LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تشرين الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.november04.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة i24NEWS Arabic عبر سكايب تتناول آخر التطورات في لبنان بما يخص مجريات الحراك الشعبي بكافة جوانبه

الياس بجاني/قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة

الياس بجاني/ما في شي من التيار غير الصنمية والضياع واللاهية.. حرام والله حرام

الياس بجاني/المسؤول الفاقد للشيء لا يمكن أن يعطيه

الياس بجاني/نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات ومقابلات لكتاب سياسيين ووسياسيين من محطات تلفزيونية تتناوا مظاهر تيار عون-باسيل اليوم امام القصر الجمهوري اضافة إلأى ديناميكية الإنتفاضة الشعبية في يومها ال 18

فيديو مقابلة من  قناة ار تي مع الدكتور وليد فارس عنوانها: "هل أعدت واشنطن حكومتي إنقاذ للعراق ولبنان؟

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الياس الزغبي  تحت عنوا (لبنان.. التحركات المعارضة متواصلة ومظاهرات دعما للرئيس عون

فيديو مقابلة  من قناة الحدث مع وزير العدل اللبناني الأسبق أشرف ريفي

*فيديو مداخلتين من قناة العربية للوزير السابق سجعان قزي والمحلل الساسي كلوفيس الشويفاتي

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم

*فيديو مداخلتين من قناة العربية للكاتبان الصحافيان لقمان سليم ومالك ابي نادر

فيديو مداخلة من تلفزيون الجديد للدكتور مصطفى علوش (جبران باسيل شخص لا يمكن التعامل معه)

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح

*فيديو مداخلة من قناة الحدث لمدير معهد عصام فارس للدراسات العامة الدكتور طارق متري

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط الدكتور مهند الحاج

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامية والناشطة السياسية نادين

رحيل الوزير السابق ميشال اده

المصرف الإماراتي يُصدر بياناً بشأن المساعدات المالية لـ"لبنان"

الاحتجاجات تلف مدن لبنان رداً على تظاهرة تأييد للرئيس عون

الإدارة الأميركية... لن تسمح بانهيار الجيش اللبناني وإيران لا تحتمل سقوط "حكومتيها" في بيروت وبغداد وهي ترسل "إشارات تفاوض" إلى واشنطن/طوني بولس/انديبندت عربية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/11/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي: الثورة المضادة مصيرها الفشل وسيرحل من أتت به البندقية الإيرانية

عهدكم يا فخامة الرئيس... خرج عن الاصول/مارون مارون/الكلمة أولاين

هذا ما قاله نجل شقيق الرئيس عون عن باسيل والحريري..

تظاهرة بيروت: من حمل غير العلم اللبناني ليس منّا/وليد حسين/المدن

تظاهرة بعبدا المدعومة من حزب الله تزيد من تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية

هذا ما سيصيبكم اذا خسرت الثورة

هل ستفتح المدارس غدا؟

المنار» تخسر مليون متابع بسبب إغلاق تويتر حسابها الرسمي

الأمين: تظاهرة التيار الحرّ محاولة فاشلة لشقّ الشارع

«عهد» ينتهي قبل أوانه… /د. فادي شامية/جنوبية

بيان تضامن عربي مع إنتفاضة لبنان الشعبية…

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: ماكرون ساذج أو متواطئ ولن نقبل أي محادثات مع واشنطن

طهران: أي دولة تضع أرضها تحت تصرف أميركا للاعتداء علينا سنتصرف معها كعدو

قائد الاستيلاء على سفارة أميركا بطهران: نادم أشد الندم

إيران ونظام الأسد يربطان ميناء الخميني باللاذقية

أكراد سورية يستقبلون الدوريات التركية بالأحذية

تركيا تشكر قطر على تمويلها غزو الشمال السوري وواشنطن تستعد لبناء ثلاث قواعد للتحالف وقواتها تتفقد حقول النفط

المحتجون ينتقلون إلى الإضراب العام في بغداد... وإقفال الجسور في الناصرية وشوارع المناطق الشرقية من العاصمة العراقية مغلقة ومفارز تطالب الموظفين والطلاب بالعودة إلى منازلهم

العصيان المدني يشل العراق والنجف والبصرة تنتفضان ضد إيران

الثوار يسمون شارع الخميني بشارع "شهداء ثورة تشرين"... وطهران توقف إيفاد زوارها إلى العتبات المقدسة العراقية

الحلبوسي يبحث مع “الديمقراطي الكردستاني” الاستجابة للمُحتجين

البياتي: الانتخابات المبكرة الخطوة الأكثر عملية لعبور الأزمة

الحرس الثوري”: السعودية وأميركا سبب فتنة العراق

“الناتو”: مات البغدادي و”داعش” حي يرعى شبكات ويسعى للعودة

الحوثيون يتحدون نقاط المراقبة الأممية ويحفرون 19 خندقاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"أنبياء" لبنان الثلاثة... للحرب والتشريع والرئاسة/محمد أبي سمرا/المدن

نهاية المظلومية العونيّة: عماء السلطة والاستخفاف باللبنانيين/منير الربيع/المدن

لبنان للبنانيين والعراق للعراقيين/فاروق يوسف/العرب

الفارق بين تظاهرة بعبدا و"عاميّة" وسط بيروت/يوسف بزي/المدن

أموال مَنْ حُولت إلى الخارج؟/عصام الجردي/المدن

شارع" جبران باسيل في مواجهة اللبنانيين/وليد حسين/المدن

"العونيّة السياسيّة"... ظاهرة تتهاوى من "مار مخايل" إلى بعبدا/علي الأمين/نداء الوطن

من "نور" الفيحاء إلى ساحة "الشهداء"... الثورة "ماشية"/ألان سركيس/نداء الوطن

إهدار الفرصة الأخيرة... وهم الحريري/وليد شقير/نداء الوطن

تيار التغيير والإصلاح والتحدّي/رندة تقي الدين/نداء الوطن

تكنوقراطيّة مستقلّة/سامي نادر/نداء الوطن

البقاع يردّ على تحرّك بعبدا بحشد في زحلة: عون رئيس لفئة من اللبنانيّين/أسامة القادري/نداء الوطن

هكذا يتم إسقاط رئيس الجمهورية/ماريا ضو/الكلمة أونلاين

الإبراء المستحيل/المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد/الكلمة أونلاين

زعماء لبنان والعراق اعتبِروا من أمراء الطوائف/أحمد عبد العزيز الجارالله

"أمّة عون ونصرالله" فائض القوّة والحشد... لإخماد الإنتفاضة وتكريس هيمنة الحكم/ابراهيم حيدر/النهار

لبنان: استعادة الدولة ثم الإصلاح والبناء/سام منسى/الشرق الأوسط

من العراق إلى لبنان وسوريا... التهديد واحد ومشترك/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

العراق ولبنان والغزاة الجدد/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

السيادة والمقاومة بين تركيا ولبنان/يوسف الشريف/الشرق الأوسط

ما الجديد في انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

بغداد... بيروت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

احذروا العربي القلق... احذروا العربي المُقلق/غسان شربل/الشرق الأوسط

هل كانت تركيا تعلم بمكان البغدادي؟/إيلي ليك/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في كلمة الى الحشود على طريق القصر الجمهوري: ادعو الجميع الى الاتحاد لمكافحة الفساد والنهوض بالاقتصاد وارساء الدولة المدنية

باسيل: الأولوية لتأخير الانهيار ويجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن كرامتنا آدميتنا ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم

الراعي: أيها المسؤولون لا تخيبوا مرة أخرى آمال شعبنا ولا ترغموهم على العودة من جديد إلى الشوارع والساحات

قاووق: لن نسمح للاملاءات الأميركية أن تتسلل إلى الحكومة الجديدة

السنيورة: الحريري هو الأصلح لتولي الحكومة ومطالب الشباب محقة والفساد في معظمه سياسي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من01حتى07/:”يا إِخْوَتي، كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كأَوْلادٍ أَحِبَّاء. وَٱسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طيِبًا ذَكِيَّ الرَائِحَة. أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة i24NEWS Arabic عبر سكايب تتناول آخر التطورات في لبنان بما يخص مجريات الحراك الشعبي بكافة جوانبه

03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80161/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9%d8%a7%d9%8a-24-%d9%86%d9%8a/

https://www.youtube.com/watch?v=FU9niMhLLfw

 

قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة

الياس بجاني/03 تشرين الأول/209

http://eliasbejjaninews.com/archives/80152/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%85/

بداية لم يعد على أرض الواقع اللبناني عملياً حزب “تيار وطني حر”، بل مجموعة في فريق من التابعين والصنميين والودائع والانتهازيين والملحقين بحزب الله، الذي هوالمحتل الإيراني الملالوي، وذلك منذ العام 2006 ومنذ اللحظة الأولى التي وقع فيها عون وحسن نصرالله ما يعرف “بورقة التفاهم”.

إنه ومنذ بروز ظاهرة ميشال عون كان هذا الرجل ينادي بالحرية وبالسيادة وبالاستقلال وبمحاربة الإحتلالات والتخلص منها، وتحديداً الإحتلاليين السوري والإيراني، إضافة إلى رفضه التام للإقطاع والإقطاعيين والمذهبية والتوارث العائلي في المواقع الحزبية والرسمية، كما تسويّقه العالي النبرة لمبدأ تداول السلطات في كافة المواقع الرسمية والحزبية.

كما كان عون طالب قبل العام 2006 ومن منفاه الباريسي ومن خلال سلسلة مقالات عددها 13 بعدم مصالحة نظام الأسد والتعامل معه أو مسامحته تحت أي ظرف ورفع إجرامه وإرتكاباته إلى المحاكم الدولية على خلفية بأن ما ارتكبه من إجرام بحق اللبنانيين والسوريين والإنسانية…ونحن شخصياً من نشر ووزع وترجم المقالات ال 13 هذه وهي لا تزال موجودة على مواقعنا الالكترونية.

عقب توقيع عون ورقة التفاهم مع حزب الله انقلب على كل ما ذكرناه في أعلى لحد أنه طالب الشعب اللبناني بالاعتذار من النظام السوري، كما اعتبر في ورقة تفاهمه مع نصرالله بأن الاحتلال السوري للبنان كان تجربة شابتها بعض الأخطاء فقط .. في حين الورقة قدست وأبدت سلاح حزب الله ومن خلالها تنازل كلياً عن ثلاثية الحرية والسيادة والاستقلال واستبدلها بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

كما أنه مارس ولا يزال يمارس داخل حزبه “الشركة” الذي لا يختلف عن أي شركة حزب لبنانية أخرى مسيحية أو إسلامية في لبنان، مارس الفوقية والدكتاتورية والعائلية والمحسوبيات والشخصنة التي وصلت لحد الصنمية.

كما قام على خافية “نكران الجميل” بإبعاد كل من عارض دكتاتوريته ونصب صهره جبران باسيل بقوة الفرض رئيساً لشركة حزبه، وهذا الأخير أيضاً تمادى وبوقاحة ونكران للجميل فاقع بطرد كل من عارضه.

واليوم في كلمته من قصر بعبدا أكمل باسيل عنترياته ودكتاتوريته وافترئاته وقام باتهام من ترك من النواب كتلته النيابية بالخيانة.

كلمة باسيل اليوم وأيضاً كلمة عون تميزا باللجوء المرّضي اللافت للآليات النفسية الدفاعية التالية:

الإنكار Denial

والإسقاط، Projection

والتبرير Rationalization

إضافة إلى انسلاخ مخيف عن الواقع الحالي المعاش Detachment from reality

والغرق في غياهب وهمي العظمة والاضطهاد Delusions of grandiose and persecution

علمياً وعملياً ومنطقياً، فإن ما يمكن استنتاجه من كلمتي عون وباسيل اليوم من القصر الرئاسي هو أنهما يفتقدان كلياً لكافة آليات واستراتجيات التعاطي مع حل المشاكل Problem solving strategies .

ولهذا غرقا في أوحال الشعبوية والديموغوجية والإنكار والإسقاط والتبرير والأوهام والانسلاخ عن الواقع والحقائق والهرب إلى الأمام مما سيُعقد الأمور أكثر ويزيدها تفاقماً وخطراً.

وحتى لا نطيل الكلام ونضيع البوصلة وباختصار نقول، بأن مشكلة لبنان الأولى الوجودية والكيانية والاستقلالية والتعايشية اليوم لا هي خطاب وممارسات عون أو جبران باسيل، ولا هي تبعية وغنمية ونرسيسية وطروادية غالبة أصحاب شركات الأحزاب التجارية والوكالات للخارج كافة، ولا هي ورغم ثقلها وخطورتها الأزمات المعيشية بكل تفاصيلها وتلاوينها.

بل المشكلة الأولى والأخطر والأهم هي و100% الاحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبإرهابيه وبمذهبيته وبدويلته وبحروبه وبفساده وبمشروعه الفارسي التوسعي وبتناقضه الكلي مع كل ما هو لبنان ولبناني وسلم واستقرار وانفتاح ورسالة وتعايش وهوية وحضارة وثقافة ونمط حياة ودستور وأعراف وحريات وديموقراطية.

وبالتالي، وفي السياسة والشأن الوطني، فإن باسيل وعون، وغالبية الطاقم السياسي والحزبي، ومعهم كل الصعاب والأزمات الحياتية والمالية والاجتماعية هي رزم ورزم من أعرض سرطان الاحتلال، وعملياً وإمكانيات لا يمكن حتى البدء بحل أي من هذه المشكل الأعراض في ظل الاحتلال.

لقد طالب عون اليوم في كلمته بالحوار بين اللبنانيين ودعا إليه الجميع، فيما المطلوب حقيقة هو الحوار مع إيران ومع حزبها وسيده نصرالله وذلك بإشراف وتحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والمجتمع الدولي، بهدف التوصل السلمي والدستوري والعاجل إلى آلية وجداول زمنية ملزمة لتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان:

اتفاق الهدنة مع إسرائيل

وال 1559 وال 1701..

وكل ما عدا هذه المقاربة الوطنية والدولية والإقليمية لسرطان الاحتلال الإيراني المدمر.. فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

ما في شي من التيار غير الصنمية والضياع واللاهية.. حرام والله حرام

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

ما عاد في شي اسمه تيار. في صنمية ومكتري.التيار طار وانتهى سنة 2006 يوم غط عند حزب الله بالضاحية وانتهى هونيك بورقة ملالوية وبس هيك.

 

المسؤول الفاقد للشيء لا يمكن أن يعطيه

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

انها كارثة فعلية عندما يكون المسؤول الأول في الدولة يفتقد إلى كل آليات التعاطي مع المشكل وليس مؤهلاً للتعاطي معه بغير الإنكار والإسقاط والأوهام.

 

نحزن على حال عون وعلى حال الباقين معه من أهلنا الصنميين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80121/80121/

محزن الحال الكياني والسيادي والاستقلالي والتبعي والغرائزي والملالوي الذي انحدر إليه ميشال عون.

لقد خيب عون آمال كل من رأى فيه مخلصاً وطنياً وصدقه ونحن منهم بعد أن انتقل على خلفية أجندات سلطوية وشخصية إلى قاطع أخر غير لبناني وغير كياني وأخذ معه كثر من أهلنا.

انجيلياً، لقد وقع عون في التجارب التي نذكرها في صلاتنا الربانية (الأبانا)، وهو للأسف لا يزال هناك دون وعي وإدراك وتوبة وكفارات.

نحزن على حاله السيادي، وعلى حال كل أهلنا الباقين معه من الصنميين والأتباع الذين أضاعوا بوصلة كل ما هو وطن وقضية وبصر وبصيرة ورؤية وقرار حر واستبدلوهم بعبادة شخص وتأليهه.

يبقى أن رفضنا ومعارضتنا وانتقاداتنا للتحولات الدراميتيكية التي قام بها عون عام 2006 يوم وقع ورقة التفاهم مع حسن نصرالله، وعدم قبولنا بها ورفضنا العلني لانقلابه على كل ما كان يرفعه ويسوّق له من قضايا وملفات كيانية واستقلالية وحريات وسيادة .. هذا كله لا يعني بأي شكل من الأشكال بأننا نرى في أي سياسي أو صاحب شركة حزب ماروني آخر بديلاً سيادياً للرجل من أمثال سمير جعجع وسامي وأمين الجميل وغيرهم لا من قريب ولا من بعيد.

فهؤلاء فاشلين وفشلهم وخيباتهم ونرسيسيتهم أصلاً كانوا وراء ظهور ميشال عون على الساحة السياسية والمارونية تحديداً…وهم لا يزالون على حالهم التعيس وطنياً وسيادياً.

والحقيقة أن صعود عون ومن ثم باسيل مارونيا بعد العام 2006  رغم توقيع ورقة تفاهم مار مخايل، وما قبل ذلك أيضاً، كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما .. ولا يزال الوضع الماروني التعتير هذا على حاله.

في الخلاصة نحن الموارنة نمر حالياً بحالة من الخواء والجهل والنرسيسية  والصنمية والدكتاتورية على المستويين القيادي الزمني والديني .

إلا أن رجائنا بظهور قيادات مارونية صادقة ومؤمنة وتخاف الله ويوم حسابه الأخير هو رجاء قوي جداً لأننا أهل رجاء..وهذه القيادات التي نريدها وننتظرها هي آتية بإذنه تعالى.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

للإستاذ نبيه نقول: عيب والله عيب وبس هيك

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

شبيحة وزعران الإستاذ نبيه ظاهرة تعود بنا إلى ما قبل حقبات الإنسان الحجري وترجعنا إلى مفاهيم البربرية وشرعة الغاب..عيب والله عيب وبس هيك.

 

خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

صعود عون وباسيل مارونيا كان ولا يزال سببه انعدام وجود بدائل وطنية وسيادية وكيانية وبشيرية لهما ولا يزال الوضع التعتير على حاله. خواء وجهل ونرسيسية ودكتاتورية هي علل القيادات على الساحة المارونية.

 

بالصوت والنص/قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة/مع فيديو خطاب السيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بالصوت/فورمات/MP3/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.nasrallah1.11.19.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/قراءة أولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/01 تشرين الثاني/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.nasrallah1.11.19.wma

 

قراءة اولية للياس بجاني في خطاب السيد نصرالله/ لبنان دولة محتلة وفاشلة ومارقة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80087/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81/

بداية وفي مقارنة موضوعية لمقاربات السيد نصرالله للأحداث اللبنانية المتعلقة بالثورة والثوار وبكل تفاصيلها، وبين نوعية خطاب الرئيس عون أمس المفرغ من أي محتوى يتعاطى مع هذه الأحداث وطرح للحلول وتظهير رؤيوي لها، يتبين بوضوح بأن السيد وللأسف هو الحاكم الفعلي والمطلق للبنان وأن لبنان محتل بالكامل وأن الحكم وأهله كافة هم مجرد تكملة للمشهد لا أكثر وأقل.

*وكما دائما تطل علينا إسرائيل بمسرحية ما تخدم حزب الله في كل مرة يكون هذا الحزب في ورطة وضيقة محلية أو عربية أو دولية.. ومسرحية أمس كانت من خلال خبر إطلاق الحزب النار على درون (مسيرة) إسرائيلية في الجنوب وتضخيم الأمر هذا من إسرائيل ومن نصرالله في خطابه أولاُ بهدف على الحفاظ على هالته لبنانياً، وثانياً لتذكير الإسرائيليين بأن هناك من يهدد وجودهم. مسرحية لا تختلف كثيراً عن مسرحية سقوط المسيرة مؤخراً في الضاحية الجنوبية والرد الهوليودي لحزب الله الذي كُشف وتم فضحه وتعرية دجله.

*خطاب السيد لم يختلف عن أي خطاب من خطاباته السابقة الديموغوجية والمفرسنة والإرهابية المحتوى والنبرة والمقاربات.

*خطاب اليوم كانت عناوينه ومقارباته مكررة وببغائية ومملة للغاية وليس فيها ما يخدم لبنان واللبنانيين، بل ما يؤكد احتلال إيران للبنان.

*اطلالة تميزت بالتخوين والشيطنة، والإستكبار وبنفخة صدر مقززة، وبالعنجهية وبالفوقية، وبإملاءات استعلائية، وبمفاخرة بالقوة وباستصغار وبإهانة ذكاء وعقول ووطنية الآخرين مع رزم من الأوهام وتحديداً أوهام العظمة.Grandiose Delusions

*السيد شيطن المتظاهرين وخونهم وفرق بينهم.. فريق مسكين وساذج وعفوي وصادق، وفريق خائن وممول من الخارج وعميل.. وهو حاول بخبث ودهاء الشق بين اللبنانيين وزرع الأسافين بينهم في كذبة الدفاع عن السياسيين الفاسدين والتابعين لحزبه الإرهابي الذين تم شتمهم وفضحهم من قبل المتظاهرين

وهذه المقاربة هي عملية نفسية دفاعية تعرف "بالشق"splitting و

*تهديد علني ووقح لوسائل الإعلام التي تجرأت ونقلت ما يجري في الشوارع وسماحها للناس بأن يعبروا عن معاناتهم وأوجاعهم وتسمية الفاسدين والمفسدين ورموز الاحتلال والتبعية. Intimidation, terrorizing and Threatening

*ببغائية مكررة اسقط السيد ممارسات شبيحته وزعرانه من بربرية وهمجية ولغة ساقطة وشوارعية وغزوات وفرسان دراجات طاولت المتظاهرين السلميين والحضاريين في ساحة رياض الصلح تحديداً وفي أماكن أخرى ..أسقطها كلها وبوقاحة على المتظاهرين دون أن يرمش له جفن. بالعربي المشبرح شال يلي فيه وبزعرانه وحطهم بالمتظاهرين. هذه المقاربة أيضاً هي وسيلة دفاع نفسية تسمىprojection

*نفى أن الحكومات في ظل احتلاله الإيراني للبنان هي حكوماته.. وهنا تظهر بجلاء عملية الإنكار النفسيةDenial

*تميز كلامه الفوقي بتحذير إرهابي جدي بكل ما في المسمى من معاني من مغبة مقاربة سلاحه ودويلته وحروبه وفساده وهيمنته على قرار الدولة اللبنانية.

*ضخ باستكبار وعنجهية رزمة من الإملاءات لكيفية تشكيل الحكومة الجديدة ونوعية أشخاصها.

*اتهام أميركا بالتدخل في الشأن اللبناني وذلك على خلفية العقوبات المفروضة على حزبه وعلى أسياده الملالي الفرس.

*قال للبنانيين بأنه في حال انهار الاقتصاد اللبناني فحزبه لن يتأثر وهو ممول وبإمكانه تأمين دفع معاشات عسكره وإتباعه وزلمه وشبيحته... وهذه كذبة كبيرة كون حزبه وأسياده الفرس يمرون في أزمة مالية خانقة بسبب العقوبات الأميركية.

*تخويف من الفوضى والفراغ في حين أنه وطبقاً للدستور اللبناني لا وجود للفراغ حيث تستمر الحكومة في تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة وبنفس الوقت تستمر المؤسسات بعملها العادي.

*تشويهه معاني السيادة التي هو واحتلال حزبه وشبيحته ودويلته وفارسيته والتسويق لثقافة للموت ولمشروع ملاليه الإمبراطوري يعتدون عليها ويقفزون فوقها ويعطلوها بالكامل.

*تحذير من تفشي الطائفية بين الثوار في حين أنه هو وأسياده الملالي وحزبه هم أرباب الطائفية والمذهبية والمسوقين لها على مدار الساعة.

* خطاب السيد لليوم كان تكراراً مملاً ومفرسناً واستكبارياً لكل خطاباته السابقة، وهو التزم حرفياً بتوجهات وبتعليمات راعيه وسيده الخامنئي بالكامل الذي كان اتهم أمس الثوار في لبنان والعراق بالتبعية وخونهم وطالب بقمعهم.

في الخلاصة نقول بأن في لبنان مئات ومئات الصعاب والمشاكل والأزمات ولكنها كلها أعراض لسرطان الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا يمكن حل أي منها بظل هذا الاحتلال الإرهابي والمذهبي والدموي.

حل المشكلة اللبنانية التي هي الاحتلال الإيراني لا يمكن البدء بمقاربتها بغير المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، و 1559 و 1701 وذلك بعد إعلان مجلس الأمن لبنان دولة مارقة وفاشلة وتسلمه مؤقتاً السلطة في لبنان وفي ما عدا هذا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جبران باسيل عارض لسرطان الاحتلال وكل من يجعل منه المشكلة من مثل جعجع وجنبلاط والحريري هو منافق وذمي ومتآمر على السيادة

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80057/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84/

بداية فإن جبران باسيل السياسي هو انتهازي ووصولي ولم يعرف ولن يعرّف في أي يوم معنى السيادة أو مفاهيم العطاء دون مقابل.

ونعم، وعلى الأكيد لا تهمه إلا وضعيته الشخصية.

ولكنه ليس الشواذ، بل هو القاعدة مثله مثل 99% من أفراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري الماروني وغير الماروني من مثل سمير جعجع وأمين الجميل وعون وجنبلاط والحريري وبري وغيرهم كثر تاريخهم يحكي نزواتهم وسقطاتهم واكروباتياتهم.

فحتى لا تضيع ونضيع البوصة السيادية والإستقلالية والإحتلالية في زمن المّحل والبؤس ونخلط بين الحق والباطل، وبين الوطني الشريف وبين العميل لإيران ولحزبها.

علينا أن لا نغرق أكثر في غياهب وأوحال الباطنية والتعمية على احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي والدموي والمجرم والقاتل والذي هو مشكلة لبنان الأولى.

علينا أن لا نترك لغرائزنا أن تعشعش أكثر وأكثر في عاهات الذمية والجبن والغنمية والصنمية لتسرطن عقولنا وتقتل ضمائرنا وتخدر بداخلنا نعمتي البصر والبصيرة.

علينا أن لا نتلحف بمتلازمة ستوكهولم المرّضية، أي شكر القاتل لأنه لم يقتلنا، ولأنه سمح لنا أن نبقى على قيد الحياة ولكن كعبيد وبذل وغنمية.

علينا أن لا نترك سمير جعجع في مجتمعنا المسيحي تحديداً وأتباعه يبررون فشل دخولهم الكارثي والإسخريوتي في صفقة التسوية الرئاسية وملحقاتها (تفاهم معراب، وقانون الانتخاب، وحكومة حزب الله الحالية، واتفاق تقاسم المسيحيين غنائم وسبايا مع عون وباسيل).

علينا أن لا نترك جعجع الباطني والمتشاطر والسياسي الفاشل والدكتاتوري وغيره من أقرانه المسيحيين وغير المسيحيين يتفلتون من أخطاء وخطايا فرطهم 14 آذار، وخيانة ثورة الأرز، وشيطنة الأحرار والبشيريين، والقفز فوق دماء شهداء 14 آذار والتعايش المهين مع دويلة وسلاح وحروب واحتلال حزب الله مقابل كراسي ومنافع ونفوذ، وأوهام كراسي رئاسية وإلهاء المجتمع المسيحي بشخص جبران باسيل.

علينا أن لا نخادع كغيرنا ونلحس المبرد ونتلذذ بملوحة دمائنا ونستسلم للخداع الممنهج لغالبية للقيادات المارونية الزمنية والدينية وغيرها من القيادات وفي مقدمها جعجع وباسيل وعون وبري وجنبلاط والحريري .

علينا أن لا نفقد بشيريتنا المقاومتية والإيمانية ولا نغفل عن أسس كيانيتنا اللبنانية.

من هنا، ومن أجل كل ما سبق على المواطن اللبناني المسيحي تحديداً أن لا يغرق في إعلام محطة تلفزيون عون-باسيل (OTV)التي تسفه وتعهر كل شيء، وتصور جعجع بأنه علة العلل وبأنه وراء محاولات الانقلاب على عون وعهده.

وفي السياق نفسه ولنتحصن بمواجهة ابليسية كل هؤلاء علينا أن لا نصدق إعلام جعجع وأغنامه وأبواقه والصنوج الذين يصورن جبران باسيل بالشيطان الرجيم ويتغافلون عن سابق تصور وتصميم عن احتلال حزب الله وعن خطيئتهم في الرضوخ له والتعايش معه مقابل منافع شخصية ووعود رئاسية.

وأيضاً وفي الإطار ذاته فإن لا قيمة ولا فاعلية سيادية أو استقلالية بأي شكل من الأشكال لانتفاضة صهر الرئيس عون النائب شامل روكز على عديله باسيل، ولا جدية وطنية لمواقف وانتقادات وصراخ وشكاوى بعض أفراد عائلة الرئيس عون، ومعهم كل من طُرد من شركة حزب عون-باسيل التجارية الملالوية، أو خرج منها طوعاً لأي سبب كان.. لا جدوى لا وفائدة من كل هذه المقاربات النفعية والتعموية ما لم يتبرأ كل هؤلاء السادة والسيدات من ورقة تفاهم عون-نصرالله (ورقة تفاهم مار مخايل) ويعتذرون من الشعب اللبناني ويؤدون الكفارات عن خطاياهم.

في الخلاصة جبران باسيل السياسي ودون الدخول في أي شأن شخصي معه أو مع غيره هو في العمل السياسي عارض من أعراض الاحتلال الإيراني، ومجرد أداة من أدواته السياسية لا أكثر ولا أقل.

 وبالتالي، فإن بقاءه أو تغييبه عن الحياة السياسية والحكومية لن يقدم أو يؤخر بشيء ما دام الاحتلال قائماً.. وما دام هناك ألف جبران قدموا أوراق اعتمادهم للمحتل ليحلوا مكان جبران ومنهم جعجع نفسه.

يبقى أن مشكلة لبنان هي الاحتلال وكل الأزمات المتراكمة الخطيرة من مالية ومعيشية وأمنية وإفقار وفساد وإفساد وعزلة دولية وإقليمية وهجرة وفوضى وتسيس قضاء.. هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لن يكون بالإمكان إيجاد أي حل لأي منها بظل الاحتلال وحكم أتباعه وأدواته.

الحل لم يعد بيد اللبنانيين وحدهم، بل لدى المجتمع الدولي ومن خلال تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة: 1559 و1701 واتفاقية الهدنة بعد اعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوات لمداخلات ومقابلات لكتاب سياسيين ووسياسيين من محطات تلفزيونية تتناوا مظاهر تيار عون-باسيل اليوم امام القصر الجمهوري اضافة إلأى ديناميكية الإنتفاضة الشعبية في يومها ال 18

 

فيديو مقابلة من  قناة ار تي مع الدكتور وليد فارس عنوانها: "هل أعدت واشنطن حكومتي إنقاذ للعراق ولبنان؟/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=zT2atdIX2kc

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب السياسي الياس الزغبي  تحت عنوا (لبنان.. التحركات المعارضة متواصلة ومظاهرات دعما للرئيس عون//الربط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=uheV3XmiXpc&t=330s

 

فيديو مقابلة  من قناة الحدث مع وزير العدل اللبناني الأسبق أشرف ريفي/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=-mHKOs7cAC4

 

*فيديو مداخلتين من قناة العربية للوزير السابق سجعان قزي والمحلل الساسي كلوفيس الشويفاتي/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=_vt9LpdSafc&feature=youtu.be&fbclid=IwAR1wvAZNyT6NPhnU3vwMMixW9QvUOEdAUtb5-Z2-g_jWDcrnmpytFAn8pQU

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي لقمان سليم /الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=H9bQ66KE0q0

 

*فيديو مداخلتين من قناة العربية للكاتبان الصحافيان لقمان سليم ومالك ابي نادر/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=POK_cwbDYa4

 

فيديو مداخلة من تلفزيون الجديد للدكتور مصطفى علوش (جبران باسيل شخص لا يمكن التعامل معه)/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Z2mhqaUK29A

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث السياسي الدكتور مكرم رباح/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=CccWRdXPJb4

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=AdoO1zd60b0

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي حنا صالح/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=SdzE1h0bcJ0

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث لمدير معهد عصام فارس للدراسات العامة الدكتور طارق متري/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=taX3OP9B5cE

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=TyN8EU5YGVQ

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط الدكتور مهند الحاج/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=oais8irPlyo

 

*فيديو مداخلة من قناة الحدث للمحامية والناشطة السياسية نادين/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=hy7X9X5oUrk

 

رحيل الوزير السابق ميشال اده

وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني/2010

توفي الوزير السابق ميشال اده عن عمر 91 عاما.

فمن هو ميشال ادة:

ميشال إده (1928-)، سياسي ورجل أعمال لبناني ماروني وكاتب متخصص في الصراع العربي الإسرائيلي والحركة الصهيونية.

هو سياسي من الرعيل القديم وشغل عدة مناصب وزارية بين 1966 إلى 1998. ترأس لرابطة المارونية منذ عام 2003 ولغاية عام 2007. يرأس منذ عام 1990 الشركة العامة للطبع والنشر التي تصدر صحيفة لوريون لوجور. رشح لمنصب رئيس الجمهرية خلفا لإميل لحود ولكنه رفض من قبل قوى 14 آذار نظراً لعلاقته الجيدة بسوريا. اشتهر عنه قوله إنه سينام أمام الدبابات السورية إذا خرجت من لبنان.

حياته العلمية

أتم دراسته الثانوية في مدرسة الآباء اليسوعيين في بيروت وانتسب بعدها بكلية الحقوق بجامعة القديس يوسف وذلك عام 1945. تخرج من الجامعة بعام 1948 والتحق بمكتب المحامي غبريال إده ابن كميل إده أشهر محامي الشرق في ذلك الوقت وتخصص في العمل بالمواضيع التجارية كالشركات والضمان والعقود التجارية. عمل وزيراً لأكثر من مره وذلك بالفترة من 1966 حتى 1998 وذلك في عدة حكومات. ترأس الرابطة المارونية بالتكليف المباشر من البطريك نصرالله بطرس صفير. تم طرح اسمه لرئاسه الجمهورية أكثر من مرة وآخرها سنة 2007 حيث وضع اسمه ضمن الأسماء التي طلب من البطريارك الماروني نصر الله بطرس صفير تحديدها كمرشحين توافقين وذلك لإنهاء الصراع الدائر بين تحالف 14 آذار وقوى 8 آذار اللبنانيتين.

الوزارات التي تولاها

وزيراً للأنباء ووزيراً للبرق والبريد والهاتف بالفترة من 6 ديسمبر 1966 حتى 8 فبراير 1968 في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس شارل حلو.

وزيراً للإعلام بالفترة من 25 أكتوبر 1980 حتى 7 أكتوبر 1982 في حكومة الرئيس شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس.

وزير دولة لشؤون الثقافة والتعليم العالي بالفترة من 31 أكتوبر 1992 حتى 25 مايو 1995 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

وزيراً للثقافة والتعليم العالي من 25 مايو 1995 حتى 7 نوفمبر 1996 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

وزيراً للدولة من 7 نوفمبر 1996 حتى 4 ديسمبر 1998 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

حياته الأسرية

متزوج من يولا ضومط (يولا إده) وله إبنه وأربعة أولاد.

 

المصرف الإماراتي يُصدر بياناً بشأن المساعدات المالية لـ"لبنان"

البيان/الاحد 03 تشرين الثاني 2019

نفى المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة في بيان، ما نقل عن محافظ المصرف مبارك راشد المنصوري تحت عنوان: "ندرس تقديم مساعدات للبنان"، مؤكداً أن "المعلومات المنشورة غير صحيحة ولا تعكس سياق السؤال خلال جلسة الحوار مع محافظ المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة ،حيث أكد خلال الجلسة بأنه قد جرت مناقشات بين دولة الإمارات ولبنان حول المشاريع المقترحة خلال مؤتمر الاستثمار الإماراتي– اللبناني في تشرين الأول". وأوضح أنه "لم يرد أي ذكر لمساعدات مالية في ضوء الأحداث الأخيرة"، لافتاً إلى أن "هذه المسألة ليست ضمن اختصاص مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ويجب التوجه بالاستفسار حول هذه المسائل إلى السلطات المختصة في الدولة".

 

الاحتجاجات تلف مدن لبنان رداً على تظاهرة تأييد للرئيس عون

الشارع يضغط للإسراع في إجراء الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة من المستقلين والأكفاء والإطاحة بالنخبة الحاكمة

وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني/2010

في سياق استكمال التحركات الاحتجاجية في لبنان، انطلقت تظاهرات حاشدة في عدد من المناطق، الأحد، أبرزها في وسط العاصمة بيروت، للمطالبة بالإسراع في إجراء الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة من المستقلين والأكفاء والإطاحة بالنخبة الحاكمة، بغية الخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد.

ونزل مئات الأشخاص إلى مدن جنوبية بينها صور والنبطية وهما معقلان لحركة أمل وحزب الله، وإلى صيدا ذات الغالبية السنية، في إطار مواصلة حراكهم.

في المقابل، نُظّمت مسيرة ضخمة دعماً للرئيس اللبناني ميشال عون عند القصر الرئاسي الأحد.

وسارت حشود من المحتجين إلى قصر بعبدا، فيما رفع البعض صورة عون ولوّحوا بالأعلام البرتقالية للتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس اللبناني.

ويُعد هذا التحرك، أكبر تظاهرة مضادة لموجة الاحتجاجات الحاشدة التي يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وتتضمن مطالبها الإطاحة بعون.

وفي كلمة أمام الحشود نقلها التلفزيون، قال عون إن خطة من ثلاث نقاط وُضعت في ما يتعلق بمحاربة الفساد وإصلاح الاقتصاد وبناء دولة مدنية.

وأضاف أن النقاط "الثلاث ليس من السهل تحقيقها. ولتحقيقها، نريد ساحة تتألف منكم ومن المتظاهرين كي تدافعوا عن حقوقكم". وتابع "وكثر يعرقلون، لذلك نريد جهداً كبيراً". ووصف عون الفساد بأنه "متجذر" في الدولة. وألقى جبران باسيل، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، وهو صهر عون ويتعرض للسخرية في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، كلمة أمام الحشود مرتدياً قميصاً عليه وجه عون وتعهّد باستئصال الفساد ومحاسبة كل من استولى على المال العام.

وأضاف "انتبهوا لأنّ أمامنا أياماً صعبة وطويلة. كنا نسابق الزمن لكي نمنع الانهيار، ولكن الفساد والهدر والدين العام سبقونا". وقال "بدأنا حراكاً شعبياً لتحقيق التغيير الكامل ويجب أن تشاركوا معنا وأنا أسميتها قلب الطاولة، والشعب سبقنا إلى ذلك".

وتابع "كنّا حذّرنا شركاءنا من أننا سنصل إلى هنا وأعطينا أنفسنا فرصة خلال شهر أكتوبر، ولكن الناس سبقونا ونحن هنا لنقوّي الناس ونكون معهم... نحن مثلكم انتفضنا على الظلم، وبقدر ما أحسستُ بالغضب الصادق، أحسستُ بالظلم الذي أتعرض له أيضاً. الثورة هي انتفاضة على الظلم ولكن الثورة لا تظلم وإلاّ ستنتهي، فليس من العدل أن نُظلم مرتين، مرة من رموز الفساد ومرة من ضحايا الفساد".

فتح الطرقات والبنوك

وعادت الحياة في لبنان إلى طبيعتها بعض الشيء الأسبوع الماضي، إذ أُعيد فتح بعض الطرقات وفتحت البنوك أبوابها أمام المواطنين يوم الجمعة بعد إغلاقها لمدة أسبوعين، وإن كانت لا تزال هناك أنباء عن قيود على سحب العملات الأجنبية والتحويلات إلى الخارج.

وقال سليم صفير، رئيس جمعية مصارف لبنان، السبت، إن البنوك اللبنانية لم تشهد "أي تحركات غير عادية" للأموال يومَيْ الجمعة والسبت، في وقت كان محللون ومصرفيون أعربوا عن خشيتهم من أن عملاء البنوك سيسارعون إلى سحب ودائعهم.

أحلاها مر ... خيارات إيران أمام الحراك في لبنان والعراق

وأكد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة أن إعادة فتح البنوك "لم تسبب أي مشاكل في أي بنك" وإنه "لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال".

وعانى اقتصاد لبنان المعتمد على الواردات من سنوات الاضطرابات التي تعيشها المنطقة ومن تباطؤ في تدفقات رؤوس الأموال، ممّا شكّل ضغوطاً على احتياطات النقد الأجنبي.

الإمارات

في غضون ذلك، قالت الإمارات اليوم الأحد إنها تدرس تقديم حزمة مساعدات للبنان لكنها لم تعطِ أي تفاصيل إضافية في هذا الخصوص.

وأعلن محافظ مصرف الإمارات المركزي مبارك راشد المنصوري أنه سيرفع توصية إلى قيادة الدولة في هذا الشأن في ضوء التطورات الأخيرة، مضيفاً أن ليس هناك اتفاق على أمور محددة وأنه يأمل في أن يتحسّن الوضع في لبنان. وكان رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري قال الشهر الماضي إن الإمارات تعهدت باستثمارات ومساعدات مالية للبنان، لكن شيئاً لم يتبلور بعد.

 

الإدارة الأميركية... لن تسمح بانهيار الجيش اللبناني وإيران لا تحتمل سقوط "حكومتيها" في بيروت وبغداد وهي ترسل "إشارات تفاوض" إلى واشنطن

طوني بولس/انديبندت عربية/03 تشرين الثاني/2019

طوال السنوات الماضية، باتت الحكومات اللبنانية المتعاقبة في أعين الدول العربية والغربية، تدور في المحور الإيراني باعتبار ان "حزب الله" هو صاحب الكلمة الأولى فيها، ما رتّب تدريجاً على لبنان، تراجع الثقة الغربية والعربية وبالتالي إيقاف أو تجميد الكثير من الهبات والمساعدات، حتى بات دولة شبه معزولة عربياً ودولياً.

السياسة الخارجية عزلت لبنان

ويحمّل مصدر سياسي لبناني الحكومات اللبنانية عامة مسؤولية تردّي علاقات لبنان بالمجتمع الدولي، لناحية عدم وجود استراتيجية واضحة لسياسته الخارجية، خصوصاً وزارة الخارجية، لجهة تفردها باتخاذ مواقف تتعلق بسياسة البلاد من دون العودة إلى مجلس الوزراء، ما أقحم لبنان بمواقف حرجة مع أشقائه العرب، وأعطى انطباعاً لدى المجتمع الدولي أن السياسة الخارجية للبنان باتت متماهية مع سياسة "حزب الله" والمحور الإيراني. ويقول المصدر "خلال زيارة الوفد اللبناني إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول)، كان واضحاً تجنب وفود الدول الفاعلة اللقاءات الهامشية مع الوفد"، مضيفاً "حتى خلال جولة وزير الخارجية جبران باسيل إلى الولايات المتحدة، لم يستطع أن يلتقي أي مسؤول رسمي أميركي"، وبالتالي الرسالة واضحة "لبنان بات إلى جانب إيران وسوريا في العزلة الدولية".

أميركا تدعم الجيش اللبناني

وفي سياق ما جرى تداوله عن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حجب مساعدات عسكرية عن الجيش اللبناني بقيمة 105 ملايين دولار، وتشمل تزويد الجيش بدبابات ومركبات قتالية جديدة ومروحيات هجومية، أوضحت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة الأميركية لم تتوقف يوماً عن دعم الجيش اللبناني الذي تعتبره شريكاً لها في مواجهة الإرهاب، وهو الركيزة الأساسية للاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، مشيرةً إلى أن ثقة الولايات المتحدة بقيادة الجيش اللبناني لم تتراجع يوماً، على عكس العلاقة التي يشوبها الفتور مع الحكومة اللبنانية. وأعلنت أن "تعليق المساعدات الأميركية مرحلياً مرتبط بإعادة تقييم الإدارة في واشنطن لموازنة 2020 قبل إصدارها خلال شهر من الآن"، مؤكدةً أن "الأموال المرصودة لصالح الجيش اللبناني لن تُلغى بل على العكس، يمكن رصد مبالغ إضافية في حال استدعى الأمر".

عقوبات جديدة

وانتقدت المصادر المحاولات المتعاقبة لبعض وزراء الدفاع وهم معروفون بقربهم من "حزب الله"، التشويش على الاتفاقيات المبرمة بين الجيشين اللبناني والأميركي، عبر محاولات إبرام اتفاقيات بديلة مع الصينيين أو الروس أو الإيرانيين، وكلهم لن يقدموا نصف ما تقدمه الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بعد قرار الكونغرس الأميركي رفع الحظر عن تزويد الجيش اللبناني بأسلحة فتاكة واستراتيجية، وهو قرار تسبّب حينها بغضب إسرائيلي من الإدارة الأميركية. وشدّدت المصادر على التواصل الدائم والمستمر بين الجيشين اللبناني والأميركي، في حين أن الثقة السياسية بالحكومة ووزارة الدفاع اللبنانية قد لا تكون في أفضل أحوالها، انطلاقاً من تأثيرات "حزب الله" في القرارات السياسية في الحكومة، مؤكدةً "ألاّ علاقة بين العقوبات التي تصدرها الخزانة الأميركية على حزب الله وداعميه، وأنها منفصلة تماماً عن موضوع المساعدات المقدمة للجيش اللبناني". وتابعت "هناك معلومات عن رزمة جديدة من العقوبات تطال حلفاء حزب الله ومنهم وزراء، كانت ستصدر الأسبوع الماضي وقد أُجّلت لعدم الربط بينها وبين الأحداث التي يشهدها لبنان".

لن يسقط الجيش

ورداً على حديث الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الذي قال فيه "قد يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه الرواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن الحزب سيظل قادراً على أن يدفع رواتب عناصره"، اعتبرت المصادر أن "انهيار الجيش هو حلم من أحلام حزب الله، وأن الجيش اللبناني خط أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأيضاً إلى المجتمع الدولي، الذي لن يسمح بهذا الأمر".

إيران ترضخ

في سياق آخر، أشارت مصادر غربية إلى أن "سقوط الحكومة اللبنانية على وقع تظاهرات الشارع فتح الباب واسعاً على سقوط الحكومة العراقية، التي تواجه أيضاً احتجاجات غير مسبوقة، ما استدعى إرسال إيران رسائل إلى الولايات المتحدة عبر قنوات دبلوماسية، للتفاوض حول ترتيبات الشرق الأوسط"، مشددةً على أن "إيران لا تحتمل سقوط حكومتيها في لبنان والعراق، ما قد ينعكس على وضعها الداخلي الذي قد يعطي دفعاً للمعارضة الإيرانية". ورأت المصادر أن الولايات المتحدة قد تقبل التفاوض مع الإيرانيين، وهذا أمر أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكثر من مرة، معتبرةً أنه "في هذه الحالة، تكون إيران هي من تفاوض تحت الضغط وليس الولايات المتحدة، كونها تلمس جدياً إمكانية خسارة الكثير من مكتسباتها التي حققتها في عدد من الدول العربية، لا سيما في لبنان والعراق". وأوضحت أن "المجتمع الدولي يشجع على تأليف حكومة حيادية تضم اختصاصيين اقتصاديين للعمل مع المجتمع الدولي والهيئات المانحة، لإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي الذي وصل إلى الخطوط الحمراء"، لافتةً إلى أن "إعادة تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة أمر مقبول دولياً، شرط عدم العودة إلى التوازنات السابقة التي كانت السبب الأول للانهيار الاقتصادي".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/11/2019

وطنية/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

امتلأت هذا المساء ساحات الشهداء ورياض الصلح والنور في طرابلس وإيليا في صيدا، بأعداد كبيرة جدا من الناس الذين جددوا شعار "كلن يعني كلن". وكانت تظاهرة بعبدا ل"التيار الوطني الحر"، قد سجلت شعارا لرئيس الجمهورية "بحبكن كلكن يعني كلكن". وبين هذه وتلك، السؤال هو من يتظاهر ضد من، بعد استقالة الحكومة والتحضير لاستشارات نيابية للتكليف ثم التشكيل الحكومي؟.

وينتظر أن تعلن في القصر الجمهوري مواعيد الإستشارات النيابية. في وقت تتواصل الإتصالات السياسية بعيدا عن الإعلام للتوافق على الحكومة الجديدة.

وفي الساحات، أطلقت دعوات إلى الإضراب العام والتظاهر غدا في كل لبنان، وهنا يسأل أهالي التلامذة عن مصير الدراسة غدا، وينتظرون جوابا من وزير التربية. فيما تدرس جمعية المصارف الموقف ما إذا كانت الدعوات الى الإضراب العام جدية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى تحركين انقسم الشارع اللبناني اليوم، في ما يشبه المبارزة ذات الدلالات السياسية الواضحة. التحرك الأول قاده "التيار الوطني الحر"، على شكل تظاهرة حاشدة على طريق القصر الجمهوري في "يوم الوفا والدعم للرئيس ميشال عون".

رئيس الجمهورية قال للمتظاهرين: الساحات كثيرة ولا ينبغي أن يجعلها أحد ساحة ضد ساحة، وتظاهرة نقيضة لأخرى. وأضاف: "بحبكن كلكن يعني كلكن".

أما الوزير جبران باسيل فاعتبر أن شعار "كلكن يعني كلكن"، يجب أن يكون للمساءلة وليس للظلم. وأضاف ألا أحد يقدر على الغائنا، وأن أهل الخيانة قلائل في صفوفنا، وفي الأزمات الكبيرة يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه، والخيانة التي لا نستطيع فهمها وليس لها مبرر.

وإذا كان الحراك قد حط في بعبدا في النصف الأول من النهار، فإن النصف الثاني شهد تجمعات للمحتجين في العديد من الساحات ولا سيما في وسط بيروت، تحت عناوين مثل: أحد الضغط، وأحد الوحدة، وعدنا.

أما الهدف المباشر من هذا التحرك، فهو الضغط باتجاه تشكيل حكومة انتقالية تمهد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وسط دعوات لإقفال الطرقات والإضراب العام غدا.

التحركان الميدانيان في بعبدا وبيروت، يأتيان على إيقاع غياب أي مؤشر إلى المرحلة التالية من الاستحقاق الحكومي، بانتظار نتائج الاتصالات التي يجريها رئيس الجمهورية لحل بعض العقد، حتى يأتي التكليف طبيعيا مما يسهل لاحقا عملية التأليف، بحسب ما كانت قد أفادت الرئاسة الأولى في بيان رسمي.

هذا التمهل لم يرق للزعيم "الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي غمز من قناة من يسقط الدستور تحت شعار "التأليف ثم التكليف" من أجل مصالح الاستبداد لشخص وتيار سياسي عبثي، على حد وصفه. وتعليقا على خطابات بعبدا، رأى جنبلاط أن الأمور عادت إلى المربع الأول من كلام شعبوي فارغ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

باق باق باق، هتفت الحشود الضخمة من على الطرق المؤدية إلى قصر بعبدا في يوم الوفاء للرئيس ميشال عون، فرد العماد التحية وفي العين عبرة " كلكن يعني كلكن أنا بحبكن".

"كلكن" يعني كل اللبنانيين الصادقين الذين نزلوا إلى الشوارع بصرخة وجع في وجه فاسدين.

"الساحات كثيرة، وما حدا ياخذها ساحة ضد ساحة، وبدعي الكل للاتحاد لاقتلاع فساد عمرو عشرات السنين"، خاطب الرئيس عون اللبنانيين.

أما الوزير جبران باسيل فخاطب الحضور بالقول: "الثورة هي انتفاضة على الظلم، ولكن الثورة لا تظلم وإلا سوف تنتهي".

لم تسجل جوقة من الشتامين والسبابين في صفوف المسيرات السيارة من مختلف المناطق إلى بعبدا. فلسان حال الوافدين: نحن امتداد للأصوات المخلصة في ساحتي رياض الصلح والشهداء وفي كل الساحات، فكلنا يريد استرداد الأموال المنهوبة ومحاسبة المفسدين بعيدا عن أجندات خارجية وحسابات قطاع الطرق الداخلية.

وللذين يريدون قطع الطريق على محاسبة المفسدين بزعم عدم تشكيل حكومة جديدة، يقول رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: "المحاسبة يجب أن تبدأ الساعة لأنها ليست مرتبطة بأي أمر آخر، وعلى القضاء أن يتحمل مسؤوليته لا سيما أن لديه ملفات وأسماء، وبعض القضاة يعلمون تماما من هم المسؤولون عن الفساد".

في الجمهورية الاسلامية الايرانية يؤكد الامام الخامنئي على قطع كل الطرق أمام رأس الافساد العالمي للدخول إلى الساحة الداخلية. فالتفاوض مع واشنطن لا يؤدي إلى أي نتيجة، فلا حدود لمطالب الأميركيين، فهم قد يبدأون من تطوير منظومتنا الدفاعية والصواريخ وينتهون بطرح قضية الحجاب الإسلامي. الامام الخامنئي علق على رأي الرئيس الفرنسي بأن لقاء واحدا مع دونالد ترامب سيحل كل مشاكل إيران، بالقول "إما أن يكون بسيطا للغاية أو أنه حليف للأميركيين".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"كلن يعني كلن"، أي الفاسد زائد الإصلاحي في سلة واحدة، والنتيجة الطبيعية، إفلات المرتكب من العقاب بفعل التعميم. تلك هي المعادلة التي حاول البعض إرساءها منذ السابع عشر من تشرين الأول الفائت.

الحالة العونية التي تحارب الفساد تاريخيا، زائد الحراك الشعبي العفوي والصادق، ناقص القوى الفاسدة التي ركبت الموجة، والوجوه المستغلة المعروفة، في سلة واحدة، والنتيجة الطبيعية إصلاح ممكن، بالأفعال كما الأقوال... تلك هي المعادلة التي أرستها تظاهرة بعبدا اليوم.

أما اعتبارا من الغد، فعوض العودة إلى قطع الطرق على الناس، فليبدأ جديا قطع الطرق على الفاسدين، ولتشكل حكومة تتجاوز المسببات التي حالت سابقا دون الإصلاح، وليقر مجلس النواب القوانين الأربعة التي تشكل العمود الفقري لمحاربة الفساد، أي رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة واسترداد الأموال المنهوبة وإنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المرتكبة على المال العام. وليتحول شعار "سرية محاسبة استرداد" صرخة وطنية جامعة، تماما كما أصبحت ثلاثية "حرية سيادة استقلال" بعد عام 2005.

تظاهرة بعبدا اليوم أتت لتكمل لا لتنقض. فإصلاحيو لبنان مدعوون إلى توحيد الجهود، والرئيس ميشال عون معهم ويحبهم "كلن يعني كلن"، كما عبر بعاطفته الأبوية المعهودة اليوم.

أما النوايا المبيتة والأهداف الخبيثة التي عادت لتطل برأسها مباشرة بعد تظاهرة بعبدا، ففاشلة حتما ومجددا، فهي أولا باتت مكشوفة أمام الناس، وهي ثانيا لم تعد في مواجهة مع مجرد شخص أو حزب أو تيار، بل مع شعب كامل، وإلغاء شعب غاية تحقيقها يبقى دوما في حكم المستحيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه بلد الساحات. الرئيس ميشال عون دعا في كلمته أمام متظاهري قصر بعبدا إلى اتحاد الساحات. في المقابل الحراك المدني دعا إلى التظاهر تحت عنوان "أحد الوحدة". مع ذلك فإن الساحات المختلفة لم تتوحد. فساحة الحكم ظلت بعيدة عن ساحات المعارضة ولم تلتق معها.

على طريق بعبدا تظاهرة حاشدة ل"التيارالوطني الحر" دعما لرئيس الجمهورية ولخطته الاصلاحية. في المقابل ساحات المعارضة غصت في بيروت وطرابلس وصيدا والنبطية، للضغط في سبيل الإسراع بإجراء الاستشارات النيابية.

ولكن، وبعكس ما كان متوقعا، فإن لا شيء ينبىء أن رئيس الجمهورية سيدعو حكما في بدء الأسبوع الطالع لإجراء الاستشارات الملزمة. ووفق المعلومات فإن السبب يكمن في إصرار الحكم على البحث في خريطة طريق التأليف قبل إصدار مرسوم التكليف. فالحكم يخشى من أن يكون التكليف مقدمة لمرحلة طويلة من الفراغ المتعمد. وهذا يعني أن الثقة لا تزال مفقودة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل، ما يطرح أكثر من احتمال بالنسبة إلى إسم رئيس الحكومة المقبل.

ومن هذا المنطلق بالذات يمكن فهم أحد أبعاد التظاهرة التي نظمها "التيار" على طريق بعبدا اليوم. في الظاهر يبدو حراك "التيار" وكأنه رد على التظاهرات الشعبية التي شهدها لبنان منذ بدء الانتفاضة في 17 تشرين الأول الفائت. لكنها في العمق تحمل بعدا آخر يتعلق بما حصل بعد استقالة الرئيس الحريري. إذ تحرك الشارع المؤيد له مطالبا بعودته، فيما استمرت المطالبة باستقالة الوزير جبران باسيل.

ومن خلال تظاهرة اليوم بعث الوزير جبران باسيل برسالة إلى الحريري فحواها أن الشروط التي يضعها لترؤس الحكومة مرفوضة. وبالتالي فإنه لا يمكن أن يقصى هو عن الحكومة المقبلة فيما يبقى الحريري رئيسا لها.

بعد كل هذا المشهد يتأكد أن ولادة الحكومة المقبلة ستكون صعبة إن لم نقل قيصرية، ذاك أنها أصبحت مرتبطة بصراعين متلازمين: الأول صراع أهل السلطة مع الحراك المدني، والثاني صراع أهل السلطة بين بعضهم بعضا. ففي ظل هذين الصراعين هل يمكن الحديث بعد عن ولادة قريبة للحكومة؟.

توازيا، الوضع على الأرض يتجه نحو التصعيد. فالحشود ازدادت في الساحات، والمحاولات لقطع طريق الشفروليه عادت من جديد، وسجلت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات كثيرة لقطع طرق معينة. فهل نحن أمام اختبار جديد من اختبارات القوة في الشارع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم ينته يوم الحشود، حتى ولو نزل إلى الساحات أهل "الوفا" وأهل "أحد الوحدة"، وكل مشهدية النهار تتغير من دقيقة إلى أخرى مع رفع الحراك الشعبي سقف التحدي والمطالب واعلانه الاضراب العام واغلاق الطرقات غدا، تحت شعار "سكر حتى ما تسكر بوجهك، وقفل حتى ما يقفل البلد"، تزامنا مع معلومات تشير إلى أن قطع الطرقات سيبدأ اعتبارا من الليلة.

مشهد النهار كان بدأ بتوافد أهل "الوفا" من مختلف المناطق، ليملاْوا الساحات المؤدية إلى القصر الجمهوري، حاملين معهم ليس فقط ثقتهم برئيس الجمهورية، وأملهم بغد أفضل، إنما أياما طويلة من الاحتقان الذي سببه السباب الذي طال العهد ورئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل.

أهل "أحد الوحدة"، ملأوا بدورهم أكثر من ساحة من الشمال إلى الجنوب إلى قلب بيروت، تمكسوا بثورتهم، ووضعوا لها أجندة مطالب محددة مطلوب من السلطة تنفيذها، وإلا لا خروج من الشارع.

بين أهل "الوفا" وأهل "أحد الوحدة" ساحتان وصرخة واحدة، ولكي تنتصر الثورة، وجب حماية كل الحركة الشعبية، والاستفادة من ضغط الشارع لتحقيق انجازات تترجم فعليا "ومش بالحكي "، فيقضى على الفساد ويعاد تشكيل السلطة، وتستعاد الثقة بين اللبنانيين ودولتهم، كما قال اليوم رئيس الجمهورية في كلمته، علما أن الثقة معدومة بين الاثنين، وتكاد تكون مفقودة بين أهل السلطة أنفسهم، هم من يفترض بهم وضع الحلول وترجمتها.

هذه الليلة، أصبحنا أمام صورة سوريالية، فالمشهد كالتالي: مواطنون لا يثقون بسلطتهم ويريدون رحيلها. وهؤلاء المواطنون يريدون أن تجد هذه السلطة الحلول. وسلطة ضاعت الثقة بين مسؤوليها، فانقطع التواصل بينهم حتى فقدت الحلول.

إنها الحقيقة الموجعة، والموضوع لم يعد موضوع استشارات وتكليف وتأليف، إنما موضوع وطن بحاجة لاستعادة ثقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تظاهر "التيار" فكان عونا لساحات الثورة، وبرتقالي ما قبل الظهر الذي انتشر في بعبدا لنصرة بعبدا، أعطى دفعا لتدفق الناس بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح موصولا بطرابلس وصيدا وصور وكفررمان. ومع ساعات المساء كانت باحات التظاهر تشهد على نبض يساوي ثمانية عشر يوم ثورة، ولا يكتفي باستقالة الحكومة، ويطالب بحكم يشبه الناس ويبدأ بأولى خطوات المحاسبة.

ومن منصات التظاهر، أعلن عن يوم إضراب الاثنين وإقفال الطرقات، بعد التماس خفة سلطوية تتعامل مع حال البلد كما لو أن شيئا لم يقع. والإضراب العام يوازيه تراخ رسمي مرفق بنكد سياسي على كل الجبهات، وأبرزها جبهة بعبدا- "بيت الوسط" حيث أهملت الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتاريخه، وقالت مصادر معنية بالتشاور إن الدعوة إذا تمت غدا فإنها ستصطدم بجلسة مجلس النواب الثلاثاء.

لكن الاستشارات أرادتها بعبدا شعبية اليوم. حيث اختبر "التيار" مدى أمواجه البشرية، فحشد في مسيرة دعم الرئيس، وسجل حضورا لا جدال فيه، لكن الجدل يكمن في خروج شارع في مقابل شارع، وهو ما عز على النفس الرئاسية فكانت إشارة من رئيس الجمهورية إلى "كثرة" الساحات، حيث لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى وتظاهرة ضد أخرى. ودعا عون الجميع إلى الاتحاد قائلا: إن الفساد "ما بيروح بسهولة لأنو مشلش بالأرض من عشرات السنين".

أخرج ميشال عون تظاهرة "التيار" من لونها الواحد، وخاطب الجمهور بقوله: من خلالكم أرى شعب لبنان كله. وفي لحظة كانت أشبه بالوجدانية قال عون من وحي شعار الأسبوعين معدلا: "بحبكن كلكن يعني كلكن". وجدانية عون لم تواز كشف حساب جبران باسيل. رئيس "التيار القوي" الذي تحدث بمظلومية وخاطب "التيار" بالقول: "يا شباب لا إنتو بتقبلوا ولا نحنا منقبل تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم". ومن دون تسميات انتقد باسيل شركاء الحكم والوزارة.

وكانت "القوات اللبنانية" الأقرب إلى "اللطشات" العابرة لدور معراب، لاسيما عندما اعتز باسيل بأن "فخرنا إنو ما تآمرنا مع دولة خارجية على ولاد بلدنا، ولا تآمرنا مع ولاد بلدنا على دولة خارجية". وإذ دعا باسيل إلى عدم قطع الطريق على أنفسنا بمطالب سياسية يعجز تحقيقها اليوم، فإنه تحدث عن مشاريع عدة للمستقبل ومن شأنها تنظيف سياستنا والمساعدة على الخروج من الانهيار ونصبح على مشارف الدولة المدنية.

لكن لا باسيل ولا رئيس الجمهورية قدما آلية لهذه الدولة أو لاقرار المشاريع النائمة، فقصر بعبدا يتريث بالدعوة حتى إلى الاستشارات النيابية الملزمة، ولم يلتقط فرصة انعقاد مجلس النواب الثلاثاء المخصصة لانتخاب اللجان والمقررين وتحويلها إلى جلسة عامة طارئة تقرر عددا من المشاريع الحالمة، فعلى جدول أعمال الهيئة العامة انتخاب اميني سر وثلاثة مفوضين، وأعضاء اللجان.. أي شعب يتعطش للجان وأمناء السر في وقت عصيب؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي: الثورة المضادة مصيرها الفشل وسيرحل من أتت به البندقية الإيرانية

بيروت ـ”السياسة” /03 تشرين الثاني/2019

 رداً على ما قاله النائب جبران باسيل، أمام مناصريه في قصر بعبدا، قال الوزير السّابق أشرف ريفي: “يحاولون إحياء نموذج الولاء الشخصي لكن فاتهم أن اللبنانيين انتفضوا لكي يكونوا مواطنين متساوين ينادون بالكرامة والحرية وببناء الدولة”. وأضاف: “يحاربون الغد بسلاح الماضي وهذه العبثية بعينها”. واذ وجّه ريفي، تحية “لانتفاضة 17 تشرين وأبطالها الشجعان”، اعتبر، أنّ “الثورة المضادة مصيرها الفشل”. وفي تغريدة لاحقة اكد ريفي ان “من لم يكافح الفساد في أيامه الذهبية لن يستطيع أن يكافحه في أيامه الرمادية وطبعاً لن يستطيع في أيامه السوداء”. وتابع: “في كل الأحوال الفاسد لا يكافح الفساد”، وقال “كفى استعراضات جوفاء”. واشار ريفي ان “من أتت به البندقية الإيرانية يرحل مع الاندحار الإيراني”. وختم: “لن يرى لبنان الخير إلا على أيدي السياديين النزهاء الشرفاء الأحرار”. وأشار النائب السابق مصطفى علوش، عبر “تويتر” الى أن “بعد سماع كلام المتظاهرين في بعبدا ومن بعدها كلام ولي العهد جبران باسيل فان الانطباع الوحيد الذي بقي عندي هو: ان تكون في هذا التيار مرادف لقولك فالج لا تعالج وان اسم جبران باسيل مرادف للشعبية والتضليل”. واضاف: “حمى الله لبنان من الشرير”.

 

عهدكم يا فخامة الرئيس... خرج عن الاصول

مارون مارون/الكلمة أولاين/03 تشرين الثاني/2019

فهمنا أن يتحول قصر الرئاسة الى ساحة لفئة تمثّل الاقلية من اللبنانيين، وليس امام غالبية اللبنانيين، وفهمنا أن يُطل الرئيس على المتظاهرين بعد ساعة من وجودهم في باحة القصر ليلقي خطاباً، وليس بعد انقضاء ٨ ايام كما تعامل مع أبناء الثورة...

الى هنا، المشهد على الرغم من صعوبته يبقى مفهوماً، إلا أنه ما ليس مفهوماً وليس مبرراً، هو بأية صفة يخطب وزير أسقطه الشعب في الشارع من على منبر القصر الجمهوري متطاولا ومتحدياً إرادة الغالبية العظمى من اللبنانيين...

عهدكم يا فخامة الرئيس، خرج عن الاصول والادبيات المتعارف عليها، كي لا نقول أنه بات مهزلةً، وقد غاب عن بالكم اننا في الجمهورية اللبنانية وفي دولة لبنان الكبير وعشية مئة عام على تأسيسها، ولسنا في حضرة مملكة وملك وولي عهد... والسلام.

 

هذا ما قاله نجل شقيق الرئيس عون عن باسيل والحريري..

موقع اللبنانية/03 تشرين الثاني/2019

كتب نجل شقيق الرئيس ميشال عون جوزيف عون عبر حسابه على فيسبوك قائلا "أليس لهذا الشعب اللبناني حقوق طبيعية كتلك التي لدول العالم ؟ أم أنه مكتوب عليه ان يحكمه ساسة لم يفقهوا بعد أنّ رهاناتهم كلّفت الوطن والعهد ما لا يمكن أن يحتمله شعب . ساسة يعتبرون أن بقاء لبنان هو رهن ببقائهم غير آبهين بكل ما أوقعوا به الوطن من مزالق طوال تعاطيهم في الشأن العام ؟!

"لقد حاولت ان اقنع الناس بصوابية رأيي عن طريق الاستفزاز ، لكن يبدو ان ذلك لم ينجح. لهذا السبب قررت الدخول في السياسة"...

المشهد في لبنان مقلوب...

فشلوا في السياسة فقرروا استغلال عواطف الناس!!!

سعد الحريري و جبران باسيل وجهان لعملة واحدة....

الاول اراد من خلال الاستقالة كسب عطف الشارع لاستعماله لاحقاً كورقة ضغط لتكليفه مجددا مهام تشكيل الحكومة.

اما الثاني استفاد من تلقف الناس بايجابية لكلمة الرئيس عون الثانية فحاول التلطي وراء طيف الرئيس مرة جديدة لانتشال نفسه من القعر الذي اوصل التيار الوطني الحر اليه فدعا الى مظاهرة تأييد للرئيس ظاهرها بريء اما باطنها استثمار رخيص عله بذلك يستطيع استثمار اللحظة لصالح اعادة توزيره من جديد.

فهل سأل هؤلاء الناس أنفسهم من استجلب للبنان وللعهد ما وصل إليه اليوم؟!"

 

تظاهرة بيروت: من حمل غير العلم اللبناني ليس منّا

وليد حسين/المدن/04 تشرين الثاني/2019

في رد واضح وصارخ على التظاهرة الحزبية والفئوية للتيار الوطني الحر، بشقه الباسيلي، احتشد عشرات آلاف المواطنين في ساحتي رياض الصلح والشهداء، أتوا من معظم المناطق اللبنانية، بالرغم من تنفيذ تظاهرات في المحافظات بالتزامن مع تظاهرة بيروت المركزية.

العائلات والمجموعات

وعلى عكس التظاهرات الحاشدة التي شهدتها الساحتين سابقا، انحسر تجمهر المتظاهرين في مجموعات منظمة في ساحة الشهداء لصالح حضور الأفراد والعائلات. بينما بقيت ساحة رياض الصلح والمنطقة الممتدة إلى اللعازارية متسمة بحضور المجموعات بشعاراتها وهتافاتها والتي تفاوتت بين ابتداع أغنيات تحاكي نبض الشارع إلى هتاف إسقاط النظام وحكم المصرف والدولار. أعاد حضور الأفراد، مواطنون ومواطنات يرفعون العلم اللبنانية والمجموعات التي لم تغادر الساحات طوال الفترة السابقة، التذكير بالتظاهرة الحاشدة يوم الأحد في 20 تشرين الأول، أي قبل إلقاء أمين عام حزب الله حسن نصرالله الحرم الشرعي على جمهوره في التظاهر إلى جانب اللبنانيين في الساحات، ودعوته للانسحاب من الشارع متهما السفارات بالوقف خلف انتفاضة اللبنانيين.

الإصبع الوسطى

إلى ذلك، شهدت ساحة رياض الصلح عودة مكبرات الصوت للمجموعات، رغم أن المشهد العام للتظاهرة بدا أقرب إلى التعبير الفردي عن الغضب اللبناني الجامع في كل الساحات. وفي رد مباشر على ما شهدته الساحتين من اعتداءات ومحاولات جرّ اللبنانيين إلى الاقتتال الأهلي، تمثل في هجوم جحافل حركة أمل وحزب الله على المتظاهرين على جسر الرينغ، عند مدخل الأشرفية.. ابتكر بعض المتظاهرين منصة عبارة عن ثلاثة مشانق، توالى ثلاثة أشخاص على تنفيذها. واحدة للحرب الأهلية وأخرى للطائفية وأخرى أيضاً للسلطة الحالية. إذ كتب أحد الأشخاص الذين نفذوا هذا المشهد الرمزي: "عندما أموت تبرعوا بجميع اعضائي للفقراء لكن إصبعي الوسطى للسلطة". أعادت هذه التظاهرة إلى الشارع نبضه، وصوته الصادح "كلن يعني كلن". وتوالت الدعوات عبر المنصات إلى إعلان الإضراب العام يوم الاثنين، وسط وعود بقطع جميع الطرق لشل حركة البلد، خصوصاً أن المتظاهرين رأوا أن القوى السياسية ما زالت تماطل في تأليف حكومة جديدة تحاكي تطلعات اللبنانيين.

الرد على باسيل

بات تعداد المتظاهرين تفصيلا في صراع الشعب اللبناني المنتفض مع السلطة السياسية. فرغم سقوط الحكومة في الشارع ما زالت القوى السياسية تتصرف كأن شيئاً لم يحصل في الأسبوعين الفائتين. حتى أن الوزير المقال جبران باسيل عاد وكرر معزوفة المضي بالورقة الإصلاحية التي أسقطها الشارع، في خطابه إلى الجمهور العوني في بعبدا. وسعى جاهداً إلى إقناع المتسمرين أمامه بأن ما يطالب به المتظاهرون في الشوارع يصب في مسيرة "الإصلاح والتغيير"، لكن الرد أتاه من المنصة الوحيدة في ساحة الشهداء: "من حمل غير العلم اللبناني لا يمكنه أن يوهمنا بأنه يحمل مطالبنا.. كلن يعني كلن".

 

تظاهرة بعبدا المدعومة من حزب الله تزيد من تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية

العرب/04 تشرين الثاني/2019

مساع لخلق توازن مع الحراك اللبناني بأقلية مستهلكة

بيروت – اختصرت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى هدف التظاهرة التي حصلت الأحد على طريق قصر بعبدا الرئاسي بالرغبة في إيجاد توازن لمصلحة رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل وحزب الله لدى تشكيل حكومة لبنانية تخلف الحكومة المستقيلة برئاسة سعد الحريري.

وقدرت أوساط محايدة عدد الذين شاركوا في تظاهرة “التيّار الوطني الحر” الذي يرأسه باسيل بما بين عشرين وثلاثين ألف شخص كان بينهم عدد كبير من السوريين من مؤيدي النظام ومناصرين لحزب الله.

وظهرت في الطريق إلى بعبدا سيارات تحمل لوحات سورية ترفع علم “التيّار الوطني الحر”. كذلك كان هناك عدد لا بأس به من المحجبات من أنصار حزب الله في التظاهرة.

وأوضحت المصادر السياسية أنّ حزب الله قرر دعم جبران باسيل في مرحلة تزداد المطالب من أجل تشكيل حكومة جديدة من دونه. وكان ملفتا في كلمة ألقاها رئيس “التيّار الوطني الحر” في المتظاهرين تأكيده التحالف مع حزب الله من دون تسميته قائلا إن “التيار” لا يستطيع تجاهل “ثلث اللبنانيين” معتبرا أن جميع الشيعة هم عمليا من المنتمين إلى “حزب الله”.

وكانت مفاجأة تظاهرة بعبدا ظهور رئيس الجمهورية الذي ألقى كلمة قصيرة شدّد فيها على دوره كأب لجميع اللبنانيين، بما في ذلك أولئك الذين تظاهروا في كلّ أنحاء البلد ضدّ عهده. وقال موجها كلامه إلى هؤلاء “أحبكم كلّكم”. وتوقعت المصادر السياسية أن تزداد الأمور تعقيدا في لبنان، خصوصا أنّ رئيس الجمهورية لن يقبل شروط الحريري في حال أدت الاستشارات النيابية الملزمة التي يمكن أن تبدأ غدا الثلاثاء إلى إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة. ومعروف أن من بين شروط الحريري أن يكون أعضاء حكومته من الاختصاصيين الذين يشرفون على تنفيذ إصلاحات معيّنة بهدف إقناع المجتمع الدولي ودول الخليج العربي بتوفير مساعدات للبنان. فضلا عن ذلك، يطالب الحريري باتباع سياسة “النأي بالنفس” بعيدا عن أي انحياز لمحور “الممانعة” الذي تتزعمّه إيران في المنطقة. ورأت المصادر نفسها أنّ نزول المواطنين إلى الشارع بعد ظهر الأحد، بعد ساعات من تظاهرة “التيار الوطني الحر” يشير إلى رغبة واضحة في تحدي حزب الله على الأرض. ويأتي ذلك في وقت بدا من خلال اتصالات مع قادة الحراك الشعبي المستمر منذ ما يزيد على أسبوعين أن كلام جبران باسيل استفز سياسيين ومواطنين. وكان بين هؤلاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي علّق في تغريدة له على ما قاله جبران باسيل بالآتي “عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاما مضت”. وعادت الحياة في لبنان إلى طبيعتها بعض الشيء الأسبوع الماضي حيث أعيد فتح بعض الطرق وفتحت البنوك أبوابها أمام الجمهور يوم الجمعة بعد إغلاقها لمدة أسبوعين وإن كانت لا تزال هناك أنباء عن قيود على سحب العملات الأجنبية والتحويلات إلى الخارج.

وقال سليم صفير رئيس جمعية مصارف لبنان السبت إن البنوك اللبنانية لم تشهد “أي تحركات غير عادية” للأموال يومي الجمعة والسبت. وخشي محللون ومصرفيون من أن عملاء البنوك سيسارعون بسحب ودائعهم.

وقال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إن إعادة فتح البنوك “لم تسبب أي مشاكل في أي بنك” وإنه “لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال”.

 

هذا ما سيصيبكم اذا خسرت الثورة

الكلمة أولاين/03 تشرين الثاني/2019

يتم التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو لاحد الذين شاركوا في انتفاضة 17 تشرين الأول يتعرض للضرب من مناصري الرئيس نبيه بري يطلبون منه الاعتذار من المسؤول الامني في حركة امل احمد البعلبكي. من جهتها، أصدرت حركة امل بيانا نفت فيه اي علاقة لها او لأي من عناصرها بما يتم التداول به على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام من فيديوهات مصورة لمواطنين تعرضوا للخطف والتعذيب تحت حجة الاساءة للرموز السياسية والدينية. ان حركة امل بقدر ما تدين الاساءة للرموز والقيادات على مختلف مستوياتها هي ايضا تدين مثل هذه الممارسات الشاذة التي لا تنسجم مع القيم الرسالية التي تؤمن بها الحركة ومجاهدوها وفي مقدمها حرية التعبير عن الرأي والانفتاح على الآخر. ان الحركة تدعو السلطات القضائية الى التحرك العاجل لملاحقة المرتكبين والمفبركين لمثل هذه الافعال المدانة، كما تدعو كافة وسائل الإعلام المحلية منها والعربية الى توخي الدقة قبل نشر مثل هكذا أخبار

 

هل ستفتح المدارس غدا؟

الكلمة أولاين/03 تشرين الثاني/2019

صدر عن المكتب الاعلامي لوزير التربية اكرم شهيب البيان الاتي؛ نظرا لما تمر بها البلاد عامة ولبنان خاصة من سوء للاوضاع الاقتصادية وتسكير وقطع للطرقات تقرر اقفال جميع المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة يوم غد الاثنين ١١/٤ حرصا على سلامة الطلاب وامنهم.

 

المنار» تخسر مليون متابع بسبب إغلاق تويتر حسابها الرسمي

جنوبية/04 تشرين الثاني/2019

  تحت تصنيف التصانيفالرئيسية، وجهة نظر شارك عبر فيسبوكشارك عبر تويتر ضربة جديدة لوسائل إعلام حزب الله، استهدفت هذه المرة حساب قناة “المنار” الرسمي على موقع تويتر. والذي عمد لإغلاق الحساب دون إنذار مسبق ما أدى إلى خسارة القناة قرابة مليون متابع يتابعها على موقع تويتر الشهير بالتغريدات والأخبار العاجلة والقصيرة. إقرأ أيضاً: مذيع المنار يهدد أهالي بيروت: ستترحمون على 7 أيار 2008 في حين لم يصدر أي تعليق من قبل الحزب على إغلاق الحساب الرسمي للقناة، هاجم بعض الناشطين على تويتر فكرة حظر الحساب ما اعتبروه ازوادجية في المعايير مهاجمين إدارة تويتر في الشرق الأوسط الكائنة في دبي.

 

الأمين: تظاهرة التيار الحرّ محاولة فاشلة لشقّ الشارع

جنوبية/04 تشرين الثاني/2019

قال المحلل السياسي اللبناني، علي الأمين، حول دعوة  التيار الوطني الحر، الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون ويرأسه جبران باسيل، وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال، إلى التظاهر أمام القصر الجمهوري في “بعبدا”، “إن السلطة تحاول تحدِ الشارع، بالدعوة إلى مظاهرات مؤيدة له في محاولة لخلق حشد في مواجهة حشد الشارع”. وأكد “الأمين”: “أن هذا الأمر لن ينجح مع الاحتجاجات في الشارع، وإنما قد ينجح في لعبة السلطة فيما بينها وفي تصفية الحسابات القائمة بين أطراف السلطة”. وأوضح: “أن هناك أزمة كبيرة بين الشارع والسلطة وأزمة أكبر بين أطراف السلطة لانعدام الثقة فيما بينها، نظراً لأن أي تغيير سيحصل في السلطة على مستوى تشكيل الحكومة، يعني خروج البعض من المشهد أو إضعاف البعض أو تقوية البعض الآخر، وبالتالي فإن التحركات الحالية في المشهد تنطلق من مواجهات وتصفية الحسابات فيما بين أطراف السلطة أكثر من علاقته بالشارع”. وتابع: ” أن السلطة أمام مأزق كبير لأنها عاجزة عن تشكيل حكومة فعلية من خارجها، وفي حال أتت بحكومة مقنّعة بوجوه “تكنوقراط”، سيكشفها الشارع وسينفجر في وجه هذه السلطة لأنها على عكس المطالب الشعبية”. وفي سياق آخر، قال علي الأمين، إنه من المبكر الحديث عن امكانية أن يكون لدى الشارع خيار بتشكيل حكومة أو مجلس رئاسي في الوقت الراهن، في ظل مطالبات الشارع بتشكيل حكومة اختصاصية مستقلة من خارجة الطبقة السياسية، وهو مطلب ينطلق من عدم الثقة في قدرة السلطة الحالية على القيام بإصلاحات جديدة. وأكمل: “أن الشارع سيستمر في الضغط من أجل تحقيق مطالبه، وقد تبرز في مرحلة مستقبلية تحديات للبرنامج والخطاب السياسي لأن الجموع التي نزلت إلى الشارع تحركت بشكل عفوي وبدون أي توجيه سياسي”. وختم الأمين: “إن لبنان أمام مسار طويل لايمكن توقع نتائجه في ظل عملية تصفية الحسابات بين أطراف السلطة ومحاولة كل طرف التمسك بمكاسبه”.

 

«عهد» ينتهي قبل أوانه…

د. فادي شامية/جنوبية/04 تشرين الثاني/2019

تيارات ومذاهب ومناطق مختلفة تتظاهر بالعلم اللبناني الجامع، وتهتف للبلد… ورمز وحدة الدولة و”بي الكل” ينظم تظاهرة بعلم تياره الفئوي؛ لتهتف لشخصه. فريق العهد لم يتغير؛ يسأل المتظاهرين عن تمويل انتفاضتهم، ويبذخ في حشد المؤيدين- بعضهم غير لبناني- ويعلن “دفن الحراك في نهر بعبدا”، فيستفز الناس لتصبح بحورا مجمعة في الساحات والطرق. ماذا تختلف مشهدية بعبدا عن حشد الرؤساء المخلوعين أنصارهم قبل السقوط؟! قد “يصمد” عون لنهاية ولايته؛ بحماية مرجعيته الطائفية وتحالفاته السياسية وجماعته الحزبية، لكن الأكيد أن عهده قد انتهى.

 

بيان تضامن عربي مع إنتفاضة لبنان الشعبية…

جنوبية/04 تشرين الثاني/2019

دعما لانتفاضة لبنان الشعبية، أصدر عدد من الاعلاميين والناشطين والمثقفين العرب بيان جاء فيه: “نحن الموقّعين أدناه نؤكّد وقوفنا الحازم مع الشعب اللبناني وثورته ضد النظام الطائفي ـ الأمني الذي أفقر الشعب وانتهك كرامته ونهب الدولة ومواردها. ـ نشدّ على أيدي المتظاهرين والمعتصمين في الساحات والشوارع ونفخر بنضالهم السلمي المدني من أجل استعادة السلطة من أمراء الطوائف والحرب وإعادتها إلى الشعب ـ وهو الوحيد مصدر كلّ السلطات. ـ نستنكر بشدّة كل محاولة لكسر نضال الشعب اللبناني وثورته بالقوة والعنف كما فعلت قوى حزب الله وحركة أمل والموالون للرئيس عون في الأيام الأخيرة. ـ نرفض رفضًا قاطعا تخوين الشعب اللبناني وثورته ونُدين كل أركان السلطة في لبنان الذين يعمدون إلى التضليل والتشويه والتحريض والتهديد. ـ ندعو الهيئات الدولية المعنية ومنظمات حقوق الإنسان وأحرار العالم إلى مساندة الشعب اللبناني وثورته في مواجهة إمكانية أن تتعرّض للفتك ولهجومات مسلّحة بأيدي ميليشيات طائفية أو أجهزة أمنية. الكرامة للشعب اللبناني والتحية لثورته العادلة تشرين الأول 2019 (ملاحظة: تم نص البيان في اليوم الثامن للثورة وهو قراءة في نقطة زمنية محدّدة).

الموقّعون

 ياسر خنجر، حسن خاطر، ملحم أبو صالح، نهاد حلبي، نداء حاج يحيى، مجد الصفدي، فواز سواعد، سميح أيوب، عماد شمس، تفاحة سابا، وسام محمود، خير زين الدين، رباب جميل، فوزي أبو جبل، هاني عزام، فرحان السعدي، ماجد كيالي، قصي قادري، آمال قيس، علي طاطور، إياد سليمان، عبد المُحسن نعامنة، منير ديراوي، أديبة جبران، راحيل سالم، خالد جبارين، بشارة بشارة، يحيى حلو، صالح منصور، محمد مشارقة، مازن فراج، نزار زريق، سامر معلّم، مجدي عابد، محفوظ زاهر، أيمن حلبي، وائل طربيه، نزيه خير، علي حيدر، مسعود منصور، سهى شمس، فهد حلبي، برنارد طنوس، آدم حلبي، نضال وتد، رامي صايغ، ناديا أبو صالح، حسان شمس، أسامة ملحم، منصور النصاصرة، شادن أبو العسل، مرام مصاروة، مصطفى والي، سلمان نصر، سامية ناصر، نسرين بدر غضبان، أيمن أبو جبل، مهيب برغوثي، باسم كناعنة، فاضل علي، رائدة حاج نصار، أكاد الجبل، غسان يوسف، نزار كايد، سليمان عليّان، صالح شمس، ماجدة حلبي، ماجدة حلبي، سميح أيوب، إلماظة حلبي خاطر، سارة كيوف، إبراهيم غطاس، فاطمة قاسم، أحمد خلايلة، فدوى سروجي، نبيل أرملي، يزن فرحات، فوزي أبو صالح، بشير حلبي، ميساء القاضي، نسيبة أبو جبل، وسيم طربيه، لطيفة شهابي، خير زين الدين، أحمد مصاروة، تركية أبو صالح، غازي شحادة، سهينة فخر الدين، عالية رحال، سامي إدريس، صبري حكروش، صابر نصار، تغريد مشيعل، ثائر أبو راس، عطالله طنوس، وليد خوري، علي ناطور، خالد كبها، مجد الصفدي خير الدين محمود، رينيه متري، جهاد أبو صالح، لمى أبو عودة، وسام محمود، سورية مرجية، نسرين عليمي كبها، هالة جبران زكنون، إلياس هلون، جوزيف طنوس، رحيب حداد، ندى متى، وئام عماشة، مقبولة نصار، كميل مخول، سميح حجازي، محفوظ زاهر، وليد كركبي، تيسير زعبي، بسمة نصور، عزيز المصري، أبو معاذ الفر، عثمان حسين، وسيم أبو عرقوب، أحمد سمير، بشير زعبية، ميادة مشارقة، عزت رميني، أنور نمر، ردينة أبو صالح، رانية طربيه، عبدالله أمين الحلاق، بيان عماشة، نبيه حلبي، غسان محمود، محمد خلفوف، سعود المولى، محمود جدي حسن، سليمان أبو صالح، رشا حاروك، حبيب الراعي، رائد شمس، شدى صفدي، قاسم صباغ، إلماظة الجبة، مروان علي، ياسر صافي، مجد عبد الحميد، بشير حاطوم، هايل غانم، وسام شاهين، إلهام عرّاف، فوزي أبو صالح، نزيه أبو فياض، أيوب محارب، آمال قيس أبو صالح، باسيل أبو جبل، طلعت دحلان، اسحق سليم، طلعت أبو مسلم، حماد محمود، سعيد لحدو، مراد أبو رومي، مصطفى أبو هنود، محمد الحلو، محمد خير قاسم أبو الرز، حاتم علي، حيدر عوض الله، جمال الشروف، رائف زريق، يوسف شديد، يوسف إسماعيل مشارقة، نضال مارون، تيسير أبو الرز، محمد أبو شمالة، إلهام زقوت، إنعام زقوت، محمود السعدي، وائل منسي، الحكم النعيمي، حسن مفضلة، فرج بيرقدار، عيسى أبو مقدم، فوزي السهلي، عيسى الشعيبي، عادل مهنّا، زياد مصاروة، فريال محمود مرعي، فارس القيش، رايق رزق، سامية ناصر، ليلى نجار عموري، غادة زريق، سمير منيب قبلان، فهد حلبي، جوزيف طنوس، تيسير الجعبة، سالم خلة، محمد حجي درويش، حسن الدريدي، زاهر حميد، موسى برهومة، مروان العلان، محمد أبو حلاوة، فوزي أبو جبل، سليم قدور، صبحي ريان، مرزوق الحلبي، يوسف حنّا، رباح حلبي، محمد أبو ريا، إيمان زين الدين صالح، مجد الصفدي، شكرا للذين لبّوا النداء وشاركونا موقفنا الداعم للثورة ومطالبها. شارك هذا الموضوع:

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: ماكرون ساذج أو متواطئ ولن نقبل أي محادثات مع واشنطن

طهران: أي دولة تضع أرضها تحت تصرف أميركا للاعتداء علينا سنتصرف معها كعدو

طهران، عواصم – وكالات/03 تشرين الثاني/2019

هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه “إما ساذج أو متواطئ مع أميركا، عندما يردد أن محادثات بين واشنطن وطهران ستحل المشكلات”. وأكد خامنئي أن بلاده ستواصل رفضها إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، ووصف البلدين بأنهما عدوان لدودان، معتبرا أن “أحد سبل الحد من التدخل السياسي لأميركا هو رفض إجراء أي محادثات معها. وقال إن “هذا يعني أن إيران لن ترضخ لضغوط أميركا. من يعتقدون أن المفاوضات مع العدو ستحل مشكلاتنا مخطئون مئة في المئة”. وأضاف “لم تتغير الولايات المتحدة منذ عقود… تواصل ذات السلوك العدائي الشرير ونفس الديكتاتورية الدولية… دائما ما تضمر أمريكا العداء لايران”. من جانبه، هدد كبير متحدثي الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي، بأن بلاده ستستهدف المصالح الأميركية أينما كانت، إذا “ارتكبت الولايات المتحدة أي عدوان على إيران”. وقال شكارجي: “سنستهدف مصالح أميركا وحلفائها في أي نقطة وفي أي أرض كانت… حتى لو لم تشارك دولة ما في حرب محتملة، لكنها تضع أرضها تحت تصرف العدو، فإننا سنعتبر تلك الأرض أرض العدو وسنتصرف معها كما نتصرف مع العدو”. وأضاف: “تم التأكيد مرارا على أننا لم ولن نكون بادئين بأي حرب، ولكن لو ارتكب العدو أي خطأ ستراتيجي، فإننا سنرد على ذلك العدوان بأعنف وأقوى رد، بما يجعل العدو نادما على فعلته”. بدوره، أعلن رئيس منظمة الدفاع المدني غلام رضا جلالي، أن الولايات المتحدة شنت حرباً سيبرانية ضد منشآت إيران وبنيتها التحتية، قائلا إن “الولايات المتحدة أعلنت رسمياً الحرب الإلكترونية ضد طبقة البنية التحتية السيبرانية الإيرانية”.

من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية، أن الرئيس حسن روحاني أرسل النص الكامل لما يعرف بـ”مبادرة هرمز للسلام”، التي أطلقها والمتعلقة بتأمين الملاحة البحرية في المنطقة، إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي، إنه عقب طرح مبادرة هرمز للسلام من قبل الرئيس الإيراني خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قام روحاني بإرسال النص الكامل للمبادرة إلى قادة الدول المشار لها؛ “داعيا إياهم إلى تضافر الجهود الجماعية في سياق تنفيذها”. وزعم أن الخطوة “تدل على جدية بلاده، والأهمية التي توليها لدور الدول الإقليمية في تأمين وترسيخ الاستقرار داخل منطقة الخليج”، موضحا أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، من المنتظر أن يبعث قريبا رسالة بهذا الخصوص، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

 

قائد الاستيلاء على سفارة أميركا بطهران: نادم أشد الندم

طهران، عواصم – وكالات/03 تشرين الثاني/2019

بينما تستعد إيران للاحتفال اليوم بمرور 40 سنة على احتلال مجموعة من طلابها للسفارة الأميركية بطهران، واحتجاز 52 من الموظفين والديبلوماسيين بداخلها بدءاً من 4 نوفمبر 1979 وطوال 444 يوماً، أعلن من تزعم ذلك الاحتلال حين كان طالباً عمره 23 سنة في كلية الهندسة بجامعة طهران ندمه.

فقد ذكر إبراهيم أصغر زاده في مقابلة أجرتها معه وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية، أن صدى “أزمة الرهائن” في السفارة، لا يزال يتردد ويسبب مزيدا من احتدام التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. ونصح القيادي الطلابي سابقا، أيا كان بعدم السير على خطاه، وشكك في ما يزعمه أنصار “الحرس الثوري الإيراني” الذي كان حديث العهد ذلك الوقت، بأنهم أصدروا أمر الهجوم على السفارة، وأصر على أن الطلاب “هم من يتحملون اللوم بخروج ما حدث عن السيطرة” بعد يومين من احتلالهم لمقر السفارة. وشرح أن خطة الطلاب كانت بتنظيم اعتصام في البداية، لكن الوضع خرج عن سيطرتهم، وانتهى بالاستيلاء على السفارة، قائلا “نتحمل المسؤولية عن أول 48 ساعة من الاستيلاء على السفارة، وبعدها خرج الأمر من أيدينا منذ قيام المرشد الراحل آية الله الخميني والمؤسسة الدينية بدعمه”، مضيفا أن المجتمع “كان مستعدا لحدوث ذلك، تفجرت الأمور بسرعة كبيرة.. قطعنا السلاسل على بوابة السفارة، وتسلق بعضنا الجدران، واحتللنا مبنى السفارة بسرعة كبيرة” كما قال.

 

إيران ونظام الأسد يربطان ميناء الخميني باللاذقية

دمشق – د ب أ: /03 تشرين الثاني/2019

أفادت أنباء صحافية أمس، بأن الدراسات تتواصل لربط ميناء الخميني الإيراني بميناء اللاذقية السوري. ونقلت صحيفة “الوطن”السورية، المقربة من نظام الأسد، عن وزارة النقل، أن المناقشات تتواصل بشأن مشروع ربط ميناء الخميني، الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج العربي، مع ميناء اللاذقية على البحر المتوسط، إضافة لمشروع ربط مدينتي شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية بطول 32 كيلومتراً بتنفيذ وتمويل من إيران، وسيكتمل بربط شلمجة بميناء الخميني وربط البصرة بميناء اللاذقية. وذكرت وزارة النقل السورية، أن الخط الحديدي الواصل بين دير الزور – الطابية – البوكمال، بطول 142.8 كيلومتراً قيد الإنشاء وبمواصفات فنية عالمية حديثة من حيث السرعة والبنى التحتية. وأشارت إلى أن الخط “تعرض في غالبية أجزائه للتدمير والتخريب، ولذلك فهو يحتاج إلى إعادة تأهيل ما دمرته الحرب واستكمال تنفيذ الأعمال المتبقية اللازمة لوضعه في الاستثمار”.

 

أكراد سورية يستقبلون الدوريات التركية بالأحذية

دمشق – وكالات/03 تشرين الثاني/2019

ما إن بدأت القوات التركية، بتسيير دوريات مشتركة بمنطقة الدرباسية مع القوات الروسية شمال شرق سورية، في إطار اتفاق أدى إلى انسحاب المقاتلين الأكراد، حتى استقبلهم المدنيون الأكراد بالأحذية والحجارة، في إشارة واسعة منهم على رفض الغزو التركي لأراضيهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون أكراد موجة غضب شعبية كردية واسعة من الدوريات التركية التي تسير برفقة دوريات روسية في مناطق الدرباسية. وقال مراقبون إنه من المفترض أن تغطي الدوريات التركية – الروسية المشتركة قسمين، بعمق عشرة كيلومترات، وستستثني مدينة القامشلي، فيما يتطلب اتفاقان لوقف إطلاق النار، توسطت فيهما الولايات المتحدة وروسيا، انسحاب المقاتلين الأكراد لمسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية – التركية.

 

تركيا تشكر قطر على تمويلها غزو الشمال السوري وواشنطن تستعد لبناء ثلاث قواعد للتحالف وقواتها تتفقد حقول النفط

دمشق – وكالات/03 تشرين الثاني/2019

 كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أمس، أن الحكومة القطرية هي من مولت عملية غزو سورية وإقامة ما تسميه “المنطقة الآمنة”. وقال تشاويش أوغلو في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إنه أبلغ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد خلال لقائه في الدوحة “تحيات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وشكر قطر على تمويلها عملية نبع السلام”. ولم يذكر حجم الأموال التي ضختها قطر لدعم التوغل التركي في شمال سورية، التي سعى أردوغان إلى إقناع الحكومات الأميركية والأوروبية بالمشاركة في تمويلها ولم ينجح، والتي تواجه عقبات سياسية بسبب القيود التي فرضت على حركة القوات التركية وموافقة أنقرة على التنسيق مع القيادات العسكرية على الأرض لكل من روسيا وإيران والنظام السوري. وفي وقت سابق، التقى تشاويش أوغلو بنظيره القطري محمد آل ثاني، حيث بحثا في العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك بين الجانبين. من ناحية ثانية، أفادت مصادر سورية أمس، بأن تحضيرات أميركية تجري على قدم وساق في شمال وشرق سورية لبناء ثلاث قواعد عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها: إن “الهدف من القواعد هو الاحتفاظ بسيطرة على المجال الجوي للمنطقة، إضافة إلى السيطرة على المنشآت النفطية”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الوطن” السورية أمس، أن “القوات الأميركية بدأت إنشاء قاعدتين عسكريتين في الباغوز شرق دير الزور، قرب الحدود السورية – العراقية، في حين تقع القاعدة الثانية داخل اللواء 113 في منطقة الشهابات شمال دير الزور، وذلك عدا القاعدة التي بوشر بتأسيسها، وتتوسط حقول نفط صيجان والتنك وأزرق والملح لسرقة النفط السوري”. وتفقدت دورية من القوات الخاصة الأميركية أمس، حقول النفط في منطقة آليان والرميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية عند الحدود مع العراق. وجالت الدورية الأميركية مع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في عدد من حقول النفط بمنطقة آليان والرميلان وقرى آلاقوس، حيث كان برفقتهم أيضاً وزير البترول في الإدارة الذاتية. في غضون ذلك، غادرت 55 شاحنة عسكرية أميركية محملة بآليات عسكرية وتجهيزات الأراضي السورية إلى العراق، ليل أول من أمس. وقال مصدر عسكري في “قسد”، إن الرتل العسكري الأميركي الذي وصل في وقت سابق، إلى قاعدة “صرين”، جنوب مدينة عين العرب بريف حلب الشمال الشرقي، آتياً من محيط تل تمر، ويضم 17 مدرعة وعشرات الشاحنات، يعمل على إخلاء معدات القاعدة الأميركية بشكل نهائي، وليس تعزيز حضوره فيها، وتوقع الانتهاء من إخلاء القاعدة نهاية الأسبوع الجاري.

وفي طهران، أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس، أن “النفط السوري ملك للشعب والحكومة في سورية ولا يحق لأميركا السيطرة على حقول النفط السورية وسرقة نفطها”.

وقال: إن “الجيش الأميركي سعى سابقاً إلى السيطرة على النفط العراقي، لكن المرجعية الدينية الواعية في النجف والقادة العراقيين الشرفاء والشعب العراقي لم يسمحوا بذلك”. وأشار إلى أن “تصريحات ترامب تكشف عن الوجه الحقيقي واللاإنساني لهذا النظام، ولا يحتاج المسؤولون الأميركيون الآخرون إلى التعاطف مع الشعب الإيراني، من الأفضل أن يفكروا كيف يصمتوا ترامب الذي كشف عن طبيعتهم المعادية للإنسانية والاستغلالية للعالم”. على صعيد آخر، دخلت تعزيزات عسكرية تركية أمس، إلى الأراضي السورية من محور ريف رأس العين، وأقامت تحصينات في المناطق التي سيطرت عليها، فيما استعادت “قسد” سيطرتها على ثماني قرى جديدة في شمال سورية، كانت في أيدي الفصائل السورية المدعومة من تركيا. وحذرت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” الكردية، ليل أول من أمس، من أن “تركيا تعمل على تقديم مشاريع راديكالية بهدف خلق الفوضى، وكذلك العمل على تغيير هوية المناطق الأصلية عبر ممارساتها في التغيير الديمغرافي”، منتقدة صمت الأمم المتحدة. واعتبرت أن “تركيا، تسعى إلى تغيير هوية المناطق التي دخلتها بشتى الوسائل والعمل على توطين لاجئين ممن لديها حالياً، ما ينذر بكارثة حقيقية في المنطقة”. وفي سياق آخر، أعلن “مجلس سورية الديمقراطية” في بيان، أمس، عن استعداده بدء الحوار مع النظام السوري من دون شروط مسبقة، وفق ثوابت وطنية يتفق عليها كل السوريين، “وحدة سورية وسلامة سيادتها وترابها”.

 

المحتجون ينتقلون إلى الإضراب العام في بغداد... وإقفال الجسور في الناصرية وشوارع المناطق الشرقية من العاصمة العراقية مغلقة ومفارز تطالب الموظفين والطلاب بالعودة إلى منازلهم

محمد ناجي صحافي/03 تشرين الثاني/2019

وأغلقت مجموعات منظمة الطرق الرئيسية بحواجز متحركة، فيما نظمت مجموعات أخرى مفارز في الشوارع للتحدث مع الموظفين المتجهين إلى أعمالهم والطلاب المتوجهين إلى الجامعات والطلب إليهم العودة إلى منازلهم. جاءت هذه التطورات بعد عشرة أيام من احتجاجات متواصلة في بغداد وعدد من المحافظات تطالب بتغيير النظام السياسي، لكنها لم تلق استجابة حتى الآن. وقال نشطاء إنهم بدأوا التنفيذ الميداني لخططهم المتعلقة بالإضراب العام وصولاً إلى العصيان المدني، لكنهم يواجهون مخاوف واسعة لدى الموظفين والطلاب من المشاركة فيه، خشية إجراءات حكومية عقابية. وأوقف متظاهرون في مناطق شرق العاصمة العراقية سياراتهم الخاصة عند بعض التقاطعات والطرق الرئيسية لقطعها، وعندما حاولت قوات الأمن منعهم، استعانوا بحشود من الجماهير.

هل استخدم المتظاهرون السلاح؟

أوردت مصادر حكومية أنباء عن استخدام هذه المجموعات السلاح في فرض الإضراب على سكان بغداد، لكن شهود العيان الذين واكبوا هذه الفعالية نفوا مشاهدة أي أسلحة. الأسبوع الماضي، قالت الحكومة إنها عاقبت 19 مدير مدرسة، سمحوا للطلاب بالمشاركة في التظاهرات في بغداد وحدها، فيما أظهرت أشرطة فيديو كيف تصرف مسؤولون تربويون مع طلاب يريدون المشاركة في الاحتجاج بعنف. قال موظفون في وزارة التخطيط إنهم وقّعوا تعهدات بعدم المشاركة في التظاهرات، فيما قال موظفون في وزارة الثقافة إن إجراءات التحقق من وجودهم على مكاتبهم، تضاعفت خلال الأيام الماضية.

الموظفون والطلاب

يعتقد نشطاء أن الموظفين والطلاب هم العصب الحقيقي لأي إضراب عن العمل، لكن إجراءات الحكومة العقابية، قد تعرقل تنفيذ هذه الخطط. قال متظاهرون لـ"اندبندنت عربية"، إن "الحكومة التي تطلق الرصاص الحي علينا، لن تتورع عن فصل الموظفين والطلاب الذين يتغيبون". مع ذلك، يقول نشطاء إن الدوائر التي تعتمد على التوقيع اليدوي لتوثيق الحضور، تشهد تعاوناً بين الموظفين، حيث ينوب بعضهم عن التوقيع بأسماء آخرين يذهبون إلى ساحة التحرير في بغداد. لدى سؤالهم عن مطالبهم، قال محتجون في بغداد إنهم لم يعودوا يثقون بالنظام السياسي القائم، لذلك فإن أي محاولة لإصلاحه من الداخل، لن تقنعهم، وهذا ما يشكل مصدر قلق لدى القوى السياسية، التي تعتقد أنها مستهدفة في أصل وجودها، وليس في ممارساتها.

يسقط رئيس الوزراء الجديد!

في ساحة التحرير رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "يسقط رئيس الوزراء الجديد... الاحتياط واجب"، في دلالة على أن سقوط رئيس الحكومة عادل عبد المهدي هو أمر مفروغ منه بالنسبة إلى المحتجين، لكنهم يواصلون اعتراضهم على آليات اختيار خليفت

 

العصيان المدني يشل العراق والنجف والبصرة تنتفضان ضد إيران

الثوار يسمون شارع الخميني بشارع "شهداء ثورة تشرين"... وطهران توقف إيفاد زوارها إلى العتبات المقدسة العراقية

بغداد – وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

أعلن المتظاهرون العراقيون أمس، العصيان المدني في بغداد وعدد من المدن، من خلال تمديد إضراب المدارس والمعلمين، وطلبة الجامعات، لينضم إليهم موظفي دوائر الدولة، وأغلقوا غالبية الطرق، إلى حين إقالة رئيس الحكومة. وقال شهود عيان، إن قلة من الموظفين استطاعوا الوصول إلى دوائرهم الحكومية، سيما في مناطق جانب الكرخ ببغداد، فيما لم يتمكن أقرانهم في جانب الرصافة من عبور مناطقهم التي أغلقت شوارعها تماماً، من قبل المتظاهرين والقوات الأمنية. وأشاروا إلى أن الطرق التي أغلقت منذ الصباح هي طريق قناة الجيش من الجهتين ومدينة الصدر والبلديات والزعفرانية وساحة عدن وجسر البنوك والصليخ وساحة اللقاء والشعب والمشتل والأمين وساحة عدن، في حين أغلق الجيش جسر 14 رمضان في منطقة المنصور. وأضافوا إن الطريق السريع المسمى “سريع اللقاء”، يعاني من زحام مروري خانق لدرجة أن السيارة تسير متر واحد كل نصف ساعة. وفي وقت لاحق، أعادت قوات الأمن، افتتاح عدد من الطرق والجسور بعد قيام متظاهرين بإغلاقها لساعات، ما أدى إلى زحام مروري خانق. وقالت مصادر أمنية إن “القوات العراقية أعادت افتتاح الطرق والجسور المغلقة من قبل متظاهرين منذ ساعات الصباح الأولى بيسر من دون أية صدامات مع المتظاهرين، ما إدى إلى فك الزحام المروري الشديد وإعادة حركة السير بشكلها الطبيعي”.

وكان ناشطون قد أطلقوا ليل أول من أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لإعلان عصيان مدني، داعين الموظفين في دوائر الدولة للإنضمام إليهم في التظاهرات المستمرة بأعداد مليونية متزايدة حتى الآن.

وفي السياق، استمر توافد المئات من الموظفين وطلبة الجامعات منذ الصباح، للوقوف مع المتظاهرين الملازمين للانتفاضة منذ 24 أكتوبر الماضي، لحين تلبية مطالبهم بإقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، وحل البرلمان، ومحاكمة الفاسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين، وإعلان حكومة إنقاذ وطني، مع مطالب أخرى من توفير فرص العمل، والخدمات، والحياة الكريمة. وأعلنت نقابة المعلمين العراقيين ليل أول من أمس، تمديد الإضراب عن الدوام، لمدة أسبوع أخر قابل للتجديد. في المقابل، قلصت قيادة عمليات بغداد، ساعات حظر التجوال، ليكون من الثانية بعد منتصف الليل، ولغاية السادسة صباحاً، وحتى إشعار أخر بدلاً من التوقيت السابق، الذي يبدأ من الساعة الثانية عشر ليلاً، فيما أفادت أنباء صحافية باندلاع مواجهات جديدة بين المحتجين وقوات الأمن على جسر السنك في بغداد واستخدام الأمن لقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين.

وأضافت إن الأمن أطلق عدة قنابل غاز على المحتجين قرب جسر الجمهورية، فيما تجددت الاشتباكات بين الأمن والمحتجين في الشطرة شمال الناصرية، في حين مازالت البصرة تشهد تظاهرات ليلية ضد التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العراقي. وفي البصرة، واصل المئات من المحتجين لليوم الثاني على التوالي قطع الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر، أحد أهم منافذ التجارة العراقية إلى العالم، في حين قطع محتجون في محافظة ميسان طرقاً مؤدية الى عدد من الحقول النفطية وأبرزها حقل مجنون العملاق من دون معرفة ما اذا كانت الحقول قد توقفت عن العمل.

وفي النجف، غير متظاهرون عراقيون، اسم شارع “الإمام الخميني”، إلى شارع “شهداء ثورة تشرين”. وأظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرون وهم يمسحون اسم شارع الخميني ويعلقون لافتات كتب عليها، “بأمر الشعب … شارع شهداء ثورة تشرين”.

وقالت مصادر عراقية إنه منذ إطلاق اسم الخميني على الشارع في العام 2015، أثارت مبادرة قضاء النجف المحلي بتسمية أحد شوارع المدينة باسم الخميني انتقادات لدى بعض شرائح المجتمع في مدينة النجف.

ن جهة أخرى، أعلن وزير التجارة محمد هاشم العاني أمس، أن استمرار الاحتجاجات أدى إلى تأخير تفريغ العديد من شحنات الأرز والأغذية بميناء أم قصر. وقال إن “هناك عدداً من البواخر محملة بالرز والمواد الغذائية لصالح وزارة التجارة تأخر تفريغ حمولتها بسبب اغلاق الموانئ، وهذا يكلف العراق أموالاً طائلة، كون الوزارة لديها عقود مع الشركات والبواخر بتوقيتات معينة لعمليتي الشحن والتفريغ”.

وكانت وزارة التجارة حذرت ليل أول من أمس، من استمرار غلق الميناء إذ سيؤثر سلباً على تجهيز البطاقة التموينية المدعومة من الحكومة للمواطنين.

من ناحية ثانية، أعلنت الأجهزة الأمنية أمس، إحباط مخطط إرهابي يعتزم تنفيذ هجمات، بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب. وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان، أن “قوات الأمن ألقت القبض على الإرهابي المكنى أبوهارون بعد نصب كمين محكم له جنوب العاصمة، وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة”. وأضافت إنه “بعد التحقيق مع الإرهابي، تم العثور على كدس يحتوي على أسلحة، ومخازن، ومعدات تفجير، وأجهزة اتصال كانت معدة للقيام بعمليات إرهابية بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها بغداد”.

وكان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عقد ليل أول من أمس، اجتماعاً أمنياً لمناقشة حماية المتظاهرين في بغداد والمحافظات.

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة العراقية على حسابها بموقع “تويتر”، أمس، أن برهم صالح أكد خلال لقاء مع رؤساء وممثلي النقابات والمنظمات، أن العمل من أجل إعداد مشروع قانون جديد للانتخابات سيجري الانتهاء منه وتقديمه إلى مجلس النواب خلال الأسبوع الجاري.

وأوضحت أن مشروع القانون الجديد يسمح بضمان احترام آراء الناخبين ويحقق العدالة في التنافس من أجل الوصول إلى مجلس النواب، وكذلك تغيير مفوضية الانتخابات بمفوضية أخرى على أسس مهنية خالصة وبعيداً عن التسييس والولاءات الحزبية.

من جانبه، دعا عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي أمس، القوى السياسية لتقديم تنازلات للحفاظ على النظام السياسي والعملية الديمقراطية في العراق. وقال إن “الانتخابات المبكرة هي الخطوة الإيجابية الأكثر عملية التي بإمكانها أن تسحب غضب الشارع وتساهم في تحويل هذا الزخم الشعبي الموجود على الأرض إلى صناديق الاقتراع وعبور الأزمة واختيار برلمان وحكومة تأتي من مشاركة جماهيرية أكبر وأوسع وهو الشئ الذي لم تتميز به الانتخابات الأخيرة”.

وفي تطور لافت، قررت السلطات الإيرانية أمس، وقف إيفاد الزوار إلى العراق، نظراً للأوضاع الأمنية التي يعيشها حالياً، على خلفية استمرار الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة. وقال مصدر في بعثة المرشد الأعلى في إيران، إن “الأمن غير متوفر في الوقت الراهن لحضور الزوار الإيرانيين” إلى العراق.

وأضاف إن “منظمة الحج الإيرانية طلبت من جميع المكاتب إيقاف إيفاد مواكب الزوار إلى العتبات المقدسة في العراق حتى إشعار آخر”.

 

الحلبوسي يبحث مع “الديمقراطي الكردستاني” الاستجابة للمُحتجين

بغداد – أ ش أ/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

بحث رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أمس، مع وفد من “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، في تلبية مطالب المتظاهرين عبر برنامج إصلاحي واسع. وذكر مكتب الحلبوسي في بيان، أنه “استقبل، وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة هوشيار زيباري”، مضيفاً إن “اللقاء بحث في تطورات الأوضاع ومطالب المتظاهرين المشروعة، وضرورة تلبيتها عبر برنامج إصلاحي يضع معالجات جذرية تتلاءم مع طموحات الشعب العراقي”. وأشار إلى أن “اللقاء ناقش التعديلات الدستورية، وتأكيد أهمية أن تحظى بقبول جميع مكونات الشعب العراقي”. وأكد أنه يتم العمل بشكل متواصل لمناقشة مطالب المحتجين من دون تدخل إقليمي أو دولي، مشيراً إلى أنه سيتم إجراء تعديلات دستورية بمشاركة المتظاهرين.

 

البياتي: الانتخابات المبكرة الخطوة الأكثر عملية لعبور الأزمة

بغداد، عواصم – وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

دعا عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق علي البياتي، القوى السياسية لتقديم تنازلات للحفاظ على النظام السياسي والعملية الديمقراطية. وقال البياتي إن “الانتخابات المبكرة هي الخطوة الإيجابية الأكثر عملية، التي بإمكانها أن تسحب غضب الشارع وتساهم في تحويل الزخم الشعبي الموجود على الأرض إلى صناديق الاقتراع، وعبور الأزمة واختيار برلمان وحكومة تأتي من مشاركة جماهيرية أكبر وأوسع، وهو الشيء الذي لم تتميز به الانتخابات الأخيرة”. وأضاف أن “الأصل هو الحفاظ على النظام السياسي والعملية الديمقراطية، مع تقديم بعض التنازلات من قبل القوى السياسية مادامت ضمن أطر الدستور، ونزولا عند رغبة الشعب للحفاظ على استقرار البلد ومنع الفوضى”.

 

الحرس الثوري”: السعودية وأميركا سبب فتنة العراق

طهران – وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

حمّل “الحرس الثوري” الإيراني، الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، المسؤولية عن المشاكل والاضطرابات المستمرة في العراق. وزعم مساعد قائد “الحرس الثوري” اللواء محمد علي جعفري، في كلمة ألقاها ليل أول من أمس، بمناسبة الذكرى الـ40 للاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران على يد طلاب إيرانيين، أن “أصل مشاكل العراق حالياً ومسببها يرجع وبلا شك إلى أميركا والسعودية”. وقال إنه “على الشعب العراقي أن يعلم تماما، أنه طالما توجد في البلاد سفارة أميركية، فإن المشاكل والمؤامرات ستبقى وستستمر أميركا بتحريك مرتزقتها من المخدوعين، وذلك لإشعال الفتن في العراق”. من جهة أخرى طالب البنك المركزي العراقي أمس، المصارف، بعدم التعامل مع مصرف العطاء الإسلامي “البلاد سابقا”، ومصرف نور العراق الاسلامي، وشركة الخالدي للصرافة في محافظة أربيل، لشمولهم بالعقوبات الدولية. وقال المصرف في بيان إنه “بالنظر لورود أسماء المؤسسات المالية على لائحة العقوبات الدولية، فقد تقرر منع التعامل مع هذه المؤسسات بالدولار الأميركي، مع جواز التعامل معها بالعملات الأخرى وحتى إشعار آخر”.

 

“الناتو”: مات البغدادي و”داعش” حي يرعى شبكات ويسعى للعودة

عواصم – وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

 حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ أمس، من الاستهانة بتنظيم “داعش”، بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي. وقال ستولتنبرغ لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية، إن “مقتل البغدادي لا يعني نهاية داعش … تنظيم داعش لا يزال بعيداً عن الهزيمة، يتعين علينا التأكد من أنه لن يعود”. وأضاف إنه صحيح أن التنظيم لم يعد يسيطر على مساحات من الأراضي حالياً، “إلا أنه لا يزال حياً”، موضحاً أن “داعش يرعى خلايا نائمة، وشبكات سرية ويعمل من أجل العودة”. وأكد أن مهمة التحالف الدولي ضد “داعش” لم تكتمل تماماً بعد، مشيراً إلى أن ألمانيا تقوم بدور مهم في هذا الصدد. وأشاد بتركيا لإسهامها “الحاسم” في مكافحة “داعش” ، رافضاً مطالب استبعادها من الحلف. وقال “بصفتنا تحالفاً للقيم، فإننا ملزمون بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، أوضح ذلك دائماً بشكل متكرر في كثير من العواصم، حتى في أنقرة”. واستدرك بالقول، “ولكن باختلاف الاتحاد الأوروبي، فإن حلف الأطلسي ليس لديه آليات لاتخاذ إجراء ضد عضو به”. وفي السياق، حذر خبراء من احتمال أن يكون “الدواعش” يترقبون الوقت المناسب لانتفاضتهم المقبلة، أو أن يستعيدوا القوة من جديد تحت قيادة جديدة. وفي أنقرة، أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس، توقيف سبعة أشخاص في إطار مكافحة “داعش”، مضيفة إن أحدهم هو مسؤول معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، التي كانت تشهد سنوياً تدريب ما بين 1500 وألفي إرهابي. من ناحية ثانية، علق خطيب مسجد الشيخ زايد في أبوظبي وسيم يوسف، على مقطع فيديو يوثق ردة فعل نساء مواليات لـ”داعش” على خبر مقتل البغدادي.

وأعاد نشر الفيديو الذي سجل على ما يبدو في أحد المخيمات الخاصة باحتجاز عناصر “داعش” وعائلاتهم في شمال سورية، وعلق قائلاً، “حينما يلبس العقل النقاب .. وليس الوجه .. حينما يملك التطرف لساناً، حينما ينطق التخلف”.

 

الحوثيون يتحدون نقاط المراقبة الأممية ويحفرون 19 خندقاً

عدن – وكالات/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

استحدث الحوثيون 19 خندقاً داخل مدينة الحديدة، معظمها على مقربة من نقاط مراقبة وقف إطلاق النار التي تم تثبيتها بإشراف رئيس البعثة الأممية الجنرال أباهيجيت جوها في أكتوبر الماضي، ولم يمض عليها نحو عشرة أيام.

وذكرت “القوات المشتركة” في الساحل الغربي في بيان، أمس، أن “ميليشيات الحوثي تواصل التصعيد الميداني واستحداث مواقع جديدة وحفر خنادق وأنفاق داخل المدينة، ومن ذلك قيامها بحفر 19 خندقاً عقب نشر نقاط مراقبة وقف إطلاق النار”، معتبرة ذلك “خرقا صارخا للاتفاقيات والتفاهمات بشأن انسحابها من مدينة وموانئ الحديدة، وفقاً لاتفاق ستوكهولم”.وقال مصدر عسكري: إن “القوات المشتركة تبلغ يومياً فريق المراقبين الأممي عن الاستحداثات والخروقات التي يرتكبها الحوثيون في مدينة ومديريات الحديدة”، محذرا من استمرار تصعيد الانقلابيين خروقاتهم الميدانية، التي “تهدد بنسف اتفاق التهدئة وتدفع باتجاه التصعيد عسكرياً”. في غضون ذلك، فكك الجيش اليمني أول من أمس، حقل ألغام أرضية زرعه الحوثيون، جنوب الحديدة. من ناحية ثانية، رد الجيش السوداني على تصريحات للحوثيين تفيد بمقتل نحو أربعة آلاف جندي سوداني باليمن وإصابة عدد مماثل، خلال مشاركتهم في الحرب هناك منذ العام 2015. وقال المتحدث باسم الجيش عامر الحسن، إن “عدد القتلى المعلن من قبل الحوثيين لا يسنده أي منطق”. وأضاف أن “الجيش السوداني خاض حرباً أهلية لنحو 21 عاماً، ولم يفقد كل ذلك العدد من الأرواح، فكيف بحرب اليمن، بجانب أن المجتمع السوداني بطبعه متكافل، فيستحيل أن يقتل كل ذلك العدد من دون أن يكون له صدى في المجتمع المحلي، وتحاشي الحديث عن خسائر القوات السودانية في حرب اليمن”. واعتبر تصريحات الحوثيين بمثابة حرب نفسية ضد الجنود السودانيين المرابطين في اليمن، ومحاولة لتأليب الرأي العام السوداني. وبشأن الأنباء عن سحب عشرة آلاف من القوات السودانية، نفى هذه الأنباء تماماً، مشدداً على أنه “لا يمكن سحب القوات السودانية من اليمن بأي حال من الأحوال”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"أنبياء" لبنان الثلاثة... للحرب والتشريع والرئاسة

محمد أبي سمرا/المدن/04 تشرين الثاني/2019

لدينا في لبنان اليوم ثلاثة "أنبياء" على الأقل، عدا أنصاف الأنبياء وأرباعهم، وعدا المرشدين والمساعدين في النبوة.الثلاثة المكتملو النبوة لدى مريديهم ومقلديهم وأتباعهم، لكلِّ واحد منهم طريقته في الدعوة والتبليغ والحضرة، وحشد المؤمنين والأنصار.

نبيّ الحرب

أعلاهم كعباً في نبوته بلغ سلطانه واسمه وحضرته قمة القداسة. ولديه جيش مهدوي سري ينقِّله في الأمصار والبلدان، لخوض حروب أهلية إمبراطورية مقدسة. في  كل أسبوع تقريباً يطل من ملكوته الخفي الأعلى، فيبلّغُ، إذا دعته الملمّات، العالمَ ومريديه أمر اليوم وحكمة اليوم، من علياء شاشةٍ تلفزيونية عملاقة تتصدر مجلس مقدميه الجالسين مشرئبي الأعناق والأبصار إلى حضرته الصورية . في إطلالته الأخيرة قال لجيشه وأنصاره متباهياً بأن بيت ماله الذي يأتيه بالحقائب من طهران لن ينضب، على خلاف بيت مال الدولة اللبنانية الناضب.

العالم والدول والبلاد والبشر في دعوته عصبيات وأهل وأتباع وموالي، أخيار أو أشرار، شرفاء كرماء أو بلا شرف ولا كرامة، أصفياء أنقياء أتقياء أو كفرة وجواسيس وأبالسة. أما هاجسه الدائم في حوادث الدنيا، فهم المتآمرون والجواسيس على سلطانه ودعوته الشريفة، وعملاء السفارات والسفراء الشياطين والصهاينة. أولئك الذين يصوّرهم في مطولاته الخطابية المتلفزة على نحو صورته العظامية عن ذاته، وتصوره السردابيّ والهوامي للعالم والعيش: لا عمل لهم ولا يشغلهم على هذه الأرض سوى التآمر عليه. وفي إطلالاته المتلفزة غالباً ما يتحدث عن خوفهم ورعبهم الدائم من جيشه.

نبوّته حربية كلها. والحرب في فقهه أشرفَ مهنة على الأرض. والشهداء سادة قافلة الوجود، ويعبّدون طريق أمّته إلى الجنة. ومن لم تضمه الشهادة إلى القافلة، ينتظر معراجها بفارغ الصبر.

للشهداء مؤسستهم الدنيوية التي ترعى أهلهم وتتكفّلهم لإنتاج الشهداء وتكثيرهم. وأمهات الشهداء، أخوتهم وأخواتهم وزوجاتهم وآباؤهم، منَّ الله عليهم بشهيد منهم، تهبّ عليهم من طيف غيابه نسائم الجنّة، ويبصرونه في مناماتهم، يكلّمهم ويكلمونه، بعدما صار ملاكاً طهوراً. في مملكة نبي الحرب وأميرها على الأرض، ووسيط المعراج إلى ملكوت الشهادة والاستشهاد، يعيش البشر - بشر الدنيا العاديون السادرون - حياتهم نكراتٍ تسعى بلا هدف ولا معنى، ومنشغلين بأمور دنياهم الوضيعة. أما إذا حملتهم حاجاتهم الدنيوية على المطالبة بتحسين شروط تحصيلها - مثلما يحصل في لبنان والعراق في هذه الأيام مثلاً - فيطلُّ عليهم نبي مملكة مهنة الحرب الشريفة، قائلاً لهم إنه يتفهّم مطاليبهم المعيشيّة الصغيرة الشأن في ناموس المملكة وملكوتها. وهو في تفهّمه هذا يقول: طالبوا ما شئتم وبما شئتم من أمور معاشكم في دنياكم، لكن إياكم ثم إياكم أن تتعرضوا بكلمة واحدة تطال مهنتي الشريفة المقدسة، مثل اسمي وشخصي في هذه المملكة التي أَوكلتُ شؤون معاشها الدنيوية إلى سواي الذين ولّيتهم عليكم ليتدبروا هذه الشؤون الصغيرة.

نبيّ التشريع

النبي الثاني في دنيانا اللبنانية، نبّي هجين، دنيوي - إمامي، وتسلق المراتب إلى التصدر في حركة يختلط في دعوتها إرثٌ ديني نسبي أو سلالي شريف، وحرمان دنيوي. ولما غُيّب إمام هذه الحركة، الذي قال في غمرة حروب أهلية طاحنة إن "السلاح زينة الرجال"، ورث الأستاذُ الحركة وإمرتها، وتابع بها خوض الحرب مأموراً من الولي الإقليمي في حروب لبنان الأهلية. وبعدما شارك أمثاله في "انتفاضة" مجيدة لبعث الحروب وتجديدها، عُيّن وزيراً، فألهب أنصاره وأتباعه سماء بيروت بالرصاص الطائش في أمسية كئيبة،  لم يعد أحد يتذكر كم شخصاً قُتل فيها برصاصات الابتهاج الطائشة.

ما إن قامت الثورة المهدوية الخمينية لخلاص المستضعفين في الأرض، حتى انشقت حركة الأستاذ الوزير حركتين: حركة ثورية مهدوية انضوت تحت عباءة مرشد وخطيب مسجد، فتولى الجهاز الخميني الإيراني إدارتها وتأطيرها وتسليكها حلقات عسكرية -أمنية سرية تابعة له في لبنان، حتى اكتمل بنيانها أخيراً واكتملت نبوّة أمير حربها اللبناني، والأصح المُلبنن، واكتمل جيشها السري المهدوي المتنقل لخوض حروب أهلية مقدسة في أمصار الأمبراطورية.

الشّطر الثاني من  تلك الحركة ظل في عهدة الأستاذ الوزير، لكن انشطار الحركة لم يكتمل إلا بعدما حصد بضعة آلاف من القتلى في حرب أهلية حميمة بين شطريها وفي ديارها: الشطر المهدوي الخلاصي، والشطر الدنيوي الذي أقام على ولائه المستميت للسيد الإقليمي في حروب لبنان الأهلية.

وقبل أن  تختتم الحروب في لبنان فصولها، خاض الشطر الدنيوي من الحركة حرباً مروّعة على بقايا المسلحين البائسين الفلسطينيين، أيتام ثورتهم التي رحل مقدموها وتركوهم في بؤس المخيمات. قُتِل ألوف في تلك الحروب، كي تكتمل سيطرة السيد الإقليمي على قضية فلسطين مجرّدة من الفلسطينيين، وعلى خرائب لبنان. ولقاء ذلك نال أستاذ الحركة الدنيوية ووزيرها جائزة جديدة: وُلِّي أمرَ التشريع في البرلمان اللبناني شبه المعين على مثال "مجلس الشعب" في جمهورية الديكتاتور الشقيقة.

ومنذ ذلك الحين تتفجر عبقرية أمير التشريع اللبناني أو نبيّه، من دون أن ينازعه أحد في عبقريته هذه. أما حركته فتحولت جهازاً شبه مافيويّ من المنتفعين المتسلقين ورعاع الأحياء الفقيرة في المدن. وجميع هؤلاء يُفرض عليهم فرض عين عبادة صور سيّدهم العملاقة. وتبرّع كبار منتفعي الجهاز ببناء قصر خاص لأمير التشريع. أما قصره الرسمي العام فبُني على حساب مالية الدولة. ذلك لأن ليس من العدل أن يكون في لبنان قصر لرئاسة الحكومة وآخر لرئاسة الجمهورية، من دون أن يكون لرئيس التشريع قصرَه العمومي الذي تحرسه عصبة يقودها من اتخذ من الحطب اليابس اسما أو لقباً لقيادته العسكرية الجهازية.

أنصار رئيس الحركة لم يرتضوا بقاءه بلا نبوّة، فنسجوا على منوال أنصار نبي الحرب المهدوي، وكتبوا بشبه أميّتهم على صوره العملاقة في دياره: لولا حرف الهاء في آخر اسمه لصار نبيّاً. وكتبوا أيضا متهددين ومتوعدين: ويلكم اذا نفد صبره.

وفي أثناء انتفاضة اللبنانيين الدنيوية المستمرة منذ 17 تشرين الأول المنصرم، دبّ ذعرٌ في جهاز الحركة، فأسقطوا حرف الهاء من اسم رئيسها، وأعلنوه نبيّاً مقدساً في "الثورة المضادة" للانتفاضة الدنيوية التي تريد إخراج اللبنانيين من شرانق الولاءات والإمارات والأنبياء.

نبيّ الرئاسة والخلاص

النبيّ الثالث في لبنان، تجمع رهطه الجماهيري "الحضاري" - وهو يعبد هذه الكلمة عبادة لاهوتية لفظية خاوية، لتصير محرابه القدسي لعبادة لبنان العظيم في خوائه - تجمع رهطه اليوم الأحد 3 تشرين الثاني حول قصر "بيّ الكل"، "قصر الشعب"، لتنزيه صهره من الشتيمة اللاذعة التي أطلقها شبان لبنان الساخرين في انتفاضتهم ضد الآباء العرابين والزعماء والأنبياء. 

والنبي الثالث هذا تأخر ظهوره ليمتزج في نبوّته ادعاء الرسولية والخلاصية الوطنية في لحظة مأزومة عاصفة من تاريخ جماعته وحروبها وتاريخ لبنان الحربي. وهو وعد جماعته ووعد لبنان كله بالخلاص، فخاض حربين مدمرتين ختم بهما الحروب الأهلية، للبقاء في القصر الرئاسي الذي سمّاه "قصر الشعب"، وجمع حوله أنصاره ومريديه لحمايته. لكن وليّ حروب لبنان الإقليمي قصف القصر ودمّره في لحظة إقليمية ودولية مؤاتية، فهجره المخلص وطار إلى فرنسا.

أنصاره الشبان والشابات في لبنان أنشأوا حركة نضالية ونصّبوه إمامها أو رسولها الغائب، فأدارها هو من باريس باتصالاته الهاتفية اليومية بمناضليها المؤسسين. واستمر طوال 15 سنة على هذا المنوال من الاتصالات العنقودية الرسولية أو الرسالية، ليظلَّ المناضلون المؤسسون طوع كلماته المهدوية في التفريق بينهم، لئلا يستقلوا وينصرفوا عنه في حركتهم النضالية. لذا راح يقرّب هذا ويُبعِّد ذاك، مؤلباً بينهم حتى عودته إلى لبنان في لحظة خلاص اللبنانيين الأحرار من ولي الحرب والاحتلال الإقليميين في بلدهم.

وما أن عاد المخلص المنتظر، حتى شارك نبيّ الحرب في ثورته المضادة على انتفاضة اللبنانيين الراغبين في الحرية والاستقلال. ولما أُسقط في يد قدامى مناضلي حركته، وسألوه عن رسالته الموعودة، طردهم من الهيكل، واستبدلهم بمتسلقين جوعى إلى التصدّر والنفوذ، وأضاف إليهم بقايا أيتام الاحتلال الإقليمي الراحل، ثم صار إمامهم المتقنّع ببراقع دعوته الخلاصية التي تمكنَّ بواسطتها من العودة إلى القصر الجمهوري الرئاسي، حلمه الأول والأخير.

وفي الأثناء أسّس سلالة سياسية عائلية تصدّرها صهره الذي ورث الإمام المخلص في حياته، فدبَّ الشقاق بين مقدمي السلالة، فيما يسرعُ الصهر ويحرق المراحل والوقت والكلمات الجوفاء لوراثة القصر الرئاسي. وفي غمرة انتفاضة اللبنانيين الدنيوية الراهنة على شرانق الولاءات وورثة الإمارات والأنبياء، كان الصهر الوريث يهندس في القصر انتفاضته الأحدية المضادة، فحشد لها على الطريق إلى القصر جمهوره الطائفي الصافي والعريض، على مثال حشد المخلص الأول مصدّقي دعوته الخلاصية الذين هبوا لنجدته بعد حروبه المدمرة الخاسرة.

البلوى اللبنانية

لم يبتلِ اللبنانيون بهؤلاء الأنبياء الثلاثة الأساسيين وحدهم، وعلى اختلاف طرقهم في النبوة. فهناك سواهم أقل نبوة. منهم أمراء إقطاعيات عشائرية قديمة ومتأرّثة، في الشمال والشوف. وبينهم أتباع ومتنفذي أمراء. وهناك وريث زعامة محدثة مهيض الجناح، صمتَ أنصاره وأتباعه المحبطين منه ومن سائر الأمراء والأنبياء المتطاولين على زعامته، صمتاً كئيباً مضنيا في أيام انتفاضة اللبنانيين على الزعماء، ثم هبوا مستلحقين أنفسهم بانتفاضة تجدِّد له الولاء والطاعة بعد استقالته من منصبه. هذا المخاض اللبناني الصعب، هل هو واحد من المخاضات الدائرية المتكررة؟

 

نهاية المظلومية العونيّة: عماء السلطة والاستخفاف باللبنانيين

منير الربيع/المدن/04 تشرين الثاني/2019

لا يزال التيار العوني قابعاً في حادثة 13 تشرين الأول  1990، ولا يريد مغادرتها معتبراً أنها محطته الوحيد لادعاء المظلومية.

التظلم المسيحي

وهو يُرفق مظلوميته بخطاب طائفي شعبوي متطرف، وقابل للمزيد من التعاطف الشعبي المسيحي. لذا تبدو له مغادرة المظلومية خسارة كبرى. أما استمراره غارقاً في تلك الحقبة، فيبعده مسافات من الواقع. والواقع الحقيقي هو وصول العونية إلى السلطة وارتباطها ارتباطاً وثيقاً بها منذ أكثر من عشر سنوات، عوضت بها عن رغبتها الجامحة في دخول السلطة شريكاً في ترويكا السلطة في التسعينيات. بل هي خطت خطوة سلطوية كبيرة بوصول الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية قبل ثلاث سنوات، ومحاولته اختزال السلطة كلها في شخصه مع صهره جبران باسيل بتكليف من حزب الله.

تعديل الصلاحيات

وعملت العونية –الباسيلية  واقعياً وسياسياً على تعديل الصلاحيات بقوة الممارسة. لكن وجود التيار العوني في السلطة فاقم حال فصامه، إذ ظل يستخدم خطاب المعارضة. وهذه عادة سياسية أرساها نظام الطائف والوصاية السورية الأسدية على لبنان. وهذا ما فعله ميشال عون وصهره بإطلالتهما أمس الأحد على حشود أنصارهما من القصر الرئاسي في بعبدا، متشبهين بالرئيس المصري الإخواني الإسلامي محمد مرسي الذي خاطب أنصاره من قصر الاتحادية الجمهوري في القاهرة قائلاً لهم: "أنتم أهلي وعشيرتي". وساهمت هذه العبارة في خروج الشعب المصري في تظاهرات مليونية لخلعه من سدة الرئاسة.

لا يعترف التيار العوني بأن اللبنانيين يحاولون الخروج على شرانق نظامهم السلطوي وزعاماتهم، وتحديداً في البيئة المسيحية، التي تختلف عن البيئتين السنية والشيعية اللتين التحق أبناؤهما بركب السلطة، في المراحل السابقة، فيما كان المسيحيون ينقلبون على أصحاب السلطة في أواخر العهود الرئاسية. ويعلم اللبنانيون اليوم أن التيار العوني يريد اختزال السلطة والمعارضة معاً، لتأمين استمراريته في السلطة. لكن الناس تغيّروا. وهذا ما لا يصدقه لا جبران باسيل ولا ميشال عون، متسائلين، منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول، عن سبب غضب الناس منهما.

السطو على المعارضة

هذا ما دفع باسيل إلى خوض معركة استعادة الشارع في تظاهرة بعبدا الأحدية، والسطو على شعارات انتفاضة 17 تشرين، بالتزامن مع استمراره في خوض معركة ثانية مع القوى السياسية السلطوية، مدعياً أنه يريد المحاسبة على الأداء الذي أدى الى تفجير الشارع، وأن خيارات الناس هي  خيارات تياره.

وما رمى إليه باسيل هو هدف سياسي محض: الفرز داخل الفرز، داخل أجنحة السلطة، وتصفية حساباته مع بعض أجنحتها، كأنما الوضع لا يزال على ما كان قبل الانتفاضة الشعبية المختلطة طائفياً، والتي خرجت على الطائفية الباسيلية - العونية، المستمرة في  التعايش مع حال النكران والتي تجلت في الخطاب الباسيلي الأحدي، الذي حمل فيه مسؤولية ما يجري للأفرقاء الذين كانوا في السلطة منذ العام 1992، مبرئاً نفسها منها، وملمحاً إلى أن تحالفه الأساسي هو مع حزب الله الذي يبرئ نفسه، مثل التيار العوني، من المسؤولية عن كل شيء، إلا عن المقاومة واحتكارها.

استضعاف الحريري!

ما أراده باسيل يندرج في إطار محاولته الاستفادة من المشهد السياسي، عبر إظهار قوته، وأن لديه رؤيته، وأنه لن يسمح بما سمح به من قبل. وهذا يعني أنه يستعد لمواجهة جديدة ضد غيره من القوى السياسية. وتحديداً سمير جعجع ووليد جنبلاط، فيما سيكون سعد الحريري خاضعاً لضغوط دائمة ومستمرة، ولعمليات ابتزاز، يحاول باسيل فيها تدفيع الأثمان لخصومه من القوى السياسية،  كما كان يجري في السابق.

يصر باسيل على استكمال انقلابه، وتثبيت وقائع جديدة في معادلة السلطة، على قاعدة نصف انقلاب: إخراج جعجع وجنبلاط، من المعادلة، مع استمرار الضغط على الحريري باعتباره الحلقة الأضعف في معادلة السلطة، وعودته إليها مرتبطة بقدر ما يقدمه من تنازلات لصالح باسيل وحزب الله. لذلك لا بد من انتظار ما سيقرره الحريري، الذي لا يتعرض للضغوط فقط، بل لعملية تهشيم مستمرة لصلاحياته، بفرض عون معادلة تشكيل الحكومة قبل تكليف رئيسها. وهذه مخالفة صريحة للدستور، لأن رئيس الحكومة هو من يشكلها ويختار شكلها.

ركوب الموجة

وفي إطار المبارزة المستمرة بين باسيل والحريري، تشير معلومات إلى أن الأخير مرر موقفاً حاسماً: إما ان يكون هو رئيس الحكومة، أو لن يكون هناك أحد من فريقه أو القريبين منه، وبحال لم يكن هو رئيس الحكومة فإنه سيقاطعها، ولن يشارك بتسمية وزراء فيها. ما يعني نزع الشرعية السنّية عنها. وهذه هي الورقة التي يستخدمها الحريري لتحسين شروطه في مواجهة شروط عون وباسيل. لكن الأساس هو أن باسيل ورئيس الجمهورية اللذين حاولا ركوب موجة الشارع، لا يزالان يعتبران أن الشارع وتحركاته من شمال لبنان إلى جنوبه، تصب في صالحهما! فيما الحقيقة إن هذه الحشود هي ضدهما، وتستهدفهما، وشارعهما هو الذي اختزلوه في تظاهرة بعبدا، والتي أظهرت رئيس الجمهورية طرفاً سياسياً لا لبس فيه، مع إسقاط منطق "بيّ الكل"، في إصراره مع باسيل على تحطيم صلاحيات رئاسة الحكومة، بفرضهما الشروط على الحريري للإتيان به مجرداً، ولإرساء معادلة رئيس حكومة مقابل مقابل وزير، ولتثبيت باسيل مقرراً في مجريات الحكم كلها. لكن ما لا يعلمه الرجلان أن الناس تخطتهما، وأصبحت في مكان آخر. فما بعد 17 تشرين ليس كما قبله. ومعادلة 13 تشرين العونية نفد زيتها.

 

لبنان للبنانيين والعراق للعراقيين

فاروق يوسف/العرب/04 تشرين الثاني/2019

شباب العراق لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد أن يستعيدوا وطنهم

قال خامنئي إن على المحتجين في بغداد وهم أصحاب حقوق مشروعة من وجهة نظره، أن يطالبوا بحقوقهم ضمن الأطر القانونية. أما خادمه المطيع حسن نصرالله فإنه هو الآخر ساند المحتجين في بيروت في مطالبهم المحقة غير أنه حذّر من الفوضى.

الأطر القانونية التي قصدها خامنئي ليست موجودة خارج النظام الطائفي، الذي خرج العراقيون من أجل إسقاطه. أما الفوضى التي حذّر منها نصرالله فإنها وليدة النظام القائم الذي يقوده حزب الله. في الحالين فإن خامنئي وخادمه إنما يدافعان عن استقرار وثبات النظام السياسي القائم، الذي خرج اللبنانيون والعراقيون إلى الشوارع محتجين على استمراره، والذي لا يملك الحد الأدنى من الشرعية. لقد اكتشف الإيرانيون أنهم كانوا على خطأ في كل ما اعتبروه واقعا. أحلامهم التي أنفقوا عليها المليارات ليست حقائق ثابتة

وكالعادة فقد ربط بطلا المقاومة والصمود الاحتجاجات الشعبية بالمؤامرة التي تستهدف مشروع المقاومة.

“مقاومة من؟”

أليس من المعقول السؤال عن علاقة المقاومة بالفساد لكي تستقيم الأمور في محاولة الإجابة على السؤال السابق؟ فإذا كانت حكاية نصرالله وحزبه قد أقيمت على أساس حروب سابقة مع إسرائيل، صار على لبنان وشعبه أن يدفعا ثمنها إلى يوم القيامة، فإن حكاية الطبقة السياسية الفاسدة في العراق لا تستند إلا إلى الولاء لإيران ووليها الفقيه.

فهل صار على العراق وشعبه أن يدفعا ثمن ذلك الولاء؟

هناك اليوم مرجعية سياسية وحيدة في العراق، تتمثل بقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. لم تُصدم الطبقتان السياسيتان في لبنان والعراق بما جرى، بقدر ما كان الحدث صادما لإيران. هناك خطأ في مكان ما بالتأكيد. غير أن ذلك الخطأ لم يكن بذلك الحجم، الذي يسبّب انفجارا شعبيا لا يمكن السيطرة عليه. إذاً لا بد من ربط الاحتجاجات الشعبية بقوى معادية، هي التي وقفت وراء التحريض عليها، بل وموّلتها وأملت شعاراتها.

ما هو ضروري ومهمّ بالنسبة لإيران وقد ضربتها الشعارات المرفوعة في ساحات الاحتجاج بشكل مباشر، أن يتم تغييب الإرادة الوطنية لدى الشعبين. وهو مسعى عملت عليه من خلال تجذير الطائفية من خلال الانتقال بها من مستواها إلى مستواها اجتماعي سعيا وراء تحويلها إلى ثقافة. وإذا ما كان الساسة الإيرانيون قد تحدثوا باطمئنان في أوقات سابقة عن أذرع إيران الممتدة من البحر المتوسط حتى البحر الأحمر، فإنهم كانوا على يقين من أن مشروعهم الطائفي قد ثبت ومدّ جذوره وأن صورة المنطقة لن تتغير إلا لصالحهم.

لذلك شكّل خروج تظاهرات مليونية مناوئة للنظام الطائفي في العراق ولبنان، بالنسبة للولي الفقيه وأتباعه من أمثال نصرالله، ضربة تقع خارج الحسابات وتتعارض مع كل التقديرات. وهو ما عالجه الإعلام الإيراني وإعلام المقاومة، من جهة تسليط الضوء على مسألة المندسين. ويُقصد بهم رافعو الشعارات التي تدعو إلى إسقاط النظام الطائفي وطيّ صفحته.

خامنئي وخادمه إنما يدافعان عن استقرار وثبات النظام السياسي القائم، الذي خرج اللبنانيون والعراقيون إلى الشوارع محتجين على استمراره

غير أن المفارقة تكمن في أن الاحتجاجات لا ترفع إلا تلك الشعارات. فهل تحوّل الشعبان العراقي واللبناني إلى مجموعة من المندسين من وجهة نظر الولي الفقيه وأتباعه؟

إيران الحريصة على استمرار الطبقة الفاسدة في الحكم، لا يمكن أن تنظر بعين الاحترام للشعبين اللبناني والعراقي. هي تعتبرهم، في حقيقة ما تخطط له، خدما لمشروعها، بل عبيدا في إقطاعياتها. وهي إذ تنظر بأمل وتفاؤل إلى حروبها ضد العالم، فإن لها جيوشا من العراقيين واللبنانيين تحارب بدلا منها.

وفجأة ذهبت تلك الأحلام أدراج الرياح كما يُقال. لقد اكتشف الإيرانيون أنهم كانوا على خطأ في كل ما اعتبروه واقعا. أحلامهم التي أنفقوا عليها المليارات ليست حقائق ثابتة وأن الشعب الذي اعتقدوا أنهم دجنوه لا يزال حيا يقاوم أحلامهم في الهيمنة عليه.

غير أن من الصعب عليهم أن يعترفوا بالحقيقة. سيسعون بكل الطرق إلى مقاومتها ولكنهم في النهاية سيرضخون. فالشباب الذين خرجوا من بيوتهم لن يعودوا إليها إلا بعد أن يكونوا مطمئنين إلى أنهم استعادوا وطنهم. لبنان للبنانيين والعراق للعراقيين.

 

الفارق بين تظاهرة بعبدا و"عاميّة" وسط بيروت

يوسف بزي/المدن/04 تشرين الثاني/2019

التوليفة الإخراجية والتنظيمية لتظاهرة محبي جبران باسيل وطاقمه النيابي والوزاري، ولمحبي جنرال الحربين المدمرتين والمتسيد على سدة الرئاسة برافعة "السلاح".. كانت تكراراً مملاً لنمط بهت منذ عقد على الأقل. فعلى الرغم من الرونق المدني والسلمي والاحتفائي الذي ظهر في العام 2005، وكان جديداً من نوعه في العالم العربي ومتسقاً مع أساليب التظاهر التي عمت "الثورات المخملية" كالبرتقالية في أوكرانيا والقرنقلية في صربيا، والتي اتسمت بمطلب الحريات والديموقراطية.. إلا أن هذا الأسلوب استنفد قدرته التعبيرية وأصبح عاجزاً عن الاستجابة للمضمون المستجد في التجمعات الاحتجاجية. وفي التجربة اللبنانية، ما عاد هذا النمط من التظاهر "عفوياً" ولا "شعبياً" وتحول إلى أداة حزبية. لذا، كانت العونية – الباسيلية في تظاهرتها خالية من أي خيال، وباعثة على الضجر التلفزيوني، وخصوصاً أن جمهورها افتقر إلى الابتكار ولو بهتاف واحد. فاستعارتهم البائسة لترنيمة "هيلا هيلا هوو.." كان مفعولها الوحيد التذكير التلقائي بنسختها الأصلية، ما ضاعف من مشاعر الشفقة والتأسف على هذا البهتان السياسي، إلى حد راح واحدنا يقول يا ليتهم يجترحون ولو شتيمة مضحكة.وجمهور أتى بتعبئة حزبية من أجل تجديد هيامه الحزين واليائس بـ"المخلّص" وصهره، من قرى وأرياف ما زال اجتماعها يدور على وعي فلكلوري قديم وفقير، ليس بمقدوره سوى أن يكون هكذا، بائتاً وعنيداً في لغته وعصبيته.

في ساحات بيروت

على الضد من خدر التظاهرة "العونية"، تترجم "الانتفاضة" نفسها في وسط بيروت بخليط من أنماط الاحتجاج والتعبير والتظاهر غير المألوفة في العمل "الجماهيري" السياسي. فما بين "الباراد" والسوق الشعبي والحفلات الراقصة والفنون التمثيلية والكرنفال والاعتصام السياسي والمحاضرات الجامعية، وما يشبه الهايد بارك المتكاثر في الخيم المتوزعة، بل التنزّه والتسكع أو حتى ارتجال مقاهٍ وحضانة أطفال لقراءة القصص والتسلية، وإنشاء بسطات لكل شيء.. يقوم اجتماع "فوضوي" حر على ضفاف وفي قلب الساحات التي لا تخلو أيضاً من منصات متباينة الغرض والاستعمال، خطابية أو غنائية.. ويمتزج هذا في فضاء موسيقي مجنون يجمع تقليديات الأغاني الثورية مع تراب ميوزيك وتكنو – راب، وهيب هوب، وإيقاعات الموسيقى العربية الجديدة والشبابية، التي تألقت خصوصاً في ساحات الثورة المصرية الموؤدة.

والصخب المبهج لا يقتصر على البشر ولا على مكبرات الصوت، فهو أيضاً يضجّ على جدران الأبنية المنتشرة، رسوماً وغرافيتي وعبارات وشعارات فردية وفحش بذيء وشعر وسياسة وأفكار ساذجة وخربشات وما لا يمكن حصره، متعدد اللغات والأهواء.

هناك على جدران عدة توزعت مرايا كتب عليها "أنا قائد الثورة" أو "أنا قائدة الثورة"، فإذ بكل شخص يمر بمحاذاتها رأى نفسه قائداً/ قائدة للثورة لبرهة خاطفة. وهذا "فن الشارع" في لحظة تسديد لكمة سياسية على لغو "من هم قادة الحراك". لغو يأبى إدراك ما يحدث ويأبى الاعتراف بالحقيقة المباغتة. وعلى مثال المرايا هذه، يحدث ابتكار وسائل فردية أو جماعية كجزء من هذه الفسيفساء الباذخة والمدوخة بفوضويتها. والحال أن ما تجمعه الساحات في وسط بيروت لا يسعى إلى "التوحد" صورة ولغة ونمطاً، بل هو يحتفل هكذا بكثرة تبايناته ولا حصرية صوته. فلا يمنع أن تجد جماعة من المبشرين الأنجليين يحاولون إقامة صلاة بالقرب من كتلة متحمسة من النسويات وهن في قمة انفعالهن، أو أن ترى تبدل وظيفة الدرج العريض لمسجد محمد الأمين وقد تحول إلى ما يشبه مدرج الملاعب الهادرة.

وتستوعب "عامّية" بيروت بزوغ حركات سياسية متجاورة وشديدة الاختلاف، ما بين قدامى الشيوعيين وقدامى الكتائب مثلاً، وفروع متخاصمة من الحركات النسوية، وأنتليجنسيا خرجت من خيبات 14 آذار من غير الحزبيين والمنشقين عن التيار العوني، والبيئيين والليبراليين وأولئك المبتعدين حسرة عن "تيار المستقبل".. لكن العصب الفعلي يبقى في الجيل الجديد من طلاب الجامعات الذي يؤلفون تياراً يسارياً علمانياً منقطعاً عن ذاك اليسار القديم باهتمامته الاجتماعية كالجندرة والبيئة والتكنولوجيا، ومتصلاً أكثر بحراكات احتجاجية متعولمة كالسترات الصفر في فرنسا.

وفي كل هذا، نحدس أن ما يجري في ساحات بيروت، وخصوصاً مع انتشار الباعة والبسطات، وكأن المواطنين استردوا وسط المدينة ممن باتوا يوسمون بـ"الحرامية". أي جعلوه "وسطاً" وقلباً وازدحاماً وسوقاً.

والانتفاضة في صورتها هذه إنما توحي بانقلابات عميقة اجتماعياً وسياسياً. وكإنها انفضاض عنيف من منظومة حياة ما عاد يصح وصفها "حياة".

 

أموال مَنْ حُولت إلى الخارج؟

عصام الجردي/المدن/04 تشرين الثاني/2019

الأموال المنهوبة واستعادتها. من حقّ شباب الثورة وشاباتها وناسها وأسرها، أن يهتفوا به، ويضعونه بندًا رئيسًا في لائحة الطموحات الكبيرة والمشروعة. يتحول واجبًا متى علمنا، أن أكثر من 42 مليار دولار أميركي تتكبدها الدول النامية سنويًا بحسب الوكالات الدولية المعنية. تأكل من مخصصات التنمية، والصحة، والتعليم، وشبكات الأمان الاجتماعي، وبناء المرافق العامة الحيوية.

النظام لا يستعيد الأموال

نصرّ من جديد، على أن تحقيق هدف استعادة الأموال المنهوبة أيضًا، لا يمكن عزله عن تغيير النظام السياسي في لبنان أو إسقاطه. والدليل بسيط وعيّن. كل الدول التي شكّل الفساد فيها نهجًا منظمًا، لم ينكشف صراحة ولا حُدّ منه، إلاّ بعد إطاحة النظم السياسية. في المحيط الأقرب نظام زين العابدين بن علي في تونس. وحسني مبارك في مصر. وعلي عبدالله صالح في اليمن. ومعمّر القذافي في ليبيا. وفي نيجيريا وليبيريا والفليبين وغيرها الكثير. في سوريا تمت دعوشة الثورة منجاة لنظام بشّار الأسد من السقوط. ونسمع الآن، كيف بدأت مواقع الفساد والثروات تحترب من الداخل أبناء عمومة وخؤولة ومقربين من لدن النظام وحواشيه. والمعركة لم تنته بعد. في العراق حيث أكبر عملية نهب منظمة في التاريخ زمن رئيس الوزراء السابق نور الدين المالكي، لم تنكشف إلاّ بعد إزاحة المالكي عن رئاسة الحكومة. هناك اتهامات خيالية لهذا الأخير بأنه استولى على نحو 400 مليار دولار أميركي فترة حكومته. قال ذلك رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ومجلس النواب ومسؤولون. في العراق ثورة شعبية غير مسبوقة منذ عصر الديكتاتور صدّام حسين. ونعلم مدى البذخ الذي مارسه. وعدد القصور التابعة له ولعائلته.

ولنا أن نعتقد في لبنان، أن قضية استعادة الأموال المنهوبة، وكشفها أولًا، أشد صعوبة عن مثيلاتها في دول أخرى. هناك ارتبط الفساد بالحلقة الضيقة للديكتاتور و"القائد الملهم" وبعض الزبانية. في لبنان دائرة الفساد أوسع بكثير. البلد لا يحكم بالديكتاتور والرجل الواحد. بيد أن تحالف السلطة ورأس المال في نظام أوليغارشي مكين مغطّى بالطائفة، هو سمة النظام العامة. وهو واسع ومتشعب حتى كاد يشكل ثقافة لبنانية خالصة. ولأنه بهذا الإتساع تمكّن من تأسيس بيئة حاضنة ومحمية في دوائر الدولة والقضاء والإعلام والنقابات وغيرها. ومن أسف، وُجد من النُخب الثقافية والعلمية من يدعمه بالمباشر، أو بالتملق أو التنظير له كناية واستعارة. لذلك، ترفع هذه الثورة غير المسبوقة منذ دولة لبنان الكبير 1920، ودولة الاستقلال 1943، تغيير النظام السياسي أو إسقاطه. لأنه السبيل الوحيد لاستعادة الأموال المنهوبة. علمًا أن كل مطالب الثورة وشعاراتها الأخرى، الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية المباشرة، على تماس مباشر بهيكل النظام السياسي. الموازنة العامة قرار سياسي. توزيع نفقاتها، وتركيب إيراداتها وقوانين الضرائب والتكليف الضريبي، كلها قرارت سياسية وخيارات أيديولوجية وطبقية، لها علاقة مباشرة بالنموذج الاقتصادي، ومكونات الناتج المحلي، وتوزيع الثروة والنمو والتنمية. الأمر نفسه في توزيع أعباء الخروج من الأزمة، وتفادي الانهيار تحت غائلة العجز والدين العام. الفساد المالي هو الإبن الشرعي للفساد السياسي. فساد نظام ليس نزوة فردية من مكوناته. لا يوجد مكان في العالم خلوٌ من فساد. لكن توجد قبل ذلك أجهزة رقابة ومحاسبة مهنية وتدقيق وقضاء يحاسب. ومجلس نواب لا يشرع وثيقة نفقات خارج الدستور والقوانين وبالعجز المتمادي والدين المتلفت من أي قيود. في الأنظمة التوتاليتارية ينهب الطغاة والبطانة. الباقون يتوجسون الديكتاتور. وغالبًا ما يفتعل الأخير  حرصًا على نفاذ القوانين ليغطي ما ينهبه. وضعنا مع استعادة الأموال المنهوبة أشد تعقيدًا. فغلالة النظام الديموقراطي البرلماني، وحرية الاقتصاد، والمعتقد، والتعبير، والإعلام، واستقلال القضاء، وفصل السلطات وغيرها، كلها استخدمت خلافًا للدستور، لسدن منظومة الفساد. سقطت الغلالة الآن. بما ذلك أُرجوفة الطائفة التي تحمي زعيمها السياسي. وسقطت حدود الكانتونات السياسية والطائفية بين المناطق. "كلن يعني كلن". الشعار ليس ترنيمة. السخفاء فهموه بالشخصي. والخبثاء المرعوبون منه، فهموه يتوعدون ويزمجرون لإرهاب شهامى وشرفاء، حريصين على العيش بكرامة ووطن حرّ.

مسار معقّد

الكشف عن الأموال المنهوبة واستعادتها في لبنان والخارج يحتاج إلى دولة. إلى مسار معقدّ وصلب لبناء لوائح الاتهام القضائية وتحويلها إلى مراجع محلية مصرفية ومالية، وإلى أخرى دولية مهتمة بتبييض الأموال. من سيركّب لوائح الإتهام ومتابعتها من الدولة اللبنانية ومنظومة النظام السياسي؟ وهل النظام السياسي الحالي وأحزاب السلطة جديرة بذلك أصلًا؟ كل المراجع الدولية المعنية، والحكومات والأجهزة القضائية فيها تعرف حكاية الفساد وأربابه في لبنان. وتعلم الوعود التي قطعتها العهود السياسية والحكومات لوقف الفساد ومحاربته. ولم نعثر على فاسد واحد بعد! وتعلم أن لبنان هو الوحيد بين بلدان العالم على شفا الانهيار المالي لا يستطيع الحصول على قروض ميسرة طويلة الأجل في أمسّ الحاجة إليها، لأنه يرفض مجرد إصلاحات مالية وإدارية وفي قواعد الإفصاح والشفافية.

فصل جديد من الإفك والتحايل بدأ منذ فترة يتعلق برفع السرية المصرفية عن حساباته في لبنان. السرية المصرفية ترفع لمصلحة جهة معينة. وفي حالات محددة بالقوانين لاسيما المتعلقة بتبييض الأموال وأموال الإرهاب. تسقط السرية وتجمدّ الحسابات موقتًا إلى حين القرار النهائي بالإفراج عنها أو مصادرتها تبعًا لنتائج التحقيق في الهيئة الخاصة في مصرف لبنان. لكن الأمر يحتاج قبل ذلك إلى اتهام أو إخطار السلطات المعنية بشبهة ما. هذا غير موجود. من يستطيع بناء ملف لشخصية من المنظومة السياسية؟ ومن ثمّ، فرفع السرية يفترض أن يكون في لبنان والخارج عن الأصول والحيازات والشراكة في مؤسسات وملكيات عقارية وأسهم وصناديق مصرفية وحسابات رقمية مكتومة. وأن يشمل رفع السرية أصول العائلة بلا استثناء.

الحكومة البريطانية نشرت في 2016 مضمون كتاب للخبيرة الأمنية سارة تشايس عن الفساد وفيه أن الأخير "بات اليوم ممارسة منظّمة، وهو نتاج عمل شبكات معقّدة تشبه الجريمة المنظّمة. ويتعيّن على الحكومات دراسة تلك النشاطات وتداعياتها، بالطريقة نفسها التي تدرس فيها المنظمات الإجرامية أو الإرهابية العابرة الحدود". نعاني اليوم خطر تحويل أموال إلى الخارج. سنطلب إلى أركان الدولة بلا استثناء ما يأتي: هناك معلومات عن تحويلات بالملايين إلى الخارح في آب وأيلول الماضيين وقبل 17 تشرين الأول المنصرم وبعده، كون الأقسام الخارجية في المصارف لم تتوقف عن العمل. هل يمكن الطلب إلى الوزراء والنواب والمسؤولين في القطاع العام إلى أي دائرة انتموا، رفع السرية عن حساباتهم وحسابات أصولهم وذويهم لمصلحة الدولة اللبنانية، لمعرفة أصحاب تلك التحويلات؟

 

شارع" جبران باسيل في مواجهة اللبنانيين

وليد حسين/المدن/04 تشرين الثاني/2019

مع بدء العد العكسي للتيار الوطني الحر لشد عصب شارعه، بخروج جموع العونيين الباسيليين في مسيرة دعم العهد، بدأ يتشكل في لبنان شارع في مقابل ساحات على أنقاض "النظام القديم".

تفكيك السلطة المديد

ساحات منتشرة على الأراضي اللبنانية، تريد تفتيت نظام الزعماء وأجهزته السلطوية، على قاعدة الخلاص من جميع أركان التركيبة التي نهبت البلاد وتسببت بالأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وبإفقار اللبنانيين على حساب تكدس الثروات في أيدي قلة أوليغارشية توزّع غنائم الدولة زبائنياً.

وفي المقابل، شارع يعمل جاهداً على إنقاذ "النظام القديم" بكل مكوناته، حتى لو بدا للوهلة الأولى أنه شارع فئوي "حزب اللاهي - باسيلي".

بمعزل عن صراعات أركان النظام القديم على الحكومة والحكم وتقاسم موارد الدولة المنهوبة، ومحاولاتهم اليائسة لحشد الشوارع المتقابلة (في الحالة الباسيلية -الحزب اللاهية شارع خالص النقاء الطائفي والاصطفاف الزعامي المرصوص. وفي حالة باقي سدنة السلطة "الركوب" على ثورة اللبنانيين ضد "الحراميي")، جاء خروج ملايين اللبنانيين إلى الساحات والطرق بعفوية للتبرؤ من لصوص الهيكل. وهذه ليست موجة عابرة، بل مسار قد يطول. فعودة أركان النظام القديم إلى التربع في سدة الحكم قد تخدر الناس ببعض المسكنات. لكنها لا تستطيع حل الأزمات المتتالية التي تسببت بها، وأدت إلى نفاذ صبر اللبنانيين الذين خرجوا صارخين: "كلن يعني كلن".

زعماء القداسة واللعنة

وإذا كان من تمايز بين الشارع العوني الذي خرج اليوم إلى بعبدا والساحات اللبنانية المنتفضة، نستطيع بيان الفوارق الصارخة: شارع "أهل الوفاء" (الأهلي والعائلي) خرج لدعم الزعيم الذي يردد رعاياه: "عنا جبل في بعبدا وما حدن بيهزو"، وساحات خرجت للمطالبة بحقوق اقتصادية واجتماعية وعدالة في توزيع الثروة، وضد حكم المصارف الذي سلب اللبنانيين مليارات الدولارات من فوائد خدمة الدين العام.

شارع لم يبدر عن جميع المتحدثين فيه على شاشات التلفزة إلا لغة التحدي والفتوة والطاعة والولاء للزعيم، والمشاركون فيه أشبه بمن يذهبون إلى حتفهم "مرفوعي" الرأس، وساحات لعنت الزعيم والقائد رغم التهديد والإرهاب والاعتداءات المتكررة.

لن ينقسم اللبنانيون إلى شارعين. جل ما في الأمر أن ثمة محاولات يائسة للدفع في هذا الاتجاه. لكن الميزة الواضحة تشير إلى شارع فئوي محافظ صافٍ طائفياً بلغة قديمة شائخة وبائدة، دينها وديدنها "حقوق المسيحيين". وساحات لبنانية جامعة وشبابية متقدة زعزعت بالشتائم والفكاهة أركان الدولة. شارع شائخ يجسّد كل التفاهة اللبنانية لما قبل ثورة 17 تشرين، يريد الدفاع عن جزء من النظام القديم وتحصين قلاعه المتهالكة، على قاعدة تنزيه أركانه من أوجاع ومصائب اللبنانيين، جراء الفساد والهدر ونهب موارد الدولة والفشل المتمادي، وساحات تريد الخلاص من "الحراميي" بقضهم وقضيضهم.

ما يريد تكريسه التيار الحزب اللاهي - الباسيلي لن يذهب إلى أكثر من شارع يتمسك بعود ثقاب مكافحة الفساد على أساس إلقاء المسؤوليات على "الآخرين"، معرقلي مسيرة الدولة العونية المتخيلة، التي لم نر منها إلا خطب العنصرية والذكورية والمذهبية.

وساحات هتف فيها ابن الأشرفية وطرابلس وبيروت لأهالي صور والنبطية، ووضعت جميع أركان الحكم في قفص الاتهام والشبهة. وشارع رفع أعلامه الحزبية (إلى جانب أعلام لبنانية فلكلورية) وصور قادته المنزهين. وساحات جمعت اللبنانيين بكل أطيافهم تحت العلم اللبناني كتعبير على أنهم موحدين.

رئيس حزب لاجمهورية

حتى هذا الوقت من ظهيرة الأحد 3 تشرين الثاني، ما زالت المشهدية اللبنانية قائمة على شارع تصدره سياسيو التيار الوطني الحر المشاركون في الحكم منذ أكثر من سنوات عشر، ورئيسه السابق يتربع على عرش الجمهورية، ولديه ثلاثين نائباً و11 وزيراً في الحكومة التي أسقطتها الساحات. والساحات لم تتصدرها حتى جمعية مدنية، وبلا قيادة أو رأس، صرخت حتى في وجه من حاول استمالتها من أركان النظام القديم: "كلكن يعني كلكن".

ما هو حاصل حالياً محاولات يائسة لتكريس الزعيم والقائد المخلص، بعد خروج اللبنانيين على الزعامة والقيادة والمخلصين. على أن ميزة الشارع والساحات تبقى في قبول أو رفض رئيس الجمهورية استمرار عهده، بدعم شارع حزبي ضيق، على أنقاض لبنان واللبنانيين. 

 

"العونيّة السياسيّة"... ظاهرة تتهاوى من "مار مخايل" إلى بعبدا !

علي الأمين/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

غاية "العونية السياسية" منذ ان دخلت السلطة، من باب ورقة التفاهم الشهيرة مع "حزب الله"، السيطرة على المنافع والمكاسب، أو الدخول في لعبة المحاصصة بشعار استعادة حقوق المسيحيين، ولم تكن حقوق المسيحيين ولا مرة في وعي هذا التيار، استعادة الدولة وتعزيز المواطنية، ولا مكافحة الفساد، أو كسر معادلات الفساد بأوجهه المتنوعة والمترابطة. لذا كان المثال الشيعي في ثنائيته المفضية الى أحادية، المدرسة والمثال للعونية السياسية، تمثلته في سلوكها وخطابها وفي التبشير به داخل الجماعة المسيحية، على هذه الخطى وهذا الركب انطلقت العصبوية العونية، فكان جبران باسيل القائد الميداني لهذا التيار، والساعي الى استغلال الدولة والسيادة والدستور والقانون في سوق المحاصصة باسم حقوق المسيحيين، كان الرئيس نبيه بري النموذج الذي سار الوزير باسيل في ركبه، بالطبع ليس المقصود هنا ان العلاقة كانت طيبة بين الرجلين بل العكس تماماً، انما المقصود هو المنهجية التي تقوم على الاستفادة من الدولة ومواردها وسيادتها في سياق بناء زعامة طائفية تتناقض في وجودها ونظام مصالحها مع الدولة ومع كل ما هو متصل بتهميش القانون والقضاء والمواطنية، لمصلحة الزبائنية التي تبني سلطة فوق الدولة وعلى حسابها باسم الطائفة او المذهب او الحزبية الفئوية.

على هذا المنوال بنت العونية السياسية قوتها ونفوذها، وأثبت لها طريق وصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة الاولى، ان هذا الطريق يوصل الى المبتغى ولو كان على حساب تعطيل الانتخابات الرئاسية لعامين ونصف العام، وعلى حساب العبث بالدستور، وبتمريغ انف الدولة في وحول الاستنسابية والاستباحة باسم الطائفة واستعادة الحقوق، والرئيس القوي.

بهذا المعنى لم يكن ليتوقع المراقب ان المعادلة التي اوصلت العونية السياسية الى الرئاسة الأولى، يمكن ان تنقلب في زمن "الرئيس القوي" الى ما هو مختلف عن طريق وصولها، اي ان وسائل الوصول كانت هي نفسها وسائل السلطة، لذا لم تكن للدولة مكانتها في برنامج ما بعد الرئاسة، لم يكن الاصلاح ديدنها ولا مكافحة الفساد عنواناً من عناوين سلوكها، بل المزيد من الشيء نفسه، اي استعادة الحقوق، وهو ما اسس له "التيار الوطني الحر" بدعم من "الأخ الأكبر" لقانون انتخاب يلبي المزيد من الاصطفافات الطائفية من جهة، ويوفر القدرة على ادارة هذه الاصطفافات لمصلحة ترسيخ العونية السياسية، بما هي سلطة نمت على مسار مغاير لتعزيز الدولة ومؤسساتها، يكرر بعض مناصري الرئيس بري مقولة قالها قبل اكثر من ربع قرن، انه "جاهز لعدم المحاصصة في الدولة ولكن اذا رفضتم فانا اول محاصص، وانا جاهز لالغاء الطائفية السياسية ولكن اذا رفضتم فانا اول طائفي في سوق السياسة"....مؤدى هذا الكلام هو تبرير استباحة الدولة، واضعافها. لم يكن باسيل بعيداً عن هذا القول المريب، بل تبناه وسار به، متوهماً انه سيحقق مبتغاه في الرئاسة الأولى التي يطمح لتوليها. "العونية السياسية" التي تتكسر تحت ضربات التاريخ والجغرافيا، كما الماضي والحاضر والمستقبل، فقدت توازنها بالكامل، وكان من أحد تجلياتها ما حصل أمس في بعبدا، حيث استعاد "التيار الوطني الحر" قصر الشعب على طريق قصر بعبدا، وارتكب خطأ سياسياً جسيماً فدشن شارعاً مقابل شارع، وبقطع النظر عن خطورته، فقد أسقط فوراً عن رئيس الجمهورية صفة الحكم وحوله إلى طرف وذلك كله كرمى لعيون باسيل. فقد عمدت قيادة التيار إلى تجييش قواعدها لزحف نحو بعبدا دعماً للرئيس الذي سرعان ما تبين أنها لتعويم باسيل، وقد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بالنظر إلى حضور أعداد "خجولة" لا تليق بالمناسبة، لا تكاد تملأ الشارع المؤدي إلى القصر، و"زاد في طينهم بلة" المقارنة الحكمية مع الحشود الهائلة التي غصت بها ساحتا الشهداء ورياض الصلح، وليس فقط على مستوى العدد أنما أيضاً من حيث التنوع في مكوناته، وليس من "لون" واحد. واستكمالاً، يأتي خطاب باسيل امس في بعبدا أيضاً، الذي كان مهجوساً بالبحث عن سلاح جديد، بعدما تهاوت اسلحة اللعب بالعصبيات واستثمار العصبية مسيحياً، لم ترد على لسانه كلمة حقوق المسيحيين كما كانت العادة في خطاباته المشابهة. ذهب الى الفساد والمحاسبة، وهو الشعار الذي صار في يد الشارع الذي بات شديد العزم في مواجهة السلطة وألاعيبها واهاناتها للعقل والمواطنين. "العونية السياسية" فقدت بوصلتها وهي كما القوى السياسية التي شاركتها التحاصص والفساد، عاجزة عن فعل ما يعيد لها فرص الاستمرار في السلطة، من دون ان يزيد ذلك من تصدعها واستنزافها، عاجزة عن السير في ركب محاسبة الفاسدين، لأنها متورطة فيه، وعاجزة عن تجديد تحالفاتها السلطوية لأن السلطة سقطت في الشارع وفقدت ما تبقى من ثقة في الداخل والخارج. وظيفة الحشد في بعبدا كانت محاولة احتماء وفعل تخف ومؤشر انهيار لمنظومة "العونية السياسية" التي اسس لها تفاهم مار مخايل، وعزز من هويتها الفئوية، الى الحدّ الذي يمكن القول انها فقدت الكثير من قيمتها ووزنها في خضم الانتفاضة اللبنانية، وتداعي فرص المشاريع التي قامت على ان الدولة هامش والحزب او الطائفة هما متن الحياة في لبنان.

 

من "نور" الفيحاء إلى ساحة "الشهداء"... الثورة "ماشية"

ألان سركيس/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

"أيقونة الثورة"، "لؤلؤة الثورة"، "نجمة الساحات"، أوصاف وأوصاف تطلق على ساحة "النور" في طرابلس، تلك الساحة التي كانت منذ سنوات رمزاً للتقاتل الأخوي بين جبل محسن وباب التبانة قبل أن تتحوّل إلى الشعلة التي لا تنطفئ. حمل أبناء طرابلس مشعل الثورة منذ اليوم الأول، وباتت المدينة لا تنام، ينتظر الجميع مشهديتها كل مساء، وقد نفضت عنها غبار التّهم السياسيّة وانتفضت لرفع الظلم عنها وعن كل لبناني عانى من ممارسات الحكومات المتعاقبة. في المقابل، فإن كل الساحات كانت مشتعلة في لبنان، لكن بعد إعلان إستقالة الحكومة فُتحت الطرق وعادت الأمور إلى طبيعتها في فرصة أراد الثوّار إعطاءها للطبقة الحاكمة لتلبية المطالب، لكن أيضاً بقيت الخِيم منصوبة في ساحة الشهداء تحسّباً لعودة الثوّار إليها لحظة تدعو الحاجة. وتختصر ساحة الشهداء رمزية خاصة في الذاكرة اللبنانية، فهي الساحة التي تُمثّل وجه بيروت الحضاري ومآسي الوطن وثوراته وإنتفاضاته على مرّ الأزمان.

ويختزل مشهد ساحتَي "النور" و"الشهداء" صورة الوطن الذي يعاني والذي يعيش صراع البقاء، وفي الساحتين، شباب فقدوا الأمل بوطن الأرز نتيجة تصرّفات السياسيين وانصرافهم إلى السرقة والنهب، شباب يردّدون عبارة "ليش تركولنا خيار غير الثورة؟"، شبّان لم يتعبوا طوال الأيام السابقة على رغم حملات التخوين والإستهزاء منهم، وعلى رغم اليأس الذي كان مسيطراً في الزمن السابق، إلا أنه لديهم أمل بالمستقبل وبلبنان الغدّ إذا نجحت ثورتهم.

تجمع ساحتا "الشهداء" و"النور" الشعب المقهور بكل أطيافه وتلاوينه، هنا الناس الذين يُطالبون بأبسط حقوقهم، لا أحد يُطالب بالرفاهيّة بل بالعيش الكريم، هنا تسقط كل الطبقيّة ويصرخ الشباب بصوت واحد "ثورة ثورة ثورة"، وفي الساحتين لا مجال للمساومة على المطالب المعيشية.

من العاصمة الثانية للبنان إلى العاصمة الأولى رحلة ومسيرة طويلة بين بلد رُفعت داخله الحواجز الطائفية والمذهبيّة والمناطقيّة، ولم تستطع كل التحركات الشعبية السابقة، أي ثورة 14 آذار 2005 وتحرّك المجتمع المدني صيف 2015، التأثير في سياسة الطبقة الحاكمة أو هدم الحواجز وبناء جسور تواصل وحوار وإلتقاء. من طرابلس الثائرة إلى المناطق الأخرى تحية سلام ومحبّة، فليل السبت شهدت ساحة "النور" حشوداً من كل المناطق، من صور والنبطية والجنوب، من الجبل الجنوبي وكسروان وجل الديب وجبيل وبيروت ومن مناطق الشمال، كلها حشود أتت لتهتف للثورة ولتبقى تعيش أمل التغيير وسط تسلل اليأس إلى النفوس نتيجة تمسّك الحاكمين بالكراسي وعدم الإستجابة لمطالب الشعب المحقّة.

وأمس وأمام أحد وحدة الساحات وأحد الضغط، لم تأبَ طرابلس ترك ساحة الشهداء، فنظّمت مسيرات من عاصمة الشمال بعد الظهر وعبر الثوار مناطق الشمال وقد رأوا في طرابلس ملاذاً آمناً لثورتهم، كذلك مرّوا في جبيل، من ثمّ في الزوق وجلّ الديب، تانِك الساحتان اللتان منعتا إنهيار الثورة وصمدتا لتعطيا للثورة طابعاً وطنياً عابراً للطوائف، خصوصاً أن هذه الحركة الشعبية التي حصلت لم تقتصر على طائفة أو مذهب أو منطقة، ووصل أبناء طرابلس إلى ساحة الشهداء التي شهدت الثلثاء الماضي إعتداء من "الشبيحة".

في الأمس توحّدت الساحات وحشدت الثوّار في مشهديّة أكّدت أن الأحزاب الحاكمة لا يمكنها أن تستمرّ في المكابرة والقفز فوق مطالب الشعب وحقوقه المسلوبة، توحّدت الساحات في رسالة واضحة بأن الثورة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الأول تكتب فصلاً جديداً من تاريخ لبنان، وهذا الفصل يطالب بالمحاسبة وعودة الأموال المنهوبة وتأليف حكومة إختصاصيين تنقذ البلد من الإنهيار الذي يهدّده، وإلا سينهار الهيكل فوق رؤوس الجميع. من طرابلس إلى بيروت وكل المناطق تبقى شعلة الثورة مضيئة، ويبقى الأمل عند الشعب بولادة لبنان الجديد وإلا على "الوطن السلام".

 

إهدار الفرصة الأخيرة... وهم الحريري

وليد شقير/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

ما حصل بالأمس في قصر بعبدا لا يمكن وصفه إلا بأنه المقدمة الطبيعية لإهدار الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق منذ أشهر، وتسبب بالانفجار الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي. سبق الخطاب الذي سمعناه محاولات من أجل مساعدة لبنان على الخروج من المأزق مع تحديد للخسائر التي تلوح في الأفق. تُختصر هذه المحاولات بأن مساعيَ أوروبية بُذلت، بعد الأيام الخمسة الأولى للتحركات الشعبية الاحتجاجية، مع محيط الرئاسة اللبنانية، تقضي بتأليف حكومة جديدة من الاختصاصيين تلبي مطالب الحراك الشعبي الذي تحتاج تهدئته إلى التجاوب مع الحد الأدنى من مطالبه.

قضت الأفكار التي طرحتها جهات أوروبية أن تُختصر خريطة الطريق لمعالجة المأزق اللبناني بالآتي: خطة لتقليص حجم القطاع العام، تسريع خطوات النهوض بالقطاعات التي تتسبب في مراكمة العجز في موازنة الدولة ولا سيما قطاع الكهرباء، تمهيداً لخصخصة بعض القطاعات أو اشتراك القطاع الخاص باستثمارها في شكل يساعد لبنان على البدء في إطفاء خدمة الدين ثم الدين العام، الحصول على موافقة البنك الأوروبي للاستثمار كي يكتتب بسندات الخزينة اللبنانية (على مراحل) بقيمة 10 مليارات دولار أميركي في شكل يساعد على سد النقص في السيولة بالعملة الصعبة للمالية العامة.

لم يلقَ هذا العرض آذانا صاغية لدى الذين استمعوا إليه من محيط الرئاسة، وكان الجواب استغراب هؤلاء لسبب استمرار الحملة ضد العهد والوزير جبران باسيل. وهذا ما ترك انطباعاً بأن بعض محيط الرئيس ميشال عون الذي استمع الى هذه الأفكار يعيش في وادٍ آخر، وفي "شرنقة" يحبس رجالات العهد أنفسهم فيها، ما يجعلهم غير قادرين على استيعاب جدية الانفجار الشعبي في البلد.

وإذا كان هذا العرض جاء من جهة أوروبية، لا أميركية تثير الريبة عند "حزب الله" الذي يتوجس كما يعلن منذ بدء المأزق، من مؤامرات واشنطن ضده، فلأن الدول المتابعة عن قرب تصاعد الأزمة اللبنانية، ولا سيما الأوروبية تدرك أن هناك حاجة ملحة لدى لبنان كي يحصل على سيولة مالية سريعة تسمح له بالوقوف على رجليه عبر ضخ أموال في ماليته، بمعزل عن البرنامج الاستثماري لقرارات مؤتمر "سيدر"، كي يتمكن من متابعة تنفيذ الإصلاحات وإطلاق تنفيذ تلك القرارات. وهذه الحاجة الملحة كانت الدافع الرئيسي لحركة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري منذ شهرين. وتقول الأوساط العارفة بأهداف اتصالات الحريري الأخيرة مع الدول الأوروبية وبعض الدول الخليجية، قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية، إنه سعى إلى تأمين ضخ سيولة في الوضع المالي اللبناني نظراً إلى الحاجة الملحة لهذا الإجراء من أجل تفادي الانحدار، وهو الأمر الذي شغل جانباً من محادثاته في أبو ظبي مطلع الشهر الماضي، حيث جرى الحديث عن إمكان مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في هكذا خطوة عبّر عنها محافظ البنك المركزي في الإمارات أمس بحديثه عن دراسة إمكان تقديم المساعدة للبنان في هذا الإطار. وكان الحريري يأمل متابعة هذا الجهد مع دول خليجية أخرى.

خطابات الأمس لا توحي بإمكان نجاح الخطوة المالية الإنقاذية، لأن ما قيل من قبل الرئيس عون وباسيل ومن "حزب الله" لا يوحي بالاستعجال في تأليف الحكومة خلافاً لكل الزعم بذلك. قد تكون النتيجة الأبرز في خطاب رئيس الجمهورية الخميس الماضي أنه تحدث عن الفشل في الإصلاح، فيما تناول باسيل "فشلنا" أكثر من 5 مرات في خطابه أمس، لكنهما اتهما الشركاء في التسوية (أي الحريري) بذلك. لم يعد الحريري ينتظر تكليفه برئاسة الحكومة أمام هذا الواقع الإنكاري للمأزق، وفي ظل رفضه لمساواته بإخراج باسيل من الحكومة البديلة بالإيحاء بأنه لن تتم تسميته من أجل تأليفها. فما يوازيه في التركيبة هو عون لا باسيل. همه الحؤول دون تصعيد يحرف الحراك السلمي لإنتاج اشتباك يقود البلد إلى صراع أهلي، والحؤول دون نوايا البعض تحميله مسؤولية أي انهيار.

 

تيار التغيير والإصلاح والتحدّي

رندة تقي الدين/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

جمهور "التيار الوطني الحر" الذي اتجه الى القصر الرئاسي في بعبدا وخطاب رئيس تيار "الإصلاح والتغيير"، أظهرا للشعب اللبناني أن المأزق السياسي والاجتماعي يشتد في لبنان. لقد التزم الرئيس ميشال عون في خطابه الأسبوع الماضي عدم ترك شارع يواجه شارعاً. ورأينا أمس طريق بعبدا وساحتها في وجه شعب منتفض في ساحة رياض الصلح يطالب برحيل كل الطبقة السياسية لفشلها في تلبية أدنى حقوق الشعب. فجاء خطاب باسيل يلقي المسؤولية على من تسلّم الحكم من التسعينات إلى 2005 متناسياً مسؤولية الاحتلال السوري حليفه الحالي في الفترة التي أشار اليها. ثم خطابه الشعبوي غضّ النظر عن أنه تسلّم لمدة عشر سنوات وزارة الطاقة وما زال الشعب المنتفض يعاني من غياب التيار الكهربائي 24 ساعة على 24. كما أن التيار تسلم وزارة البيئة منذ ثلاث سنوات. لم يرَ الشعب المنتفض أي حلّ للنفايات المتراكمة والتلوث المميت في البلد. أما وزارة الاتصالات فعندما تسلّمها ممثل باسيل لم يقم بانجاز أو نجاح أكبر مما حدث لاحقاً. المؤسف كان أن الرئيس عون الذي يصف نفسه بأنه "أب الكل"، خاطب جمهور "التيار" من القصر الرئاسي كأنه رئيس حزب ولو أنه قال: "بحبكم كلكن". خاطب باسيل جمهوره واعداً إياه بمكافحة الفساد، كيف ذلك وحليفه "حزب الله" يسيطر على المرفأ والمطار وكل نقاط التهريب في البلد؟ وأي مكافحة فساد يتكلم عنها عندما لا يتجرأ أي موظف دولة في جباية ضرائب ومدفوعات الكهرباء على تحصيل الجباية بشكل كامل في الضاحية الجنوبية ومناطق "حزب الله" حليف باسيل.

كلام باسيل عن مكافحة الفساد بمثابة الضحك على الناس لأن الكل يعلم من هو "الحزب" الذي يبني اقتصاداً غير شرعي لاستخدام سلاحه غير الشرعي بوجه شعوب لبنان وسوريا والعراق. وتظاهرة باسيل وتأييدها من رئيس البلد أعادت المشهد الى تسييس الوضع والعودة إلى انقسام 8 و14 آذار. أما تظاهرات الشعب في ساحة رياض الصلح وفي طرابلس فكانت بمثابة إضعاف لتظاهرة "التيار". فالحراك الشعبي كان في زحلة وطرابلس وبيروت وغيرها من المدن للمطالبة بأحوال معيشية أفضل وخروجهم من أوضاع مؤلمة. ولكن لسوء الحظ أن المسؤولين عن الحكم في لبنان غير مدركين وجع الشعب بعد. فهم يتكلمون عن مؤامرات من أحزاب ومن سفارات ويماطلون في تشكيل حكومة فاعلة ومقنعة. ولكن عرض قوة باسيل بدلاً من التركيز على الاستشارات لتكليف رئيس حكومة والإسراع بالتشكيل، يعني أن العصيان المدني سيستمر لأن الناس لم تشعر بأن رئيس البلد والمسؤولين فيه سمعوا صرختهم.

سيعود البلد إلى الشلل وتتفاقم الازمة ولكن الاقتصاد لم يعد يحتمل. والمطلوب يقظة وطنية حقيقية سريعة تخرج البلد من الهاوية وتعطي الشعب المحتج أدنى حقوقه، والكف عن تحدّي حزب يسمي نفسه بـ"القوي"، اخطأ التقدير بتظاهرة أدت الى زيادة الغضب الشعبي والى شلّ البلد.

 

تكنوقراطيّة مستقلّة

سامي نادر/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

ليس بقليل ما حقّقته انتفاضة الشارع اللبناني في خلال أسبوعين. أوّلاً أجبرت الحكومة على الإستقالة، وثانياً فرضت أجندتها على كافة الطبقة السياسية. فبعدما باءت بالفشل المحاولات المتكرّرة لتسييسها تارة أو تخوينها تارةً أخرى، إضطر أركان السلطة، إلى ملاقاة مطالبها، أقلّه في الشكل ومحتفظين بالمضمون ألا وهو محاولة إنقاذ نظام المحاصصة السائد منذ أكثر من عقد. فبعدما وُضعت الخطوط الحمر أمام استقالة الحكومة، إنتهت الأمور بالقوى الحامية للسلطة إلى الإقرار بأحقّية مطالب الثوار. قد تكون هذه الإنعطافة عن حسن نيّة وقد تكون أيضاً عملية إستيعابية بهدف الحدّ من خسائرها، إلتفافاً من أجل إنقاذ هذا النظام التشغيلي نفسه ولكن بحلّة جديدة يُطلق عليها اليوم إسم تكنوسياسية. فهل حكومة من هذا النوع قابلة للاستمرار، والأهم من ذلك هل هي قادرة على إنقاذ البلاد من عمق الأزمة الإقتصادية وتلافي الإنهيار؟

أوّلاً لا بد من التوقف عند مطالبة الثوار بحكومة تكنوقراطية. والواقع أن ما عناه الحس الشعبي - نقول الحس الشعبي لأنه أفضل معبِّر عن حال الثورة التي ترفض أي جسم منظّم ناطق بإسمها - بحكومة تكنوقراط ليس فقط حكومة من التقنيين أو أصحاب الكفاءة والإختصاص، إنما أيضاً وأوّلاً حكومة بعيدة عن هذه الطبقة السياسية التي تُحمِّلها الثورة ما آلت إليه الأمور على المستوى الإقتصادي والإجتماعي.

فالمشكلة ليست تقنية وليس سببها عدم توفّر الخبرات أو الدراسات الفنية. فالحقيقة أن الدراسات كثيرة في مكاتب الوزارات وأدراج مجلس النواب. فما ليس متوفراً هم الأشخاص، أي نساء ورجال، رجالات دولة، يحملون هذه الإصلاحات ويدخلونها حيّز التنفيذ.

المشكلة إذن ليست تقنية لكي تستدعي معالجتها حكومة "تكنوقراط". المشكلة في عمقها سياسية لا بل أخلاقية تتطلّب معالجتها الإطاحة بنظام المحاصصة. هذه هي الصدمة الإيجابية التي تُعيد وصل ما انقطع، وتُعيد الثقة المفقودة بين الدولة وشعبها وبينها وبين المجتمع الدولي. وليس طرح الحكومة التكنوسياسية سوى محاولة لتعويم هذا النظام المتهالك الذي لفظه الشعب الثائر. حكومة نظيفة، مستقلة، من أصحاب الكفاءات والفضيلة، ومع صلاحيات استثنائية لفترة وجيزة تمكّنها من تخطّي عقبة البرلمان، النموذج المضخّم للحكومة المستقيلة، وحدها قادرة على المضيّ بالإصلاحات وإقناع المجتمع الدولي أن هناك شيئاً ما تغيّر في البلد الصغير. وأن الأوان آن لملاقاته ومساندته.

 

البقاع يردّ على تحرّك بعبدا بحشد في زحلة: عون رئيس لفئة من اللبنانيّين

أسامة القادري/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2019

حشود بقاعية توجّهت الى المصنع عند الحدود اللبنانية ـ السورية لقطعها بالاتجاهين

أهم ما في تظاهرة التأييد التي انطلقت الى بعبدا، بدعوة من "التيار الوطني الحر"، أنها شكّلت دافعاً اساسياً لحشد المشاركة في اعتصام "أحد الوحدة" الذي دعا اليه الحراك من أجل القول إن الثورة لم تتوقف عند استقالة الحكومة، ولأن الثوار يريدون القول اننا لن نسكت إلا بإسقاط السلطة الفاسدة.

وكان لافتاً أن عدد المنطلقين من البقاع الى بعبدا لم يكن على قدر طموح قيادات التيار في البقاعين الغربي والاوسط، وبحسب أحد قياديي التيار إن مدينة زحلة خذلت "تيار رئيس الجمهورية من حيث الحشود التي كانت متوقعة".

ولفت أحد المتابعين إلى أنه نتيجة لعدم تفاعل البقاعيين مع دعوة التيار البرتقالي بدأ قياديو البقاع الترويج ان لكل مشارك في تظاهرة التأييد مبلغ مئة دولار ولكل صاحب فان مئتي دولار، مما حدا بقيادة التيار في البقاع الغربي للاستعانة بمجموعة بعثية من بلدة كامد اللوز لأن تؤمن "فان" من القرى السنية للدلالة على وطنية تظاهرة التأييد وعدم حصرها بفريق مسيحي. واذ بزحلة والقرى المجاورة ترد على "البرتقاليين" عند الرابعة عصراً بحشود بقاعية وزحلية كثيفة للتأكيد ان الثورة "مستمرة ومكملة للوصول الى مطالبها في اسقاط منظومة الفساد واجراء انتخابات مبكرة". واعتبار الرئيس ميشال عون رئيساً للعونيين وليس لكل اللبنانيين.

انطلقت الحشود بمسيرات سيارة من قرى البقاع الغربي باتجاه المرج حيث كان في انتظارها مسيرة سيّارة من المرج وبرالياس وكذلك من منطقة راشيا باتجاه المصنع حيث التقت المسيرات وانطلقت الى زحلة للمشاركة في الاعتصام، وايضا من قب الياس وجديتا وتعلبايا وسعدنايل للقول إن "الثورة ليست ضد طائفة وليست محسوبة على طائفة"، رافعين العلم اللبناني وهاتفين بمحاسبة جميع من في السلطة. وقال الناشط خالد حمود أحد منظمي المسيرات السيارة والداعين الى ابقاء نبض الثورة في الشارع: "لن نترك الساحات لنعود الى التناحر الطائفي والمذهبي، سنبقى في ساحات الثورة في البقاع لننتهي من السلطة الفاسدة". واعرب عن ان المسيرة والحشد في زحلة دليل واضح للرد على التيار الوطني الحر ان خيار الشارع ضد شارع الذي اتخذته السلطة من خلال الدعوة الى قصر بعبدا، "أظهر ان قصر بعبدا كان لفئة معينة من اللبنانيين ولا يسمع الا اصوات التأييد".

تأييد إقفال الطرقات

بدوره، أعرب الناشط حسين حرب من بلدة المرج البقاع الغربي ان "هذا الحراك ليس شارعاً ضد شارع بل، تيار الرئيس عون من أراد ان يكون شارعاً ضد شارع، ولأننا نتعاطى بمسؤولية كبيرة ركزنا على عدم الاصطدام بين شارعين على الطرقات، خاصة انهم عبروا في القرى التي يعتبر الثوار اكثرية فيها".

ولفت الناشط علي هاشم وهو من بلدة جديتا في البقاع الاوسط إلى ان "الحراك مستمر" واعتبر ان "خطاب الرئيس كان لجمهور التيار ولم يكن للبنانيين جميعاً"، واضاف: "ما حصل يحفزنا على الضغط على السلطة الفاسدة بعصيان مدني من خلال اقفال الطرقات"، مؤيداً صرخة المعتصمين في بيروت لإقفال الطرقات بدءاً من صباح الاثنين. من جهته، أعرب الناشط الاعلامي فؤاد فريجي أنه من المعيب على هذه السلطة محاولاتها احباط هذا التحرك السلمي، وقال: "حراكنا السلمي والمطلبي لن يتوقف وزحله التي جمعت كل اطياف المجتمع البقاعي في صوت واحد تُطالب باستعادة المال المنهوب وملاحقة كل المشتبهين بهدر المال العام"، وتابع الزميل فريجي: "ها هو اليوم الـ 18 ولَم نر متهماً من الناهبين خلف القضبان، سنستمر في كل المناطق اللبنانية وبوتيرة تصاعدية لتحقيق أهداف الإنتفاضة".

ولفتت الناشطة منى عبد الرحمان من مجدل عنجر إلى ان الحراك مستمر و"لن نقبل لأحد في السلطة مصادرته، إنه اسرع من الجميع، اسرع من جميع القيادات السياسية الحاكمة وحتى اسرع من الاحزاب رغم تاريخها النضالي لان الحراك يعتمد على العنصر الشبابي".

ومن تعلبايا، أشار فراس الحشيمي إلى ان "البلد صار مزرعة، وبدنا نعيش بكرامتنا، بدي وطن ودولة تحميني"، وقال: "هذه السلطة ما بتفهم ان الاكثرية الشعبية بالساحات، ويجب أن نشلّ الحركة لنوصل إلى حقنا ومطالبنا بمحاكمة الفاسدين وبحكومة تكنوقراط، وانتخابات مبكرة، بدنا رئيس فعلي للبنان مش لفريق سياسي بيهددنا كل شوي". وعلى اثر اعلان الحراك ان يوم غد هو اضراب عام واقفال للطرقات، بدأت الحشود البقاعية تتوجه الى المصنع عند الحدود اللبنانية السورية لقطعها بالاتجاهين، وكذلك عند مفرق قب الياس طريق ضهر البيدر، وطريق تعلبايا سعدنايل وطرقات البقاع الغربي عند النقاط الاساسية.

 

هكذا يتم إسقاط رئيس الجمهورية!

ماريا ضو/الكلمة أونلاين/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

بعد مطالبة فئة لا بأس بها من الشعب اللبناني اسقاط الحكومة ورئيس الجمهورية كما وإسقاط النظام بأكمله في لبنان، اسُتجيبت جزء من هذه المطالب مع استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومعه كل الحكومة. أما فيما يتعلق بإسقاط الرئيس ميشال عون الذي يملك شعبية واسعة جداً، فهذا المطلب مستحيل تنفيذه دستورياً.لاسقاط الحكومة، هناك 3 آليات دستورية وهي استقالة رئيسها، استقالة الثلث الضامن فيها او اجراء انتخابات نيابية جديدة، والسبب الاخير غير الدستوري فهو وفاة رئيسها. وهكذا تم اسقاط الحكومة الحالية وقبلها عام 2005 اثر اغتيال الرئيس الشهدي رفيق الحريري وتظاهرات 14 آذار وانسحاب الجيش السوري من لبنان. ولكن لم يشهد لبنان منذ الخمسينيات اي سقوط رئاسي، بل شهد عام 1952 على استقالة الرئيس الراحل بشارة الخوري خلال ولايته الممددة منذ عام 1949، فيما عام 2006 وفي ظل حملة "فل" التي شنها الشارع اللبناني على الرئيس السابق اميل لحود لم يسقط رغم كل المطالبات، وحظي بدعم من أشد مهاجم له في تلك الفترة البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حيث قال حينها: " اليوم الذي نسمح به اسقاط لحود، نكون قد جعلنا اسقاط أي رئيس آخر قاعدة، وبصير حيطو واطي". وبهذا السياق أكد وزير العدل السابق المحامي شكيب قرطباوي في حديث خاص لموقع الكلمة اونلاين ان الآليتين الدستورية لإسقاط أي رئيس جمهورية في لبنان هي عبر تقديم الرئيس ذاته استقالته، او من خلال اتهامه بالخيانة العظمى ومحاكمته في مجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، أما الآلية الوحيدة غير الدستورية فهي الوفاة، معتبراً ان الشعارات التي طالبت بإسقاط الرئيس عون هي شعارات سياسية ولا تطبق قانونيأ وهذا خير دليل على ان الشعب غير واع للمطالب التي ينادي بها.

 

الإبراء المستحيل

المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد/الكلمة أونلاين/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

رأى المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد أن "الإبراء المستحيل" يَصُح أن يكون شعار إنتفاضة الشعب اللبناني على أن يشمل كافة مكونات السلطة قديمها وجديدها.

يبدو أن هذه السلطة الموزعة بين من يتقصد إنكار التحولات التي فرضتها هذه الإنتفاضة في المزاج العام اللبناني، وبين من يتعمد تجاهل تداعياتها المباشرة والمستقبلية على إقطاعيته الطائفية-السياسية، وأيضاً بين من يسعى لتبرئة نفسه أو حيثيته الحزبية من جميع الإرتكابات الفاسدة وتبرير مشاركته مع المرتكبين في إدارة البلاد على المستويات السياسية والإقتصادية والمالية والإنمائية والإجتماعية والمعيشية.. قد فقدت الشرعية الوطنية التي تجاوزت "الشرعيات" الطائفية والمذهبية والحزبية التي وزعت اللبنانيين ساحات متقابلة يتم إستحضارها كلما دعت الحاجة.

لكن الأسوأ أن أركان هذه السلطة الذين راكموا عوامل إنهيار بنية الدولة الإقتصادية والمالية وحتى الإدارية، ما زالوا يعتمدون في مقاربتهم لهذه الإنتفاضة الآليات التقليدية ذاتها في محاولاتهم الخجولة لإحتوائها. والأكثر سوءاً أن هؤلاء لم يجدوا سبباً مقنعاً يدفعهم على الأقل الى تغيير خطابهم السياسي أو تعديل وعودهم الإصلاحية أو البحث عن لغة مشتركة تقربهم من اللبنانيين المنتفضين.

من هذا المنطلق، تبدو تظاهرة "أهل الوفاء" على طريق قصر بعبدا اليوم فِعلاً حزبياً محدوداً لا يرقى الى الحيثية الدستورية التي منحها اللبنانيون لفخامة الرئيس ميشال عون، كما أنه لم ينجح في إستعادة شبه الإجماع الشعبي الذي حمله معه العماد عون كأملٍ لتحقيق مشروع الإصلاح والتغيير المنشود.

كذلك لم يكن الرئيس عون بحاجة الى هذه التظاهرة كي يمنع "إسقاط العهد"، فولايته الرئاسية محمية أولاً بتوازنات سياسية داخلية وإقليمية كانت قد قادته الى سدة الرئاسة ولم تتغير، وثانياً بحُرمٍ كنسي وسياسي ماروني سيتم إستحضاره إذا دعت الحاجة كما حصل مع حملة "فِلّ" ضد الرئيس الأسبق إميل لحود.

أفترض مشهداً سوريالياً بعض الشيء: لو صحونا اليوم على أخبارٍ تفيد بأن فخامة الرئيس أرسل كتاباً الى مجلس النواب يطالب أعضاءه بالعمل في مهلة زمنية لاتتجاوز الثلاثة أشهر لإقرار قانون إنشاء "الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، كخطوة تمهيدية للوصول التدريجي الى قيام الدولة المدنية، وأخبار أخرى أنه أعاد الى المتقدمين الى إمتحانات مجلس الخدمة المدنية وخفراء الجمارك والمعلمين المتعاقدين وغيرهم حقوقهم المكتسبة، وأخبار ثالثة عن تعيين موعد الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس حكومة ودعوته لتشكيل حكومة نظيفة كما قال منذ أيام قليلة، وأخبار وأخبار تلاقي وجع اللبنانيين وآمالهم وأحلامهم بوطن العدالة الإجتماعية والمساواة.. لكان ذلك أشد حباً للبنانيين وأكثر وطنيةً وأفعل أثراً من تظاهرة إنتهى مفعولها بمجرد إخلاء حضورها ساحة الإحتشاد الحزبي.

إسقاط العهد مستحيل، إلا أن الإستمرار بإضعافه وشَلِ قدراته كامنٌ في بطانته، وقد لاتكفي السنوات الثلاثة المتبقية منه لتصحيح ذلك. وإبراء أركان السلطة القدامى منهم والجدد أيضا مستحيل..

 

زعماء لبنان والعراق اعتبِروا من أمراء الطوائف

أحمد عبد العزيز الجارالله/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

العراضات المعلَّبة لا تبني دولةً، والوعود الخُلَّبية لا تكافح فساداً، أو تقضي على مُفسدين، بل إن هذه وتلك تزيد من إضعاف الحكم الخاضع أساساً للغوغاء والمتحالف مع الميليشيات المافيوية المسلحة.

ما فعله الرئيس اللبناني أمس حين تحول طرفاً ضد بقية أبناء الشعب، شاحذاً التأييد من فئة معينة ضد غالبية الللبنانيين، ليس إلا تعويماً في الشكل، وإفلاساً في المضمون، ومن سخرية القدر أن يُرفع في ساحة القصر الجمهوري شعار: “لن تركع أمة قائداها عون ونصرالله” خلال تظاهرة التأييد للرئيس “القوي”، فذلك هو الانتحار بعينه، والدليل القاطع على سطوة دويلة “حزب الله” على الدولة، وبالتالي فلا إصلاح ولا تغيير، كما يزعم الزاعمون. الأمة التي لا تركع هي التي تحميها المؤسسات، ويكون مواطنوها سواسية في الحقوق والواجبات، لا يتحول فيها قائد ميليشيا “نبيا” عند محازبيه، كما هتف أنصار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عراضة تأييد له، ولا يُرغَم شبابها على الاعتذار عن انتقاد زعيم “حزب الله” حسن نصرالله، الذي يحاول بلطجيته تصويره على أنه مقدس، ولا يُرفع رئيس حزب أو تيار إلى مصاف أنصاف الآلهة يمنع المس به أو انتقاده مهما كان غارقاً بالفساد ومولغاً في قهر وإذلال مواطنيه.

هذه الصورة الكئيبة لحال أركان السلطة في لبنان لا تختلف عنها في العراق حيث لم تنفع مسكنات رجال الدين الذين انكشفت أوراقهم، ولا الاستقواء بقناصة الميليشيات الإيرانية في ثني الناس عن التظاهر والاعتصام في الميادين من أجل مطالب مشروعة، هي في الأصل من أبسط الحقوق الطبيعية للإنسان في الدول التي تحترم مواطنيها، ولا يستزلم زعماء أحزابها المواطنين عبر الخدمات.

مكابرة زبانية سلطة الأمر الواقع في البلدين أصابتهم بصمم فلم يسمعوا صوت الشعبين المنادي برحيلهم، كما أفقدتهم القدرة على التبصر في ما يمكن أن تؤول إليه أوضاع بلديهم، فأمعنوا في جعل ناسهم يلحسون المبرد، متعمدين ذلك كي يبعدوا عن أنفسهم كأس المحاسبة المرة، متناسين أن ذلك يزيد من ورطتهم في مواجهة الشعبين اللذين كفرا بالحكام الذين تسببوا بكل هذا الفساد والاهتراء في مؤسسات الدولتين، ما زاد الفقر والجوع والبطالة، فيما الطبقة السياسية تتنعم بخيرات البلدين، او تهبها سرا وعلنية لإيران لمساعدتها على مواجهة العقوبات الدولية، أي أن هؤلاء القادة يقبلون بجوع اللبنانيين والعراقيين كي يحيا رموز نظام الملالي، الذين يواجهون أيضا انتفاضة شعبية مستمرة منذ مطلع العام الحالي. ربما كان على هؤلاء الذين استعانوا بإيران على شعبيهم أن يتفكروا بعبر التاريخ، فينظروا إلى الأندلس حيث تهاوت دول أمراء الطوائف بعدما استقووا بالفرنجة على أبناء جلدتهم، فوقعوا في شر أعمالهم، حين قدَّموا شعوبهم ضحايا على مذبح التشبث بالسلطة إلى أن أصبحوا عراة حتى من ورقة التين، وتشردوا تلاحقهم لعنة التاريخ إلى يومنا هذا.

وهذا ما يحدث اليوم في العراق الذي يحاول زبانية نظام الملالي إخضاع شعبه بالحديد والنار، غير أن الأمر يرتد عليهم، حيث تتحول الهتافات من مطلبية إلى المناداة بخروج جحافل الحرس الثوري، ومقاطعة إيران بالكامل لأنها السبب في ما وصل إليه هذا الشعب الذي أهدرت طبقة سياسية عميلة نحو تريليون دولار من مقدراته، ونهبت ما نهبت محوَّلة أحد أغنى بلدان العالم العربي خرابة. في الحقيقة ما نشاهده اليوم ليس إلا بداية نهاية زعماء ميليشيات سبحوا في بحر دماء الشعبين اللبناني والعراقي لإنقاذ مركب نظام الملالي المقبل على الغرق، لكن طوفان غضب الناس الهادر سيقذف بهم إلى مزبلة التاريخ بينما سيعيد الشعبان كتابة مستقبلهم بأحرف من نور وحضارة وحرية.

 

"أمّة عون ونصرالله" فائض القوّة والحشد... لإخماد الإنتفاضة وتكريس هيمنة الحكم

ابراهيم حيدر/النهار/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

تكشف المشاورات بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أن العهد و"التيار الوطني الحر" و"حزب الله" كانوا يراهنون على إنهاء الإنتفاضة اللبنانية الشعبية قبل أن يقرر الحريري الإستقالة وفرض أمر واقع عليه بالاستمرار مهما كان الثمن وبشروطهم لبقاء التسوية ومعها الحكومة بغلبة سياسية واضحة. لكن الحريري كان يعرف أنه مهدد بموقعه السياسي بعد انفراط عقد قسم من جمهوره، فيما الانتفاضة شملت كل المناطق اللبنانية ولم تستثنه وهو ما عاد قادراً على الحكم، ففُرضت عليه الاستقالة وإن كان أعلن انه استجاب لغضب الشارع. لذا تمكن الحريري من تعويم نفسه وأعاد شد عصب جمهوره السني الذي حاول الدخول الى جانب الانتفاضة، لكنها كانت أيضاً عصية على الاستثمار حين تبين أن الحريري يحمل مشروعاً بحسابات سياسية وبرنامج لا يتبنى مطالب الانتفاضة بالكامل، وإن كان يتقاطع مع بعضها.

حشد رئيس الجمهورية ميشال عون جمهوره ووضع كل إمكاناته في خدمة "التيار الوطني الحر" للنزول إلى الشارع. قدم عون نفسه طرفاً سياسياً وليس في موقع الحَكَم. لافتة واحدة لم تسلط الأضواء عليها، "أمّة عون ونصرالله لن تركع"، وهي وحدها تفسر أهداف هذا الحشد الشعبي أمام قصر بعبدا وتوظيفاته السياسية، وتأكيد أن رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل سيبقى أساسياً في المعادلة والسلطة والحكومة في رعاية "حزب الله". لكن في المقابل، يتبين أن ساحات الإنتفاضة الشعبية لا تزال قادرة على الاستقطاب، وهي وفق سياسي لبناني متابع أحدثت هزّات كبيرة في بنية القوى السياسية والطائفية الحاكمة، فجعلت رئيس الجمهورية كأنه ينطق بشعاراتها لكنه ينسبها إلى مشروعه في "التيار"، ويدعو الى السير وراءه لتطبيقها، فيما وضع "حزب الله" نفسه كأنه صوّب مسار الإنتفاضة، انطلاقاً من تحذير أمينه العام السيد حسن نصرالله المتظاهرين من محاولات الاستغلال أو أن يستثمرها البعض، وكأنه أيضا ينسب الى نفسه انجازاً تحقق بعدم انزلاق المتظاهرين إلى الاقتتال الداخلي والفوضى. لذا يتركز توجه القوى السياسية الحاكمة على امتصاص غضب الشارع وإخماد الانتفاضة نهائياً من خلال الالتفاف عليها واستيعابها بمنطق التشكيك، انطلاقاً أولاً من تفهّم المطالب في مقابل التحذير من استغلالها، ثم تراجع نصرالله عن الكلام الاتهامي بالعمالة ضد الانتفاضة والعمل على إعادة سحب الحريري إلى التسوية وإعادة تكليفه رئاسة الحكومة بالطريقة ذاتها مع بعض التلاوين التي يطالب بها، وهو، أي الحريري، لا يزال حاجة بعلاقاته الدولية للحزب كما للعهد.

الإمساك بالشارع في مواجهة الانتفاضة، يسابق المشاورات لعملية التأليف والتكليف. حشد العهد أنصاره في "التيار الوطني الحر"، ليفرض توازناً أمام الشارع السني الذي خرج مطالباً بالحريري، ولكن بعناوين دعم ما يسميه العونيون البرنامج الإصلاحي للرئيس عون الذي ورد في كلمته الاخيرة لمناسبة مرور ثلاث سنوات على توليه منصب الرئاسة، فإذا بتحرك العونيين يظهر فئوياً وطائفياً ولا يخدم مصلحة عون تحديداً، إذ إنه يوجه سهامه الى الانتفاضة كأنها تطالب باستقالة رئيس الجمهورية. في المقابل، كانت الإنتفاضة تستعيد جمهورها في الساحات بالأعلام اللبنانية، فتكسر الفئويات والاصطفاف الطائفي وتؤكد استمرارها من دون أن تسمح لأي قوة سياسية بتوظيفها أو أخذها إلى مسارات مختلفة عن أهدافها.

وبينما تؤكد الثورة انها عصية على المصادرة والتوظيف والاستثمار السياسي، فهي تقول كلمتها مجدداً في الساحات، بأنها تريد حكومة ثقة تنفذ برنامجاً انتقالياً بإصلاحات شاملة، فيما لا تزال المفاوضات بشأنها تراوح وتشهد مناورات وتسريبات وشائعات واختلاط اسماء. ووفق السياسي أن الحريري يريد أن يعود رئيساً للحكومة رافعاً شعارات الانتفاضة، لكن اعتباره الأساسي هو برنامجه، إذ يسعى الى تطبيق مقررات مؤتمر "سيدر" لجلب القروض، ثم تنفيذ الورقة الإصلاحية التي خرج بها من بعبدا قبل استقالته. ويضع الحريري شروطاً بإعطائه هامشاً من التحرك لتكون حكومته قادرة على الفعل واتخاذ القرارات، وهو يقدم الأمور في التفاوض والمشاروات تباعاً كي لا يحرق كل أوراقه. وفي المقابل، لا يزال الرئيس عون يريد الحريري رئيساً ولكن من دون شروط، وفق ما يقول السياسي المتابع، لذا عندما تُرمى أسماء أخرى فإن هدفها الضغط على الحريري، فيما "حزب الله" يرفض أيضاً الشروط كما حكومة التكنوقراط، ويريدها حكومة سياسية لا تستبعد باسيل، أي أنه يعود الى ما قبل الاستقالة وحتى الى ما قبل 17 تشرين الأول.

النقطة التي يجب التنبه اليها تكمن في شكل رئيسي في موقف "حزب الله"، فبقدر ما يسعى الى مد اليد للانتفاضة بدعوة نصرالله إلى الجلوس ومناقشة مطالبها، بقدر ما يريد إخمادها ونزع ما أحدثته في البلد من تغيير في الولاءات وبينها لدى جمهور الثنائي الشيعي نفسه. وهو يعرف أن هذه الانتفاضة شكلت تحدياً لكل الطبقة السياسية بما فيها "حزب الله" الذي لا يستطيع تحييد بنيته عنها، وهو اضطر الى التراجع عن اتهامها بالتموّل من السفارات وإن بطريقة غير مباشرة. وأمام الحراك المستمر يقاتل "حزب الله" للدفاع عن العهد، ويرفع شعار منع إسقاطه. وفي المقابل يستفيد "التيار الوطني الحر" مع العهد من هذا الموقف، فيستندان إلى فائض قوة "الحزب" ليس ضد الثورة الشعبية مباشرة بل للدفاع عن وجودهما وتبرير كل مواقفهما السابقة واعتبار أن مطالب الحراك هي المطالب التاريخية لهما. لكن الامور لا تحتاج الى كثير من التعمق لنكتشف أن هناك تركيبة سياسية فُرضت على البلد، وقد عرّتها الثورة الشعبية على كل المستويات. المهم، وفق السياسي الخبير، أن الانتفاضة أثبتت أنها لا تزال تنبض في الشارع، وهي قادرة على بلورة قيادة من داخلها حيال تجاهل قوى الحكم وتحالف الهيمنة السياسية على القرار لكل ما جرى في الشارع، ومحاولة "حزب الله" كسر نتائجه سياسياً، فيأتي حشد العونيين في قصر بعبدا ليناقض كل كلام الرئيس في خطابه الجامع وليقدمه طرفاً داخلياً. وسنشهد في الأيام المقبلة محاولات لتوظيف شعارات الثورة ستكون هذه المرة من "حزب الله" والعونيين في محاولة لتشكيل حكومة "سيادية" تستمر في مصادرة قرار الدولة. حكومة تقفز فوق الانتفاضة...

 

لبنان: استعادة الدولة ثم الإصلاح والبناء

سام منسى/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

بعد مرور أسبوعين على الحراك الشعبي غير المسبوق في تاريخ لبنان المعاصر، لا بدّ من الاعتراف أنه أسس حالة جديدة لن تتوقف، حالة قد تخفت لكنها ستبقى حكماً مستمرة.

فهو جمع شرائح اجتماعية متنوعة من كل الطوائف والمناطق، وأظهر نخبة متمثلة بشباب لبناني من الجنسين واعٍ ومثقف في خطابه، تميزوا بدقة إدراكهم لحقيقة الوضع، ولما يريدون لوطنهم، وبتصميمهم على مواصلة الحراك. وهزّ السلطة في لبنان، فبات على المسؤولين من أكبرهم إلى أصغرهم أن يأخذوا بعين الاعتبار دوره وقدرته على تغيير أدائهم. أما الأحزاب السياسية، التي بقيت خارجه، وصلتها الرسالة أيضاً، وأدركت أنّ ما بعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) لن يكون كما قبله، وأن جميعها، التي أدينت أو لم تدن، أصبحت تحت مجهر المنتفضين. حتى «حزب الله»، الذي خوّن الانتفاضة، وانتقدها، وأرسل مواليه إلى ساحاتها لترهيب المحتجين بممارسات غير حضارية وغير أخلاقية، أصيب حتماً بمفاجأة لا يعرف راهناً كيف يواجهها، ولا يزال يدرس سبل احتوائها أو ردعها. وجاء خطاب حسن نصر الله في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) أصدق تعبيراً عن حال الارتباك والرغبة بالاحتواء قبل الانتقال إلى المواجهة.

السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم هو ماذا بعد هذه الانتفاضة؟ الحراك اللبناني استخدم شعار احتجاجات «الربيع العربي»: «الشعب يريد إسقاط النظام»، لكن النظام في الدول العربية التي شهدتها كان له وجه، أما في لبنان، فهذا الوجه غير موجود، وليس هناك من تمثال لإسقاطه! الحراك فعلاً ضد النظام السياسي بأسسه وهيكليته وشبكاته كافة، ومهمته صعبة، خصوصاً لعدم وجود قيادة له، ولعدم وجود معارضة سياسية تدعمه بحكم التوافقية التي تسيّر الحياة السياسية. مهمته صعبة، طالما لم يتم وضع الأصبع على الجرح اللبناني النازف خلف الفساد والتدهور الاقتصادي والاجتماعي، وهو ازدواجية السلطة عبر وجود دولة داخل الدولة، ونشوء سلطة أقوى من السلطة الشرعية.

للإنصاف نقول، إن هذا الجرح سابق لعهد الرئيس ميشال عون، والازدواجية في السلطة بدأت في لبنان منذ عام 1969 مع منظمة التحرير الفلسطينية، وانتقلت إلى السوريين، ومن ثم إلى الإيرانيين ممثلين بـ«حزب الله». أي حديث عن حل للأزمة اللبنانية خارج معالجة هذا الجرح يبقى حلاً تجميلياً، كمثل الاتجاه إلى إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، تشكيل حكومة اختصاصيين وخبراء حياديين ونزيهين. فهل ستتنازل سلطة «حزب الله» عن مكاسبها للسماح بإعادة بناء الدولة في لبنان؟ هل ستساعد «لبنانية» الحزب على استقاء الدرس من هذا الحراك لإحداث تصويب ما في سياسته؟

يقول المراقبون إن هذا الأمر صعب التحقيق. فموقف الحزب مرتبط بموقف وسياسة ومصالح إيران بما يحقق الانسجام بين رؤيتها الاستراتيجية الثابتة، ورؤيتها التكتيكية للحياة السياسية اللبنانية. وقد أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي عن الموقف بشأن ما يجري في لبنان والعراق، معتبراً الحراك الشعبي فيهما مؤامرة، وأن التغيير يجب أن يتمّ ضمن الأطر الدستورية، وهو العارف أن هذه الأخيرة ممسوكة في كلا البلدين بأيدي تابعة لإيران، أو قريبة مما يسمى «محور الممانعة». في كلام خامنئي مؤشر لما سوف يقدم عليه «حزب الله»، وقد أعلن تشبثه بالتسوية القائمة على إمساكه بزمام السياسة الخارجية، وتحديد دور لبنان في العالم، وفي المنطقة، وإلصاقه بـ«محور الممانعة»، وسيطرته على الأمن في الداخل، وأمن الحدود، بينما ينصرف سائر أطراف التسوية إلى الاهتمام بشؤون حياة الناس. وللأسف نقول إن هذه التسوية لم تسقطها الانتفاضة ولا استقالة الحكومة، وطالما أن هذا الموضوع لم يُقارب، ويتمّ تجنبه والدوران حوله، فإن الأزمة اللبنانية بكل تشعباتها مستمرة، لا سيما الجانب الاقتصادي، جراء زج لبنان ضمن محور متهم بالإرهاب، وبمعاداة معظم دول العالم، ويواجه عقوبات اقتصادية حادة لا يتوقع أن ترفع قريباً.

ما هي الخيارات المتداولة أمام اللبنانيين للخروج من التأزم، وما هو موقف «حزب الله» المتوقع منها؟ الخيار الأول هو حلم تشكيل حكومة حيادية فعلاً من شأنها العمل على بناء الدولة عبر هدم ما بناه الحزب من سطوة على القرار في بيروت على مدى سنوات. لن يطلق «حزب الله» النار على نفسه ويقبل بهكذا حكومة. الخيار الثاني هو حكومة جديدة من خبراء واختصاصيين تضع قانوناً انتخابياً جديداً تجري وفقه انتخابات نزيهة تحت إشراف المجتمع الدولي، وتعيد تشكيل الطبقة السياسية. من الصعب أيضاً أن يوافق الحزب على هذه الحكومة.

الخيار الثالث، هو حكومة مطعمة من سياسيين وخبراء تؤلف بشكل يعيد الأمور إلى نقطة الصفر بالنسبة إلى المنتفضين، ويتماشى مع مصالح الحزب.

الخيار الرابع والأقل رجحاناً هو حكومة مواجهة ذات لون واحد، عمادها «حزب الله» وحلفاؤه في لبنان. نحن إذن أمام طريق مسدود، ما لم تتغير الأحوال الإقليمية، وتحصل التسوية الكبرى بين واشنطن وطهران، هذا إذا لم تأت على حساب البلد الصغير بسبب قوة «حزب الله»، والخلل الحاصل في ميزان القوى الداخلي.

إنما، إذا كانت الجهات المناهضة لـ«حزب الله» ترغب فعلاً في الإفادة من هذه الانتفاضة الرائعة لمصلحة لبنان وشعبه، لعل المخرج في ظل الواقع الراهن يكمن في تجميع قواها لتشكيل سد منيع أمام تمدد الحزب وبقائها خارج السلطة دون الدخول في أي تسويات معها، وأن تكون حاضرة كقوة سياسية لبنانية وازنة مؤثرة في تسويات مقبلة قد تحصل في المنطقة. المطلوب بوضوح هو عودة الرئيس الحريري إلى قواعده، دون أن تعتبر استقالته انتقاصاً من الطائفة السنية، بل عودة إلى حضن القاعدة الشعبية الأساسية التي قام عليها، والتي ترفع شعار استعادة لبنان، أي استعادة الدولة. الأمل أن يدرك الرئيس الحريري أنه طالما لا يوجد توازن قوى لصالحه، فالمشاركة ثانية في الحكم مع السلطة الحالية هو عبث وانتحار سياسي مجاني، وأن يدرك أيضاً أن التصرف، وفق ما كان سائداً قبل الانتفاضة، يعني عودتها بشكل أقوى وأخطر وأشرس.

في ظل موازين القوى الإقليمية والدولية الراهنة، المنطق الوطني السليم والعاقل هو في ترك هذه السلطة تحكم وتتحمل المسؤولية. فعندما تشعر أنها عاجزة عن مواجهة الانتفاضة، ومواجهة المجتمع الدولي، ومواجهة قوى أخرى وازنة في البلد، تبدأ مرحلة التفاوض على التسوية العتيدة، والبداية هي استعادة لبنان الدولة، وبعدها يأتي الإصلاح ومكافحة الفساد وتأمين مطالب المواطنين. الإصلاح والبناء من دون استعادة الدولة هو كلام في الفراغ وهدر للوقت والطاقات.

أي حكومة تعجز أن تحكم خارج ما تمليه السياسة الاستراتيجية الأساسية لـ«حزب الله» في المنطقة، وفي لبنان، ستكون غطاءً للوضع القائم ليس إلا، واستمراراً لحالة النكران والشواذ، اللهم إلا إذا أعاد الحزب النظر بسياساته، واقتنع بأهمية نأي لبنان عن نزاعات المنطقة، ورفع غطائه عن الفاسدين في صفوفه وصفوف حلفائه، لأنه وقاعدته لن يبقوا بمنأى عن مخاطر الأزمة الاقتصادية، على الرغم من مكابرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير. لن يخرج لبنان من أزمته الاقتصادية، بحلول تقنية رقمية، بل باستعادة الثقة مع المواطن، التي تتم بعودة الدولة والتوازن إلى حياته السياسية، ورجوعه إلى دوره الدبلوماسي التقليدي الوسطي غير المنحاز، لا في الإقليم، ولا خارجه.

 

من العراق إلى لبنان وسوريا... التهديد واحد ومشترك

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

بينما يهنئ الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه وشعبه بـ«إنجاز» الانسحاب من سوريا، باستثناء المناطق النفطية، تتسابق العواصم الغربية عموماً على التهدئة والتسكين في العراق ولبنان واليمن. الكل يريد تسريع تشكيل حكومات واحتواء التوتر. وبالتالي، الكل لا يرى مشكلة غير تعويض حكومة بأخرى... ولا أحد يريد الإقرار بما تعيشه المنطقة. إلا أنه منذ اندلعت الانتفاضة اللبنانية الأخيرة ضد الطبقة السياسية والفساد، قبل أقل من ثلاثة أسابيع وأدّت إلى استقالة حكومة سعد الحريري، أطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» على اللبنانيين «ناصحاً» وموجّهاً ومتهماً ومهدّداً.

أيضاً، العراق يعيش انتفاضة شعبية مماثلة تطالب باستقالة الحكومة والبرلمان أجّجت المناطق الشيعية في جنوب البلاد ووسطها، سقط فيها قتلى وجرحى، ومزّق خلالها المنتفضون صور علي خامنئي وقاسم سليماني. وللعلم، تشير التقارير إلى أن سليماني انتقل من لبنان إلى العراق قبل أيام ليساهم في احتواء الانتفاضتين وضربهما. في الحالتين، أصابع الاتهام موجّهة إلى جهة واحدة هي القيادة الإيرانية، وهذه مسألة بديهية. إذ إنه من الغباء الفصل بين تدهور الأوضاع المعيشية في بلدين كالعراق ولبنان، عندما يرزحان تحت احتلال ميليشياوي فعلي يحكم باسم طهران. ولئن كان احتلال «حزب الله» السبب المباشر في إفراغ لبنان من الكفاءات، والحرمان من الاستثمارات والموارد، وتغطية الفساد، وتدمير قطاعات الخدمات فيه، فإن احتلال «الحشد الشعبي» وطيف مكوّناته كان ولا يزال وراء امتصاص خيرات العراق وقدراته الاقتصادية الهائلة... بما فيها تسببه في إغلاق 52 ألف مصنع في ظل هيمنة إيران على الاقتصاد العراقي.

دراستان قيّمتان نشرتا في الولايات المتحدة، أخيراً، غطّتا جوانب مما يحصل في العراق ولبنان وسوريا. الأولى للوزير والسفير العراقي سمير الصميدعي نشرها «الأتلانتيك كاونسل» (المجلس الأطلسي)، والثانية عن تزايد تهديد «حزب الله» للدروز في لبنان وسوريا وصدرت عن «الميدل إيست إينستيتيوت» (معهد الشرق الأوسط) بالتعاون مع مؤسسة «إيتانا - سوريا» البحثية.

مما كتبه الصميدعي ما يلي: «يؤمن البعض في واشنطن، رغم الاحتجاجات المستمرة في العراق منذ أكتوبر (تشرين الأول)، بوجوب دعم الحكومة العراقية الحالية ومساعدتها لدى تعاطيها مع مطالب المحتجين المحقّة. وتتراوح المسوّغات لهؤلاء بين «ما هو البديل؟» و«الشيطان الذي تعرفه أفضل من الشيطان المجهول»... إلى «أنها حكومة دستورية منتخبة، وتحدّيها سيعني الفوضى». ويتابع أن هذا التحليل قد يكون مناسباً، لكنه باطل، كونه يتجاهل مسببات تفجّر الغضب الشعبي. إذ إن انتخابات مايو (أيار) 2018 تعرّضت لمقاطعة واسعة، ومع أنه زعم أن نسبة المقترعين بلغت 44 في المائة، يعتقد كثيرون أن النسبة كانت أدنى بكثير. ثم في الشهر التالي، أتلف حريق مشتبه به نصف عدد صناديق الاقتراع، و«صحّحت» النتائج مفوضية انتخابية كان يفترض بها أن تكون مستقلة، لكنها لم تكن.

ويضيف الوزير والسفير السابق قائلاً إن «دستورية» النظام السياسي مطعون فيها في مجالات منها: أن الدستور يمنع التمييز على أسس العِرق والدين والمذهب (بخلاف ما هو معمول به من محاصصة فئوية بالنسبة لرئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان). وأن الدستور يمنع الميليشيا، لكن توجد في العراق ميليشيات عالية ولاؤها معلن لإيران. وأن، النخبة الحاكمة، وهنا العنصر الأهم، حوّلت موارد النفط - التي هي مورد البلاد الرئيس - إلى جيوب النخبة عبر منظومة محسوبية وزبائنية مفصّلة ومتطورة. وبالتالي، لولا اليأس لما خرج الشباب المحتجون ليواجهوا الرصاص الحي.

ويخلص الصميدعي إلى القول إن «الحكومة العراقية، بشكلها الحالي، ورغم كل وعودها وادعاءاتها، لا تملك الإرادة السياسية أو القدرة على توفير الحكم الرشيد».

أما عن دراسة «الميدل إيست إينستيتيوت» فاختير لها عنوان «فرّق تسُدْ: تهديد (حزب الله) المتنامي للدروز». وفيها يقول المعدّون إن أواصر سياسية وعائلية ومذهبية عميقة أتاحت للدروز على امتداد الشرق الأوسط البقاء موحّدي الصفوف تجاه التهديدات الخارجية. إلا أن 8 سنوات من العنف في سوريا وحملة منسّقة من نظام دمشق وحلفائه تهدد راهناً بهزّ واقع الدروز السياسي إقليمياً وتفتيت القوة العسكرية والسياسية لهذه الطائفة. ولقد عملت حملة يشنها «حزب الله» بدعم إيراني على تدمير وحدة الدروز وتأجيج الفتنة والتحريض على العنف في داخلهم، ما مهّد الطريق للميليشيا المدعومة من إيران إلى التمدد داخل محافظة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية بلا معوّقات. ويشرح التقرير أن «حزب الله» يحرّض على الانقسام داخل الدروز من بيروت إلى السويداء عبر مرتفعات جبل الشيخ. ويقول:

- إن نحو 60 في المائة من الميليشيات العاملة في محافظة السويداء حالياً مرتبطة بـ«حزب الله»، والحزب ماضٍ قدماً في التجنيد والتوسّع.

- إن «حزب الله»، ضمن الاستراتيجية الإيرانية، يشنّ حالياً هجومه على الدروز في لبنان وسوريا باتجاهين: في لبنان، العمل على شقّ الدروز وضرب كتلتهم الأكبر (بقيادة وليد جنبلاط) وتشجيع ورعاية منافسين له داخل الطائفة، بل والتحريض على العنف والصدامات في معقل الدروز بالجبل (كما حصل في بلدتي الشويفات وقبرشمون أخيراً).

- في سوريا، يعمل الحزب والإيرانيون على تجنيد ميليشيات من البدو على تخوم السويداء وابتزاز الدروز بها وتشجيع الجريمة المنظمة (الخطف والتهريب والاغتيالات) داخل المحافظة. وفي هضبة الجولان (جبل الشيخ) يعمل على زرع إسفين بين جنبلاط ودروز الجولان.

- في إسرائيل، يسعى «حزب الله» لاستغلال توتر العلاقة بين الدروز من فلسطينيي 1948 والحكومة الإسرائيلية اليمينية (ولا سيما بعد الضجة حول يهودية الدولة الإسرائيلية) من أجل تحييد أبناء الطائفة هناك، ومن ثم مد نفوذه في القرى الدرزية على منحدرات جبل الشيخ المتاخمة للجولان المحتل.

الدراستان، في اعتقادي، على جانب من الأهمية أمام خلفية أحداث العراق ولبنان، وكذلك لدى تذكّر «الممر» البرّي الاستراتيجي الذي تعكف القيادة الإيرانية - وحرسها الثوري - على إنجازه بين طهران وبيروت عبر العراق وسوريا ولبنان.

الجنرال سليماني، الحاكم العسكري الفعلي للدول الثلاث، ماضٍ قدماً في المخطّط يفيده الصمت - أم لعله التواطؤ - الدولي!!

الأمل كبير في أن تدحر معاناة العراقيين واللبنانيين، وإرادتهم، هذا الصمت... المتواطئ!

 

العراق ولبنان والغزاة الجدد

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

الغزاة الجدد في المنطقة هم المؤدلجون الذين تحكمهم أوهام الماضي وطموحات استعادة التاريخ الحقيقي أو المتوهّم، وهم ممتلئون قناعة بأن مجدهم المعاصر يكمن في الماضي، ولذلك فهم في سبيل استعادته قادرون ومهيأون لارتكاب أفظع الجرائم، واقتراف أبشع الخطايا.

الدول التي تتبنى هذا في واقعنا اليوم ثلاث في المنطقة، إيران وتركيا وقطر، وثالوث الشرّ هذا قائم على آيديولوجيا متشابهة، هي آيديولوجيا الإسلام السياسي التي أسستها جماعة «الإخوان المسلمين»، نهاية العشرينات من القرن الماضي، ثم تفرعت عنها جماعاتٌ وتنظيماتٌ وتياراتٌ لا تُعدّ ولا تُحصى.

أدمن النظام الإيراني إذلال شعبه، وتدجينه بالفقر والقهر لأربعين عاماً، وسعى لتأسيس ميليشيات إرهابية توازي قوة الدولة، وتكون مستعدة في أي لحظة للانقضاض على الدولة لبناء دولة الولي الفقيه الموالية لها في الدول العربية التي تمكّنت من التغلغل فيها، تحت غطاء طائفي ومذهبي لا علاقة له بالمذهب الشيعي، وإنما هو سعي محمومٌ للتوسع وبسط النفوذ.

تتركز المظاهرات في العراق في المناطق الشيعية تحديداً، وهي المناطق التي يحكم العراق بأحزابٍ وقياداتٍ تدّعي تمثيل المواطنين فيها، وهي تنتفض اليوم، من أقصاها إلى أقصاها، وتعبّر عن رفضٍ عميقٍ وواسعٍ لكل ما ينتمي للنظام الإيراني ولفكرته المحرّفة في استغلال المذهب الشيعي لأغراض الهيمنة السياسية وبسط النفوذ الإمبراطوري الذي لا علاقة له بالإسلام أساساً فضلاً عن المذهب الشيعي. الوقاحة الإيرانية بلغت حدّاً غير مقبولٍ لدى الشعوب العربية، وتحديداً في العراق ولبنان، إلى درجة أن يخرج الولي الفقيه بنفسه، ويوجه تحذيراتٍ مباشرة لهذين الشعبين بأن عليهما أن يخضعا ويخنعا ويرضيا بالنفوذ الإيراني مرغمين، وإلا فسيسلّط عليهما أذنابه وأتباعه في سدة السلطة بهاتين الدولتين. صراع المرجعيات داخل المذهب الشيعي معروفٌ، فالمرجعية الإيرانية يقودها علي خامنئي، وهي مرجعية تنتمي لتفسيرات الإسلام السياسي الحديثة، وقد تمّت صناعتها تأثراً بالخطابات السنية التي سبقتها في مصر وفي الهند وباكستان، وذلك على العكس تماماً مما استقرّ منذ قرونٍ في المذهب الشيعي، وتوالت عليه المرجعيات قروناً من رفض الخوض في السياسة أو إقامة الدولة، وهو ما تمثله مرجعية السيد علي السيستاني في العراق.

من هنا، جاء موقف السيستاني مستنكراً لهذه الوقاحة الإيرانية في تهديد الشعب العراقي، وأوضح أن مصالح الشعب العراقي ومطالبه بالإصلاح لا يعرفها أحدٌ مثل الشعب العراقي نفسه، ولا يجوز أن يتدخل فيها قائد سياسي لبلدٍ أجنبيٍ، ومدانٌ أي تدخلٍ خارجي في شؤون الدولة العراقية المستقلة. لم يعد أحدٌ في العراق ولبنان يثق بوعود الميليشيات التابعة لإيران، لأنهم رأوا على مدى عقودٍ مدى بشاعة وإرهاب هذه الميليشيات ودمويتها وفسادها، ولهذا أسقط في يد النظام الإيراني، وخرج حسن نصر الله مراراً في الأسابيع الماضية يهدد اللبنانيين، وشرعت بعض الميليشيات الشيعية في العراق في قنص المتظاهرين وقتلهم، قبل وبعد تهديدات خامنئي، واجتماعات قاسم سليماني بأتباعه في بغداد.

نظام الخميني في إيران هو النسخة الشيعية لجماعة «الإخوان المسلمين»، وقد سبق لكاتب هذه السطور وغيره تناول ذلك وشرحه بالتفصيل، وهو أمرٌ بات معروفاً لدى كثير من الباحثين، فالآيديولوجيا واحدة، والأهداف والغايات واحدة، والوسيلة، وهي استغلال الدين للوصول إلى السلطة، واحدة، والآليات هي استباحة كل جرمٍ من قتلٍ وتعذيب وجرائم إبادة ومجازر في سبيل تلك الآيديولوجيا، والوصول للسلطة بأي شكلٍ، والاستمرار فيها ليوم الدين. في تركيا التي يحكمها حزب إسلامي ينتمي لجماعة «الإخوان المسلمين» يراه الجميع اليوم وهو يفتك بالأكراد في الدول العربية بطائراته وقواته المسلحة، ويدعم تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وقد وصل به الحال لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في القضاء على المدنيين الأكراد في سوريا، وثبت عليه استخدام الفسفور الأبيض لحرق الأكراد رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً، دون وازع من ضميرٍ أو رادعٍ من دين، وهو يستخدم آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الكفار المحاربين في شرعنة نكايته اللاإنسانية بمواطنين مدنيين في دولة أخرى. أما قطر، فعلاقتها بالإرهاب أوضح من نارٍ على علمٍ، وقد استمرأت قيادتها السياسية التنكيل والقتل ونشر الفوضى والإرهاب في الدول العربية منذ تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش»، ودعم الميليشيات الشيعية، وصولاً إلى الربيع الأصولي العربي الذي أبيد فيه الآلاف المؤلفة من مواطني الدول العربية المحتجة والمنتفضة، مطلع العقد الحالي، وهي مستمرة في غيها وانحرافها.

تحدو النظام الإيراني أحلام استعادة الإمبراطورية الفارسية، وفرض هيمنتها ونفوذها على الدول العربية، واستحضار الحقد الفارسي القديم على العرب الذين هزموا الفرس في معركة «ذي قار» الشهيرة، ثم أسقطت دولتهم وإمبراطوريتهم كتائب العرب المسلمين في صدر الإسلام، فسيطرت عليهم رغبة الانتقام من التاريخ ومن العرب، حتى اكتمل لهم بناء هذا النظام الشرير الإرهابي الطائفي المعادي للعصر وقوانينه وأنظمته ومؤسساته. وتحدو النظام التركي أوهام استعادة الخلافة العثمانية التي يعتبرونها مجداً تركياً خالصاً وإمبراطورية لا تقل عن الإمبراطورية الفارسية في وقتها، ويسيطر على صانع القرار فيها أنه سيكون خليفة جديداً للمسلمين، وهو يتبنى نموذجاً مبنياً على آيديولوجيا «الإخوان المسلمين»، ويتصف بكل صفاتهم السيئة والمنبوذة، ويستحل في سبيل ذلك كل محرمٍ دينياً، وكل مدانٍ قانونياً في الأنظمة الدولية.

أما قطر، فهي بلا مشروع ولا غاية سوى خدمة هذين المشروعين المعاديَيْن للدول العربية بناء على أحقادٍ شخصية لقيادات مريضة هيّأت نفسها لتكون تابعة للمشروع الفارسي أو المشروع التركي أو المشروع الإخواني، وأثبتت أنها قادرة على الإضرار بالدول العربية والشعوب العربية بخلطة المتناقضات السياسية التي تبنّتها لبرهة من الزمان، ولذلك فبمجرد الانتباه لها ومقاطعتها من الدول العربية الأربع أصبحت دولة معزولة لا قيمة لها في حسابات التاريخ والسياسة. لقد عرفت الشعوب العربية، وبالذات في الجمهوريات المحتجة إبان الربيع الأصولي الإرهابي، أن هذه الآيديولوجيات الأصولية هي آيديولوجيات قاتلة ودموية، وهو ما بدأت تكتشفه شعوب الدول شبه المحتلة من إيران في العراق ولبنان. أخيراً، فإن هذه اليقظة الحاسمة في العراق ولبنان باتت تهدد بشكلٍ قوي كل أشكال النفوذ الإيراني في الدول العربية، وهي قابلة للاستمرار والتوسع، ويخطئ النظام الإيراني إن أصر على مواجهتها بالحديد والنار.

 

السيادة والمقاومة بين تركيا ولبنان

يوسف الشريف/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

شهدت تركيا عامي 1999 و2001 أزمتين اقتصاديتين خانقتين كادتا تدفعان البلاد إلى الإفلاس، وقع ذلك رغم حصول تركيا على الترشيح للعضوية في الاتحاد الأوروبي عام 1999 وتحقيقها انتصاراً عسكرياً وأمنياً كبيراً بإلقائها القبض في العام نفسه على عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي قاد حرباً دامية ضد الجمهورية التركية منذ عام 1984. الأزمتان كانتا نتاج تراكم سياسات اقتصادية قاصرة نتيجة الحكومات الائتلافية قصيرة العمر، وانتشار الفساد المالي في المؤسسة الحكومية والقطاع العام. كان الشغل الشاغل للسياسي حينها هو الحفاظ على بقائه في السلطة والاستفادة منها مالياً قدر الإمكان، أما الخطط الاستراتيجية الحقيقية التي كان من شأنها أن تخرج تركيا من أزمتها، فلم تكن أبداً على أجندة هؤلاء السياسيين بسبب الوصاية العسكرية التي كانت تفرض على أي حكومة سياساتها الخارجية، وأولوياتها الداخلية، حيث كان لا صوت يعلو على صوت الرصاص، في حالة المواجهة مع حزب العمال الكردستاني، الذي عُدَّ الخطر الأكبر على أمن تركيا القومي.

كانت القيادة العسكرية تتحكم وتتدخل في كثير من التعيينات المهمة والقرارات المفصلية، باتجاه أولوية الحفاظ على الأمن القومي والعلمانية الكمالية، حيث كان الولاء يأتي على حساب الخبرة في هذه التعيينات، ما فتح الباب واسعاً للفساد وإهمال المحاسبة. تدخلات الجيش التي أدت إلى إطاحة حكومة نجم الدين أربكان عام 1997، أفضت إلى تشكيل حكومات ائتلافية لا تحظى بدعم الشارع، أولويتها كانت تنفيذ أوامر الوصاية العسكرية، ما حرمها من فرصة حل القضية الكردية سياسياً بعد القبض على أوجلان. لكن صعوبة الوضع الاقتصادي دفعت الجميع بمن فيهم المؤسسة العسكرية إلى مراجعة حقيقية للوضع، فالشارع بدأ يتحرك في مظاهرات تحتج على الفساد والأزمة الاقتصادية، غير آبهٍ بالنصر القومي الكبير على زعيم حزب العمال الكردستاني، وهو النصر الذي ضاع أثره سريعاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، والجيش أدرك أنه مع هذا الوضع الاقتصادي لا يمكنه أن يحصل على السلاح الذي يريد شراءه، ولا الحظوة المالية التي كانت تتمتع بها قياداته، وأن الشارع بدأ يدرك أثر تدخلاته ووصايته على العملية السياسية ومخرجاتها. هنا اضطر رئيس الوزراء حينها الراحل بولنت أجويت للجوء إلى صندوق النقد الدولي مجدداً، لكن الصندوق شرح لأنقرة أنه لا يمكن جذب الاستثمارات الخارجية، بينما القضاء والعدالة غائبان وتحت ضغط التدخلات السياسية والعسكرية، وفي ظل انتشار الفساد وغياب القدرة والنية على المحاسبة. لذا وافق أجويت على شرط الصندوق ابتعاث كمال درويش الذي كان يعمل منذ عام 1977 في البنك الدولي، وزيراً مستقلاً للاقتصاد بصلاحيات واسعة في حكومته كضامن لتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة من أجل إنقاذ الوضع الاقتصادي، وضمان أن القرض الجديد الذي سيمنحه الصندوق لن يذهب إلى جيوب السياسيين أو رجال الأعمال المقربين منهم أو من الجيش. حينها علت أصوات تتساءل عن السيادة والكرامة الوطنية في قبول شرط الصندوق في فرض رجل من التكنوقراط ضابط إيقاع للاقتصاد التركي ومراقباً على أداء الإصلاحات السياسية المطلوبة، وأن درويش هو ممثل «للإمبريالية الرأسمالية الغربية» وأن شروط الإصلاح التي فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي هي خطة غربية للسيطرة على القرار الوطني. لكن على العكس مما توقعه الجميع، تقبلت المؤسسة العسكرية هذا التدخل الدولي، لأنها أدركت أن «الأسد الجائع لا يمكنه أن يقاتل وهو محكوم بسقوط أنيابه ومخالبه مع الوقت». أدركت السلطة الحاكمة في تركيا حينها - بوازع وطني - أن القوة الحقيقية والسيادة والكرامة لا تتحقق في ظل اقتصاد منهار ومواطن عاطل عن العمل غير قادر على توفير حياة كريمة لعائلته، وأن الفقر يدفع المواطن لاختصار معنى الوطنية في توفير لقمة العيش لعائلته دون التفكير في مصلحة غيره أو مصلحة الوطن. كان المشهد غريباً حقاً على شعب عرف بارتفاع درجة «العزة القومية» بين أفراده والتغني بمثالب أجداده وتاريخ الإمبراطورية العثمانية، وهو يقبل ولو على مضض شروط المؤسسات الدولية الاقتصادية والاتحاد الأوروبي لتقديم يد العون والمساعدة. لكن الحكمة غلبت على الشعارات القومية الرنانة، وكان ذلك خيراً على تركيا التي نهضت اقتصادياً من جديد ودخلت بعد ذلك نادي الدول الصناعية الكبرى وأكبر الدول في معدل النمو الاقتصادي، بعد الإصلاحات الجذرية التي أقرها كمال درويش، وسار على خطاها حزب العدالة والتنمية في سنواته الأولى، فسددت تركيا قرض صندوق النقد الدولي، وضاعفت ناتجها القومي، ومكنها ذلك من أن تتحول إلى لاعب إقليمي مهم في المنطقة، حتى يستذكر وزير خارجيتها في تلك الحقبة أحمد داود أوغلو ذلك الوضع بقوله إن «تركيا كانت أشبه بعملاق ذي عضلات لكن معدته خاوية، فلما أصلح هذا الخلل الجسيم عاد للنهوض من جديد». كانت تلك هي الحقبة الذهبية لتركيا وحزب العدالة والتنمية، حتى عادت تركيا بسياسات الرئيس رجب طيب إردوغان إلى ما يشبه حقبة التسعينات اعتباراً من عام 2013. مع عودة انتشار الفساد والشعارات القومية الرنانة ومشروع العثمانية الجديدة، فتوازى تراجع الاقتصاد، مع ما تشهده تركيا من ابتعاد عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وخضوع مؤسسة القضاء للوصاية السياسية، وارتفعت شعارات التحدي للمجتمع الدولي وأولوية الأمن القومي الذي في خطر، حتى باتت تركيا اليوم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة يرى كثير من المراقبين أنها ستكون أسوأ من سابقاتها، وأن ليس في استطاعة حكومة الرئيس إردوغان اليوم سوى العمل على تأجيل وقوع هذه الأزمة، من خلال تدابير آنية قصيرة الأمد تنقذ يومها وتزيد من العبء والخطر على مستقبلها.

أستذكر هذه العبرة ونحن نشاهد اليوم المظاهرات في لبنان، وكيف يدفع حزب الله بأنصاره إلى قمع المظاهرات التي تطالب بإنقاذ الاقتصاد وتوفير الحياة الكريمة للمواطن والقضاء على الفساد. بينما كان الأحرى والمتوقع ممن يرفع شعار المقاومة والسيادة الوطنية أن يكون في مقدمة صفوف المطالبين بالإصلاح الاقتصادي ولو كان على يد تكنوقراط مستقلين يوفرون الظروف والشروط السياسية لوصول الدعم الدولي لإنقاذ لبنان من محنته، فلبنان المفلس لا يمكنه أن يوفر الدعم للمقاومة، واعتماد المقاومة على التمويل الخارجي لا يمكن أن يوفر السيادة ولا الكرامة الوطنية. فجميع حركات التحرر والمقاومة على مدى التاريخ كانت وطنية وبتمويل وطني، ولا يمكن أن تكون أجندة حركات المقاومة منفصلة عن أجندة رجل الشارع والمواطن، وإلا فعمن تدافع هذه المقاومة؟ وبمن تشد أزرها؟ حركات المقاومة والتحرير الوطنية الحقيقية هي التي تدرك أن الاقتصاد هو الرافعة الأساسية لدعمها وبقائها، أما الارتهان للتمويل الخارجي وترك المواطن دون كهرباء وخدمات لرفع النفايات فلا يحقق الكرامة ولا السيادة للمواطن، إلا إذا كان معنى المقاومة المقصود هو مقاومة تغيير الوضع الراهن.

 

ما الجديد في انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

الجديد، أن الضغط على النظام الإيراني لم يأتِ من الشعب الإيراني كما كان متوقعاً، بل جاء من مواطني العواصم المحتلة إيرانياً عبر وكلائها، ولا حاجة إلى القول بأننا لا نحتاج إلى أن نضرب إيران في الداخل ونثير حرباً لا تبقي ولا تذر حتى نحقق أمننا القومي العربي، ونحمي حدودنا، ونكف يد الإرهاب عنا، بل نحتاج إلى أن نزيح إيران عن العواصم العربية الأربع التي احتلها بالوكالة، ومنها تنطلق أيادي الإرهاب التي تعيث بأمننا فساداً، فإن نجحنا في ذلك فتكون أهدافنا قد تحققت وانتصرنا لأمننا.

فقط، للتذكير، وكلاء إيران في لبنان والعراق هم من دربوا الميليشيات البحرينية واليمنية والسعودية، وهرّبوا لها السلاح والمتفجرات، وعقدوا المؤتمرات ضدنا واحتضنوا الهاربين من الأحكام القانونية، وخرجوا في مسيرات تسيء إلى كل من الحكومتين البحرينية والسعودية. وكلاء إيران هم مصادر الإرهاب في عالمنا، وهم قد اختطفوا أربع دول عربية تحيط بنا. الجديد، أن انتفاضة الشعبين العراقي واللبناني هي ضد حكومات تشكلت بضغوط إيرانية من وكلاء إيران ومن تحالف معهم ليشكلوا حكومات تلك الدول. والجديد أيضاً، احتراق كل أدوات الاحتواء التقليدية السابقة من خطاب ديني وإسقاطات تاريخية ورمي الكرة في ما يدّعونه ملعب التآمرات، وغيرها من مزاعم وتهم جاهزة فما عادت تؤثر.

الجديد، فقد المرشد الإيراني علي خامنئي زخمه في القاعدة العربية، ومن ثم تحطمت هيبة المرجعيات الدينية التي تدين بالولاء لخامنئي. الجديد، أنه لم يعد أمام وكلاء إيران إلا توجيه الرصاص لصدور المواطنين من أجل حماية أنفسهم إن أرادوا البقاء في السلطة، فما عادت تحالفاتهما كافية لإقناع الشعبين بإمكاناتهما المعدومة في إدارة الدولة. الجديد المشجع هذه المرة، هو أن عصب عصيان الشعبين العراقي واللبناني كان إلى وقت قريب الحاضنة الشعبية لوكلاء إيران. الجديد، هو خروج شيعة البلدين الذين هم القاعدة التي اعتمدها الوكلاء في القضاء على الدولة الوطنية ورهن مقدرات الدولة في يد النظام الإيراني، والقاعدة التي استندت إليها الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران («حزب الله» وبعض فصائل «الحشد الشعبي») في تقويض سلطة الدولة، من هذه الحاضنة تنطلق الانتفاضة هذه المرة، وهم الذين يحدثون الفارق في انتفاضة هذين الشعبين؛ فطوبى لهما.

الجديد، هو وحدة الشعبين بعد أن تجلى إرثهما العربي الأصيل القاسم المشترك وتجلت الأرض الحاضنة وذابت الفوارق المذهبية والتقسيمات الطائفية في مواجهة المد الإيراني، تلك ضربة قاصمة لإيران استعدت لها حين أوجدت الميليشيات المسلحة لتحمي وكلاءها من مواطنيهم!

«حزب الله» و«الحشد الشعبي» ما وجدا إلا كما وجد «الحرس الثوري» الإيراني قبلهما لحماية «وكلاء إيران» من شعوبهم، هذا هو سبب تأسيس هذا الجيش الموازي؛ فـ«الحرس الثوري» الإيراني هو من قمع الشعب الإيراني حماية للملالي، و«حزب الله» وجّه سلاحه أكثر من مرة للشعب اللبناني، واليوم «الحشد الشعبي» يقوم بالمهمة ذاتها ويوجه رصاصه لصدور العراقيين بلا رحمة.

الضغوط الاقتصادية بسبب العقوبات ضيقت الخناق على هذه الميليشيات، فأربكتها وأضعفت سلطتها في الداخل، والشعبان اللبناني والعراقي انتصرا للدولة العربية القطرية الوطنية؛ لذلك تجد الجيش العراقي مثلاً بين ضغط الأحزاب وضغط الشعوب في مواجهة وكلاء إيران وحراسهم؛ إذ لطالما أهدرت تلك الميليشيات كرامة هذه الجيوش بتحديها السافر لسلطة الدولة. الجديد، أن الشعبين العراقي واللبناني يستنجدان بجيشَي دولتيهما الوطنيين أن يقفا معهما ليتحدا ضد الهيمنة الإيرانية، فلا وزير يعين ولا حكومة تشكل إلا بموافقة إيران، وكانت هذه هي النتيجة؛ حكومة ضعيفة نخر فيها الفساد، معطلة لا تملك قرارها محمية بميليشياتها التي هي جيش آخر يحميها ولا يحمي الدولة ومستعد لتوجيه رصاصه ضد كائن من كان، حتى لو كان مواطن هذا البلد من أجل حماية وكلاء إيران. الجديد، أتت الحرب على إيران من حيث لم تحتسب؛ لذلك ستقاوم إيران قدر استطاعتها فقد استثمرت في هؤلاء الوكلاء الكثير اقتطعته من قوت شعبها الإيراني لتغذية أحلام طاوسية لملاليها، ستضغط، ستأمر وكلاءها بعدم الاستسلام وبالمقاومة، ستأمر بإطلاق الرصاص على صدور شباب الشعوب العربية المتمردة، ستستخدم كل الأوراق رغم احتراقها.. الإسقاطات الدينية، البكائيات، اللطميات، ستحرض تحالفاتها الطائفية كما هي حالة لبنان، لن تستسلم لاستقالة رئيس الحكومة، ستدفع بوكلائها لاستبداله، ستذهب إلى أبعد مدى، فحتى حسن نصر الله نفسه لن يستطيع أن يتنحى حتى لو أراد؛ فذلك ممنوع الآن. اليوم إيران في مأزق ومصلحتها فوق أي اعتبار وستمارس ضغوطها على وكلائها حتى لو اضطروا إلى إحراق البلد.

الرهان على صمود هذين الشعبين وعلى قوة إرادتهما.

 

بغداد... بيروت

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

منذ اختراع التصوير الفوتوغرافي، بدأ نقاش بين الناس: أيهما أكثر تعبيراً، الصورة أم الكلمة؟ في الأحداث الكبرى يجب تأمل الوجوه، أفراداً أو جماعات. أذهلني في الصور الخارجة من بغداد أخيراً، التشابه مع متظاهري لبنان: تشابه الأعمار، تشابه اللباس، وتشابه الهتافات. الفارق الكبير كان موقف الجيش والقوى الأمنية. سقط في العراق ألوف القتلى والجرحى، معظمهم بالرصاص. في لبنان قال سعد الحريري، إنه سوف يستقيل إذا سقط جريح واحد، وفعل. من الغريب أن تسمح حكومة لنفسها بقتل كل هؤلاء المواطنين من دون العثور على نافذة للتفاوض معهم. إنه لدليل انهيار مفزع ألاَّ يبقى لدى الدولة من خيار سوى الرصاص الحي، والرصاص المطاط، والرصاص الرصاص، أي التوتر العصبي وفقدان القدرة على الحكم بالعقل والقانون وحفظ الأمن. إننا أمام تشابهات كثيرة، أهمها فشل النظام العربي الذي تنادي بغداد وبيروت بسقوطه. أفشله الفساد والتردّي وانعدام الرؤية وخفض جميع المستويات والمقاييس: من مستوى المعيشة، إلى مستوى التعليم، إلى مستوى البيروقراطية، إلى مستوى العلاقة بين الدولة والناس. إلى متى تستطيع الدولة أن تهمل أهلها؟ وإلى متى كلما شكوا، تقدم لهم «آلهة» يعبدونهم؟ بعد طول احتقان وقهر وتجاهل ولا مبالاة، لا يعود ينفع شيء، حتى إعلان الطوارئ ومنع التجول، ومشروعات الإصلاح الراكضة بعد عقود من النوم والبلادة، والغطرسة الفارغة. يقال إن العراقيين يشعرون بالحنين إلى مرحلة صدام. دعونا لا نخدع أنفسنا في هذه المحنة الكبرى. الحنين ليس دليلاً على صواب تلك المرحلة، بل على مدى سوء ما أعقبها. الناس لا تتمنى ما مضى، بل تؤكد سوء ما وصلت إليه.

كان يفترض في النظام اللبناني أنه أفضل من جواره: اقتصاد مستمر النمو، ونسبة معقولة من الحريات، ومستوى تعليمي متطور. لكن الانفجار الأخير أثبت صدأه. تنقلت في بيروت أمس فلم أجد سوى محلات تغلق إفلاساً، ولم أسمع سوى شكوى الفقر. واختفى طواويس السياسة خلف الأبواب، ومعهم أوقح أشكال الفساد والسرقة والسطو. مليون ونصف مليون متظاهر في لبنان طوال أسبوعين، وألوف المصابين في العراق، والبحث جارٍ عن حكومة جديدة. حان وقت البحث عن فكر جديد.

 

احذروا العربي القلق... احذروا العربي المُقلق

غسان شربل/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

يجلسُ مدير المخابرات حائراً في مكتبه. واجبه يقضي بأن يُطلعَ الرئيس على الوضع في البلاد. وأن يقترح أفكاراً للخروج من المأزق. لن يستخدم كلمة المأزق في تقريره. يستحسن تفادي الكلمة التي تزعج الحاكم وتوحي له أن الأبواب موصدة ولا يمكن فتحها إلا بتنازلات جدية. وصاحب القرار لا يحب كلمة التنازل. لديه شعورٌ عميق أن الشعب طمَّاع؛ كلما قدمت له تنازلاً طالب بالمزيد.

يفكر السيد المدير ملياً. كانت الأمور أسهل في عهد أسلافه. كانت خريطة الجمهورية بأكملها ممسوكة جيداً. كانت الرواية الرسمية وحدها تحتلُّ الصحف والشاشات التي لم تكن تحتاج إلى من يذكّرها بالخطوط الحمر. وكان الجهاز يعرف ليلاً العناوين التي ستطلُّ بها الصحف صباحاً. هذا إذا لم يكن أسهم في تدبيجها. ولم يكن وارداً نشر ما يهدد النظام العام أو يشكك في صدقية الحكم. الأرقام الاقتصادية كان يجري تطويعها للإيحاء أن العجلة تدور. وأن الحكم ساهر. ويستشعر المشكلات قبل وقوعها ويعدّ لها العقاقير اللازمة.

كان الأمن مستتباً. وحين تبلغ الوقاحة بحفنة متهورة حدَّ الاعتراض علناً كانت العلاجات جاهزة ومتاحة. يستدعى الشخص إلى المقر فيدخله قلقاً أو شبه مستسلم. يتهم بالعمل لأهداف مشبوهة. وإن عاند يتهم بالعمل لمصلحة العدو بقصد أو من دون أن يدري. وسرعان ما يفهم الرجل الذي استقدم بحجة محاورته أن سلامته وسلامة خبزه وعائلته في الميزان فيقرر عدم المجازفة. وإذا كان من الرؤوس الحامية يخضع لعملية تأديب قد تكلفه بعض أظافره وأسنانه. سيخرج الرجل مكسوراً. لا الصحف ستشير إلى ما تعرض له، ثم إن التلفزيون الرسمي مشغول بقضايا أهم.

يفتح مدير المخابرات يديه. هذا العالم انتهى. إذا استدعى الجهاز مراهقاً وعاجله بصفعتين تهبُّ الصحف والشاشات والمواقع. تعليقات وتغريدات. تنهال التعليقات من منظمات حقوق الإنسان وتتلطخ سمعة الدولة. تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات لمظاهرات أو احتجاجات ويغلي الشارع.

ثمة مجرم خطر دخل المعادلة بلا استئذان. يسمونه الهاتف الذكي. قلَّص سلطة الأهالي على أبنائهم. وقلَّص سلطة الدولة على أبنائها. أصعب مواطن في الجمهورية. يسجل ويصور ويرسل كشاهد ورقيب. لا تستطيع الدولة زرع عسكري في كل جهاز لمنعه من الترويج والتواصل. إنه جنرال الاحتجاجات وزعيم المحرضين. كان الجهاز يستميل الكتاب أو يراقبهم أو يزجرهم أو يمنع أسماءهم من التسلل إلى الصفحات. اليوم صار كل مواطن صحافياً وكاتباً. ماذا نستطيع أن نفعل بنهر المواقف الموزعة على «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما؟

كانت إدارة الجمهورية أسهل. حفلة توزيع للحصص على المكونات والمناطق والأحزاب. وكان حجم الحصة مرتبطاً بالولاء الكامل. وكان يمكن استرضاء الناس بالتوظيفات والعقود والمقاعد النيابية والوزارية. وكان كل شيء يخضع قبل إعلانه لمعالجة رسمية؛ بما في ذلك معدل البطالة والتضخم وأرقام الخطة الخمسية. وكان العقاب متيسراً لمن يوزع الشكوك أو يكثر من استخدام علامات الاستفهام.

يطلب فنجاناً جديداً من القهوة. تغير العالم وتغير الناس خصوصاً الشبان والشابات. أفلتوا من أيدي الدولة. يتنادون على وسائل التواصل الاجتماعي ويتدفقون. يقولون كلاماً كبيراً وخطراً. يريدون «إسقاط النظام». ومحاكمة «الطبقة السياسية الفاسدة». وحكومة انتقالية بأسماء «نزيهة وغير ملوثة». وانتخابات حرة وشفافة تحت أنظار مراقبين دوليين. ويقولون أيضاً إن الطائفية ماتت. يخرقون قواعد التخاطب السابقة مع المسؤولين والسياسيين والرموز كأنهم يريدون إعادة تأسيس البلاد بهتافهم «كلن يعني كلن». ويُقسمون أنهم لن يرتكبوا خطأ أهاليهم حين كان يتم إسكاتهم بإطلاق الحساسيات المذهبية والمناطقية أو الوعود البراقة أو التذرع بدقة الظروف التي يجتازها الوطن. يريدون ما هو أخطر وهو «إعادة الأموال المنهوبة». لا يدرون أن توزيع المغانم كان جزءاً من صيغة استقرار.

ما أصعب التعامل مع هذا الجيل الغاضب حين يتدفق أبناؤه في الشوارع يقطعون الطرقات أو يحرقون الإطارات ويوزعون الاتهامات. إن عاجلتهم أجهزة مكافحة الشغب بالغاز المسيل للدموع لمعت صورهم على شاشات العالم وتعاطف المشاهدون مع «انتفاضتهم» أو «ثورتهم». وإن سقط منهم قتيل تحول تشييعه فرصة لإعادة إطلاق الحراك، واستقدام مزيد من الحشود إلى الساحات. كان الخوف حارس النظام والاستقرار لكنهم قتلوا الحارس. ما أصعب التعامل مع جيل «تويتر». التعامل مع الإرهابيين أسهل. ترصد مكالماتهم وتنصب لهم الكمائن وتنهال عليهم بلا رحمة.

لا يمكن تحميل الجهاز مسؤولية ما آلت إليه الأمور. بالغ السياسيون في السطو على مناجم الجمهورية. لم يتركوا فيها ما يكفي لاسترضاء الناس. وتسببوا بصراعاتهم ومناكفاتهم في نشر غسيل الدولة الوسخ على حبال وسائل التواصل الاجتماعي. لقد قطعوا الغصن الذي يقفون عليه.

هذا جيل آخر. تعب من الفقر والدولة المخلعة الأبواب. جيل يريد أن تكونَ كلمتُه مسموعة. يريد دولة عصرية. وقضاءً مستقلاً. ومدرسة حديثة. وفرصة عمل. لا يريد البطالة والاتكاء على جدران المدن. ولا التسلل في «قوارب الموت» إلى أوروبا.

يسأل المدير نفسه: هل أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ولادة عربي مختلف لا يقبل بأقل من العيش في دولة تستحق التسمية؟ هل وُلد جيل جديد في الجزائر والعراق ولبنان؟ جيل لم يعد بالإمكان إعادته إلى بيت الطاعة، سواء بالرصاص المطاطي أو الرصاص الحي. ألم يكن من الأجدى التنبه لتكاثف الغيوم قبل أن تمطرَ احتجاجاتٍ احتجاجاتٍ احتجاجات؟ تأخر الوقت ولا جدوى من العقاقير القديمة والمراهم الدجّالة. لن تنقذ القوة تركيبات انتهت صلاحية استعمالها. لن يوصي بإعلان حال الطوارئ ودفع الجيش إلى الاصطدام بالأنهار المتدفقة إلى الساحات. سيحاول القول إن مرحلة انتهت وإطالة عمرها بالدم محفوفة بالأخطار والعواقب. سيكتب: احذروا الاستخفاف بجيل عربي قلق على مستقبله تحول مقلقاً لحكومات تهدد بإضاعة بلاده. الحل الاستماع إليه لا الانتصار عليه.

 

هل كانت تركيا تعلم بمكان البغدادي؟

إيلي ليك/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2019

بينما يتفحص محللون استخباراتيون أميركيون وثائق إلكترونية وورقية جرت مصادرتها خلال من مخبأ أبي البكر البغدادي، يهيمن سؤال واحد على أذهانهم: كيف تمكن زعيم تنظيم «داعش» من إيجاد ملاذ له في محافظة سورية تسيطر عليها القوات التركية والأخرى الموالية لها؟

وأخبرني ثلاثة مسؤولين أميركيين معنيين بالأمن الوطني أنهم يرغبون في معرفة المزيد عن حجم المعلومات التي كانت لدى تركيا بخصوص مكان البغدادي. ومن بين المهام المهمة المكلف بها الآن الفريق الذي يتفحص المواد التي جرت مصادرتها أثناء الغارة ضد البغدادي وغارة أخرى أسفرت عن مصرع المتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبي الحسن المهاجر، وضع ماهية العلاقة بين الاستخبارات التركية و«داعش». كان الرجلان يختبئان بالقرب من الحدود التركية داخل أراضي سوريا. وعثر على المهاجر في جرابلس، مدينة تقع بمحافظة حلب وتسيطر عليها قوات تركية، بينما عثر على البغدادي في محافظة إدلب، حيث توجد العديد من نقاط التفتيش العسكرية التركية. بالطبع من الممكن أن يكون اثنان من أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى العدالة عالمياً قد تمكنا من الاختباء بعيداً عن أعين تركيا، الدولة الحليفة في «الناتو». إلا أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يتشككون في هذه الفرضية. ولا تقتصر هذه الشكوك على أماكن اختباء البغدادي والمهاجر في سوريا. في بداية الحرب الأهلية السورية، سمحت الاستخبارات التركية لمجندين أجانب من أوروبا وأفريقيا بالسفر عبر تركيا إلى داخل سوريا. في ذلك الوقت، اتبعت تركيا سياسية تغيير النظام في سوريا، ودعمت كثيرا من المقاتلين الجهاديين ضد حكومة بشار الأسد.

ومؤخراً، حددت الحكومة الأميركية مسؤولاً واحداً بارزاً على الأقل في «داعش» باعتباره يقيم في تركيا. وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في أغسطس (آب) 2017 إلى أن وزير مالية التنظيم نقل إقامته من العراق إلى تركيا في وقت سابق من العام. ومثلما أخبرني مسؤول أميركي وثيق الصلة بالسياسة تجاه سوريا، فإن «تركيا فعلت كل ما بوسعها لدعم أسوأ العناصر في الحرب الأهلية السورية».

وأخبرني توم جوسلين، الزميل رفيع المستوى لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن الأتراك كان معروفاً عنهم شنهم غارات ضد المنازل الآمنة ومعاقل تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وقال إنه في أغلب الأوقات وجدت مصادر أميركية أن جهاديين «كانوا يتجولون بحرية»، مما أثار تساؤلات حول حقيقة السياسة التركية تجاه «داعش»، تماماً مثلما دعمت «سي آي إيه» بصورة غير مباشرة عناصر جهادية تقاتل نظام الأسد خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية. بمرور الوقت، اختلفت المصالح الأميركية عن مصالح حليفها، مع صعود «القاعدة» و«طالبان» في باكستان وتنظيم «داعش» في تركيا. وعثر على أسامة بن لادن في أبوت آباد، حيث توجد أكاديمية عسكرية باكستانية عريقة. وعثر على البغدادي في إدلب، وهي محافظة سورية تقع تحت مسؤولية المؤسسة العسكرية التركية. وحتى اليوم، لم تتهم الحكومة الأميركية الاستخبارات الباكستانية بإخفاء بن لادن، رغم أن المؤسسة العسكرية الأميركية تعتقد أن عناصر في الاستخبارات العسكرية الباكستانية تعمل مع «طالبان» في أفغانستان.

لقد دعا ترمب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لزيارة البيت الأبيض هذا الشهر، رغم أن إردوغان قال إنه قد لا يقبل الدعوة بعدما مرر البيت الأبيض قراراً يدين تركيا لدورها في الإبادة الجماعية ضد الأرمن. في تلك الأثناء، انتهكت القوات التركية وقف إطلاق نار سابقاً في شمال سوريا، واستأنفت حملتها ضد المدنيين الأكراد، تبعاً لما ذكره قادة أكراد سوريون. جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد كانت هي صاحبة الفضل في دعم المصدر الذي تمكن من العثور على البغدادي. وربما يكتشف محللون استخباراتيون أميركيون قريباً ما إذا كان الأتراك كانوا على علم بمكانه طول الوقت.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في كلمة الى الحشود على طريق القصر الجمهوري: ادعو الجميع الى الاتحاد لمكافحة الفساد والنهوض بالاقتصاد وارساء الدولة المدنية

وطنية - الأحد 03 تشرين الثاني 2019

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المواطنين الذين احتشدوا على طريق قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، بدعوة من "التيار الوطني الحر" الى الاتحاد "لأن الساحات الجديدة يلزمها دعم وجهاد"، وقال: "كثرت الساحات التي لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى". واعتبر أن "تحقيق اهداف محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وارساء الدولة المدنية يحتاج الى تعاون الجميع وتوحيد الساحات".

كلام الرئيس عون جاء في ختام التظاهرة الشعبية الحاشدة التي غصت بها طريق القصر الجمهوري في بعبدا في مناسبة الذكرى الثالثة لانتخابه رئيسا للجمهورية.

وخاطب رئيس الجمهورية المشاركين في التظاهرة عبر شاشات كبيرة مباشرة من قصر بعبدا. وفي ما يلي نص كلمة الرئيس عون:

"يا شعب لبنان العظيم، اهلي واحبائي، جئتم اليوم لتجددوا العهد. أهلا وسهلا بكم، وأنا أيضا على العهد والوعد. لقد كثرت الساحات، وثار الشعب الذي يعيش عوزا، وحقوقه مفقودة، وفقد ثقته بدولته، وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلها عبر إعادة ثقة الشعب بدولته. كثرت الساحات التي لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى وتظاهرة ضد أخرى. وأنا أدعو الجميع الى الاتحاد لأن الساحات الجديدة يلزمها الدعم والجهاد. فالفساد لا يذهب بسهولة لأنه متجذر منذ عشرات السنين ولا يمكن محاربته إلا عندما تبذلون الجهد اللازم وتساعدوننا على ذلك".

واضاف: "رسمنا خارطة طريق تشمل نقاطا ثلاث، وهي: محاربة الفساد، النهوض بالاقتصاد، وارساء الدولة المدنية. وهذا لا يمكن تحقيقه بسهولة، ونحن بحاجة لجهدكم، والى ساحة تتألف منكم ومن كل الذين تظاهروا لتدافعوا عن حقوقكم. فتحقيق هذه الاهداف هو من حقكم، في مقابل وجود الكثير من المعرقلين ولذلك سنتواصل للإتفاق ونجاهد سويا. جئتم لتقولوا لي نحنا معك، وأنا اقول لكم أنا معكم، ومن خلالكم أرى شعب لبنان كله. واقول لكم أنا أيضا أحبكم، أحبكم كلكن يعني كلكن. عشتم وعاش لبنان".

 

باسيل: الأولوية لتأخير الانهيار ويجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن كرامتنا آدميتنا ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم

وطنية - الأحد 03 تشرين الثاني 2019

وطنية - ألقى رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، كلمة أمام الحشود على طريق القصر الجمهوري قال فيها: "مثلما تواعدنا نحن واياكم في 13 تشرين بالحدت، نلتقي اليوم على طريق بيت الشعب في بعبدا، بمناسبة مرور نصف الولاية الرئاسية لنبدأ بحراك شعبي، لأننا لا نقدر وحدنا من خلال المؤسسات الدستورية فقط ان نحقق التغيير الكامل، وصار لزاما ان تشاركوا معنا أكثر. وقتها أسميتها قلب الطاولة، ولكن الناس سبقتنا وقلبت هي الطاولة.

نحن كنا حذرنا شركاءنا اننا واصلون الى هنا ولا نستطيع ان نكمل هكذا! وأعطينا نفسنا فرصة لـ 31 تشرين! سبقنا الناس وبدأوا، ونحن هنا لا لنناقضه أو نواجهه، بل بالعكس لنكمل سويا فيه".

اضاف: "كثر اعتقدوا انكم غير مبالين بوطنكم، واتت انتفاضتكم لتبرهن انهم ليسوا على حق، حتى لو كانت الموسيقى وسيلة لجذب البعض، انما بقي النشيد الوطني أعلى من أي صوت ثان. أنا تابعتكم لحظة بلحظة وسمعت صوتكم ورأيت الحماس بعيونكم. ارى نفسي فيكم، بالغضب الطالع من حناجركم، نحن مثلكم انتفضنا على الظلم، لذلك نحن لا نظلم أحدا. وبقدر ما شعرت بالغضب الصادق من اكثريتكم، شعرت بالظلم الذي اتعرض له من اقلية بينكم طلب منهم هذا الشيء بتوجيه من الخارج. ومن حرصي على نجاح ثورتكم، اقول لكم: "الثورة هي انتفاضة على الظلم، بس الثورة ما لازم تظلم والا بتسقط".

وتابع باسيل: " ليس عدلا اننا ننظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرة من ضحايا الفساد. نحن من 90 الى 2005 نفونا وعزلونا واضطهدونا وعملوا كل سياسات الهدر والنهب والفساد. وعدنا بقوة حلم التحرير وبقوة القضية التي ناضلنا من أجلها. دخلنا الدولة وبدأنا نضالا من نوع ثان ضد الفساد. كنا وحدنا، وصرنا نعيش الحلم ان نبني دولة، ولم نفقد الأمل ان شعبنا يحقق هذا الحلم، لأن رهاننا هو فقط على شعبنا. اليوم نرى سويا هذا الحلم، لا تقتلوا الأمل بأننا نقتلع الفساد ونبني دولة لأنه اذا عممتم تهمة الفساد، تحمون الفاسدين من دون ان تعرفوا. ماذا يريد الفاسد احسن من ان يتساوى بالآدمي؟ يشوه له صورته بالكذب والإشاعة حتى يصبحوا مثل بعضهم.

اذا اتهمتم الكل، الفاسدين والأوادم، لا نقدر ان نحاسب احدا. هكذا يهرب الفاسدون من الحساب ويصير الأوادم هم ضحية التهمة!

لهذا يجب ان يكون شعار "كلن يعني كلن" للمساءلة وليس للظلم. كلهم يجب ان يكونوا تحت المساءلة ونحن أولهم، وكلهم يجب ان يكونوا تحت المحاسبة إذا كانوا فاسدين ونحن أولهم. ولكن لسنا كلنا فاسدين وزعران، الفاسدون هم من عمروا قصورهم من مال الدولة والناس، الزعران هم من ركبوا الحواجز وأخذوا الخوات وذكرونا بالميليشيا وبأيام الحرب" .

وقال: "أنا تجرأت وكشفت حساباتي من سنتين من دون ان يسألني احد، وبالأمس رفع وزراؤنا ونوابنا السرية المصرفية ودعينا البقية ليفعلوا مثلنا. البعض لا يريد ! تحججوا ان هذا غير كاف. فلتكن البداية، وبعدها تفضلوا باقرار القوانين التي قدمناها عن رفع السرية المصرفية ورفع الحصانة عن المسؤولين والموظفين الحاليين والسابقين الذين تعاطوا بالمال العام، قانون استرداد الأموال المنهوبة يعني سرية، حصانة، استرداد.

نحن رفعنا لمدة 15 سنة شعار "حرية سيادة استقلال" حتى استرددناهم، واليوم نرفع شعار "سرية حصانة استرداد" حتى نسترد أموالنا التي تسد لنا عجزنا. بدل قطع الطرق على الناس، فلنقطع الطريق على النائب الذي يرفض ان يقر هذه القوانين، وعلى السياسي الذي يهرب من المحاسبة، وعلى القاضي الذي لا يحاسب ولا يطبق القانون!

ودعونا لا نقطع الطريق على نفسنا بمطالب سياسية يعجز تحقيقها اليوم، لأنكم تكونون تسرعون بالانهيار المالي. الوقت اليوم والأولوية هي لتأخير الانهيار وليس لتسريعه (بركي منمنعه). فلنطالب بالمحاسبة وهذا يمكن تحقيقه اليوم. لننظف سياستنا وننجو من الانهيار ووقتها نحقق مطلبنا بأن يصبح لدينا دولة مدنية من دون ان نقلب النظام بل بتطويره من خلال دستورنا، ومن خلال انشاء مجلس شيوخ يكون لديه الصلاحيات الكيانية والميثاقية، ونطبق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة التي تسهل حياة اللبنانيين وتنمي مناطقهم. هكذا نبدأ بقانون موحد للأحوال الشخصية وننتقل تدريجيا للدولة المدنية انطلاقا من المادة 95 من الدستور. نحن كنا اعددنا مشروعا كاملا نعلنه بأول مناسبة. هذا فكر ميشال عون، وهذه مدرسته التي تأخذ الناس بإرادتهم للدولة العصرية العلمانية".

اضاف باسيل: "يا أهل الوفاء، نحن اليوم جئنا عند الرئيس عون لنستمد منه الدعم ونشاركه بتطبيق برنامجه الذي أعلنه بنصف ولايته وأول عملية "أيادي نظيفة" يفرضها الشعب هي ان يلزم كل المسؤولين والموظفين، الحاليين والسابقين، بقانون أو من دون قانون، ومن دون حكم قضائي، ومن دون شكوى، بكشف حركة حساباتهم من اول توليهم مسؤولياتهم أمام هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان، وتتشكل إذا لزم الامر هيئة قضائية خاصة يرأسها رئيس المجلس الأعلى للقضاء.

من يكون هناك شبهة بحساباته يحال الى التحقيق واذا كانت أمواله غير نظيفة يحال الى المحاكمة. وليخضع كل من صرح أمام المجلس الدستوري عن أمواله وممتلكاته لمقارنة بين اليوم ووقت استلم مسؤولياته؛ وهذه تكون مكاشفة من نوع ثان للرأي العام.

هكذا يميز الناس الآدمي من الفاسد، ويعرف من خلال القضاء، البريء من المجرم المالي، ووقتها تنفضح الكذبة والإغتيال السياسي المبرمج.

هذا هو التحدي بالآدمية الذي يرفعه "التيار الوطني الحر" أمام كل الناس، وهكذا نذهب الى انتخابات فارزين فيها الأوادم الذين قبلوا من الفاسدين الذين رفضوا، ويعرف الناس ان يميزوا بينهم.

هذا هو دورنا، والدور وقتها أهم من الموقع. الموقع يكبل أحيانا متل ما حصل معنا، الدور يحرر دائما. وفي كل الأحوال الكرامة أهم من الاثنين. وأمام الكرامة لا تهم المناصب. نحن كرامتنا هي آدميتنا. انتم لا تقبلون ولا نحن نقبل ان تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم".

وتابع: "أيها الشباب، نحن لم نخطىء كأن تعايشنا مع الفساد، بل على العكس حاربناه ولم نسكت عن الفاسدين، بل سميناهم، وكان هناك مئة مشكلة معهم، ولكن محاكمتهم ليست مسؤوليتنا بل مسؤولية القضاء الذي يملك الملفات. واعتقدنا اننا من خلال المصالحة، قادرون على أن نحقق الاصلاح، وهنا نعترف بأننا فشلنا بالاصلاح بالتراضي لأن بين الفاسدين شبكة مصالح كانت أقوى من قدرتنا السياسية وحدها، ولكن معكم نستطيع أن نفككها. أخطأنا بأننا التهينا بالعمل والمشاريع وكان همنا الانجاز أكثر من التصدي للذين يكذبون ويشوهون صورتنا ويزرعون في عقول الناس صورة خاطئة عنا. اعتبرنا أن الحقيقة ستظهر مهما كان الثمن وأنها أقوى من الانطباع الخاطئ. وتبين لنا أن هذا الانطباع الناتج من الكذب والإشاعة والاغتيال السياسي، صار حقيقة في ذهن بعض الناس. ولكن تأكدوا أن الحقيقة ستنتصر في النهاية".

وقال: "أخطأنا أكثر عندما استوهلتنا فكرة أننا نصطدم بطائفة بأكملها كل مرة نمس بفساد زعيم لها أو مسؤول فيها، وعندما اعتبرنا ان الحفاظ على الوحدة الوطنية هي أهم من أن نحافظ على صورتنا وندافع عن آدميتنا، ولما اعتقدنا أن مقولة "اكذب اكذب، يعلق شيء في الاذهان"، نستطيع أن نربح عليها بمقولة "اعمل اعمل، بتشيل أي غشاوة من الأذهان". أما الخطأ الأكبر يا رفاقي في "التيار الوطني الحر"، فهو أكثر شيء نفتخر به وبسببه ندفع الثمن الغالي. نتعرض لحملات موجهة ضدنا، بدأها الناس الطيبون "بكلن"، وأنهاها المحركون الأساسيون فينا وحدنا، وانتقلنا من كلن "لوحدن" لأن الهدف من الأساس هو إسقاط العهد وحذفنا السياسي. ولكني أقول أن لا أحد يستطيع أن يلغينا لأننا نحن شعب. يستطيعون حذفنا جسديا والشعب يكمل ولا شيء يوقفنا".

أضاف: "يا رفاقي، خطأنا الأكبر هو فخرنا الأكبر. فخرنا كوني قلت "بأني مش زلمة حدا بلبنان، بل أنا زلمة لبنان". فخرنا أننا قلنا إن وحدتنا الوطنية هي أهم من العالم كله، وأن ثلث شعبنا ليس إرهابيا، وأننا لن نقبل بأن نعزل أي مكون منا لكي لا ينفجر وطننا من الداخل، وأنه مهما كان الثمن علينا لن نكون اداة بيد الخارج. فخرنا التسوية مع مكون رئيسي في وطننا لنحصن بلدنا من دون أن تكون التسوية على الحسابات المالية أو مساومة على حساب الوطن. فخرنا أننا قلنا إننا متعصبون لوطنيتنا وعنصريون في لبنانيتنا ومنفتحون في مشرقيتنا. فخرنا الأكبر أننا عندما قلنا إن اللبناني المقيم والمنتشر هو قبل اللاجىء والنازح، قالوا "النازحين جوا جوا وجبران برا برا". فخرنا أننا لم نتآمر مع دولة خارجية على أولاد بلدنا، ولا تآمرنا مع أولاد بلدنا على دولة خارجية. فخرنا أننا نجحنا بتحويل لبنان الى بلد نفطي على الرغم من رغبات الكثيرين الذين يريدون أن نبقى قاصرين ماليا، ومادين ايدنا اليهم. فخرنا أننا ردينا الميثاقية والشراكة الكاملة بين اللبنانيين وجعلناهم يشعرون بأنهم متساوون بالحقوق وبعزة النفس. فخرنا أننا نرد التوازن باداراتنا ومؤسساتنا واقتصادنا. فخرنا أننا أعدنا وصل المنتشرين بوطنهم وأعدنا لهم حقوقهم في الجنسية وفي الانتخاب. فخرنا أننا لم ندخل منظومة الفساد ولم نشارك بأي صفقة مع الفاسدين، ونتحدى أي أحد يثبت العكس. فخرنا أننا "نعذب" ولا ننصاع ونعاند كل من يرد أن يطوعنا لكي نصبح جزءا من تركيبة سياسية نرفضها، لا تشبهنا ولا نشبهها. قصاصنا كبير لأننا نعرف الكثير ونعاند أكثر، ولكن لا تخافوا لأننا قادرون على أن نتحمل أكثر".

وتابع: "انتبهوا لأن أمامنا أياما صعبة وطويلة. كنا نسابق الزمن لكي نمنع الانهيار، ولكن الفساد والهدر والدين العام سبقونا. نحن قادرون على أن نتحمل لأن أهل الوفا كثر بيننا وأهل الخيانة قلائل جدا في صفوفنا. في الأزمات الكبيرة يا رفاقي، يظهر أمران: الخوف ونستطيع فهمه، والخيانة ولكن لا مبرر لها. نحن جيل عون، ولكي نقدر أن نتحمل الكثير، يجب ألا يكون بيننا خائف ولا خائن. رئيس الجمهورية أمس رسم لنا طريقا نلتزمها ونمشيها لنحقق حلمنا بلبنان".

وقال: "للعماد عون أقول، أنت علمتنا أن كل شي يرخص للبنان ويهون. ول"التيار الوطني الحر" أقول إنني أسمع دقات قلوبكم وأعرف شعور كل واحد منكم، قلت لكم من قبل اننا مقبلون إلى 13 تشرين اقتصادي ونحن الآن في قلبه، ولكن أنتم قادرون على أن تخرجوا منه لأنكم ابناء 13 تشرين 1990، الصمود. وراء كل غيمة سوداء تشرق الشمس، و"التيار الوطني الحر" كان وسيبقى شمس لبنان".

وختم باسيل متوجها لأمه: "أعتذر منك إذ بسببي طالك الأذى وانت لا ذنب لك، ولكنك يا أمي علمتني حب لبنان وان كرامتي الشخصية ليست أهم من كرامة وطني. علمتني ان لا أحد يقدر أن يمس كرامتك الا اذا انت مسستها بعمل شائن. انت تعرفين ماذا ربيت يا امي. تحملت الكثير، إلا أن الوقت كفيل أن يرد لك حقك ويبين الحقيقة".

 

الراعي: أيها المسؤولون لا تخيبوا مرة أخرى آمال شعبنا ولا ترغموهم على العودة من جديد إلى الشوارع والساحات

وطنية/الأحد 03 تشرين الثاني 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية في كنيسة مار جرجس في صربا، بمناسبة السنة اليوبيلية المئة والخمسين لتشييد الكنيسة ولإعادة قراءة الماضي والتخطيط لنظرة مستقبلية للعمل الرسولي في الرعية. عاونه في القداس، النائب البطريركي العام على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا والنائب البطريركي المطران بيتر كرم وكاهن الرعية الخوري فادي سلامة، في حضور رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش والمجلس البلدي والمخاتير وفعاليات مدنية وعسكرية وأهالي البلدة.

والقى الراعي عظة بعنوان "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى18:16) قال فيها "على صخرة إيمان سمعان بطرس بنى المسيح الرب كنيسته. وهي تنمو وتكبر وتنتشر بإيمان أبنائها وبناتها. يشبهها ببيت حجري، لكنها "بيت الله الروحي"، والمؤمنون والمؤمنات "حجارته الحية". يجتمعون في "بيت الله" الحجري ليعبدوه، ويؤلفوا بيته الروحي كجماعة مؤمنة. في هذا البيت الحجري، الذي هو كنيسة الرعية يتاح لكل مؤمن ومؤمنة أن يصبح "هيكل الله الروحي"، بفعل الكلمة، ونعمة الذبيحة المقدسة، وحلول الروح القدس، وطعام جسد الرب ودمه".

اضاف: "يسعدنا أن نجتمع اليوم، كجماعة مؤمنة، في أحد تقديس البيعة وبداية السنة الطقسية، لنحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية في كنيسة الله الحجرية التي هي على اسم القديس جرجس، هنا في صربا، ولنحيي عيد شفيعها ولنختتم يوبيل المئة وخمسين سنة على بنائها. وقد أصبحت كاتدرائية الأسقف عند تأسيس أبرشية صربا، وظلت كذلك بعد أن أصبحت هذه الأبرشية نيابة بطريركية. لقد شيدت هذه الكاتدرائية سنة 1869 بمسعى من خادمها آنذاك الخوري العلامة بولس الأشقر إبن بلدة بجه الجبيلية. إنها تحفة الفن المعماري والهندسة الكنسية".

وتابع: "إني أهنئ باليوبيل سيادة أخينا المطران بولس روحانا، نائبنا البطريركي العام في نيابة صربا، واهنىء سيادة اخينا المطران غي بولس نجيم الذي خدم هذه الرعية ككاهن غيور ثم كنائب بطريركي على النيابة. كما اهنىء كاهن الرعية الخوري فادي سلامه والكهنة معاونيه، ولجنة إدارة الوقف، وجميع أبناء الرعية وبناتها وحركاتها الرسولية ولا سيما اخوية الحبل بلا دنس التي ولدت مع بناء الكنيسة منذ 150 سنة. ونبارك لكل من له تعب في هذه الكنيسة من قريب او بعيد، ونذكر في صلاتنا كل الكهنة الذين تعاقبوا على خدمتها من البداية الى اليوم، ونأمل أن يعطي هذا اليوبيل ثماره الروحية المرجوة. إنه صلاة شكر لله على ما أفاض بشفاعة القديس جرجس من خير ونعم على الأجيال التي تعاقبت منذ التأسيس إلى اليوم؛ وهو صلاة استغفار عما صدر من خطايا ونواقص تجاه الله والناس. وهو عودة إلى الجذور في حياتنا المسيحية والرعائية، من أجل تصويب الحاضر، والانطلاق بمسيرة راعوية معا بخطى متجددة وفقا لمقتضيات الأنجلة الجديدة وأساليبها المتقدمة. كل ذلك وفقا لتوجيهات سيادة النائب البطريركي العام، وتعليم الكنيسة وإرشاداتها".

واردف الراعي: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى18:16). في قيصرية فيليبس، أعلن سمعان بن يونا إيمانه بيسوع أنه "المسيح ابن الله الحي". فحول الرب إسمه إلى صخرة، وعلى صخرة إيمانه بنى كنيسته التي لن تقوى عليها قوى الشر مهما طغت. وعلى شاطئ بحيرية طبرية، أعلن بطرس حبه للمسيح حبا شديدا. وهو حب يعرفه الرب الذي يسبر أعماق الإنسان، فسلمه يسوع رعاية خرافه، النفوس التي افتداها بدمه، وهي البشرية جمعاء (راجع يو21: 15-17).

هكذا يتجلى سر الكنيسة: الإيمان بالمسيح هو أساسها، وتجسيد محبة المسيح رسالتها لدى جميع الناس. الإيمان والمحبة هما ركنا المسيحية وثقافتها ومصدر علاقتها مع الله ومع جميع الناس. في كنيسة الرعية الحجرية نلتقي لنعلن إيماننا ونثقفه وننضجه بواسطة الكرازة الإنجيلية والتعليم؛ ولنجدد محبتنا لله الذي أحبنا حتى جاد بابنه الوحيد، الذي افتدانا بذبيحة ذاته، وغذانا بوليمة جسده ودمه؛ ولنلتزم بشد روابط الأخوة مع جميع الناس، ونجسد محبة الله في أفعالنا وفي مؤسساتنا التربوية والاستشفائية والاجتماعية على تنوعها".

وتابع: "الإيمان والمحبة هما ركنان لحسن استعمال السلطة في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. وإليهما يرمز "سلطان الحل والربط" الذي سلمه الرب يسوع لسمعان بطرس وللكنيسة. عندما قال لتلاميذه: "من أراد أن يكون الأول فليكن خادما للجميع" وشجب في الوقت عينه "تسلط أسياد الأمم على شعوبهم" (مر43:10)، أراد القول إن السلطة هي لخدمة الناس، لا لاستغلالهم، والتسلط عليهم، وإهمال حقوقهم. هذا المفهوم للسلطة يفترض عند الرؤساء والمسؤولين الكثير من التجرد والتواضع والتحرر من الأنانية التي هي أصل الفساد الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وإداراتها، والذي يحميه أصحاب النفوذ ممن هم في السلطة، إذ يغطون فساد جماعتهم. يعلنون وجوب مكافحة الفساد، وعندما يحاول القضاة القيام بهذا الواجب، يتدخلون في عملهم عن غير وجه حق، ويأمرون بالحد من ممارسة صلاحياتهم، وهم بذلك يخالفون أصول المحاكمات بالإفراط في استعمال سلطتهم. إنهم بذلك يقوضون القاعدة الجوهرية لقيام الدول: "العدل أساس الملك".

وقال: "الشباب اللبناني الذي قام بالحراك الحضاري، الرافض للفساد لدى الجماعة السياسية، والمطالب بحكومة جديدة توحي الثقة، وتحقق الإصلاحات اللازمة في الهيكليات والقطاعات، والنهوض الاقتصادي والمالي، والعدالة الاجتماعية، وتضمن مستقبله في وطنه، لا يقبل بأنصاف الحلول، ولا يصدق بعد الآن الوعود. وقد قال بالفم الملآن المعتصمون في جميع المناطق اللبنانية بشبابهم وكبارهم، أن لا ثقة لهم بالسياسيين. فلم يجرؤ أحد من هؤلاء على الانضمام إليهم. الشعب يطالب بحكومة حيادية مصغرة من شخصيات لبنانية معروفة بقيمها الأخلاقية وإنجازاتها الكبيرة، وبتحررها من الروح المذهبية والطائفية والانتماء الحزبي والسياسي. فتباشر للحال في تنفيذ الورقة الإصلاحية. فيا أيها المسؤولون والسياسيون لا تخيبوا مرة أخرى آمال شعبنا، ولا ترغموهم على العودة من جديد إلى الشوارع والساحات، من بعد أن حييتم حراكهم ورأيتم فيه دفعا أساسيا باتجاه وضع الورقة الإصلاحية. وأنتم، أيها الشباب والكبار الذين اعتصمتم كمواطنين موحدين تحت راية الوطن، ومتجاوزين كل انتماء طائفي ومذهبي وحزبي، لا تخسروا هذا المكسب الكبير. أرفضوا كل اصطفاف ينال من وحدتكم، وتصرفوا بحكمة وفطنة تجاه كل من يستدرجكم للعودة إلى الانقسامات الفئوية. فمطالبكم والقضية اللبنانية توحدكم، ولبنان يعلو فوق كل اعتبار، لأنه بدولته القادرة يؤمن الخير للجميع، والخير الفائض. كلهم يخشون نهاية مصالحهم، أما أنتم فتخشون القضاء على بلدكم ووطنكم" .

اضاف: "القديس جرجس، قاتل تنين الوثنية وحامي الكنيسة، ابنة الملك، كما يظهر في صورته، يدعو كل انسان إلى قتل الوثنية التي فيه: وثنية الأنانية والجشع وحب الذات؛ وثنية عشق المال والسلطة، وثنية ما في الدنيا من شهوات؛ وثنية الإيديولوجيات وعبادة الأشخاص. إن ابنة الملك هي الكنيسة والوطن، ومن أجل حمايتهما نحارب تنين هذه الوثنيات" .

وختم الراعي: "إننا نلتمس من الله، بشفاعة القديس جرجس، أن يجعل من هذا اليوبيل موسم خير ونعم، وينصرنا جميعا على تنين الوثنية، ويلهم المسؤولين في إيجاد السبيل الأفضل إلى تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن، حكومة حيادية توحي الثقة لشعبنا وقادرة على القيام بالإصلاح المنشود، والنهوض الاقتصادي والمالي، لخير جميع اللبنانيين. ونرجو بذلك أن يتمجد الله الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

روحانا

وكان المطران روحانا القى كلمة ترحيبية جاء فيها: " في هذه السنة اليوبيلية، لا يسعني إلا أن أشكر الرب في حضرتكم يا صاحب الغبطة، على كل الذين تعاقبوا على خدمة هذه الكنيسة وكل من سعى على قدر طاقته لينهض بالرعية. وأصلي لنكون تلاميذ رسل في خدمة بعضنا البعض، وتحديدا في هذه المرحلة الدقيقة، التي يعاني فيها المجتمع اللبناني من حالة المرض والتفكك في ظل المطلب الاحتجاجي، وإذا استمر التفكك سيحول من دون تحقيق الخير العام المنشود."

وختم شاكرا البطريرك الراعي على حضوره آملا أن ينهض البلد ويعي كل مواطن مسؤوليته وأنه عضو فاعل لأخيه الإنسان.

 

قاووق: لن نسمح للاملاءات الأميركية أن تتسلل إلى الحكومة الجديدة

وطنية - الأحد 03 تشرين الثاني 2019

اعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "أسوأ مشهد رأيناه، هو أن بعض الفاسدين ركب موجة الحراك، وبدأ يوجه ويرشد الحراك ليحمي نفسه، كما أن هناك أحزابا متهمة بالفساد ومسؤولة عما حصل من سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، أخذت الحراك الشعبي إلى معركة تصفية حسابات مع خصومها السياسية، فحولوا الأزمة الاقتصادية الصعبة إلى أزمة سياسية أصعب، ودفعوا البلد إلى الفوضى وخطر الانزلاق للفتنة". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة عيتا الشعب الجنوبية، شدد الشيخ قاووق على أن "الذين خطفوا الحراك الشعبي، يتحملون مسؤولية إحباط الناس، ودفع البلد نحو خطر وانفجار الشارع والتصادم فيه، والذي إذا ما حصل، لا يعلم مداه، علما أننا ما زلنا حتى اليوم نواجه خطر الانزلاق إلى الفوضى والوقوع في الفتنة، وهذا أسوأ بكثير من الأزمة الاقتصادية". وطالب الشيخ قاووق ب "تأييد الحراك الشعبي النقي الصافي الذي يطالب بإصلاحات اقتصادية والنهوض اقتصاديا بالبلد، ولكن السباب والإساءات والشتائم مرفوضة من أي شارع وجمهور أتت، وأما حرف مسار الحراك الشعبي عن أهدافه، فهذا يؤدي إلى إسقاط هذا الحراك، ومعه يسقط الأمل بالإصلاح، وتكون الكارثة الاقتصادية والمالية على الجميع". ورأى أن "المطلوب في هذه المرحلة هو مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية والحياتية، قبل تصفية الحسابات السياسية، فهناك شخصيات وأحزاب سياسية لا يرون أمامهم في هذه المرحلة سوى كيفية تصفية الحسابات مع خصومهم، وليست أولويتهم إنقاذ البلد، وهناك في الخارج من يراهن على تغيير المعادلات السياسية وموازين القوى، أي تحقيق مكاسب على حساب المقاومة والوحدة الوطنية والاستقرار، وعليه يجب أن نكون متيقظين لقطع الطريق على الرهانات الخارجية". وأكد أن "حزب الله يريد حكومة موثوقة، وهو يعمل من أجل حكومة موثوقة قوية تسمع صوت الناس وتعبر عن مطالبهم، وتكون قادرة على النهوض بالاقتصاد، ومحاسبة الفاسدين، واسترجاع المال المنهوب، كما أنه عليها أن تكسب الثقة الشعبية قبل أن تكسب الثقة النيابية، ولذلك فإن حزب الله يعمل ويدعو الى الإسراع في مسار التكليف والتأليف، وما يحصل من تأخير في التكليف، يؤشر إلى صعوبة العقبات في الطريق، فإذا كان التكليف قد تأخر، فكيف يكون حال التأليف، وهذا ما كنا نحذر منه سابقا".وختم قاووق مشيرا إلى أن "أميركا قد دخلت على الخط علنا، وتريد أن توظف الحراك الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية، ولكن موقفنا في حزب الله واضح وعلني، وهو أننا لن نسمح للإملاءات الأميركية أن تتسلل إلى الحكومة الجديدة، ولن نسمح لأميركا أن تحقق في هذه المرحلة ولا في أي مرحلة أية مكاسب سياسية".

 

السنيورة: الحريري هو الأصلح لتولي الحكومة ومطالب الشباب محقة والفساد في معظمه سياسي

وطنية - الأحد 03 تشرين الثاني 2019

أعلن الرئيس فؤاد السنيورة، أن "السابع عشر من أكتوبر يشكل بداية بروز ظاهرة جديدة متمثلة بهذه الحركة الشبابية التي عبرت عن ضيقها ورفضها لما جرى ويجري على مدى السنين الماضية"، ورأى أن "الأحزاب السياسية الطائفية والمذهبية والميليشياوية تعاونت في ما بينها لاقتسام السلطات والنفوذ وخيرات ومنافع السلطة، وكان همها الأساسي اقتسام ذلك النفوذ وتلك المنافع من الدولة وإداراتها ومرافقها، لصالح أفرادها وجماعاتها".

واعتبر في حوار مع قناة "الإخبارية" السعودية، أن "المطالب التي تقدم بها الشباب محقة ونابعة من معاناة شديدة وقلق كبير، وهي في جوهرها تعبر عن رغبة أولئك الشباب والشابات بأن يستعيدوا آليات النظام الديموقراطي الصحيح في ممارسة المساءلة والمحاسبة للحكومة من خلال الدور الذي ينبغي أن يقوم به كل من مجلس النواب والمجتمع المدني". وردا على سؤال، قال: "هذا الوضع المستجد على مدى الأسبوعين الماضيين مهم جدا، ويجب التفكير به واستخلاص العبر والدروس منه، ولكنه في الواقع نتج من الامتناع عن التجاوب والتلاؤم مع المتغيرات التي طرأت وعلى مدى مرحلة طويلة. وكان ينبغي ان تقوم خلالها جميع القوى السياسية والحكومات اللبنانية بالتنبه إلى ما يجري في لبنان وفي المحيط من متغيرات ومخاطر أصبحت جاثمة وأيضا أخرى متراكمة على لبنان بسبب عدد من العوامل والصدمات المحلية والخارجية".

ورأى أن "ما جرى في تلك الأيام الماضية يشكل بداية بروز ظاهرة جديدة متمثلة بهذه الحركة الشبابية التي عبَّرت عن ضيقها ورفضها لما جرى ويجري على مدى السنين الماضية من سوء إدارة للشأن العام، وعدم تنبه الى المشكلات العميقة الوطنية والسياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، ظهر مدى التردي في الأداء الحكومي غير السليم ولا سيما في هذه الحكومة الأخيرة، مما أدى إلى التسبب بتفشي مزيد من الفساد والافساد في العمل الحكومي، ومما زاد الأمور تعقيدا والمصاعب قسوة، أن هذا التقاسم أفقد النظام الديموقراطي الآليات الصحيحة للمساءلة والمحاسبة اللازمة لتصويب وتحسين الأداء الحكومي".

وشدد على أن "فقدان الثقة هي ما يشكو منه لبنان، وذلك ما يحمل معه تأثيراته السلبية الكبرى على الأوضاع الاقتصادية والأوضاع الوطنية والأوضاع السياسية". وقال: "هذه الحركة الشبابية حققت شيئا جديدا غير مسبوق، إذ لم يسبق أن حصل شيء مثله في لبنان في تاريخه الحديث، وللمرة الأولى أصبحت الساحات كلها متصلة مع بعضها بعضا على امتداد لبنان من شماله إلى جنوبه. والجميع أصبح يتكلم لغة واحدة، وبالتالي أصبح أولئك الشباب يعبرون عن رأيهم ورفضهم لتلك الممارسات التي أسهمت فيها الحكومات الماضية، ولا سيما الحكومة الأخيرة التي زادت من حدة الانقسامات الطائفية والمذهبية وزادت من حدة الصراعات والعصبيات الطائفية والمذهبية التي أصبحنا نعاني منها وبشدة في هذه الفترة". وردا على سؤال، شدد على أن "المطالب التي تقدم بها الشباب محقة ونابعة من معاناة شديدة وقلق كبير، وهي في جوهرها تعبر عن رغبة أولئك الشباب والشابات بأن يستعيدوا آليات النظام الديموقراطي الصحيح في ممارسة المساءلة والمحاسبة للحكومة من خلال الدور الذي ينبغي ان يقوم به كل من مجلس النواب والمجتمع المدني. هذه المطالب التي كنت دائما أطالب بها واؤيدها، وذلك بأن يصار الى إنشاء حكومة من اختصاصيين وزراء قادرين على القيام بواجبهم الوزاري بحرفية عالية وأيضا باستقلالية، لكن المطالبة بحكومة اختصاصيين مستقلين وحياديين، لا يمكن أن تنطبق على رئيس الحكومة إذ من غير الممكن ان يتولى رئاسة الحكومة شخص من المجتمع المدني وفورا ومن دون ان تتوافر عنده الخبرة السياسية والإدارية لكي يتولى منصب رئاسة الحكومة بما يقتضيه ذلك من خبرة وتجربة وقدرة على تحمل المسؤولية".

وقال: "لذلك، أعتقد أن الوجه الأصلح ليتولى رئاسة هذه الحكومة العتيدة هو الرئيس سعد الحريري لما اكتسبه من خبرة من جهة، ولما يتمتع به من رمزية وطنية، وأيضا للصلات التي يحظى بها واكتسبها في علاقاته مع المسؤولين في العالمين العربي والدولي ويستطيع أن يوظفها لصالح لبنان واللبنانيين وأيضا للشعبية التي يتمتع بها في لبنان". أضاف: "أعتقد الآن أن لبنان لديه فرصة ذهبية لمحاولة إخراج نفسه من هذا المأزق الخطير، وعلى لبنان أن يجهد من أجل توجيه بوصلته الداخلية لرأب الصدع في التوازنات الداخلية وفي سياسة لبنان الخارجية، وبالتالي هناك حاجة ماسة للعمل فعليا لاستعادة الثقة في الدولة والحكومات والحرص على التمييز في الممارسة من المسؤولين بين فكرتي المصالح العامة والمصالحة الخاصة". وتابع: "موقف سعد الحريري كان موقفا حكيما ومتبصرا في ضرورة الاستماع للشباب، وهو بادر إلى تقديم استقالته. أما بالنسبة للتدخلات مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية، فهناك البعض في دوائر الدولة وبعض المسؤولين فيها ممن يضغطون على الجيش والقوى الأمنية من أجل استعمال العنف في التعامل مع المتظاهرين. يجب ألا ننسى أن قبل ثلاثة أيام تعرض المعتصمون في ساحات الشهداء ورياض الصلح ومنطقة الرينغ، الى هجمة معروف من قام بها ضد أولئك المعتصمين وهم عناصر من "حزب الله" وحركة "أمل". من الطبيعي في هذا الأمر أنه يجب علينا أن نكون واضحين في التعامل مع الشباب إذ يجب ان يكون التعامل من خلال الحوار والتواصل المستمر وأيضا من خلال العمل على إعادة اكتساب الثقة. والكلام الذي سمعته من فخامة رئيس الجمهورية البارحة كلام لا علاقة له بلغة الشباب وما يطلبونه ويتوقعون الحصول عليه وهو كلام أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه من الماضي. الحقيقة أن الرئيس لم يأت على ذكر أي شيء يتلاءم ويتجاوب مع رأي أولئك الشباب وما يريدون تحقيقه وما يشكون منه. وهناك الكثيرون ممن عبروا ان العهد يعتمد تفسيرات خاطئة للدستور كما انه يخالف أحكام الدستور، لذلك يجب ان تبادر الدولة من جديد الى اتخاذ موقف صريح وملتزم لاتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وتوصل الى الصيغة الجديدة للدستور".

ورأى أن "الكلام التهويلي بتحميل الشباب المسؤولية بأنهم هم المسؤولون عن التأخير في إجراء الإصلاحات، ليس في محله بل هو قطعا خطأ، لأن هذه الإصلاحات الكثيرة التي كنا نتحدث عنها على مدى العشرين سنة الماضية، كان هناك وبشكل دائم استعصاء في لبنان وعدم رغبة للقيام بتلك الإصلاحات الإدارية والسياسية والوطنية والاقتصادية".

واعتبر أن "الحكومة الماضية فشلت ولا يمكن محاولة ترميمها، والانتظار أو التوقع انها هي التي سوف تقوم بهذه الإصلاحات لأنها تتكون من اشخاص كان أداؤهم الحكومي سيئا وهم مارسوا الكثير من وضع العراقيل لمنع اجراء الإصلاحات، فكيف يمكن ان نتوقع أداء مختلفا اليوم؟ وبالتالي، المطلوب الآن أن تتولى الحكومة الجديدة إجراء الإصلاحات من خلال شخصيات تتمتع بالجدارة والكفاءة والخبرة العملية، وبالتالي بالثقة والاستقلالية". وتابع: "بالنسبة لإجراء تحالفات، يجب في هذه المرحلة الجديدة ان تتعزز هذه القوى على قواعد جديدة. من هو مع الإصلاح الحقيقي ومن هو ضد الإصلاح ومن هو مع محاسبة الفاسدين ومن هو الذي يريد ان يستمر في التغطية على ممارسات الفساد والإفساد، وعلى الذين يؤمنون بالإصلاح ان يتعاونوا فيما بينهم للقيام بذلك، ففي الاتحاد قوة". وشدد على أن "الفساد في معظمه سياسي، وهو حينما تتعاون القوى الحزبية من أحزاب طائفية ومذهبية وميليشياوية على تقاسم الجبنة وتقاسم المنافع من الدولة لصالحها أو لصالح أفرادها وتمارس التغطية على بعضهم بعضا. يجب ألا ننسى أنه يجب أن يصار إلى محاسبة كل من ارتكب الفساد، وذلك من خلال القضاء المستقل والنزيه". وختم السنيورة: "الآلية الصحيحة هي عندما تعود آليات النظام الديموقراطي لتعمل بحيث يتم من خلالها إجراء المساءلة والمحاسبة الصحيحة والمستمرة لأعمال السلطة التنفيذية. وعندما تعود هذه الآليات الى العمل يكون ذلك بداية الطريق الصحيح لما يسمى قطع دابر الفساد والمفسدين. يجب ألا نغفل هذه الحقيقة الساطعة بأن الفساد هو فساد سياسي أولا وأخيرا في لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 03 و 04 تشرين الثاني/2019/

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

فيديو مداخلة للياس بجاني من قناة i24NEWS Arabic عبر سكايب تتناول آخر التطورات في لبنان بما يخص مجريات الحراك الشعبي بكافة جوانبه

03 تشرين الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80161/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9%d8%a7%d9%8a-24-%d9%86%d9%8a/

https://www.youtube.com/watch?v=FU9niMhLLfw

 

قراءة في هرطقة كلمتي عون وباسيل من قصر الرئاسة

الياس بجاني/03 تشرين الأول/209

http://eliasbejjaninews.com/archives/80152/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%85/

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for November 04/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80166/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-november-04-2019/

 

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For November 03-04/2019 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 18th Day

Compiled By: Elias Bejjani

November 03-04/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/80168/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-november-03-04-2019-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-18th-day/