتصادية والاتحاد الأوروبي لتقديم يد العون والمساعدة. لكن الحكمة غلبت على الشعارات القومية الرنانة، وكان ذلك خيراً على تركيا التي نهضت اقتصادياً من جديد ودخلت بعد ذلك نادي الدول الصناعية الكبرى وأكبر الدول في معدل النمو الاقتصادي، بعد الإصلاحات الجذرية التي أقرها كمال درويش، وسار على خطاها حزب العدالة والتنمية في سنواته الأولى، فسددت تركيا قرض صندوق النقد الدولي، وضاعفت ناتجها القومي، ومكنها ذلك من أن تتحول إلى لاعب إقليمي مهم في المنطقة، حتى يستذكر وزير خارجيتها في تلك الحقبة أحمد داود أوغلو ذلك الوضع بقوله إن «تركيا كانت أشبه بعملاق ذي عضلات لكن معدته خاوية، فلما أصلح هذا الخلل الجسيم عاد للنهوض من جديد». كانت تلك هي الحقبة الذهبية لتركيا وحزب العدالة والتنمية، حتى عادت تركيا بسياسات الرئيس رجب طيب إردوغان إلى ما يشبه حقبة التسعينات اعتباراً من عام 2013. مع عودة انتشار الفساد والشعارات القومية الرنانة ومشروع العثمانية الجديدة، فتوازى تراجع الاقتصاد، مع ما تشهده تركيا من ابتعاد عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وخضوع مؤسسة القضاء للوصاية السياسية، وارتفعت شعارات التحدي للمجتمع الدولي وأولوية الأمن القومي الذي في خطر، حتى باتت تركيا اليوم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة يرى كثير من المراقبين أنها ستكون أسوأ من سابقاتها، وأن ليس في استطاعة حكومة الرئيس إردوغان اليوم سوى العمل على تأجيل وقوع هذه الأزمة، من خلال تدابير آنية قصيرة الأمد تنقذ يومها وتزيد من العبء والخطر على مستقبلها.

أستذكر هذه العبرة ونحن نشاهد اليوم المظاهرات في لبنان، وكيف يدفع حزب الله بأنصاره إلى قمع المظاهرات التي تطالب بإنقاذ الاقتصاد وتوفير الحياة الكريمة للمواطن والقضاء على الفساد. بينما كان الأحرى والمتوقع ممن يرفع شعار المقاومة والسيادة الوطنية أن يكون في مقدمة صفوف المطالبين بالإصلاح الاقتصادي ولو كان على يد تكنوقراط مستقلين يوفرون الظروف والشروط السياسية لوصول الدعم الدولي لإنقاذ لبنان من محنته، فلبنان المفلس لا يمكنه أن يوفر الدعم للمقاومة، واعتماد المقاومة على التمويل الخارجي لا يمكن أن يوفر السيادة ولا الكرامة الوطنية. فجميع حركات التحرر والمقاومة على مدى التاريخ كانت وطنية وبتمويل وطني، ولا يمكن أن تكون أجندة حركات المقاومة منفصلة عن أجندة رجل الشارع والمواطن، وإلا فعمن تدافع هذه المقاومة؟ وبمن تشد أزرها؟ حركات المقاومة والتحرير الوطنية الحقيقية هي التي تدرك أن الاقتصاد هو الرافعة الأساسية لدعمها وبقائها، أما الارتهان للتمويل الخارجي وترك المواطن دون كهرباء وخدمات لرفع النفايات فلا يحقق الكرامة ولا السيادة للمواطن، إلا إذا كان معنى المقاومة المقصود هو مقاومة تغيير الوضع الراهن.

 

العالم العربيثورة لبنان وسوسيولوجيا الشتيمة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

لن يكتب تاريخ «ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)» في لبنان من دون اعتبارها لحظة مفصلية في تاريخ الشتيمة بالخطاب السياسي العلني. كمّ الشتائم بحق الطبقة السياسية، التي تابعها اللبنانيون والعالم خلال ساعات النقل المباشر الطويلة، طوال 3 أسابيع، أمر غير مسبوق في تاريخ التلفزيون اللبناني أو تاريخ الخطاب السياسي عامة. كثافة الشتم أسقطت من أيدي المراسلين الميدانيين؛ أقله في العشر الأوائل من عمر الثورة، إمكانية ضبط الهواء وضبط اللغة وفرض الرقابة، فخرجت الشتائم على سجيتها كأنها جزء طبيعي من الخطاب المطلبي للمتظاهرين. وحين حاول المراسلون بعدها، أي بعد العشر الأوائل، تهريب الميكروفونات من أمام أفواه المتظاهرين حين يرصدون ميلاً نحو الشتم، بدت حركاتهم وجملهم الاعتذارية للمشاهدين مفتعلة ومبعثرة، ولا تصمد أمام حرارة الشتم وتلقائيته وصدوره عن منطق أصلي ورغبة مشحونة.

لم تفت هذه الظاهرة خطابات السياسيين منذ اندلاع الثورة، حيث بالغوا في المحاضرات الأخلاقية والاستبشاع والاستفظاع، متخذين لأنفسهم، وضعية السمو الأخلاقي على المنتفضين في وجوههم. جميعهم أتحفنا بتقنيات التظاهر «المعقم» من الشتم والسباب، وضرورة فعل ذلك والإقلاع عن ذاك. ولأن مثل هذه الدعوات أعجز عن أن تغير المشهد، نزل فتوات بعض الأحزاب، لا سيما «حزب الله»، إلى الشارع لفرض الرقابة على «نص الثورة» بالعصي والحجارة والضرب.

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ورئيس حزبه، نال القسط الأكبر من السبّ والشتم. خصص باسيل جزءاً من خطابه السياسي الأخير للدفاع عن كرامته. لم ينتبه إلى أن المسألة، في ذروة شخصانيتها، ليست شخصية. صحيح أنه باسيل، ولأسباب كثيرة صار العدو الشعبي الأول للثورة، لكنه أيضاً، وبما يتجاوز شخصه، بات ينوب عن طبقة سياسية كاملة؛ وإن كان أحد أكثر وجوهها دلالاً وحضوراً واستفزازاً. في الغالب؛ لا شيء يوازي قدرة الشتيمة على الأذى النفسي والمعنوي الذي تلحقه بمن يتلقاها، ولا شيء يضاهيها، عدا الاغتيال الجسدي، في التعبير العنيف والجذري عن الاختلاف السياسي. كما أنها تمتلك قدرة استثنائية على إلغاء المسافة بين المتظاهر والسياسي، وتقيم نوعاً من التوازن بينهما كان سبق أن ألغته مراتب السياسة والاجتماع، وقننته الأنظمة والأعراف. ينتفض المنتفضون على طبقة سياسية يرونها تعيش خارج القانون عبر الفساد والمحسوبية، وهي نفسها الطبقة التي تحاول فرض القانون على غير المستفيدين من منظومة الفساد والمحسوبية. وحدها الشتيمة تنزع من السياسي امتياز العيش خارج سلطة الدولة والمؤسسات، وتضعه مع المتظاهر بالتساوي خارج دائرة القانون، بحيث إما يستمران خارجها معاً، وإما يعودان إلى كنفها معاً.

لم يكن مثل هذا التطور متاحاً في أدوات الصراع السياسي، لولا رواج تقنيات التواصل الاجتماعي الحديثة؛ وعلى رأسها منصة «تويتر». لم يكن للشتيمة، قبل «تويتر»، مكان في الخطاب السياسي العام. اقتصر حضورها على المشافهة وفي أطر ضيقة لا تتجاوز بضعة أفراد. غير أن «توترة» الخطاب السياسي؛ أي مسار تأقلم اللغة السياسية مع لغة «تويتر»، أفرد مساحة للشتيمة في النص المكتوب والمحفوظ، وهو ما كان امتيازاً للصحف والمجلات والكتب والوثائق السياسية فقط، التي تخلو من الشتم والسباب إلا فيما ندر.

ما فعله «تويتر» أنه فتح للشتيمة باب الشيوع، من خلال كثرة المتابعين، مسقطاً كثيراً من المحرمات التعبيرية، كما فتح لها باب الخلود من خلال توثيقها في نصوص مكتوبة، كانت مقفلة بوجهها لقرون. فـ«تويتر» ألغى المسافة بين ما يقال في الصالونات والأندية وبين الأفراد، وما يقال في الحقل العام، ونزع عن اللغة السياسية أقنعة وأستاراً كثيرة، وخففها من أثقال المصطلحات التقنية والإحصاءات والأرقام، ونفخ في شحناتها العاطفية إلى حدود قصوى، لا سيما ذلك الشغف بالأصالة عند المتظاهرين في مقابل الافتعال المهيمن على الخطاب السياسي.

المتظاهر الشاتم، أصلي، واقعي، حقيقي، مباشر ومختصر، أما السياسي المشتوم فمفتعل في دفاعه، مغرق في استحضار وقائع رقمية أو سياسية أو عاطفية، وغالباً ما يطيل في تقليب الأوراق والدراسات أمامه في خلال خطب مديدة!

الأهم أن الشتيمة مسلية، ولأنها كذلك؛ فهي فائقة السرعة في الوصول والانتشار، بعكس خطابات السياسيين المملة. لعل بين الأسباب العميقة لاختيار باسيل عدواً أول للجمهور أنه أبعد السياسيين عن الفكاهة. على عكس حس الدعابة الذي يميز نبيه بري، أو سخرية وليد جنبلاط، أو الكاريزما الخاصة بعدد آخر من السياسيين... جبران باسيل هو الأكثر إملالاً. لا تُذكر له عبارة لمّاحة، أو نكتة، أو لحظة تخفف فيها من ثقل صورة السياسي الدائم الهجوم على خصومه، الدائم الغضب والاستنفار. هو نقيض الشبيبة في الشارع، رغم أنه الأقرب سناً إليهم من بقية أقرانه في نادي الزعامات اللبنانية. هو بهذا المعنى هدفهم المثالي.

 

الطائفية... الوجه الحقيقي لأزمة لبنان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

استقالة سعد الحريري ليست هي الحل للأزمة اللبنانية المتفاقمة والموروثة لسنوات، فالاستقالة ليست هي التي ستنهي اعتصامات الشارع اللبناني، الذي يبدو أنه قرر أنه سيعيد ثورة الأرز إذا لزم الأمر، فاستقالة الحريري ليست مطلب الحشود الغاضبة ولا هدفها، وإن كان الحريري فضّل الاصطفاف الشعبي على الاصطفاف الطائفي؛ الأمر الذي خرجت بسببه المظاهرات الشعبية، التي قابلها حسن نصر الله زعيم ميليشيا «حزب الله» بالتهديد والوعيد والتلويح بإصبع اليد، وأنه وميليشياته لم ينزل إلى الشارع بعد، مهدداً بصناعة فوضى لا تنتهي.

الحشود الغاضبة التي تعرضت لبلطجة ميليشيا «حزب الله» في أكثر من ساحة، لم تخضع لابتزاز ولا إرهاب ميليشيات حسن نصر الله، الذي كان قد وضع لاءات أمام استقالة الحكومة وإسقاط العهد الطائفي، ولكن لاءاته ذهب بها سعد الحريري إلى قصر بعبدا معلناً استقالته، ليعلن أنه لا يخضع لحسن نصر الله ولا لميليشياته، فالشيخ سعد الحريري، أعاد هيبة والده الراحل رفيق الحريري، الذي كان زعيماً لبنانياً بامتياز، قبل أن يتم الغدر به. لبنان يعاني من نظام سياسي تشكّل منذ عام 1943، وهو الذي تسبب في ظاهرة الديمقراطية بالنسخة الطائفية، التي هي نوع من الفتنة الدائمة والمتحركة، تحركها الدوائر الخارجية متى تريد، خصوصاً في ظل وجود ميليشيا عقدية مسلحة تسمى «حزب الله»؛ ولاؤها للولي الفقيه في طهران؛ الأمر الذي تسبب في وجود لبنان تارة من دون رئيس توافقي، وأخرى من دون حكومة مكتملة الأركان، والسبب استمرار وجود ظاهرة «حزب الله».

في لبنان الأزمة طائفية بامتياز يصنعها ويغذّيها ويتبناها «حزب الله» ويحاول فرضها، بالتبعية للمعسكر الإيراني؛ ففي تحليل سابق لمراسل «الإندبندنت» عن أزمة لبنان يقول: «حتى يكون لبنان دولة حديثة فلا بد له من نبذ الطائفية، لكن لو فعل ذلك فلن يكون لبنان، لأن الطائفية هي هويته، وأبناء لبنان يستحقون أفضل منه، لكنه بلد خلقه الفرنسيون من حطام الإمبراطورية العثمانية». «حزب الله» ظاهرة إقليمية؛ بل وشبه عالمية تسببت في كثير من الأزمات والمشكلات حول العالم، بسبب تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة، وتجاوزه دور الحزب السياسي المدني وممارسة التداول السلمي، إلى ميليشيا مسلحة داخل الدولة وخارج سيطرتها. ولعل المتابع للشأن اللبناني لاحظ تسلط ميليشيا «حزب الله»، التي تستقوي بالخارج على الدولة، وعملها كدولة داخل الدولة، للحفاظ على لبنان مضطرب وعلى حافة حرب أهلية بين الحين والآخر، وهي غاية إقليمية ودولية، استغلت مشكلات لبنان المتعددة؛ من أزمة رغيف الخبز وغلاء الأسعار، إلى «الديمقراطية» المبنية على محاصصة طائفية، فالنظام اللبناني مبني على أساس مغالبة طائفية، ولهذا صار لبنان بثلاثة رؤساء وجسد واحد ممزق.

لبنان يمزقه الغلاء ومتلازمة الفقر والجوع والمرض، في ظل شح الموارد وتداخل الخارج والداخل... لبنان يسوده التشظي السياسي والحزبي والطائفي.

الدولة اللبنانية عانت من حرب أهلية في السبعينات من القرن الماضي انتهت بـ«اتفاق الطائف» الذي ضمن تقاسم السلطة. اصطفاف الجنرال عون مع ميليشيا «حزب الله» يعدّ مخالفة صريحة لـ«اتفاق الطائف» الذي جاء بعون رئيساً للبنان في 2016 رغم رفضه له في عام 1988، فـ«اتفاق الطائف» كان لإنهاء حالة الحرب الأهلية، في ثمانينات القرن الماضي، ولم يكن من المستطاع في حينها إنجاز اتفاق أفضل منه مخرجاً للأزمة. الجنرال عون بمغازلته «حزب الله» وضع رئاسة الجمهورية اللبنانية في خندق واحد مع ميليشيا مسلحة لا تأتمر بأمر الدولة، والدليل تدخلها العسكري والعلني خارج حدود لبنان في سوريا والعراق واليمن وحتى في غزة وليبيا؛ الأمر الذي يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولية قانونية حيال ما يرتكبه «حزب الله» بوصفه شريكاً سياسياً في السلطة في لبنان وما يصدر عنه يعدّ صادراً عن سلطة حاكمة، وكان على الجنرال ميشال عون التحرر من عباءة «حزب الله» الذي يسعى لحكم لبنان بروح إيرانية.

لبنان اليوم في ظل جيل جديد لم يكن شريكاً في صنع الطائفية، ولا كان مولوداً زمن الاقتتال الطائفي، وسيكون من السهل عليه نبذ الطائفية، خصوصاً وهو لا يريد العيش في جلبابها، ولهذا فهو لن يترك الساحات حتى يسقط عهد الطائفية، ليبني لبنان جديداً لجميع اللبنانيين.

 

الاحتجاجات العراقية بين باقة وعود ومخازن رصاص

داود الفرحان/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

في بغداد، رفع المتظاهرون العراقيون شعار «شلع قلع»، وهو يعني «اجتثاث» السلطة القائمة في المنطقة الخضراء. وفي بيروت، رفع المتظاهرون اللبنانيون شعار «كلن يعني كلن»، أي إسقاط السلطة القائمة كلها.

هل كان سعد الحريري أشجع وأكثر واقعية من عادل عبد المهدي، فقدم استقالته إلى الرئيس ميشال عون أمام كاميرات التلفزيون؟ كان التوصيف الذي لاحق رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي منذ تصدر المشهد السياسي مع غيره من الوجوه الجديدة بعد 2003 وحتى اليوم؛ هو «الرجل الذي يحمل استقالته في جيبه»! لكنه حين وصل إلى النقطة في آخر السطر، رفض أن يستل استقالته من جيبه ويقدمها لرئيس الجمهورية كما فعل الحريري، وكما فعلت قبله تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا. ولعبد المهدي سابقة حُسبت له حين قدم استقالته من منصب وزير النفط، وكررها حين قدم استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية. وفي الحالتين هاتين، خسر عبد المهدي المنصب ولم يخسر نفسه. والدليل على صحة الجملة السابقة أن العملية السياسية حين واجهت الجدار في تسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء بعد انتهاء ولاية حيدر العبادي، استدار السياسيون إلى «الرجل الذي يحمل استقالته في جيبه»، وكلفوه بالمهمة قبل عام مضى. وهو عام لم يستطع فيه عادل عبد المهدي أن يقدم فيه إنجازاً واحداً إلا رفع الحواجز الكونكريتية في شوارع بغداد، وبضمنها المنطقة الخضراء. كان يستخدم كثيراً حرف «السين»: سنقوم، سنفعل، سنبني، سنقدم، سنضع حدّاً، سنضرب بيد من حديد على الفساد. كان الشعب العراقي سيحمد الله ويشكر عادل عبد المهدي لو أنه نفَّذ تهديده وضرب بيد من أي معدن على الفساد الموروث منذ سنوات نوري المالكي. إلا أنه بدلاً من ذلك ضرب بعبوات الغاز المسيِّل للدموع رؤوس فتيان وشبان وشابات في عمر أحفاده؛ كانوا يرفعون شعارات إسقاط الفساد، ويريدون استرداد وطنهم المحتل من قبل الميليشيات الإيرانية، وفي مقدمتها «الحرس الثوري»، بقيادة قاسم سليماني الذي تجاوز كثيراً في دوره الراهن في العراق صلاحيات المندوب السامي البريطاني في بغداد بيرسي كوكس في أواخر القرن التاسع عشر، والحاكم المدني الأميركي بول بريمر في الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وسواء كان رئيس الوزراء مسؤولاً عن مقتل المئات وجرح واعتقال الآلاف في أنحاء العراق خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أو أن ميليشيات منفلتة وإيرانيين متسللين، وقوات أمنية جامحة هي المسؤولة عن العنف الذي لم يسبق له مثيل، فإن عبد المهدي يتحمل مسؤولية العنف والقسوة المفرطة والأيام الدامية؛ باعتباره القائد العام للقوات المسلحة التي تنضوي تحت توصيفها عشرات التشكيلات العسكرية والأمنية، والميليشياوية الموالية لإيران، تحت لافتة «الحشد الشعبي». ولا يشفع لرئيس الوزراء أنه أدان أكثر من مرة عمليات القنص التي أودت بأرواح مئات المحتجين من الشباب العاطل والطلبة والباعة المتجولين. فمهمة القائد العام ليست الإدانة والشجب والاستنكار؛ وإنما ردع المجرمين من قناصة ورماة القنابل المسيلة للدموع الذين كانوا يتعمدون أن تكون رؤوس وصدور المتظاهرين هي الهدف. نحن هنا لا نستطيع أن نساوي بين القاتل المدجج بالسلاح والقتيل الأعزل؛ حتى من كمامة تحمي أنفه وصدره من سموم الغازات الفتاكة.

ما حدث في ساحة التحرير في بغداد والساحات الأخرى في مدن الوسط والجنوب، هو تطبيق عملي لما فعلته قوات «الباسيج» في شوارع طهران والمحمرة، من قنص الناشطين والناشطات وإرهاب الجموع التي تطالب بحقوقها المسلوبة من قبل حكومات ما بعد 2003.

هل لاحظتم أن مشاهد القسوة والعنف والاغتيالات تتكرر بالطريقة نفسها، سواء في شوارع طهران أو بيروت أو بغداد أو البصرة أو كربلاء؟ قتلة من منتسبي الميليشيات الموالية للولي الفقيه يرتدون ملابس سوداء وأقنعة، ويركبون دراجات نارية ومعهم مسدسات عادية أو كاتمة للصوت. كانت بنادق القناصة في بغداد علنية وفوق أسطح العمارات المطلة على ميادين التظاهر، وهي بنادق ليست عادية؛ فكلها من النوع الذي تستورده الأجهزة القمعية الحكومية بمناظير دقيقة وتقنية عالية ولا تخطئ الهدف. أما القنابل المسيلة للدموع فحكايتها في المظاهرات العراقية لم يسبق لها مثيل على أيدي قوات مكافحة «الشعب» وليس الشغب. وذكرت منظمة العفو الدولية، في تقرير حديث، أن هذه القنابل مصنوعة في بلغاريا وصربيا، ويبلغ وزنها عشرة أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تزن ما بين 25 إلى 50 غراماً، وهي تخترق الجماجم، ويخرج دخانها المسموم من أنوف الضحايا وعيونهم وآذانهم، كما شاهدنا في أفلام الفيديو التي تناقلها الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة! منتهى الاحتراف في القسوة والإرهاب!

ويكاد يجمع المتظاهرون على أن مطلقي هذه القنابل ليسوا من أفراد الشرطة أو الجيش؛ لكنهم ملثمون يحملون الجنسية الإيرانية، كما تبين بعد إلقاء القبض على بعضهم.

استقال سعد الحريري وذهب إلى ساحات التظاهر في بيروت، بينما عادل عبد المهدي يضع شروطاً شبه تعجيزية لتقديم استقالته التي ما زالت في جيبه كما يقول. وهو يصرُّ على أن استقالته ستؤدي إلى فراغ سياسي في البلد! ماذا تسمي إذن ما هو حاصل اليوم؟ هل هناك حكومة تسيطر على البلد؟ الأرتال العسكرية الإيرانية تدخل الحدود الشرقية من مدينة خانقين، وفرض محافظ ديالى منع التجول في المحافظة لكي تمر هذه الأرتال بسلام إلى بغداد، والحكومة والميليشيات والأحزاب الموالية لإيران تردد حكاية «السيادة» كلما جاء ذكر الولايات المتحدة وبعض الدول العربية؛ لكنها لا تعترض على اختراق الحدود العراقية من قبل القوات الإيرانية؛ بل إن رئيس الوزراء نفسه أصدر أمراً إلى الجيش العراقي بالانسحاب من مدينة خانقين، وإحلال «الحشد الشعبي» مكانه زيادة في تأمين دخول الأرتال الإيرانية بلا جوازات سفر و«لا إحم ولا دستور»! أكثر من ذلك أن قاسم سليماني يترأس اجتماعات سياسية وأمنية وحشدية داخل المنطقة الخضراء لفض الاعتصامات الاحتجاجية بكل قوة. على أي حال، المشكلة ليست في موعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته؛ لكنها في إصرار وتصميم المتظاهرين الشباب على شعار «شلع قلع»، أي إسقاط النظام كله الذي رهن نفسه لخدمة أطماع النظام الإيراني الإرهابي. لم يعد لدى العراقيين وقت يضيعونه بين باقات وعود من قبل رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، ومخازن رصاص، وقنابل القناصة والميليشيات الإيرانية، وقاسم سليماني الذي صار عنوانه شبه الدائم: بغداد – المنطقة الخضراء... وشكراً لساعي البريد!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

السلطة تخسر في لعبة الشارع... الاستشارات بعيدة وحظوظ الحريري في خطر

لبنان 24/04 تشرين الثاني/2019

في اليوم التاسع  عشر على الثورة، لا يزال المشهد يراوح مكانه. فالشارع لم يهدأ يوماً، وشكّل "أحد الوحدة" صرخة مدوية في وجه السلطة الحاكمة، التي حشدت مؤيديها على طريق القصر الجمهوري، في مشهد عرض للقوة في مواجهة الشعب.

وفي حين دعت الثورة الى اضراب عام اليوم والى قطع للطرقات الرئيسية، أكدت أن هدفها اليوم هو السعي الى الضغط على رئيس الجمهورية للاسراع في الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس مكلف للحكومة يعمل على التشكيل سريعاً.

المشاورات مستمرة بانتظار الاستشارات... الحريري الأوفر حظاً وشكل الحكومة يفرمل الاتفاق

التفاهم يفرض نفسه على التكليف... الحريري الأوفر حظاً و"حزب الله" يحسمها اليوم

لا خرق في الشارع

اذاً، بدا المشهد أمس على الساحة الداخلية اللبنانية بمثابة شارع مقابل شارع، واحد داعم لمواقف الرئيس ميشال عون احتشد في بعبدا، والآخر في ساحة الشهدء وجميع ساعات الاعتصام في بيروت رفضاً للمطالة في موضوع الاستشارات النيابية.

وأشارت صحيفة "النهار" في هذا السياق، الى ان كلاً من عون - باسيل قام بعرض قوة قبل بدء التفاوض على عملية تأليف حكومة جديدة، بدا واضحاً انها لم تحقق أي خرق في عطلة نهاية الاسبوع، بدليل ان الرئاسة التي كانت سربت أن موعد الاستشارات النيابية الملزمة اليوم أو غداً، لم توجه دعوة الى النواب حتى ليل أمس، ولا تبشر الأجواء باجرائها غداً، في ظل شد حبال قائم حول شكل الحكومة الجديدة أولاً، واسم رئيسها ثانياً، وتركيبتها ثالثاً، وهي أمور لا تزال معقدة ولم يتم الاتفاق على النقطة الأولى فيها.

تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان التصعيد الذي حصل الأحد، كان بسبب سوء إدارة ما يحصل على صعيد الانتفاضة الشعبية، منذ انطلاقتها قبل 18 يوماً، إذ من غير المعقول ان يلجأ العهد إلى التظاهر ضد شعبه، حسب ما يقول المتظاهرون، ولا ان يقوم حزب رئيس الجمهورية باظهار قوته امام انتفاضة شعبية تطالب بنفس ما كان يطالب به التيار العوني عندما كان خارج السلطة، الا إذا كان يريد استدراج الشارع الآخر الى النزول لإيصال الأمور إلى الصفر.

لكن المصادر استبعدت هذا الأمر، على اعتبار ان الرئيس عون، في كلمته امام أنصاره الذين تجمعوا في الطريق إلى قصر بعبدا، لم يكن يرغب في ان يرى ساحة ضد ساحة أخرى، معتبراً ان تحقيق أهداف محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وإرساء الدولة المدنية يحتاج إلى تعاون الجميع وتوحيد الساحات، وهذه الإشارة وحدها كافية لتؤكد ان الرئيس عون لم يكن راضياً على التظاهر امام قصر بعبدا، لكنه رضخ امام ضغوط قيادة التيار، التي يتزعمها الوزير جبران باسيل.

وعلقت مصادر وزارية على كلمتي الرئيس عون والوزير باسيل أمس بالقول لـ"نداء الوطن" إنهما لم توحيا بإمكان حصول خرق في حالة الجمود الحاصل في تأليف الحكومة الجديدة، خصوصا أن رئيس "التيار الوطني الحر" استخدم القصر الرئاسي في شن هجوم مضاد على القوى السياسية كافة التي طالبت بإبعاده عن أي تشكيلة حكومية. ورأت المصادر الوزارية نفسها أن عون تعاطى مع الحشد على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق، وذكر بمرحلة 1989 حين كان يعبّئ الجماهير ضد الوجود السوري ومن أجل انتخابه لرئاسة الجمهورية.

اعتبرت المصادر أن باسيل كرس سقوط التسوية الرئاسية، باتهام شركاء العهد أكثر من مرة، قاصداً الرئيس سعد الحريري، بأنهم وراء فشل الإصلاح ومكافحة الفساد ورميه المسؤولية بعد أن أدى الحراك الشعبي إلى إسقاط هذه التسوية منذ 17 تشرين الأول، باستقالة الحريري، لكنه ظهر على أنه يسعى إلى تسوية جديدة بدعوته إلى اعتبار تأخير الانهيار أولوية.

المشاورات مستمرة

وسط هذه الأجواء، تتواصل المشاورات بين جميع الفرقاء السياسيين للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة، وفي هذا الاطار، لفتت "اللواء" الى ان المشاورات السياسية تواصلت بين قصور بعبدا وعين التينة و"بيت الوسط" عبر وسطاء لإخراج أزمة التكليف والتكليف من عنق الزجاجة، بينما دل البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على ان الرئيس ميشال عون يتمهل في تحديد موعد للاستشارات النيابية، إلى حين نضوج الاتصالات والتوافق المسبق على كل تفاصيل عملية تشكيل الحكومة، تلافياً للوقوع في محظور نجاج التكليف وتعثر التأليف.

وفيما توقع عضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون ان يجري اليوم أوّل اتصال مباشر بين "التيار الوطني الحر" والرئيس سعد الحريري للتشاور في موضوع التكليف، قالت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ "اللواء" ان رئيس الجمهورية سيجري الاستشارات النيابية الملزمة، عندما يتيقن انه سينتج عنها تسهيل في تأليف الحكومة، وان تبعثر أو انقسام أو تشرذم ينتج عنها لن يفيد لا الدولة ولا الإصلاحات المطلوبة، ولا معالجة لأسباب الأزمة ولا تداعياتها.

وأشارت مصادر رفيعة المستوى متابعة للاتصالات إلى ان كل الخيارات لا زالت مفتوحة بين تكليف الحريري شخصياً أو الاتفاق على شخصية مقربة منه أو تحظى بموافقته، وبين شكل الحكومة وتوزيع القوى وتوفير التوازنات، مع مراعاة ان الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يفرض إجراءات ومقاربات استثنائية وتضحيات أو تنازلات للخروج من المأزق.

استبعاد الحريري ممكن

في المقابل، قالت مصادر سياسية منخرطة في الاتصالات الجارية في الكواليس لـ"نداء الوطن" إن مهرجان بعبدا يعكس قراراً لدى عون باستبعاد تولي الرئيس الحريري الحكومة المقبلة، في حال أصر على استبعاد باسيل منها، فضلاً عن غضبه من استقالته التي اعتبرها موجهة ضده. وأكدت المصادر إياها أن موقف عون السلبي حيال الحريري بلغ حد القول إنه مستعد للقبول بحكومة من غير الحزبيين والنواب والتكنوقراط، شرط أن تكون برئاسة غير الحريري.

لكن أوساطاً أخرى واسعة الاطلاع أوضحت أن "حزب الله" ورئيس البرلمان نبيه بري ما زالا يحبذان عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لكنهما يأخذان عليه استعجاله اشتراط عدم توزير باسيل، الذي أغضب عون في وقت يؤكد الحزب أنه لن يتخلى عن الأخير. وقالت الأوساط نفسها لـ"نداء الوطن" إن موفد بري إلى الحريري وزير المال علي حسن خليل استمزج رأي الحريري حول فكرة تسميته مرشحاً من قبله لرئاسة الحكومة إذا أصر عون على استبعاده من رئاسة الحكومة لرفضه توزير باسيل، لكن الحريري رفض الفكرة.

وقالت الأوساط هذه إن التواصل بين الحريري والثنائي الشيعي لم ينقطع بحثاً عن مخارج، ولم تستبعد أن يعمل الحزب على ترتيب لقاء بين الحريري وباسيل خلال الساعات المقبلة لعله يؤدي إلى تدوير الزوايا. وأوضحت أن الرئيس بري يعتبر أن تأخير تأليف الحكومة لا يجوز لأن البلد برمته تحت ضغوط كبرى على الأصعدة كافة، ولا بد من إحداث خرق في جدار المأزق، متوقعة أن يلتقي الحريري غداً خلال الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رؤساء اللجان النيابية وهيئة مكتب البرلمان، للبحث عن مخارج.

 

رئيس الجمهورية استقبل سفير مصر

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في مكتبه في قصر بعبدا، سفير مصر في لبنان نزيه النجاري وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات اللبنانية - المصرية.

 

عون استقبل كوبيتش:من اولى مهمات الحكومة الجديدة متابعة مكافحة الفساد والتحقيق سيشمل جميع المسؤولين في الادارات ولا بد من محاورة مع المتظاهرين

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "من اولى مهمات الحكومة الجديدة بعد تشكيلها متابعة عملية مكافحة الفساد من خلال التحقيق في كل الادارات الرسمية والمؤسسات العامة والمستقلة بهدف محاسبة الفاسدين، لافتا الى ان التحقيق يشمل جميع المسؤولين الذين تناوبوا على هذه الادارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة، من مختلف المستويات". واكد ان "الاصلاحات التي اقترحها ووعد اللبنانيين بالعمل على تحقيقها، من شأنها تصحيح مسار الدولة واعتماد الشفافية في كل ما يتصل بعمل مؤسساتها"، مشددا على ان "دعم اللبنانيين ضروري لتحقيق هذه الاصلاحات".واشار الى ان "النداءات التي وجهها الى المتظاهرين والمعتصمين، عكست تفهمه للمطالب التي رفعوها"، مشيرا الى ان "لا بد من الحوار مع هؤلاء المتظاهرين في الساحات من اجل التوصل الى تفاهم على القضايا المطروحة".

وكان كوبيتش نقل الى الرئيس عون "اهتمام الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس والمسؤولين في الامم المتحدة بتطورات الاوضاع في لبنان"، واضعا "امكانات المنظمة الدولية في تصرف لبنان لمساعدته في المسائل التي يرغب في تحقيقها لمواجهة الظروف الراهنة". وكانت جولة افق في الاوضاع الداخلية قبل ايام من اجتماع مجلس الامن لمناقشة مراحل تطبيق القرار 1701، في جلسة تعقد في 21 تشرين الثاني الحالي.

 

القوات اللبنانية: محاولات حرف الأنظار تطيل الأزمة والطريق الأسرع للحل حكومة إنقاذ من اختصاصيين

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

أسفت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، في بيان، "لمواصلة صحيفة "الأخبار" وبعض الأقلام التنكر للأسباب الحقيقية والفعلية لانتفاضة الناس ومحاولة إلباسها مسببات سياسية من طريق الإدعاء ان هذا الطرف أو ذاك يحرك الناس، الأمر الذي لا ينطبق على واقع الحال لا من قريب ولا من بعيد، ويندرج في سياق المحاولات المستمرة والمكشوفة للهروب إلى الأمام، في ظل الرهان الثابت على ضرب ثورة الناس الاجتماعية والمعيشية". وأكدت الدائرة ان "محاولات حرف الأنظار عن الواقع الفعلي لن تؤدي سوى إلى مزيد من إطالة الأزمة بما يسرع في وتيرة الانهيار، فيما الطريق الأسرع للحل يكمن في الاعتراف بنقمة الناس العارمة والذهاب فورا إلى تشكيل حكومة إنقاذية من اختصاصيين لتستعيد معها الناس ثقتها المفقودة".

 

الرابطة المارونية نعت ميشال اده: نستشعر الحاجة إلى أمثاله في هذا الوقت العصيب

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

نعت الرابطة المارونية، في بيان اليوم، رئيسها الاسبق ميشال اده، "الذي توفاه الله بعد حياة حافلة بالعطاء والخدمة في سبيل وطنه ومواطنيه". وأعلنت ان الراحل "كان علما كبيرا من أعلام لبنان، وطنيا، متدينا، منحازا إلى الإنسان المعذب، حانيا على الفقراء، مثقفا موسوعيا، وقبل أي شيء إبنا بارا بكنيسته المارونية التي التزم بها، وبتعاليمها، وفخورا بإرثها وتراثها، ومتجذرا في مسيحيته، وهي كانت نافذته على الآخر الذي احترمه، وسعى لأن يبني معه شراكة حياة". وأشارت الى ان "ميشال اده يغيب في هذا الوقت العصيب الذي تمر فيه البلاد، ونستشعر الحاجة إلى أمثاله من ذوي القامات الكبيرة والهامات الشامخة". ودعا "الرابطيين إلى المشاركة بكثافة في وداع رئيسهم الأسبق، في التفاتة وفاء تقديرا لما قدم للطائفة والرابطة ولبنان من جليل الخدمات". وختم البيان: "رحمه الله رحمة واسعة في أخداره، ولعائلته أحر العزاء وجميل الصبر والسلوان".

 

سامي الجميل: لحكومة حيادية ووزراء اخصائيين ينظمون انتخابات مبكرة

وطنية - الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

حذر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي من "المنطق الذي دمر البلد وشجع الفساد والذي رفضته الناس ونبذ في الشارع الذي يتطلع الى تعاط جديد"، منبها من أن "الأزمة تتفاقم مع كل يوم يؤخر التكليف"، وقال: "من المعيب الرهان على انكسار الناس وعلى قمعها ودس المندسين الى داخل التجمعات لتشويه صورتهم والشارع بوجه شارع". وأكد أن "أيا من الموجودين في الشارع ليس من هواة الشارع، انما الشعب يعاني وتعب ويعتبر أنها فرصته لتأمين حياة أفضل"، وأضاف: "هذه فرصة حياتنا لتأمين مستقبل أفضل لاولادنا والعيش في بلد أفضل، لهذا السبب يتمسك الشعب بهذه الفرصة لكن المشكلة انكم لا تسمعون". وتابع: "الناس تطالبكم بتطبيق الدستور وتكليف رئيس حكومة وانتم تماطلون، الناس تقول بانتخابات مبكرة وانتم تقولون شكلوا لجانا ثورية للتفاوض"، متسائلا: "كيف تثق الناس انكم ستحلون مشاكل البلد وأنتم غير قادرين على التكليف وتحاولون تركيب حكومة قبل التكليف"؟ وشدد الجميل على "أننا كمعارضة للتسوية ومنطق المحاصصة الذي دمر البلد، نتوجه الى كل الكتل والاحزاب للقول إن لبنان بحاجة الى حكومة حيادية وكفوءة، لذلك خذوا فرصة 6 أشهر لترتاحوا وتقوموا بمراجعة وخوضوا الانتخابات بعدها"، مؤكدا أن "المطلوب اعطاء فرصة لحكومة اخصائيين تدير مرحلة انتقالية لحين العودة الى الناس بانتخابات مبكرة"، مشيرا الى أن "التمسك بالسلطة مهما كلف الامر منطق دمر البلد". وكرر الجميل أن "البلد بحاجة لحكومة حيادية ووزراء اخصائيين يديرون البلد ويقومون بإصلاح وينظمون انتخابات مبكرة للتغيير من خلال الآليات الدستورية"، وأضاف متوجها للسلطة: "كما مددتم، تستطيعون ان تقصروا الولاية وتسمحوا للناس بالتعبير". وذكر "بأننا قدمنا القانون وبات في المجلس النيابي"، معتبرا ان "المطلوب اقراره لاجراء الانتخابات في 6 أشهر ونكون بذلك أعدنا الكلمة الى المؤسسات وأرحنا الناس". وتوجه للسلطة بالسؤال: "اذا كنتم تثقون بأنفسكم مم تخافون اذا"؟ وأكد "أننا نريد حكومة حيادية من الأكفاء لا تكنو- سياسية ولا سياسية ولا من كل تلك البدع التي نسمعها"، مضيفا: "نريد حكومة مستقلة تستعيد ثقة المجتمع الدولي وتباشر بالاصلاح وهذا ما سيعطي ثقة بلبنان وبالاقتصاد ويجعلنا نحافظ على الوضع النقدي ويسمح للعالم بمساعدتنا". وقال: "الشعب يناشدكم اتركوا البلد يرتاح والناس تعود الى العمل ونحلم بالبلد بعد كل ما مررنا به"، مشيرا الى "أننا اليوم نرى اللبنانيين يحلمون مجددا وهذا كل ما نطلبه منكم"، مؤكدا ان "أحدا لا يوجه الناس الذين يعبرون عن رأيهم بكل حرية وهذا نراه في كل لبنان". وختم: "الناس تعبت من الغرف المغلقة ومطلبها احترام إرادتها بحكومة حيادية بينما أفرقاء السلطة يريدون حكومة سياسية لتقاسم حصص الدولة وهو امر سيكون مرفوضا من قبل المواطنين".

 

فضيحة فساد إسرائيلية جديدة متورط فيها مساعد وزير

تل أبيب/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت، أمس، 19 شخصية سياسية بارزة بشبهة الضلوع في مخالفات فساد في السلطات المحلية، بينها مساعد وزير ورئيس بلدية ورئيس مجلس قروي. وتنسب الشرطة إلى المشتبه بتورطهم اتهامات بينها الرشوة والحصول على أمور بالاحتيال وتبييض أموال. واعتقلت الشرطة 10 أشخاص وأوقفت 9 آخرين على ذمة التحقيق، وقررت تحويل التحقيق في القضية إلى تحقيق علني، تنفذه وحدة «لاهاف 433» لمحاربة الجرائم الخطيرة والجريمة الدولية والفساد والجريمة المنظمة. وتشتبه الشرطة في إطار التحقيق في هذه القضية بأن موظفين كباراً وآخرين ارتكبوا مخالفات فساد ضالع فيها أشخاص لديهم تأثير في شركات حكومية ومؤسسات الحكم. وأظهر التحقيق أن مقاولين ومبادرين حصلوا على امتيازات في أعمال بنية تحتية ومواصلات بحجم كبير في منطقة حيفا والبلدات القائمة في خليجها، مقابل رشى. وتبين من التحقيق وجود شبهات، مفادها أن أشخاصاً يتولون مناصب رفيعة في سلطات محلية ووزارات ضالعون في دفع مصالح أشخاص مقابل رشى أو دوافع أخرى غير قانونية.

 

مشروعان أمام البرلمان الإسرائيلي لضم غور الأردن وشمال البحر الميت

تل أبيب/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

تقدمت عضوتان في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من أحزاب الائتلاف الحكومي اليميني، بمشروعي قانونين لضم مناطق واسعة في الضفة الغربية المحتلة وفرض «السيادة» الإسرائيلية عليها. وقالت هذه المصادر إن رئيسة حزب «اليمين الجديد» وزيرة القضاء السابقة أييليت شاكيد، كانت أول المبادرين لهذه الإجراءات. فقدمت، أمس، مشروع قانون يقضي «بفرض القانون والنفوذ والإدارة الإسرائيلية» على مناطق غور الأردن والكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون» الواقعة جنوب القدس المحتلة ومحيطه بمدينة بيت لحم، ومستوطنة «معاليه أدوميم» الواقعة شرقي القدس. ويشمل مشروع القانون فرض «سيادة» إسرائيل على مستوطنتي «أفرات» و«بيتار عيليت» التي تشمل مناطق صناعية ومواقع أثرية وطرقاً، وعلى مستوطنات غور الأردن كافة. وقدمت عضو الكنيست شيران هسكل من حزب «ليكود» الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس، مشروع قانون لفرض «سيادة» إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت.

وكان نتنياهو قد أعلن خلال مؤتمر صحافي عشية الانتخابات الأخيرة للكنيست، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أنه سيسعى إلى فرض «سيادة» إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت. وقالت كتلة «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، رداً على إعلان نتنياهو، إنها «تؤمن بأن غور الأردن هو جزء من دولة إسرائيل إلى الأبد. ونتنياهو هو الذي نسج خطة للتنازل عن غور الأردن في عام 2014، ونحن سعداء بأن نتنياهو تدارك نفسه وتبنى خطتنا». ويتوقع الخبراء أن تستغرق إجراءات سن المشروعين فترة غير قليلة. ففي البداية سيتم إقرارهما في لجنة الاعتمادات التي تحل مكان لجنة الكنيست إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وقد يتم تقصير فترة هذه الإجراءات إلى 45 يوماً، وبعدها تتم إجراءات سن المشروعين، بعد إقرارهما في اللجنة الوزارية للتشريع. وبعدها يحتاج المشروعان إلى ثلاث قراءات في الكنيست. ويقضي مشروع القانون الذي قدمته هسكل بحصول الفلسطينيين في غور الأردن على المواطنة الإسرائيلية في غضون عشر سنوات، من تاريخ سن مشروع قانون فرض «سيادة» إسرائيل على الأغوار، شرط عدم وجود إدانة بـ«مخالفات أمنية» أو دعوة علنية لمقاطعة إسرائيل. واعتبرت أنه «حان الوقت لأن يصبح سكان (المستوطنين) الأغوار مواطنين في الدولة بموجب القانون، وبذلك تطوير منطقة سكناهم. ومستوطنات غور الأردن وسكانها هم كنز استراتيجي وأمني من الدرجة الأولى بالنسبة إلى دولة إسرائيل. ويوجد إجماع اليوم حيال مناطق غور الأردن، وبعد أن اعترف رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترمب) أخيراً بهضبة الجولان كجزء من دولة إسرائيل، حان الوقت كي نفعل نحن ذلك في الأغوار. وبعد أن أعلن بيني غانتس أنه ينبغي فرض سيادة على الأغوار، فإنني أدعوه وزملاءه في حزبه إلى دعم هذه الأمور وتأييد مشروع القانون». واعتبرت شاكيد بعد تقديم مشروع القانون أنها أقدمت على ذلك من أجل «استغلال نافذة فرص يحظر إهدارها»، موضحة أنه «توجد نافذة فرص سياسية واستعداد أميركي للموافقة على خطوة ضم كهذه، ولن تتكرر، لذلك يحظر التردد أو الانتظار، ويجب أن نستغل فوراً نافذة الفرص هذه وبدء عملية فرض السيادة على هذه المناطق. وهذا سبب آخر من أجل منع جر إسرائيل إلى انتخابات أخرى»، في إشارة إلى المأزق السياسي الذي يُتوقع أن يقود إسرائيل إلى انتخابات ثالثة للكنيست.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 03 و 04 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

سعد الحريري بالشخصي “طيوب” ولكن في السياسة قمة في الفشل

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80177/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%b7%d9%8a%d9%88%d8%a8/

 

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 04-05/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 19th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 04-05/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80184/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-04-05-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-19th-day

 

 

/

 

 

 

ثورة وحرب تحرير ايضاً.. الثورة هي ضد الطبقة السياسية وضد الوصاية الإيرانية!

المحامي عبد الحميد الأحدب/04 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80174/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%aa%d8%ad/